منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتملة (بدون ردود) (https://www.liilas.com/vb3/f571/)
-   -   مسلسل ذو العيون الصغيرة (https://www.liilas.com/vb3/t169471.html)

خيال الخيال 10-09-11 02:53 AM

مسلسل ذو العيون الصغيرة
 

..
..
..

ذو العيون الجزء 5 + 6 + 7 + 8 + 9 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-2.html

ذو العيون الجزء 10 + 11 + 12 + 13 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-3.html

ذو العيون الجزء 14 + 15 + 16 + 17 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-4.html

ذو العيون الجزء 18 + 19 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-5.html

ذو العيون الجزء 20 + 21 +22 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-6.html

ذو العيون الجزء 23 + 24 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-7.html

ذو العيون الجزء 25 + 26 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-8.html

ذو العيون الجزء 27 + 28 + 29 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-9.html

ذو العيون الجزء 30 + 31 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-10.html

ذو العيون الجزء 32 + 33 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-11.html

ذو العيون الجزء 34 + 35 + 36 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-12.html

ذو العيون الجزء 37 + 38 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-13.html

ذو العيون الجزء 39 + 40 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-14.html

ذو العيون الجزء 41 + 42 + 43 + 44 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-15.html

ذو العيون الجزء 45 + 46 + 47 + 48 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-16.html

ذو العيون الجزء 49 + 50 + 51 + 52 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-17.html

1و العيون الجزء 53 + 54 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-18.html

ذو العيون الجزء 55 + 56 + 57 + 58 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-19.html

ذو العيون الجزء 59 + 60 + 61 + 62 + 63..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-20.html


ذو العيون الجزء 64 + 65 + 66 + 67 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-21.html

ذو العيون الجزء 68 + 69 + 70 + 71 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-22.html

ذو العيون الجزء 72+ 73 + 74 + 75 ...

http://www.liilas.com/vb3/t167074-23.html

ذو العيون الجزء 76 + 77 + 78 + 79 ...

http://www.liilas.com/vb3/t167074-24.html

ذو العيون الجزء 80 + 81 + 82 ...

http://www.liilas.com/vb3/t167074-25.html

ذو العيون الجزء 83 + 84 + 85 + 86 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-26.html

ذو العيون الجزء 87 + 88 + 89 + 90 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-27.html

ذو العيون الجزء 91 + 92 + 93 + 94 + 95 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-28.html

ذو العيون الجزء 96 + 97 + 98 + 99 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-29.html

ذو العيون الجزء 100 + 101 + 102 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-30.html

ذو العيون الجزء 103 + 104 + 105 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-31.html

ذو العيون الجزء 106 + 107 + 108 + 109 + 110 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-33.html

ذو العيون الجزء 111 + 112 + 113 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-34.html

ذو العيون الجزء 114 + 115 + 116 + 117 ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-35.html

ذو العيون الجزء 118 + 119 + الأخير ..

http://www.liilas.com/vb3/t167074-36.html


لــ تحميل المسلسل على ملف ورد و تكست

http://www.liilas.com/vb3/t98514-16.html#post2916950

..
..
..















أنبهك وأحذرك وأوصيك وقبل الخوض فيما أريدك أن تسمعه مني أقول بسم الله وبه نستعين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد
فإياك ثم إياك ان تقول عن أي عمل أو فعل ترآه أنه من السهل أن تفعله ولكم قصتي لعلكم تعتبرون
كنت جالسا مع أثنين نتابع مسلسل أجنبي تدور قصته حول أخ يريد إخراج أخيه من السجن وكان المسلسل مقسم لأربع أجزاء
ولكن كنت من ذوي الطبيعة التي لا تحب أن تسكت بينما صاحبي قد شدهم المسلسل بقوه بدأت أنتقد المسلسل وأقول كيف هذا سوى كذا وكيف هذي تجيء أصلا وصاحبي ملتزمين الصمت
ولكن كثر بربرتي عليهما جعلت أحدهما يسألني سؤال ندمت على إستعجالي في الجواب عليه
حيث قال هل تستطيع أن تؤلف مثله
فأبتسمت وقلت بثقة أسوي مثله وأحسن منه
فقالا إذا ننتظرك
وبعد أن جلست لوحدي وحاولت أن أكتب المسلسل الذي أتفقت معهم على كتابته بل تحديت أن يكون أفضل من المسلسل الذي شاهداه
بدأت كلمات السهولة تتلاشى أمامي وبدأت ملامح كلمات كثيرة تظهر في الأفق كالأسهم تخترق أوراقي وكانت كلمات المستحيل والصعوبة والورطة هي الكلمات التي تبقى متعلقة في ذهني
ولكن هناك تحدي يجب أن لا أهزم فيه
فبدأت أتحدى كلمات المستحيل حتى أستطعت أن أنظم أفكار المسلسل في رأسي
ولما أتضح أفكار المسلسل في رأسي بدأت صعوبات كتابة المسلسل وبدأت معاناتي في محاولة جعل المسلسل في سياق متدرج في حوارات ولكن كان ذلك سيتطلب مني صفحات لا تعد ولا تحصى فحرفت المسلسل إلى قصة بحورات مختصرة جاهزة للتحويل إلى مسلسل
وأستمريت ما يقارب تسعة اشهر
و كم من المرات قررت أن امسح جميع الحلق التي كتبتها لكن إرادت الله حالت دون ذلك وبعد أن أنهيت الحلقة 120شعرت بسعادة فائقة لأن هذا المسلسل أصبح يمثل لي هم كاد أن يقصم ظهري
ولما أرسلت المسلسل لصاحبيا صابني اليأس مرة أخرى فأحدهم قرأ نصف الحلقة الأولى ثم قال أسمح لي أن أقول لك أني لن أضيع وقتي الثمين بقراءة هذه الخزعبلات
وأما الأخر وبعد الضغوط التي مارستها عليه ليقرأ القصة كاملة وبعد مضي أكثر من شهران إنتهى من قراءتها
سألته عن رأيه فقال لي بصراحة أنا لا أريد أن أقول ساذجة فأصيبك بالصدمة ولكن سوف أقول لك هي سامجة تحتاج إلى الكثير من الملح ويقصد بذلك الأكشن والإثارة
حينها عزمت أن أمسح جميع حلقات القصة ولكن شهر رمضان بدأ فتركتها وكنت بعد صلاة المغرب أشاهد المسلسلات السعودية ومن هنا رجع لي الأمل
وبعد مشاهدات جميع حلقات طاش وسكتم وفي الثمانيات أتضح لي بيانا مدى سماجة وسذاجة تلك المسلسلات وليست لهذا العام وحسب بل وللإعوام السابقة
ومع ذلك فإن مشاهدات هذه المسلسلات لا زالت كبيرة جدا
فمن الظلم أخي القارئ أن تعطي جزء هام من وقتك وفي شهر كريم لمتابعة تلك المسلسلات ولا تعطيني جزء بسيط من وقتك لمتابعة أحداث مسلسلي
فأرجوك أدعم طموحات شاب يريد أن يستفيد من نقدكم الهادف ويربح شرف متابعتكم القيمة لأول مسلسل أحاول تأليفه فلك خالص شكري مقدما
وإليكم الحلقة الأولى




ذو العيون 1

في جنوب المملكة شدت كلماتي رحالها لتنسج لكم قصة وقعت على أرض في بيئة وعرة وبالتحديد على سفوح الجبال المرتفعة التي لا يستطيع العيش فيها سوى الصقور وقبائل يعرفون بمسمى (القبائل الجبلية)

وبعد مشقة الصعود وصلنا للمكان المقصود قرية نائية تحيط بها الأشجار وتسمع خرير الماء يتتدفق حتى يصل إلى مكان يتجمع فيه ليصبح اشبه بالعيون
وأيضا تشعر بأنطباع حين تشاهد بيوتهم التي أعتمدوا على الصخور في بنائها
وأيضا ملابسهم لها سماتها الخاصة التي ميزت ساكني هذه الجبال
كانت هذه القبيلة كبقية القبائل في تركيبها الاجتماعي فذلك بيت الشيخ الذي يتضح أنه اكبر البيوت الموجودة في تلك القرية
وأيضا يوجد فيه رجال لهم شأن في القبيلة كفارسها وحكيمها وشاعرها وتاجرها فكل هؤلاء لا يمكن تجاهلهم وأيضا يوجد فيها من ألحق اسمه بأسم القبيلة ولكن له حدود يجب أن لا يتجاوزها
وهذه أعراف وضعها الناس الاسلام بريء منها فلا فرق في الأسلام بين الناس إلا بالتقوى
وبعد أن أخذتك في نبذة مختصرة عن تضاريس المكان وطبائع السكان نبدأ بكان يا ما كان قصة حصلت في هذا الزمان وليس في قديم الأزمان

جابر رجل جمع بشاعة المنظر وسوء الأخلاق وكان يمثل الصعاليك في قديم الأزمان فكانت كل أفعاله للشر تنسب وكانت عيناه صغيرتان وكان صاحبه يمازحه ويقول له كأن عيناك اثقاب مسمار
وكان صاحبه أسمه أسامة
جلسا جابر و أسامة وهم في حالة سكر شديد
فقال جابر بئسا لهذه القبيلة التي يتزعمها الشيخ معيض فهو حينما يرآني كأنما يرى الشيطان
فأجابه أسامة بل قل المدعو بالسيف الفارس الذي به يفرحون كم حدثت نفسي أن أمسح وجهه بالتراب حتى يعرف قدر نفسه
فضحك جابر وقال يبدوا أنك نسيت أخاك عبدالرزاق أنا سمعته وهو يحذرك من مصاحبتي وينذرك ويحذرك مني ويصفني بالشؤم
قال أسامة دعك من أخي فأنت تعرف طباعه فهو يحب الدنيا ويرى أن من يملك المال يعد من الرجال
ولكن أسوأ من في هذه القرية المسمى سالم الذي يظن أنه أصبح إبن تاجر لما أمتلك ابوه اكثر من مائة رأس من الغنم

فتقادحت نظرات جابر شرارا وقال هل رأيت أخته المها
قال أسامة لا لم أرها فهل رأيتها وكيف رأيتها قال جابر شاهدتها وهي ترعى غنم ابيها في طرف بيتهم حيث كنت مخمورا فلم استطع أن اعود إلى البيت وأنا بهذا الحال وأنت تعرف شراسة أمي أن رأتني قد تقتلني فنمت بين الصخور وما أفقت إلا على ثغاء الأغنام
فلما فتحت عيني ورفعت رأسي رأيت المها وهي كاشفة تحلب أحدى الشياه
ماذا أقول لك يا أسامة كنت قد أضمرت في نفسي أن أهجم عليها ولكن حال دون ذلك أبوها الذي كان يجلس بجوارها وبيده بندق فخشيت من هذا المسن المعتوه أن يطلق الرصاص علي
ولكني عزمت أن اراقبها حتى أن سنحت لي فرصة انقضيت عليها
ضحك أسامة وقال لم أعرف مجنونا أكثر منك

كان في القرية مدرسة وفي كل عام يأتون معلمين جدد لأن المعلمون السنة الماضية أما ينقلون أو يفصلون لصعوبة الحياة بالنسبة لأشخاص عاشوا في المدن
وفي بداية ذلك العام كان من ضمن المعلمين الجدد معلم أسمه بدر كان من مدينة الرياض ولم يرضى أن يسكن في المدرسة مع بقية المعلمين
فبحث عن سكن في قرية فدله بعض الناس لأبو سالم الذي يملك مجلس خارجي بجوار بيته فذهب إلى أبو سالم فوجد سالم موجود مع أبيه
فرحبا به وقاما بضيافته على أكمل وجه
كان سالم يحب أن يعرف كل شيء عن الرياض فسأل بدر عنها
فقال بدر الرياض اصبحت دولة في داخل دولة من كبرها وكثر سكانها فالزحام هو عنوانها وأصبحت ناطحات السحاب جبالها الشاهقة وأسواقها الضخمة بساتينها التي تقضي فيها بالساعات ولا تمل من البقاء فيها
أنا اعجز أن اصف لك الرياض بكلمات ولكن أن شئت أخذتك معي في إجازة الأسبوع لتراها بعينك
دخل السرور لقلب سالم
ثم قال بدر أعود لموضوع الغرفة أريد أن أعرف كم أجارها
نظر أبوسالم لبدر وقال هذه ليست غرفة بل مجلس للضيافة بنيته ولكن اعترض افراد القبيلة علي فكيف أبني مجلس للضيافة ومجلس الشيخ مفتوح فأقفلته حتى لا تصبح هناك مشاكل من هذا الموضوع
فما دمت أنت في هذا المجلس فأنت ضيفا علي

وبالفعل سكن بدر بالمجلس ومضت الأيام بينما كان بدر ينظر من نافذة المجلس قبيل غروب الشمس وكان الهواء شديدا مما جعله يقف خلف النافذة ويتعجب من الهدوء والسكينة التي تحيط بالمكان وما لبث غير قليل إلا وأصوات الماشية التي تقودها المها جعلت الأجواء تتحرك وأبوها برفقتها ومرت الماشية من جوار سكن بدر والمها تساعد أبوها المسن في أدخال الماشية لحضيرتها ولكن الهواء الشديد رفع حجاب المها ليرى بدر وجهها الذي كأنه القمر
اصبحت صورة وجه المها راسخة رسوخ الجبال في قلب بدر وأصبح القلب متيم بحب فتاة من النظرة الأولى
كان بدر يكن لعائلة أبوسالم كل أحترام فكل وجباته كان يجدها عند الباب
حيث كانت حورية البنت الكبرى لأبو سالم هي من تقوم بأعباء البيت من طبخ وتنظيف حيث أن أمها قد توفت بعد سنتين من ولادتها لإبنتها المها
وكانت هي من تعد الطعام لبدر ثم تضعه عند باب المجلس الذي يسكن فيه بدر
كان بدر يستمتع جدا بالأكل لأنه يتخيل يد المها وهي تطبخه وأصبح يردد في نفسه أريد أن اتزوج طاهية هذا الطعام
وفي منتصف السنة وفي عطلة ما بين الفصلين أقترح بدر على سالم أن يرافقه إلى الرياض فالأجازة مدتها أسبوع يمكنه من خلالها أن يتعرف على مدينة الرياض وبالفعل سافر سالم إلى الرياض وأصبح منبهر ومعجب في الرياض وفي الحقيقة كان سالم يحب أن يعيش في المدن ويريد بأي شكل أن يخرج من القرية التي يسكنها
فسأل سالم بدر هل يمكن أن ننتقل للعيش بالرياض
شعر بدر بالفرحة فكيف لا يفرح والفتاة التي عشقها ستأتي وتسكن قريبة منه وبدأ يقنعه ويطمعه بالتجارة التي ستدر عليه أموال كثيرة
أقتنع سالم لكن كان عليه أن يقنع والده بأن يبيع ماشيته ومزارعه ويرحل للعيش بالرياض ولكن هذه المهمة مستحيلة فلن يرضى ابوسالم بأن يترك أرضه وأرض أبائه وأجداده وأضف أنه من العيب والعار من يبيع أرضه في عرف قبيلته
وبعد أن رجع سالم حاول أن يقنع أبوه ولكن كل محاولاته باءت بالفشل
ومع مرور الأيام صدر أسم بدر في قائمة المنقولين لمدينة الرياض
وأصبح الوقت يداهمه حيث لم يبقى على نهاية العام الدراسي سوى شهر واسبوعان وهو يكاد يجن فصورة المها لم تغادر عقله
وهو جالس يفكر وينتظر العشاء طرق الباب فأعتقد كالعادة أن المها أحضرت العشاء ووضعته عند الباب ثم غادرت فلما فتح الباب وجد سالم يحمل صينية طعام فرحب به
فقال سالم شعرت ببعض الضيق فقلت أتي أليك واتناول العشاء معك
كتم بدر فرحته بقدوم سالم له لأنه يمكنه أن يخطب أخته منه
فبدأ بدر يسأله ما حدث في موضوع انتقالكم للرياض فقال سالم يحتاج الموضوع وقت أكبر
ثم بدأ بدر يثني على مذاق الطعام وقال مازحا أسأل الله أن يرزقني بزوجة تطهو مثل هذا الطعام
فهم سالم ما ينوي بدر قوله
فقال سالم أن كنت تريد أختي زوجة لك فأنت تعرف مكان بيتنا

ثم رجع سالم عن كيف الاستثمار في الرياض وأستمر الحوار بينهم عن التجارة وكيف كسب الأموال
طبعا استأذن سالم وذهب لمنزله بينما بقي بدر جالس سارح في خياله ففي كلام سالم الموافقة بشرط أن يأتي لخطبتها
وبدأ ينتظر شمس الغد متى تشرق ليذهب إلى بيت أبوسالم ويتقدم لخطبة الفتاة التي لم تغب عن باله لحظة واحدة وبالفعل وفي مساء اليوم التالي توجه بدر إلى أبوسالم وقال أريد أن أخطب طاهية الطعام ضحك أبوسالم وقال تريد أن تحرمنا طيب الطعام لا مانع لدي فلقد رأيت منك ما أثلج صدري فنعم الرجل أنت ولكن الأمر يعود لها ثم قال لسالم أنهض وأسأل أختك
ثم سأل سالم حورية هل توافقين على بدر ومن خجلها وسكوتها عرف موافقتها ولم يمضي أسبوعان حتى أصبحت حورية زوجة لبدر
طبعا بقي شهر لكي ينتقل بدر للرياض فما كان من حورية إلا أن سكنت معه في المجلس الذي يسكنه فلما دخلت عليه ورأى وجهها تعجب فليست هذه الفتاة التي أرادها ولكنه أخفى ذلك في نفسه فبدأ يحاول من محاورتها أن يعرف ما حدث
فقال لها من كان يطبخ لي الطعام اللذيذ فأبتسمت وقالت هل كان يعجبك طبخي
فقال إذا أنت من تطهين قالت نعم
فقال هل أحد يساعدك فقالت أن الأعمال مقسمة بيني وبين أختي وأخي فأن اقوم بأعمال البيت وأخي يهتم بالمزارع وأختي المها تساعد أبي في رعي الغنم
هنا أهتز قلب بدر وعرف أن المها هي من سكنت قلبه والآن أصبحت حورية هي زوجته ويعني أن المها صارت بعيدة المنال فما كان منه إلا أن تقبل الأمر وعاش الواقع وبعد مضي شهر أنتقل بدر إلى الرياض مع زوجته حورية
بقي سالم يحاول أن يقنع أبوه بالأنتقال للرياض لكن دون جدوى
بينما سالم يمشي في القرية وجد أمامه جابر وبرفقته صديقه أسامة الذي يرافقه أبنه زيد ذو الاربع سنوات
وبدأ جابر يتغزل في أخت سالم المها دون استحياء أو خجل مما آثار سالم فأنقض على جابر دون شعور ولكنه تفاجأ أنه يلكم صخرة صلداء لا تتحرك ويبدوا أن جابر أنتهز الفرصة ثم بدأ يضرب سالم ضرب حتى ساواه بالأرض ثم وضع قدمه على وجه سالم وبدأ يأمره أن يتعهد بأن لا يتجرأ ويمد يده عليه فما كان من سالم إلا أن رضخ وردد ما طلب منه جابر

قام سالم وذهب للشيخ وحدثه بما حدث فما كان من الشيخ سوى أن ارسل لفارس القبيلة كان أسمه سعيد ولكن كان لقبه اصبح هو الشائع بين الناس وكانوا يسمونه بالسيف بالفعل ذهب السيف إلى جابر وحذره من أن يعود لفعلته
ضحك جابر وقال أتذكر ياالسيف سارق غنم القبيلة الذي لحقت به
طبعا بدأ السيف يسترجع ذاكرته فكيف ينسى فهو يذكر وفي عتمت الليل الراعي يصرخ ويستنجد من لص سرق أحدى الشياه فأجاب السيف النداء وبدأ يتبع الأثر حتى وصل للرجل ملثم يقود خروفا بيده فأوقفه السيف ولما نظر لعيونه عرف أنه جابر فعيونه الصغيرة فضحته
لكن جابر لم يبالي بالسيف ولم يصغي لتهديده فما كان منه سوى أن مضى قدما فما كان من السيف إلا إيقافه بالقوة ولكن هيهات فلم يضع السيف يده على كتف جابر إلا وهو على وجهه متمرغا بالتراب وجابر ممسك برقبته وهو يقول لا أحب أن اقتلك وأنت فارس قبيلتنا ولكن أن تبعتني مرة آخرى فسوف أقتلك
ثم مضى جابر يقود الغنيمة التي سرقها
نهض السيف والتراب قد التصق بوجهه وثيابه ثم أتجه لخيله وجعله يتقلب على التراب وما لبث قليل إلا ورجال من قبيلته تبعوا الأثر حتى وصلوا له فلما رأوا حاله سألوه ما حدث لك
فقال عثر الخيل فسقط وسقطت معه فخافوا عليه أن يكون قد أصيب فلم يعد يهمهم أمر السارق وأنما صحة السيف هي الأهم فرجعوا إلى بيوتهم كل هذه الأحداث مرت سريعا برأس السيف وهو واقف أمام جابر
ثم قال إني أتيتك طالبا منك أن تكف عن ايذاء سالم فقط وهذه بعض النقود تجعلك تكف شرك عنه
طبعا فرح جابر فمن يشرب الخمر يبحث عن أي مال ليشتريه

وافق جابر دون تردد فالكرامة عنده تباع وتشترى

ومضت الأيام وسالم قد زاد كرهه للقرية وساكينها وحاول اقناع ابوه مجددا لكن دون جدوى

وبقي أيام قليلة على عيد الأضحى فأعلن الشيخ معيض عن مسابقة مضمونها من يمتطي المشهر وهذا أسم خيل لدى السيف لأطول وقت هو الفائز
وكان المشهر خيل غير مروض الطبع و الكل توقع النتيجة مسبقا فمن غير تخمين السيف سيفوز
طبعا سمع جابر عن الجائزة عن طريق صاحبه أسامة وكانت الجائزة الأولى عشرة آلاف ريال
فأراد جابر أن يجرب ركوب المشهر فهو لم يمتطي ابدا خيلا
فذهب لإسطبل السيف في الليل وأخرج المشهر من غرفته فسمع السيف صهيل المشهر فخرج من بيته مسرعا
طبعا أمتطى جابر المشهر دون سرج ولا لجام
وحاول المشهر أن يسقط جابر لكن جابر صفعه بيده صفعة جعلت المشهر يقف على رجلان من شدة الألم وكما قيل الخيل تعرف خيالها فبدأ المشهر يركض بكل سرعة وجابر فوقه وكأنه جزء منه
وكان السيف يراقب من بعد فشعر بالنقص فلو شارك جابر في السباق فلا ريب أنه سيفوز
وفي اليوم التالي أتجه السيف إلى الشيخ معيض وهو يحمل إقتراح
فقال السيف أنت أيها الشيخ قد اقترحت بالأمس إقتراحا أردت أن أبين لك بعض مخاطره فأنت تعرف أن يوم العيد يجب أن يكون عامرا بالسعادة فأخشى أن يسقط أحد المتسابقين من ظهر المشهر فيصاب او يكسر وهذا سيكون أمر محزنا فأنا أقترح أن نضع دائرة على الأرض ويتصارع اثنان فمن يسقط الثاني أو يخرجه من الدائرة يعتبر رابحا
وافق الشيخ بشرط أن يشارك السيف وافق السيف بشرط أنه سينسحب بعد أن يفوز في المباراة الأولى

خيال الخيال 11-09-11 12:07 PM

ذو العيون 2

وكان من ضمن المشاركين جابر وتم عمل القرعة
وكان الجميع يتمنى أن يقع جابر مع السيف ليفوز السيف ويريحهم من جابر
وصار ما تمناه الجميع وأصبح موعد اللقاء في الغد
وبعد أن اظلمت السماء أتجه السيف لبيت جابر الذي كان يسكن مع أمه والذي كان يسكن معه أيضا أخوه حسن
فطرق الباب ففتح حسن الباب ورحب بالسيف فسأله عن جابر فقال إنه نائما وبقي السيف ينتظر حتى جاء جابر بعد نصف ساعة
فأستأذن حسن وأنصرف فسأل السيف جابر لما تريد المشاركة في المسابقة فقال من أجل الحصول على المال فقال له السيف ما رأيك في الحصول على ضعف الجائزة فقال جابر مقابل ماذا قال السيف أن تجعلني أفوز عليك وتجعلني أظهر أني أقوى منك بكثير أمام الجميع
لم يتردد جابر ما دام سيحصل على المال
وبعد أن أجتمع الناس والكل يريد ان يعرف من الغلبة له بين السيف وبين جابر
وبالفعل بدأت المنافسة بين جابر والسيف وبدأ جابر يترنح بيد السيف والكل جدا فرح بما ترآه أعينهم ففيهم من يردع جابر إن تجاوز حدوده
وبالفعل أتم جابر إتفاقه بأن يجعل السيف ينتصر وأوفى السيف بعهده مع جابر

بعد ما حصل جابر على المال بدأ يصرفه في المخدر
وبدأت أخلاق جابر وصاحبه إسامة تزداد سوء
طبعا أخو جابر أراد أن يتزوج فطلب من أمه أن تذهب وتكلم أم فتاة أختارها فلما عرفت أم جابر الفتاة التي يريدها أبنها حسن خيرته أما الفتاة او امه
ولأن بعض الرجال تحكمه شهواته أختار حسن الزواج من هذه الفتاة فطردته أمه من البيت
أما جابر فكان يعد العدة لمصيبة أعظم من مصيبة أخاه فلقد سمع أن ابو المها مرض فذهب للمكان الذي ترعى المها ماشيتها فيه ولكن مرت ثلاثة أيام ولم تأتي

حيث كان ابوسالم يسأل المها هل أخرجتي الماشية للمرعى فتجيب كما قال لها سالم بنعم
وفي اليوم الرابع وبعد الغداء خرج سالم ليهتم بالمزارع
فنادى ابوسالم أبنته وقال لها يا المها أخرجي الماشية وأياك أن تكذبي على رجل مسن
فوقعت كلماته في قلبها فعزمت أن تخالف كلام أخوها وتخرج الماشية للمرعى كما طلب أبوها
وبالفعل خرجت بالماشية في المكان الذي كان ينتظر فيه جابر
لم يصدق جابر عيناه فأخيرا جاءت فريسته وبدأ يراقب المكان فشعر بالأمان فالهدوء سيد المكان
فبدأ يتسلل حتى انقض عليها وأغلق فمها حتى لا تفضحه ومن شدة الهول والفجيعة أغمي عليها بعد أن سرق جابر منها شرفها
عاد سالم وقت الغروب للبيت
ولم يجد أخته فسأل ابوه فقال ألم تعد بعد من رعي الغنم
دخلت المخاوف في قلب سالم وأتجه للمكان الذي بالعادة ترعى فيه ماشيتهم فوجد أخته مكشوفة ومغمى عليها
فحمل أخته للبيت قبل أن يرآه أحد وأدخلها البيت نهض الأب المريض وشاهد ما حدث لإبنته فلما أفاقت أخبرتهم بما حدث
وأخبرتهم أن جابر من فعل بها هذا
شعر الأب بالذنب وكيف عاشت بنته لحظاتها وهي تدافع نفسها أمام هذا الوحش البشري فوقع الأب واحتار سالم ما يفعل هل يحمل ابيه أو يقتل جابر
ولكن ما حيلته سوى أن رضخ للأمر الواقع
بعد أن افاق ابوسالم طلب من ولده أن يدعوا الشيخ وبالفعل جاء الشيخ وأخبروه بما حدث

بقي الشيخ صامتا لا يدري ما يقول ثم قال هناك حلان لا ثالث لهم أما نبلغ مركز الشرطة بما حدث فقال سالم ويصبح عارنا على كل لسان
فقال الشيخ إذا الحل الثاني أقرب هو ننتظر شهرا فأن حملت زواجناها به وأن لم تحمل نصمت عن الموضوع وتنتهي المشكلة
فقال سالم وجابر نتركه بلا عقاب
فقال الشيخ لا يمكنني فعل شيء فأن كنت تريد عقابه فالشرطة هي ملجأك

فما كان من سالم سوى الأنتظار فمر شهر واسبوعان وحدث ما كان يكره حيث أتضح أن أخته أصبحت حامل فصعق
طبعا أخفى الموضوع عن الشيخ وطلب من أخته أن تحمل أشياء ثقيلة وأعطاءها بعض الحبوب لعل الحمل يسقط ومر أسبوعان آخران دون فائدة
فما كان من سالم سوى أخبار الشيخ فغضب منه وقال هل تريد أن تفضح أختك

فعزم أن يأتي بجابر لبيت ابوسالم ليخطب المها رسميا
وبالفعل جاء جابر وهو يمني النفس بأن تصبح المها زوجته
فلما دخل ابوسالم بدأ يستغرب
نظرات الغضب والحقد الصادرة من ابوسالم وأبنه فتكلم الشيخ وقال أنت فعلت فعلة شنيعة ونحن نريد أن نستر الموضوع فالمها حملت منك
والآن نريد أن نزوجكها ولكن بشرط الزواج سيكون فقط في الأوراق
ولن تدخل عليها فضحك جابر وبكل عجرفة أن أردتم أن تزوجوني بنتكم كما يفعل الناس فأنتم تعرفون مكاني
وأستمر الحال شهر كاملا في أخذ وعطاء فلما أحس الشيخ معيض أن جابر يماطل إتجه لأبوسالم وإبنه وقال لهم لا يوجد حل سوى أرغام جابر على الموافقة بالزواج على شروطنا ولكن يجب أن يساعدنا السيف لانه الوحيد القادر على أرغامه
وبالفعل ارسل الشيخ إلى السيف وأخبره بالقصة
توجه السيف إلى جابر ومعه عشرة آلاف فهذه الطريقة سترغمه على الموافقة
فلما قابل السيف جابر بدأ يحذره من عاقبة الأمور وأن الأمر قد ينكشف فيضطر سالم بأن يبلغ الشرطة فتصبح أنت في ورطة
فتبسم جابر وقال يا أخي لابد أن تعرف أن لكل بداية نهاية وعلى الأنسان أن لا يعترض على الأقدار
فلست أهتم أن تم معاقبتي فأنا مجرم استحق العقوبة
عرف السيف أن الحوار مع جابر لا ينفع إلا بلغة المال فأخرج من جيبة عشرة آلاف ثم قال أعتقد أن هذا المال يكفيك
نظر جابر بسخرية وقال عشرة آلاف تكفي مصاريف شاب مقبل على الزواج
فقال السيف أذا كم تريد ؟
أريد ضعفي هذا المبلغ أي ثلاثين ألف
كتم السيف أهات في قلبه فهذا الشخص المنحل هتك عرض فتاة ولما أرادوا ستر الفتاة أصبح هذا الصعلوك هو المتفضل
وافق السيف بشرط أنه يطلقها حين يطلب منه ذلك

وبالفعل أقام الشيخ وعلى نفقته زواج جابر من المها لكي يعلم الناس بزاوجهم فتمشي الأمور
وفي يوم الزواج بدأ أستغراب الناس ينتشر كيف تزوج أجمل فتاة في القرية من صعلوك بل كيف وافق أبوسالم وأبنه على هذا الزواج وهم يكرهون جابر أشد الكره فبدأت بعض الشكوك تظهر من هذا الموضوع
طبعا سمعت ام جابر بخبر زواج أبنها جابر من المها فكادت تطير من الفرحة فهي تعرف البنت وأخلاقها فتأملت أن يهدي الله أبنها على يدها
فتوجهت مسرعة إلى بيت المها لترى زوجة أبنها فلما طرقت الباب فتحت أحدى عماتها الباب فلما رأت أم جابر كأنها أشمأزت لكن أم جابر كانت شديدة لا تسمح أن يهينها أحد فدفعت عمت المها ودخلت فوجدت أجواء حزن لا فرح ورأت المها تبكي فلما اقتربت منها وبفراستها عرفت أن المها حامل وفطنت أن أبنها هو الفاعل
فرجعت لبيتها تحمل معها الخيبة والحسرة
فأخذت بندقيتها وجلست عند الباب تنتظر جابر العريس
ولكن جابر بعد أن تناول العشاء في بيت الشيخ ذهب مع صديقه أسامة ليقضيا باقي وقتهم في غرفة جعلاها مكان لسكرهم وكانت الغرفة تقع في أطراف القرية
فنامت أم جابر عند الباب حتى بدأ آذان الفجر ينشر الأمان ويطرد الشيطان فمر الشيخ من جوار بيت أم جابر ليصلي ولكنه رأى أم جابر نائمة عند الباب والبندقية بيدها فعرف أنها عرفت ما حصل من أبنها فتوجه لها بسرعة وناداها ففتحت عيناه وقالت لم أنم ولن أنم قبل أن افعل ما كان يجب أن تفعلوه
كيف تتركوه حي بعد ما فعل إلا يوجد فيكم رجل رشيد
فبدأ الشيخ يقنع أم جابر بالتراجع عما تنوي فعله لأنها بذلك ستفضح المها
فأقتنعت أم جابر بكلام الشيخ ولكنها أقسمت إلا يسكن بعد اليوم في البيت
وبعد أن قربت الشمس للمغيب عاد جابر للبيت ولكنه تفاجأ أن مفاتيحه لا تفتح وما لبث قليل إلا وأمه تفتح الباب وبيدها بندق تصوبها أتجاه فقالت لك بضع دقائق لتنجو بروحك فأنا لم أعد أريد أن آراك هنا
كان يعرف جابر أمه ويعرف أنها إذا قالت فعلت فولى هاربا وعاد إلى غرفته التي يشرب الخمر بها ويتعاطى فيها الحشيش

خيال الخيال 11-09-11 12:09 PM

ذو العيون 3

طبعا سالم وضع خطة لكي يترك القرية بمن فيها ولم يكن لأبوسالم حل سوى الرضوخ لأمر ابنه لأنه يشعر أنه هو السبب فيما حصل لإبنته
وبعد أن مر شهران من أعلان زواج المها من جابر إلا أعلن الطلاق بينهما ونشر بين الناس أن سبب الطلاق أن المها حاولت بشتى الطرق أن تجعل جابر يصلي ولكنه رفض أن يصلي فما كان منها سوى طلب الطلاق

وبعد أن مضى اربعة أشهر حانت ساعة الولادة وكان سالم قد خطط خطة جهنمية حيث أتفق مع عماته أنهم بعد أنتهاء ولادة المها يعلنون أن المها أصيبت بنزيف حاد حتى توفت
وبالطبع كان قد أتفق سالم مع عبدالرزاق أخو صديق جابر ببيع جميع ما يملك في القرية من بيوت ومزارع
وبالفعل ولدت المها بطفل ثم أعلنت عماتها أنها ماتت
أنتشر خبر وفاة المها في القرية
وأحضر سالم لعماته كفن وكان قد أتى بمجسم أرسله له نسيبه بدر الذي كان يصله كل الأخبار التي تحدث بالقرية
وفي اليوم التالي حفر سالم قبر لكي يدفن المجسم الذي سيعتقد الناس أنها المها
بينما كان عمات المها مجتمعات وكأنهم يغسلون المها ويكفنونها
وبعد أن كفنوها طرق الباب فلما فتحت أحدى عمات المها تفاجأت بأن من طرقت الباب هي أم جابر
التي أستحت أن تبقى في بيتها دون مساعدة في غسيل المها وتكفينها
فلما دخلت ورأت أنهم قد كفونها أرادت أن تكشف عن وجهها وتقبلها ولكن عمات المها حاولوا أن يمنعوها فنظرت لهم بنظرات غاضبة وقالت لن تمنعوني من تقبيل أم حفيدي فكشفت الكفن فوجدت الدمية
فلما أحس عمات المها أنهن كشفن قالت أحداهن أن كل ما يحدث من مصائب لنا بسبب أبنك
فأتمنى أن تكتمي ما حدث وتجعلي المها تستطيع أن تعيش حياتها من جديد فلا تقضي عليها كما فعل أبنك
أما حفيدك
فبعد أن تنتهي أيام العزى وقبل أن يسافر أبوسالم وأسرته سيأتي سالم لك بحفيدك لتعتني به
خرجت أم جابر وهي مطأطأة الرأس فهي لا يمكنها سوى الصمت
وبعد مضي أيام العزى وفي منتصف الليل أراد سالم أن يسافر من القرية إلى الرياض دون أن يرآه أحد فأراد أن يأخذ الطفل من المها ليوصله لبيت جدته لكن بدأت المها تتوسل أبوها وأخوها بأن يسمحوا لها بأخذ أبنها معها
لكن سالم أنتزع ولدها بكل قوة ثم قال لها بعد خمس عشر دقيقة سنسافر من هنا وخرج سالم وهو يحمل الطفل ولما أقترب من بيت أم جابر خطر بباله فكرة شيطانية فهو يعرف أن جابر يسكن في غرفة في طرف القرية ويكون في هذا الوقت في حالة سكر شديد
فأن أعطاه هذا الطفل في هذا الوقت فأن حياة الطفل ستكون في خطر شديد وبالفعل وصل الغرفة ووضع الطفل عند الباب وطرق الباب ففتح جابر الباب وسالم واقف من بعيد
فقال سالم ياشيطان هذا طفلك فأعتني به
ثم مشى وترك طفل مولود عند أب سكران يخشى هو على نفسه منه
ولكن سالم كان يرجوا أن يختفي أي شيء يذكر الناس بهذا العار
فحين ولدت أخته بعد ستة أشهر عرف الناس أن هناك أشياء حدثت قبل الزواج وأنما أقيم هذا الزواج من أجل أن يستر هذه الجريمة
فأن قتل جابر أبنه فيكون قد صاد عصفورين بحجر واحدة
سافر سالم وأبوه وأخته التي يعتقد أهل القرية أنها ماتت
إلى الرياض لتبدأ الأسرة حياة جديدة

حمل جابر الطفل وهو يترنح ورمى به على الفراش وهو استلقى على الأرض ونام وقبل شروق الشمس أستيقظ بعد أن أنتهى مفعول الخمر
فأخذ كل ما معه من مال ليتقابل مع صديق له من اليمن يكون وسيط بينه وبين مروجي الحشيش
وترك الطفل الرضيع يبكي

خيال الخيال 12-09-11 12:40 PM

ذو العيون 4

وبعد شروق الشمس أتجهت أم جابر لبيت أبوسالم فلما وصلت وجدت عبدالرزاق وأبنه مشبب عند البيت بالطبع كان كل منهما يكره الاخر فسألت أم جابر أين ابوسالم فأجاب أبومشبب قد سافروا جميعا ولن يعودوا أبدا
فقالت والطفل أين هو
فغضب أبومشبب وقال هل تحقيقين معي لا شأن لي بك وبطفلك فالذي يجب أن تعرفيه أن هذا المكان أصبح ملكي فلا تعودي هنا أبدا
أتجهت أم جابر إلى بيت الشيخ معيض وقالت قد ذهبت إلى بيت أبوسالم وقد رحلوا ولا أدري أين وضعوا حفيدي فلقد قال لي أبنهم سالم أنه سيحضره لي قبل رحليهم
أبتسم الشيخ وهدأ من روع أم جابر وقال لا تخافي الأمور ستكون على ما يرام
فأنا أعتقد أن أمه تمسكت به وأصرت على أخذه فهو الآن في احضان أمه وأنت يا أم جابر اصبحتي كبيرة على رعاية طفل
قالت أم جابر أنا أعرف سالم فلن يرتاح له بال حتى يتخلص من الطفل
فغضب الشيخ معيض من أم جابر وقال بإنفعال إتقي الله ولا تسيئي الظن بسالم فكل ما يدور برأسك من وسوسة الشيطان
وبينما الشيخ يتكلم قاطعه أحد ابناء القرية وكان أسمه مهدي حيث كان خارجا بالماشية إلى المراعي التي تقع الغرفة التي يسكنها جابر فسمع صوت طفل يبكي بكاء مرير
حين سمعت أم جابر الكلام أطلقت ساقيها للريح تركض بدون شعور وتبعها الشيخ معيض
فلما وصلت الغرفة وجدت الباب مفتوح فدخلت الغرفة فوجدت الطفل يبكي وقد أنهكه البكاء
حملته بأحضانها وبدأت تبكي مع الطفل
فلما وصل الشيخ معيض ورأي الحال أرسل الولد مهدي إلى بيته ليحضر رضاعة
فمن الأكيد أن الطفل يبكي من الجوع
وبالفعل بعد أن رضع الطفل سكت عن البكاء فحملته جدته إلى بيتها

خيال الخيال 13-09-11 10:04 AM

ذو العيون 5

بدأ الطفل بالبكاء مرة أخرى فأحتارت أم جابر ما ترضعه فليست تملك سوى كم شاه لا لبن فيها
ولكنها تذكرت ولدها حسن فهو قبل شهر رزق بمولودة أسماها سلمى فلن يرفض حسن أن ترضع أمراته أبن أخيه
فذهبت لبيته والطفل معها فلما رأى حسن الطفل أسود وجهه فالكل عرف قصة جابر وما فعله بالمها
فقالت أمه أريد من زوجتك أن ترضع ابن أخيك مع أبنتك سلمى
فنكس حسن رأسه وقال يا أمي أن هذا الطفل شرعا ليس أبن أخي لأنه تزوج أم هذا الطفل وقد حملت به
نظرت الأم بشدة لحسن وقالت الآن أصبحت تتكلم عن الشرع والدين فحين تصلي الخمس الصلوات في المسجد حينها تكلم عن الشرع
خذ هذا الطفل وقل لزوجتك ترضعه فما يدريك لعله هو من يحامي عن عرضك وأرضك
وزوجته بالغرفة تستمع للحوار فغضبت من كلام عمتها فخرجت عليها وبدأت ترفع صوتها وتقول هل تعتقدين أني بقرة أسقي المواليد حليب
وهل تريدين من طفل الشوارع هذا يصبح أخا لسلمى
وأيضا أين كنتي من قبل فلم تحضري زواجي بأبنك ولم تزوريني لما ولدت بسلمى فلما أحتجتينا اتيتي الينا ؟
فأخرجي من بيتي من غير مطرود
نظرت أم جابر لولدها حسن الذي سمع كلمات الطرد لأمه ولم يحرك ساكنا
فخرجت من بيت أبنها ورجعت لبيتها وزاد بكاء الطفل فما كان بيدها سوى البكاء معه
فطرق الباب ففتحته بسرعة ترجو من الله الفرج
فوجدت الشيخ معيض ومعه ناقة وقال لها أعرف أن الطفل يحتاج لحليب ليرضعه وأنت لا تملكين مصدرا للحليب فهذه أعز وأكرم ناقة أمتلكها أسميها بالبركة لغزارة حليبها فهي هدية مني للطفل
فملأت الدموع عيني أم جابر وقالت والله لا أملك شيء لاعطيك غير الدعاء لله بأن يوسع رزقك
فقال الشيخ أن دعائك هذا أغلى عندي من كنوز الدنيا
ثم أستأذن للإنصراف ولكن أستدار بسرعة وسأل أم جابر ما أسميتي الغلام
فقالت لم أسمه بعد
فما رأيك أنت
فقال هو حفيدك وأنتي من لها الحق في تسميته
فقالت بل أقسمت بالله عليك أن تسمه أنت
فقال الشيخ أن كنت مسميه فأني مسميه خالد فأنا واثق أنه ستبقى أفعاله خالدة على ألسن الناس
فقالت أم جابر ونعم الأسم وأنا من اليوم سيكون أسمي أم خالد فهذا الولد ليس بولد أبني بل ولدي
جلست أم خالد طبعا نزولا لرغبة ام جابر ابدلنا لها أسمها
تتأمل في خالد حيث يتضح أن خالد كان يشبه أمه أشد الشبه ما عدا عيناه الصغيرتان فهي كعينا أباه
أبتسمت أم خالد وقالت في نفسها أخشى أن اتعب في تربيته ثم يصبح مثل أباه
ثم أستعاذت بالله من هذه الأفكار
وبدأت الأيام تتوارى ليبان المخفي وتتابعت الشهور حتى وفت الأثنى عشر شهر لعمر خالد حيث أصبح عمره سنة واحدة
وكالعادة كان الشيخ معيض يأتي كل يومان يتفقد أم خالد وولدها(بالطبع الجدة أم جابر اعتبرت خالد ولدها للتذكير)
فلما وصل وجد السيف يتكلم معها ويسألها عن أحتياجاتها فسلم الشيخ عليهما فردا عليه السلام
ثم قال السيف لا أدري أبارك لك أولا مع أن مولودك جاء في ظهر اليوم بينما مولودي جاء في صباح اليوم
فقالت أم خالد بل أنا من ابارك لكما فلم أعلم إلا من كلام السيف
فقال الشيخ لا أريدكما تباركا لي بل أدع الله أن يبارك الله فيه ويصلحه
فكلما سمعت أن أبوان رزقا بمولود إلا دعوت لهم أن يصلح لهم مولوهم ويرزقهم بره

نظر الشيخ لأم خالد وهي تذرف الدمع من عيناها فأحس الشيخ أنها فهمت كلامه خطأ فأراد أن يوضح لها
لكن قاطعته أم خالد وقالت أنا أعرف أنك لا تقصد ولدي
ولكني فرحت بعد ولادتي بولدي ولم أكن أعلم أنه سيأتي يوم أتمنى أني لم ألدهما
فحاول السيف أن يهون عليها مصيبتها فأشار إلى خالد وكان جالس يلعب بالتراب بينما كانت الناقة تبعد عنه أمتار تنظر له
وفجأة أنطلقت الناقة بأتجاه خالد بأقصى سرعته فظن السيف أنها تريد أن تبرك عليه فأخرج خنجره يريد أن يقتل الناقة
لكن الناقة بدأت تضرب بخفها على الأرض بجوار خالد
ثم توقفت فلما أقترب السيف منها وأبعدها عن الولد ونظر في المكان الذي ضربت الناقة بخفها وجد فيها عقرب كبيرة قد ماتت من أثر خف الناقة
فكبر السيف ووحد الله وقال والله أن الحيوانات أكثر رحمة من البشر
أنتشر خبر الناقة والعقرب بين أهل القرية وأصبحت قصة تقال في كل المجالس
وفي أحد الأيام زار القرية بعض المصطافون فوجدوا كرم الضيافة في كل مكان ذهبوا له بل أقام الشيخ لهم وليمة غداء فلما تناولوا غداءهم أبدى أحد المصطافون وكان أسمه ثامراستياءه من مبنى المدرسة والمركز الصحي وأيضا عن الطرق الترابية
فقال الشيخ نحن كل شهر نرسل خطابات لوزارة الصحة ووزارة التعليم دون فائدة تذكر
أستأذن الضيوف للإنصراف للعودة لديارهم
ولما وصل ثامر عند الباب أمسك الشيخ وقال له أن أردت كل أمور قريتك تتحسن فأكتب معروض بأحتياجاتكم ثم تذهب بنفسك وتقابل الملك فأن وصلت للملك فثق أن كل مشاكلكم حلت

خيال الخيال 14-09-11 10:55 AM

ذو العيون 6

بعد أن ودعوا الضيوف اجتمع الشيخ معيض بجماعته وأخبرهم بما قاله ضيفهم ثامر
فعزموا على أن يفعلون ما نصحه به ثامر فجهزوا معروض وسافر الشيخ معيض للرياض وبعد أسبوع من المحاولات لمقابلة الملك نجح الشيخ في ذلك وأصبح في مجموعة من الناس قد اصطفو يريدون أن يقابلوا الملك
وبالفعل صافح الشيخ الملك وقدم له المعروض وشرح له حالة القرية فوعده خيرا
ولما رجع الشيخ لقريته أخبر جماعته بما فعله ولم يمر أسبوع إلا ومندوبي من وزارة الصحة والتعليم يزوروا القرية ويحددوا المواقع التي سيقام فيه المشاريع
وكذلك وصلت معدات من وزارة المواصلات من أجل صيانة الطريق وزفلتته
ولم ينتهي ذلك العام إلا والمباني جاهزة
فأجتمع الشيخ بجماعته وذلك من أجل حل مشكلة سكن المعلمين وكذلك الطبيب وممرضيه
فأقترح أن يبنوا لهم مساكن بجوار مقر عملهم
يكونون فيه ضيوف معززين مكرمين وبالفعل تم الموافقة
من قبل الجميع
وزاد السيف أقتراح آخر أن يبحثوا لهم عن شيخ يجعلونه أمام للجامع وكذلك يعلم أبناءهم القرآن وقت العصر
فقال الشيخ فهل تعرف شيخا يقبل أن يقوم بذلك
فقال أعرف شيخ مصري أسمه محمود
وافق الجميع على ذلك ولكن الشيخ أضاف أن يفرغوا أحد أبناء القرية من الأعمال التي يقوم بها الأبناء من رعي الغنم أو جمع الحطب
ويبقى مع الشيخ محمود فيحفظ القرآن ويتفقه في الدين فأن رحل الشيخ محمود يكون هناك أحد أبناء القرية موجود يعلم ابناء القرية دينهم
فقالوا من تقترح ياشيخ معيض من أولاد القرية
فقال لا أجد أكثر من مهدي أجدر بهذه المهمة
فقال السيف ونعم الأختيار فمهدي من أكثر أولاد القرية صدقا وأمانة
وبالفعل تم تطبيق ما قالوه في واقعهم
وبدأت الأيام تمر لتجري الحياة بعجلتها فتغير الأحداث فيصبح الفتى شابا والشاب مسنا وهكذا الدنيا

ولن أقول لكم أن خالدا أصبح شاب بل أصبح عمره خمس سنوات
وأصبحت جدته او لنقول عنها أمه تعتمد عليه في كثير من الأمور
حيث كان مع الصباح يذهب للحضيره فيطعم أمه لا تعتقد أني أخطأت بل هي الحقيقة التي رسخت بقلب خالد فهو يعتبر الناقة التي أسمها البركة أمه فهو يبر بها كما يبر أمه التي هي جدته
وكان أيضا يجمع البيض لكي تعده أمه للفطور
طبعا كان هناك من أهل القرية وأسمه بشير مشهور بأنه ينتج أجود السمن حيث كان معه خمس بقرات وكانت زوجته هي من تقوم بحلب البقرات ثم أنتاج السمن
ولكن ولأن الحياة يجب لها من نهاية توفت زوجة بشير
فأحتار ما يصنع بعدها
وجاء الشيخ معيض بعد عدة شهور من وفاة زوجته يريد شراء سمن فتفاجأ أنه لا يوجد لديه شيء
فسأله لماذا فقال أنت تعرف بعد وفاة زوجتي لم يعد أحد يحلب البقرات وبناتي رفضن أن يقمن بذلك فلم أرد أجبارهن
فقال الشيخ هل أدلك عن من يهتم بحلب البقرات وتعد السمن
فقال بشير من
قال أم خالد أذهب لها وأعرض لها الموضوع
وبالفعل ذهب بشير لأم خالد وتفاهم معها على الشراكة حيث يحضر بقراته في حضيرته وهو من يتكفل نفقت أكلها
وعليها أن تحلب البقر وتعد السمن والأرباح بالنصف بينهما
وافقت أم خالد مباشرة فهي تريد أن تعتمد على نفسها في نفقتها
وبالفعل بدأت أم خالد بالعمل وأصبحت تنتج سمن أجود من ذي قبل
وبدأت حالتها المالية تتحسن
من بيع السمن وعادت الأموال تتدفق على جيب بشير من هذه الأتفاقية
وكان خالدا يساعد أمه فهو من يحلب الأبقار
وفي أحد المرات أزداد طمع بشير فجاء بثور
لأن أم خالد أخبرته أن أحدى البقرات لم تعد تحلب فقال في نفسه أتي بثور فحل
فأحضره لحضيرة أم خالد من أجل أن يزيد في أعداد الأبقار وبالتالي تزيد الأرباح
وبعد أن أدخل الثور نادى أم خالد ليخبرها أنه أحضر ثورا وأيضا يحذرها بأن لا تدخل حتى يأتي هو ويخرج الثور
ولكنه لم يجدها في البيت فقال في نفسه سأمرها في الليل ولكنه نسي
كانت أم خالد وخالد في زيارة لزوجة السيف وكان خالد يلعب مع أبن السيف الذي كان يصغره بعام وأسمه سلمان
ولما أرادت العودة لبيتها قابلها السيف وسألها هل يوجد لديك سمن فقالت نعم مرني غدا صباحا فقال بكم قالت أما ما يخصني من قيمته فقسما لن أخذ منك شيء فجميلك علي كثير ويبقى عليك ما يخص بشير
فقال السيف كنت أريد أن أربحك ولكنك بقسمك بالله أجبرتيني على أن أخسرك
فعادت لبيتها ومعها أبنها فناما مبكرا فغدا لديهم الكثير من الأعمال
وبالفعل وفي صباح اليوم التالي جاء السيف على موعده وكان خالد متجها كالعادة للحضيرة لحلب الأبقار فسلم على عمه السيف وأستأذنه وما لبث قليل حتى خرجت له أم خالد ومعها السمن فلما أخذه السيف سمع صوت صادر من الحضيرة
حيث أن خالد دخل كالعادة وبدأ يحلب الأبقار ولم ينتبه للثور
فنطحه الثور نطحة أخرج الدماء من رأسه
فأسرع السيف إليه وحمله وذهب به المركز الصحي حيث قاموا بتخيط رأسه بثلاث رتب
فلما أرجعه للبيت وضعته أمه على الفراش وبدأت تضحك وتقول لا تغضب مني كيف لم تنتبه للثور أين كانت عيونك
ثم أستأذنت من أبنها لبضع دقائق كانت تريد أن تشتري له هدية بمناسبة سلامته
فلما أرادت أن تنصرف نظرت له فلم تستطع أن تمسك ضحكتها
فقال يا أمي أعدك أن لا يذهب دمي هدرا
فحين سمعت امه ما قاله زادت في الضحك وقالت أنصحك أن لا تقترب منه فأنا أخشى أن يقتلك
بعد أن رحلت أمه أخد فاسا ودخل للحضيرة وبدأ صراع بينه وبين الثور فبدأ خالد يضرب الثور في رأسه وبطنه ورجله
طبعا ذهب السيف إلى بيت الشيخ معيض فوجد بشير عنده فقال له السيف كاد ثورك أن يقتل خالد
فضرب بشير رأسه وقال يا رب قد نسيت أن أخبرهم سأذهب إليهم قبل أن يقع مكروه آخر
فقال الشيخ سأرافقك لأسلم على خالد فقال السيف وأنا معك
فلما وصلوا للبيت سمعوا أصوات ضرب في الحضيرة فلما أقتربوا من باب الحضيرة شاهدوا الثور ميت بين دماءه وخالد مستمر في ضربه
وصلت أم خالد لترى بأم عينيها وخالد يقطع الثور أمسك السيف وهدأه خوفا أن يكون دم الثور هيجه
وبشير واقف لا يتحرك يناظر في عينا خالد
فما كان من أم خالد إلا أن قالت أنا أعتذر لك مما فعل أبني ولو كان ضربه سيعيد الثور حي لضربته حتى يوشك على الموت
ولكن ما يمكنني فعله أن أقسط لك قيمة الثور
بدأ بشير يهز رأسه بالرفض ويقول أنا أستحق ذلك فلم أخبرك بأمر الثور
وما فعله ثوري كان جديرا بخالد أن يقطع الثور ويقطعني معه
لكن غدا سأتي وأخذ بقراتي
فظلت أم خالد ساكته لا تدري ما تقوله
فلما انصرف بشير تبعه الشيخ والسيف وقالا له ما بك تريد أخذ بقراتك
ألست تكسب من وجودها هنا النقود
قال بلى ولكني بعد أن رأيت نظرات خالد تذكرت نظرات أبوه
وأنتم تعرفون كيف كنت أتعامل مع جابر حيث كنت أقطع له أي سبيل في التعامل معي حتى أكتفي شره وبعد أن أختفى كنت من أكثر الناس فرحا وأن تأكد خبر موته سأكون جدا سعيدا
فنظرات خالد تنذر بشؤم وأخشى أنه أذا كبر سيصبح كأباه
فأنا أريد أن أقطع أي تعامل معه فهو أن كبر سيصبح
وأراد بشير أن يزيد في الكلام ولكن الشيخ قاطعه
وقال لا ورب الكعبة ما هو بمثل أباه فأنا أعرف أباه منذ كان صغيرا حيث كان الشر يظهر في كل أفعاله منذ صغره
فأن أصبح خالد شريرا فأن ذلك بسبب تعاملكم معه ثم افترقوا
وفي صباح اليوم التالي جاء بشير لبيت أم خالد وكانت جالسة بقرب الحضيرة مع خالد فسلم بشير وأخد بقراته
وكانت نظرات أم جابر تودع البقرات بصمت فهذه البقرات قد اغدقت عليهم بالمال
فأحس خالد بغلطته فأخذ عصا وأعطاها أمه وقال له عاقبيني على ما فعلت
فنظرت له وقالت وما فعلت
فأستغرب ألست نادمة
طبعا أخفت الام مشاعرها وقالت بالطبع لا فأنت أرحتني من عمل شاق
ومازال لدينا دجاج نأكل بيضها ولقد جمعت بعض المال يساعدنا أن نشتري بعضا من الخراف
طبعا بات الشيخ محتارا في كيف يساعد أم خالد لكي توفر لها لقمة عيشها
فخطرت في باله فكره

خيال الخيال 15-09-11 02:46 AM

ذو العيون 7

فتذكر الشيخ أنه بعد غد سيأتي له صديق من البادية ومعه بعير فحل حيث تربط الشيخ بهذا البدوي علاقة وطيدة
وبالفعل وصل مداوي الرجل البدوي ومعه البعير الفحل أستقبله الشيخ وأكرم ضيافته
وبعد أن تناولا وجبة الغداء خرجا ليرى الشيخ البعير
فلما رآه الشيخ أوجس خيفة في نفسه وهم بالفرار لكنه تحامل على نفسه
فرؤية الجمل وفمه يخرج منه الزبد يأتيك الشك أنه حيوان مفترس
فبدأ مداوي يحدث الشيخ عن هذا الجمل فقال أسميت هذا الجمل بالسفاح
فقد مات بسبه ثلاث نياق وأيضا قتل خمسة من الجمال
بل قد قتل أنسان برك عليه حتى قتله
فقال الشيخ أخشى أن يقتل نياقي فأبتسم وقال أن كانت نياقك ستمتنع منه فلست أضمن لك ما يحدث
ولكن أن ولدت منه فسوف تدعوا لي فصدقني أني لا اسمح للسفاح أن يضرب ناقة أحد إلا بعشرة ألاف
فأستعجب الشيخ فقال له مداوي لا تستغرب فأي ناقة يضربها يباع صغيرها بعد خمسة أشهر من ولادتها بخمسين ألف
ويختلف الأسعار بأختلاف الناقة التي يضربها
فهناك ناقة كان أسمها السلوى ضربها السفاح فولدت بحاشي باعه صاحبه بعد سنة بنصف مليون
تذكر الشيخ الناقة التي أعطاها لأم خالد فهي أفضل ناقة بالقرية
فأخبر الشيخ صديقه مداوي أنه يريد السفاح أن يضرب ناقة لأم مسكينة يعيش معها ولدها
فقال مداوي من يعز عليك يعز علي
لكن اجلب الناقة في صباح الغد لأني سأسافر بعد أن تشرق الشمس بساعة
وفي صبيحة اليوم الثاني أتجه الشيخ لأم خالد
وقال لها أن ناقة البركة أصبحت عالة عليكم فهي لم تعد تدر الحليب والآن عندي صديق بدوي معه جمل فحل فأن وضعنا ناقتكم معه لعلها تلد بعده بحاشي تربحون في بيعه دراهم ليست بالقليلة وأيضا تشربون من حليبها
فقالت أم خالد لا اخالف لك رايا
أخذ الشيخ الناقة وذهب بها إلى المكان الذي وضعوا فيه الفحل
طبعا جلست أم خالد تنتظر خالد يستيقظ فيجمع البيض من الحضيرة فتطبخه وتفطر عليه هي وأبنها
لم يطل أنتظارها حيث خرج خالد كعادته متجها للحضيرة ولكنه لم يرى أمه الثانية وأقصد البركة أسم الناقة
فجن جنونه ظنا أن أحدا سرقها فخرج لأمه مسرعا يخبرها بذلك
فهدأت من روعه وقالت قد أخذها الشيخ لكي يضعها مع جمل صديقه
أشتعلت نار الغيرة في قلب خالد وقال كيف سمحتي له بذلك ولكي علي قسما لو لمس هذا البعير أمي لأقتله
فأخد عصا ضخمة كانت على الأرض وأتجه لحضيرة الشيخ
كان الشيخ ومداوي يحتسيان قهوه الصباح ويتبادلان الحديث فاذا بهما يسمعان جلبه وصوت وصراخ
حيث أن خالد قد جاء ورأى البركه في الحضيره فقفز السور الذي احاط بالسفاح والسفاح متجه جهة البركة
فرأه مداوي وبدأ يصرخ عليه ويقول أرجع يا مجنون فألتفت الشيخ ورأى خالد متجها للبعير الهائج فوضع يده على رأسه وأغمض عيناه وهو يقول يارب سلم سلم
فلما تواجه خالد مع الجمل بدأ يضربه في رقبته ورجله ولم يتوقف فكلما أقترب الجمل منه ضربه حتى تراجع الجمل فأمسك بأمه البركة وأحتظنها وقال لا تخافي سأحميك منه
وبدأ يقودها للباب والجمل يقترب منه فأن وقف خالد وأستعد تراجع الجمل حتى أخرج الناقة من حضيرة الشيخ
فلما رأى الشيخ سجد لله شكرا أنه سلم خالد
فقال مداوي أن هذا الغلام لم يكن يدافع عن ناقة بل كنت أشعر أنه يدافع عن عرضه فهو ضحى بحياته من أجل ما يعتقد أنه يحمي شرفه
فوالله أن توجه هذا الغلام للخير فسينفع الناس وأن توجه للشر فويلا للناس منه
رجع خالد بالناقة إلى بيته
بينما ودع الشيخ مداوي وبعد أن سافر مداوي مع جمله السفاح
توجه الشيخ إلى أم خالد وعلامات الغضب تبان في وجهه
فلما وصل لقي أم خالد وأبنها جالسين بجوار الناقة البركة
فقال الشيخ ما فعلته اليوم يا خالد كان سوء أدب وقلة عقل
ظل خالدا ساكتا والأم تحاول بكلمات الأعتذار أن تهدأ الشيخ
ولكن الشيخ أستمر بالكلام وقال ما الفائدة من هذه الناقة أن لم تكن تلد او تحلب
فقال خالد ما ترجو من عيسى(هذا أسم أبن الشيخ الذي يصغر خالد بسنة) في الغد فقال الشيخ أريده أن يرعاني ويهتم بي في كبري
فقال خالد وأن كنت في ذلك الوقت لا فائدة منك بل لو كنت لا تستطيع أن تخدم نفسك فهل هذا يحق لأبنك أن يتخلص منك
فقال الشيخ لم يلد عيسى رجل بل ولد طفلا بذلت له مالي وصحتي حتى صار شاب قادر على الأهتمام بشؤنه فهل ينسى بعد ذلك تعبي
فقال خالد فهل تريد أن أصبح عاق عند أمي فوالله لا أريد منها أن تلد أو تحلب بل أريدها أن تعيش باقي حياتها في عز ورخاء
وأنا أعرف ياشيخ أنك أعطيتني الناقة بلا مقابل ولكني أعدك عندما أكبر أعطيك ما تطلب من مال في أمي البركة
سكت الشيخ قليلا ثم قال هل تعتبر هذه الناقة أم لك
فقال خالد نعم
ثم قال الشيخ وهل كنت تقاتل الجمل من أجل لا يهتك عرض الناقة التي تعتبرها أمك
فقال نعم
فقال الشيخ صدق مداوي صدق
ثم أتجه إلى خالد وأمسك برأسه وقبله وأعتذر منه وقال والله لو كنت أعلم بذلك ما كنت تجرأت ولمست ناقتك

فلما أنصرف الشيخ ذهب للسيف يخبره بما حدث وبما قاله مداوي صديقه البدوي
فقال السيف صدق مداوي يجب أن نوجهه للخير
وبعد أسبوع سيأتي الشيخ محمود ليستلم الجامع ويعلم أبناء القرية قراءة القرآن
ولكن يجب أن أحفز أبناء القرية لكي يتنافسون وبالأخص خالد
فقال الشيخ كيف ستحفزهم
قال السيف غدا حين أجمع أبناء القرية أخبرك

خيال الخيال 16-09-11 06:27 AM

ذو العيون 8

فلما أجتمع أبناء القرية في صباح اليوم التالي عند السيف والذي كان يرافقه الشيخ ليرى بما يحفزهم
فأخذهم إلى الإسطبل الذي يمتلكه
وقال لهم من يجلس ساعة مع الشيخ محمود بعد صلاة العصر يتعلم قراءة القرآن الساعة التي تليه يأتي هنا أعلمه الفروسية
فرح ابناء القرية بذلك ولكن السيف قال ليس ذلك وحسب
بل من يحفظ القرآن كامل أمنحه خيلا يكون أبوه المشهر
فالمشهر كان في القرية يعبر عن معجزة وجدت ليعرف عن طريقه من الفارس المعجزة الذي يستطيع أن يمتطيه ويروضه

انصرف ابناء القرية ليخبروا أهاليهم بما وعدهم به السيف
وبقي السيف وأبنه سليمان والشيخ معيض وأبنه عيسى
وأيضا خالد الشارد الذهن فكل حواسه تراقب المشهر
فأنتبه له السيف فقال سأقول لكم حقيقة لا يعرفها إلا أنا حتى الشيخ لا يعرفها
هذا الخيل لم يستطع أن يركبه حتى الآن إلا رجل واحد
فنظر الشيخ بإستغراب وكذلك الأولاد داعبهم فضول المعرفة من هذا الرجل
فأشار السيف بيده لخالد وقال أبو هذا الغلام
أمسك الشيخ السيف وقال كيف حدث ذلك قال السيف سأخبرك بحقائق حصلت بيني وبين جابر وبدأ يسرد له كل ما حدث بينهم
ولم يقطع حديثه سوى صراخ سليمان وعيسى وهم يشيرون إلى خالد وهو يركض متجها للمشهر
فما كان من الشيخ إلا أن وضع يده على رأسه وأغمض عيناه وهو يقول يارب سلم سلم
فلم يشعر المشهر إلا بشيء قد وقع على ظهره فبدأ يركض ويرفس ويتمايل يمنه ويسره حتى يسقط من على ظهره ولكن خالد صمد لأكثر من دقيقة فسقط من على ظهره فأقبل عليه السيف فلما رفعه رأى الدماء تخرج من أنفه فتذكر ما فعل خالد بالثور
فأخرج السيف خنجره وأعطاها خالد وقال أن كنت تريد أن تنتقم منه فأفعل لكن دعني أقيده لك حتى لا يؤذيك
فقال خالد والله لو عرف أني رجل لما أسقطني
ولكني يوم من الأيام سأثبت له رجولتي ثم قام خالد
وقال لا تنسى ياعمي السيف وعدك أن تمنحني خيل يكون أبوه المشهر أن أنا حفظت القرآن
ثم ذهب لبيته وهو يفكر كيف يمكنه أن يركب المشهر
وبعد ستة أيام وصل الشيخ محمود وقام أهل القرية بضيافته وإكرامه
ثم تكلم الشيخ معيض نيابة عن قبيلته عن ماذا يريدون من الشيخ محمود فقال نحن نريدك أن تصلي بنا وتخطب فينا يوم الجمعة وأيضا تعلم أبناءنا القرآن وايضا سنجعل هذا الفتى وأسمه مهدي يلازمك فنريدك أن تحرص عليه أكثر فتعلمه كل ما لديك حتى أذا رحلت بعد خمس سنوات يصبح هو غرسك الصالح الذي ينوبك وبأذن الله أن لا يحرمك الأجر
وبالفعل بعد أن استقر الشيخ محمود بدأ في العمل
حيث قام بتقسيم ابناء القرية إلى حلقتين حلقة أسماها حلقة أبوبكر جعل فيها الطلاب الذين لم يدخلوا المدرسة
والحلقة الثانية أسماها أبن الخطاب وجعلها للطلاب الذين قد ألتحقوا بالمدرسة
وبالفعل بدأ الشيخ محمود يتعرف على الأولاد وبعد أن مازحهم قليلا
بدأ بحلقة أبوبكر حيث كان خالد أحدهم
فبدأ الشيخ بقراءة سورة الناس وهم يستمعون له
فبعد أن أنتهى رفع خالد أصبعه فقال الشيخ محمود نعم
فقال خالد أريد أن اسمع سورة
الناس
فقال الشيخ محمود هل تحفظها من قبل فقال خالد لا
حفظتها من بعد أن قرأتها
فقال أقرأ
فقرأ خالد قراءة مرتلة ومجودة جعلت الشيخ يقول ما شاء الله
ثم قال له الشيخ أنصرف فقد أنتهى المطلوب منك
فذهب خالد لإسطبل الخيول فوجد السيف يجهز السروج على ثلاثة من الأحصنة
فسلم خالد فرد السيف السلام وقال لماذا تركت الحلقة
قال خالد لم أتركها ولكن الشيخ أذن لي لأني سمعت له سورة الناس
هزا السيف رأسه وقال أذن تعال أدربك على الفروسية
فأراد السيف أن يحمله على الخيل ولكن خالد رفض أن يركب خيل عليه سرج
فقال السيف إذا سأحضر لك الحوت وكان هذا أسم خيل انجليزي كان يمتلكه السيف
وبالفعل بدأ السيف يهرول بالخيل وخالد فوقه
فقال خالد ياعم علمني ما أفعل ثم أتركني
فبدأ السيف يعلمه الحركات التي يفهم منها الخيل ما يريد راكبها منها
وبعد أكثر من خمسة وأربعون دقيقة جاء الأولاد الباقين
فقال السيف لخالد سأتركك لأعلم البقية فقال خالد لا تخف علي
بينما كان السيف مشغول بتعليم الأولاد ركوب الخيل
بدأ خالد يحاول أن يجعل الخيل تركض بأقصى سرعة فبدأ يضربها برجليه دون فائدة
فأوقف الخيل ونزل وأخد عصا ثم أمتطى الخيل فضربه بالعصا فهاج الخيل وبدأ يركض وخالد يحاول أن يسيطر على الخيل لكن جسمه الصغير حال دون ذلك
فوقع من على ظهر الخيل ولكنه لم يتأذى
لكن السيف غضب وأحرم خالد ثلاثة أيام من ركوب الخيل
وبالفعل بقي خالد محروما من ركوب الخيل وكان يجب عليه أن يبقى مع الشيخ محمود لساعة كامله حفظ خلال هذا الأيام نصف جزء عم
وبعدها أصبحت الأيام كأنها روتين بالنسبة لحياة خالد
مع الصباح يساعد أمه وفي العصر يبقى مع الشيخ ربع ساعة يسمع ما يسمعه من الشيخ ثم يذهب بعدها يتعلم ركوب الخيل
وبعد مرور سنتان أصبح خالدا حافظا للقرآن وأيضا فارسا لا يشق له غبار
فما كان من السيف إلا أن يوفي بعهده
فقال السيف لخالد لم أكن أعتقد أنك ستحفظ القرآن في سنتان ولهذا لم أعد الأمر ولكن أنت خذ الآن الحوت مؤقتا حتى أجد فرسا تلفت الأنظار ثم أجعل المشهر يضربها فبأذن الله يأتي لك خيلا يعرفه القاصي والداني من أهل القرية
فوافق خالد
أفتقد الشيخ محمود خالد فسأل زملاءه عنه فقالوا أنه قال أنه أكمل حفظ القرآن فلا داعي من أن يأتي إلى الحلقة
بعد أن أنتهت الحلقة ذهب الشيخ محمود لأسطبل الخيل فرحب به السيف فقال الشيخ أعرف أنك مشغول فلا تشغل نفسك بي
فأنا أريد خالد فنادى السيف خالد ثم أستأذن
فبدأ حديثا بين خالد والشيخ محمود
فقال له الشيخ لو رجل كان يملك ناقة وكان يتصدق بنص حليبها للفقراء
وشخص آخر معه مائة ناقة وكان يتصدق بحليب ناقة كاملة على الفقراء
فمن منهما كريم
فقال خالد بالطبع صاحب الناقة
أما صاحب المائة ناقة فوالله أنه لا يستحق نعمة الله عليه
فقال الشيخ أذا أنت صاحب المائة ناقة
قال خالد كيف
قال الشيخ هباك الله نعمة الحفظ فحفظت القرآن في سنتان بينما أكثر طالب من زملائك والذي يكبر عنك بأكثر من ست سنين بل يلازمني أكثر منك لم يحفظ سوى خمسة عشر جزء وأنت تعرف أني أقصد مهدي
فقال خالد ماذا إذا تريدني أن أفعل
قال الشيخ أنت الآن حفظت القرآن بقراءة حفص
وبقي عليك ست قراءات
فوافق خالد
فلما وصل خالد للبيت أخبر أمه بما قال له الشيخ محمود فقالت أني لا أمنعك من الخير
لكن أنت يجب أن تتجهز فأنت ستذهب بعد أسبوع للمدرسة

خيال الخيال 16-09-11 11:31 PM

ذو العيون 9

وبالفعل بدأ أول أيام المدرسة وبدأت التحديات تواجه خالد والصعوبات تعترض طريقه
لما دخل خالد الفصل جلس على الكرسي الأخير طبعا لا تعتقد أن الفصل مزدحما فكل طلاب المرحلة الابتدائية لا يتجاوزون الثلاثين
بينما فصل خالد عددهم خمسه فقط
بالطبع دخل خالد مع زملائه ولكن كانوا سبب في تغيير مفاهيمه
حيث أن الأربعة الأخرون هم نمر بن عبدالرزاق ولا تنسى أسم هذا الفتى
وأيضا أبناء خؤولته ياسر و وليد ومتعب
طبعا كان نمر ذو شخصية عصبية وذا طباع صعبة وكان عنيف في تعامله مع الأخرين و كان الاخرون يخشونه فلا يحاولون أستفزازه بل طاعتهم له عمياء
وطبعا كعادة المدارس في القرى النائية لم يأتي مدرس ليدرسهم
حيث أمضى خالد أسبوع كامل يحضر للمدرسة دون فائدة
بل في أحد الحصص دخل مدرس وأختار نمر عريف وأمره أن لا يتحرك أحد من الطلاب
فبدأ نمر يهدد أي طالب يتحرك من مكانه بالضرب
جلس خالد صامت ومرسمته بيده يرسم بها ولكن ملت نفسه من الرسم فوضع مرسمته على طاولته لكنه حرك طاولته فسقطت المرسمة فأراد أن يأخذها من الأرض فتعرض لضربة في رأسه فلما ألتفت رأى أمامه نمر وهو يريد أن يضربه مرة أخرى حينها استوى له خالد ثم بدأ يضربه ضربا حتى شوه وجهه من اللكمات
وفي اليوم التالي جاء عبدالرزاق للمدرسة وأقام الدنيا ولم يقعدها وتم معاقبة خالد بعشرين جلده حيث كان المدير يضربه بكل قوة لكي يبكي فيشفون غليل عبدالرزاق لكن في العشر الأولى كان خالد يبتسم فغمز المدير لأحد المدرسين ففهم المدرس فتدخل وأستأذن بأخذ خالد لبرهة قبل العشر الأخرى
فلما أخذه المدرس لمكان لا تراه عيون عبدالرزاق وتعجز عن سماعه آذان عبدالرزاق
فقال المدرس أسمع يا خالد نحن لا نريد ضربك ولكن نفعل ذلك من أجل أن نكفيك من شر أبو نمر
فأن ضربك المدير فأبكي وتظاهر بالوجع
فقال خالد ما كنت لأبكي حتى لو قتلتوني
حاول المعلم بشتى الطرق لكن فشل فأخذه إلى المدير وأشار له بأن لا فائدة
فبدأ المدير يضربه بأقوى ما يملك من قوة لكن لم تنزل ولو نصف دمعة من عينا خالد
خرج عبدالرزاق والشر في عيناه
طبعا في وسط هذه المعمعة وصل معلمنا المنتظر وكان لهذا المعلم أثر كبيرا على حياة خالد
أولا أحكي لكم عن موجز لحياة وائل
و هذا أسم المعلم الجديد
حيث كان يملك طموحات كبيرة حيث كان يدرس بقسم اللغة العربية و يرجو أن يصبح معيد بالجامعة حيث أن معدله ممتاز والأول على الدفعة وهذان أمران يساعدانه على الترشح ليصبح معيد بالجامعة
ولكنه أحس أن هناك أيدي خفية(واسطة)أخذت منه هذا الحق
فما كان منه سوى التقديم على الوظائف التعليمية
وبالفعل تم قبوله كان وائل يرى من حقه أن يتم تعيينه داخل المدينة لأرتفاع معدله الجامعي
ولكن ما أحس به وائل سابقا أحس به مرة أخرى الواسطة الظالمة أدخلت من هم دونه للمدينة وأخرجته هو خارج المدينة بل في قرية نائية
فلما وصل وائل للقرية شعر بأنه تم ظلمه فأصبح يكره كل شيء يقابله في القرية
بل أصبح يسخر ويستهزء بكل ما تقع عيناه
فلما دخل على المدير وبعد أن أنتهوا من كلمات الترحيب بدأت كلمات الشد والحط تظهر على الأفق
حيث قال المدير لم يتبقى سوى الصف الأول فعليك أخذ جدولهم
طبعا وائل رفض أشد الرفض كيف يقبل ذلك وهو من كان يريد أن يبحر في أعماق اللغة العربية يصبح مدرسا يدرس اطفالا الف وباء وتاء وباقي حروف الهجاء
فرفض أستلام الجدول
طبعا نعود لعبدالرزاق الذي لم يشفى غليله بعد فخطر على باله خطة وهو أن يحكي لأبنه نمر قصة جابر والمها وما وقع بينهما بل حدد له الموقع الذي وقع فيه ما حصل وأيضا أضاف أن هذه العجوز التي تدعي أنه أمه هي جدته حيث ألتقطته من الشوارع قبل أن تأكله الكلاب

وبالفعل في اليوم التالي ولما أصبحوا في الفصل بدأ نمر يحدث زملاءه في الفصل عن قصة أبو خالد وأمه الحقيقيان وخالد يسمع كلمات لم يفهمها مثل أغتصبها ؛ فحملت زنا؛ ولد شوارع
فبدأ يفكر في كلام نمر هل هو يقول الحقيقة
طبعا فتح باب الفصل فأذا بالأستاذ وائل يدخل الفصل بعد تدخلات من المدرسيين تم من خلاله وضع جدول يناسب وائل للموافقة على تدريس الصف الأول
دخل وجلس وبدأ ينظر في الطلاب وبعد عشر دقائق من النظرات القاسية التي وجهها الأستاذ وائل لطلابه بدأ يسألهم عن أسمائهم
طبعا وصل الدور لخالد ولكن كما قلت سابقا خالد شارد الذهن فلما ظل خالد صامت
نظر له الأستاذ وائل بعنف ثم أخرج كلمات ستبقى لاصقة بخالد حتى الممات حيث صرخ وقال هي أنت يا ذو العيون الصغيرة
حينها أستيقظ خالد من سرحانه وعرف عن نفسه
ثم أنتهت الحصة الأخيرة حيث أن وأئل رفض ا الدخول في الحصص الأولى حتى أقنعوه زملائه المدرسيين ووعدوه أن لا يستمر فيها فقط يمسكها لبضعة اسابيع
خرج خالد وفي رأسه سؤال واحد هل ما قاله نمر صحيح
طبعا أتجه خالد إلى أمه مباشرة ليسألها سؤال واحد هل هي أمه أم جدته
فأستغربت أم خالد وقالت من قال لك مثل هذا الكلام فقال نمر بل قال أيضا أن أبي أغتصب أمي وحملت بي أمي زنا وأنا ولد شوارع ولا أدري ما تعني هذه الكلمات
فعرفت أن عبدالرزاق هو من علم أبنه هذا الكلام
فأتجهت مباشرة في وقت الظهيرة إلى الشيخ معيض فأخبرته بما قاله أبن عبدالرزاق وأصرت على الشيخ أن يذهب معها إليه الآن
فأراد الشيخ أن يأخذ بخاطرها فذهب معها مع أنه ليس وقت زيارة
فطرق على بيت عبدالرزاق فأيقظوه من نومه فلما أفاق وخرج عليهم
قال الشيخ معيض ما حدث من أبنك من كلام لا يمكن أن يصدر من طفل بل لا يعلم ما معناه فكيف يقوله
فأمسك عبدالرزاق بيد الشيخ معيض وبدأ يبعد به عن أم خالد حتى لا تسمع ما يقول
فبدأ يلوم الشيخ لمجيئة في هذا الوقت وقال اعلم أن هذه العجوز هي من أتت بك في هذا الوقت ولست أشره على العجوز ولكن أشره عليك تأتي في هذا الوقت لمجرد مشاكل حدثت بين أطفال
فما كان من الشيخ معيض إلا أن أنصرف وهو يشعر أن عبدالرزاق لا ينفع معه لغة الحوار
فلما رأت أم خالد ما فعله الشيخ عادت للبيت
وأمسكت بخالد وقالت أن عاد هذا الغلام وقال هذا الكلام فأضربه وشوه وجهه مرة أخرى

خيال الخيال 18-09-11 10:53 AM

ذو العيون 10

وفي اليوم التالي حضر خالد للمدرسة وبدأ وائل بتعليمهم
فبدأ يرد ثلاثة أحرف من حروف الهجاء بحركاتها الثلاثة
والطلاب يرددون خلفه فشعر بحنين لقصائد المتنبي
فبدأ يشدو ببيتين والطلاب يستمعون
فقال
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلامتي من به صمم
ثم سكت وكأنه يلوم حظه الذي أردى به في هذا المكان
ولكن صوت طالب يردد الأبيات التي قالها أيقظته من سبات فكره فنظر فرى من يسميه ذو العيون الصغيره يردد الأبيات
فأندهش كان خالد يظن أن المدرس يريدهم ترديد هذه الأبيات كما الحروف الباقية
فأراد وائل أن يتأكد أن هذا الطالب ليس حافظ القصيدة
فبدأ يردد قصيدة أخرى
مكرا مفرا مقبل مدبر معا كجملود صخرا حطه السيل من عل
فبدأ خالد يردد االبيت
فأندهش الأستاذ وذهب لأحد زملاءه فأحضره إلى الفصل فقال في هذا الفصل طالب عبقري فقال زميله ذلك ذو العيون الصغيرة يحفظ البيت من أول سماع له
ثم أمسك الأستاذ وائل بخالد وأخرجه على السبورة ثم قال أنت نعم ذو عيون صغيرة ولكن ذو عقل كبير
طبعا كان وائل يرى أن هذا الكلام ثناء ولكن خالد كان يشعر بأن كلمة ذو العيون الصغيرة إهانة
طبعا أنتهى اليوم الدراسي فبدأ نمر والاربعه الاخرون ينعتون خالد بذو العيون الصغيرة
لم يرد عليهم خالد ومر من جوارهم فبدأ نمر ينعته بأبن الشوارع ولكنه لم يكملها إلا واللكمات تتوالى على وجهه فلما رأى البقية ما حدث أطلقوا أرجلهم للريح هاربين

فلما رأى عبدالرزاق ما حدث لإبنه ذهب للشيخ معيض في وقت الظهيرة وبدأ يهدد ويتوعد أن يقتل هذا الغلام
فبدأ الشيخ يحاول أن يهدئه ويقول له مجرد أطفال
فأقسم عبدالرزاق أنه لو ذهب ذو العيون الصغيرة للمدرسة سيقتله ثم ذهب
وبعد أن صلى الشيخ صلاة العصر ذهب لبيت أم خالد وقال أني أرى أن تفصلي خالد هذا العام من المدرسة وفي العام القادم يدرس مع أبني عيسى وأبن السيف سليمان فقالت أم خالد هل في الأمر شيء لا أعرفه
قال الشيخ بل أنت تعرفي ما حدث اليوم بين ولدك وبين أبن عبدالرزاق ولكن الذي لا تعرفيه أن عبدالرزاق أقسم لو ذهب خالد للمدرسة سيقتله فأنا لا أريدك تقحمي الطفل في مشكلة أكبر منه
دخلت أم خالد البيت والهم يعتريها كيف تقول لخالد أفصل وهي من كانت تحثه على الدراسة
فلما أخبرته بذلك قال خالد هل هو خوف من شر أبو نمر فقالت نعم
فقال خالد هل أنتي أمي
فسكتت
فسألها مرة أخرى هل ما قاله نمر صدقا
بقيت هي صامته
احس خالد أن ما يقال حقيقة
فقالت أم خالد أسمع يا ولدي أنا أخطأت عندما قلت لك أضربه أن تكلم عليك
فقال تريديني أن أصبر على أهانته لن أقول لكي إلا سمعا وطاعة
وبالفعل ترك خالد الدراسة للعام القادم
ومرت هذه السنة وهو يتلقى الأهانة من نمر كلما وجده
فأصبح ذو يتحاشاه
بل هناك شيء أخر أن أغلب القرية أصبحوا ينادونه بذو العيون الصغيرة ما عدا الشيخ والسيف وأمه
ومرت الشهور وبدأ العام الجديد

خيال الخيال 19-09-11 12:35 PM

ذو العيون 11

وبدأت تنشأ صداقة حميمة بين خالد وعيسى وسليمان حيث كانوا في فصل واحد طبعا الأستاذ وائل نقل لكن تسميته لخالد بذو العيون الصغيرة بقيت ما بقى خالد
وبدأت عبقرية ذوالعيون الصغيرة تدهش أساتذته
ومع ذلك فأن ذو وهذا مختصر لإسمه الذي بدأ اهل القرية ينادونه به
طبعا الشيخ محمود بعد أن أنتهى ذو من حلقة القرآن لم يسمح له بالإنصراف
ثم سأل الطلاب من منكم يجيد السباحة فرفع أثنان فقط أيديهم
فقال الشيخ محمود أخبرني مهدي عن وجود بركة ماء تصلح للسباحة ولن يذهب أحد منكم لإسطبل الخيل حتى يجيد السباحة
فلما وصلوا للبركة أمر الشيخ محمود اللذان قالا أنهم يسبحا أن يسبحا فسبحا ولكن كانت سباحتهم خاطئة حيث لم يصلا إلى الطرف الأخر إلا بعد أن انكهت قواهما
فبدأ الشيخ محمود يعلمهم السباحة طبعا وعد الشيخ محمود أنه بعد شهران من الآن سيقيم مسابقة الفائز سيعطيه جائزة قيمة
بدأ الجميع يتعلم السباحة فبعد نصف ساعة خرج الجميع وقد أنهكهم التعب ما عدأ ذو كان يهمه أن يتعلم أي شيء بأسرع ما يمكن وأن يصبح الأفضل
فبدأ الشيخ محمود يعلمه الطريقة الصحيحة في السباحة وبالفعل ومع مرور الأيام بان وأتضح للعيان الفرق الشاسع بين ذو ورفاقه وبعد مرور الشهران نصف الطلاب أنسحبوا وقالوا لا فائدة من المشاركة بالمسابقة ما دام ذو سيفوز بالجائزة
وبدأ السباق فلما وصل المتسابقون لنصف المسافة كان ذو قد أكمل كل المسافة
طبعا كان ذو يترقب ما الجائزة هل هي خيل عربي أصيل أو انجليزي عنيد
فلما كشف الشيخ محمود عن الجائزة كانت دراجه طبعا كل طالب تمنى لو كانت هذا الدراجة له ما عدأ ذو لم تعجبه الجائزة
ولكن لأن الشيخ أصبح يعرف حب ذو للتحديات فقال له أنت قد تجيد ركوب الخيل ولكن أتحداك أن تقود هذه الدراجة
ابتسم ذو وأراد أن يفعل بدل ما يقول أن ركوب الدراجه مثل الغسيل بالصابون
ولكن بعد أن ركب وتحرك بها سقط فنهض ثم سقط
فقال الشيخ محمود إذا أصبحت تعرف قيادة الدراجة فمر وأرني وبقي ذو يتعلم حتى غربت الشمس فأصبح قادر على قيادة الدراجة فتوجه إلى بيت الشيخ محمود فلما قابله الشيخ محمود سأله هل صليت فقال نعم فقال الشيخ لم أرك في المسجد قال ذو صليت في الخارج فقال الشيخ أياك أن يلهك أي شيء عن الصلاة في المسجد
ثم قال هل تعلمت ركوب الدراجة قال نعم فقال الشيخ أرني وبالفعل بدأ ذو يقود الدراجة دون أن يسقط
فقال الشيخ قف سأركب معك فلما ركب الشيخ مع ذو أختل توازن ذو وسقطا من الدراجة فقال الشيخ قلت لك أنت لن تجيد أن تركب الدراجة
رجع ذو للبيت في صباح اليوم التالي لم يذهب للمدرسة بل بقي يتعلم على الدراجة فوضع حجر ثقيلة تمثل وزن الشيخ وبالفعل أصبح متمرس وبعد أن صلى العصر وأنتهت الحلقة طلب من الشيخ يرافقه وبالفعل ركب الشيخ ولكن هذه المرة لم يختل توازنه ولكن الشيخ محمود بدأ يتحرك فأختل توازن ذو وسقطا فقال ذو أنت تحركت
فقام الشيخ وركب وقال لذو أركب خلفي وحاول أن تجعلني أسقط فحاول ذو بشتى الطرق فلم ينجح فبدأ الشيخ يضحك ويقول الخيل من خيالها
قال ذو بقي طريقة واحدة ستجعلك تسقط فقال الشيخ أفعل ما شئت فوضع يداه على عينا الشيخ فلم يعد الشيخ يرى فما كان منه إلا أن توقف وهو يقول يا لك من مخادع
عاد ذو وهو يفكر كيف يتدرب على موازنة الدراجة ومعه راكب متحرك
فتذكر خروف عند الشيخ معيض كان فحل الكل يستعيره من الشيخ
فذهب للشيخ معيض وقال أمي تريد أن تستعير الخروف الفحل فقال الشيخ معيض سوف أحضره لها بعد نصف ساعة فبدأ ذو يقول لا لا تتعب نفسك أنا سأخذه فقال الشيخ هل تستطيع فقال نعم فلما أوصل الخروف أدخله للحضيرة دون أن تعلم أمه وعند شروق الشمس بدأ ذو يتظاهر بالتعب فقالت له جدته إذا نم وأنا سأذهب للحضيرة أبحث عن بعض البيض فخشي أن ترى الخروف فيكشف كذبته
فنهض بكل سرعة وقال أنا سأحضر البيض فقالت أمه كيف تقوم بهذه السرعة وأنت مريض في المرة الأخرى قل لا أريد أن أذهب للمدرسة ولا تتظاهر بالمرض بعد أن أفطر أخرج الدراجة وذهب خلف البيت ثم ركب الخروف خلفه بعد أن قيده وربطه بمرتبة السيكل فبدأ يمشي ويسقط لأن الخروف يتحرك وأستمر على هذا الحال حتى صلاة الظهر وأستمر حتى اقترب آذان العصر
ونجح أخيرا في المحافظة على توازنه ولكن حدث ما لم يتمنى أن يحدث
حيث مر الشيخ معيض بجوار بيت أم خالد فرآها خارجة من الحضيرة فسألها ما فعل خروفه فأستغربت وقالت أي خروف قال الشيخ ألم ترسلي خالد بالأمس من أجل الخروف قالت لم أرسله فسمعت صوت خروف خلف البيت فقالت دعنا نرى مصدر الصوت فلما وصلوا بدأ الشيخ يضحك من منظر الخروف الراكب السيكل لكن أم خالد قست على قلبها فأخذب عصا وأتجهت إلى خالد وبدأت تجلده وخالد يتأسف وهي تقول مرتان تكذب علي وفي يوم واحد تدخل الشيخ معيض وأخذه معه للمسجد فبدأ الشيخ معيض يقول لما فعلت ذلك فأخبره بالتحدي الذي بينه وبين الشيخ محمود
فقال الشيخ معيض إذا سنراقب من النصر له
فلما صلوا العصر وأنتهى الشيخ محمود من حلقته خرج من أجل يتحدى ذو فلما ركب معه وبدأ يتحرك ولكنه فشل في إسقاط ذو
فما كان منه إلا أن وضع يداه على عينا ذو ولكن ذو كان أكثر خبث حيث رفع السيكل على العجلة الخلفية فسقط الشيخ محمود دون أن يسقط ذو والشيخ معيض كاد أن يموت من الضحك مما رآه
فجاء ذو إلى الشيخ محمود يتأسف مما فعله
ولكن الشيخ محمود أبتسم وقال هل جائزتي قيمة فقال ذو بل عظيمة فشكرا لك من أعماق قلبي
جاء الشيخ معيض إلى الشيخ محمود وهو يقول خدعك ذو العيون الصغيرة وذو العقل الكبير
فقال الشيخ محمود نعم أنه ذو الحيلة والدهاء
فقال الشيخ معيض أذكر صديق بدوي وصف لي ذو اقصد خالد مع أني لا أريد أن أقول عنه ذو ولكن من كثر ما سمعت الناس تقول له ذلك درج ذلك الأسم على لساني
أرجع لما وصفه صديقي البدوي بوصف لم يغب عن بالي لحظة
ولكني لم أسمع رأيك ياشيخ محمود عن خالد
فقال الشيخ محمود أن خالد يمتلك قلب لا يعرف الخوف ونفس لا تؤمن بالمستحيل
فقال الشيخ معيض وصفت فأوجزت فأصبت

خيال الخيال 20-09-11 01:12 PM

ذو العيون 12

عاد ذو لبيته وهو يعرف أن أمه غاضبه منه فبدأ ذو يناديها يا أم ذو العيون الصغيرة
فقالت ما حملك أن تسميني بذلك
قال اجبرني الناس على ذلك حتى الشيخ معيض يحاول جاهدا أن يسميني بإسمي لكنه يخطأ ويناديني بذو حتى أصبحت معتاد على هذا الأسم
وما دام أسمي تغير يجب أن يتغير أسمك
أبتسمت أم ذو( نزولا لرغبة ذو حيث لم يعد يؤثر عليه الأمر)
ثم قالت أعرف أنك تحاول أن تنسيني ما فعلت ولكن لن أنسى أتعرف لماذا
قال ذو لماذا
قالت أم ذو سأخبرك بالحقيقة كاملة أنا تزوجت من رجل ولم يعش إلا لثلاث سنين ثم توفى وأصبحت مسؤله عن طفلين تعبت في توفير المسكن والمطعم والملبس لهم صرت أخدم في كل البيوت أكنس اطبخ أهتم بماشيتهم من أجل أن أوفر المعيشة لي ولهم
فلما أصبحا كبيران كنت أظن أن أيام التعب ستولي فهم سيحملان الثقل عني
ولكن يا حسرة فواحد منهم لما أصبح معه القليل من المال أختار أمرأة لتكون زوجة له ما كان لأم على وجه هذه الأرض لتوافق أن تكون هذه زوجة لإبنها
فحاولت أن أقنعه أن هذه المرأة لا تبحث عن الستر وسوف تدخلك في ديون أنت في غنى عنها وأيضا لا زال الناس يعرفون تاريخها الأسود
ولكن لم يقتنع فخيرته بيني وبينها فأختارها فحينها تبرأت منه
أما الأخر فكان شره أكثر فهو لا يبالي إلا في ما يجده ممتعا
بل شوه صورتي أمام أهل القرية وفضحني فيها
فأحترت فيما أفعل فقلت في نفسي أن زوجته زوجة صالحة قد ترجعه لطريق الصواب
فكنت أعرف فتاة كانت خير وأجمل فتاة فذهبت لها وهذا الكلام الذي سأقوله لك لا يعلمه أحد غيرك
ثم نزلت عند قدميها أقبلهما
فرق قلبها لحالي فوافقت
فلما تزوجت أمك ولدي جابر أستغرب الناس وبدأ بعضهم بنشر الشائعات عن شيء حدث قبل الزواج
لأن أمك كانت فتاة جميلة وصالحه وكل شاب في القرية يتمنى لو توافق عليه
فالحسد أحرق بعض شباب القرية كيف تتزوج المها من شاب لا يعرف سوى إثارة المتاعب والمشاكل
فأعتقد أن أحد أصاب هذا الزواج بعين حاقدة حيث أن المها أذا دخلت بيتنا يغمى عليها فأضطررنا أن نبقي أمك عند أهلها فزاد من ذلك شك الناس
ولقد قلنا لهم الحقيقة لكن لم يقتنعوا بها
ثم أنجبتك أمك وبسبب نزيف حاد حدث بعد ولادتك توفت أمك
ثم بعدها بيومان أو ثلاثة أختفى أباك جابر ولم نعلم له مكان
فأنا لا أريدك تصبح مثك أبوك وعمك تتركني حينما أحتاجك
أبتسم ذو وقال يا جدة
فقاطعته أم ذو وقالت قل يا أمي أو أغضب عليك
فقال ذو يا أمي لن أكون مثلهما فأنتي قد قلتي لي أجمل خبر
فأراد أن يخرج من البيت فسألته لماذا تريد الخروج في هذا الوقت
فقال ذو لكي أخبر أهل هذه القرية بالقصة الحقيقية
فأمسكته وقالت لو أراد الناس ان يقتنعوا لأقتنعوا من ذلك الوقت
ولكن أنت كن واثق من الداخل بأن هذه الحقيقة لتشعر بالسعادة
ثم أخرجت من جيبها شيء ووضعته على رقبته وقالت هذه أيات أتيت بها من شيخ بإحدى القرى المجاورة لا تجعلها تبتعد عن رقبتك
وكانت أم ذو تضع واحدة أخرى على رقبتها
خرج ذو ليصلي العصر فلما أنتهى من الصلاة وجلس يقرأ القرآن مع الشيخ محمود فسأله ما هذا الذي تضعه على رقبتك
فأجاب ذو أنها بعض الزينة التي أعتاد ساكنوا هذه الجبال على لبسها
فأكمل الشيخ محمود حلقته
لأنه في بداية الأمر حسبها تمائم

خيال الخيال 20-09-11 01:27 PM

ذو العيون 13

بعد أن أنتهى ذو من حلقته ذهب لإسطبل الخيل فلما لقي السيف أخبره بما أخبرته جدته
ثم بدأ ركوب الخيل
ذهب السيف إلى الشيخ معيض وأخبره بما سمعه من ذو
فذهب الشيخ معيض إلى أم ذو وبدأ يعاتبها ويقول لماذا زيفتي الحقيقة التي بدأ ذو يتعايش معها لماذا تريدي أدخاله دوامات من الصراعات ضد نفسه وضد مجتمعه وهي صامته تستمع فلما سكت قالت هل تريدني أن أقول له أنك أبن غير شرعي أم تريد أن أسميه كما يسميه عبدالرزاق وأبنه بإبن الشوارع
قال الشيخ معيض لم أقل هذا ولكنه يوما من الأيام ستظهر له الحقيقية فحينها أخشى أن تتغير نظرته لك
قالت قد وضحت له أن الناس لن يصدقوا ذلك
فلن يجد أحد يؤكد له حقيقة ما حدث
فالمها قد ماتت وجابر قد أختفى وأشك أنه باقي على قيد الحياة

ومع مرور الأيام أصبح النقاش يتصاعد ما بين نمر وبين ذو
حيث أصبح ذو يحاول أقناع الجميع بما حدث
فقال نمر إذا غدا نذهب ونسأل عمك حسن وانت ستسمع ما سيقوله عمك حتى تقتنع
فرجع ذو إلى البيت وأخبر جدته بالموعد الذي حددوه مع عمه حسن
فلما أظلم الليل قالت أم ذو ما رأيك نزور عمك حسن فذهب ذو مع أمه فلما طرقت أم ذو الباب فتح حسن فشعر بشيء من الخوف لقدوم أمه في هذا الوقت فلما رأى ذو معها لم يقل لها تفضلي
خوفا أن يغضب زوجته لأنها ترى ذو أبن من نزوة شيطانية
كانت أم ذو تعرف أن القرار ليس بيد أبنها حسن وأنما بيد زوجته فرفعت صوتها تنادي أم سلمى وقالت أنا أعرف أني لا أحتاج أن أرفع صوتي فأنتي تسمعيني ولو همست همسا
فخرجت أم سلمى وملامح وجهها قد بان عليها الغضب فقالت نعم ما تريدين
فقالت أم ذو تريدينا أن نبقى على حافة الباب فقالت أم سلمى أنت تفضلي أما من معك فلا وألف لا (وكانت تقصد ذو)
قالت أم ذو لا مانع أن أتكلم من عند الباب ولكن أخشى على سمعتكم
فعرفت أم سلمى ما تقصده فأدخلتها مع ذو على مضض
فطلبت أم ذو من ذو أن يذهب ويلعب مع بنت عمه سلمى
لكن أم سلمى أنفعلت وقالت إلا هذه فبنتي لا تلعب مع
فقاطعتها أم ذو وقالت لا تلعب مع أولاد مع أن أم سلمى كانت تريد أن تقول أبن شوارع
لكن أرادت أم سلمى تكرار ما قالت فعاجلتها أم ذو وقالت هل تذكرين أسامة وأنت يا حسن إلا تذكر صديق شقيقك جابر
أعتقد أنك تعرف أخلاقه جيدا وأن كنت لا تعرف فأنا سأدلك على من يعرفه عز المعرفة فقد كان بين أم سلمى وأسامة قصة غرام فاشلة لم تنتهي بالزواج
فخشيت أم سلمى أن تعيد ماضيها الأسود وقالت كفى أذهب يا فتى وألعب مع سلمى
ثم قالت ماذا تريدين
فقالت أم ذو أريد حسن غدا أن سأله الأولاد عن ذو أن يقول الكلام الذي سأقوله الآن
وبعد أن أنتهت من الكلام الذي على حسن قوله قالت إن قلت غير هذا الكلام فأنا أيضا عندي كلام عن عاشقان كانا يتقابلان في الظلام ويعصيان الرحمن
عرف حسن أن أمه تقصد زوجته فصرخ بأعلى صوته وقال أن أم سلمى تابت إلا تفهمي
فأبتسمت أم ذو وقالت أن كانت زوجتك تابت فذو بريء بريء من أخطاء غيره
ثم نادت أم ذو ولدها وقبل أن تغادر قالت أتمنى أن لا تجبرني على قول ما لا أحب

فما كان من أم سلمى إلا البكاء والدعاء على من ظلمها وهي تقول أمك تكرهني كرها شديدا فقال حسن لا عليك غدا سأسمع ولدها ذو كلاما أجعله يموت مكانه
فسكتت أم سلمى من البكاء فهي تعرف ما قد يحدث إن خالف حسن قول أمه فبدأت ترجو حسن أن لا يثير المشاكل
لكن حسن أصر على كلامه حينها صرخت أم سلمى في وجهه وقالت إن قلت كلام غير ما قالته لك أمك سأترك لك البيت
حينها رضخ لأوامر زوجته
ولما مر اليوم الثاني وبعد أن أنتهى الأولاد من حلقة القرآن
ذهبوا إلى الشجرة المعمرة(سميت بذلك لطول حياتها) تواعدوا أن يلتقوا فيها لأن أبو نمر رفض أن يجعل ولداه مشبب و نمر أن يذهبا لحلقات تحفيظ القرآن فألتقوا بنمر عند الشجرة المعمرة
فلما وصل ذو و نمر والأولاد سألوا حسن عن قصة المها وجابر
فقال حسن ما طلبت منه أمه قوله فغضب نمر وقال لحسن أنت كذاب قد سمعتك في مجلس أبي تسب أخوك جابر وتقول فضحنا مع بنت أبو سالم وأبلشنا بهذا الولد الحرام
لكن حسن أنكر هذا الكلام
رجع ذو إلى البيت ومن شدة السعادة نسي أن يذهب لإسطبل الخيول التي يحبها لأنه يريد أن يخبر جدته بما حدث

خيال الخيال 20-09-11 01:38 PM

ذو العيون 14

ومع مرور الأيام بقي نمر ينعت ذو بإبن الشوارع فلم يعد يحتمل ذو ذلك فذهب للشيخ معيض وسأله وقال إذا لقيت كلب ينبح عليك فهربت منه ماذا يحدث
قال الشيخ معيض يشتد نباح الكلب
فقال ذو وأن رميته بحجر قال الشيخ يسكت ويفر
قال ذو فأنا كلما هربت من نمر زاد من وقاحته فأنا أريد منك الأذن قبل أن أغير ملامح وجهه
قال الشيخ معيض يا بني وكما قيل أبعد عن الشر وغني له
ثم مسح على رأس ذو وهو يقول أصبر سيأتي الفرج
شعر ذو بأنه يكاد أن ينفجر من الغضب فبدأ يفكر في شيء يفجر فيه غضبه
وبالفعل ذهب ذو إلى بعض أشجار الطلح وبدأ يقطع منها بعض الأشواك ثم ذهب لبركة الماء الذي تجمعت بعد سقوط الأمطار
وبدأ ذو يمسك بالضفادع من جوار البركة ثم يغرس الأشواك التي معه في عيناها ويبقى يراقبه وهي تتألم وتحاول العيش وهو يتلذذ بذلك لأنه كان يتخيل أن هذه الضفدع نمر بن عبدالرزاق
ولكن المشكلة التي رأها هو أن الضفدع لا تموت إلا بعد مرور وقت كبير وهذا يسبب له الملل
فبدأ يفكر بطريقة تجعل الضفدع تتألم لبضع دقائق أو حتى ساعة ثم تموت
فلما وصل البيت سمع صوت أمه تصرخ من الحضيرة فأسرع لها فلما دخل وجد أمه واقفة ومعها عصا طويلة وبجانبها دجاجة قد ماتت وهي تقول لقد أختبأ تحت أحواض الماء
نظر ذو وقال من الذي إختبأ فقالت أمه الثعبان أذهب إلى بيت فايع وقل له وجدنا في حضيرتنا ثعبان
وبالفعل نادى ذو فايع فلما وصلا إلى الحضيرة طلب فايع من أم ذو أن تذهب للبيت مع ولدها فخرجت أم ذو ونادت ذو ولكنه رفض وقال سأبقى معك
فقال فايع أخشى أن ينقض عليك الثعبان فيؤذيك
قال ذو لن يصل لي
كانت أم ذو خائفة على ولدها فأعادت النداء له
أحس فايع أن هذا الفتى عنيد ولن يستجيب لأمه فقال لها لا تخافي على أبنك فبإذن الله سأحميه
فبدأ فايع يبحث عن الثعبان وذو كان يقلب الدجاجة الميتة ثم قال ذو كيف تموت هذه الدجاجة من عضة مثل هذه وأشار لعضة الثعبان على جسد الدجاجة
فقال فايع لم تمت من العضة وأنما من سم الثعبان
فقال ذو وما هو السم
لكن فايع بدأ يقول أنصت ها هو ذا وبدأ يدخل عصا ليسحبه إليه ولما أخرجه من تحت أحواض الماء أمسكه من رأسه وقال يا ذو إذا أمسكت الثعبان من رأسه فسيصبح ما دمت ممسك رأسه حيوان أليف ولكن أن تركت رأسه فأنه يتحول حيوان مفترس
ثم بدأ فايع يفتح فم الثعبان ويضعط عليه ليخرج السم ثم يقول أنظر يا ذو هذا هو السم الذي قتل الدجاجة
فقال ذو هل أستطيع أن أمسك بالثعابين مثلك
فقال فايع أنا لن أقول لك تستطيع أو لا تستطيع وأنما سأوضح ذلك بشرح مختصر ثم توجه لمكان شبه المغلق بحيث يستطيع أن يطلق الثعبان ثم يحاصره
ثم اطلق فايع الثعبان وقال إن كان قلبك يسكنه الجبن ويمتلكه الخوف وينتشر فيه الذعر فإن الثعبان سيصدر أصواتا ويركز نفسه فأن عرف أنك من النوع الذي يخاف فأنه يزيد في ذلك حتى تفر ثم يولي هاربا
أما أن كنت ممن كان نصف قلبه شجاع والنصف الأخر يملأه الحرص فأنت ستستخدم عصا تضغط بها على رقبته ثم تمسكه
أما أن كان قلبك كقلب فايع وأنا أختصر كل المعاني التي تصف القلب الشجاع بقلب فايع
فأنت تستطيع أن تمسك الثعبان بيدك
فقال ذو هل قلب فايع أشجع من قلب ذو
فقال فايع نعم والبرهان بيدي وأشار للثعبان
ثم رماه مرة أخرى لكي يحرج ذو وقال هذا الثعبان أرني أي الأنواع هو قلبك
فأنقض ذو على الثعبان وأمسكه من رأسه ثم أدخل رأس الثعبان وهو ممسك به بين أسنانه ثم عضه بكل قوته فأخرجه من فمه بعد أن مات الثعبان وقال هذا ما يفعله قلب ذو فأرني ما يفعله قلب فايع
وقف فايع مندهش مصدوم مما شاهده وبدأ فكره يسرح في شائعة كان قد سمعها عن وجود ذئاب بشرية فشعر أن هذا الولد من هذا الجنس فبدأ يركض من شدة الخوف وهو يقول ما هذا ببشر
نظرت أم ذو لفايع وهو يركض فأستغربت فذهبت للحضيرة فرأت الثعبان مهشوم الرأس و ذو يحمله فقالت هل قتله فايع فقال نعم
ثم قالت ما به يركض هكذا فقال ذو قال أنه نسي في بيته الكيس الذي يضع فيه الثعابين مفتوح فخاف أن تهرب داخل البيت
ولم يعرف أحد قط بما حدث داخل الحضيرة

خيال الخيال 20-09-11 01:47 PM

ذو العيون 15

وبعد أن عرف ذو أن سم الثعابين فتاك أصبح يبحث عنها لكي يستخرج السم منها
وبالفعل كان يمسك الثعابين ويستخرج سمها في صحن ثم يضع الشوك في الصحن لكي يمتلىء بالسم
ولكن المشكلة أن الشوك ينكسر و يتهشم وبدأ يبحث بديلا عنها وبالفعل وجد الإبر التي تستخدمها أمه في رقع الثياب وبدأ يبحث عن أي إبراة تصل له يده
حتى ألتقى ببائع متجول يأتي إلى القرية كل شهر وأشترى منه جميع الإبر التي معه
وبعد أن ذهب جاء بعده السيف لهذا البائع فأم سليمان التي هي زوجته طلبت منه أن يحضر لها إبر فلما طلب من البائع ذلك قال البائع قد أشتراها كلها قبلك فتى عيونه صغيرة
عرف السيف أنو ذو ولكنه أحتار ما الذي يريد بجميع هذه الإبر ولكنه لم يهتم لذلك
وبدأ ذو يضع الإبر التي معه في الصحن المليء بسم الثعابين ويتركها لعدة أيام ثم يخرجها ويضعها في علبة محكمة ثم إذا أمسك بضفدع أخرج هذه الإبر من جيبه ويغرسها في عينا الضفدعة ثم يراقبها وهي تصراع الألم وما تلبث دقائق معدودة حتى يفعل السم مفعوله فتموت الضفدعة من أثر السم
ثم ينزع الإبر ليستخدمها في ضحية أخرى أستمر ذو على هذا الحال لعدة أيام
حتى لاحظ السيف أن هناك ضفادع كثيرة ماتت بجوار بركة الماء فخشي أن هناك ثعبان فتاك يقوم بذلك فخاف أن يهاجم هذا الثعبان الأولاد الذين يسبحون في البركة فبدأ يجلس خلف صخرة كبيرة ويراقب ما يحدث حول البركة وكان بحوزته عصا طويلة ليستخدمها في قتل الثعبان إن ظهر
ولبث اليوم الأول ولم يظهر شيء وفي صباح اليوم التالي وكان قد غلب على السيف النعاس لكن أصوات صادره من جوار البركة تشبه خطوات إنسان فشاهد العجب
حيث رأى ذو وهو يمسك بضفدع ثم يغرس شيء في جسد الصفدع لم يستطع السيف رؤية ما يغرسه ذو بجسد الضفدع
ثم أنصرف ذو فخرج السيف وأتجه إلى المكان الذي كان ذو يجلس فيه فوجد الضفدع قد مات وعيناه تنزف دما فعرف أن ذو غرس شيء حاد في عينا الضفدع تعجب السيف من وحشية ذو وعدم رحمته
وذهب إلى الشيخ معيض ليخبره بما رأى
طبعا لما عرف الشيخ معيض بذلك عرف أن ذو يغلي من الداخل وأن لم يوقف عبدالرزاق وأبنه ومن معهم من السخرية من ذو فقد تصبح الأمور خارج السيطرة
ومرت الأيام وبعد أن أستمتع ذو ورفاقة بإجازة العام الدراسي
بدأ العام الدراسي الجديد وكأنهم لم يقضوا يوما واحدا في الإجازة لسرعة مرور الأيام
أصبح ذو في الصف الثالث الإبتدائي وكعادته كان معلميه يثنون عليه فهو يمتلك سرعة فهم وسرعة حفظ مذهلة
وبعد أنتهاء وقت الدوام وأخذه لقسط من الراحة في البيت ذهب للمسجد لصلاة العصر وبعد أنتهاء الصلاة جلس ليسمع سور الإخلاص و المعوذتين بأخر ما تعلمه من السبع القراءات
وبعد أن أنتهى قال الشيخ محمود أنت أصبحت مجاز في تعليم الأخرين القرآن بالسبع القراءات وأتحدى أحد يسمع قراءتك ثم لا يجيزك
وعندي لك أقتراح أن كنت تريد الإستمرار معي فقال ذو ما هو
قال الشيخ تبدأ معي في حفظ الأحاديث التي وردت بصحيح البخاري
فوافق ذو بشرط أن يمنحه إجازة اسبوع لكي يستمتع بها في ركوب الخيل لوقت أطول
فوافق الشيخ محمود
ولما كان ذو ذاهب لإسطبل الخيل وجد السيف ومعه عبدالرزاق ومعه أبنه نمر فلما رأى عبدالرزاق ذو قال للسيف ما رأيك نجري سباق بين إبني نمر وبين هذا الفتى الذي علمته ركوب الخيل
فوافق السيف على ذلك لكن ذو رفض فأمسكه السيف وقال هل ترد كلمتي ثم تنحى جانبا بعيدا عن مسامع عبدالرزاق وقال له يا ذو أن هذا الرجل يتباهى بحصانه الأبيض ذلك وأيضا يظن أن أبنه نمر أنه أمهر من تعلم الفروسية
فقال ذو أخشى أن إذا فزت عليه يسبني وأنا صبري قد نفذ منه
قال السيف لا تقلق أنا سأردعه وأشرط عليه أن لا يتفوه بكلمة أن هزم
فبدأ السباق حيث ركب ذو خيل كان ثاني أسرع خيول السيف بعد المشهر وكان هذا الخيل لا يسمح لأحد غيره أن يمتطيه لشدة محبة السيف له وكان يسميه بالريح
وقبل أن يبدأ السباق جاء بقية الطلاب من الحلقة ليتعلموا ركوب الخير ولكن الآن عليهم مشاهدة السباق فلما بدأ السباق أنطلق ذو بسرعة جنونية وأصبحت المسافة بينه وبين نمر بعيدة جدا فلما وصل النهاية جعل الخيل يدخل بالخلف أي مؤخرة الخيل قبل رأسه ليهين بذلك نمر
فلما وصل نمر وهو يشاهد ما فعله ذو
غضب وقال هل تهينني يا أبن الشوارع فلما سمع السيف ذلك أمسك بخيل نمر وقال أخرج من أسطبلي ولكن جاء عبدالرزاق وبدأ يعتذر من السيف على وقاحة إبنه
وقال لم يفز هذا الفتى على نمر بمهارته ولكن بسرعة خيلك الريح فأنا أعرف أنك لا تسمح لأحد أن يركب هذا الخيل غيرك فليس عدلا أن يركب هذا الفتى خيلك الريح
وكان ذو صامت يستمع وهو يعرف أن عبدالرزاق يستخدم كلمة الفتى من باب التحقير له
ثم قال عبدالرزاق إن كان سيركب هذا الفتى خيلك الريح فيجب أن نغير المسابقة لتصبح من يسقط الأخر من على خيله
لكن السيف رفض ذلك
ولكن ذو أمسك بكتف السيف وهو فوق الخيل وقال أنا وافقت لما ألحيت علي مسابقته فأن الآن أطلبك وألح عليك أن تمنحني أن أخوض مسابقته الثانية
علم السيف أن ذو يفكر في أمر ما
فوافق السيف ولكنه أمسك بذو وقال له أسقطه فقط ولا تؤذه
وبالفعل بدأ السباق فيمن يسقط الاخر من فوق خيله وكان ذو يحمل غلا في قلبه
فلما أقترب ذو من نمر رفع ذو رجله وضرب بها وجه نمر بكل قوة فسقط نمر من على خيله ثم أراد ذو أن يطأ بالخيل على نمر الذي وقع مغشيا ولكن الخيل الأصيل كحال الريح أبى أن يستجيب لما أراده ذو ولكن ذو شد عليه وأراد إجباره لكن السيف أندفع بسرعة وأمسك بخيله ثم قال لذو أنزل ثم أرحل من هنا
كان السيف يريد من ذو أن يذهب لكي يحاول حل الأمور مع عبدالرزاق
لكن عبدالرزاق بعد أن رأى إبنه شبه الميت أندفع لذو يريد ضربه لكن السيف حال دون ذلك وبدأ يمسك بعبدالرزاق ويحاول تهدئته فلما أحس عبدالرزاق أنه لن يستطيع أن يصل له بدأ يسبه بكلام طالما كره ذو سماعة وبالذات كلمة يا إبن الزنا
فخاف السيف من أن تزداد المشاكل فالتفت إلى ذو وهو واقف ملتزم الصمت فصرخ في وجهه وطرده من اسطبله
خرج ذو وهو يكتم غضبه فكل النظرات تنظر له بمقت مع أن هذه النظرات قبل قليل ولما كان نمر يسبه كانت تنظر له بالشفقة
خرج من الإسطبل يركض فلما وصل إلى البيت وجد أمه خارجة من الحضيرة فأندفع لها وبدأ يبكي يبكي يبكي بكاء مرير

خيال الخيال 24-09-11 05:48 PM

ذو العيون16

عرفت أم ذو أن أحدا قد سبه وعيره
فبدأت تبكي معه ومن شدة غضب أم ذو بدأت تصرخ يا جابر ياجابر ياجابر
وفجأة سمعت شخصا واقفا يقول لبيه يا أماه لبيه
فأمعنت النظر فإذا بها ترى إبنها جابر فشعرت بشعور غريب هل تبكي لعودة جابر أم تفرح هل عودته ستكون خيرا أو شر
فقالت أم ذو وهي تحاول أن تكذب ما ترآه هل أنت جابر
فأجاب نعم أنا إبنك جابر
فلما سمع ذو ذلك توقف عن البكاء وبدأ يلتفت ليرى ولإول مرة أباه
فلما نظر ذو إلى أباه أرتعب ولأول مرة يشعر بالخوف وهو يقول في نفسه هل هذا الوحش أبي
أما نمر فقد حمله أبوه وذهب به للمركز الصحي وأجتمع أهل القرية في المركز بما فيهم الشيخ معيض والسيف
فطمأنهم الطبيب على صحة نمر وأنه سيفيق بعد دقائق وبالفعل أفاق نمر ولكنه يشعر بألم في أنفه فلقد كسر ذو أنفه بركلته القوية
فدخل مشبب أخو نمر وكان بالمرحلة الثانوية فلما رأى وجه أخيه قد شوه استشاظ غضبا وبدأت أعصابه تتفلت ثم أقسم بالله أن يقتل ذو بيده فبدأ الناس يحاولون تهدئته دون جدوى
فأتجه الشيخ معيض والسيف إلى عبدالرزاق وطلبا منه أن يساعدهم في نزع غضب إبنه فنظر عبدالرزاق إليهم بغضب وقال ليس مشبب الذي سيقتله بل أنا من سيقتله فأخرج خنجره وبدأ يركض خارج المستشفى وتبعه إبنه مشبب تعثر الشيخ معيض مع الزحام لكن السيف أمسك به فقال الشيخ معيض دعنا نتبع عبدالرزاق وإبنه قبل أن يقتلوا ذو
وبالفعل بدأت الناس تركض خلفهم
لكن مشبب ولأنه بريعان الشباب بدأت خطواته تسبق أباه وأباه ينظر له وهو يصرخ نعم الشبل أنت
أحس عبدالرزاق بالسعادة لما رأى إقدام إبنه وجسارته
سمعت أم ذو صرخات عبدالرزاق وإبنه ورأتهم يركضون بأتجاه بيتها فقالت اليوم يوم الملحمة وتقصد المعركة ثم طلبت من ذو أن يأخذ الفأس ويدافع به عن نفسه ثم أتجهت إلى قطعة عصا فأخذتها ثم أتت بها مسرعة
وجابر يناظر لولده وهو يحمل الفأس ثم ينظر لأمه وهو تسرع متجهة نحوه فقدمت له العصا فنظر لأمه وهو بغاية الإستغراب فقالت أمه إلا ترى عبدالرزاق وإبنه يركضون نحونا والخناجر بأيديهم
فضحك وقال من متى أصبح عبدالرزاق وإبنه رجال دعيك منهم فأنهم مجرد فئران
حين يروني سيهربون
وأيضا أنا لا أحتاج لعصاك فأنا أمتلك أشد منها وأشار بيده وكان جابر جالس وظهر للقادمين
فلما إقترب مشبب بدأ يتأمل من هذا الرجل الذي معهم الذي لم يحرك ساكنا بل أنه ملقي لنا بظهره فلما أقترب قليلا توقف وهو يقول إنه هو إنه هو
كان جابر بالماضي كلما التقى مشبب وهو لا زال صغير يضربه ضرب مبرحا فأن سألوا جابر عن السبب يقول لا أحب أن أرى وجهه حتى أصبح مشبب أن رأى جابر يطلق ساقيه للرياح
أستغرب عبدالرزاق فلماذا توقف إبنه فلما اقترب من إبنه سمع إبنه يقول إنه هو فنظر عبدالرزاق فرأى ظهر هذا الرجل فقال لا ليس هو
فقال إبنه أقسم أنه ظهر جابر
فبدأ الرعب يسري في جسد عبدالرزاق
وكان الشيخ معيض يركض خلفهم وكانت المسافة لا زالت بعيدة بينهم فلما شاهدوا عبدالرزاق وإبنه واقفان مع أن ذو أمامهم شعروا أن هناك أمر عظيم
فوقف السيف وقال إنه ظهر جابر فنظر له الشيخ معيض وقال أمتأكد أنت قال السيف كما أني متأكد أنك الشيخ معيض

فلما رأت أم ذو أن عبدالرزاق وإبنه قد أوقفهم الخوف سألته بصوت عالي من إبن الزنا يا عبدالرزاق
فقال عبدالرزاق أنا أبن الزنا وهذا وأشار لإبنه مشبب أبن *****
ثم بدأ يتراجع ثم بدأ يركض هو إبنه هربا من جابر
فلما وصل الشيخ معيض ومن معه تقدم الشيخ وقال أنت جابر فالتفت جابر له وقال ألم تعرفني أيها الشيخ الهمجي
فلم يرد عليه منهم أحد لكن ذو وقف في جه ابيه وقال بل أنت الهمجي
فقال الشيخ أسكت يا ذو فمهما أخطأ أباك فهو لا زال ضيفا علينا له حق الضيافة وغدا سنقيم له وجبة غداء بمناسبة رجوعك بخير وسلامة
ثم أنصرف
فنظر جابر إلى إبنه وقال يبدوا أن أهل القرية أفسدوك علي
ثم ذهب للبيت وبقي نائم حتى عصر اليوم التالي فلما أفاق سأل عن ذو فقالت هو الآن في الحلقة يتعلم القرآن والحديث وبدأت أمه تحدثه عن ذو وما فعله فلقد حفظ القرآن كاملا وليس وحسب بل وأيضا أجاد قراءة القرآن بالقراءات السبع وأيضا
فقاطع جابر أمه وقال هل سيعود أم أذهب وأحضره
فقالت قد قلت له أن يأتي بعد أن ينتهي من الحلقة وبالفعل لم تمر دقائق معدودة إلا و ذو أمام أبيه فأمسكه بيده وبدأ يمشيان ولم يكن ذو يعرف أين أبوه يريد أن يأخذه
فتوجه جابر لبيت أبو سالم ليصفي حسابه مع سالم فهو لا يزال يذكر اللحظة التي دخل سالم فيها غرفته وهو في حالة سكر شديد وكان يريد من ذلك أن يقتل جابر إبنه
فأراد أن يهينه فلما وصل البيت تقابل وجها بوجه مع مشبب فلما رأه بدأ يركض بأسرع ما يمكن وهو يصرخ أهرب يا أبي جابر قد أتى
فسمعه عبدالرزاق فخرج وهو يعتذر ويحلف ويقسم أن ما حصل منه كان نزوة شيطان
بينما كان جابر ينظر بإستغراب فقال ما الذي جاء بك هنا فعرف عبدالرزاق أن جابر يبحث عن سالم فأخبره أنه قد باع كل ما يملك له
فقال جابر كنت أعرف أنه ما فعل ما فعله إلا وهو مخطط للهرب
فقال جابر سوف أذهب أنا وذو إلى المرعى الذي يقع خلف بيتك فرحب عبدالرزاق به وقال هل تريد أن أرسل لك قهوة أو شاهي فقال جابر لا فقال عبدالرزاق فستجد ماشيتي هناك فخذ الخروف الذي يعجبك فنظر له جابر وقال إذا أردت خروفا فلن أنتظر أذنك
ثم قال تذكرت أين أخوك أسامة فقال عبدالرزاق أنه ذهب هو وزوجته وإبنه إلى القرية المجاورة من أجل أن تزور زوجته أمها وأباها
فقال جابر أن عاد فأخبره أني وصلت

خيال الخيال 25-09-11 12:58 PM

ذو العيون17

فبينما هما يمشيان قال ذو لأبيه لماذا لم تحضر الغداء الذي أقامه الشيخ معيض لك
فنظر جابر وقال ما كنت لاحضره
فقال ذو إذا لماذا وافقت
فقال جابر وهل تريد أن أعود ولا أحد يأبه لأمري أن الشيخ معيض لما دعاني للغداء لم يدعني حبا بي او فرحة بقدومي وأنما قام بذلك مع أنه يعرف أني لن آتي لكي اكف شري عنه
لأنه يعرف أنه أن لم يقم لي الوليمه سأعتبر الأمر إهانة لي
يحق لي بعدها أن أعاقب جميع أهل القرية بطريقتي
أبتسم ذو ساخرا من أبيه وقال يبدوا أنك لم تقع بيد السيف لتعرف أنك لا تستطيع أن تفعل شيء
إن ما أقامه الشيخ معيض من وليمة غداء لك أنما كان ذلك بسببي لأنهم يحترموني ويحبوني
ضحك جابر من كلام ابنه ولكنه ظل ساكتا
حتى وصلا عند صخرة جلسا بجوارها ثم بدأ جابر يتأمل وجه أبنه
و ذو مندهش من نظرات أبيه التي يتضح أنه نظرات تدقيق وتفحص
ثم بدأ جابر يضحك بهستيريه
ثم قال أتعرف يا ذو أن ملامح وجهك ذكرتني بالمها ما عدا عيناك الصغيرتان القبيحتان التي أخذتهما مني
فغضب ذو وقال بصوت عال خسئت والله لو صدر هذا الكلام من غيرك لقطعت لسانه
فزاد جابر ضحكا بصوته المرتفع الاجش ثم قال لست أخشى عليك الآن من صبيان القرية لأن عيناك تشبه عيناي التي نفذ رعبها في قلوب ساكني هذه القرية
أحس ذو أن أباه لا يحترم أحدا أبدا ولا يجيد أنتقاء كلماته
فقام من مكانه وقال العيب ليس عليك وأنما على من يجالسك ثم أراد أن يغادر المكان
لكن جابر سكت وبان الغضب في وجهه ثم قال بصوت مجلجل
يا ولد قف مكانك وعد وإلا والله لأجعلك تندم
فوقف ذو ورجع مكانه لأنه أحس أن أباه ليس ممن يقول ولا يفعل
ثم قال جابر أنظر خلف هذه الصخرة
فنظر ذو خلف الصخرة ولم يرى شيء
فقال جابر أتعرف أني أمضيت ثلاثة أيام خلف هذه الصخرة من أجل عيون المرأة التي أنجبتك
أن عيناها الكبيرتان هي السبب الحقيقي فيما حدث
بل أن عيناها الواسعتان هي أشرس مجرمتان قد رأتها عيناي
فمن تقع ناظريه عليهما تجعله أسيرا شارد الذهن مسكينا
بل تجعلانه يفعل أي شيء من أجل أن يصل إليهما
فقال ذو أتقصد أمي
فضحك جابر نعم أقصد أمك التي سنحت لي الفرصة الإمساك بها هناك (وأشار لمكان يبعد عنه أمتار ترعى فيه الماشية)
ثم قال كنت أراقب المكان فلم أرى أحد سوى المها التي كانت تدير لي ظهرها دون أن تعلم أني خلف الصخرة
فلما تأكدت أن أباها ليس معها تسللت إليها فلما أمسكتها ونظرت في عيناي أمتلكها رعب شديد لدرجة أنها لم تتجرأ أن تقاوم
بل أحسست أنها فقدت وعيها حينما نظرت لعيناي البشعتين
ثم فعلت بها ما أردت ثم تركتها
وكنت متأكد أنهم سيأتون لي يطلبون مني أن أتزوجها لكي استر الموضوع
فقال ذو وهل جاءو
قال جابر نعم
فقال ذو منهم
فقال جابر أرسل لي أخو التي أسميتها أمك الشيخ معيض ثم السيف
فقال ذو ثم ماذا حدث
فقال جابر جلست أماطلهم ثلاثة أشهر لأنهم أشترطوا علي أن يكون زواج دون دخول
ثم أغروني بالمال فوافقت على شرطهم
فقال ذو والله لو كنت موجود في ذلك الوقت لما رضيت بأقل من رأسك أيها الوغد

ثم قام ذو يركض مسرعا إلى بيته
وهو يكلم نفسه ويقول أن ما كان نمر يقوله عني كان حقيقة الكل يعرفها ما عدا أنا الذي تمسكت بأكاذيب جدتي

فلما دخل البيت وجد جدته تنظف البيت فلما أقترب منها ناداها يا جدة
سمعت أم ذو كلمت ياجدة لكنها لم ترد
لأنها كانت لا ترد عليه إلا إذا ناداها بأمي
لكن ذو ناداها مرة أخرى بجدتي فلم ترد
فكرر ذلك ثالثة ورابعة ولكنها لم ترد
فقال يا أم جابر هل كنت تكذبين علي
حينها نظرت أم جابر له وفزعت وخافت أن يكون أبنها السكران جابر قد أخبره بما فعله بأمه المها
فقالت أم جابر بدهاء هل تقصد العشاء الذي وعدتك به
فلك وعدا مني أني سأعده لك في الغد
أبتسم ذو وقال لا تتهربي يا جدتي فأنتي تعرفين ما أقصد
لماذا كذبتي علي
حينها ايقنت أم جابر أنه أكتشف الحقيقة فوضعت يدها على رأسه تمسحه وهي تقول من حبي لك فعلت ذلك
حينها قال ذو فأسمحي من اليوم وصاعدا أناديك جدتي
لأن أمي التي أنجبتني لو كانت على قيد الحياة لكانت لعنتني ولعنت من فعل بها هذا العار
فأنا يا جدتي عار أنجبته أمي فجلبت لنفسها ولأهلها العار
فأنا سأحاول من الآن وصاعد أن أنسى كلمة أمي حتى لا أتعذب بذكرها فما أقبح أن يشعر الفتى أن أقرب الناس له وأرقهم وأرحمهم تكرهه
فبدأت أم جابر تبكي وتدعو على جابر فهو من تسبب في كل هذه المشاكل

خيال الخيال 26-09-11 01:08 PM

ذو العيون 18

بينما كانت أم جابر (أعدنا لها أسمها نزولا عند رغبة ذو)
تبكي دخل جابر وهو في قمة غضبه لأنه أعتبر إنصراف إبنه من عنده إهانة لم يتجرأ أحد على فعلها
فلما رأته أمه وقفت والشر يتطاير من عيناها ثم قال أخرج أيها الولد العاق لم أعد أريد أن أراك في هذا البيت
فقال جابر
مما أنتي غاضبه فلم أفعل لكي شيء يغضبك
فقال أم جابر وهل تسأل عما أغضبني كل افعالك تغضبني تتباهى بما فعلته بأم ذو أمام ذو
هيا أخرج من هذا البيت ولا تعد إليه
كان جابر يعرف حب أمه لذو
فقال إذا ما دمتي طردتني من بيتك فسوف أخذ أبني ذو
فقالت أم جابر وما شأنك بذو فأنت قد تركته بلا رحمة وهو لا يزال رضيع في غرفة لا تسكنها حتى الحمير
والآن تقول إبنك
فقال جابر مهما صدر مني أتجاه أبني فأنا أحق الناس به
فلما سمع ذو ما يحدث خرج وهو في قمة هيجان الغضب
وبدأ يسب أبوه ويقول من أنت أيها الرجل السكران الوضيع لكي تكون أحق الناس بي
حينها أكتمل غضب جابر فأمسك برأس ذو وأراد أن يضرب به الجدار لكنه أحس أن شيء قد لامس ظهره فلما إلتفت وجد أمه وبيدها مسدس
فقالت اقسم بالله لو ضربته ساجعل هذه الطلقات تخترق ظهرك
فقال جابر صدقتي فأنتي ممن يقول ويفعل
ثم رفع يده عن رأس إبنه وقال لأمه هل لا زلتي تريدين أن أخرج من البيت وبرفقتي هذا الفتى
فقالت أمه أن وعدتني أن لا تمد يدك على ذو فأبقى
فقال جابر إذا نتفق فأنا أعدك ما دام هذا الفتى في البيت لن أضربه
ولكن أقسم بالله لو خرج شبرا واحدا من البيت سأقتله
سأحبسك في هذا البيت لمدة أسبوع
فقالت جدته والصلاة والمدرسة
فقال جابر يصلي في البيت والمدرسة لن تهرب
ثم ذهب جابر لغرفته لينام
أراد ذو أن يخرج من البيت غير مبالي بما قاله أبوه ولكن أم جابر حالت دون ذلك وقالت أن أباك ممن إذا قال فعل
فمرت ثلاثة أيام دون أن يخرج
فبدأ الشيخ محمود يسأل عن ذو فذهب للشيخ معيض وقال له ألم ترى ذو فقال الشيخ معيض لم أره منذ ثلاثة أيام وكان السيف مقبلا نحوهما فلما وصل عندهما بادراه بالسؤال كليهما أرأيت ذو
فقال السيف لم أره مثلكم ولكني سألت عنه فعلمت من أم جابر أن أباه حبسه في البيت
فقال الشيخ معيض حسبنا الله ونعم الوكيل
فقال الشيخ محمود سوف أذهب وأكلم أباه فأمسكه السيف وقال إياك أن تفعل وأتقي شر أباه فأن ذهبت له سيؤذيك
وبينما ذو محبوس في البيت لليوم الثالث وبعد أن صلى العصر مشت جدته بجواره ومسحت على رأسه وقالت سوف أخرج لأبحث لك عن بيض في الحضيرة لأطبخه لك
إبتسم ذو مع أنه من الداخل يحترق لأنه يعلم أن جدته ليس بيدها شيء فلما خرجت وأرادت الذهاب للحضيرة سمعت رجل يلقي لها التحية فلما نظرت له وكانت الشمس في عيناها مما زادت الصعوبة في معرفة من أمامها فقالت من أنت
فقال أنا أسامة
فقالت وما تريد
قال أسامة أريد مقابلة جابر فأبتسمت أم جابر وقالت سبحان الله إلتقى الغراب بأخيه
هو في البيت نائم كالحمار
لم يكترث أسامة من كلام أم جابر فهو يعرف أنها سليطة لسان
فلما طرق أسامة الباب فتح ذو وكان أسامة معه خروف أتى به لجابر تعبيرا عن فرحته بعودته بخير وسلامة
فقال أسامة لذو تعال وخذ هذا الخروف للحضيرة فجدتك في الحضيرة وهي لا تحب رؤيتي
فنظر ذو له وقال أبي منعني من أن أخرج شبرا واحدا
فقال أسامة تعال ولا تخف من أباك فأنا سأطلبه أن يسامحك
لكن ذو دخل البيت وترك الباب مفتوح فدخل أسامة وترك الخروف وبدأ يصرخ يا صعلوك جاء يبحث عنك صعلوك
حيث كان كلا من جابر وأسامة ينعت الأخر بالصعلوك
فلما سمع جابر صوت أسامة نهض من فراشة وأسرع له فلما تقابلا بدأ بالحضان والبكاء وكل يقول أشتقت لك يا رجل
فقال جابر إني كنت أعرف أنه لن يفرح بعودتي للقرية سوى صديق السكر والخمر وقد خشيت أن أخوك عبدالرزاق قد أفسدك وجعلك تكرهني كما فعل أهل القرية بهذا الفتى
فقال أسامة والله إني كنت أعيش في ضيق وحزن بعد رحيلك وكنت أمني النفس بعودتك
ولقد أتيت لك بخروفا كأنه ثور لأني أعرف أني لو عزمتك لن تأتي ولكني تركته خارج البيت فأسمح لذو أن يخرج ويأخذه للحضيرة
فأشار جابر لإبنه أن ينفذ ما طلبه أسامة فلما خرج سأل أسامة جابر لماذا منعت أبنك من الخروج فبدأ جابر يخبره بالقصة
خرج ذو وأمسك الخروف وبدأ يجره للحضيرة فلما أدخله رأته جدته فأنطلقت له بسرعة وأمسكت بيده تجره للبيت كي لا يراه أباه خارج البيت
فقال ذو على مهلك يا جدة فأبنك من أمرني أن أحضر الخروف للحضيرة
فقالت جدته إذا عد للبيت بسرعة
فلما دخل ذو البيت
قال أسامة لجابر بالصداقة التي تجمعنا أطلبك أن تسامح ذو وتسمح له بالخروج من البيت
فنظر جابر لأسامة وقال لو غيرك طلب هذا ما وافقت ولكن أنت لا يمكن أن أرد لك طلب
ثم قال جابر لذو أخرج من البيت فقد سامحتك
حينها من شدة الفرح بدأ ذو يركض ليخرج من البيت فناداه جابر وقال إلا تشكر عمك أسامة الذي توسط لك
فوقف ذو وقال شكرا أبا زيد
فقال أسامة لا تشكرني وإنما أشكر قلب أباك الطيب
ثم أنطلق ذو إلى الإسطبل لكي يمتع ناظرية بالخيل وخاصة المشهر الذي يحلم أن يركبه يوما ما
فرآه السيف فجاء من خلفه وأغمض عيناه
فقال ذو أن يداك الخشنتان تخبرني أنك عمي السيف
فضحك السيف وقال لماذا لم تأتي إلى الإسطبل منذ ايام
فلم يتكلم ذو فعرف السيف ما في خاطره
فقال هل لأني طردتك لما وقعت المشكلة التي بينك وبين نمر
فأنا لم أطردك من أجل أن أرضي عبدالرزاق ولكني طردتك خوفا عليك منهم

ثم قال أسامة لجابر أين كنت هذه المدة فقال جابر
الحديث هنا لا ينفع دعنا نذهب خارج البيت قبل أن تأتي أمي وتسمعني وتسمعك ما تكره
فقال أسامة قد أسمعتني شيء من ذلك
فضحك جابر وقال ماذا قالت

خيال الخيال 27-09-11 12:38 PM

وانا اشكر لكم متابعتكم ومنحي جزء من اوقاتكم فلكم الشكر


ذو العيون 19

قال أسامة قالت لقي الغراب أخيه
فبدأ يضحكان بما وصفتهم أم جابر ثم ذهبا للغرفة التي طالما سكرا فيها
وبدأ جابر يقص ما حدث له في السنين التي مضت
فقال كنت بالغرفة في منتصف الليل وقد أتفقت أنا وصديق لي من اليمن أسمه نادر على أن نجازف مجازفة العمر فإما نصبح أصحاب مال كثير أو ندفن تحت التراب
حيث كان معي ثلاثون ألفا فوضعتها في حقيبة بحيث أضع ثلاث أورق نقدية من فئة الخمسمائة ريال فوق وتحت وبينها أوراق بيضاء ليعتقد من يراى الحقيبة أن فيها مليون ريال
لأني أنا ونادر أتفقنا مع تجار مخدرات أن يوفروا لنا بضاعة بمليون ريال
وقد أتفقت أنا ونادر أن نحاول أن نعطيهم النقود ثم نأخذ البضاعة بأسرع وقت لأنهم سيثقون في نادر فهو يتعامل معهم من أكثر من خمس سنين
فلما بقي على طلوع الفجر ساعات خرجت من الغرفة
بعد أن كنت في أغلب ليلي سكران لا أدري ما يدور حولي لأني كنت قلق جدا من هذه العملية أن تفشل فتزهق روحنا معها
وبعد أن وعيت وذهب أثر المسكر فألتفت فرأيت طفل رضيع قد أدخله ذلك الوغد سالم ثم هرب حيث لم أكن حينها قادر على الحراك
وبعد خروجي بدأت أصعد الجبال حتى وصلت للحدود اليمنية فدخلتها وأتجهت للمكان الذي أتفقت أن أقابل نادر فيه
ثم
قابلته فسألني نادر عن المال ففتحت له الحقيبة فلما رأى المال قال أشعر أنهم سيعرفوا أنها محشوة بأوراق بيضاء فبدأت أطمئنه وأقول له هم سيرون الحقيبة في الظلام وبضوء كشاف فلن يكشفوا شيء
ثم قلت له هل تعرف كم عدد من سيقابلنا فقال أثنان
فشعرت بالراحة بحيث لو كشفانا سنستطيع أن نتخلص منهما
وبالفعل وفي منتصف الليل وفي شعب موحش تقابلنا فكانا كما قال نادر أثنان
فلما أعطيتهم المال طلبت منهم البضاعة ولكنهما قالا نريد أن نتأكد من المبلغ فقال نادر إلا تثقا بي
فقالا أن هذه المهنة لا يزاولها سوى مجرمون لا أمان لهم فأن أمنت لهم فثق أنهم سيخونونك
فلما قلبا المال نظرا أحدهما إليهما وقال كنت أشعر أنكما تحاولا خداعنا
ثم أراد أن يخرج من جيبه مسدسا حينها أيقنت أن لا حل إلا بقتلهما فأنقضيت عليه ونادر أنقض على الرجل الثاني فما لبث معي سوى بضع ثواني وهو ميت بين يدي فلقد خنقته بكل قوتي
فنظرت لنادر فرأيته لا زال يتصارع مع الرجل فأنقضيت على الرجل وكسرت رقبته فمات على الفور
ثم حملت الحقيبتان اللتان فيهما المال والبضاعة ثم قلت لنادر هيا لنسرع قبل أن يأتي أحد ولم أنهي كلامي حتى سمعت طلقات رصاص أصابت إحداهما نادر في أسفل ظهره فما أستطاع أن يمشي فحملته على ظهري وبدأت أركض واسمع أصوات الرصاص تمر من جواري وأسمع أصوات الذين يتبعونا وهم يقولون أتركوا الحقيبتان
فقال نادر ليس لديك حل سوى خياران إما أن تترك الحقيبتان فيتوقفا عن ملاحقتنا أو تتركني هنا وتنجو بنفسك وبالحقائب وثق أيما أخترت فلن أغضب لإختيارك
فشعرت من كلامه شيء من التوسل والرجاء الخفي بأن لا أتركه
وما لا أصدقه حتى الآن أني تركت الحقيبتان من أجل أن أنقذ نادر
فبعد أن تركت الحقيبتان لم أعد أسمع صوت رصاص فأختبأت أنا ونادر في جرف صغير لنرتاح قليلا ولكي نضمد جروحه ونوقف نزيف الدم
وبعد أن عزمنا أن نرحل قلت لنادر أين سنذهب فقال نادر إلى قريتي فأبي شيخ تلك القرية ولكن لا أريده أن يعلم أني أصبت وأنا أحاول تهريب المخدرات فأن عرف ذلك فسيموت حزنا وكمدا
وإنما سأقول له أنني أصبت بعد أن أستقبلتك وأردت أن أضيفك في قريتنا وبينما كنا نمشي بجوار قبيلة الشيخ أحمد أطلق أحد علينا الرصاص
فأبي سيصدق ذلك لأن قبيلة الشيخ أحمد لهم ثأر عند قبيلتنا
وبالفعل لما وصلا للقرية وضعوا نادر على سرير في مجلس أبيه الشيخ أبو نادر وقلت لهم الكلام الذي قاله لي نادر
لأن نادر أصبحت حاله متدهورة جدا
وبقي على الفراش مريضا فأقسم بعض رجال الشيخ أبو نادر أن لو يموت نادر أن يقتلوا من قبيلة الشيخ أحمد عشرة رجال
فسمع الشيخ أحمد ما قاله هؤلاء الرجال فقال من معه سنرسل لهم وفدا يقسموا لهم نيابة عنا أنا بريئين من دم ولد الشيخ أبو نادر
فأبتسم الشيخ أحمد وقال هم يعرفون أننا ما قتلنا إبنهم ولكنهم أستضعفونا ويريدون منا أن نصلح معهم ووننسى الثأر الذي لنا عندهم وهذا أمر لن يحدث ما دمت حي

مكث نادر سبعة أشهر وهو يصارع جرحه لكنه بعد ذلك مات متأثرا بجراحه
وكان أغلب كبار رجال القرية بما فيهم الشيخ أبو نادر موجودا حين وفاة نادر فأقسم جابر حينها أن أثأر له والكل يقولون نحن معك ما عدا الشيخ وفتى في التاسعة من عمره
فتكلم هذا الطفل وقال ليس الثأر حلا فنظر له جابر نظرة جعلته يرتجف من الخوف
لكن الشيخ أبو نادر نظرا لجابر وقال أترك هذا الفتى يتكلم
وقال تكلم يا مجاهد ولا تخشى أحدا
فقال نبعث لهم وفدا ونطلب منهم أربعين رجلا يحلفون بالله أنهم لم يقتلوا نادر ولا يعرفون قاتله
فقال الشيخ أبو نادر نعم الحل هذا بشرط أن هم من يرسلوا لنا وفدا يعزونا في ولدنا ويقسموا لنا أنهم ما قتلوه ولا يعرفوا قاتله
عرف الشيخ أحمد بموت ولد الشيخ أبو نادر فأستشار قبيلته هل يرسل من يعزي لهم نيابة عنهم
لكن أغلب رجال القبيلة رفضوا ذلك وقالوا ليس منطقا أن نرسل رجالنا ليلقوا حتفهم

أنتظر الشيخ أبو نادر ثلاثة أشهر وكنت بضيافته وأستعجبت أن هذا الشيخ ليس لديه إلا هذا الولد وبنت أسمها نوره
وسمعت أنه رفض الزواج بعد وفاة أم نادر لأنه قال سأظلم أي إمرأة أتزوجها لأني سأقارنها بأم نادر في جمالها وخلقها

فسخرت منه داخل نفسي وقلت أي رجل يجعل حب إمرأة يسيطر علي قلبه لا يستحق أن يكون رجلا

ولكني تراجعت بعض الشيء عن كلامي بعد أن رأيت نورة فكأن وجهها الشمس
فما تمالكت نفسي فذهبت للشيخ أبو نادر وخطبتها
فنظر لي بإستغراب فهم مقبلون على أخذ ثأر إبنهم وأنا من حرض القوم على ذلك ثم أطلب الزواج من إبنته
لكن الشيخ أبو نادر إختصر الكلام بقوله إنها مخطوبة لإبن خالتها فارس
فكتمت في نفسي أمرا كان لزاما أن أفعله
ثم بدأنا نترصد لقبيلة الشيخ أحمد وكنت قد أضمرت في نفسي أن أرمي عصفوران بحجر واحدة حيث كنت أنوي أن أقتل أكبر عدد يمكنني قتله من قبيلة الشيخ أحمد وأيضا أقتل فارس وأدعي أن أحد رجال الشيخ أحمد قد قتله
وبالفعل حدث ما خططت له
قتلت ستة من قبيلة الشيخ أحمد وأيضا قتلت فارس ثم حملت جثته ومعي ستة من رؤوس رجال الشيخ أحمد
ثم دخلت بهم القرية وأنا أنعي لهم فارس
شعر الشيخ أبو نادر بالندم فلقد قال له الفتى مجاهد أن الثأر ليس حلا بل نار تأكل الأخضر واليابس
ثم أرسل للشيخ أحمد يطلب منه الصلح وبالفعل أصلحوا
وبقيت في ضيافة الشيخ أبو نادر وبدأ صيتي ينتشر بينهم فأنا أقوى وأشجع رجل عرفوه
وأيضا أبهرتهم بحسن رمايتي فكنت أصيب إبرة الخياطة من بعد مئة متر
وبعد مضي أكثر من ثمان سنين تقدمت مرة أخرى لخطبة نورة فقال الشيخ أبو نادر يسعدني أن أزوجك أبنتي ولكن سأرى رأيها
فلما سألها قالت لن أتزوج رجلا بعد خطيبي فارس الذي حتى الآن لا أعرف من قتله
فرجع الشيخ ابو نادر إلي وأخبرني بما قالته
كنت أشعر أنها تشك أني من قتله لكنها لا تملك دليل على ذلك
كانت نورة ذات شخصية قوية وكانت إمرأة قوية وذات كرامة لا يمكن أن تتزحزح
فبدأت أترقب فرصة سانحة لأفعل بها ما فعلت بالمها ولكن الشيخ أبو نادر لا يغادر البيت إلا وأنا معه ولا أعود البيت إلا وهو معي
كنت أحياننا أستأذن الشيخ أبو نادر بالخروج للصيد فأغيب ثلاثة أيام أو أكثر أنا وصديق معي من أهل القرية أسمه منير كنا نذهب في مكان منعزل فنشرب الخمر ونسكر كان نعم الصديق
وأستمريت أترقب الفرصة حتى لم أجد وقت أنسب من صلاة الفجر
حيث كان الشيخ أبو نادر يصحوا مبكرا فيوقظني من النوم ثم يسبقني للمسجد
فلما أيقظني من النوم وذهب للمسجد بدأت أتسلل حتى وصلت غرفة نورة فتقابلنا عند باب غرفتها حيث كانت قد توضأت وتريد أن تصلي فأرادت أن تصرخ لكني أطبقت على فمها ثم أدخلتها غرفتها وفعلت بها ما أردت ففقدت وعيها
فذهبت للمسجد حتى لا يفقدني الشيخ أبو نادر
شعرت بخوف شديد وأن هذا الأمر لن يمر كما خططت له فبعد أن صليت أتجهت لبيت صديقي منير وقلت له أنا سأذهب للمكان الذي نقضي فيه وقت سكرنا
فأن سمعت أن الناس هنا بدأوا يبحثوا عني فتعال عندي وأخبرني
رجع الشيخ نادر لبيته وكان معه بضعة رجال من قبيلته إعتادوا أن يجلسوا بعد صلاة الفجر في مجلس الشيخ ويشربوا قهوتهم ويناقشون أمور قبيلتهم
فإذا شرقت الشمس إتجه كل رجل لأعماله
ولكن هذه المرة مرت ساعة وهم يتناقشون أمر وجود جابر في بيت الشيخ أبو نادر كل هذه المدة وأن هذا الأمر لابد له من حل فالشيخ أبو نادر يستحي أن يقول لضيفه قد أطلت المكوث فأتفقوا أن يبنوا له بيت في القرية ومبدئيا سيسكنوه في بيت تركه صاحبه منذ شهر وسكن في بيته الجديد فسيستأجرون البيت لجابر
ولكن كما قيل ما ينفع الصوت بعد فوات الفوت
حيث سمعوا صراخ نورة وهي تبكي وتقول وا عاراه
فنهض أبوها وخالها فلما رأوا نورة بذلك الحال سألوها من فعل بك ذلك
فقالت الضيف الخسيس جابر
فأنتشر الخبر في القرية وبدأ رجال القرية يبحثون عن جابر ليقتلوه
بالطبع لما سمع منير بذلك أطلق ساقيه إلي وأخبرني بما حدث وقال أهرب قبل أن يجدوك
فما وجدت مكان غير أن أعود لقريتي
نظر أسامة إلى جابر وهو يقول كما عهدتك لا أمان لك ستبقى طيلة حياتك مجرما
فقال جابر دعنا من ذلك فأنا أريد أن أعرف ما فعلوا أهل هذه القرية حتى أفسدوا إبني علي

خيال الخيال 27-09-11 12:51 PM

ذو العيون 20

فقال أسامة سأخبرك كيف تعيد إبنك لك
إذا أتبعت أمرين لك
ففي غيابك كان ذو يحظى بكل عناية من قبل الشيخ معيض والسيف
حيث كان الشيخ معيض لا تكن عنده مناسبة أو اجتماع في بيته إلا ذهب بنفسه لذو وطلب منه الحضور
أما السيف فأنت تعلم أنه هو من علم إبنك الفروسية بل وعده بخيل يكون من سلالة خيله الأصيل المشهر
وأضف على هذان الشيخ محمود فأنت بلا شك تعرف أن إبنك حافظ القرآن كاملا وبالقراءات السبع وذلك بفضل الله ثم بفضل الشيخ محمود

فإن استطعت أن تفصله عنهم فسوف تسيطر على خمسين بالمائة من تصرفات ذو
أما إذا أردت أن تسيطر عليه سيطرة مطلقة
فعليك أن تعلمه شيء لا يجيده
فذو يعشق عشقا تام معرفة كل شيء
ولم يعرف هذه النقطة في ذو سوى الشيخ محمود الذي وعد أبناء القرية بجائزة قيمة للذي يفوز بالمركز الأول في السباحة
وكالعادة فاز ذو فقدم له الشيخ محمود دراجه الجائزة التي وصفها بالقيمة
ولكن ذو شعر بالخيبة فهو كان يمني نفسه أن تكون الجائزة إما فرس أو صقر
ولكن الشيخ محمود طرق في ذو الباب الذي يعشقه وهو التحدي
فتحداه أن يجيد ركوب السيكل وكلما أجاد شيء زاد في الأمر صعوبة حتى وصل ذو إلى القمة فشعر بقيمة الجائزة التي جعلته يخوض هذا التحدي

وأنا أقترح عليك أن تعلمه الرماية فأنا أعرفك تصيب إبرة الخياطة من مسافة بعيدة

وأيضا يجب أن تعرف شيء عن إبنك ذو
فذو لا يمكنك أن تجبره على فعل شيء ولكن حاول أن تقنعه بما تريده عن طريق الحوار حاول دوما أن تناقشه في كل الأمور
هذه نصحيتي قدمتها لك ولك حرية في السماع لها أو تركها

فهز جابر رأسه وعزم على تنفيذ ما قال له صديقه اسامة
وفي صبيحة اليوم التالي وبعد أن ذهب إبنه للمدرسة أتجه جابر لغير عادته إلى بيت الشيخ محمود وطرق عليه الباب ففتح الشيخ محمود فلما رأى شعر بالخوف فوجه جابر يتضح من معالمه الشر
ولم يكن الشيخ محمود يعرفه لأن جابر لم يدخل في حياته المسجد حتى يصلي
فما كان من الشيخ محمود سوى أن رحب به ودعاه للدخول
ولكن جابر ظل واقفا وشاخصا بصره في وجه الشيخ محمود وكان يريد أن يدخل الرعب في قلب الشيخ محمود
فبدأ الشيخ محمود يقول في نفسه اللهم إكفني شره
ثم أخيرا تكلم جابر وقال أتركوا إبني وشأنه فأنا أعرف بمصلحته منكم فأن جاء إليك في الحلقة فأطرده وإلا ستدخل نفسك في مشاكل أنت في غنى عنها
فقال الشيخ محمود إذا أنت أبو ذو لا أدري ما الذي أغضبك مني فأنا لم أعلم ولدك الرقص بل أعلمه دينه
فوضع جابر يده على كتف الشيخ محمود وبدأ يهزه لكي يريه مدى قوته وقال أبعد عن ذو وحسب ثم ذهب
وأتجه إلى بيت الشيخ معيض فطرق الباب فلما فتح الشيخ معيض الباب تفاجأ بجابر فرحب به ودعاه للدخول
لكن جابر قال لا أريد الدخول وإنما أريد أن أقول لك كلمتان
فقال الشيخ معيض لست أنا من يحدث الناس عند بابه ولست أنا من يصل الضيف عند بابه ولا يدخل أدخل يا جابر المجلس وقل ما تريد وأحضر أن ينفذ صبري عليك فحين ينفذ صبري فإما أقتلك أو تقتلني وأن قتلتني فثق تماما أنك لن تعيش طويلا بعدي
فشعر جابر أن الشيخ معيض جاد في كلامه
فدخل المجلس ثم قال أريد منك إلا تدعو إبني لأي مناسبة أو إجتماع عندك
فقال الشيخ معيض بيتي مفتوح ولن أرد أحد عنه
فأن جاء إبنك فلن أمنعه
فقال جابر إبني ذو يملك عزة نفس كبيرة ولن يأتيك إلا إذا دعوته فأرجوك يا شيخ معيض وأتوسل لك لا تجعل المشاكل تقع بيننا
فقال الشيخ معيض لك ذلك ولكن أقولها لك مرة أخرى أن جاء ذو فلن أمنعه ثم ذهب جابر وأتجه إلى بيت السيف
فلما أستقبله ورحب به نظر جابر إلى السيف وقال له أنت أكثر أهل القرية معرفة بقوتي فأنا أعتقد أن معرفتك هذه ستجنبني وتجنبك الدخول في مشاكل
فقال السيف إلى ماذا تلمح له
فقال جابر لست ممن يلمح بل أنا دوما أصرح
لا أريد ولدي ذو يأتي إلى اسطبلك وأن جاءك فأطرده أو ستحدث مشاكل لن تحمد عقباها
فقال السيف ما رأيك أن أعطيك عشرة الاف ريال وتترك ذو بحاله
نظر جابر إلى السيف بغضب وقال هل تشتري ولدي مني
أنا لا أريد منك سوى أن تترك تربية إبني لي
ثم رجع إلى بيت أمه لينام فهو قام مع الصباح الباكر من أجل أن ينجز مهمة ولقد أنجزها

وكان ذو في الصف يتبادل الحديث معا صديقاه سليمان وعيسى
وكان عيسى أبن الشيخ معيض يحدثهم أن صديق أباه البدوي مداوي سيتناول العشاء عندهم اليوم وأعتقد أن أبي عزم السيف فلا تنسى ياسليمان أن تحضر معه وأيضا قال لي في الصباح وقبل أن أذهب للمدرسة أن أذكره بعد صلاة العصر بأن يدعوك يا ذو فأنا سأنتظركما
وقال سليمان أبن السيف وأنا أيضا عندي لك يا ذو مفاجأة فبعد أن سمع أبي الشيخ محمود يثني عليك ويقول أنك حفظت الاربعين الحديث النووي بأسانيدها
فهو سيفاجأك في عصر هذا اليوم بالمحاولة بأن تمتطي المشهر
شعر ذو بقيمته وحب الناس له
وبعد أن أنتهى الدوام رجع إلى البيت وبقمة الفرح
ولكنه لما طرق الباب وعلى غير العادة فتح له جابر أباه الباب ورجب به وبدأ يحمله وهو يصرخ ويقول هذا الشبل من هذا الأسد
طبعا أم جابر تناظر هي وذو وهما في قمة أستغرابهما
فقال جابر لأمه إلا تريدي يا أمي الحنونة أن تحضري لعصفورك ذو الغداء
فنهضت أم جابر دون أن تتكلم فهي تخشى أن لين تعامل جابر يكون كالهدوء الذي يسبق العاصفة
طبعا أجلس جابر إبنه ذو إلى جانبه وبدأ يحاوره ويناقشه
وقال جابر يا ولدي ذو أنا لاحظت في حظيرة أمي ناقة لا تحلب ولا فائدة منها
فما رايك أن نبيعها ونستفيد من ثمنها
او أن كانت لا تلد دعنا نذبحها ونأكل لحمها
لما سمع ذو كلام أبيه جن جنونه فكيف يسمح بذبحها
فذو يعتبر ناقة البركة أمه
فقال ذو أن هذه الناقة بمثابة أمي
أتعرف معنى كلمة أمي التي حرمتني منها
فضحك جابر وقال يا بني لا تكن ساذجا أن هذه مجرد ناقة
لا تدري من أنت
وكانت أم جابر تسمع كلامهما فدخلت وقالت بصوت حازم هذه النافة في ذات يوم أندفعت على ذو لتحميه من عقرب كادت أن تلدغه
وأنت تركته يبكي ويصرخ والجوع يكاد يهلكه وذهبت وأختفيت فقلي أين الأفضل أبوه الجاحد أو الناقة التي حمته وشرب من حليبها
فضحك جابر وقال كنت أعرف أنك ورثت السذاجة من جدتك
ولكن أسمع ياذو أن الطيب في الناس كالحذاء
فالحذاء تتحمل عنا الأذى والشوك وبمجرد أن تقطع يرميها صاحبها في أقذر مكان
وهكذا الطيب مع الناس فأنهم يستفيدوا منه فأن قضوا حاجتهم منه همشوه
بل أيضا لا يهتمون بأمره
فقال ذو بل الطيب محبوب بين الناس وهذه ما أراه يحدث أما ما تقوله فمجرد وسواس شيطان
فضحك جابر وقال سترى اليوم صحة وصدق ما قلته

خيال الخيال 27-09-11 01:01 PM

ذو العيون21

شعر ذو أن أباه يتكلم من ثقة وأنه قد دبر أمرا لا يعرفه
فلما تناولوا الغداء رجع جابر لينام بعد أن أوكل أبن صديقه أسامة بمراقبة ما يحدث لذو بعد صلاة العصر
فلما أذن العصر ذهب ذو للمسجد وقبل الدخول تقابل مع الشيخ معيض وإبنه عيسى وسلم عليهما وبدأ ذو ينتظر متى يعزمه الشيخ معيض للعشاء
وكان عيسى يقول لأبوه أنت قلت لي أذكرك أن تعزم ذو فهذا هو أمامك
لكن ذو أندهش من تصرف الشيخ معيض الذي تظاهر بعدم السماع ودخل المسجد فشعر ذو بأن هناك أمورا لا يعرفها
فلما أنتهت صلاة العصر وأراد الجلوس في الحلقة أمسك بيده الشيخ محمود وبدأ يبتسم وهو يقول أريد أن أعتذر لك فسوف أوقف متابعتي معك لحفظ الحديث حتى يتسنى لي التركيز على بقية الأولاد
فأنا سأمنحك إجازة لوقت غير محدود
أحس ذو أن أباه له يد فيما يحدث فخرج من المسجد وبدأ يجر قدميه ولم يشعر إلا وهو واقف أمام اسطبل السيف فلما رآه السيف ذهب له
وقال اليوم لن أستطيع أن نخيل بالخيول فأنا أشعر أن هناك شيء أكلته يجعلها تتألم
وأخشى أن تبقى على هذا لعدة أيام
فقال ذو ياعمي السيف أخبرني ماذا يحدث ليجعلك تتهرب مني بل ويجعلان الشيخ معيض والشيخ محمود يحاولا التهرب مني
فقال السيف سأصدقك القول يا ذو فأباك اليوم وفي الصباح الباكر مر علي وطلب مني أن أبتعد عنك وأنت تعرف أن أباك رجل فيه شر فأنا لا أريد أن أقع معه في مشاكل
فقال ذو هل ترى أن أبي على باطل
فقال السيف لما تسألني هذا السؤال
فقال ذو أرجوك أجبني وحسب
فقال السيف نعم يؤسفني أن أقول أن أباك على باطل
فقال ذو وهل تؤمن أنك على حق
فقال السيف نعم
فقال ذو فما دام أبي على باطل وأنت على حق فلا خير في فروسيتك أن كنت تخشى دحر الظلم
ثم أنصرف ذو
بينما السيف ظل واقفا ساكتا وكأنه يتمنى أنه لو مات قبل أن يسمع تلك الكلمات
فتوجه ذو إلى بيت الشيخ معيض فلما قابل الشيخ معيض
قال ذو أنت تعرف يا شيخ مقدار حبي لك ولكن أسمح لي أن أقول لك لو كنت شيخا بما تعنيه الكلمة لما كنت سكت عما فعله جابر في الماضي وما يفعله الآن
ولو أنك جمعت القبيلة وجعلتم رأس أبي يتمرغ بالتراب لما تمادى في أفعاله ثم خرج ذو من بيت الشيخ معيض
بينما الشيخ معيض ظل يردد كلمة صدقت يا ذو لأكثر من عشر مرات
ثم توجه ذو إلى المسجد وكان أولاد القرية خارجين من الحلقة فلما قابلوا ذو قالوا ما بك لم تذهب إلى الإسطبل فأجاب ذو وقال أني أشعر أني متعب فأذهبوا أنتم
خرج الشيخ محمود من المسجد يريد أن يذهب إلى بيته
لكنه تفاجأ بذو أمامه
فقال ذو أعرف أن أبي جاء إليك وحذرك أن تعلمني
ولكن الذي لا أعرفه أن أبي جاء إليك والشيطان يحرضه من أن تعلمني دين الحق
وأنت كنت تعلمني لأنك كنت تريد الثواب من الله
فلا أدري كيف لا يخشاك أبي مع أن الشيطان وليه
ولا أدري كيف تخشاه والله وليك

أسمح لي ياشيخ محمود مع ما أكنه لك من احترام أن أقول لك
لو كان الخير سيجعلني ضعيفا والشر سيجعلني قويا فسأختار طريق الشر لإني أرفض أن اعيش ضعيفا
ثم ذهب ذو
بينما الشيخ محمود بدأت عيناه تدمع وبدأ يبكي مما قاله ذو

عاد ذو للبيت فلما رأته جدته استغربت من عودته للبيت في هذا الوقت
فلما وصل عند جدته أخبرها بما حدث وبينما جدته تحاول أن تهون له ما حدث
نهض جابر من نومه وأقبل إليهما وقال لذو قد قلت لك الطيب في هذا الزمان ليس له مكان
هيا يا ذو أنهض اريد أن تذهب معي
فقالت أم جابر أين تريد أن تأخذه
فقال جابر لنزور عمه حسن
فقال ذو أن أخاك لا يحب أن يدخلني بيته
فقال جابر أتعرف لماذا
فقال ذو لأنه يعتبرني أبن زنا
فضحك جابر وقال لا ليس ذلك
فقال ذو إذا لماذا
فقال جابر لأنه يعرف أنك طيب وأنه لن يحدث منك شر
هيا تعال معي لترى ذلك بإم عينيك
وبينما هما يمشيان قال جابر قد أخبروك بما حدث
فقال ذو من تقصد
فقال جابر الذين يدعون أنهم يحسنون اليك
ظل ذو ساكتا
وبدأ جابر يتكلم ويقول لو كان هؤلاء يحبونك بصدق لكان فقط حاولوا أن يدافعوا عنك
ولكنهم وبسبب كلمات خرجت من لساني تركوك
شعر ذو أن أباه ولأول مرة يصيب في كلامه
فلما وصلا بيت حسن بدأ جابر يصرخ ويناديه
فخرج حسن خائف فرحبا بهما
ثم دعاهم للدخول للبيت
فقال جابر وهل صديقة أسامة موجودة
عرف حسن قصد أخوه(فهو يقصد زوجته) فقال نعم
فقال جابر إذا لا أدخل بيت فيه
فقاطعه حسن وقال لقد فرحت جدا بعودتك
فقال جابر إذا أنت تعرف أني عدت
فبدأ حسن يعتذر وأنه أنشغل بإمور عدة
فضحك جابر وقال كنت أظن أنك ستأتي وتسلم علي وتعزمني
فقال حسن كنت اليوم سأتي وأسلم عليك وأعزمك
فقال جابر أنا كنت عارف أنك ستعزمني ولكن أسمع أنا لا أريد أن أجعلك تتعب من أجل عزيمتي ولكن إعطني ألف ريال قيمة عزيمتي
فأخرج حسن من جيبه المال بأسرع وقت وأعطاه ألف ريال
فقال جابر أسمع يا أخي ستأتي لي كل شهر وتعطيني مثل هذا المبلغ مقابل أن أحميك فنحن أخوة إليس كذلك
فقال حسن نعم كذلك
ثم قال جابر أين أبنتك فبدأ حسن ينادي إبنته فجاءت سلمى فلما أمسكها جابر خافت وبدأت تبكي
فقال جابر لا تبكي فسوف أزوجك إبني ذو ثم نظر جابر لأخيه حسن وقال لماذا أنت ساكت إلست موافق أن يتزوج إبني ذو لإبنتك سلمى
قال حسن بلى
فقال جابر إذا قل لذو زوجتك إبنتي
فما كان من حسن إلا أن قالها
فقال جابر لذو قل قبلتها
فقال ذو بل أنا أرفضها فهي بمنزلة أختي
ضحك جابر وقال لأخيه حسن إليس هذا الشبل مني
فهز حسن رأسه بنعم
ثم ذهب جابر وإبنه إلى البيت وقال جابر لذو غدا سأرويك مكان يعجبك كثيرا جدا

فلما قابلت أم جابر ذو سألته أين أخذك أبوك فأخبرها بما حدث وأيضا أخبرها أن عمه الجبان ومن شدة خوفه من أخيه زوجه إبنته لكنه رفض
فسألته جدته لما رفضت فقال ذو لأني أعتبر سلمى مثل أختي

خيال الخيال 27-09-11 01:10 PM

ذو العيون22

وفي صباح اليوم التالي أستيقظ جابر مبكرا ولكنه لم يجد ولده موجود في البيت فلما سأل أمه قالت ذهب للمدرسة
فذهب جابر للمدرسة فسأل عن ولده فدلوه على الفصل فلما طرق باب الصف وفتح المعلم الباب طلب جابر من المعلم أن يسمح لذو أن يذهب معه
فقال المعلم هل أنت أبوه فقال جابر نعم
فبدأ المعلم يثني على ذو وعلى عبقريته
ولكن جابر قاطعه وقال أنا مستعجل وأمور ولدي في المدرسة لا تهمني
كل ما يهمني أن يصبح ولدي رجل بما تعنيه الكلمة
ثم نظر جابر لولده وقال أترك حقيبتك عند أحد أصدقائك
وبالفعل ترك ذو حقيبته وخرج مع أبيه
وقال جابر لإبنه ألم أقل لك أننا غدا سنذهب
قال ذو كنت أحسبك تقصد بعد صلاة العصر
فضحك جابر وقال إن هذا المشوار سيكون أطول مشوار في حياتك
وبدأ جابر وإبنه يخرجان من القرية ويصعدان من جبل وينزلان آخر
حتى وصلا إلى جبل مرتفع جدا له قمة من المستحيل تسلقها
فلما بدأ يتسلقان الجبل
قال جابر لإبنه هل تعرف اسم هذا الجبل
فقال ذو لا
فقال جابر يسموه أهل قريتنا جبل الخرافة
أتعرف لما يسموه بهذا الإسم قال ذو لا
فقال جابر لأنهم يعتقدون أنه من الخرافة أن يستطيع أحد أن يتسلقه
أما أنا أسميه جبل الشجعان أتعرف لماذا
فقال ذو لماذا
فقال جابر لأن قمة هذا الجبل لا تسمح لأي جبان أن يتسلقه فحين يصل رجل جبان إلى نصف هذا الجبل ويرى وعورة الصعود فهو يعلم تماما أن السقوط من أعلى الجبل يعني الموت فيتراجع من حيث أتي
فلما وصلا جابر وإبنه إلى الأماكن الوعرة
نظر جابر إلى إبنه وقال أجبان أنت فنرجع أو شجاع أنت فنمضي قدما
فقال ذو لو كان الموت ينتظرني في أعلى الجبل فسوف أصعده
فأمسك جابر بالتميمة التي كان ذو يضعها على رقبته
ثم قال أعرف أن جدتك من أعطتك هذا
واتعجب منك كيف تصدق كلام عجوز جاهلة فهذه التمائم لن تنفعك ولن ترد الضر عنك
بل هاتان وأشار إلى يديه هما اللتان سترد عنك الضر وتجلب لك النفع
فقال ذو أنا أعلم أن هذه التمائم لا تنفع ولا وتضر وأعلم أن جدتي جاهلة وأعلم أيضا أنك أجهل منها
فإن يداك لن ترد ضر ولا تجلب نفع وإنما الله وحده هو الذي إن شاء ضرك وإن شاء نفعك

فنظر جابر إلى إبنه بإستغراب وقال ما دمت لا تؤمن بها فلما تضعها في رقبتك
فقال ذو من أجل أن أريح قلب جدتي

وبدأ جابر بالصعود وإبنه خلفه
وجابر مسرور وهو يقول ما أجمل أن تصعد قمة وتشعر أن الموت يحيط بك من كل مكان
فقال ذو لا أعتقد أنك ستكون مسرورا أن ضمك الموت الذي يحيط بك
فلما وصلا القمة شعر ذو أن حياته ردت من جديد وقال في نفسه أن هذا الرجل ويقصد أبوه يملك من الشجاعة عشر ما أمتلكه

ثم بدأ جابر يصرخ بأعلى صوته ويقول اااااه
وذو يناظر له بتعجب فلما سكت جابر قال ذو ما الذي حملك على فعل هذا
فقال جابر سأخبرك بشيء لم أقله لأحد غيرك إني في أغلب الأحيان أشعر بضيقة تكاد تقتلني وأنا أعرف أنك ستقول أنها المعاصي ولكن رجل مثلي سلك طريقا لا يمكنه الرجوع منه فإن صراخي هذا يخفف شيء من الضيق هنا
ثم أشار جابر وقال لإبنه أنظر لذلك الجبل فقال ذو أتقصد جبل الموت فقال جابر إذا أنت تعرفه
قال ذو نعم فهذا الجبل يقع تحته مرعى لقبيلتنا ولكن قبيلة الشيخ فرحان دوما يعتدوا علينا فيه
ولقد حدث نزاع لكن أحد شيوخ القبائل حلوا المشكلة
فقال جابر ألم يحدثوك عن المعركة التي صارت فيه
قال ذو نعم ويقولون أن فروسية السيف هي التي أجبرت قبيلة الشيخ فرحان على الهرب
فقال جابر إنهم يكذبون
ثم أشار إلى كومة من الحجار المرصوصة وقال لذو أبعد تلك الحجار وأحفر تحتها
فلما حفر ذو وجد صندوقا فقال جابر أفتحه فلما فتحه وجد أسلحة وذخيرة فقال أخرج واحدا منها وبالفعل أخرج ذو أحد الرشاشات وأعطى أباه
ثم قال جابر كنت نائم في فصل الشتاء في قمة هذا الجبل
وقبل شروق الشمس سمعت أطلاق رصاص فلما أمعنت النظر رأيت خمسة رجال قد تمركزوا في جبل الموت ولم أكن أعرفهم
وكانوا يطلقون النار على رجالا تحتهم فلما سمعت صوت أحدهم وهو يقول لأصحابه أجعلوا من الصخور حماية لكم من الرصاص فعرفت صوت ذلك الرجل كان السيف
فأخرجت رشاشي وبدأت أصيب من كان على جبل الموت حتى قضيت عليهم
وبعد أن شعر السيف أن لا أحد في جبل الموت صعد فرأه أصحابه فأعتقدوا أن السيف هو من قضى على الرجال الذين كانوا يتمركزون على جبل الموت
فسألوا السيف كيف فعلت ذلك فقال وجدتهم مقتولين لكن أفراد القبيلة أعتقدوا أن السيف لا يريد أن يظهر بالمظهر البطولي
فلما جئت إلى القرية وأخبرتهم بما فعلته لم يصدقني أحد وصار السيف فارسهم المحبوب وصرت أنا المجرم المنبوذ
نظر جابر إلى إبنه وقد شعر جابر أن إبنه لا يصدقه فقال حتى أنت ياذو لا تصدقني
هي بنا لنبحث عن صيد نأكله فنزل جابر وإبنه الجبل ووصل مكان منبسط فقال جابر لذو إنتظرني هنا
وبدأ جابر يبحث عن صيد حتى وجد ثعبان طوله لا يتجاوز المتر فأمسكه وجاء به إلى ذو
فقال ذو هل تريدنا أن نأكل ثعابين
فقال جابر لا أريدك تأكل الثعابين ولكن أن أردت أن تبقى حيا فكل منها لأننا سنبقى هنا لعدة أيام
ثم قال جابر ما دمت أني أمسكت الثعبان فإن عليك أن تجمع الحطب
فذهب ذو يجمع الحطب فوجد مجموعة أخشاب مركومة على بعضها فلما أراد أن يأخذها سمع صوت كصوت الثعبان
فالتفت فرأى هذا الثعبان الكبير الذي يفتح فمه ليخيفه لكن كل محاولات الثعبان من أجل إخافة قلب ذو فشلت فأمسك ذو به وجاء به لجابر
فلما رأه جابر أندهش وبدأ يقارن ثعبانه بثعبان ذو فوجد أن ثعبانه ليس إلا كالطفل الرضيع بجوار الرجل البالغ فرمى جابر بثعبانه وقال ما دمت أنك أمسكت بالثعبان فعلي أن أجمع الحطب
وبالفعل أكل جابر وذو من الثعبان ثم بدأ ينظفان لهما مكانا لكي يناما فيه
أستلقى ذو وبدأ ينظر للسماء ليشعر ولإول مرة قول الله تعالى(ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح)
وبقي يتأمل في النجوم حتى نام
وفي صبيحة اليوم التالي نهض ذو ورأى إباه يضع الرصاص بالرشاش فسأله ذو ماذا تفعل
فقال جابر أقطع البصل
عرف ذو أن سؤاله ساذج
فسأله بصغية أخرى لما تملئ مخزن الرشاش بالرصاص فقال جابر من أجل أن أعلمك الرماية شعر ذو بالسعادة ثم أخذ جابر بعض الرصاصات وقال لذو ضعها على تلك الصخرة البعيدة
فقال ذو هل تريدنا أن نرمي الرصاص من هذه المسافة البعيدة
فقال جابر أفعل ما أمرك به وأنت صامت
وبالفعل وضع ذو الرصاص على الصخرة وعاد لأبيه
ثم أعطى جابر إبنه الرشاش وبدأ يعلمه كيف يسدد فعليه أن يكتم أنفاسه لكي يتحكم بتوازنه
وحاول ذو عدة مرات ثم قال أعتقد حتى أنت لن تستطيع إصابتها
فأخذ جابر الرشاش من يد إبنه بسرعة خاطفة وبخمس طلقات أصاب الخمس رصاصات
فأندهش ذو من مهارة أبيه
ولما نظر ذو لأبيه رأى إبيه يمد له بخمس رصاصات ويشير برأسه أن ضعها على الصخرة
فأستمر ذو وأبيه على هذا الحال لمدة خمس أيام
وفي اليوم السادس أصبح ذو يستطيع أن يرمي الرصاصات فقال أبيه حقا أنت معجزة كيف أستطعت أن تصيب هذه الرصاصات بهذه السرعة
لكن جابر قال لذو لا تفرح فإن هذه البداية فقط
ثم نهض وأتجه إلى الصخرة وكان في جيبه إبرتان فأخرجهما فبينما كان يحاول أن يثبت الإبرة الإولى جرحته الإبرة الثانية فمسح بها الدم الذي خرج من إصبعه
ثم ثبتها بجوار الإبرة الأولى
ثم رجع لإبنه ذو وقال له ركز فأنت سترى شيء يلمع من أشعة الشمس إنها إبرتان ثبتهما هناك فصوب عليهما
فقال ذو هل أصيب الإبرة التي فيها الدم أو الإبرة التي ليس عليها دم
فأندهش جابر وقال هل تميز الإبرة التي بها دم والتي ليس بها دم
قال ذو بكل وضوح
فأبتسم جابر وقال أن هاتان العينان الصغيرتان ليست عينا بشر بل عينا صقر
ولم تمضي ساعة واحدة إلا قد أصاب ذو الإبرتان
فأبتسم جابر وقال ليس بعد فالأهداف في العادة لا تكون ثابتة
فأمسك عودان وثبتهما على الصخرة ثم أتى بعود ثالث ووضعه عليهما ثم ادخل خيطا في الإبرة وربطها في العمود الثالث بحيث أن الرياح ستحرك الإبرة يمينا ويسارا
ثم بدأ ذو يحاول أن يركزعلى الإبرة لكن دون جدوى
فنظر ذو لأبيه وكأنه يريد منه أن يساعده فقال جابر لا تركز على الإبرة بل ركز على مسارها فإن إتجهت يمين فأطلق الرصاصة في المكان الذي ستمر منه
وبالفعل بدأ ذو يركز طلقاته على المكان الذي ستمر منه الإبرة
وبعد مضي ساعات أصاب ذو الهدف
ثم أعاد جابر له الإبرة
فيحاول ذو أن يصبها فيخطي عدة مرات ثم يصيبها
حتى أن جابر لما أعاد الإبرة الخامسة أصابه ذو بطلقة ثم أعادتها جابر فأصابها ذو بطلقة واحدة
فأعادها جابر فأصابها ذو مرة آخرى بطلقة واحدة
حينها قال جابر لم تعد إصابتك للإبرة المتحركة بصدفة بل مهارة كم أنت مذهل يا ذو تعلمت كل هذا في ثمانية أيام
عاد جابر وإبنه للقرية وكانت أم جابر قد أشغلت الجميع عن ذو فهي تخشى أن يغضب ذو أبيه فيقتله
فلما شاهدت أم جابر ذو يمشي مع أبيه وهو يبتسم شعرت أن في الأمر غرابة فلما وصلا إليها أمسكت أم جابر بذو وسحبته عندها وسألته أين أخذك أبيك فقال قد علمني أبي الرماية حتى أني أصبحت أصيب الإبرة وهي تتلاعب بالهواء
إستأذن جابر أمه وذهب لصديقه أسامة
فلما تقابلا أخبره بما حدث وبسرعة تعلم ذو ثم قال أصبحت الآن في مشكلة فلم أعد أملك شيء أعلمه له
فضحك أسامة وقال بلى لا زلت تملك شيء تعلمه له
فقال جابر ما هو
فقال أسامة هذا ثم رفع كأس الخمر الذي بيده وأيضا العبث بالنساء
فضحك جابر ضحكا شديدا وقال يا لك من شيطان يا أسامة
أتريد أن أعلم أبني على شرب الخمر والعبث بالنساء
فقال أسامة الست تريد أن يصبح إبنك قريب منك وإلا يأخذه منك الشيخ معيض وجماعته
فقال جابر نعم
فقال أسامة علمه ما أنت تفعل فإن عرف الشيخ معيض وجماعته أن إبنك ذو أصبح سكيرا فسوف يقاطعوه كما فعلوا معنا
فهز جابر رأسه وقال صدقت صدقت

خيال الخيال 01-10-11 12:07 PM

لا اجد الكلمات التي تفي لكما على ردودكما التي تزيدني فرحا بل تجعلني انتظر الغد لاقرأ رديكما المفعمان بالثقافة والرقي والمتعة والنقاش الجاد والانتقاد الرائع لكما شكري فهذا ما املك


ذو العيون23

وبدأ جابر يفكر كيف يجعل من ولده صورة مطابقة له
فطرت في باله فكرة فذهب لصديقه أسامة وقال له سوف نجتمع اليوم في الغرفة وسوف نغتاب أخوك عبدالرزاق أمام ذو فمن المؤكد أن ذو سيخرج كل ما في قلبه على أخيك وبعد أن ينتهي أعطيه كأس خمر وأقل له أشرب يا بني لتنسى آلامك وهمومك
فأبتسم أسامة وقال أن الشيطان نفسه لا تطرى على باله مثل أفكارك يا معلم الشياطين
وفي المساء ذهب جابر وإبنه إلى الغرفة وبقي جابر ساكت ينتظر قدوم أسامة وبالفعل حضر أسامة والغضب واضح على وجهه
فسأله جابر ما بك يا رجل
فقال أسامة دع ما في قلبي لتجرحه ولا تجعلني أخرجها فأنفضح
قال جابر أف لك يا أسامة هل بين الأصدقاء فضائح أفصح ما في قلبك
فقال أسامة أخي عبدالرزاق
فقال جابر ما به
قال أسامة إنه رجل جشع في هذه الدنيا ويردني أن أصبح مثله يريدني أن أصحو مع الصباح وأهتم بالمزارع وأيضا أشتري ماشية وأهتم بها
يريد مني أن أصبح مثله ألهث خلف هذه الدنيا الفانية
فقال جابر دعك من هذا الأخ الفاسد فإني منذ عرفته وأنا أكره وإبغضه ولا أحب رؤية وجهه النتن
ثم إلتفت جابر لذو فرآه ساكت
فسأله ما رأيك أنت في عبدالرزاق
فقال ذو أن كنت سأقول فيه ما يعيبه فأنا سأقوله في وجهه فأن لم أقله في وجهه فلست ممن يتكلم في قفى الناس
فإن كنتما تريدان أن تقولا شيء عن عبدالرزاق فأذهبا وقولا له ذلك بدل أن تجلسا هنا وتغتاباه
سكت أسامة وجابر وبدأ يناظران في نفسيهما
ثم قال جابر لأسامة أنهض سنذهب لأخوك عبدالرزاق نوضح له ما لا تريده
وبالفعل خرجا من الغرفة وبدأ يمشيان
فقال جابر آرأيت أنه لم يرضى أن يغتاب أخاك الذي أجزم أنه يكره فكيف سيشرب الخمر
قال أسامة هل لديك فكرة أخرى
قال جابر نعم
فسأله أسامة ما هي
قال جابر نجعل ذو يسرق
ضحك أسامة وقال كيف تقنعه بذلك
قال جابر أن ذو يحب التحدي فسوف نقيم تحدي بين أبنك زيد وبين ذو
بحيث نفهم ذو أننا أتفقنا مع أخاك عبدالرزاق بأننا تحديناه
فأنت تعلم أن أخاك عبدالرزاق يحرس ماشيته بالليل ولم يستطع حتى الآن أي لص أن يسرق من غنمه شيء
فالتحدي الذي صار بيننا أننا في الغد سنأتي في الليل ونسرق من غنمه فإن أمسكنا دفعنا له قيمة خروف
وإن لم يمسكنا فإن الخروف الذي أخذناه سيكون لنا
وبالفعل وفي اليوم التالي اجتمعا في الغرفة فأخرج جابر من جيبه الف ريال وأخرج أسامة الف ريال
وأخبرا كلا من زيد و ذو بالتحدي الذي بينهم وبين عبدالرزاق
وفي الحقيقة أنه لا إتفاق بينهم
ثم قال أسامة سيبدأ ولدي زيد أولا لك ساعة أن لم تأتي فيها فسوف نعتبرك خسرت
وبالفعل بدأ زيد يتسلل فلما أقترب من الماشية فبدأت الأغنام تظهر ضجيج فعرف عبدالرزاق أن هناك شيء أفزع الماشية فلما توجه لها رأى زيد قد أمسك بخروف ويريد أن يسرقه فأمسكه عبدالرزاق وقال أتسرق عمك أيها المعتوه
فمن شدة الخوف أخبر زيد عمه عن كل شيء وأيضا أخبره أن ذو سوف يأتي بعده ليسرق أحد الخرفان
فأخذ عبدالرزاق إبن أخيه وربطه في الغرفة ورجع وأستعد ليقبض ذو
فلما مرت ساعة قال جابر إذهب يا ذو وكن حذرا فأنا لا أريد أن أخسر الف ريال
وبالفعل مضى ذو لكي ينتصر في التحدي ولكنه أتجه إلى الغدير فهو قد صنع مكان بقرب من الماء يجمع فيها الثعابين فهو يعتني بها من أجل أن يستخرج السم منها فيضعه في علبه ثم يضع داخل تلك العلب المملؤة بالسم إبر لكي تصبح إبر سامة
ثم أخد أكبر ثعبان بينها ثم بدأ يتسلل حتى إقترب من الماشية ثم رمى الثعبان بأقوى ما يملك فوقع الثعبان بين الماشية فبدأت الماشية تظهر ضجيج فعرف عبدالرزاق أنه ذو فلما إتجه للمكان الذي أظهرت الماشية الضجيج شاهد الثعبان الضخم الذي أمسك بإحد صغار الضان فأتجه عبدالرزاق إلى المكان الذي يضع فيه الحطب وعمد إلى خشبة طويلة فأخذها ودعا إبنه مشبب وطلب أن يحضر الفأس فأمسك عبدالرزاق برأس الثعبان بالعصا الطويلة وقال لمشبب إضربه لكن مشبب خاف ولم ينفذ الأمر فقال له عبدالرزاق تعال أمسك العصا فأمسك مشبب العصا وبدأ عبدالرزاق يضرب الثعبان بالفأس حتى قطعه قطعا
طبعا كان ذو بين الماشية يتنقى ما سوف يأخذه وبالفعل أخذ أكبر خروف وكان عبدالرزاق يستخدم هذا الخروف كفحل لماشيته بل أنه من حرصه عليه لا يعيره لأحد بل لا يسمح لأحد أن يرآه خشية عليه من العين
فلما وصل ذو إلى الغرفة التي يوجد فيها جابر وأسامة سمعا صوت الخروف فلما رأى أسامة الخروف قال لم تجد تسرق خروفا سوى هذا الفحل
فقال ذو أنا لم أسرق بل كسبت الرهان الذي كان بينكم
فقال أسامة هل رأيت زيد
فقال ذو سمعت أخوك يقول لإبنه مشبب أمسكنا زيد وبقي ذو
حينها شعر أسامة أنه في ورطة
وجابر واقف يبتسم فرحا بمهارة ولده في السرقة
فهمس أسامة في إذن جابر وقال علينا إعادة الخروف لأخي فنظر جابر لأسامة وقال نعيد صيدا أتى به ذو لا والله ثم أخرج سكينه وذبح الخروف ثم أستخرج الكبد وأعطاها لذو وقال الكبد لا يأكله إلا الفتى الفذ

عاد الجميع لبيوتهم وأسامة حائر محتار ماذا سيقول لأخيه عبدالرزاق
وفي الصباح الباكر أتجه أسامة لبيت أخيه فلما طرق الباب فتح عبدالرزاق ولكنه لم يأبه لأخيه فخرج من البيت دون أن يكلم أسامة
فما كان من أسامة إلا أن يتبعه وبدأ أسامة يعتذر ويبريء إبنه زيد وأنه كانوا فقط يمزحون
حتى قال وذو هو من سرق خروفك الفحل
توقف عبدالرزاق ثم ألتفت وقال ماذا قلت
فقال ذو هو من سرق خروفك الفحل
فبدأ عبدالرزاق يركض إلى حضيرته فلما بدأ يبحث عن خروفه لم يجده فبدأ يضرب خده ويقول ما فعلت بي يا أخي فبعد أن بدأ يتحسن أنتاجي للخرفان بفضل الله ثم فضل ذلك الخروف ترسل لي أبن السكير لكي يسرقني
ثم أمسك عبدالرزاق أسامة بقبضته وبدأ يذكره ويقول
توفى أبي وأنت لا زلت في فتوتك فربيتك وصرفت عليك بل لم قط أرفع صوتي عليك
فشلت في الدراسة فلم أعاقبك
ثم بنيت لك بيت وزوجتك وصرفت عليك أنت وأسرتك بل وسترت قضيتك التي أرتكبتها وأنت تعرف ما أقصد وأقنعت زوجتك أن ترجع بعد أن خنتها
ثم تكافئي بأن ترسل ولدك وولد السكير ليسرقاني
هل جئت عندي وطلبت مال ثم منعتك
يا أسامة بعد أن أختفى هذا السكير (ويقصد جابر)
من حياتك أستقمت وأصبحت تهتم بزوجتك وأسرتك
ولما عاد السكير عدت معه في الضلال
يا أخي سيكون آخر تحذيرا لك أن بقيت مع هذا السكير فستهلك
أذهب لتلك الغرفة وفك رباط ولدك ولا تعد تأتي هنا أبدا فلست أخي ولست أخوك
أخذ أسامة ولده وهو يفكر كيف يصرف على أسرته ما دام أخوه عبدالرزاق لن يصرف عليه
أتجه عبدالرزاق إلى الشيخ معيض وأخبره بما حدث
فلما جاء وقت صلاة العصر صلى الناس وبعد أن إنتهوا من الصلاة أمسك الشيخ معيض كل من السيف والشيخ محمود
وأخبرهما بما فعله ذو وقال لهما ما رأيكما
فقال الشيخ محمود ما دام ذو ترك الصلاة فليس غريبا أن يسرق
فقال السيف لم يترك ذو الصلاة فجدته أخبرتني أنه يصلي في البيت لأن أباه أصبح لا يفارقه
وكل ما نقدر فعله أن نعوض عبدالرزاق قيمة خروفة وندعو الله أن يهدي جابر إلى الحق فإن أستمر ذو معه فسيضيع من أيدينا
فقال الشيخ معيض أصبت فيما قلت
فخسارة أن يصبح ذو ممن لا نرجو خيره

خيال الخيال 02-10-11 12:48 PM

ذو العيون 24

وفي المساء أجتمع جابر وإبنه بإسامة وإبنه
وقال أسامة قد ضعت يا جابر فقد قطع عبدالرزاق عني مصروفي
فضحك جابر وقال هل أنت طفل يصرف عليك أخوك
أنت لك نصف ما يملك فهذا حقك في ورث أبيك
فقال أسامة قد تنازلت قديما على أن تكتب كل أملاكي بإسم أخي عبدالرزاق
فقال جابر لا عليك لدي مهنة لك ولإبنك ولذو
فقال جابر تهريب المخدرات
فقال ذو المخدرات لا لكن الأسلحة نعم
فرح جابر لما سمع ما قاله إبنه فلأول مرة يقدم ذو تنازلات
وبالفعل بدأ جابر وجماعته بتهريب المسدسات بأحجامها وأيضا الرشاشات والبنادق
وبدأت بعض الأرباح تصل إليهم وفي أحد الصفقات التي قاما بها في التهريب
جمع جابر أسامة وإبنه وزيد وأيضا ذو وقال لهم قد جمعنا ما يقارب خمسين الف
عشرون لي وعشرون لأسامة
وخمسة الاف لزيد ومثلها لذو فقال ذو أنا لا أريد مالا بل أريد مسدس ربع
فنظر جابر بدهشة وقال وما الذي ستفعله به
قال ذو سوف أحاول أن أبيعه بسعر مرتفع
هز جابر رأسه وقال كم تريد أن أعطيك
فقال ذو لست أقبل الشفقة وأحب أن اجعل جبيني يعرق في تحصيل ما تشتهيه نفسي
فأبتسم جابر وقال خذ مسدسك
فأخذه ذو ولكنه ظل واقف فقال جابر ماذا تنتظر قال ذو الطلقات
فمن البديهي أن يطلب من يشتريه أن يجربه
فقال جابر وأيضا أنت من البديهي انه لن يجرب مسدس جديد
شعر ذو أن جابر لن يعطيه أي طلقه
فذهب ذو للبيت فرأته جدته ورأت المسدس ولكن ذو دخل لغرفته بسرعة وبدأت جدته تطرق عليه الباب لكن دون جدوى بعد أن خبأ المسدس أخذ ما كان يضع فيه المسدس وأخذه معه ليوهم جدته أنه أخذ المسدس معه
وكانت جدته جالسة على كرسي قريب من باب ذو فلما فتح ذو الباب بدأ يزيد سرعته فقامت جدته تناديه وتسأله من أين لك المسدس لكن ذو لم يجيب جدته وخرج من البيت
بالطبع كان جابر جالس وهو سارح الفكر فسأله أسامة ما بك
قال جابر إني أخشى من ذو فهو لم يطلب المسدس إلا لأمر ما
فقال أسامة وهو يضحك ويقول أعتقد أنه أخذه ليقتل به الأشرار
فنظر جابر لأسامة وقال قد تكون مازحا ولكنها الحقيقة
فزاد أسامة من ضحكته وقال ما بك يا جابر لم أعهدك تخاف من أحد حتى تخاف من طفل صغير
ولكن أنا سأحل لك المشكلة
فقال جابر كيف
قال أسامة سأجعل إبنك من الأشرار فبذلك سيقتل بمسدسه الأخيار
فقال جابر هل تهزأ بي
فقال أسامة لا أنا اليوم سأجعل إبنك يشرب كأس خمر
فقال جابر وكيف ستفعل ذلك
قال أسامة أريد أن تختبي خارج الغرفة وحين يأتي ذو سأقدم له كأسا من الخمر وحينما لا يراك سيشربه ليجربه لكنه حين يراك يمنتنع
فقال جابر أنت لا تعرف ذو يا أسامة
قال أسامة دع الأمر لي وحسب
فقال جابر بشرط أن تتحمل ردة فعل ذو مهما كانت
فقال أسامة وهو كذلك
وبالفعل اختبأ جابر خلف الغرفة وهو ينظر من فتحة صغيرة ما سيحدث
وما لبث أسامة طويلا إلا و ذو يطرق الباب
ففتح أسامة لذو ورحب به
فنظر ذو وقال أين أبي
فقال أسامة اجلس ياذو أبوك سيأتي
ثم أخذ أسامة كوبا قد صب فيه خمرا وقال خذ يا ذو وجرب أن تنسى الدنيا وهمومها
فأمسك ذو بالكوب
فشعر أسامة أنه نجح لكن نجاحه لم يلبث طويلا حتى شعر بالخمر قد أنسكب في وجه
وبدأ يسمع ذو وهو يسبه ويذمه ويصفه بالسكير المنحط
تظاهر أسامة بالهدوء مع أن قلبه يغلي حقدا على ما فعله ذو
ولكنه قد أعطى جابر وعد بأن يتحمل كل ما يصدر من ذو
ومع مرور الأيام بدأت تظهر في الأفق بعض الدلائل عن تغيرات قادمة
حيث قارب العام الدراسي على الإنتهاء فخشيت أم جابر أن غياب ذو المتكرر سيحول دون نجاحه
فذهبت إلى الشيخ معيض وقالت عندي موضوعان عن ذو أريد مساعدتك فيهما
فقال الشيخ معيض إذا كان بيدي أستطاعة فلك ذلك
فقالت أم جابر أريدك أن تذهب للمدرسة وتخبر معلم ذو عن ظروف ذو القاسية لعله يتعاون معنا فينجحه
قال الشيخ معيض الأولى مقدورا عليها
والثانية
فقالت أم جابر أصبح ذو يساعد أباه في تهريب الأسلحة فلقد شاهدت معه مسدس فبقيت أسأله من أين جاء به حتى قال لي الصدق
وأنا أريدك أن تنصحه لعله يترك التهريب
فقال الشيخ معيض هل ذو يفعل ذلك بإرادته أو مكرها
فقالت بل بإرادته
فقال الشيخ معيض وهل إذا أقنعنا ذو أن يترك تهريب الأسلحة فهل يستطيع أن يتركها أقصد هل جابر سيتركه يفعل ما يشاء
فقالت أم جابر أن رفض ذو أن يساعد أباه في تهريب الأسلحة وأراد جابر أن يجبره فأنا سوف أمنعه
فقال الشيخ معيض غدا أذهب للمدرسة
وبالفعل ذهب الشيخ معيض للمدرسة وقابل المدير وشرح له ظروف ذو فطلب المدير المعلم الذي يدرس ذو
وبدأ الشيخ معيض يقول للمعلم أن ذو ولد طيب وأن ذو ولد شاطر والمعلم مندهش وصامت
ثم قال المعلم ليس عندي طالب اسمه ذو
فقال المدير أنه يقصد خالد جابر
فقال المعلم وأين هو لم أعد آراه يحضر فقال الشيخ معيض من أجل ذلك جئت لكي أشرح لك ظروفه
ثم قال المعلم وما الذي تريده مني
قال الشيخ معيض أن تتعاطف مع ذو وتتجاوز عن غيابه وتجعله يرافق زملائه إلى الصف الرابع
فقال المعلم من الظلم أن ينتقل ذو إلى الرابع بل الواجب أنه ينتقل إلى الجامعة مباشرة
فقال الشيخ معيض أفهم من كلامك أنك سوف تنجحه
فقال المعلم بلا شك
خرج الشيخ معيض وهو مسرور بما سمع وذهب لبيت أم جابر فأخبرها بما سمع
ففرحت أم جابر وقالت بقي ياشيخ أن تقنعه أن لا يساعد أباه على التهريب
فقال الشيخ معيض أحتاج مساعدتك فأنا سوف أذهب الآن إلى كلا من السيف و الشيخ محمود وأطلب منهما أن يأتيا معي مساءا إلى هنا
بينما عليك أن تبقي ذو معك في البيت
فنحن سنأتي فإن رأينا النور الذي بالباب مضاء سننتظر حيث نعلم أن جابر لا زال في البيت
فأن أنطفأت حينها نعلم أن جابر قد غادر
فهزت أم جابر رأسها وقالت بإذن الله تسير الامور كما خططت لها
ولما أظلمت السماء أراد جابر كالعادة أن يصطحب ذو معه إلى الغرفة ليتسامر معه وبذلك يكن تحت عينه
لكن أم جابر تظاهرت بالتعب وأبت أن يأخذ جابر ذو بحجة أنها متعبه وتحتاج من يساعدها
فقال جابر ما دمتي مريضة فسنبقى معا نعتني بك
فتلعثمت أم جابر في الكلام ثم قالت لا لا أريدك أن تبقى هنا فأنت سبب مرضي هيا هيا أذهب لصاحبك
أحس جابر أن أمه تدبر لأمر فخرج جابر من البيت
بينما كان ذو صامتت وبعد أن مر أكثر من عشر دقائق من ذهاب جابر ذهبت أم جابر وأطفأت النور الخارجي
فضحك ذو وقال وهل هذه العلامة المتفق عليها
ليس أبي غبيا لهذه الدرجة فهو يعرف أنك تدبرين لأمر
ولم ينهي ذو كلامه إلا والباب يطرق
ففتحت أم جابر الباب فدخل الشيخ معيض والسيف والشيخ محمود
وكان ذو جالسا فسلموا عليه لكن ذو لم يأبه لهم
فشعر الشيخ معيض ومن معه أن أخلاق ذو قد تغيرت كثيرا
فقال الشيخ معيض أنا أعرف أنك غاضبا منا لأننا تركناك
فقال ذو إذا تقرون بخطئكم
بأنكم تركتموني لوحدي مع رجل فاسد مجرم لا يحرم حرام ولا يخشى الله ثم تريدون مني أصبح رجل صالح
فقال السيف ماذا كنت تريد منا أن نقتل أبيك
فقال ذو نعم أقتلوه أن لم يستقم
فقال الشيخ محمود نحن لم نأتي لنتناقش في هذا الموضوع بل جئنا نعاتبك
فما عرفناه أنك أصبحت تساعد أباك في تهريب الأسلحة وأنت بذلك تقحم نفسك في الحرام
نظر ذو إلى الشيخ محمود وقال له وما رأيك في الذي يسكت عن الحق
سكت الشيخ محمود
فضحك ذو وقال نعم أبي شيطان وكل اهل القرية يعلمون ذلك
لكن أهل القرية لا يعلمون أنكم شياطين خرساء
ثم خرج ذو من البيت

خيال الخيال 03-10-11 12:38 PM

قبل ان اضيف الحلقة احب ان اقول ان كل حرق تكتبوه لديه قيمة عندي اكبر من قيمة الذهب فحروفكم نور تساعدني على المشي الى اقصى درجات السعادة فشكرا لكم

ذو العيون25

بدأت أم جابر تحاول أن تهون الموقف وهي تقول هذا الفتى أشبه أباه
لكن الشيخ معيض كان في أشد غضبه وقال بصوت مرتفع وجابر أشبه من؟
ظلت أم جابر صامته تنظر للشيخ معيض
والسيف يحاول أن يهدئه
فقال الشيخ معيض دعني يا السيف أن أخرج ما في قلبي فلقد كتمته لسنين عدة
فقال هل تعرفين أن جابر أشبهك هل تذكرين ثم رفع شالا كان لا يخرج بدونه ليندهش الشيخ محمود والسيف مما شاهداه فإذن الشيخ معيض اليسرى مقطوعة
فقال الشيخ معيض اتذكرين من فعل هذا بي
وأم جابر صامته
فقال الشيخ معيض أتعرفان لما عضت أذني من أجل أني قلت البنات يلعبون لوحدهم والأولاد لوحدهم فأرادت أم جابر أن تذهب مع البنات فقلت لها مازحا هي أنتي أبقي مع الأولاد فلست بنتا
فأنقضت علي وفعلت بإذني ما فعلت
ابتسمت أم جابر وقالت إلا زلت تحمل في قلبك علي من أجل فعلة صدرت في زمن كنت طفلة لا ادري ما كنت افعله
فقال الشيخ معيض بالفعل كنت طفلة ولو كنت طفل لذاق اهل القرية كأسا أمر مما ذاقوه من كأس إبنك جابر
فقال الشيخ محمود استعيذوا من الشيطان فنحن جئنا لحل مشكلة ليس لإثارة مشكلة
فأمسك الشيخ محمود بيد الشيخ معيض وقال هيا بنا نخرج
وبينما هم يمشون قال السيف للشيخ معيض ماذا دهاك فأنا أعرفك حليما
فبكى الشيخ معيض وقال لقد أنفعلت لما رأيت أن كل ما فعلناه لذو ذهب سدى
وبعد أن كنت أرجو أن يكون ذو من أهل الخير أصبحت أرجو الآن أن نكتفي شره
فقال السيف لا تقنط يا شيخ معيض فإني لا زلت أرى في وجه ذو الخير

وصل ذو إلى الغرفة ودخل فوجد أباه جالس وكأس من الخمر أمامه
فجلس ذو أمام أبيه وقال ما رأيك فيما جرى
فقال جابر عن أي شيء تقصد
فقال ذو كنت اشعر بك وأنت تتصنت عند النافذة
فأبتسم جابر وقال إذا كنت تعرف أني كنت أستمع
فقال ذو نعم ولقد أردتك ان تسمع وجهة نظري فيك
فقال جابر كنت أعتقد ذلك ولكنك أختصرت فأنا أستحق أكثر مما قلته
فقال ذو إذا تعرف أنك على خطأ فلما لا تتوب
فضحك جابر وقال أتوب
أسمع ياذو هناك أناس يمتلكون قلوب بيضاء لكن حين تجتمع المعاصي بهذا القلب يصبح هذا القلب أسود نتن يجعل صاحبه لا يستطيع أن يعود لطريق الخير بسهولة
ولكن هناك أناس يوجد لهم قلوب سوداء شريرة هذه القلوب تضخ دماء فاسدة وهذه الدماء الفاسدة لا يمكنها أن تتوب ولا أن تتراجع عن فعل الشر ولا يوجد لها حل سوى سفكها
قال ذو لا يوجد قلوبا ودماء كما قلت
فقال جابر بلى قلبي وقلبك
ثم بدأ يشرب كأس الخمر و ذو جالس يفكر فيما قاله أبوه ويحاول أن يكذب أباه فليس قلبه أسود وليست دماءه سوداء
ومرت الأيام وأصبح جابر يفكر في تهريب شيء يجعله يكسب أكثر فتهريب الأسلحة لا يوفر له كل ما يريده
فأخبر أسامة عن ذلك فشعر أسامة بالخوف الشديد
ولكن جابر بدأ يغريه بالأرباح فطمع أسامة في جني الأموال
ولكن جابر طلب من أسامة أن لا يشعر ذو بذلك فهم لن يأخدوا ذو معهم فهو يخشى أن عرف أن يفعل لهم مشكلة
وبالفعل بدأ جابر وأسامة بفعل ذلك وبدأت الأموال تجري بأيديهم
شعر مشبب أن أوضاع عمه أسامة بدأت تتغير وكان يسمع أن جابر وعمه يهربان الأسلحة فذهب لعمه أسامة وبدأ يخبره أنه يعمل مع أباه الساعات الطويلة ولا يحصد هو وأباه إلا أرباح قليلة
وطلب من عمه أن يساعده لكن أسامة رفض فبدأ مشبب يذكر عمه بما صنعه عبدالرزاق بأسامة ويقول والآن لما جاءك أبن أخيك لا تساعده
فقال أسامة أمهلني بعض الوقت لأرى جابر وأخبره بما تريده
فكلم أسامة جابر وأخبره بما يريده مشبب فوافق جابر دون تردد وكان جابر يمني النفس أن يصبح مشبب مجرما ليحرق قلب عبدالرزاق عليه
فأجتمع جابر بأسامة ويزيد ومشبب في الغرفة ولم يكن ذو معهم
وبدأ يقول لهم من يريد أن يبقى في تهريب الأشياء الصغيرة ليجني أرباح قليلة فليبقى
ومن كان يريد تهريب الأشياء الكبيرة ويجني الأرباح الكبيرة فليرفع يده
فرفع مشبب يده مباشرة
فقال جابر أتعرف ما الأشياء الكبيرة قال مشبب لا أعرف سوى أنها ستجني لي أموال كثيرة
فقال جابر يا لك من وغد مثل أبيك تحب المال حبا شديدا
فقال أسامة لمشبب بل أبقى في تهريب الأشياء الصغيرة مع ذو فإن امسك بك ومعك الأشياء الكبيرة قد تفقد رأسك
فقال مشبب ما تقصدون بالأشياء الصغيرة والكبيرة
فقال جابراقصد بالصغيرة تهريب الأسلحة وأما الكبيرة فأقصد بها المخدرات وما دمت عرفت هذا يجب أن تعرف أني لو سمعت أحد يتكلم بذلك فسوف أقتلك
وبالفعل أنضم مشبب معهم في تهريب المخدرات وبدأ يخبأ ما يربحه في مكان لا أحد يعلمه غيره
وبدأ عبدالرزاق يستغرب أختفاء مشبب عنه بالساعات وكلما سأله يقول أنه يلعب مع أبن عمه يزيد
فلم يلقي عبدالرزاق أهتماما لذلك لأنه يثق في مشبب كثيرا
وبالفعل أصبح كل من جابر وأسامة يمتلك نصف مليون من تهريب المخدرات
وبينما كانوا في الغرفة بدأ أسامة يخرج من جيبه حبوبا ويأكلها فسأله جابر ما هذه فقال أسامة حبوب مهدئة
حيث أن أسامة لما دخل عالم التهريب أصابه خوف وذعر وقلق كلما فكر في أحتمال أن تقبض الشرطة عليه وهو يهرب المخدرات
فأخذ ذو الوصفة وبدأ يقرأها وأكتشف أن هذه الحبوب تجعل متناوله يدخل في نوم عميق
بدأ جابر يخطط لعملية تهريب كبرى يريد بعدها أن يترك التهريب ويستمتع بما حصل عليه
حيث أنه سيتعامل مع عصابة المخدرات التي أراد سابقا خيانتهم لكنه فشل وأصيب صاحبه نادر ومات متأثرا من الجراح
فهو يخشى أن يعرفه أحد أفراد العصابة فيحاولون الأنتقام لصاحبيهما اللذين قتلهم جابر
فجابر يحتاج إلى قناص ماهر يجعل العصابة تحسب له الف حساب قبل أن تفكر في خيانته
فبدأ جابر يقنع أسامة أن يدفع ما لديه من المال وهو يخرج كل ما لديه من مال ثم يشترون البضاعة التي ستكلفهم مليون لكن أن وصلوها للمروجين سيحصدون خمسة مليون
بقي أسامة مترددا خائف أن الطمع في الكثير قد يفني ما معه فشاور يزيد ومشبب
فلم يتردد مشبب في أن يقنع عمه في الدخول في العملية بل ذهب لجابر ومعه كل ما يملك يريد أن يصبح شريك لكن جابر أجتمع بأسامة ويزيد ومشبب ووضح لهم عدة نقاط منها أن نصيب كل من مشبب ويزيد سيكون 150الف ريال
ويكون لأسامة أثنان مليون و 250الف وله مثل ذلك
لكن مشبب بعد أن حسب المبلغ وجد 200الف ليست لأحد فسأل عنها
فقال جابر هذه لذو فقال أسامة وهل وافق على أن يهرب المخدرات فقال جابر لا
فقال أسامة فكيف ستفعل قال جابر نوهمه أننا نشتري رصاص بكمية كبيرة
ولكن جابر لم يستعجل في تنفيذ هذه الصفقة وبقي يخطط له لمدة ثلاثة أشهر
طبعا بدأ العام الدراسي الجديد وذهب ذو للمدرسة وأصبح في الصف الرابع لكن رغبه ذو أصبحت ضعيفة فهو يذهب للمدرسة من أجل أن يرضي جدته
وكان ذو دائم السرحان داخل الفصل فهو يشعر أن هناك أمور تدبر من قبل أبيه ويشاركه في ذلك كل من أسامة وإبنه ومشبب
بقي ذو يراقب الوضع بحذر وفي أحد المرات شاهد أبيه وأسامة ومعهم حقيبتان ويدخلان الغرفة فحاول أن يتصنت عليهما لكن جابر قد أحس أن أحد ما خلف الباب ففتح الباب بسرعة فما كان من ذو إلا أن قطع ازرار ثوبه وألقاها على الأرض وتظاهر أنه يبحث عنها فقال جابر عن ماذا تبحث
فنهض ذو وبيده الزرار وقال هذا
ثم دخل الغرفة فرأى أسامة جالس وبجواره الحقيبتان جلس ذو بجوار أسامة وبدأ يفكر كيف يعرف ما في الحقيبة فخطر في باله فكره وهي أن يسرق الحبوب التي مع أسامة ثم يضعها في براد الشاهي فيناما وهو يفتح الحقيبة فبدأ يدخل يده بخفة في جيب أسامة حتى أنتشل الحبوب من جيب أسامة بدون أن يشعره بذلك
ثم قال ذو لأبيه هل أصنع لكما شاي فقال أسامة ياليت وكانوا يطبخون خارج الغرفة على الحطب فخرج ذو وأعد الماء وبدأ يطحن الحبوب ليضعها في الشاي لكنه تفاجأ أن أباه وأسامة خرجا من الغرفة وقالا له سوف نغادر فأشرب الشاي وكانا يحملان الحقيبة قام ذو وخبا الحبوب التي سرقها بعد أن طحنها فقد يحتاجها لكشف ما في الشنطة
ولكن الأمور كانت سريعة حيث أجتمع الجميع في الغرفة وبدأ جابر يشرح لهم كيف يقومون بالعملية وبدأ يخبرهم أنها ستكون أكبر عملية لتهريب الرصاص وأنهم سيتعاملون مع عصابة خطرة
فقال ذو لما لا تخبرني من قبل
قال جابر لم أعلم أحد سوى في عصر اليوم أخبرت أسامة ليحضر ماله
ونحن نحتاجك يا ذو فلا تخذلني وبدأ جابر يوزع المهام فجابر وأسامة سيكونان المفاوضين وعلى يزيد و مشبب حمل الحقيبتان أما ذو فدوره دور القناص الذي يحميهم من أي محاولة غدر
وبالفعل وبعد أن أنتصف الليل أنطلقوا وعند صخرة كبيرة أمر ذو أن يصعد عليها حيث سيكونون على بعد خمسين متر منه ثم أخرج جابر من جيبه نصف ريال على شكل قطعة معدنية
وقال لذو إذا رفعت هذه القطعة فأصبها فهز ذو رأسه بنعم
ثم أنطلق جابر وأسامة وأمر زيد ومشبب أن يبعدا عنها عشرة أمتار تحسب لأي خيانة فلما تقابلوا مع العصابة قال جابر قبل أن نتحدث أريد أن أريكم شيء ثم رفع القطعة النقدية وما لبث ثواني إلا والقطعة تطير من يده فقد أصابها ذو ثم قال جابر أن قمتم بخيانتنا فسوف تهلكون أنفسكم
قال زعيم العصابة نحن نريد المال مقابل البضاعه ولا نية لنا في خيانتك وأعلم أنه أيضا لدينا رجال يصوبون بنادقهم على رأسك أن أحسوا منك خيانة
ثم تبادلوا البضاعة
فأراد أسامة أن يتأكد على ما تحتويه الحقيبة لكن جابر قال دعنا نغطي بأجسامنا على الحقيبة فقال أسامة لماذا
فقال جابر من أجل أن لا يراها ذو
فقال أسامة وهل يستطيع أبنك أن يراها من هذه المسافة وفي هذه الظلمة
قال جابر أصبحت اؤمن أن ذو ليس شخصا طبيعيا
فقال أسامة سأنفذ ما تقول وبالفعل تأكدوا من صحة البضاعة وعادوا إلى الغرفة قبل شروق الشمس وبدأ يحتفلون بهذا الإنجاز و ذو كان ينظر لهاتان الحقيبتان التي وصفهم أباه أنها أكبر عملية سيقوم بها
فبدأ الشك يدور في عقله فقام وقال سأعمل لكم حليب ثم أخذ علبه الحليب وفتحها وبدأ يدخل يده فيها حتى عثر على الحبوب التي طحنها ثم فتح الكيس وسكبه على الحليب
كان جابر يراقب ذو فخشي أنه يريد أن يضع شيء في الحليب فقام وقال ساساعدك وكان يريد مراقبته وبعد أن سخن الماء بدأ ذو يأخذ بالملعقة من علبة الحليب وكان يغرف من المكان الذي سكب فيه الحبوب المطحونة لم يشعر جابر بذلك فلما أنتهى شعر جابر أنه لا يوجد شيء في الحليب
وبدأ الجميع يشربون بشراهه
وبعد أقل من نصف ساعة بدأ الجميع يتساقطون من النوم وشعر جابر أن ذو قد فعل فعلته فبدأ يمشي بصعوبة حتى وصل إلى الحقيبتان وأحتضنهما ثم نام
أنتظر ذو لعشر دقائق أخرى ثم أنتزع الحقيبتان من تحت أباه فلما رأى ما داخل الحقيبتان دهش فالحقيبة تحتوي على هروين وليس رصاص فخرج خارج الغرفة ثم أشعل حطبا كثيرا ثم وضع الحقيبتان فيه
ثم أسند ظهر على جدار الغرفة ونام
ومع آذان الظهر أستفاق ذو وقام ينظر إلى الحقيبتان التي قد إلتهمتها النار
وفي نفس الوقت أستفاق جابر وبدأ يبحث عن الحقيبتان فلم يجدهما ثم بحث عن ذو فلم يره فخرج من الغرفة فرأى إبنه واقف ينظر لبقايا النار فلما أقترب جابر منه رأى بقايا الحديد من الحقيبتان
فقال هل فعلتها يا ذو
فقال ذو لا أحد يستطيع أن يخدعني
فقال جابر وأنا أيضا لا أحد يعبث معي تذكر يا ذو أنك من بدأت وأقسم لك أنك ستندم
نظر ذو لأبيه وقال هل ستقتلني قال جابر لا بل سأقهرك
فأبتسم ذو وقال لا أملك شيء تقهرني به
قال جابر الأيام بيننا

خيال الخيال 04-10-11 01:40 PM

ذو العيون26

ذهب ذو إلى بيت جدته وبعد نصف ساعة أستفاق أسامة فلم يجد جابر ولا إبنه ولا الحقيبتان فخشي أسامة أن جابر قد خانه فخرج مسرعا فرأى جابر واقف بجوار نارا قد خمدت فأقترب منه
وقال ما بك
فنظر له جابر وقال ألا ترى
فنظر أسامة وقال بتعتعة هل هذه الحقيبتان
فقال جابر نعم
فقال أسامة من فعل ذلك
فأجاب جابر أنه ذو
فقال أسامة هل ضاع كل شيء
فقال جابر نعم ولا تستغرب فهكذا هو الحرام يأتي بسرعة وينتهي بسرعة ثم مشى
بينما ظل أسامة واقف يتأمل النار التي أخمدت كل أحلامه بالثراء
فخرج مشبب من الغرفة ورأى عمه أسامة واقف فذهب إليه فرأى أثار الحقيبتان فقال إذا فعلها ذو
قال أسامة وكيف عرفت
قال مشبب عرفت ذلك من نظراته الطويلة إلى الحقيبتان
ثم قال مشبب ما رأيك يا عم أن نترك العمل مع جابر وإبنه فأنا أمتلك سبعين الف رفض جابر أن يقبلها لما أردت أن أكون شريكا في هذه الصفقة
فإن أستغليناها سنجني أموال كثيرة
نظر أسامة إلى مشبب ثم قال أريدك أن تنسى هذا الطريق للأبد وإن عرفت أنك أردت فقط أن تفكر أن تعود سأبلغ أباك فإن لم يردعك فسوف أبلغ الشرطة هل سمعت ما أقول
قال مشبب نعم
فقال أسامة إذا أذهب من هنا ولا تعود له ثانية وساعد أباك هذا أفضل لك
بدأ جابر يفكر بأكثر شيء يمكنه ان يسبب لذو الحزن إن فقده
وأيضا ذو أصبح يفكر ويريد معرفة ما يدور في عقل أبوه
ومرت بضع أيام فشعر ذو ولأول مرة أن أباه أصبح ممن يقول ما لا يفعله
ومع الصباح الباكر أخذ ذو حقيبته وذهب للمدرسة
وبعد صلاة الظهر مباشرة جاء جابر إلى بيت أمه وبدأ يناديها فخرجت أمه وقالت ما بك
فقال جابر زوجة السيف وقعت من على السلم وهو الآن في المركز الصحي وتحتاج لمتبرعين بالدم
ولكنهم لم يجدوا فصيلتها فأذهبي إليهم ليروا فصيلتك لعل فصيلتك تناسبها فتساعديها
فبدأت أم جابر تمشي بسرعة وهي بالطريق قابلت الشيخ معيض ولكنها مشت بجواره دون أن تسلم عليه بل لم تجبه وهو يسألها ما بك تمشين مسرعة
وبينما أم جابر تمشي قابلت السيف ومعه إبنه و ذو فأقبلت عليه وهي تقول سلامات لزوجتك
فقال السيف وما بها زوجتي
قالت أم جابر ألم تقع من على السلم
فقال السيف ما بك يا أم جابر من قال لك هذا الكلام
فعرفت أم جابر أن جابر كذب عليها فقالت يبدوا أني صدقت الحلم الذي حلمت به
ثم أعتذرت وقالت لذو هيا بنا
فسألها ذو ما بك يا جدة فقالت جاء إلي أبوك وأخبرني أن زوجة السيف سقطت وتحتاج مساعدة
شعر ذو أن أباه فعل ذلك ليدبر أمرا ما
فبدأ ذو يركض وجدته تتبعه وتسأله ما بك
ولما وصل ذو إلى البيت رأى أبوه واقف وبيده سكين قد لطخت بالدم وقد قطع رأس الناقة البركة ووضعه على صخرة
لما رأى ذو ذلك بدأ يصرخ صرخات غضب
فأبتسم جابر وقال قد قلت لك لا تعبث معي

خيال الخيال 04-10-11 05:51 PM

ذو العيون27

ومن شدة غضب ذو أنقض على أبوه يريد أن يقتله لكن أباه دفعه بقوة بيده فتدحرج ذو على الأرض ثم قام ذو ودخل البيت
كانت أم جابر ترى الصراع الذي كان بين جابر و ذو فلما وصلت رأت رأس الناقة فعرفت على أي شيء كان ذو يصارع أباه
فبدأت أم جابر تدعو على جابر بالهلاك جزاء فعلته
ثم خرج ذو ومعه سكين أرادت جدته أن تمنعه لكن دون جدوى ثم أنقض على جابر فأمسك جابر بالسكين ثم نزعها من يده وبدأ يجرح جبهت ذو بالسكين وهو يقول من العار على الرجل أن يقتل بسلاحا كان بيده
فإن كنت تعلم أنك لست بكفؤ لان تحمل سكينا فأتركها خيرا لك من تحملها وتطعن بها ثم دفعها بكل قوته فسقط ذو على وجهه
ذهب جابر وأمه تدعو عليه وبقي ذو ملقى على وجهه لبضع دقائق وجدته جالسة بجواره لا تدري ما تفعله
فنهض ذو والدمع يسكب من عينه وأخذ يمسحها وبدأ يحفر حفرة ليدفن الناقة كما يرآها الأخرون ولكن ذو يرى أنها أمه
كان صوت ذو وهو يقاتل أباه كجرس أنذار جعل أهل القرية يركضون بأتجاه بيت أم جابر وكان الشيخ معيض والسيف من ضمنهم فلما وصلوا رأوا الناقة وقد قطع رأسها وأيضا رأوا ذو يحفر فأراد السيف مساعدته لكن ذو قال لا أريد أن يدفن أمي سواي
فبقي الناس يتفرجون
فقال أحدهم بصوت خافت هل ذكر جابر أسم الله عليها فأجاب أخر سوف أذهب وأسأله وبالفعل ذهب هذا الرجل لجابر وسأله هل ذكرت أسم الله عليها فقال جابر نعم
ولكن لما فقال الرجل من أجل أن نأكلها فضحك جابر وقال لو سمعك ذو لقتلك فرجع وأخبرهم بما قال جابر فقال أحدهم سوف نكلم الشيخ معيض فلما قالوا له ذلك قال الشيخ معيض ماذا تظنون من فتى لا زالت الدموع تسكب من عينه على ناقة كانت عنده بمثابة أمه هل سيدعك تفعلون ذلك فوالله أني أخشى أن يقتل أباه بسبب هذه الناقة فشعر الناس بالخوف ولم يعودوا يريدون لحم الناقة
فلما أنتهى ذو من الحفرة أراد أن يسحب جسد الناقة إلى الحفرة لكنه ما أستطاع فنظر نظرة إلى الشيخ معيض شعر الشيخ أنها نظرة تطلب المساعدة فبدأ يسحب معه ثم جاء السيف ليساعدهما وحين رأى الناس ذلك أقبلوا جميعا يحملوا الناقة ليضعوها في الحفرة ثم بدأ ذو يدفنها وهو يبكي فلما وصل إلى دفن رأسها توقف وما أستطاع فبدأ السيف يدفن رأس الناقة لعل ذلك يخفف من ألم ذو
فقام الشيخ معيض وعزى ذو على وفاة الناقة وكذلك فعل الناس بقي ذو ثلاثة أيام لا يغادر المكان الذي دفن فيه الناقة
فجاء جابر في اليوم الثالث فرأه ذو وبدأت نظرات الشر تقدح من عينه ثم قال والله سأقتلك والله سأقتلك
وجابر ينظر ويبتسم فجاءت أم جابر تركض ثم بدأت تطرد ولدها جابر من المكان
وفي اليوم الرابع ذهب ذو للمدرسة ولم تكن المدرسة هدفه بل زميله عيسى أبن الشيخ معيض فذو يذكر أن في مجلس الشيخ معيض يوجد مسدس ربع بحزامه الذي يحتوي على طلقات فأراد أن يطلب من عيسى أن يأتي له ببعض الرصاص
وبدأ ذو يرجو عيسى ليوم كامل دون جدوى ثم اليوم الثاني واليوم الثالث وبلا جدوى فعيسى يعتذر لأن هذا الفعل سرقة لا يمكن أن يفعله
وكان جابر جالس في الغرفة لوحده وبدأ يشعر بشيء من الضيق والحزن
وفي مساء ذلك اليوم سمع الناس صراخ من قمة جبل الخرافة كان الصراخ عبارة عن آهات أخرجها جابر سمع أغلب أهل القرية ذلك بما فيهم ذو فجاءت أم جابر وهي تقول هل تسمع يا ذو أن أباك يحرقه الندم فقال ذو وأنا كذلك يحرقني القهر في كل يوم يمر وهو باق على قيد الحياة
وفي عصر اليوم التالي جاء جابر يريد أن يأخذ إبنه ليتفاهم معه في جبل الخرافة
فبدأ جابر ينادي ذو لكن ذو لم يرد عليه فقال جابر أنا أبوك فأجبني حينما أناديك
لكن ذو بدأ بالصراخ وهو يقول لست أبي بل عدوي لست أبي بل عدوي
فلما سمعت أم جابر صراخ ذو أخذت البندق وعزمت قتل أبنها جابر فبدأت تركض بإتجاهما لكن ذو ركض ودخل للبيت فأراد جابر أن يتبعه لكن أمه حالت دون ذلك بل صوبت البندق بأتجاه جابر وقالت ماذا تريد فنظر جابر لأمه نظرة لم ترها أمه من قبل نظرة ضعف وأنكسار وهو يقول أريد ولدي أريد ولدي
أنزلت أم جابر البندق وهي لا تصدق ما تراه فعينا جابر قد أمتلأت دموعا هذه الدموع التي لم ترها في عينا جابر حتى في صغره
فلما أحس جابر أنه سيبكي بدأ يركض مبتعد عن البيت
ثم بقي يمشي ولم يشعر إلا وهو واقف أمام المسجد وكان الشيخ معيض والسيف واقفان بخارج المسجد يتكلمان عن ذو وماذا يستطيعان أن يقدما له
فأندهشا عندما أصبح جابر أمامهما
شعر السيف أن هاتان العينان ليست كعينا جابر
فنظر جابر لهما ثم قال أريد أن أشكركما على كل شيء قدمتموه لذو وأيضا أريد أن أوصيكما عليه
فقال الشيخ معيض وهل سترحل
فقال جابر نعم
فقال الشيخ معيض هذا أفضل شيء ستفعله
أحس السيف أن قصد جابر في أن يرحل ليس السفر بل شيء اخر قرأه السيف من عينا جابر
فقال السيف بل عد يا جابر إلى رشدك وعهدا علي أمام الله أن استقمت أقاسمك نصف مالي ولكن عد
والشيخ معيض يهمس في إذن السيف ويقول له دعه يرحل
فنظر جابر للسيف ثم تبسم وقال كنت أعتقد أني أفضل منك في الشجاعة والإقدام وكنت أعتقد أن الناس يفضلونك علي لأنهم يحقدون علي
ولكن الآن عرفت أنك أفضل مني لأنك تملك قلبا شجاعا لا يخلوا من الرحمة
وأنا أملك قلبا شجاعا لا يوجد فيه شفقة
فأنت أيها السيف كنت حري أن يحبك الناس
فقال السيف أنا لا أريد أن أسمع منك هذا الكلام بل أريدك أن تعود لنا بقلبا يريد التوبة والغفران من الرحمن
فقال جابر لا يمكن لمثلي أن يعود فالدماء الفاسدة تجري في كل عروقي وسوف تجبرني على أن أعود إلى الشر ولا يوجد توبة لهذه الدماء الفاسدة إلا بسفكها

فقال السيف أن هذا الشيطان يوسوس لك بأوهام ليجعلك تقنط من رحمة الله
ثم أستأذنهما جابر وأنصرف
والسيف يرفع صوته ويقول الله يقبل التوبة الله يقبل التوبة الله يقبل التوبة
حتى أبتعد عن نظره
وفي المساء صعد جابر جبل الخرافة لأنه شعر بضيقة خانقة وبدأ يصرخ بأهات لكن هذه المرة زادت ضيقته
فذهب للغرفة التي قضى فيها أوقات ندم عليها
ثم بدأ يفكر بالإنتحار لكنه بقي متردد لأنه يشعر برجاء أن يصفح عنه ذو ويرضى أن يعيش معه
ولما أنتصف الليل جاء أسامة ومعه إبنه زيد فلما دخلا الغرفة وشاهدا الحزن الواضح على وجه جابر بدأ أسامة يهون على جابر وهو يعتقد أن جابر حزين على الأموال التي خسرها لكن جابر كان يفكر في إبنه
حاول أسامة أن يخرج جابر مما هو فيه دون جدوى
فخشي أسامة أن ذهب لبيته أن يفعل جابر بنفسه شيء
فبقي هو وإبنه زيد حتى الصباح وجابر على حاله
فقال أسامة ما بك
فقال جابر إبني ذو غاضب مني ولا يريد رؤيتي
فقال أسامة هل هذا سبب حزنك
فقال جابر نعم
فقال أسامة إذا أنتظرني هنا وسوف أذهب وأحضره ثم أمسك إبنه زيد وقال له أن أراد جابر أن يؤذي نفسه فأسرع لي وأخبرني
كان ذو قد طلب من صديقه عيسى طلقات مسدس ربع لكن عيسى رفض
لكن في ذلك اليوم دخل عيسى مجلس أباه ثم أرتقى على المساند ليأخذ ست طلقات من حزام مسدس أبيه
ولما وصل عيسى المدرسة أمسك بذو وقال خذ هذا ما طلبته
فرح ذو أشد الفرح فهو كان يبحث عنها بشتى الطرق
وما لبثت من الحصة الأولى دقائق معدودة إلا وأسامة يطرق الباب الفصل ثم يستأذن لذو
لكن ذو رفض فأمسك به أسامة وهمس بأذنه جدتك جاءت إلى غرفة أبيك تريد أن تقتله لكن جابر دفعها فوقعت وأغمي عليها في الغرفة وأبوك شرد
لم يفكر ذو بكلام أسامة جيدا فخوفه على جدته جعلته يركض مع أسامة إلى الغرفة فلما وصل ذو إلى الغرفة عرف أن أسامة كذب عليه
ثم قال أسامة لذو هيا قبل رأس أبيك وأعتذر منه
لكن ذو رفض وأراد الخروج فقال أسامة أن لم تفعل ما أقول لك سأجعل زيد يضربك
ولكن ذو لم يستجب لكلام أسامة
فأمسك أسامة بيد ذو وقال هذا بسبب دلال أبوك لك
ثم أخرجه من الغرفة وقال لإبنه زيد أدب هذا الفتى
فبدأ زيد يستعد للقتال مع ذو لكن ذو بدأ يتراجع بخطوات للوراء وهو يقول لا أريد مقاتلتك
لكن زيد هجم على ذو لكن ذو أستطاع أن يتلافى هجومه ثم بدأ ذو يدافع عن نفسه حيث لم يمكن زيد من أن يمسكه بل يلكمه ويتراجع خرج جابر وبدأ ينظر لذو وهو يضرب فتى أكبر منه وبيد واحدة لأن اليد الأخرى كانت تمسك أحد جيوبه
شعر جابر أن ذو يخفي شيء مهم في جيبه
لما رأى أسامة الدم يخرج من وجه إبنه تسلل وأمسك بيدا ذو ثم قام زيد يصفع وجه ذو بكفوف متتالية
شعر ذو بقهر الرجال وبدأ يصرخ بأعلى صوته فدفعه أسامة فسقط ذو فوقعت من جيبه طلقة فعرف جابر ما كان ذو يخبئه فأخذ جابر الرصاصة الساقطة
ثم قام ذو يأخذ الحجارة من الأرض ويرمي أسامة
لكن أباه أمسك به ووضع يده على جيبه ليعرف كم معه طلقات ثم صفعه على وجهه فسقط ذو على الأرض وقال جابر ليس ولدي الذي يقاتل هكذا
ثم ألتفت ذو إلى جابر
فأراه جابر الرصاصة التي معه وقال بقي معك خمس فأفعلها أن كنت رجل
فصرخ ذو وقال لا يبقى حيا من يصفعني يا جابر ثم بدأ يركض جهة البيت
شعر جابر أن منيته قربت فقال لأسامة خذ ولدك وأرحل قبل أن يقتلك ذو
ضحك أسامة فكيف يستطيع لطفل أن يقتل
فقال مازحا لجابر أما نعيش معا أو نموت معا
فقال جابر أنا حذرتك فلا تلمني بعد ذلك

خيال الخيال 04-10-11 06:00 PM

ذو العيون28

كان جابر ينتظر منيته ثم قال لصديقه أسامة سيموت الكثيرون على يد هذا الفتى يقصد ذو
نظر أسامة إلى جابر بإستغراب فضحك جابر وقال لا تستغرب فسبب موت هؤلاء هو سبب موتك
فقال أسامة وما هو هذا السبب
فقال جابر لأنكم لم تعرفوا ذو حق المعرفة
سأقول لك كلاما لم أفصح لأحد غيرك به
منذ أن رأيت ذو لأول مرة وهو لا يزال رضيع شعرت من عيناه أنه سيكون قاتلي لأنه مهما طال في عمر الظالم إلا سيأتي اليوم الذي يتحاسب فيه
دخل الشيخ معيض مجلسه كالعادة ليشرب القهوة ويتسلى بالحديث مع من يأتي وبالفعل جاء السيف الذي دوما يتواجد مع الشيخ فألتفت السيف ورأى الرصاصات الناقصة في الحزام
فسأل الشيخ هل كنت تقنص
فأستغرب الشيخ معيض السؤال وقال لما
فقال السيف أرى رصاصات ناقصة في الحزام
فصرخ الشيخ أنه عيسى
فقال السيف أمتأكد أنت
فقال الشيخ لقد شككت فيه فلقد قابلته عند باب المجلس وهو خائف
فقال السيف دعنا نذهب له للمدرسة قبل أن يؤذي نفسه أو يؤذي بها غيره
فلما وصلا المدرسة وجيء بعيسى لغرفة المدير وسأله السيف ووعده أن يكون في امان أن أخبرهم أين الرصاصات
فقال عيسى ألح علي ذو أن أجلب له طلقات من حزام أبي فأخذته وأعطيته
فعرف السيف أنه أن لم يسبق ذو فستسفك الدماء
فسأل عنه فأخبرهم عيسى أن أسامة جاء وأخذه
طبعا وصل ذو البيت وفتح الصندوق الذي خبأ فيه المسدس ثم نزع التميمة التي كان يلبسها ووضعها في الصندوق فهو كان يلبسها كتذكار من جدته لكنه الآن يجب أن يأخد بالثار
وبالفعل وضع الرصاصات بالمسدس وأنطلق وهو خارج من البيت قابلته جدته التي كانت في الحضيرة
فرأت المسدس فحاولت أن تمسكه لكن ذو دفعها فسقطت وبدأت تصرخ بأعلى صوتها
و ذو يركض فشعرت أم جابر أن ذو ذاهب لقتل أباه فبدأت تمشي بكل جهدها وتصرخ لعل أحد يسمعها وبالفعل سمعها الشيخ معيض والسيف اللذان خرجا من المدرسة فبدأ الشيخ يركض لجهة صوت أم جابر ويقول عونك أم جابر
فنزلت أم جابر عند أرجل الشيخ وهي تنخاه أن يلحق بذو قبل أن يقتل أباه
حين سمع الشيخ ذلك تذكر رصاصه الذي أعطاه إبنه لذو وشعر أن ذو لو قتل جابر أنه سيكون شريكا في جريمته
فبدأ يركض ركضا عجز السيف أن يلحق به
لكن ذو كان كالريح العاصف
فلما رأى جابر إبنه قال لأسامة قد جاء الموت
شعر أسامة أن كلام جابر صدق فقال لإبنه هياا أركض
لكنه لم يستدر إلا والرصاصة تخترق رأسه فلما رأى زيد أباه والدماء تخرج من رأسه تيبست رجلاه ولكنها لم تدم طويلا لأن الطلقة الثانية جاءت بين عينيه
وجابر ينظر لصديقه وإبنه قد لطخا بدمائهما ثم نظر لذو وهو يبتسم ويقول حان دوري
فصوب ذو على كتفه الأيمن وقال هذه من أجل أمي المها
ثم صوب طلقة آخرى في كتفه الأيسر وقال هذه من أجل أمي البركه
جثى جابر على ركبتيه وهو يبتسم ويقول أرح ذبيحتك أرح ذبيحتك شعر ذو أن نظرات أباه نظرات حب صادقة فبدأ يتردد
فقال جابر أن كنت رجلا حقا أوف بكلمتك ولا تترك رجل صفع وجهك دون قتلته
فصوب ذو بين عيني أباه
والشيخ معيض يصرخ بأعلى صوته لا لا ياذو لا تطلق
لكن ذو لم يأبه فأطلق الرصاصة وهو يصرخ ويقول هذا من أجلي أنا
سقط جابر أمام أنظار ذو شعر ذو أنه أستيقظ من حلم لكن هذا لم يكن حلم بل حقيقة أبشع من أشد الكوابيس رعبا
وصل الشيخ معيض ثم نزل على ركبتيه وأمسك على رأسه
فلما وصل السيف أخذ المسدس من يد ذو ثم قال للشيخ معيض تعال معي لنذهب بذو إلى مركز الشرطة قبل أن يرى عبدالرزاق أخوه وإبن أخوه مقتولان فتزداد الأمور سوء
وبالفعل ذهبا الشيخ و السيف بذو للشرطة
وأنتشر الخبر فبدأ عبدالرزاق وإبنيه وقرابته يركضان للمكان الذي قيل لهم أن ذو قتل فيه أخيه وأبن أخيه فلما وصلوا وجدوا أم جابر جاثية على ركبتيها بجوار جابر الذي كان مشخص بصره للسماء فشعر عبدالرزاق بالخوف من جابر وقال لمن معه هل مات جابر حقا فقالوا إلا ترى لكن عبدالرزاق كان يخشى أن يقوم جابر فبدأ يتنحى قليلا ثم قال والله لو لم تكوني مجرد عجوز خرفاء لقتلتك ولكن اليوم أبكي هذا الكلب وأشار لجابر وغدا ستبكين على جروه
نظرت أم جابر لعبدالرزاق وظلت صامته
فحمل عبدالرزاق ومن معه أخوه وإبن أخوه وتركوا أم جابر مع جابر الذي أصبح جسدا بلا روح
حاولت أم جابر أن تسحب إبنها لكنها عجزت فجلست بجواره تبكي
بقي الشيخ معيض والسيف في مركز الشرطة حتى يحميا ذو من أي تهور قد يفعله عبدالرزاق أو أحد قرابته وبالفعل جلسا يوم كامل معه وفي صباح اليوم التالي أركبا ذو سيارة الشرطة لتأخذه للأحداث في أقرب مدينة وكانت تبعد عن القرية بمسافة بعيدة
ثم ذهبا الشيخ معيض والسيف إلى بيت عبدالرزاق ليعزياه ثم أنصرفا لكي يعزون لأم جابر فلما ذهبا لم يجداها في بيتها
فقال السيف هل يعقل
ففهم الشيخ ما يقصده السيف وقال لا لا لا يمكن
فقال السيف دعنا نرى فلما وصلا صعق الشيخ معيض مما رأى فأم جابر جالسة ورأس جابر في حضنها وقد أصبحت عيناه حمرا بل وريحت جثة جابر أصبحت تعج في المكان
فقال الشيخ معيض للسيف أجمع لي رجال القبيلة
وبالفعل أجتمعوا وكان الشيخ معيض يجلس بقرب جثة جابر
وبقي صامتا والرجال مجتمعون وقد تأذوا من ريحة جثة جابر فقالوا مه ياشيخ
فبدأ الشيخ يمرغ وجهه بالتراب فأنطلق السيف يريد أن يرفعه لكنه صرخ وقال دعني أمرغ هذا الوجه فبئست شيختي على رجال الغراب أفضل منهم
عرف الرجال ما يقصد الشيخ فنزلوا جميعا وقالوا شاهت وجوهنا وأسودت و فعلوا كما فعل الشيخ بنفسه كعقوبة لهم على تركهم أم جابر بجوار إبنها الميت دون دفنه
فقال السيف ليس هذا وقت للندم قوموا لنغسل جابر ونصلي عليه وندفنه وبالفعل حملوا جابر وغسلوه وكفنوه وأتوا به للمسجد فخرج الشيخ محمود وقال ما الأمر فقال الشيخ معيض ذو قتل أباه
فجع الشيخ محمود ثم بدأ يصرخ بل نحن من قتلناه نحن من قتلناه
ثم صلوا على جابر ثم دفنوه
ثم أصبح الشيخ محمود يعيش حالة نفسية سيئة
فذهب للشيخ معيض وسأله عن ذو فأخبره أن الشرطة حولته للأحداث حتى يرى القاضي ما يحكم
فقال الشيخ محمود يجب أن يعاقبنا القاضي فنحن من نستحق العقوبة وليس ذو
ثم قال للشيخ معيض أنا غدا ساسافر من هذه القرية
فقال الشيخ معيض لما
فقال الشيخ محمود كلمات ذو أصبحت تأتيني كل يوم حين عاتبني لما أوقفت تدريسه فقال أن كان الخير سيجعلني ضعيفا والشر يجعلني قوي فإني سأختار أن أكون مع الأشرار فبئسا الخير الضعيف
ولو كنت وقفت مع ذو ضد أبيه لما صار ما صار فأنا أشعر أن سكوتي كان السبب في أن يقتل ذو أبوه
فقال الشيخ معيض بل قل بسببي أنا
وكان السيف بجواره فهمس بإذن الشيخ معيض وقال أنا قلت للشرطة أننا جئنا ولم نرى سلاحا بيد ذو
وأنت تعرف أني خبأته فليس من الفائدة أن يعثروا على المسدس فإن عثروا عليه فقد يأتي لنا بمشاكل نحن في غنى عنها
فقال الشيخ محمود أنا سوف أنصرف لتأخذا راحتكما في الكلام فأنا أردت فقط أن أبلغكما بسفري
فشعر السيف أن الشيخ محمود فهم من همسه للشيخ معيض كلام أخر
فأقسم السيف أن يجلس وأخبراه بما همس بإذن الشيخ معيض ثم قال أريدك ان تكتم الموضوع
فقال الشيخ محمود أنا سأرحل غدا فلا تخشى مني فلن أبوح لأحد
ولقد علمت مهدي كما أتفقنا في البدايه فمهدي الآن أصبح قادرا أن يحل مكاني فهو الآن حافظ القرآن
فما كانا من السيف والشيخ معيض إلا أن ودعاه

خيال الخيال 04-10-11 06:03 PM

ذو العيون 29

فقال الشيخ معيض للسيف دعنا نذهب لأم جابر فهي الآن في وضع لا تحسد عليه
فلما وصلا لبيتها وجداها جالسة أمام باب بيتها والحزن والضيق والكأبة واضحة على وجهها
فبدأ الشيخ معيض يحاول أن يخفف عليها ويقول أعتبريني أخاك وأعتبري السيف بمثابة إبنك والحياة لا تصفو من الأكدار
فقالت أم جابر أتذكر ياشيخ معيض ما قلته عني بأني لو كنت رجل لكان جابر رحمة بالنسبة لي
فأنا أعتقد أنك أخطأت ياشيخ معيض فلو كنت رجلا لما توالدت الوحوش ولأنقرضت لكن كوني إمراة زاد الأمر سوء فلقد صدقت يا شيخ معيض فيما وصفتني به
فقال السيف ما هذا الكلام يا أم جابر فالشيخ معيض قال ذلك الكلام وهو في حالة غضب
والشيخ معيض ساكت لأنه أحس أنه جرح أم جابر بكلام أشد من وقع الحسام
فأستأذن الشيخ معيض وتبعه السيف وقال ما بك فقال الشيخ معيض احس أني كلما احاول مساعدة أم جابر أزيد في معاناتها
فقال السيف أتركك من وسوسة الشيطان ودعنا نذهب لعبدالرزاق لنرى ما الذي يريده
فلما وصلا لبيت عبدالرزاق ورحب بهما وقام بضيافتهما وكان أقارب عبدالرزاق قد حضرو بما فيهما ولديه مشبب ونمر
فبدأ الشيخ معيض يتأسف على ما حدث وإن الأقدار مكتوبة لا يمكن ردها ونحن جئنا لك لنعرف ما يرضيك في دم أخوك وإبنه فأنا أعتبر نفسي السبب فيما حدث
فقال عبدالرزاق أما منك فلا ولو كان قتل أم جابر يشفي غليلي لقتلتها ولو كان إبنها حسن كفو لقتلته بدلا من أسامة ولكن ما يقول الناس قتل خروفا ليثأر لأسد
فليس أمامي سوى رأس ذو
فقال السيف يا عبدالرزاق أنت تعرف أنه لا زال طفل والقاضي سيسقط الحكم عنه
فقام نمر وقال ومن قال لكما أننا نريد أن نأخذ حقنا من القاضي فنحن سنقطع رأسه بأيدينا
فغضب الشيخ معيض وقال أسكت إبنك يا عبدالرزاق فقال عبدالرزاق لقد قال نمر ما كنت أريد أن أقوله
فقام الشيخ معيض ولما مر بجوار نمر وقف ونظر له وقال أسمع يا نمر أن عاد ذو لهذه القرية فلن يعود إلا بعد عشر سنين
فقال نمر ولو بعد ألف سنة فسوف أقتله
فأبتسم الشيخ معيض وقال دعني أكمل كلامي ولا تقاطعني
فإن ذو سيعود وقد أشتد عظمه فإن كنت تستمع لنصيحتي أن عاد ذو فأنجوا بحياتك
فقال عبدالرزاق أتهدد إبني وفي بيتي
قال الشيخ معيض أنا لا أهدده بل أخبره بالحقيقة
ثم أنصرف الشيخ معيض و تبعه السيف
فقال السيف ما الذي نستطيع أن نفعله لذو
فقال الشيخ معيض كل ما علينا فعله هو نسيان ذو وهم سينسوه مع تتابع السنين
بالطبع نقل ذو إلى مدينة بعيدة شيئا ما من قريته
وحكم القاضي بعد أن أطلع على قضية ذو أن يبقى في الأحداث لعدة سنوات منها يحاولون أصلاحه وكذلك ليحمونه من ذوي أهل المقتول وتم تحويله إلى الأحداث مع توصيات مشددة وبالفعل نقله الضابط نواف مع أفراده ولما وصل مركز الأحداث أمسك بيد ذو وأستأذن على مدير مركز الأحداث الذي كان أسمه الدكتور مازن
فلما دخلا المكتب رأى خلف هذا المدير أدراج ذات واجهه زجاجية كان معلق فيها شهاداته وكذلك بعض الجوائز التي حققها المركز ولكن ما لفت نظر الضابط نواف أن هناك فردة حذاء كانت تتوسط الشهادات
فسأله لما هذه الحذاء موجودة هنا فقال مازن هذه الحذاء أسترجعت لي كرامتي
سكت الملازم نواف مندهش مما سمعه
بينما ذو هز رأسه وهو يقول في نفسه ستبدأ المشاكل بيني وبين هذا المدير الذي يتضح أنه معتوه فكيف يضع فردة حذاء بين شهاداته

خيال الخيال 05-10-11 03:13 PM

حقيقة اهمس بها اصبحت كلما انزل حلقة ارتجف لاني اشعر ان هناك متابعة دقيقة لكل كلمة بل ان اصحاب هذه العقول المتابعة لديهم قدرات كبيرة في صياغة ردودهم ارجو من الله ان تحوز كل الحلق على رضاكم وإليكم الحلقة30


ذو العيون30

فقال الملازم نواف هل من الممكن أن تجعل ذو يذهب ليرتاح في غرفته فأنا أريد أن أقول لك كلاما خاصا
فأتصل مازن ونادى رئيس المشرفين وكان رجل أسمر طويل ذو وجه مرعب وأسمه أمين عبده

فلما دخل أمين عبده قام الملازم نواف هيبة لهذا الوحش البشري فصافحه ثم قال أريدك أن تعتني بخالد
فقال أمين تفضل معي يقصد خالد
لكن مازن قال أتعرف يا أمين أن الملازم متعجب ومستاء من وضع هذا الحذاء في هذا المكان
فنظر أمين للملازم وقال لا تتعجب فالناس فيما يعشقون مذاهب كان يقولها والغضب واضح على وجهه
ثم بدأ الملازم نواف يوضح لمازن حالة خالد النفسية فهو وبعد أن قتل أبوه أصبح بنفسيات متقلبة ما بين الندم وما بين الوحشية
فطمأن مازن الملازم نواف وقال الأمر سيكون تحت السيطرة
وبالفعل حول مازن ملف خالد للدكتور النفسي التابع للمركز وكان أسمه عاصم
وبالفعل قرأ عاصم حالة خالد وعلى الفور وفي اليوم التالي طلب مقابلة خالد
جاء أمين عبده وهو ممسك بيد خالد بعنف حتى أدخله مكتب عاصم
فغضب عاصم من الأسلوب الذي يستخدمه أمين فبدأ يوبخه
لكن أمين نظر لعاصم وقال لولا الله ثم هذا الأسلوب لما أنتظم هذا المركز ولو تركت الأمر على طريقتك لأصبحت الفوضى سائدة في هذا المركز
أن هؤلاء المجرمين لا يستحقون أي شفقة
فصرخ خالد وقال لست مجرما أيها الكلب الأسود
حينما سمع أمين عبده ما قاله خالد خنقة بيدة وبدأ يرفعه للسماء ويقول أعد ما قلته أن كنت رجل
فقال خالد من أجل هذه الكلمة سأعيدها مائة مرة وبدأ خالد يكرر لست مجرما أيها الكلب الأسود
فغضب عاصم ثم أقسم بالله أن لم يتوقف أمين أن يكتب فيه تقريرا يفصله من عمله
شعر أمين أن عاصم سيفعل ما قاله أن لم يتوقف فأنزل خالد وهو لا زال يكرر كلمته
بينما أمين أنشغل في تقديم الإعتذار من عاصم
ثم استأذن بالخروج
ظل خالد يكرر كلامه وعاصم يصغي ويستمع
فلما أنتهى خالد بدأ يصرخ ها أيها الرجل ما أنت فاعل
بينما الدكتور عاصم ساكت ويبتسم
سكت خالد وبدأ ينظر في عاصم ولكن صمت عاصم جعل خالد يخرج له ما في صدره
فقال خالد لا أحتاج لمساعدتك فأنا لست نادم على قتل أبي ومن كان معه
ولو ترد الروح في أبي مائة مرة لقتلته مائة مرة
فقال عاصم لا أحد يفعل ما فعلت ولا يندم
فقال خالد بل أنا
فقال عاصم لماذا إذا تصرخ وأنت نائم وتستيقظ وأنت فزع
فقال خالد أنا أن ندمت سأندم لأنه مات بسرعة ولم أشفي غليلي منه
فقال عاصم أنت تكذب على نفسك أنا لست هنا لأحاسبك بل لأساعدك
فبدأ خالد يصرخ ويقول ألا تفهم لست نادم لست نادم
فدخل أمين بعد أن سمع الصراخ ثم نظر لعاصم وقال إذن لي لأضربه فقال عاصم لو سمعت أنك لمسته فقط فتيقن أن حسابك سيكون معي عسيرا
خذه لغرفته ليرتاح
وبعد أن مر يومان أستدعى عاصم خالد
وكان وجهه خالد يتضح فيه الحزن وأيضا عيناه الحمراوتان تبين أن خالد بكى كثيرا
فبدأ عاصم يحاول أن يهدأ من حزن خالد ويقول أننا لسنا معصومين من الخطأ وكلنا نخطي ولكن العاقل هو الذي لا يستمر في الخطأ
فقال خالد أن أبي كان يحبني وكنت أشعر بحبه كان حبه يختلف عن حب البقية لي
فأبي كان يحبني لأنه كان يشعر أني قطعة منه
أما الباقون حتى جدتي كانوا يحبوني شفقة علي
أتعرف أن من حب أبي لي جعلني أقتله
لو أراد أن يمنعني لأستطاع لكنه كان يظن إن ذلك سيسعدني
أتعرف حين بدأت أطلق عليه الرصاص بدأ يبتسم لي
قد قالت لي جدتي ذلك
فقال عاصم ماذا قالت
فقال خالد قالت أن نظرات أبي تغيرت لم تعد نظرات ذلك الرجل الشرير
ثم بدأ يبكي بكاء مرير فما كان من عاصم إلا أن طلب من خالد أن يذهب لغرفته ليرتاح وينام
وبعد مرور يومان آخران أستدعى عاصم خالد لكن هذه المرة عيناه تقدح شرارا ووجهه يتضح فيه القسوة
وبدأ خالد يشتم أباه ويقول أنه يستحق ما جرى له
واستمر الحال هكذا لأكثر من شهر وخالد يتقلب حاله من حال الندم إلى حال الوحشية
وفي أحد الجلسات خرج خالد عن السيطرة وبدأ يكسر ما تطوله يده فسمع مازن الضجيج والصراخ فأتجه نحو الصوت الذي قاده إلى مكتب عاصم فلما دخل ورأى عاصم يحاول أن يمسك خالد ويهدئه قال هل تسمح لي يا دكتور عاصم أن أخذه إلى مكتبي
فقال عاصم أخشى عليك أن تنفعل ويحدث أمر أسوأ مما حدث
فوعده مازن بأن تكون الأمور على ما يرام
ثم أخذه المكتب وأجلسه على الكرسي ثم أشار إلى لوحة تحمل أسمه فقال لخالد هل تجيد القراءة فقال خالد نعم
فقال إذا أقرأ
فقرأ خالد الدكتور مازن
فقال أتعرف من الدكتور مازن فقال خالد أنت
فقال مازن وهل هذا كل ما تعرفه عني
فقال خالد نعم
فقال مازن إذا حان الآوان أن تعرف من أكون هذا الذي ترآه أمامك وجده أحد مؤذني المساجد مرمي عند أحد أبواب المساجد قبل صلاة الفجر يبكي فحملني ثم حكى قصتي للإمام وللمصلين فبدأو يتحسبون الله على من فعل بي هكذا ثم ذهبوا بي لدار أيتام لكي أجد من يعتني بي
وبالفعل بدأت أكبر وينضج عقلي لأعرف أن هذا الملجأ هو أمي وأبي
ولما بدأت في مراحل الدارسة أصبحت متفوقا فيها وكنا ندرس مع أطفال لكن ليسوا مثلنا فهم طلاب لديهم أمهات وأباء وأسرة تحتويهم
وكان من بينهم طالب أسمه ذياب وكان لسانه وقح وكنت أتجنب مصادمته ومع ذلك لم أسلم شره فحصل بيننا نزاع فتشاجرنا وبدأ يتلفظ بألفاظ لم أعرف معانيها إلا بعد أن كبرت فكان يقول يا إبن ال***** ويقول يا إبن الزنا وأن كان في أوج إحترامه يقول يا لقيطة
شعر ذو بعد أن سمع كلام مازن بشيء من الرعشة فهذا الموقف قد مر به
وأكمل مازن وقال وبعد أن أنهيت المتوسطة وألتحقت بالثانوية وفي الصف الثاني ثانوي حصلت مشكلة كانت هذه المرة كبيرة حيث لم يفتر ذياب من إلحاق الأذى بي بسبي بألفاظه التي طالما أنزلت رأسي بسببها
وتم أخذ تعهد علي وعليه بعدم المشاجرة
وبعد أن دخلنا الفصل أسمع ذياب يتحدث مع من أمامه يخبره بما حدث بيننا وكان يصفني بأبشع الصفات أقلها بشاعة لقيطة
سكت وفي نفسي براكين غضب تكاد أن تنفجر ولكن الأيام مرت ليتسنى لي فرصة صورها الشيطان أنها ذهبية حيث ولأني الطالب الأول في الفصل طلب مني رائد الفصل أن أرتب ملفات الفصل وأسجل أسماء الطلاب الذين لم أجد ملفاتهم
وبالفعل أول ما قمت به هو البحث عن ملف ذياب وبحثت فيه فوجدت ما كنت أريد

خيال الخيال 06-10-11 12:41 PM

ذو العيون31

حيث عرفت أين يسكن وأيضا أفراد عائلته المكونة من أبوه وأمه وأيضا هو وأخته التي عرفت أن عمرها 14سنة من خلال تاريخ ولادتها فبدأ الشيطان يخطط لي وبالفعل بدأت بتنفيذ خطتي فأنا لا أريد أن أقتل ذياب بل أريد أن أقهره أريده أن يشعر بالذل الذي يسببه لي ولن يكون ذلك إلا أن ألطخ شرف أخته فبدأت أراقب بيته لشهر كامل عرفت من خلالها أن أبو ذياب لديه مكتب عقاري ويذهب له بصفة مستمرة بعد صلاة العصر وأيضا ذياب يخرج بعد صلاة العصر ليلعب كرة قدم مع أبناء حارته
أما أم ذياب فهيا كل يوم أحد تخرج من بيتها ومعها كيس أعتقد أنها تضع فيه القهوة والشاهي وتذهب لجاراتها
مما يعني أن أخت ذياب ستكون لوحدها في البيت
فخططت ليوم الإحد فالسور ليس بذاك الإرتفاع أن أعتمدت على الباب في تسلقه وأيضا أخذت معي أدوات لفتح باب البيت وبالفعل فعلت ما خططت له فبعد أن خرج أبوذياب وذياب وأمه من البيت دخلت وأردت أن أفتح باب البيت بالأدوات ولكن ما أثار عجبي أن الباب مفتوح فدخلت فلما وصلت صالة البيت تقابلت أنا وأخت ذياب فصرخت وأنا أنقضيت عليها لكي أكتم صوتها وبدأت أحاول أن أخلع ملابسها وهي تحاول أن تقاوم لكن ما لبثت إلا وشعرت أن أحد ضربني على رأسي
أتضح لي فيما بعد أن خال ذياب جاء إليهم بالأمس قبل صلاة الفجر بساعة ونام عندهم وظل نائم واستيقظ على صراخ ابنة أخته فأخذ عصا المكنسة فلما راني ممسك بإبنت أخته ضربني على رأسي دون رحمة ثم نقلوني للمستشفى ومن بعدها نقلت للأحداث لأني كنت في عمر لا يمكن أن اسجن فيه وأول شيء حدث لي في هذا الأحداث الذي أنا اليوم أديره صفعة على وجهي من أمين عبده جعلني هذا الكف استيقظ من جديد بل وأشعل نار الحقد في قلبي
فبدأت أفكر في تعويض ما حصل وبعد مضي سنتان وبعد أن ثبت لمركز الأحداث أني أصبحت مستقيما وبالأخص تحقيقي الترتيب الأول تم الإفراج عني فالتحقت بأحد الجامعات بقسم الإدارة وأستمريت في تفوقي وتخرجت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وتم قبولي للإعادة ودراسة الماجستير وسافرت لأمريكا وأستطعت بأجتهادي الحصول على الماجستير وأيضا واصلت الدكتواره وحصلت عليها مع إشادة من الجميع بالإمكانيات التي أمتلكها
ولما رجعت كانت كل المناصب العالية مفتحة أبوابها مرحبة بي ولكني تركتها جميعا وأتجهت لكي أدير هذا المركز وبالفعل أصبحت مديرا له وفي أول يوم باشرت فيه كنت أنتظر بشوق رؤية أمين عبده وبالفعل كان من ضمن المرحبين بي لم يعرفني أتعرف لماذا
فقال خالد لماذا
فقال مازن لأن الظالم ينسى والمظلوم لا ينسى
وبدأت أراقب تصرفات أمين عبده وأسجل له هفواته حتى أتضح لي أن أمين عبده يقوم بإختلاسات من المركز حيث يطلب أدوات واجهزة للمركز فإذا وصلت أخذها فأما يستخدمها في بيته أو يبيعها
وأيضا من غير الأختلاس في المواد الغذائية
فترصدت له حتى أثبت ذلك بأوراق رسمية فلما اثبت أختلاساته
استدعيته واستدعيت معه أثنان من الأمن أتعرف لماذا أستدعيت هذان الإثنان
فقال خالد ليشهدان بما يقوله أمين عبده
فقال مازن لا بل أردتهم أن يشهدا ما سوف يحدث فهذان الشخصان كانا موجودان لما صفعني أمين عبده
وأريدهم أن يكونا حاضران حين أرد صفعته
فلما دخلوا المكتب قدمت له صور من الأوراق التي تدينه وعندما قرأها بدأ يرتجف وزدت من خوفه بقولي هذه الأرواق كفيلة بفصلك وليس ذلك وحسب بل وسجنك
فبدأ يخضع ويتضرع ويتوسل لدي أن أخفي الموضوع
فوافقت بشرط
فقال وبدون تردد أنا موافق
فقلت تعال معي وأيضا ناديت الرجلان أن يأتيا
حتى وصلت للمكان الذي صفعني فيه وقلت له قف هنا فوقف فقلت له في نفس مكانك كنت واقف وأنا لا زلت بالمرحلة الثانوية صفعتني على وجهي أشعلت تلك الصفعة نار الأحقاد في قلبي وآن الآوان أن أطفىء هذه النار
فقال أمين عبده والله إني لا أذكر ذلك ولكن خذ حقك مني وأصفعني ولا ترفع بالأوراق
فقلت لن أصفعك بيدي بل بحذائي التي بيدي
فقال أمين عبده أما هذا فلا
فقلت إذا سأرفع الأوراق اليوم
فقال أمين أصفعني بحذائك وأترك الأوراق في درجك
فنزعت حذائي من قدمي وصفعته بكل قوتي
فنظر لي أمين نظرة ذكرتني بنظرتي حين صفعني كنت أشعر حينها بغضب شديد ومع ذلك لا أستطيع فعل شيء
بعد ذلك أرتحت وشعرت أني حققت بعض ما عزمت على فعله
ثم بدأت أبحث عن شريكة حياتي وكنت أعرف شخص منذ أيام الثانوية أستمرت صداقتنا وكنا دوما نتراسل بل قد خدمته أكثر من مرة فجئته إلى البيت ورحب بي واستقبلني خير استقبال وكنت أعرف أن له أخت متخرجة من الجامعة فقلت له أريد أن أخطب أختك
فتلعثم وتغير لونه فقلت له ما بك
فقال لا شيء ولكن تذكرت مثل يقول إذا أردت صاحبك يبقى صاحبك مدى الدهر فلا تشاركه ولا تناسبه
فضحكت وقلت له لا تخشى فأنت تعرف أخلاقي وتعرف مدى صبري وصدقني لن ترى أختك ما تكره أن تزوجتني
فقال أنا لا أشك في أخلاقك ولا صلاحك ولكن سأقول لك شيء أتمنى إلا يغضبك
فقلت له قل ولا تخجل
فقال كلمة جعلتني أدخل في دوامة من الحزن والضيقة
قال لي أنت لست مثلنا
عرفت بسرعة ما كان يقصد فأنا ليس لي أب ولا أم مثلهم أنا مجرد نزوة شيطان
أتعرف يا خالد معنى أن تكون نزوة شيطان
أتعرف معنى أن تكون نزوة شيطان
والله لو أعرف أبي وأمي أو أقول هذان الحقيران اللذان فعلا فعلتهم الشنيعة وحملوني ذنبا ليس لي فيه ذنب
فوالله لو قابلتهما لقتلتهما وأنا أضحك والله أني سأقتلهما وأنا أضحك والله أقتلهما وأنا في غاية السرور
ثم قام وأمسك بكتفي خالد وهو يبكي ويصرخ في وجه خالد ويقول وأنت تبكي لأنك قتلته وأنت نادم على أنك قتلته لما تبكي من أجله أو تندم على فعلتك
فهو يستحق ما فعلته به يستحق ما فعلته به
فكسر عاصم الباب بعد أن سمع صراخ مازن وعرف أن حالة غضب هسترية أصابته مازن فحقنه بإبرة مهدئة وبالفعل هدأ مازن
بينما خالد ساكت يشعر أن ما سمعه وشاهده مجرد حلم ولكن المشكلة أن هذا الحلم أصبح يشعر أنه حقيقة بل تأكد أن كل ما حدث كان حقيقة
فأمسكة الدكتور عاصم بيده وأخذه لمكتبه وبدأ خالد يتكلم ويقول هو يستحق ما حدث له
فقال عاصم من تقصد
فقال خالد أبي يستحق ما حدث له أبي يستحق الموت وبدأ خالد يصرخ بأعلى صوته وكان أمين عبده موجود فقال أصبحنا في مصحة نفسية لا لمركز أحداث
فأضطر عاصم أن يعطي خالد إبرة مهدئة
ثم أخذ خالد لغرفته وبعد أن أوصله أبتسم

خيال الخيال 07-10-11 12:39 PM

ان رديكما المستمر والمثمر لاحداث القصة يساوي عندي مليون رد لان كل حرف تكتبوه يحتوي على الكثير من الحنكة والمعرفة فشكرا لمتابعتكما

ذو العيون 32

فسأله أمين لما تبتسم فقال أبتسم من تشابه شخصية مازن وخالد فهما أن أرادا أن يحققان شيء فلا يتوقفان حتى يحققانه
لكن هذا الكلام لم يعجب أمين ولكنه بقي ساكتا
ومع مرور الأيام نشأت صداقة حميمة بين مازن وبين خالد حتى أصبحت كالعلاقة بين الأب والإبن
وكان مازن حريص على مستقبل خالد فبدأ يتابع وضعه في الدراسة بل من حرصه عليه سجله في حلقة التحفيظ التي تقام في المركز الذي كان يشرف عليها الشيخ عبدالرحمن فوصاه مازن بالعناية بخالد وأن يساعده على حفظ القرآن
ولم يكن يعلم أن خالد يحفظ القرآن بالسبع القراءات
ولم يخبر خالد أحد بذلك وبالفعل بدأ يحفظ معهم لكن الشيخ عبدالرحمن بدأ يشك في وضع خالد فهو حين يقرأ لهم لا يتبع معه ولا يردد ولكن أن جاء دوره في التسميع يسمع وبدون أخطاء
بل شعر أن خالد ليس فقط يحفظ القرآن بل ويجيد قراءته بعدة قراءات
فخطرت على باله خطة حيث تأخر في الحضور حتى قاربت صلاة المغرب فدخل الحلقة ولم يجد إلا ثلاثة طلاب كانوا يريدوا الذهاب وكان من ضمنهم خالد لكنه طلب منهم الجلوس واعتذر عن تأخره وبدأ يعطيهم المقطع الذي يجب أن يسمعوه له ولكن آذان صلاة المغرب قاطعهم فقال الشيخ عبدالرحمن أقم الصلاة يا خالد فقال خالد لا زال هناك طلاب سيأتون للصلاة لكن الشيخ عبدالرحمن كرر طلبه
فأقام خالد الصلاة
فصلى بهم الشيخ عبدالرحمن وبدأ يقرأ الفاتحة بقراءة أهل سما فكلما قال ملك يوم الدين ردا عليه الطالبان اللذان كانا مع خالد وخالد ساكت وهكذا حدث في الركعة الثانية فلما أنتهى الشيخ عبدالرحمن وبعد أن فرغ من التسبيح نظر لخالد وقال لم أسمع صوتك تصوبني
فقال خالد أنت لم تخطي لكي أصوبك فأنت قرأت بقراءة أهل سما
فقال الشيخ عبدالرحمن هذا ما كنت أشعر به فأنت تجيد قراءة القرآن بغير قراءة حفص
فتلعثم خالد وشعر أنه أنكشف فما كان منه سوى أظهار الحقيقة وأخبر الشيخ عبدالرحمن بأنه تتلمذ على يد شيخ مصري أسمه الشيخ محمود
وكان مازن حريص جدا على أن يحفظ خالد القرآن لأن ذلك سيجعله أكثر صمود في وجه صعوبات الحياة التي سيواجهها
فأتصل على الشيخ عبدالرحمن وسأله عن مستوى خالد فأخبره الشيخ عبدالرحمن بما حدث وأيضا قال له أن خالد يحفظ القرآن كاملا وليس ذلك وحسب بل وبالسبع القراءات
فأندهش مازن وشعر بشعور غريب شعور سعادة ممزوج بحزن
فهو سعيد كون خالد حافظ للقرآن ولكنه حزين كون خالد أخفى ذلك وتظاهر كذبا أنه يسعى لحفظ القرآن
لكن مازن أخفى هذا الحزن حين واجه خالد لأنه يعلم أن الأشهر القليلة ليست كافية لبناء ثقة ولنسميها ثقة عمياء بحيث لا يكون هناك أسرار بينهم
حيث أقام مازن حفل تكريم وكان خالد هو بطل هذا الحفل كونه حفظ القرآن وبقراءته السبع في هذا العمر الصغير يعتبر اعجاز يستحق الإشادة بها
وبعد أنتهاء الحفل دعا مازن خالد لمكتبه وقال اختر الهدية التي تتمناها
فلم يطل خالد التفكير حيث أجاب وبسرعة أريد حصان
ابتسم مازن وشعر بشغف خالد للفروسية
كان مازن يعتبر خالد ولده وليس ولد في الأحداث مسؤل عنه
حيث شعر أن خالد يمر بما مر به واقصد عداوة المجتمع لذنب ليس لهما ذنب فيه
أراد مازن أن يجعل من خالد عالم اسطوري يجيد كل شيء ليضرب أروع مثل عن أن الإنسان هو من يصنع مكانته وليس نسبه وحسبه
طبعا أكمل خالد دراسته في المركز وكان مازن يعتبر ذلك ضروريا مع علمه مسبقا أن هذه الدراسة لن تفيد خالد كثيرا من الناحية العملية

ومن هنا بدأ مازن في صقل مواهب خالد وبدأ يعلمه اللغة الإنجليزية التي أصبحت في هذا العصر شيء من ضروريات سوق العمل وأيضا شرطا اساسي لمن أراد أن يرتقي لأعالي السلم الوظيفي
وكان مازن يستغل حب خالد للفروسية وخاصة بعد أن أشترى له حصان أسماه خالد بالشهاب وكان مازن يستخدم ذهاب خالد للإسطبل من باب الثواب فإن أهمل في دروسه استخدم حرمانه من الذهاب للإسطبل كنوع من العقاب
وبالفعل مرت سنتان وأصبح خالد يجيد حفظ خمسمائة كلمة قراءة وكتابة وأيضا يجيد أستخدام قواعد اللغة الإنجليزية في تركيبه للجمل
فشعر مازن بشيء من الراحة والسعادة في تحقيق الخطوة الأولى
ثم بدأ مازن يحاول أن يعلم خالد الحاسب الآلي
لكنه مازن واجه صعوبة في ذلك فخالد كان لديه نفور جدا من تعلم الحاسب الآلي لأن ذلك يتطلب الجلوس خلف الكمبيوتر والجلوس بسكينه وهدوء وكان ذلك ينافي طبيعة خالد الحركية
فحاول مازن أن يستخدم اسلوب الحرمان من الإسطبل ولكن هذه المرة فشل هذا الإسلوب وذلك لإن خالد سئم ومل من ركوب خيله الشهاب والجري به داخل مكان محدد يحدده أسياج حديدية فأصبح ركوب الخيل والدوران به في ذلك المكان أمرا مملا
فهو كان في قريته أحيانا يسمح له السيف بمرافقته والذهاب معه على ظهر خيل اسمه الحوت ويتجول في القرية بلا قيود
وأضف أيضا أنه مشاعر حب خالد للخيول أنصرف لحب خيل واحد اسمه المشهر
فشعر مازن أن عصاه التي كان يستخدمها لتحفيز او عقاب خالد قد كسرت

ومر عام كامل وخالد لم ينطلق أنطلاقه المعهود في تعلم الأشياء لأنه لا يوجد رغبة في تعلم ذلك
ولكن هناك أحداث بدأت تظهر في حياة خالد قد تبدل هذا العزوف عن تعلم الحاسب الآلي أن أجاد مازن استخدامه كإسلوب تحفيز وعقاب ضد خالد

خيال الخيال 08-10-11 01:30 PM

ذو العيون33

حيث تم استبدال طاقم المسؤل عن التغذية بسبب سوء النظافة بطاقم أخر أغلبه مكون من الفلبين
وكان من ضمن هذا الطاقم رجل أسمه ستيف وكان دوره صرف الأطعمة للأولاد الموجودين بالمركز
أطلع مازن لملفات العاملين الجدد والذي كان من ضمنهم ستيف فدهش مازن حيث اكتشف من خلال ملف ستيف أنه يجيد خمسة أنواع من الفنون القتالية
وقد سبق له أن جاء للسعودية قبل خمس سنوات كمدرب للكارتيه ولكن تم ترحيله بسبب أنه في ذات يوم وفي صالة التدريب ضرب خمس عشر شاب كان يدربهم
فلما تم التحقيق معه أفاد أنه فعل ذلك بسبب أستهتار هؤلاء الشباب بتعليماته وأيضا أضاعة وقت التدريب بالتنكيت والضحك
وكانت طبيعة ستيف طبيعة جدية لا تحب التهريج
فأراد أن يؤدبهم ويعلمهم ما تعني الفنون القتالية أغلق مازن الملف وأخفى هذا السر
ثم أستدعى مازن الشخص الذي سيشرف عليهم وهو أمين عبده
وأخبره أن العمالة الفلبينة ستستلم غدا صباحا عملهم في المركز
فهز أمين عبده وكأنه يقول وهل هذا كل الأمر
طبعا كان من ضمن الأشياء التي رصدها مازن على أمين هي جلافته في التعامل مع العمال بل أنه أحيانا يصل به الأمر إلى أن يمد يده عليهم
وكان العمال لا يبدون أي مقاومة أمام هذا العملاق ويكتفون بإنتظار اللطمات

أراد أمين عبده أن يخرج من المكتب لكن مازن قال أسمع يا أمين أريدك أن تحسن التعامل معهم
فإلتفت أمين له وقال هؤلاء العمال لا ينفع معهم إلا الشدة
فقال مازن أنا لا أقول لك ذلك خوفا عليهم بل خوف عليك
وأحذر من رجل بينهم أسمه ستيف فأنا لست مسؤل عما سيحدث لك
ضحك أمين وقال ستيف ستيف أعدك أن أجعله رجل لطيف
ثم خرج وفي صبيحة اليوم التالي
جاء الطاقم الجديد ليستلموا عملهم وبالفعل بدأو بتجهيز الفطور
ثم بدأ الأولاد يمشون صف واحد وكل واحد ممسك بصحنه وكان خالد من ضمنهم
جاء أمين عبده وبدأ يلطم ويبكس الأولاد الذين تأخروا عن الحضور ثم بدأ يصرخ على العمال ليسرعوا في تقديم الطعام
ثم أتجه امين نحو أحد العمال وضرب الطاولة بقوة فتوقف هذا العامل عن العمل وبدأ ينظر لأمين بنظرات غاضبة فجاء أحد زملاء هذا العامل ثم قال ستيف ثم بدأ يتكلم بالإنجليزية وكان يقول نحن جئنا من أجل لقمة العيش وليس من أجل إثارة المتاعب
فعاد ستيف في تقديم الطعام
وأمين يبتسم سخرية وهو ينظر لستيف لأنه كان قصيرا القامة جدا فبدأ أمين يحدث نفسه ويقول هل مازن كان يمزح معي لما حذرني من هذا الرجل لكنه كان جادا في كلامه ولم يظهر أي ملامح تشير أنه كان يمازحني
فدار في نفسه أن هناك ستيف آخر فنادى المدير المسؤل عنهم وسأله هل هناك ستيف آخر غير هذا فقال لا هذا فقط الذي أسمه ستيف أنه رجل عملي ومخلص لكن عيبه أن سريع الغضب
ضحك أمين عبده بسخرية وقال إذا كان هو سريع الغضب فليس هنا إذا أراد أن يغضب فليغضب على زوجته
ولكني أعدك أن أعالج مشكلة (وأشار لستيف ) سريع الغضب

وأثناء تناول الاولاد الموجودين لفطورهم

خيال الخيال 08-10-11 01:48 PM

ذو العيون33

حيث تم استبدال طاقم المسؤل عن التغذية بسبب سوء النظافة بطاقم أخر أغلبه مكون من الفلبين
وكان من ضمن هذا الطاقم رجل أسمه ستيف وكان دوره صرف الأطعمة للأولاد الموجودين بالمركز
أطلع مازن لملفات العاملين الجدد والذي كان من ضمنهم ستيف فدهش مازن حيث اكتشف من خلال ملف ستيف أنه يجيد خمسة أنواع من الفنون القتالية
وقد سبق له أن جاء للسعودية قبل خمس سنوات كمدرب للكارتيه ولكن تم ترحيله بسبب أنه في ذات يوم وفي صالة التدريب ضرب خمس عشر شاب كان يدربهم
فلما تم التحقيق معه أفاد أنه فعل ذلك بسبب أستهتار هؤلاء الشباب بتعليماته وأيضا أضاعة وقت التدريب بالتنكيت والضحك
وكانت طبيعة ستيف طبيعة جدية لا تحب التهريج
فأراد أن يؤدبهم ويعلمهم ما تعني الفنون القتالية أغلق مازن الملف وأخفى هذا السر
ثم أستدعى مازن الشخص الذي سيشرف عليهم وهو أمين عبده
وأخبره أن العمالة الفلبينة ستستلم غدا صباحا عملهم في المركز
فهز أمين عبده وكأنه يقول وهل هذا كل الأمر
طبعا كان من ضمن الأشياء التي رصدها مازن على أمين هي جلافته في التعامل مع العمال بل أنه أحيانا يصل به الأمر إلى أن يمد يده عليهم
وكان العمال لا يبدون أي مقاومة أمام هذا العملاق ويكتفون بإنتظار اللطمات

أراد أمين عبده أن يخرج من المكتب لكن مازن قال أسمع يا أمين أريدك أن تحسن التعامل معهم
فإلتفت أمين له وقال هؤلاء العمال لا ينفع معهم إلا الشدة
فقال مازن أنا لا أقول لك ذلك خوفا عليهم بل خوف عليك
وأحذر من رجل بينهم أسمه ستيف فأنا لست مسؤل عما سيحدث لك
ضحك أمين وقال ستيف ستيف أعدك أن أجعله رجل لطيف
ثم خرج وفي صبيحة اليوم التالي
جاء الطاقم الجديد ليستلموا عملهم وبالفعل بدأو بتجهيز الفطور
ثم بدأ الأولاد يمشون صف واحد وكل واحد ممسك بصحنه وكان خالد من ضمنهم
جاء أمين عبده وبدأ يلطم ويبكس الأولاد الذين تأخروا عن الحضور ثم بدأ يصرخ على العمال ليسرعوا في تقديم الطعام
ثم أتجه امين نحو أحد العمال وضرب الطاولة بقوة فتوقف هذا العامل عن العمل وبدأ ينظر لأمين بنظرات غاضبة فجاء أحد زملاء هذا العامل ثم قال ستيف ثم بدأ يتكلم بالإنجليزية وكان يقول نحن جئنا من أجل لقمة العيش وليس من أجل إثارة المتاعب
فعاد ستيف في تقديم الطعام
وأمين يبتسم سخرية وهو ينظر لستيف لأنه كان قصيرا القامة جدا فبدأ أمين يحدث نفسه ويقول هل مازن كان يمزح معي لما حذرني من هذا الرجل لكنه كان جادا في كلامه ولم يظهر أي ملامح تشير أنه كان يمازحني
فدار في نفسه أن هناك ستيف آخر فنادى المدير المسؤل عنهم وسأله هل هناك ستيف آخر غير هذا فقال لا هذا فقط الذي أسمه ستيف أنه رجل عملي ومخلص لكن عيبه أن سريع الغضب
ضحك أمين عبده بسخرية وقال إذا كان هو سريع الغضب فليس هنا إذا أراد أن يغضب فليغضب على زوجته
ولكني أعدك أن أعالج مشكلة (وأشار لستيف ) سريع الغضب

وأثناء تناول الاولاد الموجودين لفطورهم

خيال الخيال 08-10-11 01:51 PM

ذو العيون 34

أتجه أمين عبده إلى ستيف وأمسكه برقبته وبدأ يشده لناحيته بقوة ويقول أسمع يا سريع الغضب إذا نظرت لي مرة آخرى بهاتان العينان الحقيرتان أخرجتهما لك أريدك أن تسمع وتطيع
ولكن لم ينتهي أمين عبده من كلامه حتى أصبح مستلقي على الارض حيث بأحد حركات ستيف القتالية ألقاه على الأرض
ومع صوت سقوط أمين على الأرض إلتفت الطلاب الموجودين لينذهلوا من رؤية أمين على الأرض
قام أمين والكل أيقن بهلاك العامل
فأمين غاضب بشدة وستيف واقف دون أي حراك فأندفع عليه أمين لكن أمين تفاجأ بضربات قوية على بطنه ورجليه من شدتها سقط أمين على الأرض مغمى عليه
فنهض خالد وهو يقول يا الله أطاح بأمين وهو لم يستخدم سوى قدميه فكيف لو استخدم يديه فقام ولد أخر وقال لو استخدم يده لمات امين على الفور
فبدأ الطلات بالتصفيق والتصفير لستيف الذي أخرج غلهم من رجل كان يذلهم

في مساء ذاك اليوم لم يذق خالد طعم النوم وهو يعيش في خيالاته أنه يجيد جميع الفنون القتالية وأنه يفعل في أعدائه ما فعله ستيف لأمين
وفي صباح اليوم التالي جاء خالد متأخر لأنه عرف أن أمين يرقد في المستشفى حيث أفاد أمين أنه سقط من على الدرج من أجل أن لا يصبح ما حدث له فضيحة يتداولها من هم بخارج المركز
وكان سبب تأخر خالد هو أنه كان يريد أن يتحدث مع ستيف ويكون علاقة صداقة لعله بعدها يرضى أن يدربه
فلما أعطى خالد لستيف صحنه قدم له التحية باللغة الإنجليزية فلم يرد عليه ستيف ثم ناوله صحنه فشكره خالد باللغة الإنجليزية وستيف بقي صامتا
واستمر خالد على هذا اسبوع كامل
وفي الإسبوع الثاني أصبح ستيف يرد التحية على خالد
ثم تطور الحال إلى أن أصبح يتبدلان السؤال عن الحال
وأصبحت هناك علاقة وطيدة بينهما
وبعد إنتهاء خالد من وجبة الغداء أتجه لستيف ثم بدأ يتكلم معه وكان يريد أن يطلبه أن يدربه لكن ستيف غضب غضبا شديدا ثم طلب من خالد الإنصراف
أندهش خالد من تصرف ستيف بل أن الأمر ساء بحيث وصل الى أن ستيف لم يعد يرد التحية على خالد واستمر ذلك الأمر أربعه أيام
وفي اليوم الخامس استيقظ خالد مبكرا وذهب للمطعم ليقابل ستيف وبالفعل وجده يجهز الإفطار فطلب أن يعطيه خمس دقائق ليفهم سبب غضبه
فقال ستيف أن السعوديون يكذبون على أنفسهم
أستغرب خالد وقال وكيف ذلك
قال كنت مدرب في أحد الصالات لفنون الكاراتيه
وكان يأتي الكثير من الشباب فيسجلون وأغلبهم لا يستمر أسبوع واحد وبعضهم يأتي من أجل أن يمزح ويضحك ومن هو أكثرهم نشاطا لا يكمل أكثر من شهر
وها أنت تريد أن تذكرني بهم وتطلب مني شيء أنت لا تستطيع تنفيذه
فقال خالد أعدك أن أكون عند حسن ظنك
قال ستيف وهل الكلام يكفي
فقال خالد أطلب ما تريد
فضحك ستيف وقال هل تقصد النقود فقال خالد أي شيء تريده
فقال ستيف أنا لا أريد منك نقود لكن عندي شرط واحد فقط أن اجتزته سوف أقوم بتدريبك
فقال خالد بلهفة قل ما هو

خيال الخيال 09-10-11 12:47 PM

اشكركم فردودكم كالهواء والماء بالنسبة لقصتي فشكرا لتواجد ردودكم

ذو العيون35

قال ستيف الشرط أن أضربك بقدمي على بطنك ثلاث مرات بشرط أن لا تحاول أن تتلافى ضرباتي أو تغمض عيناك وأيضا أن لا تصرخ
تذكر خالد ضربات ستيف الذي وجهها لأمين عبده الذي يمتلك جسدا كالثور ومع ذلك سقط مغشيا عليه

أحس خالد أن شرط ستيف شبه المستحيل تحقيقه ومع ذلك لم يتراجع و اتخذ قراره بتنفيذ الشرط
وبالفعل هيأ جسمه لتلقي الضربة على بطنه
واستعد ستيف لتنفيذ ذلك وبالفعل وجه أول ضرباته التي أتضحت معالمها على وجه خالد الذي يظهر من معالم وجهه أنه يخفي آلام لا تطاق
فأبتسم ستيف وقال محاولا أن يحبط خالد لينسحب أنا لم استخدم سوى ربع قوتي
وأنت تكاد أن تصرخ من الوجع فأنسحب فالضربة الثانية ستكون أقوى
لم يتكلم خالد ولكنه اومه برأسه أن أكمل
وبالفعل ضرب ستيف بطن خالد للمرة الثانية وهذه المرة ومن شدة الألم اتسعت عينا خالد الصغيرتان
وبدأ يهز رأسه أن أستعجل بالضربة الثالثة
لكن ستيف نظر لخالد وقال هذا يكفي أنا قبلت تدريبك فأذهب الآن وأغسل وجهك بدأ خالد يمشي ببطء شديد وستيف واقف ينظر له
وكان أحد زملاء ستيف واقف يتابع المشهد فأتجه لستيف وقال أنا أعرفك جيدا فأنت لا تتراجع عن أي قرار تتخذه فلما لم تضربه للمرة الثالثة
فقال ستيف أتعرف لما لم أضربه قال زميلة رحمته
قال ستيف لا
وبدأ يمشي ولكن كان يعرج وقال أن هذا الفتى له عظام من فولاذ فلقد أصيبت رجلي بشص حتى كدت أن أصرخ ولكن خجلت أن أشرط عليه عدم الصراخ ثم أصرخ أنا
ثم استأذن من مديره ليكشف عن قدمه
أما خالد لم تمر ساعة إلا وهو يبحث عن ستيف ليبدأ معه التدريب فبحث عنه ولم يجده فأتجه له زميل ستيف وقال أن ستيف لن يأتي لهذا اليوم ولكن قل لي كيف استرديت عافيتك بهذه السرعة فقال خالد قل ما شاء الله
ثم تمتم خالد في نفسه كلمات وهو يقول حتى أنتم أيها الفلبينيون لكم اعين حاده

وفي صبيحة اليوم التالي وبعد الإفطار حدد ستيف مع خالد موعد التدريب وهو الساعة الرابعه عصرا
وبالفعل قابل خالد ستيف في صالة الطعام لأن الموضوع سر بينهم لا يعرفه أحد غيرهم
لكن مازن كان يراقب من بعيد ويريد أن يصل للحظة التي يستفيد منها في استخدامها كنوع من التحفيز أو العقاب لتعلم الحاسب الآلي
وبالفعل بدأ ستيف تدريبه لخالد ببعض الحركات الإحمائية وأيضا وضح لخالد الكثير من الإرشادات التي يجب أن يتبعها أثناء التدريب ومن ضمنها التقيد بتنفيذ ما يطلبه المدرب دون زيادة أو نقصان
ومضت الساعة سريعا على خالد فهو يريد معرفة كل شيء في أسرع وقت
ولكن المدرب أعطى خالد بعض التمارين التي يجب أن يفعلها كل ساعتان وهي بعض تمارين الكف والساعد والكتف ويختمها بتمرين الضغط(البشم)بخمسين مره
وفي اليوم التالي وبعد أن أجرى خالد الحركات الإحمائية طلب ستيف من خالد أن ينفذ التمارين التي طلبها منه
وبدأ خالد يطبقها حتى وصل لتمرين الضعط حيث بدأ ستيف يعد لخالد فلما وصل خالد للعدد خمسين حدث أمر أزعج المدرب ستيف مما جعله يثور ويغضب بل أراد أن يتخلى عن تدريب خالد

خيال الخيال 09-10-11 01:06 PM

ذو العيون 36

حيث أن خالد لما وصل العدد خمسين استمر في العدد حتى وصل إلى المائة
فلما توقف خالد ونظر لمدربه ستيف الذي كان يظن أنه سيكون سعيدا بذلك
لكن هذا الظن تلاشى لما رأى وجه ستيف الغاضب
وبدأ يذكره بإرشاداته التي قالها وبعده أعلن أنه لن يكمل تدريبه
تمسك خالد بأقدام ستيف وهو يستسمحه ويطلب منه الصفح
لكن ستيف لم يصغي لإعتذارات خالد وبدأ يأمره أن يتركه لكن خالد تمسك بقدميه بقوة وقال أن أردت أن ترحل فأقتلني أولا
شعر ستيف أن خالد من النوع الذي يفعل ما يقوله
فأراد أن يشرط عليه شرط تعجيزي فقال ستيف سأعفو عنك بشرط أن تعمل الآن الف عدة من تمرين الضغط
عرف خالد أن المدرب يريد أن يعجزه
وما كان أمام خالد سوى الرضوخ لهذا القرار وبدأ بالعد وستيف جالسا على الكرسي وهو يرى الإجهاد الذي وصل له خالد وهو لم يتجاوز 200عدة فبدأ يحاول أن يدخل اليأس في قلبه بكلمات تجعله يحبط وأن محاولتك ستبوء بالفشل
ولكن خالد لم يصغي له وبعد أن تجاوز الخمسمائة عدة بدأت حركاته تصبح بطيئة جدا ولكنه لم يتوقف وستيف صامت يتأمل ملامح وجه خالد التي لا يرى فيها سوى الإصرار على النجاح وكذلك ثقته بقدراته أنه سيحقق ما يسعى له
ولما وصل إلى العدد تسعمائة نظر خالد لستيف لعله يرحمه ويكتفي بذلك لكن ستيف صرخ بصوت عالي أكمل أو انسحب فما كان من خالد سوى تحمل كل الأوجاع التي يشعر بها وكذلك التحامل على نفسه مع كل الإرهاق الذي يحس به
وبدأ العرق يتصبب بغزارة من جبينه
ولما أكمل خالد العدد ألف ألقى بنفسه
وستيف يبتسم ويقول إلا تريد أن تزيد عدة واحدة فقط
وخالد مستلقي على الأرض وقد انهكه التعب يقول توبة أعلنها أمامك أن لا أزيد ولا أنقص عن ما تطلب
ضحك ستيف وقال أتعرف كنت دوما أفكر أن أترك تدريبك ولكن بعد ما شاهدته منك عزمت أن أعلمك كل ما أعرف من فنون قتالية
واستمر ستيف يدرب خالد لإسبوع كامل
ولكن خروج أمين عبده من المستشفى وعودته للعمل ستكون عائق كبير في وجه استمرار خالد في تعلم الفنون القتالية

وبالفعل أول شيء فعله أمين عبده حين باشر عمله هي محاولة فصل ستيف أو نقله من المركز
وقدم معروض للدكتور مازن يبين بعض الملاحظات على ستيف لكي يتم الموافقة على نقلة
أخذ مازن الخطاب وقال سوف أقوم بدراسة ما يحتويه خطابك وتقصي صحته ثم بطريقة ذكية أومأ مازن لأمين عبده أن نقل ستيف ليس إلا مجرد وقت
وكان يقصد من ذلك أن ينشر أشاعة نقل ستيف فيسمع ذلك خالد فيلجأ له ويضطر أن يخبره الحقيقة التي لم يخبره بها مسبقا

خيال الخيال 10-10-11 11:55 AM

استمر في الشكر على الردود التي اعتبرهاكالتصفيق لي تحفزني دائما


ذو العيون 37

وبالفعل وصل الخبر لخالد ولكن خالد أراد أن يتأكد من صحة الخبر فجاء لمكتب مازن ومعه كتاب من كتب الحاسب الآلي وكأنه يريد معرفة طريقة تشغيل هذا البرنامج وبعد أن وضح مازن لخالد طريقة تشغيل هذا البرنامج بدأ خالد يحاول أن يخرج من مناقشة برامج الحاسب إلى منقاشات عامة ومازن يخفي في نفسه ضحكة كادت أن تفضحه وتبين لخالد أنه يعرف كل شيء
حتى أوصل خالد الكلام إلى الإشاعة المنتشرة في المركز عن نقل ستيف
فقال مازن هذه ليست اشاعة بل حقيقة أنفجع خالد وبدأ يتلعثم بالكلام وهو يريد الدفاع عن ستيف
فأخرج مازن خطاب أمين عبده وأعطاه خالد فبدأ خالد يقرأه وكلما قرأ ملاحظة يقول أنه يكذب ستيف لا يفعل ذلك فلما أنتهى من قراءة الخطاب قال أن أمين عبده حاقد على ستيف وهو يحاول ان ينقله لينتقم منه
فبدأ مازن يحاول أن ينظر لخالد بإستغراب وهو يقول هل أنت تدافع عن ستيف
فتلعثم خالد وقال لا وأنما أوصل لك الحقيقة لكي لا يخدعك أمين بأكاذيبه
فقال مازن أنا أعرف أن أمين كذاب وأنا حين أنقل ستيف فأنا أفعل ذلك من أجله ليبعد من الوقوع في مشاكل جديدة مع أمين
شعر خالد أن الأمر لن يحل إلا بالمصارحة فأخبر مازن عن كل ما حدث وأخبره أن ستيف يدربه
فقال مازن لما تخبرني الآن لما لم تخبرني من قبل أن تحدث هذه الأمور
بدأ خالد يعتذر ويطلب الصفح
فقال مازن بشرطان أصفح عنك واجعل ستيف يبقى هنا وليس ذلك وحسب سأوفر لك غرفة للتدريب فيها بدل من صالة الطعام
أندهش خالد وقال وكيف عرفت أننا نتدرب في صالة الطعام فأبتسم مازن وقال كنت أعرف كل شيء من البداية للنهاية
ثم قال مازن وليس ذلك وحسب بل سأفرغ ستيف لتدريبك وتدريب الراغبين من شباب المركز بالتدرب معك

فقال خالد وما شرطيك
فقال مازن الكتاب الذي تحمله أريدك أن تحفظ كل البرامج الذي يحتويه
فهز خالد برأسه وقال والثاني
فقال مازن أن تكتب في الدقيقة خمسين كلمة
فأراد خالد أن ينصرف
فقال مازن يجب أن أتخذ القرار على هذا الخطاب بعد أسبوع من الآن والقرار بيدك أنت لا بيدي
عرف خالد ما يقصده مازن وهو أن المهلة التي له ليست سوى اسبوع ليأتي وهو قد حفظ الكتاب ويستطيع كتابة خمسين كلمة في الدقيقة

فذهب خالد في تمام الساعة الرابعة لستيف وبعد أن أدى تمارينه أخبر ستيف بما حصل بينه وبين مازن
وطلب أن يمنحه أسبوع اجازة لكي يفضي نفسه للدراسة توقع خالد أن ستيف سيوافق لكن ستيف ظل صامتا
فظن خالد أنها علامة الموافقة
فأراد أن ينصرف لكن ستيف قال غدا آراك في نفس هذا الوقت
فألتفت خالد له وقال لكن
فقال ستيف أن لم تحضر غدا فأبحث عن مدرب آخر
فأصبح خالد بين نارين
فاصبحت الثانية في حياة خالد تساوي الكثير فهو كلما شاهد شخص يلعب ويحاول تضييع وقته بما لا فائدة فيه يتحسر ويتمنى أن لو يشتري ذاك الوقت منه
وبدأ ستيف يزيد على خالد التمارين وبعدها يذهب لمازن ليفهمه بعض ما أشكل عليه فهمه
ثم يقضي باقي الوقت على لوحة المفاتيح يتدرب على سرعة الكتابة
وبعد مرور اسبوع جاء الإمتحان الذي سيحدد بقاء ستيف أو رحيلة
وكان على خالد النجاح وبالفعل بدأ مازن يمتحن خالد وأظهر خالد قدراته التعجيزية في فهم البرامج وتطبيقاتها
ثم أعطاه ورقة فيها خمسين كلمة وضغط الساعة لتبدأ الحساب
وبذل خالد جهده ليتجاوز هذا الإختبار الصعب
وبالفعل مع آخر ثانية ضغط خالد آخر حرف أراد كتابته
فنظر مازن لما كتبه خالد وبدأ يتفقد الكلمات هل هي ناقصة أو خاطئة فلم يجد أي نقص أو خطأ
بل وجد إضافة كتبها خالد
يقول فيها أعرف أنك تريد أن تعرف السر في نجاحي فبالإصرار والصبر أنتصر

أبتسم مازن وبدأ يضغط على على الحروف في لوحة المفاتيح ليكتب فيها أنت المعجزة البطل

ثم كتب أيضا ربحت الرهان وعلي الإلتزام بالميثاق فستيف في هذا المركز باق
أبتهج خالد وأزداد أشتياق في أن يتعلم كل فنون القتال

خيال الخيال 11-10-11 12:07 PM

بل انا من يشكركما فأنتم دوما تحفزوني بحروفكم وردودكم التي تمثل عندي وشاح شرف دوما ارتديه

ومن اجلكما سأنزل حلقتان ومع اسفي على قصرهاذو العيون 38

وبالفعل وفى مازن بوعده وفرغ ستيف لتدريب شباب المركز الطامحين تعلم فنون القتال
فأنضم أكثر من عشرين شاب من شباب المركز
ولكن العدد بدأ يتلاشى مع مرور الأيام حتى بقي ثمانية شبان كان من ضمنهم خالد
ومرت سنتان وستيف يدرب هؤلاء الشباب ولكن ولما أصبح ستيف يقيم جولات صراع بينه وبين المتدربين معه ليرى هل أحسنوا تطبيق ما تعلموه منه وكان صارما حين يضرب يضرب بصرامة حتى يصبح الشاب متيقن أنه أن لم يحسن الدفاع عن نفسه سوف يشعر بأوجاع الضربة
حتى جاءت جولة كان ستيف طرفها والطرف الأخر خالد
وبدأ القتال بينهم
كان خالد يملك قلب جريء لا يعرف خوف وكذلك كان ستيف بل كان لا يحمل شفقة في قلبه أثناء التدريب
وبدأ قتال عنيف بينهم إلى أن سالت الدماء من وجهيهما
كانت حيوية خالد ونشاطة نقطة قوة وكانت خبرة ستيف نقطة قوة أكبر
وبالفعل وبخبرة ستيف استطاع أن يسقط خالد على الأرض بلا حراك
حمل ستيف خالد وأخذه معه ولما شاهد السبعة الشباب هذا المنظر عزم ستة الإنسحاب من التدريب فمن المؤكد أنه سيأتي دورهم وقد يضرب ستيف أنوفهم أو يكسر لهم ضروسهم فإذا خالد أفضلهم وأقواهم وأصلبهم خرج من هذا النزال مغشيا عليه

وبالفعل وفي اليوم التالي لم يحضر للتدريب سوى خالد وشاب أسمه حسام بدأ خالد يحاول يتعذر للشباب من أجل أن لا تصيب نفسيات ستيف الخذلان فقاطعه ستيف قائلا لا تظن أني حزين عليهم بل سعيد بإنسحابهم فأنا لا أحب الجبناء
والآن جاء دورك ياحسام وبدأ النزال بينهم ولكن لم يصمد حسام طويلا حتى وقع على الأرض مستسلما للأمر الواقع بأن السيطرة والسلطة للأقوياء والخضوع للضعفاء
فهز ستيف رأسه وقال منذ الآن سنبدأ التدريبات القاسية
وبالفعل بدأت جرعة التمرين تزيد بل وساعاته تزيد
وفي أحد الأيام أمر ستيف كل من خالد وحسام بأخذ وضع معين والبقاء ثابتين حتى يأمرهم بالتوقف وبالفعل طبقا الأوامر وبعد مرور ساعة بدأ آذان المغرب فأشار خالد بيده أنه يريد الإنصراف لكي يصلي لكن ستيف رفض فعصى خالد الأوامر وذهب فغضب ستيف وقال لا تأتي إلى هنا بينما حسام ظل واقفا
انتهى خالد من الصلاة فعاد وستيف واقف ينظر لحسام فأتجه له خالد ثم قال لم آتي لأعتذر فعصياني لك من أجل طاعة ربي حق لي يجب عليك أن تحترمه كما أحترم ما تؤمن به مع عدم ايماني به
نظر ستيف لعيون خالد الصغيرة وقال صدقت بقولك
ثم اعتذر من حسام وسمح له بالإنصراف فلما انصرف حسام

قال ستيف أنت نجحت في الامتحان الذي رسب فيه زميلك حسام فمتعلم الفنون القتالية ليس عليه فقط تقوية جسده بل عليه أيضا أن يقوي شخصيته ويؤمن بحقه بالدفاع عن أفكاره ومعتقداته
فأنت أعظم فتى قابلته يا خالد لكن عندي لك سؤال أريدك أن تجاوبني بصدق

خيال الخيال 11-10-11 12:10 PM

ذو العيون 39

فقال ستيف منذ سنتان ونصف وأنا أدربك ومع ذلك لم تدعني إلى الإسلام
مع أن أكثر من أقابلهم هنا يدعوني للدخول للإسلام ويهدوني كتب تعرفني على الإسلام
فقال خالد سأجيبك على سؤالك بسؤال تعطيك الجواب
لماذا لما دعوك هؤلاء الذي ذكرتهم لم تدخل الإسلام
سكت ستيف ولم يجب
فقال خالد أنا أجيبك لأن أفعالهم تخالف أقوالهم
فهز ستيف رأسه وكأنه يقول نعم
فقال خالد أنا منذ سنتان وأنا أدعوك للإسلام وليست دعوتي لك بلساني بل بأفعالي
فأنا أعاملك بتعاليم الإسلام
حينها قال ستيف علمني كيف الدخول للإسلام
فقال خالد دعنا نذهب للدكتور عاصم فهو أعلم مني بالدين

وبالفعل أعلن ستيف اسلامه وبعد أن كبر الحاضرين أمسك عاصم بيد خالد وقال أريدك فلا تغادر
فلما غادر الجميع وبقي خالد وعاصم فقال عاصم كيف أستطعت أن تقنع ستيف قال خالد لم أقنعه بل هداه الله
فأبتسم عاصم وقال أريدك أن تقنع مازن بأن يتزوج
اندهش خالد وقال أليس مازن متزوج
فقال عاصم إلا تعرف ذلك فأنت الآن عرفت فأرني كيف تقنعه على الزواج

فجاء خالد لمكتب مازن ووجده يكتب في كشكول خاص به يكتب فيها أبيات كان قد ألفها
فقال مازن أتحب أن تتعلم الشعر يا خالد
فقال خالد ابدا لا أحب أن أتعلمه
فقال مازن لماذا
فقال خالد اعتقد وهذه وجهة نظري أن من كان يكتب الشعر شجاعا فسوف يكتب بشعره أبيات تدل على غروره بشجاعته
ومن كان يكتب الشعر كريما فسيكتب بشعره أبيات يتمنن على الناس بعطاياه
وأن كان فقيرا فسيكتب بشعره أبيات تعرف أنه يتسول ومن مال الله يسأل
وأن كان ضعيفا فسيكتب بشعره أهاته وأحزانه
نظر مازن لخالد وتبسم وقال أنت تظلم الشعر وتقسو على الشعراء
إن الشعر حفظ للعرب تاريخ سجله الشعراء في أبياتهم ومع ذلك يعتبر هذا وجهة نظر تخصك ولكن أن تغيرت نظرتك وأردت أن تتعلم الشعر فأنا على أتم الإستعداد أن أعلمك

فبدأ خالد يحاول أن يعرف هل العائق في زواج مازن هو المال
فقال ممازحا المال هو المارد الذي يحقق الأحلام

نظر مازن لخالد وقال أتعرف أن في رصيدي الآن اكثر من خمسة مليون نقدا من غير المباني التي أمتلكها والمحلات التجارية التي اديرها
وصدقني يا خالد لو خيروني أن أتخلى عن كل هذه الأموال مقابل أن يكونا لي أبوان ميتان كل الناس تعرف أنهما ابواي لضحيت بذلك المال مقابل ذلك

فسكت خالد قليلا ثم قال لما لا تتزوج
نظر مازن لخالد نظرة حادة وقال أخبرني الصدق هل طلب منك عاصم أن تقنعني أن أتزوج فقال خالد نعم
فقال مازن أن سألك عاصم عن ذلك فقل له هل تزوجه أختك

خيال الخيال 12-10-11 12:08 AM

دوما استنشق التحفيز واشعر بأقصى الرضا عند رؤية ردودكم التي فاقت الوصف

ذو العيون40

وبالفعل جاء اليوم الثاني قابل عاصم خالد وسأله عن ماذا جرى سكت خالد ولم يتكلم
فقال عاصم ألم تفاتح مازن عن موضوع الزواج
فقال خالد بلى فاتحته
فقال عاصم فماذا قال
قال خالد قال لي أن اسألك هذا السؤال هل تزوجه أختك

تغيرت ملامح عاصم وبقي صامتا ينظر لخالد ثم مضى في طريقه دون أن يرد جوابا

تعجب خالد من ردة فعل عاصم وذهب إلى مازن الذي وجده في مكتبه يقرأ كتاب وكان كتاب يحتوي على دواوين شعراء في العصر الماضي

سلم خالد ثم جلس وملامح وجه تثير فضول المعرفة بالسؤال ما به
فوضع مازن الكتاب على مكتبة وقال هل قابلت عاصم
فقال خالد نعم
فهل سألته فهز خالد رأسه بنعم

فقال مازن من المؤكد أن ملامحه تغيرت
فأندهش خالد وقال وكيف عرفت
ابتسم مازن وقال من السؤال الذي سألته له
فأنت بهذا السؤال أهنته
تعجب خالد وقال وكيف أهنته
فقال مازن ألم أقل لك أنهم يعتبروننا لسنا مثلهم
فكونك طلبت منه أن يزوج أخته بشخص لقيط عاش محروم من أمه ومحروم من أن يحمل هوية أبوه جريمة في حقه وفي حق عائلته
فهو لما طلب منك أن تقنعني بالزواج كان يريد أن يخطب لي فتاة في الملجأ عرفها عن طريق أخته التي تعمل هناك أنها فتاة صالحة ومهذبة
فأراد أن يكون وسيط خير مع أن أخته التي تعمل هناك تجاوز عمرها الثلاثة والثلاثين
قال خالد وما شأنك بأخته فهو يريد لك الخير وقد أراد أن يخطب لك فتاة صالحة
ابتسم مازن وقال وهل تريدني أتزوجها
قال خالد ولما لا
قال مازن لا تظن أني ارفض الفتاة لا بالعكس أنا رفضت الزواج كله
حتى لو وافق عاصم أن يزوجني أخته أنا لن أوافق
وأنما فعلت ذلك ليبعد عني ويترك إلحاحه علي بالزواج

فقال خالد ولماذا لا تريد أن تتزوج
قال مازن لسببين الأول إن جاء لي أبناء وسألوني من أعمامنا بل من جدنا ومن أخوالنا ماذا تريد أن أقول لهم هل أقول لهم أن أباهم وأمهم لقيطان ليسا لهما أهل
وقل أني استطعت أن أنسيهم ذلك وأجعلهم يكتفون بأسرتهم الصغيرة
ماذا سأصنع إتجاه السبب الثاني
فقال خالد وما السبب الثاني
قال مازن المجتمع
قال خالد وما شأن المجتمع
ابتسم مازن وقال أن مجتمعنا يا خالد قاسي جدا وأرجو الله أن ينجيك من قسوته
فما ظنك بهذا المجتمع أنه سيعامل أبنائي كأبناؤهم بل سيعاملوهم كما عاملوني
ولولا الله ورحمته لصرت مجرما بسبب هذا المجتمع
فلهذا يا خالد لا أريد أن يصير لي أبناء يعانون مما عانيته

رأى خالد الدموع تفيض من عينا مازن فأراد أن يغير هذا الموضوع الذي سبب الكأبة لمازن فخطر على باله طلب يعتقد أنه سيفرح مازن

خيال الخيال 12-10-11 12:34 PM

اشكرك اختي على هذا الثناء
أنا قررت قرار أتمنى أن أوفق فيه وسبب هذا القرار هو من باب العرفان لكم ولمنحي جزء من أوقاتكم مع أن هناك صحف ومنتديات بالملايين ومع ذلك دعمتموني بمتابعتكم وحفزتموني بردودكم ولأن الكثير منكم طلب مني إنزال أكثر من حلقة معللين إن ذلك سيساعدهم أن لا ينسون الأحداث التي مضت
فنزولا عند رغباتكم سوف أنزل كل يوم أربع حلق راجي من الله أن أكون قد أرضيتكم وأعتذر ممن طلب أن أنزل القصة كاملة لأني أعتقد أن ذلك سيفسد القصة وتجعل القاري يمل فأتمنى قبول عذري

ذو العيون 41
فقال خالد أريدك أن تعلمني الشعر شعر مازن بفرح شديد فهو يعتقد بل يجزم أن خالد سيتفوق على المتنبي فهو يرى أن خالد معجزة تمشي على الأرض
فأول ما بدأه معه أعطاه كتاب فيه المعلقات التي أشتهرت في الجاهلية وطلب منه أن يحفظه
ثم بدأ يكتب في ورقة بيضاء خطة ليلتزم خالد فيها فيسهل عليه تعلم الشعر
خرج خالد من عند مازن وهو يشعر بأنه أدخل نفسه في شيء لا رغبة له في تعلمه
وفي العصر ذهب للتدريب وبدأ خالد يتدرب كالمعتاد لكن ستيف لاحظ أن خالد ليس بكامل تركيزه فسأله ما بك لكن خالد اعتذر وأنه يشعر بإرهاق
وقبل نهاية التدريب جمع ستيف كل من خالد وحسام وقال لهما بعد سنتان ونصف من التدريب أستطيع أقول أنكما الآن صرتما تجيدان الفنون القتالية
ولكن من آراد منكم أن يصبح محترفا للفنون القتالية فعليه أن يعدني أولا بتحمل عناء التدريبات القادمة فستكون مكثفة جدا وصعبة وقاسية
شعر حسام أنه لن يطيق ذلك فأعلن أنه يكتفي بما وصل له
فنظر ستيف لخالد وسأله وأنت ماذا تقول
فقال خالد أريد أن أكون أقوى رجل على هذه الأرض
أبتسم ستيف وقال إذا استعد فالجد بدأ الآن
وبالفعل بدأ ستيف يزيد التمارين على خالد ويكثفها عليه
وكان ستيف قبل أن يبدأ بتدريب خالد يطلب منه أن يحفظه آية واحدة قبل التمرين
وبالفعل كان خالد يفعل ذلك والسرور يرقص داخل قلبه
وكان خالد إذا انتهى من التدريب يذهب لغرفته ويحفظ ما يستطيع حفظه من ابيات المعلقات ويسمعها عند مازن
ومع كل هذه الظروف كان خالد في دراسته متفوق وكان بالصف الثالث المتوسط
وكان مازن دائما يقول لخالد إياك أن تفكر في معدلك كل ما عليك فعله هو بذل جهدك والنتائج تكون بمشيئة الله
وبعد مضي سنة أصبح خالد حافظ لأكثر من ألف بيت بل ويعرف بحور الشعر وأيضا يميز هل هذه القصيدة موزونة ولها مضمون وهل الأبيات مترابطة
حيث أصبح قادر أن يبين ما تمتاز به هذه القصيدة وأيضا يوضح عيوبها
فطلب مازن من خالد أن يكتب له قصيدة
فمكث خالد طول ليله ولما جاء اليوم التالي سأله مازن ماذا كتبت
فأجاب خالد لا شيء
فبدأ مازن يحاول أن يساعد خالد في كتابة قصيدته ويعدد له أغراض الشعر وأعطاه شهر كامل من أجل أن يكتب قصيدة
لكن خالد كان إهتمامه مركز على التدريب وحسب
وكان ستيف منذهل من سرعة تطبيق خالد للحركات
فلما أنتهى الشهر الذي حدده مازن لخالد حمل خالد ورقة وأخذها لمازن
فلما رأى مازن الورقة في يد خالد اعتقد أنه أنجز ما كلفه به
فلما فتح الورقة أندهش

خيال الخيال 12-10-11 12:43 PM

ذو العيون42

بالفعل أندهش مازن ولم يكن أندهاشة عبارة عن إعجاب بأبيات خالد بل أندهش مما كتبه خالد حيث كتب بخط كبير أعتذر لك وأقدم أسفي ولكنك تطلب مني شيء لست أمتلكه

ابتسم مازن وقال لا عليك قد أكون فشلت في أن أعلمك أن تقول الشعر لكن قد تأتي ظروف تعلمك قول الشعر
رجع خالد للتدريب ووصل إلى مراحل متقدمة وبعد مرور سنتان من التدريبات الشاقة
طلب ستيف من خالد أن يتجهز لقتال لا هوادة فيه
وبالفعل بدأ ستيف يهاجم لكن خالد أخذ وضعية المدافع كان يرد ضربات ستيف
ثم أخذ خالد وضع الإستعداد لتلقي الضربة على بطنة
فغضب ستيف لأنه شعر أن خالد بدأ يرتخي معه
فقال ستيف جنيت على نفسك فضربه بكل قوته على بطنه فسقط ستيف على الأرض من شدة الضربة وخالد واقف في مكانه لم يهتز أنذهل ستيف وقال لست بشرا لست بشرا
مد خالد يده لستيف ورفعه فلما وقف ستيف قال صرت الآن يا خالد التلميذ الذي تفوق على معلمه
ثم قال ستيف أنت الآن أصبحت مقاتل محترف ولا أملك المزيد لاعلمك ولكن لدي نصيحة لك أن لا تستخدم قوتك ضد ضعيف ولا تعين على شر وثق تماما أنك كلما ابعدت نفسك عن الغضب فستكون أنت المنتصر
ثم قال أنا وبعد ثلاثة أيام سوف أسافر لبلادي
فقال خالد لماذا ترحل أبق معنا
فقال ستيف أنت تعلم أني في السنتان الماضية كنت أتعلم شعائر الإسلام
وأنا مشتاق جدا لدعوة أمي للدخول في هذا الدين وسأبذل جهدي لأقنعها
وغدا سأسافر للرياض فأحببت أن أودعك مع أمل أن أراك
فتقدم خالد نحو ستيف وأمسك برأسه وقبله وقال لن أنساك ما حييت

رجع خالد لغرفته وهو يحس بالضيق فمدربه الذي علمه سيسافر وعليه أن يتدبر أمر نفسه فهو الآن مدرب نفسه
كان خالد بالصف الثاني ثانوي وكانت إمتحانات الفصل الأول على الأبواب
وتذكر وعده لمازن بأن يبذل جهده
وبالفعل بذل خالد جهده واجتاز امتحانات الدور الأول بأمتياز
مما بث السرور في نفس مازن الذي كان يخطط لمستقبل خالد
ومرت الشهور لينجح خالد من الصف الثاني بمعدل 100%نسبة لم تكن في حسبان مازن فلقد حقق خالد أحلام مازن المستحيلة
ولكن بدأ أمر يشغل مازن وهو أن عمر خالد أصبح ثمان عشر سنة وأحتمال تحويلة للسجن واردة فعين مازن محامين من أجل أن ينهي المشكلة وبالفعل توجه أحد المحامين سرا لعبدالرزاق ليحل معه القضية
وكان مازن قد تفاهم مع المحامي بأن يخبر عبدالرزاق أنه بإمكانه أن يحصل على مليون ريال وأيضا وعد بأن خالد لن يأتي للقرية
فوافق عبدالرزاق وتم التنازل عن قضيته
وكل هذه الأمور تحدث وخالد لا يعلم ولكن هناك أحداث لم يخطط لها مازن سوف تحدث مفاجأة في حياة خالد

خيال الخيال 12-10-11 12:53 PM

ذو العيون 43

حيث تم إرسال أوراق الإفراج عن خالد التي وضعها مازن في درج مكتبه وأقفل عليها
لكي يستمر خالد في تفوقه في الصف الثالث ثانوي ولكن صداع شديد داهم مازن جعله يسقط على الأرض من شدة الألم
أخذه عاصم للمستشفى لعمل الفحوصات وكان ذلك يتطلب تنويمه وأيضا طلب أن يكون معه مرافق فقال عاصم معاتبا صديقه مازن لو اطعتني وأنا أحثك على الزواج لكن أبنك معك
فأبتسم مازن وقال لي أبن أذهب وأحضره
فقال عاصم أتقصد خالد قال مازن نعم
فقال عاصم كيف أخرجه من المركز فأخبره بالقصة كاملة ودله على الأوراق وطلب منه أن لا يخبر خالد بذلك
وبالفعل أصبح خالد مرافق لمازن وبدأت لحظات نتائج الفحوصات تقترب
وكانت المفاجأة الكبرى التي ستغير حياة خالد حيث أثبتت الفحوصات أن مازن مصاب بورم خبيث في الرأس
الشيء الذي أدهش خالد أن مازن تقبل الخبر بشيء من الفرح
فأمسك بيده وقال أتفرح بالموت فتبسم مازن وقال لا أحد يفرح بالموت ولكني عفت هذه الحياة وأن كنت سأحزن فسأحزن لأني قد أفارقك
فصرخ خالد وقال فال الله ولا فالك
فسأل خالد الطبيب هل من علاج فأشار له الطبيب بالسفر لألمانيا
وبالفعل أصر خالد على مازن بالسفر إلى ألمانيا ومع دموع خالد الساخنة لم يستطع مازن أن يتمالك نفسه وبدأ يبكي بكاء شديد ويقول سأذهب من أجلك بالفعل وصلا إلى ألمانيا واعيدت الفحوصات ولكن النتائج بقيت كما كانت عليه والعلاج أمر مستحيل إلا أن يشاء الله
أمسك مازن بيد خالد وقال دعنا نعود للوطن فأنا أفضل أن أموت في أرض التوحيد فما كان من خالد إلا أن بكى بكاء يبين مدى حبه لمازن

رجعا إلى أرض الوطن وأخذ مازن يلف بخالد ليريه ممتلكاته
فذهب به إلى محلاته التجارية ومبانيه العقارية المؤجرة
ثم أخذه لقصره أندهش خالد من روعة القصر ولكن ما ادهشه أن مازن قال هيا سنذهب نرتاح في البيت فخرج من القصر
فسأله خالد ألست تسكن هنا قال مازن سكنت هنا اسبوع واحد شعرت بعدها بضيق شديد لم استطع أن أكمل العيش فيه
ثم سكنت في ملحق في أحد عمائري التي أمتلكها مكونة من غرفتان ودورة مياه فقط شعرت فيها بالسعادة كلما قابلت الناس الساكنين فيها وأشعر بسعادة أكثر كلما سمعت أصواتهم
وصلا إلى الغرفة وأرتاحا فيها
لكن مازن بعد ساعتان من النوم استيقظ وبدأ يصرخ

خيال الخيال 12-10-11 12:55 PM

ذو العيون44

قام خالد على صراخ مازن وهو يمسك على رأسه فعرف أن الصداع يسبب له ألم شديد فأخذه للمستشفى
وبعد ساعات هدأ الألم ولكن مازن شعر بقرب الرحيل
فنظر على يمينه
فوجد خالد جالس بجواره فناداه فأقترب خالد منه
ثم طلب أن يمد يده ويمسك بها يده
وفعل خالد ذلك فقال مازن عاهدني فقال خالد على ماذا فقال مازن عاهدني فلم يشأ خالد أن يتعب مازن بالسؤال عن ما يعاهده عليه
فقال خالد أعاهدك فقال مازن عاهدني على أن لا تذهب لقريتك بعد موتي لا تذهب لها أبدا
سكت خالد ولم يجب فقال مازن هل تعاهدني على ذلك
شعر خالد بحرص مازن عليه وخوفه كذلك
فقال أعاهدك أن أنسى القرية وليس فقط لا أذهب لها
شعر مازن بشيء من السرور
فقال أنا قمت بتحويل كل ممتلكاتي النقدية والعينية بإسمك
فأنا متأكد أنها ستساعدك أن تشق طريقك لمستقبل زاهر
ثم شعر مازن بالنعاس ودخل في غفوة وخالد يتأمل وجه مازن ويشعر بمدى الأذى الذي وجده من هذا المجتمع بسبب ذنب ليس له ذنب فيه فكونه لقيطة جعله في نظر المجتمع مذنب

وبعد مضي ثلاث أيام أزداد الألم على مازن حتى لفظ أخر أنفاسه وكل ذلك وعينا خالد الصغيرة تنظر
شعر خالد بشعور الغربة بعد أن تأكد أن من كان له الأب والاخ والصديق قد رحل من هذه الدنيا
وبعد أن دفن مازن جاء عاصم إلى خالد ليقدم له ورق الإفراج لم يشعر خالد بفرحة حيال ذلك فهو في أشد حيرة إلى أين يذهب
فهو وعد مازن أن لا يذهب للقرية
وبقي أسبوع في غرفة مازن التي أصبحت له وهو يفكر ما يفعل وأيضا بقي خيال مازن يطارده
فقرر خالد قرار قد يغير حياته

خيال الخيال 13-10-11 01:04 PM

بل الشكر لك على متابعتك وردودك الدائمة


ذو العيون 45

حيث قرر خالد أن يبيع كل ممتلكات مازن وأيضا يسحب جميع مدخراته النقدية ثم تصدق بها بنية مازن ولم يبقي معه هللة واحدة من أموال مازن
ثم عزم أن يخالف عهده مع مازن ويذهب لقريته فلقد داعبه الشوق والحنان
ولكن هناك متغيرات كثيرة حدثت في القرية
حيث أصبح عبدالرزاق وبعد أن أصبح أكثر من في القرية أمتلاك للأموال بدأ يحاول أن يكون شيخ القبيله ويريد أن تكون له بعد وفاة الشيخ معيض وليس ذلك وحسب بل ولده نمر صار يصول ويجول في القرية دون أن يتجرأ أحد أن يردعه
بل أنه في ذات مرة وجد سلمان وعيسى يمشيان على أقدامهم فركب نمر خيله وبدأ يركض بالخيل بأقوى سرعته وكان يريد أن يمر من بينهم ليدخل الرعب في قلوبهم وبالفعل فعل ذلك
فشتمه سلمان فرجع نمر وقال أعد ما قلته فأعاد سلمان فنشب شجار بينهم
وكان نمر دائما يحمل معه حبل فمن وقف في طريقه ضربه ثم بالحبل قيده ليذله ويكون عبرة لغيره
وبالفعل استطاع نمر أن يتغلب على سلمان وعيسى بل ويقيدهم ويتركهم مقيدين في الشارع
عرف الشيخ معيض والسيف بما جرى فغضبا وذهبا لعبدالرزاق ليوقف ابنه عند حده لكن عبدالرزاق بدأ يلف بالكلام ويختلق الأعذار لإبنه ويقول هذا طيش الشباب
وكان أهل القرية يسمعون نمر يصرخ وهو فوق خيله يدور على بيت أم جابر يقول أين أنت ياذو العيون القذرة لأمرغ أنفك بالتراب
فوقفت أم جابر ذات يوم وردت عليه وقالت أن جاء ذو العيون الصغيرة فسيلحقك بعمك وابنه
فغضب نمر وقال لو لم تكوني عجوز خرفاء لضربتك وقيدتك
ولكن أنا أعرف كيف استرد كرامتي فذهب لإبنها حسن وضربه ثم قيده
فعلم عبدالرزاق فذهب لحسن واعتذر منه وفك قيده وأخذه لبيته ثم نادى أبنه نمر وطلب أن يعتذر من حسن وأخبره أن حسن لا شأن له بأمه وأخيه جابر وولده الغير شرعي
لكن نمر رفض أن يعتذر وغادر المكان وعبدالرزاق يتبسم ويقول شباب عنيدين
ولكن الأحداث ستتغير فهناك ضيف ثقيل الظل سيحل على عبدالرزاق وأبنه نمر
حيث بدأ خالد يتوجه إلى قريته
وكان سليمان وعيسى يمشيان كعادتهم وعلى نفس المنوال حين يراهم نمر يحاول مضايقتهم لأنهما كان صديقا ذو العيون الصغيرة
وبالفعل بدأ يركض بخيله ويمر من بينهما ولكن هذه المرة

خيال الخيال 13-10-11 01:07 PM

ذو العيون 46

ظل سليمان وعيسى صامتان لا يريدان الاشتباك مع نمر
فشعر نمر أن كل من في القرية يرضخون له
وبدأ نمر يشعر أنه الرجل الأول في القرية وبدأ يستعرض في القرية فروسيته وبدأ يجري بالخيل إلى أن وصل حدود القرية
فإذا به يرى شخص يمشي ويظهر من ملابسه أنه ليس من أهل القرية وكان يحمل على ظهره حقيبة صغيرة فأقترب منه نمر ليعرف وجهته وما الذي يريده
فلما أقترب به سمعه يقول كيف حالك يا نمر
استغرب نمر واندهش وبدأ يدقق النظر في وجه الرجل فإذا به يعرفه عن طريق عيناه الصغيرتان فقال أنت ذو العيون الصغيرة
فقال بل أنا خالد
فقال نمر وهل تجرؤ أن تأتي للقرية وأنت مطلوب فيها
فقال خالد دعنا ننسى الماضي ثم مد يده وقال ودعنا نفتح صفحة جديدة
أبتسم نمر بسخرية وبدأ يستهزيء بكلام خالد ثم نزل وأخذ حبله وخالد واقف ينتظر ما الذي يريد أن يفعله نمر
فقال نمر سأجرك بهذا الحبل لوسط القرية ثم أقتلك هناك أمام أنظار الناس
وأمام أنظار جدتك القذرة التي لا تمل من أخافتي بك
فسوف أريها من هو نمر
فقال خالد قبل أن تقيدني وتجرني بحصانك أريد أن أعرف ماذا تقول جدتي بالحرف الواحد
فضحك نمر وقال تقول أنه إذا جاء ذو العيون الصغيرة سيمرغ كرامتي بالتراب
فقال خالد وأن أبن جدتي لاحقق لها طلبها
ثم أمسك نمر وابرحه ضرب بعد أن أطاح به على الأرض
ثم حمله على حصانه وهو لا يستطيع حراك وجعل وجه لمؤخرة الحصان وربطه بحبله على ذلك الوضع ثم ضرب الحصان
فأنطلق الحصان يركض ونمر على ظهر مقيد بشكل مخزي
فوصل الحصان للقرية وشاهد سليمان وعيسى المنظر
وبدأ سليمان يقول لا أحد يستطيع أن يفعل بنمر هذا إلا رجل واحد
فصرخ عيسى ذو العيون الصغيرة رجع وأنتفضت القرية للخبر
فخرج الشيخ معيض يجري ومعه السيف
وصل الحصان إلى بيت عبدالرزاق
وعبدالرزاق واقف هو وأبنه مشبب فشاهدا نمر على هذا الحال فوق الحصان
فقال عبدالرزاق مالذي حدث له فقال مشبب أن لم يخب حدسي فإن ذو العيون الصغيرة عاد للقرية
بالفعل وصل خالد الذي لا يعرفه أهل القرية إلا بذو فرحب به الشيخ معيض والسيف وأهل القرية وبعد أن تناول القهوة في بيت الشيخ استأذن منهم يريد الذهاب لبيت جدته
وبالفعل وصل ذو إلى البيت وجدته تحمل فأس تكسر به الحطب فناداها ذو وقال أم جابر
فنظرت له بنظره فيها غضب
عرف ذو ما أغضب جدته فدخل البيت ولبس لباس اهل القرية ثم أخرج من الصندوق التميمة التي خبأها ووضعها على رقبته
ثم خرج إلى جدته فلما رأته بهذه الملابس رحبت به وقالت هذا ذو حفيدي الذي أعرفه
استراح ذو في بيت جدته
وكان هناك حوار كبير يصير بين الشيخ معيض وعبدالرزاق
فالشيخ يحذر عبدالرزاق من أن يفعل أي فعل فيه حماقة
وعبدالرزاق يقسم وينذر أن يسيل دم ذو
لكن مشبب سيقول كلاما سيغير الوقائع

خيال الخيال 13-10-11 01:09 PM

ذو العيون47

فقال مشبب هناك أمر يحيرني كيف تم اطلاق سراح ذو فأنا اجزم يا أبي أن هناك شيء لا نعرفه
اندهش عبدالرزاق من مشبب فهو يدافع عن ذو
وبالفعل لم يخب شعور عبدالرزاق فمشبب يريد بقاء ذو في القرية لأمر يريده
فأخبرهم عبدالرزاق ما حدث وأيضا أخبرهم بشرطه وهو أن لا يعود للقرية
فقال مشبب هل شرطك مكتوب في ورقة فقال عبدالرزاق لا وأنما وعود رجال
فقال مشبب إذا لا حجة لنا عليه

استغرب الحاضرين فمشبب هو من يدافع عن ذو
فقال عبدالرزاق لإبنه مشبب هل أنت معنا أم معه
فقال مشبب مع الحق
استيقظ ذو وهو لا يعلم ما يحدث في القرية
لكنه فجع عندما شاهد جدته توجه المسدس عليه
فقالت أم جابر استعد للموت
فبقي ذو جالس ينظر ويبتسم ويقول كيف تقتليني بمسدس ليس فيه طلقات
فقالت أم جابر أحمد الله أنك لا زلت ذو الذي أعرفه
اسمعني ياذو بهذا المسدس فعلت به ما فعلت
والآن أنت مطلوب عند عبدالرزاق وأبنائه وأنا لا أخشى أن يواجهوك وأنما أخاف أن يغدرو بك فخذ هذا المسدس وأحمي نفسك
بالفعل أخذ ذو المسدس وخرج وكان يريد أن يذهب لاسطبل السيف فهو متلهف هل المشهر حي أم قد مات
وبينما الشيخ معيض مجتمع بعبدالرزاق
خرج نمر يركض وبيده مسدس يريد أن يقتل ذو
فتقابل بذو في وسط القرية فوجه نمر المسدس نحو ذو ولكن وقبل أن يضغط الزناد تكسر المسدس بيده فلقد أصابه ذو ثم تقدم ذو نحو نمر
والشيخ معيض وعبدالرزاق يركضون جهة الصوت
فوضع ذو مسدسه على جبين نمر
والشيخ معيض يرجو من ذو أن لا يقتل نمر
فقال ذو هذه المرة لن أقتله لكن المرة القادمة لن أصوب على مسدسه بل سأفجر رأسه
أسمعت يا عبدالرزاق
فيهز عبدالرزاق رأسه ويقول هو كذلك
ثم أكمل ذو طريقه للإسطبل فرافقه السيف فلما وصلا للإسطبل
تفاجأ ذو

خيال الخيال 13-10-11 01:11 PM

ذو العيون48

فتفاجأ ذو وهو ينظر يمينا ويسارا ولم يرى المشهر الخيل الذي سكن حبه في قلبه
ولم يرد أن يسأل أين هو فهو يخشى من الجواب الذي لا يريد سماعه
ولكن كان ذلك لا يكفي من أجل إلغاء الحقيقة فوضع السيف يده على كتف ذو وقال قد مات المشهر
نزل ذو رأسه فهو كان يمني نفسه أن يمتطي المشهر ويركض به في كل أرجاء القرية

ثم قال السيف لا تعتقد ياذو أني نسيت وعدي
فنظر ذو مستغرب ثم قال أي وعد
وعدا قطعته قديما أن الذي سيحفظ القرآن كاملا سأعطيه حصانا جائزة له
وأنا كنت قد فرحت فرحا شديد حيث قبل سنتان من الآن جاء لي حصان من نسل المشهر
شعرت أن هذا الحصان هو الذي سيحوز على رضاك
واعتنيت فيه أشد عناية ولكنه كان شديد العصيان فلما بلغ عمر سنتان أردت أن أروضه ولكنه أبى أن يتقيد بأوامري
بل بدأ يركض بأشد قوته جهة السياج فقلت في نفسي سينكسر لا محالة فالسياج مرتفع ولا يمكن لأي خيل قفزة
ولكن تلك التوقعات تلاشت لما قفز الحصان من فوق السياج
فتبعته ولكنه أرتقى في أعالي الجبال حتى صار الإمساك به أمر مستحيل
حاولت لأكثر من شهر أن امسكه لكن دون جدوى فأكتفيت أن اطلقت عليه اسم الشاهين
واصبح أهل القرية ينادوه بالحصان الصقر
كنت أريد أن أقدمه لك هدية ولكن أعذرني واختر أي أحد الخيول التي أمامك وبمجرد تشير له يصبح لك
فقال ذو أي حصان أشير له سيكون لي ولن تعترض فقال السيف وهل عرفت عني أني أرجع في كلامي
فقال ذو ابدا فمثلك لا يفعل ذلك ولكن أريد أن يرتاح قلبي فقال السيف لك ذلك
فأشار ذو جهة الجبل والسيف ينظر جهة يد ذو ويقول الخيول أمامك فلما تشير للجبل
فقال ذو أريد الشاهين
فقال السيف لا ياذو فذلك مجازفة
قال ذو أنت وعدتني
قال السيف أنا وعدتك ولكن لم اعتقد أنك ستختار الشاهين
كان السيف يعرف مدى شجاعة ذو ويعرف أنه مجازف لا يحسب للأخطار ولا للموت حسابا وخشي أن يحاول أن يركب الشاهين فينطلق به في الجبال فيسقط ويلقى حتفه

ولكن السيف رضخ لإصرار ذو فخرج هو وذو للمكان الذي دوما يكون الشاهين متواجد فيه
وبالفعل وقفا عند شجرة وكان ذو يمتطي فرسا أسمها الثلج لشدة بياضها
أنتظر عند الشجرة وما لبثوا إلا دقائق معدودة
حتى وقعت عينا ذو على عينا الشاهين وسمعت أذناه صهيله
شعر ذو أن هذا مواصفات الخيل فاقت حتى أمنياته

بدأ ذو يدقق النظر في الشاهين فشعر أن الشاهين ينظر إلى فرسه التي يمتطيها الثلج
شعر ذو أن الخطة أصبحت جاهزة ولكن ليس اليوم تطبيقها
عاد ذو والسيف للقرية
والسيف يحاول ان يقنع ذو بترك فكرة الإمساك بالشاهين لكن ذو طلب من السيف أن يعيره الثلج

فسأله السيف لما فقال احسست أني أرتحت معها
فرح السيف ووافق لعل الثلج تنسي ذو الشاهين

وباليوم التالي أخذ ذو الثلج وتوجه إلى عيسى وطلب مرافقته
فقال عيسى دعنا نمر سليمان فرفض ذو وقال أريدك أنت فقط
وبالفعل وصلا إلى الشجرة وأخبر عيسى عن خطته
وقال عيسى وهل أخذت حصان واحد لأنك واثق أن تمسك بالشاهين في يوم واحد والسيف وأهل القرية ظلوا شهرا كاملا ولم يستطيعوا ذلك
قال ذو كل ما عليك فعله الإختباء خلف تلك الأشجار وانا سأتسلق هذه الشجرة فإن جاء الشاهين إلى الثلج سأقفز فوق ظهر
لكن ذو تفاجأ من ردت فعل عيسى

خيال الخيال 14-10-11 12:47 PM

فقط للمعلومية اهالي القرى النائة يبلغ الشخص فيه 100 سنة وهو اشد قوة من من اعمارهم خمسين ولمنه عاش بالمدينة

اشكرك اختي فمهما قصر ردك إلى انه يسعدني بأن هنال شخص يتابع
ذو العيون 49

حيث أن عيسى لما سمع كلام ذو قال انت مجنون ثم أراد أن ينصرف
فأمسك به ذو وقال هل هذه قيمتي عندك تتركني
قال عيسى أنا لن أكون شريك معك في قتل نفسك
كيف تمتطي ظهر خيل متمرد على أرض جبلية
قال ذو أنا سأفعل ذلك بك أو بدونك ولكن كنت أرجو أن سقطت ومت وأنت معي ستحملني وتكفنني وتقبرني
ولكن أذهب فأن سقطت ومت ستأتي الذئاب وتأكلني وإذا بقي شيء من عظامي فتذكر أنك تركتني

وقف عيسى وقال ما المطلوب مني
قال ذو تختبي خلف تلك الشجرة فإذا جاء الشاهين بقرب الثلج سأقفز على ظهره ثم أروضه
وأنت عليك أعادة الثلج إلى اسطبل السيف
ابتسم عيسى وقال من يسمعك يقول أن المهمة سهلة جدا

وبالفعل أختبأ عيسى خلف الأشجار وذو تسلق الشجرة وقيد الفرس المسماه الثلج في الشجرة
ومع صهيل الثلج أقبل الشاهين اقترب منها حتى وصل عندها وبدأ يحاول أن يقطع قيدها لتذهب معه
ولكنه تفاجأ أن رجل ركب على ظهره وبدأ الشاهين بالركض والقفز
ولكن أقدام ذو كانت مثل المسامير مثبتة على ظهر الشاهين
وعيسى يراقب الصراع المثير بين أثنان يحبان التمرد
وظل الشاهين يصارع من أجل اسقاط ذو ولكنه فشل
وكما هو معروف فالخيل تعرف راكبها فالشاهين يعرف حق المعرفة مدى شجاعة من فوقه فأستسلم للأمر الواقع
فخرج عيسى وهو يكبر ويقول حتى الشاهين رضخ لك
فركب عيسى الثلج وذهب هو وذو لأسطبل السيف
فلما رأى السيف ذو ممتطي الشاهين تبسم وقال فوق الشاهين وبدون سرج ولا لجام أي فارس أنت يا ذو

وأصبح أهل القرية يتكلمون عن قصة الحصان الصقر الذي أنصاع لذو البطل

بدأ ذو يمشي مع رفاقه عيسى وسليمان فسألهم ماذا فعلتم بعد التخرج من الثانوية فقالا أنت تعلم أن فضلنا البقاء في القرية ومساعدة أبوانا في رعاية املاكنا
فقال سليمان وماذا ستفعل أنت
فتبسم ذو وقال الرزق في السماء كان ذو يعشق الأسلحة ويعشق التعامل معها وكان يرى أن تهريب الاسلحة أمر لا يخل بالنظام بل أمر يزيد في الرجولة هذا ما كان ذو يقنع نفسه به
وبينما هما يمشون تقابلوا مع مشبب وأحس عيسى وسليمان أن مشكلة كبيرة ستحدث بين مشبب وذو ولكن حصلت المفاجأة التي أدهشتهما

خيال الخيال 14-10-11 12:48 PM

ذو العيون 50

حيث فتح مشبب ذراعيه وضم ذو ورحب به واظهر سعادة في رجوع ذو إلى القرية
ثم طلب مشبب أن ينفرد بذو لبعض الوقت أمام دهشه سليمان وعيسى فكيف يظهر مشبب هذا الود مع أن ذو ضرب أخاه نمر ضرب مبرح
وبعد أن استفرد مشبب بذو عرض عليه أن يعمل معه في التجارة
فأبتسم ذو وقال هل أصبحت تسميها تجارة
وبدأ مشبب يغري ذو بالأرباح الهائلة التي قد يجنيها أن أصبح شريكه
وبدأ يخبره عن صفقاته مع صديقه وشريكه ناجي والأرباح التي يجنونها
فقال ذو أرباحكم هذه مقابل ضياع أسر وهلاك أنفس وضياع مجتمع بأكمله
فقال مشبب لم نجبر أحد على التعاطي فقد نوفره لمن يريده وأن نحن لم نعطيه غيرنا سيعطيه
أبتسم ذو وقال أنا سأنصحك نصحيتان الأولى طريق تهريب المخدرات طريق هلاك فأترك السير فيه
وأيضا أنصحك من مرافقة ناجي فأنت تعرفه أكثر مني لن يتوانى أن يلقي بك للهلاك
فقال مشبب أنا أعرف ذلك ومن أجل ذلك أريد أن تكون شريكي بدلا عنه

فقال ذو أنت تعرف أنني لن أسلك هذا الطريق
فقال مشبب وهل ستعود لتهريب الأسلحة
فقال ذو نعم
فضحك مشبب وقال وما الفرق بيننا فنظر ذو وقال كالفرق بين الشهامة والنذالة
ثم انصرف ذو وبدأ يتجول في القرية وبدأت أقدامه تأخذه لجبل الموت فتفاجأ بوجود محماس وكان رجل يرعى أغنام أهل القرية بمقابل اجر محدد فسأله ذو لما ترعى الأغنام هنا
فقال محماس هكذا طلب مني رجال القرية
فقال ذو أن هذه الأماكن عليها مشاكل بيننا وبين قبيلة الشيخ فرحان
فقال محماس أعرف ذلك وأعرف أيضا أني سأكون أول ضحية أن صارت مشكلة على هذه المكان وأنت تعرف الفقر يجبرني أن أقبل أي عمل ولو كان يؤدي بي للهلاك
فقال ذو ولما لا يرسلون معك رجال من أهل القرية ليحموك أن صارت مشكلة
فضحك محماس وقال ومن يهتم بي أن قتلت فأنت تعرف أني لست سوى من طرف القبيلة فهم لن يثأروا لي بل سيضغطون على قبيلة الشيخ فرحان بالمطالبة بدمي فيأخذون ما يريدون ودمي يصبح هباء منثور
فقال ذو أنت أخي يا محماس وتالله أن لو أعتدوا عليك لن أترك دمك يذهب هباء منثور
وسوف أذهب وأكلم الشيخ معيض أن يرسل معك رجال ليحموك
وبينما ذو في الطريق حدث ما لم يكن في الحسبان

خيال الخيال 14-10-11 12:50 PM

ذو العيون51

فلما أقترب ذو من بيت الشيخ معيض بدأ يسمع صراخ وضجيج
وكان ثلاثة من أهل القرية يحملون رجل فأوقفهم ذو فتفاجأ أن محماس هو الرجل الذي يحملوه وقد اصبح مغطى بالدم عرف ذو أن محماس قد فارق الحياة فسألهم مالذي حدث فقالوا سمعنا اطلاق نار فأتجهنا لصوت الإطلاق الذي كان عند جبل الموت فوجدنا رجال الشيخ فرحان متمركزين في جبل الموت فنادونا وقالوا خذوا راعيكم وقولوا لشيخكم من يأتي هنا سيموت

تذكر ذو كلامه لمحماس ثم أطلق رجله للريح وقد عزم أن يثأر لدم محماس
وصل الرجال إلى الشيخ معيض وكان السيف معه فأخبروه بما حدث وأخبروه أيضا أن ذو قابلهم ثم ركض غاضبا جهة الجبل
فقال السيف وجب الآن سفك الدم فما دام ذو أنطلق فلا لن يعود إلا وقد أخذ ثأره
ثم استأذن السيف من الشيخ معيض ليتبع ذو مع رجال القرية
وبالفعل أخذ السيف بعض رجال القرية وذهبوا لجبل الموت
ولكنهم تحاصروا من جهة جبل الموت الذي يتمركز فيه عشرة مبندقين وباقي رجال الشيخ فرحان أمامهم
وأصبح موقف السيف ورجاله محرج فلقد قتل منهم أربعة
وبدأ السيف يلتفت يمين ويسار ويبحث عن ذو ولكن لم يره
شعر السيف أن نهايته ونهاية رجاله قربت
فالرجال المتمركزين في جبل الموت يستطيعون أصابتهم بسهوله أن تحركوا من مكانهم
فقال السيف لا حل لنا سوى المجازفة فأنا سأحاول ان اصعد جبل الموت فأن نجحت فقد ننجو وأن فشلت فليحاول رجل آخر بعدي
فأنطلق السيف يركض ويصعد الجبل لكن ما أدهشه أن الرجال المتمركزين في الجبل لم يطلقوا ولا طلقة واحدة
فلما وصل قمة الجبل وجد العشرة الرجال قد ماتوا فنظر لجبل الخرافة فرأى شيء يلمع وكان ذو يؤشر له
فتذكر السيف ما فعله جابر
وعرف أن ذو كرر فعلت أبيه فبدأ السيف يصرخ لرجاله ويقول قضى ذو على الرجال المبندقين والآن صار الجبل بحوزتنا ثم بدأت كفة المعركة تنحاز للسيف ورجاله وقتلوا أربعة وتركوا الباقين يلوذوا بالفرار
ثم بدأت الأخبار تنتشر في القرية عن خرافة ذو الذي ابطل خرافة جبل الخرافة وجعل من نفسه خرافة

سمع الشيخ جبران ما حدث بين قبيلة الشيخ معيض وقبيلة الشيخ فرحان
فأرسل رجلان لكلا القبيلتان يحذرهم أن الأمور ليست متروكه على الغارب وأن الدولة لو علمت بما حدث فستعاقب الجميع وستبيض الأرض المتنازع عليها ونصحهم أن يرضوا بالصلح
وافقت كلتا القبيلتان على أن يكون الشيخ جبران الحكم
ولكن كانت هناك احداث كبيرة تجري في قبيلة الشيخ فرحان

خيال الخيال 14-10-11 12:51 PM

ذو العيون 52

حيث أصبح هناك نقاش واحد أن غريمهم هو ذو فهو قد قتل عشرة من رجالهم
حيث اجتمع الشيخ فرحان برجاله وقال أما الأربعة الذين قتلوا من قبيلة الشيخ معيض سيكون مقابلهم الأربعة الذين قتلوا أثناء التلاحم
أما العشرة الذين قتلوا في جبل الموت فغريمنا واحد ولن نرضى بغير دمه
وعلى ذلك أتفق الجميع
ولما أجتمع الشيخان مع رجالهم عند الشيخ جبران
بدأ الشيخ جبران يحذرهم من ويلات الثأر وأيضا حثهم على الصلح وقال في البداية سنحل اساس المشكلة وهي الأرض المتنازع عليها وبالفعل استطاع الشيخ جبران أقناع كلا القبيلتان بقسمة عادلة
ولكن الشيخ فرحان علق موافقته بأن يسلم له ذو فيأخذوا بدم رجالهم فينتهي بعد الثأر بينهم
لما سمع الشيخ معيض هذا الكلام غضب غضبا شديدا وقال لن تلمسوا ذو إلا بعد أن تقتلونا جميعا
فعادت المشكلة من جديد
فهدأ الشيخ جبران الحضور وطلب كل منهم بالذهاب إلى المكان الذي أعده لهم للضيافة
وجلس يفكر ثم وبعد صلاة العشاء خطرت بباله فكره فذهب بأقصى سرعة إلى الشيخ فرحان وأخبره بفكرته
جلس الشيخ فرحان حائر يفكر وقال سوف أستشير جماعتي ثم أرد لك خبرا بعد صلاة الظهر
جمع الشيخ فرحان رجاله وطرح عليهم الفكرة فوافق الجميع ما عدا رجل قد عاش سنون طويلة في هذه الحياة وقال لهم أنكم قوم تجهلون
فغضب القوم منه وقالوا له لما تصفنا بالجهل
فقال سأسألكم سؤال واحد فقط فأن أجبتبوني سوف أعتذر لكم عن أساءتي وأن لم تكون تعرفون فيجب أن تعترفوا بجهلكم
فقالوا أسأل
فقال هل أحد منكم يعرف ذو أو قد رآه فأجاب الجميع لا
فقال فكيف توافقون على هذه الفكرة فقام رجل وقال وهل تشك بقوة علي العملاق والبارود وأبو الخناجر
فقال لا أشك بقوتهم ولكن أخشى قوة ذو
فقالوا له وماذا ترى
قال غدا أريدكم أن تدلوني على ذو فإن صافحته سأعرف من خلال مصافحتي له أي الرجال هو
وبالفعل في صباح اليوم التالي أخذوه إلى مكان ضيافتهم
فدخل الرجل المسن فسلم عليهم وبدأ يسأل عن ذو فأشاروا عليه فذهب له وصافحه ونظر في عيناه شعر الرجل المسن بالرعب من نظرات ذو
ثم قال ماذا يكون لك جابر
سكت ذو ولم يجب
فسأله مرة أخرى ما صلة قرابتك بجابر
وظل ذو صامتا
فقال الشيخ معيض أباه
فهز الرجل المسن رأسه كنت فقط أنتظر التأكيد فهذه العينان عينا جابر
فذهب الرجل المسن لقبيلته فقالوا له ماذا رأيت
فقال رأيت رجل من مردة الجن وليس من الجن وحسب
أتعرفون من أباه
فقالوا من فقال جابر الذي سرق حلالكم وقيد فرسانكم
فتذكروا لما فقدوا بعض خرفانهم فتبع علي العملاق وأبو الخناجر وأثنان معهم الأثر حتى لحقوا بجابر فأشتبكوا معه فهزمهم بل وقيدهم وأكمل طريقه مع الخرفان التي سرقها

قال الشيخ فرحان لو واجه جابر البارود لما حصل ذلك
وهل تريدنا أن نرفض فيصفونا بالجبن
وافق الجميع فذهب الشيخ فرحان إلى الشيخ جبران وأخبره بموافقته
فذهب الشيخ فرحان ليطرح فكرته للشيخ معيض
فأستقبله الشيخ معيض وقال قل فكرتك يا شيخ جبران

خيال الخيال 15-10-11 12:11 PM

ذو العيون 53

فقال الشيخ جبران سيخرج عشرة رجال من قبيلة الشيخ فرحان يكونون أقرباء العشرة الذين قتلهم ذو
ويتعهدون أن لا يطالب أحدهم بدم ذو بعد أن يأخذ كل واحد فرصته في مواجهة ذو فإن أستطاع أحدهم قتل ذو فعليكم أن تتعهدوا بأن لا تثأروا له
وأن أستطاع ذو قتل العشرة رجال فليس لأحد بعد ذلك الحق في أن يثأر لهم
سكت الشيخ معيض قليلا فبدأ الرجال يقولون للشيخ معيض دعنا نتشاور
لكن الشيخ معيض قاطعهم وسأل الشيخ جبران هل وافق الشيخ فرحان فقال نعم
فقال الشيخ معيض ونحن موافقون فبدأت الأصوات تتعالى فنظر الشيخ جبران إلى الشيخ معيض فأعاد الشيخ معيض كلامه
وبعد أن رحل الشيخ جبران
قال السيف للشيخ معيض ألا تعلم أن من بين القتلى شقيق البارود
فقال الشيخ معيض أنا أثق بذو

عرف ذو بما حدث ولم يظهر أي إكتراث وبالفعل تم تحديد المكان وكان في مكان مرتفع ومستوي وتم تحديد الوقت بعد أسبوع من الآن
وانتظر الجميع ذلك اليوم
وخلال هذا الأسبوع كانت تحدث مشاكل في قبيلة الشيخ فرحان وكان سبب الإختلاف هو في من سيبدأ أولا فالكل يريد أن يكون الأول حتى يتسنى له قتل ذو والثأر لقريبه
والرجل المسن يضحك ويسخر منهم ويقول عجبا لهؤلاء الرجال يتخاصمون في من يلقى حتفه أولا
جاء الشيخ فرحان ورأى ما حدث فجمعهم وبدأ يتكلم ويقول هل تعدوني شيخكم
قالوا نعم
قال وهل سترضون بحكمي قالوا نعم
فبدأ يرتبهم فلما وصل للرقم السابع جعل فيه أبو الخناجر وجعل علي العملاق الرقم الثامن وجعل البارود التاسع
وبدأ الشيخ فرحان يلتفت يمين ويسار وقال بقي واحد فقالوا بقي ولد العجوز
وما لبث قليلا إلا وعجوزا داخله تسحب ولدها الذي لم يتجاوز الخامسة عشر وقالت أن ولدي مشعل سيثأر لأخوه
فقال الشيخ فرحان إبنك سيكون رقمه العاشر في مواجهة ذو
غضبت العجوز وقالت أن نجا ذو من الستة الرجال الأولين فلن ينجو أن قابل ابو الخناجر وعلي العملاق وأن نجا منهما من المستحيل أن ينجو من البارود
فقال الشيخ فرحان قد تم التقسيم وقضي الأمر
شعر مشعل براحة كبيرة فهو لن يضطر لمواجهة ذو
وجاء الوقت المحدد وألتقى الجميع في المكان المحدد
وقف العشرة رجال على حسب ترتيب الشيخ فرحان لهم
ثم أراد ذو النزول في ساحة القتال لكن الشيخ معيض أمسك به وقال يا ذو لا تقتل أحدا منهم بل أصبهم اصابات تجعلهم ينسحبوا من مواصلة قتالك
هز ذو رأسه بالموافقة
وذهب الشيخ معيض وجلس بجوار الشيخ جبران الذي كان يجلس بجواره الشيخ فرحان
فقال الشيخ جبران للشيخ فرحان نادي أول رجالك
وبالفعل نادى الشيخ فرحان أول رجاله
وقبل أن يبدأ القتال دخل مشبب ساحة القتال وقال بصوت عال لن أترك ذو يقاتل عشرة رجال وحدة
وأبوه وأخوه وقبيلته في دهشة شديدة مما يحدث
نظر ذو إلى مشبب ثم قال

خيال الخيال 15-10-11 12:14 PM

ذو العيون 54

يا مشبب لك خياران فقط أما أن تصف مع هؤلائك الرجال وتقاتلني أو تخرج من هنا أبتسم مشبب وقال أردت فقط مساعدتك ولكن ما دمت لا تريد فلك ذلك ثم خرج مشبب وأكتفى بالمراقبة

وبدأ العراك بين الرجل الأول وذو ولم يستمر العراك لأكثر من ثانية حيث ضرب ذو الرجل على بطنه فأغمي عليه
ثم أنطلق الثاني فأمسك ذو رأسه بيده وبدأ يشد رأسه ويقول له قل أريد أن أنسحب وبالفعل لم يستطع الرجل تحمل الألم فأنسحب وبدأ الرجال يتساقطون حتى وصل الدور لابو الخناجر
استعد أبو الخناجر للقتال وكان مشهور بإستخدام الخناجر ولقد عرفت عنه قصة الثلاثة الذئاب التي هاجمته وأستطاع قتلها بخنجرة دون أن تجرحه
وبدأ يحاول أن يطعن ذو بخنجره لكن ذو أمسك يده التي تمسك الخنجر وبحركة قتالية كسر يده التي تحمل الخنجر ثم سقط على ركبتيه يتألم وبدأ يزحف حتى خرج من ساحة القتال
ثم جاء دور علي العملاق والكل توقع أن هذا النزال سيكون طويلا ولكن تفاجأ علي العملاق بضربة على ركبته تعلمها ذو من فنون قتال الشوارع
فما استطاع علي العملاق أن يقف
بقي آمال الشيخ فرحان منصبه على البارود وسمي بهذا الإسم لأنه كان لا يخطي إصابة أي هدف يريد اصابته مهما كان صغره او بعده
وأيضا عرف عنه مهارته في استخدام السيف بكلتا يداه فهو يقاتل بسيفين
فتقدم البارود وسل سيفاه ثم رمى أحد سيفاه إلى ذو وقال خذه لنكون متساويان
ابتسم ذو وقال أنا أملك سيفان فكيف تعطيني سيف ثالث ثم أشار ذو ليداه فعرف البارود قصد ذو بالسيفين اللذان يمتلكها
فأخذ البارود سيفاه وبدأ يحركهما بإتجاه ذو الذي ظل واقفا
فبدأ البارود يحاول أن يوهم ذو أن سيطعنه بالسيف الذي يمسكه بيمينه فإن تصدى ذو للسيف الذي بيمينه يطعنه بالسيف الذي بيساره
وبالفعل تصدى ذو للسيف الذي يمسكه البارود بيمينه بل أسقطه من يده
ولكن حسابات البارود أخطأت فهو لم يحسب حسابا لسرعة حركات ذو الذي أمسك يده اليسار وبحركة قتالية استطاع ذو أن يخلع كتف البارود
ولكن الدهشة بانت على وجهه ذو

خيال الخيال 15-10-11 12:15 PM

ذو العيون 55

اندهش ذو من ملامح وجه البارود الذي ظل مبتسم مع الألم الذي يجده بل وظل ممسك بالسيف فبدأ ذو يشد بقبضته على معصم البارود بكل قوته وبقي البارود مبتسم وممسك بالسيف إلى أن كسر معصمه ولم يتوقف البارود من أظهار أبتسامته فغضب ذو وقال لماذا تبتسم
فقال البارود أنا أعرف أباك جابر وفي ذات مرة قابلته وكان معي رجل من قريتي فمر من جوارنا كعادته لا يحترم أحد وكان بيده حمامة قد نتف ريشها وكان يأكلها وهي لا زالت حية فقال الرجل الذي معي لن يأتي أحدا مثل هذا الرجل فلا يوجد في قلبه رحمة
فقلت له بلى أن رزق بطفل فسيكون هذا الطفل أشد منه
وبالفعل منذ أن بدأت القتال وأنا أنظر لعيناك التي تقدح شرر ولم أرى عليها أي أثار شفقة على خصومك الذين يقعون على الأرض يتألمون
نظر ذو للبارود وقال أنت حتى الآن لم ترى قسوة قلبي فكل ما ترآه رجل يدافع عن نفسه
فأنتم من أجبرتوني على فعل ذلك
ولكن دعني أظهر لك اعجابي بك على قوة صبرك وتحملك للألم فأبتسامتك هزمت شيء في داخلي
أنا سوف أترك يدك اليسرى بعد أن كسرتها وأعرف أنك تستطيع أن تحمل السيف بيدك اليمين وتستطيع أن تضربني به لكني متأكد أنك لن تفعل ذلك لأني سأدير لك ظهري

وبالفعل بدأ ذو يمشي وكان عازما على أن يخرج من ساحة القتال
لكن العجوز أم مشعل بدأت تصرخ وتقول أين ستهرب من أبني مشعل فسيثأر اليوم لأخيه
ثم بدأت العجوز تدفع ابنها لساحة القتال وبدأ مشعل يمشي ورجلاه ترتجفان فما رآه لم يكن حلم بل حقيقة
نظر ذو لخصمة فشعر أنه عار عليه أن يقاتل مثل هذا الغلام فأراد الخروج من ساحة القتال فوقف الشيخ فرحان وقال أن هرب ذو من مواجهة مشعل سيعتبر أتفاقنا باطل
غضب ذو أشد الغضب ثم اندفع بكل قوته إلى مشعل الكل توقع أنها نهاية مشعل لكن ذو وقف أمام مشعل وبدأ يخاطبه بصوت خافت قال فيه سوف انفث الهواء من فمي فإن لم تسقط كالميت فسأجعلك بالفعل ميت
وبالفعل نفث ذو الهواء من فمه ومن شدة خوف مشعل سقط مغشيا عليه
امسك الشيخ جبران بيد الشيخ فرحان وقال الرجال تفي بعهودها فنظر الشيخ فرحان للشيخ جبران وقال بل نريدك أن تجيرنا منه فهذا ليس إلا كما وصفه مسننا مارد من مردة الجن
رجع كل إلى قريته وأقترب مشبب من ذو وبارك له ثم بدأ يتحدث معه أنه يحتاج شريك يمتلك نفس ما يمتلكه ذو فنظر ذو إلى مشبب قد أخبرتك أني لن أنضم اليك
فأبتسم مشبب وقال أتعرف لما جعلك أهل القرية تخوض هذا التحدي لوحدك
فنظر ذو إلى مشبب بنظرات حادة وسأله لماذا
فقال مشبب ؟

خيال الخيال 15-10-11 12:16 PM

ذو العيون56

لأنهم لا يعتبرونك مثلهم فإن قتلت فلقد لقيت جزاء فعلتك وإن نجوت فسيستفيدون منك في معركة اخرى
وأن أردت الدليل على ذلك فتقدم لخطبه بنات أهل القرية وحينها ستعرف ما أقصد بأنهم لا يعتبرونك مثلهم
تذكر ذو مازن وكلامه ولكنه حاول أن يطرد هذه الأوهام
وظل ذو يفكر لعدة أيام فكلام مشبب بعث الشك في قلبه أن أهل القرية لا يعتبرونه مثلهم
فأراد أن يقطع الشك باليقين
فذهب للشيخ معيض وخطب ابنته ولم يكن ذو يريد الزواج بل يريد أن يرى ردة فعل الشيخ أن خطب إبنته
وحدث ما لم يكن يعتقده ذو حيث ارتبك الشيخ وبدأ يتعتع في كلامه وحاول أن يصرف ذو وبدأ يقول الشيخ معيض تأخرت يا ذو فالبنت خطبت من أبن خالها
شعر ذو بالصدمة وأحس أن الشيخ يكذب عليه
لكنه حاول أن يحسن الظن وقال في نفسه قد يكون صادق
فذهب ذو للسيف وخطب ابنته
بقي السيف صامتا وكأن أحدا صفعه على وجهه ثم نظر السيف في ذو وقال أنت خير من أزوجه أبنتي لكن لا زالت أبنتي صغيرة

رجع ذو للبيت وهو مطأطأ الرأس يتذكر كل كلمه قالها له مازن فرأته جدته وقالت ما بك
فأبتسم ذو وأخبرها بما حدث ثم قال اعتقد أن الناس هنا يروني عار يمشي على الأرض غضبت أم جابر وقالت إياك أن تصف نفسك بهذا الكلام
ثم حاولت أن تخفف عليه ما حدث له بالحديث عن بنت عمه حسن سلمى وتصف له أدبها وحسن تصرفها
قاطع ذو جدته وقال لماذا تحدثيني بهذا الحديث
فقالت لأني سأخطبها لك
فضحك ذو وقال وهل عمي حسن الذي حتى الآن لم يأتي للسلام علي سيوافق
يا جدتي أن إبنك حسن لا يعتبرني ولد أخيه وأنت تعرفين ذلك
فقالت جدته أنت لا شأن لك أترك الموضوع لي

ذهبت جدته إلى بيت حسن فوجدت زوجته السيئة الأخلاق فلم ترحب بها ولم تدعوها إلى الدخول
فأبتسمت أم جابر وقالت لا ضير من أفعالك فنسبك يجبرك على هذه الأفعال
ثم قالت اين زوجك فقالت ليس هنا
فقالت أم جابر أخبريه أني سأتي في العصر أنا وولدي ذو
فردت زوجة حسن وقالت بل سأجعله يأتيك إلى بيتك
فزوجة حسن تعتبر ذو عار قد يدنس سمعة عائلتها
عرفت أم جابر ما تكنه زوجة ابنها ثم قالت أن جاء إلى بيتي فذلك سيكون أحسن من أن يلطخ ذو سمعته لقدومه إلى بيت فيه أمرأة يشك اهل القرية بها لأن تاريخها مظلم
غضبت زوجة حسن وبدأت تتلفظ على أم جابر وتصفها بأبشع الألقاب
عادت أم جابر لبيتها فوجدت ذو نائم ولكن الحقيقة أن ذو كان يتظاهر بالنوم
فهو يشعر بالحيرة والحزن من حاله
ولم يلبث طويلا حتى طرق حسن الباب بقوة ففتحت أم جابر الباب فسأل حسن أمه أين ذو فأخبرته أنه نائم
فدخل والغضب يكاد أن يفقده صوابه فبدأ يوبخ أمه على ما قالته عن زوجته
ولكن أم جابر قاطعته وقالت دعنا من أمر زوجتك أنا أريد منك أمر مهم
فسكت حسن خشية أن تغضب أم جابر فتصرخ فيستيقظ ذو ويحدث شيء لا يتوقعه
وكان ذو يسترق السمع
فقالت أم جابر أنا أريد أن أخطب أبنتك سلمى لذو
فقال حسن كلاما سيغير في حياة ذو

خيال الخيال 16-10-11 12:53 PM

وانا وبكل صدق اسعد كثيرا بردودكم واتساؤلاتكم وتوقعاتكم دمتم بخير


ذو العيون 57

قال حسن يا أمي هل جنتتي أم أصابك مس إلى متى يا أمي تعاملي هذا الفتى على أنه أبن جابر وكم مرة أخبرتك أن ذو شرعا ليس ولد جابر وأنتي تعرفي أن ذو ولد زنا
غضبت أم جابر ولكن كتمت غضبها خشية أن يستيقظ ذو أن تشادت مع ولدها فيسمع هذا الكلام الذي قد يقتله
وبقي حسن يواصل نصائحه لأمه حتى قال إن وجود ذو معك في البيت أمر غير جائز فهو لا يرتبط بك بأي صلة فهو ليس من أقاربك
شعرت أم جابر أن النقاش مع حسن لا فائدة منه فقالت وبصوت خافت حتى أن ذو لم يسمعه أخرج من بيتي وأنسى أن لك أم
خرج حسن من بيت أمه وهو يسخر من أمه ويقول تعرف أنه ولد زنا وتريدني أن أزوجه بنتي الوحيدة
جلست أم جابر ثم بدأت بالبكاء ولم تلبث طويلا حتى خرج ذو من غرفته وتظاهر أنه لا زال مستيقظ من النوم فرأى الدموع في عينا جدته فسألها ما بك
فأبتسمت أم جابر وقالت لا شيء
ثم حاولت أن تشغله بسؤاله أين سيذهب فقال سأمشي في أرجاء القرية
كان الشيخ معيض والسيف قد تقابلا وأحسا أنهم قد جرحا ذو فأرسلا ولديهم عيسى وسليمان لكي يسليا ذو ويحاولان أخراجه من جو الحزن الذي يعيشه
وبالفعل ذهبا عيسى وسليمان فوجدا ذو يمشي في وسط القرية فبدأ يتحدثان معه ويحاولان أن يأتيا بقصص مضحكة ولكن كان هناك شخص يتجه لهم فلما أقترب منهم عرفوا أنه الأستاذ عامر مدرس التربية الإسلامية
فقال عيسى لذو هذا مدرس التربية الإسلامية الجديد ولكن كان هنا مدرس تربية اسلامية كان أسمه الأستاذ مصعب درسنا في الصف الثالث الثانوي كان أعظم شخص عرفناه في التعليم في علمه وأدبه
وصل الأستاذ عامر ثم وقف أمامهم وسلم عليهم وكان يعرف عيسى وسليمان مسبقا لكن لم يسبق أن تعرف على ذو
ثم أخبرهم أن اليوم بعد صلاة المغرب ستكون هناك محاضرة يلقيها فطلب منهم الحضور وحث الناس على الحضور
ثم ألتفت إلى ذو فرأى التميمة المعلقة في رقبة ذو
فبدأ يتكلم بصوت عالي وقال إن ما تضعه على رقبتك شرك ثم أمسك بالتميمة وأراد أن يقطعها ولكن حدث أمر فضيع جدا جعلا كل من عيسى وسليمان يرتجفان

خيال الخيال 16-10-11 12:54 PM

ذو العيون 58

حيث لما أراد الأستاذ عامر أن يقطع التميمة أخرج ذو سكينا كان يضعها في جيبه ثم وضعها على رقبة الأستاذ عامر ثم قال أن قطعت التميمة قطعت رقبتك
وقف عيسى وسليمان يرتجفان ويحاولا أن يعقلان ذو
وقف الأستاذ عامر بلا حراك ثم ترك التميمة فرفع ذو السكين عن رقبته
ثم سأل ذو الأستاذ عامر هل تعتقد أنك على حق فقال الإستاذ عامر نعم فقال ذو فلما تراجعت فقال أنت تريد أن تقتلني فوضع ذو يده على رقبة الأستاذ عامر وقال لا ضير أن تقطع الرقاب على الحق
ولكن الضير أن ترفع بعض الرقاب رؤوسها على الباطل
ثم غادر ذو المكان
وجلس على صخرة بقرب المسجد ولم يلبث ذو طويلا حتى قاطع مهدي سرحان ذو فسلم عليه وقال كنت سأبحث عنك لأمر أريد أن أحدثك فيه
فقال ذو هل أرسلك الشيخ معيض لتسلي خاطري المجروح
استغرب مهدي وقال لا لم يرسلني ولكن قل لي ما الذي حدث
فقال ذو بل قل لي أنت ما الذي تريده مني
فقال مهدي طلب بسيط فيه أجر عظيم لك
قال ذو وما الطلب
فقال مهدي أنت تعرف أنني الإمام في هذا المسجد والمسؤل عن الحلقة التي يحفظ فيها الصبية القرآن فأنا أريدك تحل مكاني فأنت أولا أجدر مني في حفظ القرآن بقراءته السبع وأيضا سأغيب عن القرية فأرجوك أن لا ترفض
فقال ذو وأين ستغيب قال مهدي أنا قد أخبرت الشيخ معيض بإلتحاقي بالجامعة فسوف أكمل دراستي
ابتسم ذو وقال أي جامعة التي بأفغانستان أو التي بالعراق
تغير وجه مهدي وعرف أن حيلته لم تنطلي على ذو
فقال مهدي سوف أصارحك بالحقيقة أنا منذ زمن طويل وأنا أبحث عن مكان الشيخ محمود وأعتقد أنك لا تزال تذكر ذلك الرجل الذي بفضل الله ثم بفضل مساعدته حفظت القرآن
فعرفت مكانه منذ شهر فهو الآن في أفغانستان وأنا سأذهب له
فقال ذو وكيف ستسافر إلى هناك
فقال مهدي حين اتجاوز حدود بلادنا سأجد قرية صغيرة يوجد فيها شاب أسمه مسفر قد جمعت بيننا صداقة وهو الذي سيتكفل بنقلي إلى أفغانستان
ثم قال مهدي هل وافقت أن تحل محلي
قال ذو لست الشخص المناسب فأبحث لك عن شخص آخر
فقال مهدي أريدك أن تكتم ما قلته لك فأنا لم أخبرك إلا لثقتي بك
فنظر ذو له وقال ما دمت تثق بي فأنا سوف أنصحك أياك والرحيل إلى أماكن لا تتمتع بالإستقرار لأنك ستجد فيها فتن تجعلك حائرا لا تعرف أين الصواب
فقال مهدي شكرا لنصيحتك وأنا أيضا سأنصحك فإن ضاقت عليك الدنيا بما رحبت فعليك أن تتجاوز هذه الحدود فحين تصل إلى القرية المجاورة للحدود فأسأل عن مسفر فهو سيساعدك
نظر ذو وقال يساعدني على ماذا فقال مهدي أن تلحق بي إلى أفغانستان
قام ذو وقال يا مهدي أنك هنا تعلم الأطفال القرآن فلا تحرم نفسك هذا الفضل من اجل افكار تدور برأسك
فأراد ذو أن يذهب فقال مهدي ياذو؟

خيال الخيال 16-10-11 12:57 PM

ذو العيون59

لا تنسى ما قلته لك فأنا متيقن أنك لن تستطيع أن تعيش في هذه القرية بسلام
أكمل ذو سيره ولم يلتفت لكلام مهدي

بالطبع قرر الأستاذ عامر ترك القرية والنقل من المدرسة بأي شكل وبالفعل وجد ضالته بوجود الإستاذ مصعب الذي نقل إلى مدرسة في قرية مجاورة لم يشعر فيها بالراحة كما كان في قبيلة الشيخ معيض فلما جاء الأستاذ عامر إلى المدرسة التي فيها مصعب وطلب أن يناقله فسأل الأستاذ مصعب لما تريد أن تنقل
فقال الاستاذ عامر سأخبرك بالحقيقة وقص عليه القصة
تعجب مصعب من قصة عامر وطلب أن يصف له هذا الشاب فقال عامر لست دقيقا في الوصف ولكن أكثر ما لاحظته أن عيناه صغيرتان جدا لم أرى في حياتي عينان أصغر منهما
بقي مصعب صامت يفكر فقال عامر ما بك فقال مصعب أنا أعرف كل شباب هذه القرية ولكن لا أذكر شاب بهذا الوصف
فقال عامر دعنا من هذا الشاب وأخبرني هل أنت موافق فقال مصعب بالطبع
وبعد مطالبات للموافقة بتبادلهم للمدارس تمت الموافقة وبالفعل باشر مصعب عمله بالمدرسة التي بالقرية
وأول ما فعله مصعب ذهابه لبيت الشيخ معيض للسلام عليه
فلما رآه عيسى كاد يجن من الفرح فهو يكن له احترام كبير جدا
وفي وقت العصر خرج مصعب مع عيسى يتمشيان في القرية وقابلهم سليمان وأنضم معهم
فبدأ مصعب يسألهما عن مواصفات الشاب الذي ذكره له عامر
فقال عيسى أنت تقصد ذو
فقال مصعب هل اسمه ذو فقال سليمان لا أسمه خالد لكنا اعتدنا أن نسميه بذو أختصارا لذو العيون الصغيرة
فقال مصعب ألا يغضب من هذا اللقب فأبتسم عيسى ثم قال اعتقد أنه نسي أن اسمه خالد واعتاد على هذا الإسم

فقال سليمان كيف عرفته وأنت لم تقابله فقال مصعب أخبرني عامر بما حدث معه
فقال سليمان لكن اسلوب الإستاذ عامر هو الذي صعد الموقف
فقال مصعب هل أنت تدافع عن ذو فقال سليمان لا وأنما أقول الحقيقة
فقال مصعب دلاني على مكان الشاب
وبالفعل وجدا ذو يجلس بقرب غرفة مبنية كان أباه يجلس فيها حينما يريد أن يسكر
فسلموا عليه
فلما صافح مصعب ذو شعر أنه يقف أمام رجل يمتلك هيبة الملوك
فبدأ يحاول أن يكسب وده بتبادل الحديث
شعر ذو بذلك ولكنه تظاهر أنه لم يفطن لذلك
وبدأ مصعب يحاول أن يخبر ذو بأن لبس التميمة والإعتقاد بها شرك أكبر لم يبدي ذو أي تأثر فقال مصعب لذو هل هذه التي
تضعها في رقبتك تميمة
فهز ذو برأسه وقال نعم
فقال مصعب لا يجوز أن تلبسها
فقال ذو إذا تعال وأقطعها شعرا عيسى وسليمان بأن هناك مشكلة قادمة لا محالة
فظن مصعب أن ذو موافق أن يقطع له التميمة
فلما أمسك مصعب بالتميمة شعر بسكين على رقبته
فنظر بإستغراب لذو وقال ما الذي تفعله
فقال ذو إلست تعتقد أنك على حق
فقال مصعب بلى
فقال ذو فإن كنت على حق فلن تخشى الموت
فأحس مصعب أن هذا ابتلاء من الله
فأبعد يده عن رقبة ذو وأخرج جواله وأعطاه عيسى وقال صور ما سأقوله
فأمسك مصعب بالتميمة ثم قال؟

خيال الخيال 16-10-11 12:58 PM

ذو العيون 60

بعد السلام على والدي أريد أن أوصيكم قبل أن أموت أني أسامح هذا الشاب الذي قتلني وأنا أخترت هذا الطريق بكامل حريتي من أجل أن أقابل الله فأقول سفكت دمي من أجل أن أنشر العقيدة الصحيحة
ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ثم قطع التميمة
فأغمضا عيسى وسليمان عيناهما خوفا من بشاعة المنظر
ولكن الهدوء ساد المكان ففتحا عيناهما ليعرفا ما حدث
فوجدا ذو قد أنزل السكين وهو يبتسم ويقول هكذا يكون المسلم
ثم قال ذو أنا لم أكن أضع هذه التميمة إيمانا بها وإنما إرضاء لجدتي فهي تعتقد أنه تنفع وتحمي من الشيطان
فقال مصعب لا ينبغي أن نتركها تبقى على ذلك
فقال ذو إذا تعال معي وأقنعها

بالفعل ذهب مصعب مع ذو إلى جدته فوجداها تجمع الحطب الذي قد كسرته فقال ذو عند هذه الصخرة سأنظر ما يمكنك فعله فأذهب وأقنعها
تقدم مصعب وسلم على أم جابر فنظرت له بشراسة وقالت قل ما عندك
فبدأ مصعب يثني عن سمعة أم جابر ويستدل بكلام أهل القرية عنها
فقالت أم جابر هل أنتهيت
فقال مصعب لا لم أبدأ بعد
فأنا جئت لأحذرك من فعل شنيع تفعليه قد يدخلك النار
فنظرت له بدهشة وقالت وما هذا الفعل الذي أفعله قد يدخلني النار
فقال مصعب هذه التميمة التي تضعيها على رقبتك
فغضبت أم جابر وقالت أنت شخص جاهل هذه تحتوي على أيات تحرصني من الشيطان وتحميني من المصائب
حاول مصعب بشتى الطرق وبلا فائدة وبدأت أم جابر تجمع الحطب فلما أنحنت لتلتقط الحطب الذي قد كسرته
سمعت صوت رصاصة وشعرت أنها مرت بجوارها وتأكد شعورها هذا لما سقطت التميمة على الأرض
نظرت أم جابر لجهة الصوت ورأت ذو ينظف مسدسه فعرفت أن لا أحد يمكنه فعل ذلك غير ذو
فقال ذو ياجدتي تقولين أنك تلبسينها لتحميك وهي لم تحمي نفسها
فقالت ام جابر ألم تجد طريقة أخرى لتقول هذا الكلام دون أن تطلق علي رصاصة
فقال ذو أردتك يا جدتي أن تري ذلك بعينك
فضحكت الجدة وقالت بالفعل رأيت ذلك بعيني ولن أضع تميمة على رقبتي ما حييت

وكان مصعب يقف مندهشا مما رآه فكيف لو أصابت الطلقة جدته فلما ذهبت عنه الدهشة بدأ يوبخ ذو ويقول لا يجوز فعلك ذلك فأنت قد تقتل مسلما

فأمسك ذو بيد مصعب وبدأ يمشي به في أرجاء القرية وكان المسدس بجيبه فأخرجه وبدأ يعدد ميزاته ثم قال أن أردت أن تشتريه فسوف أبيعك أياه برأس ماله
فقال مصعب من أين أتيت به
فقال ذو عن طريق التهريب
فبدأ مصعب يعظ ذو ويقول لا يجوز ذلك وذو ساكت لا يجيب
فلما اطال مصعب موعظته
قاطعه ذو وقال؟

خيال الخيال 17-10-11 10:37 PM

اعتذر على التأخر فلقد جبرتني ظرووووووووف خارج عن إرادتي

ذو العيون61
قال ذو لا تحاول أن تقنعني أن تهريب الأسلحة حرام لأنها أولا مصدر رزقي وثانيا الأسلحة تنمي الرجولة في الشباب
فسكت مصعب ولم يستمر لأنه أحس أن ذو مقتنع تماما
ومرت الأيام وقارب العام الدراسي على الإنتهاء
وكان مصعب في أوقات العصر يجلس مع شباب القرية يحادثهم و يناصحهم
وفي احد الجلسات لم يكن موجودا سوى عيسى وسليمان
فقال لهما مصعب ما رأيكم أن تذهبا معي إلى الرياض تقضيا أسبوعان ثم تعودان وافقا على الفكرة فقال مصعب بقي ذو سأذهب واطلب منه مرافقتنا
فوجده عند الغرفة التي كان أباه يجلس فيها
فأستغرب مصعب وسأله لما تأتي هنا دائما
فقام ذو ومشى خطوات معدودة ثم قال هنا قتلت أبي
انفجع مصعب فهو لا يعرف شيء عن ما حدث
فقص ذو له ما حدث
تأثر مصعب مما سمعه ثم قال ما رأيك يا ذو أن تسافر معي أنا وعيسى وسليمان إلى الرياض
لكن ذو رفض مباشرة
حاول مصعب بأن يغريه بمشاهدة ناطحات السحاب وبالتجول في الأسواق الضخمة
لكن ذو لم يغير رأيه
فتذكر مصعب عمه الذي لا زال متمسك ببداوته ويعيش في البر مع إبله
فقال مصعب سنذهب عند عمي بالبر فهو يملك نوق كثيرة قد تذكرك أحدها بأمك البركة وكان هذا اسم الناقة التي تغذى ذو على حليبها
فوافق ذو بلا تردد
وبعد أنتهاء الدراسة سافرمصعب مع عيسى وسليمان وذو
فلما وصلا إلى قصر مصعب رحب بهما ولأن المجلس لا زالت الخادمة تنظفه أدخلهم الصالة وكانوا يرتدون لبس أهل القرية الذي يشتهرون به
ما لبثوا سوى دقائق فاذا بناهر شقيق مصعب الأصغر يدخل فنظر لهم بإزدراء
وكان واضح من لبس ناهر وقصت شعره أنه متأثر كثيرا بمظاهر بعض الشباب في المدن الكبيرة ويشعرون وهم يخرجون بهذه التقليعات أنهم قد وصلوا إلى الحضارة
ثم بدأ ناهر يخاطب أخاه باللغة الإنجليزية وكان يقول بإستهزاء هل هؤلاء من سكان المريخ
ثم بدأ يذم أخاه ويقول كيف تمشي مع هؤلاء الذين لا زالوا يعيشون في الزمن الصخري
وكان مصعب يجيبه باللغة الإنجليزية ويطلب منه السكوت
كان عيسى وسليمان مندهشان مما يحدث أمامهم ومما زاد دهشتهم ملامح ذو الذي أرتسم عليها الغضب
قام ذو وأتجه إلى ناهر وأمسكه من صدره وشده إليه وبدأ يرد عليه باللغة الإنجليزية ويقول؟

خيال الخيال 17-10-11 10:41 PM

ذو العيون 62

اتعرف أن سكان المريخ الذي تهزأ بهم يستطيعون أن يحموا أموالهم وأعراضهم حتى أخر قطرة من دمائهم
ولكن هل تستطيع أن تحمي نفسك أن أردت بك سوء
لولا الله ثم احترامي لأخاك لجعلتك تفقد رجولتك ثم دفعه بقوة فسقط ناهر على الأرض ثم نهض وذهب مسرعا لغرفته

أتجه ذو إلى مصعب وأعتذر مما صدر منه لكن مصعب قال أنا الذي أعتذر لكم مما فعل أخي

وعيسى وسليمان لا يعرفان ما الذي حدث أمامهم
ثم استأذن ذو من مصعب للخروج وأخذ عيسى وسليمان
فأعطاهم مصعب مفتاح سيارته وأصر إلا أن يأخذوه
وطلب أن لا يبتعدوا حتى لا يضيعوا في شوارع الرياض الواسعة
وبالفعل أخذ ذو سيارة مصعب وبدأ يتجول هو وصديقاه في شوارع الرياض حتى توقف عند محل ملابس وأشترى له ولصديقاه ثياب وأشمغة وعقل
ولبسوها ثم رجعوا إلى قصر مصعب
وكان مصعب قلق بل متأكد من ضياعهم لطريق العودة وما لبث سوى وقت قصير وعادت له البسمة برؤيتهم
فقال متعجبا ألم تتوهوا
فقال ذو الشارع الذي أمر من عليه مرة لا أنساه وأنا مستعد أن أخبرك بأسماء المحلات التي فيه
اعجب مصعب بذو وعرف أنه يقف أمام شاب داهية
فقال ذو ما رأيك أن نذهب لعمك في البر
فقال مصعب ليس قبل أن تأخذوا واجبكم وغدا صباحا نذهب له
وبالفعل في يوم التالي ذهب مصعب برفقة ذو وصديقاه إلى البر لزيارة عم مصعب
فلما وصل مصعب إلى المكان الذي يسكن فيه عمه سلم مصعب على عمه راكان
نظر راكان إلى أصدقاء مصعب فلما شاهدهم بكامل أناقتهم إعتقد أنهم كأصحاب مصعب السابقين الذين يريدون أن يأتوا إلى البر ويمضون فيه وقتا ممتعا دون أن تتسخ ملابسهم
فلم يعطهم ذلك الإهتمام
فشعر ذو بذلك فأقترب من مصعب وسأله هل عمك لا يريد بقاؤنا
فقال مصعب سأخبرك بالحقيقة فعمي لما شاهدكم بهذه الملابس أعتقد أنكم مثل أصدقائي السابقين
فعمي لا يحب سذاجة شباب المدينة
هز ذو رأسه وقال لم نعد ندري أي ملابس نلبسها ترضيهم
أخذ مصعب الشباب إلى النوق فبدأ ذو ينظر لها ويتذكر طفولته ثم قاطع مصعب أفكار ذو وهو يشير إلى بعير هائج في حضيرة لوحده ويقول لقد اعطي في هذا البعير لعمي بمليون ونصف ولم يبعه
فأقتربوا من السور الذي يفصله عنهم
فرأهم راكان فأراد أن يتحداهم تحدي يجعله يسخر منهم
فأتجه لهم وقال من يلمس هذا البعير بيده ثم ينجو فسأعطيه هذا البعير هدية له

خيال الخيال 17-10-11 10:42 PM

ذو العيون 63

شعر ذو أن التحدي فيه استخفاف بهم فقال أنا سأريك أكثر من ذلك فأخذ حبلا ثم دخل على البعير الهائج ومصعب وعيسى وسليمان يحاولون أن يثنوه
فأتجه مصعب لعمه راكان الذي كان صامت ينظر ما الذي سيحدث
ثم طلب مصعب من عمه أن يثني ذو فقال راكان لا تخف مجرد أن يرى البعير متجها له سيخاف ويهرب
فقال مصعب لا يا عم فذو رجل جبلي وأنت تعرف ياعم أن الجبليين لا يعرفون الخوف

ولكن الدهشة عقدت ألسنه الموجودين فالبعير يركض بكل سرعته أتجاه ذو الذي ظل واقفا
حيث جعل ذو الحبل بشكل دائري بحيث أن شده تضيق الدائره على من يقع فيها
وبالفعل لما وصل البعير ووضع قدمه على الدائرة شد ذو الحبل فسقط البعير وقيد ذو أقدامه حتى جعله لا يستطيع الوقوف ثم ذهب ذو لعم مصعب ثم قال لم ألمس بعيرك لكني فقط قيدته ولهذا لم أفز فيمكنك أن تحتفظ ببعيرك
ظل راكان مذهول وهو يقول هل أنت أنسيا
بقي ذو ورفاقه في ضيافة عم مصعب الذي تغير في تعامله معهم فهو كان يظن أن هؤلاء شباب مدينة أخذتهم الحضارة الزائفة والترف الزائد إلى نقص حاد في تصرفاتهم الرجولية
حيث أصبح تصرفاتهم أقرب لتصرف الفتيات
وبدأ راكان يقصد الأبيات لأصدقاء مصعب ويحكي لهم حكايات الأجداد وصعوبة العيش في ذلك الوقت فالفقر والخوف هما السائدان في ذلك الزمن
بينما كان ذو وصديقاه يستمتعان بالجلوس في البر كانت هناك أحداث جديدة تحدث في القرية حيث رجع لها
رجل غاب عنها طويلا شقيق المها التي حملت بذو أنه سالم
رجع إلى القرية والأحقاد تملأ صدره فهو يريد الإنتقام من رجل سلب منهم شرفهم لكن هذا الرجل قد رحل من هذه الدنيا
ولكن أحقاد سالم لم ترحل معه فهو يرى أن أم جابر وأبنها حسن بقيا ليدفعا ثمن ما فعله جابر
وقبل أن نخوض فيما يريد فعله سالم لنعرف ما حدث له بعد أن سافر إلى الرياض إلى نسيبه بدر بالطبع وصل سالم إلى الرياض مع ابيه وأخته المها
التي بقدومها أيقظت مشاعر كانت قد سكنت في قلب بدر
بالطبع وبعد شهرين ومع صراع كبير مع الهم والحزن فكلما رأى أبو سالم بنته المها يأكل قلبه الحزن فكيف لم يحميها وهي كانت تحت أنياب بشرية أشد من انياب الوحوش
فلم يستطع أبو سالم العيش وفاضت روحه للسماء
اما سالم كان يملك مبلغ لا بأس به ولكنه حائر ما يفعل به
فكانت المها تعطيه أفكار استثمارية رائعة لكن سالم كان ينظر لأخته بإزدراء فهو يرى أنها عار لن ينمحي إلا بموتها
فلم يصغي لكلامها
وظل ساكن مع نسيبه بدر الذي كان يملك بيت بدورين منح لسالم وأخته أحد هذه الأدوار
وبدأت حورية تشعر أن بدر لم يعد قريبا منها بل شعرت من أسأله بدر عن المها ونفسياتها عن حب صامت يكبر في قلب بدر
ولكنها ظلت صامته ولكن الأيام وتوالي الشهور جعلت حورية تشعر بصداع شديد كان يأتيها في الماضي ولكن هذه الأيام أصبح أشد فعمل لها فحوصات ليأتي الخبر الذي لا نعرف هل سيفرح زوجها بدر أو يحزنه؟

خيال الخيال 17-10-11 10:45 PM

ذو العيون64

بالطبع أظهرت الفحوصات أن حورية مصابة بورم خبيث
لما عرف بدر ذلك أحس بإحساس غريب أحس بحزن يخالطه فرح فهو حزين بأن تصاب زوجته التي أحسنت عشرته وبذلت كل جهدها من أجل إسعاده
وفرح أن أمل جديد عاد قد يحقق حلمه بالزواج من الفتاة التي سكنت قلبه
بقيت المها بجوار أختها حورية وكان المرض يزيد كل مرة فلما أحست حورية أن المنية قربت
كانت تريد أن تحقق حلم زوجها الذي عرفته من خلال هفوات لسانه
فهي بذلك سترمي عصفوران بورد الياسمين فبدر ومن خلال عشرته معها عرفت أنه شاب طيب إلى أبعد الحدود
وأيضا أختها فتاة شريفة وطيبة لأبعد الحدود لكن الله أبتلاها ليمتحنها
فقررت أن تكون هي حلقة الوصل في زواج بدر بالمها بعد موتها
أمسكت حورية بيد أختها وقالت أريدك أن تعديني
فقال المها بماذا أعدك فقال حورية عديني أولا أن تفعلي ما اطلبه منك
فقالت المها أعدك
فأبتسمت حورية وطلبت من المها أن ترضى ببدر زوج لها بعد وفاتها
انفجعت المها من كلام أختها وبدأت تحاول أن تجعلها تطرد اليأس من قلبها وتذكرها أن الأعمار بيد الله
لكن الحورية قالت تذكري أنك وعدتيني
ثم بعد دقائق جاء بدر يطمئن على حورية
فأنصرفت المها وجلس بدر بجوار زوجته
وكان معه وردة حمراء قدمها لحورية وقال رأيتها في الحديقة فشعرت أنها تشبهك فقطفتها لأعرف هل يوجد بينكما شيء مختلف ولكن الحقيقة أتضحت لي لما اصبحت الوردة بجوارك أن جمالك فاق جمال الوردة بكثير
ابتسمت حورية وقالت عيناك هما الجميلتان أما وجهي لم يعد يرى فيه إلا التعب والألم والخوف من الموت وبدأت حورية تبكي
وكان بدر رقيق القلب فلم يتحمل رؤية حورية تبكي فبكى معها فشعرت حورية بتأنيب الضمير فهذا قدر الله يقابل بالصبر والإحتساب فتحاملت على نفسها وأمسكت دموعها ومدت يدها لتمسح دمعات بدر ثم قالت أريدك أن تعدني
فقال بدر وبدون تردد أعدك بفعل كل ما تطلبينه
فقالت أريدك أن تتزوج أختي المها بعدي
سكت بدر ولم يتكلم
فقالت حورية كلاما جعلت بدر مذهولا مندهشا

خيال الخيال 17-10-11 10:47 PM

ذو العيون65

قالت حورية أنا أعرف أنك كنت تريد المها زوجة لك لكن النصيب جعلني مكان أختي وأعرف أن قلبك لا زال يحن لها
وأريد أن أقول لك لم اطلب منك أن تتزوج أختي بعد موتي شفقة لأختي
فالشيء الذي حدث لها صار بغير أرادتها وأنت تعرف ذلك
لكني خطبتها لك لأني متأكده أنها بتصرفاتها وحنانها ستسعدك فأنا أريد لك السعادة بعد موتي كما قدمتها لي
شعر بدر أنه جرح حورية بمعرفتها عن مشاعره نحو أختها المها ثم قال أنا أحبك وأشهد الله أنك قدمتي لي السعادة وادخلتي الفرح إلى قلبي بل وأنتي في مرضك تحرصين على أن تخططي لمستقبل سعيد لي
أنا سأقول لك إني زوج فاشل لا أستحق زوجة مثلك ثم بدأ بالبكاء
وحورية تمسح بيدها على رأسه وتقول أنا اسعد الزوجات بأزواجهم
ومر أسبوع ليأتي الخبر اليقين بموت حورية
بقي بدر في دهشة من أمره لا يدري ما يفعل
وكان أهل بدر يخطبون له في بنت خاله لكن بدر رفض بنت خاله وفي كل البنات الذين أقترحوهم عليه
تشجع بدر وذهب لسالم وخطب المها
نظر سالم بدهشة وقال ألست تعرف ما حدث لها فقال بدر بلى
فقال سالم فكر في الأمر قال بدر أنا لم أتي إلا وقد فكرت
فقال سالم على بركة الله
فقال بدر لم تسأل أختك عن رأيها فقال سالم لا رأي بعد رأي
فأصر بدر على أن يسمع موافقتها
قام سالم مكره ففضل بدر عليهم كبير فذهب لأخته وقال أياك أن تخربي بيتنا هو يريد أن يسمع رأيك فقولي له أنك موافقة
وقفت المها عند الباب وقالت أسألك بالله الذي لا يسأل بوجه إلا الجنة أن كنت جئت تخطبني من أجل أن أختي حورية طلبت منك ذلك فأنا رافضة
وأن كنت جئت تخطبني لأنك تريدني أنا فأنا موافقة
فقال بدر أنا عشت مع أختك حياة سعيدة وبعد رحيلها لن أجد فتاة تسعدني مثل ما كانت حورية تصنع ذلك غيرك أنتي أيتها المها
تم الزواج وتحقق حلم بدر ولكنه تفاجأ بشيء لم يكن بحسبانه

خيال الخيال 18-10-11 12:23 PM

الابداع يتواصل بتواجدك اخت ام رنا شاكر لك تواجدك الدائم

ذو العيون 66

بالطبع كان بدر يعرف مدى جمال المها ولكن ما كان يجهله هو مدى ذكاؤها فهو لم يتوقع أن تكون فتاة عاشت في قرية نائية تملك هذا الذكاء الحاد والقوة على الحفظ
حيث بدأ يدرسها ويعلمها في البيت بنفسه وما أدهشه سرعة استيعابها بل أنها تتفوق عليه أحيانا
بل أفكارها النيرة في عالم التجارة جعلت بدر يدخل في مشاريع تربحه أموال طائلة
بالطبع لما رأى سالم ذلك طلب أن يكون شريك معه فأستغل بدر أموال سالم بتطبيق أفكار المها الإستثمارية
وجعل بدر من سالم المدير التنفيذي في أدارة المشاريع
ومع زيادة الأرباح قال سالم ممتدح لبدر أنت عبقري وتاجر حذق أبتسم بدر وقال كل هذه المشاريع من أفكار أختك المها شعر سالم بالغباء كيف كان الكنز معه ولم يستفد منه
وبالطبع زادت سعادتهم لما حملت المها وولدت بطفل أسماه طلال بل أن المها أصرت على بدر بمواصلة الماجستير
وكانت المها تساعده في بحوثه وفي دراسته حتى حصل على الماجستير والدكتوراه وأصبح بدر أستاذ جامعي
ومع زيادة نمو مشاريعهم أقترح بدر على المها أن تدير هذه المشاريع بنفسها
لكن المها بسرعة رفضت وقالت يكفيني أن أدير أسرتي الصغيرة فهي عندي أغلى من كنوز العالم
ثم جاء الخبر السار أن المها حامل لكن الفحوصات جعلت من هذه الأفراح إلى أخبار كارثية حيث أن الحمل صار خارج الأرحام وأصبحت حياة المها خطيرة
وبدأ الشيطان يوسوس لبدر ويسأل نفسه كيف سيعيش أن لا سمح الله توفت المها
كان كابوسا نكد حياة بدر ولكن رحمت الله كانت أعظم حيث تم أنزال الجنين ومن بعدها منع بدر المها من التفكير من أنجاب طفل آخر وقال يكفيك أنكي أنجبتي طلال
فشرد ذهن المها فهي تفكر في طفلها الذي أنجبته من قبل ماذا حدث له وهل مات أم لا زال يعيش حياة الحرمان بكت المها وبدر يظن أنها تبكي لأنه منعها من أنجاب طفل أخر فبدأ يبرر لها أن الطبيب قال أن حياتك ستكون في خطر أن حملتي وبدأ يقول لها لا استطيع أن أعيش بدونك يوم واحدا
بالطبع كان سالم لا يفكر إلا في زيادة الأرباح وكان كل فترة يأتي لبدر يبشره بزيادة الأرباح أضعاف ما كانت في السابق ولكن بدر لا يظهر أي فرحة بذلك بل كان يقول ذلك بفضل الله ثم جهودك
تزوج سالم مرات كثيرة لكن كل زواجاته أنتهت بالطلاق
فسالم يوجد في قلبه شيء واحد هو الإنتقام؟

خيال الخيال 18-10-11 12:24 PM

ذو العيون 67

وبالفعل عاد سالم إلى قريته بعد غياب طويل وتقابل مع عبدالرزاق وعرض عليه مبالغ كبيرة من أجل أن يستعيد أملاك أبيه
وبعد أن أستعاد أملاك أبيه بدأ يخطط لإنتقامه وذهب لحسن شقيق جابر وعرض عليه مشروع كبير يكونان شريكان فيه
بالطبع عرفت زوجة حسن بذلك وارغمت زوجها على الموافقة
تم الإتفاق أن يكون رأس المال من سالم بشرط أن يوقع حسن على شيكات بنصف رأس المال الذي سيدفعه سالم لكي يصبحا شريكان ويسدد دينه عن طريق الأرباح وكان المشروع عبارة عن شراء ماشية ومزارع في القرية بمليوني ريال
بالطبع سيكون حسن هو الذي سيشرف على الموضوع
علمت أم جابر بذلك فعرفت أن سالم لم يفعل ذلك إلا وهو يدبر أمر ما
فذهبت لسالم وطلبت منه أن يترك ولدها حسن وشأنه
لكن سالم لم يعرها أي أهتمام فقالت أم جابر كيف حال المها أنفجع سالم فهو يعتقد أن أهل القرية يعتقدون أنها ماتت
فقال سالم هل أصبحتي تخرفين
ضحكت أم جابر وقالت أنا أعرف الشيء الذي دفنتموه ومع ذلك بقيت ساكته إلى هذا اليوم مع أن أبنها ذو يتمنى أن يرى أمه ولو مرة واحدة فهو يعتقد كما يعتقد أهل القرية أنها ماتت
غضب سالم ثم أتجه إلى أم جابر ودفعها وقال أن أخبرتيه بشيء فسوف أقتله
قامت أم جابر وبدأت تنفض التراب من يدها وقالت لو علم ذو بما فعلته بي لقتلك لكني لن أخبره لأن دماؤك أنجس من أن يلطخ يده بها
ثم مشت وتركته
وذهبت لإبنها حسن وحذرته من سالم لكن دون جدوى فزوجته كانت تسيره كيفما شاءت
جاء عبدالرزاق إلى بيت سالم فرأى سالم غارق في التفكير
فسأله ما بك نظر سالم لعبدالرزاق وقال جاءت أم جابر عندي ودار حديثا بيننا ثم ذهبت بعد أن لمحت بتهديد لي عن طريق ما أسمته بذو
ولا أدري مدى صدقها
فقال عبدالرزاق كلاما سيدخل الرعب بقلب سالم؟

خيال الخيال 18-10-11 12:26 PM

ذو العيون 68

حيث قال عبدالرزاق لسالم هل لا تزال تذكر جابر
فقال سالم كيف تريدني أن أنسى ذلك اللعين
فقال عبدالرزاق حين ترى ذو ستترحم على جابر
شعر سالم بالقشعريرة
عاد سالم للرياض بعد أن أتفق مع حسن
وبعد يوم من رحيل سالم عاد ذو ورفاقه من الرياض
سمع ذو بقدوم خاله فسأل جدته فقالت نعم جاء إلى القرية
فقال ذو لجدته هل يشبه أمي فقالت جدته لا
الفرق بينهم كالفرق بين النور والظلام
أبتسم ذو وقال يبدو أنك تكرهين سالم
قالت جدته حين تراه ستعرف لماذا أكرهه
بالطبع كان حسن قد أتفق مع سالم أن يشتري الأعلاف من شخص محدد كان أسمه سمران
وكانت أسعار الأعلاف عنده مرتفعة لجودتها عن باقي الأعلاف
بالطبع كان سالم قد منح حسن عامل اسمه روبي وكان الهدف من ذلك أن يغري حسن بمخالفة ما أتفق مع سالم
وبالفعل كلفت الاعلاف في الشهر الأول أكثر من خمسة عشر ألف ريال
فبدأ روبي يغري حسن بأنه يستطيع أن يشتري أعلاف من شخص أخر بأقل من ضعف هذا السعر أي بسبعة الاف وخمسمائة ريال
لكن حسن كان مترددا فلما أخبر زوجته بذلك كادت تجن من الفرح وأقنعته أنه لا يمكن لسالم معرفة ما يحدث فالأغنام لا تتكلم حتى تخبره عن سوء الأعلاف التي يقدمها لها
وكان سالم بداية كل شهر يحول خمسة عشر الف لحساب حسن لكي يصرف على الماشية
ومر الشهران بسلام حيث وفر حسن سبعة الاف ريال وخمسمائة ريال كان يعطيها لروبي لكي يسكت ولا يتكلم
ثم بدأت خطه سالم تمشي في الطريق الصحيح حيث جاء صاحب أعلاف إلى حسن وعرض عليه أعلاف لا تكلفه إلا خمسة الاف ريال
شعر حسن أن الثراء صار قريب منه
وتمت الصفقة وبعد مضي ثلاثة أيام حدث ما لم يكن في حسبان حسن؟

خيال الخيال 18-10-11 12:27 PM

ذو العيون 69

وفي صباح اليوم التالي وجد حسن جميع الأغنام قد ماتت
ومن سوء حظه كما يعتقد أن سالم جاء في نفس ذلك اليوم
ولم يكن يعرف أن سالم كان يخطط لذلك
جاء سالم واصطنع الإندهاش وذهب وأحضر طبيب بيطري الذي أحال سبب وفاة الماشية إلى الأعلاف التي أكلتها
بدأ سالم يتوعد ويهدد بخراب بيت سمران وحسن يكاد يقع من الخوف ذهب سالم إلى سمران وأخذ معه حسن وبدأ سالم يصرخ في وجه سمران
فقال سمران لا تصرخ وأحذر أن تتجاوز حدودك فهذا الرجل وأشار إلى حسن لم يشتري من عندي منذ شهران
فنظر سالم إلى حسن بنظرة غضب وقال أصحيح هذا
فقال حسن نعم
فقال سالم دلني على من أشتريت منه
فقال حسن أشتريت من بائع متجول
حينها زاد صوت سالم بالإرتفاع وبدأ يوبخ حسن ويتوعده بالسجن
سقط حسن بين ارجل سالم يترجاه لكن دون جدوى
بالطبع أتجه حسن إلى صديق سالم الجديد عبدالرزاق الذي ذهب معه لبيت سالم
وبدأ عبدالرزاق يطلب سالم وكان قد أتفقا مسبقا على ما يطلبه
فقال حسن خذ بيتي مقابل ديني ضحك سالم وقال بيتك لا يساوي مائة الف
فقال عبدالرزاق عندي الحل
فنظر حسن له وقال ما هو
قال عبدالرزاق أن تزوجه بنتك سلمى
فقال حسن أما بنتي فلا فهي صغيرة بالنسبة لسالم
غضب سالم وقال اترفض أن تناسبني أقسم أن أدخلك السجن
ذهب حسن إلى زوجته وأخبرها بما حدث فخاصمته ولامته كيف يفوت على سلمى زوجا كهذا
ثم قالت أذهب وأخبره بموافقتك وسلمى تبكي عند رجل أمها وتقول لا أريد أن أتزوجه وأمها تسكتها وتقول أنتي لا تعرفين مصلحتك
ذهب حسن وأخبره بالموافقة بالزواج منها
لكن سالم بدأ يتبجح على حسن ويقول زواجي من أبنتك شرف لك ولعائلتك الساقطة
ثم قال أسمع شروطي سوف أتزوج أبنتك مسيار ولن تبقى معي لأكثر من أربعة أشهر وبعدها سأطلقها
وبعد أن تنتهي عدتها ستزوجها لروبي وستبقى زوجته حتى يعود لبلاده فأن قرب سفره سأجعله يطلقها
عرف حسن أن سالم يريد أن يذله وأصبح بين نار السجن ونار الذل
كان ذو يبحث عن سالم يريد أن يراه وكان أحد شباب القرية يرافقه لكي يريه سالم
وبالفعل أشار الشاب لذو إلى رجل يمشي مع عبدالرزاق وقال هذا خالك
شعر ذو بشيء من الحنان فهو يرى أخ أمه
كان عبدالرزاق يمشي مع سالم و يحذره من غضب ذو أن عرف بالموضوع وسالم لم يكن يبالي بما يقوله عبدالرزاق
وفجأة شعر سالم أن طلقه مرت من جواره
فنظر سالم لمصدر الصوت ورأى شاب ممسكا بمسدس كان يرده لمخبأه فقال وهو يرتجف من هذا
فقال عبدالرزاق هذا ذو
فقال سالم كان يريد أن يقتلني
فضحك عبدالرزاق وقال؟؟

خيال الخيال 18-10-11 12:28 PM

ذو العيون70

لو كان يريد قتلك لوضع الرصاصة بين عينيك ولكنه أصاب العقرب التي كانت تمشي على ثوبك ثم أشار إليها على الأرض فرأى سالم العقرب ميتة
قال عبدالرزاق أن أردت أن تسمع نصحي فلا تدخل يدك في جحر الأفعى
أراد عبدالرزاق الإنصراف لكن سالم رفض وأصر أن يتناول معه وجبة الغداء فأضطر عبدالرزاق مع اصرار سالم الموافقة
فلما دخل عبدالرزاق بيت سالم شعر عبدالرزاق أنه لم يدخل هذا البيت قط فلقد غير سالم كل شيء في البيت
ومما زاد عجب عبدالرزاق الطائر الذي يرحب به فوقف مندهشا
ضحك سالم وقال يعرف هذا الطائر بالببغاء وهو يقلد الكلام ولقد أشتريته بمائة الف ريال
أزدادت دهشة عبدالرزاق ولما قربا على الغداء قال عبدالرزاق أريد أن أسألك سؤال لكن أخشى أن تفهمني خطأ
قال سالم أسأل
فقال عبدالرزاق هل تفوق ثروتك العشرة مليون
ابتسم سالم وقال بل أرباحي السنوية تصل العشرة مليون
أندهش عبدالرزاق وقال ولما عدت إلى القرية وأنت تمتلك هذه الثروة
قال سالم لا زال في قلبي جرح لم يلتئم ولن يلتئم إلا أن أنتقمت له
قال عبدالرزاق سأصارحك القول لو كان جابر حي لما تجرأت للقدوم إلى القرية
ولكنك لم تأتي إلا وقد عرفت بموت جابر لكن الشخص الذي وصل لك المعلومات لم يكن أمينا لأنه لم يخبرك أن جابر رحمة عندما يغضب ذو
هز سالم رأسه وقال عيونه الصغيرة ذكرتني بجابر

شعر ذو من نظرات سالم أن هذا الرجل شخص متكبر وحاقد وتذكر كلام جدته
فلما عاد إلى البيت وجد جدته تكاد أن تنفجر من الغضب
فسألها ما بك
فقالت ألم تسمع ما حدث
فقال لا لم اسمع ما الذي حدث
فقالت هذا المدعو سالم ورط عمك في ديون في مشروع فاشل وبعد أن خسر المشروع هدد عمك بالسجن
أو أن يزوجه أبنته وليس هذا وحسب بل ويطلقها بعد أربعة أشهر وبعد أن تقضي العدة يزوجها لعامله روبي فإن سافر إلى بلده يطلقها
كانت تظن أم جابر أن ذو سينفجر غضبا لكنها تفاجأت بردت فعله الباردة
أحست أم جابر أن ذو يكره عمه حسن كره كبير ويتمنى أن يراه يهان
فبدأت جدته تقول مهما حدث فالدماء لا تصبح ماء وتذكر أن أبنت عمك سلمى ليس لها ذنب فيما حدث
حينها ولأول مرة ينظر لجدته بنظرات غاضبة قال؟

خيال الخيال 19-10-11 11:01 AM

مجرد متابعتك لي شرف لقصتي وردودك تمثل عندي اوسمة تمنحينيها فشكرا لك دوما

ذو العيون71

قال ذو حتى أنا ليس لي ذنب فيما حدث فأنا أعيش حياتي كلها أسدد فيها أخطاء الأخرين فكل هذا المجتمع يعاقبني على جريمة ليس لي فيها ذنب
ولكن كوني يا جدتي مطمئنة فأنا سوف أوقف سالم عند حده
ولكن ليس من أجل أبنك حسن ولا حتى من اجل سلمى
بل من أجل حاجة في نفسي

وبعد أن صلى أهل القرية العشاء ذهب الكل الى بيوتهم
وهكذا فعل سالم فلما دخل بيته نظر إلى القفص الذي لم يجد فيه ببغاءه فنظر إلى الكراسي في الصالة فرأى البببغاء يلطم بجناحيه على الأرض فلما أقترب منه رأى أبر مغروسه في عيناه وأذناه
أرتعب سالم من هذا المنظر
ولكن رعبه زاد لما ظهر له شخص في الظلام وهو يقول من يريد الإنتقام لا يدخل قلبه الخوف
فبدأ سالم يرتجف ويسأل من أنت فتوجه إلى المصابيح فأنارها
فرأى ذو جالس وبيده شيء صغير ينظر له
فقال ذو أتعرف ما هذا
لكن سالم بقي صامت فقال ذو هذا لسان ببغاؤك الجميل
أتعرف ما ذنب هذا الببغاء الجميل ليواجه هذا المصير ذنبه أنك صاحبه
أتعرف أن كثيرا من الناس سيعتبرني متوحشا لا رحمة له تعاطفا مع هذا الببغاء الجميل مع أنهم كانوا وحوش معي ومع كل اللقطاء
أتعرف يا خال ثم بدأ ذو يضحك ويردد كلمة يا خال يا خال
ويقول أشعر أن هذه الكلمة لا تحبني كما أعلم أنك لا تحب سماعها مني
فدعني أناديك بإسمك
أسمع يا سالم أحيانا لا ألوم أبي على ما فعل بأمي أتعرف لماذا
لكن سالم ظل صامتا
فصرخ ذو وقال قل لماذا
فما كان من سالم إلا أن أستجاب وقال لماذا
قال ذو أبي لما فكر بفعلته نظر ما قد يكون مصيره
فنظر لك فعرف أن رجل مثلك لا يمكنه أن يخيف ذبابة فما عساه يفعل سوى الرضوخ للأمر الواقع ففعل جابر ما أراد وحدث ما توقعه
لكن لو كان يعرف أن أخا أمي رجل لن يرضى بغير دمه ليغسل شرفه لما تجرأ وفعل ما فعله

وأنت الآن خططت كما خطط جابر ونجحت في أختيار فريستك فحسن ليس بعيدا عنك فهو لا يستطيع الذود عن عرض أهله وسيرضى كما رضيت بالأمر الواقع
لكن الفرق بينك وبين جابر أنك استخدمت قوة مالك وجابر أستخدم قوة ذراعيه
وأعتقد أنك لا تجهل كيف مات جابر فمن الأكيد أن عبدالرزاق أخبرك فأن كنت تعرف وتظن أن الأمر مجرد خطأ
فحاول أن تستمر في خطتك فأنا أعدك أن أصبحت الشمس غدا في كبد السماء وأنت لا زلت مستمرا في هذا الطريق فسوف ألحقك بببغاؤك
ثم قام ذو وقال ؟

خيال الخيال 19-10-11 11:02 AM

ذو العيون 72

أردت ان أريك كيف يدافع الرجل عن عرضه
ثم غادر البيت
أيقظ كلام ذو في سالم شيء كان نائم من سنين
فلما كان أبو سالم بكامل صحته لم يتجرأ جابر على فعل فعلته لكن لما مرض ابو سالم مرض عضال أقدم على فعلته لأن الشخص الذي قد يسفك دمه مريض
ولأول مرة شعر سالم بالذنب وتأنيب الضمير فقرر أن يغادر في الصباح الباكر بعد أن أرسل لحسن كل ما يدينه بل ورسالة اعتذار
بالطبع كان بدر يعرف أين كان سالم يذهب لكن المها لا تعلم
لكنها استغربت غياب أخاها المتكرر فهي تعلم أن أخاها لا يمكنه ترك أعماله إلا لشيء مهم
فبدأت تلح على زوجها بدر فأخبرها الحقيقة
فلما عاد سالم وزار أخته كعادته لأنه كان يحب ولدها طلال الذي كان يعتبره كولده
قابلته أخته وكانت نظرات سالم هذه المرة مختلفة فتحولت من نظرات قاسية إلى نظرات اعتذار
جلس سالم مع طلال وبدر يمازحهم لأنه بعد نصف ساعة سيذهب بدر وطلال للجامعة فالأب الدكتور والإبن هو الطالب
فيقول سالم لبدر الآن قل لولدك ما تريد أن تقوله في المحاضرة
فيقول طلال أتركه يا خال فهذا الدكتور انقص درجاتي الكاملة بسبب أني أبنه وقال أن سبب حسم درجاتي أني زدت في الإجابة
فبدأ سالم يضحك ويقول هكذا يعيش الرجال النظاميون
وكان الكل يضحك ما عدا المها صامته تفكر في أمر ما
فقام بدر وقال نستأذنك ياسالم أنا وطلال فسوف نذهب للمحاضرة
فوقف سالم وقال حتى أنا سوف أذهب لأرتاح وقرأ سالم في عيون المها أنها تريد أن تسأله سؤال واحد فقط كان يهرب من الإجابة عليه
فقامت المها وقالت أنا أريدك يا سالم فلا تذهب حاول سالم أن يؤجل ذلك لكن المها ولغير عادتها أصرت
شعر بدر بما تحس به المها فأخذ طلال وخرجا من البيت
فلما بقيا لوحدهما
بقيت المها صامتة
فقال سالم ما الذي تريدينه
فقالت المها أنت تعرف ما أريده

فقال سالم أنا ابشرك؟

خيال الخيال 19-10-11 11:03 AM

ذو العيون73

فكادت المها أن تقفز من الفرح
لكن سالم أحبطها لما قال أبشرك أن جابر مات
وقفت المها وأصبحت نظراتها حادة وقالت أنا لا أسألك عنه
بل أسألك عن ولدي
فنظر سالم بدهشة وقال هل كنتي تظنين أنه سيبقى حي مع مجرم
لقد مات بعد اسبوع من ذهابنا
جلست المها على الكرسي والدموع تملأ عيونها
خاف سالم أن يضعف فيخبرها الحقيقة فقال لها أنا ذاهب وقبل أن أذهب لا تدمري اسرتك بتذكر الماضي حافظي على أسرتك وحسب
رجع بدر وطلال فلما شاهدها المها بهذا المنظر بدأ طلال يحاول أن يعرف ما بها
لكن ما أدهشه أن أباه لم يقل شيء وكأنه يعرف ما الذي جعلها بهذا المنظر
وبعد مرور أيام قليلة عادت المها لحياتها الطبيعية لتعيد البسمة والسعادة لأسرتها

لكن القرية حدثت فيها أحداث ستزيد على ذو صعوبة العيش فيها
فمركز الشرطة الذي بالقرية كان مديره وكيل رقيب وكان مركز كباقي مراكز الشرطة في الأماكن النائية ليس له أي فعالية
لكن المركز هذا تغير
بقدوم الملازم طارق الذي من الواضح أنه لا زال شاب طائش وليس هذا وحسب فالذي يرى وجهه يعرف أن لهذا الرجل طريق للخراب
لكن واسطات الملازم طارق دافعت عنه كثيرا حتى جاءت قضية ضرب فيه الملازم طارق أحد المتهمين حتى شارف على الموت
فكان قرار فصل الملازم وشيكا لكن الواسطات حالت دون ذلك ليتحول الفصل إلى نقل تأديبي
بالطبع كان أهل القرية يحترمون من يرتدي البدلة العسكرية فهم يعتبرونه يمثل الحكومة
فأستغل الملازم طارق ذلك وبدأت تصرفاته الطائشة تزعج أهل القرية
فجاء السيف إلى الشيخ معيض وطلب منه أن يرفع شكوى ضد الملازم طارق قبل أن تأتي مشكلة لا تحمد عقباها
لكن الشيخ معيض هدأ من مخاوف السيف وقال أن الملازم يحاول اثبات نفسه
بالطبع كان المستفيد الوحيد من قدوم الملازم طارق هو مشبب الذي عرف من أين تؤكل الكتف
وأصبحت هناك علاقة حميمة بين مشبب وبين الملازم طارق
وبدأ مشبب يخطط لخطة جهنمية ستكون هي بداية النهاية لحياة ذو
فمشبب كان يخطط أن يجعل ذو شريكا له في الترويج
فمشبب يخطط لتهريب كمية كبير جدا من المخدرات إن نجح فيها سيصبح من الأثرياء
لكنه يحتاج إلى رجل بمواصفات ذو حتى يكون درع حماية من السلطات أو من خيانة المهربين
فقوة ذو وعبقريته كفيلة بنجاح أي عملية يديرها
وبالفعل بدأ مشبب بتنفيذ الخطة التي قد تجعل من ذو مهرب مخدرات؟

خيال الخيال 19-10-11 11:04 AM

ذو العيون74

أصبح ذو يحب أن يجلس على صخرة بقرب من الغرفة التي كان جابر يسهر فيها
وبينما هو جالس يعيش في خياله وغارق في أفكاره جاء مصعب الذي كان يشعر بالضغوط التي يعيشها ذو بل كان مصعب يعرف مدى خطورة أن يسلك شاب مثل ذو طريق الفساد فشاب يملك القوة والذكاء قد يجعل المجتمع يتذوق الويلات
فجلس مصعب بجواره وبدأ يقص له بعض القصص التي تتمحور حول شباب صالحين صمدوا أمام المحن ولم يخضعوا لضغوطات مجتمعاتهم للرضوخ لطريق الفساد بل صمدوا على السير في طريق الحق
ولكن عيسى وسليمان قاطعوا مصعب وهما يقولان إلا تعلمان بما حدث في القرية
نظر مصعب وقال ما الذي حدث قال عيسى مشبب اشترى فرس بيضاء لم نرى اجمل منها
فقال مصعب دعونا نذهب لنراها
فأعتذر عيسى وسليمان وقالا قد رأيناها ونحن الآن لدينا أعمال يجب أن ننجزها فأنصرفا
نظر مصعب إلى ذو وقال هيا بنا لنذهب نرى الفرس
قال ذو لا رغبة لي في ذلك
تعجب مصعب فالكل يعرف حب ذو للخيول
فأصر مصعب على ذو
فقال ذو أن علاقتي بهذه العائلة متوترة وأنا أتجنبهم حتى لا أقع معهم في مشاكل
فأمسك مصعب بيد ذو وقال لا يوجد مشكلة أن ذهبنا نرى الفرس
وبالفعل بدأ مصعب يلمس الفرس ويقول لذو ما رأيك
فقال ذو يكفي عيبا أنها فرس
وأنا لا أحب أن أركب فوق فرس
ثم غادر ذو
ومصعب يضحك من الطريقة التي يفكر فيها
وفي صباح اليوم التالي بدأت الأخبار السيئة ترج القرية ففرس مشبب سرقت
وبدأ الملازم بالقبض على المشتبهين
وكان أولهم ذو الذي تم التحقيق معه وحبسه في التوقيف حتى ينتهي التحقيق
بالطبع قام الملازم طارق بالتحقيق مع ذو وكان تاريخ طارق أسود في اساليب التحقيق
وبالفعل بدأ يصدر أبشع الشتائم على ذو الذي كان جالس على الكرسي مقيد اليدان
وكان ذو يبدي أحترام للبس الرسمي الذي يرتديه طارق
فكان رد ذو واحد وهو لولا الله ثم زيك الرسمي لأوقفتك عند حدك
حينها غضب طارق وشعر أن ذو لا يبالي فيه فرفع يده ثم صفع وجه ذو
نظر ذو إلى طارق وهو يبتسم لكن أبتسامته تتمثل في قول الشاعر
إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تحسبن أن الليث يبتسم
ثم أعاده طارق لغرفة الحبس

جاء مشبب وكان قد أتفق مع الملازم طارق على كل شيئ
فهما هما اللذان دبرا سرقة الفرس من أجل أن يقبض طارق على ذو ثم يأتي مشبب ويخرج ذو فيكسب جميل عند ذو قد يجعل ذو يوافق أن يصبح شريك له في التهريب
لكن كل ما خطط له مشبب أصبح في مهب الريح فبعد أن وصل مشبب لمركز الشرطة أندهش مما سمع

خيال الخيال 19-10-11 11:05 AM

ذو العيون75

حيث سمع مشبب أفراد الشرطة الموجودين يتكلمون عن ما فعله طارق مع ذو
حينها أحس مشبب أن حياته في خطر فأن كشف ذو أن كل ما حدث هو من تخطيط مشبب فلن يسلم من عقاب ذو
فدخل مشبب على طارق وعاتبه وطارق جالس يبتسم ويقول هل أنت خائف من هذا المعاق أن أردت أصفعه مرة أخرى فسوف أصفعه
قال مشبب بل أريدك أن تخرجه وتقفل الموضوع نهائيا
بالفعل خرج ذو وبدأ مشبب يرافقه وقبل أن يخرج من مركز الشرطة اجتمع افراد المركز واوضحوا لذو أنهم لا شأن لهم فيما فعله رئيس مركزهم طارق
ابتسم ذو وقال أنا أعرف من الذي له شأن
شعر مشبب أنه يقصده فبعد أن خرجا من المركز بدأ مشبب يحلف ويقسم أن لا شأن له فيما حدث وذو يبتسم أبتسامة من لا يصدق ما يقال له
فوقف ذو ونظر إلى مشبب وقال هل لا زالت اثار أصابع هذا الرجل واضحة على وجهي
فهز مشبب رأسه بنعم
فقال ذو إذا أستأذنك فأنا لا أريد أحد أن يراني بهذا الشكل
بالفعل ذهب ذو وأختفى ليومان وعاد للقرية ولم يعلم أحد بما حدث بين ذو وطارق إلا أفراد الشرطة ومشبب
ومكث ذو شهر كامل يزاول حياته اليومية
ومشبب كانت حاله تزداد سوء بعد سوء فهو يعلم علم اليقين أن ذو لن يترك ما حدث يمر مرور الكرام
بينما طارق كان غارق في خراباته وكان دوما يهزأ بمشبب ويصفه بالجبن ويقول ما بوحشك لم يرد الصفعة
وكان مشبب دائما يرد بقول أن غدا لناظره قريب وأن بطش الوحش منك ليس ببعيد

بل أصبح ظاهرا للعيان التوتر الذي أصبح بين مشبب والملازم طارق

وبعد مضي شهر بدأ ذو يضع خطة الإنتقام
وبالفعل وفي ظلام الليل الدامس تسلل ذو إلى غرفة مشبب فوجد قارورة ماء ففتحها ووضع داخلها حبوب منومه
ثم أختبأ تحت السرير
وبعد لحظات دخل مشبب الغرفة وعيون ذو تراقب خطواته وقلبه يدعو أن تنجح خطته لكن مشبب لم يشرب الماء بل أستلقى على السرير ودخل في سبات عميق
وبدأ ذو يفكر في الرحيل لكن وبعد مضي ساعة صرخ مشبب صرخة عجيبة ففتح باب غرفته ودخل نمر بعد أن سمع صوت أخاه يصرخ
فبدأ نمر يهدي أخاه ويسأله ما بك
فقال مشبب ذو أراد أن يقتلني
فقام نمر وأحضر قارورة الماء وبدأ يسقي أخاه ويقول أنه مجرد حلم ولكني أعدك أن حاول ذو أن يؤذيك فسأقتله

شعر مشبب برغبة في النوم فأستلقى على السرير ودخل في سبات عميق وبقي نمر لبعض الدقائق ينظر لأخاه ويقول تبا لك يا ذو حتى في الأحلام متوحش
ثم قام لغرفته
بعد أن تأكد ذو أن الأمور صارت الى ما يريد خرج من تحت السرير ثم أدخل يده في جيبه وأخرج

خيال الخيال 20-10-11 12:48 PM

ام رنا ساعة بلا عقارب شرفتماني بردودكم الراقية والرائعة والمدهشة

ذو العيون76

أبر كان قد وضعها بين سم قاتل
ثم بدأ يجعل مشبب يمسكها بيده حتى تصبح بصمات مشبب على الإبر

ثم خرج من بيت مشبب وأتجه ذو إلى سكن الملازم طارق وبالفعل دخل البيت وبدأ يبحث عن طارق فوجده نائم فأيقظه فلما أستيقظ طارق ورأى عينا ذو الصغيرتان تقدح شرا خاف خوفا شديدا فحاول أن يدافع عن نفسه بكل ما استطاع لكن قوته ضعفت أمام جبروت ذو ثم بدأ ذو يثبت طارق على الأرض بعد أن خارت قواه ثم أخرج ذو الإبر من جيبه والقفازات التي يلبسها تحول دون أن تبقى أي بصمات على الإبرة لتكشف أن ذو الفاعل
وقبل أن يغرس الإبرة في أذنا طارق قطع لسانه ليجعله لا يستطيع الصراخ
وقبل أن يدخل الإبرة في أذنا طارق قال ذو بصوت خافت أرآيت الثمن الذي يدفعه الرجل الذي لا يهيب الرجال ثم أدخلا ابرتان في أذناه
وأخرج ابرتان من جيبه ثم غرسها في عينا طارق
بقي طارق يصارع الألم حتى أخر أنفاسه
عاد ذو إلى البيت وكأنه لم يفعل شيء أبدا
وبعد شروق الشمس بدأت الأخبار في القرية تنتشر وبمقتل الملازم طارق تفجع
وبدأت التحقيقات مع أي مشتبه
وفي آخر المطاف أصبحت القضية تدور في فلك أحد المتهمين فالقاتل أما يكون مشبب أو ذو
وبالفعل تم نقلهم إلى الرياض للتحقيق معهما
فالقضية كبيرة فالإعتداء على رجل أمن يعني الإعتداء على أمن الدولة

ذهب أبو مشبب لأكبر المحامين ليترافع عن مشبب
فعلم عيسى وسليمان بأمر أبو مشبب ولكن لم يكن بإستطاعتهم وضع محاميا لذو فتكاليفه عالية
فذهبوا إلى الإستاذ مصعب وقالوا له هل تعرف أحد في الرياض يساعد ذو فنحن نخشى أن يتورط ذو بالقضية وأنت تعلم أن ذو لن يفعل هذا الجرم الشنيع
وكان الأستاذ مصعب يشعر بتأنيب الضمير فهو الذي أصر على ذو للذهاب معه لرؤية فرس مشبب التي كانت شرارة البداية وسبب المشكلة
فقال مصعب سأتصل بعمي فهو عقيد في الإستخبارات وله معارف في مركز التحقيق
كان أسم عم مصعب العقيد عادل وكان مشغول بقضية حساسة جدا
وبعد أن أتصل مصعب على عمه وأصر أن يذهب إلى مركز التحقيقات ومعرفة ما آلت له القضية
بالفعل وصل العقيد عادل وألتقى بأحد زملاءه من أصحاب الرتب العالية وبينما هما يتبادلان الحديث كان النقيب محسن يحقق مع ذو
وكان النقيب محسن معروف بأنه يجيد أكثر من فن من فنون القتال وله شهادات من الصاعقة والمظلات حقق فيها الشهادات والمراكز الأولى
وكان النقيب محسن فيه شيء من التعالي وكان كثير التجاوزات للإنظمة
فلما دخل ذو وهو مقيد بالسلاسل وجلس على الكرسي وبجواره الحارس وقف محسن وركله بكل قوته فنظر له ذو وأبتسم ؟

خيال الخيال 20-10-11 12:51 PM

ذو العيون77

وقال لبسك اعزك وقيدي أذلني ولكن لو لم تكن تلبس هذا اللبس ولم تكن هذا الأغلال تقيدني لعرفت سوء ما فعلت

نظر محسن لذو بنظرات حادة وكان يحقق معه رجل أخر برتبة رقيب فشعر بغضب محسن وأحس أنه قد يتهور كما هيا عادته فبدأ يحاول يهدأ من غضب محسن
لكن النقيب محسن أصدر أمر للجندي بفك قيود ذو ثم أمر الجندي والرقيب بمغادرة الغرفة والرقيب يحاول أن يثنيه مما يفكر فيه لكن دون جدوى أغلق النقيب محسن الباب وخلع ملابسه
ثم قال الآن لم أعد ألبس هذا اللبس ولم تعد الأغلال تقيدك

نهض ذو وهو يبتسم ثم أخذ وضع الأستعداد الشخص الذي يريد تلقي ضربة في بطنه
ثم قال أرني ما لديك
فهم محسن ما يريده ذو فضربه محسن برجله بأقوى ما يستطيع شعر النقيب محسن أن قدمه أصيبت والذي زاد ألمه أن ذو لم يتزحزح من مكانه ولم يصرخ ليعبر عن ألمه

فلما أحس النقيب محسن أنه لا يستطيع أن يمشي أخذ وضع الإستعداد لكي يرد ذو له الضربة
كان الرقيب قد أتجه للعقيد ناصر الذي كان يتحدث مع العقيد عادل وأخبره بما يريد النقيب محسن فعله
وكان العقيد ناصر يعلم حق المعرفة مدى شدة تعامل النقيب محسن مع المجرمين
فبدأ يركض خشية أن يفقد المتهم حياته بين يدي محسن
وقال للعقيد عادل أتبعني فمحسن يحقق مع الشاب الذي تسأل عنه

بالطبع أخذ ذو وضع الشخص الذي سيوجه الضربة وقبل أن يضربه قال أنا أعلم أنك لن تبقى بوعيك فأحببت أن أعتذر منك مسبقا
ومن شدة ضربة ذو طار محسن وأرتطم بالباب وأغمي عليه
سمع العقيد ناصر الضربة على الباب وبدأ يضرب الباب ويقول أفتح يا محسن
وبالفعل فتح الباب ولكن ليس محسن من فتح الباب بل ذو دخل العقيد ناصر ورأى محسن مغمى عليه نظر العقيد ناصر لذو وقال أنت من فعل هذا
فقال ذو لا وأنما غروره أردى به
أمر العقيد ناصر بأن يؤخذ ذو للحجز
والذي أدهش العقيد ناصر أن العقيد عادل بدأ يردد ويقول هذا هو هذا هو؟

خيال الخيال 20-10-11 12:52 PM

ذو العيون 78

رجع العقيد ناصر لمكتبه ومعه العقيد عادل بعد أن تأكدا من سلامة محسن
ثم نظر العقيد ناصر للعقيد عادل وسأله ماذا تقصد بهذا هو
ابتسم العقيد عادل وقال أمضيت سنتين وأنا أبحث عن شخص أرسله في مهمة خطرة خارج حدود الوطن وكنت قد وضعت صفات كثيرة عن الشخص الذي سأختاره في هذه المهمة فوجدت أن هذا الشاب ومن نظرتي الأولى أحسست أنه يمتلك أكثر من الصفات التي أريدها
فقال العقيد ناصر وما المهمة التي تريد اسنادها له
قال العقيد عادل هناك جماعة تتكون في أحد الدول المجاورة تدعمها دولة تحمل الأحقاد والكره لدولتنا التي تحمي حوزة الحق والعقيدة الصحيحة
ولم تترك هذه الدولة البغيضة أي طريق تجعلها قادره على مد الأذى لدولتنا العزيزة
فهي تستغل ضعف الأمن في الدول الشقيقة لإنشاء جماعة ذا معتقد باطل وذا نهج فاسد لا يعرف من ينضم لها سوى القتل والإفساد في أي أرض يطؤها
هز العقيد ناصر رأسه وقال اللهم اجعل تدبير هذه الدوله الحاقدة تدمير لهم
ثم قال العقيد عادل هل على خالد ذو العيون الصغيرة كما يطلقون عليه أهل قريته أي إدانة في قضية قتل الملازم طارق
قال العقيد ناصر كأدلة لا لكن حدسي يقول أن خالد هو الفاعل
فقال عادل ولما تعتقد ذلك
فقال ناصر ما أهم صفة رأيتها في خالد المسمى بذو
فقال عادل بلا تردد يمتلك قلبا لا يخاف
فقال ناصر هذا هو مربط الفرس فالطريقة التي قتل بها الملازم طارق لا يستطيع مشبب الشخص التي تدل كل الأدلة أنه الفاعل
أن الوحيد الذي يفعل ذلك هو ذو العيون الصغيرة
قال عادل وماذا ستفعلون بخالد
قال ناصر سوف نطلق صراحة فلا حجة لدينا تجعلنا نبقيه في الحجز
وبالفعل خرج ذو وعاد إلى قريته فرح الجميع بعودة ذو وكان ممن استقبله بالأحضان الأستاذ مصعب
لكن إتصال عم مصعب العقيد عادل وتبادلهم الحوار في قضية قتل الملازم طارق أدخل الشك في قلب مصعب وشعر أن ذو قد يكون هو القاتل الذي دافع عنه وأن مشبب هو البريء الذي تم إلصاق التهمة به
بالطبع كان العقيد عادل قد أعد تقرير مفصل عن ذو ويحاول أن يرفعه للمسؤلين لكي يتم البدء في الخطة فذو قد يكون بمقدوره اختراق جماعة تنشأ في دولة مجاورة من أول أهدافها إخلال الأمن لهذه البلاد لكن الأحداث كانت أسرع من ملف العقيد عادل بل وأسرع من شكوك مصعب فهناك أمر يحدث عند مشبب قد يتسبب في سرعة الأحداث

خيال الخيال 20-10-11 12:53 PM

ذو العيون79

حيث زار ناجي شريكه مشبب وبدأ يتحدث معه على أن الأمور ستكون على ما يرام
وكان ناجي يخطط لأمر ما فطن له مشبب
فهناك مخدرات تم تهريبها وتخزينها ولكن مكان التخزين لا يعرفه سوى مشبب
فكان ناجي يريد من مشبب أن يدله على البضاعة فإن باعها يستغل ثمنها في الذهاب لمحامي كبير يخرج مشبب مما هو فيه أو على الأقل يخفف الحكم عليه
ضحك مشبب وقال وهل تريدني أن أصدقك
لن أدلك على مكان المخدرات حتى تخرجني من السجن
سكت ناجي ثم قال سوف أخرجك ولكن بشرط تصدقني الحديث هل قتلت الملازم طارق
نظر مشبب لصديقه وقال أمجنون أنت
لست أمتلك الشجاعة لفعل ذلك إنه ذو أقسم أنه الفاعل
ابتسم ناجي وقال إذا سأخرجك
أحس مشبب بخبث خطة ناجي وخشي على أخوه نمر أن يجعله طعم لذو
فبدأ يقول إياك أن تقترب من أخي إياك
ابتسم ناجي وقال أنت طلبت أن تخرج وأنا سأنفذ طلبك بطريقتي

وصل ناجي إلى القرية وبدأ يراقب ذو من بعيد
وأصبح ذو يكثر من الجلوس عند الغرفة التي كان أباه يمكث فيها ويتذكر اللحظات التي قتل فيها أباه ويتذكر جريمته الجديدة التي ستعيده للطريق الذي كان أباه يسلكه إنه طريق الإجرام
ثم لأحظ ناجي أن ذو يرفع ثوبه عن ساقه فراى قماش ملفوف على ساقه قام ذو بنزعها ليستخرج منها علبه صغيرة أخرج منها إبر كانت مسمومة وبدأ ذو يتأملها
ثم لم يلبث دقائق معدودة إلا وجدته قادمة إليه فأعاد الإبر إلى العلبة ثم ثبتها على عضلة الساق وثبتها بقطعة القماش
جلست جدته بجواره ثم قالت هل أصابك عرق أباك
أبتسم ذو وقال وهل يلام الفتى إن أشبه أباه
هزت جدته رأسها وقالت أسمع يا ذو أن بقائنا في هذه القرية لن يأتي لنا إلا بالمشاكل فعلينا أن نغادر هذه القرية
ضحك ذو وقال وهل تستطعين يا جدتي أن تعيشي خارج هذه القرية
لا يا جدتي لن نغادر ولست أخشى أحدا
قالت أعرف أنك لا تخاف وهذه مشكلتك ومشكلتي والمشكلة التي كان يعاني منها أباك
ثم قامت أم جابر وشدت يد ذو وأخذته إلى البيت
وأصبح ناجي على أتم استعداد لتنفيذ خطته التي تجعل الإدلة تثبت على ذو
وذهب لنمر وبدأ يذكره بأخاه مشبب ويخبره أن نجاة أخاه بيده نظر نمر بدهشة وقال نجاة أخي بيدي كيف ذلك؟

خيال الخيال 20-10-11 12:54 PM

ذو العيون80

قال ناجي إن سمعت كلامي وطبقت ما أقوله سنجعل ذو مدان
فقال نمر كيف قال ناجي سنذهب أنا وأنت إلى ذو فهو يجلس عند الغرفة التي كان جابر يسكر فيها ثم تتوجه له وتقول يا إبن اللقيطة تورط أخي وتظن أنك ستنجو ثم تصفعه بكف على وجهه
نظر نمر إلى ناجي وقال هل تريد أن تقتلني
ضحك ناجي وقال بالطبع لا ولكن إن أخرج ذو الإبر التي معه وأراد أن يؤذيك فسوف أخرج هذا المسدس فإن لم يتراجع أصيبه في قدمه ثم نأخد الإبر وندينه بها
قال نمر إن ذو لا يحتاج لإبرة ليقتلني بل سيقتلني بيده
ضحك ناجي وقال دائما تبقى جاهل ولا تحب الإطلاع
إن المجرمين وبالذات القتلة منهم لهم طريقة واحدة في القتل لا يغيرونها
أقتنع نمر بذلك وتواعد هو ناجي في عصر الغد أن يتقابلا
وفي عصر اليوم التالي وقبل أن يقابل ناجي نمر أرسل غلام إلى الشيخ معيض يخبره أن شجار يحدث بين ذو ونمر عند غرفة جابر القديمة
ثم تقابل ناجي ونمر وبينما هما يمشيان شعر ناجي بخوف نمر الكبير فبدأ يذكره بأخوه مشبب وأن نجاح ما سيفعله اليوم هو الأمل الوحيد لنجاة أخوه فلما أقتربا من ذو
امسك ناجي بيد نمر وقال إن أردت أن تنجح فيما ستفعله فعليك أن واجهت ذو أن لا تنظر لعيناه فلو أسد غابة نظر في عينا ذو لأرتعب وخاف وهرب
إفعل ما قلت لك دو أن تنظر لوجهه
بالفعل بدأ نمر يتقدم نحو ذو بينما ناجي واقف يتابع
ثم بدأ نمر يتعتع بالكلام الذي حفظه له ناجي وذو ينظر بإستغراب من أين جاءت الشجاعة لنمر ليقترب منه هذا الإقتراب ولكن ذو تفاجأ أن نمر تجاوز كل توقعاته لما مد يده وصفعه على وجهه
وقف ذو وهو في ذهول كبير جدا فلما نظر نمر لعيون ذو شعر برعب لم يشعربه من قبل
وهو يسمع ذو يقول أتعرف ما فعلت جنوت على نفسك لم يصفعني أحد قط وبقي حيا
أمسك ذو بنمر وطرحه على الأرض ثم أخرج الإبر من العلبة التي كان يلفها بقطعة القماش
ثم بدأ يغرس الإبر في عينا نمر وفي أذناه وكان صراخ نمر مدويا فسمعه الشيخ معيض ومن معه الذين كانوا قادمين لنفس المكان بعد أن أخبرهم الغلام بأن شجار حدث بين نمر وذو
لما رأى ناجي المنظر إرتعب وأطلق ساقيه للريح وبدأ يصرخ قتل ذو نمر
وقف ذو وهو ينظر لنمر وهو يصارع الموت ونظر إلى الأمام فرأى الشيخ معيض ومعه السيف ومجموعة من أفراد القرية قادمين
فلم يشعر بنفسه إلا وهو يركض يركض يركض

خيال الخيال 21-10-11 01:00 PM

هذا المنتدى بالذات اسعد حين افتحه لاني متأكد ان هناك تساؤلات وتمنيات وتوقعات اشعر ان هناك من يتابع الاحداث بدقة فشكر لكم جميعا

ذو العيون 81

لم يشعر ذو بنفسه إلا وهو واقف على قمة جبل الخرافة
وبدأ يصرخ بأعلى صوته
بالطبع وصل الشيخ معيض ومن معه فوجدوا أن نمر قد مات
ثم أعيد فتح قضية الملازم طارق لأن هناك جريمة حدثت قتل صارت مطابقة لحادثة قتل طارق
وبدأت خيوط الأمل تفتح قضبان السجن لمشبب لكن مشبب غضب غضبا شديدا فناجي قد جعل أخوه كبش فداء من أجل الحصول على المخدرات
أخبر مشبب الحراس أنه يريد الإعتراف بجريمة كبيرة قتل بها كثيرا من شباب الوطن
وأخبرهم بأنه هو وشريكه ناجي مروجي مخدرات وسوف يأتي صديقه ويخبره بمكان المخدرات فهو يريد أن يقبضوا على ناجي وهو مدان
بالفعل جاء ناجي ليبشر مشبب أن الإفراج سيكون قريبا
قال مشبب أسمع يا ناجي أنا سأخبرك بمكان المخدرات بشرط أن تكون آخر صفقة نقوم بها وافق ناجي دون تردد
فلما ذهب ناجي لأخذ المخدرات وجد نفسه تحت قبضة رجال الشرطة
وبعد إعتراف مشبب وناجي بتهريبهم هذه الكميات الكبيرة من المخدرات تم إصدار عقوبة الإعدام لهما ليكونا عبرة لغيرهم
لما فقد عبدالرزاق ابناه الإثنان أصابه شيء من خفة العقل
وبدأ يمشي في القرية ويقول جابر شر لكن ذو أشر هما وحشان من البشر لهما قلبان أقسى من الحجر
مكث ذو ثلاثة أيام فوق جبل الخرافة
وكان أهل القرية يسمعون صراخة في آخر الليل
كان ذو يتأمل في السماء ويطارد بعيناه السحاب
فبدأ يتذكر مازن الرجل الذي قدم له حنان لم يقدمه أحد له غيره وتذكر لما قال إن الشاعر حين يشعر أن الدنيا أحاطت به يحاول تسلية نفسه بأبيات تبرر عن اسباب أفعاله وعن سوء حاله
فبدأ يردد قصيدة يقول فيها

ياهالسما يألي حضنتي الغمامه
ماتحضنيني دام عندك مساحات

اما خذيني وسط جوك حمامه
ولا احمليني مثل ريش النعامات

مليت انا ارقالك براس العدامه
واملى مداكي بين ونات واهات

كلن طغى واطلق عليه سهامه
ماعادكود انتي تقولي سلامات

من هالبشر ماقد عرفت السلامه
وابشع اذاهم يجرح القلب بالذات

اسهرطويل الليل والكل نامه
والصبح اصبح بالقهر والاهانات

مافادني رد الأذى بابتسامه
ولاقبول الذل والغل بسكات

قالوا عيونك للحقاره علامه
وانا ابعيوني للجساره علامات

عيون صقر" تعتليها الصرامه
من عادته عده من اعداد الاموات

انطح شديد الباس واكسر عظامه
من ويل حقدي اسقي الناس ويلات

ماعدت اخاف الليل واسود ظلامه
مدام عمري من عرفته متاهات

هم من حدوني صوب درب الندامه
طاغي ولي في تالي الليل دمعات
(القصيدة للشاعر القهرمان)

وللمعلومية فقط هذا الشاعر لم يقرأ القصة وانما ارسلت له عبر الرسائل الخاصة رسالة مختصرة اشرح له ما اريد في القصيدة ففجعني بهذه القصيدة التي اشعرتني انه قد قرأ القصة كاملة
ولهذا ان انصح كل من يحب الشعر ان يبحث عن قصائد القهرمان وان اضمن له ان سيتمتع جدا بقصائده وكنت اخطط ان ارسل القصة كاملة ليقرأها ليضع الخاتمة قصيدة تعبر عن كامل القصة لكن اعتذر الشاعر القهرمان وتأسف لظروفه واشغاله التي لا تنتهي

خيال الخيال 21-10-11 01:02 PM

ذو العيون82

وصلت الشرطة لجبل الخرافة وكان من ضمن الشرطة العقيد عادل الذي لما علم بما حدث نزل إلى القرية فهو لا يريد أن يحدث لذو أي أذى فهو يمثل نجاح مشروعه الذي يخطط له منذ سنين
فهو يريد القبض على ذو دون أن يصاب بأذى
فلما نظروا للجبل قالوا من المحال بل من الخرافة أن يستطيع إنسان أن يتسلق هذا الجبل
ضحك العقيد عادل وقال حتى الجن لا تفعل ما تفعله ياذو العيون الصغيرة فتم الإستعانة بطائرة لكن ذو قد غادر المكان لمكان لا أحد يعرفه

فذو تذكر كلام مهدي الذي قد تنبأ أن ذو ستحيط به المشاكل فنصحه أن يتجاوز حدود الوطن ويتجه لقرية ليست ببعيده ويسأل عن شخص أسمه مسفر
وبالفعل خرج ذو من حدود الوطن هاربا من شناعة جريمته وباحثا عن الأمان من العقوبة التي يستحقها جراء فعلته
وبالفعل لما وصل ذو إلى القرية فبحث عن مسفر حتى وجده حيث لقيه في محل يباع فيه الحبوب والبن و الهيل
وكان مسفر مشغول بحمل الأكياس وكان يظن أن ذو زبون فكان يعطيه أسعار القهوة والهيل
لكن ذو قاطعه وقال مهدي أرشدني أن أذهب إليك
توقف مسفر ونظر بتمعن في وجه ذو
ثم قال هل أنت ذو العيون الصغيرة الذي أخبرني عنه مهدي
لكن ذو كان يريد أن يبدأ حياة جديدة بعيده من ماضي ذو
فقال بل أنا خالد
فأبتسم مسفر وقال أعتذر إن أزعجتك بذكر لقبك
ثم رحب به وأجلسه في المحل
ثم قال مسفر أنا لا أستطيع أن أستضيفك اليوم في بيتني
لأننا في هذه القرية لنا عادات وتقاليد فالضيف الذي يأتي من خارج القرية تكون ضيافته في أول يوم في بيت الشيخ ومن لا يفعل ذلك يعتبر تعدى على كرامة الشيخ
هز ذو رأسه وقال هكذا هم شيوخ العرب الحقيقيون فلا يستحق الزعامه من كان بابه عن الناس موصد
وبالفعل أخذ مسفر ذو إلى بيت الشيخ أبو نادر
وكان الشيخ أبو نادر قد تجاوز التسعين من عمره
فدخل مسفر وسلم على الشيخ ثم قدم ضيفه وقال هذا ضيفا جاء لزيارتي أسمه خالد
فلما صافح خالد الشيخ نادر أمسك الشيخ يده وبدأ يقترب منه ليراه بوضوح أكثر فعينا ذو أيقظت ذكريات أليمة في قلب الشيخ نادر وشعر بإحساس غريب جعله ولأول مرة يشعر برغبة أن يرحل هذا الضيف بأسرع وقت على غير عادته
شعر ذو أنه شخص غير مرغوب به لكن ما كان يريد أن يعرفه لماذا فهو لم يفعل له شيء

خيال الخيال 21-10-11 01:03 PM

ذو العيون83

قام الشيخ أبو نادر بواجب الضيافة على أكمل وجه بالطبع كان هناك أطفال يدخلون وينظرون إلى ذو ثم يخرجون فإن شعروا أن لا أحد يراهم أو يسمعهم يبدأون بالضحك وهم يقولون آرأيت عيناه الصغيرتان
لكن كانت هناك من تسمعهم بل شدها الفضول لأكثر من ذلك
حيث لما سمعت نوره كلام الأطفال أحست أن هذا الضيف له صله بجابر
فبدأت تنتظر الفرصة لترى هذا الضيف من مكان لا يرآها فيه
وبالفعل أنتهزت فرصة خروج ذو من المجلس بعد أن تناول العشاء إلى غرفة النوم التي جعلت للضيوف
وبعد أن رأت نوره عينا ذو أقسمت في نفسها أن هذا الشاب له صلة وثيقه بقاتل شرفها جابر
وأعدت العدة أن تنتقم لشرفها بقتل هذا الشاب
وبالفعل أنتظرت نوره حتى أقترب طلوع الفجر فأخذت خنجر أباها وأتجهت للغرفة التي ينام فيها ذو ففتحت الباب بهدوء وأقتربت من ذو ثم أرادت أن تطعنه
لكنها لم تعلم أن ذو كالذئب فعينا تنام والعين الأخرى تسهر
فأمسك ذو يد نوره وأخذ منها الخنجر ومع صراخ نوره التي أصبحت تضرب ذو بيديها أستيقظ أباها وأخذ بندقه التي يضعها على معلاق في الجدار
وأتجه لغرفة الضيف فرأى بنته تندفع تريد ضرب الضيف
والضيف يدافع بيد واحده والآخرى تمسك بالخنجر الذي كان يبعده حتى لا تتأذى منه نوره
فلما رأت نوره البندق في يد أباها أندفعت إليه وآرادت أن تأخذها من يده فهي كانت في نوبة عصبية جعلها لا تدرك ما تفعله
لكن أباها صفعها على وجهها صفعة أيقظتها مما كانت فيه
ثم بدأت نوره بالبكاء وهي تعتذر من أباها وتقول أقسم لك يا أبي أن هذا الشاب إما أخ جابر أو إبنه
فدعني أنتقم لشرفي منه لعل الحرقة التي أشعلها بقلبي تنطفي
بدأ أباها يهديها لكن كلمات ذو جعلت نوره تسكت
الذي قال إن كنتم تقصدون جابر ثم وصف لهم شكله فإنه أبي
شعر أبو نادر بالغضب فوجه البندق على ذو وكان ذو ينظر له بهدوء وهو يقول هل تقتلون ضيوفكم
أحس أبو نادر بشناعة تصرفه فأنزل بندقه وبدأ يستعيذ من الشيطان
ثم قال أبو نادر أين أباك
فقال ذو ولما تسأل عنه فأنتم تريدون قتل إبنه الذي لم يفعل لكم شيء
فقالت نوره نحن نريد أباك
قال ذو أبي تحت الأرض
فقال أبو نادر هل مات
هز رأسه بنعم
فقال أبو نادر كيف مات
نظر ذو إلى ابو نادر وبقي صامتا؟

خيال الخيال 21-10-11 01:04 PM

ذو العيون84

تعجب أبو نادر وقال ما بك
قال ذو كلما هربت من الماضي جاء من يجبرني على تذكره
أنا قتلت أبي
فقالت نوره وكيف حدث ذلك
فقص ذو عليهم ما حدث
شعرت نوره بالأسى على ذو فهو يدفع ثمن أخطاء أباه ولا يستطيع أن يعيش بسلام لسبب واحد لأن جابر هو أباه
قال أبو نادر أنا أعرف مدى معاناتك ومدى الصعوبات التي واجهتك ولكني مضطر أن أقول لك وبصراحة أريدك أن تغادر هذه القرية بأسرع وقت فإن عرف شباب القرية أنك إبن الرجل الذي قابل الإحسان بالخيانة فإنهم بالأحرى إما يقتلوك وإما تقتلهم
ومع بزوغ الشمس إستأذن ذو من الشيخ وذهب لمسفر وقال له لا أريد أن تغرب شمس هذا اليوم إلا وأنا بعيد عن هذه القرية
إبتسم مسفر وقال لو لم تأتني لأتيتك هناك بعض الشباب سيتجهون إلى أفغانستان ليرفعوا رأية الحق
قال ذو وهل ذهب مهدي إلى هناك
قال مسفر نعم ولكن أنقطعت أخباره منذ أن سافر من هنا
أبتسم ذو وقال وأنا أيضا ستنقطع عنك أخباري
وبالفعل بدأ ذو في رحلة المجهول إلى أرض سيصبح فيها غريبا وليس ذلك وحسب بل سيكون لزاما عليه فعل ما سوف يؤمر به
فلما وصل ذو كان يعتقد أن الأمور هناك تمشي بالحرف الواحد تبعا للمنهج الرباني
لكن كل تلك التخيلات إنصدمت بالواقع الحقيقي
فهناك أحزاب وجماعات وإختلافات في طريقة التفكير وعملية التدبير
بالطبع أخذ ذو مع الشباب الجدد للتدريب
وكان هناك أمير على كل فرقة وقائد يساعد الأمير
كان إسم الأمير حبيب رضوان
أما القائد اسمه شفيق
وكان شفيق على النقيض من اسمه فهو كان جلف الطباع وكان مسؤل عن تدريب المستجدين
ولما بدأ بتدريبهم وكالعادة فأكثرهم لم يمسك سلاح من قبل فكان أغلبهم يحتاجون تدريبات مكثفة حتى يصبحو مقاتلين يستطيعون الصمود في ساحات الوغى
لكن الشاب ذو العيون الصغيرة أبدأ مهارة في استخدام السلاح جعلت الشك والريبة تدخل في قلب القائد شفيق
فمهارة ذو فاقت مهارة المدربين الذين يدربونه
أحس شفيق أن هذا الشاب مبعوث من قبل مخابرات دولية للقيام بمهمة ما أو نشر معلومات عن تحركاتهم ومعداتهم
فأستدعى شفيق أربعة من رجاله وأمرهم بأن يكونوا على أهبة الإستعداد
وأرسل أحدهم لنداء هذا الشاب
فلما وصل ذو إليه سأله عن اسمه
فبقي ذو يفكر مما زاد الشك في قلب القائد شفيق
وكان ذو يفكر هل يقول أن اسمه ذو الذي أصبح أغلب من عرفهم ينادونه به أم يقول خالد الإسم الحقيقي له
فأختار أن يقول خالد
فأمر القائد شفيق أمر سيجعل خالد (كما أختار لنفسه)
يحتار ويسأل إلى أين ستأخذه الأقدار

خيال الخيال 21-10-11 01:07 PM

ذو العيون85

أمر القائد شفيق أن يوجهوا أسلحتهم على الشاب خالد وإن تحرك أو قاوم يطلقوا النار عليه
وبالفعل استسلم خالد للأمر الواقع وتم تقييد خالد
اقترب شفيق من خالد وقال له بصوت خافت أن صدقتني القول فسوف أساعدك
لأي جهة تعمل
رفع خالد وجهه إليه وقال لست تابع لأحد
فصفع شفيق خالد وقال له ما الاستخبارات التابع لها
صمت خالد ووجه نظراته إلى شفيق نظرات تتوعده بالموت
أمر شفيق أن يربط على خشبة مثبته على حافة الجبل
وبالفعل ظل خالد مربوط على هذه الخشبة مدة ثلاثة أيام
وكان عبدالعزيز شاب من أبناء الوطن قد رحل إلى أفغانستان هو المسؤل عن اطعام خالد فأصبح بينهم أحاديث وتعارف فهم ينتمون لوطن واحد
وكان عبدالعزيز كلما أراد أن يذهب من عند خالد يعتذر له
وكانت هذه المنطقة تستهدف أحيانا بالطائرات من قوات التحالف
وفي صباح اليوم الرابع بدأت غارات جوية على المكان فترك الرجال الذين يحرسون المكان وكل بدأ يختفي في كهف أو مغارة أو خلف صخرة كبيرة وتركوا أسلحتهم
وبينما بقي خالد مربوط على الخشبة
ولكن عبدالعزيز تذكر أبن وطنه فغامر لينقذ حياة خالد وكان صديقه عبدالوهاب معه وبالفعل فكا قيد خالد ثم قالا هيا بسرعة لنختبأ خلف تلك الصخرة ثما أسرعا ولكن خالد ظل واقفا
ونظر لهما وهو يبتسم ويقول لست أرنبا لأختبىء بل أنا أسد خلقت لأهاجم
ثم أخذ بازوكة كانت على الأرض
وعبدالعزير وعبدالوهاب ينظران له ويقولان إنك مجنون
وجه خالد البازوكة على أحد الطائرات التي كانت تضرب المكان فأسقطها فأندهش كل من رأى ذلك
فولت الطائرات الأخرى هاربه
ثم خرج الجميع من مخابئهم ليعرفوا من هذا البطل الذي أسقط الطائرة
فأندهش القائد شفيق لما عرف أنه الرجل الذي اتهمه بالجاسوسية
فمد يده مصافحا خالد لكن خالد مشى بجواره دون أن يصافحه فهذا القائد يجب أن يكون في عداد الموتى كما يفكر خالد
رافق خالد كل من عبدالعزيز وعبدالوهاب وجلس معهم في المكان الذي يعتبر مقرا لهم في تلك الجبال الشاهقة
وبينما هم جالسون وبعد أن أنتهت كلمات الترحيب سأل عبدالعزيز خالد وقال له ما قصتك
وكان خالد يريد أن ينسى الماضي ولا يريد أحد أن يسأله عنه
فنظر خالد لعبدالعزيز وقال له ولما تسأل
أحس عبدالعزيز بضيقه من هذا السؤال فأراد أن يوحي لخالد أنه ليس سوى حب فضول
وقال عبدالعزيز سوف أبدأ وأخبرك بقصتي وكيف وصلنا هنا

خيال الخيال 22-10-11 12:17 PM

الشكر لك ام رنا فتواصلك يشعرني بالسعادة وردودك تمنحني الحافز لاكمل


ذو العيون86

قال عبدالعزيز كنت أنا وعبدالوهاب وعبدالكريم في قرية واحدة ووصلنا إلى قمة الفساد وكان أبا عبدالكريم هو شيخ القبيلة أما عبدالوهاب فأباه النائب وكنت أنا الفتى اليتيم الذي يعيش مع جدته البغيضة بسبب لسانها السليط
ومع ذلك أصبحت بيننا صحبة صادقة لم يشعراني قط بأن نسبهم أعلى من نسبي
بل كنا يد واحدة على كل من عارضنا
بل وصلنا لمرحلة أن أطلقنا على أنفسنا ألقاب جديدة من لا ينادينا بها نقوم بضربه
فسميت نفسي بالشرس وأطلق عبدالوهاب على نفسه بالمفترس وأما عبدالكريم فنعت نفسه بالوحش
ولكن كان هناك شاب ملتزم في القرية أسمه سامر كان أهل القرية يحبونه حبا جما
كان دوما إن قابلنا يقوم بنصحنا وعتابنا ويحذرنا من الطريق الذي نسلكه
بل وصل إلى مسامعنا أنه حث أهل القرية أن لا يتركونا دون نصح وعلى من يقابلنا من اهل القرية يناصحنا ويبتغي الأجر من الله
فأتفقنا نحن الثلاثة أن نترصد لسامر قبل صلاة الجمعة ثم نجعله عبرة لأهل القرية
وبالفعل انتظرناه في الطريق فلما رآنا لم يتردد في نصحنا لكننا ضربناه ثم خلعنا ملابسة كاملة ثم ربطناه على عمود كهرباء
وهو يسأل الله أن يهدينا
ونحن كنا نضحك عليه ونسخر منه
ثم ذهبنا إلى غرفة كنا نجلس فيها فنسكر ونعيش أفسد أوقاتنا فيها
لكن ذلك اليوم كان يوما سيغير مجرى حياتنا
حيث بدأ أبو عبدالكريم بخطبة الجمعة وكنا نسمعه من خلال مكبرات الصوت
وكان قد إختصر الخطبة ليصل إلى الدعاء
ثم بدأ يدعو الله بأن يهلك الشرس والمفترس والوحش
وأن يريح أهل القرية من شروورنا ومن سوء أعمالنا
وكنا نسمع تأمين المأمومين خلفه بصوت عال
شعرنا برعب شديد فهم كانوا يدعون الله بإخلاص
فما كان منا إلا أن أعلنا توبتنا في تلك الغرفة وقررنا أن نخرج من القرية قبل أن يفرغ أهل القرية من صلاة الجمعة
وبالفعل وصلنا إلى أحد الجبال وجلسنا نتشاور في أمرنا
فقال عبدالكريم إن ما فعلناه من ذنوب لن يكفرها إلا أن تسفك دماؤنا في سبيل الله
وبالفعل كلنا وافقناه على رأيه وبدأنا صفحة جديدة من أعمارنا

خيال الخيال 22-10-11 12:19 PM

ذو العيون 87

وبالفعل بدأنا نجتاز الصعوبات لكي نصل إلى أفغانستان
ولما وصلنا الأراضي الأفغانية استقبلنا رجل تظهر عليه الملامح الأفغانية وكنا حوالي عشرين رجل
وطلب منا أن نمشي خلفه وأن لا ننحرف يسار ولا يمين
حتى وقفنا في مكان نرتاح فيه من عناء المشي
فجلست أنا وعبدالوهاب لكن عبدالكريم قال أنه سيذهب لقضاء حاجته
وبينما نحن جالسان سمعنا صوت أنفجار فلما نظرنا رأينا عبدالكريم على الأرض وقد قطعت ساقه
فأردنا أن نساعده لكن الرجل الأفغاني الذي كان يقودنا منعنا وقال إن المكان ملغم
وهو الوحيد القادر على مساعدته
وبالفعل أتجه إليه بحذر ثم حمله وأخرجه من حقل الألغام
حاولنا أن نوقف النزيف فربطنا على جرحه بشدة
ولكن الجرح تجرثم وأصبح عبدالكريم يصرخ من شدة الألم وانا وعبدالوهاب عاجزين عن تقديم المساعدة له
وبعد مضي يومان مات عبدالكريم
شعرنا حينها بحزن شديد لكن ظروف الحياة جعلتنا ننسى كل شيء
فالجوع والخوف هما الأمران السائدان في هذا المكان
ولقد مضى على وجودنا هنا أكثر من ستة أشهر
وهذه قصتنا يا خالد
فقل لنا قصتك
ابتسم خالد وقال أنا رجل لا ماضي له
فأرجوكما لا تسألاني عن قصتي إن كنتم تريدان أن أبقى معكم
فقال عبدالوهاب وهل تريد البقاء هنا طويلا
نظر خالد بتعجب وقال ما تقصد
فقال عبدالوهاب
أنا قد نسقت مع رجل يدعى مسعود خان يقال أنه يساعد من يريد العودة إلى وطنه و الفرار من هنا

أبتسم خالد وقال فلماذا أتيت إلى هنا
قال عبدالوهاب كنت أظن أني سأجد قوما يعيشون كما كان يعيش الصحابة
لكن تفاجأت أننا هنا نعيش على هيئة جماعات لكل جماعة أمير هو الآمر والحاكم والمفتي فيها
فرأيت من هذا الأمير العجب فهو يتعامل مع بعض تجار المخدرات ولديه بعض السياسات التي أرفضها
فهو يتعامل مع من يرفض أوامره أنه رجل مرتد يجب قتله حتى يصبح عظة لغيره
شعر خالد أن عبدالوهاب يبالغ في الأمر فلم يأخذ الموضوع بجدية
وبالفعل جاء اليوم الذي سيرحل عبدالوهاب فيه
فأمسك بعبدالعزيز وبدأ يرجوه أن يذهب معه لكن دون جدوى
فلما جاء مسعود خان طلب من عبدالوهاب بالإستعجال للرحيل
لكن خالد أمسك بعبدالوهاب وأخذه إلى مكان لا يسمعه فيه مسعود خان فقال

خيال الخيال 22-10-11 12:21 PM

ذو العيون88

فقال خالد قد سمعت عبدالعزيز يلقبك بالمفترس لكن نظرتي لذلك الرجل المسمى مسعود خان تجعلني اتنبأ بالشر في عيناه فأحذر يا مفترس لا تصبح فريسة بيد هذا الرجل
وضع عبدالوهاب يده على كتف خالد وقال يبدوا أنك لا تعرف مقدار قوتي إسأل عني الشرس
قال خالد أثق بقوتك ولكن أخشى عليك من غدره أسأل الله لك التوفيق
لكن عبدالوهاب أمسك بخالد وقال أعرف أنك ستقول إني مجنون ذهب بأقدامه إلى السجن
لكني سأقول لك السجن في وطني أنعم بكثير من وجودي هنا أرجوك خالد دعنا نعود سوية
نظر خالد إلى عبدالوهاب وقال قد نفترق اليوم ولكن في الغد القريب سنجتمع
رحل عبدالوهاب والحزن يملأ قلبه لعدم استطاعته إقناع صاحبيه بالرجوع معه
وبدأت الأيام تمر على خالد وتتضح له كلمات عبدالوهاب عيانا
وفي أحد الأيام مر بجواره رجل ذو شكل مخيف فأستغرب خالد من وجود رجل تتضح في وجهه معالم الشر
وكان عبدالعزيز بجواره وقال له هذا الرجل الذي كلمك عنه عبدالوهاب ووصفه بتاجر المخدرات إسمه ميلاد وليس فقط تاجر مخدرات بل يجيد كل الإجرام ومن ضمنها الشذوذ
قال خالد ولما يسمح له بالمجيء إلى هنا
ضحك عبدالعزيز وقال هذا الرجل هو الذي يوفر لهذه المجموعة الغذاء والذخيرة فأنت تعتقد أحيانا أنه هو الأمير وليس حبيب رضوان
شعر خالد أن الأمور ليست كما ينبغي
لكن ليس بيده سوى المضي في تلك الأوضاع
وبعد مضي شهر من وجود خالد تم اختياره مع القائد شفيق لتنفيذ عملية ضد جيش العدو
شعر خالد بسعادة فأخيرا سيجد الفرصة بإسترجاع كرامته من شفيق
وبالفعل أنطلق شفيق ومعه عشرة رجال
من ضمنهم خالد ولكن وهم في طريقهم لتنفيذ عمليتهم هاجمتهم طائرات جعلت كل شخص يبحث عن أي مخبأ وبالفعل بدأ شفيق يركض إلى أن دخل مغارة وكان يركض خلفه خالد ولم يكن معهم أحد
فنظر شفيق إلى عينا خالد
وخالد يقول أنت تصفعني
فشعر بما يريده خالد ولم يكن مع شفيق أي سلاح فأسلحتهم سقطت من ايديهم أثناء القصف فحاول أن يقاتل لكنه أحس بمقدار قوة خالد
فبدأ يترجاه وأن يصفعه عشر مرات بدل صفعته
لكن

خيال الخيال 22-10-11 12:22 PM

ذو العيون89

لكن خالد لا يتراجع عن قرار اتخذه فأمسك بلسان شفيق وقطعه وأخرج إبرة المسمومة وبدأ يغرسها في عينا شفيق وأذناه فقال ذو كنت أريد أن أبقى حتى تخرج آخر نفس لك في هذه الحياة لكن أعتذر لك فأنا مشغول
ثم خرج من المغارة وتقابل مع رجلان ممن كانوا معه فأتفقوا على العودة وإخبار حبيب رضوان بما حدث

نزل الخبر على حبيب كالصاعقة فهو لا يعرف مصير قائده شفيق فأرسل من يبحث عنه
وكان شفيق قد تحامل على نفسه فنهض وهو يترنح ويتلمس المكان بيده حتى يخرج لعله يجد من يساعده لكنه بعد أن نجح من الخروج من المغارة سقط وبدأ يتدحرج حتى استقر عند صخرة كبيرة عندها خرجت روحه
ولما بحث عنه رجال حبيب وجدوه ميتا فحملوه إلى اميرهم فلما رأى الإبر المغروسة في عيناه وأذناه جمع الرجال التابعين له ليروا مدى وحشية العدو
وكان من ضمنهم عبدالعزيز وخالد
فقال عبدالعزيز ما هذه القلوب التي لا رحمة فيها وخالد صامتا
فأعاد عبدالعزير كلامه فنظر له خالد وقال لا تسأل عن الرحمة حينما تدور دائرة الحروب
فقال عبدالعزيز فقط أنا استغرب كيف وصلت هذه القلوب لهذه القسوة
فقال خالد تكفي الأحقاد أن تجعل قلبك أقسى من الصخور
أحس عبدالعزيز أن خالد يتكلم والغضب يرسم ملامح وجهه فظن عبدالعزيز أن طريقة قتل شفيق أغضبته وأدخلت حب الإنتقام له فأراد أن يغير الموضوع
فقال عبدالعزيز دعنا من هذا الموضوع ما رأيك أعرفك على أكثر رجل أحببته
فهز خالد رأسه بالموافقة
فذهبا إلى رجل قد نالت منه السنين وسلبت منه شبابه
رجل قد تجاوز التسعين ولكنه لا زال قادر على الوقوف والتحرك كشاب في الأربعين
فسلم عبدالعزيز عليه وجلس بجواره وقال كيف حالك يا والدي وكان ذلك احترام من عبدالعزيز ينعته بوالده
فرد السلام ولكنه هذه المرة شد نظره الشاب الآخر الذي كان يعتقد أنه في البداية عبدالوهاب صاحب عبدالعزيز
لكن تلك العينان كذبت تلك الإعتقادات فقال الشيخ من هذا
فقال عبدالعزيز هذا خالد ياشيخ عبدالحق
رحب به الشيخ فجلس خالد وكان عبدالعزيز يقول إن صاحبي لم يعجبه الوضع هنا
فقال عبدالحق وأنا أوافقه على ذلك
فالوضع تغير كثيرا بعد طرد الروس من أراضينا حيث كان في الماضي القائد يسابق جنوده لنيل الشهادة والآن أصبح القائد يجلس هنا ويرسل جنوده للموت المحتم
قال خالد وليس هذا وحسب بل ما آراه الآن من تلقي المساعدة من قبل مروجي الحشيش أمر مرفوض
قال عبدالحق إن التنظيم هنا يعتمد على جماعات لكل جماعة أميرها الذي عليه أن يصرف أمر جماعته بأي شكل وأيضا أن الأمور أصبح فيها شيء من البحث عن الزعامة
ولكن دعنا من هذا كله واجعلني أقول لك بماذا شعرت لما رأيتك؟

خيال الخيال 22-10-11 12:23 PM

ذو العيون90

قال الشيخ عبدالحق شعرت لما رأيتك أنك قائد ملهم
نظر خالد إليه وقال أخطأت فراستك فأنا لا أحب أن أصدر أوامر ولا أتلقى أوامر

وأصبحت هناك علاقة وطيدة بين خالد وعبدالحق
وكان خالد كثير الإنتقاد على حبيب رضوان وكثير الإعتراض على قراراته
وفي أحد المرات خطط حبيب رضوان لعملية يحتاج فيها فدائيين ووقع اختياره على خالد وعبدالعزيز
وأخبرهم بالأمر لكن خالد رفض بتاتا
فنظر له حبيب وقال ألم تأتي لتجاهد قال خالد نعم جئت لذلك ولكن ليس بخطة تجعلني أقتل نفسي بيدي
فقال حبيب رضوان وهل لديك خطة بديلة
قال خالد نعم على كل من يضع خطة عليه أن ينفذها بنفسه
كانت سمعة خالد بعد اسقاط الطائرة رائجة بين جماعة حبيب بل كانوا يرونه رمزا لهم
وكان حبيب يعمل لذلك ألف حساب
خرج خالد وعبدالعزيز من عند حبيب وبدأ يتحدثان
فقال عبدالعزيز لدينا شيء نتشابه فيه
فقال خالد بل شيئان نتشابه فيهما
فأستغرب عبدالعزيز وقال ما هما
فقال خالد الأولى أن اللتان قاما على رعايتنا عجائز(أي كبيرات في السن)
أما الثانية فالمجتمع ينظر لنا نظرة دونية
هز عبدالعزيز رأسه وقال صدقت ولكن كنت أقصد أننا نملك قلبان يعشقان المخاطر
ولكن كيف عرفت أن من رعتني عجوز وأن المجتمع ينظر لي نظرة دونية
أبتسم خالد وقال تصرفاتك تومئ لي بذلك
بدأ عبدالعزيز يتعتع في كلامه وكأنه يريد أن يسأل سؤال تردد فيه طويلا فقال خالد أنت تريد أن تعرف قصتي أليس كذلك فقال عبدالعزيز نعم
قال خالد سوف أخبرك بعد أن نصلي المغرب
فأذن خالد ثم أقام وكانا بعيدان عن الناس
فقدم خالد عبدالعزيز ليصلي فصلى عبدالعزيز وبدأ يقرأ الفاتحة وبعدها قرأ سورة الهمزة وبدأ يخطي فيها وخالد يصححه فلما أنتهى من الصلاة قال عبدالعزيز أعرف أني مقصر في حفظ القرآن
قال خالد ليس هذا وحسب بل أنت لم تقرأ آية واحدة صحيحه من سورة الفاتحة فما بالك بالسور الأخرى
ولا أدري كيف تريد ان تجاهد وانت لا تجيد قراءه الفاتحة
فقال عبدالعزيز فماذا عنك
ابتسم خالد وقال سوف
أخبرك قصتي بشرط أن يبقى ما أقوله سر بيننا
فقال عبدالعزيز لك ذلك
وبعد أن أكمل خالد قصته عرف عبدالعزيز مدى المعاناة التي عاشها خالد
ومع مرور الأيام أصبح عبدالعزيز يكن الإحترام الكبير لخالد وأصبحت تجمعهم أخوة لا نظير لها
وبدأت الأحداث تتحول حيث أتجه مجموعة من الرجال الذين كانوا يعيشون في قرية مجاورة لقاعدة أمريكية إلى حبيب رضوان وأخبروه بمعاناتهم من أنتهاكات الجنود الأمريكيين لحقوقهم
لكن حبيب رضوان قال هذا ما جلبتوه لأنفسكم لعدم مساعدتكم لنا
خرجوا هؤلاء الرجال من عند حبيب رضوان وهم محبطين من رد حبيب
ولكن الأمل رجع لهم بعد أن أقترح أحدهم الذهاب إلى رجل قد يساعدهم

خيال الخيال 23-10-11 12:05 PM

بل انا من يتمتع بقراءة هذه الردود التي تدخل السعادة والبهجة لقلبي فشكرا لكي

ذو العيون 91

بالفعل إتجه هؤلاء الرجال إلى الشيخ عبدالحق وطلبوا منه المساعدة فقال الشيخ عبدالحق رحم الله رجل عرف قدر نفسه فأنا لا أستطيع أن أتولى القيادة فأنا في طول السنين التي أمضيتها في حرب الروس لم أتولى فيها قيادة أي مجموعة
ولكن سأدلكم إلى خير رجل يستطيع قيادتكم في رفع الظلم عنكم
فدلهم على خالد
فلما ذهبوا له طلبوا منه أن يتولى قيادة 160رجل من أهل القرية مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل رفع الظلم عن أهلهم
لكن خالد خيب أملهم برفضه لهذه المهمة
رجع الرجال إلى الشيخ عبدالحق وأخبروه برفض خالد
فقال عبدالحق أبحثوا عن رجل اسمه عبدالعزيز فهو سيساعدنا في اقناع خالد
وبالفعل جاء عبدالعزيز وجلس معهم وأخبروه بما جرى لهم
سكت عبدالعزيز قليلا ثم قال هل تعطوني بعض تجاوزات هؤلاء الجنود الأمريكيين
فبدأ يقصوا عليه قصص كثيرة عن قتل الجنود لشباب أهل القرية لأتفه الأسباب وأن لغة القتل هي أسهل حوار يجروه معنا
قال عبدالعزيز بمدى معرفتي لشخص خالد فإنه يعتبر الموت بأي طريقة كانت طريق حتمي الكل سيسلكه حتى وإن كان الشخص مات مقتول
أريد تجاوزات حدثت غير القتل
بقي الرجال صامتين بل مطأطئين رؤوسهم
فقال أحدهم في هذا الصباح قام بعض الجنود الأمريكيين بإغتصاب فتاة لم تتجاوز التاسعة حتى فارقت الحياة
قال عبدالعزيز هل دفنتموها
قالوا حتى الآن لا
قال إذا اجلبوا جثتها وضعوها أمام خالد وأخبروه كيف ماتت فهو لن يرفض أبدا ما تريدونه منه
بالفعل ذهب أحد الرجال وأحضر الفتاة التي أصبحت جسدا بلا روح ثم ذهبوا إلى خالد ووضعوها أمامه ثم قال أحدهم هل يرضيك أن يفعل بأختك الصغرى ما فعل بهذه الفتاة
بقي خالد صامتا لبرهة ثم قال دلوني على من فعل بها هذا
فبدأ الرجال بالتكبير فساعة الثأر اقتربت
فلما علم عبدالحق اتجه إلى خالد وقال له أنا من ضمن اربعين رجل سينضم معك ليساعدوك ويساعدوا رجال أهل القرية على التخلص من الطغيان
ولم ينهي عبدالحق كلامه حتى قال عبدالعزيز بل قل 41رجل فأنا سأنضم معكم
كان خالد يستعد لمعركة تحتاج لمعجزة للنصر فيها
علم حبيب رضوان بما صار فأستدعى خالد وقال أنت تعرف أن خوض هذه المعركة بمثابة الإنتحار
ابتسم خالد وقال نعم هي خطة أنتحار أنا أول من يقوم بها
ولكني لم أخطط لعملية وأجعل غيري ينفذها هذا هو الفرق بيننا يا حبيب

أتجه خالد ومن معه من الرجال إلى المكان الذي ستقع فيه المعركة وبقي خالد يرسم الموقع في مخيلته

وبالفعل حدد ان يكون الإقتحام من قبل البوابة الرئيسية للقاعدة التي يتحصن فيها الجنود
ولكن قبل أن يبدأ بالهجوم يجب أن يجعلهم ينشغلون من الجهة الأخرى فطلب خالد أن يتبرع عشرين رجلا يبايعون الله بأرواحهم
فهم سيكونوا معيار نجاح الخطة من فشلها
فقام عبدالحق وقال أنا سأكون أول رجل يبايع الله
تغيرت ملامح خالد فعرف عبدالحق أن خالد يعتقد أن عمره الكبير سيكون عامل كبير في عدم صموده
فأمسك عبدالحق بكتف خالد وقال سترى مني ما يسرك
وبالفعل بدأ العشرين رجل بعمل خنادق وحفر عميقة فهدف هؤلاء الرجال هو أشغال الجنود الامريكان في حين خالد ومن معه يرتبون صفوفهم
وكان خالد قد أرتدى لبس الجنود الأمريكان فلما رأه عبدالعزيز أنذهل وقال كيف تريد الدخول بينهم
لكن خالد أمر عبدالعزير بأن يتولى قيادة الرجال بينما هو سيدخل بين الجنود
أمسك عبدالعزيز خالد وقال كيف سوف تتحدث معهم فأنت لا تجيد لغتهم
فقال خالد باللغة الانجليزية ما معناه أنا اتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة أكثر منهم
فصفع عبدالعزير رأسه وقال كيف نسيت أنك تجيد اللغة الأنجليزية
لكن قل لنا ما هي خطتك

خيال الخيال 23-10-11 12:06 PM

ذو العيون92

قال خالد خطتي بإختصار سيكون عبدالحق ورفاقة طعم للأمريكان فمن البديهي أن يتغلب الجنود الأمريكان على فرقة عبدالحق لكن كل ما أرجوه أن يصمد عبدالحق ومن معه لمدة يوم واحد
منها أستطيع التسلل لمعسكرهم وتسميم مصادر الشرب لديهم
وبعد أن ينتصر الأمريكان سيدخلون في لحظات بهجة وفرح بإنتصارهم في هذه اللحظة ستبدأ أنت ومن معك بالهجوم فهم لن يستطيعوا ترتيب صفوفهم وأيضا سوف أحاول بعد أن يظهر عليهم أثر التسمم أنشر شائعة أن الطاعون بدأ يتفشى في المعسكر
وبدأ كل رجل يقف في مكانه
بينما تسلل خالد وأثناء أندلاع الحرب بين الجنود وعبدالحق ورفاقة دخل خالد
وبدأ يبحث عن خزان الماء فلما وجده سكب السم فيه
ثم بدأ يحدد مخازن الأسلحة لتكون أول شيء يستهدف عند أقتحام عبدالعزيز ومن معه المكان
واستمر القتال بين الجنود الأمريكان وعبدالحق ورفاقه طوال الليل
بل أستمر القتال لليوم الثاني بل أمتد ليصبح اليوم الثالث
فخرج خالد ليرى ماذا يحدث بين الطرفين وبدأ كأنه يرمي عبدالحق ورفاقه
فرأى خالد الشيخ المسن وقد امتلأ جسمه بالجراح ولا زال صامدا حتى جاءت الطلقة التي أخرجت روح عبدالحق وهو يرسم اجمل إبتسامة على وجهه

بعد أن أنتصر الجنود الأمريكان أتجهوا إلى جثث عبدالحق ورفاقه وبدأو يمثلون بها وبالأخص جثة الشيخ عبدالحق وخالد ينظر وهو يقول نعم روحا حملت هذه الجسد أبت أن تذل فصعدت إلى ربها

وبينما الأمريكان يمثلون بجثث عبدالحق ورفاقه أنطلق عبدالعزيز والبواسل الذين معه يتسابقون إلى الموت فأقتحموا البوابات في غفلة الأمريكان
الذين بدأ بعضهم يظهر عليه آثار السم فبدأ خالد ينشر الشائعات بأن الطاعون بدأ يتفشى بين الجنود فأصبح الجنود خائفين من أن يصابوا بالمرض وأيضا أصابهم الذعر من الهجوم المفاجي
وأتجه خالد إلى مستودعات الأسلحة وبدأ يستهدفها ويفجرها
وأصبح الأمريكان في عجز كبير وكأنهم أغنام تنتظر من يذبحها

وكبر خالد ومن معه بهذا النصر العظيم فلقد قضوا على جميع الأمريكان
وأتجه خالد إلى جثة عبدالحق التي صلبها الأمريكان ومثلوا بها ثم أنزلها وقال وعدت وأوفيت بعهدك فأسأل الله أن يرحمك
وكان عبدالعزيز خلف خالد يبكي فنظر له خالد أتبكي على رجل أظفره الله بالشهادة
فقال عبدالعزيز بل أبكي لأني بحثت عنها ولكن لم أظفر بها

رجع خالد وعبدالعزيز وخبر انتصاره راج في جميع البقاع
حتى وصل إلى مسامع رجل كان يعرف خالد حق المعرفة
فلما سأل هذا الرجل عن أوصاف خالد اصبح يراوده الشك أن هذا الشاب هو ذو العيون الصغيرة فأتجه هذا الرجل لرؤية هذا الشاب وقطع الشك باليقين
وكان خالد جالس وبجواره عبدالعزيز في حلقة مع مجموعة رجال يحدثهم عن الموقف البطولي للشيخ عبدالحق ومن معه
ولكن خالد توقف عن الكلام بعد أن سمع رجل من خلفه يقول إنه هو ورب الكعبة إنه هو ذو العيون الصغيرة

خيال الخيال 23-10-11 12:08 PM

ذو العيون 93

نظر خالد للخلف ثم أبتسم وقال أخيرا قابلتك يامهدي
فقام خالد وأحتضن مهدي ثم بدأ يمشيان وعبدالعزيز معهما وبدأ يتحدث مهدي عن أحواله وقال قد قلت للشيخ محمود إلا زلت تذكره ياذو
فقال خالد ذو لا ينسى أحد علمه حرف واحد فكيف برجل علمه كتاب الله
فقال خالد أكمل ماذا قلت للشيخ محمود
فقال مهدي قلت له لو كان ذو العيون الصغيرة هنا لفعل مثل ما فعل هذا الرجل
وقد أصبح كلامي حقيقة فهذا الرجل هو ذو العيون الصغيرة
كان عبدالعزيز صامت سكوت جعل خالد يشك فيه فقال له ما الذي يسكتك أيها الشرس وكان هذا لقب عبدالعزيز فبدأ بالضحك
وقال منذ أن قابلتك وأنا أريد أن أسميك بذو العيون الصغيرة ولم أكن أعلم أنهم كانوا ينادونك بهذا الإسم
فشعر مهدي بالإحراج وقال أن أسف ياذو ولكني لا أقصد الإساءة
قال ذو لا عليك من هذا القط الشرس فهو يحب المزاح
أنا أريد أن أرى الشيخ محمود فدعنا نذهب له قال مهدي لنذهب
بينما لا زال الشرس تأتيه نوبات من الضحك فقال أعذروني لا أستطيع الذهاب معكم
ولكن المفاجأة حدثت لما وقف الشيخ محمود أمامهم وهو يقول لم استطع أنتظار مهدي ليخبرني هل هذا الشاب هو الطفل المعجزة
فتبادلا السلام بحرارة ومحبة الأب لأبنه والأبن لأبيه
ومكث الشيخ محمود ومهدي عدة أيام ثم قال الشيخ محمود سوف أستأذنك أنا ومهدي لكي نذهب لأميرنا ونستأذن منه للإنتقال إلى هنا
نظر ذو لهما وقال لستما مجبوران بأخذ الإذن منه
أبتسم الشيخ محمود وقال لا زلت كما كنت رجل يحب التمرد ولا يحب الإنصياع لأحد
وبالفعل ذهب الشيخ محمود ومهدي وأستأذنا من أميرهم للإنتقال إلى جماعة حبيب رضوان
وعاش الجميع لحظات من السعادة والفرح وكأنهم عائلة واحدة
حيث في أحد الأيام قال الشيخ محمود لذو هل لا زلت تحفظ القرآن
فقال ذو إختبرني
فبدأ الشيخ محمود يقرأ آية وذو يقرأ ما بعدها
وكان الشيخ محمود يقرأ كل آية بأحد القراءات وذو يكمل بنفس القراءة والشرس ينظر لهم بإعجاب
وبعد أن ذهب ذو والشرس قال مهدي ما شاء الله لا زال ذو حافظ كتاب الله
قال الشيخ محمود نعم هو حافظ لكنه يقرأ دون أستشعار
إني أخشى أن ذو بدأ يمشي على خطا والده فأنا أكاد أجزم أنه تعرض لمواقف جعلته أكثر وحشية
وبدأت الأحداث تتسارع وبدأت ساعات الأفراح تنقضي لتأتي ساعات فيها من النصب والتعب الشيء الكثير
فحبيب رضوان استدعى الشيخ محمود
حيث قام الجنود الأمريكان بعد المعركة التي خسروا فيها بمحاصرة الجماعات المتواجده في الجبال وذلك بقطع المؤن أن تصل إليهم فكثفوا الدوريات وأحكموا قبضتهم على المداخل والمخارج التي توصل للجبال
وأستمر حصارهم لأكثر من شهر مما ترتب عليه إنتشار الجوع في جماعة حبيب رضوان مما أضطرهم لأكل أي شيء يجدوه
حيث أصبح وجبة الفرد فيهم في اليوم عبارة عن حبة تمر لا يأكلها دفعة واحدة وأنما يبقى يمصها ثم يعيدها في جيبه حتى يستطيع أن يقاوم الجوع
فجاء حبيب رضوان إلى ذو وقال أن ما نحن فيه بسببك فالأمريكان شددوا حصارهم ليأثأروا من هزيمتهم فعليك ايجاد الحل
قال ذو الحل موجود فقال حبيب رضوان بلهفه ما هو قال ذو الصبر حتى ينفذ صبرهم
قال حبيب رضوان ألديك حل غيره
قال ذو لا
فقال حبيب رضوان وكيف أنتصرت على معسكر كامل قال ذو كل معركة لها حساباتها فالهدف في المعركة تلك كان ثابت أما الآن فهم أهداف متحركة لديها تكنولوجيا يستطيعون من خلالها أن هجمنا عليهم أن يصطادونا كما يصطادون الأرانب
فغضب حبيب رضوان وقال أنا من سيفك هذا الحصار ثم أرسل إلى الشيخ محمود وكان سبب أختيار حبيب للشيخ محمود في غاية الخطورة

خيال الخيال 23-10-11 12:09 PM

ذو العيون94

حيث علم حبيب رضوان بالعلاقة الحميمة التي تجمع ذو بالشيخ محمود فإن ذهب الشيخ محمود للمعركة فإن ذو سيذهب معه
وبالفعل أمر حبيب رضوان الشيخ محمود بأخذ مجموعة من الرجال ومهاجمة النقاط التي يتواجد فيها الأمريكان
وافق الشيخ محمود بالقيام بذلك وعلم ذو بالأمر فأتجه له ومعه الشرس فوجد مهدي معه وهو يعد العدة
فسلم ذو وقال هل تريد الإنتحار يا شيخ محمود فنظر له الشيخ وقال بل أريد الإستشهاد
فأنا أعرف أن ما أقوم به هي محاولة يائسة ولكن لابد من المحاولة فإن الجوع وصل بهذه الجماعة مرحلة لا يستطيعون بعدها التحمل
قال ذو الجوع وما الجديد في ذلك فكل من هنا كان يعلم أنه سيأتي لمكان لا يوجد فيه إلا الجوع والخوف والمرض وليس معهم حل إلا الصبر
وأضف أنك لن تستطيع فعل شيء فهم سيقتلونك قبل أن تنفذ أي هجوم
هز الشيخ محمود رأسه وقال أنا أعرف ذلك ولكن لن أجلس مكتوف اليدين
فقال ذو إذا أنا سأذهب معك فقال الشيخ محمود لا لن أحقق ما يرجوه حبيب رضوان فأنت وأنا نعلم أنه أختارني لكي يجعلك تنضم معي فقال مهدي أنا سوف أذهب معك فقال الشيخ لا أحد سيذهب معي أنا سأذهب لوحدي ولن أتحمل برقبتي أي نفس مؤمنة قد أقودها للهلاك
ولكن لدي رجاء منكما
فقال مهدي قل يا شيخي فقال الشيخ محمود عدني يامهدي إني إذا مت أنك ستعود لوطنك سكت مهدي مندهش
فقال الشيخ محمود عدني بذلك فما كان من مهدي إلا أن عاهده
ثم أمسك الشيخ محمود بيد ذو وقال عدني أنت كذلك
أبتسم ذو وقال لا أستطيع أن أعدك فأنا رجل مطلوب أمنيا وإن قبض علي فسوف يحكم علي بالقتل وليس هذا ما أخافه ولكني عاهدت نفسي أن لا أقتل ويداي وقدماي مقيدتان
فلهذا لا أستطيع أن أوفي بالوعد أن قطعته لك
قال الشيخ محمود الذي كتبه الله لك سيحدث فأنصحك بإن لا تضجر من قضاء الله بل سلم أمرك إلى الله
ذهب الشيخ محمود ومهدي وذو والشرس يراقبانه حتى أبتعد عن أنظارهم فقال مهدي أرجو أن يعود سالما
فقال ذو كلامك هذا اشبه برجل قفز في الماء وهو يرجو أن لا يتبلل
فقال مهدي ما تقصد قال ذو أن الشيخ محمود ذهب لكي ينال الشهادة
شعر الشرس بالحزن الذي بمهدي فأراد أن يدخل موضوع آخر وقال لو كان معي حصان لأنتقل به بين هذه الجبال دون سرج أو لجام
شعر الشرس أن هذا الكلام كان بمثابة الشيء المعتاد عند ذو ومهدي فقال يبدو أن كذبتي مشت عليكما فكيف أركب حصان دون سرج بل من المستحيل أن تركبه دون لجام
نظر مهدي للشرس وقال ولما مستحيل فذو كان يركب حصانه الشاهين دون سرج أو لجام
فبدأ الشرس بالضحك ويقول هل تريدان أن تردا على كذبتي
لكن سوف أصدقك أنه يركب الحصان دون سرج لكن كيف أصدقك أنه يركبه بدون لجام فكيف سيقود الحصان ويوجهه
قال ذو هل تريد أن أريك كيف أفعل ذلك
فقال الشرس أتمنى ذلك؟

خيال الخيال 23-10-11 12:11 PM

ذو العيون95

فوضع ذو يداه على صخرة بجواره وأمسك الشرس بأقدامه وقال أقوده بهاتان القدمان وبدأ يشدهما والشرس يصرخ من الألم ويقول صدقتك صدقتك فأتركني فلست أستطيع التنفس
فتركه ذو ثم قام وتركهما
ومهدي يضحك ويقول قد قلت لك صدق ولكنك أصريت أن تعرف مدى قوة قدما ذو
إني على يقين لو أجتمع مائة رجل على ذو لما أستطاعوا هزيمته فقام الشرس وقال لو كان مثلي واحد آخر لهزمته

ومرت ثلاثة أيام من ذهاب الشيخ محمود ولم يسمع عنه أي خبر فبدأ مهدي ينفد صبره وذو يحاول تهدئته لكن مهدي أصر بالذهاب والبحث عنه فقال ذو إذا سأذهب معك فقال الشرس لن أفوت الذهاب معكم إلى الموت
بالطبع أتفقوا أن يكون ذو الأمير عليهم فبدأ ذو يقودهم بحذر وحرص تام ويتجولان في الأماكن التي يعتقدون أن الشيخ محمود قد ذهب إليها

ثم بدأ ذو يرى شيء كهيئة أنسان مصلوب فبدأ ذو يتقدم ويتفحص المكان بنظراته خشية أن يكون فخ وضعه الجنود الأمريكان
فلما وصلوا إليه لم يكادوا يعرفوا الشيخ محمود من كثر ما مثل به وشوه

فأراد ذو أن ينزله فأمسك مهدي يده وقال لن ننزله حتى نتعاهد على الثأر له فقال ذو وهو كذلك
فقال مهدي أعاهد الله ثم أعاهدك أن أقتل أثنان ثأر للشيخ محمود
فقال ذو وأنا أعاهد الله ثم أعاهدك أن أكمل المائة
(أي 98جندي من جنود الأمريكان)
فقال الشرس وانا سأرافقك ياذو في رحلة صيد الأمريكان

ثم قال ذو عليك يا مهدي أن تتجه إلى الأماكن التي يقطن فيها الأمريكان وأيضا أجعل ظلاما الليل ستار لك من الجنود
فأنزلوا الشيخ محمود ثم صلوا عليه ودفنوه

وبالفعل أنفصل مهدي عنهم فقال الشرس هيا لننجز مهمتنا
فقال ذو مهمتنا الآن مراقبة مهدي فأنا على يقين أنه سيفعل فعلا متهورا
وبدأ بالفعل يتبعون آثاره
حيث أن مهدي لما أحس أن ذو والشرس أبتعدا رجع للمكان الذي قتل فيه الشيخ محمود وبدأ يبحث عن الدوريات الأمريكية التي تتواجد في هذا المكان فمن المؤكد أن أحدهم هو من قتله
وبالفعل مرت السيارات الأمريكية فبدأ مهدي يطلق النار عليها
فتوقفت وبدأت تحاول أن تحدد مكان إطلاق النار وبالفعل بدأ الجنود يحاصرون مهدي الذي بدأ يحتمي خلف صخرة
فلما سمع ذو إطلاق النار ركض بكل سرعته فلم يستطع الشرس مجاراته
بل أن الشرس تعثر ووقع على الأرض من شدة التعب
فوصل ذو فشاهد مهدي قد حوصر ونهايته قد أقتربت فبدأ ذو ينظر للجنود الأمريكان فحدد جنديان يحملان أجهزه إرسال فجعلهم أول أهدافه وبدأ ذو يصيب الأمريكان وهم يتساقطون دون أن يعلموا من أين الرصاص يأتيهم حيث أستخدم ذو كاتم للصوت فأستطاع ذو قتل ثمانية عشر جندي فلما وصل الشرس للمكان وجد ذو يعاتب مهدي وينعته بالغباء
فقال ذو أنت عرضت نفسك وعرضتنا للموت فلو ان أحد الجنود طلب المساعدة لجاءت طائرات الأباتشي حينها سيستمتعون بصيدنا
أسمع يامهدي لا تكفي الشجاعة لمواجهة جنود يعرفون كيف يضعون خطة لمعاركهم
بل كيف تهاجمهم وأنت لم تصنع لنفسك خندق هل تظن أن هذه الصخرة ستحميك
أسمع يامهدي سأنصحك نصيحة أن كنت تريد أن تعمل بها فهي ستفيدك عليك قبل أن تبدأ أي هجوم أن تحفر حفرة ثم أشار بيده في وسط هذه الشجرة (وكان شجر يشبه الشرفث الذي ينبت عادة في الجبال ويتمدد بشكل محاذي للأرض)
ثم امسك بيده وقال دعونا نهرب من هذا المكان فوجودنا هنا فيه خطر كبير علينا
وبعد أن ابتعدوا من المكان قال ذو في المرة السابقة كنا نراقبك ولكن هذه المرة سوف نذهب لأنجز ما تعاهدنا عليه فأحذر على نفسك

خيال الخيال 24-10-11 12:30 PM

متابعتك لقصتي شرف يغمرني بالسعادة وردودك اوسمة اتقلدها منك لاستفيد من تساؤلاتك وتوقعاتك
فأنا من استمتع بمتابعتة ردودك فهي بالفعل رااااااااااقية
ذو العيون 96

توجه ذو والشرس إلى أحد المعسكرات التي يتواجد فيها الأمريكان
فقال الشرس يمكنك من على هذه التلة أن تصيبهم
فقال ذو علينا أن نحفر حفرة في وسط هذه الشجرة
ثم ننتظر ظلام الليل
ولما حل الظلام بدأ ذو يستهدف المولدات الكهربائية بسلاح كاتم للصوت مما نتج عنها أنفجار تسبب في حريق فهب الجنود لإطفاء الحريق فبدأ ذو يسقط الجنود واحد تلو الأخر واصاب الجنود ذعر وارتباك فهم لا يستطيعون تحديد مكان العدو
وكان الشرس يعد الجنود الذين يسقطون فلما وصل إلى ثمانين رجل قال الآن مع الثمانية عشر جندي الذي قتلتهم سابقا أوفيت بالعهد الذي قطعته ولكن لا مانع أن تزيد أثنان لتوفيهم المائة
نظر ذو له وقال وهل تظن أني استمتع بقتلهم إنما أنا أنفذ وعد قطعته على نفسي ثم قام وقال تعال لنختبي في الحفرة
فقال الشرس هل أنت مجنون تريد أن نبقى قريب من معسكرهم بعد ما فعلناه بهم
قال ذو بل الجنون أن نهرب في منطقة مكشوفة فيصبح أكتشافنا أمر سهل وكما قيل اقرب من الخوف تأمن
فما كان من الشرس إلا أن رضخ لأمر ذو لإيمانه أنه رجل يعرف ما يصنع
وبدأ الجنود يعيدون ترتيب صفوفهم وهبوا للبحث عن المعتدي فقامت الطائرات بالتحليق ومسح المكان وكذلك الجنود الأمريكان بدأو بالتفتيش في المكان وكانوا يمرون على الحفرة التي يختبي فيها ذو والشرس وكان الشرس كلما سمع قرب صوت الأقدام يقول قد كشف أمرنا وذو ينظر له ويبتسم ويقول لا تخاف فأنا أرتدي حزام ناسف سيحول المكان إلى دمار
فقال الشرس وهل تنوي قتلنا قال ذو خيرا لنا من أن نقع بأيديهم
ومرت ثلاثة أيام والجنود يفتشون دون جدوى وكان أكل ذو والشرس حبة تمر مع جرعة ماء في كل يوم
وبعد أن شعر ذو أن عزيمة الجنود قد ضعفت في إيجاد الفاعل استغل ظلام الليل وخرج ومعه الشرس ليعودا لجماعة حبيب رضوان

ولما وصل ذو وصاحبه للمكان لم يكن مهدي قد وصل فظل ذو ينتظره
كان مهدي قد وصل لمركز يتبادل فيه الأمريكان مهام المراقبة فأول ما قام أن طبق كلام ذو فبحث عن بعض الشجر الذي يمتد على الأرض وحفر في وسطها حفرة ثم بعد أن حل الظلام اقترب من الجنود و بدأ يوجه سلاحه إلى أحد الجنود لكن خوفه الشديد جعله يخطي فبدأ الجنود الأمريكان يرمون بشكل عشوائي على جهة الصوت
فأصابة احدى الطلقات كتف مهدي فسقط على الأرض

خيال الخيال 24-10-11 12:32 PM

ذو العيون97

أحس مهدي بألم شديد لكنه تحامل على نفسه وربط على جرحه حتى لا يصبح دمه أثر يدل الأمريكان على مكانه
وأسرع وأختبأ في الحفرة التي قام بحفرها تقدم الجنود الأمريكان وبعد أكثر من عشر ساعات من التفتيش شعر الأمريكان أن المعتدي لاذ بالفرار
فتراجعوا إلى أماكنهم
وبقي مهدي في الحفرة حتى ألقى الليل بأستاره فخرج وبدأ يركض ينشد النجاة وبعد جهد كبير وصل مهدي إلى جماعة حبيب رضوان وهو شبه ميت
فسمع ذو والشرس بوصول مهدي فبحثوا عنه فوجوده في احدى المغارات فلما رأى مهدي ذو اجهش بالبكاء وقال قد فشلت في أخذ الثأر ياذو والشرس يهدئه ويقول قد أخذ ذو بثأر الشيخ محمود 98رجل إلا يكفي
فقال ذو ليس هذا الوقت المناسب للحديث عن ذلك وما يهمني الآن هو أن تستعيد عافيتك
ولكن أعتقد أن جرحك قد تجرثم وبقاؤك هنا يعني موتك فالإمكانات هنا معدومة
ولا يوجد أمامك سوى أحد الأمرين الأول إما أن تموت هنا وهذا شيء أرفضه أما الأمر الثاني أن تعود إلى الوطن فهناك سوف يتم علاجك
فقال الشرس سيتم القبض عليه وادانته
أبتسم ذو وقال مهما أخطأ الأبن فرحمة أبويه تتجاوز عن زلته
إذا لم يثبت على مهدي أي إدانة وهو من سلم نفسه فإن وطننا الغالي لن يرده
هز مهدي رأسه بالموافقة فقال الشرس كيف سنسلمه

قال ذو سنحمله ونأخذه إلى القرية التي ساعدناها ونطلب من شيخها أن يوصل مهدي إلى القنصلية التابعة لوطننا وهم بعد ذلك سيعتنون به

وبالفعل حمل ذو و الشرس مهدي حتى وصلوا به إلى القرية وأخبروا الشيخ بطلبهم فقال اعتبروا صديقكم قد وصل وبقي ذو يتابع أخبار مهدي حتى تأكد أنه وصل إلى أرض الوطن

بعد إنتشار خبر وصول مهدي إلى الوطن في قريته أصبحت أم جابر تترقب قدومه
حيث مكث تحت حراسة في المستشفى حتى تم شفاؤه
ثم أحيل إلى التحقيق الذي باشره العقيد عادل الذي كان أول سؤال وجهه لمهدي هو هل رأيت ذو
فقال مهدي نعم
فكاد العقيد أن يطير من الفرح
فقال أين مكانه فقال مهدي في جبال افغانستان
فقال العقيد عادل هل معك له رقم فقال مهدي لا
سكت العقيد عادل ثم نهض وقال للعسكري الذي معه أكمل التحقيق فإن لم يدان بشيء فأطلق سراحة
وبالفعل لم يمكث مهدي أكثر من شهر إلا وهو في قريته فاقام له الشيخ معيض وجماعته مادبه الغداء في أول وصوله وبينما كانوا يجلسون في المجلس جاءت أم جابر تتوكأ على عصاها
وهي تصرخ وتقول يا مهدي هل رأيت ذو
فلما سمعها مهدي أجهش بالبكاء وقال هو من أنقذني
ففرحت أم جابر وقالت لا زال حي يعني لا زال الأمل موجود لرؤيته
فخرجت وهي تقول يارب أحفظ ولدي يارب أعد لي ولدي يارب أفرحني بلقاء ولدي
بينما كان ذو والشرس في غمار تحدي جديد فبعد أن أوصلوا مهدي للقرية وعادوا وجدوا فتى صغير مع حبيب رضوان الذي كان يجلس معه أخو التاجر ميلاد الذي يمول الجماعة وكان أسمه نعمان رجل معروف بشذوذه فلما
رأى الفتى قال لحبيب رضوان سوف نأخذ هذا الفتى لكي يساعد رجالي لإيصال الطعام والشراب لكم
لكن حبيب رضوان رفض وقال أنت تريد أن تقحمني في المشاكل
فبدأ نعمان يهدد بأن يقطع كل المؤن التي يرسلها أخاه ميلاد
فبدأ حبيب رضوان يرضخ للضغط فنظر إلى الفتى وقال يا حسان وكان هذا أسم الفتى
هل تريد أن تذهب مع هذا الرجل لتعينهم على إيصال الغذاء إلى هنا
ولكن ذو دخل عليهم وقال ما دام يريد رجل يحمل الغذاء فلن يجد رجل أفضل مني ثم نظر نظرات حادة إلى نعمان

خيال الخيال 24-10-11 12:34 PM

ذو العيون98

فقام نعمان غاضب وقال يبدوا أنك لا تعرف حدودك
فأبتسم ذو وقال أرني حدودي إذن
فأتجه نعمان إلى ذو فصفعه على وجهه
حينها شعر حبيب رضوان أن أمر نعمان أنتهى
ظل ذو يبتسم ثم أنحنى وأخد إبر كان يربطها خلف ساقه وقال الآن سأريك شناعة ما فعلت
فبدأ ذو يغرس الإبر في عينا نعمان وفي أذناه ثم ألجم صراخ نعمان بقطع لسانه
وحبيب رضوان ينظر ويشاهد
فلما سقط نعمان وبدأ ت أنفاسه الأخيرة تخرج فمات وحبيب رضوان واقف حائر ينظر حتى استيقظ من الذهول الذي أصابه
فقال حبيب رضوان لذو لك حتى شروق الشمس بعدها حياتك ستكون في خطر
فأنا لا أستطيع أن أمنع ميلاد أخ نعمان من أخذ ثأره فأخرج من هنا قبل أن يأتي أخو نعمان ورجاله

نظر ذو إلى حبيب رضوان وقال كنت أخطط لذلك مسبقا واليوم ستبدأ رحلة الذهاب إلى العراق
أمسك ذو بيد حسان وقال تعال معي
وبينما هم ينتظرون مسعود خان الذي أخذ عبدالوهاب صديق الشرس وأعاده إلى الوطن
قال ذو لحسان كم عمرك فقال خمس عشر سنة
سكت ذو قليلا وقال هل جئت هنا برضى والديك فقال حسان لا هربت من البيت وذهبت مع رجل أوصلني إلى هنا
فقال ذو أقسم لك لو أجد هذا الرجل لأقتله شر قتله كيف رضي أن يحرق قلبا أبويك عليك
نظر الشرس إلى ذو وقال شر قتله فأحس ذو أن لدى الشرس شكوك فقال له أرح نفسك وأفصح عن شكوكك فقال الشرس هل أنت من قتل شفيق إبتسم ذو وقال نعم أنا من قتله
فقال الشرس بالفعل فقلبك جبار لا يعرف لا رحمة ولا شفقة لكن وصول
مسعود خان قطع الحوار فبدأ ذو والشرس وحسان يمشيان مع مسعود خان حتى وصلا إلى بيت منعزل وقال مسعود خان ستمكثون في هذا البيت الذي كان يجلس فيه رجلان وأمرأه كانا أصدقاء مسعود وكان أسم الرجلان الأول برهان والثاني حاجي أما المرأة أسمها سيما
ثم أستأذن مسعود وقال سوف أعود لكما في الصباح الباكر

وقبل أن يغادر مسعود أمسك ببرهان وحاجي وحذرهم أن يقوما بأي تصرف وقال إن الشاب صاحب العينان الصغيرتان لا يقدر عليه عشرة رجال
وأخبرهم أنه سيذهب إلى القوات الأمريكية لكي يأتو يقبضوا عليه وفي الحقيقة أنه ذهب لكي يتفاوض مع القوات الأمريكية على سعر تسليمهم ذو العيون الصغيرة
حيث كان يأخذ على كل شخص يسلمه 100دولار
وكان مسعود يريد مائة الف دولار مقابل تسليمه ذو
ولم يكن يريد إخبار شركاءه بذلك ليظفر بالمبلغ كامل
فذهب مسعود خان
بينما اجتمع برهان وحاجي وسيما وبدأو يتشارون في أن يقوموا هم بتسليم هؤلاء الشباب إلى السجن ونيل المكافأة التي تقدر بمائة دولار

وبالفعل حمل برهان وحاجي الطعام وذهبوا به إلى ذو ورفاقه وكانوا قد وضعوا فيه مواد منومه تشعر الشخص بعد خمس دقائق بالنوم
فبدأ حسان والشرس بالأكل وذو يراقبهما فلما رأى برهان ذو لا يأكل بدأ بالإرتباك وقال هل هذا الأكل لا يعجبك
فنظر له ذو وقال لا أنا قد أكلت قبل قليل
قام برهان وذهب إلى المطبخ وبدأ يبحث عن سكين فرأته سيما وقالت ما الذي تنوي فعله
فقال برهان أريد أن أخرجكم من المشكلة التي وقعنا بها وأخبرها بما فعله ذو
فأبتسمت سيما وقالت دع الأمر لي

خيال الخيال 24-10-11 12:36 PM

ذو العيون 99

دخلت سيما على ذو ورفاقه ومعها قطعة قماش مع قطعة كعكة
ثم بدأت تقترب من ذو وتقول إن برهان قال لي أنك لم تأكل من الطعام الذي طبخته
وكان الشرس وحسان بدأ يشعران بالنعاس
وبقي ذو يستمع لكلامها وكانت سيما تملك عينان واسعتان عينان طالما كان يتمناها ذو
فأصبح تركيز نظر ذو على عينا سيما وهي تقترب بالكعكة
وبدأت سيما تقترب بشفتاها إلى ذو الذي أصبح كالصنم لا يتحرك وكانت سيما تردد بالعربية ما أجمل عيناك الصقريه
ولم يشعر ذو إلا وسيما تضع قطعة القماش على وجهه
فأصبح ذو فاقد للوعي لأن سيما كانت تضع في القماش مادة ذا ت رائحة تجعل من يستنشقها يستغرق في النوم
ثم نظرت سيما وقالت هل رأيت كيف تحل الأمور بالعقل قيدوهم قبل أن يستيقظوا
فلما استيقظ ذو وجد نفسه جالس على كرسي وقد قيدت قدماه ويداه
فإلتفت يمنه فرأى الشرس وحسان بجواره مقيدان وقد استيقظا
ونظر أمامه فراى برهان وحاجي وهما ينادون سيما تعالي قد استيقظ الشاب فنحن نريد أن نسلمهم للسجن ونقبض المال قبل أن يحضر مسعود خان
جاءت سيما وهي تنظر لذو بغضب وتقول هل صدقت أن عيناك القبيحتان جميلة وأنهما أوقعتني في حبك
فأقتربت من ذو ثم رفعت يدها وصفعت ذو على وجهه وهي تقول أنت غبي وأحمق
لم يحرك ذو ساكنا وبدأ ينفذ ما يأمر به برهان وحاجي
حتى أوصلوهم السجن وقبض برهان وحاجي المال
بينما مسعود خان لا زال يفاوض الأمريكان في سعر ذو وكان يريد مائة الف بينما كان القائد الأمريكي يحاول تقليص المبلغ لكن مسعود رفض أن ينقص شيء من المبلغ
فقال أحد الجنود الإمريكان بصوت خافت لقائده إن هذا المبلغ كبير جدا
ابتسم القائد وقال لو طلب عشرة أضعاف هذا المبلغ مقابل رأس هذا الرجل لأعطيته فهناك معلومات مأكده أن هذا الرجل كبد القوات الأمريكية خسائر فادحة
ولكني أنا أماطله حتى لا يطمع ويصيبه الشجع فلهذا لن نوافق له حتى ينشف ريقه

بينما برهان وحاجي وسيما يحتفلون في البيت فهم قد حصلوا على 300دولار دون عناء يذكر

بالطبع بدأ ذو ورفاقه يمشون بخطوات متثاقلة فالحديد المكبله به أيديهم وأرجلهم جعل حركتهم صعبة
فلما أوصلوهم زنزانتهم فكوا قيودهم
فبدأ ذو بسرحان عميق والشرس ينظر له ويقول سوف تفرج بإذن الله
كان بالسجن ساحة يذهب لها المساجين مع الصباح و قبل الغروب يدخلون زنازنهم
فلما أشرقت الشمس خرج ذو ورفاقه إلى الساحة فبدأ يظهر لهم مظهر رجل مصلوب في وسط الساحة فلما أمعن ذو النظر عرف أن هذا الرجل هو صديق الشرس
فبدأ يمسك بيد الشرس ويقول له تماسك فالرجال يعرفون عند المصائب
فلما رآه الشرس أنطلق إليه ولكن هناك رجل أمسك به؟

خيال الخيال 24-10-11 12:37 PM

ذو العيون100

كان الرجل الذي أمسك بالشرس رجل يدعى عبدالرحمن وكان من اليمن وبجواره ثلاثة رجال أحمد من المغرب وسامح من مصر وصادق من السودان
وكان عبدالرحمن يمسك بالشرس ويقول له لو رآك حيدر ستهلك
نظر له الشرس وقال هل تعرف قصة ما حدث للمفترس
قال عبدالرحمن نعم اعرف كل ما حدث تعال لأخبرك بقصة عبدالوهاب كاملة دون نقص أو زيادة
أولا أريد أن أخبرك أن هذا السجن قائم على مبدأ طائفي
فالسجناء القادمون من بلاد فارس أو من يوالونهم هم المتحكمون بالسجن ونحن القادمين من بلاد العرب نلاقي في هذا السجن كل العنف والقسوة
وكان عصر كل يوم جمعة يأتي راضي أخو حيدر الصغير فيختار أي واحد منا وأقصد العرب ثم يأخذه لمكان أشبه بمدرجات الملعب ويكون الجنود الأمريكان قد جلسوا فيه ينتظرون المعركة التي سوف تحدث فيصفقون ويصرخون فهم يستمتعون بهذه الأوقات دون أدنى رحمة لمن يموت بالمعركة
وبعد فترة وجيزة أدخل عبدالوهاب السجن وتعرفنا عليه بل أصبحنا أخوة تجمعهم العقيدة الواحدة
وبالطبع كنا يوم الجمعة نترقب من سيكون الضحية وبقينا شهر كامل ونحن نسلم من شر راضي
وكان عبدالوهاب قد وضع لنا خطة بأن نحفر نفق لكي نهرب من السجن وبالفعل بدأنا بحفر هذا الخندق
ولكن بعد أن أتممنا حفر النفق واجهتنا أكبر مشكلة وهي حراس الأبراج سيكشفونا بسهولة فالهروب من عندهم أمر مستحيل
حتى جاء عصر تلك الجمعة الذي غير كل شيء
حيث جاء راضي كعادته يختار فريسته وإختياره هذه المرة وقع فقاطعه الشرس وقال على المفترس
فقال عبدالرحمن بل علي أنا
أندهش الشرس وقال ثم ماذا
قال عبدالرحمن قال عبدالوهاب لراضي ما رأيك أن أحل مكانه
نظر له راضي بغرور حيث كان صاحب جسد ضخم وقال لا مانع أن أقتلك قبله هيا تعال
وبالفعل ذهب عبدالوهاب إلى ساحة القتال فشعرنا أن هذه نهايته
ولكن ما لبثنا ربع ساعة إلا وعبدالوهاب قد عاد الينا فشعرنا بفرحة غامرة فلم يكن على ثياب المفترس أي دم ولا تظهر عليه أي كدمات فكنا نعتقد أنه قد تم تأجيل القتال
لكن عبدالوهاب فجعنا بقوله قتلته وبضربة واحدة
حينها عرفت أن حيدر لن يترك أخاه راضي يموت دون أن ينتقم له
وبالفعل بدأت الضغوط تزداد على عبدالوهاب حيث قرر حيدر أن يكون يوم الجمعة القادم هو يوم قتاله مع عبدالوهاب
لكن الأيام التي قبل يوم الجمعة أوضحت لنا مدى جبن حيدر وخوفه الكبير من المفترس عبدالوهاب

خيال الخيال 25-10-11 12:05 PM

والله اني اسعد كثير حينما اقرأ ردودكم فهي حافز يمدني بمعنوياتمرتفعة فأشكركما
ذو العيون101

حيث أمر أتباعه قبل ثلاثة أيام من مو عد القتال أن يضعوا المفترس في ماء بارد حتى يصاب بالمرض فتصبح هزيمته أمر سهل
وبالفعل أصيب المفترس بإرتفاع في درجة حرارته
وأصبح في الليلة التي تسبق القتال لا يستطيع الوقوف ومع ذلك قال أحد أتباع حيدر أن هذا الرجل قتل أخاك بمهارة يده اليمنى وليس بقوته فأنا أخشى أن يقضي عليك في ضربة خاطفة
فقال حيدر وما الحل فقال له نربط يده اليمنى بشده حتى يتوقف فيها الدم وقبل القتال بساعة نفكها وقد أصبحت شبه المشلولة
وبالفعل تم وضع حبل وربطه بشدة على يد المفترس
وقبل النزال تم فك الحبل وكانت الحرارة جعلت من المفترس يترنح وتم حمله إلى الحلبة
وكان الجنود الأمريكان قد تزاحموا على المدرجات لعلمهم أن هناك نزال كبير سيحدث بين حيدر وقاتل أخاه
فلما رأى الجنود الأمريكان حال المفترس عرفوا أن حيدر هو من فعل ذلك حتى يستطيع أن يقتله بسهولة
فبدأ حيدر يصرخ ويزمجر وينادي بإسم أخاه بينما كان المفترس يحتضر فالمرض زاد عليه وكان الجنود الأمريكان يصرخون صرخات استهجان ضد حيدر ويطالبونه بأن يؤجل القتال حتى يستعيد خصمه عافيته
لكنه بدأ يركض ليطعن المفترس بخنجر كان بيده ثم طعنه فوقع المفترس ميتا فبدأ الجنود يرمون حيدر بأحذيتهم وينادونه بالجبان
لكن حيدر حمل جثة المفترس ليضعها في وسط الساحة ليدخل الرعب في قلوبنا
قام الشرس وقال دلوني عليه لكي أقتله أمسك ذو بالشرس وقال تريث وأنا أعدك أن أجعل حيدر يتمنى الموت لكن الآن أريد أن أرى النفق الذي حفرتموه
وبالفعل دلوه عليه فبدأ ذو يضع الخطة للهروب ثم طلب منهم أن يحفر في النفق لحد ليضعوا فيه جثة المفترس
ثم خرج ذو وبدأ ينظر للمكان نظرة متفحصة فرأى مكان يشترون منه المساجين وكان بجوار جدار السجن فلما أقترب منه رأى ما سوف ينجح خطته رأى أسطوانات غاز بالداخل
ثم أجتمع بأصحابه وقال ا الليله سوف نخرج نظر له عبدالرحمن وقال كيف نخرج بالليل والأبواب مغلقة علينا قال ذو إذا شب حريق في السجن فسوف يضطرون الى إخراجنا إلى الساحة فقال سامح وكيف سنحرق المكان قال ذو إلا ترون أسلاك الكهرباء المتهالكة إن شبكناه ببعض ستلتمس وتسبب أنفجار ينتج عنه حريق
ثم بدأ ذو يشرح الخطة ويوزع المهام فحين يخرج عبدالرحمن وسامح وصادق وأحمد ومعهم حسان إلى الساحة عليهم أخذ المفترس معهم إلى النفق ودفنه في اللحد ثم ينتظرون قدومهما
بينما هو والشرس يستغلون الفوضى العارمة ليبحثوا عن حيدر ويثأروا للمفترس
وبالفعل تم تنفيذ الخطة فبدأ ذو و الشرس يبحثون عن حيدر وبالفعل وجدوه يركض يريد الخروج للساحة فأمسكوا به وأدخلوه أحد الغرف ثم أخرج ذو لسان حيدر وقطعه حتى لا يصرخ والشرس ينظر ويراقب ويرتعد من ملامح وجهه ذو التي أصبحت مرعبة
ثم بدأ يغرس الإبر المسمومة في عيناه وأذناه
ثم قال ذو للشرس هيا بنا تأخرنا وبالفعل تركا حيدر وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
توجه ذو والشرس للساحة وأتجه ذو إلى المكان التي يوجد فيه أسطوانات الغاز وأشعل المكان فيه وبدا المكان يحترق لكن هناك أمور تجري بالخارج حيث أن مسعود أتفق مع القائد الأمريكي وأخذ الجنود ليقبضوا على ذو فلما وصل مسعود إلى اصحابه وأقتحم الجنود البيت لم يجدوا سوى برهان وحاجي وسيما
فقال مسعود أين ذو ورفاقه فقالوا سلمناهم للسجن فأتجه مسعود والجنود إلى السجن لكن الأحداث بالسجن كانت تشتعل

خيال الخيال 25-10-11 12:07 PM

ذو العيون102

حيث أنفجرت أسطوانات الغاز مما سبب سقوط الجدار فأصبح الهرب من السجن أمر سهل ولكي يعيق قائد الحراس السجناء من الهرب أمر جميع الحراس بما فيهم حراس الأبراج بالنزول وأطلاق النار لأي سجين يريد الإقتراب من الفتحة
بينما ذو والشرس أتجها إلى النفق فلما وصلا كان عبدالرحمن ورفاقه قد دفنوا المفترس فبدأ الشرس يبكي ويقول كنت أريد أن أقبله لكن ذو قال ليس هذا وقت البكاء علينا أن نخرج ما دام الحرس مشغولون بحراسة الفتحة التي بالجدار وبالفعل خرجوا فلما أبتعدوا عن السجن قال عبدالرحمن نحن سوف نذهب إلى العراق فهل ستذهبون معنا قال ذو أنتظروني هنا حتى الصباح فأن لم أعد فأرحلوا فأراد ذو أن يذهب فقام الشرس وقال أنا قادم معك لننهي الأمر الذي تفكر به
وصل مسعود خان والجنود إلى السجن وشاهدوا الفوضى التي داخله ولم يسيطر على الوضع إلا بعد أن أشرقت الشمس وبعد أن تفقدوا المساجين عرفوا أن ذو ورفاقه قد هربوا من السجن
فتذكر مسعود أصحابه وخشي أن يعود ذو وينتقم منهم فأخبر القائد الأمريكي بذلك فأرسلوا معه جنودا
حتى يقبضوا على ذو
فلما وصل مسعود خان وجد برهان وحاجي ملقيان على الأرض وقد كسرت رقبتهما
ووجد سيما جالسة على الكرسي ولسانها مقطوع على الطاولة وعيناها وأذناها قد وضع فيها إبر ومكتوب على الطاولة أين ستهرب يامسعود سوف أعود وأقتلك

بالطبع كان ذو والشرس قد بدأو رحلتهم مع عبدالرحمن ورفاقه إلى العراق
فقال الشرس هل ستعود حقا لتقتل مسعود قال ذو بالطبع لا فأنا أريد أن أشغلهم بالتفكير في كيف سأعود وأقتله مما يسهل هربنا منهم
نظر الشرس إليه وقال لكن أنا أريد أن أقتله حقا
قال ذو يا شرس إن هناك كثير من الأمور نريد فعلها لكن لا نستطيع فإن بقينا نفكر بها فسوف نعيش حياة كلها كدر ونكد
وبعد رحلة شاقة ومتعبة وصل ذو ورفاقه إلى العراق وأستقبلهم رجل أسمه مراد الذي أوصلهم إلى أحد الجماعات وكان قائدها رجل أسمه فيصل
وكانوا مختبئين في بيت له ساحة محاطة بجدار مرتفع وكان هناك جندي أمريكي مأسور قد تم تقيد يداه

فبدأ فيصل ينظر لهم ثم قال قد جئتم في وقت هام اليوم سنطبق الإعدام في هذا الجندي وسوف يقوم أحدكم بذلك ثم أشار بيده إلى ذو وقال تعال أنت وأعطاه ساطور حاد وقال سوف نصورك وأنت تقطع رقبته بقي ذو ينظر الى فيصل فأحس فيصل أن ذو خائف ولا يستطيع فعل ذلك فبدأ يقول إنك أول مرة ستشعر بخوف وندم ولكن مع الأيام ستصبح الأوضاع كشرب الماء أبتسم ذو وأخذ الساطور

خيال الخيال 25-10-11 12:09 PM

ذو العيون103

اقترب ذو من الجندي الأمريكي ثم رفع الساطور ثم قطع به قيود الجندي المأسور ثم قال له أنت في حمايتي إن لم يثبت أنك قتلت أحد منا
نظر له فيصل وقال هل تريد أن تطلق سراحة بعد أن تكبدنا التعب من أجل الإمساك به وهو حي قال ذو هذا أقل ما افعله لكي أسترد كرامتي منك فكيف تطلب مني أن أقتل رجل يداه مقيدتان
فأراد فيصل أن يطعن الجندي الأمريكي لكن ذو أمسك به ووضع الساطور على رقبت فيصل وأقسم بالله لو حدث شيء للجندي الأمريكي فسوف يقتل فيصل
وكان نادر نائب فيصل في الجماعة يتسلسل من خلف ذو وكان يريد الغدر بذو لكن الشرس أمسكه وقال يبدوا أنكم لن تصدقوا أن ذو جاد في كلامه حتى نريق دمائكم
شعر فيصل أن هؤلاء الشباب لن يترددون في فعل ما يقولون فما كان منه إلا أن أمر بإطلاق سراح الجندي حتى يستطيع أن يحتوي المشكلة
وبعد أن مرت أيام من المشكلة بدأ فيصل يحاول أن يفرض نفسه قائد على ذو ورفاقه فأمر كل من صادق وسامح وأحمد بأن يتمركزوا في أماكن محددة يجمعون خلالها معلومات عن تحركات العدو بينما عبدالرحمن استعد بأن ينفذ عملية استشهادية وكان ذو يسمع الخطة التي يملونها على عبدالرحمن فقام ذو وأمسك بيد عبدالرحمن وأخذه إلى غرفة بعيده وبدأ يحاول أن يقنعه أن يترك تنفيذ العملية الإستشهادية لكن عبدالرحمن أصر على موقفه فتركه ذو وذهب إلى الشرس وحسان وقال لهما نحن الآن مجموعة لا أحد يتخذ قرار حتى يستشير البقية
وبعد مرور اسبوع نفذ عبدالرحمن العملية الإستشهادية التي جعلت فيصل ورفاقه مبتهجين لنجاح العملية لكن خبر القبض على أحمد وصادق وسامح أربك فيصل الذي أمر نادر بأن يأخذ المجموعة إلى مخبأ آخر تحسبا لأن يعترف سامح وأحمد وصادق بمكان الجماعة
وبعد أن استقروا في مكانهم الجديد جاء فيصل إلى ذو وصاحبيه وأخبره أنه يحتاج إلى شخص يقوم بعملية استشهادية ضد طائفة تقوم دوما بالإعتداء على أهل الحق
قال ذو وهل تريد أن أقتل أناس لهم إعتقاداتهم ومذهبهم دون سبب
قال فيصل كيف بدون سبب أليس هم من يقتحمون حاراتنا ثم يقتلون الأبرياء
قال ذو إذا دلني على أماكن هؤلاء القتلة وعلى الأماكن التي يقتحمونها وسوف أردعهم من فعل ذلك
قال فيصل إنهم أقوى مما تتصور قال ذو قلت لك سأردعهم ثم قام ذو وقال سوف تبقى هنا يا حسان حتى أنهي أنا والشرس هذه المهمة

وبالفعل خرج ذو والشرس إلى المكان الذي يقتحمه أصحاب الطائفة الضالة ويقتلون كل ما تقع أيديهم عليه دون وجه حق

وبالفعل أستطاع ذو والشرس من التصدي لهذه الطائفة بل والقضاء عليها وبعد أسبوع عاد ذو والشرس إلى المخبأ الذي فيه صدم ذو بالخبر الذي سمعه

خيال الخيال 25-10-11 12:10 PM

ذو العيون104

حيث استغل فيصل تواجد حسان لوحده وقال له سوف أكلفك بمراقبة ما يحدث في تجمع سيكون ظهر اليوم لهذه الطائفة وكل ما عليك أن تقترب بالسيارة للموقع ثم مراقبة ما يحدث وافق حسان وأخذ السيارة وأقترب من المكان وبعد أن توقف حدث أنفجار كبير من سيارته لتخرج روح حسان دون أن يعلم أن السيارة التي يقودها مفخخة

فلما عاد ذو والشرس أخبرهم أن حسان طلبه أن ينفذ عملية استشهادية ولقد فاز بالشهادة نظر ذو إلى فيصل ثم قال حسان طلب منك ذلك قال نعم هز ذو رأسه وقال ما دام أن حسان رحل فليس لحياتي معنى أريدك أن تجهز لي سيارة مفخخة ولكن بشرط أن يكون الهدف دبابة أمريكية
دخل السرور لقلب فيصل وبدأ يعد السيارة والخطة
والشرس يحاول أن يثني ذو عن ذلك لكن دون جدوى
وبعد أن أنتهى فيصل من إعداد الخطة والسيارة ذهب ذو برفقة الشرس مع فيصل وبعد أن وصلا إلى المكان قام ذو بتكتيف فيصل ووضع حزام ناسف على خصره ثم آراه جهاز التحكم بالتفجير وقال له لك دقيقة واحدة حتى تصدم بسيارتك المفخخة تلك الدبابة فإن لم تفعل ذلك بإرادتك فسوف أنسفك بهذا اللغم الذي بخصرك
فلما قيد ذو يد فيصل بمقود السيارة قال له إياك أن تخالف الخطة تجهز فيصل لتطبيق خطة في رأسه وهو أن ينطلق بأقصى سرعة حتى يبتعد عن نطاق جهاز التحكم بالتفجير فينقذ نفسه من الموت المحتم وبالفعل مر فيصل بجوار الدبابة دون أن يستهدفها فعلم ذو أن فيصل يريد أن يهرب فضغط على جهاز التفجير ليموت فيصل
نظر ذو إلى الشرس وقال له ماذا نفعل الآن قال الشرس وهل سوف تطيعني قال ذو أنا معك قال الشرس إن عدنا إلى المخبأ لن يتركنا نادر دون أن ينتقم لمقتل فيصل فالحل الذي نملكه أن نعود لأرض الوطن ونسكن في إحدى القرى النائية لنعيش بقية حياتنا بعيدا عن الحروب والفوضى وكان الشرس يفكر تفكير أخر لكن لم يفصح به حتى أولا يقنع ذو بالعودة إلى أرض الوطن
بالفعل وافق ذو وقال لنبدأ الآن رحلتنا فكل ما أخشاه هنا أن يتم القبض علينا ثم قتلنا ونحن مقيدي الأيدي وبالفعل بدأ ذو يدرس تحركات حرس الحدود لكي يمكنهما تجاوز الحدود دون أن يقعوا في أيدي حرس الحدود وبعد أن عرف ذو والشرس تحركاتهم استغل ظلام الليل ليدخل الحدود وبعد أن تجاوزا منطقة الخطر بدأ ذو يضع خطة للقرية التي سوف يسكناها بحيث لا يكون في هذه القرية مركز شرطة أو أي جهة حكومية قد تلقي القبض عليهم لكن ذو تفاجأ بالشرس وهو يقول أنا أسف ياذو فأنا قد أتخذت القرار الذي سوف تتخذه معي إما بإقتناع أو بالقوة

خيال الخيال 25-10-11 12:11 PM

ذو العيون105

نظر ذو إلى الشرس وقال ما هو القرار الذي يجب أن أقتنع به أو تجبرني عليه
قال الشرس سوف نسلم أنفسنا نظر ذو إلى الشرس وقال نسلم أنفسنا حتى يتم تقيد يداي ثم تطبيق حكم القتل بي وأنا مقيد اليدان كشاة تذبح لا تستطيع الذود عن نفسها
لا ياصديقي لن يكون قراراي مثل قرارك فأنت لست إلا رجل ضل الطريق يريد العودة إلى طريق الرشاد فهم إن تأكدوا من صدق كلامك وكذلك عدم وجود جرائم إرتكبتها ضد أبناء هذا الوطن فهم سيرحبون بعودتك
أما أنا فأنا مجرم هارب من عدالة القانون فأنا قد قتلت أثنان قبل خروجي من أرض الوطن ومن الطبيعي أن يحال أمري إلى القضاء وبكل تأكيد لن يرضى أولياء القتيلان إلا برأسي يتدحرج على التراب ويسقط جسدي و يداي مقيدتان
أتعرف أيها الشرس لست أخاف الموت ولكن أتمنى أن أصارعه ويداي مطلقتان لحاجة في نفسي
ثم قال ذو إذا هنا سنفترق ما دامت قدأختلفت وجهاتنا
قال الشرس لن أدعك ترحل وأنا متفائل أنه سيتم العفو عنك لكن سلم نفسك
لم يلتفت ذو لكلام الشرس وبدأ يمضي قدما فصرخ الشرس وقال قف قبل أن أوقفك بالقوة
وقف ذو ثم استدار إلى الشرس وقال هل بالفعل ستستخدم قوتك ضد صديقك
قال الشرس سأستخدمها إن كنت أعتقد أن ذلك لصالحه
قال ذو إليس من المخجل أن يتفارقا صديقان بهذا الشكل لكن عندي حل آخر
قال الشرس ما هو
قال ذو سوف أقوم بحركة إن إستطعت أن تفعلها سوف أكون طوع أمرك وأفعل ما تريد ولكن إن لم تستطع فعلها فعليك أن تدعني أمضي في طريقي
فكر الشرس ونظر في الصحراء من حوله وبدأ يفكر ما الحركة التي سيفعلها في هذا المكان لا أستطيع فعلها
فقال أنا موافق هيا أرني الحركة قال ذو إذا راقبني جيدا حتى تعرف ما عليك فعله رفع ذو يده في السماء وظل رافع يده لأكثر من دقيقة والشرس يراقب وهو مندهش لا يعرف ماالذي يريد ذو فعله
وفجأة وبسرعة خاطفة أدخل ذو يده بين الرمال حتى كتفه وكأن يده سيف غرسها بين الرمال
إنذهل الشرس من هذه القوة وأحس بالعجز فنظر له ذو وقال جاء دورك إستعد الشرس ثم ضرب الرمل فلم يدخل سوى أصابعه
قال ذو إذا أنا المنتصر ولكن قبل أن أرحل أرجوك ياعبدالعزيز وأحببت أن أسميك بإسمك ليصبح الوضع من الآن بيننا رسميا أن لا تخبر أحد أنك رأيتني وأخص حين يتم التحقيق معك
أحس الشرس أن ذو قرر أن يكون الشرس من الماضي الذي يجب أن ينساه
فقال ما دمت تريد الرسمية بيننا فثق تماما يا خالد أنهم لو قطعوني لن أخبرهم عنك
فبدأ ذو يمشي حتى إختفى عن أنظار الشرس فبعد إن أبتعد ذو عن الشرس جثا على ركبتيه ثم بدأ يبكي بكاء مرير فحبه لذو أشد من حب الأخ لأخوه بل أشد من حب الأب لإبنه ثم أخرج ميدالية مجوفة ومغلقة ثم فتحها لينظرالى صورته هو وذو والمفترس ثم بدأ يقول وداعا يا عبدالوهاب ووداعا يا خالد
ثم قام الشرس وبدأ رحلته حتى سلم نفسه إلى أقرب شرطة الذين بدورهم أرسلوه إلى الرياض وهناك سمع العقيد عادل أن أحد شباب الوطن الذين أخطأوا الطريق سلم نفسه عائدا من أفغانستان
فجاء مسرعا إلى أن وصل إليه وكانت كل أماني العقيد عادل أن يكون الشاب هو ذو العيون الصغيرة

خيال الخيال 26-10-11 11:56 AM

كل يوم يقدم لي هذا المنتدى بأعضاءه الرائعين حوافز ودعم معنوي مقطوع النظير فلست اجد كلمات الشكر توفي حقوقكم علي ولكنها اكثر ما املك فشكرا جزيلا خرجت من اعماق قلبي


ذو العيون106

فلما دخل العقيد إلى عبدالعزيز(الشرس)أصيب بخيبة الأمل ولكن بقي بصيص أمل لدى العقيد عادل فأخرج صورة كان يضعها في جيبه ثم قربها من عبدالعزيز وقال هل رأيت هذا الشاب في أفغانستان نظر عبدالعزيز إلى الصورة وقال في نفسه تبا لك يا ذو هل أنت مطلوب لهذه الدرجة فهز عبدالعزير رأسه وقال لا وكانت صورة ذو موجودة أيضا في جيب عبدالعزيز في الميدالية المجوفة
قام العقيد عادل وقد فقد الأمل في العثور على خيط يوصله إلى ذو ثم قال أهلا بك يا بني لعودتك لوطنك
فمهما فعل الأبن بأمه فإن الإم ستسامح فكذلك الوطن مهما أخطأ أبناءه ما دام أنهم ندموا وعادوا فسوف يسامحهم الوطن ما لم يعتدوا على حق مواطن في هذا الوطن حينها سيكون أمرك بقرار هذا المواطن إما يأخذ حقه منك أو يعفو عنك
وبعد أن تم التأكد أن عبدالعزيز ليس لديه أي جرائم تدينه تم إطلاق سراحة
لكن عبدالعزيز كان لديه رجاء واحد فجاء العقيد عادل ليعرف ما الذي يريده عبدالعزيز
فقال عبدالعزيز أنا أريد ان تضعوني جندي في حرس الحدود لأذود عن حدود وطني
إندهش العقيد عادل من هذا الطلب بل وشك في نوايا عبدالعزيز فأحس عبدالعزيز بذلك فقال أنا أعرف أنك لا تثق بي وتخشى أن أساعد في دخول الممنوعات لأرض الوطن لكن أعاهد الله ثم أعاهدك أني سأمنع حتى النمل من دخول حدود وطني وراقبوني إن كنتم تشكون بي فسترون مني ما يسركم
وافق العقيد على طلب عبدالعزيز وقال بأي الحدود تريد أن نضعك فقال أريد حدود الجنوب وبالذات الحدود التي تقع بجوار شرورة
فقال العقيد لما شرورة فقال عبدالعزيز باقي الحدود الجنوبية جبلية وأنا أحب الصحراء لأني أشعر بسعة البال بإتساع رمالها
قال العقيد لك ذلك
قال عبدالعزيز بقي طلب وأخشى أني أكثرت الطلبات
العقيد لا قل ولا تخجل
عبدالعزيز أريد أن أزور جدتي قبل الإلتحاق بحرس الحدود
قام العقيد عادل فشعر عبدالعزيز أنه قد تضايق من كثر الطلبات
لكن عبدالعزيز تفاجأ لما سمع العقيد يقول إنهض الآن سنذهب لزيارة جدتك
وبالفعل وصل عبدالعزيز إلى قريته ليحتضن ليس جدته بل الأحزان والحسرة فلقد ماتت جدته قبل أن يقبل قدماها ويطلب منها أن تسامحه لما رأى العقيد عادل الحزن على وجه عبدالعزيز وضع في جيبه رقم جواله وقال عندما تصبح مستعدا فاتصل بي ثم رحل
بدأ عبدالعزيز يمشي ولم يشعر بنفسه إلا وهو داخل المسجد قبل أن يأذن للظهر بساعة
ومكث بالمسجد يقرأ القرآن حتى حان وقت الآذان وكان المؤذن قادم ومعه الشيخ ونائبه يتبادلون الأحاديث
فتفاجأوا أن هناك أحد بالمسجد يؤذن فقال الشيخ أبو عبدالكريم (لقب عبدالكريم الوحش) إن هذا الصوت صوت الشرس
فقال المؤذن ألم يخطر ببالك إلا الشرس
فلما دخلوا المسجد قال الشيخ ألم أقل لكما أنه الشرس
فبدأ يمشي الشيخ بخطوات سريعة وكذلك نائب الشيخ أبو عبدالوهاب(لقب عبدالوهاب المفترس) ثم أمسك بكتف الشرس فأستدار الشرس لهم فقال الشيخ له أين إبني الوحش وكذلك قال أبو المفترس فكان رد الشرس

خيال الخيال 26-10-11 11:57 AM

ذو العيون107

فكان رد الشرس عليهما ببكاء مرير عرف منها ابو الوحش وأبو المفترس أنا إبنيهما ميتان
مكث الشرس بالمسجد ثلاثة أيام دون أن يغادره وكان المؤذن يحضر معه بعض التمر والماء وخشي المؤذن على صحة الشرس فأخبر الشيخ الذي بدوره بحث عن سامر الشاب الملتزم الذي قام الشرس ورفاقه بتقيده وتجريده من ملابسه لكي يعظه وينصحه
وبالفعل جاء هذا الشاب مع الشيخ لكي يصبروا الشرس ويعظونه بأن لا ييأس من رحمة الله له
فلما وقف الشاب سامر أمام الشرس نظر له الشرس فعرفه فقام بسرعة ووضع وجهه بين أقدام سامر وقال سألتك بالله أن تدوس برجلك على وجهي لتأخذ حقك مني فتسامحني وتسامح صديقاي
أحس سامر بقشعريرة فجثى على ركبتيه ورفع رأس الشرس وقال والله إني سامحتكم منذ أن فك وثاقي بل دعيت الله لكم فأصبح البكاء هو السائد في ذلك الموقف فالكل لم يستطع أن يعبر عن فرحته بتوبة الشرس
وبعد مضي عشرة أيام جاء الشرس إلى أبو الوحش وأخبره إنه ذاهب إلى شرورة كجندي في حرس الحدود وأن راتبه سيتم تحويله إلى حساب الشيخ ليوزعه على ما تحتاجه القرية أو على المحتاجين فيها
أراد الشيخ أن يقنع الشرس بالزواج وبناء أسرة لكن الشرس قد إتخذ قراره إلتحق عبدالعزيز بحرس الحدود بتوصية من العقيد عادل وكان الشرس قد طلب أن يوضع على نقطة حدودية تحيط بها الكثبان الرملية وأن يكون لوحده تم الموافقة على طلب الشرس ولكن مع مراقبته وفي خلال شهر واحد أحبط الشرس اكثر من ثلاث محاولات تهريب بل وألقى القبض على المهربين مما جعل سمعته بالعلالي وكان الملازم سلطان هو المشرف على الشرس وكلما أراد أن يرفع إسمه لكي يكرم ويحصل على ترقية نظير أفعاله كان يرفض رفضا مطلقا
ويبرر ذلك بأنه يريد الأجر من الله
وكان الشرس في كل يوم يمر يطعن بيده الرمال حتى يستطيع أن يفعل ما فعله ذو فهو لا زال يحلم أن يرافقه ذو إلى الحدود فيصبحا سور حصين ضد كل من أراد بهذا الوطن سوء ومع كثره محاولاته إلا انه ما زال أمامه الكثير حتى ينجح وفي كل مرة يفشل يخرج القلادة التي تحمل صورته وصورة المفترس وذو ويبدأ يخاطب ذو ويقول سوف أنجح مهما كلف الأمر
بينما كان الشرس مشغول بنفسه
كانت هناك أحداث في الرياض تحدث قد تغير حياة ذو
كان طلال في خلاف مع أمه فلقد تخرج طلال من الجامعة وتم تعيينه في مدرسة بقرية نائية بالشمال وكانت أمه المها رافضة أشد الرفض في ذهاب ابنها لبعد المسافة وخوفها عليه
وكان بدر أبو طلال يجلس مبتسم فنظرت له المها وقالت له قل شيئا لماذا يتعب نفسه والحمد لله الخير كثير فلما لا يساعد خاله سالم الذي دوما كان يلح بأن طلال إن كبر سوف يساعده بل سيجعله يحل مكانه ليرتاح
قال بدر ياطلال قد قلت لك قصة زواجي بإمك فلو لم يقدر الله لي الذهاب إلى قرية أمك للعمل فيها كمعلم لما كان حظيت بأمك فبفضل الله ثم تعب سنة واحدة حزت على أجمل زوجة وما يدريك قد يكون نصيبك بتلك القرية وثق يابني أن بنات القرية أكثر تحملا للمسؤلية من بنات المدينة بل وأكثر تقديرا وإحتراما للحياة الزوجية
لما سمعت المها كلام بدر جلست وبدأت بالبكاء وهو تقول هل تريد إبنك يبتعد عنك
قال بدر هو الآن أصبح رجل وله يعود القرار
نظر طلال إلى أمه وشعر بالأسى لها فقال أنا قررت

خيال الخيال 26-10-11 11:58 AM

ذو العيون108

أنا قررت أن أذهب وأتعلم من دروس الحياة حينها إستسلمت المها للأمر الواقع
بالفعل وصل طلال إلى القرية التي بها المدرسة التي تعين فيها وبدأ يسأل عن مكان السكن وكان بالمدرسة مدرس قد مضى على تواجده بالمدرسة أكثر من ثلاث سنوات وكان أسمه فهد
فأستغرب الإستاذ فهد وقال وهل ستسكن في القرية قال طلال وما الغريب في ذلك قال فهد أنت تعرف أنه لا يوجد أبراج جوال ولا مطاعم فاخرة ولا سوبر ماركت كبير وأكثر الخدمات غير موجودة فأغلب المعلمين يسكنون في أقرب مدينة ويقطعون أكثر من 150كيلو يوميا
قال طلال أنا هارب من حياة المدينة وأريد أن أعيش حياة البساطة هز فهد رأسه وقال إذا سأجعلك تسكن معي
وأخذه إلى بيته فلما رأى طلال البيت تفاجأ فبدأ فهد يضحك وهو يقول هل كنت تظن أن أدخلك فندق خمس نجوم
هز طلال رأسه وقال سوف أتعود على ذلك وبدأ فهد وطلال يخرجان سويا ويتمشيان بين الرمال تارة وأخرى يصعدون بالسيارة قمم الجبال
أحب طلال البر وحياة البر بل عرفه فهد على رجل من أهل القرية اسمه أبوعايد كان صاحب ابل كثيرة وكان رجل طيب إلى أبعد الحدود فكان طلال وفهد يذهبان له في البر ويمكثان معه على شبة النار أحس طلال أن حياة أبو عايد حياة رائعة فلا يوجد في حياته مواعيد أو أشغال ولا يأتيه ما يسمى الضغوط النفسية
فبدأ طلال في طريق العودة يمتدح أبوعايد مدح إلى أن قال أشك أن يوجد بهذا الرجل عيوب
قال فهد بل يوجد به عيب كبيرا جدا جدا جدا
إلتفت له طلال وقال ما هو
قال فهد لديه أسرة وأولاد لا يسأل عنهم فكل ما عليه أن يوفر لهم الأكل والشرب ولا شأن له في أي أمر آخر
ثم إلتفت فهد إلى طلال وقال لدى أبو عايد ثلاثة أبناء وخمسة بنات وبناته أصبحن كبيرات لم يتجرأ أحد على خطبتهن فعايد اكبر أبناء أبو عايد كان اسمه يمثل الرعب في القرية فهو رجل قد سلك طريقا كلها خراب لكنه منذ أشهر إنتقل إلى مدينة حيث وجد فيها وظيفة فأرتاح الناس منه
لكن أخوته الإثنان فواز وفايز يريدان أن يسلكوا طريق أخاهم فأصبحت مشاكلهما تكثر
قال طلال سبحان الله كيف أصبح هؤلاء أبناء أبوعايد الرجل الطيب
وكان فهد قد تعرف على كثير من أهل القرية ومن ضمنهم رجل أسمه زايد ويكنى بأبو مشاري وكان زايد لديه سبع بنات وإبن واحد لا زال في المرحلة الإبتدائية
وكان يأتي إلى بيت فهد ومعه عشاء قد أعدته زوجته فيتعشيا معا ولكن هذه المرة تفاجأ أبو مشاري أن مع فهد رجل آخر والعشاء الذي معه لا يكفي إلا إثنان فكان في حرج فشعر فهد بذلك فأمسك بيد أبو مشاري وقال الجود من الموجود وطعام إثنان يكفي ثلاثة وبعد أن تناولوا العشاء جلس طلال معهم لنصف ساعة ثم أستأذنهما ليذهب لينام
فأراد أبو مشاري أن ينصرف لكن فهد أمسكه وقال اجلس ودعنا نتحدث ثم بدأ يتبادلان الحديث وكان أبو مشاري دائما يسأل فهد عن مشاري كيف هو بالمدرسة فرد فهد مازحا لو تشد عليه قليلا وتقلل دلالك له سوف يصبح أفضل
فتبسم ابو مشاري وقال لا تلومني فمشاري أملي في أن يهتم بأخواته من بعدي وأيضا أريده أن يساعدني في حمل عبء المسؤليات
ثم قال فهد ما فعل زوج أختك فنظر أبو مشاري له وقال تقصد أبو عفيفة قال فهد نعم
قال أبو مشاري أنت تعلم أنه بعد وفاة أختي قبل ثلاث سنوات جعلت حياة أبوعفيفة تسوء ولا تنسى أن حادثة عفيفة التي صارت قبل سبع سنوات لا زالت تؤثر فيه فهو حينما يرى جميع بناته الخمس ومعهم أبناءهم تأخذه الحسرة على بنته الكبرى عفيفة وفي الحقيقة أن عفيفة الآن أصبحت هي الرجل والمرأة فهي التي تنظف وتهتم بالمنزل وأيضا تساعد أباها بالمزرعة وتتفقد الأغنام وما زاد حالهم سوء أن عامله الذي كان يساعده قد غادر قبل شهرين وهو الآن بحاجة عامل
ثم نظر أبو مشاري للساعة فقال قد أخذتنا السواليف وكانت تلك الليلة ليلة الأربعاء فأستأذن ثم أنصرف
فلم ينم فهد إلا متأخرا وبعد إنتهاء دوام يوم الأربعاء دخل طلال للبيت وكان فهد يجهز لنفسه الفراش لينام فجاءه طلال وقال هيا دعنا نستغل النهار من أوله ودعنا نستكشف تلك الجبال الشاهقة لكن فهد نزل بسرعة على الفراش وقال أنا الآن لا أفكر إلا بهذا الفراش أريد أن أنام فقط
فقال طلال إن لم تصاحبني إلى الجبال سأذهب إلى المدينة لكن فهد بقي متمسك بقراره
فخرج طلال وكان يريد الذهاب إلى المدينة القريبة من القرية التي هو فيها لكنه جلس يفكر وقال ما الذي سأفعله في تلك المدينة سوى الفرفرة في شوارعها فالأفضل أن أتعرف على تلك الجبال وبالفعل إتجه طلال إلى الجبال فرأى غزالا صغيرا فبدأ يتبعه بالسيارة في طريق وعرة وغير مهيأة ولم يكن يعلم طلال أن تتبع هذا الغزال الجميل سيريه أيام قاسية جدا

خيال الخيال 26-10-11 11:59 AM

ذو العيون 109

ظل طلال يتبع الغزال الصغير دون أن يشعر بنفسه
بينما كان ذو كلما يدخل قرية ما يلبث فيها أيام إلا ويتركها فقرية لم تستقبله وقرية أخرى لم يرتاح فيها وقرية أخرى شكت في أمره فبدأ يقطع الفيافي ويتسلق الجبال حتى أقترب من قرية أخرى وقبل أن يصل لها وفي ظلام الليل وجد سيارة جديدة وفي داخلها رجل قد أضناه الجوع والعطش
فطرق ذو عليه النافذة فلما رفع الرجل رأسه ورأى ذو إرتعب أشد الرعب فعينا ذو توحي بالشر فأحس ذو ذلك فأراد أن يطمئنه فقال بصوت عال إن كنت تريد المساعدة فنادني فأنا ذاهب
وبدأ ذو يمشي فما كان من الرجل إلا أن خرج من السيارة وبدأ يناديه والخوف لا زال بقلبه
رجع ذو وقال ما الذي حدث لك قال الرجل بسبب الصخور الحادة أنفجر أحد العجلات قال ذو أليس لديك عجلة احتياط فقال الرجل بلى فقال ذو إذا أين المشكلة
قال الرجل حاولت أن افك المسامير لكنها متحجرة قال ذو أين العدة فدله الرجل عليها فبدأ ذو يصلح العجلة وكان الرجل يكاد أن يموت من العطش فالساعة تشير للعاشرة من ليلة الجمعة
فقال هل لديك ماء لكن ذو عندما إقترب من القرية شرب كل ما تبقى معه من مياه فقال للأسف لا
لكن يوجد في سيارتك ماء فرح الرجل وقال أين قال ذو أنتظر حتى أنهي تحكيم مسامير العجلة وبعد أن أنتهى قام وفتح كبوت السيارة ثم فتح طرمبة الماء ووضع فيه ماسورة صغيرة وقال اشرب
قال الرجل هذا ماء غير صحي ضحك ذو وقال أشرب أيها الرجل الصحي قبل أن تفقد حياتك فما كان من الرجل إلا أن شرب منه ما يبل ريقه
ثم قال الرجل لذو إلى أين أنت متوجه قال ذو إلى القرية التي بالقرب من هنا فقال الرجل إذا أتجاهنا واحد أنا الآن لا أستطيع أن أقود فسأعتمد عليك في القيادة ولما بدأ ذو يقود السيارة نظر إلى الرجل وقال له ما أسمك وما قصة وجودك هنا
نظر الرجل وقال أنا الآن لا أستطيع أن أخبرك إلا بإسمي لأني أشعر بالتعب اسمي طلال
وانت ما أسمك
جلس ذو يفكر هل يغير اسمه لعل حاله يتغير لكن قرر أن يقول أسمه الحقيقي فقال إسمي خالد
فلما وصلا القرية قال طلال توقف عند هذه البقالة فنزل طلال وأشترى أغرض لا تحصى ثم توجها إلى البيت فلما وصلا البيت أراد خالد أن يستأذن لكن طلال أقسم بالله عليه أن يدخل فدخل خالد وكان فهد جالس على التلفاز فلما رأى حال طلال قام وقال ما بك نظر له طلال وقال قصتي قصة ولكن لدي ضيف دخل خالد وعرفه على فهد
ثم أستأذن منهما لكي يطبخ العشاء
جلس فهد مع خالد وهو ينظر له بتمعن ثم قال ألم تعرفني ياخالد نظر خالد له وقال أنا لا أحب أن أتذكر الماضي
قال فهد ولما لا تريد تذكر الماضي قال خالد أريد أن أبدأ الحياة من جديد
قال فهد أنا أقدر رغبتك هذه ولكن أريد أن أتأكد أنك تعرفني أين قابلتني
نظر له خالد وقال ألست أنت المعلم الذي يسكن بجوار ؟

خيال الخيال 26-10-11 12:00 PM

ذو العيون110

الأستاذ مصعب بل لا زلت أذكر أنه إذا جئنا إلي الإستاذ مصعب وأنت معه كنت تذهب وكأنك لا تريد الإحتكاك بنا
هز فهد رأسه وقال بلى أنا هو
فقال فهد ما الذي جاء بك إلى هنا قال خالد أرجوك أن تعفيني من أسئلتك بل وأرجوك أن تنسى ما كان بالماضي وإن كنت لا تستطيع فسأرحل من هذه القرية
قال فهد لا لا ترحل أنا سأعتبر أني عرفتك هذه اللحظة
ثم دخل طلال ومعه العشاء وبدأ يقول لقد حدث لي قصة لم أكن حتى أحلم أنها ستحدث لي
قال فهد وما هي قال بعد أن خرجت من عندك قلت في نفسي وما يذهب بي للمدينة التي بالقرب من هذه القرية
فقررت أن أتمشى بين الجبال فبدأت أمشي في تلك الطرق الغير ممهدة حتى رأيت غزال صغير فبدأت أتبعه دون أن أشعر أني قد ابتعدت وما هي إلا لحظات إلا وصوت إنفجار نزلت فوجدت أن العجلة قد شقتها أحدى الصخور الحادة فحاولت أن ابدلها لكن لم أستطع فك المسامير فبدأت أمشي على قدمي لكن غروب الشمس وأصوات الذئاب أرعبني فعدت للسيارة وأقفلت على نفسي وبقيت طوال الليل مستيقظا من شدة الخوف ولكن النوم أخيرا غلبني فنمت وما نهضت إلا بسبب حرارة الشمس ثم نزلت من السيارة وحاولت بالعجلة مرة أخرى لكن دون جدوى فأخذت جوالي وبدأت أبحث عن أبراج وغربت الشمس وأنا لم أجد شيء
رجعت للسيارة وانا أشعر بجوع شديد وعطش أشد وشرقت الشمس وأنا لا أستطيع الحراك فكنت أؤمن أنها نهايتي فلما حل الليل صليت ثم وضعت رأسي على المقود ولم أعد قادر على الحركة
ثم فجأة أصبحت أسمع أحد يطرق النافذة فكنت أعتقد أنها تخيلات ما قبل الموت لكن صوت الطرق إزداد فنظرت للنافذة فرأيت خالد فخفت منه أشد الخوف كنت أظنه ملك الموت
فبدأ فهد بالضحك وهو ينظر لخالد وهو يقول لقد كدت تقتله وأنت تريد تقديم المساعدة له فكيف لو كنت تريد قتله
قال طلال دعني أكمل فهذا الرجل التي تشمت به أنقذني بينما أنت كنت تراقب التلفاز
فقال فهد ليس ذنبي أن رجل بمثل طولك لا يستطيع أن يبدل عجلة سيارة
ثم قال طلال فلما دخلت البقالة قلت لصاحب البقالة أريد شراء كل ما في بقالتك فنظر لي نظرة فيها شك فقال لي هل أنت بكامل قواك العقليه؟
فقلت له بل أنا جاد بكلامي وأنت تعرف أني معلم هنا
فقال صاحب البقالة وما تريد أن تفعل بكل هذا فقلت له سوف أخذ أغراض والباقي أريدك أن توزعه على الضعفاء في القرية
ثم نظر إلى خالد وقال ولك أنت عندي هدية عظيمة أحس فهد أن طلال ضرب الوتر الحساس عند خالد فهو يعرفه منذ كان في القرية فخالد سيعتبر أن هذا الكلام إهانة له
لكن الغريب أن خالد قال إن كنت بالفعل تريد أن تهديني فأبحث لي في القرية عن رجل يبحث عن راعي غنم
قال طلال تريد أن تصبح راعي غنم سوف أشتري لك قطيع من الغنم إن كنت تحب رعي الغنم
لكن هذه المرة نظر خالد إلى طلال بنظارات حادة وقال هل أنت الآن

خيال الخيال 27-10-11 01:19 PM

التميز الذي اشعر به ليس من القصة بل من تواجدكم وردودكم الراقيو والرائعة فتميز الموضوع هو بسبب تفاعلكم وردودكم الراااااااااائعة

ذو العيون 111

تريد أن تشتريني بمالك أحس طلال أنه تجاوز حدوده فأعتذر وقال لا أقصد
فقال فهد أنا أعرف لك رجل يبحث عن عامل يرعى غنمه
فقال خالد أكون لك شاكرا
أراد خالد الإنصراف فقال له طلال هل ستذهب لبيتك فقال نعم
لكن فهد قال اجلس فالخروج في القرية في مثل هذا الوقت خطر وكأنه يقول كيف ستنام في العراء
وأصر فهد على بقاؤه فما كان من خالد إلا النزول عند رغبة فهد
وفي اليوم التالي ذهب فهد إلى زايد المكنى بأبو مشاري ليخبره أن لديه شاب يريد العمل
لكن أبو مشاري تردد وقال أخشى من هذا الشاب فقال فهد أنا أضمنه لك وأكفله
قال أبو مشاري سأقول لك بكل صراحة أخشى على عفيفة منه لأنه سيسكن في غرفة العامل القريبة من بيب أبو عفيفة
فقال فهد أما هذا الأمر فأنا أضمنه
قال أبو مشاري هل أنت متأكد فقال فهد نعم
فقال أبو مشاري دعنا نذهب إلى أبوعفيفة وبالفعل أخبراه فوافق بسرعه فتعجب أبو مشاري من ذلك فقال له أبو عفيفة لا تتعجب فأنا رأفت لحال عفيفة فهي التي أصبحت تقوم بكل شيء فأريد أن أريحها
قال فهد إذا سوف يأتيك في العصر
وبالفعل جاء خالد إلى ابو عفيفة في العصر وبدأ أبو عفيفة يشرح لخالد المطلوب منه
وبالفعل في صباح اليوم التالي ذهب خالد وأخذ غنم أبو عفيفة وبدأ يرعاها في المناطق التي بها مرعى ومع الغروب يعود بها ويدخل غرفته فيرتاح فيها وإذا صلى العشاء ينام
وهكذا مضى أسبوع من حياة خالد دون أي مشاكل شعر خالد بالراحة ولكن صفو الأيام لا يدوم فهذا فواز وأخاه الصغير فايز قادمين ليدخلا حياة خالد
كان فواز في العشرينات من عمره بينما كان فايز بالمرحلة الثانوية
وكعاداتهم في إيذاء الناس بينما كانا في سيارتهما يتجولان في القرية تقابلا مع خالد وهو يسوق الأغنام إلى المرعى فبدأ فواز يضغط على المنبه ويفرق الأغنام ولكن خالد وعلى غير عادته بقي متفرج وكان أبو عفيفة يرى المنظر فذهب إلى خالد وبدأ ينصحه أن يبقى هكذا في التعامل مع هذان الشابان لكي يتجنب شرهم
علم أبو مشاري بما حدث فأمسك بخالد وقال له بل سأخبرك بشيء أشد من ذلك فهذان الشابان وبعد كل فترة كانا يأتيان للعامل فيجبراه أن يحمل لهم خروف أو تيس صغير فإن قابلا أبو عفيفة يقولان له سوف نسددك فيما بعد وهكذا يفعلان وأبوعفيفة يحاول دوما أن يكتفي شرهم بالتي هي أحسن
فأنا أخبرك بهذا الكلام حتى لا تنفجع من الأمر
شعر خالد بالغضب فذهب وقت العصر إلى فهد وطلال اللذان كان متجهان إلى أبوعايد فذهب خالد معهم
وهناك عرف خالد أن أبوعابد هو أبا فواز وفايز فبدأ خالد يشكي له منهما فقال أبوعابد يبدوا أنهم قد أزعجاك ولكن هل تصدقني إن قلت لك أنهما يعتبران ملكين بالنسبه لأخيهم عايد
ثم بدأ أبو عايد بالبكاء وقال والله إني أدعو الله يوميا أما يهديهم أو يسمعني خبر موتهم فأخاهم عايد لم يمد يده على أهل القرية وحسب بل مد يده وضربني أنا وأمه لأننا أيقظناه لصلاة الفجر
أحس خالد أن فجر المشاكل اقترب وأنه لن يتحمل الذل مهما وصلت الأمور

خيال الخيال 27-10-11 01:22 PM

ذو العيون112

وبالفعل وفي صباح أحد الأيام نهض خالد على صوت طرق باب غرفته فنهض وفتح الباب فإذا بفايز الذي يطرق الباب فإذا به يأمره أن يأتي له بخروف صغير وكان أبوعفيفة مار بالصدفة فرأى فايز فعرف ما أتى له فقال لخالد إعطه ما يريد وكان أبوعفيفة يريد تجنب شرهم
فذهب خالد وأحضر خروف صغير فلما وصل إلى فايز قال له متى تحضر المال لما سمع فايز ذلك قال وما شأنك أنت فلست سوى عامل وكان يريد أن يضربه على كتفه لكن خالد أمسك ساعده بقبضة يده وبدأ يشدها بكل قوة وكان يضع يده في فم فايز حتى لا يسمع أبوعفيفة صياحه ثم قال له إذا أصبح معك مال فتعال وأشتر الخروف الذي تريده فلم يترك خالد يد فايز إلا بعد أن كسرها
ثم رحل فايز وهو يتوعد ويزمجر فبدأ خالد يسرع في إخراج الأغنام إلى المرعى وفي الحقيقة كان يعلم حق العلم أن فايز سيخبر أخاه فواز الذي سيأتي لينتقم لأخاه
وصل فايز لأخاه فواز وهو قد وضع السرج على حصانه لكي يركبه مع رفاقه في الرحلة التي كانت مقررة بينهم على أحد خراف أبوعفيفة
فلما علم فواز بما حدث ركب الخيل وأنطلق فلما وصل بيت أبو عفيفة رأى الأغنام أصبحت بعيدة بل عرف أن الراعي يريد الإختباء خلف بعض الكثبان الرملية وبالفعل كان خالد يريد الإختباء ليس من فواز بل من أنظار أبو عفيفة
وبالفعل نجح في ذلك ثم بدأ يسمع صوت أقدام الحصان قادمه وكان فواز يريد أن يصدمه صدمة خفيفة بالحصان لكي يعلمه درس لا ينساه ولكن فواز تفاجأ أن خالد أصبح خلفه على ظهر الحصان بل أصبح المسيطر على لجام الحصان الذي جعله يقف إلى أن أسقطه ومع سقوط الخيل قفز خالد وهو ممسك بفواز ثم وضع رأسه في التراب وبدأ يقول له لو كسرت رقبتك هنا سيقولون عثر به الخيل وأنكسرت رقبته لكني سأمنحك هذه الفرصة إن تعرضت أنت أو أخاك لي أو لأغنام أبو عفيفة فثق أن نهايتك ستكون بيدي شعر فواز أنه ليس ند لهذا الوحش البشري ولم يتوانى بالفرار بعد أن تركه خالد
رجع خالد قبل الغروب بالأغنام ولم يعلم بما حدث بين خالد وفواز وأخيه سواهم
فقال أبو عفيفة أريدك أن تأتي لي بثلاثة خراف فلدي اليوم عشاء وبالفعل أتى خالد بالخراف لمكان معد للذبح وكان أبو عفيفة ينتظر أبومشاري ليساعدهم في ذبح الخراف
فلما تأخر قال أبو عفيفة لخالد انتظرني هنا سأتي حالا
وبالفعل وصل أبو عفيفة إلى بيت أبو مشاري وقال ما بك نسيت ما أتفقنا عليه فضرب أبو مشاري على رأسه وقال والله لقد نسيت فقال أبوعفيفة هيا إذا تعال معي فلما وصلا وجدا جميع الخراف قد ذبحت وقد وضعت في القدور
نظر أبوعفيفة إلى خالد وقال أنت فعلت هذا لوحدك فقال خالد لم يكن هذا متعبا
فقال أبوعفيفة ما شاء الله عليك يا خالد
فقال خالد من سيطبخ هذه الخراف فقال أبو مشاري بالطبع ستطبخها عفيفة فقال خالد ولما لا تذهب بها إلى مطعم فضحك أبومشاري وقال لست بالمدينة ياخالد فأنت في قرية عليك فيها أن تذبح ذبيحتك وتطبخها
فقال خالد فقط شعرت أن طبخ ثلاثة خراف أمر متعب
فقال أبوعفيفة أنت معزوم ياخالد فأحضر بعد صلاة المغرب لكن خالد اعتذر فقال أبو مشاري الموجودون ليسوا سوى عدلاؤك
وقعت هذه الكلمات في إذن خالد لكنه تظاهر بعدم سماعها وأصر على اعتذاره
ولكن كلام أبومشاري وقع على أبو عفيفة

خيال الخيال 27-10-11 01:23 PM

ذو العيون 113

حيث نزل كلام أبومشاري على ابوعفيفة كالصاعقة فكيف يتجرأ أبومشاري ويطلب من خالد أن يتزوج عفيفة وهو يعلم ما حدث لعفيفة لكن أبو عفيفة أبقى الأمر في نفسه
بالفعل بدأت عفيفة تطبخ الخرفان وطلب أباها منها بعد أن تنتهي ان ترسل عشاء لخالد مع مشاري ولد خالها الصغير
وبعد أن أنتهت من طبخ العشاء وإيضا بعد أن أعدت عشاء خالد حاولت في مشاري أن يذهب به لغرفة خالد لكنه رفض فهو يريد اللعب مع الأطفال فعزمت أن تذهب بالعشاء بنفسها إلى خالد فلما وصلت عند الباب وضعته عند الباب فأرادت أن تطرق الباب ثم ترحل لكن حالة خوف جعلتها تتوقف من طرق الباب فأرادت أن ترحل وتترك العشاء عند الباب فتفاجأت بصوت يخاطبها بجوار الغرفة يقول وكيف سأعلم أنك وضعت عشاء عند الباب فنظرت عفيفة لمصدر الصوت فرأت خالد قد فرش له فراش وهو مستلقي يتابع النجوم فأحست بنبضات شديدة فأكملت ذهابها دون أن ترد عليه
وبعد مرور أيام كان فواز يخطط فيها للإنتقام من خالد
وبالفعل جمع معه عشرة من أصدقاءه من القرية ثم راقبوا خالد حتى خرج من القرية فتبعوه وكان خالد قد شعر بهم
لكنه كان يريدهم أن يتبعوه إلى خارج القرية وبالفعل بعد أن خرج من القرية تجمعوا عليه فواز وأصدقاءه وكانوا يحملون خيزرانات وعصي ولكنهم لم يخطر ببالهم أنهم يواجهوا رجل يستطيع أن يقتل رجل بضربة واحدة
لكن خالد كان يضرب بضربات غير مميتة لكن مؤلمة ومؤذية
حتى جعلهم يتمددون على الأرض ثم أمسك بفواز وقال له يبدوا أنك لا تعرف أني كنت جاد فيما أخبرتك به
فبدأ فواز يبكي ويرجو من خالد أن يعفو عنه فتركه خالد وذهب ليكمل عمله ولم يعلم أحد بما حدث سوى من شهد الحدث
عندما احس أبوعفيفة بإخلاص خالد في العمل منحه الخميس والجمعة إجازة يفعل فيها ما يشاء وكان خالد يقضي وقته هذا مع صديقاه فهد وطلال ولكن أحيانا طلال يذهب للمدينة المجاورة لكي يتصل بوالديه ويشتري ما يحتاجه
فيبقى فهد وخالد وحدهما وبينما كانا جالسان في إحدى الليالي لوحدهما أحس فهد أن لدى خالد سؤال يريد أن يطرحه
فقال له فهد أشعر أنك تريد أن تسألني لكن هناك شيء يمنعك
قال خالد نعم فأنا أريد أن أسألك في شيء قد مضى ولكن كيف أسألك هذا السؤال وأنا لا أحب أن يسألني أحد عن الماضي
قال فهد أنا أعرف ما تريد أن تسألني
فأنت لا زلت تذكرني في قريتك شاب مدخن ولا يحافظ على الصلاة وتظهر عليه مظاهر الفساد والآن ترى رجل قد أطلق لحيته وقصر ثوبه ولا تفوته الصلوات
قصتي يخالد أنت تعرف بدايتها حيث تعرفت على الاستاذ و الشيخ مصعب في قريتكم وكان حريص جدا على نصحي ولكن لم أكن أهتم لذلك كثيرا
والحقيقة تقول أن الجلوس مع الشيخ مصعب كان أمر ممتع فالرجل كان لديه طريقة في الجذب فلا تشعر بالملل بسماعه
وبعد أن نقلت وأفترقنا كان رقمه معي وكنت أتصل به فكان يحدثني عما حدث له ويحاول أن ينصحني ويرغبني بمرافقة الصالحين وتجنب الرفقة السيئة
ومع ذلك كنت لا زلت أمشي في طريق الضياع وفي أحد المرات ذهبت مع صديق لي إلى المستشفى أصر علي بالذهاب معه
كان يعاني من آلام في معدته لم يجد له علاج
فكان يريد أن يقوم بفحص شامل على نفسه فلما دخلنا المستشفى أقسم علي إلا أن أفحص معه
وبالفعل أجرينا الفحص ولما ذهبنا لمعرفة النتائج كانت نتيجة صديقي سليمة أما أنا تم أخذي في غرفة وبدأ الطبيب يحدثني ويحاول أن يجعلني أتقبل الواقع
وبدأ يدخل في صلب الموضوع فقال لي النتائج أظهرت بعض الشكوك بأنك مصاب بالسرطان
لما سمعت كلامه شعرت بأن الأرض من تحتي تدور فلما أحس الطبيب أني صدمت قال ليس ذلك شرط أن يكون صحيحا ولهذا سوف نعيد لك التحاليل
وبالفعل عدت التحاليل التي أكدت إصابتي بمرض السرطان
حينها وبلا شعور بدأت أبكي وأخرجت جوالي وأتصلت على؟

خيال الخيال 27-10-11 01:24 PM

ذو العيون114

أتصلت على الشيخ مصعب في الصباح الباكر وكان بالرياض وأنا في الشمال وأخبرته بما أصابني فبدأ يصبرني ويفتح لي باب أمل إنه باب الله الذي لا يخيب من طرقه
ولما أنتصف الليل إذا برقم الشيخ مصعب يدق فرددت على الإتصال فإذا الشيخ مصعب يقول أنا الآن بالشمال وبمدينتك فحدد لي مكانك
لما سمعت كلامه كدت أن أطير من الفرح فلقد كنت بضيقة عجيبة
فحددت له مكان وقابلته فيه فوجدت معه شيخ آخر من أهل المدينة أسمه الشيخ تركي
ومكث معي مصعب ثلاثة أيام كان لا يفارقني فأحياننا نذهب إلى حلقات لتحفيظ القرآن أو نحضر ندوات وأيضا ذهبنا للقنص وقضينا يوم بالبر
كنت سعيدا للغاية بل نسيت ما أصابني من مرض وبدأت أشعر براحة وطمأنينة لما أصبحت أحافظ على الصلوات واصبحت أكثر الإستغفار
لكن فرحتي أنقطعت لما أخبرني الشيخ مصعب أنه مسافر فهو لا يستطيع أن يجلس معي أكثر من هذا الوقت
ولكنه قال لي قبل أن يغادر سوف يزورك الشيخ تركي وبالفعل جاء الشيخ تركي وجلس معي ثم قال لي لدي لك فكرة إن أردت الأخذ بها فسوف أساعدك وإن رفضتها فهذا من حقك
قلت وما هي الفكرة
قال هناك رجل يعيش في قرية نائية وهو يعيش كعيش أهل البادية لديه نياق يرعاها ويسكن بجوارها
فإن ذهبت وجلست معه تشرب من حليب النياق وتخلطه ببولها فقد يكتب الله لك الشفاء
بالفعل وافقت وجئت إلى هنا وتعرفت على الرجل الذي هو أبوعايد
حيث استقبلني خير استقبال وأكرمني وعاملني بكل حفاوة
وكنت قد أخذت إجازة استثنائية بدون راتب فلم يكن لدي إلا المال القليل
ومع ذلك رفض أبوعايد أن يأخذ مني ولو هللة وكان يقول لي لن أزيد في طعامي إلا بحبيب يشاركني وطعام الواحد يكفي أثنان
وبعد مضي ثمان شهور شعرت أن صحتي رجعت أفضل من السابق فعدت للمستشفى وحللت ليندهش الطبيب الذي كان يعالجني ويقول ليس لديك أي أثر أنك أصبت بالسرطان
بعدها طلبت نقل إلى هذه القرية وعشت فيها أجمل لحظات حياتي شعرت فيها بمتعة العبادة
كان الشيخ مصعب يقول ذلك ولكن لم أشعر بذلك إلا في هذه الأوقات بعدت أن إلتزمت وتركت طريق الزيغ والفساد
ثم قال فهد هذه قصتي يا خالد ولكن لن أسألك عن قصتك ولكن إن أردت أن تقولها لي فستجدني خير من يستمع لك
نظر خالد له وقال قصتي ليست سوى ظلام دامس لا ينتهي وأتمنى أن يأتي يوم أنسى فيها هذا الماضي الذي يطاردني
أتعرف يا فهد أن كل ما أريده؟

خيال الخيال 27-10-11 01:26 PM

ذو العيون115

فكل ما أريده أن يصبح لي أسرة أهتم بها وتهتم بي فلقد مللت حياة التشرد ولا أدري كيف أنت حتى الآن صابر على حياة العزوبية
ضحك فهد وقال بل أنا متزوج ولدي طفل أسمه الوليد ولكن زوجتي رفضت أن تعيش معي في هذه القرية فأفترقنا
لأني بصدق لم أعد قادر على العيش بالمدينة
قال خالد إذا تزوج من بنات القرية
قال فهد قد فاتحني أبو مشاري بهذا الموضوع وقال لي بالحرف الواحد أريد أن أزوجك بنت أختي عفيفة
لكني رفضت فقال خالد ولما رفضت بقي فهد صامتا لبعض الوقت وقال قصة حدثت لعفيفة جعلت جميع شباب أهل القرية لا يفكرون الزواج منها
استغرب خالد وفهم من كلام فهد أن عفيفة كانت من البنات اللاتي أغواهم الشيطان فدنست شرفها بعبثها
وما لبثا إلا وطلال داخل عليهما فأقفلا الحديث في موضوعهما وبدأ يفتحون مواضيع أخرى
رجع خالد إلى غرفته وهو يفكر هل من المعقول أن فتاة مثل عفيفة قد زلت فدنست شرفها
فلم يتصور الموضوع وشعر أن عفيفة مظلومة وأنها تعاني مثل معاناته
وفي صباح اليوم التالي ذهب خالد إلى أبو مشاري وطلب منه أن يتوسط له في خطبة عفيفة
وبالفعل ذهب أبومشاري إلى أبوعفيفة وأخبره بما طلبه خالد بقي أبوعفيفة صامتا لفترة أحس فيها أبومشاري أنه غاضب منه
فقال أبومشاري ما حدث لعفيفة في الماضي ليس بذنبها فلا تجعل ذلك يدمر حياتها
قال أبوعفيفة أنا موافق بشرط أن نخبره بما حدث لعفيفة وبالفعل ذهبا إلى خالد وقالا له نحن سنخبرك بشيء حدث لعفيفة في الماضي
لكن خالد قاطعهما وقال هل تعرفان شيء عن ماضيي
فقالا لا
فقال خالد لكنكما تعرفان حاضري فقالا نعم فقال خالد وأنا كذلك أعرف أني قد رافقتكم مدة من الزمن فلم أرى أفضل منكم وكذلك هي عفيفة
هز أبو مشاري رأسه وقال إذا على بركة الله فأخبر أبو عفيفة عن خطبة خالد لها فما رأيك سكتت عفيفة لأنها بدأت تفكر في أحلامها عن الحياة الوردية التي تنتظرها لكن الشيطان وسوس لها ليحطم هذا الحلم وأحست أن خالد يريد الزواج بها إما لأن أباها عقد معه صفقة لكي يوافق أن يتزوجها أو أن خالد فعل ذلك شفقة بها
فنظرت لأباها بغضب وقالت هل تريد الخلاص مني
فلم يناقشها أباها لانه شعر بما شعرت به فقال إذا أنت رافضة فذهب إلى خالد وقال يابني كان يسعدني أن أزوجك أبنتي ولكن هي رفضت
أنصدم خالد ولكنه طلب من أبوعفيفة أن يسمح له بالحديث مع عفيفة
فأدخله أبو عفيفة البيت ثم نادى إبنته وطلب منها أن تقف عند الباب تستمع ما يريد خالد قوله
فبدأ خالد يتكلم وقال أنا لا ألومك أن رفضتي شاب لا تعرفي عن ماضيه شيء وكذلك أردت أن أقول لك أني مقطوع من شجرة فكنتي أنتي الأمل لي في أن أكون أسرة والشيء الذي أتمنى أن أعرفه لماذا رفضتني
قالت عفيفة أريدك تقسم لي الآن
فقال خالد على ماذا
فقالت أقسم؟

خيال الخيال 28-10-11 01:26 PM

بل انا اشكر متابعتك حتى الرمق الاخير من قصتي


ذو العيون116

أن تقسم بأنك لم تخطبني بسبب إغراءات قدمها لك أبي أو من أجل شفقة منك علي
ضحك خالد وقال أقسم أني أريدك أنتي بنفسك فأنتي قد علمتك الحياة الكثير فأنا أريد زوجة تقدر الحياة ومصاعبها
حينها وافقت عفيفة
ولكنها قالت أين ستسكن سكت خالد فليس لديه شيء
فقال أبوعفيفة هل تريدين الخلاص من أبيك فقال عفيفة لا لم أقصد ذلك قال إذا تسكنا معي
وكان أبوعفيفة يعلم أن خالد لا يملك شيء
وتم تحديد الزواج بعد أسبوع
فذهب خالد إلى صديقاه طلال وفهد ودخل عليهم بالشقة فوجدهما جالسان فأخذ ورقتان وبدأ يكتب فيها وهم ينظران فيه بإستغراب
كتب بالورقتان أتقدم لكم بخطابي هذا من أجل حضور زواجي في يوم الخميس القادم علما أن حضورك مقيد بشرط بعدم إحضار أي معونة مادية علما أنكما الضيفان الوحيدان اللذان دعوتهما لعرسي
ثم أعطاهما الورقتان فتغير وجه فهد بينما طلال بدأ يمازح خالد وقال لا تريد أن نعاونك حتى لا تردها أكثر فنظر له خالد وقال له ومن قال لك أني سأحضر عرسك
لكن فهد نادى خالد وأخذه بأحد الغرف وقال لما لم تخبرني قبل أن تخطب بنت أبو عفيفة فقال خالد أرجوك يافهد لا تحدثني عن الماضي فأنا أريد أن أعيش الحاضر فقط
فقال فهد هل أخبرك أبوعفيفة قال خالد أنا رفضت أن يخبرني بشيء
وبالفعل تزوج خالد وشعر في الإسبوع الأول بسعادة غامرة
وكان يذهب إلى صديقاه ويلومهما على تأخرهم عن الزواج
لكن طلال فاجأه بقوله بقي لي ثلاثة أسابيع بهذه القرية ثم أنقل الرياض حينها أفكر بالزواج فقال خالد وهل نقلت قال فهد منذ ثلاثة أشهر وأسمه من المنقولين شعر خالد بإستياء فأحد من أحبهما بالقرية سيرحل
ولما بدأ الأسبوع الآخر في الزواج بدأت مطالب عفيفة تظهر فكانت تقول لخالد ألن نسافر شهر كما يفعل العرسان فقال خالد ولما السفر هل من أجل البحث عن السعادة نستطيع أن نكون سعيدان ولو كنا في بئر لكن عفيفة ظلت تلح كل يوم في مطالبها
وكان يذهب لصديقاه ويخبرهما بما آل عليه الحال فقال طلال خذ سيارتي وتمشى بها في أي مكان وخذ راحتك ولو بقت معك طول حياتك فنظر له خالد وقال هل تظن أني أشحثك فقال طلال لا وإنما أحل مشكلتك
بدأت الإختبارات وكان فايز من ضمن الطلاب الذين يمتحنون وكان يغش بالإمتحانات دون أن يعترض عليه أي معلم فرآه طلال فأمسك به وأخذ ورقته وبدأ يكتب له محضر غش فجاء مدير المدرسة وأقترب منه وقال له بصوت خافت هل تعرف ما المشاكل التي قد يسببه لك هذا الفتى فقال طلال هل تخوفني فقال المدير لا وأنما أردت أن أخبرك أن إدارة التعليم لن تعوضك بسيارتك إن إحترقت أو لن تقدم لك خطاب شكر إن صورت وأنت تضرب خارج المدرسة
وأنت حر فيما تفعل أكمل طلال ما قام به فقام فايز وقال ستندم كثيرا وخرج
بالطبع كان خالد لديه أمتحان آخر وهو كيف يقنع زوجته بترك السفر ولكن فشل فقال لها ما رأيك نقضي أسبوع في البر أنا وأنتي فقط ونكون نحن أول زوجان يفعلان ذلك وافقت عفيفة بعد أن يئست أن يذهب بها إلى الأماكن التي تريدها
فذهب خالد إلى فهد وطلب منه أن يطلب طلال أن يعطيه سيارته أسبوع وبالفعل ذهب فهد إلى المدرسة وكان طلال لا زال يصحح أجوبة الطلاب
فأخبره فهد بما طلبه خالد فأعطاه مفتاح السيارة وقال له أخبره أني سأذهب مع أحد الزملاء فخالي سالم أدخل المستشفى فأنا ذاهب لزيارته
وكان يوم أربعاء رجع فهد إلى خالد الذي تركه بالبيت وأخبره بما قاله طلال ثم قال له أنا معزوم على الغداء عند أبوعايد هل ستذهب معي
فأعتذر خالد فذهب فهد فلما أراد خالد الخروج رأى في التلفاز صورة صديقه الشرس؟

خيال الخيال 28-10-11 01:27 PM

ذو العيون117

بدأ خالد يدقق النظر في الصورة ويقول عبدالعزيز وكانت القنوات تتحدث عن قصة الجندي الشجاع في حرس الحدود عبدالعزيز الذي ألقى القبض على مهرب كان يلقب بالرمال الزاحفة وذلك إشارة على عدم قدرة أحد على إيقافه
ولكن الشرس قبض عليه فلما أراد الإعلام إجراء مقابلة مع عبدالعزيز يحدثهم كيف ألقى القبض على هذا المهرب
لكنه رفض ولكن وافق أن يتم تصويره وهو يفعل حركة معينة كان يريد منها إرسال رسالة إلى صديقه حيث رفع يده للسماء مثل السيف ثم طعن بها الرمال فغاصت يده بين الرمال حتى مرفقه فسرها الإعلام أنه يتوعد أن من يريد المساس بأمن الوطن سيدفنه بين الرمال
لكن الوحيد الذي فهم ما كان يقصد هو ذو فهو يريد أن يقول أن فعلت ما فعلته فسلم نفسك
وكان عبدالعزيز يرجو أن يرآه ذو ويعرف قصده
وبينما كان الشرس شارد يفكر في ذو أمسكه أحد زملاءه وقال له منذ اليوم كن حذر فجماعة الرجل الملقب بالرمال الزاحفة لن تتركك وسوف تثأر منك لكن عبدالعزيز لم يأبه لذلك
بقي خالد مثبت صورة التلفاز على صديقه الشرس وبدأ بالسرحان يتذكر الأيام التي مضت بينهما
لكن صوت عال وطرق على الباب بقوة أيقظه من سرحانه فلما فتح الباب وجد فايز ومعه أخوه فواز والشباب الذين كانوا معهم لما ضربهم
وما أغضب خالد أنه رأى جميع زجاج سيارة طلال مهشمة فأمسك بفايز ثم أدخله البيت ثم قال لأخوه فواز أقسم لك إن لم تصلح الزجاج خلال خمس ساعات لأهشم رأس أخيك
ثم دخل وربط فايز في أحد الكراسي
فجن جنون فواز ولكن أحد أصدقاؤه قال سوف أذهب لأحضر الزجاج من دكان أبي في المدينة التي بجوارنا وسوف نركبه قبل أن تنقضي الخمس ساعات وبالفعل مضى
ولكن فواز ذهب إلى بقالة بالقرية بها تلفون تتكلم به بأجره فكلم أخوه عايد وأخبره بما حدث فكاد عايد أن ينفجر غضبا ثم قال أخبرني ما سوف يحدث معكم
ولكن صديق فواز وبعد أربع ساعات أصلح السيارة وطرق الباب على خالد فلما رأى السيارة قد تم اصلاحها ترك فايز يرحل فلما علم فواز دق على أخيه عايد وأخبره بما حدث فقال عايد سوف أعود قريبا إلى القرية وسوف أري هذا الشاب حدوده
أخذ خالد السيارة وأركب عفيفة وبدأ يشق الجبال والرمال فقالت عفيفة وبعد أن قضيا الأسبوع وهما عائدان لدي لك خبر سار
فنظر خالد لها وقال ما هو فقالت أعتقد أني حامل حينها كانت تشعر أن خالد سيقف بالسيارة ويحضنها ويسمعها كلاما معسولا كما يفعل دائما
لكن كانت رد فعل خالد مختلفة جدا حيث إحمر وجهه وبقي صامتا وأتضح على ملامحه الحزن فأستغربت عفيفة ذلك وقالت يبدوا أنك تشك هل هذا الولد الذي ببطني هل هو ولدك
فضعط خالد بكل قوة على المكابح فكادت عفيفة أن تضرب برأسها بالزجاج
وقال لها إياكي أن تقولي هذا الكلام فإن كنت أشك بك لم أكن سأتزوجك
ولكن أخشى من دمائي الفاسدة تنتقل إلى ولدك
قالت عفيفة دماء فاسدة ما الذي تقصده لكن خالد لم يجبها
فلما وصلا إلى البيت ذهب خالد وأعطى طلال سيارته وشكره عليها
فقال طلال لدي خبر سعيدا لكما فأنا منذ أن جئت إلى هنا وأنا أرسل برقيات وفاكسات على الإتصالات لكي يضعوا أبراج هنا وبعد كل محاولاتي وافقت الشركة وسيصبح بإمكانكما أن تتكلما بالجوال هنا بعد أسبوعان ولكن المشكلة الوحيدة التي تقف بطريقي أن رقم جوال أخي خالد ليس معي
نظر له خالد وقال يا أخي الصغير طلال إن أردت الإتصال بي فدق على أخينا الكبير فهد فستجدني بجواره

رحل طلال وبقي فهد وخالد يتزاوران لكن فهد اكتشف شيء سيغير حياة خالد نهائيا ؟

خيال الخيال 28-10-11 01:29 PM

ذو العيون 118

أكتشف فهد أن حال خالد تضعف يوما بعد يوم وأن جسمه بدأ يهزل
فبدأ يراقبه وكانت حالة خالد تزداد سوء وما زاد الطين بلة أن عفيفة جاءت لخالد وهي تحمل بنطاله وتريه بقعة دم وتقول هل هذا ما قصدته بالدماء الفاسده فيضحك خالد ويقول نعم فقالت عفيفة يبدوا أنك مصاب بجرح فدعني أضمده لك لكن خالد قال قد شفي الجرح
وذهب مع صديقه فهد فخرجا إلى البر وجلسا على الرمال
فقال فهد لخالد أشعر أنك مصاب بمرض أنا أعرفه جيدا
لكن خالد حاول أن يغير الموضوع فقال له فهد هل أنت تصاب بالاستفراغ إذا أكلت قال خالد نعم فقال له وهل تنزف دما هز خالد نعم
حينها طرق فهد بيده على رأسه وهو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله
فشعر خالد بالضيق ولكن جوال فهد رن فلما نظر فهد له قال إنه طلال فخطفه خالد منه وقال دعني أكلمه ليسليني فلقد سببت لي الكأبة
فلما ضغط خالد على الرد بقي ساكت وبعد ثوان مد يده إلى فهد وأعطاه الجوال فأستغرب فهد لما لا يريد خالد أن يكلم طلال
فلما أجاب فهد عرف أن هذا الصوت ليس صوت طلال ولكنه صوت معروف فكان المتكلم يقول هل عرفتني يا فهد فأجابه هل أنت الشيخ مصعب
فضحك الشيخ وقال نعم إليست الدنيا صغيرة هذا صديقك طلال تم تعينه بالمدرسة التي أنا فيها ولقد حدثني عنك وعن صديق آخر أسمه خالد كان طلال يلقبه بصاحب عيون الصقر
فنظر فهد إلى خالد وخالد يشير برأسه أن لا تخبره
فقال الشيخ مصعب إنتابني شعور أن هذا الشاب هو ذو العيون الصغيرة
ضحك فهد وقال تقصد الفتى الذي قابلناه في تلك القرية
فقال الشيخ مصعب نعم فقال فهد لا ليس هو
ثم أراد فهد أن يغير الموضوع فسأله عن حال خال طلال فقال الشيخ مصعب قد أظهرت التحاليل أن لديه ورم حميد وكان خالد يريد أن يجري خاله العملية بمستشفى الأمن لوجود أطباء مهرة فكلمت عمي العقيد عادل وتم قبول أوراقه وبعد أن يتم التأكد من صحة الفحوصات ستجرى له العملية
ثم أخذ طلال الجوال وتبادل الحديث مع فهد ثم سأل عن خالد فقال له فهد أن خالد منذ أن حملت امرأته لم يعد يأتيني فضحك طلال وقال بدأ يستغني عنك
وخالد كان يسمع كل ما يقال عاد خالد إلى البيت بعد أن أجبره فهد أن يشرب حليب ناقة مع بولها وأخبر فهد أبوعايد فبدأ يضعان له برنامج غذائي
عاد خالد وهو يشعر بضيقة شديدة فوجد عفيفة تخيط أحد أزرار ثيابه فلما أمعن النظر في إلابرة عرف أنها الإبر التي يضعها في الحزام الذي يربطه بعضلة قدمه الخلفية
فأنتزعها منها وصرخ في وجهها وقال من أين حصلتي على هذه الإبرة فأخرجت عفيفة الحزام وقالت من هنا
فقال خالد وبدون شعور هل تعرفي أنها إبر سامة
فقالت عفيفة سامة وأنت تربطها بقدمك
فأراد خالد أن يصلح ما افسده زلة لسانه وقال أقصد بسامة أني أستخدمها في قتل العقارب التي بالتأكيد يبقى سمها في الإبرة
ثم حاول خالد أن يغير الموضوع
فوضع يده على بطنها وقال إن كان ولد فسيكون أسمه مازن أما إن كانت بنت فسيكون أسمها المها
فقالت عفيفة لما مازن ولما المها
فقال أما مازن بإسم رجل أحبه
أما المها بإسم حيوان المها لأني أشعر أن حيوانات المها تعرضت لوحشية كبيرة من الناس جعلتها تنقرض ولكن الحقيقة كان يقصد الوحشية التي تعرضت لها المها من قبل جابر ومن نظرة المجتمع
ومع مرور الأيام كان بطن عفيفة يكبر
لكن هناك حدث وقع بالقرية سوف يغير حياة عفيفة وزوجها؟

خيال الخيال 28-10-11 01:30 PM

ذو العيون119

الحدث الذي حدث بالقرية أن عايد قد رجع وكله حقد وكراهية لشاب أسمه خالد
كان خالد مع صديقه فهد ولكن هذه المرة أصبح الألم أكبر من صبر خالد وكان فهد يحاول أن يقنعه أن يذهب إلى المستشفى فعلاج أبوعايد لم ينفع خالد
لكن خالد رفض أشد الرفض
وبينما كان خالد يتألم
كان العقيد عادل قد وصل إلى شرورة وتقابل مع العقيد فيصل بحرس الحدود
وكان يريد تفقد أحاول عبدالعزيز
كان عبدالعزيز في تلك اللحظات سعيدا جدا فلقد نجح أخيرا في أن يطعن الرمال بيده فتصل إلى حد الكتف ويعني ذلك أن على ذو أن يرضخ لمطالبه فأخرج الميدالية ونظر لصورة ذو وبدأ يصرخ ويقول نجحت نجحت
لكن هناك أحداث مريبة تحدث بجواره حيث رأى أكثر من سبع سيارات تريد أن تقتحم الحدود
ولكن إعتقاده هذه المرة كان خاطئا فأصحاب هذه السيارات فادمين لينتقموا منه على ما فعله بزعيمهم الملقب بالرمال الزاحفة وكانوا يخططون أن يمسكوا بعبدالعزيز حي ثم يطلبون تبادل الاسرى بزعيمهم الملقب بالرمال الزاحفة
فأتصل عبدالعزيز بالقيادة وأخبرهم بما يحدث فلما وصل الخبر للعقيد فيصل الذي كان يجلس بجواره العقيد عادل عرف أن هؤلاء يريدون القبض على عبدالعزيز فأتصل به وقال أبتعد عنهم حتى يأتيك الدعم
فقال عبدالعزيز تريد مني الهرب لن أهرب سوف أمنعهم ثم اغلق الإتصال
قام العقيد فيصل وأعلن حالة الإستنفار فلما علم ابطال حرس الحدود بأن حياة صاحبهم بخطر وبالأخص أحد من تعرف عليهم عبدالعزيز وأسمه سفيان هبوا إليه
بينما العقيد فيصل وعادل ركبا طائرة عمودية
نظر عبدالعزيز إلى صورة ذو وقال ماذا كنت ستفعل إن كنت مكاني
ثم بدأ إطلاق النار بينهما كان المهربين يطلبون من عبدالعزيز أن يسلم نفسه لكن رد عبدالعزيز جاء بإحراق سيارتين من سيارتهم وقتل من بها فبدأو يحاولون حصاره من كل مكان وكان عبدالعزيز يناور ويفك حصارهم فأحسوا أن الإمساك به مستحيل فبدأو يطلقون النار عليه أصيب عبدالعزيز ولكن ظل يقاتل حتى قضى على سيارتين أخرى لكن طلقة سكنت في قلبه جعلته يتوقف عن القتال ثم بدأت سيارته تتقلب على الرمال
وكان أبطال حرس الحدود قد وصلوا فلما رأى سفيان سيارة زميله عبدالعزيز مقلوبة ورأى الثلاث سيارات تهرب أمر من معه أن يذهبوا لعبدالعزيز وهو تبع السيارات الثلاث فظن المهربين أنهم إذا تجاوزوا الحدود سيكونون بأمان وبالفعل تجاوزوها ولكنهم لم يشعروا إلا والطلقات تخترق أجسادهم وسفيان يصرخ ويقول حتى لو حصلتم على لجوء سياسي من أمريكا لن تنجو أن نجيت
وصلا العقيدان فيصل وعادل
فلما إقترب العقيد عادل رأى عبدالعزيز قد فارق الحياة فبكى العقيد عادل ولكنه رأى بحضن عبدالعزيز ميدالية بها صورة لثلاثة شباب أحد هؤلاء الشباب كان ذو العيون الصغيرة الذي يبحث عنه ليلا ونهارا
فبدأ العقيد عادل يمسك بعبدالعزيز وهو يقول كنت أعرف أنك تعرفه أرجوك دلني عليه فأمسك به العقيد فيصل وقال ما بك أجننت تكلم رجل قد مات
فبدأ العقيد عادل يبكي وهو يحضن عبدالعزيز ويقبله
في نفس هذه الأحداث كان خالد يستعد لخوض معركة خاصة به فلما خرج من بيت فهد عائد إلى بيته قابله عايد ومعه أخوته فواز وفايز فقال عايد هل هذا السكار الذي أرعبكما
وكان شكل خالد وهو في مرضه يعتقد من يرآه أنه شرب خمرا بسبب ترنحه بمشيته
كان خالد يشعر بألم لو كان بصخرة لتفتفت فلم يدر وجهه لعايد فغضب عايد وقال هل تتجاهلني فأنقض عليه ولكمة فسقط خالد على الأرض وبدأ يستفرغ دما فنظر عايد إلى إخويه وقال لهما هل هذا هو الوحش الذي حدثتماني عنه
رأى أبو مشاري ما حدث فأنطلق وحمل خالد وبدأ يدعوا على عايد ويقول الله يكفينا شرك
فأستغرب عايد فالعادة أن أبومشاري لا يدخل نفسه في أي شيء قد يسبب له مشكلة ولكنه الآن يدافع عن من يرآه عايد غريب
حمل أبو مشاري خالد توجه به إلى بيت أبوعفيفة
وعايد مستغرب فنظر لإخوته وقال إلى أين يريد أن يأخذه
فقال فواز ألم نخبرك
قال عايد بماذا؟

خيال الخيال 28-10-11 01:31 PM

ذو العيون120

قال فواز هذا الشاب قد تزوج عفيفة فنظر عايد لأخاه وقال عفيفة التي أعرفها
هز فواز رأسه نعم فبدأ يضحك ويقول سوف نذهب لبيت أبوعفيفة فأنا متأكد أن هذا الشاب لا يعرف ما فعلته بعفيفة
كان أبومشاري قد أوصل خالد إلى بيت أبوعفيفة ووضعه في الصالة وجلست بجواره عفيفة وأبوعفيفة فقال من فعل به هذا ولم يكد ينهي سؤاله حتى سمع صوت عايد وهو يقول هل أخبرتي يا عفيفة زوجك المصون ما فعلت بك
رأى مشاري الصغير عايد وأخوته مجتمعين فأحس أنهم يريدون ضرب خالد فذهب لصديقه فهد ليساعد خالد
بينما بدأ عايد يروي ما حدث فقال رأيت زوجتك المصون تخرج بالأغنام خارج القرية فتبعتها حتى وصلت مكان لا أحد فيه فجلست حول شجرة تراقب الأغنام ولم تشعر إلا وأنا ممسكا بها فبدأت تصرخ ولكن صراخها لم يمنعني ففعلت بها ما أردت بل قبل أن أتركها صفعت وجهها وركلتها وسبيتها
سمع خالد كلام عايد فتذكر قصة أمه مع جابر
ونظر لعفيفة فرآها تبكي وأباها المسن قد طأطأ رأسه
فبدأ الماضي يمر عليه فصرخ صرخة قوية وقال لن تنجو يا جابر لن تنجو يا جابر لن تنجو يا جابر
ثم نهض خالد وعيناه تقدح شررا
حاولت عفيفة أن تمنعه لكنه وبلا شعور دفعها فسقطت على بطنها
خرج خالد فارتعد عايد عندما رأى عينا خالد وأخويه يقولان له أهرب لكن عايد من شدة خوفه لم يستطع الحراك أمسكه خالد فحاول أن يقاوم لكن خالد كسر يداه الإثنتان ثم أخرج إبره وبدأ يغرسها في عينا عايد وفي أذناه
ثم تركه فبدأ عايد يصرخ صرخات الموت وصل فهد فرأى خالد في قمة الغضب وهو يقول قتلتك ياجابر قتلتك
ثم سقط مغشيا عليه فحمله فهد وأركبه السيارة ثم عاد ليحمل عايد لكنه وجده قد مات وأخويه قد هربا
بينما أبوعفيفة وخالها منشغلان بعفيفة التي تمسك ببطنها وتصرخ فلما ذهبا بها إلى مستوصف القرية كانت قد أسقطت الجنين التي طالما حلمت به فبدأت تسأل عن خالد فقال خالها إنه مع صديقه فهد
بدأ فهد يسرع ليوصل خالد للمستشفى الذي يوجد بالمدينة التي بجوار قريته
لما وصل فهد وكشف الإطباء على خالد قالوا له حياته ميؤس منها
فطلب تحويله إلى الرياض ولكن المستشفى رفض
فأتصل فهد على مصعب وهو يبكي فخاف مصعب وقال هل أصابك السرطان مرة آخرى
فقال فهد بل أصاب ذو العيون الصغيرة فجع مصعب وقال ويحك لماذا لم تخبرني أنه عندك
قال فهد أرجوك أتصل على عمك ليطلب تحويله إلى الرياض
بالفعل إتصل مصعب بعمه العقيد عادل الذي كان قد أنتهى من دفن عبدالعزيز
فأجاب على مصعب فقال له مصعب إن ذو العيون الصغيرة مغمى عليه في مستشفى المدينة الشمالية ويجب تحويله بأسرع وقت
إتصل العقيد على مستشفى الأمن وطلب أن يستقبلوا حالة ذو العيون الصغيرة
لكن مدير المستشفى قال لا يوجد سرير شاغر
فقال العقيد عادل ضعوه مع الشخص الذي أدخلته قبل أسبوع في غرفة كبار المسؤلين
وبالفعل تم تحويل ذو العيون الصغيرة إلى الرياض
بينما أتصل مصعب على الشيخ معيض وأخبره أن ذو في مستشفى الأمن
وصل العقيد عادل المستشفى
وتقابل مع الإطباء الذين قالوا الأعمار بيد الله ولكن طبيا من الغريب أنه لا زال حيا
لكن العقيد عادل قال أنتم لا تعرفوه وأمر أن يضعه بغرفة كبار المسؤلين
التي يوجد بها سالم الذي أجرى عملية إزالة ورم حميد ناجحة حيث إستأذن بدر وإبنه طلال من خالهم سالم وتركوا معه اخته المها
دخلت عليهما الممرضة وأخبرتهم أن مريض آخر سيشاركهم الغرفة
فأقفلت المها الستارة
أدخل ذو وهو مقيد بأوامر من العقيد عادل حيث تم تقيد يداه وقدماه بالسرير الذي ينام عليه
دخل العقيد ومعه ثلاثة من أفراده
وبدأ يمعن النظر بذو ويقول إنهض فقال أحد أفراده إنه ميت طبيا
ولم ينهي كلامه إلا و ذو فاتحا عيناه فلما رأى القيود بيده بدأ يصرخ صراخ أرعب من كان بالغرفة وهو يقول لن أموت مقيد اليدان
فألتفت فرأى النافذة فبدأ يخطط على القفز منها فنظر بجواره فرأى هاتف فأخذه ورمى به الزجاج فتحطم ثم بدأ يصرخ وهو يحاول فك القيود
لكن الهواء الذي دخل عبر النافذة المكسورة رفع الستارة عن سالم وأخته المها التي كانت كاشفة وجهها فسكت ذو عن الصراخ فهو قد عرف أن هذا أخ أمه ولكنه أمعن النظر في المها والشكوك تدور في رأسه فقامت المها وهي غاضبة من وقاحة هذا الشاب الذي ينظر لها وأقفلت الستار
بقي ذو ساكت بل ساكن فبدأ العقيد عادل يقول لما هربت هل تظن أنك ستجد وطن أحن من وطنك عليك إن وطنك ياذو في حاجة إليك إلتفت ذو له وقال ليس الوطن بحاجة لمن تجري في عروقهم الدماء الفاسدة
فقال العقيد لا أحد معصوم من الخطأ وليس عيب أن تخطي ولكن العيب أن تعالج الخطأ بالخطأ
لكن هذا الحوار أنقطع لما سمع ذو صوت أقدام تتقرب من غرفته أحس ذو أن صوت العصا التي تضرب بالأرض أنها خطوات جدته دخلت أم جابر ومعها الشيخ معيض والسيف
فنظرت أم جابر لذو فبدأت تبكي لما رأت حاله وتقول ما الذي أصابك يا ذو
وكانت المها تسمع الصوت فبدأت تتعرف على صوت أم جابر والشيخ معيض والسيف
لكن لا زالت تشك بذلك فهذا الفتى الذي يقومون بزيارته ليس من قريتها
فبدأ ذو يقول فكي قيدي ياجدتي
فنظر الشيخ إلى العقيد وهو يبكي ويقول أرجوك فك قيده لم أرى ذو طيلة حياته ذليلا بهذا الشكل
فقال العقيد أنت لا تعرف ما يفكر به إنه يريد أن ينتحر
فأقتربت أم جابر من ذو وبدأت تشد القيد لتقطعها فنظر لها ذو وقال إني أرى الموت أمامي فشعر الجميع بالرهبة
ثم تابع وقال أريد أن أسألك سؤال واحد يا جدة أسألك بالله أن تصدقيني
هل أمي التي أنجبتني ميته فبكت أم جابر وقالت لا بل سافرت إلى الرياض
فأبتسم ذو وقال بصوت تسمعه المها إذا هذه المرأة التي خلف الستار هي أمي
ثم صرخ بصوت عال لقد ثأرت لك من جابر يا المها
ثم لفظ آخر أنفاسه والدموع تسيل على خديه
نظرت المها إلى أخيها سالم وهو يبكي ويقول هذا الشاب هو إبنك
هو إبنك
هو إبنك
هكذا شعرت المها لما قال سالم أن هذا إبنها شعرت بأن الكلمة لها صدى
فصرخت وكان طلال قد عاد لانه نسي محفظته على الطاولة فسمع صراخ أمه فأسرع ودخل الغرفة فرأى الناس متجمعين ورأى أمه تمسك بصديقه الذي قابله بالقرية وهي تقول بئس الأم أنا عرفني ولم أعرفه بئس الأم أنا عرفني ولم أعرفه
خرج العقيد وأفراده وخرج الشيخ معيض والسيف فقال طلال ما الذي يحدث
فنظرت له أمه وقالت هذه القصة التي أخفيتها عنك يجب الآن أن تعرفها إن هذا هو أخوك

ولم يمضي شهر واحد من موت ذو العيون الصغيرة حتى بدأت الجماعة التي كان العقيد عادل يحاول أن يقضي عليها قبل أن تشكل خطر على أمن هذا الوطن وهي جماعة ضالة تدعمها دول حاقدة على وطننا الذي يعتبر منارة المسلمين
فلقد تطاول أفراد هذه الجماعة على أرض الوطن ومن ضمنها قرية ذو العيون الصغيرة التي تصدى أهلها لهذا التعدي وكان العقيد عادل موجود بالقرية مع كتائب من الجيش بعد تمشيط المنطقة فوصلوا إلى جبل الخرافة فقال الملازم علي للعقيد عادل مستحيل أن يصعد هذا الجبل إنسان فنظر له وقال بل كان يصعده شاب أسمه ذو العيون الصغيرة لو كان حيا لأرسلته ليقضي على تلك الجماعة
فقال الملازم علي وهل يستطيع فعل ذلك
فقال العقيد إن كنت تعرفه فستقول سيفعلها ويفعل مهمات أكبر منها
وبعد أن أستقر الوضع وتم حماية حدود الوطن طلب العقيد عادل طائرة هيلوكبتر فطلب من قائدها أن يضعه على قمة جبل الخرافة فوضعه فقال له عد لي بعد ساعتان
ثم بدأ العقيد يصرخ وصوته يهز المكان
وهو يقول ياذو ياذو ياذو أتهرب من وطن يحبك
ياذو العيون الصغيرة أبواب وطنك كانت تناديك وتنادي كل أبنائها وتقول مهما فعلتم تبقون أبنائي فعودوا فسوف أسامحكم ولا أبالي




بعد أن أتممت القصة أردت أن أسدي لمتابعي الكريم ثلاثة أشياء نصيحة وشكر وقرار

(فنصيحتي) لكل من يقرأ كلامي أن لا يقول علي أي عمل يشاهده أنه سهل لأن القول يختلف كثيرا عن الفعل وكذلك إن لم يعجبك العمل الذي أمامك أو لم يرتقي لإستحسانك ولست تريد استخدام كلمات الشكر معتقدا أنها ستكون زائفة وأن هذا العمل لا يستحق الشكر فأنت تستطيع أن تمر مرور الكرام وتخرج وأنت صامت خير من أن تقول كلام لا خير في قوله

أما (الشكر) فأنا أقدمه لكل من تابع أحداث قصتي التي أمتدت أحداثها لشهرين وبقي يتابعني ويترقب نزول حلقاتي
وفي الحقيقة كانت هناك أحلام تراودني قبل إنزال القصة بالمنتدى أني سأحصل على مقابل مادي لهذه القصة فكنت أحلم بسيارة فارهة وبيت واسع لكن وبكل صدق كسبت ما هو أعظم من المال ولا تظن أني أبالغ فأنت (يا أخي أو أختي) المتابع منحتني جزء من وقتك الغالي مع وجود آلاف الفضائيات وآلاف المنتديات وملايين المواضيع التي قد تسحبك إليها لكن بقيت وفيا معي فتقبل شكري الخالص لمتابعتك لي
وهناك مجموعة من الأعضاء وقبل توجيهي لهم رسالة شكر خاصة
أردت أن أقول وأنوه بأني أنزلت قصتي هذه في أربع عشر منتدى وبعد مدة قصيرة قطعت إنزال القصة في أربع منتديات وبقيت عشر منتديات وبعد إنزال عشر حلقات عزمت على إيقاف إنزال القصة لأني شعرت أني أكلم نفسي ولم أجد التفاعل الذي كنت أطمح فيه
لكن في كل منتدى بزغ فيه عضو أو عضوان أو ثلاثة أعضاء
كانوا السبب في شروق شمس أفراحي وكانوا سحائب أبتهاجي فلقد حفزوني وأعادوا الهواء والماء لقصتي وزرعوا بردودهم الورد والفل والياسمين على قصتي
بل أن هناك منتدى لم يكن يتابع القصة فيه إلا عضو واحد حفزني و بث الأمل فيني فظليت أنزل القصة في هذا المنتدى إكراما وتقديرا وأحتراما لهذا العضو
فرسالة الشكر الخاصة التي سأبعثها لهؤلاء الأعضاء بحثت عنها في معاجم العرب لأنتقي أفخم وأصدق وأجمل كلمات الشكر وبدون مجاملة لم أجد الكلمات التي تفي لهؤلاء الأعضاء جميلهم علي فردودكم وتساؤلاتكم طالما أدخلت السعادة إلى قلبي وأخص السبعة الأسماء الأولى التي كانت ردود بعضهم يومي والأخر شبه يومي والأخر ساهم في تثبيت الموضوع وهم كالتالي(حسن خليل _ ساعة بلا عقارب _ أم رنا _ إرادة _ قلب من الألماس _ king _loost‏ ‏_ فدينا بعض _ بوح خواطري _ موت ميلاد_رائدة الزعيم_سيدة البحار_ الطيب طبعي _ غريم الريم_ ‎‎‏روح الفن_الياسية_ تهاويل_أبوشافي_ أم مريومة القمورة _جست يو _ مواقف لا تنسى _ قلب أنثى _ لووززه _روح تحب الحياة _اشراقة الغد _نزف جروحي _ منصور السديري _ d7oo‎!‎ _دبل كيك _ u v‎ )


وهناك أعضاء أشكرهم أنضموا معي في أخر المطاف وتفاعلوا معي بشكل راقي
وأقول لهم على تواضع قصتي والنقص الموجود فيها إلا أنكم بقيتم تبعثوا في نفسي الأمل وتدعموني بردودكم حتى شعرت بفرحة لا توازيها فرحة فشكرا مرة أخرى لكم


أما القرار الذي اتخذته فبعد أن خضت أول تجربة في كتابة قصة طويلة أعلنت التوووبة ثم التووووووبة ثم التوووووووووبة من مجرد التفكير في تأليف ما أحب أسميه مسلسل ولم أطلق على قصتي رواية لأن الروايات تعتمد على التوصيف الدقيق على الأحداث فلهذا أسميتها مسلسل سيكون الأول والأخير والسبب أن هذا المسلسل عذبني تسعة أشهر البعض يعتقد أني أبالغ
لا يا سيدي فكم أصبت بالصداع بسبب التفكير بأحداث المسلسل بل أني أحيانا لا أذق طعم النوم لكوني أفكر كيف أجعل الأحداث تكون منطقية وواقعية ومقبولة عند القاري
فأنا في الأساس عرفت بكتابة المواضيع التي لا تستغرق كتابتها سوى ساعات محدودة فحين يفشل موضوع(وأقصد بالفشل هو عدم وجود ردود وكذلك عدد مشاهدي الموضوع يكون قليل جدا) لا يعني لي شيء فهناك موضوع آخر لقي استحسان القراء
ولكن حين تكتب قصة طويلة تأخذ منك الوقت والجهد ومن ثم تفشل فأكيد أنها ستكون صدمة قوية قد تهشم أي طموح لك في كتابة القصة
وأعيد وأقول لولا الله ثم الأعضاء الذين ذكرت أسماؤهم بالأعلى لفشلت قصتي فشلا ذريعا
وكذلك لا أقول نجحت وإنما أقول لاقت إستحسان البعض
فبعد أن جمعت عدد الزوار أو المشاهدين في جميع المنتديات التي أنزلت القصة فيها لم يتجاوز عدد الزوار خمسة وعشرون ألف علما أني لوحدي دخلت ٥٥٠ مرة لإنزال الحلقات
فلو طرحت من الخمسة وعشرون ألف (خمسمائة وخمسين سيبقى ٢٤٤٥٠ ألف ولو قسمناها على ٥٥ عدد زيارة العضو المتابع لحلقاتي لظهر لنا العد ٤٤٤ هذا العدد المتوقع للأعضاء الذين تابعوا قصتي من خلال عشرة منتديات
فلهذا أعلنت التوبة من مجرد التفكير في كتابة قصة أخرى
شاكر مرة أخرى لكل شخص تابع أحداث قصتي وأختم كلامي بالدعاء وأقول اللهم أسألك أن تجمعني بمن قرأ قصتي في جنات النعيم واللهم جميع المسلمين


الساعة الآن 04:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية