منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   (رواية) رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ (https://www.liilas.com/vb3/t189647.html)

19_soma_ 04-09-13 06:53 PM

رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
.........................

"احتياجاتي الخاصة"

بقلم : سومآ
..............................

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما نبدأ بقراءة رواية ما ، دائما ما نُفكر بـ الغنى ، الفقر , المال ، الشهرة ، الحقد ، الحسد ، الطمع ، الجشع والاهم من ذلك الحب والعشق والغرام ، الكراهية والبغض والى غيرها من تلك المشاعر والأحاسيس و بين القوسين
''الحالة الاجتماعية والمستوى المعيشي"

غني يُحب فقيرة ، يتحدى عائلته بأكملها ليكون في نهاية الرواية زوجا لها

إخوان دُنيا ، احدهما طعن الأخر في ظهره ، فتكون نهايته بأن يُطعن هو ويُعاقب ع جريمته ، وتكون الضحية تلك 'الفتاة'

أب طّماع يُجبر ابنته ع الزواج من أجل المال ، فتحدث في بداية الأمر كراهية بين الزوجين ، ومن ثم تتحول إلى عشقٍ سرمدي

صديقة تحسد صديقتها ع زوجٍ مُتكامل في نظرها ، ومن ثم تفسد فتنه بينهما ، ليحدث أمر الطلاق ، وغالبا ما تعود المياه لمجاريها ، وتلك الصديقة تُجازى بنهاية سيئة ، إما مرض ، أو موت أو إلى غير ذلك ...


ولكن هل فكّرتم يوماً بـ الصحة والإعاقة ؟؟؟!!
هل مرّ بذهنكم فئة أخرى من المجتمع , هل قرأتم عن ذوي الاحتياجات الخاصة....؟؟؟!!! وعن حياتهم ...؟!

إن كنتم لم تقرؤوا عن حادثه كـ تلك ، فأصغوا إلي ،، لـ "احتياجاتي الخاصة"

19_soma_ 04-09-13 06:56 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
بداية

تُريد أن تكتب جمله فتعجز عن إتمام كلمه ! تخونها الأحرف تبعثرها المشاعر ، تضيع لغتها ، تفقد السيطرة ع نفسها ، ها هي ابنتي "احتياجاتي الخاصة " وها هي بداياتي ..

لا اُتقن المقدمات المنّمقة ولا الكلمات المسطّرة ، اُريدكم أن تعيشوا معي بساطة الحياة وعفوية أحفادها ، فهاهي ابنتي الجديدة "احتياجاتي الخاصة" ، أشتاقها ، نعم أشتاقها !! لا تعجبون من ذلك ،،، فمنذُ أن بدأت اقرأ اشتقتُ لها ، لقد كانت مختبئة في ظلمات ثلاث ، ففي حرف الألف وجدتُ لذة الحياة وجدت الجرأة في داخلي عندما بدأت اكتب "احتياجاتي الخاصة" , حسست بالفرح والاضطراب معاً ، فإبنتي خجلى نعم هي خجلى ...

هل لي بأن انعتها بالغرور ؟! لقد طال انتظاري ، أريدها نعم أريدها فمنذُ أن تعّلم لساني القراءة أراد الكتابة ، فدوماً ما ترتبط في أذهانُنا القراءة والكتابة معاً ، كثيراً ما نقرأ وربما بعضنا يعشق القراءة ، لماذا تُرفقون بينهما ، أليسا بأخوة ؟! لماذا نعشق القراءة ولا نجرأ ع كتابة حرف واحد ، اعني بذلك جُرأتُنا لكتابة حياة تخلد في ذكرانا ، اعني بذلك توثيق ما يمر عبر الزمن ، اعني بذلك بدايتك لكتابة رواية ، أعني بذلك كتابتي لـ "احتياجاتي الخاصة"

أأخبركم ب سر ؟ أنا بنفسي لا اعلم به !
إني لا اعلم كيف تجرأت ع هذه الأحرف البعيدة المدى عني ، وأخذتني العزة بالنفس أو دعني أكن صريحة ، أخذتني الغيرة من هذه وتلك ، لما هم يعدلون في محبتهم لأخوة , محبتهم للقراءة والكتابة معاً ..؟ وأنا بعيدة كل البعد عن العدل بينهما !
لما لما لم تأتي ؟!

لكنها رأفت ل حالي ، يا لها من نعمه ، فهي ما طال انتظاري لها

"احتياجاتي الخاصة"


..................

19_soma_ 04-09-13 06:57 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
احتياجاتي الخاصة -الأولى-

.....................
***لا تنسوا فرائضكم جميلاتي ***
...................

'صدق الله العظيم' أغلقت مصحفها الصغير الذي لا تفتأ عن تركه يوماً واحد حتى تكمل وردها اليومي ، ذهبت لمطبخها ، يُقال مطبخ بالاسم فقط
أعدت فطور لتوأميها ، فبدونهما قد تنتحر ! من لها في الحياة ؟ أب وأم توفيا أنجباها عن كِبر بَعد ، ما ذنبها أن تكون وحيدتهما ، وما ذنبها بأن يترُكا لها الحياة في سنها المبكر , وما ذنبها في أن تُجبر بالزواج من ابن عمها كعادات وتقاليد أجداد مدينتها ، لماذا ؟ ليكون لها ستر وغطاء كما يقولون ، بل يجب أن يكون العالم بأكمله ستر وغطاء عن هذا المجنون ، لم تُجبر فتاة بالسادسة عشر من عمرها بزواجٍ تقليدي اقرب ما يُقال عنه إجباري بابن عمها ! لم لا يعلمون أنها تقوى صعوبات الحياة فهي بعشرة رجال كما كان يقول لها أبواها دائماً ، وهاهي فعلاً حققت ما يقولونه ، فهي تعيش مع توأميها في غرفتين والمطبخ الذي يتكون من مجلى وفرن وُضعا في "سيبٍ" صغير بين الغرفتين وثلاجة صغيره تختبئ في غرفة نومهم ...
..................................

أعمى ! هه ، هذا آخر ما توقعته ، أنا !! معجب بن بندر أعمى !! معجب ؟ مجرد سماع الفتيات الساذجات باسمي لسمعت شهقاتهن آخر الحي ، معجب ما ينادونه بـ 'المعّضل' ويتبعونها بإغمائه ، معجب الرياضي المشهور ! معجب المدّرب العالي الصيت في المدينة بأكملها !! أعمى !! بسبب ماذا ؟! حادث بسيط أثناء التدريب !
يبدو أني سأخبر ابن عمي عن هذا الطبيب ، لابد أن يبحث ويستقصي بأوراق قديمة ذات غبره له ، فهو بالتأكيد مزّور ، نعم مزّور ، يجب أن يعيش طعم القهر , يجب أن يُجرب الغربة والترحيل عن بلده ، لابد انه حاقد يريد الفساد بالأرض ، ولكن هيهات هيهات ، سيبات في وطنه الليلة وسيُغّرب باكراَ في ارض ليست أرضه ,, وسيرى ..

.............................

لدي أخوات ثلاث ، أحبهم أكثر من روحي ، أخاف عليهم ، لا اُريد أن يتقلصوا أكثر من ذلك ، فلقد ارتفعت واحدة منهن إلى السماء لتكون شفيعه لنا بإذن الله ، جميعهم مُصابون ، يُدعون بـ 'المنغوليات' ، أمر وراثي ، فأمي حكت لي ، بأن لديها أخوات كذلك ، وان أخواتها جذبوا أخواتي ،،
وضع أبي لهم نصف منزلنا فهم يعيشون لوحدهم ، لا يخرجون لنا إلا ساعة من نهار، بعد أخذهم لقرص مهدئ , لأنهم لو جلسوا أكثر سيتضررون أكثر مما نتضرر
بين كل واحدة منهن ، حاجز زجاجي ، ولديهم من الألعاب مالا تُعد ولا تُحصى ، من يراها يظن أنها لطفلة لا تتجاوز العشر سنوات ، ولكن عمرهم تجاوز العشر إلى ربع قرن !
بقي لنا اثنتان ! سأتمسك بهما حتى الموت ، أريد أن يأخذا عقلي ويعيشا به ، فأنا بلا فائدة ، عقل وكُرسي فقط !

..............................

أؤمن بأن الذكاء أساسه الجنون .. جازيه كما يُناديني جدي .. فتاة بعقل يزن بلد .. صبيان الحارة يقولون بأني "جني ع هيأت إنسان ! "
أكملت ُ الثانوية وبعدها عشتُ في فراغ , أكاد اُصاحب خادمة جارتنا , انقلب حالي حينما اخبرني جدي بأن سياسي تقدم لخطبتي !
جن جنوني , فأنا اكره ان اكون علاقات جديده , اكره الناس فرداً فرداً عدا جدي .. اخاف ُ الفقد .. جدي في حياتي يكفيني لا اُريد ان اتعلق بأشخاص , واجن صدقاً بعد فقدهم .. وبدلا من ان يقولون لي ابنة المجنونه ,, سأختصر عليهم الطريق بالمجنونة !
........................

تمسح ع شعرها القصير لعله ينعم ، هل سيصبح شعرها ناعماً مثل أخيها ؟! أنا أريدها أجمل الجميلات ، أريدها بجمال يوسف ، إذا قيل لي يوماً انه سينعم حينما تمسحي بيديك عليه يومياً سأفعل ذلك عمري كله ، نعم ! فأنا أم ، أيها الأمهات هل لكم بأن تفهموا مشاعري ؟
نظرت لطفلتها التي لم تكن مؤدبةً يوما ما إلا حينما تغط في سبات عميق ،، واخيها بجانبها ,,
أنتما نعمتاي ، أنتما الحسنه الوحيدة من خلف !

كل ما في السجن أؤمن انه بريء إلا هذا الخلف ! فهو الشيطان بعينه ، قالتها حياة في سرّها حينما قال لها عمها عن بُشرى خروج ابنه ، في نظره كأب ! هي بُشرى ..

تنظر لتوأميها بأسى ، لن اقل الوداع ، فأنا لستُ ابنة السادسة عشر كما يظن ، فعمري الآن رُبع قرن ، بقوتي وبقدرتي لحماية توأماي ، هل سيأخذهما مني ! بعد أن حملت ووضعت وربيت وحدي ! وبدل التعب تعبين وبدل الجهد جهدين وللذكر مثل حظ الأنثيين ، أيعني أن طفلي ذو الشعر الناعم بطفلتين ! إذا لقد فعلت من كل شيء ثلاث ، لا تنعتوني بالجنون ! فأنا حقاً مجنونه بأن يمس توأماي نسمة هواء ، فما ظنكم بذلك المجرم !

أتنكر ! اهرب ! اذبح توأماي وانتحر بعدها ! نعم سأفعل ما هو أشنع من ذلك لئلا يمسهما ذلك الخلف !

اعلم انني في نهاية الامر استسلم ! نحن الفتيات لا نُجيد إلا الكلام ..
قرأت ع توأماي أذكار المساء وقمت بتجهيزهم للأب الجديد ! هل يعد أب ! هل من يترك الأبوة لمدة تسع سنوات لطفلين ، وإن كنتم ستتبعون جنوني فهو لثلاث أطفال !!

......................

إلى اليوم لم أنسى ما قاله لي ذلك المتعجرف ، لن أنسى أول يوم وظيفي لي وكيف جرح مشاعري ، كيف له بأن يكون ابن بندر ! فهو لا يستحق بذلك ، ولا يمد للواقع بصله ! إلا باسم ، مغرور ، يرى الناس باستعلاء ، متكبر ، و و و وسيم ايضاً ،
الحادثة مضى عليها سنه او أكثر ، لا أنسى موقفي معه ، سأراه بالمستقبل وسأرد له الدين ، انني انتظره ، يقولون انه اُصيب بالعمى ، أي أصبح كفيف ! سأراه في القريب العاجل إذن ، سيأتي إلى دار رعايتنا لا محاله ، صحت عبارة ' الدنيا دوّاره'

وبعد أيام , وأنا في غمرت أفكاري إذا بصوت زميلاتي في المكتب يهتف بـ لقد أتى لقد أتى ، ذلك الـ 'معضّل' كما يقولون !! وما فائدة تلك الفتنه بدون نظر !
حسناً إذن أتى من مملكته لزيارتنا !! ليس لأجلنا بل لأجل عيناه الواسعتان ، وما فائدتها بدون نظر !

………………………



المجتمع يقول لي بأنهم ثلاثتهم عالة عليك وعلى والدهم ، الم يعلموا بأنهم زينة الحياة الدنيا ؟ الم يعلموا بأنهم هم من وثّقوا زواجي بوالدتهم ! وجعلوه كميثاقٍ غليظ ؟!

رفضتُ بأن اتركهم في مستشفى المصحة النفسية ! فهن بناتي ، اللاتي لا تشرق شمسي دون ان اُقبل يداهن ، أحبهن بقدر حُبي لامهن

اعُد الساعات بالثواني ، إلى أن تأتي الساعة التي أقابلهن وامسح ع رؤوسهن فيها ، وعوضنا الله ببكر بكري وسندي بعد والده

كثيرون ( قال لي الكثير أن ) قالوا لي 'تزّوج عليها' 'الشرع حلل اربع' 'هالمعاقين وراثه من عائلتها' وعبارات اخرى لا تليق بمن لديه شارب ! ما دخلكم في حياتنا ؟! إننا سعداء وراضين بما كتبه الله علينا ، لم هؤلاء الناس لا يتركونك في 'حالك'


................



: مبروك
قالها مجامله لا أكثر ، فبرغم قوة شخصيته وجبروته ، فهو لا يقوى ع ردها ، هي وحدها لها الأحقية بتغير مسار حياته طوال الثلاثين سنه من عمره ، هي أمه التي لم تلده ، لو كانت أمه أمامه الآن لما ابرها كما يفعل مع أمه 'الجازي'

لم تنبس كلمه من شفتيها ، ولم ترفع ناظريها عن سوادِ حالك أمامها ، أظنك لو سألتها كم عُقده في حذائه ، لأجابت !

هل يظن جدي أني سأوافق ع هذا 'المليغ' ، آخر الحياة هي إن ارتبطت بسياسيِ مثله ، أنا الجازي تماماً كأمه ، ولي من اسمها نصيب , و سيعلمان غداً من هي الجازي ، حسناً ي جدي ، ستتحمل نتيجة تسليمك لي لسياسيٍ مثله !
: ليش ساكته ! ردي التهنئة ع الأقل , تعرفين –نظرت له باستصغار, وأكمل بابتسامه- قالوا لي صبيان الحارة في هالبيت بنت مع مرور الليالي بتتحول لـ
قُطع كلامه حين
وقفت بغضب : تتحول لجني ها !!
زادت ابتسامته حين رأى البخار يخرج من أذنيها
وضع رجله اليمنى فوق اليسرى بأريحيه : هم قالوها بس خفت اجرحك لا قلتها $:
بابتسامه قهر: لاه عموماً ما همّني اي كلام قلته ، ولا حرك فيني شعره !
بابتسامه جانبيه : والدليل انك وقفتي من العصبية !

في هذه الأثناء دخلت الجدة 'تُزغرد' وفي كامل بهجتها قالت : يلا لبّستها ؟!
والتفت إليها فوجدتها واقفة أمام ابنها ، نظرت إليها باستنكار
هُنا لم يستحمل أن يمسك ضحكته أكثر من ذلك ، نظرت له بحقد وجلست بجانبه بدون أي انتباه

حين رأته يضحك ابتسمت له وجلست بجانبه وقالت ب'مساسر' : هذا ونت مالك معها إلا ساعات قمت تكركر ضحك ، ولا رافضها بعد ! حصّل لك ، وضربته بخفه بعصاها

للتو انتبهت الجازي لفداحة ما فعلت ! لماذا جلست بجانبه ، أن وقفت لتُغير مكانها ، ستُثبت للعجوز وله أنها مجنونه حقاً بتحركاتها الكثيرة ، نظرت إليه ، كيف ينظر لجدته وهي توبّخه كالطفل المذنب ، وكيف ضربته بعصاتها وقام هو بتقبيل يدها ، أين انتِ يا امي ! لماذا لم أتذكر منك شيء ؟! ولم احتفظ بشي منها ، لم يَ امي ، اكره السيارات اكره الحوادث إذ أنها تأخذ الأرواح ، أخذتك وأخذت أبي ! ، لو لم تُصابا بالحادث لكُنت قبّلت يدك كما يفعل ذلك الـ ماهر مع امه ..

استغفر الله العظيم ، لو تفتح باب الشيطان ، والشيطان يُريد ان يحزن بني آدم ، يا رب تُب علي واغفر لي زلّة لساني .. رضيتُ بقدرك يا الله ..

صحت من حزنها ع يده وهي تضغط عليها ، أين الجدة ! ذهبت ولم أشعر بوجودها !!

ناديتُ فلم ترد ، ما بها تنظر إلى حذائي ! ، هل هي مُعجبه بها ! فمنذ أن دخلنا وهي تنظر إليه ! نزّلتُ رأسي لأرى عينيها ، إذا بها 'سارحه بعيداً'
كيف تغير منظرها ؟ حين بقيت ملامحها ساكنه ! ، ضغطتُ ع فخذها رفعت رأسها لي ، رأيتُ لمعان عينيها الواسعتان ، ماذا بها ؟! لماذا حلّ الحزنُ محياها فجأة ؟!

نظرتُ للأعلى ، فاخر من يرى دموعي ذلك الماهر وقلت لــ'اضيّع الموضوع' : يلا ما سمعت وش قالت جدتك ! تلبسني ؟!

نظر لها بدهشه .. كيف لها أن تغيّر نفسيتها بتلك السرعة : يا جراءتك !

في الحقيقة أنا مرتبك ! فحياتي كلها مُنصبه نحو جنس الذكور فقط ، جدتي وحدها هي التي اعرفها من الجنس الأنثوي وفتياتي الصغيرات اللاتي ارهن مره كل شهر ! اُريد أن اختفي ، وحالاً ، أين أنت أيها المارد ؟!

نظرت إلى قدميه وهو يهزها ، يخجل ! لا اصُدق : اقدر أمنعك من هالإحراج ي ولد الماما

تلك الـ : من قالك إني مُحرج ! أنا شايل هم قربك

.. يا رب اعف عن كذبتي

في 'منتصف الجبهه' كما يقولون ! : اقدر أعفيك !

: حسيت إني اشتغل عندك ، وش اللي أعفيك وما أعفيك ، ومصدقه إني بلبسك كل هاللي بالعلب ! أول علبه وتخب !

عظت شفتيها ، ذلك الأحمق : الله يصبرني ع هالقرب !

فتحتُ اقرب علبه لدي ، فإذا به زوجان من 'الخماخم' كما تُسميها امي الجازي

فتح الأولى وامال بجلسته عليها ، أطرافي بارده ،!!! لماذا ، هيا يا ماهر ، ثواني وستنتهي تلك المهمة الشاقة !

تبتسم ! خطر أن ضحك !! هذه هي الجازي وهذا هو خجلها ، فبمجرد أن تستحي ، توّزع ابتسامات كالبلهاء
أرادت أن تُبعد ذلك الشعور بقولها : الحمد لله ! اخبر الزوجين الصح يلبسون الخواتم ! مو حلقان
رد عليها بهمس : قلتيها الزوجين الصح ! ليش حنا فيه شيء صح بالأساس ؟!

ذلك الـ ، كم هو مُحرج ، أن يُقال لفتاة في يومٍ مختلف ، كلام مثل هذا !
نظرت لقربه ، ذلك الوقح ، بتشفي : حاول تستعجل راح انكتم فعلاً

تعمد بأن يُدير وجهها اليه ، ليبسها الفردة الاخرى ، وهو في مكانه ، لم يُكلف نفسه بأن يتحرك ، قبّل اذنها وهمس : ما فيه شيء يستاهل البكي عليه بهالدنيا !

انتفضت كمن لدغتها عقرب ، وخرجت هاربه ...

نظر إلى 'غطاء الحلق' في يده وابتسم لتلك الفتاة المُتناقضة

..............................................


لالا أصدق ، اعجوبه ، أبي يمزح ، ساصحى من النوم وسأفتقدك حُلمي الجميل ، نعم هو حُلم ... خريج سجون مع خبرة لتسع سنوات ، كنت سأكمل العاشرة لولا العفو من مليكنا ، لا يهم سأتعذب فوق التسع تسع وأن حصل ع قمرين يضحكان لي أمام بيتنا الشامخ !

نظر الأب لابنه ,, نعم خلف نعم حبيبي نعم يا حبة عيني نعم يا ولي العهد هما توأماك لا تشرق شمسي إلا حين اقُبل توأميك ، أريد أن أضمهم إلى حضني ولكن طليقتك أصبحت شرسه ! فلا تسمح لي برؤيتهم إلا مرة في الاسبوع ! كم هي قاسيه !

نظر له لشرهه وعتب ,, لما لما يا أبي لم تخبرني ، أنا لا استطيع برمجة ما بداخلي ، أنا لا اعلم ماهيّة مشاعري
تلك هي لغة العيون ، من قال أنها بين بطل رواية أم فلم نظر للبطلة بعين ساذجة وقيل أنها لغة عيون !
لغة العيون هي لغة عميقة المشاعر بين اُناس هم أرواح بعضهم بين أم وطفلها ، بين أب وابنه الراشد ، بين تلك الأم وذلك الأب ، أي بينهم تلك الزوجين ..

بصوت ساكن : حبيبي وشيخي ، لو ماشفت السكين ع بطنها اللي كان يكبر شهراً بعد شهر ، لو ما حصلت الليله البشعه ، لركضت أبشرك وابشر نفسي بحفيد يحمل اسم العائلة

خلف بضياع : كانت قدامك فرصة تسع سنين , طيب يوم ولدت ! –وبتعجب- ابوي تخاف من حياة ! , حياة الجبانه !
وبعدها صرخ : انا عندي تؤام ! انا اب ! انا عندي ولد وعندي بنت ! انا انا

خذ خلف يتخبط يمنة ويسره يضحك بعبرات وبعدها يضحك بهستيرية ،، يخرج اصوات غريبه من فمه , يريد ان ينطق حرفا ً , مابه ! لا يستطيع النطق فالأمر أصعب بكثير من أن ينطق حرفاً ، يرمي كل ما يراه أمامه بقوه ع الأرض
,,,

لم يصحى من هذيانه إلا بحضن دافئ ، ربت الأب ع كتفه : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أنما الصبر عند الصدمة الأولى

.... : اصحى ع عمرك من هي الجبانه !! حياه !! لاحبيبي دنت ماشفتهاش باقي ، دنا ابصم لك بالعشره ، دي حياه مغسول مخها

كانت تلك كلمات سلمى بينما همّت بالجلوس ووضعت يديها ع خديها المتعرج بالخطوط رغم محاولاتها وسفرتها لعمليات التجميل


للتو ، للتو فقط علِم بالأمر ، استوعب عقله ماهيّة حياته ، نعم هي حياته وسيؤدبها بسهوله
ولكن ! أراد أن يتحدث ، ينطق ! حرفاً واحدا فقط ! ، لا يستطع إلا بالتأتأه !! لقد اُصاب بالبكم !!
حين سمِع ضحكة امرأة آبيه 'سلمى' النشاز !

........................


،، للأسف لم اعتد ع هذا الشعور ! الشي الوحيد الذي كنت ارفض ان اُخدم به ، هو ان اُقاد من هذا الشارع إلى ذاك ، فمن ايام مراهقتي كنت اُعطي سائقي الخاص بي مبلغ وقدره ، ليكف عن النميمة ، وابلاغ ابي بأني اتجوّل في السيارة لوحدي !
كان في نظره ابن بندر ولا يُخدم !! حسناً إذا فلأصدقكم القول ، أنا اريد ان اُخدم طوال الوقت ، واتفنن في ذلك ، الا قيادتي للسيارة ، فأنا اعتبرها حريه ، فما بالكم بكتم وقيادة تلك الحرية ، حتى في المشي ع الاقدام ! امشي ومعي شخص يقودني !! امر لا يُطاق
،,,

لذلك ذهبت إلى ذلك الدار السقيم ! قال لي ذلك الذي يقودني بأنه كُتب عليه 'دار النور لرعاية المكفوفين' !!
اين هم اصحاب الجرائد والتقارير ، لينشروا ابن بندر وهو داخل إلى دار النور للرعاية ! هه ! امر يدعي للسخرية
...................

منذ سبع سنوات مضت , لم تتغير صحتي ولم تتحسن , فلم أنسى ذلك اليوم حين نسيت والدتي ذات مره أن تُغلق الباب بالمزلاج ، فإذا بهن يتجولن بالمنزل ، إلى أن وصلن المطبخ ، أتت واحده منهن تلك الحالة ، وأخذت ترمي بالصحون ع الارض وكل ما أمامها بعشوائية وتخبّط ...
سمعتُ أصواتهن ، ولكن ، ما ب اليد حيله ، لا استطيع الدفاع عن إحداهن ، بل إنني لا استطيع الدفاع عن نفسي ، إنني لم استطيع الوصول بسرعة قبل أن تتضرر إحداهن ، اخرجتُ الجوال من جيبي ، اتصلت ع أمي وأخبرتها وأنا الهث ، نزلت أمي من الطابق الأعلى مسرعة ، وقبل أن نفعل شيئاً ،،

رفعت حبيبتي وأختي ذات الثامنة عشر ربيعا- حينها - الصحن ، صرخت أمي : شاطره حبيبتي ، يلا يلا حطيه هنا -وأشارت ع طاولة الطعام- ، في غصون ثواني جرح الصحن يدها واتى ع عرق في يدها اليسرى ، وفارقت الحياة في ثواني ! أمامنا جميعاً ،

علمتم الآن أنني بلا فائدة ! مقعد بأربع عجلات فقط !


……………………..


استلقيتُ ع سريري و'تعايزت' اخلع 'الثوب السعودي' والجزمة -وانتم بكرامة- فأنا متعب نفسياً وجسدياً بعد يوم 'فريد من نوعه' فاليوم ارتبطت اسم فتاة باسمي ، اصبحتُ مسؤولاً عنها !
إذن أصبحت مسؤول عن جآزيتين ، لا حرمني الله منهما .. فهذه جدتي عيني اليمين وتلك 'المشاغبة' عيني اليسار ، فمهما كانت شعوري نحوها ، أو أنني لم أتقبل ذلك الارتباط بغض النظر عن من تكون تلك التي سأرتبط بها ، إلا انه حقُها الشرعي بأن اُنصفها واُرضيها فهي في النهاية زوجتي ، و عيني اليسرى $:

غفيت لدقائق ، وبعدها سمعت صوت أمي : مويهر ! يامال المنيب قايله ، وراك ما غيرت ؟ ونمت نومتن زينه ! رجولك بالأرض وراسك بنص السرير وحالتك لله !
ابتسم 'وتمغّط' : حاظر حاظر الحين أغير واغسل أسناني وادخل الحمام وأنام ، -بطفوله- زين ماما
ضربته بعصاتها : يالعيّار ، متى تجي الجازي و تسنعك و تسنع نومك !
وخرجت وهي 'تتحلطم'

نظر لـ'جوتيه' تذكرها ، تذكّر نظراتها تلك ، خطرت ع باله فكره خبيثة .. استقام بطوله ، ذهب ذلك الخمول فجأه ، واخذ يبحث عن 'كرتونها' فهي جديدة ، ومخصوصه لهذه المناسبة .. اخذ ورقه صغيره وكتب فيها عبارات صغيره ، خلد للنوم وعلى شفتيه 'بسمة شقاوة'

.................


هل مع طلوعي للحياة ، بدأت حياتي من جديد ، وماذا عن حياتي ، وماذا عن طفلتي البريئة ، هل سأتدرب وسأُقلد كلام الآخرين وأحاول أن انطقه , كطفل يُقّلد شفتي والدته ! أم ماذا حل بلساني !!
هل هو اعتاد السكون بالسجن وبدأ يستنكر الحديث ! لساني أين أنت ! اخرج ! تكلم ! تحدث ! أريد أن اتطمن ع أطفالي واعلم مكانهن ،
إنني لمتشوق لرؤية فتاتي ، وبشراي ، قررت بتسميتهم بشراي ، فليس لدي أطفال إلا طفلتي السابقة ، طفلتي الوديعة ، فليس لدي أطفال غيرها ، فهي طفلة حياتي
...............................



في مكتب المدير ،
: راح ابذل كل ما بوسعي بس يكون ابن بندر تحت اشرافي !
: بس يا دكتوره نور انتِ حالياً معاكي تلات حالات ! وابن بندر عاوز له شخص طويل باله ! انتِ ما بتعرفي مين ابن بندر ؟!
نور : واللي يقولك انه بيقدر ! جربني استاذ مصطفى ، لو هالمره بس !
مصطفى : اسف نور اني حقولك في اتنين أبلك لهم الاحئيه اكتر منك ، ورفضتهم ، أنا عاوزه تحت اشراف الدكتور عماد
نور : ططيــ...

قُطع حديثها بطرق الباب ، فإذا به 'السيكوريتي' يُخبره بأن المريض ابن بندر قد وصل ..
نظر اليها 'مصطفى' ففهمت من تلك النظرة انها 'من غير مطرود'

اشتعلت النار في صدرها ! حسنا ستريهم ، وبينما همت نور بالخروج إذا بها تراه فقالت بسخريه ' اوه معجب بن بندر عندنا ! بدار المكفوفين ! حدد جاي تعالج والا تتعلم والا تحتاج رعاية بوجه عام ! ههههههههه ي هلا والله ، معك استاذه من بنات بلدك ، وصاحبة التقارير القديمة ! '

من هذه ! ومن تظن نفسها ؟ بأن تتحدث مع ابن بندر بهذه الطريقة الحمقاء ، ولكن صوتها ليس بغريب !! ، اراد ان يراها ، اراد ان يتذكرها ،
تسخر مني ومن نظري ! حسناً سترى ،،
اخذ يُمثل بأن يتخبط في مشيته ، ويدير عصاته من هنا وهناك ، وتَبِعَ مصدر صوتها الحاد !
امسكت عصاته بقوه : هيه انت وش تسوي ! شوي شوي بتدخل فينني بس عمي ما عليك شرهه ، المكتب ع يسارك ! هه !

وكأن البُكم صابه ، وتعمد بأن يصطدم فيها : اوه سوري ! بس خبرك ما شوف يعني ما علي شرهه ههههه
!
قريب منها ! لم يكن يتوقع هذا القرب ! وجهاً لوجه !

اوه لا حراره انفاسها تصلني ، انفاسها هائجة ، اذن هي مضطربة !
ابتسم ابتسامه حتى بانت صفّت اسنانه الأمامية ..

اكتسى وجه نور بالحمرة ، ذلك الـ ! نور نور هو لا يراك ، هو لا يهمه مشاعر احد غيره ، لما تخجلين او تضطربين ، هو لا يهمه امرك
: جعلك من هالحال واردى ، عقبال ما اشوفك تتخبط بالكورة يامدربنا العالمي !
يُريد ان يعرفها : ما تشرفنا !
إلى الان عالق في مخليتها قربه منها ذلك المتهور
مدّت حرف المد الواو بقولها : دكتوووره نور ! ، واختفت

اُريد ان اتذكرها ، تقول انها تذكرني ! نور ! نور ؟! ايّ نور فيهن ! يبدو انها ليست من قائمه المعجبين ! اذ انها شرسة !! شرسة هي ورائحة عطرها التي لاتزال عالقة بالمكان !!

دعوني أتحدث ،، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ''أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانيه''
***جميلاتي ، جميعُنا حقائبُنا كبيره ، وتسع بأن تضع جميع عطوراتنا المتواجدة على 'التسريحة' ، فلم لا نحتسب الاجر بأن لا نتعطر قبل ان نخرج لزيارتنا ! ، بل نتعطر عند صاحبة الضيافة ! ***


......................


بدأت امي بموضوعها الذي لن تنتهي ، كرهت ان اعود للمنزل بسببه ...

بحنيه : حبيبي رفعت لك غدا لا خلصت عندي موضوع معاك
: يمه الله يخليك لي ، عارف موضوعك ، لو اني داري قعدت بمحلي !
بتودد : يا ولدي وش ناقصك عشان ترفض ! كل بنت تتمناك يا بعدي
بسخريه من نفسه : وين اللي تتمناني قولي ! رضيت واقتنعت بكلامك ، وقلت صح الإعاقة مو كل شيء ، اهم شيء الدين والاخلاق والوظيفة العدلة ، بس ها -ارتفع صوته- قولي لي كم بيت طقينا بابه وكل واحد يتعذر ، بعذر مو معقول !
بعتب : ترفع صوتك ! ، ولا كأني خايفة عليك وابي مصلحتك !، صكيت الثلاثين ولا عندك نيه تبني حياتك بروحك -بعبره- قلي بكره من بيبقى لك ؟
رفع يديه ليمسك بيدها التي تتحرك بسبب تفاعلها ، وطبع قُبله عليها : اسف يمه حقك علي ، شوفي اللي يريحك
ادارت ظهرها : بروح لخواتك


................


جنُّ جنونها حينما قال جدها : اليوم ماهر بيجي ، عشان المهر وهالسوالف ، ومسألة الزواج ، هو مستعجل على العرس عنده انتداب ! وابيك تسوين لنا عشاء وش زينه ..
وضعت يديها ع خصرها : هذا اولها ! بيطيّح عندنا عمي !!
الجد : عوبا ع جدتس الله يرحمها
بنغزه : ورا ما تقول ع امي !
بمجاره : امتس جدتس كل الحريم واحد !
رنّ هاتفها ، وذا به 'المليغ يتصل بك' نظرت لجدها بارتباك ، ابتسم لها بحنيه وعاد إلى مذياعه ..

خرجت وضغطت ع الزر الاخضر وسمِعت : السلام عليكم
ردت بهدوء : وعليكم السلام
بغباء : عفواً شكلي غلطان بالرقم
صكّت ع اسنانها : ماهر
باستنكار مصطنع : اوه الجازي !
بقهر : بشحمها ولحمها
بروقان : بصوتها وحسها
بضيق : ماهر
بهمس : عيونه
عضّت شفتيها : تحسبني مثل البنات ! بتأثر و بيستحي ومدري وش ! لا -بعفويه- لا حبيبي ، أنا ما تهمني هالسوالف !
اشعل سيجارته : لا ايش !
باستسلام : ماهر الله يخليك ، قلي شتبي بسرعه ! لاني مشغوله ، بيجيني ضيف ثقيل ظل ! و بأسوي له عشا !
نفث دخانها : عليه حق هالضيف ، ليش يكّلف عليك !
قالت لتشفي غليلها : وينه يسمع ! امس مملك واليوم بيجي بيت اهل مرته ! أجل لا اعرس بكره وش بيسوي !
بضحكه : يا زين اهل مرته ومرته ، عموماً أنا داق بقولك ، وش تحبين من الهدايا ! خبرك تونا مملكين ولا بعد اعرف عنك شيء !
بقوه : ع اساس انك عايش الدور !
وهو يُفكر في هديتها التي اعدّها تلك : كم عندنا من الجازي !



...................................

عندما وصلني الخبر من احلام ، مثلت امامها الصدمه وقلت شفاه الله ! واتقنت تمثيل دور ابنة العم وام الابناء الحزينه ،، ولكن قلبي يتراقص فرحاً ، لعله يتألم ويذوق مرارة التسع سنوات ، ولو بجزء منها

هه ! هل يحق له ان يكون اباً بدون لسان ابكم لا يهش ولا ينش ! واضيف إلى ذلك خريج سجون !

ذلك اليوم ، اصطحبتُ توأماي بنزهه وبذلت كل ما ادّخره ، لكي نحتفل بهذه البشرى 'خلف وبكمه'

تمتعنا حقيقة اليوم ، توأماي يعشقون حديقة الحي ، اذ اني بدأت ابغضها بعض الشي ! لم يحبونها !؟ أنا أشعر بالغيره منها ، فلا نذهب لها الا عندما اُبشّر بشي ما 'كبشراي اليوم'

ولكن ما ان وضعتُ رأسي ع وسادتي ، الا بشي داخلني : هل انتي تستحقين ان تكوني اماً !
: نعم تستحق هي من ضحّت لتسع سنين
: هل تفرحين لاب ابناءك بمرضه !
: ولكنه فعل فيها الاعظم ،
: هل لكِ قلب فعلاً ! ، هل انت ام حقيقةً !
: وماذا عنه ! لما لم يُراعيها ويُراعي مشآعرها

فتحت عينني واذا بصاحب الشعر الناعم يأكل اصابعه بتوتر وخوف ، ادرت رأسي حيث فتاتي فاذا بها تنظر الي بعبره ! ماذا فعلت !!! هل علموا بأن اباهم حي ! هل علموا بأن اباهم مريض ! هل حديث النفس اصبح مُوصُلأً بين الام وابناءها ؟!!!!
ياه لقد كانت صرختي ! عندما انزعجت من حديث النفس !!


................



رحّب المدير مصطفى بابن بندر بحفاوة وضيّفه خير ضيافة ،
: بُص يا ابني ، بأه الدكتور عماد احسن رقاله بدي الدار
: عفواً لكن مُدحت لي دكتوووره نور ، نطق بدكتووره كما قالتها تلك الـ نور
بمفاجأة : دنتا تأمر يابني ، دكتووره نور نور

,,,,,
دخل 'السيكورتي' فإذا بالفتيات يتخبّطن ع الارض خلف بعض ، نظر لهن باستنكار !! ، ثم اخذ يُقهقه ، فقد كانوا يسترقن السمع والنظر ، لعل وعسى ابن بندر يأتي إلى جهة مكتبهم !
فقال : نور موجوده !
ردت احداهن : تفطر بالكافتيريا

حين هم بالخروج ، سألت حداهن : ما بتعرف استاذ مصطفى اختار مين لحبيب البي معجب !
قاطعتها الاخرى : لا لا هو حبيبي أنا !
عود ليضحك عليهن وخرج ، وهو يقول في نفسه 'وان علموا ان المختارة نور !'


..................

كنت ولازلت اعتبر نفسي عاله ع امي وزوجها ، الذي طالما يُسميني بعكس اسمي 'نقمه' امام والدتي فقط !
واذا اتى الليل ، انقلب كالحرباء !! ، لا اعلم كيف لأمي ان تتحمل وجوده ، ذلك الخائن ...
الا يحترم وجود والدتي ! ، الا يعلم اني حرامٌ عليه ! .. اكره نظراته تلك امام مائده الطعام ، واكره امي حينما تُريدني ان اُعامله كـ اب ! رحمك الله يا ابي ،،،
اين هم اخوتك يا ابي ! اين هم عزوتك ؟! هل يُنتخى بهم ؟ ام هم كذلك الرجل الذي امامي ..

يُقبلني امام والدتي تحت غطاء ، اب يعطف ع ابنته ،، ونظراته وقبلته كلها خُبث ... يا رب لُطفك !

.............

تقابل مع الجد وتلك الشقيّه ، حددا الزواج بعد اسبوعين ، فهو كما زعم ، لديه انتداب وارتباطات مع القناة ! وهي صامته ، وكأن الموضوع لا يعنيها ، لماذا سلّمها جدها لذلك الماهر ! هل اصبحتُ عبئاً ثقيلاً عليه ! لم يكن حلمي ، كحلم اي فتاة ، فارس احلامها يأتيها ع الخيل الابيض ، لا فأنا اُريد ان اعيش مع جدي فقط ، اكره الحياة الخارجية ، اكرههم حين ينعتوني بـ متخلفة ، او مجنونه ! لما يروني هكذا ! ، هل لأنني جريئة واعيش حياتي كيفما اُريد بدون ادنى قيود ! '

عندما اتت نظراتها ع قدميه -في نفسها- اوه والله يهتم كل يوم بجزمه غير !

صحت من سرحانها ع همسه -عندما رأى مكان ما تنظر اليه- : ما حطيت شيء بخاطرك ، لا تخافين

بعدم فهم : ايش !
بتصريف : اقصد تجهيزات الزواج !
: اها ، ما يهمني

بتمثيل : كثير تجرحيني ، وانا احاول اصلح العلاقة ، وهذه هديه بسيطة تليق فيك .. وقدّم لها كرتون مستطيل الشكل ، مربوط بشرائط ع شكل 'فوينكه'

بتأنيب ضمير : اسفه ، وشكراً لك ، قلت لك ما يحتاج تكّلف ع روحك ..
بتعجب : متى قلتيه !
حكّت شعرها : عاد سلّك
بابتسامه : حاظرين حاظرين ، يارب يدوم هالروقان ! مع اني اشك بدوامه
ضربت برجلها :ماهر
بضحكه : استمتعي بالهدية ، يلا أنا استئذن

قبّل خدها بخفه ، وخرج ... جلست ع اقرب مقعد ، تحسست مكان قُبلته ، يآآآه ، جميل هو عندما يكون لطيف 'وذرب' .. نظرت للهدية بنظرة حالميه وبشر -لازم استغل هالنقطه فيه ، كل ما يجي لازم هديه ، بعد بعد أنا اطبخ واتعب وهو يجي يدينه فاضيه !-

فتحت الشرائط بحماس طفلة ، فتحت الكرتون ، نظرت بمفاجأة ، وتحولت حمرة خديها من خجل طفيف إلى غضب ، وسرعان ما نست شعورها في تقّبله إلى شر ، سأُريه ذلك الكريه ..


تغيرت نظرتها إلى ذلك الكرتون من حالمية ، إلى نظره حقد ، نظرت للورقة التي بجانب الهديه والتي كانت عبارة عن
'جزمته التي ارتداها بالملكة' ، ومكتوب '' شفتها عاجبتك وقلت ما بخلي شيء بخاطرها ... زوجك ماهر ''


..............

بنت محمد. 05-09-13 01:57 AM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
بداية شيقَّة! وجداً
لا أدري ما أقول، لكن! منذ مدة طويلة لم تجذبني رواية من البارت الأول بل من المقدمة
وأنا أجزم ان شاء الله بأن رواية جديدة وليست بعاديَّة ستبدأ وستضيء القسم بحماس مُتميز.

متابعة لكِ من الآن يا باذخة
أتمنى تحديد نزول البارت القادم ()

موفقة..

FishHae 05-09-13 06:40 AM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
قلمك قوي ..
حروفه اخترقتني ..
أذن الأعمى لديها القدرة على معرفة الأصوات وتميزها أصوات السخريه لن تمر بسهولة
لن استبق الأحداث
أنا هنا دائما بالقرب من قلمك ..


استمري يا مبدعه

تفاحة فواحة 07-09-13 12:10 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
ياهلا ومرحبا فيك بليلاس الغالي مجمع الابداع والاحبه
انشالله تلقين الي يرضيك و تصلين بروايتك لبر الأمان ....
http://www.liilas.com/vb3/t178243.html
وحبيت الفكره من الفئات اللي لها حقوق علينا هي ذوي الاحتياجات الخاصة
والايتام

19_soma_ 07-09-13 10:05 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت محمد. (المشاركة 3367486)
بداية شيقَّة! وجداً
لا أدري ما أقول، لكن! منذ مدة طويلة لم تجذبني رواية من البارت الأول بل من المقدمة
وأنا أجزم ان شاء الله بأن رواية جديدة وليست بعاديَّة ستبدأ وستضيء القسم بحماس مُتميز.

متابعة لكِ من الآن يا باذخة
أتمنى تحديد نزول البارت القادم ()

موفقة..

حقاً حقاً اجتاحتني سعاده بردك البسيط ،، كونك اول شخص يعلق ع ابنتي $
اشكرك بعمق ،، اتمنى فعلاً ان تكون تلك الروايه عند حسن ظنك ،،،

بالنسبه للاجزاء بإذن الله ستكون بعد سبعة ايام ابتداءً من الجزء السابق وهكذا ،،،

19_soma_ 07-09-13 10:10 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة FishHae (المشاركة 3367531)
قلمك قوي ..
حروفه اخترقتني ..
أذن الأعمى لديها القدرة على معرفة الأصوات وتميزها أصوات السخريه لن تمر بسهولة
لن استبق الأحداث
أنا هنا دائما بالقرب من قلمك ..


استمري يا مبدعه


عباراتك اخجلتني ،،
مثل مايقولون *ربي ياخذ شي ويعطي شي* ~>بالنسبه للاعمى ،،

كوني معي ، فمن كلماتك تلك استمد الالهام $$

19_soma_ 07-09-13 10:24 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تفاحة فواحة (المشاركة 3368265)
ياهلا ومرحبا فيك بليلاس الغالي مجمع الابداع والاحبه
انشالله تلقين الي يرضيك و تصلين بروايتك لبر الأمان ....

وحبيت الفكره من الفئات اللي لها حقوق علينا هي ذوي الاحتياجات الخاصة
والايتام

يا اهلاً فيك اكثر ،، بإذن اللي ماتنام عينه ،،،

ربي يخليك ،، وبالنسبه للقوانين عُلم

19_soma_ 09-09-13 09:01 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
احتياجاتي الخاصة - الثانية –
..................
***لا تنسوا فرائضكم جميلاتي ***
.....................



'فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم '
اغلقت مصحفي بعد ان صليت الفجر ، أشعر بألم في رأسي ، فلم يغمض لي جفن ، شعرت انها الليلة الوداعية مع توأماي ، فأنا اعرف خلف اكثر من اي شخص ع وجه الارض ...
انقطع حبل افكاري برنين الهآتف المزعج ،

احلام : اهلا , توك قايمه من النوم ! والمدرسة ؟
حياة : فرحَت الطالبات بغيابي
احلام وهي تضحك : مسؤوله عن الغياب و تتغيب !

مسؤوله الغياب ! نعم هي أنا ، اين انت ي ابي ؟ اين هي طموحاتنا لقد خيّبت ظنك يا امي فيني ، فأنا لم اكمل مسير دراستي ، انهيت الثانوية وبحرف الواو من قِبل احدى الزميلات ، اصبحتُ ادارية ، اداريه فقط !
احلام : الو الوو وينك ؟ امزح معك حياة , الى متى بتتحسسين من هالموضوع !
لاتستطيع الرد ، حين تسمع احلام عبرات وبكاء حياه ستتأتي اليها

وستُخبر اهالي المدينه بأكملها ، نعم فهي حياتهم ، فاحلام والعم لايطيقون حياتهم بدون حياه القاسيه !

سمعت صراخ توأماي ،، لاول مره احُب صراخهما ، فاعتذرت منها
وقبل ان اغلق الخط ،
قالت بلهجه جاده : خلف وابوي راح يجونك اليوم

هُنا كاد قلبي ان ينزلق من مكانه ، منذ ان سمعت بخروجه وانا اخاف تلك اللحظه ، لحظه الوداع ! طفلاي حبيباي عيناي انتما ..

...................

... قادني بدر إلى مكتب المدعوة نور ! ، سكون ! لا أشعر بأحد ،
سمعت شهقت احد الفتيات من الخلف وقالت تُحدث زميلاتها
: بنات ابن بندر في مكتب نور !!
قلتُ بقرف : ما شفتي خير ! ، نادي لي هالنور بسرعه !
: ها ! تكلمني أنا ! حاظر حاظر
,,,

دخلت مكتبي فإذا برائحة العطر الرجالية ، رفعت نظارتي إلى عيني ، دققت النظر فيه ، ملامحه هكذا ، تُذكرني بالأطفال ، بسم الله ! كأنه سمع ما يجول بخاطري ، تحرك من مكانه وقال بحده
: فيه احد ؟ لا تقعد تطالع بشفقه !
: تقعد ! معك دكتوره نور ، متى حاب نبدأ الجلسات ؟! ، و ليش رافض فكرة العلاج !
: مالك شغل فيني ، خلصي اللي عليك وفكيني !
: نعم ! أنا لي معاك كلام ثاني ، بس مو هنا وفي مكتبي ! لاني هنا دكتوره ، ولازم أسوي عملي ع اكمل وجه !
تحركت ناحية مكتبها : احكي لي شصار لك ! وانا بحكي لك شصار لي
: نعم ! حسيت اني بمكتب شكاوي ! وش عليك باللي صار لي ووش علي باللي صار لك
بعصبيه : معجب ، تدري ! بحكي لك واسمع لي


………………



: تعبت تعبت معه يا سلمى ، كل الارقام اللي عطيتيني ، محد استقبله ، والولد تحطم
: انتِ بتطلبي بنت كامله ! اسمحي لي ، ولدك مُعاق ، يا ياخذ معاقة زيه ، او كبيره
بعصبيه : أنا لابي لا هذي ولا هذي ، لو ابيهم رحت لخطابه .. أنا ابي وحده كامله والكامل وجهه ،، بكر ذهبه ذهبه ، بس ع قولتهم'اللي ما يعرفك مايثمنك'
بتفكير : مممم مديرة المشغل عندها بنت ، من زوج سابق ، بس عاديه جداً ، لكن الام كلن يشهد ع اخلاقها !
وكأنها تُحادث نفسها : عاديه ؟
: حتى من كلامها ان زوجها مو مقصر ع بنتها بشي !!
: وش علي منهم أنا ! ، علي من البنت ، وش كبرها وش اخلاقها وش صحتها !
سلمى : هي نهاية كل شهر تجي مع امها ! تعالي كأنك بتشتغلين عند مشغلنا وشوفيها
باستجابة : تمام تمام !

وبدأ ذهنها بتلك البنت ، هل تُناسب ابني ! وهل ترضى به ؟ هل هي في كامل صحتها ؟
اللهم افتح عليه ابواب رزقك ، فهو بكري واملي بعد الله

,,
وفي نهاية الشهر رأتها ، تقبّلتها نوعاً ما ، وطلبت من سلمى ان 'تجس النبض'



...............

ببراءه : ماهر تقول ماما انك بتجيب عروسه جديده
ردت الاخرى بغيره : بس عروستي باربي احسن من عروستك
نّزل مستوى تفكيره إلى اخوتيه : انتو احلا منها ، حتى باربي احلى ، هذا كدا حلو !
اتاه صوت والدته ، وهي تحمل القهوه : ودامها شينه وراك تاخخذها ! أنا اشك ان امك الجازي ساحرتك !
استقام واقفاً بسرعه وحمل عنها القهوه : هو يمه أنا قلت شينه ! بس اقول ان خواتي احلى منها ..
احتضن اختيه ، فيما قالت امه : ليش كل هالسنين اطلبك تتزوج وتقول توني ، والحين بس دريت انك مملك زيي زي غيري ما كأني امك !
في هذه الاثناء ، جلست ريما بحُضنه تلعب بهاتفه ، بينما ديما التهت بباربي ..
باعتذار : حقك علي يمه ..
خرج صوت صراخ فتاه من هاتفه : ياسلام وش هالهديه اللي انت مهديها لي ! ماتليق بمقامي ، و-وبصراخ اقوى- والله لو عدتها ياماهر قسم ما اعديها لك وما اكون الجازي لو عديتها ، تراني مجنونه زي مايقولون ، فـ احذر مني !
هدأت نوبة غضبها حين كان الصمت جوابٌ لها ..


نظرت له والدته بصدمه ! بينما ذلك القابع في مكانه وكأنه يسمع لـ 'نُكات' وليس فتاة تهدده وترفع صوتها عليه ، اخذت الهاتف من ريما وازال وضع 'السبيكر' ..

سمعت ضحكاته ، وبغيض : ضحكت من سرك بلا
خرج لسيارته : بسك بسك يامجنونه ، تو كان ع السبيكر وسمعتك امي ونتي تلاسنين تقول عجوز !
بشهقه : اللله ياخذ ...
يُقاطعها : ماشبعتي دعاوي !
بضجر : هفف طيب خلاص
بهمس : الجازي
ببلاهه : هاه
بنفس الهمس : أجل ماجازت لك الهديه !
وكأن شيطانها ثار : اييييه انت شلون ماتستحي وترسل لعروستك هالهديه !
ضحك ثانيه : زين عروستي !
اتاه خط وبجديه : الجازي مضطر اسكر ، وحبذا تعرفين شخصيتي قد حلمي
معاك لو عصبّتي فيني يوم بتؤمنين بـ 'اتق شر الحليم إذا غضب'


.........



حسمتُ الامر خلف اباهما , فليكن مايكن وسيعيشان بآمان
وبمكان ٍ يؤّمن مستقبلهما

,,
حسستُ بضجيج من الجيران ، كعادتهم ، لا اعلم لما هذه الزوجة راضيه به ! لا أصحو إلى ع صراخهما ، حتى أنني أتأخر عن اصطحاب طفليّ كلٌ إلى مدرسته و على مدرستي بسببهما !! إذ يكون ذلك النهار تتنزّلهم السكينة ، إذن كما قيل رب ضارة نافعة ، فبرغم إزعاجهم إلا أني أعدهم منفعة لإيقاظي من النوم ، فحياتي أشبه بحياة شاب 'عزوبي' ثقيل النوم !
،،
ضجة الجيران ليست في وقتتها ، إنها الخامسة عصراً !
فإذا بباب بيتي يُطرق بقوه ! ضربات متتاليه ! ارتعش جسمي ! أين قوتي !! أين العشرة رجال الذين بداخلي !! نظرت لمؤيد فإذا به يعظ أصابعه بخوف !
حمدت الله ان رغد تخلد في سبات عميق ! يبدو أنني جذبتها في هذه النقطة ،
ياه إلى اين سرحت افكاري !
صاحب العمارة إذن !
وجارنا وعمي و و و و رجلٌ ليس بغريب !

اقرب ما لدي هو 'شرشف' الصلاة ، لبسته وفتحت لهم ، دخل عمي وإذا به يتمتم بغضب كلمات لا افهمها

لماذا خلف لم ينطق بكلمه ! اه حقاً لقد نسيت

: عمي مافيه شي يستاهل انك تعصب , كل يوم صاحب العمارة يذلنا بالاجار مافيه شي جديد
بغضب : لكنه مصخها , تعرفين وش قال !
وقام يقّلد لهجة ذلك العجوز 'والله أنا رجالن ادور مصلحتي لكم لين نهايه هالشهر ، العماره بهدها '
وعاد لصوته : و المستأجرين ! هم لعبة في يده !! لو شفتي جيرانك كيف هي حالتهم ! انسان بلا ضمير ..

لا تسمع لا ترى لا تتكلم ، هي ليست بوعيها , سيهد العمارة , وماذا عنها ! اين تذهب ؟!!
ما به ذلك الخلف ! لما ينظر إليها بنظرات غريبة كنظره حبيب لحبيبته ! من أنت لتنظر إلي هكذا ، لماذا ينظر إلي بذلك الحنين !!
ترى شَفتي عمها تتحرك فقط لا غير ! لا تعي ما يقول ، ترى انفعالاته ولم تستطع ان تركز ع حرف واحد ، ذلك الخبر من جهه , ونظرات خلف من جهه اخرى
,,
ما باله ذلك المعتوه !! الم يعلم اني مُحرمةٌ عليه !

........................

رجعت بذاكرتها للوراء ، ايام براءتها وطيبتها ، ايام ما كانت هي ساذجة كغيرها من الفتيات اللواتي اُعجبن به
,,,
في ساحةٍ عريضة ، وبعد الانتهاء من المباراة ، والتصوير والتشجيع وكل ذلك ، أتن طالبات ، اُحضرن بهن ليكتبن تقرير عن قُدرة الانسان ، وكيف له ان يعيش بحرية اكثر بدون الإعاقة البصرية .. يمشي ويتجول بل ويركض ويتبع الكره بعينيه بدون اي اعاقات ، تقّسمن الطالبات بإشراف احد الأساتذة ، وكان حظُ نور مع ذلك المعجب !
وفي غمرة سعادتها بأنها هي من ستحظى به وبكتابة التقرير معه ! الا انها هي الوحيدة التي اخفقت في ورشة العمل تلك ،

لبست نظارتُها واخرجت قلم وفي يدها الاوراق : السلام عليكم
نظر لها باستحقار : طالبات عمل ! دّوري غيري
تفاجأت ! : معليش اخوي لكن عندي مهمه وواجب علي اسويها
يقرأ ما كُتب ع 'البالطو' : دار نور ! شايفتني اعمى ؟! والا اتخّبط بعصاي قدامك ! ترا أنا مو فاضي لهالتفاهات !!
: ليش اسلوبك وقح ! صدق ان الناس مظاهر
: انتِ هيه ، احترمي نفسك و وخري عن طريقي
: مو مؤخره لين تجاوب ع اسئلتي ، ترا كلها ثلاث أسئلة ، هل وانت تتبارى مع خصمك فكرت بنعمة البصر ! وهل
بتر كلامها بقوله : يا شيخه فاضيه انتِ ، وش بصر وما بصر ، مين بيفكر بهالشي 'التافه' وهو في قمة حماسه باللعب !!
باستنكار بطريقه حديثه ' الهمجي' : صدق ان المظاهر خداعة !

كيف له بأن يستحقر دارنا ونعمه البصر ! كيف له ان يجرؤ بالتحدث معي هكذا ! ماذا فعلتُ له ؟ سيوبخني استاذي ! ، هل سأخسر العشر علامات بسهوله !!
ذلك الـ الاناني , حسناً اذن 'مصير الحي يتلاقى'


....................



عندما انتهيت من الصدقة عن مفاصل جسمي الثلاث مئة و الستون ، الا وهي صلاة الضُحى ، طُرق باب غرفتي ، نعم فأنا بمجرد دخولي لملجأي ، لا يرتاح ضميري ، ولا يهدأ لي بال ، الا حين اسمع صوت القفل مرتين 'تك تك' فأنا لستُ بأمان مع ذلك الخائن لربه اولا ، ومن ثم لزوجته ..

فتحتُ الباب لأمي ، فأنا احفظُ دقّاتها عن ظهر قلب ، اتت وجلست معي ع سُجّادتي و اخبرتي بأنه 'نعمه هناك عريسٌ قادم '

فرحت بهذا الخبر ، وكدتُ ان اخبر امي بالموافقة منذ الوهلة الاولى
، لولا حيائي الذي ردعني ،،

نعم ! لن اخجل في امور احلها الشارع لنا ، فأنا اُريد ان احفظ نفسي ، واستر عليها ..

وسرعان ما تلاشى ذلك الشعور عندما قالت : بس مُعاق !
بدهشه : يمه لهالدرجه تبين الفكه مني ! توني حتى الخمسة وعشرين ما دخلتها !
بعتب : اخس عليك ، لو ما تبينه بكيفك ، الشور الاول والاخير لك ، سبحان الله طلعتي زي عمك جاسم ..
في نفسها .. عمي !! ، تقصد زوجك الخائن !
وبسخريه مُبطنه : شفيه عمي !
: رفض رفض قاطع ! يقول توها صغيره والعمر قدامها ، بس أنا اصريت الا اخذ رايك
واستدارت لتخرج ..

نعم ! رفض ؟! ومن هو حتى يرفض ؟! ،، ذلك الـ ،

بصوت مرتفع ، جعل الام تلتفت بدهشه : بس أنا موافقه !



.................


: يمه شفيه فجأه تغير !
ارآد ان يُشاكسها : بنيتي وش فيها ! من ملكتي ع هالماهر وانتي تكلمين روحك
بضحكه حضنته : جججدي قول زيهم اني بستخف ، ومجنونه هآ
يُمثّل الجديه : ليش قد مر يوم ولا قلته !
:جججدي
جلس واجلسها جوآره : كلام الناس لا يهمك ، واللي ان يقول ان امك -وبتمثيل- الله يرحمها استخفت ، فهو ما يعرف ان اللي صار بسبب تغير ثقافات الدول ..

جلست امامه : جدي حمد وش دخل ثقافات الدول !

تنهد : ايه يابنتي ، ثقافات الدول هي ...

ورآح بها إلى مآسرَح به عقله ...

حمد بعصبيه : يوم تزوجتها وحملت منك وجابت لك بنت زي القمر ، تقول بطّلقها ! ماتخافف ربك ياسعد !!
بهدوء : يبه جعلك بالجنه ، كنت احسب اني بقدر اخليها مثل امي وامك ، كنت احسب انها بتتطبع بأطباعنا ، بس تعبت يايبه تعبت .
بغضب : في نفس هالمجلس ونفس هالوقت ، قبل سنه قلت لك ياولدي {فأمسكوهن بمعروف أو سرحهن بمعروف} ، وش قلت لي حزتها تذكر !
نظر للارض بخجل ..
بينما ذلك الاب اكمل بكل قهر : الحين تبي تقهرها وتحرمها من ضنآها ! قلت لها -
واكمل يُقلد صوته : يبه أنا مقدر مقدر أنا احبها .. وعاد صوته .. بتخليها عندك وتنثبر ،، والا البيت يتعذرك !
سعد بصدمه : يبه هنت عليك عشان مصريه !
بدّقه : الحين بس صارت مصريه ؟!!
,,
نظر للجازي فإذا بها تُداري صدمتها وتخرج ...


...................

يُخيّل الي انه يبتسم ! جميله هي ابتسامته ، جميله ماذا ! ماذا قلت ! ابتسامه مُخادع لا اكثر

في حين التفتت حياه إلى عمها وقامت بالتحدث معه عن مشكله صاحب العماره ! وكيف لها ان تبحث عن مسكن آخر !
,,,

إذا به يرى جوال ضخم ! اخذ يقلّب به ، لعله يجد لوحة المفاتيح ، ولكن دون جدوى ! آخر عهدٍ به ، جوال يفي بالغرض ، شاشه صغيره إضاءتها صفراء ، ولوحه مفاتيح طويلة نحيفة , ولكن هذا يختلف تماما ، يبدو انيقاً بلونه الابيض ! كبياض يدها ، يريد ان يوصل لها رسالة ، يريد ان يُحديثها ع انفراد ! ولكن كيف ؟!!!


حسناً اذن لن استسلم ، فليذهب للجحيم هذا الجهاز البائس ، استخرجتُ ريال بصورة مليكنا السابق ! فهذا ما في حوزتي ، يقولون أن مليكنا تغير ، وتغيراً أحوال بلدنا ،، حسناً لا يهم ، لا يهمني سوا حياتي التي أمامي وتتحدث مع والدي ، متناسيه ، أو تتناسى وجودي !

...................


يتناسى تأنيب الضمير : بل عليك ذاكره ! ، هم ما هميتيني
بغيض : انت مريض عندي ! احترم نفسك !!
بعدم اهتمام : حاظر دكتوره
: نفسيتك اوكيه ! نبدأ ؟
اخذ يسترجع بذاكرته للوراء ، من هي ؟! اُريد تذّكر الموقف ، اُريد تذكرت تلك 'الملسونه'
: الو ؟!
انتبه لروحه : معك معك
: ننزل تحت بالحديقة ونبدأ بأول جلسه
نظرت إلى مُساعده : بدر تقدر تتفضل
بقوه : قلنا دكتوره صدقت نفسها ، شلك ببدر !! وبأمر : بدر اجلس !!
في هذه الاثناء دخل المدير مصطفى ، نظرت نور إلى مصطفى باندهاش !! المدير مصطفى بجلالة قدره في مكتبي ! اذكُر اخر مره اتى بها إلى هنا ، حين ترقيّت ووُضعت بمكتب انفرادي !! منذُ خمسة اشهر !! هه ! بركات ذلك المعجب

: ازيك استاذ ، ان شاء الله مرتاح مع دكتورتنا القميله دي ، دنتا عارف .....
تسمع له وتقول في جوفها ياه بدأ بالحديث ! اذن لن ينتهي
واخذ يثرثر : بُص بأه ، متل ما أُلت دنتا عارف كل المكفوفين بيطلبوها .....
نظرت له باندهاش ! يطلبونني !! اذن وماذا عن الدكتور عماد ، نظر لها وهو يُغمز بعينيه بأن تُكمل ما بدأه ولا تُنكره

لحِظ معجب السكون ، وحس بهم : مو اني اعمى قمتوا تاخذون راحتكم !! ، تراني احس !! ولايتناجى اثنان دون الثالث
: كويس طلع من لسانك كلام حلو !
بصوت مرتفع : نور !
نظرت للأرض : اسفه استاذ مصطفى ..

من هو ذلك المصطفى ! لتتغير نبرة صوتها للخضوع !! اذن فهي تخافه !
ابتسم بخبث : استاذ ، تعرف ان دكتوووره نور تعارضني !
: تعارضك ! بإيه ؟!
: مممم بأنها تقول لبدر تقدر تتفضل ! وهذي تعتبر خلوه !!
جن جنونها : قللللت ننزل تحت بالحديقة ، يعني كل امة لا اله الا الله فيه !
ابتسم معجب ، يشعر بنشوه حين يسمع صوتها الحاد ويثير غيضها : ها وش تقول استاذ !
احتار مصطفى ماذا يقول !
: أنا اقول انه اليوم ما فيه جلسه ، نبدأ جلساتنا من الاحد وحبذا بدر يوصلك ويتوكل ، والا ما بتجدي نفع ..

سمِع صوت خطواتها مسرعة ، وخرجت من المكتب ، ثواني فقط ، ويعود له رائحتها ، هل بدأ 'يُخّرف'
: نسيت شنطتي ، تقدرون تستريحون المكتب مكتبكم ،
والتفت ناحية سُندس ، : حبيبتي لا تنسين تقفلين المكتب !

في هذه الاثناء ، تلقى مصطفى اتصالاً هاتفياً وانشغل به ..

ماذا تقصد ! يعني 'افهموها واطلعوا' : لحظه ! مو ع كيفك تقريرين فيه جلسه اليوم او لا !
أنا انسان مشغول ، جاي مصر لهالشي ، و بأرجع بأسرع وقت !
: اوه مشغول ، في اي مباراة استاذ معجب !
ضربت ع الوتر الحساس ، قال بغضب : انتِ شلون بتعالجين نفسيتي وانتِ من اليوم تتريقين وتتشمتين !
ضرب بدر بيده وتوجه للأمام ، لا يعلم ولا يعرف المكان ! لكنها اغضبته ! منذُ ان تقابلنا وهي لم ترحمني !
حل محل الغضب الدهشة ، حين لامست اطراف اصابعه ، اصابع في غاية النعومة !
: معجب لازم تتحمل ، متعمده اثير غضبك ، عشان تعرف كيف تسيطر ع اعصابك ، إذا استهزأ فيك احد تقدر تهّمشه ، وبصوت هامس : فهمت

لا يستطيع الحراك ، لا يسمع ما تقول ، كيف لها بأن تُغير مزاجي !
سمعها تقول لبدر : انتهت الجلسه الاولى ، تقدر تاخذه

وخرجت مره اخرى !!


…………….




نزلت للطابق السفلي للمطبخ ، لتقوم بتعبئة 'جيك الماء' وفي سرحانها ، من يظن نفسه ذلك الكريه ! ، وفي غمرة هاجسها ، احست بأنفاس كريهة حول عُنقها وبفحيح : حامض ع بوزك توافقين !
صكت ع اسنانها : وخر عني لا ازعق وانادي امي تشوف وش هالمسخره !
اراد ان يُقبلها ، حاولت ان تبتعد ، ولكن ذلك الكريه ، يؤلمها بشده عليها ، قبلها بشهوة حيوانيه : توني ما شبعت منك ! وبعدين انتِ لي ، زواج ما فيه

بقرف : خاف ربك ! تحسب اني زي امي بسكت و'ادربي راسي' ! لا تراني نعمه ! اصحى ع نفسك
لكمته من مكانٍ حسّاس ، وركضت إلى غرفتها ..

دخلت ، واقفلت الباب ، اتكأت عليه وهي تلهث ، أغمضت عينيها ، وضعت يدها ع نبض قلبها ، ينبض بقوه ! أنا خائفة للغاية ، ليس لدي ما اتمسك به واحرص عليه سوى ذلك الشرف ..

غسلت عُنقها بالصابون ، وكأنها تزيل اثر تلك القبلة ! ، توضأت وصلت الاستخارة ، ومن ثم ناجت ربها بصلاة الوتر ، ونامت براحة نسبيه وهي تُفكر في امرٍ عزمت ع تنفيذه غداً صباحاً

..................


الهذا القدر هانت عليك ابنتك يا ابي ! هل كُنت تُريدني ان تُيّتمني قبل وفاة امي !
شكراً لك يا ابي حمد ، فلولا الله ثم عدلك لما عيشتُ اول سنة من سنوآت عمري في حضن امي ..
صحيح انني لا اذكُرها ،، ولا اذكر تتلك المشاعر .. ولكنها ستبقى في ذاكرتي ، لأُرويها لطفلتي غداً بإذن الله .. سأحكي لها عن سنتي الاولى فقط ، وعن حياتي مع امي الحبيبه .. وستكون نسج خيالي ايضاً ,,

في هذه الاثناء ، تخيلت ماهر اباً لها , اجتاحها الخجل من ذلك التفككير


اخذت هاتفها ، نظرت لاخر ظهور له ' اذ انه منذ ان انهى حديثه معها بذلك التهديد ، لم يدخل بعد ..

طبعت له 'الحرباء كم لها من لون ؟! '

..............
قرأت ع ذلك الريال الموضوع ع الطاوله :
(جهزي اغراض بُشراي , واغراضك ! بكره العصر بأخذكم )



هكذا إذن ! أسلوب أمر!! لا يا خلف لا تظنني

'"ع حطّت يدك'

تسع سنوات كفيله بأن تُغيرني ، وتقويني ايضاً

اتصلت ع احلام وطلبت منها رقم ذاك الخلف ! ومن ثم اتصلت عليه فمجرد ما انقطع صوت الانتظار انهالتُ عليه بصوتٍ اشبه بالغضب
: مين انت عشان تتأمر ؟ ها ؟ تبي عيالك خذهم , ، انت ابوهم واولى فيهم ، لكن أنا مالك شغل فيني !!! تسمع
,,

أي مساء هذا ؟ فقبل ان اضع جهازي ع وضع الصامت إذا به يرن ! من !! فلا احد يعرفُ رقمي , سوا والدي واحلام , ، فاليوم اشتريتُه
,,
فإذا بي اسمع صوتها العذب

تتحدث بسرعه بالغه كعادتها ، تصرخ ، وانا ابتسم فقط ، تمنيت أنا يصل لها صوتٌ بداخلي 'اشتقتُ اليك صغيرتي" '
,,,

لم لا يرد ! هل هو نوع من الاستحقار !! نعم فهو يفعلها ذلك الخلف !!!
آوه لا ! لقد تذكرت !! هو ابكم !!! أي لايتكلم ! ارتبكت وبدون شعور اقفلتُ الخط ، من متسرعه حمقاء يالي

فاذا به يردُ عليها برساله نصيه :"لا ما سمعت"


اشتطات غضباً لترد : 'المهم رجعه ما برجع ، وش لك فيني اصلا ! والا نسيت انك مالك سلطه علي يا طليقي

جن جنونه ، كيف لتلك الصغيرة ان تجرؤ ع قول ذلك تلك الـ ،،

سريعة اخذ يكتب " ربع ساعه ان ما طلعتي ، لي تفاهم مع صاحب العمارة بحركه

اخليه يجرجرك ي طليقتي "

ارتجفت اطرافي، ذلك المجنون , سيفعلها وكيف لايفعلها وهو لا يبالي باحد والاعظم من ذلك خريج سجون !!

.............

في حديقة الدار ، ع مقاعد خشبية متقابلة
:كيفك اليوم ؟
: بدون رسميات ، بسرعه نبدأ الجلسة
تنهدت ، هالانسان صعب : لازم تشوف اللي حولك ، اوصف لي المكان
وبلا شعور اغمض عينيه ،رغم انها لا تفرق لديه ، : اتخيل مكان فيه خضره و شجر لأني اسمع صوت العصافير فوقنا ، اتخيل ..
قطعت حديثه : لا تقول اتخيل ! قول اشوف
بطاعة : اشوف بُحيره صغيره ، اشوف كل شيء حلو ، وبشقاوة : الا بنت قدامي ، مدري ليش اتخيلها بشعه !
نظرت إلى ابتسامته ، ياه كم هو وديع حين يبتسم وبابتسامه: ايه وبعد
: يقولون انها دكتوره ، فما ادري ليش متخيلها بنظاره دائريه ووجهها طويل وملامحها شينه ! ، مدري شلون رضيت فيها وو ..
: ما تلاحظ انك طّولتها !

بدأت تكتب ملاحظتها ، حسناً اذن ، يجب ان اُعامله بأسلوب 'المساير' فان عاندته فلن يُكمل الجلسة ، يجب ان نذهب غداً لمكان بائس ، فيجب ان اعرف ردة فعله
، وبينما نور تدّون اخر ملاحظاتها إذا به يقول
: اكتبي بعد عن ذيك البنت ان 'رائحتُها مُسكره'

…………………………..


عندما ذهبت امها للمشغل ، لتأخذ 'الغله' ، وزوج امها للعمل ، واخوتها الصغار كلن في مدرسته ..

ركضت لغرفة امها ، اخذت تُقلب في الاوراق ، تريد ان تصل إلى اعمامها ، تتُريدهم سندٌ لها امام ذلك الخطيب ... وفي قمة انشغالها ، سمعت صوت ، ذلك الخائن في عمله ، ماذلك الصوت ، اقترب الصوت اكثر فأكثر ، وبربكه ادخلت اوراق كانت تحملها في صدرها ، وخوفاً بأن يكون زوج امها ، اتى وهي في غرفته ! اذن هي تمشي إلى جهنهم بقدميها ..

لا يُسعفها الوقت لا تخرج من الغرفة ، اختبأت بين خزانة الملابس ، واذا بها تسمع صوت والدتها ، وصوت رجل ٍغريب !

دقيقة ! ما هذا المنظر البشع !!!

تتمايل والدتها امامه ، بشكل مقزز ! تخلع 'الجاكيت' وتجلس ب'بدي ' ، يُقبلها بشغف ، بكل مكان في جسمها !! ، ارادت ان تستفرغ فعلاً وهي ترا والدتها ورجل اجنبي عنها ! بهذا المنظر المخزي

بهُيام : حبيبتي انتِ ، واخيراً تكرمتي علينا وعزمتينا !
بدلع لا يليق بعمرها ! : شسوي بجاسم ، حكره حكره ، مدري شفيه صاير يحب البيت
ارد ان يتحدث ، فصاح هاتفه : ثواني حياتي ، بس ارد
هزت رأسها ، واخذت تلعب بأصابعه تارة ، وتضع رأسها ع صدره تارة اخرى ، كل هذا امام ناظري ابنتها !!

ما اصدق ! اهرب ؟ أنهار؟ اصدق اللي شافته عيوني ؟ امي قدوتي تسوي كذا !! صدق هالمثل
'من دق باب الناس دقوا بابه'

حينما رأته يفتح ازّرة امها التي كانت في غايه سُكرها ، ذُهلت ! لم تقدر ع التحمل اكثر وخرجت من الخزانة كـ سارقه شيء ما ، اما عن والدتها وذلك الرجل فلم يشعروا بها !


........

في الـ 'استيديو'
بابتسامه راحه : بغيت تجيب العيد ، لعد تنفعل مع المُراسلين
ولازال حديث ذلك المُراسل يرن في اذنه ، وبحماس غاضب : عاصم مو قهر اللي يصير لهم وحنا مكتفين يدينا !
بعقلانيه : يعني ع اساس عصبيتك وتعديك للخطوط الحمراء بتحل مشكلتهم !
سكن قليلاً : بس والله غبينه ، بالنهايه كلنا مسلمين !

دخل المخرج وضرب بيده ع جبين ماهر : مره ثانيه تسويها نطّلعك برا القناة
وضحك وضحك معه عاصم ..

عاصم باستنكار : غريبه ساكت !
-نظر له واذا به يبتسم لهاتفه ، نظر للمخرج وغمز له : خذ راحتك


,,


قرأ عبارتها 'الحرباء كم لها من لون ؟! ' وبابتسامه فيها جنون هالبنيه ، صادقين الناس ..

ردّ عليها 'جدك قالك اني مُذيع بقناة اخبار والا قناة وثائقيه '
اتاه الرد 'مو اسمه جدك ! اسمه خالي ، يااستاذ '
بعبط 'جدك قالك اني مُذيع بقناة اخبار والا استاذ ! '

لم تمضي ثواني ، حتى اتاه صوتها : احد قالك انك خقيف الدم
وقبل ان يتحدث ، اكملت : اوه اسفين نسينا نتقي شر الحليم إذا غضب !
ولا كأنه يسمع : ليش تسألين عن الحرباء !
: لان جدي زوجني حرباء !!
بضحكه : كفوك
انتظر عصبيتها ، نبرتها المرتفعه دليل الغضب : طوط طوط

نظر إلى رسالتها ''لو سمحت لازم ننفصل ، أنا ممكن اتحمل ملاغتك ، بس ما اتحمل انقلابك هذا ''

رد 'اجيك الليله ونتفاهم'

قرأ '' مايححتاج تجي نتفاهم بالتلفون''

وبمكر 'خلاص أجل انسي سالفة الانفصال '

ابتسم حين قرأ ''ننتظرك على العشاء''




.................

"مكره اخاك لا بطل '' فلقد ضعفت امام نظرات عمي المترجيه بأن اقبل بعرضه ان اعود تحت عصمة ذلك الخلف ع ورق فقط 'لكي اكون مُحرم له ' هه ! فسأعود لمنزله ، ومن حق ابيه ان يخاف ع ابنه !
"مكره اخاك لا بطل ''خرجتُ من منزلي الصغير أنا وتوأماي لـ مسقط رأسي ، منزل عمي حيثُ تربيتُ فيه ، عُدت من حيث بدأت

.......................


اشتريتُ له نظاره سودا ، فأنا أشعر بنظراته ! رغم انه لا يراني !! فتلك العيون تُربكني عن اكمال الجلسة ،

حسستُ بقربها ، وضعت نظاره ع عيني !

ازالها بغضب : كم مرره قلت لك قبل لا تسوين اي شيء تقولين لي ! مو تتحكمين فيني ع كيفك !

وكأنها توقعت ردة فعله : اسفين حضرت سموك ! لكن احنا بننزل مكان عام ، ومنعاً للأحراج تلبسها ! لأجل يعرفون انك مكفوف

بضجر : مكفوف مكفوف مكفوف ، طيب درينا وبعدين ! في احد ما عرف عن ابن بندر وعماه ! ما بلبسها عناد !

جلست امامه : وما بروح معك ، روح لوحدك عناد !
ضرب بعصاته : يعني لازم كلامك هو اللي يمشي !
: بكره بقولك قصة كفيفه كانت مثلك ! مثل عنادك ، مثل قسوتك ع روحك !
جلس جلسة القرفصاء ع الكُرسي : وهذي قعده ، يلا قوليها لي ، بلاش نروح لمكان عام !

نعم أنا خائف ، فلا اُريد رؤية الناس ، بصعوبة اعتدت ع اهل الدار ، لا اُريد ان اخرج للعالم الخارجي وانا مكفوف ! لا اتحمل نظرة الشفقة ! لا اتحمل نظرة الدهشة ، لا اريد ان اسمع تلك العبارة مرات اُخر ''ابن بندر اللاعب صار اعمى يا حياتي ، مسكين والله !! ''

: معجب ، ارفع راسك ! لا تخاف ، لا يهمونك ! خلك جبل ما كل ريحٍ تهزه !
بعبط : انتِ مسويه اتصال لاسلكي بقريني !
بضحكه : ترا اقدر اسوي اتصال مع حواسك ، وتلبس النظارة بدون شوشره ..
تنهد : نلبسها ليش ما نلبسها ؟!

نظرت له ، ما اجملك ي معجب حين تكون مطيع ! ، مدّت يدها اليه وبصوت مرِح : ترا فيه يد ممدوه ! ، ها علمتك
ابتسم وحاول ان يصل إلى يديها ، امسك بها وعبروا الطريق لـ مكانٍ عام


...........



ما ان وصلتُ غرفتي الا وقواي انهارت ، امي ارجوك لا ، ليتني مت قبل ان اراك بتلك الوضعية !
بكيت حتى جف دمعي ، غرقت في نوم مليء بالكوابيس حتى أيقظتني يد امي بكلماتها ، التي طالما ظننتها دافئة : حبيبتي بسم الله عليك شفيك تلهثين ! ونفسك مضطرب ! ، حلم شين انفثي ع يسارك وتعوذي من ابليس ..
تنظر لها بعتب : يمه ليش أنا عايشه ! ليتني مت مع ابوي !
بتعجب : ابوك !-تلعثمت - آه ابوك الله يرحمه حبيبتي ، استغفري ربك
دون ان تشعر بتلعثم والدتها : يمه ، ترا محد نافعك بدنياك غير عملك الصالح !
باستنكار : بنيتي !-وكأن ع رأسها 'بطحه'-شايفه علي شيء ؟ عشان تقولين هالكلام
ليس لها مزاج بالحديث : بصلي الظهر ، عن اذنك

سقطت من يدها مشابيك شعرها 'دّنقت' لتأخذها ، سقطت الورقة من جيبها ، أخبأت الورقة خلف ظهرها وابتسمت لامها 'ابتسامه غبيه'

نظرت الام بريبه : نعمه ! انتِ مو طبيعية اليوم ؟
-بصوت عالي-تعالي قولي لي وش سالفتك وسالفه الورقة اللي معك !

باستعجال : ولا شي و لا شي ، ما فيه شيء مهم ، ايه ايه ما فيه شيء مهم ، ودخلت دورة المياه ، وكعادتها اقفلت الباب قفلتين
,,,

فتحت الصنبور ، لتوهم والدتها بأنها تتوضأ ، فتحت الورقة باستعجال ، كلام يطول ، وعلى رأسها 'ورقة طلاق' ، اسم والدتي ، واسم والدي ، وتاريخ الطلاق ، قبل وفاته بسويعات ! اذن والدتي مطلقة وليست ارمله ! ... لابد ان اُفاتح والدتي بالموضوع !! وماذا عن موضوع اعمامي 'ولي امري' وماذا عن مستقبلي ! لا يهم ابي اولى ...

...........



: بنتي بتتزوج ! متى !!
: أنا مدري وش مصبرك ماتقولين شيء ! سعد وتوفى ، وحمد باقي خطوه وحده للقبر ، بنتك بتتزوج وللحين ماتدري انك حيه
تُمثل الطيبه : ولا ابيها تدري ، أنا ابي اتطمن عليها من بعيد ..
برحمه : خلاص ابشري ، اول مايحددون موعد العرس بخبرك ..

اغلقت الخط , وقالت في نفسها بخبث ,, ان ماخربت زواجك يابنت ابوك ما اكون فتحيّه

................

70انوار 11-09-13 04:14 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
سلمت ايديك على ااسلوبك الراقي وعنوان الروايه المميز:55:

19_soma_ 13-09-13 02:25 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 70انوار (المشاركة 3369867)
سلمت ايديك على ااسلوبك الراقي وعنوان الروايه المميز:55:

ربي يخليك حبيبتي

وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم

19_soma_ 17-09-13 09:45 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
احتياجاتي الخاصة - الثالثة –
..........
***لا تنسوا فرائضكم جميلاتي ***

...........
في سيارة خلف - السعودية

اُكاد ارقصُ فرحاً ، وافقت ع العوده بعد جهدٍ جهيد ، بعد ان كتبت لي بُنود مطّوله وكل ماعلي وضع علامة صغيره امام كل بند بـ "صح" ..
كدت اجن حين رأيت ضمن البنود .. ''ما تخبّر التؤام انك ابوهم ، لاتفجعهم ، أنا بعلمهم بشوي شوي"
رفعتُ رأسي إلى حياتي واذا بها ترفع حاجبها الايسر وتعني "'فيك خير ارفض"
اشتقتها ، اشتقتُ لدائرة وجهها ، لدمعة عينها ، حين ارفعُ نبرة صوتي ، اشتقت لشفتيها الصغيرتين ، اشتاقُها كلها ..

خرجنا سويه ، أنا وصغيرتي وتوأماي ، اتجهتُ بسيارتي لمنزلنا حيثُ كنّا سابقاً ،، سمعتُ صوت صغير يقول : ماما ليش تركبين قدام ، انتي مع عمو ابو عمر –سائق الحافلة- تركبين معنا ورا
ارتبكتُ ، تلك الذكيه : رغد حبيبتي هذا لانه ولد جدو
لمحتُ ابتسامته الجانبيه : مافيه شيء يدعي انك تبتسم
رأها ترفع عبائتها ، وتذكر بند من بنودها وابتسم ابتسامه اكبر ، بحممقق : خللف شف طريقك لايصير لنا حادث وتنشل بعد
تُريدين اغاضتي حسناً فأنا 'فدوه عينيك ' واشار لها بـيده ع حجابها وبغمزه بمعنى 'الوعد قدام"
تلك الصغيره شرطت بأن تجلس بحجابها امامي ! هل لها بأن تعرف كم عيني اشتاق رؤية لمعان شعرها ، كم اشتاقُ لرائحته ! لا استطيح التحمل اريد الوصول إلى بيتنا بسرعه
..
تُربكني نظراته ذلك المخُادع ، يظن انني سأهيم به واُسلم له امري ! بمحاولة تجاهل شعورها : مضيع شيء بوجهي
اشار بيده ع قلبه واعاده نظره للطريق



.......

القاهره

فتاة قصيرة القامه ممسكه برجل عريض بنظارةٍ سوداء وعصا منقوشه واضح ع صاحبها بالثراء ، يعبرون الطريق للوصول إلى مقهى في سوق كبير ،

ع الهاتف
: هذا هو مع دكتوره نور ياباشا
: تروح لهم وتسوي اللي قلت لك عليه ! فاهمني ؟!
: ع امرك

,,,

يسمع ضجة الناس ، صوت الالعاب الكهربائية ، وصراخ الاطفال ممزوجة مع ضحكاتهم ،، اراد الانسحاب ، توقف ، تراجع للخلف ، حسّ بضغطتها ع يده تؤازره ،، امشي معها يا معجب فهي دكتورتك !

حقاً انني مرتبكه من نظرات الناس لي ! سيُسيؤن الظن ، ليتني لم اخلع الـ 'بالطو' وبطاقتي ...

بهمس : معجب
: ها
: انت قوي
: أنا مو معجب ، أنا واحد غير ، ليش اخافهم ليش راحت قوتي مع نظري ، ليش راح غروري مع هالحادث ، أنا بطلع ما اتحمل
آلمت قلبها تلك الكلمات : معجب وصلنا الكوفي خلاص ، قدامك درجه وعلى اليسار طاوله فاضيه ، راح نجلس فيها !

رفع قدمه كما قالت انه يوجد 'عتبه' تحسس المقاعد وجلس ع اقربها لديه ..
: تحتاج تشرب شيء معين او اختار لك ع ذوقي ؟!
رفع يده من يدها وكأنها شيء 'مُقرف' : إلى هنا انتهت مهمتك ! وما بي شيء
عقّدت حاجبيها : معجب قصّر حسك ، الناس حولنا ، حاول تمسك اعصابك ، ترانا موب بالدار !

بتأفف : متى نرجع للدار ، ومتى تخلص هالجلسه !
: ليش هي بدت اصلا !

بنرفزه : أنا بروح دورات المياه ، لو سمحت لا تتحرك ، بدر مو هنا ، والمكان غريب عليك !
بتذمر : أنا مو طفل تعامليني هالمعامله
: أنا مسؤوله عنك ، فلو سمحت تصرف بطاعة لو هالمره !

تخرج من هنا ويدخل ذاك الشخص المُراقب لهما من هُنا !

........

المنزل , العمل- السعودية

ماذا بها ابنتي ؟ انها ع غير العادة ! ، فتحت هاتفها ، وطبعت : حبيبي نعمه مو طبيعية ، تتوقع مضطربة عشان موضوع العريس ؟

وبالجهة الاخرى ، جاسم في دوامه , خرج منه عميل ، رنّ هاتفه بوصول رساله ، حبيبي ! منذ متى وسلوى تُناديني بـ حبيبي ! ، لا يهم الان ، المهم هو نعمه ، مابها ؟ لابد ان اُحادثها

وطبع : ما يخالف -مجاراة لما كتبت- 'حبيبتي' ، خليها ع راحتها شوي ، هي مو مستوعبه الموضوع للحين

اتآه الرد : شفيك بارد ؟ وكأنه ما يهمك امر بنتا ؟!
طبع باستنكار : بنتنا !

دخلتُ إذا بأمي -شهقت- بقوه ، اثر رساله اتتها ، بكراهية : يمه ، ابي اكلمك بموضوع !
سلوى -في نفسها- ياربي وش هبّببت أنا ! دزيتها لجاسم بالغلط

استدركت الوضع وطبعت ، وهي لا تشعر بنعمه : ايه ايه بنتنا $: مو دايم تقول نعمه كأنها بنتي ؟!

سأعود مبكراً لاراهمها ، قرأ ردّها ، ووضع هاتفه بجيبه .. حدّث نفسه : والله انتِ اللي مو طبيعية مو نعمه !

.........

قصر العم ابو خلف

استقبلتنا احلام بفرحه : واخيراً واخيراً نورتي والله ،
وذهبت تحضن ابنيّ اخييها ..
فإذا بزوجة عمها تدخل ، وبسخريه : شرفتي ، عقب هياته تسع سنوات ! رجعتي
نظر لها خلف بتهديد ، وهزّ كتف احلام وهي تُلاعب طفلاه ، بأن تراه ، واشار لها بحركات سريعه تدل ع غضبه ، وكل مره يُخطيء ويُعيد الحركه ، احلام بتعجب : ماما يقولك ان تكلمتي كلمة ثانيه راح يفتح اوراق قديمه
والتفت ع اخيها بتساؤل : خلف وش معنى اوراق قديمه
لم تفت تلك العصبيه وكلمة 'اوراق قديمه ' من حياة ، نظرت له ، فإذا به ينظرها بأن 'تفكّه من اسئله احلام"
رحمته وبتلفيق : احلام حبيبتي ، مايقصد خلف اوراق قديمه ، شكلك مافهمتي حركته
وبضحكة لخلف -كتمثيل- : خلف وش هالموقع اللي اخذتوا دورتكم فيه ! يبي لكم موقع ثاني ، وبنظره إلى سلمى : وانا وسلمى بنكون معكم ! مايحتاج وسيط ..
نظر لها بامتنان ، تقدم احلام وطفلاه ، قبّل جبينها امامهم كـ شكر ، ودخل غرفته ..

اشتعلت من حركته ، بينما سلمى بسخريه : استحيتي ! لو انها بمكان ثاني وش بتسوين
التهت بخلع عبائتها وبنفسها تدعي عليه ، هكذا يُحرجها امامهم : الحياء شعبه من الايمان


....................

مصر – ذلك المقهى

: انت حضرتك استاد مُعجب !
رفع رأسه تجاه الصوت : ايه نعم !
: عفوا ، لكن البنت اللي معاك اخُتطفت ! وباين عليك مابتعرفش ، وجيت اساعدك
برُعب : اختطفت !! شلون ! ومتى !! تو كانت عندي !! ، ضرب برجله ع الارض ..
: ما تخاف ولا حاقه ، أولت لأصحابي يمسكونهم ، تعال معاي

ركبت معه ، اين هي ! نور ، ماذا يُريدون منك ! ثواني واذا به يسمع صوت ضحكات يُخيل له بأنها ضحك شر ! اذن أنا من خُدعت ! ونور لم تُخطف !

: عرفتني ! وين ابن عمك يجي يساعدك !! أجل أنا تطردني من عملي ومن ديرتي بدون اي وجه حق !
انه دكتور ريان اذن ! بتعجب : نعم !!
بحقد : تحسب اني بخليك تسرح وتمرح ! وانت قاطع رزقي ، لا حبيبي أنا مراقبك عدل !
اتى صوت العبد المأمور : انتهى دوري يا باشا ؟!
: خلك قريب ، فيما لو ما سمع الكلام -وبسخريه- هالبطل ، راح نضطر نمسك نور بعد !
تحرك من مكانه : الا نور ! شلكم شغل فيها !
وباستهزاء : وصرنا نخاف والله !
بصوت عالي : ريان ! خلك رجال وتفاهم مع رجال !

,,,,
هُنالك , في ذلك المقهى ,, خرجت من دورات المياه ،
وصلت لمكانهما ، لم تجده ! ، لم تجد له اثر !!! 'نغزها' قلبها ، تجاهلت ذلك الشعور ،

اخذ تسأل عنه بين هذه وتلك ، ولا
مُجيب ,, اجابها رجل كبير في السن بـ : خرج مع رجل 'صعيدي' يبدو انه تلقى خبر مُحزن ،
اتصلتُ ع استاذ مصطفى وزميلاتي لعل لديهم خبر عن ذلك العنيد


يارب احفظه بعينك التي لا
تنام ،،


وفي تلك الاثناء تدور نور
,, لماذا غاب من ذهنها ..؟ كالمجنونة ، تبحث عنه ، دون جدوى ، تذكرت رقم جواله

رد عليها برسميه : اهلين نور أنا بخير ، راح أجل
الجلسة
بعصبيه : وش اللي أنا بخير ، وتقولها بارده مبّرده ، انت وينك !! حتى بدر يقول مو عندي


صكّ ع اسنانه : قلت لك بخير , شغل طارئ

ركبها شيطان :
فجأة بنص الجلسة !
! طيب كان قلت لي ، تكلمت شيء
بعدين ليش صوتك بعيد !

اتاها صوت ضخم :
انتو متأكدين ان العلاقة اللي بينكم –وبسخرية- علاقة علاج وعمل فقط !

سمعت ضحك ,
ومن ثم قُطع الصوت مره اخرى


اخذت تربط الاحداث ، قيل لها انه خرج وهو غاضب ، والان يتكلم برسميه ، وصوت ساخر بجانبه ,, والهاتف على "السبيكر"
ما الذي يجري ؟؟


.........

منزل جاسم

عندما خرج من منزلها ، وفي طريقه ، تفقّد نظارته ، فقد آذته الشمس ،نظارته وبوكه الشخصي هُناك في غرفتها ,, لابأس سأعود حينما اُنهي ما بيدي .. فذلك الجاسم ينتهي من عمله الساعة الثالثة عصرا
,,,

بضجر : يمه !
سلوى : هلا هلا يا ببنتي ، تعالي تعالي عندي
لازالت واقفه : يمه شفيك شهقتي ! صاير شيء ؟
تدعي اللا اهتمام ، وتمسك 'الريموت' : صايرة مشكله بالمشغل
تجاوزت عنها : طيب يمه بسالك عن ابوي ! شفيه ؟! وشلون مات ؟ وليش عماني ما يسألون عني ! ، تراني كبرت ، وما عدت نعمه البزر اللي اي كلمه تقنعها !
رمت 'الريموت' : اوه علينا ، وش جاب طاري ابوك الحين ! ابوي وابوي وابوي ! ابلشتيني تراك !
ضربت برجلها ع الارض : وهذي وشي ! -رمت الورقة امامها- وش تدل عليه ؟ طّلقك قبل تاريخ وفاته بساعات ، طلقك بنفس اليوم اللي مات فيه -بهستيريّه- قولي لي وش سويتي فيه ! -بصوت ضعيف- إذا انتي فعلا هديتيني ، فأبوي اكيد كسرتي ظهره !

سمعا صوت تصفيق من الخلف : بروآڤو والله واخيراً جا هاليوم يا نعمه ! والله وكبرتي بعيني !
نهضت سلوى بعصبيه : خلاص عاد فضّوها سيره ويلا نتغدا
بعناد : مو قبل ما اعرف سبب الطلاق وسبب الوفاه

جلس بكل اريحيه : واللي يقولك ان ابوك اكتشف ان مرته تخونه ! وجته سكته !!
بصراخ : جاسم اوصصص ، لا تتبلى علي وتقول كلام كذب !

في هذه الاثناء ، اتت الخادمة : ماما في واحد يجي عند الباب ، يقول يبغى انتِ ...
بعصبيه : نعم انتِ الثانية ! -تُسكتها- ايه ايه خلاص حطي الغدا فكينا
-عادت لابنتها : قلت لا تصدقينه
نظرت لامها -بتبلد مشاعر- : بس أنا مصدقته ! لأني اصدق عيوني !! -التفتت ع ذلك الكريه- بس قولي ! شلون راضي فيها شلـ...
شُلت عن الكلام بسبب يد والدتها -تلك الدافئة سابقاً- ع خدها الممتلئ بالدموع : بس لين هنا وبس ، مهماً كان أنا اممك !!
بضياع : امي ! والام كدا تسوي ببنتها وابو بنتها ؟!
: ما سوت شيء بأبو بنتها ! معيشته ع كفوف الراحة

حينما اخبرته الخادمة بأن يدخل ، ابتسم ابتسامه سخريه - تلك المجنونة ، واذا خرجت نعمه من غرفتها !
دخل واذا به يسمع صُراخهم ، جاسم وسلوى ، جاسم عاد ! ،، استدار ليخرج ، ولكنه سمع صوتها البريء -والام كدا تسوي ببنتها وابو بنتها ؟!- جملة اقشعرت بها جسده

دخل وفي نفسه -خاربه خاربه- : جاسم حدك !
حين سمعه يقول : ما سوت شيء بأبو بنتها ! معيشته ع كفوف الراحة
: هلا هلا شّرفت ! اوه تجي بيتنا مرتين اليوم ؟ من وين طالعه الشمس ؟!
ارتعبت سلوى : عمر !
نعمه بتأتأته : انت ! انت ! انت اللي شفتك اليوم بغرفة امي وجاسم ! ايه انت -بضياع- لا موب انت ! انت ابوي عبد الله ! انت مين ,, تشبه صور ابوي عبد الله ! صح صح ؟ يعني ما مت ؟! لا انت تشبهني ، لا لا انت ... -وغابت عن الوعي-

سلوى بصراخ وتضرب خدها لكي تصحى : نعمه نعمه قومي ، احد فيكم يتحرك !
عمر ، وكأنها صحّته من غفلته بكلماتها تلك , اذ ان الجميع يُناديه بـ شبيه عبد الله , او عبد الله الصغير ، وذّكرته بالواقع والحقيقة المرة ، وطعنه لظهر اخيه ! خرج من المنزل بخطى ثقيلة ، لا يسمع صرخات سلوى ولا صوت جاسم وهو يقرأ عليها آيات بيّنات ، الان فقط رأى العالم ! ، منذُ عشرين سنه اُزالت الغشاوة عن عينه !



……………………
القاهره
فعلت كل مابوسعها ، تُريد ان تعرف اين هو ! وبينما نور تجري اتصالاتها ، وتسأل عنه هُنا وهُناك ، طُرق مكتبها ..

رفعت رأسها للباب بضيق : سندس قلت لك لحد يدخل ابي افكّر عدل
باعتذار : سوري دكتوره بس هذا رجل باين اول مره اشوفه يقول اسمه عز ومصّر يدخل ..
ببال مشغول : اياً كان
سندس بتنبيه : ممكن يكون عنده خبر عن معجب
بتشتت : اجل خليه يدخل

دخل رجل عريض وبُنيته 'جثله' .. يُخيل اليها فرد من افراد عصابة

كُنت اُريد ان اُهددها بـ معجب كما امر ريّان .. دكتوره نور ، تخيلتها كما قال لي صاحبي الصعيدي الذي اختطفف معجب ، وهو تحت عينه الان ، بأنها قصيرة القامه ، وترتدي نظارات دائرية كـ نظارات 'ستّه' ! ولكن ما اراه الان ليس كما تخلته ، فهي قمة الانوثه .. تخيلت نور امرأه مُسنّه فرأتها عيناي فتاة في كامل نُضجها

نظرت له بريبه : كيف اخدمك ؟
بجديه : أنا عندي اخبار تخص معجب
بلهفه : جد ! وينه ، شخباره ، اصلا ليش هو هناك
تغيرت ملامحها فجأه ! الهذه الدرجه تخاف عليه ! : احنا نبيك تجين -بتأتأه- عشان عشان ايه عشان تشوفينه
لم تفت عليها حركته وبحده : قلت الصدق عشان ايش !
باعتراف : دكتوره .. ريان بينه وبين معجب موقف سابق ! وجا وقت يرد له الدين

وقتها تذكرت دينه الذي عليها وتغاضت عنه 'من أجل ابيه بندر' : والمطلوب ؟
بمراوغه : فـ تبينه سليم تعالي معنا
بعصبيه : لو سمحتت
باريحيه : ريلاكس ريلاكس ، هذا كلام ريان ، كلامي أنا
بسرعه : اللي هو
بخفوت : نقلب ع ريان ! ، نمشي ع الكلام اللي يقوله بالاول ، لين يثق فينا ونطلع معجب
باستنكار : وش الدافع اللي يخليك تساعدنا
وهو ينظر للامام بعمق : لان ريان بكبره ادين له بعض الشي ، ولحاجه بنفسي ! تقدرين تقولين عصفورين بحجر

بنباهه : واقدر اعرف وشي الحاجه ؟

استقام واقفاً : أنا حاب اساعدك وتساعديني ، لكن يبدو انه ماودك ، -نظر اليها يُريدها ان تُغير رأيها- استئذن

بتشتت : طيب طيب ، اهم شيء معجب يكون بخير .
.. فهو امانه في عُنقها
رفع حاجبه الايسر ، واشار لها بأن تتقدمه ، ليذهبا إلى معجب


……………

استيقظت نعمه ورائحة المستشفى في انفها , رأت زوج امها بجانبها يقرأ قران .. والدتها اين ! لا تعلم !
لأول مره ترا الصدق في عينيه ! ولأول مره ترا الثقة والامان معه ، ولأول مره تنطق بـ عمي : عمي جاسم ، تكفى قلي كل شيء ! كرهت روحي وكرهت هالحياة

بحنيه : نعمه انتِ دايم تقولين لي 'ربي معاي وما بيخذلني' ، ليش تيأسين من هالحياة

نظرت له : تلومني ! اشوف تعاملك معي ، واتحمل وما بي اخذل امي ، في النهاية امي هي اللي خذلتني !! شفتهم بعيوني شفتهم وربي -وعادت تبكي-

لا يُريد ان يُفزعها بقربه ، تركها ع راحتها ونهض يسأل الدكتور عن حالتها ...

.............

في عيادة ذلك الريان- القاهره

دخلت وحاولت ان تمسك اعصابها : ممكن اعرف معجب وش سوّا لك ! وليش خذته عندك

يصغّر عينيه ليدقق النظر فيها : كذا سلامكم بالدار -وبسخريه- يَ دكتوره
كتمت غيضها : السلام عليكم
تجاهل سلامها : إذا خايفه ع معجب مني ، تعالجينه عندي ، تحت عيوني ! والا بتخسرينه ! واذا ع مديرك مصطفى كلمة توديه وكلمه تجيبه ، لاتحاتين ..
تجاهلت مايقول كـ تجاهله لها ونظرت إلى لوحة على مكتبه كتب عليها ريان وبجانبه
: ولا درست يا دكتور ان ردّ السلام واجب دال صغيرة
افحمته ، تلك الصغيرة -يبدو انها تشبهُني- وبابتسامه : والله واعرفت اختار
بنرفزه : المهم ابي اشوف معجب ..

,,,

في سيب صغير مظلم ، نظرت اليه بشفقة ، اين ذلك المعجب الانيق ! والمغرور .. اين انت يابندر لترى ابنك , لا ارى سوى جسمٌ هزيل
تنحنحت لتنبّهه بقدومها ، ولكنه مغلق عينيه وساكن ، يبدو انه لم يسمعني
جلست بجانبه ع ركبتيها ، مدّت يدها نحو وجهه ، مسحت باصبعها ع حاجبه لتُرتب شعراته ..

شممتُ رائحتها ، ولكنّي عند ذلك الريان ، ومن اين لها ان تعرف مكاني .. يبدو انني جُننت ! لا لم اُجن انني اسمع همسها : معجب انت بخير
رفع يده نحو يدها التي كانت ع وجهه وشدّ عليها ليتأكد هل هذه حقيقه : نور
بشفقه : شفيك معجب وش اللي جابك هنا ، وش سويت له ؟
بغرور : طردته من شغلته ، واشتغل هنا
تركت يده وبصدمه : متى تبطل غرور ، كافي يامعجب ! لو اني داريه ماحاتيتك ولا فكرت فيك اصلاً
يتخبط بيده ، يتحسس قُربها ، فقالت : اسمح لي أنا بطلع
وفي قلبها .. اسفه يامعجب بس هذي اوامر ريان لجل تطلع معي بسلام ..
بضعف ، لما لا يراها ويُمسك بيدها ؟ : نور ..
استدارت وبجديه : بكره بجيك ونكمل جلسات بعيادة الدكتور ريان ..
يكرهها عندما تتحدث برسميه معه ، فهو اعتاد عفويتها ، في هذه الايام ..
رفع يده ليبحث عن يدها ، أنا سيءّ الكلام ، لا اعرف الحديث ، وان تكلمت فأنا لا اتكلم بل اجرح ..
يُريد ان اضغط ع يدها ، ليوصل لها رسالة ، رسالة ندم رسالة اسف ، فهو قليل الكلام ..
نزّل رأسه : نور ، أنا فاشل في التعبير .. وعفا الله عما سلف ، لاتزيدينها علي

ان جلست اكثر ، فستضعف اكثر ، وترحمه ، فلا تُنفذ ماقاله ذلك الريان ، ومن ثم ستخسر معجب ..
تحركت لتخرج ، سقط ملفّها من يدها ، انحنت لتأخذه ، فيما احتضن وجهها بيداه : نور ! ريان وش قايل لك ، ليش متغيره ؟

اشتعلت : ممم معجب معليش لازم اروح ، زي ماقلت لك بكره نبدأ هنا
شدّ عليها : نور ، لاتصرفين ! احكي شقالك
نور ، لاتضعفي ، لاجلك فقط ، مسحت ع رأسه : مافيني شيء ، بس قل نوم ، انت لازم ترتاح ، وماتفكر الا بشي واحد
بصدق : بحياتي كلها ماقد اشغل تفكيري شيء ! الا بهالفتره الاخيره ، صاير تفكيري كله في نوري
ببراءه : لازم تتحمل ، كلنا فكرنا فيها قبلك ، العلاج هو كان ولازال شغلي الشاغل
بصوت عميق : بس أنا ما افكر بالعلاج ، افكر في نوري ، فيك انتي ! فتحت فاها : هآ
بهمس : انتي نوري


...................

في طهر بقاع الارض , في مسجد الحارة

اتصلت عليه ، رد بضيق : نعم يا سلوى نعم ، كافي اللي سويناه ، كافي دمار
بدهشه : وش اللي كافي قلي وشو !! ، لازم اقابلك ونقول لنعمه كل شيء ، الاوراق انكشفت
بجنون : الا نعمه لا تدري عن شيء ، كفايه اللي فيها ، كفايه خيبات !! ، ابوها عبد الله وبس !!
بوضوح : ترا نعمه كبرت ، ومو اي كلمه تقنعها !
خرج من المسجد بعجله : شوي وجاي للمستشفى ، ياويلك تقولين كلمه ، آآآخ بس الله ياخذ غلطتي ذيك ساعه وياخذ داك الوقت بكبره !!

... جميلاتي ، حبيت انبه نفسي قبل انبهكم بـ قال تعالى بالحديث القدسي ''يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار وفي رواية '' لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر'' .....



........

خرجت منه مسرعه ، تضطرب مشاعرها إذا تغيرت نبرته في حديثه ، سمعته : وبدينا نسجّ
ارتاعت ! : وه بسم الله
دقق النظر في عينيها : نور إذا انتي مو قد اللي تسوينه ، اقدر استبدلك بدكتوره اجود
ارتبكت من نظراتته : مدري مدري
فاجأها : تحبينه
: لا ! احبه ﻻﻻ ، ماحبه ماحبه
بتهديد : لو صار اعرفي اني بعيد كرّة معجب فيك ! راح تنسين حرف الدال
وكأنها رجعت لعقلها : أنا وافقت مو عشان تهددني -وبعصبيه- مو حاله ذي بتقعد تراقبني معه

تفجّر وجهها بالحمره من عصبيتها ، تعلمون ! تمنيت حينها ان ارفع هاتفي لاصّورها بتلك اللحظه ، ماذا اقول ! ومن تكون ، دكتوره تشتتغل عندك ياريان ليس الاّ
وبهدوء : ريان أنا لازم اقولك موضوع يخص معجب ، وصدقني بتقّدر ظروفه
وكأنه اراد ان يستفزها ، ليظهر ذلك الجمال : وييين ريان ! مصطفى تسمينه باسمه حاف
بغيض : حضرت سمو الاستاذ الدكتور ريان -بعمد- رحمه الله
رفعت رأسها له ، فإذا به يضحك بصوت عالي ! ذلك المجنون ، هُنا اعمى ، وهنا مجنون ! وفي نفسها:الله يستر علي بس

مرّ امامهم عز ، اخذ ينظر إلى ريان باستنكار !! ، نظر اليه ريان وكتم ضحكته و'نحنح' ، نظرت اليهما باستحقار ، وخرجت من العياده ...

يُمثل الجديه : ريان ميت يهودي
بفهاوه : الله يزيدهم
ضربه ع رأسه : صحصح معي ، ريان ويضحك ! ومع هالجنس ؟
بابتسامه : عز والله هالبنت مجنونه
بضحجر : شكلك مابتنفذ خطتك
تغير وجهه : الا هذي ، وش دخل هذي بذي



..........


في شقة ام نور ,, القاهره

اكلتُ قرصين من 'البندول' ويدي تأكُلني لتأخذ الثالثه ، في صراع .. : سأفعل ماقاله لي عز ، بها يُنفذ عز دينه مع ريان ، وانا اُوفيه لمعجب
صوت في دخلي : اين هي 'ضربة الصدر' امام حديث ابن بندر بأن تكوني عينيه خلال غُربته
صوت ثاني : ولكن لو علِم بندر ، بما فعله معجب ، سيُعفيني
صوت ثالث : سأخرج درجاتي العشر التي خسرتها من عينيه
صوت رابع : لكن هو مريض منذُ الصغير ....

وبدأت تسترجع رسالة بندر ، حينما اتتها رسالته ليلاً '' السلام عليكم بنتي ، أنا كلمت استاذ مصطفى وقال لي انك ماسكه حالة معجب ، معجب يابنتي عنده اعاقة منذ صغره نقص في اصابعه ان كنتي لاحظتي ، ومن صغره متحطم من كلام الاطفال بتعيرهم له بـ 'ابو تسع اصابع' واللي حوله ، انك مش مثلنا ، فصار عدواني ، مغرور ، يهمه كلامه بس ، وكان دايم كلامه لي : بخلي الناس تشوف وش اسوى ابو تسع اصابع ، فطلبتك تكونين له عون واخت له قبل تكونين دكتورته ، وان كنتي ماقدرتي تصرفت بأوراقه من دون مايحس لدار ثاني ... وشكراً ''

........


لتعلم ياريان انني اتحمل ذلك من أجل ان تُعالجني نور ، وليكون عذر لان اراها .. والا لاتصلت بوالدي ، وفعل مايجب ان يُفعل ، ابي ! صحيح ، لما لم يتصل علي ؟! ليست من عوائده ، تذكرتُ للتو ان هاتفي مع ذلك الشيطان ..
استعذتُ منه ونهضت للصلاة الضحى ..

بعد ان سلّم من صلاة الصبح التي اخذها من 'نورِه' ، في الآونة الاخيره اصبح يقتدي بها ، يفعل كل ماتفعله ، يتكلم كما تتكلم ، يأكل كما تأكل ...

:كيفك معجب
بطفش : زفت
:افا هذي وتو نور طالعه من عندك
تذكر ذلك الشيطان ونور ، كارثه ! : ممم لوسمحت اخوي ممكن خدمه
:عز معك عز
عز ، ابيك تحط عينك ع نور ، ترا ريان وصخ :
بضحكه : اوه وصخ ! ، لايسمعك ويكثّف العقاب
بنرفزه : والله ما اسكت له ، بس اطبخها صح اول
بجديه : معجب ، وش بينك وبين نور
بشجن : تمنيت اني اعمى من بدايه حياتي ، لجل تنّور لي طريقي ، هي نوري بعد ظلام عشته طول حياتي ،، صح ما كملت مده من عرفتها ، لكن قدرت تغير فيني اشياء واجد

عز بداخله .. وماتلك الاداة التي تمتلكها تلك النور ؟ منذُ ان رأيتها شعرت بأنها نورٌ للكون بأكمله .. -وبانتقام- هيَ من سأثق فيها بأن اقلبُ الطاولة ع صاحبي العزيز ريان


...............
السعودية

ذلك المنزل لم يتغير منذُ عشرون سنه بلونه البني ، فُتح له اطفال صغار ، يحملون براءة الدنيا ، وصوت مراهق ، يُفخم صوته لـ يُصبح كأبيه : تفضل تفضل
رأيتُ عينيه كأني ارى عيني بالمرآءه وبلين : انت ولد مين؟
بفخر : ولد ناصر بن محمد
واذا بصوت من بعيد : عمر ياولدي من عند الباب
اقشعر جسمي ، عمر ! اسمه عمر ! اخي ناصر يُسمي ابنه علي ! ماذا يُريد من هذه التسميه ! أنا لا اجلُب البركة ابداً ..
بصدمه : عمرر
بعبره : ايه عمر ياخوي يابعد عمر واهله
وكأنه استرجع الماضي : وش لك جاي بعد عشرين سنه ! مرت عبد الله الله يرحمه مو مكّفيتك ! ، والا ناوي تكمل ع حريمنا ؟
جُرح ، ينظر لاخيه يُريده ان يسكت ، ع الاقل من أجل هذا الرجل الصغير الذي يسمعهم ..
بثوره : مابسكت ! والا تبي تموتنا ناقصين عمر
برجاء : نخيتك ياخوي
فّز قلبه : نروح للمسجد ونشوف وش عندك ، بس بيتنا ، امي واهلي وحريم اخواني ! اسمح لي ما أمنك عليهم ..
كفى يا اخي ، فأنا لم اكن عمر ، بل كُنت ابليس بعينه .. احمد الله بأن ازال الغشاوة عن عيني ، وردّ النور إلى بصري .. فمن قال ان الاعمى اعمى البصر ! الاعمى هو اعمى البصيرة ...

,,,,


خرجا من المنزل ، حكا عمر لناصر مرض نعمه وصدمتها ، وأنه يخاف بأن يكون مصيرها كمصير عبد الله ..
بتأنيب ضمير : هذا اللي أنا اقترحه ياخوي ، قلي وش رايك ؟
بعتب : توك تستشيرني ! وينك هالعشرين سنه ، قلنا توفى اخونا ولازم تصحح غلطتك بزواجك منها ، ورفضت .. وتزوجت هالجاسم اللي لايهش ولاينش ..
بصدق : تزوجته ورقياً ، والا جسدياً وروحياً إلى امس وهي معاي
بغضب : ايش
استقام في وقفته واكمل : وانا اللي قلت حاس بغلطته وخايف يرجع لنا ! اثرك للحين ع سواد وجهك
بتتشتت : اذبحني اشنقني ، سو فيني اللي تبي ، أنا توني اشوف الدنيا ، تو عيوني تفتح

ولازال في غضبه : لو بساعدك وبأيدك ع اقتراحك فهو عشان الضعيفه اللي طايحه بالمستشفى
ادار ظهره واكمل : ولعد اشوفك مقّرب عندها ، او عندنا


……….

19_soma_ 23-09-13 10:27 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
حتياجاتي الخاصة - الرابعة –

............
***لا تنسوا فرائضكم جميلاتي ***
...........

في المشفى

بلهفه : انت انت عمي ! انت اخو ابوي ! طيب طيب وينك وينك كل هالسنين ؟

نُسخه مصغره من ذلك العمر ، الجميع يشبهه .. كل اطفالنا ارى فيهم عمر .. سُمي ع جدي ، واخذ من اشباهه وتهوره "كما يُحكى لنا"

ماذنبها ؟! ان تكون لقيطه ! وان تكون ابنه غير شرعيه ! وتُنسب إلى اب لم يكن اباها ! ماذنبها ان تأتي لهذه الحياه
اخذ يمسح ع رأسها : ياعيون عمك ، انتي ارتاحي الحين ، وبقولك كل شيء من الالف إلى الياء
تعلقت فيه كطفلة صغيره : عمي عممي لاتروح لاتروح

انسحب جاسم من الغرفه بهدوء..

بدأ يمسح ع وجهها بيداه الكبيرتان وبألم : تدرين انك تشبهين لابوك ! وتشبهين له واجد ، حد الوجع ..
بتمته : الله يرحمه ويسكنه الجنه ، تمنيت اني اشوفه ! تمنيت ان عندي صوره له
..
لا لا ياصغيرتي ، لا اقصد عبد الله رحمه الله ، بل اقصد اخي وابني الصغير ، ذلك المتهور ..
مسحت نعمه دمعته : عمي -بفرحه- عمي ، حلوه كلمة عمي ، جرب قولها ! ، ليش تبكي ، بحياتي ماقد شفت جاسم يبكي

نظر لها بحزن : دمعة الفرح يابنتي ..
بجزم : عمي إذا انت فرحان فعلا فيني ، مابي ارجع بيت امي ! خذني معاك
بطاعه : مالك الا اللي يرضيك وكأنه متوقع طلبها -

...........



في مكان اخر من المستشفى

يسحبها من طرف عبائتها وكأنها شيء مُقرف : امشي قدامي مو ناقصين فضايح
بنرفزه : اتركني ، اعرف امشي زين
من بين اسنانه : صابر عليك هالثلاث سنين ، لاجل حاجه في نفسي ، والحين
انتهت
تحاول ان يترك عبائتها : اتترركني قلت
بقرف : بتركك بس مو الحين ! صبرك علي
خرجا من المشفى ..
بجنون : أنا احبه هو ، ليش ليش ما يتزوجني ، ليش انتم اللي تزوجتوني
ادخلها السياره وبصوت مرعب : شوفي يابنت الحلال أنا مادريت عن سواياك الا بهالثلاث سنوات الاخيره ,, ياحليلي كنت خايف ع مشاعرك ، وصدقت كذبتك ، أجل بعد ولادتك بنعمه تعبتي وصار عندك ضعف ! اثرك تلعبين بذيلك
بصراخ : طلقني طلقني اصلاً أنا بروح لعمرر هو عمري وحياتي وكلي
شغل السياره -طنّش- صراخها : اطلقك بالوقت اللي أنا ابيه ! وانكتمي ، اهم ماعلي الحين نعمه تصحى بالسلامه

بخُبث : لهالدرجه تحبها ! ع فكره كنت اشوف لحظاتكم الرومنسيه تالي الليل ، بس ساكته 'لاني احط نعمه مكاني مع حبيبيها !

بفتور : انتي اياً من الامهات ! انتي اياً من الزوجات !! -وبحسرة-ماقول الا استاهل ، هذا اللي مايسمع كلام امه ، وياخذ ناس مو من مواخيذه


................


في الاعلى ..

كتبُ لها الخروج ، قال بحنية : بابا حبيبي شرايك نروح مكه ، ترتاحين فيها ، وناخخذ عمره
فرحت بهاتين الكلمتين ، ففي حياتها لم تسمع مثلها : عممي الله يخليك قول لي
بترتيل : (لا تُسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤلكم)
بخضوع : بحاول

................

في المطار
ينظُر لارضه ووطنه نظره اخيرة ، نظر التذكرة التي بيده "ذهاب بلا عودة"...
هذا هو الحل الامثل ، فلقد وضعتُ ابنتي نعمه في ايدي امينه ، هكذا يسيرتاح جاسم مني ، وستتوب ام نعمه ، وستعيش نعمه حياة بنقاء , وانا لا مكان لي في حياتهم ..

استودعكم الله التي لا تضيع ودائعه .. رفعه كفّه ليمسح دموعه ، ويبدأ بحياةٍ في الغربه ، بلا انتماء ولا اهل ' كما كان قبل عشرون سنه'

................




في المسعى
وبعد يومين من خروجها من المستشفى ذهبت مع ذلك العم لمكة المكرمة ,,
وكأنها تعرفه منذ سنين مضت ، وبضحكه : عممي ابي مويه صح ، مويه زمزم ماتروي
بمزح : أنا قلت لك لاتشربين هذا اخر شوط ، تحمملي

كل من يراهم يستنكر حالهم 'كبير في السن وشابه' في كل حين تُقبل يديه ، رأسه ، تمسح العرق من وجهه

وببراءه : ليتك ابوي
شدّها نحوه : أنا ابوك وامك وكل شيء ، إذا خلصنا عمره بتبدين عمر جديد ! اتفقنا

وقلبها يتراقص فرحاً بذلك العم ، وافضل بقعه ع وجهه الارض وبحماس : اتفقنا

................

بعد ثلاث ساعات

وبابتسامه : ياهناي والله بهالخبر ، بس خوفي اوافق وتقولين عمي مايبيني
بخجل : عمي انا ودي ابني حياتي ، خاطري اكون مسؤوله وربة بيت ، عمي الزواج ستر للبنيه ,,
,,

نعم هو سترٌ لنا ، صحيح انني سمعتُ عمي جاسم تلك الليله التي كُنت منوّمه هناك

ببكاء ، كبكاء طفل : نعمه تكفين اصحي ، والله والله اني اسوي هالاشياء معك اتعمدها ، ابي اكسر امك ، ابي اعلّمها ان كل شيء ' دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا' .. تزوجتها ، حبيتها ، وحبيتك كـ طفلتي اللي مو من صُلبي ، ربيتك ، كبّرتك ع يدي .. امك كانت كثيره طلعاتها بحكم ادارتها للمشغل .. كانت مشاعري نحوها صافيه لين جاء ذاك اليوم , وحكا لها يوم مشئوم في ذاكرته ,, وكأنها تسمعه وهي نائمة ...


خرجتُ مسرعاً للعمل ، وانا في طريقي ، رأيتُ فداحة ما فعلت ، انني من السُرعة ارتديت الثوب السعودي فوق "بجامة النوم "
اخذت -يوتيرن- وعدتُ للمنزل .. وقبل ان ادخل وجدتها !! رأيتُ -روبها- من الخلف مع رجل مُمسك بخصرها ورأسها ع كتفه

يومها استجوبت الخادمة ، فحكت لي بخوف انها كانت مُهدده من قِبل الطرفين .. وانهم يفعلون ذلك منذُ سنوات

حينها اقسمت لان اخونها معك ! وحاولتُ فيك مرارا ً وتكراراً ، ولكن هناك شيء يمنعني ''تمسكك بالاذكار وايه الكرسي اسمعُك ترددينها صباح ممساء'' هي من منعتني ..

وضعَ يده ع يدها : اصحي تكفين ، والله مابكررهها .. كان طيش مني اني اخليك الضحية في انتقامي

نعمتي ، استيقظي يانعمتي التي وهبها الله لي .. فأنا اسف بحجم السماء

صحت من سرحانها ع يد عمها : من الحين بدينا نفكر-وبغمزه- بعريس المستقبل ,, قلنا موافقين يابعدي
،،

وفي طريق العوده للفندق
:خلاص ي ابوي انتي اسأل عنه ويصير اللي فيه الخير ، قلتي اسمه بكر ايش
بخوف : عمي بس هو مُعقد
:$
بقوه : ايييش

………



وبعد جُهد جهيد ، اقنعت عمها بوجهة نظرها : عمي ع عيني وراسي ، بس لو بعيش معاكم ببدا حياة جديده وصعب لين اتأقلم عليها ولين يحبوني بنات عمي ! بالعكس –وبحرج- بكر جا بوقته ومايدري الواحد وش الخيره فيه ..

هذا ما اخافه حين عودتنا ، رفض امي ، رفض جدتك , وكراهية بنات عمك 'فجميعهم يعلمون بأنك لم تُولدي مثلهم' اسف ع جرحك ، فأنتي ضحية مدخل ابليس ع امك وابني واخي عمر ! .. أنا لا اُريدك ان تريهم ، لئلا يجرحوك بدون قصد ٍ منهم ..

-يُّلطف الجو - بقوله : وصرنا نسميه -يُقلّد نبرتها- بكر , استتحي استحي ، تو السالفه بس خطبه


بحرج : يعني موافق .. -قبّلت جبينه- ، وهربت لغُرفتها ، ومن بعيد : عمي الفجر بنزل معك للحرم
…………..


في غصون اسابيع ، وبعد يومين من الان سيتم عقد القران والزواج في يوم واحد ،، كعادة من عاداتهم ..
حفلة بسيط مُصغره في بيت العم ، لا يوجد لديها من يُشعرها بيومها ،، بل هي في الاساس كـ اله تتحرك من هُنا وهُنا ، ربطت احزمة حقائبها ، استعداداً لعش الزوجيه .. بلا مشاعر بـ "تبلد"





قصر ابو بكر- السعوديه

سمع امه تتحدث بالهاتف : لازم تجي تحضر ملكة ولدي ، ياويلك لو ماجيت ..
ضحكت ثم قالت : ايا العيار ، لاتحاول ، بتجي ، واترك عنك شغل العناد ، وتحّرى لي ازوجك بعد ، بس اخلص من بكر ..

ابتسم بكر ، وعلـِم انها تُحادث خاله المُسافر .. لطالما قال لي ، انت بِكر اُختي وسندها ، فإياك ان تخذلها .. هو وحده من ينظر لي بدون شفقه .. اُحب نظراته تلك .. بل ويأمرني وان حاولت ان انسحب قال بعصبية مزّيفه "أنا خالك تخلخلت عظامك"


اغلقت هاتفها : يلا تولم بعد يومين الملكه
نعم ! اتمزحين يا امي : شلون وافقوا !! اكيد بنتهم فيها بلا

بتفكير في نفسها – -
والله كأنها تقولها من غير نفس ، بس وش علينا ولدي بيتزوج بنتها موب هي بكبرها
يمه البنت مسويه مصيبه وقطوها علي اكيد :صحت من هاجسها
بتمثيل : بكككر وش اللي فيها عيب ومدري وش ! هذا اسمه قذف استغفر ربك
بتمتمه : استغفر الله استغفر الله بس

,,,

بدأت تشك بالامر ! لما لايستقبلونها في بيتهم ! في بيت عمّها ، ووالدتها غير موجوده !! امرأة عمها تُرحّب بي بـ 'نفس خايسه' البنات ينظرون لتلك المعنيه بكراهيه ! مالامر ! لقد كان ابني بكر ع حق كيف توافق هكذا ! يبدو ان لها سوابق اذن

برزانه : ابي اكلمها ع انفراد
نظرت لهن جميعاً بمعنى اتركوا المجال لنا

ارتبكت نعمه ، وبعفويه اخذت -ثلاجه القهوه- لتُضيفها , لترد : .
اجلسي يابنتي ، بس بسألك -وبوجع- وش اللي خلاك ترضين بمعاق

لكي اكن صريحه لو انني كباقي الفتيات لما قبلت به ولكني اُريد الهروب من منزل والدتي بأقرب وقت ، ولا اُريد ان اكون عالة ع اهل عمي : خاله اهم شيء الدين والاخلاق ، والا هالاشياء ماتهمني

كبرتت في عينها وبارتياح : الله يتتمم بعقلك

…….


عيادة ريان – القاهره

اغلق هاتفه وبعجله : نور أنا يومين بنزل للسعوديه حطي بالك ع معجب ، وترا عز بيعلمني عن كل صغيره وكبيره لو فكرتي تخونين الاتفاق

"تكتفت ": لي متى دكتور ريان ؟ ، اسلوب التهديد هذا ماحبه
برفعة حاجب : وش اللي تحبينه دكتوره نور
بغضب : وتتهزا

ابتسم حتى بان نابه اليمين : تدرين ان شكلك ونتي معصبه احلى
بنرفزه من مشاعرها التي تستجيب لكلام الناس المعسول ، يُريد ان يُغويني ، لكي اتبعه ، يكي يضعني خاتم في اصبعه ! : لما ترجع وتشوف اشياء مو كويسه ! لاتلومني ؟! لان زي مايقولون "لاغاب القط العب يافار"
بضحكه : يعني انتي فار
نظرت له نظرة ذات معنى : يعني انت القط وعز الفار

بضحكه اقوى : عز صديقي قبل مايكون زميل عمل ..

دخل عز :
كنت بهاوشكم ع هالضحك اللي كأنكم في مقهى مو في مكتب ، لكن دامك مدحتني "رايتك بيضاء"


ونظر لها ، وكأنه يقول "ستُعاقبين ع ماقتُلتي"

لم يُعرهم ريان اي اهتمام : طيارتي اليوم ، ولد اختي بكره زواجه ، ولازم اوقف معه ، اشوفكم ع خير ،

حضن عز ، وسّلم هاتفه لـ 'نور' : أنا بتصل عليك من رقم السعوديه ، ودعتك الله

رفع يديه ليُدخل شُعيرات مُتطفله خرجت من حجابها ، وخرج ، خفق قلبها من حركته , ارادت ان تخرج ..
كُل ذلك امام ناظري ذلك العز ، وقبل ان تخرج ، وضع يده ع الباب وبتهديد : ناويه تلعبين بذيلك
بتنفس هائج : وخر عني
انحنى اليها ، وبفحيح : ماولدته امه اللي يلعب معي ع الحبلين
بضجر : أنا مو اداة تتسيروني زي ماتبون ، انت من هنا ، وريان من هناك ، غير ابو معجب ، غير استاذي مصطفى
ولم يتحرك من مكانه : يامالك
تُثبّت نظاراتها ع عينيها اكثر : كنت ابي انتقم من معجب صح ! لكن صار امانه بيديني ، معد اقدر واذا بينك وبين ريان شيء ، لاتخليني وسيط بينكم
بغضب : قولي مابي اصير وسيط ، مو تخربين اللي جالس ابنيه رد

في هذه الاثناء ، خرج ريان من غرفه معجب ، ليتأكد من حالة معجب 'اخافته تلك الصغيره' ، سمِع صوت عز يرتفع ، تبِع الصوت ، دخل ، ورأى نور ظهرها مُلتصق بالجدار وذلك العز امامها ! تُبعدهم بعض "السانتيميترز"
بصدمه : عز !
تراجع عز ، ضرب ريان بكتفه وخرج بغضب ..

نظر لها ، فإذا بها تضرب الارض بقدمها ، وتمنع عبرتها : وش السـ .. قطع ذلك رنين هاتفه في جيبها
نظرت له بمعنى "ارد ؟"
حالتك تسمح لك انك تردين بتعجب :
رفعت الخط ، واذا بها تسمع : خالي يالدب وينك ، ترا والله مانيب معرس لو ماجيت ، أنا قلت كود القا جواله مقفل
واخذ يثرثر .........
نظرت له باحراج : ولد اختك
اخذ الهاتف من يدها بلهفه : هلا هلا سمّ امرني ، مافيك صبر ! لا لا وش بنات ومابنات ، استح ع وجهك ، الشيب خط لحيتي ونت تكلم خالك كدا ، لا لا سيكرتيره عندي

نعم ! بعد سبع سنوات من الطب اُصبح سكرتيره ! ، خرجت وتعمدت ان تطأ بكعبها ع قدمه ، وببراءه : اوه سوري مديري $:

وضع يده ع هاتفهه وبصوت منخفض : لاتنسين كوب الشاي سكرتيرتي
وابتسم حين لمح غضبها وهي "تصفع بالباب"
على الخط : خالي ، دنتا بتؤل سكرتيره
وبابتسامه : ياخي ليش تنكد ع الواحد ! ، قلت لك طيارتي بعد شوي ، بجي بجي لاتخاف
تجاهل رده وبهمس : لاتكون مصريه
وبنذاله : وصعيديه بعد
بانهيار : خآآآآآآآلي
بضحكة : والله والله سعوديه ، الو الو ؟ وينك ! شفف ايا النذل قطع الخط بوجه خاله

………..

19_soma_ 27-09-13 12:46 AM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
………..



احتياجاتي الخاصة - الخامسة –



............

***لا تنسوا فرائضكم جميلاتي ***



.....



اليوم عقد قرانها بـ مُعاق ، يُقال لها انه يُسمّى بـ بكر ! فهو بكِر تلك الام الواقفه امامها تتفحصها وكأنه سلعه تُشترى



حضر شهود اربعه "جاسم زوج والدتها ، الذي احبته وبشده في الاون الاخيره وعمها حبيبها الجديد واثنين من اقارب ذلك البكر"



عشاء بسيط اي 'ذبائح' والسلام خير الختام



..........



رأته يضحك مع رجل امام السياره ، وبمجرد ان رأها تلك الرجل ، قبل رأسه بضحك ، وساهم معه في نقله إلى السياره ! رغم ان ملامح ذلك البكر ترفض ذلك ، ولكن ذلك الرجل لم يترك له الفرصه ..

فتحت الباب الامامي ، سمت بالله ، سلّمت بصوت 'في بطنها'



وليقطع الصمت ،،

بصوت ضخم : اليوم بس بننام في فندق كـ هديه من خالي ! والا كان رفضتها ، لنا جناح خاص مع اهلي ، تسمعين



في نفسها بسم الله الرحمن الرحيم وش فيه ذا ! امحق معاق ، يرّوع بلد

اتاها صوته : ماحب اعيد كلامي مرتين ! قلت تسمعين

بفزه : اسمع اسمع

ضربت جبهتها ، وتذكرت نصائح زميلاتها 'الرجال ماينعطى وجه ، وترا" العود من اول ركزه"

بحماس : ترا أنا لي اسم ، أنا نعمه ، وحبذا تكلمني كـ انثى ، مش كواحد من اصحابك

نعمه وبفرحه في انجازها الصغير "يس يس "، خليك كذا



هه ! نعمه ! وكأنها تُذكرني باعاقتي ، وبنرفزه : اسككتي اسككتي



.. وصلا للفندق ، اوه لا ! هُناك من استخدم مواقفنا ! رباه ، لا اُريد مواقف حرجه في اول لقاء ..



........



فتح هاتفه وهو يسب ويشتم بداخله ، طبع عبارات سريعه ''خالي مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة فيها سيارات"

اتاه الرد سريعاً ''راح اتصرف"



سمع همسها : ليش واقف ! مو هذا الفندق اللي -وبسخريه من حالها- حجز فيه خالك

نظر لها ، ماذا اقول لك ! هل انني لا استطيع ان اعبر تتلك المسافه وانتي معي ! هل انقلبت الايه ، واصبحت العروسه هي من تُقيد المعرس

!

ليش مايرد علي هالمغرور ! " وبنرفزه " : إذا انت ماتحب تعيد الكلام ترا غيرك مايحبه بعد

'خالي ارجوك اسرع' : اصصص ، مزعجه سبحان الله



وفي ثواني ، خرج رجل من الفندق بعصبيه ، ادار سيارته ليوقفها بمكان ابعد ، وخرج خلفه رجل اتجه لسيارة بكر واعتذر له بكل ادب ..



اوقف سيارته وانزل مقعده المتحرك ثم نزل بخّفه ، نزلت وفي قلبها شفقه عليه ، احسّت روحها في نعمه بحق ..

صحيح استنكرت خروج رجال الفندق مع تلك الرجلين وذاك الدي همس في اذنه بكلمات يبدو عليه متأسف ،، وجمود ذلك البكر .. حين وصلا الغرفه ، استشفت مايدور حولها وببلاهه : ليش مطلّلع هالناس كلهم ومسوي لويه ! -تريده الا يحس بالنقص- ليش ماتعد روحك سوّي زيك زي غيرك



لما لاحظت ماجرى ،

كله بسبب ذلك المتطفل الذي اتى للاعتذار : بلاك ماماكنتي يوم بمكاني

وبعصبيه اقوى : ليش تخلي روحك بهالمكان يوم

خلع شماغه ودار بكرسيّه بعصبيه : تبيني اقول ليه ياربي خلقتني كدا

تحاول تمتص غضبه : بكر ، افهمني ، مابيك من اول موقف تكون كذا مابيك تححسس روحك بالنقص اليوم انت زوج وبكره راح تكون اب ، مابي ابو اطفالي يكون بهالشخصيه المهزوزه

وكأن الشيطان اعماه : ليش وافقتي علي ، دامك ماتبيني اب لعيالك هه ، اكيد وراك بلاوي

بصدمه : شرهتك ع اللي يحاول يكسبك ، لكن تدري ! انت مريض نفسياً اكثر من انك مريض جسدياً



سحبت حقيبة الملابس ، وتركته يُفكر فيما قالت



……….

جناح حياة



ارتدت حجابها كما اشترطت ، قَبّلت توأميها ، واستودعتها الله ، مع احلام والسائق ..

عمها وذلك الخلف ، ذهبا في الصباح الباكر لشركتهم

لا مدرسه لديها ،، فقد قدمت هذا الشهر (اجازة بدون راتب) لكي تُرتب امورها مع اطفالها وابيهم في ذلك السكن الجديد ..



خرجت من جناحها ، ارادت ان ترفع صوتها لـ امرأة عمها ، فمهما كان نحنُ مسلمون .. صمتت ، ابتلعت السلام في جوفها ، وهي تسمع ماتقول ..



سلمى بنقمة : امها تبّرت منها ، اكيد شايفتن عليها شوفه ،، ابد خليها خدّامه عند ولدك ..

صمتت قليلاً ثم اعادت : أجل ليش صارت الملكه ببيت العم ! اللي لهم عشرين سنه ماشافوه



شدّتها حياة طلاسم امرأه عمها سلمى .. استرقت السمع مره اخرى ..



تُحادثها بتفكير : أنا ماصرت مصريه عبث ! ، لازم استفيد من ذكائي ، واعرف ورا القصه ،، حاجيكم اليوم ، أنا وحياة واحلام ، كـ اننا نبارك



فزّت ، وضع يدها ع فهمها ،، واشار لها بخبث (وش كنتي تسوين)

تكلمت بتأتته ، ويديه لازالت ع شفتيها ، بصوت مكتوم : اممم والله اول مره اسويها ..

رحم صغيرته ولكنه يخاف عليها من عذابٍ اشد ،، واشار بتأني (قال الله تعالى : ولاتجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا)

بندم : استغفر الله استغفر الله ، اعوذ بالله من ابليس ..

وكأنها استوعبت : انت شلون رجعت ، بسممم الله

اشار بغرابه (رجعت من وين ! أنا توني طالع من غرفتي ، والحين رايح للشركه)

ارادت ان تُبعده : طيب أنا بروح اصلي ركعتين ، عسى ربي يغفر لي ..

اشار لها بحالميه (كل يوم تسمّعي لمرت ابوي ، دامي بحصل ع هالقرب)

اول كلمه بادرت إلى ذهنها 'وقح' وبحرج ، ضربت صدره ، ونزلت هاربه منه ، ومن احراجه لها





......



''انت مريض نفسياً اكثر من انك مريض جسدياً ''

''انت مريض نفسياً اكثر من انك مريض جسدياً ''

''انت مريض نفسياً اكثر من انك مريض جسدياً ''





وش فيني نفسياً ! ليش امي وخالي وحبايبي ماقالوا لي هالكلام قبل ! ليش ؟ هل أنا مريض نفسيا ! طيب وشو المرض النفسي ! لا لا اكيد تغطي ع فعايلها تبي تشغلني بمرضي ! بس أنا لها



طرق الباب : نعممه

لا مُجيب ، فتح الباب ، اصابته قشعريره من برودة التكييف ، يبدو انها قد نامت ، نظر ! المكان مُرّتب ! سمِع صوت وكأنه من الاعماق ، تليها بشهقات ،، فإذا بها تلك النعمه مُستقبلة القبله تدعو الله بتضرّع وخشوع ..

هدأَ قليلاً ، ودخل دورة المياه ..



سلّمت من وِترها ، فإذا به مستلقي ع السرير والكُرسي بجانبه ..

لا لا لا اُريد تلك اللحظه ، فأنا خائفه ،، لا اُريد ان اجرحه بنفوري منه ،،

فلا زلت اشعرُ فحيح عمي جاسم سابقاً



افتعلتُ سبباً : اسمح لي لايمكن انام بغرفه وحده مع مريض نفسي ، اخاف ع روحي أنا

بصبر : تبين تشوفين اوراقي كامله ! ادق ع دكتوري ! عقلي ونفسيتي صحيحه ميه بالميه ،، اعاقه حركيه أنا .. فلاتحاولين تزرعين هالشي فيني !



اعلم وربُك اعلم انك اصّحُ مني أنا ، رُبما اكون أنا المُعاقة نفسياً كـ ردة فعلٍ لما حدث لي ..

باستفزار : وبرجولتك كـ انسان مستصح بتجبرني انام معك ؟

ادآر ظهره بصعوبه : ميت عليك أنا



…….



قصر العم ابو خلف



بنقد : بتطيحين ترا ، المطبخ مابيطير ..

نظرت لها ، وتذكرت كلماتها ، وباشمئزاز : بس إذا فيه مثلك ! اتوقع يطير ..

ارادت ان تشتمها ، ولكن تراجعت ، لحاجه في نفسها : الله يسامحك ، مدري ليش ماتحبيني ! تراني مرت عمك وجدة اولادك



وفي نفسها'صدق عقرب' : مرت عمي الشكوى لله ، بس جدة اولادي ! تعقبين ..

بصببر : الله يهديك بس ،، بروح اليوم لصديقتي ، عازمتني ، وقالت لي نادي حياه واحلام



اجل هي اللي قالت لك ! كان خاطري اقول لها " تبطين" ، بس بخاطري بعد اشوف هالبنت اللي امها تبّرت منها ! ، من هالبنت اللي ماقدرت وجود الام بحياتها !! ماتعرف ان الناس تتمنى نعمتها

وبابتسامه غبيه : يصير خير







........





"آآخ ظهريه" ، استيقضت بسبب نومي المريح جداً جداً ، كـ 'كنب صغير' ومن رنين هاتفه



نظرت الاسم الموجود 'القلق' .. القلق ! ودي اعرف مين ، امه ! لا لا صديقه ! .. سقط الهاتف من يدها حين رن منبه رساله ، دفعها الفضول لقرائتها ''ياوليدي وراك مارديتت ع اتصالي ! ، والا نايم بالعسل ههههههه ، كنت بودّعك ، اليوم طيّارتي "



سمعت صوت سقطه قويه ارتجفت ، حلفت الا تمّس الهاتف ثانيه ، سمّت عليه في داخلها ،، لاتُريد احراجه ،، زادت من صوت المُذيع في التلفاز ، وتظاهرت بالانشغال



يارب لا تشعر تلك النعمه بسقوطي ،، آه رغم المي الجسدي ، الا ان الم النفسي سيفوقه إذا علِمت بذلك ،، فأنا لا انتظر شفقتها ..



خرجت فإذا بها مُنسجمه مع ذلك المُذيع القبيح ! (هه ! وانا اقول يارب ماتدري)

بهدوء : صباح الخير

بهدوء اكثر : صباح النور ،، شفتك تأخرت بالنوم ، وطلبت الفطور



! جميع مايحدُث لنا عكس تماماً الازواج العاديين : سنعه ماشاءالله



خدّه الايسر احمر من تلك السقطه ، ان المكان غريب عليه , وسرير ذلك الفندق رفيع ، رحمته وبضجر : متى نروح الجناح اللي عند اهلك ، أنا مليت هنا لوحدي



بصدمه : قد ايش الجرأه اللي فيك

بقوة وجه : قد الوقاحه اللي فيك

بصراخ : نعمه

باندفاع : من امس وانت تتكلم وتجرح فيني واسكت ، عروس وبليلة عرسها ، لازم تلقى اشياء حلوه زي كدا هه ! بس شقول مالومك إذا امك وهي امك مسميها القلق



فتح فاه بصدمه : وتفتّشين جوالي !

استدارت لتُرتّب حقيبتها ، عوده إلى جو عائلي "فهي في حماس" للتعرف ع ماهية تلك العائلة



ثواني ، وسمِعت ضحكته بصوت عالي ، قلت لكم سابقاً انه مريض نفسي ، والان هو مجنون ، ثبت شرعاً ..

ادرتُ جسمي اليه ، فإذا بي ارى ،

خطين فقط كـ خادمتنا 'الفلبينيه' ، عينيه صغيره جداً ،، نزلت عيني إلى يديه فإذا به مُمسك بهاتفه ..



مسح عينيه من الدموع : أجل هذا امي ، وعاد ليضحك ..

اعادت مايقول : هذا امي

ترك هاتفه : هذا خالي ريان ..

انحرجت ، كيف لها ان تُفكر بذلك الوديع ذلك التفكير ! : اممم المهم متى نطلع ..

ولأول مره ، ابتسم لها : يصير افطر ؟

بضحكه قصيره : يصير ..



........



القاهره



ضغط ع ارقامها بخفه وبخفوت : تطلعين من مصر الحين باللي معك !

بطاعة : عز عطني يومين ارتب اوضاعي ،،

بأمر : قلت الليله ..

واغلق الخط ،،



اخذت تدعو الله بأن يأتي ابا معجب في اسرع وقت ، وارادت ان تُحرر روحها من الامانه ..



منذُ ان طارت طائره ريان ، قبل يومين ، اتاها عز ، وبالاجبار اخفاها هي ومعجب عن تلك العياده ، والليله موعد طائرتها هي ومعجب إلى السعوديه ،

قبل وصول صاحبه ريان ..



تصرفت بحكمه ، مثّلت الطاعه امامه ، ما ان وصلت غرفه حجزها لهما سابقا ً ، الا واجرت اتصالها بـ ابي معجب ..



سألها معجب : ليش احنا انتقلنا مكان غريب ! مااصدق ان ريان عفا



يارب ، الهمني الصبر : معجب حلفت لك ، ليش مو مصدقني قلت لك أنا اقنعت ريان يتركك بحال سبيلك

اراد ان يتحدث ، فقاطعته بأن امسكت يده : اليوم بنرجع السعوديه ، وبـ...



استقام وافلت يدها : كاتمني ريان اسبوع ، ومطّلعني من المركز ، وجايبك معي ، والحين فجأه عفا ، والحين فجأه بنرجع السعوديه ! أنا مو بزر ، أنا اعمممى بس



آخ ياعز لما فعلت هذا بصاحبك : معجب

بصرخه : لاتقولين معجب

بهدوء : طيب حاظر ، بس انت ماتثق فيني

هدأ قليلاً : الا اثق ، بس فيه حلقة ناقصه بالموضوع ..



اراد ان يسأل اكثر ، رنّ هاتفها ..



ردت برسميه : وعليكم السلام

وبغموض : اهلا فيك ، ابو مريض عندي ؟ امر ؟

هنآك ، وبضعف : هو عندك

اجابت : ايه نعم

اخذ يفكر معجب ، من تُعالج في هذا الوقت ؟ فتاة ام رجل ! شدّها ماقالت : مديري حجز الطياره الليله ، مافيه امكانيه تجي ابكر

بندر بعصبيه : شلون شللون ابكر ، انتي قلتي يومين



خرجت لممر ضيق واجابت بصوت قصير : اليوم كلّمني عز ، ومعصب ، يقول لازم ترجعون السعوديه اليوم ! وانا ابي اسلم الامانه باقرب وقت

بضياع : دكتوره نور ، شلون تصير هالاشياء بلمح البصر ، قبل فترة مكلمك تقولين الوضع امان

بعجله : أنا بسكر ، مابي يشك معجب اني اكلم والده ، فلو سمحت إذا ماوصلت الليله مصر واخذت ولدك ! ترا ماعندي لك امانه

بضعف : وربي مالقيت حجز ، طيب تعالي معاه ..

بحقد : مو نور اللي تتهدد ، ويمشّون كلامهم عليها ! راح اواجههم اثنينهم



لايهتم سوى لولده : طيب وولدي

بقسوه : تصرف ، واغلقت الخط ..



اسف يا والد معجب ، ولكن الامر لا يدعو للتفكير ، يجب اصدار القوانين والاوامر اولاً ثم تُفكر بما يحلو لك ، اسف لقسوتي مع شيخ كبير ، ولكن ، كله لاجل ابنك ..



دخلت بربكه : تأخرت عليك

سألها : من تعالجين هالفتره غيري ! ، وليش ماقلتي لي



نعم! نعم ! اعتقدت انه سيعود إلى موّاله منذُ ثواني ، اعتقدت انه سيسألني مع من تتحدثين ، هل شممتُ رائحة الغيره



بابتسامه : وليه تسأل

بنرفزه : ليش ابتسمتي !

بمزح : لايكون تشوف بس تلعب علينا !

بتتوضيح : نور تعرفين نبرة الواحد لاتغيرت ، تعرفين هو يبتسم ، هو حزين ، هو عادي

ليتُضيع وقتها ، بدلع : اها يعني اي واحد

بعمق : فما بالك لا كان الواحد نوري ! نور عيني

بضحكه : اوه غزل صريح ..





……………



السعودية



ذهبنا لمنزل اهله ، سلّمنا ع امه 'خالتي الان' ، وفي غمره انشغالها بابنها ، رأيتُ فتاتين قادمتين ..

وعلى رأسي علامة تعّجب كمآ يقولون ،، امرأتين طويلتين بتصرفات طفلتين صغيرتين

هرولا اليه ، حضناه ،، تلك ع يمين مقعده وتلك ع يساره .. يُقبّلان يده ، يتحدثون معه بطفوله

من هاتين ! لما لم ارهم البارحه ! ولما يتصرفن هكدا ! فجأه انتقلا لي ، سلّما علي بطفوله .. خدشتني احداهن ، وتغير استقبالها



اخافُ عليها منهن ، في لاتعلم مابهن ،، والا لما رضت بالاقتراب منهن هكذا .. نظرت للمُربيه ، اريدها ان تأخذهما ، فإذا بأمي تنظر الي بـ "خلهم شوي بس"



خُطِف قلبه ، حين رأى قطرات دم ، ع جبينها ..



بذعر : تعورتي

أنا قلت هذيلا مو طبيعيين " وببلاهه" : لا لا

ركضت المربيه لهن ، امسكتن وخرجا معها ...



بهمس : بكر وين الجناح

تذكرت كلام صديقتها سلمى : وشوله تساسرينه ، محد غريب

باعتذار : يمه مافيه شيء ، بس تسأل عن الجناح

بشرهه : توك ياكافي ماقعدتي !



اردات ان تتحدث ، ولكن تلك الخاله قاطعتها : بيجون جماعتي يسلمون عليك الحين



اكره شي ‘جمعات الحريم هذي‘ وبطاعه : حاظر خالتي





………………



القاهره





،، الحمد لله انتهيت من معجب وامانته .. اعرف اني بنت واني مابكون قدها يوم .. صح حبيت باول الايام استجابته لي في العلاج ,, حبيت عناده ومشاكسته معاي ..

لكن غفلت كثير عن كلمة سندس

''تراه اجنبي عنك يانور"''

بتفكير : ماتخيلت ابد ان شغلي راح ينسيني حدود شرعي

سندس : عشان كدا اقول حظكم بالسعوديه المجتمع ضد البنت اللي تفكر مجرد تفكير تدخل هالعالم

ضربت ع الوتر الحساس : هذا تحجر ، تعرفين وشو تحجر ،، إذا البنت طبقت شرع الله ، ليش يحاسبونها ، وليه العنصريه البنت لا والولد عادي

باستنكار : هذاك انتي تناقضين روحك ! ، وين طبقتي شرع الله ونتي ومعجب ايام الجلسات ، مافيها طرف ثالث يمننع هالخلوه ! تمسكينه ''يدك تصافح رجال اجنبي ! '' قولي لي وش شرع الله بمفهومك

بندم : سندس مابصدق ان انتي مصرية الجنسيه ، تنصيحن سعوديه ''ما اقلل فيك ، لكن معروف عنكم التفتح ، والسعوديه الكبت "

تصحح لها : التشدد والحرص مو الكبت



نظرت لساعتها ، ع معصمها ، شهقت وبسرعه نطقت كلماتها ، وهي تُعدّل حجابها وتجمع اغراضها : الحين جيت استاذ مصطفى ، ومابي اشوفه يقعد يحقق معي ، مشتيه اسمع سوالفك ووش سويتي بدوني بالمركز



ضربتها : بدوني ها ، يالواثقه ،،



ارسلت لها قُبله هوائيه ، وهي خارجه من امامها .. وعاهدت نفسها ، ان تكون نصائح سندس بين عينيها ، سواء في المركز ، ام غيره





...........................









في الطيارة



في طريق عودتي إلى 'ام الدنيا' اخذتُ افكر بنور وعز صاحبي ، ما الذي يجري بينهم ! تغافلت لما جرى بينهم لحين عودتي , وها انا عُدت ،، سأسأل كل منهم ع حده .،، وسأرى



خرجت من المطار الى العياده بسرعه

هُناك

: نعمممممم ، عز شلون يصير كدا ، انت الوحيد اللي وثقت فيك وسلمتك الاشراف ع معجب

بتمثيل مُتقن : سوت كل اللي اقدر عليه ، صدقني ريان ، نور طلعت ام وجهين

بعصبيه : اروح يومين ويصر هذا كله ،، طيب ليش ! شلون طلعوا أنت وينك حزتها ، اللي بالعياده ماشافوهم ماتكلللموا -اخذ يرمي باوراق ملف امامه-

ارآد عز ان يكون بنفس مشاعره ، لئلا يشك فيه ، رفع صوته ليُظهر الغضب : بس وين بتفلت مني ، أنا من سمعتها تفّتن وتحاول تفّرق بينا ، وانا خايف منها .. سوسه سوسه

وضع يده ع جبينه وبتصديق : كل الحريم كذا ، قبلها عُلا سوت فيني اللي اردى

..

-وبقلبه - اسف ريان ، لكنك انت من بدأت بالحكاية منذُ ست سنوات ، وها أنا اُكمها لك



رفع ريان رأسه ، رأى صاحبه هادىء ، تذّكر ان هذا الموضوع يؤلمه ، وبكل طيبه : اسف عز ، طريت لك سالفه قديمه



………..







رنّ هاتفها برسالة من ابي معجب ''الحمد لله وصلنا السعوديه ، أنا وولدي ، واستري ماواجهتي يابنيتي"

حمدت ربّها في سرها ، فلقد غادرتها نزوة الانتقام ، فمهما كان نبقى مسلمين ، وتبقى ابنةُ حواء تغلبها عواطفها ..

قبل ان تضع هاتفها في حقيبتها ، إذا به يرنّ مرة اخرى ، مكتوب عليها 'عز' ، استجمعت قواها : نعم اخ عز !

بصوت مرتفع : قالوا انك ما طرتي يامدام ! قلت يمكن مخربطين بالاسماء خليني اشوف رقمها يشبك والا منقطع

بهدوء : جايتك نصّفي الحسابات ،،

واغلقت الخط

19_soma_ 04-10-13 02:32 AM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
احتياجاتي الخاصة – السادسة-



............
***لا تنسوا فرائضكم جميلاتي ***
...........



'ربنا أتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار'''



انهيت وردي ، وقمت بتجهيز تؤاماي لزيارة جديده مع سلمى واحلام
دخلت علي احلام : حياة شكلي كذا حلو ؟
ابتسمت لها ولملامحها : الشي الحلو فيك بشرتك الصافيه ولونها قطنه قطنه ..
نظرت لشعرها الذي يبدو كشعر ابنتي : وانا اقول بنتي شعرها ع مين كثير

اثره ع عمتها $:
بضيق : قولي عكش
بمواساه : احلام ربي ياخذ ويعطي ، خذ منك نعومة الشعر وعطاك لون بشره كلن يتمناها ..
وكأنها اقتنعت بكلمتي : صادقه والله ، أجل تخيلي صار لون بشرتي ع ابوي والا خلف سممراء يع

خلف ؟! هل تُعيب بشرته ؟ اتمنى ان تكون نظرتي له كنظرتها .. فأنا لا اُقاوم سمآره ..

.....

القاهره
ركبه شيطان ، ستفسد عليه مابناه ، من اين لها هذه الجرأه ، سيُريها ..
اخذ يدور في المكتب بسرعه ، بدون اي هدف ..

رمى ريان القلم : ترآك ادوشتني خلني افكر زين ..
بعصبيه : أنا طالع زين
وقف وقال : لحظه عز -وبتعجب- من المفروض يعصب اكثر
بربكه : هذا جزاي شايل همك ! قلعتك زين ، واستدار ..
بصوت عالي : عزز ، وش اللي مخفيه عني ؟


قطعت عليهم دخولها بكل ثقه : كويس لقيتكم كلكم مجتمعين
ريان بصدممه : نووورر
عز امسك بريان : خلاص ريان روح وانا بتفاهم معها


بس أنا ابي اتكلم معاكم اثنينكم لترد :
عز : نور ريان توه جاي من سفر وتعبان ، أنا انوب عنه
ريان ، وش فيك ياعز وش اللي خايف منه ؟! : لا عادي تكلمي نور
بثقه : انتي بتسأل عن سبب اختفاء معجب مو ؟
نظر لها عز يُريدها ان تسكت ، واكملت- عز طلب مني أ........
قاطعها بتهديد مُبطّن : قبل قبل تعرفين وش اخبار فتحيه ؟

مسكها من ''اليد اللي توجعها'' ، خبيث ذلك العز ، سأل ريان بقلة صبر : لحظه عز خن نعرف عن معجب بعدين اسأل اللي تبي

بتأتأه : دكتور رريان جد جد أنا ما اعرف معجب كيف هرب -ولتخلق كذبه بيضاء كما تزعم - تركت باب العيادة مفتوح اجيب بعض الملفات
ليكمل ذلك الخبيث كذبتها : شفتك تدورين بين الاسياب مرتاعه ، ليتك قلتي لي عن اختفاءه حزتها كنت لقيته
نظرت له باستحقار وادارت وجهها لريان : أنا اسفه دكتور ، ماكنت قد هالتجربه

كانت بتتكلم كانت بتقول شيء ! منهي منهي هالفتحيه اللي خلت نور تبتر كلامها
قال مُجآرات لهم : حصل خير -وبتمويه- أنا كنت بعاقب معجب ع شيء سواه فيني ، واعتقد تعاقب عندي الوقت الكافي لارضائي
وتأكدت شككوكه حين رأى الصدمه على وجه عز ...

............

نعمه
وش هالعايله !؟ جد في كل بيت لهم مشاكلهم ، كنت احسب بس بيتنا اللي فيه هالشي ، بنتين مجنونات ورجل معاق وخاله 'قشرى' ومن بدايتها عزايم وهات

قطع عليها تفكيرها حين أمر : تغيرين هاللبس وهالحين
باستنكار : وش فيه لبسي !
بعصبيه : مو عشاني معاق قلتي اخذ راحتي
اخفضت من صوتها : بكر مو كل ماقمت وقعدت قلت معاق ومعاق ، ومو انت لا اول ولا اخر معاق ،، بغير لبسي هالمره بس لاتفكر ان نقطة ضعفي كلمتك لـ 'معاق'
بنفس مستوى صوتها ، او اقل : غصب

بهذا الاسلوب هل يُعقل انه تعدى الثلاثون من عمره ؟

.........

مراسم زواج

حفل من افخم مايكون ، كيف لا وهو زواج ابنهم مآهر .. جميع الوجوه لا اعرفها ، كأني يتيمه حقاً ، وكأنه زفاف انثى لا اعرفها ، كنتُ معهم جسد بلا عقل ، بالي مشغول ، بلا شيء
اراهم يتهامسون ، يضحكون ، البعض ينظر لي بشفقه ، والبعض فرح لي
اثناء ذلك تقدمت لي جارتنا ام سعود : بنيتي اعتبريني امك اليوم ، وش اللي تبينه بيصير ، الا نظرة الحزن بعيونك ..
بعبرة : جزاك الله خير ،، بس خلاص ابي اطلع ،، كافي

،،

رأيته ب'مشلحه' الاسود يضحك مع ابيه وجدي ، ليتني مثلك
سمعتُ توصيات جدي له ، واني 'ذهبه' في هذا الزمان .. شكراً لك جدي
خرجنا سوياً لـ المطار ، لانتدابه ، لعمله ، وسأعود أنا لفراغي


...........


'''لاجل عين تكرم مدينة''

يُريد ان يلمس شعره من امي !!

من سابع المستحيلات ان اترك له ''الحبل على الغارب''
نظرت لوالدتها وقطعة القماش في يدها ، تفخر بأن جميع نساء الحي يأتون لها لتخيط لهم انواعاً مختلفه من الاقمشه .. فهذه الـ كم جنيه التي تأخذها من هذه وتلك هي التي عاشت عليها في صغرها .. وهي من كانت بداية لدخلهم المادي
وهي تنضم الابره : حأنزل للسعوديه هاليومين
نور باستنكار : ممامما ! طوال الثلاثين سنه بتكرهي طاري السعوديه ، والحين بتروحين لها ؟ ليش؟
بغموض : عندي شغل مهم
بذكاء : مع اهل ابوي
بنزره : نور
بضجر : يمه إلى متى ، كل ماسألتك عنهم غذيتيني بكلمة 'هم رامينك هم مايبونك' ، امي ابي اشوفهم بس ، ابي اهل ابوي ابي ريحته
بتهديد : لا اسمعك بتؤلي السالفة دي تانيه ، انتي مازهئتي ؟ -وبضجر- تلاثين سنه ونتي كل مره بتسألي عنهم ، طب في حد سأل عنك
واعادت للخياطه
سحبت القماش من والدتها : ماما تعرفين اليوم سويت ذنب في العمل ، كتمت ع خيانه بالشغل عشانك بس -تربعت امام والدتها - تخيلي معاي ، صديق صاحب العياده الجديده اللي اشتغل فيها قاعد يخون ، لما هددني فيك خفت ، خفت عليك ، خفت افقدك ، ونتي ولا همّك فيني ولا في حياتي ؟
بحزن : أنا بروح للسعوديه ، بسأل عن اهل ابوكي ، مردك لهم يابنتي ، أنا اعرف اخبارهم عن طريق جارتي الأديمه العجوز
بلهففه : صدق صدقق ماما ؟ ابي اكلمهم سولفي لي عنهم
بنظره بعيده : كل شيء في وقته حلو


هذه امي وهذه عادتها ، في كل مره اسألها عن اهل والدي ،

تبعث في روحي الآم

ومن ثم تنطق بـ 'كل شيء في وقته حلو‘


……..

القاهره – حيث انتدابه


لها يومين هنا واليوم هو الثالث ، تُريد العوده إلى جدها ، إلى حارتها ، إلى غرفتها ، تشعر بالممل هنا ، فذلك الزوج يأتي في المساء ليأكل ويحضر معه بعض الاطعمة ، ليتغذى بها وينام ، وكأنه

عزوبي ''
منذ تلك الليله ، منذ تلك المشاجره ، منذ ثلاث ليال مضت
اغلق باب شقته : وه واخيراً وصلنا ، صدق كلام الرسول صلى الله عليه وسلم :

''''السفر قطعة من عذاب
بخفوت : صلى الله عليه وسلم ..
اقترب منها ، كأي عريس فرحان بعروسته وبابتسامه : رأيك بالزواج ياقميل ؟
برجفه : ماهر بعد طيب بعد
بتعجب : وش بعّد ! سويت شيء أنا ؟

اتى امام عينيها ، ماتقرأه في المنتديات ، وعالم النت عن يوم الدخله و و و ، كل مافيها يدور ، تشعر بالدورآن ، جلست ع اقرب كنبة ، وبتلفيق : أنا أنا لو بكيفي ماتزوجتك ، اخر حياتي ارتبط بسياسي يراكض بين قنوات وصحفيين -وبرجفه- أنا ايه أنا رضيت عشان شيبات جدي
تلك الـ ، رفع حاجبه الايسر : حلو حلو نلعب ع المكشوف أجل -وبابتسامة سخرية- اخر اهتماماتي افكر بالارتباط ، الزم ماعلي شغلي وعملي للوطن ، يعني انتي بس شكليات
بصدمه : شكليات
مر من امامها : وعلى ورق بس

……….....

موعد الزياره

ذُهلت حياة ، قصر عمها لا شيء امامه ، يبدو ان امرأه عمها لا تُصاحب سوى تلك الطبقه ، المُسمّاه بالمخمليه ، وكأنها ابنة البلد
قطعت شرودها احلام بطفوله : حياة شوفي بيتتتهم يجنن ، شوفي شوفي صورة هالبنات يهبلون
لفتت انتباهها احلام ، ونظرت اليها ، اذ انها صورة لثلاث بنات ، اقل مايُقال عنهن جميلات ، امامهن رجل بملامحه 'البدويه' بمُقعد ، وفي الخلف امرأه كالتي استقبلتهن ، وبجانبها رجل وشعيرات بيضاء على لحيته ، اخذت تفكر في امر ما : هممم

،،

ام بكر : حياكم الله البيت بيتكم -ونظرت لتلك الجالسه بهدوء- ضيفيهم يانعمه ، وعادت بالسؤال عن الحال والاحوال لتلك الضيوف ..
نعمه بنفسها ''نعم ! اضيفهم ؟ الحين هم جايين يسلمون ع العروس والا العروس تصيفهم ! امحق بس ‘‘


سمعت الكبرى تقول –حياة- : لا ياخاله خليها هي العروس لازم ندلعها شوي
لترد تلك الخاله : اول كنا حتى الذبايح نسويها
لتضحك سلمى بمجاملة : بنات دي اليومين بيدلعو نفسهم كتير

نعمه ، استحي ع نفسك : لا حبيبتي عادي أنا اصب ، متعوده ببيت اهلي .. وفي نفسها ''ايه مره''

احلام بلقافه : ليش وين البنات الباقـ... ، بترت كلمتها بعد ما تخزها امها بعينها ..
انحرجت سلمى و'لتضيع الموضوع' : وش اخبار الوالده والاهل يانعمه
لم يفت تغيّر وجهها عن حياة ، نعمه : الحمد لله -تغتصب ابتسامتها-بنعمه
ام بكر نغزه : ياكافي ياسلمى حتى عرس بنتها ماحظرته
الله ياخذك انتي وامي زين ! : خاله الغايب عذره معه

انقسمت الاحاديث إلى نصفين ، بين الامرأتين ، وحياة ونعمه ، بينما احلام انشغلت بهاتفها ..



هُنا
ام بكر : ابي اعرف وش بينها وبين امها
سلمى : اغلب كل نهاية شهر تجي للمشغل مع امها ، اللي يشوفهم يقول صديقات
ام بكر : هالبنت شكله لا يوخذ منها لا حق ولا باطل

زاوية اخرى من المجلس

همست لها حياه : ايه كيف زوجك معاك ؟ ان شاء الله مبسوطه
بفتور : ماحسيت بفرق
تُريد ان تدخل إلى عالمها : تتدرين اني تزوجت وعمري 16
بشهقه : صغيرررة
بألم : هذي الدنيا
باسف : اسفه والله ، بس حزات يكون بيتك المستقل آمن من بيت اهلك
بصدق : بس اهلي توفّوا
برحمه : ياحياتتتي
حياة : نعمه أنا مابي شفقه ، وفاتهم مرت عليها عمر ، والحزن بالقب ،، بس اللي بأوصله لك 'انك محظوظه بأمك


بضحكة : ذكرتيني ببكر كل ماقلت شيء قال شفقه وشفقه -ولتخفي الالم - لو كنتي بتعرفين حقيقة امي مابتلوميني
لم ترد ان تلح عليها ، ع راحتها ، وبغمزه : من الحين صرتي تشبهينا ببكر ها

,,

اكملا حديثهما ,, بقوا بضعاً من الوقت
وانتهت الزيارة ،

ارتاحت نعمه لحياة ، وهي كذلك ، تبادلا الارقام اعلاناً عن نمو صداقه جديده بينهم


.......

شقة ماهر – القاهره


اففف ملل ، مايحس ع دمه ذا الجثه ,, اليوم جا مدري مين بداله يعني ماعنده عمل ,, اففف
زادت من صوت التلفاز لتغضبه ، تعبثت بهاتفه ، بالنغمات ، بالصور ، حدّثته : ماهر مين عاصم ؟
وهو يقرأ : مذيع معي في القناة
واخخذت تسأل عن هذا وذاك ، وهو يجيب بطوآلة بال
تسأل عن تلك الصور والمقاطع ، تُريد ان تغضبه ، وهو ولا

‘جاب خبرها‘

سحبت الجريدة منه : ابي اطلع مليت
بصوت عالي ارعبها : مره قلت لك اتقي شر الحليم إذا غضب , مو ؟
صح ارتعت ، بس مابي ابيّن له ، بصوت مرتفع ايضاً : طيب حس فيني اليوم لي رابع مصكوك علي بهالشقه
بغضب : صوتك لو ارتفع بقصه ، وهذا الباب تدلينه ، اطلعي احد ماسكك
وبضحكة سخرية : لا تقولين انك تخافين !! انتي تخوفين مصر بأكملها
رمت عليه الجريده بغضب : وبخوفك انت وبتشوف

لمحتُها وهي تدخل غرفتها ، فمنذ تلك الليله هي في غرفتها ، وانا في غرفتي آخ منها هالعنيده


............

نور

نزلت والدتها للسعوديه ، بقيت لوحدها ، استئذنت من استاذها مصطفى تاخذ اجازه لاسبوع ، مافيها تشتغل وفي قلبها امر باطل كاتمته
امي فتحيه بالسعوديه ، انا بكذا مطمئنه ع امي ، يعني بأكلم ريان هاليومين واخبره بالامر, لازم يبعد عن الشيطان عز ، عز قاعد يغسل مخه

،،

رأت امامها فتاة بحجاب وعباءه سوداء ، سعوديه يارب سعوديه ، نفظت التراب من عباءتها ، ومدت يدها : السلام عليكم أنا نور
صافحتها باستحقار : وعليكم السلام ، طيب وش اسوي لك ؟
يع وش فيها كذا ؟! : حابه اتعرف -وقبل ان ترد عليها اكملت- أنا اصلي سعوديه ولا بحياتي شفتها ، عشان كذا افرح فيكم لا جيتوا مصر
تركتها : اففف ياكثر بربرتك

شفف الـ ‘ .. وعادت لمكانها ، حيثُ دفترها وقلمها نور ‘

جازيه في نفسها ‘ قالت حابه اتعرف قالت ، روحي زين ‘

رفعت رأسها ، يممممه وش جابه ذا ! هو وجريدته ..
رأته ببدلته 'الكآجول' وبيده كوبين كوفي

استدارت بسرعه حيث تلك الفتاة
بكل جرأه جلست معها ، ولما رأت نظرات تلك النور شعرت بقليل من الخجل : ايوه نتعرف ؟
مجنونه !؟ تو راحت والحين جايه تركض ؟! : انتي مجنونه ؟ ليش تو رحتي والحين رجعتي
باستحقار : مالك شغل جازيه
بنقد : الحمد لله ع العافيه ، وش هالتعامل عندك نور

نعم أنا افتقر لتلك الخاصيه ، لا اعلم كيفية التعامل مع الاخرين .. اتى ماهر ، يُريد ان يجلس !! وتلك التي امآمي بنظآرتها الشمسيه وطلاء اظافرها الاحمر

ضحكت لها هكذا وضربت على فخذها بخفه : ياحبي لسوالفك نور ، والتفت له : نعم ماهر ؟ أنا مع صديقتي ما تشوف ؟


سوالف ايش ? أنا قلت شيء اصلا ؟ وبطلف : حياك اخ ماهر تفضل
بعصبيه : هيه هيه وش تفضل ، ناقصين حنا ، كفايه اللي معاه بالقناة


ابتسمت لها 'تغار هي ووجهها' : لا خليكم تاخذون راحتكم -نظر لكوبه ليودّعه - جبت قهوه لكم ، أنا هنا قريب

-ونظر لجازيته بتهديد

وبصوت منخفض : كل تبن زين
نور بسخريه : إذا كنتي تكلمينه تراه راح
شدت ع عبائتها : يقهر يقهر حابسني بالشقه ، يوم طلعت لحقني
ابتسمت لها ، يبدو انها طيبة القلب : اللي بقلبك ع لسانك
مدّت رجليها ع الرمل واقتربت من الشاطىء : ايه دايم جدي يقوله

،،

في تلك الكراسي الخشبيه البعيده نوعاً ما عن جازي ورفيقتها التي اصبحت رفيقتها في اقل من ساعه ، يجلس ماهر بجريدته ، لم يقرأ حرف ، ولا صفحته المفضله ، هي مجنونه حقاً ، وستفعل ماتريد و ستخيفه كما قالت !! ، اتى إلى هنا لمراقبتها .. ماذا تفعل ؟! ترفع عبائتها تخرج ساقيها لتبللها الامواج الساكنه
كنتُ سأذهب واسحبها بعائتها إلى المنزل ، لكنه لا يوجد الا القليل بل النادر ، انه وقت النهار

،،

تشعر نحوها بالانجذاب ، تشعر انها تعرفها ، ارتاحت لها بدون سابق انذار ، جفلت حين قالت لها جازيه 'بطفش' : افف مليت برجع للشقه
بمفاجأه : ليش اجلسي شوي ، سولفي لي عنك
بوقاحه : فاضيه لامك أنا
بقهر : ميته عليك أنا

وتفرقا


……..



اصبحنا في كل ضحى نلتقي ، نتجادل ، نتحاور ، احببت تلك الفتاة الا انني اكره تفتحها الزائد ، لأول مره في حياتي ابدأ بتكوين علاقة ، لأول مره اجرب ذلك الشعور

نكد علي هواجيسي : مو اي بنت تشوفينها تصادقينها وتدخلين معها ع طول !
قلت وانا اعدّل حجابي : ماهر ، انت اساسك مو عارفني ولا عارف كيف طريقتي مع الاخرين
شفته يتكتف ومتركي ع الباب : جازي أنا انتداباتي كثيره ، مو معقوله كل ماشفتي بمكان عام بنت تعرفتي عليها
رميت المشط : انت عارف كم عمري الحين -رفعت صوتي لاشعوري- سبعه وعشرين سنه يعني مابقى شيء وادخل الثلاثين من عمري ، يعني كبيره ، يعني اعرف اللي أنا اسويه ، بالعربي وآعيه
تقدم من امآمها ، ارتعبت ،احاطت يده عُنقها وقرص 'قبص' اذنها اليسرى بحده.
وبفحيح : اليوم قرصه ، وبكره وشو ؟ كم مره اقولك صوتك لا يعلى
بصرآخ : بيعلى ويعلى ويعلى -رأت الشرار في عينيه - لاتناظرني كذا ، بحياتي كلها ماكونت علاقات ، من درست لين تخرجت من الثانوي ، وانا كله علاقة رسميه معاهم ، زادوا عن اني مجنونه باني مُصابه بتوحد ، جلست عشر سنين ببيتنا ، ما اعرف في حياتي هذي الا جدي وبسس ، كل من اقارب ابوي ، زميلات مدرسه ، جيران ، حاول يتقرب لي ، بس أنا ارفض وارفض -تهجد صوتها- الا نور هي الوحيده اللي ارتاح لها قلبي ، تبي تحذرني او تبعدني عنها ,, قلت لك انت ماتعرف شي عني ,,
جلست ع الارض وبكت

تفاجأت فيها ، فجأه انهدّت علي ، حضنتها ، قربتها لعندي ، حسيت دفاها ، ليش تحرمني منه ، وليش تقول أنا مجبوره ، وليش تنفرني ، صحيح كانت ماتفرق معي تزوجت او لا ، لكن من عرفتها ، شيء فيني انجذب لها
تحركت من حضني وعيونها ع الارض : اسفه مآهر
انحرجت منه ، من تزوجنا اول مره اكون معاه بهالقرب : يصير اطلع ؟ تأخرت ع نور
قبّلها بين عينيها : كل يوم ابكي -وبضحكه- دموعك مش غاليه
ضربته بكتفها وابتسمت : في هالشي انت ميح ، ماعقب الهديه


.....

في الشقه المجاوره


اتصل علي ريان , رديت عليه بألو وانا طالعه من الشقه

سمعته يقول : نور لازم اسمع لك ، انتي في راسك حكي ماقلتيه

نظرت لمكاننا الكراسي فاضيه !
ناظرت ساعتي ، تأخرت جازيه اليوم : خلاص مسافة الطريق ونتقابل بالكوفي اللي عند عيادتك ، عز مابي اشوفه لو سمحت
- غيرت رأيها حين رأت جآزيه وزوجها مُمسك بكتفها- والا اقولك خلها الظهر
كتم غيضه : انتي تدرين انك اول انسانه اسمح لها تعاملني بهالطريقه ، من ريان حاف إلى تقرر من نتقابل وتأجل برآحتها
بصدق : لا تلعب ع نفسك ريان ، انت ساكت لغرض في نفسك ، مو عشان ذاتي
لا صوت ، لا نفس ، ماذا يعني ؟ اغلقه في وجهي ؟!! طبعت له (المقابله رآح تتأجل لبكره -وفي اسفل الرساله- د.نور)

..........



السعودية

ببراءه : ماما ماما عمو خلف بس يحرك يده ليش مايتكلم ؟
نظرت له ، نزل عيونه : حبيبتي انتي هو تعبان شوي حلقه يعوره
بذكاء طفلة : بس خاله سلمى تقول ابكم ابكم ، ماما وشو ابكم ؟
رأته ، يرمي الجريده ويخرج : حبيبتي خاله سلمى عجوز مخرفه تقول كلام خرابيط
انتفضت حين سمعت : ايوه ايوه يابنت ابوكي ، بتدرسي الولاد ان أنا عجوزه ، دنا مخرفه
باشمئزاز : ليش وش شايفه روحك ياعمري ؟! ، روحي زين ..

وخرجت لخلف

تجرأت حياة ودخلت مكتبه ، رأته جالس ع الكرسي ، يديه ع راسه مساندهما بركبته ، رحمته ، وغورقت عيناها ،، انحنت له ، جلست ع ركبتيها بالارض ..
بلطف : خلف مع الايام بيعرفونك ويعرفون اللي فيك ، لاتضيق صدرك ، لسا هم صغار
لا حركة .. همست : خلف ؟
علمت ان باله مشغول لدرجة انه لم يسمع او يركز بما قالت ..
ررفعت يديها نحو يديه ، نظر لها ، اشارت له بنفس تتلك العبارات وبرويه ( خلف مع الايام بيعرفونك ويعرفون اللي فيك ، لاتضيق صدرك ، لسا هم صغار)
لتنفعل حركات يده (حياه ؟ اللي جواتك من وشو ؟ اب محروم من ابناءه تسع سنوات ، يوم صاروا حواليه ، مايقدر يقولهم أنا ابوكم ؟؟)


رفعت يدها ليده ، لتهديه ، قبلت اليمنى ثم اليسرى ، ثم تركتهما لتحكي بيديها (خلف ، لا نتكلم هالكلام ونجرح بعض ، ما أنا الا طالبه عندك ، تعلمت ع يدك ، تعلمت كيف اكون قاسيه ، لا ابالي ، انانيه ، تعلمت كيف اكون قاسيه حتى ع نفسي واولادي ، واحبّ الناس عندي)

قلب المحرق 05-10-13 06:33 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
ماتوقعت منتدى ليلاس فيه كل هذي الكمية من كتاب الروايات اللصراحة انصدمت
والشي الي قهرني اشلون مافيها اقبال كبير عليه مع انه يستحق
كل رواية اجوفها احلى من قبلها وكل كاتبة مميزة بش في رواياتها
انا فخورة جداا لاني وحدة من كاتبات هالمنتدى الرائع
بقرا الرواية في وقت ثاني لكني متأكدة انها حلوة واعدج بالتشجيع

19_soma_ 08-10-13 02:39 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب المحرق (المشاركة 3377481)
ماتوقعت منتدى ليلاس فيه كل هذي الكمية من كتاب الروايات اللصراحة انصدمت
والشي الي قهرني اشلون مافيها اقبال كبير عليه مع انه يستحق
كل رواية اجوفها احلى من قبلها وكل كاتبة مميزة بش في رواياتها
انا فخورة جداا لاني وحدة من كاتبات هالمنتدى الرائع
بقرا الرواية في وقت ثاني لكني متأكدة انها حلوة واعدج بالتشجيع

يا هلا فيك حبيتي ،، ششفتي شلون ؟ من جد انا مستنكره من عدم اقيال الناس ،، وفيه مواقع ثانيه نشاطها الله بالخير والعدد كوم
يلا الرازق بالسماء :P

حبيبتي انتي وحنا فخورين فيك ،، ومرحبا ً فيك بأي وقت ❤️❤️

بانتظارك $$

19_soma_ 10-10-13 12:11 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
احتياجاتي الخاصة – السابعة
.....................
**لاتنسوا فرائضكم جميلاتي**
......................


ببراءه : ماما ماما عمو خلف بس يحرك يده ليش مايتكلم ؟
نظرت له ، نزل عيونه : حبيبتي انتي هو تعبان شوي حلقه يعوره
بذكاء طفلة : بس خاله سلمى تقول ابكم ابكم ، ماما وشو ابكم ؟
رأته ، يرمي الجريده ويخرج : حبيبتي خاله سلمى عجوز مخرفه تقول كلام خرابيط
انتفضت حين سمعت : ايوه ايوه يابنت ابوكي ، بتدرسي الولاد ان أنا عجوزه ، دنا مخرفه
باشمئزاز : ليش وش شايفه روحك ياعمري ؟! ، روحي زين ..

وخرجت لخلف

تجرأت حياة ودخلت مكتبه ، رأته جالس ع الكرسي ، يديه ع راسه مساندهما بركبته ، رحمته ، وغورقت عيناها ،، انحنت له ، جلست ع ركبتيها بالارض ..
بلطف : خلف مع الايام بيعرفونك ويعرفون اللي فيك ، لاتضيق صدرك ، لسا هم صغار
لا حركة .. همست : خلف ؟
علمت ان باله مشغول لدرجة انه لم يسمع او يركز بما قالت ..
ررفعت يديها نحو يديه ، نظر لها ، اشارت له بنفس تتلك العبارات وبرويه ( خلف مع الايام بيعرفونك ويعرفون اللي فيك ، لاتضيق صدرك ، لسا هم صغار)
لتنفعل حركات يده (حياه ؟ اللي جواتك من وشو ؟ اب محروم من ابناءه تسع سنوات ، يوم صاروا حواليه ، مايقدر يقولهم أنا ابوكم ؟؟)

رفعت يدها ليده ، لتهديه ، قبلت اليمنى ثم اليسرى ، ثم تركتهما لتحكي بيديها (خلف ، لا نتكلم هالكلام ونجرح بعض ، ما أنا الا طالبه عندك ، تعلمت ع يدك ، تعلمت كيف اكون قاسيه ، لا ابالي ، انانيه ، تعلمت كيف اكون قاسيه حتى ع نفسي واولادي ، واحبّ الناس عندي)

اغمض عينيه لبرهه ، وعادت حركات يده (بيجي الوقت المناسب عشان اقولك ليش خلف زوجك السابق كان كذا ، وبتعذريني وقتها)

ياه ، كم من الالم سكن عيناه ؟ ، حركت يده ببطء ، بمعنى (روح لتوأمك وخبرهم من ابوهم ، وراح اكون معك)

قبلت خده بسرعه وهربت $: كمن فعل شيء محظور



...........

ادخلت الهاتف في كيس 'بنطآلها' ، لوّحت بيدها إلى صديقتها الجديده وزوجها ..
ما ان اقتربا منها الا و نور تغمز لجازي وعينها ع ايديهما المتشابكه ، حتى حررت جازيه يدها منه بسرعه ، كمن فعل جُرماً
بتأتأه : السلام عليكم نور
بابتسامه عريضه : وعليكم السلام
ماهر بأدب خوفا من تلك القطه التي بجانبه : أنا اخليكم واروح للقناة ، -التفت محدثاً نور- لاتتركين جازي بلحالها تراها ماتدل
حدثته بهمس وانفعال : ترا اقدر أنا اقولها هالكلام بلاش تفتعل حديث معها
انحى لها : جدك حكى لي انك غيوره ، بس هالقد !
ركلته وبابتسامه مزيفه لنور : وش قد رومنسي هالرجال

………………….


السعوديه – فتحيه

مابها هذه الدوله ، اصبحت مكتضة بالسكان ، مزدحمة البنيان ، اين المسآحات الوآسعه ، والشوآرع الممتده ، المكان مليء بالسيارات التي تكاد ان تكون بعضها فوق بعض

دخلت الحاره ، كدت ان اقول لصاحب الاجره بأني اخطأت العنوان ، لولا تلك 'البقالة' ولوحتها ،، فيا كم كُنا نُسميها بـ بقالة سعد ، هي لسعد آخر ولكن بما انها صآدفت اسم صاحب المحل ع اسمه ، اصبحنا نُسميها بـ 'بقالتنا' ،، لايتوجب عليك سوى الرحمه ، والا لاصبحت ممن سإنتقم منهم ايضاً ..


نحرت منزل جارتنا العجوز ،القيت السلام
لترد ام سعد السلام وتقول : من ع الباب ؟
: دنتي ماعرفتيني ولا حاقه ؟
سمعتُ صرختها وحضنتني : ام نوررر بالسعوديه يامرحبا فيك والله
حضنتها وابتسمت : اهلان فيكي انتي ، كيف الولاد والحاره

تحدثت بسرعه من فرط سعادتها : كلنا كلنا بخير غداكك اليوم عندي حلفت ،، يووه يا ام نور ثلاثين سنه موب هوينه والله

نظرت لها بجديه : دنتي عارفه قايه أنا ليه ، بس أولت اسلم عليكي واكمل مشواري
رفعت يدها وحركت شفتتيها تريد ان تتحدث ، لتقاطعها فتحيه : نور لوحدها وطيارتي اليوم مساءً

وخرجت من ذلك الدار وطرقت ذلك الباب المجاور

،،


في المنزل المجآور

اتآه صوته : خالي الله يهداك ، كذا تنقص من قدري ، إذا كل وقت بتدق تتطمن ، يعني لهالدرجه أنا مو ثقه ؟
ليرد حمد بتأتأه : ياولدي وش هالكلام ، أنا ماتعودت فرآقها ، ومصر كبيره ، خايف عليكم ياوليدي ، الا هي عندك ؟

لتعلم اني حين سمعت بانتدابك كدت ان اُلغي موضع زواجكما ، حفيدتي تذهب إلى النآر بقدميها ،، واخذ يفكر ، ماذا لو قابلت والدتها ؟ ماذا لو رأتها فتحيه ، ماذا لو علمت بأن والدتها حية ترزق

قُطع سرحانه صراخها : جدي جدي حمد ، وش اخباركك وحشتني -وبعبره- ترا إذا رجعت لازم اتطلق أنا ابي اقعد عندكك
عقدت حاجبها : الو جدي ؟
دمعت عيناه - آسف ياروح جدك - سمع صوت الجرس : هلا ابوي انتي ، معليش اسمع الجرس يابنتي اكيد ابو سعود يبيني اخاويه للمسجد ، مع السلامه يابنتي الله يحفظك ..


بعد ثواني

لايُصدق عيناه ، فتحيه امامه ، فتحيه في السعوديه وهو لايعلم : ف ف فتحيه
بابتسامه سخريه : دنتا شايف شيء غير فتحيه ؟
امسك بعصاته بقوه ، لايريد ان تخور قوآه امامها : ج جايه ليش بعد هالسنين كلها ، المال اللي اتفقنا عليه مقابل انك ماتكونين ام لجازي وصلك ، ورثك من سعد وجاك ، مالك شيء عندنا ..
بصوت مرتفع ، دون ان تحترم تلك الشيبات التي في لحيته : لا ياحبيبي دنا هالمره قايه عشان قوآز حفيدتك ، بنتي القآزي

بتهديد : الا جازيه ، الا جازيه يابنت الناس ، اللي اوله شرط آخره نور
نظرت له بريب ، هل يعلم عن نور ! : ليش بتبص لي كدا ونتا بتؤل نور
وهو لايعلم عن ماهية تلك النور , رد بضجر : يعني اللي اتفقنا عليه ، والمسلمون ع شروطهم

تنهدت براحه , اذن هو لايعلم عن تلك الرهينه : قازي ماراح تتقوز ، وإلا حأحكي الحقيقه لها , وان امها عايشه بهالدنيا ، نظرت له- هي فين الحين ؟ ، ومن ثم نظرت في الباب الداخلي

ابعدها عن الباب الخارجي ، ظنت انه سيدخلها للداخل ، لكنه فتح الباب ع مصراعيه وقال بابتسامه كبيره : يكفيك هالباب كله والا ؟ البنت تزوجت وراحت مع زوجها

بشهقه : أدمتوا الزواجه دي ليه ؟؟؟
ضحك بسخريه : للاسف اللي ينقل لك الاخبار ، مانقل لك اخر معلومه صح ، زوجها عنده شغل واستعجلنا ، عندك مانع ست فتحيه ؟
نظرت له بغضب : حأمووتك يوم ، دنتا ليش ماموت لحد الحين

ضرب بعصاته ، ع الباب بقوه واستدآر ..




...................

خلف
تحسس آثار قبلتها ع خده ، ابتسم بأسى ، لو تعرف ليش هو دخل السجن حتندم من تصرفاتها ،، وفي المقابل ، عناده معها وديستاتوريته عليها كانت طيش منه ،، لا اقل ولا اكثر


خرج من المكتب ، قرأ ورقه صفراء ع بابه ، كُتب بخط طفولي ''نحبك يا بابا''

مسحت دمعتي ، مدري وش فيني صاير كأني بنيّه ع كل شيء ابكي

ارآد ان يصعد لهما لطفلاه ، ولكنه حين سمع صوت صرآخ والده ، استدار ليسمعه

عروقه شدت من شدة عصبيته : وبعدين ياسلمى وبعدين ، ال***** الاولى اللي سويتيها لفقناها بخلف ، هالمره ناويه ع مين يامره

بدهشه : دعارة ايه ؟ دنا ماسويت ولا حاقه بالمشغل ، دي حفله حضرتها ، وماعرفتش انها مشتبهه

بصراخ : ورب البيت ياسلمى ، لو اشوفك رايحه للمشغل او للحفلات ذي ، تعتبين البيت ، والله ما اخليك تعيشين

بصدقق وانفعال : مو عشاني غلطت المره الاولى كل حاقه بتركبوها فيني ، ديك الحاله وال***** اللي صارت أبل تسع سنين ، ماكنتش عارفه ايش الحياة ببطلب عندكو ،، بس دنا وراي بنت حأربيها احسن تربيه ، -بنخق- احلام دي حلمي بدي الحياه ، عاوزاها تتكون احسن بنت في الدنيا دي كلها

,,

انهارت ، لم تعد لها طاقه للتحمل ، خلال التسع سنوات صار يشك فيها في ادنى شيء ، هي تابت ، هي غلطت ، هي اعترفت بغلطها ، هي درست من هالموقف ، صحيح كانت جراره ، تجر بنات عفيفات ، جايين بغرض شغل ، او تسريحه او مكياج ، هي كانت مثلهم ، بس جرتها وحده ، وصارت معهم ، وتشتغل شغلهم ، لين جآ ذلك اليوم ..

قبل تسع سنوآت
حيث كانت احلام طفله ، في اول سنه دراسيه ..


تمد له فنجال القهوه : بعد خسارتك العقد مع صاحب الشركة الكبيره دي اللي كنت حاط كل املك عليها ، ياحبيبي لايمكن احط ايدي ع خدي ، حأساعدك وأساندك ، دنتا لو بتطلب عيوني حأعطيك

ابو خلف بهم : ماعرف ماعرف شلون استغفلوني ، من زمان ماخسرت مع شركات مهمه زي كذي ، اخر مره كانت مع صاحب الحديد

اخذت تمسد جبينه بيديها , وبزعل : مو أنا كُنتي زعلانه من روحي ليش ماساعدتك ديك الفتره ، بس ديك الايام كانت وفاة المرحومه اوم خلف ، الله يلوم اللي يلومك ساعتها ..

سلمى
بعد اصرار مني ، رضا بشغلي في مشغل أريب مننا ، بحكم اني اعرف اعمل مكياج وهيك ، كان الضغط علي كبير ، اشتهرت في حارتنا ، صرت اخرج لبيوت الناس ، كبر نجاحي وطلبوني في مشغل اكبر وارقى واكتر دخل ،، رحت وانا فرحانه ، حاسه الدنيا تنفتح في وشي

عملت وبعد شهرين ، صرت اخاف من نظرات مديرة المشغل ، اول ماشفتها حسبتها افريّقيه ، تحديداً من قنوب افريقيه ، بس صارت سعوديه !

شوي شوي لين عرفت انها 'جراره' جرتني معاها ، لحد ما وئع الفاس بالراس
كنت خايفه من ربنا اول الامر ، بعد كدا تعودت ع شغلي ، وصار دخلي دخلين ، زادت فلوسي ، وتحسنت اوضاع قوزي وبنتي وابن ققوزه وامرآتو ،،

نظرت لهم بانكسار تكمل مأساة , كتمتها في داخلها منذ تسع سنوات ,, لين قا دآك اليوم ، وقت الهيئه ساعتها ..

نظرت لخلف وهو يؤشر بيده بعصبيه وحركه سريعه ، مسك اباه يداه ، وقبلهها واشار له ب 'ع مهلك ع الراحه ، لاتعصب'

ادآر وجهه لسلمى يريد ان يصرخ عليها , يرفع صوته , يفجر غضبه , لكنه قدر موقفها , حيث انها جازفت لتحل مشكلته وخسارته , نظر لها بعتب بعد ان اطلق يدا ابنه في الهواء : طيب ليش ماقلتي لنا من اول المشوار ، ليش سكتي ، ليش رضيتي ان مالنا يختلط الحلال بالحرام ، لهالدرجه الفلوس اعمتك !

بكت وقبلت قدم زوجها : لا تبص لي كدا ، دي النظره تعذبني ، دنا كنت بؤؤل الحق من اول ما مسكونا ، لكنها هددتني في بنتي في طفلتي احلام ، فعشان كدا سكت ، ومسلت امامكم وامام الهيئه اني راضيه وعاقبوني بالسجن ،،


نبضات قلبه تخفق بقوة ، منذ متى وابي بحاجه لمال ، منذ متى وانا لا اعلم بهذه 'الزنقات' ، منذ متى وانا اظن ان مال والدي يمطر من السماء ع ساحة القصر

اشار لها بسرعه بـ 'إذا ابوي صدق هالمسلسل أنا ماصدقته ، وترا أنا مادخلت السجن وصرت كبش فداء ، الا عشان اختي احلام ماتتيتم وتعيش طفولتها بدون امها'


في هذه الاثناء ، نزلت حياه من الدور العلوي ، ورأت زوجة عمها تحت اقدامه تبكي ، والعم حزين ، وذلك القابع امامهم ، يُحرك يده بحركات سريعه ، فهمت بعض منها
'' كبش فداء ، اختي احلام ماتتيتم ''

مابهم ؟ تشوش فكرها ، خافت ان يلحظوها ، ركضت بسرعه لجناحها , لكي لا تقيد حريتهم , اب وابنه وزوجته ، فـعادت من حيث اتت


.....................


مصر

حين تفرقا ،، كزعل الاخوه ، كزعل الاطفال تماماً ،، كلن منهما جلس خلف الاخر ، حيث ان نور تجلس ع الكرسي ومقابلها النآس 'والرايح والجاي' ،، اما الجازي فهي امام النهر

جلفت من سرحانها حين سمعت نور تصرخ : خير وش تبي
الذي ع الهاتف : مشغول أجل ! من تكلمين ؟ ريان ؟
جلفت جازيه مره اخرى حين سمعتها : مالك شغل تسمع

نظرت لها وهي تتحدث بالهاتف ، لأول مره ارى عصبيتها ، لطالما كانت معي ودوده حليمه ، حتى وان استفزيتها ، رأتها تصك ع اسنانها وتقول : عززز امي فتحيه مالك شغل فيها

كالعاده حينما اسمع حديث عن الام ، اسرح بوالدتي التي لم اعرفها قط ،، محظوظون تلك الفتيات ، اللاتي يملكون اماً ولو لم تكن كآمله


نظرت لماهر وهو يمد هاتفه ، وبهمس : جدك حمد رابع مره يدق علي
بغضب هامس : ليش توك تقول ، والا مشغول مع القنناة ، وبنات القناه
سحبت الهاتف لترد ع حبيبها وبصراخ : جدي جدي حمد ، وش اخباركك وحشتني -وبعبره- ترا إذا رجعت لازم اتطلق أنا ابي اقعد عندكك

نظر لها ماهر ، تلك المجنونه ، لكزها وبهمس : ترانا برا مو بالشقه

انحرجت ، حين رأت نظرات من حولها : الو جدي ؟

واغلقت الهاتف ، نظر لها باستنكار : ليش مبوزه -وبضجه- والا جدك رفض الطلاق ؟

شهقت : خل موضوع الطلاق بعدين ، بس هذا ابو سعود اكرهه اكرهه ، لازم ازوجه لا رجعت السعوديه عشان يفك من ابوي حمد

ضحك لها ، يستمع لثرثرتها ، مؤخراً اصبح كمن يحظى ع مكافأه وقتيه ، حيث يُنهي عمله في القناة ، ويركض لها ، فـيتظاهر بقراءه جريده امامها ، ليسترق السمع إلى صوتها ، ممع تلك النور

بتفكير : والزوجه جآهزه
شهقت مره اخرى : صدقققق ماهر ؟
قبص خدها : وبعدين مع هالشهاق ؟
بحماس : قولي قولي مين
اشار بحآجبيه إلى نور ، ضحكت جازيه وضربت كتفه ، بينما نور انحرجت حين رأوها تنظر اليهم

حكت شعرها من الخلف : امممم ماكنت اقصد اسمع كلامكم
جازيه بخبال : ياعيني ياعيني ياللي بنزوجها ابو سعود ، وضحكت حين تخيلت شكليهما
ضحكت ماهر لضحكتها لترد بنقد : نعم ؟ اشوفك مطيح عندنا ، عاد نبي نسولف سواليف خاصه واعلمها العلم السنع لابو سعود ، وعادت لتضحك ،،
نور ببراءه : ليش اسمه ابو سعود ماله اسم ؟
بابتسامه كبيره : عشان ولده الكبير اللي صار جد اسمه سعود

شهقت نور وفهمت ضحكها ، تُريد ان تُزوجها مُسن اذن !!

ضربتها لتركض هذه وتلحقها تلك امآم ابتسامة ماهر لهما



...............


مصر - في اليوم التالي

خرجا نور وجازيه سوياً ، جلسا ، كلن منهما يحكي حياته ، اكتشفا انهما ينتميا من نفس القبيله ، احسا بالراحه مع بعضهما البعض

علمت نور ، ان جازيه تسكن لوحدها ، مع جد عزيز ع قلبها ، ابويها توفيا ، مات الاب وبعد سنه من وفاته لم تطق والدتها ، العيش فتوفيت ايضاً –كما تزعم هي - وتركاها لجدها حمد

ايضاً علمت جازيه ، ان نور تسكن مع والدتها ، مصرية الجنسيه ، اما هي فسعوديه ، اباها واهل اباها تبرا منها ، تركاها تتيتم وتصارع الحياة وحدها

جازيه وهي ترمي قارورة الماء بعصبيه : تدرين ان ابوك حمار واهل ابوك بعد ، ليش يخلونك بمصر بلحالك

نور , وهي ترفع تلك القارورة ووضعها بشكلها الصحيح دليل ع انهاء اللعبه : اتفقنا ياجازيه ان لعبه المصارحه هذي ، شرطها محد يعلق ع الثانيه ، -وبعبره- ولا له الاحقيه الا سؤال واحد بس

وفي خاطرها ، لا اعلم ، اقسم لك ياجازيه لا اعلم لما تركوني هُنا ، فأنا مثلك لا املك اجابه ،،

احسستُ بالذنب ، اردت ان اخرجها من حزنها : نوررر الغدا عليك اليوم ، ع حسابك مالي شغل
بابتسامه غبيه : والله مامعي ولا قنيه ، هالشهر مقدمه اجازه بدون راتب ، وماما ومصاريف السفره ، -وبضحكه- يعني أنا شحاته عندك اليوم

تُمثل الضجر : افففف خلاص خلاص بدفع اليوم ، بروح للمطعم القريب اللي هنا اطلب واجيك
بذعر : لا لا ماهرر موصيني عليك
ابتسمت لطاريه : لاتخافين شوفيه ، بعدين لنا اسبوعين هنا خلاص عرفت الاماكن ، باطلب لي ولك ، ولامك وماهر بعد
بابتسامه : ياطائيه انتي

اخذت تركض للامام ونظرها للخلف حيث تبتسم لنور واشارت بيدها لتؤيدها ع ماقالت ، نظرت امامها ،، كادت ان تصطدم بعمود نور ، انحرجت ، التفت لما حولها لا احد يراها ،، نظرت لنور فإذا هي تؤشر عليها وتضحك


بعد ساعه

عادت جازيه ويدها محمله بالاكياس ،، منذ ان رأت نور من بعيد وهي ترى ماهر يقف معها ، لايبعدهما شيء ،، اقتربت سمعت نور تقول : ها وش قلت ؟ مابتخليني ؟
لتسمع رد زوجها لتلك النور : صدقيني مابخليك او اوقف معك بنص الطريق راح نكمل سوا
صُدمت تماماً حين سمعت نور تقول : طيب اخاف جازيه تحس بشي وتزعل ، انت تعرفها غيوره
تسمع ضحكته مع تلك النور ، ورد : جازيه طفله ، وتحب التملك ، ماعليك من.....

سكتا حين سمعا صوت الاكياس ع الارض ، ابتسمت لهما ابتسامه مرتجفه ، حيث تحاول جاهده الا يعرفا انها سمعتهما : عليكم بالعافيه ، أنا برقا الشقه انام

..............

19_soma_ 19-10-13 03:31 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
احتياجاتي الخاصة – الثامنة
.....................
**لاتنسوا فرائضكم جميلاتي**
......................


جناح حياة - السعوديه

'' كبش فداء ، اختي احلام ماتتيتم ''

اغلقت مصحفها واستغفرت ربها ، لم تستطع التركيز في الآيات ، فما اشار به
خلف نُصب عينيها ، مابها تلك العائله ؟ الجبروت يتهاوى ، الاليف ينقلب
إلى وحش كآسر ، وذلك الخلف يتكلم عن يُتم احلام لولا انه اصبح كبش الفداء

مابه قلبي ؟ مابه عقلي ؟ هل مايحدث الآن له علاقه بـ اوراق قديمه ، كما
ذكر سابقاً ،، قُطع تفكيري صوت تلك 'العوبا' : ماما ماما بكره بغيب ،
معليش ماما ؟

بشتات : رغد وين بابا ؟
بغضب الاطفال : هذاك مو بابا ، رسمنا رسمه لبابا اللي في الجنه ، ونتي
عطيتيها هذاك الرجال الدبي حق جدو
نهرتُها : الرجال الدبي هذا اسمه بابا خلف ، مو الرجال الدبي

رمت بيدها بالهواء واستدارت ، رفعت لي ضغطي ، استقمت لأُربيها ، لأرى ذلك
الرجل الدبي كما تقول ، قد انزل مستواه إلى مستواها ، تولى هو الامر اذن
،، فليعلم كم بذلت من مجهود خلال تسع سنوات مضت ، فليعلم كم هي التربيه
صعبه

جفلت حينما رأيت اشاراته ، وكأنه قرأ مايدور ببالي ، باشارته (التربيه صعبه أجل ?)
واشار إلى مؤيد ذلك القابع قرب الجدآر ، امام كتاب الرياضيات وقلمه ،
ونظراته للارض (قعدتي تسع سنوات معهم ، ولا شكيتي بتصرفات ولدك ! )

يُشكك في تربيتي ، ومكوثي معهن ،، فاشرت بازراء ( ليش وش فيه مؤيد ؟ لو
تقول رغد قلت ايه معك حق )
وتحدثت بـ : اشك ان راكبها جني

ماقصده بما اشار ، وهل هُناك تشبيه بين الثرى والثرياء ؟ فلقد آلمني حين
آشآر بـ ( لاتصيرين مثل مرت ابوي سلمى )




...........

مصر - مقابل البنايه

نور عدلت نظارتها الطبيه وقالت : جازيه تعالي جاز...

سكتت حين اشار لها ماهر بأن تتركها ،، ورد : تغدي انتي ووالدتك ، الحمد
لله ع سلامتها ، أنا باخذ غدانا واتغدا مع جازيه فوق

واردف بـ : العصر نتقابل ونكمل الـ ...

باعتذار : أنا آسفه استاذ ماهر ، يبدو ان جازيه ماتقبلت الوضع ، خلاص
انسى الموضوع ، أنا نخيتك لاني شفت فيك الخير ، وابن بلدي ، وزوج زميلتي

بكلمه وحده جعلها تصمت ، حين قال بشده : آنسه نور ، كلمة الرجال وحده

وصعد لتلك الغيوره

.....

مصر - شقة مآهر

اسرع الخطى لها ، يُحاول ان يكبت ابتسامته ، تلك الشقيه ، بدأت ان تتسلل
لقلبه ، بتصرفاتها ،،

فُجع بمنظرها وهي تشد شعرها بأقوى ماتملك ، لبرهه صدّق تلك الأقاويل التي
قيلت عنها ،، حرك رأسه ، محاوله ايقاف تفكير طرأ عليه ، حين رأى في يدها
شُعيرات بنيّه اللون

اقترب بهدوء : جازيه وش تسوين
بشر : بّعد عني ، وروح لنور وش تبي فيني -وبصراخ- ليش تعودني عليك ، ليــش

ابتعد : جازي
بصراخ : لاتققول جازي ، جلست معك فتره مو بسيطه ، وكل يوم اسمع صوت فلانه
تكلمك ، وعلانه تقولك عن موعد التسجيل في القناة ،،
حاول فيها ، نادى باسمها مره واخرى ، اراد ان تسكت الا انها ابت واكملت
بـ : واسكت واقول هذا عمله ، مالي شغل ، هذي حياته العمليه مالي حق اتدخل
فيها ،، بس توصل فيك المواصيل مع نوررر صديقتي اللي ماعرفت غيرها

صُدمت حين رأته يقترب بسرعه ، ويطبع ع خدها اصابعه بصفعه ، وبعقلانيه :
لازم تخليني اتعامل معك بطريقة خاطئه عشان تسمعين ؟ لازم ارفع صوتي لازم
ارفع يدي معك ويالله

تحركت لتبتعد ، لاتُريد ان تبكي امآمه الا انها ذُهلت حين رأته ، يمسك
يداها بيديه ، ويُديرها لتلك الاريكه ليُجلسها امامه ، وهي كالبلهاء ،
رأته يثني قدميه ليوازي بجلسته ركبتيها ، وتحدث بهدوء : تكلمتي وطلعتي
اللي في قلبك من اسبوعين ، دوري اتكلم ، وتسمعين لي ، اللي بيني وبين
البنات اللي بالقناه ، لايتجاوز حدود العمل ، مو خوف الا من ربي ، واللي
بيني وبين نور ، مشكله بعملها طلبت مني اساعدها بس
لترد بعبره : أنا مو صغيره تلعب علي بكلمتين ، شلون مشكله بعملها وهي في اجازه
حاولت ان ترفع يديها عن تلك اليدين ، احتضنها اكثر كرساله ، بأن لا تحاول
ابعادهما ،، وضع رأسه في حجرها وتجاهل ردها : صحيح ماكان الزواج عندي
بذاك الاهميه ، الا انه تلبيه لرغبه امي الجازي ، لكن بعد ماتزوجت ، تركت
ذاك الاهمال كله خلف ظهري ، مو من جمالك او من تعاملك الجميل
ابتسم حين حس بها ، تُحاول دفعه : شفت اجمل منك بكثير ، تعاملت مع نآس
مُهذبين ، بس ماصار هالشي من نصيبي

ضربت برجلها الارض : مآآهر ماتلاحظ من اليوم تسب وانا ساكته

استدار نحوها ، ليجلس القرفصاء : بس انتي تختلفين عنهم بشي جميل
هزت رأسها تحثه ع الكلام لتسمعه يقول وهو يقبل يدها : بس انتي زوجتي

تباً له ، كيف له بأن يُغير مابداخلها في بضع دقائق ، منذ قليل حسمت
الامر بالطلاق ، والآن تشعر بشي ما في يسآرها ينبض له لحديثه ، وجراءته
تلك


سمعته يقول بشقاوه : شوي شوي لاتتشققين

ماذا يقصد ؟ اوه ابتسامتي تشق طريقها ، حين أشعر بالخجل ،، حقاً انني
اكبر من البلهاء نفسها

بابتسامه وعناد ، تمحو ذلك الخجل : ترا للحين مارضيت $

............


نعود للسعوديه - حيثُ جآسم

آمنت بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم او كما قال : (( واعلم ان الامه لو
اجتمعوا ع ان يضروك بشي لن يضروك الا بشي قد كتبه الله عليك ))
فمنذ ان علمت بخبث تلك الـ سلوى ،، منذ ثلاث سنوات مضت ، أنا اُريد ان
افعلها مع تلك البريئه نعمه ، ليس شهوةً مني او خبثاً ، انما رد اعتبار
،، فلم يضر تلك الصغيره مآ ارردت فعله
جن جنوني حينما تذكرت بلادتها بقولها (كنت اشوف غرامياتكم تالي الليل واسكت )
ابنتك مع زوجك وتآلي الليل كما ذكرتي ، والامر عندك 'ايزي' مين اين انتي
؟ واين قُطع سرك ؟

تزوجت تلك النعمه في بيت عمها حديث العهد ، أيدتها ع ذلك ، تركتها تعيش
حياتها ، اهم مالدي ، انها عرفت نيتي في المستشفى يوم الحادثه ،،
حينما تطمنت ع نعمه ، طلقت ام نعمه ، وآمنت ايضاً برأي الوالده ،
وبمقولتها (أنا ادرى بمصلحتك ياولدي)

عدتُ إلى العيش مع امي كما كنت قبل زواجي ، ولكن بقلب محطم ، وشخص مهزوم

صحوت من هآجسي الذي كان يراودني طيله الفتره الماضيه ع صوت حبيبتي :
ايــه ياوليدي ياجاسم الدنيا تجارب ودروس وعبر

استقمت ، قبلت رأسها ويدها ، وقلت وانا ادخل بها إلى الصاله : اييه يا
يممه هذي الدنيا يبي لها كفاح

وبابتسامه ذات مغرى : وهالـ كفاح ماراح يروح هدر


..........


مصر - حيثُ نهر النيل

نظرت فتحيه في صحنها : نور بنتي ليش مابتاكلي ، صار شي لك وانا بالسعوديه ؟
بزعل : ماما أنا زعلانه من نفسي ،، سببت مشاكل بين صاحبتي وزوجها
بابتسامه : راح تنحل ياحبيبتي ، منهي صاحبتك ؟ نقّيه ، سميره ، بسينه ، والا موزه
نور بحماس : ما أولت لكي عنها ، ماما هدي صاحبتي بالشقه ، مو بالعمل ، عروسه قديده
ابتسمت لابتسامه ابنتها وحثتها ع الحديث : طيب ايش عملتي لها ؟ ومين هيّه ؟
اكملت وهي تتذكر تلك الجازي ، التي تغضب حين تناديها بـ (جوجو) : ماما
جوجو مره حساسه وتغار ع زوجها ، فـ زعلتها

رفعت بيدها لُقمه لتلك الابنه ، التي بقيت لها من آل حمد : وفي حدا
بالدنيا بيرضا يخلي ابنتي نور تزعل ؟ حتراضيك حبيبتي -واستدركت وهي ذاهبه
لتغسل يداها بعد الاكل - اولتي ايه اسمها ؟

بابتسامه كبيره : جازيه يممه

جازيه ! شيء ما في عروقي ينبض ، لما اتت في بالي تلك الابنه المفقوده ،
تلك الفتاه المظلومه ، تلك الضحيه من حكايتي مع سعد وسعوديٌ مثله ! أو كل
من سُمّي بجآزي ، تكون ابنه لي ؟

نهضت بسرعه ، لأرفع عن والدتي قطع الصحن المتناثره : بسم الله عليك ماما
شفيك ؟ انكب الشر ماما

بهذيان : جازيه ؟ اسمها جازيه

...................


السعوديه ،، حيث نعمه


: وبعدين وبعدين معاك ؟ بتوقف لي ع الحبه ((الشي الصغير))
بعجز : امس جيتك لقيتك تفطرين ع الارض ، وقلتي لي بالحرف الواحد -وقلّد
صوتها- معليش بكر شفتك مابتفطر معاي وقلت افطر ع الارض ، احب القعده فيها
واكملت وهي تقر ذلك : ايه بعد وقلت احس ولو بشي بسيط اقتدي برسولنا
تمتم بـ : عليه السلام والصلاه -واكمل بعناد - وقلت لك شيء جميل ، من
اليوم ورايح بناكل ع الارض ، شوي القاك حاطه الاكل ع الطاوله ؟؟ -وبضيق-
انتي إلى متى بتحسسيني بعجزي ؟ واني ما اقدر ع كل شيء ؟
استغفرت في داخلها ، وبهدوء : وانت إلى متى كل مافتحنا سالفه دخلتك عجزك
بالموضوع ، ترا هذي مو حاله ،، صدق ان المرض النفسي له تأثير عليك

اشتاط غضباً : هيــه ، يا انتي ،، خليك مره وحطي الاكل ع الارض اشوف

نعم هو لا يُريد ذكر اسمها ، علقمٌ له ذلك الاسم ، ليس في كل موضوع يذكر
عجزه ، بل وحتى عند ذكره لاسمها ، لشكلها ، لكيانها ، فما بينهما ما بين
السماء والارض ،، آمنية حياتي ، اعلم لما هي رضت بشخصٍ مثلي

اعطيته ع قد عقله كما يقولون ، فذلك الطفل الكبير قد ضقت ذرعاً به ،
انزلت الاطباق ع الارض ، واستدرت لغرفتي ، لذاك السرير ذات النفر الوآحد
، حيثُ الاتفاق


.............


مصر _ عياده ذلك الـ ريان


بتوتر : ماهر أنا خايفه ع امي ، ليتني خليتها عن جازيه او قلت لجازيه
تقعد معها ، خايفه عليها من عز وتهديده
ليطل في وجهها بابتسامه ليزيل عنها توترها : من ركبنا السياره ونتي
تعيدين بهالكلام ، قلت لك ان شاء الله موب جايها شيء ، وش اسوي بجازيه
إذا جتها ام العبيد ؟ ((اي انها لاتتقبل اي شيء في الوقت الحالي لغضبها
منه))
وهي تُرتب حجابها : رآح اراضيها واستتسمح منها هالدلوعه
ابتسم لطآريها : يلا نخلص شغلنا بدري ونروح لها


لا يعلم لما انقلب مزاجه ، لا يعلم لما نبضه من نبضاته فلتت عن دقاتها
المتوازنه ، لما هذه النبضه غيرت موازين تلك النبضات ، فهاجت وثارت ،
كأنه في سباقِ للمرآثون ، اتت مع من ؟ سعودي ؟ من ابناء بلدي اذن ، بثوبه
وشمآغه الاحمر ، ادخل يده في كيس بنطال بدلته الرسميه ، ليشد قبضته حين
رأه ينحني ليرى وجهها بوضوحٍ اكثر ، لا يهمني امركما ، ومن انتي بالنسبه
لي

احكم اعصابه ليرد عليهما السلام ببرود ، ولم يلبث الا ان قال : نعم
دكتوره نور ؟ توك تفضين تجيـ...
ليرد عنها بركازه : دكتور ريان ممكن نجلس بمكان اكثر هدوء ونتكلم بشغله
يا لثقتك ، من انت ، وماذا تريد مني ، آخخ اشتهي ان اكور قبضتي في وجهك ،
وبهدوء : بخصوص ؟
لتتدخل تلك بتوتر : والله والله ما بنيتي اتستر ع خويك ، بس آآ

لحظه لحظه ذلك الموضوع لم يعد يهمني موضوع عز واختفاء معجب ، لم يعد
يهمني سوا من هذا الغول ، ولماذا اتى معك : تفضلوا بمكتبي - ليلتفت ع تلك
القابعه تنظر له بهيام ويكمل - لحد يدخل علينا -وهو ينظر لذلك الرجل
وبقهر - وجيبي شيء يشربونه

مد يده اليمين ، اشاره إلى ان يتقدماه ويدخلا قبله ، شعره وتكن يده تلطم
خد الآخر ، ولكنه استغفر ربه ، وامسك اعصابه ،،، هي لا شيء ، هي امرأه
كغيرها من النسوه كـ عُلا


...........



وضعت هاتفها في اذنها اليمين ، بعد ان تعبت من وضعه باليسار : اقولك تعبت
معه تميت الشهرين وزود معه ، وهو ع هالحاله ، ابلشني بسالفته
لترفع شعرها وتكمل : ايه يختي والله كم مره اقوله ماهمني عجزك وانك مقعد
، دام عقلك وفكرك موجود ، بس مايقتنع
انتظرت ردها ثم اكملت بتختيم : ايه الله يعين ع هالدنيا -وباحراج-ازعجتك
حياه بمشاكلي

لترد تلك الحياه وهي تنظر لطفلاها : ازعل منك ترا ، وشو ازعجتك ، ياكم
دقيت عليك ولا قصرتي معي
لتكمل بصوت واضح وببطىء ليدخل إلى الققلب اكثر : بس ابيك تحطين براسك ان
هذي بدايه كل حياه زوجيه ، اول سنه يكون صعب التفاهم بين الطرفين ، لأن
كل واحد جاي من بيئه

لترد تلك النعمه ، تلك التي لم تلقى نصائح من والده او اخت كبرى ، تلك
التي لم يسمع احد لها ، سوى تلك الصديقه الوليده ، وبحماس : يعني شيء
طبيعي صدق ؟ يعني حياتي أنا وبكر ، كل الناس بدوها بكذا ؟ يعني أنا مو
غلط ؟

لتؤيدها تلك : ايه حبيبتي اغلب كل زوجين تكون بدايه حياتهم عثرات ،، شوي
شوي يعرفون لبعض اكثر

لتتنهد براحه : ريحتيني والله ، أنا دايم افكر ، اقول الله يستر لاتكون
نهايتها طلاق
لتتشهق تلك : لا ان شاء الله ، تفاءلي خيرر حبيبتي

نعمه ، وكأنها تذكرت شيء : يعني انتي كنتي زينا ؟ يعني مع زوجك كنتو خلافات

صمت ثم صمت ثم صمت ،، لتستدرك هذه : آآ سوري بس كنت خايفه ان حياتي أنا
وبكر انبنت ع غلط

وتحرج تلك ، وبجمود : ايه كنا بخلافات ، بس خلافات زوجك ، عشان مرضه ،
وعجزه ،، بس أنا -لترجع للماضي- كنت صغيره صغيره كثير ع كلمه زوجه ، وهو
كان صغير بعد ع تحمل المسؤوليه


وانتهت محادثة تلك الصاحبتين بهدوء واحراج عند هذه ، وذكريات ودموع عند تلك


...........


حيثُ مصر

بصدمه : ما اصدق -اردات ان تُثبت له ذلك ، ليُصمتها- نور لو بتشككيني
بنفسي بشك بس عز لا ، عز خوي دنيا -وبصرامه- فلوسمحتي لاتحاولين تخلقين
اكاذيب جديده

نظرت إلى عينيه ، وبصراحه : ريان ، طيب ما سألت نفسك عز وينه هالفتره ؟ ليش مختفي ?

ليجيب بطيبه : هو قايل لي بأبحث عن معجب ، وكان متحمس للموضوع اكثر مني ،
متحمس لي أنا ، لصديقه ، شلون قواك قلبك تقولين لي هالكلام عن عز ، اخس
عليك

وكل مآحاولت ثنيه عن ثقته العمياء لمن لايستاهل تلك الثقه لذلك الخائن ،
كلما تشبث في ثقته اكثر

إلى ان طفح الكيل بذلك الغول ، وبصوت مرتفع : ياخوي قالت لك هذا جوالي ،
وهذا سجل المكالمات ، وهذا حجز الطيران ، وهذا كل شيء يدل انه عز
-وباستحقار لعقله الساذج واشار إليه باصبعه - يعني ليش هذا مو راضي
يستوعب ان نور جايه تبري ذمتها وكلامها صح ؟
لا يُريد ان يُصدق تلك الاقاويل عن رفيق دنياه ، وبصراخ : لانها مررره ،
تعرف ليش مابي اصدق ؟ لانها مره ، زيها زي غيرها ، الكذب يمشي عندهم
مليون -ضرب بيده ع مكتبه قهراً- وسالفة عُلا ماراح تتكرر ، وكذبك ماراح
اصدقه

ارتفع الضغط عندها ، يُكذّبني ، اللوم ليس الا عليّ ، وبقهر : اسمح لي ،
أنا اسفه جيت وضيعت وقتك ، وانا اكذب ، ايه عز صح وانا والحريم كلنا غلط
لأرد ببرود : داري
لتستدرك : بعدين منهي علا ذي ؟ وانا وش لي فيها -لم تنتظر ردي لترفع
حقيبتها ع ذراعها ، واكملت بحنق : الشرهه علي اللي جايه اعلمك واوضح لك
الصوره وابري ذمتي

رأها ، رأى الصدق في عينيها ، لكنه لا يُريده ، لايريد مايُعيد ماضيه ،
ابالله عليك ، اما اكتفيتي يادنيا ، مني ؟ ومن رمي تلك المصائب علي ، الا
عز ، ارجوك الا عز ، هو من جبر كسري بالماضي ، فلا أُريده ان يكسرني كلي
،،، الا عزز

حينما علم بحادثه نور ، ومحاوله عز لاخفاؤهما ، وتهديد نور بوالدتها ، ان
لم تُنفذ امره ،، نسي تماماً ذلك العملاق ، وقصته مع تلك الصغيره ،، رفع
نظره ، فإذا بها تنحني له لتحثه ع النهوض ، وتتمتم بكلمات تدل ع غضبها

نطق بلا شعور : هذا زوجك ؟

ليسمع شهقتها ، واستحقار ذلك الزوج في نظره ،، لتبتسم تلك النور حين لمحت
الخيبه ع ملامحه : اعتقد مو من شأنك هذا الموضوع


...........


في البنايه ..

كلما اردات ان تخرج لتطمئن ع ام نور ، كما اوصتها ،، اتها ابليس قائلاً
(هي طالعه مع زوجك ونتي تحرسين امها كأنك حارسها الشخصي )
ليأتي ضميرها الحين (ع الاقل طلي من البلكونه ع انوار غرفتها ، إذا هي
موجوده او لا)

بطبيعه بني البشر ، الخير يغلب ع الشر ، استقامت لترا تلك الاُم ، كادت
ان تحسد نور ، لوجود امٌ لها في هذه الحياه المخيفه ، رأت امراءه دق لها
قلبها ، امرأه في سن الخمسين منغمسه مع مآكينة خياطه ،، تنهدت براحه ،،
سمعت طرقات ع الباب ، اسرعت حيث مفرشها ،،

دخلت البيت ، انقهرت من ذاك الساذج ، الغبي ، المتخلف ، اجل البنت شوي
وتصيح عنده وتحلف له ، وهو باز بهذاك العز ، لازم اجري اتصالاتي ، واشوف
الثاني وينه ، أنا وعدت نور ولازم اكون عند وعدي ، غمضت عيوني بعد ما
دخلت غرفتنا حسيت بالراحه لما تللست لانفي ريحتها ، قشعريره من بروده
التكييف ،، نايمه ؟ وين اللي وصيناها ع ام زميلتها ؟؟

ابتسمت لما شفت المفرش يتحرك ، عرفت انها تمثل النوم (كعادتها) ، بدلت
ملابسي ، وحقرتها شوي ، ضحكت لما شفتها جالسه تأفف وكشتها طايره

بقهر : افففف توك ترجع ها ، كل هذا تحلون المشكله -وبكذب- نمت وقمت ونت توك ترجع
اقتربت منها ، تلك الطفله المجنونه ، تلك الكاذبه الصغيره ، مابالي آمنت
بكلام ذلك الريان ، بأن الكذب منبعه هن : عيونك ماتقول انك نايمه ، هذاك
مصحصحه ، وصوتك مافيه بحتك اللي اول ماتقومين تزعجيني فيها
رأته يُسرح لها تلك الشعيرات المتمرده : ما في يوم قلت لي شيء حلو
-وبدون اهتمام- كل الناس اول مايقومون يصير صوتهم غير عقب النوم
احلف وربي ، انني بدأت اعشق تلك النبره ، جعلتيني احسب لذلك الوقت ، بدأت
اعشق السادسه ، وصوتك المليء بالنوم يهمس بـ ((ترا والله هذا اخر يوم
اقومك فيه للدوام)) حفظت كلماتك تلك عن ظهر قلب ، لما جعلتيني كالمراهق ،
حيث لو انني استيقضت قبل السادسه ، لتمثّلت بالنوم ، لاطرب سمعي ببحتكك
الموسيقيه


لما يراني هكدا ، الا يعلم بخجلي ؟ ، الا يعلم بأني قول بلا فعل ، فأنا
حقاً اريد ان ان تأكلني الارض حين ارى لمعآن عيونه ، تُحرجني افعاله ،
فرحت حين رأيت نور تتصل ، لأغير حالتنا تلك ،، بضجر مصطنع : والله مارد
عليها خلها ، توها تذكر تراضيني عمتي نور

سمعته يتنهد ويبتسم لي نص ابتسامه : جازي ، نور مو ناقصه دلعك


............



مصر - حيثُ تقلب مزآج ريآن

بعصبيه : قللت لك مابي احد يدخل اففف -وصفق الطاوله بيده - اياً كان ما كان
بهدوء تحآول تمتص غضبه : ع امرك دكتور ع امرك ، لكن هذا الدكتور جاي من الاسكندريه حتى تناقشون كيفيه علاج الطفل

وضع يديه ع اذنيه كـ دلاله ب ‘لا اريد سماع شي‘ : وبببببعدين معاك ?

سمع رنين هاتفه ، رفع يده علامه بأن تخرج وتغلق الباب خلفها : نعععم انت الثاني بعد
شلت التلفون من اذني واناظر بتأكد أنا مكلم خالي ريان ، والا ايش : خالي ؟ -وبصوت منخفض- شففيك ؟

ليجيب بنرفزه : ياخي مو طايق روحي

استنكرت ، وش فيه خالي ؟ من متى ننفسيته تتقلب كذا ، اخر مره كانت قبل ست سنوات
خالي حياته صافيه ، مثل صفاوة المآء العذب ، عاش حياته لوحده ، كوّن روحه بنفسه ، ربّى نفسه بنفسه ، واثبت نفسه بجداره ، وحقق ذاته ، عمري ماحسيت بالامواج في حياته ، الا لما تزوج علا ، الله يستر علينا وعليها

رديت عليه ، وانا خاطري اطير له : خالي لاتجهد روحك بالعمل ، العمر يخلص والشغل مايخلص
سمعته يتنهد وقلت بخوف : بنت جديده ؟

انتفضت لما سمعت صراخه بـ : أنا اكبر همي حواء ، الله ياخذهم من ع هالكره الارضيه بس
حسيته كأنه انتبه ع نفسه ، عصبيته اللي مالها داعي : لا ، كثّر الله خيرها علا ، كرهتني ببنات جنسها ، بس شوي بيني وبين عز مشكله صغيره

اكذب والله العظيم اني اكذب ، فأمر تلك الساحره بدأ يهمني ، البارحه رأسي آلمني من التفكير بتلك الخائنه وزوجها ، متى تزوجت ؟ هل هو في وقت ذهابي للسعوديه ؟ ام انها زوجته من وقت سابق ؟ آآخ رأسي ، إلى جنهم الحمراء انتي وذلك الغول

سمعت ابن اختي يقول : طيب خالي ، أنا بعد بيني وبين نعمه مشكله ، خالي عقلي يقول انها صح بس مدري ليش اتبع هواي

رديت عليه وعيوني ع تلك الكنبه وصورة تلك النور مع زوجها تظهر امامي : لا ياقلب خالك انت الصح ، تترا كلهم كذا ، لاتقول زوجتي غير والا مدري وش ، تغدا فيها قبل تتعشى فيك ، خلك ذيب ولا ينلعب عليك ، مو عشانك مقعد بتستقوي ع شخصيتك كـ رجل

وكأنه بدا يقتنع بكلام خاله ، ويثبت له ان هواه ع صواب : صادق صادق ياخالي ، حاس انها باديه تستقوي علي بلسانها الطويل

ليحذره ذلك : اليوم لسانها وبكره يدها ، وتقطك بالمستشفى بعده


.................


نعود ، حيث السعوديه ، حيث بركآن اثآره ريان ، واخمدته نعمه


: هيه انتي ردي علي ، وين لسانك -وبمحاولة استفازها - لسانك اكله القط ؟

تذكرت كلام حياة لها ، ان اكسبه في صفي : نعم حبيبي ، وش بتتهاوشني عليه بعد ؟ اعتققد الاكل حطيته ع الارض مثل ماتبي ، ملابسك في الدولاب ماولمتها لك زي ماطلبت ، ما اعتنيت بولا شيء من اغراضك ، ناقص شيء ثاني استاذ بكر ؟

ايه والله ، كل شيء سوته مثل ما ابي ، لي يومين احاول استفزها ، احاول فيها ، ترجع زي نعمه اللي قبل تصارخ تهاوش تصيح ، بس لا صايره بارده ممله لابعد درجه

(بس أنا غيرت رايي ، ابيك تعتنين فيها -وباصرار- ومن اليوم)

سمعته رد علي بعناد طفل ، دائماً ما اقول هذا البكر ، طفل بهيأة رجل ، ربي الهمني صبر ايوب

تمتمت بـ : حاظر

................

19_soma_ 25-10-13 11:19 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
احتياجاتي الخاصة – التاسعة

.....................

**لاتنسوا فرائضكم جميلاتي**

......................



......................



حيثُ حيآة خلف



كم هو امر مؤلم ، حين الحبيب يُشبّهك بمن تمقتينها ،، فاليوم خلف حّرك شفتيه ، اشار بيده ، بأنني لا افرق عن تلك الـ سلمى بشي ، هل لأن ابننا يمتاز بعقل اكبر من عمره ، وبهدوء غريب نوعاً مآ ؟

لم افكر في حياتي كلها عن هدوء ذلك الطفل ، ولم افكر بالسلبيه ابداً ،، رفعتُ رأسي لانظر له ، فإذا بريشه بيده ترسم افضل الرسمآت ع تلك الكُرّآسه ،، راقبت تصرفاته ، حيث أن رغد تُحاول اخذ تلك الريشه منه ،، وهو يأبى دون النظر اليها !!



جفلت من اصابع كانت ع كتفي ،، حيثُ خلف ،، حيثُ اشاراته (بالزبط هذا اللي كنت اقصده)



استفهمت : كيف ؟



ليشير بيده نحو مؤيد ويُحرك شفتاه بكلمه وآحده بـ توّحد !



تحدثت بضعف وأنا انظر له ولنظراته تلك المنصبّه حول كُراسته : لاتقوله





.............



.............



حيثُ مكآن مطهّر - دار الحي



في فصل صغير ، حيث يجمع جدّات الحي ، يجلسن ع شكل حلقه ،تترأسهن استاذهن ، اصغر منهن سناً ، امراءه انتصفت في الخآمسه والثلاثون من عمرها

تنظر لهن ، يتحدثن ، هذه تحآدث تلك التي تبعد عنها بامرأتين ، وهذه تُحادث حفيدها ع الهاتف ، تزيد نبرة صوتها إلى الاعلى ظناً منها انها ستسمعه بهذه الطريقه ، فترفع صوتها غير مباليه انها في فصل ، وليست في منزلها ، تتنهد تلك المعلمة فهؤلاء الكبيرات صعب التعامل معهن ، فهن لم يعتدن ع التقيد ، تتعب معهن كثيراً ، تحاول ان تتحملهن احتساباً للاجر



تحدثت تلك المعلمه : خلاص يا اخوات ، راح يكون نهاية هالاسبوع امتحان في جزء عم

تلك التي تتحدث بالهاتف ، تؤشر لها بيدها بأن تنتظر ، فقد انزعجت من كثرة الاصوات

ابتلعت حركتها ، التتفت فإذا بـ خاله ام جاسم : ماصار اسمك كفاح عبث يابنيتي ، اصبري واحتسبي الاجر ، حنا عجّزنا وصرنا شوي شوي نستوعب



ابتسمت لها ، فهي اقرب خاله لي ، قريبه من الروح تلك الخاله ، فلكم شدت علي وآزرتني ، لاكمل مشواري ووصية والدتي رحمها الله : ولو ياخاله ، انتم صرتوا حياتي ، وش يومي بدون لا اجي الدار واشوفكم واتطمن عليكم



قُطع علينا صوتها وهي تغلق هاتفها : ايه استاذه كفاح ، الاختبار في اي جزء هالاسبوع يابنيتي ؟



..........





حيثُ جنآحي



منذ البآرحه وشغلي الشاغل بإبني ، وبفكرة خلف تلك ،، رفعت رأسي حين سمعت طرقات حفظتها عن ظهر قلب ، طرقات خافته اسمعها كل صباح ، قبل ذهابه للشركة ،، حيثُ يضع لي ورقة صفراء بعبارته التي لايفتأ ان يكررها (صبآح الخير حياتي ،، صباح فقدته من تسع سنين ،، زوجك )



استدرت للباب ، انحنيت لالتقط تلك الورقه ، مع علمي بمآ هو مكتوب خلفها ، ولكن تلك الورقة الصفراء ، بت اعشقها ، بت اعشق تلك العاده ،، فبمجرد انتهائي من اذكار الصباح ع تؤاماي، استرق السمع لتلك الخطوات ، وانتظر تلك الورقه الصفراء وسلامه الصباحي كل يوم

فكم يُرضي غروري حين اقرأ تلك الاحرف ، وانني حياته ، فلا حياة له في تلك التسع سنين ،، فألتمس بعبارته تلك الاسف عمآ مضى ،، ولكنه لم يحن وقت السمآح بعد ،، أنا آسفه حبيبي خلف



: ماما عمتو احلام تقول بابا يقول ماما ومؤيد يغيبون اليوم عن المدرسه -وبغيره طفوليه- وانا ماما ؟ ابي اغيب معكم



مسحت ماء نزل ع خدي ، ورديت ع طفلتي وانا افتح تلك الورقة : لا حبيبتي ، انتي طيبه ، بس اخوك شوي تعبان



سمعتها تقول بغضب وهي تضرب برجلها الارض : يارب اتعب أنا بعد



ابتسمت لها ، اختفت ابتسامه حل محلها الدهشه ، وانا ارى تلك الحروف الكثيره في هذه الورقة ، اذن حدسي لم يكن في محله ، التهمت الحروف وذلك الماء السائل ينساب ع خدي ، لا لم تكن دموع ، من قال لكم انها دموع ؟ هي ليست دموع وانتهى

عندما قرأت ان دعوتي استجابت ، انساب السائل مره اخرى ،، فهذا السائل لم يفارقني كل ليله لان دعوتي قد ذهبت للسماء ،



(( حياتي ،، كل يوم اقولك اني حياتي ، وهالتسع سنين اللي مضت ما عمري اعتبرتها من حياتي ،،

انتي حياتي ،، واعرف انك زعلتي لما شبّهتك بمرة ابوي ، أنا اسف ، لكن من حرتي ع ابننا ،،

ع ان دعوتك علي ربي استجابها ،، الا اني للحين آذيك حتى لما صرت ما انطق ،،

خلف يقولك آسف ،، وعلى التسعه راح استئذن من الشركة وامر اخذكم انتي ومؤيد لأقرب مستشفى ،، خلف ))







...............



حيثُ لآ سند ، حيثُ لآ والي ، حيثُ لا آمان ، باختصار حيثُ لا عمود لتلك البيت



رمت بحقيبتها ع الكنب باهمال ، وبتذمر : ماما هذي ثاني مره يلحقونا الشباب ويتحرشون ببنات الباص

اغمضت عيني ، تحسبت عليهم في نفسي : أنا بأكلم العم ابو عمر ، لازم يتصرف ، هالشباب عندهم فراغ ، الله يصلحهم بس



لترد تلك الفتاة وهي تتقدم تلك المساحه ، لتقبل رأس ويد والدتها ، كتحية اعتادت عليها ، وبسخريه من ذاك العم : ابو عمرر شايب مايدري وين ربي حاطه فيه -وبجزم- أنا لايمكن اكمل بباص حكومي ، كفايه كفّوحه ، ابي باص خاص زيي زي البنات



ابتسمت لها ، وهي تتحدث ، لكم اعشق تلك الملامح ، علاقتي بابنتي ، علاقة صداقه اقرب من علاقه ام بابنه ، هي صديقتي ، هي امي ، هي اختي ، وحبيبتي وكل ما املك ، هي من بقت لي في هذه الحياه ، تلك هي من اعيش لها ولاجلها ، رفعت حاجبي كتأديب : كفّوحه ها ؟



اجابتني بضحكة خجوله : جد جد ماما لازم اسجل بباص خاص -وبصوت منخفض- بمكافأه الجامعه ماما ، بس أنا ابي الضوء الاخضر منك



تأملتها ، نظرتها الغاضبه وردها المتضب بـ 'مكافئتك ماتلمستينها' ، دعوت الله في سري ، ان بيبقيك لي ، فلا اريد حياة لا كفاح فيها ، كفاح نبضي ، اعلم ان راتتبها من تلك الدار اعلى من مكافأتي بمئه ريال فقط ! ، ومع ذلك ترفض اشد الرفض من ان اصرف ريال من تلك المكافأه لاجل من ، ومتى لـ يومي الاسود كما تقول ، وهل سيكون يومي اسود وانتي في حياتي ؟







............





حدثتني حياة عن حرمة تعليق الصور ، وانها في تلك المناسبه قد تضايقت بأنها لم تقدر الا ع اضعف الايمان ، الا وهو الكره بالقلب ،، تذكرت عبارتها (انتي مرت ولدها يمكن تتقبل منك اكثر)



رفعت اطراف اصابعي التي كانت تتجهه بلا طوع مني الا وجهه ،، وجهه المستدير ،، حيثُ عوارضه



سمعت خآلتي تقول باستصغار : حبيتيه ؟

وبعقلانيه اجبت : في وحده ماتحب زوجها -تذكرت الامر حين رأيت الصورة- ايه خالتي خلينا من بكر ، لكن تدرين ان الملائكة ماتدخل بيت فيه صور ؟

استدارت لتجلس ع تلك الصوفا وبتعجب : يعني بتثبتين لي ان جوالك والتلفزيون مافيهم صور ؟

إلى يومي هذا وانا اخاف منها حقاً ، سبحان من جعل الهيبه فيها وبحذر : خالتي هذي العلماء اختلفوا فيها ، لكن الصور المعلقه والمرسومه رسم واضح امرها

انتفضت من شهقتها وتغير حالها ، وقولها بانفعال : يعني تبيني ارمي صورتنا ، صورة بناتي وولدي -رفعت صوتها تنادي بكر حين رأته يدخل - بكر سمعت ياوليدي وش تقول مرتك ؟

اغمضت عيني ، استغفرت بداخلي وانا اشد ع قميصي بقهر ، هكذا اذن ،، تلك الخاله لايوجد اطيب قلب منها ، ولا اطهر لسان منها ، الا إذا كان بكر قد دخل ،، فيحدث ماهو العكس



ليتني لم اتزوج ، تلك العباره بت ارددها بالأوان الاخيره ، وبضغطي ع زر الكرسي ، لينفذ امري ، ويمشي للامام ، حيث تلك النعمه : نعمه ؟ -لا اريد ان اخطىء عليها امام والدتي ، تنهدت وقلت - ارقي فوق ، وحطي غداي ، شوي وارقى بعدك



لتصرخ تلك : ايه هذا اللي فالح فيه ، الله يخلف علي بس ، بنات مريضات ، ووليد لايهش ولاينش



لاسمع صوت يصرخ بصوت اعلى : ام بكر ، خلي كلن بحاله



رأيت بكر يُدير كرسيه لابيه ، ويقبل يده ويهمس له بكلمات ، ومن ثم اشار لي بعينه بأن نصعد ، حيثُ بركآن جديد



.............





............







: ايه ماما احكي لي ، ليش تركتي الطب بآخر سنه لك

بتأتأه : كم مره قلت لك كدا ، حسيت انه مايناسبني

لترد -بنغزه- : وتركتي ست سنوات دراسه تروح كذا ، واشتغلتي بالدار ، بالتحفيظ

نظرت لها بعمق : ووش فيه التحفيظ ؟

لتستدرك ، وهي تدنو من والدتها : ماما مو قصوراً في التحفيظ ، بس مايُقارن دخلك كـ دكتوره ، بـ دخل معلمة قرآن

لتقنعها تلك ، وهي تحاول النهوض : من ناحية الدنيا ، دخل الدكتوره اكبر -لتنظر لها كمن انتصر- بس من ناحية الاخره



لتخرج تلك الوالده من الصاله ، متجهه نحو المطبخ ، بينما تسمع صوت خطوات ابنتها خلفها ، آآخ من تلك العنيده



امي ، حبيبتي ، حان الوقت لأحمل عبئك ، فأنا قد كبرت ، وفهمت ماهيّه الامور ، فهل يُعقل لبشر ان يترك حلمه الذي شارف ع تتحقيقه يتبخر في الهواء ؟ عفواً امي ، فأنا لم اعد تلك الطفلة



اخذت مني السكين وبقية الخضروات بقولها (عنك ماما) لتكمل مابدأته : ماما دايم كنت اسألك هالسؤال ، وكنت اقتنع باجاباتك بس اليوم وبهالعمر ، جوابك ماصار يقنعني ماما

اخذت جزر لتبشره وتقاطعني حين اردت التحدث بقولها : ماما مو قلتي حنا صديقات -وباستفهام انكاري- والصديقات يخبون ع بعض ؟

سحبت كرسي طاولة الطعام ، تلك المستديره في منتصف المطبخ : خلاص حبيبتي نكمل الغداء أنا واياك واوعدك احكي لك



حضنتني من الخلف ، يداها محطيه عنقي : هذي كفّوحه اللي اعرفها



تنهدت بلا حول ولا قوة ، تلك المشاغبه لاتفتأ عن مُنآداتي بـ اسمي مُحتجه بقولها (مو احنا صديقات )





..............



.........



مُشوّش أنا ، هل كل من يرتبط بحياة جديده ، تكن له مثل تلك العقبات ، ان رضت وآلدتي عنها ، اسخطتني ، وان رضيت أنا ، سخطت وآلدتي ، ماتلك المعآدله الصعبه ، لقد سئمت الحياة مع تلك الـ نعمه ،، كُنت سأطلقها من اول ليله ، لولا حديث ذلك الرجل ، العظيم في عيني



: اعرف يابكر اني ابد ماوافقت ع زوآجك منها ابد

ببشته ونظرته المتفاجئه : نعم -وباحترام- عمي ؟ وش مناسبة هالكلام بليلة زوآجي بـ بنتك

بصرامه : الحق يقال ، انت رجال وسألت عنك وجاوبوني بكل خير ، لكن فكرة انك معاق ابد مآ اقبلها لبنتي اللي رربيتها



اردت ان ارد ، ادافع عن نفسي ، كرآمتي الا اني سمعت صوت رجل هيأته اكبر من ذلك العم الشديد ، حيثُ لحيته التي اختلط بياضها بسوآدها يقول : هو جاسم ؟ وش هالكلام ؟ دآم البنت رآضيه ومبسوطه الله يسخر لهم



بشده : ومن انت ؟

ليغضب : أنا عمها اخو ابووها -وبتذكير عن من يكون- وانت زوج امها ليس الا



شدّني رد ذلك الجآسم ، حيثُ اسكت المُسن : لاتنسى بعد اني -وشدّ ع عبارة- ابوووها لعشرين سنه



وهمس له بكلمات جعلت ذلك العم -الذي يقول انه اخ اباها الحقيقي- ينكتم ، ويصمت ع مضض ، لم استطع ان التقط تلك الكلمات ، بسبب وفود رجآل يُصافحونني ويباركون لي



وفي نهاية الاحتفال ،،اتى وهمس لي بعبارات ، ومن ثم آخذني لابنته ، حيث حياتي الجديده

حيث كآنه همسه بـ : بس وافقت لاني شفت الامان عندك ، وحلفتك بالله ماتتركها تفقد هالامان ، اللي ماقد شافته في حياتها ، مايحتاج اهددك لو فكرت تطلقها ، تعرف المؤخر وش قدّه ، بس انت رجآل واثق فيك من هالناحيه







ما سر ذلك الغموض في هذه العائله ، بداية في موافقتها تلك ، ونهاية بعمها ، وبمن يُقال انه ابيها ، يبدو انها ورآثه !







..........





استدرت ، تركت المصعد خلفي ، واتجهت ناحيه الباب الخارجي ، وانا اسمع والدتي تُحدث ابي (شفت نكدّت ع الولد ، توه داخل والحين بيطلع الله ينكد عليها)

استغفرت في نفسي ، وابتسمت حين سمعت والدي الذي بعد شيئاً فشيئاً يلومها ،، لم ابتسم لها ، ولم ابتسم لدفاع والدي عنها ، بل ولن سأضيق حين يُخطىء عليها احد ، لا ، أنا لستُ كذلك ، فهي لا تهمني ، أجل أجل ، فقد استغفرت لئلا تعود الدعوه لوآلدتي ، ف ق ط



...............





كم لي ؟ لا اعلم ماهي اخبار تلك الجميله ؟ منذ ان خطت قدمي ارض السعوديه ، وانا قلبي هُناك ، حيث ذلك الاختطاف ، حيثُ نوري ، علمت من ابي هه الموقر بندر ، بأن ذلك في مصلحتي ، ليحميني من ذلك الـ ريان وانتقامه ، الا يعلم اني اُريد اهانه ريان ، وتجريح ريان ، ونآر ريان ، لا امآنع بأن اعيش عمري كله تحت رحمته ، شريطة ان تكون نوري هي المشرفه ع حآلتي



تعبت من انتظآرها ، اتصل عليها كل ليله ، لأتفاجأ برساله بارده في الصباح بـ (دعواتي لك بالشفاء ، ستجد دكتوره افضل مني ) واسف في نهاية الرساله ، مآهذا يانور ؟ ماهذا بربك ؟ ما الذي فعله معجب لك !



اعتدت ع رسالتها المكرره كل صباح ، لكن اليوم لم تصلني اي رساله ، بل ان الهاتف غير موجود بالخدمه



فتحت علبة السجائر ، مُنتهيه اذن ، خرجت من غرفتي ، بل ومن منزلي وانا غاضب ، احتاج سجآره وليست وآحده فقط



استغفلت بدر ، وخرجت حيث اقرب رصيف ، انتظر صاحب الاجره الذي اتصلت عليه مسبقاً



قطع تفكيري : بابا أنا يوصل بقاله ، بس شارع ثاني في حادث ، لازم ينتظر



تنهدت : يعني البققاله الشارع المقابل ؟ -مسكت يده عشان يدلني اي مقابل فيهم ، قدآمي اربع جهات ، اشر لي وعطيته المقسوم ونزلت -



آوه لا عصاتي في المنزل ، ونظارتي الجميله من حبيبة الفؤاد لم تكن معي ، حسناً لاُغامر واعود إلى حياتي الطبيعيه



...........



وجدت نفسي في سيآرتي ، جُن جنوني ، حين رأيت رجل آمامي يمشي ع بيض ((صيغة مبآلغه ، تدل ع بطء مشيه)) ،، رأيته يدخل تموينات ، تذكرت طلبات نعمه ، لا ليست طلباتها ، بل هي طلبات المنزل ، هكذا

دلفت المحل بعده بفتره ، رأيته انتهى من شراء حاجياته ، مُتجه نحو المحآسب ، بينما أنا بالاتجاه المُعآكس



بغضب : عممى بغيت اطيح ! الكرسي بغى يطيح ، ماتشوف !



وتمتمت بـ : الله لايعمينا بس



رأيته وانا اعيد الكرسي إلى وضعه ، حيث مال ، كدت اطيح لولا ستر الله ، رفع حاجبه وبسخريه رأيتها في عينه : ايه مآشوف



جُل غضبي المكنوز في جوفي ، منذ التقائي بنعمه ، خرج : ياجعل ربي يعاقبك وتصير مآتشوف صدق ، عشان تعرف ان الله حق



ورفعت يدي لأزيحه عن طريقي ، لا اعلم بوقتها ان يدي تملك من الغضب ما املكه ، فلقد ضربته ، وسقط ع الارض ، ع حآفة صنآديق الببسي ، لا اعلم لما لم يتدارك نفسه ، حستت بتأنيب ضمير وقتي ، وخرجت من حيث قدمت بلا حاجيات ، وبندم انساني تحت اصوآت ذلك الغاضب وسبّه وشتمه لي





.................









حيثُ منزل امرأتين



في صالة صغيره ، تجلس مها مُحاطه بأوراق هنا وهناك ، انهت وظائفها ، ضمت اوراقها إلى ملف الجامعه ، اخذت شهيق ، زفير ، رفعت رأسها إلى جنتها ، حيث هي ايضاً محاطه بأوراق درجات تلك الامهات في ذلك التحفيظ ، تلك التي يُفترض ان تكون اوراق لتقارير المرضى في مشفى مآ ، تحدثت بهدوء : ماما خلصتي جمع الدرجات ؟

لتتنهد تلك : خلصت معهم جزء عم ، ع الشهر الجاي نبدأ بجزء تسعه وعشرين

اغمضت عيناي حين شعرت بيداها الصغيرتين تمسّد لي جبيني : الله لايحرمني منك يا عيوني اللي اشوف فيها بالحياه

لترد بضعف : ماما ما ابي اضغط عليك واسألك كل شوي عن ماضيك ، بس ابيك تعرفين اني مستعده اسمع لك بأي وقت ، وابيك تعرفين جا الوقت اللي كبرت فيه وصار لازم اشاركك كل شيء بحياتك من افراح ، ومن احزان

صدقت ابنتي ، فمهما طآل الوقت او قصر ، ستعلم بالامر ، لتسمعه مني اذن ،،



: بنتي ، هذي كانت وصية امي ياجعلها بالجنه ،، وكانت تتمناها لي من زمان -وبعبره- بس ماقالت لي الا قبل وفاتها بايام



لتحثها ع الحديث : ايوه



وبجديه : كنت ادرس واذاكر واتعب ، طموحي طموح اي بنت تتخررج بالقسم اللي تحبه ، لكن قبل وفاتتها حكت لي قصة صارت لي وانا صغيره



نظرت لأمي ، لم يغب عني المها حين حكت عن طموحها الذي لم يتحقق بعد : اللي هي ؟



تُداري غصتها ، ع ذكر والدتها : قبل وفاتها من خمس سنوات قالت لي ،،،،



،،

ع سرير فردي ، بجانب طاوله فوقها ادويه طبيه ، علاج شعبي ، دهون وكريمات ، تستلقي تللك الوالده التي تصارع المرض



لتتحدث بجهد : بنتي كفاح لما كان عمرك عشر سنوات ، كنتي بتموتين بتروحين من يدي

لتنفعل تلك الكفاح ذات الخمسة والعشرون ربيعاً : شلون يمه ؟ -وبريبه- يمه انتي تعبانه يمكن ماتقصدين اللي تقولينه



لترد تلك العجوز بتعب : لا يابنتي ، يوم سافرنا مع ابوك سفرة عمل ، للقآهـ



لتُقاطعها ابنتها كمن ذكر شيء : ايه يممه قصدك لما كنا بمصر وطحت عليهم بالمدرسه ، وخذوني للمستشفى ، واجروا لي عمليه



لتؤكد ذلك : ايه يا كفاح ، أنا نذرت للرحمن ، ان طبتي وطلعتي من غرفة العمليات سليمه ، تكونين بذرة صالحه للمجتمع



بابتسامه : وهذاني يايمه صرت بذررة صالحه ان شاء الله ، وبنفع مجتمعي ، خصوصاً الاطفال -وبحماس- كلها سنه واتخصص دكتورة اطفال



وهي تكح : لا يابنتي ، أنا نذرت انك تدرسين هالناس قرآن ربي



لتستقيم تلك الكفاح ، وبيدها كأس ماء : يمه بسم الله عليك اشربي مويه زمزم -تتنهد- عسى الله ينفع به



ردت الماء بيدها : بنتي ، كل يوم اشوفك تكبرين يوم بعد يوم ، ويكبر معك حلمك ، حسيت يدي مربطه ، ماقدررت اقولك عن نذري ، ونذر الطاعه يابنيتي يجب تنفيذه -تترجاها- طمنيني يابنيتي طمنيني ياكفاح ، قبل ربي ماياخذ آمانته



لتتنهد بقلة حيلة : ابشري يمه ، مايصير خاطرك الا طيب





***جميلاتي طبعاً اكيد تعرفون ان النذر لا يُستخرج الا من البخيل ،، وانو احنا المفروض مانربط طاعاتنا بنذر ، ولازم تستخرج بطيب نفس***





................



وربي وربه ، لن اتركه ، لن ادع الامر يمر هكذا بسلام ، احسست بناس حولي وهمهماتهم ، ومن يريد المساعده ، صرخت بأقوى ما املك : خلللاص كل واحد بشغله ، وش شايفين مسرحيه قدامكم



استقمت ، نفضت ملابسي ، وبسرعه تقدمت لـ المحاسب : بسرررعه تقولي من اللي دزني -وبصرخه اقوى- بسررعه



برجفه رد : هذا اشتراك رقم 22 ، بيت هوّا هنا قريب



وبتفكير -كمن وصل مرآده- : حلو سهّل علي عمليه البحث ، شكراً



حين هممت بالخروج ، استدركت : قلت لي اسمه ايش



تكلم بصوت ذليل : بابا حرام هذا مسكين هذا ولد يجلس ع كر..



بترت كلامه بصوت عالي : قللت اسمممه ايش ؟؟

سمعت صوت اورآق دفتر تُقّلب بسرعه دليل ع خوفه ، ثم قال : هذا ولد ابو بكر الـ ...







.............

عصفورالجنة 29-10-13 08:14 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
http://www.karom.net/up/uploads/13253404072.gif

19_soma_ 09-11-13 01:52 AM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
واياك حبيبتي

19_soma_ 16-11-13 09:07 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
احتياجاتي الخاصة – العاشرة
.....................
**لاتنسوا فرائضكم جميلاتي**
......................

بين ماضٍ وحاضر

.............

اشبه بالجلسه ، منحنيه تُشاهد التلفآز ، قميصها نصف الساق ، قد ارتفع إلى ركبتيها ، ليحرقآ قلبي ذلك الساقان النحيلآن ، نُقش في اسفلها حناء ناقع اللون ، جميل الرآئحه !
هل تُريد ان تقيس صبري ؟
الا تعلم بأنها تُعذّبني بتلك اللباس ، وهذه الجلسه العفويه ، تنهدت وانا ارآها بهذا الشكل الذي لطآلما نهرتها عنه ،،

ارحت بصري : حياة اجلسي زين -وبصوت مرتفع نوعاً ما- وبعدين أنا كم مره قلت لك هالقمصان القصيره فكينآ منها

بكل حمآس ، غافله عن نظرآت تلك العين الزآئغه ، اغمضت بصري مره اخرى ، لا اريد ان افعل شيء لا يُحمد عقبآه : خللف تخيل تعرف جون وش صآر فيه -وبكل ثرثره تكمل- البوليس كشفه ، وسجنه -يبدو انها رحمت قلب ينبض بسرعه دآخلي ، فجلست الجلسه الصحيحه كمآ يقال عنها ، لتنزل طرف قميصها بيد واليد الاخرى تشرح لي قصة المسلسل ! - خلللف انت معي ؟ بقولك والله حمآس ، تخيل هرب من السجـ....

استرحت ع كنبه مزدوجه ، بعيداً عن تلك الثرثاره ، وبمحآوله ابيّن عدم اهتمامي ، التقطت الـ ريموت لأغيّر القنآة : خلاص خلاص فكينا ، كل ليله ارقى تقولين لي قصة هالمسلسل اللي ماطاع يقضي ! -رأيت العبوس ع وجهها ، تجاهلته عمداً مني ، آخخ من تلك الصغيره - لو ابي اشوفه بشوفه مايحتاج تقصينه لي !


ريقي ؟ لا ريق ! جف ! استعذت من الشيطان في داخلي ، واستجمت قواي حين رأيتها قذ غيّررت مكانها لتصبح بجآنبي ، لو اقتربتي قليلاً لشممتي رائحة الاحترآق يساري ..

ضربت ع فخذي بـ بساطه ! : تدري اني ماحبك تنافخ علي وتكلمني بهالاسلوب ، طيب كيفي أنا بقولك قصة المسلسل -وبعناد- وحلقه بحلقه بعد

تلك المدلله ، الا تعلم ان وجودها بجآنبي خطر عليها ، وبرجى لم يتضح لها : حياة بسك -وبهمس- كافي

تكهرب جسدي بأكمله حين رفعت بأنآملها الناعمه يدي الضخمه ، لأول مره اعلم ان يدي كـ يد وحش ، مقارنة بها ، لمست يدي لتشد انتباهي مع بطل المسلسل , (جون) السقيم ، ولكنّها شدتني لـ شيء آخر ، بعيد تمآم البعد عمّا تقصده !


- كآن ذلك قبل تسع سنوآت ، كآن ذلك مايُسمى بـ بدآية النهايه -


............

ماضٍ آخر- حيث ست سنوات من الآن


بالهاف مون ، كنت اتفرج ع الناس ، اللي هنا واللي هناك ، اخوياي نصهم يلعبون بلوت ، ونصهم عند الشوي والاكل ، شوي الا ريان وصل وينزل الببسي من السياره ، الدور عليه يدخل ويجيب لنا الاغراض الناقصه ، اعز صديق لي ، من بدّهم كلهم ريان ، كلهم اخوياي وعلى عيني وراسي ، لكن ريان اخو دنياي ، سمعته يصرخ بـ (ليش تتفرج قوم افزع) ابتسمت له وحركت يدي بمعنى يآشيخ روح

سمعته يقول بمحآرش : كالعاده هالعز مامنه بركه ، الحين كلن يشتغل وانت ولا ع بالك

رديت عليه بغرور : شيخكم أنا

شفته يدنق علي ويغمز : شكل بعض النآس راضين عليك اليوم

تنهدت واشرت ع قلبي : خلاص ريان مافيني صبر ، كل مافيني ينبض لها

حسيت بعيونه شر وقال وهو يحرك حواجبه : إذا مادخلت البارد هنا -واشار إلى ثلاجه برتقالية اللون ، صغيرة الحجم- عشان يبرد للعشاء ، راح ابتزك واعلم الشباب عن قصة غرامك -وضحك-

بتهديد : رريآن ياويلك

تجاهلني وكمّل وهو يحرك يده ومغمض عيونه : حبٌ جرى بين عز وإبنة جآره القديمه

سمعت حس واحد من الشباب يقرب ، همست بـ : ريآن عن خبالتك ، مو ناقص تريقت الشباب

حرّك راسه باستنكار : عز ، مايحتاج تقولي ، ع هالخشم ، كنت ابي ارفع ضغطك بس

قرّب خويّنا وبمزح قال : ايه تكفى ارفع ضغطه ، من اليوم وهو رافع ضغطنا لايشتتغل ولا شيء


.............

حيث الآن

ارى خلف في مؤيد ابننا ، حيث انه النسخه المصغره منه ، مسحت ع شعره وهمست بـ : حبيبي انتا ، لاتخاف انت طيّب ، الاطباء مايعرفون اكثر من ربي

لاحت ذاكرتي بعيداً ، حين وضعتُه هو واخته ، كيف انه قوّي البنيه ، لايعيبه شيء ،

بعيداً اكثر فأكثر ، يوم كنتُ حبلى بهما

فأبعد وابعد ، حيثُ ذلك اليوم

صغيرة جداً ع زوآجٍ بـ رجل رآشد ،، بداية زوآجي لم اكن اعلم بالامر ، فلا زآلت ترّن كلماته في اذني (هذا مو زواج صدقي ، بس كذا قدآم النآس انك تزوجتي عشان مايفكرونك لأولادهم) وكنت ارد له بكل براءه وحيا (يعني راح تنتظرني احقق حلمي وحلم امي وابوي واصير اكبر دكتوره بالكون ، يعني مآراح تمل ؟)

حلم المرآهقه خلف ، حلم المرآهقه فقط ؟ لا وربي ، فهو حلم الصبا حتى الهرم ، آسف خلف تلك المشآعر والكلمات لا تجرؤ ع ان تتفوه بهآ شفتاي ، تلك تسكن بخُلدي فقط

صغيرة جداً ع لديك زوج وله حقوق ، لا اعلم ماهيّه تلك الحقوق ، بل في ذاكرتي تلك ، لم اجد تعريف لكلمه الزوج ، زوج اي ابي بالنسبة لأمي ، فقط ، فلا اعلم سوى الظآهر ، سوى المُجمل ، فـ ادق التفاصيل تلك التي كنتُ اجهلها ، هي سبب في آلمي يومي الآن


..........

نعود لـ ست سنوآت مضت ، حيثُ شاطىء نصف القمر


ناظرت المكان عقب الشباب ، اوهووه ، قوآطي ببسي مرميه باهمال ، قدر الشوي والكاتشب والخبز بجهه يم الدّوه ، باختصار جلسة عزوبيه ،، رحت ع البحر عند عز وقلت وانا اجلس يمه وقبالنا البحر : ايييه أجل تقول مافيك حيل تصبر عنها !

بحماس : تخيل ريان هذا ثاني واحد يتقدم لها وترده ، وتتعذر بأي عذر لأهلها ، متى يخلص هالترم ع خير واتخرج ، بعدها اقدر اتقدم لها ، ويرضون فيني اهلها

قلت بتحذير : مابي اصير بثر واقعد اعطيك محاظرات ، بس عز حبيبي انت تعرف هالطريق ، إذا جينا للجد إذا كلمتك بتكلم غيرك !

شفته يتذمر : ريان كل مره تقول مابي اصير بثر وتصير بثر

ضربته ع جبهته : وخرر وخرر بس ، بكره لا تجي تقولي مدري وش فيني صرت اشك فيها !

شفته مو يمّي وخاش جو مع البحر والقمر : تدري كل يوم قبل اجيك للجامعه ، اشوفها تطل علي وتنتظرني لين اطلع ، وعقبها تكلمني جوال -غمض عينه وكمّل- يعني ماليه علي حياتي ، لين صارت هي كل حياتي

رديت عليه بملل ، وانا حافظ اسطوانته : بس الحين لها سنه
-وقلدت صوته- لها سنه ياريان ، ناقلين بيت جديد ، وصرت بس اكلمها جوال ، سنه كامله ماشفتها -صفقه ع راسي منه ، خلتني اوقف دراما البكي-


..................



خرجت من تلك الغرفه المشؤمه ، وانا اشتم نفسي ، نقضت وعد ، اتفاق ، كان بيني وبين تلك الطآهره ، منذ ان كُتب كتابُنآ ، اي منذ ثمآنية اشهر ، اي نصف سنه وشهرين ، كل يوم لا اعود المنزل حتى منتصف الليل ، وتلك الغبيه تنتظرني لتحكي قصة جون !

تلك الليله نفذ صبري ، وآلدي بدأ يشك بالامر ، حيثُ اننا امآمه -اي في الدور السفلي- نتكلم و((نُحآرش)) بعضنا ، كـ اخوه ، كـ اصدقاء ، وليس كزوجين !

بعدهآ ، اختلقت عذراً لحياة ، بأن والدي ، بدأ يكبر ، ورأسه يؤلمه من طفلته احلام ، فلما نحن نزيد العيار عليه ؟ حآولي ان يكون معظم وقتك في جنآحنآ ، ولبّت تلك الزوجه الطآعه بكل طيبة قلب !

في تلك الثمآنية اشهر ، في كل ليلة تحكي لي قصة جون ومسلسله الغبي ، كألف ليلة وليلة ، وفي كل نهآر ، حيثُ العمل ، اقرأ لقصة ايوب عليه السلام ، لأستمد الصبر منه !

-حدث / منذ تسع سنوآت مضت-
.............





بعد يومين من طلعتنا للبحر - (قبل ست سنوآت)


آآآخ تعب تعب هالتطبيق ، متى اخلص ع خير ، صح ماعندي شيء او اي مشروع نآويه ، بس ابي ارتاح من الدراسه معد فيني

سمعت امي تقول : ريان ولدي تعال سّلم ع عمتك مافيه احد

تنهدت براحه لما سمعت خالتي حبيبة قلبي تقول : ابشرك بنتها ماجت معها

دخلت سلمت ع عمتي ، سمعت خالتي تقول لامي : يالله ياوخيتي أنا بروح لبناتي وبكر ، بس قلت اجي اسلم عليكم واجيب اللي وصيتتيني عليه

ردت امي بـ : كثّر خيرك ، والبنات وبكر أنا بمر هالاسبوع عليهم واتطمن عليهم

رفعت صوتها عمتي : وانا بعد يا ام ريان بروح ، ماقصرتي تتقهوينا عندك وجمعتينا ، عسى الله يخلف عليك -نغزتني- إذا ريان ماعنده شغل ابيه يوصلني -وبهمس- ابيك بموضوع


.............

حيثُ ماضي حياة

لملمتُ نفسي وانا ابكي ، كمن اغتُصب ! تلك اللحظه فقط ، اتضحت امور كانت خفيه عني
آآآخ ياربي ، ابكي خجلاً ، ابكي خوفاً ، فأنا لم استعد نفسياً وانضج بعد ..
الآن فقط ، علمت معنا صرآخه المفاجىء ، تغير مزآجه حين اكون بجآنبه ، لقد حذرني مراراً وتكراراً

هل يجب ان احكي مآحدث لأحد ؟ لا ام لدي ، لا اخت كبرى ، حتى زوجة عمي في مشغلها كل النهآر ، صديقاتي ؟ في عمري ، اذن لا فائده

تذكرت زميلتي بالـ (باص) حيثُ تكبرني بثلاث سنوات ،، حسناً هي من سأخبرها !

ولكن هل هناك شيء اخبرها به ! او ما الذي اخبرها به ، في النهايه هو زوجك ايتها الغبيه

.........



في السيارة - (قبل ست سنوآت)

رأيتُ الارتباك ع ملامحها ، سألتها مابك ؟ لم تجيب ، لطآلما كانت امي الثانيه ، لولا ابنتها تلك ، عموماً تظل ابنة عمتي ، ووالدتها اختُ والدي ،، سمعت تأتأتها ثم : وليدي

رحمت منظرها ، استفهمت بـ : عمتي ؟ ليش متردده ماتتكلمين وش فيك ، صاير فيكم شيء ؟ بنتك فيها شيء

تنهدت بوجع : عُلا ياولدي -قاطعتها بصوت مرتفع - وش مهبّبه بعد هالمره ؟

مسكت يدي المرتتفعه في الهواء : ولدي ريان ، تعرف اني أنا وابوها ماقمنا نقوى عليها وعلى دلعها ، البنت كبرت وودنا نأمّن لها بيت ومستقبل ، قبل ربي ياخذ امآنه

رديت بسرعه : بسم الله عليكم -اقصد بذلك عمتي وزوجها والا تلك الخبيثه فـ لا ، وبتوجس- طيب ؟

بضعف : وحلف ان الثالثه ثابته ، ردت ولد الـ .... ، وقالت توني صغيره ، وولد الـ ... ، وتعذرت بـ بكمل دراستي ، وحلف ابوها ان الثالثه ثابته ..

ماقصدها عمتي بهذه التلميحات ؟ تعلم تماماً بأني مستعد ان اتزوج شيطانٌ بعينه ، الا تلك الفالته !

ردتت احتراماً لعمتي : ابد ياعمتي ، أنا قبل عمي ابو علا قايل لك ، إلى متى بتجلس عندك ، عُلا يبي لها شده ياعمتي ، وابد ان شاء الله الثالث راح يكون من نصيبها ، وتنبسطون فيها ، وابد ساعتها اللي تبينه أنا حاظر ، راح اكون لك عصاك اللي ماتعصاك

تحآملت ع نفسي ، حاولت جاهده ان يكون صوتي طبيعي : واللي يقولك ان الثالث رآح يكون انت ؟


.............



(قبل ست سنوآت)

ماذا ؟؟؟؟!! آآآآخ لا اصدق ! تعرض ابنتها علي ! علي أنا ؟ التي لطالما علمت برأيي عن ابنتها تلك ، عن عُلا تلك !

لماذا أنا ؟ هـه بالتأكيد تُريدني ان اتستر عليها ، كما فعلت مع مراهقَين حينما تحّرشا بهها بسوقٍ تجاري ، وذهبت لمخفر شرطه بدون أدنى تفكير بأنها فتاة ولا يصح لها ان تدخل تلك الاماكن ! ويأتي ريان البطل المغوار ، لينقذها من عصبية والدها ، ويتستر عليها ،،، او حينما مثّلت دور البطل ، حين سمعت شهقات عمتك قائلةً بالحرف الوآحد (ولدي بنتي راحت لصديقتها تعطيها اوراقها وملازمها ، ولعبت عليها ذيك البنت ، وصارت الشقه مشتبه فيها) وبعدها اخذت تدعي ع تلك الزميله المزيفه ، وتولول كمن مات له احد ، كيف لا ؟ وابنتها الوحيده المدلله في خطر ! كما تقول !!
تلك الخبيثه مثّلت ع عمتي دور البريئه ، كدت احلف لها بأنه زيف ، وان ابنتها تذهب لتلك الاماكن قصداً !
اكملت دوري كـ بطل ، استعرتُ (طقم شرطي) من زميلٍ لي ، ذهبت لتلك ، اجريت معها تحقيقات مُزيّفه بقلم لا رصاص له ، ودفتري الجآمعي !

عمتي الليله تُريد ان تقضي علي ! تحتم علي بقية العمر مع تلك !


..............


(قبل ست سنوآت)



استيقضت من نومي ع همسات حبيبتي : ريآن ابوي يالله قوم مابقى شيء ويدخل الخطيب
سمتُ همهماته ، وزّعت نظراتي ع غرفته ، ريآن يعشق الترتيب ، بنطاله الذي كآن يرتديه بالامس ع الارض ع خلعته ، حيثُ تقبع فجوتان مدورتان إثرَ خلعه ، مسحت ع كتفه العآري : ريان امس سهرت مع مين ؟ صاير لك شيء ؟
رأيت ابتسامته : تزوجتي وصار عندك عيال تحنين عليهم ، مابتفكيني من حنتك ؟
اصطنعتُ الزعل ، حيث نهضت من ع فراشه : تدري الشرهه علي اني رقيت لك ، بس مو عشانك ، عشان اختي مايتعبها الدرج وتتعبها زود
قبّل رأسي ، ثم التقط ع السريع (تي شيرت) ساده اخضر ، ودخل دورة المياة ، ابتسمت له ، هو حبيبي وابني والاخ الاكبر لبكر ، هممت بالخروج حين سمعت صوت الماء ، الا انني سمعته يصرخ بـ (خالتي لاتنزلين بس بتروش ، وبجيك اشاورك بشغله)

,,,,,

استغفرت في نفسي : شلون ابوها مايخاف الله فيها ؟

رديت بنفس خايسه : خالتي تراه ولي امرها !

شفتها طيّرت عيونها من ردي : لو عندك اخت ترضى تزوجها شايب كبر ابوك !

باستخفاف : لا طبعاً ، بروح ادور لها ع بطل يضحي بحياته ، عشان ماتتزوج الشايب

بعتب قالت لي : ريان ! ماتخيلتك كذا ، ما الومها هي ام وخايفه ع بنتها ، انت مو حاس بشعورها ، أنا حاسه فيها عندي ثلاث وكل يوم قلبي يتقطع عليهم

رديت بخجل من بجاحتي : بس بناتك غير

قاطعتني بـ : وش ؟ مختلين عقلياً ؟ قلها عادي ، تعودت اسمعها كثير ، بس قلب الام ابد مايفكر بهالطريقه ، قلب الام مايشوف بهالدنيا كلها الا ان ضناها اجمل واكمل ضنى بهالدنيا

بيأس رديت : بس مو معناتها تسعد ضناها ع قولتك ع حساب غيرها !

حسيت فيها تهوجس ، ثم ردت : طيب ورا ما اقول لأبو بكر يكلم ابوها ، ناخذها لبكر ، صح انها الله يصلحها ، وصح ان ولدي معاق حركياً ، بس بعد مابرضى عليها تتزوج واحد كبر ابوها مرتين !

احس يديني تربطت ، اعرفها خالتي ، تضحي بالدنيا كلها لجل تعاون الناس ، شلون أنا ولد اختها ؟؟ ، اصطنعت الغضب : خالتي هذي بكره بتصير -وبمراره- مرتي ،. شلون تخطبين مرتي مني ، ولمين ؟ لولدك الاسيود ؟

شفتها ضحكت ، ضمتني ، قربت عند اذني ، وقالت : عسى الله يتمم عليك رجآحة هالعقل اللي عندك

............

Swetzozo 18-11-13 05:32 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
واخيرا بارت
بس قصير نبي تكمله
ا’..[ يسلمو سوما
روايتك رائعه وموضوعها شيق
بالتوفيق غاليتي

19_soma_ 23-11-13 01:16 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Swetzozo (المشاركة 3390679)
واخيرا بارت
بس قصير نبي تكمله
ا’..[ يسلمو سوما
روايتك رائعه وموضوعها شيق
بالتوفيق غاليتي



ابشري بالخير حبيبتي :Welcomeani:

19_soma_ 07-12-13 03:26 PM

رد: رواية / احتياجاتي الخاصة ،، سومآ
 
احتياجاتي الخاصة – الحادية عشر
.....................
**لاتنسوا فرائضكم جميلاتي**
......................



( بعد اسبوعين من تلك الـ ست سنوآت الفائته)

بالكلاس ، نحتري الدكتور يجي ، بدا عز بديدنه هالفتره : اووه ياخبيث ، أجل أنا لي كم سنه اقول لك قصة عنتر وعبله ، ونت ساكت مع بنت العمه !

صكيت ع اسناني : عز والله مو رايق لك ، كم مره بحلف لك ان مابيننا شيء ، لا حُب ولا فتاق !

كان بيتكلم لولا الدكتور اللي دخل ، اول مره احب دكتورنا المصري ، هو ونظآراته المدّوره !

،،، بعد ربع ساعه

استنكرت اللي جمبي هاجد ! معقوله زعل ! حرّكت بعيوني ع اليسار ابي اشوفه ، من دون ماينتبه الدكتور ، لقيته يشيّك ع جواله كل شوي

سمعت الدكتور يسأل : ايوه مين بيقاوب ع السؤال ده -واشر ع السبوره-

قعدت افكر في السؤال شوي ، الا سمعته يأشر ع عز : ايوه ياللي هنا ؟

هزيته برجلي ، وهمست : عز يقصدك

رفع راسه زي الابله : هاه !



،،،

وبعد ما انتهت المحاظره ع خير وسألته باستنكار : عز وش فيك اليوم مو مركز وبالك بالجوال ! مو من عوايدك -وحركت حواجبي- يامصطفى
رد بجديه ! : ريان لها اسبوعين ماترد ع اتصالاتي ولا ع مسجاتي !

تحسفت اني سألته , حدي مليت من غرامياته ، وطلعت عنه ، يله اروح افطر احسن لي



........

لم يخطر ببالي ان صاحبي عز يتكدر من اجل فتاة ! أي انه يُحبها ؟ بل يعشقها !! يآآه كم انت ياريان محظوظ , إذ انك لم تدخل هذا العالم , عالم الحُب , بل ولن تدخله بإذن الله ..

الليلة عقد قرآني بتلك الحيّه , كـ كل مرة تخرج منها كالشعره من العجين ,, سأرتبط بها تضحية من أجل عمتي من جهه , ولئلا يتورط بكر ابن خالتي معها من جهه اخرى

...........


لم اصدق حتى الان , تزوجت عُلا وتركتني لم انسى يومها حين قالت لي ببكاء : حبيبي عز , اهلي جبروني اتزوج ابن خالي
امسك المقود بقوه : ايشش ؟ -وبانفعال- تكلمي وش تقولين انتي
تلعب بخصلات شعرها بكل اريحيه , ما ان شعرت بانفعاله , حتى بدأت التمثيل : قول لي وش اسوي ؟ ما عندي أي عذر يخليني ارده , لاتنسى هذا ولد اخوها , مو أي احد
اغمض عيناه لبرهه , ثم قال : طيب منهو , وش عايلته ؟ ,, اذا اهلك ماقدروا يردونه أنا بحاول فيه يا بالطيب يا بالقوه
ابتسمت حيثُ ارضى غرورها كـ أُنثى : لا حبيبي مابي تعلق مع اشكاله
مسك اعصابه : عُلااا
بهدوء : طيب طيب ع راحتـ -قاطعها : بتقولين والا شلون ؟-
نطقت بـ : اسمه ريآن الـ ...
لا رد ! لا حرف ! بل لا نفس !
سكوون
تكلمت بتوجس : عز ؟
بألم : قلتي ريآن الـ ...
بغرابه : يس !

................




ومضت الأيام والاشهر حتى .....

ارحت رأسي ع حافة النافذه المطلة ع حديقة منزلنا , حيثُ والدتي تُضيّف عمتي بفنجان قهوة , ألا تُفترض بأن زوجتي المصون بأن تقوم بذلك ؟ بحكم انها الاصغر , وبراً بوالدتها !
لا شأن لي بذلك , ازحتُ نظري عنها لعمتي , كيف كانت الابتسامة تأخذ مكانها في ثغرها , كيف ترفع يدها دعاء لله بفرح ! كيف لحياتهم السعيدة , أعني بحياتهم , امي وعمتي وخالتي وجميع احبابي ,, حسناً انا لستُ ذلك الاهميه ,, سعادتي ليست هي الاهم , ع ذكر السعاده آآخ تذكرت لكم كآنت من أشهر ثقيلة علي , حيثُ إرتباطي بها , ارتباطي بمشاكلها التي لا تنتهي
كانت ثقيلة علي بجد , حيث أن عز منذ أن تزوجت اختفى تماماً , اعترف انني انشغلت بعض الوقت بمشاغلي الخاصة , وبمشروع التخرج ,,
كانت ثقيلة علي بحق , حزنت لصاحبي لحزنه , إذ أن حبيبته أُجبرت ع الزواج من أحد قرائبها , ولكني في نفس الوقت فرحت له , لعل بالامر خيره !



.........


مصرالآن ، حيثُ نور

ناظرت بغير اهتمام مصطنع : اوف واخيراً رضيت جازيه علينا ، والله وصرنا نغار ؟
رديت لها النظره بغرور برضو مصطنع : حبيبتي كم مره بأقولك ؟ أنا اكبر منك ، احترميني عاد

شفت عيونها كأنها تناظر احد وراي ، توني بألتفت الا حسيت بذرآعه الكبيره تحآوطني وهمس بـ : الحقوق محفوظه !

التفت له وناظرته برجا ، ابيه يسكت وبصوت منخفض رديت : مآهر -وبعبط- مابي تطيح هيبتي عندها $

حبيت احآرشهم : لايتناجى اثنان دون الثالث

تجاهل جازيه بعناد ورفع صوته لتسمعه نور: بالبيت كل ما طنشت طلباتي ، اقولها أنا اكبر منك احترميني


ناظرت لجازيه بشر : ههههههه ، اشكتي عليها ، سرقت حقوقـك -ورفعت هاتفها - عن اذنكم دقيقه

منذُ ان اقتحم حياتي ، وتصرفاتي بدأت تنضج ! عيار الحياء زآد ، والا منذ متى وجازيه تتكلم ؟ اعني بذلك تتحدث وتتفاهم ، هل نسيت الصرآخ ؟ همجيتي تقلصت مني يوماً بعد الآخر ، الهذا القدر تأثيرك علي ؟ كم انت مآهر !
اسألكم بالله ، هل مره احسستم بأن بقلبكم قد يخرج من مكآنه ؟؟ ، فـ بسبب قُرب ذلك الحبيب , قد خرج قلبي من موضعه , اريده ان يُرخي يده فقط ، والا ستفضحني دقات قلبي الخفيف !

يآآه ، جميل هو ذلك الشعور ، شعرت بها تنكمش ع نفسها ، لاشددتُ عليها اكثر : الجو لطيف ، ليش احسك بردتي ؟

اعشق نظرآتها تلك ، حين تبدأ بتوزيعها ع كل من حولها جاهدة ً بأن لا تقع ع عيني ، لم اقآوم انحيت لافعل مادار في خُلدي ، الا بهادمة اللذات تحكي بحماس : جازيه ، ماما كلمتني ، مسويه محشي وتقول تعالي انتي وصديقتك -ولتحثها- يلاا -وكأنها فهمت مايدور وبخبث - اها خربت عليكم الجو أجل

استقامت تلك الصغيره بسرعه ، نفضت (البالطو) : ها لا يلا يلا ، أجل أنا بروح مع نور -وعادت لتسأل- ليش اليوم طالع من القناة مبكر ؟

ضرب ع جبينه : اووه نسيتوني -نظرت لهما بحيره - اليوم راح نروح مع اثنين من الشباب ، لقريه ريفيه ، ونسوي تقرير عنها

حسيت مالي داعي واقفه بين الرجال ومرته ، وخصوصاً السالفه تخصهم ، حكيت راسي وقلت : ا امم أجل أنا بسبقكم للبنايه

استنكرت لما رد علي بـ : لا نور خليك -وكمّل- يمكن نبات هناك هالليله

ردت جازيه بعدم فهم : طيب شلون ؟ وانا !

-انسحبت منهم بهدوء ، ورحت بأساعد امي نجهز الغداء-

بضعف : جازيه حبيبتي ، والله قلت لهم نروح ونررجع بيومنا ، بس لازم التصوير يكون من يشق النور -قاطعها قبل ان تتحدث - ادري ادري ، حتى فكرت اخذك معي بس والله ريفيه ، ومو مهيأه ابد ، هنا امان لك اكثر

جننتني بردها : ابي ابوي حمد

بهدوء : جازي
بعناد : خلاص روح بس رجعني لابوي
استغفرت في داخلي : طيب ليش ماتبين تجلسين عند نور ؟ والله آمن لك
بتعقل : ماهر حنا ثنتين بنات ، وبلحالنا ، ومافيه لا رجال ولا شيء

-شفته يفكر شوي ، يعني بدأ يقتنع بكلامي كويس -

حبيت جبينها ، احتراماً لتفكيرها : اول مره تقولين شيء صح ! حاظر بأرجع قبل الليل وراح يخصمون علي كذا زين سيدتي ؟

رديت بغرور سيدة : وتتغدا معانا قبل تروح

ابتسمت لذلك العظيم حين رد علي برسميه ، وتحية العسكر : امرك سيدتي


....................



خلعت منديلي الابيض من شعري ، القيت السلام بصوت عالي ، دخلت المطبخ ، ذُهلت بأنواع الاطباق وبمرح : الله ، ايه كلِ ده ؟

بفرحه ، ببصيص امل الا يوجد في الحياه سوى جازيه ابنتها : حبيبتي انتي ، تستاهلي اكتر من كده ، انتي وصاحبتك , مش أولتي حتراضيها بمحشي ؟

حضنتها وبعبره : ماما انتي كل اهلي بهالحياة

ضربتني بخفيف : حتعيّطي يابت ؟ يلا يلا

.............

نعود للسعودية ,, حيثُ حياة

اليوم بات يُذّكرها بيومها المشؤوم ، حيثُ عودتها من مشفىً قبيح ، فلم تحزن بذلك القدر ، بقدر هذا اليوم وذلك اليوم ، كرهت نفسها ألف مرّه حين قرأت ورقة صغيره كـ تقرير لحالة ابنها ، لكم استهزأت بأن ذلك الـ خلف لا يحق له ان يكن اباً لتوأميها ، كيف لا ؟ وهما من عاشا تسع سنوات من عمريهما بلاه ! ولكن للتو فقط ، وبّخت نفسها ، بل هي التي لا تصح ان تكن ام ، فخلف سيكون اباً لهما واماً ايضاً ، تسع سنوآت يا حياة ، تسعة مضت من حياتك معهما ، ومن ثم لا تعلمين بأن طفلك ليس طبيعاً كغيره ! ء أصبح التوحد امراً مُزين ؟ ء أصبح توحده خصلة حميده ، حيث انه افضل طفل في مدرسته ، حيث هدوءه ، ادبه ، خجله -وليس حياؤه- لدرجه انه لا يجرأ ان ينظر لعين مُعلمه -احتراماً له في نظرك!- اولم تُلاحظي كل هذا ؟ جفلت حين سمعت همسه العندليبي : دموعك كأنها قطرات مويه -رفع سبابته ليلتقطها برفق من خدها الناعم ، لإصبعه الصغير - ليش تبكين؟

: ياحبيبي يا مؤيد ما ابكي ، بس قول لي شرايك ننقلك لمدرسة احلى
بكل صراحه اجاب : اصلاً ماحب مدرستي ولا اي مدرسه !

انقبض قلبها حين رأته يتجآهلها تماماً ، ويرفع طفله لحجره ، ليُلاعبه ، حسناً وتلك القابعه امامك ؟ الم ترى لمعآن عينيها ؟ وقطرة يتيمه تنسال من عينيها اليسار !

آآه يآحياة ، لم استطع التحمل اكثر ، لا اقدر ع الكتمان مثلك ! أنا غبي وساذج ، احمل اخطاء غيري ع عاتقي ، واتضرر من تلك التضحية ، ومن يتحمل ذنبي ! لا احد حسناً لا احد ، اكملت تدريس طفلي كلمة 'أنا - احب - بابا ' بالاشاره ، حيثُ اشير بأصابعي اول ، ومن ثمّ امسك اصبعه ليُقلدني ، متجاهلاً تماما تلك الـ ام الحمقاء !

طيلة تلك الثوان وبين ذلك الخلف وعينيه ، حرب داحس والغبراء ! عينه تُريد الاطمئنان ع حياته ، وهو يزجرها وينهاها عن فعل تلك الجريمه ، فلو خانته عيناه ، لفشلت جميع مُخططاته البارحه ، سيقتلع عيناه من مكآنها إذا فعلت ذلك ! بل سيحرقها ، لمن تنظر ؟ لحياة ، ل ح ي آ ة ، وليس لـ حياتي أنا !

جميع وساوسه وحديث نفسه ذهب ادراج الرياح ، اذ رفع طرف عينه اليسرى كـ لص يتأكد من فضاء الساحه له ! آوه اخيراً وجد عذر لنفسه المُتعبه من تشتته فهي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، يا لها من نفس امآره بالسوء !!

نعم عذره بأن يُخبرها بقراره ع السريع ويخرج ، لا ان يتطمن عليها ! حيث اشار ببطء ''جهزي اغراض مؤيد ,, بأسافر خلال هاليومين أنا واياه لـ دبي''


................


بدأ يُعيد افكآره ، منذ ان اتآه اتصالاً هاتفياً من رقم دولي !
حيثُ كآن صوت رخيم يُعرف نفسه بأنه : معك ابن اخت كفاح !

كفاح ؟ يا هذا الـ كفاح ، طلة الاسبوعين الماضيين يتردد ع مسامعي ! اصبحتُ شغوفاً بأن اعلم ماهية تلك الـ كفاح ! ، لحظه الجمني حينما تغيرت نبرته لعتاب : اخ جاسم عمرك خمسة واربعين ولا تعرف اصول الخطبه !

خطبه ؟ عن اي خطبة يتحدث ! أوا صرت خطيباً وانا لا اعلم ! الجمني مره اخرى بـ : مو عشآنها ارمله وكبيرة في السن طنشت الامور !

اتضحت الصورة اذن تلك من افعال ام جآسم ، ايوجد غيرها ؟ كفاح ، ارمله ، لديها ابنه في عمر الزهور ، خطبه ، واخيراً مُعلمة والدتي القديره العزيزه ، توقفت عن سخريه كآنت تدور في عقلي ، حين تذكرت بأنه يوجد شخص ع الخط : اسف ، الخطبة كانت لازم تبدأ من الرجال أولا ً بسس -وكأني ربحت الفوز في مسابقة مسائل حسابية ، حيثُ شعرت بأن رأسي قد زآن وزنه ! فخراً بما امتلك من مواهب ، سرعة بديهه بـأن تذكرت رقمه الدولي - بس يا اخوي تعرف انت خارج المملكه ، وماهي الا خطبة وجس نبض يا اخ -واستفهمت بـ - يا اخ ؟

ليجيب بـ : مآهر


.............


بعكس مآيحدث في جميع المنآزل ، عند هذه الحآله ، أي حين يُقال بأن وآلدتهم ستتزوج ، تبكي الصغيرة خوفاً من نسيان والدتها لوالدهم الذي ينآم في سباتٍ عميق في قبره ، وتتمرد المراهقه بأن تعيش في منزل الاجداد بلا رقابة والدتها ، او شدّتها ، ويخجل الصبي بأن والدته في هذا العمر ستتزوج ، ويغضب الكبير من زواجها لأنه يعتبرها امام مجتمعه ''فشيله''

ولكن عند مهآ وكفاح ، اختلف الأمر ، تمآماً البته ، حيث فرحة مها ، وحزن كفاح !

رفعت من صوت المذياع ، هزت خصرها النحيل ، نظرت لوالدتها : يلا يلا كفّوحه ارقصي ، وإلا -وبغمزه- مخطوبه وتستحي

بجدية : وأبوك ! انا لايمكن اتزوج احد غيره –وبعتب- توقعتك تحبين ابوك وتعزينه !

اعرف اطباع امي , اذ ان لهجتها تغيرت لتلك الجدية فـ يعني (اصمتي يا مهآ) ,, ولكن لن اتركك تبكين ع الاطلال وتُصارعين الحنين ,, أنا لها يا (كفوحتي) الجميلة

.........


الساعة الآن 05:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية