منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   الحقيقة الحب (https://www.liilas.com/vb3/t172687.html)

رباب فؤاد 23-02-12 05:51 PM

الحقيقة الحب
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

افتقدتكم كثيراً منذ آخر لقاء لنا في دمعات قلب، وكم كان ابتعادي مؤلماً لي
بالطبع لم ابتعد كقارئة، ومنتدى رومانسيات عربية يشهد على مشاركاتي

لكنني افتقدت انفعالات القارئات مع ما أكتب
لذا أعود لكم بعمل ربما يكون قديماً
لكنه كما نقول في مصر .... أول الرقص حنجلة

أعدكم قريباً برواية طوييييييلة مختلفة تماماً عما اعتدت كتابته
لكنني لن ابدأ في تنزيل فصولها قبل أن يكتمل نصفها على الاقل

وإلى أن يحين موعد نزول الرواية الجديدة... أترككم مع الحقيقة الحب


همسة: أحد أقوى أسبابي لاعادة نشرها هو تعليق ابن شقيقتي عليها
فحينما ارفقت رابطها على الفيس بوك على صفحات اصدقائي وابناء اخوتي لم اتوقع أن يقرأها أحد شباب الاسرة لعلمي بعدم اهتمامهم بالقراءة
لكن الدكتور كيمو أذهلني أمس وهو يقول بعفوية "على فكرة يا خالتو خلصت القصة اللي بعتتيها...دي جامدة اوي... متخيلتش انك بتكتبي حلو كدا".

صراحة كلمات ابن شقيقتي الشاب منحتني دفعة قوية لأن أعيد وضع روايتي على صفحات ليلاس، فلا تحرموني تفاعلكم معي

مع وعد بلقاء جديد

خالص تحياتي



..
..
..

الحقيقه ( 6 + 7 + 8 )

http://www.liilas.com/vb3/t172687-3.html

الحقيقه ( 9 + 10 + 11 )

http://www.liilas.com/vb3/t172687-5.html

الحقيقه ( 12 + 13 + 14 )

http://www.liilas.com/vb3/t172687-6.html

الحقيقه ( 15 + 16 + 17 )

http://www.liilas.com/vb3/t172687-7.html

الحقيقه ( 18 + الأخيرة )

http://www.liilas.com/vb3/t172687-8.html

..
..
..



رباب فؤاد

رباب فؤاد 23-02-12 05:56 PM

إهداء

أحداث هذه القصة غير حقيقية...

ولكنني استندت فيها على ما شعرت باحتمالية حدوثه في أي مكان لا يحظى فيه العلماء بمكانتهم

و المشكلة هي أننا لا نشعر بمدى فظاعة جرمنا هذا في حق من يعانون بالفعل من أجل رفعة هذا الوطن

لهذا... أهدي هذا الجهد المتواضع إلى كل من سهر الليالي وراء بحث من شأنه أن يغير وجه العالم للأفضل

ولا أقول أنني قدمت حلاً للمشكلة لأنها أعمق بكثير مما نتصور

كل ما أدّعيه هو أنني ألقيت الضوء على ما رأيته غافلاً عن الكثيرين منا

وأدعو الله عز وجل أن أرى اليوم الذي يصير فيه الباحث أشهر من لاعب كرة القدم.


إهداء إلى كل عباقرة بلادي وجنودها المجهولين الذين ساهموا في نهضة هذا البلد الكريم...

إلى كل من يبذل قصارى جهده من أجل إعلاء شأن هذا الوطن...

إلى كل مخلص في ميدان عمله...

الحقيقة خلف كل ما نفعله هي الحب.



حبنا لوطننا هو الدافع الحقيقي للنجاح.
شكر خاص إلى كل من ساهموا في إخراج هذا العمل إلى النور.
رباب

رباب فؤاد 23-02-12 08:46 PM

الحقيقة الأولى
 

1- ارتفع طرق خفيض على باب حجرة رئيس قسم الفيزياء الحيوية بكلية العلوم، فانتبه له هذا الأخير ورفع رأسه الأشيب عن الأوراق الموضوعة أمامه وهو يقول بوقار ولهجة قيادية ـ"أدخل."

وكأنما كان الطارق في انتظار الإذن بالدخول، إذ انفتح الباب في سرعة وظهرت خلفه حسناء في منتصف العشرينات من عمرها تخفي نصف وجهها خلف نظارة طبية ذات إطار عاجي عدلت من وضعه على أنفها وهي تقول بارتباك ـ"صباح الخير يا دكتور(عثمان).. أتسمح لي بقليل من وقتك؟"

ترك دكتور(عثمان) الأوراق من يده وهو يقول بثقةـ"بالطبع يا دكتورة(سارة)."

شجعها ترحيبه على الدخول خاصة حين أشار إليها بالجلوس أمامه، فجلست وعينيها أرضاً، إلا أن عينيه اللماحتين لاحظتا من فورهما الدموع المتحجرة في مقلتيها فقال بهدوء حنون ـ"ما الذي ضايق تلميذتي النجيبة؟ أهي إحدى تجاربك؟"

رفعت وجهها إليه لتقول بصوت تخنقه الدموع ـ"ليتني ما كنت نجيبة ولا متفوقة، وليتني ما عُينت معيدة بالكلية وليتني..."

قاطعها بإشارة من يده قائلاً بانزعاج ـ"ما كل هذا؟ ما سبب هذا الإحباط؟"

أفلتت دمعة خبيثة من إحدى عينيها وهي تسأله بخفوت ـ"هل كنت تعلم أنني لن أحصل على منحة الدكتوراه؟"

تنهد الدكتور(عثمان) بأسف قائلاً ـ"علمت اليوم للأسف، رغم أنني فعلت كل ما بوسعي كي تحصلي عليها، ولكن قرار اللجنة نهائي. لا يوجد لديهم اعتماد مالي كافي لتغطية منحتك أنت وزملائك."

لم تستطع منع دموعها من الانهمار وهي تقول بخيبة أمل لا حد لهاـ"وما الحل؟ هل سأفقد مستقبلي لعدم وجود اعتماد مالي كافي؟ ما دام الدعم للبعثات غير كاف لماذا لا يجهزون معاملنا بشكل أفضل؟ أليس ظلماً أن أفقد أنا وأكثر من عشرة معيدين بباقي أقسام الكلية بعثاتنا إلى انجلترا وباقي دول أوروبا؟"

تنهد الرجل ثانية وقلب كفيه قائلاً ـ"لقد جف حلقي وأنا أحاول أن أعرف أسباباً أكثر إقناعاً لإلغاء بعثاتكم، لكن كل ما يقولونه هو عدم وجود اعتماد مالي. صدقيني يا ابنتي لو كنت أستطيع إرسالك على حسابي الخاص لفعلت، ولكنك تعلمين أن دكتور الجامعة أصبح من الفئات التي لا تحصل على حقوقها ولا يهتم أحد بتقديره وتساوى مع زملائه ممن تخرجوا بأقل التقديرات. على الأقل هم يعملون وبكل بساطة يدخل الراتب إلى جيوبهم دون تعب، في حين نظل نحن ننقب ونعمل ونجرب وندرس حتى نحصل على الدكتوراه ولا يحظى أي منا بالتقدير الذي يستحقه."

كفكفت(سارة) دمعها واكتسب صوتها نبرة يأس وهي تسأله ـ"ما زلت أجهل الحل. هل أقدم استقالتي وأضحي بالماجستير التي واصلت في دراستها الليل بالنهار وأكتفي بأن أكون ربة بيت؟ لماذا أدرس؟ لقد انضممت إلى أسرة هذا القسم لرغبتي في أن أحرز تقدماً يخدم بلدي مصر، لكن يبدو أنه لا مكان لي وسط علمائها."

هتف بها معترضاًـ "كيف تقولين هذا؟ أنت من أفضل المعيدات هنا بالكلية وبإذن الله سيكون لك مستقبلاً باهراً. ربما لا نحصل الآن على ما نستحقه من تقدير، لكننا سنحصل عليه يوماً ما. يجب ألا تيأسي."

عادت نبرة اليأس إلى صوتها وهي تقول ـ"ومتى يأتي هذا اليوم؟ ولماذا نفتقد هذا التقدير من الأساس؟ من أحق به منا؟ نحن ندرس ونبحث طوال الوقت كي نعيد لهذا الوطن أمجاده وهو يتجاهلنا!؟"

ضحك باستهزاء قائلاًـ "حالياً، هناك فئتين تحصلان على كل التقدير."

عقدت حاجبيها متسائلة فأشار إلى جريدة مجاورة قائلاً ـ"الفنانين ولاعبي كرة القدم، وحسبما أرى فأنت لا ينقصك الجمال ولا الرشاقة لتكوني نجمة سينما. وقتها فقط سيقدرونك."

اتسعت عيناها وهي تسأله باستنكار ـ"وماذا عن دراستي وهدفي و..."

قاطعها قائلاً بجدية أخافتها ـ"لو صرت نجمة سينما وأنهيت الدكتوراه في نفس الوقت ستكتب عنك جميع الصحف وربما تتعرض لرسالتك بالشرح والتحليل و تنالين شهرة فوق شهرتك، وربما صار هذا سبباً لمعرفة رجل الشارع العادي بالفيزياء الحيوية."

زفرت في إحباط ولم تفلح سخرية مشرفها في تخفيف ضيقها، بل على العكس زادت من إحساسها بعدم جدوى دراستها وقبل أن تنطق عبارة يائسة أخرى اندفع رجل إلى داخل الغرفة على حين غرة فانتفضت(سارة) في جلستها وهتف به الدكتور(عثمان) قائلاً ـ"ما هذا يا دكتور(فكري)؟ ألم أخبرك أكثر من مرة أن تطرق الباب قبل أن تفتحه؟"

أشاح(فكري) بذراعه في الهواء قائلاً ـ"دعك من هذه الرسميات، ثم أن الباب لم يكن مغلقاً. هل كنت تعلم بعدم وجود دعم كاف لبعثة(سارة)؟"

ولأول مرة لاحظ وجودها بالغرفة ولاحظ احمرار جفنيها فقال ليجيب سؤاله ـ"يبدو أنكم على علم بالخبر."

ثم تقدم ليجلس أمام(سارة) قبل أن يقول في غيظ ـ"أمعقول هذا؟ أيفقد أكثر من عشرة معيدين بعثاتهم ومستقبلهم لعدم وجود دعم مالي؟"

قلب الدكتور(عثمان) كفيه قائلاً ـ"وماذا عساي أن أفعل؟ لقد فعلت كل ما بوسعي لإلغاء هذا القرار. الحل الوحيد هو أن تواصل(سارة) دراستها هنا أو أن تسافر إلى انجلترا على نفقتها الخاصة."

هب الدكتور(فكري) من مقعده هاتفاً بانفعال ـ"أي عدل هذا؟ لا تعجب إذاً لو فقدت هذه الشابة كل انتماء لديها لهذا الوطن الذي لا يستطيع تحقيق حلمها."

ثم أردف في غيظ ـ"ولا تعجب أيضاً لأننا لا نحظى بأي اهتمام ما دمنا لا ننتمي لطائفة الفنانين أو لاعبي كرة القدم."

ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتي دكتور(عثمان) وتمتم قائلاً ـ"هذا ما كنت أقوله لـ(سارة) قبل اقتحامك المكتب، واقترحت عليها أن تعمل ممثلة."

أشاح الدكتور(فكري) بذراعه ثانية وقال وهو يدور في أرجاء الغرفة ـ"ليتني كنت أستطيع لعب كرة القدم، كنت أضحيت مليونيراً. إن مكافأة الفوز لأقل لاعب تكفي للإنفاق على طالب بعثة لمدة ستة أشهر على الأقل. أتعلم، لو ألغوا الفريق القومي لكرة القدم ووزعوا رواتب اللاعبين والمدرب الأجنبي على جامعات مصر ما تحججت لجنة البعثات بعد وجود دعم مالي كافي."

تنهدت(سارة) في عمق وعادت الدموع تخنق صوتها وهو تقول ـ"ما زلت أجهل الحل. ماذا أفعل؟"

نهض الدكتور(عثمان) من خلف مكتبه قائلاً ـ"واصلي دراستك هنا يا(سارة)، لقد توصلت لنتائج مبهرة في رسالة الماجستير، وبإمكانك أن تحققي نتائج أفضل منها في رسالة الدكتوراه هنا في مصر. لقد أعطينا الغرب أساس حضارتهم وما زال بإمكاننا التفوق عليهم بأقل الإمكانيات. لا تيأسي يا ابنتي، وستنجحين بإذن الله."

أومأت برأسها في صمت وهي تنهض بدورها وتطلب الإذن بالانصراف.

**********************

رباب فؤاد 23-02-12 09:02 PM

الحقيقة الثانية
 


1- جلس شاب في مقتبل العمر مسترخياً على أريكة وثيرة يقرأ بتمعن ورقة ما أن أنهاها حتى طواها بعناية والتقط من جواره هاتفه المحمول وضرب أحد أزراره وانتظر حتى تناهى إلى مسامعه رنين يميز المكالمات الدولية وأتاه من الطرف الآخر صوت نسائي متلهف يقول في سرعة ـ"ألو..(باسل)!!"

ابتسم(باسل) واكتسى صوته بنبرة حنان وهو يقول ـ"نعم يا أماه..أنا(باسل). كيف حالكم جميعاً؟"

قالت أمه بنفس اللهفة ـ"الحمد لله، جميعنا بخير، كيف حالك أنت؟هل وصلك خطابي؟"

اتسعت ابتسامته وهو يداعب الورقة المطوية إلى جواره قائلاً ـ"أنا بخير والحمد لله، وقد أنهيت قراءة خطابك للتو. عندما طلبت منك البحث عن عروس لي لم أتخيل أن لديك هذا الكم من الفتيات في انتظاري."

سألته في سرعة و اهتمام ـ"المهم، ما رأيك؟"

قال في خبث ـ"حسبما أتذكر فكلهن جميلات وذوات أصل طيب. من تفضلين أنت؟"

هزت الأم كتفيها قائلة ـ"سيان بالنسبة لي. المهم من يرتاح إليها قلبك أنت."

عقد(باسل) حاجبيه للحظة مفكراً قبل أن يقول ـ"ماذا عن(سارة) ابنة عمي(محمود)؟ لقد دُهشت عندما رأيت اسمها وسط قائمة المرشحات. ألم تتزوج بعد؟"

أجابته أمه في ثقة قائلة ـ"ليس بعد، لقد حصلت على الماجستير منذ فترة وتستعد للدكتوراه. ربما كانت مناسبة لك إذا حصلت على بعثتها المنتظرة في انجلترا."

عقد حاجبيه ثانية وقال مندهشاً ـ"أمازالت مصرة على نيل الدكتوراه؟ عجيب جداً أمر هذه الفتاة. لقد اقتربت للغاية من تحقيق حلم طفولتها."

سألته أمه في لهفة ـ"أهي إذاً عروسك المنتظرة؟"

أجابها في سرعة ـ"ليس بعد، دعيني أفكر قليلاً وسأهاتفك ثانية لأخبرك برأيي النهائي، وعلى أي حال سأعود للقاهرة بعد نحو أسبوعين أو ثلاثة بإذن الله."

قالت أمه بحنان أموي صادق ـ"بألف سلامة إن شاء الله. عندما تتصل في المرة القادمة حاول تأخير مكالمتك قليلاً كي تستطيع محادثة أباك بعد عودته من العمل مادام لا يحب استخدام أجهزة المحمول."

وحينما أنهى اتصاله مع أمه أغمض عينيه وشرد بذهنه بعيداً، أيام كان طفلاً صغيراً يلعب مع أبناء صديق والده الحميم.
كانت(سارة) الابنة الصغرى وكانت دوماً تشاكسه بقولها أن مستواه العلمي لا يرقى لمستواها، ورغماً عنه ضحك وهو يتذكر شكلها وهي ما زالت في المرحلة الابتدائية وترتدي نظارة طبية بلا داعي وتقص شعرها الكستنائي الناعم مثل الأولاد بحجة أنها لا تريد تضييع وقتها في العناية به وتتحدث طوال الوقت عن أينشتين والنظرية النسبية.
كان كلامها يفوق سنها ولذلك كان يحب مشاكستها هو الآخر.
كانت على طرفي نقيض من شقيقها الأكبر وصديق طفولته(مهند) وشقيقتها الكبرى(نهاد).
بالنسبة إليه كان(مهند)و(نهاد) ينتميان إلى فئة الأطفال الطبيعيين، أما(سارة) فكانت غير طبيعية إطلاقاً.
ومع ذلك كان يذهب إلى بيتهم لا لشيء إلا ليستمتع برؤيتها ومشاكستها.
وظل على هذه الحالة حتى التحق هو بكلية التجارة إلى جوار ممارسته كرة القدم، والتحق(مهند) بكلية الحقوق و(نهاد) بكلية التربية، وعلم فيما بعد بالتحاق(سارة) بكلية العلوم ولم يرها منذ حفل زفاف(مهند).
يومها لم يندهش كثيراً حينما رآها،
كانت كما هي بنظارتها الطبية وشعرها القصير، ومع ذلك كانت أجمل الفتيات في نظره.
ترى ماذا ستقول حينما يتقدم لخطبتها؟ إنها لم تقتنع يوماً بمهنته كلاعب كرة قدم وطالما ظنتها مهنة تافهة.
أيعقل أن ترضى به زوجاً؟
ولم لا؟ إنه محاسب ولديه شركة استيراد وتصدير في القاهرة يديرها والده بالإضافة إلى عمله كلاعب كرة محترف، أي أنه لا ينقص عنها في شيء.
لكن أهم شيء هو هل ستتجاوب معه؟
هل ستبادله مشاعره التي يكنها لها منذ كانا صغاراً؟
العجيب أنه لم يفكر ولو للحظة واحدة في أي من الفتيات الأخريات المرشحات في خطاب أمه، فما أن رأى اسم(سارة) حتى استيقظ بداخله الحب القديم الذي طالما أقض مضجعه وهو مراهق وظنه صار ذكرى.
ذكرى!!؟
لكن وجهها لم ولن يصبح ذكرى، إنه مازال محفوراً في ذاكرته:
عيناها كانتا دوماً مصدر حيرته، ففي المرات القليلة التي اخترق فيها بصره نظارتها الطبية كان يرى عينيها مرة سوداء ومرة بنية حتى استقر رأيه أخيراً على أن لونهما بني داكن.
أما شعرها فكان أفتح من لون عينيها قليلاً وكان دوماً قصيراً وتتدلى خصلة متمردة منه على جبهتها فترفعها(سارة) بعصبية كيلا تشتت انتباهها.
ثم تذكر ابتسامتها، فقد كان وجهها يشرق حين تبتسم وتزداد جمالاً فوق جمالها خاصة حين تزدان وجنتيها بغمازتين لطيفتين تعطيانها مظهراً بريئاً.
كان يحبها بكل خلجة من خلجاته إلا أنه لم يعترف يوماً بهذا الحب. واليوم فقط، حين قرأ خطاب أمه اكتشف أن المسمى الوحيد لمشاعره تجاه(سارة) هو الحب، وخوفه من ردة فعلها كان مبعث تردده في إعلان هذا الحب.
وكعادته، نهض ليتوضأ ويصلي صلاة استخارة كي يهدأ بالاً ويستقر على الرأي الذي سيبلغه لأهله.


***********************

رباب فؤاد 23-02-12 09:18 PM

الحقيقة الثالثة
 
3- فتحت(سارة) باب شقة والديها في ضيق بدا جلياً على ملامحها الرقيقة في مزيج عجيب، وألقت حقيبة يدها وحقيبة أوراقها وسلسلة المفاتيح على أول مقعد صادفها في تأفف، وقبل أن تجلس على المقعد المجاور فوجئت بابن شقيقتها الصغير يهرع إليها فاتحاً ذراعيه وعلى وجهه ابتسامة ترحيب واسعة ويقول بسعادة ـ"آتو...آتو."

وبسرعة غريبة اختفى الضيق المرتسم على وجه(سارة) وهي تلتقط الصغير بين ذراعيها وترفعه عالياً قائلة ـ"حبيبي(مرموري)، أوحشتني."

أتاها صوت شقيقتها من ناحية المطبخ يقول ـ"لقد أوحشته أنت أيضاً، فـ(مروان) لم يرك منذ أسبوع يا قاسية القلب."

اتجهت(سارة) إليها لتعانقها بحب قائلة ـ"أن تعرفين مدى حبي لـ(مروان) ولولا انشغالي في الكلية ما تركته هذه المدة. لماذا لم تحضري أنت؟"

خاطبت(نهاد) طفلها قائلة ـ"قل لآتو إننا كنا مشغولين في الامتحانات وأنك كنت مقيماً عند جدو(سعيد) لأنك لم ترد إزعاجها."

قبلت(سارة) الصغير في شغف قائلة ـ"ولا يهمك يا أستاذ(مروان)، خالتو لن تعترض على وجودك لأنك باختصار حبيبها الوحيد."

ربتت شقيقتها على كتفها قائلة بخبث ـ"حينما تتزوجين لن يصبح(مرموري) حبيبك الوحيد."

تنهدت(سارة) في عمق وهي تقول بإحباط ـ"يبدو أن مصيري هو الجلوس في المنزل في انتظار ابن الحلال، خاصة بعد ضياع البعثة."

تبادلت(نهاد) نظرة خبيثة مع أمها قبل أن تربت ثانية على كتف شقيقتها في إشفاق قائلة ـ"يا حبيبتي، مصيرنا جميعاً نحن النساء هو أزواجنا وأطفالنا. في النهاية نتساوى جميعاً."

همت(سارة) بالاعتراض حينما باغتها صوت أمها من المطبخ يقول ـ"استبدلي ملابسك يا(سارة)، فأبيك وزوج أختك على وصول. أسرعي كي تساعديني أنا وأختك."
قلبت (سارة) شفتها السفلى في امتعاض وهي تتأفف قائلة ـ"ما الذي أتى بي من الكلية؟ صحبة معملي الحبيب أفضل مائة مرة من رائحة البصل والثوم التي تملأ ملابسي وشعري ما أن أدخل المطبخ".
لكزتها أمها في كتفها وهي تتهكم قائلة ـ" الآن لا تحبين المطبخ، وحينما ترين المائدة تنهالين على الطعام كمن يعاني المجاعة".
احتقن وجه (سارة) قليلاً وهي تضع الصغير في مقعد الأطفال الخاص، قبل أن يعود صوتها لنبرته الطفولية الشقية وهي تشير إلى رأسها قائلة ـ" العقل السليم في الجسم السليم".
دفعتها والدتها ثانية إلى المطبخ بصرامة وهي تكتم ضحكتها قائلة ـ" هيا أمامي وكفى ثرثرة... هذا ما تبرعين فيه..الثرثرة الفارغة."
وبالطبع لم يكن باستطاعتها الفكاك من سيطرة (أم مهند) التي أجبرتها على المشاركة في طهي الطعام.
وبعد الغذاء أشارت الأم لـ(سارة) وصحبتها إلى غرفتها قائلة بجدية ـ"أريدك في موضوع هام يا(سارة)."

بدا الاهتمام على وجه الابنة وهي تقول ـ"خيراً إن شاء الله يا أمي."

ترددت الأم للحظات قبل أن تحسم رأيها قائلة ـ"لقد تقدم عريس لطلب يدك وأبوك لم يعترض."

عقدت(سارة) حاجبيها لبرهة ثم ما لبثت أن قالت بسخرية ـ"عريس؟! لم أكن أعرف أنني مرفوع عني الحجاب. ومن هو هذا العريس؟"

أجابتها أمها في سرعة قائلة ـ"شاب من أسرة طيبة وابن حلال وأخلاقه ممتازة، والأهم أنك تعرفينه."

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي(سارة) وهي تقول ـ"لا أعتقد أنني أعرف شاباً بهذه المواصفات."

قالت أمها بإصرار ـ"بل تعرفينه، إنه(باسل) ابن عمك(حسان)."

حاولت(سارة) تذكر الاسم قبل أن تقول فجأة ـ"(باسل)؟!(باسل) صديق(مهند)؟"

أومأت الأم برأسها إيجاباً وقالت ـ"هو بعينه، محاسب محترم ولديه شركة استيراد وتصدير."

لم يبد على(سارة) الاقتناع بالجملة الأخيرة فسألت أمها بغتة ـ"ألم يكن(باسل) هذا لاعباً لكرة القدم؟"

بدا الحرج على وجه الأم بعد أن كشفت ابنتها ما حاولت إخفاؤه فقالت في سرعة ـ"بلى، وهو يلعب الآن في نادي مشهور بانجلترا."

رفعت(سارة) حاجبيها باندهاش مصطنع وقالت بصوت متهكم ـ"انجلترا؟! أخذوا أموال البعثة هنا وسافروا أيضاً لانجلترا؟! أماه...رأيي النهائي هو الرفض، لن أتزوج(باسل حسان) أبداً."


********************************


في انتظار تفاعلكم

Emomsa 23-02-12 10:00 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مرحبا روبي ...........
الحقيقة الحب ....شكلها في الصميم .... اسسها وطني وقومي ومضمونها حب البلد الذي لا يضاهيي سوى حب الام لانهما وجهان لعملة واحدة...........

منتظرينك يا احلى روبي ........... لا تتأخرين ...........

رباب فؤاد 25-02-12 11:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emomsa (المشاركة 3017427)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مرحبا روبي ...........
الحقيقة الحب ....شكلها في الصميم .... اساسها وطني وقومي ومضمونها حب البلد الذي لا يضاهيي سوى حب الام لانهما وجهان لعملة واحدة...........

منتظرينك يا احلى روبي ........... لا تتأخرين ...........


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبتين إيمو نورتينا

تابعينا بتحليلاتك البارعة، ولا تحرمينا وجودك يا قمر

شكراً لمتابعتك

رباب فؤاد 25-02-12 11:25 PM

الحقيقة الرابعة
 


4- أغلق الدكتور(فكري) ملفاً يتضمن بضعة أوراق ووضعه أمامه على المكتب وهو يرفع رأسه ليواجه(سارة) وعينيها المترقبتين قائلاً بإعجاب ـ"رائع يا دكتورة(سارة)، بحث متميز حقاً وسيفيدك في المرحلة القادمة."

ارتسم الارتياح على ملامح(سارة) وعادت إليها بعضاً من ثقتها المهزوزة وهي تقول بابتسامة هادئة ـ"أشكرك يا دكتور(فكري)، لا تتصور كم أفادني ثناؤك هذا خاصة بعد..."

قاطعها بإشارة من يده قائلاً ـ"(سارة).. فقدانك للبعثة ليس نهاية المطاف. يمكنك نيل الدكتوراه هنا وبنفس الكفاءة. أنا متفهم بالطبع لمدى إحباطك لكني أطمع في أن أشرف على رسالتك هنا وأن تحصلي عليها بامتياز مع مرتبة الشرف."

مطت شفتيها قائلة بضيق ـ"المشكلة لا تكمن في فقدان المنحة، لقد تقبلت الأمر ورضيت بقضاء الله عز وجل. المشكلة الحقيقية هي ضغوط أهلي لتزويجي."

رفع حاجبيه في دهشة وهتف باستنكار ـ"تزويجك؟! وتهملين مستقبلك العلمي؟ أي قول هذا؟"

مطت شفتيها ثانية وقالت ـ"يقولون إن مصير أي فتاه هو الزواج، وأنا لا أعترض على هذا، فبإمكاني التوفيق بين عملي وبيتي. اعتراضي مُنْصَب على الرجل الذي يرونه مناسباً لي، على وظيفته. تخيل يا دكتور.. يعمل لاعب كرة محترف في إنجلترا، هل رأيت المهزلة؟"

ابتسم في تهكم قائلاً ـ"وأنت لا تستطيعين السفر لاستكمال دراستك."

وصمت قليلاً ثم برقت عيناه فجأة بفكرة قالها بابتسامة جوفاء ـ"لو أردت رأيي اقبليه فوراً."

اتسعت عيناها في استنكار قائلة ـ"دكتور(فكري)!! ماذا تقول؟!!"

قلب كفيه قائلاً في بساطة ـ"ما سمعته. لقد أتتك الفرصة على طبق من فضة، أولاً العريس يعمل في إنجلترا وهذا يعني أنك ستسافرين إليه. وثانياً وهو الأهم أنه ينتمي للفئة التي اغتصبت حقك أنت وزملائك. تزوجيه وانتقمي لنفسك وخذي من أمواله لتنفقي على منحتك الخاصة."

عقدت(سارة) حاجبيها مستنكرة وهي تقول ـ"لكني لا أتزوج للانتقام يا دكتور. أنا أتزوج لأنه حقي كباقي الفتيات في سني. أتزوج رجلاً يناسبني كي أقضي معه بقية عمري. الحقيقة يا سيدي أنا لم أفكر في الأمر بنفس طريقتك على الإطلاق."

مط شفتيه قائلاً ـ"فكري كما يحلو لك ولكن بموضوعية. إذا كان أهلك يرونه مناسباً لك تزوجيه وسافري معه، ألا ترين أن الله عوضك عن البعثة بهذه الزيجة؟"

قالت بعدم اقتناع ـ"ولكني لا أحبه."

قال بثقة ـ"نحن العلماء لا نحب سوى عملنا. أما الحب الذي تقصدينه، حب السينما والروايات فلا مكان له في عالمنا. عالمنا هو عالم الحقائق والوقائع فقط يا(سارة)."
************************

رباب فؤاد 25-02-12 11:32 PM

الحقيقة الخامسة
 


أغلقت(نهاد) باب غرفتها القديمة خلفها واستدارت تواجه شقيقتها قائلة في غيظ ـ"أتسمحين بتفسير سبب رفضك لـ(باسل)؟"

جلست(سارة) على طرف فراشها قائلة في حيرة ـ"لا أحبه يا(نهاد)."

قلدتها شقيقتها في سخرية قائلة ـ"لا أحبه يا(نهاد)؟! أي عذر هذا؟! هل كنت أحب(عبد الله) زوجي عندما تقدم لخطبتي؟ ألم تريني بنفسك مترددة بين الرفض والقبول متحججة بعملي؟ وما أن جلست معه مرتين حتى تقاربنا وأُعجبت به بل وأحببته بعدها، وها نحن الآن من أسعد الأزواج. صدقيني ستغيرين رأيك عندما تجلسين معه ثانية."

إلتوت ملامح وجه(سارة) وهي تقول ـ"أنت لم تعرفي(عبد الله) مسبقاً، أما أنا فأعرف(باسل) منذ كنا صغاراً ولم أحبه مطلقاً، على العكس كنت أراه دوماً ثقيل الظل."

هتفت(نهاد) باستنكار ـ"ثقيل الظل؟! والله لإنك أنت ثقيلة الظل. إن الإبتسامة لا تفارق وجهه. إنه أظرف أصدقاء(مهند). يكفي أدبه وذوقه وتدينه وخفة دمه. لقد تهافتت الفتيات عليه يوم زفاف شقيقك وأنت ترينه ثقيل الظل؟! والله ما أدر سر تمسكه بك، لابد وأنه فقد عقله ليتزوج رجلاً مثله."

إعترضت(سارة) بتخاذل قائلة ـ"(نهاد)؟!"

جذبتها(نهاد) من يدها لتوقفها أمام المرآة قائلة ـ"بالله عليك أهذا مظهر آنسة محترمة في الخامسة والعشرون من عمرها؟ زملاء(باسل)في الفريق شعرهم أطول من شعرك، ويهتمون به أكثر مما تهتمين أنت بدراستك."

خللت(سارة) شعرها بأصابعها قائلة في سرعةـ"بذكر الشعر، لم أقصه منذ شهرين. ذكريني بأن أذهب لمصفف الشعر كي أقصه."

ضغطت(نهاد) فكيها في غيظ قائلة من بين أسنانهاـ"إرحمني يا إلهي. ما من شك في أن(باسل) أصيب بلوثة عقلية كي يختارك زوجة له."

قالتها ولم تمنح شقيقتها فرصة للإعتراض إذ تابعت بلهجة المُدرسة مع تلميذتها الفاشلة قائلة ـ"غيري من مظهرك يا حبيبتي، غيري تصفيفة شعرك وغيري نظارتك هذه التي تعطيك عمراً يفوق عمرك الحقيقي. كوني على مستوى أناقته."

أشاحت(سارة) بوجهها بعيداً قائلة بامتعاض ـ"تتحدثين وكأني أصبحت زوجته بالفعل. كيف أتزوج رجلاً عيناه عينا قِط؟"

رفعت(نهاد) حاجبيها في دهشة هاتفة ـ"أتسمين عينيه الرماديتين بعيني قِط؟ لقد تمنيت أن يكون لـ(مروان) عينين كعيني(باسل) منذ رأيته في زفاف(مهند) وأنا حامل، وتقولين عيني قطط؟ بصراحة أنا لست مقتنعة بأي من أسبابك الواهية تلك، فالرجل لا يعيبه شيء. أم أنك كنت تريدين رجلاً مثل دكتور(فكري)؟"

أجابتها شقيقتها في حدة ـ"وما عيب الدكتور(فكري)؟ لقد حصل على الدكتوراه قبل أن يكمل عامه الثامن والعشرين و..."

قاطعتها(نهاد) قائلةـ"ويرتدي نظارة طبية سميكة ويهمل مظهره مثلما تهملين مظهرك تماماً. يا حبيبتي مثل هذا النوع من الرجال لا ينجح في زيجاته إن تزوج أصلاً. لو أردت نصيحتي فأنت بحاجة إلى رجل يحبك بالفعل. رجل مستعد لبذل قصارى جهده لإسعادك وليس لتنفيذ تجربة علمية جديدة. الرجال من نوعية(باسل) قادرون على إعطاء زوجاتهم الدفء والحنان الذي يحتجنه. أما نوعية الدكتور(فكري) فلا تقتنع بوجود حب من الأساس. صدقيني يا حبيبتي، أنت بحاجة إلى رجل مثل(باسل)."

لم يبد على(سارة) الاقتناع بحديث شقيقتها التي ربتت على كتفها قائلة بحنان اخوي ـ"مصلحتك عندي أهم من أي شيء في الوجود، وعندما أحبذ لك الارتباط بـ(باسل) فهذا يرجع إلى أنه شاب حسن التربية. يكفي أنه طلب من أمه اختيار عروساً مناسبة له والبنات يحطنه أينما يذهب، لكنه بحث عن الأصل الطيب. توضئي وصلي ركعتي استخارة وهي التي ستحدد القبول من الرفض."

قالتها وخرجت تاركة(سارة) تستلقي على فراشها في تكاسل وتستند برأسها على كفيها المعقودين لتحملق في سقف الحجرة وحركة المروحة الرتيبة، ودون أن تدري عادت بذاكرتها إلى لقاءها الأخير مع(باسل) الذي إنتهى قبل ساعة واحدة.
إنها لا تتذكر ملابسه بالضبط،
ربما كان يرتدي قميصاً وسروالاً.
أكان القميص طويل الكم أم قصير؟ لم تشغل بالها بتلك التفاصيل التافهة، إنها لم تنظر إليه بتمعن من الأساس.
لقد جلست في أول الغرفة بينما كان هو جالساً في نهايتها.
حتى حين تصافحا لم تلتق أعينهما.
ربما تكون ملامحه تغيرت قليلاً، فهي لم تره منذ زفاف شقيقها قبل عامين.
لقد لاحظت نحول وجهه قليلاً، ربما من المجهود الزائد في لعب الكرة، هكذا حدثها عقلها في سخرية.
المهم أن ملامحه كما هي، نفس العينيان الرماديتين ونفس الشعر الأسود الفاحم، نفس الوجه الوسيم والإبتسامة اللطيفة. إبتسامته الآن لطيفة لكنها لم تكن قبل ذلك.
التغير الواضح هو أنه لم يشاكسها كالمعتاد، مؤكد أنه نضج عقلياً.
نضج عقلياً؟!!
في سنه تلك حصل الدكتور(فكري) على الدكتوراه، وماذا أنجز هو؟
حصل على عقد احتراف بنادي إنجليزي!!! يا للبراعة.
من المؤكد أنه نضج بالفعل، وإلا لماذا خاطبها برقة وحنان حينما إنتقلت لتجلس على المقعد المجاور له؟
أم تراه يؤجل مشاكساته للزيارة القادمة؟
لقد أخبرها بصدق أنه فخور بما وصلت إليه من نجاح وأنه سيكون أكثر سعادة لو ساهم في إكماله.
وازدادت حيرتها وهي تقارن بين مشاحناتهما الماضية حينما كانا صغاراً ورقته وعذوبته منذ قليل...

وأخيراً...إمتثلت(سارة) لنصيحة شقيقتها وقامت لتتوضأ.
***********************

سلافه الشرقاوي 27-02-12 07:16 AM

صباح النور والسرور يا روبي
عودة قوية يا قلبي
عذرا على تاخيري عليكي
بس انتي عارفة الظروف
البداية قوية جدا جدا
عجبتني وفكرة القصة رائعة الصراحة
اما هن سارة
اجدتي وصفها
وانا مع اختها الجميلة اللي عاوزة مصلحتها
ومستغربة من سي باسل ده اللي عاوز يجوز دكتورة بكعب كوباية
هههههههههههه
اكيد منتظرة الباقي
موووووووووة
في حفظ الرحمن

رباب فؤاد 28-02-12 04:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة easeel (المشاركة 3020188)
صباح النور والسرور يا روبي

صباح الفل على عيونك يا لولي


عودة قوية يا قلبي

تسلميلي يا رب
عذرا على تاخيري عليكي
بس انتي عارفة الظروف

الله يعينك ويقويكي

البداية قوية جدا جدا
عجبتني وفكرة القصة رائعة الصراحة
اما هن سارة
اجدتي وصفها
وانا مع اختها الجميلة اللي عاوزة مصلحتها
ومستغربة من سي باسل ده اللي عاوز يجوز دكتورة بكعب كوباية

سي لا موووووغ يا لولي...هو أبيه عسب الله مقالكيش؟؟

هههههههههههه
اكيد منتظرة الباقي
موووووووووة
في حفظ الرحمن


شرفتيني يا لولي وحالا انزل لكم كام حقيقة في السريع

رباب فؤاد 28-02-12 04:57 PM

الحقيقة السادسة
 


بعد تفكير عميق وتردد طويل وافقت(سارة) على الخطبة بعد أن خضعت لعملية تغيير جذرية على يد(نهاد) شقيقتها ومصففة الشعر.

فقد غيرت تصفيفة شعرها تاركة إياه على طوله الجديد وسمحت بتفتيح بعض خصلاته لتعطيها مظهراً شقياً يخالف شخصيتها الجادة.

كما إستجابت لإلحاح(نهاد) وغيرت نظارتها الطبية ذات الإطار العاجي إلى أخرى بدون إطار،
بل وارتدت_ لأول مرة في حياتها_العدسات اللاصقة في حفل خطبتها.

وبعد عقد الزواج عاد(باسل) إلى لندن لينهي إجراءات إستقدام زوجته وإلحاقها بالجامعة لإستكمال دراستها.



وأخيراً...
وفي الموعد المحدد تم الزفاف، وتألقت(سارة) إلى جوار(باسل) وكونا ثنائياً من أجمل و أوسم الأزواج، وقضيا ليلة زفاف من ليالي ألف ليلة وليلة.

ولأول مرة شعرت(سارة) بالسعادة إلى جوار(باسل)،
فقد كان يحقق لها أقصى ما تمنت في ليلة زفافها إن لم يكن أكثر،


وحينما وقفت معه لتقطيع كعكة الزفاف نظرت إليه بامتنان أدهشه إلا أنه لم يعلق.

وبعد إنتهاء الحفل إصطحب(باسل) عروسه إلى جناحهما في نفس الفندق، وهناك جلس على طرف الفراش يتأملها وهي تخلع طرحتها في هدوء قبل أن يسألها بابتسامة لطيفة ـ"هل راق لك الحفل؟"

إبتسمت(سارة) في خجل وهي تستدير إليه قائلة بإمتنان ـ"لقد كان رائعاً، أشكرك على كل ما فعلته من أجلي."

نهض إليها وتناول كفيها بين كفيه يلثمهما قائلاً ـ"لقد كان هدفي إسعادك، والحمد لله أنني نجحت في ذلك."

تخضب وجهها في شدة إثر لمسته الدافئة وخفضته أرضاً في خجل زادها جاذبية فوضع(باسل) أنامله تحت ذقنها ليرفع وجهها الخجول إليه ومال يطبع قبلة رقيقة على شفتيها.

ولدهشته فقد شعر بكفها تتحول فجأة إلى قالب من الثلج في راحته وهي ترتجف رغماً عنها وتبتعد بوجهها عن وجهه.


للحظات تقلصت أمعاؤه وهو يشعر بالصدمة إلا أنه ما لبث أن تماسك منتظراً تفسيرها لما حدث.
ولم تضن عليه عروسه بهذا التفسير إذ قالت بتردد وخجل عميقين ـ"أعذرني يا(باسل)، أنا لم أعرف الحب يوماً، وسأحتاج لبعض الوقت."

بدا الإرتياح على وجهه وعادت إبتسامته اللطيفة تنيره وهو يقول بهدوء ـ"وأنا لن أتعجلك. صراحتك هذه لا تزعجني، على العكس...إنها تسعدني. معنى أنك لم تعرفي الحب أنك على إستعداد لمعرفته معي. أما لو قلت إن شخصاً آخراً_لا قدر الله_ في قلبك لتضاءلت فرصتي في الحصول عليه. مازال العمر طويلاً أمامنا حتى تتأكدين من مشاعرك نحوي. المهم هو أن تثقي في مشاعري أنا نحوك وفي أنني مستعد لفعل أي شيء من أجل إسعادك."

بدا عليها الحرج لأنها أحبطته إلا أنه قال في مرح ليغير دفة الحوار ـ"لا بد وأنك مرهقة مثلي، فأنا لم أنم منذ البارحة وسأسقط نائماً بعد قليل. لا تنس أننا سنستيقظ مبكراً من أجل موعد طائرة الغردقة. إتفقنا؟"

منحته ابتسامة عذبة خلبت لبه وهي تجيبه قائلة ـ"إتفقنا."

وفي أعماقها بدأ(باسل) يحتل مكانة أرفع عن ذي قبل.

***************

رباب فؤاد 28-02-12 05:04 PM

الحقيقة السابعة
 


أوقف(باسل) سيارته الرياضية ذات السقف المتحرك أمام منزله في لندن وأشار إليه قائلاً لزوجته ـ"هذا هو عشنا الهادئ.هل يروقك؟"

نظرت(سارة) من خلال زجاج السيارة الأمامي إلى البيت تتأمله في شغف.


كان بيتاً صغيراً أنيقاً لا يختلف كثيراً عن البيوت المحيطة به ويتميز بالطابع الإنجليزي الراقي، يرتفع في طابقين يظللهما أسقف مائلة ذات منظر جذاب وتحيط به حديقة صغيرة منمقة داخل سور خشبي أبيض.
بهرها جمال المنزل فهمست بانبهار ـ"ما شاء الله لا قوة إلا بالله...إنه رائع."

رمقها بنظرة هائمة وهو يهمس هو الآخر قائلاً ـ"وسيزداد روعة حينما تسكنينه."

تخضب وجهها في سرعة كعادتها فقال ليغير الحوار ـ"أرجو أن يروقك من الداخل أيضاً."

قالها ودار بالسيارة ليدخلها المرأب الذي فتح بابه بجهاز تحكم عن بعد قبل أن يخرج كلاهما منها ليتجها سوياً إلى المنزل. وفي خبث شاكسها(باسل) قائلاً ـ"يقولون هنا إنه فأل سيء إذا لم أحملك أول مرة تدخلين فيها المنزل."

إلتفتت إليه في حركة سريعة وهي تقول في حرج ـ"عندنا الفأل السيئ هو ألا تدخل المنزل برجلك اليمنى."

هز كتفيه قائلاً بالإنجليزية ـ"عندما تكون في روما، إفعل ما يفعله الرومان."

تراجعت في حدة والخجل يملؤها وعلى وجهها حرج بالغ فضحك(باسل) قائلاً ـ"(سارة)!! سيبدأ الجيران في مراقبتنا وسيتساءلون لماذا لم أحملك، وفري علينا هذا الإحراج."

أغمضت عينيها وتركته يحملها بين ذراعيه في سهولة_ بعد أن فتح الباب_ ويدخل بها البيت بقدمه اليمنى قبل أن يقول بارتياح ـ"افتحي عينيك الآن يا أميرتي، أنت في منزلك..أقصد مملكتك."

فتحت عينيها وذراعاها ما زالا حول رقبته ودارت ببصرها سريعاً في الردهة وحجرة الإستقبال، ثم رفعت رأسها لتتأمل الدرج المؤدي للطابق العلوي قبل أن تعود بوجهها إلى وجهه قائلة بإنبهار ـ"ما شاء الله، لا أصدق أن هذا بيتنا."

رفع(باسل) حاجبيه في دهشة وهو يتأمل ملامحها الجميلة والسعادة بادية على وجهها قائلاًـ"بيتنا؟! لأول مرة تجمعيني معك في ملكية شيء."

تاهت في عينيه الحنونتين قائلة ـ"لا بد من الجمع، بيتنا وحياتنا و..."

قاطعها هامساًـ"وحبنا."

إزداد خجلها ففكت ذراعيها من حول عنقه لتنزل، وحينها سارت أمامه تتأمل الردهة و أثاثها بتمعن، وراقبها بعينين باسمتين في صمت وهي تتنقل من ركن إلى ركن في خفة قبل أن تستدير إليه قائلة ـ"ذوقك راقي جداً، لا داعي لتغيير أي من الأثاث."

اتسعت ابتسامته وهو يقول ـ"لم أغير سوى أثاث حجرة النوم، بمعنى آخر أصبح لدينا حجرتين، من أجل حالات الطوارئ لا قدر الله."

ضحكت بخفوت فتابع مشيراً إلى حقيبتي سفر كبيرتين ـ"سأحمل الحقائب التي أحضرها(بشر) إلى غرفتنا بأعلى ثم آخذ حماماً دافئاً، فعضلاتي كلها متيبسة من القيادة."

أومأت برأسها قائلة ـ"وسأواصل جولتي في المنزل."

أرسل إليها قبلة في الهواء وهو يحمل الحقائب متجهاً إلى الطابق العلوي، وواصلت هي تجولها حتى وصلت للمطبخ فدارت بعينيها في أرجائه.


كان المطبخ واسعاً تتوسطه طاولة تتسع لأربعة أفراد، جلست على أحد مقاعدها لثوان قبل أن تنهض متجهة إلى باب المطبخ المؤدي إلى الحديقة الخلفية التي تأملتها للحظات، ثم ما لبثت أن استدارت إلى أحد الأركان حيث كان المبرد قابعاً.
وبحركة غريزية إتجهت إليه وفتحته،
ولدهشتها فقد كان الطعام مصفوفاً بداخله في نظام، وتحرك سؤال سريع بداخلها ـ"ترى من أين أتى هذا الطعام؟"

لم تدر كم من الوقت مضى وهي تتأمل حجرات المنزل، حيث صعدت للطابق العلوي ودخلت غرفة نومهما في حذر.
كانت جديدة كما قال(باسل)، حتى لكادت تشم رائحة طلاء الأثاث والحوائط، وكان ذوقها رفيعاً كباقي أثاث المنزل.
لفت انتباهها الحمام الملحق بالغرفة حينما تناهى إلى مسامعها صوت تدفق المياه بداخله، وللحظة شعرت بالإشفاق علي (باسل) المنهك من القيادة لفترة طويلة..لابد وأنه بحاجة إلى حمام دافئ لتفكيك عضلاته المتصلبة.

هي الأخرى كانت بحاجة إلى حمام مماثل للتخلص من أتربة الرحلة في سيارة رياضية مكشوفة

وفي هدوء إقتربت(سارة) من طاولة الزينة والتقطت فرشاة لتمشط بها شعرها وتعيد تنظيمه بعد أن أفسده هواء الطريق.
وبعد أن ملت الجلوس وحيدة في الغرفة فكرت أن تخرج لترى الغرفة الأخرى، غرفة الطوارئ.


ترى كيف تبدو؟!
كيف كان يعيش قبل زواجهما؟!

أثارتها الفكرة فاتجهت صوب الباب، وما كادت تستدير حتى فوجئت بـ(باسل) أمامها في رداء الحمام مغطياً رأسه بمنشفة يجفف بها شعره المبلل فإرتطمت به وإنطلقت من حلقها شهقة ذعر أفزعته فأزاح المنشفة عن وجهه في سرعة ليراها شاحبة الوجه، باردة الأطراف. وفي إشفاق حنون ربت على وجنتيها قائلاً ـ"لا تخافي يا حبيبتي، أنا(باسل)."

دفنت وجهها في كتفه وجسدها يرتجف رغماً عنها، فأحاطها بذراعيه في حنان وهمس في أذنيها قائلاً ـ"لم أقصد إخافتك، صدقيني."

ارتبكت حين شعرت بقربها منه إلى هذه الدرجة، فتمالكت نفسها وهي تبتعد عنه في رفق وتزيح خصلة من شعرها خلف أذنها قائلة بحرج ـ"آسفة، لقد بالغت في ردة فعلي."

رفع حاجبيه في دهشة ثم ما لبث أن قال بإحباط ـ"آه، لا عليك.هل راقك المنزل؟"

ولم يهتم بمعرفة إجابتها، إذ دلف إلى الغرفة وهو يواصل تجفيف شعره بالمنشفة، ولم يندهش حينما نظر في المرآة ولم ير انعكاس صورتها فيها. كان من الواضح أنها خرجت من الغرفة.

وبعد أن أكمل ارتداء ملابسه هبط إلى الطابق السفلي ليجدها جالسة على مقعد وثير فتنحنح حتى لا تفزع ثانية قبل أن يسألها في هدوء ـ"هل أعد لك القهوة معي؟"

قفزت من مقعدها في سرعة قائلة بحماس بدا غريباً عليها ـ"سأعدها معك. بالمناسبة، ما هذه الأطعمة في المبرد؟ هل إنتهت صلاحيتها؟"

عاد إلى طبيعته الحنون وثنى ذراعه لتتأبطها وهو يجيبها بابتسامة لطيفةـ"لا، إنها جديدة. لقد أحضرها(بشر) أمس."

صحبته إلى المطبخ ووقفت تراقبه وهو يعد آلة القهوة ثم اتجهت إلى دولاب الأواني وفتحته لتُخرج قدحين وضعتهما على المائدة وجلست مستندة بذقنها على راحتها قائلة باهتمام ـ"أخبرني كيف تعارفت أنت و(بشر)."

إلتفت إليها ورفع حاجبيه في دهشة حينما لمح الأقداح، فرفعت كتفيها قائلة بابتسامة مرحة ـ"لا تنس أن المطبخ مملكتي، ولا بد أن أعرف كل شيء فيه."

منحها ابتسامة حنون ثم قال ـ"لقد تعارفنا حينما إنتقلت للإقامة هنا. (بشر) يعشق كرة القدم، وعندما علم أن(باسل حسان) جاره أتى للترحيب بي في المنطقة وأخبرني أنه مهندس كمبيوتر مغربي وقدم لي زوجته(مليحة). إنهما ثنائي لطيف للغاية، وصرنا أصدقاء في سرعة. وجودهم معي يشعرني بأنني لست بعيداً عن وطني، ربما بسبب اللغة."

وافقته بإيماءة من رأسها قائلة بحماس ـ"لقد أحببت(مليحة) منذ رأيتها في المطار. لقد رحبت بي وكأنها تعرفني من زمن."

هز كتفيه قائلاً ببساطةـ"إنها تعرفك بالفعل، وتعرف جميع أفراد أسرتي مثلما أعرف جميع أفراد أسرتهم. صداقتنا تعدت حدود الجيرة بمراحل، و إلا ما تركت لهم مفتاح البيت والسيارة في غيابي. لقد أتى(بشر) بسيارتي إلينا في المطار وقادت(مليحة) سيارتهم، ثم أخذا حقيبتي ملابسنا الكبيرتين وأحضراهما إلى هنا، ورتبا المنزل والمبرد. إننا تقريباً أسرة واحدة."

أومأت برأسها متفهمة فتابع قائلاً ـ"ومفاتيح منزلهم وسيارتهم معي أيضاً، لحالات الطوارئ، فقد أنسى مفاتيحي في أي وقت أو قد ينسى(بشر) مفاتيحه. لقد تركوا البيت في عهدتي أيضاً عندما سافرا لقضاء أجازتهما السنوية."

أشارت إلى المبرد قائلة ـ"وهل وضعت طعاماً لهما؟"

عدل ياقة قميصه بحركة مسرحية مصطنعة قائلاً ـ"بالطبع، يا حبيبتي زوجك هنا خليفة(حاتم الطائي)."

همت بمشاكسته حينما ارتفع أزيز آلة القهوة فأجفلت للحظة قبل أن تضحك في مرح للنظرة التي ارتسمت على وجهه واتجهت لتصب القهوة وسمعته يقول ـ"(مليحة) ما زالت في عملها، بعد أن نشرب القهوة حاولي الاسترخاء قليلاً لأنهما سيأتيان لزيارتنا في المساء، إتفقي معها على موعد مناسب لتذهبا سوياً إلى الجامعة."

تغيرت ملامحها وهي تسأله بضيق ـ"ألن تأتي معنا؟"

هز كتفيه قائلاً ـ"لا أعلم بعد. (مليحة) تعمل معك في الجامعة وستكون غالباً رفيقتك في رحلتي الذهاب والعودة اليومية، صحيح هي باحثة في علم النفس إلا أنها تعمل في نفس المكان."

ارتشفت قليلاً من القهوة الساخنة التي لسعت حلقها ولم تنبس ببنت شفة، فإقترب بوجهه من وجهها قائلاً في خبث ـ"هل ستفتقدينني؟"

هزت رأسها نفياً واهتز معه شعرها ليتبعثر حول وجهها بشكل مثير فعقد حاجبيه وهو ينظر إليها في ضيق فقالت بخبث هي الأخرى ـ"كيف أفتقدك وصورتك إلى جوار الفراش وفي الردهة والمكتبة والجوال، والأهم...إسمك حول بنصري. لا تقلق، لن أفتقدك."

رفع أحد حاجبيه ووضع ذراعه في خاصرته قائلاً بعجرفة مصطنعة ـ"أنا أيضاً لن أفتقدك."

رمقته بنظرة نارية مفتعلة جعلت ابتسامته تتحول إلى ضحكة صافية وهو يتأمل عينيها هامساً ـ"كيف أفتقدك وصورتك محفورة داخل قلبي؟ سأقبل دبلة زواجنا كلما تذكرتك وأتخيلها أنت."

تضرج وجهها خجلاً فتابع مغيراً دفة الحوار قائلاً ـ"بالمناسبة، لقد فتحت لك حساباً جارياً بالبنك به عشرون ألف جنيه إسترليني مبدئياً كي تنفقي منه على أبحاثك، وقبل أن ينتهوا سأضع لك مثلهم."

تقلصت عضلات معدتها فجأة وشعرت بحرج بالغ وهي تسمعه، إذ تذكرت فجأة قول أستاذها(فكري). شعرت لحظتها بدناءة موقفها مقابل نبل أخلاقه،

ألم تتزوجه من أجل ذلك؟
وها هو يعطيها من ماله بكل بساطة لأنه يحبها حقاً ويريد نجاحها!!!.

وللحظة ثارت كرامتها وحدثتها نفسها مدافعة ’لقد تزوجته لأنه أنسب لي من غيره، ولأنني من حقي أن أتزوج. صحيح أنا لا أحبه الآن، لكني لم أعرف الحب من قبل، وربما كنت أحبه دون أن أدري‘


طال صمتها مما أثار قلق(باسل) الذي سألها ـ"فيم تفكرين يا حبيبتي؟"

تنهدت في عمق قائلة ـ"لا شيء."

ثم ابتسمت متابعة ـ"لقد تذكرت فجأة أنني نمت في عشرة أيام على أكثر من خمسة أَسِرَة، سريري ثم سرير الفندق في القاهرة ثم الغردقة و شرم الشيخ و دوفر وأخيراً فراشنا الجديد هنا. أرجو أن أعتاد عليه سريعاً لأنني مرهقة للغاية."

************

رباب فؤاد 28-02-12 05:06 PM

الحقيقة الثامنة
 

أوقف(باسل) سيارته أمام بوابة الحرم الجامعي الخارجية وتنهد في عمق قبل أن يستدير إلى(سارة) الجالسة إلى جواره قائلاً بأسف ـ"كان بودي أن أصحبك للداخل، ولكنني تأخرت عن موعدي بالمعسكر."

ابتسمت قائلة بهدوء ـ"لا تقلق،(مليحة) معي وسيأتي(بشر) لاصطحابنا للمنزل. إعتن أنت بنفسك."

جاب ملامحها بعينيه في حب وتناول كفيها بين كفيه هامساً ـ"سأتصل بك كل مساء كما إتفقنا، وسأنتظرك يوم المباراة؛ وجودك ضروري جداً بالنسبة لي. التذاكر..."

قاطعته قائلة بابتسامة واسعة ـ"التذاكر إلى جوار التلفاز في غرفة المعيشة و المباراة بعد خمسة عشر يوماً و أربع ساعات؛ لا تقلق يا(باسل)، سأحضرها إن شاء الله."

قبل كفيها في حنان ثم عاد يتأمل ملامحها ملياً قائلاً في وله ـ"سأفتقدك."

داعبت بنصره الأيسر والدبلة حوله قائلة ـ"تذكر أن إسمي محيط بإصبعك وأن صورتك معي. هيا، ستتأخر عن موعدك."

كان أهون عليه أن يخلع ضرساً أو ضلعاً ولا يتركها، إلا أنه تماسك وهو يقبل جبهتها ثم ابتعد قائلاً بصوت مبحوح ـ"لا إله إلا الله."

رفعت عينيها إليه وهيئ إليها للحظات أن دمعتين تحجرتا في مقلتيه وأنهما ستفران في أية لحظة فقالت في سرعة وهي تسحب كفيها من كفيه ـ"محمد رسول الله. إحترس في القيادة."

قالتها وخرجت في سرعة من السيارة ومعها حقيبة أوراقها وتبعتها(مليحة) التي كانت تجلس في المقعد الخلفي وتتابع المشهد في صمت، وما كادت تخرج حتى عاتبت(سارة) قائلة ـ"ما هذا الوداع الجاف؟(باسل) كان يتمزق وهو يودعك وأنت حتى لم تعانقيه."

لوحت(سارة) بكفها لـ(باسل) الذي انطلق بالسيارة مبتعداً ثم إلتفتت إلى(مليحة) قائلة في خجل ـ"كيف أعانقه على الملأ؟"

رفعت(مليحة) حاجبيها في دهشة ـ"الملأ؟! لقد كنتما في السيارة، ثم أنك في لندن يا حبيبتي ولست في القاهرة."

قالت(سارة) بإصرارـ"ولكني ما زلت شرقية، وتقاليدنا لا تسمح بذلك."

هزت(مليحة) كتفيها بلا مبالاة قائلةـ"هذا شأنكما، هيا بنا إلى العمل."

*********

مسززفيتا 28-02-12 08:11 PM

دائما أنت عذبة الكمات متسلسلة الأفكار يعجبنى ذلك فى كتاباتك لقد سبق لى قراءة الحقيقة الحب من قبل ولكننى لا أمانع قراءتها مرة أخرى بل مرات أما رواية الأخرى فى انتظارها بشوق وأنا متأكدة أنها ستكون رائعة ومميزة

بنت المطــر 29-02-12 02:34 AM

راااااااااائعه واكييد بانتظار التكمله
فكره جميله جدا ربابو
اعجبني ربط الحب بكل شي بالوطن وبالإبداع


حبيييت ساره وباسل حتى الدكتور فكري وضحكت على اقتراحه وتشجيعه لها تكون فنانه وتدرس دكتوراه وتقدم البحث

سمانور 29-02-12 06:58 AM

عودا حميدا اختى رباب وبداية مشوقة لا زلت في البداية وننتظر روايتك القادمة من الان قبل ان تكملى هذه من جمال حروفك ورقي افكارك ودمتى بخير

رباب فؤاد 01-03-12 04:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسززفيتا (المشاركة 3021183)
دائما أنت عذبة الكمات متسلسلة الأفكار يعجبنى ذلك فى كتاباتك لقد سبق لى قراءة الحقيقة الحب من قبل ولكننى لا أمانع قراءتها مرة أخرى بل مرات أما رواية الأخرى فى انتظارها بشوق وأنا متأكدة أنها ستكون رائعة ومميزة

يا ألف أهلا وسهلا مسز فيتا
يشرفني أن تعيدي قراءتها وأن تتابعيها معي ثانية

ويارب تنوريني في الرواية الجديدة

دمتي بكل خير

رباب فؤاد 01-03-12 04:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت المطــر (المشاركة 3021723)
راااااااااائعه واكييد بانتظار التكمله
فكره جميله جدا ربابو
اعجبني ربط الحب بكل شي بالوطن وبالإبداع


حبيييت ساره وباسل حتى الدكتور فكري وضحكت على اقتراحه وتشجيعه لها تكون فنانه وتدرس دكتوراه وتقدم البحث


يا هلا وسهلا ببنوتة..واللي اكتشفت انها أم رنا متنكرة :lol:

شكراً على كلماتك الرائعة، ويارب تفضلي تحبي سارة حتى النهاية

تابعينا يا قمر

دمتي بحفظ الله

رباب فؤاد 01-03-12 04:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمانور (المشاركة 3021768)
عودا حميدا اختى رباب وبداية مشوقة لا زلت في البداية وننتظر روايتك القادمة من الان قبل ان تكملى هذه من جمال حروفك ورقي افكارك ودمتى بخير

يا هلا سمسمة

تسلمي يارب على كلماتك الرقيقة

دعواتكم عشان اخلص الجديدة كمان قريبا واطرحها بين ايديكم

دمتي بحفظ الرحمن

رباب فؤاد 01-03-12 04:36 PM

الحقيقة التاسعة
 


كانت(مليحة) إسماً على مسمى،
فملامحها الشرقية كانت ممتزجة بالجمال الأسباني الغجري وواضحة في عينيها النجلاوين شديدتي السواد وقامتها الطويلة الرشيقة وشعرها الفاحم الطويل الذي تجعده هي بنفسها لتبدو غجرية في ثياب مدنية. إلا أنها على أية حال كانت جميلة، والأهم أنها و(سارة) صارتا صديقتين منذ أول لقاء، عربيتان في لندن جمعت بينهما اللغة والغربة والجيرة والعمل.

ومرت أربعة عشر يوما على عملها قضتها(سارة) في بحث دءوب وعمل لا يتوقف حتى بهرت مشرفها الجديد بنشاطها وهمتها.

وداوم(باسل) على الاتصال بها كل ليلة حتى كانت ليلة المباراة، ليلتها لم يطل الحديث لأن المدرب أمره لاعبيه بالنوم مبكراً، فأنهى(باسل) اتصاله بزوجته في سرعة.


ليلتها فقط شعرت(سارة) بمدى إفتقادها له،
وربما كان هذا السر وراء تركها جهاز الكمبيوتر في حجرة المكتب وإتجاهها إلى المطبخ لتطهو أنواع الطعام التي يحبها.

كانت أول مرة تطهو شيئاً من أجله، شيئاً تتحرق شوقاً لمعرفة رأيه فيه.


وفي صباح يوم المباراة أنهت عملها في الجامعة سريعاً ووقفت مع(مليحة) أمام الباب الخارجي في إنتظار(بشر) ليصحبهما إلى الملعب.
وهناك ركزت كل إهتمامها على اللاعب رقم10 في الفانلة الحمراء والشورت الأبيض.

تابعته بعينيها وهو يحاور ويناور وينجح في الإفلات من لاعبي الفريق الخصم وتعانق كرته الشبكة،
ولدهشتها فقد وجدت نفسها تقفز من مقعدها مهللة مثلما فعل بقية مشجعي النادي رغم أنها تشاهد هذه اللعبة لأول مرة في حياتها.

ولأول مرة شعرت بالزهو حينما سمعت كلمات الإعجاب والإطراء تنهال على(باسل) من حولها.
لحظتها ودت لو هتفت بينهم قائلة أنها زوجته، وأنه حينما قبل بنصره والدبلة حوله كان يقبلها هي؛ إلا أن خجلها منعها فاكتفت بمراقبته من موضعها والتلويح له بكفها في سعادة.

وتكرر المشهد مرة أخرى بعدها بدقائق حتى صار مشجعي الفريق أشبه بثيران هائجة من السعادة وهم يتصايحون باسم(باسل).

كل هذا زادها سعادة.
فقد تزوجت من رجل ناجح ومحبوب أياً كان مجال عمله، والمهم أنه رغم شهرته لا يحب سواها.


وقبل إنتهاء المباراة بدقائق مال(بشر) في اتجاهها قائلاًـ"هيا لتستقبلي(باسل) في غرفة الملابس."
نهضت هي و(مليحة) في سرعة وتبعتاه وسط الزحام حتى غرفة الملابس إلا أن الحارس رفض مجرد اقترابهم ولم يقتنع إلا عندما قالت(سارة) في ثقةـ"أنا زوجته."

حينها فقط سمح لها بالانتظار بالقرب من الغرفة مع مجموعة أخرى من زوجات لاعبي الفريقين.

وأخيراً انتهت المباراة وتوافد اللاعبين ما بين مكتئب ومبتهج وهي تبحث بعينيها عنه، عن الرجل الذي قالت عنه بثقة’أنا زوجته‘.

ولم يطل انتظارها،
فمن بعيد تعلق بصرها به وهو يقترب محادثاً زميلاً له حتى التفت في اتجاهها وإلتقت أعينهما.

لحظتها إختفت كل الأصوات وأضواء الكاميرات المحيطة بهما وشعرا كما لو كانا وحيدين في هذا المكان؛ فقط هو وهي.

وإبتسمت له وإبتسم لها تاركاً زميله ليتجه إليها في خطوات أقرب للعدو ماداً ذراعيه إليها.

هي الأخرى كادت ترتمي بين ذراعيه إلا أنها مدت ذراعيها عن آخرهما لتلتقي أكفهما وعيناها معلقتان بعينيه قبل أن تهمس ـ"مبروك."
تمالك أعصابه وهو يكاد يلتهم ملامحها بعينيه في شوق، وأسند جبهته إلى جبهتها هامساً ـ"وجهك الحسن جلب لنا الفوز. أنت ملهمتي."
قالها وهو يقبل كفيها كعادته منذ زواجهما قبل أن يهمس قائلاً ـ"أحبك يا تعويذتي السحرية."
تخضب وجهها خجلاً وهي تسمعه يصرح لها بحبه على الملأ فخفضته أرضاً في اللحظة التي إنتبه فيها (باسل) لـ(بشر) وزوجته فصافحهما في حرارة و تقبل تهانئهما بابتسامة واسعة قبل أن يهم بدخول غرفة الملابس، حينما إستوقفه زميله الذي كان برفقته قائلاً بود ـ"ألن تعرفني على أصدقائك؟"

رفع(باسل) حاجبيه للحظة ثم ما لبث أن قال في سرعة ـ"أوه..(مايك).. هذه زوجتي دكتور(سارة)، وهذا صديقي المهندس(بشر) وزوجته دكتور(مليحة)."

صافحهم(مايك) بود ظاهر وهو يقول لـ(سارة) ـ"تهانئي القلبية يا سيدتي، لا بد وأنك أنت السبب وراء تألقه اليوم. بالمناسبة، سنقيم إحتفالاً اليوم. ألن تأتوا؟"

إبتسم(باسل) في حرج قائلاًـ"لا أعتقد ذلك..سأعود للمنزل مع زوجتي."

أصر(مايك) قائلاً بابتسامة ودود تملأ عينيه الزرقاوين ـ"مستحيل، سنحتفل بزواجك أنت ودكتور(سارة). لابد وأن تحضرا، على الأقل لتتعرف زوجتك على زوجاتنا، أقصد زوجات الزملاء."

إبتسمت(سارة) لدعابته وتبادلت نظرة سريعة مع زوجها الذي قلب كفيه قائلاً بإستسلام ـ"حسناً، سنحضر ولكن لفترة قصيرة، سنعود بعدها للمنزل. بالطبع يمكنني إصطحاب من أشاء."

دعاه(مايك) بثقة قائلاًـ"بالطبع، أحضر كل من تحب."



ورغم ذلك إعتذر(بشر) وزوجته عن مرافقتهما وذهب(باسل) و(سارة) وحدهما للإحتفال مع أعضاء الفريق وزوجاتهم.

وأخيراً عندما أوقف(باسل) سيارته الرياضية في المرأب تناهى إلى مسامعه رنين الهاتف، فخرجت(سارة) مسرعة نحو المنزل ورفعت السماعة لاهثة الأنفاس لتجد حماها على الطرف الآخر يهتف بارتياح ـ"ألو يا(باسل)..أين كنتم؟ ولماذا تغلق هاتفك المحمول؟"

أجابته(سارة) في سرعة ـ"أنا(سارة) يا عماه. كيف حالكم جميعاً؟"

ضحك الرجل ضحكة قصيرة وهو يقول ـ"مرحبا يا(سارة). نحن بخير والحمد لله. كيف حالكم أنتم يا ابنتي؟ أين(باسل)؟ أنا أحاول الإتصال به منذ إنتهاء المباراة دون جدوى."

التفتت ناحية الباب تتابع إقتراب(باسل) وهي تجيبه ـ"لا تقلق يا عماه. لقد إنتهى شحن هاتفه، وهو الآن يوقف السيارة في المرأب. هاهو يقترب."

إلتقط منها (باسل) السماعة في سرعة وهو يهتف بسعادة ـ" أهلا يا أبي. كيف أحوالكم جميعاً؟"

هنأه والده بالفوز قائلاً ـ"بخير مادمت ترفع رأسنا دوماً."

جلس(باسل) على الأريكة المجاورة للهاتف ليواصل حديثه مع والده في حين وقفت(سارة) تراقبه.

تابعت إبتسامته المضيئة والحنان الذي يملأ عينيه، ووجدت نفسها تجلس إلى جواره وعيناها معلقتان بوجهه وتعبيراته.
لحظتها فقط أدركت أنها افتقدت هذه الملامح طيلة الأسبوعين الماضيين، وأنها كانت بحاجة إلى ضحكته الصافية تلك كي تخفف من وحدتها.
وإنتقلت عيناها لاإرادياً إلى كفه اليسرى الرابضة على الأريكة إلى جواره وإلى دبلة زواجهما في بنصره، الدبلة التي قبلها اليوم مرتين في شغف أمام الآلاف معلناً حبه لها، والأهم ..افتقاده الشديد إليها بجانبه.

وبهدوء تسللت أناملها لتعانق أصابعه في هيام، وأثارت حركتها دهشته البالغة فاستدار إليها رافعاً حاجبيه في حيرة وهو يتأمل ملامحها المستكينة ثم أنهى حديثه مع والده وبصره مازال معلقاً بوجهها البريء.
ترى ما سبب ذلك؟
هل عرفت الحب بهذه السرعة أم تراها تعبر عن مدى افتقادها له؟

كاد يستمر في تساؤلاته إلا أن شوقه إليها نحى هذه التساؤلات جانباً وهو يحتضن كفها الرقيق بين راحتيه في حنان وأعينهما تتبادل حديثاً صامتاً طويلاً.

وبرفق جذبها(باسل) ليجلسها على ركبتيه وهو يلتهم ملامحها بعينيه وأنامله تزيح نظاراتها الطبية ثم تداعب بشرة وجهها الرقيقة وتتحسس غمازات وجنتيها الشقيتين في هيام. ودونما توقع أدارت(سارة) وجهها وشفتيها لتطبع قبلة دافئة على راحته قبل أن تعود إلى وضعها السابق دون أن تخفض ناظريها عن وجهه.

إلتقت أعينهما للحظات كانت كفيلة بإفقاد(باسل) تماسكه فاحتوى زوجته بين ذراعيه بشوق كبته بداخله منذ رآها، إلا أنه عاد فابتعد عنها في تردد وتنحنح قائلاً بحرج ـ"آسف، لقد وعدتك بأنني لن أجبرك على شيء و.."

قاطعت جملته المضطربة وهي تضع أناملها على فمه هامسة بهيام ـ"شش. لقد أوحشتني."

قالتها وهي تدفن وجهها في رقبته وتحيطها بذراعيها فيما بدا موافقة صريحة منها على مبادلته مشاعره التي طالما حاول إخفائها، وحينها سمح لنفسه بأن يحتويها بين ضلوعه وذراعيه وود لحظتها لو استطاع إدخالها قلبه بعيداً عن العالم وما فيه وهو يهمس في أذنها بحب ـ"أحبك، لم أدرك مدى حبي لك إلا حينما افترقنا. كنت كلما أرقني الشوق أقبل دبلتك وأتخيلها أنت."

داعبت أنفاسها الرقيقة عنقه وهي تهمس بدلال ـ"لي الحق إذاً أن أغار من دبلتي ما دمت تقبلها بكل هذا الحب."

أبعدها عنه للحظات وتناول كفها من حول عنقه يلثمه في رقة قائلاً ـ"لا داعي للغيرة يا حبي، فأنت وحدك حبيبتي، ولك وحدك كل قبلاتي."

قالها وهو يقترب بوجهه من وجهها حتى إلتحمت أنفاسهما، قبل أن تبتعد(سارة) قليلاً قائلة في شقاوة ـ"لقد أعددت لك كل ما تحب من الأطعمة.. ألن تأكل؟"

هز رأسه نفياً وعلى شفتيه ابتسامة خبيثة زادت من تألق عينيه قائلاً ـ"كلا، ليس الآن."

***************

رباب فؤاد 01-03-12 04:41 PM

الحقيقة العاشرة
 


زفر(باسل) في ضيق بعد أن طالع صفحة الرياضة بإحدى أشهر الصحف اللندنية اليومية وقرأ تعليقاتها الساخرة على مستواه في المباراة الأخيرة.
وفي غيظ طوى الجريدة وقذفها على طول ذراعه لتسقط في نهاية الشرفة التي يستلقي على كرسي بحر فيها، وإلتقط من جواره كتاباً حاول أن يغرق أفكاره فيه إلا أنه فشل فزفر ثانية وهو يضع الكتاب على صدره وأسبل جفنيه عله يفلح في أن يقنع عقله بالنوم.
لكن عقله العنيد أبى وهو يعيد أمام عينيه مشاهد من الأيام الثلاثة التي سبقت حضوره إلى دوفر.


تذكر كيف صدمته(سارة) بصراحتها حينما قالت له ببساطة ـ"أرجو ألا تغضب من قولي يا (باسل)، أرى أنه لا داع لحضوري مبارياتك مادمت لا أفقه شيئاً في كرة القدم، وأعتقد أنه يمكنني استغلال وقتي الضائع في المباريات لحساب دراستي بحيث أكون لك وحدك بعدها ولا يشغلني عنك شيئاً."

قالتها ببساطة وكأنها رتبتها من قبل،
أو لعلها حفظتها عن ظهر قلب قبل أن تقذفه بها كطلقة مدفع مدمرة.
لم تتخيل كم كانت صراحتها تلك قاتلة له،
ولا كيف نبهته لأول مرة إلى أنهما ينتميان إلى عالمين مختلفين لا علاقة لأحدهما بالآخر.
لقد تصور أن الحب قادر على إقامة الجسور وربط الأطراف المتناقضة، إلا أن عقله خانه هذه المرة..
ليس عقله فحسب، بل قلبه أيضاً.
مشكلته تكمن في كونه يحبها بشده ولا يستطيع جرح مشاعرها،
بل إنه لا يظهر ضيقه أو غضبه أمامها حتى لا تكرهه.
ولذا يكتم مشاعره تلك بداخله، وتكون النتيجة فشله في عمله.
نعم فشله،


لقد لعب المباراة_لأول مرة في حياته_ بخشونة غير متوقعة جعلته يحصل على إنذار بالطرد، بل لقد طُرد فعلاً من المباراة التي خسرها فريقه بسببه وبسبب عنفه. وفي مجتمع يحكمه الإعلام كانجلترا لم تتركه الصحف ولا محطات التلفاز، فخرج العنوان الرئيسي يقول متهكماً ’هل انتهى شهر العسل في حياة(باسل حسان)؟‘ و’هل سبب تألق(باسل) هو سبب أفوله؟‘ وغيرها من العناوين المثيرة للأعصاب.
والأدهى أنه عندما طلب من زوجته العودة معه إلى مصر كي يريح أعصابه تحججت بعملها وبأنها لا تستطيع إهماله خاصة بعد أن وصلت إلى مرحله لا بأس بها،
ثم عادت فاقترحت عليه في رقة الذهاب إلى دوفر على أن تلحق به بعد يومين. ولم يكن بوسعه سوى أن يترك لندن إلى دوفر هرباً من جحيم الصحافة رغم أنه لم يغادر أرض المملكة بعد.


ومن أعماق قلبه إنطلقت آهة قوية حملت بداخلها شعوره بأنه مُستَهلَك وبأنه وقع ضحية لزوجته التي إستغلت حبه لها لمصلحتها الشخصية، وإنساق هو مدفوعاً بحبه ورغبته في إرضائها.
إلا أن قلبه إنتفض في قوة مدافعاً عن حبيبة عمره التي لم يحب سواها وهتف بعقله قائلاً ’ما فائدة المال إذا لم نُسعد به من حولنا؟‘
وفي مرارة أجابه عقله’أنت على حق، ولكنك مثلما تعطي تتوقع أن تأخذ. أنا لا أشتر حبها أو عطفها، بل أريدها أن تعطيني إياه بدون مقابل مثلما أعطيها حبي مجاناً. إنها لا تحب المال ولا تبذره كبعض النساء، بل على العكس تنفقه بحذر في مواضعه دون إسراف.‘

كل ما كان يحتاجه في هذه اللحظة هو حبها وحنانها،
يريد أن يلقي رأسه على صدرها مثلما إعتاد أن يفعل مع أمه وأن تمسد له شعره كما لو كان طفلاً.
نعم، إنه يريد أن يعود طفلاً،
لكن دون أن يفقد رجولته.


وعلى حين غفلة تسلل النوم إلى أجفانه وحمله بعيداً عن عالمنا حتى أنه لم يشعر بباب الغرفة يُفتح ولا بإقتراب أحد منه إلا حينما حجب ظل شخص ما الشمس عنه وسمع صوتاً أنثوياً محبباً إلى نفسه يهمس ـ"حرب طروادة؟! يا له من كتاب."

فتح عينيه لحظتها ليجدها تقف عند رأسه وتنحني فوقه حتى تكاد رأسها تلامس الكتاب على صدره.
نفس المرأة التي كان يفكر فيها منذ قليل والتي إشتاق لرؤيتها وسماع صوتها.
وبدهشته التي فاضت في صوته هتف دون أن يتحرك قائلاً ـ"(سارة)؟! كيف جئت؟"

منحته إبتسامة عذبة وهي تنظر إليه مقلوبة الرأس قائلة ـ"لأول مرة أرى الصورة مقلوبة، أفضلها على النحو الصحيح."

قالتها وهي ترفع نفسها وتطبع قبلة سريعة على جبينه قبل أن تدور حول المقعد لتجلس أمامه وتحتضن كفيه بين كفيها قائلة ـ" أوحشتني ولم أستطع الجلوس وحدي بالبيت لأكثر من يوم فحزمت حقيبتي و...هاأنذا."

عقد حاجبيه وهو يعتدل قائلاً ـ"سألتك كيف جئت وليس لماذا."

هزت كتفيها ببساطة قائلة ـ"بسيارتك الرياضية التي أهديتني إياها بعد فوزك بأول مباراة بعد زواجنا، ولا تنس أن معي رخصة قيادة دولية أخذتها من مصر قبل زواجنا."

قال بعدم اقتناع ـ"ولكن الطريق..."

قاطعته قائلة في سرعةـ"لا تنس أنك صحبتني عليه مرتين. صحيح أنني كنت نائمة في رحلة العودة لكني لم أنس الطريق واستعنت أيضاً باللوحات الإرشادية. هل ضايقك حضوري المفاجئ؟"

إبتسم في عذوبة وقال وهو يقبل كفيها في حب ـ"من رابع المستحيلات أن يضايقني وجودك. أنا فقط مندهش لأنك قلت أنك لن تستطيعي القدوم قبل ثلاثة أيام من الآن. فلماذا غيرت رأيك؟"

أراحت رأسها على صدره قائلة ـ"إنها قصة طويلة، هل عندك استعداد لسماعها؟"

قبل رأسها هامساً ـ" المهم ألا تكون مملة."

ضحكت في صفاء وهي ترفع رأسها عنه قائلة ـ"إسمع يا سيدي.. طبعاً لقد إفتقدتك في المقام الأول وأحسست أني كنت قليلة الذوق معك خاصة بعد المباراة، لكن ما أدهشني حقاً هو أنني حينما قابلت مشرفي أمس فوجئت به ينظر إلي شذراً ويسألني بدهشة ’ماذا تفعلين هنا؟ لماذا لم تسافري مع زوجك؟‘"

عقد(باسل) حاجبيه ثانية وهو يسألهاـ" كيف علم بسفري؟"

ضحكت(سارة) ثانية وهي تجيبه قائلة ـ"هذا ما سألته إياه فأجابني بأنه يعرف أنني زوجتك وأنه من مشجعي فريقك ومن أكبر معجبيك هو وأولاده. لا أخفي عليك أنني دُهشت لذلك وسألته بذهول’ هل تشجع كرة القدم‘ وأجابني بكل ثقة بالإيجاب ثم تابع قائلاً أنه ظل لسنوات كثيرة يظن أن واجب العالِم الأول هو علمه وعمله وأنه لا شيء آخر يأتي على القائمة مثلما علمه مشرفه على رسالة الدكتوراه، وأنه غير رأيه بزاوية180درجة عندما مات هذا العالِم وحيداً في شقته وإكتشفوا جثته المتعفنة بعد ثلاثة أيام."

إرتسم الإمتعاض على وجه(باسل) بينما تابعت هي قائلة ـ"ويومها قرر أن يعيش حياته مثل أي شخص عادي فتزوج مساعدته وأنجب منها، بل ويشعر بالندم على كل يوم عاشه وحيداً."

رفع حاجبيه في دهشة متسائلاً ـ"أهذه القصة حقيقية؟"

أومأت برأسها إيجاباً وقالت وهي تعود لوضع رأسها على صدره وتحيطه بذراعيها ـ"بالتأكيد، وأهم ما فيها أنني أدركت أنه لا طعم لأي فوز دون وجودك إلى جواري، وأن كل إنجازاتي العلمية لا معنى لها إذا فقدت حبك."

تسللت أصابعه تفك عقصة شعرها وتتخلله في حنان قبل أن يعتدل جالساً ليواجهها هامساً ـ"أحبك."

غاصت في بحور عينيه للحظات قبل أن تضحك فجأة بصوت عال فعاد يرفع حاجبيه في دهشة قائلاً ـ"ما الذي يضحكك؟"

قالت من بين ضحكاتها ـ"لقد تذكرت شقيقتي(نهاد) عندما قالت لي أنها لا ترى سبباً واحداً مقنعاً يجعلك تحبني، خاصة وأنها كانت تراني أشبه بالذكور عن الإناث."

ضحك بدوره على قولها ثم ما لبث أن قال بصدق وعيناه تغزوان عينيها ـ"أنت أجمل وأرق أنثى رأيتها في حياتي. صحيح أن مرآة الحب عمياء لكني أصر على أنك الأجمل بالفعل. والأهم هو أن الحب الحقيقي لا سبب له، أنا نفسي لا أعرف لماذا ولا كيف وقعت في حبك. أنت أيضاً حينما تسألين نفسك لماذا تحبينني أو ستحبينني ولا تجدي لذلك سبباً..حينها فقط يكون حبك لي حقيقياً."


تأملت ملامحه الوسيمة للحظات هتف فيها قلبها بأنه يحب هذا الرجل، إلا أن عقلها العلمي هتف بها قائلاً ’أنت تحبينه لأسباب، وطبقاً له هذا ليس حباً‘.
وإنتفض قلبها يدافع عن حبه الوليد هاتفاً ’وما أدراني أنني لا أحبه لنفسه؟ أنا لم أجرب الحب من قبل، سأتبع نصيحة(بروفيسور انجلز) وأعيش حياتي كأي إنسانة. يجب أن أحب وأن أشعر بحبه.‘
وإثباتاً لنواياها الحسنة أحاطت عنقه بذراعيها وتركته يحتويها في حنان أشعرها بمدى حبه لها، وحينها أدركت بالفعل كم تحب هذا الرجل وتحب وجوده إلى جوارها.
***************

رباب فؤاد 01-03-12 05:03 PM

الحقيقة الحادية عشر
 


دلفت(سارة)إلى غرفتها القديمة في بيت والديها وأغلقت الباب خلفها في رفق وهي تتسلل على أطراف أصابعها كي لا توقظ زوجها الذي استغرق في نوم عميق_أو هكذا بدا لها_ على فراش شقيقتها السابق.
وما أن تجاوزت الفراش في طريقها إلى فراشها هي حتى سمعته يقول في هدوءـ"أنا لم أنم بعد، خذي راحتك."

شهقت في فزع وهي تحدق في الظلام الذي شقه ضوء أبيض بهر عينيها للحظات قبل أن تدرك أنه المصباح الموضوع بين الفراشين فهتفت بزوجها محنقة ـ"لقد أفزعتني، أتعلم أنني كدت أصطدم بحافة الفراش في الظلام لأني لم أرد إضاءة الغرفة وإزعاجك."

إبتسم مشاكساً إياها وقال وهو يعتدل جالساً ـ" هل نسيت إحداثيات غرفتك بهذه السرعة؟ ليتني ارتديت قناعاً مخيفاً أو وقفت خلف الباب لأفزعك بحق، ولكن قلبي الرقيق لم يطاوعني."

وضعت كفيها في خاصرتها وقالت تتحداه ـ"جرب أن تفعلها وسأجعل أبي يتصرف معك."

رفع حاجبيه بدهشة مصطنعه وقبل التحدي قائلاً بسخرية ـ"هكذا؟! أريني ماذا ستفعلين الآن."

قالها وهو يثب بخفة من الفراش ليعتقلها من ظهرها بين ذراعيه وهي تطلق ضحكات خافتة محاولة التملص منه، إلا أنه شدد قبضته عليها وهو يسألها بلهجة تحد مماثلة للهجتها ـ"ماذا ستفعلين الآن؟"

قالت بنفس التحدي وهي مازالت تحاول الفكاك من أسر ذراعيه ـ"سأصرخ لأنادي أبي وأمي."

سألها ـ" وماذا ستقولين لهم؟"

إلتفتت لتواجهه ودقت صدره بقبضتيها قائلة ـ"سأقول لهم أغيثوني..انجدوني.. إنه يعذبني بنظراته الساحرة وإبتسامته العذبة وينام على فراش شقيقتي تاركني أنام وحدي."

قال بمرح ـ" سأقول لهما أنني تركتك كي تتذكري طفولتك وشبابك على فراشك القديم دون إزعاج."

أحاطت عنقه بذراعيها قائلة بدلال ـ"وأنا أريد تذكرها معك."

تأمل ملامحها الهائمة للحظات قبل أن يقول فجأة ـ"ذكريني حينما نعود إلى لندن أن أشكر(بروفيسور انجلز) بنفسي، لقد صرت(سارة) أخرى، خالية من التعقيدات."

أراحت رأسها على صدره قائلة ـ" لقد جعلني أدرك كم هي قصيرة حياة المرء كي يضيعها دون أن يستمتع بما أحله الله له فيها، كما جعلني ألحظ شيئاً آخر."

أجلسها على طرف فراشها وركع هو على ركبتيه أمامها وهو يسألها في حيرة ـ"أي شيء آخر؟"

طافت عيناها بوجهه قبل أن تقول بتردد ـ"لقد لاحظت إهتمامك وحبك البالغين لـ(مروان) ابن شقيقتي و(أحمد) و(محمود) ابني(بسمة) شقيقتك. لقد إبتعت لهم لعباً وملابس من لندن، واليوم صحبتهم في نزهة... كل هذا لا يعني سوى شيء واحد، إفتقادك لطفل من صلبك."

إحتوى وجهها براحتيه قائلاً بتأثر ـ"حبيبتي...هل قلت ذلك يوماً؟"

تنهدت في عمق قائلةـ"أنت لم تقل شيئاً، لكني رأيت السؤال في عيني(بسمة) شقيقتك وفي أعين أسرتي قبلها. كلهم يقولون نفس السؤال’متى ستحملين طفل(باسل) بداخلك؟‘"

إبتسم بهدوء كعادته وقال وهو يداعب شعرها الناعم ـ"وما هي إجابتك؟"

تناولت كفيه من على شعرها وضغطتهما قائلة ـ" إجابتي هي أنني أتمنى مجيء ذلك اليوم، بعد إرادة الله عز وجل."

إتسعت إبتسامته وهو يهمس ـ"أنا أيضاً أتمناه مثلك، لكن ليس الآن".

رمقته بنظرة دهشة وقد اتسعت عيناها بشكل مضحك فتابع مبتسماً ـ" لا تنظري إلي هكذا كما لو كنت معتوهاً وأجيبيني بصراحة؛ هل يمكننا تربية طفل التربية السليمة ونحن نعيش على هذا النمط؟ أنا لست موجوداً أغلب الوقت وأنت مشغولة بأبحاثك ودراستك.. فمن سيعتني بطفلنا؟ من سيعلمه أن يحبنا ويحب وطنه لو وُلد بالخارج؟ في الفترة الحالية لا نستطيع تحمل مسؤولية طفل، وهذه حقيقة لا جدال فيها. وعلى أي حال إرادة الله فوق كل شيء."

هزت رأسها قائلة ـ"ونعم بالله."

شد على كفيها قائلاً بجدية ـ"أريد أن أطلب منك شيئاً، رغم أنه طلب صعب بالنسبة لي فهو يهمك. حاولي الإنتهاء من رسالتك في أقرب فرصة ممكنة، حاولي إستغلال كل وقت متاح لك في غيابي وبشكل مكثف، فأنت تعرفين جيداً أن بقائي في إنجلترا معتمد على ساقي كلاعب. أي حادث_لا قدر الله_سيجعلني أترك الملاعب وأعود لمصر، وحتى على أفضل الفروض قد أنتقل إلى فريق آخر في بلد آخر ووقتها سيصبح من الصعب عليك الإنتهاء من رسالتك."

حدقت في وجهه بذهول وهي تسأله بصوت مبحوح ـ"لماذا تفعل كل هذا؟ لماذا تريدني أن أنجح؟"

سألها بابتسامة جانبية قائلاً ـ"أتسألينني الآن؟ لأني أحبك، ولأني أريد أن أراك أفضل إنسانة في العالم، ولأني لا أعرف لماذا أحبك...ألا تكفيك هذه الأسباب؟"

جذبته من كفه ليجلس إلى جوارها وهمست وعيناها لا تفارق عينيه ـ"أنت رجل عظيم يا(باسل)...أنا فخورة بك وبأنني زوجتك، حقيقي أنا فخورة بك."

قبل جبهتها في حنان قائلاً ـ"هذا يسعدني، تماماً مثلما يسعدني فخري أنا الآخر بك؛ إلا أن سعادتي ستزيد حينما أسمع كلمة أخرى من بين شفتيك."

رفعت عينيها إليه وهي تدرك جيداً مغزى كلامه، إلا أنها قالت بشقاوة ـ"أية كلمة تقصد؟"

داعب طرف أنفها قائلاً ـ"لا أستطيع إملائها عليك، يجب أن تقولينها بنفسك."

تحركت لتجلس على ركبتيه ثم أحاطت عنقه بذراعيها في دلال قائلة ـ"على الأقل ساعدني."

مد يده يخلع عن عينيها نظارتها الطبية ثم تسللت أصابعه داخل شعرها لتزيح ربطته المطاطية وتبعثره على كتفيها بلا نظام وهمس مبتسماً ـ"هل تكفيك هذه المساعدة؟"

إستكانت رأسها على كتفه وهي تهمس بدفء ـ"لا تكن بخيلاً."

أثارته أنفاسها الدافئة على رقبته خاصة حينما طبعت قبلة دافئة عليها فإحتواها بذراعيه وأخفى وجهه في شعرها يلثمه برقة قبل أن يزيحه برفق ليلثم عنقها بشغف و(سارة) تزداد التصاقاً به وأناملها تداعب مؤخرة عنقه. وفي شقاوة دفعت جسدها بعيداً لتسقط على الفراش إلى جواره وعلى شفتيها ابتسامة خبيثة، فابتسم بدوره وهو يتأملها قبل أن يتكئ على مرفقه إلى جوارها هامساً ـ"لا تقولي بخيلاً، ولا تنسي أنني خليفة(حاتم الطائي)."

ضحكت في رقة قائلة ـ"لا تخف، لم أنس."

مال بوجهه عليها وفتح شفتيه ليقول شيئاً ما إلا أن صوت قرقعة عنيفة جعله يعقد حاجبيه متسائلاً في قلق ـ" ما هذا الصوت؟"

رفعت(سارة) أحد حاجبيها قائلة ببطء ـ"إذا لم أكن مخطئة، أعتقد أن الفراش سيسقط بنا أرضاً."

هم بقول شيء مستنكراً وهو يرفع جسده عن الفراش، إلا أن هذا الأخير سبقه وإنهار أرضاً مصدراً صوتاً عالياً طغى على صوت ضحكات(سارة) و(باسل)الذي فوجيء بنفسه فوق زوجته فقال من بين ضحكاته ـ"أهذه طريقة فراشك في الترحيب بنا؟ يبدو أنه لا يطيقني."

دمعت عينا(سارة) من كثرة الضحك وهي تقول ـ"لقد أغضبته عندما استلقيت على الفراش الآخر وتركته، أو ربما كان يهدف إلى غرض آخر في نفسه..."

قالتها وعيناها تشيران إلى وضعه الحالي، فما لبث أن منحها ابتسامة صافية وهو يهمس قائلاً ـ" ولقد أفلح."

وفي بطء إقترب بوجهه من وجهها حتى سمعها تهمس بخفوت ـ"أحبك."

حينها تنبهت كل حواسه فرفع رأسه يتأمل ملامحها الحالمة وهو يسألها في دهشة قائلاً ـ"ماذا قلت؟"

رددت الكلمة ثانية في بطء وابتسامتها تملأ وجهها قائلة ـ"أحــبــك."

تهللت أساريره وإتسعت ابتسامته وهو لا يصدق ما سمعه بأذنيه للتو، فقال بسعادة ـ"أعيديها على مسامعي ثانية أرجوك."

ضحكت في رقة وهي تعيدها على مسامعه وهو يغرق وجهها بقبلاته الدافئة ويهمس قائلاً ـ" وأنا أحبك وأحب فراشك هذا، أنا حتى أحب الفيزياء الحيوية. أحبك، أحبك، أحبك."

أحاطت عنقه بذراعيها وقبلت وجنته قائلة بدلال ـ"أصلحه إذاً ما دمت تحبه"

تحامل على نفسه لينهض من بين حطام الفراش وإنحنى ليحملها في رفق قائلاً بحماس ـ" أصلحه فقط؟! أنا على أتم الاستعداد لإصلاح فُرُش المنزل كلها. أنا اليوم أسعد إنسان في الدنيا."

إلتقت عيناها بعينيه للحظات فهمست وهي تغوص في بحارهما العميقة ـ"وأنا أسعد زوجة."



وكان هذا هو شعورها الفعلي في تلك اللحظة.

*******************

Emomsa 01-03-12 06:04 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مرحبا روبي ..........

الحقيقة الحب موضوع جديد مضمون مميز ومختلف اثنان متناقضان في الميول وطبيعة العمل والعلم ... جمعهما الحب .... واصبح من هدف حبهما الدفع الى النجاح ..... والارتقاء بالطرفين من خلال انجازتهما في عملهما هي في العلم وهو في الرياضة ......
السعادة ترفرف بينهما والتفاهم يجمعهما .... ولكن هل ستستمر الحياة بهذه الطريقة الى اخر العمر ام ان الدكتور الفكري بغباء سيذكر السبب الرئيسي لزواجها منه ويهدم كل ما بينهما بكلمة قيلت في لحظة غباء .... وغير مقصودة يمكن .....

طبعا شهادتي فيك مجروحة .... وذلك لا يمنع اسلوبك وووصفك للمشاعر .... وقفزات الاحداث .... اشعر انها مقاطع من حياة باسل وسارة ..... متضمنة حياتهما وعقباتها التي تقابلهما .......

على العموم مازالنا معك في قفازات ومقاطع من حياة سارة وباسل ( وخلي بالك من سارة كويس ..... لا تجعليها تبكي .... مع انني اعتقد ان مصانع مناديل الكلنيكس ستكسب كثيرا في المقاطع القادمة .......)

منتظرينك يا روبي ..... لا تتأخرين ..........

رباب فؤاد 04-03-12 11:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emomsa (المشاركة 3022608)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلاااااام ورحمة الله وبركاته



مرحبا روبي ..........

يا هلا وغلا ومرحبتين ايمو

الحقيقة الحب موضوع جديد مضمون مميز ومختلف اثنان متناقضان في الميول وطبيعة العمل والعلم ... جمعهما الحب .... واصبح من هدف حبهما الدفع الى النجاح ..... والارتقاء بالطرفين من خلال انجازتهما في عملهما هي في العلم وهو في الرياضة ......
السعادة ترفرف بينهما والتفاهم يجمعهما .... ولكن هل ستستمر الحياة بهذه الطريقة الى اخر العمر ام ان الدكتور الفكري بغباء سيذكر السبب الرئيسي لزواجها منه ويهدم كل ما بينهما بكلمة قيلت في لحظة غباء .... وغير مقصودة يمكن .....

طبعا شهادتي فيك مجروحة .... وذلك لا يمنع اسلوبك وووصفك للمشاعر .... وقفزات الاحداث .... اشعر انها مقاطع من حياة باسل وسارة ..... متضمنة حياتهما وعقباتها التي تقابلهما .......

على العموم مازالنا معك في قفازات ومقاطع من حياة سارة وباسل ( وخلي بالك من سارة كويس ..... لا تجعليها تبكي .... مع انني اعتقد ان مصانع مناديل الكلنيكس ستكسب كثيرا في المقاطع القادمة .......)

منتظرينك يا روبي ..... لا تتأخرين ..........

شكراً على كلماتك يا ايمو..تسلمي يارب

فعلاً هي اشبه باسكتشات ومقتطفات من حياتهم
وربنا يستر وما تستخدموش كلينيكس

ابقي بالقرب :flowers2:

رباب فؤاد 04-03-12 11:53 PM

الحقيقة الثانية عشر
 


إنهمكت والدة(باسل) في إعداد طعام الغذاء في مطبخ منزلها ووقفت معها ابنتها(بسمة) تساعدها في همة قبل أن تقول لأمها بلهجة ذات مغزى ـ"ألم يخبرك(باسل) شيئاً؟

عقدت أمها حاجبيها قائلة في حيرة ـ"شيئاً مثل ماذا؟"

هزت(بسمة) كتفيها وهي تجذب باب المبرد قائلة ـ" أبداً، لقد لاحظت اهتمامه الزائد بأولادي وبـ(مروان) ابن(نهاد). لقد أحضر لهم ملابساً ولعباً كثيرة وإصطحبهم أمس للملاهي، ألا يعني هذا شيئاً؟"

هزت الأم رأسها نفياً قائلة ـ"لا يعني شيئاً جديداً،(باسل) يفعل ذلك كل أجازة؛ أم أنك تلمحين إلى ابن(نهاد)؟"

أجابتها ابنتها في سرعة قائلةـ"كلا بالطبع، فـ(مروان) و أبنائي تقريباً في منزلة واحدة عند(باسل) ربما من قبل أن يتزوج(سارة). (باسل) يعشق الأطفال يا أمي وهذا ما أسألك عنه. ألم يخبرك بحمل زوجته؟"

هزت الأم كتفيها وهي تتذوق طعم الحساء قائلة ـ"لا لم يخبرني، وما أظنه يخفي خبراً كهذا عنا لو كان صحيحاً. ألم تلحظي أنت شيئاً عليها؟"

إلتقطت(بسمة) بعض ثمرات الطماطم الطازجة من المبرد وهي تجيب أمها قائلةـ"لا لم ألحظ، لقد كانت في قمة النشاط والحيوية أمس في الملاهي كما لو كانت طفلة صغيرة."

أشاحت الأم بكفها بعيداً قائلة ـ"لا تشغلي بالك، هذه حياتهما وهما أحرار فيها. لكن ما سر اهتمامك المفاجيء هذا؟"

مطت(بسمة) شفتيها قائلة ـ"أنا مهتمة بشقيقي وبرغبته في أن يكون له ابن من صلبه. أعتقد أن هذا حقه وحقنا جميعاً."

ربتت الأم على كتف ابنتها قائلة بحكمة ـ"(باسل) حر في حياته يا(بسمة)، كما أنه متزوج منذ ستة أشهر فقط. دعيه يستمتع بعروسه وشبابه."

ضحكت(بسمة) في تهكم قائلةـ"عروسه؟ عروسه لا تهتم سوى بدراستها وبالدكتوراه؛ أراهنك على أننا لن نر أبناء(باسل) قبل أن تنهي(سارة) الدكتوراه."

ربتت أمها على كتفها ثانية ونصحتها قائلة ـ"من المؤكد أنهما متفقان على ترتيب حياتهما سوياً. ثم ما سر تحيزك ضد زوجة أخيك؟ ألأنها كانت دوماً متفوقة في دراستها وعملها، أم لأن(باسل) اختارها هي ولم يختر أخت زوجك؟"

إرتبكت(بسمة) لصراحة أمها وتلجلجت الكلمات على شفتيها فبادرتها أمها قائلةـ"وأحب أن أذكرك بأن(باسل) يحب زوجته وإختارها عن اقتناع. لقد تعمدت يوم أن أرسلت إليه في لندن بأسماء الفتيات اللاتي سيختار منهن أن أضع اسم(سارة) وسط الأسماء كيلا ينتبه إليه، لكنه لم يحدثني إلا عنها. أفهمت الآن مشاعره نحوها؟"

هزت(بسمة) كتفيها بلامبالاة وهي تقول ـ" على أي حال أنا لا يهمني سوى سعادته. وفقهما الله."

همت أمها بالرد عليها حينما سمعا صوت باب الشقة يُفتح و يُغلق واقترب(باسل) من المطبخ وعلى وجهه ابتسامته العذبة قائلاً ـ"صباح الخير يا أمي."

وانتبه لحظتها لوجود شقيقته فقّبل جبهة أمه في حنان قبل أن يُقَبّل جبهة شقيقته قائلاً بود ـ"كيف حالك يا(بسمتي)؟ وأين أولادك؟ لماذا لا أسمع ضجيجهما؟"

ربتت(بسمة) على ظهره قائلةـ" نوم الظالم عبادة، لن ينتهي الغداء لو إستيقظوا."

قالتها وهي تختلس النظر إلى ما خلف شقيقها قائلة بتردد ـ"أين(سارة)؟ ألم تحضر معك؟"

أجابها في هدوء قائلاً ـ"(سارة) ستتأخر قليلاً، لقد ذهبت لتقابل أساتذتها بالكلية وزملائها القدامى."

رفعت(بسمة) حاجبيها باندهاش مفتعل ـ"اليوم؟"

مط(باسل) شفتيه قائلاًـ" نعم اليوم، لقد طلبت منها أن تُنهي جميع زياراتها لأصدقائها وزملائها في أقرب فرصة لأننا قد نعود إلى لندن في أي وقت."

سألته أمه في لهفةـ" ألن تبق معنا للعيد؟"

هز كتفيه قائلاًـ" لا أعلم بعد، سأتصل بمدربي وهو صاحب القرار."

ابتهلت أمه إلى الله قائلةـ"يا رب يوافق على أن تقضي العيد معنا، بدونك لن يكون له طعم."

قَبّل جبهتها ثانية في حب قائلاً ـ"حفظك الله لي، حفظكم الله لي جميعاً."

ثم إلتفت إلى شقيقته مداعباً يقول ـ"سأذهب لأوقظ(أحمد) و(محمود). لقد أوحشاني هذان التوأمان."

ربتت على كتفه قائلةـ"ما دمت تحبهما هكذا أنجب لهما عروسان."

رفع(باسل) حاجبيه في دهشة ولم يغب عن نظره مرفق أمه الذي تحرك في سرعة ليلكز جانب(بسمة) كنوع من العقاب لكنه أجاب بابتسامة ودود وهو يخرج من المطبخ ـ"لا تتعجلي، عندما يشاء المولى عز وجل ستصبحين عمة."

وتركهما ليداعب طفلي شقيقته في حنان.
وقبل أن يحين موعد الغذاء كانت(سارة) تدق جرس الباب وتعتذر لحماتها عن تأخرها في الحضور بسبب ازدحام المواصلات في وقت الذروة. وهنا داعبها زوجها قائلاً ـ"ألم أعرض عليك أن تقودي سيارتي؟"

رفعت حاجبيها في استنكار قائلة ـ"أقود جيب في القاهرة، وفي ساعة الذروة؟ مستحيل، القيادة في لندن أسهل كثيراً."

وفي جو عائلي تناول الزوجان غذائهما مع أسرة(باسل) قبل أن ينسحب هذا الأخير معتذراً لعائلته قائلاً ـ"سنستأذنكم الآن لأن لدينا مشوار هام."

أشار إليه والده قائلاً ـ"إلى أين؟هل ستضحي بصينية البسبوسة من صنع يدي(أم باسل)؟"

ضحك(باسل) قائلاً ـ"لا أستطيع التضحية بها، حافظوا على نصيبي ونصيب زوجتي لحين عودتنا. بالمناسبة يا أمي، سنبيت هنا الليلة."

تهللت أسارير أمه وهتفت وابتسامتها تضيء وجهها الحنون قائلة ـ"مرحباً بك في بيتك يا حبيبي، سيزداد بهاء البيت بوجودكما اليوم."

تورد وجه(سارة) خجلاً في حين رفعت(بسمة) حاجبيها قائلة بغيرة مصطنعة ـ"يا سلام، الكلام العذب لا يخرج سوى لـ(باسل)..أما أنا..يا لحظي التعس."

ربت(باسل) على كتف أخته باستخفاف مرح قائلاً ـ"لقد شبعت أمي من رؤيتك كل يوم، أنت بالنسبة لها طعام مكرر تأكله كل يوم، أما أنا ففاكهة نادرة الوجود."

تعالت الضحكات على تعليقه في حين عقدت(بسمة) حاجبيها بغضب مصطنع قائلة ـ"هكذا؟ لن أرد عليك."

مال(باسل) يقبل رأسها قائلاً بود ـ"أنت أختي الحبيبة وأنا أحب مشاكستك."

قبلت(بسمة) وجنته قائلةـ"حفظك الله لي يا أخي الحبيب."

ربت(باسل) على كتفها بحنان قبل أن يقول للجميع ـ"أراكم في المساء إن شاء الله."


***************

رباب فؤاد 05-03-12 12:00 AM

الحقيقة الثالثة عشر
 


وقفت(سارة) ساهمة أمام مشهد غروب قرص الشمس الأحمر وغوصه وسط مياه نهر النيل، ولم تشعر بإقتراب زوجها إلا حينما وقف خلفها وأحاطها بذراعيه هامساً ـ"ألهذه الدرجة إستغرقك الغروب؟"

أجابته وعيناها لا تفارقان المشهد ـ"نهر النيل رائع، وقوة مصر مستمدة من قوته. أنا فخورة بإنتمائي له."

ضحك(باسل) وسألها في دهشةـ"يااه؟! لم أتصور أن يثير النيل كل هذه المشاعر الوطنية لديك. ما السر يا ترى؟"

غاص لحظتها قرص الشمس تماماً تاركاً شفقاً أحمراً مكانه في الأفق فإستدارت(سارة) تواجه زوجها قائلة بابتسامة حالمة ـ"عندما وقفت على نهر التايمز ورأيت جماله تذكرت النيل وشعرت بحنين بالغ لبلدي ونيلها، وتمنيت مع نفسي أن أسكن في شقة تطل على نهر النيل كي أراه في كل وقت."

داعب(باسل) وجنتها قائلاً ـ"وها قد إستجاب الله عز وجل لدعائك وفاجأتك بأن شقتنا تطل على النيل."

سألته فجأة ـ"متى اشتريت هذه الشقة؟"

تظاهر بالفزع لسؤالها المفاجيء، ثم ما لبث أن أجابها بابتسامته الهادئة قائلاً ـ"قبل أن أخطبك، فأنا أيضاً من هواة مشاهدة غروب الشمس في النيل."

تأملت ملامحه المبتسمة للحظات قبل أن تقول بحيرة ـ"أشعر أن الله سبحانه وتعالى أرسلك لي لتحويل كل أحلامي إلى حقيقة."

تناول كفها يلثمه في رقة قائلاً ـ"وما الداعي لوجودي إن لم يكن لتحقيق أحلامك وإسعادك؟ مجرد أن تجول فكرة بخاطرك هو أمر واجب التنفيذ بالنسبة لي."

عانقته في حب قائلة بامتنان ـ"حفظك الله لي يا حبيبي."

قبل جبهتها في حنان وهو يقول ـ" وحفظك لي. والآن هيا لتري باقي الشقة، وبعد ذلك سنخرج سوياً لنختار أثاث الشقة والسجاد والستائر. بإذن الله أريد أن ننتقل للإقامة هنا قبل نهاية الأسبوع. أريد أن نمضي عيد الأضحى سوياً في شقتنا هنا."

عقدت حاجبيها قائلة ـ" وماذا عن المدرب؟"

أشاح بيده قائلاً ـ" أنا ممنوع من اللعب مبارتين، والمباراة الثانية موعدها يوم عيد الأضحى. سنسافر بعدها مباشرة بإذن الله. المهم، ماذا حدث في الجامعة اليوم؟ هل قابلت أساتذتك؟"

صحبته(سارة) لداخل الشقة وهي تجيبه قائلةـ" قابلت دكتور(فكري) وباقي زملائي في القسم. أما دكتور(عثمان) فعلمت أنه سافر لأداء فريضة الحج."

سألها باهتمام ـ" وهل أبدى دكتور(فكري) أي ملاحظات حول عملك؟"

مطت شفتيها في إحباط قائلة ـ"نعم، قال أنني أعمل وفق جدول بطيء وأنه كان يتوقع مني ما هو أفضل من ذلك. والأغرب من ذلك أنه شكك في قدرات بروفيسور(أنجلز) العلمية.. لا أدري ماذا أفعل؟"

تنحنح(باسل) وهو يداعب خصلات شعرها الناعمة متظاهراً بالتفكير قائلاً ـ"رأيي هو أن تحاولي الاستمتاع بأجازتك هنا، وهيا بنا وإلا سنتأخر في العودة إلى أبي وأمي وقد تلتهم(بسمة) نصيبنا من البسبوسة."

رفعت(سارة) حاجبيها وعادت تخفضهما قائلة في خبث ـ"البس بوسة؟! عندك حق."

أسند ظهرها للحائط واستند عليه بكفيه هو الآخر وتأمل عينيها لحظات قبل أن يهمس بابتسامة واسعة ـ"البس بوسة!! طبعاً عندي حق."

تاهت في لون عينيه للحظات قبل أن تسأله بجدية مصطنعة قائلة ـ"قبل أن أنسى،عندي سؤال هام، هل فراشك متين؟"

إنفجر ضاحكاً وقال ليجيبها من بين ضحكاته ـ"وحتى لو لم يكن متيناً، لقد أصبحت خبيراً في إصلاح الفُرُش."


****************

رباب فؤاد 05-03-12 12:06 AM

الحقيقة الرابعة عشر
 


وقف (باسل) أمام صوان ملابسه في غرفة نومه بلندن يفتش في محتوياته بحثاً عن ملابس تدريب نظيفة دون جدوى مما أثار أعصابه، فهبط للطابق السفلي وإتجه من فوره إلى غرفة المكتب ووقف على بابها واضعاً كفيه في خاصرته قائلاً والشرر يتطاير من عينيه ـ" أين ملابس تدريبي النظيفة؟"

لم يبد على (سارة) أنها سمعته أو شعرت بوجوده من الأساس حيث استغرقها عملها على الكمبيوتر فلم تعد تشعر بما يحدث حولها، فإزداد غضبه وعلا صوته وهو يهتف في عصبيةـ" (سارة) أنا أكلمك... أين ملابسي النظيفة؟"

إنتفضت (سارة) في فزع وهي ترفع عينيها إليه قائلة ـ"ما ذا بك يا (باسل)؟ لقد أفزعتني."

أعاد (باسل) سؤاله من بين أسنانه التي يجزها غيظاً فعقدت (سارة) حاجبيها للحظات تستوعب سؤاله قبل أن تجيبه في هدوء قائلة ـ" في الصوان بغرفتنا."

أشاح بيده قائلاً في عصبية ـ" لا يوجد شيء بالصوان، لا قمصان نظيفة ولا ملابس تدريب ولا حتى جوارب أو ملابس داخلية."

سألته في حيرة حقيقية ـ" أين ذهبوا إذاً؟"

إستشاط غضباً من هدوءها فهتف بها في ثورة ـ" أتسألينني؟ كل ملابسي متسخة وفي إنتظار تعطفك لغسلها. أتدرين منذ متى؟ منذ أسبوعين...جميع ملابسي متراكمة منذ أسبوعين دون تنظيف ودون سبب واضح لإهمالك شئوني وشئون منزلك."

أحنقها صوته العالي فنهضت من خلف المكتب قائلة بضيق ـ"لماذا تهتف بي هكذا؟ أنت تعلم مدى إنشغالي في دراس..."

قاطعها بغضب هادر لم تره من قبل_ أو بالأحرى لم تتوقع رؤيته_ قائلاً ـ"بيتك أهم يا سيدتي...بيتك وزوجك أولاً."

شعرت بأنها أمام (باسل) آخر غير الذي تزوجته، ولم يستوعب عقلها العلمي هذا التغير الشديد في أسلوب زوجها فقالت مدافعة عن نفسها ـ" أنت تعلم أنني لا أهمل شئونك عن عمد... وتعلم أنني..."

قاطعها هاتفاً في ثورة ـ" كل هذا ولا تهملين شئوني؟ عندما تتراكم كل ملابسي بهذا الشكل ناهيك عن نظافة المنزل والأكل من المطاعم... كل هذا ولا تعدينه إهمالاً عن عمد؟"

تصاعدت دماء الغضب بغزارة إلى رأسها وكادت أن تُفقدها صوابها إلا أنها تماسكت وهي تلتقط نفساً عميقاً وتنفثه في بطء وتقترب من زوجها في هدوء مدروس، وبإبتسامة رقيقة لمست ذراعه بحنو قائلة ـ"حبيبي أنا آسفة. قليل من التعاون لن يضرنا."

سحب ذراعه بعيداً عنها وأشاح به هاتفاً ـ"ماذا تقصدين بالتعاون؟ أن أغسل ملابسي بنفسي وأن أنظف لك البيت؟"

ضغطت أسنانها لتمتص غضبها وحاولت الابتسام قائلة ـ" حاول أن تعود إلى أيام العزوبية يا حبيبي. فيم إختراع مغاسل التنظيف الجاف إذاً؟"

أثاره هدوءها وكأنه كان ينتظر إنفجار غضبها كي يعيد إليها الحياة، أو ربما ليشعر بأنه يعيش مع كائن حي وليس وحده.
المهم انه إنفجر بها بثورة تشبه ثورة’سي السيد‘ قائلاً ـ"عزوبية؟ أنا لم أتزوج كي تطلب مني زوجتي العودة إلى أيام العزوبية، ولو أني اشعر بأنني لم أعد متزوجاً. ليكن في محيط معلوماتك الغزيرة يا زوجتي العزيزة أنني رجل شرقي... ولا يغرنك وجودنا في لندن. أنا لست بارداً ولا أتنازل عن حقوقي رغم أني تساهلت فيها كثيراً مراعاة لحبي لك، لكن يبدو أنك إستخدمت هذا الحب لمصلحتك الخاصة دون إعتبار لي."

وبحركة سريعة، وقبل أن تستوعب(سارة) دهشتها مما سمعته كانت أصابعه تنغرس في لحم ذراعيها بقسوة آلمتها وهو يتابع في ثورة ـ"وأرجو أن تتذكري دوماً أن واجباتك كزوجة تسبق أي واجبات أخرى، وأن..."

قاطعته هي هذه المرة وهي تجذب ذراعيها من قبضتيه في قوة وتهتف بكل غضبها المكبوت والذي لم تعد قادرة على حبسه بداخلها ـ"أنا باحثة قبل أي شيء آخر وأنت تزوجتني وأنت تعلم بهذا وراضي به. أتنكر أنك طلبت مني في مصر أن أهتم بدراستي وأن أستغل كل وقتي من أجل الإنتهاء من رسالتي في أقرب فرصة؟"

أجابها في حدة قائلاً ـ"أنا لا أنسى كلمة أقولها... لقد قلت يومها أن تحاولي إستغلال وقتك في غيابي بشكل مكثف، وقلت أيضاً أن هذا الطلب صعب جداً علّي. ولكن يبدو أنك كنت في إنتظار أن أعفيك من مهامك كزوجة لذا إستغللت الفرصة."

أشاحت بيدها بعيداً وهي تدافع عن نفسها قائلة ـ" والله أنا لم أجبرك على الزواج مني، وأنا واثقة من أنك كنت تعلم جيداً قبل الزواج أن أهم شيء في حياتي هو عملي، والمفروض أنك كيفت نفسك على هذا."

إستشاط غضباً من حديثها الذي بدا مخالفاً لكل الأعراف والتقاليد ولم يستطع منع لهجة التهكم التي سيطرت على صوته وهو يقول ساخراًـ" أكيف نفسي؟ يبدو أنك من هواة عكس الأمور. بدلاً من أن توفقي أنت بين عملك وبيتك، أقوم أنا بذلك، ولم لا...إنها الألفية الثالثة."

وبغضب هادر هتف بها ـ"لماذا تزوجتني من الأساس ما دام عملك أهم عندك من أي شيء آخر؟"

أعماها غضبها وإستثارتها سخريته ففوجئت بنفسها تهتف بما ندمت عليه بعدها بلحظات، إذ هتفت به في حنق وثورة عارمين ـ"أتعلم لماذا؟ لأنني فقدت منحتي لدراسة الدكتوراه في لندن. أوتدري لم؟ لأن الجامعة لا يوجد لديها إعتماد مالي لتغطية البعثات. أوتدري لم؟ لأن أموال البعثات ذهبت لبضعة صبية يجرون وراء كرة والإسم منتخب مصر أو أندية مصر أو أي مسمى آخر. هل علمت الآن لماذا تزوجتك؟ لأن حقي عندك أنت وزملاءك."



قالتها ووضعت كفيها على فمها بندم وهي تراقب بعينين متسعتين هلعاً تعبيرات وجه زوجها.


فقد إرتسم الذهول على وجهه وتحجرت عيناه على وجهها...


الوجه الذي ظنه يوماً وجه ملاك.


وفي أعماقه شعر بخنجر حاد يخترق قلبه في عنف وبلا هوادة تاركاً جرحاً عميقاً صعب إندماله.
وبألم شديد، وبصوت متحشرج من هول الصدمة قال ـ"حقك؟ أتبغضينني لهذه الدرجة؟ وكيف خدعتني كل هذه المدة؟ بل كيف سولت لك نفسك فعل ذلك بي؟ لقد إتهمتني وأصدرت حكمك دون أن تتأكدي من عريضة الإتهام يا دكتورة، بل ونفذت حكمك دون تردد."

وبحرقة شديدة هتف بها ـ" بعد كل ما فعلته من أجلك مازال قلبك مليئاً بالسواد تجاهي؟ على أي أساس بنيت إتهامك وحكمك؟ لعلمك الخاص أنا لم ألعب في منتخب مصر القومي قط. وكل أموالي قبضتها من عقد إحترافي وراتبي هنا. أنا حتى لم ألعب مع فريق الدرجة الأولى الذي كنت ألعب له في مصر أكثر من ثلاث أو أربع مباريات رآني في أحدها سمسار لاعبين ورتب لي صفقة إنتقالي إلى هنا. بإختصار يا دكتورة أنا لم أقبض حق منحتك لأني كنت أجلس مع الإحتياطي."

إغرورقت عينا(سارة) بدموع الندم وهي تراه ممزقاً أمامها من الألم فمدت يدها إليه هامسة ـ"(باسل) أنا آسفة...سامحني... لم أكن.."

قاطعها وهو يتراجع بعيداً عنها هاتفاً ـ"أسامحك؟ أسامحك بعد أن ذبحتني بنصل بارد؟"

إنهمرت دموعها تغرق وجهها وهي تقترب منه هاتفة ـ" أرجوك سامحني وسنبدأ من جديد...سأكون.."

أشاح بيده في الهواء قائلاً بمرارة ـ" ستكونين ماذا؟ ستكونين أكبر جرح في حياتي."

قالها وإندفع مغادراً الغرفة في إتجاه الباب الرئيسي للمنزل وإختطف في طريقه معطفه وسلسلة مفاتيحه غير عابئ بنداءات زوجته المتكررة ولا بتوسلها له كي يرجع، بل إنه حتى لم ينظر عبر زجاج سيارته ولم يلمحها تقف أمام الباب المفتوح ودموعها تنهمر في غزارة،
وبالتأكيد لم يسمعها تهتف من بين نشيجها قائلة ـ"رباه... ماذا فعلت به؟ ماذا فعلت بنفسي؟"


وإبتعد (باسل) في سرعة.

*************************

ام سلمي 07-03-12 11:31 AM

السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا باحلى روبي
اولا الف مبروك قصتك الثانية عثرت عليها الان فقط
وانا زعلانة منك لانك لم تقولي لي
ولكن قصتك الرائعة تشفع لك يا قمر
صراحة بداية غريبة انا فقط قرات اول فصل واخر فصل هههههههه ولكن واضح انها رائعة
انا دائما احب اقرا النهاية الاول لاعرف عن ماذا اقرا
لكن بصراحة شدتني جدااااااااااا وان شاء الله اعود قريبا جداااااااااا بتعليق مفصل على الفصول التي نزلت
شكرا لك لمشاركتنا اياك قصتك الرائعة
ولا نتحرم منك يارب ومن جديدك
سلام وفي امان الله احلى روبي

رباب فؤاد 07-03-12 11:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام سلمي (المشاركة 3029128)
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا باحلى روبي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..يا الف اهلا وسهلا بميرو
اولا الف مبروك قصتك الثانية عثرت عليها الان فقط
وانا زعلانة منك لانك لم تقولي لي

اسفة يا ميرو والله انا قلت انزلها في ليلاس عشان تبقى كل اعمالي المنشورة عليه، ويمكن ضعف التعليقات عليها بسبب كونها منشورة قبل كدا بالفعل
ولكن قصتك الرائعة تشفع لك يا قمر
صراحة بداية غريبة انا فقط قرات اول فصل واخر فصل هههههههه ولكن واضح انها رائعة
انا دائما احب اقرا النهاية الاول لاعرف عن ماذا اقرا
لكن بصراحة شدتني جدااااااااااا وان شاء الله اعود قريبا جداااااااااا بتعليق مفصل على الفصول التي نزلت
شكرا لك لمشاركتنا اياك قصتك الرائعة
ولا نتحرم منك يارب ومن جديدك
سلام وفي امان الله احلى روبي

نورتيني يا ميرو...واستني بلاش التعليق المفصل.. خدي المشهدين دول كمان وادمجيهم في التعليق..ههههه

شكراً لوجودك وترحيبك يا قمر

دمتي بحفظ الرحمن

رباب فؤاد 07-03-12 11:56 AM

الحقيقة الخامسة عشر
 


إستجابت(سارة) بتخاذل لرنين جرس الباب، وعندما فتحته طالعها وجه(مليحة) البشوش والتي إبتدرتها قائلة بمرح يميزهاـ"أين كنت مختبأة منذ البارحة؟"

دعتها(سارة) للدخول في هدوء أثار إنتباه صديقتها التي سألتها بقلق ـ"ماذا بك يا(سارة)؟تبدين منهكة القوى. وماذا أَلَمَ بعينيك؟ إنهما متورمتان."

أشاحت(سارة) بوجهها بعيداً وهي تجيب في سرعة ـ"لا شيء... لقد قضيت ليلتي دون نوم أتابع أحد أبحاثي."

رفعت(مليحة) حاجبيها في دهشة قائلةـ" وهل تركك(باسل) بهذه البساطة؟"

أغلقت(سارة) باب المنزل وهي تجيب جارتها قائلةـ"(باسل) ليس هنا، إنه في معسكر تدريبي."

إرتفع أحد حاجبا(مليحة) عن رفيقه وهي تقول متفهمة ـ"أها...معسكر تدريبي. هذا يفسر الأمر إذاً."

ثم، وبخبث شديد، هتفت وهي تخبط جبهتها بباطن كفها قائلة كمن تذكرت شيئاً للتو ـ"ويحي. لقد هاتفه(بشر) على هاتفه المحمول أمس وتحادثا طويلاً. كيف نسيت هذا؟"


إلتفتت إليها(سارة) في سرعة وشحب وجهها وهي تصارع مشاعر شتى...مشاعر ندمها على ما إرتكبته في حق زوجها، وخوفها من أن يكون (بشر) و(مليحة) على علم بما حدث.
ترى ماذا ستظن بها صديقتها حينما تعلم بما قالت؟
كلا... إنها لن تخبر(مليحة) بأمر الخلاف مع زوجها، فلماذا تخاطر بفضح نفسها أمامهم؟


وبتلعثم سألت صديقتها وهي تصحبها إلى الداخل ـ"هل..هل تحادثا طويلاً حقاً؟"

مطت(مليحة) شفتيها الرقيقتين وهي تقول بلهجة الأخت الكبرى ـ"نعم. لقد تحادثا لما يقرب من نصف الساعة، و(باسل) كان حزيناً للغاية."

وبهدوء ربتت على كتف(سارة) وهي تتابع في حنان ـ"لو أنك حقاً تعتبرينني أختك هنا أخبريني هل كنت تقصدين ما قلته لـ(باسل)."

إزدردت(سارة) لعاباً وهمياً وهي تسألها بتوترـ"و..وماذا قال (باسل)؟"

تناولت(مليحة) كفا (سارة) بين راحتيها وجلستا متجاورتين وهي تقول بنفس الحنان ـ"حبيبتي... لقد كان(باسل) مجروحاً وبحاجة إلى صديق يفتح له قلبه، و(بشر) كان ذلك الصديق. وبصراحة، أنا لا أتصورك تقولين مثل ما سمعت."

إغرورقت عينا(سارة) بالدموع وهي تقول بصوت مختنق ـ" نعم قلته، وأتمنى لو كنت مت أو قُطع لساني قبل أن أتلفظ به...بل إني لا أدري كيف طاوعني لساني على قوله. فأنا أحب(باسل) حقاً وإحترامي له يزداد يوماً بعد يوم لأن كل ما يفعله يجبرك على إحترامه."


ثم شردت ببصرها بعيداً وهي تتذكر جملة معينة قالها(باسل) وتعيدها على مسامع جارتها قائلة من بين دموعها ونشيجهاـ" لقد قال لي(باسل) ذات مرة أن ’الحب الحقيقي لا أسباب له‘، وأنا بالفعل أحبه دون سبب واضح. أحبه كإنسان بغض النظر عن أية إعتبارات أخرى، بالرغم من أنني عرفت معه معنى الإخلاص والعطاء والتضحية. لقد ضحى بحلم أن يكون أباً من أجل أن أنجح أنا في دراستي وعملي. منحني حبه وحنانه خالصين دون أن ينتظر مني شيئاً في المقابل، ودون أن يطالبني بمبادلته مشاعره. لقد كان راقياً معي لأبعد مدى، بينما كنت أنا...لا أدري بماذا أصف نفسي."

ربتت(مليحة) على كفها وهي تتنهد في عمق قائلة ـ"لماذا قلت له ما قلت إذاً؟"

تزايد إنهمار الدموع من عيني(سارة) وهي تجيبها بحنق هاتفة ـ"غبية... أنا غبية..لقد أخطأت في حق(باسل) أكثر من مرة...لقد أهملت شؤونه وشؤون بيتنا حتى نفذ صبره وإنفجر غاضباً. لقد حاولت أن أمتص غضبه وأن أتماسك كيلا أثور أنا الأخرى، لكني مع الأسف الشديد فقدت أعصابي وتفوهت بما تناسيته منذ زواجي ب(باسل)."

إحتضنت(مليحة) صديقتها في حنان لتهدئ من روعها بعدما لاحظت إرتجافتها الواضحة، وقالت بثقة ـ"هوني عليك يا حبيبتي...الأزواج الجدد كثيراً ما يتشاجرون. المهم هو أن تبادري بالإعتذار."

كفكفت(سارة) دموعها وهي تبتعد عن كتف(مليحة) قائلة في سرعةـ" أنا على أتم إستعداد لذلك. المهم أين أجده؟ إنه لا يجيب إتصالاتي."

أضاء وجه(مليحة) بإبتسامتها الصافية وهي تقول ـ"سيذهب(بشر) إليه اليوم. يمكنك الذهاب معه إذا أردت.(باسل) يقيم الآن لدى صديقه الإنجليزي الذي قابلناه..اسمه...(مايك) على ما أعتقد."

تهللت أسارير(سارة) وهي تهتف بلهفة ـ" نعم..نعم. هو(مايك). كيف لم أفكر فيه من قبل؟ سأذهب الآن لتغيير ملابسي و..."

ضحكت(مليحة) وهي تراقب لهفة(سارة) الطفولية قبل أن تقول ـ"رويدك يا صديقتي.(بشر) مازال في عمله. سأخبرك متى تستعدين للذهاب معه."

إرتسم الإحباط على وجه(سارة) وهي تقول ـ"يااه...سأنتظر حتى يعود(بشر) من عمله...الله وحده يعلم كيف سيمر علي الوقت إلى أن أرى(باسل)."

ارتسمت إبتسامة جانبية على شفتي(مليحة) وهي تطمئن صديقتها قائلة ـ"لا تقلقي. سيمر سريعاً."


وجلست سارة في إنتظار أن يمر الوقت.


***********************

رباب فؤاد 07-03-12 11:59 AM

الحقيقة السادسة عشر
 


هوت مطارق عنيفة على رأس(باسل) وأخرجته قسراً من سباته، ففتح عينيه في ألم وحاول النهوض من الفراش في صعوبة وهو يتلفت حوله مستعيداً في ذهنه أحداث اليومين الماضيين اللذان قضاهما في منزل زميله الإنجليزي(مايك) منذ غادر(سارة) غاضباً.



لقد كانت صدمته فيها عنيفة. أبعد كل هذا الحب الذي يكنه لها تطعنه بهذه القسوة وهذا ال...


قاطع سيل أفكاره وذكرياته المريرة صوت طرق خفيض على باب الغرفة، وأتاه صوت(مايك) من الخارج يقول ـ"هل إستيقظت يا(باسل)؟"

خرج صوت(باسل) خافتاً ومحشرجاً وهو يجيبه قائلاً ـ"نعم يا(مايك) أدخل."

فتح(مايك) لحظتها باب الغرفة قائلاً بهدوء ـ"صباح الخير. كيف حالك اليوم؟"

ضغط(باسل) جانبي جبهته في ألم وهو يجيب في خفوت ـ"صداع عنيف يكتنف رأسي...ماذا أكلنا بالأمس؟"

ضحك(مايك) وهو يستند إلى باب الغرفة قائلاً ـ"بل قل ماذا شربت..لقد شربت وحدك زجاجتي بيرة وكنت في طريقك لشرب المزيد لولا أن منعتك."

قفز(باسل) من الفراش كمن لدغه عقرب هاتفاًـ"ماذا؟ خمر؟ كيف حدث هذا؟"

هز(مايك) كتفيه في حيرة قائلاً ـ" لقد أعطيتك زجاجة بيرة ولم أعتقد أنها قد تؤثر في وعيك، ثم أخذت أنت الزجاجة الثانية التي زادت الطين بلة حينما...حينما وصلت زوجتك و.."

قاطعه(باسل) وهو يسأله في سرعة ـ"أتقول زوجتي؟ هل أتت(سارة) إلى هنا؟"

رفع(مايك) حاجبيه في دهشة وهو يجلس على مقعد وثير مواجه للفراش قائلاً ـ"أوه...أنت لا تتذكر وجودها إذاَ، ولن أتعجب إذا أخبرتني أنك لا تتذكر ما فعلته معها أيضاً."

عاد(باسل) إلى الجلوس على طرف الفراش قائلاً في لهفة زادت من طرقات الألم التي تعصف برأسه ـ"ماذا فعلت معها؟ وكيف أتت وحدها من الأساس؟"

أجابه(مايك) بهدوؤه الإنجليزي قائلاً ـ" إنها لم تأت وحدها...كان معها صديقك المغربي. ولقد أهنتها إهانة بالغة. لقد كنت كنت قاسياً معها للغاية و..."

إتسعت عينا(باسل) في إستنكار وهتف يقاطع صديقه في ذهول ـ"أنا فعلت ذلك بها؟ كيف؟ وكيف لا أتذكره؟ ألهذا الحد كنت مخموراً؟"

قلب(مايك) كفيه قائلاًـ" يبدو أنك غير معتاد على تناول المنبهات بكثرة لذا أثرت بك البيرة بهذه الدرجة. سأعد لك قدحاً كبيراً من القهوة المركزة ريثما تهاتف زوجتك لتعتذر لها عن إهانتك الفظيعة لها و..."

قاطعه(باسل) للمرة الثالثة وهو يهب من جلسته على طرف الفراش قائلاً بلهجة سريعة ـ" هناك ما هو أهم من الإعتذار لزوجتي... فما قلته لها ليس أفظع من شرب الخمر."

وفي سرعة إستبدل ملابسه وأعد حقيبته الصغيرة وهتف وهي يلوح مودعاً صديقه ـ"أراك في المعسكر."


***********************

رباب فؤاد 07-03-12 12:02 PM

الحقيقة السابعة عشر
 


إنطلق(باسل) بسيارته سريعاً ينهب طرقات لندن مثيراً رذاذ المطر المنهمر حول سيارته.


لم يكن يشعر بمدى سرعته ولا بالطقس السيء المحيط به ولا بإستنكار المشاة الذين أغرقتهم مياه المطر التي رشتها عجلات سيارته المسرعة عليهم. فكل ما كان يشغل تفكيره وقتها هو تأنيب الضمير.
كان يفكر كيف ترتب خطأ على آخر حتى كانت النتيجة مخالفته للشرع وإحتساؤه الخمر، أياً كان المبرر.
وكأنما قاده ضميره إلى المركز الإسلامي الذي إعتاد الصلاة فيه، إذ وجد سيارته فجأة أمام المركز، فخرج من شروده وترك سيارته متجهاً إلى صديقه الشيخ الشاب الذي لا تفارق الإبتسامة محياه البشوش، ومع ذلك تمنحه مظهراً وقوراً مريحاً للنفس.

وإبتدره الشيخ بالمصافحة قائلاً بعتاب الصديق ـ"أخي(باسل)...حمداً لله على سلامتك. أين كنت؟ لم نرك منذ يومين، وإفتقدناك في صلاة الجمعة اليوم."

ثم تابع بقلق قفز إلى صوته بعدما لاحظت عيناه هيئة(باسل) المزرية وشعره الأشعث ولحيته النامية ـ"ماذا بك يا أخي؟ هل أنت مريض؟"

شعر باسل بغصة تخنقه وخرج صوته محشرجاً وهو يجيب الشيخ قائلاً ـ"لقد إرتكبت جُرماً فادحاً يا شيخ(حمزة)...لقد شربت خمراً وفقدت إدراكي، بل وأهنت زوجتي وأنا تحت تأثير الخمر."

إرتفع حاجبا الشيخ(حمزة) في إستنكار وهو يهتف ـ" أعوذ بالله... كل هذا في يومين يا(باسل)؟ كيف يحدث هذا وأنت تصلي جميع الفروض هنا بإنتظام؟ إنك أحد المسلمين القلائل الذين يجاهدون النوم والبرد ويأتون لصلاة الفجر تحت أي ظروف. كيف تضعف هكذا؟ ومن الشيطان الذي وسوس لك بهذا؟ و..."

خنقت الدموع صوت(باسل) هذه المرة وهو يجيب الشيخ(حمزة) قائلاًـ" لقد كنت محبطاً ولم أتصور أن تفعل البيرة بي كل هذا. لقد أخطأت وأعترف بذنبي، ولا يهمني الآن سوى التكفير عن ذنبي هذا. فهل تساعدني؟"

ربت الشيخ(حمزة) بحنان أخوي على كتف(باسل) وهو يقول بهدوء وقد عادت إبتسامته تنير وجهه ـ"لا تخف يا أخي. سيغفر الله عز وجل لك بإذنه ما دمت مُصراً على التوبة ومدركاً لخطئك. هيا إصعد معي إلى غرفتي فإغتسل وهذب لحيتك وتوضأ وإرتد أفضل ما لديك وتطيب كما لو كنت في ليلة عرسك، ثم صل لله وإدعوه كي يغفر لك."


وتبعه(باسل) دون نقاش.
***********

ام سلمي 10-03-12 08:54 PM

السلام عليكم ورحمة الله
روبي ماذا اقول غير مبدعة
قصة جميلة جدااااااااااااااااا
وفكرتها غريبة شوية لاعب كورة وعالمة هههههههههه
بصي انا منتظرة البقية على نار
ووقتها حكتب لك معلقة مدح مش تعليق بسيط
انتي عارفة انا لا اقرا القصة الا كاملة بس معاك كسرت هذا الحاجز
بليز روبي بسرعة
:Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj 52::Taj52::Taj52:
في انتظارك
سلام وفي امان الله

رباب فؤاد 11-03-12 12:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام سلمي (المشاركة 3031398)
السلام عليكم ورحمة الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
روبي ماذا اقول غير مبدعة
قصة جميلة جدااااااااااااااااا
وفكرتها غريبة شوية لاعب كورة وعالمة هههههههههه
بصي انا منتظرة البقية على نار
ووقتها حكتب لك معلقة مدح مش تعليق بسيط
انتي عارفة انا لا اقرا القصة الا كاملة بس معاك كسرت هذا الحاجز
بليز روبي بسرعة
:Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj 52::Taj52::Taj52:
في انتظارك
سلام وفي امان الله


والله يا ميرو انا اللي كنت بعيط كدا لما ملقيتش حد معبر القصة بوتاتاً
بس لعيونك حالا انزل اخر الحقائق

وشكراً على كلامك الرائع
دمتي بكل خير

رباب فؤاد 11-03-12 01:38 AM

الحقيقة الثامنة عشرة
 


18 - ماهذا الهراء؟ ماذا أصابك يا(سارة) كي تقعي في مثل هذا الخطأ الشنيع؟ إن أصغر طلابي لا يجرؤ على إرتكابه".

هتف (بروفيسور أنجلز) بهذه العبارة في ثورة عارمة وهو يواجه(سارة) التي إحتقن وجهها بدماء الحرج والخجل أمام أستاذها وهو يتابع في حدة ـ"ماذا حدث لذكائك؟ لعزيمتك؟ ماذا حدث لك شخصياً؟"

أجابته(سارة) بصوت متحشرج قائلة ـ"أعتذر يا بروفيسور...لقد أنجزت هذه التجربة في سرعة ولم..."

قاطعها هاتفاً بحدة ـ"أنت لم تكوني في حالتك الطبيعية أثناء إنجازها من الأساس. تعلمين أنني وافقت على الإشراف على رسالتك حينما وجدت نتائج تجاربك السابقة صحيحة إلى درجة مذهلة. لكن ما أراه أمامي مختلف تماماً."

ثم زفر بقوة ليفرغ توتره قبل أن تهدأ لهجته ويقول بهدوء ـ"(سارة)..عندما نصحتك بأن تستمتعي بحياتك لم أقصد بذلك أن تهملي عملك، ولا أقصد الآن أن تهملي حياتك الشخصية. لكن ما أطلبه منك، بل وأنصحك به هو ألا تسمحي لمشاكلك الشخصية في البيت بأن تطاردك إلى عملك.هل هذا صعب عليك؟ إذا كان صعباً توقفي عن العمل لبرهة إلى أن تشعري بأنك قادرة على العمل من جديد بنفس درجة تركيزك المعتادة."

إزدردت(سارة) لعابها وإزدردت معه كبرياءها الجريح وهي تقول لمشرفها بإنكسار ـ"أعدك بألا يبدر مني هذا الخطأ ثانية...بإذنك."

وما أن سمح لها المشرف بالإنصراف حتى فرت مع أوراقها إلى خارج الغرفة وهي تصارع دموعها، وكادت تصدم عجوزاً آخراً لم تلحظه إلا حينما هتف بها بالعربية وبلهجة مصرية خالصة حملت دهشته ـ"(سارة)؟! لقد كنت أبحث عنك."

رفعت(سارة) عينيها سريعاً إلى وجه العجوز، وما أن تعرفته حتى هتفت بلهجة الغريق الذي وجد للتو من ينقذه ـ"دكتور(عثمان)!! يا إلهي. أنت بالضبط من أحتاجه الآن."

بدا القلق في صوته وهو يسألها ـ"ماذا بك يا(سارة)؟لم تبدين هزيلة هكذا؟"

لاح شبح إبتسامة جانبية على شفتي(سارة) وهي تجيبه بخفوت ـ"لا عليك..إنها قصة طويلة.أوه نسيت أن أهنئك بالحج وبسلامة الوصول إلى هنا ولو إني..يا إلهي..صحيح. لابد وأن (بروفيسور أنجلز) دعاك إلى حضور المؤتمر الذي يرأسه."

أومأ الدكتور(عثمان) برأسه قائلاً ـ"هو كذلك بالفعل، وكنت أنوي زيارته بعد أن ألقاك. ولكن بهيئتك تلك ما يهمني الآن هو الإطمئنان عليك وعلى أبحاثك."

إكتسب صوتها رنة ساخرة وهي تقول ـ"أنصحك ألا تسأل(بروفيسور أنجلز) عني الآن، فهو على الأرجح لا يطيق سماع إسمي."

إرتفع حاجبا الدكتور في دهشة وإستنكار للحظات قبل أن يقول لها في حزم ـ"زيارة (أنجلز) تستطيع الإنتظار. خذيني الآن إلى مكتبك لأعرف ما حدث بالضبط، فلهجتك لا تريحني."

صحبته(سارة) إلى مكتبها وجلست أمامه صامتة تحدق في أرضية الحجرة حتى بادرها أستاذها بقوله ـ"هل لديك مشاكل أسرية؟"

أزاحت خصلة من شعرها خلف أذنها بإرتباك وأجابته وهي تتحاشى النظر إلى عينيه ـ"إلى حد ما...في الحقيقة أتوقع قراءة آخر أخبار حياتي الزوجية في الصحف كل يوم."

عقد الدكتور(عثمان) حاجبيه متسائلاً فإندفعت (سارة) تقول في سرعة ـ"لقد إرتكبت أكبر حماقة في حياتي ودمرت زواجي بيدي. شيطاني جعلني أتفوه بما لم يخطر ببالي من قبل، ووجدتني فجأة أهتف في وجه زوجي بما سبق وقاله الدكتور(فكري) عن حقي الذي سلبه مني لاعبي الكرة، ومنهم(باسل) بالطبع...(باسل) الذي كان على أتم إستعداد لبذل حياته من أجلي بطيب خاطر جرحته أنا بكلمة غبية لا أعرف كيف خرجت من فمي، وكيف إستطعت جرحه هكذا."

هتف بها أستاذها بذهول قائلاً ـ"(فكري)؟ هل صدقت كلام(فكري)؟ كلنا بالجامعة يعلم جيداً أنه معقد وأنه يظن أن العالم يقف ضد إكتشافاته. كيف إقتنعت بكلامه؟"

إختنق صوتها بالعبرات وهي تجيبه قائلة ـ"لقد كنت محبطة وبدا كلامه منطقياً للغاية حينها، خاصة وأنه جاء بعد ما قلته سيادتك يومها من أن لاعبي كرة القدم والفنانين فقط يحظون بإهتمام الجماهير والدولة. ربما أكون تأثرت قليلاً بقوله حينئذ، ولكني محوته من عقلي تماماً بعدما جلست مع(باسل) وتعاملت معه عن قرب وعرفت جمال روحه وقلبه. صدقني يا دكتور(عثمان)، لقد أحببت(باسل) بصدق. وحينما ثرت عليه وقذفته بأقسى الكلمات كنت(سارة) أخرى. كنت تحت تأثير شيطان جعلني أتفوه بما ندمت عليه بعدها."

سألها أستاذها في حيرة ـ"ما دمت معترفة بخطئك فلماذا لم تعتذري له فوراً؟"

لم تستطع كبح دموعها وتركتها تنساب على وجنتيها وهي تجيبه قائلة ـ"لقد أسرع بترك المنزل دون أن يسمع إعتذاري، وحينما عرفت مكانه ذهبت إليه عند صديقة الإنجليزي الذي إستضافه. يومها فوجئت بالوجه الآخر لـ(باسل). لا يهمني أنه أهانني أمام صديقه أو جارنا لأنني أستحق ذلك وأكثر، ولكن ما يضايقني أنه كان مخموراً بسببي. أرأيت كيف دمرته بغبائي؟"

نهض الدكتور(عثمان) يجوب أرجاء الغرفة مفكراً في صمت، ثم ما لبث أن إلتفت إليها ليسألها ـ"هل يعلم أي من أفراد أسرتيكما بما حدث؟"

هزت(سارة) رأسها نفياً في سرعة وهي تجيبه قائلة ـ"بالطبع لا...فوالدي ووالده أصدقاء من قبل ولادتنا، و(باسل) صديق حميم لأخي(مهند) منذ الطفولة. إذا عرف والدي أو شقيقي بما فعلت...يا إلهي...لا يمكنني التفكير فيما قد يحدث حينها."

صمت العجوز للحظات قبل أن يسألها ثانية ـ"وأين (باسل) الآن؟"

كفكفت دموعها بأناملها المرتجفة وهي تجيبه قائلة ـ"جارنا(بشر) أخبرني أنه ترك بيت صديقه الإنجليزي وسافر إلى أيرلندا مع زملائه في معسكر مغلق، والمفروض أن يكون اليوم في أسبانيا لأن لديهم مباراة ضد ’رييال مدريد‘ غداً."

هز رأسه متفهماً وقال بهدوء ـ"وطبعاً لا يمكنك السفر إلى أسبانيا. في هذه الحالة لديك مهمة أخرى. سجلي له المباراة على شريط فيديو وابتاعي باقة زهور جميلة واذهبي إلى المطار لتستقبليه. من المؤكد أنه لن يكون مخموراً وقتها ولن يجرؤ على إهانتك أمام كل هذه الجموع في المطار."

تهللت أساريرها وطفح البشر على وجهها وهي تهتف بأستاذها ـ"رائع يا دكتور.هذا ما أحتاجه بالضبط. لقد كنت دوماً بمثابة أبي الثاني. لا أدري كيف أشكرك."

إبتسم العجوز وأشار إلى قلبها قائلاً ـ"لا تشكريني ولا تفعلي إلا ما يرشدك إليه قلبك. وإذا راودك شيطان(فكري) ثانية واجهي نفسك بالحقيقة، وهي أنك زوجة (باسل) لأنك تحبينه. ويوم ينتهي ذلك الحب_لا قدر الله_لابد وأن ينتهي زواجك منه فوراً. هل تفهمينني؟"

إتسعت إبتسامة(سارة) وهي تجيبه في ثقة ـ"بالطبع يا دكتور...وبإذن الله لن ينته حب(باسل) من قلبي، وإلا فموتي يأتي أولاً."

ربت الدكتور(عثمان) على كتفها بحنان أبوي قائلاً ـ"وفقك الله يا بنيتي. والآن يجب أن أذهب لرؤية صديقي(أنجلز) قبل أن يعلم بوجودي داخل الحرم الجامعي من أمن البوابة."

ضحكت(سارة) في خفوت فربت على كتفها ثانية وهو يضيف بحنان ـ"إبقي على إتصال معي دوماً لأطمئن عليك."



ولم تكن بحاجة إلى الموافقة..
فهي تعلم أنه أباها الثاني بالفعل.
*****************

رباب فؤاد 11-03-12 01:49 AM

الحقيقة الأخيرة
 


أحكم(باسل) ربط رداء الحمام حول جسده المبلل وإنهمك في تجفيف شعره في سرعة قبل أن يلتفت لينظر إلى وجهه في المرآة المغطاة ببخار الماء، فمسحها بطرف منشفته وتحسس لحيته النامية التي ضاعفت من ملامح الإجهاد على وجهه ومط شفتيه للحظات قبل أن يحسم أمره ويهذبها تاركاً شارباً ولحية صغيرة حول فمه. ثم وقف يتطلع إلى وجهه ثانية في المرآة بتكاسل وهو يخاطب صورته المنعكسة قائلاً بتهكم ـ"ماذا تريد أكثر من ذلك؟ إنك لست(توم كروز)، كما أنك لست عريساً."

قالها وضحك ضحكة قصيرة ساخرة وهو يعاود تجفيف شعره بالمنشفة أثناء خروجه من الحمام الملحق بغرفته في الفندق بدوفر حتى صار أمام الفراش، وحينها رفع المنشفة عن وجهه ليرى فجأة_أو هكذا بدا له_ باقة زهور طبيعية حمراء يتوسطها مظروف صغير إلتقطه في دهشة وأخرج منه بطاقة أنيقة كُتب بداخلها بخط أنثوي رقيق كلمتين فقط ’مبروك الفوز‘ فعقد حاجبيه في حيرة سرعان ما تحولت إلى فزع حينما سمع صوتاً مألوفاً يأتي من خلفه يقول بإندهاش ـ"’حرب طروادة‘ ثانية؟ لا أدري ما سر إعجابك بهذا الكتاب حتى تصحبه معك في كل مكان."

إلتفت(باسل) في سرعة إلى مصدر الصوت ثم توقف مشدوهاً يتطلع إلى(سارة) التي وقفت أمامه في ثوب أبيض أنيق تنساب عليه بعضاً من خصلات شعرها البني في نعومة ونفس الخصلة المتمردة نافرة على جبهتها في تحد يعطيها مظهر طالبة المدرسة الثانوية الشقية وعلى محياها الجميل أرق إبتسامة فبادلها الإبتسام دون أن يدري وهو يجيبها ـ"إنه يصور كيف قامت الحرب بين بلدين راح ضحيتها مئات الأبرياء بسبب تنافس رجلين على حب(هيلين) أميرة إسبرطة."

إقتربت(سارة) منه في دلال وعيناها على وجهه وهي تهمس في عذوبة ـ"لقد قامت الحرب لأن معتوهاً تصور أنه قادر على الفوز بقلب(هيلين) عبر نفوذه أو أمواله أو حتى وسامته، ولكنه نسى أن(هيلين) مثل(عبلة) مثل(سارة) لا يمكن شراء حبهن بالمال، ولا يعطين قلوبهن إلا لشخص واحد لأنه ’ما الحب إلا للحبيب الأول‘."

ضعف أمام رقتها وأنوثتها التي بدت_لأول مرة_ طاغية في عينيه، إلا أنه تماسك وهو يتنحنح قائلاً بثبات مصطنع ـ"كيف عرفت أنني هنا؟"

واصلت(سارة) إقترابها منه وهي تجيب بنفس الدلال ـ"ذهبت للقائك في هيثرو لكنك لم تخرج برفقة زملائك. وحينما لمحت(مايك) سألته فأخبرني أنك ركبت طائرة خاصة من أسبانيا إلى دوفر مباشرة، وها أنذا. جئت لأهنئك بالفوز ولأعترف لك بأنني لم ولن أحب سواك. والأهم هو أنني جئت لأعتذر لك عن الكلام الغبي الذي تفوهت به أمامك ولأقسم لك أنني ما تزوجتك سعياً للإنتقام أو لكي أستنزف أموالك."

توقفت للحظات لتزدرد لعابها قبل أن تواصل قائلة بصدق ـ"أعترف أنني لم أكن أحبك في بداية زواجنا، ولكني لم أكن أعرف(باسل) الحقيقي. (باسل) الذي ما أن عرفته عن قرب حتى وقعت في غرامه حتى النخاع."

إرتبك(باسل) من نعومة حديثها والصدق الواضح في عينيها، وهم بإرتجال أي رد على مشاعرها تلك إلا أنها سبقته بتغيير منحى الحوار بقولها ـ"بالمناسبة...لقد سجلت لك مباراة الأمس. لقد كنت رائعاً ومتألقاً كالمعتاد."

ثم مطت شفتيها قائلة بخفوت ـ"قدرما أسعدني تألقك، فقد أثار مخاوفي لأنني شعرت بك تقذفني خلف ظهرك ولا تعبأ بي. فهل كان ما شعرت به صحيحاً؟"

حركت كلماتها الصادقة مشاعره وأيقظت حبه الجارف لها فأحاط وجهها بكفيه في حنان هامساً ـ"دعيني أعتذر عن إهانتي الفظيعة لك...حينما تشاجرنا كنا وحدنا، لكني أهنتك أمام أصدقائي وهذا مؤلم وأعتذر عنه."

إستكانت للمسته الدافئة وهي تغوص في عينيه قائلة بصدق ـ"لم تؤذني الإهانة قدرما آذاني إحساسي بأنني السبب في إحتساءك الخمر...لن أسامح نفسي أبداً على ذلك."

لثم جبهتها بحب هامساً وهو يداعب خصلات شعرها ـ"أنا أسامحك. ربما كانت كلماتك قاسية، ولكنها جعلتني أدرك أشياء لم ألحظها من قبل، ودعمت قراري الذي إتخذته وأنا في كامل قواي العقلية."

أفزعها مغزى كلامه فأجفلت للحظة أضحكته وهو يسألها مبتسماً ـ"لماذا أجفلت هكذا؟"

لم تجبه وإكتفت بالتطلع إليه بترقب كطفلة تنتظر العقاب من والدها، فتابع بإبتسامة واسعة وهو يحتضن كفيها قائلاً ـ"اليوم، وقبل صعودي إلى الطائرة، وقفت أمام ممثلي صحف العالم وأعلنت بجميع اللغات التي أعرفها دعوتي لجميع رياضيي مصر المحترفين لأن نُنشئ جمعية من أموالنا الخاصة نتبنى فيها ذوي المواهب العلمية الفذة حتى يحصلوا على أعلى الشهادات ويرفعوا إسم مصر عالياً."

حاولت جذب كفيها من راحتيه وهي تقول بضيق إرتسم واضحاً على ملامحها ـ"(باسل)...لا يوجد سبب يدفعك لفعل هذا...ما قلته لك كان حديثاً غاضباً، ولا علاقة بينك أنت أو زملاؤك بالسياسة ولا..."

تسللت أنامله تزيح مشبك شعرها وتقطع حديثها وهو يهمس بحب ـ"لقد فعلت ما رأيته صحيحاً. فبغض النظر عن كوني لعبت في أندية مصرية أو لا، فأنا مصري حتى النخاع وفخور بذلك، وفخور أيضاً بزوجتي التي تبذل كل ما بوسعها كي تصل إلى سبق علمي من أجل بلادنا. ومادامت مصر تمتلك من القدرات البشرية ما يؤهلها للتفوق في جميع المجالات، فواجبي كمصري هو أن أساهم في هذا التفوق. أتضنين عليّ بهذا الشرف؟"

طفرت دموع التأثر من عينيها وهي تعانق زوجها في سعادة وتهمس قائلة ـ" أحبك يا(باسل). أحبك ونادمة على كل يوم قضيته بعيداً عن حبك. أحبك وأكره نفسي لأنها أخطأت في حقك يوماً."

مسد شعرها بحنان وهمس في أذنها بصدق قائلاً ـ"إلا نفسك...لن أسمح لك بكرهها لأنني أحبها. أنت حب عمري كله."

أبعدت رأسها عن كتفه لتلتقي أعينهما وهي تسأله بتوسل ـ"إذاً فقد سامحتني؟"

ضحك قائلاً ـ"أتريدين أن أقسم لك أنني سامحتك؟"

إبتسمت في دلال وهي تداعب شعره الرطب قائلة ـ"أريدك أن تقسم لي بأنك لن تحب سواي، وأن ’منسوب‘حبي لن يقل في قلبك."

أضحكه تعبير ’منسوب‘ فقال مطمئناً ـ"لا تخافي يا حبيبتي، فحبك ’بئر‘ لا قرار له. هل إسترحت؟"

أراحت رأسها على صدره قائلة ـ"أنا لا أشعر بالراحة إلا وأنا معك."

ثم عادت ترفع رأسها وتشير إلى لحيته الصغيرة قائلة بمرح ـ"على فكرة...شكلك يبدو أكثر وسامة في هذه اللحية رغم أنها حجبت أجمل إبتسامة."

تحسس(باسل) لحيته وشاربه الصغيرين وقال ضاحكاً ـ"كنت بحاجة إلى نيو لوك، وأعتقد أن هذه اللحية أرحم بكثير من حلق شعر رأسي."

شهقت بفزع مصطنع وقالت وهي تعود لمداعبة خصلات شعره الرطبة ـ"يا إلهي...لا أتصورك يوماً دون شعرك. أرجوك لا تفعلها."

أضحكه أدائها التمثيلي للحظات قبل أن يصمت فجأة ويتأمل عينيها الضاحكتين وقد شعر فجأة بمدى إفتقاده لها، فمال بوجهه عليها حتى تلاحمت أنفاسهما قبل أن تهتف به زوجته في قلق ـ"حبيبي...إنك لا تزال في رداء الحمام. إرتد ملابسك كيلا تُصاب بالبرد."

إبتعد واضعاً كفيه في خاصرته وقال يشاكسها ـ"وأين ملابسي؟"

أشارت بطرف عينها إلى ركن الغرفة قائلة بإبتسامة واسعة ـ"ملابسك نظيفة ومرتبة داخل تلك الحقيبة. وطعام الغذاء كان بإنتظارك في المنزل لكنك أتيت إلى هنا فإضطررت لوضعه في المبرد."

ثم مالبثت أن وضعت كفيها في خاصرتها بدورها وهي تسأله ـ"هلا أخبرتني لماذا أتيت من أسبانيا إلى هنا مباشرة؟"

إلتقط كفيها بين راحتيه ثانية وهمس بحب وهو يغوص في عينيها ـ"جئت لأنتظرك في الغرفة التي شهدت أجمل أيامنا. جئت لثقتي في أن قلبك سيقودك إلى هنا."

همست بدورها ـ"قلبي سيقودني إليك أينما كنت لأنك حبيب عمري كله. حبيبي الذي تفقد حياتي معناها في غيابه."

قالتها ودفنت وجهها في صدره وتركته يحتويها بكل جوارحه وشوقه إليها حتى ودت لو تظل بين ذراعيه هكذا حتى نهاية العمر.

ومن أعماقها همست بصدق ـ"لقد أوحشتني."

شاكسها كعادته وهو يريح وجنته على رأسها قائلاً ـ"أما أنت فلم تفارقيني لحظة."

إنكمشت أكثر بين ذراعيه وهي تقول ـ"ولن أفارقك بعد الآن بإذن الله، ليس بعد أن إكتشفت حقيقة مشاعري...حقيقة حبك."


وغاصا في بحار الحب سوياً قدر ما شاءا


ولم لا؟!!
لقد عرف كلاهما أقوى حقيقة.




فالحقيقة هي...الحب.




تمت بحمد الله


رباب فؤاد



احلام 2 11-03-12 02:31 AM

السلام عليكم
الرواية رائعة شكرا روبي على مشاركتنا القصة وبإنتظار جديدك

نسمه الصباح 13-03-12 12:46 AM

تسلم ايديك رباب
كتيييييير رائعه
:55::55::55:

fadi azar 13-03-12 01:58 PM

رواية كتير حلوي بلتوفيق اختي

Emomsa 15-06-12 11:51 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مقدمة



[B]الكيمياء الحيوية
[
/B]


هي أحد فروع العلوم الطبيعية ويختص بدراسة التركيب الكيميائي لأجزاء الخلية في مختلف الكائنات الحية سواء كانت كائنات دقيقة (بكتيريا، فطريات، طحالب) أو راقيةكالإنسان والحيوان والنبات. ويوصف علم الكيمياء الحيوية أحياناً بأنه علم كيمياء الحياة وذلك نظراً لارتباط الكيمياء الحيوية بالحياة، فقد ركز العلماء في هذا المجال على البحث في كيمياء الكائنات الحية على اختلاف أنواعها عن طريق دراسة المكونات الخلوية لهذه الكائنات من حيث التراكيب الكيميائية لهذه المكونات ومناطق تواجدها ووظائفها الحيوية فضلا عن دراسةالتفاعلات الحيوية المختلفة التي تحدث داخل هذه الخلايا الحية من حيث البناء والتخليق، أو من حيث الهدم وإنتاج الطاقة.

محترف أو مهني


هو عضو في مهنة أسست على تدريب متخصص تعليمي.
كلمة محترف تقليديا، تعني الشخص الذي حصل على شهادة البكالوريوس في المجال المهني. يستخدم هذا المصطلح بصورة عامة للدلالة على ذوي الياقات البيضاء العاملين، أو شخص يؤدي تجاريا في حقل عادة مخصص للهواة.
في الدول الغربية، مثل الولايات المتحدة، فإن مصطلح غالبا يصف المتعلمين تعليما عاليا ،العاملين بأجر كبير، الذين يتمتعون بقدر كبير من الحكم الذاتي في العمل، أمن الاقتصادي، مرتب مريح، وعادة ما يشاركوا في اعمال إبداعيه وذات تحدي فكري. أقل من الناحية الفنية، فإنه قد يشير أيضا إلى شخص لديه الكفاءة المبهره في نشاط معه.


في مجال الرياضة،


المحترف هو الشخص الذي يشارك من أجل المال. العكس هو الهاوي، وهذا يعني الشخص الذي لا يلعب من أجل المال، ولكن في محيط الأكاديمي (مثل كرة القدم في الجامعات) أو غيره. مصطلح "المهنية" يشيع استخدامه بشكل غير صحيح عند الإشارة إلى الرياضة، كتميز ببساطة يشير إلى الكيفية التي يتم تمويله الرياضي بها، وليس بالضرورة المسابقات أو الإنجازات.
( منقول .من موسوعة ويكبيديا )


مرحبا روبي .......

اعتذر عن تأخري في التعليق عن الرواية ........ وهذه هديتي لك في عيد مولدك ....( يعني اثنين في واحد .....اعتذار وهدية ...)

رباب فؤاد ( روبي ) اديبة واعدة .... لها تحكم في القلم مميز .... ولديها موهبة متمكنة .... ولكن طبيعة عملها .... وكسلها .... لا يعطيها الفرصة في اشباع الروح الادبية عندها ......

تابعنا معها ( دمعات قلب ...... والحقيقة الحب ) وهي بصدد كتابة رواية طويلة رائعة .... لقد قرأت فيها مشهد ....... رائع هذا المشهد .... ولا اعرف لما للان لم تبدأ بتنزيلها لنستمتع معا بها .......


الحقيقة الحب ......


رواية مميزة ...... نوع من الروايات تكلم العقل قبل الخيال ...... بدايتها مستفزة ..... داخل معمل والتكلم بطريقة العلماء .... لمحبي الادب والخيال والروايات الرومانسية يصيبهم الملل بسرعة .... ولكن لخفة دم الكاتبة واسلوبها البسيط والسلسل يجعلنا نستمر معها .......

رواية تطرح للمناقشة .... مدى معاناة العالم في بلد لا يقدر العلماء بقدر ما يقدر الجوانب الادبية ....... والى اي حد يضطر العالم ان يعيش في ضغط مادي وعلمي ومالي طوال حياته في مثل هذا البلد ........

وهذه النوعية من عدم التقدير تدفع العالم ايما الى الهجرة خارج البلد لتستفيد منه بلدان اخرى غير وطنه ( لا كرامة لنبي في طنه ..) او انه يبدأ بابحاث اي كلام ليسد خانة ويجلب اموال كثيرة من اجل عيشة كريمة .... او الطريق الاخر الذي يسبب الهدم للبلد وابناوءه ......


تطرح للمناقشة الاحتراف ..... وهو هنا بمعناه الرياضي ....... وهواللعب من اجل المال .....


العنوان ......


الحقيقة الحب .... عنوان مميز ...... ليس به خيال صحيح .... واقعي درجة اولى ........ ومستفز ...... ماذا تريد الكاتبة من هذا العنوان ........

هذا هو السؤال الذي طرحته على نفسي ....( ماذا تريد روبي من عنوان كهذا ؟!!!!! )
وعندما نقرأ الرواية ...... نعرف الاجابة ......
وهي ان اساس اي نجاح في اي عمل هو الحب ..... احببت شيئا نجحت فيه ....... سعيت الى شيئ ترغبه نجحت فيه .......

نرى انها رواية مكتملة العناصر ..... مع بساطتها ...... وقصر احداثها الا انها مسلية وتهدف الى مضمون اجتماعي مميز .....
واعتبر انها من اولى كتابتها في عالم الكتابة والادب .........

يتبع ....

Emomsa 15-06-12 11:59 PM





مضمون ......



اجتماعي مميز يناقش علاقة العلم بالمجتمع .... والى اي حد يهتم المجتمع بالعلم ...... وهنا نجد ان العلم في هذا المجتمع لا يحصل على الاهتمام الكافي وخاصة في مجال الابحاث العلمية والاستكشافات ......

واهتمام المجتمع بالفن فقط ومريديه مع لاعيبي الكرة ( نرى هنا نظرة او كما يسمونها نزعة سياسية ..... مجرد نزعة وذكر لما وصل اليه المجتمع من تفاهة التفكير .... وصلت لدرجة ان المناقشة التي تحصل على الاهتمام ليس اخر ماوصلت اليه الابحاث العلمية او ما هي اخر التطورات التي حدثت في البلد بقدر ما ان الجون الذي تم تحصيله منذ اسبوع في المباراة الفلانية كان يجب ان يأتي بالرجل الشمال احسن من اليمين .... وان الدفاع لم يكن مستيقظ بقدر كافي .... وان تسريحة الاعب الفلاني اخر صيحة ..... وهكذا .....
او ان ماهر اخر افلام الزعيم ....... ومسرحياته .... وانظروا الممثلة الفلانية لابسة فستان من غير كم او مكياجها ليس اوفر ..... وهكذا ..... كان معظم المناقشات بهذه الصورة قبل الثورة ....... اما بعدها انظروا مجتمعي كيف ..... تابعوا على القنوات التلفازية ..... كيف نناقش ونقاوم ونقول شعرا ( هشام الجخ )

هذه النظرة الاولى للرواية .... اما النظرة الثانية او الجانب الاخر من الرواية فهو جانب رومانسي خلفيته اجتماعية .... وحواره وقضيته رومانسية ......
حالة من الحب البرئ الذي نما بعد الزواج .... والى اي حد تم التفاهم بينهما .... اولا : وقع عاتق التفاهم على الزوج فحاول بكل الطرق ايثار زوجته على نفسه دون انانية .... وتوجيهيها دون عنف او سخرية .... لا ننكر اننا عشنا معه لحظة من القنوط والاحساس بالفشل ..... ولكنه مع الصبر والايمان ..... وجد انه قد فاز بزوجة تحبه وتتدفعه للنجاح ... كما تنجح في عملها .... لانها وجدت معه ان الحقيقة هي الحب وراء كل عمل وكل حياة .........


الاحداث ......



متسلسلة ومتتابعة ..... بدءا ممن مشهد العلماء وقضية المنحة ... والصعوبات التي تقابلهم في استكمال بحوثهم ... وقلة العائد المادي والتقدير العلمي والادبي .... ولكن ذلك لا ينقص من حماسهم وحبهم للبلد والعلم والرؤية المستقبلية في حياة مجتمعية كريمة ....
ومناقشة العلماء معا كيف ان معظم ثروة البلد تقع على الاعيبة والممثلين والممثلات دون الاهتمام بالعلم اهتمام جدي ......

ثم مشهد اوبداية الرواية مع سارة واهلها .... وكيف ان اخر حياة الفتاة بقدر ماهي علما وارتقاء تفكير الا ان نهايتها بيتا وزوجا واولادا ..........
ثم يأتي لاعب الكرة المحترف خارجا خاطبا للعالمة الموقرة سارة التي تشعر انها اكثر ذكاءا وقيمة ادبية وعلمية ..... وتفكر في استغلال هذه الفرصة لتستكمل ابحاثها خارجا وتحصل على الدكتوراه ......
ولكن كل ماتراه من زوجها يجعلها في حيرة من امرها ..... فهو قد حقق لها كل ما تتمناه قبل ان تفكر فيها واكثر من ذلك ....
ولكنها مضت في طريقها اعتبارا واعتقادا منها انها تحصل على حقها الذي سلبه منها كل محترف وهو المنحة لا ستكمال ابحاثها .... عملت من باسل عدو لها وهواقرب اليها من انفاسها ...... الى ان حدثت المواجهه بينهما واوضحت كيف هي تقدره وانه مجرد وسيلة للوصول الى نجاحها وحصولها على الدكتوراه ام هو ليس له من قلبها نصيب .....
ولكن بعد الخسارة .... والتروي والتفكير ... وجدت انها خسرت من احبته .... والوحيد الذي ملك القلب والوجدان .... فعملت

على تصحيح ما اقترفته يداها ... فذهبت اليه .... واعتذرت من باسل وقدمت له نذور والولاء والحب والسكن .... ولانه يحبها كثيرا سامحها من كل قلبه ......

الوصف والحوار والسرد ......

مميز ورائع ..... نرى ان هناك مزج بين الوصف والسرد مشاعر وصراع ما بين ما يجب ان يحدث ..... وما حدث ...... صراع بين مشاعر حب .... وصدمة .... ودهشة ....... وصف مشاعر ما بين نصيحة من اجل الوصول للقلب ..... وما نعتقد انه علينا ان نعرفه ونعمله ......

مشهد1 .....


لقد تصور أن الحب قادر على إقامة الجسور وربط الأطراف المتناقضة، إلا أن عقله خانه هذه المرة..
ليس عقله فحسب، بل قلبه أيضاً.
مشكلته تكمن في كونه يحبها بشده ولا يستطيع جرح مشاعرها،
بل إنه لا يظهر ضيقه أو غضبه أمامها حتى لا تكرهه.
ولذا يكتم مشاعره تلك بداخله، وتكون النتيجة فشله في عمله.
نعم فشله،


مشهد 2.....


من أعماق قلبه إنطلقت آهة قوية حملت بداخلها شعوره بأنه مُستَهلَك وبأنه وقع ضحية لزوجته التي إستغلت حبه لها لمصلحتها الشخصية، وإنساق هو مدفوعاً بحبه ورغبته في إرضائها.
إلا أن قلبه إنتفض في قوة مدافعاً عن حبيبة عمره التي لم يحب سواها وهتف بعقله قائلاً ’ما فائدة المال إذا لم نُسعد به من حولنا؟‘
وفي مرارة أجابه عقله’أنت على حق، ولكنك مثلما تعطي تتوقع أن تأخذ. أنا لا أشتر حبها أو عطفها، بل أريدها أن تعطيني إياه بدون مقابل مثلما أعطيها حبي مجاناً. إنها لا تحب المال ولا تبذره كبعض النساء، بل على العكس تنفقه بحذر في مواضعه دون إسراف.‘
[/COLOR]

مشهدين فيهما عمق شديد وحزن .... وخيبة امل ..... ( حوار الوعي ) يوضح مشاعر باسل بعمق شديد والى اي حد انه واقع في حبها .......


مشهد3.....


[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]لقد لاحظت نحول وجهه قليلاً، ربما من المجهود الزائد في لعب الكرة، هكذا حدثها عقلها في سخرية.
المهم أن ملامحه كما هي، نفس العينيان الرماديتين ونفس الشعر الأسود الفاحم، نفس الوجه الوسيم والإبتسامة اللطيفة. إبتسامته الآن لطيفة لكنها لم تكن قبل ذلك.
التغير الواضح هو أنه لم يشاكسها كالمعتاد، مؤكد أنه نضج عقلياً.
نضج عقلياً؟!!
[/COLOR
]

وصف لباسل في عيون سارة ........



لنرى مشهد معا فيه مزج الحوار مع الوصف بروعة .... مع توضيح المشاعر لكل من باسل ( حرارة في المشاعر ) وسارة ( برود مشاعر ... او حيرة مضطربة ...)


مشهد4....


[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]جاب ملامحها بعينيه في حب وتناول كفيها بين كفيه هامساً ـ"سأتصل بك كل مساء كما إتفقنا، وسأنتظرك يوم المباراة؛ وجودك ضروري جداً بالنسبة لي. التذاكر..."

قاطعته قائلة بابتسامة واسعة ـ"التذاكر إلى جوار التلفاز في غرفة المعيشة و المباراة بعد خمسة عشر يوماً و أربع ساعات؛ لا تقلق يا(باسل)، سأحضرها إن شاء الله."

قبل كفيها في حنان ثم عاد يتأمل ملامحها ملياً قائلاً في وله ـ"سأفتقدك."

داعبت بنصره الأيسر والدبلة حوله قائلة ـ"تذكر أن إسمي محيط بإصبعك وأن صورتك معي. هيا، ستتأخر عن موعدك."

كان أهون عليه أن يخلع ضرساً أو ضلعاً ولا يتركها، إلا أنه تماسك وهو يقبل جبهتها ثم ابتعد قائلاً بصوت مبحوح ـ"لا إله إلا الله."

رفعت عينيها إليه وهيئ إليها للحظات أن دمعتين تحجرتا في مقلتيه وأنهما ستفران في أية لحظة فقالت في سرعة وهي تسحب كفيها من كفيه ـ"محمد رسول الله. إحترس في القيادة."

[/COLOR][/COLOR]
يتبع .....[[/COLOR]/COLOR].......

Emomsa 16-06-12 12:04 AM



الشخصيات ......




اهم شخصيتين هما سارة وباسل ....... والباقي ماهم سوى بيدق او عناصر فرعية يعملون على تحريك الاحداث وتوجيه للابطال لتتوضح امامهما الطرق .... ومشاعرهما اكثر .......
كما رأينا في حديث مليحة مع سارة ..... ونصيحتها الا تكون باردة المشاعر مع باسل .......
وحديث البروفيسور مع سارة .... ليريها ان الحياة ليست فقط علم وجمود النظريات بل هناك حياة اخرى مكمله للعلم وتمتزج معه في حب يؤدي الى النجاح ......



سارة ...


فتاة طموحة .... عملت لنفسها نسق معين وشخصية محددة لتصل الى هدفها وطموحها العلمي لانها مدركة تماما مدى ذكاءها وقدرتها على النجاح .....
قابلتها عقبة عدم القدرة على استكمال ابحاثها بسبب القصور المادي ...... وفي المقابل امامها زوج على طبق من ذهب وفرصة لتسافر لتحقيق نجاحها وهدفها ... فعملت على اغتنامها .... وتزوجت وسافرت .... فوجدت في كنف باسل حرارة وحب وامان وتحقيق احلام وايثار .... لم تره ابدا .... وبدأ يتوغل في حياتها وقلبها الى ان احبته ...... وعرفت ان الحقيقة الحب ......


باسل .....

شاب طموح لديه موهبة لعب الكرة .... استطاع ان يحصل على عقد احتراف ..... فاغتنم الفرصة .... بجانب هذا فهو ناجح في دراسته ثم عمله ..... ويساعد اهله ( بصراحة انسان مثالي جدا ..... امثاله قليليون جدا ...) وفي قلبه يخفي حبا كبيرا ... لاخت صديقه ..... الى ان جاءت فرصة الزواج منها .... وتزوجا ... فوجد انها لا تبادله حتى الاعجاب ...ز فهو غير مريئ بالنسبة لها .... فعمل على قراءتها وتحقيق ما تحلم به ......وواستطاع لفت انتباهها ..... وتحولت النظرة الباردة تدريجيا الى نظرة اهتمام ... فاعجاب .... واخيرا حب وعشق .... فنال ما اراده ......


روبي ....
اعلم ان تعليقي غير كافي ... لروعة احساسك .... وعمق مشاعرك .... وليس مقياسا لموهبتك ....... ونحن ننتظرك في الرواية الكبري التي ستضع بصمة في التاريخ .... اني اعلم هذا .......

ارجو ان اكون قد وفقت ...... منتظرين انتاجك القادم بكل شوق وفضول ... فلا تطولين .........

رباب فؤاد 16-06-12 12:48 AM

:55::55::55:

إيمو يا إيمو يا أحلى إيمو

أحلى هدية جاتلي النهاردة بجد...تسلملي ايديكي وعنيكي وقلبك الالمااااااظ

مكنتش اعرف اني بكتب حلو كدا...خليتيني اتغر في نفسي والله

اهتمامك بتحليل القصة بالشكل دا بجد اسعدني جداً وحسسني بقيمة اللي بكتبه، وفعلا باتمنى اني اقدر انشر القصة الجديدة ويكون ليكي فيها انتي ولولي اهداء مميز لانكم اكتر اتنين شجعتوني فيها
بس استني لما نشوف النهاية على ارض الواقع قبل ما ننشر النهاية بتاعتي

مش عارفة اجمع الكلام بجد...سعيدة لأقصى درجة بأحلى مفاجأة من أحلى إيمو
ربنا يسعد ايامك ويفرحك بأولادك ويبارك لك فيهم ولا يحرمني منك ابدا
ويجمعني بيكي في الدنيا قريبا في مصر
وفي الاخرة كمان انتي وكل احبتي في الله


اختك روبي

سلافه الشرقاوي 19-06-12 03:05 PM

واااااااااااااااااااااااااااااااو
بصي باى يا روبي
اولا متاسفة جدا جدا جدا
لعدم الرد عليكي الا الان
القصة جامدة جدا
وانا قريتها من قبل ما تنزليها هنا
وعجبتي اوي
ورغم اني كنت زعلانه على حال سارة في الاول
لانها مش واخده حقها في بلدها
الا اني زعلت منها بسبب برودها وموافتها على مبدا الزواج من باسل بسبب انها اوهمت نفسها انه اخد حقها
ورغم انك عندك حق في ان لاعيبة الكورة بيتصرف عليها اكتر من العلماء اللي المفروض في الاصل يبقوا هم درجة اولى اهتمام
الا ان طريقتها مش هي الصح لتصحيح الاوضاع
المهم اني مش هطول في تصحيح الاوضاع ده
ونتمنى انه يتغير في اقرب وقت
بس القصة كفكرة ومضمون واسلوب
اكثر من راااااااااااااااااااااااائعة
سلمت يداك عليها
ومنتظرين جديدك ان شاء الله
وانا مع ايمو انك تبطلي كسل وتنزلي القصة الجديدة
اللي انا هاموت عليها
لوة جرالي حاجة يبقى ذنبي في رقبتك
وانا عندي عيال وانتي حرة
كل سنة وانتي طيبة يا قمرة
وان شاء الله اللي جاي يبقى احلى واحلى
منتظرينك يا روبي
في حفظ الله

sara44 25-03-13 07:27 PM

رد: الحقيقة الحب
 
شكرا على الرواية الجميلة جدا

ندى ندى 27-10-13 10:18 PM

رد: الحقيقة الحب
 
تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله

روايه جميله جدا جدا ومميزه

a7b nonie 23-11-13 11:45 PM

رد: الحقيقة الحب
 
يا إلهي، ماهذا الجمال؟
ما أكذب ولا أجامل، وش هالقصة؟ مميزة، رائعة.
شكلك تؤمنين بـ Less is more، على إنها أقصر رواية/قصة قرأتها، إلا إنها مُعبرة.
عرفتي كيف تكتبين إيه والله العظيم، الجزئيّة اللي أعجبتني، إنك وضحتي إن الحب مو كل شيء، خصوصًا إن أغلب الروايات الأخرى أشبعونا حُب، ورفعوا درجته لأعلى شيء، لكن من جد إنتِ كتابتك رائعة.
استمتعت بالحوارات جدًّا، وأعجبني كيف انتقلتي من حدث لحدث بالقصة، ماشاءالله.
فنانة.

استمري، وأبهرينا بالمزيد، لكن هالمرة ودنا بشيء أطول، حلوة كتابتك اللي مافيها تمطيط بالأحداث من غير داعي، لكن ودي أقرأ لك شيء أطول عشان تطول مُدة الاستمتاع.

بالتوفيق

رحاب كمال الشيخ 17-04-15 11:37 PM

رد: الحقيقة الحب
 
يسلموااااااااااااااااا


الساعة الآن 03:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية