منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   [قصة مكتملة] حالة جنون ، للكاتبة : سلمى (https://www.liilas.com/vb3/t184704.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 07-02-13 07:57 AM

رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى
 
بعد سنتين !



رُبما تتساءلون ما هو وضع دكتور محمد بعد سنتين كاملتين !!

و سأخبركم أين أنا الآن .. أنا الآن في منزل أمي .. بأصابعي أمسك بأيدي صغيرة ..

" هيا .. ممتاز ! هيا .. خِطوة خِطوة "

كنت أمسك بيديه الصغيرتين و أتأمله بشغف و هو يخطو خطواته الأولى .. يرفع وجهه الملائكي البريء ,, و بعينيه الواسعتين ينظر لي قبل أن يتقوس فمه للأسفل و تبرز شفته السفلى تنذر بالبكاء ..

نظرت له بدهشة و سرعان ما حملته و أنا أقول :" يا وَلدي إلى متى ستمشي قد كبرت و أقرانك كلهم سبقوك بأميال "

جلست على الأريكة و أنا أمسح بيدي على رأسه الصغير .. هنا جاءني صوته و هو يضحك كما العادة بسخرية :

" محمد ابنك كسول ! الا ترى أنه بدين مثلك"

نظرت لسراج أخي و هو يجلس بجوار شروق المنشغلة بالحاسوب .. صحت به بجدية :" سراج! كم مرة أخبرك ألا تركز على وزن ابني "

أطلق سراج ضحكة عالية قبل أن يقول :" أنصحك بأن تتبع معه نظام ريجيم لينحف "

شروق تحاول كتم ضحكتها و هي تنظر لولدي الذي يلعب بكرته الصغيرة بشغب طفولي .. استندت إلى الخلف و أنا أقول :

" حسناً يا سراج البغيض ! و كأنك لم تكن بديناً و أنت صغير .. أذكر أني لم أكن أقوى حتى على حملك "

صاح سراج بفوضوية :" أيها الكذاب !! صوري التذكارية كانت خير برهان بأني كنت نحيفاً .. "

خاطبته باستسلام :" كفى ! نعم أنا و ابني بدينان هل هذا يريحك .. يا لك من مزعج! "

أنظر لشروق التي تحدق بشاشة الحاسوب تبتسم تارة و تفتح عينيها بدهشة تارة أخرى ..كان واضح جداً أنها تخاطب خطيبها ( ياسين )! عبر برنامج محادثة..

نعم لتوها انخطبت من ستة أشهر فقط ! بعد فترة طويلة مع الاقناع لأمي التي كانت صعبة جداً جداً!

شروق أيضاً كانت صعبة! و كل الظروف كانت صعبة! و لكن ياسين كان مُصراً و مُلحاُ في طلبه حتى نال مطلبه!

ربما تتساءلون ! ما الذي جاء بسراج في منزل أمي! و سأقول لكم بأن نهلة كانت تهدف لشيء و حققته حقاً!!

لن أقول أن العلاقات كلها عادت كما السابق ! فلا تزال أمي تحمل الحقد على نهلة و هذا شيء طبيعي و أعذرها على ذلك ، لكن ما حدث بأنها تقبلت دخول سراج منزلنا ! و رغم أنها تتظاهر أنها تتذمر منه إلا أنها من داخلها أحبته.. و أحبت فوضويته!

رُبما تسألونني ! مُحمد ماذا جرى لفؤاد؟؟

سأخبركم! فؤاد يعيش الآن في مصحة نفسية !

لم يعد دكتور فؤاد الذي يستهدفني و أستهدفه ! بعد فقدانه لوداد أو بالأحرى لبياناتها كان لابد أن يزور المصحة النفسية .. هي حالات جنون راودته بعنف حتى حولته لشخص مهووس بخيال ما إن عاد للواقع لم يتحمله أبداً !

يَاسمين ، التي اتصلت بها بشكل تكراري لأعرف وضعها .. اتضح لي أن عادت لمنزلها و كم آلمني أن فقدت فؤاد بعدما فقدت وداد بل بعدما فقدت والدتها ! ها هي تعيش وحيدة بعدما رأت أهلها جميعاً يرحلون بشكل موجع و قاسي !

لم تتقبل مني المساعدة و لم أحب أن أتدخل أكثر ..



حسناء؟؟

حسناء أيضاً ليست هُنا ! دَعوني أتذكر كيف خرجنا من منزل فؤاد و كلانا لا يستطيع النظر لوجه الآخر ! ما حدث غريب و قاسي .. بالنسبة لي تسائلت : كيف تسعى حسناء للنيل مني بمساعدة فؤاد !! و بالنسبة لحسناء خُيل لي أنها تفكر في الجراحة الخطيرة التي كانت ستخوضها كطريق مظلم يقودها للموت الوشيك !

في ذلك الحين استيقظت حسناء لتنظر لفؤاد الذي يتصرف بغرابة و جنون و هو يضم تلك الأجسام المعدنية لصدره كأنه يضم رفات أخته كنت أنظر له بأسى و لم أحاول أن أمنعه من فعل ذلك ليقيني أنه جُن و انتهى الأمر ..

حسناء التي صارت تتلمس شعرها المقصوص ثم صارت كالمجنونة تتفحص جسدها و تعود لتمسك برأسها صارخة :" ماذا فعل بي؟؟"

نظرت للأرض بهمس :" لم يفعل شيئاً سوى ......"

كنت أنظر لخصلات شعرها المتناثرة قرب قدمي .. نظرت هي لي بشهقة و أسرعت لترفع الخمار على رأسه بتوتر ثم نظرت لفؤاد الذي لازال يهذي و هو ينظر للأجسام المعدنية :" وداد تسمعينني؟؟ وداد ؟؟ هل ذهبت ؟؟ لماذا؟؟ "

نظرت لي حسناء بنظرة استنكار و همست :" ماذا حدث ؟ هل جُن ؟"

هززت رأسي و أنا أتأمله :" على ما يبدو .. "

نهضت هي مُسرعة :" علينا الهَرب قَبل أن يزيد جنونه "

سَارعت هي بفك الحبال عن معصماي فرفعت عيناي لها بلوم :" لماذا؟؟ "

عضت شفتيها هامسة :" لقد آذيتك كثيراً و لن ترى وجهي بعد الآن "

--

حَسناء الآن متزوجــة و مُهاجرة مع زوجها للبحث عن فرص عمل أكثر .. زوجها .. بالطَبع ذلك الحُسام و لم أعد أغار و لم أعد أشتاق لعِشق حسناء تعلمون لماذا ؟؟

سأخبركم الآن ..

جاء صوتها بمرح :" المَكرونة ، المَكرونة ! من يُريد ؟؟! "

بمرح تأتي لتضع على المنضدة الأطباق التي تتصاعد من الأبخرة قبل أن يُصفر سراج بشغب :" ياه! ما هذه الابداعات يا علياء؟؟ "

ابتسمت علياء و هي تنظر لشروق :" شروق اتركي هذا الحاسوب و تناولي عشائك "

همهمت شروق :" حسناً.. حسناً ! شيف علياء "

نسقت أنا أمامي الصحون قائلا :" المكرونة فعلاً شهية سنلتهمها إذ لم تتركي الحاسوب .. ياسين لن يفيدك "

شهق سراج بفوضوية :" هل كانت تتحدث مع خطيبها؟؟؟؟؟ قد كذبت و قالت أن لديها مشروع مهم "

ثم نهض و سحب الحاسوب منها بعنف :" هاتي حاسوبي يا كذابة !! "

صاحت شروق :" سراج! صدقني أنا أعمل على المشروع أنظر أنظر للصفحات المفتوحة "

نظرت لهما ضاحكاً و عُدت أرمق علياء التي انحنت لتقبل ابننا بحنان :" حبيبي هل أنت جائع؟ دقائق "

استوقفتها مبتسماً :" أنا أيضاً جائع "

و غمزت لها فنظرت لي هامسة :" ستشبعك المكرونة "

و مضت ..

اكتشفت أن هناك قفزة نوعية تتعرض لها الفتاة لتتحول فجأة من فتاة مدللة لامرأة ناضجة .. و كانت هذه القفزة لدى علياء لحظة خروجها من غُرفة الولادة .. مع وجود الطفل ! تخلت علياء عن كل التصرفات الطفولية!

و لكني أحمد الله أني أطعتها في شيء واحد !

حينما طلبت مني أن أسكت عن موضوع الاجهاض و طلبت مني الدعاء فقط لتسري الأمور على خير ! كنت أنظر لها على أنها مجنونة لا تعي مصلحتها و كنت واثق من عودتها لسابق عهدها .. مُقعدة!

لكن جسدها كان أقوى و أسرع ليتمكن من تماسك الساق مع الجسد بشكل سريع لم يؤثر عليه الحمل ! حمدت ربي و أيقنت أنها رحمة إلهية و رغم انني لم اكن متحمساً لهذا الابن القادم ..

إلا أنه جاء أخيراً .. ها أنا أرى ابتسامته الرائعة! بربكم لم أعش أياماً أجمل من هذه الأيام و أنا أستيقظ كل صباح على صوته بكاءه ..

ابتسمت و أنا أمط خديه بمشاكسة و سَرحت لفترة .. و أنا أنظر له و هو يتمسك بأصابعه الصغيرة بقميصي و هو ينظر لنظارتي بفضول .. يمد أصابعه الصغيرة بمحاولة لنزعها .. أشحت بوجهي .. ثم عدت أنظر لها و هو يعاود المحاولة ..

فكرت .. يا وَلدي هل سأتمنى لك أن تصبح مجنوناً مثلي؟؟

سؤال لحّ علي كثيراً !

هل كانت الأجسام المعدنية قادرة فعلاً على اعادة وداد؟؟!

رُبمـا!

تمت –

16 – 2 – 2011 مـ

♫ معزوفة حنين ♫ 07-02-13 07:58 AM

رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى
 



تمت :5rfd3: ..
جاري اضافة ملفات التحميل في اول صفحة =) ..

قراءه ممتعــــــــــــــــــه للجميع ..



fadi azar 08-02-13 09:04 PM

رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى
 
رائعة جدا اعجبت بها

sunsat 13-02-13 05:11 AM

رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى
 
ربي يسلم ها الأنامل وما ننحرم من عطر تواجدك


الساعة الآن 10:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية