منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   حمامة الأرباش الفصل السابع عشر (https://www.liilas.com/vb3/t198422.html)

بنت أرض الكنانه 15-01-15 06:08 PM

حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 

السلام عليكم



هي عشقي الأول والأخير
هي ابنتي التي أفتديها بكل شيء
ملخصها كبير ولكنه يليق بعظمتها التي تغمر كل خلية في

روابط الفصول

الفصل الاول للخامس متواصلين
http://www.liilas.com/vb3/t198422.html
http://www.liilas.com/vb3/t198422-2.html
الفصل السادس
http://www.liilas.com/vb3/t198422-4.html
البارت الاول من الفصل السابع
http://www.liilas.com/vb3/t198422-10.html

البارت الثاني من الفصل السابع
http://www.liilas.com/vb3/t198422-14.html

البارت الاول من الفصل الثامن
http://www.liilas.com/vb3/t198422-25.html

البارت الثاني من الفصل الثامن
http://www.liilas.com/vb3/t198422-26.html

البارت الاول من الفصل التاسع
http://www.liilas.com/vb3/t198422-32.html

تكملة الفصل التاسع
http://www.liilas.com/vb3/t198422-36.html

الفصل العاشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-49.html


البارت اﻷول من الفصل الحادي عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-54.html

تكملة الفصل الحادي عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-63.html#post3545788

البارت الأول من الفصل الثاني عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-65.html#post3585076

البارت الثاني من الفصل الثاني عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-66.html#post3587005

البارت الثالث من الفصل الثاني عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-68.html#post3587399

البارت الرابع من الفصل الثاني عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-74.html#post3588306

البارت الاول من الفصل الثالث عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-76.html#post3589450

البارت الثاني من الفصل الثالث عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-80.html

الفصل الرابع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-82.html

الفصل الخامس عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-86.html

البارت اﻷول من الفصل السادس عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-88.html#post3595960

البارت الثاني من الفصل السادس عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-91.html#post3596920

الفصل السابع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198422-96.html#post3598934



سلمان
مبتلى بحبها وكأني أود الفكاك من نارها
يروقني الابتلاء لو كان في سبيلها!!!!!
هي عذبة كحلم طفولة.... كلحنٍ لم يُعْزَف لي... كياسمينة في شذاها تتفتح بكل إشراقة الربيع... هي ظبية البان ترعى في خمائل الكون الفسيح... أتهجى اسمكِ بحروفٍ من نسيم... ذنبكِ شدة حبي لكِ... شدة خديعتكِ وغدركِ بي... وحيدٌ على حافة الأرض بقلبي ذكرى عطرة.... وبيدي برهانٍ أليم!!!!!


بذكرى حبٍ عطرة سأتحدث عنها من جديد


وأذكر في الهوى جرحك
وترتفع أسوار الظلمة لتخنقني


مواقيت الحب ولَّت
وبقيت الآلام تنهشني

وأذكر في الهوى سرا
سلمكِ مقاليد أمري


ويحكِ يا من تكسين هُدُبك بقساوةٍ وظلمِ

عيونكِ قباب من نور كما الثريا التي تضيء العتمة
وتنتشلني من وهدة البؤسِ
معكِ أتسم بمزاج كما المجنون
أراكِ قديسة وتليها لحظة أُبْصِرَك مثالا للفسوق
مصفودة بقيد الهوان ومكللة بأزهار الجِنَان
وحبكِ كما النسيم الذي يلطف الأحزان
وكالجرح الذي يزداد غورا مع مرور الأيام
صرت أحجية على يديك ولن أعود يوما متزن الأركان

في شيمتكِ الغدر وبقلبي حب يتسع الأكوان
محال المغفرة
ومحال اندمال الأحزان
ومحال أن يتعاقب ليل ونهار ولا يطرد حبي نحوكِ ليشمل المجرات والأعوام


سلمان
مبتلى بحبها وكأني أود الفكاك من نارها
يروقني الابتلاء لو كان في سبيلها!!!!!
هي عذبة كحلم طفولة.... كلحنٍ لم يُعْزَف لي... كياسمينة في شذاها تتفتح بكل إشراقة الربيع... هي ظبية البان ترعى في خمائل الكون الفسيح... أتهجى اسمكِ بحروفٍ من نسيم... ذنبكِ شدة حبي لكِ... شدة خديعتكِ وغدركِ بي... وحيدٌ على حافة الأرض بقلبي ذكرى عطرة.... وبيدي برهانٍ أليم!!!!!


بذكرى حبٍ عطرة سأتحدث عنها من جديد


وأذكر في الهوى جرحك
وترتفع أسوار الظلمة لتخنقني


مواقيت الحب ولَّت
وبقيت الآلام تنهشني

وأذكر في الهوى سرا
سلمكِ مقاليد أمري


ويحكِ يا من تكسين هُدُبك بقساوةٍ وظلمِ

عيونكِ قباب من نور كما الثريا التي تضيء العتمة
وتنتشلني من وهدة البؤسِ
معكِ أتسم بمزاج كما المجنون
أراكِ قديسة وتليها لحظة أُبْصِرَك مثالا للفسوق
مصفودة بقيد الهوان ومكللة بأزهار الجِنَان
وحبكِ كما النسيم الذي يلطف الأحزان
وكالجرح الذي يزداد غورا مع مرور الأيام
صرت أحجية على يديك ولن أعود يوما متزن الأركان

في شيمتكِ الغدر وبقلبي حب يتسع الأكوان
محال المغفرة
ومحال اندمال الأحزان
ومحال أن يتعاقب ليل ونهار ولا يطرد حبي نحوكِ ليشمل المجرات والأعوام




لماذا أعشق تفاصيل تلك القصة
صدقا لا ادري
لماذا تشكل هاجسا لا يفتأ يراودني
صدقا لا أدري
أنتظر حكمكم إلا أني لن أتوقف عليه ستكتمل تلك القصة لتصير زهرة فواحة حتى بعد رحيلي عن الدنيا


حبيبتي زبرجدة:

كيف أنزع من قلبي الغل وهو مستوطن فيه؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف سينقضي عمري وأنا أحمل وزرا ليس لي؟!!!!!!
لمَ انسلخت عن نفسي ومتى ضاعت مني بوصلة الطريق؟؟!!!!
لمَ كل شيءٍ بملامح الحزن العتيق؟!!!!
صراعٌ على هويتي ومن أكون سوى ابنة شيخٍ قعيد؟!!!!
من أكون سوى سماءٍ حطت عليها العفرات فلونتها بمذاق الرماد الخبيث
مجتمع الفضيلة لمَ لم تَكُن مقسطاً مع الضعيف؟؟!!!!!!!
زينة الدنيا المال وأنا على أطنانه أسير
حبي لكَ أفلاكٌ يغمرها النور أبتي
ومع ذلك أنا على عهدك ووعدك لن أسير!!!!!!!!!!!

((زبرجدة))
أنا الزبارج التي تشع مني ألوان بكل الفصول
خُلِقْت لأكون مليكة القصور
متعجرفة... مستبدة....... لئيمة....... خبيثة
لا أبالي
فالحاقدون يتكاثرون
وعند أعتاب عرشي يتملقون ويتزلفون ومن ثم يتقهقرون ويرتعدون
كلهم رعاعٌ كريهون
ليس لي سوى توت!!!!!!!
هي من تدعمني بعد تلاشي أمي في بوتقة الموت!!!!!
وقيثارة لي عدوة وإن كانت أختي فأنا أكرهها حد الرغبة في أن يصيبها الموت........

أنجيلا:
الحب هو لغة التي توحد بين الشعوب
كفانا فرقة ودما
كفانا موت
تميد بي الأرض وتنهار من تحت أقدامي حين أصرخ بالحق ولكن معاذ الله أن يموت
الحب نبتة تقينا من كل سوء
الحب ينجينا حينما نظن أن لا مفر من الموت!!
قد يكون طريقي كله شوك وموت ولكنه اختيار لا أستبدله بكل النجمات والأقمار والشموس
هو اختيارٌ بطعم الموت!!!!!!!!!!!!

سلمان:
مضطرٌ لكرهك
محرومٌ من حبك
امتصصتِ رحيقي
وأنْشَفْتِ عودي
وحاشا لله أن أضرك
أبيتِ أن أكون سفينتكِ التي تنتشلكِ من بحر الضياع
كُنَّكِ قلبي ولكنكِ لا تدركين
أو بالأحرى لا تتذكرين!!!!!!!!

لا أظلمكِ نقيرا فأنتِ مدانة حتى رمقكِ الأخير
جريمتك قد يزول الزمن ولكنكِ لن تجدي لها تكفير
أحبكِ تلك جريمة من صنع ابتسامتك التي تضيء مشارق الأرض ومغاربها أجمعين
أحبكِ تلك جريمة خرجت من شلالات قلبكِ الذي كنت أظنه رحيم!!
قطعة من ديباج لا تفارقني
تحمل عطرك.. نفسك...... تحمل ذكرى لطالما ستظل مخيمة عليّ حتى الموت

المحبة خالصة لكِ
والكراهية أجدتها لأجلكِ
وهما ضفيرتان بحق الله لكم هما متشابكتين!!!!!!
من يفك عقدتهما سوى من نسجتهما بكل تفاني..... وبرود



هي عودة للماضي والحاضر.... هي عودة روحي للحياة.... هي حمامة الأرباش.... حمامة السلام التي تعلو في الأجواء وتتشبث بغصن الزيتون علها تدب فيه حياة ليذود عن بلد أغرقها الرعاع في الفساد....



هي ليست عن وطن وإن كان كنهها وطن
هي حدوتة صعيدية اسكندرانية قاهرية اجنبية
هي حدوتة عنا بكل نواقصنا
بكل احلامنا
تحوي إشراقات رومانسية ويخالطها بارقة أمل
هي عن الغد فالماضى ولى وانسكب
ولكن لنتطلع للغد لامناص من أن ننهي بضعة مسائل عالقة مع الأمس


فصل كل خميس او جمعه تبعا لظروفي
وهنزل خمس فصول لها الآن

قد يكتنفها الغموض ولكن لنقدح زناد فكرنا ولنلم قطع الرواية المبعثرة لتصير كيان ينطق بالحنين والدموع!!!!!!

عن الحب إن كان له مكان في الصدور
عن الأمل إن كان سيطل علينا من نافذة النور
عن الغدر إن كان البشر يعتبرونه حقا وأمرٌ مفروغ
عن التسامح إن كان عصي علينا وهين على رب الوجود

تبارك اسم الحق... اسم الله المعبود

لنرى عما ستسفر عنه الأمور
رواية بالفصحى البيضاء... تدور حول الحنين والألم والحب والغموض....
تحياتي الوافرة للجميع
وشكرا لكم


بنت أرض الكنانه 15-01-15 06:10 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 

في مطابخ أحد السجون المركزية بالإسكندرية
كانت منهمكة جدا ومتفانية تماما لتعد حساء عدس مميز... كان القدر المستوي على الموقد ضخم جدا والملعقة التي تقلب بها محتويات الحساء توازيه شموخا، قد أدركتها القائلة وهي كعادتها لا تستشعر حرارة الجو، فقط مدت يدها لتمسح العرق المتفصد من جبينها، لم تكن منكبة على عملها كانت ببساطة مستمتعة ومنخرطة فيه، اقتربت منها صديقتها ريحانة وقالت وهي تغمض عيونها وكأنها ولهانة
" هل رأيتِ الظابط الجديد؟...."
ومن ثم استرسلت في الحديث وهي تضفر أصابعها " هو فلقة قمر... هو......"
ردت زبرجدة بعبوس وهي تنهرها في القول " متى ستكفي عن إطراء الرجال؟... هذا لا يجوز كما أنه حرام شرعا، ومعشر الظباط خصوصا يتعاملوا معنا من منطلق حشرات مقرفة أو تسلية مؤقتة"
ازدردت ريحانة ريقها وأطرقت برأسها وهي تصدق على قولها " معكِ حق... أعرف هذا جيدا.... ولكن"
رفعت ريحانة رأسها، وقالت بتململ ومناشدة، وهي تشوح بيديها " هو فقط بارقة أمل... لمَ لا تدعيها تلوح في أفق رؤياي؟!!!"
أعربت زبرجدة بتصلد ويقين " هو فقط لمع سراب... وكفاكِ ركضا وراء المحال.... مع كل ظابط جديد ينتعش في صدرك أمل جديد.... قريبا ستفارقي السجن يا ريحانة... افعلي حينها بحياتك ما تشائين... ولكنكِ توصية " السلطانة"، من واجبي حمايتكِ من نفسكِ حتى تغادر إحدانا عتبة هذا السجن...."
وأخفضت زبرجدة جبينها فتحدتها ريحانة بقولها وعيونها تبرق بألف شعلة تصميم " لمَ لا تكملي؟... عتبة هذا السجن المقيت الذي امتص عمرنا وأذاب شبابنا وأحالنا جيفة بعدما كنا شابتين يافعتين"....
امتلأ صوت ريحانة بالمرارة وهي تردف " ضاع عمرنا يا زبرجدة كلتانا نتشارك نفس العمر الذي فوق جبينه المشيب"...
دنت منها زبرجدة وبسطت أناملها فوق أكتاف صديقتها وشملتها بابتسامة تفهم وأعربت بنبرة فحواها الدفء العميق " حسنا.... كلتانا هرمتان... لا ينظر الرجال لنساء في مثل عمرنا.... لقد تجاوزنا الخمسة والثلاثين منذ بضعة شهور... ما رأيكِ في هذه الفكرة الخلاقة؟؟... سنعمل صالحا ونتوفى فندخل الجنة ونتزوج هناك من الشيوخ الصالحين، كما أنهما حينها سيكونان فتيَّان... ونحن كذلك، اعتبري حياتنا في الدنيا تحصيلا حاصل، أيام تمر بدون جديد، روحكِ تعفنت يا ريحانة لأنكِ قصرتِ عمركِ على الحياة خارج أسوار السجن، اقبلي الأمر الواقع، وانتبهي لحقيقة سنكِ، لا تهيني نفسك بالغرق في أحلام يقظة مع كل شاب تقابليه، ما بها العنوسة صديقتي؟؟... ألم تَرِي أم كتكوت وكيف كاد لها زوجها وشريكته في الحرام ليوقعوها في السجن ويستولوا على وَفْرِها، الخائن أبلغ عنها الشرطة وأفضى لهم بموقع تبادل النقود بالكوكايين، وها هي أم كتكوت تتذوق نتاج ثقتها بجنس الرجال، ولديكِ فتحية العجمية أليست عظة لنا؟؟، زوجها ألقاها في الشارع بعدما طعنت في السن ليتزوج بذات الشباب الغض، لم يراعي العشرة، ولم يقم وزنا للوفاء والعهد، وهاهي في فورة جنونٍ وحقد أزهقت روح زوجته، فما كان من قانوننا الأعوج إلا أن لف حبل المشنقة حول رقبتها، وأما عن زوجها فقد وردت لنا أخبار تفيد باقترانه من الثالثة التي تفوق سابقاتها رونقا وجمالا، لا ثقة فيهم، هم مختلفون عنا، معظمهم ينظر للمرأة بطريقة دونية"...
أومأت ريحانة برأسها وقالت وهي تزدرد ريقها " أعرف يا زبرجدة، شكرا لإنقاذي من أضغاث أحلام استبدت بي"...
أضاءت البسمة وجه زبرجدة وهي تتلفظ قائلة وتربت على كتف رفيقة دربها بحنو بالغ المدى " على الرحب والسعة"...
_________________________________________
في حديقة السجن الرثة
وجَّه له زميله الذي يشارف ترك هذا المكان... وتلك الوظيفة للأبد نصيحة غالية
" فقط ابتعد عن زبرجدة، إن من يعبث معها تحيل حياته جحيما صرفا، ويا ليتني عبثت، أنا فقط لم أَرُق لها، فخططت لفصلي عن عملي، افترت علي كذبا وكادت لي، ولفقت لي تهمة التحرش بها هي وبضعة سجينات أخريات، شهادات الزور توالت علي، وها هي نجحت في مسعاها وها أنا مطرود من عملي"....
زفر سيف بحرقة على حال زميل دراسته، ومدَّ نحوه يدا لتشتد حول معصمه وآزره قائلا
" سيعوض الله عليكِ بعملٍ أفضل، أنت كفؤ يا سامح، وجهاز الشرطة بأكمله قد خسرك، أنت مكسب لأي مكان يا صديقي، والحمد لله أن العميد رءوف هو من مسك ملفك، فشخص غيره كان ليحيلك للتحقيق فورا، ولكنه تفاوض واكتفى بفصلك"
ثم سأله متحيرا " فقط لا أفهم لمَ تربصت بكَ تلك الشمطاء؟!!!"
رفرف سامح بأهدابه تلبكا لبرهة وجيزة ثم سرعان ما تمالك نفسه وأعرب بصوت ينفث حقدا وهو يتنفس الصعداء لعدم انتباه سيف لاضطرابه
" لقد ألقت بنفسها علي وقالت هيت لك فحينما عففتها ورددت بقوة "معاذ الله" شعرت بالإهانة لرفضي لها فعزمت الانتقام مني، ولكن ربك بالمرصاد يأتي لي بحقي حينما يشاء"....
أعرب سيف بعزيمة وملامحه تنغلق على التعابير وبصره يشخص نحو الفضاء الفسيح " لو كانت تلك هي الحقيقة سآتي لك بحقكِ منها"
واستطرد قائلا بأسى " بلدنا صارت رخوة، كل يوم مظاهرة، وهيبة الشرطة خفتت جدا، صار للرعاع صوت".... لفظها باشمئزاز بَيِّن
صحح له سامح " زبرجدة ليست من الرعاع، لقد نشأت في كنف أسرة فاحشة الثراء، لولا امتطائها عتبة السجن لكانت شقيقتها قيثارة الآن ذات شأن كبير في المجال السياسي، إنها ربيبة أسرة نفوذ ومال، فقط عودها الأعوج طغى عليها وجعلها تزل في الفواحش ومن بعدها القتل مع سبق الإصرار والترصد"....
سأله سيف وهو يسلط عليه نظرات " من قتلت؟؟"
رد سامح بصوت هو مزيج من الازدراء والتقزز " شقيق أختها.... كان رفيقها في الحرام!!!!"
________________________________
في بيت المطربة المشهورة أزاهير بأحد ضواحي الإسكندرية
قال لها بصوت متأصل فيه الحزن العتيق " تبدين سعيدة ومنشرحة الأسارير في غيابات بعدي!!!!"
تخصرت أزاهير وزمت شفتها وأجابته بامتعاض وتبرم وهي تثني عمودها الفقري للأمام " تلك ابنتي وقد عادت من جب الموت بمعجزة من صنع ربي، وأنت.... أنانيتك تلك تقرفني"...
رفعت حاجبها الأبنوسي واستطردت بعدم اكتراث بمشاعره " هي فقط من تهمني"...
وتابعت بقساوة صارت بمرور الزمن متجذرة فيها " لأنك لست والدها فإنك لست سعيدا بأوبتها من الغيبوبة التي طالت عليها، أنت تكره ابنتي "ملك" ولا تطيقها لأنها تذكرك بوالدها، ذلك الذي هربت معه قديما وتزوجته... وتركتك، أنت تعدها ابنة غريمك ولا تعتبرها قطعة مني، غريمك مات.... " أحمد" مات وكراهيتك لا تلبث متغلغلة في دواخيلك"....
انغرز في قلب "مسعد" خنجر مسموم من اتهامات زوجته المجحفة في حقه، وأطرق برأسه وأعرب " لو كان رأيك بي منحطا هكذا فلا داعي لاستمرارنا في تلك الحياة العقيمة، بإمكاني أن أطلق سراحك لو أحببتِ يا أزاهير"...
دوما هادئ حتى وهي ترميه بالاتهامات التي تعلم يقينا أنها جائرة.... تعرف مدى طيبة قلب مسعد.... هذا لو كانت لطيبته مدى فعلا... إن مياه البحر قد تنفذ ولكن طيبته ستظل براحا واسعا يشملها ويفيض من حولها...
دنت منه وتواصلت معه بصريا وهي تتلفظ قائلة بنقمة منصبة عليه "هذا هو الذي آخذه منك.... يسهل عليك التخلي عني رغم ادعائك منذ الصبا بأنك مغرم بي... من يعشق حقا لا يتصيد الأخطاء لحبيبه، لا ينتظر له زلة لسان، وأنت تترقب هفوات لساني بتربص مخيف"...
واستمرت قائلة باندفاع وهجوم، وهي تضربه على صدره ليتقهقر أمامها في الخطوات " رأيي ليس منحطا ولكن من الطبيعي أن ألازم ابنتي، إنها لا تلبث طريحة الفراش في المشفى، لقد كان حادث سيارة مخيف، صديقتها الأجنبية التي كانت معها لاقت حتفها فورا، ووجه ابنتي تشوه... وجسدها تعرض لإتلاف وضرر شديدين... حتى فروة رأسها صارت خريطة لشظايا الحروق المتباينة الخطورة، تلك التي تركت ندوب غائرة فيه، قد لا تفلح عمليات التجميل في إصلاح كل هذا العطب، وقد يعجر العلاج الطبيعي عن إعادة الحركة لأقدامها"....
وتضرعته مردفة وفد دأبت مكانها والدمع يترقرق من أحداقها " كن لي عونا، ابنتي صارت مسخ، الفتاة التي لطالما حسدها الجميع على عيونها الكهرمانية وبشرتها الناعمة الموردة وجسدها الممشوق المتناسق........ صارت مجرد حطام.... ومسخ... بضعة همهمات مدغمة غير مفهومة.... بضعة دموع لا تتوقف عن الانسياب من مآقيها التي تحيطها الأربطة...... هي عاجزة تماما وهي بحاجتي.... لأول مرة تحتاجني، ولأول مرة ألبي طلبها، دعني معها، أنا لا أنسلخ عنك، أنا فقط أستعيد ذاتي التي ضاعت في متاهات من صنعي أنا!!!!!، حياتي قائمة الآن على إشراقة عيونها... وعلى إشراقة عيونها هي فقط، لا أستشعر نفورا من جسدها المكتظ بالحروق والندوب، أستشعر فقط سرورا حينما أضمده لها، وألمس امتنانها لي في أحداقها، ولكن سحقا لها.... ماذا تظنني؟؟... أنا أمها، كيف تتجرئ وتنظر لي وكأني أشفق عليها وأُحْسِن لها وأسديها معروفا"....
ضمها له وقال بصوت ملؤه الحنو والرقة " اهدئي أنتِ تعرفي تذبذب العلاقة بينكِ وبين ابنتكِ، لقد كانت دوما علاقة مهتزة وعلى المحك، لا يتأخر أوان الإصلاح يا وردتي، فقط اعقدي العزم، لقد خُلِقْتِ يا أزاهير لتحصلي على كل ما تبتغين، وأنت تشتهين الآن تصالحا مع ابنتك، وستظفري به كوني على يقين"....
____________________
في بهو أحد القصور الفسيحة بالقاهرة
" إن غاب القط العب يا فأر، أين كنتِ يا زوجة ابني المصون؟؟"
تمالكت "سوما" نفسها بشق النفس وأجابت بصوت لم تستطع أن تمحي منه نبرة الحنق " أصبحنا وأصبح المُلْك لله، يا شيخة اتقي الله، لقد سأمتكِ أنتِ وابنك والمحروسة ابنتكِ المدللة، لو علي لكنت تطلقت من ابنكِ وارتحت من عائلتكم التي لم تصيبني إلا بالغم، ولكني صابرة عليكم جميعا لأجل ولدي منصور وابنتي ياقوتة"...
علقت مزدانة " يأخذونكم بالصوت قبل أن تغلبوهم"...
وأردفت بنبرة تحمل التهديد والوعيد وهي توجه نحوها إصبع نافر من قبضة مضمومة " اسمعي يا من التقطكِ ابني من على قارعة الطريق... يا فتاة بدون حسب ولا نسب، كل الجلبة التي أحدثتيها لتغطي على أمر مبيتك ليلة كاملة بالخارج لم تمرق عليّ، أبناؤك كانوا غطيطين في السبات أمس، وابني مسافر بالخارج لأمر متعلق بعمله، وابنتي في غمار رحلة سفاري مع صديقاتها، ولكن أنا كنت موجودة وشاهدة على مبيتك بالخارج ليلة كاملة، لقد استوحش فجورك يا سوما، واقترب أوان تطهير عائلتي منكِ، إما أن ترتدعي عن مسلكك الأعوج وإلا سأخسف بكِ الأرض، سأطردكِ من البيت وأحرمكِ من منصور وياقوتة لأبد الدهر"....
تصاعد الدم في رأس سوما واحتقنت أعصابها فهدرت قائلة وهي متشبثة بتلابيب حماتها وقد فقدت رباطة جأشها
" سأقتلكم حينها كلكم يا خانوم، لن تحرموني من منصور وياقوتة مرة أخرى، تكفيني مرة واحدة، سأقاتل تلك المرة.... لن أتخلى عن عائلتي مرة أخرى.... لن أفرط في ياقوتة مجددا... أبدا".... وكأن الظلام ينتشر من حولها.... وكأنها تفقد روحها.... إنها تتهاوى على أعتاب حماتها رغم أنها من يبطش بها!!!!
وتناهى لسمع مصطفى جزء من الحوار الذي دار بين أمه وزوجته، كان باب القصر مشرعا، وكان قد دلف منه بدون أن ينتبها له.....
تصلب جسده من حجارة الكلام الذي قذفت به والدته زوجته، إنه شخصية مسيطرة ومهيمنة على زمام الأمور، الجميع يخشى بطشه....... عداها هي!!!!، ربما لأنه قد طالها بالفعل الكثير من قساوته في زمنٍ فات حتى ماتت مشاعرها وتبلدت أحاسيسها.... لكن أن تكون خائنة هذا يفوق قدرته على الاحتمال ولكن أمه تبدو واثقة وما تفسير غيابها ومبيتها في الخارج عدا ذلك؟!!!....
قد توارى عن أنظارهما واختفى خلف عمود حجري في البهو ليستمع لهما، ولكن ابنته ياقوته كانت قد تيقظت، وكانت تسير في ردهة الطابق العلوي من القصر وهي تتثاءب، حينما لمحته، فهتفت بكل عزمها
" أبتي.... أبتي"
وهرولت نحوه باشتياق شديد وسط جحوظ عيون سوما وامتقاع لون وجهها....
____________________
في مراحيض سجن النساء
كانت زبرجدة مفترشة مقعد متهالك ولكنها جالسة عليه بغطرسة وخيلاء، وتُصْدر التعليمات للبنات ليجيدوا في تنظيف الحمامات، دلف سيف للمكان، وأبصر زبرجدة وهي مستوية جالسة تُلقي الأوامر وتطاع في الحال.... الكل يهرول ملبيا ما تقول...
ضيقت حيز عيونها وثبتت بصرها عليه وهبطت برأسها قليلا وقالت " هل تُشْرِف بنفسك على تنفيذ تعليماتك بشأن انتقالي من قسم المطابخ لقسم تنظيف المراحيض؟؟... وهل أنت هكذا سعيد؟؟... إذلال الناس وقهرهم هو ما تريد... تهبط بمقدارك لمستوى سجينة... وتدبر لها وتكيد... قد أبخست قيمة ما ترتديه، عارٌ عليكَ والله"....
بها شيء غريب... قوة لا يدري من أين تأتي بها... هيلمان تفرضه على الجميع... حتى عليه هو... نعم كان قرار متهور وأخرق.... ولكنها تطلق شياطينه من معقلها، يود إذلالها بعنف ولا يدري لمَ تضطرم بداخله تلك الأحاسيس...
إنها تحت رعاية السلطانة... أفحش امرأة في مصر، وهي ابنة شيخ كان يشهد له الجميع بسمو المنبت ونبله... لمَ حادت عن الطريق؟!!!... ولمَ يبغضها لهذا الحد المخيف؟؟... هو لا يحب سامح لتلك الدرجة وليس متعاطفا معه لهذا الحد... هو يعرف سامح جيدا إنه شخص بداخله خبيث، ولكن هل يُكَذِّب رفيقا ويصدق سجينة بقضية مخزية يُنَدَّى لها الجبين... كما أنها لا تدافع عن نفسها، لقد اعترفت بقتلها لشكري بمنتهى الوقاحة والفجور، وأدلت بأقوال تفيد في تورطها معه أخلاقيا..... ولكن عيناها ويا الله عليهما.... تأسرانه بطوقٍ ناري في يدها هي فقط.... يقرأ فيهما أشياءً تخالف ما تقول...
و كأنها ترتدي قناعا في تعاملها مع الجميع، ولكن من كثرة تشبثها بالقناع أضاع ملامحها الأصلية بل وأذابها تماما.....
إنه يشعر بالخزي من نفسه ويحس بالتقزيم أمام ذاته، فتشريحها لأعماقه يفضحه ويعريه.... كان يدعي أمام نفسه أنه يود الحد من سيطرتها على السجينات، فبتنكيس رأسها وبنقلها لهذا القسم الذي يهرب منه الجميع يكون قد أحَطَّ من قدرها وأثبت أن الأقاويل التي تتبعثر بشأن أنها مسنودة من كبار البلد مجرد هراء، ولكنه تلقى منذ نصف ساعة أي بعد نقلها بعشرة دقائق فقط أمر بإعادتها لقسم المطابخ، إن هناك من يرعاها رغم وجودها خلف أسوار الحياة، هناك من يتابع أخبارها.... ومن يشملها بعناية تفوق حدود الخيال... ولكن من هو؟؟... بالطبع الأمر يفوق السلطانة، فالسلطانة منبوذة من السلطات، ولا تُلَبَّى لها طلبات...
سألها " أريد أن أسألكِ سؤالا واحدا، لمَ أنتِ هنا؟؟"
ردت عليه بآخر إجابة يتوقعها " لأني هكذا أريد!!!!"
_____________________

بنت أرض الكنانه 15-01-15 06:12 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 

قصيدة عن القمر
"تبر" منذ اثنتي عشر عام
((أُنْتَ حبيبي مرمى نظري
والطيف القابع في إغماضة بصري
عبق الورود يلتف من حولي حينما تكون حيا أمام نطاق رؤياي
أنا كوكب مقري سمائك ولكنك تفرط في لأجل أسلوب حياتك
أنتَ أصلا لا تنتبه لي فدعني أشيد لنفسي قصر وهم وأبيت فيه
نبض قلبي محترق بجمر الغيرة
وروحي محلقة في سماء الجحيم
النساء من حولك كثيرات وأنا فتاة عادية القسمات منحسرة الحسن والبهاء
وفقط تعبت... وفقط اكتفيت
وياليتك يوما تتخلى عن مناويل حياتك لتكون فقط لي!!!!))
تبر الحالية
لقد اعتادت الصفاقة في الأونة الأخيرة، وصارت على الدوام متدثرة بزي الوقاحة والجفاء، هي فقط تلملم شتات نفسها بطريقتها الخاصة!!!!، من هي حقا؟؟... تبر ماتت منذ أعوام ولكنها أيضا لا تعرف سوما تلك، حماتها مزدانة امرأة تياهة الجبروت، لا تطيقها ولا تكف عن إهانتها ونعتها بفتاة الشوارع، أصل "تبر" يفرض عليها حينما تمرض حماتها أن تلازمها وتعتني بها، وهذا يحدث كثيرا جدا ومع ذلك لا تلاقي من تلك المرأة سوى النكران والجحود، دوما تشكك في نزاهتها، وتطعن في أخلاقها، لو تشهد لمصطفى بشيء فهي تشهد له بأنه ينهر أمه حينما تخوض في عرضها، وتلوكه بالقول، هي فقط كان لديها ظروف اضطرارية قهرية أجبرتها على المبيت خارجا، وهي ليست مطالبة بتفسير لتلك المرأة الفظة الغليظة، ولكن مصطفى...
ما الذي سمعه، وما الذي يصدقه، إن مصطفى معتاد دوما على تنصيب نفسه قاضيا، وأحكامه لا يبدلها حتى لو ظهر له خطؤها، فلمَ تُجْلِي له الحقيقة؟!!!.. لتدعه فريسة للتوجسات والظنون، أليس هو جلادها وناحر بقايا إنسانيتها؟!!!!... لمَ تبالي به؟!!!... ولكنها سحقا... هي تبالي!!!!
تستعجب ضبطه لنفسه وتحكمه بأعصابه، لقد استقبل ابنته ببشاشة وانحنى ليرفعها حاملا وليدور بها لفة كاملة، كما هي عادته كلما ولج من سفرة، هي جزعة ومضطربة.. ربما، ولكنها لا تقل عنه برودة وقدرة على ضبط النفس...
لم يدم جحوظ عينيها ولا انسحاب الدم من وجهها سوى لوهلة منحسرة.... صرف ابنته عنه بلطافة برغم تشبثها به ورفضها التخلي عنه، كانت تبر تراقب من زاوية عيونها ما يجري بينه وبين ياقوتة، ياقوتة فتاة ذات ظروف خاصة لقد خلقت معاقة ذهنيا، هي فتاة ذات احتياجات خاصة، حماتها مزدانة دوما تستخف وتُحَقِّر من شأن ياقوتة، ملامحها المنغولية لا تمت لقسمات أبيها بصلة، ولكنه مغرم بها، لم تتوقع من ذلك الجلمود المنعدم الضمير أن يقع أسيرا في محبة ابنة لن تجعله يوما موضع افتخار، ولكنه فعل... أحيانا تنهش الغيرة قلبها حينما تبصر مدى تعلق مصطفى بابنته، فقط لو ينظر لها مرة بنفس الطريقة التي يرمق بها ابنته... بمزيج من الحنان والعطف والمحبة التي تطرد وتتنامى في كل يوم...
ربما يكون منصور متباعد عن والده كثيرا، هو أيضا يأبى أن يكون ملتصقا بأمه، هو منعزل عنهم، ويسكن ملكوتا غير الملكوت، ربما سنه صغير ولكنه ذو طبع مجافي، يحمل قسمات أبيه.... وغلظة قلبه أيضا...
إن والدة زوجها تعلم بأنها تفتري عليها كذبا ولكنها تعشق هذا الدور، تتلذذ حينما تهددها بإقصائها من حياة أولادها... تستمتع بفزعها الذي يستبد بها حينها والذي تداريه....
كان لا يطيق صبرا ليتخلص من انكباب طفلته عليه، إن ياقوتة تكاد تكون نقطة ضعفه الوحيدة، فهي جد بريئة... وتراه كيانا عظيم!!!!
ولكن سوما متبدلة في الأونة الأخيرة على الدوام، لم تكن تأبه لأناقتها بتلك الصورة المفرطة قبلا، لم تكن تغيب لفترات طويلة في السابق، هي الآن تخرج وتدخل وتهب في من يسألها أين كانت، هي متلفة الأعصاب بشكل مريب!!!!!
لقد كانت فقط سكرتيرة من ضمن درزينة... كانت مجرد فتاة من بين حشود غفيرة، فلمَ انتبه لها بمجرد أن أبصرها، ولكي يواري ذلك الانتباه اعتاد تجاهلها وتمادى في استعبادها في الأعمال... ولكنها كانت دءوبة وكفؤة لا تكل ولا تمل، تعمل بنشاط ملحوظ، أين ذهبت تلك الوردة هل هو من دهسها بأقدامه، لقد أحالها نزقة الطباع أحيانا... فاترة وغير مبالية في أحيان أخرى، وكأنه سلخها عن روحها
إصرارها على تسمية ابنتها ياقوتة لاقى إعجابا لديه خصوصا حينما قالت أنه اسم أمها، كانت المرة الوحيدة التي أتت فيها على سيرة أمها، هي لا تتحدث عنها أبدا، أما عن اسم منصور فلقد بدى له اسم حبيبها القديم، رفضت أن تعطي تبرير لرغبتها في إطلاق اسم منصور على ولده الذي قد يكون الوحيد، منصور... اسم لا يليق بحفيد عائلة السلحدار العريقة، اسم شعبي لا يحمل رونقا ولا بريق، ولكنه جاراها ولا يدري حتى الآن لمَ.... ربما أراد أن يرى ردة فعلها حينما يخبرها بموافقته على الاسم، شيء لم يتصوره، لقد أضاء وجهها وازدهر تماما، لقد تفوهت له حتى في فورة غبطتها وابتهاجها بأنها تحبه جدا، وبأنه أروع رجل في العالم!!!!
كل هذا لا يشفع لها المبيت خارجا، والبجاحة في القول، لم تعطه تلك المرة مبررا مقبول يقسم بالله بأنه سوف يزهق روحها
أدرك حينها أن ياقوتة ليست وحدها نقطة ضعفه.... إن تلك المرأة الغريبة الأطوار التي أنجبتها تسيطر عليه بكل الطرق الممكنة

بنت أرض الكنانه 15-01-15 06:14 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 

الثاني
رحلة نحو المجهول
*تبر*
دنا منها بخطوات فهد يتحين الفرصة لينقض على فريسته وأفصح لها بخشونة "أريدك"
وبدون أن يمهلها أحكم قبضته حول رسغها وسحبها ورائه، تكاد لا تلامس أقدامها الأرض، الوحيدة التي كانت تنطق في وسط هذا الجو المشحون كانت ياقوتة، كانت تصفق بكلتا يديها في جزل طفولي، وتعرب بصوت ملؤه الحبور والسرور " أبتي اشتاق لأمي"
همست مزدانة في سرها وبحقد مستشري فيها " لم تستحقي لقب معتوهة من لاشيء!!!!"....
تبر روحها ملوثة باحتقار الذات، ومختومة بالندم الرهيب، هي تتلظى على نيران الألم الثخين، ولا تجرؤ على مشاركة سرها مع أي كان!!!!
كان مصطفى يجرجرها ورائه وهو يصعد درجات السلم، أما هي فقد كانت شاردة في هذيانها المنصرم، لقد ظلمتها الدنيا ورفعت الأسوار بينها وبين أمها ياقوتة، ولقد كان اختيارها هي، أجل هي من اختارت إقصاء أمها وأخيها من حيز حياتها!!!!!
شرع باب الحجرة ونفضها عنه بغلظة، سألها وهو يصر على أسنانه ويثني بدنه تجاه جسدها المنسكب على الأرضية
" هل لديكِ تفسير لعهرك الظاهر عليكِ في الأونة الأخيرة؟؟؟"....
مسحت خيط الدم الذي انفجر من شفتها، نتاج ارتطام وجهها وهو يطرحها أرضا بأحد أعمدة منضدية الزينة، وردت بهدوء لا يعبر عن الخوف الذي ينهش فيها، من أن يحرمها أطفالها
" خرجت للجلوس في النادي واحتساء مشروب هناك، وفي طريق أوبتي كان هناك حادث مروع، جسد المصاب كان كرة من الدماء، أنا لست طيبة أنا أعرف هذا، ولكني كنت ممن تبعوه للمشفى، تبرعت له بدمي، كان من نفس زمرتي، تبدو قصة لا معقولة ولكنها هكذا حدثت، ملابسي كانت تفوح منها رائحة الدماء.... كانت تلك الرائحة تسد عليّ مياسم الهواء!!!!!، فذهبت لصديقتي سوسنة، وبدلت ملابسي هناك، لم أرد إفزاع ياقوتة ومنصور لو ولجت ورأياني مغطاة بالدماء!!!!"....
أومأ برأسه ووافقها في القول " نعم تبدو قصة غير معقولة"
واسترسل وهو يخلع سترة بذته ويلقيها بدون أدنى اكتراث، وهو يحل أزرار قميصه العلوية علها تجلب له بعض الهواء
" بإمكاني أن أقتلك بدم بارد.... أن أمحي وجودك من على الأرض وكأنكِ لم تكوني على صفحتها أبدا، إنكِ مجرد صعلوكة، اختفائك من الدنيا لن يُحدث بلبلة، ولن ينتبه أحد له، وأنا بنفوذي سأدبر كذبة محبوكة، لقد وضعنا الشروط منذ البدء يا سوما، لا تعبثي معي.... وإلا الخيانة!!!!، لكِ فرصة ثانية لن تتكرر مطلقا مجددا، أخبريني هيا مع من كنتِ ولمَ قضيتِ ليلة كاملة خارج بيتك"....
هزت رأسها وكأنها لم تعر اهتماما لتهديده بقتلها، وأصرت قائلة وهي تكور شفتها
" كنت في المشفى، أتبرع بالدم".....
والتفتت نحو حقيبتها المقذوفة أرضا كذلك، وفتحتها وأخرجت كيسا وصبت محتوياته، كان ثوبها وهو ملطخ بالدماء!!!!!.... لم تكن كاذبة!!!!!
________________________
*ملك*
أروع ما قد تجود به الحياة أن تعثر على شخصٍ يقرأك بدون حروف
يستمع لصمتك فيجد فيه بوح
يمنحكَ حبا بلا مقابل
يغدقكَ بعطاءٍ لا مشروط
أروع ما تجود به الحياة فائض أمومة لا محدود
ابتسامة تذيب صخور الحياة التي تشبه الجلمود
قلب لا يغلق أبواب محبته في وجهك مهما صددته بكل برود!!!!!
أمها أزاهير لا تفارقها أبدا، هي لا تتأفف مطلقا من السوائل التي تخرج من جسمها، هي من تبدل لها حفاضاتها، فهي كطريحة الفراش لا تقوى على الذهاب للمرحاض، وهي من تحممها، ومن تعتني بجروحها، هي مختلفة عما كانت، لقد كانت تشمئز منها لو مرضت، وتخاف انتقال العدوى لها، فتأمر المربية بملازمتها، وبإخبارها حينما تتعافى، لتعاود الإطلالة عليها... كانت امرأة لا تهتم سوى بنفسها!!!!
هي محبوسة في هذا الجسد المشوه العاجز، تلك إرادة الرب وهي لا تعترض عليها، هي فقط تبتهل وتصلي للرب لتعاود السير والنطق، وهي تتلظى على نيران الشوق للصغيرة "أمورة" والصغير "ألفونسو"!!!!!
______________________________
*منصور*
في أحد مستشفيات العاصمة
كانت أمه تمسك بيده وهي جاثية على ركبتها بجوار سريره، وتلفظت وهي تحاول مغالبة دموعها التي تطفر رغما عنها
" قدر ولطف يا حبيب ياقوتة، دوما حذرتك من القيادة بسرعة وتهور، نحن أبناء القرية لا نستطيع مجاراة أهل المدن في نظام سيرهم.... وأسلوب حياتهم، كان من الأفضل لو استمعت لكلام أمك واتخذت لك سائقا، ولكنك عنيد ولا تنصت لنصائحي أبدا"....
علق منصور بصوت واهن، يحوي خيط عتب " تبكتيني يا ياقوتة وأنا طريح الفراش!!!"....
عقدت ياقوتة حواجبها وأبرزت شفتها السفلى بامتعاض طفولي لا يناسب سنوات عمرها السبعين وأعربت بغضب وانفعال
"لقد فقدت أختك قبلا، ولم يعد لي غيرك، ولقد طالبتك مرارا بأن تنتبه لنفسك، ولكنك لا تُلقي بالا لكلام العجوز، أنت ابن عاق، وأنا غاضبة عليك"....
انفتح باب الحجرة وأطلت باقة من الورود الجورية تحملها فتاة سمراء ممشوقة القوام خلابة القسمات
كان الأرق جليا عليها من خلال الهالات السوداء المتعاظمة حول عيونها، وكانت شاحبة شحوب الموتى وكأن حادث منصور شطر روحها وأهرق دماء قلبها
ازدردت ريقها ولم تتقدم نحوهما، وقالت بخفوت وتخاذل " أعتذر على اقتحامي غرفتك سيد منصور، ولكني وددت الاطمئنان عليك"
تفاجأت ياقوتة حينما أبصرت ابنها يحاول الاعتدال جالسا رغم حالته المتدهورة، واندهشت أكثر من السرور الذي ارتسم على وجهه من زيارة تلك السمراء النحيلة له، لقد صارت ياقوتة واجمة تراقب ما يجري أمامها بدون أن تفهمه... أو تعلق....
رد منصور على ساندي برحابة وهو يحاول قهر نبرة المرض في صوته " أنا بألف خير، علام تعتذري؟؟... أنا شاكر زيارتكِ الثمينة لي، تفضلي بالجلوس"....
كانت ساندي خجلة من وجود تلك السيدة العجوز، التي خمنت بأنها أم منصور، فردت بصوت حاولت أن تفرغه من شتى الانفعالات وتكسيه برنة مرح مصطنعة
" ألف سلامة عليك يا كبير، لقد اطمأننت عليك، ويجب أن أنصرف الآن، السلام عليكم"....
سألته ياقوتة بعد انصراف ساندي " هل نسيت أنك متزوج وأن لديك أطفال؟؟"
فأجابها منصور بسؤال " وهل نسيتِ بأن الشرع حلل للرجل مثنى وثلاث ورباع؟؟"
وضعت ياقوتة يدها على فمها لتخفي شهقاتها المتوالية، وقالت موبخة، وقد امتقع لون وجهها " رجال عائلة التبريزي لا يخونوا زوجاتهم يا منصور!!!، أعرف أن بسنت صعبة المراس حادة الطباع ولكن عليك بالصبر يا ولدي، إن لديكما بنات، لو تناهى لعلم بسنت نيتك الزواج من أخرى ستطالب بالطلاق وقد يبلغ بها العند مداه فتتزوج بآخر بمجرد أن تُكْمِل العدة، ابنة ريانة وبشير وأعرفها"....
رد منصور بمرارة " هي حتى لم تأتي لزيارتي رغم معرفتها بحادثي...."
قاطعته ياقوتة بعنفوان " هي لم تعلم بعد، لقد أخفيت عنها الأمر، فلقد أخبرتني أمس بحملها ولقد خشيت عليها صدمة المعرفة، اتق الله يا منصور، في رقبتك بنات، لا تظلم بنات الناس لكي لا يظلم أحد بناتك، وتلك الملتصقة ببعضها أول وآخر مرة تراها مفهوم؟؟!!!!!!!!!!!"
إن أمه مخدوعة ببسنت، إنها امرأة خبيثة، ولقد عاشرها واختبر معدنها الرديء بنفسه، ولكن لا قوة لديه ليجادلها، والحمل!!!!........ هل كُتِبَ عليه الإنجاب من تلك الخبيثة؟؟.... لقد اكتفى منها وفاض الكيل.....
تواردت تلك الأفكار عليه، حادثه كان غريبا، لم يكن صدفة كان تخطيطا، هناك من يود إزهاق روحه!!!!!!!......... ولكم من هو وما دافعه؟!!!!
___________________
مرت الشهور على سيف وهو ممسك بإدارة السجن، مازال لا يفهم لمَ زبرجدة معشوقة لزميلاتها في السجن، مازال لا يستوعب لمَ يضعوا بها تلك الثقة العمياء، لمَ صارت الأثيرة لدي السلطانة التي كانت محتجزة هنا في زمن فات، لمَ انهالت على شكري هذا بالطعنات لترديه قتيلا بعد خمسة طعنات!!!!!....... مازال لا يفهم... ومازال منجذبا نحوها بخيط غير مرئي يزداد قوة ومتانة مع مرور الأيام، لقد صارت تتفاداه عمدا وهو لا يدري لماذا، جملتها لا تنفك تراوده " لأني هكذا أريد"....
هل السجن اختيار؟!!!.... وما كانت الاختيارات الأخرى المتاحة أمامها؟؟....
بعد خروج ريحانة من السجن صارت حياتها قاحلة جدباء، إن ريحانة كانت رفيقتها طوال الثلاثة عشر عاما المنصرمين.... هي تحب كل زميلاتها هنا، ولكن غياب ريحانة خلق فراغا موحشا.... ليحفظكِ الله يا ريحانة من كل ضير..... لتحفظها يارب فهي فتاة خفيفة وستذوب أمام أية تلميح....
طلبها سيف لتمثل أمامه في مكتبه، وذهبت إليه بعدم اكتراث بما ينتوي قوله
تلفظ لها " اجلسي يا زبرجدة، فأنا لدي لكِ خبر مفرح"...
ردت عليه وهي لا تلبث واقفة " الفرح لا يدخل قلب مازال متمرغا في طعم الأنين"....
رد عليها وشفاهه تنشق عن ابتسامة صغيرة " لن أجادلك وإن كنت سأفتقد مناوشاتك، أعرف الآن أن سامح ألحق بكِ ضير، فأنا أعرفكِ الآن يا زبرجدة، لقد تم الإفراج عنك، ستخرجين من السجن غدا...."
انسحب الدم من وجه زبرجدة وتوسعت أحداقها بعدم تصديق.... لقد اعتادت السجن ولا تود الرحيل كما إنه يتبقى لها عامان هنا ويفيض.... فصرخت فيه وهي تلوح بأكتافها
" كيف تُخْرِجوني؟؟... حرامٌ عليكم... أنا لم أستوفي مدة العقوبة بعد!!!!"
سألها وهو ينتصب واقفا " هل أنتِ مرتعبة من الحياة خارج السجن يا زبرجدة؟.... تخافي أن يلحق بكِ أحدهما ضير؟؟"...
هزت رأسها نافية ما يقول وأعربت بهمس تخنقه غصة مرتفعة في حلقها
" لم تعد لي حياة خارجه، لقد تأقلمت على المعيشة هنا"....
ولأول مرة يستمع للهجة استجداء في صوتها " لا تُخْرِجوني... ماذا أفعل لكي أبقى.... أأفتح دماغ احدى زميلاتي.... أأغمد سكينا في قلب احدى رفيقاتي.... ولكنهم سيسامحوني.... لو أضمن أنهم سيصرون على معاقبتي لأقدمت على ذلك ولكنهم سيسامحوني!!!!"
وكأنها منكوبة!!!!!
كان صوتها أبحا.... مهموما!!!!
ستظل تلك الفتاة لغزا محيرا له... هل سيتمكن يوما من فك طلاسمه؟.....
__________________________
*علي*
كان واقعا في دوامة تفكيرعميق
لقد نشب الموت مخالبه فيها ولكنها أفلتت منه بأعجوبة لا يحب أن يُطلق على نجاتها معجزة، هي فقط كما القطط بسبعة أرواح!!!!
هو يمقتها...ربما!!!!، هو يفهمها... محال، هو يشفق عليها... ربما، هو يراها امرأة جديرة بأن تكون أم ابنته.... لا!!!!
لمَ لم تموتي يا "ملك"؟.... لمَ لم تخمد أنفاسك وتتخلص الدنيا منكِ؟؟!!!... لمَ أنتِ هكذا متشبثة بالحياة؟؟....
لقد تزوجت بعد انفصالهما بعدة رجال، آخرهما رفيق دراستها والذي أعربت للجميع بأنه معشوقها وحب حياتها، ولكن المنية قد وافته قبل حادثها، يقال أنها انهارت تماما حينها، وتمزقت أشلاء!!!!
هي امرأة مزواجة مثل أمها وهو يخشى على ابنته "أمورة" أن تكون ورثت منها تلك الجينات... القذرة!!!!!
لقد ورده اتصال من أزاهير بالأمس، عنفته فيه لأنه لا يُحْضِر أمورة لأمها، وأخبرته بأن ملك تطالب برؤية ابنتها الوحيدة...
حسنا من يكون ليحاكم ملك، إنها نتاج طبيعي لانفصال والديها وهي لا تلبث غريرة، كما أنه مزواج مثلها فلقد اقترن حتى الآن بخمسة نساء.... ثلاثة بعقود موثقة، واثنتين بعقدين عرفيين....
دلف لحجرة ابنته، كانت مسترسلة في الوسن، ضوء القمر انعكس على قسماتها بلفافة نورانية أخاذة، أمورة ذات نوم خفيف، بمجرد اقتراب والدها منها تيقظت
واعتدلت جالسة، وقالت له بتثاؤب وهي تحك أجفانها
" أهلا بابا لمَ تأخرت اليوم؟؟"
رد عليها بحنو وهو يمشط بأنامله خصلات شعرها المتشابكة " الأعمال على عاتقي متكردسة، لنأمل من الله أن ينفخ في صورة عمك "وليد" ليأتي ويشاركني هذا العبء الثقيل"....
أجابته أمورة بحصافة " عمي وليد لن ينصلح حاله حاليا، مازال أمامه بعض الوقت، جدتي نور تقول بأن اللهو والعبث يجريان في دمه، وهو بحاجة لزمن ليتعقل ويصير قدر المسئولية"...
لم يَرُق لعلي كون أمه تتحدث عن الجانب الطائش من أخيه أمام ابنته الصغيرة، إن أخيه يحيا في ضلال، نساء.... خمر... سهر... مجون... حال أخيه ليس لهو وعبث هو فقط انحلال بَيِّن!!!
تداخل معها بصريا وتلفظ لها بحنو " ماما تريد رؤيتك"...
ردت أمورة فورا " أَخْبِرْهَا أني لا أريد!!!"
زجرها بلطافة وإن كان مسرورا داخليا أن ابنته لا تحب أمها ولا تحفل بها
" قال الله عز وجل ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)) كما أنه قال ((وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ))، لا يليق بكِ الجفاء حبيبتي، أو أن تكوني فتاة غير بارة بأمك"
أطرقت أمورة برأسها وقالت بعد برهة تفكير " حسنا سألقاها"...
تنفس علي الصعداء وانتصب واقفا واستدار ليغادر الحجرة فأُجْفِلَ بصوت ابنته وهي تسأله بتردد " هل صارت بخير؟!!!"
_________________________
*توت*
في احدى قرى صعيد مصر، في بلدة مهمشة حتى الجغرافيين لم ينصفوها ويضعوها على خارطة مصر.... كانت توت ملتفة حول المصطبة، أمامها قُلَّة تشرب منها، وبضعة من جبن قديم في وعاء صغير، الخبز ناشف فهو مصنوع منذ زمن سحيق، والبيت الذي تحيا فيه متهالك وبالي وعتيق....
الكل يخاف منها فسمعتها كنفاثة في العقد تسبقها، الكل يتناقل كلام عن كونها صانعة تعاويذ سحرية سوداء، لا يودها سوى "رحاب".... فتاة طيبة دءوبة في السؤال عنها...
الموت لا يتذكر توت..... والحياة أيضا!!!!
لم تبكِ حتى الآن.... منذ سجن زبرجدة وهي صامدة.... مآقيها جافة والقلب ينزف خيباتً من الأمل وأنهاراً من الأحزان....
تسعى لزيارتها كل أسبوع على الرغم من سجنها في محافظة بعيدة عنها... ولكن زبرجدة ترفض مقابلتها في كل مرة.... مئات التارات تذهب لها ولا تلمح حتى طيفها!!!!..... تلك الفتاة قاسية جدا ولكنها من ربتها لتكون هكذا!!!!!
أنهت توت إفطارها وشدت عزمها وسعت مجددا علها تجد ريح زبرجدة تلك المرة....
حينما وصلت السجن سألت عنها فقالوا لها خرجت، مادت الأرض من تحت أقدامها، لم تعد تعرف لها طريق، ولكنها تماسكت وسألتهم " متى؟؟"
أجابوها " اليوم"...
انتعش الأمل في صدر توت، وانبسطت أساريرها، غردت الورود في دمائها، لا ريبة في أن زبرجدة الآن تسعى إليها، وفي طريق أوبتها لقريتها!!!!!
عضها الخوف، ماذا لو التقت بها أم محمود وغرزت سكينا في قلبها، المرأة مصرة على الانتقام، وتطلق تهديدات عدة منذ زمن بعيد.....
حفزت الخطى نحو قريتها وهي تتوعد أم محمود لو فكرت في مجرد الدنو من زبرجدة ستفجر نوافير الدم من كل قطعة من جسدها........
__________________________
" حمدا لله على سلامتك يا مرمرة".... قالت السلطانة
كانت هي وزبرجدة مفترشتين الأريكة الخلفية لسيارة تانجيرينية حديثة....
" تسلمي يا سلطانة، ربنا يحفظك لي، ويديم الود بينا والمحبة"....
التفت شاب وسيم في أوائل الثلاثينات كان محتلا للمقعد الأمامي لهما، وقال عن زبرجدة وإن كانت عيونه مركزة على السلطانة بشكل دفع بالدم لوجهها
"وجدت شريكا في محبتي لكَ يا سلطانة..."
علقت زبرجدة بنبرة يشوبها التهكم والاستيعاب، وهي تتفرس في ملامح هذا الشاب الانتهازي
" زوجكِ الجديد يا سلطانة"....
نكست السلطانة رأسها خجلا من كلمات زبرجدة... إلا أنها سرعان ما رفعت رأسها وقالت بعزة وشموخ " الرجال الطاعنون في السن لهم القبر وليس الزواج يا مرمرة!!!!"
عقبت زبرجدة قائلة " وكذلك النساء يا سلطانة!!!"
جادلتها السلطانة بتململ " تربيتك الصعيدية تلك هي من أتلفت مخك"....
التفت شرنقة وجوم حول توما، كان مصابا بالذهول، السلطانة تجد نفسها مضطرة لتبرر ولمن؟!!!!... لفتاة لا حول لها ولا قوة.... لا تملك حتى حق قوت يومها....
ابتسمت السلطانة وهي تضم أصابع زبرجدة لها وقالت بحبور " دعكِ من زيجاتي، الليلة عيد، سنطلق الأعيرة النارية احتفاءً بخروجك، وسنقيم عرسا للصباح ممتلئ بالأطبال والمزامير"....
وأردفت السلطانة " وسأُحْضِر كل رجالي لتختاروا منهم واحد لتتزوجيه، وأريد حفيدا وسيم بعد تسعة شهور بإذن القدير"....
وحثت كريمة، خادمتها التي تجلس بجوارهما " أسمعينا زُغرودة يا كركر"...
وتابعت " ولف بنا الطرقات يا سعيد، لا نريد الأوبة للقصر مبكرا، لنتبختر على الطريق"....
كانت السيارة التي تستقلها زبرجدة مع السلطانة وزوجها مزينة وكأنها لعروس، ولكن بداخل قلب زبرجدة قبر من الحزن العتيق!!!!


بنت أرض الكنانه 15-01-15 06:19 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 

الفصل الثالث
حبيبتي... وعدوتي توت
*زبرجدة*
أدخلوها السجن منذ سنوات لسوء سلوكها وأخرجوها منه... لحسنه... تكاد تكون مهزلة متكاملة، وتكاد تنفجر ضاحكة عليهم جميعا!!!!.... ويكاد الدمع يبلل أحداقها... وهي على وشك الانفطار باكية بدون سبب ملموس ... وأغمضت عيونها واستنشقت الهواء بقوةٍ عاتية... ويا الله على مدى شوقها لها.... تكاد تكون قطعة من قلبها... حبها مستقر بين أضلعها.... الشمس لم تكن تضيء إلا حينما تبتسم توت صوب وجهها مستحسنة عملا قامت به لأجلها... تنحفر للفجر أروقة حينما تربت توت على وجنتها برضا لتنفيذها المخططات التي دبرتها... لم تكن زبرجدة منصاعة لها لأنها ذات شخصية واهية، فقط لم تكن تملك سوى توت، هي من كانت ترعاها في الثقب الذي احتجزوها فيه!!!!.... هي من كانت تنتشلها من حالة اللاحياة التي كانت تحياها، بإغراقها في مؤامراتها وتدابيرها الخفية التي كانت توجهها صوب قيثارة!!!...
هي تكره توت؟!!!!... ربما!!!.... توت شخصية مظلمةٌ... قاتمةٌ.... هي امرأةٌ ذات روحٌ معتمة.... تسكنها أشباحها.... وتسيطر عليها أفكار انتقامية لو كانت دخلت حيز التنفيذ كلها لكانت برك الدماء تغطي كافة شوارع بلدها...
توت لم تكن تطيق رؤية أحدهم سعيدا... وكأنه أذاها حينها...
هي لا تبغض توت لأنها امرأة سوداء القلب... هي لا تمقتها لأنها ذات حقدٍ متغلغل لا يموت... هي تكرهها فقط لأنها أحالتها مثلها.... ملأتها بالأفكار الشريرة حتى صارت أكثر فظاعة منها...
لربما هي من أخطأت في حق توت وليس هي.... هي من سايرتها... كان يجب أن تردعها.... أن تدعوها للحب... للغفران... ولكنها فقط انساقت ورائها....
هي أيضا لم تحب توت!!!... فلو كانت أحبتها لما كانت ارتضت لها كل الذنوب التي اكتسبتها لتنفيذها سطور مخططاتها بالحذافير!!!!
لقد كانت تشعر بالذنب الرهيب تجاه توت.... وهي للآن مقيدة بذنبها.... فقط الذنب تضاعف.. وتضخم.. وصار حجرا ثقيلا يرزح على أنفاسها....
سطوة نفوذ السلطانة مكنتها من معرفة موعد إطلاق سراحها بمجرد أن تحدد، منذ أن كانت السلطانة نزيلة معها في السجن، وهي تدعوها للحياة باحدى المدائن الأوربية... هي تقول لها أن مصر لم تعد تسعها!!!!..... هي مجهزة لتسفيرها للخارج لتحيا هناك بقية عمرها....
حلمت بالهجرة كثيرا.... نعم.... تريدها الآن وقد صارت قاب قوسين أو أدنى...لا
كانت السيارة منطلقة بهم صوب القاهرة.... وكانت السلطانة تتمعن في تموجات وجه زبرجدة....
هي لا تدري ما الذي يربطها بتلك الفتاة.... شيءٌ من صنع الله.... هكذا قالت لها زبرجدة في زمن مضى... الحب شيء من صنع الله.... والسلطانة التي نشأت على عدم الثقة بأحد تضع كامل ثقتها بفتاة لا تجدها للآن جديرة بأن تحمل أسرارها الدفينة معها....
زبرجدة لا تنبس ببنت شفة عن ماضيها.... وكأنه لم يكن!!!!....
لا تستوعب دأب الفتاة على رفضها ملاقاة خالتها توت كلما قدمت لزيارتها.... ولا تفهم لمَ تعلم امرأة يقينا أنها منبوذة ومع ذلك تسعى لزبرجدة بدون أن تفوت مرة واحدة....
آثر توما أن يترك للسلطانة وزبرجدة فسحة، وألا يحشر نفسه بينهما، فالسلطانة كانت دائمة الحديث عن زبرجدة بمحبة عميقة، وهو مجرد فتى يلبي نزواتها، لو دخل مع زبرجدة في احتكاك مباشر فالسلطانة ستلفظه من حياتها....
ولكنه قبل أن ينسحب استهجن رغبة السلطانة في الاحتفاء بزبرجدة وسط الأطبال والمزامير، فهو ابن زبدة، ولا يطيق تلك الأجواء الشعبية المنحطة!!!!.... ومن الجميل أن السلطانة اقتنعت بكلامه وقررت أن يكون الاحتفال في ملهى ليلي..... سيتم حجزه لليلة كاملة لهم هم فقط!!!....
حينما أدركت السيارة مبلغها ربتت السلطانة على كتف زبرجدة لتنتزعها من أفكارها... وسألتها وشفاهها تخرج ابتسامة صافية " فيم تفكرين؟؟"
ردت زبرجدة بعفوية وتلقائية وعيونها في غياهب الذكريات التي تلاحقت على رأسها " في توت.."
وكأنها تتضرع السلطانة تشبثت بيديها وتمتمت لها " أريدها يا سلطانة.... حياتي لا تكتمل بدون توت"...
شبت ألسنة الغيرة في قلب السلطانة تجاه توت، لم تكن تتوقع هذا الرد من زبرجدة، لقد نبذتها لأعوام فما حاجتها لها الآن؟؟....
التوت شفاة السلطانة في تهكم وصرحت " لقد عشتِ بدونها لثلاثة عشر عام!!!!"
أجابتها زبرجدة وعقلها يسرح في كل ما فات من جميل الذكريات " توت هي أنا يا سلطانة، ولقد عشت بدون نفسي طوال تلك الأعوام، لن تفهميني!!!!... أنتِ لن تفهميني، ولكن توت لا تحتاج سوى لنظرة واحدة لتشهد كل ما بدواخيلي!!!..."
وتواصلت مع السلطانة بصريا وأردفت بضراعة وتوسل " عديني بأن ترديها لي أو ترديني لها.... أَحْضِرِيها لي.... موعد الزيارة اليوم، وتوت علمت بإطلاق سراحي، توت ستموت لو لم تعرف لي طريق، وأوبتي لقريتي عمل أخرق ومستحيل، بنفوذكِ اجلبيها لي...."
علقت السلطانة وهي تطلق تنهيدة مديدة " لأول مرة أرى الدموع تترقرق من عيونك يا زبرجدة!!!"
ردت زبرجدة " حينما يتحدث قلبي عن توت لابد أن ينزف دما!!!!"....
واستطردت بغمغمة تفيض بالأنات " لقد ألحقت بقلبها الخيبات.... لقد مزقت آمالها التي عقدتها لي.... لقد تركتها معدمة بدون حتى الفتات... أريد أن أعوضها وأخشى أن أكون صدئت أو تعفنت ولكن لتوت علي حق.... حق بأن أحقق لها ما عقدته علي من آمال... حق في أن أحاول لأجلها والظفر من عند الله"....
كان توما ينصت لحديث التمتمة بين السلطانة وزبرجدة، إن قلب زبرجدة يروقه... إنه قلب يعرف طعم الحب.... ونكهة الأحزان!!!!
_______________________________
*تبر*
جسدها يتفصد ارتعاب، لقد انتهزت فرصة سفر مصطفى الأخير لتتمكن من الخروج من القصر بدون أن يشعر بها أحد فغرفة مصطفى مجاورة لحجرتها تماما وهو ينام كما الثعلب... وأية حركة منها ستوقظه خصوصا وجهازه السمعي يتربص بها، من الجيد أن مزدانة ساقطة في غياهب غيبوبة كبدية هي الأخرى، والمحروسة سلام شقيقة زوجها منطلقة مع صديقاتها يقومون بالتبضع ولا يتوقع رجوعها إلا قرابة بزوغ الضياء....
ياقوتة تغط في السبات بعمق شديد، ولو يجب أن تحذر وتأخذ الحيطة فمن أجل منصور الصغير، يبدو مرتابا من ناحيتها، هو طفل فطن ونبيه وحساس بشكل كبير رغم جفائه الخارجي الذي ينحرها على الدوام، والذي لا تجد له في بعض الأحيان تفسير...
ينبغي أن تطمر ارتعابها، وأن تهدئ ضربات قلبها، كلها ما بها واجف، ولذا فهي لم تَقُد سيارتها، وفضلت ركوب سيارة أجرة، يجب ألا تتأخر كي لا يفطن أحد لغيابها، أعصابها متلفة جدا، ظنت نفسها تخلصت من تلك الحكاية وطوت صفحتها، ولكن يبدو أنها ستظل على الدوام تدفع ثمن زلتها من صحتها.... من هنائها وراحة بالها....
شرعت تقضم أظافرها، وتعض شفاهها، سحبها للنفس مشقة ووحده الرحيم من قد يلطف بها ويستر عرضها!!!!!
هي من أخطأت، تعلم هذا يقينا، وها هي تتجرع نتاج طيشها وغبائها، هي امرأة في الخامسة والثلاثين، لم تُقَد من جماد، هي امرأة لديها احتياجات عاطفية، ومن المحال أن تطالب مصطفى بها، تجنبها لمصطفى هو ما يجلب السكينة والاستقرار لعالمها، ملابسات ارتباطها بها تكاد تكون سوداء، هو فاقد الثقة فيها وهي كذلك، وهما في ذلك سواء، هو لا يثق بأخلاقها وهي لا تثق في أن يرحمها، والمحصلة ضباب.... وجزع... وأفكار سوداء!!!!....
تفتقد نفسها حينما كانت طيبة كاللؤلؤ... و نقية كما السماء... لا تحمل مثقال ذرة من سوء أو ضغينة لأي كان... هو من أفسدها ولوَّث روحها.... هو من قزَّمها وتمادى في إذلالها... هو مصطفى.... زوجها وعدوها....
جرت الدموع سخية لتحرق وجناتها فمدت بصرها عبر نافذة السيارة الجانبية المشرعة وتعلقت بالسماء....
*زبرجدة*
كان حفل... حقير ورخيص، لم تعد زبرجدة تطيق، تلك الأجساد المتمايلة تضجرها وتقرفها، روائح الأبخرة المتصاعدة تزكم أنفها وتُقَلِّص أنفاسها، والسلطانة منتشية في ملكوتها، تُرَى هل ستبر بوعدها وتُحْضِر لها توت، انتصبت واقفة
تشابكت معها السلطانة بصريا بنظرة أخبرت زبرجدة أن السلطانة تستشعر نفورها من المكان، وتحس بأنها تود الاعتذار منها لأنها أحطت من قدرها وجلبتها لهذا الماخور!!!!.... السلطانة ينتابها الذنب لأنها تتعمد إفسادها!!!!
وارت السلطانة انفعالاتها وسألتها بفظاظة " إلى أين؟؟"
ردت عليها زبرجدة بجفاء " لأستنشق هواء نظيف"....
كان الماخور جزء من فندق خمسة نجوم، يطل على النيل، وحينما خرجت زبرجدة منه تقابلت مع مسطحات ومنحدرات من المروج اليانعة، تنتشر فيها طاولات مخملية تحيطها مقاعد وثيرة ناعمة... وتتوسطها نافورة أنيقة تًطْلِق مياه ملونة كثيفة
يبدو كما المقهى من حيث الطراز، ولكنه خلاب... والموسيقى التي تنساب فيه هادئة وراقية
راقها المكان ولم يدم الاستحسان سوى لوهلة واحدة!!!!....
تثبت بصرها على نقطة بعيدة، وتعقدت حواجبها..... وتسمرت تماما.
سألها بلهفة مصطنعة وبصوت يحمل رنة ساخرة " لمَ تأخرتِ حياتي؟؟"
نهرته تبر وهي تعتدل جالسة " اخرس، التزم حيز التهذيب معي"....
رد عليها وهو يتراجع ليريح رأسه على المقعد " لم أتجرئ على طاهرة الشريفة، أنتِ من كنتِ متعطشة لي في زمن فات، ولا تسأمين الكلمات المنمقة وعبارات الغزل الفاضحة التي أسكبها على مسامعك، وإن كنتِ حينها تدَعِّين الشعور بالذنب، وتطلين نفسك بلباس ليس لكِ وهو لباس العفة والشرف"...
هامدة كما الجثة.... متجمدة كما الصقيع.... مشمئزة من نفسها حد الثمالة... حتى الأنات لا تصدر من جسدها، فكل ما بها معطل وخامد...
استجمعت شتاتها وجادلت لتدافع عن نفسها ليس أمامه ولكن أمام ذاتها هي " لم أنزلق معك في وكر الفواحش.... علاقتنا كانت سطحية و..."
ابتسم عن ملء شدقيه وقال باطراب " أسميتيها علاقة!!!!!"
تململت في مكانها وحركت رأسها بهزات انفعالية وتمتمت علها تقنع نفسها " لم أعطك صور.... لم يجمعني بكَ شيء مخل.... لم يشملنا سوى أحاديث تافهة ليست ذات قيمة..."
وتحدته " ما الذي تهددني به؟؟"
رفع حاجبه وصرح بصوت حفيف الأفاعي وكأن روح الأرقم الثعبان تلبسه " أعرف أدق تفاصيل حياتك... أعرف مخاوفك.... وكافة نقاط ضعفك.... ما حجبتيه عني هو طبيعة العلاقة الخاصة التي تربطكِ بمصطفى.... ولكن من تحاشيكِ الحديث عنها أكاد أجزم بأنها مقطوعة أصلا!!!!..."...
واسترسل بنعومة، وهو يزم شفتيه " لكم أشفق على هذا القرطاس منكِ.... من نزواتك وجموحك.... من واجهة مشرفة وحقيقة خاوية... مصطفى السلحدار رجل مخيف ولكن يبدو أنه في بيته أرنب وديع أو كيان مضمحل وضعيف لا يرضي زوجته"
نطقها وشفتاه تتكور تهكما وشماتة!!!!
لقد قزَّم مصطفى أمامها وهذا لم يرق لها، هي من جعلت مثل هذا الرقيع يلوكه بالقول، لتطأطئ.... لتذعن.... سيريد المال.... كلهم يسعون خلفه.... يبيعون كل شيء ليحوزونه.... هي أكثر البشر معرفة بذلك!!!!....
سألته وبصرها متمركز عليه " كم تريد؟؟"
رد وهو يحرك رأسه صوبها " أنتِ"....
كانت زبرجدة تسترق السمع..... تبر تبدلت كثيرا... ربما، ولكنها لم تحتج سوى لنظرة واحدة لتعرف بأنها ابنة عمها الوحيدة....
من عادات زبرجدة التنصت... لقد علمتها توت فنون التلصص قاطبة... ينبغي أن تُخَلِّص تبر من ذلك الوغد المبتز.... ستطلب من السلطانة.... لمَ تضعف النساء أمام هكذا أشباه رجال؟!!.... راقها أن تبر قد صرحت بأنها علاقة سطحية.... ولكن سمعة الفتاة العربية لو طالتها نقطة حبر تكون ضاعت وفَسُدَت للأبد.... ستبذل قصارى جهدها.... ولن تُمَكِّن خسيس من عرضها!!!!.... فعرض ابنة عمها عرضها....
________________________
كانت رحاب مفترشة أريكة رثة بالية بالردهة، وقد كانت مطرقة والأفكار تندلع وتتواتر في ذهنها، وكأن الحياة دبت في توت، تجهز عشها الصغير وتترقب وصول قريبتها الجاحدة اللئيمة بتوقٍ عاصف، تعد وليمة كبيرة رغم نقودها الهزيلة، تنتفخ أوداجها فرحا وسرور، سيخيب أملها وحينها سينكسر قلبها وسيتحطم شظايا متناثرة، زبرجدة لن تأتي.... لا يأتي أحد لقبره برجليه!!!!.... وهي أيضا لن تبعث لها لتلحق بها.... لقد تجاهلتها لأعوام وتوت لا تكف عن السعي ورائها، كيف لا تلبث آملة فيها؟!!!... هي تضطرم غيرة من تلك الفتاة العاقة، فرحاب مهما حاولت لن تستحوذ على قلب توت مثلها، إنها لا تتكلم عنها أبدا ولكنها ساكنة روحها... ليرأف الله بتوت حينما يخيب أمها وتصطدم بحقيقة زبرجدة الجافة اللامبالية....
توالت الطرقات على باب رحاب فارتعبت وجف حلقها وغادر اللون وجهها.... إنها أرملة تقطن هي وطفلها الصغير بجوار بيت توت... ليس لها رجل... ليس لها ظهر!!!!...
لم تكف الطرقات بل تسارعت ورحاب تنكمش على نفسها
استجمعت حزمة أعصابها السائلة، ودنت من الباب بخطوات حذرة مترددة، وأبصرت عبر العين السحرية امرأة غريبة عن بلدها فتوجست منها خيفة وقررت ألا تشرع بيتها لها، وبعد وهلة كان مظروف يُقْذَف من تحت عقب الباب...
اقتربت منه بحيطة وفتحته بحذر وكأن مارد سينشق منه ويبتلعها، كان يحوي آلافً من الجنيهات وورقة صغيرة، مكتوبٌ فيها
(( هذا ثمن اهتمامك ورعايتكِ بخالتي توت..... ولكِ مني أضعافا مضاعفة لو أوصلتيها غدا لهذا العنوان بالقاهرة.... لمَ تثقي بأني سأبر بوعدي وسأمنحكِ النقود؟!!!... ببساطة لأني لا أحنث بيمينا قطعته... كما أن روح توت حبيبتك تصبو لي، وتتلهف للقياي، لن يكون هناك خاسر يا رحاب، أنا لا أطالبكِ بأن تبيعيني توت، أنا أناشدكِ أن تجمعينا بعد طول شتات، ولكل شيء ثمنه وأنتِ في عوز ملح للنقود))....
كورت القصاصة ورمتها باشمئزاز من.... نفسها، هي في عوز ملح لتوت!!!!.... وهي لن تبيعها لأجل النقود.... زبرجدة تلك متعالية ولا تحبها، هي لم تأتي على سيرة شوقها لها.... كيف سمحت لنفسها بأن تفكر ببيع توت لأنانية لا تحفل سوى بذاتها، هي تكره زبرجدة لأنها السبب في ابيضاض عيون توت... وفي الضعف الرهيب الذي أصاب بصرها.... هي السبب في تكالب الأمراض عليها... هي المعول وراء هزالها ونحول بدنها... وهي السبب في أنها منبوذة من قاطني القرية... هي السبب....
*توت*
تعاقب ليلا ونهارا وزبرجدة لم تأتي يا توت.... لقد نسيتكِ وأخرجتكِ من حيز حياتها... ولمَ تحيين يا توت؟؟... موتي وأريحي الكون منكِ.... أيتها العجوزة الخرفة ماذا كنتِ تتوقعين؟؟... زبرجدة لم تحبك يوما هي دوما مشفقة عليكِ... بسبب حالتكِ الرثة المزرية، ولكن ها هو عطفها عليكِ قد نضب ولم تعد مضطرة لتحملك، لن أغفر لكِ... أنا لن أغفر لكِ يا زبرجدة، سأدعو عليكِ أن يخسف الله بكِ ....
ولم تقوى على إكمال سخطها ونقمتها، وسقطت مغشية عليها، وقد شحب جسدها فجأة، وفكرة مرعبة تقتحم عقلها... وصلوا لها واغتالوها ولذا لم تأتي.... قتلوا زبرجدة ولذا لم تأتي.... لا تفسير آخر لكونها لم تأتي.... وسكنت دقات قلب توت تماما....
*زبرجدة*
وكأن سكينا ينغرز في قلبها، وكأن أحدهم يبطش بها، وكأن وحشا يفتك بها ويسفك دمائها، تيقظت زبرجدة على إثر كابوس مخيف، ووجدت يدها ملتفة حول عنقها، لا يقدر أحد على خنق نفسه، ولكنها لو تأخرت للحظة زائدة عن الاستفاقة لربما كانت لتصير الأولى في هذا الكون التي تخنق نفسها!!!... مدت يدها للمنضدية المجاورة للسرير لتتناول كوب ماء وتتجرعه على رشفة واحدة، لتهدئ قليلا.... ربما بسبب الحال الذي وصلت إليه تبر... هي مرتعبة عليها، وتدعو لله سترها، ما سر تلك الوخزات التي تقر في قلبها...
هبطت بأقدامها لمستوى الأرضية ودست أقدامها في خف وردي لافندري، وتوجهت نحو النافذة الموصدة، وشرعتها علها تجلب لها بعض النسيم العليل، تثبتت عيونها على سياج القصر، وتدفقت الذكريات بداخلها حينما كانت تتسلق سور قصر أبيها... وكافة الأشجار والنخيل التي تبتغي وتريد...
لو تقوى على فعلها لمرة جديدة واحدة!!!!...
هبطت نظراتها نحو قدمها الأيسر....
قدمٌ لا يشعر...
صدح أذان الفجر فصمَّت آذانها وقررت معاودة النوم!!!!
في البهو بعد عدة سويعات
" تتملصين مني يا سلطانة.... أنتِ تراوغين.... متى ستجلبي لي توت؟؟!!!"
كانت زبرجدة محتدمة المزاج، فاقدة رباطة جأشها بدون أن تدري لهذا سبب مفهوم
السلطانة علمت بمصاب توت، لقد نقلتها جارتها رحاب لمشفى القرية، فالمرأة كانت مقطوعة الأنفاس، هي متصلة الآن على جهاز التنفس الصناعي وحالتها حرجة وقد لا تقوم لها حياة!!!!!
تابعت زبرجدة وهي في حالة هذيان محموم " عيونكِ تُلَمِّح لي بأشياء مخيفة!!!!"
تشبثت بتلابيبها وتوسلتها والعبرات تنزلق من مآقيها في جود " ما الذي وقع لتوت؟؟"
كانت ترجرجها والسلطانة تفاضل بين إخبارها وبين كتمان الأمر عنها....
ولكنها أدركت أن زبرجدة تنازع أنفاسها حاليا... فتوت هي الأنفاس التي تدخل وتخرج منها في تلك الحياة....
ردت عليها السلطانة " حالتها حرجة... لقد توقف قلبها عن الخفقان لوهلة!!!!!.... من حسن ظنها أن المشفى مجاورة لها... وأن رحاب أسعفتها فلقد شرعت عليها الباب وهي تتهاوى"....
تيبست زبرجدة تماما، وتمتمت وهي تترنح وكأنها سكيرة " أنا قتلتها"...
كانت العبرات تنساب بدون نشيج من أحداقها... وكأن روحها تبلغ الحلقوم.... وكأنها تود لو تكون مكانها...
لم تصرخ.... لم تملأ الدنيا بضجيج انفعالاتها
غاب عقلها في جب الذكريات....
حينما توفت أمها من دعمتها.... توت
حينما تحرش بها شكري من ساندها وصدقها.... توت
حينما تكالبوا عليها وأحالوها مدمنة مخدرات من عنفها وضربها واحتجزها وأفاقها.... توت
أطلقت ساقيها تسابق الرياح وبغتة شعرت بقبضة تشتد حول معصمها
تمتمت لها " دعيني يا سلطانة، ما كان يجب أن آتي معك، كان ينبغي عليّ الأوبة لتوت!!!!!، لقد انتظرتني وماتت من القلق عليّ أن يكون قد أصابني مكروه"
قالت لها السلطانة " حياتكِ مهددة هناك... أشخاصٌ كثر متعطشون الثأر منكِ..."
ابتسمت لها زبرجدة وعقبت " أنتِ لا تفهمين لقد تحملت تلك الحياة لأجلها، لولاها لكنت استسلمت للمنون منذ ردح بعيد"...
حينما كانت زبرجدة تفك أسر قبضة السلطانة عن رسغها، سألتها السلطانة وهي تتداخل معها بصريا " ستعودين إلى هنا مرة أخرى يا زبرجدة"...
ردت عليها زبرجدة والحنين يخالط نظراتها وبرغم البؤس الذي ترزح فيه تكاد السلطانة تقسم أنها لمحت ابتسامة فرح تنشق عن وجهها
" سأعود إلى بلدي مرة أخرى يا سلطانة فلقد طال التوق لها!!!!"
_______________________
" سيد "سلمان" المستشفى التي أسستها هنا في تلك القرية الصغيرة تُعَد من المستشفيات العملاقة التي يقصدها البشر من كافة أرجاء المحافظة والمحافظات القريبة.... حضرتكَ تتكفل بنفقات رهيبة لتظل مشرعة للجميع... دراستكَ كانت في المجال الهندسي فلمَ أنشأت مستشفى هنا، هل لخدمة الناس أم ..."
قاطع سلمان الصحفية محتدا وانتصب واقفا وزمجر فيها " الغي هذا السؤال تماما من بنود الأسئلة، العمل الصالح لا يحتاج بريق ولا متفرجين، كيف يقبله الله مني وأنتِ تريدين المتاجرة به، ما وصلت له كان بفضل ربي، وما أعطيه للناس ليس إحسانا مني، هذا حقهم عليّ، وتفضلي انتهت المقابلة" وأَعْرَض بوجهه بعيدا عنها
توسعت عيون الصحفية وأشارت لنفسها بكلتا يديها وتلفظت وهي واجمة مشدوهة " تطردني؟!!!!"
هي ابنة الحسب والنسب يأتي رجل أعمال صعيدي متخلف ويَصُكّ وجهه أمامها
كرر الجملة وهو يقطع الكلمات ويصر على أسنانه " تفضلي المقابلة انتهت...."
خرجت وهي تنفث غضبا واحتقانا، وأخذت تطلق تهديدات وتوعدات
دلف صديقه صالح لمكتبه وقال له " كانت تنصب شباكها عليك، ولكنها ابنة زبدة ولم يكن يضرك مجاراتها، لقد قاربت الأربعين ومازلت أعزب، وأمك شارفت اليأس منك هي تريد أن ترى لكَ ذرية، أنت متلف الأعصاب يا صديقي منذ حادث توت، لا تدعي أمامي أنكَ كنت متعلق بتلك العجوز الشريرة، ما بكَ؟؟... لمَ أنت هكذا كما الثور الهائج منذ الصباح؟"
ازدرد سلمان ريقه ورد في سره على صديقه
"لو أخفقت مستشفاي في إبراء توت من سقمها، كيف سأتمكن من لقاء زبرجدة يوما، وأنا أشعر أن من الممكن قصورا في المشفى قد كان هو السبب في وفاة راعيتها وحبيبتها"...
ونكس رأسه وواصل حواره مع نفسه " وبماذا أخبرك يا صديقي، هذا سر متعلق بي أنا وهي فقط، لقد تعاهدنا على ذلك!!!!، زبرجدة تحررت ولم تعد أبدا.... ولن تلج بتاتا.... ليست توت وحدها الخائبة الأمل هنا..."
" أين أنتِ أيتها الظبية التي ترعى في خمائل الكون الفسيح.... أين أنتِ يا من أتهجى اسمكِ بحروف من نسيم... أين أنتِ يا أعظم ابتلاء أصابني به القدير"....
لم يتبعها برغم علمه بموعد خروجها بمجرد أن تحدد
لأنه يود لو يختفي إثرها
لو تذوب في الدنيا كما قطعة جليد تحت وطأة قيظٍ محتر
هما ليسا لبعضهما
وكفاه وصبا وألما وانتظارا مديد
هو يحتقرها ويبغضها.... وكان سيمزقها إربا لو وقعت تحت يده
لذا أطلق سراحها ولم يتعقبها
فلقد آن أوان شفائه من رزمة الأحاسيس التي تشعلها فيه

بنت أرض الكنانه 15-01-15 06:21 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 

الرابع
في رقبتي دين!!!!
*مصطفى*
منذ اثنتي عشر عام
كان أرملا، يشارف الأربعين، رجل أعمال مخيف، ذي شخصية متغطرسة ورثها عن أسلافه الارستقراطيين، حينما واتته لتجري مقابلة توظيف، اعترته مشاعر غريبة حيالها، تكاد تكون قد احتلته بعيونها، كانت متأرجحة بين ثقة كاملة في النفس وبين خوف من ألا يتم توظيفها، كانت متحدثة لبقة وبارعة، وكان وجهها وكأنه لعروس، مصاغا من الزهور الجورية ومطعما بالبتلات الندية...
في غياهب كلماتها سقط صريع أحداقها، وكأن النجوم تتناثر فيهما، وكأن البدر يستوطنهما... وكأنه يسير في سردابهما السحري بلا أدنى حولٍ ولا قوة...
ضبط نفسه متصببا عرقا وفيرا ثجاجا... مرتبكا ومتوترا لأول مرة في حياته... لقد كان ولا يزال رجل محنك... استجمع شتاته التي تبعثرت على مشارف مآقيها الواسعة النجلاء...
أَدْخَلت ضوضاء في روحه، وأَضْرَمت النيران في قاطبة كيانه!!!، وعصفت بكافة وجدانه، ولكن تقاسيمه لم تفصح عما ينتابه...
اتخذها سكرتيرة لديه، كانت مختلفة عن قريناتها، كانت قليلة الكلام، منكبة في الأعمال، منعزلة ومتقوقعة على نفسها، وكأن لها وجهان... وجه يعشق مخالطة الناس والثرثرة معهم... ووجه متجهم ترفعه أمام كل من يدنو من أسوارها!!!!
لم تكن تُكثر من مستحضرات التجميل كانت تكتفي برتوش بسيطة، وتصك وجهها أمام أية محاولة استقطاب واستمالة...
كانت جدية وتروقه، مطوقة إياه بورود خدودها، وبسحر عيونها، وحتى بأدنى حركة تصدر من جسدها... وبأقل انفعال يحط على وجهها...
زعم أمام نفسه أنه على قبيل الفضول يود معرفة كيفية حياتها، التحريات التي أجراها لم تكشف عن الكثير، كانت تحيا مع امرأة تمت لها بصلة قرابة بعيدة في أحد الضواحي الشعبية، لا أحد يعرف عنها شيء، كلها تكهنات وثرثرات، هي بغتة حَطَّت على قريبتها وقطنت معها، واتتها وهي في الثانية والعشرين، وكل ما وقع لها قبل ذلك لم يعثر على أحد يعلم بتفاصيله أبدا... ولم تَبُح هي به مطلقا!!!
سوما!!!!
حينما يناديها باسمها لا تصدر منها ردة فعل سريعة... وكأنه ينادي شخص غيرها
وكأن هذا ليس اسمها...
بشرتها أكداس من اللوز... وعيونها أطياف من الكهرمان... ووجهها لوحة أبدعها الخلاق... وشعرها الكستنائي مجدول ومنساب على ظهرها ليضفي عليها هالة براءة لا تفتر...
هي تسافر مثل اليمامة في دمه وتغتاله من الوريد إلى الوريد!!!!....
من معرفته بها أدرك أنها لا تعي مقدار سحرها... وبأنها ذات فتنة طاغية... هي تحسب نفسها عادية... وهذا يلائمه جدا!!!!
بعد مضي شهور من عملها لديه، لمح تقرب احدى موظفي قسم العلاقات العامة منها، ولم يجد منها صدا تلك المرة، بدت مرحبة به، وهذا أشعل ثائرته، وأوقد نيران سخطه واحتقانه...
غزته فكرة طرد هذا المعتدي على بستانه، غيمة البشاشة والترحاب التي كانت تطل من عيون سوما تجاه ذلك الصعلوك، كانت تدفع بألسنة الغيرة لتجتاحه، كان يستشعر حينها أشواكا تنهمر على كيانه، كان يود سحق هذا الدخيل عليهما، وكان يشتهي فصل رأسها عن جسدها لأنها خانته بتفكيرها ومنحت فسحة لشخص غيره ليدنو منها ويغزل الابتسامة على قسماتها....
ولكنه لم يفعل أيا من ذلك، لقد راقبها وهي تخونه بنظراتها، وسلَّط بصره عليها وهي تتلهف لرؤية رجل غيره، لم تكن هناك طريقة لإبراء نفسه منها سوى بمشاهدته حقيقتها الملتوية... فهي مثل كل النساء... أفعى ملتوية!!!!
بعد فترة بسيطة لمح هوَّة جفاء تتسع بينها وبين ذلك الغريم " مراد"، لم تعد ترفع وجهها أصلا صوبه، وهو صار يتجاهلها ولا يُلقي عليها حتى السلام، وكأن اهتمامه بها فَتُر!!، كان ينبغي عليه حينها أن يتشفى فيها، ولكنها أضحت بائسة جدا في تلك الأونة، بدت له تعيسة.... متكدرة... على شفا انهيار هذا ما لم تكن قد تهاوت فعلا أشلاءً متناثرة....
لقد هزَّه انسحاب الدم من وجهها.... والهالات السوداء التي صارت تغمر عيونها.... لقد مسَّ بؤسها وشقائها شغاف قلبه.... ووجد له قلب يغفر لها زلتها ويخلق مبررات لفعلتها.... لقد كانت بينهما عهود لم تقال ولكن عيونهما قد تلتها وتبادلتها... كان يجب أن تنتظره وألا تيأس منه... كان ينبغي عليها أن تثبت له أنها فتاة تستحق أن يرتبط بها.... ولكنها قنطت سريعا ورقصت على أشلاء عهودهما!!
أحضر مراد لمكتبه، وأشار له ليجلس
أمعن النظر فيه بوجه لا يحوي تعابير، كان يريد أن يعرف ما الذي جذبها إليه؟!!... فيمَ يفوقه ذلك المعدم الفقير؟؟...
ساد الصمت بينهما لهنيهة، كان مراد أيضا يتفحص فيه!!!!
قطع مصطفى حيز السكون وسأله " ما مدى العلاقة التي تجمعكَ بسوما؟؟؟"
وتابع وقد لانت ملامحه، مقررا أن يكون حمامة السلام التي تؤلف بين الأحبة، فلقد انهار فوق ألمها جبروته وكبريائه، وود لو يطمس الكآبة من صفحة وجهها
" الثرثرة حولكما تتزايد، وسوما فتاة مجدة وأنا أتمنى لها السرور والسعادة، لو كان الخلاف بينكما ماديا فأنا سأنهيه!!!!، أي شقاق مالي بينكما سأتكفل أنا به، لا تَدَّعي أمامي أن لا شيء يربطكما، أخبرني فقط كيف بإمكاني أن أزيل ذلك التصدع وأمحيه؟!!!!"
انفرجت ملامح مراد عن ابتسامة طفيفة وعَلَّق بصوت فحيح الأفاعي وهو يمط شفتيه
" آخر شيء كنت أتوقعه أن تكون مغرما بتلك الحقيرة... إنها مكب للنفايات... صدقني سيدي"....
قصف الدم وجه مصطفى، وتشَنَّج جسده غضبا عاتيا، وبرزت كافة عروق رقبته، ورعد فيه فورا، وهو ينتصب واقفا ويحفز الخطى إليه
" أنت مطرود... أنتَ هو الحقير"....
أمسكه من تلابيبه وشرع يكيل له الضربات كما كان يود منذ أمد بعيد....
مسح مراد خيط دماء انفجر من شفته بكم قميصه الذي تمزق، وتشابك مع مصطفى بصريا وأفصح بحقد دفين
" هي لا تستحق... لقد قضيت وطري منها، وأنت تعرف أن الرجل بعد تحقيقه لمبتغاه يفتر اهتمامه بالفتاة، لو كانت عشيقتك وتبحث لها عن وضع اجتماعي يرضيها لتستمر في مباشرتها بدون أن تنتهكها الأقاويل، ففتش عن مقطف سواي، فأنا لن أكون التغطية المناسبة لقصتكما المخزية المشينة، وأنصحك بأن تطوي صفحتها وتنساها، هي مكب نفايات... رخيصة جدا وسهلة المنال"...
قَطَّع الجملة الأخيرة وهو يضغط على أسنانه
وأضاف وهو يدير مقبض الباب ليغادر الحجرة " وأنا هو المستقيل!!!!"
_______________________________________
*مصطفى* الآن
ولج من سفرته، كان البيت هادئ ويغط في السبات، تفقد ياقوتة ومنصور، واستكشف غياب سلام، فتح باب حجرة أمه، لمح مصباحا خافتا، يحتل منضدية مجاورة لسريرها، ينشر غلالة ذهبية ناعمة، كانت سوما راقدة بجوارها، تلفها بين ذراعيها وهي نائمة، لاريبة في أن أمه مرضت مجددا وسوما كعادتها تعتني بها!!!!
إنهما كما المتصارعين في الحياة العادية، ولكن حينما يدب الوهن في أمه لا تجد سوى سوما لتلازمها وتداويها مما أصابها....
أوصد الباب مجددا وارتحل تجاه غرفته الخاوية!!!!
كان الأرق مستوليا على سوما، لقد حاولت جاهدة أن تغفو ولكنها أخفقت فقررت التمدد قليلا لتستعيد نشاطها، مصطفى آب للمنزل، هي تستشعر أمانا في وجوده!!!!، نقلت نظراتها نحو حماتها مزدانة، هي تَكِن لها كراهية لا محدودة، ولكنها ترأف بها لأنها تذكرها بأمها، أمها ياقوتة طاعنة في السن مثلها ولاريبة في أن الأسقام متكالبة عليها، أمها ياقوتة لا تملك سوى زوجة منصور لو سقطت مريضة، ولو لم تراعي تبر حماتها في كبوتها الصحية، لن تطبب زوجة منصور أمها!!!!... دائن تدان.... هكذا ربتها ياقوتة!!!!
تواترت عليها تلك الأفكار لتُهْلِكَها تماما، هناك كلب يبتغيها في الحرام، وهي لن تذعن له بالتأكيد، ولكنه يشكل عليها تهديد، الخيانة درجات وهي خائنة!!!، لقد انزلقت للدرك الأسفل... وهبطت للحضيض...
لقد سجَّل لها حوارات الهاتف التي دارت بينهما، هو محتفظ بكل الرسائل التي بعثتها له عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، هي مغطاة بالإثم، ولا تجد شخصا يُمْسِك بيدها ويدلها على الطريق
كيف وثقت فيه؟؟.... هي فقط كيان ينبض، وحياتها لا تحوي سوى إمطار حماتها لها بوبيل السباب والإهانات... وبرمقات الاستعلاء والبغض التي تسددها لها سلام... وبنظرة دونية يغدقها بها زوجها!!!!.....
هي تحمل على كاهلها أعباء ثقيلة، عقل ابنتها الضحل.... ذعرها الدائم من طردها من حياة أولادها.... ذنبها الذي يتعاظم كل يوم تجاه ياقوتة الكبيرة.... لو كان الموت راحة فهي تنشده من الله....
لا تندمج في الصلاة... منذ تلطخها بوصمة العار.... هي فقط تنقر فيها... والاسم تؤديها.... هي في أشد العوز لرحمة الله بها ولكنها مع ذلك لا تطلبها ولا تتضرعها وكأنها يمكنها النجاة بدونها...
أسند مصطفى رأسه المثقلة بالهموم على وسادته المخملية، كان على وشك إطفاء النور حينما أبصرها واقفة أمام باب حجرته!!!!
غزتها تلك الأفكار ما اقترفته الآن جنون صرف، لمَ واتته أصلا؟؟، لقد كانت تتلمس الدفء في حضن أمه فهو نفحة منها، ولكن بأوبته صارت مستوثقة، أنه من تريد أن يضمها إليه.. كي تنسى آثامها.... وأوجاعها....
تنحنحت وعيَّت قائلة وهي تقضم شفاهها " استشعرت عودتك فوددت الحديث معك، ولكن لو كنت متعبا فأنا متفهمة"....
ضيَّق عيونه وسألها مشاغبا " لمَ أنتِ متوترة هكذا؟؟"
ردت بصراحة وهي منكسة رأسها " أخاف أن ترشقني بإهانة كما عادتك"....
انفرجت شفاهه حينها عن ابتسامة مريرة وعلق عليها " أهوى إثارة حنقكِ فقط حينما تتصرفين وكأني أنا وأنتِ خصمان في حلبة مصارعة"..
واسترسل وهو يحثها ويحضها لتتقدم " ولا أرفضكِ أبدا وأنتِ كما الطفلة تبحثين عمن ينتشلكِ من ضياعك"....
اتخذت لنفسها أكثر المقاعد بعدا عنه واستوت عليه جالسة...
كانت مطرقة برأسها وتتحدث بأية كلام يواتي بالها " مصطفى أنا تعبت ألم تتعب؟؟... حياتنا معا منتهية قبل أن تبدأ...."....
صارت نبرته غليظة خشنة وهو يطالبها " ارفعي رأسك وأنتِ تتحدثي معي"....
وتابع بصوت ينضح احتقارا.... لها " وجدتِ رجلا جديد وتبتغي الزواج منه ولذا تقومي بكل ذلك التمثيل"....
غاصت بأقدامها في السجادة الداكنة الكثيفة الوبر... لقد اعتادت قساوته وفهمه المغلوط لها فلمَ لايلبث يئن فيها تجريحه واتهاماته التي يرميها بها...
ازدردت ريقها بصعوبة بالغة وكأن أمواسا قد نزلت في حلقها تجريحا... وعقبت عليه بتماسك ظاهري يخفي خوائها الداخلي
" لقد تجاوزت الخمسين يا مصطفى.... والرجال في هذا السن يكونوا مستقرين نفسيا، ومرتاحين عاطفيا، ويكونوا قد كفوا عن الفواحش التي لربما وقعوا فيها برعونة في مرحلة شبابهم، ولكن أنت... لا تلبث تنهل منها... وهذا يجلب لحياتك البؤس.... أنتَ لا تثق بي مطلقا، أنا لا أدعوك لطلاقي ولكن ابحث لنفسك عن زوجة مناسبة واقترن بها، يجب أن تحاول الاستعفاف يا مصطفى، أنا أخشى عليك بطش القدير وتنكيله بمن يعثون في الأرض مفسدين"....
واستمرت بمرارة أثرت فيه " أَغْلِق أمام الشيطان الأبواب التي تصله بكَ، إنه يجعلنا ننسى أننا من طين مخلوقين"....
بدون أن تشعر وجدته واقفا فوق رأسها يمعن النظر فيها ويسألها بارتياب " ما الذي ارتكبتيه؟!!!!"
اضطرب محياها، وزاغ إبصارها، وتجمع اللعاب في تجويف ثغرها... رفعها إليه وأبلغها من بين صرير أسنانه وهو يحكم قبضة فولاذية عليها
" أنا لا أتسامح مع الفاسقات أبدا، تبالغي في الأناقة تلك الأيام، وتكثري من المروق متذرعة بحجج واهية، تهملين طفلتك ياقوتة، لو أبقيت عليكِ فمن أجلها، لولاها لكنت قذفتكِ خارج حياتي كما النفاية المقرفة، بل لولاها لما كنت سترتك أصلا واتخذتك زوجة في العلن"....
وتوعدها وعيونه تتوهج ببريق أرسل قشعريرة باطشة في جسدها " سأعرف ما ارتكبتيه كوني متيقنة، وسآخذ بقصاصي منكِ، حالما أستوثق من عهرك سأحيل حياتكِ جحيما صرفا، وستكونين عظة وعبرة لكل من تسول لها نفسها خيانة زوجها، أنا أرى خيانتكِ في عيونك يا سوما، أنا أراها!!!!"
______________________________
*ملك*
طلبت من أمها أن تجلب لها أمورة، لقد قاربت مغادرة المشفى، لم تعد مريعة وبشعة كما كانت، أمورة لن تنفر منها الآن، ولن تشمئز من سحنتها البتة، لقد خاضت الكثير من عمليات التجميل، وخضعت لنظام إعادة تأهيل بدني عنيف، لم يعد على وجهها سوى آثار بسيطة لخدوش طفيفة، يجب أن تراها أمورة وهي راقدة في المشفى لتعلم بأن ابتعادها عنها لم يكن اختيارها، وينبغي أن تُبصرها كما عهدتها كي لا تصاب بأزمة نفسية على إثر مشاهدتها لها وهي مشوهة، ولهذا طلبتها الآن فلقد صار وجهها مستساغ القسمات، لا يثير أدنى نفور وتقزز واشمئزاز، التقطت المرآة من على طاولة خردلية مجاورة لها، ملك كانت دوما بارعة الحسن متألقة الجمال، كل الفتيات الأخريات بجوارها كنا منحسرات البهاء، عصافير عيونها تحتشد أفواجا من جهة البحار اللازوردية، وثغرها الكرزي الممتلئ يكاد يكون معصية، يرتعش اللهب في وجناتها بتورد قاني ساحر أخاذ، حتى أنفها الأشم الباذخ خفقة من ضوء تُكْمِل لوحة البهاء...
أخذت تتحسس محياها، وكأنها تتأكد من أنه لم يعد يحوي نتفة شظية، قد تثير الفزع في نفس ابنتها، رفعت عيونها لأمها وسألتها " هل تزينين وجهي؟؟... مازال يحوي خدوشا... لا أريد لأمورة أن تراني سوى كما عهدتني دوما"...
أومأت أزاهير برأسها ودنت منها لتلبي طلبها... لو تظل ملك هكذا دوما... لو تظل محتاجة لها ولا تقوى على إكمال عمل بدونها... ستشرق قسماتها وتسلك الفرحة فيها ينابيعا متفجرة تَطَّرِد مع مرور الأيام...
*علي* منذ ثلاثة وثلاثين عام
حينما وضعت زوجة عمه توءمتين متماثلتين، كان في الجوار، كان أول من يقع بصره عليهما بعد والديهما، كانت احداهما متململة في الفراش تجهش في البكاء، أثارت تلك الصغيرة انزعاجه بدون سبب معلوم ويكاد يكون قد تنفس الصعداء حينما اقترب من المهد عمه أحمد ورفعها إليه ليهدهدها، وليعطيها لأزاهير ترضعها، أما الأخرى فكانت تحملق فيه كما يحملق فيها، كانت عيونها بلون النار الأزرق، ووجناتها غيمة وردية ناعمة، كانت قبس من نور هبط من السماء ليستوطن الحياة، خشى أن يحملها فتسقط منه، كانت حليقة ولكنها كانت جميلة... وكانت آذانها مزينة بأقراط عقيقية وهاجة... وابتسمت له فكأن الكون قد أضاء من حوله.. هتف قائلا وهو مأخوذ بها " ما اسمها؟؟"
رد عليه عمه أحمد وهو يدنو منه مرة أخرى ويبسط أنامله على لحم كتفيه " لم نستقر على الأسماء بعد"...
رفع عليّ نواظره تجاهه وصَرَّح له " تشبه الملاك..."
وكأنه يتضرعه " لمَ لا تُطْلِق عليها ملك؟؟"
سأله عمه " والأخرى ما مقترحاتك لنسميها؟؟"
قطَّب علي جنبيه، وكأنه استاء من كلام عمه، وعقب بخشونة، وهو متجهم التقاسيم، وهو يدبدب برجليه على الأرض
" أنا لم أمعن النظر فيها كي أسميها..."...
بوغت بانفجار عمه أحمد في وصلة قهقهة رنانة، شعر بعمه يفضح دواخيله... وهذا أثار حفيظته وانزعاجه....
لم يحفل عمه بحالته وبعدما انتهت نوبة ضحكه الهيستيرية، قرص وجنات عليّ وأفضى بشقاوة وهو يغمز له " هو الحب من أول نظرة يا خلبوص"...
وتلاحم معه بصريا وأردف بصوت أجش " سأسميها كما أطلقت عليها، ولكن لتظل دوما حاميها، مقابل تلبيتي لطلبك ستعدني بأنك لن تسمح لأحد بأن يمسها بأدنى سوء، وستكون حتى انقضاء عمرك راعيها"...
مدَّ علي يده لعمه ليصافحه وليُصَدِّق على تعاهدهما وأعرب بصوت يتجلى منه الاعتداد والحبور " موافق، عليّ الجبالي لا ينقض عهده أبدا"....
تناهى لسمع عليّ تذمر زوجة عمه أزاهير " الاسم لا يروقني، بناتي سأطلق عليهما لامار ولوتس"...
صار وجه عمه متصلبا مشدودا وهو يوجه الكلمات لزوجته " بناتي وأنا من سأسميهم، وعليّ سيتزوج ابنتك حالما تشب عن طورها، سأقرأ أنا وهو فاتحتها الآن، زوجها المستقبلي هو من اختار اسمها، وهو من سيحميها دوما من ترصد الشر بها"...
كبح زمام فرامل سيارته النبيذية، معلنا بذلك وصوله هو وأمورة للمشفى التي تقطن فيها ملك....
سأل عن حجرتها في الاستعلامات، وصعد لها...
كان الباب مواربا، دقَّ عليه بطرقات هادئة خفيفة، حتى قامت حماته المنصرمة بفتحه على مصراعيه...
تناهى لسمعه صوتها الحازم الذي لا يخلو من العذوبة والرقة " ماما اتركينا وحدنا رجاءً"
نفذت أزاهير طلب ابنتها بعدما لثمت وجنات حفيدتها واعتصرتها بين ذراعيها بتوقٍ عارم...
سألتها ملك وهي تفتح لها ذراعيها وتُفْرِج لها قسماتها " كيف حالك يا أمورة؟؟"...
ردت أمورة بتوليفة من القساوة والفتور " بخير مادمتِ بعيدة عني"....
وكأن قلب ملك لم يتمزق من جراء تحجر قلب الصغيرة، تفرست فيها وتحدثت وكأن ابنتها لم تصد فيها منذ هنيهة " قاربنا العام ولم نلتقي، صرتِ أكثر جمالا مما أتذكر، هل تبلين حسنا في الاختبارات المدرسية؟؟"
وحثتها " اقتربي يا عاقة وإلا سأغضب عليكِ، ستشبعين ماما تقبيلا حتى تنسى جفائك وقلة تهذيبك معها"....
وأردفت بزجر " تعقد حواجبكِ هذا يجعلكِ مريعة، افردي تقاسيمك"...
واستطردت " سأغادر المشفى قريبا جدا وحالما أفعل ذلك سنذهب أنا وأنتِ في رحلة سفاري طويلة"....
ألغت أمورة الخطوات التي كانت تفصلها عن ملك بتمهل، وكأنها لا تتحرق شوقا لالتهامها، وأفصحت لها بضعف، وهي تكور شفاهها
" لا تغريني... أنا سأشبعكِ تقبيلا بدون أن تغويني!!!!"
ألقت أمورة بنفسها عليها وأجهشت في البكاء في حضن ملك الواسع الفضفاض...
كانت ملك متسمرة البصر عليه ترمقه بكراهية سافرة، هي مقتنعة أنه من يقلب ابنتها عليها... زم علي شفتيه ساخرا منها وأحاد بنظره بعيدا عنها... هو لم يكترث يوما برأيها فيه... لتظن فيه كما تبتغي وتريد... هي لم تكن يوما ملاكه... هي من فتحت عليه أبواب الجحيم...
برغم زعمه أمام نفسه أنها مجرد حفنة من الهواء بالنسبة له، لقد سبحت نظراته في عيونها، لا تلبث ساحقة الجمال، لا يهزها حادث، ولا يصدعها زلزال، لأول مرة تصطخب بداخله تلك الأحاسيس، هو مصفود بأغلال سحرها... لقد كان ينفر منها، كانت تثير الغثيان في نفسه فمتى استحالت فراشته من جديد... متى استحالت بعيون يذوب الحنان فيهما كما دوائر الماء حينما ترمق ابنتها.... لقد كانت دوما تمقتها ولا تحفل بها...
__________________
*أنجيلا*
لم تستسِغ فكرة أوبتها لبيت أمها أو بالأحرى إلى بيت زوج أمها... ودخلت مع أمها في مجادلات حتى أقنعتها بأن تسكن وحدها ولكن على مقربة منها، ولكنها تريد أمورة معها، وأمورة تحيا في القاهرة وليست بالاسكندرية، لم يبدُ عليّ لها ذلك الوحش الكاسر كما تصورته، ولم يتجلى لها طعينا من تقلبات أختها المزاجية!!!!....
أنجيلا مدفونة تحت الأرض وملك فوق بسيطة الحياة... لقد فات أوان استقلالها قطار التراجع عما تنتويه، هي متورطة الآن... قرعتها تلك الأفكار إلى متى ستبرع في انتحال شخصية أختها؟؟... هل من المعقول أن أزاهير لا تشتبه بها؟؟... لقد تلاعبوا في فرامل سيارة أختها، لم يسعف الزمن ملك لتفضي باسم من كاد لها... وخطط لإزهاق روحها... في رقبتها دين نحو أختها، لقد كان عقل أنجيلا يترنح وجسدها متيبس حينما كانت السيارة تتأرجح في مسارها، طالبتها ملك بأن تفتح الباب لتلقي بنفسها خارج السيارة قبل أن تتهاوى في المنحدرات، وتتلاشى فحما متوقدا، ولكن أنجيلا كانت متشرنقة في حالة وجوم ولا تعي ما يجري من حولها، لقد كانت لحظة فارقة.... كان بإمكان ملك فيها أن تنجو بنفسها ولكنها آثرتها عليها، حاولت فتح الباب المجاور لها هي ولكنه كان موصود بإحكام، هناك من حاك لها هذا الشرك، هكذا اقتحمت الفكرة ملك ونطقت بها، ولم تتردد لبرهة واحدة، وأمسكت بعصا نحاسية لم تكن تفارقها أبدا، التقطتها من على الأريكة الخلفية، ورعدت في أختها أن تخفي وجهها وهشمت زجاج النافذة المجاورة لانجيلا، ورفعت جسد أختها بحركة مباغتة، وهدرت فيها أن تتكور على نفسها، وألقت بها خارج السيارة عبر الفتحة التي أوجدتها، وبمجرد أن أتمت ذلك اختل توازن السيارة جدا، وانزلقت نحو الهاوية... وصارت ملك في خبر كان!!!!.... صارت مجرد جثة هامدة تفحمت حتى ضاعت ملامحها وتعذر التعرف عليها...
هي تزعم أمام أزاهير أن الحادث قد ألحق ضيرا بذاكرتها وأن هناك فجوات بها، أمان قد لحقتها المنية منذ أحقابٍ انصرمت، وملك قد لاقت حتفها منذ قرابة العام، ولم تعد على صفحة الحياة سوى أنجيلا.... الراهبة الكاثوليكية المتشددة.... والجراحة الفرنسية البارعة....
حادث أختها كان متعمد والجاني لا يلبث حرا طليق وهي لن تكون الجراحة روكسان مالم تفك طلاسم ما كان.... والكل هنا مدان!!!
___________________
ضريبة أن تكون ابن فنان مرموق... أن تطاردك الأضواء حتى في أحلك الظروف، وأمها أزاهير نجمة متلألئة في سماء الغناء، صحيح أن شعبيتها تراجعت كثيرا، ولكنها لا تلبث محط الأنظار، مغادرتها للمشفى صحبها ضجيج من الصحفيين الفضوليين، ووميض كاميرات متلاحقة تكاد تكون قد أعمت إبصارها...
كانت أمها تقود ببراعة وسلاسة وصوبت تجاهها نظرة مطولة، وتفوهت لها بنبرة يشوبها الاعتذار " هؤلاء الصحفيون يشبهون الجراد، لقد ضجرت منهم، هم لا يكفوا عن التلصص علينا وتلفيق الأكاذيب عنا"....
أطلقت أنجيلا تنهيدة وهي تُرْجِع رأسها للخلف لتريحها على ظهر مقعدها المجاور لخاصة أمها، وعقبت بتمتمة " لقد كان اختيارك أمي"....
استدارت أزاهير لها وتلاحمت معها بصريا وسألتها وهي مقطبة الجبين " ما معنى ذلك؟؟"
ردت عليها أنجيلا وهي تتأمل في طرقات بلدها المكتظة بالسيارات... وفي الوجوه العابسة التي تسير فيها وكأنها أُفْرِغَت من الحياة
" معناه أنه اختيارك، لم يجبرك أحد عليه، فلا يحق لكِ أن تتأففي منه"...
مدت أنجيلا يدها لتشعل المذياع، وانسابت موسيقى أثيرة لديها لأغرودة عن مناوشات بين أم وطفلتها هديل كانت في حنايا مسلسل جميل....
تفوهت انجيلا وهي شاردة " وددت دوما لو تكون احدى أغنيات الطفولة تدور حولي وتتحدث عني، تلك المغنية صوتها رخيم وشجي، ما اسمها؟؟؟"...
توسعت أحداقها وأمها تشدو بكلمات الأنشودة، لقد كانت هي مغنيتها...
سألتها " لمَ لم تغني لملك أو أمان؟؟... لمَ هديل؟؟"
ردت أزاهير وهي تمط شفاهها وكأنها تستحق العتب والتوبيخ " لقد كان اسم ابنتي في الرواية.... ولكني بالطبع قصدتكما بها"...
سألتها انجيلا " هل تغردي لي أغنية، تكون عني، وليست عن تلك الهديل؟؟"
تواصلت أزاهير معها بصريا وكأنها استوعبت أخيرا " أنتِ تغارين من فتاة لم يجمعني بها سوى بضعة مشاهد تمثيلية!!!!"
وتابعت زاجرة إياها " ويحكِ أيتها الفتاة أنتِ ابنتي الحقيقية"....
ردت عليها انجيلا بضراعة وتخبط، وهي تغالب انحدار الدمع من مقلتيها
" لم أعد واثقة فهل تضرمي في هذا اليقين؟؟"

بنت أرض الكنانه 15-01-15 06:24 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 



__________________
أقامت أزاهير حفلا ضخما على شرف ابنتها التي تعافت أخيرا من الكبوة الصحية التي أَلَمَّت بها...
كانت أمها متألقة، ترتدي ثوبا منسجما مع جسدها، ذي وشاح حريري تربطه حول الخاصرة، وبتنورة تتسع تدريجيا، ويضفي عليه رونقا أخاذا تلاعب التماعات اللون القرمزي الداكن الذي كان يتغير لدي كل حركة.... كانت تمتمات الاستحسان وشهقات الانبهار ترتفع من حول أمها، وهذا كان يثير انزعاجها، لا تحب أن تنهش العيون تفاصيل جسد أمها، يجب عليها أن تقلد طراز أختها في الملابس، ولكن ملك كانت متحررة وترتدي ثياب تراها انجيلا فاحشة، يتغير الإنسان بعد النكب التي يبتليه الله بها، من الطبيعي أن تحتشم بعد مصابها....
فارتدت كنزة سوداء حريرية طويلة الكمين بفتحة عنق مستديرة صغيرة، وتنورة خردلية ناعمة تتهدل في صفوف انسيابية متوازية، وعقصت شعرها فوق رأسها بعقدة مسترخية، وضعت مبيض بشرة برتقالي على وجهها، ولونا أرجوانيا خفيفا على شفتيها، واكتحلت جيدا....
كانت الألعاب النارية تفرقع في جو السماء، وتتخذ أشكال فراشات وأزهار، وكان الحفل صاخبا....
البشر يعجون في المكان، وهي تود الانزواء في ركن قصي بعيدا عنهم....
لم يروقها ما يجري في ذلك الحفل، لقد كانت بدايته جيدة تشابكت أصابعها مع خاصة أمها وهما تهبطان الدرج وكان الكل يصفق لهما، ولكن بعد ذلك أصيبت بالغثيان من التصاق أجساد الشباب بالبنات، من تجاوزات أخلاقية شهدتها بعيونها، وحينما أخبرت أمها لم تحرك ساكنا وكأن ما يجري هو المعتادة عليه... وهو الطبيعي!!!!
هاتفت أمها عليّ ليُحْضِر أمورة، ولربما لأجل ذلك فقط لم تُصَب الخمور في ذلك الحفل الماجن!!!!!
تأخر عليّ كثيرا، يبدو أنه لا ينتوي الحضور، لا... هي لا تأبه بمجيئه، ولكنها تكترث لوجود أمورة بجوارها، بعدما فاض بها الكيل، وامتلأت روحها حتى فوهتها بالضجر والسأم، حثت الخطى نحو حجرة في بيت زوج أمها الذي يقام فيه الحفل لتلتقط أنفاسها، أدارت المقبض وكان مشهدا فاسقا يفوق احتمالها، لقد كان ولدا وبنتا من الضيوف يمارسا الرذيلة في عقر دار أمها، امتقع لون وجهها، وتوسعت عيونها جحوظا، وتصلب كيانها قاطبا، وشهقت بقوة عاتية، وطرأتها تلك الفكرة ولكن يبدو أن هذا الطبيعي في عالم أمها، تمالكت نفسها وأوصدت الباب من جديد وهي تدمدم لهما معتذرة إفسادها اختلائهما، وهرولت نحو المرحاض لتبصق تقيؤ متدفق من ثغرها، وقفت مترنحة وطالعت في المرآة وجهها الذي فَسُد تبرجه، وعيونها التي انطفأت جذوتها، وملابسها التي تبعثرت عليها، انكبت على المعلقة التي تحوي الصنبور لتغسل فمها من رائحة القيء التي توغلت فيه، ونظفت أسنانها جيدا، ولم تأبه بإعادة هندمة ثيابها، ولا بوضع لمسات تجميلية على وجهها مرة أخرى... هي لن تلج مجددا لتلك الحفلة المقرفة.... ستذهب إلى بيتها لتُغْمِض عيونها هناك علها تنسى ما وقع عليه إبصارها...
تنهد وهو يفك حزام الأمان عن جسد ابنته، لقد قابل ملك تلك الأيام أكثر مما التقى بها طوال سنوات، أجل هو يصبو للارتواء من حسنها الوضاء، يكاد يكون مراهقا من جديد، إنها تغزوه في تلك الأونة ببربرية متوحشة، ولكن لتكن الواجهة رخام ولينبض القلب بما يشاء، يستحيل أن يتخذها زوجة من جديد، إنها امرأة تحيى في الحضيض....
كانت أمورة ترتدي ثوب عروس منفوش، وتربط شعرها الحريري بمشبك من عقيق، وتنطلق صوب الحفل لتغترف منه بنهم شديد... عليّ يحتجزها ولا يصطحبها في نزهة إلا قلما.... ولقد واتتها مساحة لترى شيئا جديد... لقد كان يمنعها عن حفلات أمها... وهي كانت تطيعه وتدعي كراهيتها لها كي ترضيه...
استقبلتها جدتها بحفاوة، وحملتها ولفَّت بها الحفل المديد وهي منتفخة الأوداج سرورا وافتخارا بها... وسألتها أمورة بعدما زالت عنها غشاوة الفرحة بالجو الجديد " أين ماما؟؟"
قررت انجيلا أن تفارق هذا الحفل الخانق، ولم تود أن ينتبه أحد لمغادرتها كي لا تحرج والدتها، فتسللت خارجة من القصر عبر المطبخ وقد فعلت ذلك في غفلة عن عيون الخدم، لم يرغب عليّ في أن يدلف للداخل، فقرر انتظار ابنته حتى تنتهي الحفلة هنا... في تلك الحديقة اليانعة، كانت تتعثر في حذائها ذي الكعب العالي، لم تعتد انتعال مثل تلك الأحذية، وبغتة شعرت بقبضة تلتف حول رسغها، رفعت عيونها صوب من يحتجزها باعتصارته لرسغها، إنه الشاب الذي كان يغترف من الفواحش منذ هنيهات، إنه يود بها سوء، لتصرخ.. لتستغيث....
ولكنه أجفلها بقوله " ابنة عمتي، إياكِ ونشر ما شهدتيه، إن زوجها رجل أعمال طاغية، سيخسف بي الأرض وسيبيدني من الحياة لو تناهى لعلمه ما رأيتيه، اعتبريه تهديد، لو فكرتِ في الإفصاح سأفجر نوافير الدم من جسدكِ الجميل"....
ورمقها بنظرة حيوانية فضربته بحذائها في قصبة ساقه لتحيله مترنحا... متأوها....
وتفوهت له من بين صرير أسنانها " عليك اللعنة... لتتعفن في الجحيم... أنا لا أخشى شيء"....
سحبها فارس نحوه وأعرب لها بفمٍ متوحش...وبوجهه القبيح " لقد تذوقتِ الموت قبلا ولكنه كان في المرة المنصرمة رحيم... مجرد حادث طريق، التارة المقبلة لن يكون فيها احتمالية خطأ البتة... وستكون مجزرة متكاملة، فتجنبي إغضابي، ولا تقفي عثرة في طريقي"....
لمح فارس من زواية عيونه عليّ فخشى أن يكون قد تناهى لسمعه شيء فقرر التغطية على تهديده لملك، فشدَّها لحضنه وهو يمرغ أنفه في خصلات شعرها اللامع، ويتفوه بصوت مثقل بالأحاسيس الجياشة " أنتِ رائعة دوما يا ميمي"....
ثم وكأن وجود عليّ قد استرعى انتباهه، أفلتها، وقد بهت اللون على وجهه، وتمتم متلعثما " سأعود للداخل، حمدا لله على سلامتك يا ميمي"....
واستدار مبتعدا عنهما وهو يكتم قهقهته بشق النفس....
_______________________________
*أعمار زبرجدة*
انتشر خبر أوبتها للقرية كما النار في الهشيم، أما هي فقد لازمت توت، وتشبثت بيدها وكأنها طفلة ستضيع لو خلفتها توت ورائها، وتركتها وحيدة بدونها، جابهتها رحاب وسألتها وزبرجدة راكعة على ركبتيها بجوار سرير توت " لمَ أتيتِ الآن؟؟.... لقد تخليتِ عنها لأماد.... لم تحفلي بأنينها الذي كان ينخر فيها منذ سنوات"..
كان اهتمام زبرجدة منصبا على العجوز توت فردت عليها وهي تتلمس وجهها وتمر بيدها على كل إنش من جسدها " لو تحبينها فادعي لها ربكِ يترفق بها، مصاب توت يوحدنا يا رحاب"...
تأجج غيظ رحاب من زبرجدة، فهي لن تتشاجر معها مهما استفزتها لأنها حقا متأثرة ومتداعية الأركان بمصاب توت أكثر منها، وهذا يحنقها، ويثير امتعاضها، فأعربت بفم شَموس... وبصوت ينفث حقدا أسودا " لا يحق لكِ البقاء هنا... بجوارها.... لقد دمرتِ أحلامها التي عقدتها عليكِ.... لقد نكثتِ بعهدكِ لها بأن تكوني أفضل بنات قريتنا.... لمَ أنتِ هنا؟؟؟.... ارحلي.... أنا من اعتنيت بها طوال تلك السنوات المنصرمة... أنا الوحيدة التي يحق لها أن تكون هنا.... أنا من ظللت أضرب على صدرها حينما توقف قلبها كي تنتعش فيه الحياة...أنتِ مجرد قريبة لها من بعيد يا زبرجدة.... محاولتكِ رشوتي لأبيعها لكِ لن تلقى يوما قبولا من ناحيتي، سأجمع حولكِ رجال القرية يا زبرجدة لينصبوا لكِ محرقة ويلقونكِ في وهدتها، وسأكون المعول وراء التفاف نساء البلدة حولكِ ليوسعونكِ ضربا وليسيروا عليكِ بنعالهم، غادري الآن يا زبرجدة، ما كان يربطكِ بتوت أمكِ زهر وقد لحقتها المنية منذ أعوام".....
رفعت زبرجدة عيونها لرحاب وغمغمت لها وكأنها تخشى بطشها " امنحيني فقط خمسة دقائق مع توت وسأرحل بعدها للأبدية، هذا وعدٌ مني والرب شاهد على ما أقول"....
لبت رحاب طلب زبرجدة وهي تدرك من كلام توت عنها أنها فتاة لا تحنث بيمين قطعته البتة!!!!
تشبثت زبرجدة بيد توت ودمدمت لها بصوت مفعم بالدفء، ويحيطه الغموض " هم يظنون أني أخشى الموت يا توت، كلهم هددوني به، ولكنكِ الوحيدة التي تعرف، أنا لا أحفل به، رحاب تدعي محبتكِ يا توت، ولكن من يعشق أحدا لا يسلخه عن بقية محبينه، هي مثلكِ يا توت، ترى الحب أنانيا.... ومحدود، افتحي عيونكَ فقط، لا تستلمي للمنون، توت أنا لا أقدر أن أتخلى عنكِ، أنتِ قطعة مني يا توت كما أنا قطعة منكِ، لا تصدقي وشايات المغرضين، الموت يلفظنا يا توت، مازالت أمامنا في الحياة معارك نخوضها فأفيقي، من سواكِ سيهز عرش قيثارة وسيُقَوِّضَه أكداسا وركام، من غيركِ سيتشفى في عائلة الجبالي حينما يفلسون؟!!!...".... كانت تبثها الحياة بطريقتها الخاصة....
وأردفت وقد اكفهرت سحنتها وقد أَطَلَّ الشرر الساخط من عيونها
" لا تكوني لئيمة معي يا توت، لا تنصتي لكلامي بدون أن تختلج تقاسيمك بتعبير، أو يتلون حلقكِ بصوت... كيف تموتي قبل أن نفضح عائلة الجبالي... قبل أن تصير سمعة بناتهم مضغة في الأفواه.... قبل أن نبدد نفوذ قيثارة ونحيله ذكريات... يجب أن تتيقظي يا توت، لقد تأخرنا فقط ولكن كل ما رسمناه سويا سيكون!!!!"
تفتحت عيون توت رويدا رويدا وتثبتت على سحنة زبرجدة....
فافتر ثغر زبرجدة عن ابتسامة تغدقها بها ولا يدرك كنهها أحد سوى توت!!!!....
____________________________
إلى اللقاء مع الفصل الخامس الورطة
فيري سون

بنت أرض الكنانه 15-01-15 06:27 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 



الخامس
الورطة
*تبر* منذ اثنتي عشر عام
((يا ويل دموعي لو سفحتها عليك
ويا ويل قلبي لو نزف دما لأجل قساوة عينيك
ظننتكَ طوق نجاتي فكنت أنت من يقذفني في بحر الشوك
مدفوعة للدوران في حلقة مفرغة وإياك فأنت تنسج حولي خيالات
تملأ ذهنك بخواطر الريبة والتوجسات وتأبى فتح عقلك لأية إيضاحات
تراني أفعى رقطاء وامرأة ملطخة بالوحل فتتمادى في إذلالي وفي دهسي بقدميك
ولو أن لي قلبا يكرهك لكنت أغمدت فيك سيف ولكنت مزقتك ورميتك للطير
أسمع حفيف الأسى ينساب من صنبور الابتلاء
ولو اكتنفني الظلام الكثيف من جرائك فلي قلب يغفر لك ويصفح عنك
ادخرت لك العشق فألقيته في وجهي ورفعت بيننا حاجر الشك))
____________________
*سلام* منذ ثلاثة عشر عام
حينما خطب أخوها مصطفى (زوجته الأولى) مادلين استشعرت نفورا تجاهها، وحاولت أن تدفع أخيها ليعدل عن تلك الزيجة، لكنه عاملها كطفلة مدللة تضطرم بداخلها الغيرة لأن أخرى ستحتل مكانا في قلب أخيها الذي كان مملوكا صرفا لها...
الفارق العمري بينها وبين أخيها يكاد يكون مهولا، هي الآن في الثانية والعشرين وهو يتجاوز الخمسين، وفاة والدها وهي لاتلبث رضيعة جعلتها تشب على فكرة أن مصطفى هو راعيها وحاميها، أَسَرَّت له محبة الابنة تجاه أبيها، واتهامه لها بأنها أنانية أدمى فؤادها وغاص بنصل حاد في أعماقها، هي تؤثره على نفسها...
دأبت الصمت، وتمنت له أن تخفق أجنحة الفراشة بداخل صدرهِ، وأن يجد السعادة لبقية عمرهِ، كانت مادلين شخصية متعالية ومتكبرة، حتى أمها مزدانة لم تسلم من ترفعها عليها، ومن الغريب أن أمها كانت خانعة لإذلالها لها!!!، وحينما انتشر في الجو خبر حملها، شعرت سلام بيد تعتصر قلبها!!!!، لم تشاطرهم الفرحة، ولم تعثر على تفسير واضح لما يُعْتَمَل فيها...
كان قلب أخيها يقفز كما البهلوان من فرط السرور إزاء خبر حمل زوجته، وأرجعت سلام ما يعتريها إلى أنها فعلا طفلة مدللة، لم تستسغ بعد فكرة تكوين أخيها أسرة أخرى...
في جوف الليل كانت تنتابها أضغاث أحلامٍ تفريها، حتى رقدة الأجفان كانت مستعصية عليها، أخوها لا يثق بأحد حينما يتعلق الأمر بالعمل، ولذا فهو يُشْرِف على كل شيء بنفسه، لقد وعى الدرس جيدا، فحينما وضعت أمه الثقة بأخواله كادوا أن يبددوا كل الوَفْر الذي خلَّفه لهم أبيها، كان مسافرا في تلك الليلة لمهمة مرتبطة بعمله، ولم تدري سلام ما الذي ساق أقدامها نحو حجرة أخيها، كان التردد يواكب خطواتها ولكن الله من ثبَّتها وكتب لها أن تنهيها...
كانت القهقهات الماجنة تنبعث من حجرة أخيها، لم يكن من عادة سلام التصنت، ولكن شيئا دفعها لتلصق آذانها وتسترق السمع
" لا... لا أحبه أبدا... هو فقط زوج مناسب... والدي أصرَّ عليه ليضمن ألا يتزوجني مطلقا معدمٌ طامعٌ به، هو لا يسعدني مطلقا... هو جدي ورصين... ويدفع بالسأم في عروقي، من الرائع أن الأعمال عليه متكردسة وأنه يلاحقها ويريحني منه، طفلنا سيكبر ليكون نسخة منك، سينشأ تحت أنف ذلك الأحمق وهو يظنه قطعة منه، كنت سأموت كمدا لو كنت حاملا منه، ولكن منك الأمر مختلف ومبهر ويستحق!!!!"....
وبعد برهة صمت وكأنها كانت تنصت لما يقوله الطرف الآخر على الهاتف تابعت بغنج وبصوت تخالطه شهقة
" لا... ياشقي لا يمكنني المجيء لك الآن.... لتنم محروم كي تتأجج بداخلك نيران الشوق"...
تصلبت سلام مكانها، ثم سحقتها قشعريرة من قمة رأسها حتى أخمص قدميها، اجتاحتها فيضانات من الضعف واستحالت ساقاها هلام وتشبثت بالجدار كي لا تهوى أرضا
احتج قلبها على قساوة كلمات امرأة أخيها، أبوها مصطفى ليس مضجرا هي فقط اللئيمة، ليتها كانت في كابوسٍ مريعٍ لتتيقظ مبصرة تلك المادلين امرأة عفيفة، السهام المسممة المنهكة غرقت غائرة في فؤادها، ولولب حارق من المشاعر جال حائرا في أعماقها، هل تكشف لأخيها الحقيقة أم تطمرها في طيات روحها؟!!!، لم تفلح في ثنيه عن الاقتران بتلك الخبيثة وما حصدته من محاولتها اتهامه لها بأنها غيورة تبتغيه فقط لنفسها، ولكن محال أن تترك تلك الخائنة تمرغ شرف أخيها في الوحل أكثر من ذلك، لتقدح زناد أفكارها ولتُخَلِّص أخيها... توخت الحذر وهي عائدة لحجرتها وقضت الليلة تُقَلِّب الخواطر في عقلها
وتعمدت سلام الالتصاق بمادلين منذ تلك الأثناء، ارتدت زي الحمل الوديع، وزعمت لها أنها معجبة بشكلها... بطراز لبسها... بأناقتها المبهرة... بطلاقة لسانها.. وأنها تريد حينما تشب أن تكون مثلها ولذا ترافقها في كل خطواتها، وأن غيرتها المنصرمة منها كانت فعلة حمقاء وقد اجتازتها.... كانت مادلين متأففة منها ولكنها لم تجد بدا من الإذعان لها....
في النادي
كانت عيون سلام تحملق في الجميع، وترتاب في كل من تسلم عليه مادلين، وتمحورت نظرات سلام عليه أخيرا، بدا لها أنه هو من تبحث عنه!!!...
فحكت رأسها مقررة أن تدع لامرأة أخيها فرصة الاختلاء به، فتذرعت برغبتها في دخول المرحاض، وانطلقت راكضة نحوه، وحينما أهملها إبصار مادلين توارت خلف الأشجار القريبة منها، وأطلقت سمعها
" مرت ثلاث أيام وأنتِ لا تواتيني... لو كنتِ تودي إنهاء العلاقة أعلميني... أنا أتحرق شوقا لكِ وأنتِ لا تأبهين بما يعتريني.... أجل يحق لي الغضب منكِ... لو طرأ على قلبكِ حبا مفاجئا لذلك المقطف فلزاما عليكِ أن تخبريني"...
آلم سلام نبرة التهكم التي شابت صوت ذلك الرقيع وهو يتلفظ بالجملة الأخيرة ... وتَقَبَّضَت ملامحها أنينا ونزيفا....
" أنت تقفز لاستنتاجات ليس لها من أساس... أنا أحب مصطفى"... اشتدت عضلة محيطة بعينها اشمئزازا وهي تنطق بتلك الجملة وأردفت
" أخته السمجة ملتصقة بي... تدعي أنني أسوتها الحسنة وتلازمني في كل مروق لي"....
" دعكِ من تلك الترهات لو لم تواتي مخدعي اليوم، اعتبري كل ما بيني وبينك منتهيا لغير رجعة"....
كان وليد الجبالي مراهقا حينها، وهما بحكم الجيرة بينهما علاقة وطيدة، ولحسن ظنها أنه كان في النادي خلال تلك الأحداث...
لمحها مختبئة خلف الأشجار ترهف سمعها، وتُقلص عيونها، وتُقوس بدنها، وقبل أن يفتح فمه بكلمة واحدة ليناوشها، كانت قد اقتنصت المسافة التي تبعدهما، وتوثبت لتطبق بيدها على فمه كي تحجمه عن النبس ببنت شفة، كانت عيونها متوهجة بقوة ألف ساحرة، وسحبته خلفها وهي تمتم له بحدة قاطعة
" لو نطقت بحرف واحد سأقتلع رأسك عن جسدك"...
أفلتته من قبضتها بعد ابتعادهما عن مجال إبصار مادلين وشريكها...
وحملقت فيه لهنيهة ثم أفصحت له بلهجة خفيضة متضرعة، وهي تشبك أناملها أمام وجهها في ضفيرة " أريدك أن تسديني معروفا!!!"....
كان وليد يكبت جموح القهقهة بشق النفس، إنه دوما يرى سلام فتاة داهية وكهينة!!!!
اعتداد سلام بنفسها يفوق كل الحدود المتعارف عليها، هي لا تنحني لأجل أي شيء مطلقا... وتوسلها السابق مسكنة مدروسة من قبلها.... ولكن ومع ذلك كان صوتها يرشح صدقا نازفا...
رفع وليد حاجبه الأبنوسي بمكر وعقب عليها وهو يمط شفتيه ويحرك أكتافه
" ربما لو ذرفتِ دمعة أفكر!!!"
صار مشدوها وغير مستوعبا حينما انهارت أمامه سلام مجهشة في البكاء....
أحاطها بذراعيه، وسألها بجدية، وبنبرة يشوبها الحنو، وهو يثبت ذقنها بين إبهامه وسبابته ليرفع وجهها له " ما الأمر؟؟"
بوغت بتسديدها ضربة قوية على صدره وهي تعرب باحتداد... وبزمجرة لبؤة متوحشة
" لكَ وجه متعجرف بغيض... سأمزقه يوما حينما أكون متفرغة!!!!"
سألها ومحياه ينفرج عن ابتسامة صافية لم تتخللها السخرية " هل هذا وعد؟؟"
زجرته سلام وهي تحرك رأسها صوبه " دعنا نركز على المهم... هل ستسديني المعروف أم لا؟؟"
رد عليها وليد بصوت أجش " لقد طالبتكِ بدمعة ولقد استجبتِ بألف واحدة... كل طلباتك ستُلَبَّى أيتها السيدة الصغيرة"....
وانحنى بحركة مسرحية أمامها....
تهدج شيء بقلب سلام حينها... ولكنها طمرته فبلوة أخيها تأتي في أولوية اهتماماتها... وشعورها بأي شيء عدا الكرب على مصاب أخيها سيُعَد خيانة منها...
وجهت سلام إصبع نافر من قبضة مضمومة صوب وليد وأخبرته
" سأفضي لكَ بالحقيقة، ولكنها سرٌ بيني وبينك، شرف أخي واعتداده بنفسه بين يديك!!!!"...
سايرها وليد وهو يكتم انفجارة ضاحكة بشق النفس وهو يحيطها بين ذراعيه
" ما الذي فعلتيه بنفسك؟؟... شرف البنت مثل عود الكبريت لا يشتعل سوى مرة واحدة"....
وشرع مقلدا يوسف بيك وهبي....
يتندر عليها ويستهزئ بها؟!!!!.... وأَجْفَل وليد قفزها عليه وإحالتها ليديها طوقا ملتفا حول رقبته...
تَخَلَّص من هجومها بصعوبة عاتية، وأخذ يسعل وهو لاهث الأنفاس، يمسد رقبته وكأنه كان على وشك الاختناق....
راقبت سلام ما يداهمه واستشعرت ندما على ما ارتكبت، فنكست رأسها واعتصرت عيونها وتفوهت بصوت باك " اغفر لي رجاءً... أنا متلفة الأعصاب... تلك المادلين تعربد على شرف أخي، تسخر منه مع رفيقها في الحرام!!!... وأنا كنت أطلب مساعدتكَ لأخلص عائلتي منها"...
حينما لم يصدر منه ردة فعل، فتحت سلام عيونها رويدا رويدا، وحينما أبصرته منغلق التعابير، مكفهر المحيا، شرعت تنتحب وتغمض عيونها مرة أخرى
تناهى لسمعها سؤاله " ولو كنتِ كاذبة... وكنتِ فقط تودي التخلص من مادلين ليخلو لكِ وجه أخيكِ"...
رفعت سلام رأسها بأنفة واعتداد وأعربت وهي تطوق خصرها وتقوس بدنها تجاهه
" أنا لست مثل أخوة يوسف عليه السلام حينما كادوا له"...
رد عليها وليد بتنهيدة " وأنا أصدقك.."
واستطرد سائلا إياها " ما هي خطتك؟؟"
اقتربت منه وانتقلت ببصرها في كافة أرجاء المكان كي تستوثق من عدم وجود أدنى أحد
وأشارت له ليحني رأسه لها فهو ذو قامة فارعة وهي قصيرة وداهية
وسكبت في مسامعه بصوت خافت " سأبلغ عنهما الشرطة... وستضبطهما بالجرم المشهود... ستكون فضيحة للعائلة... ولكنها لن تشكل ضير... فمادلين حامل من رفيقها في الحرام... وليست حامل من أخي... بطلاق أخي منها ستنقطع العلاقة التي كانت تربطه بها... وستصير الفضيحة حصرية لها هي وأهلها!!!..."....
حينما لمحت سلام تقطيبته لجبينه من زاوية عيونها استطردت لتقنعه " أنا أيضا فكرت بأن معرفة أخي وحدها تكفي... ولا داعي لإثارة جلبة حول الأمر"....
وتصلدت عيون سلام قساوة وهي تردف ساهمة " ولكن ما قولك في امرأة تستنكر بتقزز أن تكون واقعة في حب زوجها... وترتضي أن يتم نعته بالمقطف أمامها... وتتباهى بحملها من غير بعلها.. وكانت ستموت كمدا وقهرا لو كانت البذرة التي زُرِعَت فيها ممن جعلها حليلة ولم يهبط بها لمستوى الخليلة.."...
وصرفت أسنانها للمرارة التي ملأت فمها، وأوصدت عيونها كي تغالب انحدار عبراتها....
وشرعت أحداقها وتواصلت مع وليد بصريا وسألته " لو تراها تستحق الستر بعد كل هذا فأخبرني؟!!"
سألها وليد وهو يحيط بأكفه وجهها " كم تبلغين من العمر لتتحملي كل هذا؟؟"
عاونها وليد في تحقيق مخططاتها، هو يفوقها بستة سنوات، وأمر مروقه من منزله يتم بسلاسة.. وبدون صحبة ترافقه...
استطاع وليد معرفة موضع مكوث عشيق مادلين، ووضع تحركاته تحت المجهر، وأَحْكَم عليه المراقبة، اكتشف أنه يلاقي درزينة من الفتيات في أماكن مختلفة، ولا يقابلهم في سكنه الأصلي كي لاتفوح رائحته العفنة، ويتم فضحه لدي أهله الذين يعملون بالخارج، والذين يرسلون له النقود شهريا وهم يظنون أن الأموال وحدها تكفي لتشييده كيانا رفيع المستوى!!!!
بمجرد أن واتت مادلين ذلك الرقيع، هاتف وليد الشرطة، وتم احتجازهما تحت ذمة التحقيق....
مادلين ابنة زبدة، لم يَطُل حبسها، سرعان ما أطلقوا سراحها، ولكن بعد أن عرف مصطفى بفعلتها....
بمجرد أن رعد فيه الخبر، هرع إلى قسم الشرطة ليستفهم منها... فلربما في الأمر التباس، ويكون ما حدث مجرد خطأ فادح من جهاز الشرطة، كانت عضلاته مكسوة بالتوتر وهو ينتظر خروجها من التحقيق بفروغ الصبر، لتنفي عنها تلك التهمة البشعة، كان سيصدقها!!!!.... حتى لو تفوهت بمجرد ترهات غير مترابطة....
كان غارقا في ظلامٍ دامس وأية إنارة خافتة ستعطيها له سيتشبث بها، لن يسمح للشك بأن يتسلل داخله، حتى لو كل الوقائع أدانتها هو يضع بها ثقة كاملة وسيستعلم منها...
كان آخر ما طلبته سلام من جارها وليد أن يدس في يد زوجة أخيها وهي خارجة من التحقيق تلك القصاصة التي كتبتها، ولقد ناشدته ألا يقرأها فهي سرية جدا على حد تعبيرها، وهو امتثل لها فتلك الداهية لها عيون بريئة تخترقه تماما
بمجرد مغادرة مادلين لغرفة التحقيق شعرت بقصاصة تتعلق بيدها، وبفم يقترب من أذنها ويغمغم لها "تلك أوامر الصغيرة"
فضت القصاصة وسرعان ما سقط فكها وتوسعت عيونها ذهولا
" كيف حالك يا مادلين؟؟... أتمنى أن تكوني قد قضيتِ ليلة طيبة في السجن... من أكون؟؟، أنا القصيرة السمجة، أو بعبارة أخرى أنا أخت بابا مصطفى الملتصقة بكِ في الأونة الأخيرة، لقد كنتِ غبرة عالقة بثوب عفة عائلتي، والآن فقط قد نفضتها، لتتعفني في الجحيم يا مادلين... إمضاء النابغة سلام"....
شهقت مادلين من المفاجأة... ووضعت يدها على فمها كي تكتم توالي حشرجات أنفاسها... كان مصطفى ينتظرها بعيدا عن حجرة التحقيق، يضع بينهما مسافة كي تتلاشى حينما يتداخلا بصريا، ويقرأ في عيونها كل ما وقع لها من تلفيق وافتراء...
استرعى انتباهه اقتراب أحدهم منها ودسه شيئا في يدها.... وأراد أن يغلق المسافة القائمة بينهما ليشد من أزرها فلقد بدت متهاوية... وجمدته مكانه عيونها.... كانت تبصق كراهية غير متناهية له... وكانت تفيض ازدراءً له....
وهمست من بين أضراسها " حقير... أنا أبغضك أيها الحقير...."
ثم ارتفعت وتيرة صوتها لتصير رعدات متوالية تستهدف جدران قلبه لتفتتها
"لطالما اشمئززت منك... ادعاء محبتك كان يفوق قدرتي على الاحتمال، اغرب عن وجهي للأبد، بسببك صرت من ال******، لم تقارب صورة فارس أحلامي أبدا، رصانتك تلك اغتالت روحي... طيبتك تلك تخنقني... أنتَ معتوه فلقد صدقت زعمي محبتك... لو كان بكَ عقل لكنت أدركت أن مادو لا تطيق النظر إليك، ما بيننا صفقة تجارية... لقد كان تزاوج رءوس المال... تزاوج بارد.. ومقرف، تكيد لي يا حثالة أنت والخبيثة أختك، ما الذي تظن أنك ستكسبه؟!!!، بابا سيحيلك بنفوذه مجرد شحاذ، جزاء ما فعلته بي سيكون إلغائك من خارطة الأغنياء، سألقيكَ في الحضيض، هيا اغرب يا حثالة!!!"
أجهضت مادلين جنينها ربما متعمدة، وسافرت للخارج ولم تعد حتى الآن، أما والدها فلقد استخدم نفوذه ليمنع النشر في الموضوع، لم يستجب لطلب ابنته بتدمير أخي مصطفى، فهو يراها حقيرة وأَحَطَّت من قدره ولكنها ابنته وسترها فريضة عليه....
مزاج أخي صار أسودا متعكرا منذ ما كان، أَغْلَق على نفسه، ولم يعد يفارق الأعمال، حتى ظهرت سوما في حياته، أنا لم أتآلف مع سوما أيضا، إنها امرأة غامضة ومثيرة للارتياب.... كما أن طريقة زواجها بأخي تحوطها علامات الاستفهام.... لقد ورطت أخي بحملها بياقوتة، لا أدري لمَ صدقها أخي، لا يُلْدَغ مؤمن من جحرٍ مرتين، ولكن أخي....
لقد اعترف بجنينها واتخذها زوجة بدون أن يطالب بتحليل الحامض النووي للطفل القابع في أحشائها، لن أتوافق يوما مع تلك السوما، لقد استخدمت أقدم حيلة في التاريخ لتقفز من موضعها كسكرتيرة لمكانة زوجة الرئيس...
أخي ينهرني ويعنفني حينما أُطلق عليها ساقطة، ويؤكد على شرفها... وعلى أنها امرأة عفيفة، ولكني سلام التي تعرف دوما كل الحقائق، أمي مزدانة أثلجت صدري وبعثت بالطمأنينة في نفسي فلقد أخبرتني حينما كنت في الثامنة عشر، أبث لها توجساتي بشأن نسب أطفال سوما ،بأنها أجرت تحليل الحامض النووي بعد ولادتهما واستوثقت من أنهما من صلب أخي...
لربما لهذا لا أركز مع سوما كي أكشف قبحها وعهرها لأخي... طالما لا يوجد اختلاط أنساب سأظل غاضضة الطرف عنها، ولكن إهانتها.... حسنا أستلذ بإكالة الشتائم لها، وهي تستفزني بدأبها الصمت، أشعر حينما أمطرها بوبيل سباب وكأني أشفي غلي من مادلين، وكأني أُبْرِئ نفسي من سقم استبد بها، لقد لاقينا مادلين بالود والترحاب ولقد طعنتنا... وتسببت في زلزال شهدته أسرتنا... لقد ضربت عنفوان أخي وأحالته ركام بعدما كان زينة الرجال...
لقد تبوأت تلك المادلين عرش قلب أخي ولكنها غدرت به، وتلك السوما هي شمس لاحت في أفق أخي بعدما قذفته مادلين في وهدة العتمة والشقاء، هي رجفة روحه من جديد، هي همس الحب الذي يدق ثناياه مرة أخرى، هو مغرم بها كما لم يكن يوما نحو مادلين...
مادلين كانت افتتان... لوحة فائقة الجمال، ولكن سوما تسيطر عليه بكل طريقة ممكنة، هو نفسه لا يدرك ذلك، ولكنه أخي وأنا أدرك خباياه!!، لو تعاملت مع سوما بمحبة وترحاب, سيتمزق قلبي حينما أكتشف خيانتها لأخي، برشقي لها بالألفاظ النابية, أنا متأهبة لأي نقيصة تصدر عنها، مصطفى نفسه يتصرف حيالها بنفس الطريقة لأنه يخشى فتكها بقلبه، هو لن يسلم لها مقاليد فؤاده أبدا... أو بالأحرى هو لن يدعها يوما تعلم أنها استحوذت عليها فعلا....
وليد الجبالي!!!
هو متلاعب بقلوب النساء، هو فاسد تماما، لم تعد تربطني به أدنى علاقة، ولكني لن أنسى مساعدته لي ما حييت، لقد آمن بطفلة، وكَرَّس الوقت لإعادة رسم البسمة على شفاهها... بداخله نبيل ولكنه متخبط وبحاجة لمن يرشده على الطريق....
أنا أشكر له حسن صنيعه معي، ولكن ما وقع لم يحيلني مغرمة به!!!!... زيجات أخي شكلت وجداني، جعلتني أخشى كثيرا أن أعاني، وجعلتني أقرر أني لن أجعل رجل يجني أرباحا طائلة من جراء اقترانه بي، الغني طامع بالمزيد... والفقير سيتخذني سلم ليصعد عليه...
أنا سلام السلحدار فتاة قوية لست بحاجة رجل ما حييت!!!!....
___________________________
*مصطفى*
لم يطلق مادلين أبدا، ليس لشيء سوى الرغبة في تركها معلقة حتى مماتها، ولكنه جاء أسرع مما يتخيل، كانت ضحية احدى الانفجارات الإرهابية في أحد الميادين الشهيرة بانجلترا، لقد لاقى والدها حتفه قبلها، فلقد بدأ تهاويه منذ أدْرَك فحشها، والمحصلة أن مصطفى ورثها، كانت روحه تأبى في البدء الاغتراف من نقودها، هو لا يحتاجها، ولكن حينما غرق في الفواحش، وانغمس في الرذائل صار مسخا، ولم يعد يجد ضير في استعمال أموالها، لقد كانت صفقة تجارية كما وصفتها ولكنه هو من ربحها!!!، أخته تظن أنه طلقها وكذلك أمه، هما يعتبرانه رجلا ولكن مادلين أحالته مسخا... مثلها!!!!!
_________________
في قريتها الغالية
*ياقوتة الكبيرة*
"لمَ لا أشبهكِ أمي؟؟"
جملة لا تنفك تراودها، تُطْلِق ذكرياتها من معقلها، أين أنتِ يا مهجة قلبي؟؟... ياقوتة تعيسة بدونك، ورفعت رأسها نحو السماء، التي تتسلل من النافذة الموصدة، وابتهلت لربها لتحفظها من كل سوء، هي لم تزرع سوى الورد ولكنها جنيت الشوك!!!!!
يقض مضجعها ألا تعرف طريقا لابنتها، لقد تاهت منها في زحام الحياة...
ارتفع صوت الأثير الذي يحتل الطاولة المجاورة لسريرها الذي تفترشه...
" السلام عليكم... كيف حالكِ يا ياقوتة؟؟"
"لمَ تبكين يا سمرا؟؟"
"ولدي أصيب بالشطط في عقله، يريد أن يتزوج بممثلة سبق لها نكاح أربع رجال، كما أن سمعتها ليست فوق الشبهات، هي تدخن الغليون، وتسهر وتقهقه مع الرجال، ملابسها لا تدع شيء للخيال، أنا في نكبة يا ياقوتة، ابني سيضيع مني، أريدك أن تردي له عقله، هو يحترمك، وينصت لكلامك"....
أطلقت ياقوتة تنهيدة مديدة، وعقبت " ولدكِ ليس شابا غريرا، هو جاوز الخمسة والثلاثين، وهو ممثل شهير، مستقبله يخططه كيفما يبتغيه، هو لن ينصت لكلامي يا سمرا، لقد اضمحلت النساء في نظره منذ ظنه فرار تبر مع عشيق... ومنذ أن تمت إدانة أعمار زبرجدة بمقتل الوغد شكري... تبر وزبرجدة هما شقيقتاه، لقد تقاسما الثلاثة الرضاعة سويا في زمن فات، وصاروا أكثر من الإخوان، رأفت لا يلبث سجين ما ولَّى وانصرم من الذكريات، لو هناك أحد قادر على إقناعه بالعدول عن الزواج من تلك الحرباء كما وصفتيها لي فليست أنا، تبر قادرة... زبرجدة تستطيع... وحليمة... ستخمشه بأظافرها حينها وتطالبه بأن يكبر فعلا كي يتزوجها، هو يظن شقيقتاه في الدرك الأسفل ولذا فهو يفتش عن زوجة من ذلك الدرك!!!!"...
سألتها سمرا بلوعة قلب أم " والحل؟؟"
تنهدت ياقوتة مرة أخرى وأعربت وهي ساهمة " الحل بسيط، إما أن تعنفه احدى شقيقاته على انزلاقه في هذا التفكير، إما أن نخبره بالحقيقة، ليعلم ما وقع فعلا لتبر وزبرجدة وحليمة، الحقيقة يا سمرا هي ما يمكن أن تنجي ولدكِ!!!!... لقد كممنا الأفواه لكي لا تبوح وما ارتكبناه كان جريمة لن يغفل الله عنها، تبر!!!!!"
سألتها سمرا " تشتاقين لها يا ياقوتة؟؟"
صرخت فيها ياقوتة وهي تجهش في البكاء لم تعد تقوى علي التماسك أكثر من ذاك، كانت روحها تنتفض وهي تصيح في وجه الحياة
" ويحكم هي ابنتي... ابنتي... ليس من المهم ما تقولونه، ليس مهما أبدا أنني لست من أنجبتها، لقد غزلت حروف اسمها في قلبي، ولن أمحيها مطلقا... مطلقا!!!!... لتحاولون فقط سأدفنكم في مكانكم"
تضرعتها سمرا وهي تشاطرها عبراتها " اهدئي يا ياقوتة"....
ردت عليها ياقوتة والأنفاس تغص في حلقها " انهي الاتصال يا سمرا، فأنا بحاجة لأختلي بنفسي الآن"....
أطبق السكون بثقله على ياقوتة، وظل قلبها ينفطر في البكاء، وإن كان الدمع قد جف من أحداقها...
تناهى لسمعها طرقات تتوالى على بابها، وسرعان ما أطل منصور عليها....
" لا تلبثين غاضبة مني"....
أشاحت ياقوتة ببصرها عنه وصرحت بعدم اكتراث وهي تخفي أنينا ينزف فيها
"زواجك من تلك الملتصقة ببعضها اختيارك، أنت لست غريرا لأتحكم فيك"....
ركع ابنها بجوارها وتمتم لها " تعاتبيني بطريقتك يا ياقوتة، لم أقصد ما تفوهت به!!!، لكِ مطلق الحق لتتحكمي بي يا حبيبتي، لم أكن يوما غريرا لأنكِ دوما كنتِ توجهيني للصواب، اغفري لي يا أمي، أرجوكِ"....
وقام منصور بالانحناء على يد أمه ليوزع عليها قبلات تذلل كثيرة...
تشقق قلب ياقوتة حنانا عليه ومسحت بأناملها خصلات شعره وتمتمت وهي تغالب كبرها
" أنت ولد عاق ولا تستحق محبتي، ولكن حسنا لقد غفرت لكَ تطاولكَ عليّ لفظيا، انهض يا ولدي، لا كتب الله عليكَ الذلة"....
تشابك معها بصريا وغمغم لها " وساندي... ألن تتقبليها؟؟"
ردت ياقوتة " لقد أشهرت زواجك منها، وطلقت بسنت، وتسببت في إجهاضها، وهذا ما لن أسامحك عليه أبدا!!!!!"
سألها منصور وهو يشعر كما الطفل المذنب في حضرتها " تعرفين بفعلتي الشنعاء يا أمي؟؟"
هزت ياقوتة رأسها وقالت غير مصدقة وكأن حجرا يثقل أنفاسها " تُغْضِب ربكَ يا ولدي... وتدفع بسنت للتخلص من طفلك... لم تعد تطيقها وفهمتها، ولكن الوسوسة لها لتجهض ابنها، هذا ما لا أفهمه... تبتز أم بناتك لكي لا تزج بوالدها في السجن، وتبتزها لكي تفعل ماذا... لكي تقضي على نبتتك التي زرعتها في أحشائها... يا خيبة أمي فيك...."
كانت ياقوتة تتحسر على حال ولدها
حاول منصور الذود عن نفسه " أمي أنا.."
حركت ياقوتة رأسها يمنتا ويسارا ودمدمت بيقين " لا يوجد تبريرا لفعلتك"...
ازدرد منصور ريقه، وسلَّط بصره نحو نقطة بعيدة عن أمه لوهلة، وقال
" لقد واتيتكِ بطلبِ يا أمي... أريد بارودة أبي... أَفْرِجي عنها من القوارير التي تحتجزينها فيها"...
طالعته أمه بارتياب وسألته " عم تنتوي يا منصور؟؟"
انتصب منصور واقفا وأفضى لأمه
" أعمار زبرجدة ولجت للقرية يا أمي... هي عند أقدام توت راكعة.."...
استقامت أمه واقفة بحركة عنيفة، كانت عيونها متوسعة، وكان لونها شاحبا شحوب الموتى
وأمسكته من تلابيبه وزمجرت فيه وهي ترجرجه " وأنتَ تود قتلها يا معرة الرجال؟!!!"
آلم منصور سوء ظن أمه به، وقال لها بصلابة وهو محيد البصر عنها " بل سأزهق روح أي شخص يفكر في الاعتداء عليها"....
ربتت أمه على كتفه مستحسنة قوله، وأعربت بملء فيها " تستحق بارودة أبيك... لحظة وأجلبها لك... صحبتك السلامة يا ولدي..."......
_________________________
عاصفة من المفرقعات تنفجر من حول المشفى، أعيرة نارية تُطْلَق في الهواء وتطالب بنزول زبرجدة، كان الأطباء قد فصلوا توت عن جهاز التنفس الصناعي بعدما استفاقت على يد زبرجدة، جثت زبرجدة على ركبتيها وشبكت أصابعها مع خاصة توت في نسيج واحد وأقسمت لها " لن أتخلى عنكِ يا توت، لن يصيبني مكروه، إياكِ وأن يعتريكِ الهلع، وأن يخفق قلبكِ بالذعر عليّ"....
حثتها توت بصوت مفعم بالإعياء الشديد " اهربي يا ابنتي... اهربي.... سألحق بكِ أينما تكونين... فقط أرسلي لي... لم تَعُد لنا حياة هنا.... لقد بقيت هنا فقط أنتظر أوبتك..."
عقبت عليها زبرجدة وهي تطلق زفرة مديدة وتُعْمِل نظرها
" الهرب محالٌ يا توت، أنا مطوقة من كل الجهات... تلك لحظة المواجهة... لا تخشين عليّ... الموت يلفظني منذ مولدي، لن يرحب بي الآن"....
نهضت زبرجدة وألقت نظرة مطولة على رحاب، التي كانت ترتجف من قمة رأسها حتى أخمص قدميها، وقالت لها باشَّة... تطمئنها وهي تدنو منها " أفلحوا في إلقاء الروع في نفسك.... هم فقط قطيع ماشية يا رحاب... لو كان لهم عقل لما كانوا المنفذ لأية شيء... هم بيادق في يدها... مجرد عرائس ماريونيت تتلاعب بها"....
عبست رحاب وسألتها " من تقصدين؟؟"
سكبت زبرجدة في مسامع رحاب " فقط اعتني بتوت لو لحق بي سوء...".... واختفت في لمح البصر
_________________
" اهدئ قليلا يا سلمان"....
انفجر فيه سلمان " تقول لي أن رجال البلدة محيطون بمشفاي يطلقون الأعيرة النارية ويطالبون برقبة زبرجدة وتريدني أن أهدئ".....
برغم براعة سلمان في قيادة السيارات إلا أنه كان الآن يتخبط وفاقد للتركيز تماما.... كان متعرقا بغزارة وكان يلتهم الطرقات بجنون سافر، الكل كان يعدو من أمامه كي لا يدهسه بسيارته...
كبح زمام الفرامل على حين غرة مما دفع بجسد صالح للأمام حد الارتطام بزجاج السيارة الأمامي، وهبط منها وهو يفتح صدره أمام أية رصاصات طائشة قد تخترقه
وارتفع صوته وهو يشق طريقه بين الحشود
" ما بكم يا بلد؟؟؟، أنهيتم حروبكم مع الصهيونيين، وضمنتم قوتكم أنتم وأولادكم لمائة سنة قادمين، انسلختم عن ذنوبكم وتبتم إلى بارئكم، ولم يعد يقض مضجعكم شيء سوى غرز الرماح في جسد ابنتكم زبرجدة لتتطهر بلدكم من الإثم الذي لطخها، لتثبت واقعة زنا يجب أن يعترف مرتكبها، أو يشهدها أربع شهود موثوقين، وزبرجدة اعترفت بالقتل ولم تعترف باقترافها الفاحشة، لا أحسبكم متجمعين لتسفكوا دماء قاتلة، فالثأر لديكم على أشده وكلكم قاتلون، ولكنكم محتشدون لأجل الذود عن شرفكم، الجريمة النكراء في نظركم هو تخلي زبرجدة عن مكارم الأخلاق، من شهد منكم واقعة زنا جمعت زبرجدة بشكري هذا فليتكلم الآن وليحكيها بالتفصيل، ولنحصي الشهود!!!"
علا صوتٌ يتهمه " لمَ تدافع عنها؟؟... ما الذي كان يجمعكَ بها؟؟... لقد رافقتها أنت أيضا أليس كذلك؟؟...."....
وتابع هذا الصوت محرضا رجال البلدة " لقد اغتال شرفكم معها، اقذفوه بأعيرتكم النارية هو أيضا حتى يلفظ أنفاسه ويموت"
سلَّم سلمان يديه للهواء وعقب على هذا القول " أنا ابنكم سلمان لو كان رأيكم بي فاحشا فأنا لا أمانع أن تحيلوني بركة دم في مكاني"....
ارتفعت الجلبة تلك المرة جامعة همهمات رجال القرية... وكلها تردد حاشا لله يا ولدي أنتَ زينة الرجال..
فقاطعها سلمان معلنا " وأنتم متجمهرون لتُجْهِزُوا على أنفاس زوجتي أعمار زبرجدة... تودون قتل زوجة زينة أولاكم"....
وكأن رجال البلدة على رءوسهم الطير
وتابع سلمان وهو يُخْرِج قصاصة مهترئة من محفظته ويُشْهِرَها في وجوههم
" أنا متزوج من زبرجدة منذ ثلاثة عشر عام، وهذا عقد صحيح، ويمكنكم الاستقصاء عنه لو لم تكونوا متيقنين"....
لم يكترث للبلبلة العاصفة التي أحدثها، وكأنه يفتش عن شيء، وعاد صوته مجلجلا وهو يطالب قائلا
" شيخنا فواز أنت هنا، هل تشق الحشود وتعتلي تلك البسطة معي، أنت مأذون القرية وتستطيع البت في مدى صحة عقود الزواج"...
استجاب الشيخ فواز لطلبه... تفرس في العقد لوهلة ثم أعرب بصوت جهوري
" العقد صحيح مائة بالمائة يا بلد، وتوقيع الشيخ شمس يزين ذلك العقد في خانة ولي الأمر!!!!... والد أعمار زبرجدة وقع على تلك الوثيقة".....
ارتفعت الألسنة المعترضة حينها " الحاج شمس كان طريح الفراش حينها.... لم يكن يقوى على الحركة، توقيعه أمر مستحيل!!!!"
ارتقى منصور البسطة تحت ترقب أنظار الجميع وعلق قائلا بقوة " ولكن التوقيع صحيح وكذلك توقيعي... أنا كنت شاهدا على ذلك العقد"....
هي متزوجة... وممن... من سلمان هذا؟؟... حتى صوته غير مألوف بالنسبة لها... ولكن منصور أقرَّ بأنه كان شاهدا على العقد، عصف الصداع برأسها، واعتصرت عيونها من شدة الألم الذي يقذف عقلها....

بنت أرض الكنانه 15-01-15 06:29 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
*الصديقي ميخائيل*
وبالتحديد في أوروني، التي تطل على خليج الباسكاي بفرنسا، كانت ندف الثلج تهطل، وتكسو الدروب بطبقة جليدية، وكان الطقس بردا قارسا، لم يكترث بإشعال المدفأة، لم يعد يأبه للحياة بعد اختفائها منها، ليتجبر عليه الصقيع وليفنيه وماذا في هذا؟!!!!... روكسان....
الشوق لها متوغل في دواخيله، وقلبه محترق من غياب سناها، هي نضرة الفجر الجميل، وطلعة الشمس بعد الشفقِ المخضبِ بالدمِ الكثيف، هي ما جعلت لحياته معنى ومذاقا ورونقا، كان يستهل الصباح باسمها، ويطوي على ثرثراتها المغربا... هي كنزه الغالي، وابنته التي أقسم على تحقيق كافة أحلامها....
لقد كان قاربا بشراعٍ واحد، وموتها ثَقَب صميم ذلك الشراع، لياليه أنواء، وأَنْهُرَه غيوم، عشقه لابنته يضطرم في ضلوعه، ومفارقتها الحياة مدَّت فراغا مظلما في زوايا روحه....
يلازم حجرتها القديمة ولا يبارحها فهي تحمل عبيرها.....
يشتم أريجها في صدى الرائحة العالقة بثيابها، يحتضن كل الأشياء البسيطة التافهة التي خلفتها ورائها، يضطجع على سريرها ولكن لا يرقد له جفن بعد رحيلها...
كل البشر طامعون به، هو ملياردير فاحش الثراء، هي فقط من لم تكن تأبه لحقيقة أنه ذو أموالٍ طائلة، لم تداهنه لتستحوذ على وفره بعدما علمت حقيقة نسبها!!!!، هي فقط طالبته بالابتعاد، وانسلخت كليا عنه، كل تلك النقود التي جناها لم تُمَكِّنَه من أن يثنيها عن قرارها، بطوي صفحته من حياتها...
عروقه كانت ممتلئة بالحنين لها وهي أيضا ولكنها ولا مرة أخَلَّت بقرارها..
لقد أقصته من عالمها، وطالبته ألا يقتفي إثرها، ولكنه أبقى عليها عينا من بعيد، لم يستطع أن يستجيب كليا لرغباتها...
حادثها الذي وقع لها في مصر شطره نصفين، شهادة وفاتها ووثيقة دخوله سرداب اللاحياة صدرا متزامنين....
ليس مقتنعا بتواريها في الثرى، لهذا لم يزر قبرها، بعدم ذهابه إلى هناك لا تلبث بارقة الأمل لائحة بأنها لم تفارق بعد الحياة... لن يبدد أوهامه التي تصطخب في جوانحه والتي تفضي بأنها لا تلبث على قيد البسيطة تلتقط الأنفاس.... هو لن يفض أمانيه ولن يذهب مطلقا إلى هناك...
فاحتمالية حياتها هي ما تجعله يواصل الحياة!!!!!
*أنجيلا*
ذلك البغيض ليون يحجبه عنها متعمدا، لقد استوعبت هذا أخيرا، بالتأكيد ليون يعرف أن ملك تضاهيها في القسمات، وأنها أختها التوءم التي باعدتها عنها الحياة، ولكنه لم ينقل تلك المعلومات لأبيها الصديقي، لقد اكتفى بأن يُلقي في جعبته خبر وفاتها ليحيله ركام!!!!
يريد أن يستولي على نقوده المترامية، يرفع بينها وبين أبيها حاجزا شاهقا ولكنها لن تُفْسِح له مجال
لقد هاتفت أبيها بمجرد أن دبتَّ بعض القوة فيها، ولكن اللعين ليون هو من أجاب، قال لها متشدقا ومتفكها " حسنا تدعين أنكِ أنجيلا... ولكن تحرياتي تثبت أنكِ لا تنفين كونكِ ملك أيضا.. ملامحكِ صنعتها عمليات التجميل... إنها ملامح مزيفة... وصوتكِ صار أبحا ومتبدلا... فأحبالك الصوتية تلفت تماما من جراء ما أصابك... لو رآكِ الصديقي لن يتعرف عليكِ"... قالها بصوت يغرد جزلا واسعا...
فردت عليه أنجيلا بيقين " إذاً دعنا نجرب"....
فانفجر ليون متوعدا " لو طرق بالك مجرد تفكير بأن تؤوبي للصديقي مرة أخرى، سأصل لكِ حتما وأقتلكِ بدمٍ بارد... إنها مغامرة، كذبي وتضليلي للصديقي مغامرة!!!!... لو أخفقت فيها سأستحيل يائسا وشريد، وحينها اغتيالك لن يكون جريمة أخرى أرتكبها، وتُزِيد من لائحة جرائري، بل سيكون عملا خلاقا أقوم به لأفرق شتاتكم وأفطر قلب الصديقي للأبد... سأشفي غلي به!!!!"...
واستطرد متشدقا بنعومة حريرية أرعبتها "ولربما أنفذ فكرة اغتياله هو!!!!... فحينها ستظلين تندبين!!!!... وسيكون جرحا لا يندمل بداخلك، فأنت حينها ستكوني على اليقين، بأنكِ المعول وراء وفاة أبيكِ الحبيب، اسمعي يا فتاة لا يوجد أكثر شراسة من شخص يفقد في لحظة كل شيء، وأنتِ تريدين أن تسلبيني كل ما دبرت له؟؟!!!!، أنتِ تجافيه منذ أمد بعيد، لا تدعي الآن التوق له، دعي كل شيء يسير تبعا للتخطيط"...
ورعد فيها " كان يجب ألا تدب فيكِ الحياة من جديد... عليكِ اللعنة يا شمطاء"...
لا شك في أن أبيها منزوي خلف أسوار الحياة منذ مصابها المزعوم، حتى هاتفه لم يعد يصاحبه، ولا ريبة في أن ليون أحكم نفوذه وتشعب كالاخطبوط في مؤسسات الصديقي ليعرف أدق رقائقها.... إنها لعبة يتوقف عليها حياة أبيها ولا مناص من أن تنهمك فيها.... وأن تجيدها بالحذافير!!!!!
____________________________
أوحى فارس لعليّ بوجود علاقة ماجنة تربطه بها، رمقة عليّ المزدرية لها نحرتها!!!، لم تكن لتطيق أن تستمع لتشدقاته اللفظية المحقرة لها، لذا ركضت بكل قواها لتصل لمخدعها لتنفطر باكية عليه... ولتعتكف منهارة فيه...
هي ليست مراهقة لتكون حساسة هكذا... ولتخشى المجابهة... لكن عليّ... نظراته لها تدميها... تطعن فيها...
هي تعلم بأن أختها كانت فتاة طائشة ولعوب، وأنها تستحق الازدراء الذي يطل من عيونه، ولكنها انجيلا وليست ملك...
الكل متهم يا انجيلا... لا تنسي هذا أبدا بما فيهم عليّ!!!!!
في الصباح الباكر قررت الذهاب للنادي... يجب أن تعثر على دائرة معارف أختها وتتلاحم معهم من جديد!!!!... ارتدت لباسا لافندريا زاهيا، كلاسيكي الطراز، وأسدلت شعرها الحريري على أكتافها، كانت اطلالة جريئة بالنسبة لها، ولكنها كانت محتشمة تبعا لتقاليدها
في حلبة الركض... كانت تعدو وكأنها في سباق ماراثون، في المطعم... قبعت لبعض الوقت، في موضع الجلسات الاجتماعية... تعمدت لفت الأنظار وأطالت المكوث، تهافت عليها الكثير من الأشخاص ليسلموا عليها، الأغلبية استقبلوا عودتها بحفاوة ومعظمهم كانوا من الشباب، والبعض لاقاها بتحفظ، وأقلية تباروا في رشقها بسهام النظرات المزدرية لها...
ظفرت في مسعاها وصارت حديث النادي بعد بضعة ساعات، مر رجل بجوارها، كانت تهبط الدرج لتصل للمسطحات الخضراء، أما هو فكان يصعد للصالة المغطاة التي تحوي تلفازا مسطحا ضخما، يعرض كلاسيكيات متعاقبة، تلاقت عيونهما لوهلة، وسرعان ما صار عابر سبيل بالنسبة لها، لم يدم في خُلْدِها!!!!
اقتربت منها احدى الفتيات التي عرَّفت نفسها لها بأنها صديقة مقربة، وغمزت وتلفظت بنبرة لم تروقها وهي تطلق تنهيدة وتضفر أناملها " وما الحب إلا للحبيب الأول، ذلك الرائد صرح رجولي متكامل".... واخترقت تصفيرة تلك الفتاة مسامعها
قطبت انجيلا جبينها، وخامرتها تلك الفكرة هل تقصد ذلك العابر السبيل الذي تمركزت نظراته عليها لهنيهة... هو شاب مفرط الأناقة، وتقاسيمه مليحة جدا وخلابة، ولكن به شيء لم تستحسنه مطلقا!!!!!....
اندفعت الصديقة المزعومة في وصلات ثرثرتها " ربما آن الأوان يا ملوكة لتتصالحي مع ورد نوار، هي رفيقة صباكِ، وقطعةٌ ثمينةٌ من تاريخك!!!!.."
وأردفت الصديقة بتبرم وحنق " لا تتطلعي نحوي وكأنكِ لا تفهمين ما أتفوه به"...
واستطردت بلهجة متبدلة مست شيء في روح انجيلا لأنها كانت جد صادقة
" ورد تتداعى يا ملك!!!!... هي تحتضر ببطء، لو لم تقفي بجوارها ستنهار، أنت الوحيدة التي يُمْكِنَك إنجادها من قوى الشر المحدقة بها... "...
وتابعت بقنبلة فجرتها في وجهها وهي تمط شفاهها " أن تقع الصديقة في غرام خطيب صديقتها شيء يحدث كثيرا، أنتِ من وضعتِ الزيت بجوار الفتيل، أنتِ من قربتِ بين رائد وورد، لقد تعلقت ورد برائد لأنه حبيبكِ أنتِ!!!!، تلك كانت وستظل قيمته الوحيدة بالنسبة لها!!!!!، هو لايلبث مغرما بكِ، يتتبع أخبارك، يقتفي إثرك، رمقاته لكِ وأنتِ تهبطين الدرج تدل على أنكِ لا تلبثين مليكة قلبهِ الوحيدة"....
سألتها انجيلا وهي تتفحص فيها " في أي صف تقفي؟!!!!... كلامكِ لا يشي بحقيقة موقفكِ، هل أنتِ معي أم بصف ورد أم تؤازري ذلك الرائد وتدعميه؟!!!"
حركت جورية رأسها صوبها، وأعربت بحصافة لا تلائم ما ترتديه " أنا بصف الحقيقة، وحينما تُتْلَى الحقيقة يكون الكل مدان يا ملك!!!!"
سألتها انجيلا وهي تثقبها بالنظرات " هل أنتِ فعلا صديقتي؟؟"
ردت عليها جورية بصراحة مطلقة وهي تزم شفتيها وتشوح بيديها " أنا أحب اللهو والعبث، وأنتِ زعيمة في هذا المجال، صداقتنا تنحصر على ليالي النبيذ الأبيض.... وعلى رحلات التخييم في البوادي.... صداقةٌ تشبه فقاعة الهواء، لم يطرأ على بالي مرة أن أزورك وأطمئن عليكِ في المشفى، ولكني أفهم نفسي يا ملك، أنا أعرف ما أريد من الحياة ولكن أنتِ متخبطة، وتائهة، وفاقدة لبوصلة طريقك، نديم من انتشلكِ من هذا الضياع، رفيق دراستك... هذا الشاب الذي كان مدعاة لتندرنا... بشكلهِ الذي يحاكي المهرج بالنسبة لنا... بعثرات لسانه وتلعثمه حينما يكون محط أبصارنا.... بمنظاره السميك الذي يخفي معظم ملامح وجهه المتواضع"...
تمتمت انجيلا بصوت يخالطه الجزم واليقين " أنا أحببته وتزوجته"...
أومأت جورية برأسها مصدقة على قولها " نعم... لقد عشقتيه، لم يعد بإمكان قلبكِ الحب من جديد يا ملك، فلقد احتل كافة قلاعه ذلك النديم، ما تحتاجينه الآن هو كتف صديق لتتوسديه، وفي حياتكِ كلها لم تكن لكِ صديقة حقيقية سوى ورد، تلك بقايا طيبة بداخلي التي تتحدث معكِ الآن، لقد استقام عودكِ فلا تعوجيه من جديد، ولا تستمرى على كراهيتكِ لمن أكَنَّت لكِ حبا عميق، فكري في كلامي، فالعمر قصير، وأنتِ تدركين!!!!"
____________________
الاسكندرية
*علي الكبير*
كانت تلك الأفكار تساوره، لمَ استجاب لحث أخته بالسعي لملاقاة حفيدته ملك؟؟؟، إن ريح الخزامي امرأة تجمع الصلابة والعدالة معا، برغم كونها شقيقته الصغرى إلا أنها تفوقه رجاحة عقل وحصافة، لقد تبرأ من ولده أحمد حينما تحداه وناسب الغجر!!!!!، لقد كان أحب أولاده إليه، فهو ابن حبيبته ملك!!!!... الطفل الوحيد الذي منحته له....
هو لم يلبي مناشدة ولده له برؤيته لطفلتيه حالما وضعتهما ابنة الغجر!!!!
على الرغم من أن أحمد أطلق على بناته أسماء أمه وجدته، إلا أن والده ظل ثابتا على موقفه....
لم يلين مرة واحدة!!!!
حتى عندما ضاعت أمان في احدى سراديق بيع الأغراض بالاسكندرية، لم يتشقق قلبه حنانا وهلعا عليها!!!!!
حتى حينما عثرت الشرطة على الملابس التي كانت ترتديها أمان قبل اختفائها طافية على سطح احدى الترع بطريق القاهرة – الاسكندرية، لم يتصدع منفطرا على فقدانها
في عرس حفيده عليّ على ابنة عمه ملك لم تنشرح أساريره، ولم يقف مع ولداه لتلقي التهنئات، لم يشارك قيد أنملة في استقبال الوفود التي قدمت لتشاطرهم المسرات....
هو ببساطة لم يستشعر أن زواج عليّ بحفيدة الغجر مبعث سرور وافتخار بالنسبة له!!!!....
حينما ظهر شقاق بين عليّ وملك أفضى إلى الطلاق، تنفس الصعداء وشعر بثقل يُزَاح من على كاهله!!!!
وحينما سقطت ملك طريحة الفراش، لم يستشعر رغبة بالمكوث بجوارها... وببثها الطمأنينة التي تحتاجها...
يكاد يكون طاغية ولكنه لا يبالي!!!!
هو لن يقبل باختلاط نسبه بالغجر مطلقا!!!!!!
هو وجيه منحدر من عائلة عريقة!!!!
هم أسياد البلد!!!!
وهؤلاء الغجر جراد انصهروا في نسيج القرية، ودفعوا بناتهم للزواج من كل العائلات ليُحْكِموا قبضتهم على البلدة!!!!
استخدموا جمال بناتهم المنزوعات الشرف للأبد!!!!!
لقد صار عجوزا هرما، بينه وبين القبر خطوات قليلة، لربما لهذا انصاع وراء إلحاح أخته أخيرا!!!!!
هو بحاجة لِيُكَفِّر عن ذنبه الرهيب!!!!!
ولو نبذته حفيدة الغجر سيكون قصاصا عادلا!!!!!
بجفائه المنصرم معها لا يتوقع منها احتفاءً وترحيبا به!!!!
كان يرتدي جلبابه ويلف تلفيعته حول رقبته، مفترشا مقعدا وثيرا في البهو ينتظر اطلالة الخانوم، ريح الخزامي داهية حية كانت تعلم بأنها لو حضته لزيارة ملك فقط لن يستجيب لها، فهو لن يطأ بأقدامه بيت ابنة الغجر أزاهير، ولذا فلقد أوردت له ذكرا بأن ملك تقطن بمفردها على قرابة من والدتها.
أجفله استقبال ملك له، دنت منه ببشاشة، وأفصحت له وهي منبسطة الأسارير وتمد يديها له بترحيب " آسفة جدي لتأخري، كنت في النادي بعد زمن طويل، فصرت ظمأى لتلك الحياة من جديد، كنت أغترف منها بشراهة فاستحلت متعرقة بفظاعة، فاستلزم الأمر اغتسالا كي أُجْلِي عني ذرات التراب التي علقت بي"...
لفت انتباهها عدم مصافحته لها، فقط استقام واقفا مع دنوها!!!!
أسقطت بصرها على يديه اللتين امتزجتا في نسيج!!!!!
فتلاحمت معه بصريا وعلقت بصوت أجش " تخاف أن تُطْلِق عقدتهما فيُحَلِّقَا ورائي ويتشبثا بي؟!!!!!"
تقلص محيا العجوز وغالب تقوض خزانات دموعه وغمغم لها والترنح يعتريه ويرتكز على حائط عيونها
"تلك المرة الأولى التي أنتبه فيها لكونكِ تحملين مآقي جدتكِ!!!!، كانتا جوهرتين من توباز على صفحة مرمر، كانتا نقيتان توائمان روحها الطاهرة!!!!"...
التوى فم ملك ساخرة " احتجت ثلاثة وثلاثين عام لتدرك هذا؟!!!!"
يحق لها توبيخه وتأنيبه، أخفض رأسه صوب الأرض وهزها وهو يدمدم محاولا إخفاء نشيجه
" أنا دوما أتأخر في الاستيعاب، فاغفري لي!!!!"
اختلج صدر ملك بمشاعر متضاربة إزاء ذلك العجوز البائس، قد يبدو طاغية لكنه في أشد العوز لتَفَهُّم... وسماح!!!!
تذكرت حينما كانت شقيقتها تسهب في إبراز نقائصه، وتُبْلِغَها بمدى جفائه وبرودته معها....
كانت تكرهه آنذاك ولكنها تستوعبه الآن!!!!
هو فقط لا يُحْسِن طلب صك الغفران، هو يود أن يسبغه أحد به بدون أن يطلبه منه!!!!!
إنه تركيبة متغطرسة تصادف هوى في نفسها!!!!
بوغت العجوز باقتحامها له!!!!!!
لقد دكت حصون مقاومته كلها!!!!!
هدَّمَت كل توابيت معتقداته البالية!!!!
لقد ارتمت عليه، وحضنته بأقصى وسعها!!!!!
_______________________
*علي*
واتاها على مضض، لقد زعم أمام ابنته بأن والدتها أصيبت بدوار من الحفل، ونشدت الراحة في سريرها، وأنه مع إشراقة الفجر سيصطحبها لها، فحضورهما للإسكندرية لن يذهب هباءً وستلتقي بأمها، ولكنه اكتشف خلو بيتها منها، فلقد عاودت عبثها، وولجت لارتياد النوادي لتلاقي صيدها، وتنصب شباكها، ولكنه كي لا يكسر قلب ابنته انتظر أوبتها، لم يرغب في موافاتها هناك كي لا تُبْصِر ابنته مشهدا يُسْقِط أمها من عليائها في نظرها، دقَّ ناقوس الباب، وقارنت الخادمة بين صورة أمورة المُزَيَّنَة بإطار كريمي، يحتل رفا في الصالة، وبين الكيان الصغير المتمثل أمامها، وشرعت الباب
رمش بأهدابه متفاجئا، لم يتوقع وجود جده، وانصهاره مع ملك في جذوة عناق متأجج
_________________________
تقريبا كانت انجيلا وعلي دائبين الصمت يتفاديا النظر لبعضهما، أما الجد عليّ فقد صار يثرثر بلا انقطاع مع الصغيرة أمورة، هو يتعرف عليها للمرة الأولى ولكنه انسجم معها بسلاسة وسهولة، والمناوشات بين الجد والصغيرة كانت على أوجها، وهما فقط كانا يصغيا لها، وامتدت مشادتهما الكلامية لتشمل افتخار الجد بقريته النائية وأنه لن يفارقها مادام به قلب ينبض، وحتى بعد موته سيُدْفَن بها، وأغرى الصغيرة لزيارتها مبرزا لها مواطن جمالها، فما كان من أمورة إلا أن هتفت بأبيها متوسلة لتذهب لقرية جدها، وطالبت أمها أيضا أن ترافقها فلقد وعدتها مسبقا برحلة تضمهما سويا، أرادت انجيلا التملص، هي لن تستفيد شيء بسفرتها إلى هناك، هي تحتاج البقاء في الأماكن التي كانت تتردد عليها ملك، ولكن أمام إلحاح أمورة واستعطافها لها امتثلت لرجائها، فشعرت حينها أمورة بالانتصار واستخدمت نفس الأسلوب الذي اتبعته مع أمها... لتقنع عليّ لينضم لهما، تذرع لها بالأعمال فالتقطت هاتفه على حين غرة وبحثت عن رقم جدها محمد لتخابره، وتمسكنت له ليُطلق سراح أبيها وليحمل على عاتقه كافة الأعمال لأسبوع يتيم ليتمكن والدها من الذهاب معها لرحلتها الصغيرة، في النهاية تم لأمورة مرادها وصارت مستقلة السيارة مع والديها وجدها عليّ متوجهة للقرية الغالية على قلوب أبنائها
في خضم ذلك واتى الجد اتصالا فشرع هاتفه، وشهق بغتة وقد تعطلت كافة مؤشراته الحيوية!!!!!
لقد كانت ريح الخزامي تفضي له بأمر أوبة الضالة لقريتها، وبتجمع الرجال من حولها بشعلات النار.... وببارودات ستُشْهَر في وجهها.... وستسفك دمائها
كانت انجيلا تشعر بأنها في مأزق حقيقي، فرحلة مع ذلك العليّ الذي كان زوجها قد تكشفها، هي مضطربة جدا، ومرتبكة لحافة الهاوية!!!!
وانتزعها من الأفكار التي تلاحقت عليها سقوط جدها مغشيا عليه وقد صارت أطرافه باردة ووجهه شاحب بصورة مرعبة!!!!
_______________________
حول المشفى
كان زعيم رجال السلطانة متعرقا بوفرة، يراقب ما يجري من بعيد... كان كما الأرنب المذعور، هو في النهاية مأجور... إنهم كما التتار في كثافتهم... وفي وحشيتهم... لا قبل له بهم!!!... لقد احتشدوا على قلب رجل واحد ليفتكوا بها....لا أحد يقوى على تخلصيها من براثنهم القاطعة... هذان الرجلان اللذان يحاولان إعدالهما عن قرارهما هالكان لا محالة..
كانت زبرجدة تحاول فك طلاسم ما تفوه به ذلك السلمان، كانت مشوشة الذهن جدا، عاجزة عن مجاراة ما يتصاعد من حولها، لزاما عليها أن تخرج وتواجه، ولو قتلوها يكونوا أراحوها، لا... هي ستصمد لأجل توت
تناهى لسمعها صوت متشدق يرتفع قائلا بتوبيخ " تصدقونهم؟!!!... صحيح أنتم بلدة بدون دماغ!!!..."
وفتَّق ذهن أهل البلد عن بعض الحقائق " شمس التبريزي كان جثة بلا حراك لآخر عامين من حياته، هذه الوثيقة مزورة!!!، منصور يكون صديق سلمان لأعوام، لفقا تلك القصاصة ليستوليا على وفر زبرجدة بعد أن يتم شنقها، إلا أن المحامي كان بارعا وخفف الحكم عنها، فبقيت تلك القصاصة قابعة لحين إشعار آخر، سلمان يعلم يقينا بأن زبرجدة ستجاريه لتتخلص من ذلك المأزق الملتف حول عنقها!!!!"...
ارتفعت الهمهمات المعترضة " سلمان يملك النذر الكثير، ليس بحاجة لنقود زبرجدة، كما أن شمس التبريزي قد كتب كل ما يملك قبل أن يسقط مريضا لابنته قيثارة"....
جلجل صوتا جهوريا جديد " العقد صحيح، وسبب كبوة الشيخ شمس الصحية هو اعوجاج مسلك ابنته، لقد أدمنت المخدرات واحتُجِزَت في المصحة لشهور مداد، وكانت ترافق كل يوم رجلا جديدا، وتعيث في سمعة والدها تخريقا ودهسا بأقدامها المتسخين، أمي كانت تعمل لديهم في قصرهم الرغيد وكانت تعي كل قذارات ابنة الشيخ الجليل"....
ضجَّت جلبة جديدة " وأسفاه على الشيخ، ابنته جعلت سمعته في الحضيض، لم يحسن تربيتها"....
هنا نفذ احتمال زبرجدة، وعيل صبرها، يتجرأوا ويوصموا والدها بأنه لم يُحْسِن تربيتها؟!!!!
خرجت لهم بقامة تشق أجواز الفضاء، وطوقت خصرها، وعنفت من تجرأ وألصق بوالدها لطخة عار وانطلقت بصوت يضج افتخارا... ويُقَرِّع من نسى القديم
" الشيخ شمس يا بلد الذي أوى المتشرد فيكم... الذي كان يكسي كل عاري... ويطعم كل فقير... ويقف بجوار كل عابر سبيل... الشيخ شمس الذي اختفى المساكين في عهده... الذي كان يفتح بيته لكل من يحتاج معونة أو مدد... لم يبخل يوما على أحد بأدنى شيء، هذا هو الشيخ الذي تتهموه بالتقصير في تشذيب سلوكي، من يُمْسِك عليّ فعلة شائنة فليتكلم ويُسْمِعَنِي صوته، لو تحسبوني أخاف نيرانكم وطلقاتكم تكونوا واهمين، أنا أعمار زبرجدة التي لا تخاف سوى بطش القدير!!!!، تزوجت سلمان ولم نعلن الزيجة لأننا كنا في انتظار تماثل أبي للشفاء ليفرح بنا!!!، لم يتزوجني ليستر عهري الذي تشيدونه في خيالكم المريض!!!، أنا هنا يا بلد فاردة جسدي لأعيرتكم النارية... وللهيب شعلاتكم، ولكن حينما ينهمر عليّ وابلكم تذكروا بأنكم قتلتموني بدون حجة ولا بينة!!!!، وبإني لن أغفر لكم مطلقا في الآخرة... لا أنا ولا أبي الشيخ القعيد"...
في غفلة عن الأحداق... وخلف غابة متشابكة من الأشجار...
كانت بارودة تتجهز وعيار من قناص يُحسن التصويب ينطلق مستهدفا قلب زبرجدة... عيون سلمان كما الصقر، وكأنما التفتت صوب الملثم الذي يستغل نُهْزَة الجلبة الدائرة حول زبرجدة ليبطش بها... توثب سلمان عليها بحركة مباغتة واستقرت الرصاصة في جسده هو!!!!!
ما الذي ورطه فيها؟!!!!
وكأن الهوى ليس قدرا يتلاعب بنا؟!!!...
يكفيه أن تحيا تلك البتلة الخمرية الجميلة!!!!!







bluemay 15-01-15 07:43 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مبارك حبيبتي إنطلاقة روايتك الرائعة ..

أسلوبك فريد ولديك تعابير تنضح بالجمال ..

لم أكمل قراءة الفصول بعد ..

ولكني أحببت أن أعبر عن مدى إعجابي بكتابتك وأتمنى لك التوفيق واﻹزدهار.


تقبلي مروري ولي عودة بعد القراءة بتعليق ..

لك ودي
أختك ميمي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 15-01-15 07:59 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا عزيزتي ميمي شرفتي زهرة
منتظرة رأيك وإشادتك بي تاج على رأسي من فوق
لاسم خذلته كثيرا ولم انصفه
لاسم زهر المشمش
اعود
راجية من الله طوي صفحات الماضي التي كنت اتشبه فيها بالطراز الغربي في الكتابة
رواية على غرار روايات زهور اكتب
بروح يحيطها الغموض وتنضح بالحنين والدموع
رواية غريبة ومجنونة
لاغلى بنات افكاري لو كان لي بنات افكار
اطلالتك شرفتني
ولروحي الاصلية اعود
منتدى ليلاس احتضن زينة الكاتبات انفاس قطر وغيرهم من النوابغ
وانا احبه جدا من هذا المنطلق
سعدت بمرورك
والرواية تناهز الخمسين فصل بعد تقطيعي لاجزائها اليوم
اكتب مراعية وجود الله ومراعية ان تكون قصة افتخر بها اينما حللت
عشقي للغة العربية يكاد يكون غير مسبوق
لم اكن اعشقها في الدراسة
عشقتها في الكبر وتنامى عشقها حتى فاض بي إناء الاحتمال ووجدتني أكتب



هو تنبيه لمن يمر على قصتي
لا احلل نقلها انا فقط من سأضعها في الأماكن التي أريدها

بنت أرض الكنانه 15-01-15 08:14 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
انا اتولدت من جديد اليوم
دعوني استنشق نسمات الحرية فاسمي كان وسيظل غالي عليا
ودعوني اخد نفس عميق ولكتابة السادس اسير
ترقبوه غدا باذن القدير لو بقيت في انفاس عالقة

bluemay 15-01-15 08:15 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
حبيبتي الله يسعدك كلك ذوق

وخليك واثقة بنفسك أنا ما بجاملك وهادا فعلا شعوري تجاهك وتجاه كتابتك ..



ولي مطلق السرور بمتابعتك ..

أعذريني لو تأخرت في التعليق فأنا أحب تذوق اﻷدب بهدوء وهذا ما لن يمنحني إياه أطفالي لو لم أعد لهم العشاء حالا هههه


وكذلك أحب النوم مبكرا ..

فلي عودة إن شاء الله ولو تأخرت..


لك ودي






°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 15-01-15 08:20 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
تعلمت ان الرواية العامية لا تقل رقي عن الفصحى
الرك على الكاتب كما يقولون
وتعلمت فن الكتابة بفضل قراءاتي
وتعلمت التشكيل من موضوع الكاتبة الكبيرة فاطمة الباز
وتعلمت الفارق بين ة وه وبين ي وى من موني
وتعلمت ان اثق بنفسي من المرحومة اناناسة
وتعلمت ان اسلوب زهور هو اروع اسلوب
وان اللغة العربية بحر شاسع ومهول
وتعلمت ان اناقة اللغة تكمن في وضع التعبير الصحيح في محله حتى ولو كانت كلمة متسخة او قذرة
سنوات من التعلم
سنوات من التخبط
خلقت لاكون كاتبة اقتنعت اخيرا بعد مباحثات قمة بيني وبين نفسي
الحلم لا يموت فها هي روايتي الاثيرة تعود بعد هذيان بها امتص دمي لسنوات ودهور

بنت أرض الكنانه 15-01-15 08:25 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
تعلمت ان للقارئ ظروف يا عزيزتي ميمي
براحتك
وانتي على الرحب وقتما حللتي
القارئ له ظروف تماما مثل الكاتب
شرف لي كلماتك
حقيقي شرف وانتي من اهل الاصول والشرف
فرصة اهذي في اللغة العربية بيني وبين نفسي عشان اخلص من عقدة السادس اصل كأنه مرصود
لا اتذمر من النقد انتظره برحابة
ولو اتأخر اختي سدادة
بتنقد دبة النملة
في انتظار أوبتكي

بنت أرض الكنانه 15-01-15 08:32 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مازلت على قناعتي
بان ما انصرم لي من روايات كانت على غرار احلام وتؤذيني في الاخرة
اللغة العربية الرحبة هي ما تسعني وهي ما سأكتب
ارجو منكم الاستمتاع بالقراءة ولو احببتم التعليق فعلقوا برحابة
لا تسلخوني ولا تهينوني فانا سليطة اللسان وسأرد بسماجة هههههههه
فقط وجهوني وانا أنصت بنجابة واجيب بحفاوة
اشكر وجودكم واتمنى لكم قراءة ممتعة مع الغاز تتلاحق وحقائق مرعبة قد يكون اختبائها افضل من البوح بها ولكن لا مناص من قيامي انا بفض الغبرات عنها لأن آن أوان انكشافها
نضجت اوي ما تقلقوش مش هحفل حتى لو مفيش ردود
اتعلمت برضه ان روايتي دي متصفحي ولو حبيت ارغي ابقى ارغي فيه واقول رايي في ابطالي وبطلاتي
لكم الجوري

بنت أرض الكنانه 16-01-15 10:51 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
فقط هو رجاء
لا اريد تهاني من احد ولا مجاملة
اللي يحب بعلق في قصتي يكون هيتابعها فعلا
والتهاني والمجاملات موضعها رسائل الزوار او الرسائل الخاصة
ارق التحايا لكم
لسالي شوية معاناة مع السادس

bluemay 16-01-15 12:36 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم

عدناااا



رااااائعة من اليوم لبكرة ....


أستمتعت بتذوق الجمال اﻷدبي لروايتك الرائعة ..

أحببت السجع غير المتكلف .. وأحببت التشبيهات الجميلة ..

أوصلتي لنا مشاعر أبطالك بصورة محببة للنفس وبسهولة وكأنها معزومة تنساب من حروفك ولا تحتاج لمترجم ..


أحببت زبرجدة وتعاطفت معها ... ولكنها غامضة .

تبر أو سوما ما هي حقيقة اﻷمر الذي أصابها وفرقها عن أهلها ؟

أنجيلا من هي ؟
كيف تكون توأمة ملك وتلك قد ماتت في الترعة منذ زمن ؟!

أحببت شهامة سلمان ودفاعه المستميت عنها وكذلك منصور ..رجال يندرون في هذا الزمان.

أعذريني فلن أفيك حقك بالتعليق الذي تستحقيه وتقف كلماتي عاجزة عن مدحك وشكرك.

أنتظرك بفارغ الصبر لتكملي لنا رائعتك ...

تقبلي مروري وخالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 16-01-15 04:23 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
الفصل مهدى للكونتيسة
BLUE MAY
اول من استقبل وأذكر في الهوى جرحك بترحاب
قد تكون ملك متعذرة الاستيعاب حتى على نفسها ولكن لنحاول فك طلاسمها من خلال تلك القصاصة المهترءة المصفرة التي سندرك مقصدها بها عن قريب
((رأيت بشرا يسعون للتنكيل بخلق الله... يظنون أنفسهم يستطيعون إذلال أي كان... مثل من يضمر هذا، البعد عنه غنيمة لأبد الحياة... سأرتفع على الأنقاض التي حفروها لي بإمعان، لأصير كيانا شاهق الارتفاع))
ولنا في العمر أمنية
السادس
*قيثارة*
معزولة عن البيئة الفقيرة التي تحيا فيها، فقط تمن عليها، تجزل العطايا لأبناء قريتها، هم يترقبون الهدايا التي تغدقهم بها من لحوم وفيرة في عيد الأضحى، ومخبوزات.. ونقانق.. وفطائر.. وكحك وبسكويت في عيد الفطر، تمد أياديها لهم وتتقبل انحنائهم لها ليطبعوا قبلات الامتنان عليها، هي ابنة القصور، أمها تنحدر من صلب ماركيز انكليزي، ووالدها قروي بسيط لكنه كان جد فاحش الثراء، لقد كان تزواج والدتها "جيهان نور" من شمس التبريزي بمثابة مصاهرة السلطة لرأس المال، سرعان ما سقط شمس التبريزي صريع عيون جيهان نور، لقد كانت قطة متوحشة البهاء، صار يلبي لها كافة طلباتها، ويهرع لتحقيق قاطبة رغباتها، كانت جيهان نور مختلطة العروق، فوالدتها مصرية مسيحية، وأبوها ماركيز طاغية تتجلى على قسماته بلادة حسه التي ورثها من أسلافه البريطانيين، لم يكن الماركيز شخصية متدينة، لم يفرق معه لو ناسب كاثوليكيا مثله أو مسلما!!!، فقط ينبغي على الزيجة أن تغذي طموحاته، وأن تكون لائقة وملائمة....
شمس التبريزي كان يافعا في الواحدة والعشرين حينها، وابنته كانت لم تتخطى السابعة عشر ربيعا... لقد أوحى لها مطاردة شمس، أن تنصب له الفخ، تكاد تكون ورطته بها!!!!، كانت تتحدث معه تحت وطأة القيظ المحتر وهما يسيران على بساط المروج اليانعة... كانت تتجاذب معه أطراف الحديث عن اللاشيء، فقط تزعم احترامها العميق له ثم تشجعت وغازلته بأنه أكثر رجال قريتها جاذبية متوحشة، احمر وجه شمس من تشبيهها له بالجذاب كما المغناطيس، وبذي الرجولة الكاسحة، فقهقهت حينها من هيئته التي تحاكي فتاة بتول تستمع لوصلة إطراء للمرة الأولى في حياتها، إلا أن تعابير وجهه الساخطة والرافضة ألجمتها عن متابعة ما اعتراها من موجة قهقهة متنامية، أبلغها شمس بصرامة أنها لا تناسبه، فهي مسيحية متحررة، وهي ابنة الماركيز الذي لا يستسيغه مطلقا، وهمَّ بتركها ولكنها لمحت أحد رجال القرية يقترب، وعلى حين غرة سحبته نحوها وارتمت عليه وحضنته بأقصى وسعها، ضرب الرجل الدخيل على وجهه حينما أبصر هذا المشهد الذي اقشعر له بدنه، وتوسعت عيونه وجوما وسقط فكه في بلادة استيعاب للحظة حاسمة، ومن ثم تأججت نيران الثرثرة في القرية النائية وكان لزاما على شمس نكاحها، كان يبغضها حينها إلا أنها أحالته خاتما في إصبعها بعد زواجهما، لم يروقه أن تكون زوجته من ملة مغايرة!!!!!، ولكنها ادعت القراءة بنهم في الإسلام وبعد انقضاء فترة محدودة فاجأته بإعلان إسلامها، لم تعتنق جيهان نور الإسلام حقا!!!!، كانت فقط تحكم الخديعة عليه، كانت أم قيثارة امرأة داهية!!!!
كانت تتآمر مع والدها للاستيلاء على بسطة الأرض التي تملكها قرية التبريزي، بنقود شمس الطائلة أغرقت جيهان نور القرية في الديون، وللسداد يجب أن تُمْنَح وثيقة بيع غير مشروط، انتبه شمس لما تحيكه جيهان بعد بعض الوقت، كان مغيب العقل بسبب ما تسبغه به!!!!
وكانت حجتها الواهية حينها أنهم متعطشون للنقود، ينفقونها على الترهات، ولا يخططون بها توسعة أعمالهم، فقط يتفاخروا بها ويتباهون، ولذا فمن لا يدفع دينه يجب أن ينكل به، لكي لا تأخذهم الثقة بطيبة شمس التي كانت على الدوام فياضة!!!!... ينبغي أن يكون المتقاعس عن السداد عظة لكي تستطيع أن تسترد النقود من غيره من المستدينين، ولكن شمس زأر فيها حينها وأبى أن تُحني دخيلة حتى لو كانت زوجته الأثيرة رءوس أهل قريته الفقيرة!!!!!
حينها كشرت جيهان نور عن أضراسها وزمجرت فيه بأن الديون لصالحها هي.... وهو ليس له شأن بها، فما كان من شمس إلا أن بسط نقوده كلها لجيهان ليُخلص قريته من أنيابها!!!!!
صحيح أن شمس كتب عقارات وأراضي شاسعة كثيرة لزوجته الحبيبة لكنه لا يلبث يملك أطنانا مترامية من الأموالِ والأفدنة!!!!
منذ بدء زواج جيهان بشمس وهي تدس له سم بطيء المفعول في طعامه الذي تحرص على إعداده له يوميا..... جسد شمس نحل وهزل، ودب فيه الوهن والخوار، حتى احتار فيه الأطباء.... وليت الأمر اقتصر على البدن فعقله صار مفككا لم يعد مترابطا!!!!!
كانت تترقب جيهان نور زواله بفروغ الصبر، ولكن حملها كان مفاجأة مدوية لها!!!!، كانت حريصة كي لا تحمل من ذلك القروي الساذج، ولكن هكذا الله كتب!!!!
لأول مرة تقع ابنة المصرية المسيحية حائرة!!!!، لقد حُرِمَت أمها منذ نعومة أظافرها، تشتبه في أن يكون والدها الطاغية قتلها!!!!!... فلقد أفضى لها مرة في زلة لسان أنها كانت تود التحرر منه، وأنها كانت تمقته، مسدت جيهان بطنها بمحبة وبإدراك لطبيعة الحياة التي تقبع فيها الآن، هي لا تريد لطفلها أن يشب ليكون مثلها... بدون دعم أبوين.... بدون محبة واسعة!!!!!، لأول مرة تطفر العبرات من أحداقها!!!!، وتقرر أن تتخلى عن مطامع والدها فهو لن يشبع ولو أعطته قدر الأرض كنوزا وذهبا، هو لن يتطلع نحوها يوما مهما فعلت برمقة رضا واستحسان لطالما انتظرتها وسعت لتظفر بها....
لم تعد تدس له السم في الطعام، بل أنها منحته الترياق بنفسها!!!!!
شمس طيب القلب، حنون، وسيكون أب صالح لطفلها، هي لن تبيده لأجل تطلعات أبيها النهم ليفرض سيطرته على زمام البلدة بأسرها، لو كان شمس التبريزي حجر عثرة في طريق أبيها فهو زوجها الذي لا يستبدلها بكافة نساء الأرض... هو من زرع بذرته في أحشائها، ستكون ابنتها مصرية أكثر منها أجنبية، تحمل الكثير من العروق العربية، ستكون حفيدة قبطية مسيحية صالحة، وابنة مسلم ورع يؤدي الصلاة في أوقاتها!!!!!
استشاط الماركيز غضبا من تخلي ابنته عنه، هددها بفضحها أمام زوجها إلا أنها كانت حجر صلد، لم تتوقع جيهان نور أن ينفذ أبيها توعداته، ظنته يكن لها ولو ذرة محبةٍ واحدة، ولكنه وشى بها فعلا لشمس ساحقا قلبها!!!!!
لقد أخبره حتى في فورة انفعاله أنهما كانا يدبران للتخلص منه بسم يسري ببطء في جسده الآن!!!!!
أبلغه كذبا أن ابنته ترافق أحد رجاله الانكليزيين، وأنها تخونه في وضح النهار مع ابن جلدتها الوسيم!!!!
لقد وضعها أبوها في محشر، أوصدت عيونها وغالبت عبراتها مدركة فقط في تلك اللحظة أنها تعشق زوجها القروي البسيط.... ليته يستدير لها الآن ليكتشف أمواج مشاعرها الصادقة منعكسة في لمعان البحر الأزرق بمقلتيها الواسعتين...
حينما كانت تخدعه بستار من الإشراقات الزائفة كان يتفحص فيها بنهمٍ وولع، وهي الآن جد صادقة تخشى بطشه بها، كانت بائسة تماما... وعلى حافة الهاوية، ولكن موقف شمس كان غريبا ومبهجا لها، لقد أجفلها تماما، ردَّ على والدها بثبات ليرحل من هنا وإلا سيُطلق عليه أهل البلدة ليفترسونه، وحذره من الأوبة للقرية من جديد، وأفصح له بصلابة ويقين أنه يضع ثقة كاملة بزوجته الهجين!!!!، فعروقها المصرية تأبى عليها الغدر وخذلان الحبيب....
ولكنها كانت بقايا كبرياء تلك التي تتحدث، لقد توجهت له بإشراقة المحبين بعد طرده لأبيها فأبصرته عابس المحيا مكفهر التقاسيم، حدجها لبرهة وجيزة بمآقي منحوتة من مرمر أسود، باردة وخالية من الحياة، ثم أخبرها بدون أن يركز عليها عين " هذا بيتك، وسيظل هكذا لأبد الآبدين، طبيب القرية بشرني بحملك!!!!، ذلك الحمل الذي أخفيتيه عني، لو كان مني لكنتِ أخبرتيني بمجرد علمك، وهذا يدفع بي للتساؤل عن هوية والد طفلك، تُرى هل هو ذلك المسخ الانجليزي الذي يتشدق والدك بالحديث عنه؟!!!!"
تشبثت جيهان نور بتلابيبه حينها وشرعت ترجرجه وهي تهذي بصراخِ وقد تلبستها موجة جنون وغضب سافرين " هذا كذب... هذا افتراء... تصورت أن أبي جلمود لكنه فاق الحدود... تأخرت في إخبارك لأني كنت متحيرة، كنت....."
هنا التزمت جيهان نور الصمت للأبد، أطرقت برأسها واعترفت بجريرتها من خلال تنكيسها لجبينها.... قرأها إدانة خيانة فراش... ولكنها كانت إقرارا بخيانتها لوطنها الذي نشأت وترعرعت فيه!!!!!
كانت الدموع تنزل من عينائها وهو يخبرها بثبات وكبرياء... وبصوت مصقول بارد من فوق رأسها بكثير " سأستر عليكِ، لا أتوقع أن يرغب بكِ ابن الانكليز بعدما أحيلكِ أنتِ وأبيكِ فقيرين معدمين، حسنا يا جيهان.. لمَ فقط تعجلتِ توريط أبناء قريتي في تدبيراتكِ أنتِ وأبيكِ؟!!!، كنتما انتظرا زوالي من الحياة، ولكنه طمعكما من فضحكما لي، صحيح أن عقلي كانت عليه غشاوة بفضل السموم التي تبثونها في، ولكن حبي لبلدي جعلني أستفيق، حينما علمت بالديون لم أستوعب لمَ تلجأي لذلك الأسلوب الغريب؟؟، ماذا ستستفيدي حينما تكوني من آكلة الربا، لم أُخَوِّنَكِ حينها، كنت مازلت أبله غرير أرفض تصديق حقيقتك المقرفة، سأخبركِ أمرا لا تعرفيه، أُدرك أنه كان هناك سم يستشري في ويفتك بي!!!!، لقد أجريت فحوصات في مصر وتلك كانت نتيجتها، لم أشتبه بكِ أبدا، كنتِ حبيبتي وزوجتي ودثاري في الليل".....
غالب شمس انفعالاته التي تتأجج فيه، لمَ لا يميتها؟؟.... لمَ لا يلفظها؟..... لمَ هو لا يقوى على التنازل عنها؟؟.... لمَ الدموع ناضبة من أحداقه؟؟... لمَ الحياة خاوية من نكهة الحياة؟!!!!...
وتابع " أنا أسامحكِ يا جيهان على تخطيطكِ لقتلي بالسم البطيء، ولكني لن أسامحكِ يوما على تدبيركِ إغراق قريتي في الديون، لن أسامحكِ على خيانتكِ لوطني، لو كان الطفل مني فأنا سأربيه، ولو كان من غيري فأنا لن أفضحكِ وأعريك، ولكن اسمعي يا جيهان أنا مُعْرِض عنكِ لأبد الآبدين، وأَبْعِدي سمومكِ عن قريتي لكي لا تختبري نفاذ صبري الجميل، شراهتكِ لمنح القروض لكل من يريد هي ما جعلتني أرتاب، ولكن ما أحالني متيقنا كوني أمسكت بلص كان يركض هاربا بنقود أعرتيها لشيخٍ ضرير، أتعرفين ما الذي أخبرني به ذلك اللص؟؟!!!... أنه مأجور من قبلك أنتِ تمنحي النقود بيد وتستعيدينها باليد الأخرى، تُحركي اللصوص ليعيثوا في قريتي فسادا، ليحرقوا الخير المتفتح في الأغصان، ليُعَجِّزوا المقترضين على سداد ما واتيتيهم إياه بابتسامة ظاهرها إشراقة وباطنها لئيم، لقد وثقوا بكِ لأنكِ زوجة شمس التبريزي، ولكنهم لا يعلمون أن زوجة ابنهم ثعبانٌ مبين!!!!"
سألها ومحياه ينفرج عن ابتسامة مريرة حينما انتبه لصمتها الرهيب " ألا تريدي أن تعقبي؟!!!!"
هزت جيهان رأسها نافية الرغبة في التعليق، واكتفت بقول أبح خفيض يحاكي الغمغمات المدغمة " ما الذي يمكنني أن أضيفه؟؟، أنت محق أنا امرأة في الحضيض"....
تبدلت جيهان بعد افتراء والدها عليها... وتصديق زوجها الأسوأ عنها، صارت تقرأ عن الإسلام بنهم حقيقي، وصار إسلامها متأصلا فيها، يتنامى مع ازدهار وردة قيثارة بداخلها، وضعت ابنتها بمحبة عميقة تكنها لبعلها، كانت تطمع في أن تقرب الصغيرة بينهما وتزيل الحواجز اللامرئية التي تفصلهما عن بعضهما
شمس بدا متلهفا للصغيرة قيثارة بمجرد أن أبصرها، أشرق محياه حالما وقع نظره عليها، وحملها بين كفيه، وأودعها قلبه للأبد
كانت مدللته، وبرغم كونها فتاة كان يُجْلِسَها وإياه في أمسياته وتسامراته مع أصدقائه، اكتسبت قيثارة طباع صلدة، كانت أجنبية التقاسيم لكنها كانت فلاحة حقيقية، تعرف خبايا الأرض، كيف تتم عملية الزراعة، توزع البذور بنفسها والبهجة تعلو وجهها، وتشارك في جني المحاصيل بحبورٍ وكدٍ واضحين، كانت قيثارة طفلة طليقة اللسان لبقة في الحديث حلوة المعشر، ابنة أبيها ورثت عنه حتى كيفية تقطيبه للجبين!!!!
لم تضاهيه ملامح ولكنها حاكته مواقف... ونجابة... وحصافة.... ومحبة مطردة لقريتها النائية... كانت قيثارة ولا تزال تفديها بكل شيء!!!!
وكانت قيثارة ساخطة لأنها لا تشبه والدها الحبيب، وكانت تعرب عن نقمتها لأمها وتخبرها أنها تفضل الملامح الشرقية عن خاصتها الناصعة البياض التي لا تليق سوى بالفتيات الطريات!!!!
لم تتوافق قيثارة مع عيونها الزمردية الواسعة وبشرتها الشاحبة النقية، وكانت تطعن أمها بأنها تحبذ سيماء والدها شمس عنها، وتُبرز مدى امتعاضها وتبرمها غير مكترثة بغرزها نصل حاد في قلب أمها من جراء كلماتها الغليظة القاسية!!!!!
كانت جيهان ستكون مسرورة أكثر، لو ابنتها ورثت سنابل القمح التي تخالط بشرة أبيها، فهذا سيسعدها لأنها متيمة به وتكون بذلك قد أهدته قطعة تضاهيه في كل شيء، وكان سيرد عنها اتهامه لها بأن ابنتها مجهولة الهوية مشكوكة النسب، صحيح أنه لم يعد لتلك السيرة حالما أودع الصغيرة قلبه، ولكنها تقرأها في عينيه، حينما يتناهى لسمعه تذمر قيثارة لأمها أنها لا تحاكي والدها في المحيا، يلتوي ثغره عن ابتسامة متهكمة .... ومُدينة لها، ثم تستحيل قسماته قاسية صلدة، ويرمقها بحقد وكراهية سافرين!!!!
عاشت جيهان نور على الهامش في حياة زوجها، تخفي عنه انفطارها كل يوم باكية وذلك حينما يسود الليل الربوع ويمكنها أن تُطلق تأوهاتها وأنينها....
لم تكن حساسة قبل أن تنغمس مشاعرها في الهوى!!!!!
كانت باردة وجافة ولكن الحب حررها من قوالب تصرفات جامدة كانت تحركها!
لقد أَطْلَق عشقها لشمس خفقان قلبها من معقله!!!!
ومرت السنين بجيهان نور، اعتلى رأسها المشيب، وحفر الزمن أخاديده على قسماتها، ولكنها ظلت كما كانت وردة فواحة بأحلى عبير.....
وعلى حين غرة ساد البلد هرج ومرج.... الكل رشق شمس التبريزي بأنه دنَّس حرمة القرية الطاهرة.... وعاث فسادا مع فتاة مطلقة في العشرين!!!!
أنكر شمس الاتهام، ولكن سمعة الفرس زهر صارت في الحضيض، وكان لزاما عليه للمرة الثانية أن ينكح فتاة لم يرغبها أبدا، كان الفارق العمري بين شمس وزهر مهول، يكاد يكون ثلاثين عام، كانت طعنة نجلاء في صميم آمال جيهان نور، تهاوت حينها، تماسكت مدادا إلا أنها لم تعد تقوى على تحمل المزيد، وسقطت جيهان نور طريحة الفراش، وصار ريقها ينفث دما، وتكالبت الأسقام عليها حتى أوهنتها تماما، ولم يستطع أحد التوصل لهوية ما أَلَمَّ بها، وكان خبر حمل زهر هو القشة التي قصمت ظهر البعير، بمجرد أن واتاها النبأ، استنشقت الهواء بقوة عاتية وكأنها لآخر مرة تبتلعه في جوفها، وتهاوت جيهان نور جثة بلا حراك أمام أبصار ابنتها قيثارة، التي نزف قلبها ندما لأنها أعطت الأثرة لوالدها على أمها لطوال حياتها....
كانت تلك هي اللحظة التي تبدلت فيها قيثارة للأبد، لم تعد بشوشة، لم تعد الفتاة الطيبة التي يغترف من منبع جودها الجميع، باتت قاسية كما الحجر الصلد الذي لا يتشقق منه نبات ولا يتصدع لخشية الله....
صارت تتهرب من الصلاة منذ ذلك الأوان، وكأن عقارب الساعة تعطلت وثبتت على ذلك الزمان، وكأنها تود الانتقام..... من نفسها أولا لأنها لم تسبغ أمها عناية واهتمام في حياتها اكتفت بالإعراب عن نفورها من كونها قطعة منها في تقاسيمها، لو يعود الزمن لغيرت كل ما كان!!!!
والدها حاول اختراق عزلتها الروحية والتواصل معها، حاول إخراجها من شرنقة الشعور بالذنب والانغماس في الأشجان، كان فمها يتوحش في الرد عليه في البدء مخبرة إياه أنه خائن وأنه قتل والدتها بدمٍ بارد وأنها لن تغفر له ولا تود رؤيته حتى يفارق الحياة
كانت تنتقم من حبها له بإظهار كراهية لم تفلح في تأصيلها بزوايا روحها...
ووطنت قيثارة نفسها بعد بعض الوقت على رأب الصدع بينها وبين أبيها، لن تسمح لتلك الجرذ زهر ووليدها بالاستيلاء على كل وفر أبيها، داهنت.... تملقت.... وسقطت أكثر وأكثر في بئر سحيق بلا قرار...
وحينما وُلدت أعمار زبرجدة... ولدت قبل أوانها.... كان جسدها ضئيل وكانت تنازع الحياة وهي موصلة على جهاز تنفس صناعي لأنها لا تقوى على سحب الأنفاس....
مخطط قيثارة في قتل زبرجدة وهي جنين في بطن أمها لم يحرز نجاح، حرضت خادمة في أول حمل زوجة أبيها لتدفعها من على السلم ، وتهرب بعدها بأموال وفيرة، فباء التدبير بالإخفاق الذريع، فتوت كانت مسلطة بصرها على أختها زهر، تراقب كل من يتربص بها، وبمجرد أن دفعتها الخادمة تلقفتها توت، وقبل أن تستفيق مما كان يُحَاك لأختها كانت المرأة تركض مهرولة لتختفي عن أنظارها... مؤامرات قيثارة لم تخمد وتواصلت بإخفاقات متلاحقة.... وآخرها كان تسديد امرأة ملثمة لزهر، وهي تتبضع من السوق ضربة عنيفة على بطنها، تسببت في نزيف شديد ارتحلت على إثره لمشفى المدينة المجاورة لتضع مولودتها قبل أوانها....
الحقد تنامى بداخل قيثارة نحو أعمار زبرجدة، لم ترأف بها لبنيتها الضئيلة، الكراهية التي تضمرها لها تتفاقم ويجب أن تزيحها من خارطة الوجود لتستنشق أنفاسها.... ولتدب فيها الحياة من جديد!!!!!
تلك الصغيرة هي من غرزت نصلا في قلب أمها، لتحيلها جثة هامدة....
ودفعت قيثارة بملثم ليفصل زبرجدة عن جهاز التنفس الصناعي لتخمد أنفاسها إلا أن ممرضة لمحت ما ينتوي عليه فانطلقت تصيح بأقصى وسعها، ولكنه ولى هاربا ولم يتمكنوا من اقتفاء إثره مطلقا....
تاريخٌ من الكراهية السوداء....
ميراثٌ من حقدٍ لن يموت ولا حتى بانصرام الحياة برمتها
أعمار!!!!!!
استحوذت على اهتمام أبيها، صارت أثيرته، واحتلت مكانها في قلبه!!!!... صار يرتاب في قيثارة من جرائها!!!!... الحوادث المتكررة لزهر وابنته جعلته يسلط نظرة اتهام لها!!!!.... أدماها حينها رغم أنها نظرة صائبةٌ وسديدة!!!!....
بسبب زبرجدة هوت قيثارة للحضيض.... بسببها ها هي منزلقة في الدرك الأسفل من الجحيم!!!...
بسببها صارت قيثارة مغتربة عن نفسها!!!!
تشمئز من شرها!!!!
ولكن المعاصي جرت أقدامها ولم تعد تقوى على الإفلات من براثنها التي أطبقت عليها...
ها هي قيثارة امرأة تقارب السبعين!!!!
امرأة تنفث حقدا أسودا
وتتمنى تبديل ما كان!!!!
ليس ذنب زبرجدة الشر الذي اعتمل في قلبها، ليست جريرتها أن نبأ الحمل بها أودى بحياة أمها...
أحيانا ابنة شمس التبريزي تفكر هكذا، ولكن ابنة جيهان نور تؤنبها وتعنفها حينها، كيف تنسى مصاب أمها؟؟، كيف تتقبل دخيلة أفسدت حياتها؟!!!!....
هذا التصارع الرهيب في أعماقها لمَ لا يُزْهِق أنفاسها؟؟؟
لمَ لا يريحها من تلك الحياة القاحلة التي صارت فيها تكره ذاتها؟؟؟؟....
لقد اختارت الولاء لأمها منذ أن لفظت أنفاسها، لقد اختارت أن تكون ابنة الأجنبية وحفيدة الماركيز، وسعت بشراسة للانسلاخ عن هويتها كابنة القروي الصالح شمس التبريزي....
تكاد لا تتعرف على نفسها رغم انصرام عمرها....
تكاد تكون طاغية بجبروتها وقساوة قلبها
هي قيثارة
أطلق والدها عليها هذا الاسم تيمنا بأن تصدح ذات يوم مترنمة بأناشيد الأصباح
ولكنها استحالت حاقدة الطباع لا تطيق صوت البلبل الصداح!!!!
قصر قيثارة مشيد من الحجر الوردي الشاحب، والذي يتناسب مع الأعمدة الدائرية التي تكتنف زواياه، الحديقة مدرجات من المروج الناعمة، وتقع الشرفات على حافة مسبح لازوردي خلاب، نافورة تتفجر وسط الحديقة بمياهها الملونة المتدفقة الكثيفة... قيثارة ذات ذائقة فريدة... حسها للجمال ساحر وأخاذ...
كانت أمامها مئات الفرص لتتخلى عن قريتها النائية ولكنها لا تتنازل عنها ولو وضعوا لها ملء الأرض ذهبا!!!!
هي لن تمكث مطلقا في احدى مدائن المحروسة، لا يطيب لها العيش إلا هنا!!!!!
كانت تتناول الإفطار باسترخاء وكسل، وهي مغمضة العيون، تتذوق اللقمة التي لونت بها حلقها بتمهل وتلذذ، حينما هرولت صوبها صديقتها عائشة وقالت لها من بين أنفاسها اللاهثة وهي تنتشلها واقفة" أعمار زبرجدة عادت للقرية يا قيثارة، الرجال ملتفون حولها وسيفتكوا بها، أهرعي لنجدتها، أرجوكِ ليس وقت كراهية، أختكِ لو ماتت ذنبها في رقبتك، يكفي إهداركِ لعمرها، ألا تأخذكِ للحظة الشفقة بها؟؟؟"
وانخرطت عائشة في وصلة نحيب قطعت قلب قيثارة
ليت لها قلب مثل خاصة عائشة...
يحب الجميع ولا يتحمل برادة حقدٍ واحدة
كانت عائشة تتشبث بقيثارة حينها وهي تهوى باكية...
ربتت قيثارة على ظهرها، ثم لمتها في أحضانها!!!!
نبذتها عائشة وهي تصيح كما المجنونة " قلت لكِ تحركي، تبلدكِ الآن لن أغفره لكِ"....
ردت عليها قيثارة هامسة حينها باعتداد وأنفة متأصلين فيها على امتداد عمرها
" أنا امرأة ضريرة يا صديقتي!!!!"
هزت عائشة رأسها نافية وهي تُبْعِد رأسها عنها لتتواصل مع أحداقها الميتة " ولكنكِ لستِ عاجزة يا قيثارة، لا تتحاذقي عليّ، أنتِ هي قيثارة القادرة على كل شيء"...
تخاذلت قيثارة عن الجدال معها وعقبت باقتضاب وفتور " سأبذل أقصى وسعي!!!!"
___________________________
*زبرجدة*
متى صارت دماء هذا الغريب عنها... ذلك الذي ذاد عنها ببسالة مغطية ليدها، متى صارت خطوطا تجري لطخات على ثوبها... تفرست في ملامحه لوهلة واجمة غير قادرة على إصدار أية رد فعل ولا حتى الصراخ والعويل...
هو سلمان!!!!!
ذلك المراهق الذي أنقذها يوما من براثن ذئب تشتبه زبرجدة أن قيثارة دفعته يوما في طريقها لتزيحها من الحياة بأسرها...
لكم تبدلت سحنته، صارت صلبة وقوية لا تهزها الرياح العاتية
لمَ لا تتقلص ملامحه أنينا؟؟؟
لمَ لا يصرخ من فرط الوجع الثخين الذي يداهمه؟؟؟
لمَ فقط يرمقها هكذا وكأنه مستسلم لدنو حتفه وراضي بما وقع له لأنها قريبة منه أخيرا....
وتُمْسِك برأسه بين يديها
وتغدقة برمقة أم جزعة على مصاب ولدها الوحيد....
تقَبَّض محياها وهي تخبره بتمتمة مريرة وتلوح برأسها نافية " لا أستحق، أنا لا آبه للموت، أنا لا أستحق، أنت مجذوب!!!، انغرزت سكاكين في جسدي مرارا ولم أموت، هشموا جمجمتي ولم أُسْعِدهم بلقائي حتفي، أنا لن أموت وأريحهم، أنا الشوكة المحشورة في حلوقهم، أنت مجذوب، أنا أشفق عليك، أنتَ تعيش أوهام تفضي بأني زوجتك، أنا معطوبة من الداخل، أنا لست زبرجدة الحلم الذي يراود كل شباب القرية، ذلك كان تمثيل، زبرجدة الحقيقة فأرة جبانة وغبية!!!.... فأرة جبانة وغبية"... انتابتها وصلة سعال مباغتة ومدت يدها لتخفي لهاث أنفاسها وحينما أبعدتها أبصرت لطخة دم علقت بيدها... لقد سعلت دما جاريا!!!!
كانت تحتضنه بجسدها وكل ما بها واجف، غير مدركة لما يحدث حقا!!!، تسكن ملكوت غير الملكوت....
شعرت بإنمله يتسلل ليمسح دمعها، وبدا مرتعبا من خيط دم سال من زاوية شفتها....
سألها مناوشا ليفرج عنها كربها" أنتِ تشاطريني النزيف؟؟"
ما وقع لسلمان تسبب في بلبلة عاصفة، ساد الهرج والمرج، البعض يطارد الملثم، البعض ساهِم وعلى رأسه الطير، آخرون يصرخوا في زبرجدة الغير واعية لما يجري من حولها لتتخلى عن تشبثها به ليتمكنوا من نقله للمشفى في الحال...
كانت زبرجدة تهدهده وكأنه طفلها غير مستوعبة لمَ تصرخ تلك الحشود في وجهها، منصور من فكَّ قبضتها من على زوجها، وهدر فيها لتكف عن ممارسة طقوس الجنون التي تبسط نفوذها عليها كلما وقعت لها مصيبة!!!!
حمله منصور ورجلين آخرين وهرولوا به للمشفى، خلو البقعة منه أثار انتباهها نهضت واقفة تحملق في الوجوه التي تحدق بها، ثم انفجرت ضاحكة وكأنها حقا مجنونة وعيونها تبرق بوهج الخبل وهي تُخْرِج لهم لسانها، وترتقي بحواجبها صعودا وهبوطا، وتؤدي حركات أخرى متقنة بوجهها وأكتافها....
ثم وكأنها لاحظت أخيرا، ندَّت عنها صرخة التياع.... وارتحلت في إثر من حملوا سلمان
كانت تمثل دورها بحرفية عالية، لقد أتقنت أدوار عدة طول عمرها، ستنتشر شائعة جنونها في القرية كما النار في الهشيم، وحينها سيشفق عليها القريون الساذجون، وسيتخلوا عن فكرة قتلها، ووقتها ستتمكن من إيجاد بصيص لتفر هي وتوت من مصر بأسرها!!!!
وماذا عن سلمان؟؟؟
حسنا هي لا تتذكره
وهو ليس أول رجل يضحي بحياته لأجلها!!!!
هو لا يفوق محمود في شيء لكي تشعر بالامتنان العميق نحوه!!!!
ولكن دمائه التي جرت على يديها، لقد أنقذ حياتها موقنا أن في هذا منتهاه، محمود كان يعلب ويلهو ولكن اللعبة انقلبت حقيقة وأبادته، لو كان بيد محمود الاختيار حقا لما اجتبى حياتها!!!!
لتواجه حقيقة ما يعتريها، هي مشتتة الذهن لا تستوعب زواجها بدون علمها!!!، لا تتذكر سلمان هذا مطلقا، ولكن نظرات عيونه تشي بأنه مغرم بها، قلبها قصف بقوة من هول ما أصابه لكن طبيعتها البليدة دفعتها لتكون مسترخية وغير مبالية!!!!، هي تَسِر له مشاعر حب صادقة؟؟؟!!!!، هناك ما يدفعها للهرب من تلك الأحاسيس التي تعتمل فيها، لو لديها فقدان جزئي في الذاكرة فعلا فهذا يفسر نسيانها له، بعد تهشيم شكري لجمجمتها تبددت شهور من عمر ذكرياتها، آخر شهرين قبل وقوع حادثها الدامي ضبابيان في عقلها، لو كانت تلك هي الحقيقة فهي كانت متزوجة بسلمان بتتمة رضاها، ولمَ ترهق نفسها بالأفكار التي تتزاحم على عقلها، لتسأل منصور، الذي شمر عن ساعده واندست ابرة في وريده لتجلب دما يبث به الحياة لرفيقه
ازدردت ريقها وسألته وهي تثقبه بنظرات لا تختلف عن خاصة توت حينما تكون كما الجلمود
" هل كنتْ موجودة أثناء هذا العقد يا منصور؟؟"
أطلت رمقة مزدرية من عمق عيون منصور لها، وأجابها باحتقار فياض
" لن تَطْلِي عليّ دور الفاقدة لذاكرتها، لا تكترثي لمصاب زوجك، وكل ما يهمك هو إيهامي بشيء غير حقيقي، مازلتِ لئيمة يا ابنة شمس التبريزي، ذلك وجه توت البغيض يحدق بي، هل سحرت لكِ تلك المرأة لتحيلك متحجرة الأحاسيس؟؟"
ضغطت على أسنانها وهي تخبره بصرامة... وبفم شَموس
" لا تهين توت، لم تلحق بكم ضير لتصير مادة لتقولاتكم"....
جابهها منصور متساءلا " لمَ فقط تحبي تلك اللئيمة؟؟.... تلك المرأة تستغلك ولم تَكِن لكِ محبة صادقة البتة"
صرَّت أعمار زبرجدة على أسنانها وأطلقت الحقيقة أخيرا على لسانها
" تلك جدتي!!!!!... أم والدتي، إياك أن ترشق توت بما أرتأيه سبة، قد أقتلكَ حينها يا منصور، يكفيها ما اجترته من عذاب، يكفيها ما لحق بها من عطب روحي لا يزول"...
بدا منصور ذاهلا مما تقوله زبرجدة، وتدلى فكه السفلي وهو يحملق بها
كان صالح يشعر بثقل رأسه، فتركها تترنح على رقبته، كان راكن للجدار بجوار غرفة العمليات التي تحوي سلمان، يبتهل لله نجاته، وأفلتت نظرة منه غير مقصودة أبدا نحو الحجرة التي يتبرع فيها منصور بدمه، تملى في وجه زبرجدة، لم تبدو متألمة لمصاب صديقه من جرائها، جرح خام مفتوح في قلب صديقه بسبب تلك المنعدمة الشعور، تقلص محياه اشمئزازا من تلك الجلفة الباردة....
كان اهتمام زبرجدة منصبا على توت، لازمتها وكانت كما ظلها، تعتني بها، وتتسامر معها، وتدفع بالبسمة لتعتلي وجهها، غضت الطرف عن كون سلمان يجري جراحة خطيرة في مكان غير مجهز لمثل تلك العمليات، لم تعد تود التفكير فيه، لتقصيه من الخواطر التي تتسابق على ذهنها!!!!!
الألم الذي يستشري فيها من جراء إمكانية لفظه لأنفاسه ساحق وخام
ولكنها ينبغي أن تفر من تلك القرية لتستطيع استئناف حياتها
هو لن يكون القيد الذي يربطها ببلدها!!!!
صحيح أنها أخبرت السلطانة بفحوى أنها ستقبع في قريتها حتى تفيض أنفاسها
ولكنه كان قرار عفوي وتلقائي لم تتمعن التفكير فيه، ولم تدرسه من كافة نواحيه
حياتها ليست هنا أبدا
حينما سألتها توت كيف جابهتهم، أخبرتها زبرجدة بحقيقة ما حدث، وقطبت جبينها وسألتها " أكنتِ تعرفي بزواجي به؟!!!، لم توردي لي ذكر أبدا عن هذا الأمر!!!"...
غشي الارتباك لوهلة عينيها ثم سرعان ما استحالتا متنمرتين وبرغم الإعياء المستشري بها علقت بصلابة وهي تصر على أسنانها " تلك الوثيقة مزورة!!!... لا تنساقي وراء تلك الضلالات، لا أدري دافع سلمان هذا من جراء هذا التلفيق"...
سرحت زبرجدة بتفكيرها وتمتمت " ربما!!!"
وصول والدة سلمان صاحبه صراخ وعويل.... ثم ساد السكون لوهلة قبل أن تقتحم والدته الغرفة التي تحويها هي وتوت كما العاصفة الهوجاء... أطلَّ البغض شررا من أحداقها، والتهمت الخطوات التي تعزلها عنها، ورفعت جسدها الجاثي بجوار سرير توت، وتشابكت معها بصريا وهي تقول لها من بين أضراسها " لعنة الله عليكِ يا خبيثة"...
ورمتها ببصقة بللت وجهها...
قبل أن تقذفها ليرتطم جسدها بالجدار، وتغادر الحجرة وهي تُطلق سيل شتائم نابية...
استرعى انتباه السيدة أسماء والدة سلمان ما تتفوه به من سبات متوالية، فالتزمت الصمت، واغروقت عيونها بطبقة دمع كثيفة، انزلقت حول زوايا شفتيها خطوطا جارية، بسبب تلك البغيضة ها هي تركز على شيء آخر غير مصاب وليدها!!!.... تكيل السباب للعينة، وتنسى الابتهال لربها الرأفة بولدها، كيف يستجيب الله لها الآن بعدما أفرغت حقدا وتوغلت البغضاء فيها!!!!
كانت تخفي رأسها في جدار الرواق، مطأطئة الهامة، وتجهش في البكاء بصوتٍ مكتوم....
____________________
أجرت انجيلا إنعاش قلبي رئوي محترف لجدها، منحته قبلة الحياة، وبغتة سعل وولج لدنيا الورى، كانت امورة تنتفض هلعا، وتصطك أسنانها ببعضها، وتنكمش على ذاتها دعمها أبوها بلملمتها في أحضانه الواسعة...
تلاقت عيون انجيلا وعليّ لبرهة مطولة سألها فيها كيف تكون بذلك التمرس في فنون الإسعافات المبدئية...
كان ممتنا لها إنقاذها لجده، وغير مستوعب كيف تستحيل عيونها بريئة وطاهرة بعدما تمرغت في الوحول وانزلقت في المجون
لم تكترث انجيلا له، وأحادت ببصرها عنه، وارتمت في حضن جدها، وسألته عن المعول وراء ما دهاه!!!...
تملص العجوز منها وأبعدها برفق عن أحضانه، وأطلق شعاع بصره صوب النافذة الجانبية وتساءل بتململ " متى سنصل للقرية؟؟.... التهموا الطريق في الحال".... حثهم وهو شارد فيما يمكن أن يكون وقع لحفيدته زبرجدة!!!!!.....
___________________
*نور الجبالي*
القاهرة
لا يروقها حال وليد، هي تستهجن نمط الحياة الذي ينغمس فيه، انحلال... وجرعات من المخدرات، صبرها عيل، واحتمالها نضب...
ما يثلج صدرها قليلا هو أن وليدها لم يصل مرحلة الإدمان بعد، والتوى ثغرها تهكما مريرا بالنسبة للمخدرات فحسب يا نور، أما منوال حياته العفن فقد طغى على كافة أوقاته!!!!
أنجز دراسته بتفوق... نعم، كان مخول باقتدار لتقلد زمام الأمور مع أخيه، ليرفعا الثقل عن كاهل والدهما وزوجها الحبيب، ولكنه بغتة تبدل، وصار لايبالي لشيء، صار عابثا بكفاءة وتمرس، يجب أن تنتزعه من الوحلة التي يُغْرِق نفسه فيها....
صلاح الشاب بالزواج، أجل ستنتقي له فتاة ليس على سمعتها لغط لتنتشله من وهدة الضياع...
قلَّبَت صور البنات التي تعرفهم في ذكرياتها، ثناء... مغترة وكما الطاووس المنفوش لا ترى أبعد من أنفها، سهام.... ضحلة الجمال لن تلفت انتباهه وتتمكن من السيطرة عليه وخصوصا وهي مهتزة الشخصية ضعيفة الأركان، أميرة... فائقة الذكاء ووجهها يومض حُسنا وبهاء، ولكنها خُطِبَت قريبا....
توقف عقلها بغتة على صورة سلام السلحدار، فتاة تنحدر من سلالة عريقة، وجهها كما البدر في ليلة تمامه، عيونها بركتان من العسل المصفى، أنهت دراستها قريبا، فتاة جدية لا تخالط الشباب، برغم عشقها لرحلات السفاري إلا أنها علمت من أحد الشباب الذي كان مرافقا لابنها وليد حينما كان صالحا، أنها الوحيدة التي تعتزل الصبية في تلك التجمعات....
مزدانة انتقلت هي وولديها منذ بضعة سنوات، يمكثون الآن بعيدا عنهم، لقد كانوا في زمن مضى جيران، رغم أن علاقتها بمزدانة انقطعت بمرور الأعوام إلا أنها تتصورها سترحب جدا لو تقدمت خاطبة ابنتها لولدها... المهم أن تقنعه هو أولا....
لا.. المهم أن تُكَوِّن جبهة قوية ضده.... ينبغي أن يساندها زوجها فيما تنتويه.... هو دوما يستخف بأفكارها ولكن عليه أن يعضدها الآن...
_______________________
تعاقبت ليالي وأيام، وانطوى من صفحة الدهر أسبوعان....
تماثلت توت للشفاء، وخرجت من المشفى ترافقها زبرجدة، بردت النيران في قلوب أهالي البلد نحو زبرجدة، فلقد أشفقوا عليها بعدما أصابها الشطط من جراء ما وقع لزوجها، داومت على زيارة سلمان يوميا، ولكن أمه حجبته عنها وسكرت الأبواب في وجهها، وعينت حراسا ليحجموها عن المروق له حينما تكون غير متواجدة، لم تكن زبرجدة تعكف على الذهاب له غراما مشبوبا به، هذا جزء مما تنتويه!!!!
يجب أن يطمئن الجميع من ناحيتها!!!!
هي تتبادل مع السلطانة أحاديث عبر الهاتف الخلوي يوميا، ولقد خططتا سويا كل شيء لتتمكن من تولية الأدبار هي وتوت عن قريب...
______________________________
الجد عليّ اطمأن باله على زبرجدة وبدون أن يُقَدِّم تنازلا واحدا.... وهذا أبهجه حتى النخاع...
______________________________________
كانت ريح الخزامي امرأة ماكرة، وتتمتع بكهن فطري خام، لقد وضعت نصب عيونها إعادة شمل علي وملك من جديد، لقد سلطت عليهم مخططاتها، استخدمت امورة كيوبيد حب بينهما، ولم تكن ريح الخزامي لتُخْفِق عن تحقيق ما تبتغيه، فهي المرأة التي تجمع في يدها خيوط كل الألاعيب....
خرجت من محياها ابتسامة ظفر وهي تسند رأسها على وسادتها وتتذكر مقتطفات مما فعلته لتعيد الوصال وتُرْأِب صدع العلاقة بين علي وملك....
الغيرة هي ملح الحب!!!!!
وريح الخزامي تفقه هذا الأمر جيدا جدا
ما وقع للجد علي جعل أولاده يتسارعوا من كافة بقاع المحروسة ليقبلوا أياديه وليتمنوا له طوال العمر، محمد وزوجته نور قدما مع وليد، وعيسى وامرأته وابنه المغتر هرولا فالتزلف من الجد يضمن لهم إرثا مديد...
كان سامي ابن عيسى شاب عابث فارع الطول عريض المنكبين....
كان معجب على الدوام بفتنة – ملك- ابنة عمه المرحوم...
فقط ريح الخزامي انتبهت لهذا، فتعمدت إرسال ملك لتقتطف لها الزهور من الحديقة مع استهلالة العصر، ادعت أنها تريد باقة مرتبة متناسقة لتضعها بجوار مرقد أخيها، لتبعث أريجا ناعما في خياشيمه...
ثم أخبرت سامي بموضع ملك، وأشارت وكأنها تتفوه بعفوية بأنها وحدها تقتطف الأزهار، استغل سامي نهزة تواجدها بمفردها وارتحل فورا في إثرها
وحينما أقبل عليها عليّ، قالت له وهي مغضنة المحيا أسى واغتماما، أن سامي سيلهو بملك، هو ليس شاب جدي، وهو دائب الالتصاق بها منذ أن قدم إلى هنا... وها هو الآن يطاردها وهي تجمع البتلات لجدها في الحديقة غير مكترث بأن يتخذ الناس سيرتها منهش!!!!
تضرج وجه علي بدماء الغضب، ونفرت عروق رقبته احتقانا.... وهرول ليرى ما تفعله السيدة ملك مع ابن عمه الرقيع....
حسنا ريح الخزامي لا تعرف ما وقع بالضبط لكن ملك آبت راكضة للداخل بعد وقت قليل وفي يدها بقايا عروق لأزهار اقتطفتها ولكنها سقطت منها في الطريق، بدت على وشك الانفطار باكية، وتود فقط الوصول في أسرع وقت لسريرها لتنهار عليه....
عليّ هذا أحمق وفاشل كبير.. كما أنه أعمى البصيرة تماما مثل العين... هكذا طرقت الأفكار ريح الخزامي...
وعقدت ريح الخزامي تحالف مع امورة، ليلما الشمل من جديد، كانت تلقن أمورة ما الذي ستتفوه به، وما الذي ستقوم به بالحذافير!!!!!
هال علي دلوفه لغرفة ابنته فإبصار الدموع منهملة من أحداقها في سكونٍ مطبق، كانت الصغيرة مفترشة أريكة ملاصقة للجدار الذي يحوي نافذة مشرعة، كانت امورة تمثل باقتدار دور الشاردة التي تطل أنظارها على الحديقة بدون أن تُبْصِر أدنى شيء...
دنا منها بدون أن يُحْدِث جلبة وانحنى ليطبع قبلة حانية على وجنتها المكتنزة...
واستوى جالسا بجوارها وهو يلتقط أناملها ليُغْرِقها في بحور يده!!!!
وسألها وهو يكفكف دمعها " لمَ البكاء يا أمورتي؟؟"
أحنت الصغيرة هامتها وقالت والأنفاس تغص في حلقها " ماما ستتزوج عن قريب كما عادتها، وستلج لعدم الاكتراث بي مرة أخرى، وسأعود مهملة من قبلها كما كنت دوما، سامي هذا أنا أمقته"....
ورفعت امورة وجهها لأبيها وعلقت بحقد مستطير " هو يلاحق أمي وسينتزعها مني، وأنت... أنت لا تحفل بهذا، ستدع أمي تتسرب من بين يديّ، أنت أيضا تتزوج كثيرا جدا وتُحْضِر دوما نساء غريبات بغيضات، ليتحكمون بي"...
كان اتهامها لأبيها يَخِز فيه، ولكن أمورة لم تأخذها به شفقة، وقررت متابعة ما تبتغيه
تلونت لهجتها بغتة بالتضرع وهي تجثو على ركبتيها بجواره وتتشبث بيديه
" لا تدع ماما تتخلى عني من جديد، أنا متعلقة بها جدا الآن، لو كنتما أنتما الاثنان لا تقدران على استئناف الحياة بدون زواج، فلمَ لا تؤوبا لبعضكما؟؟"
واستطردت امورة " ماما تتحدث دوما عنكَ بكل خير، وتمدحك وتشيد بك، لأجلي بابا، لأجل امورة، أرجوك لا تجعلها تُحْضِر لي زوج بغيض، سأضع له السم في الطعام حينها، وسأدلف الإصلاحية، وستكونا أنتما المسئولين، عن كوني خلف أسوار السجون ممتهنة ومنفية!!!!"
كانت أمورة تهدد والدها بإصبع نافر من قبضة مضمومة توجهها له... ثم انهارت على ركبتيه مجهشة في النحيب...
في تلك الليلة تقلب على الفراش بدون أن يغمض له جفن
كان الفجر يوشك أن ينفلت ليعم الكون ببزوغ الضياء...
قضى ليلته في أرق، لقد اقترن بنساء مطلقات وأرامل صحيح، وتحمل لهيب الغيرة التي تستعر فيه من تصورهن مع رجال قبله، ولكن ملك وضع خاص جدا!!!!، هو لن يحتمل.... لن يحتمل مطلقا ما سيعانيه منها... ومعها، ذلك عذاب يفوق قدراته كلها... حك جبينه، ومزق وجهه مرورا بربريا عليه... والحل يا عليّ... هو يعرف ملك جيدا، لو لم يكن سامي المرشح ليكون عريسها الأخير، لن ينصرم شهر قبل أن تكون متعلقة بإبط زوجها الجديد...
وله في العمر أمنية، لو تكون ملك مملوكة حصرية له هو، لو تكون نظراتها صافية كما كانت عند صغرها، لو لم تتلوث وتصير باغية!!!!
ضاقت الحجرة به فقرر مغادرتها ليفتش عن براح يريحه مما يعانيه، صعد لسطح القصر المزين بأصص الزهور الناعمة، تأمل في صوت البلبل الصداح الذي يتبادل الترانيم مع الكروان المغرد، وهلَّت عليه نسمات الفجر الحالمة لتزيح كافة الأثقال التي تجثم على عاتقه، وهو يهبط الدرج عائدا لمخدعه، لمح سامي يخرج مضطربا من حجرة ملك، تداخل معه بصريا، وتوقدت عيونه شررا مستطيرا حينها، ألغى المسافة التي تعزله عنه، وهدر فيه من بين أضراسه وهو يحكم قبضة فولاذية عليه " ما الذي كنت تفعله يا خسيس؟؟... في بيت جدنا ومع من؟!!!.. مع مطلقة ابن عمك، وابنة عمك كذلك، ألا تستحي البتة؟؟... سأحيلك بركة دم تحت أقدامي كي تكون عظة وعبرة لمن تسول له نفسه التعدي على مقتنيات الغير!!!"
برغم أنا سامي مفتول العضلات، يقضي أوقات جمة في صالات كمال الأجسام، إلا أن ردة فعل عليّ على ما ارتآه ألقت الروع في نفسه، حاول التملص منه بدون جدوى، فقال ما حسب أنه سينجيه " هي من دعتني، عيونها دعوة، ضحكاتها دعوة، غمزاتها دعوة، كل ما بها دعوة، وأنا فقط لبيت الدعوة"...
واستطرد بصوت كما الفحيح وهو يكور شفاهه تهكما لاذعا " ومقتنيات الغير؟!!.... أرجوك يا عليّ، أتقصد أن ملك من مقتنياتك أنت، ملك تلك مملوكة للجميع، وكلنا نعي ذلك منذ أمد بعيد"....
أحلَّ علي وثاقه بعدما قذفه ببصقة لطخت وجهه، هو محق فيما تفوه به، وكانت الأنفاس تتصاعد في صدر المتعاركين، وكانت ملك ترهف السمع لما يجري في الرواق من خلف الباب لم ترد المجابهة، ليتعفن كلتا عليّ وسامي في الجحيم، لقد ضجرت منهما هما الاثنين، واكتفت منهما لأبد الآبدين...
ولكن عليّ أجفلها بشرعه الباب عليها...
تقهقرت للخلف خوفا من الشر الذي يقدح من نواظره...
قالت بتحشرج وهي تحرك رأسها بهزات انفعالية وتشوح بيديها " لا يحق لك الدلوف لهنا"...
تقوس فمه ساخرا منها، وانفرج محياه عن ابتسامة متهكمة وعقب بنعومة خطرة وهو يغلق الباب بقدمه " فقط أنا من لا يحق لي الدلوف لهنا، ولكن كل الكلاب الذين ينهشون فيكِ على الرحب والسعة متى ما أرادوا"....
تعثر لسانها في الكلام من فرط خوفها منه.... هي لم ترتكب شيئا شائنا ولكنها مرتبكة حاليا فخرج صوتها متلعثما مهتز " لقد طردته والرب شاهد على ما أقول، لم أُمَكِّنَه مني"
وازدردت ريقها بعناء وتابعت كي تهدئ وتيرة انفعاله " لا تكن غاضبا هكذا، شرف أم ابنتك محفوظ"...
انحنى ثغره متهكما وعقب " عن أي محفوظ تتحدثين؟!!!، ضبطكِ في وضح النهار معه وهو يحيط خصركِ من الخلف بتملك وشغف، في وضح النهار.... وفي قرية معتدة بالتقاليد... ألا تخشين فتك أهل القرية بكِ؟؟... ألا تستحين؟؟"
عيونه الغاضبة استحالت جمر بركاني أسود مخيف وهو يردف " سآخذ ما تمنحيه للجميع"...
صوتها تلاشى في حلقها رمادا متطايرا، فقط عيونها توسعت ووقف كل شعر جسدها وشحبت كل خلية في بدنها، وصارت متيبسة تماما غير مدركة كيفية التصرف السليم، لقد كان الصديقي يُبعد عنها أي أذى يحيكه لها الغير، ثم حينما التحقت بالكهنوت كانت الراهبات رفيقاتها كما الملائكة في نقاء القلب وطهره... قلما تعاملت مع معتدي أو منتهك عرض... صراحة لمرة واحدة منقضية لاقت مثل هذا الابتلاء العظيم!!!!
مع إحكام قبضته عليها شرع الجد الباب ووقف مصعوق يتطلع نحوهما بشده ووجوم...
تصلب جسد الجد عليّ لوهلة، إلا أنه سرعان ما تمالك نفسه، أغلق المسافة بينه وبين حفيده وسدد له لكمات متلاحقة وهو يرعد فيه بأقصى عزيمته
" يا معرة الرجال... تحاول الاعتداء على حفيدتي في عقر داري.... عاففتها وطلقتها فلمَ تدلف كما اللص لحجرتها الآن... شرفكَ منبثق من شرفها يا جرذ.... هي أم ابنتك وابنة عمك وحفيدتي أنا.... إياك أن أراك قربها مجددا.... سأفجر نافورة دم من قلبكَ حينها"....
ربتت ريح الخزامي على كتف شقيقها وقالت له وهي آسفة على حال حفيد أخيها الذي ارتضى لابنه عمه الاعتداء والامتهان
"كلنا نخطئ يا عليّ، وكل خطأ له تصحيح، لا أشاركك الرأي بأنهما يجب أن يبتعدا عن بعضهما، شرف البنت مثل عود الكبريت، وباقتحام عليّ الصغير لخلوة ملك قد هتك جزءً من عرضها حتى ولو لم ينل ظفرا منها، سنعيد لم الشمل لأجل امورة، وسيبذل مبلغا ضخم كمهر، وسيجلب لها أغلى شبكة على وجه الأرض، وسيكون مؤخر صداقها كل ما يملك، هذا هو العقاب الذي يستحقه، أما ملك فبزواجها منه سَتُخْرِج كل ما فعله معها الآن عليه... هذا هو قصاصها العادل منه!!!"
احتجت انجيلا حينها " أنا أعترض، لا أرضى به"....
نهرها جدها " كلام أختي دوما سديد، التزمي السكون يا ملك، لمَ لم توصدي الباب عليكِ؟؟.... أنت السبب فيما نعانيه الآن..."
اعتصرت انجيلا بيديها شقي منامتها وتمتمت بعتب ولوم لجدها " ترتاب في يا جدي؟!!!!"
هز الجد رأسه وقال وهو يحاول طمر ما يجيش فيه " لا تبكي يا ابنة الغالي، ولكن نمط حياتكِ أنتِ وعليّ لا يروقني، ابنتكما ستنتج من خضم كل هذا معقدة... بدون هوية.... وبدون بيت.... لأجلها تصالحا حبا بالله فكرا بشأنها ولو قليل".....
الضجيج الذي انبثق فجأة في البيت أوقظ كافة العيون.... منها من تبع منبع الجلبة ليشهد ما يجري.... ومنها من اكتفى باستراق السمع في محله...
امورة ركضت طبعا بطبيعتها الفضولية لموضع الجلبة وتدخلت مع قول الجد عليّ وهي تتوسل انجيلا وعلي وتنقل بصرها فيما بينهما وهي متشبثة بلباس من تظنها أمها
" أرجوكم أنصتا لأقوال جدي، أنا فعلا معقدة... وبدون هوية... وبدون بيت... تصالحا حبا بالله لأجلي... أنا لم أؤذيكما في شيء... سأكون طيبة جدا وسأكف عن كوني كثيرة الشكوى مطردة الطلبات، أنتما غايتي الوحيدة، أنا سأكون تلميذة مجتهدة، سأرفع هامتكما لتشق أجواز الفضاء، لن أتذمر من نسيانكم جلب الشوكولا لي يوميا، لن أغالي في رغباتي بأن أَلِف كل عام عدة بقاع من الكرة الأرضية، أنا فتاة طيبة... قنوعة جدا... لا أريد شيء من الدنيا إلا أن تكونا معي بدون حوائل ولا عراقيل.... بابا... انظر ماما أجمل بكثير من كل نسائك الأخريات، ماما... تطلعي نحو بابا هو أوسم رجال الأرض وهو دفقة حنان ومحبة تسير على الأرض"
وناشدتهما استغاثة نابعة من قلبها " لا تكونا هكذا متناحرين.... أنصتا مرة لي أنا.... تصغيان لصوت عقلكما منذ سنين، وهذا هدم استقراري أنا، كل زميلاتي في المدرسة يغيظوني لأنهم يمتلكون أسرة مترابطة أما أنا فلا أملك أدنى شيء"...
تمَّ عقد القران وكان صوت امورة هو آخر صوت يتكلم في تلك الحجرة...
أحضرت ريح الخزامي لانجيلا فستانا زاهيا كي تمثل به أمام المأذون، وحينما سألتها وهي مقطبة الجبين " متى ابتعتيه أو هل كان مملوكا لأحد من قبل؟"
غمزت لها ريح الخزامي وهي توكزها بمرفقها " فقط تمتعي به"
فأشاحت انجيلا عنها متبرمة مما تقول، ولكن ذائقة ريح الخزامي عالية جدا، جسدها كان منحوت من خلال ثنايا الفستان الليلكي الناعم الذي جلبته لها....
ابتسمت ريح الخزامي عن شدقيها الآن قبل أن تستعد للغط في السبات، وكانت آخر فكرة تطرق بالها، لقد ابتاعت هذا الثوب منذ وضعت الخطة مع امورة، إنها ريح الخزامي الواثقة من نفسها جدا، تحظى بكل ما تبتغي من الحياة، لم يخونها التوفيق سوى لمرة واحدة، وانسلت دمعة من أحداقها فأوصدت عيونها بالإجبار وارتحلت في عالم الأحلام المعتمة...
علي سافر ليلتحق بأعماله، وملك لا تلبث هنا، وكأنه لا تود الانضمام إليه....
عموما لا يفر أحد من قدره لأبد الدهر مهما حاول
______________________________________
*سلمان*
ولنا في العمر أمنية
أن يبادلنا من نهوى حبنا
ألا يستخف حبيبنا بجرحنا
أن يمر العمر بنا وهو يرعانا ويحيطنا
لم يثق صالح لوهلة بأعمار زبرجدة، لم يصدق تفانيها في زيارة سلمان يوميا وذرفها الدموع الغزيرة لأن الخالة أسماء تحجمها عن لقياه...
وضع عليها عينا تخبره بتحركاتها وسكناتها....
وفي اليوم المنشود
خرجت أعمار زبرجدة مع جدتها توت في غفلة عن أحداق البلدة.... كان قرص الشمس لم يبزغ بعد
رجال السلطانة ينتظرونها عند مدخل البلدة من على الطريق السريع....
تسيران بحذر وحرص شديدين!!!!
وبغتة وكأن الأرض انشقت وأخرجتهم....
ارتفع صوت من خلفها " عودي أدراجك يا زبرجدة، والزمي بيت زوجك حتى نبِت في أمرك!!!!!"
استدارت زبرجدة بحدة وتلاقت عيونها مع خاصتي سلمان الذي كان خائب الأمل فيها جدا.... ومحبطا في الصميم، كان هو من تفوه بتلك الجملة المنصرمة.... لقد أفضى له صالح بأن زبرجدة قد جهزت عدتها للفرار وهي الآن منطلقة صوب مكان لا يعلمه سوى الإله....
جملة واحدة صدرت من زبرجدة ونحرته في الصميم
قالت وهي تكز على أسنانها والنقمة تشع وهجا حارقا من عيونها
" لمَ دبت فيكَ الحياة من جديد يا لعين؟؟"































بنت أرض الكنانه 16-01-15 04:40 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3504566)
السلام عليكم

عدناااا



رااااائعة من اليوم لبكرة ....


أستمتعت بتذوق الجمال اﻷدبي لروايتك الرائعة ..

أحببت السجع غير المتكلف .. وأحببت التشبيهات الجميلة ..

أوصلتي لنا مشاعر أبطالك بصورة محببة للنفس وبسهولة وكأنها معزومة تنساب من حروفك ولا تحتاج لمترجم ..


أحببت زبرجدة وتعاطفت معها ... ولكنها غامضة .

تبر أو سوما ما هي حقيقة اﻷمر الذي أصابها وفرقها عن أهلها ؟

أنجيلا من هي ؟
كيف تكون توأمة ملك وتلك قد ماتت في الترعة منذ زمن ؟!

أحببت شهامة سلمان ودفاعه المستميت عنها وكذلك منصور ..رجال يندرون في هذا الزمان.

أعذريني فلن أفيك حقك بالتعليق الذي تستحقيه وتقف كلماتي عاجزة عن مدحك وشكرك.

أنتظرك بفارغ الصبر لتكملي لنا رائعتك ...

تقبلي مروري وخالص ودي

وعليكم السلام والرحمة
اقف عاجزة امام ثنائك الجميل فقط احب زرع بعض الغموض مش بحب اسلوب السرد في الروايات
يعني احب اقف في نص الاحداث واجيب اللي فات فلاش باك واجيب القادم احداث ويبقي الحاضر هو همزة الوصل بينهم تبقي اكيد امان ما ماتتش في الترعة يبقي حد اوهمهم بكده يا ترى مين ومن يدري اعتقد سلمان هيشوف من البت زبرجده دي واختها مصايب قادمه ومن يدري برضه ربنا ييسر
انا ممتنة ذوقك يا ميمي جدا ربنا يخليكي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_1 34::8_4_134::8_4_134::8_4_134::55::55::55::55::55::55::55::5 5::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
واللي جاي احلى
اشرقتي

بنت أرض الكنانه 16-01-15 04:49 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
الفصل السابع
يوم الخميس او الجمعه الجاي هبقى اقولكم باذن الله
الفصل السادس اجهدني جدا ودموعي صدقا لم تتوقف فيه
ارق التحايا لعيونكم

بنت أرض الكنانه 16-01-15 04:55 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
الفصل السادس نزل في الصفحة اللي فاتت
سلاممممممممممممممممممممم

بنت أرض الكنانه 16-01-15 05:04 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
ممتنة لكي فعلا
ميمي
ولكي كل امتناني كل محبتي كل احترامي

بنت أرض الكنانه 16-01-15 05:31 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
قد تكون قيثارة شخصية حاقدة وانتقامية وشريرة
ولكنها ابنتي الاثيرة في تلك القصة
اتمنى تحبوها عُشر محبتي ليها

bluemay 16-01-15 06:09 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3504616)
ممتنة لكي فعلا
ميمي
ولكي كل امتناني كل محبتي كل احترامي

العفو حبيبتي ...

أشكرك على اﻹهداء

أنت متميزة ودخلتي قلبي سريعا و وجدتك تجتذبين إنتباهي كله برائعتك ..

لي مطلق السرور وعظيم الشرف بمتابعتك

وأترقب جديدك بفارغ الصبر ..


لم أتمكن من التمتع بقراءة الفصل السادس

ولكن لي عودة لاحقا بإذن الله .

لك ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 16-01-15 06:12 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
هو فصل طويل اوي يا ميمي
خايفة اكون هنجت فيه
ربنا يستر ويرأف بيا
انا فعلا شاكرة لكي جدا لان مداخلاتك اتت في فترة عصيبة جدا عليا
كل الشرف لينا يا كونتيسة متابعتك

bluemay 16-01-15 06:18 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3504626)
هو فصل طويل اوي يا ميمي
خايفة اكون هنجت فيه
ربنا يستر ويرأف بيا
انا فعلا شاكرة لكي جدا لان مداخلاتك اتت في فترة عصيبة جدا عليا
كل الشرف لينا يا كونتيسة متابعتك

ولا يهمك حبيبتي ولي الشرف يا عسل بمداخلتي معك ..

الله يفرج همك وغمك ..



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 16-01-15 06:29 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
الحمد لله مزاجي جميل دلوقت جدا جدا
جد سعيدة ومنشرحة الاسارير
لكي بعض الفضل في ذلك وبعضه لاختي
وكل الفضل والرحمة من الله
يسعد ربنا ايامك يا ميمي

بنت أرض الكنانه 16-01-15 06:35 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
الفصل السابع عن الكابل اللي بعد الفصل السابع هيبقوا الكابل الذهبي في القصة
تبر ومصطفى
هيحوي سلام ووليد
ومفاجأة مدوية مني انا عن ملك او انجيلا
اما المخفية زبرجدة وهي صراحة قطران بعد الفصل السادس فلها مني افعى تسمم عيشتها باذن الله
سيكون فصل جد مثير وغريب ومتلاحق الاحداث كما السادس كونوا على الموعد يوم الخميس الجاي باذن الله

bluemay 16-01-15 06:43 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
الحمدلله حبيبتي ..

ربي يبسطك ويسعدك دوووم ..

شوقتيني كتيير من هﻷ للفصل السابع وأنا لسه ما تفرغت ﻷقرا السادس .

ما عندي صبر [emoji21] مو مصدقة متى أنيم الأولاد مشان أقرأه ..[emoji22]


لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 16-01-15 06:58 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
ربنا يسعدك بيهم ويكونوا ليكي دايما قرة عين
الفصل السابع تبع تخطيطي اللي هيكون نار
الفصل السادس هو نبذة عن قيثارة
هو خيبة امل في زبرجدة
هو تخطيط لعجوزة دؤرمة اسمها ريح الخزامي
هي الاحداث لسه ما بدأتش ده اللي انا عايزة اقوله
أنا كنت لسه في طور التعريف بابطال القصة
بس ده انتهى بانتهاء الفصل السادس وهنبدأ الجد والمعارك في
بس هو السادس انا بكيت فيه
وانا كان بقالي فترة بكتب بدون انفعال فانبسطت الصراحة بعودة الاحساس لي
ربنا يكرمك دوم يا ميمي اتمنى يطلع قد المقام ما يقصرش رقبتي ويخليها قد السمسمة

بنت أرض الكنانه 16-01-15 08:45 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
كل غموض قصة تبر هيتوضح الفصل القادم
باذن الله

بنت أرض الكنانه 17-01-15 01:46 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم
صباحكم جوري
بعض خواطر القصة بقلمي
ستلتقوا معها في ثنايا الفصول ولكن حبيت اضعها الان
في منهم منشور سابقا وفي منهم لسه خارج من الفرن الآن

بنت أرض الكنانه 17-01-15 01:47 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
نعم أبكي فمن يرى دموعي المحتجزة بداخل قلبي
وما جدوى المناقشة مع أي كان فأنا قابعة في بحور ألمي
ألاطم الأمواج وأشق الأهوال وطعم المعدن يسري في جوفي
أعترض على أن يكون هناك شخصٌ متمرغ في وحلة الوصب مثلي
أحتج على أن تكون خاتمة مطافي وحدة وعتمة وسكونا يرعبني
آمالي سرابية وأحلامي ضبابية وقلبي يرتجف من برودة تملأني
أيامي تختفي وعمري ينمحي
وها هو الأنين يطرق كمعولٍ متشفٍ على فتحة قبري
الفناء يحيطني ولا وجود لضحكة طفل لتنتشلني
الخواء يلفني وتعبت عيوني من الابتسام
وتابت شفاهي عن الكلام
منظر السفوح الخضر لا يسرني
ودغدغة الندى لوريقات الشجر لا يهمني
والضوء صار أصفر يفارقني ولا يضمني
ونسمة الصباح صارت تلدغ وتتوغل في أواصري
وكل شيء صار ماسخا ولا يثيرني

بنت أرض الكنانه 17-01-15 01:51 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
أسألكِ هل تجرؤين على تحدي ماضيّ المخزي المشين
على محو آثامي التي ارتكبتها ذات فين
على غسلي من ذنوب تثقل كاهلي منذ سنين
أسألكِ هل تجرؤين

هل تملكين شمعة تضيء ظلام قلبي الذي يحاكي الجحيم
هل تفهمين مأساتي؟؟؟
وهل تشفقين؟؟!!!
متى دخلت دائرة المعاصي؟؟؟؟
ومن جرّ أقدامي نحوها بدهاءٍ مكير؟؟؟؟
كيف سأتخلص من شرارة تسربت تحت جلدي وقبعت فيه لأعوامٍ وسنين؟؟؟؟

قلبي يدق لكِ كما الطبل من خلف أضلعي
ولكن لأجل الكبائر يهرول مثل المجانين


هل تفهمين؟؟؟؟؟



مذلولٌ بإدماني للمسلك الأعوج الكريه
معصوب الأعين في دوامة من صنع يداي الآثمتين


غريقٌ أنا فهل تنقذين؟؟؟؟؟
هل تكوي ندبات روحي؟؟؟؟
وهل تحرقين؟؟


لا تغارين!!!!!!
كانوا لا شيء وأنتِ تدركين
أنتِ من تملكين فؤادي وتأسرين
أنتِ طوق الحمامة الذي ظللت أبحث عنه لسنين

اللهو والعبث يجريان في دمي
ولكنكِ صميم فؤادي المشتت بين النزوات والرغبة في الخشوع لرب العالمين


هل تفهمين؟؟؟؟؟
أدرك أن كل هذا ليس كافيا
ولكن هل تحاولين لأجلي؟؟؟؟
وهل تنجحين؟؟!!!!!!

بنت أرض الكنانه 17-01-15 02:31 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
لا أذكر متى تسربتِ في مياسم جلدي
متى أدخلتِ هواكِ نارا محرقة في قلبي
متى صارت الشامة التي تطرز وجنتكِ أكبر عندي من مساحة الكونِ

يا كنزي المتوهج بالكرامة والكبرِ
تنكبت هواكِ فمعاذ الله أن أشكي
قيضت نفسي جلمودا
فغردت شموسكِ في روحي
يا جنتي المشرقة
يا أنوائي المتهيجة
حجم حبكِ الأرض لا تكفي
لون حبكِِ الحشائش الطازجة المطلعِ
حافزي في العمر اختراق أسوارك
تفتيت الجمود الذي يحيط بأنهارك
ألا تتفشي في سرطانا
بل تستشري في أزهارا
يا مزيج عجيب من الصواعق والأمطار
لم أشتهي حبك
ليته كان اختيار

لا تجزعي
لكنت اخترته حتى لو أضمرني جسدا
وأشعل الأسى في كياني تتارا جرارا

bluemay 17-01-15 03:31 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
أسعد الله مساءك بكل خير حبيبتي


أعذريني لم أجد وقتا اختلسه للتمتع بالفصل السادس
ولا أريد أن أقرأه على عجالة وأفوت تذوق جماله والتمتع بروعته .


ولكني سأعود دون شك ﻷضع تعليقي المتواضع عليه.

لك ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 17-01-15 03:53 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم
انتي على الرحب والسعة في اي وقت يا ميمي
بتنوريني
شكرا لكي

بنت أرض الكنانه 17-01-15 05:05 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
http://i575.photobucket.com/albums/ss191/rinoza/65.png

bluemay 18-01-15 11:03 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
آآآه القفلة الشريرة ..

بصراحة خيبت ظني زبرجدة..
يعني سلمان ضحى بعمره عشانها هيك جزاءه؟!!
ما فهمت شو اللي غيرها ؟!
وصددمممة توت طلعت جدتها !!!



حبيت قيثارة رغم شرها ولكنها شخصية مميزة ..
حبيت تناقضها .
وتأثرت بقصة جيهان نور أمها اللي أكتشفت حبها في الوقت الضائع.


ريح الخزامي فعلا داهية أستمتعت بتخطيطها للمكيدة
وأمورة العسولة ممثلة من العيار الثقيل لووول
كيف الجد علي جد زبرجد هل هو والد أمها ؟!


أنجيلا وقعت في ورطة ورح يكتشفها علي ..
كيف رح تتصرف بوقتها ؟!

يسلمو إيديك أبددعتي في الفصل فعلا أتأثرت وأغروقت عيناي من التأثر.
بإنتظارك على أحر من الجمر ..

ربنا يوفقك حبيبتي

تقبلي مروري المتواضع وخالص ودي







°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 18-01-15 04:26 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3504965)
آآآه القفلة الشريرة
تكرم عيونك الحلويين هي زبرجدة شخصية مش طيبة هي شخصية محتاجه ايضاحات كتيرة عشان نحس بيها ونعرف هي ليه بتتصرف كده

بصراحة خيبت ظني زبرجدة..
يعني سلمان ضحى بعمره عشانها هيك جزاءه؟!!
ما فهمت شو اللي غيرها ؟!
وصددمممة توت طلعت جدتتها
اعتقد فعلا كانت صدمة لكن تفسر ليه زبرجده بتحبها اوي وبتثق فيها

حبيت قيثارة رغم شرها ولكنها شخصية مميزة ..
حبيت تناقضها .
وتأثرت بقصة جيهان نور أمها اللي أكتشفت حبها في الوقت الضائع.
انا كمان بميل لقيثارة عن زبرجدة في الحب قد تكون قيثارة انقى قد تكون ومن يدري

ريح الخزامي فعلا داهية أستمتعت بتخطيطها للمكيدة
وأمورة العسولة ممثلة من العيار الثقيل لووول
كيف الجد علي جد زبرجد هل هو والد أمها ؟!

صح ولكن لما حدث قصة طويلة قد احكيها ذات يوم
أنجيلا وقعت في ورطة ورح يكتشفها علي ..
كيف رح تتصرف بوقتها ؟!
انجيلا متورطه حتى النخاع لكن كل شيء مؤجل لان تبر بطلة الفصل القادم باذن الله فحسب هي وحكايتها
يسلمو إيديك أبددعتي في الفصل فعلا أتأثرت وأغروقت عيناي من التأثر.
بإنتظارك على أحر من الجمر ..
اشكر رقيك العالي يا ميمي
ربنا يوفقك حبيبتي

تقبلي مروري المتواضع وخالص ودي


مرورك يناطح السحاب غاليتي كل ودي واحترامي وتقديري لكي الفصل السابع الخميس او الجمعه مشغولة هذا الاسبوع لذا مؤجلة كتابته للعطلة فاستمحي لي المعذرة تحياتي

:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_1 34::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::liilas::lii las::liilas::liilas::liilas::liilas::liilas::55::55::55::55: :55:



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

كل باقات الجوري لعيونك الحلويين

بنت أرض الكنانه 18-01-15 04:31 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم
احب ان اشارك من يمر على متصفحي المتواضع ايات من الذكر الحكيم
فكلام الله وحده المنزه عن اللغو لابد الابدين

وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ

إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ

بنت أرض الكنانه 18-01-15 04:34 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
القاكم الخميس او الجمعه باذن الله
تحياتي

bluemay 18-01-15 05:55 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
وعليكم السلام

ولا يهمك حبيبتي ..

خدي راحتك ..

وأكيد رح نكون بإنتظارك يا قمر ..

لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 18-01-15 06:26 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اشكر ذوقك ورقيك ميمي
تسلمي

بنت أرض الكنانه 20-01-15 09:31 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
لم اتوقع تغيير لوني هذا كرم منكم
هحاول اكتب حاجه مقبولة في عطلة نهاية الاسبوع ادعولي ورايا جبال مشاغل ما بتخلصش

bluemay 20-01-15 09:34 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مباااارك حبيبتي

إنت متميزة وتستاهلي كل خير ..

يلا موفقة يا رب ورح نكون بإنتظارك يا قمر .



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 21-01-15 10:51 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مبسوطة لكلامك الراقي ميمي
ربنا يسهل والقريحه ما تخذلنيش
هبدا معافرة مع الفصل في الغد باذن الكريم واتوقعه قصير وخاص بتبر وينتهي بمصيبة كبيرة باذن الميسر القدير
ربنا يسهل
اشكرك

bluemay 22-01-15 08:11 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3505715)
مبسوطة لكلامك الراقي ميمي
ربنا يسهل والقريحه ما تخذلنيش
هبدا معافرة مع الفصل في الغد باذن الكريم واتوقعه قصير وخاص بتبر وينتهي بمصيبة كبيرة باذن الميسر القدير
ربنا يسهل
اشكرك

العفو حبيبتي ..

ههههه ليه بس كده ؟!!

ما بدنا مصايب ... خليك حونينة علينا .

يلا بإنتظارك بشوق كبير ..

لك ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 23-01-15 04:14 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم
يسعد اوقاتك blue may
لعيونك الحلويين
نتفة صغيرة
الجزء الاول من السابع
لم انهيه بعد
هعمل على الانتهاء منه اليوم او غدا
السابع
قلب يرفرف في قفص ذهبي!!!!!
تبر
هي محشورة في زاوية.... بين المطرقة والسنديان تقطن، تشعر كأن أحشائها تضغط داخلها بشدة كآلة تعذيب حادة، لم تعد معدتها تتحمل أي طعام، هي تتجشأ تقيؤ باستمرار، ولو ظل الوضع على ما هو عليه فهي على شفا الانهيار....
الخوف يزحف على امتداد عمودها الفقري من أن يفضحها ذلك المبتز، ولكن الارتعاب يسري في قاطبة كيانها من إمكانية كشف مصطفى لحقيقتها الملتوية الخائنة!!!!.....
كلما حاولت التفكير بطريقة تُخرجها من المأزق الذي أوقعت نفسها فيه تجد ذاتها غارقة في يأس مطلق، فلا بصيص ينتشلها من تلك الهوة السحيقة التي انزلقت فيها....
مستقبلها سيستحيل دخانا لو وشى بها ميدو!!!!
هو يمطرها اتصالات ورسائل تلك الأيام، وفي كل مرة يرِد هاتفها أية نفحة منه يقفز قلبها من فرط الجزع والارتعاب، ويمتقع لون وجهها، وتشحب أطرافها، وتقشعر كل خلية في بدنها، وتستحيل كما الملسوعة منتفضة من على البقعة التي كانت تفترشها....
هي تتعمد تجاهله، حتى رسائله لا تشرعها لتعرف فحواها....
تشعر كأن هاتفها استحال حشرة سامة ستلدغها بعدما يدنسه ذلك الميدو باتصال أو رسالة منه....
تواترت عليها فكرة استئجارها قاتل ليغتاله ويريحها منه... ولكنها لا تعرف تلك الطرق المعوجة، ولا تدرك كيفية تحقيقها مبتغاها، وهي تخشى الله أولا وأخيرا....
هي شاردة في أفكار تبتلعها في دوامة...
مصطفى يرتاب فيها، هو حازق ومتوقد الذكاء.... لن تفلت من قبضته أبدا، سيكشفها لا محالة، وبالتأكيد هو مسلط عليها عينا تراقبها الآن....
ولكنها لا تفارق عتبة الدار....
هي فاقدة لسلامها الداخلي وهي تموت ببطء شديد وتتعذب بمنتهى التفنن والاقتدار....
كانت متكئة بجذعها على شجرة عملاقة بحديقة قصر زوجها، مرتدية ثوب فاحم اللون بسيط، وتاركة شعرها ينساب من حولها كما شلال من حبات الكستناء، لم تعد تعتني بتصفيفه، تخلفه متكسرا على زندها كما الأمواج...
من أين تبدأ قصتها بالتحديد....
نشأت وترعرعت كابنة مدللة في قصر رغيد... عاشت مترفة ومنعمة.... لا تعرف للعوز طريق، هي تبر فاروق التبريزي... ابنة سلالة يشار لها بالبنان في قريتهم الصغيرة، ينبلج الصباح فيهرع الخدم ليوضبوا لها حقيبتها الدراسية، ويملأوا زمزميتها بالماء البارد الحلو المذاق، ويجهزوا لها إفطارا شهيا فخما، ثم يصموا الكون ضجيج ليستوثقوا من أن العربة التي تسوقها الخيول الأربعة والتي تنقلها كل يوم إلى مدرستها تنتظرها وهي على أهبة الاستعداد لها...
أمها ياقوتة توصيها بأن تعتني بنفسها وهي تحتوي وجهها بين أكفها ثم تضمها لها طويلا وهي تلهج لها بالدعاء وفي النهاية تتخلى عن تشبثها بها على مضض وتُطلق سراحها لتلحق دروسها....
منصور يناوشها بأنها فتاة والدها الأثيرة... وابنة أمها المدللة، وبأنهما يكنان لها حبا مضاعفا عما يسِرَانه له....
كانت تقابل قول أخيها برحابة.... وتؤكد له بصوت أجش أن والديهما لا يحبذان أحداهما على الآخر، هي فقط مشاعر غيرة تتلظى بداخله بدون برهان!!!!... مجرد ترهات تقوم في عقله لا تلاقيها حجج بينة من التصرفات!!!!
وكانت تبرر له بتؤدة بأنها فقط الكبيرة، وأول فرحتهما، ولذا فلها مكانة خاصة لديهما، ولكنهما يحملان نفس الأحاسيس الرحبة لكليهما....
كانت ياقوتة تدس الهبات في أيادي تبر لتجزلها لفقراء البلدة، كانت تعلمها الزكاة والصدقات بطريقتها الخاصة، لكن تلك التصرفات البسيطة أشعلت الحقد في قلب أخيها نحوها!!!!!
كان يرى أن أمه تجعل من تبر واجهتها المضيئة، تدفعها لتكون جبهتها الأمامية الشهيرة، وتتركه هو في نهاية الصف... في عتمة بعد زوال نور الشفق....
والدهما كان يصطحب تبر في كل تجولاته، كانت أوداجه تنتفخ زهوا بها، هو منصور!!!!.... هو الذكر.... هو الأولى بهذا الاهتمام، هي مجرد فتاة يغطي وجهها بقع النمش، هي تتعتع كلما صارت محط للأبصار.... هي فاشلة جدا، وهي لن تُخَلِّد اسمهما.... هو الأحق بهذا الاعتناء!!!!
لقد أنجباها والديها بعدما مسهما الكبر، كانت أول قرة لأعينهما، كانت تبر تظن بأن تلك هي الحقيقة المجردة وهي تفسر الاهتمام الشديد الذي يغدقها والداها به...
لم يكن منصور مجتهدا في دراسته، على النقيض من تبر التي كانت تحرز أعلى الدرجات، تبر فقط كانت تخشى مجابهة الحشود، تختبئ في حضن أمها من الغرباء، كان يساورها شعور مبهم من أن تلك الجنة التي تحيى فيها ستكون وهما تستفيق منه على واقعٍ مريرٍ.... كانت تعيّ في الحديث رهبة وخوف.... كانت تخاف الخطأ فتسقط فيه أمام الحشود، كان والدها يحاول تعزيز ثقتها بنفسها، كان يدنيها منه، ويُجْلِسَها معه في تحاوراته.... وأمها كانت تبرزها بين قريناتها كالمعطاءة باسم عائلتها.... ولكن تبر ظلت خائفة... ظلت تشعر برغبة في الانزواء عن الأضواء والإجهاش بمرارة في البكاء.... لم يكن هناك ما يفسر الحالة التي تنتابها.... هي فقط مضمحلة الثقة في نفسها، تكاد تتلاشى أمام تحديق قريناتها بها....
في هذا العمر تفتح قلب تبر بالحب نحو ناصر!!!!، كان يمت لها بصلة قرابة بعيدة، ينحدر من الركن الفقير في عائلتهم!!!!
كان يتعمد التعالي عليها... وتجاهلها، كان يفطر قلبها بتوجيهه كل الاهتمام نحو ابنة عمها زبرجدة، سعت تبر للفت انتباهه بكل السبل الممكنة، كان يدرس في جامعة الاسكندرية، ويلج للبلدة عند عطلة نهاية الأسبوع، تعتني بشكلها قدر استطاعتها في ترقب اطلالته، تخنع له في القول، تنبهر بكل كلمة يتفوه بها، تذكر أنها في عيد ميلاد أعمار زبرجدة الثامن عشر وضعت أطنان من مستحضرات التجميل على وجهها لتحوذ إعجابه، ولكنها بدت بشعة كما المهرج، لم تعنفها أمها على بهرجتها الصارخة بالعكس قومتها بلطافة ودعتها لترك تلك المستحضرات فهي تُفسد وجهها وقد حباها الله بوجه ملائكي فاتن....
أما منصور فقد سخر منها، وقزمها بنظراته المتهكمة عليها، واقترب لينفث في آذانها
" لن تستحوذي على إعجابه أبدا فأنتِ بقطع النمش التي تكسو سحنتكِ... وبتلعثمكِ... وبتواريكِ في ظل زبرجدة... أنتِ بكل هذا فاشلة جدا يا أُخَيَّتي الكبيرة"....
كبُرَ الغل في صدر تبر تجاه زبرجدة، وتفاقم حقدها نحوها، فناصر لا يُبْصِر غيرها
حاولت زبرجدة احتوائها مرات عدة مؤكدة لها أن لا مكان لناصر في قلبها.... ولكنها كانت مستوثقة من كذب ابنة عمها، فقلب زبرجدة ينبض لناصر جما!!!!!... حبه جمرة تتوهج باطراد في أعماقها!!!!!...
واعتادت تبر التشفي فيه حينما تشهد بأعينها تجاهل زبرجدة لمشاعره الجياشة حيالها!!!!
طوال عمرها كانت زبرجدة فتاة غير مفهومة بالنسبة لها
كيف يمكن لفتاة مقاومة سحر ناصر وألا تتهاوى أما جاذبيته النابضة؟!!!
كانت تبر وستبقى منعدمة الكرامة على الدوام، أملت أن يكون ناصر قد قنط من زبرجدة ويُفسح لها مجال....
تكاد تكون قد استجدته حبها.... تلك الذكرى مهينة جدا لها....
اعتصرت تبر عيونها وطأطأت رأسها وحركتها يمنتا ويسارا أسفا منها على إهدارها لكبريائها.... لا يزال طعم الخزي يعلقم ثغرها...
في حدائق أشجار الفواكه الخاصة بآل التبريزي
" أنا مغرمة بك يا ناصر... زبرجدة تعشق إحالة الجميع مفتونا بها... ولكن قلبها لم يلتهب حتى الآن بحب حقيقي، هي تتلاعب بك!!!!، صدقني أنا، أَزِل الغشاوة من على عينيك، أفق يا ناصر!!!!، امنحني فرصة وأنا سأُنْسِيك حبها!!!!"
حدجها ناصر حينها برمقة احتقار مازالت تفتت كيانها وتبعثر أشلائها ورد عليها بصوت ينضح صرامة وثبات
" لا تثيري اشمئزازي يا تبر، أنتِ وزبرجدة تشاطرتما الرضاعة، أنتما أختان!!!!، وأنتِ تنعتيها بفحوى أنها صائدة إطراءات"....
زم شفتيه تقززا واستنكارا وتابع بصياح وهو يلوح بكتفيه " فقط ابتعدي عني.... أنا لا أطيق دنوكِ مني.... لمَ لا تستوعبين؟؟.... لمَ أنتِ واقفة الآن كما التمثال؟؟..... لمَ تحدقي في ببلاهة وبستار من العبرات..... تجاهلتك مرارا إلا أنكِ مصممة على دفعي لقولها لكِ.... لو كنتِ المرأة الوحيدة في تلك الحياة لن تحركي في شعرة واحدة.... الرجل لا يحب المرأة المدلهة في بحور عشقه بحمق، التي تتنازل عن كبريائها لأجله، المرأة موفورة الاعتبار والتي لا تسكب مشاعرها كلها مرة واحدة هي من تحظى منه بالاهتمام"....
واستطرد بما يشبه النصيحة وقد لانت قسماته وتبدلت لهجته لرقراقة حانية، وقد كان يغالب رغبته في الدنو منها ليهدهدها ولكنه لم ينفذها
" أنتِ غالية عليّ يا تبر، لا تبخسي ذاتكِ قدرها مجددا، ضعي نفسكِ في مكانة عالية، دعي من يريدك يلهث خلفك، لا تتنازلي لأجل أحد يا تبر، لأنه لا يوجد رجل يستحق!!!!"
وأردف وقد قطب جبينه " ألن تردي؟؟"
كانت تبر منكسة الجبين وقتها، تتأمل في ذرات التراب التي علقت بنعلها.... لا تنصت لما يتفوه به..... كفاها ما أمطرها به من حجارة رشقت في قلبها.... هو لم يُضِف جديد.... هي منزوعة الكرامة فعلا.... تستشعر دوما دونية في ذاتها!!!!
واستدارت مبتعدة عنه وسارت الهوينا ولكن وهي مطرقة برأسها من فرط إذلالها.... لنفسها!!!!
لم تستجب لنداءاته المتكررة لها..... لم تعد تستمع لشيء فالطنين يعشعش في آذانها....
لم تبكِ ليلتها... لم تبكِ امتهانها لنفسها حتى الآن....
في سن الواحدة والعشرين أنهت تبر دراستها في كلية الأداب التي كانت ترتادها، كانت الكلية في نفس محافظتها....
وأثقل والدها كاهلها بالأعمال، أسْقَط كافه أعبائه على عاتقها هي.....
كان مزهو بها لأنها ستعضده أخيرا في أعماله المترامية
كان منصور حينها في الثامنة عشر، مدله بعشق فتاة مغناجة، لم تثر يوما الراحة في نفس تبر!!!!!
كانت بسنت ابنة ريانة وبشير!!!!
حينما ضبطتهما تبر منذ سنين عدة في وضع مخل متواريين خلف شجرة فواكه في حديقة أبيها وبختهما وهددتهما بفضيحة لو لم يلزما حيز الاحترام والتهذيب.... يدنسا أرض أبيها ويبدوان متأففين منها ولا تعتريهما برادة شعور بالذنب واحدة؟!!!!..
منصور حاول احتواء ثورتها العارمة، وتبر أخفضت صوتها كي لا يصل فحش منصور لأبيها فتنتابه صدمة كبيرة، ولكن تبر لم تستشعر ندم منصور على ما ارتكبه من معصية مخالفة للفطرة والشريعة... بدا لها حانقا عليها، يود تفخيخ دماغها، واجتثاث عروق الدم من جسدها، وإحالتها جيفة!!!!.... وكأن عيونه تثقبها بألا تتدثري بزي العفيفة، وتُلْصِقي بي الفسق والتمرغ في الخطيئة!!!!
دوما كانت علاقتها بأخيها منصور على المحك، دوما كان يُحَوِّر تصرفاتها بطريقة غريبة... أحيانا يرمقها بمحبة ومئات المرات يسدد لها تحديجات مميتة....
يتناجى بالإثم مع بسنت... ولا يقبل منها ترنيمة حق، تُطَهِّر آذانه من اللغو الذي ينسكب فيها...
لأسباب كثيرة لم يعد منصور يطيق شقيقته الكبيرة، وبدأ يخطط للإطاحة بها من توليها زمام أمور والدهما المالية!!!!
انفجار الزائدة الدودية الذي واتى تبر بغتة والذي انتقلت على إثره للمشفى للخضوع لجراحة عاجلة، كشف المستور عن سر كبير!!!!!
كانت ياقوتة قابعة في الرواق بجوار غرفة العمليات منفطرة في النحيب، وقام فاروق بالربت على كتفها، وبالتمتمة لها " ستخرج معافاة بإذن الله، كأنها ابنتكِ فعلا يا ياقوتة، لا تنهاري هكذا، تبر قوية حتى لو لم تعلم هي ذلك!!!!!"
تلاقت أحداق ياقوتة مع خاصتي زوجها وعلقت بصوت أجش وكأنها تعاتبه وتوبخه
" هي ابنتي فعلا، لم تخرج من رحمي كما منصور، ولكنها قطعة مني أفديها بكل نفيس وعزيز"....
أصيب منصور بالوجوم والشده من قول أمه ياقوتة
كان يسترق السمع كما عادته
يود معرفة ردة فعلهما على مصاب ابنتهما الغالية ليطَّرِد غله نحوها أكثر وأكثر
ولكن تلك المرة قبض على كنز ثمين
تبر لم تخرج من رحم أمه؟!!!!
هي ليست أخته
كفلاها ومنحاها اسمهما لأنهما كانا لا ينجبان!!!!
بدا تفكير منطقي لاقى استحسان من منصور
هو دائما نجيب
والتقطها
في تلك الليلة لازمت ياقوتة صغيرتها تبر، وولج فاروق للدار ليستريح قليلا، وليعاود الاطلالة على ابنته مع بزوغ الضياء، قد اطمأن عليها مفارقتها الحالة الحرجة التي كانت تنشب مخالبها فيها...
استاء فاروق لأن منصور لم يظهر في محيط المستشفى التي تقبع فيها شقيقته...
هو طائش وفاسد وكأنه نبتة طالحة حطت على أكتافه لتحني ظهره للأبد
تعقدت حواجب فاروق حينما دلف باحة الدار ليُبصر ولده الوحيد مفترش مقعدا وثيرا ويبدو متحفزا ومتأهبا ضده...
لقد كان في انتظاره!!!!
سأله فاروق وهو يثقبه نظرات " لمَ لم توافي شقيقتك؟؟"
مط منصور شفتيه، وجعد اخدود احدى وجنتيه، ورد بحقد متشعب في دواخيله وهو متشابك مع أبيه بصريا
" لأنها ليست شقيقتي، هي مجرد فتاة قدمتما لها الإحسان، وتلاعبتما في نسبها لتغطي على إخفاقكما في الإنجاب"....
وانتصب منصور واقفا، وصارت ملامحه متصلدة، وهو يستطرد بزجر لأبيه الطاعن في السن
ويلوح بأكتافه إمارة استياء بَيِّن يجتاحه
"فقط لا أفهم، لمَ ظلت الأثيرة لديكما بعدما أنجبتماني فعلا؟!!!، ألا تخشون الله؟، تُحْضِرَا غريبة لتقاسمني إرثي؟!!!!، تسبغانها مشاعر هي فقط من حقي؟!!!!، تسلمها مقاليد ثروتك وتُخلفني في ظلها لبقية عمري!!!، أية أبٍ أنت وأية أمٍ هي؟!!!، أنا أمقتكما وألعنكما، أنتما ظالمان، تجوران عليّ، وأنا لن أغفر لكما"....
وكأن فاروق ترنح مما ابْتُلِي به....
حتى الدمع تعلق بأهدابه وأبى الإدرار بعند وبإصرار
وبغتة وكأن الحياة دبت فيه من جديد، التهم الخطوات التي تفرقه عن ابنه وأمسكه من تلابيبه وهدر فيه وهو منتفخ الأوداج غضبا وعيونه تبدو فحما متوقدا من شدة السخط والاحتقان
" لن تُجهِز علي يا لعين، تبر وأمك بحاجتي، أنت مطرود من داري لأبد الآبدين، أيها الحاقد الناكر للجميل... أيها الأرقم الذي أحطته برعايتي لأمدٍ طويل.... تَكِن غلا متفاقما لشقيقتك الوحيدة، ولا تشفق عليها السقم الذي أَلَمَّ بها، ولا تطل عليها ولو لمرة واحدة من باب الكياسة والدماثة، اسمع.... تبر تكون ابنتي... من صلبي وعصبي.... سأحيلها وريثتي الوحيدة، لن ترث مني مليم يا أرقم... يا لعين!!!!"
تبارت حجارة الكراهية على التقاذف من سيماء منصور لتصيب أبيه في مقتل، وعلق باستيعاب... وبصوت يزخر بالازدراء اللا محدود
" كنت تخون أمي... هل تعلم بذلك؟!!!!... لا أتصور ذلك، كيف أقنعتها بكفالة ابنتك اللقيطة، سأفضحك عندها، وسأرى ردة فعلك حينها، تطردني من بيتك لتسلمه لها؟!!!!، دوما كنت غير منصف معي، تفتخر بها، وتسْتَعِر من رسوبي؟!!!!"
وكأن والده يتوسله " لا تخبر ياقوتة يا ولدي؟!!!!"
وكأن آذان منصور يحيى فيها الوقر... وكأن أنفه تشمخ وتعلو... وأعرب وهو يعقد ذراعيه أمام صدره
"أخيرا تستجديني أيها العجوز؟!!!!"
وسدد له رمقة تشفي وهو يتابع بصوت من يضمر لأبيه عداوة وحقد متناميين
" أبدا... لن أستر سرك أبدا!!!!... سأهدم أركان بيتك الذي طردتني منه".....
وفي طرفة عين صار فاروق مسجى على الأرض... مفارق للحياة....
لم يرتدع منصور عن المسلك الذي اختاره لنفسه والذي حفزته عليه بسنت!!!!
وأفرغ في آذان أمه سمومه كلها ولكن بأسلوب أملد.. متمرس تلك المرة
" كيف أقولها لكِ؟؟... حسنا أنتِ تسأليني كيف قضى أبي نحبه.... كان متوترا جدا لأجل مصاب تبر، قلبه لم يحتمل تعرض ابنته لمثل ذلك الغشيان، ولج للبيت وهو يعتصر بأنامله باب صدره، وكأن ألما مبرحا يستعر فيه، سندته لحجرته فطلب مني البقاء برفقته، وجلْب كوب ماء ليرتشفه فريقه أنشف من العصا المتيبسة، لبيت مناشدته لي ولازمته في لحظاته التي لم أكن أعلم أنها الأخيرة، أفضى لي بسر كبير"....
وتفرس منصور في ملامح أمه وهو يردف بتأنٍ وتمهل
" أخبرني أن تبر ابنته من صلبه وعصبه، وأنه مارس عليكِ الخديعة ليجعلكِ تنشئيها وتربيها"...
تمعنت أمه النظر فيه وعلقت ومحياها ينفرج عن ابتسامة باهتة
" من أين لكَ بتلك القساوة يا ولدي؟؟.... كنت أرى مضاهاتها له... كنت أُدرك بيني وبين نفسي صلتها به... ولكني لم أكن لأتحمل التيقن من هذا الأمر، لمَ رفعت الحواجز بيني وبينها، لمَ قطعت جسور التواصل من جذرها؟؟... لمَ أنت جلمود هكذا يا ولدي؟؟؟.... أنا أشعر بموجة من خيبة الأمل تضربني الآن... خائبة الأمل فيك... وفيه!!!!، خائبة الأمل فيكَ... وفيه، حتى حزني عليه سلبته مني، وكأنك تمزق سنوات عمري بمنتهى الوحشية والشراسة، أنا...."
وانفطرت أمه منهارة باكية...
كانت تبر في طور التعافي من الجراحة التي خضعت لها، ولكن قلبها غارق في ظلام دامس من وفاة حبيبها وأبيها.... عكازها وسندها وحاميها....
تتلمس الطريق لحجرة أمها لتبيت معها... وفي حضنها، مقتضيات سرداق العزاء رفعت ثقلا على قلبها، والراحة تكمن في صدر الياقوتة المتوهجة، وهي تدير مقبض الباب لتشرع الحجرة تناهى لسمعها الحوار الذي دار بين أمها وأخيها، لم تكن تبر مسترقة سمع، ولكن جملة منصور سمرتها مكانها
" أخبرني أن تبر ابنته من صلبه وعصبه، وأنه مارس عليكِ الخديعة ليجعلك تنشئيها وتربيها"....
وكأن روحها تبلغ الحلقوم
وكأن صروح الأخلاقيات تُقْتَلَع من جذورها وتُدَك أنقاضا متهدمة
وكأن كل المقدسات تفقد جلالها ورونقها...
وكأن خيول الصهيونيين تعيث فسادا في المسجد الأقصى....
لم تواجههما... هي جبانة جدا لتدخل في خضم تلك مجابهة....
وضبت تبر أمتعتها، وحزمت حقيبتها، أخذت الضروري جدا فقط، ومع إشراقة الضياء كانت مستقلة قطار ينقلها للقاهرة.... قررت موافاة العجوز سميرة، امرأة تمت لها بصلة قرابة بعيدة جدا، ولكنها دائبة السؤال عنهم، توفى بعلها ولم يخلف لها ذرية فلقد كان عاقر
أخرجت عنوانها من قصاصة مصفرة بالية كانت قد تركتها لها مرة وهي تحثها لزيارتها في ذات أوان
استقبلتها العجوز ببشاشة، وترحاب، واعترفت لها تبر بحقيقة نسبها وعيونها مغروقة بالعبرات، وطالبتها أن تأويها وألا تفشي سر مكانها لأية أحد... امتثلت العجوز لطلبها، فقد صدقت كل كلمة تفوهت بها.... كانت ترزح تحت وطأة الفقر المدقع، استغربت تبر أن أمها ياقوتة لم تُحْسِن يوما لها، ولكنها علمت بعد ذلك أن السيدة سميرة يحسبها الجهلاء غنية من فرط التعفف... تستحي السؤال من العبد ولا تبتهل سوى لله....
بدأت تبر مشوار البحث عن عمل، وتعرضت لمشاق ومصاعب كثيرة، قابلت ذوي النفوس المريضة الذين أرادوا بها السوء، والتقت بوجوه بشوشة ولكنهم لم يرحبوا بها بسبب مؤهلها الغير مناسب لهم.....
وداهمت تبر فكرة تفتيش ياقوتة عنها بعدما تستفيق من نكبة خيانة زوجها لها....
أو أن يتفاقم شر منصور فيبحث عنها بغية قتلها لأنها فرت من القرية وكأنها مرتكبة خطيئة وتخشى فضحها!!!!
هي لاتهاب بطش منصور، ولكنها تخاف على ياقوتة
لقد حدث شرخ مهول في علاقتهما ببعضها، لا تود تعذيب قلبها الرهيف بتمزيقها بين مرارة خيانة زوجها.... وبين ألسنة الحب التي تشب في صدرها حيالها!!!!
سترى ملامح والدتها الحقيقية صارخة من وجهها حينما تحدق بها.... ستنفر منها رويدا رويدا.... وستأتي لحظة ويخمد عشقها لها...
ولذا فقد قررت تغيير اسمها لتختفي تبر من على ظهر البسيطة للأبدية
ابتهلت لمنصور الهداية.... وتضرعت لياقوتة الصبر والسلوان...
وتابعت سعيها للعثور على وظيفة حتى لو متواضعة... لتساعد الحاجة سميرة في تكاليف الحياة الباهظة...
لقاؤها بمصطفى!!!
شعرت بارتجافة في أعماقها بمجرد أن وقع بصرها عليه
كانت ثيابه أنيقة جدا خالية من أي عيب أو خلل، قوامه معتدل غير مكتظ بالعضلات وشعره أسود كثيف حليق تتخلله بعض الندف البيضاء، عيونه قوية تظهران مدى مكره وذكائه وجاذبيته....
استغربت تبر طلاقة لسانها معه، هي تعي في الحديث على الدوام، أمام ناصر كانت خرقاء حقيقية مثيرة للشفقة....
ولكنها أمام مصطفى الآن
لم تطرقها سابقا فكرة أن تتطلع ليد رجل لتتأكد من خلوها من خاتم خطبة أو زواج، ولكنها مع مصطفى كانت متبدلة عما عهدت عليه نفسها، قاومت بشق النفس تنفيذ تلك الفكرة التي استبدت بها....
لم تتوقع توظيفها ولكنه فعل....
وظف سوما فاروق صالح التبريزي
قد ماتت تبر للأبد
سلمت أوراقها لقسم شئون الموظفين
وهي جزعة ومتقلقلة النظرات
وحينما انتبهت الموظفة القديمة سوسنة لشحوب بشرتها، ولتنقلات بصرها الزائغة ولعضها على وجناتها من الداخل بنواجذها
سألتها عما بها
فقررت تبر في تلك الهنيهة أن تمارس كذبة صغيرة عليها
زعمت أن عليها ثأر، وأن معرفة أحد بأصولها الصعيدية تؤذيها
وأنها هاربة من بطش عائلة شرسة في الصعيد تود الفتك بها
قطبت حينها سوسنة جبينها وسألتها وهي تُعْمِل نظرها
" ولكن الثأر للذكور فقط، هكذا ظننت دوما"
ردت عليها تبر حينها بعجالة.... وبانفعال ملحوظ
"نسل عائلتنا لا يحوي ذكورا!!!!، لذا فالثأر الملعون من نصيبي أنا"....
ضغطت سوسنة على يد تبر بدعم ومساندة وأعربت لها وشفاهها تتقوس عن ابتسامة حانية
"لا تقلقي لن يصيبك مكروه، ملفك سيكون بحوذتي أنا، وحينما يسأل أحد عن بياناتك سأضلله أيما كان"....
وأردفت سوسنة وهي تقطب جبينها في محاولة استيعاب " تتحدثي بلهجة أهل القاهرة، فمن أين أوتيتِ تلك المقدرة؟؟.... من لا يعرف حقيقتك يظنكِ قاهرية المنبت والترعرع"....
ابتسمت حينها تبر عن شدقيها وعلقت وأوداجها تنتفخ زهوا
"أنا لبيبة جدا، التقطت لهجتكم من الأفلام العربية القديمة، أنا متيمة بكل نجوم الزمن الجميل، وأحفظ حواراتهم التي رددوها في أعمالهم"....
وهكذا حينما طلب مصطفى بيانات مفصلة عن تبر، قدمت سوسنة لمن يجمع تلك المعلومات حقائق مغلوطة عنها، لم تدعه يطلع على ملفها، اكتفت بالتفوه له، وهو أكمل تحرياته عنها وأفرغ في مسامع مصطفى ما يظن أنه لا يعرفه!!!!
وتنفست سوسنة الصعداء لأنها لم تظهر في الصورة فكذبها على مصطفى بيك لو كان اكْتُشِف لكانت ستُلْقَى مشردة في الشارع بدون راتب يعيلها هي وابنها حيث أنها مطلقة
وكذلك أمكنها التنهد بارتياح لأنها برت بوعدها لتبر ولم تفشي سرها الرهيب عن أصلها الصعيدي المميت
لو كانت في واجهة الأمر لكانت اضطرت لإخبار مصطفى بيك الحقيقة، ولكن طمع زميلها بالقسم ليبدو هو في طليعة الأمر أراح خُلدها وجعلها تكذب بملء فيها... وبمنتهى الثبات والثقة
ظنت سوسنة أن مصطفى بيك معجب بسوما، ويفكر جديا في التقدم لخطب ودها.... ولذا يجري تحريات عنها، فانشرحت أساريرها ابتهاجا من تلك الفكرة التي راودتها، فالصعيدية المتزمتة تستحق كل الخير....
ولا تتوقع سوسنة أنه لو حدث بينه وبين سوما شيء جدي ثم بعد ذلك علم مصطفى بحقيقتها سيغضب من سوسنة ويطردها.... ربما يكافئها... أو على الأقل لن يمسها بضير...
كان مصطفى ينتقي تبر بالذات ليُرهقها أعمال، يكلفها بما لا يطيق إنسان وكأنه يستعبدها عامدا متعمدا، يهلكها ويستنفذ قواها تماما لتلج لسميرة منهكة وترتمي على سريرها لتغرق فورا في السبات
في غرامه هام قلبها.... وغنى الهوى طربا في آذانها، وفي لحظات غيابه عنها اضطرمت الغيرة والظنون في صدرها.... سمعته كعابث أنشفت عودها، أفقدتها الشهية تماما، حتى الورد الغائم في خدودها ذبل وتيبس.... لم تعد أبدا على حالها، يسافر لملاحقة أعماله كثيرا، ولاريبة في أنه يلهو في بلاد الفرنجة فالمجال هناك أوسع وأكثر نضارة وبهاء... ففتيات الغرب بارعات الحسن فائقات الجمال....
هي الحمقاء التي لفظها ناصر، وناصر لا يساوي شيئا أمام هيلمان مصطفى، ناصر كان قروي معدم ولكنه مغتر بقسماته المليحة وبهندامه المرتب، أما مصطفى فأسطورة رجولية نابضة.... ناضج جدا ومحنك... ابن زبدة منعم.... قسماته لا تشكل وسامة ولكنها تُفْقِدَها أبجديات الصواب كلها، مصطفى لن يحفل بها يوما وحتى لو علم بحقيقة أصلها وبأنها فتاة نشأت في كنف القصور لن تلفت انتباهه فملامحها عادية، ومصطفى لا ينقصه النقود، وهي لن تغريه بإرثها من أبيها فلقد تخلت عنه لياقوتة وأخيها






















لا اتحدث عن شياطين فكلنا بشر خطائين
انا اتحدث عن امكانية الحب والمغفرة في ظل ما يختمر بداخل النفوس من قساوة وغلظة
هل يمكن المغفرة لمنصور هل تمكن لزبرجدة وتبر
لو كانت ممكنة فقصتي عن ذلك
لازال للسابع نتفة اخري بعد انتهائي منها ساكون مشغوله لمدة اسبوعين بعدها باذن الله لكم مني فصل طويل للغاية عن زبرجدة وملك سيكون فصل مرعب صدقا
تحياتي











bluemay 23-01-15 04:24 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مررت سريعا ولي عودة يا رائعة ...





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 23-01-15 04:37 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
ربنا يسعد ايامك يا ميمي
لسه الفصل ما خلصش لسه بكتب فيه
غالبا هيبقي طويل جدا وكله عن تبر
لاني هغيب اسبوعين لظروف قهرية عن القصة
مش هعرف اكتب فيها سطر لمدة اسبوعين
ربنا المبسر
نورك حبيبتي

بنت أرض الكنانه 23-01-15 04:49 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
فقط تنويه
المشاركة الرابعة تاتي قبل المشاركة الثالثة في القصة
طلبت من المشرفات تبديلها الا انهم مشغولات في تلك الاونة
فحبيت اقول
سلام
قد اعود اليوم قد لا ومن يدري

بنت أرض الكنانه 23-01-15 04:52 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
احزن حينما لا توجد ردود كثيرة على قصتي
ولكن ليس كثيرا
سلام

بنت أرض الكنانه 24-01-15 03:04 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
صراحة لم اجد دافع لاكمال كتابة السابع
اعتذر لكم
لو لم اكمله غدا يبقي لقائنا باذن الله بعد اسبوعين
انا مصممة اكمل كتابة الرواية دي بعند وبتصميم
بس ظروفي صعبة دعواتكم لي

bluemay 24-01-15 10:58 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
عدناااا

رائع وأبدعتي يا زهرتي ...


كتير أتأثرت بقصة تبر

مشان هيك كانت معقدة وبحس إنها بتعاني من صدمة نفسية

وطلع توقعي صحيح وأي صدمة أكبر من معرفة أن النسب غير صحيح..

منصور شخص مقيت ويستحق ما جرى له مع بسنت >>الخبيثون للخبيثات.

موقفها مع ناصر مؤثر وكتير صعب إنها تسمع منه هالكلام

بس كويس إنه لقت سميرة الطيبة لتأويها معها .

سوسنة أمرأة طيبة وخاطرت بعملها لما حست بصدق ومعاناة تبر فتأمرت معها..

وبعدين مع مودي الزفت >> سوري فلتت أعصابي
بتمنى زبرجدة تتدخل وتخلصها بالحسنى منه .

مصطفى كمان بتمنى يتعرض لصفعة مؤلمة تصحيه من غيبوبته وضياعه ..
أستمعت بالجزء الرائع وبإنتظار البقية بشوق كبييير ..


الله يفرجها عليك وييسر أمورك

ولا يهمك حبيبتي لا تضغطي حالك ورح نكون بإنتظارك ..


تقبلي مروري وخالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 24-01-15 12:37 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مشمشة انا وصلت للفصل السادس وحبيت اقول لك رأيى بجد اسلوبك روعه حبيت جدا اختيارك لاسماء بطلاتك
انا مش هعلق على احداث القصة او الابطال غير لما اوصل لاخر ما نزل من الاحداث
لى عودة بعد اكمال الفصول
انتظرينى

بنت أرض الكنانه 24-01-15 03:04 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
سلام عليكم
ازيك يا ميمي نورتي يا حبيبتي
منصور انسان ركبه شيطانه في لحظة لكن لو تفتكري هو اللي وبخ زبرجده على برودتها وجلافتها
وهو اللي ما عدش طايق بسنت
لما حدث تفاصيل اكثر سارويها ذات يوم
مصطفي ده عايز زلزال ما تقلقيش هياخده في نهاية الفصل ده بالتحديد
اخرجه بقى من صومعته الفارغة
والله بكتب فيه بس لو حسيته مش حلو او ما عرفتش انهيه هأجل نزوله
ممتنة روحك الطيبة ميمي
تسلمي
ربنا يخليكي يارب

بنت أرض الكنانه 24-01-15 03:06 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم
شرفتيني الاميرة البيضاء
ممتنة تعليقك
انا شايفة الفصل السادس ونتفة السابع اروع ما كتبت في القصة فاتمنى يعجبوكي هما بيفسروا حاجات كتيرة
منتظرة ردك بشوق
تسلمي

بنت أرض الكنانه 24-01-15 03:07 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
جاري العمل على انهاء السابع دعواتكم بس مش عايزة ضرب في الاخر هههههههههه
متفقين
لكم باقة حبي

bluemay 24-01-15 03:47 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
وعليكم السلام

الحمدلله انا بخير

كيفك إنت يا عسل ؟!

منصور تسبب في موت أبوه ولا ندم ..

وكان السبب في ضياع تبر

مش بالساهل رح غير رايي فيه .


المهم متشووووقة كتير للفصل

ربنا يوفقك ويسهل أمورك حبيبتي

وخليك حونينة وبلاش تبقي شريرة أوك [emoji13]


يلا شدي حيلك وبإنتظارك أكيييد




نوووووورت أميرتي يا هلا ومية غلاال فيك ...







°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 24-01-15 09:36 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
انتهيت القراءة بس بصراحة مش عارفة ليه انتى بتحبى قيثارة
لسه مش قادرة اكون فكرة كاملة عن الابطال مازال الغموض يدور حول توت وزبرجدة تعاطفت قليلا مع تبر مع ذلك لا اعذرها على خيانة مصطفى فالخيانه لا تتجزأ حتى لو كانت خيانه فكريه مش مكالمات ورسائل
حتى مصطفى بعد ما خانته مادلين تحول لعابث لاهى فكان جزاءه خيانة اخرى-دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا-
منصور كان السبب فى وفاه ابيه فتحولت حياته لجحيم مع بسنت ولكن هل مع الزمن تاب وتعلم من اخطائه ام لا ... سنرى مع الاحداث ولذلك لن احكم عليه الان
ولكن سؤال انجيلا هل هى راهبه كما فهمت من الاحداث؟ ام ان فهمى غير صحيح لان عائلتها مسلمه؟
وهل الصديقى هو من أخذها صغيره وتحولت من امان الى روكسان الطبيبه و الراهبة
اخيرا مشمشه اعجبنى اسلوبك واختياراتك للخواطر واسماء بطلاتك
متابعة معاكى ان شاء الله

الاميرة البيضاء 24-01-15 11:44 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مشمشه انا قيمت موضوعك ممتاز لانه بدون مجاملة يستاهل الخمس نجوم

bluemay 25-01-15 08:31 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
أعجبني تعليقك أميرتي ..

تحليلك سلط الضوء على نقاط لفتت انتباهي ولكن لسوء الحظ نسيت ذكر بعضها .


أعطر تحية لك ولزهرتي ولمتابعات الرواية الرائعة وأذكر في الهوى جرحك ..




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 25-01-15 11:08 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
:e106::e106::e106::e106:
سعيدة جدا ان تعليقى عجبك ميمى منك نتعلم يا قمر

bluemay 25-01-15 11:36 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
كلك ذووق يا عسل .


وينك زهرتنا الجميلة ؟!
الله يفرج عنك كل هم وغم والجميع يا رب.



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 25-01-15 09:51 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجزت عن إيفائك حقك ميمي
عاجزة عن شكرك فعلا وجدا وتماما
نورك أضاء القصة بأسرها الأميرة البيضاء
مش تستغربي محبتي لقيثارة ذات يوم هتعرفي ليه انا بحبها جدا حتى اكتر من زبرجدة بمراحل
معاكي حق روكسان او انجيلا هما امان واللي رباها مسيحي فخلاها راهبة ولكن لذلك الامر تفاصيل قد تكون مرعبة
عدم تفهمك لتبر انا اتفهمه بس لاننا بشر وخطائون انا شايفة ان احنا مش لازم نجلدها عموما تبر بتجلد روحها اوي وهي مش ناقصة ان المؤلفة تبقى كارهاها وهي بتتكلم عنها فتبر هي اغلى بناتي في القصة تيجي بعدها قيثارة وسلام ثم ملك ثم اعمار زبرجدة بهذا الترتيب
ساندي تبدو ضيف عابر في القصة ولكن هل هي صاحبة البيت الحقيقي هنا؟!!!!.... ربما فالقصة ليست بسيطة مطلقا
هذه الرواية عن الغفران قبل الحب
هل ممكن
هنشوف
اشكر تقييمك أميرتي البيضاء رفعتي معنوياتي صدقا لما فوق السحاب
قد افكر في كتابة الجزء الثامن الاسبوع ده لو سمحت ظروفي هيبقى فصل دق العظم على الجميع وانا بحب التفاصيل دي جدا
انا قلت ان هذا البارتوت مهدى لاحزان الابتسامة وهو لها
وجودكم مليكات القصة هو ما يعطي لها طعمها شكرا لكم ممتنة عميقا حفاوتكم بي
ملحوظة ليس كل ما اسرده يكون ما حدث فعلا تلك الاحداث تبعا لمنظور تبر فقط!!!!!!
وبيننا الايام وتفاصيل اخرى كثيرة ستتوضح
اتمنى ما يخزلنيش البارتوت اتمنى من الله الا يكون فج التفاصيل
احتاج تقويمكم لي لو اخطأت فكلنا خطائون

*تبر*
لا تستطيع أن تصف سماحها لمراد بالتقرب منها باليأس المطلق في مصطفى
كُنْه الأمر أنها كانت وستظل يائسة من نفسها هي!!!!!
هي مدعاة للشفقة.... مثيرة للرثاء.... دوما تشيد بداخل عقلها قصورا متداعية من الخيالاتِ... والأوهام.....
وهي فتاة لقيطة لا تستحق أن يلتهب قلبها بحب شريف
كانت تستشعر في مراد بذور تلاعب إلا أنها غضت عنها العين
ظُلَلٌ من الغمام السوداء ستحيطها حينما تدع مراد يلوث نقائها..... يلوث تعلقها بمصطفى....
حينما تهترئ داخليا ستكون برهتها في محلها!!!
هي تستحق القصاص على فطر والدها لقلب ياقوتة ويجب أن تسعى لنيلهِ ولإحرازهِ
هي مغطاة بإثم لم ترتكبه
فهي ابنة خطيئة ولا ريبة في ذلك
أي أنها موصومة بلطخة عار أبدية
هي مدموغة بذنبها حيال راعيتها ومن أنشأتها بمحبة الأمومة الدافقة
حسنا في كثير من الأوقات هي لا تستوعب دواخيلها
تُسَرِّح اللاهوية في كيانها
وتعاقب ذاتها بجريرة لم تقترفها
تقاوم الرغبة التي تتوهج فيها للتفتيش عن والدتها الحقيقية
في ذلك خيانة لياقوتة لا تستطيعها
التفكير في حد ذاته غدرٌ بها
بئر خيانتها لمصطفى حينما أَسْقَطَت فيه نفسها كانت بأتم وعيها
كانت تجلد روحها وتعذبها بسياطٍ لاسعة
ما أثار اندهاشها أن مراد تعامل معها بجدية وتفانٍ
طبيعته الهوائية تبدلت معها تماما
كان يتقدم خطوة وتتقهقر هي مائة!!!!
وهو استشعر ذلك
كيف أمكنه رؤية مصطفى في أحداقها هي لا تدري!!!!!
ولكنه احتقرها لذلك، وأخبرها بجزم أنه مطلقا لن يلتفت لها!!!!!
مسَّ قلبها قرحٌ من كشف مراد لمكنوناتها
استشعرت ضآلة وتقزم في كيانها
واستشرى الخزي في ثنايا روحها
وزلزل العار أركان ذاتها
وشعرت حسرة في فؤادها مما آل إليه حالها
انطفأ توهجها تماما
حتى الابتسامة كانت بشق النفس تصطنعها
مطوقة بذنبها حيال.... ذاتها
فهي دوما تعشق امتهانها.... وتبخيسها قدرها...
طلبها مصطفى لتمثل أمامه، فصارت كما الأرنب المبتل من فرط جزعها، مرتبكة ومضطربة ولا تقوى ساقاها على حملها، لا تستطيع مجابهة نظراته منذ نكثت بيمين أدلت به أمام أحداقه....
وقفت أمامه تعض على ناجذها، وتطرق برأسها، وتُكور أناملها قبضة متلاحمة
كانت عيونه كما الصقر المتربص بفريسته تثقبها.... كانت متلونة بقساوةٍ فاحشة....
ثم استحالت تمشطها محطات.... تشملها برمقة تقييمية تلمع بالمرح والتسلية
قطع حيز الصمت قائلا " سترافقيني في سفرتي القادمة.... أحتاج واجهة مضيئة وفتية مثلك... جهزي أمتعتك... فسننطلق مساء اليوم بالتحديد"....
قابلته نظر ولهجت قائلة بضراعة وأنفاسها متلاحقة وهي تدنو منه " ليس لدي جواز سفر"....
كان اللون منسحب من وجهها تماما، مرتعبة جدا، وكأنها تساق إلى حتفها....
قلص حيز عيونه وسألها وهو يتفرس فيها " ممَ أنتِ خائفة؟؟"
هزت رأسها نافية وأعربت بلهجة يمضغها الهلع والفزع.... وبأعصاب منفلتة فائرة " لست خائفة"....
فانبسطت أساريره وعلق باقتضاب وهو يُمْسك بقلم رصاص ويطيل فيه النظر
" حسنا والسفرة في مصر، أعطني بطاقتكِ الشخصية، وسأنهي كافة الأمور العالقة، استعدي أنتِ فقط ودعي البقية لي"....
في الطائرة
سألها " تحبي المقعد المجاور للنافذة؟!!"
كان صوته لين، ويحوي دفئا متدفقا
إلا أنها هزت رأسها نافية بانفعال، وظلت محدقة في أرضية الطائرة
استرسل في الحديث بأريحية وأسيلية، غير مبالي بحالتها المتداعية " لا تكفي عن قضم شفاهك منذ جلستِ هنا، هل تلك عادة متأصلة لديك؟!!!، حرامٌ عليكِ، هكذا ستُفْقِدِيها لونها وتشوهي جمالها!!!"
لم تنبس ببنت شفة....
لم يعبأ بصمتها، وتابع قائلا بنعومة استشعرتها هي لادغة " وما ذنب أصابعك لتعتصرينها بتلك الوحشية، اتركيهم وشأنهم يا سوما"...
وبعد أن زجرها بمحيا متجهم، أردف بنبرة متبدلة " أنتِ متلفة الأعصاب بلا مبرر، وأنا أحاول طمأنتكِ، وأنتِ مكفهرة ومرتعبة وكأني وحشٌ سيلتهمكِ"...
رفعت أحداقها إليه للمرة الأولى منذ ركوبهما الطائرة.... وعقبت بلهفة لتبعث الطمأنينة في نفسه
" لا... أنا لا أراك وحش أبدا، أنتَ طيب للغاية معي"....
نطق بكلمات كاذبة تماما.... هي تعرف الآن لكم كانت كاذبة إلا أنها آمنت بها
" وأنا لن أؤذيكِ نقيرا يا سوما، هذا وعد أقطعه لكِ!!!!"....
وتواصل معها بصريا، وهو يستطرد، ويتمعن فيها ليكتشف ردة فعلها على ما ينتوي قوله
" لو كنت تزوجت في بداية شبابي لكان لي فتاة تقاربكِ عمرا الآن"....
أجابته تبر بتوبيخ عفوي له، وهي معقودة الحاجبين حنقا منه، وتشيح ببصرها عنه
" لست والدي لو كنت تلمح لذلك، أبي يكبرك بالكثير، لقد توفى وهو يناهز السبعين"....
تناهى لسمعها تمتمة متبسمة منه " حسنا اهدئي"....
جابهته حينها وعيونها تلمع بغضب متوهج " ومن قال لك أني منفعلة؟؟"
رد عليها وهو يتدثر بزي الحمل الوديع " حسنا أنتِ قلتِ الآن"....
أجابته وهي منزعجة منه " حسنا وأنت شخصية باردة ومستفزة..... هادئ ورصين تُلْقِي الكلام وتدع الطرف الآخر يفري في نفسه ويتأجج غيظه"....
شهقت حينما انتبهت لما تفوهت به ووضعت يدها على فمها لتكتم موضع توالي حشرجات أنفاسها .... وكان التغيير الذي طرأ على وجهه رهيب....
انحسرت الدماء من تقاسيمه.... وبدا وكأنها نكأت جرحا غائرا فيه
رد بنبرة خفيضة يزعم بها أنه متماسك، إلا أنها كانت مرتعشة وشقية، رغم محاولاته الحثيثة لإخراجها متعافية قوية
" حسنا ليس ذنبي لو كانت تلك هي شخصيتي!!!!!.... "....
نكست تبر رأسها وأعربت بصدق " أنا آسفة.... حينما تخطئ تب... سوما فإنها تعتذر...."....
سألها بمرح وهو يحاول تجاوز الحالة المنصرمة " عم تتأسفين؟؟"...
لم يسترعي انتباهه زلة لسانها، لقد كانت على وشك التلفظ باسمها الحقيقي!!!!، أو لربما لاحظ لكنه لم يتوقف عندها.... وحمدت ربها
كانت تبر مقطبة الجبين مطأطئة رأسها تتفادى مجابهته في النظر فتأثيره عليها مهلك وعقبت
" لقد تخطيت كل حدودي في الكلام أنت رئيسي وأنا مجرد مرءوسة صغيرة لديك"....
عاتبها ولامها بقوله " لهذا فقط تعتذرين، لأني رئيسك فحسب وتخافي مثلا بطشي وتسريحك؟!!!!"
اقتحمته تبر بصريا وهي تعرب بيقين " أنت لن تسرحني أبدا، أنت شخص صالح وأنا أثق بك!!!!!"
وتابعت وغضبها يستطير وهي تلوح بأكتافها " أنا أعتذر لكَ لأني مخطئة ولا يفرق معي استمرار توظيفي أو طردي، لو كل كلمة أقولها ستحورها وستستخرج منها معاني لا أقصدها فسألتزم معك الصمت لأبد الآبدين، أنت ذو شخصية تسحرني وتأسرني، وتلك هي الحقيقة وأنا مدينة لكَ بها لأنك شهم للغاية معي و..."....
كانت تتحدث بصوت جهوري جعل كافة الأبصار تُصَوَّب تجاهها
ابتسم عن شدقيه وهو يسترخي على مقعده " لم أكن أعرف أنكِ خرقاء، تجلبين الثرثرة لنفسك وفي المواضع العامة".....
تكومت في مقعدها وغطت محياها بيديها وسألته بدمدمة خفيضة جدا " ماذا سيظن الناس بي؟؟"
خرجت من سيمائه ابتسامة متألقة وأجاب وعيونه تومض بالمرح والتسلية " سيظنون أنه شجار عاشقين"....
تأففت من قوله " أنا أمقتك أنت بغيض"..... نطقتها بلكنتها الصعيدية المتأصلة فيها
عقد حواجبه وسألها " ما تلك اللهجة الصعيدية التي خرجت منكِ الآن..... أعليكِ مارد من الجان يتلبسكِ في بعض الفينات؟؟" قالها ممازحا
رغم ارتباكها مما تفوه به إلا أنها اندفعت قائلة بتأنيب " أنتَ تسخر مني يا مصطفي؟!!!!"
ساد الصمت بينهما لهنيهة وصار وجهها حبة طماطم طازجة من فرط إحراجها وأحادت ببصرها عنه من شدة حيائها وخجلها
حثها بلطافة " قولي مصطفى مرة أخرى.... لأول مرة أسمع اسمي وهو يخرج من شفتيكِ.... عذب جدا.... حلو جدا.... مدموغ بالحياة جدا وجدا وجدا"....
نهرته بصوت شبه باك.... وبانفعال محتدم الجذوة " قلت لك اصمت، أنا أبغضك فعلا، أنت سيء للغاية، أعدني للقاهرة لا أريد السفر معك".... وأبرزت شفتها السفلى بتبرم وامتعاض
عنفها " لا أحب تذمر الأطفال انضجي"....
واجهته وهي تتخصر " وإن لم أفعل"....
لامست أنفاسه الحارة آذانها وعقب بمناوشة صدعت كافة أركان مقاومتها " لا أحسبكِ ستحبي أبدا رؤية ما سأحيقه بكِ حينها!!!"
ردت بتبرم طفولي وهي ترجع رأسها للخلف وتشبك ذراعيها أمام صدرها " ألم أقل لكَ أني أكرهك"....
اصطنع التفكير وهو يعقب بملامح مسترخية " حسنا لا أذكر سوى إطرائك لشخصيتي بأنها تسحرك وتأسرك"....
لأول مرة يحظيان بتلك المساحة الحلوة!!!!.... بذلك التقارب المسكي.... بتلك الحرية في التعبير عما يجيش في صدورهما.... وبرغم ذلك كان قلب تبر متوجس خيفة.... تعتصره قبضة حديدية من الارتعاب.... إنها جزعة لسبب مبهم غير معلوم....
كما أنها تخاف من ربها يوما عَبُوساً قمطريرا
وانسجامها مع مصطفى هل يذبح أخلاقها؟؟، هل يؤذيها ويُخفض هامتها أمام من فطرها؟؟....
أثناء هبوطها من الطائرة تعثرت على احدى درجات السلم وكادت تهوى لولا أن تلقفها مصطفى وأحاط خصرها بذراعيه كما عصابتين من الفولاذ....
لحظتها تهدج قلبها، وكادت تسقط مغشية عليها من فرط الحالة التي تعتمل فيها.... إنها تعشقه.... بذلك الجنون... وبتلك البساطة....
ازدردت ريقها بصعوبة وتباعدت عنه، وهو مشيحة ببصرها وتزعم تعديل هندامها، وهو لم يشد وثاقها أفلتها حينما ابتغت.... وقد كان مشدوها مما أحدثه تقاربهما من اصطخاب في زوايا روحه....
إنها تجذبه إليها بكل الخيوط الممكنة
((يا أعذب حب في بئر الظن والهواجس...
يا خافق مشتاق لا ترى سطوع الشمس إلا بين رموش الذهب السائل
يا وردة تنساب في دمي وتنشر شذاها في حنايا كياني
يا مستعمرة من جيوش التتار تستوطنني
أدعو الله ألا تُجْلى ولو خلفتني حطاما أعاني
يا امرأة بشيمتها الغدر وبقلبها شلال من الوفاء تخفيه عن نفسها بكل ضراوة وشراسة
تخشى إذاعة سرها بأنها عاشقةٌ مخلصة
يطيح عالمها فتشيد آخر لبنة لبنة فوق أكتافها
يا من تتناثر قوارير الفضة على جبهتها
ويطل السلسبيل من مقلتيها
وينتشر الحرير ملمسا لوجنتيها
ويتردد اسمها في قلبي بكرة وأصيلا
وكأنها تعويذة ملقاة عليّ
وكأنها زخة العبير التي تفوح لتُنسيني حر الشمس وقساوة الزمهرير
وكأنها انتفاضة قلب ظل أسيرا للأحزان لدهرٍ طويل))
الفتيات في الساحل الشمالي كنا متحررات جدا، حتى تبر استحالت ساهمة تحملق فيهم، وتضرب على صدرها، وتستعيذ بربها....
مصطفى وسواه معذورون أمام ذلك الانحلال....
لا... لا يوجد مبرر للانحلال....
ولكنها يجب أن تبدو مدهشة الجمال في أمسية الليلة.... تلك حرب وهي ستخوضها وستشحذ فيها أسلحتها.... وأنفقت كل مدخراتها لتبتاع ثوبا يخطف الأنظار تشرأب له الأعناق....
بدت حورية غاية في الرقة والفتنة والجمال، بفستانها النبيذي المنساب حد الكاحل، بأكمام طويلة تنتهي بأسورة ذهبية تضيق حول معصمها، له كنار عريض يحتضن قدها الممشوق، وتتسع تنورته المزركشة لتتعلق على ساقيها بصفوفٍ انسدالية مبهرة، أما عطرها الفواح فيسوق أنوف الرجال منصاعين لها!!!!، شعرها الكستنائي اهتز فوق رأسها كذيل فرس جامح يود الطيران عدوا.... متناثرة عليه حبات لؤلؤ براقة، ومرفوع عند قمة رأسها بمشبك عقيقي وهاج
حسنا لقد خلبت لبه كما اشتهت، ولكن نظرات الرجال الآخرين لها كانت سهاما تطعن حيائها وعفافها، شعرت بالخزي من ذاتها، وأحست استياء مصطفى من لباسها بعدما زالت غشاوة الإعجاب والانبهار الأولى
حسنا فستانها لم يكن شفافا ولا مفصلا بشكل تام لجسدها ولكنه كان جريء بالنسبة لها..... وحسنا مرة أخرى لقد كانت حماقة منها ارتدائها مثل ذلك الثوب المبهرج، وهي عضت أناملها ندما عليها، وودت لو تدور على عقبيها وتلوذ بالفرار من تلك الحفلة القابضة لجوانحها....
صبت روحها للانزواء مبتعدة لتستر نفسها.... وتداري بدنها
ولكن يده التقطت راحة يدها وضغطت عليها....
أفلتت أناملها منه وكتفت ذراعيها أمام صدرها وقالت له بصوت أجش
" متى سيأتي المستثمرون؟!!!"
رفرف بأهدابه تلبكا للحظة وأجابها وهو يحك فروة رأسه " قريبا جدا.... تفضلي استريحي وتناولي مشروبا ينعشك حتى يوافونا"....
أذعنت لكلامه وافترشت مقعدا وثيرا جالسة وهي جد مندهشة من اضطرابه البادي على محياه
تُعْمِل نظرها ولا تصل لسر ما يختمر بزواياه
يبدو غامض ومريب ولكنها تثق به وتهواه
هي لم تفلح في التكهن بتفسير التغيير الذي تستشعره في ثناياه
استعطفته بعيونها ألا يؤذيها، تُرَى هل قرأ يوما ذلك التعبير الذي ارتسم على محياها في تلك اللحظة تحديدا.....
سألها وهو يحتل المقعد المجابه لها " لمَ تطفر الدموع من عيونك؟؟"
ردت عليه بمزاج محتدم، وهي تقلب بصرها يمنتا ويسارا
" ولمَ تسأل وأنت تزعم عدم الاكتراث بها؟!!!"
تنهد مدادا وعقب عليها " من أخبركِ أني لا أكترث بها؟؟"
أجابته باحتداد مستطير وكأن لها الحق في توبيخه " نبرة صوتك!!!"
سألها "تحاسبيني على نبرة صوتي، وماذا عني.... أخبريني وماذا عني، ألا يحق لي زجركِ على علاقتكِ بمراد؟!!!!"
وصفع ظهر الطاولة بحدة طائلة، قد انفرط عقد رباطة جأشه، وانفلت زمام غضبه
دافعت عن نفسها وهي متشنجة المحيا " لم يجمعني بكَ شيء يا مصطفى ليحق لكَ تأنيبي"....
كز على أسنانه بالقوة وأحجم نفسه عن إطلاق شتيمة وأطل الشرر الكثيف من حدقتيه لتستحيلان كوارتز دخانية مخيفة
كان يحدق فيها بكراهية فياضة فتنكمش على نفسها وتهمهم بكلمات اعتذار له.... لم تصل حتى إلى آذانها....
صار وجهه متصلب ومحتقن وهو يجيبها " عيونكِ أرسلتا لي وعودا كاذبة، أنتِ....."....
تعثرت الكلمات على بساط لسانها، وهي تذود عن نفسها باعتراض واهن " أنا لم أرتكب شيء مشين مع مراد، ولكن أنت تعيث في الأرض مفسدا، أنتَ...."
(( أنتَ متسرب تحت جلدي.... ومتغلغل في حشايا روحي))
كلمات لم تنزلق من لسانها أبدا
بان الأسى والضياع محفورين على تقاسيمها وهي تعرب بصدق نازف.... وبتمتمة متضرعة " أنا آسفة يا مصطفى!!!!، اغفر لي أرجوك، أنا حقا فتاة سيئة جدا"....
سألها وهو مكفهر التقاسيم لا تأخذه بها شفقة ولا لين " هل تحبينه؟!!!"
هزت رأسها نافية....
سألها " هل أحببتيه؟!!!!"
حركت رأسها بإباء
سألها "هل أردتِ الزواج منه؟!!!"
هزت رأسها للمرة الثالثة نافية
سألها "هل تُدركين فحوى ما تعترفي به؟!!!....."
أومأت برأسها
تمعن النظر فيها مليا وعلق ومحياه يتشقق عن ابتسامة مريرة " ليست لديكِ مبادئ حقيقية يا سوما، لا أدري إن كانت تلك الصفة مستحدثة عليكِ أم أنها كانت دوما متأصلة بكِ، ظننت أن لديكِ أخلاقيات تحجمكِ عن ارتداء مثل هذا الزي، ظنتكِ فتاة مختلفة يا سوما، ولكنكِ تتنازلين عن نفسكِ بسهولة ولأجل ماذا؟؟؟، أنا صدقا لا أدري!!!"
أنْزَلَ النادل نخبين من العصير الطازج..... وانصرف بعدها...
حثها "اشربي يا سوما".....
ردت بصوت يخالطه الانكسار والتبرم وملامحها جد بائسة " لن أحتسي شيء وأنت غاضب مني.... وأنت خائب الأمل في"....
وأردفت بضراعة " أنا لست سيئة يا مصطفى، صدقني!!!!.... صدقني أنا.... لا تصدق ما أجعلكَ تراه، آمِن بي!!!!!.... أرجوك!!!!"
واغروقت عيونها بالعبرات الكثيفة ونكست جبينها وقد أحالتها تلك المواجهة حطام....
تسللت أنامله لتربت على ظهرها وحضها بلطافة "اشربي يا سوما، وثقي أنتِ بي!!!!!"
ازدردت ريقها ورفعت عيونها إليه وتمتمت بنبرة أجشة تصدر من قلبها
"أنا أحبك وسأظل هكذا على الدوام يا مصطفى، أنا أثق بكَ!!!!!"
وارتعشت ابتسامة مضيئة على وجهها
ورفعت السائل لثغرها لتبتلعه على رشفة واحدة!!!!
تفتحت عيون تبر بعد ساعات، كانت تستشعر ثقلا في رأسها، وصداع يقصف دماغها، استلزم الأمر لحظة واحدة لتجحظ عيونها ولتخرجان عن محجريهما، وشهقت بقوة عاتية، وتمزقت أنفاسها من فعل لهاث ألَمَّ بها..... واجتاحتها قشعريرة باطشة سحقت أوصالها....
ورفعت الشرشف لتستر بدنها، وتقبضت على نفسها، وتقهقرت بركبتين مثنيتين لتصل لقبة السرير لتلصق ظهرها به، ونقلت بصرها في كافة أرجاء الحجرة لتفتش عمن دنس جسدها، وتنفست الصعداء لأنها لم تُبصره، لكانت قفزت عليه وخمشته بأظافرها، واقتلعت رأسه، وفجرت نافورة دم من بطنه.....
انتفضت بحذر من على السرير، ولملمت ثيابها المبعثرة على الأرضية، وهرولت نحو الحمام لتغطي بدنها، لفت انتباهها كدمات قرمزية منتشرة على جسدها الرقيق، فبصقت من فرط اشمئزازها من نفسها، وحكتها بعنف علها تمحيها وحينما أخفقت انهارت على أرضية الحمام بإذلال باكية.... وداهمتها موجة غثيان عارمة فزحفت نحو المرحاض لتُفرغ من فمها سيلا متدفقا من القيء، بلطخات القيء على يديها مزقت سحنتها وأشْعَثَت شعرها، وتكومت على نفسها، جالسة القرفصاء، مسندة مرفقها لفخذتها... ويدها لوجنتها، وكأنها تمثال من الشمع كل ما بها تعطل، وكأن على رأسها الطير، وتحرك البندول ليعلن مرور في عمر البشر ساعات.... وفي عمرها هي سنوات، كانت مطرقة تنشد أهازيج قريتها القديمة، وتترنم بأغاريد عتيقة، ومتى استفاقت هي لا تدري، وكأن الدنيا فقدت بريقها، وحتى أنات الصراخ لم تخرج من جوفها، هي المجرمة في حق ذاتها، لمَ تملأ الكون ضجيج وهي الآثمة، واستنكرت بقائها عارية ماعدا من شرشف معقود حولها، فنفضت حالتها المتداعية وارتدت ثيابها بعجالة، وعادت لها بلادتها الذهنية فغادرت الحمام ببطء ونزلت لبهو الفندق بهدوء وكأنها بألف خير، كانت قد قدحت زناد فكرها في وقت مسبق، من سيفعل بها هذا سوى مصطفى؟؟.... تبا له.... وتعسا لها، لمَ وضعت ثقة كاملة به وقد بدا متأذيا منها يود سفك دمائها.... لقد انتقم منها بأبشع طريقة ممكنة..... لقد أسقطها في الوحل، مرَّغها في الخطيئة، لن تغفر لنفسها حبها له.... ثقتها به.... لن تغفر لنفسها أبدا، لقد حجب عنها شمس النهار، وأغرقها في وهدة البؤس والشقاء، أدنى جبينها لبقية حياتها، أذلها وأحط من قدرها، زُنار ناري أحاط قلبها، هي على بسطة الذلة والمهانة قابعة لامتدادة عمرها....
لمَ لم يدق ناقوس الخطر في عقلها حينما لمحت كراهيته وازدرائه لها؟!!!!!
ما فائدة توبيخها وتعنيفها لنفسها؟؟؟؟
لقد حاز ما أراد دائما منها!!!!
بالتأكيد لن يرتضي سترها
ولكن ليس أمامها سوى أن تتوسله الشفقة بها
ليسترها لدقيقة
ليعقد قرانه عليها ولو لثانيةٍ واحدة
هي لا تبتغي منه شيء
فقط تريد استرداد إحساسها بالشرف أمام نفسها
نَهَبَها مخدرة!!!!
لا تذكر سوى مقتطفات ضئيلة عما وقع لها
الذكريات ضبابية جدا في عقلها
ولكنها تعلنها ساقطة أمام ذاتها
وما يُزيد من عذابها أنها من سلمته نفسها بثقتها العمياء بهِ
لقد حرض النادل ليدس لها شيء في الشراب الذي ابتلعته بسذاجة على جرعة واحدة!!!!
لهذا ظل يحضها لتتناول العصير
لأنه مفتاحه لينولها
ويحها من حياةٍ قاسية
معتقلة خلف قضبان غبائها
وهل توجد جريمة أنكى من حمقها
هي من فعلت هذا بنفسها!!!!!
هي من دفعت أعصابه لتغلي على مرجل الغيرة
فكان انتقامه وخزة مميتة تقِر في أخلاقها
(( يا دمع النجوم انسكِب
فالعصفورة قد هيضوا أجنحتها
نزعوا من على رأسها تاج عفافها
دنسوا محرابها
وأنْبَتُوا الأشواك في قلبها
سلبوها الحق في أن تحب نفسها
في أن تغفر لذاتها
في أن تستوعب تخبطها وضياع طريقها
يا كوم الزهر اشتعِل بنيران الأسى
فالظبية قد فقدت كل خفرها
في طرفة عين صار عرضها مهراقا... مسفوحا يشي بضيمها لنفسها))
لو لم تكن تحبه لهان الأمر قليلا
لو لم ترتدي هذا الثوب المزركش
لو لم تبادله المناوشات وتتبرم منه كما الطفلات
وبمَ تفيد كلمة لو بعدما يحصد الإنسان ما زرعه بتعمد واعتناء
واتى البهو بعد بعض الوقت وهو يطلق تصفيرة ويبدو مسترخي التقاسيم، كان يحمل سترة حلَّته على كتفه، وكان قميصه محلول الأزرار العلوية، وكان يترنم باحدى الأناشيد.....
بدا لها هائنا وسعيد!!!!!!!
اطردت بها رغبة فقأ عينيه
تمزيق سحنته بيديها المجردتين
محو تلك الابتسامة التي تعلو وجنتيه لأبد الآبدين
عيونها استحالتا قذيفتي مدفع موجهتين إلى قلبه لتغتالانه لا محالة
لقد ذاقت وبال ثقتها به
هي رخيصة ومستهلكة
وهو منفرج المحيا مبتهج التقاسيم
عديم الضمير هو من اقترب منها بعدم اكتراث بمزاجها الناري المستطير
سألها بهدوء أحنقها في الصميم "ما بكِ؟؟"
نكست رأسها وقالت من بين أنفاس متلاحقة وهي تحاول بشتى الطرق كظم غيظها وتضم أناملها قبضة متكورة
" مصطفى بيك.... هلا جلست لبرهةٍ واحدة، هناك حديث بيننا يجب أن يدور"....
امتثل لها بعدم مبالاة
ازدردت ريقها وأدلت بنبرة خفيضة جدا.... مهتزة ومتقطعة جدا وجدا " ماذا ستفعل بي؟!!!!"
عقد حواجبه وأجاب وهو يُعْمِل نظره "أعتقد مثل هذا الحوار لا يقوم في مكان عام، ما رأيكِ في أن نؤوب إلى مخدعنا؟!!!!" وغمز لها
كزت على أسنانها وهي تقابله نظر " أنتَ خسيس ونذل"....
رد فورا عليها وهو يشاطرها مزاجها الغاضب المكفهر " وأنتِ مكب نفايات كما قال مسبقا مراد!!!!"
ترنحت تبر لوهلة وهي تفكر بقوله "مراد... وما شأنه بي؟!!!!.... لمَ يوصمني بهذا النعت القذر؟!!!!!"
انتصب مصطفى واقفا وعلق باقتضاب ومحياه يضج صرامة وعبوس "سنواصل الحديث في مخدعنا، لو لم تنضمي لي هناك فلتتعفني في الجحيم يا سوما، أنا لا آبه لكِ"....
سارت ورائه ذليلة مطأطئة الجبين وحالما بلغا الحجرة سمح لها بالدلوف أولا ثم أوصد الباب بقدمه....
بدأ هو الإمساك بدفة الحديث
مط شفتيه وقال " حسنا يا سوما.... مراد قضى وطره منكِ قبلي... سبقني إليكِ.... ووضعكِ في خانة المنحلات، وأسْبَغكِ بأحط الصفات، وأكد على كونكِ مكب للنفايات!!!!!.... رخيصة ومستهلكة جدا...."
دار حولها وهو يستأنف حديثه " صراحة أنا لم أصدقه، وأردت إخضاعكِ لاختبار إلا أنكِ رسبتِ فيه باقتدار، مارستِ علي الغنج والدلال في الطائرة، وسعيتِ للفت انتباهي بثوب منعش للحواس هنا، وما زاد الطينة بلة أنكِ لم تكوني عذراء يا سوما، لم يتلون الشرشف ببقعة دم واحدة، أنتِ عديمة الشرف كما حذرني منكِ"....
عيونه استحالت زجاج بركاني أسود وهو يتابع مزدريا لها
"أنا لم أسلبكِ شيئا لم تُهْرِقيه مسبقا يا سوما، أنتِ ساقطةٌ يا حلوتي، والآن دعينا نستمتع قليلا، ثم نؤوب للقاهرة، واطمئني لخدماتك ثمن... سأجعلكِ الأثيرة لدي في الشركة وفي...."
وأسقط نظراته على السرير
ارتفعت غصة مريرة في حلقها، وكادت تتهاوى فاقدة لاتزانها، وتصاعد سيل من القيء ليلون ثغرها
وأجفلته بالانحناء على قدميه متشبثة....
ورفعت بصرها له وتضرعته مدمدمة وقد مسها شيء من الشطط
" مراد هذا كاذب، أنا لا أفهم كيف لا أكون عذراء وأنا بالفعل عذراء، أنتَ تكذب عليّ... صحيح؟!!!!... أنا كنت عذراء، وأنت خجل من إهدارك شرفي، فتزعم تلك الترهات.... أنتَ لست شرير كما تدعي، أنتَ لم تسلبني تاج عفتي، أنتَ لم تُسقطني في الحضيض.... أنا أثق بك!!!!.... أتذكر.... أنا وثقت بك وأحببتك!!!!.... أنا معتوهة جدا، فأنا مازلت متأملة فيك وأحبك!!!!.... لا تصدق افتراءات مراد عليّ.... هو كاذب حقير، ينتقم مني لأنه رفضته بملء الفيه!!!!... نحن نحب بعضنا، وبمجرد أوبتنا ستتقدم لخطب ودي من الحاجة سميرة، وستبتاع لي ثوب عرس ناصع البياض يشي بمدى طهارتي وعفتي!!!!.... سيكون حفل زفافنا ضخما ومهولا.... ستكون فيه مفتخرا بي.... منتفخ الأوداج زهوا بي.... سننجب أطفال رائعين.... سنكرس حياتنا لهما.... لن تتطلع لامرأة أخرى سواي، ستكون مكتفيا تماما بي!!!!.... سنخلق روضة مزهرة على الأرض بمحبتنا ووفائنا لبعضنا!!!!!.... سنكون مثار حسد الجميع، الكل سيسعى ليكون مثلنا... اسمع يا مصطفى، أنا أسامحك على ما أحقته بي، فأنت ستسترني، صحيح؟!!!!!"
نفضها بعيدا عنه، خلَّص أقدامه من تشبثها به!!!!!
وأعرب بفم شَموس " دور خضرة الشريفة لا تمثليه عليّ.... لن يجدي فتيلا معي، أنا لا أستر القمامة مطلقا!!!!، كل ما سأقدمه لكِ شيك نظير خدماتك ليلة أمس، وأن أُبْقِيكِ في مهنتك، وألا أطردكِ منها".....
ازدردت تبر ريقها وخرجت ابتسامة طفيفة من وجهها وهي تتوسله وتعتدل واقفة بعد قذفه لها
" حسنا اهدئ.... لا أريد أن أكون زوجتك للأبدية، بإمكانك عقد قرانك عليّ لدقيقة واحدة!!!!... ما رأيك؟!!!... لن يصيبك ضير من ذلك، أنا لا أريد مهر ولا شبكة ولا مؤخر صداق، أنا لن أكلفك شيء، أنا على أهبة الاستعداد لأعمل خادمة لديك مدى الحياة نظير ستركَ لي!!!!!... إن استحلت حامل سأجهض الجنين، أنتَ لا تقلق، لن يربطكَ شيء أبدي بي مطلقا!!!!"
جابهها في النظر وقال لها وعيونه متصلدة غلظة وقساوة " قلت لكِ لا..... أنا لا أنكح ساقطات مثلكِ مطلقا....."...
توثبت تبر عليه تحاول خمش وجهه بأظافرها وهي تصيح بهذيان
" أنتَ لن تخسر شيء من ستري يا بغيض، أنا سأقتلك وأريح البشرية منك، أنتَ نذل وخسيس".....
قذفها بعيدا عنه لتسقط كومة من الخزي على الأرضية.....
وأحكم قبضة حول معصمها وساقها خلفه وشرع الباب ليلقيها خارجا من غرفته وأعرب لها وهو يضغط على أسنانه " لا أريد أن تطأ أقدامك الشركة مجددا يا حثالة.... حتى نظير خدماتك لن أسفحه لكِ.... أنتِ كلبة ولا تستحقين شيء!!!"
لم تلج تبر للعمل لديه مطلقا.... عثرت على وظيفة كنادلة في مطعم مجاور لسكنها.... كانت النقود التي تجنيها جد هزيلة، لا تكفيها هي وسميرة أدنى القوت....
لم تعد تبتسم.... لم تعد تتحدث..... كل ما بها فارق الحياة.... حتى الدمع لم يعد يطفر منها وكأنه هو أيضا خمد ومات!!!!!
اشتهت ضمة ياقوتة ولكنها لن تلج لها بالعار!!!!
بعد بضعة أسابيع صار الغثيان يتموج في حشاياها باطراد، اشتبهت في أنها حامل!!!!!.... وكأن هذا ما ينقصها، ابتاعت الاختبار وأجرته في مرحاض المطعم الذي تعمل به.....
كانت النتيجة إيجابية
هي تحيى في ضاحية فقيرة، ستتناقل جميع ألسنة الحي فجرها!!!!.... سيقذفونها بالحجارة، ويمطرونها شتائم تستحقها!!!!!!
وسيكون طفلها لقيط تماما مثلها!!!!
ولكنه سيكون أسوأ حظ منها
لن يجد والدا يرعاه بمحبة دافقة
وهي تبغضه من قبل أن يزدهر في أحشائها
ستعذبه
وتجلده
ستقتص منه غلظة والده معها
ستعاقبه لأنه إمارة سقوطها وانحلالها
هي لن تَكِن له محبة صافية
مشاعرها نحوه ستكون معتكرة بالكراهية
ستصب ازدرائها لنفسها عليه هو!!!!
سيكون أضحيتها
يجب أن تسلخه من رحمها
ينبغي أن تتخلص منه
ما ينقصها أن تكون قاتلة
حسنا هي لا تبالي
لتضاف على قائمة جرائرها!!!!
مدمرة الكيان والأخلاق آبت لبيت سميرة، ينبغي ألا تظل لديها، هي تلوث طهر منزلها بإقامتها فيه
وضعت رأسها على الوسادة وغرقت في سبات عميق لم تحظى به منذ نَحَرها حبيبها....
حينما استفاقت كان البيت خالي من سميرة تماما!!!!
قطبت جبينها مستغربة الأمر
فسميرة لا تفارق منزلها إلا للضرورة
وتخطط للأمر قبلها
ليصطحبها أحد
فهي واهنة جدا لتقوم بمشوار وحدها
اقتحمتها تلك الفكرة
الاختبار..... نتيجته في حقيبتها..... هرولت نحو الحقيبة وشرعتها وجحظت عيونها فهو مختفي منها....
غابت شمسها
وذبلت كافة أزهارها
لقد كشفت سميرة انحلالها
وضعت يديها على وجهها الممتقع اللون
ينبغي أن تحزم أمتعتها وتهرب من هنا فورا
لربما تهاتف الآن ياقوتة ومنصور ليسفكا دمائها
نعم لهذا هي غير متواجدة أبدا
فبيتها لا يحوي أثيرا لتستعمله وتفضح خطيئتها به
والأفكار تتواتر عليها، أفِلَت سميرة للبيت، ودست المفتاح في الباب وأدارت مقبضه وشرعته
باغتتها سميرة بقولها " كنت لديه..."
وأوصدت الباب واستأنفت الحديث وهي تمركز بصرها عليها وتقترب منها
" كانت حقيبتكِ مشرعة... ونتيجة الاختبار تتدلى منها، أنا لم أفتش في أغراضك، انتابتني صدمة كبيرة طبعا، خاب أملي فيكِ كثيرا!!!!!، لم تكوني تتحدثي سوى عن مديرك، وحينما تركتِ العمل لديه لم تُبدِ أسبابا منطقية، وتراءيتِ لي وردةً خابية، هو الوحيد الذي طرق ذهني ليكون أب طفلك، لم أكن لأخسر شيء، ذهبت إلى الشركة وكان هناك، طالبت مقابلته على انفراد، لم يهرع لاستقبالي، خلفني مهملة في حجرة السكرتارية لساعتين!!!!، وبعد ذلك حينما دلفت له ادعى الاستغراق في الأعمال تماما، لم يرفع حتى نظره لي، وأخبرني أن خير الكلام ما قل ودل، ولأوجز في الحديث الذي أرغب إبلاغهِ به، وأن ليس لديه استعداد ليَرُدَّك للعمل مطلقا، فلقد استراح من كسلك وقلة نشاطك!!!!، تحاملت على نفسي وأخبرته بثبات أنكِ تحملين طفله، اهتز القلم من يده لوهلة، ولكنه سرعان ما تماسك وأنبأني بفظاظة أن خدعة الحمل تلك لن تنطلي عليه وحتى ولو كانت حقيقية فهو مطلقا لن يعترف بطفل مشكوك نسبه!!!!، وأنه من الأفضل أن تتخلصي منه، وأنه على أهبة الاستعداد ليدفع لكِ نفقات العملية كاملة، أعتقد أنني سببته حينها، وصفقت الباب خلفي راحلة، وها أنا هنا!!!!، أخبريني بما جرى تفصيلا، يجب أن يكون هناك قصاص عادل لمثل هذا الشباب المستهتر!!!، عرض البنات ليس لعبة يتسلون بها"....
همهمت تبر وهي مخزية الجبين "أنا.... هي... المخطئة.... ليس... ذنبه... مطلقا!!!!"
دق ناقوس الباب فرأت تبر فيه خلاصها فأسرعت نحوه لتشرعه غير مكترثة بالنظر عبر العين السحرية أولا
كان واقفا أمامها.....
بجبينه العريض ذي العرق النابض عند الوسط الذي ينفر بارزا إذا احتقن وغضب
بحاجبين كما جناحي النسر تحيطان عيون داكنة مظلمة
بأنفه المستقيم المدبب الذي يعلو شفته الغليظة القاسية
تقهقرت تبر في خطواتها وهي تزدرد ريقها بصعوبة
قالت بتلعثم وهي تضم أناملها قبضة واحدة
"لقد تعمدت إذلال الحاجة سميرة، لا يحق لكَ الدق على بابها، انقشع من هنا فورا، لو كنت تريد التأكد من نسب طفلي فهو ليس لك، اطمئن تماما، لن أبتزك به يوما، أنا أنتوي إجهاضه فورا"....
تبسم لها وهو يغلق الباب أولا
ورد عليها بتوبيخ " كان الباب مشرعا وأنتِ تتفوهي بتلك الحماقات.... لو استرق أحدهم السمع، وأشْعَلَ النيران في بيت الحاجة سميرة الآن لتموت الخاطئة بطفلها الذي تحمله، ماذا سيكون تصرفكِ حينها، ما ذنب الحاجة سميرة لتلفظ أنفاسها بسبب بجريرتنا يا سوما؟!!!"
علقت سميرة " سأحضر كوبين من الشاي لكما وأعود، تفضل يا مصطفى بيك، استَرِح، حللت أهلا ونزلت سهلا، تفاهم مع سوما ريثما ألج لكما!!!!"
احتلت تبر أبعد مقعد عنه في الردهة
وتلفظت بتقريع له " أرأيت امرأة بذلك القدر من السماحة قبلا؟!!!!.... لم تكن تستحق أن تعاملها كما النفايات مثلي، إنها امرأة طيبة وصالحة جدا، هذا هو الفارق بينك وبينها"....
ثبت مصطفى نظره على بطنها وسألها غير مكترث بما سبق وتفوهت به
"أنتِ حامل؟!!!"
ردت باحتداد، وهي تشيح ببصرها عنه "قلت لكَ ليس لكَ"....
سحب نفسا عميقا وعلق "ليس وقت العند يا سوما، وتصفية ما ترتأنيه حسابا بيننا، تلك روح تستحق رعايتي لو كانت مني صدقا!!!"
أجابته وهي تقتحمه بصريا "قلت لكَ ليس لكَ، ارحل من هنا، لا تريني وجها لكَ مجددا، أنا لست متسامحة مثل الحاجة سميرة، إلى الجحيم يا مصطفى المكان الذي يليق بكَ صدقا، أنا أطردك لمَ أنتَ بليد هكذا؟!!!!"....
تحجرت ملامحه وهو يسبر أغوارها بنظراته " هل أنتِ صادقة؟؟... هل أنتِ ساقطة جدا لدرجة أن طفلكِ فعلا ليس مني؟!!!!!!.... للمرة الأخيرة أنا سأسألك، أنا في منأى عن سماع حقدكِ عليّ، لو أكدتيها الآن فسأنصرف فعلا للأبد، فقط قوليها يا سوما، قوليها وأنتِ مدركة تبعاتها عليكِ وعلى طفلك الذي لم يُولَد بعد".....
ازدردت تبر غصة في حلقها وتمتمت وهي مطرقة برأسها " منكَ يا مصطفى.... ولكني لا أريده، أنا لا أطيقه، لن أمنحه محبتي يوما، سأظل للأبد كارهة له!!!!!"
اعتدل مصطفى على متكئه وهو يتشدق بقساوة " لن أتزوجك رسميا يا سوما، سأمنحكِ ورقة زواج عرفي فحسب!!!!، سأعترف بكِ كزوجةٍ لي أمام الجميع، وسأعطي اسمي لابني، ولكنك لن تكون زوجة بكامل حقوقها لدي، لن ترثي مني قرشا واحدا، ستعيشي معي منزوعة الحقوق يا سوما، إلا العبث معي يا سوما.... إلا الخيانة، سأطردكِ حينها من داري محرومة من أطفالكِ للأبد، احترسي من بطشي يا سوما، والزمي حدودكِ معي مستقبلا في القولِ، كلمات مثل... ليس منك... وأكرهك لو تكررت سيكون مصيرك إقصائكِ من حياة ابنكِ"....
وكأنها لم تعبأ بقوله، نفثت في أذنه بحقد متأجج " سأنتزعه من رحمي، لن يربطني بكَ شيء يا مصطفى، أنا أمقتك، وابنكَ سيرث بغضي لك، التخلص منه أفضل حل، انقشع من هنا، هو ليس منك، وأنا أكرهك!!!!!"
______________________
الحاضر
اصطادت السلطانة ميدو في حادث سيارة دامي، نتج عنه تمزقات واهتراءات بجسده، صار جسده مكتنزا بالتكدمات والجروح الغائرة، وكان من الممكن أن يغض الطرف عن كل هذا.... فكل ما به سيطيب بفعل الزمن، لكن هذا الحادث خلفه عاجزا، هو لن يستطيع مقاربة أنثى بتاتا....
أثناء قبوعه في المشفى.... تسلل أحدهم لحجرته وهمس في أذنه بتهديد ووعيد
"تلك قرصة أذن يا ميدو، ابتعد عن سوما للأبد، المرة القادمة ستكون حتفك لو استمررت في ابتزازها!!!!!".....
هاتف مصطفى بقوى خائرة ليعترف له.... ليفضح له سوما حتى ولو كان آخر ما سيقوم به في الدنيا بأسرها....
استغرب مصطفى مهاتفة غريب له..... ولكن ما أثار اندهاشه أكثر هو رغبته في الحديث معه بأمر يتعلق بسوما، سقط مصطفى في لجة ظنون وريبة وتوجسات.....
واستقل سيارته متوجها إليه بعدما أحلَّ عقدة ربطة عنقه، ونزع سترته من عليه.....
وقف أمامه فأشار ميدو بيديه لأهله ليخلفونه بمفرده مع الزائر الذي وافاه للتو....
وتمتم له بصوت واهن، يحثه " تفضل بالجلوس"....
واستأنف ميدو وهو يحدق بتمعن فيه "صدقا أنت وسيم جدا يا سيدي، ولكنهن النساء، لعنة الله عليهم، سبب كل النُكَب والابتلاءات، والمعول وراء التعارك والحروب بين الرجال"....
هوى مصطفى على المقعد ببطء وهو يتفحص فيه
وتابع ميدو وهو يزعم الندم "كنت عشيق زوجتك، هي من أغوتني ببراءة زائفة، كانت تزعم أنك مضجر للغاية ولا تُسعدها، كانت تقول بملء فيها أنها تكرهك، وأنك تأسرها بالأطفال الذين زرعتهم في رحمها بالقسر والإجبار، كانت تنعتك بالسادي.... وتؤكد على خياناتك المتكررة لها، أوقعت بي، صرت مقيدا بحبها، مصفودا بأغلال تُمْسِكَها بيدها، كنت العقبة الكئود في نظري، فَكَّرْتْ في التخلص منكْ، ليخلو وجهها لي، وهي حفزتني، ونفخت في عزيمتي لأجْهِز عليك، وكنا نعد العدة لذلك، ولكن خبر حملها كان مباغتا لها، وكان فرحة عمري كلها، قتلت ابني الذي زرعته في بطنها!!!!، قالت بفظاظة وغلظة أنها اكتفت من الأطفال، وأنه سيسبب لها فضيحة مدوية، غضبت منها حينها، وتوعدتها بفضحها فعلا، فما كان منها إلا أنها دبرت لإهراق دمائي للتخلص مني كي لا أشي لكَ بعهرها، ولكن الله أمدَّ في عمري لأنشر لكَ مساوئ أخلاقها، لن تصدقني!!!، معك حق، سوما تبدو قبس من نور فعلا، هي بارعة جدا في خداع الرجال، بيننا حوارات وحكايا كثيرة، كلها مسجلة، كلها بحوذتي، ما لم أصوره فعلا هو تفاصيل علاقتنا الماجنة، تلك أشياء حميمية جدا وأنا لدي بقايا شهامة وأخلاق!!!، لأحيق بامرأة وثقت بي شيئا فاحشا كهذا"....































































bluemay 25-01-15 10:08 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

العفو حبيبتي ..

وبشكرك أكتر على كلماتك الرقيقة في حقي ..

كلك ذوق وما عملت شي يذكر ..

إنت عندك ذائقة فنية راقية وحظيت بإهتمامي

وأخذتني لعوالم رائعة من اﻷبداع




لي عودة بتعليق بعد القراءة


دمت بود




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 25-01-15 10:28 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
صراحة النتفة دي كانت مرهقة يا ميمي مش مرهقة نفسيا لكن مرهقة في كتابتها بطريقة مش مبتذلة
اتمنى اكون وفقت
منتظرة رايك
تحياتي لكي

بنت أرض الكنانه 26-01-15 02:24 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اشكر من يتواصل معي
ممتنة لهم
منتظرة ارائهم وشكرا لهم

بنت أرض الكنانه 26-01-15 02:27 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
سأضع تصوري لشكل الابطال
وكما نوهت قد لا يكون هناك فصل الاسبوع ده

بنت أرض الكنانه 26-01-15 02:39 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
http://www.famososexpress.com.mx/sit...a-colchero.jpg
http://entretenimiento.starmedia.com...a-colchero.jpg
شكل ملك وامان
http://mimg.sulekha.com/hindi/mohabb...ills/moha8.jpg
سلام
http://www.hlmjo.com/vb/up/22025hlmjo.jpg
تبر
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...n6slLdYi-vrIng
زبرجده

بنت أرض الكنانه 26-01-15 02:53 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
بفرمان عسكري عدد فصول واذكر بين 30 و 40 مش 50
بامر ماي سيستر وانا مطيعه دوما

bluemay 26-01-15 02:07 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
عدناااا


يا للهول شو هااد ...

قصة تبر بتقطع القلب ..

كنت بكره مصطفى ولكن اﻵن بت أمقته ..

ليش يتلاعب بها وبمشاعرها ؟!!


وشو قصة السافل المنحط ميدو ؟!!

يا ريته راح وريح منه ...


هﻷ خلاص ولللعت أكيد ورح تروح تبر بخبر إن وأخواتها ...


أبدعتي بالوصف والتشبيهات ...

شي رااائع وغاية في الجمال ..

أستمتعت بكل حرف منها ...

سلمت يداك وتقبلي مروري وخالص الود




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

bluemay 26-01-15 05:05 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
طبعا نسيت

الخواطر رااااائعة ومعبرة كتيييير ...

موهوبة وعندك حس مرهف ما شاء الله

ربنا يحميك






°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

bluemay 26-01-15 05:08 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
طبعا البطلات جنااان

سلام قريبة من توقعي ...[emoji5]

بس تبر تفوقت على توقعي بارعة الجمال.

بس الزبرجدة ساحرة كتير ..


يسلمو إيديك وشكرا كملت عندي الصورة هيك أحسن.




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

bluemay 26-01-15 05:09 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506588)
بفرمان عسكري عدد فصول واذكر بين 30 و 40 مش 50
بامر ماي سيستر وانا مطيعه دوما

ههههههه

تسلميلي إنت وأختك يا عسولات ...

يلا شدي الهمة يا قمر ...

وربنا يوفقك حبيبتي.



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 26-01-15 05:39 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3506656)
عدناااا


يا للهول شو هااد ...

قصة تبر بتقطع القلب ..

كنت بكره مصطفى ولكن اﻵن بت أمقته ..

ليش يتلاعب بها وبمشاعرها ؟!!



وشو قصة السافل المنحط ميدو ؟!!

يا ريته راح وريح منه ...


هﻷ خلاص ولللعت أكيد ورح تروح تبر بخبر إن وأخواتها ...


أبدعتي بالوصف والتشبيهات ...

شي رااائع وغاية في الجمال ..

أستمتعت بكل حرف منها ...

سلمت يداك وتقبلي مروري وخالص الود




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نورتي يا ميمي انا سعيدة انك تعاطفتي مع تبر وكرهتي مصطفي زيادة
فعلا ياريت ميدو راح بس كان لازم ما يروحش
عشان اي عمل مستتر مشين لازم ينكشف
على فكرة انا قلت ان الاحداث دي حصلت تبعا لمنظور تبر
هل منظور مصطفى مختلف
ربما ومن يدري
اكيد فيه دم هيسيل الفصل الجاي
ومش دم حد واحد
عندنا دم هيسيل في قصة تبر وقصة ملك وقصة زبرجدة
فصل دق العظام فعلا
ربنا يسعد ايامك زي ما بتسعديني
ممتنة رقيك يا ميمي
اتمنى ما يكونش في النتفة اي ابتذال او جرأة
راعيت الله حين كتابتها صدقا ارجو اكون وفقت
كلامك نيشان على صدري
بتسري عني احزاني وايامي
القادم او الثامن عسير جدا على بنات القصة دي باستثناء سلام
سلام دي مش هتتكسر ابدا في القصة دي اصلها عاجباني
اتمنى تعذري تبر لان البشر خطاءون وتبر تعد اقل المحيطين بها خطأ
لكن جريرتها الوحيدة انها بنت واننا مجتمع بيسلخ البنت بس
هي غلطانة من ساسها لراسها
لكن انا قلت القصة دي عن درجات السماح في قلوب البشر
اكيد فيه ناس هتسامح اكيد فيه ناس مش هتقدر تسامح
هل هتحظى تبر بالسماح يوما
وهل سيحظى مصطفى بسماح تبر له يوما
ربما ومن يدري
شكرا لكي

بنت أرض الكنانه 26-01-15 05:48 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
سعيدة ان الخواطر عجبتك
صراحة بداية كتابة السابع كانت القريحة ناشفة خالص مفيش خاطرة بتيجي على بالي مطلقا
لكن معمعة تبر خلتني انفعل واكتب لها كذا خاطرة
سعيدة ان البنات عجبوكي انا من الاول معتبرة ملك هي الاروع فيهن وزبرجدة اكثرهن جاذبية وتبر عند اختفاء نمشها تصير مبهرة ربما لم تشعر بنفسها جميلة بسبب نمشها رغم انه يكاد يتلاشى مع مرور الزمن بها
سلام ضحكتها حلوة لكن قلبها بئر اسرار ومش سهلة ابدا
هحط تصوري لشكل الابطال الذكور يا ميمي واتمنى يعجبك حبيبتي
اه اختي دي عسولة موت طيوبة اوي اوي بتقول اننا عيطتها بقصة تبر وجيهان نور قلت لها طيب استني وفري العياط كله لقصة زبرجدة وقيثارة لانهن هيفطروا القلوب
اه بتقولي صحتها ما تستحملش حبي الشديد للسرد ولازم انجز فقلت لها حاضر
نورك ميمي
انا حقا شاكرة لكي

الاميرة البيضاء 26-01-15 05:50 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مشمشة تنبهك ان الاحداث ليست بالضرورة ما حدث انما ما تعتقده تبر اشعل اجراس الانذار داخل عقلى
بدابه قلت اكيد مصطفى لم يقربها انما فقط اوهمها بذلك لكن ظهر خطئى بحملها
ثم سيطر عليّ هاجس انه تزوجها قبل ان يقربها وهى تحت تأثر المخدر لانه بعد حملها قال سأتزوجك عرفيا فقط وامنح ولدك اسمى هل هى حيله منه ليتزوجها وتصبح كسيرة عنده( لانه من بعد مادلين يخشي ان يظهر عواطفه فيجازى بالخيانه والصد)
وبهذا يكون ارضى قلبه المحب بقربها وكذلك ارضى عقله الخائف من علمها بحبه خشيه ان تتكرر فاجعته فى مادلين
لا ادرى لما احاول ان ابرر لمصطفى ولكنى لا انكر ان جزء ضئيل فى قلبى يشفق عليه ويريد ان يبرئه من الفعل المشين
خصوصا مع حبه الجارف لسوما لا اصدق ان المحب يؤذى حبيبه بهذا الشكل
المهم ان كان كل ما سبق من تخيلاتى هى محض هلوسه منى فتقبليها واعذرينى واعتبريها حماس قارئة احبت قلمك جدا وتفاعلت معه بما يرضي قلبها
وان كان فيها شئ من الصحة فأنا استحق جائزة كيكه بالشوكلا والكراميل- تخاريف ريجيم يا مشمش متاخديش فى بالك-
الخلاصة ان حياة تبر مأساة مكتملة الاركان ولى تعليق اخر بعد قليل

bluemay 26-01-15 05:59 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506707)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نورتي يا ميمي انا سعيدة انك تعاطفتي مع تبر وكرهتي مصطفي زيادة

النور نورك يا قمر ..
فعلا ﻷنه تخنها كتير ..
متبجح ومو شايف حدا .
ومو كل أصابعك متل بعضها يا بيك.

تبر غلطت لما هربت وما واجهت مشكلتها .
بس ما بلومها في ناس طبعها الهرب وما بتقدر تواجه.



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506707)
فعلا ياريت ميدو راح بس كان لازم ما يروحش
عشان اي عمل مستتر مشين لازم ينكشف

أممم فعلا مشان التشويق يزيد .. فعلا إنت مبدعة.



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506707)
على فكرة انا قلت ان الاحداث دي حصلت تبعا لمنظور تبر
هل منظور مصطفى مختلف
ربما ومن يدري

فعلا .. نسيت النقطة دي .
بتمنى بكون سوء فهم ويتحل سلميا [emoji5]



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506707)
اكيد فيه دم هيسيل الفصل الجاي
ومش دم حد واحد
عندنا دم هيسيل في قصة تبر وقصة ملك وقصة زبرجدة
فصل دق العظام فعلا

ليه كده بس يا بت ؟![emoji24] [emoji24]
رفقا بقلبي الصغير .. ما بستحمل العنف والله .
ترفقي يا اوختشي ولا تجعليني أبكي [emoji22]



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506707)
ربنا يسعد ايامك زي ما بتسعديني
ممتنة رقيك يا ميمي

آمين ويسعدك يا عسل
العفو حبيبتي هادا من ذوقك والله.



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506707)
اتمنى ما يكونش في النتفة اي ابتذال او جرأة
راعيت الله حين كتابتها صدقا ارجو اكون وفقت

لا الحمدلله كانت معبرة بإنضباط ودون أي أسهاب .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506707)
كلامك نيشان على صدري
بتسري عني احزاني وايامي

الله يكرمك
تستاهلي أكتر حبيبتي..



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506707)
القادم او الثامن عسير جدا على بنات القصة دي باستثناء سلام
سلام دي مش هتتكسر ابدا في القصة دي اصلها عاجباني

ههههه فعلا سلام قوية من غير ضعف خالص.
ماي فيفوريت تووو .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506707)
اتمنى تعذري تبر لان البشر خطاءون وتبر تعد اقل المحيطين بها خطأ
لكن جريرتها الوحيدة انها بنت واننا مجتمع بيسلخ البنت بس
هي غلطانة من ساسها لراسها
لكن انا قلت القصة دي عن درجات السماح في قلوب البشر
اكيد فيه ناس هتسامح اكيد فيه ناس مش هتقدر تسامح
هل هتحظى تبر بالسماح يوما
وهل سيحظى مصطفى بسماح تبر له يوما
ربما ومن يدري
شكرا لكي

العفووو

وفعلا من منا لا يخطئ ..
وآه من الظلم ما أصعبه .

سعدت بمناقشتك
لك خالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 26-01-15 06:09 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اووووووووووووووووو مشمشه بطلاتك صواريييييييييييخ الجميلات المعذبات
نرجع للتعليق على الاحداث
ميدو جسد حقارة انسان يتجرد من الضمير بكل اشكاله بدايه من استغلال ضعف تبر وجرها لطريق الشيطان-مازلت لا اعذر تبر فى خطأها- وحت اقترى عليها وشهد عليها بالفاحشة الكبرى والحمل سفاحا منه
ارى ان القادم من حياة سوما سيكون معاناه خالصة-كان الله فى عونها-
افتقد باقى بطلاتك فى هذه النتفه(عجبانى قوى كلمه نتفه دى)
فى انتظار جديدك لكشف باقى الاسرار وازالة الغموض
مع خالص دعائى بالتوفيق لك مشمشه

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:10 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3506710)
مشمشة تنبهك ان الاحداث ليست بالضرورة ما حدث انما ما تعتقده تبر اشعل اجراس الانذار داخل عقلى
بدابه قلت اكيد مصطفى لم يقربها انما فقط اوهمها بذلك لكن ظهر خطئى بحملها
ثم سيطر عليّ هاجس انه تزوجها قبل ان يقربها وهى تحت تأثر المخدر لانه بعد حملها قال سأتزوجك عرفيا فقط وامنح ولدك اسمى هل هى حيله منه ليتزوجها وتصبح كسيرة عنده( لانه من بعد مادلين يخشي ان يظهر عواطفه فيجازى بالخيانه والصد)
وبهذا يكون ارضى قلبه المحب بقربها وكذلك ارضى عقله الخائف من علمها بحبه خشيه ان تتكرر فاجعته فى مادلين
لا ادرى لما احاول ان ابرر لمصطفى ولكنى لا انكر ان جزء ضئيل فى قلبى يشفق عليه ويريد ان يبرئه من الفعل المشين
خصوصا مع حبه الجارف لسوما لا اصدق ان المحب يؤذى حبيبه بهذا الشكل
المهم ان كان كل ما سبق من تخيلاتى هى محض هلوسه منى فتقبليها واعذرينى واعتبريها حماس قارئة احبت قلمك جدا وتفاعلت معه بما يرضي قلبها
وان كان فيها شئ من الصحة فأنا استحق جائزة كيكه بالشوكلا والكراميل- تخاريف ريجيم يا مشمش متاخديش فى بالك-
الخلاصة ان حياة تبر مأساة مكتملة الاركان ولى تعليق اخر بعد قليل

مرحبا اميرتنا
مشرقة يا اميرة
لما كتبت اول رواياتي تسنيم ودي رواية عاجباني احداثها خالص لكن لغتها مش حلوة خالص كنت بتعلم فيها الكتابة هعيد كتابتها ذات يوم لانها تستحق مني ذلك كنت بخلي الناس ابيض واسود
فقارئة قالت لي ان البطلة نقية بما لا يناسب حياتنا مفيش حد بالنقاء ده كله
انا بشوف ان النقاء موجود في حياتنا محيط بنا الا اني اقتنعت بكلامها لازم يبان اللي انا بحكي حكايته انسان
فتبر ومصطفى بشر
ومن الحب ما قتل يا اميرة
يعني فيه درجة للحب مؤذية
اه انا قلت الاحداث ترويها تبر تبعا لمنظورها واه منظور مصطفى مختلف
مقدار اختلافه هيبان بس مش دلوقتي
وانا محجمة عن الكلام في هذا الامر
ليه الهدايا كلها اكل انا كمان بقول لحد لما تجيبلي هديه هاتلي اكل
ربنا ييسر لنا كلنا ونخس
بس من عينيا من غير صدق توقع او لا
كيكة شوكولا
[IMG]http://www.a9d2.com/wp-*******/uploads/2013/08/%D8%B4%D9%88%D9%83%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%83%D9%8A%D9%83_%D9%85%D8%B7%D8%A8%D8%AE%D9%8A.jpg[/IMG]
[IMG]http://www.a9d2.com/wp-*******/uploads/2013/08/%D8%B4%D9%88%D9%83%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%83%D9%8A%D9%83_%D9%85%D8%B7%D8%A8%D8%AE%D9%8A.jpg[/IMG]
فيه محل جنبنا بيبيع ترت هنزل اشتري واحده دلوقتي ودعي الريجيم ليوم اخر
حياة تبر مش مأساة انا بشوف حياة زبرجدة حياة توت حياة قيثارة هي المأساة
ربما لهذا لم اتوغل فيها حتى الان لانها منطقة شائكة بالنسبة لي كثيرا ومرعبة جدا
ربنا ييسر الخير هنشوف عما ستسفر الامور

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:13 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
http://www.google.com.eg/url?sa=i&so...22374879955196
لكي اميرة

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:14 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
هي التورته مش راضية تيجي
هجرب مرة كمان
[IMG]http://www.a9d2.com/wp-*******/uploads/2013/08/%D8%B4%D9%88%D9%83%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%83%D9%8A%D9%83_%D9%85%D8%B7%D8%A8%D8%AE%D9%8A.jpg[/IMG]
http://4.bp.blogspot.com/-yuOzH9FkYm...olate-cake.gif

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:15 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
[IMG]http://www.foodess.com/wp-*******/uploads/2011/03/DSC_0215.jpg[/IMG]

bluemay 26-01-15 06:17 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
هههههه

الله يسعدكم يا حلوات ...

ومبسوطة بطلتك معنا أميرتي ..

عجبني تعليقك اللي بدل على تعمقك بالرواية الرائعة وأذكر ...


رائعة يا زهرتي وبعجبني فيك عفويتك وسجيتك الحلوة ..

بس خفي شوية من المآسي ورشي حبة فرح وخلينا ننبسط فيهم حبيبتي.


لكن ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 26-01-15 06:17 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مشمشه فيه روابط فى ردك مش مفعلة

bluemay 26-01-15 06:20 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
ههههه

هاي التورتات اللي هربت أميرتي ...



أنا فتحت معي وحدة مليانة شوكولاتة

سوري ما اقدرت أقاوم فقضيت عليها [emoji16]



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 26-01-15 06:21 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506721)
هي التورته مش راضية تيجي
هجرب مرة كمان

يمى يمى يسلم لى الحلو هو ده الكلام شيكولاتة لذييييييييييييييييييذة

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:22 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3506713)
النور نورك يا قمر ..
فعلا ﻷنه تخنها كتير ..
متبجح ومو شايف حدا .
ومو كل أصابعك متل بعضها يا بيك.

تبر غلطت لما هربت وما واجهت مشكلتها .
بس ما بلومها في ناس طبعها الهرب وما بتقدر تواجه.





أممم فعلا مشان التشويق يزيد .. فعلا إنت مبدعة.





فعلا .. نسيت النقطة دي .
بتمنى بكون سوء فهم ويتحل سلميا [emoji5]





ليه كده بس يا بت ؟![emoji24] [emoji24]
رفقا بقلبي الصغير .. ما بستحمل العنف والله .
ترفقي يا اوختشي ولا تجعليني أبكي [emoji22]





آمين ويسعدك يا عسل
العفو حبيبتي هادا من ذوقك والله.





لا الحمدلله كانت معبرة بإنضباط ودون أي أسهاب .




الله يكرمك
تستاهلي أكتر حبيبتي..





ههههه فعلا سلام قوية من غير ضعف خالص.
ماي فيفوريت تووو .




العفووو

وفعلا من منا لا يخطئ ..
وآه من الظلم ما أصعبه .

سعدت بمناقشتك
لك خالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

جميل اننا متفقين على حب سلام عشان تقويم ولد زي وليد ده عايز بنت لسانها طويل وحياتها مواقف مش اي كلام
اه انا متفقة معاكي مرة تانية ميمي لنكره الجريمة او الكبيرة لكن يجب الا نكره مرتكبيها فكلنا معرضون للوقوع في الخطأ والله هو المنجي وهو الرحيم
شكر لكي

الاميرة البيضاء 26-01-15 06:26 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3506723)
هههههه

الله يسعدكم يا حلوات ...

ومبسوطة بطلتك معنا أميرتي ..

عجبني تعليقك اللي بدل على تعمقك بالرواية الرائعة وأذكر ...


رائعة يا زهرتي وبعجبني فيك عفويتك وسجيتك الحلوة ..

بس خفي شوية من المآسي ورشي حبة فرح وخلينا ننبسط فيهم حبيبتي.


لكن ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

:55::55::55: ايوه هو ده الكلام شويه فرح مع الشيكولاته ومزاجنا هيبقى عال العال
منورة ميمى اطلالتك الاروع يا قلبى

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:30 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3506718)
اووووووووووووووووو مشمشه بطلاتك صواريييييييييييخ الجميلات المعذبات
نرجع للتعليق على الاحداث
ميدو جسد حقارة انسان يتجرد من الضمير بكل اشكاله بدايه من استغلال ضعف تبر وجرها لطريق الشيطان-مازلت لا اعذر تبر فى خطأها- وحت اقترى عليها وشهد عليها بالفاحشة الكبرى والحمل سفاحا منه
ارى ان القادم من حياة سوما سيكون معاناه خالصة-كان الله فى عونها-
افتقد باقى بطلاتك فى هذه النتفه(عجبانى قوى كلمه نتفه دى)
فى انتظار جديدك لكشف باقى الاسرار وازالة الغموض
مع خالص دعائى بالتوفيق لك مشمشه

انتظري الابطال بفتش عنهم الان بخرم ابرة وهنزلهم لتقريب الصورة ايضا
هو فيه نقطة يعني غريبة شوية
ليه السلطانة تبعت حد يهدد ميدو ؟!!!!!!
النقطة دي لها تفسير برضه بس مش دلوقت
وضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج
انسي تبر خلاص الفصل الجاي لا هي هتموت لا مصطفى هيموت تفتكري مين فيهم هيخلص عالتاني هههههههه ومن هيدخل السجن ولا مش ده اللي هيحصل
ومن يدري
هي جرأته عليها عرف اسرارها وبقى افترائه عليها مصدق
تبر غارقة في الوحل الذاتي هي بتحب العذاب بتحب تتعذب وتتهان وهي عارفة كده عن نفسها
شخصية صعبة حتى في التفكير فيها
نتفة انا مخترعة الكلمة دي هههههههههه
اصلي مؤمنة ان الرواية نتفات اي امزجة مختلفة مترابطة
ربنا يكرمك يا اميرة
وربنا يكرمنا ونحول الدايت لواقع ملموس
[IMG]http://www.foodess.com/wp-*******/uploads/2011/03/DSC_0215.jpg[/IMG]
شكرا لكي

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:31 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...z318hUzMJLXh9A
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...TKunBEJgJnGbrA

الاميرة البيضاء 26-01-15 06:31 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3506725)
ههههه

هاي التورتات اللي هربت أميرتي ...



أنا فتحت معي وحدة مليانة شوكولاتة

سوري ما اقدرت أقاوم فقضيت عليها [emoji16]



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

هههههه
صحتين وهنا يا ميمى
مطرح ما يسرى يمرى-دعوة من التراث الشعبى للمصريين-

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:35 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
هي روابط لتورتات يا اميرة بعضها ظهر بعضها لا
اوكيه الفصل الجاي مش مليان دم وقتل اه لكنه رومانسي
ازاي بقى ما اعرفش
فيه حتة رومانسية كده يتيمة لاحدى البطلات
ربنا يسهل
خلاص هينزل فصل الاسبوع ده حتى لو نتفة من التامن هحاول والله
شكرا لكم

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:36 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
احتمال اسم القصة يتغير
ل
حجر القمر
او
حمامة الأرباش
ربنا يسهل

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:40 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اللهم لك الحمد على كل نعمة انعمت علينا في القديم او الحديث
ولك الحمد حتى ترضى
ولك الحمد اذا رضيت
ولك الحمد بعد الرضا
الحمد لله

الاميرة البيضاء 26-01-15 06:40 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3506730)
انتظري الابطال بفتش عنهم الان بخرم ابرة وهنزلهم لتقريب الصورة ايضا
هو فيه نقطة يعني غريبة شوية
ليه السلطانة تبعت حد يهدد ميدو ؟!!!!!!
النقطة دي لها تفسير برضه بس مش دلوقت
وضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج
انسي تبر خلاص الفصل الجاي لا هي هتموت لا مصطفى هيموت تفتكري مين فيهم هيخلص عالتاني هههههههه ومن هيدخل السجن ولا مش ده اللي هيحصل
ومن يدري
هي جرأته عليها عرف اسرارها وبقى افترائه عليها مصدق
تبر غارقة في الوحل الذاتي هي بتحب العذاب بتحب تتعذب وتتهان وهي عارفة كده عن نفسها
شخصية صعبة حتى في التفكير فيها
نتفة انا مخترعة الكلمة دي هههههههههه
اصلي مؤمنة ان الرواية نتفات اي امزجة مختلفة مترابطة
ربنا يكرمك يا اميرة
وربنا يكرمنا ونحول الدايت لواقع ملموس

شكرا لكي

لااااااااااااا شكلك ناويه على اجرام فى حق الجميلات
علاقة السلطانه بميدو هل لها علاقة بزبجدة وما سمعته يوم الحفلة؟ .......... اتوقع
الا اذا كنتى ناويه تعملى لنا مفاجأة تانية عن علاقتهم
الدايت متفكرنيش يومى النهاردة زبادى وبرتقال همووووووووووووت:o9Y04826::o9Y04826:

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:52 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
لانه شخصية مهمة رائد
[IMG]https://lh6.googleuser*******.com/-Pa2KnSYi7iY/AAAAAAAAAAI/AAAAAAAAAA4/XI7klgVm7EM/photo.jpg[/IMG]
مصطفى
http://www.meredy.com/meredysplacewa...wpnewman02.jpg
علي
http://images5.fanpop.com/image/phot...-1400-1050.jpg
http://ilarge.listal.com/image/40592...ock-hudson.jpg
http://imgc.allpostersimages.com/ima...ock-hudson.jpg
http://images5.fanpop.com/image/phot...40-434-519.jpg
سلمان
[IMG]http://www.radioma3ak.com/news/wp-*******/uploads/2014/10/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%82%D8%A7.jpg[/IMG]
[IMG]http://www.cairoportal.com/*******/Upload/large/920141914410.jpg[/IMG]
ولسه وليد
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...kgYHLjk9oHwpAU
https://www.algosobre.com.br/images/...James_Dean.jpg
منصور
http://www.eremnews.com/erempictures/main/_53107.jpg

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:56 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
سلمان
http://www.mojazeg.com/files/images/103661.jpg
رائد
[IMG]http://www.dubaicalendar.ae/media/thumbnail/*******-image-670-503/550d104fc7073869b4b3feec23985e6c/20120911_Enrique-Iglesias.jpg[/IMG]
[IMG]http://www.dubaicalendar.ae/media/thumbnail/*******-image-670-503/550d104fc7073869b4b3feec23985e6c/20120911_Enrique-Iglesias.jpg[/IMG]

الاميرة البيضاء 26-01-15 06:57 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
فتحت عندى صور التورتة
قلبى الصغير لا يتحمل
هئ هئ هئ هئ
بقولك زباااااااااااااادى:Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52:

بنت أرض الكنانه 26-01-15 06:57 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
رائد
http://www.3arabsports.net/UserFiles...%D8%B3/(2).jpg

بنت أرض الكنانه 26-01-15 07:00 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
خلاص يا اميرة
زبادي استوعبت
انا كمان على فكرة عاملة دايت بقالي ست سنين بس عمره ما اكتمل
ربنا يكرم واصمد لشهر يتيم
مش علاقة اوي
بس الحياة مليانة شر كتير اوي
ربنا يسهل ومن يدري

بنت أرض الكنانه 26-01-15 07:02 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
ربنا يكرمكم ربنا ييسر واعود عند نهاية الاسبوع بنتفة جديدة ومن يدري

bluemay 26-01-15 09:42 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
آمين وإياك

وبإنتظارك رح نكون يا قمر ...





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 27-01-15 12:57 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
ربنا يسهل انا فعلا مشغولة جدا الاسبوع ده بس هحاول كرمكم معي فاق النطاق فعلا ربنا يكرمكم

bluemay 27-01-15 09:19 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
آمين

وربي يوفقك لمرضاته ..

بإنتظارك بشووووق ..

لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 28-01-15 09:35 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
شكرا لرقتك ميمي اتمنى اكتب شيء جميل قادم باذن الله ارق التحايا لكي

bluemay 29-01-15 09:54 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
العفو حبيبتي

وبإنتظارك بشوووق ..

لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 29-01-15 06:04 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مسا الخير عليكم يا بنات
مشمشه وميمى اخباركم يا قمرات

bluemay 29-01-15 06:32 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
مسا النووور

هلا والله

الحمدلله بخير ... وإنت طمنيني عنك .




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 29-01-15 11:23 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم
اهلا وسهلا بميمي الحلوة وباميرة العسولة
انا بخير
الله ييسر الخير يمكن اخلص كتابة الفصل بكرة يمكن بعده مش مستعجلة تخريجه مادام لسه بينمو ولسه محتاج دعمي
دعواتكم بالتيسير
ارق التحايا لكم

bluemay 30-01-15 11:42 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
وعليكم السلام

الله يوفقك وييسر امورك

ولا يهمك بإنتظارك رح نكون ...


لك ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 31-01-15 11:40 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
السلام عليكم
لميمي الزرقاء
ولاميرة البيضاء
الظروف اللي حصلت في مصر سدت نفسي
انا مسافرة اخر الاسبوع ده ايضا
فلو ما اتقابلناش يوم الاربعاء مع بارتوت جديد يبقى نتقابل الاحد من الاسبوع المقبل باذن الله
لا تقلقوا ملتزمة بانهاء تلك القصة وفك طلاسمها باذن الله
بس دم المسلم علي المسلم حرام
وربنا لم يحل قتل النفس بغير النفس او بغير افساد في الارض
ربنا يهدي احوال المسلمين
خالص اعتذاري لكم
نلتقي غالبا الاحد من الاسبوع المقبل لان ظروفي الاسبوع ده كما نوهت مسبقا فعلا عسيرة
شكرا لكم

bluemay 01-02-15 08:34 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ربي يفرجها عليكم حبيبتي

ولا يهمك بإنتظارك يا قمر...

لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 03-02-15 07:03 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
فى انتظارك ان شاء الله يا مشمشه
ربنا بفرجها علينا وعلى كل المسلمين يارب

بنت أرض الكنانه 05-02-15 06:30 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
ممتنة رقيكم لكم تحياتي طلبت تغيير اسم القصة لحمامة الأرباش
ونلتقي في غضون وقت قليل باذن الله شكرا لكم

الاميرة البيضاء 05-02-15 06:21 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3508979)
ممتنة رقيكم لكم تحياتي طلبت تغيير اسم القصة لحمامة الأرباش
ونلتقي في غضون وقت قليل باذن الله شكرا لكم

ايه معنى الارباش اسم مكان او لها معنى اخر

بنت أرض الكنانه 06-02-15 05:40 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
هو حمام عادي خالص يا اميرة ولكن يرجع اصل تسميته لحمام الراهبة نظرا لتشابه تركيبة الوانه بلباس الراهبات
يعني يفكرنا بانجيلا كده

bluemay 06-02-15 11:52 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
أسم مميز


بإنتظارك بشوق حبيبتي زهورة ....



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 06-02-15 11:59 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
يسعد اوقاتك يا ميمي اتمنى يعجبك البارتوت اشرع للانتهاء منه ربنا ييسر وما يكسفنيش

بنت أرض الكنانه 06-02-15 07:26 PM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أتمنى من يقرأ تلك القصة أن يعقب عليها
أهدي هذا الفصل لشقيقتي العزيزة معتذرة لكم جميعا عدم تمكني من إنهائه اليوم فلقد سالت دموعي بغزارة فيه
اتمنى ما تفضلش القصة دي محزنة انا صحتي هتروح كده
الثامن
دم الغزال
*مصطفى*
استقل سيارته والتهم بها الطرقات بذهن شارد... كاد لأكثر من مرة أن يرتطم بمارة... أو بسيارات أخرى مسرعة لولا رحمة الرب، أحلَّ الأزرار العلوية من قميصه، ومرر أنامله في فروة رأسه ليصير شعره متشعثا فوضويا، تلف هندامه ومادت به الدنيا وسرت فيه رعدة ابتلاء، أن يستشعر خيانتها شيء.... وأن تصير واقعا ملموسا شيئا آخر مختلف تماما، اقتحمته أفواج الأنين الكثيف لتحيله شظايا متبعثرة، قلبه كما رماد اشتدت به الريح في يومٍ عاصف، لا.... سيُلْحِق بها عذابا غليظ، سيذيقها من فنون الوصب الشتَّى الكثيف، لن يتداعى ويستحيل جثة هامدة لتواصل انحلالها حتى الرمق الأخير، وتمرغ شرفه أكثر من هذا بكثير....
لن تعربد على عرضه مع رجال آخرين
سيسد عليها مياسم الهواء
سيزهق روحها الخائنة عله يستريح
توجه نحو مكتبه.... ولم يلج لبيته أولا....
أفرغ على مسامعه حواراتها مع ذلك الرقيع.... وقرأ رسائلها له بنهم... وبتمعن مخيفين.....
أعاد الإنصات للتسجيلات مرات ومرات....
ومرت أعينه على أحرف رسالاتها لذلك الفاسد لفينات متوالية وكأنه يجلد نفسه بالسياط....
ويستلذ تعذيب نفسه بلا أدنى إشفاق على الذات...
توقف عقله على تلك الرسالة التي بعثتها سوما مرة لميدو ذاك...
(( تقاربنا يوهن مفاصلي، ويحيل عظامي ماء، ويذيبني أنثى تفيض بالأحاسيس، وكأني كنت ميتة قبلك، تلاحمنا يسويني مليكة على عرش السرور والابتهاج، كنت ظمآنة للحب مسبقا وبتجليك شمسا في حياتي استحلت متعطشة له أكثر... ولكن معك أنت فقط!!!!... زرعت الأحاسيس في جسدي وأولجتني أتنفس حية من جديد، كنت هالكة في بوتقة تكدر وتعاسة، وكأني امرأة تشع حياةً على يديك، أُنْفِق عمري كله لأكون لوهلة بين ذراعيك!!!))
عند تلك النقطة طفح كيله ونفذ معين صبره تماما.....
وألقى كل مستندات تمرغها في الخطيئة أشلاءً متناثرة على الأرضية
سيُسَلِط يده حبلا متينا حول عنقها
سيذيقها بأسه
وسيفتك بروحها الساقطة
وهوى بقبضته المضمومة - بحدة طائلة - على سطح مكتبه....
وانطلق باندفاع مجنون صوبها وأعصابه مشتعلة وثائرة
*تبر*
كانت حماتها مريضة أكثر من كل المرات المنصرمة، صوت تنفسها متلاحق، وكأنها تشق لترتشف حفنة ضئيلة من الهواء، ساقطة في غيبوبة عميقة جدا لا تصدر عنها أية تحركات، ومن فرط ارتعاب تبر هاتفت الطبيب ليواتي المنزل في ساعة متأخرة من الليل، استغربت وهلعت قليلا من تأخر مصطفى في الأوبة ولكنها لا تخابره مطلقا، لو كان موجود لأزاح عبء مرض أمه من على كاهلها ولكنه لم يلج بعد، التوت شفتها ساخرة واستقرت تلك الفكرة في عقلها، ربما يعبث مع فتاة طالحة الآن وهي متكدرة بسبب مصاب أمه، كلمات الطبيب قذفت الرعب في قلبها، أكد على مخاوفها، تلك المرة ليست كأية مرة منقضية، حماتها مصابة بالتهاب رئوي عنيف، وتحتاج النقل فورا للمشفى، يستحيل علاجها في المنزل!!!!
شرعت باب حجرة حماتها وهي تتجاذب أطراف الحديث مع الطبيب وتشكر له قدومه في مثل تلك الساعة المتأخرة
فارتطم بصرها بهيئة زوجها الفوضوية المخيفة..... كان الشر يستطير من أحداقه
وكان ينقل بصره بينها وبين الطبيب وكأنه يرتاب في وجود علاقة آثمة بينهما....
تبر قارئة جيدة لانفعالات مصطفى....
رفعت صوتها قائلة بنبرة ذات مغزى، وهي تتداخل معه بصريا، وتنكس رأسها قليلا " أمك تتداعى، تحتاج الانتقال فورا لأقرب مشفى"....
هرع مصطفى ليطمئن على أمه، وفي غضون دقائق قلائل كانت قابعة في مستشفى الزبدة محاطة بكافة أشكال العناية الطبية....
أسندت تبر رأسها على حائط الرواق ورفعت رأسها وأسدلت أهدابها
حماتها امرأة شحيحة المشاعر، سليطة اللسان، تمطرها بحجارة من الإهانات، ولكنها تدرئ عنها سموم سلام، وتقلبات مزاج مصطفى، هي حائط أمان بالنسبة لها.... لو فقدتها كيف سيكون حالها!!!!
هرولت سلام صوب المشفى بمجرد معرفتها بسقم والدتها، ولازمتها، ومرت ساعات عليهم جميعا وهم محيطون بها، لم تبرد انفعالات مصطفى ولكنها تأجلت قليلا، قرر مصطفى الأوبة للمنزل لطمأنة منصور وياقوتة، وبحجة إرجاع سوما للمنزل فلا يصح غياب كل الراشدين عن البيت لوقت طويل، وهكذا جرجر سوما ورائه ودفع بجسدها في السيارة وألغى المسافات كي ينفرد بها ويستوفي حقه منها....
ياقوتة انكمشت على نفسها حينما تيقظت ولم تجد أحدا في المنزل سوى الخدم وشقيقها، وقبع منصور بجوارها على سريرها يهدهدها ويطمئن خلدها، وخابر أبيه وعلم بمصاب جدته، فأنبأ أخته بلطافة أن جدتهما قد ألمت بها وعكة صحية طفيفة، وأن والديهما وعمتهما برفقتها، إن الأيام تمر ثقيلة عليه، جدته وعمته تحاولان عدم إهانة أمه أمامه، ولكن الكلمات تفلت منهما في بعض الفينات، تناهى لسمعه مرة وهو على وشك شرع باب حجرة جدته ليتسامر معها حوارا ضمها مع عمته....
العمة سلام " تلك الخبيثة نكبة يا أمي وحطت علينا، أنا لا يروقني زواج أخي من ساقطة أبدا!!!!".... اندفعت العمة قائلة بتوليفة من التذمر والإحباط
ردت عليها جدته وهي تحتويها " سيقينا الله شرها يا ابنتي، أنتِ فقط لا تقلقي، مصطفى ينبذها ويحتقرها، ونحن نعرف حقيقتها المشينة المقرفة، ستعيش في بيتنا دوما مُصَعَّرة الخد، غريبة وذليلة!!!!، لن تتحصل على قرش من مصطفى في حالة وفاته فلقد تزوجها عرفي، أفصح عن ذلك في نوبة ثورة ألمَّت به وأنا أوبخه لزواجه من تلك المعدمة الفقيرة، وأُزْبِد في الحديث عما يمكن أن يحيق به على يديها، هي لن تستفيد من إزاحته من الحياة شيء، لذا فهي لن تمسه بضير أبدا، ولو لعبت بذيلها من جديد سننفيها خارج حياة أولادها، ولن نخسر النذر الكثير، هي أسيرة لدينا يا ابنتي، تتجرع المهانة والاحتقار، ولو تناهى لفكرها مجرد خاطرة خيانة مصطفى سنلف سلسلة من لهيب أزرق حول عنقها، هي لن تفلت بأية فعلة معيبة ترتكبها"....
حوارات أخرى تناهت لسمعه في غفلة عمن يلقيها أكدت على مسلك أمه المخزي المشين
لربما لهذا لا يطيق الاقتراب منها.... هو منسلخ عنها.... ويجافيها ويبتعد عنها.....
انتزعته شقيقته ياقوتة من شروده وهي تهزه برجرجة لينتبه لها " فيمَ تفكر؟؟"
تنهد منصور وأجابها وهو يصطنع ابتسامة مضيئة " في عيون ياقوتة الغابية الجميلة"....
زمت ياقوتة شفتها وأعربت بسخط " أنتَ تسخر مني، عيوني ليست جميلة، العمة سلام أخبرتني يوما أنني منغولية دميمة"..... ونكست رأسها وغالبت ترقرق دمعها....
انزعج منصور من منحى تصرفات عمته مع شقيقته، سيحمي ياقوتة بروحه!!!، وسيقف في وجه كل من يهينها ويقزمها، لن يسمح لأحد بأن يؤذيها أبدا، سيطلب من عمته الامتناع عن الاستخفاف بياقوتة، ولو لم تلبي سيخبر والده، ولو لم يتخذ تصرفا رادعا سيفر منصور مع ياقوتة، ويترك هذا البيت الذي يحطم اعتداد شقيقته بنفسها!!!!!
كبح مصطفى زمام الفرامل بغتة دافعا برأس تبر ليرتطم بالإطار الزجاجي الأمامي للسيارة
ومحدثا عاصفة ترابية عاتية.... وصريرا مرعبا مدويا....
هرول مصطفى صوب تبر ليشرع لها السيارة، اعتبرتها لوهلة بادرة محبة واعتناء، فانشرح لها قلبها، ولكنه أوأد أحلامها سريعا باشتداد قبضته حول معصمها وسحبها ورائه، حاولت تبر التملص منه وهي تحاوره بنبرة لينة مستعطفة " لا داعي لجرجرتي هكذا، سأتبعك أينما تريد، ولكن فك أسري، أنت تدمي رسغي هكذا!!!"
كانت ياقوتة تقفز على السرير متهللة وصائحة " أبي وأمي ولجا، ذاك صوت سيارتهما، سألتحق بهما"....
وهي تعدو صوبهما أردعتها قبضة منصور التي التفت حول رسغها.... وأخبرها بلطافة وهو يفتعل ابتسامة متقنة و يبسط أنامله حول لحم أكتافها " دعيهما الآن يا ياقوتة، هما بحاجة لفسحة من الراحة، لا ريبة أن مرض الجدة لم يسمح لهما بإغماضة الجفن طوال الليل"...
تذمرت ياقوتة وهي تبرز شفتها السفلى إمارة امتعاض " أريد الاطمئنان على جدتي، أرجوك يا منصور اسمح لي باللحاق بهما"...
رفع منصور سبابته تجاهها وأعرب بصوت ملؤه الحنق منها وهو مكشر عن أنيابه " أنتِ لا تقدري ظروف أحد أبدا، أخبرتك أنهما متعبان ولكنك لا تعبأي سوى لنفسك"...
افترشت ياقوتة متكأ مجاور لها وأعربت بصوت أبح خفيض " أنا لست هكذا، أنا ياقوتة الطيبة، حسنا سأدعهما يستريحان ولكن طمئني على جدتي، أرجوك يا منصور".... أخبرت أخيها بضراعة طفولية عذبة
صوت الصرير المدوي أثار ريبة منصور، والده هادئ ومتزن، ويوقف سيارته بسلاسة وبدون ضجيج
لا ينبغي لياقوتة أن ترتحل في إثر والده الآن فهو متلبد المشاعر في تلك الوهلات بكل تأكيد!!!!
هل أمه برفقته؟!!!!
هل هو لهذا متعكر المزاج؟؟....
يجب أن يعرف.... وتلمس منصور الطريق نحو حجرة والدته بحذر وحرض بالغين.... منتبها لوجوب ألا يُحْدِث ضجيج
شرع الباب وألقاها كومة على الأرضية....
اصطدم بصره وهو يحرك رأسه بصورة لها مزينة بإطار كريمي على منضدية الزينة ..... وجهٌ يعبق بحدائق الياسمين، وعيونٌ تطل منها سِدْرَات النعيم، وملامح تشي ببراءة لا تفتر مهما مرت من سنين، إنها واجهة مزيفة لحقيقة متعفنة، انتصبت تبر واقفة وهي تُثبت أقدامها مساميرا على الأرض كي لا يبرز ترنحها على إثر تجبر مصطفى على جسدها الرقيق
جابهته بقوة " أنا أراعي حالتكَ المتكدرة بسبب مصاب أمك، ولكنكَ تتمادى وأنا منكَ اكتفيت، سأتحصل على الطلاق منك، وسأعثر على وظيفة مناسبة، وسأعيل أطفالي، أية محكمة ستمنحني حق الحضانة، فأنا الأم وأنا لا أنتوي الزواج لأبد الآبدين، فلقد تسببت لي بعقدة لن تبارحني حتى رمقي الأخير، لم أعد أطيق صبرا مع قساوتك وغلظتك، لتُفْرِغ تجبرك الذي تطمر به عجزك على امرأة أخرى سواي، فلقد طفح كيلي منك، أنتَ بغيض وشيخ يرتكب الفواحش بلا أدنى رادع أو ضمير"....
تلاقت نظراتهما وكأنما يتشاطران نفس الذكرى
تبر تخبر مصطفى على إثر زواجهما العرفي " تلك وثيقة مهترءة لا تعني لي شيء، أنا لا أعدك زوجي، ولكن لأجل طفلي سألتزم الصمت وأمنحك توقير وتبجيل الزوج"....
مصطفى يجيبها بعدم اكتراث لنزيف روحها على إثر امتهانه لها بذلك الزواج المنقوص الأركان " وأنا أيضا لا أعدك زوجتي، ولكنكِ إن لم تمنحيني كامل التوقير والاحترام سأذِرَكِ شظايا في الهواء"....
ازدردت تبر ريقها وأخبرته وهي تحفظ بقايا كبريائها " عظيم... اتفقنا وبما أننا لسنا زوجين، إياك أن تلمسني، لتشبع نزواتك الحيوانية بعيدا عني"....
كان يسوق السيارة بها وكانا متجاورين فشملها برمقة تقييمية مزدرية لها وأعرب بجفاء " كل النساء الأخريات أفضل منكِ، يفوقنك بأشواط!!!"
واستطرد مصطفى وهو يثبت نظره نحو الأفق الممتد أمامه " ولكن لو يوما استبدت بكِ الحاجة الملحة لرجل أنا لن أجد غضاضة لإشباع نزواتك الحيوانية، سألبيها لكِ برحابة، ولكن عليكِ أن تجثي على ركبتيك أمامي أولا"....
قابلته تبر بعنف لفظي فوري وهي تصر على أسنانها " لن يحدث مطلقا، أفضل الموت عن ذلك"....
كان لتبر فيض كبرياء يحجمها عن الانحناء لمصطفى لأبد الحياة، هو يريدها أن تطلب وتتذلل أولا وهي تحبذ الموت عن الانكسار أمامه والاستجداء!!!!!
هو لوثها... هو أهانها.... هو أحنى هامتها أمام نفسها.... هي تمقته بعنف مهما كانت تهواه..... لقد هوى بنجمها، وأحطَّ من شأنها أمام ذاتها... ولم يحمها بما يكفي من سياط لسان أمه وشقيقته... لقد وضعها في حياة قاحلة جدباء، لا تستمع فيها لكلمة حلوة تبل الريق، وتُنْبِت الأمل في حنايا روحها...
هو من دفعها لتتجاوز مع ميدو... هو السبب في كل ما أصابها من ابتلاء.... لقد استحالت كارهة لنفسها على يديه.... لقد صارت تتحاشى النظر لنفسها في المرآة....
قطب مصطفى جبينه وسألها بالهدوء الذي يسبق العاصفة " كيف ستتحصلي على حضانة ذرية مصطفى السلحدار؟!!!!.... بمسلككِ المستقيم.... بأخلاقكِ القويمة...."....
كان يتهكم عليها واسترسل في الحديث " أنا لا أظن ذلك يا سوما، معي مستندات تدينك أمام أية قضاء ستقفي أمامه، لا أحسبكِ ستحبي نشر غسيلك القذر أمام الأحداق"...
كان يدور من حولها وكأنه أرقم يدرس ضحيته من كافة الزوايا ليكون انقضاضه عليها مميت....
واستطرد مصطفى قائلا " غلطة عمري أني سترتك، كنتِ غير عذراء، امرأة مستهلكة جدا، ولكني غضضت الطرف وقررت الاعتراف بكِ كزوجة لأجل طفلي الذي حملتيه في أحشائك، حذرتكِ يا سوما، أنذرتكِ مسبقا ألم أفعل؟!!!!... إلا العبث... وإلا الخيانة... ولكنكِ نسيتِ... واتبعت أهوائكِ، وفَجَرْتِ... متعطشة لميدو وتنفقي عمركِ كله لتكوني لوهلة بين ذراعيه... تحملي طفلا منه يا سوما؟!!!!... لقد أحسنت إليك، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!!!، نقلتكِ من ضاحية فقيرة لقصر فسيح مزود بشتى صنوف الراحة، صنعتكِ امرأة محترمة من الحضيض، ستخسري أية قضية ترفعينها لتحوذي حضانة أطفالي يا سوما، أتدرين لمَ، ميدو.... الذي دبرتِ لاغتياله فضحكِ لي، كل ما وقع بينكما مسجل لديه، ومنحه عن طيب خاطر لي، أية قضاء قد ينصف أم ساقطة يا سوما... أية قضاء قد يعضد زوجة خائنة، أنتِ في العراء يا سوما، أنا أشفق عليكِ، اقتحمتني أفكار إراقة دمائك مرارا ولكني لدي أطفال يا سوما!!!!، ما يحجمني عن إيذائك سمعة أطفالي، لا أريدها أن تُخْدَش، لم تأبهي للمحافظة على نفسك ولو لأجلهما يا سوما أليس كذلك؟!!!!، ولكن لأجلهما أنا لن أفضحكِ ستلملمي أشيائك وتنقشعي، لأني رجل كريم لن أنبذكِ بدون ملابسكِ ومجوهراتك التي ابتعتهما لكِ بنقودي، لا أريدك أن تظهري في حياتي أنا وأبنائي مستقبلا، لو تناهى لعلمي محاولتك الاقتراب من ذرية مصطفى السلحدار سأبطش بكِ، لم أعطِكِ يوما وثيقة زواجنا العرفي ولن أمنحكِ الطلاق، استمري في ممارسة البغاء واكتسبي المزيد من المعاصي واللطخات لتتعفني في النهاية بالجحيم، لو فكرت في الزواج بآخر سأرفع عليكِ قضية تعدد أزواج وأزج بكِ في السجن، ولا... أنا لا أعطيكِ كارت أخضر لتستمري في الانحلال، لو دنستِ بدنك بلمسة طفيفة سأحيل حياتكِ جحيما صرفا، سيعرف أولادكِ حقيقتك العفنة، ستعيشي ناسكة رغما عنكِ يا سوما، وستؤوبي فقيرة لا تجد ما يسد رمقها، نسيت أن أخبرك لم أبتع لكِ يوما حلية حقيقية، كل مجوهراتك مزيفة، ومع مطلع كل شهر تخطريني بموضع مكوثك، وإن لم تفعلي سأصل إليكِ، أنا رجل فاحش النفوذ يا صغيرتي، وسأحتجزكِ حينها في قمقم يا ساقطتي، ألن تنبسي ببنت شفة يا سوما ردا على قولي؟!!!... انطقي يا باردة!!!!... أنتِ كلبة باردة".... ودفعها بقوة لترتطم رأسها بالحائط ولتتشقق منها الدماء.... كان مصطفى محتدم المزاج ثائر الأعصاب... كما ثور هائج لاحت أمامه قطعة قماش حمراء...
ردت عليه تبر بهدوء يُضاهي هدوئه المنصرم " دمرتني.... أتدري متى؟!!!... حينما خدرتني وسلبتني زهرتي ثم أنكرت أنكَ أخذتها، رفعت منذ ذلك اليوم طعم الملح الأُجَاج في فمي، لم تسترني أبدا يا مصطفى، أنتَ لم تفعل، أنت بمنتهى البساطة رميت بي لعائلتكَ التي كرهتني بسبب ما ظنته بي وأنتَ لم تأبه يوما لتوضيح الحقيقة لهم، نشبوا مخالبهم في عظامي، استحلوا رشقي بالسبات والشتائم حتى أمام أطفالي، لم تحسن لي يوما يا مصطفى أنتَ لم تفعل، أنتَ افترضت دوما الأسوأ عني وعشت في دور المضحي لأجل أطفاله، لست بريء يا مصطفى، أنتَ لست كذلك، أحللت لنفسك ما حرمته عليّ، تنغمس في المعاصي لتطفيء نيران شهواتك، وتضعني في خانة الناسكة الزاهدة بالإجبار، تُحَرِّم عليّ الشعور مثل بقية النساء وكأن هذا الشعور لم يخلقه الله بي، وكأني ساقطة لو أحببت الشعور بتقارب زوجي مني، ضعفت مرة أمامك وحملت بمنصور، احتقرتني لأني استسلمت لكَ، أنتَ احتقرتني يا مصطفى، ألا تخجل من نفسك؟!!!!... أنا التي أسألك لمَ لم تحفظ كرامة أم أطفالك ولو لأجل أطفالك؟!!!!... أنت ظالم ومجحف معي يا مصطفى، إياك أن تعيش دور البريء، التجاهل جريمة في عرف الأُسَر، وأنتَ تتعامل معي وكأني حفنة من هواء، وحينما تنتبه لي فذلك لترميني بتهديدات وتوعدات، أنا لا أستعجب أن يقول ميدو في حقي زور، فهو فاسد وأنتَ من أسقطني بين براثنه، نعم.... يحق لي اتهامك.... أنتَ المدان هنا يا مصطفى وليست أنا!!!!، كان بإمكاني أن أصير كنزك الثمين ولكنك صممت لأستحيل وحلتك القذرة، لم أخنك جسديا يا مصطفى، أتحدى أن يكون ميدو مهما لفق عني أن يستطيع إثبات واقعة الزنا عليّ بالبرهان، أنا أتحدى، أنا لم أرتكب الفاحشة معه أبدا فكيف أحمل طفلا منه، الفكرة نفسها تجعلني أشمئز وأرغب في تجشؤ القيء، ولم أخنك روحيا أيضا يا مصطفى، حواراتي مع ميدو تدخل في قائمة اللغو الفارغ، كنت أتملص منه ببراعة حينما يحشرني في كلام مثخن بالأحاسيس، لا أنكر أني استمتعت بحواره المنمق.... بإطراءاته التي لم أستمع لمثلها في حياتي، ولكنه حينما أحبَّ أن يتجاوز استفقت ورفضت بضراوة وشراسة، أنا رفضت خيانة نفسي يا مصطفى أكثر من ذلك، تريث في حكمك عليّ، أنا لست سيئة جدا، أنا وأنتَ أخطأنا، أنا أمد لكَ يدي فلا تنبذها كما عادتك، لا تظلمني بدون جناية جلية"....
تقدمت نحوه ببطء وكأنها خائفة من ثورة مجنونة تداهمه بغتة وجثت على ركبتيها بجواره وشخصت ببصرها نحوه وتوسلت
" سامحني يا مصطفى، لم أخنك جسديا، أنا أقسم لك، لو تبقت بداخلي دموع لذرفتها لكَ الآن علها ترقق قلبكَ نحوي، ولكن صدقني حتى الدمع يعصيني ولا يتشقق مني، فوحلتي أعمق من كل برك الدموع، كل ما بي متيبس يا مصطفى، أنا لازلت أحبك كما كنت، لم أكرهكَ يوما مهما زعُمت، اصفح عني وأنا أصفح عنك، ونعيش أسرة متحابة يرفرف من فوقها سرب حمام وتحيطها أغصان الزيتون في كل مكان".....
هي محقة هو أيضا مخطئ، هي تؤكد على عدم خيانتها الجسدية له، وهي تتضرعه الغفران لها، لو منحها صك الصفح وعاش بقية عمره في نعيم أحضانها، تلك ستكون جنته على الأرض، أرخى أهدابه يفكر في قولها، هو مغرم بها، وهو في عوز ملح دوما لها، وتبر ناعمة كما الحرير، رقيقة كما ملمس البتلة المتفتحة...
داهمت عقله ذكرى رسالتها لذلك الرقيع
(( تقاربنا يوهن مفاصلي، ويحيل عظامي ماء، ويذيبني أنثى تفيض بالأحاسيس، وكأني كنت ميتة قبلك، تلاحمنا يسويني مليكة على عرش السرور والابتهاج، كنت ظمآنة للحب مسبقا وبتجليك شمسا في حياتي استحلت متعطشة له أكثر... ولكن معك أنت فقط!!!!... زرعت الأحاسيس في جسدي وأولجتني أتنفس حية من جديد، كنت هالكة في بوتقة تكدر وتعاسة، وكأني امرأة تشع حياةً على يديك، أُنْفِق عمري كله لأكون لوهلة بين ذراعيك!!!))
إنها مرسلة من هاتفها، وهي تدمغها كساقطة، عنف نفسه كيف لوهلة استجاب لمكرها ودهائها....
بملامح متصلبة أراها الرسالة وطالبها بغلظة وهو يكبها على الأثير الخلوي " فسري"....
عقدت تبر حواجبها ودمدمت ما ظنه ستنطقه " لم أرسل له يوما مثل تلك الرسالة المشينة، أنا لا أدري كيف أرسلها من هاتفي".... بدت متحيرة جدا....
حرك مصطفى رأسه يمنتا ويسارا وأعرب بمزاج محتقن وهو يصر على أسنانه وأوداجه تنتفخ غضبا " وأنا لا أدري كيف مازلت أنصت لساقطةٍ مثلك، لو اعترفتِ بما تقترفيه من تدنيس لاسمي وسمعتي لربما غفرت لكِ، ولكن الآن.... محال أن أصغي لأية كلمة تتفوهي بها، في آذاني يحيى وقر من أحاديثك الناعمة أيتها الأفعى الفَاسِقة"....
وأحكم قبضة حول معصمها وجرجرها ورائه وهو يهدر " إلى الجحيم... وبدون أي شيء... ستخرجي من منزلي في التو لأبد الآبدين"...
حاولت تبر التملص منه فهو في غمار سحبه لها تسبب في كدمات ورضوض انتشرت على جسدها، فهي ارتطمت بحلية أثرية من الحديد المكسي بماء الذهب والمطعم بالجرانيت... دفعته تبر بقوة وهي تحتد عليه قائلة " اتركني يا بغيض.... سأهرول بنفسي خارج بيتكَ الكريه"...
لم تدري تبر أكانت دفعتها قوية جدا فعلا أم أن كونهما عند قمة السلم هو ما تسبب في تهاوي جسد مصطفى ليتدحرج على درجات السلم وليستقر عند نهايته مضرجا بالدماء....
كست تبر وجنتيها بيديها، وانسحبت الدماء من قاطبة جسدها، وتوسعت عيونها تحديقا بهول ما أحاقته بحبيبها، وتصلبت مكانها وتشرنق الوجوم من حولها لبرهة وجيزة جدا ومن ثم هرولت مندفعة نحوه وأمسكته من تلابيبه وصاحت هاذية وهي ترجرجه " أنتَ لن تموت بسببي يا مصطفى، سأترك الأطفال لكَ، لا أود حتى رؤيتهما مستقبلا، أنتَ تغمرهما بحبك وعطفك وهذا يكفيني، أنتَ بخير، رد عليّ".... ودقت على جناته بقوة علها تفيقه....
تناهى لسمع تبر صوت منصور وهو يدينها بقول غليظ وملامحه متصلدة قساوةً عليها
" أنتِ تريدين الإطاحة بأبي، أنتِ من دفعتيه لتخمد أنفاسه ويموت، أنا لن أسمح لكِ تولية الأدبار بجريمتك النكراء، ستنقليه وإياي فورا للمشفى، وإلا فسأخابر الشرطة بأنكِ دفعتيه بغية قتله، وسيضعوا الأصفاد في يديك"....
همهمت تبر بتخاذل ورأس مصطفى مستقرة في حجرها وهي توجه بصرها صوب طفلها " أنا لم أقتل مصطفى يا ولدي، أنا أحبه جما"....
هبط منصور الدرج بخفة وقوة، وهو يرعد فيها " أنتِ خنتيه لقد أنصت لكل شيء، وآخر جملة وجهتيها له وأنت تتملصي منه أنه بغيض وأنكِ تمقتي بيته الكريه!!!!!!"....
____________________________________
باريس
*مارسيلا*
شرعت مارسيلا الباب، وخطت نحو ليون المفترش لمقعد رئيس المؤسسات....
نهض ليون مع تجليها أمام ناظريه، وتقدم صوبها ليطبع قبلة على وجنتها ويحييها بعناق خفيف وتمتم لها مستحسنا تألقها ونضارتها " تبدين فاتنة مارو، يبدو أن أسبوع عسل مع حبيب القلب قد أنعشكِ تماما، صراحة أغار من آدمز فلقد اختطفكِ من قبضة العمة ليون"...
أفلتت مارسيلا نفسها منه وافترشت مقعد مجابه لمتكئه وعلقت بعبوس وهي تنفض آثار التصاقه بها باشمئزاز بيِّن وقرف واضح " دعك من الحوارات المنمقة يا ليون، لست مقربا مني ليكون لكَ الحق في الحديث عني وعن زوجي، علاقتنا تنحصر في العمل فحسب، تدور حول المصلحة الشخصية، ممنوعٌ عليك حتى إطرائي يا ليون، وأنتَ لست عمي... وأنا لا أعدك رجلا من الأساس، أنت محض جرذ خرج من جحره بعدما جُرِحَ الصديقي بوفاة ابنته الوحيدة، أنا أعرف حقيقتك يا ليون!!!!.. أنتَ حثالة.... شيء بشع ودنيء"
لدهشتها انفجر ليون مقهقها... وولج ليفترش متكئه الرغيد ويضع ساقا فوق ساق...
وأعرب لها وهو ينكب على مكتب الصديقي الذي يفصل بينهما " وأنا أيضا أعرف حقيقتك مارسيلا... أنتِ مجرد ساقطة ومدمنة للمخدرات والخمور، أشفقت عليها روكسان ودفعتها للعلاج وأمدتها بالنقود كي لا تعاود العمل في مهنتها المخزية!!!!، رفعتكِ من الحضيض، وجعلتكِ كيانا له بريق، فماذا فعلتِ بصديقتك يا مارسيلا؟؟... طمعتِ في خطيبها، ووضعتِ عليه العين، ونهشت الغيرة صدرك من فكرة تزوج روكسان بحبيبها آدمز!!!!، أثناء رحلة روكسان للتعرف على شقيقتها ملك وقع لها حادث دموي رهيب، نجت احدى الفتاتين، وعلمتِ بذلك، فشاركتِ معي في إيهام الجميع بوفاة روكسان، احتمالية أن تكون الناجية روكسان كانت بنسبة خمسين بالمائة، ولكنكِ طمستِ الحقيقة معي ليخلو لكِ وجه آدمز، استغليتِ تداعيه النفسي وتقربتِ منه بحجة مؤازرته وتعضيده، ورطتيه فيكِ، عوضا عن دفعه ليلازم روكسان في محنتها استقطبتيه حيالك، بعتِ صديقتكِ بثمن بخس يا مارو!!!!!... لأجل رجل تعج الحياة بأمثاله".....
وارتشف ليون نفس وأردف مستنكرا " ولأجل رجل دفعتِ بالصديقي للهاوية... الرجل انهار يا مارو وأصيب بأزمة قلبية عنيفة، كان من الممكن أن يموت، ليس في قلبك شفقة يا مارو، أنتِ أيضا حثالة.. وشيء بشع ودنيء، كلانا خائن يا مارو، أنتِ خنتِ لأجل رجل... وأنا خنت لأجل الوفر الكثير".... وبسط أنامله لتشمل براح الحجرة الواسعة المترامية....
ورفع إصبع سبابته نحوها واستطرد بملامح متصلدة " إياكِ أن تهينيني مرة أخرى، بيتك من زجاج فويلكِ إن قذفتِ بيتي بالطوب"
صارت مارسيلا ناكسة الرأس وهي تسأله بغمغمة واهنة وتشبك أناملها في قبضة متلاحمة " ما الذي تريده يا ليون؟؟... علاقتنا انتهت، ما عملنا لأجله سويا صار صرحا مهول، روكسان ميتة في نظر السلطات الفرنسية، وهي شبح امرأة تحيى خلف الجبس والضمادات، ليس منها خوف"....
سمَّر ليون بصره عليها " لمَ أتيتِ إلى هنا مارو؟؟"..
واستطرد وهو يدرس التغيير الذي طرأ على وجهها وتشتت نظراتها " أأخبركِ أنا... الشبح هاتفت منزلكِ الأرضي، غيرتِ رقم الخلوي الخاص بكِ بمجرد أن أتممنا التمثيلية على الصديقي وآدمز، ولكنكِ نسيتِ تبديل رقم أثيركِ المنزلي"....
وتشققت سحنة ليون عن ابتسامة كريهة وهو يردف " لمَ بدلتِ رقم هاتفكِ الخلوي يا مارو؟؟.... أكنتِ مرتعبة من اتصال الشبح بكِ يوما ما، استوليتِ على مكانها مارو، يحق لكِ الجزع والارتعاب، عدتِ من شهر العسل بالأمس وفوجئت باتصال مسجل على هاتفكِ من الشبح.... كان اتصالا واردا إليكِ من مصر، لا أرتاب في أنكِ حذفت الاتصال فورا، ولكن روكسان ستعاود المحاولة يا مارو، روكسان لا تعرف حقيقتك العفنة، هي تظنكِ صديقتها، نحن شريكان يا مارو، لم يكن من المفترض أن تدب الحياة في روكسان ولكنها بُعِثَت من تحت الأنقاض امرأة مفعمة بالحياة، روكسان حية بكل ما تحويه الكلمة من معنى!!!!، هي تمارس كافة طقوس الانغماس في الحياة!!!!... هي حية ومستوعبة استيلائي على موقع الصديقي، وتطلب معاونتكِ، أنتِ منذ البدء معي، تخاذلكِ الآن يعني احتقار آدمز ونبذه لكِ، أجل هي من هاتفتكِ، لا تبتئسي هكذا، هي متزوجة من ابن عمها، هي لم تعد مخلصة لآدمز!!!!، ولكنها أيضا تنفر من البقاء مع بعلها، هي ماكثة في قرية نائية تاركة إياه في أتون العاصمة"....
وتابع ليون " أنتِ تنشئين ابنها ألفونسو!!!، أنت تعتنين بحبيبها آدمز!!!، أنتِ من رأبتِ صدع فراقها لهما، أنتِ صديقة وفية متفانية.... من الممكن أن تظل تلك هي الحقيقة للأبدية ولكن عليكِ أن تتعاوني معي"....
لم تعبأ مارسيلا بكل ذلك فقط سألته بتمتمة " هل تزوجت فعلا؟؟"
رفع ليون أحداقه نحو السقيفة وأعرب بتأفف " تظل النساء على الدوام مضمحلات العقل، لا ينشغلن سوى بتوافه الأمور"...
وأردف متسائلا وهو يلوح بأكتافه" ما الذي ستستفيدينه لو أخبرتك؟!!"
همهمت مارسيلا وهي تمركز بصرها على نقطة في احدى الحوائط " لن أستفيد شيء"...
وأولجت بصرها إليه وسألته " ما هي خطتك؟!!!"
تنهد ليون وأعرب بقناعة " يجب أن يأفل نجم روكسان إلى الأبد، وأنتِ وسيلتي لتحقيق ذلك".... قطَّع كلمات الجملة الأخيرة وسط جحوظ عيون مارسيلا....
وأومأ ليون برأسه مصدقا على قوله وسط امتقاع لون وجهها ووقوف كل الشعر في بدنها وزوغان بصرها وتحشرج أنفاسها
_____________________
*أعمار زبرجدة*
ألقاها في كوخ حقير... ورفع الحواجز المادية بينها وبين حبيبتها توت، ينتقم منها بطريقته الخاصة، يخلفها محتجزة في بيت متهالك، ويضع الحراس أمام عتبة الدار الذي تقطن فيه...
ما الذي يعرفه ذلك المقيت عن العذاب؟؟؟
أيحسبه ذاقه حقا؟؟؟؟
فاضت عيونها بالدموع فهي للمرة الأولى منذ سنوات وحدها تماما....
تكومت على نفسها، وانسابت العبرات من مآقيها بلا نشيج، حينما كان سلمان في الغيبوبة نبذتها أمه أسماء، لم تسمح لها بالدنو منه مطلقا، ولكنها كانت تزوره يوميا ليس لأجل التمثيل فقط ولكن ليطمئن قلبها عليه.... في طريقها إليه كان صغار القرية يزفونها بعبارات تشبه الفحيح، كانوا يقذفونها بحجارة ويفجرون الدم من مواضع شتى في جسدها، سكت الكبار عنها ولكنهم أطلقوا الصغار ليكدروا صفو حياتها وليهينوها بالنذر الكثير، سحقا له ما الذي يعرفه عن العذاب.....
وغاب عقلها في جب الذكرى البعيدة...
كانت في الثامنة حينها، فتاة جريمتها فضولها، الكل يتحدث عن سراديق الغجر.... عن بنات الغجر.... الرجال يتحدثون أمام النساء باحتقار لهم واشمئزاز منهم... ويتحدثون فيما بينهم بالافتخار لفتوحاتهم وصولاتهم معهم.... بنات الغجر.... توت ذات أصول غجرية.... ولكنها تنكرها.... ولكنها تظل غجرية.... قررت أعمار أن تقتحم سراديق الغجر... أن تتعرف على بناتهم.... لترى من هن حقا....
ظلت توسوس لصديقتها الأثيرة حليمة لترافقها، وأخيرا أقنعتها، وتحت ستار الليل، حثت الصغيرة أعمار الخطى إليهم.... كان الغجر قابعين على أطراف البلدة... وهي تحاول الاختفاء عن الأعين مع حليمة أمسك بهما رجلا ضخم الجثة مخيف... وقال لهما وهو يكز على أسنانه " من أنتما أيتها المتسللتين؟؟"
كان بصره منصب على أعمار زبرجدة، فهي تبدو الزعيمة فيما بينهما، وفي غفلة عن أحداق الحارس فرت حليمة مخلفة ورائها زبرجدة وحيدة...
حدج الحارس زبرجدة برمقة متشفية فيها فها هي صديقتها قد فرت بنفسها وخلفتها وحيدة بين براثنه القاطعة....
أطالت زبرجدة النظر إليه وسألته " لمَ أنتَ مخيف هكذا يا عم؟؟... تبدو طيب القلب، لست شرير كما تدعي، أنا مجرد فتاة غلبها الفضول لترى ما يقع فعلا في سراديق الغجر، أنا منكم، أمي تكون زهر ابنة سكينة الغجرية.... أنا أعمار ابنة زهر ابنة سكينة"....
قابلها الرجل نظرا وأعرب وهو يتنهد " أنتِ أعمار زبرجدة شمس صالح التبريزي..."
وترقرقت الدموع من عيون الرجل المهاب وهو يردف " لأول مرة تتباهى فتاة صغيرة بأصلها الغجري!!!!.... كل الفتيات هنا يحلمن بالانسلاخ عن هويتهن، أنتِ لا تعرفين كيف يجعلون الحياة أمامنا مستحيلة، يستحلوا كل شيء فينا"....
ناشدته زبرجدة " لا تبكي يا خال!!!!.... وقوِّس بدنك لي قليلا لأربت على كتفك في مشاطرة معاناة"....
جثى الرجل على ركبتيه بجوارها وتمتم لها بضراعة " ارحلي يا ابنتي، أنتِ لا تعرفي معنى أن تدلفي لسراديق الغجر"....
نقلت زبرجدة بصرها في الربوع وأفصحت بتكدر بالغ " ليست لكم بيوت.... سقيفتكم السماء.... وحوائط منازلكم مجرد قماش لا يصد عنكم رياح... ولا يقيكم شر الزوابع.... اغفر لنا يا خال ارتضائنا أن تبيتوا في العراء ونحن متدثرون بالدفء والرخاء".....
بغتة ظهرت هي..... كانت كما البدر في ليلة التمام.... وكأن الأرض انشقت وأخرجت ظبية بارعة البهاء..
ودنت منها وبسطت أناملها على لحم كتفها وقالت متبسمة لها وهي تثني ركبتيها لتصير في مستوى نظرها " فتاة فصيحة اللسان.... تعرف أن جميع البشر إنسان، ينسى الكثيرون تلك الحقيقة يا فتاة، أدمعتِ عين محروس الجبار... وشققت ينابيع الحب في قلب زبيدة ابنة سليمة أخت سكينة... جدتكِ يا فتاة.... جدتكِ تكون شقيقة جدتي"....
سألتها أعمار لتستوثق منها " أنتِ تمتين لي بصلة قرابة فعلا؟!!!"
أومأت زبيدة برأسها وقالت لها " ولكن إياكِ أن تخبري أحد، سيؤذون زبيدة آنذاك، ستتفرجي على زبيدة وهي تغرد وبعد ذلك تؤوبي لمنزلك وزبيدة ستغضب منكِ جدا لو ولجتِ لهنا مرة أخرى، هنا الكثير من الأشرار، ليس كلهم مثل محروس الجبار!!!!"
ارتفع صوت موبخ لزبيدة " أسرعي هيا... الكل ينتظر على أحر من النار"....
انتقت زبيدة لزبرجدة موضع تتفرج منه ولا ينتبه أحد إليه
ووقفت على المسرح تحيي جمهورها وتمنحهم قبلات المحبة ومحياها ينضح بشاشة أحستها زبرجدة مصطنعة.... ولفت نظر زبرجدة وجود كل من عاب في الغجر ولعابهم يكاد يسيل على فتنة المهرة زبيدة...
((دم الغزال يسيل يا خال.... كانت القمر إذا اتسق وأخْرَج ظبية مليحة جدا يا خال.... كان قلبها نقي كما اللؤلؤ وكان عرضها مُصان، لم تكن عاطلة كما تلوكها الألسنة ويفتري عليها الذئاب، كانت غزال حلو جدا يا خال، أعماق الناس كانت مزينة بقبيح الفعل يا خال، لما ما عرفوا يطولوها افتروا عليها ظلما وبهتان.... ويل البشر من الظلم يا خال.... ينحل عود المظلوم... ويرشق سهم في جسد الغزال.... ويسيل الدم يا خال.... يسيل أنهار... وتروي خيوط النهر حكاية ما تجف ولو مر الزمان... هم في ضلال يا خال.... يقولوا شيء والفعل كان الشتان.... يحتقروا الغزال ولعابهم يسيل عليه.... يودوه خفية ويهينوه في حيز العلن وكأنهم ورعون يسبحوا ربهم ليلا نهار.... أنا مسامحاهم يا خال.... ودم الغزال لو سال تموت البراءة يا خال... أنا مسامحاهم يا خال))
شعرت زبرجدة بيد تمتد لتربت على ظهرها وطالعتها فتاة تقاربها عمرا ولكنها تصغرها سنا تحدق فيها بعطف ومواساة وأعربت لها بدمدمة " تبكين بسبب غناء أمي، هي تفضحهم، وهم يصفقون لها، هم لا يعوا حقيقتهم، أفتخر بسخرية أمي عليهم!!!!"
سألتها زبرجدة وهي تثقبها نظر " تبدين صغيرة لتقولي مثل ذلك الكلام"....
ردت عليها الفتاة وهي ترفع حواجبها " تُشيبنا الهموم.... وأنا أحمل أطنانا منها على عاتقي"....
سألتها زبرجدة " ما اسمكِ؟"
أجابتها " اسمي خديجة.... ويقال لي خوخة"....
ونهضت خديجة لتغادر فتشبثت بها أعمار وقالت لها " أود لو أتحدث معكِ أكثر"....
ردت عليها خديجة بغمغمة وهي تسير مبتعدة عنها وترفع قط أسود سمين وتحيط ذراعها حوله " سنلتقي يا زبرجدة حينما يريد الله، فقط حينما يريد".... وتوارت عن أنظارها بغتة وكأن الأرض انشقت وابتلعتها...
تناهى لسمع زبرجدة صوت طفولي يقول " لا تكترثي لأختي، إنها تعشق التدثر بالغموض، تجيد إسباغ نفسها بتلك الحُلَّة، تدعي أن جدتنا سليمة أورثتها تعاويذها"....
قطع على زبيدة الصغيرة ثرثرتها، نهر أمها لها " ألم أقل لكِ أن تلزمي حجرتكِ ليلا يا زبيدة، وهل خرجت خديجة كذلك، ألا تنصتا لكلام أمكما أبدا؟"
ردت زبيدة الصغيرة وهي تنكس رأسها إمارة خجلها من عدم الإصغاء لكلام أمها
" آنا آسفة أمي"...
ردت زبيدة الكبيرة وهي لا تلبث معقودة الحاجبين " تقبلته.... لمخدعكِ هيا"...
سألتها زبرجدة " بناتك؟!!!"
انحنت زبيدة نحو زبرجدة وعلقت " زبيدة في الثانية عشر ولكنها منقوصة العقل.... خديجة في السادسة فحسب ولكنها داهية متحركة... أحيانا أخاف منها، تعشق تربية القطط السوداء، وتأكل اللحم نيء، وتقوم بأفعال لو رويتها لكِ لن يغمض لكِ جفن لبقية الحياة".....
وتنهدت زبيدة وهي تردف " عودي لمنزلك هيا!!!!"
سألتها زبرجدة " من زوجك؟؟"
ردت عليها زبيدة بابتسامة " أنتِ حقا فضولية.... حبيب زبيدة وبعلها يكون محروس الجبار.... هيا عودي أدراجك.... حسنا تودي التعليق ألقي ما في جعبتك".....
قالت زبرجدة " تليقان ببعضكما، فكلاكما طيب"....
ضمتها زبيدة إليها وهي تتمتم لها بحنان " أنتِ أول واحدة تقول مثل هذا الكلام، الكل يُبخس من قدر محروس، ولا يعتبره جديرا بي، الحب موطنه القلب يا صغيرة ينمو من رحم الآلام.... ليست له مقاييس، هو فقط لدغة تصيبنا بغتة، وأنا متيمة بمحروس، ولكن إياكِ أن تخبريه بهذا الكلام، يغتر عليّ، ولا أستطيع الحديث معه بعد ذاك"....
ظهر محروس في نطاق إبصارهما فأمرته زبيدة " أوصلها فالوقت متأخر"...
ارتفع صوت زبرجدة " لا.... أهل القرية يعتبرونا رعاع، ولو أوصلتني سيعدونك قد ألحقت بي ضيرا، وقد يرشقونك بالحجارة يا خال!!!!!، أنا زبرجدة.... أنفذ في الحديد... وأتسلق النخلة مهما كانت شاهقة.... وسأعاود للمنزل بفضل دعواتكما لي.... سأتوحشكما.... لستما رعاع، أنتم مضطهدون ويحدجكم الناس بنظرة فوقية... وأنتم هم الأسياد... عرفت ما أتيت للبحث عن إجابة له".....
وزبرجدة تركض صوب منزلها استوقفها نداء زبيدة الكبيرة " انتظري يا صغيرة"....
استدارت نحوها فشملتها ابتسامة وجهها المضيئة.... اقتربت منها زبيدة الكبيرة وقالت لها " عيونكِ معجبة بلباس الغجر، وأنا سأمنحكِ هدية تتذكريني بها لبقية عمركِ، هيا اتبعيني"...
وأخرجت زبيدة من صندق ملابسها ثوبا حريريا أحمرا..... كان براقا ومبهرا.... الجزء العلوي منه كان من الدانتيل المزركش يزينه حزام مصاغ من عرق لؤلؤي، وينساب باتساع تدريجي ليصل لتتمته، يتناثر عليه تطريز فضي على هيئة فراشات في منطقة الخصر، ويزين ذيله التل النبيذي المطعم بحبات الاسترس الناعمة.....
شهقت أعمار مبهورة به.... واحتضنت زبيدة شاكرة لها روعة هديتها....
وولجت لمنزلها وأخفته في مكان لا يصل له غيرها....
برغم وعدها لزبيدة ألا تلج لهم مرة أخرى إلا أن شوقها لهم استبد بها.... فنكثت بيمينها وهرعت لملاقاة زبيدة، كان المكان مقبض خلاف المرة السابقة...
وكان الظلام دامسا ينشر سكونا مخيف....
توجهت زبرجدة نحو خيمة زبيدة فلقد عرفتها منذ التارة المنصرمة....
كانت زبيدة تكز على أسنانها وهي تعرب " ما خطبك أيها الغبي؟؟... قلت لكَ لن تنلني من جديد، ارحل قبل أن أصيح وأُحْدِث جلبة ليلتف حولك الغجر ويقطعونك إربا"....
رد عليها بنعومة كما الحفيف وهو يمد أنمله ليتحرك على ثغرها الممتلئ الجميل " كل الخيمات المجاورة لكِ قبضت ثمنكِ يا هرتي المتوحشة "....
وأردف "أنتم الغجر تفرطون في عرضكم بمنتهى السهولة واليسر... حتى محروس الجبار مع حفنة من النقود تركك لقمة سائغة لي وطار!!!!"
ردت عليه زبيدة والأنفاس تغص في حلقها والاختناق يرتفع كتلة في جوفها " أنت كاذب، محروس لا يفرط في شرفه أبدا!!!!"
تنهد شكري وأعرب " لا تصدقيني.... إذاً لمَ خلفكِ ورائه وسافر؟؟... هو لن يلج لكِ مرة أخرى، سيتزوج بأخرى شريفة، لم ينتهك جسدها رجال غيره.... أجل... لقد صدق الأسوأ عنكِ يا زبيدة، هو يظنكِ كنتِ معي بتتمة رضاكِ، رجل مثل هذا يستحق أن تدهسيه بأقدامك، سأجعلك ملكة على الأرض ولكن فقط كوني لي!!!"
هزت رأسها نافية وأعربت بعنفوان قائلة " أنا لن أكون لكَ برضاي أبدا، لقد اغتصبتني!!!!... وآن أوان اقتصاصي منك بيدي، أجل... سأقتلك يا بغيض، وجودك في خيمة غجرية في مثل تلك الساعة المتأخرة من الليل ليس له سوى تفسير واحد وهو لصالحي"....
وتشابكت معه زبيدة وحاولت غرز سكين في جسده بالبداية إلا أن الأمور سرعان ما انقلبت عليها فأسقط شكري السكين من يدها، واندفع يضربها ويركلها وارتطم بصر زبيدة بقطعة حبل قابعة على الأرضية فحاولت الوصول لها زاحفة على بطنها، لتلفها حول رقبة شكري ولكنه كان أسرع منها والتقطها، فارتفع صوت الغزالة صائحا " أغيثوني.... شكري البغيض يود نهشي حية أو الفتك بي، أغيثو..."
والتف الحبل الغليظ حول رقبة زبيدة، فجحظت عيونها وازرق وجهها وتدلى لسانها وفارقت الحياة الظالمة بأسرها.... وخرت على الأرضية جثة هامدة بلا حراك....
لم تكن زبرجدة مستوعبة ما يجري حقا، كانت مقطوعة الأنفاس، متسمرة مكانها من فرط الذعر والارتعاب، ذاك شكري زوج أختها ومغتصب زبيدة وقاتلها.... هو من أسال دم الغزالة...
بدا لها شكري أرنبا مذعورا وهو يتلفت حوله ليتأكد من عدم رؤية أحد له، وولى الأدبار بحقارته وخسته، بعد اطمئنان زبرجدة لرحيل شكري هرولت صوب زبيدة.... تقهقرت في خطواتها حينما لمحت خيوط الدماء تغطي جسدها... وتتشابك بصورة تخيفها....
سألتها زبيدة " تخافين لو تلطخ ثوبكِ الثمين بدمي؟؟!!!!"
هزت زبرجدة رأسها نافية
فدعتها زبيدة " اقتربي"....
ركعت زبرجدة بجوارها وتناهى لسمعها تلفظ زبيدة الذي يخالطه الأنفاس المتلاحقة
" انسي ما رأيتيه، لازلت صغيرة لتتحملي مثل ذلك عبء، فقط تجنبيه، إنه أرقم وخبيث، يجيد تدمير حياة من لا يطيع نزواته ويحقق له أطماعه، اعتني بزبيدة الصغيرة، لا أدري كيف تعتني طفلة بطفلة ولكن اعتني بها، لو لم يلج محروس حقا اطلبي من والدكِ أن يكفل بناتي.... خديجة وزبيدة، هو رجل صالح وسمعته في عمل الخير عظيمة، نصحتكِ يا صغيرة ألا تلجي لهنا مجددا فلمَ أتيتِ؟؟.... زبيدة غاضبة منكِ جدا لأنكِ لم تفي بوعدكِ لها!!!"
اختفت خديجة بعد وفاة أمها.... لم تتمكن زبرجدة يوما من الوصول إليها لتحقيق وصية زبيدة....
لم يلج محروس يوما للبلدة ولأن زبرجدة تحبه فلقد رسخت في ذهنها اعتقادا بأنه ولا ريبة توفى.... أجل لا شك أن شكري سفك دمائه لأنه كان العقبة الكئود لينال زوجته الغالية....
لم تلتزم زبرجدة الصمت، لم تنسى كما طالبتها زبيدة، قررت الإفضاء بما رأت لوالدها شمس.... والدها سيرفع راية الحق..... سينصر الحقيقة...
في حجرة زبرجدة
قال شمس بارتعاب عليها " مازلتِ ترتجفين يا صغيرة، أدثركِ بأكثر من عشرة أغطية ومازلتِ ترتجفين وتصطك أسنانك ببعضها!!!"
تمتمت له زبرجدة بصوت أبح خفيض " قال الله عز وجل يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"....
عقب شمس قائلا " صدق الله العظيم"....
سألته زبرجدة "أكل البشر سواسية يا أبتي؟!!!!"
رد أبوها " وهل بعد قول الله قول؟!!!!"
قالت زبرجدة " أنت تُسَبِّح الله بالعشي والإبكار يا أبتي، تذكره في كل وقت، والله أمرنا بأن نرفع راية العدل.... وألا نكتم شهادة حق"....
ربت شمس على وجنة زبرجدة وهو يعرب لها بزهو " أحب فيكِ خوفكِ من الله يا ابنتي"....
اعترفت زبرجدة " غلبني ذات المرة الفضول وذهبت لبقعة الغجر، وكانوا لدهشتي مجرد بشر، لم يكونوا مشعوذين ولا بائعين هوى كما تتناقل عنهم الألسنة، كانوا بشرا متحابين وصالحين يا أبتي، استقبلوني برحابة، وأحسنوا ضيافتي، وطالبوني ألا أؤوب لهم كي لا تغضب مني يا والدي، يُذيقهم أهل البلدة الحميم والغساق فقط لأنهم من بني جلدة الغجر!!!!، شكري زوج قيثارة خنق زبيدة يا أبي، لفظت أنفاسها من جرائه، هو قاتل، ارفع راية الحق يا أبي، كن مقسطا مع غجرية استباح البشر كل شيء فيها، أنا شهدت كل شيء، أَوْقِفَني أمام القاضي وأنا سأفضي بما رأيت، لا تقل هي غجرية منزوعة الشرف يا أبي فتصيبك لعنة من الله، أنتَ الشيخ شمس، كلمتكَ كما حد السيف، أنتَ من يمكنه أن ينصفها بعدما لاقت حتفها، لم يعد بإمكانها الكلام فدعني أتحدث نيابة عنها وأفضح ما أصابها، أنا خائفة من الدنيا يا أبتي ولن أشعر بالدفء مجددا حتى يلاقي من قتل زبيدة قصاصه العادل"....
كانت قيثارة تمارس المسكنة باحتراف ومهارة، وبعدما تناهى لعلمها كون وعكة صحية ألمت بأختها وأنها ملازمة فراشها، ترتعد كما ورقة في مهب الريح، كل ما بها واهن جدا وضعيف، قررت زيارتها لتطلي على والدها خدعة محبتها لشقيقتها الصغيرة....
شرعت الباب فالتفتت زبرجدة صوبها ودمدمت لها بقوى مدكوكة متداعية " تخلصي من ارتباطك بالقاتل يا قيثارة، شكري أزهق روح زبيدة، من يقتل مرة لا يؤمَن جانبه، ناصري أبي وارفعي راية الحقيقة، لن أصمت قبل أن يصلى شكري الجحيم، لقد بغى وتجبر فلا تُشْطِطا في الحكم عليه، كونا عادلين، أنا لن أُشْفَى لو سال دم الغزالة بدون القصاص، لو ماتت البراءة فعلا في قلب من خلقهم الله أناس!!!"
اندفعت قيثارة قائلة بصياح وهي تشوح بيديها " أرأيت مدى حقد ابنة زهر عليّ، تفتري كذبا على زوجي الحبيب، أتسكت يا أبتي عن تلك الترهات التي تلقيها على مسامعنا، ينبغي أن ترتدع زبرجدة عن ذلك الهراء الذي تدعيه!!!!"
كورت زبرجدة الجزء من عباءة والدها، ذلك الذي يحجب صدره عنها وسألته بمزيج من اللهفة والتطلع " أنت تصدقني يا أبتي، قل لقيثارة أنك تصدقني، وأنك ستعلي راية الحقِ"....
كانت تحثه ليدمغ المبادئ التي يسقيها لها بالفعل.... ولكن ظنها خاب، وسقطت زبرجدة في سرداب لا ينتهي من الأسى والأحزان.... وانحفر بداخل قلبها آبار من الأشجان...
انتزع زبرجدة من شرودها صوت دس مفتاح في ثقب الباب وإدارة مقبضه ليتم شرعه....
تلاقت عيونها مع خاصتي سلمان...
ابتدأت زبرجدة الحديث بتشدق كما الحرير " تُحَقِّر من نفسك بإسكانكَ زوجتك في بيت متهالك قديم، تناهى لعلمي أنكَ فاحش الثراء، ما سيظن عنكَ الناس؟؟.... أنكَ تعاقب زوجتك الخائنة مثلا.... ولكنك ستظل بدون رجولة كافية في أحداقهم، لو كنت رجلا فعلا لأزهقت روحي فورا بمجرد أن أبصرتني، ولكنكَ دافعت عني، وصددت عني رصاصة كانت تنتوي اختراق صدري، آه يا سلمان، مسكينٌ أنت يا ولدي.... لا تقوى على سفح دمي.... ولا على التخلي عني... تظن باحتجازك لي هنا أنك تعاقبني، لقد عشت حبيسة زنزانة أعفن من تلك لسنوات كثيرة من عمري، أنتَ لا تُلحق بي ضير، صدقني أنا أشفق عليك!!!!..... آه يا سلمان، مسكينٌ أنت يا ولدي، نشرت نعيق البوم في ربوع حياتك بزواجكَ مني، فلتتحمل ما ستلاقيه يا ولدي، سأزرع الحنضل في أرض حياتك صدقني أنا بارعة في ذلك، ستندم على اليوم الذي لم تسمح لي فيه بالفرار من تلك القرية.... ومنك"....
استشاطت زبرجدة غضبا وتميزت غيظا فسلمان لم يكترث لها ولم يعقب على قولها.....
انتصبت واقفة وطوت الأرض لتصده عن مخدعه الذي ولج ليبيت عليه....
كانت أنفاسها تتمزق لهاثا من جراء دنوها الشديد منه.... رجولته تداهمها وتكتسحها، أزاحها سلمان بقليل من الغلظة.... ونبس لها " لا أريد سوى النوم يا زبرجدة، ابتلعي لسانك ودعيني وشأني يا امرأة، أنا من يشفق عليكِ يا زبرجدة، كنتِ إنسانة أفضل وأرقى من ذلك، خسارة يا زبرجدة.... خسارة"..... يتحسر عليها
صاحت فيه زبرجدة منفلتة الأعصاب.... ثائرة " كيف تزوجنا أجبني؟؟.... أنا لا أتذكر، اللعنة ولكني فعلا لا أتذكر، أضغط على نفسي.... أرهق تفكيري، ولا ينبثق الأمر عن شيء"....
وأردفت باسترحام " أرجوك أخبرني.... وأتوسلك أَطْلِق سراحي، لم أعد أحتمل الاحتجاز، البقاء وحيدة يدفع بعقلي نحو الشطط، أنا فتاة سيئة أحطت من شأن والدها.... وزوجة خائنة لرجل صالح يفديها بحياته كلها... أنتَ قلتها كنت أفضل وأرقى من ذلك، ولكني لم أعد كذلك، أماتوني في السجن، وكان يجب أن أموت لأتمكن من الحياة هناك، أنتَ لا تعرف مدى قساوة الزنزانة، ليت الأمر يقتصر عليها، من يشاطرنك العيشة فيها يشبهون الذئاب، لا ينتعشوا سوى بامتصاص دماء الغزلان، أسوأ ما في الأمر حينما تستحيل مثلهم، لا يمكنك المقاومة في ذلك المعترك والنجاة، لو لم تتطبع بخصالهم يُكْتَب عليكَ الفناء، وأنا يجب أن أعيش، لأبر بوعد قطعته على نفسي في زمنٍ سحيق، حتى السجانين قساة وفظين، وهناك من يطمع بجسدك.... وهناك من ينهش في لحمك، وهناك من يفجر دماء قلبك، أنت لن تستفيد شيء لو وأدت آخر بارقة أمل تلوح في أفق رؤياي، أن أحيى أنا وتوت خارج البلاد، نحظى بفرصة البدء من جديد..... نحظى بفرصة أخيرة مع الحياة"...
________________________
*علي*
لقد أعاد تلك البلية الكبرى لعصمته، وهي طاب لها المقام عند جدهما، وكأنها تنتوي البقاء هناك حتى انتهاء عمرها، قرر أخيرا مهاتفة بيت جده ليخابر ملك، ردت عليه ريح الخزامي ببشاشة وترحاب، وبخته قليلا لأنه لا يسأل عن جده رغم كبوته الصحية الأخيرة، واعتذر لها وأعرب عن محبته العميقة لجده، وأخيرا تسنت له فرصة سؤالها عن ملك.... ساد الصمت لهنيهة طويلة.... حثها لتجيب.. فأجابت بشيء من التردد والتلعثم
"أنا لا أكذب أبدا، مضطرة لأفضي لك بالحقيقة، حزمت زوجتك حقائبها هي وابنتك بالأمس وادعت أنها سترتحل في إثرك، و... حسنا يا علي ظننتها تغيرت حقا ولم تعد تكذب، أتوقع أنها عند أزاهير فلقد تبادلت معها مخابرات عدة في الأيام المنصرمة، لا تنفعل عليها حينما تلاقيها، أنا أرجوك فقط استوعِبها واحتويها، ملك فتاة رقيقة فعلا أنا اختبرتها طوال مدة إقامتها معي، هي قبس من نور تشع نقاء وصفاء"....
تكورت شفة علي تهكما على قول ريح الخزامي.... وصرف أسنانه للمرارة التي ملأت فمه....
بالطبع لا تروق للساقطة حياة القرى، ولجت لترتع وتلهو في الملاهي الليلية بالمدن!!!!!
ولهذا الفصل بقية قاسية لا أقوى عليها الآن قد أنهيه غدا أو بعد غد ومن يدري









































الاميرة البيضاء 07-02-15 12:27 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
فصل عاصف جداااااااااا يا مشمسه
ايه الكوارث الباقيه اكتر من كده:Taj52::Taj52::Taj52:ده مفيش بطل بدون كارثة
مازال رأيى فى قيثارة كما هو شريرة وحقوده ولا ارى مبرراتك فى حبها وهى تحقد على شقيقتها التى من المكن ان تكون فى عمر ابنتها
مصطفى وتبر كل منهما يحمل على ظهره اوزار ثقيلة خيانه وسقوط اخلاقى والضحيه الابن منصور اتمنى حبهم المخفى يساعدهم على تطهير ذاتهم والتوبه واصلاح ما فسد من حياتهم
امان (روكسان) تعرضت لخيانة بشعه من صديقتها فقط لتأخذ خطيبها او زوجها لاادرى اشعر بغموض فى الجزئيه دى
بس اظن قلتى ابنها؟؟
وبعدين كمان انتى قلتى انها راهبه طب ازاى يكون لها زوج او خطيب وابن والراهبات لا يتزوجن اصلا؟
ارجو منك تفكى لى الاشتباكات دى يا مشمشه
سلمان وزبرجده مازالت حياتهم طلاسم بالنسبة لى كيف تزوجوا؟
والمفاجأة ان شكرى زوج قيثارة اختها؟وهل شكرى قاتل زبيدة وزوج قيثارة هو نفسه اللى قتلته زبرجده بعد ما تحرش بيها؟
شكل حياة زبرجده هى قمه المعاناه والمأسي
اخيرا مشمشه تسلمى لنا ويعطيكى العافيه على النتفةدى:hR604426:

بنت أرض الكنانه 07-02-15 03:53 AM

رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!
 
سلام عليكم
ازيك يا اميرتي منوره
سيبي تبر ومصطفى لحالهم القادم عسير
روكسان كانت راهبة وسابت الرهبنه واتخطبت
الفونسو امممممممممم سنرى بس الخواجات بيتبنوا عادي وده احتمال
زبرجدة امممممممممم معاكي حق حياتها مأساة نجيب نتفة من علاقتها بسلمان القديمة في الفصل الجاي
مظبوط قاتل زبيدة هو ذاته اللي دخلت زبرجدة السجن بسببه
راجل معفن مش كده
لنرى عما ستسفر الامور

بنت أرض الكنانه 07-02-15 12:36 PM

رد: حمامة الأرباش
 
اختي كان تعقيبها علي الفصل ان مفروض منصور الصغير سمع الحوار اللي دار بين امه وابوه كامل وعرف مبرراتها وشاف انها ما قصدتش تقتل ابوه او تزقه فازاي بقي اتهمها بقتله
الولد متشرب افكار من اللي سمعه وطبيعي يصدق كلام ابوه مش امه
ولنا عودة مع منصور الصغير لو شاء الله

bluemay 07-02-15 08:53 PM

رد: حمامة الأرباش
 
يسلمو إيديك حبيبتي


ولي عودة بعد القراءة بتعليق ...





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 08-02-15 05:02 AM

رد: حمامة الأرباش
 
شكرا لكي اطلالتك ميمي اتمنى يعجبك

بنت أرض الكنانه 08-02-15 07:29 AM

رد: حمامة الأرباش
 
السلام عليكم
تفضلوا نهاية الثامن
لان الحياة مؤلمة جدا فالفرحة فيها عزيزة جدا
اتمنى اشوف تفاعل
لكم ارق التحايا
هو لكي اميرتي البيضاء لانكي نبهتيني لاشياء كان يجب علي توضيحها الان
بقية الثامن
ملك
((وأحيانا أريد أن أبكي بدون أن أعرف لمَ أبكي
وأحيانا يتجبر عليّ الشقاء ويفنيني ويبعثرني
وأحيانا جمة أتوه عن ذاتي وأنسلخ عن نفسي
بليدة في الدنيا مهما ادعيت حصافة الروحِ
وأحيانا أنخرط في دورٍ لم يُكْتَب لي فأصدقه وأنصهر فيه
وأحيانا أشمئز من احتلالي مقعد أختي
أستولي على مشاعر تسكبها أمي لها
وأعزف على أوتار قلب ابنتها وكأني فعلا والدتها
وأحيانا تكون الدنيا رتوش غير واضحة
وضحكات غير صادحة
ووجوه متلونة كاذبة
وأحيانا أعترف بتخلي قلبي عمن أنشأني كابنته
وأحيانا أقف في وجه الدنيا بقناع شقيقتي فملامحي زالت من روحي وطُمِسَت من جوانحي))
عادت أدراجها لأمها، لم تلتحق بعلي، أخبرت أزاهير بأنها تورطت في علي من جديد، وأن عقد قرانهما قد تم في الصعيد، بان الانزعاج والتبرم على وجه أمها فطمأنتها بأنها لا تطيقه وستتخلص منه عن قريب...
أمورة برفقتها وأمورة مغرمة بأبيها ولهذا فأمان مكبلة بقيد من حديد، يجب أن تعيدها له وتجمع شملهما فابنة شقيقتها لا تتوانى عن الحديث عن عشقها لأبيها...
هي في الاسكندرية لأن حياة أختها كانت هناك، توجهت للنادي مرة أخرى مع إشراقة الصباح وتبادلت الأحاديث مع جورية، ولاح لها شبح هزيل لامرأة ذابلة مطموسة التفاصيل، وجهها مجهد ونحيل وكأنه لعجوز من الغابرين، وملابسها غير مهندمة، وهيئتها وكأنها للمدمنين.... كانت ترمقها بحنين.... تتوسلها السماح بالاقتراب... تستجديها الصفح الجميل.... تمد لها يدا لم تتلقفها روكسان يوما.... وهذا أشعرها بالذنب الرهيب...
همست جورية في آذانها بعدما أطلقت تنهيدة " تلك ورد نوار!!!"
وأردفت وهي تبعد ثغرها عن جهاز روكسان السمعي " هي غزال شارد عن درب السعادة... تعيسة رغم ملاعق الذهب الذي انزلقت في تجويف فمها رغما عنها.."
وأردفت جورية بإدانة لملك " اجتبيتيها لتكون صديقتك ولكنكِ لفظتيها بمنتهى السهولة واليسر فقط لأنها وقعت في شباك من أدنيتيه منها، لكِ جانب شرير يا رفيقة!!!"
مع حلول الليل تبعت روكسان جورية في احدى صالات الرقص المطلة على شاطئ البحر....
ندمت جما لأنها خضعت لاقتراحها.... العالم يعج بالانحلال والخلاعة.... ولكن ذلك عالم أختها ولزاما عليها أن تنصهر فيه لتفك طلاسم حادثها....
أحيانا يشطط عقلها ويصور لها أن ليون هو من دبر حادثها الدموي ليزيحها من الحياة بأسرها وينشب براثنه في ثروة الصديقي المترامية....
ولكنها تستنكر هذا الاستنتاج، وتستهجنه جما، فليون أحقر من جرذ هو جد جبان، الفرصة فقط تسنت له بعد اختفائها، وهو انتهزها بخسة ونذالة....
مارسيلا بدلت رقم هاتفها الخلوي ولا تجيب على الاتصال الأرضي، أين أنتِ حبيبتي مارسيلا؟؟.... جذوة الشوق لكِ أينعت في دواخلي....
لقد تبنت ألفونسو تحت وطأة ظروف تعيسة جدا لا تود تذكر تفاصيلها.... ذلك الفتى الزنجي البريء لا ريبة في أنه تداعى من فقدانها.... ولكن لا شك في أن مارسيلا شملته برعايتها وحنانها الدافق... وهدهدت احتياجاته لها....
آدمز.... لا يصح تفكيرها فيه الآن فهي مقترنة بذلك العلي الكثير الظن المنغمس في الريبات.... أن ينقش قلبها حرف شوق لآدمز خيانة لروحها قبل أن تكون خيانة لزوجها....
الصديقي.... افترسوك في غيابي.... ومضغوك لقمة سائغة في بعادي.... يمتد بيننا النوى أبتي.... ولكن اصبر صبرا جميل فإني آفلة لك عن قريب.... وسأخلصك من أنياب الجرذ الذي ظن نفسه ذئب مخيف...
يجب أن تحيط علاقتها بعلي بدائرةٍ سوداء... فهو كان زوج أختها... وتفكيرها فيه خيانة لذكرى شقيقتها... صحيح أنها تزوجت بعده ولكنها لا تطمع في شيء كان لأختها الغالية أبدا....
مسعد زوج أمها رجل نبيل... ربما لا يستحق امرأة متعجرفة مثل أمها... هي قاحلة المشاعر معه جدا وهو يغمرها بسخاء عاطفي غير محدود... قمة التناقض أن يفني الرجل نفسه في الحب وأن تأخذ المرأة منه فحسب بدون أن تبادله ولو نذر ضئيل من العطاء...
إلى متى سيستمر مسعد صابرا على جفاء أمها وبرودتها معه؟؟....
فارس واتى منزل أزاهير بالأمس حينما علم بأوبتها لها، كانت روكسان قاطنة في بناية مجاورة ولكنها وافته لأنه طلبها، قدم لها اعتذار صادق عميق وأبدى ندمه على الإيحاء لعلي بوجود علاقة ماجنة تشملهما... أعرب لها عن ارتعابه من معرفة زوج عشيقته بفعلتهما في خيانته... لم يتجلى لها خجلا من انغماسه في المعصية، تراءى لها فقط هلع من بطش زوج عشيقته لو تناهى لعلمه الخيانة...
شرنقة من الحرير كانت أختها غارقة فيها، لم تتمكن يوما من تمزيقها والخروج منها... حاولت اتخاذ منحنى جديد في حياتها بزواجها من نديم لكن يد الشر كانت لها بالمرصاد أعادتها للشرنقة بالإجبار، إن دور أختها في الحياة كان قدرا وليس اختيار....
خيوط دخان تتشابك وتتصاعد، أجساد شبه عارية تتمايل، زجاجات خمور تفور والقهقهات تنطلق في مجون... حياة تشبه الماخور.... مظلمة لا ينبعث منها نور... مقرفة لأية فطرة جبلها الله على الاستقامة والصلاح.... قلوبهم مقفولة عن فسحة الضياء....
ألمَّت بها موجة غثيان... فقررت المغادرة فما تبحث عنه يستحيل وجوده هنا، الكل هنا مصاب بشطط لا يرضى عنه الله.... ليس بينهم مجرم وإن كان كلهم مجرمون!!!!....
في الخارج أكملت تدثرها بالمعطف ومع ذلك هبت عليها نسمات الهواء العليل، فانتعشت روحها، ومطَّت لها جسدها وفردت أذرعها لتحتضنها، وارتفع صوت أثيرها الخلوي فأخرجته من حقيبتها وقلبت بصرها حنقا فالمتصل بعلها، شرعته واستمعت لزمجرته الثائرة وهو يضغط على أسنانه
" سمعتي لن تلطخيها مستقبلا، شرفي سيُصان تلك المرة يا ملك، عودي أدراجك لبيتنا فورا"....
وأردف بوعيد "دلائل فُسوقك لا تلبث في حياذتي، سأنتزع أمورة منكِ لو لم ترتدعي عن مسلكك، ردي يا باردة.... جابهيني بوقاحتكِ هيا"....
تنهدت روكسان وأجابت عليه بهدهدة لتحتويه " أنا آسفة... زواجنا أربك حياتي، كنت بحاجة لقاء والدتي لتطمئني وتبعث السكينة في نفسي، أنا مخطئة كان لزاما عليّ أن أنبئك بتحركاتي، اغفر لي رجاءً يا عليّ، تكاد تكون الوجه الوحيد الذي أرتاح له وسط ذلك المحيط الذي لا يعج سوى بالذئاب، أعرف أنك طيب وأنك لا تثق بي، ولكن الحادث بدلني تماما، أنا أقسم لك، كان بيني وبين المنون خيط غير مرئي، لو انقطع لكنت سقطت في بئر سحيق بلا قرار، ولكن الله نجاني لأتغير، لأعمل صالحا وأتوب عن حياتي المنصرمة في المعاصي"....
تنهد علي وقد لان صوته وسألها "متى ستحضري وتجلبي أمورة معكِ؟؟"
قبل أن تجيب اندفع أحدهم نحوها وألصقها به عنوة وأعرب لها بتهليل " ملوكة ولجت لحياتنا، لمَ أنتِ بالخارج يا ميمي؟!!!، الاحتفالات بأوبتك لنا لم تبدأ بعد"....
وجذبها من معصمها وأعادها للداخل وهو ساحبها ورائه....
فقط رعدت في آذان ملك بصقة عليّ " لتتعفني في الجحيم يا كاذبة!!!!"
وارتطم بمسامعها صوت انفجار رهيب، لاريبة في أنه قذف هاتفه وحطمه أشلاء متبعثرة...
شعرت بألم في قلبها مما ألحقته به.... وانتزعت نفسها من براثن ذلك الرقيع بقوة عاتية، وصاحت فيه بلغة فرنسية مثالية " ابتعد عني يا قبيح.... أنت سافل ودنيء"....
وهمت بالرحيل مرة أخرى فارتطمت بإطار رجولي براق....
رفعت نظرها إليه لوهلة فعرفته.... ذلك رائد زوج ورد نوار....
كانت لحية خفيفة نابتة فيه.... وشارب طفيف يعلو ثغره المستقيم.... بدا غير مهندما تماما وإن كان ظلَّ على ألقه الجميل...
باغتها بقوله " أريد أن أتحدث معكِ!!!!"....
كان لزاما على روكسان أن تنساق ورائه وأن تنصاع إليه....
حقيقة أختها تكمن في عيون ذلك الشاب!!!!!
لم يتوجها لمكان بالتحديد فقط سارا سويا فوق الكثبان الرملية لشاطئ البحر الممتد الطويل..... وجلسا على صخرة عتيقة.... وابتدأ رائد الحديث بصوت أبح ينضح اشتياقا لها
" رياح الأنين لا يهدأ عصفها بداخلي، انطفأت مصابيحي لأني خذلتكِ منذ ردحٍ بعيد، وكأن هذا ذنبي ولا ينفك يراودني في كل حين، أداري جرح بعادي عنكِ بالانصهار مع امرأة لا أشعرها مخلوقة لي، موجوعٌ بحبك... بغيابك.... بزواجكِ من رجال آخرين، صببتِ عليّ سوط عذاب بارتضائك أن تكوني لغيري"....
طفرت دمعة في أحداقه وهو يتابع شاخصا ببصره نحو السماء المزينة بالمصابيح النجمية
"تسكنين عيني ودمي.... أنتِ هي من خلقها الله لتكون لي!!!!!"
وتداخل معها بصريا وهو يردف " لمَ لا يمكننا أن نكون سويا يا ملك من جديد؟؟"
واستطرد وهو يطلق تنهيدة رتيبة " وعدي لكِ بالوفاء كان شبحا، تفهمي يوما ضعفي واغفري لي!!!!"
سألته روكسان وهي تتراجع برأسها وتستوي أكثر على متكئها " لمَ أرأف بكَ وأتفهمك؟؟.... لقد خنتني جهارا.... وسفحت دماء قلبي عيانا... ما تعانيه هو ما سعيت للوصول إليه!!!!"
وثبتت روكسان بصرها عليه.... ونهضت نافضة الغبرات التي علقت بثوبها....
ابتعدت عنه روكسان بالخطوات فتناهى لسمعها توسله لها " فقط أنصتي لتغريدة قلبكِ الهاتفة باسمي... ولا تتركيني هكذا يا ملك... الجرح ينزف في.... لقد أخطأت..... كلنا نخطئ يا ملك.... فلمَ أنتِ جلمود هكذا حينما يتعلق الأمر بي؟؟"
التفتت له روكسان فلقد طفح كيلها من أنانيته المفرطة وأفصحت له بانفعال، وهي تشوح بيديها " لقد هدمت صداقة امتدت عمرا.... وانتزعت النضارة من وجه زوجتك.... وأتلفت حياتي لدهور طويلة.... وتزعم أنكَ البائس هنا!!!!.... لا تلبث متناسق العود بهي الطلعة وماذا عن زوجتك لقد رأيتها اليوم هي حطامٌ صنعته بيديك، اتقي الله فيها، لا يعود الماضي يا هذا، ما ينصرم لا يلج متنفسا الحياة"....
آبت روكسان لبيتها واحتضنت امورة واعتذرت لها لتركها وحيدة وتأخرها عليها.... خابرت ريح الخزامي لتعرف رقم هاتف عليّ الأرضي.... ودقت عليه وواتاها صوته المتجهم
" ألو من معي؟؟"
ردت روكسان بتأنِ واحتراس... وبصوت مفعم بالعذوبة " زوجتك ملك!!!"
قلصت روكسان وجهها استعدادا لإكالته الشتائم لها.... أو إغلاقه الهاتف في وجهها.... ولكنه أجفلها بقوله الهادئ الذي يرشح فرحة حذرة " متى ستعودي؟؟...."
اندفعت روكسان مبررة " لقد باغتني ذلك الرقيع... لقد ذهبت إلى هناك تحت إلحاح من صديقتي جورية... ولكن المكان أثار غثياني فقررت مغادرته... كنت خارجا وأنت تهاتفني ولكن ذلك السافل تجاوز حده معي، أنا دفعته عني بقوة جبارة، وأزبدت له الإهانات"....
رد باقتضاب لم تفلح في سبر أغواره " لم أطالبكِ بتفسير"
ردت بعزيمة أن تُكْمِل ما بدأته " سألج لكَ مع ابنتنا في الغد"....
وأوصدت هي الهاتف وضمت السماعة لصدرها وأسدلت أهدابها.... وشعرت بقلبها يتخبط بعشوائية مجنونة خلف أضلعها.... دقاته غير منتظمة ولكنها تعجبها....
انبلج الصباح.... وتوجهت نحو قصر والدتها وزوجها.... تناولت الإفطار الشهي معهم... مسعد كان يتصفح في الجرائد كما عادته وبغتة صاح قائلا "لاحول ولا قوة إلا بالله...."
سألته أزاهير مستفهمة " ما الأمر؟؟"
رد وهو يمط شفتيه " ورد نوار لاقت حتفها ليلة أمس، وأصابع الاتهام تشير نحو زوجها..... هو من اغتالها بالأمس في قصرها بأسوان.... لقد تم احتجازه تحت ذمة التحقيق...."
وصوب إبصاره تجاه روكسان وسألها بصوت يزخر بالاهتمام... وبالأسف الحقيقي.... وبمشاطرة الابتلاء " كانت صديقتك.... أليس كذلك؟؟"
غزت تلك الأفكار روكسان... ليلة أمس كان رائد بالإسكندرية.... لقد التقته قرابة الثالثة صباحا.... يستحيل عليه الطيران لأسوان لسفك دماء ورد في غضون ذلك الوقت الوجيز..... لو تمت الجريمة ليلا فهو ليس مرتكبها.... جورية كانت برفقتها ولكنها كانت منغمسة بالرقص ولم تنتبه لوجود رائد..... هل هذا يعني أنها ربما تكون الشاهدة الوحيدة على وجود رائد في الاسكندرية لأغلبية الليل؟!!!!




















بنت أرض الكنانه 08-02-15 02:07 PM

رد: حمامة الأرباش
 
السلام عليكم
زعلانه لقلة الردود طبعا ميمي واميرة كفايه ويفيضوا ولكني اظل زعلانه
الفصل التاسع بعد اسبوعين باذن الله لن احدد له يوم ولكن لدي ظروف وانا باذن الله سأعود
ارق التحايا لكم

bluemay 08-02-15 06:30 PM

رد: حمامة الأرباش
 
عدنااا


فصل جميييل للغاية


ولو أنه زاد كرهي لمصطفى ولمنصور الذي صدق الكذب على امه.

تبر عانت الأمرين من هؤلاء السلحداريين وآن لها أن تجد حياتها بعيدا عنهم .

زبرجدة متناقضة ولكن آلمني عدم وقوف أحد بجانبها للإنتقام لزبيدة ...

روكسان وقعت في مؤامرة ليون ومارو وأظنها لن تستطيع الوقوف بوجههم..
موقف علي قد يؤزم الموقف .. خاصة أنها قد تكون الشاهدة الوحيدة .

أستمتعت بلمساتك الفنية واﻹبداعية
أجواء الحوار والنص والمشاهد كانت رائعة وتأسر اﻷلباب ..

سلمت يداك وبالتوفيق حبيبتي
سنكون بإنتظارك ..

تقبلي مروري وخالص ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

توليب المرج 08-02-15 06:31 PM

رد: حمامة الأرباش
 
السلام عليكم
روايتك رائعة عزيزتي شدتني الى ان اكملت اجزائها اتمنى ان تكمليها فمن الان انا متشوقة لمعرفة النهاية فابطالك احزنوني كلهم حياتهم حزينة اتمنى من كل قلبي ان تكون نهايتهم سعيدة ..جيهان نور كم حزنت عليها ماتت ولم تسعد بحياتها ..وكذلك القيثارة اسفت عليها لانها قضت حياتها كلها بالحزن والحقد والانتقام ولم تصفح لاجل نفسها اولا...كذلك زبرجدة اتمنى الا تفعل مثل اختها وتقضي حياتها بالحزن فلديها زوج لو نظرت له قليلا لوجدت الحب في عينيه ويستطيع ان ينسيها حزنها وتعاستها فهي تستحق لانها ظُلمت كثيراً (على فكرة اعجبني اسمها مع اني لم اعرف معناه) ...وتبر آآه هي التي اوجعتني من بين ابطالك لا اعرف لماذا يوجد هكذا اشخاص يفضلون ان يعيشوا بالضلم لانهم لايصححون الافكار الخاطئة عنهم عند الاخرين وحجتهم الكرامة فماذا تنفعها وهي تعيش هذه التعاسة وخسرت زوجها واطفالها فلو انها تصر على زوجها فربما يصدقها فالمحب يسامح ....اعذريني عزيزتي ان لم ارد فدراستي تمنعني احيانا فبالرغم من امتحاناتي الا اني سمحت لنفسي بالقليل من الوقت لأقرأ روايتك فهي حقا مشوقة وانتظر الاجزاء القادمة بشوق ..دمتي بود

بنت أرض الكنانه 08-02-15 07:38 PM

رد: حمامة الأرباش
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3509707)
عدنااا


فصل جميييل للغاية


ولو أنه زاد كرهي لمصطفى ولمنصور الذي صدق الكذب على امه.

تبر عانت الأمرين من هؤلاء السلحداريين وآن لها أن تجد حياتها بعيدا عنهم .

زبرجدة متناقضة ولكن آلمني عدم وقوف أحد بجانبها للإنتقام لزبيدة ...

روكسان وقعت في مؤامرة ليون ومارو وأظنها لن تستطيع الوقوف بوجههم..
موقف علي قد يؤزم الموقف .. خاصة أنها قد تكون الشاهدة الوحيدة .

أستمتعت بلمساتك الفنية واﻹبداعية
أجواء الحوار والنص والمشاهد كانت رائعة وتأسر اﻷلباب ..

سلمت يداك وبالتوفيق حبيبتي
سنكون بإنتظارك ..

تقبلي مروري وخالص ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

نورتيني ميمي
منصور جاست طفل لا يلام مهما صدر منه هو اسفنجه يمتص ردود فعل الاخرين وكلماتهم
تبر امممممممممم معاكي حق ربما ان اوان اوبتها لياقوتة الكبيرة واخيها الذي قتل ابيه
زبرجدة يمكن مش تناقض يمكن مسكنة مدروسة لدغة زبرجدة والقبر
روكسان في موقف لا تحسد عليه ليون ومارو من جهة ورائد ودم ورد من جهة وحادث اختها الغامض من جهة وانصهارها في بوتقة مشاعر مع امها ازاهير وابنة اختها امورة من جهة
الفصل القادم عن ساندي ومنصور الكبير وعن رافت وحليمة وعن كيفية زواج زبرجدة من سلمان
فصل يفك الكثير من الغموض سنلتقي فيه تبر وملك وزبرجدة ولكن كضيوف
سلمتي يا ميمي شكرا لكي

bluemay 08-02-15 07:49 PM

رد: حمامة الأرباش
 
العفو حبيبتي

وشوقتيني للقاء هؤلاء الأبطال البارزين


ربي ييسر امورك ونتلاقى ع خير يا قمر


لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 08-02-15 08:24 PM

رد: حمامة الأرباش
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توليب المرج (المشاركة 3509708)
السلام عليكم
روايتك رائعة عزيزتي شدتني الى ان اكملت اجزائها اتمنى ان تكمليها فمن الان انا متشوقة لمعرفة النهاية فابطالك احزنوني كلهم حياتهم حزينة اتمنى من كل قلبي ان تكون نهايتهم سعيدة ..جيهان نور كم حزنت عليها ماتت ولم تسعد بحياتها ..وكذلك القيثارة اسفت عليها لانها قضت حياتها كلها بالحزن والحقد والانتقام ولم تصفح لاجل نفسها اولا...كذلك زبرجدة اتمنى الا تفعل مثل اختها وتقضي حياتها بالحزن فلديها زوج لو نظرت له قليلا لوجدت الحب في عينيه ويستطيع ان ينسيها حزنها وتعاستها فهي تستحق لانها ظُلمت كثيراً (على فكرة اعجبني اسمها مع اني لم اعرف معناه) ...وتبر آآه هي التي اوجعتني من بين ابطالك لا اعرف لماذا يوجد هكذا اشخاص يفضلون ان يعيشوا بالضلم لانهم لايصححون الافكار الخاطئة عنهم عند الاخرين وحجتهم الكرامة فماذا تنفعها وهي تعيش هذه التعاسة وخسرت زوجها واطفالها فلو انها تصر على زوجها فربما يصدقها فالمحب يسامح ....اعذريني عزيزتي ان لم ارد فدراستي تمنعني احيانا فبالرغم من امتحاناتي الا اني سمحت لنفسي بالقليل من الوقت لأقرأ روايتك فهي حقا مشوقة وانتظر الاجزاء القادمة بشوق ..دمتي بود

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اولا راقني اسمك جدا فحبيت احييكي على روعة الانتقاء
صحتي في الكتابة تدهورت بعض الشيء لو كنت كما الماضي لكنت وعدتك بما يشبه اليقين ان تكون روايتي القادمة حاملة لاسمك توليب المرج ولكن من يدري
انا بحب الغموض وبشوفه قادح لزناد فكري وفكر من يقرأ لي فانا سعدت لانها راقتك
انا ايضا لا احبذ النهايات التعيسة ولكن قد اضطر لواحدة في احدى المحاور ومن يدري
انا كمان حبيت جيهان نور ربما انصفها بعد موتها فمازالت هناك الكثير من التفاصيل لم تُرْوَى بعد
اخيرا لاقيت حد متعاطف مع قيثارة انا مقتنعه اننا نكره الشر مش الاشرار
زبرجده بتكفر عن ذنب لم يُرْوَى حتي الان ربما يتضح شيء من معالمه الفصل القادم هي اللي بتعمل كده في نفسها بالاختيار
زبرجدة حجر كريم يشبه الزمرد يغلب عليه اللون الاخضر
تبر يعني ذهب علي فكرة تبر مصطفى مقتنع انها مش عذراء فيه حاجات كتيرة ممكن تفقد البنت عذريتها غير ممارسة البغاء لكن مصطفي مكون انطباع من اللي قاله مراد ومن جرأة تبر معه في السفرة
هي دافعت عن نفسها اعتقد ببسالة تبر لا تنقصها الكلمات ولكن ينقصها غفرانها لمصطفى انه اسقطها في الوحل وغفرانها لنفسها لانها مازالت تحب شريكها في الاثم وهذا يدينها يعني ينقصها باختصار انها تسامح نفسها
انا ايضا عندي امتحانات كتيرة ربنا يوفقني ويوفق الجميع ويكرمك نقول يارب
سعدت بتشريفك نظرا لظروفي قد يتاخر التاسع اسبوعان ولكنه سيكون فصل يوضح معظم غموض قصة زبرجدة وفيه حتة لطيفة لمنصور وساندي
شكرا لكي

بنت أرض الكنانه 08-02-15 08:27 PM

رد: حمامة الأرباش
 
سيكون فصل ثري ويوضح الكثير من غموض زبرجدة ربما يكون حزين جدا ولكن ربنا يستر ويعدي علي خير
اتمني يعجبك يا ميمي
شكرا لكي

بنت أرض الكنانه 08-02-15 08:34 PM

رد: حمامة الأرباش
 
blue may
الاميرة البيضاء
توليب المرج
شكرا لكم
ممتنة عميقا لكم
لاني انتويت ان تكون فصول حمامة الارباش 30 باذن الله فالفصول صارت كبيرة لذلك السبب
شكرا لكم

bluemay 08-02-15 09:31 PM

رد: حمامة الأرباش
 
العفو حبيبتي

وتستاهلي كل خير يا قمر ..

ربي يوفقك ويوفق كل الممتحنين ..


لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

نسائم عشق 09-02-15 12:25 AM

رد: حمامة الأرباش
 
السلام عليكم
بجد رواية كلمة رووووعة قليله فى حقها
ممتعه جد
استغربت فى البارت السابع تقريبا
ان زبرجدة هى اللى شافت شكرى بس وقتها كانت صغيرة واختها قيثارة دافعت عن زوجها يعنى انو ممكن يكون مقتل شكرى اختها قيثارة ليه دخل فيه ولبستها فى زبرجده
بس اللى انا مش فهمته هى ازاى كانت فاقده الذاكره
ياريت تفهمووونى ياجماعة انا تهت :-D

بس اسماء البنات غريبة جدا هو فى اسماء كده بجد :-D
بهرج
مستنية البارت القادم بشده

بنت أرض الكنانه 09-02-15 08:06 AM

رد: حمامة الأرباش
 
ربنا يستر يا ميمي مخ الواحد نحس المذاكرة بالنسبة لي بقت عناء
تسلمي حبيبتي ربنا يخليكي ليا

نسائم عشق 09-02-15 08:09 AM

رد: حمامة الأرباش
 
هو امتى البارت الجاى

بنت أرض الكنانه 09-02-15 08:12 AM

رد: حمامة الأرباش
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسائم عشق (المشاركة 3509814)
السلام عليكم
بجد رواية كلمة رووووعة قليله فى حقها
ممتعه جد
استغربت فى البارت السابع تقريبا
ان زبرجدة هى اللى شافت شكرى بس وقتها كانت صغيرة واختها قيثارة دافعت عن زوجها يعنى انو ممكن يكون مقتل شكرى اختها قيثارة ليه دخل فيه ولبستها فى زبرجده
بس اللى انا مش فهمته هى ازاى كانت فاقده الذاكره
ياريت تفهمووونى ياجماعة انا تهت :-D

بس اسماء البنات غريبة جدا هو فى اسماء كده بجد :-D
بهرج
مستنية البارت القادم بشده

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اشرقت الانوار نسائم
تسلمي علي كلامك الجميل كله من ذوقك
بحييكي لتحليلك ربما يكون صحيح وربما لا ومن يدري
بس ممكن قيثارة ما كنتش بتدافع عن شكري قد كونها بتدافع عن زوجها
يعني مش عايزة تطلع فاشلة ادام ابوها واختها اللي بتكرهها
ولسه زبرجدة شافت حاجات كتير هتبان في الفصل القادم
بناء علي طلبك وطلب ميمي واميرة وتوليب غموض قصة زبرجدة سيبدأ في التوضيح من الفصل التاسع يكاد يكون حصري لها ولمنصور الكبير
نعرف لمحات مكثفة عن حياتها باذن الله
يعني لو واحد جاله ارتجاج في المخ ممكن يفقد الذاكرة للاسابيع او الشهور اللي قبل حادثه وممكن ترجع وممكن لا
اه انا اعرف واحدة اسمها تبر لكن ما اعرفش حد اسمه زبرجدة
سعدت بتشريفك ارق التحايا لكي

بنت أرض الكنانه 09-02-15 08:14 AM

رد: حمامة الأرباش
 
هو الفصل الجاي مفروض مش الاسبوع ده نظرا لظروفي الشخصية بس احاول يكون السبت او الاحد القادم تقديرا لرفعك معنوياتي انتي وميمي واميرة وتوليب
نخليها السبت القادم باذن الله

bluemay 09-02-15 09:13 AM

رد: حمامة الأرباش
 
حي الله كل الحلوين اللي إنضموا لرائعة زهورتي (حمامة اﻷرباش ).

العفو زهرتنا الفواحة وإنت متميزة وتستاهلي التشجيع يا قمر ...





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

نسائم عشق 09-02-15 09:41 AM

رد: حمامة الأرباش
 
الله يخليكى ياقلبى روايتك بصراحة تشد الواحد
يتابعها

نسائم عشق 09-02-15 09:43 AM

رد: حمامة الأرباش
 
الله يحييكى ياميمى
كلك ذوووق ياقلبى

الاميرة البيضاء 10-02-15 04:50 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
بدايه اشكرك جدا يا مشمشه على اهداء النتفة لى فرحتينى بجد(عجبتنى كلمه نتفة ولزقت فى لسانى)
ثانيا يا100 اهلا وسهلابتوليب المرج ونسائم نورتونا يا بنات
توليب اشارك مشمشه اعجابها بالاسم-انا عشق زهرة التوليب اساسا-
اما بانسبة للنتفه فقد كشفت الكثير من غموض حياة روكسان ويتبقى لنا معرفة كيف ابتعدت عن اهلها وهى صغيرة وحكايتها مع الصديقى
اما عن علاقتها بعلى فهى لاتريد التورط معه اكثر لانها كان زوج شقيقتها مع ذلك اشعر ان قلبها سيخونها ولا يوافق هواها
اعتقد كمان ان علاقتهابعلى ستأثر بسبب حادثة رائدوزوجته
اوووووووووووووووووه مشمشه فى ردودك قلتى ان مصطفى فعلا مقتنع ان تبر لم تكن عذراء هل فقدت عذريتها بحادث او ما شابه ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومع يقين مصطفى بذلك فأنا التمس له العذرفى قسوته عليها رغم حبه لانه اجتمع عليه خيانه مادلين السابقة مع سوء ظنه المبرر بتبر والنتيجة الطبيعيه حياة اشبه بالجحيم وثقة معدومة وطبيعى جداااا انه يصدق كلام التافه الحقير ميدو
لكم انتى مسكينه يا تبر
مشمشة عدائك واضح لزبرجدة وحبك لقيثارة وعبارة -زبرجدة لدغتها والقبر-حسستنى انك بتدبري مصيبه فهل سينكشف الغموض كليا البارت القادم ام فقط بعضه
(ما زلت احب زبرجدة وابغض قيثارة حتى تثبتى لى ما يستدعى عكس ذلك:lkkjhjk:)
دمتى فى امان الله موفقة فى اختباراتك ان شاء الله يا مشمشه

توليب المرج 10-02-15 07:27 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
شكراً عزيزاتي زهرة المشمش الاميرةالبيضاء سعيدة بأعجابكم بلقبي وفعلا انا اعشق هذه الزهرة ..
زهرة المشمش كم اسعدني ان يكون لقبي لأسم رواية ولو مجرد فكرة هي اتمنى ان تحدث حقا فانا متأكدة من انها ستكون رواية اكثر من رائعة بأسلوبك الجميل وافكارك الغامضة التي تشد القارئ وتمتعه ربي يوفقك ويعطيك الصحة لتستمري بالكتابة وان لاتتوقفي ..

تبر يالَ تعاستها ان كانت فعلا غير عذراء مسكينة هي واعذر منصور حقا فقد تكالبت الخيانات بمنظوره من زوجتيه لكن اتمنى ان يعرف الحقيقة قبل فوات الاوان ..
زبرجدة _بانتظار ان يكشف الغموض عن قصتها..
على راحتك خذي وقتك عزيزتي مع اننا متحمسون جداً للفصل القادم ..لكي ودي

بنت أرض الكنانه 11-02-15 12:37 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
شكرا ليكي يا ميمي انتي اللي نفحتي في عزمي اكملها
تكالب البعض عليها ليئدها لكنهم ما يعرفوش اني عنيدة وان ميمي هتجبر بخاطري فيها
شاكرة ذوقك نسائم عشق ربنا يستر والفصل الجاي يطلع حلو انا خايفة من دلوقتي وقلبي بيدق جامد
سعيدة بتشريفك جدا

بنت أرض الكنانه 11-02-15 12:44 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3510105)
بدايه اشكرك جدا يا مشمشه على اهداء النتفة لى فرحتينى بجد(عجبتنى كلمه نتفة ولزقت فى لسانى)
يسعد اوقاتك يا اميرتي لاني احيانا بكتب الفصول فتافيت فاخترعت كلمة نتفة لتعبر عما افعله بيدي هاتين
ثانيا يا100 اهلا وسهلابتوليب المرج ونسائم نورتونا يا بنات
سررت جدا باطلالتهم وهما منورين ومشرفين وانتي منورة مليون مرة يا اميرتي
توليب اشارك مشمشه اعجابها بالاسم-انا عشق زهرة التوليب اساسا-
هو الاسم تركيبته لطيفة وجديدة وتثير الخيال ربنا ييسر الخير
اما بانسبة للنتفه فقد كشفت الكثير من غموض حياة روكسان ويتبقى لنا معرفة كيف ابتعدت عن اهلها وهى صغيرة وحكايتها مع الصديقى
تتوقعي تعرضت للاختطاف ام تاهت عادي ومن يدري ربنا ينفخ في عزيمة الصديقي اصلها وهنت واضمحلت بعد غياب روكسان وروكسان من غيره قد تضيع
اما عن علاقتها بعلى فهى لاتريد التورط معه اكثر لانها كان زوج شقيقتها مع ذلك اشعر ان قلبها سيخونها ولا يوافق هواها
اعتقد كمان ان علاقتهابعلى ستأثر بسبب حادثة رائدوزوجته
منك لله يا رائد مؤذي حتى لو طليت كعابر تفتكري له ضلع في قتل مراته فعلا ومن يدري
اوووووووووووووووووه مشمشه فى ردودك قلتى ان مصطفى فعلا مقتنع ان تبر لم تكن عذراء هل فقدت عذريتها بحادث او ما شابه ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ربما ومن يدري
ومع يقين مصطفى بذلك فأنا التمس له العذرفى قسوته عليها رغم حبه لانه اجتمع عليه خيانه مادلين السابقة مع سوء ظنه المبرر بتبر والنتيجة الطبيعيه حياة اشبه بالجحيم وثقة معدومة وطبيعى جداااا انه يصدق كلام التافه الحقير ميدو
لكم انتى مسكينه يا تبر
انا بحب مصطفي عن تبر هو نزيه عن تبر ده رأيي
مشمشة عدائك واضح لزبرجدة وحبك لقيثارة وعبارة -زبرجدة لدغتها والقبر-حسستنى انك بتدبري مصيبه فهل سينكشف الغموض كليا البارت القادم ام فقط بعضه
فقط بعضه احب الشر والغموض فصل لساندي وزبرجدة وحليمة تُرَى كيف سيكون
(ما زلت احب زبرجدة وابغض قيثارة حتى تثبتى لى ما يستدعى عكس ذلك:lkkjhjk:)
سأثبت لكي يوما ان قيثارة اجدر بحبك كوني على يقين
دمتى فى امان الله موفقة فى اختباراتك ان شاء الله يا مشمشه

اتمنى من الله التوفيق لي ولكل المسكينات من مثيلاتي
سررت بالحديث معكي يا اميرتي

بنت أرض الكنانه 11-02-15 12:50 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توليب المرج (المشاركة 3510233)
شكراً عزيزاتي زهرة المشمش الاميرةالبيضاء سعيدة بأعجابكم بلقبي وفعلا انا اعشق هذه الزهرة ..
زهرة المشمش كم اسعدني ان يكون لقبي لأسم رواية ولو مجرد فكرة هي اتمنى ان تحدث حقا فانا متأكدة من انها ستكون رواية اكثر من رائعة بأسلوبك الجميل وافكارك الغامضة التي تشد القارئ وتمتعه ربي يوفقك ويعطيك الصحة لتستمري بالكتابة وان لاتتوقفي ..

تبر يالَ تعاستها ان كانت فعلا غير عذراء مسكينة هي واعذر منصور حقا فقد تكالبت الخيانات بمنظوره من زوجتيه لكن اتمنى ان يعرف الحقيقة قبل فوات الاوان ..
زبرجدة _بانتظار ان يكشف الغموض عن قصتها..
على راحتك خذي وقتك عزيزتي مع اننا متحمسون جداً للفصل القادم ..لكي ودي

اشكر رقيك يا توليب
لو كتبت بعد تلك القصة هكتب توليب المرج
في تصوري هتبقى بطلة مختلفة وفريدة تعمل هاكر في عوالم النت
ربنا ييسر الخير
امممممممممم ربما فات الاوان الرجال لا يغفرون قلوبهم قاسية عن النساء ولا تنسى
هنشوف اتجوزت الواد سلمان ازاي لكن ما حدث ليلة قتل شكري مازالت في طي الكتمان
شكرا لكي اتمنى يخلص على خير ويحوذ اعجابك

بنت أرض الكنانه 11-02-15 12:54 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
شكرا لكم
ميمي
اميرة
توليب
نسائم
ممتنة لكم جدا اتمنى ان يحوذ القادم اعجابكم
اطلالتكم شرف وفخر لي

بنت أرض الكنانه 14-02-15 10:36 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
كلمة تشجيع حلوة كده من قلوبكم العامرة بالحب ميلاد الفصل ده عسير جدا فعلا

bluemay 14-02-15 10:53 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
الله يوفقك ويفتحها بوشك يا عسل


آآآه الحال من بعضو ... أنا كمان مصطوم التأليف عندي [emoji96]




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 14-02-15 11:06 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
نفسي انزله النهاردة برا بوعدي لكم ربي يسهلها عليكي وعليا

bluemay 14-02-15 11:07 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
آمين

ولا يهمك لا تكلفي حالك فوق طاقتك ...



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 14-02-15 12:46 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو مهدى لاطلالة توليب المرج ونسائم عشق
وكل الشكر والتحية لعرابتي الروحية ميمي
اتمنى يفك شيء من الغموض اميرتي
حاولت انهائه وفشلت البطارية خلصت شحن فعلا
متى سنلتقي ثانية فعلا اتمنى قريبا
ملحوظة لم اراجعه ابدا
التاسع (البارت الاول)
وعدٌ قطعته لكِ
سلمان
أشتاق إليكِ وهذا ليس ذنبي
هذا ذنبكِ أنتِ
أطعمتيني الحب بيديك وغرزتِ خنجر الغدر في ظهري
تغيبين عني ويملأ طيفكِ المكان
تغيبين عني فلا أنسى ولو لبراضةٍ ما كان
يا ظبية البرايا يا أحلى ما خلق رب الأكوان
يا بدرا على الأرضِ يمشي وينشر الإنارة في ربوع الأزمان
على متن شموسِ عيونكِ أسافر عبر الأيام
لأستخلص من الدنيا انفراجة ثغركِ الفتان
المحفوف بالدررِ
والمحاطِ بكرزٍ من الجنان
كل العمر يبدأ من إشراقة مقلتيكِ
وينتهي ببسمة خرجت من وجهكِ موصومة بالعبقِ والجمال
أيامٌ كظل الأسى عبرت عمري في بعادك
فلم تُخْمِد لهيب الشوق ولم ترفع نعش الهوى برغم كل ما كان
ولو مت من داء الصبابة فذلك يسير في سبيل عشقنا الذي عليكِ هان
مسيرة دهر تحت وطأة القيظ المحتر لا تجفف ينبوعَ عشقكِ الذي يتفجر في شراييني
ولا تبدد تعويذة سحركِ التي استقرت في دواخيلي
ريح الحبور ترفرف من حولي حينما تطالعني نظرتك وكأني سقت السحائب إليكِ وصببت بهجة القمر في جوانحك وسطرت حروف الهناء في قلبكِ بمدادٍ من سناء
يا ذات العيون الصاحية... الممطرة..... يا ذات العيون التي تحاكي لآلئ الكهرمان
يا من تلتصق مياسم الشمس بوجنتيها
يا دبيب دم الحياة إلى عروقي
يا حبيبة العمر ويا قساوة الذكريات
لو تلجين لي وفية لعهدنا
لو تطيرين لي سنونوة أهلكها البَيْن والبعاد
لو تتخذيني مرفأكِ لغفرت للدنيا قحطها معي
فيكفيني أن ينقضي عمري محملقا في حدائق عينيكِ
حفرة عميقة مخيم الموت عليها أسكن فيها فمتى منها تنتشليني
وترديني مرة أخرى للحياة؟!!!!!
اقتحمها بصريا وكرر كلماتها " يجب أن تعيشي لتبري بوعد قطعتيه على نفسكِ في زمن سحيق؟!!.... ولمَ دبت الحياة في جسد زوجكِ المغفل من جديد؟!!!..."....
واستطرد وهو يهز رأسه يمنتا ويسارا ويرفع حاجبيه " لا أحسبكِ بارة بعهد يا أعمار، ولا أظنكِ تستحقين الراحة بعد كل ما تكبدته على يديكِ من ذلة وشقاء، ولو كنتِ فعلا لا تذكرين عني شيئا مثلما تدعين، فأنتِ لن تتحصلي على ما وقع بيننا في زمنٍ فات... على الأقل مني أنا، حذرتيني منكِ يوما.... وصفتِ نفسكِ بلحنٍ لم ولن يُعْزَف لي"....
افتر ثغره عن ابتسامة مريرة باهتة وأردف " كنتِ صادقة، مع تعديل بسيط أنتِ لستِ لحنا أنتِ نعيق.... لن تستدري شفقتي بنعتكِ للسجانين بناهشي اللحوم وبالطامعين بجسدكِ، أنتِ لم تكوني يوما غزال دوما كنتِ حرباء، لن تحظي بفرصة البدء من جديد مطلقا فما اقترفتيه مازال صارخا في أعماقي من فرط الخداع والكذبِ الكثير، فقط سأخبركَ بهذا لم يكن زواجنا ورقيا، كنتِ زوجتي بكل ما تحمله الكلمة من معنى!!!!، لربما لهذا لن أتفهمكَ يوما ولن أغفر لكِ البتة، دوما كنتِ تكرهين الظلام والقضبان.... أنتِ أخبرتيني بهذا لذا فمهما زعمتِ بلادة شعوركِ تجاههما، أنا موقن من أن ذلك المكان الذي تقطنيه الآن سيُميتك ببطء شديد وهذا هو جزائكِ العادل، أن تتبدد منكِ الأنفاس رويدا رويدا، سرعة الإجهاز عليكِ لا تحقق مأربي!!!!"
تراجعت أعمار برأسها وأفصحت بملامح متحجرة " ظننتكَ ستلين مع تمثيلي المتقن عليك"...
شخصت ببصرها وتابعت وهي تطلق نفخة تزيح خصلة متمردة تهدلت على وجهها " حسنا أخفقت تلك المرة، دوما كنتُ سديدة الرأي في الآخرين، ظننتكَ أبله يا سلمان ولكن لا بأس، سأحرز النصر في تتمة الطريق كن على يقين، لن أتعفن هنا، لن تدفعني لتمني الموت، ستفشل.... الكثيرون حاولوا وفشلوا، أنا دوما أحقق المفازات، وأنول كل ما أشتهي في تلك الحياة، وأنتَ كاذب، لم تكن بيننا علاقة أزواج، أنا أعرف نفسي جيدا، أتأفف من الرعاع وأنت مهما اكتسبت نقودا ستظل منهم يا سلمان!!!!"
ولوحت بأكتافها وهي تستمر قائلة مكورة شفاهها " لا تخبرني بشيء أنا أعرف عن نفسي كل شيء، وأنتَ دوما وأبدا بالنسبة لي لاشيء، لم أعدك زوجي يوما ليكون ما أفعله بحياتي خيانة لك!!!، لقد أدنيتَ لكَ هامتي فربما تكون غريرا وتطلق سراحي وأستريح منك، ولكنك مصمم على أن تتلقى لدغة الموت مني، وحينما تصبو روح زوج أعمار لشيء ستحققه له!!!"
واستطردت بصدق نازف... وبنبرة متبدلة "لو كنت تعرف أعمار مثلما تزعم لعلمت بأنها أفضل الآن مما كانت عليه منذ أزمان، لقد سايرتكَ فقط حينما قلت خسارة!!!!، السجن طهرني من الأنا، قضيت هناك أروع سنوات عمري، وددت لو تمتد للانهاية إلا أنه لا يوجد شيء جميل يستمر للأبد"... تلفظتها بأسف حقيقي...
واستدارت مبتعدة عنه وكأنها تذكرت التفتت له وأعربت وهي ترفع حاجبيها " آه نسيت... زجاج النوافذ مُهَشَّم.... مُحَطَّم شظايا، الأطفال تجمهروا حول الدار وانهمر وابل الحجارة على النوافذ طوال النهار، أتمنى أن تجلب زجاجا جديدا فالجو هنا سيكون صقيعا لو استمرت الرياح في قصف النوافذ ولم تجد مصدا لها، أنا لا أبالي برداءةِ الهواءِ ولكني أشفق عليك فأنت لم تبِت في العراء مثلي، ولم تفترش الأرضيات المبللة ببرك المياه المثلجة أبدا، ولم تُتَخذ ممسحة أرجل لنعالٍ متلطخةٍ بالطين، بإمكانك أن تغادر البيت فأنتَ لن تتحمل زمهريرية الجو، أنا مُحَصَنة من مثل ذلك هواء ولكنكَ لا.... ارحل اليوم يا سلمان، وحينما تُصْلِح النوافذ عد، لا أريدك أن تمرض بسببي!!!!... أرجوك، وإن لم تَعُد فلا تُرْسِل أحدهم للإصلاح فأنا متكيفة مع أي مناخ، لا يشتد الصقيع من حولي فقلبي أصل برودةِ الأرضِ"....
ازمهر وجهه غضبا منها فهي ولا ريبة تخطط للفرار اليوم وتدفعه للرحيل لتتمكن من تنفيذ مخططها ولا شك في أن النوافذ تهشمت بوسوسة من توت
تمالك نفسه وأعرب متشدقا " أنا سأبيت هنا كل ليلة وسأجلب عروسي الجديدة هنا أيضا وستعملين على خدمتنا معا"....
وأردف بغلظة وهو يتشابك معها بصريا " سأستمتع بقهرك وإذلالك، والآن اغربي عن وجهي، ونامي ولكن على الأرضية وليس على الأريكة!!!، ولو كنتِ حمولة كما تزعمين فصبي ألواح الثلج بركةً ونامي فيها، أنتِ تختلقين عن نفسكِ ترهات وتصدقيها!!!!" كان يتحداها بقساوة ويزدريها بفظاظة....
وأوصد باب الحجرة خلفه بعنف ممتهنا وجهها الذي كان يحدق به.... للدار غرفة واحدة وهو يشغلها الآن... والباب والنوافذ مصاغون من الزَّبْرِ والحديد، لن تتمكن من الفكاك ولو حاولت، اضطجع على السرير وأسند رأسه على الوسادة وانطلقت كلماتها تئن فيه
"أنتَ قلتها كنت أفضل وأرقى من ذلك، ولكني لم أعد كذلك، أماتوني في السجن، وكان يجب أن أموت لأتمكن من الحياة هناك، أنتَ لا تعرف مدى قساوة الزنزانة، ليت الأمر يقتصر عليها، من يشاطرنك العيشة فيها يشبهون الذئاب، لا ينتعشوا سوى بامتصاص دماء الغزلان، أسوأ ما في الأمر حينما تستحيل مثلهم، لا يمكنك المقاومة في ذلك المعترك والنجاة، لو لم تتطبع بخصالهم يُكْتَب عليكَ الفناء، وأنا يجب أن أعيش، لأبر بوعد قطعته على نفسي في زمنٍ سحيق، حتى السجانين قساة وفظين، وهناك من يطمع بجسدك.... وهناك من ينهش في لحمك، وهناك من يفجر دماء قلبك، أنت لن تستفيد شيء لو وأدت آخر بارقة أمل تلوح في أفق رؤياي، أن أحيى أنا وتوت خارج البلاد، نحظى بفرصة البدء من جديد.... نحظى بفرصة أخيرة مع الحياة"
هل انتهك السجانون جسدها وهو زوجها كان غارقا في صومعة شقائه ولا يحفل بأنينها، ولا يهتم بمعرفة ما دهاها في بعاده وما أحلَّ بها، هز رأسه مبعدا تلك الخواطر عن التسابق على خلده، وانتصب واقفا وطوى الأرض ليشرع الباب ليرى هل نفذت أعمار زبرجدة أمره لها بافتراش الأرضية أم لا...
صار واجما.... مشدوها.... ساهما وهو يحملق بما فعلته بنفسها....
كانت متكومة على الأرضية وأكداس الثلج متناثرة من حولها... بعضها سال وبعضها تشبث بهيئته كجماد...
إنها مجنونة تماما.... لا وصف لما تفعله بنفسها سوى أنها مفككة العقل... أو يائسة تماما
لسعه الذنب فهو من تهكم على ما ذاقته في حياتها من عذاب وامتهان....
انحنى بجوارها ومرر يديه على جسدها كان باردا وكأنه لجثةٍ هامدة، وكان شحوبه بياضا مفزعا....... طفرت دمعة من أحداقه.... وأوصد عيونه وهو يتذكر قولها
" أنا عنيدة جدا.... لا أخسر سباقا مع الحياة، لأني قد أفعل بنفسي ما لا يرتضيه لي عدوي، أنا مجنونة حينما يتعلق الأمر بالتحدي، سأنتصر في النهاية.... ستعترف هي حتى بفوزي العظيم عليها، لا تكن مثلهم، يحبوني بشروطهم!!!!، يجلدوني لو أخطأت للحظةٍ واحدة، لكل إنسان الحق في ارتكاب جريمةٍ واحدة.... الحق في التفهم والصفح والمغفرة"....
حملها للسرير وأدفأها جيدا، مكث بجوارها طوال الليل يضع الكمادات الباردة على جبهتها الساخنة، فلقد اشتعلت الحمى نيرانا في جسدها.... هي غارقة عميقا في الحفرة الغائرة المتقيحة لمشاعرها....
كانت تهذي بكلمات مدغمة وأخرى واضحة ولكنها كلها تُصَب عليها هي.... على قيثارة
" هي السبب.. هي المذنبة أبتي.. هي من أحالتكَ طريح الفراش، هي من لا تستحي باتهامي أني من ألحقت بكَ ذلك الضير، أبتي اغفر لي، هي السبب في كل ما تعانيه وأعانيه، هي حقودة وتكرهني، دفعتكَ لكي لا تنصفني حينما طالبتكَ برفع الضيم عن سمعة زبيدة، أنتَ تصدقها دوما ولا تصدقني أبدا... أنتَ تحبها أكثر مني، تحب تلك اللئيمة أكثر مني، أنا أمقتها، هي دوما تستخف بي وتقلل من شأني، هي دبرت قتلي مرارا هي تبغضني، أنتَ لم تصدق يوما أنها كانت المعول وراء الدماء التي سالت مني!!!!، أنتَ من اختارها أبتي، كان يجب أن تختار بيننا وأنتَ آثرتها عليّ!!!، أنا أريد توت.... تعالي يا توت، أنتِ محقة لا أحد يحبني سواكِ، حتى أبتي لا يصدقني، لا.... أبتي صدقني ولذا تهاوى مشلولا.... حينما صدقني تهاوى مشلولا، ليته لم يصدقني!!!!.... لن أغفر لكِ يا قيثارة أنا لن أغفر لكِ، قد أسامحكِ على دمي الذي سال ولكن كيف أغفر لكِ ما فعلتيه بروحي.... أنا.... أنتِ.... أبونا.... أمكِ... أمي.... أمي..... سامحيني يا أمي، أنا لم أتعمد حدوث هذا أبدا، صدقيني.... لم يعد بالإمكان الإبقاء على شكري حيا، يجب أن يموت.... أنا قتلته لأنه......."
هذيان يبوح بفتافيت ولا يُكْمِل الصورة مطلقا....
وغاب عقل سلمان في جب الذكرى....
لم يدري أحد يوما ما الذي وقع للشيخ شمس ليستحيل مشلولا طريح الفراش.... كان على الأمر تعتيم لم ينفرج يوما.... لململت أعمار أشيائها بعد مصابه وغادرت البلدة بغير أوبة، قيل أنها استقرت عند قريبتها أزاهير بالاسكندرية، وآخرون ادعوا بأنها سبب مصاب أبيها وبأنها فرت مع عشيق، الأمر كان مُشَوِشا ومربكا للجميع، فلا أحد يفصح عما جرى كي يطفئ النيران التي اضطرمت في الهشيم.... وزبرجدة لا تبزغ لتدحض أقوال المغرضين...
ومر عامان وأعمار زبرجدة لا تُشرق على قريتها، وتحسن حالة الشيخ شمس محدود جدا.... ابنته قيثارة هي من راعته في مرضه، وسخرت حواسها لتستشعر سكناته قبل حركاته.... برغم كونها امرأة ضريرة إلا أنها جبارة والكل عبر الأحقاب كان يرتعد من مجرد ذكر اسمها... تكاد تكون أعمار الوحيدة التي لم تخشى قيثارة يوما... كانت تُطْلِق عليها المسكينة ثوثو...
قرر سلمان بعد غياب أعمار زبرجدة الذي طال أن يرتحل في إثرها فهي تشارف الانتهاء من دراسة الطب في جامعة الاسكندرية، بالطبع يمكنه التوصل لموضعها هناك من خلال سجلها الدراسي بالجامعة...
لقد سأل جاره محمود عنها فهو يدرس في نفس الجامعة ومن المعروف كفالة الشيخ شمس له بعدما توفى والده - حارس القصر المهجور - ولكنه راوغ وتملص من إجابة شافية.... وكأنه كان يتعمد تمويها!!!!
تصور أن الطريق إليها يسير وسهل ولكنه كان ملغما بالشوك، يأس من العثور عليها بعد رحلة بحث دامت قرابة الأسبوع، لم تكن تَحْضِر محاضرات، لم تكن تظهر في أي مكان بالجامعة، وقرر الأوبة للقرية فلقد أخفق في مبتغاه...
افترش مقعدا بمقهى أمام الجامعة، وطلب كأسا من الليمون البارد، أنزلت النادلة مطلبه فرفع عيونه ممتنا لها بنظرةٍ عابرة فتوسعت مآقيه ذهولا ووجوما، وسقط فكه لبرهة مطولة.... هتف غير مصدقا والفرحة تغرد في دواخيله " أعمار".....
ضيقت أعمار حيز عيونها وأعربت وهي تُعْمِل نظرها " أظن أني أعرفك، لكَ قلب جسور وروحٌ طيبة، توليفة نادرة، أنتَ من أنقذني من براثن الذئب منذ سنوات، لم تخبرني اسمك يوما!!!!"
كانت تحضه ليخبرها
فتلفظ وهو سارح في بحور عيونها الغامضة " اسمي سلمان"....
افتر ثغرها عن ابتسامة عذبة وأعربت " وأنا أفضل اسم زبرجدة... حينما تكون مغتاظ مني أو ناقم علي قل لي أعمار وسأفهم حينها"....
سألها وهو يقلب نظره في المكان "ماذا تفعلين هنا؟؟"
ردت بصوت يزخر زهوا " أنا أملك ذلك المقهى"....
وأردفت بتلقائية " ربما تعرف محمود شحاته أحراس، هو شريكي هنا، نتقاسم الربح والعبء فيما بيننا".
قطب سلمان جبينه، لقد كذب عليه محمود متعمدا!!!!
وكَثُرَت الهتافات من حولها فاستأذنت منه لتلبي كافة الطلبات المتدفقة المتصاعدة، فالنادلة التي تعمل لديها متوعكة اليوم ولم تَحْضُر... وقبل أن تبتعد عنه تناهت لأسماعه غمغمتها الحيية " أريد أن أراك ثانية!!!"
ظهر محمود في محيط إبصاره، وتلاحم معه نظرا لوهلة منحسرة، وبان سخطه جليا لأن سلمان توصل لموضع زبرجدة... إلا أنه سرعان ما كسى سحنته بالترحاب والبشاشة وهرع نحو سلمان ليصافحه ويعانقه ويتبادل الأحاديث معه...
سارا سويا على شاطئ البحر وسأله سلمان عن سر إخفائه موضع زبرجده عنه....
فرفرف محمود بأهدابه تلبكا وبان لبرهة مذنبا وسرعان ما استجمع شتاته وأعرب بصوت متحشرج " زبرجدة لا تصلح لكَ، أقيكَ شر الاحتراق بنارها، ربما تبدو بسيطة وبشوشة ولكنها أبعد لكَ من نجوم السماء كلها، هي حلمٌ لا نطوله يا صديقي!!!!!"
ازدرد سلمان ريقه وأعرب متلعثما فلقد تجلت له الحقيقة ساطعة
" أنتَ مغرم ب...."
وضع محمود يده على فم سلمان وزجره قائلا " فقط لا تنطقها كي لا تهدم أواصر صداقتنا"...
وأردف بضراعة " لأجلي ابتعد عنها، أنا صديقك يا سلمان وزبرجدة نجم موضعه السماء، لا تجعلنا نتنافس على السراب"....
قلص سلمان قسماته وأفصح مستنكرا " أنت أصغر منها يا محمود، زبرجدة لن تلتفت لكَ أبدا"....
رد عليه محمود مزمجرا " مجرد عام.... فارق غير ملحوظ.... أنت تغار مني لأني شريكها وأقرب لها منك...."
وبرقت عيون محمود بوهج الشر الخالص ونفرت عروق رقبته وهو يردف بتهديد لسلمان وقد اعتصر قميصه كرتين في يديه " لو اقتربت منها.... لو حاولت اقتحام أسوارها ستلفظ أنفاسك الأخيرة يا سلمان وأنا لا أمزح، أتفهم؟!!!!"....
آثر سلمان عدم المجادلة معه، وتفادى مجابهة مباشرة وإياه فالشياطين كانت تتراقص أمام عيون محمود وحينما يهدئ سيستأنف ما بدآه....
وقدم له إيماءة تفهم وليست إيماءة إذعان!!!!
لو كانت أي أنثى لما سمح بشقاق بينه وبين جاره الأثير من جرائها، ولكنها زبرجدة وهو لا يتوقعها تميل لمحمود....
إنه فقط يشيد قصورا متداعية ليس لها أساس
في المساء تمشى بجوار مقهاها على أمل أن يلمح سناها وبغتة تناهى لسمعه صوتا يضاهي السليل فالتفت خلفه فأبصرها مشرقة الملامح مقبلة عليه...
علقت أنفاسه على الجمال المدمر لعيونها السوداء... وفاحت الدنيا بعطر الجوري المتمازج مع الخوخ، الذي يشع من طيات ثوبها العصري الأنيق، وسألته بتبكيت " مادمت لم تلج للقرية بعد فلمَ لم تعرج علينا أم أن عصيرنا لا يروقك؟!!!!"
أطرق برأسه وأجابها "لم ترتضي بأن أبذل نقودا في المرة المنصرمة فخفت أن تعيدي الكَرَّة وتصممي على استضافتي مجانا من جديد"....
انكمشت حدقتاها في تفكير وأعربت " يبدو أنكَ بخيل!!!، نحن من نفس الأصل، نحن عضد لبعضنا البعض في الغربة تماما مثل علاقتي بمحمود"...
سألها بغتة وهو متداخل معها بصريا " لمَ لا تقبعي بجوار والدكِ في مرضه... ولمَ أنتِ غير منتظمة في دراستك... ولمَ تبددين وقتكِ في العمل كنادلة... والدك يملك أطنانا مترامية من النقود، وأنتِ تخدمين الزبائن، وتقدمي المشروبات، وتمسحي الطاولات حينما يفرغون من الارتشاف، ويغادرون المكان"....
ردت عليه بتحايل " الحياة ليست مفهومة، ومطلقا لم ولن تكن عادلة، عد لقريتنا فأنت لا تصلح لحياة المدائن، فهي مراوغة مثلي"...
عض على شفته السفلى وأفصح لها " لم آتي لأعيش هنا"
قطبت جبينها وسألته لتستوضح منه "جئت في عمل"....
رد بنبرة أبحة نبعت من أعماقه " بل جئت لأقول لكِ أني أهواكِ.... لست مجذوبا ولكني مشتاقٌ لسناكِ"....
انتقلت ببصرها في كافة الأرجاء وسألته مستهجنة وهي عابسة المحيا بنبرة ترشح عذوبة وصفاء وفي طياتها السرور والابتهاج
" ولم تجد سوى الشارع لتخبرني بهواك؟؟!!!!... تبدو مجذوبا يا ذاك، وكل مجنون يظن نفسه راجح العقل يعرف حقيقة الحياة"...
وأردفت بلهجة متصلدة وبملامح متجهمة " أنا من أطمعتك يا ذاك فلقد انشرحت أساريري للقياك ففسرت الأمر تبعا لهواك"...
واستطردت " فقط رحبت بكَ لأنك من رائحة بلدي ليس لأني معجبة بك أو لأني طمرت عشقا أسررته لكَ لسنوات"....
كان صدرها يعلو ويهبط لهاثا وهو يركز عليها إبصاره ويعقب عليها وابتسامة طفيفة تتشقق منه " قاسية أنتِ... أنتِ متذبذبة يا أعمار... تسعين لشيء وحينما يصبح في يدكِ تقذفينه ليتناثر أشلاء، تبعا لهواي فأنتِ طمرتِ عشقا أسررته لي لسنوات، وذكرى إنقاذي لكِ من الذئب لا تبارح خيالك وتسيطر عليكِ في كل ميقات، وتلك هي حقيقة ما يعتمل بداخلك"....
حينما همت بالاعتراض رفع راحتيه أمام وجهها وقال لها بتقاسيم مشدودة " يكفي لا تزيدي الطين بلة أكثر من ذاك.... سأنصرف الآن"...
بعد مرور يومين
كانت زبرجدة قد عاودت الظهور في نطاق الكلية، وكانت وكأن روحها تصبو للقياه من جديد....
حينما لمحته جالس مستريح على متكأ ظليل في الكلية ركضت نحوه ووقفت أمامه لاهثة وهاجمته بقولها " أنتَ بغيض"....
تطلع نحو يديه وأطال التأمل فيهما وأفصح لها بعدم اكتراث بها " ماذا تريدين؟؟"
جلست بجواره بشيء من الجراءة وجابهته قائلة وهي تتخصر " بل ماذا تريد أنتَ مني؟؟"
رد وكأن ما يقوله من المسلمات " سأتزوجكِ وأعيدك للقرية لتعيشي فيها حتى الممات"....
توهجت عيونها ببريق أنثى مشاكسة وهي تشاغب " ومن أخبرك أني سأوافق"....
ثبت نظره على نقطة في الأرضية وأعرب بصوت أجش غريب " هل قلبكِ متعلق بسواي..... أم أن السؤال بالأحرى ما مدى علاقتكِ بمحمود؟!!!!"
صرت على أسنانها وقالت وقد احتقن وجهها من فرط الغضب " هل أبلغك أحد سابقا بأنك أحمق، لتتعفن في الجحيم بغبائك"....
وهمت بالمغادرة فقوس شفاهه معربا بنغمة ناعمة ملداء " اجلسي يا سليطة اللسان"....
واستطرد وهو يطلق تنهيدة " وأَلْقِي في جعبتي لمَ أنا أحمق"
افترشت المقعد المجاور له بمزاج لبؤة شرسة وانطلقت تقول " أنتَ مجنون وأنا أفوقك جنون، ذلك ثاني لقاء بيننا فحسب فكيف يكون الحوار بيننا مثلما يدور"....
واسترسلت " أنا مستنكرة هذا الجنون، وكيف تُلْصِق بي لقب سليطة اللسان، أنا ثائرة جدا"...
وأردفت بشيء من التلعثم " ومتخبطة الوجهات، أنتَ أحمق لأني لست فتاة أتواصل مع أحدهم وقلبي مع سواه"...
وأقسمت له "محمود مثل أخي الفقيد، هو صغير في السن وطائش قليلا، يُنصب نفسه في منزلة حبيبي وهو فقط سندي وكما شقيقي، أنا مشتتة الذهن بسببك، أنت سبب الشرود الذي ألمَّ بي، انظر.... لو كنت تريد الزواج مني فعلا فعليك أن تبذل كل ما تملك مهرا لي.... وتتحصل على توقيع والدي على وثيقة زواجنا، تلك شروطي لو لبيتها فأنا موافقة عليك!!"
طأطأ برأسه وشبك أنامله وأعرب لها بتمتمة خفيضة منكسرة " لا أملك سوى النذر القليل"....
ردت عليه بثبات وهي متشابكة معه بصريا " أعطه لي... ولن تأخذ ضمانات مني على بري لكَ بوعد الزواج، هما شرطان نقودك كلها الآن وموافقة أبي فأكون لكَ في الحال"...
سألها وقد بدأ يستوعب " تريدين النقود الآن فيم؟!!!"
ردت، وهي تطمر الاضطراب الذي اعتراها، وتصطنع عدم الاكتراث بحاجتها الملحة للنقود " حينما تكون زوجي سيحق لكَ أن تعرف ما الذي بداخلي يدور"...
رد عليها وهو يطلق تنهيدة " حسنا محمود يغار مني فانتقي لنا مكان نلتقي فيه اليوم لأحقق الشطر الأول من طلباتك"....
وتلاحم معها بصريا وهو يستطرد بصوت أجش مثقل بالأحاسيس الصادقة " أنا أثق بكِ يا زبرجدة... أنتِ لن تخذليني يوما"....
في كازينو يطل على البحر التقيا وبذل لها كل ما يملك من عمله الذي يسعى لتوسيعه...
أطرقت برأسها وتمتمت له وهي تسحب نفسا من الهواء " أنت مجنون، هل يمنح أحدهم الثقة لشخص آخر بدون ضمان؟!!!!.... وتدعي أنه نذر ضئيل وهو أطنان؟!!!!.... لا أحتاج كل تلك النقود فقط عُشْر المبلغ وهذا ما سآخذه"....
واعترفت بشيء من التلعثم والإطراق " ابنة جارة لي مريضة بالسرطان وتحتاج عملية تتكلف نقودا طائلة... أنا أسعى لمساعدتها، أمها أخبرتني أن العملية تحتاج عشرين ألف جنيه، الدنيا تضيق بي، حينما وجدتك كنت بارقة أمل تلوح لي، فلربما تملك نقودا تُخلص الصغيرة مما تعانيه"....
واسترسلت ودمعة تطفر من أحداقها " اسمها زبيدة... وهي تذكرني بزبيدة.... يخامرني شعورا مزهرا حينما أراها أفعل أي شيء كي لا ينطفئ سناها"...
وأردفت " فكرت في تصفية عملي بالمقهى لأجمع الأموال لها... ولكنه مؤجر ولن يجلب نذرا يسير"....
سألها باهتمام حقيقي.... وبتفهم عميق " لمَ تعيشي على الكفاف يا زبرجدة، والدكِ يملك فدادينا شاسعة وأموالا طائلة، بإمكانكِ أن تطلبي منه"...
تواصلت معه زبرجدة بصريا وبان عليها الذبول التام " هو مشلول متيبس اللسان، قيثارة من تتحكم بكل الأموال، وأنا لن أطلب شيئا منها ولو لعقت التراب ونمت في العراء"...
سألها وهو يتفرس فيها " لذا تبيعي نفسكِ لي؟!!!!"
ردت عليه وعيونها تتمازج مع خاصتيه " بل كنت أتحداك وأعرف عن بشر هذا الزمان أنهم خبثاء، اعتبرتكَ طامعا بنقود أبي وغضضت الطرف متعمدة عن إنقاذك لي، لم أظن للحظة أنك ستعطيني فعلا كل ما تملك في تلك الحياة، حسبتك سترمي لي نقودا هزيلة وتدعي الفقر والإملاق، ولكنكَ أدهشتني فبرغم زعمك قصر اليد دفعت مهرا حتى في عرف الأثرياء يُعَد ضخما ومهولا"....
أجابها " عملي لا يلبث متواضع، أسعى لتنميته، سأبني لكِ يوما مشفى في قريتنا ستكون لكِ لتديريها، هذا حلمي أنا!!!!!، لم أعطِكِ كل شيء، فأنا لم أبِع البيت الذي أسكن فيه مع أمي وإخواني، ولم أفرط في موضع عملي، أنا فقط جمعت لكِ كل النقود السائلة التي تتواجد بحياذتي، بي قطعة أنانية يا أميرتي اغفريها لي!!!!، لو تريدين المال لأجل زبيدة صغيرة فأنا أعدكِ أن أتكفل بعلاجها حتى تعود صحيحة معافاة"....
تعرف على ابنة جارتها، كانت فتاة كما فلقة القمر، اصطحب أسرتها برفقة زبرجدة لزيارة الطبيب، وساندهم في العملية متمتما للصغيرة النجاة، ومبتهلا لله أن يمن عليها بالحياة، وشعر أنه مضمحل الكيان حينما شكرته الأم بحرارة وهو يعرف في دواخيله أنه لم يبذل النقود إلا لأجل عيون زبرجدة....
في احدى الكازينوهات
حكت زبرجدة فروة رأسها وفركت جبينها ومزقت وجهها بتمرير بربري لأناملها عليه
وقالت وهي تزدرد ريقها " لم يعد يصلح لنا أن نلتقي يا سلمان، لقاؤنا خارج نطاق معرفة الأهل.... وبدون علاقة شرعية معلنة سيجلب علينا الأقوال، سأعطيكَ تلك الرسالة، اذهب بها لأبي، واقرأها عليه، استعن بمنصور فهو كما أخبرتني صديقا لك، هو سيُمَكِنَك من الدلوف لأبتي، والدي يملك تفويضا مني منذ صغري بفعل كل ما يرتأيه بشأني، يمكنه حتى تزويجي بدون أن يُعْلِمَني، لو ارتضاكَ لي ولو بإيماءة استحسان سأكون لكَ، والشاهد على لقائكما سيكون منصور، هو كما شقيقي وسيخبرني حقيقة ما سيقع بينكما، لا أتوقع أبتي شاردا عن الدنيا، أتصوره متخشب البدن متصلب اللسان فحسب"....
واستطردت زبرجدة وهي تسمر بصرها على نقطة وهمية بالطاولة " أخبره أني اشتقت إليه... وأن الشوق الحقيقي لا يعرف قيد الزمان ولا يبرد مع مرور الأيام، واعتذر له نيابة عني لأني اضطررت إلى هجرانه رغما عني"...
وعاجلت مردفة وهي لاهثة الأنفاس " فقط لا تطالبني بإيضاحات الآن، أنا أعاند قدري لأجلكَ يا سلمان!!!"
_____________
في باحة استقبال الضيوف الخاصة بقصر فاروق التبريزي
تنهد منصور وأطرق برأسه وقال " قيثارة لا تسمح بزيارة الغرباء لأبيها، سأمرق له بسهولة ولكنها لن ترتضي دلوفك إليه البتة"....
سأله سلمان بنفاذ صبر " والحل؟؟"
أجاب منصور وهو يزفر نفسا مديدا " قيثارة مصابة بداء الشك، هي تتوجس من الجميع، ولذا فهي من تلاحق أعمالها المترامية، تبتعد عن القرية مسافرة في بعض التارات وعلينا أن نتصيد واحدة بمنتهى الاحتياط!!!"
____________
حكت عائشة رأسها وأعربت بتقلقل وبصرها زائغ والدم يقصف وجناتها من فرط توترها
" لم يكن عليّ مساعدتكما، لو علمت قيثارة....."
ازدردت عائشة ريقها وأردفت بشيء من الارتعاب " الله يستر حينها.... الله يستر حينها"....
وأمسكت بيد سلمان ودمدمت له وهي تغالب ترقرق الدمعات ومحياها ينفرج عن ابتسامة جزل صافية " أحقا زبرجدة موافقة عليك، وستعود لنا بعد زواجكما، بوركت يا ولدي لقد أوجزت المسافات وهدمت العراقيل ونسفت الحواجز التي تُبعد الصغيرة عنا"....
شرعت عائشة الباب وأردفت لسلمان بصوت أجش " اِلَتَقِي كبيرنا وأعطه كل التبجيل، لن يقاطع عليكم أحد خلوتكما، الله يرد لنا ظبيتنا الشاردة بكل خير!!!!"
اتكأ سلمان على مقعد وثير مقابل لسرير الأسد الجريح.... كان منصور معه، ولكنه اكتفى بطبع قبلة على جبهة عمه، وعلى ختم ظهر يديه بآلاف اللثمات.... وعلى التمتمة له بتمني زوال الكرب وأن يتم الله عليه نعمة الشفاء، ثم انتحى قصيا يتابع الحوار الدائر بدون أن يتدخل
شعر سلمان بالحرج من تلاوة كلمات زبرجدة لأبيها على مسامع منصور ففض القصاصة وشهرها في وجه الشيخ القعيد....
غرغرت عيون شمس بالدموع وهي تحتضن سطور ابنته التي انسلخت عنه بتتمة رغبتها
(( تعرف أني قاسية يا أبتي، كنت أنكر قديما ذلك الاتهام عني، إلا أني أعترف لكَ بهِ أخيرا، حبي لكَ يتخطى حيز الكلماتِ.... يتجاوز كل ما يمكن أن أسكبه عليكَ من أبياتِ، معضلتي أني لم أتحمل رؤيتكَ طريح الفراش من جرائي!!!!، أنا قزمة يا أبتي، فطرت قلبكَ لأحرز بعض التفاهاتِ.... لأثبت مجرد ترهاتِ، لم أفهم قبلا لمَ قلبكِ ظل متعلقا بجيهان نور هكذا، ولكني أستوعب الآن يا أبتي، كنت بمحارتي السوداء ماكثة، ضوء الشمس يدميني وعتمة الليل ترضيني، برغم ارتعابي من الظلمة إلا أنها كانت تكتنفني داخليا فلم يعد يفرق معي لو سادت خارجيا، أموت من الارتعاب يا أبتي، ويقشعر بدني من العتمة، وأتكوم على نفسي، وأغرق فيها أكثر وأكثر وألاطم أمواجها وحدي!!!، أنا نجمة عن أفلاكك لا أنفصل، دعني أتخبط وأتوه فإني لكَ عائدة ولغمرتكَ متشوقة، كانت أركاني متقوضة حينما رأيته، ذكرني بكَ يا أبتي، يحمل نقاء روحك وصفائها، أريده أن يظلل عليّ بجناحه، أن يحميني من شر نفسي.... ومن دوامات تُغْرِقَني فيها روحي، أنا أريده يا أبتي، كانت نفسي هائجة بالشجنِ فغمرني بالنور الذي كان شاردا عني، اجعله لي يا أبتي، امنحني تباريكك، فالمعركة ستبدأ بعد موافقتك، سأخوض حروبا ضروسا مع توت، وقيثارة لن يروقها زواجي من شخص عديم الأصل من وجهة نظرها، ولكني لا أكترث لهم، لو ساندت خياري فهذا يكفيني تماما يا أبتي!!!!، يمتد الدجى في بعدي عنك وهو الخيط الذي يصلني بك، فدعه يعيدني إليك يا أبتي))
همهم الشيخ شمس بكلمات غير مفهومة لأن لسانه يعجز عن مجاراة ما يود الإفصاح عنه، وتحركت أنامله بمشقة وعناء وكأنه يكافح ويبذل قصارى جهده ليعيد لهم الحياة....
هرول منصور وسلمان راكعين بجواره.... اعتصر ملاءة السرير بقبضتيه وأومأ برأسه موافقا.... وأشرقت ملامح سلمان
سأل الشيخ شمس " زبرجدة تريد توقيعك على وثيقة زواجنا، نوهت لأنها أعطتك تفويضا لتفعل ما تشتهي بحياتها"....
تواصل منصور مع عمه وتبادلا حركات باليدين وتعبيرات بالوجه سويا.... وتنهد منصور وهو يفصح وبصره يُسَدد تجاه سلمان " يريد أن يكون ولي أمرها في عقد الزواج، قصاصة التفويض قابعة في احدى القوارير هنا سنفتش عنها حتى نعثر عليها وسنجلب بعدها مأذون مؤتَمَن يفضل أن يكون من خارج نطاق البلد، عمي يؤكد على كونه قادرا على ترديد ما سيبتغيه منه المأذون... وعلى منحه توقيعه على الوثيقة، يبدو هذا جنون ولكنها رغبة عمي وسنحققها له"....
إخفاء المأذون عن العيون كان عمل جلل قام به منصور فهو حاذق في التحايل، وتمكن من إدخاله للقصر في غفلة عن العيون، وجلب منصور رفيقا مقربا شاهدا على العقد، لم يتوقع أحدهم أن ينطق الشيخ شمس بثبات ووضوح، ولكنه فعل وأوجمهم كلهم... كان توقيعه مهتزا ولكنه ساطعٌ.... كان سلمان غير مستوعبا لتسارع الأحداث، من طلب خطبة لزواج صحيح تماما... زبرجدة له.... لو تعلم بهمهمات والدها وبعثرات حركاته ستُسَر كثيرا... هو ليس متيبسا تماما كما تظن، هناك أمل....
في مقهى زبرجدة
كانت متلفة الأعصاب، مُمزَقة الجوانح، مدت يدها بغتة لتمسح بها فتحتي أنفها، لمَ زجت بسلمان في تلك الفوضى؟؟، سيواتيها بخبر أن أبيها لم يقوى على إعطائه أية ردة فعل، وربما يُبْلِغَها بأن قيثارة عرقلت سبيل وصوله لأبيها وتعاملت معه باستعلاء وتعجرف، اطلالته نائية عنها كما النجوم ولذا فهي محتدمة المزاج، حتى محمود استشعر توترها وأحَسَّ بأن أعصابها مشدودة جدا...
دنا محمود منها وسألها بجزع حقيقي عليها " ما بكِ؟؟"
ردت بنبرة أجشة تحوي إصرارا وتصميم، وهي تتلاحم معه بصريا "أنا متيمة بسلمان"....
وأردفت وهي مطرقة برأسها " اغفر لي يا محمود، الحب قدر وليس اختيار!!!"
ظهر سلمان في محيط إبصارها فتهللت أساريرها وركضت نحوه بأقصى وسعها....
قال لها بمناوشة حانية، وهو يتمعن النظر فيها " أنفاسك تتمزق لهاثا من أقل عَدْو"....
اكفهرت سحنة زبرجدة، وهي ترد عليه كما اللبؤة الشرسة، وتحيط خصرها بيديها " صحتي محدودة وأبشرك بأنها ستزداد سوءً بمرور الأيام، لا نلبث على البر، يمكنكَ الفكاك لو أحببت، وفتش عن فتاة وافرة الصحة ولكني شريرة وأتمنى أن تصيبها كل العلل بمجرد زواجكما لتستحيل لها ممرضا، ولا تهنأ معها بحياتكَ مطلقا"....
اصطنع سلمان التفكير وأعرب بتمتمة مباغتة لزبرجدة " لا أحسبني لا ألبث على البر، لقد عُقِدَ قراننا يا زبرجدي، ليت كان بإمكاني التراجع، فالزواج بفتاة محدودة الصحة سيشقيني"...
تشبثت به وهي تتيقن مما سمعته " ماذا قلت؟؟... عُقِدَ قراننا؟!!!!"
التفت الأنظار من حولهما فتبسم من الإحراج الذي داهمها وهمس لها وأنفاسه الحارة تدغدغ آذانها " لم تجدي سوى قارعة الطريق لتعلني فيها زواجنا؟!!!!"....
صكت وجهها وتراجعت برأسها وطالبته بشيء من الغنج والدلال وهي تشمخ بأنفها" أرني العقد أولا أيها المزور، لم أكن موجودة فكيف تربطني بكَ؟؟"
كان محمود يراقب من بعيد ما يجري وأعصابه كما المرجل تغلي.... يتميز غيظا جما ويود سحق سلمان بيديه المجردتين....
__________________
دعته زبرجدة " ادخل، هذا كوخي الذي أعيش فيه، صغير ولكنه يسعني ويفيض"....
دلف سلمان لكوخ زبرجدة، كان رث، أثاثه بالي، والشقوق الهائلة منتشرة بحوائطه الباهتة الطلاء، ولكن زبرجدة كانت فخورة جدا ومزهوة به...
افتعل ابتسامة متقنة وهو يعرب لها " منزل رائع حقا"....
كان مجهود زبرجدة جليا فيه، الستائر ذات الرسومات المطبوعة تحجب معظم الحوائط، والأثاث رغم تهالكه إلا أنه منظم باعتناء، والسجاجيد المحدودة المساحة تتداخل مع بعضها بشكل بديع...
افترش مقعدا في الصالة وزبرجدة تقول وهي تتوجه نحو المطبخ " سأعد لكَ لقمة فلا ريبة من أنك تتضور جوعا فلقد سافرت لساعات طوال"....
استشعرت أنفاسه خلفها فسرت قشعريرة في جسدها واستدارت له.... مرر ظهر يده على وجناتها الموردة المكتنزة، وحركهما على عيونها فأغمضتهما له، تمتم لها "يحز في نفسي أني لم أخبر أهلي بعد، أنتِ لا تستحقين ذلك يا زبرجدة، لمَ نلتجأ للظلمة ونحن لم نفعل شيء يُغْضِب الرب؟!!!"
أجفلته زبرجدة بردها المغمغم وهي تحيد ببصرها عنه وكأنها تشرد في شيء ما " لاريبة في أن والدي يخاف علينا ما يُمْكِن أن يُحَاك لنا"....
واستطردت تستوثق منه، وقلبها يقفز بهلوانا من فرط سعادتها وسرورها " حقا همهم لكَ.... ووقع بيده على الوثيقة؟!!!"
أومأ برأسه ثم جذبها من خصرها بإغلاقه ذراعيه حولها " جعلكِ لي بكل صورة ممكنة"...
واستأنف بصوت تتجلى منه الجدية " يجب أن تعودي معي"....
تملصت منه وقد تشنجت عضلة حول عيونها " مازلت أكْمِل دراستي، امنحني فسحة زمنية وسألج إلى هناك بإرادتي"....
قال لها وهو مغلق التقاسيم " حسنا ولكن شراكتكِ بمحمود يجب أن تنتهي، هو يَكِن لكِ مشاعر وذلك لا يروق لي"....
تفرست فيه " أنتَ لا تثق بي!!!!"
رد عليها وهو يزدرد ريقه" هل تلك جملة إقرارية أم أنها سؤال؟!!!!"
هزت رأسها صوبه وطالبته وهي ترتقي بحاجبيها صعودا " أجبني أنت"....
تلاحم معها بصريا وهو يتلفظ بصلابة " أنا أغار عليكِ وذلكَ حقي، ولو لم أثق بكِ لما منحتكِ اسمي وقلبي وعرضي"...
تنهدت زبرجدة وطأطأت رأسها " تريد الحقيقة، كنت أخاف قولها لك كي لا أسقط من عليائي في عينيك"....
وتواصلت معه بصريا وهي تردف ومآقيها مغروقة بالعبرات " أنا قتلت شحاتة أحراس والد محمود"....
ازدردت ريقها بصعوبة وأحادت بناظريها بعيدا عنه وتابعت " كنت طفلة لاهية صغيرة، تناهى لعلمي أن أبتي ابتاع القصر المهجور الذي تسكنه الأرواح الشريرة، والذي يحرسه عم شحاتة، فغلبني الفضول وأردت التجوال فيه فألححت على والدي إلا أنه أبى وقال لي أنه ابتاعه لأجل صديق!!!، وأنه ليس له ليرتع فيه، فتوجهت إلى هناك مع ناصر، وأردنا اقتحامه فلم يسمح لنا العم شحاتة بذلك، فنقمت عليه فأبتي صاحب القصر وهو يعرف ذلك، وصممت على المروق إليه، تسلقنا السور في غفلة عنه، ونفذنا للداخل، استكشفنا المكان، ونحن نركض ونمرح تحطمت مزهرية خزفية عملاقة كانت تملأ الردهة، أنا من دفعتها رغما عني، وتوثب نحونا العم شحاتة والشرر يطل من عينيه، رأيناه عبر النافذة وهو محتقن الوجه فائر الأعصاب، يطوي الأرض ليفتك بنا، فتواردت عليّ فكرة، وسوست لناصر أن نمثل دور شبحين ونرتجل لنلقي الروع في قلب شحاتة، ولنتسلى حينما يستبد الجزع به.... توارينا ببراعة....
زبرجدة تقلد صوت مارد شرير (( قلبي متعطش لدم من يقتحم قصري... هناك عجوز ينتهك حرمة بيتي.... لأفتك به))
ناصر يجاريها (( لا عليكِ يا حبيبة قلبي... لقد أتى لحتفه... اختاري أنطلق عليه جيشا من الفئران أم نلف حوله دائرة من الكلاب المسعورة أم نسلط عليه قبيلة من الأفاعي لتنفت السم الزعاف فيه....))
زبرجدة تتنهد ((سنحشو فمه أولا بحفنة من الصراصير.... وحينما نطرب بما سيحل به سنتخير له مصيرا أسوأ من كل ما اقترحت بكثير))
كنت مختبئة مع ناصر في القبو، وبدون قصد مني أسقطت قارورة ضخمة مجاورة لي فانفرج عنها جيشا من الصراصير فلقد كانت عسل نُسِيَ لردح بعيد.... وتسلل جيش الصراصير نحو فتحة القبو ليعبر للردهة في توافد محموم.... لم يتحمل قلب العم شحاته وتوقف كليا عن الخفقان، أنا قتلته، لم تصدر عنه حركات لوقت مديد، وظللت أنا وناصر قابعين في القبو منتظرين أية إشارة منه تدل على انصرافه، وحينما نفذ صبرنا تسلقنا للردهة من جديد ولكننا كنا حذرين وارتطم بصري بجسد العم مسجى على الأرضية، ظنه ناصر تمثيل متقن من العم ليوقع بنا فود التراجع، ولكن هيئته لم أخطئها كان جيفة، جثوت على ركبتي بجواره وتضرعته بهذيان محموم أن يستفيق ولكنه لم يجبني يوما، اعترفت لأبتي بذنبي، فكفل زوجته وأبنائه، ولذا فأنا لا أقوى على طرد محمود من العمل، محمود مهما أَلْحَق بي أنا أغفر له، فأنا من أحلته يتيم"
تمتم يهدهدها وهو يحتوي وجهها بين أكفه " لم تتعمدي ما وقع"....
ردت بإصرار على جلد ذاتها " بل تعمدت ما وقع"....
استمر في مجادلتها ليقنعها " كنتِ صغيرة"...
ردت عليه والدمع يتدحرج على وجناتها " تظل جريمة"....
دمدم لها سلمان يحثها " أخبري محمود ما بدر منكِ... تطهري من ذنبكِ"....
أجابت بصوت ينضح بالعجز التام " لا أقوى على ذلك"...
واعترفت له " استغللت طيبتك يا سلمان لأستدر منكَ النقود لأجل زبيدة الصغيرة، ولكن حبكَ سلكَ ينابيعا في قلبي، لم أكن صادقة معكَ في البداية فاغفر لي، أنا حقا الآن مغرمة بكَ"....
ورمت بنفسها بين أحضانه وانفطرت في وصلة بكاء حار...
اضطر للاستجابة لرغبتها بالأوبة للقرية وتخليفها وحيدة... كان يهاتفها ويطمئن عليها يوميا... وفي عطلة كل أسبوع كان يوافيها...
أصابها الهزال على حين غرة وكأنه ضربها بغتة، فقدت قدرتها على التركيز، وصارت زائغة النظرات في كل الأوقات....
كان يزورها في بيتها بدون أن يأخذ حقه الشرعي منها منتظر ولوجها للقرية ليعلن الأمر
ولترتدي له الثوب الأبيض
كان وضعها مزري عن كل مرة، كانت الهالات السوداء متبجحة حول عيونها بكثافة، وجسدها استحال ضامرا ببشاعة وكأنه كتلة من العظام، وجهها مفتقر للنضارة تنتشر فيه خيوط تجاعيد وكأنه لعجوزٍ من الغابرين....
حينما دس المفتاح في الباب وأدار المقبض هرولت إليه وضمته بكل قواها وأجهشت في البكاء بمرارة....
تشبثت به وصارت تستجديه أن يغفر لها، لم يفهم ما الذي ينتابها، سألها بارتياب وهو مقطب الجبين " هل تعدى عليكِ أحدهم؟؟"
اضطرب وجهها لبرهة وجيزة جدا وسرعان ما طمرت انفعالها الذي يصطخب فيها وهدرت فيه " تشك في؟؟"
ونفت بضراوة " لم يتطاول أحدهم على بدني لو كان هذا مقصدك"....
وشرعت تسدد الضربات على صدره وثائرتها مشتعلة جدا " أنت بغيض، كيف تجرؤ على التفوه لي بتلك التوجسات، بل كيف تساورك تلك الظنون حيالي؟!!!!"
أردعها عن المزيد من الضربات وهو يصر على أسنانه " أنا الرجل هنا وأنتِ استحلت مجذوبة"....
انهارت على صدره منفطرة في نحيب يقطع نياط القلب.... وأحاطت جسده بذراعيها وتشبثت به بقوة عاتية...
كانت تتمتم بإصرار وتكرار " أنا لا أستحقك... أنا سيئة جدا.... اصفح عني أرجوك"....
رافقها لحجرتها وظل يهدهدها لتهدئ وتيرة انفعالها، لقد أنكرت اعتداء أحدهم عليها ولكن لا يوجد تبرير لحالتها المتدهورة سوى ذلك، لا... هو لن يرتاب فيها، هو يضع كامل الثقة بها، كانت ملتصقة به كما العلقة تخاف انسلاخه عنها، تواترت تلك الفكرة عليه حالتها مدعاة للتوجس والارتياب، وهو مجرد رجل لا يحتمل التصاقها به على ذلك النحو السافر، هي زوجته وقضاء وطره منها ليس محرم عليه، هو لا يرتكب معصية!!!!
استحم وهو يشعر بالاشمئزاز من نفسه، لقد استغل خوارها ولم يبر بوعد قطعه لها، لقد عاهدها على ألا يمسها حتى تلج لبلدتها، مسح البخار الذي يُندي المرآة، وبصق على نفسه بازدراء لذاته، هو أفْسَد كل شيء، لقد وبخته لظنه بها السوء، إلا أن الشيطان ظل يوسوس له، وهي في النهاية كانت عذراء، لا... ما وقع بينهما كان حلال لم يمسه الشيطان، ولكن كيف تشعر الآن بعدما نكث بيمينه لها... هل تنفر من نفسها لأنها استجابت له.... هل وأد فرحتها وكتب عليها ألا ترتدي ثوبا أبيضا لبقية عمرها؟؟
____________________
منصور
لم يلقى السعادة الحقيقية سوى مع ساندي، لقد تزوجها سرا في القاهرة لقرابة العام وهي صابرة ولا تشتكي وتكتفي بزياراته العابرة لها، حتى في غمار حادثه راعت إخفائه الأمر عن أمه وطمرت ارتعابها عليه وارتضت بحوار مقتضب وإياه...
حسنا ساندي ليست ملاك، ولكنها وفرت له كل سبل الراحة والهناء، هي غامضة في دواخيلها تطمر أشياءً في صفحة روحها، ولكنها زوجة سخية بالمشاعر، حينما عرض عليها الزواج مقابل مهرا ضخما جحظت عيونها سعادة ووافقت فورا.... لقد كان ثمنها باهظا جدا، وهي تعشق النقود جما، لقد اعترفت له بأنها عاشت على حافة الكفاف لسنوات عمرها وأنها كانت تنشد زوج ثري ينتشلها من حفرة فقرها....
ربما هي امرأة صريحة جدا ولكن ذلك الاعتراف يكدر عليه صفو عيشته الهانئة معها، فلو نفذت نقوده ستتبدد ساندي منه، هي زوجته لأنه يغدقها بالعطايا فحسب....





























































بنت أرض الكنانه 14-02-15 01:17 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
تصوركم ليه كانت زبرجدة متداعية في اخر المشهد
اي تخمينات قد انهيه قريبا ومن يدري لم اؤمن بمزاج الكتاب حتي صرت واحدة منهم

bluemay 14-02-15 02:03 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
فصل قوي وملئ بالمشاعر واﻷحاسيس

زبرجدة مالذي غيرك ؟! كانت تحبه فماذا حدث ؟!

بصراحة أعتقدت بأنه قد أعتدي عليها ولكن ماذا عساه أن يكون؟!

هل السبب محمود أم أنه شكري ؟!

أميل لفرضية أن شكري هو من حاول التحرش بها.

ساندي قد تكون تحب الثراء ولكن أظنها تحب منصور ولن تتركه حتى إن أفتقر .


رائعة وأستمتعت بالحرب الكلامية بين زبرجد الماضي والحاضر ...


سلمت يداك وبالتوفيق في إنهائها زهرتي...


لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 14-02-15 03:34 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم ازيك يا ميمي منورة مفيش افتراضية غير أن أحدهم حاول الاعتداء عليها ربما وربما الأكبر لا ما الذي غيرها سنعرف قريبا ساندي امم لما يخلص الفصل هحب اعرف رأيك فيها يبدو أن الجميع مخدوع فيها شكرا لكي ميمي سعيدة بتشريفك

بنت أرض الكنانه 14-02-15 07:19 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
مفيش تشجيع جامد كده طيب اوكيه هحاول انهاء الفصل اليوم بالكتير والفصل العاشر بعد قرابة شهر لان ظروفي ساءت اكثر من الاول بكتير التمسوا لي معذره وعائدة عن قريب

بنت أرض الكنانه 14-02-15 07:59 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
معني ظروفي ساءت اني مش فاضية بجد وجب التوضيح احبكم في الله

bluemay 14-02-15 08:09 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
الله يفرجها عليك حبيبتي

وما تضغطي حالك كتير ...

ورح نكون بإنتظارك إن شاء الله



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 14-02-15 08:56 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
متشكرة وممتنة ليكي يا ميمي
مادام الرواية صارت متشعبة ومتعددة الابطال فلازم تاخد حقها بالراحه عشان تطلع متماسكة وحلوة في التتمة

توليب المرج 14-02-15 11:31 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم ..
بارت رائع اوضح لنا القليل من ماضي زبرجدة ..اتضح لنا حبها العميق لسليمان لم اكن اتوقع ذلك لانها انكرت معرفتها به بالبداية ..ترى مالذي غيرها واوصلها لهذه الحالة الان ..مع اني اتوقع مازالت على حبه لكن قلبها وحياتها هي التي اصبحت قاسية بفعل ظروفها التي مرت بها..
حالتها المزرية بالمشهد الاخير حيرتني ربما السبب هو الذي حول حياتها وهو شكري وقيثارة او هناك احتمالية ان الامر يتعلق بوالدها وانها فعلت شي سبب انهياره او موته ..

عزيزتي لاترهقي نفسك وصحتك اكيد نحن نعذرك ...وربي يسهلك وييسرلك امورك

بنت أرض الكنانه 15-02-15 04:46 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم
منورة حبيبتي توليب
شاكرة تقديرك ورقيك الجميل
اه الموضوع له علاقة بمرض والدها تخمينك صحيح
اه كانت بتحبه زمان بس اللي قاسته كان كبير
اه حياة السجن تغير اي كان
هي متهورة ويائسة حتى لو ادعت العكس وهو ده سبب الموقف الاخير لما نامت وسط الثلج
شاكرة وممتنة لكي تسلمي

بنت أرض الكنانه 15-02-15 05:42 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
عايزة ردود حلوة لان البطارية فعلا همدانة والي الملتقي تحياتي

نسائم عشق 15-02-15 09:08 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
فعلا بارت راااااائع
زبرجدة بصراحة شخصية تحييير
بالرغم من انها بطلتى فى الرواية
بس مش قادرة افهمها ممكن من اللى عانيته ف حياتها اكتر حاجة حزنتى هو جرحها من والدها اكتر شئ يحزن انك تحس انك منفى او من غير ثقة لشخص بتحبه
اما سليمان بجد راجل بس بالرغم من كل اللى عملته زبرجده الا انو بعشقها ودى حاجة تحتسبله بالرغم من الشخصية اللى بيحاول يبينها
اكتر حاجة عجبتنى انى عرفت ان زبرجدة كانت بتكن له مشاعر بالرغم من كل الظروووف
بارت روعة ياقلبى
مستنية القادم بفارغ الصبر

الاميرة البيضاء 16-02-15 03:27 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
حبيبتى اعذريبنى على التأخير بس فعلا النت عندى فى اسوأ حالاته والمنتدى مش بيحمل غير بصعوبة
النتفة السابقة وضحت علاقة زبرجدة بسلمان فى الماضى وكمان وضحت طريقة الزواج لكنها ابدا موضحتش غموض شخصيه زبرجدة الذى اعتقد انه سيلازمها لوقت طويل مازال جزء كبير من ماضى زبرجدة غامض واعتقد انه السبب فى تحول شخصيتها لكل هذه المأسوية
زبرجده لها جانب طيب ومشرق ظهر فى مساعدتها لجارتها الطفلة المريضة وكمان ظهر مع زبيدة الغجريه
اما جانبها المظلم فما زال مجهول واعتقد سببه احداث صعبة مرت بها
منصور وساندى
مازلت انتظر تكملة حكايتهم حتى استطيع التعليق عليها
اتمنى لك التوفيق مشمشةوربنا يسهل لك امورك ويفرجها عليكى قريبا ان شاء الله

بنت أرض الكنانه 16-02-15 05:25 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
سلام عليكم نسايم أميرة اللاب عندي سيء جدا مش قادرة ارد عليكم كما تستحقوا المعذرة
ممتنة ليكم الجهاز انهار مليان فيروسات اول ما يرجع من التصليح ه كمل الفصل لكم التحية العميقة

بنت أرض الكنانه 18-02-15 11:24 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسائم عشق (المشاركة 3511597)
فعلا بارت راااااائع
زبرجدة بصراحة شخصية تحييير
بالرغم من انها بطلتى فى الرواية
بس مش قادرة افهمها ممكن من اللى عانيته ف حياتها اكتر حاجة حزنتى هو جرحها من والدها اكتر شئ يحزن انك تحس انك منفى او من غير ثقة لشخص بتحبه
اما سليمان بجد راجل بس بالرغم من كل اللى عملته زبعرجده الا انو بعشقها ودى حاجة تحتسبله بالرغم من الشخصية اللى بيحاول يبينها
اكتر حاجة عجبتنى انى عرفت ان زبرجدة كانت بتكن له مشاعر بالرغم من كل الظروووف
بارت روعة ياقلبى
مستنية القادم بفارغ الصبر

شكرا ذوقك نسايم تسلمي جميل انك معتبرة زبرجدة بطولة الرواية اختي معتبرة تب ر البطلة والدها مش هو اللي نفاها هي اللي نفت نفسها إرادتها يعني زبرجدة شغالة سلمان يحب علي ايه ده كبه
ومن يدري الرد من التليفون جحيم وفيه كلمات بيوبظها عن إصرار وتصميم ممتنة لكي ميرسي

بنت أرض الكنانه 18-02-15 11:34 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
مش عارفة ارد يا أميرة الكتابة من التليفون مجهدة والكلمات بتطلع بأايظة ثلاثة زبيدة في القصة إحداهما طفلة وآخر مغنية وآخر منقوصة العقل صدفة ثلاثية هههههههههههههههه ولا مقصودة أعتقد مقصودة مبسوطة انكم حبيت م زبرجدة أخيرا الغموض لا يلبث يكتنف تاريخ زبرجدة المظلم والقادم فعلا عسير ربنا يسهل يا أميرة لا يرجع الكمبيوتر ه خلص الفصل ربنا ييسر ممتنة ليكي

بنت أرض الكنانه 19-02-15 04:57 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
الجهاز رجع اشتغل حبه في مذاكرتي وليكم مني بارتوت ضخم خالص غدا او بعد غد ان شاء الله

الاميرة البيضاء 19-02-15 05:03 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
في انتظارك يا عسل

bluemay 19-02-15 08:12 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
بالتوفيق يا قمر ....




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

نسائم عشق 19-02-15 08:24 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
ربنا معاكى ياقلبى

توليب المرج 19-02-15 09:52 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
بالتوفيق عزيزتي ..وبإنتظارك

بنت أرض الكنانه 20-02-15 10:35 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهاية التاسع
مهدى لصبركم عليّ ميمي واميرة وتوليب ونسائم
اعتقد انكم تتفقون معي ان كتابة العاشر ستكون عسيرة لان المحاور سخنت جميعها ولا بد من ابراد بعضها لنستأنف المسيرة والابراد في حد ذاته....
ربما يوفق
اتمنى يعجبكم صراحة لم اراجعه ولكني وعدتكم به فاردت انزاله اليوم اتمنى يكون مقبول
واكتملت محاور القصة كلها اخيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا


لم تتأقلم على الإقامة معه في الصعيد بعد، لقد اعتادت حرية المروق في المدائن، وتذوقت نكهة أن يكون المنوط بها إدارة شئون عائلتها، دورها مُهَمَّش هنا، وتحركاتها ترصدها كافة الأعين، والمكان يضيق بها، حماتها لا تطيقها، حتى ابتسامة الترحاب لا تخرج من وجهها كلما أقبلت نحوها، وبنات زوجها كما العقارب الصغيرة المؤذية، توجههم نفثات أمهم في آذانهم، ومنصور متبدل هنا عما عهدته في القاهرة، صار جافا ورسميا ومتباعدا، لربما كان زواجه من بسنت أفضل لها، فهو الآن يطالبها بأن تضع في تلك العلاقة قلبها وقلبها موصود على انتقامها وجرحها، لربما لم يتلفظ بعد بما يجيش فيه لكنها دوما كانت لبيبة وتقرأ إشارات الوجه ورغبات العين، سيعلن يوما عن تذمره وستكون حينها في مأزق حفرته بيديها!!!!
علاقتها بمنصور ستكون ذات فين هشيما تذروه الريح لن تستمر لأمد طويل، لقد ازدهرت في العتمة ولن تحيى في النور، هو أغدقها نقودا وهي أسبغته سخاءً عاطفيا مزيفا، ما يتشاطرانه لا يدوم، هي كاذبة محترفة ولصة بارعة وغاوية متمرسة فلمَ يعتريها ذلك الخوف، من أن ينكشف سترها ويُلْقِيها منصور خارج أسوار حياته ذليلة منفية، هي قادرة على البدء من جديد مهما اشتدت من حولها الظلمة وتعذر عليها الوصول للنور، نعم هي امرأة من نار لا يستعصي عليها النجاة من أية محشر تضعها الظروف فيه، وهي المخطئة... الرجال لا يحبون الوضوح كان من الأفضل لها لو طلت عليه دور العاشقة المدلهة، إظهار طمعها في نقوده جعل علاقتهما على المحك مهما أينعت وأثمرت فستظل الثمار دوما معطوبة وواهية، الحل.... تثبيت قناع المغرمة ببراعة.... وزعم حب يصطخب في زواياها ليس متواجدا حقا في حناياها... الاستكانة لما تلاقيه هنا فلا تعترض ولا تشتكي.... ستقنعه بأنها ستستقر هنا لآخر عمرها.... وستستفيد منه قدر إمكانها ولكن ستؤجل استنزافه حتى يحين الوقت الملائم وذلك سيكون حالما يجتاز المحنة التي يرزح فيها، طلاقه من بسنت ثَبَّت عليها العين، وهي ستحني هامتها لتمر الصَرَّة بدون أن تؤذيها... منصور لا يثق بها ويجب أن تتصرف بحذر بالغ كي لا تثير توجساته فيها...
كانت ممددة على الفراش تقلب الأمور في عقلها وارتفع صوت أثيرها المحمول ليُخْرِجها من دوامة الأفكار التي كانت تبتلعها....
وجهت إبصارها نحو الباب بنظرة خاطفة لتتأكد من أنه موصد ويمكنها التحدث بأريحية....
وشرعت الهاتف بعجالة وأسرعت قائلة بجزع والأنفاس تخالط صوتها " هل تدهورت حالته عما كانت عليه؟؟"
أجابها الطرف الآخر "النقود لا تحل كل شيء.... أنتِ تزودينا بها دوما ولكنه يتحرق شوقا إليكِ، يجب أن توافيه فورا فأنتِ ترياقه الآن مما يعانيه"....
تقلص وجهها إمارة طفرة الدموع من أحداقها وعقبت وهي تهز رأسها إشارة للعجز التام الذي ترزح فيه
" ظروفي عسيرة، لا يمكنني موافاته الآن مطلقا"....
رد الطرف الآخر بعدم اكتراث بظروفها وبصوت تشوبه المهنية البحتة " ينبغي عليّ إخباركِ فحسب ذلك دوري وقد قمت به"....
شرع منصور الباب على حين غرة مما أجفلها، الأثير اهتز في يدها ولكن الطرف الآخر كان قد أَفْرَغ ما ود إبلاغه فأَوْصَد الاتصال... الاضطراب الذي داهمها لم يَدُم لهنيهة.... سرعان ما توارى خلف ابتسامة تألقت على ثغرها لتُبْرِز صفوف أسنانها المتلألئة.... صوبتها إليه لتكون واحة تلتف من حوله بعد يوم شاق في العمل...
تمعن النظر فيها مطولا وأعرب وهو يراقب التموجات التي طرأت على وجهها منذ دلوفه للحجرة لم يفوته الارتباك الذي تجلى عليها ولا إسقاطها الهاتف من يديها ولكنه يعرفها مراوغة ولن تُفْصِح عن السر وراء ما يختمر فيها
" تمكثين في الغرفة طوال الوقت، لا تنخرطي مع المتواجدين هنا مطلقا، أخبرتكِ أني أريدكِ أن تستقطبي بناتي وأمي ولكنكِ لا تعبأي بقولي، فقط تُرَكِزين على تلك الاتصالات الغامضة التي تواتيكِ"....
ودنا منها وهو يطمر الغضب العارم الذي يكتسح ثكناته واستطرد وفكه يشتد تشنجا " طالبتكِ بأن تطوي صفحة ماضيكِ بكل ما حوته من مغامرات صاخبة، ولكنكِ....."....
جابهته وهي تنتصب واقفة وتعتصر قبضتيها أمام باب صدرها " أنا احْتَرَق قلبي قلقا عليكِ أثناء رقدتك في المشفى، أنا غضضت الطرف عن رمقة الاستهجان والقرف التي صوبتها أمك لي وأنا أزورك لأقر عيني منك، أنا ادعيت كوني عابرة سبيل في طريقك ولم أواجه أمك بمدى صلتي بك احتراما لرغبتك، أنا ارتضيت العتمة ولم أعترض على رغبتك في عدم الإنجاب مني، أنا تحملت جواسيسك الذين تُطْلِقَهم عليّ ليزودوك بتحركاتي في غيابك، أنا أحيى معكَ في ضباب ولا أتوقع استمرار علاقتي بك لأني محض دمية تتسلى بها، وسيأتي يوم وينطفئ شغفك بها، أنتَ تجافيني منذ وصولي معكَ لهنا، أنتَ تعاقبني على قرارك بالتخلص من زواجك ببسنت، أنتَ تطالبني بمد حبل الود مع أمك التي لا تطيق التطلع لسحنتي، وتدفعني لأكون أما لبنات أقل ما يقال عنهم نفحة من زوجتك المنصرمة بسنت، يكدرون عليّ صفو عيشتي، أحيانا يفيض بي الكيل فأود الانفراد بنفسي فالعزلة في بعض المواقيت راحة وسكينة"....
وبانت توليفة من المرارة والقنوط على وجهها وهي تردف بصوت يزخر بالبؤس والتعاسة " أنتَ لن تثق بي يوما، أنت لن تنسى يوما التقاطك لي من الماخور ولا منافستك مع الثري العربي عليّ، ومغامراتي الصاخبة كما تسميها..."
التوت شفتاها بابتسامة مريرة متهكمة وهي تستطرد " لم تجتز يوما الحد المتعارف عليه وأنت تعرف ذلك يقينا ولكني أتوقع أن تشكك بنزاهتي حتى في هذا الأمر، عموما الاتصالات الغامضة التي تواتيني ليس لكَ شأن بها، وأنا...."....
واغروقت عيونها بالعبرات الكثيفة فاحتوى وجهها بين أكفه فارتمت في أحضانه ولفت ذراعيها حوله وهي تتمتم بخشوع وحلاوة وقلبها متهدج تماما " أنا مغرمة بك أيها القاسي المتحجر"....
وانسلخت عنه وهي تكيل له الضرب على صدره العريض وتابعت بمزيج من التذمر والسخط " لست ملاكا... نعم، ولكني لست شيطانا كما تحب أن تراني"....
وأردفت بإسهاب والكلمات تتفتت منها فقط عند البداية لأنها تكذب ببراعة " أنا متكفلة بعلاج عجوز يمت لي بصلة قرابة بعيدة، هو راعاني واعتنى بي في أحلك أوقات حياتي وأنا مدينة له، حالته متدهورة وأنا سأذهب في إثره ويمكنك الانضمام لي لو لم تثق بي"....
لم يكترث لثورتها المزعومة فقط سألها بمحيا منغلق على التعابير " ولمَ لم تخبريني قبلا؟؟؟"
ردت باعتداد وهي تشمخ بأنفها " أنا لا أتاجر في علاقتي مع الله!!!!"
رد بكلمة توجز كل شيء وقسماته متصلبة ومشدودة جدا " سأرافقك"....
وقفا أمام سريره، جسد ضخم ولكنه متهالك، ووجه مطموس خلف الندبات والجروح.....
لم تظهر فيه سوى عيونه، تحدق بها، تبتسم لها وكأن روحه منشرحة لمجيئها، يرتوي من ملامحها وكأنه قَطَع العمر توقا عارما لمجرد إبصارها!!!!!....
انحنت ساندي على ركبتيها بجواره وأمسكت بيده وفركتها له لتبث الدفء فيها، وانكبت عليها تطبع قبلة بر وحنو شاسعين..... فأَرْسَت ابتسامة واسعة على محيا العجوز....
قرر منصور تركهما وحدهما وألا يُقْحِم نفسه في لحظاتهما الخاصة بهما.... قد استشعر كونه دخيلا وهو يراقبهما.....
بعد رحيل منصور همست له خوخة وابتسامة صافية تغادر وجهها " كيف حال محروس الجبار؟!!!!!.... هيا انهض يا عجوز فغريمك مقره النار!!!!... وحفيدتك ابنة زبيدة في الحفظ والصون!!!!"....
في الرواق أسند رأسه على الحائط وأسدل أهدابه، المشكلة تكمن فيه هو، هو فاقد الثقة في الجميع بسبب ما يعتريه هو، لقد قتل أبيه فأية جريمة أنكى من ذلك، الذنب يحاوطه ويسد عليه مياسم الهواء ويدفع بغصة دائمة في حلقه، كيف يهنأ بحياته وشبح ذنبه يطارده في كل ميقات، لقد كُتِبَ عليه الشقاء يوم أَفْسَحَ مجالا لبسنت لتعبث في أواصر علاقته بأسرته، فبمَ يفيد الذنب؟؟.... هل يعيد أبيه من قبره حيا فيما بينهم؟؟.... مأواه سيكون جهنم فدم أبيه يصرخ في يديه.... يدعي فضيلة أمام زبرجدة ليست فيه.... ويبحث عن شقيقة أَلْحَق بها ضيرا كبير، لو كانت سقطت في الوحل فهذا ذنبه.... ولو كانت متمرغة في الخطيئة فهذا ما اقترفته يداه.... ولو كانت تتضور جوعا من شدة الفاقة فكيف يملأ معدته بطعام أخته متلهفة إليه.... ولو كانت ظمآنة لرشفة ماء فالارتواء ممنوعٌ عليه.... مال أبيه كان يكفيه هو وشقيقته فلمَ استوحشت فيه الرغبة ليسيطر عليه منفردا... لمَ لم يستجب لضراعة أبيه في إخفاء حقيقة نسب تبر عن أمه؟؟..... لمَ كان قاسيا في شدة أزمة أبيه النفسية؟؟....
ستشب بناته ليكن نسخة منه يفعلن به ما ارتضاه لأبيه
بؤرة الفساد هو أسيرٌ فيها فمن ينتشله مما يعانيه ومن يطهر روحه من آثامه ومن يعيد الفرحة لتتشقق ينابيعا جارية في شرايينه....
من ينتزعه من النفاق الروحي الذي ينغمس فيه.... من يعيد له وجه يتحرق توقا إليه... وجه أبيه!!!!!
لمَ لا يعود الزمان ليعزز ثقة أخته في نفسها.... لكي لا يقزم أبدا من شأنها.... لكي لا يسخر أبدا من وجعها.... لكي يخضع لرأيها ببسنت بأنها منحلة ولا تليق باسم العائلة....
كلمات لا تنفك تراوده
" لن تُجهِز علي يا لعين، تبر وأمك بحاجتي، أنت مطرود من داري لأبد الآبدين، أيها الحاقد الناكر للجميل... أيها الأرقم الذي أحطته برعايتي لأمدٍ طويل.... تَكِن غلا متفاقما لشقيقتك الوحيدة، ولا تشفق عليها السقم الذي أَلَمَّ بها، ولا تطل عليها ولو لمرة واحدة من باب الكياسة والدماثة، اسمع.... تبر تكون ابنتي... من صلبي وعصبي.... سأحيلها وريثتي الوحيدة، لن ترث مني مليم يا أرقم... يا لعين"
تلك كانت رغبة أبيه الأخيرة أن تكون تبر وريثته الوحيدة... وهو سيلبي تلك الرغبة حالما يعثر عليها ليُخِف من وطأة الذنب الثقيل على كاهله!!!!!
أجفلته ربتة من ساندي على كتفه وسألت بإشفاق حقيقي وبرغبة صادقة في المواساة " أنتَ تذرف عبرات؟!!!!"
رد عليها وهو يلاقيها بصريا ومحياه متقبض أنينا " تذكرت أبي، لم يرمقني يوما كما يرمقكِ ذلك العجوز، وددت دوما لو يرمقني هكذا، ولكني كنت فاشل ومنشغل فقط بالحقد على شقيقتي"....
واستطرد وهو يسحب في جوفه نفسا عاليا " أنتِ أفضل مني يا ساندي فعلى الأقل حياة ذلك العجوز تعتمد على وجودك، تركتِ أثرا طيبا في قلبه لا ينمحي"....
ضمته ساندي بحنان إليها وتمتمت " قد تكون الصورة خادعة فلا تبني عليها افتراضات خاطئة، لو أحببته حقا لما ارتضيت له أن تعتني به غريبات، حتى ولو حزن لقب ممرضات كفؤات، ودعك مني أنا متأكدة أن والدك لو شهد الآن ما تقوم به من أعمال خيرية سيفخر بك جدا"...
أبعد نفسه عن حضنها لاعنا انغماسه فيها أمام أعين البشر... إنها تحيل عقله عجينة حينما تريد
وسألها بعدما تنحنح كي يأخذ الحوار منحى مختلف " ما الذي وقع له، كيف صار هنا؟؟"
ردت وهي تمط شفتيها وتسرح في ذكرى بعيدة " عاش يعشقها فأماتوها فارتفعت الظلمة من حوله وأراد أن يجلب لها حقها ولكنهم لم يُمَكِنُوه، مزقوه، دبروا له حادث لم يُبْقِي عليه ولم يَذَر، لربما لهذا أخشى الحب فهو أَهْلَكَه تماما".....
سألها " يمت لكِ بصلة قرابة بعيدة؟!!!!!"
وأردف باتهام وعيونه تتصلد قساوة عليها " لا أصدقكِ"....
ردت وهي تشخص ببصرها نحو السقيفة " هو زوج أمي، هو ليس أبتي، ليته كان كذلك، ليته كان كذلك!!!!!"
قال لها " هو والدكِ يا ساندي، عيونه تماثل عيونكِ تماما".....
تقلص محيا ساندي تفكيرا واغروقت عيونها بعبرة وهزت رأسها رافضة التفكير في الأمر وعقبت بهمس مخنوق " أنتَ لا تعرف شيء!!!!!!"
أراد انتشالها من الهاوية النفسية التي تُوْشِك على السقوط فيها، حينما لمح رجفة عاتية تسري فيها فسألها " لمَ لم تخبريني عنه لمَ تركتيني فريسة للتوجسات؟!!!!... لمَ كنتِ "
قاطعته وهي تزم شفتيها وتحرك أكتافها " الشك يغذي الغرام، أو ينهيه!!!!... وأنا أعشق كوني على المحك مهما في سبيل ذلك لاقيت، جواسيسك لم يكونوا بارعين، وقتما اشتهيت تمكنت من الفرار من أعينهم، وكنت أفعل ذلك متعمدة كي تلازمني كلما تستطيع!!!!!!"
وغمزت له فقرص وجنتها وعبس بغتة وقال وهو يُعْمِل نظره " هيئة ذلك الرجل في العموم مألوفة، من هو؟؟؟".....
ارتبكت لوهلة ولم تجب سوى بهتاف حانق " اسمه جابر عماشة، ولم يزر الصعيد قط، كف عن توجساتك الغريبة".... نهرته بقوة لا تدري من أين استشرت فيها... كان لزاما عليها أن تطمر حقيقته لأبد حياته!!!!!
ساندي فتاة ثلاثينية.... ولكنها محتفظة بنضارتها كاملة.... يستغرب أنها كانت لا تلبث عذراء حتى تزوج بها.... ويُثير عدم استيعابه أكثر كونها كانت تعمل بملهى ليلي لا يتغذى سوى على العشرينيات.... وما لا يفهمه حقا كيف حافظت على نفسها وسط الذئاب.... الثري العربي الذي كان يتنافس معه عليها كان به شيء غريب فلقد كان....
انتزعته ساندي من أفكاره وهي تتمدد بجواره " من الجيد أنك وافقتني على عدم الإياب للقرية اليوم.... لنسترِح اليوم هنا فتلك القرية تجثم بأثقالها عليّ"....
قلص حيز عيونه وهو يخبرها بجدية وبنبرة مثقلة بالأحاسيس الجياشة " لو أخبرتكِ أني أريد طفلا منكِ وأني أريدك أن تنقطعي عن الحماية"....
وأردف بتململ " الحبوب التي تتناوليها كانت تقينا حملا غير مرغوب.... طفل في العتمة يُولَد... ولكن الآن هناك نور".....
ردت عليه وشفتها تتقوس عن ابتسامة مريرة متهكمة " ولكن العتمة في أرواحنا لم تزول"....
تابعت ساندي وهي تعتدل جالسة وتثني ركبتيها وتضمهما لصدرها " منذ رأيتك وأنتَ مأخوذ بصاعقة عذاب لا تخفت أبدا بمرور الأيام، من كلامك عن بسنت استشففت أنكما تتقاسما ذنب رهيب، يطغى عليك ابتلاء روحي، وأنتَ مستسيغه!!!!، ومستسلم له، نحن غرباء يا منصور فأنتَ لا تشاطرني أسرارك أبدا فكيف تريد لي البوح بمكنوناتي وبأن أضع طفل بريء في خضم علاقة شائكة تربطني بك"....
رد عليها منصور باندفاع " بسنت كانت تخطط لقتلي.. لإزاحتي من الحياة بأسرها، والدها مدين لي بالكثير، هددتها بسجنه مقابل إجهاضها للجنين الذي تحمله والذي تزعم أنه مني، وهل تناهى لسمعكِ وجود شقيقة لي يوما"....
خشعت حواسه وهو يستمر " اسمها تبر وقلبها كما التبر، مذكورة في قلوب أحبتها بكرة وأصيلا، بسمتها ترنيمة وضحكتها أغرودة وحتى تلعثمها يحفها بهالة فريدة، بقع النمش التي تكسي وجهها تزيدها بهاءً، لا يوجد بها عيب، هي كأس مزاجه كافور مُنَزَّه عن اللغو والتأثيم، بسنت كانت تحرضني عليها لأطيح بها، بسنت عقاب الله لي في الدنيا، إنها لئيمة لا تلبث حياتي في خطر طالما هي على ظهر البسيطة، مهما قلمت أظافرها فهي تنبت سريعا "....
سمَّر إبصاره عليها وسألها معاتبا ومتألما" لم تشهقي ذعرا عليّ مما قد تحيكه لي بسنت رغم ادعائكِ عشقي؟!!!!!"
ردت عليه بصلابة وقوة وهي تتداخل معه بصريا " وأنتَ لم تصدق حبي رغم إدلائي الصريح به"... كان اللوم مبطنا لكلماتها مهما ألبستها رداء الخشونة والجلافة....
واستطردت " حسنا بحت بسر تطليقك للخبيثة ولم تُفْرِغ في جعبتي بعد لمَ أصلا اقترنت بها، فتاة لا تواكبك نسبا ولا تليق بكَ مصاهرة"....
أجابها بمزيج من الكهن والدهاء والشقاوة وأنفاسه تلفح وجهها " لو أعطيتيني طفلا سأخبركِ"...
صكت وجهها متسائلة باستنكار مصطنع، والغنج مطمور في طيات قولها " تريد الإنجاب من فتاة التقطتها من ماخور؟!!!!"
تشد وترخي.... لعبة تعلمتها من الحياة المجحفة، لن تمنحه طفلا مطلقا فهو من نسل سلالة تبغضها، ولكن لا مانع من بعض الدلال، ومن التملص من أية محشر ببضعة أكاذيب متقنة
وحينما همَّ بالاعتراض على قولها وبثها عشقه لها قررت الإسراع قائلة وهي تتشابك معه بصريا بحقيقة ستجعله يشمئز من فكرة الإنجاب منها " سأعطيك ما تريد ولكن لدي لكَ سر صغير أود الإفصاح عنه، ولنرى مدى تقبلك له، أنا كنت ولا ألبث مالكة الماخور الذي التقطتني منه، صديقتي من تديره حاليا والأرباح مناصفة بيننا، اسمها ريحانة احتجزوا حريتها بسبب سذاجتها وأنا أسعى لإكسابها الصلابة ولذا فلقد منحتها كامل السلطة في الماخور، صديقاتي إما سجينات وإما ساقطات، ما رأيك في ذلك؟؟؟؟".... وتصلدت قسماتها قساوة سافرة ولم تتجلى أية براضة ندم على سحنتها
_____________________
رأفت
بالعشي والإشراق يدور طيفكِ حولي
يملأني ويكتنفني
ممسوس بالعذاب في بعادك عن زوايا أعيني
يا طائر الهزار الذي يغرد في دمي
عد لي ولا تتسرب مجددا من أصابع يدي
يا سرب عشقكِ الذي يختال بموكبه المترامي في جوانحي
لن أبيدك من روحي ولو زال فرحي وغشي الألم الثخين قلبي
كانت أمه مطرقة على الأريكة الوثيرة التي تكسي جدارا حجريا في الصالة.... دنا رأفت منها وافترش البقعة المجاورة لها وتنحنح لتنتبه لأوبته لها
تمتمت سمرا معاتبة ومؤنبة " استشعرت رجوعك، أتحسب خياشيمي لا تلتقط عبيرك؟!!!!!... أتظن أية حاسة بي لا تتيقظ لمآبك"....
انحنى عليها ليطبع قبلة بارة على يدها وغمغم وهو يلاقيها بصرا " لا تلبثين غاضبة علي يا أمي"....
ردت أمه "رغبتك في الزواج من سافرة لن يروقني يوما، ولن أباركه مطلقا"....
وتابعت متحسرة " تنكح فتاة لا تستحي، تمد الرجال بفاكهتها وبلحم مما يشتهون"....
وتواصلت معه بصريا وهي مغتمة لحاله " ستصلى الجحيم حينها يا ولدي فأنت ديوث لو نكحت فتاة كتلك"...
وتنهدت سمرا ونطقت معربة " أخبرتني ياقوتة بأوبة زبرجدة للقرية، الشر يحدق بها، ألا ترتحل في إثرها".... كانت تحضه بقولها
اختلج وجهه بتعابير شتى مع قول أمه.... أشعَّت الفرحة من طيات روحه فلقد تحررت أخيرا.... ونهشه الارتعاب عليها فأم محمود تتوعدها واللئيمة صباح تمقتها وتتوق للتنكيل بها... واستقر عقله على ذكرى ذهابه لها في السجن ليستعلم منها عن ملابسات قتلها لشكري... أبت بضراوة ملاقاته..... ولم ترتضي الاطلالة عليه ولو لبرهة منحسرة....
لقد أقصته من الحياة باختيارها تماما مثل حليمة....
دمدمت أمه ناكسة الرأس طعينة في أملها " ظننتك ستهرع لملاقاتها فورا؟!!!!"....
رد عليها والتكشيرة تعلو وجنتيه وهو يطلق تنهيدة حبيسة " زبرجدة لن ترحب بملاقاتي لقد لفظتني من عالمها بكامل إرادتها".....
وبخته أمه وهي مقطبة الجبين " لقد لفظت الحياة بأسرها لا تكن قاسيا عليها، هي لم تقابل أحد في محنتها مطلقا، حتى توت لم تحظى باستثناء من زبرجدة، لتشد من أزرها في كربها"....
عوَّل الغضب في زوايا روح رأفت وانطلق قائلا ووجهه مضرج بلطخات الدم من فرط الاحتداد العنيف الذي داهمه " ولكنها قابلت ملك في كبوتها، هي من استثنتها لتلتقيها في محنتها، لو كانت انتقت توت لما حزَّ في نفسي الاختيار، ولكنها اجتبت فتاة لم تربطها بها أواصر علاقة متينة، اجتبت الفتاة التي سلبتها يوما ـ حبيب قلبها ـ عليّ، تلك الخبيثة اللعوب هي من زارت زبرجدة في صَرَّتها"....
عقبت سمرا " ضيق الأفق يا ولدي، لترى العلاقة بين البشر حب ومقت فقط، بينهما اللون الرمادي، وعلاقة زبرجدة وملك راسخة منذ الأزل..... مدونة بمدادٍ من دم وألمٍ وقهر، هي تندرج تحت اللون الرمادي، بها جوانب لن تفهمها أبدا لأنك لا تستوعب شيء مطلقا"....
علق قائلا بصوت أبح، وشفته تنحني عن بسمة مريرة متهكمة عليه " محقة يا أمي، مأساتي أني غرير، لم أملأ عين حليمة فولت الأدبار مع ناصر، كانت تتفكه عليّ قائلة بأن أكبر لتكون لي ولكني ساذج طوال عمري، ظننتها تحثني لأكون كذلك، تصبو روحها مثلي لنكون زوجين، ولكنها فقط كانت تتندر على عشقي لها، كانت ببساطة تستهزئ بي وتراني كيان مضمحل صغير لأني مجذوب بها، لم تعبأ حتى بمواجهتي برغبتها في فصم عرى علاقتنا، كنا مخطوبين، ولكن هذا لم يثنيها عن التعلق في أذيال ناصر!!!!، كانت تعرف لكم أغار منه لأنه يحتل زاوية لا تُمَس في قلبها، فاجتبته دون سواه لتدهس قلبي معه بالأقدام، حبها لي كان مصنوعا من قش تَهَتَّك بمجرد فرقعة من إصبع ناصر لها، بالتأكيد هما متزوجان الآن ولكني لا أتوقع ناصر مخلصا لها، ناصر تسبب في صدع بين زبرجدة وتبر وحليمة، هو يعشق دور المرغوب من الجميع، لا.... أنا لا أتمنى لها أن يخونها ناصر مثلما غدرت بي، صدقيني أمي أتمنى لها من خالص قلبي كل السعادة والتوفيق".....
يتذكرها وهما يلعبان بكرات الطين..... يفتحان صدورهما لمطر يغسلهما من كل همٍ وكرب..... وهما يقهقهان..... يمرحان..... يتبسمان..... ينتحبان.... يتشاطران كل الأحلام والآمال....
قال لها يوما متجهما حينما لمح مغازلة وقحة من ناصر لها لم تلاقيها حليمة باكفهرار وبنهر تستحقه " لو اقترب منكِ مرة أخرى سأقتلع رأسه و سأنبذه في نارٍ مضطرمة لكي لا تكون له الحق في جثة".....
حليمة كما قارورة العطر الناعمة الرقيقة
هي لا تخون البتة
ناصر من حرضها لتقوم بذلك
هو من أغواها
فلقد كان ملازما لها في وقت كان رأفت فيه يشق طريقه في العاصمة ليصير نجما كبير
فكان يقوم بأدوار ثانوية ولكن فرحته بها كانت عظيمة لأن حليمة كانت تنعته بالأكثر وسامة والأحلى اطلالة..... وكانت تؤكد له أنها تترقب أدواره بشغف ونهم واسعين....
انتشل نفسه من قوقعة أحاسيسه الهاتفة باسمها وأبلغ أمه بصرامة من لن يتزعزع عن موقفه
" سأنكح زميلتي الممثلة ولن أتراجع عن موقفي البتة، لربما سبق لها الزواج.... لربما تدخن بشراهة السيجار.... لربما تخالط الرجال بانغماس ولكنها من الوسط الذي أعمل به، وهي تناسبني من كافة النواحي، وأنا لست ازدواجي المعايير لأقوم بشيء وأسب المرأة التي تُقْبِل عليه، وأحسبها أكثر وفاءً من حليمة..... ولا تطعن أختها مثل زبرجدة.... ولا تهرب مع عشيق مثل تبر مخلفة ورائها أبيها جثة متداعية.... هي عفيفة مقارنة بما ارتكبته بنات عائلتي من فضائح "....
حليمة حفيدة قيثارة الأثيرة
وهما على متن الطائرة التي تنقلهما لأرض الوطن
سحبت حليمة نفسا عميقا وقالت ساخطة " لا أدري لمَ طاوعتك يا ناصر؟؟.... الأوبة للبلاد لم تكن من زمرة خططي لبقية الحياة، تريد دعم زبرجدة فما ذنبي في ذلك؟!!!!"....
رد عليها متهكما " ما بكِ يا حليمة؟!!!!.... ألا تتوقين لسنابل القمح التي تتناثر على أرض جدتكِ؟!!!!!..... ألم يستبد بكِ الشوق بعد لملاقاة حبيب القلب، تملأين حجرتكِ بصوره، وتسجلين كل التفاهات التي يدلي بها في لقاءاته السخيفة، متقوقعة عن الحياة بسببه.... تحسبينه لا يلبث يذكر أي ملمح فيكِ.... المجال الذي يعمل به يجعل الفتيات يكن مثل فراش كثيف يحوم من حوله... هو في عالم يكتظ بالنساء الفاتنات يا صغيرتي الحمقاء"....
ردت عليه حليمة وهي تشيح ببصرها عنه وتطالع الأفق الفسيح عبر النافذة الجانبية " أنت قاسي يا ناصر، وأنا لست بمزاج لأستمع لترهات غيرتك من رأفت"....
استرعى انتباهها تثاؤب وتمطي أعمار الصغيرة فأخبرت ناصر بصوت ينضح بالعبوس والتململ" هي على وشك الاستفاقة أَحْضِر لها شيء تأكله فلقد أورثتها شراهتكَ عبر جيناتك".....




























توليب المرج 20-02-15 10:59 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
شكراً على البارت عزيزتي ..لي عودة بعد اكمال قرائته

بنت أرض الكنانه 21-02-15 01:23 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اتمنى تعجبك النتفة يا توليب عدلتها قليلا بعد انزالها اتمنى تقرايها تاني لو كنتي قريتي منها قطعة لاني لونتها ببعض الجمل المتناثرة هنا وهناك
علي وزبرجدة
ناصر وزبرجدة
محمود وزبرجدة
شكري وزبرجدة
اين الحقيقة
هل تكون سلمان وزبرجدة
الفصل العاشر سيكون حصريا للابطال كلهم
أبواب الجحيم
ساكتبه قريبا
وافر التحية لكم
احنا اتفقنا انها 30 فصل وانا عند قولي ربنا ييسر لها نهاية

بنت أرض الكنانه 21-02-15 01:27 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
سمَّر إبصاره عليها وسألها معاتبا ومتألما" لم تشهقي ذعرا عليّ مما قد تحيكه لي بسنت رغم ادعائكِ عشقي؟!!!!!"
ردت عليه بصلابة وقوة وهي تتداخل معه بصريا " وأنتَ لم تصدق حبي رغم إدلائي الصريح به"... كان اللوم مبطنا لكلماتها مهما ألبستها رداء الخشونة والجلافة....

bluemay 21-02-15 08:47 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
سلمت يداك زهرتي ...

ساندي هل هي إبنة زبيدة ؟!!! خديجة ؟!!

صدمتني تلك الحقيقة ... فعلا هي تعاني سوء المعاملة من الجميع .

منصور نادم على ذنبه وعاقد العزم على أسترجاع أخته.


حليمة ؟! حفيدة قيثارة ولكن إبنة من ؟!

رأفت ما صلة قرابته بهؤلاء النسوة ؟!

ما زال الغموض هو المسيطر على اﻷحداث.

أستمتعت كثيرا بالفصل وكعادتك فكلماتك المنمقة أضفت جمالا وروعة على السرد ..

المشاهد كانت مؤثرة والتعبير فيها مميز ..


أتمنى لك التوفيق عزيزتي وأن تكتمل على خير وسلامة .


تقبلي مروري وخالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 21-02-15 10:48 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم منورة يا ميمي الفصل ده آخر الغموض القصة لم تعد تحمله مطلقا خوخه اه مفاجأة غير متوقعة ربما منصور أحيانا الندم لا يكفي رأفت أخو زبرجدة وتبر في الرضاعه هو من عيلة التبريزي بس قريب من بعيد ربنا ييسر والعاشر يكتمل ممتنة لوجودك ميمي

بنت أرض الكنانه 21-02-15 10:50 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
استمحي المعذرة الرد من المحمول متعب والكلمات بعملها غلط شكرا لكي

نسائم عشق 21-02-15 12:26 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البارت تحفة بصراحة انصدمت من اشياء كتيييييرة
اولها منصور وساندى العجوز اللى زارته يكون زوج زبيدة اللى ماتت بس ازاى عاوز ينتقم وازاى فى بارت سابق شكرى قال لزبيدة ان جبار هو اللى باعها ومش راضى بيها زوجة علشان الاغانى
طيب ساندى ومنصور دلوقتى فهمتهم ساندى مش بتحبة زى ماتوقعت عاوزه فلوسه ومنصور مش عارفة اقول عنو ايه بعد غضب ابوه عليه ربنا يهديه
اممم اخر حدث اتلخبطت فيه الاحداث دخلت فى بعضها هعيده تانى واشوف
بارت غنى جدا فتح ابواب جديدة ف الرواية
ربنا معاكى ياقلبى دلوقتى عليكى حمل كبيير انك توصلينا لبر الامان مع ابطالك بعد الاحداث دى

بنت أرض الكنانه 21-02-15 01:07 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
منورة يا نسائم واضح ان شكري كان بيكذب على زبيدة اه محروس عايش بس طريح الفراش في المستشفى
رأفت من عيلة التبريزي وقصة حبه لحليمة غريبة أن من بدأ مأساة ينهي ها مش عاد فيه غموض حرمت عودة لملك وسوما في البارت القادم وربنا يسهل ممتنة لكي

توليب المرج 21-02-15 02:28 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اذاً ساندي هي ابنت زبيدة لم اتوقع هذا فعلا ..لكن ماعلاقة منصور بانتقامها ام هو فقد للاستفادة من ماله..
منصور ضميره من عكر عليه صفو حياته بسبب افعاله وهاهي نتيجة من يتبع اوامر زوجته التي تضمر الحقد والشر والنتيجة طلاقها وقد حصدت نتيجة افعالها ومنصور يعيش تأنيب الضمير ..ربما ساندي سوف تساعده بعد ان ترى مساندته لها ومن يعلم ربما تغير رأيها وتقع في حبه
زبرجدة جيد ظهر لها اكثر من اخ ..لكن حزنت عليه مؤلمة هي الخيانة ..

شكرا على البارت عزيزتي ..دمتي بود

بنت أرض الكنانه 21-02-15 02:48 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
يسعد أوقاتك توليب ساندي اكيد عرفت من هو منصور قبل ما يعرف هي مين هي صاحبة المأخور يعني مش عضوة عادية بتقعد مع الزبائن هي مختارا بعناية هي بتضمر حقد على رجالة البلد ولاية اد ايه أحتقر وهم واختياره ا لمنصور نوع من الانتقام من رجالة بلدها انهم أحتقر وهم ومع ذلك في الآخر اتجوز ها يعني هي عرفته وأنتقته وطبيعي تكره عيلته كفاية أن قيثارة قريبته وشكري كما سيتيح من غصن في عيلة التبريزي برضه أعتقد أن ساندي رغم اختناقها في القرية لكنها مبسوطة لانها جنب جثة أمها واعتقد ان ساندي اختارت منصور ده لو ما كنت ورطته فيها متعمدة لها انتقام خلص ولا لا هنشوف

بنت أرض الكنانه 21-02-15 02:50 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اكيد هرد عليكم تاني لما اقعد علي اللاب لكني مقيمة في حجرتي الآن لأن البرد دمار فا لهاتف هو وسيلة ردي عليكم

bluemay 21-02-15 03:21 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
هههههههه

الله يسعدك زهورتي

عجبتني هاي مقيمة في حجرتي لوووول


متل عنا الله يكون بالعون ... درجة الحرارة قاربت الصفر في بعض المناطق عنا.




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

نسائم عشق 21-02-15 03:54 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
زهوووووووره محجووووورة فى الاوضه اشطة
عندك حق البرد هذه الايام لايطاق
ربنا معاكى ياقلبى

بنت أرض الكنانه 21-02-15 08:07 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
خوخه كانت عدوانية في الصغر طبيعي تكون اكتسبت بعض الحيل الأنثوية في الكبر لكن الطبع يغلب التطبع اه والله مش قادرة أغادر الحجرة بعد أطراف متجمدة كلنا في البرد رازحون

الاميرة البيضاء 21-02-15 08:29 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
مساء الورد يا قمرات
وبالنسبة للكلام على البرد انا بكلمكم من تحت البطانية الجو عندنا لايطاق وخصوصا اننا مدينه ساحلية قربنا نتجمد خلاص
نرجع للبارتاولا احب اعبر عن اعجابى باستخدامك للغة يا مشمشة
لاحظت انك من اول البارتات بتستخدمى التشبيهات القرأنية وده عجبنى جدا لان افصح اللغة هى لغة القرأن
اما بالنسبة للاحداث انا اتلخبطت شوية فى العلاقات ايه علاقة ملك وعلى بزبرجدة
معلش يا مشمشه يا ريت توضحى لى مين قريب مين لان الامور ساحت على بعضها فى مخى
انا فاهمة الاتى
تبر ومنصور اخوات وزبرجدة وقيثارة بنات عمهم وحليمة حفيدة قيثارة
ورأفت قريب بعيد واخ لزبرجدة وتبر من الرضاعة
ملك وعلى ولاد عم بس ايه علاقتهم بالباقى؟
وسلمان هل هو قريب لهم ولا بس مجرد معارف واولاد بلد واحده؟
وايه علاقة زبيدة الغجريه المقتولة بزبرجدة؟معلش اصلى نسيت
ومحروس هل هو والد ساندى فعلا ولا بس زوج امها ومين حفيدته اللى قالت عليها ساندى انها بأمان
وفين البنت التانية لزبيدة الغجريه؟
وشكرا ليكى يا مشمشه وبالتوفيق ان شاء الله
اعتقد كده الروايه بما انها وصلت لثلثها هتبتدى بجد وان كل اللى فات كان خط البدايه للقادم
فى انتظارك ان شاء الله مع الاجزاء الجديدة
دمتى فى امان الله

بنت أرض الكنانه 21-02-15 08:47 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
مساء الخير أميرة من تحت الباطنية برضه بأحدث فعلا انا دايما اقول أصعب بارت ات بارت ات التمهيد وطبعا بارت الفينيل هو عبارة عن مجهود نفسي عنيف اوكي نرسخ طبيعة العلاقات في القادم بإذن الله انتي فهمه صح بس علي واعمار اتخطبوا فترة ازاي سنرى نضيف علاقات اللي انتي عارفة ها أن زبرجدة حفيدة علي الكبير ازاي بقى ه نعرف عيلة البلاوي فيها وليد وعلي وسامي ومحمد ونور وعيسى وروح الخزامي سلمان مجرد واحد عادي من البلد الفصل الجاي هيبقى موضح لباقي قصة زبرجدة من جانب سلمان ويوضح طبيعة العلاقة أكثر بين زبرجدة قيثارة ويبدأ فيه التصادم احنا لسه فعلا ما دخلنا في الأحداث ربنا يستر تسلمي

بنت أرض الكنانه 21-02-15 08:49 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
فين زبيدة بنت زبيدة ههههههههههههههه مادية القصه تفتكريني اعترف نيفار منورة ملحوظة حليمة الأثيرة هل هي زوجة ناصر فعلا سنرى لكي خالص التحية

بنت أرض الكنانه 21-02-15 08:51 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
انا متجمدة من غير مدينة ساحلية حتى صوابعي صعبة في الحركة ممتنة لكم

بنت أرض الكنانه 21-02-15 09:30 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
انا فعلا متأثرة بأسلوب القرآن وهي أحلى تشبيهات في الوجود شكرا لكي

بنت أرض الكنانه 22-02-15 12:39 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اخيرا غادرت الحجرة وكتبت خواطر العاشر فاضل بس اكتبه
خواطر العاشر

لا تحسبني أحقق مفازة حينما يرعد الألم فيك
لا تظنني ستنتفخ أوداجي سرورا حينما أُخزيك
لا تُشهر بيننا العداوة فتنكيس هامتك يُذيقني البأس والضير
قلبي مزدان باسمك وهذا جديد عليه
اِنْحَت حبكَ في روحي بيتا صبت ذاتي لتلتقيه وتستقر فيه
لو كانت عاقبة إعلاء الحق نبذكَ لي فهو عذاب يفوق طاقتي لا تُلْحِقَه بي
اصطفاك قلبي فترفق بي
هواك غلٌ لن أحطمه مهما تجبر عليّ الشقاء ولوَّح لي متشفيا الأنين

بنت أرض الكنانه 22-02-15 12:53 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
طبعا خواطري من وحي سليقتي واللي يسرقها هيبان لان متسجل وقت المشاركة في الموضوع
اكمل خواطري بقى

بنت أرض الكنانه 22-02-15 01:10 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
دعنا نكتب ميثاقا جديدا
نتلو فيه عهودا تُرْضِينا
تُبْرِئ جرح البَيْن الذي ينزف فينا
تكون سماءً ذات حُبُكٍ تُظَلِّل علينا
مهما ابتعدنا نعاود
مهما نسينا نخلق بيننا ذكريات جديدة
دعنا نشيد لبنات بيتاً يأوينا
نتحرق للأوبة له يربط بين قلبينا
أَيِدَني بحبك وأَغْدِقَني مغفرتك
فأهدم الجسور التي تعوقنا عن بعضنا
وأصير مقيمة بدوام في صومعة عشقك
هانئة اللب ومستقرة البال
تتبسم حواسي لو مر على خلدي طيفك
وأهرع صوبك لو أطللت على امتدادة بصري كيانا أتضور توقا له
وأغفو بأريحية بين ذراعيه
وألاقي الرضا بين يديه


الساعة الآن 09:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية