منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   (رواية) خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t199796.html)

إِنسيَابُ 18-06-15 10:57 PM

خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
السلام عليكم
شلونكُـم آل غَــــــرام ؟ عســاكُـم بخير ؟!


اليُومْ رجعت لكُم بأسلوبْ جديد تماماً ..
و فكرة جديدهْ عن الروآيه السآبقه ..


الأحدآث و الأسمآء من بآب الخيآل و بعيده عنِ الوآقع ..
أمم ترددت بطرح هذهِ الروآية كثيييير و إحترت بين العآمي و الفصحة ..
لأنهُ بكلُ بسآطة أتلخبَط بالعآمي و ما أعرفه كثير ..



ملاحظة : روايتي السآبقة أكملهـــا بعد رمضان بإذن الله

بس يلآه خلينآ نجآزف لأول مره و إذَا ما نجحَـت نقْلب على الفصحة :$




روآيــــة : خذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدك مافيه من يستاهل أشوفه
الكــآتبة : إِنسيَابْ



** الفصْــل الأول **





هدُوء مغيَّم على الغرفة و الجناح بأكملهُ ، منسدحَة على سريرها تطالع صُورته اللي بين يديهاَ بشغَـف و حنين .. الحُب يلمع من بين عيونها و هي تفيضُ شوقاً لهُ، مَـا تبقى الكثير و يجتمعون تحتَ سقْف واحَد.. " سقف الحلال ! "


غمضَت عيونها بسرعة و الباب ينفتح بهدوء، تتظاهر بالنوم عشان ما يزعجوها.. تحتآج لرآحة نفسية قبل رآحة جسدية من هذه الضغوطآت ، و هِيَ مدللة البيت اللي مآ يوقع على رأسها شيء غير الدلال و التَّـرف و الإهتمام!


سمعَت همسآت تقترب منهآ : فآتن أنتِ خبريهآ !

بصوت مرتجْف : مآ آقدر و لله خآيفه يصير لهآ شيء ! تكفين كلميهآ رتيل يمكن تتفهم منك أكثر !

رتيل و دموعهآ تنزل بضعف : وش تتفهَم يآ فآتن ؟ صَعب آزفهآ بخبر يقتلُها قبْل مآ يحييهآ .. يحزنهآ قبل مآ يفرحهآ ، يبكيهآ قبل مآ يضحكهآ بس وش آقول حسبي الله و نعم الوكيل !

ركضَت لخآرج الغرفَـة و هي تكتَـم شهقة إنزلقَت من بين شفتيهآ ، الغصة تخنقهَا و هي تشوف أختهآ تنتهي أمام عيونهآ ، تزفهآ بثوب الحزن بدل ثوْب الفرح ، تنآديها لعآلم الأموآت الأحيآء .. ! تقدَم لهآ قربآن الموت و هي بالحيآة !

للأسف قلبهآ مو بذيك القوة ، مو بذيك القسوة عشآن تخبرهآ و ما لقَّـت حل إلا الهروب و الإنسحآب من الغرفة و الحين وكلَّـت المهمَة لأختهآ الأكبر منهاَ سنـاً " رتيل " لعلَ أن تمهدَ لها طريق البؤسِ بهدوء و عقلانية !

أمَـا بدآخل الغرفة فواقفه بإرتبآك ، تنَـاظر أختها النآئمة بحسرة ، كيف تخبرهآ ؟ و الله لأنهآ بموقف لا يُحسد عليه ، همسَـت وسطَ السكُون من غير صوت المكَـيف : وَعــــد !

عيونهآ مغمضة بشدَة و هي تعطي لأختهآ ظهرهآ ، ما تبغى تسمع شيء ! يكفي صوت البكآء اللي ضَج الغرفة .. يا رب ألطف علينآ !

تجمعَـت الدموع بعيونهآ و نداءات أختهآ البآكية توجعهآ .. وين المهرب ؟ إذا ما عرفت الحين بعرف بعدين ! .. ألتفتت لأختهآ و عيونهآ تلمع : وش فيــه رتيـل ؟

رتيل إقتربت منها و هي تأخذها بالأحضآن و تبكي بقوة ، تبكي على ألمِ أختها اللي ما عرفت للحيآة طعم ، تبكي على مستقبل أختهآ : أوعَــدني أنك مَـا تضعفيـن !

وعَـد و فكهآ السفلي يرجف بقوة من الخوف ، بعدَّت شوي من أختهآ و بصوت متحشرج ، مرتعد : رتيـــل تكلمـي و اللي يرحمَـك لا تفـزَعـني ! وش صـآير ليه تبكيـن ؟

مسحَت دموعهآ بقوة و هي تمسك كَف أختها بحنية : وعَـد .. تَـعرفين أنهُ المَـوت قضـآء و قدر و الوآجـب مآ نسخَـط عليه و لا نعَـآرضهُ ؟

وعَـد و هي تترآجع نحو الوراء و تسحَـب يدهآ بقوة ، صَـرخَـت بفزع : لالاَ ، لا تقُــولين مشعَـل ! تكفيـن يا رتيـل ! صحيـح مو مشعل اللي تقصديـه بكلامك مو ؟ أكيــد شخص ثـآني ! * صرخَــت بقوة * رتيـــــــل ليش سآكته ! تكــذبين علي تبيـن تمزحيــن ! يـلا عآد كشفتَــك ما له داعِ تمثيلـك الخآيس ! * لتضحَـك بجنون * مسحي دمُـوعك ترآ لعبتـك هذه ما تمشي علي !

شهقَــت رتيل و هي تغطي وجههـآ بكفوفهـآ : مشعَـــل عطآك عُــمرهُ !

صمتت برهبَـة و هي تترآجع نحو الوراء حتى صدمَـت بالجدآر ، لتصرخ بجنون .. جنون عآشقة فقدت حبيبهآ ، فقدت الهوآء من حيآتهآ ، أعلَـنت موت روحهآ معهُ : لا تكــــذبيــن ! مشعَــل كلمني و خبرني أنهُ بيرجَـع بعد أسبُــوعين و نسـوي عرسـنآ ! لا تخَــرفين يآ رتيل

توجهَـت لدولابهـآ بسرعه و آخذَت فستـآن عرسهـآ الأبيض و رمتهُ فوق سريرهـآ : هآآ شوفي حتى الفستآن و إشتـريتهُ !

لتركضَ مرة أخرى لمكتبهـآ و هي تبعثره بجنون ، كبعثرة قلبهآ .. ترمي الأورآق من يدهآ و هي تبحث عن رسآلته ، أخذتهـا و هي تحطهآ بجنب فستآنهـا : هآآ شوفي حـتَى أنهُ بعَـث لي صوَر البيــت اللي رآح نسـكن فيه ! ما تصَــدقيني يــا رتيـــل ! ليه تبكيــن ؟ إنتــظري بوريــ..

رتيل و هي تبكي على حآلة أختهآ و شهقآتها تملأ المكـآن .. صرخت عليهآ : وعَــــد يكفــي !

وعَــد و هي تمسك شعرهآ بقوة و تصرخ : لا مـآ يكفـــي ! * غمضَــت عيونهآ بقوة * يـآ نصــابة ما تبينــي أتزوج مشعل ! تبيــن تفرقينآ !

رتيل و هي تصــرخ ببكـآء : فــآتن لحقـي أُختَــك إنهَــبلَــت ! وعَــد إستغفـري ربك ما يجوز السخُـط ! إدعي له بالرحمَـة بدل صيآحـك و صرآخـك !

وعَـد و هي ترميهآ بالكتب المتبعثرة على المكتَب : آآآش يآ مجنُــونة مشعل مآ مَــات تسمعيــن ! مــــآ مــــآت .. آسكــتي يا العـآنس عشـآنك ما تزوجتــي قمتي تهـآيطي بالكلام ! تدعي عليـه بالمُـوت !؟ مــآ تستَــحين !

توجهَـت لهآ و هي تضربهـا كف عشآن يصحيهآ من جنونهآ : ترحمـي عليه إذاَ تحبيــه لا تعذبيــه يا وعَــد !


بالخآرج متكورة على حآلهـا و إيديهآ على أذونهـآ ما تبغى تسمع شيء من صرآخهُـم ، يذكرهـآ بمــوت أمهآ ، مَـآ تبغَـى تعيش الحآلة ذيك من جديد .. أردفت و دموعهآ تنزل بسكوت : يـآ رب أرحمنــآ يا رب أرحمــنآ !

سمعَــت صوت أختهآ اللي تستنجَـد بيها و تنآديها عشآن تلحق أختهآ .. أختهآ اللي يظهَر أنها جُنَّـت تماماً ، وقفت برعشة و ركبها ترجف رجف ، مو قآدره تتمآسك و لا توقف .. !

ركضَــت للغرفة و هي تسمع صوت إنكسار و تحطيم ، شآفت و يا ريتها ما شآفت ، هذه مو أختهآ وعَـد و الله مو هِيَ .. ترمي بكل شيء أمآمهـا ، صرخَـت بأختهَـا : وعَــد وقفيِ !

و لكن لا آذان مصغية ، ترمي بكل قوتهآ ، تفرغ حرقة قلبهآ ، قلبها المحروق بفقدآن الحبيب ، تركها و رآح .. صرخَـت بأختها الثانية التي تجهشُ بالبُكآء على حالة أختهآ : رتـــيل ! رتــيــل يا وجع بدل ما توقفي جنبهآ قمتي تبكين ! سآعَــدني نوقفها خايفه تسوي شيء بحآلهآ .. البنْــت مو مستوعبة وش قآعد يصير !

رتيل و هي تمسح دموعها بقوة و تحآول التمآسك ، الوآجب هي اللي تدعم و تصبر آختهآ بالأخص أنه وعد بمقآم بنتهآ و أكثر .. و علاقتهم كعلاقة الأم بإبنتهآ .. إِقتربت منهآ بهدوء و هي تهمس لفآتن : و اللي يرحمك كلمي أبوي يجي !

فآتن و هي تأشر لها بإيه و نظرها على أختهآ الصغيرة اللي بينها و بين الجنون شعرة وحدة ، الله يصبرك يا بعـدهم ..! همَـست بدعوة صآدقة و إنصرفت بسرعة لغرفتهآ تتصل بأبوهآ عشان يجيهُم .. ! لأنه الأجواء فتعسُر


أمآ بالغرفة ،

إقتربت منهآ بهدوء و هي تضمهآ بقوة و ترمي الكتب من يديهآ .. إقتربت من أذن أختها و هي تهمس لهآ بآيات من القرآن الكريم ، عسى و أن تهدأ هذه الروح المجنونة بها .. فالقرآن دواء الروحِ و آيآته بلسم يخففُ من الجرح .. و بالفعل ما هيَ دقائق حتى ترتمي بحضن أختها و ببكآء يذوب القلب : رآح و مـــا عـاد يرجَــع يا رتيل ! تركنــي !






*********************




توجه للمشفى و قلبه يرجف على إِبن أخوه ، يا رب ما يكون صآير له شيء ..!

هَذا إبنهُ الثاني و آمانة أخوه المتوفيِ ، ما يقدر يتصور الخبر اللي وصلهُ قبل سآعة ، حآدث موته !


ألتفت على ولدُه الوحيد : يوسف ! خبرني يا ولدي وش صآير على إبن عمك !

يوسف بدون ما يناظر أبوه : حَــادث مرور !

أبوه و هو يمسح على وجهه بصدمة : لا إله إلا الله ! طيب وينهُ ! وين جثتهُ * حط يده على عيونه و بحسرة تحرق قلبه* يا أخوي مآ قدرت أحَـافظ على آمـانتك ..

يوسف بوجعِ و ألم ، مسك كَف أبوه : يبه قضآء و قَدرْ ! آآ جثتهُ بعثتهآ السفَـارة قبل سآعتين مع أورآقهُ .. مآ بقى غير إجراءات الدَفن !

مسح دموع تحجرت بعيونه و هو يمشي لدآخل المشفى : آبغـى أشوفه يا يوسف ! يمكن صآر غلط و لخبطـة بالأمُـور ! يمكَـن ما هُـوَ مشعَـل ! * ليردف بلخبطة * يمكـن كلهُ كَــذب !

يوسف نزَل رأسهُ للأرض و هُو يقبض كَـف يدهُ : يبه جثتهُ إحتَـرقت و ملامحـهُ مـا عآدت تظهَـر

بو يـوسف و هُو يحط يدهُ على قلبـهُ بضُـعف : حسبي الله و نِـعم الوكيِـل ! أكيـد هُـم اللي وراء مَـوت ولَـد عمك .. الله لا يسلَـم فيهم و لا يبَـارك لهم بحيآتـهم ! ليـش يسوون كِـذآ بالأوَل أخـذُوا روح أخوي و الحيِــن ولدهُ !

يوسف و هُو يسند أبوه : خلآص يبه لا تعَـب حالـك ! و هذيك الجمـآعة مُرآدهـا تنتهي و تتحـآسب على اللي سوتهُ !

بو يوسف و ضغطهُ مَـا بدأ ينزل : يَـا إبنـي إِذاَ مَـا عليك آمر .. تمم إجراءات الدفـن و تسليم الجثة ! و بعدهـآ خلينـا نشوف ولد عمَـك ! و الله مآ عـآد فيني حيل آقوم !

يوسف و هُو يوجه أبوه و يجلسه على كرآسي الإنتظار : مثل مـآ تبي ! الحيـن أنتَ ريَـح نفسك و مَـآ تعب حالك مُـو زين لصحتك !

آشر له و يديه على رأسهُ ، مو مستوعب وش يصير من حوله .. نآظر ولده الوحيد اللي مشى يسوي الإجراءات ، همَـس بتعَـب : الله يرحمَـك يا ولَــد سلطَـان !

سمع هآتفه اللي يرن بهدوء ، أخرجه من جيب ثوبه و هو يرد بإنهاك يظهر من صوته : آلو !

الطرف الثآني و اللي هي فآتن ، تكلمت بصوت مرتجف : يبه وينــك ؟

بو يوسف بخوف و هو يسمع صوت بنته البآكي : فــآتن وش فيه يا بنتـي ؟

فآتــن و هي تمسح الدموع من عيونهآ : وعَــد بحآلـة هستيريآ يبه ، مو رآضـيه تتقبل الخبر ! مـا أدري وش فيهـآ !

بو يوسف و هُو يقوم من مكـآنه بفزع : وينهـآ رتيل عنكُـم ! لا تخليهآ لحالهآ فـآتن ! أخـاف تسوي شيء بحآلهآ

فآتن : ما تشيل هَم رتيل معهـآ ! بس حـآلتها مآ تسَّـر أبداً .. ليش يسوون كِذاَ !؟ حَــرآم عليهم !

بو يوسف و هو يمسح على وجههُ و بحدَة : و الله لأوريهُـم كيف اللعب ! يظنُـون قتل الأروآح مثل شرب مويه .. و دَم ولد عمَـك مـآ بيروح كِذاَ بيذوقـون الجحيم و هم آحيآء !

فآتن و هي تجلس بطرف سريرهآ : و بنــتك مين اللي يرد لهآ حقهآ و روحهَـآ !

إرتجف قلبه من كلام بنتهُ : الله لا يوفقهم ! لا تحتـآتين حقهآ بردهُ غصَـب عنهم و إِذاَ مآ حصلتـهُ بالدنـيآ تحصلهُ بالآخِــرة إن شاء الله !

فآتن بهمس : إن شآء الله ! يبه لا تتأخَـر ترآ كلنـا محتـاجينك !

بو يوسف : لا تقلقيــن ! أخُـوك يتمم الإجراءات و بعدهـآ نرجع .. و إذ صـآر شيء إتصلي

فـآتن : آوكِ ! يلا يبه مآ آطول عليك بروح آشوف وعَـد مع السلامة !

بو يوسف و رجع جلس بوهن : بحفظ الرحمَــن !



**************************




بطَـرف آخَـر


يُـمسك الهآتف بين إيديه بتوتر و رهبَـة ، عيونه تطآلع بكل الجهآت ..

وصلهُ رد من الطرف الآخر ، ليهمس بلكنته الإنجليزية البحته و كأنه الجدرآن رآح تسمع كلامه : أيهَـا المُــغَـفل ! مَــا الذي فعلتهُ .. لقَـد طلبـتُ مِـنكَ مُـجرد تَـحذيره بإشــارة ما ليبتعد عن دربنــا ليس قتلـهُ !

أجاب الطرف الثآني بتهكم : و هَـل كنتُ أدرك عَـوآقب هذا الحَـادث ! دعـكَ منـهُ فالموتُ هُـو الأنسَـب لهُ .. هُو من بدأ اللعبَ بالنَـار و مَـن يلعب كثيراً لا يسلمُ ، لا تُــقلق نفسك فعَـاجلا آم آجـلاً كَـان سيكتـبُ الموت على جبينـهِ فمشعَـل ليس من النوعِ المتهـآون أبداً !

ضرب كف يده بالجدآر : و مَـاذاَ عَـن التحقيقـآت التي ستجرى ! جميعنـا سنذهب فخبر " كـآن " من وراء غبـائك .. هل هذاَ أيضـا شيء مُـتهاون عليه ؟

إبتسَـم الطرف الآخر بحقـارة و هُو يردف بضمير بآرد : إنقَــطعت فرآمِـل سيآرته فإصطدمَ بإحـد الشآحنَـات فإنفجَــرت سيآرته ! الأمرُ بغآية البساطة بالإضَـافة أن دوريآت الشرطة لن تهتَـم أو بمعنى أصح لن تدققَ بقضيَــة مُـسلم ، مُـبتعث مُـجرد مجريآت سطحيَـة و أُغلِــق ملفُ " مشعَـل إبن سلطَـان " !

ضحـك برآحة و هو يجيب : يا لخبَـاثة تفكيرك ، أحسَـدك على أفكَـارك تلك !

إبتسم ببرود و هو يجيب مسترسلا بجديَّـة : و متَــى ستحضُر إلـى لندن ! لنكمِـل ما بدأنـاهُ !

ضيق من عيـنآه و هو يفكر قليلا ليجيبَ : لنـترك الميآه ترجع لمجاريهآ و من بعدها نسترسل من جديد !



**********************




نهآية الفصل الأولى
رأيكم بهذه البدآية البسيطه

إِنسيَابُ 18-06-15 10:59 PM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
| البَــــارت الثـآنـي .. ! |


مسح دمعة تسللت من عيناه خفية و بدون إستأذان ، قلبه يتقطع مئة مرة و هو يشوف ملامح إبن أخيه المختفية ، ما يظهر منه شيء يبرد الحرقة اللي بداخله ، ما يتضح بملامحه شيء يخليه يحفظه بعقله و يستودعه بقلبه !

ما أقوى قلبكُم و ما أبشع فكركم ، تقتلون الأرواح بضمير بآرد و كأنها دمى تلعبون بها الوقت اللي تبون و لما تمَّلون منهآ ترموهآ و تحرقوهآ ، مآ يدركون أنه النفس عزيزة و قتلهآ بدون سبب مقنع أو حآزم له عوآقب وخيمة ما يتصورهآ عقل !

يحرقون قلبنآ بكل مرة بس هذه المرة مو مثل سآبقتهآ ، سكتنآ مرة بس مآ نسكت مرتين و ثلاث لأنهم حتماً بيتمآدون بفعلتهم هذه ، و ما يسلم من شرهم آحد لا بالحاضر و لا بالمستقبل ، بس وش السبب اللي خلاهم يسوون كِذآ ، ليش يقتلون الأب و بعده الإبن !؟

سمع صوت ولده اللي يبعده بخطوتين ينآديه : يبه خلآص خلينآ نطلع !

ألتفت لإبنه بألم و عيونه تشع وسط الضوء الخآفت بهذه الغرفة : تعآل يا بني سلم على ولد عمك * ليكمل بسرحآن و ذآكرته ترجع لمآضي جمعهم * ترآ كـان دائماً يذكرك بالخير ، يعتبرك بمكآنة آخوه الأكبر و أكثَـر .. حتى أنهُ كـان دائماً يسأل عنك !

يوسف و هو ينزل رأسه بحرقة و الدموع تتجمع بعيونه بقسوة ، قلبه يحترق من كلام أبوه ، ليـش ؟! بـس ليش يا مشعل تكُـون أنـت ولد عمي الله يرحمهُ ؟! ، آآه يا يبه حرقت قلبي آضعآف ما هُو ينزف على الحالة اللي وصلنآ لها ، البـآرح عمي و اليوم ولدهُ و بكـرة أنا اللي أروحْ فيهآ ! ، الدَور رآح يجينـآ وآحد وراء الآخَـر حتى تنتهي هذه العآئلة من جذورهـآ !

ترآجع خطوتين وراء و هُـو يهمس بغصة : مـآ آقدر يبه! مـا أستحمَـل !

و خرج بسرعه من الغرفة و أنفآسه تنقبض و صدره يضيق من المكان كلهُ ، أعصآبه تعبآنه من كل النوآحي ، وش يسوي بحآلته هذه ، أي مصيبة أرتكبهآ من أفكـاره ؟! ، وش حَدهُ يسوي كِذآ ؟! ، رفع كف يده لوجهه و هو يحآول التمآسك عشـان ما ينفجر من تعبهُ ..

سمع صوت أبوه المبحوح وراه ينآديه : خلينآ نستـلم جثتهُ المسآء عشـان نصلي عليه و بعدهآ نتمم إجراءات الدفن !

يوسف و عيونه على الأرض مو قآدر ينآظر أبوه : إن شــآء الله !




___________________




عبرآت تنسكب على وجنتيهآ بصمت و هي تنآظر جسد أختهآ الهآمد بسكون ، تطآلع الفرآغ بدون وعي ، غائـبة عن هذه الحيآة تمامـاً ، جسد بلا روح ..!

مسحَـت على شعرهآ بحنية الأمِ و هي تهمس لهآ : وعَــــد !

إنتظَـرت رداً منها أو حتى نظرة بسيطة و لكن بدون جدوَى ، غآرقة بعالم بعيد عن الوآقع ، آآه يا وعَـد ، الله يصبَـر قلبَـك و ينزل عليك السكينَـة خائفة يكون هذاَ الهدوء تأشيرة لقدوم العوآصف بعده !

رفعت نظرهآ لفـآتن اللي تنـآظر وعد بألم ، همـسَـت لها و هي تقترب منهم : مو بوعيهـآ ؟

رتيل إكتفت بأن تهُز رأسهآ إيجَـاباً : كلمـتي يبه ؟

فـآتن و هي تجلس بجنب رتيل : إيه كلمتهُ و خبرني أنهم بيتممون إجراءات الدفَـن و بعدهآ يرجعون !

وعَــد و هي تهمس لهم بسرحآن : ليــه ميـن مآت ؟

رتيل إسترسلت الكلام و هي تأشر بعيونهآ لفـآتن عشان ما تتكلـم و تلتزم الصمَـت : مـا أحَـد يا عيوني ! أحَـد أصدقآء أبوي من بعيـد توفَـى ! هذه كل السآلفه !

وعَـد و عيونهآ على جدرآن غرفتهـا : آهـا الله يرحمــهُ ..

فآتن و هي تهمس بأذن أختهآ رتيل : رجعَـت لهآ حآلتهـا السآبقة ! خآيفه يصير لهآ شيء !

رتيل و هي تنآظرها بتوجس : بسم الله عليهآ لا تخآفي ! تتعود بس الحين مو مستوعبه شقآعد يصير من حولهآ ، خليهآ لِين تهدَى و يجي يبه و بعدين نفآتحها بالموضوع من جديد !

وعَـد و عينآها على فستآنها المعلق بالدولاب : يالله ! أسبُــوعين و نجتمع ببيت وآحَـد ! منتظره يوم العَـرس على جمَـر ، مـآ فيه أحسَـن من أنك تتزوجيـن شخص تحبيه و تبيه ، رتيل تـرآ أبي زفـة محترمه و هيكْ و فآتـن خليك بقربي عشـآن بعدهآ نقوم نهز لنا شوي ، و ما عليك من النآس المهم الوآحـد يستـآنس بليلتـهُ ، و بعديـن رتوول لا تنسـي تحجزي الكوفيرآ و خليهـآ تجي بدري و يووه نسـيت أكلم شوق الخـآيسه تجيب معهآ الطرحه !

فآتن و هي تنآظر أختها بريبة ، بصدمة ، ترآجعت نحو الوراء و هي تكلم رتيل بخوف : رتــيل ! خلينـآ نكلم أبوي البنـت إنهبلَــت!

رتيل و دمُــوعها تنزل بصمت على حآلة أختهآ المتدنية و المتعسرة أكثر من السآبق ، أصبحت تهذي بأشياء حدثث و أكتملـت ، لأنه فآتـن حجزت الكوآفيـره و شوق أعطتهـآ طرحة فستآنهـا قبل يوميـن ، شكلهآ فآقده لذآكـرتهآ كله مو بس وعيهـآ ! يا رب لا تفجعنـآ بهذه الصغيرَة .. !

نآظرت وعد المتضع رأسها على فخذِ أختهآ : وعَــد حبيبتــي إرتآحي الحيـن عشآن تتجَـهزين لعرسَـك ، يـلا نآمـي و إذا جـاء العصَـر قومتـك تجلسين معنـآ آوكي ؟

وعَـد و هي تبعَـد رأسها من حضن أختهآ بإستيجآبه لتتوجه لسريرهآ ، غمضت عيونهآ بتعب ما تدري وش أصله بس ودهآ تنآم و ما تقوم أبداً ، الضيقة ملازمتها بس ما تدري وش سببهآ ، ضمت الوسادة لحضنهآ تحت أنظار إخوتهآ المستغربين و المتألمين لحالة أختهم ، تكلمت بهمس وجع قلبهم زود : تعــبآنه كثيير !

رتيل و هي تشغل المسجَـل على سور البقرة ليبث صوت مـاهر المعيقلي بأنحاء الغرفة و يبث السكون و الهدوء بالأنفس : سـلامتك من التعب عيوني ! نـآمي الحين و لا تفكرين بشيء ..

سحبت أختها فآتن المفهية بوعد و تطآلعها بربية و دهشة ، دفتها برآ الغرفة و طلعت معها و هي تسكر الباب من ورائها ، هتفت فآتن بمعارضة شديدة : رتيل وش تسـوين ! أبوي وصآنـا ما نخليهآ لحالهآ ، أمكَـن تسوي شيء بعمرهـا ؟ البنت مو بوعيهآ و صـآرت تهذي بكلام يدوخ العقل !

رتيل و هي تمشي معهآ و تمسح دموعهآ : و لهذا السبب خليتهآ لحآلها ، طيب هي مو مستوعبه الأمر و الحين إذا نآمـت يمكن تسترجع وش صآر و تستدرك اللي قآعد يصير من حولهآ و لحآلها بتعرف و تقتنع ، مو لازم نضغط عليهآ يمكن يصير لهآ شيء بعقلهآ أو يظهر عليهآ مضـاعفآت بالأعصآب تخليهآ تنفجر أكثر من السآبق .. متأكده أنه لمآ تقوم يمكن يرجع لها عقلهآ

فآتن و هي تكتف يديها تحت صدرها بسخرية : الله الله ! طبيبة نفسية على غفله !

رتيل و هي تتنهد بصمت : تتمَــسخرين يا فآتن ! الله يهديـك بس ، بروح آتصَـل على عمتي شكلهآ ما تعـرف بالموضوع ، و أنــتِ خليك بالقُـرْب يمكـن نحتآجك !

فـآتن و هي رافعه حآجب و منزلة الآخَـر : تحتَـاجوني غصَـب عنكُـم !

و مشَت لغرفتهآ بسرعه بدون ما تهتم لأختهآ الوآقفه أمامهآ ، عقدت رتيل حآجبيهآ بإستغراب من تصرفآت فـاتن الحَـادة نآحيتهآ و نظرآتهـا اللي تخبي وراهـآ الكثير ، كلامهآ اللي صـآرت تقطه بدون حسآب و لا عقل ، معآملتهآ تغيرت تماماً على السآبق وش صـآير معهآ ، شحبَـت ملامحهآ بخَـوف : يــآ رب مـا تكُـون عرفَـت بالسـآلفة و الله لأروح فيهـآ !




____________________



بِأحدى حآنـات لندن المكتظة ليـلاً !


يجلس بإسترخآء على إحدى كرآسيها و كأس من ذلك السُم الهآري بين يديه ، يشربه بإستمتآع و عيونه ترقص فرح من الخبر اللي وصلهُ منذُ دقائق : كفُـوو حــاتم ! خلينآ نمشي على هذا الأسـآس .. ندمرهُم واحَـد واحَــد لينْ يعرفُـون وش ممكِـن آل عبـد الرحمَـن يسوون ، و الله لأطلـع ذآك الحــادث من عيونهم !

حـاتم و هُــو ينآظره بعُـمق : وش نسوي بالمُـغَـفل الثآني طـال عُـمرك ؟!

إتسعَت إبتسآمتهُ الخبيثَه : خلينآ نستغلهُ مدآمه على نيـاته الصآفيه ، و لمَـا يخلص شغلنآ معهُ يلحَـق البآقي بس بطريقـه مختلفة ، هذه هي النقطة المهمة اللي نقدر نضربه بهآ ، ننهــيه بس بطريقتي الخآصة ..أخليـه يشتهي المُـوت و هُـو حي ! ، مُـو هُو اللي يغدَر و أمشيهآ لهُ .. مثلهُ مِـثل غيره !

حآتم و إبتسآمة الإنتصآر تعلو ثغره : و بنـــآتهُ ؟

ضحك بإستمتاع : الصغيـرة و قضينآ عليهـا خليهآ تموت بحزنهآ على حبيب القَـلب ، الكبيـرة و أنهينـآ مستقبلهـآ ! وش بقَـى ؟

حـآتم و هو يتعمق بالتفكيـر : أظـن أنهُ له بـنت أُخـرىَ ! يمكـن إسمهآ فـآتن و لا آفنـآن مو متأكد ! بعديـن أطلِّع على ملفهُـم !

إرتشف الطرف الثآني من كأسه و هو يردف : خلي الأمُـور تهدَى شوي و بعـدين نفجر القنبلَـة على بنتهُ البـآقيه

ليجيب حاتم بضحكة صخبت المكان : أنــا أشوف نخليهـآ مِسْـك الخآتمـة عشآن بو يوسـف نجلط مرة وحدة من تربيتهُ الصآلحـة !

ضحك بحقآرة العآلم كلهُ ، و يردف بضمير من جليد : آآخ عليـك أفكـار أخبَـث من الخـبآثه نفسهآ ! خليـه يشوف نِــعم تربيتـهُ بأولادهُ !




__________________





تجلس على سريرها بتعب و عيناها تذرف الدموع بدون إنقطاع ، ما هذه الحالة التي وصلنا بها ! ، بات كل شخص يعاني بصمت بعيد عن الجميع ، بعد فقدان أمي تغير أوضاع هذا
المنزل ، و كأنه منزل بدون جدرآن ، أجساد بدون أرواح تتنقل بجنبات البيت ، مشاعر تبلدت برحيل أساس العائلة و المنزل ..

جميعنا ننهار الواحد تلوى الآخر ، و أولهم أنا ، إنهرت و تدمرت و تدمر كل شيء يخصني و يخص حياتي ، أَنهيتُ حياتي بكلتا يداي و إشتريت موتي بأفكار عقلي المنحرفة ، فقدتُ أغلى ما يمكنُ فقدانهُ بسبب طيشي و إستهوائيِ ، إتبعتُ طريق لا تؤدي إلا لهاوية من جحيم ..

شدت شعرها بقهر و هي تعاتب نفسهآ بضمير مشتعل يأبى السكون و الهدوء ، يحرقها باليوم مئات المرات ، لَوْ فقط إستعانت بقلبها لا عقلها ، و لكن ما محل " لَوْ " بالحاضر و بين المستقبل ، مُجردُ أداة لا تفيدُ و لا تُغير من الواقعِ شيء ..

ما سيكُون تبريرها ؟ ، كيف ستدافع عن جريمتها هذه ؟ ، كيف ستنقذُ نفسها من براثين و ألسنة المجتمع ؟ ، هل ستسطيع الإستمرار بعد نفوذِ سرها و فضيحتها ؟

يوسف سيمسح بجثتها قاع الأرضِ و يجعلها عبرة لمن لا يعتبر ، أبوها الرئيف و الحليم سيقف ضدها و يمحي عار حملته هي و جلبته بنفسها ، إستهواها الحرام حتى وقعت فيه دون شعور ، سلمت نفسها لشخص متلاعب لم يعرف بحياته معنى الحبِ بالحلال ..

مكالمات و مقابلات تدرج تحت إطار الحرام ، غيرُ مبالية للثقة التي أُعطيت إياها من طرف عائلتها ، ما الذي فعلتهُ و أيُ خطيئة هذهِ التي لا يكون بعدها إلا دمَـار شامل لها و لعائلتها ..

إتجهت ناحية هاتفها بأمل مزيف تحاول التقنص به ، لتضغط أرقام حفظتها عن ظهر قلب مثلما حَفِظَ قلبها صاحبه ، تنتظر و تنتظر و لكن الجواب واحد لا يتغير ، الرقم مغلق و لا يردُ ، إرتكب جرمهُ ليختفي عن ظهر الوجود غير مبالي لما خلفه من أنثى مكسورة ..

فتحت أيقونة الرسائل بأصابع مرتجفة ترجو الخلاص من هذا العذاب ، لتنثر أحرف نثرتها مئات المرات و أرسلتها توسلا و تأملا لعديد من المرات لكن لا مجيب و لا حتى رد يخفف حرقة قلبها الملتهبة ، ضغطت زر الإرسال و عيناها تفيض دموعاً عنوانها الندم ..

قرأت كلماتها سريعاً لتنفجر شهقاتها من الذلِ الذي تعيشه بحذافيرهِ ، توسلته بكلمات لم يسبق لها أن أقتنتها بقاموسها اللفظي ، رمت الهاتف من يدها بسرعة و هي تضم الوسادة بين كفيها تخفي شهقاتها ، لا أحد يواسيها و لا أحد يهتمُ بحالتها هذه ..

أين أنتِ يا أمي ، ترشديني و تدليني نحو الطريق الصحيح ! تخففين آلامي و تطبطبين علي ، تغمرينني بدعواتك الصادقة ! أيــن أنتي ؟!

________________________




أغلق معطفهُ بسرعه شديدة و تيارات الريآح تتضآعف مع نسمآت بارده تلفح وجههُ ، أنزل القبعة على عيونه أكثر ليخفي ملامحهُ الشرقية المتضحة ، سمارهُ و عيونه الليلة تجذب لهُ الأنظار حول الوسط المتوآجد فيه حالياً ..

تعدى الشآرعين و نظره على الطريق التي يمشي فيهآ ، عيونه الثآبته الحآده تترقب كل من حولهآ بحذر تآم ، آذانهُ تترصد الهمسآت العآبره عليه و اللكنآت المختلفة ، كل شيء و كل خطوة يجب الحرص قبل خوضها ..

الموقف لا يتقبل أي خطأ منهُ ، إعتصرت كفآه بتوجس و همسآت عربية تصل لمسمآعيه بخفوت ، لكنة سعوديه نجديه تكلم الطرف الآخر ، و هذا كفيل بجعل الأفكآر السوداء تلعب بعقلهُ ، و الوسآويس تحوم حولهُ ..

إبتعد عن طريقهمآ بهدوء بدون أن يجذب الإلتفاتات من حوله و كأنه يتوجه لأحدى المتاجر ، توقف بضع لحظات و أنفآسه تتقاطع من شدة الإرتبآك ، لف السكرآف على عنقهُ ليخفي ملامحه و كأنه يتلثم من برودة الجو و التيارات العآصفة ، ألقى نظرة خآطفه بعيناه ليتنهد يعدها برآحة و كأنه هم و إنزاح من طريقه ، يعني ما كانوا يتبعوه ، مجرد صدفة خلتهُ يشك بأسوء الإحتمالات ..

إسترسل طريقه من جديد و هو يلف ناحية العمارة المستوطنة بنهاية الشارع المكتظ ليدخل من بابها الواسع و يتجه نحو الدرج المخصص و يصعد نحو الأعلى بخطى متسارعة ، مضطربة و كأنه سيقدم على إحدى الخطوات المتعلقة بحياتهُ ..

ناظر الباب الخشبي بعمق ، إقترب ناحيته بهدوء دون إصدار ضجيج ما ، دق باب الشقة على الخفيف و نزل رأسه نحو الأرض فلا يظهر من ملامحه شيء ، طال إنتظاره للشخص المتواجد خلف هذه الجدران و لكن لا آثر لهُ أو لضجيجه ..

تنهد بتوتر و ذرات من العرق ما بدأت تتجمع عند جبينه من أفكار رديئة ترافقهُ ، دق الباب مرة ثانية لكن بشكل أقوى ، و ما هي إلا ثواني معدودة و يفتح الباب بهدوء جعل قلبه يهوي بجانب بطنه ، سمع صوته الناعس : مَــن أنـت ؟

تنهَـد براحة دون أن يجيبه على سؤاله ، إقترب منه خطوة و خطوتين ، ليدفعهُ بقوة داخل الشقة و يغلق الباب من ورائه بإحكام ، صرخ بإستنكـار : هييه بيت أبوك ! تدف و تدخل لحالك ! " إستوعب كلامه ، ليردف باللغة الإنجليزية " مـاذا تفعَل ببيتي ، لم أسمح لك بالدخُـول ؟

أبعد قبعـتهُ من رأسهِ و السكرآف المُلتف على وجهه ، ليهمس بإبتسامة : هَــذا أنــا !

صَــرخ بإستنكَـار متراجع نحـو الخلف : مشعَـــــــــــل !!






________________________



نهـاية الفَـصل الثَـاني ..
رأيكُـم و توقعـاتكُـم ..

على العمُــوم قراءة ممتعَـة و رمضان كريم حبايـبي ^^

امال العيد 19-06-15 12:51 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
وناااسسسسسسةة انا اول من يرد على الروايةة

-
بداية موفقة :)

بداية القصة رووعة وإن شاء الله نختمهاا مع بعض < اهم شيء التكملة لاني اغامر واقرأ روايات حديثة الكتابة وبعدها اندم لانه تتركها الكاتبة ولا تكملها وكذا القارئ يكره يقرأ رواية غير مكتملة

ايش عمل مشعل وابوه وعايلتهم عموما اتوقع منصبهم حساس وعلى كذا لهم اعداء او سبب ثاني

ي اختي ليشش كذا ي رتيل تضيعي نفسسك واهلك

اما فاتن شكلها عارفه قصة اختها رتيل

اما وعد تحززن والله

اما مشعل توقعت انه حي ، ومين راح له في الشقة يمكن صاحبه ، وذي العصابة كيف ماكتشفوا انه حي

اما ابو يوسف الله يكفيك انت وعيالك شر ذي العصابة

اما يوسف متوقع ان الدور عليه مثل ماجا لعمه ولده

- متى موعد البارت القادم

شبيهة القمر 20-06-15 07:16 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
السلام عليكم

مبارك عليكم الشهر

هلابك اخت انسياب ماشاءالله روايتك مثل اسمك تنسااب برووعه وسهوله

مثل ماتوقعت مشعل مامات بس ايش سالفه هالعصابه اللي تبي تنهي هالعائله كلها
اتوقع وعد تفقد بصرها بعد اللي صار
ومشعل الله يكون بعونه بس من الشخص اللي راح عنده !

اتمنی لك التوفيق وان شاءالله تكتمل الروايه
موفقه حبيبتي

وبأنتظاارك

نَبْضُ 20-06-15 05:55 PM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 




.


السلام عليكم
هاايو إنسياب :)
حبيت أخلف بصمة خفيفه بالمنتدى :tongue:
روايتك جونان يا عسل :biggrin:
متآبعتك دائما

ليل الشتاء 22-06-15 12:06 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
اهلا انسياب اتمني لك التوفيق
الروايه باين مشوقه واتوقعت ان مشعل حي
رتيل ياتري مين ده اللي خدعها وهل له ظهور في الروايه
وعد ربنا يصبرك
فاتن اظن انها هي اللي هتدخل وسط العصابه وحاتم ممكن يتجوزها ويقهر ابوها
بانتظار البارت القادم

إِنسيَابُ 24-06-15 02:42 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال العيد (المشاركة 3541508)
وناااسسسسسسةة انا اول من يرد على الروايةة

-
بداية موفقة :)

بداية القصة رووعة وإن شاء الله نختمهاا مع بعض < اهم شيء التكملة لاني اغامر واقرأ روايات حديثة الكتابة وبعدها اندم لانه تتركها الكاتبة ولا تكملها وكذا القارئ يكره يقرأ رواية غير مكتملة

ايش عمل مشعل وابوه وعايلتهم عموما اتوقع منصبهم حساس وعلى كذا لهم اعداء او سبب ثاني

ي اختي ليشش كذا ي رتيل تضيعي نفسسك واهلك

اما فاتن شكلها عارفه قصة اختها رتيل

اما وعد تحززن والله

اما مشعل توقعت انه حي ، ومين راح له في الشقة يمكن صاحبه ، وذي العصابة كيف ماكتشفوا انه حي

اما ابو يوسف الله يكفيك انت وعيالك شر ذي العصابة

اما يوسف متوقع ان الدور عليه مثل ماجا لعمه ولده

- متى موعد البارت القادم








آهلا بك عيوني آمال العيد :) منورتنآ يا قمر بأول رد في الروآيه ^^
ترآ حتى أنا بستآنس بآول متآبع لي :$
الله يوفقك إن شاء الله القآدمات أجمل و أرتب من البدآية ^^
آبشري يا عيوني و الله حآسه بك و بشعورك :( تبدأين تقرآين رواية و تنسجمين معهآ و كِذآ و بالأخير الكآتبة تسحب و كأنه ما وراها متآبعين :| ، صآر لي آقرأ روايات و بعدها ما تنكمل لأسباب تآفهة !!
أجازيك على مغآمرتك الحلوة هذه :) ، مو كل الكآتبات من طينة وحده لأنه فيه من تكتب روآية و ما تقدر تسحب إلا و هي مكملة روآيتها للآخر :$
حتى لو صآر يوم و تأخرت عنكم بالبآرت فإلتمسوآ لي العذر لأنه أحياناً الظروف تفاجأنا و ما تعرفين وش يطلع لك بين اليوم و بكرة :p
أمم ركزي معي شوي ، عائلة مشعل و عمه و بناته ... إلخ ! هذه العائلة وراها سر كبير مخبي ما يعرفه إلا إثنين منهم و الحين صاروا ثلاث ، بتعرفيهم مع الفصول ما أقدر ألمح لك أكثر بس لأنك أول متآبعة تحمست معك
هذا السر اللي مخبيه أفراد العائلة رآح يظهر و يبين سبب حقد آل عبد الرحمـن عليهم ، بنعرفه تدريجياً !!
بالطبع شخصيآت روايتي لها جانب سلبي أكثر من الجـانب الإيجابي !!

لأنه ما يوجد شخص خالي من العيوب و من الأشياء السيئة أو السلبية ، كلنا نخطأ و نجرم و يمكن بلحظات نفقد الصبر و غيره ، الإنسان غير معصوم من الخطأ و لكنه بإمكانه تصحيح خطأه بذآته هذا هُو الصح ! ، مُـو يتبع أخطائه و يتعمق فيهآ آكثر هنا هو الخطأ الفادح بذآته :)

و هذا ما أردت إظهاره و التركيز عنه بهذه الروآية ، كل شخصيآت روايتي قد أخطأت و لكن منها من سيصحح خطأه هذا و منه من سيستمر بالخطأ ذآته
!!
رتيل ما عندها رقآبة من ناحية الأم و أبوهم ما يقدر يتدخل بأدق خصوصياتهم ، فمعاملته كانت معاملة بحدود ، و رتيل من زود الضغط و فقدآن الأم الناصحة بدأت تنحرف و الشآب اللي معاها قدر يلعب عليها بخباثته و حقآرته ، و بما أنه من إتبآع آل عبد الرحمن فما رآح يأخذ بآل لها !

أمم فاتن يمكن عآرفة و يمكن لا ؟! بنعرف بالفصل القآدم إذا تعرف بموضوع رتيل أو لا ؟
مم وعد صح هي تحزن و حالتها صعبه بس الواجب الصبر و الدعاء فقط !
يالله مشعل حي و رآح لصآحبه ، بس إذا عرفت الجماعة أنه حي بتخليه في حال سبيله ؟! و كيف ما عرفت الجماعة أنه حي لأنه سيارته إنقلبت و جثتهُ إحترقت ، يعني يظنون أو متأكدين أنه مشعل هو نفسه ، بس وش صار تحديداً بالحادث ؟!
خخ يوسف بخليك تكتشفين عنه شوي شوي ، بس وقتهآ آتمنى ما تختلف وجهة نظرك ناحيته لا تسألين ليش بس هذا اليوسف مخبي شيء خطير للغآيه !!
البآرت القآدم ينزل بعد السحور إن شاء الله
ممتنة لك بحجم السمـآء يا عسل على هذا الرد ، إستمتعت و آنا آقرأ تحليلك و إستمتعت أكثر بالرد عليك ( ترآ غششتك شوي بالأحداث ╸◡╺

إِنسيَابُ 24-06-15 02:53 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3541649)
السلام عليكم

مبارك عليكم الشهر

هلابك اخت انسياب ماشاءالله روايتك مثل اسمك تنسااب برووعه وسهوله

مثل ماتوقعت مشعل مامات بس ايش سالفه هالعصابه اللي تبي تنهي هالعائله كلها
اتوقع وعد تفقد بصرها بعد اللي صار
ومشعل الله يكون بعونه بس من الشخص اللي راح عنده !

اتمني لك التوفيق وان شاءالله تكتمل الروايه
موفقه حبيبتي

وبأنتظاارك













و عليكم السلام و رحمة الله تعآلى و بركآته !!
الله يبآرك فيك عزيزتي شبيهة القمر :) أطلهُ الله علينآ و عليك بالصحة و العآفية ^^
هلا بك زود يا عسل !! الله الله فديتك و فديت التشبيه القميل :)
يآ عسى الفصول كلها تكون خفيفة عليكم و تنسآب على قلوبكم بسرعة .$
خخ و الله حتى أنا هذه العصآبة محيرتني تبغى تنهي العآئلة كلهآ بدون رحمة ، بس مؤكد بنعرف السبب مع الفصول و يتوضح لنا كل شيء بعدهآ
يوه بسم الله على بنتي وعود ، المسكينة ما يكفيها الحزن اللي هي غآرقة فيه تبيها تفقد بصرهآ ، آمزح معك ترآ كل شيء ممكن !!
الشخص اللي رآح عندهُ ، أعطيك تلميحة هو صديقه القريب لهُ ! بس بنعرف وش يصير معه هنيك !
بإذن الله تكتمل إلى النهآية بتوآجد متابعين مثلكم =)
آمين يا رب وياك ، تسلمين يا غالية

إِنسيَابُ 24-06-15 04:06 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
[CENTER][SIZE="5"]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نَبْضُ (المشاركة 3541685)




.


السلام عليكم
هاايو إنسياب :)
حبيت أخلف بصمة خفيفه بالمنتدى :tongue:
روايتك جونان يا عسل :biggrin:
متآبعتك دائما










و عليكم السلام و رحمة الله تعآلى و بركآته !!
يا ألف هلا يا الغلا كله :)
يا زين بصمتك و مرورك يا قميله :$
متآبعتك تسعدني للغآيه ^^

إِنسيَابُ 24-06-15 04:14 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليل الشتاء (المشاركة 3541809)
اهلا انسياب اتمني لك التوفيق
الروايه باين مشوقه واتوقعت ان مشعل حي
رتيل ياتري مين ده اللي خدعها وهل له ظهور في الروايه
وعد ربنا يصبرك
فاتن اظن انها هي اللي هتدخل وسط العصابه وحاتم ممكن يتجوزها ويقهر ابوها
بانتظار البارت القادم












يا ألف هلا و سهلا عزيزتي ليل الشتاء :)
آمين يا رب و ياك ^^
نورتينـا يا القمر بردك القميل :$ ، عسى أن تدق السعادة أبوابك مثلما أسعدتيني :)
إن شاء الله تعجبك الروآيه أكثر مع فصولها القآدمة :()
مشعل حي يرزق بس إذا عرفت الجمآعه أنه حي بيتركوه لحال سبيله ؟!
رتيل اللي خدعها يمكن من جماعة اللي يبون ينتقمون و ما ندري إذا بيكون له وجود بالرواية ؟!!
وعد حالتها تكسر الخآطر الله يكون معها !! صعب حيل نفقد أغلى الناس بغمضة عين :(
يالله عليك أفكار شريرة ما خطرت لي أبداً ، إيه بشوف يمكن أخليه لحاتم يتزوجها بس مشعل مسكين وش ذنبه يرجع يلاقي حرمته متزوجة غيره [COLOR=DarkRed""]:(

ممتنة لك يا غاليتي على المرور ^^[/COLOR]

إِنسيَابُ 24-06-15 04:15 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
السَــلام عليكُــم !
صباح | مسـاء .. الطاعه و الإيمـان :)
شلُـونكم مع رمضـان و الصيـام ؟!
إن شاء الله بخير :) و ربنا يثبتكم على الصيآم و القيآم !




| البَـــارت الثَــالـث .. ! |



صَــرخ بإستنكَـار متراجع نحـو الخلف : مشعَـــــــــــل !!

مسح جبينه المتعرق و هو يردف : و أنـت وش تشوف مثلا ؟!

إقترب منه و ملامحه ما بدأت تشحب : يا رب ! يمكن من قلة النوم بديت أهلوس بوجودك ، لازم أشوف لي طبيب نفساني !

ضحك بسخرية : هبالـك ما يخْـلص ؟ ريـان تر آ مو نَـاقصك !

ريان و هو يغمض عيونه بقوة و يردد : بسم الله ، بسم الله ! يا ربي أنا شسـويت لك عشان تجي عندي ! شُـفْ لك مقبَـرة تريح بها يا الأخو ! بيتي ما يستقبل الأرواح !

مشعل و هو يضربه بخفة على كتفه : ريــان خلآص لا تهبل علينـا ! هذاني أمـامك مَ شْـ عَ ل و لا صدَقـت خبر موتي أنت الثاني !

ريان و هو يناظره : بس أنـتَ إنقلبت سيـارتك و أحترقَـت و جثتك بُعثت للسفارة السعودية ! كيف تبغى أصدق ؟! وش صـاير ؟! كيف أنـت حي و ببيتي !! و تكلمـني بعد ! * صَــرخ بحيرة * كيـــف !!

مشعل إتجه للمطبخ و هو يأخذ قارورة ماء و رجع لريان المتجمد بمكانه ، إقترب منه و فرغ الماء عليه : و الحــين عسـآك صحصـحـت من نومـتك !!

شهق ريان من المويه : مشعَــل يا زفَـت ! خلآص صدقت أنك حي ليش تسوي كِذآ !! آآفف سماجتك هذه ما تخـلص ؟ ! الوآحد تحت تأثير الصدمة و أنت تستهبل بالمويه ! خليني أتروش على السريع عشـآن أستوعب أكثر ، تفضَـل البيت بيتك ! بس لا تقـرب من المطبخ ترآ عليـه خط آحمر و ما أبغى أحد يتجاوزه !!

إبتسم مشعل نصف إبتسامة و هو يتوجه للصالة : يا حُـبَك للإستهبال ، بسرعه لا تطول علي أبغـاك بسالفة مهمة !

إلتفت يتجه ناحية الحمام ، لكن إستوقف بنصف طريقه و هو يناظر خيال مشعل المُتجه ناحية الصالة بصمت ، ناداهُ بهدوء : مشعَــــل !

توقف مشعل و إلتفت له بإبتسامة : هممم وش فيـه ؟!

إقترب منه ريان و هو يضمهُ بقوة ، بعاطفة أخ لم تنجبه أمهُ ، بعاطفة أخ عَرفتهُ الغربه عنهُ و جعلت منه المواقف صديق بل اكثر من صديق و أخ ، أربع سنين بالغربة كفيله بتوليد مشآعر جديد و علاقات مختلفه بإختلاف الوسط ، وسط يعرفنا على أنواع و أصناف عديده من الأفكار ، لكنه يقسم أنه لم يحظَ بصديق مثله بالغربة قَطْ بل حتى بالبلاد ، لم يسبق له أن تعلق بصديق مثلهُ ، همس له بصدق : الحمـد الله على سلامتـك آخوي ! و الله ما تتصور قد إيش إنصـدمـت من خبر موتـك ! أعذرني مو مستـوعب شيء للحين !! و كـأنه حلم أو مسخرة ما أعرف وش قـآعد يصـير ! بس المهم أنك حي يا أخوي !!

مشعل إبتسم بقوة ، قوة قد تلاشت منه مأخراً و تسربت بين حادث دُبِرَ لهُ ، فإندثر أملهُ بالحياة لكن بوجود صديقه هذا من بعد الله ، جعلهُ يشعر بطعمِ الحياه من جديد ، بطعم الثبات و النضآل : الله يسلمك يا أخوي !! مُـجرد مكيده دَبْروهآ علي عشآن يخلصون مني ، بس ريآن سالفة أنه مشعل حي أبغاها تكون بيننا ما يعرف عنهآ أحد !! أوكـي ؟

إبتسم ريان و هو يبتعد عنه قليلا ، ليردف بتأكييد : آبشر بعزك ! ما آحـد يعرف عن شيء إلا بإرادتك أنت ، بس إنتظرني خمس دقائق و إرجع لك ! و ما تنسى آبي تقرير كآمل على هذه المهزلة و المكيده المدبره و منو الكلب اللي وراء هذاَ الشيء ؟؟




__________________________



بأحـد غرف البنَـآت

تجلس بجآنب شرفة غرفتها و الدموع تترقرق من عينآها بصمت ، نفس الحالة الكئيبة يعيشونها بعد وفاة أمهم ، مجرد صمت مريب و نواح يُسمعُ ليشطر القلب إلى نصفين ، الجميع يغادرنا ! الكبير منهم و الصغير ..

و الأمر الغآمض و الغير مفهوم ، من الذين يسعون لإزالة إسم و أفراد العائلة ؟! ، من بليد القلب و الإحساس الذي يحرق قلوبنا بإنقضائه على آل نـــاصر الواحد تلوى الآخر !

إرتعد جسمها بمجرد التفكير بأن مصيرها سيتبع مصير إبن عمها مشعل ، هزت رأسها بنفور و هي تجمع كفيها بحضنها ، سوف ترضى بما كتبه الله لها فهذا قضاء و قدر لا مجال للإعتراض عنه !

أخذت هاتفها بين يديها و هي تسترجع رسالة قد حضرتها يوم أمس ، لتحرمها لذة النوم ، فتحت الرسالة من جديد و هي تتعمق بتلك الكلمات المشفرة من رقم مجهول جعلتها توسوس طيلة اليوم ، لقد بث فيها ظن خبيث إتجاه أختها ، هي لا تريد إساء الظن لأختها الكبرى فبعضُ الظنِ إثم !

" مَاضٍ وسخ لعائلة تبيعُ شرف بنآتها ، هذا الشيء مو جديد على آل نـاصر ، الحقآرة تجري بدم عروقكم ، الدور عليك يا حلوه تحضري ! ، و ما تنسي تسلمي لي على رتيل ترآ وحشتني ! " ما هذا الكلام المُريب ، يتهم عائلتي و إخواتي بشرفهن و أخلاقهن و يُريد أن يلحق بي الأذى أيضاً !! ، لكن كيف يعرف رتيل ؟! ، هل إلتقاها ؟ هل تكلـم معها ؟ ، هل يتبعهـا ؟!

شهقت بذعر و هي تتعمق بكلمآته " شرف ، بنآت ، رتيل " : وش يقصد الحقيـر بكلامه ! ليكُـون مسوي علاقة مع رتيل ؟؟ لالا رتيـل ما تسويهآ !! يبغى يشككني بأختي عشان يحفر بيننا الفجوآت ، الله لا يبآرك فيك و لا بحيآتك !!

قلبت الهاتف بين يديها بتفكير مُبطنٍ ، هل تطلعُ أبيها على هذه الرسآلة المجهولة أم تُخبر يوسف عنها ؟ ، و لكن هذه الرسالة تحمل بعضاً من الإتهامات و الكلام المبتذل عنا و خاصة رتيل ، يا لريبة تلك الكلمات التي أقتاناها برسالتهِ ، يا لربية الطعن بشرف بنات آل نـاصر دون دليل على ذلك !

رمت الهاتف من يدها ، لن تفعل ذلك و لن تستطيع فعلهُ ، هذه الرسالة قادره على تدمير شمل العائلة بأكملها و رتيل غير جديرة ببيع شرفهآ و أنا متأكده من ذلك !

مسحت دموعها و هي تتجهُ خارجه من الغرفة نحو الأسفل ، توصيِ الخدم القليل بتحضير و تجهيز المجلس لمراسم التعآزي ، فحتما تنتظرنا ثلاث أيام ثقيله بمعنى الكلمة !



________________________


مسحت على جبينها و الصدآع ما بدأ يفتك رأسها ، الألم يصدع خلايا عقلها و يحطمها تحطيماً ، مدت يديها و هي تدلك مكان الألم بهدوء و حنيه ، كالعاده توآسي نفسها بنفسهآ : تُـــوبه أنـام و أنا أبكي ، آآخ رأسي بينفجَـر !

إنسحبت من بين الألحفة بإنسياب ، و هي تصفها جانباً و ترتبها ببسآطه ، إتجهت بثقل ناحية الطاولة الصغيرة التي تحتلُ زاوية غرفتها ، لتبحث بين أدراجها بضياع ، تبحث عن مسكن يهدأ من روعة الصداع الذي داهمهآ ..

إلتقطت العلبة بين يديها و هي تلتهم حبتين منهُ و تتبعهُ ببضع قطرات من المآء ، ألَمْ تكتفي بألمِ قلبهآ ، بألمِ ضميرهاَ الذي باتَ لا يخمدُ ليلا و لا نهاراً .. يحرقُ قلبهـا بين الفينة و الأخرى ، يكويها من نارِ الذُلِ و المهآنة ، نار الحرآم و العَـار ، لقد ساقت برجليهآ الهآوية !

لقد إشترت الضلالة و الظلام بالنورِ و الهُدى ، آثرتهآ حياة الدنيا و إستهوتهآ نفسها الأمارةُ بالسوءِ ، لتدفعهآ للطغيان و الشركِ ، ما الذي فعلتهُ و أيُ ذنب إقترفتهُ ، كيف ستقآبل أفراد عائلتهآ يوم يُكشف ما خلف الستآر .. و الأعظمُ من ذلك كيف ستقآبل ربها يوم لا تجزى نفس إلا ما كسبتْ !!

إرتعدت أطرآفها حسرة ، خوفاً ، ألماً ، ندماً و هي تستذكرُ آيات هجرتهآ مدة من الزمنِ " فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "

هل خافت مقآم ربها قبل أن تخآف من أفواه النآس ؟!

هل وضعت ربها نصب عينيهآ قبل أن تهتم لنظرة المجتمع لهآ ؟!

هل نهَـت نفسهآ عن طغيآن الله و معصيتهِ ؟ لا لم تفعل ذلك ! ، مُـجرد تيهآن ببحر من المعصية و الحرآمِ ، آثرتها الحياة الدنيَا ، حيآة نحنْ عآبرين فيها لا أكثر ، حيآة يختبرنآ الله فيها ، فهناك من ينجح بهآ بكبت نفسه عن فعل السيئات و هنآك من يجعل مِن الحرام حلالُ ..!

هل تطلبُ التوبه عسَّى أن يعفوَ الله عن ذنوبهآ ؟ ، هل تصلح ما أخطأتهُ بالتقرب من الله و الإبتعآد عن دربِ الشيطآن ؟

تنهدَت و هي تتجهُ نآحية الحمامِ لتتوضأ و من بعدها تفرشُ سجادة الصلاة ، و تكبر بخشوع قد غآبت عنه و هجرتهُ بسبب التفكير بأشياء فآنية منتهية سابـقآً ، تقرأ سورة الفآتحة بتأنٍ و هدوء ، تتعمقُ بكلمآت السُورة ، فتقرأها بترتيل جميل خآفت و هيَ تَـشد على الكلمآت و كأنها تحفرهآ بقلبهآ ، لتعآتب قلباً إنشغل عن خالقهِ ! .. تنسآب دمعة يتيمه من عينيهآ من حجمِ التأثرِ بكلمآت الله ، لتردد كلمآتها بصدق نقيِ و خجلاً كبيراً .. فتضيفُ من بعد ذلك آيات من كتآب الله العظيم ترتلهآ بركعآت آمينة ، تطلب من الله العَفوَ و الغُفْرآن و تَعدهُ بالإلتجآء نحو الطريق المُستقيم ، طريقُ الهدآية و التوبَة !



_____________________

ينزل من السيآرة و هو يتبعُ خطى أباهُ بصمتِ ، حمل ثقيل يجثو على صدرهِ ، لا يعرفُ كيف يجدُ الخلاص و لا الرآحة ، مهدد من جميعِ النواحِ ، يخآف التكلم فيُجرمُ و يخآف الصمت فيَظلمُ ، داهمتهُ لحظات من الشجآعة و هو ينآدي أبوه : يبه !

إلتفت بشحوب و تعب على نداء إبنه الوحيد الذي يسيرُ من خلفه : وش فيه يـوسف ؟

يوسف و هو يمسح على جبينه بتعرج و قلق واضحٍ ، هل يخبرهُ فيشتري موتهُ قبل موتِ أبيه ، أم يصمت و يكفي الشرَ : آآ فالحقيـقه آبغَـى آخبرك شيء مُـهم ! بس مـآ أبغـاك تعصب أو تفهمنـيِ غلَـط !

بو يوسف و هو يتنهد بصمت ليردف بعدها و هو يقرأ تفاصيل معالم وجه إبنه المرتبك : تكلَــم يوسف لا تفجَـعني أنـتَ الثـآني ! وش مخبـي علي ؟ يا بني كـآفي صدمآت !!

يوسف و هو يأخذ بيد أبيه ، و بصوت حاول أن يجعله متزن قدر الإمكان : خليـنآ ندخل البيـت و بعدهـآ آخبرك الأمـر مو مستعجَـل عليهْ ، يمديـنآ نريح و بعدهـآ يصير خير !

بو يوسف و هو يتوجه مع إبنه ناحية المنزل : إيـه توكلنـآ على الله !

دخلا من باب المنزلِ الوآسع ، و كل منهما يرنو من أنشودة الصمتِ ..

يوسف يحآول التفكير بتمهيد يجعل أبآه لا يفقد رباطة الجأشِ فيه و يفرغ عليه جميع أحزانهِ و تعبهِ ، أما بو يوسف فيحمل بقلبه عتاباً بحجمِ السماء لنفسهِ التي بآتت تدفع الكثير بسبب خطأ واحد !

توزعت أنظارهم على الخدمِ الذين يتنقلون من المجآلس و المطآبخ تحضيراً لمرآسم العزاءِ ، ليلتفت بو يوسف ناحية إبنه : و دخلنـآ البيـت ! يلا تكلَـمْ وش عندَكْ ؟

كح يوسف على الخفيف و هُو لا يقوى النظر إلى عينآي أبيه التي تترصدهُ ، ففضل تشتيت نظره على الأرضية ليجيب : فالحقيقــة أنـا أعرف سبَــبْ مَــ...

قطع عليهم الكلام ، صرخَـة دوت بأنحـاء المنزل جعلت جدرآنهُ تهتزُ لهــآ ..

ليسآرع يوسف نآحية الدرج و هو يهرول خوفـاً و يلحقهُ أباه بخطى مسرعـه


__________________________




يجلسآن بهدوء على الأريكة المخمليَـة ، ناظره بإهتمام و هو يرتشف القليل من العصير ليردف : يلا و الحين جلسنـآ معك ، أبيـك تخبرني وش صـآر معك من طقطق إلى السلام عليكم !

مشعل و هو يمسح على وجهه بإرهآق : وش أخبـرك يـآ ريـان للحين مُـو مصدق اللي سمعتهُ كيف تبغآني أحكيلـك وش صـآر ، ودهُـم يذبحُـوني يا أخُــوي !!

ريـآن و الغموضُ يلف به من كل نآحية ، لم يفهم من كلام مشعل شيء : منُـو اللي يبغُـون يذبحُـوك ؟ ميـن هذاَ الكلـبْ اللي مخططْ عليك عشـآن ينفيـكْ ؟

مشعل و هو يتنهد بقوةْ لعلهُ يخفف من الآلآم التي تجثو على صدرهِ ، مُـجرد أن يفكر بالأمر تصيبهُ عاصفة هوجآء من الحقد ، الألمِ ، الحزن فمآ بآله بأن يترك تلك الكلمآت تنسـاب بين شفتيه لصديقه و أخيهِ ، صعبُ أن يخبرهُ بذلك : تصَـدق يـآ ريـآن ! آقــ...


قطع عليهمْ سكون جلستهم المشتعلة و حديثهم المهم ضربُ قوي على باب الشقَة الخشبي ، مُصـدراً صوت مزعج مزلزل جعل زوآيـا البيت تهتَزُ لـهُ ، و ليس المنزل فقط من إهتز بل آصحآبه من رجفتْ قلوبهم خوفاً و ترقباً ، أبصارهم الخآشعة مركزة على ذلك البآب الذي يأبى التوقف عن الدقِ المُـزعج ، مزعج على آذآن أصحابهآ للغـآيه !!

إرتجف مشعل من مكآنه و هُو يهبُ ناهضاً و يناظر ريآن بشكٍ ، ليردف بهمس : منُـو يدق ؟

ريـآن و هو ينهض من مكآنه ، لينآظر مشعل بنظرآت من نـآر : خير وش جَوْك يالأخُـو تنآظرني بهذه النظرآت الطـآلعة النـآزلة ! مثلي مثلك ما أدري منُـو عند البـآب ؟

مشعل و هو يسآرع بإرتداء معطفه و يلفُ السكرآف ليخفي ملامحه بهِ : لا تلومـني ! صَـرت أشك حتى بظلي خـآئف يغدرني هو الثآني !

ريـآن و هو يوجه له إتهمآت العتـآب : تبينـي آبيع آخوي و الله مآ آكـون رجآل إذا سويتهـآ بيوم !! آبيع نفسي و مـا أبيعك !

إبتسم مشعل وسط همومه : عـآرفك يالأصيـل مـآ تقصَر ! نِعمَ الأخوُ و الله بس آبغــاك تطل على المصيبة اللي صدعنا بدقهُ على البـآب !

ريآن و هو يتجه بحرس نآحية البـآب ليهمس : آبشر من عيوني !!



________________________



يطرق باب المكتبِ ليدخَـل بعدهـآ بإبتسـآمة متسعة و عيناه ترقصآن فرح : بو فهَـد !

رفع عينآه الحـآده من على الأورآق المنتشرة أمامه ، ليناظره بإبتسآمة متبآدلة و قد إستبشر من الخبر ما يسرهُ من معـالم وجه حـاتم : خيـر حـآتم ؟

حَـاتم و هُو يفجر القنبـلة بضحكَـة : جثت إِبـن العم وصلَـت للسفَـاره السعوديـه قبل سـآعـات !!

إنفجَـر ضحكـاً و هو يرمي القلم الفخم من يديهِ : يالله !! يـآ ريتنـا الحين بالسعوديـه نشوف حالة بو يُـوسف و هو يحترقْ بمكـانهُ ، عـائلتهُ تضيع منهُ تدريجيـاً ! و المسكيـن مو قآدر حتى يحميهآ و يتحكم بالأمُـور

حـآتم و هو يجلس على الأريكـه برآحة : بس طـآل عُمرك ما تخـآف يبلغ علينآ ؟

إتسعت إبتسآمته الخبيثة و هو ينهضُ مِـن على كرسيه بثقة ، ليتجه نآحية طاولة ضخمَـة تتضعُ بزآوية المكتَـب : تعـآل حـاتم ، دفْ هذهِ الطـآولة لهنيك !

وقف حـآتم بإستغرآب و هو يتجه نآحية الطـاولة بأمر و يبعدها بصعوبة من المكآن ، فقد كانت ثقيلة الوزن نوعـاً مـا ، لتتسع محَـآجره بصدمة : وش هَـذا طَـال عُـمرك ؟

ضحك بو فهد بسخرية من دهشة حـآتم و هو يقتربُ من الخزينـة الحديدية بصمتِ : هذهِ هيَـآ أسَـاسنـا ، كل شيء يخصـنآ و يخصْ العمَـل يتوآجَـد بهذه الخزينـة ، يعني مِـن الأخيـرْ إِذاَ تسـربَت إحدَى المعلومَـآت من هذيِ حنروح بخبَـر كـآن !!

حآتم و عيونه على الخزينه ، طوال سنين العمل الذي جمعته بأب فهد لم يعرف بوجود هذه الخزينة و بهذا المكان خصيصاً : يعنـي آلحيـن عندنـآ كل شيء يخَص آل نَــاصر !

هزَ رأسهُ بالإيجآب و هُو ينحني نآحية الخزينة و يضغط بضع الأرقآم بــسرعة لم تسمح لحآتم برؤية شيء منها ، فتفتح باب الخزينة آلـياً ، أخرج بو فهد العديد من الأورآق و هو يتصفحها بين يديه بإهتمام و تعمق تحت أنظار حاتم الحائرة !!

لتتسع إبتسامته بإنتصار و هو يأشر لحاتم بأحدى الأورآق و كأنه يريه ما الذي يحمله معه من معلومآت ، إقترب حاتم ناحيته بهدوء و عيناه تجريآن مسح سريع على الورقة ، تناولها بين يدآه ليتعمق بالعقدِ و يقرأه مرة و مرتين و ثلاث تحت تأثير الصدمة ..

هز رأسهُ بدون إستيعـآب ليجيب : مستَــحيل !! بُـو يوسف كَــان مشترك معكُمْ بالعمَــل !!؟!!


_______________________




نهــآية الفصـل الثـآلث
رأيكــم + تقييمكــم !!
الفصــل القآدم يـوم السبـت بإذن الله :)


نَبْضُ 27-06-15 04:04 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
هلا يا العسل
بارت رائع يجنن
تشوقت أعرف القآدم لا تطولي علينآ
ننتظرك

إِنسيَابُ 28-06-15 07:26 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
السلام عليكم !
يومكم سعيد و مبآرك :) ، تقبل الله منا و منكم الصيآم و القيآم !
و ندعو الله أن نتمم صيآم الشهر الفضيل بصحة و عآفية ^^
تحديداً من هذاَ البارت بندخل بموضوع الروآية و المحتوى الأساسي بها
ما أطول عليكم بالكلام ، البآرت الرآبع !!
| قراءة ممتعة حبآيبــي ^^ |







| البَـــــــارت الرآبــــع ! |

إقترب من البآب بهدوء و عينآه ترآقبان مشعل الذي إنسحب نآحية المطبخ بسرعة ليعود و هُو يحملُ بين يديه سكين ، شهقَ ريآن : يمه !! نآوي تذبح الأخوُ بشقتي و تورطني معكْ !! وش ذاَ السكين من وين جبتهُ ! ، أعوذ بالله و كأنهُ سآطور

تنهد مشعل بملل و هو يتجه خلف بآب الشقة بسكون : شكلك مو نآوي توقف هرج إلا و بآب الشقة ينكسر من الدَق ، شف منو اللي عند البآب و إنكتمْ !

ريآن و هو يبتسم : مقبوله الإهآنة منك ، أنتَ لو تذبحنيِ فِـدآك يا عيونيِ !

مشعل و أعصآبه ما بدأت تنفلت مِن "" هبالْ " ريان الغير مناسب بموقف حسآس مثل هذاَ : تـرآ ما فيه مشكل إذاَ تبغى أخلصْ عليك الحين بهذاَ " و هو يأشر للسكينْ " ريآن و اللي يرحمكْ بطل هبآل و خليك جديِ لو مره بحيآتك !!

تنهد ريآن و هو يتحلطم من كلام مشعل : آوكِ الحين بوريكْ الجِدْ على أصولهُ " إقترب من البآب ، ليردفَ بلكنته الإنجلزية البحته " منْ هُـنآك ؟

لم يصلهُ رد من الطرف الآخر ، بل مجرد دق قوي على البآب آثار الريبة بأنفسهم ، همسَ ريآن لمشعل : يمكن آولاد الجيرآن يتمسخرون عند باب بيتي !!

نآظره مشعل بنصف عين : بالله هذاَ دق آولاد !! ، حشىَ و كأنه مطرقة مو يدْ ، خبرك البآب رآح ينكسر إستعجل شفْ منو الغبي هذا َ !!

ريآن آخذ نفس و هُو يكررُ بصوت حدٍ يظهرُ عليه الغضب : مَــن هــنآك ؟ مَـن الذيِ عِــند البـآبْ !؟

مشعل و هو يكتم ضحكتهُ من أسلوب ريان الذي لا يليق به : أبوك اللي عند البابْ ؟! خليكْ شوي وآقعـيِ أنت و أسألتكِ هذه .و حسن أسلوبك اللي زي وجهَك !!

ريآن و إبتسامة الغرور و الثقة ترتسم على وجهه : يـآ زين وجهي وش فيهْ ؟!

مشعل و هو يأشر لريآن بأن يصمت ، ليقرب أذنه عند الباب و ينصت لهمسآت خفيفة لم يفهمْ منهآ شيئاً : شفْ ريآن أفتح البآب شوي و إذاَ كآن فيه آمر مو عآدي ، سويِ إشارة بيدك و أنا بعدهآ آتصرفْ أوك ؟

ريآن و عيناه تتحولان على السكين الذي بين يدآي مشعل : و هذآ ؟؟ وش تسوي به ، تعوذ من الشيطآن يا آخوي يمكن يجي فرآسي و آروح فيها و أنا توي شبآب عزآبي !! و أمي تبغى تزوجني لبنت عمي و تشوف عيآلي بعد !!

مشعل و هو يضربه على كتفه بخفة : إفتح و خلصنآ ! صجيتنآ بكلامك ترآ آعرف إستخدم هذا اللي بيدي و إذا غلطتْ و جاء عليكْ فالله يرحمكْ ما رآح آنسى آقرأ عليك الفآتحة لا تشيل هم !! و آمك بدعِ لها بالصبر مع أنهُ ما آظن رآح تزعل بفرآق خبل مثلك !!

ريآن و هو يمثل البكاء و يدير مقبض الباب بهدوء : إلى اللقآء يا أخوي إذا غلطت عليك بشيء فسآمحني ، المُسآمح كريم !! و ترآ خبر العجوز ترضَـى علينا و تمطرنآ بدعوآتها !!

مشعل و هو يبتسم بين تركيزه و عينآه على المقبض ، فتح ريآن الباب بهدوء و أنفاس مشعل ما بدأت تتزآيد بتوتر .

إبتسم ريان بإرتباك و هُو يرى شرطيآن بزيهمآ الرسمي يناظرآنه ، تعمَـد أن يرفع من صوتهِ قليل ليسمعهُ مشعل : الشرطَــة !! عجبــاً كيف أستطيـعُ مسآعـدتكمـا ؟

تكلمَ الأول و عينـآه تتفحصُ ريـآن : هَـل أنــتَ ريـآن خـالد آل..

ريآن و هو يبلع ريقه و يشير لمشعل من خلف البآب بيده على رقم إثنين ، و قد كان يقصد عدد الشرطة ليجيب بصوت حاول أن يجعلهُ متزن : نعـم إنهُ أنــا !!

ليجيـبَ الشرطي الثـآني بشك : هل يمكـن أن نحصل على هويتك ْ !؟ للتأكـد فقط !

ريآن و هو يحآول رسم الإبتسامة على وجههِ ، ليخرجها بعد معاناة من البحث بجيوب سرواله : تفضَـــل !

أخذ الشرطي الهوية ليدقق بهآ بتعمق و بعد تأكده من المعلومآت ، أرجع له هويتهُ ليرفقها بأوراق متواجدة بملف : تفضل هذه الوثائق الذي وجدناها تخص صديقك المتوفي ، لقد نُسِيتْ أن ترفق مع جثته للسفآره ، تفضَل أتركهآ عندك بحكمك مرآفقه الوحيد .

ريان و هو يأخذ الأورآق بإهتمام : و ماذا عن الحآدث ! ما الذي حصل بالتحديد ، كيف حدث كل هذا و بهذه السهولة !!

الشرطي الثاني : إنقطاع بفرآمل سيارته قد أدى إلى الإصتدام و للأسف إحترقت السيارة و صديقك بهآ و أنت أعلمُ بالبآقي !!

ريآن و هو يهز رأسه : آآهــا شكراً يومكمــا سعيد !

الشرطيـان و هما يترآجعان نحو الخلف : و يومك أسعد

أغلق ريـآن البـاب ليتنهد تنهيدة قوية : الحمد الله !

ناظره مشعل بصمت و عينآه على الأوراق التي تتجمع بيدآي ريان بحسرة ، كلام الشرطي ما زآل يرن بأذنه دون توقف : مـآ عاد له وجود مشعلْ !! ميتْ بعيون الكُـل !

إقترب منه ريان و هو يربت عليه : إصبر يا مشعل يمكن فيه خير ؟! ما عهدتك بهذا الضعف !

مشعل و هو يجلس على الأرض بإستسلام و يضع رأسه بين كفي يدآه ليناجي ريآن بحسره ، ألم بنهش قلبهُ : أيْ صبر يـآ ريآن و عآئتك تسعى بموتك ، عمي يا ريـآن هُـو السببْ ! تصدَق أنه عمي من لحمي و من دمي يسلمنآ كضحايآ و مو دآري عناَ " يكمل بصرآخ قوي لعله يرتآح من الحرقة بقلبه " مَـوت أبوي كـان مِـن وراه هُـو ، حرق قلبي الله يحـر ..

قآطعه ريآن بحدة : مشعل لا تدعِ عليه !

مشعل بإنهيآر تام و هُو يفرغ ما تبقى من قلبه ، فالكتمآن قد يسبب من بعده ثورة إنفجآر : كـــــيف ما آدعِ عليه ! تصدَق أنهُ يشتغَـل معَــاهم يا ريـآن ، مـشترك معـآهم بالحرآم ، يتــاجر بالممنوعـآت و المخدرآت و مُـو آخذ شيء ببآله ، ليـش يسوي كِـذآ !! رزقهُ كثير وش حدُه يشترك معهم !؟ وش حدهُ يدخل بخرآبيطهم و هو يدري أنهُ ما يطلع منهآ سـآلم ! وش حَـدهُ يتـآجر بأرواحنا أنا و أبويْ .. ! يطعن أخوه بدل ما يحميه !! وين شفتْ هذا الشيء !.. يآ عسـآه يجيهم الدَور وآحـد وآحـد و ينحـرَق قلبه مثل ما حرقنـي بموت آبوي و أنا الأطرش بالزفة مصدق أنهُ أبوي صآبه حادث بالعمَل ، مصدقْ كذبهُ و تخآريفه علي ! .. الله لا يسـآمحهُ ، الله لا يـوفقـهُ الله لا يــ...

قآطعه ريان بصرآخ و هو يدفه على الجدآر : مشعَـلْ يكفـيِ ! وش هذه الدعاوي لو أنه من اليهود ما دعيتْ عليه بهذه الطريقة ، أعرف أنك محروق و مجروح من فقدآن أبوك الله يرحمهُ بس مو بذي الطريقة يا مشعل تصلح الآمور ، إسمع منه مآ يجوز تعرف من الطرف الأول و تصدق بدون ما تسمع من الطرف الثاني ، و بعدين وش هذه يجيهم الدور وآحد وآحد ترضآها على حرمتك بعد ..! سألت عنها الحين وش مسويه و كيف حآلتها ؟! ، تتوقعها ترقص و تغني .. عمك عمره ما يقدر يبيعك بالرخيص يكفي أنه إستقبلك ببيته و آمنك على بناته و ما شكك فيك ! و أنت آدرى بهذي السوآلف أكثر مني ما له داعٍ أفهمك من أول و جديد .. و معزتك دائما كانت من معزَّة يوسف و أكثر !!

مشعل و هو يبعد ريآن بقوة و بغضب لم يعهد أن يرآه ريان منه ضرب الجدآر بكف يدهِ بقوة : الحقــير ، الكـــلب لا تجيـب إسمهُ على لســآنك .. يا خسـآرة إسم ولد العم فيه ، يــآ خسارة الأيام اللي كُـنتْ فيهـآ آناديه بأخوي ، يــآ خسارة اليوم اللي كنتْ أشاركه سوآلفـي ، آفكـاري .. كل شيء ! الله لا يسلم فيه عظمْ ! بـآئع الدم و العِشْرَة ! الكَـــلبْ ، مستخسَــر فيه كلمـة " الكلـبْ " يــآ ناس حتى الكلب وفيْ لصــآحبهُ بس وش نـقول يوم يبيعك آخوك مقـآبل فلسينْ !

ريآن و هو يتنهد : يالليل ما آطولك ! و صآحبنا يوسف وش مسوي لك ؟! عشـآن هذاَ الكلام الخـآيس و الدعـآوي المُـباركه !!!؟ خــآيف نسمع خبر موتهُ بكرة من وراء دعـآويك ، حتى جدتي مآ تدعي مثلك !!

مشعَــل بصدق و هو ينآظر ريــآن : آآميــن يـآ رب عسـآني إسمع خبرهُ اليوم قبل بكره ، شفْ ريـآن أنا بسآمح الكذآب ، السـآرق و مــا أسامح الغدآر و الخائن ، تبتسم لهُ و تعيش بوسطه و من بعدهـآ يطعنك بظهرك يـآ آخوي !! لو أنـي كلب ما يسوون هذآ الشيء ، يدمـروني ، يقتلُــوني !! .. كيف ما أدعٍ عليهم و هم آشتروا لي المَــوت بطبق من ذهب .. ! كيف ما أدعٍ عليهم و أعرف أنه الحـآدث مدبَـر من يوســــف ، يُـــوسف يــآ ريــان !!

نآظره ريان بصدمة يحاول إخـفائها ، ما هذه الهموم الذي تحملهآ بدآخلك يا مشعل ؟ ، ما هذه الطعنات التي توجه لك يا أخي ؟ ، يهود هم الذين لا يعرفون من كتاب الله شيئا و لم يفعلوها ببعضهم البعض ،لم يقتلوا أروآح بعضهم البعضْ ! : آآآ مشعَــل يمكن الموضوع من أساسهُ غلط ، إسمع يا أخوي و بعدهـآ آحكُـم و قرر .. لا تظلمهم بدعوآتك حتى ما تقلبْ عليك ، شفْ إذا تبغى بمهد لهم الموضوع و بعدهآ أنــت تفآهم معهم !

مشعل بقسوة و هو ينفض ملابسه بقوة : مشعَــل بعيونهم ميتْ و هُـم بعيوني ميتيـنْ ! و إِذا فيه شيء بيننا ربنآ ما يضيع حق أحد يوم الحسآب !

ريـآن و هو يهمس بهدوء : حتَــى وعَــد !؟

إلتفت مشعل و هو يعطي ريآن ظهره ، ليغمض عينآه بشدة و ألم ! ، " جبتهـآ على الجرح " هذه مختلفة عنهم كلياً ، وعد إستثنائية ، مميزه لا يحلُ مكانها شخصُ ، ضحكتهـآ و صوتها الشجيُ يستوحشـني بشده ! ، مهما قسيتُ فلا يمكنني ممآرسة القسوة و طقوسهآ على ملكة قلب مشعل ، لا يمكنني فعل ذلك : هذه خليهـآ برآ الحِــسآب ، ودي آخذهـا و آهرب ما أدري لا عن ذيك العائلة و لا طوآيفها !

ريآن بسخرية : الله الله ! و كيف تأخذها يا الحلو إن شاء الله بشهآدة وفآتك و لا فجأة تجلط البنت بأنك عآيش !؟ يالله أتحفنا بإفكارك الغبية اللي مدري مِـن وين تجيك ! ، إذا كان حبك لها بهذا المفهوم فالحب يتعذرك يا صآحبي !!

مشعل و هُو يفكر بكلام مشعل كثيراً ، ليجيب بعد صمت : مو الحين يآ ريان بأخذ حقي و بعدهـآ يصير خيـر ! مو بهذه السهولة تقتل روح و تمشي بجنآزتها .. خليهم يذوقون من العذآب شوي يمكن تطفىء الحرقة اللي بقلبي ، و أدري أنهُ آل عبد الرحمَـن ما رآح يقصرون بعد !!

ريـآن بأسلوب مستفز يتعمدهُ لإغاضة مشعل و مسح جزء من الحقد الذي تملكهُ و آعمى عيناه عن كل شيء : حتَـــى وعد مـآ رآح يقصـرون معهـا !!

صمـت مشعل لحظات ليلتفت بغضب و هو يشير لريآن بسبآبته : ريــآن لا تستفَــزني بوعد مفهُــوم ؟! آل عبـد الرحمَـن ما يقربون منهآ !

ريــآن و هو يضحك بسخرية من تفكير مشعل السطحي أو من إقناعه لنفسه بأشياء وهمية : و أنــتَ شدرآك أنهم مـآ بيقربون لهآ ترآ مثلها مثل إخوانها و إخوتهـآ ، بنت عبـد العزيز " بو يوسف " وش يفرقهـآ بينها و بين البآقي " و بسخرية لاذعة و تنبيه " بعطيها لك من الآخر اللي بيجي عليهم يجي عليهآ هيَ الثـآنية !!

إقترب منه مشعل بهدوء و هو ناوي عليه نية سوداء من الكلام الذي صار يزرع شحنات القلق و الخوف على محبوبته الوحيده و الأخيرة من تلك العائلة ، ليدفعه نحو الوراء بخفة : آولا يا الحلوْ لا تتكلم على حرمتي لا أكسر لك رأسك و آوريك كيف تخلي لسآنك يبلبل بإسمها ، ثانياً ما له داعِ تعيد و تزن علينآ بالكلام و الإستفزاز .. ترآ ما تحرك فيني شعرة و اللي بفكر فيه و مصمم عليه ما تقدر تردني عنهُ .. و تأكد أنه وعد بالحفظ و الصون ، خافَ على حالك لا يجيك كف الحين يعدل وجهَك الزين

ريآن و هو يكتف يداه تحت صدره و برفعة حآجب : آفا بس هذاَ كلام تقوله لصديقك بس محشوم على كلِ .. بس حلفتك تخبرنا يا البطل كيف تخلي " بلع ريقه من نظرآت مشعل النآرية " خلآآص ما رآح آقول إسمها لا تطالعني بذيك النظرآت ما آحبها ، المهم نرجع لموضوعنآ .. كيف تخلي حرمتك بالحفظ و الصُون !

ضحك مشعل بخبثْ و بغموض : سهل ما فيه مشكلة بالموضوع .. نلعب على الحبلين شوي و نخليهم يذوقون الجحيم شوي .. خليني بعدْ أغدر باللي غدرني !

ناظره ريآن بنظرآت لم يفهمها مشعل : وش تقصد فيه بنلعب على الحبلين ؟ و وش تقصد بكلمة " نخليهـم " ليه تعمم و تجَمَع بكلامك ترآ آنا مو حقود و ما آشارك بلعب البزآرين ..بس وصلت أنك تقول خليني بعدْ أغدر باللي غدرني هذه وسوستني بيهآ ! كيف تغدر و مع من نآوي تغدر يا الشطور !!؟

مشعل بإبتســآمة وآســـعة : معَ آل عبد الرحمَــــــن !


____________________



صوت صرآخها قد هزَ أرجاء البيت بأكملهِ ، الجميع يترآكض ناحية غرفتها المنزوية بآخر الردهة .. هي تركت تقسيم شؤون الأعمال بين الخدم تحضيراً للعزاء .. هُو إنقطعت منآقشته مع أبيهِ بعد أن كان سيقدم على الإعترآف بكل شيء .. هي توقفت عن تلاوة كتآب الله لتغلقه بهدوء و تتبع الصرآخ و هي تدعي بصدق من سبب إهتزاز السكون بأرجاء البيت .. هُو قد أُثقل كاهله من كل ناحية و ضآقت به النفس و هي تطلب الخلاص من طريقة بدآيته خطأ صغير فكلفه خسائر جسيمة جعلته يذرف دموعا من دم و هو يشتري لأفراده الواحد تلوى الآخر حلة بيضآء تحت مُسمى " الكفنْ "

جميعهم يترآكضون نحو غرفة المدللة .. يتمنون أن لا تصيبهم صدمة أخرى بهذه الصغيرة ، إلتقت عيناها بعينآي أبيها المشتظة من الغضب ، الألم و حتى التعب : رتيـــل ما خبـرتك تريحيـن معـهآ ؟! ليـه تـآركينهـا لحالهآ !

رتيل و عينآها على بآب الغرفة المنفتح على مصرعيه بعد أن دخل منه يوسف : يبه و الله تركتـهآ نآيمه و مو دآريـه بشيء ، بس يمكـن رجعتْ إستـوعبت اللي صـآر !

عـآتبها أبوها بنظرآت آلمتها كثيراً .. هي التي تطلب الرحمة ، الحنان و لكن لا تجده إلا من أُمٍ فقدتهآ منذُ سنينْ ، رحمك الله يا أم من بعدكِ تهدمَـت العائلة كلياً .. إتبعَـت أباها بخطى صآمته ترجوُ الحل السريع و تدعوُ بخشوع لنزول الرحمة و الصبر على قلوب الجميعِ ، تدخل الغرفة لتنصدم بذهول و تسمح لتلك الدموعِ المتحجره بالنزول و الإنسيآب ..

من الجآنب اآخر تعتب الدرجآت صآعدة بسرعة ، صرخة واحدة جعلت قلبهآ يهوي لبطنهآ ، صوت وعد يرنُ بأذنها و هي تستحدثُ جميع الأفكار السوداء بعقلهآ ، هل من الممكن أن فعلت شيء بنفسهآ ؟ هل آذت نفسهآ ؟ أنا أخاف على هذه الفتآة فهي بمرحلة حسآسة قليلا و لا تدرك من خبرات الحيآة إلا القليل ، لن تستطيع الصمود و الصبر .. مثل ورقة الخريف التي تجرها الريآح العآتية بكل مكان هذه حآلة وعد ، تتأثر من الشيء و اللاشيء .. ! ، ركضَــت ناحية الغرفة لتنآظرها بحزن و ألم !

الجميع مجتمع بالغرفة ! وعد و إنهيارها التآم يبثُ الخوف بالأنفس صارت تتخبط و كأنها ترجو الخلآص ، خبر موتِ زوجها أو بمعنى آصح إبن عمها قد هزهآ تماما .. إقتربت منها رتيل و هي تأشر ليوسف بالإبتعآد عنها قليلاً بعد أن كان يحاول مواساتها و قلبه يتقطع آلف مره ..

ضمتها بقوة و هي تهمس لهآ : آآشش وعَـد وينه صبرك عند الشدائـد !؟ وين وعَـد القويه العـآقلة !؟ .. آعرف يا عيوني الخبر صعب عليك و علينآ كلنآ بس خليك صبورة و إدعِ له بالرحمة ، الميتْ ما يحتاج إلا دعائك و دموعك هذه تعذبهُ أكثر ! و أظن أنك ما تبين تعذبي اللي تحبيه مُـو ؟ خلآص مسحِ دموعك هذه و مآ يجوز تعارضي على شيء مكتوب من ربك ! اليوم هوَ و بكرة نحنـآ اللي نتبعهُ ! هم السآبقون و نحن اللاحقون .. مُرادُنا نرجع كلنا لله !

وعد و هي تتمسك بأختها بقوة : مَــا أقدر على فرآقــهُ يا رتيل !! صعبْ أعيـش من دونـهُ !

إقتربت فآتن منهما و هي تربتُ على ظهرِ وعد بحنية : وعَــد حبيبتـي ندري أنك مآ تقدرين على بعدهُ بس هذه الحيآة و هذا قضاء و قدر ما يجوز نعآرض عليهْ ، إِذاَ حقاً تحبيه و تبي تسعديه إدعِ له بصدق و هذا يكفيهْ

وعَـد و هي تهزُ رأسها إيجاباً لتحبس شهقآت ترآكمت بحلقها : اللهم لا إعترآض على ما كتبتهُ لنآ " إبتعدت قليلاً عن حضن رتيل و هي تمسح دموعها لتنزل أخرى بمكانها ،لا تستطيع التحكم بنفسها و حبس دموعها " آبغَـــى آصلـي بروح أتــوضأ

رتيل و هي تبتسم لهآ بحب و تمسح الدموع المتجمعة بعينيها : إيه هذا هوَ الكلام القويـم ! صدقينـي صلي و إدعي بترتآحين إن شاء الله !!

إكتفت وعد بأن تهز رأسها بصمت و تتجه نآحية الحمام ، أما بخارج الغرفة يستند على الجدآر بتعب و هو يخفي وجهه بين كفي يده و دموع تتسلل بصمت ، ها هُـو يفقد فردا من عائلته بدون حول أو قوة .. لا يمكنه التصرف و لا التحرك ، مكبل من جميع النواحي ..

قيدوه بدليل من نار ، يحرق قلبهُ بمجرد ذكر ما فقدهُ .. هو خطأ واحد إقترفه لكن يدفع بالمقآبل الكثير و الكثير ، يدفع ثمن دم أفراد عائلته .. يقتلون آمامه و لا يقوى على الحرآك ما أصعب ذلك الشعور ، لقد وفقوا بحرقهِ و تعذبيه بالحيآة تدريجياً ، كح بتعبِ و هو يمسح دموعا لا تزال منسآبة على خديه ليرى إبنه يوسف يخرج من الغرفة مطأطأ الرأس ، لينـآديه : يُـــوسـف !

توجه يوسف لأبيه دون أن ينظر إليه : نعم يبه ؟!

بو يوسف و قد أحاطت عيناه ولده : كيف أختك ؟ وش صآر عليها ؟!

يوسف و هو يمسح على جبينه بتوتر : بخيــــر ! طيب ليه ما دخلت عندها يمكن إذا شافتك بترتـآح ؟

بو يــوسف و هو يستند على الجدار كلياً و يغمض عيناه : مــآ آقدر يا يوسف ! أنــا غلطت بحقكـم كلكـم و الحيـن آبوكـم يدفع ثمن غلطهُ فيكم ! سامحوني يا آولادي آذيتكـم بدون مـا أدري !

يوسف و هو يتوجه لأبوه : يبه فالحقيقة مُـــو أنت الوحيد المُـشترك بالذنبْ !

بو يوسف و هو يرفع نظره لإبنه و بإستغراب : وش تقصد فيه بكلامك ؟ وضح لي منُو المذنب !

بصوت متهجد تكلم : أَنــــــــا !



___________________


يجلس على كرسي مكتبه بسرحان يفكر بكلام بو فهد القوي الذي صدمه للغآيه ، لا يستطيع إستوعاب شيء من الذي قالهُ .. بو يوسف مشترك بالعمل !؟

ما هذاَ ؟! لو لم أرى بعيناي توقيع أب يوسف على العديد من العقود التي جمعتهُ مع أب فهد لم أصدقهُ أبداً .. ما الذي فعلته يا أب يوسف بنفسك و من أين لك الفرار و قد وضعك بو فهد نصب عيناه ، يزين مكتبه قائمة تجمع بأسماء و معلومات عائلتك ، يشطب عليهم الوآحد تلوى الآخر ..

قطع سرحآنه هاتفه الذي يرن بشكل متوآصل ، أجاب بسرعة : هلا بو فهَـد !

بو فهد من الطرف الآخر : هلا بك .. من شوي وصلني ملف آل نـآصر بس يخصني ملف وآحد !

حـآتم و هو يعقد حاجبيه : أي ملـف ؟! العـائلة مكونة من الأب و ثلاث بنـات و يوسف !

بو فهد و هو ينآظر الأوراق و يتصفحها من جديد : هييه آدري بهاذ الشيء بس فيه ملف لأحد بناته مفقود !

حاتم : كيـف مفقود ! أنا راجعـت الملف بنفسي و بعثتهُ لك مع حمد ! يعني مستحيل يكون ناقص فرد منهم ! طيب أي واحد مو موجود ؟؟!

بو فهد و هو يقرأ الأسماء : وعَــد ، يُــوسف ، رتيــل ، بو يــوسف ! وش اللي يخص ؟

حآتم و هو يمسح على جبينه بتفكير : إيه عرفتهـا يمكن ذيك البنـت فـآتن و لا آفنـان دائما أنسى إسمها ! بس كيـف مو مـوجود هذه البنـت هي ضحيتنـآ القآدمــه !

بو فهد و هو يغلق الملف : بعدين شفْ لك نسخة عن ملفهـآ .. ! إيه تذكرت وينه فهد ما ينسمع له حس هذه الأيَــام !

حــآتم بتوتر و هو يطرق بأصابعه على المكتب : آآ ولدَك و الله ما يندرى عنهُ !

بو فهد بحدة و صرآخ : كيـــف ما يندرى عنهُ ؟! و أنــا ليش خصصت له بودي قارد يا الخبَــل ؟! حــآتم أدري أنك تعرف وينه .. لذيك خبـرني و إتقي الشـر لا تخليني آطلـع جنوني بك !

حــآتم بصوت مهزوز : فهَـــد بالسعُـوديه !

صرخ بعصبية و عيناه تتطيرآن من الشرآر : كيـــف !! وش يـسوي المجنُــون هنيك !!

________________


نهــآية الفصل الرآبع :$
أتمنى كلكم تعطوني رأيكم و توقعـآتكم للأحداث القآدمة :)
بليز بدون ردود سطحية و المتآبعين خلف الكوآليس شرفونا ما مليتوا من القعدة خلف الستآر ، إظهروا و أعطونا رأيكم بالروآية ^^
بالنسبة للبآرت القآدم للحين ما حددت موعده و ما أبغى أعطيكم موعد و ما أخلف به !!
يمــكن يوم الثلاثـاء و لا الأربعـاء بإذن الله !
قراءة ممتعة لكم حبايبي ^^

فيوزة 28-06-15 01:27 PM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
الروايہ كتير حلوة واسلوبک بلكتابة كمان يسسلمو وبتمنأ تستمري وتنزلى وع فكرة البارتات قصيرة بلمرة ياريت كل بارت تطوليہ شوي من بعد ادن الكاتبھ

ليل الشتاء 30-06-15 10:11 PM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
البارت روعه تسلم الايادي انسياب
(مشعل) انسان مجروح واظن في سوء تفاهم بس هيتحد مع اللي حاولو يقتلوه وايه اللي هتعمله عشان ترجع وعد ونفس الوقت يحرق قلب عمه اتمني انه ميندمش
(حاتم)ياتري فين الملف بتاع (فاتن)وايه علاقتك مع ابو فهد
(يوسف) اظن انه اتخدع في العصابه وهو حاسس انه هو السبب في موت مشعل
(فاتن)ياتري ايه اللي مستخبي لك وانت اخر واحد من (ال ناصر) اللي لسه العصابه متاذتش
(فهد) شخصيه جديده ياتري ايه تاثيرك في الروايه
(ابو يوسف) الماضي رجع تاني والدفاتر هتتفتح بس انت هتقدر تستحمل
بانتظااااااااار القادم

فيوزة 06-07-15 01:33 AM

السسلأم ع ششو صأر ليک يأكأتبھ نسيتى انو عم نستنأكى قلتى رح انزل البارت يوم الثلاثاء او الاربعأء ولسسأ مأنزلتى شي يعنى دأم مؤ قد كلامک لاتوعدينأ وبتمنا تقؤلى شو السبب بتأخرک

إِنسيَابُ 09-07-15 07:59 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
السلام عليكم !!

مسائكم | صباحكم .. فرح و إيمان :)

أمم ندخل بالموضوع مباشرة بدون هذرة كثيره و لف !
الحين ما بقى كثير على إنتهاء الشهر الفضيل :( و هذا الشيء طبعاً يزعل أكثر ما يفرح مو ؟! .. أحس أنه لرمضان نكهة خاصة و مختلفة عن باقي الشهور الأخرى :)
صيام ؛ جمعآت بين العائلات ؛ العبادات اللامتناهية ؛ و غيره من الإنشغالات المختلفه
و اليوم بإذن الله حندخل العشر الأواخر من الشهر الفضيل ^^
و الجميع يعرف قد إيش مهمة هذه الأيام ، بحيث تعتق أمة محمد من النار برحمة الله ! و لذلك حاولوا تستغلوا هذه الأيام بالإستغفار الكثير ؛ الصلاة ( التراويح ، قيام الليل ، النافلة .. ) ؛ الصدقة و غيره .. !
و طبعا بعدها يجي العيد ، و تعرفون العيد و زحمته :( .. ملابس و خرابيط و حلويات .. إلخ !
يعني مو فآضيـه أبدا عشان أكتب أو آفتح اللآب الوقت اللي أبيه ، و أظن أنهُ مو أنا بس المنشغله !
الحيـن كتبتْ مشهدين من البَـارت لا أكثر و لا أقل من ذلك :( و ما يمديني أكتب تحت هذه الضغوطات و الإنشغالات لأنه حيطلع بارت كارثــــــي و أفكار متشابكة و ملخبطة حتصعـب عليكم مهمة الفهم أكثر و أكثر :$
نجي للمهم ! ، أمم الحيـن بحــاول و قلـت أني بحـاول يعني الأمـر مو مأكـد عليه و لا ثابت ، أنَـزل بارت أخير قبـل إنتهـاء رمضـان و هَـذا البَــارت ( الخـامس ) إذاَ مَـا نزل اليوم ( أي يوم الخميس ) يعني ما حقدر أنزلهُ حَـتى بعد العيد !!
هذا اللي عندي أتمنى ججد تتفهموني و تعذروني ! ، و الله مو فآضيه أبداً و مشغولة لفووق رأسي :(
و بالأخيِـر أتمنَـى لكم صيام هنيء بهذه الأيام ، أكثرواُ من الدعَـآء و خاصة ليلة القدر
و عيـدكم مبـارك مسبقاً إذا ما قدرت أتواصَـل معكم بعدين ^^
ودي لكـم

فيوزة 19-07-15 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إِنسيَابُ (المشاركة 3543694)
السلام عليكم !!

مسائكم | صباحكم .. فرح و إيمان :)

أمم ندخل بالموضوع مباشرة بدون هذرة كثيره و لف !
الحين ما بقى كثير على إنتهاء الشهر الفضيل :( و هذا الشيء طبعاً يزعل أكثر ما يفرح مو ؟! .. أحس أنه لرمضان نكهة خاصة و مختلفة عن باقي الشهور الأخرى :)
صيام ؛ جمعآت بين العائلات ؛ العبادات اللامتناهية ؛ و غيره من الإنشغالات المختلفه
و اليوم بإذن الله حندخل العشر الأواخر من الشهر الفضيل ^^
و الجميع يعرف قد إيش مهمة هذه الأيام ، بحيث تعتق أمة محمد من النار برحمة الله ! و لذلك حاولوا تستغلوا هذه الأيام بالإستغفار الكثير ؛ الصلاة ( التراويح ، قيام الليل ، النافلة .. ) ؛ الصدقة و غيره .. !
و طبعا بعدها يجي العيد ، و تعرفون العيد و زحمته :( .. ملابس و خرابيط و حلويات .. إلخ !
يعني مو فآضيـه أبدا عشان أكتب أو آفتح اللآب الوقت اللي أبيه ، و أظن أنهُ مو أنا بس المنشغله !
الحيـن كتبتْ مشهدين من البَـارت لا أكثر و لا أقل من ذلك :( و ما يمديني أكتب تحت هذه الضغوطات و الإنشغالات لأنه حيطلع بارت كارثــــــي و أفكار متشابكة و ملخبطة حتصعـب عليكم مهمة الفهم أكثر و أكثر :$
نجي للمهم ! ، أمم الحيـن بحــاول و قلـت أني بحـاول يعني الأمـر مو مأكـد عليه و لا ثابت ، أنَـزل بارت أخير قبـل إنتهـاء رمضـان و هَـذا البَــارت ( الخـامس ) إذاَ مَـا نزل اليوم ( أي يوم الخميس ) يعني ما حقدر أنزلهُ حَـتى بعد العيد !!
هذا اللي عندي أتمنى ججد تتفهموني و تعذروني ! ، و الله مو فآضيه أبداً و مشغولة لفووق رأسي :(
و بالأخيِـر أتمنَـى لكم صيام هنيء بهذه الأيام ، أكثرواُ من الدعَـآء و خاصة ليلة القدر
و عيـدكم مبـارك مسبقاً إذا ما قدرت أتواصَـل معكم بعدين ^^
ودي لكـم

طيب رح نعزرک اختي وهلا خلص رمضأن والعيد كمأن ششو رح تنزلى مأهيکآ بنستناكى وکل عأم وانتم بخير

فيوزة 29-07-15 10:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيوزة (المشاركة 3545014)
طيب رح نعزرک اختي وهلا خلص رمضأن والعيد كمأن ششو رح تنزلى مأهيکآ بنستناكى وکل عأم وانتم بخير

شکلک خلص بطلتى تنزلى الروأيھ يالله بس عطينأ خبر ع الأقل شو صأر ليک

إِنسيَابُ 08-08-15 04:45 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيوزة (المشاركة 3542492)
الروايہ كتير حلوة واسلوبک بلكتابة كمان يسسلمو وبتمنأ تستمري وتنزلى وع فكرة البارتات قصيرة بلمرة ياريت كل بارت تطوليہ شوي من بعد ادن الكاتبھ


هلا بك
حلاة و جمال عيونك يسعدني أنه كتاباتي نالت إعجابك
الله يسلمك و يسعدك
أدري أنه البارتات قصيرة بس رح أحاول قدر الإمكان أطولها
أشكرك على تواجدك فيوزة :e106::e106::e106:




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيوزة (المشاركة 3543193)
السسلأم ع ششو صأر ليک يأكأتبھ نسيتى انو عم نستنأكى قلتى رح انزل البارت يوم الثلاثاء او الاربعأء ولسسأ مأنزلتى شي يعنى دأم مؤ قد كلامک لاتوعدينأ وبتمنا تقؤلى شو السبب بتأخرک



و عليكم السلام !
متأخرة لأسباب خاصة حبيبتي و أدري بكم و ما نسيتكم و لا نسيت روايتي
و مرة ثانية لا تحاتين ما رح أوعدك على شيء فاااضي :smile::smile:



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيوزة (المشاركة 3546786)
شکلک خلص بطلتى تنزلى الروأيھ يالله بس عطينأ خبر ع الأقل شو صأر ليک




لا حبيبتي مو مبطلة و لا رح أبطل تنزيل و كتابة
كنت مسافرة حبيبتي و نسيت أخبركم هذا كل ما في الأمر و إن شاء الله المرة الجاية قبل ما أغيب أعطيكم قرار :biggrin::biggrin:
إنتظرني بعد شوي ينزل البارت :rolleyes:

إِنسيَابُ 08-08-15 04:51 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليل الشتاء (المشاركة 3542772)
البارت روعه تسلم الايادي انسياب
(مشعل) انسان مجروح واظن في سوء تفاهم بس هيتحد مع اللي حاولو يقتلوه وايه اللي هتعمله عشان ترجع وعد ونفس الوقت يحرق قلب عمه اتمني انه ميندمش
(حاتم)ياتري فين الملف بتاع (فاتن)وايه علاقتك مع ابو فهد
(يوسف) اظن انه اتخدع في العصابه وهو حاسس انه هو السبب في موت مشعل
(فاتن)ياتري ايه اللي مستخبي لك وانت اخر واحد من (ال ناصر) اللي لسه العصابه متاذتش
(فهد) شخصيه جديده ياتري ايه تاثيرك في الروايه
(ابو يوسف) الماضي رجع تاني والدفاتر هتتفتح بس انت هتقدر تستحمل
بانتظااااااااار القادم







هلا حبوبة
الله يسلمك و يعافيك ليل الشتاء
مشعل -> رح نشوف وش طريقة تفكيره و تخطيطه للقادم و وش ناوي يسوي بالمجموعة اللي خططت على قتلهُ
حاتم -> بنتعرف على شخصيته مستقبلا و رح نعرف وش قصته مع بو فهد
يوسف -> يمكن إتخدع و يمكن لا ؟ بنعرف وش دخله بالعصابة و ليش إشترك معهم
فاتن -> إيه يا ترى وش مستنيها للمسكينة
فهد -> بنشوف إذ رح يكون له تأثير و لا هو مجرد شخصية عابرة
أبو يوسف -> مخبي وراه شيء كآيد ما يعرفه إلا هو بس رح نعرفه مع التقدم في البارتز
أنرتِ :biggrin::biggrin:

إِنسيَابُ 08-08-15 04:59 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
السلام عليكم !!

مسائكم | صباحكم .. فرح و إيمان :)

رجعتْ لكم من بعد طول غياب ، كنت مسافرة من بعد أسبوع العيد و ما رجعت إلا قبل ثلاث أيام
آسفة لأني نسيت أخبركم و إنشغلت عليكم بالرد
و عدت لكم مرة ثانية و العودةه أحمد و إن شاء الله هذه آخر الغيبات
البارت جاهز و رح أكتب بالبداية ملخص القصة عشان تتذكرون الأبطال و كذآ :)


+ إشتقت لكم حبايبي
لي عودة

إِنسيَابُ 08-08-15 05:09 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
قصة الرواية تتحدث عن مشعل اللي مملك على بنت عمهُ وعد و مغترب يدرس برآ ، و بيوم من الأيام يدبر لهُ حادث و جثمانهُ يوصل للسعودية على شكل جثة محترقة ، الجميع أعلن الحداد و الحزن لكن ما لم يخطر بالبال أنهُ ولد عمهُ و أبوه قد إشركوُا بهذا الحادث و تأزمت الأمور من بعد ذلك
و بالإضافة أنه بين العائلتين سالفة إنتقام و آل عبد الرحمن ينتقم من آل ناصر ببناته و أولادهُ كلهم
وعد : قتل زوجها و ولد عمها اللي قرب موعد زواجهم !
رتيل : لعب عليها و ضيع شرفها
فاتن : الضحية القادمة له و اللي ملفها ضايع و مفقود
يوسف : إشتراكه بدنائة عملهم


...

و الحين نبدأ مع البارت الخامس
قراءة ممتعة لكم
البَــآرت الخامس




بو يوسف و هو يرفع نظره لابنه و باستغراب : وش تقصد فيه بكلامك ؟ وضح لي منُو المذنب !

بصوت متهجد تكلم: أَنـا !

بو يُـوسف و هو يقرب منهُ : يُــوسف بلآش تخريف ، و أنـتَ وش دخلَـك !؟ آنـتَ أصلا مـآ تدري وين الله حاطك !

يُــوسف بصوت هادئ و عيناه على الأرض : أنَــا كملَــت الشغَـل عنَـكْ ! بالمُـختصَـر آخذت مكانك بعمَـلك !

اقترب منهُ أكثر : أي عمَـل ؟! أي خرابيـط يا ولدي لا تفجعنـي أنتَ الثاني الهم اللي فيني يكفيني ! لا تزيدني مواجع .. وش سويـت !؟

يوسـف و صوتهُ يختفـي بخفوت : أشتغل مع آل عبد الرحمَــن !

بو يُــوسف بصرخَـة : شُـنـو " صفعهُ بقَـوة " أنــتَ تدري وش صعوبة الكلام اللي تهذي به !

يوسف بنفس وضعيته الساكنة : يبه أنا مو جالس أهذي ، هذه هي الحقيقة ما أقدر أكتم أكثر من كذا !

صفعُــه مرة ثانية و هو يصرخ به بإنهيـآر : تبغَــى تذبحني يا الخَـبل ! تبغَــى تموت أبوك و تمَـوت خـوآتك ! ، يا الخَــآيس هذه هي تربـيتي لك !! ليش تحشر نفسك بالوسـطْ " ليدفعهُ نآحية الجدار بقوة " يَــا يوسف اللي يدخُـل معهـم ما يخلوه بحال سبيله !! يا بني ليش تكرر خطـأ أبوك ؟! وش حدَك تســوي كذا ! .. ضربُـوك ، أجبروك ؟! " ليصفعهُ مرة ثالثَــة بقوة أكبر يشفي الغليل بداخله " عنبُـوك من وَلَــد يا سواد تربيتي بك ، ليش تبيع أرواح عائلتك بالرخيـص هآ ! ، الحيـن شف وش استفدت من فعلتَـك قتلوا ولد عمَـك يا الكَـــلب.. ياللي مـسوي فيهآ الفهيـم تتبع هوى سبيـلك ! " صَـرخ عليه بشدَة " الله لا يبارك فيكْ مِــن ولد !

يوسف و الدموع تلمع بمحَـاجره ليردف : و الله يا يبه مو بإرادتي ، هددني بمشعل و بأنه بيأذيه و يؤذيكـم كلكم ، هددني بك يا يبـه ! يحمَـل عنك شيء يخليـكْ تقضي باقـي عمرك كله بالسجَـن.. تَــوقيعَــك على العقد هُـو اللي حدني أتعامل معهم تبيني أتفرج عليهم و هم يرموك بالسجن !!

بو يوسف : مُـو كذآ يا المجنُـون ! أنت مو عارف عنهم شيء بس دآمك لزقت معهم بالزفت تبعهم بنروح كلنا بداهية ، اليوم يلوُون ذراعك بتوقيع أبوك و بكرة بولد عمك و بعده أخواتك و أنت مو حاسس أنـك بتغرق بزبالتهم !! يا بني إذا خلصت مصلحتهم معك بيودوك وراء الشمس !!

يوسف و دمعة قد تسللت من عيناه: بس عمي توفى من ورائهم ! وش سويت عشانهم يتحلفون بعائلتنا ؟ ليش قتلوه ؟

بو يُــوسف بصد كبير و بحدَة : و أَنـا شدرآنـي ليه قتلوه ؟ أنت تعرف أنهم ما يتركون أحد بحـال سبيله ! ليش أنَـا بايع أخوي أقتلهُ بأيدي و لا أسلمهُ لهم ! بايع الدم اللي نحملـهُ و الاسم اللي يجمعــنا بِــ تــراب

يوسف بإصرار: إلا هم مَــا يقربون من أحد ! بَـغيت تنسحب و هددوك بأخُـوك مُـو ؟ تركتـهم و تخليت عنهم !؟.. لعبـتْ عليهـم ؟! " بانهيار أكمل " انقلبت عليهم ؟! .. هددتهم ؟!

بو يوسف بصراخ : يُــوسف لا تجنني الحـين بكلامك ما يكفي سواد عملتك ! و تطاول بكلامك بعدْ .. ما يهمني شيء الحين أبيـك تنهي هذه المهزلة ! ما لكْ عمل معهم !

يوسف و هو يمسح على جبينه بعجز : مَــا أقدر سويتهآ مره و دفعَـت ثمنهـا غلطـ.. " بتر كلامه بتوتر، و هو يسب نفسه على تسرعه بالكلام و فضحه التام لنفسه "

ناظره باستفسار و هو يهز رأسه: وش سـويـت ؟! وش الثمَـن اللي دفعتـهُ ! و الله يَـا يوسف لأسطرك من عمـآيلك هذه ! أبيك تخبرني كل شيء الحين بدون لف و لا دوران !

يوسف و هو يهز رأسه و ينزل من جديد نحو الأرض, ليجيب بعد صمت طويل: هددوني مثلــك !

فتح عيناه بصدمة و دقات قلبه بتزايد مرتفع من الأفكار السوداء التي أصبحت تغزو عقله من كلام ابنه المريب: بِــمنْ هددوك ؟

يُــوسف بعد صمت طويل، متردد، خائف من ردة فعل أبيه التي ستكُــون بالفعل قويه عليه و لكن لا مجال لكتم المزيد فأوراقه مكشوفة: بمشعَــــل !



___________________

ناظره ريان بنظرات لم يفهمها مشعل : وش تقصد فيه بنلعب على الحبلين ؟ و وش تقصد بكلمة " نخليهـم " ليه تعمم و تجَمَع بكلامك ترآ آنا مو حقود و ما آشارك بلعب البزآرين ..بس وصلت أنك تقول خليني بعدْ أغدر باللي غدرني هذه وسوستني بيهآ ! كيف تغدر و مع من نآوي تغدر يا الشطور !!؟


مشعل بإبتســآمة واسعة : معَ آل عبد الرحمَــــــن !

فتح عيناه بقوة، ليقترب ناحية مشعل بسرعة و يدفعه بقوة جعلت مشعل يصطدم بالجدار بقسوة، صرخ عليه بحدة و تَــحذير كبير: إيَــاك ! إيَـاك يا مشعل و رأس أبُـوك لا تسوي شيء تندَم عليه ، لا تسـوي شيء يخليك تبكي دم بعديـن و تتحسر على كلام كنت تقوله بدون تفكير .. بلحظة غضَــب !

ابتعد عن الجدار و هو يضربه على كتفه بقسوة و عيناه السوداء الليلية تلمع بقساوة ، بثبات و إرادة : لا تخاف ما راح أسوي شيء إلا و أنـا متأكد منهُ ، أبيِ أَرد حقـيِ و حق أبوي من الجميـع ! ، صدقني هم اللي راح يبكون دم و حسرة.. يظنون قتل الأرواح مثل شرب المويه ، يدعسـون و يمشون و لا كأنه أحد ورآهم .. أنا دم أبوي ما يروح بالسهولة هذه و صدقني أي شخص اشترك بحادث قتله بنفيه من هذه الحياة، أطلع له روحه و هو بهذه الحياة !!

ريان بحدة: خبَــل ! طول عمرك خبل و ما تتغير ! ، لا تلعب على نفسك و تظن أنك بتأذيهم و تحرق قلوبهم لأنه بالأخير هم اللي يحرقون قلبك و يحرقوك بعدْ ، تتمسخر و أنت تدري أنك ما تقدر تهز منهم شيء و الضرر كله يرجع عليك صدقني ، إستفسر و أفهم اللي يحصل من حولك و بعدها تفلسف و انتقم ! لأنه الشيء اللي تسويه الحين يعتبر لعب صغار مو أكثر .. تتورط و يدفعها الشخص الغالي عليك..


مشعل بإصرار يتضاعف مع رفض ريان الكبير و صراخه الغير متوقف: مَــــا أحد رح يتورط و مَـــا أحد يدفع ثمن الثانـي ! .. إِذا أخـطأت رح أدفع ثمن خـطاي بس إذا هُـم خطئوا تــرآ الأمـر عادي و عَـايشيـن بنعيـم و سلام و مَـا عليهُـم من أحد و مَــا أحد يحَـاسبهم

ريان و هو يصرخ بشده و توبيخ غير واع لصوتـه الذي يضج الشقة بأكملـها و العمارة كلهـا: فيـــه اللي يـحاسب و لا نسـيت ربـك يا المغفَـل، نســيت اللي مَــا يضيع أجَـر أحد و اللي عينُـه لا تنَــام عن فعـل أحـد ؟ .. يعرف مَـا في الصدور و القُـلوب و مَــا يفوت عليه شيء !!

مـشعل بقهر و احمرار عينيـه الذي مَـا يدل إلا علَـى حريق يشب بقلبـه قبل عينيـه، حَـريق يدمي روحه و يقتلها و هِـيَ على قيْـد الحياة.. كبل ريان على الجِـدار و هُـو يصرخ بـه: جَــربت تسمع خَـبر مَـوت أبوك من أعَـز النَـاس علَـى قلبَـك، جَــربـت تفقد آخـر شخص تبقَـى لك ؟ .. جَــربت تـعيش بوسط نَـاس تعزهـم أكثر من نفسك تأكل من أكلهـم و تشرب من مَــشربهم، تَــبيع الدنيا و ما فيهـا عشان عيُـونهم.. تعتبـرهم عائلتك و أكثَــر .. تدفن حزنك و همَـك بقلبك و تقول الله كريـم و مصيرنا كلنا نموت و نرجع لرب العبـاد ! ، تملَــك على بنتـهم و تطلع بعثـه لبلد غيـر بلادك .. تغتَـرب و أنتَ مُـو قادر على بعد البلـد و العَـائلة اللي كانت تحتضنك ، بين ليلــة و ضحَـاها يوصلَـك مسج من رقم غريـب لا تعرفه و لا قدْ شفتهُ بحياتك كلها ، مِـسج يحرم عليك لذة النوم و الراحة .. يخليـك تهلوس و توسوس على شيء و لا شيء ، تنَــاقض نفسك و توافقها بنفس اللحظَــة .. مِــسج وصلني و يَــا ريته ما وصلني يا ريان ! علَــى الأقل أنَـا الحين مرتاح، مَــرتاح عند اللي يـرحم و يسَــامح.. مَـرتاح من حرقة القلب اللي تحـرقني بدل المرة عَـشر

ريان بتساؤل و علامات الاستفهام تغزو رأسه : طــيب وش فيـها ذيـك الرسالة ؟؟ منُــو بعثـها لك ؟ و لــيش غيــرت حيــاتك وضح لــيِ مُـو فـاهم شيء من كَــلامك ؟؟!!


تنهَـد مشعل بقهر و هو يخرج هاتفه من مخبأ سرواله و يعبث بين رسائل قديمه احتفظ بها مسبقا ، ضغط على الرسالة المعينة و هو يرمي الهاتف اتجاه ريان ليأخذه ريان بآلية و عيناه تقرأ المحتوى بذهول

" مَشعَلْ أتوقع اسمك كذا، خذ حذرك و أناَ أخُـوك هذه المرة الدور عليكْ.. يجهزون لكْ المكيدة ، ناويين يجيبُون رأسك من وراء عمايل عمك و ولدُه .. تأكد من كفرات سيارتك تراها خربـآنه بس إياك تتهورْ "


ليهمس بضياع : وش هَـــــذه المهـزلة ؟!


___________________


اتسعت ابتسامته السَاحرة .. ينصت لنداء الطائرة الذي تعلنُ بنزولها بعد دقائق عدائد ، لم يعدْ هُـناك ما يمنعهُ من فعل ما يريدهُ هُو .. لقد أصبح حُر، طليق غير مكبل و لا مقيد من أي شخصٍ


لقد أصبحَ متواجداً ببلاد لم تطأ قدمه عليها منذُ الصغَرِ ، بلاد لم يعرفها و لم يعرف من أصولها شيء .. كيف لا و قد تغربَ منذُ الصغر بسبب أبِ غيرُ مبَالي و لا مهتمٍ!

تنهد بتفاؤل، لم يحضُر من أجلِ الاستمتاع و لا الترويح عن نفسهِ الذي باتت ما تعرفُ من خبرات الحياة إلا القليل لكنهُ حضر لصفاء ضميرهِ، لصفاء فكره و اعتقاداته.. كيف لا و هُوَ ذلك الفتى المُـطيع لأبيه و العاصُ له !

يطيعهُ فيما يُرضي خالقه قبل نفسهِ ، يطيعه بكلامه الصحيح و العقلاني و يؤيد كلامه و لكن هذا لم يمنعهُ من رفضه القاطع لإنتسابات أخرىَ لا يُريدها و لا يريد خوض تجربة بها ..


يكفيه أنهُ حضى بقلب صافي ، مسامح و دءوب .. لا يعلم من أينَ اقتبس بهذه الصفات و لكن حتما ليست من أبيه الظالم ، المتجبر و الجآمد .. الذي لا يرضى بالتلاعب و لا بالتحدي.. يرمي ذاك و يقتل غيره بدون رحمة أو احتساب !

ربط حزامه بإحكام و هو يستمع لنداء النزول بمطار "جدة "، لقد بلغ محطتهُ المنتظرة ! .. محطَة سيبتدئ منها تصليح خطأه قبل إصلاح خطأ أبيه !

و لكن وجوده هُنا لم يكن و لن يكن بالأمر الهين فما هي إلا ساعات قليلة و سيحضر أعوان و متتبعيه بحثا عنه بكل شبر و وقتها لن يسلم من أبيه أبداً ، سيتحرك بسرعة و لن يتوقف .. لعلهُ يكسب بعد اللحظات و الدقائق !

أخذ الملف الموضوع فوق الطاولة بحذر شديد و عيناه تتجولان بين صفحاته بدقة و أهمية ليهمس: فاتن بنت سلطان ! الضحية القادمة.. !



_______________

انقلب مقر أبو فهد رأساً على عقبْ، الجميع يتراكضُ هنا و هناك دُون توقف !

ذلك يتعقب و يبحث و الآخر يتلقَى التوبيخ الصارم و غيرهُ يجري بحوث دقيقة لكشف مكان و آخر زيارة كانت لابن الجلمود هذا ، الذي حتماً لن يرحم أنفسهم فهذا ابنه الوحيد و العزيز عليه و لن يتهاون بذبح الجميع و إنهائهم من وجه الأرض لأجل إيجاده بسلامة

دخل أحدهُم و هو يحمل أوراق قد طبعتْ منذ ثواني، قلبهُ يرتعش و هو يقف أمام كتلة الصخرِ الهيجاءِ التي حتما ستنفجرُ بأي ثانية و على أي شخص كانْ: طال عُـمرك تحققناَ من المَعلوماَت !

رفع عينهُ بترقب ناحية العامل و هو يحاول الالتزام بهدوئه و برودة أعصابه: إيه ! و وش الاستنتاج ؟

أقترب منهُ بخطى قصيرة متوترة ، ليضع الأوراق التي بيده و ينسحب من بعدها بسرعة نحو الوراء ترقباً للهجومآت القادمة : ولدك مُـو بالسعودية !

آخذ نفس طويل، طويل للغاية.. يحاول التحكم بِ أعصابه و لكن لم يستطع ليلتقط القلم الرفيع و يرميه ناحيتهُ بقوة أصابت طرف جبينه، لينهض من مكانهُ مسرعا و هو يدفعهُ و يرمي بالأوراق عليه: تمزح معي !! ، كيف الولد مُـو بالسعودية ! .. حاتم خبرني بعظمة لسانه أنهُ فهد متوجه للسعودية وش هذه المسخرة ؟

تراجع نحو الوراء بخوف : بس طال عمرك أسم ابنك مُو موجود ضمن المسافرين المقلعين من مطار هيثرو و مو موجود ضمن المسافرين الواصلين بمطار السعودية !

صرخ بقوة: طيـــب وينهُ ؟ .. نادي لي حاتم بسرعـــة !

هز رأسه بالإيجاب و هو يركض ناحية الباب ، ليجد تجمهراً كبيرا أمام الباب .. يناظره بترقب .. ليتكلم بعد أن تنهد بقوة: الحمد الله ما زلت أتنفسْ

ليتكلم أحدهم: الحمد الله على سلامتكْ

خرج من مكتبهِ بترقب و هو يرمق بنظرات حادة جميع المتجمعين حول مكتب أب فهد ، ليتكلم بحدة : يلا كل واحد على عملهُ ! وش عندكم فيه تطالعون !

انسحب الجميع نحو مكتبه لإنهائه لعمله ، ليتكلم العامل الوحيد المُتواجد : طال عُـمرك بو فهد ينتظرك و شكلهُ معصب و منفجر على الآخر !

تكلم بهمس خفيف: سويت اللي قلت لك عنهُ ؟

أجابه بخفوت : إيه طال عُمرك بس أنتَ شايف النتيجَة ما أكلها إلا أحمد " و هُو يشير ناحية جبينه "

ضحك على الخفيف : الحمد الله أنها جاءت على طرف الجبين مُو بعينك ! يلا أنا بدخل و أنتَ بعدين ألحقني على مكتبي أنتَ و عُمر مفهوم ؟

هز رأسهُ بتفهم : حَاضر طال عُـمرك !

ابتسم له و هو يدخل بعد طرقه الباب ، يناظر القنبلة الموقوتة التي تتحرك يمينا و شمالا بقلق و حذر كبير ، رفع نظره : بو فهد وش فيك لا تقلق نفسكْ ! السالفة ما هيَ بطويلة و ولدك أكيد بالحفظْ و الصُّون !



هجم عليه مثل الذئب الذي كان ينتظر فريستهُ ، ليمسكهُ من طرف قميصه و يشدَهُ بقسوة و تحذير : هذاَ فهد مُو أحد ثاني ! ، وينـــــــــهُ يا حاتم.. أحمد خبرني أنهُ ما هُوَ بالسعودية !


أبعد يداي بو فهد من على قميصه باحترام و هدوء ، ليردف بعدها بثقة عمياء : بُو فهد ولدك أسبوع و هُو عندكْ .. لا تقلق عليه هُو خبرني أنهُ رح ينزلْ لعند أمهُ أسبوع و راجع


ضرب بكف يده على الطاولة .. ليصرخ بقهر : السالفة فيها أسبوع يا حاتم !!! الولد ما هُو بنازل للسعودية إلا و ببالهُ موال يبغَى ينفذهُ ! هذا ولدي و تربيتي و أعرفه أكثر من نفسي.. فهد ما هُو متعلق بأمه و لا هُو ساءل عنها وش حدهُ الحين ينزل عندها لا و بعدْ يريح عندها أسبوع كامل .. هذا الكلام مُو عليَ يا حَـــــاتم ! مُو عليَ !

أردف بهدوء و هو يجلس على الكنبة براحة: ولدك سَافر بجواز مزوَّر، و رجوعه ما رح يكون مثل دخولهُ.. الأمر يبي لهُ وقتْ

اتسعت عيناه بصدمة لجلس أمام حاتم: مُزوَرْ !!!! .. يبي يجنني هذا الوَلد ، ليش يسوي كذا ؟


ناظره حاتم بثقة : لأنهُ يدري أنك ما رح تسمح له يسافر لعند أمه لذلك التجأ يزور أسمه عشان ما يعرفوه هناك .. شفتْ يا بو فهد الولد ما تقدر تحرمه من أمهُ مهماَ كان حجم الكره لها بقلبه كايد ، بس هو يظل ولدها و هي تظل أمهُ و ما يقدر يعيش بدون ما يقر عيونه بشوفة أمهُ و العيش تحت حنانها


بو فهد و قد اقتنع بكلامه : بس أنا ما قصرت معاه بشيء !! كل شيء يبيه بدقائق يكون عندهُ .. كل شيء طلبه نفذته له ليه بسوي كذا ما يدري أنهُ خطر عليه ينزل للسعودية ! ، حاتم أنتَ أدرىَ أنه أعدائي هناك أضعاف مضاعفة ينتظرون بروز طيف من ممتلكاتي عشان ينهوه و يحرقوه فما أدراك لو عرفوُا أنه إبني بالسعودية و الله ما يرجع من هناك سالم !


تكلم حاتم بتأييد : صحيح الولد ما نقصه شيء و ما قصرت معاه بشيء ! بس الولد ما عاد صغير تحجزه بمكان محدد و ما تطلعه منه إلا و رجلك على رجله.. الواجب تعطيه حريته و تخليه يسوي هو بنفسه الشيء اللي يبيه و هو اللي يقرر أي قرار يتعلق به ، أنتَ كذا يا بو فهد طمست شخصيته و حسسته بالحرمان يكفي أنه أنحرم من أمه منذ صغره و أنحرم من أصحاب مثله مثل غيره ، أنحرم من ديرته و من حريتهُ .. لا يغرك أنه فهد ما هو بعاقل و متهور ! ، الولد عندهُ عقل و تفكير ما يحصلهُ أحد ! .. و إذا خوفك من أعدائك على إبنك فأخبرك أنه ولدك بالحفظ و الصون ما يمسهُ ريح !


هز رأسه و تفكيره بكلام حاتم عميق : إن شاء الله يكُون كذلك !


_______________

نهاية البارت الخامس .. أتمنى يكون نال على إعجابكم
و إن شاء الله البارت القادم رح يكون بعد يومين أو ثلاث
أبي أشوف توقعاتكم و ردودكم ، دمتم بخير

غالب الروح 12-08-15 04:30 PM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
سلام عليكم
الرواية جداً جميلة وجديدة بفكرتها
اهنئكي صراحة عليها
واقول لكي ان تستمري

bluemay 14-08-15 11:26 AM

رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يسلمو ايديك بصراحة مشوقة كتير ...


يا ترى شو بدو فهد من فاتن ؟!!

ومشعل ع شو ناوي ؟!

ويوسف كيف رح يتخلص من ورطته ؟!!


بإنتظارك لنعرف اﻷجوبة ..

تقبلي مروري وخالص ودي

○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○


الساعة الآن 06:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية