منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   أعيش متبلدة الإحساس (https://www.liilas.com/vb3/t195301.html)

السنيورا لولو 08-06-14 06:15 PM

أعيش متبلدة الإحساس
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم جميعا ؟ .. ان شاءالله تكونوا بأتم الصحة والعافية
بما أنه هالمنتدى هو اللي أقرأ فيه أغلب الروايات
حبيت أنزل فيه روايتي .. هو أنا نزلتها في منتدى ثاني
لكن حبيت انشرها أكثر .. واول ما أنزل بارت هناك .. حكتبه هنا
أتمنى ما يكون هذا شيء مخالف .. علما بأني قرأت القوانين وماشفت اي شيء يمنعني
ان شاءالله تعجبكم وتنال رضاكم
الرواية تحت عنوان " أعيش متبلدة الإحساس "
انتظروني في البارت الأول =))
:
:
:
دمتم بود ~

السنيورا لولو 08-06-14 06:20 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت الأول :
منذ لحظات أخبرتني والدتي بأنه قد حان الوقت الذي سأذهب لأسكن عند عمي .. مع أني تناقشت كثيرا مع والدتي بأنني أستطيع البقاء وحدي .. لكني الآن حاملة حقيبتي مجبورة على الرحيل ..
مرت فترة قصيرة حتى رأيت نفسي واقفة أمام منزل عمي فيتاس
لم أرى هذا المكان منذ سنوات .. فتح عمي الباب لي بعد أن قرعت الجرس .. عانقني بقوة باديا اشتياقه الشديد لي .. حسنا لأن أكون صريحة لم أكن أتذكر وجه عمي جيدا ..
أقبلت بعد لحظات زوجته السيدة مادلين مرحبة بي
" أهلا وسهلا بكِ عزيزتي ماريا .. يا الهي لقد كبرتي وتغيرتي كثيرا "
دخلت بعد هذا الترحيب ووقفت في الصالة أنظر بملل حولي وضعتُ حقيبتي بجانبي حينها نادت السيدة مادلين إبنها وعندما أتى
" دانييل أتتذكر ماريا ؟ رحب بها ثم خذ الحقيبة لغرفتها لابد بأنها ثقيلة عليها "
" بالتأكيد أتذكرها "
هذا ما قاله بعدها أخذ حقيبتي وذهب .. بعد فترة قصيرة أخذتني السيدة مادلين لغرفتي التي جهزتها من أجلي " أشكركِ سيدتي "
" آأهه .. تستطيعين أن تقولي خالتي ههههههههه =) "
حقا لا يوجد شيء مضحك .. هذا ما دار في بالي وانا متجهه للداخل .. حسنا ليست سيئة .. أخذت حماما سريعا ونمت
عندما استيقظت ذهبت إلى المطبخ أريد ماءا وفي حين عودتي للغرفة قابلت دانييل " مرحبا بكِ .. كيف حالك ؟ "
" شكرا .. أنا بخير "
نظرتُ في وجهه ببرود .. ما بال هذا الترحيب المتأخر هه
كنتُ سأدخل غرفتي ولكنه استوقفني " لقد كنتِ مشاكسة ومرحة في صغرك .. لكن من الواضح بأنك تغيرتي كثيرا "
" حسنا الإنسان لا يبقى كما هو ! "
" معكِ حق "
" عن إذنك سأذهب الآن " لم أنتظر رده دخلتُ مباشرة لغرفتي
حسنا علي أن أعتاد على جو هذا المنزل إلى حين عودة والدتي ...
لقد وصلتني رسالة من أمي تقول فيها ( ابنتي .. كيف حالك ؟ أتمنى أن تكوني بخير ومرتاحة عند عمك .. لا تقلقي سوف أعود
بعد شهر إن أطلت )
أجبتها (أنا بخير .. هذا جيد إذا .. إلى اللقاء )
طرق الباب دانييل ثم دخل مباشرة .. لم أءذن له بالدخول ياللوقاحة !
" آءء .. أعتذر على دخولي هكذا .. أمي أخبرتني أن أحضرك لأننا سوف نخرج لنتعشى .. تجهزي وأنزلي إلى الصالة سننتظركِ هناك "
" حسنا "
أرتديت شيئا خفيفا بما أننا في الصيف وأنا أكره الحرارة
في المطعم ~
سألني عمي عن دراستي وماهي طموحي وعن أشياء أخرى وقد كانت إجاباتي مختصرة جدا .. ثم شاركتنا في الحديث السيدة مادلين التي تهوى الفضول والصراحة .. ثم قالت ما فاجأنا جميعا
" إبني أكبر منكِ بـخمس سنوات سيكون من الجميل لو تزوجتما ههههههه "
" زواج ! خالتي أنتي ... " قاطعني دانييل ضاحكا ومستغربا
" هاهاهاها .. أمي لماذا طرأ على بالك الزواج فجأة ؟! "
" ماالغريب ؟ لقد كنتما تنسجمان كثيرا عندما كنتم أطفالا "
" صحيح .. لقد كنتِ تتمسكين بي وتبكين إن لم أبقى معكِ.. هه أتتذكرين ؟ "
هل يسخر مني الآن هه لا يهمني هذا الأحمق " أعذرني فأنا لا أتذكر الأمور التافهة "
هتف بسخرية " وااو .. لقد تغيرتي حقا "
ثم بعدها تغير الموضوع وتحدثوا عن أمور أخرى .. يالها من عائلة ثرثارة .. أخيرا حان وقت العودة
عدنا ودخل الجميع إلى المنزل .. لكنني بقيتُ في الحديقة وجلستُ على أحد الكراسي ثم اتصلتُ على صديقتي سام وتحدثنا وبعد لحظات سألتني عن عائلة عمي " أممم لا تعليق "
" ماذا تقصدين ؟ لا تقولي لي بأنهم جعلوكِ خادمتهم ! "
" هاه ._. هل أنتي غبية ؟ أم أنكِ متأثرة بقصص الأطفال كثيرا "
" هههههههههههههه آسفة .. سأغلق الآن كوني بخير واستمتعي .. إلى اللقاء "
" إلى اللقاء "
في اليوم التالي ~
تحدثتُ مع السيدة مادلين وأخبرتها بأنني سأذهب لرؤية صديقتي وقد أعود متأخرة .. اقترحت علي بأن يوصلني دانييل الذي دخل فجأة " أنا مشغول اليوم "
" لا بأس حقا .. علي أي حال لم أكن أريد أن يوصلني أحد .. إلى اللقاء "
وخرجتُ مباشرة .. دانييل ياله من شاب سخيف
لم أذهب لزيارة سام لقد أستخدمتها كعذر لأخرج لوحدي .. ذهبت لأتسوق واشتريت بعض الأشياء المهمة فقط وبينما كنتُ أتمشى أرتطم بي شخص كان مسرعا " آه أنا آسف .. هل أنتي بخير ؟ "
" نعم "
لم ابالي به كثيرا ولكنه استوقفني قائلا " وجهكِ يبدو مألوفا لي ! "

شبه انثى 09-06-14 01:05 AM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
مرحبا اختي ....البداية تبدو مشوقة ....سننتظر و نري ما الذي سيحدث لماريا في بيت عمها .....موفقة اختي ...اسلوبك في الكتابة واضح وسلس

السنيورا لولو 09-06-14 07:01 AM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبه انثى (المشاركة 3450519)
مرحبا اختي ....البداية تبدو مشوقة ....سننتظر و نري ما الذي سيحدث لماريا في بيت عمها .....موفقة اختي ...اسلوبك في الكتابة واضح وسلس

شكرا لك عزيزتي ..
سعدتُ بردك كثيرا .. أول رد وصلني على روايتي 33>
وهذا من ذوقك ..
انتظريني في البارت الثاني قريبا

السنيورا لولو 09-06-14 07:03 AM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت الثاني
لم أذهب لزيارة سام لقد أستخدمتها كعذر لأخرج لوحدي .. ذهبت لأتسوق واشتريت بعض الأشياء المهمة فقط وبينما كنتُ أتمشى أرتطم بي شخص كان مسرعا " آه أنا آسف .. هل أنتي بخير ؟ "
" نعم "
لم ابالي به كثيرا ولكنه استوقفني قائلا " وجهكِ يبدو مألوفا لي ! "
" اوه حقا "
" أممم هل انتي من ثانوية راينان ؟ "
" نعم ماذا عنك ؟ "
" أنا طالب جامعي .. لكني آتي الى راينان كثيرا .. آه تذكرت لقد رأيتك مرة تتجادلين مع أحد المعلمين "
عقدت حواجبي متعجبة ولكن سرعان ما تذكرت .. نعم ذلك المعلم التافه
" أسمي أوليفر .. تشرفنا "
" معك ماريا ... - ساخرة - ألم تكن على عجلة من أمرك ؟ "
ضحك بعفوية وقال " ياله من طردٍ محترم "ثم ذهب بعدها
لا أعلم لما ولكني أشعر بشعور غريب حيال هذا الشخص .. حسنا ليس شعورا سلبيا بل ايجابيا .. ربما يكون من الجميل لو نلتقي مرة أخرى ولكني فتاة أحمل حقدا كبيرا على الجنس الآخر ولن أتأقلم سريعا مع أي أحد .. كرهي المدفون في أعماق قلبي يجعلني صعبة التعامل للاسف .. البرود سيقتلني يوم ما هذا ما تردده سام دائما !
بينما كنتُ أسبح في بحر أفكاري سمعتُ صوتا أعرفه جيدا .. أمي !!
إنها والدتي لما هي هنا الآن لقد مر يومين فقط لا شهر
" ماريا ! " أقبلت إلي تحضنني والدموع تملأ عينيها .. أبعدتها عني وأنا في حالة دهوش
" ماذا هناك ؟ لما عدتي بهذه السرعة ؟ هذا إذا كنتِ ذهبتِ أصلا "
" أنا آسفة عزيزتي ولكن أباكِ هرب مجددا "
ماذا ؟! مالذي تقوله " لم .. لم تركتيه يذهب ؟ هل خدعكِ مرة أخرى ذلك الحقير "
" إهدأي يابنتي .. لقد هددني بأنه سيأخذكِ بعيدا لا أستطيع ... "
تحدثتُ بغضب لم أستطع كبحه
" أمي أنتي دائما هكذا ضعيفة .. دعيه يهددك فهو لم ينفذ تهديداته التافهة إلا لأنك تسمحين له .. لم لا تكوني قوية إن هددك هدديه وإن هاجمك هاجميه وأيضا قاضيه .. أمي أرجوكِ "
" لا أستطيع ! هل تريدينه أن يعاود فعلته تلك حينما ... "
" يكفي !! .. أنا ذاهبة "
ما كان مني إلا ان أقطع حديثها وأرحل .. لقد كنتُ غاضبة بسببه .. لا أستطيع تحمل ذلك .. سوف سوف أنتقم حتما .. إذا لم تستطع والدتي فعل شيء فأنا لن أقف مكتوفة الأيدي .. لقد تمادى كثيرا ويجب أن يموت
مشيتُ غاضبة باتجاه منزل عمي وعندما كنت سأدخل كان دانييل خارجا
" أوه لقد عدتي بسرعة اعتقدت بأنك ستتأخرين "
تجاهلته وهممت بالدخول لكنه أمسك بيدي متعجبا " ما بك ؟! "
" دعني " قلت ذلك ثم دفعت يده عني ومشيت
تحدثتُ مع أمي وأخبرته بأن أمي قد ألغت رحلتها لذلك سأرحل لكن حينما سمعت السيدة مادلين حديثنا قالت " لكن يا عزيزتي نحن لم نركِ منذ فترة طويلة وكذلك والدتك .. قولي بها أن تأتي وابقيا أسبوعا على الأقل "
أردف بعدها عمي " صحيح ابقيا "
يبدو بأنهما مصرين وبما أنني لا أحب الإلحاح سأنصاع لرغبتهما " حسنا سأكلم أمي "
ذهبتُ إلى غرفتي واتصلت بوالدتي لم أفتح ذلك الموضوع بل أخبرتها مباشرة بما قاله عمي ثم أغلقت .. أعلم بأن تصرفي سخيف ولكني حقا لا أتحمل التحدث معها وأنا منزعجة فقد أنفجر بكلامي وأجرحها
جاءت والدتي صباح اليوم التالي ورحبت بها عائلة مي بسعادة
" شكرا لكم على حسن استقبالكم واعتذرت كثيرا لعى الإزعاج "
ردت عليها السيدة مادلين " لا بأس حقا لا تعتذري إيلاريا .. أتمنى أن نقضي وقتا جميلا "
وبقيتا تتحدثان طويلا بينما كنتُ أتجاهل التحدث إلى أمي والنظر إليها وعمي لم يتحدث عن أخيه إطلاقا .. هذا جيد فأنالست بمزاج يسمح لذلك
ذهبتُ لغرفتي لأستحم وكالعادة قابلتُ دانييل " لا تشبهين والدتك .. ولكن تشبهين عمي كثيرا "
اشتعلت غضبا من كلامه ونظرت إليه بحدة " لا تشبهني بذلك الحقير "
" هه إنه أباكِ بعد كل شيء ..لا أعلم مالقصة ولكني لا أظن بأنه يستدعي أن تناديه بذلك الحقير "
" إذا كنت لا تعلم شيئا أرح نفسكَ وأصمت فلا شأن لك بي "
" لا تستفزيني ليس من صالحك "
ضحكت بسخرية " هه لا أعلم حقا من الذي يستفز الآخر .. أنا ذاهبة الآن الحديث معك مجرد ضياع للوقت "
لن أسمح له بحرق أعصابي.. لا يعلم شيئا ويزعجني ربما اضطر لقتله يوما ما ...

السنيورا لولو 11-06-14 06:10 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت الثالث
ذهبتُ لغرفتي لأستحم وكالعادة قابلتُ دانييل " لا تشبهين والدتك .. ولكن تشبهين عمي كثيرا "
اشتعلت غضبا من كلامه ونظرت إليه بحدة " لا تشبهني بذلك الحقير "
" هه إنه أباكِ بعد كل شيء ..لا أعلم مالقصة ولكني لا أظن بأنه يستدعي أن تناديه بذلك الحقير "
" إذا كنت لا تعلم شيئا أرح نفسكَ وأصمت فلا شأن لك بي "
" لا تستفزيني ليس من صالحك "
ضحكت بسخرية " هه لا أعلم حقا من الذي يستفز الآخر .. أنا ذاهبة الآن الحديث معك مجرد ضياع للوقت "
لن أسمح له بحرق أعصابي.. لا يعلم شيئا ويزعجني ربما اضطر لقتله يوما ما ...
بعدما تجهزت خرجتُ من البيت لأذهب عند سام وعندما قابلتها أخبرتها بالذي حدث
" ياإلهي ماريا ! يجب عليك أن تتمالكِ نفسكِ أيتها الحمقاء .. ثم ذلك الدانييل ياله من سخيف ماذا يريد منكِ ؟ "
" لا أعلم لكن لا آبه له فاليذهب للجحيم "
" إذا ما رأيك أن تأخذيني لمنزل عمك ؟ "
هه ما بها ؟ سألتها عن السبب فأجابتني " لا لشيء معين"
يالها من سخيفة .. لكن سأخذها لا مشكلة .. قررنا أن نذهب لمكتبة راينان أولا لنأخذ بعض الكتب لمشروعنا
في المكتبة ~
عندما دخلنا ذهب سام للبحث عن الكتب التي نحتاحها بينما بقيتُ جالسة على أحد المقاعد وبينما كنتُ غارقة في بحر أفكاري وقف شخصٌ أمامي
" ماريا ! "
أوه .. إنه اممم ماذا كان اسمه ؟ أوليفر ؟
" أهلا أوليفر "
" مرحبا .. كيف حالك ؟ يالها من مصادفة "
" بخير "... – تساؤل – " ولكن ماذا تفعلين هنا ؟ "
" أريد بعض الكتب "
" من أجل المشروع ؟ "
" هه يالك من ذكي " .. حرك قميصه بخفة وقال بتفاخر " حسنا كان مجرد توقع "
ثم أتت سام ولقد تعجبت من حديثي مع أوليفر لأنني لا أتحدث إلى الشبان عادة
" من هذا ماريا ؟! "
" صديق "
لم أقل ذلك بل أوليفر وبالتأكيد إنزعجتُ منه
" حقا ماريا .. أنا سام وأنت ؟ "
" أوليفر .. لابد بأنك صديقتها تشرفنا "
ثم أخذ إذننا بالذهاب .. وبالطبع بدأت سام بإطلاق تساؤلاتها
" صديق ؟ متى وكيف ؟ .. لم أركِ تتحدثين لشاب بشكل طبيعي منذ مدة ! "
" لا تزعجيني .. هل انتهيتي من البحث ؟ "
" نعم "
بما أنها انتهت فسنعود الآن ولكن لمنزل عمي .. أكدت علي أن اصطحبها معي
لذلك وافقت ما دامت مصرة ..
وعندما وصلنا وجدت دانييل يقف أمام الباب يتحدث مع شخص ما بدا بأنه صديقه
" واااو إنهما وسيمان "
" هل تريدي أن تموتي ؟ "
" هاه .. لا لا .. هيا أخبريني من منهما دانييل ؟ "
وقبل أن أجيب عليها جاء دانييل
" هاقد عدتي .. هه وبرفقة صديقتك "
ماذا يريد هذا الاحمق عسا أني عدت مع الجن ما شأنه !
التفت بعد لحظات لأتحدث إلى سام ولكنني وجدتها تكاد تندمج في الحديث مع ذلك الشخص .. هل هي غبية " ساام .. يجب أن تعودي الآن "
كانت ستسأل عن السبب ولكنني نظرت إليها بحدة علها تفهم قصدي ولا تسأل
" حسنا " .. ثم قالت بعد ذلك موجهة كلامها إلى صديق دانييل
" تشرفنا "
" هل أوصلك ؟ "
" اوه .. لا لا تتعب نفسك شكرا .. إلى اللقاء "
بينما همت سام بالذهب وقف دانييل بجانبي هامسا " يبدو بأن صديقتك اجتماعية جدا .. عكسكِ تمام "
" هذا صحيح .. – ساخرة - هل لديك مشكلة في ذلك ؟ "
ثم نظرت لصديقه من رأسه حتى أخمص قدميه .. لم أرتح له كليا وما إن دخلت المنزل حتى سمعته يقول لدانييل " ما هذا إبنة عمك تكاد تأكلني بنظراتها ! "
" إنها تكرهك على ما يبدو "
" هه لم تقابلني سوى الآن " .. وقفت بالداخل لأسمعه جيدا ..
ثم أردف " ثم كيف لم تعجب بكتلة الجمال الأخاذ التي تقف امامها ؟ "
" هههههه دعك منها .. مالذي كنت تفعله مع تلك الفتاة ؟ "
" لا شيء كنا نتحدث فقط .. أنها فتاة لطيفة هاهاهاهاهاهاها "
في المنزل ~
كنا جميعا نجلس في غرفة الطعام لتناول العشاء وكان معنا صديق دانييل الذي اتضح أن اسمه ماثيو .. لقد جاء زيارة من فرنسا كما أنه مزعج ولا يكف عن التحدث عن نفسه وهو مهتم بنفسه بشكل مثير للشك !!
والآن وجه كلامه لدانييل ولكنه يقصدني به
" يبدو أن إبنة عمك غير اجتماعية .. أم هل هي مريضة ؟! "
هه ياله من كتلة من الوقاحة وليس من الجمال .. وقبل أن يجيبه دانييل الذي ارتسم على ملامحه الإنزعاج ...تحدثتُ أنا لأنهي كلام هذا التافه وأذهب لغرفتي
" غير اجتماعية مع أمثالك خاصة أيها النرجسي "
" هااه "
من الواظح أنه انزعج .. وبعد لحظات سمعت دانييل يضحك ثم ضحك الجميع من بعده ..وأنا في طريقي ذاهبة .. سمعت ماثيو يقول وهو منحرج " أعذروني ولكني لست نرجسي حقا "
أخذت حماما وخلدت للنوم وفي الصباح الباكر .. خرجت إلى الحديقة وبيدي كوب قهوة وقد وجدت والدتي جالسة على أحد الكراسي فذهبتُ إليها
" صباح الخير أمي "
" آه صباح النور "
" هل نمتِ جيدا تبدين متعبة ؟ "
قالت بعد أن تنهدت بعمق متجاهلة سؤالي " كيف يجري المشروع .. أتبلين حسنا ؟ "
ولكني فعلتُ كما فعلت هي تجاهلت سؤالها " أمي .. أنا آسفة لأني غضبتُ منك في ذلك اليوم .. سأذهب الآن "
وعندما هممت بالرجوع سمعتُ صوت انفتاح الباب الخارجي للمنزل من يأتي في هذا الوقت من الصباح !؟
التفتُ لأري من .. فوجئتُ بفتاة وبجانبها حقائبها ... هل هل من الممكن أن تكون ديالا ؟

شبه انثى 12-06-14 03:52 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
شخصية ماريا حاقدة و غامضة..... ازداد فضولي لمعرفة حقيقة والدها لتهاجمه بهذه الطريقة..

السنيورا لولو 16-06-14 01:35 AM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت الرابع ~
وعندما هممت بالرجوع سمعتُ صوت انفتاح الباب الخارجي للمنزل من يأتي في هذا الوقت من الصباح !؟
التفتُ لأري من .. فوجئتُ بفتاة وبجانبها حقائبها ... هل هل من الممكن أن تكون ديالا ؟
نظرت إلي من رأسي حتى قدمي متعجبة " من أنتِ ؟! "
" ماريا "
" أوه إبنة عمي العزيزة .. لم أعرفك اعتقدت بأنك ربما تكونين حبيبة دانييل "
يالها من وقحة .. لم أرد عليها التفت لأعود ولكنها استوقفتني قائلة
" ماريا .. هل لكِ أن تحملي حقيبتي لغرفتي .. أوصليها لأني سأذهب لرؤية والدَي "
" هه هل هذه مزحة ؟ أوصليها بنفسك "
ثم ذهبت من أمام هذه السخيفة مثل أخيها تماما
الساعة 5 مساءا اجتمع الجميع في غرفة الجلوس فجلستُ معهم .. وكانت ديالا تتحدث عن حياتها في فرنسا ودراستها هناك .. إنها الإبنة الثانية لعمي وتكبرني بثلاث سنوات .. أكرهها وتكرهني منذ كنا صغيرتين ولكني الآن لا آبه بها حقا
في وسط الضحك والثرثرة .. سألت ديالا سؤالا جعل الصمت سيد المكان
" هيه ماريا .. أما زلتِ تحبين أخي دانييل ؟ "
نظرتُ إليها بغضب مالذي تقصده ؟ .. بعد صمتٍ طويل .. أجبتها بهدوء
" لم عساي أحبه ؟ "
" ههههههههههههههههه لأنكِ كنتِ ملتزقة به وتحبينه كثيرا ـألا تذكرين ؟ "
كنتُ سأتحدث ولكن دانييل تدخل وقال منزعجا " مهلا ديالا هذا عندما كانت طفلة وهي بالكاد تتذكرنا الآن "
حسنا إنه محق هذه المرة ولكن ديالا لم تقتنع أو انها تريد استفزازي بكلامها
" صحيح لكن ربما تحمل لك بعض المشاعر "
نظرت إليها من طرف عيني " حسنا وإن كنت أحبه .. هذا ليس من شأنك "
الحوار كان سيشتد وعمي والسيدة مادلين انزعجا كثيرا وأمي كذلك حتى صرخت علي " ماريا لا تتصرفي هكذا ! "
- متفاجئة - " أمــــــي !! "
وقفت غاضبة وقررت العودة لغرفتي مالذي جعلني أجلس معهم وأنا أعلم بوجود أحمقين بينهم .. " أريد أن نرحل "
" ماذا قلتِ ؟! .. مهلا ماريا انتظريني في غرفتك "
" حسنا "
بعدها اعتذرَت من عمي وأخبرته بأنها ستتفاهم معي ثم جاءت إلي
" لمَ تصرفتي بفضاضة ماريا ؟ "
" لم أفعل شيئا خاطئا "
" حسنا إن أردتي الرحيل فلا بأس ولكن علينا أن نذهب بشكل لائق .. إحزمي حقائبك ولنذهب لتوديع عمك "
" إنها موظبة بالفعل "
نظرت إلي متفاجئة مني .. نعم لقد أردت الرحيل بأسرع وقت وهذه فرصة جيدة
اتجهنا لغرفة الجلوس لتوديعهم وقد كان الجو مشحونا ويبدو بأن زوجة عمي توبخ ديالا على تصرفاتها .. وما إن رآنا عمي قال " أوه .. هل فعلا ستذهبون ؟ ابقوا قليلا "
" أنا اعتذر حقا على أزعاجكم .. ولكني سعدتُ حقا بالجلوس عندكم هذه الفترة القصيرة وابنتي أيضا استمتعت كثيرا "
هه إن أمي تبالغ كثيرا .. هاهي ديالا تفتح فمها الثرثار مرة أخرى
" ياللخسارة لقد وصلتُ للتو .. بينما أنتم ستذهبون الآن "
انظروا من يتحدث وكأنها بريئة جدا لم تفعل شيئا !!
ولقد نظر إليها الجميع بتأنيب كأنما يقولون أنتِ السبب .. هه هذا ما تستحقه
" ديالا عزيزتي لا تحزني سنراكم مرة أخرى بالتأكيد .. مادلين تعالوا لزيارتنا سأفرح كثير ا "
أجابتها السيدة مادلين بسعادة " حسنا إيلاريا سنفعل إن استطعنا "
بعدها اقترح عمي أن يوصلنا دانييل ولكني رفضت بشدة ..
لذلك لم ترد أمي ازعاجي وقررنا طلب سيارة أجرة
في الخارج وقفت أمي على جانب الشارع لتبحث عن سيارة وفيه هذه الأثناء أتى دانييل " كان من المفترض أن تبقوا لأسبوع "
تنهدت بانزعاج " ماذا تريد ؟ "
" لقد أزعجبتك ديالا بالتأكيد .. "
لم أجبه لذلك بدا غاضبا ولكنه تساءل بهدوء " لمَ تتاجهلينني ؟ .. امم حسنا آخر سؤال عما قلته قبل قليل لديالا حتى وإن كنتُ أحبه .. هل هذا من الممكن أن يحدث ؟ "
" هه هذا آخر ما قد يحدث .. العكس تماما أكرهك وأنت تعلم ذلك "
" ولكن لمَ ؟ لم أفعل لك شيئا "
" لن يتغير شيء دانييل سواء فعلتَ شيئا أم لم تفعل "
"هه أنتِ وقحة أتعلمين ؟ "
مـ ماذا يقول هذا التافه .. نظرتُ له مستفسرة عن كلمته ولكن قبل أن أقول شيئا ضحك وقال " أمكِ تنتظر اذهبي .. إلى اللقاء يا عزيزتي "
يالهي هل يجب علي أن أقتله؟ ... عزيزتي ؟ هو الوقح لستُ أنا !
وعندما عدنا لبيتنا أرادت أمي أن تتحث معي
" هل تكرهين عائلة عمك بسبب أباكِ ؟ "
" كلا أنا لا أكرههم "
" ماذا إذا ؟ "
" حسنا .. ديالا قد ازعجتني اليوم .. وعمي ودانييل لا أرتاح لهم وهذا خطأ .. خطأ ذلك الحقير "
" ماريا !! .. إنه أباكِ "
" حقا ؟ وهل يفعل الآباء شيئا فضيعا مثله .. إنه مجرد وضيع قام بالتخلي عنكِ وباعني من أجل سعادته .. لقد تزوجك فقط ليشفي غليله من أخاكِ .. أليس هذا ما قلته لي ؟ "
تنهدت بشدة ونظرت إلي بحزن " لمَ تقولين هذا الآن ؟ "
" لأنكِ غضبتِ عندما قلتُ ذلك الحقير"
" فقط لننهي حديثنا العقيم هذا .. سأذهب لأرتاح "
" حسنا .. وأنا ساخرج قليلا "
أخذت معطفي معي لأن الجو بات يصبح باردا .. اتصلتُ على سام وأخبرتها أن تأتي وتأخذني ونذهب لأحد المتزهات
" هذا إذا ما حدث .. ياله من مزعج دانييل هذا دعيك منه سأخبرك بشيء إنني على تواصل مع ماثيو صديق دانييل "
أخبرتني بأنه لطيف وقد بدأت تعجب به ولكني غضبتُ منها وقلت لها بأنه لمن الواضح أنه شابٌ لعوب لذلك صرخت بإنزعاج
" إنه ليس وكأننا نتواعد "
" احذري منه فقط "
" أنا لن أأكلها " لقد جاء صوته من خلف سام لذلك عندما التفتت لتراه طأطأ رأسه ليكون أمام وجهها تماما ثم ابتسم " مساء الخير .. كيف حالك ؟ "
" مـ ..مـــ مرحبا .... هل يمكنك أن تبتعد قليلا "
" بالطبع " ثم رفع رأسه ووجه كلامه لي " لمَ أنتِ عدوانية اتجاهي ؟ "
" لأنني اكرهك"
" ولكن لمَ ؟ لم أفعل لك شيئا "
ههههه هذا ما قاله دانييل ... " أنت بالتأكيد صديقه ! .. لم تفعلا لي شيئا ولكن اكرهكما هكذا من غير سبب "
" من تقصدين ؟ دانييل ؟ ولكنه قال بأنكِ معجبة به ... "

السنيورا لولو 16-06-14 05:36 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت الخامس ~
رفع رأسه ووجه كلامه لي " لمَ أنتِ عدوانية اتجاهي ؟ "
" لأنني اكرهك"
" ولكن لمَ ؟ لم أفعل لك شيئا "
ههههه هذا ما قاله دانييل ... " أنت بالتأكيد صديقه ! .. لم تفعلا لي شيئا ولكن اكرهكما هكذا من غير سبب "
" من تقصدين ؟ دانييل ؟ ولكنه قال بأنكِ معجبة به ... "
معجبة به !! هل هذه مزحة ؟ ... ياله من سخيف " لا تضحكني أنه آخر شخص أفكر أن أعجب به "
" هاهاها لا أصدقك "
" هل تريد أن تموت ؟ ألن تذهب من هنا على أي حال ؟ "
هنا تحدثت سام بسعادة " دعيه .. إبقى هنا لنتحدث قليلا "
أجابها وهو ينظر إلي " من تراه سيرفض طلباتك اللطيفة عداها "
وبقيا يتحدثان طويلا وفي هذه الأثناء رن هاتفي فانصرفتُ عنهم
عندما رأيت اسم المتصل أجبتُ بانزعاج" ماذا تريد ؟ "
" رائع لم تتجاهلي اتصالي "
" سوف أغلق "
" إنتظري ! .. قابليني في حديقة حينا إن كنتِ متفرغة "
" لن أفعل .. إذا كان لديك شيئا مهما فقله ال... "
تبا له لقد أقفل في وجهي فاليذهب للجحيم ..
عدتُ لسام فأخبرتني بأنها ستخرج مع ماثيو .. لم أرتح لهذا الأمر لذلك طلبتُ منها عدم الذهاب ولكنها لم تستجب لي ..
حسنا ! فالتستمتع إذا في موعدها السخيف هذا .. ماذا عني ؟ إنها الثامنة مساءا هل أعود للمنزل ؟ حسنا سأعود ربما تقلق أمي إن تأخرت
في أثناء عودتي حاول بعض الرجال الحقيرين مضايقتي ولقد كنتُ أستطيع الدفاع عن نفسي ولكني قد آذيت قدمي ! ليس وقته ماذا سأفعل ؟
" هاهاها استسلمي لنا فقط لن تستطيعي الفرار "
" لعنة " ... تقدم أحدهم وأمسك يدي لذلك صفعتُ وجهه
فصرخ بغضب " أيتها الـ ....... كيف تتجرأين ؟ "
عندما أردت الرد عليه .. جاء شخص من بعيد يتمتم بغضب ولكني لم أرى وجهه حتى اقترب .. إنه أوليفر لقد ضربهم بشدة حتى فزعوا وهربوا
- بقلق - " هل أنتِ بخير ؟ "
" نعم .. ما هذه الصدفة .. بتُ ألقاك كثيرا !! "
" إن القدر يريد أن يجمعنا دائما "
صمت للحظات ... حتى قال هو " هل تريدين أن تكوني صديقتي ؟ "
" إني أكره الشبان "
" نعم لاحظتُ ذلك .. لكن لابأس معي صحيح ؟ "
" هه إنك واثقٌ بنفسك كثير ا "
" بالتأكيد " ثم ضحك وطلب مني هاتفي ليسجل رقمه .. نظرت إليه فوجدته قد كتب ( أوليفر اللطيف )
" ماهذا الاسم ؟ ._. "
" ألا يعجبك ؟ "
" كم أنت تافه .. أرجع إلي هاتفي "
" هاهاهاها حسنا لا تغضبي إني أمزح معكِ .. خذي سجلته بإسم أوليفر "
" جيد "
وبمناسبة صداقتنا اقترح علي أن نشرب القهوة في أحد المقاهي .. كما قال بأنه سيريني إبداعاته " أي إبداعات ؟ "
" سترين لاحقا "
أخذني إلى محل قريب من الحديقة التي أراد دانييل أن نلتقي فيها .. لم أهتم بالأمر كثيرا لا يعقل أن يكون قد أتى على أية حال ...
" إنه أفضل مقهى هنا "
" أممم .. ألن تريني مالديك ؟ "
" بلا "
ناولني كتابا كان يحمله معه دائما به رسومات ونصوص
" هل تؤلف المانغا ؟ "
" صحيح "
" وكم عملا أنجزت ؟ "
" اممم إنجازا كاملا ؟ عملا واحدا فقط وقد شاركت به في أحد المسابقات وأحرزت المركز الثالث .. إني أحاول تطوير نفسي حاليا "
" اهاا .. جيد "
تبادلنا بعض الأحاديث .. التي باتت مملة الآن وقد مرت نصف ساعة فقررت الذهاب " سوف أذهب الآن لا أريد ان أتأخر"
" هل أوصلك ؟ "
" كلا شكرا لك .. إلى اللقاء "
وعندما وقفت واتجهت للخارج .. استوقفني دانييل حينما دخل فجأة
لم أفهم نظراته هل هو غاضب ؟ أم حزين أم مستغرب أم ماذا ؟!
ولكنه ما إن رآني حتى أدار وجهه وخرج .. وعندما خرحتُ أنا كذلك وجدته واقفا بجانب المحل
" أأنتِ سعيدة ؟ .. ذهبتِ لتخرجي مع شخصٍ غريب بينما تجاهلتني أنا إبن عمك "
لقد كان يتحدث بهدوء وتسكنه نفس النظرات الغريبة
" لا أهتم إن كنتَ إبن عمي فأنا أفضله عليك "
وبالكاد أنهيتُ جملتي حتى فجر المكان بصراخه المفاجئ
" أنتِ تكرهين الذكور على أي حال !! "
" ما شأنك أنت ؟ لا تصرخ في وجهي مرة أخرى "
" سوف تندمين ماريا "
لم أستطع الرد عليه إذ أنه ذهب حالا .. هل .. هل جن جنونه ؟!!

السنيورا لولو 19-06-14 04:01 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت السادس ~
مرت أسبوعان لم أرى فيهما أي فرد من عائلة عمي وذلك يشعرني بالراحة نوعا ما
أما دانييل فآخر ما سمعته منه كان عندما
غضب في تلك الليلة ( سوف تندمين ماريا )
أحيانا كنتُ أفكر هل تراه سيفعل شيئا ما ! ولم غضب بشدة ؟ لقد أثار فضولي فعلا ..
وأوليفر قد تحسنت علاقتي معه كثيرا وأصبح دائما ما يطلب رأيي في قصصه ..
كذلك سام وماثيو أصبحا كالعصفورين العاشقين .. لكنني ما زلت أحذر سام من الثقة بذلك الشاب
لكنها لم تستمع ولن تفعل على ما يبدو لذا لن أزعج نفسي بهما بعد الآن ...
لكن الشيء الذي يشغل تفكيري الآن هي الحفلة التي ستقيمها زوجة عمي لإبنتها ديالا بمناسبة إنهاء دراستها في فرنسا ...
لم أكن أريد الحضور لكن والدتي قد أنزعجت مني وأصرت علي وأخبرتني أنه
من غير اللائق عدم ذهابي هه ومالذي ستجنيه ديالا من مجيئي على أي حال ...
بعد هذا التفكير العميق .. دخلت والدتي الغرفة قائلة
" ماريا .. ارتدي شيئا بسيطا وخذي زي الحفلة معك لأننا سنذهب لمنزل عمك
مبكرا فالسيدة مادلين بحاجة لمن يساعدها في التحضيرات "
" حسنا .. سآتي بعد قليل "
إنها العاشرة صباحا وسنذهب الآن .. أتمنى ألا يكون دانييل هناك إنه يزعجني حقا ==!
في منزل عمي ~
" أهلا وسهلا بكما .. أشكرك إيلاريا على تلبية طلبي .. أعتذر لأني سأتعبك معي "
" لا بأس عزيزتي لابأس "
ذهبتا إلى مكان ما .. أما أنا فلم أتبعهما لأني ديالا قد رأتني وأتت لتبدأ حديثها السخيف " أوه ماريا أتيتي مبكرا جدا ! "
تجاهلتها كعادتي وكنت سأذهب ولكنها أكملت حديثها بسخرية
" نعم صحيح لقد أتيتي للمساعدة .. شكرا لكِ بما أنها حفلتي فأنا لن افعل شيئا لذا لا بأس في أن تعملي عوضا عني صحيح ؟ "
"هه أعذريني على ما سأقوله الآن .. رغم أنك تكبرينني إلا أن عقلك صغير جدا وتصرفاتك لم أجد أسخف منها ..
هل تفعلين هذا عمدا لكي يسخر الناس منكِ ؟على كل حال أعمالك وأنت من سيقوم بها
كما أن الحفلة من أجلك ولا مانع في أن تبذلي القليل من الجهد من أجلها صحيح ؟ "
نظرت إلي بغضب " مم ماذا تقولين ؟ "
انصرفتُ من أمامها متجاهلة سؤالها هل هي غبية ؟ ..
وكأنني أردتُ أن أحضر أصلا !
أرى بأنني انفعلتُ كثيرا .. ولكن هذا بسبب أنني قد تحملتُ تصرفاتها التافهةطويلا وها أنا قد أطلقتُ ما بداخلي ...
لم أساعد كثيرا حيث كانت تقول لي السيدة مادلين أن أرتاح ولا أزعج نفسي وهذا ما سأفعله
ذهبتُ لا شعوريا إلى الغرفة التي جلستُ فيها فترة بسيطة وبجانبها غرفة ذلك الدانييل ..
يبدوا أنه ليس بالمنزل فأنا لم أره منذ أتيت .... بعد لحظات جاءني صوت من خلفي
" ماريا أنتِ هنا "
" خالتي .. هل انتهيتم ؟ "
" بالطبع لا ولكن قررنا أن نرتاح قليلا .. يالهي لوهلة بدوتي مثل أختي تماما "
" لكن أختي كانت فتاة مشاغبة وعنيدة جدا .. تعالي اجلسي بجانبي "
تقدمت لأجلس بجانبها على الأريكة .. تقول بأنني أشبه شقيقتها لا يمكن !
" ماذا هناك ؟ "
" أتعلمين .. لقد فارقت الحياة وهي شابة .. في ليلة زفافي كانت تتصرف بشكل طبيعي جدا
ولم يبدو عليها أي شيء غريب ولكنها بعد الزفاف وللأسف .. انتحرت ! "
صدمتُ حقا من كلامها .. ياله من أمرٍ مؤسف لم أعرف ماذا أقول لها
فسألتها " ولكن لمَ ؟ "
" لا أعلم ولا أحد يعلم .. لم يكن هناك أي سبب ظاهر يجعلها تقدم على هذا الفعل .. اه علي أن أمسك دموعي "
" آعتذر لأنني ذكرتكُ بها "
" لا عليك .. حتى إبن خالي توماس التي كانت متعلقة به كثيرا وتخبره كل شيء عنها
لا يعرف السبب .. ولقد عانى كثيرا على اثر فراقها .. سوف يأتي الليلة مع زوجته وطفلتاه "
آه هو متزوج الآن .. أخبرتني بأنه تزوج منذ خمس سنوات ..
قصة شقيقتها غامضة جدا ومؤسفة أنا التي لا أعرفها
راودني فضول شديد لأعرف السبب ولكن يبدو بأنه سيبقى مجهولا للأبد !
عندما حل المساء ذهبتُ لأرتدي فستاني وقد بدأ الضيوف بالمجيء
ومع مرور الوقت أصبح المنزل مكتظا بالناس وقد كانوا سعيدين
بما أنجزته ديالا وكالعادة تتحدث عن نفسها كثيرا ..
شعرتُ بالملل الشديد وقد كنتُ واقفة بجانب الشرفة ..
رأيتُ من بعيد دانييل برفقة ماثيو .. يبدو بأنه لم يرني أو ربما تجاهلني
وهذا جيد على أية حال ولكن فجأة سحبت يدي ديالا وجرتني خلفها .." ماذا تفعلين ؟ "
" يجب أن أعرفك إلى شخص ما "
" اتركي يدي فأنا لستُ مجبورة على مرافقتك ! "
" إنه هنا .. توماس انظر هاهي شبيهة خالتي "
توماس .. ربما يكون إبن خال السيدة مادلين
" اوه مرحبا .. كيف حالك ؟ "
يبدو أنه لا مفر من الحديث معه .. حسنا علي أن أكون لبقة قليلا
" بخير .. ماذا عنك .. امم .. سيد توماس ؟ "
" هاهاها سيد توماس ؟ لستُ معتادا على ذلك قولي توماس فحسب "
" كما تحب "
ثم وجه كلامه لديالا قائلا " إنها تشبهها حقا "
" ربما ولكن هذا ما قالته أمي ... فأنا لم أرها قط ولا في الصور حتى ..
لقد كان جدي قاسيا عندما أحرق صورها ... "
واندمجا في الحديث ولكن هه هل سوف يتحدثان وينساني ؟ ..
ربما تبدو وقاحة مني لأنني سأنصرف من أمامهما
وبينما كنتُ ذاهبة سمعتُ توماس يقول " انظري لقد خجلت وذهبت "
أجابته ديالا " هههه إنها ليست من هذا النوع هي فقط لا تبالي
وقد ضجرت على ما يبدو .. دعها وشأنها "
هه إنها سخيفة .. على كلٍ يبدو بأنني سأعود إلى المنزل الآن
ولن انتظر والدتي .. وقبل أن أخرج من الصالة قابلني دانييل
- بسخرية – " ماريا .. أأنتي حية ؟! "
رفعتُ حاجبي متعجبة منه وقد أكمل كلامه " لا تناسبك هذه الثياب فهي تجعلكِ تبدين قبيحة هاهاها "
" هه أتعلم ؟ يسعدني ذلك حيث لن يسقط الناس انبهارا بجمالي "
" هاهاهاه جمالك ؟ أنتِ واثقة من نفسكِ كثيرا .. إذا ما أخبار حبيبك .. ماذا كان اسمه ؟ أوليفر ؟ "
ماهذا الأسلوب الوقح الذي يتحدث به الآن
" لستُ مضطرة للإجابة عن سؤال سخيف وصاحبه أسخف .. "
لقد غضب .. نعم ردي أغضبه .. هل سيفعل شيئا تافها مثل آخر مرة
ولكن من نظراته بدا لي أن هذه الليلة لن تمضي على خير..
وفجأة أمسك بيدي بقوة وسحبني إلى غرفته .. .. لم يشعل النور
ولكن ضوء القمر الآتي من الشباك كان كافيا حتى أرى ملامح
وجهه الغاضبة التي باتت مخيفة أيضا .. إنه متقلب المزاج كثيرا !!

السنيورا لولو 21-06-14 03:27 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت السابع ~
- بسخرية – " ماريا .. أأنتي حية ؟! "
رفعتُ حاجبي متعجبة منه وقد أكمل كلامه " لا تناسبك هذه الثياب فهي تجعلكِ تبدين قبيحة هاهاها "
" هه أتعلم ؟ يسعدني ذلك حيث لن يسقط الناس انبهارا بجمالي "
" هاهاهاه جمالك ؟ أنتِ واثقة من نفسكِ كثيرا .. إذا ما أخبار حبيبك .. ماذا كان اسمه ؟ أوليفر ؟"
ماهذا الأسلوب الوقح الذي يتحدث به الآن
" لستُ مضطرة للإجابة عن سؤال سخيف وصاحبه أسخف .. "
لقد غضب .. نعم ردي أغضبه .. هل سيفعل شيئا تافها مثل آخر مرة
ولكن من نظراته بدا لي أن هذه الليلة لن تمضي على خير..
وفجأة أمسك بيدي بقوة وسحبني إلى غرفته .. .. لم يشعل النور
ولكن ضوء القمر الآتي من الشباك كان كافيا حتى أرى ملامح
وجهه الغاضبة التي باتت مخيفة أيضا .. إنه متقلب المزاج كثيرا !!
" ماذا تريد ؟ دعني "
" يجب عليكِ أن تمسكِ لسانكِ ..
أتعتقدين بأنني سأسكت عن أي شيءٍ مُهينٍ تقولينه ؟ "
" لقد قلت لي أبشع مما أقول فلا تضحكني "
اقترب مني محاولا صفعي ولكنه أرخى يده وثبتها على الجدار
بحيث يحوطني ويمنعني من الحركة .. ولكن لحظة !
ليس وقتها إنها الفوبيا !!لا يجب أن يقترب أكثر من فربما
أشعر بالغثيان أو يغمى علي مباشرة !! .. عندما قابلت عمي
قبل فترة وأخذني لحضنه حاولتُ جاهدة المقاومة .. ولكنني الآن متعبة جدا !!
وجهي تغير لونه فجأة لكن دانييل لم يلحظ ذلك بسبب الظلام
" إبـ.. إبتـ .. ـعد "
" هه ماذا ؟ مما أنتِ خائفة ؟ "
ثم شد شعري بقوة وأصبح يضحك بهستيرية ..
الآن يمكنني أن أقول بأنه جن حقا !
" أتعلمين لمَ أتصرف معك هكذا ؟ .. أنتِ تقرفينني ومنذ رأيتك
مع ذلك الأوليفر لم أعد أطيق النظر لوجهك .. أتعلمين ربما
انتِ تحتاجين صفعة على إزعاجي حتى أشفي غليلي منكِ
ليكن في علمك أنا لستُ دانييل القديم الذي يلعب معك ويضحــ....."
" كفى !! "
كنتُ مغمضة عيني وصرختُ بشدة " أنت من يزعجني .. أنت من تدخل نفسك في أموري فلمَ اللوم إنكب علي فجأة ؟ أنت حقا بلا أخلاق .. "
لم أكمل كلامي إذ إنه فعل ما قال بأنني أحتاجه .. لن أمرر لكَ هذه الصفعة دانييل صدقني
نظرتُ إليه والصدمة تغطي وجهي منه .. بات شخصا آخر
فدانييل رغم كلامه السيء فهو لم يمد يده علي قط .. ولمَ تراه يفعل شيئا حقيرا كهذا ؟ .. لقد ذهب وتركني في حالة دهوشي .. جميع الرجال متشابهون جميعهم حقيرين جميعهم ... أكرهكم جميعكم أكرهكم !!!
خرجتُ من الغرفة مطأطأة رأسي الذي آلمني كثيرا من قرب دانييل مني
اتجهتُ إلى الحديقة وما لبثتُ أن وصلت حتى سقطتُ على ركبتي
ودموعي قد خانتني وملأت عيناي .. كذلك جسمي أصبح يرتجف حينها
وبدأ شريط الذكريات يمر أمامي .. أبي ودانييل !!
أنا .. أنا لم أتألم منذ زمن .. ولم يستطع إزعاجي أي شاب
ولكن دانييل استطاعي إبكائي حتى .. تبا له دموعي تسقط وتأبى أن تتوقف
يا إلهي أشعر بأنني تحطمتُ كليا .
:
:
:
وضعتُ يدي على وجهي حتى أخفيَ عيني الدامعتين .. لا بأس يجب علي أن أتمالك نفسي .. فدموعي لا تستحق كل ذلك ...
" ماريا ؟ ما بكِ ؟! "
إنه صوت توماس .. " لا شيء "
أبعدتُ يدي ورفعتُ رأسي لأنظر إليه بوجهي الذي
اصبح مخيفا من البكاء .. وعندما رأى حالتي تساءل سريعا
" لا شيء ؟ لمَ تبكين إذا ؟ لم تصابي بأذى صحيح ؟ "
" أنا بخير الآن .. شكرا لك فقط لا تشغل بالك وهلا ابتعدتَ قليلا ! "
" كما تشائين .. لكن إن كان هنالك شيءٌ يزعجكِ فأنا في الخدمة "
لستُ في مزاج جيد لأتحدث لذلك اكتفيتُ بابتسامة خفيفة
وما إن حل علينا الصمتُ قليلا حتى جاءتا طفلتان توأم ..
1 " بابا أنتَ هنا ؟ " - 2" إن ماما تبحثُ عنك .. من هذه ؟ "
1 " بابا .. لا تقل لي بأنك تخون ماما "
" ههههه ما هذا الكلام يا صغيرتي ؟ .. بالطبع لا "
2" ما بها حزينة ؟ .. عزيزتي هل أنتِ بخير ؟ "
إنهما حقا لطيفتان .. " أنا بخير .. ما اسمكِ ؟ "
2" أنا تالا وأختي لانا "
تحدثت لانا بادية إنزعاجها " ربما والدي قد ضايقكِ ؟ "
" لا ولمَ قد يفعل هذا .. لقد كان يحاول مساعدتي "
ثم بعدها وجهتُ كلامي لتوماس " لديهما طبع الفضول مثلك "
" فضول ؟ إنني فقط أحب مساعدة الناس وابنتاي كذلك "
" نعم .. نعم "
كنتُ ذاهبة ولكن هناك امرأة كانت قادمة .. ومن شبه الطفلتان لها
عرفتُ بانها زوجة توماس
" تالا .. لانا .. لقد قلت أحضراه لم أقل العباه معه .. توماس هناك ظرفٌ طارئ علينا أن نذهب "
"حسنا ولكن ماذا هناك ؟ "
" أمي ليست على ما يرام .. من هذه الصغيرة ؟ "
نعم لقد كانت تقصدني .. هل تراني صغيرة هه هذا ما ينقصني
أجابها مازحا بأنني صديقته ولكنها غضبت منه ..
لذلك ترك مزاحه السخيف وعرفها بي " إنها إبنة عم دانييل وديالا "
" آه ... ماريا صحيح ؟ .. عالعموم أعتذر لأنني سأخذ توماس الآن
أكملا حديثكما في وقتٍ لاحق إن كان ضروريا"
" لا بأس .. كنتُ سأرحل على أية حال "
والتفتُ لأذهب في طريقي وكذلك توماس وزوجته وطفلتاه
اللتان ودعتاني بسعادة " ماريااا .. وداعا "
لوحتُ لهما بيدي وأنا أفكر في نفسي .. كيف استطعتُ التصرف بطبيعيتي
يبدو بأن دانييل لم ينهيني كليا لقد بالغتُ فحسب ..
ولكن لماذا أصبح غاضبا مني فجأة ..
في موقفي أظن بأنه أنا من يحق لي أن أغضب ..
وربما يجوز لي قتله أيضا .. حسنا فالأُخرجهُ من رأسي الآن
اتصلتُ على والدتي وأخبرتها بأنني تعبة وسأعود للمنزل قبلها
وعندما كنتُ خارجة رأيتُ دانييل يتحدث مع شخصٍ ما بالهاتف
جيد .. إنها فرصة كي لا نتحدث إطلاقا
ولكن لو كان الأمر بيدي لانتقمتُ منه حالا فمجرد
رؤيته يعيد لي الغثيان .. لذلك خرجتُ مسرعة وقد كان ينظر لي
بنظراته المستفزة .. فاليذهب للجحيم يتصرف وكأنه بريء تماما !!

السنيورا لولو 23-06-14 06:14 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت الثامن ~
اتصلتُ على والدتي وأخبرتها بأنني تعبة وسأعود للمنزل قبلها
وعندما كنتُ خارجة رأيتُ دانييل يتحدث مع شخصٍ ما بالهاتف
جيد .. إنها فرصة كي لا نتحدث إطلاقا
ولكن لو كان الأمر بيدي لانتقمتُ منه حالا فمجرد
رؤيته يعيد لي الغثيان .. لذلك خرجتُ مسرعة وقد كان ينظر لي
بنظراته المستفزة .. فاليذهب للجحيم يتصرف وكأنه بريء تماما !!
في صباح اليوم التالي ~
عندما استيقظت وجدتُ بأن أمي قد ذهبت لمكان ما ..
اتجهتُ للمطبخ وبينما كنتُ أحضر لي طعاما
لمحتُ ورقة على الطاولة أخذتها لأقرأ ما كتب فيها
( نسيتُ أن أخبركِ بأنني قد وجدتُ عملا في أحد المنازل
في منطقة البنا ء القريبة .. إن أردتي شيئا اتصلي بي فربما اتأخر )
لم أهتم كثيرا للأمر .. جلستُ في الصالة وأخذتُ أفكر ..
الإجازة أوشكت على الإنتهاء ونحنُ لم ننهي المشروع بعد
لذلك اتصل بسام .. لقد أجابت علي ولكنها لم تتحدث !
" ألوو ؟ "
" ماريا ؟ .. – تتثاءب – لمَ تتصلين في هذا الوقت المبكر ؟ "
" إنها الساعة التاسعة الآن ! "
" أوه حقا ولكني تعبة جدا .. لقد عدتُ بالأمس في وقت متأخر ..
لقد كنتُ برفقة ماثيو إن كنتِ مهتمة .. ولقد أوصلني
حتى باب المنزل ياله من شاب رائع"
" هاه ! .. أنا لم أتحدث عنه لذلك لا تذكري سيرته ..
ماذا حدث للمشروع ؟ "
قالت بانزعاجٍ شديد
" أنتِ لا تساعدينني فيه أبدا وتريدين أن أنهيه بسرعة "
" لقد اتفقنا على ذلك لا تتذمري الآن .. عالعموم انهيه
بسرعة إن كنتِ لا تريدين أن يحل عليك غضب المعلمة "
" سوف يحل عليكِ أيضا ! "
" لستُ أهتم "
" إذا اهتمي ولو قليلا "
" هه لا تنسي نفسك فأنتي منشغلة بالخروج مع ذلك الماثيو وتتركين ما هو أهم "
" حسنا حسنا .. هل اتصلتي لكي تزعجينني ؟ "
" اممم ربما .. مع السلامة "
سمعتُ صراخها ولكنها لم تتحدث إذ أغلقتُ الخط سريعا ..
جلستُ أمام التلفاز أقلب القنوات بضجر وبعد لحظات
جاءني اتصالٌ من أوليفر.. في البداية لم أرد الرد عليه ولكني غيرتُ رأيي
" مرحبا "
" أهلا كيف حالك ؟ "
" بخير ماذا عنك ؟ "
" بأفضل حال .. أأستطيع أن أراكِ اليوم ؟ "
سألته عن السبب فقال لي أنه ليس هناك مناسبة
خاصة ولكنه يريد أن يهديني شيئا فأخبرته بأن لا مشكلة في ذلك
ثم أخبرني بانه قريبٌ من منزلي وسيحضر ليأخذني
" حسنا سأتجهز الآن .. "
بعدها كنتُ سأغلق ولكنه اوقفني
" مهلا لا تقفلي في وجهي ! "
" كيف علمتَ بأنني سأفعل ذلك ؟ "
" أوليست هذه عادتك ؟ ههههههه "
" هه يبدو بأنكَ تعرفني جيدا .. إلى اللقاء "
" مع السلامة "
أنهيتُ المكالمة وذهبتُ لأرتدي شيئا مناسبا وبقيتُ انتظره
حتى وصل .. ثم ذهبنا لمطعمٍ ما لتناول الغداء
وعندما جلسنا نظر إلي وابتسم بسعادة ثم قال
" أرجو أن يعجبكِ الطعامُ هنا "
" لا بأس بأي شيء "
" ألن تسألي عمّ أحمله لكِ ؟ "
" لستُ اهتم كثيرا .. "
" هاهاها أنتِ قاسية يا فتاة .. خذي "
أعطاني كيس ورقي بداخله كتاب .. حسنا ربما اطلع عليه في المنزل
" إنها مانغا صنعتها خصيصا لكِ لأننا أصبحنا أصدقاء
وبما أنكِ ساعدتني كثيرا في ما مضى .. أرجو أن تعجبكِ"
" أوه حقا .. شكرا لك "
أمضينا الوقت في الحديث بينما نأكل ولكن أوليفر
هو من يتحدث في الغالب .. ولعدم إنصاتي الجيد لم أفهمه جيدا
إن عقلي يشرد اليوم كثيرا
- بقلق - " تبدين متعبة "
" آه .. ليس حقا ولكن .. هلا نذهب الآن ؟ "
" حسنا سأوصلك "
" كلا .. أريد الذهاب بمفردي تستطيع أن تذهب في طريقك "
" لن أصر عليكِ فأنتِ لن توافقي .. حسنا إلى اللقاء انتبهي لنفسكِ "
" إلى اللقاء "
بعد أن ذهب كل منا في طريقه ~
نظرتُ إلى الساعة .. إنها الرابعة مساءا .. كنتُ سأركب سيارة أجرة
ولكنني قررت أن أعود مشيا فنحن لم نبتعد عن المنزل كثيرا
مررتُ في طريقي بجوار منطقة البناء التي تعمل أمي بالقرب منها
رأيتها بالخارج وهي تتحدث مع أحد الرجال .. لم أستطع رؤية ملامحه
إذ كان يعطيني ظهره .. قررت أن اقترب من والدتي أكثرعندما
رأيتها غاضبة من ذلك الرجل .. وفي طريقي إليها رأيتُ
دانييل مالذي يفعله هنا ؟! لا يهم .. ولكنه أوقفني
" ماريا .. ماذا تفعلين هنا ؟ "
- بانزعاج - " ابتعد "
أبعدته عني ومشيت ولكن الذي جعلني أقف ساكنة
لا أكاد استطيع الحركة .. عندما رأيتُ شاحنة تصدمهما
أ .. أم .. أمي !!

السنيورا لولو 25-06-14 06:50 AM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت التاسع ~

مررتُ في طريقي بجوار منطقة البناء التي تعمل أمي بالقرب منها
رأيتها بالخارج وهي تتحدث مع أحد الرجال .. لم أستطع رؤية ملامحه
إذ كان يعطيني ظهره .. قررت أن اقترب من والدتي أكثرعندما
رأيتها غاضبة من ذلك الرجل .. وفي طريقي إليها رأيتُ
دانييل مالذي يفعله هنا ؟! لا يهم .. ولكنه أوقفني
" ماريا .. ماذا تفعلين هنا ؟ "
- بانزعاج - " ابتعد"
أبعدته عني ومشيت ولكن الذي جعلني أقف ساكنة
لا أكاد استطيع الحركة .. عندما رأيتُ شاحنة تصدمهما
أ .. أم .. أمي !!
تقدمتُ مسرعة إليهما ودانييل من بعدي
لفت نظري الرجل الذي معها وقد أشعل نار الغضب بداخلي
ولكن حسابي سأصفيه معه لاحقا...
" أمي .. أمي أفيقي .. أمي ! .. أنت افعل شيئا !! "
التفت دانييل حوله ليرى صاحب الشاحنة قد هرب
" ربما تتأخر سيارة الإسعاف .. تعالي لنأخذهما بسيارتي "
" حـ... حسنا "
حمل دانييل أمي واتجه نحو سيارته فذهبتُ معه ..
وحينما وصلنا نزل توماس منها عندما رآنا فطلب دانييل منه المساعدة
حينها ذهبا لإحضاروالدي !!
في السيارة ~
نظرتُ لوجه أمي والحزن يكاد يحطم أضلعي ..أمي أرجوكِ
كوني بخير .. لدي الكثير لأقوله لكِ أمي !!!
التفتُ إلى الرجل الذي بجوارها .. لماذا لم ينقذها ؟
هه كيف أرجو من حقيرٍ مثله أن يفعل شيئا نبيلا كهذا
لقد تخلي عنها منذ زمن على أي حال !! :/
سمعتُ توماس يتساءل بقلق موجها كلامه لدانييل
"ولكن ماالذي حدث ؟ "
" إنهما السيدة ايلاربا وعمي روبيرت .. لقد صدمتهما شاحنة "
" يا الهي !! أرجو أن يكونا بخير "
لم نتأخر في الوصول فقد كان دانييل يقود بسرعة جنونية
وهذه أولُ مرةٍ أركبُ معه ...
//~
الطبيب يتحدث إلينا : إن السيدة قد تعدت مرحلة الخطر
ولكن زوجها حالته مستعصية بعض الشيء
تنهدتُ بارتياح شديد ثم طلبتُ من الطبيب رؤيتها
" حسنا يمكنكِ ذلك .. ولكنها لم تستيقظ بعد "
وقف دانييل ليدخل معي ولكن توماس منعه من ذلك
" دعها لوحدها "
" حسنا .. لقد اتصلتُ بأمي وأبي سوف يحضران قريبا "
عندما رأيتُ أمي آلمني قلبي كثيرا .. أنا لم أفكر لحظة بأنني قد
أفقد والدتي مرة أخرى .. لا تتركيني لوحدي يا أمي أرجوكِ !!
جلستُ بجانبها وأمسكتُ بيدها .. مرت فترة حتى أحسستُ
بعمي وزوجته قد دخلا ومعهما توماس ودانييل وكذلك الطبيب
وقد كان يحدث عمي عن حالة والدتي
جاءت السيدة مادلين وجلست بجواري
" لا تقلقي سوف تكون بخير "
لم أقل شيئا لذلك أكملت هي " هل تريدين أن أبقى معكِ ؟ "
" لا تزعجي نفسكِ خالتي "
" حسنا .. نحن سنذهب بعد قليل إن احتجتي شيئا فإن دانييل
وتوماس سيبقيان هذه الليلة وعمك سيذهب لرؤية والدكِ "
لقد إنزعجتُ حقا عندما قالت والدك .. عساهُ يموت
فهذا ما يستحقه أصلا !!
بعد ربع ساعة تقريبا .. خرجت السيدة مادلين مع عمي
أما دانييل وتوماس فقد بقيا معي ... ذلك الدانييل هل هو قلق
بشأني أم ماذا ؟!
كما أنه يلتفتُ لرؤيتي كل فترة كأنه يخاف أن يحدث لي مكروهٌ فجأة
حسنا ربما أستطيع أن أقول بأن لديه انفصامٌ حقا
أدرتُ وجهي لوالدتي التي بدت تتألم وكأن شيءٍ يحدث لها
وحينهاذهب توماس سريعا لمناداة الطبيب
" أمي تماسكي "
ياالهي لقد بدأت الدموع تتجمع في عيناي .. إنني أخاف ..
أخافُ جدا من فقدانها
بعد لحظات .. وصل الطبيب ليفحص والدتي
" يبدو بانها تحلم بشيء يزعجها .. سأحاول تهدئتها لا تقلقي "
انتهي الطبيب من عمله وخرج .. ثم جلس توماس بجانبي ليواسيني
بينما ظل دانييل واقفا كما كان
" إن والدتك قوية ولن يحصل شيءٌ لها لذا عليكِ أن تكوني أقوى
فلا داعي للدموع الآن "
إن هذا الرجل يحرك مشاعري !! .. يجعلني أريد أن أتحرر من
كل الهموم التي أثقلت كاهلي .. لم أعرفه كثيرا لكن يبدو بأن هناك أناس
من أول مرة تتحدث فيها معهم .. ترتاح لهم وتشعر بأنهم
الوحيدون فقط من يمكن أن يفهموك .. لذلك أطلقتُ العنان
لنفسي لتقول ما تشاء دون أي اهتمام .. فقط لأنني ربما سأرتاح !!
" هل .. هل تعلم سيد توماس ؟ لقد مرت والدتي بأمورٍ فضيعة
ومشاق كثيرة وكلها يكون سببها الأول والدي ! إنه نذير شؤمٍ علينا
لقد كان يكره خالي وكانت علاقتهما فضيعة ... لذلك خدع والدتي
وأخبرها بأنه يحبها بعد أن تعرف عليها ثم تزوج بها .. وهذا
كله فقط لكي يثير حنقه .. إنه سيء جدا أكثر مما تتصور
فقد عامل والدتي بجفاء وليس كزوجته بتاتا حتى أنجباني
وعندما بلغتُ السادسة تورطت والدتي في قضية ما وقد كانت بريئة !!
.. لم .. لم يحاول مساعدتها كما فعل خالي الذي للأسف لم ينجح أبدا
ولكن ذلك الحقير كل ما فعله أنه قال ببرود ( إنها تستحق ذلك )"
رد علي توماس متفاجئا من حديثي " كم هذا فضيع ! "
" هه ليس هذا فحسب .. فلقد حكم عليها بالسجن 6 سنوات
حينها تخلى عني كذلك وباعني لأحد الرجال لأعمل في منزله
وتركني وذهب ولم أره بعدها أبدا فهو لم يأتي حتى لزيارتي
لقد كان لدي أمل بسيط بأنه سيعود وينتشلني من هذه العائلة
القاسية ولكن لا .. أملي قد مُحيَ تماما وتركني أتعذب
وأنا أعمل بهذه السن الصغيرة .. مرت ست سنوات وعدة أشهر
وقد تم إطلاق سراح والدتي .. بحثتْ عني مطولا حتى وجدتني
كما أنها عانت كثيرا لتستطيع أخذي .. ولقد حاولت مقاضاة والدي
ولكنها لم تفلح أبدا فقد كان يملك النفوذ والواسطات وكان
أكبر مخادع وحقير عرفته في حياتها ...
كرهْتُهُ بشدة واحتقرتُ تقريبا جميع الذكور على وجه الأرض
كما أصابتني الفوبيا من اقترابهم مني .. لأن كثيرا ما تحرش بي
ذلك الرجل الذي عملتُ لديه .. سحقا لهم من بشر !!
لماذا ؟ لماذا علينا أن نمر بجميع تلك المصاعب .. لماذا
لم تكتب لنا حياة هادئة ؟ و.... "
خنقتني العبرة ولم أستطع الإكمال .. لذا رفعتُ رأسي
ولكني صدمتُ من ملامح دانييل الحزينة وقد ملأت الدموع عيناه
حتى انسابت بهدوء على وجهه .. ماهذا ؟ أنا لا أحتاج شفقته !!
نظر إلي بنظرة أسفٍ شديد ثم خرج من الغرفة

السنيورا لولو 26-06-14 11:17 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت العاشر ~
خنقتني العبرة ولم أستطع الإكمال .. لذا رفعتُ رأسي
ولكني صدمتُ من ملامح دانييل الحزينة وقد ملأت الدموع عيناه
حتى انسابت بهدوء على وجهه .. ماهذا ؟ أنا لا أحتاج شفقته !!
نظر إلي بنظرة أسفٍ شديد
ثم خرج من الغرفة بينما تحدث إلي توماس
" هذا يبرر تصرفاتك كلها .. اسمعي والدك سوف ينال
ما يستحقه بالتأكيد والظالم لا يمكن أن يُسامح على ظلمه أبدا
قولي لي .. ماذا عن خالكِ ؟ "
" لا أعلم الكثير عنه .. ولكنه حاول مساعدتها على الأقل ..
لقد رأيته فقط عندما كنتُ صغيرة لذا لا أتذكره
أرجو أن أراه فأنا اعتقد بأنه شخص لطيف - ابتسامة -مثلك "
" أنا سعيد لأنكِ فتحتي لي قلبكِ "
لم أقل شيئا .. بعد لحظات التفتُ لوالدتي التي بدا بأنها ستستيقظ
فتحت عينيها ببطئ حتى أصبحت تنظر إلي مباشرة
" ماريا ؟ "
" أمي ! .. هل انتي بخير ؟ "
" نعم "
" لماذا تقلقينني عليكِ هكذا ؟ "
ضحكت ضحكةً خفيفة فهي بالكاد تستطيع الحديث ثم قالت
" آسفة .. مالذي حصل لروبيرت ؟ "
" هل أنتِ قلقة بشأنه ؟! .. لقد .. "
لم أكمل كلامي بعد .. إذ أجابها توماس مراعيا الوضع
" لقد قالوا بأن حالته خطيرة وعلى ما يبدو بأنها لم تتحسن بعد "
" آه .. هذا ما حصل إذا .. أرجو أن يكون بخير فقد كان
باستطاعته إنقاذ نفسه ولكنه قام بحمايتي "
ماذا ؟ لقد قام بحمايتها .. أنا لا أصدق لأنه يكرهها
بالتأكيد لديه أسبابه البشعة هذا الحقير .. قلتُ بغضب شديد
" ولكنني رأيتكما وأنتما تتجادلان !! "
" لم نكن نتجادل .. لقد كان يعتذر مني... كما طلب مسامحتي
لذا غضبتُ منه "
تساءلتُ بقلق " لن تسامحيه صحيح ؟ "
" لا أستطيع حتى لو أردت "
قام توماس من مكانه وتوجه للخارج .. لأنه ربما شعر بأنه يجب أن يعطينا
حريتنا في الحديث " سأتركما الآن وأنادي الطبيب أنا في الخارج ماريا
كلميني إن اردتِ سيئا .. المعذرة سيدة إيلاريا وحمداً لله على سلامتك "
اكتفت والدتي بابتسامةٍ على وجهها .. بينما شكرتُه أنا على
وقفته معي وأخبرته بأنني لن أتردد في طلب المساعدة منه
خرج توماس وحضر بعد دقائق الطبيب ليفحص والدتي
" إنها بصحة جيدة الآن .. ولكن يجب أن تبقى تحت
العناية والفحص هنا لأسبوع على الأقل .. بعدها يمكنها الخروج "
" هذا مريح .. شكرا لك دكتور "
لقد تحدثت بعدها والدتي إلى الطبيب بخصوص والدي مما
دعاني إلى الإنزعاج وقررت الخروج قليلا لأستنشق بعض الهواء
لكني سمعتُ توماس من الخارج يتحدث مع دانييل في أمر أثار انتباهي
فوقفت ولم أخرج
" يا الهي !! هل فعلتَ شيئا كهذا حقا ؟؟!! "
" نعم .. ولكن لم أكن أعلم شيئا حينها .. "
قاطعه توماس بعتاب " لماذا ؟ هل جننت ؟ "
" لقد كنتُ غاضبا منها حقا "
" يجب عليك أن تمسك أعصابك .. بالتأكيد أنت جرحتها
بشدة .. كما أنني رأيتها تبكي وحالتها فظيعة في تلك الليلة "
" تبكي !! .. إنني نادمٌ كثيرا على ما فعلته "
" وهل سينفع الندم الآن ؟؟ أيها الـ ... أيها الأحمق
لا عجب بأنها تكرهك أكثر من أي شيء "
" أخفض صوتك توماس ! إنه مشفى "
" نعم صحيح .. ولكنك في الحقيقة خائف من أن تسمعك ماريا "
خيم الصمت فجأة .. ولكني كنتُ مندمجة وأردت سماع إجابة دانييل
لكن توماس قال فجأة " أنت تحبها صحيح ؟ "
ماذا ؟!! يحبني مستحيل .. هذا لا يعقل أبدا فهو فقط يستمتع بإيذائي
ضحكتُ في داخلي بسخرية منه ولكن ... !!
" نعم أحبها "
لم أستطع التحمل .. مالذي يقوله هذا المغفل
فتحتُ الباب ونظرتُ إليه بإزدراء لأريه متى تفاهته ومررت
من جانبه ثم ابتعدتُ عنه .. ذاهبة إلى مكان لا أريد أن أرى فيه أحدا
" ماريا !! .. انتظري "
" لن تنتظر .. إذهب والحقها إن أردت إصلاح الأمور "
" حسنا "
لقد جلستُ على أحد المقاعد في الحديقة كما أحسستُ بدانييل
الذي لحقني وجلس بجواري " ماريا .. أرجوكِ استمعي لي "
تجاهلته وتمنيت أن يعود من حيثُ أتى ولكنه أكمل حديثه
" أنا آسفٌ حقا .. إنني أدرك الآن بأن ما فعلته شيئا فضيعا
بحقكِ .. كما سمعتِ أنا أُحِبُكِ لذلك غضبتُ عندما خرجتِ
مع أوليفر ولم تأتي لمقابلتي .. أتسامحينني ماريا ؟ "
" هذا لا يبرر أفعالك دانييل .. اذهب فأنت فقط تزعجني ! "
نظر إلي بحزن شديد وكان من الواضح بأنه نادمٌ كثيرا
قال بيأس " من حقكِ أن تغضبي .. حسنا لن أزعجكِ أكثر
سأذهب الآن ولكن أتمنى أن تسامحيني .. واا "
لم يكمل حديثه لذا سألته " وماذا ؟ "
" لا شيء .. إلى اللقاء "
يمكنني الآن أن أقول بأن لديه انفصام حقا .. هذا ما دار في بالي
حتى انتبهتُ لأمر ما .. فدانييل قد ساعدني ولولاه ...
لذاقبل أن يبتعد قلت له بصوتٍ مرتفع " دانييل .. شكرا لك "
بقيتُ لبعض الوقت في مكاني غارقة في بحر أفكاري .. حتى عدتُ
لوالدتي وقد ذهبا توماس ودانييل .. وفي اليوم التالي جاءت عائلة عمي
لزيارة والدتي .. حتى ديالا التي تكون مشغولة دائما في أمورها التافهة
قد أتت .. طلبت مني السيدة مادلين أن أعود برفقة دانييل وديالا
إلى المنزل كي أرتاح بينما تبقى هي مع أمي .. لم أقبل ولكنها أصرت علي
لذلك ذهبت ....
في منزل عمي ~
ديالا تتحدث إلينا " هل حدث بينكما شيء ما ؟
لماذا تبدوان هكذا ؟ "
لم يجبها أحد لذلك خصصت كلامها لأخيها هذه المرة
" دانييل اعترف إنك تحدق بها كثيرا بينما تتحاشى هي النظر إليك "
لم يجبها دانييل فهو لم يكن مهتما بكلامها أو اصطنع عدم الاهتمام
" لم يحدث شيء .. سأذهب لأرتاح "
" آه .. وأنا سأذهب للعمل "
" إذا تتجاهلاني هااا .. سوف اكتشف أمركما حتما فأنا لدي خبراتي
هاهاهاههاهاها "
ماهذا الفضول الذي يعتري هذه السخيفة .. كم هي مزعجة !!
جلستُ في الغرفة التي اعتدتُ البقاء فيها في منزل عمي
نظرتُ لهاتفي فوجدت عدة اتصالات من سام ورسالة من أوليفر
لذلكاتصلتُ بسام وأخبرتها بما حدث
" يا الهي! وكيف حالتها الآن ؟ "
" جيدة "
" هذا مريح يجب علي زيارتها في الغد "
كانت نبرتها حزينة وأكملت بحزن أكبر
" سوف تتفاجئين بما سأخبركِ به الآن "
" ماذا ؟ "
" لقد قال ماثيو بأن عليه العودة لفرنسا وأيضا بأنه علينا ...
علينا أن نقطع علاقتنا !! .. إنني أحبه ماريا أخبريني ما عساي أفعل ؟ "
" لقد أخبرتكُ مرارا بأنه شخصٌ سيء .. لكنكِ تجاهلتني ووثقتِ به "
" أنا آسفة لأنني لم أستمع إليك .. ولكني لن احتمل فراقه "
" لا استطيع فعل شيء لكِ .. اتركيه فحسب سوف
تجدين من هو أفضل منه "
" هل تعتقدين بأنه أحبني فعلا ؟ "
يا الهي .. أظن أنها في أي لحظة ستنفجر بالبكاء .. ماذا أقول لها ؟؟
حركتُ شعري بانزعاج ثم قلت " هممم ...لا أعلم ولكن لو كان يحبكِ
لما استطاع ترككِ بسهولة "
" لا هو لم يفعل .. إنه ينتظر مني أن أنهي علاقتنا بنفسي "
" هه لكي يزيد عليكِ الألم ؟ "
" ماريا !! "
" لا تغضبي من الحقيقة سام "
" سوف أغلق الآن "
كنتُ أعلم بأنه مجرد فتى لعوب .. سيذهب الآن لفرنسا وسيواعد
فتيات أخريات هه يترك هذه ويواعد هذه .. إنه من النوع الذي
يثير اشمئزازي .... يبدو بأنني قسوتُ عليها ولكنها كانت تبحث
عن المواساة وهي لن تجدها عندي !

السنيورا لولو 30-06-14 08:35 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت الحادي عشر ~
" لا تغضبي من الحقيقة سام "
" سوف أغلق الآن "
كنتُ أعلم بأنه مجرد فتى لعوب .. سيذهب الآن لفرنسا وسيواعد
فتيات أخريات هه يترك هذه ويواعد هذه .. إنه من النوع الذي
يثير اشمئزازي .... يبدو بأنني قسوتُ عليها ولكنها كانت تبحث
عن المواساة وهي لن تجدها عندي !
خرجتُ من غرفتي لأنني أحسستُ بالعطش ولكن كالعادة
كلما أخرجُ من هذه الغرفة أقابل دانييل -.-"
- بسخرية - " ظننتك في العمل "
" لم أذهب "
" أتعلم بتُّ أكره صديقك ماثيو أكثر منك الآن ..
كيف استطاع اللعب بمشاعر سام تلك الفتاة البريئة ؟ "
" هو لم يلعب بمشاعرها لقد أحبها حقا ولكنه مضطر لإنهاء علاقته "
" لم ؟ هو فقط سيعود لفرنسا ألن يأتي إلى هنا مرة أخرى ؟
ألا يستطيع التواصل معها ؟ هه إنه مجرد شابٍ لعوب "
" لا أعلم .. اسأليه إن أردتي أن تعرفي "
" بالرغم من أنني أكره جميع الذكور ولستُ آبه لهم
إلا أنكَ أنت الوحيد الذي استطاع إزعاجي!! "
" لماذا ؟! "
أجبته بتحدٍ وسخرية " لا أعلم اسأل قلبي إن أردت أن تعرف "
صمت قليلا ولكنه تحدث بعدها بصوتٍ منخفض
" قلبك ؟! سأفعل لو كنتُ أستطيع... "
" سأذهب الآن "
" إلى أين ؟ "
قلتُ له بانزعاجٍ منه ومن صديقه التافه ماثيو الذي
لم أرتح له بتاتا " لرؤية سام فالأحرى أنها تبكي الآن "
لم أكن سأذهب إليها لأنني أريدها أن تهدأ وتفكر قليلا بأمر ماثيو
" لن تكذبي وتذهبي لرؤية أوليفر صحيح ؟ "
" هه حتى إن كنتُ سأقابل أوليفر ما شأنكُ أنت ؟ .. عن إذنك الآن "
ذهبتُ من أمامه وقد سمعته يصرخ " تبا له "
هاهاهاها إنه يكرهه كثيرا
توجهتُ للمطبخ كي أسكب لي ماءا فوجدتُ ديالا تجلس
وقد طلبت مني أن أجلس معها ففعلت لم يكن لدي شيء
أفعله .. فلنستمع لهذه التافهه قليلا
" هل تعرفين شخصا اسمه أوليفر ؟ "
" نعم "
" إنه ينتظركِ بالخارج ... "
" حقا !! "
كيف علم بأنني هنا في منزل عمي ؟ ياله من شابٍ محير
" من هو ؟ لا تقولي لي بأنه حبيبك !!.. آهااا لابد بأن هذا
هو سبب تصرفاتِ دانييل فهو بالتاكيد يحبكِ هاهاهاه "
تنهدتُ بضجر منها ووقفتُ لأذهب
" آآه كم أنتِ سخيفة مالذي جعلني أجلس وأتحدث معكِ "
" انتظري إلى أين أنتي ذاهبة ؟ "
هل هي حمقاء ؟ ألم تقل بأن أوليفر ينتظرني
تجاهلتها وخرجت فإما إنها غبية أو تدعي ذلك
عند أوليفر ~
" لا أخفي عليك بأنني تفاجأتُ بحضورك هنا "
" اممم لقد ذهبتُ قبل ساعة لمنزلك ولم أجد أحد
فتعجبتُ لإنه الوقت الذي لا تحبين الخروج فيه من المنزل أبدا
لذلك توقعتُ بأنك هنا "
" أنت دائما ما تدهشني !! "
ضحك بسعادة " هذا يسعدني "
ثم أردف قائلا " لقد جئتُ لأطلب منكِ أن
تذهبي معي في معرض القرّاء .. سوف يعجبكِ
كما أنني شاركتُ بقصة قصيرة كتبتها "
" جميل .. ومتى يكون ذلك ؟ "
" بعد 6 أيام .. لقد أرسلتُ لكِ رسالةً
ولكن يبدو بأنكِ لم تنتبهي لها "
رسالة ؟ أدخلتُ يدي في جيب بنطالي ولكني لم أجد هاتفي
" اه لم أحضره معي .. أعتذر منك لقد كنت
منشغلة فقد أصيبت والدتي "
- بتفاجؤ - " ماذا ؟!! وكيف هي الآن "
" بخير "
" هذا جيد .. لم أكن أعلم أنا آسف "
" لا بأس .. سأدخل الآن .. إلى اللقاء "
" إلى اللقاء "
عندما عدتُ للداخل وجدتُ دانييل في الصالة
جالسا أمام التلفازولكن بدا لي أنه لا يتابعه
بل مشدوه الفكر تماما وما إن رآني حتى تبدلت نظراته الهادئة
للغاضبة والمنزعجة .. مابه متقلب المزاج هذا ؟!
حسنا فالينظر لي كيفما شاء لن أهتم أصلا ....
//~
مرت الأيام سريعا وبهدوء .. ودانييل لم يحتك بي كثيرا
وما زالت ديالا تبحث عن أسباب تصرفاته الغريبة في تلك الليلة
عندما أخبرتها بأن أوليفر مجرد صديق ...
والأغرب تصرفات دانييل في هذه الأيام التي مضت
سام .. لم تتصل بي ولم أتحدث معها لا أعلم ما بها ولكني
قررتُ أن أدعها وشأنها فهي هكذا دائما ...
ووالدتي قد تحسنت حالتها كثيرا وقد تناوبنا أنا والسيدة
مادلين البقاء مع والدتي والاعتناء بها ...
وهاهو اليوم الذي سيقامفيه المعرض قد أتى
ذهبتُ لأتجهز بعدما جاءني اتصال من أوليفرأخبرني
فيه بأنه آتٍ .. أرتديتُ شيئا ثقيلا فالجو بارد وربما تثلج
من يعلم .. توجهتُ للصالة وانتظرتُ مجيء أوليفرهناك
بعد لحظات أتى إلي دانييل وقال من غير مقدمات
" لا تذهبي "
" هاه !! "
" لا تذهبي إلى أي مكان ماريا "
رفعتُ حاجبي متعجبة من قوله " ولمَ ؟ "
" من أجلي "
" هه ومن تظن نفسك ؟ "
" دانييل "
" جيد .. ولأنك دانييل فأنا لن أبقى هنا "
في هذه اللحظة جاءني اتصال من أوليفر وأخبرني
بأنه قد وصل .. هذه فرصة لأقطع حديثنا العقيمِ هذا
" عن إذنك "
في المعرض ~
عندما دخلنا انبهرتُ بجمال المكان فقد كان يغطيه
اللون الكحلي والفضي وهذه من أفضل الألوان بالنسبة لي
وكان مليئا بالكتب والقصص وكذلك بعض الرسومات
وقد حضر الكثيرون ..
" يبدو بأن هذا المعرض مشهور .. لم أسمع عنه قط "
" لأنك ربما لم تهتمي بالقراءة .. إنه يقام كل 6 أشهر "
" وأين هي قصتك "
" تعالي معي "
أخذني ليريني قصته وقد كانت جميلة حقا وتتحدث
عن التضحية من أجل من نحب .. بطل القصة كان رجل
وقد ضحى من أجل عائلته .. أثر بي هذا كثيرا لأنني تذكرتُ
والدي الحقير فهو لم يصل ولن يصل لمستوى هذا الرجل أبدا
التفتُ متفاجأة عندما سمعتُ صوت شخصٍ أعرفه جيدا
وهو يتحدث مع أحدهم ...
" دانييل !! "
لم هو هنا ؟ الرسالة .. نعم رسالة أوليفر لقد تذكرت في ذلك
اليوم تركتُ هاتفي في غرفتي ولربما فتحه وقرأها
وعلم بأنني هنا ..
تقدم نحونا ولكنه لم ينظر لي حتى بل وجه كلامه لأوليفر
وخاطبه ببرود " هل يمكننا أن نتحدث لبعض الوقت ؟ "
" بالطبع "
إن أوليفر يعلم من يكون فقد رآه مرة وأخبرته بأنه دانييل
ابن عمي
" لنتحدث في الخارج فسيكون أقلُ إزعاجا "
" لا مشكلة لدي هيا بنا "
ثم بعدها وجه كلامه لي وقال " أنتِ لا تأتي "
لذلك خرج الإثنان ولم ألحقهما .. بعد لحظات
انتابني شعورٌ سيء فنظرات
متقلب المزاج هذا لا تبشر بالخير
لذلك قررت الخروج لأرى مالذي يتحدثان عنه
وعندما رأيتهما في الخارج كان أوليفر يقول لدانييل
" لا أعتقدُ بأن هذا من شأنك .. ثم مالمشكلة
في أن تخرج مع صديقها ؟! "
" أيها الـ..... "
تم تقدم إليه ووجه له ضربة في وجهه !!
تفاجأتُ كثيرا مما فعله دانييل ..
لذا تقدمتُ نحوهما بسرعة ونظرتُ لأوليفربقلق
وقد وضع يده على فمه يتحسس مكان الضربه
حيث سال الدمُ قليلا
" هل أنت بخير ؟؟؟ "

السنيورا لولو 04-07-14 04:55 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت الثاني عشر ~

" لا أعتقدُ بأن هذا من شأنك .. ثم مالمشكلة
في أن تخرج مع صديقها ؟! "
" أيها الـ..... "
تم تقدم إليه ووجه له ضربة في وجهه !!
تفاجأتُ كثيرا مما فعله دانييل ..
لذا تقدمتُ نحوهما بسرعة ونظرتُ لأوليفربقلق
وقد وضع يده على فمه يتحسس مكان الضربه
حيث سال الدمُ قليلا
" هل أنت بخير ؟؟؟"
" لا بأس لا تقلقي "
بعدها خاطبتُ دانييل بغضب " مالذي فعلته أيها الأحمق ؟ "
ولكنه حرك شعره بإنزعاج وصرخ" اللعنة "
ثم ذهب بعدها ... ياله من جبان !
" أنا اعتذر منك .. كما أرجو بألا يكون قد أزعجك "
- مازحا - " لقد انفعل كثيرا ربما يسقط ضرسي إثر هذا الضربة "
"هههه لستَ ضعيفا لهذه الدرجة "
" معك حقا .. لا تعتذري لا بأس فقد ازعجته بكلامي "
" ومالذي كنتما تتحدثان عنه ؟ "
" لا تهتمي كثيرا بالموضوع .. أعلينا أن نذهب نحن أيضا ؟ "
" حسنا .. ولكن إصابتك ؟ "
" دعيك منها .. ما رأيك أن تدعيني هذه المرة أوصلكِ للمنزل ؟ "
" امممم هذه المرة فقط ولكن ليس لمنزل عمي بل للمشفى
فوالدتي ستخرج غدا وعلي أن أكون هناك "
" حسنا لا مشكلة لدي .. لنذهب "
عندما وصلنا خرجتُ من السيارة وودعتُه
ولكنه بدا لي غارقٌ في أفكاره .. " أوليفر ؟ "
" آه .. إلى اللقاء انتبهي لنفسك وأوصلي سلامي لوالدتك "
ثم ابتسم بعدها ونظر إلي بانتظار أن أدخل
ثم ذهب ....
في اليوم التالي .. أتت السيدة مادلين برفقة إبنها
ومنذ أن دخل وأنا أتجاهله ولم أنظر إليه البتة
وهو كذلك .. تحدثت بعدها السيدة مادلين إلي
" ماريا .. سوف يوصلكم دانييل وقد جئتُ لأنهي اجراءات والدتك "
لم أستطع الإعتراض لذا حركتُ رأسي موافقة
خرج دانييل من الغرفة لا أعلم إلى أين هو ذاهب
ولكن هذا أفضل .. مالذي جرى له في المعرض بحق السماء !!
بعده بلحظات حضرت الممرضة ولكنها تحدثت إلي
" هناك شخصٌ يريد رؤيتكِ آنستي "
" رؤيتي ؟! "
" نعم .. هيا من فضلكِ إنه مُصِّر "
" حسنا "
خرجتُ لوم يحسوا بي ..
وقد تبعتُ هذه الممرضة إلى المكان المقصود
عندما دخلتُ تلك الغرفة وقد ذهبت الممرضة
راودتني القشعريرة وتفاجأتُ من
الشخص الذي أراه أمامي .. والدي !!
ما .. ماذا يريد مني يا تري ؟
لقد وقف بصعوبة .. يبدو بإن قدمه مصابة
ولم يستطع المشي لذا تحدث من مكانه وبصعوبة
" ماريا ! .. لقد كبرتي كثيرا يا ابنتي "
لقد كنتُ غاضبة جدا مالذي يقوله هذا العجوز
فاليخرس !!
ولكنه أكمل " ماريا اقتربي أرجوكِ .. أرجوكِ "
حسنا سأقترب لنسمع ما سيقول حضرة جنابه !!
مع أن كل حواسي تخبرني بأن أنصرف من هنا ..
" أنا آسف يا ابنتي آسف جدا .. أعلم بأنكِ
لم تسامحيني ولن تفعلي ولكني أريدُ فقط أن أعتذر منكِ
عن كل شيء بدر مني .. لقد ندمتُ بحق
ندمتُ بعدد شعرات رأسي على ما فعلته بكِ وبوالدتكِ
لقد كنتُ رجلا سيئا وأسوء مما تظنين .. ولكن "
أكمل والدموع قد غطت عيناه
" أريدُ شيئا واحدا أن أرى ابنتي قبل أن أرحل
من هذه الحياة "
ماذا يريد مني !؟ هل يحبني أصلا حتى يقول
لي هذا الكلام .. إنه لا يأبه لنا بتاتا
تساءلتُ ولكن ببرودٍ شديد وكأنني لا أهتم للإجابة
" ترحل ؟ "
- بحزن - " نعم .. إن إصابتي سيئة جدا وتحتم علي أن أجري عملية
ولكن العملية احتمال نجاحها ضئيل !! ..
لذلك أردتُ رؤيتكِ .. اعتني بوالدتكِ جيدا يا ابنتي "
حسنا لأكن صريحة .. أكثر ما قد أثار غضبي
هو تكراره لكلمة يا ابنتي .. أيُ إبنة وقد
تخلى عنها منذ طفولتها !!
" قولي لإيلاريا بأنني آسف جدا جدا .. "
قاطعته بغضب شديد ..
" يكفي ! .. سوف أذهب"
التفتُ لأخرج ولكنه استوقفني
" ماريا "
بقيتُ صامتة بينما كنتِ أعطيه ظهري
واقفةً منتظرةً منه أن يكمل مالديه
" عيشي جيدا "
خرجتُ بسرعة ولم أرد عليه .. لماذا أشعر بالحزن
لماذا ؟ .. إنه شخص حقير لا يستحق .. لا يستحق
حتى هذه الدموع !! .. هل يعلم كم تألمنا بسببه ؟!
سوف أنساه فقط أو بالأصح أتناساه
ولكن..مقابلة والدي بهذا الشكل وبعد عمرٍ طويل
حرك بداخلي جميع الذكريات التعيسة والحسرة
العميقة التي تتخلني من هكذا أب !!
الدموع تأبى أن تتوقف .. وبقيتُ أبكي بصمت
حتى حملتني قدماي إلى الحديقة وبتُ أمشي
بها كأنني جسدٌ بلا روح .. أتعذبُ فقط !!
فجأة مر دانييل من أمامي .. لم أكن مهتمة به
ولكنه رآني فتقدم نحوي وبالتأكيد صُعق من منظري
" ماريا ! هل كنتِ تبكين ؟ "
ولا أي استجابة مني أردتُ فقط أن أمشي
وأذهب إلى .. إلى اللامكان !
لم تكن لدي وجهة محددة وقد كنتُ أشعر بالحزن
والكآبة الشديدن ودموعي ربما تنهال في أي لحظة !
" ماريا مالذي حصل ؟ أرجوكِ تحدثي "
توقف!! فأنا لا أريد مواساتك لا ترغمني على الكلام
ولكن سرعان ما وقعتُ بنوبةِ بكاء عالية وقد انصدم من حالتي جدا
" آآه آآه لماذا ؟ .. لماذا يعود الآن ويعتذر؟ .. لقد كنتُ أنتظره
منذ إثنا عشر سنة !! ولكن الأوان الآن قد فات .. "
بدأت بالصراخ في وجهه فجأة
" إنني أكرهه دانييل أتمنى أن يموت .. فبسببه فقدتُ
شخصيتي وأصبحتُ إنسانةً لا تحتمل .. كرهتُ جميع الذكور
والسبب هذا الحقير .. أصابني المرض منه ومن تلك العائلة !! "
دانييل اقترب مني ولكن لم أكن أنظر إليه
كنت أنظرفي الفراغ .. عيناي تتجهان نحوه ..
ولكني في الحقيقة لا أرى شيئا !!.. بعد لحظات انتبهت له
وقد اقترب مني كثيرا .. " إبتعد .. لا تقترب دانييل أرجوك "
حسنا لقد توقف ولم يتحرك أكثر..
ثم بدأت أمسح دموعي التي أبت وبشدة
أن تلتزم مكانها وألا تخرج !!
نظرتُ لأسفل أتذكر وجه والدي وأنا أفكر في شجاعته
التي استطاعت جعله يعتذربعد كل الذي فعله
وفي وقتٍ متأخرٍ جدا .. أغلقتُ قبضتي بقوة وبغضب منه
آه لو أن بيدي أن أحطم رأسه وانتقم منه !!
لم أشعر إلا بدانييل الذي قد سحبني بقوة وأخذني لحضنه
انقلب وجهي تماما .. ولكن لسبب ما لا أشعر بالسوء !!
لقد رأيتُ شيئا بسيطا من الحنية في هذا الشخص !
" لا بأس عليكِ .. لا تبكي .. دموعك غالية ماريا "
أبعدته عني بهدوء .. خائفة من أن تنتابني الفوبيا
بعد لحظات من الصمت .. ناولني منديلا بيده
فأخذته منه ومسحتُ دموعي ..
قلتُ له وأنا انظر في الجهة الأخرى " شكرا "
ابتسم لي دانييل ومسك بيدي بعد ترددٍ منه
" هيا لنعود .. فوالدتكِ تنتظر "
لم أعلق تبعته فقط .. لم يخطر في بالي
يوما بأن دانييل سيراني بهذه الحال المشفقة !!
ولم أرد أن يراني هكذا أي أحد .. في طريقنا
مررنا بجوار دورات المياه فغسلتُ وجهي جيدا
حتى لا تراني أمي هكذا وتقلق ..
وصلنا إليهم ولقد رأيناهم مستعدين وينتظرون دانييل
خاطبته السيدة مادلين بعتاب " أين كنت ؟ لقد تأخرت "
" آسف .. هيا بنا "
لقد سبقاننا إلى الخارج بينما اتجهتُ أنا مع دانييل
الذي ذهب ليحضر الحقائب .. كانت هناك حقيبتان
طلبتُ منه أن أحمل واحدة ولكنه رفض .. هذا أفضلXD
عندما كنا أمام المخرج تفاجأتُ برؤية تلك الفتاة
التي أعرفها جيدا ولكن لم أرها لأكثر من أسبوع ..
" سام !! "
جاء صوته من خلفها - بابتسامة - " وماثيو أيضا "

السنيورا لولو 09-07-14 07:02 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
البارت الثالث عشر " الأخير "
:
:

عندما كنا أمام المخرج تفاجأتُ برؤية تلك الفتاة
التي أعرفها جيدا ولكن لم أرها لأكثر من أسبوع ..
" سام !!"
جاء صوته من خلفها - بابتسامة - " وماثيو أيضا "
" أنت! .. ألم تسافر بعد ؟! "
أجابني وهو ينظر لسام بسعادة
" كلا .. غيرتُ رأيي فأنا لا أستطيع مفارقة روحي أبدا "
- بخجل - " أنت تحرجني ماثيو "
يا الهي كم أشعر بالتقيؤ من تصرفاتِ هذين الإثنين
" هه يالكما من تافهان .. افعلا ما تشاءان "
" لقد أخبرتكِ بأنه شابٌ رائع "
" حسنا حسنا لا تزعجيني ولكن خذي حذرك منه فقط "
" مازلتِ عدوانية اتجاهي ؟ "
" وسأظل كذلك .. أنت دانييل هيا لنذهب "
نظر إلي بخبث ثم ابتسم
" وااو ماذا تريدين مني ؟ .. أن أمشي بجوارك ؟هاهاها"
" هااه !! .. كلا لا تفعل "
ياله من سخيف يريد إحراجي ؟!
إنه مجرد أحمق يحب ولكنه فظيع جدا في حبه هاهاهاا
أخبرتُ سام بإن والدتي قد تعافت ونحن في طريقنا
للمنزل - بما انهما قد جاءا لرؤيتها -
فأتت معنا هي وماثيو لرؤيتها ..
تحدثت معها قليلا ثم استأذنت مننا لتذهب في موعدها
مع النرجسي هذا !
وبعدها ذهبنا نحن إلى المنزل وعندما وصلنا ساعد دانييل
والدتي في النزول من السيارة
" آه شكرا لك بني فقد أتعبت نفسك كثيرا معنا "
" لا بأس خالتي .. "
طلبت والدتي من السيدة مادلين أن تبقى قليلا لشرب الشاي
لكن السيدة مادلين لم ترد إزعاجنا فرفضت ذلك ...
بعدها أخذتُ حقيبة والدتي من السيارة ولكن دانييل أتى إلي
وحملها عني " ماذا تفعل ؟ "
" إنها ثقيلة عليكِ "
قال هذه الجملة التافهة ثم اتجه للمنزل ليضعها
هل يراني طفلة حتى لا أستطيع حمل حقيبةٍ خفيفة كهذه !!
خطر في بالي ما جرى بالأمس فجأة فقررتُ سؤال دانييل
عن السبب وعندما أتى قلتُ له بجدية
" دانييل .. أنا لم أنسى ما حدث بالأمس "
رفع حاجبه متسائلا " وماذا تريدين ؟ "
هه ماذا أريد ؟ تبا له من شخص إنه يزعجني فعلا !!
تنهدتُ بعمق بعدها قلت بانفعال
" إنني انتظر تبريرا .. فأفعالك غير معقولة أبدا !! "
" ما حدث بيني وبين ذلك الأوليفر لا يعنيكِ بشيء ماريا
أرجوك لا تسألي عنه مرة أخرى "
رأيتُ بإنه قد انزعج كثيرا مني ما به ؟ هو المخطئ إنه حقا غريب !
هناك أمورا يجب أن تتضح ولكن لا أعتقد بأنه سيخبرني يوما
بما حدث .. فمن نظراته فقط استنتجتُ ذلك
" حسنا .. ولكن أرجو ألا تتكرر .. وليكن في علمك
أوليفر أعتبره صديق .. مجرد صديقٍ عزيز ليس شيئا أكبر من ذلك "
" ماذا عني ؟ "
" امممم لنرى .. أنتَ مثلُ الأطفال .. لطيفين
ولكنهم مزعجين غالبا ;p"
بعدها غيرتُ الموضوع سريعا ونظرتُ له بمكر
" هه أنت وقح أتعلم؟"
" هاه !! "
" والدتك تنتظر هيا اذهب "
ذهب وتعابير وجهه مضحكة جدا فهو لم يستوعب شيئا
حسنا إني أرد له ما فعله في ذلك اليوم ..
مضى اليوم بسلام .. ووالدتي تستريح في غرفتها
بينما جلستُ في الصالة أقلب في القنوات
ولم أجد أي شيء يستحق المتابعة .. لذلك توجهتُ
لغرفتي لأنام ولكنني لم أستطع النوم سريعا
فقد بقيتُ أفكر بوالدي وما فعله .. نزلت دمعة قهر
من عيني " كم هذا رخيص "
بعدها بلحظات غطيتُ في نومٍ عميق ...
في الصباح الباكر .. الساعة الثامنة تقريبا
استيقظتُ بإنزعاج من كابوسٍ ما فذهبتُ للمطبخ وحضرتُ
لي كوب قهوة ثم اتجهتُ للنافذة لأتمل في المكان
يبدو الجو جميل ولكن بالتأكيد شديد البرودة
لذا أخذتُ وشاحي معي وخرجت
شعرتُ بالجو اللطيف ولكنه بدا لي لحظات يحمل الكآبة !!
وبدأت أتذكر بعض المواقف التي حصلت لي مع دانييل
وخاصة ذلك اليوم الذي ابكاني فيه .. كم كرهته في تلك اللحظات
" أتعلمين لمَ أتصرف معك هكذا ؟ .. أنتِ تقرفينني ومنذ رأيتك
مع ذلك الأوليفر لم أعد أطيق النظر لوجهك "
هه إن غيرته مخيفة !!
" لا بأس عليكِ .. لا تبكي .. دموعك غالية ماريا "
ابتسمتُ لا تقائيا عندما تذكرتُ فجأة ذلك الموقف
حركتُ رأسي أنفض هذه الذكريات التافهة .. ثم قررت العودة
للداخل فقد بدأت أشعر بالهواء الذي يلفح وجهي
وقبل أن أعود رأيتُ رجلا بالجوار بدا لي في آخر الثلاثينات
وبما إنه يلتفت هنا وهناك فبالتأكيد يبحث عن شيئ ما
لم أهتم كثيرا والتفتُ لأدخل ولكن هذا الرجل جاء إلي
نظرت له بتعجب .. ماذا يريد فقد أطال النظر فوجهي
" هلا أخبرتني ما اسمكِ يا آنسة "
حسنا لم أجبه بدا لي مريبا وقد قررت حقا أن أدخل
واتجاهله ولكنه صدمني عندما قال
" مـ ماريا ؟ "
نظرتُ له بتعجب شديد فأنا لم أقابل
هذا الشخص من قبل أبدا
" من أنت ؟!! "
ولكنه فجأة ابتسم بسعادة
" إذا انتِ ماريا !! أنا شقيق إيلاريا .. هي والدتك صحيح "
بعدها أمسك كتفي وابتسم وكان ينتظر مني إجابته بفارغ الصبر
" أخبريني .. أنتِ إبنتها أليس كذلك؟ "
أجبته بينما مازلتُ في صدمةٍ منه " نعم ! "
ثم ابتسمتُ له بتوتر عندما رأيتُ مدى سعادته
يبدو بأنه قد كان يبحث عنا
" تـ تفضل للداخل "
ولكنه تجاهل ما قلته وأخذني لحظنه مما جعلني أنزعج كثيرا
" ماريا لا أصدق لقد كبرتي كثيرا وأصبحتي آنسة جميلة "
أبعدته عني بلطف حتى لا يتضايق مني .. وباحترام كررت ما قلته
" تفضل للداخل الجو بارد "
" أوه حسنا "
دخلنا وعندما وصلنا لحجرة والدتي وجدتها مستيقظة
وقد تفاجأتْ كثيرا برؤية شقيقها بدا لي بأنها لم
تصدق عيناها لوهلة
" يا الهي جوزيف !! "
تساقطت الدموع من عيناه حالما سمع صوت والدتي
وذهب إليها وعانقها بسعادة ثم قال بحزنٍ شديد
" إيلاريا أنا آسف آسف ولكني بحثُ عنكما طويلا حقا "
" لا تعتذر أخي .. كم أنا سعيدة برؤيتك بعد هذه السنوات ! "
ثم أكملت بحيرة منها " كيف استطعت معرفة عنوان المنزل ؟ "
" لقد قابلتُ روبيرت في المشفى صدفة .. وقد أخبرني عنكما
وقال لي بأن اسأل أخيه فيتاس .. هل سامحتيه ؟ "
" روبيرت ؟ كلا لا يستحق أن اسامحه أبدا "
" آه لقد أرحتني .. ماريا يا عزيزتي تعالي هنا أريد
أن أمعن النظر في وجه إبنة اختي الجميلة "
بعدما قاله تقدمتُ لأجلس بجواره بعدها مسك يدي
وبدأ يتحدث لي بلطف بينما ينظر لعيناي ..
" لقد أشتقتُ إليكِ كثيرا .. كيف حالك ؟ "
" بخير "
... تحدث كثيرا وعن أمور عديدة وقد كنتُ سعيدة حقا
بقدومه .. للحظة أحسستُ أنه بمثابة والدٍ لي
فقد كان عفوي جدا وغير متكلف وحديثه جميل
لقد أمضينا يوما جميلا بوجوده معنا
لقد اقترح علينا أن ننتقل للعيش معه فمنزله كبير
وقد أصبح وحيدا بعد ذهاب والدتي فجدي
وجدتي قد توفيا منذ زمن .. قبلت أمي اقتراحه بكل سعادة
ولم أنزعج أبدا لهذا الأمر .. فأنا أحسستُ بأنني معتادة على
هذا الشخص ولن أشعر بالغربة معه .. وكما أخبرتني
والدتي من قبل بأنه يحبني كثيرا رغم أنني إبنه
أكثر شخصٍ يكرهه !
بعد مرور ثلاثةِ أيام .. لم يحدث فيها أي شيء خاص
غير أننا بدأنا في ترتيب المنزل ونقل أغراضنا لبيت خالي
كانت أياما عادية تتصل علي سام أحيانا وأحيانا
أقابلها وتكون برفقة ذلك الماثيو لا يملان من بعضهما أبدا -.-"
أما أوليفر فقد ذهب لزيارة جدته في أحد القرى لذلك لم أره
في هذه الفترة .. وحالة والدتي الصحيةقد تحسنت
كثيرا واليوم اتصلت السيدة مادلين بها
وأخبرتها بأنهم سيأتون لزيارتنا جميعهم ..
تنهدتُ بعمق .. يبدو بأنه سيكون يوما حافلا
دانييل وديالا .. حينما يجتمعان يسببان لي صداعا شديدا !
أما والدي فقد نجحت عمليته ولأن والدتي طلبت منه عدم مقابلتنا لم يفعل
وقد سافر لكندا ..
حسنا ها قد أتوا فعلا ععمي وعائلته .. ذهبتُ لأرحب بهم
بينما كانت والدتي في المطبخ .. خالي لم يحضر
اليوم كان لديه عملٌ ما
" مرحبا "
" أهلا بكم "
تحدث معي عمي " أهلا ماريا .. كيف حالكِ يا صغيرتي ؟ "
" بخير .. تفضلوا "
ودخل الجميع وجلسوا في الصالة
ثم بعدها بلحظات أتت والدتي ورحبت بهم بسرور
ثم جلست معهم تتبادل أطراف الحديث
لقد كنتُ جالسةً معهم ولكني لم أعرهم أي اهتمام
فقد كنتُ غارقة في أفكاري كالعادة .. ولكن
بدأت ديالا تستخف دمها كما تفعل دائما
" اممم لا أدري لمَ كان دانييل متحمس جدا قبل أن نأتي "
فتح دانييل عيناه متفاجئا " من.. من الذي كان متحمسا ؟! "
ضحكتُ في داخلي منه .. ههه ياله من أحمق XD
" أنت تحب ماريا صحيح ؟ هاهاهاها "
" أخفضي صوتك أيتها الحمقاء سوف يسمعونكِ الآخرين "
" حسنا حسنا .. إذا أنت تحبها هاهاهاها "
قبل أن يجيبها دانييل .. وقفتُ منزعجة منها وقلتُ
لها قبل أن اتجه للمطبخ " ألا تكفين عن الضحك ؟! "
بعدها انصرفتُ من أمامهماقبل أجن حقا منهما
في المطبخ ~
كنتُ جالسة على أحد الكراسي أقلب الرسائل
في هاتفي بضجر .. ولكن دانييل أتى فجأة ووقف أمامي
مما أفزعني وقد كدتُ أن أسقط !!
نظرتُ إليه بغضب " أنت ! "
- بابتسامة - " ماذا ؟ "
" مالذي أحضرك إلى هنا ؟ "
أجابني وهو يمزح " ماذا ؟ هل ستطرديني يا عديمة الذوق والإحساس "
" نعم إنني متبلدة الإحساس .. هيا أخرج فأنت تزعجني "
" لا تفطري قلبي الرقيق ماريا "
" هاهاها مضحك -.-! "
فجأة تغيرت ملامح وجهه للجدية وقد كان يحاول إخفاء
قلقه من طرحه هذا السؤال " هل قابلتي أوليفر ؟ "
" وما شأنك ؟ "
" هه هل ستقولين لي هذه الكلمة دائما "
" ربما "
قال بعد تفكير للحظات وبإبتسامة " إذا سوف أجعلُ لي شأنا "
رفعتُ حاجبي بتعجب " ماذا ستفعل؟! "
- بحماس - " انتظري وسترين "
ثم أمسك بيدي فجأة وسحبني إلى الصالة
ليتحدث مع والده ووالدتي .. يا الهي هل يريد
أن يفعل ذلك حقا !!
//~
تتساءلون مالذي حدث .. سوف أخبركم لا تقلقوا
لقد تقدم لخطبتي وقد أخذتُ وقتي للتفكير في ذلك
بضعة أيام وفي النهاية وافقت ...صحيح بأنني كرهته
ولكن أشعر بأنني بدأتُ أهتم لأمره كما أن عمي
والسيدة مادلين وحتى والدتي فرحوا كثيرا لهذا الأمر
لذلك لم أرد كسر فرحتهم ما دمتُ لن أخسر شيئا
على أي حال .. لقد أقمنا حفل خطوبةٍ بسيط
حضر فيها خالي وكذلك توماس وزوجته وطفلتاه
وأيضا سام وماثيو وحتى أوليفر !
بعد أسبوع وفي أول يومٍ لنا في منزل خالي جوزيف
كنا قد انتهينا من ترتيب أغراضنا أخيرا ثم جلسنا
لنرتاح وذهبت والدتي لتعد لنا بعض الشاي
تحدث معي خالي بحماسة
" أراكِ تنظرين لي بإعجاب هاهاها أبدو وسيما صحيح ؟ "
" لم أنظر لك هكذا أبدا !! ولكنك حقا وسيم ^_^ "
" رأيتي .. كما أنني أبدو شابا أليس كذلك.. فلقد أتممتُ الثلاثين فعلا "
مازحته قائلة " أوه حقا اعتقدتُ بأنك قد
بلغت ربما خمسا وأربعين سنة ! "
" ماذا ماذا ؟ هل تريدين أن تموتي ؟ "
" ههههههههههههههههههههه إنني أمزح معك لا تغضب "
" هه كم أنتِ سخيفة XD.. تعالي لحظة
لقد أخبرتني مرة عن دانييل والذي حدث في تلك
الليلة .. في حفلة اممم ديالا ؟ هكذا كان اسمها ؟ "
أردف بعدها " لا يهم .. إنني متعجبٌ
منه لقد تقدم لكِ بعد كل شيء فعله بكِ "
" إنه شابٌ غريب "
ضحك ثم قال بخبث
"هه أنتِ الأغرب .. هيا أخبريني كيف أحببته ؟ "
" لا أعلم "
كان سيقول شيئا ولكنه توقف حينما سمع هاتفي يرن
" إنه دانييل "
" اممم .. تجاهليه فنحنُ نتحدث في موضوعٍ مهمٍ الآن "
" هه هل علي أن أقفل في وجهه إذا ؟ "
نظر لي بتحدٍ " وااو .. أتستطيعين ؟ "
حسنا إنه يتحداني إذا .. يبدو بأنه لم يعرفني جيدا
أغلقتُ الخط أمامه وقلت بانتصار " ارأيت هاهاهاهاها "
( من جهة دانييل )
- بغضب - " كيف تجرأتْ على تجاهلي !!
أخذ يحرك رأسه بإنزعاج ثم بعدها ابتسم وقال
" سوف تندمين ماريا "
النهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاية

السنيورا لولو 09-07-14 07:06 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال ؟ ان شاءالله تكونوا بأحسن صحة وعافية
الحمدلله وأخيرا انهيت روايتي
ولكن حبيت أخبركم عن شغلة اللي هي
حيكون فيه بارت خاص بس مختلف شوي
لذلك لي عودة هنا قريبا بإذن الله
انتظروني ..
دمتم بود ~

السنيورا لولو 04-08-14 02:49 PM

رد: أعيش متبلدة الإحساس
 
" البارت الخاص "

بس قبل ما تقرأوا
حابة اقولكم إن هالبارت خاص يعني أحداث زايدة للرواية
ما كتبتها معاها أصلا كتبتها بعد فترة من إنهائي للرواية
بس اللي حاب يعتبرها تكملة ليها بكيفه :smile:
وشكرا لكل من قرأ روايتي 333>
:
:
بسم الله نبدأ ~
.....

في أحد الأيام الهادئة بداخل ذلك المنزل الدافئ
تجلس تلك السيدة وبيدها كتاب قديم منذ سنوات وهي تحتفظ به
وكانت تقرأه بسعادة والذكريات تتراقص في داخلها
سواء كانت حزينة أم سعيدة أم مجرد لحظات عابرة ..
هذه مذكراتها التي بدأت في كتابتها منذ 10 سنوات تقريبا ..
وترجو بأن يتمكن الجميع من قراءتها في أقرب فرصة
أبنائها وأصدقائها وأحبائها وكذلك كل من يهتم بالقراءة .. لقد كانت الفتاة
التي تعيش متبلدة الإحساس !!
وهي الآن امرأة قد أصبحت أماً لتوأمين قد اسمتهما تالا ولانا فهي دائما
ما تتذكر ذلك الإنسان الرائع والعزيز جدا على قلبها " توماس "
شخصٌ يستحق الاحترام بحق !
أما والدها لم تستطع مسامحته أبدا .. في الحقيقة هي لم تره مرة أخرى
وهذا ما تراه جيد جدا بالنسبة لها وكذلك بالنسبة لوالدتها التي أخذت بنسيان
كل شيء منه وقررت أن تبدأ حياة جديدة من غيرابنتها !!
ولكن ماريا تزورها من الحين للآخر ودائما تتصل بها وتخبرها عن يومها وقد
أصبحت هذه عادة لا تستطيع التخلي عنها فهي متعلقة كثيرا بوالدتها
وخالها جوزيف الذي لم يتزوج للأسف وبقي برفقة شقيقته التي كبرت بالسن قليلا
وقد منعها من العمل وأخبرها بأنه قد حان وقت راحتها فقد كدّت وتعبت كثيرا
من أجل توفير حياة هانئة لها ولابنتها في الماضي !!
لنتحدث عن الآخرين عن ديالا مثلا .. لقد أصبحت مصممة أزياء مشهورة
وهذا ما أبهر ماريا حقا لكنها ما زالت سخيفة كما عهدتها
كما أنها تعيش في فرنسا لوحدها ولكنها سعيدة هكذا..
أما عصفورا الحب ماثيو وسام فقد تزوجا قبل ماريا ولكنهما أنجبا طفلا واحدا فقط
وهو أكبر من تالا ولانا بخمس سنوات تقريبا أسمياه آرثر وهما أيضا يعيشان
في فرنسا !!
دانييل .. إنه الشخص الذي باتت تعشقه كما أنه تغير للأفضل وقد أصبح أعقل من ذي قبل
يهتم بزوجته اوبنتاه ويحبهم كثيرا
بالمناسبة هاهي ماريا تسمع صوت باب المنزل قد فتح .. يبدو بأنه قد عاد من العمل ..
أغلقت الكتاب وأعادته لصندوقه ثم وضعته في الخزانة وذهبت لتستقبله
" مرحبا بعودتك "
رسم ابتسامة لطيفة على وجهه ولم يقل شيئا
لا يبدو بأنه على مايرام .. يا ترى ما خطبه ؟!
" مابك دانييل .. هل أنت بخير ؟ "
" لا شيء .. أين الطفلتين ؟ "
" إنهما نائمتين "
" آه سوف اذهب للنوم أنا أيضا "
" ولكن .. أنت لم تأكل بعد ! "
" لا بأس "
نظرتْ إليه بحيرة وهو ذاهب .. إذا فكرنا بالأمر فهم بالتأكيد متعب
بسبب عمله الذي يواجه فيه بعض المشاكل حاليا .. هي ترجو أن تتحسن الأوضاع
سريعا فقد أخذ منه التعب مأخذه
عادت للغرفة بعد لحظات فلا يوجد ما تفعله ولكن دانييل لم ينم بعد !!
" لمَ لست نائماً ؟ "
أجبها بهدوء وعليه نظرات غريبة
" لم أستطع "
بعد صمت دام لثواني أردف " ماريا .. لقد توفي والدك ليلة البارحة "
" مـ ماذا ؟! "
نعم لقد صدمها بجملته هذه .. لم تسمع أخبارا عنه منذ فترة
واعتقدت بأنه على ما يرام ولا يوجد ما يهمها أصلا ..
" ولكن .. من أخبرك ؟ "
" أبي .. كما أنه قد ترك رسالة لك قبل أن يموت فقد جعله المرض طريح
الفراش لذلك يبدو بأنه أحس بأن أجله قد حان فقرر كتابة هذه الرسالة "
" أين هي ؟ "
" إنها في جيب سترتي "
تحركت قليلا للوراء حتى تحضر الرسالة من سترته .. لم تكن تريد قراءتها
ولكن الفضول قد اعتراها لذلك فتحتها وأخذت تقرأها بينما دانييل ينظر إليها
وكأنه يترقب ردة فعلها .. ما إن وصلت لمنتصف الرسالة حتى بدأت دموعها بالانهمار
فقد أثرت فيها كثيرا وهذا مالم تتوقعه
دانييل ما زال ينظر إليها بهدوء ولم يقل شيئا .. وعندما انتهت من القراءة أصبحت
في حالة غريبة من البكاء والضحك .. لقد كانت رسالة سعيدة
وفي نفس الوقت حزينة جدا
" لمَ تفعل هذا بي أبي ؟ " .. هذا ما رددته بين شهقاتها
قررت الاحتفاظ بها مع كتاب مذكراتها .. ثم نظرت لدانييل بحزن وقالت له
" يبدو بأنك قد قرأتها "
" نعم وأنا اعتذر منكِ "
" لا بأس .. شكرا لك دانييل لأنك بجانبي فأنا لم أكن لأصبح ماريا التي تراها الآن "
تجمعت العيون في عينيها مرة أخى حتى وضعت يديها على وجهها خجلة من نفسها
ما إن رآها دانييل هكذا حتى أتى إليها وأخذها بين أحضانه
" لا تبكي ماريا أرجوكِ "
كعادته لا يحب رؤيتها تبكي بتاتا فهو سيضعف أيضا بينما عليه أن يكون
السند لها ويخفف من ألمها الذي عاشته وطال معها كثيرا
//~
لنعد قليلا للوراء .. ليس دقائق ولا ساعات ولا حتى أياما بل سنين طويلة
في ليلة ما قبل حفل خطوبة ماريا
كانت تتمشى مع أوليفر في أحد المتنزهات كما يحب دائما
" إذا سوف يكون الحفل غدا ؟ "
" نعم وأنت مدعوٌ للحضور بالتأكيد "
" يشرفني ذلك "
نظرت إليه عندما أحست بأنه يريد أن يقول شيئا ولكنه لم يفعل بل غير
الموضوع فجأة " هل تذكرين معرض القرّاء "
" نعم "
" لقد قاموا بإهدائي رحلة خاصة لزيارة 3 أماكن حول العالم من اختياري "
" واااو حقا ؟! هذا راائع "
بعد هذه الجملة خيم الصمت بينهما .. أوليفر لم يرد عليها فقط ابتسمت
فهو لم يكن متحمسا لهذا الحديث أصلا ولكنه لم يعلم ماذا يقول غيره !
كلا ليس هذا ما كان يريده.. كانت هناك كلمات ستخرج منه وتفجر المكان
ولكنه قرر السكوت .. هذا ما فكرت به ماريا فقالت له بِأسى شديد
" أنا آسفة أوليفر .... "
" على ماذا ؟!! "
- بتوتر- " آسفة .. اا إن كنت تحبني "
بلعت ريقها وأغمضت عينيها بهدوء كما أرادت أن تسمع ردا مريحا
ولكنه ضحك بمرح ووضع يده على رأسها ثم حرك شعرها بخفة
مما جعلها تفتح عينيها وتنظر إليه بتعجب
" لا عليكِ .. أنا متأكدٌ بأن دانييل يحبك كثيرا وسوف يعتني بكِ جيدا "
حينما قال هذا كان يتذكر ذلك اليوم عنما تجادل معه دانييل بعنف xD
" اذهبي الآن ماريا .. فعليكِ الاستعداد للحفل وسوف أكون أول الحاضرين "
" آه حسنا "
ثم أردفت بسعادة قبل أن تذهب
" أنت شخصٌ رائع بحق أوليفر .. شكرا لك لأنك كنت صديقي .. إلى اللقاء "
التفتت للخلف لتذهب بينما تفكر في هذا الإنسان الذي دخل قلبها سريعا
وتحترمه كثيرا رغم كرهها لأغلب الذكور ..
سمعتْ أوليفر يتحدث إليها بصوتٍ عالٍ
" مارياا .. أستطيع أن ابقى كذلك صحيح ؟ "
ضحكتْ بسعادة من تعليقه ثم صرختْ
" Of course, my best friend"


الساعة الآن 02:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية