منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   روايتي الأولى : قُبلاتٌ حاقدة في مهب الريح ! (https://www.liilas.com/vb3/t179827.html)

رحـــــيل") 18-08-12 03:05 AM

روايتي الأولى : قُبلاتٌ حاقدة في مهب الريح !
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



أضع بين أيديكم روايتي الأولى و اتمنى اشوف تشجيع وردود سواءً

مدح أو نقد اتقبل كل شي برحابة صدر ...!



:smile:







ملاحظة "حطيت روايتي في منتدى ثاني و احدى صديقاتي قالت لي

لما كتبت روايتها نزلتها هنا و لقت نقد هادف ساعدها كثير بتحسين مستواها ,

ما اطمح للشكر فقط لكن اتمنى اجد عيون ناقدة تساعدني

بتحسين مستواي المبتدئ :$ ...!









..

..



الحلقه الثانيه

http://www.liilas.com/vb3/t179827-3.html



الحلقه الثالثه

http://www.liilas.com/vb3/t179827-4.html



الحلقه الرابعه

http://www.liilas.com/vb3/t179827-5.html



..

رحـــــيل") 18-08-12 03:10 AM

#قبلات حاقدة في مهب الريح#







- التعريف بالشخصيات : (الحلقة الأولى)



المشهد الأول :



قضبان زنزانة حديدة , صامدة على مر السنين العجاف التي حلت عليها !
وجوه كثيرة امتلأت طياتها بالأسرار ومرارة الحبس هي القاسم المشترك بينها
عيون تفضح أصحابها فبعضها حاقدة ناقمة وبعضها امتلأت بحسرة الذنب ...
رائحة السجن هي اشبه برائحة الموت البطيء , خاصةً لؤلئك الذين حكم عليهم بالمؤبد
وهؤلاء الذين ينتظرون موعد الحكم عليهم بالرحيل عن الدنيا...!
أما عن أكثرهم استبشاراً هم الذين تلألأت عيونهم بالأمل .. والأمل هُنا يعني
قرب الفرج .. قرب النجاة والعودة للحياة!

هو يجلس على سريرة في الغرفة الممتلئة بالأسرة ..!
يحمل بين يديه دفتراً صغيراً استطاع تهريبه أحدى المرات بمساعدة صديق له اتى لزيارته .
ولا أحد يعلم حقيقة ماذا يدوّن فيه غيره هو ...!
هيكلة سريرة المتكون من درفتين علوية وسفلية تسمح له بأن يسترق النظرات
لصديقة الحميم الذي شاركه محنته هذه منذ قرابة 3 سنوات من الآن ,,!
فيجده متمدداً ويخفي ملامح وجهه النحيل بذراعيه , أما قدماه الطويلتان فقد خرجت خارجاً عن السرير الذي لم يعد يكفيهما .!
أو ربما كان وصف سرير هو ترفٌ على ما يعيشون به , فما ينامون عليه
أشبه بأخشاب متهالكة غطتها تلك الخرق البالية , لتصبح مكاناً صالحاً للنوم وكفا !
الساكنون هُنا لم يكونوا يتحدثون الى بعضهم إلا ما ندر , فالحديث عندهم أصبح مجرد
وسيلة يقضون بها حوائجهم ! الكلام ضائع ولا أحد فيهم يحب أن يُضيع من حياته
ما تبقى منها .. !

صوت السجان يحلق في البعيد منادياً بإسميهما فقد حان موعد المحاكمة الآن ...!!
كلاهما بلغا الثامنة عشر من عمرهما هذه السنة ..
وكلاهما كانا متمسكين بالأمل فربما كان الفرج قريب ,,!






المشهد الثاني : قبل ذلك بثلاثة عشر عام ...



صراخ مولودة .. شهقاتها تتعالى وكأنها تنادي من رحل عنها واختفى في البعيد !
سلة بنية اللون ممزقة الجوانب عتيقة في طرازها لكنها تحمل بداخلها مخلوقة مبهره

شيخ المسجد الذي اتى أولاً في سكون الفجر ليوقظ الناس للصلاة بصوته الرخيم
يَطِلُ من البعيد ليسمع صوتها , يحاول مسارعة خطواته لينظر في السلة
ويجد تلك الطفلة التي تبدو مولودة للتو ..
يتسارع نبض قلبه وهو يتذكر طفلته التي ماتت قبل أن تولد إلى الدنيا !

هو الذي لم يجرب معنى كلمة أب , ولم يحدث أن نطق بها
أحدٌ إليه .. ينزل رأسه للسلة ويبعد الأقمشة ليظهر له الوجه الملائكي البريء !
كانت الطفلة صغيرة جداً , ربما بحجم كفة العريضة .. !
حملها وبدأت عينيه تفيض بالدموع ! لم يحتمل قلبه الرحيم ما فعله والديها بها !
يدركون أن بخطئهم الصغير يمكن أن يتولوا مسؤولية عظيمة !
لكنهم يرمون مسؤولياتهم لينتهوا منها وكأن شيئاً لم يكن ..
لا أحد يريد النظر للماضي , فهل سيكون لها أهل ليسألوا عنها ..!
نظرة الشفقة تعتلي عينيه الضيقتين !

تلمع في ذهنه فكرة مخيفة , وقبل أن يحسب لنتائجها حساباً وجد جسمه يهم بالتنفيذ
يلتفت يميناً وشمالاً لا يجد أحداً بطريقة , يحاول أن يركض جاهداً لكن عمره
الذي تجاوزن الخامسة والأربعون يحد من حركته كثيراً ويبطئ فيها !
يدلف الى منزله , ويلعو صوته الرخيم نبرة قلق وهو ينادي : عادلة .. عادلة .. تعالي !
تأتي عادلة السيدة ذات الملامح الطيبة , يبدو لناظرها أنها في بداية الأربعينيات من عمرها!
تنظر إلى زوجها بإندهاش وتشهق بصوت مسموع : وش جايب معك ؟
هو تبدو على ملامحه السعادة :هذي نعمة من الله جزات صبرنا ياعادلة , الله عوضنا عن سنين الحرمان فيها ...!
تنظر زوجته الى السلة التي تحتوي الطفلة , تقول بجزع : من بنته هذي ؟
هو يضغط على شفتيه ويهمس بهدوء وهو يرفع الطفلة على ذراعيه فتتوقف هي بدورها عن بكائها: لقيتها عند باب المسجد , شوفيها يا عادلة .. شوفيها كيف ساكته بحضني .. هذي ربي رزقني بها , انا امنيتي يجيني بنت , وربي استجاب لدعائي !
تهرع عادلة إليه وتأخذ الطفلة من يديه لتضعها في سلتها وتخبره بصوت ممتلئ بالخوف : قووم .. قووم ودها دار الرعاية لا يصير لنا مشكلة من وراها , هذي وين اهلها عنها , اكيد انها بنت .... !
يقاطعها هو بصرخة عالية نوعاً ما يقاطع جملتها الرديئة والتي لا يريد أن يُسمعها
الفتاة التي اعتبرها طفلته منذ أن التقت اعينهم اول مرة
حتى وإن كانت هذه الطفلة لن تذكرها أبداً لصغر سنها : عادلة ............!
هذي من اليوم هي بنتي .. النعمة الي رزقني إياها ربي .. أنا بسميها نعمة .. اسمها من اليوم ورايح نعمة ..!

هي تقاطعة : بس ياعبدالكريم هذي مو بنتنا والناس بيسألون !
عبدالكريم بهدوء مرير : مين بيسأل يعني ؟ زوجك مقطوع من شجرة , وانتي اهلك باعوك واخذو مهرك !
دمعة حزن تذرفها عادلة وهي تذكر كيف أن أهلها أخذو كل شيء وانفضو من حولها:")!








المشهد الثالث : مازلنا قبل ثلاثة عشر سنة من دخول الفتيان للسجن ..!



صُراخ وبكاء .. قلبها يعاني من الألم ولم تعد قادرة على التحمل أكثر !
حبالها الصوتية تكاد تتقطع من كثر نواحها وصراخها ...
صوتٌ قادم من البعيد : بس .. بس .. سكتوها!
أقدامها لم تعد لها طاقة بحملها , تسقط مغشياً عليها من هول الصدمة التي انهالت عليها كحجر ثقيل استطاع تحطيمها الى اشلاء ..!

صدى صوت زوجها يحلق في البعيد منادياً بإسمها لشدة خوفه عليها: هنـــد !!
تُحمل هند إلى المشفى , وهو ذات المشفى الذي زف إليهم الخبر اللعين ..
خبر وفاة أختها الحبيبة وصديقتها الحميمة (ســارة) بعد ولادتها مباشرة ..!
زوجها لا يعلم حقاً هل يبقى الى جانبها أم يذهب إلى أخيه الذي توفيت زوجته حتى يواسيه في فجيعته تلك !

أما عصام صاحب الخمس وعشرون عاماً توفيت زوجته وابنة عمه وحبيبته ســارة في هذا اليوم المشؤوم ...
يداه ترتعدان , وعيناه تفيض بالدمع فعصام رجل عاشــق حتى الثمالة !!
قلبة يذوي تماماً لهذا الخبر الذي لا يستطيع تصديقة ..
أخبروه أن زوجته توفيت لكنها وهبته قبل وفاتها بنتاً كالقمر ,

تركتها أمانه عنده حتى يُحسن تربيتها !
لكنه لم يفقه هذا الشيء أبداً ,,!
بل كان كالمجنون تماماً , حتى إنه القى باللوم كاملاً عليها
كان يتمتم في أيام العزا الثلاثة : هي السبب .. هي السبب !
وعندما طالبوه المشفى بالحضور لتسجيل الفتاة وأخذها معه ..
أبات نيتّه على أول إسم خطر بباله وعلى الرغم من أن الجميع حاول زجره عن الإسم , لكنه لم يرتدع أبداً ....
وحتى أخيه الأكبر (عزّام) حاول اقناعة قائلاً : بكيفك بس ترا هذا اسم لمرض! كنك تفاول عليها !
أما المُبكي فكانت إجابة عصام عليه : وهو بعد إسم للموت ...!


عصام الذي لم يبالي بأحد إتجه لدفتر التسجيل ...
حيث أمسك بقلمه وبيدة المرتعشة سجلها *رمــــــــــــــــــــــد* !



بعد أيام العزا الثلاثة :



لا زالت هي على صراخِها و نواحها !
عيناها الجميلتين قد ذبلت من كثرة الدموع , وجهها أصفر كقطعة ليمون حامضة !
و مع أنها خرجت اليوم من المشفى وقد وصوهّا بعدم الإنفعال إلا أنها لم تستمع لكلام أحد .!
تجلس في غرفة قد جُهزت لها و لأختها المتوفاة سارة ,
كلاهما حمِلتا بنفس الشهر تقريباً !
هي وضعت ابنتها قبل أسبوع من الآن ! أي أن طفلتها تَكبُر رمــد بـ 4 أيام فقط !
تجلس بجوارها على السرير أختها ندى مواسية لها و مواسية نفسها !
ومع أن ندى هي الأخت الصغرى إلا انها هادئة تماماً ولديها تفكير منطقي
بعكس أختها الوسطى هند دائمة الإنفعال !
هند تُمسك برمد الصغيرة وتضمها الى حجرها تتأمل عينيها البريئتين
و يدها الشديدة الصغر ثم تعاود البكاء مرةً أخرى لتذكرها شقيقتها!

أما في البعيد فقد كانت تجلس ابنة عمهم , لم تكن صلة القرابة و القرب في المسكن
سبباً كافياً لتقربهم من بعض !
فقد كانت العنود لا تحمل مشاعر لبنات عمها جميعهن أبداً
حتى أنها لم تذرف دمعة واحدة لموت إبنة عمها !
كانت فقط تشاهد إبنها جاهد ذو الخمس سنوات كيف يشاقّيهن بلعبه وضحكاته
لكنها لم تزجره ولم تمنعه فقط كانت تحدق كالمتفرجّين !




رحـــــيل") 18-08-12 03:13 AM

تابع الحلقة الأولى :
 
التعريف الأولي بالشخصيات:


(عائلة الجـــــــــاهد)!

سور طويل جداً .. ثلاث فِلل منفصلة ! تُعتبر الفلة الوسطى هي أكبرهم حجماً تقريباً !
تلك الفلل الضخمة الأشبة بالقصور حملت بداخلها قصة توارثت جيلاً بعد جيل !
وهي زواج ابناء العم حتى لا تضيع الثروة !!!!!!

الرجل صاحب الفلة الأولى (صالح)مات منذ زمن طويل هو و زوجته في حادث سير
مورثاً بذلك لإبنته الوحيدة ( العنود ) كل ما يملك!

أخوه صاحب الفلة الوسطى (سليمان) والذي يملك ثلاثة ابناء (عّزام – عصام – عمر)
سارع بتزويجها لإبنه الأكبر عّزام بدون حتى أن يستمع لهم أو ليعطيهم فرصة
ليعبرو عن قراراتهم أما ما نتج عن هذا الزواج فهو ولد يدعى : جـــــاهد
• وهو الإسم الغريب الذي اختاره والدّ عزام ليخلد اسم عائلتهم (الجـــاهد) !

أما عن الأخ الأصغر(محمد)
وهو صاحب الفلة اليسرى فقد أصيب بمرض عضّال نتيجة حزنه
الشديد على أخيه المتوفى !
لم تكن المدة بين وفاتهما طويلة جداً فقد مات الأخ الأكبر بداية العام
ومات الأخير نهاية العام !
الأخ الأصغر ترك بناته الثلاث (سارة – هند – ندى)
أمانة عند أخيه وصاه كثيراً ان لا يظلمهن أو يسيء بحقهن
و أن لا يحادثهن إلا كلاماً طيبا !

سليمان الأخ الأوسط والذي حمّل نفسه مسؤولية عظيمة بإعتنائه
بأولاده و بنات أخوته كان رجلاً حنوناً لكنه ذو بأس شديد !
لم يرضى أبداً لأحد منهم بالمهانة و الذلة بل أنه
كبرهم وأحسن تربيتهم وأورثهم الكثير الكثير من صفاته
كــ الهدوء , و الشغف و الكثير الكثير من الكبرياء والغرور !

كما أنه قام بتزويج ابنائه عصام وعمر من بنات عمهم سارة وهند !
وقد أرهقه التفكير كثيراً في مصير أختهم الصغرى ندى
لكن سبباً ما أحال الهّم عن قلبه وأورث مكانه الحزن ... وفاة سارة ,
و تزويج إبنه لأختها (ندى) !



ملخّص التعريف لعائلة الجاهد :

العم الأكبر صالح (متوفى) : لديه بنت واحدة وهي العنود متزوجة من ولد عمها عزام
وابنهم جاهد عمره 5 سنوات !

العم الأوسط (سليمان) : لديه ثلاث ابناء / عزّام – عصام – عمر .

العم الأصغر محمد (متوفى) : لديه ثلاث بنات / سارة (متوفيه) – هند – ندى .




# طبعاً لازال هناك الكثير الكثير من الشخصيات والأحداث لكن بتكون متسلسلة و برويّه راح
نتعرف عليهم كلهم ...!
تذكرو إحنا للحين في الماضي قبل 13 سنة من دخول بطلينا للسجن :$ !

رحـــــيل") 18-08-12 03:15 AM

تابع الحلقة الأولى :
 


المشهد الرابع والأخير من الحلقة :
بعد مرور اسبوع كامل على وفاة سارة !
الساعة الثانية بعد منتصف الليل
..



هي تمشي في باحة فلّتها الخلفية , كانت تضع حجاباً خفيفاً على رأسها لعلمها أن
لا أحد يتواجد الباحة الخلفية ناهيك عن الوقت المتأخر !
كانت تشعر بالوحدة والأختناق , فحتى وهي متزوجة ولديها طفل قد أصبح في الخامسة من عمره
لكنها تشعر بفراغ كبير , تفتقد الحب في حياتها !
تفتقد عزّام الذي يلهى كثيراً في عمله عنها ! تريده جوارها دون أن تذل نفسها وتطلب ذلك .
عزة النفس الكبيرة التي تبدو كوراثة في هذه العائلة قد منعتهم من فعل ما يشتهون !
تبعدهم عن بعضهم أميال و أميال ..!
كانت تشعر بالألم حينما ترى الحب يفيض من عيون عصام لزوجته سارة
حينما تراه يدللها ويسرف في دلالها , في الحقيقة شيء ما بداخلها شعر بالسعادة اللذيذة
لموت سارة حتى لا يبقى لحبهم مكان !
كانت تدور في رأسها ملايين الأفكار والهواجس ولكنها تدحرها جميعاً قبل أن تفكر للدخول
لمنزلها مرة أخرى ..!

وفي حين أنها بقيت تفكر كثيراً هذه المرة لم تشعر بإقترابها كثيراً من الفلة المجاورة
همّت بالرجوع لولا ان استوقفها صوت لشخص يخرج متسللاً من المنزل !
اختبأت خلف كومة من الأحجار كانت قد وضعت ليتم إعادة بناء غرفة الخدم الخاصة بفيلا
عمها سليمان !
رأت تلك الخادمة تحمل بيدها سله بنية اللون وقد كانت تمشي بخطوات حذره هادئه
أستطاعت العنود أن تعرف من أول نظرة أنها هاربة من المنزل , أرادت استيقافها
وهمّت بذلك لكنها عادت بسرعة لإختبائها في حين سمعت الصوت الصادر من السلّه !
كان الصوت بكاء لطفل صغير !
كلا ليس أي طفل ! بل هو الطفل الذي سئمت من بكائه طوال الليالي الفائته التي قضتها
في بيت عمها بفضل العزاء !
هي بالتأكيد إبنة هنــــــــــــــــــــــد !!!!
ابتسامة خبيثه تعلو شفتيها ونظرة حقد مترقبة تطارد شبح الخادمة حتى أختفى خلف جدران الفيلا!

قامت بالركض حتى تصل للفيلا الخاصة بها !
دخلت بأقدام متوترة لتصعد للطابق العلوي , تفتح نافذتها تمعن النظر جيداً
وشيء من السعادة يتسلل لقلبها حين لا ترى أثراً لتلك الخادمة اللعينة !

عذرا ياقلب 18-08-12 03:43 AM

ياهلابك يارحيل منوره ليلاس ويارب تلقين الدعم والنقد والتشجيع الايرضيك

ونشوف روايتك في قسم المكتملات



http://www.liilas.com/vb3/t178243.html




قلوووووووووووب تنبض لك مع هالصبح الجميل

رحـــــيل") 18-08-12 03:53 AM

شكرا اختي عذراياقلب لحرصك على قسم المنتدى
وردك السريع يظهر اهتمامك بشكل واضح ..

بس ماقلتي لي رأيك بالحلقة الأولى :( لايكون ماعجبتك :""(

عذرا ياقلب 18-08-12 05:01 AM

لبى انتي رحيل بالعكس نحن القراء ممنونين لكم لاقتطاعكم من اوقاتكم سويعات لسكب لنا هالمتعه


بس بصراحه حالين موقفه القراءه الى مابعد رمضان <قضى رمضان ياحجه هههه


قراءة مقتطفات اسطر جميله تنبئ عن قدوم قلم مميز

سوف يكون لي رد لاحقا اعتذر لضيق الوقت


لكن بوشوش لك سر اهم مايميز ليلاس ويجذب القراء هو الالتزام معهم في المواعيد في تنزيل الاجزاء واحترامهم وبتلقين مايرضيك من ردود

MaNiLa 18-08-12 03:51 PM




سلآم :)
مرحبا بكِ أختِي بيننَا ..
عيدُكِ مبارك و كل عام و أنت بخير

//

بدا لِي أُسلوبكِ سلسًا و ممتعا،
و بدت القصة مختلفة بشكل جميل !


أتوقع أن الطفل (جاهد) هو أحد الشابين المسجونين ..

أي قلبٍ تحمله (العنود)، ذلك الذي لا يطهره الحزن !
ربما دفعها الحسد أن لا تحزن على وفاة (سارة)،
لكن أن تسعد لذلك، و أن تستر فعلة الخادمة .. !!

أشك أن الخادمة خطفت (رمد) بتوصية من والدها (عصام)..
قد تعيش (رمد) في كنف ذلك الرجل المحروم المتشوق للأبوة في حال أحسن بكثير من حياة مع أب يحملها ذنبا هي بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف ...

العم (سليمان) .. هل يعتقدُ أن تزويجهم هو تنفيذ لوصيه أخيه !
فكيف لـ (ندى) أن تتزوج زوج أختها الراحلة !
و بالتأكيد لن يقبل (عصام) بذلك !

//

واصلِي و ستلقيْ الدعم بإذن الله ..
لكِ أطيب أُمنيآتي.


حنان قطر 18-08-12 09:53 PM

ماشاء الله مبدعه والحلقه الاولى مشووووقه ننتظر تكمله :55:

رحـــــيل") 19-08-12 12:08 AM

شكراً لتعقيبك عذراياقلب , اتمنى بعد العيد اشوف لك زيارة هنا كـ ناقدة :$


manila

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة ..
نورتي الصفحة حبيبتي :$
كل عام وانتي بخير والجميع بخير وينعاد علينا وعليكم بالصحة والخيرات

بصراحة حبيت أطرح فكرة مختلفة لكن مادري اذا توفقت بالإختيار
اتمنى اكون عند حسن ظنكم بي :$



حنان قطر
حضورك جميل ,
نورتي حبيبتي , اتمنى اعجبتك الحلقة ..



ملاحظة : الحين بنزل الحلقة الثانية أما بالنسبة للحلقة الثالثة بتكون بعد العيد بإذن الله ..

لكم خالص الود ...

رحـــــيل") 19-08-12 01:34 AM

الحلقة الثانية :
 


قبلات حاقدة في مهـب الريح ....!


الحلقة الثانية / المشهد الأول :
الساعة الثانية ظهراً , اليوم ذاته لإختطاف الطفلة الصغيرة!




تفتح عينيها ببطئ شديد , كم ذوى قلبها و تهشم من الألم
في الأيام القلائل الفائته , هي فعلاً تعاني من فقدان أختها الكبرى !
تشتاقها في كل مرة تستيقظ من نومها !
وقبل حتى أن تفتح عينيها تبدأ دموعها بمحاصرتها !
هي تكره ضعفها لكن الألم الذي سكنها هو ما يجعلها ضعيفة ويجعل قلبها مكسوراً !
تنحني برأسها لترى ابنة اختها غارقة في نومها
تتذكر الليلة الفائتة وكيف أصّرت أن لا تنام ابنة اختها مع الخادمة
تعتدل في جلستها ثم تعاود النظر إلى سرير ابنتها البعيد !
تقوم من فراشها لتتفقد ابنتها التي اهملتها طوال الفترة الفائته
ترفع يديها لصدرها من شدة الألم فهي مازالت في فترة النفاس ,
وصدرها ممتلئ بالحليب الذي حَرَمت طفلتها منه طوال فترة حزنها
وكأنها كانت في غيبوبة و كان هذا الألم هو الجرس الذي رّن لينبهها اليها!
اقتربت من السرير المقوس الذي صمم على شكل قبة كبيرة تخفي ما بداخلها
تدس رأسها بين الفتحة الضيقة لتختلس النظر...
لكنها لا تجدها !
تستغرب عدم وجودها ويبدأ قلبها بالإضطراب !
تخرج من غرفتها سريعاً منادية لأختها ندى , ولجميع خادمات المنزل
يلتفون جميعهم حولها , وتقول إحداهنّ بخوف وقلق : مدام سيتي مافي موجود!!!
لم تشعر هند بنفسها وهي تجر الخادمة من ياقتها وتقربها منها : يعني ايش مافي موجود ؟ بنتي وينها ؟ تكلمي قولي كل الي تعرفينه !
تبدأ الخادمة بهزّ رأسها والتوسل : والله انا مافي معلوم مدام , انا مسكين كيف يعرف آنا !
تدفعها هند بعيداً عنها وتركض بإتجاه غرفة أختها ندى على أمل ان تجد إبنتها معها ! لكنها تُصدم حينما يخبرها الجميع أنهم لم يروها ..!
تبدأ دموعها بالتفجر ثانية , تتقافز أصابعها فوق الأرقام لتتصل بزوجها
ترجوه أن يذهب ليبلغ عنها السُلطات الأمنية , فإن حدث لابنتها مكروه
هي لن تسامح نفسها مدى العمر !!





المشهد الثاني :


خلف ذلك السور العظيم وتلك الفّلل الضخمة التي تُنسب لعائلة الجاهد
المرموقة , تسكن عائلة بسيطة !
بيتهم الضيق لم يتعدى في حجمه احدى غرف فلّة الجاهد !
وكل من يسكُن هناك يعلم أنهم يأكلون ويشربون من خير هذه العائلة
يقدمون لهم الفضل الكثير في بقائهم على قيد الحياة .

رب الأسرة هو رجل في الستينيات عتيق الملامح صعب الإرضاء و كثير الوفاء
توفى ابنه الوحيد قبل سنتين ليترك عنده ابنائه ليعتني بهم !
هو يعلم جيداً أن ما بقي من العمر أكثر مما رحل !
لكنه متمسك بالحياة كثيراً من اجلهم .
حفيدة الأول ساهر يكبر جاهد تماماً فعمره الآن أصبح 5 سنوات بالفعل !
لكن ناظره لا يتسطيع الجزم بأن عمره ثلاث سنوات
لشدة نحلة و قصر طوله و ضآلة حجمه !
أما حفيدته الثانية المسماة بحور فكانت بالكاد تبلغ سنتها الثانية
توفى والدها قبل أن تسمح له الفرصة برؤيتها , لكنه قد بلغ زوجته قبل رحيله
انها لو رزقت بفتاة لا تسميها إلا حور ! لشدة قرب الاسم لنفسه !
ساهر كان هو الصديق المفضل لجاهد على مر السنين التي قضياها معاً !
ولم تكن والدته العنود راضية تماماً عن هذه الصداقة و التي تصفها دائماً بعلاقة المصلحة ! وكيف لابنها الغالي والأثير أن يصادق من هم دون مستواهم !!
لكن جاهد العنيد لا يبالي بأحد رغم صغر سنه !
وجدة سليمان هو من قوى بأسه و زرع في نفسه حُب هذه العائلة البسيطة !






المشهد الثالث :



[COLOR="rgb(25, 25, 112)"]بعد ثلاثة أيام من اختطاف الطفلة .
الساعة السابعة مساءً .... في مركز الشرطة !

[/COLOR]

تلك الخادمة البائسة قد تم إلقاء القبض عليها !
هي تبكي و تنكب على أقدام من هم أمامها ترجو عفوهم والسماح
خائفة من دخولها لمركز التسّول أو تسفيرها لبلادها !
خائفة من عواقَب فعلتها الوخيمة , كان ضابط الشرطة صديق حميم
ل عزّام الجاهد , يعرفون بعضهم من أيام الدراسة وشيء من المصلحة المشتركة بينهم قّوت أواصر هذه الصداقة فعزّام يعمل برتبة مرموقة في وزارة الداخلية!

الضابط يصرخ في وجه الخادمة بقوة : وين حطيتي البنت اعترفي ولا ترا راح نعاقبك أشد العقوبات !
الخادمة تبكي وهي تنكب على قدميه وتحاول أن تأخذ الصفح منه بذلك الأسلوب البالي , تتحجج بأطفالها ولقمة عيشهم , يعيد الضابط الصراخ في وجهها
مرة أخرى لتعترف , وبعد ساعات من المشادّات الكلامية و اسلوب التخويف
والترهيب الذي قام بإتباعه طوال فترة سير التحقيق أخيراً علم
ان تلك الخادمة خطفت الطفلة لأنها اتفقت مع أحد الرجال من الجنسيات الأجنبية على ذلك ,
وكان الاتفاق بينهم ينص على أنها لو استطاعت ان تهرب له طفل
سيساعدها هو بدوره على الهروب لمكان فيه عمل أفضل بسيط وتجني منه ثروة!

ولكنها حينما همّت بتنفيذ الاتفاق واختطفت تلك الطفلة البريئة وذهبت للبحث عنه لم تجده وكأنه تبخر في الهواء !!!!
هي خافت كثيراً من الرجوع فتركت الطفلة عند أحد الأسواق الشعبية لعل أحدهم يجدها ويتصل بالشرطة , ولا تدري ماذا حصل لها بعد ذلك !

حاولوا معها كثيراً لكن اجابتها كانت واحدة , اخبرهم الضابط أنه سيتابع
التحقيق وفي حال حدوث أي شيء سيتم اخبارهم , عزام و عصام و عمر خرجوا من مركز التحقيق و لكل منهم تخوفات كثيرة فيما سيحصل لفتاتهم المفقودة ! ولم يكن الأمل في قلوبهم كبيراً .

عمّر يكاد يتفجر غضباً على زوجته هند ففي ظنه هي السبب الرئيسي
لفقدانه ابنته الحبيبة !
وقد كاد يهّم بتطليقها لولا أن والده منعه وحلف أنه لو فعل ليتبرأ منه طوال عمره
وقد أصبح اختفاء ابنتهم فجوة كبيرة بينهم , لا احد يعلم هل سينساها عمر
على مرّ السنين أم انه سيظل ناقّم عليها مدى حياته !







المشهد الرابع : بعد مرور سنة على وفاة سارة !


هو يسقط راكعاً أمام والده , عيناه أحمّرت كثيراً وهو يحاول كبت
مافي نفسه , يرجوه متوسلاَ أن يغير رأيه !
أو ربما فقط يعطيه المزيد من الوقت فقط المزيد من الوقت !

أما عن الواقف متصلباً أمامه فقد كادت أنفاسه أن تتوقف ,
يريد أن ينتزع ابنه عن الأرض ليعلقه في عينيه بدلاَ عنها !
يريد أن يضعه في قلبه و يغلق عليّه أنّى يصيبه مكروه !
يتمنى لو أنه أستطاع الموافقة على ذلك العريس الذي تقدم لخطبة
ندى ابنة اخيه , تمنى لو انه يستطيع اعطائه المزيد من الوقت
لينسى مافيّ قلبه و ليبدأ من جديد !
تمنى لو في إمكانه انتشال ذاك القابع ارضاً و رفعه كشمس تضيء السماء!
ولكن كل هذا كان يتوارد إلى نفسه فهو لم يكن بإمكانه فعل كل هذا !

فقط يقف بكل صلابة و برود أمام ابنه المنسكب تحت قدميه
ويصرخ في وجهه متجاهلاً توسلاته المريرة : بكرا ملكتكم وبعدها بأسبوع الزواج , انا قلت كلمتي وعزمت الرجاجيل ومانيب رخمه عشان اقول كلمه ماهوب قدهّا!

عصام الذي يذوق طعم الانكسار لأول مرة في حياته
وممن !! من ذلك الرجل الذي زرع في نفسه الأنفه وعلّمه أن لا يخضع و لا يسمح لأحدهم أن يزعزع رأيه العزيز مهما كان !

سليمان كان رافعاً رأسه باعتزاز لم يُعهد لغيره قط , لأن اعتزازه
بنفسه هي سمة راسخة فيه منذ نعومة أظفاره !
هو لم يتعود قط أن تتكسر كلماته , ولم يكن أمامه خيار ...!
أما أن تتزوج عصام المتوفية زوجته قبل سنة , أو تتزوج عزّام لأن زوجته ليست أختاَ لها كما هي حال عُمر !!!
وقد كان يعلم بصعوبة الأمر لو أنه فرضّ هذا الأمر على عزّام لهذا ترك ذلك آخر الخيارات ولأن اعتداد عزّام بنفسه كإعتداد والده تماماً فقد خشي من كسره !
فابنهُ عزّام يشاركه ذات النظرة و ذات الفكرة و ذات الغرور !!!!








المشهد الخامس : بعد مرور 10 سنوات !!!


احتفّال كبير قام به عزّام لابنه جاهد الذي تخرج من المرحلة المتوسطة
عدد كبير من الناس حاضرين للتهنئه رجالاً و نساء !
كان جاهد الأول على صفه ممّا يثير غيرة ابناء عمومته !
نعّم ففي السنوات الماضية رُزق عمر بفتى سمّاه عمار وقد بلغ العاشرة من عمره
وأيضاً رزق بفتاة شقية سّماها نغّم !
أما عمّه عصام فقد رزقه الله بثلاثة أطفال من زوجته ندى اكبرهم كان راكان
والذي بلغ من عمره 8 سنوات يليه رعد 7 سنوات وأما الأخيرة فكانت فتاة
و ترك تسميتها لزوجته حيث اختارت لها اسم راما وقد بلغت عامها الخامس لتوها !

العنود كانت متحلية بلبس أنيق يناسب جسدها الجميل , وجميع من ينظر إليها كان يحسدها على جمالها الذي لم تغيره السنين !
بعكس هند الذي أرهق وجهها التعب وبات خالياً من أي مظاهر للحياة
لقد أصيبت هند بأمراض كثيرة بعد اختفاء ابنتها في تلك الليلة المشؤومه
و ليس هذا فحسب بل إنها لا زالت ترى في عين زوجها الكثير الكثير من العتب
وهذا ما كان يتعبها كل يوم أكثر فأكثر , كانت هند وطيلة العشر سنوات الماضية تستيقظ من النوم مفزوعة وتصرخ باسم ابنتها و تجهش في بكاء مرير
كانت تعاني حقاَ وكأنها تفقد ابنتها كل يوم من جديد !!!!!

أما ما كان يخفى عن عيون الناس فهو أن العنود صاحبة الإبتسامة المشرقة
قد كانت تحمّل في قلبها الكثير من الألم !
فقد أشتدت المشاكل بينها وبين عزّام حتى هجرها !
هم الآن اصبحوا لا يتحدثون الى بعضهم أبداً , قد بدأت تلك المشاكل تحدث
صغيرة تلو الأخرى , افترقوا اولاً في المضجع ثم الطعام وتدريجياً حتى أصبحوا لا يتحدثون الى بعضهم الا ما ندر !


أما تلك الصغيرة ندى فالجميع يتخطونها بهدوء ولا يستطيعون الجزم من هي فعلاً لأنها قليلة حضور في المناسبات و غير ظاهرة تماماً ,

ندى الفتاة الهادئة المتزنة مختلفة تماماً عن افراد اسرتها
طيبتها الكبيرة مسحت كل ذرات الكبرياء التي من المفترض أن تجري في دمها تماماً كبقية افراد عائلتها .
تعففها عن كل شي و هدوئها لم يجعل لها صاحب أو صديق !
هي تمقت الناس الملتفين حول العنود لما تراه من رياء في اعينهم وحب للمظاهر
و لا تحب صديقات اختها لأنها تجدهم أشخاص يعشقون تضخيم المواضيع و حب الثرثرة والكلام الضائع , ففي كل مناسبة هي تجلس في البعيد
وتبقى معلقة عينيها على الساعة تنتظر موعد رحيلهم لتهرع الى اطفالها
وتعتني بهم و تلبي حاجيات زوجها الذي أصبح في قائمة اولوياتها!
ندى أحبت عصام حباً جماً أما عصام فقد كان بمثابة قطعة جليدية
تزوجها رغماً عنه ولا يستطيع السماح لمشاعره بتجاوز كل هذا !!!!




...........

الساعة الآن تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل !

جاهد و ساهر تسللا خارج مجلس الرجاّل ببراءة لأنهما مّلا كل تلك الرسميات
هما يقفان في البعيد يتبادلان الضحكات , كل منهما يخبر الآخر انه سيوقع باللوم على الطرف الثاني لاختفائهما المفاجئ , أما عمّار الذي اراد ان يهرب معهما
زجروه بقسوة و ركضا بدونه لأنه أصغر منهم سناً ولن يكون إلا عائق في هروبهما !

جاهد أحب ساهر كأخ له و كذا الحال مع ساهر !
كانا يرتادان المدرسة ذاتها و الصف نفسه , مقاعدهما متلاصقة
و روحهما واحدة !

الأولاد في تلك المدرسة كانوا يتنمّرون على ساهر و يتحرشون به بسبب ضعف بنيته الجسدية وقد كانوا يسرقون ماله تارة ويسبونه بكلمات غير لائقة وبشعة
تارةً أخرى , حتى أمسك بهم جاهد الذي كان قوي البنية منذ طفولته ولقنهم درساً لم ينسوه أبداً ,
لازالت نظرة الحقد تعلو عيونهّم و لا زالت جروح وجههم تسقي قلوبهم الحقد خصوصاً بعد ما علموا بتفوقهم الدراسّي !

أحد الأولاد في تلك المدرسة كان يدعى شاهين , كان هو رئيس المجموعة المكونه من 4 أولاد سيئين , وقد كان يجرهّم الى الخطأ واحد تلو الآخر!
شاهين يُفترض أنه قد تخرج من المرحلة المتوسطة منذ 3 سنوات خلت
لكنه ما زال يدرس فيها ولم ينجح في أي صف من صفوفه وقد هددته المدرسة كثيراً بالطرد لكنها لم تفعل !

شاهين اليوم قد أراد أن يلقن جاهد درساً لا ينساه في حياته , وقد أوكل أحد
اصدقائه بمراقبتهم جيداً , وحين رأى جاهد وساهر خارجين مبتعدين
عن منزلهم الضخم أتصل على شاهين ليحضر وقد حصل اللقاء بينهم !!

......

شاهين يقف أمام جاهد بابتسامة قذرة يقول له بتحدي وهو يبادل نظراته لعيون
جاهد وساهر : شوف جاهد شوف جرح وجهي بعده ماطاب ! انت جيت من ورا ظهري و ضربتني و هربت بالضبط مثل الخروف التافه لكن اليوم انا بعلمك انك ماتلعب مع اللي اكبر منك يا بابا !!!

جاهد يصرخ بصوت يحاول تضخيمه : بعد ما كفختك جاي تقول هالكلام ؟
استح على وجهك و روح قبل لا احط لك علامة ثانية على وجهك !!

شاهين يرمي بسكين حادة في وجه جاهد الذي بدأت اطرافه بالارتجاف
حينما لمحها ليهمس ضاحكاً : انا ما احب اواجه واحد اعزل , امسك سكينك وخلينا نشوف يا جاهد مين الرجّال بيننا !

لم يستطع جاهد ان يكون جباناً , يحمل السكين بيديه ويحاول اخفاء ارتجافه
يديه , أما ساهر فيحاول ردعه و هو يصرخ : جاهد ماعليك منه هو جباان
لا تحمل السكين يا جاهد لا تضاربه !

لكن جاهد لا يستمع الى نصيحة صديقة و قلبه يخفق بشدة و غضبه يتزايد
في حين ان هذا الشاهين يطلق أشد انواع السبّ على عائلته الحبيبة
ولم يكتفي بذلك فقط , لكنه جعل الشرار يتطاير من عيني جاهد و هو يسمع ذلك
الأحمق يستحضر إسم والدته ليشتمها بكلمات غير لائقه هي الأخرى أمامه !
جاهد يحمل السكين لتدور مشاجرة عنيفه بينهما , لم يستطع ساهر الوقوف دون جدوى فقد شارك صديقة شجاره !

الرجل الذي لمحهم في البعيد سارع الركض و قلبه خائف على هؤلاء الأطفال
يصرخ بقووة : جـــــاهد !
لكن الآخر الذي كان يحاول تفادي الطعنات الموجهة له لم يستمع لصرخته

جاهد يحاول تسديد طعنة قوية لـ شاهين لكن القافز من البعيد يبعد شاهين
ليضع جسده أمام السكين لتخترق بطنه بقوة ويسيل دمه في الانحاء ........!












# ارائكم و توقعاتكم تهمني :$ !

همي رضا امي 19-08-12 10:43 PM

يا هلا بك

صراحه البداية شيقه وتبين ابداع قلمك

بالتوفيق ولكن نرجواالاتزام بالمواعيد

بانتظار الحلقة الثالثة

عبَقْ 20-08-12 01:01 AM

صباح الخير ❤
شدني جداً عنوان روايتك ،
اسلوبك اسلوب جديد لم يحضرني ابداً رغم قرائتي الكثيره..
بالرغم انها بدايتك في الكتابه الا اننا موعودون بكاتبه متألقه تبهرنا بما يخط قلمها ..
الحلقه الاولى والثانيه .. احداث جديده سلاسه وبساطه بالاضافه الى بلاغتك الفصيحه فقد وجدتها جميلة جداً ومتقنه ..
اُغرمت صراحةً بحروفك وجذبتني الاحداث حتى بدأت احب شخصياتك ..
في البدايه اعتقدت ان جاهد وتهر هما من سُجنا ولكن في نهاية الحلقه قد بدا يساورني بعض الشك ..
اضن من رمى نفسه امام سكينة جاهد هو ساهر ذاته ..
ستجديني معك في كل حلقة بإذن الله ..
دُمتِ وكل عامٍ وانتي بخير عزيزتي❤

صباالجنووب 22-08-12 06:07 AM

رائــــــــــعه البدايه ...تسلم يدككك


اتمنى ان تستمري في اكمال بااقي الآجزاء لان عندي عقده من الرواياات الغير كاامله ....


تنااولتي قضاايا مهمه ويعااني منها مجتمعنااا..

حصر الزواج على عياال العم وهذا مرض وعااده منتشره رغم التطوور والحضااره اللي نعيشها ...وعلى

الرغم ان زواج عياال العم له سلبياات اكثر من ايجاابيته .....خااصه في الامراض الوراثيه

زواج ندى من زوج اختها شي صعب مره حتى مجرد التفكير....

اللي في السجن اتووقع سااهر وجااهد بتهمة قتل شااهين ..وكم م اطفاال في السجوون ينتظررون سن البلووغ حتى يقاام عليهم حد القصااص وكل الحكاايه مجرد هوواش اطفااال لكن النتجيه مره ....

العنوووووووووووود مريضه مرض الكبر والحقد والحسد .يمكن بسبب انها وحيده ويتيمه ....

في انتظاااااااااااااارك

رحـــــيل") 23-08-12 01:05 PM

همي رضا أمي :
نورتي حبيبتي و الابداع هو تواجدك ,
بالنسبة لمواعيد البارت أنا بقولكم بعد كل بارت متى راح يكون البارت الجاي
وراح احدد لكم كل شي :$


عبق :
سعيدة بتواجدك الجميل ..
فتتني ردك وأخجلني فعلاً فأنا لا ارى نفسي سوى مبتدئه تماماً في هذا العالم .
اتمنى وجودك معي و يخجلني كونك كاتبة لك باع في الروايات :$
دمت لمن تحبين ..


صبالجنوب :
الله يسلمك حبيبتي .
إن شاءالله راح استمر في البقية فأنا لا اريد لبصمتي أن تكون خاوية أو لا تذكر !
نعم تناولت قضايا مختلفة كبداية , لكنني لم أصل لغايتي بعد ,
نحن لازلنا في الماضي وأمامنا الكثير الكثير لنكشفة .
سعيدة بك كقارئة معي , اجدك هنا كتحدي لي ككاتبة لأحاول ابهارك :$







* إن شاءالله البارت راح ينزل بعد ساعة :$

رحـــــيل") 23-08-12 02:23 PM

قبلات حاقدة في مهب الريح



ا

لحلقة الثالثة /
المشهد الأول :

*ملاحظة :لازلنا بنفس التوقيت , بعد مرور 10 سنوات .


هي أصبحت في العاشرة من عُمرها , فتاة بعمر الزهور بل تغّار الزهور من عمرها !
جسدها الغضّ الصغير يحمل في ليونته قصة فتاة اعتادت الدلال من والديها
مترفة هي بحبّهما حتى وإن كانوا يعيشون حياة بسيطة !
أميرة هي بعيونهم ولا تريد الأكثر من ذلك .
روحها الطفولية اعطت لوالديها الكبار في السن حباً وتمسكاً بالحياة .!
وكأن اعمارهم ابتدأت فقط من قبل عشرة أعوام خلت , وما قبل ذلك هو فقط مجرد هراء كانوا يعيشونه .
هي تراهم والديها الثمينين وهما يرونها الحياة !


كانت تخبرهمّا دائماً بأن جمالها اكتسبته من والدتها أما ثقتها فهي عاليةً تماماً كوالدها , و في الحقيقة لم يكن ما تتفوه به إلا هراء !
فهي لم تشبه والدتها أبداً في شكلها
و لم تكن ثقتها مكتسبة من والدها أبداً .
أمها بسيطة في ملامحها ! أما هي فتحمل خدين متوردّين شديدي النعومة
وعينانٍ يخال ناظرها انها تتسعان للعالم !
و على عكس والدها إمام المسجد المتواضع فقد تشبعت نفسها بالكثير الكثير من الكبرياء والغرور !
فهي لم تكن تصاحب الفتيات في مدرستها أبداً لأنها تشعر بالتفّوق عليهن
إن لم يكن مادياً فامتيازها في دروسها يكفيها .
المعلمات كنّ يحببنها حقاً فهي لبقة في كلامها و تحب الظهور والتعريف بنفسها
لم يكن هناك شيء يستطيع أن يسلب ثقتها بنفسها أبداً .
وحتى بعض فتيات فصلها الذين منّ الله على اهلهن ببعض المال , قد كانوا يحاولون زعزعة ثقتها بالسخرية من حقيبتها القديمة
أو - مريول - المدرسة الذي دائماً ما تبقيه لسنة كاملة دون تغيير !
و تارة يغيظونها بالسؤال عن شكل منزلها او المكان الذي ستقضي به صيفها القادم !
أو حتى بالضحك على ساعتها ذات النوع الرجالي الكبيرة جداً على معصمها الغضّ الطفولي والتي ترجع اساساً لوالدها الحبيب .
أما هي و بالرغم من كونها لا زالت في الصّف الرابع الابتدائي فإنها
تنظر لهم بتعالي وكبرياء تبتسم بتهّكم و تهمس في وجوههن : هه سخيفات !

شيءٌ واحد فقط هو ما سلب منها بعضاً من كبريائها و هي تلك الكوابيس المخيفة
التي ظلت تطاردها كأشباح آثرت البقاء معها لتدب في نفسها الرعب كلما سكنت!
هي كانت تستيقظ بشكل شبه يومي من نومها , تصرخ بصوت عالٍ وتبكي بشدّة
حتى يدخل والدها مفزوعاً ليقرأ عليها شيئاً من القران و يسمي عليها و يمسح على رأسها و يمسك يدها حتى تعاود النوم مطمئنه لوجوده !
كانت تلك البداية فقط , و مع تقدمها بالعمر لم تعد تفزع كالسابق فقد اعتادت على الأمر قليلاً , لكنها أصبحت تترك غرفتها لتندس تحت غطاء والديها و تنام معهما !
وحين دخولها للصف الرابع بدأت أمها بنهرها عن هذه العادة
وتذكيرها دائماً بأن الأطفال وحدهم هم من يشاركون ذويهم في الفراش !
أما هي فقد أصبحت فتاة كبيرة يجدر بها التصرف بلباقة أكثر .

لم تكن تقتنع بحديث والدتها ولم تكن تطيع , لكنها وذات ليلة استيقظت كعادتها مفزوعة
من كابوس مخيف آخر , قفزت من السرير و بخطوات هادئة اقتربت من غرفتهما
رفعت يدها لتضعها على مقبض الباب لكن صوت صراخ والدتها فاجأها
- خلاص البنت كبرت ياعبدالكريم كبرت ! ماعاد يصير الي تسويه ؟
- بس يا عادلة البنت تقوم خايفه من نومها وش تبين اسوي ؟ اتركها ؟
- عبدالكريم انا ما اشك فيك أو في اخلاقك لا والله انا ادري انك ما راح تضر هالبنت وادري انك تعاملها زي بنت لك ! بس هي مش بنتك ! افهم ياعبدالكريم مش بنتك حتى لو ما كنت حاسب لهالحقيقة حساب ! مافيه شي يقبل الي انت قاعد تسويه مافيه !!
- بس يا عادلة البنت عادها صغيرة ! وانا......
- البنت كبرت ياعبدالكريم كبرت ! و الشيطان بعده ما مات !
- اكيد انتي جنيتي ؟؟ لا اكيد اكيد خرفتي !!


طفلة لم يتجاوز عمرها العشر سنوات كانت تستمع لهذا الصراخ المخيف !
خائفة جداً , وهل يعقل أن والدها ليس بوالدها ! وكيف يمكن !!
لم تفهم جيداً ما يدور من الحديث غير أن والدتها تحاول أقناع والدها بأنه ليس بوالدها!
الأمر أشد تعقيداً من أن تفهمه , كانت تريد حقاً الاستفسار عن الأمر
بل كانت تحتاج إلى صديق تشكي إليه .. لكنها لم تكن تملك أحداً !
أرخّت يدها عن الباب , وقفت لثانية ! ثم عادت ادراجها الى غرفتها .


المشهد الثاني :
*ملاحظة : بعد مرور ثلاث سنوات ...


الهواء النقّي يلفح خديهما لأول مرة منذ ثلاث سنوات !
إحساس لذيذ بالسعادة و الحرية .
الصديقان اللذان حُبسا لمدة ثلاث سنوات داخل السجن , اليوم يخطون خطوتهم الأولى خارجه !
يكاد كلاً منهما أن يقفز فرحاً و يبكي و يغني و يصرخ بشّدة , لكنهما آثرا الصمت
في هذه اللحظة الثمينه.
فلاشيء في الحياة يستطيعان التعبير به عن سعادة الحرية !


يقفان بجانب بعضهما البعض . متشابهين في سعادتهما , مختلفين في النظرات !
أحدهما كانت تفيض عيناه شوقاً , أما الآخر فكانت متشبّعة بالحقد الدفين .
يكسر الصمت وهو يهمس هو لصاحبة : يآآآآه ما اصدق !
أما الآخر يبتسم بسخرية : لا صدق ! كنّا محرومين من الحياة ثلاث سنوات !
يخفض رأسه و يتمتم : أنا آسف .. كله بسببي !
يلتفت عليه صاحبة بسرعة يدفعه للأمام بغضب ثم يعيد جرّه من كتفيه: ما انتهينا ! لا عاد تفتح الموضوع بحياتك من هذي اللحظة !
يبتسم ابتسامته المُطَمْئِنه و هو يرفع يد صديقة العزيز عنه بلطف
و يهمس بهدوئه المعتاد :حاضر حاضر .
ثم يردف بخشية : جاهد بترجع لبيتكم ؟
يتنفس هذا الأخير الصعداء ويتمتم بشفتيه : لا مستحيل !
يرمقه صديقة بنظرة أسى فهو يعلم ألم قلبه حتى و إن لم يشتكي !
ثم يعاود الهمس : خلينا نرجع لبيتنا نتروش و نتعدل ثم نروح للمستشفى نزور عمك .
يهمس جاهد : اسف ساهر ابغى اروح له وحدي !
لم يلقي ساهر اهتماماً لكلمات جاهد و هو يسير أمامه و يبتسم للشمس و الهواء و يتنفس بقوة الحرمان الذي عاناه بدونهما !

وصلا إلى المنزل اخيراً بعد ما سارا مدة طويلة , لم يركبا سيارة أجرة أو يسألا أحداً ليقلهما , هما فقط ارادا السير في الهواء الذي أفتقداه حد الجنون !
يدلف ساهر إلى البيت أولاً , يطيل النظر في كل شيء .. كل شيء هُنا تماماً مثل ما كان قبل ثلاث سنوات !
الأبواب المتصدعة , الأثاث العتيق , كل شيء يحكي له حكاية فقدانه !
نظر مطولاً إلى كرسي جدة المتحرك المركون في الزاوية .
ثم سارع خطواته ليذهب إلى غرفته !
كم أفتقد رائحة جدة العتيقة كتجاعيده التي طواها ما مضى من زمن !
يدلف خلفه جاهد بهدوء و قلبه معلق في الأمام , حيث يسكنان أغلى من لديه
و أكثر من تخلى عنه بنظره .

يسمع بكاء الفتاة التي حوطت رقبة اخيها بيديها دون استراق النظر إليهم فلم تكن الحجرة اللذان هم فيها بعيدة بل كانت ستارة خفيفة هي ما يفصل بينها وبين الصالة التي يجلس فيها جاهد .
حور التي بلغت الخامسة عشر عاماً بدأت تبكي في حضن أخيها وتصرخ عليه !
تشبع قلبها بالحزن الشديد عليه . كم افتقد تفاصيله اللطيفة !
ويستمع أيضاً لشهقات الحمد والثناء الذي يصدرها ذلك العجوز المتمدد على فراشة
فمرض قدميه المُسنتان لم تعد تسمح له بالتحرك وهاهي تخونه حتى بقدوم حفيدة العزيز إليه .

جاهد لم يحتمل الغيرة التي اكتسحت قلبه و آثر الخروج من المكان .
يتمنى فقط العودة للماضي ليستطيع تغيير حاضره !








المشهد الثالث :

تُمسك بيد زوجها الضخمة , تجثو أمامه بحزن !
وعيناها تفيض بالدموع , تهمس : ولدي بس ابي اشوفه لو شوي بس !
يفلت يديها وهو يقول بغضب : ولدك عصّاني و فشلني وطلعني كذاب قدام الي يسوى والي ما يسوى . ولدك ما عاد له لزمه يرجع .
تحاول كتّم شهقاتها وهي ترجوه أن يسامحه !
تخفض رأسها و لأول مرة في حياتها أمامه , تقول بحزن : خاف ربك يا رجّال , هذا ولدك مهما غلط بيظل ولدك .
يصّرخ هو بغضب : هو الي جنى على نفسه , انا كنت بطلعة من السجن من ثلاث سنوات , كنت بطلعة من القضية مثل الشعرة من العجين , انا كنت أبيه رجّال لكنه ماهوبرجّال و ماهوب كفو ! هذا مش ولدي لا تقولين ولدك !!!
كبريائها يُسفك أمامه و هو لا يريد التراجع عن رأي جائر أتخذه قبل ثلاث سنوات
كلماتٌ تفوه بها في حالة غضب و لم يستطع أن يعيدها إلى فمه .

هو يريد أكثر منها أن يجلب ابنه إليه ! و أن يحفظه بين دقات قلبه !
أن لا يرى به مكروه ! لكنه أحس بجرح لم يعهده أبداً !
يتذكر صراخه أمامه قبل ثلاث سنوات لأن يتخلى عن هذا الساهر و يستمع إلى المحامي الذي عينّه لقضيته , لكنه ابى و فضّل فقط أن يُسجن مع رفيقه !
يتذكر نهره عن ذلك بمحاولة تهديده بأن يتبرأ منه , و بحماقة اختار ان يظل بقرب صديقة و أن لا يظلمه في شيء !

و حتى في اخر لحظات القضية و حينما كان يتلقى الحُكم أمامه هو لم يحرك ساكناً
كان يراه بعيون خاوية , دخل و خرج و هو على نفس الحال !
لم يستطع فعل شيء سوى التحديق , و كم كره ما أحسه في ذلك الوقت .
أمّا الآن فهو لا يريد أن يراه ابداً , يعتقد في قرارة نفسه بأنه إذا لم يراه فكل ما يشعر به
سيرحل مع الزمن , و لم يكن يعلم بأن ما يحسه الآن هو بداية العذاب فقط ...!



يتبع ..


المشهد الرابع :


يدخلان للغرفة الباردة ببطءٍ قدر الامكان .
كلٌ منهما يرتعد لمنظر هذا المتمدد امامهما , ولم يكن لديهما خيار غير زيارته
فهو من دفع حياته الغالية لينقذهما بأعجوبة مما كانا سيخوضان فيه !
لو لم يرمي هذا الأثير نفسه أمام تلك السكين الحاقدة لوجد أحدهما نفسه ساكناً تحت سيف القصاص .
هو له الفضل الكثير عليهما , وليتهما يعرفان كيف يردان له هذا الجميل !
و ما هو القدر المساوي للحياة ؟

أقترب منه جاهد أولاً , يرخي رأسه لتصل قريباً من أُذنه , ثم يهمس : انا اسف .
يد ساهر ارتفعت لتُربت على كتف الواقف متصلباً أمام عمه , ثم يقترب بهدوء
و يرخي رأسه ليصبح قريباً من رأس صاحبه , يهمس بذات الهدوء : الله يقومك بالسلامة و يقدرنا نرد لك لو شي بسيط من الي سويته معنا .

أحدُهما شعر بالسكون و الخوف حينما لمح طيف ابتسامة و كأن هذا الراقد
أمامهُما سعيدٌ بقدومهما إليه . و كأنه أستمع حقاً لصوتهما الذي اشتدت خشونته بين أسوار السجن !
و كأنه كان نائماً هُنا فقط لانتظار عودتهما!

يهمس جاهد لصاحبه بحذر : ساهر شوف عمي تحرك !
يُمعن ساهر النظر ثم يعاود الهمس لصاحبه : يتهيأ لك , الله يقومه بالسلامه .
يعيد الأول تحليقه في عمه المستلقي أمامه و يقلب نظره الى شفتيه
يتمنى فعلاً لو يستطيع الجزّم بأنها تحركت , يغص بألمه و هو يخبر صاحبه عما يخالج قلبه : أنا خايف يموت يا ساهر من لما طعنته وهو في غيبوبته مع انو المحامي قالي وقتها انو عالجوا الجرح بس هو ما صحى من بعد العملية و لا يدرون وش السبب !

ساهر يشد على كف صاحبه و يهمس بطمأنينة حانية : قلت لك من كنا في السجن لا تخاف الله معنا و بينصرنا لأننا انظلمنا , الله معنا يا جاهد و يسمع دعائنا له , عمك راح يقوم بالسلامة بإذن الله !

يرجع جاهد النظر إلى صديقه و يبتسم , كيف لهذا الشّقي صاحب البنية الصغيرة
أن يقول بضع كلمات تهزه من الأعماق , أن يؤمن بكل ما يخبره به و يصدقه !
كيف له و هو من أشّد العائلات تواضعاً أن يكسب وده و صداقته التي عجز عنها من هم في أعلى طبقات المجتمع !

يقاطع ساهر أفكاره : يلا ما بترجع للبيت ؟
جاهد بهدوء : وين أرجع يا ساهر ! مستحيل أقبل أعيش عندكم , معليش اعذرني
بس أنا مابي أقرب من بيتنا , مابي اشوفه و اتحسر . و بنفس الوقت أنتو بيتكم كله غرفتين و صالة و اختك معك بالبيت والله ياهي صعبة .
ساهر بحده : يعني وين بتروح ؟
جاهد بهدوء : أرض الله واسعة بروح أدور لي مكان يضفني لين ربي يفرجها !
ساهر يهمس بهدوء : طيب خلاص خلك عندي لين نلاقي لك سكن بعدها بكيفك مرح
أعارضك لو تبغا تروح أو تبغا تظل .












المشهد الخامس و الأخير :


يقفان أمام الغرفة التي وجداها لجاهد والملاصقة للمسجد الذي يتوسط الحيّ المتواضع.
أحد أصدقاء ساهر هو من دلهما عليها وقد أستأذنه ساهر قبلها بأن يؤجر لجاهد الغرفة الخارجية لبيته مؤقتاً و التي كانت أساساً لسائقهم الخاص قبل سفره وحتى عودته.
ولكنه أقام الأعذار جميعها و قام بالرفض بأدب .
ومن سيسمح لخريج سجن بالمكوث عنده و من سيصدق أنهما ضحية مؤامرة من أحد الفتية السيئين بعد أن ادانتهما المحكمة!

جاهد و ساهر و لمدة ثلاث أيام كانا يفترقان ليبحثان عن مسكن يقضي فيه جاهد ما بقي من أيامه , جاهد لم يكن يعلم في الحقيقة أين يبحث , فكل ما اعتاده هو البيوت المترفة ذوات الايجارات الضخمة , أما ساهر فقد علم تماماً أين يبحث
تلك الأحياء الفقيرة تماماً هي ما تناسب وضعه الحالي ,
و عمل بسيط قربها يكد عليه راتباً شهرياً ليستطيع دفع إيجاره .

وبعد بحث دام لساعاتٍ طويلة و اتصالات كثيرة أخيراً وجد ساهر بمساعدة صديق
أن أحد المساجد بحاجة إلى مؤذن ذو صوت جهوري , و سيدفع له راتب شهري
و أيضاً سيكون له غرفة خارج المسجد .

عاد لصاحبه و أخبره عما وجده و أخبره أن له الحرية في الرفض و العودة للبحث عن عمل و مسكن جديدين , لكن جاهد قابله بالرضى و أخبره أنه سعيد لأن منزل عائلته بالقرب يخنقه تماماً !

يخرج إليهما شيخ المسجد المتواضع و هو يتوكأ عصاه العتيقة ,
يقف أمامهما و يبتسم بطيبة : انا عبد الكريم ال محمد , إمام المسجد ,
و ساكن هنا قريب منه . مين فيكم الي يبي يكون المؤذن ؟

صباالجنووب 23-08-12 08:29 PM

رحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل .....

بــــــــــــــــــــــــآأإآرت رائع كاروعتكككككككككككككككككككككككككككك ....اسلوووب رائع ووصف متسلسل

للاحداث ووصف دقيق للاماااكن المرتبطه ب الاشخاااص ....خاااصه لقااء مااهر ب اخته ووصف حاالهم ....

نعمـــــه وصفاات الغرور الثقه والجماال يعوود ذاك لعاائلتها الجاااهد ...

متشووووووووووووووووقه اعررف كيف راح تكووون ردت فعل نعمه بعد ماتعرف حقيقتها ...

جاااهد ...الصديق الووووفي تاادر مايووجد مثله في هذا الووووقت .....

تصرف ابووجااهد شي متووقع لعاائله كبيره ومعرووووفه كيف ترضى يكوون احد عياالهم خريج سجووون ..

وخلف هذه القسوووه قلب يمووت شوووقأ لجاااهد لكن الكبريااء المتوارث ....حل بينهم ....


في انتظاااار باااقي الحلقاات والمشاااهد ........

رحـــــيل") 25-08-12 09:58 AM

صباالجنوب

اخجلتيني حبيبتي , ما أنا إلا متواضعه قررت تجرب حظها في الروايات ")
كلامك وسامم كبير افتخر فيه والله العظيم ..
في الحقيقة انتي قارئه ذكية جداً لأنك التمستي فعلاً ما كنت أريد ابرازة في الحلقة
أحيي نفسي كثيراً لإمتلاكي قارئه كما انتِ ..

وحابة اعتذر لكل من قرأ الحلقة ع الخلل الي حصل معي
لأنو الحلقة مش كاملة ونزلت 3 مشاهد من أصل 5 ..
كل شوي اشيك بجوالي لايكون عصبتوو مني :( !
اوعدكم هذا الخطأ مرح يتكرر من جديد ..

الحين استلمو تابع الحلقة الثالثة , اتمنى من المشرفات دمجه مع الحلقة لو استطاعوا
لأني حاولت و ماعرفت :$




ساعه بلا عقارب 26-08-12 03:33 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روايه من بدايتها تحمل مواصفات جمه
اسلوب سلس و متقن روعه الوصف والتصوير لشخوص والاحداث
مواضوعات تجسد المجتمع الخليجي و مايعاني منه
صرخات الطفوله الملتحفه بين السجون و تنتظر غفوتها الابديه تحت حد السيف
كم من شاب راحه نتيجه نزعات شيطانيه ومشاحنات اعدائه
حقد ابنا الاعمومه
وتشابك الاسر المترفه حتى لا يضيع المال ماذا ال اليه
رحيله ابنه الى المجهول وابن تخرس امه عن قول الحقيقه ليخطف ابنها امام اعينها ويرحل ليظمه مع ابن عمه جدار مجاور يلفهم عفة النفس و دما الاكبرياء
رحيل
هذه اول روايه وكانت حروفها مبدعه استمري ودعي قلمك يلامس الافق بحق وصدق تعبير
اهلاً بمبدعه تحط رحالها بين كوكبة ليلاس
ننتظر حروفك ومشاهدك الشيقه
دمت بخير

صباالجنووب 26-08-12 04:32 AM

رحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل .........


ابدعتي في وصف حاال جااهد وماااهر تجاااه ذاك الشخص الذي كااان سبب في انقااذ حياااتهم ...


فعــلآ قمة العجز ان تكوووون عااجز عن رد الجمييييييييييييييييييييييييييييييييل ....


مااهر هو ماهرآ حقآ في كسب قلوووب الناااس ...وليس المااال هو من يجمع قلووب النااس حوولك

ف آم جاااهد العنوود اتووقع اسمها تمللك المااال ...لكن لاتملك اي إنسااان في حيااتها حتى زوجهاااا...

جاااهد اسمى على مسمى جاااهد حتى تخلص من غرور وكبريااء عاائلته ...

كنت حاااسه انه راح يكووون له علاقه ب نعمه والله ....

جااااهد راح يكوون رد الجمييييييييل لعمه عن طررريق رجووع نعمه واتوووقع ان عمه ذا ابو نعمه مجرررد توووقع

لكن كييييييييييييييييييف ..........؟؟؟؟؟


فـــــــــــــــــي انتظاااااااااااااااااااااااركككككككككككككك..وانتظااار ابداعك الذي يكشف لناا الحقااائق ..

دمتي مبدعه

MaNiLa 01-09-12 02:32 PM


أهلا

//

إذا الفتاة المخطوفه لم تكُن رمد !
لكني لا زلتُ أظن ان رمد كانت هي المُستهدفه بالخطف .. و الخادِمة كاذبة ..

تلك الفتاة مشروع قنبلة !
إذا كانت بهذه الشخصية وهِي في العاشرة .. فكيف ستصبح وهي شابة .. فتنة بالتأكيد !

يالمحاسن الصدف ..
جاهد .. طرد من البيت ليلتقي بابنة العم !

العنود .. تستحق ما يحدث لها، وأكثر ..

عزام .. أليس المفروض أن يسعد لأن اِبنه رفض أن يكون حقيرا وخائنا ؟
"ماهو رجال"
على العكس.. كان تصرف جاهد قمة في الوفاء و النخوة والرجولة !

//

سلمت يُمناكِ رحيل !
ودي .

رحـــــيل") 01-09-12 04:03 PM

السلام عليكم ورحمة الله و بركاتة ..

أولاً حابة أقدم أعتذاري لأني تأخرت عليكم يا غالياتي ..
والله ثم والله انو ما منعني عنكم إلا تعب أصابني و انهكني ولا انتو بالبال دايماً :( !

وسسامحوني كثير اتمنى اكتب معلقات لكل شخص مر من هنا و ارد عليه بكلام يليق بمقامة العالي ,
لكني والله للحين تعبانة جداً جداً .. سامحوني يالغالين وتأكدو اني قريت كل تعليقاتكم بعناية شديدة .



# البارت راح ينزل اليوم في تمام الساعة التاسعة . اتمنى تكونوا في انتظاره :")

رحـــــيل") 01-09-12 08:15 PM

مساء الأرواح العذبة التي تنتظر موعد الحلقة بفارغ الصبر ..
والله العظيم أحبكم جميعاً و أشكر تشجيعكم و دعمكم لي .


*ملاحظة بسيطة.. راح تكون هالحلقة هي اخر حلقة متعلقة بالماضي ,
بعدها راح نقدم كم سنة لقدام و تبدأ احداث الرواية الي بنمشي عليها .
وحابة أوضح شغلة قبل تبدأ الحلقة , تساؤلاتكم كلها أنا ما غفلت عن أي شي فيها
بس انا ماحبيت أكشف الماضي كله من البداية وهذا كله لغاية قصصية راح تفهمونها في الأخير .

استلموا الحلقة الحين .. قراءة ممتعة بإذن الله .


قبلات حاقدة في مهــب الريح .
الحلقة الرابعة /
المشهد الأول :

خلف تلك الأسوار الضخمة التي أحاطت بثلاث فللّ كطوق حديدي ليجمعهم دون تفكك
, أو ربما كحبل خانق يضيق شيئاً فشيئاً ليقتل اصحابها !
هي مع كونها لازالت طفلة لكن لديها حاسة سادسة قويّة تخبرها أن لا احد من سكان هذه الفلل يحب ساكنيها ! أو ربما الأطفال بالعادة هم أكثر حساسية لهذه الأمور .

هي تستمع دائماً لصراخ والدها على عمتها ندى , تجد تلك الساكنة الضعيفة مثيرة للسخرية لأنها لم تفعل ما توبخ عليه و مع ذلك تستسلم للتوبيخ و كأنه قدرها !
لكنها تكاد تُقتل من غيرتها حينما يتوقف عن الصراخ فور حضور احد ابنائه
راكان او رعد ! كان يصمت تماماً و يداري خاطريهما .
هو الذي لم يخض في حديث معها طوال اعوامها السابقة تجده مهتماً لأدق تفاصيلهما
الصغيرة , كانت تستطيع بسهولة الاحساس بالغيرة الناقمة على اخويها , مع انهما كانا شديدا الطيبة معها , كانا يحبانها و كأنها شقيقة لهما في الأم و الأب .
لم يُفرقا في معاملتها أبداً , بل كانت امهما تغرس فيهما حُب هذه المخلوقة الضعيفه.

لم تكن *رمد* تشعر بهذا الحب من زوجة أبيها و ابنائه هي فقط كانت تشعر بالغيرة
و كأن الغيرة اكتسحت قلبها و سلبت كل المشاعر منه !
و كأنها التفت حول عينيها فلم تعد تراهما إلا وحشين يلتهمان كل ذرات الحب من والدها و لا يبقيان لها حتى رشفة صغيرة منه .







المشهد الثاني :

خلف ذات الأسوار الضخمة , عيون أخرى تطالع عن كثب هي حاقدة تماماً كتلك العيون الصغيرة , لكن هذه المرة هي عيون أكثر نضجاً و حقداً أكثر عمقاً !
ترى اولئك الأطفال يلعبون حول والدهم بسلام !
تجد هدايا والدهم الثمينة بين أيديهم و تلك السعادة المرسومة على وجوههم الغضه الصغيرة .!
ثم تعاود النظر إلى طفليها الذين حرموا من والدهم بسبب خطأ ولد مراهق لا يعرف التحكم في نوبات غضبه !
كانت تشتعل بداخلها كـ شعلة نار بل كالبركان الهادر فور ذكر اسم ذلك الأحمق المراهق ( كما تنعته هي ) .
تجد أنه السبب تماماً في حرمان ابنائها نعمة الأب في حياتهم .
كان أحساس الحقد يستولي على قلبها و يشله من قوقعة الذنب الذي أُغرق فيها قبل أعوام خلت , وكأن تلك الأعوام لم تكن .! بل وكأن الذنب تبخر في الهواء .
لم تكن هي تستطيع التفريق بين القضاء و القدر و بين الفعل المتعمد
بل لم تكن تستطيع التصديق أن زوجها عُمر هو الذي أنقض أمام الفتى ليمنعه من ضرب شخص أخر , مع ان هذا ما شُرح لها مراراً و تكراراً !
و مع أن أحداً لم يستطيع الجزم بأن جاهد هو من حامل السكين إلا أنها كانت موقنة تماماً بهذا ! كانت تستطيع الإحساس بالكره يستولي جسدها عندما يُذكر أسمه أمامها
و مع أن هذا نادراً ما يفعل .
هي لم تكتفي بكره جاهد فقط ! بل هي زرعت ما تشعر به في قلب أبنها الصغير
كانت تخبره دائماً ان والده ممد هناك بسبب جاهد !
ان جاهد يستحق عقوبة أكثر مما فرضت عليه !
ان لا احد يستطيع التنازل عن حقه في والده سواه هو !
ان جاهد شاب أخرق لا حق له في الحياة !

كان هو يكبر وتلك الكلمات تكبر معه , و تأثيرها يكبر في قلبه !
كان يكبر و يرى أمه تبكي كل يوم حظها العاثر , تنقم الجاهد الذي أسكنها هذا العذاب
فقط موته أمامها هو ما سيجعل قلبها يسكن براحة !
هي تردد دائماً في حين هي تنظر لفتاها يكبر أمامها :
" إن كُنت أبني ستأخذ ثأر والدك من جاهد " !






المشهد الثالث :
بعد مرور سنة كاملة , عاش فيها جاهد بمساعدة أسرة آل محمد المتواضعة .
فقد ساعده شيخ المسجد بحكم معرفته بمدير المدرسة على تسجيل جاهد لديهم ليكمل مرحلة تعليمه الثانوية .
عبد الكريم كان رجلاً طيباً في معاملته صاحب أخلاق و علم متواضع جداً
صاحب فكر رائع , كان جاهد يستمتع بالجلوس معه و حفظ الحديث عن لسانه
يخال لجاهد أحياناً أن ذلك الرجل ما هو إلا كتلة من السماء نزلت لتغنيه عمن تخلوا عنه , ليستطيع أعادته للحياة بشكل مريح , هو لم يكن يتذمر لأن جاهد خرج من السجن أبداً و مع أن جاهد لم يخفي تلك الحقيقة عنه , بل أنه وجد نفسه في يوم ما يخبره بكل ما مر فيه , جاهد الذي لم يفتح فمه لأحد و لم ينطق بكلمة تشاغله وجد نفسه ككتاب مفتوح أمام هذا الرجل ليسهُل عليه قراءته و التمعن في صفحات حياته !
و أيضاً هناك حقيقة أخفاها ذلك العجوز عن جاهد و هي أنه يراه تماماً كما يراه جاهد
هو قطعة من السماء نزلت ليحمل عنه همّ كبير وضعه على عاتقه حينما كان في عمر الأربعين , لم يكن يتخيل حجم الهمّ الذي جناه على نفسه حينما أخذ فتاتاً ليربيها عنده وكأنه والدها بل لم يكن يعلم أن تربية البنات أصعب مما تخيل !
مع ان فتاته لم تكن متطلبه لكنه يخاف عليها لدرجة الجنون .
فلم يكن يسمح لوالدتها الذهاب بها إلى أي مكان دون أن يكون معهم !
لم يكن يشعر بحنان كبير من زوجته عليها لهذا كان يخاف ان تفقدها في مكان ما
أو ربما تظلمها بعد وفاته , هو الآن و بعد أن أصيب بمرض السكري و و أمراض اخرى عادة ما ترافق كِبَر السن , أصبح يفكر في قرب أجله كثيراً !
أصبح يريد تزويج فتاته هذه لشاب صالح , ليحافظ عليها و يرعاها أكثر من نفسه !
يريد أن ينتقي لها شاباً خيراً لتكون هي و امها امانة عنده ليكون مرتاحاً حين يُصبح تحت الثرى .
هذا ما كان يخالج نفس هذا الرجل الذي بدأ الشيب يحط رحالة في شعره
ليخترقه بعنف و يخفي سواداً جميلاً قد كان قبله .

هما الآن انتهيا من تأدية صلاة العصر و قد جلس العجوز كعادته ليسبح الله و يذكره
تماماً كما يفعل بعد كل صلاة .
وقد جلس معه جاهد الذي لم يكن يفارقه من لحظة دخولهما للمسجد و حتى انصرافه لبيته , حتى إن جاهد لم يكن يدخل الى غرفته قبل أن يتأكد من دخول الرجل لبيته .

همس الرجل لجاهد بهدوء : يا ولدي يا جاهد لو طلبتك في شي وش تقولي ؟
جاهد بنخوة تامة و هو يضرب صدره العريض : عطيتك يا عمي , انت ما تطلب انت تامر علي و انا انفذ .
يبتسم ذلك الرجل بشفافية و هو ينظر للبعيد : حتى لو كان الطلب صعب شوي و راح تتحمل من وراه مسؤوليات كبيرة ؟
جاهد يُمعن النظر ليحاول كشف السر الذي اختفى وراء أُفق عيني ذلك الرجل : يا عمي انت الي تحملت مسؤوليتي بعد ما تخلى الكل عني , انت الي ساعدتني أسجل في المدرسة من جديد و انت الي كنت تجيب لي الأكل في الأيام الي صعبت علي وخلص فيها راتبي , انا اتمنى اقدر ارد جميلك علي , قول يا عمي و انا حاضر باللي تامر عليه !

يعيد الرجل نظره لجاهد ثم يهمس وهو يضغط على رسغه بقوة رجل يوصي أمانته
: أبيك تتزوج بنتي . ابيك تتزوجها يا جاهد و ما تظلمها في أي شي . بنتي الأمانه الأخيرة الي بعلقها في عنقك ليوم الدين و هي الي بسألك عنها !









المشهد الرابع :

في تمام الساعة الرابعة عصراً , هي تعرف تماماً أن زوجها سيتأخر في عمله
و حتى إن عاد هي ليست مستعدة للصبر أكثر !
تفتح مقبض الباب و هي تتذكر يمين الطلاق الذي القاه على مسامعها انها لو
ذهبت حقاً لابنها سينفصل عنها بلا شك !
لم تكن هي مقتنعة بالهراء الذي يقوله , لكنها خشيت الطلاق !
تعلم جيداً أن هذا العزام ينفذ ما في رأسه حرفياً دون اهتمام لمن حوله .
تعلم أنه لن يتراجع عن حلفه أبداً , تعلم أنها ما إن تخطوا إليه خطوتها الأولى
ستكون مطلقة دون أدنى شك !
كلمة أخرجها عزام من فمه بلحظة غضب حرمته من ابنه لحول كامل دون السؤال عنه !
الجميع وصفه بالمتزمت العنيد , لكن ما خفي عن أعين الجميع أن هذا المتزمت العنيد
كان يموت في اليوم الآف المرات , قلبه يقتل حرقاً و يذوي بإنكسار دون ابنه
يتمنى في قرارة جوفه أن يحضر ابنه إليه معتذراً و لو لمرة واحدة
مرة واحدة فقط و هو سينهي الخلاف دون شك !
لا يريد لزوجته أن تصل لابنه حتى لا يشعر بنقص في اعتزازه حينما يعود إليه جاهد .
كان عزام خفيه و دون علم أحد يدس بعض النقود في يد العجوز جد ساهر
دون أن ينطق بكلمة , و كان ذلك العجوز يعلم تماماً ما يفعل بها !
يعطيها ساهر ليعطيها صاحبه الذي يخجل كثيراً من أخذها و مرات عدة يردها
لكن حالته غير المستقره تجبره أحياناً على أخذها كـ دين من ساهر , ليعيده ما إن استطاع توفيره!


تصل العنود أخيراً لمنزل ساهر و تطرق الباب بهدوء ليفتح الباب و تجد ساهر يقف أمامها بطوله المتوسط و وجهه المندهش : مين ؟
تهمس هي و هي تراقب الطريق خلفها : انا عمتك ام جاهد , ابي اعرف وينه ولدي دلني على مكانه يا ساهر انت اكيد تدري وين عايش و كيف وضعه ؟
يتراجع ساهر خطوة للخلف و يزّم شفتيه و هو يتذكر ما طلبه من صاحبة حين يأتي أحدهم للسؤال عنه : انا اسف يا عمتي , بس انا مادري وينه .
هي تصرخ في وجهه بحده : أقولك وينه يا ساهر ؟ انت ما يكفي الداهية الي خليتاه يوقع فيها , بعد تبي تحرم امه شوفته !
ساهر بهدوء اعصابه : عمتي جاهد ولد ذكي و عمره الحين 19 سنة ما عاد طفل عشان يضيع ! و هو لو كان يبي احد يتصل او يجيه كان سواها بنفسه , يا عمتي لا تشغلين بالك بشي ولا تحاولين تعرفين مني أي شي لأن جاهد قطع علاقته فيني عشان ما ادلكم على مكانه ! انا ما اعرف عنه شي .

تعود هي أدراجها خائبة بعد فقدان الأمل بأن ترى ابنها من خلال ساهر ,
أما ساهر فقلبه يذوي لرؤية حالها , يتمنى لو باستطاعته استيقافها و اخبارها عن مكان ابنها , تمنى لو ساقها إليه بنفسه و ضفر برؤيتهما معاً !
لكنه يتذكر تهديد صديقة , لو انه اخبر احداً عن مكانه سيهرب إلى مكان بعيد
لا يصله ساهر نفسه !

يمشي ساهر بخطى هادئة ملاحقاً تلك المرأة لحين دخولها أسوار فلّتها ,
هي لم تأتي مع السائق خوفاً من أن يخبر زوجها أين ذهبت ففضلت السير في المسافة غير البعيدة جداً , و بقي هو يلحقها حتى لمحها تدخل بعجل فعاد ادراجه !







المشهد الخامس :

صرخات صديق وفي يبدو خائفاً تماماً على مستقبل صديقه : انت اكيد مجنون ؟ وشلون تتزوج كذا ؟ جاهد هذا زواج موب لعبة !
جاهد يستمع لصرخات صديقة بعناية , هو يعلم تماماً شدة خوفه عليه
و يعلم ان المجهول الذي أوقع نفسه فيه هو خطر للغاية !
ليته يستطيع رفض هذه الزيجة التي تبدو في نظرة اسوأ ما حصل له .
أي فتى كان يتصور أنه سيتزوج قبل أن يحصل على الشهادة الثانوية ناهيك عن سنه و سنها الصغير في نظرة .
فكرته عن الزواج كانت مختلفه تماماً عما حصل له , كان يتمنى الزواج بعد أن يتم دراسته في الخارج , ليصل لمرحلة متقدمة في العلم .
ويستلم وظفية مرموقة و يتزوج بإمرأةٍ تغار النساء من فتنتها و حسنها .
كانت فكرته عن الزواج هي التخلي عن عقدة آبائه الباليه في تزويج ابناء العم لبعضهم
البعض و تكديس الثروة و الخوف عليها .
أفكاره كانت تنتظر النضوج , يريد طفلاً أو طفلين من إمرأته المتعلمة صاحبة الشهادات العالية , من تستطيع تربية ابنه بطريقة رائعة ليكبر هو الآخر و يُصبح له دور فعّال في مجتمعة , ليفخر به و يفخر بما قدم لحياته .

لكن آماله لُجمت بسوار من حديد حالما نطق الرجل بجملته "تزوج بنتي"
جملته تلك هي من طوقت عنق أحلامه لتخنقها حتى الموت !
تمنى لو أستطاع الرفض , تمنى لو أستطاع أن يشرح له ما يريد تحقيقه قبل فكرة الزواج الرديئه تلك .
لكنه لم يجد نفسه إلا قائلاً : تم يا عمي , ولو حبيت اليوم قبل باكر !
ليتهلل وجه الرجل العجوز و يتنفس الصعداء بارتياح و يهمس : الحين حتى لو مت اعرف اني بموت مرتاح .
ليهمس جاهد بوجل : بعد عمر طويل إن شاء الله .

وقِعت وثائق الزواج بعد فترة , جاهد يمسك القلم و قلبه يذوي على مستقبله الذي كان يحلم ببنائه , يعلم أن كل شيء تحطم الآن لكنه لا زال متمسكاً بقدر طفيف من الأمل .

لم تمضي الكثير من الأيام حتى زُفت عروسه إليه , هي لم تكن بالمعنى الفعلي للعروس بل كانت طفلة لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها , الكثير من مستحضرات التجميل كست وجهها الطفولي لتكسبه مظهراً أكبراً !
حفلة صغيرة في المنزل لم يحضرها سوى عدد من الجيران و ساهر !
أما النساء فلم يحضر منهم أحد أبداً .
كانت عادلة معترضه تماماً على هذا الزواج أما زوجها فقد أشار الأمر على فتاته
و هي لم تستطع الرفض حينما رأت كمية الاصرار الهائلة في عيني والدها الحبيب .

هي أيضاً كانت تتمنى أن تصل لمرحلة عالية في تعليمها قبل أن تتزوج , تمنت لو تركوا لها بعض الوقت لتفكر بالزواج الذي لم يخطر ببالها أبداً لتستعد نفسيتها
لزواج سعيد .
كانت عادلة توصيها بأشياء عدة و تخبرها عن ما يجب أن تفعله لزوجها بحرج شديد
أما الأخرى فقد كانت ترتعد ما إن تتخيل يد رجل غريب تقترب إليها .

مر الوقت سريعاً سريعاً حتى خال لكل منهما أن الوقت يريد تعذيبهما .
أصبح الوقت متأخراً و حان وقت ذهابهما لعش زوجيتهما الجديد .
و هي علية منزل والدها , رفض جاهد الأمر بدايةً بل أحس بإهانة العرض
أن يسكن في منزل أهل زوجته لكنه أقتنع ما إن أخبره والدها أنه سيأخذ اجاراً
على مدة سكنهما منه .
ولم تكن لعبد الكريم النية لفعل ذلك لكنها الطريقة الوحيدة لإرضاء جاهد !

يدلُفان العريس و العروس لغرفتهما أخيراً .
تجلس هي فوق السرير و يدها الصغيرتان في حضنها مرتجفة من الأمر الجلل الذي بانتظارها .
يهمس هو بصوته الرجولي بخشونة اعتاد معاملتها للنساء : وش فيك جالسة ؟ روحي بدلي و امسحي الي على وجهك !

لم يعي جاهد جفافة الكلمات التي أطلقها إلا بعد أن خرجت من فمه , ليته يستطيع ردها ليلين معها في الحديث , هو خائف و متوتر حد الموت !
لا يعلم كيف يجب أن يتصرف مع هذه الطفلة.

بقيت هي لوقت طويل في دورة المياة و ما إن خرجت حتى أمعن جاهد في ملامحها
كانت نحيله جداً جداً بل تخالها نصف إنسان لشدة نحلها , و كانت قصيرة جداً
بالنسبة لطوله الفارع , شعر بألم في قلبه حينما انتفضت كعصفور خائف حال اقترابه منها .
تابع اقترابه و أمسك يدها بلين ثم همس : لا تخافين لا تخافين , انا مرح اسوي لك أي شي . أنا ما كنت ابي اتزوج وحدة بهالعمر اساسا , أوعدك اني راح اعيش معاك مثل اخوك و بس .


هو لم يحسب حساب الوقت الذي سيتحمله كأخ لها , بل لم يحسب حساب الجرح الذي غرسه في انوثتها . أن يردها بهذا الشكل و ان يخبرها انه لم يرد الزواج منها
ما قاله في ذلك الوقت سبب فجوة كبيرة جداً بينهما , فهو أصبح يقضي أغلب وقته خارج المنزل و هي اصبحت تبتعد عن رؤيته قدر ما تستطيع , سواء بزيارة أهلها
أو بتظاهرها بالاستغراق في النوم العميق !





المشهد السادس :

اليوم أشتدت كآبة الجميع , جمع غفير حضر مراسم الدفن لفقيدهم الغالي !
الكثير من الحزن و الدموع عند المقبرة !
ورجلان اشدّاء يرمون الثرى ليغطي بقايا جثمان والدهم الاثير !
فتية لم يشتد عودهم بعد , يرون الانكسار في تلك الأعين , يجدون حرارة الفقد مكدسة في حمرة عيونهم التي لم تستحضر الدمع , بل تنتظر انصراف الجميع لترتاح برثاء الفقيد الغالي , الذي رباهم جميعاً على كفه و كرّس جل حياته من أجلهم !
ذلك العجوز الذي أخذ من الدنيا كل ما يريده و لم يعد يتمنى إلا الخاتمة الحسنة !
و حتى أمنيته تلك حققت له بالموت أثناء سجوده اثناء تأديته لصلاة الفجر .!

بهذا انتهى فصله في هذه الحياة , و أغلقت صفحات حياته بحلوها و مرّها .

الجميع يتذكر صوته الفخم الأثير في الأنحاء , و كأن صوته لا زال يقرع طبوله في اذانهم يتذكرون جملته العتيقة التي لم يغفل عن ترديدها يوماً " مابيكم تتفرقون من بعد عيني , هذي وصيتي لكم , كلكم ما تتفرقون عن بعض و لا يطلع بعضكم عن بعض "


جاهد لم يعلم بوفاة جده العزيز إلا من خلال الصحف !
تفاجأ جداً و هو يعيد قراءة التعازي مرةً تِلو مرة !
يمسك بهاتفه المحمول قديم الطراز و يضغط على ازراره بلهفة مفزعة
يرد المتصل بتردد : جاهد ؟
يصرخ جاهد بعنف : جدي سليمان مات !! متى و شلون و ليش ماقلت لي انت ؟؟

صدمة عنيفة يتلقاها جاهد في كلمات صاحبة المتقطعة : ابوك منعني اقولك , مايبيك تجي العزا , مايبي الناس تشوفك !
يهمس جاهد بعد ابتلاع ريقه , يكاد يشعر بطعم العلقم في فمه , يكاد يقسم أنه تذوق المرارة بأقصى درجاتها : ابوي مفتشل مني قدام الناس ! هالشي عنده أهم من أني أحضر عزا جدي ...!!!

يذوي جاهد و يذوي قلبه معه , تلك النطفة الصغيرة عانت أكثر مما ينبغي
الكثير من الحزن يتسلل إليها و الكثير الكثير من الحقد يتسرب في انحائها .








المشهد السابع و الأخير :

بعد مرور سنتين ..
يدخل هو متهلل الوجه لمنزل عائلة زوجته , و الذي أصبح منزله هو الآخر
يذهب لعمه الذي انهكه المرض خلال ذلك الوقت و أصبح طريح الفراش ليهمس قرب أذنه بسعادة : عمي عمي طلعت نتايجنا و الحمدلله نجحت بتفوق تقديري ممتاز و نسبتي مرره عالية , يارب لك الحمد و الشكر , انا مادري وش كنت بسوي لو ما ساعدتني و حثيتني أكمل دراستي .

ينظر له العجوز و يبتسم بمرارة ثم يشيح بوجهه عنه و يهمس بثقل : جاهد , اللي بقا من عمري ماهوب كثر الي راح , و انا عطيتك وصية و الظاهر أنها كانت ثقيلة عليك , انا مسامحك لو انك ماتبي بنتي و حلال عليك تطلقها بس لا تتركها معلقة كذا ! انا سكت عن هالموضوع كثير .
انت شكلك عايف البنت عشان كذا ما جيتها , هذا ظني الوحيد اذا ما كنت انت تعبان بشي ؟
او عندك مشكلة في ........



يقوم جاهد بغضب تاركاً العجوز و كلامه الذي أحس بإهانته البالغة لرجولته العزيزة .
يصعد الى العلية و يرا نعمة امامه .
لا تعلم هي لم تخاف كثيراً و ترتبك من نظراته , تهمس بعفوية : بشر طلعت نتيجتك ؟
يجرهّا هو إليه بغضب و ينتهك ما بقي من حريتها بوحشيه كانت تصرخ من الألم وهي
تبعده عنها لكن الشيطان أحال مابين تفكيره و بين ما يفعله و ما إن انتهى من فعلته
حتى استعاد وعيه و هو ينظر إليها تتجرع الألم و تصرخ بحدة ,
كانت اطرافها ترتعد ووجها أزرق من شدة النواح ...!

هنا أحس برجولته الغالية تحلق بعيداً ليصغر و يحقر نفسه بعيونه قبل عيون الآخرين !


خرج جاهد من تلك العلية بل خرج من الحي .. كلا لم يكفه ذلك !
هو خرج للبعيد البعيد ... أبعد كثيراً مما ظنته هي
و لم يعد إلى هناك مرة أخرى ........................!

صباالجنووب 01-09-12 11:12 PM

الف سلامه عليك ماتشووفي شر ..ياارب


رحيـــــــــــــــــل ..........موجــع البااارت ذا حيــــــــــــــــــــل ..


جااااهد غلط اللي سوواه مع نعمه وغلطه الكبير هو رحيله لو فرضآ حملت كيف راح تتصرف ....

وتصرف ابو عبد الكريم متووقع بمااانه يشووف شااهد شااب صاالح بس الطريقه كاانت غلط ...الزواج المفروض

هو الشي الووحيد اللي ماافيه رد جميل ...


ابو جااهد اكثر شخص متوجع على بعد جااهد لانه يكاابر بسب لحظة غضب قاال فيها كلمه ...

وش راح يكوون مصير نعمه بعد موت ابوعبد الكريم وزوجته ...

فـــــــي انتظاارك

ساعه بلا عقارب 05-09-12 08:06 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنساب حروفك كظهور شعاع الشمس في الافق ليخترق عتمة الليل ويضئ الكون بإبداعك
اجتمعت حروفك وكونت ملحمة نرحل معها في عالم خيالك الخصب
مبدعه في التنقل جسدتِ ثلاثة اجيال وحياتها خلال الاسوار الشاهقة
عائلة الجاهد وما حوته من عنفوان وصلابة الشخصيه التي ورثها ابنائها
الجد سليمان
عنفوان كلمه و طيبة قلب غلفها بصلابته وقوت شخصيته لتنتقل صفاته الوراثية المبجله لابنه عزام ليرثها من بعده جاهد الذى سوف يكون اكثر عنفوان وصلابة بسبب ما تشربه من احداث ومرارة وقسوة الايام
عصام
حبة وعشقه الذى دفن ايامه السعيده مع وفاة ساره
اجبار والده لزواجه من ندى كسر فيه كبريائه لرجولته فاصبح كالجليد بالمشاعر مع ندى التي عشقته وأفنت عمرها لرضاه اتوقع انه يكن لها نوع من العرفان والمشاعر لكن صفات هذه العائله المبجله طقت عليه و جعلة يدفنه بين الضلوع
حقده على ابنته واسماها بابشع الاسماء كان يتمنى رحيلها ليرتاح من وجودها الذي يطوق عنقه نسي وتجاهل انها قطعه اهداها له ربه ممن عشقها ...ونسي حتى ان يختار لها اسم ليريح قلبها لتفتخر به بين من حولها من رفيقات تجاهل ان رسولنا اوصانا ان نتخير افظل الاسماء لأبنائنا
تفريقه للمعامله بين ابنائه ولد جسور الحقد في قلب تلك الصغيره لتكبر وهي ناغمه على كل من حولها
لما لم تتشرب الحنان من خالتها ندى الم تكن هي من رباها ؟!
لماذا شعرت بكل هذا الكم والحقد من الغيره على اخوتها من احبوها اكل ذلك من اجل ذلك الاب وهي تراه وتسمعه وهو يكيل كل انواع الجبروت على خالتها ..!!
كيف سوف تصبح هذى الرمد هل تحمل من الجمال ما حملته ابنة عمها نعمه ..؟
هل ستصبح صوره من العنود بتعاليها و حقدها ؟! ام ستضاهي خالتها هند حقداً وبشاعه في الاخلاق ..!
ماذا زرعت يا عصام في هذه الفتاه وماذا سوف تجنى منها ؟
هل انت من اراد التخلص من هذه الابنه لتخطف ابنة اخيك بدل عنها ...؟...هل انت من حرض ذلك العامل الذى رحل ولا احد يعلم اين هو ؟
الخادمه كانت تعتقد ان رمد هي من ترقد في ذلك السرير البعيد عن هند وان من بجانب هند هي ابنتها ..
كيف للخادمه ان تضعها عند المسجد ومن ثم تقول انها تركتها في سوق شعبي ...؟ هل انت كنت تعتقد انها رمد وذهبت بها الى المسجد بعد ان وضعتها الخادمه في السوق الشعبي ؟ هل راقبت من اخذها وتعلم بمكان وجودها ؟ وخشيت على نفسك الهلاك ان اردت استعادتها ؟ بسبب قسوة والدك ؟ ام انك اردت ان يتجرع اخاك الهم ولا يسعد مع زوجته ؟
هل انت من دفع لها لترحل ام زجت اعوام بسبب خطفها في السجن؟
هنالك غموض يلف حول ما حدث في هذه الاعوام السابقه ....
عمر

قسوت على هند اعوام ولم تحتويها بعد فقد ابنتكم حتى اصبحت كالخيال بحزنها الدفين ليتحول هذا الحزن المكبوت الدفين الى نار تريد بها حرق كل من حولها ممن ترتسم البسمه على شفاته بعد ما حدث معك ودخولك في غيبوبه
غيبوبتك ربما تكفير لدنبك بها ..او هروب منك لان من في غبيبوبه اثبت انه اذا لم يرد الحياة لا يستعيد وعيه بسهوله ...
هل ارضعت هند رمد في فترة احتضانها لها مع ابنتها دون ان تخبر احد مما حولها من شدة حزنها على فقد ساره ؟
حقد هند اخذت تزرع جذوره في قلب ابنها عمار
كيف سوف سوف يصبح عمار هل نسخه من جاهد الحاقد على اسرته ام كصلابة عمه عزام ويتقرب منه ليروي حقده باخذ مكانت جاهد بكل ما يملكه
العنود
الفتاه وحيدة والدها من لم تجد الحنان لدى زوجها وابن عمها تمنت ان تعيش حياة ساره وسعادتها ولكنها لم يرق قلبها لفقدها بل مازالت تبني صروح الحقد بقلبها لانها لم تعش السعاده فتمنت التعاسه لكل من حولها
فلم تردع الخامه عن فعلتها فجوزيت بفقد نور عينها و مهجتها وزيادة قسوه زوجها
عزام هل لم يحبها او يكن لها جزء من المشاعر ام لديه زوجه اخرى لا احد يعلم عنها
لماذا كل هذه القسوه على زوجته حتى هجرها في فراشها ووصل به الحال بهجره للكلام
اين هو من الدين من هذه الناحيه هل تعليق ابنة العم ام عادي لديه ام لضعفها وصمتها غلفته القسوه عليها ليراه امر عادي
العنود على ما فعلته وحقد لمن حولها من بنات عمها الا انها كانت كطير جريح يرفرف صريعاً
وهي ترجوا زوجها من كسرها بهجره تمرغت تحت اقدامه تريد رواية ابنها لكنه زادها كسراً برفضه وانه سوف يطلقها
هل لو كان والد العنود على قيد الحياه او لها اخ رضخت لامر عزام ام تشعر انها لا احد لها اذا طلقت وسوف تتخبط بين جدران الضياع بين جدران الفلل الخاويه من الحنان
نعمه
ما اسمها الحقيقي فلم تذكريه بين نثرات ابداعك
ما الكوابيس التي كانت تنتابها وهي طفله ؟ هل لها علاقه بماضيها الذى سوف يظهر لها بعد ذلك ..؟
كيف هي رد فعلها ومشاعرها فلم تتضح بعد ما سمعته من والديها انها ليست ابنتهم ؟!!!
هل وافقت نعمه بجاهد زوجاً حتى تتخلص من هذا الهم الجاثم على صدرها من انها لقيطه ؟
ما سبب خوف عبد الكريم على نعمه من ان تظلمها زوجته ؟ اخوفها وغيرتها من جمال هذه الفتاه ام انها لم تشعرها بالامومه التي فقدتها ؟
انكسار نعمه تضاعف اضعاف عما كانت عليه وهي تعتبر نفسها لقيطه لتجد انها طفله بكنف زوج لا يرها ولا يرغب بها كزوجه بل اخت لفتره لا تعلم كم هي ؟
هل احبت نعمه جاهد وكنت له المشاعر غير الخوف ؟
حين اجتمعت معه كانت طفله لم تتجاوز الرابعه عشر كيف اصبحت مشاعرها وهي على اعتاب السادسه عشر ؟
هل هشمت بعنفوانه واصبح خوف الطفوله حقد تتجرعه لتنثره على كل الرجال من حولها بعد فعلته الشنعاء معها ؟
جاهد
احلامه وطموحاته سوف تتحقق فقد رحل ليبتعد عن نعمه لتعليم بالخارج ليحصل على الشهاده التي طالما حلم بها
سوف يعود بعد اعوام عده ربما خمسه او سته ليجد زوجه قد اكتمل شبابها واصبحت تغار منها النساء كما كان يتمنى
اراد كسر عادات جده و عائلته بزواج الاقارب ليعود هو مع ما كتبه عليه القدر ليتزوج ابنته عمه من يكن له والدتها واخيها حقداً عظيماً
ما تعجبت منه كيف لم يلاحظ الفرق بين بشرة نعمه وملامحها المختلفه عن والديها
هل لم يقابل عادله سوا بنقابها وبرقعها الذى لا تنزعه عنها لانها لا تحل له ان يكشف عليها
جمال نعمه الذى تحدث عنه والدها في البدايه وهي ابنة العشر سنوات كيف لم يوثر عليه وهي في الرابعه عشر
الم يكن لها المشاعر بداخله ام اراد ان تكبر معه هذه اليانعه الصغيره ثم يعيش معها بسعاده
هل ما قاله العجوز له من تاثير عادله عليه لانها علمت ما بينهما ولم ترد الاهانه لابنتها بمكوثها بهذا الشكل
كيف سوف تنطوي صفحات الماضي وجروحها تنزف
كيف سوف يعيش الابطال الحاضر بجراح مفتوحه تفوح منها رائحه الصمت
كيف سوف تعيش نعمه حياتها بعد رحيل والدها ومربيها ...هل ستكمل مع عادله حياتها ام تتجرع مرارة الالم بعد ان تخبرها بحقيقه امرها كامله وترحل عنها هي الاخرى ؟
كيف سوف تكشف الغاز ماضيها من سوف تشبه من اسرتها هل ستصبح صوره من خالتها ساره المتوفاه ام من والدتها

ابدعتي بشخوص جسدوا مراره الايام ونفحات الرياح المحمله باتربتها لتعمي الابصار لمن يرها
عائلة جاهد لم تورث ابنائها المال وانما ورثتهم الحقد و الالم الدفين اورثتهم صفات خارجيه ظاهره للعيان الشموخ والرفعه
جاهد دفن روحه من كلام والده الذى نقله ساهر كما دفن جثمان جده سليمان ووارى الثرى
تناولتِ موضوعات شتى بين جنبات ماخطه قلمك
حق العام لدوله بسجن جاهد وساهر وما عناه جاهد على حد اكبر من صديقه لتخلى اسرته الرفيعه عنه بسبب السمعه
رجولة هذا الطفل المراهق التي تشربها من جذور اسرته كيف يلومه والده وهو مثله سوف يتصرف بنفس مامر عليه
الصداقه الوفيه التي لم تعرف لطبقات المجتمع حدود
تبني عبد الكريم لطفله كيف كتب اسمها هل نعمه عبد الكريم
كيف لمن هو حافظ لكتاب الله يفعل ذلك اين هو عن تعاليم الاسلام والنهي عن ذلك
معناة خريج السجون جاهد عنا في والوظيفه والتعليم كيف هو كان حال ساهر الفقير لم يتضح حاله هل كان اسوى منه
ننتظر الحاضر المتجرع بالوان الالم من ريشتك وبوحك النابع من ينابيع فيضك الصافي
دمت بحب وخير بحفظ الرحمن

نجلاء الريم 08-09-12 07:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ياحيالله العزيزه رحيل وعسانا نعجبك وتستقرين

اول شي ودي اشكر صديقتك الي نصحتك بليلاس وحطت رحالك عندنا علشاان نشوف هالزين

اي تعليق بذهني الاخت سااااعه ماشالله عليهاا. حطته ********
جااااهد في عز فتوته في العشرينات طعن عمه رجوولته ردة فعله متوقعه
نعمه الان بصدمه وبتتعب بغيااابه اكثر. وممكن تكون حااامل بس ممكن يطلقهااا !!!!!!!! قبل لا يغيب
ساااهر بيكون
حلقة الوصل بين جاااهد ونعمه وابوهااا
ممكن تتوصل العنود لزوجة ولدهااا بعد غياب جاااهد وتكتشف ان هذي بنتهم المختفيه من اي علامه
ننتظر أبداااعك رحيل

رحـــــيل") 10-09-12 08:54 PM

السلام عليكم ورحمة الله
حبيت اقولكم اني مسافرة حاليا لسبب طارئ
بس ان شاءالله مرح اطول
و يؤسفني اقول اني مرح احط حلقة لا هالاسبوع ولا الي بعده
اذا حابين تقفلون الرواية لماارجع او براحتكم
سرقت اللحظات من وقتي عشان ما تظلون تنتظرون
انا اسفه بس والله كانت السفره طارئه و مفاجئه للجميع


الساعة الآن 09:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية