منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t174691.html)

زهرة منسية 01-04-12 10:22 PM

317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13333109221.gif

وأهلين بكل الليلياسات والليلياسين سواء عضوات أو زائرين
اليوم أنا حبة أشاركم برواية قريتها وعجبتنى كتير فقولت أعرضها عليكم و أتمنى أن تنال أعجابكم


(317) امرأة تحت الرماد
لـ كيم لورانس

الملخص


نيكولاس لايكس أكبر أثرياء اليونان يبدو دائماً مسيطراً على نفسه متحكماً فى تصرفاته وجذاب بشكل مثير...
تزوج نيكولاس من امرأة لم يرها سوى مرة واحدة فى حياته عند إجراء مراسم الزواج.
ومع أن كاترينا هى زوجته لكنها لم تكن يوماً حبيبته
...جمعهما القدر بعد سبع سنوات ليضعهما فى مواجهة صعبة أيقظت فيهما مشاعر بدائية وشغفاً لا يقاوم.
فهل بإمكان كاترينا أن تحصل على الطلاق كى تتزوج من خطيبها صديق نيكوس وهل سيتمكن كلاهما من تجاهل النار تشتعل تحت رماد الماضى؟؟؟؟
منتديات ليلاس


لا أحل نقل جهدى وتعبى دون ذكر أسمى وأسم منتدنا الغالى
إذا أعجبتكم الرواية بالرجاء لا تنسوا الضغط على أيقونة الشكر

زهرة منسية 01-04-12 10:43 PM

الفصل الأول
 
1- عينان لا تُنسيان

منتديات ليلاس

قلة من الناس تتاح لهم فرصة رؤية الطابق الخير من مبنى لايكس الزجاجى الشاهق . أما الدخول لقاعة المحاضرات فهو غير متاح إلا للنخبة بينهم لذلك شعر المجتمعون بنوع من الصدمة عندما فُتح الباب المزدوج بقوة
تطاير الشرر من عينى نيكوس لايكس اللوزيتين الداكنتين وهم بتوجيه تأنيب حاد إلا انه عاد فتراجع ما أن تبين هوية الدخيلة دخلت ذات الشعر الأحمر إلى القاعة بخطى واسعة وثابتة ووضعت يديها على خصرها النحيل وما لبثت أن ظهرت خلفها مساعدة نيكوس الخاصة لاهثة مضطربة ووجهت إلى رئيسها نظرة إعتذار قبل أن تنسحب بسرعة قصوى
مرت دقيقة طويلة من الصمت المتوتر قبل أن توجه كاتيلين لايكس ضربتها:"هل الخبر صحيح نيكوس؟هل تخطط فعلاً للزواج من تلك المرأة؟هل فقدت صوابك؟"
لم تتوقع كاتلين أن يبرر لها أبن زوجها طريقة تصرفه فقد أثبتت لها خبرتها أن اليونانيين بشكل عام ورجال عائلة لايكس خاصة لا يميلون إلى تبرير تصرفاتهم
من بين جميع الجالسين حول الطاولة المستطيلة بدا نيكوس الشخص الوحيد الذى لم يضطرب بشدة من جراء هذا الهجوم مع أن هذه الاتهامات القاسية كانت موجهة إليه بالذات فقد بقى جالساً بهدوء طوال فترة الصمت المثير الذى تلا خطاب زوجة أبيه وهو يدير قلماً بين أصابعه الطويلة
"أن لم يكن لدى أى منكم مانع....؟"
لم يُظهر رجال الأعمال المجتمعون أى ميل للمعارضة فمعظمهم يفضلون أن يرموا بأنفسهم من الطابق العشرين للمبنى المطل على المدينة على معارضته.مع أنهم قبل سنتين تقبلوا وجوده على مضض إكراما ً لأبيه ليس إلا.وكانت الغالبية تعتقد إنه لن يصمد طويلاً.أما الأن فباتوا يكنون له الأحترام لمعرفتهم بأنه يفى بوعوده دائماً .فقد تبين أن الرجل وإن كان زئر نساء يملك أعصاباً متينة ودماغاً صلباً كالحديد وقد كرس نفسه كلياً للعمل وتوقع أن يتمثل به من حوله "أظن أن هذا كل شئ بالنسبة لهذا اليوم.شكراً لكم أيها السادة"
سارع أعضاء مجلس الإدارة بالوقوف فسالها"كيف حال أبى؟"
أجابت كاتلين :"والداك بخير . لا تغير الموضوع"
بدت التسلية على نيكوس بسبب هذا الكلام القاسى إذ رفع حاجبه القاتم وأشار بنظره إلى الرجال الذين كانوا يسرعون فى جمع أغراضهم.وبالرغم من شعورها بالغضب تمكنت كاتلين من ضبط نفسها إلى أن خرج أخر أعضاء مجلس الإدارة وأغلق الباب خلفه حتى إنها أجابت بتهذيب على التحية المتكلفة التى ألقاها عليها البعض
تسلل وميض من التسلية إلى عينى نيكوس وهو يراقب جهودها لاحتواء إحباطها.فالمرأة التى تزوجت والده منذ حوالى ثمانية عشرة سنة تتحلى بصفات عديدة ولكنها ليست صبورة على الأطلاق.مع أنه يعترف أن كاتلين أظهرت صبراً كافياً حتى كسبت ثقة أولاد زوجها المشككين فهو لا يزال يذكر اللحظة التى كسبت وده فيها يومهابدا عليها الجهل والجوف وهى تقف أمام طاولة مليئة بالفضيات الثمينة والخزف الصينى الفاخر فقال لها مفسراً "لا يهم حقاً أى شوكة تستعملين.عليك فقط أن تتصرفى وكأنك تعرفين ماذا تفعلين فيظن الناس أنهم هم المخطئون"

زهرة منسية 01-04-12 10:46 PM

الفصل الأول
 

نظرة كاتلين للحظة إلى الصبى البالغ من العمر أثنتى عشر سنة قبل أن تهز رأسها وتهتف:"شعرت لوهلة أن والداك يتكلم"
شعر نيكوس بتورد دافئ فى وجنتيه عند سماع كلماتها :"لابد أنك تقصدين ديمترى"
كان ديمترى البن الأكبر المفضل الذى يعده والده ليتسلم الأعمال .
فأعترفت كاتلين:"ديمترى يشبه سبايروس فى شكله.ولكن أنت...."وأشارت إلى رأسها وقالت:"أنت تفكر مثله"
حالياً تملك كاتلين الجذابة البالغة من العمر خمس وأربعون سنة دار أزياء ناجحة لكنها لا تبدو مختلفة عما كانت عليه وهى شابة . ما أن أقفل الباب حتى قالت:"حسنا . لقد خرجوا مع أننى أظن أن الأوان قد فات للتكتم فمنذو وصلت إلى أثينا وكل ما أسمعه هو:"متى يتم الزفاف؟" وأضافت بإستهزاء:"لا تقل لى أنك تحب ليفيا نيكولايدس!"
"وما هو الحب؟"
أشاحت كاتلين بنظرها عنه وأطلقت صفيراً خافتاً لدى سماعها هذا القول الأستفزازى الوقح ثم أجابت بحدة:"أعر أنك مررت ببعض العلاقات السيئة....لكن هذا يحصل للجميع لذا أرجو أن تعفينى من هذه السخرية المضجرة وتكف عن تجنب الموضوع يا نيكوس"
تقبل نيكوس التأنيب بابتسامة حزينة فلان تعبير كاتلين القاسى بشكل ملحوظ ولكن لفترة قصيرة ثم عادت لتقول بلهجة لاذعة:"عليك أنت تبتسم أكثر"
مع إنها أتعرفت فى سرها أنه لا يملك الوقت أو السبب للابتسام منذ وقعت على كتفيه مسئولية إمبراطورية لايكس بأكملها.أعترفت بهدوء:"لست مغرمة بـ ليفيا"
لو وقع فى حب ليفيا لكان هذا عائقاً فى وجه أرتباطهما الناجح.لأنه فى هذه الحالة لن يتمكن من ملاحظة مدى أنانيتها بل سينشغل كلياً بسحرها وجمالها.أما فى وضعه الحالى فهو يتوقع منها أمور كثيرة قد تؤدى به فى ما بعد إلى خيبة أمل . هى من وجهتها لن تطلب منه وقته وما لا يستطيع تقديمه لأنها تربت أيضاً فى بيئة مشابهة للبيئة التى تربى فيها .تنفست كاتلين الصعداء وقالت:"إذاً فالأمر ليس صحيحاً.لم تكن تتردد على بيتها....."
"وهل قلت ذلك ؟تحلم العديد من النساء بالزواج من رجل غنى...."
"يا إلهى ! أنت تقدر النساء حقاً"
تقبل نيكوس ملاحظة زوجة أبيه باستهزاء : "يمكننى الحكم عليهن من خلال تجربتى الخاصة فقط"
"وهى واسعة ومتنوعة"
منتديات ليلاس
بالرغم من الأستنكار الواضح فى صوتها إلا إن كاتلين لم تستغرب عدائيته تجاه النساء.فمنذ أن بلغ نيكوس سن الرشد وهو يتمتع بجاذبية تؤثر فى الفتيات والنساء على حد سواء .وأن كان يظن أن ثروته فقط هى ما يهمّهن حقاً فهو يستخف بنفسه كثيراً
"قلة من النساء من يمكنها تحمل الزواج من الرجل المسؤول عن الإدارة اليومية لأعمال لايكس"
"أنا فعلت" ذكرته كاتلين ثم لانت تعابيرها القاسية وأضافت: "مع مساعدة صغيرة من أصدقائى"
"أنت امرأة أستثنائية.ليفيا ليست كذلك لكنها ولدت لهذا النوع من الحياة.أظن أننا-أنا وليفيا- مناسبان جداً لبعضنا البعض"
حدقت كاتلين إليه باشمئزاز.يبدو أن زير النساء تحول إلى رجل غبى مثير للضجر:"يا إلهى....!"
"أستنتج أنك لا تحبين ليفيا" قال نيكوس ذلك وأبتسم بطريقة متفهمة وجدتها زوجة أبيه مثيرة للغاية : "ليس لحبى لها أى دخل فى الموضوع"
وراحت تفكر فى السمراء ذات التربية الممتازة والابتسامة الماكرة والعينين القاسيتين بينما نظرة بقلق إلى وجه أبن زوجها الوسيم.أختفت عدائيتها ليحل محلها تعبير قلق :"نيكوس حبيبى ليفيا ليست مناسبة أبداً لك لا يمكنك الزواج بها "
"هذا صحيح . لا يمكننى ذلك.....لا سيما وأنا متزوج أصلاً"



زهرة منسية 01-04-12 10:51 PM

الفصل الأول
 


"يا إلهى!يا له من حجر كريم!"
قالت سايدى ذلك وأمسكت باليد الصغيرة قبل أن تتمكن صاحبتها من إخفاءها تحت الطاولة.طرفت بعينيها عندما أنعكس الضوء على الماسة التى بدت ثقيلة فى إصبع صديقتها الشابة وقالت بلهجة حاسدة :"إنه رائع"ثم أضافت متاملةبينما رفعت نظرها إلى وجه كايتى المتورد:"ظننت أنك ستختارين شيئاً غير...."
أجابت كايتى من دون تفكير:"غير ملفت للنظر إلى هذا الحد؟"
تجهمت لسماع هذه النبرة الكئيبة فى صوتها ووبخت نفسها بغضب فعارضتها سايدى بلباقة:"أعنى غير....تقليدى شئ يتماشى أكثر مع عملك"وأضافت بحزن:"هذا ليس عدلاً.أنفق على الملابس فى أسبوع أكثر ما تنفقين أنت طوال السنة وأنظرى إلى.أن توقفت عن تناول الطعام مدة شهر قد تبدو علىّ الملابس هكذا..."
وتفحصت بنظرة حاسدة قامة صديقتها الطويلة والنحيفة ثم قضمت بهدوء أخر قطعة حلوى الكريما التى فى الطبق.
أنجرفت كايتى وراء أفكارها بينما جلست تنظر إلى أصبعها .تذكرت بقليل من الحزن ذلك الخاتم المرصع بالياقوت واللآلئ الذى رأته فى واجهة متجر مجوهرات صغير والذى بدا أنه أعجب توم إلى أن ألقى نظرة على سعره المعتدل ثم أبعده وكأنه خرقة غير جديرة بالأهتمام.
وراح يشرح لها فى ما هما خارجان من المتجر صفرى اليدين :"كلما كان الثمن مرتفعاً كلما كانت البضاعة التى تشترينها أكثر قيمة "وعلت الحيرة وجهه المشرق الجميل عندما أضاف:"لا تسيئ فهمى حبيبتى.ولكن أى فتاة كانت ستتوجه إلى أرقى المحلات عندما تعلم أن الرجل مستعد لدفع ثمن ما ترغب فى شرائه"
"أعلم ذلك.فى الواقع أنت كريم أكثر من اللزوم يا توم"
ظهر العبوس على جبهة كايتى العريضة الناعمة . لم يكن توم قادراً على تقبل فكرة أن تذكاراً صغيراً يسعدها أكثر من الهدايا الباهظة الثمن التى يمطرها بها .
أعلن توم :"حسنا عليك أن تعتادى على ذلك عندما نتزوج.أنت امرأة جميلة وتستحقين الهدايا الباهظة الثمينة وأنا سأسعى إلى تقديمها لك سواء أعجبك ذلك أم لا "أضاف ذلك بابتسامة مصممة فأجابته بجدية :"ولكن كل ما أريده هو أنت يا توم"
فوجئ توم بردها وبدا عليه السرور فجذبها نحوه:"حقاًًً....؟"
"طبعاً"
أدركت كايتى ان كلامها ليس سوى محاولة لإقناع نفسها فاعترفت على مضض:"أظن أننى ليست.....شخصاً يعبر عن عواطفه ببساطة"
أجابها توم بهدوء :"أقدر مبادئك حبيبتى وأنا مستعد للأنتظار
تجاهلت كايتى الصوت المضطرب فى رأسها: )مبادئ أم برود عاطفى؟)
ذكرت نفسها أنها محظوظة إذ وجدت رجلاً حساساً متفهماً يحبها بجنون ثم قالت فى سرها :(ولكن حبه ليس بالجنون الكافى بحيث لا يستطيع إبعاد يديه عنك)
عانقت كايتى توم بحماسة مبالغ فيها كان لابد من أن تكون الكلمة النهائية للصوت الساخر الذى أضاف فى رأسها : (فى النهاية لما قد ترغبين فى أن تكونى مع رجل لا يستطيع كبح حاجاته الغريزية الدنيئة؟)
قالت لصديقتها :"هذا الخاتم أعجب توم حقاً"
"هذا واضح"
عضت سايدى شفتها وأضافت معتذرة :"عذراً حبيبتى ولكن عليك الإعتراف بأنه يتصرف تبعاً لسياسة صارمة تقول :"أن كنت تملكين المال فتباهى به"
تنهدت كايتى وأجابت الفتاة الأكبر سناً بجدية :"أعلم ذلك لكنه طيب سايدى وهو حقاً ألطف رجل أتقيته فى حياتى"وأضافت فى سرها: ( وهو أيضاً ممل كفصل الشتاء) ثم تابعت قائلة :"لذا فخطوبتنا أصبحت رسمية"
كان توم برسيفال قد طارد كايتى بعزم وإصرار طوال ستة أشهر .
أسندت سايدى ذقنها إلى راحة يدها وسألت:"كيف تقبل الأمر عندما أخبرتيه ؟"
كشرت كايتى وأجابت متجنبة النظر إلى صديقتها:"حسناً.....فى الواقع......"
فتعجبت سايدى :"أخبرتيه,أليس كذلك؟"
جعلتها إجابة سايدى المصدومة تشعر بالذنب فأحنت كتفيها بطريقة دفاعية ثم أجابت :"بدا سعيداً للغاية وأنا فضلت أن أنتظر الوقت المناسب"
بدا العذر ضعيفاً للغاية حتى بالنسبة إليها
تأوهت سايدى بقوة جعلت معظم رواد المقهى يستديرون لينظروا إليهما :"ومتى يكون الوقت الأفضل؟يوم الزفاف عند المذبح؟"قالت ذلك بصوت خافت أجش وهى تنظر إلى المرأة الشابة غير مصدقة وأضافت:"أسمعى ,أنا اول من يعترف بأن ما حدث قبل دخوله حياتك ليس من شأنه.فحياة المرأة تخصها وحدها .لكن هذا لا ينفى كونك متزوجة حبيبتى . وهذا يعطى توم كامل الحق فى معرفة ذلك"
"أعرف......أعرف!"
أغمضت كايتى عينيها وطقطقت أصابعها ثم أضافت:"فى الواقع أنا لا أشعر أننى متزوجة . كنت سأخبره....سأفعل ذلك فعلاً ولكن فكرة فى أن أنتظر حتى تصلنى أخبار من هارفى"
"هارفى هو المحامى الوسيط فى عقد الزواج؟"
أومأت كايتى برأسها فأكملت سايدى :"لا يبدو لى أنه موضع ثقة"
لدى سماعها هذا الوصف لـ هارفى رينولدز ابتسمت كايتى وشعرت بحاجة للدفاع عنه :"ربما لكنه أحد المحامين الجنائيين الممتازين فى البلاد وأنا أعرفه منذ كنت طفلة صغيرة "
ثم عضت بلطف شفتها السفلى الزهرية اللون وأضافت:"لا أرى أى مانع فى الحصول على طلاق سريع.....؟"
رفعت سايدى حاجبيها بطريقة ساخرة وأجابت بجفاف:"ليست على الأرجح الشخص المناسب لتسأليه عن الطلاق الودى"
منتديات ليلاس
"هذا ليس زواجاً حقيقياً مما يشكل فرقاً بدون شك"
"ألم تريه حقاً منذ الأحتفال بالزواج؟"
هزت كايتى رأسها نفياً.لم تفاجئها نبرة عدم التصديق فى صوت صديقتها .هل يمكن لأحد ما ألا يشعر بصدمة عندما يسمع إنها تزوجت من شخص غريب.تباً,لقد فعلت.....لكنها تشعر احيانا أن الأمر حدث مع شخص آخر غيرها:"لا لم أره منذ سبع سنوات.صلتى الوحيدة به هى هارفى.لطالما كانت كذلك
يومها لم يوافق المحامى المتيم بأمها على تقديم المساعدة لها إلا عندما أخبريته أنها ستمضى بخطتها مع مساعدته أو بدونها.
وقد قال لها هارفى فى مكتبه آنذاك :"أن كنت تفكرين بالزواج من شخص يريد البقاء فى البلاد فيما شارفت إقامته على الأنتهاء فأنسى الأمر.إلا إذا أردت أن تعرضى نفسك للملاحقة القضائية"
ونظر إليها بقسوة فاعترفت كايتى بعينين يملؤهما الرعب :"لم أفكر بهذا؟"
"يبدو لى أنك لم تفكرى كثيراً بالأمر برمته"
"إذا كنت ستحاول منعى......"
"لو كنت اعلم أن لدى فرصة للنجاح لفعلت"أعترف الرجل بذلك بصدق وأضاف :"سأقوم بمساعدتك من اجل أمك,لكننى أريدك أن تفكرى بهذا الأمر جيداً قبل ذلك"
"على فكرة أمى معجبة جداً بك أيضاً"

زهرة منسية 01-04-12 10:56 PM


مسكين هارفى فأمها أحبت رجلاً واحداً فى حياتها وهو والد كايتى وضحت بكل شئ لتكون معه.تساءلت كايتى إن كانت ستجد يوماً ما حباً كهذا حب لا يفكر بالعواقب ويدوم إلى الأبد.لم تكن متأكدة تماماً من إنها تريد ذلك ففكرة بالوقوع ضحية شغف أعمى كهذا تخيفها
"تدركين طبعاً أن الرجل الذى سيتزوج بك قد لا يرضى بدفعة واحدة من المال؟"
"ماذا تقصد؟"
"أقصد أنه قد يعود ليطلب بالمزيد.لا يمكنك أن تثقى بشهامته "شرح هارفى الأمر بفظاظة وأضاف :"ربما يسعى إلى إبتزازك لاحقاً"
"لكن لن يتبقى لدىّ الكثير من المال .فأنا ساتبرع بالباقى"لم تستطيع كاتيى أن تمنع نفسها من التفكير فى أن التعامل مع المجرمين والمتهمين جعل هارفى يشك فى كل شئ
"وهذا أمر آخر. هل تعتقدين أن التخلى عن إرثك بكامله قرار حكيم أيضاً؟"
قاطعته كايتى بحدة :"لا مجال للمناقشة"
فتنهد المحامى قائلاً:"فى هذه الحالة ما رأيك بزيادة المبلغ الذى ستدفعينه للعريس؟"
"كم ؟"
ذكر لها هارفى المبلغ فأصيبت بالهلع :"لابد أنك تمزح....؟"
"قد يبدو المبلغ كبيراً....حسناً فى الواقع إنه كبير بالفعل ولكن على المدى الطويل أظن حقاً أن هذا خيارك الأفضل . أعرف شخصاً يحتاج إلى السيولة وبفضل عدم اللجوء إلى المصادر المعتادة لأسباب لا أستطيع ذكرها...."
فقالت بارتياب :"خمسمائة ألف باوند مبلغ كبير للغاية"
"صحيح.ولكن رأس المال الباقى سيكون أكثر من كاف لتأمين مدخول جيد لعائلة غراهام.كما أن هذا الرجل لن يطالبك بأى شئ آخر أو يزعجك بأى شكل من الأشكال.أضمن لك هذا شخصياً"
فسألته بفظاظة :"ولماذا يحتاج هذا الشخص إلى هذا المبلغ من المال؟"
"لا يحق لى مناقشة الأمر . الخيار يعود إليك كل ما يمكننى قوله هو أننى أضمن شخصياً أمانة هذا الشخص"
حتى ولو كان هذا الرجل مشبوهاً فما هى خيارتها البديلة ؟ يمكنها أن تنشر أعلاناً فى صفحة الأحوال الشخصية ولكن هارفى على حق لا تعرف أى نوع من الرجال سيجيب على إعلان تبحث صاحبته عن الزوج !
"حسنا إذا"
"رائع....! علىّ الآن إلا أقنع نـ.....أقنعه هو....."
"تقنعه هو.........؟"
فهدأها هارفى قائلاً:"لا تقلقى عزيزتى أن متأكد أنه سيوافق"
وقد وافق الرجل ولم تندم كايتى على قرارها حتى الآن.
"إذا هذا الرجل الذى تزوجته يمكن أن يكون فى أى مكان يفعل أى شئ.....كما يمكن ان يكون ميتاً.والأحتمال الآخير قد يناسبك أكثر"
عادت كايتى إلى الواقع لدى سماعها مزاح صديقتها:"سايدى!!"
أرتسمت على شفتى سايدى ابتسامة عريضة خجولة وقالت:"حسناً قد يكون كذلك فعلاً أنا أحاول أن أكون موضعية"
"أريد أن أطلق الرجل لا أن أقتله !"
لطالما أحترمت سايدى رغبة صديقتها الشابة فى التكتمك ولكن فضولها تغلب عليها فسألت:"إذا كل ما تعرفينه عن الرجل هو أسمه؟"
لم يسبق لـ كايتى أن تحدثت عن الأمر بأكثر من أن الزواج كان الطريقة الوحيدة لتتمكن من الحصول على المال الذى ورثته عن جدها اليونانى . وهذا جعلها عاجزة عن الأجابة عن سؤال يفرض نفسه : لم هى مفلسة تماماً هذه الأيام؟
أومأت كايتى برأسها :"نيكوس لايكس"
ووجدت نفسها تكره لفظ أسمه
"أهو يونانى؟"
"هذا ما ظننته آنذاك"
"نيكوس لايكس.....هل بدا مثير بقدر ما يوحى أسمه؟"
ضحكت سايدى بصوت أجش وأكملت:"أم كان قصيراً وبديناً وأصلع؟"
أجابت كايتى :"لا أذكر"
لم تعرف حقاً لما كذبت.فمعظم ذكرياتها عن ذلك اليوم مشوشة لكنها لم تنس وجه الرجل الذى وقفت إلى جانبه ليتبادلا النذور المقدسة . لم تعرف يومها ماذا كانت تتوقع ولكن ليس نيكوس لايكس بالتأكيد!
كان هارفى يراقبها بقلق عندما وصل يونانى طويل القامة ولابد أنه لاحظ تأثير الصدمة على قسمات وجهها فتمتم:"أفترض أنه يشبه أخاك قليلاً.كان يجب أن أخبرك بذلك"
منتديات ليلاس
هزت كايتى رأسها وقالت:"ليس مثله تماماً"
لم تقل ذلك لتطمئن هارفى فقط فوجه بيتر جذاب للغاية لكن لا يمكن مقارنته بوجه هذا الرجل.فشقيقها التوأم لا يملك الحضور القوى الذى يتمتع به هذا الغريب
أحنى الرجل رأسه القائم وحيا هارفى ثم وجه انتباهه إليها لبرهة.لاحظت كايتى أن هذا الوجه الجميل الصارم يخلو من أى أثر لوقاحة بيتر كما انه يخلو أيضاً من اى أثر للدفء . فى الواقع لاحظت وهو يقترب منها انه لا يشبه شقيقها التوأم على الطلاق.فهذا الرجل بارد كالثلج
والان بعد مرور سبع سنوات تذكرات تنيك العينين اللامعتين بلون السماء عند منتصف الليل المظللتين بأهداب سةداء فى وجه برونزى شديد الصرامة فشعرت بأرتجاف خفيف وكأن تياراً كهربائياً تخلل فى عمودها الفقرى.
بدا رجلاً ملفتاً للنظر يبلغ طوله الستة أقدام ونصف وبنيته قوية وعضلاته مفتولة. كان يتحرك بخفة طبيعية وكانه رياضى من الدرجة الأولى.أما عيناه....من يستطيع نسيان عينيه....؟هى لم تنساهما قط.فلطالما ظهرتا فى أحلامها المثيرة المربكة وأقلقتا سباتها على مر السنوات
"أنه حى"
رفعت سايدى حاجبيها عندما سمعت صوت صديقتها الملفت
"فى الواقه لم أرا أحد يبدو حياً لهذه الدرجة طوال حياتى "
كانت حيويته أشبه بتيار كهربائى فقد جعلتها لمسته الطفيفة تشعر بوخز فى بشرتها وقد سرها أن هذا الأتصال لم يدم أكثر من الفترة الضرورية لأتمام مراسم الزواج
"ظننت أنك لا تذكرين شكله"
"لا أذكره. أنه شعور ليس إلا"أجابت كايتى بسرعة.فعنادها يجعلها ترفض الأعتراف حتى لنفسها بتأثير العريس الذى أشترته عليها
"إنها لصدفة أن يكون كلاكما يونانى"
تصلبت شفتا كايتى الرقيقتان وامتلأت عيناها بإزدراء:"أنا نصف يونانية"
وكان هذا النصف ظاهراً فى خطوط وجهها البيضاوى ذى الجبهة العالية الفخورة والأنف الكلاسيكى المستقيم والشفتين المنحوتتين بدقة والعنق الرقيق .وهذا النصف الذى كانت مستعدة دائماً لإنكاره.النصف الذى يذكرها بجدها الذى نبذ بوحشية أبنته لأنها (أهانت شرف العائلة الغالى)
لم تحاول والدة كايتى الأتصال بعائلتها التى نبذتها يوم زفافها حتى بعد أن توفى زوجها وتركها لتربى وحدها ولدين صغيرين بالراتب المتواضع الذى كانت تتقاضاه من عملها
وقد كبرت كايتى مع شقيقها التوأم ولم يعرفا إلا القليل عن ثقافة والدتهما , وهذا ما ناسب مايتى جداً فهى لا تملك وقتاً تكرسه لأشخاص قادرين على معاقبة امرأة لوقوعها فى حب شاب لا ينتمى إلى طبقتها وثقافتها لذا فى تعتبر نفسها بريطانية بالكامل


سومه كاتمة الاسرار 02-04-12 12:56 AM

شكل الروايه كده جامده جدااااااا
:8_4_134:

Rehana 02-04-12 02:37 PM

هلا وغلا .. بااحلى زهووووووووووووور
هلا والله بحبيبتي الى بتنورينا دائما برواياتها المكتوبة واختياراتها
الرائعة والمميزة
موفقة حبيبتي .. في كتابة بقية الفصول وتنزيلها
وتستاهيلي احلى شكر وتقييم وتثبيت بعد


http://www.ph02.net/uploader//up1/ph02_g2MtWzVxg.gif

جمره لم تحترق 02-04-12 09:49 PM

بسم الله ما شاء الله
عيني عليك باردة غلاتي
لـي فتره من روايات احلام وعبير
مدري لي مزاجي مو رايق لهم
مع إني فاضيه بس المزاج مو فاضي خخخخ
المهم الملخص ما يحتاج رووووعه وزي كل مره لازم اعمل
حركات التشجيع
وباقرب فرصة رح أقرأ الرواية الثانية
يالله غلاتي بالتوفيق . . لك ودي وعبق وردي

زهرة منسية 02-04-12 11:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3051484)
شكل الروايه كده جامده جدااااااا
:8_4_134:

مشكورة كتير على مرورك سومة إنشالله أحداث الرواية تعجبك

زهرة منسية 02-04-12 11:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3051840)
هلا وغلا .. بااحلى زهووووووووووووور
هلا والله بحبيبتي الى بتنورينا دائما برواياتها المكتوبة واختياراتها
الرائعة والمميزة
موفقة حبيبتي .. في كتابة بقية الفصول وتنزيلها
وتستاهيلي احلى شكر وتقييم وتثبيت بعد


http://www.ph02.net/uploader//up1/ph02_g2MtWzVxg.gif

هلا غاليتى تسلميلى ريحانتى على ذوقك ورقة مشاعرك
ومشكورة كتيرررررررررررررررررر على التقيم وكماااااااان على التثبيت

زهرة منسية 02-04-12 11:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 3052451)
بسم الله ما شاء الله
عيني عليك باردة غلاتي
لـي فتره من روايات احلام وعبير
مدري لي مزاجي مو رايق لهم
مع إني فاضيه بس المزاج مو فاضي خخخخ
المهم الملخص ما يحتاج رووووعه وزي كل مره لازم اعمل
حركات التشجيع
وباقرب فرصة رح أقرأ الرواية الثانية
يالله غلاتي بالتوفيق . . لك ودي وعبق وردي

هلااااااااااا زوزوووووووووو
أهم حاجة أن المزاج يبقى رايق أنشالله دايمن مروقة حبيبتى
مشاركتك الأروع حبيبتى انبسط أن الملخص عجبك لأن رأيك بيهمنى كتير بس مش غريبة أنك مش قريها من قبل؟!!!!!!
أهلين بيكى دايمن وبتشجيعك
مووووووووواه

زهرة منسية 02-04-12 11:25 PM

الفصل الثانى
 

2- هذا لا يحدث
ـــــــــــــــــــــــــ

منتديات ليلاس


اضطرت كايتى للتأخر بسبب عمل طارئ فأتصلت بـ توم وأتفقت معه على الذهاب إلى الفندق حيث سيتناولان العشاء . أسرعت إلى المنزل وأطعمت هرتها ألكساندر ثم بدلت ملابسها.عندما ترجلت من سيارة الأجرة لم يبدو عليها مطلقاً إنها لم تمض سوى لحظات فى تجهيز نفسها.
عبرت كايتى الباحة بسرعة لم تستطيع أن تتجاهل الشعور المزعج بإنها نسيت شيئا ما.دخلت الردهة ذات الإضاءة الساطعة ومررت يدها فى شعرها الذى غسلته للتو دون أن تجففه كما يجب فتساقط كالشلال وكاد يصل إلى خصرها .بدت الخصلات الكستنائية متوهجة كخيوط الحرير الغالى الجودة تحت الأضواء الساطعة
كان توم بإنتظارها .أشرق وجهه عندما رآها فشعرت كايتى بالرضى لإرتدائها الثوب الذى أعطتها أياها سايدى.فاجآها عناق توم القوى فهو عادة متحفظ فى العلن.وقال لها بصوت أجش ما أن ابتعدت :"تبدين رائعة!"
حاولت إخفاء قلقها بمزاحها.هل من الطبيعى أن تفكر الآن إن كانت قد فتحت الباب الخاص بهرتها بينما خطيبها يعانقها بشغف؟قالت له:"لابد أنه الفستان"
مع أنه لم ينتقد ابدأ ملابسها بصراحة إلا ان كايتى تعرف أنه يفضل أن تكون أكثر أناقة .فأجابها توم باللهجة ذاتها:"لم ألاحظ الفستان حتى"
"حسناً لا شئ يستحق الملاحظة , أليس كذلك؟"
أجابته بذلك بينما ألقت نظرة مترددة على الفستان الأسود الذى التصق بجسمها بطريقة مثيرة :"ألا تظن أنه.....فأضح بعض الشئ!؟"
جعل هذا القول توم يرفع رأسه ضاحكاً "تبدين جميلة ونبيلة حتى لو حاولت العكس وأنا أعتبر نفسى الرجل الأوفر حظاً فى العالم"
فقالت كايتى فى سرها: (قد لا يعتبر نفسه كذلك عما قريب) ثم أخذت نفساً عميقاً.لن تجد أبداً الوقت المناسب لإخباره لذ فكرة فى أن اللحظة الحاضرة مناسبة كغيرها فقالت له بإلحاح:"توم.لدى ما أقوله لك"
ظهرت نظرة تدل على نفاذ الصبر على ملامح خطيبها الصبيانية الجميلة وقال لها:"سنتكلم لاحقاً حبيبتى"ثم أمسك ذراعها وأضاف:"لقد تأخرنا ونيكزس لا يحب الأنتظار"
لم تتوقع كايتى الأسم أبداً فكان له وقع الصاعقة عليها وكأنه أنتزع الهواء من رئتيها والأفكار من رأسها.لزمها ثوان عديدة قبل أن تستعيد رباطة جاشها .قالت متلعثمة:" نيكوس؟....هذا أسم غريب حقاً"
"ليس فى اليونان"
لا يمكن أن يكون القدر بهذه القسوة"أهو يونانى؟"
فأومأ توم برأسه :"هذا صحيح.أرتدنا معاً جامعة أكسفورد مع أن نيك تخلى عن الدراسة قبل التخرج"
"لا يبدو كشخص يمكن أن تتباهى بمعرفته...."وأبتلعت ريقها بصعوبة .لم تشعر بالأرتياح للقاء هذا الشخص.....وقالت لنفسها بقسوة: (توقفى عن ذلك أنت شديدة الأرتياب .)
"تعنين أننى عجوز ممل؟"
فاعترضت كايتى كابتة بعض الغضب:"ليست عجوزاً..."ثم أضافت:"ولا مملاً.أنت بالأحرى صلب ومسؤول"
أجاب توم وقد تلاشى سحره فجأة:"يجعلنى كلامك أشعر بحال أفضل بكثير"
أدركت كايتى أنها أذت مشاعره.حاولت أن تسترضى كبرياءه المجروحة فقالت له بإقتناع :"لا ترغب النساء عادة فى الزواج من رجال مثيرين إذ أنهم غير جديرين بالثقة أبداً "
توقفت عن الكلام مدركة إنها تزيد الأمور سوءاً ليس إلا.ولكم شعرت بالراحة عندما أستعاد توم روحه المرحة وضحك عالياً فهو يظن إنها تبدو رائعة بشكل خاص عندما ترتبك وتتورد وجنتاها خجلاً:"إلا إذا ما رغبن بعلاقة حب جنونية "
منتديات ليلاس
"بعض النساء قد يرغبن بذلك ولكن ليس أنا" أصرت كايتى على أجابتها بحزم ثم أضافت بإستهزاء :"فهولاء الرجال سخيفون وسطحيون ولا يهتمون سوى بمظهرهم"
أجفل توم:"لن تقولى رأيك هذا لـ نيكوس أليس كذلك حبيبتى؟"
"سأوافق على كل آرائه إذا أردت ذلك" وعدت كايتى بذلك وهى تنوى أن تمدح صديقه إن كان هذا سيسعد توم.
"ستحبينه"
لم تستطيع كايتى إخفاء تشاؤمها. أكد لها توم"عادة تحبه النساء"ثم أضاف :"حسناً.أنت محقة.لم يكن نيك ضمن دائرة أصدقائى .فى الواقع كان منعزلاً نوعاً ما.أعتاد ركوب تلك الدراجة النارية الكبيرة الوسخة...."

زهرة منسية 02-04-12 11:26 PM

الفصل الثانى
 


أومأت كايتى برأسها .بدأت تكون صورة عن صديقه ولم تجدها مريحة .شخص متهور يحب المخاطرة ولم يجد خيالها أى مشكلة فى تصور نيكوس فى بزة جلدية خاصة بركوب الدراجة النارية .
"أنحرف ذات مرة عن الطريق ليتجنب ولداً ثم وقع أرضاً.كنت فى الجوار فساعدته .لم أفعل الكثير لكنه أقتنع بأننى أنقذت حياته"
أستمعت كايتى إلى إعلانه المتواضع بابتسامة حنونة :"ما يعنى أنك على الأرجح فعلت ذلك"
"فعلت فقط ما قد يفعله أى شخص آخر"أصر توم على الأمر بلا مبالاة و استنكار ثم أضاف:"بصراحة,لم أعتقد أنه سيبقى على أتصال بى بعد رحيله .يبدو أنه تخلى عن الدراسة بسبب شجاراً عائلياً عانيفاً ولكن الأمور تغيرت الآن.أصيب والده بنوبة قلبية فأستلم نيك مؤسسة العائلة....تعمل عائلته اليونانية فى قطاع الشحن البحرىومنذ سنوات توسعوا بعملهم بشكل مفأجى....أنهم يملكون المليارات...."ثم أضاف وهو يراقب وجهها الشاحب بقلق:"هل أنت بخير؟"
منتديات ليلاس
أخذت كايتى نفساً عميقاً ثم نظرت إلى وجهه القلق .أبن ملياردير يونانى! شعرت برغبة فى الضحك من مخاوفها غير المنطقية.رفعت يدها قليلاً إلى جبينها وشعرت بطبقة رقيقة من العرق على بشرتها:"أجل .أنا بخير.يبدو أنه دوار بسيط لم يكن لدى الكثير من الوقت لتناول وجبة الغداء اليوم"أعترفت بهذا وتعهدت فى سرها بإخبار توم الحقيقة قبل انتهاء السهرة.
عقد توم حاجبيه:"أنهم يستغلونك كثيراً فى هذا المكان"ضغط على كتفها وأضاف:"لا بأس . لن يطول بك الأمر حتى تتمكنى من تقديم أستقالتك"
"تقديم أستقالتى؟"كررت كايتى كلماته مذهولة فضحك توم وقال:"ستكونين مشغولة للغاية عندما تصبحين زوجتى .بحيث لن تتمكنى من العمل. بالطبع أن كنت ترغبين بممارسة القليل من الأعمال الخيرية...."
لم تستطيع كايتى تصديق ما تسمع...توم يتوقع منها أن تترك عملها عندما يتزوجان!لا مجال لذلك!
"عاد اللون قليلاً إلى خديك الآن"لاحظ توم ذلك غير مدرك لحسن الحظ أن سبب عودة اللون الوردى الخفيف إلى بشرتها العسلية الباهتة هو رفضها للفكرة التى تفوه بها للتو .
"هيا بنا يا حبيبتى من الأفضل أن تأكلى الآن"
"وصديقك لا يحب الأنتظار"لم تستطيع كاتى منع نفسها من إضافة ذلك بلهجة جافة.ثم أكملت فى سرها : (صديقه الذى يدعى نيكوس).
كم كانت غبية لخوفها من الأسم فهناك فى العلم مئات الرجال الذين يدعون نيكوس .قالت كايتى ذلك لنفسها بينما تبعت توم إلى غرفة الطعام ثم حيث أضاف ذلك الصوت الداخلى غير مصدق : (لا يمكن لهذا أن يحدث!)
-هاهى يا نيكوس


زهرة منسية 02-04-12 11:28 PM

الفصل الثانى
 

غفل توم عن حالة الجمود التى مرت بها المرأة الشابة ودفعها للأمام بفخر فأستجابت بتصلب كالدمية وأضاف: "هذه كايتى.ألم أقل لك أنها رائعة للغاية وذكية أيضاً؟هيا حبيبتى لا تكونى خجولة...."
خجولة ؟إنها بالأحرى مشلولة بفعل الصدمة و الرعب ! يا إلهى يبدو إنها لن تنسى هذا العشاء بسهولة!
تمنت كايتى أن تنشق الأرض عند قدميها لتقفز فى الهوة السوداء على أن تعيش تلك اللحظة .حتى فى أفضل الأوقات تكره أن يقدمها توم لأصدقائه متفاخراً بها كما فعل .
كان الرجل يرتدى بذلة قاتمة اللون .بدا وجهه المستطيل زهرى اللون حين وقف برشاقة كسولة شبه وحشية وأجاب:"قلت ذلك بالفعل يا توم"
تبخرت كل الشكوك .لم تسمع كايتى هذا الصوت العميق المثقف منذ سبع سنوات لكنه لا يزال كما تذكره تماماً فهذه اللهجة اللأذعة ذات اللكنة البسيطة جعلت القشعريرة تسرى فى عروقها
"أخبرنى توم الكثير عنك مما جعلنى أشعر أننا نعرف بعضنا"
لم يلاحظ توم اللهجة الشريرة التهكمية فى كلماته اللطيفة لكن كايتى لاحظتها ورأت النفور فى عينيه المميزتين وهما تطوفان على جسمها .
أصابها الذهول لهول الصدمة وكادت تبدى الأعجاب ببرودة أعصابه لأن أعصابها أوشكت أن تنهار .
تشابكت نظراتهما .لم يظهر على ملامحه أى تعبير ولكن عندما ألتفتت عيونهما للحظة شعرت كايتى أنه يستمتع بكل ثانية من خيبتها فدفعها هذا الأكتشاف إلى التماسك
رحبت كايتى بومضة الغضب المشجعة التى ساورتها فقد شكلت طوق نجاة تتمسك به .بدت عاجزة عن تفسير السرور الماكر الذى رأته فى عينيه القاتمتين اللتين يصعب سبر غورهما .شراء زوج قد يجعلها تستحق السخرية والضحكة المكبوتة فى نظر بعض الأشخاص التقليديين ولكن إن كانت أشترته فهو باع نفسه وهذا لا يجعل وضعه أفضل من وضعها....فلم يبدو معتداً بنفسه إلى هذا الحد؟
أيكون هذا الأعتداد بالنفس والفخر بسبب المليارات التى يملكها؟وأنا من أعطيته المال....عندما يبدأ عقلها بالعمل مجدداً قد تتمكن من فهمهذه النقطة ولكن حالياً عليها أن تكبت دفقاً من الضحك الهستيرى فالوضع يتخطى حدود المنطق
منتديات ليلاس
"كايتى عزيزتى أقدم لك نيكوس لايكس"
على غرار توم كان نيكوس يرتدى بذلة رمادية قاتمة ولكن البذلة .ولكن البذلة لم تكن مفصلة لإخفاء الوزن الزائد كما فى حال توم . يصعب تخيل هذا الرجل مسرفاً فى تناول الطعام إلى حد يسبب زيادة الوزن عند الخصر....فهو يبدو قاسياً تحيط به هالة تقول(أن المسيطر) لم تلتق كايتى بالكثير من الرجال من هذا النوع لكنها لم تحب الذين ألتقتهم فهم يظنون أنهم محور الكون
وعادت بها أفكارها إلى غرفة الأنتظار الصغيرة المملة لمكتب الزواج تذكرت الشخص الطويل القامة الذى بدأ أصغر سناً مما توقعت .دخل فارضاً حضوره المثير للأعصاب وقد غاب عنه كل تواضع كانت تتوقعه من رجل بلغ اليأس حد الزواج من أجل المال.فهمت الآن سبب غروره فقد ولد فى عائلة ثرية للغاية ولكن ما لا تفهمه هو سبب اضطرار أبن الميلياردير للزواج من أجل المال .قالت فى نفسها :يا إلهى ! كنت متزوجة من مليو....لا بل ملياردير يونانى مدة سبع سنوات ولم أعرف بالأمر حتى؟
أعادت كايتى النظر فى رأيها على قدرة الرجل على السيطرة على نفسه ما أن تحولة عيناها الواسعتان المصدومتان إلى شفتيه المكتنزتين....شعرت بإرتعاش خفيف .حاولت السيطرة على مخيلتها المتمردة عندما ابتسم كابوسها,لم يساعدها هذا الأمر مطلقاً.أطلقت ابتسامته تهديداً مثيراً يتناسب تماماً مع تخيلاتها المجنونة.على مر السنوات أقنعت نفسها بأن مخيلتها بالغت بتقدير الإثارة التى يتمتع بها نيكوس لايكس...ولكنها الآن تعرف عكس ذلك ! فجاذبية الرجل تكاد تكون بلا حدود
ارتسمت على شفتى كاتى المطيعتين ابتسامة أجتماعية ملائمة ولكن عينيها استمرتا تعكسان الرعب والحيرة والارتباك.
كان توم غافلاً لحسن الحظ من التوتر والنفور اللذين ظهراً جلياً عليها فدفعها إلى الأمام بفخر
"سررت بلقائك كاترين"التوى حاجبه القاتم وأضاف:"الأسم هو كاترين.....؟"
حملقت فيه بغضب....فهو يعرف تمام المعرفة أن أسمها ليس كذلك فهو يملك مثلها نسخة من شهادة الزواج التى احتفظ بها هارفى ....هارفى!لابد أن صديق العائلة الوفى عرف هويته ولم يخبرها....فكرت كاتيى فى أن ازدواجية الرجال مربكة حقاً
"لا,فى الواقع أسمى كاترينا"وأضافت وقد جعل الرعب والنفور صوتها الناعم صارماً وجارحاً:"ولكن لا أحد يدعونى بهذا الأسم"
"هذا مؤسف فهو أسم جميل"قال ذلك بطريقة شاعرية...إن كان لهذا الكلام المخملى لون فسيكون أرجوانياً قاتماً

زهرة منسية 02-04-12 11:30 PM

الفصل الثانى
 

هزت رأسها قليلاً وقد أغضبتها أفكارها .أرجوانياً كان أم أخمر صوت كهذا يوحى بقدرة خطيرة جداً خاصة وأن كان صاحبه على هذا الشكل.
إن كان مصدوماً مثلها لاكتشافه هوية رفيقة العشاء فهو يخفى الأمر جيداً.هل يعنى ذلك أنه كان يعرف؟أو ربما لم يعرفها؟وأبعدت هذا الاحتمال على الفور .هل هو هنا لأن هارفى أتصل به بشأن الطلاق؟أم أن هذه صدفة رهيبة مروعة؟
ضج فى رأسها الكثير من الأسئلة لكنها لم تحصل على أى أجابات فشعرت وكأنها مصابة بدوار
يا إلهى!لَم لم أخبر توم عندما سنحت لى الفرصة؟تأوهت فى سرها.فات الأوان الآن...سيكرها.ومن يستطيع لومه؟كل هذا يحدث لأنها أخفت عنه الأمر.بدا الوضع وكأنه عقاب وقد جاءت عقوبتها على شكل رجل يملك السحر الخطير لملاك أسود
ضغطت شفتيها لمنعهما من الأرتجاف ورمقت الوجه المستطيل القاتم بنظرة مبطنة من تحت أهدابها الطويلة .ما رأته فى وجهه النحيل لم يكن مريحاً وقالت فى سرها : (أرجوك يا إلهى لا تدعه يقول شئ قبل أن تسنح لى الفرصة لإخبار توم بنفسى)
هذا هو الحل! أن تشرح لـ توم بنفسها وولد فى أعماقها أمل مفأجى . أن تمكنت من الأنفراد بهذا المخلوق الذى يدعى نيكوس وأيضاح الأمور له ربما تستطيع ألتماس سكوته المؤقت إلى أن تحظى بفرصة.تصادمت عيونهما وكان ذلك كافياً ليجعلها تنسى أمر ألتماس طيبته.وكبتت أرتجافها...لا يمكن لشخص يملك مثل هاتين العينين أن يكون طيباً!
من بين كل رجال العالم لم أنتهى بها الأمر متزوجة من هذا الشخص؟إذا ما تكتم نيكوس لايكس حول زواجهما فسيكون ذلك لأسباب خاصة به وليس مراعاة لها أو لـ توم. افترضت أن الاعتراف بأنه تزوج من أجل المال لا يتناسب مع صورته الذكورية مع أن اليونانيين واقعيون فى مثل هذه الأمور.صرت على أسنانها مدركة أنه لن يلتزم الصمت إلا لأسبابه الخاصة .
لم تعرف كايتى كيف تمكنت ركبتاها حملها بينما أطبقت قبضة جامدة على يدها تقلصت عضلات جسمها بقوة عندما التفت أصابعه الطولة على أصابعها .التناقض بين الصغير والكبير القاتم والشاحب ....فقد عقلها مرة أخرى قدرته على التركيز : (هل عليها لكمه وأخبار توم الحقيقة الآن؟)وتساءلت كيف ستفعل ذلك...؟هل تقول له : (فى الواقع يا توم التقيت بـ نيكوس من قبل...نعم,أليست هذه صدفة ؟ لا أعرفه حق المعرفة ولكننا متزوجان ليس إلا.....)
كان الرجلان يتكلمان لكن كلماتهما لم تكن إل طنيناً متنافراً فى أذنيها.وجدت نفسها جالسة فى مقعد لكنها لا تذكر أنها جلست كما لا تذكر كيف وصل الكأس إلى يدها . أبعدت شعرها إلى الوراء وأكتشفت أن الرجلين ينظران إليها.
كانت عينا توم ترمقانها بنظرات غاضبة متوعدة . بدا يائساً فهو يريدها أن تترك أنطباعاً جيداً على هذا الرجل الذى يقدره
صدمتها سخرية الوضع بقوة وحاولت جاهدة أن تسيطر على موجة الهستريا التى اجتاحت حلقها الجاف فنوبة الضحك بجنون ستجذب إليها اهتماماً غير مرغوب فيه....
"واجهت كايتى يوم عصيباً فى العمل"
علا حاجب كايتى الرقيق....مجدداً هذه الرغبة الجامحة فى إرضا الغير فى تصرفات توم .ربما لم يكن الأمر مفاجئاً تماماً فشيئان فقط يبهرانه : المال & السلطة . وهذا الرجل يملك الأثنين معاً .كان توم يملك المال والسلطة ولكن ما لا يملكه هو تلك الثقة البالغة بالنفس التى يتحلى بها اليونانى الطويل القامة
"أنت تعملين كاترينا؟"قطب نيكوس لايكس حاجبيه القاتمين المقوسين بينما ظهرت نبرة الاستغراب فى سؤاله العرضى .فتقلصت عينا كايتى ما أن رأت فى تنيك العينين السوداوين اهتماماً زائفاً . بدا لها أن الكراهية التى شعرت بها نحوه متبادلة
"أعمل عندما لا يتعارض ذلك مع التسوق أو طلى أظافرى"
لم يكن توم قد سمع من قبل هذه النبرة فى صوتها الناعم الجميل فضحك بأنزعاج كما لو أنها أخبرت نكتة لم يفهمها تماماً ولكن نيكوس لم يضحك وتابعت عيناه القاسيتان تفحص وجهها الغاضب . فجأة التفت أصابعه الطويلة على يدها اليسرى لتثبتها بأحكام على الطاولة وأدار يدها مظهراً أظافرها القصيرة الخالية من أى طلاء .فتوترت أعصابها من جديد فى تلك اللحظة تمنت كايتى أن تختفى أما هو فقال بهدوء :"ليس اليوم"
كان لصوته الناعم تأثير مزعج عليها كلمسته الخفيفة . سحبت يدها من قبضته وراحت تتنفس بصعوبة ثم رفعت رأسها بتعال وقالت : "أنا منسقة أجتماعات "
ومنسقة جيدة جداً أيضاً . شعرت برغبة فى إضافة ذلك للأحمق المعتد بنفسه.
لم يبدُ متأثراً أبداً لكنه تشدق قائلاً"مؤثر"ثم أضاف كما لو أنه أن علمها لا يمكن أن يكون مهما :"وماذا تفعل منسقة اجتماعات بالضبط ؟ "
شعر توم بتوتر الجو للمرة الأولى فبدا منزعجاً قليلاً : "تعمل كايتى فى مؤسسة خيرية لكنها ستقدم أستقالتها بعد الزواج "
منتديات ليلاس
"الزواج....نعم....ومتى سيتم؟"
"لا أستطيع حمل كايتى على تحديد الموعد بعد"
نقل نيكوس نظرته الكسولة إلى كايتى قائلاً :"حقاً!أنت تفاجئيننى"
ذكرها تصرفه بهر أملس الشر يلعب بفأرة ليس لأنه جائع بل لأن القسوة تسرى فى عروقه.كلما زادت معرفتها بهذا الرجل كرهته أكثر. أتسع أنف كايتى بينما رسمت على شفتيها ابتسامة باهتة .فكرة بتجهم أن بإمكانها الأشتراك فى هذه اللعبة فالمماطلة سترضى غروره لكنها لن تنفعها.
هذه الأستراتيجية الخطيرة جعلت كايتى تتصرف باستهتار مع إنها فى العادة لا تفعل ذلك .فبهذه الطريقة ستعرف نيته وسألت بلطف:"وأنت سيد لايكس....هل لديك سيدة لايكس؟أو أى أولاد لايكس صغار؟"
حبست كايتى أنفاسها وبدا لها أن الصمت الذى تلا سؤالها دام للأبد.عندما رفعت نظرها دهشت لرؤية ما قد يكون إعجاباً فى عينى نيكزس لايكس القاتمتين اللامعتين:"هناك سيدة لايكس واحدة فقط فى عائلتى هى زوجة أبى وهى قوة ناشطة فى حياتى"أبتسم ولم تكن ابتسامته زائفة,متكبرة أو مشمئزة....بل على العكس تماماً فغرت كايتى فاها وهى تراقب القسمات القاسية لوجهه المصقول تلين وقد أرتسمت على شفتيه ابتسامة حقيقية صادقة وطيبة .كان التغيير ساحقاً وبالكاد منعت كايتى نفسها من الابتسام بحماقة وأصرت بعناد:"إذاً أنت لست متزوجاً؟"فضحك توم وأجاب :"لو تزوج نيك لقرأنا الخبر فى الصحف ولواجهت وسائل الأعلام نهاراً حافلاً"
فكرت كايتى فى سرها: (أنت لا تعرف شيئاً.)وشعرت بموجة من الذنب تجتاحها بالكامل فضغطت بيدها على خدها المتوهج.
شعرت بالاشمئزاز من نفسها فرغبتها فى تسجيل النقاط ضد نيكوس لايكس أنستها ما هو أهم قد يكون الإذلال العلنى وفضيحة إكتشاف الزواج السرى لخطيبته و نيكوس لايكس مدمرين بالنسبة إلى توم.

زهرة منسية 02-04-12 11:34 PM

الفصل الثانى
 
"لا مفر من الزواج لإنجاب....ماذا أسميتهم؟....أولاد لايكس صغار.نحن اليونانيون تقليديون فى مثل هذه الأمور"
"كنت لأقول باردين"
بدا توم منزعجاً بحق عندما وضع يداً دافئة على كتفها . أجفلت كايتى من جراء ضغط يده فيما تابعت عينا نيكوس حركة الرجل الآخر فازداد تجهماً.سأل توم وبده تربت على ذراعها :"هل نطلب الطعام؟"
"ليست جائعة"شعرت كايتى بأنها لن تتمكن من تناول أى شئ حتى لو كانت حياتها تعتمد على ذلك.فالوضع خيالى بقدر ما هو حقيقى....مستقبلها هى وتوم يعتمد على تكتم رجل بدا مزاجياً بقدر ما بدا مستبداً !
"اليونانيون ليسوا معروفين ببرودة دمهم يا كاترينا"
"عفوا هل هذه كبرياؤك التى دست عليها؟ولكننى متأكدة من أنهم عشاق رائعون." أتسعت ابتسامتها قبل أن تتحول إلى ابتسامة رضى شرسة :"أعذرنى إن فكرت فى أن اختيار فتاة مسكينة مناسبة للحمل و(لإنتاج) وريث ينم عن برودة قصوى"
"كايتى !"
ارتسمت على شفتى نيكوس المثيرتين ابتسامة جامدة ورفع يده بحركة مهدئة لمنع توم التعبير عن احتجاجه ثم تشدق قائلاً : "سوف تتزوج امرأة رومنسية يا صديقى .امرأة تعتبر الزواج المدبر محرماً"ثم تفحص وجهها بعينين ساخرتين :"هل أنا محق يا كاترينا؟لن تتزوجى لأى سبب كان غير الحب؟وبالتأكيد ليس لسبب منحط جداً....كالشعور بالأمان؟"
لمست سبابته الطويلة الماسة فى إصبعها.كانت سخريته حارقة مما جعل الابتسامة المتكلفة تختفى من على شفتيها وقالت له بجفاء:"فى العالم المثالى يتزوج الجميع بدافع الحب"
زم نيكوس شفتيه بإزدراء :"أنت إذا عملية فى النهاية وهذا بالتأكيد أفضل من النفاق"
ولدت كلماته الناعمة موجة غضب عنيفة داخل كايتى محت كل أثر للخوف.لقد زادت سخريته عن حدها.رفعت عينيها الالمعتين الغاضبتين إلى وجهه النحيل القاتم....كيف يسمح لنفسه بالنظر إليها من فوق؟
قد يكون شراء زوج أمراً مثيراً للشفقة ولكن كان لديها سبب قوى للقيام بذلك.فما حجته هو؟بدا ان الحجة الأقوى هى حاجته الملحة إلى المال لمتابعة أسلوب حياته المترف وفكرت كايتى باحتقار: (أن كان من أحد منافق هنا فليس أنا)
بدا توم يشعر بأن شيئاً ما يفوته فى هذا الحوار لكنه شعر بالارتياح عند ذكر أمر أحس أنه خبير فيه فقال:"فى الواقع كايتى عملية جداً"
ألمتها كثيراً رؤية توم مسروراً لا يشك فى شئ فبالرغم من ذكائه لم يستطيع رؤية ما يجرى امام عينيه لأن الأمر يتعلق بـ نيكوس لايكس . لعل وهج ثروته جعل توم أعمى.بالنسبة إليها كان الرجل بغيضاً إلى أقصى حد.
فكرت كايتى بتجهم: (لابد أنه خبير أيضاً فى العلاقات مع النساء الجميلات أو ليس هذا ما يمضى المستهترون وقتهم فى فعله ؟وتكمن السخرية فى أنها على الأرجح مُوّلت بعض هذه العلاقات) تصلب فكها
منتديات ليلاس
بحزم . كان بينهما أتفاق وقد حصل على ماله مقابل جهد قليل . أما الآن وقد نظمت حياتها كما تريد فلن تتركه يقضى عليها بتهديداته الصامتة. ستقول له ذلك ما أن تسنح لها الفرصة.
كان العشاء تعذيباً لها.أطلق نيكوس ملاحظات كثيرة جعلت كايتى تخشى أن يلاحظ توم الموضوع.واحتاجت لكل طاقتها لئلاً تظهر أى رد فعل . شعرت بالارتياح عندما رن هاتف توم فاعتذر لكى يتلقى الأتصال وتكلم لعدة دقائق مع شخص ما . بدا جلياً من تجهمه أن الأخبار التى سمعها سيئة .قال للمتصل:"سأصل بعد ثلاثين دقيقة تقريباً" ثم أضاف قبل أن يعيد الهاتف إلى جيبه :"أنا آسف فعلاً أيها الصديقان"
أنتقلت نظراته المعتذرة من كايتى إلى نيكوس وتابع يقول :"علىّ الذهاب فالمشروع الذى أعمل عليه لم يجلب إلا النتاعب منذ البداية. يبدو أن المدافعين عن البيئة سبقونا إلى الموقع"
علا التجهم وجهه وهو يقف:"هل تصدقان ذلك؟كل هذا بسبب قطعة أرض فيها مستنقعات وشجيرات برية . والآن يتكلمون عن طحلب بحرى نادر.....تصوروا طحلب بحرى!"
التزمت كايتى الصمت بتهذيب إذ إنها تتعاطف قليلاً مع المؤسسات والسكان المحليين الذين رفضوا هذا المشروع . أحتج توم بعبوس :"بعض الأشخاص لا يتحملون التطور"
فأجاب نيكوس:"المستقبل عملة صعبة يا صديقى"
أشارت ضحكة توم إلى أنه يعتبر ملاحظة صديقه نكتة . ولكن كايتى لم تجدها كذلك وهمت بالنهوض من مقعدها فأومأ إليها توم بالجلوس :"لا يا عزيزتى.أنهى طعامك....لا داعى لأن تزعجا نفسيكما سيرافقك نيك إلى المنزل؟"ونظر مستفهماً إلى الرجل الآخر الذى أجاب بنعومة الحرير:"من دواعى سرورى"
تقلصت معدة كاتيى بقوة لكنها تمكنت من السيطرة على نفسها لئلا ترضيه وتدعه يرى رعبها.فقال توم :"شكراً يا صديقى . تمتعا بالعشاء"
قالت له بسرعة:"ربما يمكننى المساعدة.فأنا أعرف والدك مارك روجرز"
تذمر توم عند ذكر أسم قائد المعارضة المحلية لمشروعه.وقال وقد بدا عليه نفاذ الصبر :"هذه أعمال ولا يمكنك استخدام المنطق مع مثير للشغب مثله....فهم يرون فى المنطق ضعف.سأتصل بك فى الصباح
أحست كايتى بالانزعاج لكنها لم تستطيع فعل شئ بهذا الخصوص و راقبت رحيل توم ورغب جزء منها فى مواجهته أرادت أن تسأله : (لماذا تتصرف وكأنك قادم من حقبة ما قبل التاريخ؟لماذا تعاملنى وكأننى أداة للزينة لا عقل لها؟)
تنهدت عندما وصل إلى الباب وعادت إلى الطاولة فأكتشفت أن نيكوس لايكس يراقبها


نهاية الفصل الثانى
قراءة ممتعة للجميع

اماريج 04-04-12 10:40 PM

مراحب ياحلوة
اختيار موفقة فيه كتيرررررررر
هذه الرواية حلوة كتيررررومشكورة لانك راح تكتبيها بايديك الحلوة ياعسل
تمنياتي لك دائما بالتوفيق ياغاليتي
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13335719881.jpg

زهرة منسية 05-04-12 05:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 3054839)
مراحب ياحلوة
اختيار موفقة فيه كتيرررررررر
هذه الرواية حلوة كتيررررومشكورة لانك راح تكتبيها بايديك الحلوة ياعسل
تمنياتي لك دائما بالتوفيق ياغاليتي
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13335719881.jpg

أهلا وسهلا أماريج
مشكورة كتير عى الكلام الحلو ورايك يعنى لى الكثيررررررررررر

زهرة منسية 05-04-12 06:00 PM



3 عدو أم صديق؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
منتديات ليلاس

قالت له بحدة وغضب:"إلام تنظر؟"
رمقها نيكوس بنظرة ملؤها التفهم :"أنظر إلى القوى المحركة لعلاقة حب"
لم ترضيها الإجابة فهى لا تريد أن تقوم هاتان العينان الباردتان الذكيتان بتشريح علاقتها مع توم
حولت كايتى أنتباهها إلى الطعام فى طبقها . مع أنه كان من الصعب عليها التظاهر بالاهتمام بالوجبة المعدة بعناية
تأمل نيكوس رأسها المنحنى من فوق حافة كأسه:"سيتصل بك....إذا لم تنتقلا للعيش معاً....؟""
"لا , لم تفعل ."
فتشدق بإعجاب : "داهية وجميلة ! لابد أنك كذلك لتجعلى أعزب متشدداً كـ توم يطلب يدك للزواج"
طعنت كايتى بشوكتها وبوحشية لا مبرر لها قطعة البطاطا بالزبدة فشكلت هذه بديلاً ضعيفاً لما ترغب بشدة فى طعنه.
قال بصوت عالى مرح:"نادراً ما تتوافق أحلام الرجل مع رؤية المرأة التى يحب ما إن يصحو فى الصباح"
فأجابته كايتى :"وكأن شخصاً مثلك يعرف الكثير عن الأحلام الرومانسية!"
لم يتأثر نيكوس بقولها :"لم أكن أتكلم عن نفسى.أنت محقة ليست رومانسياً . لا أتوقع الكمال فى المرأة ولا أرغب فيه.كنت فى السابعة عشر من عمرى عندما صدقت للمرة الأخيرة إمكانية إيجاد المرأة الكاملة الأوصاف.ولكن توم من جهة أخرى....." وأرتفع حاجباه فتوقفت كايتى عن تأمل طعامها ثم رفعت رأسها و أجابت بإنزعاج:"توم لا يعتبرنى كاملة الأوصاف!هذا القول مُقرف للغاية!"
أرتفعت كتفاه العريضتان :" مُقرف......؟"وارتعشت شفته العليا باستهزاء ثم اضاف :"ظننت أن الحلم الأغلى لدى المرأة هو أن يبجلها الرجل"
"الحب هو الحلم الأغلى لدى غالبية النساء"ثم أضافة فى سرها: (يا إلهى أبدو كمراهقة لامعة العينين) "رغعت رأسها بإصرار .لماذا تخجل من شئ تؤمن به؟لن تدع سخريته منها تشعرها بالخجل فلا يمكن أن تتوقع من رجل مثله أن يميز بين الحب شخص لما هو عليه وحب شخص لما نريده أن يكون .
ألتقت عيونهما .بدت عيناها متحديتين بينما عيناه....أبتلعت كايتى ريقها.لعل نيكوس يتفهم اكثر مما تظن .شعرت بالانزعاج لذلك التغيير الفورى فى تعبييره بعد سماع اعتراضها .
من دون ان يتفوه بكلمة جعلها تشعر بإنها اصدرت للتو تعليقاً فاضحاً .فصرت على أسنانها قائلة:"توم يحبنى ولا يأبة كيف أبدو فى الصباح"ثم أضافت:"أظن أنك تبدو رائعاً بعد سهرة طويلة"
ما أن تفوهت كايتى بهذه الكلمات حتى شعرت بالندم فقد كان الأمر بمثابة إطلاق العنان لمخيلتها .أندفعت إلى ذهنها الجامح صور غير مرحب فيها لشعر أشعث قاتم وعينين مثيرتين يملؤهما النعاس .تنشقت الهواء من أنفها الواسع ثم أخرجته بقوة من بين شفتيها المفتوحتين
راقب نيكوس شارداً وجنتيها الناعمتين المتوردتين وأعترف بهدوء :" فى الواقع لم تصلنى أى شكاوى بعد"
فأزدادت وجنتاها احمراراً وقال بإزدراء :" لا أستغرب أن تقدم بعض النساء تنازلات لإصطياد رجل غنى"
"أحيى خبرتك العالية فى مواضيع كهذه"
بدت ملاحظته وكأنها إتهام واضح إنها امرأة إستغلالية فوقعت شوكة كايتى من يدها وقالت:"ما كنت لأعناق رجلاً قبل أن ينظف أسنانه فى الصباح مقابل أى مبلغ من المال!"قالت ذلك بصوت مرتفع جذب انتباه العديد من الجالسين بقربها وشعرت للمرة الأولى إن إجابتها حيرت نيكوس فأنزلقت نظرته إلى صدرها المكتنز قبل أن يعود إلى وجهها الغاضب:"إن كنت تعنين حقاً ما تقولين فأنت لم تتعرفى بعد إلى الرجل المناسب"
لم تستطيع كايتى تحويل أنتباهها عنه, راحت تراقب الجفنين المتثاقلين يينخفضان ليخفيا النظرة القاتمة اللأمعة التى تشع من عينيه الغريبتين الساخرتين
وضع مرفقيه على الطاولة وأنحنى نحوها فخيل لـ كايتى أن قربه منها قطعهما عن بقية الموجودين فى القاعة . أثار أحاسيسها العطر الذكورى المحير وشذا المسك المنبعث من بشرته الدافئة
"هناك لذة خاصة لن تشعرى بها إلا إذا وجدت الشخص المناسب....."كان صوته الساحر ينخفض مع كل حرف إلى أن أصبح همساً أبح .فبعث رعشات صغيرة فى عروققها .أنتزعت عينيها عن عينى معذبها القاتمتين .لا يمكن أن تدعى أن شيئاً لم يحدث....أو أن نيكوس لايكس لم ينجح فى تحويلها إلى كتلة غبية من الشوق .لكن ذلك حصل فعلاً.فقالت له بعناد:"أفضل تنظيف أسنانى قبل القيام بأى شئ "
بدا نيكوس للحظة مرتبكاً من إجابتها ثم غزت وجهه ابتسامة بطيئة وراح يضحك ملقياً رأسه إلى الوراء.
"وأنت كاترينا...."
"أنا....؟"
صرت أسنانها بينما رفعت يدها لتخفى تورد وجنتيها ,هى تعتبر الثرثرة بحد ذاتها غباء .فما بالك إذا كان محورها نيكوس لايكس؟
"هل أنا مخطئ فى ظنى أنك تشعرين بشئ من التعاطف مع تلك الأزهار التى سكسوها توم بالأسمنت؟"أسند ظهره إلى المقعد وأعاد كأس العصير إى الطاولة لم تستطيع كاتى محاكاة سرعة بديهته فالتغيير المفاجئ للمواضيع صعد الأرتباك الذهنى لديها
"ماذا ؟" طرحت هذا السؤال لتحاول كسب الوقت وشعرت أن الأفصاح عن رأيها فى هذا الموضوع لأى كان ينم عن خيانة لا توصف فكم بالأحرى لهذا الرجل بالذات؟
"أنا أدعم توم كلياً"
"حتى عندما تظنين أنه مخطئ؟كم أنت وفية"
"لن يقدم توم أبداً على أى عمل غير شرعى"
"من الناحية القانونية أنا متأكد من أنه لن يقدم على أى عمل خاطئ"
تبخرت من رأسها منذ وقت طويل كل نية فى مواجهة نيكوس وتذكيره بالتزام قسمه من الأتفاق .أحست كايتى أنها ستنفجر أن أمضت دقيقة أخرى فى صبحة هذا الرجل البغيض!
"كيف تجرؤ؟ لن أجلس هنا وأناقش مبادئ خطيبى مع شخص مثلك" قالت ذلك بصوت مرتجف ونهضت من كرسيها .أدت حركتها العنيفة والأنيقة فى آن إلى جعل قماش فستانها الناعم يهسهس برقة على كاحليها الجميلتين
"ليست امرأة بدينة إذا؟" أبدى نيكوس هذه الملاحظة الكسولة المستهزئة وهو ينظر إلى ظهرها النحيل .أمضى اللحظات القليلة التالية يراقب الخط الأنيق لعمودها الفقرى إلى أن أختفت عن نظره .كان مشهداً جميلاً إلا أنه زرع تقطيبة كئيبة على وجهه



زهرة منسية 05-04-12 06:04 PM


شعرت كل خلية من جسمها بوجوده بالقرب منها ولكن كايتى رفضت بعناد الاعتراف بتأثيرهذا الرجل الذى يقف بإصرار إلى جانبها فى البهو.لم تشعر أبداً من قبل أن شكلها مناف للذوق إلى أن وقفت إلى جانب شخص يميل الجميع الحملقة فيه.لكن بدا أن نيكوس يجهل فعلاً الأهتمام الكبير الذى يثيره .
منتديات ليلاس
تمكنت كايتى من تجاهل وجوده إلى أن عاد الموظف بزيه الأنيق وقدم أشد إعتذار لغيابه عن مكتب الأستقبال.سأله نيكوس عندئذ إلغاء طلبها لسيارة أجرة فقالت له:"أرحل وإلا طلبت الأمن" تأجج غضبها عندما لاحظت أن موظف الأستقبال يطيعه تلقائياً بالرغم من إحتجاجاها الصاخب
"سأوصلك إلى المنزل بنفسى.هذا ما يتوقعه توم"
اعتبرت كايتى كلامه ذروة الخبث:"بقدر ما كان يتوقع منك إهانتى كلما سنحت لك الفرصة"
إن ظن إنها ستركب إلى جانبه فى السيارة فقد أصيب بالجنون .فكرت فى سرها: (أو أنا مجنونة لو فعلت!)
قطبت حاجبيها الرفيعين الخفيفين .عليها أن تسيطير على هذا الأنجذاب الجسدى أو أن تتجاهله على الأقل.....
"هل هذا ما كنت أفعله؟"
رفعت كايتى عينين حائرتين إليه:"لا أعرف ماذا كنت تفعل" أعترفت بذلك بصوت مرتعش وأضافت بصعوبة وإزدراء:"كان يجب أن أعلم أنك من الرجال الذين يندفعون فى الكلام بتهور"
رفعت كايتى نظرها لتراقب بإنبهار منتديات ليلاس الوجه الجميل يتوتر...فقالت فى سرها ونظرتها مشدودة إليه: (يا إلهى ! أنه رائع حقاً !)
"أن كانت دقة ملاحظتك تبلغ نصف ما تدعينه للاحظت أننى بالكاد كنت أحاربك بالكلام "
سألته بعنف:"هل تقول أننى متهورة ؟"
تمتم نيكوس بضع كلمات غير مفهومة بلغته ثم صر بأسنانه قائلاً:"بل أظن أن تصرفك غير المنطقى هو نتيجة طبع صعب وعنيد وردئ"
"أكره أن أخيب أملك ولكن لمجرد أن النساء ينفذن رغباتك لا يعنى أنهن يوافقنك الرأى أو يخيل لهن حتى أن لالئ الحكمة تتساقط من فمك" توقفت للحظة لالتقاط أنفاسها ثم أطلقت ضحكة لاهثة زائفة : "هذا يعنى فقط أنك تملك مالاً أكثر منهن فهن فى سرهن يعتبرنك كابوساً بقدر ما أعتبرك أنا كذلك"
تحولت نظراته من الذهول إلى الغضب .لم يكلمه أحد بهذه الطريقة من قبل .أما كايتى فتساءلت إن لم تكن قد بالغت .لكنها تشعر برغبة فى امتحانه ودفعه لأقصى حدوده
أجابها بصوت تعصف فيه رياح آتية مباشرة من القطب :"أفترض أن توم يجهل الجانب الجميل من شخصيتك .فهو لم يبدُ لى أبداً رجلاً غبياً.ولكن يبدو أن وجهاً جميلاً يجعل الرجل الأكثر حكمة غبياً"
اتسعت عينا كايتى ليس من عنف الهجوم وحسب بل من الدهشة أيضاً.فقد أستنتجت أنه يظن وجهها جميلاً....صدمها اهتمامها بهذا الأكتشاف
"والآن كونى فتاة مطيعة ودعينى أرافقك إلى المنزل"
أجج تشدقه المتكبر جمر طبعها محولاً إياه إلى نار حارقة :"أذهب وأرم نفسك فى البحر!" صاحت فى وجهه بطريقة صبيانية .بما إنها طويلة القامة لم تكن كاتى معتادة على إمالة رأسها للوراء لتنظر إلى الرجال.أشتعلت من الداخل لشدة سخطها ألأنه طويل القامة لهذه الدرجة يتوقع أن يحصل على أفضلية غير عادلة فى النقاش...؟زهرة منسية
فأكمل عابساً:"يمكنك أن تطمئنى أنا ليست متهوراً فى القيادة كما أننى أدرك تماماً أن السيارات يمكن ان تكون سلاحاً فتاكاً.قتل أخى الأكبر بسبب سائق متهور"
لم تكن طريقته الباردة فى الكلام تدعو للتعاطف. وبالرغم من ذلك تحول موقف كايتى فجأة من العدائية القصوى إلى الشفقة المؤلمة.وبالرغم من لهجته الباردة أحست أنه يخفى ألماً خلف هذه الواجهة المتحجرة.
على الأرجح أنه تذكر هذه الحادثة بسبب رد فعلها .لم يكن بينهما شئ مشترك لكنها علمت الآن أن كليهما فقد أخاه فى حادث سير ليلاس. ومع أن الظروف مختلفة جداً انتابها شعور غير منطقى صلة ضعيفة ولدت بينهما.لم تكن كافية لجعلهما صديقين حميمين لكنها جعلته يبدو أكثر انسانية وضعفاً.ضعف.....؟رفعت نظرها إلى وجهه وهزت رأسها.لاشك إنها تبالغ بهذه الفكرة.
بدا الأمر مضحكاً فقد حاولت أكتشاف نقطة ضعف فى دفاعاعته طوال الليل والآن قد فعلت كل ما تفكر فيه هو معانقته .
أوقفت أفكارها قبل أن تجمح أكثر فهى متأكدة من أن نيكوس لايكس هو آخر شخص فى العالم يحتاج إلى عناقها لمواسأته :"أنا آسفة بخصوص شقيقك"
قطب نيكوس حاجبيه القاتمين المرسومين بوضوح بينما راقب العينين الزرقاوين المليئتين بدموع لا تسيل.فاجأه الموقف الغريب لامرأة قاسية تذرف الدموع على شخص لم تقابله يوماً.بدا له أن هذا الأمر غير المتوقع لا ينسجم مطلقاً مع لاملف الذى كونه فى ذهنه تحت أسم(كاترينا فورسايث)وتجهم نيكوس .كان فى الغالب يعتبر نفسه ليناً منفتحاً على الأفكار الجديدة لكنه فى هذه اللحظة يقاوم بشدة أى احتمال لإعادة النظر .
أضافت بأدب :"أنا متأكدة من انك سائق ممتاز.لكن لا نية لدى فى...."
قاطع صوته العميق الشارد رفضها المشتت:"عندما رأيتك للمرة الأولى ظننت أنك تضعين عدسات لاصقة ملونة فلون عينيك.....عميق للغاية لكنه طبيعى أليس كذلك؟"
أخذ تعبيره منحنى شبه إتهامى وهو يحدق إلى اللون الأزرق الفاتح للعينين الكبيرتين وإلى الرموش القاتمة
لم تتوقع أبداً تعليقه مما جعلها تطرف عينيها أو ربما جعلتها حدة نظراته تشعر بالحاجة إلى حد للتواصل .فاجأه أن يكون قد لاحظ لون عينيها فكيف بالأحرى أن يفكر بزرقتهما؟:"بالتأكيد هو طبيعى" بدأ قلبها يخفق بقوة لسبب لم تفهمه وكأنها عائدة للتو من سباق
تنحنح نيكوس ومرر أصابعه الطويلة فى شعره القاتم اللامع :"أنه لون غير أعتيادى أبداً يكاد يكون بنفسجياً .هل ورثته عن أمك؟"
شعرت بضيق فى صدرها جعل صوتها يبدو لاهثاً عندما أجابت:"لا.عينا أمى كانتا قاتمتين .بيتر ورث لونهما"
لان تعبيرها عندما تذكرت شعر إلروى الأسود اللامع وبشرتها الذهبية اللون:"كان أبى أزرق العينين أحمر الشعر"
"كان.هل هو متوفَّ؟"
"كلاهما متوفَّ"
"إذاً أنت فقط و....بيتر ؟أم لديك أخوة آخرون؟"
هزت كايتى رأسها :"لا كنا أثنين فقط....وبيتر أيضاً توفى"
"منذ وقت بعيد؟"
"سبع سنوات"
أومأ برأسه لكنه لم يصدر أى تعليق إضافى على ما قالته.
لم تدر كايتى ما الذى لدفعها لإخباره بهذا.فهى لا تتحدث عن بيتر مع أى كان مع ان همها جعلها تتوق أحياناً لمشاركته مع شخص أخر
"أعلم أن وجودى يضايقك كاترينا...."
يا له من قول!
"هل تجد الأمر غريباً ؟لم أتوقع أن يكون صديق توم الملياردير هو نفسه الرجل المفلس الذى تزوجته منذ سبع سنوات !"
لاشك أن نيكوس سمع السؤال المبطن فى ملاحظتها المستاءة لكنه أختار تجاهله وبدأت تتكون لدى كايتى فكرة أنه يفعل ذلك مراراً.
"أن وضعت عدائيتك جانباً...."
لم تستطيع كاتى كبت ضحكتها الهستيرية فردت:"لا أظننى الشخص الوحيد الذى يظهر العدائية هنا يل صديقى!"
"أن توقفتى عن التشكيك والزمجرة لدقيقة لأمكنك الأعتراف بأن لدينا أمور لنتكلم عنها "أرتفع حاجباه بسخرية وأضاف :"ألا توافقينى الرأى؟"
فتحت كايتى فمها للإجابة ثم عادت فتراجعت فهى لا تستطيع إنكار هذا الأمر .لا يمكن أن تلتقى بالرجل الذى طلبت منه الطلاق للتو من دون أن تتناقش معه.
تابع بينما كانت عيناه تراقبان المعركة الداخلية الظاهرة بوضوح على وجه كايتى المعبر :"لدينا الآن فرصة مثالية للكلام"
أبتعلت كايتى ريقها وأومأت برأسها موافقة من دون أن تنظر إليه مباشرة



زهرة منسية 05-04-12 06:06 PM


عندما بلغا السيارة الرياضية لم يظهر نيكوس أى رغبة الكلام ونظراً لمزاجها الحالى كات كايتى على استعداد لتنتقد طريقته فى القيادة لو سنحت لها الفرصة لكنه لم يعطها فرصة أراد أن يثبت لها أنه كفوء وباستثناء السؤال عن الاتجاهات .لم يقل شيئاً منذ غادرا الفندق .
شعرت كايتى أن حلقها جاف فتنحنحت وأبتعلت ريقها .بدا أن كسر الجليد أمر منوط بها فتساءلت عما يمكنها أن تقول
"لَم أنت هنا؟" لم يكن سؤلاً جيداً لكن كان عليها البدء من نقطة ما.
"عندما تكلمت مع توم لم يستطيع التوقف عن الكلام عن امرأة أحلامه فأنتابتنى الحشرية لرؤية هذه الماسة النادرة
يا له من منحط ساخر ! نظرت إليه بكراهية :"وكان هذا كل شئ؟"وبدا الشك فى صوتها عندما أكلمت :"لا أمن بالصدف"
"ولا أنا إلى أن فتحت بريدى اللكترونى مباشرة بعد حديثى مع توم.عندما قرأت رسالة هارفى حيث تطالبين بإبطال سريع لزواجنا أدركت لما بدا لى أسم كايتى فورسايث مألوفاً لهذه الدرجة.كايتى.....كاترينا....ففكرت فى التحقق من الأمر.مررت بـ هارفى وأنا فى طريقى إلى هنا وحاولت الحصول على عنوانك.ولكن ولكنت بما أنه مثال للشهامة ومحصن ضد الرشوة رفض...."
صرخت كايتى بصوت مصدوم:"لم تحاول رشوة هارفى !"
رمقها نيكوس بنظرة سريعة ىجعلتها تشعر بأنها خرقاء قبل أن يحول نظره إلى الطريق الضيق السيئ:"فعلت ما هو أسهل بكثير.ألقيت نظرة على الكومبيوتر فى مكتبه فيما كان يتكلم على الهاتف"
أكد هذا الموقف انطباعات كايتى الأولى عنه.هذا الرجل لا يملك أى مبادئ.ومن الأفضل أن تبقى ذلك فى ليلاس ذهنها خلال تعاملها معه.
"قد يهمك أن تعرف أن هارفى قال لى إنه يضمن شخصياً أمانتك" أختنقت الكلمات فى صدرها بينما نظرت إلى وجهه بقرف ممزوج بإعجاب لا إرادى.أنه مثير للإعجاب بحق.كان فكه قوياً غير مكتنزاً أما ملامحه الرجولية تبدو وكأنها منحدرة من أجيال من التزاوج بين أفراد الطبقات الحاكمة
"هذا يفسر سبب عدم إتخاذه أى إجراءات الحذر الأساسية"نظرت كايتى إليه متسائلة فأضاف:"لم يطفئ الكومبيوتر عندما غادر الغرفة"
"لا أدرى من أين أتى هارفى بفكرة أنك مثال للأمانة"
"أظن أنه تلقى معلوماته حول طبعى المثالى من مصدر متحيز"
"من يكون هذا المصدر؟"
أرتعشت شفتا نيكوس:"كايتلين"
ففكرة كايتى متجهمة(امرأة ؟هذا متوقع)ثم قاطعته بإنزعاج:"وماذا اكتشفت بالتحديد عندما أطلعت على كومبيوتر هارفى من دون حق؟"
لم تشعر بالارتياح لفكرة أن يعرف نيكوس لايكس تفاصيل حياتها .هارفى الوحيد الذى يعرف القصة الكاملة لموت بيتر.أما الآخرون فيظنون أن وفاة شقيقها التوأم كانت حادثة مروعة شاب مغرم بالسرعة حاول أن ينعطف بسرعة كبيرة جداً على دراجته النارية .هى أيضاً اعتقدت ذلك فى البداية إلى أن قراءة الرسالة المكتوبة بخطه والتى وجدتها تحت ممسحة الأرجل فى اليوم التالى للجنازته. يومها أمسكت الرسالة لوقت طويل خائفة من فضها لقراءة كلمات بدت وكأنها آتية من القبر ثم قرأت :
"أنا آسف كايتى ولكننى ببساطة لم أستطيع تحمل الذنب "
قرأت كايتى بإستنكار غير قادرة على التفكير فى أن أخاها الذى يضج بالحياة وقع أسير يأس جعله يقضى على حياته بنفسه.وتذكرت كلماته :
"ظننت أننى قتلت الرجل كان على أن أتوقف ولكننة أصبت بالهلع وهربت.ذاك الرجل عاش لكنه سيبقى مشولاً مدى الحياة "
بكت كايتى طولاً بكت أخاها وبكت الرجل الذى قضى استهتار أخيها على حياته .
صرخت فى ذلك الوجه السعيد المبتسم إلى جانب وجهها فى الصورة :"لَم لم تأتِ إلىّ؟"
لطالما لجأ أحد التوأمين إلى الأخر بحثاً عن الدعم فى الأزمات ولطالما شكلا جبهة مشتركة فى مواجهة العالم.
بعد هذه الحادثة بدأت كايتى تبحث بتكتم عن معلومات تتعلق بالرجل الذى صدمه بيتر فأكتشفت أن أسمه إيان غراهام وهو كهربائى فى الثلاثين من العمر.كان متزوجاً من حبيبة الطفولة ولها طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر
أستمعت كايتى إلى الأحاديث فى دكان البلدة حيث كان الزوجان يعيشان فعلمت أن إيان لم يتأقلم مع عجزه وأن زوجته الشابة تكاد تفقد صوابها كما أن حالتهما المادية سيئة
منتديات ليلاس
وعدت كايتى نفسها أن تفعل شيئاً لمساعدتهما حتى لو أضطرها الأمر لأن تكرس لهما بقية حياتها .ولكن عائلة غراهام كانت بحاجة إلى المساعدة الآن وليس بعد عشرين سنة.
تذكرت الميراث الذى تركه لها ولأخيها جدهما اليونانى ,شرط أن تزوجا. يومها صدم التوأمان لهذا الكرم الصادر عن جد لم يعرفاه قط ولم يحصلا منه حتى على بطاقة معايدة وقد أتفقت مع بيتر على ألا يتزوجا أبداً لمجرد أغاظة الرجل الذى طالما جسد صورة الشر فى ألعاب طفولتهما.
بدا من الغرابة بمكان أن تجعلها سلسلة أحداث غريبة تتبادل النذور المقدسة مع الرجل الجالس قربها
"إهدأى فأسرارك فى أمان.لم أجد إلا عنوانك ورقم صندوق بريد مشترك مع توم لذا كان من السهل الإفتراض أن زوجتى وملاك توم هما الشخص عينه"
تنفست كايتى الصعداء بقوة
"ألم يخطر فى بالك أن تخبرنى بأنك قادم؟"
أعترف بصراحة :"فكرت فى أن ردات فعلك ستكون أكثر عفوية إن لم أعلمك"
فقالت كايتىفى سرها: (بمعنى أخر أراد أن يرأنى أرتبك.وهذا ما حصل)
قالت بصوت مخنوق :"لا شك أنك كنت تتسلى بإقتلاع أجنخة الذباب عندما كنت صغيراً"
بدا غير مكترث لهذا الأزدراء :"توم صديقى .ولا أرغب فى رؤيته يرتبط بزواج غير حكيم"
"والزواج بى غير حكيم؟"أرتفع صوتها بغضب مما جعل نيكوس يجفل وأكملت:"يبدو أنك لم تفكر بهذا فى وقت مضى!"
"وصلت إلى هنا بذهن منفتح"
أطلقت كايتى ضحكة ساخرة :"هذا ليس صحيحاً!ما بالك؟ألا تتحمل رؤية الآخرين سعداء؟"
"من الطبيعى أن تقلقى فأنا لن أتجاوب مع طلب الطلاق"



زهرة منسية 05-04-12 06:07 PM


أتسعت عينا كايتى بقلق وشعرت وكأن الأرض تتداعى تحت قدميها :"لن تفعل ,أليس كذلك؟"
لم يجب على همستها المرتعبة ولكن ابتسامته الغامضة بدت مقصودة لجعلها تستمر بالقلق وأدركت كايتى أنه لن يعطيها إجابة صريحة فالرجل لديه مخطط سادى طويل ليجعلها تشعر بالرعب
"فى الواقع عندما قرأت رسالة هارفى بدا الوقت مناسباً .فقد كنت أفكر بالزواج أيضاً"
بدا الأرتياح على كايتى فأسندت ظهرها إلى المقعد :"هذا رائع!"قالت ذلك بسعادة وافترضت أنه لابد أن عدداً من النساء يرغبن بهذا الرجل وهن مستعدات لتجاهل طبعه المتغطرس الأنانى :"ومن هى سعيدة الحظ؟"
"لن تعرفيها"
ففكرت كايتى بإزدراء : (بمعنى أخر نحن لا ننتمى إلى المجتمع ذاته....يا له من متكبر!)
"لَم لم تخبرى توم أنك متزوجة؟"
طرحت كايتى هذا السؤال على نفسها مراراً فى الأونة الأخيرة ولكنها لم تقتنع بأى من الإجابات التى خطرت لها فأجابت بوقاحة:"لقد غاب الأمر عن بالى"زهرة منسية
رمقها نيكوس بنظرة ساخرة.فتنهدت وهزت كتفيها بحركة مهزومة ثم قالت له بغضب:"فى الواقع لم أشعر أبداً أننى متزوجة كما أن هذا الزواج ليس بالأمر الذى أفخر فيه بحياتى"
فهى لو أخبرت توم بذلك فستضطر إلى أخباره لما قامت بهذا الأمر وهذا لم يكن خياراً يريحها فلا أحد يعلم الحقيقة سوى هارفى وهى تنوى أن تبقى الأمر كذلك إكراماً لـ بيتر .فقد دفع أخوها حياته ثمن خطئه....أليس هذا كافياً؟
قالت له ببرود :"كنت بحاجة للمال يومها لا أكثر ولا أقل والغاية تبرر الوسيلة" ثم أضافت: "وكنت آمل أن ينهى هارفى الأمور بطريقة ما ولا حاجة لأن يعرف توم بأى شئ"
"سيبنى زواجكما إذاً على الأكاذيب.....هذا أساس ممتاز"
توردت كايتى بغضب لتهكمه:"لم أكذب على توم أبداً.لو سألنى إن كنت متزوجة لأخبرته بذلك"
"هو إذاً زواج مبنى على أنصاف الحقائق .أهنئك أنه لتقدم كبير"
تنفست كايتى بقوة:"يا إلهى,كم أنت حاد!أستغرب كيف لا تجرح نفسك"
منتديات ليلاس
وفكرت ساخرة فى نفسها: (لابد أننى محظوظة للغاية)
ثم أضافت ببراءة:"أفهم أن صديقتك تعلم أنك متزوج؟"
تصلب فكه بإنزعاج وسمح لها الضوء الخافت برؤية احمرار يعلو وجنتيه وسرت كايتى لذلك. فضمت ذراعيها إلى صدرها وأبتسمت:"سأعتبر هذا نفياً أليس كذلك؟"


زهرة منسية 05-04-12 06:10 PM


"ليس الأمر سيان على الأطلاق"
فقالت بدهشة وعيناها تتسعان "هذا مخيف للغاية.أنتابنى شعور غريب بأنك ستقول ذلك"
تصلبت أصابع نيكوس الطويلة اللينة على المقود.وقال بعنف:"يا إلهى!"
ولم يعد احمرار الغضب للشك حين أضاف :"لا أسمح لك بأن تكلمنى بهذه الطريقة"
سألته كايتى فيما هى تضع رجلاً على الأخرى بأناقة:"هل ينفذ الناس دائماً ما تطلب منهم؟"
فأجاب:"نعم!"
"لابد أن هذا ممل"
"لماذا تتزوجين توم؟"
"للأسباب المعتادة التى يتزوج الناس من أجلها"
"هل تعنين أن حامل؟"
هز كتفيه أستهجانا بينما شهقت كايتى وقد شعرت بالإهانة
"إذا لست حاملاً" وأكمل بينما قطب حاجبيه :"وليست مغرمة به هذا يترك لنا...."
"من قال أنى ليست مغرمة بـ توم؟"
ضحكته الخافته الساخرة جعلتها ترتجف من الكراهية
وأضاف كما لو أنه جاهل يحاول فهم مسألة بسيطة:"يمكننى أن أستنتج أنه وقع ضحية إغراءك .ولكن إن كنت تملكين العديد من الأثواب المشابهة لهذا الذى ترتدينه فالأمر لا يفاجئنى"
وسمح لعينيه بالتحديق إلى الفستان الحريرى الأزرق وتكاوين جسمها الجميلة التى يخفيها :"أنه من ماركة (سى جى مالون)أليس كذلك؟"وفكر أن كاتلين ستفرح لرؤية أحد تصماميها على جسم امرأة تملك القياسات الخيالية التى تعتمدها كل مصمم عند إبتكار الملابس
"على الأرجح"أجابت كايتى شاردة إذ أنها لن تتعرف على فستان من ماركة (سى جى مالون) حتى لو وقعت عيناها عليه.لكنها ما كانت لتعترف له أنها ترتدى فستاناً مستعاراً
"أعرف العديد من النساء اللواتى يرتدين ملابس غالية الثمن.ولكن أى منهن لن تظهر عدم الأهتمام إن كانت ترتدى (سى جى مالون)"
فهزت كتفيها بإستهجان وقالت:"ذاكرتى سيئة فى حفظ الأسماء"
"ولكنها جيدة فى توقيع الشيكات.أفترض أنك إن تزوجتى مقابل المال مرة يصبح الأمر أسهل فى المرة الثانية؟"
وخفف سرعته عند تقاطع الطرق فقالت كايتى بتهذيب :"إلى الشمال....أنت تستعمل الإزدراء بسهولة بالنسبة إلى شخص تزوج من أجل المال .ولكننى أظن أن الزواج المدبر دمك"
سرت كايتى لرؤية فكه المتوتر بتصلب وأفترضت إنها تمكنت من إثارة غضبه.فى الواقع هذا ما أملته مع أنها لم تعرف لما أرادت أن تغضبه.كان من الصعب عليها أن تتأكد من نجاحها فى ذلك لأن رموشه السوداء الطويلة كانت تغطى عينيه وتعكس خيالاً على وجنتيه العاليتين المسطحتين.أما وجهه فبدا جميلاً مع أنها تنظر إليه جانبياً.
أظهرت كايتى تعبيراً ينم عن التعاطف الساخر :"ما الأمر يا نيكوس؟عندما قطع والدك دعمه لك ووجدت مصدر دعم آخر بتلك الطريقة هل شعرت بأنك قمت بعمل قذر؟"
منتديات ليلاس
رمقها بنظرة كراهية حارقة قبل أن يأخذ المنعطف الذى أشارت إليه:"لست مجبراً على تبرير تصرفاتى أمامك"
فقالت بغضب:"ولا أنا أيضاً"
من بين كل الرجال فى العالم لما أختار هارفى هذا الرجل بالذات؟لماذا؟
قال بغضب:"يا إلهى!" ثم صر أسنانه وأضاف:"لسوء حظى أنت أكثر النساء اللواتى قابلتهن أذية.أن منعك من تدمير حياة صديقى أمر يستحق العناء"
تصلبت كايتى كما لو أن تياراً جليدياً تسلل إلى عمودها الفقرى:"ماذا تعنى بذلك؟"
"أظنك تعرفين تماماً ما أعنيه"
"لست بقارئة أفكار" لم تكن قادرة على إخفاء الأرتجاف الخائف فى صوتها
"لو ظننت للحظة واحدة أنك ستسعدين توم لمنحتك الطلاق."
"ولكننى سأسعد توم.أنا أحبه....."أعلنت ذلك بصوت عالِ فتردد صوت ضحكة ساخرة فى حلق نيكوس وأعلن بهدوء :"راقبتكما معاً .أنت لا تحبين توم"
"وأنت كنت لتعرف ,على ما أظن؟"
أجابها بسخرية وإزدراء :"أعرف كيف تتصرف امرأة مغرمةوأنت لا يبدو عليك ذلك .لم يظهر فى عينيك أى شغف عندما التقيا بعينيه تتصرفين وكأنه صديقك لا أكثر"
"لا يظهر الجميع مشاعره بسهولة.وفى الزواج ثمة ما هو أكثر بكثير من العلاقة الجسدية!"
"هذا صحيح .أعترف أن العديد من الزيجات الناجحة مبنى على أسس أكثر منطقية .لا مشكلة عندى فى ذلك طالما يوافق الطرفان على الأتفاق بوعى ونضوج
"مثلنا تماماً "
"هناك فرق كبير بين الحالتين إلا إذا كنت تنوين عدم مشاركة توم غرفته.من جهتك أنت فالشبه واضح.ولكن أنا بعكس توم,لم أكن مغرماً بك بجنون" قال ذلك بتهكم ثم تابع:"أنا أحتقر نفاقك فى الأدعاء بأنك تتزوجين لأسباب نقية سامية .فالأمر الذى تحبينه هو فكرة الزواج من رجل يستطيع ابتياع المجوهرات والثياب الثمينة لك"
"كيف تجرؤ على التصرف وكأنك تعرفنى ؟صحيح أنك تزوجت منى ولكنك لا تعرف شئ عنى!"
"ولكننا متزوجان.وطالما نحن كذلك توم فى أمان من أرتكاب أسوا غلطة فى حياته...."
"ولا يمكنك الزواج من صديقتك" لابد أن يكون هذا مهم فى نظره
"ستنتظر" أظهرت لهجته المتفاجئة أن ما من احتمال آخر خطر له
سمحت كايتى لنفسها بتصور نيكوس لايكس رجلاً محطماً متروكاً عند المذبح . والعروس التى تتركه فى هذا الموقف تشبهها إلى حد بعيد .وبالرغم من جمال هذا الوهم أدركت أن عليها التفكير بطريقة تمكنها من التعامل مع نيكوس فى العالم الحقيقى ,فما هو الحل ؟لم تعد تعلم بما عليها أن تفكر
"ربما لديك صديقة تسمح لك بتجاهلها وتنتظرك إلى ما لا نهاية ولكن الصحافة أمر آخر فهى لا تتحلى بالكثير من التسامح مع الأغنياء المستهترين"
شعرت كايتى بجسمه الكبير يتوتر خلف المقود:"ماذا تعنيين...؟"رفضت كايتى الأستسلام لتهديد فى صوته:"أعنى أن الصحافة ستحصل على أخبار جيدة إذا أكتشفت أن فرداً من أفراد عائلة لايكس تزوج صورياً ليحصل على المال للحفاظ على حياته الرغيدة"
لم تكن كايتى تعرف الكثير عن هذا الموضوع لكنها متأكدة من أن الصحافة تهتم لمعرفة أخبار نيكوس لايكس وتهتم أكثر لمعرفة قصة زواجه! هى لن تقصد الصحافة بكل تأكيد لكنه لن تعرف هذا . يناسبها فى الوقت الحاضر أن يظن أنها سافلة جشعة .رمقته بنظرة حذرة...وأبتلعت ريقها .لقد أصابت بكل تأكيد نقطة حساسة:"يمكننى أن أرى العناوين الرئيسية منذ الآن....." تنفست بقوة ومع إنها كانت تنظر بثبات من النافذة إلاا أنها شعرت بالتوتر المتفجر من وجهه.طال الصمت بينهما ولم تعد كايتى قادرة على احتماله فاستدارت فى مقعدها ونظرت إليه
أن كان التعبير على وجه نيكوس يدل على ما يدور فى خاطرهفلا شك أنه رأى هو أيضاً , العناوين التى تكلمت عنها .أسكتت كايتى ضميرها المكنزعج مذكرة نفسها بأنها ما كانت لتلجأ إلى هذا النوع من المخططات لو لم يلعب هو بقذارة أولاً
سألها أخيراً غير مصدق:"أنت تهدديننى؟"
أحست كايتى أن ابتسامة القرش الرقيقة تلك والصوت الناعم الذى رافقها أشد تهديداً من الصراخ والشتائم
فى الواقع بدا الوضع مثيراً للأعصاب .لكن لو كانت تملك خياراً آخر أو أنها أقل عناداً لفضلت الأنسحاب من هذا الموقف فى الحال
"فكرى جيداً قبل القيام بذلك بينيكا مو (صغيرتى)
من الذى يهدد الآن...؟
"لا تدعونى بينيكا مو "صرت على أسنانها قبل أن تضيف "المنزل الثالث إلى اليسار بعد الهاتف العمومى"
أراحتها قليلاً رؤية الأضواء فى هذا الشارع حتى فى الضوء الخافت بدت السيارة التى يقودها نيكوس مميزة.ولم يساورها شك فى أن الرجل يود أن يخنقها .لكن بدا لها أنه رجل عملى لا يرتكب حماقة تعرضه للخطر.
بدا نيكوس مصعوقاً :"تتكلمين اليونانية؟!"
جمدت كايتى فقد جاءت ردة فعلها على كلامه الساخر لا شعورية :"بضع كلمات فقط"
تمتمت بهذه الأجابة وهى تفكر بالتهويدة التى أعتادت ألأمها أن تنشدها لها قبل النوم عندما كانت طفلة صغيرة . فمعرفتها باللغة اليونانية تقتصر على هذه التهويدة وبضع كلمات أخرى , مع إنها تتمنى ىلآن لو أنها أتقنت لغة أمها. فقالت له بلطف:"عندما أزور بلداً أحرص دائماً على الأستفسار عن أمكنة اللهو وكيفية العثور على صحبة وفهم ما يقوله لى الرجل عندما يغازلنى"
ثم أضافت فى سرها: (هذه أنا المرأة المجربة التى سافرت كثيراً وأختبرت الكثير)
يا إلهى!هل كان ليضحك إن علم كم أن هذا بعيد عن الحقيقة؟المرة الوحيدة التى خرج فيها جواز سفرها من الحفظ كانت للقيام برحلة أستغرقت يوماً وحيداً إلى (كاليه) ولا شك أن الكثيرين ممن يبلغون الخامسة والعشرون من العمر أكثر خبرة منها!
تبخرت كل أفكارها بينما هما يعبران المنعطف الضيق التالى . صرخت فجأة بإصرار : "يا إلهى.....!أوقف السيارة!"
"لا حاجة أبداً للتهديد.كونى متعقلة فمعاداتى ليست أمراً سهلاً وامرأة واسعة الحيلة مثلك ستجد بدون شك رجلاً ساذجاً آخر يملك الكثير من المال .لكن لا يمكننى أن أسمح لك بالزواج بـ توم"
لم تكن كايتى تستمع لهذا الكلام بينما قفزت من مقعدها بغضب: "قلت لك أوقف السيارة!"
أمسكت المقود بعنف وجرى بينهما صراع صغير أنحرفت خلاله السيارة بعنف وبالكاد نجت من الأصطدام بشجرة كبيرة قبل أن يتمكن نيكوس من إيقافها بأمان وهو يطلق الشتائم.قال لها متوعداً وهو يرمقها بنظرات متقدة : "هل أنت مجنونة؟كدت تتسببين بقتلنا!"
منتديات ليلاس
هزت كايتى رأسها لتوقف الطنين فى أذنيها فقد أرتطم رأسها بالباب وهما يتصارعان
قالت وهى تمد يدها لتفتح الباب:"حسناً لو نفذت ما قلته لك بدل تجاهلى......"
وإذا بأصابعه البرونزية الطويلة تغطى أصابعها :"لن تذهبى إلى أى مكان..."
أدارت كايتى رأسها نحوه بنفاد صبر :"أخرس وأطلب الإطفاء .هذه شقتى هناك التى يخرج الدخان من نافذتها اللعينة"

نهاية الفصل الثالث

كرم حسان 06-04-12 11:54 AM

مرحبا
يعطيك الف عافية
بليزززززززز عجلى بالكتابة
لانو انا ناطرة على نار
مششششششششششششششششششششكورة

زهرة منسية 06-04-12 02:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرم حسان (المشاركة 3056612)
مرحبا
يعطيك الف عافية
بليزززززززز عجلى بالكتابة
لانو انا ناطرة على نار
مششششششششششششششششششششكورة

الله يعافيكى يا قمر
لعيونك حبيبتى دلوقت الفصل الرابع وأنشالله أقدر أنزل الخامس كمان اليوم
العفوووووووووووووووووووووووووووووووو

زهرة منسية 06-04-12 03:11 PM

الفصل الرابع
 


4- لن تخاطر بحياتك !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لم تنتظر كايتى لتعرف أن نيكوس سيفعل ما تطلبه منه بل فتحتى الباب بعنف ورفعت فستانها الطويل ثم ركضت برشاقة فى الشارع وصولاً إلى المدخل الذى تتشارك به مع سايدى
راحت تقرع الباب بعنف وهى تبحث عن المتاح فى حقيبة يدها وقبل أن تجده ظهرت سايدى مرتدية بنطالاً حريرياً واسعاً وقميصاً فضفاضاً وهى تطرف بعينيها من النعاس
"أين الحريق....؟" لم تكن كايتى تملك الوقت لتضيعه فى التفسيرات:"فى الطابق العلوى؟"
أتسعت عينا سايدى بينما أدركت للمرة الأولى العجلة فى تصرفات كايتى:"أنت جادة؟"
تنشقت الهواء وأضافت:"أنا أشم رائحة الحريق!"
فدفعت كايتى صديقتها بفظاظة وصرخت وهى تصعد الدرج راكضة:"هذا لأن شقتى تحترق وألساندر مازال فى الداخل!"
تجاهلت الصرخة القلقة التى أطلقتها سايدى قائلة:"لا يمكنك أن تصدعى إلى هناك يا كايتى....أنه مجرد هر!"
غدت رائحة الدخان أقوى وهى تصعد السلالم.وعندما وصلت إلى الطابق العلوى لم تلاحظ شيئاً غير مألوف ماعدا القليل من سُحب الدخان التى تتسرب من تحت باب شقتها .مع القليل من الحظ قد يصل رجال الإطفاء قبل أن يخرج الأمر عن السيطرة.وقفت مترددة لبرهة لا تعرف ما عليها أن تفعله .؟ماذا يفعل الآخرون فى ظروف كهذه....؟
(عند وقوع المصائب أعتمدى على حظك) فكرت فى ذلك بطريقة مبهمة ثم أخذت نفساً عميقاً وفتحت الباب .تنفست الصعداء بقوة إذ لم تقذفها كرة نالرة قاتلة .وضعت يدها على صدرها إذ راح قلبها يخفق بسرعة جنونية وكأنه يحاول الهروب من قفصها الصدرى فقالت فى نفسها: (لعل هذا يوم سعدى رغم كل شئ....يوم سعدى....؟يا إلهى!ها انا أفكر كأحد أولئك البلهاء الذين يرون جانباً مشرقاً فى كل مصيبة مهما كانت شديدة. تحلى بالتفاؤل يا كايتى .شقتك تشتعل لأنك نسيت إطفاء المكوأة هذا ليس حظاً بل مصيبة)
هدأت أعصابها وقويت عزيمتها لسماع صوتها .كانت شقتها عبارة عن غرفة مشيعة تحوى مطبخاً وغرفة نوم مع حمامها الخاص ومع أن الغرفة الرئيسية كانت مليئة بدخان لاذع أدمع عينيها إلا أن كايتى لم تر علامات حريق أخرى واضحة ما يؤيد نظريتها القائلة بأن الحريق بدأ فى غرفة النوم حيث كوت فستانها على الأرض بدلاً من تكليف نفسها عناء جلب لوح الكوى
راحت تنادى هرها وهى تتقدم بحذر الغرفة المملؤة دخانا:"ألكسسسسس...."لم تكد تقطع مسافة صغيرة فى الغرفة حتى أصبحت الرؤية معدومة لكنها تمكنت من ملاحظة اللون البرتقالى الباهت الظاهر من تحت باب غرفة نومها فكان الشئ الوحيد الذى وجّهها فى الظلام مع أن أثار فيها شعوراً قوياً بقلق...كم من الوقت سيتمكن الباب من احتواء ألسنة النار؟فى وقت كهذا لا يفيد الخيال الناشط بشئ قالت لنفسها: (التفكير فى هذا الأمر لا يجدى نفعاً.أكمل مهمتك فقط فكلما أبكرت فى إيجاد هذال الهر اللعين كلما أسرعت فى الخروج)
وبالرغم من رباطة الجأش هذه راحت ركبتاها ترتعشان وهى تتقدم بحذر .كانت تتوقف بين الحين والأخر لتستمع لكنه لم يكن يجيب نداءها
لم تعلم كايتى لما توقعت أن يجيبها فـ ألكساندر لم يكن هراً لطيفاً ولا هراً صغيراً جيداً .فهو يهاجمها إن حاولت أن تبدى له أى عاطفة .لو كان إنساناً لقال الأطباء أنه يعانى خللاً فى شخصيته
قالت فى سرها بتجهم: (لو كنت أتحلى بأى منطق لتركته يتفحم!)
بينما راحت تناديه بلطف وتملق وأصطدمت بشئ صلب: طاولة القهوة التى اشترتها من متجر الأغراض المستعملة .الأصطدام بالخشب كان كافياً لجعلها تقع على ركبتيها.ِعرت على الفور بأنها جرحت ركبتها كما شعرت بالقماش الناعم لفستانها يتمزق:"تباً"
وبينما كانت جاثية على ركبتيها لاحظت أن الدخان قرب الأرض أقل كثافة فقررت إكمال بحثها من موقعها هذا
كانت تزحف بحذر عندما سمعت صوتاً ينادى بأسمها ففكرت: ( نيكوس.....حسنا إن كنت تريد قتلى هذه فرصتك المثالية)
منتديات ليلاس
وقررت أن الوقت مناسب الآن لمزاح السئ فأكملت بحثها حريصة على تجاهل صيحاته التى تزداد إلحاحاً
تحولت ضحكتها المتجهمة إلى سعال عندما سمعت صوت إرتطام قوى تبعته شتيمة بالغة اليونانيةوأدركت لاحقاً أن السعال هو ما دله على موقعها لأنها بعد لحظان شعرت بيدين قويتين تنزلقان تحت ذراعيها وترتفعانها عن الأرض
"دعنى أيها الأحمق!"
"لا تتحركى وإهدأى .لقد أمسكت بك" لقد فعل ذلك بالفعل أمسكها فى قبضة قوية جعلت الهروب مستحيلاً :"أنت فى أمان الآن"
لم تكن كايتى ترغب فى أن ينقذها أحد .وقد أعلمتها غريزتها أن ذراعى نيكوس لايكس لن توفرا لها الأمان ولكن لفكرة ما يمكن لهاتين الذراعين أن تفعلا بها هى ما جعلها تبدأ بمقاومته.وأمتزج تنفسها بالنبرة المطمئنة فى صوته العميق فبدت أكثر توتراً.
صرخت عندما توقف عن محاولاته اللطيفة لتهدئتها واستعاد طبعه ومن دون تردد رمى بجسمها المقاوم على كتفه على غرار رجال الأطفاء فقالت لنفسها: (لم تعد المقاومة تجدى وأرخت بثقلها مستسلمة بتعب .

************

زهرة منسية 06-04-12 03:14 PM

الفصل الرابع
 
أضطرت كايتى للبقاء فى هذه الوضعية المهينة إلى أن بلغا المدخل حيث وجدت نفسها مرمية على الأرض الخشبية التى خططتها سايدى ودهنتها قبل الميلاد فقالت فى سرها: (يا إلهى ! مسكينة سايدى...! حصل كل هذا بسبب غبائى ! أنا مستأجرة جهنمية!
شعرت بأصابع باردة تضغط على النبض عند أسفل عنقها ثم بيد هى نفسها نفسها على الأرجح تنسل تحت ذقنها لتبدأ برفع رأسها بحزم
فتحت عينيها الدامعتين وشعرت بالأحراج عندما بدا لها أن نيكوس يعزو سبب جمودها إلى فقدانها للوعى.ثم شعرت بالخجل لأنها فكرت فعلياً فى لحظة ضعف بتركه يحاول إنتعاشها
كان الصوت فى رأسها قوياً وأمراً : "هلا توقفت عن هذا"
ولكن ما صدر عبر شفتيها الجافتين كان نقيقاً ضعيفاً
قال ذلك الوجه الكبير المنحنى فوق جسمها فيما هو يقف :"حسنا لقد أرحتنى لست بحاجة إلى الإنعاش"
وبالرغم من أن وجه نيكوس وثيابه كانت ملطخة بالسخام إلا أنه ما زال وسيماً للغاية كعادته فى أى وقت
قالت بصوت أجش:"تصور راحتك وزدها أربعة أضعاف"
"لم أتوقع الشكر لإنقاذى حياتك ولكن التمدن قد يكون جيداً....."
إنقاذ حياتى ! صرت أسنانها بينما كانت تحاول جاهدة الجلوس ثم أجابت: "لم تكن حياتى للإنقاذ إلى أن بدأت تتصرف كإنسان الكهف"
وراحت تلهث وبدت غير قادرة على الوقوف فتمسكت بأول دعامة وقعت عليها لتتمكن من النهوض وكانت الدعامة رجليه المحيطتان بجسدها الصلابة التى صادفتها جعلتها تتوقف وتقلصت عضلات معدتها فلم يعد الهروب يبدو أمراً مستعجلاً
وعادت كايتى إلى نفسها فشعرت بالخجل الشديد .لم تستطيع مسامحة نفسها لأنها أضاعت لحظات ثمينة فى ظل هذه الظروف.فقالت بغضب شديد:"لا بد ان ألكساندر تفحم فى الداخل بسببك"
أعلمته بذلك بينما سحبت جسمها من بين قدميه وحاولت الوقوف.ولكن ما أن فعلت حتى خانتها ركبتاها علا وجه نيكوس تعبير خائف إلا أنه بخفة ورشاقة رياضية أمسك بها قبل أن تنزلق على الأرض مما لطف حدة سقوطها على السطح الخشبى
احنى رأسها بين ركبتيها وأخذت تضر الهواء بيديها بحركات عشوائية ولم يسمح لها نيكوس بالوقوف إلا بعد أن توقفت عن الصراع.
"أيها الرجل الغبى !غبى!"قالت هذا وهى ترتعش وتمسح دموع الغضب التى أنهمرت على وجهها القذر تاركة أثاراً شاحبة من السخام .كان نيكوس جاثياً بالقرب منها ولم يبدو متأثراً بهجومها فأشارت إلى الباب وتابعت:"مازال ألكساندر فى الداخل"
تجهم وجه نيكوس وأجاب:"سمعتك.حافظى على هدوئك فالجنون لن يفيدنا"
فأجابته بصوت مرتفع:"أنا هادئة !"
"لماذا لم تخبرينى بما كنت تفعلينه من البداية؟هذا ليس الوقت المناسب لتحافظى على سمعتك"
رفعت كايتى حاجبيها غير مصدقة .سمعتها؟ أما بالنسبة للهدوء فقد كان مغزى كلامه ظالماً وكافياً ليثير غضبها من جديد .فقدت قدرتها على الأجابة مؤقتاً ثم صرخت فى وجهه أو بالأحرى كانت لتصرخ لو لم تكن تسعل كثيراً: "تتكلم كما لو أنك أعطيتنى فرصة لإخبارك"
منتديات ليلاس
تنفست سايدى الصعداء عندما وصلت إلى السلالم وقالت:"كايتى !يا إلهى...كايتى!أنت بخير الحمد لله! يا إلهى!على حقاً أن أفقد بعض الوزن سوف أسجل أسمى فى النادى الأسبوع القادم......"
راح نيكوس ينظر مذهولاً إلى سايدى وهى تثرثر وبدا لـ كايتى أنه على وشك على الإدلاء بأحدى ملاحظاته الشريرة فدفعته بمرفقها بقوة وقالت له فى محاولة لحماية صديقتها من كلماته الالذعة:"إنها مذعورة .وهذه طريقتها فى التعامل مع الأمور"
يا إلهى لا يتحلى هذا الرجل بأى إحساس!
تفهم نيكوس الموضوع فتركها بعد أن هز رأسه أمراً إياها بملازمة مكانها! ؤرلقبته كايتى مذهولة بينما أنحنى على سايدى مبتسماً وقال لها بسحر ورقة فائقة:"خذى نفساً عميقاً"
كان لصوت نيكوس تأثير مهدئ على سايدى التى رفعت إليه نظرها بإمتنان .رأتها كايتى تسيطر على نفسها قبل أن ترسم على وجهها نظرة تقدير.ثم سألها نيكوس :"هل أنت مصابة بالربو؟"
"لا أنا فقط سمينة وغير متناسقة" ضحكت سايدى وأكملت :"ركضت من البوابة إلى هنا .أظن أن رجال الإطفاء قادمون سمعتهم من بعيد ....هل أعود وأنتظرهم...؟"
"رافقى كاترينا إلى الأسفل .وأتركا المنزل على الفور"

زهرة منسية 06-04-12 03:15 PM


ففكرت كايتى فى سرها : (أظن أن أمثال نيكوس يعودون إلى أصلهم فى ظروف كهذه.ظروف تتطلب شخصاً مسؤولاً يتخذ القرارات .لا يمكن لأحد أن يتهم نيكوس بأن لديه مشكلة فى إتخاذ القرارات ولا حتى ألد أعدائه الذى قد يكون أنا.)
"لن أذهب إلى أى مكان قبل أن يخرج....."
أعلن نيكوس بتعالٍ وكأنه سيد عظيم :"أنا سأحضر ألكساندير وأنت ستغادرين المبنى"
ثم سأل بينما كان يتقدم نحو الشقة المشتعلة :"كم يبلغ من العمر؟"
"لا يمكنك العودة إلى هناك" لا يمكنها أن تدع رجل يموت فى سبيل إنقاذ هرها
"ركزى تفكيرك !"
كان تركيز كايتى مركزاً فعلاً ولكن على النقاط الفضية الرائعة فى عينيه.شعرت فجأة بالضغط والأرهاق والرعب .فما من وقت أسوأ من هذا للأعتراف بإنها تشعر بالأنجذاب نحو هذا الرجل.تمنت لو إنها تجد تفسيراً أخ لتوقف تفكيرها عن العمل وتحول جسمها إلى كتلة من الأحاسيس الحية عندما تكون بالقرب منه
"كم يبلغ من العمر؟" أعاد نيكوس طرح السؤال إذ لم تجب عن سؤاله الأول. لم تفهم كايتى أهمية السؤال.لكنها شعرت بإنها مضطرة إلى الأجابة ذلك أن لدى نيكوس قوة تجبرها على التجاوب مهما بلغت بساطة السؤال والطلب :" ثلاثة أعوام على ما أظن"
جمد نيكوس مكانه وقال بإزدراء ورعبب :"ثلاثة أعوام؟!"ثم أخذ نفساً عميقاً قبلل أن يكمل:"تركت طفلاً يبلغ من العمر ثلاثة أعوام وحده؟!"فغرت كايتى فاها.لقد....لقد ظن....ظن فعلاً أنها....!خانتها الكلمات . يا إلهى ! كانت تعلم إنها برأية امرأة منحطة .ولكن ليس إلى هذه الدرجة! كانت سايدى تمسك بـ كايتى فأسرعت لنجدة صديقتها:"طفل؟" نظرة إلى الرجل اليونانى الذى بدا وكأنه أصيب بالجنون وأكملت: "....ألكساندر هر"
كان نيكوس يتحضر للأنطلاق وبدت عضلات جسمه متشنجة لحجم المهمة التى تنتظره.ولكن لدى سماعه كلماتها تحول إلى تمثال جامد.لا يتحرك فيه شئ إلا عينيه اللتين أنتقلتا من كايتى إلى سايدى التى هزت رأسها موافقة ثم عادتا لتتفحصا وجه الأولى
راقبت كايتى عضلات حلقه تتقلص وهو يبتلع ريقه قبل أن يقول:"خاطرت بحياتك لإنقاذ هر؟"
"آسفة.أعلم أنه كان ليناسبك أكثر لو أننى تركت طفلاً عاجزاً وحده فى الشقة"
فتجهم وجهه بإنزعاج وقال:"ما الذى تقصدينه ؟يناسبنى أنا؟ ليس لدى أفكار خفية"
"أنت على حق .ليست خفية بل واضحة وجلية.من الأسهل عليك أن تستمر بالإدعاء أنك تقوم بهذه التضحية لتنقذ صديقك من زواج رهيب إن تبين أننى وحش لا يملك أى إحساس .ولكن تبين أننى لست ساقطة متحجرة لن تبدو صديقاً وفياً بل حيواناً حاقداً لا يمكنه تحمل رؤية الآخرين سعداء لأنه متحجر العاطفة وعاجز عن إقامة علاقة سليمة!"
التقطت أنفاسها ما إن أنهت كلامها فتحول الذهول فى تعبيره إلى غضب جامح وسأل بتعال وعنف :"هل أنتهيت؟"
"لا لم أنتهِ بعد" سمعت كايتى نفسها تجيبه بشراسة مع إنها لم تعد تملك أى قوة.وزادت حدة الصمت المترقب فرفع نيكوس حاجبه بإستهزاء .
"لم أخاطر بحياتى .أنت تصورت ذلك فقط" ذكرته بذلك مع أن أفعالها بدت مختلفة الآن ثم سمعت نفسها تضيف :"كان يجب أن أعلم أنك لا تحب الحيوانات"
وتساءلت فى سرها بغضب ساخط : (لِمَ لا يمكننى إبقاء فمى مطبقاً وأحافظ على تقدمى عليه؟) ما الذى يملكه هذا الرجل ليدفعها إلى قول أشياء سخيفة؟فعندما يكون موجوداً تسيطططير عليها حاجة ملحة لإثبات أنها أكثر أنانية وسطحية مما يظنها
"أنا أحب الحيوانات .فى الواقع أنا أفضلها على بعض الناس أحيانا خاصة على النساء المجنونات الغبيات"
تملك كايتى عادة إجابة جيدة ومناسبةلكل الأوضاع .لكنها شعرت بإحراج عميق عندما امتلأت عيناها بالدمع لدى سماعها هذه الإهانة التى تستحقها فى نظر نيكوس .ويبدو أنها ليست الوحيدة التى شعرت بالإنزعاج فقد أكتشفت بالصدفة نقطة ضعف أخرى عند نيكوس.فقد بدا حائراً أكثر منها أمام دموعها .فتنحنح وقال:"لم أقصد....."
بينما كان يتكلم لاحظط للمرة الأولى اليد التى مدها بإتجاه كايتى.حدق إليها للحظات وكأنها ليست له وبسرعة أعاد يده إلى جانبيه وخلا وجه من أى تعبير .أخذ نفساً عميقاً وأعطى تعليمات لـ سايدى:"خذى كاترينا إلى الخارج.وأنتظرا رجال الإطفاء"
منتديات ليلاس
أخرجت سايدى من جيبها مصباحاً وأعطته أياه فشكرها . فقالت كايتى :" لا أحتاج أن يأخذنى أحد إلى أى مكان"
وعندما لاحظت ان كلماتها وقعت فى آذان صماء رفعت صوتها وأكملت:"لا يمكنك أن تعود إلى الداخل"
"أنظرى إلى الجانب المشرق....إن لم أخرج من هناك فستكونين حرة للزواج بـ توم"
أرتعبت كايتى عندما استدار ودخل إلى شقتها المملؤة بالدخان لوم لم تمسك بها سايدى لتبعته للداخل.
"لا تقلقى .فهو ليس أحمق .كان يحاول أن يغضبك ليس إلا" قالت لها سايدى ذلك لتهدئها بينما كانت تراقب وجهها ثم أضافت :"لن يخاطر بحياته"
بدت هذه الثقة لـ كايتى فى غير محلها خاصة إنها صادرة عن شخص تعرف إلى نيكوس للتو.فقالت وكأنها تحاول إقناع نفسها :"لست قلقة.حسناً كنت لأشعر بالمثل نحو أى شخص آخر.لا أصدق أنه أتهمنى أنا بالمخاطرة بحياتى .ماذا يحاول أن يثبت؟"
فأجابة سايدى بتوتر :"هل تمانعين إن تابعنا الحديث فى الخارج؟"
"ماذا؟نعم طبعاً....." ألقت كايتى نظرة أخيرة نحو باب شقتها وتبعت سايدى إلى الأسفل


زهرة منسية 06-04-12 03:17 PM


"ماذا قصد عندما قال......؟
"ظننتك قلت إنك سمعت رجال الإطفاء...." قاطعت كايتى صديقتها بينما كانت تبحث بعينيها عن أى أثر للأضواء على الطريق .فأجابت سايدى معتذرة :"ظننت أنى فعلت عندما قال ذلك الرجل.....؟"
"نيكوس" تلفظت كايتى بأسمه وأفكارها مشتتة
"عندما قال نيكوس...يا إله السماوات!...نيكوس...؟!"
كادت كايتى تسمع ذقن صديقتها يرتطم بصدرها عندما أستوعبت الأسم فأكملت :"اتقصدين أنه الرجل الذى......؟"
"الرجل الذى تزوجته ؟نعم . لا أعلم كيف يمكنك التفكير بذلك بينما يشتعل منزلك بسببى .من المفترض أن تصرخى بوجههى وتهددينى"
"سأفعل إن كان ذلك يريحك.ولكن أولاً أخبرينى كل شئ عن هذا الرجل الرائع"
"ليس لدى ما أخبرك به" حاولت كايتى تجنب موضوع نيكوس بالتحديد مع أنها لم تكن تملك الخيار بسبب ما آلت إليه الأمور .خيارتها محدودة فى باقى المور أيضاً فالأمل بالزواج من توم بات الآن حلماً بعيداً.
"لقد ظهر هذا المساء . يبدو أنه وتوم أرتادا الجامعة ذاتها."
"لا أصدق ذلك !كم هذا غريب!لا بد أن الأمر بدا لك غير منطقى!"
"لم أواجه فى حياتى شيئاً غير منطقى لهذه الدرجة!"
"هل كشف الأمر لـ توم؟"
"ليس بعد ولكنها مسألة وقت ليس إلا"
نظرت كايتى وراءها للمرة المئة فى الدقيقتين الآخيرتين وحدق إلى المنزل :"ألا يفترض أن يكون قد خرج؟"
حاولت سايدى تهدئتها :"مرت دقيقتين فقط يا كايتى" ثم قالت ممازحة :"أتعلمين ؟ لا أعرف كم دفعت له ولكن لو أشيع أنه معروض للبيع لأرتفع السعر كثيراً"
فأنكرت كايتى بحرارة :"لم أشتره!...حسنا ليس بهذه الطريقة كان ذلك أتفاق عمل ليس إلا"
هزت سايدى كتفيها غير مبالية :"حسناً هل أنت متأكدة من أنكما لم تلتقيا منذ يوم الزواج؟"
"لا أظننى كنت لأنسى"
لا فاللقاء مع نيكوس لايكس يترسخ فى الذاكرة إلى الأبد مثل.....؟
"هذا غريب ! فأنتما لا تتكلمان أو تتصرفان مثل شخصين التقيا للتو.....؟لم تضطر كايتى للإجابة لأنهما فى تلك اللحظة بالذات سمعتا صفارة مميزة ومنتظرة . فراحت كايتى تقفز فى مكانها والدموع تتساقط بصمت على خديها وهى تصرخ :"لقد وصلوا!"راقبت المرأتان سيارة الإطفاء تقف أمام المنزل ويترجل منها عدة رجال.
"هل أخبرتك يوماً عن إنجذابى لرجال الإطفاء ؟"
لاحظت سايدى تعبير كايتى المصدوم فبدت مرتبكة :"حسناً أنت لديك نيكوس .لا يمكنك أن تبخلى علىّ برجل إطفاء"
فأجابت كايتى بحدة :"ليس لدى نيكوس"
"حسناً.ولكن تحلى بروح رياضية كايتى .أنا أحاول أن اتسلى....."أشارت إلى أحد رجال الإطفاء وأكملت:"هذا الرجل يبدو رائعاً...."
لم تعد كايتى تسمعها....ركضت بإتجاه رجال الإطفاء وأمسكت بذراعه وحاولت أن تتكلم....لم يكن الوقت مناسب لتخسر قدرتها على الكلام.لكن رجل الإطفاء معتاد على التعامل مع أشخاص يرتعدون من الخوف,وهالة الهدوء التى تشع منه ساعدت كايتى على النطق .فأشارت نحو نافذة الطابق العلوى وقالت له:"ثمة رجل فى الداخل"
"هل مضى على وجوده هناك وقت طويل ؟"
أبتلعت كايتى ريقها ومررت أصابعها فى شعرها الطويل بدون أنتباه فجعلتها رائحة السخام الصادرة منه تشعر بالدوار.لابد أن هذه الرائحة الكريهة ذاتها تفوح من جسمها كله.أما بالنسبة إلى شكلها....فقالتلنفسها: يا إلهى كم أنا سطحية ! أفكر فى شكلى وسط كل ما يحدث! ثم أجابت الرجل بصوت مرتفع :"لا أدرى....يبدو وكأنها هناك منذ وقت طويل"
أرتعشت شفتاها وفركت وجهها قبل أن تعترف :"إنها غلطتى أظننى تركت المكوأة مشتعلة....عرفت أننى نسيت شيئاً والآن قتلت نـ...نيكوس وألكساندر"
سألها بحدة:"فى الداخل أكثر من شخص؟"
فأتت سايدى لنجدتها وفسرت للمرة الثانية : "ألكساندر هو هرّ" ثم قالت لـ كايتى :"سيكون بخير يا كايتى.لم يبد لى رجلاً يسهل قتله"
"هل هناك طريقة لدخول المنزل غير الدرج"
"هناك سلم طوارئ فى الجهة الأخرى من المنزل" لم تبال كايتى باليد المشجعة التى أحاطت بكتفيها
"يا لى من أنانية !أعدته إلى الداخل من أجل...."بدت شفتاها بالإرتجاف بينما تأملت بخوف نتائج أفعالها.فجأة سُمع دوى عظيم وأنفجرت نافذة غرفة نومها .فمد رجل الإطفاء يديه ليحمى المرأتين من قطع الزجاج المتساقطة ثم قال لهما:"من الأفضل أن تبتعدا قليلاً وتنتظرا سيارة الأسعاف"
رأت كايتى فمه يتحرك وسمعت كلماته .لكنها شعرت بأنها فى حفرة سوداء .شعرت بالضعف
هزت سايدى رأسها موافقة ثم دفعت كايتى إلى الخلف بينما كان رجل الإطفاء الضخم يعطى تعلماته لرجاله وسط الصراخ
نظرة سايدى بقلق إلى وجه صديقتاه النحيل.فقاومتها كايتى وأبعدتها عنها.بينما راحت تنظر بعينين ملؤهما الرعب إلى ألسنة النار البرتقالية اللون المتصاعدة من النافذة .فأقترحت سايدى بلطف:"هيا كايتى!علينا ألا نقف فى طريقهم جارتنا السيدة جايمس تحضر القهوة"
لفت كايتى ذراعيها حول جسمها بقوة وراحت تذرع الحديقة دذهاباً وأياباً.وتحت طبقة السخام التى تغطى وجهها بدا لون بشرتها أبيض كالموتى .قالت:"لقد مات أليس كذلك؟أعنى أن كان فى الداخل لابد أنه مات .أليس كذلك؟ لا يمكن لأحد أن ينجو من هذا الأنفجار"
منتديات ليلاس
هزت سايدى كتفيها بعجز وقالت:"لا أعرف حقاً"
صدر من بين شفتى كايتى الشاحبتين صوت حاد مكبوت قبل أن تتمكن من منعه مما جعل سايدى ترتجف خوفاً عليها
بعدئذ تتالت الأحداث بسرعة جنونية لدرجة أن سايدى لم تعد تعرف ماذا تفعل .فصرخت برجال الإطفاء تذرهم بينما كانت كايتى تركض نحو باب المنزل بسرعة جنونية وكأن الشياطين تلاحقها
لم تكن كايتى لتتمكن من بلوغ الباب فرجلا الإطفاء يقتربان . لكن قبل أن يصلا إليها تعثرت ووقعت وإذا بها تصرخ من شدة الألم فى كاحلها الذى التوى بطريقة سيئة فقالت لنفسها : (هذا ما كان ينقصنى "كاحل ملتوٍ"أو بالأحرى مكسور نظراً للطريقة التى تجرى بها أحداث اليوم!)
مسحت كايتى الدموع عن وجهها دموع الشفقة على الذات ثم عضت شفتها السفلى وركزت جهودها للوقوف على قدميها.
حاولت أن تقوم بخطوة وتنفست الصعداء فكاحلها آلمها ولكنه تحمل وزنها.سارت وهى تعرج نحو شجرة وأستندت إلى جذعها ثم نظرت نحو المنزل
فكرت ملياً ما الذى دفعها للقيام بهذا العمل البطولى.وكأنها قد تفعل شيئاً لا يستطيع رجال الإطفاء القيام به!عندئذ أدركت ما الذى دفعهم لتحول أنتباههم عنها . رجل طويل يظهر من الدخان .فتنفست الصعداء:"الحمد لله"
راقبت بعينين دامعتين المسعفين يتوجهان نحو نيكوس ثم بدا لها أن الضجة القوية تتحول إلى أنين خافت والوجوه المتسارعة تصبح أكثر بطئاً قلبها وحده الذى أستمر فى الخفقان بسرعة حتى أنها كانت تشعر بكل شهيق فى صدرها.رفعت يدها إلى رأسها المخدر وهى تبذل جهداً كلما حاولت التنفس.فقالت لنفسها: ( أن فقدت الوعى الآن سيتهمنى بإدعاء ذلك لأسرق لحظة المجد منه) 
ولكنها لم تفقد وعيها فقد وجد التوتر طريقة أكثر واقعية ليظهر بها .
"أظننى سوف أتقيأ" لم توجه كلامها لشخص معين بل قامت بذلك بصمت ولم يلاحظ الأمر أحد.فقد كان الجميع يحيط بـ نيكوس .أرتسمت على شفتيها أبتسامة ساخطة ولكن راضية بينما أتكأت من جديد على جذع الشجرة وهى تقول لنفسها : (أنه يعرف كيف يحول نفسه إلى بطل...هذا دور وُلِدَ لكى يلعبه.)

نهاية الفصل الرابع
قراءة ممتعة للجميع

زهرة منسية 06-04-12 06:34 PM

الفصل الخامس
 


5- لا تتحدّى القدر
ــــــــــــــــــــــــــــ

منتديات ليلاس

بدا واضحاً أن البطل لم يكن مسروراً بلحظة مجده
"أنا بخير" تبع السعال إعلانه فأفقده مصداقيته.تجاهل النصيحة بالتنفس بعمق وأبعد قناع الأوكسجين الذى كان أحدهم يحاول وضعه على وجهه وأضاف:"لست بحاجة إلى هذا!"
فشرح المسعف بصبر:"لكنك تنشقت الكثير من الدخان"
وبعد بضع لحظات من الجدال غير المجدى توصلا إلى نوع من الحل فقال نيكوس:"أعدك أن أرفقك إن منحتنى بضع لحظات على انفراد مع زوجتى"
أشار نيكوس إلى المرأة الواقفة وحدها فى الحديقة ثم ندم على ذلك لعى الفور لأنها لم تكن بحاجة إلى تعزية على الإطلاق . بل بدت بحال جيدة جداً فأرتجل قائلاً :"أظنها مصلبة بصدومة "
أمل نيكوس أن تشكل إجابته تفسيراً كافياً لواقع أن (زوجته) كانت قادرة على إحتواء سرورها لخلاصه من الحريق.أرتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة ثم هز كتفيه على الأقل هى ليست مدّعية
"حسناً لبضع لحظات فقط...."
منتديات ليلاس
هل وجد الآخرون أنه من الغريب ألا تشارك زوجته فى لجنة الترحيب؟ألا تكون قد أسرعت لترتمى بين ذراعيه فيما دموع الفرح تنهمر على خديها؟لم يفكر نيكوس بهذه المسألة طويلاً.فهو لا يهتم أبداً برأى الآخرين بتصرفاته غير أن تلك الصورة بقيت عالقة فى ذهنه .ليس لأنه يفكر بتأثيرها على الآخرين بل لأن تأثيرها عليه هو ما استحوذ على تفكيره
وبينما كان يقطع المسافة بينهما توردت وجنتاه تحت السواد الذى يغطيهما .وأن ظن من يراقبهما أن اللون ناتج عن النار التى نجا منها للتو فهو مخطئ.
رفعت كايتى ظهرها عن جذع الشجرة ودفعت خصلة شعر كثيفة عن وجهها ثم قالت:"وجدتنى إذاً...."
هز نيكوس رأسه سؤالها جعله يدرك أنها حتى لو لمتفعل شيئاً لجذب انتباهه ففى داخله رادار حدد مكانها منذ اللحظة التى خرج فيها من المبنى .



زهرة منسية 06-04-12 06:35 PM



عدا طبقة السخام القاتمة التى تغطى وجهه وثيابه بدا أنه لم يتأذ جراء اقترابه من النيران .فى الواقع كان يشع حيوية تكاد تكون غير لائقة.
خطرت لـ كايتى فكرة أنه طبيعى ومرتاح أكثر من أى وقت آخر.أرتفعت إحدى زوايا فمه حين التقت عيونهما فشعرت كايتى بالغضب يولد فى داخلها....من الواضح أنه لم يفكر حتى فى أنها عانت الأمرين خلال اللحظات الأخيرة بسبب مناورته السخيفة
لم تعرف أن كانت ترغب فى ضربه أم معانقته.لم تكن ترغب فى معانقته بالمعنى الحرفى للكلمة بالطبع لأن ذلك يعنى...وتقلصت معدتها بقوة وتوقفت أفكارها بقسوة
أبتلعت ريقها بصعوبة . لم تستطيع منع الصورة من التكون فى رأسها.هزت رأسها وأخذت نفساً عميقاً مرتعشاً لكن الأوان كان قد فات فسلسلة الأحداث بدأت بالفعل
أغمضت عينيها بينما أخذ الدفء يغزو جسمها بدءاً من ركبتيها حتى أصبح جسمها كله يطوف فى وهج ذهبى فحبست أنفاسها وأمرت النيران المستعرة فى داخلها بالخمود
لم يستطيع كايتى أن تنكر أنها رغبت بذلك العناق وقد أحرقتها تلك الرغبة للحظات . ثم شعرت بالذنب لأنها لم تترقب أبداً عناق توم بهذا الشغف.
حاولت أن تفهم ما الذى يحدث لها و لماذا يحدث.لابد أن هورموناتها تشن هذا الهجوم عليها لأنها أهملتها
أو ربما لم تكن الهورمونات هى السبب...فلعلها تعانى من صدمة ما بعد الحادثة؟قد يكون محور ذكرياتها أمر لم يحصل بعد....بعد؟هذا خطأ لغوى ليس إلا
كلما فكت فى الأمر أقتنعت أكثر بأن هذه الأحاسيس الرائعة التى تنتابها ناتجة عن أقترابها من الموت .الأقتراب الذى يدفع المرء ليفكر: كان من الممكن أن نموت ولكننا لم نفعل لتستفد إذا من هذه الفرصة ثانية!
أدركت كايتى أن نيكوس يتوقع منها أن تعلق فسمعت نفسها تقول بغباء :"أنت لم تمت"
لعل قولها سخيف لكنه أكثر أماناً من التصريح بما يدور فى خاطرها
"أنا آسف.أصبت بحروق طفيفة أن كان هذا يسعدك"
شعرت كايتى بالإهانة فأخذت نفساً وأجابت:"لا تطلق الدعابات!"
فأحنى نيكوس رأسه بتأكيد:"لكن هذا صحيح أنظرى إلى أهدابى "
"لا أريد أن أنظر إليها" أجابت بحدة ثم أشاحت بنظرها عنه.فى الواقع لم يكن النظر إلى أى قسم من جسمه فكرة سديدة مع إنها لم تكن تملك الخيار إلا إذا أرادت أن تبدو فظة للغاية....ثم تابعت بحدة:"قد تكون هذه مزحة بالنسبة إليك ولكن كيف تظننى سأشعر أن أثقل موتك على ضميرى؟ لا أظنك فكرت بذلك أصلاً,أليس كذلك؟ لا بالطبع لا.كنت منشغلاًً للغاية بتمثيل دور رجل الساعة وتفكر فقط فى التأثير على الجمهور!"
منتديات ليلاس
تعثرت الكلمات فى فمها وفكرت فى أن هذا ليس عادلاً! فالرجل يتسنى له أن يقوم بأعمال بطولية بينما تجبر المرأة على ملازمة المنزل ورعاية الأطفال لأنها مخلوق رقق وضعيف
إن أراد توم القيام بأى عمل متهور يهدد حياته فهى سوف ترافقه. لكن بدا لها أنها لن تضطر أبدداً للحاق بـ توم إلى داخل مبنى يحترق لإنقاذ هرّ إذ سيترك الأمر لشخص متخصص

زهرة منسية 06-04-12 06:42 PM



أضطرت كايتى عندما لاحظت أن نيكوس يرمقها بنظرة مركزة ثاقبة وسألها:"هل خفت علىّ؟"
حملت كلماته فى طياتها صدمة شخص قام لتوه بأكتشاف رائع فناضلت لتهدئ تنفسها اللاهث ثم أجابت :"كنت...قلقة...لشعرت بالقلق على أى شخص آخر فى مثل هذه الظروف لكننى أعلم الآن أن مخاوفى لم تكن فى محلها ,إذا يبدو أن لك سبع أرواح"
تفحصت نظرتها الممتعضة جسمه بالكامل فلم تجد أى أثر للجروح ما عدا الخدش الدامى فى صدغه لكن حتى لو خرج سالماً فإن رابطة جأشه بعد حادثة كهذه أمر غير طبيعى . ما الذى يفقد هذا الرجل هدوءه؟ إن طالبته بعناق ستفقده صوابه على الأرجح
أعترف نيكوس بضحكة ساخرة :"أشكر لك قلقك علىّ لكنه لم يكن فى محله . فأنا لم أواجه خطراً كبيراً"
تذكرت كايتى على الفور تلك اللحظة الرهيبة عندما أنفجرت النافذة فعاودها الإحساس بالخوف إذ عادت لتعيش لحظة الشلل تلك
"هل أنت بخير؟"
"و لَمِ لا أكون بخير؟"
عندئذ أخبرها نيموس ما حصل بالتحديد:"تمكنت من إيجاد سلم الطوارئ بفضل ألكساندر الذى كان يجلس فوقه ويموء بالمناسبة أفترض أن هذا ألكساندر " فتخ قميصه فظهر جزء من صدره العارى وقدم لها هراً كبيراً وسخاً .أدرك الهرّ أن صاحبته المحبة سوف تضمه إلى صدرها فقفز فى الفضاء وأختفى بين الأعشاب
أطلقت كايتى ضحكة هستيرية وقالت:"هذا ألكساندر بالفعل.إنه فريد من نوعه.يفاجينئ أنه سمح لك بحمله"
"لم تعجبه الفكرة فى البداية لكنه أقتنع فى أخيراً"قال نيكوس ذلك بصوت جاف ثم مسح وجهه فظهر جرح طويل قذر
"هذه معجزة فـ ألكساندر ليس مطيعاً جداً قال الطبيب البيطرى إنه سيصبح أقل عدوانية إن عالجه لكننى لم أستطيع تركه يفعل"
بدا فى عينى نيكوس الثاقبتين نظرة جعلتها تتساءل أن كان يعانى هو أيضاً من مشكلة هورمونات هذا الأحتمال جعلها تفقد تركيزها للحظة فسألها نيكوس مندهشاً:"يعالجه؟"
قالت كايتى فى سرها إن رجلاً نجا لتوه من الموت لا يمكنه ان يهتم لهذه المسائل .مثلت بأصابعها حركة المقص . وكرد فعل على حركتها ازدرد نيكوس ريقه بقوة تماماً كما توقعت
فشرحت له بطريقة عملية:"لا أريد أن أكون مسؤولة عن إزدياد عدد الهررة لذا أبقيه محبوساً طوال الليل"
شعرت من الغشاوة التى ظهرت على عينى نيكوس أنه لم يكن يود معرفة تلك التفاصيل .لم يبدُ عليه الملل لا لكنه بدا أكثر.....شعرت بارتعاش.لعلها أخطأت التقدير أو أن فكرة العناق مازالت تدور فى رأسها لكن فيما هما هنا يتكلمان هن الهررة كانت محادثة أخرى لا علاقة لها بالكلمات تدور بينهما
عادت عيناها للمرة المئة إلى عضلات صدره القوية فأقترحت عليه بصوت أجش:"ألا تظن أنه من الأفضل أن تقفل قميصك؟قد تصاب بالبرد"
وضع يده على صدره وأجاب :"فى الواقع أشعر بالدفء. ماذا عنك؟"
تنهدت بقوة .لا مجال للشك هذه المرة فى المعانى المبطنة لسؤاله البرئ . لو لم تشعر كايتى بأى مشاعر غريبة سيطرت عليها لواجهته بحدة بسبب مغازلته المشينة....مغازلة؟كانت هذه الكلمة برئية جداً بالنسبة لأسلوبه الكلامى المثير
فأجابته وفى عينيها نظرة تحدٍ :"أنا بخير.أنا آسفة حقاً بخصوص وجهك"
ثم أكملت فى سرها : آسفة حقاً لأنه وسيم لهذه الدرجة
"سوف أنجو" مد يده فجأة وأخرج من شعرها ورقة شجر أما هى فتراجعت نحو الجذع كغزال خائف يطارده ذئب.راح قلبها يتخبط بقوة عندما أسند يده على الجذع فوق رأسها . أن أنجنى أكثر سيتلامس جسداهما .....فبدأت أنفاسها الضعيفة المؤلمة تصبح مسموعة
"ألم تصابى بأى أذى؟"
منتديات ليلاس
إنه حقاً يهتم بجوابها كان عليه أن تتكلم بكل بساطة ليس فقط لتثبت له أنه لم يؤثر فيها بل لتطرد الصور المثيرة من ذهنها أيضاً . لكنها لم تنجح فى أى من الأمرين .فقد بدا صوتها الضعيف المرتجف وكأنه آت من بعيد.أما بالنسبة لانزعاجها فقد كانت مجنونة! تطلب الأمر إرادتها بالكاممل لتمنع نفسها من وضع خدها على راحة يده القريبة من وجهها.
"سيد لايكس عليك حقاً أن ترافقنا الآن . يجب أن تجرى بعض الفحوصات.وزوجتك أيضاً"
ثم التفت المسعف نحو كايتى وقال لها :"فهمت من صديقتك أنك كنت فى المبنى فى وقت سابق"
تطلب الأمر عدة ثوان قبل أن تفهم كايتى ما يقوله الرجل ولمن يوجّه الكلام :"نعم أننى بخير"
زوجة كانت متأكدة من أنه قال زوجة . رمقت نيكوس بنظرة اتهامية من عينيها الزرقاوين القلقتين.فأجابها بابتسامة بريئة:"أنا على خير ما يرام"



زهرة منسية 06-04-12 06:44 PM


لعل التوتر بينهما أختفى لكن كايتى كانت تشعر أنه مازال ينتظر الظروف المناسبة ليظهر من جديد...فصممت على عدم السماح له بذلك.
استمر نيكوس بالنظر إليها بعينين تشعان مكراً ثم قال:"لندع الأطباء يقررون هذا حبيبتى"
"زوجك محق . من الأفضل دائماً التأكد خاصة أنك وقعت هل تأذيت؟
"وقعتِ؟"سألها نيكوس ليبدو بنظر الجميع زوجاً مهتماً بزوجته.فأكد له المسعف :"كانت سقطتها مؤلمة " ثم أضاف موجهاً كلامه إلى كايتى:"الدخول إلى مبنى مشتعل ليس بالفكرة الجيدة"
"عدت إلى المبنى؟"
هزت كايتى رأسها وقد أدهشها غضبه:"كلا لم أعد"
"وقعت قبل أن تتمكن من الوصول.سرعتك مثيرة للإعجاب سيدة لايكس .لن أجرؤ على التسابق معك" قال لامسعف كلماته الأخيرة على سبيل المزاح . لكن نيكوس لم يعتبر كلامه مضحكاً بل أستمر بالنظر إليها غي مصدق . فقالت كايتى بصوت ضعيف:"لم أكن أفكر"
فأجابها المسعف بلطف:"لا تقلقى بهذا الشأن . لا يستطيع المرء أن يفكر بوضوح عندما يعلم أن الشخص الذى يحبه محتجزاً داخل مبنى مشتعل.رجال الإطفاء يعرفون هذا"
لم تعرف كايتى أين تنظر .إلى أى مكان ولكن ليس إلى نيكوس!
" لطالما كانت كاترينا امرأة مندفعة.أليس كذلك يا حبيبتى؟ "
جعلتها نبرة التهكم فى صوته تعرج . فعلت ما بوسعها لتخفى عرجها لكنها لم تنجح فقال لها المسعف بقلق قبل أن تقوم ببضع خطوات :"لقد أذيت قدمك!" ثم نادى زملاءه:"السيدة بحاجة إلى نقالة "
وضعت كايتى يدها على ذراعه قائلة:"أرجوك لا أريد نقالة .أفضل أن أمشى لا شئ خطير"
شعرت بالإنزعاج حين نظر المسعف إلى نيكوس الذى وافق على طلبها بصفته زوجها ثم ابتعد وتركهما يتوجهان وحدهما إلى سيارة الإسعاف .
أمر لا يصدق ! أنها ليست زوجته فعلياً ولكن لو كانت كذلك لتحدّت بالتأكيد هذا التمييز الذى يجعلها بحاجة إلى لموافقة زوجها....وكأنها ليست قادرة على إتخاذ قراراتها بنفسها
أطاعت كايتى إحدى تلك النزوات غير الحكيمة ورفعت رأسها فالتقت عيناها للحظات قليلا بعينيه القاتمتينما جعلها تلاحظ أن نيكوس غاضب جداً . فأعتبرت كايتى تصرفه شاذ حقاً كيف تجرأ على إخبار الجميع إنها زوجنه؟أما بالنسبة للصورة التى وصفها بها المسعف بحماس صورة المرأة التى اندفعت بطيش لتنقذ زوجها فقد جعلتها تشعر برغبة فى الموت من الإحراج!
"أتكئى علىّ"
رغب نيكوس فى خنقها .لكنه أجبر نفسه على وضع ميوله الطبيعية جانباً وتقديم المساعدة لها, بعد أن راقبها متألمة لبضع خطوات.
"أفضل أن أزحف على يدى وركبتىّ !"
صفر الهواء من بين أسنانه عندما أطلق زفيراً قوياً وأجاب :"كما تشائين"
لم يأخذ أبداً بعين الأعتبار إصابتها وهويكمل طريقه .لم تتوقع كايتى أن يهتم ولم ترده أن يفعل ولكن كان من الصعب عليها أكثر فأكثر المحافظة على الأبتسامة المتجهمة على شفتيها مع كل خطوة
"إذاً قلقت على كثيراً,حتى أنك أردت المخاطرة بحياتك لإنقاذى؟"أطلق نيكوس هذه الملاحظة بصوت تهكمى فأصبحت معنويات كايتى فى الحضيض ها هى أسوأ مخاوفها تتحقق هذا ما كانت تخشاه....أن يفكر فى مشهد الإنقاذ الطائش ويستنتج أنها تصرفت بهذا الشكل لأنها تكن له مشاعر خفية . هل يتوقع أن تقع غالبية النساء فى غرامه؟
حاولت بفعل حاجة ملحة أن تثبت أنها لم تكن تنتمى إلى تلك الجموع التى تكرّمه
"ليس الأمر كذلك...." توقفت عن الكلام للحظة وتنهدت منزعجة .كيف يمكن للمرء أن يفسر تصرفه بطريقة ما أن كان هو نفسه لا يعرف؟فأعترفت بضعف:"لم أفكر...."
فأجابها متجهماً:"لا أشك فى ذلك.خلال السنوات السبع الماضية عندما كنت أفكر فيك كنت أتصور امرأة داهية قاسية بإمكانها أن تكسر القواعد بلا رحمة لتنال مرادها بالرغم من مظهرها البرئ . بإختصار امرأة قادرة على العناية بنفسها "
مرر يده فى شعره بعصبية وأكمل :"هذا ما توقعته أتفهمين؟ولكن على ماذا حصلت؟"
أستقرت نظرته الغاضبة على رأسها الذى بالكاد يصل إلى مستوى كتفه وقال:"أنت....!" هز رأسه وعلا وجهه تعبير يدل على نفاذ الصبر ثم بدا يعد الخصال التى أكتشف إنها تتمتع بها :"ليست فقط مزعجة لكثرة آرائك..."فرفعت كايتى عينيها المدهوشتين إلى وجهه الغاضب وقالت فى سرها: (يا إلهى ! لا داعى للقلق . أنه لا يعتقد أننى مغرمة به بل يظننى مجنونة!)
رفع يده وقال بغضب :"لا تقاطعينى ! أنت عاطفية ولا تملكين حس المحافظة على الذات أبداً . أنا رجل صبور..." أعترف بذلك بدون أى أثر للمزاح فضغطت كايتى على شفتيها لتمنع نفسها من الضحك ولكن بعد فوات الآوان فرمقها نيكوس بنظرة غاضبة وفى حين بدا واضحاً أنه يحاول السيطرة على طبعه.وقال لها بوحشية:"لقد تساهلت معك كثيراً"
فأجابته:"هذه ضحكة...."
منتديات ليلاس
ثم توقفت عن الكلام لتطلق صرخة مكبوتة عندما حملها بين ذراعيه بدون سابق إنذار وأكمل طريقه من دون أن يتفوه بكلمة واحدة فتمتمت بغضب:"أنزلنى على الفور!"
بالرغم من نحافتها لم تكن كايتى امرأة قصيرة لكنه حملها بين ذراعيه القويتين من دون ان يشعر بالثقل على ما يبدو
"أنزلك؟ وأراك تترنحين إلى جانبى بهذا الشكل؟"
استعر الغضب داخل كايتى بصمت واضطرت لوضع يديها حول عنقه كى تثبت نفسها .وسمحت له بأن يحملها إلى سيارة الإسعاف بكرامة . هل تملك خياراً آخر؟
كانت سايدى تنتظرهما على الدرج فسألتها كايتى بغضب : "لَمِ أخبرتهم أننى كنت داخل الشقة؟"
دهشت سايدى للنبرة التى كلمتها لها فتبعتهما وأجابت :"آسفة ولكنهم سألوا"
"آسفة ,لم أقصد أن أصب غضبى عليك. ولكن هذا الرجل حية استغلالية "
قالت كايتى ذلك وهى تحملق بغضب بأذن نيكوس.تغافل نيكوس عن ملاحظتها وأجلسها على مقعد ثم وقف بحذر فتابعت بصوت عالٍ:"لن أثق به طالما أستطيع الأستغناء عنه"
نظرت سايدى بإتجاه نيكوس بقلق فبادرها بابتسامة ساحرة للغاية كان لها تأثير فورى على سايدى
"حية مثيرة"


زهرة منسية 06-04-12 06:50 PM


جعلتها هذه الملاحظة تستحق ابتسامة تسلية من نيكوس الذى أحنى رأسه وقال:"شكراً لك وأسمحى لى أن أقول إن وردة أنجليزية أصيلة مثلك تُقدر جداً فى بلدى"
بدأت كايتى تقول:"يا له من..."
فرمقتها سايدى بنظرة غاضبة وقاطعتها متوردة :"لا تفسدى الأمر يا كايتى" ثم ضحكت ورجت نيكوس أن يتابع.فنظرة كايتى إليها غير مصدقة .صديقتها تغازله وبطريقة جيدة!
"هل قال لك أحدهما أنك امرأة جميلة؟"
"غالباً ما يقولون لى ذلك" أعترفت كايتى بذلك ثم لاحظت أن فريق الإسعاف بدا يفقد صبره فتابعت :"من الأفضل أن أذهب .اتصل بى لاحقاً"
قالت لها كايتنى بقلق:"أشعر بالسوء لتركك تعالجين هذه الفوضى وحدك"
فأجابتها سايدى بفرح بينما كانت تودعها:طأنت تعرفيننى أنا أحب التحدى "
"صديقتك لطيفة جداً"
"إنها تحاول الشفاء من طلاق بشع للغاية لذا دعها وشأنها فهى لا تحتاج أبداً إلى دجال سافل يلاطفها"
"بإمكانى أن أمضى بعض الوقت مع امرأة بدون التفكير بإقامة علاقة معها"
هزأت كايتى من كلامه ما جعل نيكوس يبتسم ثم قال:"لم أصعد فى سيارة إسعاف من قبل .خاصة برفقة امرأة"
أضاف ذلك بمكر فأجابته كايتى:"مضحك جداً .أظن أن تتنقل فى سيارة ليموزين فخمة"
فكرة فى سرها فى أن أحداث الليلة ستشكل تسلية جيدة له ولأصدقائه لمدة أسابيع
"كلا فى الواقع أنا أقود هيليكوبتر خاصة عندما يكون ذلك ممكناً.إذاً هل تظنين حقاً أننى وسيم؟"
"كانت تلك صورة مجازية"
فى الواقع لم يكن وسيماً فقط بل رائعاً وفكرت فى سرها كيف يمكن أن تؤثر فيها إلى هذه الدرجة ملامح شخص ما؟
حاولت إيجاد كلمة لوصفه...لا ينسى...هذه كلمة مستهلكة للغاية.لكن فى هذه اللحظة هو يستحقها بالكامل .أعترفت أنها لن تنسى أبداً هذه الصورة ونظرت إلى يديها فى حضنها
"إن أستمريت بالتنفس بهذا الشكل سيظن المسعفون أنك بحاجة إلى أوكسجين "
أضطربت كايتى عنعندم لاحظت أنه يراقب حركة صدرها السريعة .فى الواقع لم تكن كلمة اضطراب تعبرّ حقاً عن المشاعر التى تخالجها
وصل اضطرابها إلى درجة إنها لم تعد تعرف ما تشعر به الآن.حتى كلماتها بدت غير منطقية لكنها قالت له فى محاولة لتحويل نظره عن صدرها اللاهث "لماذا قلت لهم أننى زوجتك؟"
"أنت زوجتى بالفعل"
فأشارت كايتى بضيق:"فقط عندما يناسبك ذلك"
لم تكن قادرة على معارضته لكنها شبه أكيدة من أن نيكوس ما كان ليعترف بزواجهما لو أنها ذهبت إلى مركز عمله وأعلنت ذلك أمام الجميع .ما لم تستطيع فهمه هو سبب إعلانه ذلك الآن بدون إهتمام .قد يوحى ذلك بأنه رجل مستهتر لكنها متأكدة من أنه لا يفعل شيئاً دون سبب.لكن ما هو السبب يا ترى ؟أيمكن أن يمون هدفه أغضابها ؟
خلا السنوات السبع الأخيرة تدبر أمره جيداً لينسى أنه متزوج .لذا يمكنها أن تنسى احتمال أن يرى انها الزوجة المثالية له .لا شك أنه يخطط لشئ ما .قالت له بازدراء :"لعلنا أجرينا المراسم ووقعنا الأوراق لكن الأمر يتطلب أكثر من التوقيع لأصبح زوجتك فعلياً "
"حقاً وماذا يتطلب الأمر؟"
أبتعدت كايتى عنه فزاد ذلك من شعوره بالأنتصار.
"يلزم الأمر...بحق الله هلا توقفت عن ذلك؟"
"أتوقف عن ماذا؟"
"هلا توقفت عن النظر إلىّ...أنت تعلم"
"لا"
تنهدت كايتىبنفاد صبر .لم تكن نظرة البراءة على وجهه مريحة .
"حسناً ما رأيك لو تصرفت أنا كأننى زوجتك فعلاً؟"
سُرت كايتى لأنها أثبتت وجهة نظرها وشعرت بالإحراج فى الوقت ذاته.وفكرت فى أنه من الأفضل تغيير الموضوع .غير أن نيكوس لم يكن على عجله من أمره فقال:"أظن أننى سأجد الأمر مثير للغاية"
حاولت كايتى أن تهدئ تنفسها ورفضت أن تدعه يلهيها فقالت:"يتطلب الأمر...."
"ماذا يتطلب؟"
كان فضوله يكب ربسبب التعبير الكئيب على ملامحها الرقيقة والدقيقة فهزت كايتى رأسها .لن تعرض فكرتها عن الزواج المثالى لأحمق مثله.
منتديات ليلاس
"هل تظنين أنهم سيسمحون لنا بالبقاء فى غرفة واحدة فى المستشفى؟"
فقالت بإزدراء:"أظن ان هذا التعليق يعتبر مضحكاً فى اليونان؟" حاولت أن توقف سعالها ثم تابعت :"ليكن بعلمك لن أشاركك أى غرفة ولن أبقى فى أى مستشفى"
هز نيكوس رأسه وأجابها:"ألم يقل لك أحد أبداٍ أنه لا يجوز تحدى القدر؟"
نهاية الفصل الخامس


زهرة منسية 08-04-12 06:30 PM

الفصل السادس
 

6 – على فوهة بركان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتديات ليلاس

سألتها الممرضة المسؤولة عن التصوير بالأشعة :"هل أنت متزوجة؟"نظرت بإتجاه نيكوس وأكملت مع شعور صغير واضح بالحسد:"نعم بالطبع .ما هو تاريخ ميلادك؟"
ذكرت لها كايتى التاريخ فتأكدت الممرضة من التفاصيل على الأستمارة وهزت رأسها ثم سألت :"هل يمكن ان تكونى حاملاً؟"
أنتظرت إجابة كايتى فشعرت هذه الأخيرة بوجنتيها تتوردان إذ كانت تعى تماماً وجود نيكوس إلى جانبها .بعد فترة صمت قصيرة هزت رأسها وتمتمت إجابة كادت تكون غير مفهومه :"لا ,لا يمكن"
أساءت الممرضة فهم ترددها فقالت :"أن لم تكونى متأكدة...."
فأجابتها كايتى بحزم:"أنا متأكدة....لا يمكن أن أكون حامل.لم...."
فهزت الممرضة رأسها متفهمة ورمقت نيكوس بنظرة تساؤل :"فهمت....ما دامت متأكدة..."
"كنا منفصلين"
اضطربت كايتى لسماع تطوعه المفاجئ للشرح وزاد اضطرابها عندما أمسك يدها ورفعها إلى شفتيه :"لقد عدنا إلى بعض مؤخراً" وطبع فى راحة يدها قبلة حارة . وتبين لهما أن الممرضة تحب النهايات السعيدة إذ تنهدت وقالت بعاطفية:"يا للروعة!هلا أنتظرتنى هنا للحظة سيدة لايكس؟سأعود على الفور"
ما إن خرجت الممرضة حتى أنتزعت كايتى يدها المرتجفة ومسحتها فى حضنها بقوة كما لو كانت قادرة على إزالة لمسته عنها ثم سألته ببرودة :طهل كانت هذه المهزلة ضرورية؟"
بدا لها أنه لا يقاوم أى فرصة تسنح له ليضايقها ويجرحها .أم أنه لم يستطيع تحمل طعن رجولته؟نعم هذا أكيد!
منتديات ليلاس
"إذاً , لا تربطك بـ توم علاقة عاطفية حميمية؟"
جمدت كايتى فى رد فعل دفاعى على السؤال الذى فاجأها ثم أجابته بثقة:"هذا ليس من شأنك"
لم تكن كايتى من الذين يستحسنون إقامة العلاقات قبل الزواج
"ربما.ربما لا....فالحبيبان لا يفكران دائماً بمنطق عندما يقعان أسيرى الشغف .
"ما تقوله هراء لا أجد أبداً أى عذر للقيام بأفعال طائشة " عبست كايتى عندما سمعت نفسها تتكلم بهذه الأخلاقية . وهذا الجزم....كانت إجابتها جزء من رد الفعل الذى يحركه فيها فإن قال هو أسود ستقول هى بأعلى صوتها أبيض.
أرتسمت على شفتى نيكوس العريضتين المثيرتين ابتسامة صغيرة عندما لاحظ نظرة الذعر فى عينيها وارتفع جفناه فوقعت كايتى أسيرة عينيه كفراشة يجذبها الضوء :"إذاً أنت لا تعتبرين أن قمة الشغف تجعل الشخص,أو بالأحرى قد تجعلك تنسين....تنسين أسمك؟تنسين أين تبدأين أنت وينتهى حبيبك...؟!" قال ذلك بصوت مخملى عميق يصف وضعاً يتخطى استيعابها للأمور ,أمراً تشعر نحوه بانجذاب خطير .بمجرد الأستماع إلى وصفه الرقيق المغرى شعرت بالحر والبرد فى الوقت ذاته.


زهرة منسية 08-04-12 06:40 PM



انزعجت كايتى من ردة فعل جسمها بينما كانت عيناه الخبيرتان تتفرسان فى وجهها فتحركت غير مرتاحة فى مقعدها وقالت له بسخرية :"لا أود التفكير بهذا الأمر أساساً"
"ألا يمكنك تخيل نفسك فى وضع كهذا؟"
أجابت كايتى بحدة:"كــــلا !"
صرت أسنانها فيما هى تحاول بجهد أن تمنع عقلها من تجسيد الأفكار التى تكلم عنها
بدأ نيكوس يعتقد أنها بأمس الحاجة إلى شخص يمسح نظرة التكبر عن وجهها.لماذا لا يكون هو هذا الشخص؟قدم له على الفور صوت المنطق فى رأسه لائحة بالأسباب التى تمنع حدوث ذلك .وبالرغم من ذلك بقيت الفكرة تراوده
"الطبيعة البشرية تجعل الحبيبين منجذبين بشغف إلى بعضهما البعض بشكل يتخطى المنطق أحياناً."
وراح يتفرس فى وجهها المصدوم فبدا لها أن النقاط الفضية فى عينيه تتلألأ كالنجوم فى السماء.حاولت أن تتهرب لكن عينيه كانتا تجذبان نظرتها باستمرار فاجتاحتها موجة من الحرارة قوية ومتوحشة لدرجة أنها قطعت لها أنفاسها .هزت رأسها وهمست :"لا يمكنك أن تتكلم هكذا"
"هل تجدين صراحتى مهينة ؟هل تشعرك هذه الأمور بالغثيان؟"
أرتعدت مفاصلها .مهينة؟! :"لا أشعر بالغثيان.لكننى لا أظن أن الوقت أو المكان مناسبين للتكلم فى أمور كهذه" أجابته بجفاء لكن نيكوس لم يكن من الرجال الذين يسهل إيقافهم .
"أليست أموراً عادية يمكن أن تناقش؟"
"ليس بين شخصين غريبان عن بعضهما"
"لو كنت توم .هل تشعرين بالراحة لمناقشة هذا الأمر معى؟"
شعرت كايتى بغضب شديد فصرخت فى وجهه:"أنا وتوم لا نناقش أمور كهذه."
"سيدة لايكس....؟"
أستدارت كايتى لتجد الممرضة تنظر إليها
"نحن جاهزون لصور الأشعة"
أظهرت الصور ألتواءً حاداً فى كاحلها فلفه الطبيب بضمادة ونصحها بإبقاء قدمها ممدة . ثم عبر عن أرتياحه لأن رئتيها لم تصابا بأى أذى لكنه أقترح أن تبقى فى المستشفى تلك الليلة تحت المراقبة.رفضت كايتى الأقتراح بحزم وتنفست الصعداء لأن الطبيب لم يتمسك برأيه .
قالت لها الممرضة اللطيفة التى ترافقها :"لن يطول الأمر قبل أن ينتهى الطبيب من فحص زوجك"
ثم أدخلتاه الممرضة إلى غرفة الأنتظار فقالت كايتى لنفسها : وكأننى أهتم للأمر
لاحظت انعكاس صورتها فى باب زجاجى فأدركت لما ينظر إليها الناس بفضول منذ أن أتت إلى المستشفى .وأعترفت أنها تبدو مخيفة!
منتديات ليلاس
بدا من الصعب تحديد اللون الأصلى لفستان سايدى الذى كان فى الماضى جميلاً.أظهرت التنورة الطويلة الممزقة جزءاً كبيراً من ساقيها القذرتين .ومع انها تمكنت من غسل وجهها ويديها إلا أنها كانت تتوق إلى حمام ساخن يزيل عنها رائحة الدخان المزعجة التى تغلغلت فى مسامها .


زهرة منسية 08-04-12 06:43 PM



نظرت إلى نفسها بحزن وقالت للمرضة:"أشعر بالخجل لما سأطلبه منك لكن هل تملكين أى قطع نقدية للهاتف؟"
انتظرت كايتى إلى أن اختفت الممرضة عن الأنظار قبل أن تتوجه إلى الهاتف الذى رأته فى البهو.أتصلت أولاً بـ توم لم يكن فى المنزل كما لم يجب على هاتفه الخلوى .كادت تترك له رسالة صوتية لكنها تراجعت فى اللحظة الأخيرة....لا يمكنه أن يفعل شيئاً وإخباره عن الحريق سوف يقلقه.
أتصلت بعد ذلك بـ سايدى على هاتفها الخلوى فقالت لها هذه الأخيرة :"بدأت أظن أنهم سيبقونك فى المستشفى هذه الليلة!"
بدا صوتها متعباً إنما متفائلاً ما أظهر قدرتها الكبيرة على تحمل المصاعب .راحت سايدى توافيها بالأخبار السيئة:"شقتك أحترقت بالكامل.أما الخبر الجيد فهو أنهم تمكنوا من السيطرة على الحريق قبل أن يبلغ الطابق السفلى .سأبيت لدى عائلة جايمس هذه الليلة .قالوا إنه بإمكانك النوم على الكنبة إن أردت"
"أشكريهم نيابة عنى.لكن لن أتمكن من تحمل رحلة العودة"فالمستشفى يبعد حوالى خمسة عشر ميلاً من المدينة وبدت كايتى على وشك الأنهيار.أضافت قائلة:"سأستقل سيارة أجرة إلى أقرب فندق وأنام مدة أسبوع"
"جيد. أأراك غداً؟"
منتديات ليلاس
"بالتأكيد.سايدى.....أنا آسفة "
"يا إلهى! لا نعرف حتى ان كانت غلطتك أنت فأنا نسيت إعادة تشغيل جهاز إنذار الحريق بعد أن أنهى الدهانون طلاء المنزل فى الشهر الماضى.بالإضافة إلى ذلك لم يتأذ أحد وتأمينى جيد جداً.لذا لا تشغلى بالك بالأمر
لم تدرك كايتى أنها تملك أى مال لسيارة أجرة أو فندق أو حتى لإجراء أتصال آخر إلا بعد أن أقفلت الخط فقالت لنفسها: (لا تجزعى فكرى بالأمر بمنطق وهدوء)
وعندما فكرت بمنطق وهدوء أدركت أنها لا تملك المال ولا تملك وسيلة نقل وأن رأسها يؤلمها وإنها ترتدى أسمالاً بالية ممزقة فقالت لنفسها : (ربما يجدر بى قبول أقتراح الطبيب والبقاء فى المستشفى الليلة) ثم دخلت غرفة الإستقبال التى بدت شبه مهجورة.
وضع كايتى يديها على صدرها وهى تشعر بالغرابة والوحدة وبدأت تتذكر أحداث هذه الليلة



زهرة منسية 08-04-12 06:46 PM


"خذى هذه "قاطع صوت عميق أفكارها ونظرت كايتى إلى السترة المقدمة إليها ثم إلى نيكوس .بدا فى حالة يرثى لها مثلها تماماً ببشرته وثيابه الملطخة بالسواد.ولكن على العكس منها لم يكن يعير الأمر أى
أهتمام .أين العدل فى هذا؟فيما بدت هى كساحرة شريرة بثيابها الممزقة وشعرها الأشعث ,زادته هاتان الصفتان بالذات غموضاً وخطراً....بدا شريراًمزاجياً ومتشرداً .لا يمكن لأحد أن يتجاهله.فى الواقع حتى لو جردوا هذا الرجل من ثروته ومنصبه وحتى من ثيابه فلن يخسر أبداً سلطته المتعجرفة البغيضة.لكن لايهم ما قد تؤول إليه الأمور فهى لن تبقى إلى جانبه طويلاً كان من المفترض أن تشعرها هذه الفكرة بالراحة .لكنها شعرت لسبب ما بالحزن يتملكها .قطب نيكوس حاجبيه وقال:"أنت ترتجفين"
نظرت كايتى إل السترة مجدداً و فكرت فى رفضها ثم أدركت أن لا نفع من ذلك.كما لم تشأ أن توقفها الشرطة للإخلال بالآداب العامة! "نعم بالفعل , شكراً" وضعت السترة حول كتفيها المنحنتين ولفت نفسها بها فشعرت بأنها قريبة منه بشكل مثير.
"فستانى فاضح أكثر من اللزوم"
"أكون كاذباً لو قلت إننى لم ألاحظ"
رمقته كايتى بنظرة حذر ولكن تعبيره كان غامضاً ربما هذا أفضل
"هل نجلس؟" أقترح عليها ذلك وأشار نحو المقاعد فهزت كايتى رأسها :"تبدو المستشفيات غريبة خلال الليل ألا تظن ذلك؟" ثم نظرت حولها إلى المساحة الكبيرة الخاوية وتمتمت :"تكاد تكون مخيفة"
"ظننتك رحلت"
لم تخبره كايتى أن هذه كانت خطتها لكنها لا تملك المال.
"هل أتصلت بـ توم؟"
هزت رأسها :"حاولت ذلك .لكنه لا يجيب بدا خلال العشاء أنه سيتغيب طويلاً أليس كذلك؟قد يكون وسط مفاوضات حساسة,من الأفضل ألا أزعجه"
"من الطبيعى أن يترك الرجل كل شئ من أجل امرأته التى نجت من الموت"
عكست شفتاه المتعجرفتان رأيه بأى رجل لا يسرع إلى جانب حبيبته .أما كايتى فشعرت بالإنزعاج لاضطرارها للدفاع عن خطيبها الغائب,فقالت :"توم سيفعل !"
ثم أضافت :"نجت من الموت ؟أليس ما تقوله درامياً بعض الشئ؟"
أتسعت ابتسامتها عندما حاولت تخيل توم يدعوها امرأته ولو فعل لضحكت على الأرجح.
عندما أستعان نيكوس بهذه الكلمة لم تبدُ مضحكة لابد أنها اللكنة....فذوو اللكنة الغريبة المثيرة يمكنهم استعمال ألفاظ لا يستطيع السكان الصليون استخدامها .ولا داعى لأن تقول أنها لا تريد ان يدعوها أحد امرأته فهذه الكلمة تنتمى إلى أسلوب متعصب قديم .أسلوب قد يليق بذلك الرجل الذى أختاره جدها ليتزوج أمها.فأستنتجت أن لكنته هى المسؤولة عن الشعور بالأرتعاش الذى ينتابها عندما يكون بقربها.
هز نيكوس كتفيه العريضتين وأجابها:" ممكن"
كان من الصعب ألا تلاحظ عضلاته المتوترة تلتوى وتنتفخ تحت قميصه الرقيق
" ولكنى أظن أن لـ توم الحق فى تحديد ذلك بنفسه"
قست شفتا كايتى فقد بدأت تشعر بالأنزعاج من إصراره وبخته قائلة :"ألا يمكنك الأنتظار حتى الصباح لتخبره أنه متورط مع مخلوقة بغيضة؟"
"فى الواقع كنت أتساءل عن شعورى لو كنت مكانه"
توردت وجنتا كايتى إذ لم يعجبها أنه أسكتها بهدوء فقالت:"أظن أن تطلب جهداً كبيراً من مخيلتك المحدودة بدون شك"
"يا إلهى!" منح الغضب ملامحه المشدودة القاتمة نظرة مهددة فأكملت :"وأظن أنك لن تنسحب من مفاوضات مهمة تتعلق بالأعمال إن احتاجتك صديقتك.هذا حقا من شيمك!"
فقد بدا لها من الرجال الذين يضعون علاقتهم الشخصية فى أسفل لائحة أواوياتهم.واجتاحتها فجأة موجة قوية من الضعف جعلتها تترنح أما غضب نيكوس فقد أختفى ما إن لاحظ الإرهاق على وجهها الشاحب فأمسك بذراعها وآمرها بقوة:"أجلسى!"
لم تكن هذه المرأة قادرة على العناية بنفسها.وراح يتساءل كيف يدعها توم تخرج وحدها!
أطاعت كايتى أوامره إذ فكرت أن الأمتثال لتعليماته أشرف بكثير من الوقوع أرضاً أمامه .لديها كبرياءها طبعاً ولكن عليها أن تتعلم متى تسكتها.جلست للحظة وأغمضت عينيها تنتظر اختفاء الشعور بالضعف الرهيب.ولحسن حظها تركها نيكوس فى حالها
"أنا متعبة فقط"
منتديات ليلاس
رمقها نيكوس بنظرة مبطنة وقال :"أمرك غريب حقاً تشعرين بالحاجة للاعتذار عن تصرف طبيعى عادى وتتجاهلين الإهانات التى ترمينها فى وجهى بوحشية!"
هز رأسه إذ كانت على وشك أن تجيبه وضغط بأصبعه على شفتيها وقال:"لن نتشاجر .مخيلتى ليست ضعيفة جداً بحيث لا أرى أنك مرهقة . أما ماذا قد أفعل ,فنحن لا نتكام عنى"
لا نتكلم ولا نفكر ولا نتوهم...هذا ما كانت بحاجة لوضعه فى رأسها! مسحت بدون تفكير شفتيها بظهر يدها لتمحو لمسته عنهما.
"لا حاجة حقاً لا أن يمضى توم أيضاً الليل ساهراً فهو يعلم أننى لا أحتاجه ليمسك بيدى كلما واجهت مشكلة"
سألها نيكوس بمرح:"أنت إذا امرأة قوية ومستقلة؟"
فضاقت عينا كايتى .كانت نظرةالتحدى فيهما ضعيفة ولكن كافية لتخبره رأيها بتكبره .قلات له بفخر:"إذا كنت تسأل إن كنت قادرة على العناية بنفسى فالجواب هو نعم.هل لديك مشكلة فى ذلك؟"
لا شك أنه يفضل النساء الضعيفات اللواتى يخبرنه دائماً كم هو قوى ورائع ولا يعارضنه أبداً أبداً!
سألها نيكوس برقة:"وهل لدى توم مشكلة فى ذلك؟"
لوحت كايتى بخاتم الماس كبير المنافى للذوق وأجابت :"أبداً,هذا واضح."
فأقترح بصوت جاف:"ربما تكونين أكثر حذراً وأنت معه؟"
فأجابته:"أنا أرتاح بقربه"
ثم أغمضت عينيها وتخيلت نفسها بصحبته غير المتطلبة .بصحبة توم لم تشعر أبداً بالتوتر أوالضغط أو....الإثارة ؟جحظت عيناها بفعل الصدمة,من أين أتت هذه الفكرة؟
"ولكن ليس بقربى؟"
لم تستطيع كايتى كتم ضحكتها . فقد بدت لها الفكرة مضحكة للغاية .ترتاح بقرب نيكوس؟يمكنها بالاحر أن تتخيل نفسها نائمة على فوهة بركان نشط!إنه يملك بالفعل مواصفات بركان ناشط....فبإمكانه أن ينفخر من دون أى سبب ظاهر



زهرة منسية 08-04-12 06:59 PM


"هل أبدو لك سخيفة لهذه الدرجة؟"
إن كان لديها أى شك فقد أختفى فى تلك اللحظة .تنهدت كايتى وحضرت نفسها لرد قاسٍ لا مفر منه....ولكن الرد لم يأتٍ بل على العكس طال الصمت بينهما.....
جمد نيكوس مكانه لدرجة أنه كاد يتوقف عن التنفس ولم تتحرك عيناه عن وجهها.لم تستطيع حل لغز التعبير الذى ارتسم على وجهه المشدود والذى لم يظهر إلا للحظة ولكنها كانت كافية لتفقدها صوابها.
"كلا"
بعد إهانته له توقعت أن يكون رده أكثر....حدة من هذا
"لم تجب على سؤالى" وأكملت فى سرها: إلا بسؤال آخر,ثم بصوت مرتفع:"هل لديك مشكلة مع المرأة القوية؟"
"المسألة ليست مسألة قوة .فعلاقتى بالنساء نادراً ما تكون تنافسية سواء بالشكل أو بطريقة التفكير"
شعرت كايتى بالرضى.فبتعبير آخر هويختار المرأة الضعيفة على أن تكون حبيبة رائعة.
"بعض النساء يضحين بأنوثتهن للتنافس مع الرجال,هذا خيارهن ولكننى لا أجدهن جذابات . أنا أقدر النساء اللواتى ينجحن بدون محاولة التمثل بالرجال"
"هل تقول أننى فقدت أنوثتى؟"
"لا يمكننى تصورك كمنافسة للرجال بشروطهم الخاصة"
يا إلهى,هذا المتعالى.....!
"هل ستتركين عملك قبل الزفاف أو بعده؟"
تساءل نيكوس بابتسامة بريئة فحبست كايتى أنفاسها .بابتسامته هذه يمكن لهذا الرجل إهانة الأنسان أكثر من أى شخص عرفته .
قالت له بعنفوان جامد:"لن أترك عملى أبداً.قد لايكون عملى مهماً جداً ولكننى أستمتع بالقيام به"
فرفع حاجبه:"حقاً؟!جعلتى توم يعتقد أنك لا تطيقين الأنتظار...."
فقاطعته كايتى قائلة:"لم أبلغ توم بقرارى هذا بعد"
"وهل تبلغين توم بأى من شؤونك؟"
"علاقتى بـ توم لا تعنيك إطلاقاً"
"بل هى فى الواقع تعنينى لدرجة كبيرة"
"فقط لأنك شخص لا يطاق يتدخل...." أحكت كايتى أطباق شفتيها وأبتلعت خطبتها العنيفة .فالمكان والزمان ليسا مناسبين لمعركة محتدمة وبخاصة إن كانت ستخسرها
"ألا تظن أن توم قادر على إتخاذ قراراته بدون أن توجهه أنت إلى الطريق الصحيح؟فـ توم سيد نفسه" أضافت ذلك بسرعة وفخر ورأسها مرفوع فأجابها:" أنا متأكد من أن توم قادر تماماً على إتخاذ قراراته بنفسه شرط أن يملك كافة الوقائع....ما أن يفعل فسأكون مسروراً بالالتزام بقراره"
"ليس الوقائع هى المهمة بل الطريقة التى تعرضها بها"
"أعريضها أنت بالطريقة التى تناسبك أكثر ليس لدى أى إعتراض.لكن حتى لو أقنعت توم بأن ثروته لا علاقة لها برغبتك أن تصبحى زوجته.هذا لا يغير واقع أنك ليست حرة لتتزوجى به.
أشار تعبيره عندما نطق بهذه الجملة الأخيرة إلى أنه لا يمزح أبداً.
"كنت لأصبح حرة لو لم تكن أنت عنيداً خبيثاً....."تنشقت كايتى الهواء ببطء لتهدئ تنفسها .لن تلجأ إلى الشتائم من جديد فأكملت :"لماذا على أن أتزوج بـ توم إن كان زوجى الحالى ملياردير؟"
بدا نيكوس جاهزاً لتلقى ردها وفسره بطريقة خاطئة كليا فأجابها:"قب أن تبدأى بتخيل أرقام وهمية أود أن ألفت نظرك إلى أن الأتفاق الذى جعلنى هارفى أوقعه يعمل فى الأتجاهين .لقد تأكدت من ذلك.آسف ولكننى لست وزتك الذهبية.ما الخطب؟"
طرح عليها هذا السؤال عندما لاحظ أن اللون أختفى من بشرتها.
احتاج كايتى غضب جامح جعل عينيها تشعان بقوة.وحدقت إليه غير مصدقة.أما هو فبدت حيرته حقيقية....كيف يستطيع أى شخص أن يهين شخصاً أخر بهذه الطريقة ولا يدرك ذلك؟تركت السترة تنزلق عن كتفيها وقالت بحدة :"لا تدعنى أؤخرك"
أجابها بنفاذ صبر :"لا تكونى سخيفة .أنت تشعرين بالبرد وها أنت تتصرفين بغباء"
فهزت كايتى كتفيها وتركت السترة تقع أرضاً:"ربما أريد أن أتصرف بغباء"
قال وقد أنحنى ليلتقط السترة عن الأرض :"أنت الآن تتصرفين بسخافة ليس إلا"
كان اللون قد عاد إلى وجهها عندما جلس مجدداً .أما شفتاه فعبرتا عن إزدراء واضح فأجابت من دون تفكير:"إنها غلطتك"
رفع نيكوس حاجبه الداكن ورمى السترة بإهمال على كتف واحدة وقال :"يجب أن أسمع هذا . ماذا كنت تقولين؟"
أجفلت كايتى :"لا لزوم للكلام لأنك ستحور كل ما أقول" ثم أعلنت بتمرد :"بتعبير آخر لا أساس أبداً لاتهاماتك" وقبل أن تتمكن من المعارضة وضع نيكوس السترة على كتفيها وظل ممسكاً بطرفيها ثم جذب كايتى نحوه .كانت مدركة تماماً لقوته .تنشقت رائحته الدفئة وشعرت بالدوار
أحنى رأسه نحوها وقال بلطف :"مهما أصبحت مزعجة لن أتركك وحدك"
"لكى تدعنى بالساقطة الجشعة البخيلة؟!" يا الهول ! شعرت بعينيها تمتلئان بدموع الضعف !أما وجه نيكوس فقد عكس مفاجأة صادقة .فقلا بلهجة عنيفة:"لم أقل شيئاً من هذا القبيل!"
"اتهمتنى بأننى أريد أن أقيم معك علاقة للحصول على الطلاق يدرّ علىّ المال .لمعلوماتك لن أقبل منك ثمن سيارة أجرة" راحت تتساءل كيف يمكن لإنسان أن يكره شخصاً لهذه الدرجة ويرغب فى الوقت نفسه بالبكاء على صدره؟لما قد يرغب شخص بكامل قوأة العقلية فى البحث عن الراحة والأمان بين ذراعى عدوه؟وأستنتجت كايتى وهىتحدق بذهول إلى الرجل الذى يملؤها بهذا الشوق أن الأمر مخيف ولا مبرر له.
لان تعبير نيكوس القاسى عند رؤية ملامحها :"لم أشأ إهانتك كاترينا.لنوقف هذا الشجار.أنت لست بخير"
"ما هذه؟شهامة يونانية؟"
أتت ردة فعل نيكوس نتيجة الفضول لا الكرامة المجروحة :"هل تشكين بوجودها؟"
"بعد أن قابلتك ؟نعم!"
دهشت كايتى لرؤيته يضحك بعد ردها ثم عاد إلى جديته مرة أخرى.
"لنكن واقعيين"
ففكرت كايتى: (متى كنت غير واقعية؟)
"ما هى خططك؟"
وهل لديها أى خطط؟ :"آمل ألا أضطر للنوم على مقعد المنتزه
"ما هذه؟دعابة بريطانية؟"
بالرغم من إصرارها على أن تبقى غاضبة منه استمتعت كايتى بسماعه يستعمل طريقتها فى الكلام ضدها بذكاء .مهما كانت سيئاته كثيرة إلا أن هذا الرجل يتمتع بلسان حاد وعقل ذكى....ذكى جداً.وأعادت أستعمال كلماته حرفياً:"هل تشك بوجودها؟"
"ماذا يمكننى أن أقول بدون أن أهين تراث الآخرين الثقافى؟"
توردت وجنتا كايتى من جراء توبيخه اللطيف ثم زاد قلقها عندما فكرت أنه قد يظن أن كلامها نابع من كرهها للغرباء
"هل التقيت بيونانيين غيرى؟"
"نعم فى الواقع عشت مع شخص يونانى" سرتها ردة فعله المرتبكة على إجابتها ولوكانت تعرفه أكثر لفاجأها ارتباكه.
"هل يعلم توم بذلك؟"
رسمت كايتى على شفتيها ابتسامة مشرقة وأجابت:"نعم يعلم"
"أظن أن علاقتك الفاشلة هذه تفسر سبب عدائيتك تجاهى"
"وهل قلت إنها كانت علاقة فاشلة؟"
"فى الواقع.لقد أستنتجت ذلك بنفسى بما أنك لم تعودى...."
أجابته وعيناها تحدقان بعينيه:"حسنا.أعتقادك ليس فى محله" لم تقصد أن تكون إجابتها مبهمة .ولكن الفكرة لم تبدُ لها سيئة فكرة أن تجعل نيكوس يظن أن ماضيها حافل .وأختفت فجأة النبرة القاسية من صوتها ولانت نظرتها :"فى الواقع كانت علاقة جميلة ,جميلة جداً" ثم أضافت بصوت حزين عميق :"أشك أن أعيش علاقة مثلها مجدداً"
إلا إذا رزقت بطفلة فى يوم من الأيام "إذاً عدائيتك تجاهى...."
"ناتجة فقط عن أنك رجل عدائى خبيث مقيت"
شعرت كايت بالندم على كلماتها الشريرة فى الصمت الراعد الذى تبع إعلانها . كما شعرت بالذنب عندما نظرت إلى الجرح فى جبهته .وعندما رأت أنه لم يحرك ساكناً .أضافت :"لم أقصد أن أهينك . حسنا,قصدت ذلك ولكن...بحق الله , لا تعبس!" قالت ذلك بضيق
"إهدائى يا كاترينا . أنا لا أشعر بالإهانة
فتنفست الصعداء :"جيد .ماذا قال لك الطبيب؟"
صدرى بخير
قالت كايتى فى سرها: (صدرك رائع ) ثم علقت بصوت عالى :"ممتاز!"
"وصور الأشعة لجمجمتى طبيعية ولكنهم أصروا على وضع غرزة أو أثنتين فى رأسى"
قال ذلك بطريقة عرضية فأجابت كايتى :"غرزة أو أثنتين؟تبدولى أكثر من ذلك"
وبدون تفكير مدت يدها لتبعد خصلة الشعر عن الجرح ولكن قبل أن تلمسه أطبقت أصابعها البرونزية على يدها فاجتاحت أعصابها موجة كهربائية عنيفة
ابتسم نيكوس بمرح وبدا عليه بعض التوتر....فيما ابتلعت ضحكة هستيرية فقال لها:"ألن تصدقى كلامى؟لا . بالطبع لن تفعلى"
"اردت فقط أن أن أتاكد من أنك بخير"
هز نيكوس رأسه :"لا أهمية لعدد الغرز"
أنزل يدها لكنه لم يتركها فى الحال بل إدارها ومرر أبهامه على راحتها:"يداك جميلتان"
بدا مندهشاً بقدرها لقوله هذا.فاستقر نظر كايتى على أصابعه الطويلة الجميلة.كانت يداه قويتين معبرتين فقالت:"ويداك أيضاً"
شعرت بتوتره ينخفض قليلاً وبالرغم من ارتعاش شفتيه لم يعلق على قولها
"اتعلمين أظن ان بإمكاننا إيجاد ما هو أفضل من مقعد الحديقة"
شعرت ببعض الآسف عندما ترك يدها مع أن لمسته جعلتها تضطرب . حاولت أن تلتقط أنفاسها اللاهثة :"ماذا تقصد...؟"
"أقصد جناحاً فى فندق "هول" "
لابد أنه ينزل هناك فالإقامة فى فندق أقل من خمس نجوم تهين كرامته
"انت تريد التقرب منى فعلاً إذاً"
تنهد نيكوس وبدا نافد الصبر .قال لها:"يا إلهى !أنت حقاً صعبة المرأس.كلانا متعب..."
"وهذا ليس عذراً للمراوغة" نقر عرق فى خدّهوأجاب:"لطف منك أن تذكرينى بسوء تصرفى"
"أشعر أن هذا لا يحدث غالباً"
منتديات ليلاس
عبر عن عدم رضاه عن مقاطعتها له من خلال زم شفتيه وقال:"كنت على وشك قول أننى مستعد لتحمل نفورك كى تقبلى مساعدتى .ستوفرين علينا الكثير من الوقت .وأن سال أحدهم سأقسم له أنك عارضتينى بشدة وأنك تكرهينى وتفضلين النوم على مقعد فى الحديقة إلخ....."
رمقته بنظرة إزدراء قوية ثم أجابت:"ولكننى أفضل فعلاً النوم على مقعد فى الحديقة!"
فهنأها قائلاً:"أحسنت!فالخطوة الأولى لتصحيح الأخطاء الأعتراف بوجود المشكلة"
"ما أن ترحل حتى لن يعود لدى أى مشكلة" ماذا ستفعل أن أخذ كلامها على محمل الجد؟
"لا تسترسلى. لا يمكنك البقاء هنا وليس لديك أى مال .أما أنا فلدى...."
"الكثير من المال"
"فى الواقع كنت أفكر بسرير إضافى وسيارة أجرة قد تصل فى أى لحظة"
"سرير إضافى؟"
قال معتذراً:"آسف أن فكرت بغير ذلك ولكن اليوم كان طويلاً...."
فتوردت وجنتى كايتى بقوة من جراء تلميحه وأستجمعت شجاعتها بقدر ما أستطاعت ثم وعدته بتجهم :"لن تشعر بوجودى"
فنظر نيكوس إلى شعرها الداكن بابتسامة ملتوية وقال:"أشك كثيراً بذلك حبيبتى"
أدعت كايتى أنها لم تسمع كلماته الأخيرة

نهاية الفصل السادس
قراءة ممتعة للجميع

:8_4_134::8_4_134:

زهرة منسية 09-04-12 06:50 PM

الفصل السابع
 


7- القوة السحرية لليل


اختارت كايتى زيتاً برائحة إكليل الجبل وأفرغت القليل منه فى الماء
ثم تنفست الصعداء ما أن أحست بأنسياب المياه الساخنة
فقدت إحساسها بالزمن بينما هى مستلقية هناك تحلم بكل ما للكلمة من معنى. وإذ بطرقة قوية على الباب تقطع هذا الحلم الرائع .أنت كايتى بإنزعاج وغمرت نفسها بالمياه متجاهلة الصوت.وإذا بالطرق على الباب يصبح أقوى يرافقه من صوت الرجل. "هل أنت بخير يا كاترينا؟إن لم تُجيبى سأضطر للدخول!"
قد يفعل ذلك فعلاً
لاشك أن هذا الوضع سبب السرعة الجنونية لنبضها . عضت كايتى شفتها وصرخت آملة أن يرحل:"الباب موصد!"
تبع كلامها فترة صمت قصيرة ثم قال لها :"باب مقفل لا يردع رجلاً مصمماً لذا إن لم تفقدى الوعى أجيبينى"
بدا صوته غاضباً وإنما أكثر هدوءاً مما كان عليه قبل أن تتكلم . سألته من خلف الباب:"ماذا تريد؟"
"هل تريدين شئ من خدمة الغرف؟سأطلب العشاء"
أستجابت معدتها للعرض بدمدمة جائعة لكنها أجابت :"لا"
"بالكاد أكلت شيئاً فى المطعم"
"وعلى من يقع اللوم فى هذا.....؟"
"من الفضل أن تأكلى"أصر نيكوس على الموضوع بعد أن قرر تجاهل اتهامها الخسيس
"ماذا ستفعل؟تطعمنى بالقوة؟"
أجفلت كايتى لسماع صوتها وقالت بنفسها : (يا إلهى!بدأ الأمر يشبه معركة محتدمة .على أحدهما يتصرف كشخص) ناضج فقررت أن تكون هى هذا الشخص:"فى الواقع يا نيكوس .....لن أمانع لإى أكل سندويش....نيكوس....؟"
نادته لكنه لم يجب فتنفست الصعداء.لابد أنه لم يبق ليسمعها .فسألت نفسها: (لماذا يصعب عليها لهذه الدرجة ان تناديه بأسمه ؟
عادت كايتى تستلقى فى المياه المنعشة لكن أستحال عليها تهدئة نفسها مجدداً.عندما مدت يدها لتأخذ منشفة لمحت صورتها فى المرآة.... وراحت تحدق إلى عينيها....الداكنتينالخاليتين فأرتجفت ولكن ليس من البرد
يا إلهى!وتساءلت ان كانت تحاول رؤية نفسها من خلال عينى شخص غريب شخص واحد محدد....عيناه قاتمتان لا يسبر غورهما أحد ؟التفكير فى نيكوس جعلها تضطرب فتحت المياه الباردة وغسلت وجهها ساعدتها المياه الباردة على التخلص من أوهامها هذه لكنها لم تعالج أفكارها العميقة . فقالت لنفسها : (أنا على وشك الزواج برجل وها أنا أفكر برجل آخر!)
ثم سألت صورتها فى المرآة: "كيف يجعلنى ذلك أبدو؟"
نظراً للظروف الأستثنائية لم يكن زواجها من الرجل الذى يطلق الأفكار المثيرة فى رأسها مهماً.وربما حان الوقت لتعترف أن علاقتها بـ توم لم تكن مبنية على أساس متين يدوم مدى الحياة ؟هزت رأسها ورفضت هذه الفكرة.فالصداقة والأحترام يدومان أكثر من الشغف....وعادت أفكارها إلى نيكوس ! فقالت بصوت مرتفع :"لن أدعه يفعل ذلك بى!"
هزت رأسها لتزيل الرطوبة الزائدة عن وجهها وأخذت نفساً عميقاً ثم بدأت تفرك جسمها بمنشفة.
عندما عادت كايتى إلى غرفة نومها كان باب غرفة الجلوس المشتركة مفتوحاً . لم تسمع أى حركة خلفه ولكن من باب الأحتياط اقتربت منه على رؤوس أصابعها لتقفله بلطف .ستشعر بأمان أكثر مع حاجز مقفل بينهما .فتساءل الصوت الماكر فى رأسها : ماذا لو علم بما تفكرين؟
لن تنجح بعد الآن فى الأدعاء بأنه لا يجذبها....كما لا يمكنها إلقاء اللوم على التوتر الذى أصابها بسبب الحريق.الحقيقة هى أنها كلما نظرت إليه غمرها جوع رهيب غير منطقى . غير منطقى أبداً!
أمسكت الباب وتمنت لو بإمكانها طرد نيكوس من أفكارها بالسهولة التى تقفل بها هذا الباب .إلا أنها أعترفت لنفسها بصراحة أن الأمر يتطلب أكثر بكثير .سيتطلب بعض السيطرة على الذات التى كنت تتحلين بها , لذا توقفى عن التصرف وكأن لا خيار لك!لديك الخيار دائماً!
كشرت كايتى إذ لاحظت عدم الأقتناع فى كلماتها فعادت تقول لنفسها: (تحلى ببعض الثقة بالنفس يا فتاة!)
ثم أعلنت لنفسها بصوت مرتفع:"لديك الخيار دائماً !"
قطبت حاجبيها وأستندت على الباب إلذى جمد فجأة قبل أن يقفل نهائياً .أنت بنعومة ودفعته.عندئذ ظهر العائق أمامها : رجل يبلغ طوله ستة أقدام ونصف
تقلصت معدتها بقوة عندما رفعت نظرها إلى ملامحه المؤثرة يا إلهى! ليست فقط عاجزة عن إخراجه من أفكارها ولكناه غير قادرة أيضاً على عدم التأثر بمظهره!
"أسفة لم أرك فى الداخل"
ابتسمت بجدية عندما فتح الباب بالكامل وأحكنت شد حزام ثوب الحمام السميك الذى ترتديه
رمقت نيكوس بنظرة أملت أن تبدو عادية فلا يلاحظ من خلالها تخيلاتها!كان يرتدى جينز فاتح اللون وقميصاً حريراً أغمق منه بقليل وبدت الصورة الحالية لـ نيكوس جذابة بشكل مدمر تماماً كالأولى.
"هل كنت تكلمين نفسك...؟"
هزت كايتى رأسها بقوة ولم تجب .فأرتفع حاجبه وقال:"ظننتنى سمعت شيئاً"
"لابد أننى كنت أفكر بصوت عالٍ"
"ولكنك لم تكونى تكلمين نفسك" جعلتها أبتسامته المستهزئة ترغب فى ضربه . الحفاظ على التمدن صعب مع نيكوس فأضافت:"آسفة أن أزعجتك. تصبح على خير"
كانت تأمل أن يفهم قصدها ولكنها لم تتوقع ذلك فـ نيكوس ليس جيداً فى فهم الكلام المبطن
"ظننت أننى نائم؟ ربما!" بدا سؤاله برئياً للغاية لكن اللمعان فى عينيه الضيقتين جعلها تشك بوجود فخ ما فى كلماته اللطيفة ظاهرياً.
كان نيكوس يدرك أن العديد من النساء اللواتى يضعن مساحيق التجميل بكثرة لا يمكن التعرف إليهن بدونها إنما لم تكن هذه حال كاترينا,تأمل ملامحها فوجد بشرة لا عيب فيها وشفتين عريضتين زهريتين .كان العيب الوحيد فى وجهها ذلك اللون الأسود تحت عينيها وكأنها لا تنام جيداً ليلاً.وعندما فكر نيكوس بما قد تفعله بدل النوم قطب حاجبيه بقوة
كررت كايتى كلمته وهى تشعر بالقلق من نظرة عدم الرضى التى يرمقها بها:"نائم؟لم أفكر حقاً بالأمر"
"لايمكننى تصديق ذلك"
"تصديق ماذا؟"
كان العبوس لا يزال وجه كايتى عندما استدارت وتبعت بعينيها الوجهة التى أشار إليها برأسه القاتم . وكادت تئن بصوت عالٍعندما رأت فى الغرفة الأخرى مرآة كبيرة ذات إطار مذهب فوق السري الضخم.لابد أنه رآها بوضوح وهى تقترب.
"بدوت وكأنك لا تريدين إزعاج أحد,كفأرة صغيرة"
تذكرت كايتى تسللها لتصل إلى الباب فشعرت بموجة من الخجل تجتاحها فيما تابع نيكوس :"قد يظن المرء لأنك لم تريدى أن أسمعك"
عضت كايتى على شفتها فالهر يستمتع بانزعاجها .قالت لنفسها : (لا بأس طالما أنه لا يقرأ أفكارى فى عينى)
جعلتها هذه الفكرة ترتجف فأبتلعت ريقها وذكرته:"قلت لك إنك لن تشعر بوجودى "
فتمتم نيكوس بعدم إقتناع واضح :"وقد نفذت وعدك.أنت لطيفة للغاية"
أسند الباب بكتفه وقست ملامحه عندما أضاف:"إلا عندما تركتنى أظن أنك فقدن وعيك فى الحمام"
فاجأها هذا التعليق غير المتوقع فطارت عيناها إلى وجهه:"لم تظن ذلك؟"
اختفت ابتسامتها المستهززئة عندما ألتقت نظراتهما وأتسعت عيناها :"لأقد ظننت ذلك فعلاً...؟لكنى لا أفقد وعيى...."
أستعادت بذاكرتها أحداث اليوم فأتضح لها أن أى شخص مهتم قد يظن فعلاً أنها فقدت وعيها إن لم تجبه.فأقترح قائلاً :"إن ذلك ممكن.فقد كنت مرهقة ومررت بتجربة عصيبة...كم لم أكن أملك تلك المعلومة الصغيرة لتجعلنى أدرك أن مخاوفى لا أساس لها :
"أنت لا تفقدين الوعى"" كان كلامه مليئاً بالسخرية فرفعت كايتى رأسها ورسمت على شفتيها ابتسامة تحد.أرادت أن تريه أنها بالرغم من إرهاقها المقيت لن تقبل محاضراته بسهولة :" من تظن نفسك؟"
"زوجـــــــــكــــــــ"
منتديات ليلاس
فكرت كايتى لدقيقة أن بإمكانه حقاً قراءة أفكارها إلى أن تدخل التفكير السليم واستنتجت أنها لابد أن تكلمت بصوت مرتفع
"أفهم من كلامك أن التجربة العصيبة التى مررت بها هى ظهورك فى حياتى؟"
كان فى نظرتها المتحدية قليل من اليأس ففكرة ممارسة ذكائها على نيكوس مثيرة إلى حد بعيد.ولكنها مرهقة أيضاً شعرت كايتى أنها تخسر قوتها بدون ذكر عقلها ! فهى ليست شخصاً عدائياً فى العادة كما شعرت أنها مشوشة للغاية لمعرفتها أنها تتصرف بطريقة سيئة .من وجهة نظر أخرى كان لـ نيكوس ميول أستبدادية سوف تحوله فى وقت قريب إلى طاغية ما لم يتدخل أحد لمنع ذلك
حاول نيكوس أن يملأ الفراغ فقال ببرود :"لم أعتقد أنك ستكونين غبية كفاية لتقفلى الباب"
فقالت كايتى لنفسها: (إذاستمر فى مخاطبتى وكأننى طفلة سخيفة فسوف...)وتركت هذه الفكرة عالقة إذ بدأ عقلها يرسم الصورة المناسبة.
"أتقصد أننى لو لم أقفل الباب لدخلت لكى تصرخ فى وجهى؟"
"لو كنت مريضة أو فى بحاجة إلى المساعدة , نعم.ولكن ان كنت تعنين أننى أستمتع بدخول الحمام بدون دعوة فالجواب هو لا , لا أفعل ذلك.
مع أن تعبير وجهه لم تتغير إلا أن تغيراً مممفاجئاً ظهر جلياً فى مزاجه من خلال النظرة الحارقة التى استقرت على وجهها .ثم تابع قائلاً :"إن تمت دعوتى يتغير كل شئ "
"تجعلنى الصورة التى ترسمها أشعر بالغثيان"
ولكن الأسباب مختلفة تماماً فالغيرة هى آخر ما تحتاجه الآن!
"لم أكن أعرف أنك محتشمة إلى حد التطرف.مع أنه كان يجدر بى أن أحرز عندما قلت أنك و توم لا تتكلمان عن (تلك الأمور) "
فأنكرت بغضب:"لست متطرفى على الإطلاق" ثم عدلت صوتها إذ أدركت أن ردة فعلها مبالغة كثيراً ولكنها لم تستطيع منع نفسها :"أظن أن ما يجرى بين الرجل و المرأة يجب أن يبقى بينهما وإلا أصبح موضوع نكات رخيصة"
"حسناً على الأقل لاحظت أنها كانت نكتة.ربما يسلعدك بعض الطعام على التركيز أكثر؟"
لم تشعر كايتى فى حياتها بإذلال مماثل .لم تعرف كيف سمحت له بإستفزازها بهذا الشكل فسألته:"لماذا تصر على إتهامى بأمور سيئة؟"
"وأنت لماذا تصرين على معاداتى كصبى عنيد؟"
"ليست صبياً! أتعرف أظننى جائعة قليلاً"
بدت محاولتها لتغيير الموضوع سخيفة جداً ما جعل نيكوس يبتسم ولكن ابتسامته أختفت إذ خطرت بباله فكرة لا تصدق فهز رأسه فى الحال ليطردها.غريب!كيف تخطر فى بال الرجل أفكار جنونية إذا لم يأكل أو ينام .
بما أنه رجل نزيه لم يستطيع نيكوس التأكد مما إذا كانت الظروف هى التى أطلقت العنان لحاجة أساسية مختلفة ,حاجة يشعر بها كلما نظر إلى حبيبة صديقة.....زوجته

زهرة منسية 09-04-12 06:54 PM


قطب نيكوس حاجبيه فقد كانت حياته العملية مليئة بالتعقيدات .لذا حرص على أن تخلو حياته الخاصة من ذلك .وبدا له أنه إن أراد العودة إلى وضعه السابق فعليه أن يخرج كاترينا فورسايث من حياته:
"لحسن الحظ أننى طلبت طعام لشخصين"
نظرت كايتى خلفه فرأت فوق الطاولة الزجاجية بعض أطباق فأصدرت معدتها صوتاً ذكرها أنها لم تأكل الكثير فى الأربعة وعشرون ساعة الماضية.رمقت الطعام بنظرة أخيرة تواقة وقالت بغير أقتناع :"فى الواقع أظن أننى بخير"
"هل فقدت شهيتك فجأة فقط لتغيظينى ؟هل فهمتك جيداً ؟" سألها ذلك ببراءة فاتهمته قائلة:"لا تتحاذق!تفهم الأنكليزية أفضل منى وكلاً يعرف ذلك!"
"لم يصفنى أحد بالمتحذلق من قبل أنا متأثر!"
وجدت كايتى أنه لايمكنها الأسترار بالتصرف وكأنها لا تدرك السخرية الماكرة على تعابير وجهه . فرفعت يدها ووضعتها على رأسها وقالت:"لابد أنى أنا أيضاً متأثرة.....مجرد وجودى هنا يجعلنى كذلك!"
"هل تبكين؟"
سمعت كايتى الارتجاف الخفيف فى صوته العميق وتذكرت أنه لا يحب رؤية امرأة تبكى :"لا ولكن قد يناسبك أن أفعل"
لان تعبير نيكوس .كان كلامها يدل على قوة لكنها فى الحقيقة ض ضعيفة للغاية فأثر فيها هذا التناقض كثيراً
"صحيح أننى لا أحب رؤية امرأة تبكى .ولكن إن كان لدى أى كان سبب للبكاء فلديك أنت .كنت شجاعة جداً.....ولكنك الآن متعبة وجائعة .تعالى لنأكل .لنعلن هدنة!"
مع إنها كانت تشك للغاية فى عرض الهدنة هذا اخترق لطفه غير المتوقع دفاعاتها .فسألته :"ماذا هناك للأكل؟"
إن أصرت على عنادها فقد يصل إلى استنتاجات خاطئة.قد يظن أنها خائفة من البقاء فى الغرفة ذاتها معه ! أما نيكوس فتحلى باللياقة الكافية لئلا يتصرف كرابح وأجابها:"سلمون مدخن وكريما بالجبنة .لحم بقر وخيار"
وجدت كايتى من الصعب ألا يسيل لعابها فقالت :"أنا جائعة"
دعمت معدتها كلامها فأصدرت صوتاً عالياً وتحدته نظرتها أن يضحك :"كما أننى أكره هدر الطعام"
وافقها الرأى محافظاً على الجدية :"بالفعل .خاصة لمجرد إثبات وجهة نظر "
"يا لها من هدنة ! كنت اعلم أنك لن تستطيع الأتزام بها!"
"لن تبدأ الهدنة إلا عندما نبدأ بالأكل"
"حسناً إن كنت ستضع القواعد مع الوقت......"
رفع يده بحركة خضوع مستهزئة وقال:"أستسلم.أنت تربحين"
"ليست من يسجل النقاط.أنا جائعة"
"وأنا أيضاً"
رافقها إلى الكنبة .ثم وضع الوسادات على الطرف الواحدة فوق الأخرى وقال لها :"أرفعى قدمك"
جلست كايتى على الكنبة قبل أن تسأله:"كيف عرفت؟"
وضع نيكوس قدمها على الوسادات وأجاب :"سألت الطبيب"
تصلبت أصابع رجل كايتى لشدة ما شعرت بالدهشة والغضب :
"و أخبرك؟"
"أنت زوجتى"
"هلا توقفت عن قول ذلك؟"
"حتى ولو فعلت لن يتغير شئ .لا أظن الطبيب وجد مانعاً فى إخبارى والآن أين تلك الضمادة؟"
"فى جيبى"
"ينبغى أن تكون على قدمك"
"فى الواقع حاولت وضعها ولكن لم أستطيع إنها ضيقة جداً"
مد يده وقال:"أسمحى لى"
هزت كايتى رأسها ثم رفعت رجليها و وضعتهما على الكنبة وخبأتهما بطية ثوب الحمام .فبدا عرق نابض بقوة فى خده الناعم:"لمستى تهينك؟"
"لا تكن سخيفاً!بالطبع لا تهيننى!" لن تقول له ما تفعله بها لمسته
"أنت تناقشين كثيراً"
"لا أنا لا أفعل . ولا لزوم حقاً للضمادة .أصبح كاحلى بخير بعد الاستحمام"
ظهر فى صوتها ارتجاف صغير إذ كانت تحاول جاهدة أن تقنعه
"لا ليس بخير رأيتك تعرجين"
منتديات ليلاس
أغمضت كايتى عينيها بضيق ثم حررت قدمها ومدتها له قائلة :"هيا أفعل كما يحلو لك "
لم تكن قادرة على إخباره أن لمسته ولو لمدة بسيطة تجعلها تشعر بالحر والبرد فى آن معاً .يا إلهى ! يكفى أن ينظر إليها لتشعر بالتأثر .
نظر نيكوس بصمت إلى الكاحل الممد أمامه لكن لم يقم بأى محاولة للمسه أو لمسها وطالت تلك اللحظة.....
بقى بدون حراك لوقت طويل حتى بدأت العضلات فى فخذها ترتججف فى النهاية لم تستطططيع كايتى التحمل أكثر فسألته بغضب :"هل ستفعل ذلك أم لا؟"
تمنت فى سرها ألا يفعل .لكن نيكوس رفع كمى قميصه مظهراً بذلك قوة ساعديه .فأجتاحت كايتى موجة من التوق ملأتها يأساً فصرخت فى وجهه :"لننتهه من الأمر إذا بحق الله !"
عندما أمسك كاحلها بيده شعرت أنهما فاترتان وقادرتان .قال لها بلطف:" كاحلك ملتو بشدة والجرح ينزف . يبدو أنه ملم للغاية" قطب حاجبيه بينما راح يتفحص أصابتها بأصابع قوية وحساسة .كان كاحلها يؤلمها فعلاً ولكن لم يكن هذا سبب تهرب كايتى من نظرته المتسائلة.فصبت مشاعرها على كاحلها المسكين :"نسيت أن تذكر أنه قبيح"
قطبت كايتى حاجبيها عندما قارنت كاحلها الملتوى بالسليم
"أنا متأكدة من أن توم سيبقى يحبك حتى ولو كان كاحلاك غليظين كجذع شجرة
ليست واثقة كل الثقة.
قالت ذلك لنفسها تقريباً وتذكرت حب توم للأشياء الجميلة الكاملة .أنها تشعر بالضيق عندما يدعوها بأثمن ممتلكاته مع إنها تعرف أن هذه طريقته فى الكلام فهو يحب أن تكون ممتلكاته ممتازة.
"تقدرين مظهرك ولا تعطين أى قيمة لذاتك"
جعلها صوت نيكوس تركز اهتمامها مجدداً على وجهه فأكتشفت أنه غاضب بدون سبب أو مبرر واضحين



زهرة منسية 09-04-12 07:01 PM


"أن لم يرو الآخرين سوى وجهك الجميل وجاذبيتك ألا تظنين أنها مشكلتهم هم لا مشكلتك أنت؟"
طرفت كايتى عينيها مدهوشة لسماعها العتاب فى صوته.إنه يظن حقاً أنه وجهها جميل.....؟
حاولت كتم صرخة ألم عندما أشتدت أصابعه على كاحلها المجروح و أوجعتها فأرخى نيكوس فى الحال قبضته وقال:"آسف إن آلمتك"
كذبت عليه:"ليس حقاً"
أبدى نيكوس استياءه ونظر إليها بغضب .أسند كاحلها إلى ركبته وأكمل لف الضمادة على قدمها ثم رفع عينيه ليرمقها بنظرة ساخرة :"كنت لأطلب منك أن تخبرينى أن آلمتك,ولكننى سأضيع وقتى أليس كذل؟"
لم تكن كايتى متأكدة من وجود ألم أسوأ من تلك المشاعر الجميلة التى تشعر بها كلما لمست أصابعه بشرتها وعندما أنتهى من تضميد رججلها قالت له:" شكراً لك"
رفع رأسه فلاحظت كايتى تورداً خفيفاً فى وجنتيه:"لم يكن الأمر صعباً.أجلسى هنا سآتيك بعض الطعام"
"فكرت فى أن آخذ شيئاً إلى غرفتى"
فسألها بسخرية :"تركضين هاربة؟"
"لا أستطيع الركض"
"هذا صحيح.لا أحب أن آكل لوحدى .أبقى إذاً"
"حسنا سأبقى" سمعت نفسها تقول ذلك ثم تضيف:"يبدو الوقت متأخراً جداً للأكل "
ولكن النهار بأكمله كان غريباً.
"يأكل الأنسان عندما يشعر بالجوع"
ابتسمت كايتى لدى سماعها هذه الفلسفة البسيطة إنها تليق فعلاً بـ نيكوس.
"لدى الناس هوس فى ما يتعلق بالطعام .كيف تجدين هذا الطبق؟"
"لو كان لدى أى هوس بالطعام لفقدت وعيى . يبدو شهياً"
بدا حماسها زائفاً حتى بالنسبة إليها .لكن الخطأ خطأ ابتسامته المدمرة التى تظهر هذه التجاعيد الصغيرة حول عينيه.
"يمكننا التظاهر بأننا نقيم حفلة عشاء عند منتصف الليل . أليس هذا ما يفعلونه بالمدار الأنجليزية"
قالت كايتى وهى تتذكر المبنى المتواضع لمدرستها:"ليس فى المدرسة التى ارتدتها أنا" كانت مدرستها بدون أى شك بعيدة كل البعد عن المدرسة التى ارتداها نيكوس.فى الواقع كانت حياتها كلها بعيدة كل البعد عن حياته
"هل كنت ذكية فى المدرسة؟"
"ليس كثيراً ولكن كانت شعبيتى كبيرة"
وضحكت ضحكة صغيرة أعطت نيكوس فكرة عن حس الفكاهة الذى تتحلى به ولا تتمكن من إظهاره عندما تكون فى صحبته:"لكن سبب هذه الشعبية كانت أخى التوأم الوسيم للغاية .ستتفاجأ إن عرفت عدد الفتيات اللواتى كن يرغبن بمصادقتى"
"كنتم توأمين؟"
هزت كايتى رأسها وفمها مملوء بقضمة من السندويش
"لابد أن خسارته كانت صعبة عليك"
لم تجب كايتى فالتكلم عن بيتر مازال صعباً
"كيف كان أخوك؟"
فكرت كايتى بالسؤال قليلاً :"كان وسيماً مندفعاً مسلياً..."
توقفت ورمقت نيكوس بنظرة ساخرة .من الأفضل ألا تعطيه فرصة للتعليق :"بإختصار كان النقيض التام لشقيقته التوأم!"
لم يناقش تعليقها :"أى أنك النوأم الحساس ؟"
كانت سرعة بديهته مخيفة بعض الشئ فقد كان بيتر المبدع المندفع
"كان أخى أكبر منى سناً ولم نكن مقربين من بعضنا صعب موته على أبى فقد كان أبنه المفضل"
ظهر على وجهه تعبير جامد فلم تستطيع كايتى رؤية ما إذا كان الأمر يهمه . وعندما تصورته صبياً صغيراً يحاول كسب رضى والديه شعرت بغضب عظيم يجتاحها.
"كان أبى يحضره ليتسلم زمام الأمور فى الشركة وعندما فقدناه كاد أبى أن يموت ظناً منه اننى لن أملأ الفراغ الذى تركه أخى "
بوجود أباء عديمى الأحساس كالذين يصفهم نيكوس من الصعب أن يصبح أى ولد طبيعياً!
أفصحت عن شعورها بغضب :"هذا ليس عدلاً"
رمقها نيكوس بنظرة غريبة جعلتها تتورد ثم أضاف:"آمل ألا أجعل أى طفل من أطفالى بأنه غير مرغوب فيه"
إن شعر نيكوس فى يوم من الأيام بنقص عاطفى فلابد أنه تجاوز الأمر منذ وقت طويل .فمن الصعب إيجاد شخص أكثر ثقة بنفسه منه
"وهل تودين أنجاب أطفال قريباً؟"
تنهدت كايتى قبل أن تجيبه :"توم لا يجد فكرة الأنجاب الآن جيدة علينا الأنتظار بضع سنوات"
شك نيكوس فى ألا تكون مدركة لمدى الكآبة فى صوتها فسألها بلطف:"وأنت؟"
"من الخطأ أنجاب لملء الفراغ"
بدا نيكوس أنها قالت ذلك لنفسها مرات عدة من قبل :"يرى بعض الأشخاص أنك أن تزوجت الرجل المناسب لن يكون لديك فراغ تملئية"
"بالطبع ولكن عندما تغرم بشخص من الطبيعى أن ترغب بإنجاب الأولاد منه..."
نظرت إليه يستمع بإنتباه إلى ما تقوله ثم توقفت عن الكلاملتؤكد:"سأتزوج فعلاً الرجل المناسب"
وتساءلت كايتى : (لماذا أتكلم كعجوز منازعة عن الحياة والحب والأطفال مع نيكوس لايكس بالذات؟)
"وهل قلت عكس ذلك ؟إنها ملاحظة عامة فقط لا غير "
"لم تبد لى عامة جداً"
وقررت أنه حان دورها لتطرح الأسئلة لكنها لم تستطيع إخفاء نبرة الأستنكار فى صوتها:" ووالداك هذا هل يختار لك زوجتك أيضاً؟"
كانت تعلم أن تجربة أمها ليس فريدة من نوعها حتى أن فى القرن الواحد والعشرون .فهز نيكوس رأسه :"يقول أبى أنه لا يريد إعطائى سبباً لاتهامه عندما أفسد زواجى . فزواجه بأمى كان مدبراً ولم تكن علاقتهما جيدة .وعندما توفيت أمى أتصل حبيبها بأبى لإخباره عن علاقتهما"
لم تستطيع كايتى تصور حياة كهذه.كيف يكون تأثسرها على الأولاد ؟ ضغط بأصبعه على زوايتى شفتيها ورفعهما قليلاً :"ابتهجى . وجد حبه الحقيقى فى زواجه الثانى"
فتمتمت :"يا لحبه الحقيقى المسكين!"
بدا نيكوس متسلياً :"إنها تتدبر أمرها .فوالدى ليس سيئاً لهذه الدرجة! على الأعتراف بأننى لم أقم بمجهود كبير لتغيير فكرة أننى لا أملك ميلاً طبيعياً للعمل الشاق .لم أكن ملاكاً أبداً!"
"مضى على زواجنا سبع سنوات والآن يخبرنى بذلك!"
ظهرت أبتسامة مشرقة مدمرة على شفتيه كرد فعل على مزاحها.ففكرت كايتى فى أنهما يتصرفان وكأن علاقة أو ربطاً حقيقاً يجمعهما .ثم جمدت فى مكانها مذعورة وقالت لنفسها : (علاقة ! رابط! لا تقترب المرأة من الرجل الذى يحاول المستحيل لمنعها من الزواج بالرجل الذى تحب!)
قالت له بابتسامة لم تنعكس فى عينيها القلقتين:"أسمع ليست مجبراً على إخبارى عن عائلتك"
"لماذا ؟هل جعلتك تشعرين بالملل؟"
منتديات ليلاس
"لا . لم تجعلنى أشعر بالملل ولكن الوقت متأخر قليلاً لإجراء أحاديث عميقة وجدية" ثم تثاءبت لتثبت وجهة نظظرها .فأقترح نيكوس بلطف :"أليس هذا ما يفعله الناس ليلاً ؟ عندما تسدل الستارة ويختفى العالم الخارجى من الوجود يكشفون حقائق عن أنفسهم لا يجرؤون على البوح بها خلال النهار .فلليل ميزة إنزال الدفاعات ومحو التردد"
وتجولت نظرته القاتمة ببطء على جسمها ثم عادت إلى شفتيها الناعمتين المرتجفتين :"ولكن بالطبع يكونون عادة فى السري فى مثل هذا الوقت ولا يقضون كل وقتهم فى الكلام"
كادت كايتى تفقد صوابها تنحنحت وربتت بعصبية على ياقة ثوب الإستحمام .أستعانت بإرادتها كلها لتبعد نظرها عن وجهه وشعرت بالأمتنان لإرتدائها ثوباً ذا قماش سميك يخفى جيداً جسمها .ففى ثوب عادى لكان من الصعب ألا يلاحظ نيكوس توترها ثم حاولت التلكم :"حسنا .نحن ليسا....لا أريد....أنت...نحن..."
أغمضت عينيها ورفعت كتفيها . ليتها تستططيع أن تتوقف عن النظر فى عينيه! لأصبحت قادرة على إكمال جملتها ! قالت له :"أنا متأكدة من أننى لا أريد التدخل فيما لا يعنينى"
ثم ركزت أهتمامها على الطعام مع إنها فقدت شهيتها
نظراً للجوع الذى كان يشعر به لم يأكل نيكوس الكثير ولكنه راح يراقبها . فى الواقع بدا أن شهيتها أدهشته . حاولت ألا تدع اهتمامه يزعجها بل تعهدت ألا تجعله يلاحظ تأثيره الكبير عليها
"كان الطعام لذيذ شكراً"
ورأت كايتى أنه من الأفضل أن تشكره على كل ما قدمه لها فأكملت:"وأشكرك على إنقاذ هرى ومنحى مكاناً أنام فيه هذه الليلة...هذا لطف منك"
نظر إليها نيكوس للحظة ثم أقترح عليها فجأة :"ربما من الأفضل أن تأخذى قسطاً من الراحة؟"
هزت كايتى رأسها بالرعم من إقتناعها بأنه على وشك قول شئ آخر.وقفت غير قادرة على إحتمال نظراته وقتاً أطول
"سأفعل"
أسرعت عينا نيكوس الداكنتان الغامضتان نظرها لكنه لم يجيبها
"عمت مساءً؟"
شعرت كايتى بالخجل لسماع نفسها تسأل ذلك بهمس .هل يمكن أن تكون أكثر وضوحاً ؟فوبخت نفسها : (لَم لا ترجين هذا الرجل لئلا يدعك ترحلين يا كايتى؟قد يكون ذلك أقل وطأة )
"عمت مساءً كاترينا"
مع أن تعبيره لم يظهر شيئاً أبداً وكذلك صوته العميق إلا أن كايتى كانت مقتنعة بأنه رأض .فعرجت بإتجاه الباب قبل أن تبدو حمقاء أكثر من ذلك.


منتديات ليلاس
نهاية الفصل السابع
أعتذر منكم على صغر الخط فى الجزء الثانى من الفصل
أرجو المعذرة

كرم حسان 10-04-12 02:06 PM

تحياتى الك ولكل الموجدين
لاتهتمى للخط ,,, بنلبس عوينات ،،ههه
يعطيكى الفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عافية مشكورة
الرواية رائعة
بليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز ما طولى علينا :55:

زهرة منسية 14-04-12 12:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرم حسان (المشاركة 3064327)
تحياتى الك ولكل الموجدين
لاتهتمى للخط ,,, بنلبس عوينات ،،ههه
يعطيكى الفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عافية مشكورة
الرواية رائعة
بليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز ما طولى علينا :55:


أهلين كرومة
وأنا بعتذر علشان لبستك عوينات حبيبتى
ههههههههههه
الله يعافيكى حبيبتى وأنتى المشكورة لمررورك العطر
وأسفة ان كنت نطرتك كتير

زهرة منسية 14-04-12 12:55 PM

الفصل الثامن
 

8- عالقة فى فخ
ـــــــــــــــــــــــــــ



لم تممكن كايتى من النوم بسرعة مع أنها كانت مرهقة وجسمها ويؤلمها .بدا لها أن نيكوس لم تستطيع النوم أيضاً فبينما كانت تتقلب فى فراشها لاحظت الضوء المتسرب من تحت الباب وسمعت وقع خطواته وهو يذرع الغرفة ذهاباٍ وإياباً لكن قد هذا من نسيج خيالها
إلا أنها غفت فى النهائية لتستفيق فى ما بعد والعرق البارد يبلل جبينها كانت الغرفة غارقة فى ظلام دامس.لم تتذكر حلمها إلا أنه ترك لديها شعوراً غامضاً بالرعب
تقلبت فى سريرها وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة عندما تذكرت الصور العائلية الحبيبة التى تملأ الطاولة قرب سريرها فى المنزل.كانت كل واحدة تجسد ذكرى عزيزة على قلبها....
"يا إلهى ماذا سأفعل؟لقد فقدت كل شئ! كل شئ أختفى!" بكت بصوت عالى وهى تدرك فداحة خسارتها لم يعد للصور وجود....أختفى كل شئ.لم يعد لديها شئ .لا شئ!لم يبق لديها قصاصة صغيرة من أمها أو أبيها أو شقيقها
ثقل الحمل على كتفيها فأستدارت ودفنت رأسها فى الوسادة .كورت جسمها وبكت بدون أى كبت .بكت على ما خسرته فى الحريق.
كانت غارقة فى دوامة الألم لدرجة أنها لم تسمع الطرق على الباب المشترك بين الغرفتين كما لم تسمع ذلك الصوت العميق الذى نادى بأسمها متردداً لم تشعر حتى بأن شخص دخل الغرفة ووقف إلى جانب سريرها .كانت اليد التى لمست كتفها أول ما دلها على وجود نيكوس
"ما الخطب؟" مرر يده فى شعره الأشعث عندما تلقى نحيباً كإجاقبة فهزها قليلاً وأمرها:"كلمينى!"
لو لم تكن كايتى تفكر بأمور أخرى تشغل بالها للاحظت على الفور أن لكنته اقوى بقليل وأن سيطرته الهادئة تتفتت شيئاً فشيئاً.
شدت نحوها الوسادة التى دفنت رأسها فيها وأستعملت اليد الأخرى لكى تسدد ضربة إلى الخلف لكنها لم تصبه :"لا شئ...أرحل!"
جاءت الكلمات مبهمة من خلال الوسادة ومن حلقها الجاف
قال نيكوس بسخرية :"وأضح أنه ما من خطب"
ضاقت عيناه فيما هو يفكر بخياراته....وزمن ثمة أطلق شتيمة يونانية وأدار المرأة النائمة فى السرير على ظهرها لكن كايتى لم تغيير وضعيتها بل أبقت ركبتيها مطويتين إلى صدرها وذقنها مدفوناً بينهما
"ما الذى يجعلك تبكين وكأن قلبك منفطر؟" وأضاف بصوت جاف وهو يرفع الوسادة عن وجهها :"تبدين كقنفذ صغير بدون شوك...لا بل مع شوكه!"
بعد أن حرمها من وسيلة حمايتها غطت كايتى وجهها بيديها :"على الأقل أن أملك قلباً ! هلا رحلت وتركتنى لوحدى ؟.....من فضلك!"
أضافت ذلك وهى ترجوه بينما عادت إليها الحاجة الملحة للبكاء
مرر نيكوس يده على خده فشعر بالشعر النابت على لحيته . قال لها متجهماً:"لا تكونى سخيفة .لا يمكننى تركك هكذا ! هل أت مريضة؟"
"أرحــــــل!"
"هل أنت بحاجة إلى طبيب؟هل هذا كل ما فى الأمر؟هل تتألمين؟ما الذى يؤلمك؟"
"فقط عندما أتنفس"
"هل يؤلمك صدرك؟"
"لا"
تنفس نيكوس بعمق :"سأتصل بالطبيب.لن يطول الأمر"
أقلقتها فكرة قدوم الطبيب فرفعت كايتى يدها إلى عينيها ونظرت إليه من خلال دموعها المتلألئة :"أياك أن تتصل بالطبيب!"
وافق نيكوس:"هذا أفضل"
ثبت معصمها على الوسادة ثم المعصم الآخر فهزت كايتى رأسها بغضب قبل أن تركز نظرها على الوجه الوسيم للرجل المنحنى فوقها تباطأت أنفاسها وضاع تركيزها
كان يرتدى ثوباً حريرياً أسود مربوطاً عند الخصر بعقدة غير محكمة فسألته بصوت أجش :"ماذا؟هل لديك نصيحة طبية لى؟"
أجابها نيكوس بصوت يدل على أنه لن يسمح لها بإلهائه عن هدفه:"كلمينى"
حسدته كايتى على تركيزه فتركيزها لم يستطيع أن يواجه حتى العطر الذكورى الذى يفوح من جسمه
سألته وهى تحاول إعادة السيطرة على نفسها :"لماذا أكلمك؟"
ربما أختلف الأمر لو انه مهتم حقاً . لكن لما يهتم ؟وفكرت فى سرها : (أنا زوجة غير مناسبة يفضل أن يتجاهل وجودها .كما اننى ضيفة عاجزة بشكل مخجل عن كبت مشاعرها)
لابد أنه نادم الان لأنه عطف عليها.
"لأنك تريديننى أن أرحل وأنا لن أرحل قبل أن تكلمينى"
أجابت على تفسيره اللطيف بروح فكاهة :"عما تريدنى أن أتكلم ؟عن حالة الطقس؟"
"ان كتمان المشاعر أمر سئ"
تفاجأت كايتى لسماع هذه الكلمات تخرج من فمه:"تعطينى نصائح عن التعبير عن المشاعر؟أنت لا تقدر بثمن فعلاً"
قرر نيكوس أن يحاول طريقة أخرى فغير الموضوع بسرعة وسألها :"ماذا ترتدين؟"
جمدت كايتى وحاولت أن تنزل أكثر تحت الغطاء .فهى ترتدى أحد أثواب الحمام التى وجدتها فى الحمام التابع لغرفتها وهو ثوب مكشوف عند الكتفين
"وما علاقة ذلك بأى موضوع؟"
رفع حاجبيه وأبتسم برقة :"لا شئ كنت أفكر كم من السهل أن أتشف ذلك لو لم يكن لدى قيم"
بلتت كايتى شفتيها الجافتين بطرف لسانها وابتلعت ريقها ثم قالت:"هل تحاول إبتزازى؟"
ثم فكرت بخياراتها.لابد أنه يمزح ولكن هل يمكنها أن تخاطر؟ :
"دع يدىّ......أرجوك" أمسكت الغطاء ورفعته إلى ذقنها :"كنت أبكى لأننى فقدت كل شئ فى الحريق "
"أليس لديك تامين؟"
رمقته كايتى بنظرة غاضبة ثم قالت بتعال:"لا أتكلم عن القيمة المادية فهذه لا تهمنى!"؟
ضاقت عينا نيكوس ما أن سمع تلك التى تزوجت برجل غريب من أجل المال تتخلى بإزدراء عن ممتلكاتها. فهو لا يحب غريبى الأطوار
"بعض الأشياء لا يحل المال محلها
عضت شفتها السفلى لتمنعها من الأرتجاف ثم تابعت :"كل صور والدىّ وأخى.....كل التذكارات....كانت أمى تحتفظ بأغرب الأشياء"
راحت تبكى من جديد واستدارت على جنبها فأقترب نيكوس ليلمسها لكن عندما شعر بجسمها يرفضه انسحب بابتسامة حزينة.
عادت كايتى لتنام على ظهرها بعد أن تمكنت من السيطرة على نفسها وفسرت بضعف:"دمر الحريق كل شئ .لم يبق لى شئ"
قالت له ذلك بصوت سيطرت عليه كلياً لكنها لم تستطيع إخفاء الكآبة فى عينيها .وبالرغم من كل محاولاتها أرتفع صوتها وأشتبكت عيناها الغاضبتان بعينيه .عرفت أنه ليس من العدل أن تصب غضبها عليه ولكن غضبها لم يسمع إلى صوت المنطق .كان بحاجة إلى وسيلة للخروج :"أظنك تعتبرنى عاطفية لا أمل منها لأننى أبكى على أشياء قد يرميها الآخرون؟"
هل شعرت أنها تفقد السيطرة أم أنها لم تستطيع تحمل تلك العاطفة فى عينيه ؟أنزلت نظرها إلى أصابعها التى تتمسك بالغطاء القطنى بيأس .
"العاطفة ليست جريمة فى بلدى.نحن اليونانيون عاطفيون جداً"
رفعت كايتى رأسها بعصبية ونظرت مذهولة إلى التعبير الصادق على وجهه .هل سيتوقف هذا الرجل يوماً عن مفاجأتها ؟
"ولكننى أظن أنك مخطئة . لم تفقدى كل شئ"
تأجج غضب كايتى غضب داخلى عارم لابد أنه يعرف أن ما من شئ نجا من الحريق وهو يحاول أن يعطيها أملاً كاذباً!
"ربما أحرقت النار الأوراق ولوت المعدن لكن بعض الأشياء لا يمكن الوصول إليها....."
مد يده ولمس جانب رأسها مضيفاً برقة:"هنا فى الداخل تملكين ذكريات سترافقك مدى الحياة ولن يحرمك أى شئ منها"
غرقت عيناها فى عينيه وما رأته فيهما أقنعها بأنه صادق تماماً.لم يكن يتفوه بتفاهات لا قيمة لها بل بدا أنه يؤمن كلياً بما قاله للتو.تاؤهت كايتى واغرورقت عيناها بالدموع .لكن ليس بسبب ايأس بل بسبب الأمتنان .كان على حق بعض الأشياء لا يمكن لأحد أن يحرمها منها.يمكنها الأحتفاظ بذكرياتها وكنزها .رفعت يدها لتمسح دموعها فشعرت بالغطاء ينزلق فأمسكته على الفور
منتديات ليلاس
كتف نيكوس يديه وراح يراقب حركتها المرتبكة فقال لها :"هل تسمحين؟"
وقبل أن تتمكن من المعارضة رفع يده ومسح بإبهامه الدموع المالحة عن خدها فأتت ردة فعل جسمها على لمسته الناعمة سريعة ومدمرة فأغمضت عينيها بضعف وتمتمت:"لا لزوم لذلك حقاً"
نظر نيكوس إلى ذلك الوجه المرفوع إليه وتأملت عيناه القاتمتان الهالتين السوداوين تحت عينيها والتورد فى بشرتها الشاحبة وعنقها الرقيق وذلك النبض الذى يرتعش عند أسفل عنقها
بالكاد لمسها وها هى ترتعش .وافقها بصوت عميق:"لا لا لزوم لذلك أبداً"
تنهدت كايتى بعمق وأدارت رأسها وتسببت حركتها بسقوط خصلة من شعرها الطويل الناعم على خدها فأبعدها نيكوس لكن بدلاً من أن يسحب يدها ترك أصابعه تتغلغل فى شعرها الكثيف اللامع فأطلقت كايتى تنهيدة .قال لها:"من الأفضل أن أذهب"
فتحت كايتى عيناها بإحتجاج وقالت فى سرها : (لا يمكن أن ترحل!) تلاقت عيناها بنظرة حائرة وبدأ قلبها يطرق بقوة بين ضلوعها . بللت شفتيها بطرف لسانها وأبتلعت ريقها :" من الممكن ان تبقى فأنت.....زوجى"

زهرة منسية 14-04-12 12:59 PM

الفصل الثامن
 

تنفس نيكوس بقوة وتهربت عيناه من عينيها وأخفى جفناه المتثاقلان تعبيره لكن هذا لم يمنع كايتى من تخيل النفور الذى ملأهما. وأكتمل عذابها عندما أدار راسه وأطلق زفيراً بطيئاً صافراً وقالت لنفسها : (لا عجب أنه لا يستطيع النظر إلىّ .إحترام النفس الكبرياء.....أتذكرين ما هما كايتى؟)
"لا بالطبع لا. هذه فكرة سخيفة .لا تهتم لما أقوله .أنا بحالة صدمة....نعم . هذا كل ما فى الأمر .أنا فى حالة صدمة!"
شعرت إنها تبكى براحة هستيرية :"لتنس ما قلته.لم أعن ذلك"
نظر إليها نيكوس مجدداً بعينين لامعتين ثم عارضها قائلاً:"بلى عنيت ذلك!وأنا لا أستطيع أن انسى الأمر!"
بدا لـ كايتى أن هذا الأعلان المتفجر أنتزع من صدره.فإزدردت ريقها يأسرها بريق عينيه الفضيتين: " لَم لا......؟ "
قال وكأنه اكتشف الأمر للتو ولم يعجبه :"لأننى لا أريد ذلك"
فلهثت كايتى بينما شعرت بالرضى يخترق جسمها
أجتاحت جسمها موجة من الأحاسيس لم تعرف بوجودها من قبل فهمست وهى تتساءل لكم من الوقت سوف تتحمل هذا العذاب بعد: "وماذا تريد؟"
"منذ قابلتك للمرة الأولى....وأنا أرغب فى معانقتك"
وضع يده حول كتفيها فشعرت بأنفاسه الدافئة تلامس بشرتها وأصيب رأسها بدوار . وكأنها تحلق فى عالم آخر لم تعرفه من قبل.
قال وعيناه تأسران عينيها :"عيناك فيهما سحر غريب آسر!"
جعلها الأرتجاف المثير قى صوته ترتجف . كانت تنظر إليه من خلال أهدابها شبه المغمضة فهز رأسه قليلاً عندما أغمضت عينيها ببطء :"لا! أريدك أن تنظرى إلىّ!"
نفذت كايتى أمره بدون تفكير بالرغم من الثقل الذى تشعر به فى عينيها .لم تحاول التهرب من نظرته الفاحصة بل قالت له:"كنت أنظر إليك ولكن يبدو أننى لا أستطيع منع نفسى"
"رغبت بمعانقتك منذ اللحظة الأولى التى رأيتك فيها "
"لم يبدو عليك ذلك"
وأضافت فى سرها : (أنا أيضاً رغبت فى معانقتك منذ البداية....منذ سبع سنوات)
قال نيكوس شيئاً بينما تعلقت عيناه بعينيها لم يلاحظ أنه تكلم باللغة اليونانية وكايتى كذلك فكل ما تريد معرفته موجود فى عينيه وما تقولانه مفهوم بكل اللغات.....
عانقها نيكوس بشغف وجنون وعندما افترقا أخيراً سألته كايتى :
"هل رغبت فى القيام بذلك طوال الليل؟"
صحح معلوماتها بصوت أجش :" رغبت به منذ سبع سنوات"
فأتسعت عينا كايتى:"لم يكن لدى فكرة أنى أترك هذا التأثير"
كرر كلماتها ثم أطلق ضحكة غريبة مخنوقة :"أظن أن بإمكانك قول ذلك يا كاترينا . عندما دخلت إلى تلك الغرفة الرخيصة المقرفة توقعت....."
لاحظت كايتى عضلات رقبته البرونزية القوية تتقلص وهو يبتلع ريقه
سألته بحزن :"توقعت عروساً رخيصة مقرفة؟"
لكن وفاءها لذكرى أخيها منعها من إخباره على الفور عن السبب الذى دفعها لشراء عريس
"لنقل أنى لم أتوقع فتاة تبدو كهرة جذابة .عيناها كبيرتان واثقتان فمها مثير وشعرها حريرى رائع .شعرت بالغضب لإدراكى أننى ضعيف كأى رجل آخر . ظننت أننى محصن ضد هذه الأمور"
كان يعرف طبعاً إنها ليست بريئة للغاية وهذا ما جعلها أكثر خطورة فى نظره لكنه بدأ يفكر فى إتباع غرائزه من دون الأهتمام بالنتائج فقد شعر أن غرائزه ستقربه من الحقيقة أكثر من حكمه المبنى على الأعتبارات العملية
"كنت تبدين فى السادسة عشر من عمرك"
صححت له المعلومة بصوت أجش:"كنت فى الثامنة عشر"
"وكنت تملكين.....وما زلت.....جسماً قد يجعل أى رجل بالغ يبكى"
أطلق ما يشبه الضحكة فيما رفع يده عن وجهه مظهراً تعبيراً غريباً.
"أعرف أن الزيجات فى أيامنا هذه لا تدوم طويلاً ولكن كم رجل قد يرى أجمل النساء وأكثرهن جاذبية ويتزوجها ثم يبتعد عنها ويعاهد نفسه على ألا يبقى مخلصاً لها ولا يراها أو يتصل بها بعد ذلك؟"
رفع خصلة من شعرها بين أصابعه ثم أضاف :"اتعرفين يا حبيبتى أظن أن لدينا أعمالاً عالقة"
هزت كايتى رأسها أعترفت بخجل :"كدت أسأل هارفى عنك لكننى لم أستطيع .ليس بعد كل المطالبة بعدم وجود صلة بيننا"
منتديات ليلاس
"هل ما زالتين ترفضي أى صلة بيننا الآن؟"
فهزت رأسها عاجزة فقد وجدت طبيعتها العاطفية مركز اهتمام لها فى شخص نيكوس
"رقيقة للغاية.....متوحشة للغاية...."
أزعجتها ملاحظته فقالت لنفسها: (يظن أننى خبيرة أنه يتوقع....يا إلهى كم هو مخطئ!)
لكنها لم تستطيع إخباره أنها عذراء لابد من وجود طريقة أخرى لشرح قلة خبرتها.....
فحاولت التهرب من نظراته وأنكرت:"لا! لست متوحشة....فى الواقع لست شخصاً جذاباً"
لكن لم يكن لإعترافها أى نتيجة فورية فقد تابع نيكوس تأملها بشغف .
بدأت كايتى تفقد تركيزها عندما شعرت أن جسمها يرتعش من تأثير نظراته:"هل سمعت ما قلته؟"
أرتسمت فى عينيه الداكنتين إبتسامة .كان وسيماً رائعاً حتى مع شعره الأشعث .لاحظت كايتى أنه لا يأخذ كلامها على محمل الجد فقالت:"أسأل توم إن كنت لا تصدقنى"
بعض الأمور يستحسن عدم ذكرها وهذه كانت أولها .لذا لم تفاجأ كثيراً عندنا جمد نيكوس :"لا أطلب شهادات من عشاقك"
عشاق!!!يا إلهى لم يفهم قصدها !لم يفهم أنها لم تعرف أى عشاق أما هو فلا شك أن لديه العشرات بل على الأرجح المئات من العشيقات!
"وأمنعك من التفكير حتى بـ توم! هل تسمعينى؟"
"أسمعك نيكوس !"
تفحص نيكوس وجهها بدا لها أن ما رآه قد أعجبه لأنه هز رأسه قبل أن يعانقها مجدداً.ثم رفع رأسه ليزيح خصلة شعر عن وجهها قائلاً :"أريد أن أنظر إليك جيداً فأنت رائعة"
مررت كايتى إصبعها على خده ما جعلها تكتشف على الفور تأثيرها القوى عليها
"إن النظر إليك يجعلنى أحترق.أريسدك كايتى.لا تقولى لا"
شعرت بالإرتعاش فى كل خلية من خلايا جسمها . ما الذى يقف فى طريقها؟إنها ترغب فيه أيضاً.كما أنهما متزوجان .أقتربت منه بنعومة وهمست فى أذنه:"أنا أيضاً أريدك". ولم تعرف كايتى بعد ذلك ما نوع الأحاسيس القوية الرائعة التى غمرتها فقد غرق كلاهما فى بحر من الأحاسيس جعلتهما يغيبان عن كل ما حولهما


زهرة منسية 14-04-12 01:18 PM


استيقظت على رائحة القهوة .تململت فى السرير وعيناها مغمضتان.حاوت التركيز على أفكارها لكنها لم تتمكن وأضطرت للأنتظار دقائق عدة قبل أن تستوعب أين هى وما سبب وجودها هنا... صدمتها الحقيقة بقوة إعصار فلهثت وجمدت فى السري ثم قالت فى سرها : (لا هذه أنا ولكننى الآن امرأة بلا مأوى....بلا أغراض...!)
ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينة .استدارت على جنبها وتذكرت بكاءها فى الليل ومؤاساة نيكوس لها كما تذكرت رقة عاطفته الصادقة .
أغمضت عينيها وهى تسترجع أحداث الليلة الماضية.وما تذكرته صدمها وأثارها فى آن.لا شك أنها خسرت الكثير من الحريق لكن مشاعر نيكوس الرقيقة ووقوفه إلى جانبها تعويض لا يمكن تجاهله.
كان توم الغيمة الوحيدة فى الساء الصافية.عليها أن خبره....شعرت بالخجل لمعاملته بهذه الطريقة السيئة لكنها لطالما عرفت فى صميم قلبها أنهما لا يناسبان بعضهما
"انت صاحية؟"
أدارت كايتى رأسها وقد أضاء وجهها انتظار وحماس لم تستطيع إخفاءهما .كان نيكوس يقف إلى جانب السري فقالت له بخجل:"لم يكن يجدر بك أن تدعنى أنام"
أجابها بدون أن ينظر فى عينيها:"كنت بحاجة إلى النوم"
عندما تذكرت كايتى إنها حرمته لذة النوم بالأمس بسبب بكاءها توردت وجنتاها :"آسفة إذا كنت قد حرمتك من النوم بالأمس"

أجابها بفتور :"أنا لست بحاجة للنوم لوقت طويل"
تنهدت بحسرة .حسناً من الواضح أنه رجل قوى يمكنه تحمل مصاعب كالتى مرت بهما الليلة الماضية.مع ذلك تعجبت كيف يبدو بهذا النشاط عند الصباح بعد ليلة كهذه؟
حدقت عيناها بلهفة إلى جسمه الناعم المبلل.فالرطوبة على هذه البشرة البرونزية جعلت عضلات صدره تبدو أكثر صلابة وألقت الضوء على كل عضلة من عضلات ساعديه القويين
عند رؤيته هكذا اختفت شكوكها .على ما الندم؟ فالليلة الماضية كانت الأكثر روعة فى حياتها .ثم أنه زوجها فلما عليها تجاهل ذلك؟ أظلمت عيناها عندما تذكرت إنها استيقظت فى الليل لتجده ينظر إليها .لك يتكلم أى منهما فهما لم يكونا بحاجة إلى الكلام.
أزدادت سرعة أنفاسها عندما أغمضت عينيها قليلاً وتخيلت أنها تلمسه....ما هذه الأفكار التى تروادها؟إنها أفكار خطيرة.أملت ألا يتكهن نيكوس بأى منها لأن ذلك سيجعلها تبدو غبية وسيشعرها بالخجل.فتحت عينيها لتجد أنه ما زال واقفاً فى مكانه يراقبها .التقت عيونهما وكادت كايتى تشعر بنار الشغف بينهما .شعرت بالشرارات الكهربائية لانجذابهما تومض وتتلألأ ثم أختفى كل شئ وكأن أحدهما أطفا النور.فقد بدا تعبير نيكوس.....فى الواقع لم تشعر بالأرتياح لكن ليس من جراء ما رأته فى وجهه بل مما لم يكن موجوداً فيه . لا يمكن أن يكون هذا طبيعياً.
ابتسمت له لكنها لم تحصل على شئ بالمقابل .بالرغم منذلك شعرت كايتى بكمية من الحب تجتاح صدرها بينما كانت تنظر إليه .كانت العاطفة تتدفق من داخلها كثيفة لدرجة قطعت أنفاسها . شعرت بحاجة ملحة لأن تشكره على اهتمامه بها الليلة السابقة .فعضت لسانها لئلا تتفوه بقول غبى :"رائحة القهوة شهية"
"سأحضر لك فنجاناً"
اضطربت إحدى العضلات فى فكه القوى فنظرت كايتى إليه بحيرة كبيرة وقالت فى سرها : (ربما سئم من وجودى هنا ويود إستعادة حياته الطبيعية؟)
"هل أيقظك رنين الهاتف؟"
هزت كايت رأسها وأجابت :"لا أظن ذلك"
أخذت نفساً مصمماً وجهزت نفسها لسماع ما لا تريده:"ما الخطب يا نيكوس؟هل فعلت شيئاً أغضبك؟"
كانت عيناه تتفحصان وجهها عندما أجابها بعنف:"أبداً على الأطلاق"
لم تستطيع كايتى أن تفهم سبب غضبه لكنها شعرت بالأسف لأنه يعاملها بجفاء على عكس الليلة الماضية فسألته:"لماذا إذا....؟"
وقبل أن تتمكن من إكمال سؤالها سمعت طرقة على الباب لابد أن الخدم أحضروا مناشف نظيفة لو عاد الأمر إليها لصرفتهم لكن نيكوس دعاهم للدخول . فأبدت كايتى انزعاجها ثم هدأت كثيراً عندما اقتراب نيكوس وجلس بالقرب منها على السرير.
تنهدت وأبتسمت له وبدون أن يتكلم شيئاً جذبها نحوه بوحشية ثم نظر فى عينيها وعانقها فأرتجفت كايتى وقالت:"هذا خطأ!"
"يبدو لى عين الصواب"
حاولت أن تخفى الذعر فى صوتها فناداها:"كاترينا؟"
ضغطت بإصبعها على شفتيه وقالت:"أعرف ماذا ستقول"
"حــقــــاً؟"
هزت كايتى رأسها :"أشعر بالسوء تجاه توم أيضاً لكننا لم نخطط لهذا"
"كاترينا...."
"لا تتكلم ليس الآن "
رجته بصوت أجش فتنهد وعاد يعانقها لكن عناقه هذه المرة كان فيه شئ من اليأس .شعرت كايتى بإحساس بدائى يجتاحها .كانت تتنفس بصعوبة فأسندت جبينها إلى ذقنه بينما ضمها بقوة
"نيكوس هل ستكرهنى أن وقعت فى حبك؟"
أجفل نيكوس وشحب لونه وكأنها ضربته فعلمت كايتى على الفور أن ثمة خطب ما ولم يطل بها الأمر حتى أدركت مدى سوء الوضع !

أستدارت ورأت توم واقفاً فى غرفة النوم يحدق إليهما والشحوب بادٍ على وجهه وكأن عالمه إنهار للتو
"تــــــومـــــــ؟"
شعرت كايتى بصدمة كبيرة وأحست بالذنب لأنها مسؤولة عن تلك النظرة اليائسة فى عينيه فتمتمت أنا آسفة يا توم .آسفة جداً"
لم يجبها بل إستدار ورحل بخطى غير ثابتة
استلقت كايتى فى السري وراحت تضغط بيدها على شفتيها وقد أغمضت عينيها بقوة.ومع ذلك كانت ترى وجه توم ترى خيبة الأمل التى رسمتها هى على وجهه ثم جلست فجأة ومررت يداً مرتجفة فى شعرها قائلة:"يجب أن ألحق به!"
"أشك كثيراً أنه يرغب فى رؤيتك "
استدارت كايتى لتواجهه وتعارضه فصدمها لون بشرته الذى تحول إلى الرمادى والنظرة المنطفئة لعينيه.لابد أنه يشعر بالبؤس بقدرها فـ توم صديقه.شعرت كايتى بموجة من الذنب وهذه المرة لأنها كانت منشغلة جداً بمشاعرها فلم تفكر بوقع هذا على نيكوس
أحاطت وجهها بيديها :"ربما لاحقاً؟"
ضحك نيكوس ولكن وقع ضحكته لم يكن جميلاً ثم نصحها :"فكرى مجدداً . لقد وجدك للتو تعانقين صديقه"
ذكرها بذلك بطريقة عنيفة فأجفلت كايتى وغطت وجهها بيديها:"لم أشأ أن يكتشف الأمر بهذه الطريقة!"
"ربما هذا أفضل"
فركت صدغيها بعد أن وصل الضغط إلى مستوى حساس :" لا أعرف كيف.ما لا أفهمه هو كيف عرف أننى هنا؟"
"سمع عن الحريق فى نشرة الأخبار المحلية وأتصل بى ليسألنى إن كنت أعرف أين أمضيت ليلتك"
هزت كايتى رأسها لتتخلص من الضباب الذى يبطئ أفكارها ويجعلها غبية :"أتصل بك؟"
فأكد لها نيكوس :"اتصل من البهو .وطلبت منه أن يصعد"
"طلبت منه....لا أفهم....."
شعرت كايتى فجأة بالبرد والفراغ فى داخلها فحاولت ان تجد تفسيراً لوحشيته الغريبة:"ولكن لماذا؟لماذا فعلت ذلك؟"
"يستحق توم ان يعرف أنك لا تحبينه"
"بالطبع يستحق ذلك ولكن ليس بهذه الطريقة....ما كنت لأستمر بعلاقتى معه...لا يمكن أن أتابع تحضيرات الزواج بعد ما حصل بيننا ليلة أمس .لا! ظننت ذلك فعلاً.أليس كذلك؟"
لم يجبها فأعتبرت صمته إجابة معبرة.
"لقد نصبت لى فخاً!"
لكن جزء منها لم يستططيع تصديق ذلك .كيف يمكن أن يعانقها بهذه الطريقة ويخطط فى الوقت نفسه لكى.....؟شعرت باليأس يتملكها.
تقدم نيكوس نحوها ثم توقف فقد ابتعدت عنه وعلى وجهها تعبيركراهية
"يجب أن تستلقى"
رمقته بنظرة إزدراء وأجابت :"يا لك من مهتم!"
"لم أخطط لهذا,يجب أن تصدقى أننى فقط....."
"يجب ألا أصدق شئ مما تقوله .أظنك استدرجت توم إلى هنا بالصدفة وعانقتنى على شرفه؟"
قالت ذلك ببرودة فقسا تعبير نيكوس :"لم يكن بأمكانى التأكد من أنك لن تعودى إليه.لم يكن بإمكانى السماح بذلك"
يا له من سافل !لم يحاول إنكار الأمر حتى!
"أظنك فخوراً بما فعلت؟أظن أن ما فعلته نابع من صداقة حقيقية .تعانق امرأة تكرهها لتنقذ صديقك من مخالبها الشريرة وتظن أن هذا ما يفعله الصديق الحقيقى؟"
ضغطت يدها على فمها وركضت إلى الحمام لتتقيأ كانت قدمها ترتجفان وبشرتها باردة ونظرت إلى المنشفة الرطبة التى مدها نيكوس إليها وضحكت :"لابد أنك تمزح....:"
بدت شاحبة جداً حين مرت من أمامه وتعبيرها يعكس الإزدراء
"أن لم يكن لديك مانع أرغب فى الأستحمام...."
لمحت إنعكاس صورتها فى المرآة فلاحظت للمرة الأولى إنها ما زالت ترتدى ثوب الحمام . أكملت قائلة :"وأحتاج إلى ثياب..."
فتحت المياه واستدارت مجدداً بينما راح يتشققق ليظهر الألم المبرح تحته : (هل خطط لهذا منذ البادية؟....خطط منذ البداية للإيقاع بى؟)
"أظنه سؤال سخيفاً هل خططت لذلك....حتى أصغر التفاصيل؟"
"بما فى ذلك الحريق؟"
"لا شئ مستحيل ! لكننى أظن أن الحريق سهل الأمور عليك" أعلنت ذلك وهى تنظر إليه بكراهية فائقة ثم أضافت فى سرها بمرارة : (وأنا كنت سهلة أيضاً)
"لو أحببت توم حقاً لما تجاوبت مع عناقى ليلة أمس"
أعلنت بغضب :" توم يحترمنى ! ولكن أنت لا تعرف شيئاً عن الأحترام"
فأجابها بسخرية :"انت محقة لا أعرف شيئاً عنه.ربما لو لم يحترمك توم لهذه الدرجة لما رحبت بى بهذه السهولة ليلة أمس"
دوى صوت الصفعة التى وجهتها إلى خده
"وأجهى الأمر يا كاترينا .علاقتك بتوم كذبة .ماذا كنت تتوقعين أن يحدث بعد زواجكما ؟ هل كان الشغف سيتأجج فجأة أم أنك مستعدة للتضحية بالحب من أجل الأمان والمال؟"
"لا يمكنك أن تحاول تحريف الأمور كما تشاء يا نيكوس لكننا نعرف أن تصرفك كان منحطاً"
"لم أجبرك على القيام بشئ لا تريدينه ولم أقترح شيئاً لم تكونى تفكرين فيه منذ التقينا مجدداً" وراحت عيناه الحارقتان تتفحصان وجهها :"وكلانا يعرف أننى أن لمستك الان سوف تتجاوبين معى"
فهمست كايتى:"أنا أكرهك"
"لأننى أقول الحقيقة ؟أن كنت مهتمة حقاً بالراحة التى يؤمنها المال فأنا أغنى من توم بكثير"
شعرت كايتى بموجة من الغضب تجتاحها :"أتظن أن بإمكانك شرائى؟"
"لا تكونى حساسة إلى هذا الحد.ليس هذا ما أحاول قوله"
حاول نيكوس أن يحافظ على هدوئه فى وجه تصميمها على تحريف كلامه:"أقول فقط أن المال ليس مشكلة فأنا قادر على تأمين حياة رغيدة لك.وبعكس توم ليس لدى مشكلة أن رغبتى فى العمل"
هل هو جاد فيما يقول ؟
"يا لشهامتك ونبلك !"
منتديات ليلاس
شعر نيكوس أن سيطرته على نفسه تتلاشى :"ربما يجدر بنا التكلم فى هذا لاحقاً عندما تهدئين"
"أنا أريد التكلم الآن . لن نلتقى مجدداً على الأقل ليس بدون محام.دعنى أستوضح أمرأً ....هل تطلب منى أن أكون عشيقتك؟"
"أنت زوجتى"
ضحكت كايتى ثم قالت له بصوت مرتجف :"ليس لوقت طويل .لا يمكننى تحمل البقاء فى الغرفة ذاتها معك!"
فضاقت عيناه وهددها :"أن رحلت الآن لن أعود أبداً"
تنهدت كايتى وأجابت :"أخيراً .بصيص أمل فى نهاية النفق!"
"سوف تشتاقين إلىّ لبقية حياتك يا كاترينا"
سمعت كايتى الباب يقفل بعنف .أدركت أنه على الأرجح محق فى ما قاله فهى امرأة وفية لرجل واحد .ولسوء حظها أتضح أن هذا الرجل سافل غير جدير بالثقة!




زهرة منسية 14-04-12 01:54 PM

الفصل التاسع
 

9- لا توقّعى
ـــــــــــــــــــــ



قالت لها جورجينا :"هناك امرأة ترغب فى رؤيتك كايتى .تبدو ثرية للغاية"
حاولت كايتى إضفاء القليل من الحياة على صوتها الحزين عندما أجابت :"وهل لهذه الثرية أسم؟"
بالرغم من غيمة الكآبة التى تطفو فوق رأسها حاولت كايتى أن تحافظ على طبيعتها المرحة فى العمل .عرفت المرأة الأخرى عن نفسها بحماس :"أدعى سى جى مالون.تعرفيننى أنا مصممة الأزياء"
أجابت كايتى وهى تفكربالفستان الأزرق:"نعم أعرف"
"فى الواقع أسمى هو كاتيلين لايكس . مالون هو أسم شهرتى قبل الزواج"فسرت لها ذلك المرأة الطويلة التى دخلت المكتب بثقة وهى تمد نحوها يدها .هبت كايتى واقفة وقد غاب كل أثر للون من خديها
"سيدة لايكس"
استعملت هذا اللقب مع إنها تدرك عدم دقته إذ أنها مازالت تملك الأوراق التى ستحررنيكوس ليتزوج من آخرى
راحت المراة التى تحمل هذا الأسم تتفحص كايتى بحشرية ودودة فشعرت كايتى أن من العدل أن تنظر هى أيضاً إليها .لكن لم يساعدها ما اكتشفته على تخفيف الألم فى صدرها.إذ لم تجد أى عيب فى المرأة الأخرى اعتقدت كايتى أن العروس المناسبة لـ نيكوس ستكون يونانية .وفوجئت لرؤية هذه المراة الطويلة ذات الشعر الأحمر والعينين الخضراوين واللكنة الإيرلندية.ربما كانت جميلة وهى فى العشرين من عمرها لكنها الآن فى منتصف الثلاثينات ولم تجد الكلمات لوصفها .إنها رائعة ,بكل بساطة
لمع فى عينى كايتلين وميض إستغراب عندما سمعت كايتى تجيبها بهذه الطريقة لكنها لم تعلق على الأمر
"أجلسى يا عزيزتى تبدين شاحبة....أردت أن أكلمك على إنفراد"وبدون ان تسأل جلست قبل أن تضيف :"هل تمانعين إن كنت صريحة معك؟سنوفر الوقت"
"إذاً نيكوس أخبرك عنى؟"
"أخبرنى انكما متزوجان .مضى على زواجكما سبع سنوات ولم يقل شيئاً....لا يمكنك ان تتصورى كم شعرت بالصدمة"
"بل يمكننى ان أتصور"
لابد أن هذه أغرب محادثة ستجريها فى حياتها
"وعندما أخبرنى علمت على الفور أنه فعل ذلك من أجلى.لو علمت بذلك لما أخذت المال أبداً ولكن فات الأوان الآن
"لا أفهم.ما علاقتك بزواجى بـ نيكوس ؟تزوجنى من اجل المال ."
فتنهدت كاتلين "المال كنت انا بحاجة إليه.كان عملى فى خطر .فقد تصرفت بطيش .وكان زواجى يمر بفترة عصيبة"
"كنت متزوجة؟"
"وما زالت"
"وهل يعرف نيكوس بذلك؟"
قطبت كاتيلين حاجبيها :"أسمعى من تظنيننى؟"
"المرأة التى سيتزوج بها نيكوس"
أرتسمت فى عينى كاتيلين نظرة تفهم وضحكت :"يا أبنتى العزيزة أنا زوجة أبيه"
توردت وجنتى كايتى من الخجل :"أشعر أننى غبية"
"لا لزوم لذلك فهذا جعلنى أشر بالإطراء . قصدت نيكوس لأننى لم أعرف إلى من ألجأ.لو أعلنت إفلاسى لما سامحنى سايروس أبداً ولو طلبت منه أن يدفع المال لتأكدت شكوكه بأننى تزوجته من اجل ماله . والنتيجة ستطون نفسها ففى كلتا الحالتين ينتهى زواجنا .وافق نيكوس على إيجاد حل لكنه لم يستطيع أن يلجأ إلى الوسائل المعتادة لأن سبايروس كان سيعرف بالأمر . طلبت من صديقى هارفى المساعدة فكنت أنت الحل مع أننى أقسم أنى لم أعرف
حدقت كايتى إليها وقد باتت الآن تعلم لما تزوجها نيكوس . لكن الماضى مهما كان رائعاً لا يغير الحاضر.نيكوس يريد الطلاق وهذا سبب وجود كاتيلين هنا على الأرجح لتسريع الأمور
"حسناً.سأوقع أوراق الطلاق هذا الصباح.لذا يمكنك أن تقولى لـ نيكوس أنه لن ينتظر طويلاً"
"يا إلهى!لا تفعلى ذلك!"
منتديات ليلاس
نظرت إليها كايتى وهى لا تفهم شيئاً"عذراً؟"
قطبت الجميلة ذات الشعر الأحمر حاجبيها وقالت :"ا فتاتى العزيزة.هذا ما أتيت من أجله أرجوك لا تمنحى نيكوس الطلاق....على الأقل ليس الآن"
هذا الطلب الغريب جعل كايتى تظن أنها لم تسمع جيداً "لا أفهم"
تنهدت كاتيلين وقالت:"لا يفاجئنى هذا.لابد أنه طلب غريب جداً بالنسبة إليك وهو على الأرجح غير مناسب . أخبرنى نيكوس أنك تخططين لزواج قريباً؟"
توردت وجنتا كايتى وقالت:"لا ليس لدى أى مخططات"
"ولكن نيكوس قال إنه سوى الوضع مع صديقك .مع أننى لا أعرف ما قصد بهذا"
"لم تستقم الأمور بالنسبة إلىّ"
شرحت لـ توم إنها لا ترغب فى الزواج منه بالرغم من أنه سامحها .وكان ذلك أصعب ما قامت به فى حياتها .شعرت أنها ممتنة لـ نيكوس فقد كان محقاً فى أمر واحد وهو إنها ليست مغرمة بـ توم ليس بما يكفى ليكون زواجهما ناجحاً أما توم فقد كان مغرماً بصورة لا وجود لها
"هل هذا صحيح؟"
"أسمعى سيدتى....."
"كاتيلين.أرجوك نادينى كاتيلين"
"أسمعى لا أريد أن أبدو فظة....ولكننى لا أفهم لما ترغبين بتأجيل الطلاق"
"ان وقعت المستندات فسيتزوج نيكوس من تلك الفتاة البائسة ليفيا.هذا أمر مؤكد"
لشدة ما كانت كاتيلين متوترة أصبحت لكنتها الإيرلندية أعمق:"وأنا لن أسامح نفسى أبداً إن تركته يفعل ذلك بدون أى محاولة لإيقافه فهذا الزواج سيدمر الصبى وأنا أحبه جداً"
كانت كاتيى قد فهمت ذلك فأكملت كاتيلين:"ما أحتاج إليه هو الوقت لإيجاد خطة وانت يمكنك منحى هذا الوقت.لا أظنك تملكين أى فكرة؟"
كان أنبها كايتى يزداد فهزت رأسها بقوة .لا مجال لتوريطها فى مخططات كاتيلين لايكس مع أنها لم تستطيع منع نفسها من الشعور بالرضى لأن العروس التى أختاها نيكوس لا تلاقى ترحيب و الموافقة
"الآن فهمت ما قصده نيكوس عندما قال إن زوجة أبيه ما زالت قوة فاعلة فى حياته "
"هل قال ذلك حقاً؟هذا لطيف أتعلمين . فكرت لتوى بشئ قد ينجح مع بعض الإرادة"
ظهر فى عينيها لمعان كان ليجعل كايتى تقلق لو أنها تعرفها أكثر
"أخشى ألا يمون ذلك ممكناًليس....لَم تنظرين إلىّ هكذا؟"
"أنت لا تبدين من الفتيات القاسيات اللواتى قد يدعن رجلاً رائعاً كـ نيكوس يعيش حياة بؤس مع امرأة غير مناسبة....؟"
"نيكوس راشد كفاية ليتخذ قراراته بنفسه"
قالت كايتى ذلك ثم أضافت فى سرها (ويترك الآخرين يتحملون العواقب)
"أتظنين إذاً أننى عجوز تتدخل فى ما لا يعنيها؟"
ضحكت كايتى...فهى لم ترّ فى حياتها أكثر حيوية وشباباً من كاتيلين
"على الأرجح أننى كذلك فعلاً ولكن الأمر يتطلب الكثير.أنا متأكدة من أن الشكوك تراوده فعلاً لكنه عنيد ولا يعترف بالأمر فهو من عائلة لايكس .أنه يعجبك.أليس كذلك؟"
جعلت هذه الأضافة الماكرة كايتى تبعد نظرها غير قادرة على متابعة التواصل بينهما :"لعل الأمر تخطى الأعجاب....؟"
توردت وجنتا كايتى ووقفت :"أنا آسفة.لا يمكننى مساعدتك"
فوقفت كاتيلين أيضاً وأعترفت بصراحة :"وأنا أيضاً آسفة.ولكن هل يمكنك التفكير فى الموضوع؟"
ثم وضعت بطاقتها على المنضدة وأضافت :"انا أنزل هنا إن أرادت الأتصال بى "
ثم ابتسمت واستدارت لترحل.
"هل نيكوس....؟"
واجهتها المرأة مجدداً فأخذت كايتى نفساً عميقاً :"هل ذكرنى نيكوس على الإطلاق؟"
طرحت هذا السؤال مع محاولة فاشلة لإظهار عدم أكتراثها
"بالكاد فعل بالرغم من محاولاتى"
رفعت كايتى رأسها .منعتها عزة نفسها من إظهار تأثي الكلمات عليها .وقالت لنفسها : ( لم أنت مصدومة؟عرفت مسبقاً أنها لا يهتم لأمرك)
"وهذا بحد ذاته معبر ألا تعتقدين ذلك؟"
رفعت كايتى نظرها وقد فاجأتها هذه الكلمات الرقيقة فابتسمت لها كاتيلين وفى عينيها الكثير من التفهم ثم أضافت :"كما أن مزاجه كان سيئاً للغاية فى الفترة الأخيرة .أعرف أنى متطفلة ولكن فى النهاية تزوجك بسببى أنا لذا أشعر بالذنب"
تنهدت كايتى بعممق .كانت تظن انها تخطت هذا الموضوع لكن زيارة كاتيلين أثبتت أن جراحها ما زالت مفتوحة!
منتديات ليلاس
أغمضت كايتى عينيها وقد شعرت وكأنها ستقع من السماء .من الواضح أن كاتيلين لم تتصور انها لم تسافر بالهيليكوبتر من قبل.إذا ً ماذا ستكون ردة فعلها إن علمت إن كايتى لم تسافر جواً من قبل على الإطلاق؟ . فكرت كايتى بسخرية فى أن لا أحد قبلها حصل على هذا الأهتمام أولاً طائرة نفاثة نقلتها إلى أثينا والآن هيليكوبتر سبايروس لايكس تحلق بها فوق اليخت.....
لا عجب فى أن ينتابها شعور أنها تعيش أحداثاً خيالية
مضى على أتصالها بـ كاتلين ثمان وأربعون ساعة لتقول لها إنها تريد أن تكلم نيكوس بنفسها
لم تسأل المراة الخرى كايتى عما جعلها تغير رأيها لكن كايتى أدركت أنها ربما تشك بالموضوع . فقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة متفهمة عندما أعلنت كايتى موافقتها
لقد وجدت نفسها حاملاً . نظرت إلى أسفل وشعرت بالغثيان مجدداً. لم تفكر فى إمكانية عدم إخباره فهو يستحق أن يعرف
لم تعرف ما الدور الذى يرغب فى لعبه فى حياة طفله . وهى مستعدة لأن تكون متفهمة إلى حد معين.إلا انها لن تسمح لامرأة أخرى بتربية طفلها !


زهرة منسية 14-04-12 02:05 PM

الفصل العاشر
 

10- وانت , بماذا تفكرين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتديات ليلاس
[COLOR="Black"
كانت لائحة الضيوف تجمع الأغنياء والمشاهير فالتقى رجال السياسة والشخصيات الإعلامية البارزة مع المشاهير فى عالم الأزياء والبرامج الترفيهية
قدمتها كاتيلين على إنها صديقية عزيزة لعائلة.أبتسمت كايتى للجميع وراحت تتصرف بثقة تامة.تجنبت لفت أنتباه الآخرين إليها بالنظر مطولاً إلى اللوحات الزيتية المعروضة على الحائط والتى لم تر مثيلاً لها إلا فى المعارض الفنية
كانت ترتدى احد أزياء كايتلين الأنيقة بالرغم من بساطتها الفائقةوقد رفعت شعرها فى عقدة صغيرة فوق رأسها .لاحظت أن شخصاً مميزاً طويل القامة فضى الشعر ينظر إليها منذ دخلت الغرفة . وتساءلت أن كان عليها مواجهت هذا الغريب الوقح عندما سمعت أسماً يتردد بين الحاضرين: نيكوس!
شحب لونها بقوة رغم مساحيق التجميل التى تغطى وجهها فقالت لنفسها بغضب: (حاولى أن تهدأى يا كايتى أن كنت ستفقدين صوابك لمجرد ذكر أسمه فماذا ستفعلين عندما تواجهينه شخصياً؟)
أصبحت مقتنعة الآن أن كايتلين محقة وأن نيكوس سيحضر الحفلة .
"على الأقل هذا ما ستقوله زوجتى....."
توقفت كايتى منذ بعض الوقت عن سماع حديث الرجل الواقف إلى جانبها لذا لم يكن لديها أى فكرة عما يقوله . لكن بدا واضحاً أنه ينتظر إجابتها
"اظن ان الألوان الفاتحة هى موضة هذه السنة!"
لم تدرك كايتى إناه لم تعد بصحبة الصحفى إلا بعد أن تفوهت بهذا التعليق السخيف.لكن الديبلوماسى الرفيع كان مهذباً فأدعى أن عليه الأنتقال إلى مكان آخر
فتح رحيله السريع فسحة بين الجمع حتى الطرف الآخر من الغرفة
فظهر شخص طويل القامة بدل وسيماً بشكل لا يصدق بزته القاتمة وربطة عنقه السوداء . بدا تماماً كما يجدر به أن يكون رجل غنى نافذ ليس من مستواها
حاولت الشراء الواقفة بجانبه لفت انتباهه لكن عبثاً فقد تركزت عينا نيكوس القاتمتين على والمثيرتان على وجه كاتى.وشعرت كايتى بالمشاعر القوية التى تشع من وجه بالرغم من بعد المسافة بينهما.
بعد لحظات حُجب وجهه عنها لكن رأسه بقى ظاهراً فوق الحشد.تآكلت كايتى موجة من الذعر إذ حاولت إبقاء نظرها على ذلك الشعر المميز بينما بدا نيكوس يشق طريقه بين الجموع . وفى اللحظات القليلة التى غاب فيها عن نظرها أضاعته.
ما بدا لها فكرة جيدة عندما كانت فى إنجلترا لم يعد كذلك الآن . إن كان من الغباء أن يلعب المرء بسئ قابل للكسر فمحاولة إصلاح ما تحطم منتهى الغباء!
راح كل شئ فيها يدعوها للهروب . لكن ما منعها من ذلك هو أن كايتلين تكبدت الكثير من العناء لإحضارها وتسهيل اللقاء بينهما . كما أن كايتى تدرك إنها حتى لو هربت فسيجدها نيكوس أينما كانت.قالت لنفسها: (نفذت كايتلين الجزء المتعلق بها والآن حان دورى)
كانت قد حضرت ما ستقوله وتمرنت عليه إلى أن حفظته حتى مع اللهجة المناسبة .لكن الآن وقد حانت اللحظة الحاسمة استحال تفكيرها صفحة بيضاء ! رفعت كأسها بعصبية إلى شفتيها فوجدتها فارغة
قالت بدون تفكير للنادل الذى ملأ كأسها :"شكراً لك. لكنى فى الواقع كنت أشرب مياه معدنية"
ثم رفعت نظرها مبتسمة لتكتشف أن من يقف أمامها مع زجاجة شراب فى يده لم يكن نادلاً.وفرغت رئتاها من الهوء عندما رأته
لم يلاحظ أى منهما أن كأس كايتى أفرغت محتواها على السجادة السميكة ثم أنزلقت من بين أصابعها
"مرحباً نيكوس"
لم يكن نيكوس يحب الشكليات المهذبة فأكتفى بالنظر إليها.لم تطرف عيناه بينما راحتا تتفحصان أدق تفاصيل وجهها بإهتمام بالغ فوجدت كايتى عذراً لتنظر إليه هى أيضاً. لم تدرك حتى الآن كم هى مشتاقة إليه.
عاد كل شئ فيها إلى الحياة عندما رأته . بدا لها أن الألوان أختفت من حياتها عندما ابتعد عنها.فالعالم يبدو أكثر أشراقاً وهو بقربها .تسارع نبضها فجأة وهى تلاحظ وسامته التى تقطع الأنفاس . آلمها حلقها وتقلصت عضلات معدتها بينما راحت عيناها تلتهمانه بنظراتهما
كلا كانت محقة بمجيئها . يجب أن تدعه يقرر بنفسه ما إن تصارحه بمشاعره نحوه.من يدرى؟
لكنه بقى صامتاً فلم تستطيع كايتى تحمل التوتر لوقت أطول :"ألن تسألنى ماذا أفعل هنا؟"
رأت كايتى صدره يتحرك هل يدل ذلك على أنه عاد يتنفس من جديد؟كانت عيناه حارقتين عندما ارتسمت على شفتيه ابتسامة خطيرة سرعت نبضها
"لا"
وقطع المسافة التى تفصلهما ثم أمسكها من كتفيها بحركة سريعة . شد أصابعه وعرزها فى كتفيها لكن كايتى شعرت بالألم . كان بإمكانها سمع صوت نبضات قلبه....أم أنه قلبها هى؟ثم سمعته يهمس :"انت حقيقية...ظننت أننى أحلم مجدداً"
أمسك ذقنها بإصبعيه ورفع رأسها . طالبتها نظرته الشرسة بردود لكن كايتى لم تكن تخفى شيئاً ! هذا ليس المكان المناسب لتفصح له عن مشاعرها . كانت كل خلية من خلايا جسمها تنبئها بأنهما قد خلقا لبعضهما البعض فهى امرأة تخلص لرجل واحد ونيكوس هو ذلك الرجل
كان نظره لا يزال يأسر عينيها عندما عانقها . غملاها أشتياقه الكبير إليها وما أن تلامس جسماهما حتى شعرت بالضعف لكن الحياة عادت لتدب فيها مجدداً بعد لحظات....
أبتعد عنها فجأة فشعرت بالضعف و الفراغ لكنها ما لبثت أن استعادت قوتها عندما لاحظت أن الغرفة غرقت فى صمت مطبق.كان الجميع ينظر إليهما....وامكنها أن تحرز ما يجول فى خاطرهم فتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها!
نظر نيكوس إلى وجهها المتورد بقوة وأطلق شتيمة بصوت منخفض ثم أحنى رأسه نحوها وهمس لها بقسوة :"تبدين كالدجاجة المشلولة. أرفعى رأسك!أظهرى بعض الكرامة.لن أسمح بأن تكونى جبانة"
"زكيف ستمنعنى من ذلك؟"
لن يسمح! أنه معتاد على تناقل وسائل الإعلام لتحرككككانه ولا يهتم أبداً لما يفكر فيه الآخرون
قابل نيكوس نظرتها الغاضبة بابتسامة مشرقة رائعة وقال موافقاً على تصرفها:"هذا أفضل بكثير"
ثم وضع يده حول كنفيها وجذبها إليه :"أظننا سنتابع هذا الحديث فى مكان آخر بدون شهود"
"من المؤسف أنك لم تفكر بذلك قبل أن تعانقنى"
قال بسخرية:"لم أفكر بشئ أبداً قبل أن أعانقك "
"هذه غرفة لطيفة"
أجابها نيكوس بدون أن يرفع عينيه عن وجهها الرقيق :"أنه مكتب أبى"
فمررت يدها على كتاب مغلف بالجلد:"ألن يمانع فى وجودنا هنا؟ يبدو هذا الكتاب قديماً"
"هذه النسخة الأولى "
أنزلت كايتى يدها من على الكتاب لا بد أن قيمته كبيرة جداً لم يكن الفارق الأجتماعى بينهما بهذا الوضوح من قبل
"أين توم؟"
كانت كايتى لا تزال تشعر بدفء عناقه فاستدارت ونظرت إليه غير مصدقة . يا له من سؤال! وتأجج الغضب بداخلها :"لماذا ؟ هل توقعت أن نلعب لعبة ثلاثية الأطراف؟"
فقال لها بحزم:"لا أحب أن تتكلمى بهذه الطريقة"
"وكأنى أهتم كثيراً بما تحبه ولا تحبه!"كان الأعتراف البسيط بالحب يبتعد عن تفكيرها بسرعة :"أظن أن الوقت المناسب للتفكير بـ توم كان قبل أن تعانقنى بهذه الوحشية أمام كل هذا الحشد وليس بعده !"
بالكاد سمع نيكوس ماا قالته . كانت وجنتاه متوردتين وهو يتذكر عناقهما الأول حين بدت فى غاية الضعف حتى أنها كادت تذوب بين يديه
"آسفة . ألم يكن يفترض بى أن أذكر أنك عانقتنى بوحشية؟"
"وأنت تجاوبتى مع عناقى لم يبد عليك الإنزعاج أبداً
بدا راضياً عن ذلك ثم أضاف بإصرار :"توم ليس هنا؟"
بدا لها أن ذكاءه الحاد لم يكن يعمل إذ لم يستطططيع فهم أمر بديهى جداً فتنهدت كايتى بنفاد صبر واستدارت لتواجهه بنظرة ساخرة:"توم؟كلا يبدو أنه ليس هنا.وهل خطيبتك هنا؟أتوق للتعرف إليها!"
"حس الفكاهة لا يناسبك أبداً بعكس هذا الفستان"
أبتلع ريقه وأبعد نظره عن جسمها الجميل ثم أضاف :"ماذا تفعلين هنا يا كاترينا؟"
فأتسعت عينا كايتى ببراءة :"ألا يجب أن تكون المرأة إلى جانب زوجها ؟"
"كنت أتساءل لما لم ترجعى أوراق الطلاق.....؟"
"فى الواقع أنا أؤمن كثيراً باللمسة الشخصية والتسليم يداً بيد"
"هل تريدينى أن أكلم توم مجدداً؟"
لو لم يكن يحبس أنفاسه لأعتقدت كايتى أنه غاضب.عندما لاحظ نيكوس سكوتها أكمل كلامه :"ظننت أننى جعلته يرى...."
"يرى ماذا؟أن خيانة (بسيطة) من صديقه وخطيبته أمر مقبول؟وان علاقة عابرة سريعة لا تعنى شيئاً؟"
تجهم وجه نيكوس فأرخى ربطة عنقه ودس يديه فى جيبيه ثم أعلن :"سأكلمه مجدداً أن كنت ترغبين فى ذلك؟"
عاد إلى التدقيق مجدداً ماذا يظنها تود أن تسمع؟قالت لنفسها: (يا لك من رجل غبى!)
أخذت كايتى نفساً عميقاً وأجبرت نفسها على إرخاء قبضة يدها :"لا حاجة لذلك فـ توم كان متفهماً للغاية.اقتنع بأن تصرفى أتى كرد فعل على الصدمة الناتجة من إقترابى من الموت"
"ولكنكما لستما معاً؟"
قياساً للمجهود الذى بذله كى يبقيهما معاً بدا نيكوس مسروراً لأنها وحدها زال عنه التوتر ففك أزرار سترته
قالت بمرارة :"ربما لا أريد الزواج برجل متفهم إلى هذا الحد.يمكنك إعتبارى غاريبة الأطوار ولكننى لا أظنه تصرفاً سليماً أن أفكر برجل آخر عندما أكون مع زوجى"
ظهر خط أبيض حول شفتى نيكوس وشعر بضيق شديد فمرر أصابعه فى شعره:"أى أنك ستتزوجين توم؟"
اجابته بنعومة :"يبدو متاضيقاً يا نيكوس"
فى الواقع بدا غاضباً لدرجة الأشتعال ثم تابعت :"تتصرف بغرابة ألا تظن ذلك؟ألم يكن من المفترض أن تفعل؟"
هزت رأسها وتابعت:"أعنى أنك حاولت جهدك لتهدئة الأمور فبدا هذا أقل ما أفعله لأرد المعروف"
"لا تتكلمى وكانك...ساقطة"
"لَم لا؟أنت تعاملنى كذلك؟
"إن أستمريت بالكلام معى بهذه الطريقة فعليك أن تتحملى العواقب"
"أنا أرتجف!"
وهزت رأسها غير مصدقة ثم أكملت:"لا شك أنك بارع لتتمكن من لإقناع توم بوجهات نظرك .ولكن هذه المرأة المنبوذة بالذات لا ترغب فى أن تتناقلاها كالسلعة . لست بحاجة إليك أو إلى أى شخص آخر لكى يقدم الأعذار عنى ! بإمكانى تحمل عواقب أفعالى"
ولكن هل يمكنه هو ذلك؟هذا هو السؤال الهام
"قلت إنك إن تزوجت من توم فستفكرين برجل آخر.....
أعاد كلماتها بدقة متناهية فقالت كايتى لنفسها: (علمت أنه من المستحيل ألا يلاحظ : "لا أذكر ما قلته"
فقال بصوت أجش:"أنا أذكر . هل يمكن أن يكون هذا الرجل أنا كاترينا"
"أنت تقدر نفسك جداً أليس كذلك؟"
"بما أننى الرجل الوحيد الذى أقترب منك يبدو هذا أستنتاج منطقى"
"كيف تتأكد أننى لم أكن أفكر برجل آخر عندما كنت معك؟"
رفع نيكوس رأسه وضحك بثقة فائقة بالنفس وهو محق تماماً فهو يمحو أى رجل آخر من رأس المرأة التى يكون معها . فبدا على كايتى الأنهزام :"حسناً لم أكن أفعل"
"قبل أن نتابع حديثنا أظن عليك أخبارى لما أنت هنا؟"
أدركت كايتى أنها لم تتمكن من قول الحقيقة الآن وقد حان الوقت .فأتهمت نفسها: أنت تخشين ردة فعله .أنت جبانة
"أكرر لماذا أنت هنا؟أطالب بالإجابة"
كانت كلمة (أطالب) هى الحاسمة فشعرت كايتى بالغضب يعميها:"هذه مشكلتك . لا تطلب بلطف "
فتوتر وجه نيكوس وتوترت عضلة فى جده وتصلب فكه.راقبت كايتى علامات الخطر هذه...القليل من الضغط بعد وينفجر وتمنت للحظة أن تمارس هذا الضغط المطلوب لكن المنطق طغى على إحساسها :"حسنا إن كان لابد أن تعلم فـ كايتلين دعتنى"
هز نيكوس رأسه:"ماذا؟...لا. هذا غير ممكن . أنت لا تعرفين كايتلين"
"أعرفها الآن. تقابلنا مؤخراً وأخبرتنى لما تزوجت بى"
تصلب جسم نيكوس :"لم يكن يجدربها إخبارك"
"لا كان عليك أنت أن تفعل"
"لا أظنها أخبرتك أن أخى هو سبب لإفلاسها؟"
رأى نيكوس اضطراب كايتى فهز رأسه:"لا . بالطبع لم تفعل . لطالما كره أخى كايتلين لم يكن يحب أن يشارك أبى مع أحد"
"ولا حتى معك أنت؟"
نظرة إليها نيكوس بحدة ثم أعلن ببطء :"ولا حتى معى أنا.كان ذكياً فلم يقم بإطلاق شائعات عن كايتلين ولكن كانت لديه طريقة فى قول الأشياء بطريقة مبطنة"
أرتجفت كايتى . بدا لها الشقيق المتوفى شخصاً بغيضاً
"لذا كما تلاحظين أخى هو من خلق المشكلة"
"وأنت شعرت أن من واجبك إصلاح الضرر الذى خلقه أخوك بـ كايتلين مهما كلفك الأمر"
تنهدت كايتى فقد بدأت تعرف نيكوس على حقيقته : رجل ذو مبادئ
"أظنك تعرفين أنت أيضاً معنى الواجب ؟ ومعنى تسديد دين شقيقك؟"
تفاجأت مايتى وشحب لونها:"كيف؟"
فأجابها:"من السهل تتبع آثار المال إن عرف الإنسان أين يبحث . أما بالنسبة للباقى فخمنت ليس إلا"
أغمضت كايتى عيناها : أنه يعرف
وأبتلعت دموعها ثم هزت {أسها . لم يكن نيكوس ينظر إليها بحقد وسخرية كما خشيت . بل بدفْ وتعاطف وإعترفت له:"لم يستطيع العيش وهو يعرف ما أرتكبه"
شعرت كايتى بالراحة لتمكنها من إخبار أحد بالأمر بعد كل تلك السنوات
"وتركك وحدك تسوين الضرر.صغيرتى المسكينة...."
"لا أريد شفقتك نيكوس"
"ليس هذا ما أريد أن أمنحك إياه "
أنتظرت لكى يكمل إعلانه المبهم لكن عندما يتكلم قالت أول ما خطر ببالها "ووالدك قديس . أليس كذلك؟"


] [/COLOR]

زهرة منسية 14-04-12 02:10 PM


فى الواقع كان وصف سبايروس لايكس بالقديس كوصف الأسد باللطيف.ولكن كايتى أحبت ذلك الرجل القوى الصامت الذى بدا مجنوناً بحب زوجته
كان نيكوس ينظر إليها مفتوناً :" رأيت والدى؟"
وفهم فجأة معنى وجودها :"أنت ضيفة على هذا اليخت؟"
"حسناً. لم أصعد على متنه سراً ولن أغادر ! فأنا ضيفة والديك سواء أعجبك ذلك أم لا . وسأرحل فقط عندما يطلبان منى ذلك"
"هل قلت أنى أريدك أن ترحلى؟"
"لا ولكن...."
منتديات ليلاس
"ولكن لا شئ....فى أى خطة مجنونة ورطتك كايتلين؟"
من الواضح أنه يعرف زوجة أبيه حق المعرفة
"ليست راضية عن مخططاتك للزواج بـ ليفيا تلك.....طلبت منى ألا أوقع أوراق الطلاق لأعطيها الوقت...."
فأنهى نيكوس جملتها بصوت جاف:"لتتدخل"
شعرت كايتى باضطراب شديد لموقفه الهادئ المفاجئ . يكاد يكون مسروراً لم يخيل إليها أنه يسمح للآخرين بالتدخل فى حياته بسهولة
"لا توقعى الأوراق إذاً"
ثم ضاقت عيناه وأردف :"ولكن هذا لا يفسر وجودك هنا"
فأجابته بوقاحة :"أردت أن أرى كيف يعيش النصف الآخر"
"وهل يعيش بالطريقة التى توقعتها؟"
"أشعر بأننى لا أجد التعبير المناسب"
مد نيكوس يده ومررها على بشرتها الناعمة ثم أخبرها وهو ينظر إليها بجدية بالغة :
"ليس عليك أن تثبتى شيئاً لاحد تذكرى ذلك . والآن لم أتيت حقاً؟"
"ظنت كايتلين أنى أستطيع إلهاءك"
تبع كلامها صمت طويل يثير الأعصاب ثم أجاب نيكوس ببطْ:"قلت ذلك بطريقة مدروسة للغاية"
"لا تقلق لم أوافق . لا داعى لأن تصاب بالهلع"
يا لها من نصيحة مضحكة فقد بدا قوياً متماسكاً فيما كانت هى على وشك الأنهيار
"ليست هنا لأغريك نيكوس"
لم يكن فى صوته اى أثر للعاطفة حين قال:"أشعر بالإطمئنان"
"أنت رجل ناضج ويمكنك أن تقرر مع من تريد أن تمضى بقية حياتك"
"بقية حياتى؟"
ظهر تعبير غريب على ملامحه الجامدة
"حسناً. هذه ماهية الزواج . أليس كذلك ؟ لابد أنك فكرت بالأمر "
"كما فعلت أنت بدون شك عندما قبلت عرض توم للزواج"
كانت إجابته ذكية فردت كايتى شعرها الحريرى الطويل إلى الخلف ورمقته بنظرة عدائية :"يمكنك أن تتزوج من تريد.ولكن قد لايكون الأمر سهلاً بعد أن....تعرف....."
"أعرف ماذا؟"
أطلقت كايتى تنهيدة غاضبة . لن تقبل أكثر الفتيات غباءاً وتحرراً برؤية زوجها المستقبلى يعانق امرأة غريبة بشغف.وتسللت إلى عينيها نظرة حالمة شاردة....كان شغوفاً بالفعل أليس كذلك؟
"ألا تظن أنه من الأفضل لك أن تذهب وتشرح لـ ليفيا أمر...أنت تعرف....العناق؟"
تهربت عيناها المغروقتان بالموع م عينيه فأجابها نيكوس بتعبير جعل معدتها تتقلص :"وماذا أقول لها بالتحديد ؟ أننى رأيتك ولم أفكر إلا فى معانقتك والبقاء بقربك؟"
خرج أسمه همساً من بين شفتيها فحذرها بصوت أجش:"لا تنظرى إلىّ هكذا حبيبتى وإلا فلست مسؤولاً عن العواقب . لن افسر شيئاً لـ ليفيا لأنها لم ترانى أعانقك"
"رأيت...."
"لم تكن ليفيا"
أزال نيكوس فكرة وجود الشقراء بلمحة بصر ثم أعترف بهدوء :"وحتى أن رأتنى لن أفسر لها شيئاً.فقد قررنا أننا لا نليق ببعضنا"
"أنا آسفة"
"انت كاذبة مسلية لكنك غير مقنعة أبداً والآن أخبرينى إن لم تكونى هنا لإغوائى....للأسف....فلماذا أنت هنا؟"
"هناك أمر يجب أن أخبرك به....."
"أمر مهم لدرجة أنه عليك إخبارى به وجهاً لوجه؟"
هزت كايتى رأسها
"لا يمكن أن يكون الأمر بهذه الخطورة"
"على الأرجح أنك ستعتبره كذلك "
شعرت أنه من العدل إنذاره :"ظننتك قد ترغب فى معرفة أنك ستصبح والداً"
جمد نيكوس مكانه:"والد؟"
أعاد كلمتها بصوت مخنوق ثم تابع لهجة أكثر غرابة :"قد اصبح؟"
قلقت كايتى بشدة لتحول لونه إلى رمادى فقالت :"نيكوس ! ربما من الأفضل أن تجلس"
أجابها بحدة"ليست أنا الحامل!"
فهدأت كايتى لرؤيته يستعيد لونه الطبيعى وقالت :"لم أكن أنوى أن أخبرك بالأمر هكذا بصدق وقبل أن تقول أى شئ لست هنا لأطلب شيئاً.رأيت فقط أنه من حقك أن تعرف بشأن الطفل"
"أنت تحملين طفلى!"
هبطت عيناه إلى بطنها المسطح:" يا إلهى....!"
ثم ضرب رأسه بيده وقال:"لماذا لم أفكر بذلك؟"
بدا وكانه يلوم نفسه فأعتقدت كايتى أنه غاضب :"أنا آسفة حقاً ولكن...."
"ه أنت متأكدة؟"
غضبت كايتى وقالت :"طبعاً متأكدة! هل تعتفد أننى كنت لأقول شيئاً كهذا لو لم أكن متأكدة؟"
بدا نيكوس غارقاً فى تفكير عميق . هز رأسه ولم يلاحظ غضبها :"وقد رأيت طبيباً بالطبع"
قالت لتواجه تعبيره الأتهامى :"ليس بعد.لكننى أجريت فحصين وكلاهما إيجابى"
"سأرتب موعداً مع الطبيب فى الصباح الباكر"
"سيقول الأر ذاته نيكوس"
من الواضح أنه مازال يأمل أن تكون مخطئة فحزنت كايتى لتصرفه
"ليس لديك شك.ولكن من الأفضل أن تحصلى على عناية طبية بسرعة"
"ليست مريضة. أنا حامل"
"حامل بطفلى كاترينا....."
مرر يده المرتجفة فى شعره وهمس حالماً :"طفلى ينمو فى داخلك"
"لست غاضباً....؟"
نظر إليها وكأنها أصيبت بمس من الجنون ثم قال :"غاضب؟!!!!"
"ظننت أنك لن تفرح لهذا الخبر"
"هل هذا هو شعورك؟"
شعرت كايتى أن تجنبه الإجابة عن السؤال معبر بحد ذاته فأعترفت بحزن :"فى الواقع شعرت بالخوف عندما عرفت"
فأجابها نيكوس بصوت متوتر :"كنت وحيدة"
شرحت له بانتسامة راضية :"زلكننى الآن أحب الفكرة . لابد أن لذلك علاقة بغريزة الأمومة"
شرحت شعورها بنبرة إعتذار فى صوتها نيكوس رأسه وأجابها :"وأنا أيض اً أحب الفكرة نوعاً ما"
فأجابته بابتسامة ضعيفة:"هذا لطف منك حقاً ولكن ليس عليك أن تتظظاهر"
بدا على وجه نيكوس تعبير إنزعاج شديد :"ليست أتصرف بلطف أو أتظاهر . ولا أريد أن أسمعك تتكلمين مجدداً عن طفلنا وكأنه عبء .هل تظنين أننى لا أشعر بالغريزة مثلك؟"
هزت كايتى رأسها وقد أذهلتها المشاعر التى جعلت صوته يرتجف:"هل تريد هذا الطفل؟"
"ألم أقل ذلك؟"
"لا فى الواقع لم تفعل"
عبرت وجهه ابتسامة صغيرة وقال:"حسناً لمعلوماتك أنا سعيد . هل أخبرت كايتلين؟"
"لا ولكنها تشك بالأمر ربما"
هز نيكوس رأسه :"هل ترغبين بحفل زفاف كبير؟"



زهرة منسية 14-04-12 02:18 PM

الفصل الأخير
 

11 – أحــــبــــك !
ــــــــــــــــــــــــــــــ


[COLOR="Black"
شعرت كايتى بالوهن فى ركبتيها . لاحظ نيكوس لونها الشاحب للغاية وعر بالقلق فحملها بين ذراعيه متجاهلاً احتجاجها الضعيف ووضعها على الكنبة . حاولت كايتى أن تجلس لمنه منعها فقالت له:"أنا بخير"
"من الواضح أنك كنت تجهدين نفسك هل فقدت بعض الوزن؟"
"أنا أنتبه لوزنى إذ ليست غبية لكننى فقط....ظننتنى للحظة سمعتك تقول زواج!"
"من الطبيعى أن نتزوج .فأنا أعتبر أى شئ آخر غير مقبول"
ذكرته قائلة:"لكننا متزوجان فعلاً"
فأعترف قائلاً :"ربما على الورق.ولكننى أريد أن تجرى الأمور بحسب التقاليد هذه المرة"
"لا يتزوج شخصان لأنهما سيرزقان بطفل نيكوس" ثم أكملت لنفسها بحزن : (بل يتزوجان لأنهما يحبان بعضهما) لم يغب عن بال كايتى أن الحب موضوع يتجنبه نيكوس فهل تستطيع تحمل زواج بدون حب؟
صحح لها معلوماتها بصوت جاف:"بل يفعلان ذلك هنا.أنا يونانى ووالدى كذلك .لن يقبل زواجاً مدنياً وإن رزقت بطفل من دون زواج كنسى فسيحرمنى أبى من الميراث ويموت خجلاً.تعرفين طبعاً أنه تعرض لنوبتين قلبيتين منذ بضع سنوات وخضع لعملية جراحية"
"تقول إذاً إننى إذا لم أتزوج بك أكون مسؤولة عن موت والداك؟"
رمقها نيكوس بنظرة مستسلمة فقالت بصوت مرتجف:"أنت لا تمارس على الضغط"
فأضاف نيكوس بعنف:"قد يعتبر طفلنا منبوذاً"
"هذا رهيب!"
لم تستطيع كايتى أن تحاكى واقعيته فرفع نيكوس خصلة شعر عن عينيها وقال :"ليس أنا من يسن القوانين"
"ولكنك تحترمها"
أتى كلامها أتهاماً له فلامس بأصبعه طر فكها وقال:"هل ستتزوجين بى؟"
أدارت كايتى خدها لتدسه فى كفه المفتوح وتنهدت :"سيكون زواجنا كارثة"
وأغرقت عيناها بالدموع الحارة....دموع يكرهها نيكوس للغاية . فأحاط وجهها بيديه ووعدها بصدق:"لن أجعلك تبكين"
جعلتها المشاعر العميقة فى صوته تبكى مجدداً فمازحها بصوت أجش :"تجعلينى أخل بوعدى ن الآن.أظن أن علىّ أن أعانقك لتشعرى بالتحسن؟إلا إذا كان لديك فكرة أفضل"
حاولت كايتى ألا تستمع إلى الصوت فى رأسها الذى يدعوها بالغبية الجبانة فقالت فى سرها: (ماذا جرى لتصميمك على مواجهته بفخر ومشاعرك الحقيقية كايتى؟)
ثم أعترفت:"لا ليس لدى أى فكرة"
كان السائق يجلس على المقعد الخلفى لسيارة ليموزين فنزل منها مسرعاً عندما رآها تقترب :"أنا آسف . فهمت أنك لن تحتاجى السيارة قبل ساعة"
فأجابته بابتسامة مشرقة :"لن أحتاجها بتاتاً.يجب أن أقصد المدينة . سأذهب من هناك لملاقة السيد لايكس فهلا أرشدتنى إلى هذا العنوان؟"
عرضت عليه ورقه كتب عليها العنوان الذى أكتشفته عندما عادت إلى غرفتها فى المركب ذلك الصباح ثم أكملت سوألها :"هل هو بعيد عن المكان الذى سألتقى فيه السيد لايكس؟"
أكد لها السائق أن المسافة التى تفصل بين المكانين قصيرة.أتضح أن كاتب الرسالة القصيرة هو الرجل ذو الشعر الفضى الذى راح يتاملها بتركيز خلال الحفلة.قدم لها إعتذاره لأنه كان ينظر إليها بإلحاح ثم تابع قائلاً إنه كان صديق أمها وقد تعرف عليها من الصور التى أرسلتها له ألروى لولديها عندما كانا صغيرين
كانت كايتى للتعرف إلى ذلك الشخص الذى يعرف والدتها فالتفاصيل التى تعرفها عن شباب ألروى بسيطة للغاية.لذا لم يخطر فى بالها أن ترفض الدعوة لمقابلة هذا الرجل فى المقهى قبل موعد الغداء . يمكنها أن ثم تذهب إلى ملاقاة نيكوس على الغداء كما أتفقا سابقاً
وصلت إلى المقهى قبل الموعد المحدد بوقت قصير .كان الرجل ذو الشعر الفضى الذى عر عن نفسه بأسم فاسيلس أتمازيديس يجلس فى إحدى الزوايا فوقف عندما رآها
سألت ومدت يدها:"سيد أتمازيديس؟"أمسك بيدها ورفعها إلى شفتيه بكياسة بالغة وأجاب:"فاسيليس "
نظرت كايتى إليه بفضول . بالرغم من شعره الفضى قدرت أن يكون فى أوائل الأربعينات أو أوسطها.كان رجل نحيفاً وسيماً جداً طويل القامة
قال لها بعد أن طلب القهوة :"أظن أننى أزعجتك أمس.ولكننى تفاجأت كثيراً لرؤيتك"
"كنت أتساءل لما يبدو لى وجهك مألوفاً.كنت فى الجنازة أليس كذلك؟"
قالت كايتى ذلك فجأة مع أن ذكرياتها عن ذلك اليوم مشوشة للغاية.
لكنها تذكرت ذلك الغريب الأنيق الذى وقف فى آخر الكنيسة ورحل بدون أن يكلم أحداً . فى الواقع لم يبدُ أن أحداً يعرفه
"لابد أنك من أرسل الزهور مع البطاقة المكتوبة باليونانية"
هز فاسيليس رأسه :"فكرت أن أكلمك لكن لطالما قالت ألروى إنك تنزعجين من ذكر أى شئ عن حياتها فى اليونان"
"كنت أشعر بالغضب فقد عاملوا والدتى بطريقة فظيعة"
تنهد الرجل وأعترف لها:"كان جدك رجلاً فخوراً وعنيداً . كان يفتقدها كثيراً .أتعرفين ذلك؟"
"حسناً أتمنى أن يكون قد تعذب بقدرها"
أجابت كايتى بصراحة فهى لا تميل إلى المسامحة والنسيان ثم تابعت:"كيف تعرفت إلى أمى؟"
"أنا الرجل الذى كان عليها أن تتزوجه"
أذهل هذا التصريح كايتى :"أنت؟وبقيتما صديقين...؟"
منتديات ليلاس
"كنت أقد صداقة أمك وما أن شفى قلبى وكبريائى حتى بدأنا نتراسل . وقد تقابلنا مرات عديدة خلال زياراتى إلى لندن .لطالما كانت تتوق لمعرفة أخبار الأصدقاء القدامى"
قالت كايتى بهدوء:"أظنها كانت تشعر بالحنين للوطن أحياناً"
"ربما.لكنها لم تندم على قرارها أبداً . فقد أحبت والدك للغاية"
شعرت كايتى بوخز الدموع فى عينيها فطلبت منه بصوت أجش :"أخبرنى عنها . أخبرنى كيف كانت فى شبابها"
راح فاسيليسيخبرها القصص بطريقة مشوشة فلم يطل الأمر بـ كايتى حتى بدأت تضحك بصوت عالى
"لا أصدق أنها فعلت!"
قالت له كايتى ذلك رداً على شئ أخبرها إياه فأقسم لها :"هذا صحيح . أقسم لك"
ثم أختفت الضحكة على شفتيه عندما نظر إلى وجهها وقال :"تشبهينها كثيراً عندما تضحكين"
أمسكت كايتى يده بدون تفكير "هل تزوجت يوماً؟"
"لا. لم يتزوج أبداً"
ذهلت كايتى لسماع هذا الصوت المألوف :"نيكوس!"


] [/COLOR]

زهرة منسية 14-04-12 02:21 PM


لكن ابتسامة الترحيب ذبلت على شفتيها عندما رأت العدائية المخيفة على وجهه الجامد . شعرت بالضياع والخطر عندما رأته يتقدم ويقف إلى جانب كرسيها ثم تابع بصوت عال :"وسبب عدم زواج فاسيليس هو أنه زير نساء يفضل الكمية على النوعية "
ورمق الرجل الآخر بنظرة جعلت كايتى ترتجف
قالت كايتى بلهجة جافة وهى لا تفهم لماذا يتصرف نيكوس بهذه العدائية :"تعرفان بعضكما أنتما أيضاً على ما أظن"
فأكد لها فاسيليس:"نعم أعرف نيكوس منذ أن كان طفلاً"
"ليس من مصلحتك ان تتكلم عن الخبرة فاسيليس فقد تعرف السيدة أنك من عمر والدها"
بدا أن ضحكة العجوز أغضبت نيكوس أكثر فقال لها:"سنرحل كاترينا"
"لن أذهب إلى أى مكان قبل أن تعتذر من فاسيليس "
ثم توجهت إلى الرجل الآخر :"صدقاً لا أعرف ما حصل له"
تنفس نيكوس بصعوبة ثم تفوه بدفق من الكلمات اليونانية متوجهاً إلى الرجل الآخر . لم تتمكن كايتى من فهم كلمة منها لكنها لم تبدُ كلمات ودية.كان نيكوس فى منتصف كلامه عندما شحب لون فاسيليس. أنتقل نظره من نيكوس إلى كايتى بذهول :"أنت متزوجة كايتى؟"
"نزعاً ما أنها قصة طويلة"
أعترفت بالأمر فذكرها نيكوس:"نوعاً ما؟ وكأنك نسيت أنك تحملين طفلى؟"
"ظننتك لا تريد أن يعرف أحد قبل أن تخبر والديك"
"لا تقلقا سركما فى أمان معى"
وعد فاسيليس بذلك قبل أن بقف وينحنى لـ كايتى :طإلى أن نلتقى مجدداً يا عزيزتى"
"أود ذلك"
أبتسمت له وأدارت ظهرها لـ نيكوس بطريقة معبرة .لا يمكن أن يلام الرجل للمغادرة فـ نيكوس يبدو مخيفاً بالفعل
هذا لا يعنى أنها تشعر بالخوف . أدركت أنها تعرف فى أعماقها أن نيكوس لن يؤذيها ابداً . ستكون دائماً بأمان معه
أجاب نيكوس فاسيليس بزئير مخيف:"إن ألتقيت زوجتى مجدداً فسأكسر لك عنقك.أبتعد عن زوجتى!"
بدأ أن فاسيليس تقبل ملاحظته لكن كايتى لم تفعل . فقالت له بغضب عندما غادر الرجل الآخر :"كيف أمكنك قول ذلك؟"
أخرج نيكوس من جيبه أوراقاً مالية ورماها على الطاولة :"لنخرج من هنا "
"لن أذهب إلى أى مكان معك"
"يمكنك أن تخرجى على قدميك أو على كتفى . لك حرية الخيار"
فحصت كايتى وجهه المتجهم ووجدت أنه لم يكن يمزح :"سأرحل لأنى أريد ذلك"
"بالطبع تريدين ذلك"
"وانا أكرهك"
"سنناقش أمر مشاعرك تجاهى لاحقاً"
وصلا إلى شقته بدون أن يتكلما وأن كان غضب نيكوس قد برد عندها فغضبها هى وصل إلى ذروته
"أرجو ألا تكونى قد أصيبت بخيبة الأمل . أن مستعد لتقديم بعض التنازلات . ولكن عليك أن تعدينى ألا تقتربى من فاسيليس مجدداً"
"لن أنفذ طلبك.كيف تجرؤ على إخبارى من يمكننى أو لا يمكننى مصادقته؟تصرفت كسفاح . لم أشعر أبداً فى حياتى بهذا الأحراج!"
نظر نيكوس إلى وجهها الغاضب بعينين مصدومتين :"أنا تصرفت...." زفر ثم تابع:"تصرفت بانضباط كلى ! لو أننى تصرفت مع الرجل كما أردت فعلاً لأعطيتك سبباً للاحتجاج . كيف توقعت منى أن أتصرف؟أعود باكراً لاجد زوجتى قد ذهبت لتقابل زير النساء الأكثر شهرة فى البلد ولم تتحل باللياقة الكافية لتخفى عنى الأمر . أخبرنى بذلك سائقى الخاص!"
"حسناً فى المرة القادمة سأكذب عليك.هل سيجعلك هذا سعيداً؟"
أمسك نيكوس بكتفيها وهزها ثم زمجر :"لن يكون هناك أى مرة مقبلة . لأنى لن أدعك تغيبين عن نظرى. يا إلهى! لماذا تفعلين بى هذا؟"
لم يستطيع قلبها الرقيق تحمل هذا الالم الذى رأته على وجهه فقالت له:"قابلت فاسيليس لأنه كان يعرف أمى"
ضحك نيكوس بألم :"هل هذا ما قاله لك؟أسمعى أعلم أن النساء يجدنه جذاباً وهو رجل يبدو صادقاً جداً لكن...."
"لا. كان يعرف والدتى حقاً كان من المفترض أن يتزوجا لكنها هربت مع والدى"
"لا. لايمكن أن يكون هذا صحيح . كانت خطيبته يونانية من عائلة كايسيس"
"وهى أمى"
بدأ نيكوس مصعوقاً "أمك هى أبنة ميكاليس كايسيس ؟"
هزت كايتى رأسها وأخبرته بمرارة :"أنكرتها عائلتها حين تزوجت من والدى .لم يكن من مستواهم"
"ولنم يكن لك أى علاقة بهم أبداً؟"
هزت كايتى رأسها فقال نيكوس:"هذا رائع!"
ثم قال فجأة "يا إلهى...! اليونانى الذى أخبرتينى عنه...ذلك الذى عشت معه....هو أمك؟"
فهزت كايتى رأسها مجدداً
"أنت نصف يونانية"
"حاولت طوال حياتى أن أنسى ذلك"
جذبها نيكوس نحوه فأراحت كايتى رأسها على صدره :"لقد جعلت من نفسى أضحوكة"
"نعم فعلت"
ثم رفعت نظرها وأكملت:"لماذا فعلت ذلك نيكوس؟"
أتسعت عيناها من الذهول عندما تورد خجلاً....تورد بالفعل!
"حسنا أردت أن أحميك كما يفعل أى زوج....."
ثم أبتعد عنها وأخذ نفساً عميقاً وأكمل"لا. تصرفت بهذه الطريقة لأن الغيرة كادت تصيبنى بالجنون"
"شعرت بالغيرة؟!"
"أغار من أى رجل ينظر إليك . أحبك يا صغيرتى عرفت ذلك منذ الليلة الأولى لكننى لم أعترف بذلك حتى لنفسى . جعلتنى فكرة عودتك إلى توم مجنوناً فدعوته ليصعد إلى الغرفة . كان تصرفاً مقيتاً وكل ما قلته عنى كان صحيحاً....لهذا حاولت تسوية الأمور بينكما . ظننت أننى أتصرف بنبل . قلت لنفسى إن سعادتك هى كل ما يهمنى. وأن وجدت سعادتك مع توم فليكن .ولكن أظن أننى بلغت فى النبل"
"أنت تحبنى.....؟"
أعادت كلماته محاولة أن تستوع الأشياء المذهلة التى تفوه بها ثم تنهدت بحزن وسألته :"ولكن لماذا لم تخبرنى بذل؟كنت تعيسة للغاية"
"لأنك تحملت فكرة الحمل وحدك؟"
قالت له بحب "لا بل لأننى كنت أنام لوحدى أيها الغبى!"
ورفعت رأسها لتنظر بعينين مشرقتين إلى زوجها الرائع وهمست:"أنا أحبك لهذا السبب تركت كايتلين تجلبنى إل هنا. قررت ان أقول لك ولكن شعرت بالجبن فى اللحظة الأخيرة...لأننى ظننتك ستتزوج بى من أجل الطفل"
كانت عينا نيكوس تشتعلان بنار الحب عندما جذبها إليه وقال بصوت أجش:"الطفل نعمة أضافية"
فأجابته كايتى بابتسامة حارة :"أتعرف لم أتناول الغداء بعد"
"وهل أنت جائعة؟"
"دائماً عندما أنظر إليك"


كان الزفاف كالحلم وعدها نيكوس ان يكون شهر العسل أفضل بعد. وكانت تعرف أن زوجها يفى دائماً بوعوده.
عندما دخل نيكوس كانت كايتى تجلس على السرير تغمرها هالة ذهبية من الرضى
"تبدين مثيرة"
فسألته بابتسامة عذبة :"هل تريد أن تفعل شيئاً بهذا الشأن؟"
ولكن قبل أن يجيبها رأت الهدية فى يده:"هدية زواج؟"
فهز نيكوس رأسه :"منى"
وسلمها إياها فابتسمت وشكرته وراحت تمزق الورق الذى يغلفها
راقب نيكوس حماسها بابتسامة حنونة فخورة :طأرجو ان يعجبك"
اكتشفت كايتى كتاباً سميكاً فوضعته على ركبتيها للحظات قبل أن تفتحه :"هذه...."
تصلب جسمها كله عندما رأت ما بداخله . رفعت إلى نيكوس عينين مغروقتين بالدموع قبل أن تحول اهتمامها مجدداً إلى محتوى الكتاب . عندما أنتهت وضعت الكتاب باحترام على السرير وركضت إلى زوجها الذى فتح ذراعيه لاستقبالها فقالت له:"ظننت أننى فقدتها إلى الأبد . لا أعرف ماذا فعلت....ولكن شكراً لك ألف شكر"
فأصر هو بتواضع:"لم يكن الأمر صعباً لهذه الدرجة.أتصلت بـالأصدقاء .كانت الصحف المحلية تملك صوراً لـ بيتروس فى مسابقات السباحة.ولكن فاسيليس هو من ساعد حقاً . كانت أمك ترسل له صوركما وهو يملك الكثير من الصور لأمك فى شبابها "
منتديات ليلاس
"نعم بعض هذه الصور لم أرها من قبل"
لمست وجهه بيديها وتابعت:"أنت تعرف أنك رجل رائع حقاً . أليس كذلك؟"
"هلا تركنا هذا الأمر سراً بيننا؟ ليس من الجيد أن يكون الإنسان معروفاً فى عالم الأعمال بقلبه الطيب"
وافقت على طلبه بصوت أجش:"لا يجدر بأحد أن يعرف ما يجرى خلف الأبواب الموصدة...."
فأرتفع حاجباه:"وهذا يتركنا حرين لنفعل....."
"ك ما يحلو لنا" أكملت كايتى جملته بنعومة فسألها:"وهل لديك أى أفكار؟"
"حسنا فى الواقع....."
بدأت كايتى جملتها ثم لمعت عيناها :"هل لى أن أهمس ذلك فى أذنك؟"
أحنى نيكوس رأسه ثم قال لها عندما أنتهت:"أتعرفين؟أنت امرأة سيئة للغاية"
"لا أنا امرأتك أنت السيئة للغاية. فى السراء....."
وتنهدت بسعادة وأمسكت ربطة عنقه:".....والضراء"
تركت كايتى قسم الضراء جانباً . أما بالنسبة للسراء فهى تعرف أن الأمور لا يمكن أن تكون أفضل من زواجهما

زهرة منسية 14-04-12 02:30 PM

تمت بحمد الله
وأتمنى للجميع أن يستمتعوا بقراءتها
وشكراً لكل من مروا على الرواية وقاموا بالضغط على أيقونة الشكر
وشكراً لك الزوار اللى عطروا الرواية بمررهم الكريم
لكم منى كل الشكر والتقدير
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13344066161.jpg

سفيرة الاحزان 14-04-12 04:36 PM

تسلمي يا قمر بجد رواية حلوة من ايدك ياريت تستمري على طول لان رواياتك رائعة

نور ومهند 14-04-12 05:34 PM

روعة
 
[COLOR="Red"]تسلم ايدك حبيببتي علي هالرواية[/COLOR]

زهرة منسية 16-04-12 02:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيرة الاحزان (المشاركة 3068886)
تسلمي يا قمر بجد رواية حلوة من ايدك ياريت تستمري على طول لان رواياتك رائعة

مشكورة سفيرة على مرورك العطر و على كلامك الحلو يسلم عمرك يا قمر

زهرة منسية 16-04-12 02:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور ومهند (المشاركة 3068990)
[COLOR="Red"]تسلم ايدك حبيببتي علي هالرواية[/COLOR]

مشكورة كتير حبيبتى على مرورك العط ومشاركتك بالرواية

نجلاء عبد الوهاب 18-04-12 11:25 PM

يعطيكى العافيه الروايه تجنن
:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1:
:welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pil ls3:
:384::384::party::party::party:

ساحرات 20-04-12 01:53 AM

شكرا لكى على الرواية الجميلة

زهرة منسية 20-04-12 07:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحرات (المشاركة 3074266)
شكرا لكى على الرواية الجميلة

العفو سااااااحرات كل الشكر لمرورك


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء عبد الوهاب (المشاركة 3073235)
يعطيكى العافيه الروايه تجنن
:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1:
:welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pil ls3:
:384::384::party::party::party:

الله يعافيكى حبيبتى مشكورة كتيرررررر نوجة

fati_mel 21-04-12 11:49 PM

يسلمووووووووووووو يا قمر
مبين ان الرواية حلوة كثيييييييير ومتشوقة لقراءتها
وان شاء الله حقراها لما اخرج من المستشفى
الله يعطيكي العافية وربنا لا يحرمنا من رواياتك المميزة

زهرة منسية 22-04-12 07:21 PM

‎مشكورة حبيبتى
بس طمنينى عليكى حبيبتى خير ليه المستشفى؟ عسى ما شر‎

soukaina 24-04-12 03:07 PM

شكرا جزيلا على هذه الرواية الرائعة

شووقهـ 28-04-12 04:21 AM

يعطيكِ العافية زهرة منسية

جداا رائعة

مودتي لكِ

جمره لم تحترق 28-04-12 08:17 PM

يا قلبي ما كنت في وما شجعتك زي ما وعدت
عذري إني كنت مسافرة
المهم . . . مبروك ألف ألف مبروك على نهاية الرواية
ومجهودك الرائع صديقتي تشكرين عليه دوماً
ودي وعبق وردي

امبراطورية ع 29-04-12 11:25 PM

تسلم الانامل على الروايه الراااااائعه

ندى ندى 01-05-12 10:58 PM

قمة الروعه والجمال

amira2070 08-05-12 07:43 PM

ketir hilewa chkran ketir:55:

ملك فارس 21-05-12 04:33 AM

ايه الجمال ده روايه فوق الفظيعه جباره والله

وجدان الاسي 01-10-12 10:38 AM

بجد روووووووووووعة من زمان لم اقرا بجمال هذه الرواية تسلم ايدك زهرة

الجبل الاخضر 06-10-12 09:38 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

سيمفونية الحنين 10-10-12 02:26 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
تسلم اديكي على الروايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الرائـــــــــــــعة

زهرة منسية 13-10-12 07:04 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soukaina (المشاركة 3078257)
شكرا جزيلا على هذه الرواية الرائعة

العفو سوكينة أنتى المشكورة على مرورك و مشاركتك
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 3080985)
يعطيكِ العافية زهرة منسية

جداا رائعة

مودتي لكِ

الله يعافيكى شووقهـ أنتى الأروووع

زهرة منسية 13-10-12 07:09 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 3081517)
يا قلبي ما كنت في وما شجعتك زي ما وعدت
عذري إني كنت مسافرة
المهم . . . مبروك ألف ألف مبروك على نهاية الرواية
ومجهودك الرائع صديقتي تشكرين عليه دوماً
ودي وعبق وردي

الله يبارك فيكى يا عمرى زوووووووووووووووز غاليتى دايمن وجودك بيسعدنى سواء فى البداية أو النهاية و أن عارفة أن ما فى ئ بيأخرك عن تشجيعك حبيبتى
الله لا يحرمنى من وجودك العطر دايمن

زهرة منسية 13-10-12 07:15 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امبراطورية ع (المشاركة 3082698)
تسلم الانامل على الروايه الراااااائعه

مشاركت الأروووووووووووع أمبراطورة
الله يسلم عمرك

زهرة منسية 13-10-12 07:18 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amira2070 (المشاركة 3091057)
ketir hilewa chkran ketir:55:

العفو أميرة شكراً لمشاركتك حبيبتى

زهرة منسية 13-10-12 07:20 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 3084581)
قمة الروعه والجمال

ندوش أنتى القمة الروعة والجمال

زهرة منسية 13-10-12 07:31 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك فارس (المشاركة 3098857)
ايه الجمال ده روايه فوق الفظيعه جباره والله

ههههههههه مشكورة ملوكة تعبيراتك حلوة

زهرة منسية 13-10-12 07:34 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجدان الاسي (المشاركة 3186135)
بجد روووووووووووعة من زمان لم اقرا بجمال هذه الرواية تسلم ايدك زهرة

مشكورة كتيرررررررر وجدان مبسوطة أن أختيارى عجبك

زهرة منسية 13-10-12 07:39 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 3192753)
:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

مشكورة كتيررررررررررررر خضرة على مشاركتك الرقيقة

زهرة منسية 13-10-12 07:42 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين سع (المشاركة 3194862)
تسلم اديكي على الروايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الرائـــــــــــــعة

الله يسلمك حنين مشكورة كتير

حورية الجزائر 15-11-12 07:20 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
من اجمل الروايات المترجمة التي قرأتها
شكرا

زهرة منسية 28-11-12 09:07 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حورية الجزائر (المشاركة 3212367)
من اجمل الروايات المترجمة التي قرأتها
شكرا

مشكورة حورية كتيرررررررررررررر
أسعدنى كتيررررررررررر أن أختيارى للرواية عجبك
نورتينى بمشاركتك الحلوة

one star 01-12-12 01:32 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
مشكوووووووووووور يا قمر

غنجة بيا 26-01-14 12:32 AM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس (كاملة )
 
يعطيكي الف عافية جدا جميلة الرواية :welcome3:

فراشة امل 21-03-15 12:12 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
الروااية رااااائعة و البطل كثيير حلووو
شكراااا :55:

منى على سيد 26-03-15 07:01 AM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
رواية جميلة جدا شكرا علىالمجهود

الخنساء الشاعره 01-04-15 12:03 AM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
شكرا على المجهود:dancingmonkeyff8:

ميريهان 15-04-15 05:10 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
شكرا لك على هذه الرواية الجميلة جدا.

فرحــــــــــة 13-09-16 10:54 AM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
قصة جميلة رائعة
استمتعت جدا بقرائتها فهى من اجمل القصص التى قرأتها
وانتى دائما تحسنين الاختيار وعلى قدر عال من المسئولية
فلك منى كل الشكر والتقدير
ومن تقدم الى تقدم ان شاء الله
دمتى بكل الخير
فيض ودى

doda qr 08-04-18 10:40 AM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
روايه جميله جدا شكراااا

ayabraim 08-04-18 12:02 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
KJHFDSRTYUNBVCX BHGFF

paatee 01-05-18 05:20 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
رائعه جداااااا اختيار ممتاز ونتتظر جديدك

jenann 06-10-19 05:14 AM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
تسلم ايد اللي اكتبتها لكن البطله مستفزه للغاااايه من اول الروايه الى نهايتها

الحالمة دائما 28-05-20 03:29 AM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
الحقيقه روعه من أجمل الروايات التي قرأتها في حياتي تسلم ايدك

نجلاء عبد الوهاب 25-05-22 01:04 PM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
:welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::welcome3: :welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::LgN05096: :LgN05096::LgN05096::LgN05096::LgN05096::c8T05285::c8T05285: :mo2::mo2::iU804754::iU804754::iU804754::iU804754::iU804754: :iU804754:

نعيمة خالد 05-10-22 10:23 AM

رد: 317 - امرأة تحت الرماد - كيم لورانس ( كاملة )
 
:110::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:


الساعة الآن 08:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية