منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث ) (https://www.liilas.com/vb3/t179838.html)

زهرة منسية 19-08-12 01:35 AM

381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
مرحياً بكل الليلياسات والليلاسين
كل عام وأنتم بألف خير
عيدكم مبارك
بمناسبة عيد الفطر هطول عليكم برواية من روايات أحلام وأتمنى أنها تعجبكم
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13453314892.jpg
كل الشكر للعزيزة إيمى على التصميم الرقيق كتعريف بالرواية
EMN

شكراً كتير كتير كتيرررررررررررررررررر
منتديات ليلاس
الملخص


لم يرد جايك تافرنر امرأة كما أراد مرسيدس ألكولار . لذا عندما نبذته بطريقة مؤلمة طالبته كبرياؤه المجروحة بالانتقام
ـ ما الذى تريده تحديداً منى ؟
هذه المرة لم يتمكن جايك من كبح ابتسامته . فارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة ماكرة
ـ آه , مرسيدس ! ألم تكتشفى ما أريده بعد؟ ظننت أن الأمر واضح.
ـ ليس بالنسبة لى . عليك التكلم بصراحة
وهكذا فعل ....
ـ ما أريده من كل هذا يا عزيزتى . هو أنت . أردتك منذ رأيتك للمرة الأولى....ولم يتغير الوضع. أريدك وأنوى الحصول عليك بأى طريقة كانت.....




لا أحل نقل جهدى وتعبى دون ذكر أسمى
زهرة منسية

منتديات ليلاس
&


إذا عجبتكم الرواية من فضلكم لا نسوا الضغط على أيقونة الشكر

زهرة منسية 19-08-12 01:41 AM

فصول الرواية
 
فصول الرواية

منتديات ليلاس

1/ الـــرجــــل الــــمـجـهـــول
2/ من تـحــســب نـــفـــســـــك؟
3 / سـيـدتـى الــــــعـــزيــــــزة
4 / رســالــــة مـــن مـــجـهول
5 / هل التـقـيـنـــا مـــن قـــبـــل؟
6 / لـيـــســت امـرأتــكـــــ !
7 / مــا مــــن خــــــطــــــأ
8 / أســــــوأ كــــــابـــــوس
9 / سنـجـــد تــســــويـــــة
10 / أمـــــــر أم طــــلــب
11 / امــــــرأة لــــعـــــوب
12 / الآن أو أبــــــــــــــداً
13 / نقاط على الحروف
14 / أســــالـــــيــه هــــو
15 / انـتــقـــام أخــــيــــــر


زهرة منسية 19-08-12 01:47 AM

منتديات ليلاس
إذاً هذه هى مرسيدس ألكولار !
رفع جايك كأسه إلى شفتيه وارتشف رشفة بطيئة من العصير وابتلعها من دون ان يرفع عينيه عن المرأة التى دخلت لتوها إلى الغرفة.
مرسيدس هونوريا ألكولار.
أبنة الأسرة العريقة التى يترأسها خوان ألكولار المعروف عالمياً مالك شركة ألكولار المساهمة ومديرها الإدارى.
و مرسيدس أبنته الصغرى والوحيدة . إنها مميزة فعلاً لكنه توقع ذلك . كيف يمكن أن تكون خلاف ذلك وأبوها ذاك الرجل الطويل الأسمر و الوسيم الذى يسرق قلوب النساء إذا ما دخل غرفة ما ؟ وهذا ينطبق على أخواتها إذا ما صدقت الشائعات . و رامون أبن خالته و الألكولار الوحيد الذى يعرفه, من الرجال اللذين يديرون رؤوس النساء ولطالما كان كذلك.
إلا أن رامون ليس سوى أخ هذه المرأة غير الشقيق فوالدهما واحد. لكن والدة رامون هى خالة جايك وهذه الفكرة جعلته يقطب فيما هو يراقب أبنة ألكولار وهى تقطع الغرفة .
لم تكن والدته تأتى على ذكر أسم خوان ألكولار من دون أن تنفث حقداً وغلاً تخص به كافة أفراد ألكولار....باستثناء رامون طبعاً. فسنوات مرت من دون ان يعرفوا أن رامون من اسرة ألكولار . ولم يكتشفوا إلا من عشر سنوات أنه ليس أبن روبين داريو زوج خالته بل أبن عشيقها الرجل الذى جعلها تحمل ثم تخلى عنها...للمرة الثانية.
هذا الرجل هو خوان ألكولار.
أعلنت اليزابيث تافرنر بخنق الأسبوع الماضى عندما أتصل بها جايك ليزورها عند المساء :"أبنة ذلك الرجل قادمة إلى لندن "
ـ سمعت الخبر
لم يحتاج لأى تفسير عمن قصدت بعبارة ذلك الرجل . فما من شخص آخر تشير إليه اليزابيث بهذه الطريقة وهذه المرارة
ـ سمعت أن أنطونيا ساندرز ستجول فى المنطقة....و تصطحبها إلى بعض الحفلات.
أدارت أمه رأسها الأشقر باتجاهه بحدة فيما لمعت عيناه الزرقاوان
ـ أهى حفلات سترتادها؟
ـ نعم حفلات سأرتادها
أكد لها ذلك بسأم قبل أن يضيف :"إنما أشك فى أن ألتقى الفتاة , وحتى إذا فعلت.....لقد مرّت سنوات يا أمى....عمر بأكمله"
فذكرته اليزابيث بمرارة :"عمر لم تعشه أختى"
وراحت أناملها الطويلة والمطلية الأظافر تنقر على الذراع الذهبى لمقعدها ثم أردفت :"لقد ماتت مرغريت بسبب هذا الرجل"
ـ هذا ليس مؤكداً....
ـ قال الأطباء.....
منتديات ليلاس
ـ قال الأطباء إن قلب الخالة مرغريت كان ضعيفاً وقد أنهكه ضغط الحمل والولادة....
ـ يمكنهم أن يعتبروه قلباَ ضعيفاً لكنها ماتت بالنسبة إلىّ لأن قلبها تحطم....وقد حطمه الرجل نفسه مرتين!
وفكر جايك فى سره فى أن الأمر لا يمكن أن يموت بسبب تحطم قلبه لكنه ابتلع تعليقه ولم يبح به. فكلامه سيزيد مزاج امه سوءً وسيجعلها تلقى عليه خطبة طويلة مليئة بالغضب والاشمئزاز خطبة سمعها مراراً وتكراراً حتى مل منها.
ـ حسناً , اشك فى أن ألتقى هذه المرأة حتى و أن قصدنا الحفلات نفسها. كما أننى بقيت بعيداً عنها وعن عائلتها لسنوات....ولا أظن أنى سأسارع لإلقاء التحية عليها لأننا اكتشفنا أن ثمة قرابة بيننا.
ـ آمل ألا تفعل . خاصة بعد ما فعله والدها فى تلك المناقصة.
وخطر لـ جايك أن هذه نقطة سوداء جديدة فى سجل خوان ألكولار , فيما هو يراقب مرسيدس ألكولار رغماً عنه.
إنها ملفتة للنظر ملفتة للغاية وهذه هى المشكلة . فهى طويلة القامة ونحيفة وممشوقة....تحت ثوبها الحمر والأسود بدت بشرتها الزيتونية اللون ناعمة ومخملية وقد زاد من جمال وجهها البيضاوى الشكل عينان بنيتان لوزيتان تزينهما أهداب طويلة أما فمها فممتلئ بالكاد يحتاج لمسة أحمر شفاه لتضفى عليها لوناً أغنى . كان شعرها الأسود الحريرى معقوداً بأناقة كاشفاً عن عنق طويل أنيق . ولم تضع أى مجوهرات باستثناء منتديات ليلاس القرطين الفضيين الطويلين المتدليين من أذنيها الجميلتين.
لكن ما لفت انتباهه هو الطريقة التى تتحرك فيها.....كانت رشيقة و متكلفة , تمشى بأناقة هرة.
لا يمكن لومها بالطبع على طريقة تصرف والدها سواء فى الماضى أو مؤخراً حين شارك خوان ألكولار فى مناقصة حامية للاستيلاء على شركة كان جايك يرغب فى الحصول عليها ما جعل شركة تافرنر للإتصالات تمر بسنوات صعبة . مرت الشركة بأزمة مالية وكادت تفقد الكثير من الأموال ما أضطر جايك للاستغناء رغماً عنه عن بعض الموظفين.
ولم يكترث خوان ألكولار البتة.
ـ لا......
همس جايك بهذه الكلمة لنفسه.
ـ لا , لست مهمتاً.

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13453330662.png

زهرة منسية 19-08-12 01:51 AM


لعل مرسيدس ألكولار أجمل امرأة رآها منذ سنوات....أو فى حياته....إنما لو كانت مثل أبيها فلن تحمل معها سوى المشاكل.
إنها تعنى المشاكل على أى حال حتى إن لم تكن تشبه أباها . ستجن أمه إذا ما تحدث إلى الفتاة, من دون ان يذكر أنه وجدها جذابة و ملفتة للنظر .
ولابد أن شعور والدها سيكون مماثلاً . كل ما سمعه يوماً عن الرجل يوحى بعجرفة فائقة وباعتداد بإرثه الكتالانى , وبمركزه الاجتماعى الذى يبقيه على مسافة من عامة الناس.
شئ ما لفت نظره فيما كان يستدير ليتجه نحو الباب ما جعله ينظر مجدداً إلى الخلف لتلاقى عيناه الباحثتان عينىّ مرسيدس ألكولار الواسعتين والبنيتين بلون الشوكولا.
وللحظة تشابكت عيونهما . لم يستطيع أن يشيح بنظره كما لم تستطيع أن تفعل هى على ما يبدو. بدت كظبية مجفلة جمدت مكانها تحدق إليه من دون أن يطرف لها جفن.
لكنها ما لبثت أن رمشت بعينيها وتغيرت تعابير وجهها فجأة فأختفت النظرة المذهولة وتبخرت كالسديم بعد شروق الشمس ليحل محلها تعبير مختلفاً تماماً .
ولو لم يكن يعلم انها لا تزال تقف هناك وانه كان يراقبها ويتأملها طوال الوقت لظن جايك أن شخصاً آخر دخل الغرفة وحل مكانها . فملاحمها الجميلة والمعبرة تجمدت وعلاها قناع بارد كما لو أنها أصبحت فجأة منحوتة من جليد. تيبست شفتاها المثيرتان لتتحولا إلى خط رفيع قاسٍ وارتفعت ذقنها وراحت تنظر إليه من أعلى أنفها الارستقراطى الصغير المستقيم.
وعلت العينين البنيتين اللامعتين غشاوة فحولتهما إلى قطعتين من جليد باردتين كصخرتين فى قاع بحر فى يوم شتاء عاصف .
عندئذٍ شعر جايك وكأن بعض هذه البرودة لامس قلبه. لعل مرسيدس ألكولار أجمل امرأة رآها يوماً لكنها الآن الأنثى الأكثر برودة وتكبر وتعجرف التى قدر له أن يقابلها.
وبدا و كأن تلك النظرة تسأل :"ومن أنت بحق الجحيم؟ من أنت وكيف تجرؤ على النظر إلىّ؟"
هذه النظرة أرتسمت على وجه والدها فى المرة الوحيدة التى أقترب فيها جايك منه بما يكفى ليراه . لقد شارك الاثنان فى مؤتمر وسائل الإعلام فى فندق تام فى مدريد وشئ ما أزعج خوان ألكولار . سؤال طرحه صحفى أزعجه فرمقه بنظرة عنت :"ومن تظن نفسك بحق الجحيم؟" قبل أن يستدير ويرحل من دون ان يتفوه بكلمة .
ومن تظنين نفسك يا سنيوريتا ألكولار لتنظرى إلىّ بهذه الطريقة؟ توجه فى سرّه بهذه الكلمات إلى المرأة الأسبانية . ألا تعلمين أننا أسقطنا النظام الاقطاعى منذ قرون؟ لعلك من الارستقراطيين فى اسبانيا.....لكن هنا, أنت امرأة عادية من عامة الناس.
آهـ , أيها الكاذب ! لامته حواسه فيما أنقبضت أحشاؤه . أيها الكاذب الكبير! لا يمكن لهذه المرأة أن توصف يوماً بالعادية حتى كأسوأ لفظة للحد من قدرها . إنها فاتنة....لكن المشكلة تكمن فى أنها تعلم ذلك.
كان مصمماً على ألا يدعها تكتشف مدى تأثيرها فيه . هذه النظرة المتعالية والباردة أعلمته أنها تدرك تأثيرها فى الرجال وأنها لا تتنازل للاعتراف بذلك إلا حين يناسبها ذلك . وهذا ما لا يناسبها على ما يبدو هذه المرة.
وتعمد أن يتأملها مجدداً من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أشاح بنظره وكأنه غير مهتم لأمرها كلياً. ولم يتكرم عليها بنظرة أخرى بل استدار وابتعد بخطى سريعة. بدا له وكأن الرحلة القصيرة إلى الباب لن تنتهى لكنه رفض أن يدع نفسه يتردد وكافح رغبة عارمة فى أن يلقى نظرة واحدة إلى الخلف ليرى رد فعلها على تجاهله لها.
إن كانت هذه مرسيدس ألكولار فهو لا يريد أى علاقة بها .
ـ آهـ , تباً !
همست مرسيدس بذلك وقد تعاظم غضبها من نفسها ومن ردة فعلها الغبى وعادت تكرر:"تباً ! تباً ! تباً !"
لقد فعلتها مجدداً . تصرفت بتلك الطريقة الغبية والسخيفة التى يبدو أنها تسيطر عليها دوماً فى أسوأ الأوقات . كلما كانت غير واثقة من نفسها وغير مرتاحة كلما شعرت بالانزعاج و كأنها سمكة خارج الماء تتجمد ملامح وجهها الغبى بهذه الطريقة إذا ما نظر إليها أحدهم.
كانت زهرة منسية تعرف كيف تبدو . فقد لمحت صورتها ذات مرة فى مرآة ضخمة معلقة فوق المدفأة الكبيرة فى غرفة الطعام فى منزل والدها . حينذاك راعها ما رأت....وجعلها تشعر بالنفور . هل هذه المخلوقة صاحبة الوجه البارد والعينين الجليدتين هى فعلاً؟ لابد أنها هى....فالمرأة التى رأتها ترتدى الثوب نفسه مثلها وتسرح شعرها بالطريقة نفسها . ألا أن المرأة التى تظهر فى الصورة تبدو متعالية متعجرفة كما تبدو و كأنها مصممة على تجميد كل من يجرؤ على الاقتراب منها .
لكن الواقع مختلف كلياً .
الحقيقة هى انها خائفة من أعماقها . فهى لا تشعر بالارتياح فى المناسبات الاجتماعية . وكلما عظم الحدث كلما دب الذعر أكثر فى داخلها.
وهذا حدث عظيم.
فقد أعلنت انطونيا فيما كانتا ترتديان ملابسهما و تتحضران فى الحمام الصغير فى شقتها :"سيحضر الحفل كل أصحاب الشأن. فـ مارلون و هايدى ينظمان حفلات رائعة ! ستقابلين بعض الشخصيات المعروفة و المشهورة فى عالم الإعلام"
هذا الكلام كان كفيلاً بجعل أعصاب مرسيدس تتشنج حتى قبل أن تغادر المنزل.
ـ ستبيقن معى, أليس كذلك يا تونيا؟
طرحت على صديقتها هذا السؤال بعد ان أنزلتهما السيارة الأجرة أمام مدخل ضخم وفتح لهما الباب خادم يرتدى بزة.
وعادت تسأل :"لن تتركينى وحيدة؟"
فضحكت صديقتها وردت:"بالطبع لا! لكن, لا تقلقى.....فالحفل سيكون ممتعاً !"
ممتع ومسل بالنسبة لـ انطونيا هذا ما خطر لـ مرسيدس وهى تكافح لتبقى قريبة من صديقتها التى راحت تشق طريقها عبر سلسلة من الغرف الضخمة المكتظة بالضيوف . كانت انطونيا تتوقف من حين إلى آخر لتعرفها إلى شخص ما لكن ضجيج الكلام من حولهم كان عالياً وحشود الناس كثيرة ما جعل مرسيدس تعجز عن حفظ الأسماء قبل أن تتحركا مجدداً .
وما زاد الطين بلة هو انها أدركت انها لم تفهم سوى نصف ما قيل من كلام فبالرغم من أن لغتها الانكليزية جيدة إلا أنها لم تتمكن من التعامل مع الأسئلة المطروحة والتعليقات الضاحكة التى تعالت مع الموسيقى الصاخبة .
وفيما كانت فى أسوأ حالتها رفعت رأسها ورأت الرجل المستند إلى الحائط البعيد.
أليكس!
أول ما خطر فى بالها هو أنه يشبه شقيقها أليكس . لكنها ما لبثت أن أدركت ان أليكس لا يمكن ان يتواجد هنا.....كما أن هذا الرجل لا يشبهه إلى هذا الحد.
كان طويلاً عريض المنكبين وشعره بنى اللون. أما عيناه أو ما استطاعت أن ترى منهما منتديات ليلاس لأنهما كانا ضيقين فى تقييم حاد فبدتا زرقاوين أو فاتحتى اللون بشكل لم تتوقعه . لكن الضوء خدعها للحظة او لعله طوله أو لون شعره ما جعلها تعتقد أنه أليكس . فكل ما فى هذا الرجل أنبأها بأنه لا يشبه أى شخص آخر . فهو هو نفسه بشكل كلى ومتفرد.
وما كان عليه مذهل غامض مدمر بكل ما للكلمة من معنى مما جعله يبرز من بين حشود الأناس الأنيقين و الوسيمين من حولها .
ـ تونيا ؟
مدت يدها لتلامس ذراع صديقتها فى محاولة منها للفت انتباهها
ـ من....؟
لكن الكلمات ارتجفت على شفتيها حين رأته يحدق إليها مباشرة.
لم تكن نظرته وحسب بل الطريقة التى نظر فيها باتجاهها نظرة باردة و بتقطيبة جعلت عينيه يضيقان هى التى جعلتها تجمد. أقشعر بدنها حذراً فى رد فعل قلق وغريب على تقطيبته المقيمة.
وعلى الفور تحركت آليات الدفاع عن نفسها لديها.
لم تكن تعرف هوية هذا الرجل....أو لما يحدق إليها بهذه الطريقة . كل ما تعرفه هو انها لن تدعه يتحداها....وأنها مصممة على ألا تظهر له و لو للحظة واحدة كم أثر فيها و إلى أى مدى يقلق راحة نفسها و يشوشها . شعرت بوجهها يشتد و كأن بشرتها جفت فأشتدت لتغطى العظام . ثبتت حنكها غريزياً مما جعل فمها يبدو صارماً للغاية. ورفعت رأسها و ذقنها فى حركة تحدى.
إلا أن التأثير جاء خاطئاً كلياً . فقد لاحظت أن تعابير وجهه قست فجأة كما لاحظت الازدراء اللاذع فى نظرته التى شملتها من رأسها حتى اخمص قدميها.
شعرت زهرة منسية أن تلك النظرة تصدر عليها حكماً . تقدرها لتجدها دون المستوى المطلوب ولتصرفها وكأنها لا تستحق أبداً أى اهتمام.
و ما أدركت هذه الحقيقة حتى استدار و ابتعد تاركاً إياها ترتجف و كان تلك النظرة الحارقة تركت أثراً مادياً مادياً فعلياً عليها وأمتصت القوة من ساقيها وانتزعت طبقة الجلد التى تحميها . شعرت أنها ضعيفة وسريعة العطب كما أحست بالاستياء....وأكثر ما ساءها هو أنها لم تستطيع أن تحدد سبب شعورها هذا.
ـ مرسيدس ؟
صوت تونيا أخترق مزاجها السئ و المرتجف.
ـ هل أنت بخير؟
ـ ماذا.....نعم......بخير
منتديات ليلاس
وابتسمت ابتسامة مشرقة ابتسامة أملت ان تكون مقنعةثم صرفت ذكرى تلك النظرة الباردة المزدرية.
قالت فى سرها إنها ستنساه , ستنساه كلياً ولن تدعه يزعجها مجدداً. أمامها أسبوع آخر فى انكلترا ولن تدع رجلاً مجهولاً يفسد عليها رحلتها. فهذه الرحلة قد تكون المرة الوحيدة التى تكتشف فيها معنى الحرية . حرية الابتعاد عن قواعد الحياة الاجتماعية الاسبانية و قيودها.
يُفترض بها أثناء وجودها هنا أن تفكر فى مستقبلها....أو على الأصح المستقبل الذى يأمل ميغيل هرنانديز وعائلته أن تفكر فيه.
لقد خرجت مع ميغل لفترة فأمل أن تتطور علاقتهما أكثر وهذا ما يوافق عليه والدها طبعاً . فعائلة هرنانديز ثرية و محترمة . وهذه فرصة جيدة و مناسبة لها....لم يقل والدها هذه الكلمات حرفياً لكنها رأتها فى عينيه عندما تحدث عن ميغيل . إنما ما ارتسم على وجه والدىّ ميغيل كان أكثر تعبيراً فزواج ابنهما من أبنة خوان ألكولار الوحيدة حلم يتحقق بالنسبة إليهما فهى الكنة الممتاز....الجائزة الكبرى فى نظرهما.
ولهذا السبب فرت إلى انكلترا بحجة التفكير فى المسألة . شعرت بالحاجة إلى الفرار من الضغط و من فكرة أنها جائزة فى برنامج زواج ولأنها لم تكن واثقة من أن مشاعرها نحو ميغيل تتعدى الحنان حاولت أن تستمتع قدر المستطاع فى لندن.....حتى الساعة.
ـ مرسيدس أنظرى.
شدت أنطونيا ذراع صديقتها تلفت انتباهها وأردفت:"هناك...إنه..."
و فى خضم الضجيج لم تسمع مرسيدس الاسم لكنها عرفت الملامح الوسيمة لبطل أحدث الأفلام الانكليزية الذى دخل لتوه الغرفة وقد تأبطت ذراعه فتاة شقراء رائعة الجمال.
تنهدت أنطونيا ثم قالت :"أليس رائعاً!؟"
لم تجد مرسيدس ما تقوله فاكتفت بالهمهمة عليها أن تجد تفسيراً لما يجرى و لما تشعر به و التفسير هو آخر ما تريد القيام به الآن.
لقد عاد الرجل . بشكل غير متوقع عاد على الغرفة و ها هو يستند إلى الحائط على مسافة منها . ها هو يراقبها مجدداً. كان بإمكانها أن تشعر بنظرته المحرقة على بشرتها حتى من دون أن تجرؤ على النظر بإتجاهه.
أضافت رغماً عنها عندما بدا جلياً أن صديقتها تنتظر رداً منها :"ليس النوع المفضل لدى"
ـ لابد أنك تمزحين....من هو إذن؟ آهت مرسيدس ليس هذا !
وأصدرت صوت احتجاج مصدوم وغير مصدق حين أومأت مرسيدس برأسها نحو الرجل الطويل الغامض فى بذلته الأنيقة الرمادية اللون . وكانت امرأة فاتنة حمراء الشعر قد شتت انتباهه ما مكن مرسيدس من النظر إليه من دون مخاطرة.
سألت بحدة :"لِمَ لا؟ هل هو متزوج؟"
ـ مستحيل!
وكانت تعابير وجه انطونيا أبلغ من الكلام.
ـ هذا جايك تافرنر . جايك من ""تافرنر للاتصالات" ,تافرنر"
وعندما نظرت إليها مرسيدس وقد بدا لها أن الاسم لا يعنى لها شيئاً أردفت:"وهو معروف أيضاً باسم جايك"الزواج ليس لى" تافرنر"
ـ هذا ما قاله أخى فى الماضى
وابتسمت مرسيدس وهى تفكر فى زواج جواكين مؤخراً....و فى اعلانه وزوجته كاسى أنهما ينتظران طفلاً
ـ ل بدل رأيه
ـ حسناً لا أعتقد أن جايك سيبدل رأيه . فما من أحد يبقى معه بما يكفى ليؤثر فيه. سمعت أنه يتخلص مكن....
وتبخرت الكلمات المتبقية فيما تغيرت تعابير أنطونيا فجأة وعندما ألقت نظرة سريعة ثم أشاحت بنظرها على الفور شعرت مرسيدس برعشات ترقب و خوف تجرى على طول عمودها الفقرى .
وهمست من زاوية فمها :"مرسيدس لا تنظرى على الفور....لكنه يتقدم منا.....يتوجه نحونا مباشرة !"


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13453330662.png

زهرة منسية 19-08-12 01:29 PM

2 / من تظن نفسك
منتديات ليلاس


قال جايك لنفسه أنه سيبقى بعيداً وعلى الفور .
مرسيدس ألكولار تعنى المشاكل بكل للكلمة من معنى.
لو لم يكن يعرف ذلك من مجرد انتمائها إلى الأسرة التى تكرهها أمها وإلى الأب الذى يدعى أنه هدم حياة أختها وحياتها هى أيضاً....فمجرد نظرة"من تحسب نفسك؟" أوضحت له الأمور من دون أن تنطق بأى كلمة.
إنها تجسد المشاكل وهو لا ينوى إثارة وكر الدبابير بالتعرف إليها أكثر . لكنه عجز و لسبب ما عن الألتزام بهذا القرار.
نظرة واحدة إليها جعلتها تتغلغل فى فكره وتشغله . فقد انطبعت صورتها فى عقله ولم يتمكن من التحرر منها كما لم يتمكن من محوها من أفكاره أو الالتهاء بأى شئ آخر. وقد حاول ذلك .
حاول ان يغازل بعض النساء وقد سنحت له فرصة عدة ليتحدث إلى بعض أجمل النساء فى العالم وبدا أن معظمهن سعيدات بأن يلفتن انتباهه لأطول مدة ممكنة.
لكن جاذبيتهن كانت تذبل بسرعة ملفتة وقد لاحظ و هو يتحدث إليهن أنه لا يرى وجوههن بل ملامح مرسيدس ألكولار الناعمة وعينيها الكبيرتين الداكنتين .
إلا انه قال فى سره إنه لن يفعل أى شئ فى هذا الخصوص . وهو لن يعود إلى القاعة الرئيسية حيث لا تزال تتسكع مع صديقتها . لا فهو ليس غبياً إلى هذا الحد.
وظن أنه أقنع نفسه وبقى مقتنعاً بهذا حتى اللحظة التى وجد فيها نفسه وسط الغرفة المكتظة يبحث بين الضيوف عن وجه محدد. وعندما عثر عليه شعر وكانه عاد إلى موطنه.
ـ إذن فقد رأيت زائرتنا الاسبانية الصغيرة.
ألقى بهذه الملاحظة الرجل الذى كان يتحدث إليه رجل لم يعد يتذكر اسمه فيما كانت عيناه تتأملان الجسد الرشيق والشعر اللامع.....وحدها أجمل النساء وصاحبة الملامح الرائعة يمكن أن تسرح شعرها بهذه الطريقة البسيطة حيث شدته إلى الخلف وشبكته كاشفة عن وجهها كلياً . بدت هذه التسريحة مذهلة على مرسيدس ألكولار لن رغبة ملحة فى فك شعرها وتركه ينسدل على كتفيها تملكته منتديات ليلاس وعذبته.
ـ إنها فاتنة , اليس كذلك؟
افترض انه رد بالإيجاب.....أو لعله اكتفى بإصدار صوت غير واضح يمكن للرجل الآخر أن يعتبره موافقة إذا شاء ذلك. لكنه لا يعرف فعلاً كما انه لا يكترث فمن دون أن يدرك أتخذ قراراً , بدأ يتحرك فجأة شاقاً طريقه فى الغرفة متحركاً بين الجموع غريزياً لأنه لم يكن ينظر إلى مكان آخر سوى ذاك الوجه.
رأته قادماً نحوها .
رفعت رأسها وركزت عينيها الداكنتان الكبيراتان على وجهه فيما راحت تراقبه وهو يتوجه نحوها . وأنقبضت حنجرته وهو يتوقع أن يرى ذاك التغيير يعلو وجهها مجدداً. توقع أن يرى ملامحها تجمد وذقنها يرتفع.....
لكن هذذ لم يحصل ولم تتغير تعابير وجهها بتاتاً
اكتفت وحسب بمراقبته...ببعض الحذر وبعينين مغشيتين قليلاً لكنها لم تجمده بنظراتها ولم يعرف ما إذا كان عليه أن يشعر بالارتياح أم بالندم.
شعر بلارتياح لأنهل لم تستدير وترحل و لأنهل لم ترفض التحدث إليه أو تتجاهله على الفور . وشعر بالندم لأنه لن يستطيع التراجع بعد الآن لقد أنطلقت سلسة من الأحداث وستأخذ الأمور مجرها مهما حدث. لم يهتم ما إذا جنت والدته...أو باقى أفراد أسرته . كما لم يأبه برأى أفراد أسرة ألكولار .
عليه ان يتعرف إلى هذه المرأة و إلا سيجن.

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13453754311.png

زهرة منسية 19-08-12 01:33 PM


ـ تونيا....
تكلم أحدهم وأدرك أنها هى من فعل . انسلت هذه الكلمة الوحيدة من بين شفتى مرسيدس ألكولار رغم أنها لم ترفع عينيها عن وجهه فيما هى تمد يدها لتلامس ذراع صديقتها فى حركة دفاعية غريبة.
ـ تونيا.....
قالت هذه الكلمة فحول الصوت الناعم الأبح واللكنة الخفيفة هذا الأسم العادى إلى لفظة مختلفة كلياً . كان صوتها جميلاً ككل شئ آخر فيها .
ـ أنت مرسيدس ألكولار
خرجت هذه الكلمات منه من دون كياسة و بفظاظة لكن هذا أول ما خطر فى باله . إنها مرسيدس ألكولار وجل ما أراده هو التعرف غليها .
ـ نعم
أجفلت مرسيدس فى سرها حين سمعت صوتها الذى تحول إلى صوت ضعيف مرتجف . بدت ضعيفة وسريعة العطب وكأنها خادمة ترد على سيدها من دون أن تعرف سبب ما يجرى لها .
عندما رأته يتجه نحوها صممت على التماسك وأقسمت على ألا ترتكب الخطأ نفسه هذه المرة . هذه المرة لن تبعده لن تعطيه عذراً كى يدير ظهره ويرحل ويطردها من ذهنه.
أجبرت نفسها على مواجهته حتى أنها حاولت أن تبتسم رغم ان الأمر يتطلب منها جهداً كبيراً وبالتالى اكتفت بمراقبته وهو يقترب.
النظر ة فى عينيه الفاتحتى اللون والتصميم البادى على حنكه جعلا فمها يجف وخفقات قلبها تتسارع وأطلقا نبضاً قلقاً وغير منتظم فى حنجرتها بحيث أن صوتها جاء عالياً حين حاولت أن تهمس لـ تونيا . لكن صوتها اختفى الآن على ما يبدو.
شيئاً ما حدث حين تحدث إليها . لقد قال لها :"أنت مرسيدس ألكولار"
منتديات ليلاس
وخطر لـ مرسيدس أن الصوت العميق الأجش لا يمكن أن يكون لأى شخص آخر . وجاهدت لتخفى الرعشات التى أمتدت على طول عمودها الفقرى . لم تشعر يوماً بالانجذاب إلى اللكنة الانكليزية إذ كانت تجدها سريعة جداً وقاسية بحيث تفتقر إلى الفتنة و الإغراء . لكن صوت هذا الرجل جعلها تفكر فى العسل الأسود الحار وتملكها شعور مفاجئ وسخيف بأنها انتظرت عمرها كله لتسمعه ينادى أسمها وتعرف كيف سيخرج من بين شفتيه.
شعرت بعقدة فى معدتها لم ينطق أسمها كما اعتاد الانكليزيون أن يفعلوا بل لفظه بلكنة اسبانية ممتازة فبدت الكلمة وكأنها تداعب بشرتها . ابتسمت لا ارادياً فى رد فعل سريع فرأت التجاوب فى عينيه.
ـ هذا صحيح. أسمى مرسيدس ألكولار .
رأت رأسه ينحنى بشكل طفيف فيما طافت عيناه الزرقاوان على وجهها فى تقدير لجمالها.
ـ أنا جايك تافرنر . تربطك قرابة بـ خوان ألكولار....من شركة ألكولار المتحدة.
وتطلب الأمر ثانية أو أثنتين لتدرك مرسيدس أن ما قاله لم يكن سؤلاً بل إقراراً بأمر واقع . إلا أنها قد ردت بإيماءة إيجابيه
ـ إنه ابى
ارتد رأس جايك إلى الخلف بشكل طفيف وابتسم ابتسامة سريعة
شئ ما فى ابتسامته أقلقها للحظة. فى الواقع شئ ما فى هذا الرجل أنذر حواسها لكنها لم تجد سبباً وجيهاً لذلك.
أحست بأنه يكبح قوته ومشاعره بقساوة كما أن السيطرة الكامنة خلف سحره الطبيعى والجذاب بشكل خطير أثارت أعصابها .
ـ هل ترغبين فى شراب ما , مرسيدس ألكولار؟ أو لعلك ترغبين فى الرقص؟
ـ لا أعتقد أنك تعنى ما تقول.
أنطلقت الكلمات من فمها قبل أن تتمكن من كبحها ما فضح خشيتها الداخلية وجعله يقطب تخوفاً
ـ ما الذى لا أعنيه؟
ـ الـ.....الدعوة للرقص
تمكنت مرسيدس من أن تقول جملتها هذه وقد لاحظت بألم الطريقة التى كانت أنطونيا تحدق بها إليها بعينين جاحظتين غبر قادرة على أن تصدق طريقة تصرف صديقتها.
ـ ولِمَ لا أعنى ذلك؟
ـ أحسست.....
كيف لها أن تفسر ما تفكر فيه...؟ تملكنى شعور غريب....أو شعرت بأن ثمة شئ لم تقله....أو يمكنها أن تقول ببساطة وبشكل مباشر : شئ ما فيك يخيفنى.
كان ينتظر منها رداً . أنتظر بهدوء وصبر وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة باهتة يتعذر تفسيرها ما جعل مخاوفها تبدو غير منطقية . إلا أنها لم تتمكن من التخلص من هذه المخاوف.
ـ ظننت أن....فى وقت سابق.....
ترددت فرأت تعابير وجهه تتغير مجدداً فيما ظهر بريق جديد فى تنيك العينين الزرقاوين كما لو أنه وعلى غرارها يتذكر رد فعله عندما رأته أول مرة .
قال:"فى وقت سايق , تصرفت بغباء . مزاج سئ....ليس إلا"
ـ والآن لم يعد مزاجك سيئاً؟
هذا أفضل. بدت الآن أكثر إنسانية على طبيعتها بعض الشئ.
ويبدو أن جايك تافرنر ظن الشئ نفسه إذ ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة مذهلة . هذه الابتسامة جعلتها ترمش مصدومة فيما تراجعت قليلاً إلى الخلف مما جعل توازنها يختل
وعلى الفور مد يده وأمسك بها ليثبتها فتملكها شعور لم تختبره من قبل. لمسة يده على ذراعها راحة يده الدافئة والقوية على بشرتها ضربت كل خلية من خلاياها العصبية كالصاعقة فتركتها حساسة وحارة .
ـ تمر علىّ ساعة فى العام كله أكون فيها غبياً . لسوء الحظ صودف أنك عرفتينى فى تلك الساعة ولن يحصل هذا مجدداً.
ـ ليس قبل عام؟
ـ لا....لذا أمامك ثلاثمائة وأربعة وستين يوماً أتصرف فيها بشكل حساس وطبيعى فهلا رقصت معى؟
ومن خلفه أستطاعت مرسيدس أن ترى بطرف عينها انطونيا وهى تشير لها بحماس وتومئ برأسها مشجعة إياها على الموافقة. لكن وجه صديقتها وبقية الغرفة وكل ما فيها تبخر ولم تعد ترى سوى الوجه الذكورى والعينين الزرقاوين اللذين سمرا نظرتها البنية بقوة خارقة .
قالت ببطء وبصوت استعاد قوته وعكس اقتناعها :"حسناً , نعم , سأرقص معك"
ومنذ تلك اللحظة تحولت الأمسية إلى حلم حيث أكثر الرجال سحراً وجاذبية ركز اهتمامه عليها مظهراً للجميع أنها ثارت اهتمامه وأنه لن يدع أحداً يقترب من نفوذه.
كان الرقص جزء من الحلم....الرقصة الأولى ثم ما تلاها وقد تخلت عن محاولاتها لعد الرقصات لكثرة ما رقصا.
شعرت بين ذراعيه وكأنها شخص مختلف . شعرت بأنها جديدة وكأنها ولدت كم جديد....لكنها هى نفسها فى الوقت عينه . وأحست بدمها حاراً كالنار يجرى فى عروقها فيما رقص قلبها على وقع الموسيقى السريع . وفى نهاية السهرة وعندما أصبح الإيقاع أبطأ أراحت خدها على كتفه تتشمم رائحة بشرته الدافئة التى امتزجت برائحة عطره الناعم فشعرت وكأنها ترقص فى الهواء من دون أن تلمس قدماها الأرض.
وعندما أنتهت السهرة رافقها جايك إلى سيارة أجرة التى طلبتها انطونيا واكتفى بإلقاء تحية المساء عليهما فيما كان يساعدها على الصعود إلى السيارة بكياسة وإنما من دون ندم على ما يبدو . إنما وقبل أن يغلق الباب رفع يده ولامس خد مرسيدس بحنان . مجرد لمسة وحيدة ناعمة ثم ابتعد تاركاً بشرتها باردة فجأة وفارغة بشكل غريب حيث مرّ إصبعه .
قال لها:"سأراك مجدداً"
لم يقل :"هل يمكننى أن أراك مجدداً؟" أو "متى يمكننى أن أراك مجدداً؟"
بل "سأراك" ثم استدار وابتعد ليختفى بين الحشود فيما كانت مرسيدس تحاول أن تلتقط أنفاسها لتقول له:"لكنى لم أعطك رقم هاتفى"
لكن فيما كانت الكلمات تتشكل فى ذهنها انطلقت سيارة الأجرة ولم يعد أمام مرسيدس سوى ان تلتفت إلى الخلف لتحدق إلى حيث كان يقف فى محاولة يائسة منها لرؤيته مرة أخيرة .زهرة منسية


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13453754311.png

زهرة منسية 19-08-12 01:35 PM


قال جايك لنفسه إن عليه إن يضع حداً لهذا بطريقة ما فأجبر قدميه على الابتعاد ورأسه على عدم الالتفات وعينيه على النظر إلى الأمام وعلى ألا يلتفتا إلى الوراء ولو لمرة واحدة . إن نظر إليها مجدداً فسيضيع. عليه أن يكبح نفسه....أو على الأقل أن يعمل على إبطاء إحساسه بأنه على متن قطار سريع ينزل أكثر الهضاب إنحداراً
منتديات ليلاس
علم أنه وقع فى المشاكل لا محال منذ وجد نفسه يتجه نحوها فيما كل غرائزه تحذره من ان عليه أن يتحرك فى الاتجاه المعاكس. عليه أن يحافظ على المسافة التى لطالما فصلته عن عائلة ألكولار. لكن المشكلة أصبحت شخصية أكثر بالنسبة إلى جايك.
ما كان عليه ان يلمسها .
لم يكن ذلك كافياً . الاحساس بدفء بشرتها الناعمة الحريرية تحت يده عذبه وأثار مشاعره . الأمساك بها بين ذراعيه جعل نبضات قلبه تتسارع بشكل مخيف.
وعندما انتهت الرقصة كانت مشاعره ملحة وغامرة بحيث أنه شعر بالارتياح حين توقفت الموسيقى وتمكنا من الابتعاد عن بعضهما البعض . إنما ما إن افترقا حتى أدرك أن هذا الشعور أسوأ . كان بحاجة لأن يأخذ مرسيدس بين ذراعيه أراد أن يحتضنها بشدة لذا حين عزفت الموسيقى مجدداً لقترب منها وأمسك بها وراقصها معرضاً نفسه بذلك للعذاب مجدداً....فالابتعاد عنها أسوأ.
ولهذت السبب لم يستطيع أن يبقى ليراها تحل . ولم يعانقها وهو يودعها لأنه إذا ما فعل فلن يكتفى بعناق واحد.
ـ تباً وسحقاً !
مد جايك يده إلى جيب سترته وأخرج هاتفه النقال ليطلب بسرعة أحد الأرقام.
ـ جيسى؟ آسف على الإزعاج فى مثل هذا الوقت لكنى أحتاج على خدمة منك. انطونيا ساندرز....الفتاة التى تعمل لحساب راديو آنكور...هل لديك عنوانها؟ أحتاج إلى عنوانها.......

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13453754311.png

زهرة منسية 19-08-12 01:39 PM

3 / سيدتى العزيزة

منتديات ليلاس

ـ لديك خمس عشرة دقيقة تحديداً لتبدلى ملابسك إذا ما رغبت فى ذلك.
وجدت مرسيدس أن حصول جايك تافرنر على رقم هاتفها لم يشكل له أى مشكلة . ولم يزعج نفسه بالاتصال بها أو بالطلب منها الخروج معه بل كان فى الليلة التالية عند عتبة منزلها حاملاً لها دعوة على العشاء.
لا, كلمة دعوة ليست الكلمة المناسبة . ما قاله كان أشبه بالإنذار . أما أن تتناول معه العشاء....و إما لا شئ.
وبما أنها أمضت الليل بطوله تحلم به والنهار تكافح لتجعل أفكارها تتجه نحو اى شئ آخر غير جايك تافرنر لم تتمكن من رفض اقتراحه لءلا تخسر كل شئ.
الخمسة عشر دقيقة بالكاد كانت كافية لتجهز . فخلعت بنطلون الجينز و قميصها وأرتدت ثوباً زهرياً و أبيض ثم وضعت بعض الظل فوق عينيها ولمسة من الكحل و مسحة من أحمر الشفاه لتصبح جاهزة . علماً أن كان بإمكانها ألا تزعج نفسها إذ لم يعلق جايك بأى كلمة عند عودتها. بدا أنه يركز اهتمامه على إخراجها من المنزل وإبعادها عن اهتمام انطونيا الجلى.
ـ إلى أين سنذهب؟
طرحت سؤالها هذا لاهثة بعد أن صعدت إلى السيارة وابتعدا عن المنزل حيث شقة انطونيا . وتابعت :"أى مطعم اخترت ؟"
ـ ما من مطعم. طلبت من متعهد طعام ان يحضر لنا وجبة فى منزلى .
صمتها عبر بوضوح عن أمور لم يشأ أن يسمعها إذ استدار بحدة وسأل مقطباً:"هل من مشكلة؟"
ـ لا....لا.
كافحت مرسيدس لتبدو ردها مقنعاً . وقالت فى سرها إنها فى انكلترا الآن وليس فى اسبانيا . وقد أوضحت لها انطونيا أنها تعتبر أسلوب حياتها المنضبط و الطبيعى بنظرها أسلوب قديم وبالٍ
قالت انطونيا فى إحدى الأمسيات بعد أن أعترفت لها مرسيدس بأنها تفتقر إلى الخبرة فى التعامل مع الرجال:"لكنى ظننتك مخطوبة فعلياً"
شرحت لها مرسيدس :"ثمة تفاهم بين أسرة ميغيل وأسرتى....إنهم يودون رؤيتنا متزوجين....لكن ميغيل لم يطلب يدى بعد وأنا لم أعطه أى وعد"
ـ ولم......
حاجبا انطونيا المرفوعان كان أشد تعبيراً من اى كلام
ـ لا لم أفعل ! الأمور لا تسير على النحو ذاته فى بلادى. لقد تعانقنا بالطبع...
ـحسناً من الأفضل إذن أن تتوقفى عن الحلم بـ جايك تافرنر يا عزيزتى. صدقينى فهو ليس من النوع الذى يكتفى بالعناق.
وخطر لـ مرسيدس وهى تبتسم فى سرها أن ما لا تعرفه انطونيا هو أنها لا تعتقد أن بإمكانها هى أيضاً أن تكتفى مع جايك ترافرنر بعناق
ـ ما سبب هذه الابتسامة؟
فاجأها جايك بسؤاله هذا فقد كانت مقتنعة بأن اهتمامه كله منصباً على القيادة فى طرقات لندن المزدحمة إنما بدا جلياً أنه لاحظ التعبير الذى ارتسم على وجهها .
ـ ألا تود أن تعرف؟
ـ أنوى اكتشاف السبب
ـ يمكنك أن تحاول
أذهلت مرسيدس نفسها حين اكتشفت انها قادرة على المغازلة وألقت من طرف عينها نظرة على وجهه مبدية إعجابها بخطوطه القاسية . شعرت بإحساس أسكرها وأبهجها.
وأدركت ما هو هذا الإحساس . إنه الحرية.
إنها فكرة وجودها هنا فى لندن وحدها ومتحررة مستقلة كحال انطونيا . ولم تعد فى اسبانيا تعيش حياتها كما خطط لها والدها تتبع القواعد التى يضعها وتعيش بحسب معاييره.
لم تدرك من قبل كم أن هذه القواعد ثقيلة ومضجرة . وكما لم تدرك يوماً كم كانت من حياتها مقيدة و محصورة.
فى اسبانيا ما كانت لترتاد حفلات كتلك التى اصطحبتها إليها انطونيا . وما كانت لتلتقى رجلاً كـ جايك تافرنر . هذه الفكرة جعلتها تشعر بدوار من الإثارة والتوقع .
ـ قد تضطر لاستخدام العنف لتحصل منى على اعتراف.
ـ لا أظن أنى قد أحتاج لذلك.
وجاءت ضحكة جايك خافتة ومثيرة
ـ أفكر فى طرق أخرى يمكن ان استخدمها لإقناعك.
تلك الضحكة أرسلت ذبذبات أشبه بتيار كهربائى على طول عمودها الفقرى, ذبذبات ازدادت قوة عندما فكرت فى ما قد يعنيه بكلامه
ـ ما هى هذه الطرق؟
توقفت السيارة عند الإشارة الضوئية فاستغل جايك الفرصة ليرمقها بنظرة خطيرة وساخرة.
ـ أنا واثقة من أنك قادر على ذلك.
تبدلت الإشارة فيما كانت تتكلم فتحرك جايك بالسيارة, حركة قدمه على دواسة البنزين جعلت عضلات ساقه القوية تشتد و تسترخى فجرى الدم حاراً فى عروق مرسسيدس
ـ هذا كثير بالنسبة إلى ما خططت له لهذه الأمسية
ـ وما هى خططك؟
ـ وما هى خططك؟
قلد جايك لكنتها ثم أضاف :"سنتناول الطعام بالطبع....ماذا خطر لك خلاف ذلك؟"
هل هى بريئة بقدر ما يبدو عليها؟ تساءل عن ذلك وهو يرى الاحمرار يغزو خديها فجأة . أى شخصية هى شخصية مرسيدس الحقيقية ؟ المرأة الجميلة المتعالية التى رمقته بنظرة باردة عندما رأته لأول مرة , المغازلة العابثة التى دمرت رباطة جأشه, أم الفتاة الشابة الخجولة التى أحمرت حياءً عندما ضايقها قليلاً؟
سيسره أن يكتشف ذلك . المشكلة الوحيدة هى فى أن يتمكن من إبقاء يديه بعيدتين عنها بما يكفى ليعرفها على حقيقتها.
سيركز جيداً على أمور أخرى عليه أن يفعل ذلك وإلا ستنتهى السهرة قبل أن تبدأ
حقيقة هويتها حملت تعقيدات يمكن أن تجعل ليلة واحدة معها تكلفه أكثر مما هو مستعد لدفعه . لذا من الأفضل أن يلتزم الحذر....وان يتقدم خطوة خطوة.....و أن يتأكد من انه لن يتسبب بالمشاكل لنفسه إذا ما أقدم على شئ ما قبل أن يتحقق أولاً من كافة التعقيدات الممكنة.
لم يكن الأمر سهلاً لكنه تمكن من أن يبقى يديه بعيداً عنها خلال العشاء . المشكلة أن مرسيدس ألكولار هى الإغراء مجسداً . ابتسامتها ضحكتها حركاتها المغرية رائحة عطرها فى الجو شكلت إغواء لحواسه الجائعة. طريقة أكلها و استمتاعها بالطعام كانا إغراء بحد ذاته . و وجد نفسه ينحنى مراراً و تكراراً إلى الأمام مستغلاً كل فرصة ليقدم لها بعض الطعام اللذيذ.
واقتربت مرسيدس أكثر فأكثر . كانت دوماً تجد حجة ما....أن يملأ لها كأسها بسهولة....أن تبتعد عن بقعة خلفتها المياه التى انسكبت....فأنتهى بها الأمر جالسة إلى جانبه عند زاوية الطاولة...قريبة جداً جداً منه بدلاً من أن تكون قابلته.
عندئذٍ لم يعد قادراً على تمالك نفسه أكثر واستسلم للرغبات البدائية التى أختلطت بدمه منذ أن فتحت له الباب فانحنى إلى الأمام وأخذها بين ذراعيه ليعانقها عناقاً طويلاً و بطيئاً.
رمشت بعينيها مرة واحدة فقط فأغمضت عينيها البنيتين للحظة قبل أن تفتحهما مجدداً وتنظر إليه مباشرة.
سألت وقد بدا صوتها الخفيض موسيقى أجش وغير مستو بشكل غير متوقع :" وما سبب هذا ؟ "
منتديات ليلاس
مـــنـــتـــديـــــات لــــيـــــــلاس



زهرة منسية 19-08-12 01:44 PM


اعترفت مرسيدس لنفسها أنها أخطأت الفهم. لقد قرأت الإشارات بشكل خاطئ وأساءت تفسير كلماته وتصرفاته. لقد أقنعت نفسها بغباء وسخافة بأن جايك تافرنر مهتم بها حقاً كامرأة فى حين أنه كان بعيد كل البعد عن ذلك .
وراحت تفعل ما فى وسعها لتشجعه فابتسمت وضحكت وغازلت . ضحكت لكل النكات التى رواها واستمعت بانتباه إلى كل قصصه ونظرت إلى عينيه عبر الطاولة . وتحركت عمداً لتقترب منه بأى حجة حتى أنها ارتطمت عمداً بكأس الماء كى تنسكب فتبتعد عن المكان المبلل....باتجاه المكان الذى أختاره جايك للجلوس.
وكل هذا لم يكسبها شيئاً زهرة منسية.
كان مهذباً , لطيفاً , مسلياً.....ليس إلا . حرص على أن تجد أمامها كل ما ترغب فى تناوله كما ركز على كل ما تقوله.....لكنها كانت واثقة من أنه سيتصرف على هذا النحو من أى شخص.
أجابها جايك :"وهل من حاجة لسبب؟ أردت ان أفعل ذلك. لماذا؟ ألم يعجبك ذلك؟"
ادعت أنها تفكر فى المسألة للحظة وعيناها لا تزال متشابكتين بعينيه وأدركت أنه رأى الوميض الذى لمع فى عينيها الداكنتين.....بريق عكس إثارة متعمدة.
همست :"نعم, أعجبنى . كان العناق لطيفاً لكنى كنت آمل فى أكثر"
ـ أحقاً ؟ ماذا كنت تأملين تحديداً ؟ شئ كهذا؟
وأنحنى إلى الأمام وضمها بين ذراعيه مجدداً بقوة أكبر هذه المرة ضاغطاً ذراعيه حولها .
كان عناقه من الاتقاد بحيث سمع أنفاسها تنقطع فى رد فعل متفاجئ . لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها وبادلته العناق بحماس ورغبة من دون تحفظ.
كان الأمر أشبه برمى عود ثقاب فى كومة من القش اليابس وأصبح بإمكانه الآن يتراجع ويراقب ألسنة النار تستعر و تجتاح ما حولها مضطرمة متعاظمة يصعب إطفاءها وهى تقودهما نحو حريق هائل يمكن أن يبتلع كل ما يعترض طريقه فى ثوانٍ.
لم يختبر مثل هذا الشعور من قبل . ولم يعرف يوماً امرأة تتجاوب معه بهذه الطريقة....كما لم يكن يعلم أنه قادراً على التفاعل مع أى امرأة بهذا الشكل.
همس وهو يلتقط أنفاسه :"مرسيدس.....سيدتى......"
لكن هاتين الكلمتين كانتا كل ما تمكن من قوله ولم تجبه مرسيدس . لم تجبه بالكلام على أى حال . لكن قوة عناقها أسكتته وسرقت أى قدرة لديه على التفكير بشكل منطقى.
وفى هذه اللحظة أدرك أنه لا يهتم بماضيها و خلفيتها أو بأبيها أو بالمشاكل التى قد تحملها معها أو بأى شئ آخر . كل ما يريده هو الحصول على هذه المرأة.....التعرف إليها, معانقتها.....سيدفع أى ثمن. ويتحمل أى مخاطرة....
شعرت مرسيدس بأن أفكارها تذوب من تأثير حرارة الدماء التى تجرى حاة فى جسدها وأحست بأنها غير قادرة على الحركة أو السير فساقاها عاجزتان عن حملها.
همس فى أذنها:"سيدتى, أنت مذهلة...."
وعانقها مجدداً قبل أن يضيف :"أتعلمين ماذا تفعلين بى؟"
ردها الوحيد كان ضحكة مرتجفة إذا لم يعد بإمكانها أن تنكر تأثيرها فيه. بادلته عناقه بشغف أفقده عقله وغابا فى عالم من الأحاسيس المتقدة والجارفة.
ـ جايك, حبيبى....جايك, عزيزى....جايك.....
وفى خضم هذيانها همست هذه الكلمات بلغتها الأم ولم يكن عدم فهم لغتها ما جعله يبتعد عنها فجأة ويرفع رأسه فيما عيناه اللامعتان تنظران على وجهها الأحمر
وللحظة لم تفهم ما يجرى ثم شق الصوت طريقه إلى أذنيها عبر دقات قلبها المتسارعة . هزت رأسها بحدة وقالت بصوت متقاطع :"أجب....هيا....لعله أتصال هام"
ـ لا
اعترضت وهى ترتجف :"ارفع السماعة.....لكن لا تطل الغياب"
راحت الإثارة المسكرة تزول بسرعة لتتركها مرتجفة باردة....وغير واثقة من نفسها كلياً.
ـ لن يتطلب الأمر سوى لحظة يا عزيزتى.
وعانقها مجدداً لكن هذا العناق جعلها ولسبب ما تدرك مدى تهورها
ـ سأعود على الفور
لم يتردد لم يلتفت إلى الخلف وهو يغادر الغرفة فاكتفت مرسيدس بمراقبته وهو يبتعد. فتحت فمها مرة لتناديه لترجوه ألا يتركها ولو لثانية لكن صوتها لم يطاوعها ولم يخرج من حلقها أى صوت .
لم تشأ أن يذهب....لم تشأ أن يتركها فما من أن خرج حتى تسللت الحقيقة الباردة إلى الغرفة لتثبت الصقيع فى جسمها وتنخفض معنوياتها إلى أقصى حد .
ما الذى تفعله ؟
ما هذا الجنون الذى تملكها؟
منتديات ليلاس
كيف وصلت إلى هذا , وهكذا.....مع رجل بالكاد تعرفه؟
عندئذٍ ومن غياهب ذهنها من حيث أخفت ذكرياتها فى خضم الجنون الذى تملكها منذ عانقها جايك....عاودتها ذكرى جعلتها ترتجف مصدومة.
"عدينى بشئ ما...."
تردد الصوت الحبيب فى رأسها صوت لم تسمعه فى الواقع منذ سنوات لكن ذكراه لا تزال تتردد فى ذهنها كأغنية تعشقها....صوت أمها :"عدينى يا عزيزتى بألا تستسلمى إلا للرجل الذى تحبين . عدينى بألا تهدرى عذريتك على شخص لا يستحقها"
ما الذى تفعله؟ لِمَ بقيت هنا....تنتظر رجلاً لا يحبها ولا يعرفها حتى , ليعود و.....؟
لم يتمكن من إنهاء الفكرة. فقد اكتسحتها موجة من الذعر جعلتها تهب واقفة وتتجه بسرعة نحو الباب
كان جايك فى مكان ما فى المنزل إذ استطاعت ان تسمع صوته . لم تتوقف لتفكر أو حتى تتنفس بل تحركت بقدر ما استطاعت من السرعة من دون أن تثير أى ضجة .
بعدئذٍ اندفعت وهى تحمل حذاءها فى يدها إلى غرفة الجلوس حيث تركت حقيبتها .
بالكاد كان الوقت كافياً
وفيما كانت تفتح الباب الأمامى سمعت صوت جايك يتساءل :"ما الذى....؟مرسيدس؟ مرسيدس, أين.....؟"
لم تسمع آخر سؤال وهى تصفق الباب خلفها.
أخذت نفساً عميقاً مذعوراً من دون أن تجرؤ على الالتفات إلى الخلف لئلا تراه يقف عند عتبة الباب أو يلحق بها ثم راحت تركض مبتعدة ولم تبطئ إلا حين ابتعدت عن الأنظار وبعد أن انقطعت أنفاسها.


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13453754311.png

Rehana 19-08-12 02:04 PM

ماشاء الله .. زادت العيديات في القسم ^^

الله يعمر القسم بروايات الجديدة من ايدي احلى الاعضاء

شووو الحركات الحلووة من يدي ايمان .. ماشاء الله عليها
شيء يفتح النفس
تسلمي الايادي ايمان وتسلمي الايادي الحريرية الى بتكتب الروايات الحلوة
زهوري.. مانحرم منك في القسم
وكل عام وانتم بخير

* تثبت الرواية *

http://idata.over-blog.com/3/32/77/2...rci-Marion.gif

emn 20-08-12 07:26 AM

احلى صحبة واطيب ناس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3164813)
ماشاء الله .. زادت العيديات في القسم ^^

الله يعمر القسم بروايات الجديدة من ايدي احلى الاعضاء

شووو الحركات الحلووة من يدي ايمان .. ماشاء الله عليها
شيء يفتح النفس
تسلمي الايادي ايمان وتسلمي الايادي الحريرية الى بتكتب الروايات الحلوة
زهوري.. مانحرم منك في القسم
وكل عام وانتم بخير

* تثبت الرواية *

http://idata.over-blog.com/3/32/77/2...rci-Marion.gif

تسلمي ريحانتي ^^ انتي الاحلى
ولو شو فايدة الصاحبات ان ما ساعدو بعض ^^
يب ربنا لا يحرمنا منك زهورتنا العزيزة ولا يحرمنا منك ريحانتنا الجميلة
تسلمي زهوووره على العيديه الحلوة ^^
وكل عام وانتم بالف خير ^^\

زهرة منسية 21-08-12 09:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3164813)
ماشاء الله .. زادت العيديات في القسم ^^

الله يعمر القسم بروايات الجديدة من ايدي احلى الاعضاء
شووو الحركات الحلووة من يدي ايمان .. ماشاء الله عليها
شيء يفتح النفس
تسلمي الايادي ايمان وتسلمي الايادي الحريرية الى بتكتب الروايات الحلوة
زهوري.. مانحرم منك في القسم
وكل عام وانتم بخير
* تثبت الرواية *
مشكوررررررررررة كتيررررررررررررر على التثبيت

http://idata.over-blog.com/3/32/77/2...rci-Marion.gif

هلا بأحلى أطلالة ونجمة فى سما ليلاس
يارب دايمن القسم عامر ومتالق
ها أيه رأيك بتصاميم إيمى ما شاء الله عليها الله يبارك فى موهبتها وعطاها
تسلملى بذلت مجهود لا تفيها كلمات الشكر حقها
تسلم أيدها و تسلميلى ريحانتى ما نقدر نقدم شئ بدون توجهاتك
الله لا يحرمنا منك
كل عام وأنتِ بألف خير
مشكورة كتير على التثبيت

زهرة منسية 21-08-12 09:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emn (المشاركة 3165071)
تسلمي ريحانتي ^^ انتي الاحلى
ولو شو فايدة الصاحبات ان ما ساعدو بعض ^^
يب ربنا لا يحرمنا منك زهورتنا العزيزة ولا يحرمنا منك ريحانتنا الجميلة
تسلمي زهوووره على العيديه الحلوة ^^
وكل عام وانتم بالف خير ^^\

هلا بنجمة الرواية الحقيقية
هلا بأحلى إيمى مشكورة كتيرررررر كتيرررررررررررر كتيررررررررررررررحبيبتى جعلتى للرواية رونق بتصاميمك وربنا لا يحرمنا منك إيمى
كل عام وأنت بألف خير والله يسعدك ديمن

زهرة منسية 21-08-12 09:38 AM

4 / رسالة من مجهول
منتديات ليلاس


كانت الرسالة على ممسحة الأرجل عندما وصل جايك إلى المنزل بعد يوم طويل وشاق .
يوم طويل ومزعج للغاية بحيث داس جايك على المغلف وسحق أناقته تحت قدميه قبل ان يلاحظه. لم ينظر إلى الأسفل ويدرك ما هو إلا حين سمع خشخشة الورق.
ـ آه , تباً !
هذا شئ آخر يضاف إلى مزاجه المعكر أصلاً . جل ما أراده هو حمام ساخن وبضع ساعات من النوم . لكنه افترض أن من الأفضل أن يلقى نظرة على هذا المغلف بما أنه رآه .
ـ من.....؟
اختطفالرسالة وقلبها ثم تأمل العنوان والطابع البريدى غير المألوف وأطلق شتيمة أخرى إنما بصوت أعلى هذه المرة
رسالة من اسبانيا هى آخر ما يحتاجه الآن .
رسالة من اسبانيا جعلته يفكر فى مرسيدس ألكولار اللعينة وعائلتها المتكبرة المتعجرفة.
باستثناء رامون طبعاً. ولابد أن أبن خالته هو من أرسل هذه الرسالة .
لكن مزاجه لا يحتمل حتى رسالة من رامون. كان الحمام الساخن يغريه فهو بحاجة لغسل ذكرى هذا اليوم والتخلص منها.
ـ آسف يا صديقى.....ربما فى وقت لاحق
رمى المغلف على الطاولة فى البهو ثم توجه إلى الحمام وهو يفك ربطة عنقه.
هذا الحل لم ينجح.
فبالرغم من أنه وقف طويلاً تحت المياه المتدفقة وتركها تنسكب بقوة على رأسه وكتفيه وتقرع على جمجمته إلا أنها لم تستطيع أن تمحو الإنزعاج الذى عرفه اليوم و الإهانة الأخيرة المذلة التى جعلته يعود إلى البيت والغيظ والغضب يتآكلانه . لا بل ساءت الأمور أكثر إذ تسنت له الفرصة ليقف ويفكر ويتذكر فأطبق أسنانه بإحكام حتى شعر بألم فى حنكه .
أما اهتياجه الصامت فجعل دماءه تغلى لتصبح أشد سخونة من مياه الحمام.
لم يكن اليوم وحده سبب ما هو فيه . لقد بدأ كل هذا منذ اللحظة التى كان فيها من الغباء بحيث ترك مرسيدس ألكولار تشغل ذهنه و تتغلغل فى مسام جلده.
خرج من الحمام و توجه على غرفة نومه حيث عاودته الذكريات على الفور ولفته ما جعله يطبق أسنانه بقوة أكبر.
أوى إلى الفراش لكنه لم يتمكن من النوم.
ـ تباً لها ! تباً وسحقاً لها. ليتنى أستطيع أن أصل إليها.....
ظن أنه سيجن حين عاد إليها بعد ذاك الاتصال السريع المزعج . لم يخطر له أنها لن تنتظره فقد بادلته شوقه بشوق وعناقه بعناق أكثر جرأة .
لم يظن أنه سيطيل الغياب . وقطع المسافة إلى الغرفة لم يتطلب منه سوى ثوان وهو واثق من ذلك . لكن عندما فتح الباب أدرك على الفور أن ثمة خطأ ما .
أول ما أدركه هو الصمت الذى لفه . الصمت والسكون المطبق فى الغرفة....الإحساس بالفراغ.
وقف جامداً عند العتبة غير قادر على تصديق عينيه.
ــ ماذا....؟
خرجت الكلمات من فمه بنبرة مصدومة غير مصدقة.
ــ مرسيدس؟ مرسيدس أين أنت؟
صوت الباب وهو يُصفق قاطع كلماته وأذهله . لكنه فى تلك اللحظة لم يربط بينه وبين اختفائها.
ظن انها لا تزال فى المنزل كالغبى وكأبله أعمى كلياً حتى أنه بحث عنها فى الحمام . فتح الباب على وسعه وحدق إلى الحمام متوقعاً أن يجدها فيه تغسل وجهها أو تفعل أى شئ آخر.
ــ مرسيدس , ما الذى.....؟
لكن الغرفة كانت فارغة أيضاً وعندئذٍ ربط صوت الباب المصفوق فى الأسفل مع الصمت المطبق فى الغرف
ظن أنه من السهل أن يلحق بها و يوقفها ويطالبها بتفسير لكنه لم يجد أثراً لها . لقد اختفت فى الليل كـ سندريللا العصر الحديث من دون حتى أن تترك خلفها أى أثر كفردة حذاء .
لكنها تركت خلفها شيئاً أكثر قيمة هذا ما تذكره جايك وهو يرتدى سروال جينز وعيناه تتأملان الوشاح الحريرى الأزرق الذى لا يزال على خزانة الأدراج الخشبية . هذا الوشاح الصغير الذى لا يفارقها أبداً كما أخبرته لأنه هدية من أمها المتوفاة.

مــنــتــديـــات لـــيــــلاس


زهرة منسية 21-08-12 09:45 AM


وسمح لنفسه أن يبتسم ابتسامة رضا صغيرة وهو يرتدى قميصاً أسود و يسويه.
يوماً ما سيلتقى مرسيدس ألكولار مجدداً وستكون هذه القطعة النسائية سلاحه الرئيسى فى الانتقام الذى يخطط له .
الانتقام !
ترددت الكلمة فى ذهنه وهو ينزل السلالم.
لم يخطر له يوماً أنه رجل يحب الانتقام ويسعى خلفه . وفى الأمس عندما عثر على الوشاح على السجادة الزرقاء والوثيرة ولم تخطر باله أى فكرة أخرى . أول فكرة خطرت له عندما أكتشف أنها فرت منه , هى الاهتمام والقلق.
همس لنفسه :"أيها الأبله ! ظننت أنها قد تكون غاضبة أو منزعجة !"
خرج خلفها يبحث عنها لبعض الوقت حتى أنه ناداها لكنه اضطر فى النهاية إلى الاعتراف بهزيمته وعاد إلى المنزل . وكان ينوى العثور على رقم هاتف صديقتها انطونيا حين قاطعته زيارة غير مرحب فيها.
فى البدء عندما سمع صوت المفتاح يدار فى القفل ظن ان مرسيدس عادت ليتذكر على الفور أنها لا تحمل مفتاحاً لبيته . والشخص الفذى يملك مفتاحاً هو كارين مايتلاند المرأة التى كانت صديقته حتى أسبوع خلا .
المرأة التى لا تزال تظن أنها صديقتهرغم تأكيداته المخالفة لذلك . وقد طالبها بإعادة مفتاح البيت إنما يبدو أنها احتفظت بنسخة عنه . وها هى تدخل إلى المنزل وكأنها تملك كل الحق فى التواجد هنا.
و ما أن فتحت الباب حتى نادت:"جايك ! عزيزى....لقد عدت . خرجت باكراً فجئت إلى هنا مباشرة لرؤيتك . أحتاج إلى حبك بشدة. هل اشتقت إلى حبيبى؟"
كشر جايك لهذه الذكرى وارتمى فى كرسى يحدق بضجر إلى المدفأة . لطالما كانت كارين من النساء اللواتى يتعلقن برجالهن بشدة وحين قرر ووضع حد لعلاقتهما , هذه العلاقة التى لم تقد إلى شئ منذ بضع الوقت حضر نفسه للمشاهد الدرامية التى ستقوم بها . من دموع واعتراضات و توسلات وقد تفاجأ صراحة حين لم يحدث هذا كله. وظن أنها تقبلت ما لا مفر منه بطيب خاطر.
واضطر الليلة إلى الاعتراف بخطئه.
الليلة الماضية اضطر لمواجهة الثورات و نوبات الغضب التى توقعها فى بادئ الأمر . والليلة الماضية لم يكن فى مزاج يسمح له بلعب دور الشاب اللطيف أو حتى بمحاولة تهدئتها.
اكتسحه الألم وبقى رأسه يدور من الارتباك ويتساءل عما حدث فى الدقائق القليلة التى ترك فيها مرسيدس وحدها. وبما أن أفكاره و حواسه مشغولة بامرأة واحدة وجد صعوبة فى أن يركز انتباهه على المشهد الهيسترى التى تحدثه امرأة أخرى.
وجاء اعترافه مختصراً . أخبرها بصراحة تامة أن علاقتهما انتهت وطالبها بمفتاح منزله ما جعلها تذرف المزيد من الدموع.
وعندما تمكن أخيراً من إخراجها من الباب و من دون المفتاح لم يعد قادراً على التفكير إلا بالوصول إلى الهاتف والاتصال بشقة انطونيا.
وما أن رفعت السماعة حتى سأل:"هل مرسيدس هنا؟"
ــ إنها....من المتحدث؟
ظهر شك مفاجئ فى الصوت فى الطرف الآخر من الخط.
ــ أنا جايك تافرنر.
وفيما كان يتكلم سمع همساً فى شقة انطونيا لم تخففه اليد الموضوعة على السماعة
ــ قولى لـ مرسيدس إنى أريد التحدث إليها!
تكلم بحدة بعد أن تبخر قلقه حين تأكد من انها بخير بأمان . وبعد القلق تدفق الغضب و الإحباط و الخيبة فى عروقه بسبب الطريقة التى تصرفت فيها.
ــ لا تريد أن تتحدث إليك.
ــ انطونيا أو مهما كان أسمك....
كان صوته خطيراً فخرج كالفحيح من بين أسنانه التى صرها ليمنع عصبيته التى راحت تشق طريقها إلى الخارج.
وتابع يقول :".....أخبريها أنى أريد التحدث إليها!"
ــ إنها لا تريد التحدث إليك !
ألا يمكن لهذه الفتاة أن تقول أى شئ آخر
ــ قولى لها....
لكنه لم يتمكن من إنها جملته إذ أُقفلت السماعة بقوة فى الجهة الأخرى قاطعة عليه حديثه.
وعندما حاول إعادة طلب الرقم وجد الخط مشغولاً رغم محاولاته المتكررة.
كان أبله للغاية !
أنزل جايك يده بقوة على ذراع الكرسى قبضته المطبقة بإحكام ومفاصله المبيضة تعكس مزاجه العنيف .
لم يدرك حينذاك كم كان مخدوعاً . ولم يكتشف ذلك إلا تلك الليلة....عندما قصد شقة انطونيا فى محاولة منه للتحدث إلى مرسيدس .
وكانت محاولة فاشلة.
كانت فى المنزل بالطبع . لم يرها لكن صديقتها لم تحاول حتى أن تخفى حقيقة أن مرسيدس فى مكان ما خلفها بعيدة عن الأنظار خلف الباب الذى بالكاد فتحته . راح جايك يتخيلها واقفة هناك تستمع إلى حوارهما وتبتسم فى سرها زهواً بنفسها فيما انطونيا تصرفه . ولابد أن ابتسامتها اتسعت أكثر حين سددت إليه صديقتها الضربة الأخيرة .
ــ طلبت منى ان أقول لك إنها توقعت شيئاً أفضل , نظراً لسمعتك . لذا لم تشأ أن تضع مزيداً من الوقت عليك.
"لم تشأ أن تضيع مزيداً من الوقت عليك"
أرجع جايك رأسه إلى الخلف وأغمض عينيه عندما تذكر هذه الكلمات.
كم كان أحمق !
الأمر الوحيد الذى لم يخطر له الأمر الوحيد الذى لم يفكر فيه فى كل هذا , هو أن مرسيدس يمكن أن تستغله . مجرد رؤيتها أفقدته توازنه وجعلته يتجاوب بشدة معها بحيث أنه لم يتوقع إلا تبادله الشعور نفسه. فى الواقع أشارت تصرفاتها إلى أن الشعور نفسه خامرها .
وراح يعيد النظر إلى ما جرى من وجهة نظر مختلفة تماماً . من وجهة نظر باردة وتحليلية . الأدراك المتأخر المترافق مع ذكرى النظرة الباردة والمتعالية التى رمقته بها حين رأته لأول مرة أضفى على الأحداث طابعاً مختلفاً وأعطاها تفسيراً مغايراً .
مرسيدس ألكولار تهوى الإثارة . إنها أنانية استفزازية عديمة الحياء و لعوب . لم يزعجها أن تسعى لإثارة رجل....لتتركه بعدئذٍ بكا برودة.
برودة تامة.
لكن المشكلة تكمن فى أن النيران التى أشعلتها فى داخله لا تزال تستعر تحت إحساسه بإنها تخلت عنه, واستغلته ثم تركته يسقط من علو شاهق . إنه يكرهها إلا أنه لا يكرهها بما يكفى لئلا يرغب فى رؤيتها مجدداً .
كره اللعبة التى لعبتها إلا أنه لم يدفع أى ثمن لتعود إليه وتلعب معه هذه اللعبة من جديد.
شعر بالاشمئزاز من شخصها ومن الحقيقة الفاسدة المخفية خلف جمال وجنتيها العاليتين و نعومة بشرتها ولمعان شعرها و عينيها إلا أنه أدرك أنها إذا ما ظهرت هنا مجدداً فى هذه الغرفة و فى هذه اللحظة لوقع تحت تأثير جمالها على الفورولما حاول حتى ان يقاومه.
ــ تباً !
إنه يحتاج لما يلهيه.
منتديات ليلاس
إنه يحتاج إلى ما ينسيه تنيك العينين
إنه يحتاج إلى ما ينسيه اسمه وليس فقط مرسيدس ألكولار . يجب ان ينسى صورتها و هى بين ذراعيه صورتها وهى تبادله العناق بشغف و حرارة . صورة أدرك أنها مجرد كذبة.
هب واقفاً و توجه إلى المطبخ ليعد لنفسه فنجان من القهوة . وليصل على المطبخ عليه أن يجتاز البهو فلاحظ مرة أخرى المغلف الطويل الذى تجاهله عند وصوله و رماه على الطاولة
قد يفتحه ليرى ما لدى رامون ليقوله.
الرسالة التى توقعها لم تكن داخل المغلف . وبدلاً منها وجد بطاقة مطبوعة بشكل جميل أرسلها إليه شخص لم يسمع به يوماً.
ــ من هو الفريدو مدرانو هذا ؟
تصفحت عيناه الكتابة الأنيقة بسرعة ثم توقف مذهولاً ليعود ويقرأ النص مجدداً إنما ببطء أكبر .
"الأبنة استريللا.....زواج من رامون داريو...."
رامون سيتزوج ! لم يأتِ أبن خالته على ذكر هذا الموضوع حين النقيا آخر مرة . لكنه عاد واعترف بأنه يتحدث إلى رامون منذ أشهر عدة كما لم يتمكن من تمضية بعض الوقت معه.
والآن , ومن حيث لا يدرى سيتزوج رامون من امرأة تدعى استرايللا مدرانو , امرأة لم تكن فى حياته حين التقيا آخر مرة. فلو كانت فى حياته لأن رامون على ذكرها.
كان جايك على وشك أن يضع الدعوة على الطاولة حين تجلت له فكرة مفاجئة جعلته يقف جامداً يضرب المغلف على ظهر يده و هو يفكر فى الأمر.
رامون سيتزوج . سيكون الزواج عائلياً....زواج يقتصر على أسرة ألكولار. وبسبب شعور العداء الصريح بين عائلة خالته وعائلة الرجل الذى تبين لاحقاً أنه والده سعى رامون إلى فصل الأسرتين عن بعضهما البعض كلياً....لذا لن يتوقع أحد أن يظهر ابن خالة رامون فى العرس بشكل غير متوقع .
ولا سيما ابنة ألكولار الوحيدة.
رفعت تكشيرة واسعة زاويتى فمه لتتحول إلى ابتسامة رضا شرير يبدو انه مقدر له و لـ مرسيدس ألكولار أن يلتقيا مجدداً , أسرع مما توقع.....وهذه المرة سيكون عنصر المفاجئة حليفه.


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13455335921.png

زهرة منسية 21-08-12 09:48 AM

5 / هل التقينا من قبل؟

منتديات ليلاس


بالنسبة إلى يوم بدأ بشكل جيد وسعيد تحول زواج شقيقها إلى حدث مزعج و ملابك هذا ما حدثت به مرسيدس نفسها وهى تحاول مجدداً أن تشق طريقها عبر القاعة الأنيقة و الكبيرة حيث يقام حفل الزفاف من دون أن يلاحظها شخص معين .
آخر رجل على الأرض توقعت أن تراه فى هذا الحدث الخاص .
آخر رجل على الأرض أرادت أن تراه فى أى مكان وفى أى وقت .
وعندما ظنت أنها بدأت تضع ذكرى تلك الأحداث فى لندن خلف ظهرها .
لقد تسلت وهى تساعد عروس شقيقتها على الاستعداد للعرس ولم تتركها إلا فى آخر دقيقة بعد ان أصرت استريللا على ألا يرى أحد , أى أحد ثوبها حتى تصل إلى الكنيسة.
أثار الثوب ضجة سواء فى الكنيسة أو خارجها فالكل تحدث عنه ولم يكفوا عن ذلك . لكن مرسيدس كانت فى حالة تمنعها من الاهتمام بما يدور من حولها بعد ان غرق عقلها فى حالة من الارتياع حين أدركت أن جايك تافرنر بين المدعوين إلى الزفاف . رؤيته كانت أشبه بسهم يصوب إلى قلبها فيشق طريقه عبر اللحم الحساس ويفتح باب الذكريات المذلة التى لم تشأ أن تستعيدها .
ـ لِمَ كل هذا الاهتمام بالرجل الانكليزى يا أختى العزيزة؟
صوت شقيقها أليكس قاطع أفكارها غير السعيدة فيما ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه البيضاء فى وجهه الأسمر .
ــ لا تقولى إنك......
ــ لا!
صرخت مرسيدس بذلك قبل أن يتمكن اليكس من طرح السؤال عما إذا كانت مهتمة بالرجل الانكليزى....كرجل.
لكن السؤال جعلها تدرك كيف وقفت تحدق إليه من مكانها الآمن خلف العمود الكبير فى جانب قاعة الرقص المزدحمة. وشعرت مجدداً بذلك الذعر الغامر الذى اكتسحها ما إن وصلت إلى الكنيسة ورأت تافرنر لأول مرة
كان يقف فى باحة الكنيسة يتحدث إلى رامون ويضحك لشئ ما قاله شقيقها . كان رأسه الداكن الشعر مرتداً إلى الخلف وعيناه شبه مغمضتين وشعره البنى الداكن يلمع تحت ضوء شمس بعد الظهر الدافئة .
وأردفت بنعومة أكثر بعد أن أدركت أن حدة نبرتها وسرعة ردها من شأنهما أن يفضحا الكثير:" لا , بالطبع لا"
لم تشأ أن تعرف حقيقة مشاعرها كما لم تشأ أن يعرفها شقيقها العزيز أقرب أولاد خوان ألكولار إليها من حيث السن.
ــ أنا.....فى الواقع كنت أتساءل عن هوايته فهو يبدو عنصراً نافراً....انكليزى فى زواج أسرة اسبانيا . لم......أتوقع ذلك.
هذه هى الحقيقة فعلاً . لو قدر لها أن تختار شخصاً لا ترغب فى رؤيته....شخصاً صلت لئلا تصادفه مرة أخرى فى حياتها فكيف بالظهور هنا فى أهم حدث اجتماعى لهذا العام فى حدث عائلى خاص جداً وسعيداً جداً.....لخطر اسم جايك تافرنر فى بالها قبل أى أسم آخر . لكنها ما ظنت أبداً أو حتى حلمت أنه قد يظهر مجدداً فى عالمها خاصة هنا والآن , على بعد مئات الأميال وبعد أسابيع عدة من مكان و زمان لقائهما الأول .
لقد حاولت زهرة منسية مراراً وتكراراً أن تطرده من ذهنها لكن من دون أن تنجح فى ذلك ذكراه رافقت أيامها كالظل ولازمت لياليها ولم تستطيع أن تطرده من أفكارها مهما حاولت ذلك

مــنــتــديـــات لــــيـــــلاســــــ


زهرة منسية 21-08-12 09:49 AM


بالنسبة إلى يوم بدأ بشكل جيد وسعيد تحول زواج شقيقها إلى حدث مزعج و ملابك هذا ما حدثت به مرسيدس نفسها وهى تحاول مجدداً أن تشق طريقها عبر القاعة الأنيقة و الكبيرة حيث يقام حفل الزفاف من دون أن يلاحظها شخص معين .
آخر رجل على الأرض توقعت أن تراه فى هذا الحدث الخاص .
آخر رجل على الأرض أرادت أن تراه فى أى مكان وفى أى وقت .
وعندما ظنت أنها بدأت تضع ذكرى تلك الأحداث فى لندن خلف ظهرها .
لقد تسلت وهى تساعد عروس شقيقتها على الاستعداد للعرس ولم تتركها إلا فى آخر دقيقة بعد ان أصرت استريللا على ألا يرى أحد , أى أحد ثوبها حتى تصل إلى الكنيسة.
أثار الثوب ضجة سواء فى الكنيسة أو خارجها فالكل تحدث عنه ولم يكفوا عن ذلك . لكن مرسيدس كانت فى حالة تمنعها من الاهتمام بما يدور من حولها بعد ان غرق عقلها فى حالة من الارتياع حين أدركت أن جايك تافرنر بين المدعوين إلى الزفاف . رؤيته كانت أشبه بسهم يصوب إلى قلبها فيشق طريقه عبر اللحم الحساس ويفتح باب الذكريات المذلة التى لم تشأ أن تستعيدها .
ـ لِمَ كل هذا الاهتمام بالرجل الانكليزى يا أختى العزيزة؟
صوت شقيقها أليكس قاطع أفكارها غير السعيدة فيما ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه البيضاء فى وجهه الأسمر .
ــ لا تقولى إنك......
منتديات ليلاس
ــ لا!
صرخت مرسيدس بذلك قبل أن يتمكن اليكس من طرح السؤال عما إذا كانت مهتمة بالرجل الانكليزى....كرجل.
لكن السؤال جعلها تدرك كيف وقفت تحدق إليه من مكانها الآمن خلف العمود الكبير فى جانب قاعة الرقص المزدحمة. وشعرت مجدداً بذلك الذعر الغامر الذى اكتسحها ما إن وصلت إلى الكنيسة ورأت تافرنر لأول مرة
كان يقف فى باحة الكنيسة يتحدث إلى رامون ويضحك لشئ ما قاله شقيقها . كان رأسه الداكن الشعر مرتداً إلى الخلف وعيناه شبه مغمضتين وشعره البنى الداكن يلمع تحت ضوء شمس بعد الظهر الدافئة .
وأردفت بنعومة أكثر بعد أن أدركت أن حدة نبرتها وسرعة ردها من شأنهما أن يفضحا الكثير:" لا , بالطبع لا"
لم تشأ أن تعرف حقيقة مشاعرها كما لم تشأ أن يعرفها شقيقها العزيز أقرب أولاد خوان ألكولار إليها من حيث السن.
ــ أنا.....فى الواقع كنت أتساءل عن هوايته فهو يبدو عنصراً نافراً....انكليزى فى زواج أسرة اسبانيا . لم......أتوقع ذلك.
هذه هى الحقيقة فعلاً . لو قدر لها أن تختار شخصاً لا ترغب فى رؤيته....شخصاً صلت لئلا تصادفه مرة أخرى فى حياتها فكيف بالظهور هنا فى أهم حدث اجتماعى لهذا العام فى حدث عائلى خاص جداً وسعيداً جداً.....لخطر اسم جايك تافرنر فى بالها قبل أى أسم آخر . لكنها ما ظنت أبداً أو حتى حلمت أنه قد يظهر مجدداً فى عالمها خاصة هنا والآن , على بعد مئات الأميال وبعد أسابيع عدة من مكان و زمان لقائهما الأول .
لقد حاولت زهرة منسية مراراً وتكراراً أن تطرده من ذهنها لكن من دون أن تنجح فى ذلك ذكراه رافقت أيامها كالظل ولازمت لياليها ولم تستطيع أن تطرده من أفكارها مهما حاولت ذلك

مــنــتــديـــات لــــيـــــلاســــــ


زهرة منسية 21-08-12 09:52 AM


أنتفض قلبها و توقف عن الخفقان للحظة طويلة , رهيبة ثم عاد ينبض مجدداً بسرعة مضاعفة . إلا أن هذه اللحظة كانت كافية كى يتحلق باقية أفراد الأسرة من حولها. بنية أخيها الأكبر جواكين الضخمة و ذراع الموضوعة حول كتفى زوجته الحامل حالتا دونها و دون تحديق عينيه البارد.كما أحاط بها أليكس و زوجته لويز و طفلتهما . حتى والدها الرجل الذى لم يعتد إظهار عواطفه سواء بالتصرفات أو بالكلام . انضم غليهم ليلوح للسيارة, وعندما التفتت مجدداً كان جايك تافرنر قد اختفى.
شعرت بارتياح شديد أشبه بمياه باردة سكبت عليها حتى أنها مالت نحو أبيها تستند إليه وأراحت يدها على ذراعه القوية لتسند نفسها .
لعله لم يعرفها ولعلها تخدع نفسها إذا ظنت انها ستعلق فى ذاكرة رجل كــ جايك تافرنر.
أو لعل الرسالة القاسية و السليطة التى أخذت تونيا على عاتقها مهمة إيصالها إليه قد تركت فيه الأثر المطلوب وجعلته يبتعد عنها نهائياً.
لعلها نجحت فى هذه المسألة كلها.
ــ مرسيدس.....
الصوت الذى تناهى إليها من خلفها جعل حركتها تجمد للحظة, و دفعها للتوقف بشكل مفاجئ فى البهو المزين.
رجل وحيد يلفظ أسمها بهذه الطريقة . رجل وحيد يستخدم اللفظ الإسبانى الأصلى إنما مع لكنة انطليزية خفيفة بكريقة حركت ذكرياتها على نغمات من نار
ــ مرسيدس.
آه, لا ! يا إلهى, أرجوك لا.

مـــنــــتـــديــــاتــــــ لــــيـــــلاســـــ

رآها ما أن دخلت إلى الكنيسة.
وتساءل جايك تافرنر كيف يمكنه ألا يفعل, وهذا القدّ الأنيق والرشيق و هذا الوجه الجميل عالقان فى ذاكرته لا يفارقان ذهنه منذ أسابيع.لم يستطيع أن يطردها من ذهنه منذ ذاك الحين. إنما ما لم يتوقعه هو تأثير ظهورها فيه على الصعيد الجسدى فشعوره كان أشبه بانفجار جعله يرتد إلى الخلف فى المقعد الخشبى حيث جلس كسواه فى انتظار وصول عروس ابن خالته.
لم يستطع ان يحدد الشعور الذى ترك الأثر الأكبر فيه: أهو الحاجة الجسدية الملحة التى عذبته وجعلت أفكاره تجمح أم الغضب البارد المرعب الذى سرى فيه كتيار كهربائى مهدداً بالطغيان على غيره من المشاعر.
راح يراقبها وهى تقطع ممشى الكنيسة مرتدية سترة صيفية زرقاء أبرزت قوامها الممشوق وتنورة قصيرة بالكاد تصل إلى ركبتيها . تردد وقع كعبى حذائها العاليين على الأرض المرصوفة فى أنحاء الكنيسة وكاد يقسم على أنه أشتم عطرها وهى تمر بجانبه غافلة كلياً عن وجوده. كان شعرها الفاحم يلمع بعد أن تركته ينسدل فى خصل ناعمة حريرية حول وجهها البيضاوى . أما عيناها فبالرغم انه لا يراهما من حيث يجلس إلا أنه يعلم أنهما بنيتان داكنتان كالشوكولا الغنية و مغريتان مثلها.
ـ نعم.....هذا صحيح . اسمى مرسيدس ألكولار.......
صدى صوتها تردد فى ذهنه وأعاده إلى تلك اللحظة حين قدم نفسه إليها . وقع الكلمات الناعم المغرى عززه تأثير لكنتها الاسبانية المترددة الايقاعية والتف على حواسه فتركه سجيناً فى لحظة.
لم يستطيع حينذاك أن يفكر فى أى شئ آخر سوى هذه المرأة و إغرائها.
الأفكار هاجمته الان من جديد إنما فى المكان غير المناسب وفى الوقت غير المناسب.
إلا انه لاحظ الطريقة التى ارتاحت بها يد مرسيدس على ذراع رجل آخر فى لمسة حميمة و مسترخية لأصابعها على السترة السوداء .ابتسامتها له كانت دافئة و جذابة.....دافئة و جذابة بقدر الابتسامة التى منحته إياها....فجاء رد فعل رفيقها فورياً وأحنى رأسه الداكن ليسمع ما قالته.
لاحظ جايك بعبوس أن هذا الرجل ليس أحد أخواتها . وأشاح بنظره رغماً عنه مركزاً عينيه على المذبح حيث وقف رامون وشقيقاه بانتظار وصول العروس . ليس أحد أخواتها إلا انه لم يسمح لنفسه بالتفكير فى من قد يكون هذا الرجل لئلا يتصاعد الغضب الجامح الذى يغلى فى أحشائه وينفجر بطريقة تفسد يومه.....و سمعته....إلى الأبد.
لذا كبح نيران غضبه وسيطر عليها بفضل قوة إرادته و رفض أن يسمح لنفسه بإلقاء نظرة أخرى إلى مرسيدس . وتمكن بطريقة ما من الالتزام بقراره طيلة مراسم الزفاف وحتى خلال حفل الاستقبال إلا أن الصراع الذى خاضه ضد طباعه جعل من المستحيل عليه ان يتناول لقمة واحدة ما زاد من عصبيته و سوء مزاجه . كان يرمقها بنظرة من حين إلى آخر فيجدها مجدداً مع رفيقها الطويل القامة الأسود الشعر لكنه يعود و يجبر نفسه على الإشاحة بنظره سريعاً قبل أن يفقد سيطرته على نفسه كلياً. لن يفسد يوم رامون واستريللا لكن حين ما يرحلان....سيكون لديه ما يقوله لــ مرسيدس ألكولار فعليهما أن يتحدثا جدياً.
حالفه حظه حين تجاوزت الليموزين التى حملت العروسين إلى حيث سيقضيان شهر عسلهما , بوابات كاستيللو أختفت عن الأنظار . فالضيوف و أفراد العائلة الذين اجتمعوا فى الخارج للتلويح للعروسين استداروا على أعقابهم و عادوا إلى الداخل وهم يتحادثون و يضحكون . ومن خلفهم أنيقة ومغرية فى بذلتها المتقنة التفصيل و بالكعبين العاليين اللذين جعلا تقدمها فى الباحة بطيئاً وغير واثق مشيت وحيدة المرأة التى يسعى وراءها.
ــ مرسيدس.....
ظن فى البدء أنها لم تسمعه إذ لم تدر رأسها فيما بقيت كتفاها مشدودتان كالدرع فى مواجهة أى هجوم . إلا أنه لاحظ ان خطاها التى عكست تصميمها اهتزت قليلاً وتباطأت .
ــ مرسيدس
ناداها مجدداً قبل أن يتقدم منها ويمسك بذراعها ليوقفها .
توقفت فجأة لاهثة . وللحظة فقط اتسعت عيناها الداكنتان و ظهر فيهما بريق غريب لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها فيما عاد قناع الهدوء إلى ملامحها الجميلة .
تحولت فى لحظة إلى امرأة أخرى امرأة تختلف كلياً عن تلك التى عرفها فى لندن.
تلك المرأة كانت من نار و حرارة مشرقة كشمس الصيف . أما هذه فقطعة....لا بل جبل من جليد إذ لم يظهر عليها أى أنفعال وبدا جسمها الأنيق مشدوداً و وجهها خاياً من أى تعبير لا سيما تنيك العينين الباردتين اللتين حدقتا إلى عينيه.
هذه المرأة هى صاحبة النظرة الباردة المرأة المتعجرفة الذى رمقته بنظرة جليدية عبر الغرفة.
ــ هل أعرفك؟
استطاعت أن تنطق بهذه الكلمات وكأنها تجبرها على الخروج من بين شفتيها المطبقتين.
وأردفت:"هل التقينا من قبل؟"
كانت مقتنعة بأنها كانت لتخدع أى رجل آخر أضعف منه من حيث الشخصية . أى رجل أقل منه قدرة على ملاحظة ما كان ليلاحظ الوميض المعبر الذى ظهر على وجهها للحظة فاضحاً مشاعرها الدفينة. لكن جايك رآه كما لاحظ بريق عينيها المفاجئ . ذاك البريق الذى حول الشوكولا الغنى إلى برونز حام وأعلمه أنها تحس بوجوده بقدر ما يشعر هو بوجودها.
ــ هل هذا سؤال جاد؟
منتديات ليلاس
طرح عليها سؤاله هذا غير مصدق أنها تحاول خداعه بهذه الطريقة.
ــ جدى للغاية
وأرتفع ذقنها أكثر فى حركة تحدٍ ليعلو أنفها أعلى فى الهواء . أما العينان الداكنتان الباردتان فقابلتا عينيه ولم يقرأ فيهما أى شعور سوى الرفض والنبذ.
ــ هل أعرفك؟
ــ أنت تعلمين زهرة منسية أنك تعرفينى.
وتمكنت حتى من الابتسام رغم أن هذه الابتسامة بدت كاذبة ومفتعلة بحيث يكاد يتوقع شظاياها على الأرض عند قدميه .
ــ أعتقد أنك مخطئ....يا سيد....
لم يحاول جايك أن يرد على إشارتها إلى ان عليه ان يعرف عن نفسه فهذا التصرف لم يقنعه ولو للحظة.
ــ ما من خطأ أؤكد لك. أنت تعلمين ذلك وأنا أعلم ذلك....لكن إذا كنت بحاجة إلى مزيد من الإقناع.....
كان يفكر فى هذه اللحظة تحديداً وهو يحزم حقائبه وهذا الصباح أيضاً و هو يرتدى ملابسه ليشارك فى حفل الزفاف ففى جيب سترته الأيسر يقبع الدليل....الوشاح الصغير الذى تركته خلفها حين فرت تلك الليلة فى لندن والذى أخبرته أنه هدية عزيزة على قبلها من والدتها الحبيبة . أخرجه من جيبه وفتح أصابعه بما يكفى لترى ما يحمله....إنما من دون ان يسمح لها بالوصول إليه فى محاولة منها لاختطافه منه.رد الفعل جاء كما أمل تماماً .
خرجت أنفاسها فى شهقة صدمة واختفى اللون عن خديها فبدا فمها الذى زينته بأحمر شفاه زاهى متناقضاً مع بشرتها الشاحبة
فتحت فمها للتكلم ثم عادت وأطبقته مجدداً فيما ابتلعت ريقها بصعوبة. كانت على وشك أن تحاول الكلام مرة ثانية عندما ظهر رجل طويل أسمر فى الباب بدا جالياً أنه يبحث عنها.
ــ مرسيدس هل ستأتين؟ نحن ننتظر.....
بالطبع ! شد جايك حنكه ليكبح الغضب الذى كاد ينفجر . إنه خوان ألكولار رب الأسرة المعقدة كلها . رجل غنى صاحب نفوذ و متعجرف للغاية. الرجل الذى عبث بأسرة والدته بحيث لم تشف حقاً ولا تزال الذكريات المرة تنغص حياتها حتى اليوم . وهو والد مرسيدس أيضاً.
هل البنت نسخة عن ابيها؟
يبدو ذلك. وهو مستعد للمراهنة على ذلك على أى حال.
ــ أنا آتية يا أبى
يبدو أنها أستعادت رباطة جأشها . وعادت العينان الداكنتان إلى وجهه من دون اى أثر للنعومة فيهما.
ــ أرجو المعذرة.
كلماتها بالكاد كانت مؤدبة , فارتياحها لأنها أصبحت قادرة على الهروب منه جعلها لا تتردد فى قولها . فى الواقع كانت قد استدارت على عقبيها لترحل حين تكلم.
راقبها جايك وهى تتحرك باتجاه والدها . كان رأسها عالياً و ظهرها مستقيماً مشدوداً كما يبقيه والدها ولم تتكرم عليه حتى بنظرة واحدة.
البنت سر أبيها ! دمدم من بين أنفاسه :"لا , أيتها السيدة فأنت من ارتكب الخطأ"
بدا جلياً أن مرسيدس ألكولار أبنة أبيها . وينبغى عليه أن يتذكر هذا فى المستقبل .
وثمة مستقبل يجمع بينه وبين الآنسة ألكولار فهو مصمم على ذلك. لأنها أثرت فيه إلى حد كبير فأصبحت كعلة لا يستطيع أبداً أن يعالجها .
ولأن الأمور لا تزال عالقة بينه وبين الآنسة ألكولار أمور ينوى جايك أن ينهيها على طريقته .
لعلها تظن أنها أنهت قضية ما حصل بينهما فى لندن حين أدعت أنها لا تعرفه وان المسألة حُلت بمجرد أنها تركته و مشت.....لكنها مخطئة كلياً ستنتهى المسألة حين يقرر ذلك وليس قبل.


زهرة منسية 21-08-12 09:55 AM

6 / ليست امرأتك
منتديات ليلاس


ليتها لم تذهب إلى لندن !.
هذه هى الفكرة التى لم تبرح ذهن مرسيدس وعذبتها حتى عندما عادت إلى حفل الاستقبال وأجبرت نفسها على الابتسام وتبادل الأحاديث والرقص مجدداً.
لو بقيت فى المنزل ولم تطأ قدمها العاصمة الانكليزية لاستمرت حياتها على حالها طبيعية هادئة وسعيدة , لتمكنت من التحضير لزفاف رامون من دون تردد أو أفكار مشوشة . ولتمكنت من الاستمتاع بيومها من دون الخوف اللعين الذى هاجمها ما إن دخلت إلى الكنيسة ورأت جايك تافرنر جالساً بين الحضور.
ماذا كانت لتشعر لو أنها المرة الأولى التى تلتقيه فيها ؟ لو أنها سارت فى الممر ورأته جالساً هناك من دون أن تكون قد التقته من قبل؟
هل كانت لتختبر ذاك الأحساس المذهل الأشبه بانفجار فى قلبها انفجار حصل لمجرد رؤيته؟
انتفض قلبها فى صدرها فى رد فعل على السؤال الذى طرحته على نفسها فى سرها جعلها تدرك أن الجواب الوحيد هو الايجاب.
ــ آه !
صرخة الاعتراض الحادة اخترقت أفكارها ما جعلها تتردد وتتوقف لتحمر جخلاً حين أدركت أنها لم تكن ترقص بأناقة ورشاقة كما اعتادت بعد أن فقدت تركيزها وشردت أفكارها فى عالم آخر . كانت تائهة فى عالم من الذكريات غير المرغوب فيها ففقدت تركيزها على خطواتها ما جعل أحد كعبيها العاليين و الرفيعين يحط على إصبع شريكها حتى كاد يثقب حذاءه الجلدى اللماع.
ــ ميغيل أنا آسفة! لم أكن أركز!
رد رفيقها وقد ارتسم تعبير ساخر على وجهه: "هذا ما لاحظته . ما الأمر يا عزيزتى ؟ ألا ترغبين فى الرقص؟"
أقرت مرسيدس:"أنا....حسناً , لا, لا أرغب فى ذلك فى الواقع"
سأرعت لتحتمى بـ ميغيل ما إن عادت إلى القاعة . فإذا ما رآهما معاً سيظن جايك تافرنر أنهما شريكان لأكثر من مجرد رقصة و سيبقى على مسافة منها .
ــ أظن أننى تعبت بعض الشئ
ــ حسناً هذه هى مشكلة الأفراح....والاحتفالات إنما قد يفيدك بعض الهواء النقى . يمكننا أن نخرج إلى الحديقة.
ــ المكان حار جداً هنا.
علمت أن ميغيل لديه دافع خفى وراء رغبته فى الخروج إلى الحديقة....معها. لكنها لا تأبة لذلك بصراحة . فى الواقع لعل هذا الخيار هو الأفضل. إنها طريقة لكى تلهى نفسها عن حضور جايك تافرنر المتوحش , وعن الطريقة التى ترافبها به عيناه الزرقاوان مع كل حركة تقوم بها و مع كل تصرف تأتى به.
وربما إذا ما حالفها الحظ سيكون عناق ميغيل لها ما تحتاجه بالضبط . فقد يجعلها تدرك أن ما حصل فى لندن ليس سوى اضطراب عقلى وأن تأثير جايك فيها ليس سوى حلم. قد تدرك أن عناقه ليس مدمراً بقدر ما تتذكر وأن المسألة لم تتعد كونها مزيجاً من نشاط هورمونى وإثارة و جودها فى إنكلترا و الجو المحيط بها .
ــ إذن رافقينى .
أحاطت ذراع ميغيل بكتفيها وأدنتها منه كثيراً . إلا أن مرسيدس قررت ألا تقلق بهذا الشأن كما لم تحاول أن تبتعد . وبدلاً من ذلك دنت منه اكثر وأراحت رأسها على كتفه ثم رفعت رأسها لتبتسم له بشكل متعمد .
ليفسر جايك تصرفاتها هذه كما يشاء! إذا ما ظن أنها ليست وحيدة وان رجلاً آخر مهتم بها....لا بل أكثر من مهتم.....لتخلى بالتأكيد عن محاولته بحث لقائهما فى لندن ونسى المسألة تاركاً إياها فى سلام.
لذا ركزت اهتمامها كله على ميغيل وراحت تنظر فى عينيه كالعاشق الولهان وهو يقودها من قاعة الرقص إلى الحديقة عبر الأبواب الزجاجية الضخمة . لم تلتفت , لم تخاطر بإلقاء نظرة باتجاه جايك لترى ردة فعله, رغم أن كل عصب من أعصابها كان مشدوداً حذراً متيقظاً . لم يكن بإمكانها أن تراه لكنها أدركت أنه فى مكان ما فى ناحية ما من القاعة يراقبها ويستخلص استنتاجاته الخاصة.

مـــنـــتـــديـــات لــــيـــلاس

زهرة منسية 21-08-12 09:58 AM


ــ من هو ذاك الرجل الذى برفقة أبنة ألكولار؟
طرح جايك هذا السؤال على الرجل الذى كان يتحدث إليه....أو يدعى التحدث إليه. فى الواقع كان مشغولاً كلياً بمراقبة مرسيدس و هى ترقص عاجزاً عن رفع عينيه عن حركات جسدها الرشيقة وعن تمايله الغريزى مع الموسيقى.
ــ أتعنى ميغيل ؟ ميغيل هرناندز؟
والتفت الرجل إلى حيث كان جايك ينظر ثم أومأ ببطء
ــ نعم, إنه ميغيل . تقول الشائعات إن زفافهما هو التالى.
ــ هل هما مخطوبان ؟
لم يستطيع جايك ان يخفى الصدمة فى صوته إلا انه تمكن من كبح شئ من الاشمئزاز الذى كاد يفضح حقيقة شعوره
لقد تصرفت معه بشكل أثاره للغاية وجعله يؤغب فيها...فيما هى مخطوبة وعلى وشك الزواج من رجل آخر؟
ــ لا أظن أن الأمر رسمى بعد لكن استناداً إلى أقوال زوجتى المسألة مسألة وقت...على الأقل إذا ما تدخل الأب ألكولار و والد هارناندز الشاب إنهما يشجعان هذا الاتحاد...علماً أنه يبدو أن الشابين لا يعارضان الفكرة .
يبدو جلياً أنهما لا يعارضان الفكرة. هذا ما خطر لـ جايك فيما الرجل يعتذر منه و يبتعد كما أعطاه تفسيراً معقولاً لطريقة تصرف مرسيدس....فهى مذعورة مما قد يفضحه عنها.
لعلها لا تتذكره أو على الأصح تدعى أنها لا تتذكره إلا انه يتذكرها جيداً . همهم جايك بذلك لنفسه وهو يراقب مرسيدس فيما كانت تقطع الغرفة ملتصقة بالرجل الذى كان يراقصها . وتذكر طريقة تصرفها أيضاً.
كانت على هذه الحال معه منذ أتصل بها ودعاها لتناول العشاء فى شقته.
وتذكر أنها ألتصقت به أيضاً . هذه الذكرى وحدها أثارت مشاعره و حواسه. وقد ضحكت بهذه الطريقة أيضاً ونظرت إلى عينيه بهذه الطريقة المكرسة المأخوذة كلياً كما لو أن العالم لا يحوى سواه.
ــ تباً !
صعقته هذه الفكرة بحيث أن ساق الكأس التى كان يحملها فى يده طقطقت تحت ضغط أصابعه المفاجئ و القوى فأضطر إلى وضعها بسرعة على أقرب طاولة لئلا يجرح يده بشظايا الزجاج الحادة.
ها هذا هو سبب هروبها منه؟
هل تذكرت فجاة صديقها الغبى المسكين الساذج الذى ينتظرها فى بلادها ففرت من منزله فى صحوة مفاجئة لضميرها؟
كما لو أن هذه الفكرة أعطته دفعاً فوجد نفسه يتحرك يشق طريقه سريعاً عبر باحة الرقص المكتظة يستدير بحدة ليتجاوز بعض الراقصين الملتصقين ببعضهم البعض مأخوذاً كل منهم بالآخر . واضطر مرة او اثنتين لأن يبطئ سيره إذ عرقلت تقدمه نساء أعقن طريقه محدقات غليه مبتسمات ابتسامة تشجيع.
ربما كان ليهتم لو أن الوضع مختلف وربما كان ليتريث و يتسكع لكن أى كمن النساء لم تلهه بما يكفى لتهدئ وتسكن لهيب أفكاره و غيظ ذهنه الشديد.
ــ ليس الليلة.
ــ عفواً سيدتى....
تحول ألياً إلى الاسبانية التى تعلمها أثناء العطلات العديدة التى أمضاها مع أسرة والدته و الساعات الطويلة التى أمضاها مع رامون ابن خالته .
ــ على أن أرى أحدهم.
أدرك ان صوته بدا قاطعاً بارداً ونبرته جافة وفظة لكن عقله كان بعيداً كل البعد عن الآداب فى السلوكيات.....كما لم يكن يفكر بالتأكيد فى لقاء امرأة أخرى ربما الخروج الخروج معها . لم تخطر له هذه الفكرة منذ لاحظ مرسيدس ألكولار للمرة الأولى فى إحدى القاعات فى حفل صاخب ينظمه أحد أقطاب الإعلام فى لندن .
فمنذ أن رآها للمرة الأولى علق فى الصنارة و وقع فى الشرك و سُلب لبه....أسرته وتغلغلت فيه بحيث لا يظن أنه قد يتحرر من تأثيرها يوماً. ما من شئ كان ليوقفه حينذاك ولا حتى إدراكه أنها أبنة الرجل الذى ترعرع على فكرة أنه الذئب المفترس و المارد اللئيم و الساحر الشرير فى شخص واحد . كما أن ما من شئ يمكن أن يوقفه الآن .
غمغم جايك لنفسه:"مستحيل! هذا مستحيل"
لفح هواء الليل المنعش وجهه ما أن خطا خارج الأبواب ما جعله يأخذ نفساً عميقاً . كان الطقس دافئاً كحاله تلك الليلة حين رافقته إلى شقته وهى ترتدى ذاك الثوب القصير الزهرى اللون.
ــ ميغيل , لا
تناهى إليه هذا الصوت صوتها من مسافة قريبة من مكان معتم بعيد عن أضواء قاعة الرقص التى انعكست على الحديقة الواسعة . وعلى الفور أدار جايك رأسه باتجاه الصوت فيما راحت عيناه تبحثان فى الظلام علهما تحددان مكانها.
ــ لا تعذبينى
إنه صوت الرجل الآخر , ميغيل هرناندز. نبرته و هو يتلفظ بهذه الكلمات جعلت جايك يصر بأسنانه فقد جاء صوته أجش متملكاً و خبيثاً بعض الشئ. صوت رجل يعلم أنه سينال مراده . رجل يعتبر الاعتراض مجرد جزء من اللعبة....لمسة من الإثارة و التشويق.
و مرسيدس اللعوب مرسيدس المغوية الحورية....مرسيدس التى تعذب الآخر بدم بارد أوقعت رجلاً آخر فى شركها و قيدته بحبائلها....
ــ أنت تعلمين لما نحن هنا
حملت صوتها نبرة اعتراض وهى تجيب:"ولكن....ستفسد ثوبى...فالحائط خشن هنا...."
ــ سأعالج الأمر على الفور.
حركة خفيفة جعلت جايك يتوقف ويراقب وبعد لحظة استطاع أن يرى بوضوح أكبر. رأى الطريقة التى استدار بها ميغيل الذى كان يدير ظهره له و جعل مرسيدس تستدير معه بحيث أصبح يستند إلى الحائط الخشن فى وقفة رجولية مستبدة.
ــ هل الوضع أحسن الآن؟
طرح هذا السؤال بخشونة وبحدة مفاجئة طردت الضحكة من نبرته .
منتديات ليلاس
كان جايك يعلم تماماً معنى هذه النبرة. الرضى الخفى الذى تضمنته هاتان الكلمتان شئ يمكن لأى رجل أن يدركه , لا سيما مع امرأة جميلة ومثيرة بقدر مرسيدس التى تقف بقربه.
وذكر نفسه بجفاء أنها تصرفت بالطريقة نفسها معه وأنه عاش الشعور نفسه.
ولفت انتباهه صوت مفاجئ فأعاد أفكاره من المنحنى المثير الذى اتخذته و أجبرها على العودة إلى الواقع رغماً عنه.
ــ عانقينى !
كان ميغيل يتكلم غير واع لوجود من يسمعه وللمراقب الصامت الواقف فى الظل . سخونة صوته أثارت أعصاب جايك فجأة وجعلته يرفع رأسه فيما ضاقت عيناه و راح يراقب المشهد باهتمام أكبر.
لم تكن الأمور فى الواقع كما افترض فى البدء . فهو لم يلاحظ من قبل التوتر الجلى فى ظهر مرسيدس كما بدأ أنها تبقى نفسها بعيدة عن ميغيل هذا بدلاً من أن يلتصق به كما ظن فى بداية الأمر.
ــ قلت لك عانقينى !
ــ لقد عانقتك!
اعترضت مرسيدس بنبرة حادة جداً و ما ان سمع كلماتها حتى تبخر شعور الإثارة المحرق الذى تملكه لتحل محله عدائية جامحة لكن جايك ما استطاع أن يحدد ما إذا كان يشعر بالعدائية نحوها أم نحو ميغيل أم حتى نحو نفسه.
ــ عانيقينى مجدداً
ــ من الأفضل أن أعود إلى الداخل
ــ و أنا أفضل أن أبقى هنا مع امرأتى
ــ لست امرأتك!
ــ بلى أنت كذلك.
كلمة "امرأتى" المتملكة ضربت على أعصاب جايك بقوة . هل هذا الأحمق أعمى؟ ألا يرى أن هذا آخر ما ترغب فى سماعه؟
ــ تعلمين أن عائلتينا ترغبان فى رؤيتنا معاً وتسعيان إلى تزويجنا . أنت لى وقد حان الوقت لتبدئى بإظهار ذلك.
ــ ميغيل لا!
عكس صوتها ذعراً حقيقياً . إنما يبدو أن النغل الذى كانت برفقته أما لم يسمع ما قالته و إما لا يرغب فى الرفض.
ــ مرسيدس , بلى....
وشل الغضب الجامح تفكير جايك وانمحى المنطق من عقله حين رأى يد ميغيل تنزلق على ظهر مرسيدس فى لمسة مقززة.
ــ أنت لى , كلك لى لأفعل بك ما.....
البخار الأحمر غشى عينيه فيما تعالى الطنين فى أذنيه
ــ لا !
صوت غضبه كان أشبه بانفجار فى الظلام فيما تقدم إلى الأمام و أمسك بعنف بالرجل ليبعده عن مرسيدس و يثبته إلى الحائط .
ــ لا , تباً لك ! مستحيل! دعها وشأنها !
ــ أحقاً؟
و رمش ميغيل بعينيه من وقع الصدمة إلا أن ذلك لم يخفف من العدائية فى نبرته . وأردف يسأل :" ولِمَ على أن أفعل ما تقوله؟"
لم يتردد جايك للحظة ولم يفكر فخرجت الكلمات من بين شفتيه على الفور رغبة منه فقط فى إسكات الرجل الآخر قبل أن يتكلم مجدداً.
قال موجهاً كلماته إلى الوجه الأسمر الغاضب :"لأنها لى ! لأنها ليست امرأتك....بل امرأتى!"

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13455335921.png

كرم حسان 21-08-12 04:03 PM

تحياتى لك ولجميع الاعضاء مشكورة على الجهد المبذول وننتظر المزيد من ابداعك المتميز والانبق

emn 21-08-12 07:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3165496)
هلا بنجمة الرواية الحقيقية
هلا بأحلى إيمى مشكورة كتيرررررر كتيرررررررررررر كتيررررررررررررررحبيبتى جعلتى للرواية رونق بتصاميمك وربنا لا يحرمنا منك إيمى
كل عام وأنت بألف خير والله يسعدك ديمن

اخجلتيني قلبوووو
تسلمي قلبووو ولو عيوني لك ولا يحرمنا منك ييارب
وانا بنتظر التكمله ^^

هدية للقلب 21-08-12 10:35 PM

اهلا زهوره وحشانى اوى
كل سنة وانتى طيبة ويارب دائما بخير وسعادة
عجبتنى الروايا وبانتظار التكمله تحياتى لك ومودتى مووووووووووووووه

زهرة منسية 22-08-12 05:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرم حسان (المشاركة 3165588)
تحياتى لك ولجميع الاعضاء مشكورة على الجهد المبذول وننتظر المزيد من ابداعك المتميز والانبق

مشكورة على مروك على كلامك الرقيق كرم

زهرة منسية 22-08-12 05:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emn (المشاركة 3165627)
اخجلتيني قلبوووو
تسلمي قلبووو ولو عيوني لك ولا يحرمنا منك ييارب
وانا بنتظر التكمله ^^

لعيونك إيمى حالاً الفصول الجديدة

زهرة منسية 22-08-12 05:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدية للقلب (المشاركة 3165678)
اهلا زهوره وحشانى اوى
كل سنة وانتى طيبة ويارب دائما بخير وسعادة
عجبتنى الروايا وبانتظار التكمله تحياتى لك ومودتى مووووووووووووووه

أهلاً أهلاً أهلاً و انت كمان ولاء وحشاااااااااااااااااااانى كتير
نورتى المنتدى كله
وأنتِ بألف خير و صحة وسعادة.
أسعدنى انها عجبتك و بأنتظار رأيك فى القادم
مووووووووووووووواه

زهرة منسية 22-08-12 05:20 PM

7 / ما من خطأ
منتديات ليلاس


أدركت مرسيدس أنها فى ورطة ما إن وطأت قدماها أرض الحديقة .
فى الواقع ما كان لها أن تدعى مغازلة ميغيل . كانت تعلم أنها ما فعلت ذلك إلا لتهرب من أى مواجهة مع جايك تافرنر . لكن ما كادت تخرج إلى الحديقة مع ميغيل حتى بدأت تتساءل عما إذا أساءت التصرف . فقد كان العرق ينضح من بشرته فيما بدت عيناه لامعتين أكثر مما كانتا عليه يوماً .
وتلآن هاهى يدا ميغيل تحاولان شدها إليه لتقرباها منه بشكل أكثر حميمية. ومهما حاولت ان تقاوم و أن تحاول التحرر من تنيك اليدين اللتين تشبثتا بها بالكاد تمكنت من مواجهة قوة تصميمه.
ــ أنت لى , كلك لى,لأفعل بك ما......
كان صوته جافاً وأجش وعيناه لامعتين وأنفاسه حارة و ثقيلة على خدها.
لا !
تردد الرفض و الصد عالياً فى رأسها بحيث أنها لم تدرك لثانية أو أثنتين أنه تم التعبير عنه بصوت عالٍ....إنما بصوت مختلف كلياً عن صوتها
ــ لا , تباً لك! مستحيل! دعها وشأنها !
و فى اللحظة التالية رأت هيئة عريضة قوية تظهر من خلفها. يدان قويتان أنقضتا على ذراعى ميغيل لتمسك بهما أصابع طويلة . أبعد ميغيل عنها وقذفه نحو الحائط فيما أختلطت
صرخة الغضب التى صدرت عنه بصرخة الخوف الغريزية التى مزقت حنجرتها.
ــ ولِمَ علىّ ان افعل ما تريده؟
فرد عليه الرجل الطويل الغاضب الذى ظهر فجأة:"لأنها لى ! لأنها ليست امرأتك....بل امرأتى!"
ــ ماذا؟
وفيما تمكنت مرسيدس من النطق بهذه الكلمة اليتيمة أمسكت بها يدان قويتان و قربتاها من صدر عريض و قوى العضلات. وفى هذه اللحظة نفسها أدركت أن صرختها سُمعت بوضوح فى المنزل , إذ ساد صمت مفاجئ تلته جلبة اصوات وحركة وتعالى صوت خطى على الدرجات وعلى الحصى . خطى سريعة تتجه نحوهم.
ــ لا , يا إلهى !
وهبط قلب مرسيدس . أملها فى حل المسألة بهدوء و من دون مشاكل تلاشى فى لحظة.
ــ بلى
سماع هذا الصوت المألوف جعل شعورها يتحول من سئ إلى أسوأ وخرجت من بين شفتيها غمغمة يائسة بعد أن رأت الشخص الذى تدخل لمساعدتها.
ــ أنت !
رمقها جايك تافرنر بنظرة سريعة فالتمعت عيناه بشكل مخيف فى ضوء القمر .
رد عليها بإيجاز :"أنا , ومن غيرى؟"
ــ مرسيدس؟
كان ميغيل غاضباً جداً وهويردف :"من.......؟"
لكن مرسيدس تجاهلت سؤاله وهى تحدق إلى جايك بحنق وغيظ
ــ ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟
فرد جايك:"يمكننى أن أطرح السؤال نفسه. ماذا تظنين نفسك فاعلة بحق الجحيم؟"
ــ كنت....لا علاقة لك بما أفعله مهما كان!
ــ أحقاً؟
ــ لا. لا علاقة لك بذلك أبداًَ !
وضربت قدمها بالأرض رغبة منها فى التعبير بشكل فعال و عملى عن الغضب الذى يغلى فى داخلها. امتزج الغضب بإحساس مريع بالإهانة وبلمسة من اليأس بعد أن أدركت مرة أخرى أنها أوقعت نفسها فى ورطة حقيقية لا سيما مع وجود جايك تافرنر
ــ كيف تجرؤ على التدخل....؟
قاطعها جايك بإزدراء و إدانة :"ماذا ؟ أردتنى أن أتركك هنا؟ معه؟"
حركة رأسه باتجاه ميغيل المربك و المحبط عكست كل الازدراء الذى يشعر به.
ــ هل هذا من قلت إنى لست من مستواه؟
ــ قلت لك....
وارتجفت الكلمات على شفتيها حين أدركت فجأة ما قاله عندما انقض عليهما.
ــ أنت....أنا.....ماذا....كيف تجرؤ؟
ذكرى الكلمات التى تلفظ بها قضت على أى أمل لديها فى التحدث بشكل مترابط
"لأنها ليست امرأتك....بل امرأتى!"
تحداها بعنف :"كيف أجرؤ علاما؟"
ــ أن تقول إنى.....امرأتك! لست....كيف تجرؤ؟
وعادت تكرر هذه الجملة بشكل فارغ.
رد جايك باندفاع متشنج:"بل أتجرأ فثمة أمور لا تزال عالقة بيننا....."
ــ ما من شئ بيننا ! لا شئ !

مــنــتـــديـــاتــ لــيـــلاســــ


زهرة منسية 22-08-12 05:23 PM


ولتثبت ذلك سترحل من هنا. أول الأشخاص الذين نبهتهم صرختها بدأوا بالوصول إليهم. وكما لو أن القدر كان مصمماً على جعل الأمور مروعة أكثر مما هى عليه , لاحظت أن من يترأس المجموعة هما شقيقاها جواكين وأليكس فيما والدها على بعد خطوات منهما. ليكن الله فى عونها!
قالت مجدداً مشددة على كلامها مجبرة الكلمات على الخروج من بين أسنانها المطبقة :"لم ولن يكون بيننا شئ"
واستدارت وهى تتكلم فى محاولة يائسة منها للفرار . لكن جايك ما كان ليدعها تذهب . ففيما كانت تستدير على عقبيها مد يديه نحوها وأمسك بها من ذراعيها ثانية و شدها إلى جانبه . سحقها على صدره فرفعت عينيها تحدق إلى العينين الزرقاوين الباردتين وشعرت بحرارة جسده و بالطريقة التى ارتفع فيها صدره وهبط بسرعة بسبب عدم انتظام أنفاسه الناتج عن طباعه الجامحة التى بالكاد تمكن من كبحها.
دمدم بخشونة :"لن ترحلى يا عزيزتى ! فلدينا ما نناقشه"
ــ لا, ليس لدينا ما نناقشه ! ليس لدى ما أقوله لك ولا يمكنك أن تقول شيئاً أرغب فى سماعه.
و وجدت نفسها فجأة عاجزة عن التفكير فى ما تفعله . جل ما أرادته هو الرحيل عن هذا المكان وبعيداً . بعيداًَ قبل أن يصل أخواها و يبدأن بطرح أسئلة غريبة . قبل أن يتمكن أبوها....
و ما كان منها إلا أن سددت ركلة قوية إلى ساقه ركلة لم تنجح إلا فى جعله يتقدم متعثراً و مرتبكاً . وعمد جايك إلى سجنها . كانت قبضته قوية جداً ومحكمة يصعب الفكاك منها بسهولة , وبدا جلياً أنه لا ينوى إطلاق سراحها قريباً .
ــ تعقلى يا مرسيدس .
سلوك جايك الهادئ أثار غيظها و جعلها تفقد أعصابها .
تتعقل ! أيظن أن ما يجرى تصرف عاقل؟
ــ وتجرؤ على أن تتكلم عن التعقل ! أنت ! فيما تحاول أن تدعى أنى امرأتك....أنت لئيم بقدر ميغيل!
بدا ساخطاً وهو يصرخ بها :"لا !"
ــ بلى !
كان عليها أن تتكلم بصوت عالٍ و بصوت قوى لأن جسدها الخائن راح يتجاوب مع قوة جسده و قربه . فالذراعان اللتان تسجنانها الآن هما الذراعان اللتان احتضنتاها تلك الليلة فى لندن . لكنهما حينذاك أمسكتا بها بطريقة مغايرة جداً.
ــ أنت سئ بقدره تماماً.
و فى حركة يائسة منها رفعت يديها و أطبقتهما فى قبضتين شديدتين ثم راحت تضرب بهما الكتفين العريضتين العنيدتين الصلبتين القويتين فوقها
صرخت وقبضتاها تضربان معطفه الأنيق فى تأكيد لكل كلمة تقولها :"لأنى ليست امرأتك....مستحيل ! أنا....أنا لا أريدك حتى !أنا...لا...أريدك....أبداً !"
رد عليها جايك باهتياج شديد :"لم يكن هذا ما قلته بين ذراعى تلك الليلة . حينذاك قلت لى....جايك حبيبى جايك عزيزى....جايك...."
و ما روع مرسيدس هو أن كلماته هو أن كلماته خرجت وصت صمت و ذهول و صدمة جعلتها تتردد فى أنحاء الحديقة السابحة فى ضوء القمر . ورأت رأس ميغيل يرتفع ولاحظت النظرة الساخطة التى رمقها بها و النبذ الصرف الذى ارتسم على ملامحه السمراء . وأدركت أنه لن يسامحها أبداً.
ــ جايك أيها النذل !
و دفعها اليأس إلى مقاومة قبضته المحكمة بعد أن كرهت فكرة أن يروها معه فى هذا الوضع.
ــ دعنى! أنا...آه!
وانفجرت بالبكاء بعد أن سمعت صرخة ولاحظت الحركة من حولها .
أحدهم امسك بها من الخلف . وظهرت قامتان رجوليتان و أحاطتا بـ جايك من الناحيتين ثم أمسكتا بذراعيه و شدتاه بعيداً عنها.
وحصلت مشاجرة صغيرة بشعة و فى وسطها أديرت مرسيدس و جُذبت إلى صدر قوى آخر.
قال صوت خفيض:"لا بأس يا مرسيدس . أنت آمنة الآن"
صوت عرفته....أنه صوت والدها!
إنما ثمة خطأ ما. شئ ما فى نبرته جعل أعصابها تتوتر و حواسها تستنفر.
رمشت بعينيها مرة بعد مرة ثم حدقت إلى وجه والدها فرأت الغضب البارد و القاسى يعلوه . ومن دون أن تدرى ما يجرى بالتحديد أجبرت نفسها على الالتفات نحو الاتجاه الذى اتبعته نظرته الحانقة.
ورأت جايك فى قبضة شقيقيها . كان وجهاهما قاسين وملامحهما باردة من الغضب و تملكها شعور بأنهما مصممان على إلحاق الأذى به إذا لم تتدخل بسرعة.
ما كان بإمكانها أن تدع هذا يحصل. ورغم أنها تكرهه إلا أنها لا تستطيع أن تترك شقيقيها يصبان غضبهما على جايك فى حين أنه لم يفعل شيئاً يستحق ذلك.....
ــ لا...أنتم مخطئون! أليكس.....جواكين.....
رد جواكين يطمئنها:"لا بأس يا أختى الصغيرة, إنه فى قبضتنا. لن يلحق بك الأذى"
ــ لكن....
لم تعرف ماذا تقول أو كيف تشرح الوضع . لكن و حين رأت ميغيل المذنب الحقيقى فى مسرحية هذه الليلة البشعة يفر من المشكلة تحت جناح الليل اتخذت قرارها.
ــ لا....أنتم لا تفهمون....هو...جايك.....المسألة مجرد خطأ
ــ ما من خطأ.
هذه المرة كان جايك من تدخل وقاطع كلامها . لعل شقيقيها يمسكان بذراعيه و يثبتانهما إلى جانبه ولعله سجينهما , إلا أن رأسه الفخور لا يزال عالياً بتعجرف ولا تزال العينان الزرقاوان الحادتان تحدقان إلى عينيها البنيتين المصدومتين .
ــ جايك....
حاولت مرسيدس أن تتكلم و حملقت فيه بقدر ما تجرأت من القوة.
أرادت ان تحذره أرادته أن يصمت. وتمنت ألا يتدخل من أجل مصلحتها....و مصلحته.
فهو لا يعرف والدها و شقيقيها . بما أنها أصغر أولاد العائلة و الفتاة الوحيدة فيها.عمد الكل إلى إحاطتها و رعايتها و تدليلها منذ اللحظة التى ولدت فيها. و وفاة أمها المبكرة والمأساوية زادت الوضع سوءاً إذ دفعت جواكين وأبوها إلى الالتفات إليها فى محاولة منهما لملئ الفراغ الذى خلفته أمها. لقد أفسداها دلالاً و كانت تدرك ذلك. و وفاء أشقائها (لأختهم الصغرى) كان الحب يعميه بدلاً من أن يكون مبنياً على أسس واقعية .
منتديات ليلاس
لكن بدا جلياً أن جايك غير مستعد للاستماع إليها.
كرر بوضوح بارد :"ما من خطأ"
يمكنها أن تحملق فيه كما تشاء لقد فاض به الكيل من هذه المرأة اللعوب التى تحاول أن تدعى انها لا تعرفه...و أنهما لم يلتقيا يوماً . يمكنها أن تزم شفتيها و أن تضرب الأرض بقدمها الصغيرة وأن ترمقه بنظرات حنقاء تعنى(كيف تجرؤ على تنفس الهواء الذى أتنشقه؟)فى محاولة منها لإسكاته و هزمه لكنها ستكتشف سريعاً أنه غير قابل للتحطم و السحق.
كثيرات غيرها وأفضل منها حاولن ذلك فى الماضى. حاولن و فشلن فشلاً ذريعاً.
ولن يدع مرسيدس ألكولار تنجو بفعلتها لا سيما بعد الطريقة التى عاملته بها. زهرة منسية
ــ ما من خطأ على الإطلاق....إلا إذا كنت تعنين طبعاً أنهم أمسكوا بالرجل الخطأ.
والتفت ليواجه الأخ الأكبر...أى جواكين....فبادل الإسبانى الطويل النظرات. عينان زرقاوان باردتان تواجهان عينين داكنتين يتطاير منهما الشرر.
ــ لم أكن من أساء التصرف مع أختك الصغيرة.
ــ ما الذى رأيته حين وصلت إلى هنا؟
طرح جواكين سؤاله هذا و الغضب البارد ينعكس فى نبرته فيما اشتدت قبضته على ذراع جايك ثم أردف:"يبدو لى...."
قاطعه جايك بمنطق بارد :"عندما وصلت إلى هنا كانت مرسيدس م يهاجمنى. وكما أذكر كانت من يضربنى بقبضته....وبقوة"
أضاف كلمته الأخيرة و هو يلوى شفتيه للذكرى.
ــ و لسبب وجيه !
اعترضت مرسيدس بهاتين الكلمتين فشعر جايك بشقيقها الآخر اليكس يدنو منه أكثر و أردفت تقول:"كنت....كنت....."
فسألها جايك بنبرة جليدية عندما ترددت و احمرت من الإحراج :"ماذا كنت أفعل؟ ما الخطأ الذى ارتكبته؟"
عينان بنيتان دانتان تحولتا إلى برونز ذائب من شدة الغضب حدقتا إلى جايك مباشرة فيما مرسيدس تحاول أن تجد حلاً لمشكلة ما ينبغى قوله أو عدم قوله و ما هو آمن أو غير آمن.
ــ تدخلت بينك وبين هرناندز. هل تعنين.....؟
عندئذٍ قاطعه خوان ألكولار و العجرفة الباردة فى صوته متعمدة لوضعه عند حده:"إن كانت ابنتى مع ميغيل هرناندز فما الذى يعنيك فى ذلك؟"
هذه النبرة كانت أشبه بصفعة على وجه جايك إذ بدت و كأنها تختصر كل ما قيل له يوماً عن خوان ألكولار. أمكنه أيضاً أن يصدق ما قالته أمه عن الطريقة التى عامل بها الرجل شقيقتها وليس مرة واحدة بل مرتين.
ــ ثمة تفاهم.....بين مرسيدس وهذا الشاب
ــ ليس بعد الآن.
هذه المرة كان ميغيل من تكلم. كان يراقب كل ما يجرى بصمت من مكانه قرب الحائط لكنه تقدم الآن و نيته الخبيثة ظاهرة فى البريق البارد فى عينيه و فى حركة شفتيه.
وأعلن بلهجة باردة موجهاً كلماته إلى وجه والد مرسيدس مباشرة:"إذا ما أملت يوماً فى أن أتزوج من ابنتك يا ألكولار فيمكنك ان تنسى الفكرة برمتها! الخطوبة أنتهت . أنا لا أريد بضاعة ملوثة وقد اكتشفت الليلة أن ابنتك....عروس المستقبل....لم تكن وفيه لى! ففيما كانت فى لندن أقامت علاقة مع هذا الرجل"

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13456471781.png

زهرة منسية 22-08-12 05:28 PM

8 / أســوأ كــابــوس
منتديات ليلاس


أنها تعيش كابوساً
لا يمكن أن يكون هذا حقيقياً...لا يمكن وحسب ! لابد أنها نائمة....رغم أنها لا تدرى كيف أو متى . لابد أنها غفت فى مكان ما وبشكل ما لتجد نفسها فى هذا الحلم المريع المنفر. وهى الآن عاجزة عن الاستيقاظ و الفرار من هذا الحلم .
أسوأ جزء من هذا الحلم هو الصمت المفاجئ الذى ساد المكان بعد ما أعلنه ميغيل. صمت دفعها للنظر حولها رغماً عنها لتدرك فجأة عدد الأشخاص الذين سارعوا فعلاً للرد على صرختها . أناس تحلقوا الآن فى نصف دائرة يحدقون إليها يراقبونها بانتظار ردها.
يا إلهى! ليت هذا يكون حلم وليتها تستيقظ سريعاً !
حاولت ان تقرص يدها بقوة إلا أن هذا لم يأتِ بنتيجة سوى الألم.
تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها لو يحصل أى شئ يخرجها من هنا يبعدها عن هذا الاحراج المميت وهذا العار الرهيب ويجعلها تختفى.
ليتها تستطيع أن تستيقظ و تكتشف أن هذا لم يحصل أبداً.
إلا أن هذا لن يحصل أبداً وأدركت فى لحظة مروعة أنها لن تتمكن أبداً من إنكار اتهامات ميغيل . لن تتمكن من ذلك حتى وإن ارادت أن تفعل. فهى لا تجيد الكذب أبداً ولو حاولت أن تكذب للاحظ أى فرد من أفراد أسرتها والدها أو أحد أخويها على الفور ادعاءها و خمن الحقيقة.
فى الواقع حتى ولو فكرت فى المحاولة لما نجح الأمر فقد فقدت فرصتها وترددت طويلاً وأدانت نفسها بصمتها. لو كان بإمكانها أن تنكر ذلك,لخرج الكلام من فمها تلقائياً وعلى الفور فى رد على اتهام ميغيل لها.....لأدانته من دون تفكير حتى.
وربما فُسر صمتها على أنه اعتراف . أمكنها أن تقرأ ذلك على الوجوه من حولها وفى الأنفاس المحبوسة و الهمس المفاجئ.
وظهر ذلك أيضاً فى الطريقة التى أرخى به أخواها من قبضتهما على جايك. لم يطلقا سراحه فى الواقع لكن طريقة إمساكهما به لم تعد طريقة معاقبة بعد أن ارتخت عضلاتهما قليلاً.
ــ مرسيدس.....
كان والدها من تكلم فيما التزم الآخرون الصمت التام.
ماذا يمكنها أن تقول؟ماذا هنالك ليُقال؟إذا ما أنكرت الأمر فماذا قد يضيف ميغيل؟ و.....أحست بطعم المذلة فى فمها حين تذكرت أن جايك يحمل معه (دليلاً) . اليد فى الذراع التى يمسك به أليكس قريبة بشكل خطر من الجيب الذى يمكنه إذا ما شاء , ان يسحب منه المنديل الحريرى ليزيد من إقناع عائلتها.
اعترفت مرسيدس رغماً عنها :"حسناً , نعم إنما ليس كما تظنون!"
ــ وهل من طريقة أخرى؟
لم تر والدها يوماً ينظر إليها بهذا الشكل و لم تشعر من قبل بوخز إدانته و بالانزعاج من رؤية عينيه الداكنتين تصبحان باردتين و بعيدتين .
منتديات ليلاس
لكن , ماذا توقعت؟فهذا خوان ألكولار . رجل يعنى له إرثه الكاتالانى و اسم عائلته كل شئ . ولطالما كانت سمعة العائلة من الأولويات فى أفكاره. واتهام ميغيل سلط الضوء على اسم العائلة بشكل سلبى أمام جمع كبير من الضيوف فى هذا العرس الأنيق. زهرة منسية
لعله ليس سيئاً بقدر الفريدو مدرانو الذى تزوج شقيقها رامون من ابنته للتو إلا أنه لا يزال ينتمى إلى المدرسة القديمة. لعله تقبل عشيقة جواكين السابقة و التى هى زوجته الآن فى العائلة إلا أن أبن خوان ألكولار أستقل عنه و بنى حياته بنفسه . أما التشكيك فى سمعة أبنته الوحيدة من قبل الرجل الذى كان من المفترض أن يتزوجها و فى مكان عام فمسألة مختلفة.
لا سيما أن معظم الموجودين من أفراد المجتمع نفسه الذى نبذ زوجة رامون الجديدة بسبب غلطة صباها.
ــ أنا.....
شرعت تعترض لكن بدا جلياً أن والدها غير مستعد لمناقشة هذه المسألة أكثر.
ــ سنتحدث فى هذا الموضوع لاحقاً....بمفردنا.
ــ أبى !
ــ لاحقاً.
ــ لكن....
رمق والدها الحشد من حوله بنظرة ثم عاد ينظر إليها بعينين باردتين . بدا جلياً أنه يكافح ليبقى مسيطراً على أعصابه.
ــ كفى.
ارتفعت يده وشقت الهواء و كأنه يقطع الحوار بحدة.
ــ قلت إنى لا أريد أن أتحدث فى الموضوع هنا.
كانت مرسيدس واثقة تمام الثقة من أن هذه الكلمة هى كلمته الأخيرة فى هذا الموضوع. فقد استدار واستعد للسير جامعاً عباءة الوقار من حوله كما يفعل دوماً عندما يهدد شئ ما رباطة جأشه وهدوءه و مركزه.
ــ هل يفيد إذا ما قلت لك إننا كنا مخطوبين؟
جاء السؤال من آخر مصدر ممكن توقعه....من جايك نفسه .
جاء بشكل غير متوقع و بشكل مجفل للغاية بحيث أسكت الكل و أوقفهم حتى والدها . فى الواقع كان قد خطا خطوة واستعد للتالية حين أبطأ سيره واستدار.
ــ ماذا قلت؟
تمهل جايك فى الرد.
فى بادئ الأمر أدار رأسه يميناً و يساراً و نظر تحديداً إلى حيث لا يزال أليكس و جواكين يمسكان به . لم يكن بحاجة لأن يتكلم فقد فهما مغزى رسالته, وأطلقا سراحه ما جعل مرسيدس ترتعش قليلاً . أليكس و جواكين لا يتراجعان أمام أحد لذا لابد أنهما رأيا فى هذا الرجل ما يستوجب الاحترام.
ــ قلت هل يفيد إذا ما قلت لك عن مرسيدس وأنا....مخطوبان؟

مــنــتـــديــات لــيــلاس

زهرة منسية 22-08-12 05:34 PM


تشابكت العينان الزرقاوان بعينى مرسيدس متحدياً إياها أن تعترض. تحداها أن تنكر تأكيده. إلا أنها كانت لا تزال مصدومة للغاية و مرتبكة و مذهولة من كل ما يحصل بحيث عجزت عن التفكير و معالجة المسائل بمنطق . هل أدعى حقاً أنهما مخطوبان....؟
سأله والدها و هو يحملق فيه بضراوة أكبر و الغضب ظاهر فى كلماته:"هل طلبت منها أن تتزوجك؟ ووافقت؟"
ــ هذا ما تعنيه عادة كلمة خطوبة.
لم يكن جايك مستعداً للتنازل أو حتى للتراجع قليلاً . نظر إلى خوان مباشرة وأبقى رأسه عالياً بزهو و فخر بقدر الرجل العجوز. ومن دون أن يشيح بنظره ملس كمى سترته الأنيقة حيث كان أخواها يمسكان به معيداً القماش إلى أناقته الناعمة السابقة.
ــ وهل لا تزالان مخطوبان؟
ــ لِمَ لا تطرح السؤال عليها هى؟
وعادت النظرة الفاتحة اللون مجدداً إلى وجه مرسيدس ثم أشاح بها سريعاً . لكنها أحست أنها فهمت....علماً أنها لم تعرف لماذا . لسبب ما لا يعرفه سواه أعطاها جايك فجأة فرصة لتستعيد قيمتها فى عينى والدها . يعود لها أن تستفيد من هذه الفرصة هذا ما عنته نظرته السريعة اللامعة .
ــ مرسيدس؟
التفت والدها إليها وعلى وجهه نظرة استفهام.
ــ هل أنت مخطوبة لهذا الرجل؟
فتحت مرسيدس فمها مرتين لتجيبه لكن صوتها خانها فى كل مرة . لم تجرؤ على النظر باتجاه جايك خوفاً من أن تُفقدها نظرة عينيه الباردة الواضحة والمباشرة قدرتها على التفكير و تتركها عاجزة عن تشكيل كلمة واحدة.
حثها جايك :"لقد تشاجرما,أليس كذلك؟"
ــ ممم.....
هذا كل ما تمكنت من قوله .
ــ وزرحلت وعدت إلى هنا....رافضة أن ترينى مجدداً.
ــ نعم.....هذا صحيح
هذا على الأقل يمكنها أن توافق عليه وتعنى كلامها . فهذا ليس كذباً .
ــ وقد لحقت بها لأرجوها أن تعيد التفكير....
بدأ جايك يبالغ كثيراً الآن.
ــ أنت....
أدارت مرسيدس رأسها اشمئزازاً وحملقت فيه بتأنيب غاضب, وقابل نظرة عينيها الحادة بعدم مبالاة لا تعكس أى ندم أو أسف.
ــ لكن عندما وجدتها فى الحديقة مع ميغيل أخشى أنى فقدت أعصابى.
زاد من اضطراب مرسيدس و تشوشها أنه تقدم نحوها....من دون أن يحاول أحدهم إيقافه ! بل على العكس اكتفى والدها بمراقبة ما يجرى فيما ارتسمت على وجه اليكس ابتسامة صغيرة خبيثة ابتسامة جعلتها تصر أسنانها لتمنع نفسها من سؤاله عن سبب ابتسامته هذه . تباً لــ اليكس!
منتديات ليلاس
ــ ربما يمكننا التوجه إلى مكان أهدأ لنتحدث فى الموضوع؟أنا واثق من أن كلينا ارتكب أخطاء يا مرسيدس.
جعل الأمر يبدو منطقياً للغاية. بدا منطقياً جداً كما خطر لــ مرسيدس المذعورة.
إذ يبدو أنه كسب الجميع لجانبه بحسب ظاهر الأمور . فمزاج الحشد الذى تجمع بعد سماع صرختها الغبية و الذى لا يزال حاضراً تغير بشكل ملحوظ. والتعابير المشدودة القلقة وغير الموافقة التى تغيرت لتصبح نبذاً ناقداً بعد سماع اتهامات ميغيل تحولت الآن إلى ما يشبه الفضول الفاضح و الصرف
شجار محبين.
كادت تسمعهم يدلون بهذا التعليق! إذ قرأت أفكارهم فى عيونهم . شجار بين شخصين مخطوبين موضوع سيثير الأقاويل ويشغل الناس فى الأيام المقبلة إنما ليس الفضيحة التى اعتقدوا بوجودها . وهى تخاطر بجعل الأمر أكثر فضيحة إذا ما رفضت اعتذار جايك الآن. ولم تجرؤ على لفت الأنظار إليها أكثر فهذا هو المجتمع الذى حول حياة استريللا عروس شقيقها الجديدة إلى جحيم حتى استعادت احترامها بزواجها من رامون.
وسيعاملونها المعاملة نفسها إذا ما استطاعوا أن يشتموا رائحة شئ يمكنهم أن يستخدموه ضدها.
وإذا ما أنكرت كلامه فلدى جايك سلاح آخر فى جعبته.
هل هى متعمدة تلك الطريقة التى أراح به يده بخفة على جيب سترته الأيسر؟ الجيب الذى لا يزال يخفى منديلها , المنديل الحريرى الذى يستطيع إخراجه....و عرضه على أبيها و أخيها جواكين . هذا المنديل الذى يعرفانه جيداً والذى يعلمان أنه لا يفارقها أبداً لشدة تعلقها به وبذكرى والدتها التى أهدتها إياه. وإذا ما فعل فسيثبت كلامه و يحرجها أمامهما وأمام الموجودين و يجعلها تبدو كاذبة فى نظرهم.
ــ أخطاء......
بدا أن الكل تقبل هذه الخطوبة و أمكنها أن ترى ذلك فى وجوهم و فى تراجع حدة التوتر من حولها . وبدلاً من أن تحاول استعادة رباطة جأشها وشجاعتها سعت لئلا تخاطر بإثارة المشاكل مجدداً....ليس هنا , وليس الآن, وليس الليلة.
افترضت أن عليها أن تكون ممتنة لــ جايك على تدخله و إدعائه أنهما مخطوبان . ولم يكنم بإمكانها أن تتخيل لما فعل هذا . لكن الخطوبة يمكن فسخها , أليس كذلك؟ وهى لا تدوم إلى الأبد . ستختار الحل الأسهل الليلة وغداً لناظره قريب.غداً , ستجد حلاً لمشكلة جايك تافرنر

مــنـــتــديـــات لــيــلاســ


زهرة منسية 22-08-12 05:36 PM


لم يعرف جايك لما أدعى أنه ومرسيدس مخطوبان . لقد تصرف بتلك الطريقة الغريزية نفسها التى دفعته إلى التدخل حين رآها فى ورطة مع ميغيل هرنانديز حين أدعى أنها امرأته أمام الرجل الآخر. لكنه يعرف تصرفه أحدث الأثر الذى أمل أن يحدثه و جعل الحشد يفقد اهتمامه بما حدث . فقد بدأ الحضور بالتفرق و بالعودة على قاعة الرقص المتلألئة بالأنوار حيث لاتزال الفرقة تعزف الموسيقى و الطاولات ترزح تحت الأطباق المختلفة و الغنية. ما بدأ كفضيحة محتملة يمكن أن تشحذ ألسنتهم تحول إلى شجار أحبّة ليس إلا.
إنما كان يمكن أن تجرى الأمور بشكل مغاير كلياً. فالغضب على و جهى شقيقى مرسيدس حين أمسكا به كان حقيقياً بما يكفى.....وأمكنه أن يشعر بالكدمات على ذراعيه من جراء ذلك . كما كان ألكولار الأب يستشيط غضباً....يشعر بالإهانة لأن أبنته الوحيدة تورطت فى أحداث مشينة.
بدا وكأنه مستعد لإنكارها بسبب ما حصل.
وهذا تصرف نموذجى فى أسرة ألكولار . إذا لم تنطبق على أحد ما معاييرهم...إذا ما ظنوا أنه ليس جيداً بما يكفى بالنسبة إليهم.....يتخلون عنه سريعاً و من دون أدنى ترردوبدت مرسيدس ضائعة جداً مذهولة من رد فعل والدها إلى حد جعله يشفق عليها فتدخل وأختلق كذبة أنهما مخطوبان.
إلا أن هذا لا يعنى أنه سيجعلها تهرب من المصيدة.
همست رداً على تعليقه:"أخطاء, نحن.....أنت....."
قاطعها والدها من دون ان تختفى البرودة كلياً من صوته و كلماته لا تزال نعكس الغضب:"مرسيدس ألن تعرفينا إلى....خطيبك؟"
لاحظ جايك أنها أجفلت عندما لفظ الكلمة الأخيرة . لكن لا يمكن له أن يعرف ما إذا كان رد فعلها ناتجاً عن وقوعها فى ورطة ليست فى الحسبان أم لأنها تكره فكرة ان يرتبط أسمها باسمه و مصيرها بمصيره . إنما ومهما كان شعورها فقد رمقته بنظرة إدانة قاتلة وهى تكافح لتتمكن من الرد على والدها
ــ هذا جايك....جايك تافرنر.
تمكنت من أن تجعل الوصف يبدو كوصف شئ بغيض إذ زمت فمها فى اشمئزاز عند ذكر أسمه و كأن لسانها يرفض النطق به . وبدا جلياً أنها لم تكن سعيدة حين أنقض والدها على الاسم باستساغة:"تافرنر؟هل لك علاقة بــ تافرنر للاتصالات؟"
ــ هكذا التقينا....فى حفل لوسائل الاعلام
تدخل جايك عندئذٍ موجهاً الحديث بعيداً عن موضوع اسمه و خلفيته الخطر:"وقد صرعنى جمال ابنتك على الفور"
منتديات ليلاس
من حسن الحظ أن أمه تزوجت رالف تافرنر بعد وفاة اختها بفترة و جيزة . وبالتالى ما من سبب لكى يربط خوان الكولار بين مارغريت داريو و أختها اليزابيث جنسن م امبراطورية تافرنر للإعلام .
ــ لكننا ولسوء الحظ تشاجرنا على موضوع تافه....
انفجرت مرسيدس تقول:"موضوع تا.....لَمِ , أنت.....!"
ــ اهدئى حبيبتى!
ووضع جايك يداً على فمها يسكتها و قد نجح فى جعل هذه الحركة تبدو حركة رجل محب فيما بذل فى الواقع جهداً كافياً ليسحق سلسلة الاعتراضات التى كانت ترغب فى قذفها فى وجهه.
ــ أعلم أن الموضوع لم يكن تافهاً بالنسبة إليك.....
عيناها اللامعتان أعلمتاه أن النبرة المحبة و لمسة التأنيب اللطيفة زادتا من غيظها حتى وأن أقنعتا والدها . وأنبأته النظرة الغاضبة بأنه سيعانى من كلامه هذا لاحقاً. ستنتقم منه بأى طريقة ممكنة.
لكن حتى ذلك الحين تبقى السيطرة له وهو مصمم على الاستفادة من هذا الوضع .
وأدرك أنها لن تجرؤ على معارضته الآن . ولو رغبت فى فضح قصته على أنها كذبة لفعلت ذلك ما أن تكلم . لقد فات الأوان الآن و سيتطلب الأمر الكثير من التفسيرات المعقدة التى لن ترضى بها عائلتها أو المجتمع الذى تعيش فيه.
ــ لكن, ألا يمكننا أن ننسى الموضوع ولو الليلة على الأقل؟
ومن خلفهما تململ جواكين ألكولار وتقدم إلى الأمام ثم قال بحزم:"أظن ان الوقت حان لكى نعود إلى الداخل لتستمر الحفلة.يُفترض أن يكون هذا الاحتفال حفل زواج. سنتركك أنت و مرسيدس وحدكما يا تافرنر . يبدو لى أن لديكما أمور تناقشانها"
وعكست نبرته بوضوح أنه لا يحسد جايك على تجربته . وهذا ما رأته مرسيدس جلياً حين حولت نظرتها الغاضبة من وجه جايك إلى وجه اخيها فيما أخذت نفساً عميقاً فى محاولة منها لتخليص فمها من يد جايك بما يكفى لتعترض.
ــ هيا أدخلوا و سنلحق بكم بعد لحظات.
قال جايك هذا بسرعة و قد أدرك أنه إذا ما فقد سيطرته عليها الآن فسيصبح الوضع أشبه بفتح أبواب الجحيم.
التهاؤه المؤقت وهو يراقب أباها و شقيقاها يعودون إلى قاعة الرقص أعطى مرسيدس فرصة صغيرة فأبعدت فمها عن يده و التفتت لتصرخ لأسرتها المنسحبة :"أنتظروا, لا ترحلوا....."
لم تنجح أبداً فى إنهاء جملتها . إذ أمسك جايك بذقنها و أجبر وجهها على الاستدارة نحو وجهه مجدداً معيداً الكلمات المتبقية إلى حلقها بعد أن أقف فمها بيده فيما أحاطت ذراعه بخصرها يضمها إليه بقوة معاقبة وشغف ما جعلها تهمهم قليلاً معبرة عن صدمتها و اعتراضها.
وفيما أبقى عينا على عائلتها التى راحت تبتعد عنهما , أبقاها محتجزة بين ذراعيه بقدر ما يشاء كابحاً مقاومتها من دون جهد يذكر.ولم يخفف من قبضته إلا حين توقفت أخيراً عن محاولة الافلات منه.
وعندئذٍ عانقها كما ينبغى


مــنــتـــديــــات لــــيـــــلاس

زهرة منسية 22-08-12 05:40 PM


عانقها كما رغب أن يفعل منذ أن دخلت الكنيسة فى بذلتها الزرقاء الملفتة. عانقها كما عانقها للمرة الأولى فى لندن فى غرفة الطعام فى بيته . عانقها كما يطالبه جسده المشتاق منذ أن خرج إلى الحديقة ورآها و ذراعا ميغيل تحتضانها....
ــ مرسيدس...
همس بأسمها بصوت عميق خرج من حنجرته مخنوقاً و جاء ردها الوحيد تنهيدة ناعمة وخفيضة.
كان عناقها مذهلاً تماماً كما يتذكره.رائحتها رائعة , لمستها رائعة , كلها رائعة. مجرد إحساسه بها بين ذراعيه جعل أفكاره تغيم . وعندما توقفت بشكل مفاجئ غير متوقع عن مقاومته واستسلمت لعناقه وتجاوبت معه اشتدت ذراعاه حولها بطريقة مختلفة جداً وانتفض قلبه فى صدره وتسارعت أنفاسه و أصبحت غير منتظمة وهو يشعر بنعومة بشرتها .
و كانالأثر علىمرسيدس أشبه بكارثة . فبعد أنكانت راغبة و مطيعة و متجاوبةتراجعت فجأة لتعود إلى عالم الواقع فى لحظة . أجفل جسدها الرشيق وابتعد عن جسده بقدر مااستطاعت ضمن سجن ذراعيه وراحت تتململ من دون أن توقف فى محاولة منها للتحرر من قبضته.
و فى غضون نبضة قلب عاد المنطق ليؤكد وجوده كابحاً جماحهما .
هذا ليس الوقت المناسب وهنا ليس المكان المناسب.
لكن سيكون هناك وقت ومكان مناسبين فى مرحلة ما فى المستقبل كما وعد نفسه.
وعندما يحين ذلك الوقت ستكون مستعدة وراغبة . ولن تقاوم ولن تواجهه و لن تتراجع ويجفل جسدها و يتحول إلى جبل جليد.
يمكنه أن ينتظر هذا.و أعترف بأن الأمر يستحق الأنتظار.
إنما الآن عليه أن يكسب عائلتها أيضاً إلى جانبه . لقد رحبت به العائلة بعد أن علمت أنه طلب الزواج من مرسيدس . والخبر الثانى الذى يصب لصالحه أنه يملك تافرنر للاتصالات. لكن إذا ما أدركوا أنه ليس صديق رامون وحسب بل ابن خالته أيضاً و فرد من أفراد عائلة جنسن.....الأسرة التى أقسمت ألا ترتاح حتى ترى خوان الكولار فى أسوأ حال كما فعل بشقيقة أمه.....فسيتغير كل شئ . حتى الابتسامات المؤدبة التافهة ستذوى و سيجد نفسه مجدداً فى الخارج بعد أن تغلق أبواب مجتمعهم الخشبية السوداء فى وجهه.
لعل كل ما حصل عليه الآن هو ترحيب فاتر. إنما الترحيب الفاتر أفضل من البارد....وهو بالتأكيد أفضل من لا شئ.
وهكذا و فيما كان يراقب والد مرسيدس و أخويها وهم يعودون إلى الضوء الموسيقى فى قاعة الرقص كبح بقوة متطلبات جسده وأجبر نفسه على رفع رأسه و النظر فى عينى مرسيدس العميقتين الداكنتين اللتين أغشاهما ضوء القمر بالظلال.
ــ أظن أنه من الأفضل أن نلحق بهم . إذا ما فهمت أبوك جيداً فأعتقد أنه لن يسمح لنا بالتأخر أكثر....سواء أكنا مخطوبين أم لا.
ــ نحن لسنا مخطوبين . وأنت تعلم ذلك! لقد كذبت!
عارض كلامها بنعومة ماكرة و ساخرة:"ما من كذب سنيوريتا أنا لم أقل أى شئ....بل سألت إن كان يفيد لو قلت إننا مخطوبان و تكفل والدك بما تبقى"
ــ كما كنت واثقاً من أنه سيفعل!
أدركت مرسيدس أنها فى أعماق نفسها حانقة من نفسها و ليس منه....أو على الأقل جزئياً من جايك و الجزء الأخر من نفسها.
لم تستطيع أن تصدق ما فعلته لتوّها . فبعد الطريقة التى عاملها بها والطريقة التى استغل بها الوضع هنا و مع والدها , كانت من الضعف بحيث تجاوبت معه حين عانقها.
ــ لا أريد أن أرتبط بك! لا أريد أى صلة أو علاقة بك!
ــ إذن كنت تفضلين أن أخبر والدك و شقيقيك....وأصدقاءكم وجيرانكم و أقاربكم ومعارفكم....أنك خرجت معى و رافقتينى إلى شقتى ونحن بالكاد نعرف بعضناً البعض؟ لا.....
أجاب على سؤاله بنفسه بعد أن رأى وجهها يتبدل ثم أردف :"ما كنت لترغبى بذلك بالطبع. لذا نحن مخطوبان فهذا يناسبنى و يناسبك"
ــ هذا تحديداً ما لا أفهمه! لِمَ يناسبك هذا؟
زم جايك فمه و دلك ذراعيه حيث أمسك به أليكس و جواكين.
ــ إذا ما أمسك بك شقيقاك الجلفان الضخمان و حدقا بعينين تعكسان رغبة فى القتل لأنك لطخت سمعة الأخت الصغيرة الغالية فصدقينى ستقولين أى شئ لجعلهما يتراجعان.
وعندما ذبات شعلة الأمل الضئيلة التى بالكاد كانت مضاءة فى قلبها و أنطفأت عندئذٍ أدركت مرسيدس أنها كانت موجودة . و الفراغ الذى أحست به أعلمها بما كانت تأمله....وكم هى غبية و ساذجة للتفكير حتى فى ذلك.
هل حلمت فعلاً بأن لدى جايك دافعاً لطيفاً و رقيقاً جعله يدعى أنهما مرتبطان؟ و أنه فعل هذا ليحميها و يدافع عنها فى وجه الاستنكار البارد و النبذ الاجتماعى الذى قد تواجهه كما حصل مع استريللا ؟
لابد أنها غبية و ساذجة إذا ما فعلت! لقد تصرف على هذا النحو بدافع شخصى بحت....بهدف الدفاع عن نفسه فى وجه غضب والدها و شقيقيها .
لم تخطر فى باله أبداً . وإذا ما كانت ضعيفة بما يكفى لتدع هذه الفكرة تخطر فى بالها.....وفى قلبها وهذا أسوأ....فقد زاد هذا الأمور سوءاً و حسب.
ــ وهل عانقتنى لتتخلص من شقيقىّ أيضاً؟
تكشيرة شيطانية ارتسمت على وجه جايك القوى. تكشيرة حركت فمه من دون ان تصل إلى عينيه و تضيئهما.
ــ لا. العناق حصل لأمنعك من الصراخ و تقويض كل ما فعلت .
كيف سيبدو الأمر برأيك لو أظهرت أنك تخشين البقاء معى وحدك بعد أن أقنعتهم لتوى أننا مخطوبان....ونحب بعضنا البعض بجنون؟
بقى يراقب أسرتها و هى تبتعد و انتظر حتى أصبحوا بعيدين عن أنظارهم و عاجزين عن سماعهم قبل أن يتوقف عن معانقتها.
إدراكها لذلك شكل جرحاً عميقاً فى قلبها فجعله أوسع و أعمق و أشد ألماً من قبل.
لقد فعلتها مجدداً ! تركته يسيطر عليها كما فعل تلك الليلة فى لندن . يكفى أن يلمسها و يأخذها بين ذراعيه حتى تذوب كالشمع بفعل الحرارة.
عناق واحد كان كفيلاً بجعل دقات قلبها تتسارع و الدم يتدفق بقوة فى عروقها. شعرت وكأنها تقف تحت أشعة الشمس الساطعة فى منتصف النهار بدلاًَ من ضوء القمر البارد الشاحب.
لقد تجاوبت كلياً مع ذلك العناق بعد أن وجدت نفسها عاجزة عن كبح مشاعرها فى حين أن المسألة لم تتعد بالنسبة إليه كونها طريقة محسوبة ببرودة لإبقائها هادئة و صامتة و منعها من إفساد خططه.
لكن ما هى خططه؟ ما الذى سيكسبه من هذه الخطوبة المزعومة؟
منتديات ليلاس
سألته:"لِمَ علىّ أن أدعك تنجو بفعلتك؟ ما الذى سيمنعنى من العودة إلى قاعة الرقص و إطلاع الجميع على الحقيقة؟"
عقد جايك ذراعيه على صدره و تراجع ليستند إلى شجرة ثم راح يتأمل وجهها المستنكر و عينيها اللتين تلمعان غضباً . فى الواقع بدا وكأنه يفكر فى سؤالها لكن التعبير الذى ارتسم على وجهه المذهل حذرها من أن جوابه حاضر و التأخير فى الرد ما هو إلا من قبيل الاستعراض
وأخيراً قال:"سمعتك,اسمك الطيب....فى المنزل و فى محيطك. رد فعل والدك ورضاه"
اعترفت مرسيدس فى سرها بأنه ضرب على وتر حساس لديها فيما أجفلت مكن تعليقه المبطن . لابد أنه رأى وجهها و لاحظ رد فعلها فى وقت سابق ها هو يستخدم الآن ما أكتشفه لمصلحته الخاصة.
ــ وماذا عن....؟
ــ حسناً, حسناً ! فهمت و وجهة نظرك واضحة ! أنا عالقة معك.
ــ نحن عالقان مع بعضنا البعض.
هذه النبرة المنطقية أزعجتها فعلاً. وشعرت مرسيدس كما لو أن الكلمات انتزعت طبقة من جلدها و تركت أعصابها معرضة للأذى.
ــ لا يمكننا أن نفعل هذا! لا يمكننى! هذا مجرد ادعاء...وليس صحيحاً أبداً
عندئذٍ علق جايك و هو يشير برأسه نحو المنزل:"لكنهم لا يعلمون ذلك. وإذا ما لعب كل منا دوره بعناية فلن يكتشفوا الحقيقة أبداً"
حدقت إليه مرسيدس فى شك و تشوش . ما الذى يجرى بالضبط داخل هذا الرأس الوسيم؟ ما هى الأفكار التى تعج فى هذا العقل البارد المحلل الذى تحرك بسرعة وفعالية ليجد حلاً لوضع كاد أن ينفجر؟
ــ و....إلى متى سنضطر للعب دورينا؟
و بدا مجدداً أن جايك يفكر فى سؤالها مع أنها كانت واثقة تمام الثقة هذه المرة من أنه يعرف جيداً ما سيقوله.
ــ بقدر ما يتطلب الأمر.
ــ أى أمر؟
تحرك الفم المثير و كأنه يكاد يبتسم لكنه عاد و كبح هذا الدافع بقوة.
ــ حتى أحصل على ما أريد.
ـت حتى....
هل عليها أن تسأل ؟ هل ترغب فعلاً فى ذلك؟ شكت مرسيدس فى أنها ترغب فعلاً فى معرفة ما يريده إلا أنها عجزت عن منع نفسها.
ــ ما الذى تريده من كل هذا؟
هذه المرة لم يستطيع أن يكبح الابتسامة فارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وشيطانية و أظهرت أسنانه البيضاء تحت ضوء القمر
ــ مرسيدس ألم تكتشفى السبب بعد ؟ ظننت أن دافعى واضح.
ردت مرسيدس بصوت جعل التوتر رفيعاً :"ليس بالنسبة إلىّ . عليك ان تنطق بما تريده"
وهكذا فعل
ــ ما أريده من كل هذا يا مرسيدس يا عزيزتى هو أنت.أريدك كعشيقة لى. ولطالما رغبت فى ذلك , منذ اللحظة الأولى التى رأيتك فيها....و لم يتغير شعورى . أريدك و أنوى الحصول عليك بطريقة أو بأخرى.


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13456471781.png

emn 22-08-12 07:38 PM

الجزئية دي حلوووووة مسكينة مرسيدس ....
اممممم بما انها سلسلة وانا لسه ما قراءة الروةايتين اللي قبل فدا حمسني
لاني اتوقع ان االروايات عن اخوانها
في ان تظار التكمله ^^

زهرة منسية 22-08-12 10:44 PM

طبعاً هما عن أخواتها جواكين و رامون تابعى فى قسم الروايات المترجمة ترجمة جزء من الأجزاء قصة جواكين وأنا كمان متحمسة أعرف قصة رامون كتير ويمكن أنزلها مكتوبة

زهرة منسية 22-08-12 10:49 PM

9 / سنجد تسوية
منتديات ليلاس


تثاءبت مرسيدس و تمطت ثم فركت عينيها بقوة فى محاولة منها لإيقاظ نفسها وللعودة إلى الحياة.
محاولة فاشلة لا جدوى منها . ما كان بإمكانها أن تشعر بأنها مستيقظة و حية حتى ولو حاولت . خمس ليالٍ من دون نوم يمكن أن تفعل بها هذا.
خمس ليالٍ أمضتها تتقلب فى فراشها غير قادرة على الارتياح عاجزة عن النوم.
خمس ليالٍ أمضتها مستلقية على ظهرها...تحدق إلى السقف المطلى باللون الأبيض محاولة التفكير فى حل ما.
حاولت ألا تفكر فى جايك .
مجرد التفكير فى جايك يؤرّق جفنيها و يحرمها نعمة النوم مهما بلغ التعب منها و مهما أجهدت نفسها أثناء النهار.
و قد حاولت ذلك...حاولت جاهدة.
منذ اللحظة التى اضطرت فيها إلى العودة إلى قاعة الرقص ليلة زفاف رامون حاولت بطريقة أو بأخرى أن تطرد جايك تافرنر من رأسها....
لكنها فشلت فشلاً ذريعاً.
كان من المستحيل أن تفعل أى شئ تلك الليلة فبعد أن أصر جايك على أن يلعبا مسرحية الخطيبين الجديدين أصبحت مجبرة على البقاء بقربه إلى حد كرهته. كان عليها أن تبقى إلى جانبه فلم تتمكن من الخلاص منه أبداً.
لذا رقصت معه و تحدثت معه و أجبرت نفسها على رسم ابتسامة مشرقة على وجهها و على إظهار كل الاهتمام بكل ما يقوله حتى شعرت و كأن عضلاتها المشدودة ستتكسر بفعل التوتر و الإجهاد . كان التعب قد بلغ منها مبلغاً بحيث عجزت عن التفكير أو الشعور ما ساعدها على تحمل الإعلان الذى خطر لوالدها أن يقوم به.
قال خوان بعد ان وقف وسط قاعة الرقص حيث تعزف الفرقة الموسيقية :"كلكم تعلمون أننا نحتفل الليلة بزفاف أحد أبنائى , رامون , و عروسه الجميلة استريللا . لكن بعضاً منكم لا يعرف أن لدى أسرتى سبباً آخر للاحتفال....."
غمغمت مرسيدس :"آه , لا! أرجوك , لا ! آه , لا تفعل !"
لكن والدها لم يسمعها بالطبع وحتى لو سمعها فهى واثقة من أنه ما كان ليكترث لكلامها . كان مصمماً على القيام بهذا الإعلان وما من شئ يمكن ان يقف فى طريقه .
ــ يسعدنى كثيراً أن أعلن الآن ان أبنتى الحبيبة الوحيدة مرسيدس أعلنت ارتباطها...بــ جايك تافرنر . صاحب شركة تافرنر للاتصالات .
ــ ابتسمى!
همس صوت من خلفها بهذه الكلمة فأدركت أن جايك الذى غاب عنها لدقائق معدودات دقائق كانت بحاجة ماسة إليها عاد ليلعب دور الخطيب المحب مرة أخرى.
ــ لا أشعر برغبة فى الابتسام
غمغمت مرسيدس بهذا الرد من زاوية فمها وهى تدرك أن جايك وحده سيسمع كلماتها التى كتمها التصفيق الذى تعالى من الحضور رداً على أعلان أبيها.
ــ أنا أيضاً لا أشعر بأى رغبة فى الابتسام لكن الكل يتوقع منا ذلك...... فابتسمى !
وأحاط خسرها بذراعه وشدها إلى جسده الدافئ و القوى ورأت بطرف عينيها جايك يبتسم ابتسامة عريضة رداً التهانى الموجهة إليهما .
حاولت بضعف أن تحذو حذوه مجبرة زاويتى فمها الذى رفض أن يطاوعها على الأرتفاع و خديها على التغضن فى ما قد يبدو من بعيد كتلك الابتسامة التى طالبها بها جايك.
جايك تافرنر....صاحب شركة تافرنر للاتصالات. ما كان والدها ليسقط هذه النقطة بالطبع . لابد أنه يعتبر هذه الخطوبة ضربة موفقة ويود أن يعلم الموجودون كلهم بذلك. فبعد ان أكسبهم زواج رامون من استريللا شركة التلفزيون العائدة لوالدها كجزء من مهر العروس هاهى تربط إمبراطورة ألكولار الإعلامية بالشركة البريطانية الضخمة.
منتديات ليلاس
أو على الأقل هذا ما ظن أن المستقبل يخبيه له . وارتعشت مرسيدس فى أعماقها لفكرة ما قد يحصل حين يكتشف الحقيقة.
وازدادت الرعشة وتحولت إلى رعدة حالمة أحست بــ جايك يتحرك و ما هى إلا لحظة حتى هددت ركبتاها بالارتخاء بمجرد أن شعرت بذراع جايك تشتد على خصرها و تمسك بها بقوة لتعانقها بشغف.
ــ هذا جزء صغير من الحد من الضرر.
همس بذلك ما جعل حنجرتها تجف ورأسها يدور ثم أردف :"فى حال بقى أى أثر من شجارنا و الهرج و المرج الذى حصل فى الخارج فقد سعى والدك إلى التأكد من أن الكل يعرف القصة الحقيقية"
ــ لكنها ليست القصة الحقيقية
خرجت الكلمات من فمها بصوت أشبه بفحيح الأفعى فيما بدا أن دماغها يكاد ينفجر بعد ان انقسم بين رغبتها فى الفرار من قبضته التى تتحكم فيها و حاجتها إلى الاستناد إليه بضعف و تركه يعانقها بكل بساطة.
وتابعت تقول :"وأنت تعرف ذلك تمام المعرفة !"
رد جايك متجاهلاً الاعتراض الغاضب فى صوتها :"هل لى أن أقترح أن تتعابى لعب دورك قبل أن يلاحظ أحدهم أنك تبدين كشخص يعانى من سوء هضم شديد بدلاً من تلك العروس المبتهجة التى تهيم وجداً التى يفترض بك أن تكونى و يبدأ التساؤل ما الخطب؟"
ــ سيسرنى كثيراً أن أخبرهم !
أنبها جايك بلطف مفرط :"كاذبة . أنت تفضلين حالياً الموت على الاعتراف بما قد يعرّضك للإذلال العلنى. لذا لِمَ لا تبذلين بعض الجهود لتبدو هذه النظرة واقعية على الأقل؟ عندئذٍ و إذا ما أجدت لعب دورك فسأدعك تعاقبيننى لاحقاً....عندما نصبح لوحدنا"
الشهوانية الخفية و العميقة فى نبرته لم تترك لدى مرسيدس مجالاً للشك فى ما تخيله من "عقاب". كانت الصورة إباحية إلى درجة أنها وصلت مباشرة إلى ما تبقى من دماغها كالبخار المسكر فأحاطت به فى ثوان.
و فى محاولة منها للسيطرة على أفكارها الجامحة عضت بقوة على شفتها السفلى الزهرية اللون كابحة الأنين الخائن الذى هدد بالخروج من بين شفتيها.
أنى له أن يعرفها جيداً بهذا الشكل؟ فهى لم تمضى سوى ثلاثة أيام برفقة هذا الرجل....ثلاثة أيام لم تمضيها بأكملها معه....و ها هو قادر على قراءة أفكارها كمن يقرأ فى كتاب مفتوح.بدا قادراً على تفسير أفكارها و على تنبؤ بما ستقوله و ما شعر به. و قد أستخدم هذه المعرفة بقساوة و أستغل الوضع....و أستغلها هى....كما يشاء .
فهل يعلم أن ذراعه التى تحيط بخصرها هكذا تثير مشاعرها إلى أقصى حد وأنها تكافح بيأس لإحفاء هذه المشاعر ؟ لابد أنه يعرف . كيف يمكن ألا يعرف.
لعله يعرف ذلك و هذا ما يريده فى أعماقه أيضاً؟
لابد انه أدرك كم ترغب فى إراحة رأسها على كتفه كم تود لو أن ذراعيه تحتضانها بشغف أكبر يجعل قلبها يدوى كأعنف عاصفة شهدها العالم . لابد أنه أحس كم تتمنى لو أن قاعة الرقص كلها و كل ما فيها يختفون و يتبخرون فلا يبقى فى العالم سواهما هى وهذا الرجل . هذا الرجل الذى بإمكانه أن يحولها إلى شخص مختلف كلياً شخص لا تعرفه أو تتعرف إليه. فبين ذراعيه تختفى مرسيدس المنطقية والمسيطرة على نفسها لتحل محلها امرأة مشوبة بالعاطفة امرأة بالكاد تستطيع كبح رغباتها.
راحت مرسيدس تتقلب الآن فى فراشها متعبة , مضطربة لمجرد ذكرى ما شعرت به حينذاك . شعرت بأن الأغطية الدافئة جداً وثقيلة جداً فرمتها جانباً و هى تهمس بشتيمة غير مهتمة ما إذا سقطت من الجهة الأخرى من السرير
بطريقة ما كبحت جماح نفسها و قاومت رغباتها رغم أن كل عصب فى جسدها صرخ معترضاً بغضب بسبب العذاب الذى أنزلته به . لم تستسلم للإغراء الذى عذبها و لايمكنها الآن سوى أن تشكر الله لأنها تمكنت من الحفاظ على رباطة جأشها . فتعليق جايك التالى أوضح لها كم كانت تبدو غبية و ساذجة لو أظهرت لما تشعر به.
فذهنه مشغول كلياً بالمسائل العملية و بالحاجة إلى متابعة الخدعة التى أبتكرها ليقنع أسرتها و أصدقاءها . ما من شئ عاطفى فى أفكاره.
ــ ربما ينبغى أن تعرفى أين أقيم؟سيبدو الأمر غريباً أن لم يكن لدى خطيبتى المزعومة أى فكرة أين يمكن أن تجدنى بعد أنتهاء هذه السهرة.....سأبدو كسندريللا بصورة معاكسة.
و تنهدت مدركة أنه محق و متمنية لو لم يكن كذلك. وتابعت تسأل:"أين ستكون؟أى فندق؟"
ــ أنا لا انزل فى فندق بل أقيم فى المدينة. أعطانى رامون شقته لأستخدمها أثناء غيابه.
ــ رامون؟ آه طبعاً , فأنت ضيفه . إذن كيف تعرفت إليه؟ لم تأتِ على ذكر الأمر من قبل .
تجنب جايك إعطاءها جواباً قاطعاً و أكتفى بالقول :"نحن نعمل فى المجال نفسه"
إذا ما أدركت كم يعرف رامون جيداً فقد تبدأ بجمع الأمور مع بعضها البعض لتصل إلى نتيجة لا يريدها أن تفكر فيها حتى .
ــ ولكم من الوقت ستسخدم شقته؟
ــ سأعتنى بها أثناء غيابه فى شهر العسل
ــ لكنه سيغيب هو و استريللا مدة شهر !
ــ إذن سأقيم فى شقته أثناء هذا الشهر.
لا يمكنه ذلك. آه , أرجو ألا يكون هذا صحيحاً ! أرجو من الله ان يكون كلامه مجرد مزاح....و أنه أختلق هذه القصة بأكملها !
نهضت مرسيدس من فراشها بعد أن عجزت عن البقاء هادئة ثم توجهت على النافذة وهى تمرر يدها فى شعرها الأسود الحريرى الطويل .
ظنت أنه سيبقى ليوم أو أثنين.....ثلاثة أيام كحد أقصى. ولن تحتمل سوى بعض ساعات فى اليوم لعب دور الخطيبة ثم يرحل عائداً إلى انكلترا فترتاح و تتحرر منه.
وبعد ذلك؟
حسناً ستتخذ قرارها لاحقاً . يمكنهما أن يطيلا المسرحية قليلاً و أن يأخذا الأمور بروية فيتركان ذكرى تلك الليلة فى حدائق القصر تذوى و تغيب عن أذهان الناس حتى ينسونها أو حتى تشغل بالهم فضيحة أخرى محتملة. عندئذٍ يمكنها أن تلمح إلى وجود خلافات بينها و بين جايك وأنهما يتشاجران و يواجهان بعض المشاكل. يمكنها حتى أن تقوم برحلة إلى انكلترابحجة مناقشة مشاكلهما و محاولة إيجاد حل لها لكنها "ستفشل" طبعاً
وهى ليست مضطرة حتى لرؤية جايك فى أى مرحلة من هذه المراحل .
يكفى ان تقول أنها قابلته.
يمكنها بعدئذٍ أن تعود إلى المنزل مع قصة عن أن الأمور ساءت للغاية.... وأن شجاراً عظيماً وقع بينهما....فقررا أن ينفصلا عن بعضهما البعض.... لا لا يمكن إصلاح الأمور ما من أمل أبداً . قد تضطر إلى التظاهر بالحزن والأسى لكن هذه الحالة لن تدوم طويلاً. حينذاك ستنتهى هذه المهزلة و تعود حرة.
بدت لها هذه الفكرة الآن معدومة الأمل حلماً سخيفاً . فبدلاً من ذلك ستضطر للعب دور خطيبة جايك لما تبقى من الأسابيع الأربعة أثناء إقامته فى شقة أخيها التى لاتبعد سوى عشرة دقائق عن منزلها.
أمضت خمس أيام تلعب دوراً يجعلها التفكير فيه تصاب بالغثيان.
وإذا ما كانت ليلة الزفاف سيئة فالأيام التى تلتها كانت أشبه بالجحيم على الأرض. حضر جايك إلى منزلها يومياً ولعب دور الخطيب المهتم و المخلص فاضطرت إلى السير على خطاه فى كل ما يفعله.
والأسوأ هو تعلق أسرتها به . فــ جواكين و أليكس يعاملانه و كأنهما صديقاه منذ سنوات و بديا على وفاق تام معه. حتى والدها الذى يتعامل عادة بطريقة رسمية مع الغرباء بدا محباً على غير عادته ما زاد الدور الذى تلعبه...أو الكذبة التى أختلقتها.....سوءاً
لا يمكنها أن تفعل هذا! لايمكنها لن تفعل هذا!
لكن هل لديها خيار آخر ؟ منذ ان بقيت صامتة حين ادعى جايك أنه خطيبها اضطرت إلى مجاراته وارتبط مصيرها له. عليها أن تمضى قدماً فى هذا سواء شاءت ذلك أم أبت.الأسابيع القليلة المقبلة بدت لها أشبه بعقوبة بالسجن لا تعرف كيف ستمضيها .
لن تتحمل هذه العقوبة!
عندما أتخذت قرارها هذا استدارت مبتعدة عن النافذة و توجهت إلى الخزانة لتخرج الملابس بشكل عشوائى.
لا يمكن لهذه المهزلة أن تستمر أكثر. لن تدعها تستمر! ستقابل جايك و تبلغه أنها ترفض الاستمرار فى لعبته. ستطالبه بوضع حد لها و سيجدان معاً مخرجاً من هذا المأزق.

مـــنــتـــديــاتـــ لـــيــلاســ


زهرة منسية 22-08-12 10:53 PM


وقف جايك قرب النافذة غرفة الجلوس فى شقة رامون و قد نسى فنجان القهوة الذى حمله فى يده فيما راح يحدق إلى المدينة التى بدأت الحياة تدب فيها تدريجياً فى نور الفجر البارد.بضع ساعات و يشتد الحر وتصب الشمس أشعتها الساطعة على الشوارع المزدحمة . لكن السكون و الهدوء يعمان الآن و لديه الوقت ليفكر.
فى مرسيدس !
موضوع واحد يشغل باله فى هذه الأيام. شخص واحد لم يستطيع أن يخرجه من تفكيره.شخص واحد لن يتمكن يوماً من فهمه مهما حاول ذلك.
فى الواقع يبدو أنه كلما حاول حشرها كلما تخلصت من قبضته و رفضت أن يتم تحديدها .كان الأمر أشبه بتشريح قوس قزح....فهى تتسلل من بين الأصابع وتختفى . وكل ما يتبقى له هو سلسلة من الصور الوهمية غير المحددة و غير الملموسة المثيرة للسخط و الجنون.
عندما اختلق قصة الخطوبة هذه ظن أنه سيكسب فرصة ليتعرف إليها....ليكتشف مرسيدس الحقيقية التى تختفى خلف الصور المتضاربة التى هاجمته منذ التقاها للمرة الأولى . لكن بدلاً من ذلك بقيت محيرة أكثر من أى وقت مضى.
إنها أشبه بألماسة متقنة القطع...لامعة مشعة جميلة....إنما ذات أوجه متعددة بحيث أن كل طبع من طباعها يبهر عينيه و يعميه عن النواحى الأخرى من شخصيتها.
لكنه لا يزال بعيداً عن معرفتها حق المعرفة.
صوت سيارة تنزل الشارع و تقترب لفت انتباهه للحظة.
إذن هو ليس الوحيد المستيقظ فى برشلونة فى هذا الوقت المبكر. وتساءل لثوان عن السبب الذى جعل الشخص الآخر يترك سريره قبل شروق الشمس؟ هل هم متوجهون إلى مكان ما ليبدأوا نهارهم باكراً أم أنهم عائدون لتوهم بعد ليلة طويلة فى الخارج؟
لوى فمه باستخفاف و هو يتذكر عدد المرات التى عاد فيها إلى المنزل فى هذا الوقت المبكر . يجب التمتع بالشباب , لطالما كانت هذه فلسفته . يجب أن يحيا المرء حياته....وقد عاشها هو بالطول والعرض.
وقد عرف الكثير من النساء أيضاً . نساء أردن المتعة نفسها التى سعى إليها ول يطابنه يوماً بأى ألتزام . لم يسع أبداً إلى علاقة تدوم إلى الأبد....
أو حتى إلى غد مضمون . إذا لم تسر الأمور على خير ما يرام فيتودعان و يمضى كل منهما فى سبيله . لطالما كانت علاقته متحضرة جداً
إذن لِمَ لم يتخل عن مرسيدس و يبتعد عنها ؟
لم يستطع ذلك هذا هو الجواب البسيط الصادق . لم يستطع أن يتركها وحتى لو فعل لما كان قادراً أبداً على أقصائها عن ذهنه . أرادها أكثر مما أراد أى امرأة فى العالم و مراوغتها زادت من لهفته.
ــ تباً!
منتديات ليلاس
أنزل جايك قبضته على حافة النافذة فى حركة معبرة عن مدى سخطه . لميتراجع يوماً و لم يستسلم فى حياته . الشركة التى هزمته مؤسسة ألكولار فى مناقصتها هى الشئ الوحيد الذى لم يفلح فى الحصول عليه عندما أراده . ولن يدع ألكولار آخر يهزمه مجدداً.
ربما لو بقيت مرسيدس تلك الليلة فى لندن . لو أستسلمت له و عرفها بشكل حميم لتمكن من حل لغز تأثيرها فيه ولأشبع الجوع المزعج الذى توقظه فيه . عندئذٍ كان ليتابع حياته وينساها.
لكن ولأنها أختفت بتلك الطريقة تغلغلت فى مساسه إلى حد انه لا يظن انه قد يتحرر منها يوماً حتى تستسلم له .
و ماذا سيحصل عندما يصل إليها ؟ وماذا بعد ذلك؟ حسناً سينتظر حتى يرى أن كان الشعور سيماثل ما تصوره . بعدئذٍ سيجيب عن هذا السؤال .
إلا أنه لا يشك فى أنها ستكون كما حلم بها تلك الليالى الطويلة التى عانى فيها من الأرق والقلق و الجوع , منذ أن هربت منه حينذاك. لقد دنا منها كثيراً إنما بقى بعيداً جداً فى الوقت عينه....تذوق ما يكفى من سحر وجودها و رفقتها وعناقها إلى حد انه يعلم أنه لن يرتاح يوماً حتى يكتشفها كلها . حتى فى أحلامه لم تكن له كلياً . حلم بأنه يأخذها بين ذراعيه , وعانقها عناقاً حميمياً و أحس بدفء و نعومة بشرتها تحت أنامله المتلهفة....
ــ تباً !
هذا هو حالة هذه الأيام . يفكر دوماً فيها....فى مرسيدس حتى أنه أحس أنه قادراً تقريباً على أرجاع رأسه إلى الخلف و العويل كالذئب فى وجه القمر فى تعبير وحشى وبدائى عن لهفته.
ــ تباً وسحقاً.....ييجب أن ينتهى هذا!
إما هذا و إما أن يفقد عقله كلياً.
أختفى صوت السيارة . يبدو أنه ذاك الشخص الذى استيقظ باكراً قد وصل إلى وجهته و هى فى مكان قريب من هنا.
التفت إلى قهوته التى أضحت باردة وغير مغرية ثم توجه إلى المطبخ ليسكب فنجاناً آخر لكن صوت جرس الباب جعله يتوقف جامداً إذ باغته على حين جرة
ــ من ذا الذى؟
نظرة سريعة إلى الساعة أكدت له أن الوقت مبكر كما يظن فعلاً . لم يقف مستغرقاً فى أفكاره طويلاً حيث أن الوقت مر بشكل أسرع مما توقع.
ــ ماذا......؟
الطريقة التى فتح بها الباب عكست القلق الذى أعتمل فى داخله . لم يكن يعلم ما إذا كان الزائر غير المتوقع جاء لرؤيته أم لرؤية رامون صاحب الشقة التى يشغلها مؤقاً . كل ما يعلمه هو ان زائراً فى مثل هذه الساعة المبكرة يعنى أخباراً من نوع ما وهى أخبار غير سارة عادة.
ــ أنتِ !
خرجت هذه الكلمة كالصاعقة من فمه حين رأى المرأة الطويلة الرشيقة ذات الشعر الأسود التى وقفت فى الباب . مرسيدس ألكولار....أنما مرسيدس كما لم يرها قط من قبل.

مــنـــتــديـــات لـــيــــلاســــ

زهرة منسية 23-08-12 12:05 AM


بدا جلياً أنها وعلى غراره ارتدت الملابس التى وصلت إليها يدها وهى عبارة عن بنطلون جينز قديم و قميص واسع يتناقضان مع الملابس المختارة من أشهر دور الأزياء و التى أعتاد على رؤيتها بها . هذا الأمر جعله يرمش بعينيه لثانية أو أثنتين فى ما يقارب عدم التصديق . أحاط شعرها بوجهها فبدأ وكأنها بالكاد تمكنت من تمرير فرشاة فيه قبل أن تغادر المنزل.
ألا أن وجهها بدا مختلفاً للغاية بحيث أنه بالكاد عرفها . لم تكن تضع أى زينة ما أبرز سحنتها الذهبية بنعومتها و رقتها التى لا يمكن لأى مسحوق تجميل أن يضفيهما على بشرة . أما العينان الداكنتان فلا تزالان مغشيتين بالنعاس... أم لعله الأرق إذ ظهرت بعض الظلال تحتهما...و الأهداب السوداء الطويلة لم تكن بحاجة إلى اى شئ اصطناعى لتعزيز جاذبيتها المغرية. بدت أصغر من سنها بعشر سنوات....أشبه بطفلة.....و بريئة إلى حد لا يصدق.
ــ ماذا تفعلين هنا بحق الجحيم؟
لم يأبه كم يبدو عدائياً فقد فاجأته زيارتها و أخذته على حين غرة بحيث تناسى اللياقات الاجتماعية.
ــ علينا أن نتحدث .
لا ليس علينا....
خطرت له هذه الفكرة قبل أن يتمكن من السيطرة على نفسه. وتحركت حواسه كلها على الفور فى رد فعل على ظهورها فيما بالكاد أنهى معركته لكبت مخيلته الجامحة التى عذبته منذ لحظات.
لا ليس علينا أن نتحدث.ما علينا ان فعله هو أن نتعانق و ما عليك أن تفعليه هو أن ترتمى بين ذراعىّ وتدعينى أعانقك و....
تباً , لا !
لا !
عليه ألا يدع أفكاره تأخذ هذا المنحنى
إلا إذا دفعتها معجزة ما إلى الحضور لتقول له إنها تشاطره الشعور نفسه....و إنها حاولت إنما لم تستطيع أن تحتمل البعد عنه أكثر....
ــ جايك, هل سمعت ما قلته؟ علينا....
ــ نعم, نعم....علينا أن نتحدث.
خاض معركة ضد ذاته, لكنه تمكن بطريقة ما من جمع أفكاره المشتتة وحاول أن ينظمها....ينظمها بشكل محترم.
لم تأت بالطبع إلى هنا لتقول إنها تبادله الشعور نفسه . لقد أوضحت له أنها تكرهه و أنها تعتبره أدنى من الأرض التى تحت قدميها الصغيرتين.
لِمَ أتت إذن؟
منتديات ليلاس
ــ عما سنتحدث ؟
التفتت عينا مرسيدس الداكنتان يمينة ثم يسرى ثم ألقت نظرة إلى خارج الشقة وعندما عادت تنظر إليه مجدداً كانت نيران اللوم الغاضب تستعر فى أعماق عينيها.
ــ هل تظن أننى أريد التحدث هنا...فى العلن...؟
ــ حسناً إذا أردت أن يكون الحديث خاصاً....تفضلى.
فتح جايك الباب قدر أستطاعته و وقف بعيداً لئلا تقترب منه وهى تدخل إلى الشقة . فمجرد الربط بين كلمة خاص و بين التواجد مع مرسيدس وحديهما أشعل النار فى دمه و جعله يتدفق بقوة فى شرايينه بحيث عجز عن السيطرة عليه . إن كانت سريعة التأثر بقدره فهو ليس مسؤولاً عن نتائج لقائهما.
أردف وهو يغلق الباب بحزم ويستند إليه شابكاً ذراعيه على صدره و محدقاً فى وجهها :"إذن ما الذى تريدين التحدث عنه تحديداً؟"
ــ أنا....أنا.....
و تلعثمت و لم تعد تجد كلماتها فعضت على شفتها السفلى ذعراً.
ــ أنت؟
حثها جايك على الكلام بفظاظة حين بدا له انها ستستسلم كلياً بعد أن فقدت قدرتها على إيجاد ما تقوله.
و أردف :"قلت إنك تريدين التحدث....فتحدثى إذن"
بدت وكانها تفضل مواجهة فصيلة أعدام على الكلام . لكنها أبتلعت ريقها بصعوبة و أجبرت نفسها على الرد.
ــ أردت ان أحاول لأرى إن كان بإمكاننا التوصل إلى تسوية ما ؟
ــ أحقاً ؟ و ما هو نوع التسوية التى خطر لك؟

مــنــتــديــاتــ لــيـــلاســـ


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13456696911.png

زهرة منسية 23-08-12 03:18 PM

10 / أمــر أمــ طــلــب
منتديات ليلاس


أردت ان أحاول لأرى إن كان بإمكاننا التوصل إلى تسوية ما .
يا إلهى ! لِمَ قالت هذا؟
لم يكن هذا ما قررت قوله. فى الواقع هذا آخر ما فكرت مرسيدس فى قوله! لكن بطريقة ما و بغباء عارم و من دون أن تعرف السبب تكلمت من دون تفكير.
لم تشأ التوصل إلى أى تسوية من أى نوع . ليس مع جايك...و مهما كانت الظروف ! لقد حضرت هذا الصباح لتخبره أن القصة السخيفة التى أختلقاها أنتهت وانها لن تستمر فى هذه الخدعة بعد اليوم. يجب أن تتوقف على الفور....و بشكل نهائى.
أتت إلى الشقة لتنذره : أوقف هذه المسرحية السخيفة.....و إلا !
كانت مصممة تماماً على القرار الذى أتخذته . وهذا القرار جعلها تخرج من منزلها و تقود سيارتها و تتوجه إلى هنا....إلى هنا مباشرة من دون تحويل او تأخير . حتى أنها رددت خطابها مراراً وتكراراً وهى تستخدم المصعد فى طريقها إلى الشقة .
إنما ما إن فُتح الباب ورأت جايك يقف أمامها حتى تبخر تصميمها كله....و معه تلك الكلمات التى رددتها وتدربت عليها بعناية.
ــ أنا.....آه......
أتى لها ان تفكر بشكل قويم فيما هذا الرجل يقف قبالتها شبه عارٍ؟
بنطلون الجينز هو الشئ الوحيد الذى يرتديه يعلوه الصدر الواسع حيث الشعر الداكن المجعد يُشكل إلهاءً خطيراً و يسبب إرباكاً عظيماً.
حاولت ان تكتفى بالنظر إلى وجهه إلا أنها فشلت.فعيناها ما أنفكتا تتحولان إلى كتفيه العريضتين المستقيمتين و إلى عضلات ذراعيه القوية .
ــ أى نوع من التسوية؟
ــ تسوية من شأنها....ألا تظن أن من الأفضل أن ترتدى بعض الملابس؟
القى جايك نظرة سريعة عابسة على صدره العارى ثم رفع ناظريه إلى عينيها الدجاكنتين فى نظرة تحدٍ باردة.
ــ لا. لماذا؟
ــ حسناً...أنت....أنت بالكاد ترتدى ما يكفى لكى....لكى أفعل ما فى ذهنى
لِمَ قالت هذا ؟ لقد أعطته فرصة ممتازة....فرصة أستغلها من دون تردد.
ــ وما الذى فى ذهنك؟
ــ قلت لك! علينا نتحدث !
لكن بعد أن زرع الشك فى أفكارها لم تعد قادرة على كبح مشاعرها و إبعادها عن الصور التى راح ذهنها يستعرضها مرة بعد مرة.
ــ نعم...لقد قلت هذا أكثر من مرة....لكنك لم تذكرى الموضوع. ولا تقولى لى مجدداً إن علىّ أن أرتدى بعض الملابس....فأنا محتشم بما يكفى لـنـتـكـلـمــ .
تشديده على كلمته الأخيرة أوضح جلياً أنه يشك فى أنها حضرت إلى منزله لتتحدث إليه . فكرة التفسيرات الأخرى التى يمكن أن يعطيها لزيارتها جعلت قلبها ينتفض و نبضاته تتسارع بشكل مؤلم وغير سوىّ.
ــ أنت محظوظة لأنى أرتدى هذا القدر من الملابس. إذا أخترت أن تدقى على أبواب الناس فى مثل هذه الساعة المبكرة , ساعة يكون الناس فيها عادة نيام فعليك أن تتقبليهم كما تجدينهم و أنا لا أملك بيجاما و.....
ــ آه, هل أيقظتك من النوم؟
كانت مصممة جداً على رؤيته و فى حاجة ماسة لرؤيته بحيث لم يخطر لها حتى قد يمون نائم أو .....
ــ لا لم أكن نائماً...وقبل أن تطرحى السؤال الثانى الذى يطن حالياً فى مخيلتك الصغيرة الخصبة لا لم أكن مع امرأة أخرى. ما من أحد فى الشقة سوى أنا و انت.
منتديات ليلاس
يجب ألا تشعر بالارتياح . ما من داعى لذلك. فــ جايك تافرنر لا يعنى لها شيئاً....أبداً ! لكن هذا لم يمنع كتفيها من الاسترخاء أو أنفاسها التى حبستها من الخروج من بين شفتيها ما جعلها تدرك بعد فوات الأوان كم أن فكرة السؤال التى لم تطرحه وترت جسدها كله....و كأن الجواب عليه لم يعن لها شيئاً....بل كل شئ.
أصابها الارتياح بدوار جعلها طائشة فلم تستطيع أن تكبح ضحكتها .
ــ هل تدرك أنك تمسك بفنجان القوة هذا و كأنه درع واقٍ منذ دخلت؟ حتى عندما مددت ذراعيك بقيت ممسكاً به.
باغتته التغير المفاجئ فى صوتها فأخفض جايك ناظريه إلى الفنجان بذهول.
إنها محقة . لقد نسى الفنجان كلياً منذ تردد صوت جرس الباب فى الشقة وبقى متمسكاً به منذ تلك اللحظة.
إنما كدرع واقٍ؟
هذا يعنى أنه لا يريدها أن تقترب منه فيما هو يرغب فى العكس تماماً . ما يريده هو ان تقترب منه قدر الإمكان.
لعله أستخدم الفنجان كحاجز دفاع ضد أفكاره و مشاعره الخاصة . فبوجود الفنجان فى يده لا يمكنه أن يقوم بما يرغب فيه بشدة....
ــ هل ستشرب ما فيه؟
سحقاً. ما الذى قالته؟ تكلمت عن الشرب.
ــ أظن أنه غير قابل للشرب على الأرجح.
نظرة أخرى إلى السائل البنى الذى لم يعد مغرياً و شهياً جعلته يكشر بقرف.
ــ انه مقزز لغاية . أرجو المعذرة سأتخلص منه سريعاً . وقد أحضر فنجان آخر....أترغبين فى بعض القهوة؟
ــ هذا لطف منك.
و التفتت بشكل آلى نحو باب فتساءل إذا ما كانت تتذكر على غراره فى تلك الليلة فى منزله حين دخلت إلى المطبخ لتنضم إليه و هو يشرف على التحضيرات الأخيرة لوجبة العشاء.
لم يشأ أن يتكرر ذلك الآن.
ــ أذهبى و أجلسى .
و أشار بيده إلى غرفة الجلوس من دون أن يتوقف ليرى ما إذا التزمت باقتراحه ثم دخل إلى المطبخ و رمى محتويات فنجانه الباردة و غير المغرية فى الحوض قبل أن يجبر نفسه على التركيز على تحضير فنجانى قهوة جديدين .
ينبغى ألا يكون لها هذا التأثير فيه, فهو فى المطبخ بحق الله . مطبخ حديث مصنوع من المعدن اللامع و الرخام مع إضاءة مدروسة بعناية . غرفة عملية....وهى على الأرجح صارمة وعملانية . فى حين أن أفكاره مالت نحو الغواية والرفاهية و النعومة و التراخى بعد أن سيطرت مخيلته على مجراها
بالله عليك يا رجل!تمالك نفسك!
غمغم جايك بذلك بغضب بعد أن قاطع صوت المياه التى راحت تغلى فى الأبريق أفكاره . رفع غطاء الإبريق و أصبح الآن معرضاً لخطر الاحتراق.
ــ تمالك أعصابك.
ــ ماذا؟ هل قلت شيئاً؟
ــ لا!
فات الأوان . فقد ظهرت أمامه فى باب المطبخ
ــ هل تحتاج إلى أى مساعدة؟
ــ قلت لك أن تجلسى
تصرف خاطئ , نبرة خاطئة. أمكنه ان يرى العصيان يرتسم على و جهها و الغضب يلمع فى عينيها .
ــ ومن اعطاك الحق فى أصدار الأوامر لى؟ أنا لا أتلقى الأوامر!
ــ نعم لاحظت ذلك .
و أخذ نفساً عميقاً غير سوى عله يسيطر على مزاجه العكر.
ــ وماذا عن الطلبات؟
ــ ماذا ؟
ابتسامتها كانت مرتبكة , مذهولة و خجولة بعض الشئ وفاتنة بشكل جهنمى.
إنه يريد رؤية هذه الابتسامة مجدداً و هذا أمر مؤكد.
ـت قلت انك لا تتلقين الأوامر....فهل تتقبلين الطلبات ؟
بدا جلياً أنها مأسورة الآن .
ــ ربما أفعل.
ــ حسناً إذن....مرسيدس , أذهبى و أجلسى أرجوك
و نجح الأمر فعادت تلك الابتسامة ترتسم على وجهها . ابتسامة واسعة مشرقة أكثر من ذى قبل . واسعة بما يكفى لتسدد له ضربة مؤلمة و حادة.
ــ بما أنك طلبت ذلك بلطف فايق....
استدارت تستعد لتنفيذ ما طلبه منها حين شعر برعشة قوية تتملكه ما جعله يجفل فى داخله.
ــ لا ! أعنى...لقد بدلت رأيى!
هذه المرة لم تتكلم بل سددت له نظرة استفهام إلى عينيه مباشرة .
منتديات ليلاس
هل هى نظرة أستفهام فعلاً؟ هل من لمسة تحدٍ فيها أيضاً؟
ــ قال بصوت أجش:"لا تذهبى , تعالى . أرجوك أدخلى"
و للحظة او أثنتين ظن انها سترفض لكنها ابتسمت مجدداً , ببطء أكبر هذه المرة عادت.
بدا وكان كل خطوة منها أستلزمت قرناً . سارت متعمدة نحوه و عيناه مسمرتان على عينيه.
أغاظته قائلة :"أترى كم تصبح الأمور سهلة عندما تطلب بلطف"
كانت تقترب منه . أصبحت من القرب بحيث تمكن من أن يشعر بدفء جسدها يمتد ليلامسه و عطر بشرتها الخاص يحيط به كغمامة . الشوق إليها كان أشبه بحاجة تمزقه تتعاظم و تشتد مطالبة بإطلاق العنان لها.
ــ أنا آسف....نسيت أصول اللياقة .
بذل جهداً جباراً لئلا يعكس صوته ذاك الشعور الذى يتملكه و تابع يقول :"لن يتكرر هذا مجدداً"
تباً لقد توقفت فى مكان جعلها بعيدة عن متناول يده . بقيت بعيدة عنه بحيث بات من المستحيل أن يلمسها من دون أن تراه يتقدم نحوها ما يعطيها فرصى للانسحاب و التراجع سريعاً. و إذا ما تحركت بعيداً فهو يشك فى أن تقترب منه مجدداً
إنما هناك الكلمة السحرية بالطبع
ــ أرجوك...
و أرفقها بإيماءة حذرة من إصبعه . حذرة و بطيئة , من دون أى حركة مفاجئة من شأنها أن تجعلها تجفل كظبية تخشى أن تقع فى الفخ . بدت عيناها واسعتين و داكنتين كذلك المخلوق البرى فيما بقى رأسها عالياً و حركاتها حذرة.
إلا أنها أقتربت منه خطوة أخرى إلى الأمام.
بحذر ونعومة...
و مد ذراعيه ليحتضنها....
لم تصدق مرسيدس أنها تفعل هذا. لا ينبغى لها أن تفعل لكنها تعلم أيضاً أنها عاجزة عن المقاومة. فالأمر أشبه بالوقوع تحت سحر مشعوذ, كما لو ان خيوط السحر الدقيقة حيكت فوق رأسها ومن حولها كطوق هش إنما غير قابل للكسر.
و أدركت فى أعماقها أنها لا ترغب فى التحرر و الإفلات من هذا السحر.
لم تشأ أن تقاومه.
عندما يبتسم جايك بهذه الطريقة , يسحرها ويصل إلى روحها حيث تمركز منذ بداية لقائهما و هى تدرك ذلك تماماً مهما حاولت جاهدة أن تقنع نفسها بالعكس. وكلمة "أرجوك...." التى همسها قضت على أى أمل لديها فى أن تتمكن من مواجهته بثبات.
لعله كان بمقدورها أن تقف فى وجه جايك نفسه...لكنها لم تستطيع أن تصمد فى وجه المزيج المهلك من سحر جايك المقنع و من شوقها الملح .
وهكذا تقدمت كشخص خاضع لتنويم مغناطيسى .
الدقيقة التى مضت قبل أن تطبق ذراعاهعليها استمرت دهراً. شعرت و كأن قلبها توقف عن الخفقان فيما أنحبست أنفاسها فى حلقها . أحست و كان تلك الثوانى القليلة لم تكن اطول....و لا تحتمل بقدر ما هى اليوم.
بدا وكأن الأحداث كلها تجرى ببطء شديد.
و عندما عانقها أخيراً , أنفجرت حواسها و ذهبت بأفكارها معها. كل ما كانت تعيه هو نار المشاعر البدائية المستعرة التى بدأت تتأجج فى داخلها و تنتشر فى جسدها كما تنتشر فى الهشيم


كرم حسان 23-08-12 03:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3165840)
مشكورة على مروك على كلامك الرقيق كرم

تحياتى
للامانة اختيارك رائع ورقيق فى كتابة الروايات
و بليز عزيزتى ماطولى علينا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،، نحن فى الانتظار

زهرة منسية 23-08-12 03:27 PM


منتديات ليلاس

إنها تلك الليلة فى لندن من جديد.
لكن مرسيدس كانت تتوقع هذه المرة ما يجرى.
لم تعد غير واثقة أو خائفة. لن ترتجف حتى أعماق روحها الدفينة كما فعلت تلك الليلة لأنها تعرف الآن ما سيحدث . كانت تنتظر تلك الصاعقة تلك الحرارة التى تكتسح كل عصب فيها.
ــ جـ....جاك.....
حتى أسمه أرتجف على لسانها وهى تحاول النطق به . كما بدت ذراعاها غير واثقتين وهى ترفعهما لتضعهما حول عنقه . لكن, وبفضل دعمهماتمكنت من البقاء واقفة على قدميها لتبادله العناق و تستسلم لعناقه كلياً كما طالبها ضغط ذراعيه.
العناق الذى بدأ خشناً و متطلباً و متشوقاً استحال الآن أعمق وأكثر تعذيباً . وانحبست أنفاس مرسيدس فى حلقها فيما راح جسدها ينتظر و ينتظر.
صدرت عنها تنهيدة حارة و كأنها خرجت من أعماق روحها , فضحكم جايك ضحكة جاءت ناعمة و دافئة على خدها.
اكتفت مرسيدس بهز رأسها ارتباكاً عاجزة عن إيجاد كلمات مناسبة للإجابة, وهى تحاول أن تكتشف ماهية المشاعر التى تعتمل داخلها.
رأت النظرة المصممة على وجهه ولاحظت كيف استحال لون عينيه داكناً و هو يتأمل ملامحها فأدركت ما هو آتٍ . هل هى مستعدة حقاً ؟ هل هذا ما تريده فعلاً؟ هل هذا هو الخيار الأمثل؟....
حبست مرسيدس أنفاسها فيما أنقبضت معدتها بحدة خوفاً وأرتباكاً.
وتراكمت الصور فى ذهنها و راحت تتوالى الواحدة تلو الآخرى: صورة والدتها الحبيبة و هى توصيها و تجعلها تعدها , صورة أبيها الغاضب , الثأر و صورة استرايللا زوجة أخيها التى نبذها مجتمعهم بسبب تهورها.....
صور و صور عذبتها و جعلتها تدرك ما تقدم عليه.
لكن جايك كان فى عالم آخر , لا فكرة لديه عما يدور فى ذهنها كان غارقاً فى عالم من الأحاسيس التى جرته إليه . أعترضت و إن بضعف:"جايك ! أنا....أنا....."
همس:"ما الأمر؟"
ــ أنا....حسناً, أنا......
مرسيدس, عزيزتى , ما بك؟أنت ماذا؟
ــ جايك أرجوك ! لا ما نفعله خطأ ! هذا ليس صوباً.
و كأنما هذا الاعتراض كان كافياً ليستعيد جايك وعيه فابتعد عنها بسرعة وكأنما أفعى تهدد بأن تلسعه.
ــ تباً مرسيدس . أتهوين التلاعب بى؟ أتجدين لذة فى إفقادى السيطرة على نفسى لتتراجعى فى آخر لحظة؟ أتسعين إلى إحباطى؟
لم تتكلم ولم تجبه إذ لم تستطع أن تجد الكلمات المناسبة للرد عليه .
لاذت بالصمت فيما غشت الدموع غشت الدموع عينيها وأعتصر الألم قلبها.
مرر جايك يده فى شعره وراح يحدق إلى الفراغ محاولاً أن يجد أجوبة على الأسئلة التى تزاحمت فى ذهنه.
من هى هذه المرأة ؟ و ما هى حقيقتها؟ إنها مرسيدس....مرسيدس المحبوبة, العزيزة المدللة أبنة أسرة ألكولار الوحيدة.
إنها أبنة خوان ألكولار.
لم يثق بنفسه ليتحدث إليها إذا ما اضطر لذلك الآن.
لكن من هى مرسيدس ألكولار فعلاً؟
هل هى المرأة اللعوب التى خرجت معه و أثارته إلى حد الجنون ثم فرت شقته و تخلت عنه؟
هل هى المرأة التى جارته الآن و افقدته صوابه ثم تراجعت فى اللحظة الأخيرة بعد ان أوقدت النار فى جسده؟
أم أنها فرت خوفاً من عائلتها و مجتمعها ومن رد فعلهما إذا ما أكتشفا تورطهما معاً؟ أم لعلها خافت من التجربة فى حد ذاتها لعدم خبرتها؟
لكن ثمة مرسيدس ألكولار أخرى....امرأة مختلفة تماماً....تلك التى ألتقاها فى حفل زفاف رامون, حيث أدعت أنها لا تعرفه أبداً. تلك التى تجاهلته و بقيت متعلقة بذراع ذاك الشاب لئلاً تتسنى له فرصة الاقتراب منها. تلك التى يجرى فى عروقها دم ألكولار الصافى من قمة رأسها الأسود اللامع حتى أخمص قدميها الصغيرتين الناعمتين . امرأة باردة كقطعة من جليد لا تأبة أبداً بمشاعر الآخرين و متعجرفة , متغطرسة إلى أقصى حد .
تلك كانت مرسيدس التى أعدت الرسالة التى أبلغته بها صديقتها عندما حاول التحدث إليها فى لندن
"مرسيدس لا ترغب فى أن تضيع مزيداً من وقتها معك"
إذن إذا لم تشأ أن تضيع وقتها معه فماذا تفعل هنا و ماذا كانت تفعل منذ دقائق بين ذراعيه؟
ثمة أمر واحد مؤكد....وهو ان الوقت الذى يمضيه معها ليس وقتاً يضيع سدى . فمعها أختبر مشاعر لم يعدها من قبل مشاعر بلغت أقصى حدود التطرف . فهو يريدها إلى حد الألم و يكره تأثيرها فيه إلى حد الرغبة فى قتلها.
أما الآن فعليه أن يجد حلاً لهذا الوضع الشاذ عليه أن يتصرف بعقلانية ويبتعد عن التهور . فقد تأخر الوقت و أصبحت الشمس فى كبد السماء والطقس ينذر بيوم حار . وصلت مرسيدس إلى شقته فى وقت مبكر جداً بحيث أنه يشك فى أن يكون قد أعلمت والدها بخروجها . وإذا ما تأخرت فى العودة فسيتوجب عليها أن تقدم تفسيرات كثيرة عند وصولها إلى المنزل. ربما لن يصدقها والدها إذا ما قالت إنها غادرت المنزل فى الصباح وقد يتهمه بإغوائها لتمضى الليلة عنده.
كما أنه لم ينس شقيقيها حين قبضا عليه ليلة زفاف رامون فقد بديا قادرين على الحاق الأذى به ما أساء إلى أختهما الصغيرة العزيزة زهرة منسية.
وعند هذه النقطة رفع نظره و تأمل رأسها المنحنى قبل أن يقول :
"مرسيدس...علينا أن نتكلم"
ــ عم سنتكلم؟
منتديات ليلاس
ــ قلت إنك جئت إلى هنا لنتحدث...لنرى أن كان بالإمكان أن نتوصل إلى تسوية . فما هو نوع التسوية التى كنت تفكرين فيها؟
ما هو نوع التسوية؟
ذكرى الأفكار التى شغلت ذهنها و هى فى طريقها إلى هنا طافت فى رأسها بشكل عشوائى . حينذاك كانت واثقة تماماً من مشاعرها و مما تريده وما ستقوله له . وتذكرت أنها راحت تكرر الجمل مرة بعد مرة و هى تصعد السلالم لتصل باب المبنى حيث تقع الشقة و هى تقطع الممر لتصل إلى المصعد . إلا أن هذه الأفكار تشتت الآن و أختفت و لم يعد يطفو منها سوى مقتطفات تظهر ثم تعود و تختفى مجدداً قبل أن تتمكن من الإمساك بها وتحويلها إلى جملة مفيدة و مترابطة . لم تجد فى داخلها القوة الكافية لتشكيل جملة و لجمع فكرتين منطقيتين معاً .
و ما زاد الوضع سوءً هو الضعف الذى أحست به و هى تقف قابلته بعد ان كانت فى النعيم بين ذراعيه . ها هى تقف هنا غارقة فى تبعات عناقهما تتخبط لتتمالك نفسها و تستعيد رابطة جأشها فى حين أنه يفكر ببرودة فى ما قالته ساعة وصلت متذكراً التسوية التى تحدثت عنها , و مستعداً الآن لمناقشتها بمنطق وعقلانية. بدا وكأنهما لم يتعانقا أبداً ولم يلهب مشاعرها ولم يفقدها صوابها. أحقاً كانت بين ذراعيه منذ لحظات؟ أحقاً كادت تنسى وعدها لوالدتها؟
بدا أن ما حصل لم يؤثر فيه و لم يقض على لا مبالاته . كيف أمكنه أن يتصرف بهذه البرودة و هذه العقلانية فى حين أنها وقعت فى حبه من دون أن تدرى متى او كيف أو لماذا؟
و فى خضم انفعالها كادت مشاعرها الملتهبة تدفعها إلى البوح بسرها.
كادت تقول له :" جايك تافرنر أنت الرجل الذى أحب أنت حياتى و قلبى و روحى . أنت كل ما حلمت به و أردته يوماً". لكنها تمكنت من رد الكلمات الخائنة قبل أن تخرجح من بين شفتيها....و فى الوقت المناسب .
نظرة عينيه الباردتين راحت تتأملها بإمعان ما جعلها ترغب فى الابتعاد عنه و الأشاحة بنظرها . لكنها عرفت كيف سيفسر تصرفها هذا على أنه اعتراف بضعفها أمامه فأجبرت نفسها على أن تلتزم مكانها متحملة تحديقه إليها رغماً عنها.
أنها مرسيدس ألكولار أبنة خوان ألكولار ولا ينبغى لها أن تذل نفسها وتظهر ضعفها.
ــ حسناً ربما بإمكانك أن تناقش الأمور فيما أنت شبه عارٍ....إنما أخشى أنى أفضل أن ترتدى ثيابك.
و سمحت لنفسها أن تضيف هزة خفيفة معبرة من كتفها هزة مصطنعة كلياً جاءت من حاجة لديها للدفاع عن نفسها و لإعلامه أنه ليس الوحيد الذى يمكنه أن يتصرف ببرود وتباعد
ــ حسناً لن أغيب طويلاً . أعتبرى البيت بيتك وتصرفى على هواك.
ــ لا تقلق ففى النهاية هذه الشقة شقة أخى و أنت ضيف فيها أكثر منى.
كلامها هذا ألزمه حدوده و أسكته . نعم إنها تنتمى إلى هذا المكان أكثر منه . أنها من أسرة ألكولار العريقة فى حين أنه شخص غريب نكرة فى هذا البلاد.
لقد أتى إلى هنا و لحق بها إلى بلادها مصمماً على أن يضع العداء القديم خلف ظهره...وأن يترك الماضى للماضى حيث مكانه . لكن و مع كل تصرف تتصرفه و مع كل كلمة تنطق بها تبدو مرسيدس مصممة على أن تثبت أن غطرسة أسرة ألكولار حية فيها و مستعدة للظهور عند اول فرصة.
حسناً. إذا ما أرادت أن تلعب اللعبة بهذه الطريقة فسيجاريها خطوة بخطوة .

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13457278611.png

زهرة منسية 23-08-12 03:37 PM

ملحوظة
بأعتذر منكم المشاركة السابقة هى الفصل رقم 11
وعنوانه امرأة لعوب
أكرر إعتذارى

زهرة منسية 23-08-12 03:39 PM

12 / الآن أو أبداً
منتديات ليلاس



و بعد نصف ساعة خطر لجايك أن أتخاذ القرار بمجارة مرسيدس و التصرف على طريقتها طريقة أسرة ألكولار , شئ , و إجبار نفسه على الالتزام فعلياً بهذا القرار شئ آخر. ففى الواقع عاد إلى الغرفة ليجد مرسيدس غارقة فى الأريكة وقد بدت مختلفة تماماً حى خيل له للوهلة الأولى أنها شخص آخر.
كان شعرها الأسود اللامع ينسدل على كتفيها و وجهها البيضاوى الشكل مصطبغاً بلون زهرى طبيعى فبدت وكأنها طفل صغير يداعب النعاس جفنيه. جلست متقوقعة على نفسها فى الأريكة الكبيرة ويداها معقودتان حول ركبتيها ما زاد انطباعه بأنها فتاة صغيرة ضائعة .
لكن عندما نظر إلى وجهها و رأى النظرة العاصفة و المتمردة فى عينيه و ملامحها العنيدة و المتعجرفة و ذقنها المرفوعة بتحدٍ و فمها غير الباسم , رأى مرسيدس الأخرى....تلك القادرة على رمقه بنظرة تحيل الرجال الأقل صلابة منه إلى كومة رماد عند قدميها و تخضعهم برمشة عين.
أما اليوم فثمة شئ مختلف حتى فى ذاك التعبير....ذاك الذى أطلق عليه أسم نظرة ألكولار . فالتحدى اليوم يتضمن لمسة من التظاهر بالشجاعة لم يلاحظها من قبل . فالذقن الناعمة عالية بعض الشئ و الفم المطبق تحول إلى خط من العصبية بدلاً من أن يعكس الكبرياء ما جعلها تبدو كمن يخوض حرباً ضد نفسه....و يصر على عدم إظهار القلق و الاضطراب اللذين يشعر بهما.
وبعد ان لاحظ ذلك و بعد أن اكتشف مدى براءتها كبح الملاحظة اللاذعة التى كادت تفلت منه و بدلاً من ذلك أستخدم نبرة طبيعية إلى حد ما وهو يقول :"اقد بدلت ملابسى . فهل أنتِ راضية؟"
لم تجبه على الفور بل تأملت بنطلون جينز الذى ارتداه و القميص الأبيض النظيف الذى وضعه فوقه.
ــ هل أنتِ جاهزة للتحدث الآن؟
وأردف بعد أن لاحظ أنها أجفلت لحدة لهجته:"هل تجديننى محترماً بما يكفى لمناقشة الأمور؟"
ــ نعم, لا بأس .
عادت اللهجة الرسمية الجاتفة وكأنها تسعى لوضع بعض المسافة بينهما.
ــ هل أنت واثقة؟ ام أن علىّ أن أغطى ما ظهر من جسمى....قدماى ربما؟ هل على أن ألبس جواربى أيضاً؟
ــ لا تكن سخيفاً ! ما من داعٍ لذلك!
ــ لا؟ ألا تخشين أن تشعرى بالإغراء؟
ــ هذا ليس ما خطر فى بالى!
النظرة الفارغة المذهولة التى رمقته بها كانت أبلغ من الكلمات
ــ أحقاً؟
ــ بالطبع لا! أردت....أردت التحدث إليك وحسب
أنهت كلماتها على نحو مفاجئ ثم عدلت جلستها فى الأريكة لتبدو واثقة من نفسها قبل أن تردف :"فلنتحدث الآن . دعنا نقول ما لدينا "
بعدئذٍ يمكننى أن أعود إلى منزلى.
لم تقل هذه الجملة الأخيرة . لم تكن مضطرة لذلك فقد قرأها فى وجهها . لكنها رأت مثله تماماً أن التعقل أفضل جزء من الشجاعة فصممت على الالتزام بالمواضيع الأقل إثارة للنزاع و الأبتعاد عن تلك التى قد تسبب المشاكل .
ــ الأمر يتعلق أكثر بما أردتِ أنتِ قوله....
وشرح لها عندما ظهر الأرتباك عليها:"جئت إلى هنا لمناقشة تسوية ما. هذا على الأقل السبب الذى عللت به زيارتك"
ردت مرسيدس بحدة:"حسناً لم آتِ إلى الشقة لأرتمى فى أحضانك و حسب! ما من شئ كان أبعد عن ذهنى من هذا !"
كيف أمكنه أن يفعل هذا؟ طرحت هذا على نفسها فيما أكتفى هو بالنظر إليها من دون أن ينطق بكلمة واحدة . كيف أمكنه أن يعكس الشك و الارتياب و عدم التصديق الصريح فى نظرة واحدة من تنيك العينين الباردتين و المثيرتين للاضطراب بحيث أحست و كأنها أصغر من حشرة ترتجف على الأرض....وغير مهمة بقدرها بحيث أن من السهل سحقها تحت الأقدام.
همس:"حسناً إذا شئت ذلك"
وكانت هذه هى القشة التى قصمت ظهر البعير . فمنذ أن وصلت إلى الشقة لم يسر أى من الأمور كما خططت له. وكيفما دارت تجد هذا الرجل فى المرصاد ينتظرها على أقل ىغلطة يعيق طريقها و يطيح بكل خطة تضعها ويأخذ كل تصرف تقدم عليه فيحرف دوافعها بطريقة مخيفة .
منذ التقت جايك تافرنر فى تلك الحفلة اللعينة فى لندن لم تعد حياتها وهى تريد استعادتها بشكل يائس.
صرخت به:"لقد أكتفيت ! طفح بى الكيل! لست مضطرة للبقاء هنا و الأستماع إلى هذا....سأعود إلى منزلى!"
و هبت واقفة على قدميها و اتجهت إلى الباب حتى تناهى إليها صوته بارداً و جافاً ما جعلها تقف بشكل مفاجئ و حاد.
ــ أتهربين مجدداً يا لآنسة ألكولار؟
طرح جايك سؤاله هذا بهدوء إنما بنبرة لا تخلو من النهكم الذى لسعها كسوط قاسٍ
وأردف يقول:"متى ستبقين و تواجهى...؟"
ــ لست هاربة!
واستدارت مرسيدس لتواجهه و حدقت بغضب إلى وجهه الهادئ و الساكن بشكل يثير الأعصاب . فوق خط فمه العنيد بدت العينان الزرقاوان حذرتين و يقظتين تسجلان كل أنفعال يرتسم على وجهها وكل تغير بسيط فى تعابيرها بحيث شعرت و كأن الحشرة التى حولها إليها تتعرض الآن للتشريح و الدراسة تحت المجهر بشكل مجرد تحليلى.
كررت وهى تشدد على كل كلمة تلفظها :"أنا لا أهرب . وليس مجدداًبالتأكيد"
ــ لا؟ ماذا عن تلك الليلة فى لندن إذن؟فقد فررت بقدر ما أستطعت من السرعة من دون حتى ان تودعينى.
فجأة تغيرت تعابير وجهه بشكل محير . فأضحى لون عينيه داكناً و أرتخى خط فمه المستقيم ثم رأته يحرك جسده الطويل من حيث كان جالساً ليقف على قدميه.
ــ مرسيدس....كان عليك أن تعلمينى . إذا كان عدم خبرتك و خوفك على سمعتك و رد فعل أهلك ما أخافك....
ــ نعم طبعاً....كنت لتتوقف وتقول لا بأس يا عزيزتى يمكننى....
ــ ربما كنت لأفعل ذلك!
خرجت كلماته كزئير الأسد , زئير ذكر مسيطر تلقى ضربة فى مكان يؤلمه للغاية....فى كبريائه.
ــ كنت لأفعل ذلك حقاً....إذا ما أتحت لى الفرصة!
وراح يتقدم منها و الغضب مرتسم على وجهه غضب رسم خطوطاً بيضاء حول أنفه وفمه و جعل حنكه صلباً كالصخر.
ــ وهل تركت لى أى فرصة يا آنسة ألكولار؟حسناً, هل فلعت؟
ــ لــ لا.
أجبرت مرسيدس نفسها على التماسك و الجمود فى مكانها رغم رغبتها اليائسة فى التراجع إلى الخلف بضع خطوات و الابتعاد قدر الإمكان
ــ لا.
وأحست بالارتياح حين توقف عند هذه الكلمة . توقف على بعد أمتار منها وراح يحدق إلى وجهها .
و عاد يقول:"لا, حتى أنك لم تبقى لترى ما سأقوله....أو حتى لتسمعى ما لدى لأقوله . هربت قبل أن أدرك ذلك"
ــ وهذا أفضل . أليس كذلك؟
كرهت قدرته على جعلها تشعر بالذنب فى حين أنها هى التى تعرضت للخداع و هى التى أُستغلت فى هذه المسألة.
ــ هذا أفضل....؟
جمد جايك تماماً و عبس وهو يفكر فى هذا الأتهام الأخير. اللون الداكن فى عينيه أقلقها وأزعجها . بدا جلياً أنه لا يعرف عما تتحدث.
سألها :"وما معنى كلامك هذا؟"
ــ كان من غير المناسب أن أبقى لتجدنى صديقتك فى المنزل عند عودتها!
آهـ , تباً , تباً , تباً , تباً .
لقد أقسمت ألا تأتى على ذكر هذا الأمر أبداً. كانت تفضل الموت على أن يعلم أنها أدركت كم أستغلها بحقارة و أذلها تلك الليلة . لم تشأ أن يعرف لأن هذا يعنى أنه سيعلم أنها زحفت عائدة.....و أنها لم تكن قادرة فعلاً على الرحيل والأبتعاد حتى أدركت أنه غرر بها ما حطمها نهائياً.
و هكذا كانت مجرد حطام عندما وصلت إلى الشقة بحيث أن أنطونيا أستلمت بكل بساطة زمام الأمور. فأجابت على الأتصال الذى تجرأ جايك على إجراءه بكل وقاحة مدعياً أنه قلق عليها . كما أن أنطونيا تعاملت معه و أبعدته عن شقتها عندما حضر فى اليوم التالى متحججاً بسبب تافه.
كانت مرسيدس مستاءة إلى درجة جعلتها لا ترغب حتى فى مواجهته .
ــ صديقتى....أتعنين كارين؟
ــ لا أعرف أسمها إنما أعرف شكلها....طويلة....
ــ شعر أشقر فاتح.....يكاد يكون أبيض .
تدخل جايك ليكمل الوصف بسرعة وسهولة جعلتها تشعر بالغثيان .
حتى الآن و بغبائها و سخافتها و سذاجتها سمحت لنفسها بالتمسك بأمل صغير و خفى بأن كاريت تلك ربما , وربما وحسب ليست صديقته كما ظنت. و أنها لم تاتِ إلى الشقة من أجل جايك بل من.....
من أجل ماذا؟ لم تكن تعلم كما لم تكن تأبه. لقد أملت وحسب.....
و خاب أملها بشكل فظيع.
ــ شعر قصير جداً....جداً وهى نحيفة جداً...
ــ وكانت تحمل مفاتيح باب بيتك الأمامى وقد أستخدمته و كأن البيت بيتها.
لم تشأ أن تتذكر لكنها لم تستطيع أن تمنع نفسها . وعادت بالذاكرة إلى لندن إلى ليلة مظلمة و رطبة حيث وقفت مرتجفة تراقب امرأة شقراء طويلة القامة و هى تصعد السلالم المؤدية إلى الباب و تدخل المفتاح فى القفل....و تسمعها تنادى....
قال جايك بنبرة حادة :"كانت تملك مفاتيح بيتى و قد ظننت أننى استعدته منها . لكنى لم أتوقع أن تحتفظ بنسخة عنه"
رمقته مرسيدس بنظرة قاسية و شاحبة يمكنه أن يجد حجة أفضل من هذه! حجة من شأنها أن تقنعها على الأقل . حجة يمكن....
آه, يا إلهى ! وأدركت فجأة المنحنى الذى اتخذته أفكارها .
حجة من شأنها أن تقنعها على الأقل . أملت فعلاً أن يتمكن من إقناعها بأن حضور كارين كان بريئاً تماماً . و أنه لم يكن يتوقع زيارتها.... وأنها لم تعنى له شيئاً
وهى مرسيدس بعماها و سذاجتها و ضعفها و غبائها أرادت أن تصدقه!

منتديات ليلاس


زهرة منسية 23-08-12 03:41 PM

ولم تعد تحتمل النظر إلنظر إليه أو حتى البقاء فى الغرفة نفسها معه فأشاحت بنظرها عنه ببؤسو التقطت حقيبتها ثم توجهت إلى الباب بقدر ما تمكنت من السرعة. كانت تعلم ما تتوقعه حتى أنها شجعت نفسها لمواجهته و أحنت كتفيها فى مواجهة تهمة الهرب مجدداً التى توقعت أن يقذفها بها فى هجوم سريع.
وتفاجأت حين لم تسمع اتهامه. وبدلاً من ذلك لم تسمع سوى كلمة وحيدة....أسمها
ــ مرسيدس....
دعها تذهب أيها الأبلة!هذا ما قاله جايك لنفسه بغضب . دعها ترحل وأستعد حياتك.....وسلامة عقلك .
لم يلاحق امرأة من قبل فى حياته و لم يكن ينوى البدء بذلك الآن . فى الواقع, لم يتفاعل قط مع امرأة كما تفاعل مع مرسيدس ألكولار . فمنذ التقاها و حياته مقلوبة رأساً على عقب . لقد أصبحت هاجسه و هوسه رغبة لا يستطيع التخلص منها.
لو لم يكن يعلم أنه سيجدها حكماً فى زفاف رامون لأضاع وقته و جهده فى تقفى أثره ليكتشف أين تعيش و يلحق بها ويعثر عليها . ما كان ليتمكن من إخراجها من ذهنه لو لم يفعل. علم أن عليه أن يراها ولو لمرة واحدة بعد.
لا أعترف بالحقيقة أيها الأبله أعترف بأن هذا ليس صحيحاً !
رؤيتها لمرة واحدة لن تكفى أبداً كان يعلم منذ البداية أن عليه أن يحصل عليها و أن لم يفعل فسيعانى من الجوع طوال حياته.
و ه لم ينال مراده حتى الساعة....لم ينل منها سوى عناق كاد يفقده صوابه.و إذا ما أمل أن يهدئ هذا العناق الجوع المتطلب فى أحشائه و الذى تآكله منذ رآها للمرة الأولى فقد أخطأ تماماً.
و الحقيقة هى أن الأمور إزدادت سوء.
وهو لا يزال يريدها.
إذا ما تركها ترحل الآن فلن يتمكن أبداً من إخراجها من ذهنه.
ستبقى دوماً فى فكره كما فعلت فى هذه الأسابيع التى مضت حيث حرمته النوم و منعته من الراحة وتركته يتعرق طوال الليل. وإذا تمكن من النوم فى لحظة ما, فيجدها تسكن أحلامه تعذبه وتقلقه حتى يستيقظ و هو يتألم من الحاجة ويرتجف من الإحباط.
هل يرغب فى أن يعيش هذا مججداً؟
هل يرغب؟ تباً!

منتديات ليلاس
لم تجب حين ناداها بأسمها حتى أنها لم تبد أى رد فعل أو ترمقه بنظرة بل تابعت طريقها بعناد من دون أن تلتفت إلى الخلف من دون ان تلتفت فى أى أتجاه سوى الباب .
و إذا ما خرجت من ذاك الباب فسيفقدها إلى الأبد و هو واثق من ذلك.
إنه وقت إتخاذ القرارات الآن وأبداً!
سارع خلفها ومد يده ليمسك بذراعها.
ــ مرسيدس.....لا !
لم تدرك أنه لحق بها حتى أمسك بها وأجبرها على التوقف و أدارها لتواجهه
عن قرب بدا أطول بكثير., بدا أطول و أقوى و أكثر خطراً . كان صدره حائطاً صلباً قوياً و منيعاً . وأجبرت نفسها على أن تركز على أحد الأزرار الثلاثة فى قميصه. لم تستطيع أن ترفع عينيها إلى وجهه....لم تشأ أن تفعل ذلك. فإذا ما رفعت عينيها إليه لرأى كيف لا تزالان مغروقتين بالدموع فيدرك أنه أذلها و أهانها مجدداً.
سأل بنبرة خفيضة عنيفة و بصوت أجش :"هل ستفعلين ذلك مجدداً؟"
كلامه جعلها ترفع رأسها بحدة و رمشت بعينيها مراراً لتطرد الدموع منها قبل أن يراها.
ــ ماذا سأفعل مجدداً؟
حاولت ان تبدو باردة ولا مبالية لكنها لم تنجح سوى فى ان تبدو لاذعة و مشاكسة فيما تكسر صوتها بشكل خائن و هى تتكلم.
ــ تهربين منى دون أن تتركى لى فرصة لأقول لك أى شئ...لأشرح لك.
ــ ولديك تفسير طبعاً؟
ــ نعم لدى تفسير.
جاء إعلانه بارداً خالياً من الإنفعال.
ــ إنما بشرط أن تتنازلى ةتستمعى إلىّ
لم تشأ أن تستمع إليه لكن شيئاً ما فى صوته و فى وجهه شدها و لفت انتباهها. كما أن الطريقة التى صاغ بها كلامه و النبرة التى قاربت العدائية فى صوته جعلتا من المستحيل عليها أن تتحرك.
لن يدافع عن براءته لن يضغط عليها و لن يفرض كلامه عليها ليدافع عن نفسه . وبدلاً من ذلك أعلن ببرودة و صراحة أنه لن يتكلم إلا إذا رغبت فى ذلك
وهل تريده أن يفعل؟
لم تستطيع مرسيدس أن تجد رداً عن هذا السؤال . كما أن المعركة التى خاضتها ضد نفسها لتجد هذا الرد من دون ان تظهر كم عنى لها هذا السؤال فى بادئ الأمر جعلت كل عضلة من عضلاتها تتوتر لا سيما عضلات وجهها. شعرت بحنكها ينقبض و فمها يشتد و معركتها ضد الدموع التى تدمعت فى مقلتيها و التى مازالت تهدد بالإنهمار تعنى أنها لم تستطيع سوى أن تحدق إليه بعينين واسعتين و عديمتى الانفعال و هى تدرك ان غياب أى تعبير عن وجهها سيبدو و كأنها تتحداه وتثور عليه.
ــ حسناً.
و فجأة أطلق جايك سراحها و ترك ذراعها تسقط إلى جانبها كقطعة حطب.و تجاوزها بصمت و بوجه جامد ثم فتح الباب....فتحه على اتساعه.
ــ أفضل أن تغادرى الآن . ولا تعودى.

مــنــتــديـــاتــــ لــيــــلاســــ

زهرة منسية 23-08-12 03:44 PM


شعرت وكأن هذه الكلمات صفعتها صفعة قوية. أجفلت مرسيدس بحدة غير قادرة على أن تصدق كم آلمتها هذه الكلمات.
كيف يمكن لأى شئ أن يؤلمها بعد؟ وكيف....كيف.....يمكن لهذا أن يؤلمها أكثر مما حصل من قبل؟ لقد عرفت أنه كذب عليها و انه يتلاعب بها طيلة الوقت و أنه أستغلها عندما كانا فى لندن. فلما إذن تجد الآن ان عدم أهتمامه بشرح ما حدث يؤثر فيها أكثر مما أكتشفته؟
خطت خطوتين نحو الباب و عيناها لا تزالان تحدقان إلى وجه جايك. و أكتفى هو بمراقبتها فيما تحولت ملامحه الوسيمة إلى قناع جامد من اللامبالاة حيث لم يرمش له جفن ولم ترتعش فى وجه عضلة . لكن شيئاً ما فى عينيه لفت انتباهها و جعلها تجمد. تجمدت خطواتها و وجدت نفسها تقف فى مكانها من دون حركة و غير واثقة لا تعلم إن كان عليها أن ترحل أم تبقى.
ــ ما....ماذا أقول لأبى؟
تمكنت من ان تنطق بسؤالها هذا بصوت جاف صدئ و كأنها لم تستخدمه منذ أشهر.
ــ أنا واثق من أنك ستجدين شيئاً ما.
و التفتت العينان الزرقاوان اللامعتان إلى الباب ثم عادتا إليها مجدداً فحاولت أن تجبر قدميها على التحرك....لمنها فشلت.
ــ حسناً...هيا أشرح.
إذا ما توقعت أن ترى الارتياح أو حتى الرضا يرتسم على وجهه فقد خاب ظنها إذ نظرإليها مباشرة فتشابكت العينان الزرقاوان الصافيتان بالعينين البنيتين اللتين علتهما الغشاوة و أنعكس فيهما التردد....نظر إليها من دون تردد و من دون يطرف له جفن.
ــ كنا أن وكارين على علاقة غير جادة أو ظننت على الأقل أنها غير جادة . إنما يبدو أنها لم تشاطرنى الرأى . قلت لها إن علاقتنا انتهت قبل أيام وطلبت منها حينذاك أن تعيد إلىّ المفتاح . أعطتنى إياه ....أو هذا ما ظننته . لم يخطر لى أنها أحتفظت بنسخة ثانية عنه. كما لم يخطر فى بالى حتماً أنها ستعود إلى حياتى فى تلك الليلة و كأن شيئاً لم يكن.
كان مزاجه سيئاً بما يكفى لإقناعها . والطريقة التى تكلم بها عن كارين أوضحت أنه لا يكن لها أى مشاعر . ليس الآن على الأقل .
إنما هل هذا كافٍ؟
خشيت أن تكون ساذجة بحيث تحاول أن تقنع نفسها لتصدق ما أرادت تصديقه بشدة.
ــ كانت مسافرة فى رحلة عمل و عادت قبل موعدها بيوم . ظنت انها أعطتنى مهلة كافية لأعود على رشدى...لكنها كانت مخطئة تماماً
شئ ما فى وجهها فضح ما كانت تفكر فيه و كان قد أبتعد عن الباب فيما هو يتكلم و سدد إليه ركلة صغيرة بحيث أغلقه جزئياً . لم يقفله كلياًبطريقة تعكس كم كان واثقاً من الفوز....أنما بما يكفى ليظهر أنه يعرف الطريقة التى يعمل بها دماغها .
ــ ما أريد أن أعرفه هو كيف علمت بشأن كارين فى بادئ الأمر . ظننت انك هربت منى
ــ لقد فعلت.
لم تشأ أن تخبره لأن هذا يعنى الاعتراف بالحقيقة . والحقيقة هى أنها لم تتمكن أبداً من التحرر منه, ليس كما ينبغى لها أن تفعل . وجعله يدرك كم هى خاضعة لسلطته أمر خطير. خطير جداً
ــ إذن كيف.....؟
ــ لقد عدت.
كانت مجرد همسة خفيضة و مرتجفة بحيث اضطر لبذل بعض الجهد ليسمعها. لكنه أدرك ما قالته وأومأ برأسه ببطء.
ردد كلامها بنبرة أشبه بخرخرة نمر عميقة وغامضة من الرضا ثم أردف:"هربت منى لكنك عدت إلىّ"
ــ كنت...كـ....كما قلت....كنت خائفة . ذعرت فهربت . ومن ثم.....
ولم تستطيع أن تعترف بالبقية لم تستطيع أن تخبره كيف زحفت عائدة غير قادرة على التخلص من شرك سحره الذى وقعت فيه.
ــ عدت ورأيت كــ....كارين تصل وتترجل من سيارتها . كان بحوزتها المفتاح رأيتها تدخل....
فأعلن جايك بفظاظة :"لو بقيت لدقيقة أو أثنتين لرأيتها تخرج مجدداً"
وأستعاد فى ذهنه ذكرى اللحظة التى سمع بها الباب يُفتح : كيف ظن أن مرسيدس عادت....و خيبة ظنه عندما أدرك أنها كارين .
و تذكر جايك بكآبة كيف كان عديم التهذيب تماماً حتى أنه لم يحاول أن يتصرف بلطف.لكن شعوره حينذاك كان بعيداً كل البعد عن اللطف. كان جسده لا يزال ملتهباً من الشوق....و قد أدرك حينها أن كارين لن تتمكن من إرضائه. أراد مرسيدس و تشوق إلى احتضان مرسيدس.
لعله جلس ساكناً لكن الدماء كانت تغلى فى عروقه و الاستياء يمزق أحشاءه كما شعر حين اكتشف أنها أختفت من دون ان تترك أى أثر يشير إلى أنها كانت هنا.
كان متوجهاً إلى الباب ليلحق بها ليحاول العثور عليها فى الشوارع المظلمة المبللة بالمطر حين سمع صوت المفتاح فى القفل و صوت كارين يناديه.
ــ منحتها ما يكفى من الوقت لتسلمنى نسختها عن المفتاح ثم حرصت على أن تغادر منزلى.
بدت مرسيدس مذهولة...أم لعله الارتياح الذى ارتسم على ملامحها الرقيقة؟ و فجأة وجد نفسه ينظر إلى تلك الليلة....أو ألى تبعياتها.....نظرة مختلفة كلياً. نظرة جعلت الرسالة المهينة و الاذعة التى أبلغته بها صديقتها لا تبدو رسالة الاذلال المتعمد التى ظنها بل ردة فعل امرأة مجروحة....امرأة عديمة التجربة....ظنت انه تم أستغلالها و رغبت فى أن تنتقم.
ــ طلبت منها ألا تعود.و خرجت أبحث عنك لكننى لم أجدك فقد أختفيت تماماً.
ــ لكن...إنما....لماذا؟
ــ لماذا؟
زفر جايك أنفاسه فى تنهيدة عميقة غير منتظمة و مرر يده بخشونة فى شعره الكث الداكن.
ــ مرسيدس ألا تصغين إلى أى كلمة أقولها؟ قلت لك...أريدك أنت ولا أريد سواك. لا أستطيع الاكتفاء منك. ولهذا لا أريدك أن ترحلى.
ــ أنت حقاً لا....
منتديات ليلاس
كانت عيناه واسعتين ولامعتين بعد أن أنعكس فيهما نور الشمس ىالمتوهج المنساب عبر النوافذ الكبيرة.
ــ أنا حقاً لا أريدك ان ترحلى
وقرر أن يجازف فتقدم خطوة و دنا منها أكثر فلم تجفل أو تتراجع كما لم تحاول أن تهرب.
ــ أريدك أن تبقى لأنى أريد أن أفعل هذا....
و مد يده ببطء و مررها على شعرها الحريرى الطويل الذى انسدل كغمامة ناعمة حتى منتصف ظهرها.
أرتعشت تحت لمسته لكنها لم تقاوم بل وقفت جامدة من دون حراك ترتجف كجواد أصيل عصبى لم يروض تماماً عرف لمسة سيده و إن لم يتقبلها كلياً بع
و عانقها عناقاً بطيئاً طويلاً متمهلاً بدأ ناعماً ليتحول شيئاً فشيئاً إلى عناق أقوى حيث ترافق الهوى و اللطف ليصلا إلى حدود الشغف.
تنهدت فيما أشتعلت النيران فى جسدها كالنار فى الهشيم.
و أصبحت مشتاعرها كموجة عالية تتكسر فوق رأسيهما فتبللهما و تغرقهما و تجرفهما وبعيداص فى دفق من الأحاسيس الحارة .
ومر وقت طويل قبل أن يتمكن جايك من التحرك أو حتى التفكير أو حتى فعل أى شئ سوى الأحساس بها.
لكن مرسيدس تراجعت قليلاً و قلبها يخفق بسرعة بين ضلوعها و أنفاسها المتسارعة تكاد تخنقها . وأخيراً أستطاعت أن تنطق :"جايك علىّ أن أرحل ز علىّ أن أعود إلى المنزل"
كافح جايك ليجعل نبضات قلبه تهدأ ليتمكن من ان يسأل :
ــ هل عليك أن تفعلى ذلك حقاً؟
ــ لا بد أن أبى افتقدنى بعد أن لم يرنى منذ الصباح. على أى حال ظهورى الآن فى المنزل بمظهرى هذا سيجعله يقفز إلى استنتاجات لا أرغب فى أن يصل إليها إذ ستوقعنى فى ورطة . لن يرتاح قبل أن يجعلنى أعترف بالحقيقة.
ــ آه مرسيدس....أيتها الآنسة ألكولار العزيزة . أصبح لدينا الآن سبب وجيه لندّعى أننا مخطوبان. فوالدك المحب لن يرحمنا إذا ما جمحت مخيلته بالنسبة إلى ما حصل هنا اليوم

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13457278611.png

زهرة منسية 23-08-12 03:49 PM

13/ نقاط على الحروف
منتديات ليلاس


"أصبح لدينا الآن سبب وجيه لندّعى أننا مخطوبان"
تمنت مرسيدس لو تستطيع أن تمحو هذه الكلمات من ذهنها . تمنت لو لم تسمعها أبداً أو على الأقل لو تتمكن من محوها كلياً من ذاكرتها بعد أن سمعتها. لكنها سمعتها ولم يكن بإمكانها أن تنساها.
ما يمكنها أن تفعله هو أن تحاول ألا تفكر فيها و هذا ما صممت على أن تفعله . لعل هذا ضعف منها و هو على الأرجح سخافة منها , وبالتأكيد محاولة للتهرب من المشكلة لكنها الطريقة الوحيدة التى وجدتها لتتمكن من مواجهة الوضع و الحصول على بعض السعادة منه.
لأنها كانت مصممة على اقتناص بعض السعادة .
فبعد أن أدركت أنها وقعت فى حب جايك أرادت ان تقضى معه أكبر قدر ممكن من الوقت....و بأى شروط . لن تطالبه بأن يحبها.....فهى تعلم أن هذا مجرد حلم , أشبه بمحاولة الحصول على القمر. لم تأت أبداً على ذكر الحب أو أى شئ مشابه لكنه على الأقل يشعر برغبة كاسحة نحوها , رغبة لم يتوان عن إظهارها كلما التقيا. وهذه الرغبة ستجعله يتمسك بها حتى يمل من ممانعتها و من القيود المفروضة عليهما.
ويبدو جلياً أنه خطط للبقاء لبعض الوقت . فلأى سبب قال إنه ينبغى عليهما الاستمرار فى خطوبتهما المزعومة؟
ــ لا يمكن ان يكون سبب طلبه هذا الرغبة فى إرضاء والدها , لأنها تعرف جايك تافرنر بما يكفى لتدرك أنه لا يحاول أبداً إرضاء الآخرين إلا إذا كان الأمر يرضيه أيضاً . وإذا كان يرضيه ان يبقى فسيبقى وستخضع هى لرغابته إن كان الخضوع يعنى أن يبقى قربها لأطول فترة ممكنة.
قريباً جداً سيرحل سيعود إلى إنكلترا و قد يرضى باستمرار علاقتهما لفترة و إن من بعد لكنها تعلم أن جايك لن يحتمل علاقة كهذه لفترة طويلة. لا بدد أنه سيتعب منها فيدعيان أنهما يواجهان بعض المشاكل و ينفصلان و ستضطر حينئذٍ إلى مواجهة الألم و الكرب اللذين سيثيرهما فيها فقدانه.
لكنه هنا حتى الساعة.وعليها زهرة منسية أن تحاول الإكتفاء بذلك طالما دام.
علماً أنها فى بعض الأحيان تكاد لا تحتمل فكرة أن كل ما تعتقد عائلتها بوجوده بينهما....أو كل ما ترجوه وتتمناه هى....لا وجود له.
و يوم تحدث جايك عن مسألة الخاتم كان من هذه الأوقات الصعبة التى عاشتها فى صراع مع نفسها .
ففى أحد الأيام و بعد أن أمضيا الصباح يكتشفان برشلونة جلسا ليرتاحا و يرتشفا القهوة فى مقهى صغير,فأقترح عليها جايك :"ربما علينا أن نختار خاتماً"
ــ خاتم؟
للحظات لم تفهم مرسيدس ما عناه فاكتفت بالتحديق إليه من دون ان تفهم ثم عبست لشدة تشوشها.
ــ أى نوع من الخواتم؟
ــ خاتم خطوبة.
رد عليها جايك من دون ان تعكس نبرته أى شعور أو أنفعال , من دون أى إشارة تساعدها فى إيجاد الرد المناسب ثم أضاف :"ماذا تظنين أننا سنختار غير هذا؟"
ــ و لِمَ سأرغب فى خاتم خطوبة؟
لم تستطع أن تمنع نفسها من الكلام فخرجت الكلمات من بين شفتيها دفعتها أفكارها الباطنية إلى النطق بها تلك الأفكار التى لم تجرؤ على تركه يكتشفها . لِمَ يظن أنها سترغب فى خاتم لعلاقة غير موجودة حتى؟
ــ هذا أمر طبيعى بين شخصين مخطوبين .
ــ لكننا لسنا خطيبين عاديين. فى الواقع لسنا حتى مخطوبين....كما تعرف تمام المعرفة.
النظرة التى رمقها بها من تنيك العينين الزرقاوين الباردتين جعلتها ترتجف رغم حرارة النهار.
ــ إنما علينا أن نحافظ على المظاهر إذا ما أردنا أن يصدقوا قصة خطوبتنا
ــ ولِمَ علىّ أن آبه بالحفاظ على المظاهر؟
ــ ظننت أن هذا جل ما يهمك أنت.....و والدك.
جاءت نبرته حادة فيما أصبحت عيناه أبرد من أى وقت مضى.
ــ هذا لأنه يظن أننا.....
خرجت الكلمات متقطعة من حنجرتها الجافة ثم أردفت :"لأنك دفعته إلى الأعتقاد بأننا على علاقة"
ــ ولم تسره أبداً هذه الفكرة.
بدا جايك منهمكاً فى تحريك قهوته إذ راح يحدق فى الفنجان من دون أن يرفع رأسه . لكن مرسيدس شعرت ان أهتمامه مركز على صوتها و على أدنى رد فعل منها .
همس بنبرة ساخرة :"يبدو أنه يظن أنك خذلت العائلة"
ذكرته مرسيدس ببساطة :"هذه اسبانيا و ليس انكلترا . وأبى يعتبر أن الشابة المحترمة لا...لا....."
ــ لا ترمى بنفسها على الرجل لمجرد أن يتعارفا.
ــ أعترضت بحدة :"أنا لم أرمى بنفسى عليك!"
ــ كما لم أرك تقاومينى بشدة أيضاً . وتلك الليلة فى لندن تركت لدى انطباعاً مماثلاًَ أيضاً.
شعرت مرسيدس بوجنتيها تحمران بلون النار و ارتجفت يدها بشدة
بحيث اضطرت إلى أن تعيد فنجانها إلى صحنه خوفاً من أن تريق القهوة على الطاولة الخشبية الملمعة .
ــ لم...لم أكن على طبيعتى.
ــ بل كنت.
رد عليها جايك بحدة و نظرته اللامعة ترتفع إلى وجهها لتعود على الفور إلى فنجان القهوة.
ــ أنا....
حاولت مرسيدس أن تتكلم لكن صوتها خذلها كلياً .....ماذا يمكنها أن تقول؟كيف يمكنها أن تشرح تصرفها فى حين أنها لا تفهمه هى نفسها ؟
لم تكن تفهمه حينذاك على الأقل . أما الآن فأصبحت تفهم ما يحصل لها جيداً. بل كانت فى أولى مراحل الأفتتان...افتتان تحول إلى الخطوة الأولى من تجربة غيرت حياتها.
لقد خطت الخطوات الأولى نحو الوقوع فى حب جايك تافرنر .
لكنها لا تستطيع أن تعترف بذلك لن تعترف بذلك لرجل عرض عليها للتو خاتم خطوبة...خاتم خطوبة زائف....بعدم اهتمام و كأنه يقترح عليها أن تضع حلية صغيرة من منصة بيع فى سوق للقطع الرخصية .
ــ لم أكن أفكر بشكل سوى.
لم تكن تفكر البتة لكنها ليست مستعدم للاعتراف بذلك أبداً .
ــ ألم تكونى تفكرين بشكل سوى أيضاً عندما هربت؟
هذا السؤال الذى شغل باله منذ تلك الليلة . هذا السؤال الذى يحتاج إلى رد عليه حقاً
لم تعجبه فكرة أنه تصرف بفظاظة أو بعدم لباقة و جعلها تفر من المنزل مذعورة لأنه لم يكن يدرك أنها عديمة الخبرة .
رفعذت مرسيدس معلقتها و بدت وكأنها ستضعها فى قهوتها لتنزع الحياة منها.لكنها عادت و بدلت رأيها فجأة فتركتها تسقط فى الصحن محدثة صوتاً حاداً
ــ لا أظن أنى كنت أفكر حينذاك.
لم يكن هذا رداً على تساؤلاته ما أجبره على طرح السؤال الذى أمل أن يتجنبه.
ــ هل أخفتك؟
ــ أخفتنى؟!
ارتفعت العينان البنيتان الكبيرتان لتحدقا إلى وجهه فى إنذهال مصدوم. ذهولها أراحه بعض الشئ لكن صدمتها عذبت ضميره المتعب أصلاً ما جعله يشد يده حول فنجان القهوة حتى أبيضت مفاصل أصابعه.
ــ لا......
دفق الارتياح الذى أحس به و هى تهز رأسها كان أشبه بلطمة على وجهه بحيث أن نظره تشوش للحظة فيما هو يراقب الطريقة التى تأرجح بها شعرها حول كتفيها.
أضافت بشكل غير متوقع :"لقد أخفت نفسى"
ــ ماذا؟
منتديات ليلاس
كان هذا آخر ما توقعه وقد شوشه أكثر فأكثر.
ــ أخفت نفسى...لأنى تورطت كلياً و وقعت فى الفخ بقدمىّ الأثنتين.
و تنهدت بخفة عندما رأته يعبس.
ــ هذا مربك و مخجل . أنت تعرف ماضى أبى....و كيف أن لى أخاً و شقيقين.
ــ و لـ رامون و أليكس والدتان مختلفتان.
كافح جايك ليحافظ على نبرة صوت عادية لا تعكس أى شعور: الوقت غير مناسب الآن لكى يعلمها أنه يعرف عن وضع عائلتها أكثر مما تدرك. ربما إذا لعب أوراقه بشكل صحيح فقد لا تعرف أبداً. ما الهدف من إفساد الأمور بإخبارها الآن؟ لا بد أنها ستتركه و ترحل إذا ما فعل.

مــنــتــديــاتـــ لــيـــلاســــ

زهرة منسية 23-08-12 03:54 PM


على أى حال ستتركه يوماً ما و هذا الأمر لا مفر منه. ما من أحد منهما قدم أى التزام فى هذه العلاقة كما لم تظهر مرسيدس أى دليل على أنها تريد أى شئ آخر أكثر مما لديها الآن . لكن ما من داع لأن يدفعها إلى الرحيل قبل أن يذوى الهوى الذى يجمعهما . مازال هناك الكثير مما يريد التمسك به....و لأطول مدة ممكنة تسمح له بها.
ــ إذن كيف كان شعورك عندما ظهر الرجلان بشكل مفاجئ و من العدم و أعلنا أنهما شقيقاك؟
كيف شعرت حين أثبت والدها أنه زئر نساء بائس لم يتمكن من البقاء وفياً لامرأة واحدة فى حياته ؟
النظرة التى رمقته بها كانت حادة ز صاعقة و شعر أنه وبطريقة ما و بمحض الصدفة وعن غير عمد وضع يده على جرح مؤلم بالنسبة إليها .
أزعجه شعوره هذا و هز مجدداً اعتقاد أمه الراسخ بأن مرسيدس هى كأى فرد من أسرة ألكولا باردة ومتعجرفة مثل أبيها.
ــ لابد أن الأمر شكل صدمة.
ــ هذا أقل ما يمكن قوله.
وارتجفت قليلاً لمجرد الذكرى.
ــ كان رامون واضحاً تماماً و أستعمل أسلوباً مباشراً . فقد دخل إلى مكتب والدى و طالبه بالحقيقة....و رفض أن يغادر قبل حصوله على جواب شافٍ مع....مع أليكس كان الأمر مختلفاً....
و أرتعش صوتها قبل أن يختفى كلياً.
ــ مختلف , وكيف ذلك؟
طرح جايك عليها هذا السؤال عندما أستمر صمتها لدقائق عدة و بقيت تحدق إلى فنجان قهوتها ثم أردف :"ماذا حصل؟"
ــ لم يدع أحداً يعلم أنه أبن أبى....أو حتى انه يشتبه فى أنه أبنه . تقدم بطلب عمل فى شركة ألكولار....وحصل عليه....ثم عمل لحساب والدى لفترة آخذاً وقته ومنتظراً أن تكتشف حقيقة الأمور .
و مررت لسانها بعصبية على شفتيها الجافتين فظن جايك فجأة انه أكتشف كيف سارت الأمور .
ــ وماذا حصل ؟ أفترض أنك ألتقيته حينها؟
ايماءتها كانت صامتة و عيناها مشوشتين.
ــ أنا...لم أكن اعلم من هو و كنت مجرد فتاة صغيرة حينذاك . بالكاد أبلغ السابعة عشر. فـ....شعرت بانجذاب قوى نحوه و تعلقت به بشدة.
أشار جايك حين جمدت و قد بدا أنها تجد صعوبة فى أكمال حديثها :
"أفهم من كلامك...أنك ظننت أنك مغرمة به"
نظرت مرسيدس إليه فبدت وكانها تتمنى لو تستطيع أن تنكر هذا التعليق بغضب لكنها لم تستطيع ذلك فى الواقع
ــ لم يعاملك بشكل سئ. أليس كذلك؟
إذا ما تصرف هذا الشقيق اللعين على طريقة أسرة ألكولار معها...إذا ما فطر قلبها....فلديه حديث طويل معه . لا بل أكثر من حديث .
ــ أليكس ؟
أظهرت نبرة صوتها أنه أخطأ فى تقديره . وتابعت تقول :"لا أبداً ! فى الواقع تصرفاتى هى التى دفعته إلى إعلان حقيقة هويته على الملأ قبل أن يصبح جاهزاً لذلك. ما كان بإمكانه أن يتصرف بلطف أكبر...أو بمحبة أكبر فى هذه المسألة . على أى حال حتى وإن لم أكن شقيقته فقد ألتقى قبلى المرأة التى قدر لها أن تكون زوجته"
ــ زوجته الحالية , أليس كذلك؟
أومأت برأسها ايجاباً.
ــ لويز و هو سعيدان للغاية معاً
سعيدان تماماً كما لن يكونا هى وجايك أبداً لم تكن مضطرة للنطق بهذه الكلمات فقد ظهرت فى صوتها و فى عينيها . لكن جايك لم يكن لديه الوقت أو المكان فى أفكاره ليعالج هذه المسألة حالياً. وبدلاً من ذلك راح يفكر فى أليكس ويرى الوجه الآخر لهذا الرجل فى ذهنه و يقارنه بالصورة التى يراها فى المرآة يومياً.
رجلان طويلا القامة بشعر داكن و عينين فاتحتى اللون . رجلان بذقنين حازمتين و شفتين ممتلئتين . رجلان ببنية نحيلة و إنما قوية وساقين طويلتين....رجلان قد يظن الناس أنهما شقيقان. أو نسيبان على الأقل كحاله هو ورامون فى الواقع.
رجلان متشابهان بما يكفى لفرض السؤال الذى لم يشأ أن يواجهه فى ذهنه . متشابهان إلى درجة جعلته يتساءل عما إذا كانت قد وجدت فيه شحصاً يشبه أليكس....أخاها المحرم عليها....ليحل محل الرجل الذى لم تستطيع الحصول عليه.
لم يرحه هذا الشعور فكر أنها لا ترغب فيه من أجل شخصه بل لأنه أقرب ما يمكن أن تحصل عليه إلى الرجل الذى أرادت أن تحبه يوماً.
ــ قلت إنك أخفتى نفسك . فماذا عنيت فعلاً بذلك؟
أشاحت عينيها عنه ونظرت إلى البعيد رافضة أن تلتقيا نظرته المتسائلة و المتطلبة .
ــ أنا....أنا لا أتصرف عادة بهذا الشكل. أنا لا أتسرع أبداً و أتصرف بلا تفكير....لطالما أعتبرت نفسى أبنة أمى. عندما أكتشفت أمر رامون وأليكس ورأيت عدم مسؤولية والدى التى مزقت عائلتنا....وغيرها....أقسمت على أن أكون حريصة دوماً و على أن أفكر قبل أن أتصرف. تلك الليلة أدركت أنى أستطيع أن أكون مندفعة و متهورة و عديمة التفكير كوالدى فأصبت بالذعر.
و اعترفت مرسيدس لنفسها أن هذا أقصى ما تجرؤ على قوله. لم يكن لديها الشجاعة الكافية للاعتراف بأنها لم تقم بأى رد فعل مماثل إلا أمام رجل واحد...وهو جايك. حتى عندما شعرت أنها مولعة بــ أليكس و أعتقدت أنها مغرمة به , لم يكن ذاك الاحساس ليقارن بموجة المشاعر العارمة التى اكتسحتها منذ عرفت جايك.
لقد أحبت أليكس....و مازالت تحبه...لكن بصفته أخوها .حتى عندما ظنت أنه لا يمت إليها بصلة أحبته لكنها أدركت الآن أنها لم تشعر يوماً بما يشبه قوة المشاعر التى لا تقاوم التى أفقدتها اتزانها مع جايك.
كما لم تعرف يوماً مثل هذه الرغبة المحرقة مع أى رجل آخر فى حياتها .
و إذا ما كانت صادقة مع نفسها لاعترفت بأنها لم تشعر يوماً بأى شئ .
ولطالما أعتقدت أنها كأشقائها و أنها حين ستقع فى الحب فستقع بشكل قوى. و أنها لن تعرف سوى رجل واحد يمكن له أن يطالب بها كزوجة له .
وقد وقعت فى الحب بقوة....أقوى مما تتصور أنها قد تفعل يوماً. بقوة حرمتها من أى فرصة للشفاء , ومن اى أمل من ان تحب شخصاً آخر بالطريقة نفسها و من كل قلبها.
إلا أن الرجل الذى وقعت فى حبه لا يكنّ لها أى مشاعر من هذا النوع. وهو لا ينوى طبعاً أن يطالبها بقلبها أو بمستقبل لهما معاً. هى و الآن هما كل ما يريده بالتالى فهى لا تستطيع أن تعطيه سوى اللحظة الحاضرة.
ــ المسألة تتعلق بطريقة تربيتى...و الاصرار على الاحترام و السمعة و لهذا السبب صُدم والدى
ــ علماً أنه لا يحق له ان يصدم.....
علق جايك بسخرية و هو يدفع كرسيه إلى الخلف ويمد ساقيه الطويلتين بكسل ثم أردف:"فوالدك ليس قديساً , إذ رزق بثلاث أولاد من ثلاث زوجات مختلفات"
ــ سيكون أول من يعترف بذلك
ــ أحقاً؟
بدا جايك متفاجئاً تماماً أكثر مما توقعت بكثير . و أحست بالغضب يتعاظم فى داخلها للطريقة التى حكم بها على والدها , من دون أن يعرف القصة كلها.
ــ لعلمك , والدى اعترف أنه كان مخطئاً فى الطريقة التى تصرف بها فى الماضى . لكنه كان يافعاً و عديم التفكير....و قد ندم على ما فعله منذ ذاك الحين.
فدمدم جايك:"لكن الأوان فات . فالنساء اللواتى عرفهن متوفيات الآن , أليس كذلك؟ هل تعرف أى منهن أنه ندم؟"
أجابت مرسيدس بسرعة:"لقد أخبر أمى. لقد عرفت الحقيقة . بدأ زواجهما كزواج مدبر....لاستمرار السلالة....و عندما ظهر رامون مطالباً باعتراف أبى به كأبنه ساءت الأمور كلياً . فأنفطر قلب والدتى...و شعرت بالغضب . لكنى أعلم أنهما تحدثا مطولاً....و فى النهاية زاد تعلقهما ببعضهما البعض و أصبحا مقربين من بعضهما أكثر"
ــ لكن معاملته لك تلك الليلة.....فى زفاف رامون لا تزال معاملة خبيثة جداً.
ــ الوضع كان مختلفاً
لم تستطيع مرسيدس أن تبقى هادئة فكرياً فهبت واقفة و اختطفت حقيبة يدها.
شرعت تقول:"أظن أن الوقت حان لكى تتحرك....."
إلا أن جايك رفع يده و أمسك بمعصمها بقوة ليجمدها مكانها .
قال بحدة:"ليس بهذه السهولة .ماذا تعنين بقولك إن الوضع كان مختلف؟"
كان أشبه بجرو أمسك بعظمة بين أنيابه و يرفض التخلى عنها . وعندما هبت للدفاع عن والدها جرت نفسها لمنطقة خطرة حيث الألغام العاطفية مزروعة حيثما أدارت وجهها كى تنتظر ما
إن تخطو أى خطوة غبية و غير مدروسة.
ــ إنه كذلك و حسب.
ــ مرسيدس....
استخدامه لأسمها جاء خفيضاً خطراً و ملفوفاً بتحذير غامض.
ــ علىّ أن....
لم تتمكن من النطق بالكلمة الأخيرة . فما أن فتحت فمها و أخذت نفساً لتتكلم حتى هب على قدميه بخفة و بسيطرة مخيفة.
ــ مرسيدس
كانت نبريته أكثر تهديداً من ذى قبل.
ــ ما هو الأختلاف؟
إذا ما قاومت فسيحكم قبضته عليها . وكانت ملتصقة به بحيث أن أى محاولة لمقاومته ستزيد الأمور سوءً . ستبدو الحركة حميمة و مثيرة وليست عصياناً كما أرادتها أن تكون.
ــ جايك.
وعندما رفعت نظرها إلى عينيه رأت كيف استحال لونهما الأزرق الجليدى داكناً بعد ان أتسع بؤبؤاهما الأسودان فأكتسحا اللون الفاتح باستثناء حاشية صغيرة أشبه بقبة السماء تحيط بهما.
و أصبح وهج الشمس باهتاً مقارنة مع دفق النار فى شراينها . فالمشاعر التى تملكتها كانت قوية وكاسحة لا تتناسب مع المقهى الموجود فى الهواء الطلق.
سألها جايك مجدداً :"ما هو وجه الأختلاف؟"
نبرته الخشنة و الجافة اخترقت الهالة المضيئة و بددت اللحظة الذهبية فى أقل من لحظة.
تمنت لو تستطيع أن تتحداه . و صلّت لكى تتمكن من الصمود لوقت أطول , ألا أن تنيك العينين الزرقاون حدقتا إلى عينها و بدتا وكانهما تهددان بسحب روحها من جسدها و إخضاعها لفحص دقيق و عنيف إذا ما قاومت. و علمت حين ضغطت أصابعه القوية على ذراعها بشكل جلى أن عليها أن تجيب على سؤاله أو أن تواجه النتائج المخجلة و المربكة فى مكان عام للمرة الثانية.
حاولت ان تتهرب آملة ان تتمكن حتى هذه المرحلة المتأخرة , من إنهاء هذه المسألة و النفاذ بأنصاف الحقائق :"كان الكل موجوداً. وأبى يعرف جيداً كيف أدان الكل استرايللا....وكيف تجاهلوها و نبذوها...و لم يشأ أن أواجه المصير نفسه"
منتديات ليلاس
و عندما صمتت سألها جايك بخشونة :"و؟"
بدا جلياً أنه لم يقتنع بأن هذا التفسير هو التفسير الوحيد و انه غير مستعد لترك الموضوع عند هذا الحد.
ــ و؟
ــ و.....كان يعلم أنى وعدت....أنى وعدت أمى.
ــ أمك؟
من الواضح ان هذا آخر ما توقعه جايك وارتد رأسه إلى الخلف بحدة فيما ضاقت عيناه الباردتان فى تقيم سريع . عابس . حتى أن قبضته على ذراعها ارتخت بعض الشئ.
ــ بما وعدت والدتك بحق الجحيم؟
ــ أنى...
لابد لها أن تعترف بالحقيقة لا مفر من ذلك . لايمكنها أن تعطيه رداً آخر وتأمل أن تقنعه . لا شك لديها فى أنه سيعرف إذا ما اقتصدت حتى فى إعطاء الحقيقة . سيقرأ ذلك فى عينيها و سيعتمد على ترددها الخائن كصقر صياد ينقض على فأر مذعور أختاره كطريدة له.
ــ وعدتها بألا أعاشر سوى الرجل الذى أحبه وأتزوجه, وبألا أتخلى عن عذريتى لرجل لا يقدرها , لشخص لا أحبه.
لو أنها رفعت يدها و أنزلتها بقوة و بشكل مؤلم على خده لما بدا مصدوماً و مذهولاً أكثر مما هو عليه الآن. فى الواقع أصبحت عيناه الزرقاوان الصافيتان غائمتين و نظرتهما الصريحة أضحت مشوشة كما لو أنها أستخدمت القوة ضده فعلاً . بعدئذٍ راح يهز رأسه ببطء و بشكل متعمد.
قال بصوت جلفمتكسر:"لا.....لا...."
قبل أن ينهى كلامه و قبل أن يتمكن من قول ما ينكره بالتحديد فقدت أعصابها مجدداً . لم تتمكن من احتمال أن تسمعه يستمر فى الكلام . لم تتحمل أن تدعه يستمر فى حال قال لها إنه لا يريدها أن تفعل. وهذا آخر ما توقع حدوثه , وآخر شئ قد يرغب فيه يوماً.
فكرة أن تكون قد وقعت فى حبه جعلته يصاب بالذعر.
لذا أجبرت مرسيدس نفسها على السيطرة على مشاعرها و جاهدت لترفع رأسها و تنظر إلى وجهه مباشرة.
ــ لهذا السبب ذعر أبى إذ خشى أن أكون قد تورطت معك ما قد يسبب له فضيحة. فهو لا يعرف أن لا داعى لخوفه إذ لا مكان للحب فى ما بيننا....أليس كذلك؟
رد جايك بصوت مخوق:"لا, طبعاً"
كان الذهول لا يزال مرتسماً على وجهه وكأنه صادف لتوه شيئاً مرعباً و مروعاً . بدا وكأنه يقف عند حرف منحدر صخرى شاهق و ينظر إلى الأسفل ليرى حقيقة السقوط الطويل, الطويل.
و أجبرت نفسها على الاعتراف بأن هذا هوالسبب الذى دفعه لأن يقول لها إنه يريدها بدلاً من أنه يحبها.
فهو لا ينوى....ولم يفكر....أبداً فى أن يتزوجها . إنه يريدها و يرغب فيها....و لعله يأبه لأمرها على طريقته الخاصة.لكنه لا يحبها.
قد تعتبر نفسها زهرة منسية حبيبته لأنها تحبه بشكل بائس إنما ما من مستقبل لهما معاً. فهى لن تكون يوماً أكثر من مجرد عشيقة له إذا ما قررت الاستسلام لفيض المشاعر الذى يكتسحها حين تكون معه و قد حان الوقت لكى تواجه هذه الحقيقة.
ــ هل ترى الآن لما لا أريدك أن تشترى لىّ خاتماً ؟ فهذا تبديد للمال لا فائدة منه.
ــ لدى ما يكفى من مال لتبديده.
وتساءل جايك إن كان الأمر يغريها؟ ظن أنه يرى بريقاً فى عينيها....
إنما للحظة واحدة فقط . لكنها رمشت بعينيها فاختفى البريق ليخلف وراءه فراغاً , سواداً كئيباً.
ـ لا تبدد مالك علىّ.
ــ أهداء امرأة جميلة قطعة من الحلى لا يعتبر تبديداً للمال.
ــ لكننا نتكلم هنا عن قطعة حلى عادية . لم قد أرغب فى خاتم كرمز لشئ أعرف تمام المعرفة أنه مجرد شئ موقت؟ علاقة ستنتهى عاجلاً و ليس آجلاً علاقة لن تدوم و كلانا يعلم ذلك.
ــ إنما يمكنك أن تحصلى على خاتم حتى فى هذه اللحظة.
ــ لا!خاتم كهذا ليس إلا كذبة ! وأنا أريد هذا! إذا ما سمحت لأحد ما بأن يلبسنى خاتمه فأريده أن يعنى شيئاً ! أريد أن أضع خاتم رجل يحبنى و أحبه بدورى . أريده أن يكون فى أصبعى لأنى لا أريد أن أخلعه أبداً, أبداً . لأنى أريد هذا الخاتم فى أصبعى....و ذاك الرجل....فى حياتى إلى الأبد.
خطر لــ جايك أن كلامها وضع النقاط على الحروف . لا يمكنها أن تجعل الأمور أكثر وضوحاً حتى ولو حاولت ذلك.
علاقتهما علاقة مؤقتة لا مستقبل لها و لا معنى حقيقى لها . وهى ليست ملتزمة بها أبداً....ولا ترغب فى ذلك أيضاً. أنها لاتزال تبحث عن حب حياتها و علاقتها به علاقة فرضتها عليها ظروف وتقاليد بلادها و خوفها من المجتمع....علاقة تعتبرها مجرد تسلية....تسلية وحسب .
حسناً هذا الأمر يناسبه . فقد عاش حياته بهذه الطريقة حتى الساعة!
هذا يناسبه.
وهذا مراده.....
......حتى الساعة.
لم يعجبه كيف بدت الكلمات فارغة وكاذبة حتى فى ذهنه هو , إذ فشلت فى إقناعه بأنه عناها فعلاً.

مــنــتـــديــــاتــ لــيــلاســـ


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13457278611.png

زهرة منسية 23-08-12 03:57 PM

14 / أســألــيــه هـــو
منتديات ليلاس


كاد الشهر ينتهى.
مر الوقت من دون ان تشعر به مرسيدس حقاً. لكن الأسابيع الأربعة التى خطط جايك لقضائها فى اسبانيا كادت تنتهى الآن.سيعود رامون و استرايللا من شهر عسلهما بعد ثلاث أيام و عندما يفعلان فسيضطر جايك لترك الشقة.
عندئذٍ سيعود إلى انكلترا....
ما يعنى أنه سيترك مرسيدس !
المشكلة هى أنها لا تعرف إذا ما كان رحيله مؤقتاً فحسب أم ان خبر عودة أخيها إلى المنزل يعنى بداية النهاية بالنسبة إليها.
كانت تعلم أن عودة رامون و استريللا هى العذر المناسب ليتمكن جايك من الانسحاب من علاقتهما إما بشكل علنى وإما بلدعاء أنه سيبقى على اتصال بها ليدع الأمور تنتهى تدريجياً بكل بساطة . وهو سيختار الحل الأول على الأرجح فهى تعرفه تماماً إذ ليس من الرجال الذين يراوغون فى حل قضاياهم . إن كان لديه مشكلة فسيواجهها و يعمل على حلها على الفور. عندما تذكرت الطريقة التى تحدث بها عن إنهاء علاقته بــ كارين أدركت مرسيدس أن عليها أن تتوقع النوع نفسه من التصرف الفظ عندما يحين وقتها.
إن جايك يشبه أخاها جواكين إلى حد بعيد فى هذا. جواكين الذى لطالما حرص على ألا تستمر علاقاته أكثر من سنة واحدة.....
حتى عرف كايسى.....تسللت كايسى بحرص و حذر إلى قلب أخيها المحصن و بقيت فيه . وها هى الآن زوجة جواكين و قد تحول شقيق مرسيدس المصر على العزوبية إلى أسعد الرجال المتزوجين.
و أسعد الآباء المستقبليين أيضاً.
أجفلت مرسيدس بحدة لهذه الفكرة فهى لن تحمل يوماً أولاد جايك ولن تعرف فرحة الأمومة معه. جايك لن يفكر يوماً فى الزواج منها, فهو لا يحبها ولن يحبها.
صوت من خلفها جعلها تقفز و تستدير من حيث كانت تقف محدقة من النافذة لتكتشف أن والدها دخل إلى الغرفة.
ــ لقد أتصل رامون. سيعود هو واسترايللا غداً.
ــ بهذه السرعة؟
شعرت مرسيدس باللون يختفى من وجنتيها . ظنت....أملت....أن تتاح لها فرصة أطول مع جايك قبل أن يقع ما لا مفر منه.
مازحها والدها قائلاً :"لا تبدين سعيدة بهذا الخبر . ألست سعيدة بعودة شقيقك؟"
و خانها صوتها فلم تستطيع أن تكمل كلامها لكن بدا أن أباها فهمه و هذا ما لم تتوقعه.
ــ عودة أخيك تعنى أن خطيبك سيعود إلى دياره إلى انكلترا . أليس كذلك؟
طرح سؤاله هذا بنبرة متعاطفة نادراً ما سمعته مرسيدس يستخدمها من قبل. نادراً بحيث أنه دفعها إلى الكلام من دون احتراس.
ــ أخشى....
لم تستطيع أن تنهى جملتها و لمتستطيع أن تعبر عن مخاوفها بصوت عالٍ لكن والدها أومأ برأسه ايماءة تفهم.
ــ تخشين أن يتغير كل شئ إذا ما رحل. تخشين أن ينساك!
همست مرسيدس:"بعيد عن العين بعيد عن القلب"
ــ لن تجرى الأمور على هذا النحو إن كان يحبك فعلاً.
إن كان يحبك فعلاً....
أغمضت مرسيدس إزاء الألم الذى تسببت به هذه الجملة لها .
هذه هى مشكلتها , هنا فى هذه الكلمات الأربع المهمة والعاطفية .
إن كان يحبك فعلاً....
سألها خوان ألكولار بلطف:"هل تشكين فى شعورك نحوه هل هذه هى مشكلتك؟"
آه, لا !
خرجت الكلمات من بين شفتيها بشكل عفوى فيما فتحت مرسيدس عيناها على أتساعهما لتنظر مباشرة فى عينى والدها السوداوين.
ــ لا, هذه ليست المشكلة! فأنا أحبه, أحبه فعلاً أظن أنى وقعت فى حبه منذ رأيته للمرة الأولى.
أخبرها خوان بنبرة غامضة :"أنت تشبيهين أمك فى هذا. لطالما قالت إنها أحبتنى منذ البداية لكنى لم أقدر مشاعرها حق قدرها. فزواجنا كان زواجاً مدبراً"
ــ أعلم ذلك فقد أخبرتنى أمى. قالت أنها أحبتك حباً جماً . لكنها اضطرت للانتظار حتى بادلتها هذا الشعور .
تنهد والدها و مسح وجهه بيده بحركة جعلتها تفكر على الفور فى أخيها جواكين . مرت علاقة والدها وأخيها الأكبر بصعاب عديدة و تواجها مراراً...ربما لأنهما متشابهان للغاية....لكنهما يعيدان الآن بناء علاقة جديدة و يوماً عن يوم تتوطد هذه العلاقة أكثر فأكثر.
ــ كنت غبياً و أعمى.كنت مغرماً للغاية بـ مارغريت....
ــ والدة رامون؟
ــ نعم والدة رامون . وعندما توفيت....بعد ولادة رامون بوقت قصير جداً... فقدت أعصابى و خرجت عن طورى . لقد لامتنى أسرة مارغريت بالطبع على موتها....ولم تغفر لى أبداً, حتى قبل أن يعلموا أن رامون أبنى . كانت أختها الكبرى تكرهنى....وقد أقسمت على أن تنتقم منى....كما أنى شعرت بالذنب فعلاً . لقد فقدت صوابى ولجأت إلى معاقرة الخمرة...فأرتكبت عملاً أحمق للغاية.
لم تستطيع مرسيدس سوى أن تومئ بصمت. إنها تعرف القصة الآن . كيف أن أباها اليائس الحزين لفقدانه المرأة التى يحب سافر إلى انكلترا و عاشر أحدى النساء فى ليلة كان فيها ثملاً....و جاءت النتيجة بعد تسعة أشهر... أليكس أصغر أشقائها الثلاثة.
ــ إنما عدت إلى البيت كانت والدتك فى انتظارى . فلملمت حطام الرجل الذى كنت عليه وأعادتنى إلى صوابى و إلى الطريق القويم. وأخيراً تعلمت معنى الحب الحقيقى و الصحيح . لكننى كنت قد أضعت الكثير من الوقت فلم نمض ما يكفى من الوقت معاً.
و توقف عن الكلام وتنهد تنهيدة خرجت من اعماق روحه .
ــ كنت ثمرة تلك المصالحة يا عزيزتى.و مهما كانت الأخطاء الأخرى التى ارتكبتها فى حياتى إلا أن تلك لمك تكن غلطة. جئت ثمرة للحب يا مرسيدس و بسببك تسنى لى ولأمك فرصة لكى نحاول مجدداً....لنشكل عائلة حقيقية . إذن أأنت غير واثقة من مشاعر جايك؟
و للحظة بقيت مرسيدس تحدق إلى أبيها فى ذهول فارغ من دون ان تفهم من أين أتى سؤاله هذا. لكنها استعادت الحوار الذى كان دائراً بينهما و أومأت ببطء.
ــ لا أعرف حقيقة مشاعره.
ــ لكن إذا ما طلب يدك للزواج....
لاحظ خوان النظرة السريعة اللامعة التى لم تتمكن من إخفائها قبل أن تخفض عينيها و تحدق إلى الأرض
ــ لم يطلب منك أن تتزوجيه؟
ــ لا.
جاء جوابها مجرد همسة بائسة خفيضة.
ــ لِمَ قال إذن إنه طلب يدك للزواج؟
ــ لا....لا أعلم.
ــ أنا أعرف.
صوت رجولى آخر هو الذى قاطع حديثهما . هذه المرة كان أخوها جواكين هو من تكلم. رفعت مرسيدس عينيها إلى وجهه فرأت التعبير الجاد والبريق فى عينى أخيها الرماديتين.
ــ كيف....؟
ــ كنت هناك , أتذكرين ؟ كنت أقرب إليه من أى شخص آخر...باستثناء أليكس . رأيت وجهه...و عينيه. لاحظ أنك فى ورطة فلم يتردد . سارع فحسب لينقذك....فتكلم من دون ان يفكر.
هل هذا صحيح؟ هل يمكن ان يكون هذا حقيقياً؟ وجدت مرسيدس السرعة بحيث أن دفق اتلدم عند صدغيها أصبح أشبه بالرعد ما أشعرها بدوار و عطل دماغها . لكن خلف هذا التشوش ظهر أمل صغير , صغير جداً.
إذ ما هب جايك لنجدتها...فلربما هذا يعنى أنه يأبه لأمرها.....و لو قليلاً. وإذا ما حاولت ان تعالج علاقتهما بشكل مناسب فربما تنجح فى لم شملهما كما حصل مع أمها و أبيها.
ــ هل تظننان.....؟
حاولت أن تسأل إلا أن جواكين فتح يديه فى حركة تدل على أنه غير متأكد
ــ الشخص الوحيد الذى يمكنه أن يجيب عن سؤالك هو جايك نفسه . فعليك أن تسأليه هو.

مــنــتـــديــاتـــ لـــيـــلاســــ


زهرة منسية 23-08-12 04:00 PM

غداً سيعود رامون و سيضطر إلى ترك الشقة. أخرج جايك حقيبته من الخزانة حيث وضعها خلال الشهر الماضى ورماها على السري فاتحاً غطاءها بحركة عنيفة
عليه أن ينتقل من هذه الشقة مهما حصل. عليه أن يمنح أبن خالته و استريللا الحميمية التى يستحقها أة ثنائى تزوج لتوه . فى الواقع لقد غاب عن لندن مدة طويلة. ورغم ان نائبه مارك ملأ الفراغ بشكل لامع و بفضل التكنولوجيا تمكن من البقاء على اتصال بمكتبه وكأنه لم يغادره تقريباً...ألا أن الوقت حان لكى يعود و يمسك بزمام الأمور و ما من شئ يبقيه هنا.
باستثناء مرسيدس !
فتح جايك أحد الأدراج وسحب منه مجموعة من القمصان رماها فى الحقيبة من دون اهتمام إذ لم يكن يركز أبداً على ما يقوم به.
مرسيدس.....
لقد أتى إلى أسبانيا و فى نيته أن يتخلص من تأثيرها فيه . وبدلاً من ذلك لم ينجح سوى بفعل العكس تماماً
فمع كل يوم يمر و مع كل دقيقة يمضياها معاً تزداد مشاعره عمقاً و تعقيداً و تتعاظم حاجته إليها . ويبدو أنها تبتعد عنه أكثر فأكثر مع كل يوم يمضى.
ابتعدت عنه إلى حد أصبح واضحاً أنه من الأفضل له ان يستسلم الأن و يعود إلى ياره وينسى أمرها.
إذا ما أمكنه ذلك....
كومة من الملابس تبعت القمصان و سقطت بشكل عشوائى فى الحقيبة ليرمى فوقها بعض الأحذية .
"لِمَ قد أرغب فى خاتم كرمز لشئ أعلم تماماً أنه شئ مؤقت وحسب؟"
صوتمرسيدس كان واضحاً جداً فى ذهنه بحيث كاد يخيل أنها موجودة فى الغرفة معه . هذه الذكرى اعتصرت شيئاً فى أعماقه....لكنها لم تقضٍ على الشعور الحسى الذى اعتاد أن يختبره كلما كان برفقة مرسيدس أو كلما فكر فيها. و مؤخراً بدأ يشعر بأحاسيس أخرى و أعمق فى صدره.
و إذا ما أراد أن يكون صادقاً لقد قال إن المشاعر التى يحس بها تتمركز فى نقطة تشير إلى أنها داخل قلبه
إنما لا يهم ما يشعر به أو أين يشعر به . ففى الأسبوعين الماضيين بقيت مرسيدس على مسافة منه من الناحية العاطفية.
كان يمضى يومه بأكمله معها, يتحدث إليها و يضحك معها و يمازحها إلا أن مرسيدس الحقيقية بقيت بعيدة عنه بطريقة ما لا يستطيع الوصول إليها . إذا ما تحدث فى أى موضوع جاد أو فى أى شئ يقودهما إلى مستقبل يجمعهما معاً تهربت تماماً كما فعلت حين تحدثا عن موضوع شراء خاتم لها حين أستغلت المناسبة لتوضح له و بشكل جلى و صريح إنها لا تريد أى شئ قد يشير و لو إشارة بسيطة إلى أى التزام بينهما سواء أكان حقيقياً أم زائفاً . وباتت تعمد دوماً إلى تجنب المواضيع الجادة بسرعة لتنتقل إلى مواضيع أخرى أقل أهمية أو تلقى نكتة أو تجد فجأة ما يثير اهتمامها فى واجهة أحد المحال التجارية.
منتديات ليلاس
لعله أصبح يعرف مرسيدس جيداً و لعله يمضى معظم وقته معها و لعله يشعر أنه لن يتمكن يوماً من الوصول إلى جزء أساسى وهام منها جزء لن يتمكن أبداً من ملامسته . جزء خفى من قلبها....و من روحها.....لن يكون له أبداً.
و كلمة أبداً هذه هى التى جعلته يقرر الرحيل.
لو كان لديه أى أمل مهما كان صغيراً فى أن الأمور ستتغير لبقى و كافح.... و صل لكى ينتصر يوماً ما.
أنما بدا فى الأيام القليلة الأخيرة أن مرسيدس ابتعدت عنه أكثر فأكثر .
ها هو يفقدها الآن"و العاجل بدلاً من الآجل "الذى تنبأ به بدأ يتحقق.
لذا كان حكيماً بما يكفى فسيعتبر عودة أبن خالته أنذاراً بأن الوقت المخصص له قد أنتهى.لابد له من ان يرحل فيما لا تزال كرامته مصانة و لا يزال بإنمكانه إبقاء رأسه عالياً . سيودع مرسيدس فهذه هى الفرصة الوحيدة ليفعل ما تريده فعلاً...و يتركها . وإذا ما تمسك بها كما يرغب أن يفعل و أنتظر حتى تقوم هى بهذه الخطوة و تودعه فلن يودعها أبداً وهو يعلم ذلك تماماً . سيتخلى على الأرجح عن كبريائه و يرجوها أن تعيد التفكير فى الأمر. سيضعها فى موقف تكره أن توضع فيه....و بالتالى ستكرهه لتسببه بذلك.
كان يتوجه إلى الحمام ليجمع أدوات الحلاقة عندما تناهى له صوت جرس الباب.
ـ مرسيدس !
لا ليس الآن ! ليس قبل أن تتسنى له الفرصة ليستعيد رباطة جأشه و يتمالك نفسه . ليس قبل أن يفكر فى الكلمات التى عليه ان يقولها....وأن يجد القوة اللازمة للنطق بها. إنما و رغم كل شئ رقص قلبه الأعمى و الأحمق فرحاً لمجرد فكرة رؤية وجهها و سماع صوتها.
ولهذا هوى قلبه بسرعة و قوة ما أثار فيه إحساساً بالصدمة عندما رأى أن المرأة التى تقف أمام بابه أطول بكثير من تلك التى توقعها وأنها شقراء....و قد تجاوزت العشرين من عمرها بكثير.
ــ أماه ! ماذا.....ماذا تفعلين هن؟
حدقت اليزابيث تافرنر إليه بعينين زرقاوين صافيتين و تأملت وجهه و كأنها تسعى خلف معلومة محددة فيه. إنه يعرف هذه النظرة حق المعرفة . وهى تعنى أن شخصاً ما فى ورطة وهذا الشخص هو جايك نفسه على الأرجح.
ــ جئت لأعراف ما يجرى هنا بالتحديد . تنهت إلى مسمعى بعض الشائعات السخيفة عنك وأردت التحقيق مما إذا كانت صحيحة.


مــنـــديــــاتـــ لـــيـــلاســــ

زهرة منسية 23-08-12 04:03 PM


استغربت مرسيدس أن تجد باب شقة رامون غير مقفل . بدا وكأن أحدهما دخل لتوه إلى الشقة و دفع الباب خلفه من دون أن يتكبد عناء التأكد من أنه أقفل جيداً . دفعة واحدة بسيطة جعلت الباب يفتح بصمت ما تركها حرة فى أن تدخل إلى الرواق إذا ما أرادت ذلك .
إذا ما تجرأت على ذلك.
انطلقت فى الرحلة القصيرة من منتديات ليلاس منزل والدها إلى الشقة التى اتخذها جايك منزلاً مؤقتاً له و كلها أمل وتفاؤل . فبعد أن قوّى التفسير الذى أعطاه جواكين لتصرفات جايك من عزمها قررت أن تفعل ما نصحها به والدها فتبحث عن الرجل الذى تحب وتتحدث إليه لترى إن كان بالإمكان إنجاح علاقتهما .
عليهما أن يعملا لانجاح علاقتهما فهى لا تستطيع العيش من دونه.
لا , لن تلقى سلاحها بسهولة وتستسلم عند اول عقبة. ستحاول اقناعه بإعطاء علاقتهما فرصة أخرى .
لكن مع وصول المصعد إلى الطابق حيث شقة رامون بدا لها أن شجاعتها كلها تبددت و سالت على السجادة وتركتها مرتجفة وغير واثقة من نفسها.
الأصوات التى وصلتها من غرفة الجلوس جعلتها تجمد فى مكانها مترددة بين الدخول إلى الشقة وبين المغادرة.
إن كان جايك برفقة أحدهم فلا يمكنها أن تنهى ما جاءت من أجله.
يكفيها ما ستواجهه من صعوبة فى التحدث إليه وحده , وإذا ما كان معه شخص آخر....امرأة أخرى بحثب الصوت الذى تسمعه....فمن الأفضل أن تتخلى عن فكرة مواجهته و مصارحته و تعود فى وقت آخر.
لكن هل ستتحلى بالشجاعة فى مناسبة أخرى؟ إذا ما ترجعت الآن , فلا تعلم إن كانت ستتمكن من العودة إلى هذه النقطة مجدداً .
منتديات ليلاس
إنما عليها أن تفعل إذا ما أرادت أن تعرف الحقيقة فعلاً. غلا أن التوقيت غير مناسب الآن فـ جايك لديه ضيوف....
كانت تتراجع لتخرج من الباب حين سمعت أسمها يتردد فى الحوار فجمدت و أصغت جيداً إلى ما يقال.
ــ دعى مرسيدس لى يا أمى!
إنه صوت جايك الذى وصلها بوضوح عبر باب آخر مشقوق
ــ سأعالج المسألة !
ــ بالطبع ستفعل
كان الصوت النسائى حاداً و هازئاً و هو يضيف :"كما عالجتها حتى الآن.... فوجدت نففسك عالقاً فى هذه العلاقة السخيفة و المضحكة. عليك ان تحترس يا جايك و إلا ستدمر أسرة الكولار اللعينة حياتك, كما فعلوا بحياة مارغريت. أنت تعلم جيداً ما فعلوه بحياة أختى"
مارغريت ! كان الأسم أشبه بطعنة سكين فى قلب مرسيدس حملت تستطيع معها سيلاً من الذكريات....مقتطفات من قصص حياة أبيها السابقة , عن امرأة انكليزية تدعى مارغريت . المرأة التى أحبها خوان ألكولار و فقدها .
المرأة التى أنجبت أبنه و توفيت بعد أشهر قليلة....والدة رامون.
"أسرة مارغريت لامتنى بالطبع على موتها...." كلمات والدها قصفت كالرعد فى رأسها حاملة معها رد جايك على كلام والدته....."لم يغفروا لى أبداً . كانت أختها تكرهنى....و أقسمت على أن تنتقم منى....."
أنت تعلم جيداً ما فعلوه بأختى.
كانت أختها تكرهنى....و قد أقسمت على ان تنتقم منى.
وقد نادى جايك هذه المرأة بكلمة أمى !
استندت مرسيدس إلى الباب و تمسكت به جيداً لئلا تقع أرضاً و أجبرت نفسها على البقاء و الاستماع إلى الحديث الذى يدور فى الغرفة المجاورة.
سمعت والدة جايك تقول:"لقد آن الأوان لكى تضع حداً لهذا الأرتباط الزائف. تخلص من هذه العلاقة السريعة قبل أن تجد نفسك واقعاً فى الشرك عاجزاً عن الأخلاص مجدداً . فأنت على أى حال لا تريد أن تجد نفسك متزوجاً من هذه المرأة بالخطأ"
ــ أتزوجها بالخطأ؟
كان صوت جايك ساخراً واجش و هو يتكلم ثم أضاف :"لا , أؤكد لك ان هذا لن يحصل أبداً"


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13457278611.png

زهرة منسية 24-08-12 12:58 PM

15 / انــتــقــام أخـــيـــر

منتديات ليلاس

وضعت مرسيدس يدها على فمها بسرعة لتمنع صرخة اليأس التى كادت تفلت منها . أشتدت على حافة الباب حتى أبيضت مفاصل أصابعها و تعالى الطنين فى أذنيها حتى أصمها وكأنه صوت آلاف النحل فيما دار رأسها بشدة جعلتها تشعر بالغثيان.
و فى لحظة الضعف هذه و فيما هى عاجزة عن التحمل و سريعة التأثر , عاودتها ذكرى واضحة و حية للحظة التى أقترب بها جايك منها فى تلك الحفلة حين رأته لمرة الأولى و لولا كلام انطونيا عنه لما عرفت أبداً من يكون.
لكنه كان يعرف من هى.
لقد تقدم منها بارداً هادئاً و متوازناً حتى انه لم يتردد أبداً قال لها :"أنت مرسيدس ألكولار"
و ليس :"هل أنت مرسيدس ألكولار ؟" أو"أنت مرسيدس ألكولار , أليس كذلك؟" لم يطرح عليها السؤال بل اكتفى بالقول :"أنت مرسيدس ألكولار". إعلان بارد و واضح....و ليس أستفهاماً.
كان يعرف تماماً من تكون و قد استهدفها منذ البداية . كل ما حصل كان خطة للانتقام خطة وضعها فى ذهنه منذ البداية و حتى النهاية.
أهربى ! كل غريزة فيها صرخت بهذه الكلمة و طالبتها بالهرب . أذهبى! أخرجى من هنا الآن قبل أن يسمعك أحدهما و يدرك أنك هنا !
لكن ما أن أستدارت حتى شقت ذكرى أخرى طريقها إلى أفكارها المشوشة والبائسة و جعلتها تستقيم و ترفع رأسها عالياً و تصلب عمودها الفقرى
"هل ستفعلينها مجدداً؟"
أستطاعت ان تسمع صوت جايك بوضوح تام كما سمعته حين رماها بهذا الأتهام فى هذه الشقة.... يا إلهى هل حصل هذا فعلاً منذ ثلاثة أسابيع فقط؟ "هل ستهربين منى....و ترحلى من دون ان تعطينى فرصة لأقول شيئاً ما....لأشرح لك....؟" إنما ما هو التفسير الذى قد يعطيه لما سمعته؟ ألم تسمعه بنفسها و بأذنيها هاتين؟ألم يعتبر عن مشاعره بشكل واضح و صريح؟
كان جايك مصمماً على ألا ينتهى به الأمر متزوجاً منها . وهذا واضح بما يكفى, أليس كذلك؟
لكنها لن ترحل و تتركه هو وامه الحاقدة ينجوان بفعلتهما.
لن تهرب أبداً .
أخذت مرسيدس نفساً مهدئاً و ابتلعت ريقها بقوة كى تريح حنجرتها الجافة إلى حد مؤلم.
إذا ما كان جايك تافرنر يكره و ينفر من فكرة أن يتزوجها إلى هذا الحد فعلاً....و إذا ما أدعى وجود هذه الخطوبة المزعومة و أسرها بسحره لينتقم من أذى يعتقد أن والدها ألحقه بشقيقة أمه منذ زمن بعيد....فعليه ان يعترف لها بذلك وجها لوجه.
لقد سئمت من الهرب من جايك . ستدخل إلى غرفة الجلوس و تواجهه لتضع النقاط على الحروف بشكل حاسم ونهائى .
أرجهعت شعرها إلى الخلف و مررت لسانها بعصبية فوق شفتيها الجافتين إلى حد مؤلم و اجبرت نفسها على أن تخطو خطوة إلى الأمام و من ثم أخرى....
سمع جايك صوت الباب يفتح من خلفه , إنما حين رأى عينى والدته تتحركان و نظرتها تتجاوز كتفه و التعبير الذى أرتسم على وجهها أدرك ان شخصاً ما دخل إلى الغرفة.
من ؟ منتديات ليلاس
لكنه أدرك هوية ذلك الشخص حتى قبل أن يستدير .
شخص واحد باستثناء رامون يمكنه ان يحضر إلى الشقة بشكل مفاجئ وغير متوقع . شخص واحد يمكنه أن يرسم تعبير عدم التصديق و الغضب و....نعم....عدم الثقة على وجه امه
مرسيدس !
إنما مرسيدس بمظهر لم يرها عليها قط من قبل.
كانت ترتدى ثوباً أبيض طويلاً و عالى الياقة يرسم مفاتن جسدها كلها ويظهر محاسنه إلا أن وجهها الجميل بدا ضائعاً و منهكاً و قد غاب اللون كلياً عن بشرتها . بدت عيناها كبيرتين و متكدرتين و سوداوين كالفحم فوق خديها الشاحبين أما فمها الناعم و المغرى عادة فقد تحول إلى خط مشدود و كأنما لتحرص أن تنطق أبداً , أبداً بكلمة اخرى.
بدت وكأنها وصلت إلى الجحيم و عادت منه . لو لم يكن قد أدرك من قبل كم يحبها لاكتشف ذلك فى هذه اللحظة بالذات.
ــ مرسيدس....
خرج أسمها من بين شفتيه مع أنفاسه ناعماً و خافتاً كتنهيدة لكنها سمعته فاستدارت لتواجهه
ورمقته بنظرة آل ألكولار تلك .
تصلب عمودها الفقرى و اشتد حنكها و أرتفع ذقنها ثم حدقت إليه من أعلى أنفها الصغير الأرستقراطى بنظرة تحمل الكثير من الإزدراء .
حاولت أن ترمقه بنظرة إزدراء تام. إنما و بما أنه أصبح حساساً بالنسبة إليها يشعر بها و يدرك أى تغير فى مزاجها و فى شخصيتها المتعددة الأوجه شخصية مرسيدس ألكولار , أستطاع أن يرى إشارات صغيرة تفشى عن غير قصد ما تخفيه من مشاعرها, إشارات لم يكن يلاحظها فى الماضى.

منتديات ليلاس



زهرة منسية 24-08-12 01:01 PM


رأى الدموع تتلألأ فى تنيك العينينالداكنتين الواسعتين و اللمعركة التى تخوضها ضد نفسها لتمنع فمها من الارتجاف و السيطرة العنيفة التى تفلت منها حتى وهى تكافح لتفرضها على نفسها.
عندئذٍ أدرك أنها سمعت. لقد سمعت حديثه مع والدته فقررت أن تدخل لتعلمه برأيها الصريح فيه.
ــ لم أشأ ان تحصل الأمور بتلك الطريقة.
قال لها هذا عن عمد شابكاً عيناه بعينيها ناسياً والدته كلياً ثم أردف :"لم أشأ ذلك ولو لقاء العالم بأسره"
ــ أحقاً؟
جاء سؤالها بارداً و سريع الانكسار كالثلج حتى أن رأسها ارتفع أكثر و فمها أشتد أكثر إذا ما كان بإمكان ذلك أن يحصل .
ــ إذن ما هى الخطة التى وضعتها ؟ فى حفل عائلى آخر...حدث اجتماعى آخر؟
ــ لا....
ــ أو لعلك فكرت فى ان تصل إلى أقصى حد ممكن....هل هذا ما كنت تنويه يا جايك؟هل كنت تصبو إلى أقصى أثر ممكن.....إلى الوقت الذى يمكنك أن تذلنى فيه كلياً.
تذلنى.
انفجرت الكلمة فى وجهه بقوة لغم أرضى . لم يكن يتوقع هذا. هو المسكين الأعمى الأبله الغبى , نظر إلى وجهها و ظن انه فهم التعبير الذى ارتسم عليه...لكنه لم يفهم حتى جزء منه . لم يكن يتوقع هذا حقاً.
وكان عليه أن يتوقع ذلك طبعاً فهى من أسرة ألكولا شاء ذلك أم أبى.
ــ تعتبرين طلبى الزواج منك إذلال و إهانة؟
آلمه حتى أن يطرح هذا السؤال إذ أعتصر قلبه و هدد بأن يخرجه من جسده و يمزقه إرباً.
لكن و فيما كان يتكلم سألته :"ومتى كنت تنوى أن تنبذنى تحديداً....أمام المذبح؟"
تصادمت كلماتهما و تجمدت و بدت و كأنها علقت فى الهواء فيما راحا يحدقان إلى بعضهما البعض . عينان زرقاوان تشتبكان بعينين بنيتين عميقتين , عميقتين.
سألته :"إذلال ؟"
ــ أنبذك ؟
وفجأة و ببطء و فيما عيونهما لا تزال متشابكة هز كل منهما رأسه فى إنكار للاتهام الذى حملته كلماتهما . هذه المرة كان من الصعب معرفة من تلكم منهما أو لعلهما تكلما فى آن معاً . ترددت هذه الكلمة الوحيدة بصوت ذكورى عميق أجش و بنبرتها الأخف إنما التى لا تقل عمقاً عن نبرته.
ــ جايك....
كانت والدته من تكلم هذه المرة لتذكره بأنها لا تزال فى الغرفة. فجأة خيل إليه أنه ادرك ما الخطب تحديداً.
والدته تعتبر مرسيدس العدو, و هذا الشعور يظهر جلياً و يشع منها . وبوجود اليزابيث فى الغرفة من المستحيل أن تنطق مرسيدس بالحقيقة أو أن تطلعه على شعورها الفعلى.
و بعد جهد جهيد أبعد عينيه عن وجه مرسيدس المذهول . وتجاوزها متوجهاً نحو الباب الذى فتحه على اتساعه .
ــ أمى....أخرجى.
كان أمراً قاسياً فظاً فمشاعره الحالية لا تسمح له باستخدام نبرة أنعم.
و أضاف رغماً عنه :"من الأفضل أن أبقى وحيداً مع مرسيدس"
النظرة التى رمق بها اليزابيث عنت: لا تجادلينى لا تحاربينى فى هذه المسألة أو تجعلينى أختار لأن الجواب الذى سأعطيه إذا ما طلبت منى ذلك لن يعجبك.
و تنهد تنهيدة ارتياح حين رأى تعبير وجهها المشتدود و المستعد للجدال يتلاشى و يرق و التفتت لترمى مرسيدس بنظرة بطيئة مقيمة قبل أن تفعل ما طلبه منها وتخرج من الغرفة.
حتى خيل إليه إنها همست :"حظاً سعيداً" و هى تمر به لتخرج .
أقفل جايك الباب بحزم خلفها و استند إليه للحظة مغمضاً عينيه لثوان معدودات قبل أن يستدير ليواجه مرسيدس مجدداً.
قال بقدر ما أستطاع من الحزم و الهدوء :"والآن. ما كل هذا؟"
ــ ما كل هذا؟
لم تستطيع أن تصدق أنه يطرح عليها هذا السؤال ! ألم يسمع كلمة واحدة مما قالته؟ هل يظن انها صماء بقدر ما هى حمقاء؟
ــ سمعت ما قلته
ــ أعلم ذلك.
لم تطرف عيناه الزرقاوان بل بقيت نظرته متشابكة بنظرتها بحدة جعلت من المستحيل عليها أن تشيح بعينيها . وأردف قائلاً :"لقد بينت ذلك بشكل واضح"
ــ حسناً إذن....
ـت هل الأمر سئ إلى هذا الحد؟ هل هو منفر للغاية؟
ــ وهل هليك أن تطرح هذا السؤال؟ وقفت هنا وقلت....قلت إنك مصمم على ألا ينتهى بك الأمر متزوجاً منى.....و من ثم تسألنى , تتجرأ على أن تسألنى إن كان الأمر سيئاً إلى هذا الحد؟
ــ لا....
حاول جايك أن يقاطعها و أن يعترض على كلامها لكنها كانت غارقة فى ألمها ويأسها و بؤسها بحيث لم تعد تسمع ما يقوله .
ــ أتعرف كيف شعرت حين سمعتك تقول هذا الكلام ؟ حين أدركت أن كل هذا لم يكن سوى مخطط...خطة وضعت بدقة وإحكام للانتقام؟
ــ مرسيدس ....
ــ أصبحت أدرك الآن أنك على الأرجح خططت لإيقاعى فى شركك و لو لم أهرب منك فى الوقت المناسب لنجوت بفعلتك لعلك خططت حتى لـ...لقتل عصفورين بحجر واحد. لعلك خططت لاستخدامى لتلقن كارين أيضاً درساً....لتظهر لها أنك أنتهيت منها هى أيضاً....فى الوقت نفسه تثبت لى فيه أنى لا أعنى لك شيئاً.
ــ لا....
ــ لكنى هربت منك حينذاك. لقد أفسدت خطتك وكبت حاجتك المرضية للانتقام بفرارى منك . فلحقت بى طلباً لأكثر من ذلك...وقد أتحت لك الفرصة بغبائى وسذاجتى أنا البائسة العمياء . ارتميت بين ذراعيك مباشرة وسمحت لك أن تتحكم بى وتحركنى كيفما تشاء.
ــ ليس على الفور.
نبرة جايك كانت فرحة كما أنها رأت شبه ابتسامة على وجهه الوسيم المذهل فلم تصدق عينيها . وأردف يقول:"لقد قاومتينى قليلاً فى بادئ الأمر"
ــ إنما ليس بما يكفى ! تركتك تستغلنى....تجرحنى...حتى سمحت لك بأن تنفذ انتقامك الذى خططت له ضد عائلتى......
ــ مرسيدس , لا !
بدت تعابير جايك ممزقة كلياً وارتفعت يداه فى الهواء فى حركة انكار و دفاع عن النفس
ــ لا , لا , لا , لا !
وسار قاطعاً الغرفة متوجها نحوها و أمسك بيديها الاثنتين وشد عليهما بإحكام فيما احترقت العينان الزرقاوان فى العينين البنيتين بعد أن أصضبح وجهه على بعد أنملة من وجهها.
ــ المسألة ليست على هذا النحو....ولم تكن يوماً على هذا النحو , صدقينى. لم ألحق بك أبداً من اجل الانتقام بل لأنى لم أستطيع أن أمنع نفسى ذلك . لم أستطع البقاء بعيداً عنك لم أستطع ان أخرجك من ذهنى . عليك أن تصدقينى!
ــ لــ....ماذا؟
منتديات ليلاس
أرادت أن يخرج سؤالها من بين شفتيها قوياً ومتحدياً مطالباً بجواب واضح لكن شيئاً ما فى تعابيره وفى قوة قبضته على يديها جرد صوتها من قوته وجعله يرتجف بشكل مخجل, فاضحاً التأثير الذى يتركه فيها تأثير لم تشأ أن يعرف مداه.
ــ لِمَ علىّ أن أصدقك؟
ــ إذا كان هذا شعورك فمعناه أنك لم تسمعى الحديث كله جيداً. إذا صدقت أننى قلت إنى لن أتزوجك يوماً فهذا يعنى أنك لم تسمعى بشكل صحيح....و أنك لم تسمعى كل ما قلته.
ــ كل ما قلته؟
تلعثم لسانها وهو ينطق بهذه الجملة كما تشكلت عقدة قاسية و قوية من الانفعال فى حنجرتها . إن رغبتها فى تصديقه مخزية فعلاً و محرجة. النظرة الزرقاء المركزة تلك قالت إن بإمكانها أن تثق به.
أشفق جايك عليها للمعركة التى تخوضها لكى تتمكن من الكلام و قال:"لا يمكن ان تكونى قد سمعت بشكل صحيح لأن ما قلته هو أن الزواج منك بالخطأ هو ما لن أفعله أبداً. ولابد أنك لم تسمعى الحديث كله إذ قلت حينذاك إنى حين سأطلب من المرأة التى أحب أن تتزوجنى فأنوى أن أفعل ذلك عمداً . أريد أن يعرف الكل أن ما من خطأ فى المسألة....بل أن هذا الزواج هو جل ما أرغب فيه فى هذا العالم .
"لابد أنك لم تسمعى الحديث كله...."
عادت مرسيدس بالذاكرة إلى تلك اللحظات التى أمضتها عند الباب واستعادت الكلمات التى قالها جايك.....سمعتها مججداً فى ذهنها مع تفسير مختلف جداً لها , وهو التفسير الذى أعطاه لها جايك . بعدئذٍ تعالى الطنين تلك الضجة العظيمة المشوشة فى رأسها حين شعرت للحظة أنه يكاد يغمى عليها....و.....و.....
ولم تعد قادرة بعدها على سماع أى شئ آخر !
إذا ما قال جايك.....
حين قال جايك......
وراحت تتذكر الطريقة التى قال بها جملته:"تعتبرين طلبى الزواج منك إذلالاً وإهانة؟" .لقد قال الكلمتين الأخرتين بنبرة قاسية و جلفة نبرة تسببت لها بألم قاسٍ و مرير لم تختبره قط من قبل.
ــ المرأة التى....من.....؟
أرخى جايك قبضته على يديها . لم يعد يسحقهما بقوة الحاجة إلى جعلها تصدقه بل أمسك بهما بحزم و أمان قبضته لطيفة إنما قوية و كأنه لن يطلق سراحها أبداً.
ــ من تظنين يا عزيزتى؟ المرأة التى احب هى أنت. المرأة الوحيدة فى العالم التى أرغب فى الزواج منها هى أنت . هذه هى الحقيقة الصرفة....ولطالما كانت كذلك . فى البداية كنت أعمى للغاية بحيث لم أرّ . عندما قلت أنى لم أستطع ان أطردك من ذهنى لم أدرك قط أن الحقيقة هى أنى لم أستطع أن أخرجك من قلبى . إنى أحبك يا مرسيدس فهل يمكنك أن تصدقى هذا؟
كيف يمكنها أن تصدق أى شئ آخر ؟ بدت الحقيقة جلية فى عينيه و وجهه وابتسامته اللطيفة الحنون التى بدت وكأنها تسبح فى بريق الشمس الناعم الذهبى.
ــ نعم....نعم يمكنى ذلك.
بذلت جهداً لكى تتكلم و خرج صوتها أجش و خشناً بعد أن ذابت العقدة التى كانت قد تشكلت فى حنجرتها وعاد قلبها إلى الحياة وراح يرتعش بين أضلعها هذا القلب الذى بدا و كأنه كان متجمداً خلال هذا الوقت كله
أغرقت عيناها بالدموع لكنها لم تعد دموع حزن وألم بل دموع فرح و سعادة . مسحت هذه الدموع بعصبية كى تتمكن من رؤية وجهه و التغير الذى يظهر عليه بعد ان وجدت القوة اللازمة لتتكلم مجدداً
ــ يمكنى ان اصدق ما قلته....لأن الرجل الوحيد فى العالم الذى أرغب فى الزواج منه هو أنت. أعتقد أنى وقعت فى حبك منذ رأيتك للمرة الأولى فى تلك الحفلة فى لندن....ولهذا السبب تصرفت بتلك الطريقة التى لا تشبهنى أبداً . لكنى لم اكن أعلم ذلك....لذا خفت من نفسى . الحب مخيف فعلاً أليس كذلك؟ و لاسيما حين لا تعرف ما يحصل لك و لا تفهمه . لكنى بت أعلم الآن لهذا السبب يمكنى أن أقول....أنى أحبك يا جايك , حباً أكبر مما يمكن للكلمات أن تعبر عنه.
النظرة التى أرتسمت على وجهه كانت جل ما حملت به يوماً و عندما التقت عيناها بعينيه اللامعتين ورأت ابتسامة الحب تتسع وتتعمق أدركت ان السعادة المطبوعة على ملامحه المذهلة كلها تتطابق مع تعابيرها و تنعكس فيها.
وأخيراً ترك جايك يديها و أحاطت ذراعيه بخصرها يدنيها منه و يضمها بشدة حتى أصبح من المستحيل معرفة أين تنتهى و أين يبدأ هو.
أخفض نظره إلى وجهها وتأملها بعينين داكنتين للغاية بحيث لم تعودا زوقاوين اللون بل سوداوين كالليل الفاحم ثم أبتسم من جديد
ــ إذن دعينا نحاول دون الكلام....هل يخبرك هذا عن حقيقة شعورى؟
عناقه كان كل ما حلمت به وأكثر . كان عناقاً من الحنان و الولع بحيث أن دموع السعادة التى كافحت لمنعها من الانهمار شقت طريقها و تغلبت على سيطرتها على نفسها و تدفقت من عينيها لتسيل على خديها فمسحهما جايك بحنان ونعومة .
حبيبتى أعلم أن البداية كانت خاطئة و اننا خرقنا بعض المراحل...فقد أعلنا الخطوبة حتى قبل أن أطلب يدك....لكنى أريد أن تأخذ الأمور مجرها الصحيح . أحبك أكثر من العالم كله وأريد أن أمضى بقية عمرى معك و ان أشيخ معك و ان أشاطرك حياتى . فهل تقبلين بى زوجاً لك...هل ترتضين بأن تصبحى زوجتى....و تحملى أولادى؟
خرجت موافقتها بصوت خفيض و من صميم قلبها . فعكست كل المشاعر التى يمكن ان تحملها بكلمة وحيدة.
ــ نعم , سأتزوجك و أود لو أصبح زوجتك....وأحمل أولادك....
وشقت ابتسامة جديدة و مختلفة طريقها عبر دموعها و هى ترفع وجهها لوجه الحبيب

مــنــتــديــاتــ لــيــلاســـ


زهرة منسية 24-08-12 01:04 PM


جرت التحضيرات للزفاف على قدم وساق . وكانت مرسيدس خلال هذه الفترة متألقة وسعيدة
وبعد أسبوعين عقد قرانهما فى الكنيسة نفسها التى تزوج فيها رامون و استرايللا. وقد أختار جايك أبن خالته رامون شاهد له فيما وقفت استريللا وصيفة للعروس السعيدة.
وقف جايك عند المذبح ينتظر عروسه فى الكنيسة المزينة بالورد الأبيض و قد بدا غافلاً عن الموجودين فيما شخصت عيناه إلى الباب الذى ستدخل عروسه منه.
وفى هذه الأثناء كانت مرسيدس تنهى استعداداتها فى المنزل الذى خيم عليه السكون و الصمت. فقد سبقها الكل إلى الكنيسة و لم يبق فيه سواها و والدها.
منتديات ليلاس
دخل والدها إلى الغرفة وهى تثبت خمارها الرقيق فراح يتأملها. قال و الغصة تخنق صوته :" تبدين رائعة كأمك تماماً . هيا يا عزيزتى السيارة تنتظرنا فى الخارج"
و بعد قليل تعالى صوت الأرغن معلناً وصول العروس فالتفت جايك و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة
دخلت العروس متأبطة ذراع والدها و قد بدت متألقة فى ثوبها العاجى اللون و المصنوع من الحرير بياقته المحفورة بأناقة و بذيله الطويل الرومانسى المزين باللؤلؤ.
كان معظم الضيوف من المنطقة رغم وجود بعض الوجوه الغريبة وهم على الأرجح من أصدقاء جايك من انكلترا
وجه مرسيدس المشع لفت أنظار الكل إذ بدت فى أبهى حلة وعندما وصلت إلى جانب جايك همس لها:"حبيبتى....سنيوريتا ألكولار"
رفعت وجهها إليه و ابتسمت فبادلها الابتسام والشغف بادٍ فى عينيه.
نطقت بعهود الزواج بصوت واضح عكس سعادتها و ثقتها بحبه , وعيناها شاخصتان إلى عينى جايك.
و عندما أنتهت طقوس الزفاف و خرجا من الكنيسة تحت سيل من حبوب الأرز و الورق الملون توجها إلى منزل أسرة ألكولار حيث سيقام الحفل الراقص وحيث أعدت وليمة تكفى لجيش من الضيوف.
استمرت الحفلة طويلاً وبدا الكل مستمتعاً و غير مستعجل للرحيل.
لكن جايك تسلل مع عروسه تاركاً الضيوف يرقصون و يمرحون و يتسامرون متجهاً إلى المكان الذى اختاره لقضاء شهر عسلهما


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13458055371.gif

زهرة منسية 24-08-12 01:09 PM

أتمنى ان تكون الرواية حازت على أعجبكم
وكل الشكر على من مر على الرواية سواء من الأعضاء أو الزوار
و كل من ضغط على أيقونة الشكر او أضاف تقيم



زهرة منسية 24-08-12 01:16 PM

حبيبتى إيمى
EMN
مشكورة كتير كتير كتيررررررررررر على تصاميمك الرقيقة الرائعة التى أضافت رونق على الرواية
الله لا يحرمنى منك بارك الله فيكى

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13458066551.gif
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13458066552.gif

زهور الندى 24-08-12 06:04 PM

زوز الجميلة ايه الحجات الحلوة دى كانت مستخبية فين يا قمر:dancingmonkeyff8:

باين عليها مشوقة جدا أكيييييييييد هقراها باءذن الله

وتصميم القصة رااااااااااااائع خرافة دحنا عندنا بقى عبقرينو ولا أيه هههههههههههه

تسلمى حبيبتى على المجهود وتسلم اللى صممت الغلاف جميل أوى:55:

بالتوفيق للجميلات اللى منورين المنتدى بتعبهم يسلمو

marygold 24-08-12 07:48 PM

تسلمى زهرة حلوة جدا ورقيقة
وايمان تصميمها حلو كتير
تسلموا للمجهود
دايما مميزين

emn 24-08-12 11:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3166384)
حبيبتى إيمى
EMN
مشكورة كتير كتير كتيررررررررررر على تصاميمك الرقيقة الرائعة التى أضافت رونق على الرواية
الله لا يحرمنى منك بارك الله فيكى

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13458066551.gif
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13458066552.gif

تسلميلي قلبوووو

الرواية هي الي اعطت معنى للتصميم

ولا يحرمني منك قلبوووو

وانا في الخدمه قلبوو ^^ :friends::friends:

:8_4_134::8_4_134:

emn 24-08-12 11:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهور الندى (المشاركة 3166449)
زوز الجميلة ايه الحجات الحلوة دى كانت مستخبية فين يا قمر:dancingmonkeyff8:

باين عليها مشوقة جدا أكيييييييييد هقراها باءذن الله
وتصميم القصة رااااااااااااائع خرافة دحنا عندنا بقى عبقرينو ولا أيه هههههههههههه
تسلمى حبيبتى على المجهود وتسلم اللى صممت الغلاف جميل أوى:55:


بالتوفيق للجميلات اللى منورين المنتدى بتعبهم يسلمو



يب يب انصحك تقرأيها ^^


ههههههههه شكرا قلبوووو رفعتيلي معنوياتي ^^

بجدتسلمي زهووووره وشكرااااا على رأيك واتمنى انك دائما وكل مره اصمم تعطيني رأيك

:8_4_134::8_4_134:

فاطييمة 25-08-12 12:59 AM

بسم الله الرحمان الرحيم ... شكرًا علي المجهود

اماريج 25-08-12 05:22 PM

يعطيك العافية حبيبتي على كتابتها
باين على الرواية واحداثها رواية حلوة كتير
اختيار موفقة ياعمري ^_*
وكل عام وانت بالف خير ياعسل

زهرة منسية 25-08-12 07:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهور الندى (المشاركة 3166449)
زوز الجميلة ايه الحجات الحلوة دى كانت مستخبية فين يا قمر:dancingmonkeyff8:

باين عليها مشوقة جدا أكيييييييييد هقراها باءذن الله

وتصميم القصة رااااااااااااائع خرافة دحنا عندنا بقى عبقرينو ولا أيه هههههههههههه

تسلمى حبيبتى على المجهود وتسلم اللى صممت الغلاف جميل أوى:55:

بالتوفيق للجميلات اللى منورين المنتدى بتعبهم يسلمو

أهلا زهورة مندية ههههههههه مستخبة بين روايات ليلاس
فعلاً هى حلوة كتير وأتمنى لما تقريها تعجبك و تقولولى رأيك فيها
إيمى مشاء اللع تبارك الله الله يحميها تصاميمها كلها روووووووووووووعة
مشكورة كتير زهورة على كلامك الرقيق

زهرة منسية 25-08-12 07:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة marygold (المشاركة 3166464)
تسلمى زهرة حلوة جدا ورقيقة
وايمان تصميمها حلو كتير
تسلموا للمجهود
دايما مميزين

الله يسلم عمرك مارى جولد
أسعدنى أن الرواية والتصميم عجبوكى
مشكورة لمرورك و تشجيعك بكلامك الرقيق

زهرة منسية 25-08-12 07:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emn (المشاركة 3166532)
تسلميلي قلبوووو

الرواية هي الي اعطت معنى للتصميم

ولا يحرمني منك قلبوووو

وانا في الخدمه قلبوو ^^ :friends::friends:

:8_4_134::8_4_134:

مشكورة كتير إيمى على كرمك وتواضعك
الله يسرلك كل أمورك

زهرة منسية 25-08-12 07:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطييمة (المشاركة 3166562)
بسم الله الرحمان الرحيم ... شكرًا علي المجهود

العفو حبيبتى شكراً على مرورك وردكم بتنسى أى مجهود

زهرة منسية 25-08-12 07:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 3166873)
يعطيك العافية حبيبتي على كتابتها
باين على الرواية واحداثها رواية حلوة كتير
اختيار موفقة ياعمري ^_*
وكل عام وانت بالف خير ياعسل

الله يعافيكى أماريجوووو
تسلميلى حبيبتى رأيك يهمنى كتيررررررررر
ومرورك دايمن بيسعدنى
كل عام وأنت بكل خير حبيبتى

زهور الندى 28-08-12 08:17 AM

زوزو القمر أنا قريت الرواية جميييييييييييلة أوى تحفة بجد

أختيارتك جميلة للقصص :55: برافو حقيقى استمتعت بالقصة جنان
انتو ثنائى راااااااااائع أيمو القمر وانتى أضفتو لمسة سحرية لقصة ولا أروووووووووووع
أيمو يا جمييييلة عايزة أشوفلك تصميمات كتيييييييير من هنا ورايح:dancingmonkeyff8:
كل رواية أدخل عليها هستنى لمستك السحرية هههههههههههه
زوزو مستنياكى فى رويات حلوة من أديكى الحلوة بعد كدة
متتأخريش علينا دايما بتتحفينا مووووووووووواة مع حبى للجميع

Rehana 28-08-12 09:03 PM

تسلمي الايادي الجميلة الى تعبت في كتابتها .. زهوري
وتسلمي الايادي الفنانة الى ابدعت في تصوير الشخصيات .. ايمان

ماننحرم من تواجدكم العطر والمميز
لكم خالص ودي وتقديري لجهودكم

http://3.bp.blogspot.com/_JVqDGDY7QH...sis08merci.gif

زهرة منسية 28-08-12 10:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهور الندى (المشاركة 3167893)
زوزو القمر أنا قريت الرواية جميييييييييييلة أوى تحفة بجد

أختيارتك جميلة للقصص :55: برافو حقيقى استمتعت بالقصة جنان
انتو ثنائى راااااااااائع أيمو القمر وانتى أضفتو لمسة سحرية لقصة ولا أروووووووووووع
أيمو يا جمييييلة عايزة أشوفلك تصميمات كتيييييييير من هنا ورايح:dancingmonkeyff8:
كل رواية أدخل عليها هستنى لمستك السحرية هههههههههههه
زوزو مستنياكى فى رويات حلوة من أديكى الحلوة بعد كدة
متتأخريش علينا دايما بتتحفينا مووووووووووواة مع حبى للجميع

هلا زهورة مندية مشكورة كتيرررررررررررررررررررر على كل الكلام الحلو ده
أسعدنى كتررررررررررررررررررر أن الرواية عجبتك
وأسعدنى أكتر ردود فعلك على تصاميم إيمى لأنها بجد تستاهل
بصراحة أنا سعيد كتير أن كان ليا الشرف بأن إيمى تصمم أشخاص للرواية
مشكورة كتير زهورة مندية

زهرة منسية 28-08-12 10:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3168173)
تسلمي الايادي الجميلة الى تعبت في كتابتها .. زهوري
وتسلمي الايادي الفنانة الى ابدعت في تصوير الشخصيات .. ايمان

ماننحرم من تواجدكم العطر والمميز
لكم خالص ودي وتقديري لجهودكم

http://3.bp.blogspot.com/_JVqDGDY7QH...sis08merci.gif

سلمتى لنا ريحانتى ما ننحرم أحنا منك حبيبتى
مشكورة كتيرررررررر حبيبتى

نجلاء عبد الوهاب 30-08-12 01:01 AM

:liilas::liilas::liilas::110::110::110::liilas::liilas::liil as:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:
:ostrich_liam::ostrich_liam::ostrich_liam::ostrich_liam:

الجبل الاخضر 03-09-12 02:08 PM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

azais 09-09-12 03:35 PM

MERCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCI

زهرة منسية 09-09-12 07:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 3170774)
:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

أهلا وسهلا يا قمر
أيه التشجيع ده كله
عجبنى كتير و كمان أسعدنى أن الرواية عجبتك
جديد هنا http://www.liilas.com/vb3/t180045.html

زهرة منسية 09-09-12 07:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azais (المشاركة 3174271)
MERCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCI

مرحبا بيك يا قمر عضوة جديدة نورتى المنتدى و الرواية بطلتك
مرسيى لمرورك

sassou 10-09-12 02:29 PM

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووورة حبيبتي كثيييييييييييييييييييييييييييييييييرا
الرواية رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااائعة

ربي اسالك الجنة 13-09-12 03:05 AM

:peace:
حبيبتي الروايه خيااااااااااااااااااااااااال من جد روعه تسلم هااليدين والله يعطيكي الف عافيه ودمتي حبيبتي في حفظ الرحمن

شووقهـ 26-09-12 01:56 AM

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...g2XYUkkFAkmy_w

وجدان الاسي 01-10-12 08:42 PM

رواياتك كلها روعة بتختاريها عالفرازة تسلم ايديكي

ندى ندى 04-10-12 05:24 AM

جميله جدا وقمة الروعه

zzakia00 28-11-13 05:46 PM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
http://www.liilas.com/vb3/images/smilies/peace.gif

ام عهد 01-12-13 09:30 PM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
شكررا..شكرا...شكرا..

غيومة 22-12-13 06:59 PM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
الف الف شكر على هالرواية الحلوة و اتمنى تستمرين بأبداعات اكثر و اكثر :55::55::55:

رهام رهام رهام 16-01-14 12:48 PM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
روايه جميله جداً واحداثها مشوقه .... شكراً لجهودكم واختياركم

bassmachahid 16-01-14 02:03 PM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
metchawa9a a9raha

رنا20 02-03-14 02:42 AM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
شكرااااااااااااااااااااا على الرواية:dancingmonkeyff8:

فاطمة البوسيفي 15-02-15 12:30 AM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
مشكورة ويسلم ايديك وأني من أشد معجبين بأختياراتك رائعة مع تمنياتي لك بالتوفيق ونجاح في أعمالك القادمة

لبني سرالختم 15-03-15 11:56 PM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
خطيررررررررررررررررره

فرحــــــــــة 02-08-16 01:05 AM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
غاليتى
زهرة منسية
قصتك الرااائعة كانت
كــالماء العذب يروى القلوب والافئدة
وتنشر الفراشات فى الاجواء
سلمت يداكى وسلم قلبك
لكل ماتقدمينه لنا من متعة
دمتى بكل الخير
فيض ودى

هدية للقلب 06-08-17 12:18 AM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
اهلا زهوره
وحشانى كتيير اتمنى انك تكونى سعيدة دائما
شكرا على الرواية اكثر من رائعة
تحياتى لك

مررررررمررررررر 24-12-18 12:01 AM

Merciiiiiiiiiiiiiiiiii

halloula 29-10-19 02:49 PM

Merci de votre réponse et vous souhaite une bonne journée

مخبوله 29-10-19 06:46 PM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
مرحباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

paatee 23-02-20 01:26 PM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
:55:تسلم الايدي ياعسل ننتظرك جديدك

بقايا ورد 25-07-21 01:53 AM

الله يعطيكم العافية

فراولة2008 31-10-23 11:16 AM

رد: 381 - الإنتقام الأخير - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثالث )
 
قلبي الانساني ما احب تلك المعاملة للام فكيف جانبي المسلم ؟ شكرا جزيلا على الجهود المبذولة


الساعة الآن 10:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية