منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   (رواية) ما قد يؤول إليه القدر! (https://www.liilas.com/vb3/t185539.html)

طالبة عِلم 12-03-13 05:06 PM

ما قد يؤول إليه القدر!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



في هذه الرواية نشُدّ الرّحال مع بطلة قصّتنا إلى المستقبل..
ليس شرطا أن يكون المستقبلَ الذي نحلُم به ولكنّه صورة ثلاثيّة للمستقبل الذي نبنيه الآن..
ما قد يؤول إليه مستقبلنا إن استمرّينا أو أعرضنا عن فعل كذا وكذا..
أو بتعبير آخر..

ما قد يؤول إليه القدر!

لعلّكم تتساءلون ما دخلُ أفعالنا بالقدر؟!
فالقدر بيدِ الله، وكُلُّ شيءٍ كُتِبَ لنا ونحن في الأرحام.. أي قبل أن نولد أساسًا
فكيف بإمكاننا أن نُغيِّر القدر؟!!

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&لا إلـه إلا اللّـه محمّـد رسـول اللّــه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

نحن لن نغيّر القدر المكتوب، ولكِنَّ اجتهادنَا وعملنَا والأسباب التي نبذُلُها هي من تُحدِّدُ ما كُتِب لنا سابقًا..
دعوني أوضّح بصورة أخرى، وسأعطيكُم مثالا طرحه عليَّ أُستاذي يومًا (جزاه الله خيرا)..

اقتباس:

كثيرا ما نتساءل:
إن كان كُلُّ شيء قد قُدّر وكُتِب فيما مضى، ولن ينالنا إلا ما كتب الله لنا، فلِم العمَل والسّعي لتحقيق شيء قُدِّر وانتهى !!

ولكن دعوني أسألُكم سؤالا:
فلنفرض أنّ مُعلِّما دَرَّس طُلابه لأكثر من عشر سنين، ثُمَّ وضع اختبارا لهُم وطلب منهم الإجابة، فهل سيستطيع أن يُخَمِّن علامة كُلٍّ منهم؟

طبعا سيستطيع ذلك، لأنّ كلَّ تلك السنوات كفيلة بأن يعرِف مستوى وطريقة تفكير كلٍّ منهم..
ولله سُبحانه المثَل الأعلى.. إن كان المُعلِّم قد نجح في تخمينه عن طُلّابه بـنسبة 70 بالمائة، فما بالك بخالق الكون؟ أفلا يعلم طبائع مخلوقاتهِ وأعمالهم التي سيقومون بِها، وهو العالِم بكُلِّ شيءٍ سُبحانه..


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


http://im34.gulfup.com/p5oz7.jpg
ما قد يؤول إليه قدَرُ المُستقبل
فِكرة القِصّة مُستوحَاةٌ من الوضع في سوريا والعالم العربي.. وهي لفتاة عاشت بين اليوم والغد..
(نسأل الله أن يُفَرِّج عن كلِّ إخواننا المُسلمين، ويقينا من شرِّ الفِتن ما ظهرَ مِنها وما بطن)


تابِعوا لِتَعرِفوا أكثر ...

نجلاء الريم 12-03-13 05:09 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
ياهلا ومرحبا فيك بليلاس الغالي مجمع الابداع والاحبه
انشالله تلقين الي يرضيك و تصلين بروايتك لبر الأمان ....
قوانين القسم ( شروط انتسابك ككاتب + قانون القصص المكتمله والمهمله + الردود المخالفه )

نجلاء الريم 12-03-13 05:13 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
السلام عليكم اختي طالبة عِلم

ادبيتك واضحه رغم موضوعك الشائك

القدر والمصير المحتوم بيد الله ولكن وجعلنا لكل شئٍ سببا

ومعلوم ان الأنسان مسير ومخير

مخير باختياراته واعماله ومسير بقضاء الله وقدره

بدايه مشوقه اتمنى ان تكتمل ونستمتع بهاا

وشكرااا

طالبة عِلم 12-03-13 06:15 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء الريم (المشاركة 3290461)
السلام عليكم اختي طالبة عِلم

ادبيتك واضحه رغم موضوعك الشائك

القدر والمصير المحتوم بيد الله ولكن وجعلنا لكل شئٍ سببا

ومعلوم ان الأنسان مسير ومخير

مخير باختياراته واعماله ومسير بقضاء الله وقدره

بدايه مشوقه اتمنى ان تكتمل ونستمتع بهاا

وشكرااا

وعليكِ السلام ورحمة الله أختي نجلاء
شرَّفتِ صفحتي بتواجدك

أرجو أن أكون عند حسن ظنكِ


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

طالبة عِلم 12-03-13 06:19 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
السلام عليكم ..


قبل أن أبدأ أودّ أن أشير إلى بعض الملاحظات:
الكلام الموجود بين {} ليس من إنشائي، فإما أن يكون قصيدة أو آية قرآنية أو قول من أقوال الحكماء
الكلام الموجود بين () هو كلام داخلي - أي مجرد تفكير غير مسموع-
الكلام بين " " هو كلام عادي مسموع


قراءة ممتعة بإذن الله


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&



نُور رَبّانِيّ :

لا يمكنني نسيان تلك الليلة التي تغير فيها مجرى حياتي، لقد كانت إحدى أشدّ ليالي الشتاء برودة، وأكثرها تساقطا للثلوج، ولكن الصّدمة التي تلقّيتُها فيها كانت أكبر من كل ذلك.. أذكر أنني كنت جالسة قرب المدفئة في بيتنا أحتسي شرابا دافئا وأرقب عودة أبي من عمله حتّى نتناول العشاء سويّا، كان كلّ شيء حولي يبدو طبيعيّا، ولكنّني لم أكن أحسّ بالرّاحة، أعدت تفقّد ترتيب الصّحون على الطّاولة لمرّات عديدة، وحاولت أن أشغل نفسي عن ذلك الإنسان القابع خارجا ولكن هيهاتّ، فقد قادتني قدمايَ إلى عتبة الباب بعد أن حملت كسرة خبز ووعاءا من الحساء ومصباحا عتيقا، وعلّقت معطفا لأبي على كتفي عازمة على التّوجه إلى موقف الحافلات القريب من منزلنا.

خطوت أوّل خطوة إلى الخارج، وكدت أن أعود بسبب البرد والظلام الحالك، لولا أن تمسّكتُ بربّي وغلّبتُ إنسانيّتي على خوفي ( إلهي إنّي أوكلت إليك نفسي فأحفظها، ورجوت حمايتك فلا تحرمني منها يا أمان الخائفين، ربِّ هبْ لي من لدُنك يقينا وامنحني الشجاعة الكافية لأقوم بواجبي الذي تقتضيه إنسانيّتي، وارزُقني نورا يُنسيني عَتمةَ هذا الطّريق بِعطفك ورحمتك يا مُجيب ).

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


{ يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفُّف } :

لم تكن المسافة تتجاوز المائة متر، لذا لم أستغرق وقتا طويلا في السَّير. كان على الحالةِ نفسِها منذ أن رأيته من نافذة البيت.. جالسٌ على أحد كراسي الانتظار تحت الزُّجاج الواقي، وينفخ بين الحين والآخر على يديه علَّهُ يمنحُهُما بعض الدِّفء، أمّا عيناه فسَرَحَتا في الأُفق وما قطعهُما عن ذلك إلا ضوءُ مصباحي..

التفت إليَّ فهَمَمتّ بالسّلام لولا أنّه بادرني بالقول قائلا : " أهذِه أنتِ يا ابنتي؟!! ما الذي جعلكِ تخرجين في وقت وجوٍّ كهذا؟!!، استغربت من معرفتهِ لي، ومن لهجته التي بدت مألوفة !، فقلت بحيرة: " عفوا يا عمّي، يبدوا أنّك قد شبّهتني بفتاة أخرى، فأنا لا أذكر أنه قد سبق لنا أن التقينا أو تعرّفنا! "،

أومأ برأسه إيجابا: " بلى يا ابنتي، ولكنّي أراكِ يوميّا مّتّجهة إلى جامعتكِ، ولا عجب أنّني لم أنسكِ فملامحك تذكرني بإنسان كنتُ قد فقدته منذ زمن، ألستِ ابنة الضابط القدير الذي يعيش في ذلك المنزل؟". تذكّرت معطف أبي والأغراض التي جلبتها معي، فسلّمته إيّاها: " خذ هذا المعطف وتناول بعض الحساء الدافئ لعلّه ينسيك قساوة الثلوج ". نظر إليّ ممتنّا ولكنّه على عَوَزِه لم يقبل بما أحظرت إلا بعد إلحاحٍ شديد منّي.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

كدتُ أن أنشغل عن الوقت وأنا أراقب طريقة أكله الرّاقية، والتّي كانت على خلاف ما تخيَّلته من رجل جائع، لولا أن رنّ هاتفي مُعلنا عن وصول رِسالة: " ابنتي الغالية، تأكّدي من إغلاق الأبواب جيّدًا ولا تنتظريني على العشاء، فقد طرأ علَيّ عمل عاجل، ولن أعود حتّى صبيحة الغد ".

قرأت الرسالة بامتعاض شديد، فقد تمنّيتُ أن يعود أبي ليُقدِّم المساعدة اللازمة لهذا المتشرِّد، ولكنّ المرء لا يدرِك كلَّ ما يتمَنّاه.. جلستُ على أقرب كرسِيّ وعاودتني المخاوف التي تراودني كُلَّما غاب أبي عن البيت، فعمله العسكرِيّ يجعلُه معرّضا للخطر في أيّ وقت، خاصّة مع الأوضاع المُتأزّمة التي تمرّ بها البلاد، ( وهو لم يُخبِرني حتّى عن طبيعة المُهِمَّة العاجلة التي كّلِّفَ بِها )، قطعني من سلسلة أفكاري صوته القلق: " ما الذي حصل لكِ يا ابنتي؟ هل ثمَّة خبرٌ في الرّسالةِ أزعجك؟ " ( أكاد أُقسِم أنّ لهذا الإنسانِ ماضيا غامضا جعله بهذا الوضع، فلا يُعقل لرجُلٍ مثلِه أن يستسلم للحياة بهذه السّهولة ويجعل من التّشرّد عنوانا له فيها دون أسباب وجيهة وأحداث قاهرة).

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


وصَدَق الحدْس :

قرّرتُ أن أتأكّد ممّا يدور في خُلدي، فسلّمته الهاتف ليقرأ رسالة أبي، ومثلما توقّعت فقد استطاع فعل ذلك دون أن يجد أيّ صعوبة، فسألته بحيرة: " هل تُجيد القراءة يا عمّي ؟!!! " عندها نظر إليَّ نظرة خالية من التّعبير وهو يجيبني بنبرة حزينة: " طبعا يا ابنتي، لقد كنت في زمنٍ مضى مثلكِ طالبا مُجِدًّا وإنسانا ناجحا، ولكِنَّ الحياة أبت إلا أن تجعلني في هذا الحال "، تنَهَّد بعُمق ثم واصل كلامه: " من كان يتوقَّع أنني سأصبح في يومٍ من الأيّام شريدا يجوب شوارع الجزائر! ". ابتأست لحاله حتّى أنني نسيت هَمّي، ورُحت أسأله علِّي أُنسيه بعض حُزنه : " وما كان تخصُّصُك يا عَمّاه؟ "، ابتسم بحالِمِيَّة وكأنّه يتذكّر شيئا غاليًا: " الصّحافة يا ابنتي، تخصّصي كان في الإعلام "، ( سبحان الله، وكأنّني أتأمَّل نفسي في المرآة ! يهفو قلبه إلى الصّحافة كما هو حال قلبي! "، صرختُ دون وعي: " الإعلام تخصُّصي أيضا "، ابتسم بسعادة بالغة: " أحقًّا ما تقولين؟ "

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


ثورة الكرامة:

انتبهتُ لصوتي العالي فأجبتُ بهدوء: " بلى، وأنا أعكِف الآن على تحضير رسالة التّخرّج، ولو أنّني لم أُقرِّر بعدُ أيّ موضوعِ أختارُه لها "، بدا و كأَنَّ في جُعبته اقتراحا مُناسِبا لي، فقال بعد صمتٍ: " هل سبق لكِ وأن قرأتِ عن تاريخ وثورةِ سوريا؟ أعتقد أنّه سيكون موضوعا فريدًا من نوعه ومُمتازًا لبحثكِ ".

لم أفهم سبب اختِياره لهذا الموضوع بالذّات، ولكنّي سألته: " أتقصِدُ ثورة الكرامة التي انتهت بالعدوان المشترك على سوريّا، واستِشهاد أزيَد من أربعة ملايين سُوريّ؟ "، كان التّأثُّر بادِيًا على وجهه طوال فترة تحدُّثي، حتّى أنّني لمحتُ دمعةً تسلّلت من عينه وهو يقول: " ثورة الكرامة... هو هكذا أرادها الشّعب السوري، ولكن تجري الرّياح بما لا تشتهي السُّفن ! "،

آلمتني دموعه كثيرا فرُحتُ أحاول التخفيف عنه : " هَوِّن عَليْكَ يا عمّاه، أتبكي شُهَداء سوريّا وقد طهّرهم الله واصطفاهُم، واختار لهم مكانّا أعظمَ من الأرض التي نجَّسَها البشر بِفسادهم وسفكهم لدماء بعضهم بعضا، أم أنّك نسيت قوله تعالى: { ولا تَحسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيل اللهِ أمواتا بل أحياءٌ عِندَ ربِّهم يُرزقون } "،
حرّك رأسه مقتنِعًا بما أقول: " بلى يا ابنتي، ولكِنّي أبكي الأرض التي أنجبتني ورَبَّتني وأكرمتني، أبكي حال بلدي سوريا الذي يؤول إلى الأسوءِ يوما بعد يوم، وأبكي حال أهلي وأحبابي الذين فرّقتني الحربُ عنهم ". ألجمَتني الصّدمة عن الكلام ( فهل يُعقل أنني أكلِّم أحد ضحايا الحربِ السوريّة ! )، انتبهت له وهو يُسَلِّمُني الوعاء الخالي من الحساء: " شكَرَ الله سعيكِ يا بُنَيَّتي، خذي الوعاء وَعُودي إلى البيت فالجوُّ بارد والوقت غير مناسب لمكوثكِ خارجا".

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


{ الفتنة أشدُّ من القتل} :

كُنتُ سأنفِّذُ كلام العمِّ لو طلب منّي المغادرة قبل ذلك، أمّا وقد علمت عنه ما علمتُ واستبَدَّ بيَ الفضول، فلم يعد بإمكاني إلا أن أعرف ماضيه كاملا، وضعتُ وِعاءَ الحساءِ جانبا وقلتُ: " أسألك بالله يا عمّي أن تروِيَ لي قِصَّتَك "، لم أنتظر منه جوابا ورُحتُ أرجوه: " لا تنسَ أنَّ ذلِك قد يساعِدُني كثيرا في رسالتي الجامعيّة، وسأحمِلُ امتناني لك ما حَييت "، ابتسم أخيرا مُعلنا موافقته على طلبي فيبدو أنني بذكري للصّحافة قد أمسكتُ مربط الفرس، شعرتُ بسعادة بالغة عندما قال: " لكِ ما أردتِ، ولكِنَّ شرطي أن تسمعيني دون مقاطعةٍ ...


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&



انتهى بعون الله

في المرة القادمة..

- قبل حَواليْ اثنيْ عَشر عامًا، سنة 2011 للميلاد...

- فلم يكن لي خيار إلا أن أترك زوجتي عند أسرة جزائرية محافظة، على أن أعود لاصطحابها ...

- مسألةُ موتٍ أو موت !!

- أسْرَعتُ بالرَّد على الاتّصال لأقع منهارة من فوري



توقعاتكم للقادم؟؟

ألقاكم في القريب العاجل إن شاء الله

سلآم


[/SIZE]

أحاااسيس مجنووونة 12-03-13 06:49 PM

السلام عليكم...

طالبة علم... يا مرحبا بك حللتي اهلا و وطئتي سهلا..

مقدمة مثيرة و مشوقة.. تميزتي بها ..

لا تعلمين كم آلمتني كلماتك و هيضت مواجعي و احزاني و لو سطرت ملايين الكلمات للتعبير عن جراح القلب لما كفتني فحال سوريا مزق القلوب تمزيقاً... و لكن ما ألمني هل ستحصد ثورتنا اليتيمة أربعة ملايين شهيد.. رباااه ألطف بنا و أرحمنا فما لنا الااك...

عزيزتي ستريني هنا بإنتظارك بكل شوق.. دمتي بحفظ الله...

ام البنات المؤدبات 12-03-13 09:39 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
السلام عليكم
الصراحة لم اقرأ الا القليل من الاسطر هنا في كتاباتك
شدتني بقوة
وشدني العلم المرفرف فابيت الا ان ادخل لارحب بك بين كاتبات ليلاس
ستجدين هنا مايسرك فقط داومي على التنزيل والالتزام والكثير من الصبر

لي عودة بعد ان اقرأ ما كتبتي وطبعا لي تعليق طويل على كلامك الاول عن القدر
سعيدة بتواجدك طالبة:liilas:

طالبة عِلم 13-03-13 09:49 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يا أهلا وسهلا بكُلِّ من دخل وعطّر صفحتي بشذى حروفه، أو مروره الكريم..

لي تعليق على الرّدود ولكن بعد نشر الجزء


اليوم سنتعَرّف على قِصّة ( الرجل السوريّ )




بسم الله..
قراءة ممتعة بإذن الله

.

.


{ الفتنة أشدُّ من القتل} :

كُنتُ سأنفِّذُ كلام العمِّ لو طلب منّي المغادرة قبل ذلك، أمّا وقد علمت عنه ما علمتُ واستبَدَّ بيَ الفضول، فلم يعد بإمكاني إلا أن أعرف ماضيه كاملا، وضعتُ وِعاءَ الحساءِ جانبا وقلتُ: " أسألك بالله يا عمّي أن تروِيَ لي قِصَّتَك "، لم أنتظر منه جوابا ورُحتُ أرجوه: " لا تنسَ أنَّ ذلِك قد يساعِدُني كثيرا في رسالتي الجامعيّة، وسأحمِلُ امتناني لك ما حَييت "، ابتسم أخيرا مُعلنا موافقته على طلبي فيبدو أنني بذكري للصّحافة قد أمسكتُ مربط الفرس، شعرتُ بسعادة بالغة عندما قال: " لكِ ما أردتِ، ولكِنَّ شرطي أن تسمعيني دون مقاطعةٍ ...


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

قبل حَواليْ اثنيْ عَشر عامًا، وفي شهر مارس/آذار سنة 2011 للميلاد، بدأت المُظاهرات وحركات الاحتجاج ضِدّ النِّظام الحاكِم والرّئيس تعُمُّ سوريا تأثُّرًا بما عُرف وقتها بالرّبيع العربيّ، كنتُ حينها شابًّا أكبر همّي النّجاح في الدّراسة وتوفير حياةٍ كريمة لي ولزوجتي ولابني الوحيد.

تصاعَدَ نشاطُ الفِئاتِ المعارِضة، وكنت أخرج للمُظاهراتِ بين الفَيْنَةِ والأُخرى حامِلا لافتاتٍ تدعو لتحسين أحوال البلادِ والعِباد على غرار ما فعله كثيرٌ من الشّباب الذين كانوا يأملون في التّغيير الإيجابيّ لأوضاع أمّتِهم وبلدهم بطُرُقٍ سلميّة وحضاريّة، إلا أنّ ما كان يُخَطَّطُ من ورائِنا كان على خِلافِ ذلك.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

لقد عانت إسرائيل وحلفاءها لسنوات طويلة قبل ذلك من دعم الرئيس السوريّ -بشّار الأسد- للمقاومة الإسلاميّة في كلٍّ من فلسطينَ ولبنان، لذا لم تجد بُدًّا من القضاءِ عليه لتسهيل سيطرتِها على منطقة الشرق الأوسط، فعَمدت إلى تمويل بعض الأطراف وغرسِها في أوساط الشّعب، بل وحتّى داخل الجيش التّابع للنّظام بهدف زعزعة استقراره وخلق حالات انفصال وتمرُّد في صفوفه، وقد نجحت في ذلك، إذ أنّ بعض الجنود المُتمرِّدين عن الجيش بدأوا بشنّ هجمات عسكريّة ضِدّ المدنيّين ذوي المذهب السُّنِّيّ باسم الرئيس الشيعيّ فاشتعلت فتنة طائفيّة بين أبناء البلد الواحد، وتسبّبت في حدوث حرب أهليّة.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

تقاتل المسلمون فيما بينهم، وسالت دماءهم الزّكِيّة هدرا، واختلط الحابِل بالنَّابِل فلم يعد المرء يُميِّز صديقه من عدُوّه، ولا المرتكِبَ الحقيقيَّ للمجازر والجرائم الرهيبة التي اتُّهِم بها النِّظام.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

{ ولا تقولَنَّ لشيءٍ إنّي فاعل ذلك غدا، إلّا أن يشاء الله} :

لم أشأ المخاطرة بمن تبقّى لي من أفراد عائلتي، خاصّة بعد أن فقدت شقيقتي وابني في قصف استهدف مدرستهما من طرف طائرة عسكرية قيل أنها تابعة للنظام، فقرّرت الفرار بزوجتي إلى برٍّ آمن ثم العودةَ لتلبية نِداء الوَطن، وقد اخترنا على غِرار اثنَي عشر لاجئا سوريًّا بلد المليون شهيد وجهة لنا، ذلك أنّ ثمّة اتفاقيّة ثُنائيّة بين الجزائر وسوريا تُسقِط التأشيرة على السّوريين القادمين إلى الجزائر بشرط أن يغادروها بعد ثلاثة أشهر من إقامتهم، فلم يكن لي خيار إلا أن أترك زوجتي عند أسرة جزائرية محافظة، على أن أعود لاصطحابها قبل انقضاء تلك المدّة، وقد شهِد موقف الحافلات هذا آخر وداعٍ لنا، لذا اتّفقنا على أن يكون لقاءنا القادم فيه بعد ثلاثة أشهر على أقصى تقدير، وكُنّا وقتها في أواخر سنة 2012 ميلاديّا..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

اختلاف الطّريق لا يعني اختلاف الهدف:

فور عودتي إلى سوريا، انخرطت في صفوف الجيش السوريّ الحرّ ، ذلك أنني رأيته أصوب قرار يمكن أن أتَّخذه خدمة لوطني، خاصَّة وقد أُعلِيَ نداء الجهاد، ونجحت وسائل الإعلام في إقناعنا بأنَّ -الأسد- وراء حمّاماتِ الدّماء التي مسَّت أقرب النّاس إلينا..

تعرَّفتُ في الجيش على شباب كُثر وكوّنت معهم علاقاتٍ طيّبة وَطّدَتْها أُخُوّة الإسلام وحُبُّ الوطن، خاصّة وقد عانى مُعْظمُنا من فقدان الابن أو الأب أو الأخ والأهل في هذه الحربِ الدّموية، فكان شِعارُنا " الانتصار أو الشهادة ".

خُضنا عملِيّات عسكريّة عديدة ضِدّ الجيش النِّظامِيّ، فكُنّا ننتصِر تارةً وننهَزِمُ أخرى، ورغم تألّمي الشديد لاستشهاد بعض زملائي أثناء المعارِك، إلا أنني كنت راضيا بقدر الله، بل وسعيدا من أجلِ المكانة التي وهبهم الله عزّ وجلّ إيّاها، ولكنّ أكثر ما كان يؤرّقني ويقلق قلبي هو خوفي من أن أصطدِم في أحد المعارِك بأخي الذي كان جُندِيّا مُخلِصا في صُفوف الجيش النّظاميّ،لإيمانه العميق بضرورة الدّفاع عن أجهزة الدّولة وحمايتها من أيّ تمرُّد أو تهديد قد يزعزع الأمن الدّاخلي، وكذا لاقتناعه بأنّ الحركات الثّوريّة ماهي إلا أطراف مدعومة من الخارج، وأنّ محاربتها هو ما يقتضيه الواجب الوطنيّ ! .. كانت هذه هي السّكة التي اختارها أخي رفقة الكثير من زملائه، وكنت وزملائي نسير في السّكّة المخالِفة، وكلٌّ جعل النُّبل شعارا له !


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&



مسألةُ موتٍ أو موت !! :

ولِسُوء الحظ، فقد أبى القدر إلا أن يجمعني بأخي في إحدى الغارات التي شنّها الجيش النِّظاميّ على الثُّوّار الذين أطلق عليهم لقب المُخَرِّبين، وكان ذلك قبل أسبوعٍ واحد من الموعد الذي حدّدته للقائي بزوجتي..
اشتدّت المعركة، وسقط مُعظم زملائي بين قتلى وجرحى، وارتوتِ الأرض بالدِّماء، وقد حصل للأسف الشّديد ما كنت أخشاه، ووُضِعْتُ بين أسوء خيارين عندما قابلتُ أخي وجها لوجه.. فإمّا أن أستجيب لنداء القلبِ والأخوّة وأخون وطني وثقة زملائي في الجيش الحرّ، وإمّا أن أدافع عن مبدئي وأبذل دمَ أخي فِداءًا للوطن؟ كان ذلك تقديري للموقف لحظتها..
وقد كان على أخي أيضا أن يختار أحد الأمَرَّينِ فاختار الأول واخترت الثاني.. نعـــــــــــــــــــــــــــــم !! لقد قتلت أخي وهو من كنت أدين له بحياتي، وقد انطبق عليه المثل القائل ~خيرا تعمل شرّا تجد~ فهو من تعَهّدني بالرّعاية منذُ صغري وجعل من نفسه أبًا لي بعد وفاة أبي، بل وأفنى عمره في تربيتي وخدمتي إلى أن كوّنت أسرتي ... ~ وما جزاء الإحسان إلا الإحسان !!! ~

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

{ ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضُرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك}:

لكِ أن تتوقعي يا ابنتي حجم المأساة التي عشتها بسبب نكراني لجميلِ أخي، لقد انهدَّ كياني واحترق قلبي، ولولا رحمةُ ربِّي التي جعلت إحدى الرّصاصات تسكن صدري وتُريحني من تأنيب ضميري لَأصبَحتُ في عِداد المجانين.
سقطت جريحا بعد أن أصابني أحدُ جنود الجيش النِّظاميّ، إلا أنّ بعض زملائي تمكّنوا من إخراجي من أرض المعركة ونَقلي إلى المستشفى، كانت إصابتي عميقة ونجوت منها بأعجوبة ومعجزة ربّانية، ولكن بعد غيبوبة دامت فترة طويلة.. نعم لقد استيقظتُ لِأُصْدَمَ بمرور ستِّ سنواتٍ على الموعِدِ الذي حدّدته مع زوجتي !

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


في مُستنقع السياسة:

عند خروجي من المستشفى، كان كلُّ شيءٍ قد تغيّر في سوريا، وتحَوّلت الحرب من صراعٍ بين الشّعب والسّلطة إلى عُدوانٍ مُشترك على الأرض الشّاميّة، شنَّته إسرائيل وأمريكا بالتّحالف مع عِدَّة دُول أوروبيّة، بعد أن سُمِح لها بالتّدخُّلِ العسكريّ باسم حلف النّاتو لحقنِ الدِّماء والقضاء على النِّظام والرّئيسِ الفاسد !!، ولكِنَّها وكما يشهدُ لها تاريخها الدّائم لم تُفَوِّت الفرصة، فقَضَت على الفَصائل السُّوريّة الواحدةَ تِلوَ الأُخرى بدءا بالنِّظام الحاكم وصولا إلى آخر تنظيم في المُعارضة، حتى تتمكّن من بسطِ نفوذها والسّيطرةِ على سوريا ومن ثَمَّ الشّرق الأوسط بأكمَلِه..




&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


{ تنكَّرَ لي الدَّهْرُ ولمْ يَدرِ أنَّنِي .... أعزّ ورَوعات الخُطوب تَهون
فظلَّ يريني الخطْبُ كيف اعتداؤه .... وبِتُّ أُريهِ الصَّبرَ كَيْفَ يكونُ}

وجدت نفسي بين المطرقة والسّندان مرّة أخرى، وكان عليّ أن أختار بين البقاء في سوريا لأداء واجبي الجهاديِّ ضدّ أعداء الدّين، وبين السفر إلى الجزائر للبحث عن زوجتي التي أجهل مصيرها، خاصّة وقد علِمتُ من بعض من استفسرتهم أنّ كلّ من لجأ إلى الجزائر من السوريين غادرها إلى بلدان أوروبية خلال السّنوات الأولى، فقرّرت إيكالَ أمرِ زوجتي إلى الله وتلبيةَ نداءِ الدِّين والوطن على أن أُسافر إليها حين تَسمح الظروف وتتَحسَّن الأوضاع ..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

ولَكِنّ ما قُدِّرَ لي كان غيرَ ذلك، فقد اعتُقِلتُ في أوّل عمليّة جِهاديّة، وقضيتُ في المُعتقَلِ ما يُقارِبُ عَقْدًا ونِصفًا من الزّمن، ولكِ أن تتخيّلي يا ابنتي العَذاب الجسَدِيّ والإهاناتِ التي عانينا منها في سُجون الإحتلال ناهِيكِ عن العذاب النّفسي والقلقِ على مصير أهلِنا، ولكِنَّنا استَعَنَّا بفضل الله بالصبر والصّلاة إلى أن جاء الفرجُ منَ الله وأُطلِقَ سراحي مع بعضِ الإخوان في عمَلِيّة لتبادُلِ الأسرى قبلَ سَنَتَيْن مِن الآن .. عسى الله أن يُفرِّج عن الباقين.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

ولا يَخفى عليكِ أنَّ إطلاق سراحِنَا كان بشروطٍ من بينها نفيُنا إلى خارجِ تُرابِ سوريا، وقد كان منْفَايَ إلى الجزائر. فكانَتْ أوّلُ وُجْهَةٍ لي عند الوصول إلى هُنا هي بيتُ الأُسْرَة التي أمَّنْتُها على زوجتي، ولكِنّي فوجئتُ بتغيُّرِ شبهِ كامِلٍ للمعالِم حتّى أنّ البيت اختفى تماما، وعُوِّضَ بِمَرْكزٍ تِجارِيّ ضخم، بحثتُ طويلا عن أيِّ شيء قد يوصِلُني إلى زوجتي ولكن دون جدوى، فاشتَدَّ كَربي وضاقت نفسي، ولكِنَّ رحمةَ ربِّي سُبحانه لم تُفَارِقْني، فقد زارتني زوجتي في المنامِ وقرأَت عليَّ أبياتًا لعليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه كُنتُ قد ردّدتُها على مسامعها في موقِف الحافلات هذا عند آخر وداع لنا :

{ إنّي أقول لنفسي وهي ضيِّقة ،،، وقد أناخَ عليها الدّهرُ بالعجبِ
صبرًا على شِدَّة الأيّام إنّ لها ،،، عُقْبَى وما الصَّبرُ إلا عند ذي الحسَب
سيَفتحُ الله عن قُربٍ بنافعة ،،، فيها لِمثلك رَاحَاتٌ من التّعب }

لقد أعادَت لي تِلكَ الأبياتُ وَعْيي، وَقرَّرت عدم اليأسِ، فالله قد وَعَدَنا بأنّ مَع العُسرِ يُسرًا، ونبِيُّنا الكريم أخبرنا بأنَّ الله يجعل لِكُلِّ ضيقٍ مخرجا ولكلِّ همٍّ فرجا إذا ما لزمنا الإستغفار، فرفعتُ راية الأمل والإيمانِ بقدر الله، وجعلتُ مِن مَوقِفِ الحافلات هذا مُستَقَرًّا لي، علَّ القَدَرَ يقود زوجتي إلى هُنا يومًا، لألتقي بها ولَوْ بَعْدَ مائة سنةٍ مِن اتفاقنا.. أسأل الله أن يجعل ذاك اليوم قريبا.
هذه كلُّ قِصَّتي يا ابنتي ".

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


{ وكم مِن مُؤمِنٍ قَدْ جاع يومًا ... سَيُرْوَى من رحيقٍ سبيلٍ } :


( ما أغربها من حِكاية، وما أعظمَها من مأساة تلك التي عاشها !، ومع ذلك لم يفقد الأمل ولازال مُتَمسّكا بآخر خيط نجاة، لقد صدق الشاعر حين قال:
{ ثلاث يعزُّ الصّبر عند حُلولها ... ويذهل عنها عقل كلِّ لبيب
خروجُ اضطِرار من بلاد يُحِبُّها ... وفرقة إخوان وفقد حبيب }
لساني يعجز عن التعبير والإفصاح، فأيّ كلمة قد أنطِقُها تُفْسِد قداسة ما أُحِسُّ به وما أُكِنُّه لهذا المعلِّمِ العظيم الذي أعطاني من الحِكمة والرضا بالمكتوب ما عجزت عن تحصيله طوال حياتي، ولا أملِكُ إلا أن أدْعُوَ له بأن يجعل الله مُصابَهُ في ميزان حسناتِه يوم القيامة... )

قطعني من فيض مشاعري رنين هاتفي الذي دوّى عاليًا مع بُزوغِ أوّل خيوطِ الفجر، أسْرَعتُ بالرَّد على الاتّصال لأقع منهارة من فوري..


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان
اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&

انتهى بعون الله


أعلم أنّ هذا الجزء سيلاقي الكثير من الإنتقاد، وذلك لأن الموضوع في أصله شائك وجدّ حسّاس، والآراء فيه مختلفة بشكل كبير..
أرجو أن تتقبلوا رأيي وتقييمي للوضع، وأن لا تبخلوني بآرائكم وانتقاداتكم البنّاءة..


في الجزء الأخير..

- لو لم أكُن أمتلِكُ ألبومًا لصور أُمِّي لحسِبتُها لها، ولكن لمن تكون يا تُرى؟؟
-
أمسكتُ الرِّسالةَ بيَدَيْنِ مُرْتجِفتَيْن وصرتُ أقرأُ بصوتٍ مُتَهَدِّج..
-
مرَّتِ السّنوات بعدَها بسُرعة، وخطف الموتُ خلالها الكثير من أهلي..
- رُحْتُ أصرُخُ بِحُنقٍ: " ماذا فعلتُم بِبُحوثي الجامِعِيّة؟ من سمح لكم بأخذها؟؟ "

توقّعاتكم؟؟؟

ألقاكم قريبا إن شاء الله






طالبة عِلم 13-03-13 09:50 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحاااسيس مجنووونة (المشاركة 3290508)
السلام عليكم...

طالبة علم... يا مرحبا بك حللتي اهلا و وطئتي سهلا..

مقدمة مثيرة و مشوقة.. تميزتي بها ..

لا تعلمين كم آلمتني كلماتك و هيضت مواجعي و احزاني و لو سطرت ملايين الكلمات للتعبير عن جراح القلب لما كفتني فحال سوريا مزق القلوب تمزيقاً... و لكن ما ألمني هل ستحصد ثورتنا اليتيمة أربعة ملايين شهيد.. رباااه ألطف بنا و أرحمنا فما لنا الااك...

عزيزتي ستريني هنا بإنتظارك بكل شوق.. دمتي بحفظ الله...

وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته غاليَتِي.. يا ابنةَ الأرضِ الطاهرة التي عشقت وأحببت، كيف لا وقد قال عنها خير خلق الله حبيبي محمد صلى الله عليه وسلّم : " صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده، ولتدخلن الجنة من أمتي ثُلّةٌ لا حساب عليهم ولا عذاب " نسأل الله أن يكون شهداء سوريا الأحرار منهم، وأن يجمعني الرحمن وإيّاكِ وكلَّ الأحبابِ بهم في جنّة الخلد..

أختي الغالية..

إنّي بذكري لذلك العدد من الشُّهَداء، لم أقصِد أذِيَّةً ولا إيلاما، وقد نَبَّهتِني حقيقةً إلى أنَّ ما كتبت لم يكن مراعيا لمشاعِر أهلِنا في سوريا، وقد كانَ منّي ذلك سهوا لا قصدا.. لذا أعتذر منكِ ومن كلّ سوريّ أو مسلم مرّ على تلك السّطور المؤلِمة .
وفي الحقيقة، لم أنوِ بدايةً نشر ما كتبتُ في الإنترنت، لأنّه كان عبارة عن واجب مدرسيّ إنشائيّ، يطلب في مضمونه كتابة قصة قصيرة عن مأساةِ مُتَشرّدٍ، وقد كان أوّل ما خطر بِبالي موضوع سوريا، فأحببتُ أن أعالِجَه بما أمكنني، لأوصِلُ رسالةً بالغة الأهميّة إلى زملائي وأهلِ بلدي، وأنَبِّه لخطورة الصّمت وتركِ سوريا تعاني لوحدِها، ولرُبَّما بالغت قليلا في عددِ الشهداء، لغايةٍ سأُبيِّنُها لاحقا..

ولعلَّكِ قرأتِ عزيزتي في الجزء الثاني من الرّواية قول ( العمّ السوري ): " اخترنا على غِرار اثنَي عشر لاجئ سوريّ بلد المليون شهيد وجهة لنا "، ومِن ثَمَّ قوله : " علِمتُ من بعض من استفسرتهم أنّ كلّ من لجأ إلى الجزائر من السوريين غادرها إلى بلدان أوروبية خلال السّنوات الأولى "

دعيني أقول أنّ هذه النقطة من الواقِع كانت جِدَّ مُؤلِمةٍ لي.. أن يعقِد إخواننا السوريّون أملهم بما يُسَمُّونَه " بلد المليون شهيد "، إيمانا منهم بأنَّ بلد الشُّهداءِ وأرض الثوار ستحتضِنهم وتكفُلُهم وتراعي ظروفهم لِما عاشته في تاريخها، فيسافِر اثنا عشر لاجئا منهم إليها، ثم لا يلبث أن يغادر جُلُّهم أو كُلّهم إلى بلدان أجنبيّة (في أواخر 2012 ) لأنّهم ربّما لم يجدوا في الجزائر ما يسُدّ حاجياتهم.. أو ببساطة، لأنَّ أملهم خاب في " أرض أحفاد الأمير عبد القادر "
!

لقد كتبتُ القصّة وأنا شديدة التّأثر بذلك، ولَعلّي أردت القول بأنّه وفي ظِلِّ استِمرار الصّمت التّام والتّخاذل من أبناء الجزائر وأنا منهم ! ، أخشى أننا لن نستحِقَّ أن ينال بلدنا شرف ذاك اللقب، ولعلَّ أرض الشام الغالية أولى بهذا الشّرفِ منّا، فإن كانت الجزائر قد ضحّت بمليون ونصف مليون شهيد بعدَ دعمِ إخوانها المصريين وتأييد المُسلمين من كلّ بقاع العالم، فكيف بسوريا وهي تعاني اليُتمَ في حربها؟ لذا وجب علينا أن نتحرّك ونبذل في سبيل سوريا..

كانت تلكَ أحد أهمِّ غاياتي ممّا أردت إيصاله إلى زملائي وأهلِ بلدي ثُمّ رأيت أنه من الجيّد تعميم الموضوع على أبناء الوطن العربيّ بصفة عامّة، وقد وجدت ليلاس أجمل ساحة لذلك ..

علاوةً على ما ذكرت، فإيماني عميق بأنّ الدّول الغربيّة الممثّلة في حلف " الناتو" لم تُفكِّر يوما ولن تُفكِّر إلا في مصالحها، وأنّها باسم السلام وحماية الأمن العامّ تسعى فقط لتحقيق مصالحها بسياساتها الخبيثة التي لطالما تميّزت بها.. وعموما.. فالسيناريوهات المتوقّعة في سوريا كثيرة، وقد رأيت بفكري المتواضع أن ما ذكرت من مأساة ستكون الأقرب في حالة السَّماح للحلف اللعين بالتّدخُّلِ العسكريّ في سوريّا -والله وحده العالم بالغيب-، فأردتُ أن أُحذّر من خطورة الوضع وما قد يؤول إليه..

نسأل الله الكريم أن يكتب لسوريا وكلّ بلاد المسلمين ما فيه خير لها..

واعذريني على كثرة تشاؤمي.. لعلَّها ضغوط الامتحانات :(
والمُدّة القصيرة التي كتبت فيها الأحداث، بالإضافة إلى ما يتطلّبه موضوع الواجب المدرسيّ من مآسٍ وأحزان..

نصيحتي من كلّ قلبي يا أختي لكِ ولكلّ سوريّ (أتمنى أن توصليها لمن استطعتِ) ، أن تكونوا متفائلين رغم كلّ شيء ولا تنسَوا قول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام: " تفاءلوا خيرا تجدوه "، وتَحَلّوا بالصّبر فقد وعدكم الله بأنّ مع كلّ عُسرٍ يسرا، واسمحي لي أن أُذَكِّرَكِ بالحديث:

اقتباس:

(عن ابن عمر رضي الله عنهما أن مولاةً له أتته فقالت: اشتد عليَّ الزمان وإني أريد أن أخرج إلى العراق، قال: فهلا إلى الشام أرض المنشر اصبري لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صبر على شدَّتها ولأوائها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ) رواه الترمذي وصححه الألباني

وما أغلى من شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟
! هنيئا لكم..
اعذريني على الإطالة !! –كتبت جريدة من دون شعور!- :)

ولا عجب، فقلبي هو من كان يكتب قبل أناملي
!
( سأشتاق لكِ بعدد الحروف التي كتبت )
دُمتِ في رعايةِ الله وأمانه..



طالبة عِلم 13-03-13 10:04 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنات المؤدبات (المشاركة 3290508)
السلام عليكم



وعليكِ السلام ورحمة الله أهلا وسهلا بكاتبتنا المميزة بنت بلادي، نوّرتِني بتواجدكِ..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنات المؤدبات (المشاركة 3290508)
الصراحة لم اقرأ الا القليل من الاسطر هنا في كتاباتك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنات المؤدبات (المشاركة 3290508)
شدتني بقوة
وشدني العلم المرفرف فابيت الا ان ادخل لارحب بك بين كاتبات ليلاس


هذا من لُطفكِ وكرمكِ,, بارك الله فيكِ


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنات المؤدبات (المشاركة 3290508)
استجدين هنا مايسرك فقط داومي على التنزيل والالتزام والكثير من الصبر


شكر الله سعيكِ أختي العزيزة..


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنات المؤدبات (المشاركة 3290508)
لي عودة بعد ان اقرأ ما كتبتي وطبعا لي تعليق طويل على كلامك الاول عن القدر

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنات المؤدبات (المشاركة 3290508)
سعيدة بتواجدك طالبة

وأنا الأسعد أم البنات .. أنا في انتظار رأيكِ الغالي..

سلآم

أحاااسيس مجنووونة 14-03-13 12:30 AM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 




أهلا بعودتك طالبة علم ...

لا عليك عزيزتي فكلنا متخوف و جدا مما قد تحمله لنا الايام و ما سيؤل اليه حالنا .. و لكنا توكلنا على الله و هو حسبنا و هو ناصرنا و معيننا .. و تأكدي بأن همة شبابنا في القمة بفضل الله و توفيقه و جرحانا تبكي على الاسرة تنتظر لحظة شفائها لتعود و تجاهد على الارض الحبيبة الطاهرة الزكية ... الحمدلله على كل حال...

فعلا هو موضوع شائك و جدا و لكن الحق ظاهر للعيان و لكن هناك اناس اعينها مغشي عليها و لا ترى الحقائق .. اعترض معك و بشدة فمنذ البدء و نظام آل الاسد هو نصير و حليف قوي لاسرائيل فها هي جولاننا منذ متى و هي محتلة و هم لم يحركو ساكنا بل و لا نستطيع الاعتراض او التفوه لو بحرف واحد فها هو السلاح بدل ان يوجه للعدو يوجه لابناء الوطن الذي لم يشترى هذا السلاح و العتاد الا من تعب وجهد المواطنين و ها هم بكل بساطة يستشهدون به و يلقون حتفهم من اجل ماذا من اجل كلمة واحدة و هي [[الحرية]] و اقول ايضا اننا بإذن الله سننتصر بجهد ابطالنا المقاتلين الذين بذلو الغالي و النفيس لكي نعيش بكرامة فقط و بعون الله لن يكون هناك تدخل لا للناتو و لا اي كائن آخر بدئنا و حدنا و سننتصر وحدنا بإذن الله ..

اما بشأن التفاؤل فأنا سأقول لك كم خفنا فالبداية و قلنا اننا لن نستطيع الصمود في وجه هذا النظام و انها سوى اشهر قليلة و سنستسلم ... لكنا شعب ابا الذل و الهوان اكثر من ذلك و ضحينا بالكثير و خسرنا الكثير الكثير و لكننا لم ولن نتراجع حتى لو بقينا نحن النساء سندافع عن عرضنا و شرفنا حتى آخر رمق بعونه تعالى ...

شكرا لك طالبة علم .. فقد اعطيتني متنفسا كي اخرج ما يعتمل في صدري ... و اقول لك تفائلي فما زال هناك اناس تدعم ثورتنا من سائر البلدان العربية لهم مني اسمى و اجمل تحية و دعوة صادقة من القلب من جميع السوريين ... و بأنتظار باقي قصتك و لكي اعرف ما آل اليه حال الرجل و هل زوجته ستكون او كانت زوجة لوالد هذه الفتاة و توفيت ؟؟ و ماذا بشأن الاتصال الذي افقدها وعيها ....

بحفظ الله و رعايته....




طالبة عِلم 14-03-13 08:45 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحاااسيس مجنووونة (المشاركة 3291124)




أهلا بعودتك طالبة علم ...

لا عليك عزيزتي فكلنا متخوف و جدا مما قد تحمله لنا الايام و ما سيؤل اليه حالنا .. و لكنا توكلنا على الله و هو حسبنا و هو ناصرنا و معيننا .. و تأكدي بأن همة شبابنا في القمة بفضل الله و توفيقه و جرحانا تبكي على الاسرة تنتظر لحظة شفائها لتعود و تجاهد على الارض الحبيبة الطاهرة الزكية ... الحمدلله على كل حال...

فعلا هو موضوع شائك و جدا و لكن الحق ظاهر للعيان و لكن هناك اناس اعينها مغشي عليها و لا ترى الحقائق .. اعترض معك و بشدة فمنذ البدء و نظام آل الاسد هو نصير و حليف قوي لاسرائيل فها هي جولاننا منذ متى و هي محتلة و هم لم يحركو ساكنا بل و لا نستطيع الاعتراض او التفوه لو بحرف واحد فها هو السلاح بدل ان يوجه للعدو يوجه لابناء الوطن الذي لم يشترى هذا السلاح و العتاد الا من تعب وجهد المواطنين و ها هم بكل بساطة يستشهدون به و يلقون حتفهم من اجل ماذا من اجل كلمة واحدة و هي [[الحرية]] و اقول ايضا اننا بإذن الله سننتصر بجهد ابطالنا المقاتلين الذين بذلو الغالي و النفيس لكي نعيش بكرامة فقط و بعون الله لن يكون هناك تدخل لا للناتو و لا اي كائن آخر بدئنا و حدنا و سننتصر وحدنا بإذن الله ..

اما بشأن التفاؤل فأنا سأقول لك كم خفنا فالبداية و قلنا اننا لن نستطيع الصمود في وجه هذا النظام و انها سوى اشهر قليلة و سنستسلم ... لكنا شعب ابا الذل و الهوان اكثر من ذلك و ضحينا بالكثير و خسرنا الكثير الكثير و لكننا لم ولن نتراجع حتى لو بقينا نحن النساء سندافع عن عرضنا و شرفنا حتى آخر رمق بعونه تعالى ...


السلام عليكم ورحمة الله..

سرّني مرورك وتجاوبك أختي الكريمة، وكما سلف وذكرت أنّ الآراء في هذه القضية عديدة ومتنوّعة وجدّ متناقضة!، فمعادلات السّياسة معقّدة كثيرا، وخيوطها متشابكة، وقد حاولت في القصةة سرد وجهة نظر بدت لي الأكثر إقناعا وواقعيّة .. وهذا لا يعني بالضرورة أنّها الأصحّ، وليس شرطا أن أتمسّك بها للأبد، فلا بأس أن أُغيّرها يوما إن وجدت ما يثبت خطئها وصحّة غيرها، وربّما قد تفعلين.. والأهمّ أن نتحرّى البحث عن الحقيقة في كلّ توجّهاتنا..

وأنا أُحيِّي فيكِ روحكِ الصامدة والشجاعة.. ولا خاب عبدٌ عمل صالحا وتوكّل على الله

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحاااسيس مجنووونة (المشاركة 3291124)


شكرا لك طالبة علم .. فقد اعطيتني متنفسا كي اخرج ما يعتمل في صدري ... و اقول لك تفائلي فما زال هناك اناس تدعم ثورتنا من سائر البلدان العربية لهم مني اسمى و اجمل تحية و دعوة صادقة من القلب من جميع السوريين ... و بأنتظار باقي قصتك و لكي اعرف ما آل اليه حال الرجل و هل زوجته ستكون او كانت زوجة لوالد هذه الفتاة و توفيت ؟؟ و ماذا بشأن الاتصال الذي افقدها وعيها ....

بحفظ الله و رعايته....


الشكر كلّه موجّه لكِ أختي العزيزة على الدعم والتشجيع الذي غمرتني به، ونسأل الله أن يجازي كلّا على حسب نِيّتِه..

بخصوص القصّة..
فقد أعجبني دمجُكِ لوالد الفتاة بالقصّة.. وهذه نقطة تحتسب لكِ
أمّا فيما يخصّ زواجه بزوجة الرّجل السّوري، وهل لعمله تأثير على ما تبقّى من الأحداث؟! .. سأدع الجزء الأخير يجيبُكِ عن تساؤلِك..

سأعود حالما أنتهي من نقل ما تبقّى على جهاز الحاسوب اليوم أو غدا إن شاء الله

دمتِ في حفظ الرحمن

طالبة عِلم 15-03-13 12:15 AM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وأخيرا انهيت الكتابة:417:

قراءة ممتعة بإذن الله..
.
.
.


قطعني من فيض مشاعري رنين هاتفي الذي دوّى عاليًا مع بُزوغِ أوّل خيوطِ الفجر، أسْرَعتُ بالرَّد على الاتّصال لأقع منهارة من فوري: " لقد حصل ما كنتُ أخشاه دوما يا عمَّاه.. أبي أُصيبَ في مُهِمَّة أمنِيَّة وهو الآن في المستشفى يلفظ آخر أنفاسه "

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


{ ألا فاصبِر على الحدَثِ الجليل ... وداوِ جوَاك بالصَّبرِ الجميل
ولا تجزع وإن أُعْسِرتَ يوماً ... فقد أُيْسِرتَ في الزَّمن الطويل
ولا تيأس فإنَّ اليأس كُفرٌ ... لعلَّ الله يُغني من قليل } :


لم أنتبه على العمّ إلا وقد أخذ الهاتف من يدي، ليتكلّم مع المتصل ويأخذ منه بعض المعلومات عن اسم ومكان المستشفى، ثم أخرج مفتاح سيّارتي من جيبي وحملني إليها وهو يُرَدِّد بعض العبارات المُطَمئِنة ، وقد بدت لي المسافة إلى المستشفى طويلة رغم السرعة الجنونية التي قاد بها.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&



كان المستشفى مليئا برجال الأمن حين وصولنا، وما إن نزلت من السّيّارة حتى سمعت ما لم أتمنّاه على الإطلاق عندما اقترب أحد زملاء أبي : " عظَّمَ الله أجركِ يا ابنتي، لقد عاش والدك شريفا ومات شريفا، عسى أن يتقبّله الله ويجمعه مع الشهداء والصالحين في فسيح جِنانه ".

كان بوسعي أن أصرخ، أن أندُبَ حظّي والعياذ بالله، أو أن أُعلِنَ عن نهايةِ مشواري في الحياة بانتهاء أجلِ آخِرِ إنسانٍ تَبَقَّى لي من أُسرتي، ولكِنّي بعَونِ الله وتَأييدِه، ثُمَّ بفَضْلِ ما تَعلّمتُه من العَمِّ السُّورِيّ، ردّدتُ بلِسانٍ صابِر على غير المُتَوَقَّع منِّي: " إنَّ القلب لَيَحزن، وإنّ العين لتَدمَع وإنَّا على فراقك يا أبتي لمحزونون، ولا نقولُ إلا ما يرضي ربّنا، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، رحِمَك الله يا أبي وأَسْكَنَك بِجِوار حبيبِك محمّد صلى الله عليه وسلّم " ( لن أستسلِمَ للظُّرُوف ولن أفقِدَ الأمَل، فثَمَّة دائما من يعاني أكثر منِّي ويصبِر رغم المِحنِ والآلام، لأنّ الله مع الصابرين، وما الحياة الدُّنيا إلا امتحان فيه الكثير من الابتلاءات، يُقاد الإنسان بعدها إلى حيث يستحقُّ أن يكون، فإمّا أن يقنطَ من رحمة الله وييأس فيعاني للأبد، وإمّا أن يُقاوِم ويرجو فرج الله ورحمته ليغمره سبحانه بها وينال السّعادة الأبدِيّة ).


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


{ إذا ضاق الزّمانُ عليك فاصبِر ... ولا تيأَسْ من الفَرَج القريب
وطِبْ نَفْسًا بِما تَلِدُ الليالي ... عسى تأتيك بالولدِ النّجيب }

عسى تأتيك بالولدِ النّجيب !


كانَ قد مرَّ على وفاةِ أبي تِسعةُ أيّام، وكُنتُ جالسةً مع العَمِّ السُّورِيّ عند موقف الحافلاتِ حين فوجِئتُ بتوَقُّفِ سيّارةٍ نزَل منها أَحَدُ زُملاءِ أبي السَّابقين، ألقى علَيْنَا السّلام وبَدَا شديد التّأثُّر وهو يُسَلِّمُني ظرفا لي مِن أبي كان قد ترَكهُ أمانةً عِندهُ قبل يومٍ من الحادثِ !، فتَحْتُ الظَّرفَ بلَهْفَةٍ واستغربْتُ مِن الكَمِّ الهائل من الأوْراق، كانت عبارة عن وثائق عقّاريّة وإداريّة بالإضافة إلى هُوِيّة امرَأَةٍ وبطاقة تعريفٍ لها، نظَرْتُ إلى صورتها بتَمَعُّنٍ واستغربتُ كثيرا وأنا أراها صورةً طِبق الأصلِ منّي ( لو لم أكُن أمتلِكُ ألبومًا لصور أُمِّي لحسِبتُها لها، ولكن لمن تكون يا تُرى؟؟ )

قرأْتُ اسمَها ثُمَّ ردَّدته بصوتٍ عالٍ علِّي أتَذَكَّرُها ولَكِنَّ العَمَّ السُّورِيّ ما إن سمع ما قُلتُ حتَّى سحبَ البطاقة منِّي قائلا بتأَثُّرٍ بالِغ: " إنّهَا هِيَ.. زوجتي الغالية !!! ".. سادَ الصَّمتُ فجأةً ولم يُسْمَع إلا صوتُ الأوراق التي سقطت منّي لهولِ الصّدمة، أمّا العمُّ فقد جلس على الأرض دون وعيٍ وأخذَ يتفَحَّصُ الأوراق بحثًا عن ضالّتِه، وما لبِثَ أن صرَخَ مُنفَعِلًا: " خُذي واقرئي هذه الرّسالة لقد وجدتُها بين الأوراق ، ولا شكَّ أنَّ فيها ما يُوضِّحُ لنا الموضوعَ "..


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


أمسكتُ الرِّسالةَ بيَدَيْنِ مُرْتجِفتَيْن وصرتُ أقرأُ بصوتٍ مُتَهَدِّج: " باسم الله الرحمن الرّحيم.. هذِه وصِيّتي لكِ بُنَيَّتي، أُسجِّلُ فيها ما أُحِبُّ لي ولكِ، حينَ تَنْقَضي مُهلةُ العُمرِ المَمْنُوحَة، وتَحينُ اللّحظةُ المحتومة لِلِقاءِ رَبِّي الرَّحيمِ الودود.. أوّلا أُوصيكِ في نفسي أن تُكْثِري من الإستغفار والدُّعاءِ لي وأَخلِصي فيه، وأَحسِني استثمار المناسبة لترقيق القلوب القاسية وتذكير النُّفوس اللاهية، وأَسْمِعيها منّي عاليةً داوية بلسان حالي.. يا ساكِني الدّورِ والقُصور استعِدّوا قبلَ أن تَسْكُنوا اللُّحُودَ والقُبُور، ويا واطئي الثّرى فرحين مَرِحين استعِدُّوا قبل أن يطأكُم نادِمين محسورين، إنّ وعد الله حقّ فلا تَغُرَّنّكِ الحياةُ الدُّنيَا ولا يغُرَّنَّكِ بالله الغرور، استعيني بُنَيَّتي بالصَّبر والصّلاة وتَوَكّلي على الله هو حسبُكِ نِعمَ المولَى ونِعْمَ النَّصير .
ابنَتي الغالية، يشهد الله أنّي أخْلَصتُ تربِيَتك وبَذلْتُ ما أمْكَنَني لتَنشِئَتكِ تنشِئَةً صالحة تُرضي الله ورسوله، ولكِنّي أخْفَيتُ عنكِ حقيقةً مُهِمَّةً لِسَنوات، أمّا الآن وقد فارَقْتُ الحَياة فقَدْ أصْبح من الضّرورِيّ أن تعلَمِي كُلَّ شيءٍ حتَّى أنام مُرْتاحًا في قبري.... "، لم أستَطِع المُواصلَة وقد بَلَغ مِنّي التّأثُّر مبلغه، فتكَفَّل صديقُ أبي بالقِراءةِ عَنِّي..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


ملاحظة: بداية الرسالة مقتبسة تقريبا من وصيّة حقيقية لأبٍ صالح ( الدكتور سناء ) خلّف أبناءا صالحين بارك الله فيهم ولهم، نسأل الله له الرحمة والمغفرة، ادعوا له علّ الله يُسخٍّر لكم من يذكركم ويترحّم عليكم وأنتم في قبوركم..

يتبع بإذن الرحمن

طالبة عِلم 15-03-13 12:44 AM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
هذا الجزء مُهدى خِصّيصا للأخت الغالية ( أحاسيس عاقلة! :9jP05261: )


بسم الله..
.
.

{عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا } :

لم أستَطِع المُواصلَة وقد بَلَغ مِنّي التّأثُّر مبلغه، فتكَفَّل صديقُ أبي بالقِراءةِ عَنِّي...


" ابنَتي الغالية، يشهد الله أنّي أخْلَصتُ تربِيَتك وبَذلْتُ ما أمْكَنَني لتَنشِئَتكِ تنشِئَةً صالحة تُرضي الله ورسوله، ولكِنّي أخْفَيتُ عنكِ حقيقةً مُهِمَّةً لِسَنوات، أمّا الآن وقد فارَقْتُ الحَياة فقَدْ أصْبح من الضّرورِيّ أن تعلَمِي كُلَّ شيءٍ حتَّى أنام مُرْتاحًا في قبري ..
في السّنواتِ الأولى للأزمة السّوريّة، حَلَّت بِبَيْتِنا لاجئة سوريّة عهِدَ بها زوجُها إلى جدِّكِ ليُؤْويها، على أن يعودَ لِأخذِها بعد ثلاثةِ أشهُرٍ حين تتحسّن الأوضاعُ في بلاد الشّام.

ولم تمضِ أيّامٌ كثيرة على رحيل الزّوجِ حتّى اكتشفت السّيّدة نبأ حملِها، فأَخَذت تعُدُّ الأيّامَ واللّيالي في انتظار عوْدتِهِ، ولَكِنَّ غِيابهُ طالَ، فاضطَربَ حالها وتدهوَرت حالتُها الصّحيّة نتيجة قلقها وخوفِها على مصيره خصوصا مع اقتِراب موعِد إنجابها ، وكان أكثر ما يُربِكُنا هو الخوفُ مِنْ كشفِ أمْرِها بعد أن انقضت المُدّة الشّرعيّة لإقامتها في الجزائر، فسَعَينا جاهدين لإخفاءِ أمْرِها.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


ولَم يشأ الله أن تدوم مُعاناةُ تِلكَ السَّيِّدة طويلا، فقَد فارَقَتِ الحياة ساعاتٍ بعد وِلادتِها، وقد أوْصتنا بالاهتمام بابنتها وتسليمِها لِأبيها حالَ عَودَتِه.. وكانت زوجتي قد أجهضت مولودها قبل ذلك بأيّامٍ فتكفّلت بإرضاع المولودة..

مرَّ أُسبُوعان ولَم يعُد الزَّوجُ، وخشينا أن لا يتَذَكّر مكان بيتِنا، فقَرَّرْنا الانتقال للعيش بجوار محطّةِ الحافلات التي من المُقَرّر أن يحضُر إليها، حتّى نُسَلِّمه أمانتهُ حالَ عَودتِه، ولكِنّه لم يعُد، فلم يكُنْ لنَا بُدٌّ من تسجيل الرّضيعة باسمِ عائلتنا في الدّوائر الحكوميّة خشْيةً من افتضاح هُوِيّتِها، مِمَّا قد يتسَبّبُ في عِدّة إجراءات أمنية قد تضُرُّ بمُستَقبل الفتاة ..


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


مرَّتِ السّنوات بعدَها بسُرعة، وخطف الموتُ خلالها الكثير من أهلي، بداية بأبي وأمي ومن ثَمَّ زوجتي، فكانت تلك الاِبنَة الغالية أحسن أنيس لي فيما تبَقّى من سنين عمري..

أعتقِدُ أنَّ الأمور قد اتضحَتْ لكِ عزيزتي، ولا شكَّ أنَّ الحقيقة مُرّة على قلبِكِ، ولَعلَّكِ تتساءلين عن فائدةِ إخباري لكِ بهذا بعد كلّ تلك السّنوات، ولكن ما يجب أن تعلميه صغيرتي أنّ الشَّرعَ الإسلامِيَّ حرّم التّبَنِّي لِما في ذلك من اختلاطٍ للأنسابِ والأنسال، وأنا وإن ارتكبت الخطأ الأوّل فأرجو من خلال هذه الرسالة أن لا تَقَعي فيما قد يؤول إليه، وقَدْ تَرَكتُ في الظَّرفِ وثائِقَ تَخُصُّ أُمَّكِ وتحمِلُ معلوماتٍ مهمّة عنها، فاحتفِظي بها لعَلّها توصِلُكِ يوما إلى أهْلِكِ..


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


قبل أن أختِمَ ، أودّ أن أُوَجِّه آخِر وصيّةٍ لكِ، وأنا أعلم بأنّكِ لن تُقَصِّري فيها .. لا شك أنَّكِ وجدتِ وثائق المِلكِية والعقارات داخل الظّرف، وعلِمتِ أنّني سجّلتُ كُلَّ المُمتلكات باسمِكِ، فأَحسِني استغلالها فيما يُرضي الله ورسوله، وتذَكّري قول أحد الصالحين:
{ لا دار للمرء قبل الموتِ يسكُنُها، إلا التي كان قبل الموتِ يبنيها، فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه، وإن بناها بشَرٍّ خابَ بانيها، لا تَركُنَنّ إلى الدُّنيا وما فيها، فالموت لا شكَّ يُفنيك ويفنيها، واعمل لدار غدٍ رضوان خازنها، والجار أحمد والرحمن ناشئها } ، ولا تنْسَي بُنَيَّتي قول الله تعالى: { اعلموا أنّما أموالكم وأولادكم فتنة وأنّ الله عنده أجرٌ عظيم }.
هذا، وأستودعُكِ الله الذي لا تضيع ودائعه. "


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&




مشروع النّظام العالمي الجديد:




وضعتُ القلم على مكتبي وأعدتُ قِراءة الخاتمة التي كتبتُها: " كانَتْ تِلكَ مِثالا عن مأساةٍ عاشتها أُسْرَة سوريّة، ولازال أبناء سوريا الجريحة والمسلمون في الشّرق الأوسط يُعانون من العُدوانِ الغَربِيّ على المنطقة. وما نقرأه في الصُّحُفِ هذه الأيّام يُنَبِّأ عن وقوع حربٍ عالميّة ثالثة، أبطالها الصّهاينة والغربيّون أمّا حلَبَتُها هذه المرّة فستكون في أرض المُسلِمين.. في الشّام "، تنَفَّستُ بِراحةٍ وأنا أُقلِّبُ صفحاتِ الدّفتَر وقرأت عنوان أوّل فصلٍ ممّا كتبـتُ " نُورٌ ربّاني "، ثم أغلقت دفتري وضممتُه إلى بُحُوثي الجامِعيّة ..

سمِعتُ طرقًا على بابِ غُرفتي فأسْرعتُ لفتحه وقد علِمتُ أنّهُ أبي جاء يتفقّدُني كعادته قبل النّوم، وقُلتُ بابتسامةٍ مازحة: " ما وراءَكَ أيُّها العمُّ السُّوريّ؟ "، ضحِك كعادته من الاسم الذي أُطلِقُه عليه : " تَبْدِينَ شديدة السّعادة، هل أتمَمْتِ بَحْثَكِ الجامِعِيّ ؟ "، ابتسَمتُ وأنا أجْلِسُ علَى السَّرير: " لقد ختمتُه للتّو بفضلِ الله ثمّ بفضل إعانتِك لي، ولكن ثمّة سؤالٌ لازال يُحَيِّرُني.. إن كانت الدّول الغربيّة قد تحالفت من أجل احتلال الشّرق الأوسط، فلِمَ تتحاربُ الآن فيما بينها، وتجُرُّ نفسها إلى حافّة الهاوية بحربٍ عالَمِيّةٍ ثالثة؟ كيف يسمحُ السّاحر لسحره أن ينقلب عليه؟ ".

جلس أبي على كُرسِيّ المكتب، وقد بدا جِدِّيًّا أكثَرَ مِن أيِّ وقْتٍ مَضى : " اعلمي يا ابنتي، أنّ العالَم يسير الآن وفق أخطر مشروع في تاريخ البشَريّة، يهدِف إلى توحيده تحت ظِلِّ نِظامٍ عالمِيّ جديد، لن أُخبِرك بهذا النّظام ولكن أقترح عليك أن تُجري بحثا في الانترنت عن مشروع النظام العالمي الجديد وستَتَوضَّحُ لكِ أمورٌ كثيرة وتكتشِفين الكثير من الأمور المُدهِشة، وتجدين الجواب لِجُلِّ أسئلتكِ"

اسْتَلْقَيْتُ على السّرير بتعَبٍ : " يبدو كلامُكَ مُخِيفًا يا والدي، لو أمْكَنني أن أحلُمَ لرجَوتُ أن يَعُودَ الزَّمَنُ بعقدين كاملين إلى الوراء علِّيَ أُغَيِّر ما يجبُ تغييره لتجَنُّبِ هذا الواقع الأسود لأُمَّتِنا "
انتَظَرتُ مِنْهُ أن يُوَبِّخَني على أفكاري الصِّبيانِيّة، ولكِنّي عَجِبتُ لِأمْرِهِ وَهُو يقول: " تمنَّيْ إذن، فلَعلَّ أُمْنِيَتَكِ تُصْبِحُ حقيقة !!! "


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&






النّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــهايهـ : بِداية جديدة


عصرُ الاستيقاظ:

فتحتُ عينيّ وأنا أسْمَعُ صَوتَ أُمّي تؤنبني: " كَفاكِ كَسلاً واستيقِظي قبل أن يَنْقَضِيَ وَقتُ الصّلاة "، بدا لي الموقِفُ والوضعُ كلّه غريبا فسألتُها بِتَعجُّب: " هل أنتِ أُمّي؟ وهل أملِكُ أمًّا؟ "، وضَعَت يدها على رأسي تَتَحَسَّسُ حرارتي: " ما الذي حصَلَ لكِ يا ابنتي؟ هل أنتِ بخير؟!!! "، لم أُجِبْها وقفزتُ إلى خارج الغُرفة وأنا أصرُخُ على غَيرِ عادتي: " أهذا هو بيتُنا؟ !! "، التفتتُ إلى أختي وهي تضحَكُ من غرَابَةِ تَصَرُّفاتي، ولكِنّي لم آبه لها ورُحتُ أُكلِّمُ نفسي بطريقة مجنُونة: " لَدَيَّ أُختٌ أيضا !! "،

عُدتُ أرْكُض دون وعيٍ إلى غُرفَتي، وتفَحَّصْتُ المَكتَبَ فَوَجدْتُه فارِغًا، فرُحْتُ أصرُخُ بِحُنقٍ: " ماذا فعلتُم بِبُحوثي الجامِعِيّة؟ من سمح لكم بأخذها؟؟ "، جَلَست أُمِّي على رُكبَتَيْها وقَدْ شُلَّت حركتُها من الفزع، حين صرخت أختي: "كُفِّي عن هذا الجُنُون، أيُّ أبحاثٍ جامعيّة وأنتِ لم تتجاوزي بعدُ المرحلة الثّانوِيّة !!"..

وقفت حائرة وأنا أرى أبي وقد عاد من المسجد، حرّكتُ رأسي بيأسٍ وتَمْتَمْتُ بِضُعف : " ليس هو، ولا البيتُ نفسُه، وأُمّي لم تُفارق الحياة ولم تبتعد عنّي يوما، وتلك أختي الكُبرى ! ما الذي يحصل يا تُرى؟ !! "، لمَحْتُ فجأةً جدول الأشْهُرِ المُعلّق على الحائط وقد كُتبَ عليه " 2013 " ( هل يُعقَلُ هذا !!! )

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


{ إذا الشّعبُ يوما أراد الحياة ... فلا بُدَّ أن يستجيب القدَر }


( لقَدْ كانَ كُلُّ شيءٍ حُلُما كما أظُنّ، ولكن هل يُعقَلُ أنَّ كلَّ ما عِشْتُهُ من نسْجِ خَيالي؟ أمْ أنَّ رُوحي انتقلت بطريقةٍ ما إلى جسد فتاة في المُستقبل وعاشت معها فترةً مِنْ حياتِها ؟ !!!)

تذكّرتُ كلام " العمِّ السّوريّ " في النّومِ حين قال: " ما يُدرِيكِ لعلَّ الزَّمَن يعود " فتساءلتُ في نفسي (ها قد عاد الزّمن إلى الوراء، وقد مُنِحْنا فُرصَةً أُخْرَى، فماذا بإمكانِنا أن نفعل لإنقاذِ المُستقبل؟ !! )


البدايةُ من هُنا !


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


.
.
.
تمّت بعون الله


لما سعيد 17-03-13 01:24 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع قصتك جميل جداً وشائك أيضاً
سأدخل بالتعليق عن روايتك مباشرة ....


الجزء الثاني والثالث تحديداً
السياسة شيء لن نتمكن يوماً من معرفة الحقيقة فيها ......يوم نرى ذاك جيد لنراه في اليوم الثاني سيء بكل المقاييس ..
السياسة لعبة قاسية من دون قوانين ..........
يفوز بها الأخبث .....
عندما تحدثتِ عن ان الرئيس السوري كان داعماً للمقاومة الاسلامية قد يكون حديثك صحيح ...وقد يكون خاطئ
نحن لن نعرف يوماً ماهي سياسة الغرب ضدنا ولن نفهم سياسة حكامنا علينا .........
أتفق معك أن الغرب يقومون بأمور خبيثة في الخفاء تجعلنا نرى الصالح طالح .....والطالح صالح وكذلك الاعلام الذي يرسى أشياء فينا ونحن نصدقها لأنها هي التي أمامنا .......
المؤكد أنه هناك أطراف تستفيد من كل ما يحدث لنا في الوطن العربي وتستفيد من الحرب الطائفية التي تحدث عندنا......لكل شيء حكمة وسبب وفوائد وخسائر هكذا تعلمنا الحياة ...
بشأن العم السوري وما واجهه أثناء انخراطه بالجيش الحر هو أكثر ما يصعب مواجهته في هذه الحياة ....تختارين بين طريقين أحلاهما مر .......هذه الحروب جعلتنا نقتل أبناء وطننا ...
يزينون أمامنا ما نفعله يعمون أبصارنا عن الحقائق ....
أني عربي ...مسلم ....أبن هذا البلد ....وابن هذا الوطن العربي الفسيح.......
يشجعوننا على الحرية وهم يبطنون لنا أغلال الاستعباد التي لا فرار منها .....نحن لن نعرف يوماً من هو عدونا الحقيقي ..لأنه يعمل بالخفاء ...لا يجد الجراءة على الظهور بالعلن ....
غريبة قصتك من أولها إلى أخرها قصة العم السوري وما مر به إلى نهاية القصة عندما احتارت الفتاة إن كانت عاشت بالمستقبل .....أو انه مجرد حلم ربما يتحقق في القادم .......
أعجبتني مسمياتك لك جزء في القصة ومنها:
*مستنقع السياسة ....أحببته جداً ...مستنقع ضحل جداً
*عصر الاستيقاظ .........أسم في باطنه الكثير من الاشياء ........أعتقد أنك ام تكوني تتحدثين عن استيقاظ الفتاة من نومها واكتشاف أنها تحلم فقط.......الاسم يدل أكثر على استيقاظ الشعوب العربية وابتدأها بمرحلة التغير ......
*النهاية بداية جديدة ..... إن شاء الله للأمة الاسلامية والعربية جميعها ........
أتمنى ان أقراء لك في المستقبل ......
جميلة هي كتاباتك فيها فائدة ......
سلمت يداكِ.......

طالبة عِلم 17-03-13 08:17 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لما سعيد (المشاركة 3292827)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع قصتك جميل جداً وشائك أيضاً

وعليكم السلام ورحمة الله


أهلا أهلا أهلا بلمّوش المبدعة


سرني جدّا اطلاعكِ على تجربتي..

وكما يقول أهل الشام (عيونك الأجمل :110: )




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لما سعيد (المشاركة 3292827)

الجزء الثاني والثالث تحديداً
السياسة شيء لن نتمكن يوماً من معرفة الحقيقة فيها ......يوم نرى ذاك جيد لنراه في اليوم الثاني سيء بكل المقاييس ..
السياسة لعبة قاسية من دون قوانين ..........
يفوز بها الأخبث .....
عندما تحدثتِ عن ان الرئيس السوري كان داعماً للمقاومة الاسلامية قد يكون حديثك صحيح ...وقد يكون خاطئ
نحن لن نعرف يوماً ماهي سياسة الغرب ضدنا ولن نفهم سياسة حكامنا علينا .........
أتفق معك أن الغرب يقومون بأمور خبيثة في الخفاء تجعلنا نرى الصالح طالح .....والطالح صالح وكذلك الاعلام الذي يرسى أشياء فينا ونحن نصدقها لأنها هي التي أمامنا .......
المؤكد أنه هناك أطراف تستفيد من كل ما يحدث لنا في الوطن العربي وتستفيد من الحرب الطائفية التي تحدث عندنا......لكل شيء حكمة وسبب وفوائد وخسائر هكذا تعلمنا الحياة ...

:peace: :55:
بورِكَ لِسانكِ الذي عبّر وأناملك التي سطّرت 10/10 (أوافق كلّ ما قلتِه بلا زيادة أو نقصان)



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لما سعيد (المشاركة 3292827)
بشأن العم السوري وما واجهه أثناء انخراطه بالجيش الحر هو أكثر ما يصعب مواجهته في هذه الحياة ....تختارين بين طريقين أحلاهما مر .......هذه الحروب جعلتنا نقتل أبناء وطننا ...
يزينون أمامنا ما نفعله يعمون أبصارنا عن الحقائق ....
أني عربي ...مسلم ....أبن هذا البلد ....وابن هذا الوطن العربي الفسيح.......
يشجعوننا على الحرية وهم يبطنون لنا أغلال الاستعباد التي لا فرار منها .....نحن لن نعرف يوماً من هو عدونا الحقيقي ..لأنه يعمل بالخفاء ...لا يجد الجراءة على الظهور بالعلن ....
غريبة قصتك من أولها إلى أخرها قصة العم السوري وما مر به إلى نهاية القصة عندما احتارت الفتاة إن كانت عاشت بالمستقبل .....أو انه مجرد حلم ربما يتحقق في القادم .......
أعجبتني مسمياتك لك جزء في القصة ومنها:
*مستنقع السياسة ....أحببته جداً ...مستنقع ضحل جداً
*عصر الاستيقاظ .........أسم في باطنه الكثير من الاشياء ........أعتقد أنك ام تكوني تتحدثين عن استيقاظ الفتاة من نومها واكتشاف أنها تحلم فقط.......الاسم يدل أكثر على استيقاظ الشعوب العربية وابتدأها بمرحلة التغير ......
*النهاية بداية جديدة ..... إن شاء الله للأمة الاسلامية والعربية جميعها ........

صدقتِ عزيزتي، والله وحده هو العالم بحقيقة كلّ شيء.. نسأله سبحانه أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
قد علِمتُ سابقا أنّك كاتبة جيّدة، ولكني اكتشفت الآن أنك قارئة ممتازة كذلك :55:، لقد قرأتِ ما بين السطور وعبّرت عمّا قصدته في أسطر قليلة وببراعة فآآئقة..أسأل الله لكِ التوفيق والسّداد

النهاية بداية جديدة..
هي دعوة للتغيير والنظر للأمور بعيون الآخرين وبجميع الزوايا.. ومن ثمّ اتخاذ المواقف.
فالعودة بالزمن لتصحيح أخطائنا لن تتكرّر ثانية!، لذا علينا حسمُ مواقفنا وتجنّب المخالفات منذ الآن!



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لما سعيد (المشاركة 3292827)
أتمنى ان أقراء لك في المستقبل ......
جميلة هي كتاباتك فيها فائدة ......
سلمت يداكِ.......


إن شاء الله..
شهادتكِ وسام شرف أُعلّقه على صدري..


بارك الله فيكِ


طالبة عِلم 24-03-13 02:42 AM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشرفات منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء

فضلا وليس أمرا أرجو نقل الموضوع إلى منتدى القصص المكتملة

ووضع هذا الغلاف في بداية الموضوع..

http://im34.gulfup.com/p5oz7.jpg

وشكر الله سعيكنّ
:smile:

طالبة عِلم 28-11-13 11:01 PM

رد: ما قد يؤول إليه القدر!
 
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&سُبــحان اللــه وبحــمده سبـحان اللـه العظيـــم&&&&&&&&&&&&&&&&&


الساعة الآن 04:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية