منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتملة (بدون ردود) (https://www.liilas.com/vb3/f571/)
-   -   احلامي المزعجة (https://www.liilas.com/vb3/t168551.html)

سلافه الشرقاوي 21-06-11 01:26 AM

احلامي المزعجة
 





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه اول مخطوطاتي
حبيت اني اطرحها معاكم وليكم
ارجو ان تحوز على اعجابكم
اترككم مع القصة
اسماء العائلات المتواجدة بالقصة من وحي خيالي
ولا تمت للواقع بصلة
وايضا الاشخاص لا اساس لها ولا ارتباط لها بالواقع



...
...
...

الفصل الخامس + السادس + السابع ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-3.html

الفصل الثامن + التاسع + العاشر ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-4.html

الفصل الحادي عشر ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-5.html

الفصل الثاني عشر + الثالث عشر ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-6.html


الفصل الرابع عشر + الخامس عشر ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-8.html

الفصل السادس عشر ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-9.html

الفصل السابع عشر + الثامن عشر ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-10.html

الفصل التاسع عشر ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-11.html

الفصل العشرون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-13.html

الفصل الواحد و العشرون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-15.html

الفصل الثاني و العشرون (1)...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-16.html

الفصل الثاني و العشرون(2) ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-19.html

الفصل الثالث و العشرون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-22.html

الفصل الرابع و العشرون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-24.html

الفصل الخامس و العشرون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-25.html

الفصل السادس و العشرون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-28.html

الفصل السابع و العشرون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-30.html

الفصل الثامن و العشرون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-32.html

الفصل التاسع و العشرون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-33.html

الفصل الثلاثون + الواحد و الثلاثون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-35.html

الفصل الثاني و الثلاثون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-37.html

الفصل الثالث و الثلاثون ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-40.html

الفصل الرابع و الثلاثون (1) ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-43.html

الفصل الرابع و الثلاثون (2) ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-47.html

الفصل الخامس و الثلاثون (1) ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-52.html

الفصل الخامس و الثلاثون (2) ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-55.html

الفصل السادس و الثلاثون (1)...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-58.html

الفصل السادس و الثلاثون (2) ...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-60.html

الفصل السابع و الثلاثون ( الأخير )...

http://www.liilas.com/vb3/t163195-64.html



...
...
...
















احلامي المزعجة




الفصل الاول




تردد صوت صراخها ليصم الاذان و يعم ارجاء المكان وهى تهتف ساعدوني ارجوكم هلا يأتي احد ليساعدني وهى تحاول ان تبقى بمكانها ولا تسقط اكثر في هذه الحفرة العميقة فهي لا ترى أي بصيص من الضوء وصوت صراخها لا يزال يصدح في المكان ولكن لا محال فلا يوجد احد يستطيع سماعها و قوتها في التمسك تضعف وتكاد تنتهى وفجأة انزلقت يدها لتسقط في قاع الحفرة العميقة.
فتحت عينيها على صوت ارتطام جسدها بأرضية غرفة نومها و بدأت باستيعاب ما حولها فوجدت نفسها في غرفة نومها وقالت بهدوء : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
حاولت ان تهدئ قليلا فقلبها يدق بعنف واطرافها ترتعش من هذا الحلم المزعج واخذت تفكر في الحلم الذى يراودها باستمرار في الآونة الاخيرة ولا تجد له تفسير كالعادة تنهدت ثم قامت لتغتسل وتصلى فرضها وتبدا يوم جديد من حياتها
بعد ما انتهت من الصلاة وارتدت ملابسها نزلت من غرفتها لتحضر الفطور وقفت تتأمل منظر حديقة البيت وتشاهد احدى الفراشات تحوم حول الازهار التي زرعتها حديثا فهي تعشق الورود بجميع اشكالها والونها
ارتعد جسدها على يد تربت على كتفها فقال لها : ما بكى لم ارتعدت هكذا ولم عينيك ينطلق منها الخوف؟
ردت بصوت مبحوح: لا لم اخف بل اجفلت فلم اسمعك وانت قادم من فوق
ابتسم في وجهها وانحنى ليطبع قبلة على خدها وهو يقول : صباح الخير عليكى يا صغيرتي
ردت علية وهى ترسم الابتسامة على شفتيها :صباح النور الم اقل لك من قبل الا تناديني هكذا لقد كبرت الم تلاحظ ؟
قهقه ضاحكا و هو يقول : مهما كبرتي ستظلي بعيني غاليتي الصغيرة التي كنت ولا زالت اشترى لها الحلوى
والشكولاتة ام انكى تنكرين ان لازالت اتى بالحلوى لكى
ابتسمت بخجل وهى تقول :لا انكر ولكنى كبرت واذا كانت الشكولاتة هي التي تجعلك تعاملني على انني صغيرة فلا اريدك ان تشتريها لي
ابتسم بخبث وهو يقول :حقا ام سترجعين بكلامك
ردت على الفور: طبعا سأرجع في كلامي
سألها بجدية :اين الفطور سأتأخر على عملي
قالت :ثواني حينما تنتهى من تغيير ملابسك سيكون معدا على المائدة
انسحب بهدوء وهو يفكر في حال اختة فهي ما تبقى من عائلته ويشعر بالخوف عليها فهي لم تعد كما كانت من فبل فالحادثة عصفت بحياتهما وعلى الرغم من انها كانت صغيرة السن الا انها كانت تعي ما يدور حولها وفقدانها لوالديهما اثر بشكل سلبى عليها لكنة بذل كل ما بوسعة ليعوضها عن ما فقدته
وعندما انتقلا ليراعهما جديهما لوالدتيهما فاخذ ايضا يرعاها فجدة كان رجل صارم علمهما ان يعتمدا على انفسهم ولكن جدتهما كانت عطوف رقيقة عليهما وحاولت ان تعوضهما عن حنان الام وعطف الاب ولكنها سرعان ما انتقلت الى رحمة الله وهى توصية بأخته خيرا ولكن موت الجدة اخذ من اخته ما تبقى من روحها المرحة وايضا لحق بقطار الموت الجد الصارم الذى كان يكنفهما برعايته
هز راسة بخيبة امل فمهما حاول ان يعوضها فالذي فقدته غالى وهى ايضا تحتاج لأنثى بحياتها تفضفض من ما بداخلها لها فهو يحاول ان يتواصل معها ولكن لا يعلم إسرارها ومكنونات صدرها
افاق من أفكاره على صوتها يناديه لتعلن ان الفطور جاهز




تعريف سريع للأبطال
نور: فتاة في 23 من عمرها فقدت والديها وهى صغيرة في حادث مأساوي اثر على طباعها وشخصيتها
تتمتع بجمال بارز برشتها بيضاء محمرة ولها عينان جميلتان لونهما بين الاخضر والعسلي طولها متوسط
وجسمها صغير فهي رشيقة القوام وتتمتع بشعر ناعم بلون البنى المحمر يتوج وجهها الجميل ليظهر جمالها الناعم حديثة التخرج من كلية الحقوق القسم الفرنسي وتقديرها فوق الجيد فهي طالبة متميزة ومجتهدة و طموحة جدا
عمر الاخ الاكبر والوحيد المتبقي من العائلة يهتم بأخته لأقصى درجة حنون وعطوف شخصيته مرحة ويحب المزاح فى32 من العمر طويل عريض وملامحة تشبهه نور ولكن عيناه خضراء تشع منها الشقاوة والمرح
يعمل بمجال هندسة العقارات ولدية شركة صغيرة ينفذ بها مقولات من الباطن مجتهد وطموح ولم يتزوج حتى الان لأنه يريد الاطمئنان على نور اولا.





الفصل الثاني



دخل الى مكتبة بخطواته المغرورة وهيبته الطاغية فبرغم من صغر سنة الا انه يتمتع بشخصية قوية تجبر من يتعاملون معه على الاحترام والتبجيل سواء كانوا كبارا ام صغارا وهو يمتلك ايضا سحر وجاذبية خاصة جدا فعند دخوله الى أي مجتمع من الناس تلتفت الية الانظار وخاصة عيون النساء وتدور رؤوسهن الية فهو في جنسه من الرجال يعتبر جميلا
ولكنة لا يهتم بهذه التفاهات على حسب راية فهو يهتم بعملة فقط فهو يعشق العمل ولا يفعل شيء سوى ان يعمل وعلى الرغم من انه يعمل بشركة العائلة الا انه تدرج في الوظيفة واجتهد الى ان وصل الى هذا المنصب الذى طالما حلم به
وقفت مديرة مكتبة على الفور عند دخوله ورددت تحيية الصباح :صباح الخير استاذ.
رد بإيماءة صغيرة من راسة ورد عليها بالية وطلب منها بتهذيب ان تأتى له بالبريد فورا
دلف الى مكتبة وجلس على كرسيه الضخم خلف المكتب الذى توضع علية لافتة سوداء مكتوب عليها
م / ياسين محمود .............
المدير التنفيذي للمشروعات
طرقت الباب بهدوء ودخلت وهى حاملة الية البريد و ناولته اياه
سألها بجدية وهو يمعن النظر بما بين يدية : ما اخبار الاعلان الذى اوصيتك به
_ لقد كتبت تصور له واريد من سيادتك مراجعته وان تعطيني اذن للنشر
_ حسنا سألقى نظرة على الفور
ناولته الاعلان فقراه جيدا و اضاف الية جملة وحيدة ومضى بالنشر
امسكت الاعلان بين يديها وهى متفاجئة ومترددة أيضا ولكنها اخيرا نطقت لتقول :للرجال فقط ! لماذا؟
رد بخشونة : لان الوظيفة لا يصلح لها الا الرجال فهي مرهقة وانا احتاج شاب يمتلك ذكاء وكفاءته عالية وهذه الصفات لا توجد في الفتيات
بان على وجهها الاعتراض ولكن نظرة عينية اجبرتها على ابتلاع الاعتراض وتومئ براسها ايجابا
اشار اليها بيده فانصرفت على الفور فهي تعلم انه لا يحبذ عمل السيدات وخصوصا تحت امرته ولولا اجتهادها في
عملها وخبرتها سنين طويلة في العمل في هذا المكتب لكانت الان تعمل بقسم اخر من الشركة .
( ياسين شاب من عائلة مرموقة في 36 من العمر انيق ووسيم جسمه رياضي وجميل طويل اسمر البشرة
يمتلك جمال وسحر وجاذبية يحسده عليها ابناء جنسه لدية عينان رماديتان يشع منهما الذكاء والقوة
وهذا ما يجعل الناس تهابه قضى دراسته الجامعية بإحدى الجامعات الامريكية وحصل على درجة الماجستير منها ايضا يعمل في شركة العائلة ويشغل منصبا مرموقا بها لا يثق بالنساء فهن بالنسبة اليه وجوه واجساد جميلة المظهر لا فائدة منهن)



*******************



في وقت ما بعد الظهيرة في احدى البيوت الصغيرة قديمة الطراز الواقعة على ضفاف النيل
دخل عمر من باب البيت وهو ينادى بصوته الرخيم: نور..............نور
اين انتى يا صغيرتي؟
أجابته مبتسمة من غرفة المعيشة :انا هنا عمر
جاءها ضاحكا :انظرى اتيت لكى بما تحبينه
نظرت الية لتراه يلوح بلوح من الشكولاتة التي تعشقها ابتسمت لتشع السعادة من عينيها
وهتفت قائلة وهى تطع قبلة على خدة : شكرا اخى العزيز كم احب هذه الشكولاتة
__ ما زلت كعادتك كالأطفال الشكولاتة تسعدك وتزيل احزانك
__ وانت تعلم دائما ما يسعدني وما لا يسعدني .
__ بمناسبة ما لا يسعدك ما الذى يجعلك تصرخين هكذا وانتى نائمة
لقد استيقظت البارحة عند الفجر وتهيا لي انكى تصرخين وعندما وصلت الى غرفتك
لم اسمع شيئا فعودت الى غرفتي ثانية
ترددت قليلا ثم قالت: انه مجرد حلم ولكنة مزعج قليلا.
_ الن تحكيه لي على الاقل
_ لا تشغل بالك كثيرا فلا اهمية له
قلق والقلق ظاهر على وجهه : نور انى قلق عليك وبصراحة هذه ليست اول مرة اسمعك بها تصرخين
انا قلق جدا
_ صدقني عمر لا اهمية لهذا الا مر فلا تشغل بالك كثيرا
_ حسنا لن اضغط عليكى ولكن اذا احتاجتي الى محادثتي فلا تترددي يا صغيرتي
احتجت قائلة: لا تناديني هكذا
ضحك قائلا : ولكن انتى بالفعل صغيرة واشار بعينية الى لوح الشكولاتة وهذا هو الدليل.





الفصل الثالث




فتحت عينيها ثم اغمضتها كررت الحركة اكثر من مرة لتستطيع الرؤية فالمكان مظلم للغاية ولا تعلم اين هى
ولا تستطيع الحركة فأطرافها تألمها بشدة حاولت ان تكرر حركة عينيها على امل ان تستطيع رؤية ما حولها ولكن لا مجال وفجأة غمر الضوء المكان لدرجة انها اغمضت عينها حتى لا تؤلمها سمعت صوت خطوات تقترب منها ففتحتها لعلها تعلم اين هي ومن هذا القادم وضعت كف يدها على عينيها حتى تتمكن من الرؤية رات شخص طويل
يقترب منها ويلقى عليها نظرة تملؤها السخرية لا تستطيع ان تتعرف علية من هو
صاحت به : من انت ؟ ما هذا المكان؟
لم يعيرها أي اهتمام والتفت عنها ومضى في طريقة حاولت الوقوف لتتبعه على الاقل لتخرج من هذا المكان المريب
جرت وراءه وهى تصيح به : هاى انت انتظر من انت؟ اين انا؟
اخذت تركض حتى تعثرت و ارتطمت بالأرض بقوة
قامت مفزوعة على وقوعها على ارضية الغرفة كعادتها في الآونة الاخيرة ودعت ربها ان لا يكون عمر استيقظ هذه المرة ايضا فلن تستطيع التملص منة جلست الى سريرها وهى في حيرة من امرها من هذا الشخص الظاهر لها في الحلم لا تستطيع ان تتعرف علية ولكنها كرهت نظرة عيناه البغيضة وما الذى يجعله ينظر لها هكذا انتبهت على صوت المنبه فاستغفرت الله وتعوذت بالله من الشيطان الرجيم وقامت لتغتسل وتصلى فرضها وتتوكل على الله في يومها الجديد
نزلت الى الاسفل لتعد الفطور لها ولأخيها توجهت الى المطبخ ووضعت اناء المياه على النار لتعد الشاي و قفت تنتظر غليان الماء تنظر من مكانها المفضل النافذة التي تطل على الحديقة وتراقب الفراشات وهى تدور حول الورود
سرحت بأفكارها لتتذكر والديها وكم تفتقدهما وكم تفتقد جدتها ايضا فهي كانت لها خير العون وعوضتها عن حنانهما لفترة حتى انتقلت اليهما وعبس وجهها عندما تذكرت جدها وتتذكر معاملته الجافة لها ولكنها تعلم سبب هذه المعاملة
فلقد تربى تربية قاسية وطبيعة عملة كرجل عسكري صقلت لدية القسوة والجفاف في المعاملة وعند اول حياته فقد والدة بسبب ان خسر الاخير ثروته كاملة في البورصة مما ادى الى زيادة القسوة والحزم في تصرفاته فلم يتبقى له الا قليل من المال وهذا البيت من والدته البيت التي تعيش به هي واخاها الى الان
اشرق وجهها باتسامه عندما تذكرت كم كانت تلعب في الحديقة هي واخاها عند وجود والديهما وكم كان صوت ضحكاتهما يرن في الاجواء
افاقت من ذكرياتها على صوت صفير الاناء يعلن عن غليان المياه فاتجهت لإعداد الشاي والفطور ورفعت عينيها لترى اخاها يبتسم بإشراق كعادته ابتسمت له وهى تتذكر ان بفضلة حياتها احسن بكثير عما قبل فقد ساندها لتتغلب على احزانها وظروفهما القاسية .

جلسا الى المائدة ليتناولا الفطور
سألها عمر : كيف أصبحت اليوم حبيبتي؟
- الحمد لله اصبحت بخير ونعمة
- الحمد لله يديم عليك نعمته
- ما مشاريعك لليوم؟
- لا شيء سأذهب مع علياء للتقدم الى وظيفة قرات عنها في الجريدة البارحة للشركة ..............للمقولات
- مممم انها احدى الشركات الكبرى في مجال المقولات
- اذن ادعى لي فلقد سئمت من كثرة البحث عن الوظائف الخالية
- الم اطلب منكى قبل سابق مرارا وتكرارا ان تأتى لتعملي معي

زمت شفتيها قائلة: انا رفضت لأنك ستدللني كعادتك فلن اشعر اننى اعمل
قاطعها وهو يمثل الغضب : قولي ان شركتي لا تلائمك يا نور
ردت بسرعة :لا واللهي اننى لا اقصد ذلك وانت تعلم جيدا
_ انتى عنيدة
_ بمناسبة الشركة ما اخبار عملك؟
تنهد بتعب : الحمد لله ولكنى انا ايضا احتاج الى دعواتك فلدى مناقصة اذا رسيت على الشركة سأكون رسيت قواعد شركتي بالسوق وسيصبح اسم الشركة معروف الى حد ما
__موفق ان شاء الله توكل على الله سيكون كل شيء بخير
__ ونعم بالله قام وهو يقول : تأخرت سأذهب الان
ابتسمت مشاغبة :الا تريد ان اوصل سلامك لاحد ما؟
عبس قائلا: لا وانتى تعلمين جيدا اننى لا اريد ان اعلقها بي اكثر من ذلك
ذهبت خلفة: لماذا؟ انا اعلم انك مهتم لأمرها وانت تعلم انها معجبه بك وتتفهم موقفك وتنتظرك
وضع يده على كتفها وهو يقول بحزم: نور من فضلك استمعي الى لدى اشياء كثيرة تشغلني فلن استطيع ان ارتبط وانا عملي لم يستقر الى الان وليس من العدل ان اعلق الفتاة بي الى اشعارا اخر

همت بالرد علية ولكنة قاطعها : لا وقت الان للمناقشة
انحنى ليطبع قبلة على خداها :أراكي على خير ،سلام
توجهت الى الهاتف لتتصل بعلياء وتؤكد عليها ميعاد المقابلة والوقت الذى ستمر عليها فيه لتقلها
ذهبت لترتدي ملابس انتقتها بعناية شديدة فلطالما كانت رقيقة الذوق وبسيطة ولكنها رفيعة المستوى
اختارت ملابس رسمية الى حد ما وتزينت قليلا لتبرز جمال عينيها وتزيد من اشراق وجهها صففت شعرها
ونظرت الى المرآة نظرة رضى عن النفس ثم اسرعت بالنزول حتى لا تتأخر ركبت السيارة الصغيرة التي اهدها عمر اليها عند تخرجها وتوجهت الى منزل صديقتها المقربة لتذهبا الى مكان المقابلة المنتظرة.



الفصل الرابع



دقت الة التنبيه للمرة الخامسة وهى تنفخ من الضيق فعلياء تأخرت كعادتها ولكن اليوم لابد ان لا يتأخرا على الموعد
انتبهت على صوت خطوات تنزل مسرعة على السلالم وصوت ضاحكا: صباح الخير نور
ردت عابسة : صباح النور لم كل هذا التأخير لقد اكدت عليكى الا تتأخري
علياء وهى تدخل السيارة : الم تسامى من كثرة ما اجرينا من مقابلات فمن كثرة ما بحثت عن الوظائف الخالية أصابني الملل بصراحة انى ذاهبة لأجلك فقط
_ بالعكس انا متفائلة هذه المرة على غير العادة
_ما اخبار زوج المستقبل ؟
_ الن تنزعي هذه الفكرة من راسك؟
_ لا سالت بجدية : لم تقولي لي هذا الكلام وانتى تعلمي جيدا اننى معجبة بعمر من صغرنا وانتظر ان يحبني مثلما
احبة
_ استمعى الى يا علياء انا اعرف جيدا ما تقوليه وأتمناه مثلما تتمنيه فأنتما الاثنان اعز واقرب الناس لي واتمنى
سعادتكما ولكن انا اعرف عمر جيدا ايضا فلن يلتفت الى كل هذا الا عندما يصل الى ما يبتغه في عملة
بعد ذلك سيفعل كل ما نفكر به لذا انا اقول لكى بعضا من الصبر .
ها قد وصلنا انزلى وانتظرينى سأصف السيارة ونصعد معا
صعدا الى مقر الشركة وتوجهت نور الى السكرتيرة لتستفهم منها عن بعض الامور وسحبت منها استمارتين للتقدم بطلب وظيفة واحدة لها والاخرى لعلياء وعرفت منها ان المقابلة ستتم بعد قليل ذهبت لتملئ الاستمارة هي وعلياء واخبرتها ان المقابلة ستتم بعد قليل ثم ذهبت لتقدمهما الى السكرتيرة
_ ما بكى ؟ اشعر انكى متوترة
_ لا شيء ولكنى غير مرتاحة واشعر انكى متحمسة بلا داعى وان لا توجد فائدة من هذا كلة
_ اذن اصمتي حتى لا تنقلي الى تشاؤمك
وقفت علياء فجأة وقالت بضيق واضح : انا ذاهبة
_ لماذا انتظرى حتى نجرى المقابلة حتى انتظرى لأوصلك معي
_ لا انا متعبة واريد الانصراف حظ سعيد لكى
نادت السكرتيرة على نور فنظرت الاخيرة الى علياء
_ اذهبى ولا تنظرى الى هكذا ، ربنا يوفقك
انصرفت علياء ونور في دهشة من امرها وقبل ان تفكر في علياء وانقلاب مزاجها فجأة نادت عليها السكرتيرة مرة اخرى توكلت على الله وخطت ببعض من التوتر الى الداخل ونظرت الى مكان جلوسها وارتبكت ان ترفع عينيها
لتنظر الى من يديرون المقابلة وقالت بصوت هادئ :السلام عليكم



***********************

زفر بضيق ومديرة مكتبة تبلغة بان احد المدراء الذين يتولون امر المقابلات الشخصية تعب فجأة ولن يستطيع ان يكمل المقابلات والاستاذ عبد العزيز (مدير الشئون القانونية) يطلب منة بما ان العضو القانوني سيتبع مكتبة ان يأتي بدلا من المدير الاخر
دخل الى المكتب الذى ستجرى به المقابلة وسلم على الحاضرين
_ كم فرد باقي بالخارج؟
رد الاستاذ عبد العزيز وهو يناوله استمارات التقدم : اثنان فقط
نظر الى الاوراق وقرا الاولى انها لفتاة وهذا يدل من الاسم كشر وهو يفكر الا يفهمن هؤلاء الفتيات ان الاعلان مكتوب للرجال فقط لم يكلف نفسة ان ينظر الى استمارتها نظر الى الاستمارة الاخرى وقراءها
الاسم : نور محمد...........
فكر ثواني ان من الممكن ان يكون الاسم خاص لفتاة ولكنه استبعد هذا الاحتمال فتقدير التخرج عالي جدا ان تحصل علية احدى الفتيات التخصص مناسب والسن مناسب ايضا اذن لو ادى المقابلة جيدا سيقوم بتعينه على الفور فهو يدعم الشباب المتفوق المجتهد قال للسكرتيرة ان تنادى صاحب هذه الاستمارة
شعر انه يتلقى صفعة على وجهه عند دخول هذا النور من الباب وحس بدهشة عارمة لدرجة انه فغر فاه عند سماع صوتها فلة موسيقى خاصة على الاذان فأنها ليست فتاة فقط ولكنها شديدة الجمال والرقة انها من نوعية الفتيات التي توضع على اغلفة المجلات ولكن هذه العينة تكون مخها فارغ لا يوجد به شيء كيف حصلت على هذا التقدير وما يهمني انا لتذهب الى الجحيم بتقديرها عبس وجهه واستشاط غضبا واستعد لرفضها قبل اجراء المقابلة معها.

سلافه الشرقاوي 21-06-11 07:26 PM

الفصل الخامس


جلست على الكرسي الموضوع لها امام المنضدة ورفعت عينيها لترى ثلاثة رجال امامها رجل في منتصف الخمسينات وجهه بشوش ويبتسم لها مشجعا والاخران من الشباب ظنت انهما لا يتعديان الخامس والتالتين من العمر
احدهما ملامحة جامدة ووجهة عابس ظنت انه لابد من انه غاضب من شيء ما والاخر يتفحصها بدقة شديدة من اخمص قدميها الى قمة راسها تنبهت على صوت الرجل كبير السن : عليكى السلام يا بنيتي.
ارتاحت مبدئيا فمن الواضح ان هذا الرجل عطوف ورقيق ومن سيتخذ القرار هنا فهو الاكبر سنا جلست مرتاحة و نجحت في ازالة التوتر عنها واخذت تجاوب على الاسئلة بهدوء وتأنى و ثقة ايضا فستفوز بالوظيفة حتما فعينان هذا الرجل تشجعنها باستمرار وتطمئنها سألها عن امكانية الرجل سفرها الى الخارج في بعض الاوقات اذا احتاجتها الشركة لإبرام عقود واتفاقيات مع شركات دولية
ترددت وهى في حيرة ماذا تفعل نظرت الية: لن استطيع الاجابة الان فلابد من اخذ موافقة ولى امرى فهذا الشرط
لم يكتب بالإعلان
سألها الرجل الغاضب (ياسين) بسخرية : أقرئت الاعلان جيدا يا انسة؟
نظرت الية مستفهمة وعيناها تسالة ماذا يقصد التفت الى الرجل الكبير وهو يقول الن تستطيعي ان تقرري الان فانتي من احسن ما قابلت اليوم ومهارتك وشهادتك وسنك مناسب ايضا للوظيفة
همت بالرد علية ولكن قاطعها هذا الرجل ثانية وهو يقول بسخرية وحدة :لا تشغلي بالك يا انسة فلن تشغلي هذه الوظيفة
استشاطت غضبا: بالله، ولماذا لن اشغلها؟
_ لان الوظيفة للرجال فقط.
_ لم لا تكتبوا ذلك بالإعلان؟
_ لهذا سالتك من قبل اقرئت الاعلان ؟
ارتعدت اطرافها غضبا وفتحت الجريدة على الاعلان وقراته بصوت مسموع للنهاية
رفهت عيناها الية وهى تقطر منها السخرية وناولته الجريدة :اظن اننى غير مخطئة فلا يوجد ذكر لهذا الشرط فى الاعلان واظن ايضا ان من الوقاحة ان تقاطع رئيسك بهذا الشكل وهو يتكلم وتفرض رايك على جميع الحضور
نظر الى الجريدة وقرا الاعلان سريعا وجز على أسنانه من الصدمة لما في الجريدة ولما قالته ايضا
وقال والغضب يعصف بأوصاله :المسئول عن الاعلان اخطأ ناسف لإزعاجك
قالت وصوتها يعلو: ماذا اخطأ وماذا استفيد من خطائه ؟
عاد الى سخريته المريرة وقال وهو يلوى شفتيه : وماذا خسرتى؟
_ خسرت وقتي ومجهودي في النزول والمجيئ الى هنا
ثم دفت الارض بقدمها وهى تقول :لا اعلم للان لم تتدخل فيما لا يعنيك بينما السيد المسئول هنا موافق
صاح غاضبا بوجهها : انا من يقرر هنا ووقف امامها ونظر الى عينيها الغاضبتان بعينين اكثر غضيا وقوة
وقال بصوت منخفض: وانا قررت انكى لا تصلحين.
وغادر الغرفة بغطرسة وهدوء وخلفها وراؤه واقعة في بئر من الحيرة وواصلة الى قمة الغضب.


********************



دخل الى المكتب وهو يغلى ويفور من الغضب كيف لفتاه صغيرة مثلها ان تصرخ بوجهه و تسخر منة ايضا كيف جرؤت على فعل ذلك معه هو من يهابه الرجال والاعلان كيف نشر هكذا توعد السيدة عبير في ذهنه وعند جلوسه على المكتب دق لها جرس الاستدعاء وهو يقول لها بصوت غاضب ان تأتى
دخلت الى المكتب مترقبة ما به لم الغضب يملئ صوته هكذا لقد عملت معه من ثلاث سنوات لم تراه غاضبا هكذا من قبل قال بصوت منخفض ولكن غاضب : اجلسى
جلست وهى محتاره ماذا يحدث كان واقف ينظر من نافذة المكتب ومدير لها ظهرة وعاقد يدية خلفة
تكلم ببطيء وهو يصر على أسنانه : الديك الجريدة التي نشرنا بها الاعلان ؟
_ نعم سيدى
_ اتى بها وإقراءيه
قامت واتت بالجريدة وقرات الاعلان و نظرت بدهشة له
_ الم اضيف على المخطوط شرط من احد الشروط الهامة بل اكثرهم اهمية لم غافلتيه عمدا عبير؟
_ لا سيدى لم اغفله لقد بعثت الورقة عن طريق الفاكس للجريدة كما سيادتك مضيت عليها حتى التعديل مكتوب بخط
يدك وتستطيع ان تتأكد بنفسك سيدى
تنهد بضيق : حسنا عبير اتصلى بالجريدة وقولي لهم ان يمتنعوا عن نشر الاعلان وابلغي السيد عبد العزيز ان لا يختار احد مما تقدموا فلدى شخص بالفعل لهذه الوظيفة لكى ان تنصرفي
انصرفت من المكتب وهو يفكر هل يستطيع ان يقنعه بقبول الوظيفة ام سيخذله كعادته.




************************



دخل الى البيت وهو يقفز فرحا :نور .........نور انى احمل لكى اخبار سارة
نور اين انتى؟
أجابته وهى تخرج من غرفة المكتب : انا هنا عمر.
امسك بيديها واجبرها على ان تلف وتدور معه
__ما بك لم كل هذا الفرح الذى يعتريك؟
__ باركي لي باركي لي لقد ربحت المناقصة .
صرخت فرحا وهى تحتضنه :مبروك مبرو ك يا عمر الف مبروك حبيبي
__ نور لقد مت من الجوع واريد ان اتغدى
ضحكت وهى تقول : نعم انا اعرفك جيدا عندما تفرح تحس بالجوع انتظر قليلا ريثما اعد الطعام
جلسا الى المائدة ليتناولا الطعام وعمر يحكى لها عن التوتر الذى مر به خلال اليوم
_ اه لقد تذكرت ماذا فعلتي اليوم في مقابلتك اغفري لي الفرحة أنستني
تحشرج صوتها وابتلعت الطعام بصعوبة : لم افعل شيء انا لست مناسبة لها
__ لم
صمتت قليلا ثم قالت :لقد تشاجرت مع المدير وحتى لو مواصفاتي تسمح لي انال الوظيفة لن يوظفني الان
__ نور أجننتي؟ لم تشاجرت معه اضايقك بشيء؟
سردت له ما حدث بينها وبين الرجل الغاضب صغير السن وانه بعد مغادرته للغرفة ان الاستاذ عبد العزيز
( الرجل كبير السن ) افهمها انه هو مجرد مديرا للشئون القانونية وان الذى غادر لتوه هو المدير التنفيذي
وهو من له الحق في تعيينها
رد عمر وهو يضحك : حسنا لا تحزني يا صغيرتي انها بالفعل لا تلائمك فلن اسمح لكى بالابتعاد عنى الى انت تتزوجي واطمئن عليك .
__ عمر لم اعد صغيرة لتقلق على هكذا
__ نور انتى من تبق لي من عائلتي ومن حقي ان اموت خوفا عليك.
__ ولكنك تعلم ان امور الزواج هذه لا تشغل تفكيري فانا لا أريد ان اتركك .
__ وانا ايضا صغيرتي ولكن لابد من انكى في يوم من الايام ستؤسسين حياة خاصة بكى.
نظرت الية وهى يبدو على وجهها عدم الاقتناع بفكرة انها ستتركه يوم ما .







الفصل السادس



في احد الأحياء الراقية داخل احد القصور العريقة الباقية من الزمن الفائت جالس ليتناول طعام الغداء على مائدة فخمة كبيرة نسبيا لا يجلس عليها سواه هو وامه وبقية الاماكن فارغة ليست المائدة فقط ولكن القصر ايضا فارغ يبعث بالكأبة والملل وخاصة بعد سفر اخته فهو الان يعد الرجل الكبير للعائلة الصغيرة المكونة من امه واخاه فأختاه تزوجتا وذهبت كل منهما مع زوجها واحدة سافرت مع زوجها والاخرى اسست مسكنا اخر لها مما ادى الى فضاء القصر وبالرغم من الحاح امه على اختة الاخرى التي لم تغادر البلاد بان يسكنا معهم فيه فهو كبير ويتسع للجميع الا ان زوجها لم يوافق
لكن امه لم ترضخ لهذا فقد اسست لكل منهما جناح بالقصر لتسكنا به عندما تأتيان فحلمها ان يتجمع ابنائها جميعا حولها
ابتسم عند تذكر وجه اخية الصغير الضاحك دائما الرافع لشعار لا تبالى وخذ الحياة ببساطة فهو يتناول أموره ببساطة شديدة وسخرية شديدة ايضا فكر قليلا لا يتذكر ان أخاه غضب مرة من شيء حدث او حزن على فقدان شيء
والمرة الوحيدة التي شاهده يبكى يوم وفاة والدهما فأخاه كان مرتبط بشدة بوالده و كان اباه ايضا يتعامل معه باختلاف عنهم وعلى الرغم من صارمة وشدة اباه الا ان يوسف من كان يستطيع ان يجعله يضحك بشدة ووجهة يشرق من السعادة والفرح
لوى شفتيه وهو يعقد حاجباه للمقارنة بينة وبين أخاه فهو عابس صارم واخاه مبتسم يشرق بالسعادة دائما
انتبه على صوت اخاه و وجهه الضاحك :السلام عليكم
يا اهل الدار ، كيف حالكم؟
انحنى ليقبل راس امه ورفع عينية بابتسامة لأخية
ردت امه: عليكم السلام، نحن بخير والحمد لله .
الن تأتى قبل موعد الغداء ؟
__ اذا اتى في الموعد لن يبقى يوسف يا اماه
__ نعم اذا اتيت في موعدي سأغير اسمى واصبح شخص اخر
يا اخى العزيز لم نقيد انفسنا بهذه المواعيد والتقاليد القديمة فلنتحرر من كل شيء يفسد سعادتنا .
لوى شفتيه بسخرية : نعم لا نتقيد بشيء ونستهتر بكل شيء ولا نعمل و نبقى عاطلين الى ما شاء الله ونحيا كالأطفال كما
تفعل انت
احمر وجهة الاخير ونظر الى اسفل: ياسين انا لا افرض عليك شيء ولكنى اريد ان افعل ما يحلو لى
__ نعم لتفعل ما يحلو لك. قام غضبا
__ الن تكمل غدائك بنى؟
__ لقد شبعت بالفعل امى ، اسمحي لي فلدي بعض الاعمال اريد ان انتهى منها
رمق اخيه بنظرة سريعة غاضبة وهو ينصرف الى غرفة مكتبه
نظرت الية بنظرة تعلوها مسحة من الغضب : الن تعقل ابدا ستبقى كذلك دائما ، لما تغضب اخاك
__ امى انا لم اغضبه فهو غاضب دائما وابدا انا لا اتذكر انى رايته يضحك في حياتي مطلقا وانا لا اطلب منه أي شيء
لقد طلبت ان افعل ما يحلو لى
__ يوسف لست صغيرا الان واخاك يتولى امور العائلة كلها وانت بدل من ان تتحمل معه بعضا من الهموم بل تزيد علية
لا تريد ان تعمل ولا تريد ان تستقر مثل باقي الخلق واسلوبك هذا غير صحيح لقد بلغت من العمر لتستقر وتصبح كسائر الناس لابد لك ان تكبر وتتحمل المسئولية معه ولو قليلا
__ حاضر امى سأفعل ما يرضيك
__ افعل ما يرضى اخاك فهو يريد مصلحتك ومصلحتنا جميعا ولا تغضبة ارجوك
__ لكى ما تريدي اماه.




******************



جالس ليفكر في امر اخاه ، الن يستطيع يوم من الايام ان يعتمد عليه حتى لو قليلا فابسط الاشياء لا يستطيع ان يكلفه بها
انه يريد ان يلقى بعض من همومه الى اخاه فكل شيء فوق اكتافه واحمال العمل والشركة اصبحت ثقيلة عليه وهو وحيدا
ماذا يفعل معه أسيرضى ان يعمل معه وخاصة انه محتاج الية في الوقت القادم .
تنبه الى صوت طرقات على الباب
__ هل تسمح لي بالدخول؟
__ طبعا تفضل ليس من عادتك ان تأتى لغرفة المكتب ؟ اتريد شيئا؟
__ لا بل جئت للاطمئنان عليك واريد ان اعلم لم غضبت منى ؟ فانت تعلم انى لا احب ان اغضبك.
__لم اغضب يوسف فلست طفلا صغيرا لأغضب.
ولكنى مستاء من تصرفاتك الطفولية لقد كبرت الان وانا اريد الاعتماد عليك و لو قليلا ، ولكنى لا اجدك بجانبي في الوقت الذى اريد مساعدتك.
__ سأفعل ما استطيع لمساعدتك
__ حسنا سأدخل بصلب الموضوع لم لا تأتى للعمل بالشركة فهي شركتنا ورثناها عن ابانا ولك الحق ان تعمل بها وتباشر ميراثك وخاصة انى احتاجك هذه الايام لقد نشرت اعلان في الجريدة لأطلب تخصصك ولكنى لم اجد احدا مناسبا او يحمل المواصفات المطلوبة انا اريدك انت تشغل هذه الوظيفة ولتعلم لن توظف كمدير بل كعضو قانونيا تابع لمكتبي فبرغم كل شيء تفعله فانت متفوق دائما في دراستك وانا احتاج احد اثق به لإبرام عقود مهمه مع احدى الشركات الاجنبية واعتقد انى لن اجد احسن منك لذلك
ستصبح المسئول عن المعاملات القانونية الخاصة بمكتبي يعنى ستعمل تحت امرتي مباشرة ومن حقك ايضا ان تتعلم اصول العمل وتصبح مديرا في الشركة احد الايام صدقني يوسف اذا اثبت جدارتك فسأضعك في منصب مهم جدا بالشركة
ارجو ان لا تخذلني
__ لك ما تريد اخى ، سأفعل ما باستطاعتي




نبذة مختصرة عن عائلة ياسين
الاب محمود صالح ........... توفى منذ 8 سنوات احد رجال الاعمال الكبار المعروفين شخصيته حديدية ورثها عنة اكبر أبناؤه اسس احدى الشركات الكبرى للمقاولات وتركها باخر أيامه لابنة الاكبر ليديرها.
الام السيدة نوارة ام عطوف وحنون تحب ابنائها بشدة والاقرب لقلبها ياسين فهي تهتم به لأنها تشعر بانه لا يعش حياته بسعادة ولا يتهني بشبابه مثل باقي الشباب جيله
ياسين الابن الاكبر فى العائلة واخذنا عنة فكرة سابقه علاقته بأخواته عاديه ولكن الاقرب الى قلبة اخته الصغيرة نهى
نادين الابنة الكبرى فى العائلة فى32 من عمرها متزوجة من ابن عمها (احمد) مسافرة معه للخارج فهو يعمل بالسلك الدبلوماسي للبلاد ويتنقل من بلد الى اخرى لديها ولد( اسلام) عمره 9 سنوات وابنتان ( اسراء واسماء) عمرهما 6 سنوات.
نهى الابنة الصغرى للعائلة في 27 من عمرها متزوجة من صديق مقرب لياسين (عمرو ) تسكن فى احد احياء القاهرة الكبرى بعد رفض زوجها للإقامة معهم بالقصر لديها ابنة (يمنى) عمرها سبع سنوات .
يوسف الابن الصغر في العائلة في 24 من العمر خريج من سنتين من كلية الحقوق جامعة القاهرة لا يعمل لن يريد الاستمتاع بحياته شقى جميل الملامح وسيم ويمتلك خفة دم لا حدود لها وعندما يضحك يضاء وجهه وتظهر غمازتاه المشهور بهما فهو كالأطفال جميل ومحبب للناس .



*******************


زفرت بالضيق وهى تستمع لضحكات صديقتها المقربة يصدح من الهاتف ليملئ المكان
قالت لها : لا اعلم لم تضحكي هكذا لا شيء يستحق كل هذا المرح
ردت علياء وهى لاتزال تضحك : الموقف سخيف فعلا ولكنى اتخيل شكلك وانتى غاضبة فانا اعرفك جيدا تتحولين الي شخص اخر وتصبحين مثل الوحوش المذكورة بقصص الاطفال
ردت بسخرية : هاهاها ظريفة حضرتك
__ ماذا فعلتي مع هذا الجلف ؟
تنهدت بعصبية :لم يعطيني فرصة لأفعل شيء انصرف بغرور حسبي الله علية .
انطلقت ضحكتها ثانية : لقد جاء اليوم الذى اسمعك تتحسبين على احد
ردت بضيق : انتهى الموضوع ارجوكى توقفي عن الضحك.
اخبريني ما الذى جعلك تنصرفين اليوم بهذه الطريقة لا افهم موقفك الصراحة
ردت بضيق :لقد احسست ان الجو خانق فجأة وان لا امل فيما نفعله
__ أهذا بسبب ما قلته لكى عن عمر ؟
__ نور انتى تعرفين انى سأنتظر عمر مهما طالت المدة وكلامك الان معناه انه لا امل من الانتظار
__ لا لم اقل ذلك ولكنني اوضح الصورة لكى حتى لا تتعبين من كثرة التفكير
__ خلاص نور انى سأنتظره شئت ام ابيت فانا احبه ولا اتمنى احد غيره.
__ الن تأتى لتجلسي معي قليلا فلنقض السهرة معا
__ لن استطيع اليوم انشاء الله مرة اخرى
اغلقت الهاتف مع صديقتها وهى تفكر في موقف علياء فلأول مرة ترفض علياء دعوتها فهي لطالما تستجيب لتأتى حتى تنتهز الفرصة لترى عمر ولكن اليوم فهي تتصرف بطريقة غير طبيعية فكرت قليلا لتتبلور في عقلها فكرة ذهبت لتنفيذها.








الفصل السابع




طرقت باب غرفة اخاها واطلت براسها للداخل : عمر أيمكنني الدخول ؟
__ طبعا حبيبتي تفضلي .
__ منذ الغداء وانت مختفى فجئت اسال عليك
__ لا شيء ولكنى كنت مشغولا قليلا ارتب اوراق العمل الجديد
بالمناسبة مع من كنتي تتحدثين على الهاتف منذ قليل ؟
ابتسمت : انها علياء كنت اثرثر معها عن الذى حدث معي اليوم
سألها مستفسرا: هل بها شيء ؟ سمعتك دون قصد منى انها ذهبت دون اجراء المقابلة
اتمنى ان لا اكون اتطفل على خصوصيتكما
رسمت ابتسامه واسعة على شفتيها: يا أخي لا تطفل ولا شيء ولكنها تعبت فجأة لذلك انصرفت
سألها واللهفة تملئ صوته : تعبة ما بها ؟ أأصابها شيء؟
__لا مجرد تعب عادى
نظرت الية طويلا والمودة تملئ عينيها ثم سالته: لم تريد الابتعاد اذن وانت تتلهف على اخبارها هكذا
عمر انت توقف حياتك بسببي
__ اسمعي نور
__ لا اسمعني انت عمر كل ما اتمناه ان اراك سعيد والامر الان لا ينم عن سعادتك اطلاقا وانا اشعر أنني السبب في عدم سعادتك فانا اقف في طريقك
رد سريعا : لا واللهي لا دخل لكى بهذا
__ اذن ما الامر ؟ لم انت متردد في اتخاذ القرار البيت موجود وانا احتاج لاحد بجانبي فانت مشغول وانا اشعر بالوحدة
وانت لابد من انك ستتزوج يوم وانا ارحب بما تريدها زوجة لك فهي اعز صديقة لي فلم يتبقى لي في الدنيا غيركما انتما الاثنان واريد ان اركما معا لجانبي وتحيوا بسعادة اجبني لم الانتظار؟
__ماذا تريديني ان افعل نور ، انا انتظر لتستقر امور العمل
__ اذن ستعيش في الانتظار لان العمل سيقضى على حياتك كلها
والعمل يزدهر كما قلت لي اليوم من الممكن ان تتقدم لطلب يدها واكتفى بالخطوبة الى ان تنتهى من العمل الجديد ثم
يتم الزفاف بإذن الله
__ أنتي مرتبه كل شيء هز راسة اذن رتبي لي موعد مع اهل صديقتك.
صرخت فرحة وهى تحتضنه وتفكر في رد فعل علياء عند سماع الخبر


***********************







رن الهاتف بإزعاج متواصل وانقطع ثم عاد ليرن من جديد
خرجت من دورة المياه مسرعة للرد قائلة : السلام عليكم
جاءها صوت أنثوى : وعليكم السلام الاستاذة نور محمد .......
__ نعم انه انا
__ لديك مقابلة في الشركة ........ للمقولات غدا الساعة العاشرة صباح
__ لم المقابلة؟
__ لا اعلم ما على الا الابلاغ عن الموعد
__ حسنا سآتي في الموعد شكرا لإبلاغي
فكرت قليلا الم يعلن هذا الجلف في وجهها انها لا تصلح للوظيفة استغربت قليلا ثم قالت لنفسها لما اشغل بالى سأعرف غدا
تذكرت علياء وانها لابد من اخبرها بقرار عمر اتصلت بها
__ السلام عليكم كيف حاك خالتي؟
الطرف الاخر ( ام علياء) : وعليكم السلام اهلين حبيبتي الحمد لله كيف حالك انت؟ لم لا تأتين الينا لقد اشتقنا لكى كثيرا
__ الحمد لله يا خالة لم تأتيني الفرصة لأمر عليكم وانا ايضا اشتقت لكى كثيرا علياء موجودة؟
__ نعم انتظري سانديها لكى
علياء تعالى نور على الهاتف
ردت بصوت مرح : اهلين نور كيف أصبحت اليوم ؟
_ بخير الحمد لله كيفك أنت؟ اتمنى ان تكوني تحسنت عن البارحة
_ نور الا تزالين لا تعرفيني الى الان انا اتخلص من الحزن بسهولة
_ حسنا بما انكى طيبة وبخير والف صحة ما رايك ان نتقابل اليوم ونتناول الغداء في الخارج
فعمر لن يأتي اليوم على الغداء وانا كما تعرفين لا احب تناول الطعام لوحدي
_ اممممم . سأخذ رأى أمي انتظري.
انتظرتها وهى تفكر لم تسال على عمر كعادتها ولم لن يأتي لتناول الغداء اذن ما توصلت الية البارحة من ان علياء ستبتعد عن عمر كان صحيح
انتشلها صوت صديقتها من افكارها : أمي وافقت شرط ان تأتى معي بعد الغداء لنتناول الشاي معها
ضحكت نور: حسنا ابلغي خالتي أنني اقبل دعوة الشاي
__ ما رايك اذن لتقضى معي السهرة وتقولي لعمر ان يمر لاصطحابك في الليل
__ هذه فكرة جيدة ، حسنا سامر عليك بعد ساعة على الاكثر ، انى اريد ان اتسوق وشراء بعض الثياب اتمنى ان تكوني جاهزة سنذهب لنتجول في احد الاسواق ثم نتناول الغداء في المطعم المفضل لدى وعلى حسابي
__ امرك مريب لم كل هذا الاسراف والبذخ ؟
__ ما قصدك ، طول عمرى مسرفة ام لكى رأى اخر
__ لا واللهي فانت كريمة دائما امزح معكى
__ ولكن توجد مناسبة بالفعل فلدى اخبار جيدة سأبلغها لكى على الغداء
__ حسنا سأنتظرك على احر من الجمر
اغلقت مع صديقتها وذهبت لتجهز وترتدى ملابسها
****************






رن هاتفه الشخصي فنظر الي الشاشة وابتسم ثم التقطه ليرد
__ اهلا بصديقي الصدوق كيف حالك يا رجل ؟ ولم كل هذه الغيبة الطويلة ؟
رد علية صوت ضاحك بمرح : الحمد لله انا بخير ولا تعاتبني فانت الاخر لا تسأل ولا كأننا عشنا لفترة مع بعض اكثر من الاخوان
__ انت اكثر من اخ وتعلم ذلك جيدا
وتعلم ايضا حجم مسئولياتي الان وكم انا مشغول
خبرني عن احوالك واحوال اسرتك
__ بخير والحمد لله لقد رزقت بولد اخر
__ ما شاء الله متى هذا الخبر السعيد
__ من شهر
__ المعذرة يا أخي فانا مدين لك بهذه
__ لا توجد مشكلة صديقي
__ ابلغني كم صار عدد صغارك الان ؟
__ ثلاثة الله اكبر عليهم
ضحك ياسين: لا تخف فلن احسدهم
__ اعلم يا صديقي فانت مضرب عن الحياة
__ ياسر لا تبدأ ارجوك
__ حسنا حسنا ما رايك ان نتقابل لتناول الغداء؟
__ موافق طبعا لنتقابل في ...........
__ أما زلت تفضل ذلك المطعم
__ نعم فهو المفضل لدى ، اعطني نصف ساعة سأوافيك هناك
__ حسنا سلام.



*******************


وهما تتجولان بأحد الاسواق الشهيرة
__انظري لهذا الفستان كم هو رائع
__ ولكنه عاري اكتر من اللازم ، لم تبحثين عن فستان للسهرة؟
__ نور أنسيتي ان حفل زفاف صديقتنا سارة قريب
__ آها لقد نسيت بالفعل من الجيد انك ذكرتيني
__ انه بعد اسبوع من الان ، ولابد لنا من لبس فاخر لحضوره وانت تعلمي ان عائلة سارة من العائلات المرموقة
وحفلاتهم يحضرها صفوة المجتمع ولابد لنا من فساتين تليق بهذا الحفل
__ ولكن يا علياء الفستان عاري جدا
__ اصلا انا اختره لكى فهذا اللون لا يلائمني
__ انا لا أريده فهو لا يلائمني انا الاخرى
__ لماذا سيكون رائعا عليك فلونه مناسب لبشرتك وقصته ستبرز جسدك الرائع
__ لا انه لا يعجبني
__ حسنا تعالى لنرى شيئا اخر
دخلتا الى متجر اخر وبداتا تبحثان عن الفساتين التي تلائمهما وظلتا تبحثان من متجر الى اخر
__ نور انظري الى هذا
نظرت اليها نور : انه بالفعل جميل ورقيق ومحتشم الى حد ما ولونه جميل ايضا
__ اذن ادخلي لتقيسي واراه عليك وانا سأبحث عن شيئا لي
__ حسنا



*************************

بعد ان انتهيا من التسوق ذهبتا لتناول الغداء وهما محملتان بالأكياس
__ ساقاي تؤلماني بشدة لقد تجولنا كثيرا اليوم
__ نعم وانا اتضور جوعا نور لم تشترى كل هذه الملابس الرسمية؟
__ ممم هذا هو احد الاخبار الجيدة
لقد اتصلوا بي من الشركة وابلغوني ان لدى مقابلة اخرى غدا ولذا اعتقد أنني لو اجتزت هذه المقابلة سأفوز بالوظيفة
__ تهاني لكى نور فانتي تستحقينها ، ولكن اليس ذلك الشاب قال انكى لا تلائمينها
__ هذا هو الغامض ، من الممكن انه ليس الوحيد الذى يتخذ القرار عموما سأعلم غدا
__ لم تركضين وراء الوظيفة فانت مرتاحة ماديا وعمر لا يتركك تحتاجين لشيء
__ الموضوع لا يتعلق بالماديات ولكنه معنوي لابد لي من فعل شيء مفيد لي وللأخرين غير أنني اريد تحقيق طموحي
واصبح فردا عاملا بالمجتمع
__ آها شعارات اتحاد الطلبة التي لازلت ترددينها من ايام الجامعة لكى التوفيق فى الوظيفة
ما باقي الاخبار الجيدة؟
__ ممم ، حسنا الخبر الاخر لا يخصني انما يخص عمر لقد قرر ان يتزوج
__ ماذا (صرخت بوجهها )
__ تمهلي لأقل كل ما لدى ، لقد قرر ان يتزوج ويريد ان تحددي له موعد مع والدتك واخاكى كي يتقدم لكم
اتسعت عيناها من الصدمة وظلت صامته
__ علياء ما بكى؟ لم لا تردين على ؟
__ نور سأسلك سؤال واحد واريد ان تجاوبيني علية بصراحة شديدة
أأنت من فرضتي على عمر ان يأتي ليخطبني؟
ضحكت نور :عمر ليس طفلا صغيرا لأفرض علية اهم قرار بحياته ، ولكنى تكلمت معه لأنى كنت اعلم انه يؤجل الموضوع بسببي وحتى لا اشعر انى عائق بسعادتكما
__ يعنى هذا انه بالفعل يريد ان يتزوجني
__ نعم حبيبتي بكامل قواه العقلية يريدك زوجه له ، أمطمئنه انتى الان؟
__ اريد ان اصرخ بكل قوتي
ضحكت نور بشدة: تماسكي فأننا في وسط مطعم فاخر
__ لذلك تعزميني على الغداء
__ نعم فانا فرحة جدا بكما وموضوع الوظيفة أفرحني اكثر
__ شكرا جزيلا يا صديقتي العزيزة فانا احبك كثيرا
_ وانا احبك ايضا واتمنى ان تأتى للعيش معنا في اقرب وقت ممكن
احمر وجهه علياء خجلا وهى تهمس : انشاء الله

*********************


تكلمت معها اكثر من مرة ولا جواب اضطرت ان ترفع عينيها من قائمة الطعام لتنظر اليها وهى تنادى
نور..................... نور
وجدتها نظراتها مجمدة على مكان ما ولا تتحرك رتبت على يدها وهزتها بلطف ما بكى لم لا تردين ولم كل هذا الغضب الصادر من عينيك
تكلمت وهى تصر على اسنانها :انظري الى ورائك ببطيء و حاولي الا تلفتي الانتباه
نظرت ورائها :حسنا ماذا يوجد؟ وحش من وحوش الغابة ام ماذا؟
اجابتها بنفاذ صبر : الرجل ذو البدلة الرمادية هو ذاك الجلف الذى صرخ في وجهى
__ ماذا هذا القمر هو ذلك الجلف لا اصدقك
فهو جميل جدا وبه كل مقومات الرجل المهذب بحق
قالت مستهزئة: رجل مهذب انه لا يمت للتهذيب بصلة
__ انا مستغربه جدا
__ اشعر بالكره ناحيته
__ نور لا تشغلي بالك به ولا تنظري اليه وتذكري الوظيفة انكى من الممكن ان تقبلي فلا تشترى غضبة شكله من الرجال الاقوياء
__ اذن قومي لنتناول الغداء في مكان اخر فلقد ضقت بهذا المكان
بعد ان وقفت جلست مرة اخرى
سالتها علياء وهى واقفه : لم جلستي مرة اخرى؟ الن نذهب؟
__ لا فان انصرفنا الان ابد لنا من المرور بجانبه وانا لا اريده ان يراني
__ ما هذه الورطة ،لم لا تريدي ان يراك؟
لا افهمك نور ، لم تعطين الموضوع كل هذه الأهمية
ارتاحي لقد جلس معطينا ظهره
__ خلاص علياء سننصرف فانا لا أستطيع ان اكل هنا لقدت فقدت شهيتي للطعام اصلا
قاما لتنصرفا من المطعم

******************




بعد ان استقرا في طاولتهما
__ ها ياسين ما اخبارك ؟ واخبار نواره هانم ؟واخواتك؟
__ أمي بخير والحمد لله هي وبقية العائلة ، اما عن اخباري فلا جديد بها غير اخبار العمل وانا اعلم جيدا انك لن تريد ان تسمعها
__ صحيح بمناسبة العمل ،لقد قرات اعلان بالجريدة تطلبون به عضو قانونيا فاستغربت اليس هذا تخصص يوسف
__ نعم
__ اذن لم لا يعمل هو بدلا من الغريب
__هذا ما سيحدث بإذن الله بعد ان نشرت الاعلان ضغطت علية ليقبل بالوظيفة
فانت تعلم يوسف لا يريد ان يتقيد بشيء
__ الى الان يفكر بتلك الطريقة
__ بل العن ، لم يكبر اطلاقا
__لا تبتئس يا صديقي سوف يكبر مع الايام والمسئولية
__ حسنا اطلب انت الطعام وانا سأذهب الى دورة المياه
انت تعلم ما أريده طبعا
__ طبعا يا صديقي
قام من مجلسه وفى حركة سريعة دار على قدميه ليذهب الى دورة المياه عند مرور نور من جانبه فاصطدمت به بشدة فأغمضت عينيها وكادت ان تسقط الا ان يدين قويتين امسكتا بخصرها بشده حتى لا تقع




فتحت عينيها ببطيء لتستوعب ما يحدث ولترى من الشهم الذى انقذها لتصدم بشدة فقد كان وجهه قريب منها جدا وهو اخر وجه تريد ان تراه امامها


سلافه الشرقاوي 23-06-11 03:46 AM

صباح النور يا صبايا
عاملين اية ؟اتمنى تكونوا كلكم بخير
اسيبكم مع البارتات
اتمنى تحوز على اعجابكم



الفصل الثامن


فتحت عينيها لترى من انقذها
لتصدم بشدة لقرب وجهه منها وهو اخر وجه تريد ان تراه امامها
__ عفوا انسه لم اقصد ان اصدمك ، المعذرة .
قال لها وهو ينزلها الى الارض لتقف متزنة امامه و يعدل هندامه بيده
اتسعت عينيها بدهشة واستنكار
ليقول لها : انسة ، انتى بخير
انتبهت له لترد قائلة : ها نعم شكرا لك
__ لا شكر على واجب فانا من اصطدم بكى ارجو ان تعذريني
وقفت متسمرة مكانها لا تقوى على الحركة جسدها متصلب واعصابها مشدودة
ابتسم ابتسامة هادئة وهو يقول : انسه اسمحى لي ، اريد ان اعبر
ارتبكت قليلا فهي واقفه تسد عليه طريقه تلعثمت قائلة: نعم ....نعم تفضل.
تحركت من مكانها لتذهب الى صديقتها المتابعة للموقف عن كثب وذهب هو في طريقة




*******************




__ نور ...... نور ما بكى؟ كفى عن الجري فانا لا استطيع ان الحق بكى
__ الغبي التافه الجلف لا اصدق هذا
__ من الذى تنعتيه بكل هذه الشتائم
__ هذا الجلف الذى اصطدم بي الجلف المدير التنفيذي للشركة
__ ما به لم يكن جلفا معك بل كان في غاية التهذيب والرقة
__ علياء ارجوكى اصمتي ، لا يتذكرني ...... لا يتذكرني تصدقين هذا؟
بلمة صاحبتها ورفعت حاجبيها من الدهشة
__ كل هذا الغضب لأنه لم يتذكرك؟
مقولة صديقتها افقدتها التوازن بداخلها لتقول بحدة سريعا: ها لا طبعا ، بل غاضبة بانة يمثل التهذيب
نبهتها صديقتها : نور انتى ترتجفي من الغضب
الرجل لم يفعل شيء سيئ معك بل كان غاية في التهذيب وانتى تنعتيه بأقبح الصفات بدون داعى
رتبت على كتفها وهى تقول : أهدئي حتى تستطيعي قيادة السيارة فانا اخاف علينا اذا قدتي وانت بهذا الشكل
اقولك عندي فكرة افضل ، فانا ما زلت جائعة تعالى لناكل ونشرب القهوة من احد المطاعم ثم نعود الى البيت
__ حسنا لنذهب الى مطعم قريب من هنا
وافقت على مضض ولكن من اجل صاحبتها فهي فقدت شهيتها الى كل شيء لا تستطيع ان تتخيل انه لا يتذكرها
فهي تذكرته فور رؤيته وبكل وضوح فملامحة لا يمكن ان تنساها فرجولته تفوح من ملامحة لتملئ المكان المتواجد به
وقربه بهذه الدرجة ارعبها واربكها ايضا سالت نفسها أهي عادية لهذا الحد لكى لا يتذكرها .


*******************



ذهب الى دورة المياه بخطوات واسعة سريعة كأنه يهرب من شيء ما فتح الصنبور ليرمي المياه الباردة على وجهه بعنف عله يهدئ وتنخفض السخونة الناجمة منه ويهدئ راسه الذى يدق بشده و اعصابه الذى بذل جهدا مضاعفا لكى يضبطها حتى لا يبين انه يعرفها
هل يستطيع نسيانها اصلا ؟ فلها عينان لا يستطيع احدا ان ينساهما
وهو خاصة فهي الاولى من النساء التي وقفت في وجهه واستطاعت ان تتطاول عليه وتسخر منه ولكنها رقيقة للغاية وغاضبة ايضا
فبالرغم انه درس بالخارج الا ان الفتيات كانت تتجنبه فلسانه لاذع معهم وهو كان مخيف بالنسبة لهم
ابتسم وهو يتذكر تعابير وجهها والدهشة التي طلت عليها عندما تكلم معها بلطف وهدوء
هز راسة بتوتر لا يصدق انها كانت بين يديه في احضانه هو هذه الذكرى جعلته يرمى الماء بعنف اكبر على وجهه
كلم نفسة بحزم قائلا : ياسين ، ما بك انها فتاه مثل باقي الفتيات لا اكثر ولا اقل لا ليست عادية انها رقيقة جدا وجميلة جدا
افق يا رجل ما الذى تفكر به من هي من الاساس لتشغل تفكيرك
مجرد فتاه حدث لك معها موقف سخيف يحدث مع سائر الناس
لا تفقد رباطة جأشك من اجل فتاه ليس لك علاقة بها ولا تعرفها سيطر على اعصابك قليلا
اه تأوه وهو يتذكر صديقه المنتظر بالخارج فاسرع بالخروج له




__ اين انت يا رجل ، كنت سأذهب لأتفقدك فانت منذ ربع ساعة بدورة المياه قلقت عليك
__ لا شيء تشاغل بالأكل ليهرب من عينين صديقه المتسائلة
سأله بهدوء وابتسامه هادئة على شفتيه : يا سين اتعرف هذه الفتاه التي اصطدمت بها ؟
رفع عيناه بدهشه : ها ، لم تقول ذلك
ناده بصوت له معنى ومغزى بينهم الاثنان: ياسين
نظر الى عينين صديقه فانفجر الاخر ضاحكا
__ ياسر توقف ارجوك نحن بوسط المطعم الناس تنظر الينا
__ نعم انهم ينظرون الينا مثلما كانوا ينظرون الينا منذ قليل وهم يتابعون احد المشاهد التي تعرض فقط في دار السينما
انفجر ضاحكا مرة اخرى بصوت عالي
انبه قائلا : ياسر لا تبدا ارجوك
__ يا صديقي لم انت خجول الى هذا الحد حسنا سأسكت جاوبني عن سؤالي
__ اجبني انت اولا لم تسال انت هذا السؤال المريب
__لا مريب ولا شيء ولكنك صديقي واعرفك حق المعرفة
__ حسنا اعرفها اجاب بضيق
__ لم ادعيت اذن انك لا تعرفها
__ أتحقق معي زفر بضيق
__ لا يا صديقي فأنا اسالك انت تعرف كم انا فضولي
__ لا اعلم لم ا دعيت ذلك
حسنا سأقص لك ما حدث
قص لصديقه ما حدث بالمقابلة وكيف تطاولت عليه واحرجته واعلنت انه يتدخل فيما لا يعنيه
انفجر صديقه ضاحكا : لقد عشت لأرى فتاه تقف بوجهك وتصرخ ايضا
__ ياسر الموقف لا يحتمل المزاح
فعندما رايتها لم استطيع ان احدد هل اريد ان اصفعها على قلة تهذيبها معي المرة الفائتة ام انقذها من الوقوع
__ لقد انقذتها بالفعل
ابتسم الى صديقة بخبث وعيناه تشع منها الشقاوة وهو يغمز له ويردف :أتساءل أنقذاك لها يأخذ المنحنى الإنساني
ام انها انثى جميلة رائعة اي رجل يتمنى ان يلتقطها بين ذراعيه
انفجر ضاحكا وهو يرى الاحمرار يزحف على وجه صديقه والغضب يقفز من عينيه
انبه بغضب : ياسر الن تغير طبعك هذا
__ أتساءل يا اخى لم لا تحدث معي هذه المواقف ؟ لم لم اقم انا الى دورة المياه لتسقط هذه الحسناء بين ذراعي
توترت يداه بشده وهو يتخيلها بين ذراعي صديقه وجز على اسنانه
__ ياسين لا تغضب ارجوك ، فانا امزح معك
حاول السيطرة على اعصابه وهو يزيح هذه الصورة السخيفة من مخيلته
تنحنح قائلا : ما اخبار عائلتك؟
ابتسم وهو يعلم انه يريد ادارة دفة الحوار لجهة اخرى : بخير الحمد لله يسالون عنك بما فيهم زوجتى العزيزة ، فهي من اوحت لي بفكرة الغداء
__ ونعم الصديقة على الاقل ليس مثلك
__ هيه انت تمدح زوجتي
__ يا رجل انت تعلم انها بمثابة اختى ، فهي رفقية دراسة وغربه مثلك تماما ولا تنسى انها في الاصل قريبتي
سال بهدوء : انت سعيد بالزواج
شرق وكح بعنف وتناول كوب الماء ليشرب : لم تسأل ، اتريد ان تتزوج؟
__ انت خيالك جامح الصراحة
لا اريد الزواج ولكن اريد ان اعرف هل هو مثلما يقولون هم و غم ونكد ام سعادة وحب و ود بين شخصين يعيشا تحت سقف واحد
__انظر الزواج كل هذا فبه كل الاشياء التي ذكرتها
__ كيف تجتمع كل الصفات في شيء واحد
__ سأشرح لك بطريقة تؤمن بها بم انك مهندس تؤمن بالمشاريع
اعتبر الزواج مثل مشروع به ايجابيات وهى الصفات الحسنة وبه سلبيات وهى الصفات السيئة
فلا يوجد شيء سيء خالص او شيء حسن خالص لابد ان يجتمع الأثنان معا السيء والحسن ليكون الشيء متزن
هز راسه وهو يفكر فيما قال له صديقه لينتبه له وهو يقول
__ اعتقد اننا لابد لنا من الانصراف سأدفع الحساب لنغادر
__ لا يا دكتور انا عازمك هذه المرة بدون نقاش لو سمحت
__ حسنا رن هاتفه الشخصي فابتسم وهو يرى اسم المتصل
حبيبتي كيفك انتى؟ نعم تغديت سأغادر الان بخير يبعث لكى انتى وأولادك بالسلام حسنا سأبلغه
اغلق الهاتف ليلتفت الى ياسين :انت معزوم عندي على الغداء يوم الجمعة القادمة ولا نقاش فهذا امر رسمي
من السلطات العليا
ضحك ياسين :لن استطيع الرفض
خرجا من المطعم وتصافحا وهما يتفقان على ميعاد يوم الجمعة

********************


اقلت صديقتها لمنزل الاخيرة وقفت السيارة لتقول لها : علياء اعتذري لخالتي سوف اتى لها في يوم اخر
انى متعبة جدا اليوم وكل ما اريده هو الاستحمام والنوم
__ نور ما بكى ؟ طمئنينى عليكى ولا تشغلي بالى عليكى فانتي من بعد هذا الموقف السخيف وانتى لست على طبيعتك
__ لا شيء علياء بجد انى متعبة جدا
__ حسنا والله يعيني على امى فستبدأ بالأسئلة عنك وتوبخني كيف تركتك تذهبي وانتى متعبة ولم اصر عليكى بالصعود لترتاحي عندنا
__ سلمى عليها كثيرا وسآتي لها قريبا وانا في حال افضل أراكي على خير
__لا تنسى ان تبلغيني بما سيحدث بالمقابلة
__ان شاء الله سلام.
انطلقت بالسيارة وهى تفكر بما حدث اليوم وما سيحدث غدا ماذا ستفعل اذا قابلته غدا نثرت الافكار من راسها فهى تريد العودة الان بأقصى سرعة لتأخذ حماما تهدئ به افكارها وتخلد الى النوم النوم ثم النوم






**********************

دخلت من باب البيت وهى حاملة لأكياس مشترياتها والتعب ظاهر من وجهها لتفاجئ بعمر يروح ويجيئ بالصالة بعصبية شديدة لينتبه الى دخولها ويلتفت اليها والغضب يشع من عينيه
سألها بحده: اين كنتي؟ لقد اتصلت على هاتفك اكثر من عشر مرات ولم تردى على ، الساعة تجاورت التاسعة الان
وانا هنا منذ السابعة لقد كدت اجن
ابتلعت ريقها بصعوبة : اسفه لقد نسيت ان اتصل بك ، ولم اسمع الهاتف ، لا تغضب ارجوك
__ لقد قلقت عليكى كثيرا نظر الى وجهها بتفحص : ما بكى لم انتى شاحبة هكذا؟
__ انى متعبة قليلا
__ اين كنتي ؟ولم لم تبلغيني انكى خارجه؟
__نسيت عمر واللهي كنت سأتصل بك عند ذهابي لعلياء
لقد خرجت للتسوق والغداء وكنت سأذهب عند علياء لأقضي السهرة عندها وسأطلب منك ان تمر لاصطحابي
__ لماذا لم تبلغيني منذ خروجك؟
__ لقد اتصلت بك ولم ترد على فاستنتجت انك مشغول وتجولنا كثيرا وتأخرنا بالمطعم و لم الاحظ صوت الهاتف
ارجوك لا تغضب عمر
__لا تفعلي ذلك ثانية لابد من إبلاغي
اتصلت بكى بعد ما فرغت من الاجتماع فلم تردى وعندما اتيت الى المنزل ولم اجدك اتصلت بكى كثيرا و قلبي هوى بين ارجلي من الخوف عليكى وقبل دخولك كنت افكر فى ابلاغ الشرطة بانك مفقودة
عقدت ذراعيها لتوقان رقبته وتحتضنه وتشب بأرجلها لتطبع قبلة على خده الايمن وهى تبتسم
__ اسفة عمر ما كان قصدي اخافتك وقلقك الى هذا الحد لا تغضب
ابتسم بوجهها وهى تنسحب لتصعد إلى غرفتها لتقف على السلم وتلتفت له لتقول
__ مرة ثانية لا تترك نفسك للقلق واتصل على علياء فاني غالبا اكون معها ونمرة تليفونها مقيدة بنوتة تليفونات البيت
__ ما المناسبة اتصل على صديقتك واتطفل عليها
__ عمر لن تعد متطفلا وغمزت بعينها وهى تقول : اسمعت قبل ذلك بخطيب يتطفل على خطيبته
اسرعت بالصعود وسط دهشته وتنبه فجأة لما قالته ويسرع ورائها ليستوقفها امام باب غرفتها
__ نور انت بلغتيها ، ما قرارها ؟ نور اجيبى ارجوك ماذا قالت؟
ضحكت : انت لم تعطني الفرصة لأجاوبك تسال وتسال ولا تنتظر
نعم ابلغتها وستحدد موعد مع خالتي وقرارها اظنها موافقه
__ تظنين ما معنى ذلك؟ موافقه ام لا
__ موافقه ولكن لابد من استشارة عائلتها
__ حسنا سأتصل بعلي واذا اعطى موافقه مبدئية منه سأحدد معه موعد لقرأه الفاتحة
__ وانتى كلمى خالتي غدا واعرفي موقفها
__ حسنا اتامر بشيء اخر
__ الن تتناولى الطعام
__لا انا متعبة واريد النوم
صحيح عمر كنت سأنسى اخبارك، لقد اتصلوا بي من الشركة وحددوا موعد اخر لإجراء مقابله معي غدا صباحا
عقد حاجبيه: الم تقولي ان هذا الشخص المزعج أبلغك انكى لا تصلحين
__ لا اعرف قالت وهى تمط شفتيها
__ حسنا اذهبى ولكن لن اسمح لكى بالسفر خارجا لوحدك اذا كان احد الشروط الاساسية لهذه الوظيفة فارفضيها
هزت راسها مستسلمة: حاضر يا اخى
دخلت الى غرفتها وهى تعلم انه من المستحيلات ان يغير رأيه ولذا لم تكلف نفسها عناء النقاش ولأنها متعبه جدا لن تستطيع ايضا محاورته وضعت الاكياس جانبا وذهبت الى الحمام لتستحم وخرجت لتصلى ما فاتها ودخلت في الفراش وخلدت الى النوم فور وضعها لراسها على الوسادة


*****************

ذهب الى غرفته وهو يفكر معجبه به كما هو معجب بها ام كان يتخيل تلك النظرات والابتسامات عندما كان يقلها مع اخته او يجدها عندهم جالسة مع اخته تستذكران دروسهما ببيتهم هز راسه سيعرف قريبا كل شيء
امسك هاتفه ليبحث بقائمة الاسماء ليبحث عن اسم اخاها اتصل به
__السلام عليكم ، كيف حالك ؟
__ اين انت يا صديقي ؟ لم اسمع عنك من مدة
__ يا رجل الست تبالغ قليلا لقد كنت معك منذ ايام
__ كيف حالك ؟انا بخير الحمد لله .
__ بخير الحمد لله ، اين انت علي؟
__في المقهى القريب من منزلي
__ حسنا سألقاك هناك
__سأنتظرك
اغلق الهاتف ليسرع بالنزول للقاء على فهذا اللقاء سيتحتم علية اشياء كثيرة




*********************




دخل من باب القصر ليجد امه تنتظره في البهو كعادتها انحنى ليقبل يديها ورأسها
__ مساء الخير امى ،كيف حالك؟
حضنت يده بكفيها : الحمد لله ، اذا انت بخير انا اكون بخير
ابتسم ابتسامه صافية ليشرق وجهه بحب وامتنان لاهتمام امه الدائم به
عند نزول يوسف من على الدرج وهو يقول ضاحكا : من اين اشرقت الشمس اليوم ؟
انتبه الى اخاه ليرد عليه بسخرية :من الشمال يا اظرف اخواتك
ضحك بمرح : من حيث انى اظرف أخواتي فانا بالفعل اظرفهم
ولكنى لأول مرة اراك تبتسم فأريد ان اعرف ماذا حدث اليوم لتنير حياتنا بإحدى ابتسامتك النادرة
رد بعدم اهتمام :لا شيء ليلتفت الى امه : امى ياسر يبلغك سلامه لقد التقيت به اليوم وسأتناول عنده الغداء الجمعة القادمة بإذن الله
وانت يا ظريف من الغد ستبدأ عملك سأكون بانتظارك في تمام التاسعة لا تتأخر واثبت لى انك ستكون عند حسن ظني بك
قام لينحني بطريقة مسرحية: حاضر يا فندم، سأكون حاضرا في الموعد
أعذروني سأذهب لأنام حتى لا اتأخر غدا
تصبحي على خير اماه ، و يا اخى العزيز
التفت له امه : ما اخبار ياسر وزوجته و اطفاله ؟
__ لقد رزق بطفل اخر منذ شهر تقريبا
__ مبارك علية ، كم اصبح عددهم الان
__ ثلاثة اماه كم اشتاق لرؤيتهم
__ وانت بنى الا تشتاق لرؤية اطفال من صلبك يحملون اسمك ويهرولون اليك عند دخولك عليهم وينادونك بأحب لقب أي رجل يريد سماعه
__ اماه لم كل هذا الان ، الم نغلق هذ ا الموضوع من فتره
احتد صوتها : لم كل هذا ، اليس ياسر هذا صديق الطفولة والشباب زميل دراستك ورفيق شبابك
من سنك متزوج ولديه الان ثلاثة اطفال ربنا يحميهم له ويبارك له فيهم لم تريد ان تجعلني قلقة عليك دائما ،اخواتك البنات الاصغر منك سنا متزوجات وربى رزقهم بالذرية الصالحة يبارك الله فيهم ويدم نعمته عليهم
وانت لا تريد ان تقر عيني برؤية اطفالك وزوجتك قبل ان اقابل وجه الكريم
انحنى ليقبل يدها مسرعا :الله يديم عليكي الصحة والعافية ، امى ارجوكى كفى عن هذا الكلام فقلبي ينقبض منه
__ ارجوك انت بنى لا تحرق قلبي عليك وفكر جيدا اريد ان اطمئن عليك قبل موتى
وضع أصابعه على شفتاها ليقول بنفاذ صبر :امى اتوسل اليكى كفى
__ اذن أوعدني بانك ستفكر
__ حاضر امى اوعدك



*******************



جالس بأحد المقاهي مع احد اصدقائه يتحدث بهدوء وعينه تراقب مدخل المقهى فهو منتظر وصوله ليأتي الاخير فيلوح له بانه هنا ليذهب عمر اليه على الفور ويقوم الاخر بمصافحته بحب واعتزاز ويقدم اليه صديقه الجالس معه
__ السلام عليكم
__ وعليكم السلام، كيف حالك لم تأخذ وقت في المجيء؟
__لقد كنت مستعد للخروج في الاصل
__حسنا اجلس هذا عمرو جارى وصديق عزيز على عمر صديق طفولة ودراسة نشانا وتربينا معا اكثر من الاخوات
عمر: اهلا بك ، سررت بلقائك
عمرو: تشرفت بمعرفتك
تبادل الثلاثة احاديث شتى في جميع المجلات العمل والسوق و الاحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد
ثم استأذن عمرو بالانصراف ليتركهما الاثنان بمفردهما بقيا الأثنان يتذكرا ايام الدراسة ويضحكا على المواقف المحرجة التي مرت بهما هدئ عمر فجأة ،لينظر اليه على متفاجأ من الهدوء الذى شمله
نظر الية وربت على يده :ما بك عمر لديك الكثير لتقوله لي ان وجهك ينم عن ذلك
قال له يستحثه على الكلام : قل ما لديك يا صديقي لا تتردد وكلى اذان مصغية
ارتبك عمر قليلا وظهر عليه الجدية وتلعثم وهو يقول بصوت منخفض :علي اريد ان اتقدم لطلب يد اختك علياء
تنهد الاخير براحة ثم ضحك بهدوء : يا رجل لقد اوقفت قلبي كل هذا التردد و التأتأة والارتباك لأنك تريد ان تتزوج علياء
ابتسم بهدوء وهو يردف : انه يوم المنى يا صديقي لن اجد لعلياء رجل مثلك ليحافظ عليها ويصونها
وغمز اليه : او يحبها مثلك
احمر وجه عمر فجأة ونظر الى صديقة الذى اكمل قائلا : ماذا يا صديقي ، أمندهش انت لأنى ذكرت انك تحب اختى
عمر لدى عينان ارى بهما فانت تحبها منذ كانت طفلة وانا ارى ذلك واعلم جيدا انك تحافظ عليها مثلما تحافظ على نور
فلا تخجل منى ارجوك
__ امعنى هذا انك موافق ؟
__ طبعا موافق ولكن الاهم رأيها هي فهي التي ستتزوجك وطبعا رأى امى ايضا ولكنى اعلم امى سترحب بك فلطالما
كانت تعاملكما انت ونور مثلنا تماما
__ حسنا ان نور ستمهد لها الموضوع وارجو منك ان تعزز موقفي لدى علياء
__ سأفعل لا تقلق هيا بنا الان لقد تأخر الوقت وزوجتي هكذا ستغضب
__ حسنا سأوصلك بطريقي
ركبا السيارة لينطلق بها عمر :من اين تعرف عمرو انى لاول مرة اراه
__ انه جارى كما ان ابنتينا زملاء في المدرسة
__منظره يوحى بانه من الرجال المحترمين
__ جدا عمر فهو شهم ونبيل ويعتمد عليه رجل بمعنى الكلمة
أتصدق انه متزوج من احدى العائلات المرموقة والمعروفة بالبلد ورفض أي مساعدة منهم في حياته ورفض ايضا ان
يسكن معهم في قصرهم الفخم
__ من اين لك بهذه المعلومات
__ زوجته حكت لزوجتي وطبعا زوجتي تثرثر لي
__ ها قد وصلنا تنحنح ليقل: علي متى سترد لي خبر؟
__ من الواضح انك مستعجلا
خجل عمر وانزل رأسه ليضحك الاخر :لا تخجل يا صديقي سامر بوالدتي غدا واعرف رأيهم واتصل بك
هز راسه مبتسما :حسنا سأنتظرك
__ تفضل
__ لا الوقت متأخرا يوم اخر تصبح على خير قبلاتي لجنى
__ وانت من اهل الخير


**********************


دلف الى شقته ليراها واقفه في منتصف الصالة عاقدة ذراعيها امام صدرها حدث نفسه ان شكلها يوحى بالمشاكل
قال بهدوء: السلام عليكم، مساء الخير حبيبتي، كيف حالك؟
فالت بنرفزة وعصبيه: حالي ، لما تسال عن حالي ؟ انا لا اهمك في جميع الاحوال لو كنت تحبني كنت عدت باكرا من اجلى
نظر الى ساعته ليجدها الحادية عشر مساءا
تنهد بصبر : انها الحادية عشر فقط حبيبتي ، لم أتأخر اكثر من ساعتين وانتى على علم اننى سأقضى بعض الوقت على
المقهى برفقة عمرو
بوزت بزعل :لقد عاد عمرو من ما يقارب الساعة
__من اين عرفتي ؟
__ لقد كنت انتظرك ورايته عائدا لوحده من الشرفة
__حسنا ،لقد قابلت عمر صديقي القديم وامضيت معه بعض الوقت وهذا ما أخرني قليلا
تحرك ليذهب خلفها الى غرفة نومه ، جلس بجوارها على الفراش واحاطها بذراعه
__ لم انتى غاضبه حبيبتي؟ لا شيء يستحق ان تغضبي منى
__ لوكنت حبيبتك لأتيت باكرا لتمضى الوقت معي
__ المعذرة حبيبتي ، وانتى تعلمين انى اريد ان امضى عمرى كله الى جوارك ولكن عمر اتصل بي لذا قابلته وانخرطنا في الحديث ولم انتبه الى الوقت
طبع قبلة رقيقة على وجنتها: لا تغضبي لأجل خاطري
قامت لتأتى له بثياب النوم ليغير ملابسه: ماذا يريد منك عمر؟
__ انه يريد ان يتزوج علياء
اتسعت عينيها من المفاجأة : نعم ،اليس فارق السن بينهم كبير
__ ولكن فرق السن ليس كبيرا لهذا الحد رايها هو الاهم في الموضوع
__ معنى ذلك انك موافقا عليه
__ نعم ولم ارفضه فهو رجل يعتمد علية مرتاح ماديا مسكنه موجود لا ينقصه شيء
كل هذا بجانب انه يحب علياء وسيحافظ عليها
لوت شفتيها والامتعاض ظاهر على واجهها
ناظرها بتعجب وسألها: ما بك؟ لم كل هذا الامتعاض ظاهر عليكى
__ لا شيء ولكنى لا احب عمر هذا واشعر انه لا يناسب علياء وخائفة عليها لا اكثر
نظر اليها مليا : لا تشغلي بالك فانا لم اخذ رايها بعد سأذهب الي امى غدا واتكلم معها
خلدا الى النوم وكل منهما يفكر فيما يحدث
هي مستاءة من هذه الخطبة فهي لا تحب عمر ولا نور بل تمقت نور لأبعد الحدود ولم تنجح فى ابعادها عن علياء
مهما حاولت وهذه الزيجة ستقربهم اكثر من بعضهم
هو يفكر في موقفها ولم تعارض الزيجة كان متوقع رؤيتها فرحه لأخته لكن وجهها كان لا يمت للفرح بصلة ولم تريد ان توحى له بان عمر لا يناسب اخته تنهد بحيره وهو لا يعلم السبب وراء ذلك


نبذة عن عائلة علياء
عائلة من الطبقة المتوسطة مرتاحين الى حد ما
الاب :الاستاذ مصطفى رحمة الله عليه كان مديرا بإحدى شركات الحكومة
اب عطوف ورقيق وكان حليم مع ابناؤه وصبورا جدا عليهم كان يكن لجد عمر معزة خاصة واخلاص منقطع النظير
فالجد كان يقف بجانبه دائما وساعده كثيرا في حياته و كان يعتبره كابن له توفى من ست سنوات
الام : السيدة عائشة ربة منزل سيدة مصريه اصيله بكل ما في الكلمة من معانى كريمة جدا وحليمه مع ابنائها
حازمة في الوقت المناسب وشديده ايضا عندما يتطلب الموقف شدة حنون وتكن لنور وعمر محبه خاصة وتعملهما مثل بقية ابنائها طالما اعتنت بهما بعد وفاة عائلتهما
علي الابن الاكبر والوحيد بالعائلة في 32 من العمر مسئول عن العائلة منذ وفاة ابيه يعمل محاسب بإحدى البنوك
الكبرى هادئ الطباع حليم وواسع الصدر يمتلك روح مرحة وخفة ظل يعتنى بأسرته جيدا منذ وفاة ابية وخاصة حبيبته علياء فهي اصغر اخواته ولها حب ومكانه خاصة عنده ويريد ان يعوضها عما فقدته لوفاة والدهم
اسمر البشرة عيناه سوداوان متوسط الطول ملامحة حادة ولكن تنم عن هدوء شخصيته وينطبق علية مقولة اتقى شر الحليم اذا غضب
اية زوجة علي فى27 من العمر تتمتع بجمال طاغي وانوثة كاملة من عائلة متوسطة متكبرة الى حد ما عصبية الطباع ومتقلبة المزاج غيورة جدا تريد امتلاك علي وتغار من اهتمامه الزائد بعائلته ولا تقدر انه المسئول عنهم بما انه الابن الوحيد لهم لديهما ابنة ( جنى ) عمرها سبع سنوات
وفاء الأبنة الكبرى من الفتيات في 30 من العمر متزوجة من جمال في 35 من العمر
ربة منزل لديها ابن ( احمد) 9 سنوات وابنه (سمر) 5 سنوات تشبه امها في الصفات لحد كبير وايضا في الملامح فهي رقيقة الملامح والصفات والطيبة تسيطر عليها
بسنت الابنة الوسطى من الفتيات في 27 من العمر متزوجة من محمد صديق لعلى وزميل له بالعمل في 31 من العمر
كانت زميلة اية بالدراسة وهى السبب من زوجها بعلي ولكن بعد الزواج لم يستمرا صديقتين بسبب محاولات اية للسيطرة على علي وابعاده عنهم لم يرزقها الله الى الان بأولاد رقيقة وذكية بيضاء البشرة وحضورها قوى تعمل مدرسة رياض اطفال
علياء الأبنة الصغرى واميرة العائلة ومدللتهم جميعا في 23 من العمر محبوبه منهم جميعا خمرية البشرة ممشوقة القوام طويلة القامة بالنسبة للفتيات عينيها بنتين بلون البندق يلمعان بسعادة دائما شعها شلالات من اللون الاسود طويل يصل الى منتصف ظهرها روحها مرحة وتحب عائلتها جدا صديقة مخلصة لنور

سلافه الشرقاوي 23-06-11 03:48 AM

الفصل التاسع


جالسة في حديقة البيت امام حوض الورد الجو هادئ و السماء صافيه اشعة الشمس ساقطة على جسدها تدفئه والاشجار متناثرة حولها تتأمل ورودها التي تعشقها لتشعر بأحد واقف خلفها طوله فارع حجب عنها ضوء الشمس وظله يسقط على
ورودها التفت لترى من هذا ولكن ضوء الشمس سقط قوى على عينيها جعلها غير قادرة على تميز ملامحه
سالته :من انت
ابتسم بوجهها ابتسامه ساحرة ودار على قدميه وذهب من امامه
سألته مرة اخرى : من انت ؟ لا تذهب اجبنى ، ارجوك من انت؟
تنبهت على صوت مزعج لا تعلم ما هو ليستمر بالرنين ازعجها الصوت فدارت براسها لتحاول ان تصل الى مصدر الصوت حركت جفونها وفتحت عينيها ببطيء وحركت راسها بشده وغضب من هذا الصوت المزعج لتحول معرفة
ما هذا الصوت لتفاجئ انها لازالت بالفراش وهذا الصوت المزعج ما هو الا المنبه القابع بجوار الفراش رفعت يدها
و أطفئته حركت رأسها بهدوء وهى تفكر بحلمها هذه المرة لم يكن مزعجا بالعكس كان هادئا ومحبب لقلبها تذكرت الشخص الظاهر لها بأحلامها من هو ابتسامته هذه المرة كانت ساحرة قلبت في راسها فيمن تعرفهم من الرجال ينطبق عليه اوصافه هزت راسها بحيره وسالت نفسها بصوت مسموع من هو؟
ضربت رأسها وهى تتذكر الوقت وانها لابد من تحضر الفطور لأخيها وتجهز للمقابلة تحركت بسرعة حتى لا يتأخر اخيها على عمله لتفاجئ به واقف بالمطبخ يعد الشاي والفطور
__ ماذا تفعل ؟ لم استيقظت باكرا؟
ابتسم ابتسامه واسعه : صباح الخير دلوعتي
لقد استيقظت باكرا فقلت لم لا ادللك اليوم فانتي كل يوم تقومين بتدليلي، فقررت ان اهتم بكى انا اليوم
__ شكلك يوحى بالسرور واضح عليك السعادة ، فعيناك تلمعان بالفرح
__ لقد تقابلت مع علي البارحة وأعطاني موافقه مبدئية وسيتصل بي ليحدد موعدا لنذهب رسمي .
__ آها ،لهذا تحتفل اليوم
__ انا سعيد جدا وادعى الله ان يتمم على خير
__ ان شاء الله موفق حبيبي بإذن الله
جلسا ليتناولا الفطور وهما يتحدثان خلص فطوره وقام لينصرف الى عمله
__ نور ارجوكى لا تنسى ان تكلمي الخالة عائشة اليوم
__ لا تقلق لن انسى بعد ما انتهى من المقابلة سأذهب اليهم واتكلم معها
ابتسم في وجهها بسعادة لتطبع على خده قبلة رقيقة : اطمئن اخى مبارك لك مقدما
تنهد بارتياح وهو يأخذ مفاتيحه وحقيبة اوراقه : أراكي على خير ، لا تتأخري اريد ان اعود لأجدك بالمنزل
هزت راسها بنعم ولوحت له بيدها مودعة



*********************



جالس على مكتبه ليمضي بعض الاوراق ليناولها الى مديرة مكتبه ويشير اليها بالانصراف
رفع راسه للجالس اماه على المكتب : حسنا يوسف ، سوف تستلم عملك اليوم
اذهب الى ادارة الشئون القانونية وقابل الاستاذ عبد العزيز وابدا عملك
اعلم جيدا ان العمل عمل لا علاقة له باننا اخوة أي خطا ستقترفه ستحاسب عليه مثل سائر الموظفين
__ اعلم جيدا اخى فلا داعى لتكرار الكلام
__ من الواضح انك لا تعلم بدليل كلمة اخى انا هنا الاستاذ ياسين او المهندس ياسين اختر ما شئت ليس اخاك
تنهد بضيق : حاضر سأذهب الان اراك على خير ، سلام



سحب نفس عميق وارخى جسده على كرسيه الوثير لطالما حلم بان يدخل يوسف الى الشركة ويثبت اقدامه بها
فلابد ان يتعاونا على المحافظة على ما بناه اباهم وان ام يفعلا فلن يستطيعا السيطرة على الامر




انتبه على صوت السيدة عبير تعلن دخول الاستاذ عبد العزيز
__فليتفضل
اهلا بك استاذ عبد العزيز ، كيف حالك ؟
__ بخير كيف حالك ايها المدير الصغير ؟
ابتسم ياسين في وجهه فهو يحب ذلك الرجل ويتعامل معه باحترام شديد فالأستاذ عبد العزيز عاونه كثير فى بداية عمله
وكان له خير عون وسند ومعلم بارع ايضا
__ بخير الحمد لله
__ لقد جئت لتمضى قرار تعيين الاستاذ يوسف وقرار تعيين عضو اخر بالشئون القانونية اخترته انا ممن تقدموا بالمقابلة التي كان اعلن عنها مسبقا
اخذ الاوراق ليمضيها وناولها مرة اخرى اليه : لك ما تريد يا أستاذي
ثم اوصاه على يوسف ليعلمه ويقف بجانيه مثلما فعل معه والا يعامله معاملة مختلفة عن الاخرين
__ حاضر ، لا توصى حريص ، سأذهب الان سلام


*******************



نظرت الى ساعتها لتجد باقي خمس دقائق امامها على موعد المقابلة لتسرع خطاها قليلا حتى لا تتأخر
اتجهت الى قسم الاستعلامات لتسال الموظفة عن مكان المقابلة لتخبرها الاخيرة انها بالدور الثالث في قسم الشئون القانونية مع المدير هناك ، ركبت المصعد ونزلت بالدور الثالث واتجهت الى السكرتيرة لدى مدير القسم لتبلغها بحضورها لتخبرها السكرتيرة انها تنظر قليلا ذهبت الى ابعد المقاعد في الغرفة لتجلس عليها ونظرت حولها لتجد شخص اخر جالس ويتصفح احدى المجلات اذن فهو الاخر ينتظر المدير استنتجت ان من سيختاره المدير منهما هو من سيشغل الوظيفة جهزت نفسها لاختبار آخر تفوز هي فيه نظرت مرة اخرى للشاب الجالس واستنكرت هدوءه فقد كان مسترخيا وليس واضح علية التوتر اندهشت منه وفكرت اين راته من قبل فهو مألوف لديها لا تتذكر من الممكن لو رات وجهه بوضوح لتذكرته
التفتت الى السكرتيرة وهى تقول: تفضل يا استاذ المدير ينتظرك
انزل المجلة من امام وجهه ليقف ويتجه الى مكتب المدير اتسعت عيناها بدهشه وتممت بصوت منخفض : يوسف
انه زميل الدراسة الولد الشقي الذى يكبرها بعام كان يفوز دائما عليها بمركز رئيس اتحاد الطلبة وعندما تخرج
قال لها مداعبا : تركت لكى رئاسة الاتحاد
عبست فجأة وهى تفكر اذا كان هو من سينافسها على الوظيفة اذن لقد طارت الوظيفة من بين يديها فدائما كان هذا اليوسف سابقها بخطوة
سحبت نفس عميق وشجعت نفسها وهى تتمنى ان تربح هي هذه المرة و تتفوق عليه
انتبهت على صوت السكرتيرة ينادى عليها لتقابل المدير
هبت واقفه وابتلعت ريقها وسمت الرحمن لتتوجه الى المكتب لتطرق الباب بهدوء وتدلف الى الداخل
__ السلام عليكم
__ وعليكم السلام تفضلي بنيتي ،هذا هو الاستاذ يوسف ، الأنسة نور
نظرت امامها لتراه جالسا على المقعد بجوار مكتب المدير ، رفع عينيه ليرى زميلته الجديدة التي اخبره عنها الاستاذ عبد العزيز فلقد انضمت الى العمل حديثا و ستتلقى معه التدريب ابتسم بدهشة انها هي زميلته بالجامعة
ابتسم ابتسامه واسعة وهو يصافحها وتقدمت هي بدورها لتصافح يده المدودة لها وتبادلا كلمات قليله
انتبه اليهما المدير وسال : ا تعرفان بعضكما ؟
ابتسم يوسف وهو يقول :لقد كنا زميلين بالجامعة والأنسة كانت ندا قويا لي في انتخابات اتحاد الطلبة
ابتسم المدير ابتسامه خفيفة : حسنا لقد وفرتما على الكثير فبعض المتدربين يكون لديهم مشكله تكمن في صعوبة تقبلهم لبعضهم البعض
__ اجلسا ، انسه نور ستنضمين الينا في قسم الشئون القانونية ستعملين معي فالوظيفة الاخرى التي تقدمتي اليها
شغلها الاستاذ يوسف ، سأدربك انتى ويوسف على العمل معا لمدة اسبوع وبعد التدريب كل منكما سيبدأ في مباشرة عمله وان احتجتما أي شيء لا تترددان و اخبراني فورا ، سنبدأ من الغد المواعيد من الثامنة صباحا الى الخامسة عصرا
ارجو الا تتأخرا ، نتقابل غدا بإذن الله
قاما من مكانهما وشكرا المدير وانصرفا
خرجا معا من المكتب ليسرا بجانب بعضهما ويتجاذبان اطراف الحديث
__ اهلا نور ، كيف حالك ؟ لا اصدق انى أراكي هنا بعد كل هذه المدة
ابتسمت بهدوء : بخير الحمد لله اهلا بك انت ، كما يقولون الدنيا صغيرة
__ المضحك اننا سنعمل معا وليس ضد بعضنا كما اعتدنا
__يوسف ارجوك لا تبالغ لقد كنا نتنافس على رئاسة الاتحاد وانت دائما كنت تفوز والى الان انت تفوز
شغلت الوظيفة التي كنت متقدمة اليها ولكن من الواضح ان المدير التنفيذي اختارك انت
__ آها ، ارجو الا تكوني غاضبة
__ لا بالعكس فانا فرحة جدا لأنى لن اعمل معه ، وادعى لك فهو لا يطاق وغاضب دائما
ضحك وهو يفكر لو ياسين سمعها الان ماذا سيفعل لم يشأ اخبارها بانه اخاه فهو لا يريد ان تتأخذ منه موقفا اذا علمت انه من اصحاب الشركة بل يريدها ان تشعر بانه زميل لها كأيام الدراسة
ابتسم بهدوء: اعتقد انه خسر انسه جميله متفوقه تعمل معه
__اشكرك كنت دائما لبقا
__ماهي اخبار بقية البنات ؟ وباقي المجموعة
__ لا اعلم عنهم شيئا من بعد التخرج الا علياء فهي صديقتي المقربة
__ نعم اتذكرها كانت مرحة جدا وشقية على عكسك تماما ابلغيها سلامى
وصلا الى الجراج ليقول لها : تعالى اوصلك بدلا من الموصلات ، فسيارتي هنا
__ لا شكرا معي سيارتي
__ حسنا أراكي غدا سلام
ركبا كل منهما سيارته وذهبا بطريقهما


********************



توقفت امام منزل صديقتها لتصعد اليها رنت جرس الباب ليصلها صوت الخالة عائشة تعلن عن قدومها
فتحت الباب : اهلا بنيتي ، كيف حالك ؟
__ السلام عليكم خالتي ، انا بخير الحمد لله ، كيف حالكم ؟ اشتقت اليكى كثيرا
احتضنتها الخالة بحب شديد : انا ايضا اشتقت اليكى مكانتك عندي كعلياء لا فرق بينكما كيف حالك اليوم لقد أخبرتني علياء انكى متعبة البارحة لذا لم تصعدي لتشربي الشاي معنا
__ لقد تجولنا كثيرا واعتقد ان هذا ما أتعبني ، اين علياء الا زالت نائمة؟
__ لا حبيبتي لقد استيقظت ، من الجيد انكى أتيتي لتتناولي الفطور معنا
__ لا لقد فطرت مسبقا ولكن لا مانع عندي بشرب الشاي
__ من عيناي ابنتي سأجهز لكما الشاي حالا
__لا خالتي سنحضر نحن كل شيء اجلسى ارتاحى انتى
قامت هي وصديقتها ليحضرا الفطور والشاي سالتها علياء : ماذا فعلتي اليوم بالشركة؟
__ لقد قبلت بالوظيفة
__ أستعملين مع القمر الذى رأيناه في المطعم
اغتاظت من صديقتها ورددت باستنكار : قمر لا ارى أي قمر ،سأخبر عمر بما تقولينه
ضحكت علياء من غضب نور : لن تفعلي فانا اراهنك على انك قولتي له الموضوع من الاساس
اكملت ولا كأنها سمعت صديقتها :لا لن اعمل معه لقد عينت بالشئون القانونية
__ حسنا هذا اريح لكى
__ نعم انا مرتاحة جدا ، اتعلمين من قابلت اليوم اكيد ستتذكرينه
نظرت لها علياء لتسالها من
__ يوسف رئيس اتحاد الطلبة
__ نعم بالطبع اتذكره فهذا من الاشخاص المستحيل نسيانهم فقد كان نعم الصديق ، لقد ساعدنا فى دراستنا كثيرا
__ لم يكن يساعدنا نحن فقط لقد كان يساعد كل من بالجامعة حتى لو كان من كلية اخرى غير كلية الحقوق
__ انه شخص جميل و مرح ، اتصدقين كنت اشعر في بعض الاوقات انه برئ كالأطفال
ضحكت نور بشده : طفل لو سمعوك بنات الكلية لكانوا ضربوك بشده ، لقد كان الفتى الاول بالجامعة والفتيات كانوا ينتظرون منه التفاته لهن
__ انهن بنات ذوات عقول فارغة ، وهو دائما كان محترما، صحيح اين قابلتيه ؟
__ في الشركة فهو من فاز بالوظيفة الاخرى سيعمل مع المدير التنفيذي ، ويبلغك سلامه
__ ربنا يعنه على العمل مع هذا القوى ، ابلغيه سلامى عندما ترينه
__ يوصل ان شاء الله ، غمزتها في كتفها ااخبرتى خالتي بعمر
خجلت واحمرت اذنيها بشدة : من البارحة وانا احاول ان ابلغها ولكنى لا استطيع
ابتسمت :حسنا سأبلغها انا ، اتعلمين عمر من البارحة وهو فرح جدا ويدعى الله ان يتمم موضوعكم على خير
همست بخجل شديد : ان شاء الله
حملت نور صينية الشاي ونقلت علياء الفطور وجلسا مع الخالة ليفطروا
__ نور بنيتي تناولي أي شيء مع الشاي هزت نور راسها بنعم بعد الفطور انتهزت نور فرصة انشغال علياء في المطبخ لتقترب من خالتها
تنحنحت : خالتي اريد ان اقل لكى شيء
__ تفضلي حبيبتي اتى بما عندك
__ اريد ان اخطب علياء منك لعمر اخى ، فما رايك؟
تهلل وجه الخالة بحب وسعادة شديدة : لن اجد من احسن منه لعلياء ولكن لا بد من اخذ رأى علي فهو المسئول عنا الان
__ نعم اعلم هذا ، ولكن اريد ان اخذ موافقتك
__ طبعا موافقه حبيبتي ، انتى وعمر كبرتما امام عيناي كأولادي بالضبط فهو ولدى وهى ابنتي
احتضنت خالتها بحب لتستبقيها الخالة لتمسد على شعرها وهى تسالها : وانتى بنيتي ا اصبحوا الرجال لا يرون ام ماذا
اتعرفين لطالما اردتك لعلى تنهدت بحسرة لتكمل ولكن النصيب
ابتسمت بهدوء : انتى قلتيها خالتي ، وعلى بالنسبة الى كعمر لا افرق بينهما
__ ولكن الن أراكي بالفستان الابيض قريبا
ابتسمت لخالتها بحب : لا اعتقد فأمامي مشوار كبير على هذه الخطوة



***********************





دلف من بوابة القصر ليرى امه في البهو و من الواضح انها مستعده للخروج ذهب اليها والقى السلام
جلس بتعب : كيف حالك امى ؟ اين انتى ذاهبه ؟
__ الحمد لله ، ذاهبه الى اختك ، فلقد اشتقت اليها واريد ان اطمئن عليها وعلى ابنتها وزوجها
من الجيد انك اتيت لتوصلني انا وام محمود بدلا من السائق، سآخذها معي لتساعد اختك بأعمال المنزل
__ حاضر امى فانا ايضا مشتاق اليها والى عفريتها الصغيرة
__ لماذا اتيت باكرا ؟
__ سأبدأ العمل من الغد
__ حسنا بنى كن عند حسن ظني بك ولا تغضب اخاك
__ لا تقلقي امى سأفعل ما بوسعي لأرضيك وارضى ياسين
__ اتصل به وابلغه اننا سنكون عند اختك ليلحق بنا
اخرج هاتفه ليبلغ ياسين ان يلحق بهم الى هناك





صعد هو وامه محمل بالأشياء ليرن جرس الباب لتفتح اخته الباب بابتسامه عريضة وتفتح ذراعيها لتحتضنه
__ كيف حالك اخى؟ اشتقت اليك كثيرا ولكنى غاضبه منك كثيرا
__ لم الغضب حبيبتي ؟
__ لأنك لا تأتى الينا ، يمنى وعمرو يسالان عنك كثيرا العجيب ان ياسين يزورنا باستمرار على الرغم من مشغوليته
تنهد وهو يقول لها : هذا الياسين يجد وقت ليفعل كل شيء ، انا مستغرب من امره ، اين اضع هذه الاشياء؟
__ ادخلها بالمطبخ
دخلت من بعده امه وام محمود لتسلم عليهما الاثنتان : ما هذا امى لم كل هذه الاشياء
وضعت اصبعها على شفتيها لإسكاتها واحتضنتها قائله: اشتقت اليكى كثيرا بنيتي
__ وانا الاخرى امى
__ هيا خذي ام محمود الى الداخل لتريها ما ستفعله
ذهبت بالداخل هي وام محمود ليجلس يوسف هو وامه لتنضم ليهما بعد قليل ليتحدثا
__ اين مفعوصتك الصغيرة ، اشتقت اليها كثيرا
رمته بإحدى الوسادات الصغيرة ليلتقطها بسرعه : ستاتي بعد قليل من المدرسة
اخبرني ما الجديد بحياتك؟
__ لا شيء سوى انى استلمت عمل بشركة العائلة
فرحت بشده : مبارك حبيبي عقبال العروسة بإذن الله
__ عروس لا لن اتزوج قبل اخى الكبير
خفضت صوتها حتى لا تسمعها امها: اذن ابشرك لن تتزوج ، فانت تعلم انه مضرب عن هذه الامور
اخفض راسه لها واستغل انشغال امه بمشاهدة التلفاز: أتساءل كثيرا لم لا يتزوج الى الان ، لقد اصبح في اواخر الثلاثينات
وهو لا يريد ان يتزوج ابتسم ابتسامه مشاكسه وهو يردف : اهو معقد او شيء من هذا القبيل
لتضحك نهى بشده على جملته وهى تلكزه بكوعها : احترم نفسك فهو اخانا الكبير
__ كيف اخبار زوجك معك ؟ امحتاجه لشيء ؟
__لا احتاج لشيء الحمد لله وعمرو طيب وحنون جدا معي وانت تعرفه جيدا
ابتسم ليربت على كتفها : كل همى ان أراكي سعيدة
التفت الى امها : آسياتي ياسين امى؟
__ ان شاء الله
رن جرس الباب لتعلن نهى ان ابنتها جاءت من المدرسة لتدخل الصغيرة بعاصفة من السعادة والسرور لرؤية جدتها وخالها لتشع في البيت جو من السرور والمرح






جلس يوسف مع يمنى ليلعب معها بينما نهى وام محمود يعدان الغداء والام جالسة تراقب ابنها وهو يلعب مع حفيدتها كالأطفال ليفتح الباب ويدخل منه عمرو صائحا : نهى معي مفاجأة لكى
لتتسع عيناه من الفرحة عند رؤية حماته ويوسف جالسان بالصالة نهى تسرع لاستقباله : حمد الله على السلامة حبيبي
لترى اخيها واقف خلفة بطوله الفارع وابتسامه هادئة على شفتيه لتسرع الى احتضانه : احلى مفاجأة
اسرع عمرو بالدخول ليسلم على الام ويوسف ويسالهما عن احوالهما ويحتضن ابنته لتقفز الصغيرة من حضنه
لتهرع الى خالها :اشتقت اليك خالي
يجلس عمرو جنب يوسف وبغمزه بذراعة : اخاك يجعل ابنتي و زوجتي تتمردان على
__اعتاد يا صديقي فهو يجذب النساء اليه على الرغم من عدم اهتمامه بهن
ضحك عمرو ضحكه عالية : من الواضح ان هذا الموضوع يضايقك
هز يوسف راسه بسخريه: بالطبع لا ، ولكنى مستغرب لم لا يحبهم وهن يحومون حوله بتلك الطريقة المستفزة
ابتسم بهدوء :الا يقولون الثقل صنعه يا صديقي
اقتربت منهما نهى: عن ماذا تتحدثان
اجاب يوسف سريعا : لا شيء زوجك يشتكى من اهمالك له
التفت اليه عمرو بدهشه رافعا حواجبه ثم نظر الى زوجته : لا لم اقل ذلك
ليضحك يوسف عاليا: يا رجل لهذه الدرجة خائف
نهره عمرو : يوسف هذه الامور لا يوجد بها مزاح وانت تعلم اختك اكثر منى
__ حسنا حسنا سأرحمك لم يقل ذلك لقد كنا نتكلم بأمور عاديه
سأله ياسين وهو يجلس يمنى بحضنه :ماذا فعلت اليوم يوسف؟
__ لا شيء قابلت الاستاذ عبد العزيز وقال لي سأبدأ التدريب غدا مع الزميلة الجديدة التي انضمت للعمل اليوم
سأله بدهشه : العضو الجديد في الشئون القانونية قتاه
__ لماذا ياسين ايوجد فرق عندك؟ سالت نهى
__ لا ولكنى مندهش لم يأتي الاستاذ عبد العزيز على ذكر انها فتاه
__ حسنا هيا الطعام جاهزا
قالت الام وهم يتناولون الطعام :السيدة خالدة اتصلت اليوم لتؤكد على ميعاد زفاف حفيدتها وتريدكم جميعا ان تحضروا
ياسين : لا اعلم امى سأكون مشغولا ام لا
__لا بنى انت كبير العائلة الان ولابد من حضورك
قال بضيق : سأرتب مواعيدي لأحضر
نظرت للباقين : وانتم؟
نهى: لا اعلم ماذا افعل مع يمنى ؟
__ تعالى الينا واتركيها مع المربية في القصر ولا تقلقي عليها
__ حسنا
__ انا مفروغ من امرى سأحضر طبعا
اكملوا غدائهم في وسط جو من المرح والسعادة والأحاديث التي تتخللها الضحكات





*******************




قام من نومه على وقع قبله رقيقة على خده ليفتح عيناه ويحتضنها بين ذراعيه: حبيبة بابا، ماذا تفعلين؟
__ جئت لأوقظك فانت وعدتني ان تأخذني لجدتي اليوم
__حسنا اذهبى لامك لتلبسك ثيابك
قفزت لتذهب الى امها وهو قام ليذهب الى دورة المياه ، وخرج ليجدها واقفه امامه بملابس المنزل
__ حبيبتي لم لا ترتدى ملابسك؟ سنتأخر هكذا
__ لم ارتدى ملابسي؟
__سنذهب الى امى الم اقل لكى البارحة سأذهب لأتحدث مع علياء
__ حسنا اذهب لوحدك فهذا موضوع خاص بكم ولا دخل لي به
__ ولكنى وعدت جنى ان اخذها معي
__ لا اجد فائدة لذلك
تنهد ونظر لها مطولا ثم قال لها امرا: اجهزى انتى وجنى حتى لا نتأخر اكثر من ذلك
عصبت وقالت بحدة: الا تسمعنى؟
قال بصوت حاد ولكن منخفض : سنذهب جميعا لوالدتي ، اسرعي من فضلك حتى لا نتأخر
قامت مجبرة لترتدي ملابسها وتلبس ابنتها


*********************



سمعت جرس الباب يرن بإزعاج لتذهب مسرعة لتفتح وتفاجئ بأخيها وزوجنه وغاليتها جنى لتقفز الصغيرة الى حضن عمتها
وتمطر وجنتيها بالقبلات وتخبرها كم اشتاقت لها وانها سعيدة جدا لأنها تزورهم
قال بصوت هادئ: جنى اتركى عمتك حتى نسلم عليها ايضا
انزلتها علياء من حضنها لتجري الصغيرة تبحث عن جدتها ليحتضن هو اخته ويقبلها برقة على جبينها ويسالها عن احوالها واحوال امه
__ تفضل اخى نحن بخير والحمد لله
صافحتها زوجته ببرود شديد وتعجرف ابتلعت ريقها : تفضلوا
دخل الى الصالة وجلس هو وزوجته لتاتي الصغيرة ممسكه بيد جدتها ليقف مسرعا يسلم على امه ويقبلها ويسالها عن احوالها وتقف زوجته على مهل وتصافح الام بهدوء شديد وابتسامه خفيفة ترتسم على شفاهها
جلس بجانب امه وهمس بأذنها انه يريدها بموضوع هام
__ حسنا تعال معي
دخل معها الى غرفتها ليجلس بجانبها على الفراش
__ هيا بنى اتى بما عندك
__ قابلني عمر البارحة وصرح لي انه يريد ان يخطب علياء
ابتسمت الام : ان نور كانت هنا اليوم وفاتحتني بالموضوع
ضحك بقوة : انه مستعجل بالفعل كلمني البارحة وطلب من نور ان تخبرك اليوم
__ ما رايك بنى؟
__ امى انه صديقي واكثر من اخ لي وانا سأطمئن على علياء معه ولكن المهم رايها ورايك بالطبع
__انا موافقه عليه فلن نجد من احسن منه لأختك
__ حسنا اتكلمتى مع علياء
__ لا سانديها لك حتى تتكلم معها


******************

بعد دخول زوجها الى الداخل مع امه انتهزت الفرصة لتجلس بالقرب من علياء وتسالها بسخريه
_كيف حالك علياء ؟ اسعيدة ان حلم العمر سيتحقق؟
ردت بنفاذ صبر : الحمد لله ، انا بخير عن اى حلم تتحدثين؟
__ عن عمر سمعت انه تقدم لخطبتك
لتردف بخبث :لا ادرى لم تحرك الان ؟ فانت امامه من مدة طويله ام انه مل من كثرة مرحه مع الفتيات وحينما اراد يستقر حدث نفسه انكى اولى من الاخريات وخصوصا انه يعرفك عن طريق نور ،او ربما نور اخبرته انكى تحبيه فقال لم لا سأتزوجها
اتسعت عيناها دهشه والما من ان يكون كلامها صحيح لتنتبه على صوت امها وهى تقل لها ان اخاها يريدها بالداخل
لم تتسنى لها الفرصة للرد على زوجة اخيها فأمها وقفت امامها وهى تقول: علياء الم تسمعيني على منتظرك بالداخل

سلافه الشرقاوي 24-06-11 07:44 AM

الفصل العاشر

__ علياء الم تسمعينني علي منتظرك بالداخل
قامت وهى هائمه لا تستطيع ان ترى امامها فالكلمات التي نطقت بها ايه تتردد بعقلها هل من المعقول ان يكون عمر كان يمرح مع فتيات اخرى ، لما لم تخبرها نور بذلك هزت راسها لتنفض هذه الافكار من عقلها لتستمع الى اخاها
تقدمت اليه لتجلس الى جوار اخيها بالفراش احاطها علي بذراعه ويربت على ظهرها
__ كبرتي علياء وأصبحت عروس يتوافد عليها الخطاب
احمرت خجلا وهى تسمع هذا الكلام من اخيها وفضلت الصمت
اردف قائلا: عمر اخو نور صديقتك كلمني البارحة وطلبك منى ، علياء انتى كبرتي الان وتستطيعي ان تأخذي قرارتك بنفسك وتقرري امورك ولابد ان تعرفي رايك هو الاهم في هذا الموضوع خصيصا
بللت شفتيها بلسانها وابتلعت ريقها بصعوبة شديده ونظرت الى اخيها في حيرة من امرها وهى لا تعلم بماذا ترد عليه
تنحنحت لتساله بصوت منخفض: ما رأيك انت علي؟
__ المهم هو رايك انتى لا انا
__ انا لا اعرف عمر جيدا وخائفة
ابتسم ابتسامه صافيه: لا تخافي حبيبتي لا شيء يستحق الخوف
عمر رجل مهذب عاقل ناجح بعمله صفاته الحميدة لا تعد ولا تحصى ، وانا لن اجد من هو احسن منه
لأثق به واطمئن على درتي الغالية معه فانتي تساوى عندي الدنيا كلها ، لا اقل انه لا يوجد به عيوب
فلا احد كامل فالكمال لله وحده
__ ونعم بالله
__ انا موافق عليه ومرحب بهذا النسب وأمي ايضا موافقه وانتى تعلمي كم هي تحب عمر
وانت تستطيعي ان تعرفي عنه كل شيء من نور او بنفسك في فترة الخطبة
سألها وهو يتأسف في نفسه على حال عمر فكان ظاهرا بوضوح كيف هو مستعجل : اترك لكى وقت للتفكير؟
هزت راسها رافضه ابتسم مشجعا : انتى موافقه
هزت راسها بنعم وهى اللون الحمر كاسيها وترتعد من الخجل
ضحك بهدوء على خجلها واحتضنها ليهمس بهدوء في اذنها : مبروك حبيبتي ، عقبال يوم الزفاف ان شاء الله
__ سأبلغ عمر بعد قليل لقد كان مستعجل البارحة على ان ارد عليه
اندهشت من جملة اخاها فكرت والكلمة تتردد في اذنيها مستعجل أيريدها هي فعلا ام انه يريد ان يتزوج وهى الاختيار الافضل له


************************



دخل من باب المنزل وهو في غاية الضجر فهو منتظر مكالمة علي من الظهر والاخر لم يرد عليه الى الان
رن هاتفه ليضيء باسم علي ليسرع بالرد عليه : السلام عليكم ، كيف حالك علي ؟
__الحمد لله بخير كيف حالك وحال نور؟
__ نحن بخير الحمد لله ما الاخبار عندك ؟
__ الحمد لله ليصمت علي فتره
__ على ، ما ردك على الموضوع التي فاتحتك به ؟
كتم علي ضحكته ليساله ببراءة : أي موضوع ؟
اندهش عمر : موضوع الزواج انسيت ، استمع الى علي اعطها وقت كافي لتفكر وتقرر
انفجر علي ضاحكا : لقد وافقت عمر
تنهد عمر : اه علي لو كنت أمامي لكنت قتلتك ، اهى فعلا وافقت ؟
__ نعم صديقي اتريدنى ان اقسم لك
__ اشكرك صديقي انا ممتن لك جدا ، حسنا امتفرغ انت يوم الجمعة لنقرا الفاتحة؟
__ اية جمعه ؟ بعد غد اليس قريب جدا ، لا اعلم فأكيد تحتاج الوقت لإنهاء امور الشراء وامور الفتيات هذه
__ علي انها مجرد قراءة فاتحة ، وسنحدد ميعاد للخطبة وسأعطيها الوقت الكافي لتفعل كل امور الفتيات التي تريدها
__ حسنا صديقي سأنتظرك يوم الجمعة في الثامنة عند والدتي
__ سآتي في الميعاد اراك على خير سلم على الاهل الى ان اراهم





اقفل الهاتف ليصعد قافزا الدرج وهو ينادى على نور طرق باب غرفتها
__نور انت مستيقظة
فتحت له الباب بدهشه : ماذا حدث عمر ؟ لم تصرخ هكذا؟
__ علي رد على انهم موافقين ،موافقين نور
احتضنته بحب وفرحة شديده : مبروك عمر مبروك ، عقبال يوم الزفاف ان شاء الله وازفك على خير لعروسك
اجلسته بجانبها على الأريكة لتساله: الن تخبر عمنا ؟
تشنج كفاه : اكيد سأخبره نور سأذهب له لأقل له على ميعاد الخطبة بعد ما اتفق معهم
رتبت على كتفه بهدوء :عمر اعلم انك لا تريده الى جوارنا ولكن هو عمنا ايضا ولا نستطيع محوه من حياتنا
__ نور ارجوكى لا اريد ان اتكلم في هذا الان
__ حسنا احددت معهم ميعاد لقرأه الفاتحة؟
__ نعم يوم الجمعة ،الساعة الثامنة
اريدك ان تأتى معي الى الجوهرجي فانا اريد ان اشترى هديه لعلياء بمناسبة الخطبة
ابتسمت ابتسامه واسعه : انها فكرة لطيفة ، ماذا تريد ان تشترى
__ لم احدد الى الان ، سنحدد هناك
__ اتريد الذهاب الان ؟
__ انتى مشغولة او شيء
__ لا حبيبي سأجهز حالا
__ارجو ان تعذريني نور لقد نسيت ان اسالك ماذا فعلتي اليوم؟
__ لا تتأسف عمر اعلم انك مشغول بالخطبة وانا كنت سأبلغك ، لقد قبلت بالوظيفة ولن اسافر
__ اتعملى مع هذا المتعجرف؟
__ لا سأعمل في الشئون القانونية ولا علاقة لي به
__ حسنا هذا افضل ، اجهزى انا منتظرك بالأسفل




ذهبا الى الجوهرجي بناء على رغبة عمر في شراء هديه لعلياء بحثا كثير ليستقرا اخيرا على خاتم من الذهب الابيض مزين بحجر من الالماس هتفت نور عند رؤيته : جميل عمر انه مناسب لعلياء تماما ، لقد صنع من اجلها
اشتراه عمر على الفور و وصى الجوهرجي بوضعه بعلبة مخمليه جميلة لتليق بالعروس وخرج سعيد جدا
__ لنذهب لنتعشى في مطعمك المفضل
عند ذكره للمطعم تذكرت الموقف الذى تعرضت له
__ لا ارى اهميه لذلك ، فلنعود للمنزل
عقد حاجبيه بدهشه : كيف لا داعى ، انا اليوم سعيد جدا من اجل الخطبة وسعيد ايضا من اجلك فالوظيفة كانت احد احلامك ، وابسط الاشياء ان اعزمك على العشاء
__ حسنا لو هذه اسبابك فمن المفروض اعزمك انا
نظر لها مهددا لتسكت على الفور وتردف :حسنا عمر سنفعل ما تشاء لكن سنذهب الى مطعم اخر على ذوقك و اريد تناول الحلوى بعد العشاء ايضا
ابتسم ملئ شفتيه : انت تأمريني حبيبتي
************************



احتضنتها امها بشده عند اعلان علي موافقتها على الزواج وان عمر سيأتي يوم الجمعة لقراءة الفاتحة وباركت لها وهى تدعو لها بالتوفيق والسعادة وسط تعليقات علي و ضحكاته وهى تتمنى ان تختبئ الان عن الجميع
تركتها امها لتتصل بأخواتها البنات لتبلغهم موافقة علياء والموعد لقراءة الفاتحة وهى تنتظر الفرصة لتختلي بنفسها وتهرب الى غرفتها لتستطيع التفكير مليا فيما يحدث من حولها
انتهزت فرصة انشغال علي مع ابنته وامها في التكلم مع بسنت لتذهب الى غرفتها وتمنت انها لم تتحرك من مكانها عند رؤية ايه خارجة من دورة المياه وهى امام غرفتها لتبتسم لها بسخريه
__ مبروك علياء ، ولكن تذكري انه اختيارك بمليء ارادتك ولتعرفي ايضا من انى حذرتك
غضبت علياء وقالت بنفاذ صبر : ماذا تردين بالضبط ؟
لترد الاخرى باستهزاء : لا شيء ، ولكنى انصحك فقط
انه يحب المرح مع الفتيات فلا تندفعي معه و لا تبيني مشاعرك الا عندما تتأكدي من مشاعره نحوك وانه لا يتسلى
ردت بغضب : لو كان يريد المرح والتسلية لكان حاول ان يتقرب منى في احدى المرات التي تواجدت في منزلهم او في احدى المرات التي اقلنى بسيارته ولكنه يريد الزواج واعتقد انه لا علاقة للزواج بالمرح والتسلية
ابتسمت بهدوء : انتى قلتيها بنفسك ولكن ليس بالضروري انه يريد ان يتزوجك انه يحبك ايضا
تركتها علياء وهى غاضبة ودخلت الى غرفتها لتنفس عن غضبها لتصفق الباب بشده خلفها
تنبه علي لصوت الباب رفع نظره ليرى ما يحدث وجد زوجته واقفه امام باب الغرفة وان علياء من قفلت الباب بشدة
__ماذا حدث ؟ اهى غاضبه من شيء؟
ابتسمت بارتباك : لا شيء حبيبي ، ولكنى اعتقد انها متوترة بسبب الخطبة ، فنحن الفتيات نتوتر بسرعه والموعد قريب جدا كان المفروض انك تؤجله قليلا حتى تعطى لها وقت لتستعد جيدا
نظر لها وهو يبتسم : ماذا افعل ؟ ان عمر مستعجل جدا ولم استطع ان اثنيه عن الموعد
ابتسمت ببرود ليتركها علي ويذهب الى غرفة علياء ويطرق الباب بهدوء
__ علياء افتحى الباب
تنهدت بصعوبة و حاولت السيطرة على اعصابها حتى لا يلاحظ اخيها غضبها وتوجهت لتفتح له الباب
__ تفضل اخى
دخل وقفل الباب خلفه ليجلس على الفراش ويجلسها بجانبه
__ اضايقك شيء حبيبتي ؟
هزت راسها بلا
__ اذن لم تركتينا لم ترد عليه فضحك بهدوء : مبروك وضع بيدها رزمة من الاوراق النقدية
__ما هذا ؟ صاحت بدهشة
__ لتذهبي وتشترى فستان يليق بقراءة الفاتحة وأي شيء اخر تريدينه ولا تتردى أي شيء تحتاجيه اطلبيه فورا
همت بالاعتراض __ بدون مناقشه
احتضنها ليطبع قبله على جبينها :اهم شيء عندي ان تكوني سعيدة
سنذهب لان لدى عمل غدا غمز لها وهو يردف: استعدى جيدا ليوم الجمعة
ضحكت بخجل وخرجت وراؤه لتسلم على جنى قبل ذهابها وسمعت اخيها يوصى امه بشراء افخر الاشياء وان تستعد الى يوم الجمعة
تحاشت السلام على ايه او الكلام معها بعد مغادرتهم احتضنتها امها وهى تخبرها بان اختيها فرحتان جدا لها وبسنت ستأتي لهم غدا لتساعدها و وفاء ستأتي صباح الجمعة لتساعد الاميرة علياء فيما تريده
دخلت الى غرفتها بناء على اوامر والدتها فإنها لابد من النوم باكرا فأمامها يوم طويل غدا دلفت الى فراشها و وضعت
راسها على الوسادة لتحول النوم ولكن هيهات فكلمات اية ترن بأذنيها كلما حاولت النوم اخذت تفكر اذا لم يكن يحبها لما يريد الزواج منها انور لها علاقة بذلك امعقول تكون رشحتها له وهو يريد الزواج من أي فتاه
هزت راسها بضيق هي لا تحتمل فكرة انه لا يكن اى مشاعر نحوها حاولت السيطرة على مشاعرها لتستطيع النوم



اخذت تتقلب في الفراش لتستطيع النوم فغدا اول يوم عمل لها ولا تعلم كيف ستتعامل مع ند قوى كيوسف
تدعى ربها ان تكون على المستوى المطلوب احلامها كثيرة وتعلقها بالوظيفة احد احلامها بل هو اول خطوة في سلم الاحلام اخذت افكارها تتقلب بين السعادة والقلق الى ان انتبهت انها الثالثة فجرا لتهتف : يا اللهي
وضعت الوسادة على راسها وهى تجبر نفسها على النوم


استيقظت من نومها على صوت المنبه ولأول مرة من شهور لا يراودها احد احلامها المزعجة فهي لم تنم من الاساس
فكيف ستحلم بدون نوم نظرت الى المنبه لتفاجئ بانها السابعة لتقفز خارج الفراش وتستعد سريعا وهى تدعى ان لا يوجد اختناق مرورى اليوم وتستطيع الوصول في الموعد
سمع خطواتها تنزل مسرعة ليخرج من المطبخ :أ تتدللي على اليوم ايضا؟
__ لا انا متأخرة اليوم وهو اول يوم لي بالعمل ، اعذرني
__ الن تتناولي فطورك ؟
__ لا يوجد لدى وقت
لوحت له مودعه وهى تخرج مسرعة الى عملها



ركنت سيارتها لتخرج منها مهروله الى باب الشركة نظرت الى ساعتها وتأوهت فلقد تجاوزت الثامنة
نادت الى عامل المصعد لينتظرها وهرولت الية وشكرته وهى تدخل الى المصعد المليء بالموظفين
تنفست براحة ووقفت امام باب المصعد وهى تنتظر دورها يأتي بفارغ الصبر فهي لا تريد ان تترك انطباع بانها غير ملتزمة





واقف على ملل في اخر المصعد يقلب بهاتفة ويتفحص الرسائل البريدية الواردة له لينتبه الى صوت أنثوى
يقل: انتظر من فضلك
لتتسع عيناه بدهشه نفض راسه بشده حتى يثبت لنفسه انه لا يتخيلها سال نفسه اهى نفس فتاة المطعم ؟
ليثبت له صوتها فهو نفس الصوت الناعم الاثيري ليهتف بداخله : الجنية
فكر قليلا وهو عاقد حاجبيه ما الذى اتى بها هنا وتذكر سريعا أخاه وهو يقل انه سيتدرب مع فتاه (العضو الجديد بالشئون القانونية) واحتقن وجهه بالغضب تذكر ايضا اقبال اخاه اليوم وعدم انتظاره له ليأتيا سويا الى الشركة اذن فهي السبب
توقف المصعد في الطابق الذى يحتوى على بعض ادارات الشركة لتخرج منه هي ومعظم الموظفين
امر العامل ان ينتظر وتقدم بهدوء الى المكان التي كانت تقف به ليخرج اسه بهدوء من المصعد لينظر خارجا
لتتسع عيناه غضبا وهو يراها تصافح اخاه بابتسامه جميله ليرفع عيناه ليرى اخيه في حالة من السعادة والفرح
نبهه صوت العامل: استخرج هنا سيدى
التفت الية غاضبا وهو يرد صائحا : ماذا قلت؟
توتر العمل وجميع الموظفين ليرد العامل متلعثما : لا شيء سيدى فانا سالت سيادتك ، ستخرج هنا
اشار براسه نافيا لينطلق المصعد


دخل الى مكتبه غاضبا ولم يكلف نفسه القاء التحية على السيدة عبير التي انتفضت واقفه عندما صاح بها
__ ابلغى السيد عبد العزيز انى اريده حالا



خرجت من المصعد لتسرع مشيتها قليلا ، رات يوسف قادم اليها
__صباح الخير نور، كيف حالك اليوم؟
توقفت لتلقط انفسها : بخير الحمد لله ، كيف حالك انت ؟
__ الحمد لله ما بك لم تركضي هكذا ؟ اطلق ضحكة قصيرة
__ استيقظت متأخرة وكنت مرعوبة ان أتأخر في اول يوم عمل
__ معنى ذلك انكى لم تتناول فطورك ، اتحبى ان اجلب لكى القهوة ؟
__ نعم لم يتسنى لي تناول الفطور، لا سأتناولها في استراحة الغداء
__ اذن سنذهب الى الكافيتريا معا ، فانا لا اتناول فطوري مبكرا
هزت براسها موافقه ، دخلا الى المكتب ليفاجئا بالسيد عبد العزيز يخرج مسرعا
__ انتظراني هنا
نظرا اليه بدهشة وهزا راسيهما بنعم وهو يهرول مسرعا الى الخارج


*******************


يتحرك في ارجاء مكتبه بغضب واضح ضغط على زر الاتصال بمديرة مكتبه
__ اين السيد عبد العزيز؟
ليأتي صوتها : سيأتي حالا سيدى
دخل السيد عبد العزيز ليسالها : ماذا هناك؟
ارفعت كتفيها لتعلن بدهشة : لا اعرف ، ولكنه غاضب جدا وينتظرك
ازداد توترا وهو يطرق الباب ليأتي له صوته امرا: ادخل


***********************


استيقظت على ضوء الشمس و صوت بسنت الضاحك وهو تفتح ستائر الغرفة ليزداد الضوء ليغمر الغرفة بالكامل
__ صباح الخير يا عروسة
__ ابتسمت بخجل : صباح النور ، لماذا انتى هنا مبكرا؟
__ بدلا من ان تقولي نورتي
__ لا اقصد بالطبع فانتي نورتي ولكنى مندهشة فالساعة لا تتعدى التاسعة
__ اخذت اجازة من العمل حتى اساعد اميرتنا في التحضيرات التي تريدها
__ ضحكت وهى تخرج من فراشها : اشكرك اختاه
__ ليس بيننا شكرا
احتضنتها : مبروك حبيبتي ، لتخجل الاخرى
__ لم الخجل الان ، ابتسمى وافرحى ولا تعطى الخجل والتوتر فرصة للسيطرة عليكى فذلك سيفسد كل شيء ولن تستطيعي الشعور بالأحاسيس الاخرى
وقفت بجانبها لتقول امرة : هيا ، لنبدأ تجهيزات الغد


*********************


دخل الى المكتب بهدوء : صباح الخير ، كيف حالك استاذ ياسين؟
سيطر على أعصابه قليلا : عليكم السلام ، الحمد لله
__ ما بك ؟ احدث شيء لا قدر الله ؟
__ لماذا لم تخبرني ان العضو القانوني الجديد فتاة
عقد حاجبية استغرابا من السؤال: لقد اعطيتك ورق التعيين لتمضية وانت لم تعترض
ولم الاعتراض اساسا فالبنت متفوقة جدا وانا اختبرتها بنفسي
__ ولكن يا سيد عبد العزيز الاعلان كان للرجال فقط
__ الاعلان كان للعضو القانوني الخاص بمكتبك وليس علاقة للإدارة به
__ ولكن فتاه مثلها ستدير عقول الرجال لها وان ينتهبوا لأعمالهم
__ ياسين الرجال هنا ليسوا مراهقين ليتركوا اعمالهم وينتهبوا الى اشياء اخرى
ثم انها ليست اول فتاه في الادارة فالفتيات كثيرات ومنتشرات بجميع ادارات الشركة وهى متفوقة وذكية ومهارتها عالية وانا ارى انها مناسبة للوظيفة جدا
هز راسة موافقا : حسنا استاذ عبد العزيز ، المعذرة لأشغالي لوقتك ولكن من فضلك ضعها تحت الاختبار لفترة من الوقت
هز الاستاذ عبد العزيز راسه موافقا لينصرف خارجا



*******************


جلس ليهدئ بعد خروج السيد عبد العزيز من مكتبه وهو يأنب نفسه على تهوره غير المعتاد
فلأول مرة في حياته يندفع بتصرفه دون التفكير فيه مليا فهو معروف دائما بالسيطرة على اعصابه والهدوء والرزانة
في افعاله ، ما التأثير الذى تفعله هذه الجنية علية لتخرجه من شخصيته الى شخصية اخرى لا يعرفها
لم كل هذا الغضب والتوتر يسيطر علية عند رؤيتها
تنفس بعمق ليزيح هذه الافكار عن عقلة جانبا ويصفى ذهنه ليستطيع بدء عمله



********************


في استراحة العمل امسكت هاتفها لتجري اتصالا
__ السلام عليكم ، كيف حالك يا عروس اخى؟
ضحكت بخجل :نور بالله عليك لا تبدأى ، انا بخير والحمد لله
__ ماذا تفعلين الان وما اخبار تجهيزات الغد؟
__ تجهيزات الغد جارية على قدم وساق فانا الان ابحث عن فستان ومعي بسنت وسوف نذهب الى مصفقه الشعر لاتفق معها ان تمر على غدا ، انهكت قواي نور من التجول والبحث هنا وهناك فانا منذ الصباح خارجا
__ انها مجرد قرأه فاتحة ،ماذا ستفعلين عند تجهيزات الزفاف
توتر صوتها : انا خائفة جدا ومتوترا ، ولا اعلم ماذا افعل ؟
__ لا تفعلين شيء حبيبتي ، اذكري الله وأهدأي و اعلمي اننا جميعا حولك
__ صحيح ،ما اخبارك في اول يوم عمل؟
__الحمد لله جيد الى الان ، سأغلق الان حتى لا أتأخر
__ حسنا حبيبتي مع السلامة
اغلقت هاتفها لتذهب الى الكافتيريا لتبتاع كرب من القهوة وقطعة من الكرواسو جلست بإحدى الموائد لتبدا فطورها
جاءها صوتا مازحا : تسمحي لي أنستي بالجلوس؟
رفعت نظرها لتجد وجه يوسف الضاحك: نعم تفضل
سحب احد الكراسي ليجلس عليه امامها وقال معاتبا : انتى تتناولين الفطور من غيرى ، الم نتفق صباحا ؟
__ فكرت انك ذهبت لتتناول فطورك فانا لم اجدك عندما غادرت المكتب
سألها بجدية : نور نحن اصدقاء اليس كذلك ؟
__ نعم لم تسال هكذا؟
__حتى لا افكر في انك تتهربين منى او شيء من هذا القبيل
احمرت اذناها بشده: لا يوسف انا لا اتهرب منك ولكنى لا اريد ايضا ثرثرة الموظفين حولي
__ كل ما أريده نور ان نبقى اصدقاء كأوقات الجامعة وان تعلمي انك عندما تحتاجي لشيء ما انا في خدمتك دائما
ما احوال أخاك ؟ما اسمه ؟
__ عمر ( نطقتها بسعادة شديدة ) هو بخير الحمد لله قرأه فاتحته غدا
__ مبروك ،عقبالك من الواضح انكى تحبيه جدا
__ طبعا فهو كل عائلتي ، سيخطب علياء
ابتسم : مبروك لها هي ايضا ابلغيها سلامى ومباركتي ، نظر الى ساعته لقد تأخرنا استراحة الغداء انتهت من عشر دقائق
هبت واقفه : اتمنى ان لا يغضب الاستاذ عبد العزيز


***********************



في منتصف ظهيرة الجمعة يفتح باب سيارته ليهم بدخولها عندما استوقفه صوت اخاه
__ ياسين ، يا اخى الاكبر الى اين انت ذاهب ؟
اغلق باب السيارة بعنف ليستدير بجذعه ويستند عليها : الناس تبدا بمساء الخير ، كيف حالك ؟
واردف بضيق : ولم تسألني اين ذاهب ، أ انت زوجتي ؟
ضحك بخفة وهو يتقدم منه ليقف امامه :لا طبعا فالله يعين من ستتزوجك
كح امام نظرة اخية الغاضبة : لم انت غاضب هكذا ؟ هل انا فعلت شيء ضايقك؟
زفر بضيق : لا يوسف ، ولكنني مستعجل وانت تؤخرني
__حسنا ،اذهب لقد كنت سأخبرك عن اول يوم عمل لي
اضاءت عيناه فجاه عند تذكره لها وهى تسلم على اخاه عقد ذراعيه امام صدرة وارتخى في وقفته
__ سأنتظر بقية اليوم لتخبرني ، هيا احكى
__ لا ، اذهب انت وعندما تعود سأحكى لك
__ لا يهم لن أتأخر ، فانا ذاهب الى ياسر لأتناول معه الغداء
__ لقد تدربت على انشاء العقود ونبه على السيد عبد العزيز انها من صميم عملي
سال بهدوء وتعمد ابداء الا مبالاة : و زميلتك الجديدة ، ما اخبارها ؟
اندهش من سؤال اخيه :أي زميله ، آها اتقصد نور ،انها رائعة
توتر فكه بغضب شديد : ماذا تعنى بانها رائعة ؟ لم اسالك عن شكلها ؟اسالك عن عملها وكفاءتها
اجاب بسعادة تطل من عينيه : انها رائعة من كل النواحي فهي ذكية ، لبقة ، فهمت العمل بسرعة واستجابتها للتعلم سريعة جدا لقد تفوقت على البارحة
توتر اكثر من ذي قبل ليقبض على كفيه بشدة : ارى انك معجب بها ، ولمصلحة العمل اعطى وقتك كله لعملك فقط
هز راسة بحيرة من كلمات اخية : لا ولكن انت من سألني عنها ، كيف يعنى معجب بها ؟
لينفجر ضاحكا عند رؤيته لعينان اخية : لا ياسين ليس الامر كذلك ولكنها زميله قديمة لي من الجامعة
وانا وهى نتنافس دائما على من يكون احسن منا فهي زميلتي فقط
هز راسه بهدوء لينتبه الى اخية : ساراك عند عودتك ، سلام
ركب سيارته وهو يفكر فيما قاله اخاه اذن هي صديقته من الجامعة تذكر وصفه لها بانها رائعة ليوافق يوسف على رايه
فهي بالفعل رائعة وتذكر السيد عبد العزيز و تحمسه لها واختياره لها للعمل و دفاعه عنها امامه فالسيد عبد العزيز لا يتحمس لاحد هكذا من العدم اذن فهي بالفعل تمتلك اشياء اخرى غير جمالها ، انها بالنسبة اليه كلغز كبير محير
لابد من اكتشافه
وصل الى منزل صديقه ليستقبله الاخر بسعادة وفرحة شديدة ويعلن عن وصوله لزوجته واولاده



نبذة عن عائلة ياسر
ياسر في ال36 من العمر صديق لياسين منذ طفولتهما ويعتبر عائلة ياسين عائلته فهو يتيم الابوين من اكثر من عشرون عام يعمل طبيب حصل على شهادته من امريكا فهو كان رفيق لياسين هناك متزوج من 13 عام
مريم في 34 من العمر زوجة ياسر وقريبة ياسين فأباها وابو ياسين اولاد عم حاصلة على دكتوراه في علم النفس وتعمل مدرسة بالجامعة الامريكية رفيقة دراسة لياسر وياسين قلبها دق لياسر لتنشئ قصة حب جميلة بينهما
لتنتهي بالزواج وانشاء عائلة صغيرة جميلة
لديهم 3 ابناء ياسين عمره 11 سنه اصر ياسر على تسميته على اسم صديقة الوحيد
مها عمرها 5 سنوات ملامحها تشبه امها لحد كبير وهى دلوعة العائلة بما انها الابنة الوحيدة
عبد الرحمن رضيع عمره شهر واحد فقط


*************************


ذهبت الى غرفته لتجد الباب مفتوح وملابسة منثورة على الفراش وهو غير موجود بالغرفة
سالت باندهاش :عمر اين انت؟
__ انا هنا خرج من دورة المياه
ضحكت عليه : ماذا تفعل ولم قالب الغرفة راسا على عقب هكذا ؟
__ لم استطع شراء بدله جديدة لضيق الوقت واريد انتقاء شيء مميز لليوم ، ومن الجيد انكى أتيتي لتساعديني
__ وانا تحت امرك ، ماذا تريد بالضبط ؟
__ ساعديني في اختيار بدلة وقميص مناسب لها من هذه المجموعة فهي جديدة والازمة الحقيقية عندي رابطة العنق
فانت تعلمي جيدا ملابسي ليست رسميه لأنى اعمل بموقع البناء وحياتي كلها قضيتها في الجينز
ابتسمت على شكل اخاها فالتوتر ظاهر عليه وذهبت لتساعده لينتهوا الى ما احظى على اعجاب عمر اخيرا
__ هذه البدلة الكحلي على هذا القميص مع رابطة العنق سيكونون رائعين عليك عمر
انتبهت الى الساعة لتجدها الخامسة : اتريد منى شيء اخر ؟ فأنها الخامسة الان ؟
__ شكرا عزيزتي ، اذهبى لتجهزي انتى الاخرى
عند السابعة والنصف خرجت على دقة عمر على الباب لتقول: واو عمر شكلك يأخذ العقل
ابتسم بصدق :شكرا حبيبتي ، وانت الاخرى جميلة جدا ، هيا بنا حتى لا نتأخر


***********************



جالس مع صديقه يشربان القهوة ويثرثران
__ ياسين اشعر ان بك شيء ما ، ولا تريد ان تقوله
ابتسم بسخريه : وبما انك تعلم اننى لا اريد ان اقله لك لم تسال
ضحك: فضول، ماذا افعل ؟
__ ربى يرحمني من فضولك، ماذا تريد؟
__ ما بك لم الشرود المسيطر عليك، قص لي حكايتك فانا صديقك الصدوق كما تقول
__ حسنا كنت سأتكلم معك بالفعل ، فلا احد اخر أمامي غيرك
ابتلع ريقه بصعوبة ليردف : اتذكر الفتاه التي اصطدمت بها في المطعم ؟
نظر اليه بطرف عينيه : ما بها؟
سال بضيق : اتذكرها ام لا؟
__ نعم بالطبع اتذكرها فهي من الفتيات التي لا يمكنك نسيانها
اردف بخبث لاستفزازه اكثر : فهي جميله جدا ورقيقة لدرجة تجبرك على تذكرها مدى حياتك
تجهم وجهه فجأة واحمر من شدة الغضب بينما اندهش الاخر من ردة فعل صديقه المبالغ فيها وغضبه الواضح عليه
__ ما بك يا رجل ؟ انى امزح معك ، حسنا اعذرني كمل وانا لن اقاطعك
سيطر على اعصابه قليلا : انت تتذكر انها كانت قدمت على وظيفة في الشركة
__ نعم وانت رفضتها ثم رايتها في المطعم ورأيت ما حدث بينكما ، ما الجديد اذن؟
__لقد رايتها البارحة في الشركة واكتشفت انها توظفت لدينا بالشئون القانونية ويدربها الاستاذ عبد العزيز مع يوسف
رفع حاجبيه اندهاشا : يوسف اخاك
هز راسة بنعم ليقص له ما حدث البارحة بالمصعد وانه راها تسلم على اخية
__ عند رؤيتها وهى تسلم عليه وتبتسم وتتكلم معه شعرت بالغضب يزحف الى جسمي كله ويتملكني لدرجة انى تصرفت بتهور وكدت ان امر السيد بد العزيز بان يقيلها من الوظيفة
واليوم عندما تكلم معي يوسف عنها غضبت بشدة ايضا
اكمل له : وعندما تكلمت عنها انا كدت ان تقتلني
نظر اليه بتساؤل: لم الغضب يمتلكني هكذا عند رؤيتها او سماع سيرتها لقد فكرت كثيرا ولم اصل لسبب معين اقتنع به
__ من الممكن انك غاضب من الموقف الذى حدث بينكما اول مرة ، ولا تنسى يا صديقي انها اول امرأة تقف وتصرخ في وجهك هكذا فالرجال تهابك فما بالك بالنساء ، هذا رد فعل طبيعي لغضبك منها
بان على ياسين عدم الاقتناع فكيف يقتنع اذا كان ياسر نفسه لم يقتنع بهذه الفكرة ولكنه خائف من ان يخبره بحقيقة مشاعره
فالغضب الواضح عليه منذ قليل لا يدل على غضب منها بل هي غيرة قاتله عليها
فضل ان يخفف عليه : ما رايك ياسين ، تعال لنلعب مع ياسين الصغير ، من الممكن ان تستطيع هزيمته في البلاي ستيشن
فانا لا استطيع هزيمته اطلاقا
ضحك مندهش : و انت تلعب معه
__ طبعا وأمنيتي ان ارى احد يهزمه ، فخاله نفسة لا يستطيع هزيمته بالرغم من انه بارع للغاية في هذه اللعبة
ضحك يا سين على قهر صديقه من ابنه : ادعى له ان يكون متفوق هكذا في دراسته
*********************



رن جرس الباب لتسرع جنى الى فتح الباب :بابا عمو عمر جاء
اسرع علي الى الباب لاستقباله :ما هذا لم ارك مرتدى البدلة الرسمية منذ يوم حفلة تخرجك ، تفضل
دخل الى الشقة وهو يقول :السلام عليكم
لتأتى نور من بعده و تصافح على : كيف حالك علي ؟
صافحها وهو يطلق صفيرا صغيرا كما يفعل معها دائما ويمسك يدها ليلفها بهدوء
__ كبرتي بسرعة نور وأصبحت عروس جميله
ضحكت بخجل منه : شكرا على ن ولكنى اعرفك جيدا فانت تبالغ
__ لا واللهي ، فانت جميلة فعلا ولو عندي اخ اخر لكنت خطبتك له
ابتسمت لتلتقط عينان تنظران لها بغضب شديد واضح
ذهبت لتسلم على خالتها ووفاء والاولاد لتحتضنها خالتها بحب وتدعى لها بان الله يرزقها بالزوج الصالح وتفرح بها
وتحتضنها وفاء وتسال عن اخبارها لتأتى الى الاخيرة التي ليست على وفاق معها دائما فنظرتها تنم عن غضب واضح منها : كيف حالك اية ؟
ردت بتعجرف واستياء واضح: بخير الحمد لله
التفت الى خالتها : بعد اذنك خالتي سأدخل للعروس
__ تفضلي حبيبتي البيت بيتك
دلفت الى الداخل فهي تعرف البيت جيدا ولا تريد احدا ان يدلها
دقت الباب ليأتي لها صوت من الداخل : تفضل
دخلت واقفلت الباب خلفها : ما اخبار عروستنا الحبيبة ؟
ابتسمت لها علياء بتوتر ليأتي لها صوت بسنت من الخلف: نور كيف حالك ،اخيرا أتيتي فانا لم استطع السيطرة على توترها
احتضنتها : اشتقت اليكى كثيرا بسنت ،لتلفت الى علياء لم التوتر حبيبتي ؟
نظرت اليها علياء لتفكر في كلام اية الذى لا يزال يرن بأذنيها
__ نور اريد ان اسالك عن امر ما
تنحنحت بسنت : حسنا سأذهب لأساعد امى واسلم على عريسنا الغالي
خرجت بسنت لتنظر لها نور: ما بكى علياء لم التوتر ظاهر عليك هكذا ، وما الامر الذى تريدي معرفته


سلافه الشرقاوي 24-06-11 08:00 AM

الفصل الحادي عشر


بعدما اتخذت قرارها في سؤال نور عن ما يدور بخلدها تراجعت عنه فلا الوقت ولا المكان مناسبين الان
نظرت الى نور وهى تردد : ماذا تريدين حبيبتي؟
تنفست بعمق لتهدا قليلا : اريد ان اعرف رايك بصراحة في شكلي
ضحكت نور بهدوء : انتى تمزحين ، اليس كذلك؟
انت قمر في ليلة اكتماله ، بدر منور يا زوجة اخى
احمرت بشدة و ترقرقت الدموع بعيونها لتسرع نور قائلة :لا دموع اليوم فدموعك ستفسد زينتك ، افرحى علياء ها هو حلم صباك يتحقق
دخلت وفاء الى الغرفة : استعدى فعلي يريدك بالخارج
نهضت من مكانها لتخرج توترت بشدة لدرجة ان سرت الرعشة في اطرافها وارتعدت لتمسك نور بيدها
__ اسم الله عليك ، هدئ من روعك حبيبتي ، انه عمر لن يؤكلك فلا تخافي
سمى الله وتوكلي على الله
رددت نصيحة صديقتها ومسكت يدها لتخرج اليهم

*****************


جالس على الاريكة المتصدرة الصالون رجلة تهتز بتوتر ينتظر خروجها بفارغ الصبر
لا يشعر بمن معه في المجلس فعلي وازواج أخوته يتحدثون معه ولكن باله مشغول وتوتره يتضاعف تناهى الى مسامعه ضحكاتهم ثم علي يردف: ها قد جاءت عروسنا
رفع نظرة سريعا ليرى فاتنته تخرج وهى خافضة بصرها ليتأملها من راسها الى اخمص قدميها
فستانها الستان بلون البنفسجي الفاتح يلتف على جسدها ليظهر روعته ورشاقتها وقوامها الملفوف بكم قصير من الشيفون مزموم من تحت الصدر وفتحة صدر ضيقة مطرزة بلآلئ صغيرة بيضاء تزيد من روعته ليرفع نظرة الى وجهها ليتيه في حسنها
وجمال عينيها المظللتين ورموشها السوداء كصفين من الحراس لحماية البندقتين الامعتين القابعتين بداخلهما حتى جاء الى شعرها بموجاته التي زادت من فتنة وجهها واظهرت رقتها
انتبه الى يد علي تضربه بخفه على كتفه : اخفض عيونك ، واظهر بعض الاحترام لى
احمر وجهه سريعا من كلام صديقة وقف ليسلم عليها بهدوء بالكاد تلامست اصابعها بكف يده اجلستها امها على الأريكة بجانبه وسلمت عليه وهى تدعو لهما بالتوفيق
جلس عمر وبدا بالكلام وتفاصيل الزواج وانه سيبذل كل ما يستطيع ليجعلها سعيدة ،وبعد الاتفاق على امور الزواج والشبكة والمهر ارتفعت الأيادي لقراءة الفاتحة وبعد الانتهاء انطلقت زغرودة طويلة من وفاء مباركة لهم
اخرج من جيبه العلبة المخملية الحمراء الانيقة ليفتحها ويظهر الخاتم الابيض بها لامعا تحت الاضواء
امسك يدها اليمنى ليلبسها اياه ثم قبل اصابعها برقة شديدة : مبروك
ارتفعت صيحات الاعجاب والفرح بما حدث
لتقول الخالة عائشة: لم كلفت نفسك يا ولدى؟
__ لا شيء في الدنيا بغلاة علياء خالتي وهذا لا قيمه له امام قيمة علياء عندي
احمرت بشدة من كلماته الرقيقة ولم تستطع التنفس فكلماته قتلت الشك بداخلها فو يغليها
توافد الموجودين ليقدموا لهم التهاني والمباركة الى ان جاءت زوجة اخيها لتقول ببرود
__ مبروك عمر ، ربنا يتم عليكما بالخير
مبروك علياء ، وبنبرة ذات مغزى قالت لعلياء هامسه: اتمنى لكى التوفيق في اختيارك
انحنى علي وقبل راس اخته : مبروك عزيزتي ثم صافح صديقه : مبارك عليك درتنا عمر ضعها بعينيك
__ الله يبارك فيك ، انشاء الله هي في عيوني دائما ، شكرا على مساعدتك لي
همس: لا تقل ذلك ، سنترككما قليلا لتتكلما على راحتكما سننتظر بالخارج
هز راسة بسعادة فصديقة وفر عليه الكثير فقد كان خجلان ان يطلب منه هذا الامر
همس علي لامه ، لتقوم بهدوء خلفة ثم انصرف الموجودين واحد تلو الاخر وبقيت نور
همست باذون صديقتها : اتركى عنك الخجل والتوتر وتكلمي معه قليلا
احتضنت اخاها بحب شديد : مبروك حبيبي ، سأذهب لأجلس مع خالتي
دارت بعينيها لتجد الصالون فارغا الا منهما ، جالس بجانبها وينظر اليها وعيناه تلمعان بشدة
خفضت عينيها ودارت براسها سريعا
ابتسم بهدوء واقترب منها ليمسك ذقنها بأنامله : لم تخفضين بصرك ، الا تريدين رؤيتي
هزت راسها بنعم ليرفع حاجباه بدهشة : حقا لا تريدين رؤيتي
اجابت سريعا : لا تلعثمت ولم تستطع الكلام
ضحك ضحكة قصيرة وقدر حياؤها : انا عمر لم اتغير ولن اؤكلك
تنهد عندما لم يسمع منها أي اجابة
__ حسنا ما رايك بالخاتم ؟
نظرت الى الخاتم الذى يزين بنصرها الايمن
وردت هامسه : جميل جدا
__ حقا ، أعجبك فعلا ؟ كنت خائف الا يعجبك اذا تريدين شيء اخر نذهب لنستبدله بما يرضيك
ردت بسرعة : لا يكفيني انك من اشتريته لي
انتبهت لما قالته ووضعت يدها على فمها عند سماعها لضحكته
اقترب منها اكثر ليهمس بأذنها : وتكفيني هذه الكلمات منك اليوم لتشعرني بالسعادة
احمرت بشدة على غلطتها وزادت احمرارا عند التقاطه لكفيها الباردتين ليحتضنهما بيديه
__ ا تشعرين بالبرد؟
هزت راسها نافيه فكيف تشعر بالبرد والحرارة تسرى بأوصالها لقربه منها
__ اريد رقم هاتفك لاتصل بكى
__ لا اعلم ما رأى علي
بترت جملتها عند سماع صوت اخيها : سمعت اسمى
لتنتفض وتنتزع كفيها منه وتجلس باخر الاريكة ، ابتسم على وهو ينظر الى عينين صديقة الذى يتوعده بالشر
ليجلس في المنتصف بينهما ليلكزه عمر بكوعه ويهمس: لم اتيت الان ؟لقد بدأت بالكلام معي للتو
ابتسم على ومزح معه وهو يقلد الرد الإلكتروني للهواتف: انتهى الوقت لمدة اخرى ضع عملة اخرى في الصندوق
ضحك عمر ساخرا :مزحة ثقيلة مثلك يا ثقيل الظل
قامت من مكانها واستأذنت بكلمات قليله مبهمة لتخرج بسرعة من الصالون
رتب على ركبة عمر: لم انت مقهور يا صديقي ، لقد قلت لك قليلا ، بعد الخطبة اجلس معها براحتك
ليردف سائلا : اتصدق نسينا نحدد ميعاد الخطبة ، حسنا الديك موعد ؟
__ نعم لنجعلها اول جمعه في الشهر المقبل
__ حسنا ، وقت كافي لنجهز
قال عمر بجديه : على أريده عقد قران ، لأكون من محارمها فلابد من اننى سآتي لزيارتها كثيرا وليس من المعقول ان تترك اعمالك وبيتك كل مرة سآتي بها لتأتى الى هنا وحتى لا يثرثر الناس فالخطيب غير الزوج
ابتسم علي براحة : عين العقل عمر انا موافق ، ولكن يتبقى رأى عروستنا
ما رايك ان تتكلم انت معها فالموضوع يخصكما انتما الاثنين فقط ،خذ رقم تليفونها من نور وتكلم معها
__ انا ممتن لك كثيرا يا صديقي





*********************



جالس في فراشه لتدخل زوجته حامله الرضيع بين ايديها
__ هل نام الاولاد ؟
__ نعم باقي صغيرنا
احتضن منها الصغير وقبله ليناولها اياه لتضعه في مهده بجانبهما ، جلست بجانبه ليحتضنها بين ذراعيه ويضع ذقنه على راسها لتسال : ما بك؟ اشعر ان فكرك مشغول
__ لا شيء ، ولكن ياسين اليوم اخبرني بشيء يعجز عقلي عن استيعابه
عقدت حاجبيها لتلتفت اليه وعيناها تستفسران منه وتحثه على الكلام ، قص عليها ما اخبره ياسين لتعلو الدهشة على وجهها ليسالها : ما رايك ؟ لقد شعرت بانها غيرة اكثر من غضب
سالته : أ رأيتها ياسر؟
__ نعم انها جميلة ولكن انت تعلمي ان ياسين لا يهتم بهذه الاشياء
__ انه معجب بها ، من الممكن ان وقوفها بوجه هو ما جعله يلتفت اليها ويهتم لإمرها
__ ولكن ياسين قوى ولا يهزه شيء وانت اعلم ببرود مشاعره لقد قضينا اكثر من سبع سنوات بأمريكا لم يلتفت الى شيء اخر غير الدراسة
ابتسمت بوجهه :لان لم يحدث شيء يجبره على الالتفات حبيبي
ياسين اجبرته هذه الحسناء على رؤيتها عندما سخرت منه وقللت من شانه حسب وجهة نظرة ، فهي لم تخف منه كما يفعل الاخرون بل بالعكس صرخت في وجهه وتعاملت معه بعصبيه غريبه عليه ، فاعتبرها اهانته وعلى الرغم من ذلك
فهو وقع في فخ الاعجاب بهذه الشخصية المجهولة التي استطاعت ان تفعل ما لا يستطيع ان يفعله الرجال
ولذلك معها لا يستطع السيطرة على تفكيره ومشاعره
اندهش مما قالته ليسالها: ما العمل الان؟
__ ماذا تريد ان تفعل ؟ لا تخبره حتى لا يأخذ منها موقف عدائي ويجبرها على ترك العمل حتى يستريح منها ومن لخبطته حيالها
__ مريم انها تعمل مع يوسف ، وانت ادرى بيوسف انه يدير عقول الفتيات ، برغم من انه لا يمتلك نصف جمال ياسين
الا ان اسلوبه وخفة ظله تجعل الفتيات يقعن في غرامه وتتعلق به حتى لو لم يشغل باله بهن
__ ما الذى ترمى اليه ؟آها انت تخاف من انها تتعلق بيوسف
__ نعم اتدرى ماذا سيحدث وقتها ؟سينكسر قلب ياسين ورغم من قوته الا انه لن يحتمل كسرة قلبه
هزت راسها موافقه نعم رغم ان ياسين قوى لا يحتمل الصدمات العاطفية لقد انغلق اكثر من قبل بعد وفاة ابيه وحرمانه منه ، فكرت قليلا وردت وهى تنغمس بداخل الأغطية : لدى فكرة لابد من اقتراب الحسناء من ياسين ، فشخصية ياسين اسرة عند التعرف عليها من قرب ، ومن الممكن ان تغرم به عند التعرف علية من قرب
ابتسم بغيرة : لا واللهي شخصية ياسين اسرة
ضحكت واجابت براسها نعم واردفت لتزيد من غيرته الواضحة عليه : و من تتعرف عليه تغرم به بسهوله
لف راسه الى الامام وعقد ذراعيه اما صدرة ومثل الغضب لتقترب منه بهدوء وتطبع قبله رقيق على خده
__ ياسر لا داعى للغيرة غير المبررة ، انت تعلم جيدا ياسين اخى الذى لم تلده امى
احاطها بذراعه ليضمها في حضنه بتملك شديد ويتنهد بحب : اعلم حبيبتي ، ولكنى اغار فانا اغار عليك من أبنائي
ابتسمت بحب وهى تتحس ذقنه وهمست :احبك
__ وانا اموت فيك حبيبتي ، فانتي حياتي كلها

********************


قلب هاتفه بين يدية اسمها منور شاشة الهاتف وهو محتار بين ان يتم الاتصال ام يؤجله لوقت اخر
هو يريد بشدة الاتصال بها مشتاق لسماع صوتها وخائف من صدها له او حياؤها يمنعها من التحدث معه
اخذ قراره واتصل بها ليرن الهاتف الى ان ينقطع اتصل مرة ثانية

سمعت هاتفها يرن لا تعلم اين هو اخذت تبحث عنه حتى وجدته خلف احدى الوسادات انقطع رنين هاتفها لتمسك به وجدت رقم لا تعرفه ليرن مرة اخرى وهو في يدها
__ السلام عليكم
تنهد براحة لسماعه صوتها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شهقت لسماعها صوته لقد تعرفت عليه على الفور
اردف : علياء انا عمر ، انتى معي ؟
اجابت هامسه والخجل يسيطر عليها : نعم معك
تنهد بحب : اشتقت اليك كثيرا
اضطربت لتضع يدها على قلبها لتهدئ من دقاته الجنونية
اغمض عينيه ليستمع الى صوت انفاسها ليتغلل الى روحة لدرجة شعر منها انها بقربه وانفاسها تضرب خديه برقة
طال الصمت بينهما هو مستمتع بأنفاسها وهى مرتبكه من هدوءه
تنحنحت : عمر اتريد شيء ؟
قال بهدوء : ا تريدين اغلاق الهاتف ؟
__ لا ولكنك صامت لا تتكلم
__نعم فانا استمتع بصوت انفاسك وقربك منى
ذابت خجلا من كلماته وهى تتلفت حولها لتتأكد ان لا يوجد بجوارها احد
اردف بجديه : علياء اريد ان نعقد قراننا بدلا من الخطبة
__ ماذا ، لم؟
اعاد عليها اسبابه الذى اوضحها لعلي واكمل :سأكون مرتاحا اكثر لعقد القران عن الخطبة
ارتبكت لا تعلم بما تجيبه سألها : أ تريدين مهلة للتفكير ؟
__ لابد من ان اعرف رأى علي وأمي
__ علي موافق ، انا اريد رايك انتى لا رأى احد اخر
__ اجابت مرتبكه بصوت يكاد ان يسمع : انا موافقه
لا تعلم لما وافقت في ظل انها مشوشة بين افعاله وكلمات زوجة اخيها ولكنها تشعر بالراحة معه
__ سأتركك لتنامى حبيبتي
اخجلتها كلمة حبيبتي ولكنها فرحت بها بشدة لطالما تمنت ان تسمعها منه
__ الن تردى على بكلمه واحدة ، كلمه واحدة علياء لأروى بها ظمأى
__ تصبح على خير
__ حسنا سأتركك على راحتك ، سلام
اغلق الهاتف وهو يشعر بسعادة عارمه تلم بجسده كله لدرجة انها خدرته ليضع راسه على الوسادة ويغرق في احلامه السعيدة



اغلقت هاتفها وقلبها يدق بعنف لا تنكر سعادتها الكبيرة بمكالمته وكلماته القليلة التي اطرب مسامعها بها ورقته معها وصبره عليها ، لا تعلم لم الجمت لسانها ولم تنطق بحرف واحد ولا تعلم ايضا لما وافقت على عقد القران
حدثت نفسها اهى خائفة ؟ نعم فكلام زوجة اخيها يتردد بذهنها ويجعل الخوف يتملكها ولكنها شعرت بصدق كلماته
ولكنها لا تستطيع التفكير في ان هناك احتمال انه كان مرتبط بأخريات غيرها ، لم تستطع سؤال نور ولن تستطع سؤال علي ،فما المبرر لسؤالهم عن امر هكذا دون قص عليهم ما حدث بينها وبين ايه
تنهدت فلا تعلم ماذا تفعل ، لا تستطيع نسيان كلام ايه ولا تستطيع ان تتعامل معه بطبيعتها
فكرت قليلا في كلمة حبيبتي منه كم هي ناعمة ورقيقة وصادقة، وكم كانت ستطير بها فرحا من قبل
ولكنها اليوم وجدت جدار نفسى ضخم بينها وبينه انشاته زوجة اخيها بكلماتها القليلة
انها منهكة للغاية وتتمنى النوم ولكن من اين يأتي النوم لفكر مشغول فالأفكار تتردد على ذهنها
تقلبت في فراشها سط افكارها الكثيرة الى ان غفت على جملة واحدة تتردد بأذنها :سأتركك لتنامى حبيبتي

******************





بعد اسبوع



__امى اليوم حفل زفاف صديقتي سارة وسأذهب اليه ان شاء الله
__ نعم اعلم لقد قلتي لي من قبل ، ماذا تريدين الان ؟
__ نور اقترحت على ان اذهب معها ومع عمر بدلا من اشغال علي معي
ابتسمت امها : لا مانع حبيبتي فهو في القريب سيصبح زوجك غير ان نور ستكون معكما ، ولكن اتصلى بأخيك لتقولي له ، حتى لا يتفرغ لا جل ان يوصلك
هزت راسها بنعم وذهبت لتكلم اخاها اتصلت على هاتفه الشخصي ليرد بسرعه : علياء انتم بخير
ضحكت: ما بالك ؟ لما منزعج بهذه الطريقة ؟ نحن بخير الحمد لله
__ لم تتصلى على هاتفي اذن
تلعثمت انها لا تريد الاتصال على هاتف البيت حتى لا تتكلم مع ايه
__ لم اعلم انك بالمنزل، فتوقعت انك بالخارج
__ حسنا، ماذا تريدي؟
__ لا شيء ، سأذهب مع نور الى الزفاف ، فلا تتعب نفسك بالمجيء وتنشغل معي
__ استذهان بمفردكما ؟
اجابت هامسه : سيوصلنا عمر ويحضر معنا العرس
قال بخبث واضح في صوته : آها عمر اتضحت الرؤية ستتخلين عنى من اجل زوج المستقبل
__ لا طبعا لن اتخلى عنك ابدا ، ولكنى فكرت ان اريحك هكذا
__ حسنا حبيبتي ، بالفعل انا ممتن لسي عمر ، لأنى سأكون مطمئن انه معك ، ولأنى سأستطيع ان اخذ جنى الى الملاهي ، فهي كانت مستاءة من عدم ذهابنا
__ قبلها بالنيابة عنى واتمنى لكم وقتت ممتع وسعيد في الملاهي
اغلقت الهاتف من اخيها ليرن في يدها معلنة شاشته اسم نور
__ السلام عليكم ، كنت سأتصل بكى حالا
__ وعليكم السلام القلوب عند بعضها ، ما الاخبار ؟ امر عليك مع عمر ، ام ستذهبين مع علي؟
__لا سأنتظرك لتمري على ، متى ستأتي ؟
ضحكت بخفه :حسنا سامرك الساعة السابعة والنصف ، علياء لن تتأخري اليس كذلك؟
__ لا نور سأكون جاهزة عند الموعد ، نور اين انتى ؟اسمع ضوضاء حولك
تنهدت بضيق :انا بالسيارة والطريق مغلق والازدحام المرورى يخنق، انا عالقة هنا منذ نصف ساعة والسيارة لا تتحرك بمقدار انش واحد
__ انت عائدة من الشركة
__ نعم اليوم اخر يوم في التدريب ومن السبت سأستلم عملي رسمي
__ مبروك حبيبتي ، اذن لم الضيق يملئ صوتك؟
__الازدحام المرورى يخنقني ويوترني ، اه اخيرا الاشارة فتحت سأذهب الان و أرجوك لا تتأخري
__ لا تقلقي نور ، سلام
اغلقت مع نور وذهبت لتجهز حالها حتى لا تتأخر فهي تعلم ان نور لا تطيق الانتظار ، وايضا لأنها تريد الاهتمام بمظهرها اليوم جيدا فاليوم لأول مرة ستخرج برفقة عمر وهو خطيبها
**********************





دخل من باب القصر وهو يطلق صفيرا كعادته ويدندن بإحدى الاغنيات الأجنبية المفضلة دار بعينيه اندهاشا فامه غير موجودة في مكانها المعتاد ، صعد السلم برشاقة وهو يقفز وهو مستمر بالصفير والغناء بصوت عالي ليفاجئ بنهى واقفه امام غرفة المعيشة لتقول : واضح عليك الفرح
ابتسم بصدق : نهى كيف حالك انحنى يقبل وجنتيها ويحتضنها
ليردف: نعم انا سعيد بالفعل ، فاليوم انتهيت من التدريب ومن السبت سأبدأ عملي الله يعينني على اخى العزيز
فهو مدير صارم جدا وجميع العاملين بالشركة يخافونه
ضحكت وهى تتأبط ذراعه: ومن لا يخافه ، اتذكر انى لوقت قريب قبل زواجي كنت اخافه جدا واتحاشى ان افعل أي شيء يغضبه
ضحك بصوت عالي : اتذكر ونحن صغار عندما كنت اتسبب في المشاكل كنت اؤكد على امى ان لا تخبر ياسين حتى لا يغضب منى ، فكانت تخيفيني عندما تقل لي سأخبر اخاك بما تفعله
ضحكت معه ليجلسا بجانب بعضهما على الأريكة في الغرفة
__هيا احكى لي اخر اخبارك
__ لا جديد ولكنى متحمس بشده لابدا العمل واؤنب نفسى على الوقت الذى فاتني فالعمل متعة كبيرة كنت اتخلى عنها
أتعلم بالرغم من انى سعيد ببدء عملي من السبت الا انى سأفتقد نور جدا
رفعت حاجبيها بدهشه ونم وجهها عن السؤال الذى يدور بخاطرها
ليردف وهو يبتسم : انها زميلة لي بالعمل وكانت تتدرب معي وانا اعرفها من الجامعة فهي تصغرني بعام واحد
__ آها هذه الفتاه العضو الجديد في الشئون القانونية
__ نعم من اين علمتي ؟
__ الا تتذكر كنت تتكلم مع ياسين عندي بالبيت
__ اه نعم تذكرت
غمزت بعينها : أهي حب جديد يوسف ؟
تعجب من السؤال : لا طبعا ، فانا اشعر معها كأنها انتى بالضبط و لكنى سأفتقد ذكائها ومنافستها لي فهي ند قوى يجبرك على التنافس معها ، لم تخبريني لماذا شرفتينا بزيارتك اليوم
__ما بالك تنسى كثيرا اليوم ، اليوم زفاف سارة وانا هنا لكى احضر بناء على رغبة أمي
__ آها الحمد لله انكى ذكرتني ، عمرو سيحضر اليس كذلك ؟
__ نعم وياسين ايضا فأمي كلمته منذ قليل لتؤكد عليه الحضور باكرا من اجل العرس


*********************


غادر من امام الغرفة وهو غاضب جدا عندما يتذكر كلمة اخاه (سأفتقد نور) الجملة تعصف به والغضب يستبد بجسده
لقد جاء باكرا بناء على رغبة امه والحاحها علية ان يأتي لان نهى وزوجها موجودان ليتناولو الغداء جميعا معا
وصعد سريعا ليجلس مع اخته ليتناهى الى مسامعه جملة اخاه ، فلم يستطع الدخول والجلوس معهم فهو يشعر بعدم رغبه في رؤية اخاه
حاول السيطرة على اعصابه قليلا ولكن الجملة تترد بعقله ليتصاعد غضبة ثانيه حدث نفسه ماذا تعنى نور له ليفتقدها
ابينهما شيء ، يحبها مثلا ولكنه قال من قبل انها مجرد زميله له وصديقه قديمة لا اكثر من ذلك
تنبه الى وجهه في المرآة ليجده احمر منتفخ من الغضب ، تفاجئ من ملامحه فالغضب ظاهر عليه وبوضوح
دق الباب بهدوء لينم عن صاحبة الطرقات هي امه حاول السيطرة على ملامحه : تفضلي أمي
__ كيف حالك بنى ، لتردف بانزعاج : ما بك لم الغضب ظاهر عليك هكذا ؟احدث شيء بالعمل ؟
تنفس وهو يجلس على فراشه :لا شيء امى ، لدى مشكله بسيطة بالعمل لا تشغلي بالك
رتبت على كتفه واحتضنت وجهه بين كفيها : دع مشاكل العمل للعمل ، والان هون على نفسك وبدل ملابسك لتنزل لتتناول الغداء مع اخوتك ، لا تتأخر
__ حاضر أمي ، سآتي حالا
بعد خروج امه وبخ نفسه على غضبه الذى لا معنى له وتذكر كلام ياسر عن سبب غضبه ولكن هز راسه بعدم اقتناع
ولكنه لا يجد سبب اخر مقنع يفسر له الغضب الذى ينتابه


********************



اطلق صفيرا قصيرا عند رؤيته لها وهى تنزل على السلم بفستانها الانيق
__ ما شاء الله نور تبدين رائعة ، ستغطين على العروس حتما
ضحكت وهى تتأبط ذراعه : لا تستنفذ رصيد الغزل كله لي ولتبق قليلا منه لعروسك فحتما ستكون هي الاجمل ى نظرك
ابتسم بشقاوة : انى سعيد جدا لأنها وافقت على الذهاب معنا
__ الم تتصل بها منذ قراءة الفاتحة
__ لا اتصلت اكثر من مرة
__ اذن لما لم تتصل بها اليوم لتقنعها بفكرتك هذه
__ لأنى شعرت انها لا تحبذ اتصالي بها قبل عقد القران فآثرت عدم الاتصال الا في الامور الضرورية
هزت راسها بتفهم وخرجا ليقلا علياء

**********************


دق الة التنبيه ليعلن عن وصولهما لتنزل علياء بعد قليل بهدوء وهو يقف متكئ على سقف السيارة بكوعه ينتظرها
لينبهر من جمالها الذى غلف المكان حوله ليشد عيناه بجاذبيه مغناطيسيه اليها لتلتهم عيناه تفاصيلها مجمله ثم يدقق بها ببطيء وعلى مهل فزينتها وتصفيف شعرها يظهران جمال وفتنة ملامحها ،عيونها الواسعة واهدابها الجميلة الانف دقيق
وشفاه ممتلئة مثيرة بلون المشمش لتنزل عيناه الى الفستان الملفوف على جسدها ليظهر رشاقته ونعومته وفتنته بلونه الذهبي المميز مزموم من تحت الصدر بشريط من الستان البنى لينظر الى رقبتها الطويلة مزينة بين حلق طويل لؤلؤي يظهر جمالها مزموم ثم الى صدر الفستان العاري ليعقد حاجبيه فجأة فالفستان صدره عاري وبدون اكمام الا من شريط اخر من الستان ملتف حول رقبتها ليترك نصف ظهرها وصدرها وذراعيها عاريين
قطعت نور الصمت وهى تخرج من السيارة :اهلا علياء ،تبدين رائعة والفستان مناسب لكى تماما
همست شاكرة لنور لترفع عينيها الى عمر لترى الغضب على ملامحة
التفتت الية نور بنظرة مؤبنه لأنه لم ينطق بكلمه واحدة لعلياء
فهم نظرة اخته ولكنه غاضب فعلا من هذا الفستان العاري ، قال باقتضاب بنبرة بارده :اهلا علياء ،كيف حالك؟
اصابها الاحباط من صوته ولهجته معها لترد هامسة : بخير الحمد لله
سألها مباشرة :الا يوجد شال لهذا الفستان ؟ لوى شفتيه ساخرا وهو يكمل : حتى لا تشعرين بالبرد
احمر وجهها من سؤاله وتلعثمت لتتذكر والدتها وهى تقول : هذا لن يعجب عمر ،فالفستان عاري اكثر من الازم
ردت ببطيء : بلى ولكنى نسيته في البيت
اردف بضيق : حسنا ، نحن ما زالنا تحت البيت
قالت نور : حسنا سأصعد لأتى به فانا اريد الدخول لدورة المياه
صعدت لتترك لهما المجال ليتفاهما فلقد شعرت ان اخاها غاضب من شيء ما يخص علياء
وقفت وهى في قمة الارتباك فلأول مرة ترى عمر غاضب على هذا النحو نبهتها امها ولكن غبائها وفكرة ان تريه انها اجمل من الاخريات سيطرة عليها
مر بجانبهم مجموعة من الشباب لينقلب وجهه الى الاحمر الداكن وامرها بحدة : ادخلي الى السيارة
اعترضت : ولكن نور
نهرها بعينيه لتقضم اعتراضها وتطيعه صاغرة
جلس امام المقود وفوجئت عند جلوسه انها ركبت بالأمام مكان ما كانت نور جالسه ولكنها لم تجرؤ على تعديل مكانها
مسح وجهه بكفيه فهذه عادة عنده ليهدئ من نفسه ليزفر بضيق : ما الذى ترتدينه علياء؟
انهارت مشاعرها فالضيق واضح على وجهه: ألم يعجبك الفستان ؟
التفت اليها والحب والاعجاب يملئ عينيه : بلى انه رائع وانتى تزيديه روعه وجمالا
احمرت خجلا من اطراؤه لتتغير نظرت عيناه الى اللوم وهو يؤنبها : ولكنى لا اريد لجميع الكائنات ان تتمتع بجمالك هذا
امسك كفيها بيديه :علياء انا غيور جدا ،ولا احب ان يتكرر هذا الوقف ثانية ، هذه الفساتين والملابس من هذه النوعية وفريها لزواجنا ، غمز بعينيه وهو يكمل : حينها ساريك كم هي جميله عليك
ذابت خجلا وحبا به فهي تأكدت من حبه لها وغيرته عليها فشعورة صادق مس قلبها على الفور ونظرات عينيه تقتل كل الشكوك بداخلها
دخلت نور الى السيارة على عجل لتنولها شيء بيدها: لقد أعطتني اياه خالتي
لم يكن شالا بمعنى الكلمة لقد كان جزئا اخر للفستان يغطى الظهر بربع كم ليغطي اكتافها وظهرها من اللون البنى مطرز برقه ليعطي الفستان رونق اخر وجمال اكثر
ابتسم في وجهها بإشراق بعد ارتدها اليه : تبدين رائعة حبيبتي
خجلت من كلمته لترمى بعينها لنور فوجدتها تبتسم اليها اشارت لها بعينها لتأتى وتجلس مكانها لترجع هي الى الوراء ولكن نور اجابتها براسها نافيه
التفت اليهما : ما بكما انتما الاثنتان ؟تتكلمان بعيونكما
ربتت على كتفه : لا شيء اخى ، هيا تحرك سنتأخر هكذا انا اريد حضور الزفة
__ حاضر عزيزتي
تحرك بالسيارة وهو ممسك يدها بكفه وهى تشعر بسعادة عارمة فلطالما تمنت هذه اللحظة



*******************


بعد حضور الزفة واستقرار العروسين داخل الكوشة ، انتقى عمر طاولة من الطاولات بعيدة الى حد ما عن الكوشة ليجلسوا عليها وهو واقف انتبه الى اح يربت على كتفه ليلتفت اليه ويرحب به
__ اهلا عمرو ، كيف حالك؟
__ بخير والحمد لله ، لقد لمحتك منذ قليل وجئت لأتأكد ، ماذا تفعل هنا ؟ من اقارب العريس ام اقارب العروس؟
__ لا هذا ولا تلك ، ولكن اختى وخطيبتي صديقات للعروس
__ آها سمعت انك خطبت اخت علي ، مبروك
__ الله يبارك فيك ، عقباك للمرة الثانية
انقلبت ملامحه : يا رجل تسمعك زوجتي وتصدق واسهر الليل في سين وجيم
ضحك عمر بخفة: امزح معك
__ انا اعلم ولكنها مزحة تجعلني انام على الاريكة
ضحكا الاثنان : حسنا سآتي بزوجتي لتتعارف على الفتيات
__ نهى ،هذا هو عمر صديق علي وخطيب اخته
__ نعم تشرفت بمعرفتك
__ نور ،علياء هذا هو عمرو صديق اخاك وصديقي ايضا وهذه زوجته
__ تعال لندخن خارجا واتركهن ليتعارفوا بأنفسهن
__ حسنا
سلمت نور وعلياء على نهى ودعوها ان تجلس معهم
__ انتما صديقات لسارة اليس كذلك ؟ فانتن من نفس العمر
__ نعم فسارة صديقتنا المقربة انتى قريبتها
__ نعم جدة سارة السيدة خالده عمة ابى
تجاذبا الحديث ونهى بشخصيتها المرحة تأقلمت معهما جيدا
وقف عمرو بجانب عمر : الم اقل لك ستندمجان معها فزوجتي شخصيه اجتماعية من الطراز الاول
لوح عمرو بيده لشخص وسيم الى حد ما واضح علية الشقاوة وصغر السن : يوسف تعال ، نحن هنا
ليأتي هذا اليوسف بخطواته الرشيقة ليعرفه على عمر لينظر هذا الاخير الى الطاولة ليجد اخته جالسه مع نور وعلياء
ارتفع حاجباه بدهشه: نور وعلياء كيف حالكما ؟ كيف لم اتوصل انى ساجدكما هنا ، فأنتما من الصديقات المقربات لسارة
لترسم على وجه عمر علامة استفهام كبيرة من هذا الشخص ؟و ما علاقة بأخته وخطيبته
قاما الثنتان ليصافحنه وهو يرحب بهم بشدة ويشيد بجمالهما مما زاد من توتر عمر لتعلن نور: هذا يوسف عمر صديق قديم من الجامعة فهو رفيق دراسة ، هذا عمر اخى
__ آها اخيرا التقيت بك ، نور في سيرتك دائم
رد باقتضاب وعداء واضح : تشرفت بمعرفتك
__ اه ، انتى نور اذن لقد حكى لي يوسف عنك
اكتمل التعارف وبدء عداء عمر ان يخف من اتجاه يوسف بعد ان اكتف ان هذه هي طريقته فهو مرح ولبق ويشيد بكل ما حوله
جلسوا على الطاولة نور ،علياء ثم عمر ليأتي بجانبه عمرو ثم نهى ثم اخيرا يوسف ليتبقى عدد من المقاعد الشاغرة
مالت نهى على اخيها :اين امى وياسين ؟
__ تأخر ياسين فقررت ان اتركهما واتى بمفردي ، سيصلان بعد قليل


*****************

دخل بطوله الفرع تتأبط ذراعه سيدة عجوز واضح عليها الفخامة والجمال فملامحه تقول انها كانت تتمتع بجمال مميز فى شبابها لتدور رؤوس الفتيات اليه فحضوره قوى ونجمه عالي وجماله ووسامته يضفى اليه سحر مميز يجعل النساء تحوم حوله
لمح اخوته جالسين بإحدى الطاولات مع اناس لا يعرفهم ليقف فجاه وتتسع عيناه لرؤية جنيته جالسة على نفس الطاولة
مقابله لآخاه أيتخيل وجودها ؟ام ان يوسف دعاها لحضور الزفاف
سالته امه : لم توقفت
__ لا شيء امى
استمر بالمشي ليقف على الطاولة بهدوء مميز لترتفع اليه الرؤوس ويصمت الجميع ليرى من هذا ؟
اتسعت عيناها نعم انه هو برجولته وحضوره الطاغي يسلب من رئتيها الاكسجين غمزتها علياء في كتفها حتى لا يلاحظ عمر نظرتها اليه
لتتسع عيناها اكثر اثر جملة يوسف : ها قد حضر اخى الاكبر وكبير عائلتنا



سلافه الشرقاوي 25-06-11 08:06 AM

صباح الخير يا احلى صبايا
و احلى ليلاس
وان شاء الله نهاركم نادي وهادي
البارتات الجديدة
يارب تعجبكم




الفصل الثان عشر


دخل بطوله الفارع تتأبط ذراعه سيدة عجوز واضح عليها الفخامة والجمال فملامحه تقول انها كانت تتمتع بجمال مميز فى شبابها لتدور رؤوس الفتيات اليه فحضوره قوى ونجمه عالي وجماله ووسامته يضفى اليه سحر مميز يجعل النساء تحوم حوله
لمح اخوته جالسين بإحدى الطاولات مع اناس لا يعرفهم ليقف فجاه وتتسع عيناه لرؤية جنيته جالسة على نفس الطاولة
مقابله لآخاه ا يتخيل وجودها ؟ام ان يوسف دعاها لحضور الزفاف
سالته امه : لم توقفت
__ لا شيء امى
استمر بالمشي ليقف على الطاولة بهدوء مميز لترتفع اليه الرؤوس ويصمت الجميع ليرى من هذا ؟
اتسعت عيناها نعم انه هو برجولته وحضوره الطاغي يسلب من رئتيها الاكسجين غمزتها علياء في كتفها حتى لا يلاحظ عمر نظرتها اليه
لتتسع عيناها اكثر اثر جملة يوسف : ها قد حضر اخى الاكبر وكبير عائلتنا



وقف عمر ليصافح هذا الغريب وهو يشعر بانه شخصيه فريده من نوعها
قدمه عمرو اليه : المهندس ياسين الاخ الاكبر لزوجتي ومدير شركة ...................
المهندس عمر صديقي وهو ايضا مدير شركة للمقاولات
ليبتسم عمر وهو يصافح ياسين : انها شركة صغيرة
__ سررت للتعرف عليك
__ وانا ايضا فانت من اعمدة سوق العمل
التفت الى نور : نور هذه الشركة التي تعملين بها ، اليس كذلك؟
التفت اليها بحدة قليلا وهو يحدث نفسه ما علاقتها بهذا الشاب ليكمل عمر
__ نور اختى ، علياء خطيبتي
انفجرت اساريره بابتسامه جميلة وهو يحيهما براسة لم يرفع يده ليصافحهما مراعاة لمشاعر الاخ والخطيب الواقف امامه
اكمل ياسين : اذن انت المهندس عمر سمعت عنك كثيرا ، انت من فزت بالمناقصة الاخير للشاليهات
رد بهدوء وهو يبتسم بفخر :نعم انا
__ لقد سمعت عنك من المهندس طارق زميلي فهو يشيد بعملك ، اتمنى ان نتعاون في المستقبل
__ وانا موافق ، فالتعاون مفيد لكلينا
وضع يوسف يده على كتف امه : نور هذه امى العزيزة ، ياسين اخى الكبير نور امى زميلتي بالعمل
ابتسمت الام في وجهها بحب : اهلا بكى بنيتي
لترد نور وهى تكمل التعارف : اهلا بكى يا هانم هذه علياء خطيبة اخى وصديقتي العزيزة وعمر اخى




انضم ياسين لعمر ليتحادثا في امور العمل ليبدا الزفاف برقصة هادئة رومنسية للعروسين لتلتفت الفتيات اليهم وهم يتحادثن عن مدى جمال العروس ويدعن لها بالتوفيق وان الله يتمم لها بالخير
هتف يوسف : ياسين ، حضر ياسر
وقف ياسين ليسلم على صديقه وزوجته لتميل علياء على نور : اليس هذا من كان يجلس معه بالمطعم
اجابت نور براسها نعم وهى مرتبكة من رؤيته وتحاول اشغال نفسها في مشاهدة العروسين لتنتبه على وضع نهى يدها على كتفها: و هذه هي نور صديقة يوسف و زميلته في العمل
الدكتورة مريم يا نور زوجة ياسر صديق ياسين وقريبة لنا و لسارة
تبادلا كلمات التعارف العادية لتنظر لها مريم مليا وهى تحدث نفسها هذه هي نور من شغلت عقل ياسين يحق لها فهى جميله جدا وظاهر عليها الاحترام والذكاء والالتزام
عزفت اغنيه رومانسية اخرى لينضم الى العروسين المتزوجين اصدقائهم واقاربهم المتزوجين
فكان عمرو اول من قام هو ونهى تحت تعليقات يوسف المرحة اشارت نور الى اخاها ليقف ويدعو علياء الى الرقص
ثم يتبعهما ياسر ومريم لتتبقى هي مع نوارة هانم والاخوان
مزح يوسف قائلا :نور ما رايك ان تتفضلي على وتسمحي لي بهذه الرقصة ؟
ابتسمت بتوتر : كان بودى ولكنى لا اجيد الرقص وليس لدى معرفه به
__ اتريدين ان اتقدم لكى بالطريقة الأوربية
قام اليها ليمثل الانحناء ويمد يده لها
نهرته بغضب : يوسف انا لا اعرف ارقص ، كف عن الاداء المسرحي فستلفت الانظار الينا
شعرت بتوتر من معها على الطاولة ليدور يوسف لامه :ماذا افعل اماه ؟اريد ان ارقص ، تسمحي لى سيدتي
ضحكت امه بهدوء وقامت وهى تقول : تعال معي اريد ان اجد السيدة خالدة لأبارك لها
ضحك بهدوء لنور وهو يمسك بيد امه: اذن لن ارقص ، حسنا امى لنذهب



جالس بهدوء وعلى شفتيه شبح ابتسامه لم يرفع نظرة عنها منذ ان جلس حتى وهو يتحدث مع عمر كان يراقبها بطرف عينه الان يستطيع رؤيتها بوضوح بفستانها الاسود الانيق بلمعته الجذابة مسدول على جسدها مجسم من فوق ليتسع من الخصر الى اخمص قدميها ويظهر بياض بشرتها واحمرار خديها بسبب غضبها من يوسف واسلوبه واحراجه لها
الفستان يتميز بالرقة وغير متكلف وعلى الرغم من انه بدون اكمام الا انه محتشم وهى الان تشبه عليه ممثلات هوليود ببشرتها البيضاء وعينها الغالب عليها اللون الاخضر وشعرها بلونه المميز البنى المحمر يمثل تاج لوجهها ويزيدها رقه وجمال
انتبه على تململها فليكتشف انهما لوحديهما على الطاولة وشعر بانزعاجها وهى تلتفت يمين ويسار وهمت لمغادرة الطاولة لكنه استوقفها بصوته وهو يرسم ابتسامه جميلة صافيه على وجهه: الا تريدي الجلوس معي؟
وقفت اليه متحديه بعينيها : لم لا اريد الجلوس معك؟
سال بهدوء: لم ستذهبين اذن؟ ليردف ساخرا :ستذهبين للرقص مثلا
اشتعلت عينيها غضبا من سخريته : ماذا تريد ؟وما شانك بان ارقص او لا
رد والسخرية تنطق من عيناه : لا شان لي ولكنى اعرف انك تجيدي الرقص فطريقتك في الرفض كانت مكشوفه
زفرت بضيق : لا يهمني ما تعرفه او ما لا تعرفه
وهمت بالذهاب ليوقفها امرا : انتظري ، تنهد بضيق : لا تذهبي ، اذا لا تريدي الجلوس معي فسأذهب انا
وقفت لتنظر اليه ليبتسم في وجهها : ما رايك ان نبدأ من جديد ؟
فوجئت منه وهو يقترب منها ليجلس بكرسي قريب : اعلم ان المرة الاولى لم تكن موفقه ، اريد ان اتعرف عليك من جديد مد يده لمصافحتها :انا ياسين محمود مهندس و مديرا لشركة ..................
كانت تعلم انه يقصد بالمرة غير الموفقة المقابلة الاولى بالشركة
اخفت ابتسامتها وهى تلامس يده بأصابعها بسرعة : نور اسمى نور محاميه واعمل بالشئون القانونية في شركة ..........
مثل الدهشة وهو يرفع حاجباه : اذن نحن نعمل بنفس الشركة سنتقابل كثيرا اذن
ابتسمت برقه على تمثيله ليردف بجديه : سأسالك سؤال واريد ان تجاوبي بصراحة؟
__ تفضل
__ لم تخلصت من اخى العزيز بهذه الطريقة فانت تجيدين الرقص اليس كذلك ؟
ابتسمت ابتسامه خجولة لكشفه لكذبتها : لا اجيد الرقص مع الغرباء
عندما ابتسمت بخجل زادت رقه وجمال في عينيه ليضحك بهدوء على اجابتها
__ انت ذكيه فعلا
نظرت اليه بحده ليرفع كتفيه : لا اقصد الاساءة ولكن أعجبني ردك ، انا امدحك
تكلمت بغيظ وسخريه : اشكرك على مدحك العظيم
استشف الغيظ من صوتها ليبتسم ابتسامه رائعة ويشرق وجهه
__ حسنا لو طلبتك للرقص سترفضين
اجابت على الفور :نعم
هز راسه بتفهم وهو يكمل بخيبة امل : كنت اتمنى ان لا ترفضي طلبي
نظرت اليه لتفهم قصدة ليلتقط عيناها الخضراوين بعينيه الرمادية لتقع في اسر نظراته وتتيه بهم تلعثمت وهى تقول
__ ما هو طلبك ؟
تجاهل جملتها وهو يقل بهمس : ها سنبدأ من جديد
هزت راسها موافقه ليكمل وهو يميل بجذعه على الطاولة ليقترب منها اكثر وابتسامته تزداد: لا تترددي اذا احتجت أي شيء فانا موجود نحن الان اصدقاء اليس كذلك ؟
هزت راسها ثانية وهى لا تعلم ما يقوله ولكنها لا تريد ان تنقطع هذه النظرات الاسرة لتفاجئ بابتعاده مرة واحدة


فوجئ بياسر يقترب منهم ليعدل من جلسته ، اقترب الاخير لتجلس مريم بجانب نور ، ربت على كتفه وانحنى يهمس في اذنه : تعال معي خارجا
لوى شفتيه: لماذا ؟
__ قم معي
رد بضيق : حسنا





خرجا من القاعة لتجلجل ضحكة ياسر في المكان التفت ياسين يمين ويسار في دهشة
__ اجننت ياسر ؟ماذا تفعل ؟ لماذا تضحك هكذا ؟
__ اضحك عليك ، اليس هذه فتاة المطعم ؟
__ نعم ، اكمل بضيق :ماذا تريد ؟
ضحك ياسر مجددا ليردف الاخر : اذا لم تتوقف عن الضحك سأتركك وادخل
ابتسم في وجه ياسين المليء بالضيق : حسنا ولكنى مندهش ، لا اراك غاضبا بل يتهيأ لي انك كنت تضحك معها
ابتسم بصدق وتعجب :لا اعلم ، لقد تصرفت معها اليوم بطريقه غريبه على انا شخصيا ، ولكن ما اعرفه انى سعيد بالكلام معها وسعدت اكثر انها رفضت دعوة يوسف للرقص
قال بخبث : آها رفضت دعوة يوسف
__ نعم بطريقة مهذبه ذكيه
__ ياسين انت معجب بها ؟
تنهد وقال بصدق: لن انكر ياسر نعم انا معجب بشخصيتها واشعر انها تحتوى على المزيد واريد ان اكتشفه
ابتسم ياسر لان مريم كانت على حق فهي شغلت عقله وستشغل قلبه
__ حسنا ، ماذا ستفعل ؟
__ ها في ماذا؟
__ لتعلم بقية جوانب شخصيتها وتكتشفها يا ذكى
__ لا اعلم الان ولكن ساترك الموضوع للوقت




دخلا ليجدا القاعة مقلوبة من الرقص والفتيات واقفات مع العروس وعمر فقط هو من يجلس على الطاولة
ذهبا اليه ليساله ياسين :لم لا تقف معهن ؟ واين الباقي ؟
__ لا انا لا احبذ الرقص ولا اعرف احد ، عمرو ويوسف ذهبا معهن وانا فضلت الجلوس
__ حسنا اسمعني عمر كنت اريد ان اتكلم معك بأمور العمل ولكن لن استطيع هنا
ما رايك تأتى الى مكتبي ام اتى انا اليك ام نتقابل بالخارج؟
__لم خارجا تعال الى بيتي لنتعشى معا
__ ولكنى لا اريد مضايقة اهل البيت
__ لا توجد مضايقة سأنتظرك غدا ان شاء الله ، فانا لا احبذ المطاعم ولا المكاتب وجلوسي معك خارج الجو الرسمي سيكون افضل
__ حسنا اتفقنا سآتي اليك غدا
املى عليه عمر العنوان ليقول ياسين داهشا : هذا بيت اللواء اسماعيل عبد الرحمن
__ نعم انه جدى من أمي ،اكنت تعرفه
__ بلى ابى كان يعرفه وكانا يرتبط به بعلاقة صداقه
ابتسم عمر : حسنا اصبحنا معارف
__ لقد تشرفت بمعرفتك كثيرا عمر



**********************



عند اقتراب انتهاء الحفل اصطفت البنات خلف العروس لترمى اليهن بباقة الزهور
سال يوسف : نور لم لا تقفين هناك مع الفتيات
__ لا انا لا اؤمن بهذه العادة ،كما ان فكرة الزواج لا تخيم على رأسي
قام و انصرف مسرعا ،ذهب الى تجمع الفتيات ليقف في منتصفه وهو يمزح معهن
ياسر :انظر ياسين اخاك طامع في الباقة
اضاف عمرو : انظر كيف يمزح مع الفتيات وهن ولهين عليه
اجابتهم نهى: هو محبوب من الفتيات دائما ، يتخيل لي ان صوتكما مليئا بالغيرة
ضحك ياسين لدفاع نهى الدائم عن يوسف
ضحكت مريم بخفه : نهى لقد امسك بالباقة فعلا انظر انه يصافح ساره
اتى اليهم حامل الباقة : بم انى لست فتاه ، ولا اريد الزواج الان فهي لكى نور
ادار ياسر عيناه بين ياسين وعمر الواضح عليهم الغضب
ليردف يوسف : انتى الفتاه الوحيدة الجالسة معنا لم تتزوجي
تلعثمت والاحمرار يزحف الى وجهها والتوتر يسيطر عليها عضت شفتها السفلى بقلق : شكرا يوسف ولكنى قلت لك لا اريده
تكلمت السيدة نوارة بهدوء : خديه ابنتي وان شاء الله ان تتزوجي عن قريب
اخذت الباقة مكرهه فهي لم تستطع الرفض



**********************



انتهى الحفل لتذهب هي وعلياء الى ساره يسلما عليها ويباركوا ويدعن لها بالتوفيق
ثم خرجتا من القاعة لتنتظرا عمر حين يأتي اليهما بالسيارة
انتبه اليهما ياسين ليقترب بهدوء وقال بأدب جم : انسه نور ، لماذا تقفان هكذا ؟ ادار عيناه : اين عمر ؟



فوجئت به واقف امامها يتكلم بهدوء وادب لتتذكر كيف ابتعد عنها عند اقتراب صديقه كأنها مرض معدى
لترد بتعالي : لا شيء ذهب ليأتي بالسيارة ونحن ننتظره
__ حسنا تقدما لتقفا بجانب سيارتي حتى لا تتعرضا للمضايقات من المارة
ردت بحزم وضيق :لا شكرا ، سياتي حالا
لم تعجبه نبرتها الحازمة ولكنه اثر الصمت وذهب ليقف بجانب سيارته وهو مندهش من طريقتها معه لأنها كانت طبيعية في كلامها معه بالداخل نظر اليهما وهو غير مطمئن لهذه الوقفة




__ نور ماذا يحدث ، ما كل هذا الود الذى يتحدث معكى به؟
__ لا اعرف ، انه يعرف عمر واظن هذا سبب تصرفه
__ لم لا تقولي ان تصرفه في المرة الاولى غير طبيعته من الممكن انه كان واقع تحت ضغط معين لذلك كان تصرفه غير لائق معكى ولا تنسى مرة المطعم كان في قمة التهذيب
انقلب وجهها لتذكرها موقف المطعم لترد بضيق : لا اعرف ولا اشغل رأسي بالتفكير في هذه الامور
مر بعضا من الشباب صغير السن بجانبهم وبدأوا يطلقون الصفرات وكلمات الاعجاب والمديح لتفاجئ بياسين واقف امامها والشرر يتطاير من عينيه ليفزع الشباب ويكملوا طريقهم بسرعة لف لها و الغضب ظاهر على وجهه
__ الم احذرك من موقف كهذا ، لما كل هذا العند ؟
ليكمل امرا : تحركي الى السيارة وقفى بجانبها الى ان يأتي اخاك
رفعت له نظرها متحديه وبصوت عالي : لا لن افعل ولم اطلب من حضرتك أي مساعدة
من انت لتأمرني وتتحدث معي بهذا الشكل ، تفضل اذهب الان من هنا
احمر وجهه وانتفخ من الغضب وبنبرة قاسية: اخفضي صوتك ونفذي ما اقوله الان ولن اذهب من هنا فانتي امانه لدى حتى يأتي عمر
قال لها بلهجه شديدة القسوة امرا : تحركي
اهتزت من لهجته ونبرته القاسية لتتحرك على الفور فلقد رأت في عينيه نظرة مخيفه



واقفه فيما بينهما مندهشة مما يحدث امامها فهما كالديوك يتنقران وهى لا تفهم ما يحدث لم تستطع التدخل بينهما لتندهش عند امتثال نور لأمره ليرفع نظره اليها لتتبع صديقتها على الفور وبصمت




مشى خلفهما وهو يكاد ينفجر من الضحك فشكلها وهى غاضبه جميل جدا ومظهرها وهى مقهورة وخائفة يكاد ان يجعله يقع على الارض من الضحك ، رن هاتفه : نعم أمي ، لم اتحرك بعد لدى امر هام سأنجزه واتى لا تقلقي



واقفه مستنده على السيارة بقهر ممزوج بالغضب يعصف بكيانها ليأتي صوته امرا : ما رقم تليفون عمر ؟ لقد تأخر وانا بدأت في القلق عليه
لم ترد عليه ونظرت اليه بغضب ونفخت بعنف
اجابته علياء :لا داعى سيأتي الان ؟،لتملي عليه الرقم حين نظر لها ورفع حاجبه
__ اين ركن السيارة
__ لا اعلم لقد انزلنا امام القاعة وذهب ليبحث عن مكان يصف فيه السيارة
__حسنا اتصل بعمر ليجيبه الاخر : السلام عليكم
__ وعليكم السلام ، عمر انا ياسين ، اين انت؟ اهلك هنا وقلقنا عليك
تنهد براحة حمدا لله انك معهما لقد تعطلت سيارتي واحاول تحريكها بأي طريقه ولا اعرف ما بها الان
__ اين انت بالضبط؟
وصف له عمر المكان ليقل له : ابقى مكانك سآتي اليك ولكن ابلغهما ان تركبا الى سيارتي
__ شكرا ياسين على ازعاجك معي
__ لا تقل ذلك
__ حسنا اوصل الى احداهما الهاتف
مد يده اليها بهاتفه : اخاك يريد التكلم معك نظرت له بغضب و اشاحت بوجهها بعيدا عنه
ناول الهاتف الى علياء : نعم عمر انا علياء
__ روح عمر وحياته اركبا مع ياسين سيوصلكما الى
__ حاضر عمر سلام
ناولت الهاتف الى ياسين ليشير اليها براسه على نور وهى متحوله الى كتلة نارية من الغضب
ابتلعت ريقها بصعوبة ورتبت على كتفها : نور عمر يقول ان نركب مع الاستاذ ياسين حتى يوصلنا اليه
صرخت : نعم لماذا ان شاء الله
اجاب بهدوء من بين اسنانه : اخفضي صوتك نحن بالشارع ، سيارة اخاك تعطلت فلن يستطيع ان يأتي اليك
اشاحت بوجهها غاضبه لتبحث عن هاتفها و تتصل بعمر وهى تلف بعصبية في الشارع وتضرب قدمها من الغضب بالأرض : عمر اين انت؟ لا لن اركب
سمعا صوت عمر هادرا من التليفون : نور اسمعي الكلام لا يوجد وقت للعب الاطفال هذا اركبي السيارة
ترقرقت الدموع بعيونها فلأول مرة يصرخ بها عمر هكذا ، اغلقت الهاتف بعنف وغضب واضح حزنت علياء لمنظرها هكذا لتقترب منها : اركبي نور الى السيارة فهي ليست نهاية العالم كلها عشر دقائق لا اكثر
اتجهت الى المقعد الخلفي لتوقفها علياء : بالله عليك نور هو ليس سائقا لنا وانا لن استطيع الجلوس بجانبه فانتي اعلم بعمر اكثر منى
جزت على اسنانها غضبا وقهرا والما وهي تدعى علية وعلى اليوم الذى قابلته به وتريد قتله



واقف بهدوء ليتابع الموقف عن كثب لقد حزن بشدة عند رؤية الدموع بعينيها وتمنى انه لم يقترح هذا الاقتراح الذى اتى بالدمع الى عينها الجميلتين شاهد علياء وهى تخفف عنها وتقنعها بركوب السيارة ثم تستحلفها لمراعاة الذوق كاد ان يضحك بصوت عال لرؤية وجهها وهى الغضب يتطاير بعيونها كسهام تريد قتله لقد فهم نظراتها فهي شفافة جدا
ركبت علياء بالخلف وظلت هي واقفه بجانب السيارة ليتقدم اليها بهدوء ويفتح لها الباب الأمامي وبعينين هادئة استند على الباب ليقول برقه : تفضلي نور
اكمل : المعذرة على ما بدر منى ، لم اقصد مضايقتك لكنى قلقت عليكما عند اقتراب هؤلاء الشباب منكما وازداد غضبى منك لأنك لم تستمعي لي من الاول وتعرضت لذلك الموقف السخيف
اندهشت من اعتذاره الرقيق وتوضيحه لوجهة نظره بهدوء ورقة لتعض شفتها بتوتر
__ وانا ايضا اعتذر عن لهجتي غير اللائقة معك
ابتسم بإشراق : حسنا كما يقولون صافى يا لبن
ردت ضاحكة : حليب يا قشطة
__ حسنا تفضلي ايتها الحسناء الى سيارتي المتواضعة
ركبت وهى تقول متواضعة انت تمزح انها مرسيدس اخر موديل
__ امال براسه عليها وهو يغلق الباب ويبتسم بشقاوة شديدة :بالنسبة لكى فهي متواضعة ولا تناسب غلاتك
تعجبت من جملته والجمتها الدهشة فلم تستطع ان تفكر انه يغازلها ولو عن طريق الخطأ






وصل الى عمر لتنزل من مكانها وتركب بجانب علياء ليحتل عمر مكانها بضيق وهو يتأسف لياسين لأشغاله معهم ويشكره على اعتناؤه بالبنات ليرد عليه بان لا شكر على واجب ليكمل : حسنا صف لي الطريق
__ اوصل علياء اولا ثم نحن ، سنتعبك معنا ياسين
نظر له معاتبا : من فضلك اصمت ،فلا داعى لهذا الكلام قل لي العنوان
وصف له عمر الطريق ليصل الى مكان سكن علياء لينزل معها عمر من السيارة ليوصلها الى الداخل
عند باب المصعد امسك يدها ليقبلها برقة : اسف على تأخيرك معي
اجابت بخجل : لا تتأسف عمر فلم يحدث شيء ، لامست ذقنه بدلال : ممكن ان تطمئني عليك عندما تصل الى البيت
نظر لها بحب وهيام : لا تقلقي حبيبتي سأطمئنك عندما اصل الى البيت
__ عمر
__ روحه وحياته
__من فضلك اعتذر لنور عما فعلته فصوتك كان عال جدا لدرجة انى سمعته انا والاستاذ ياسين
اطرق راسه خجلا : حسنا ، لقد كنت غاضبا من السيارة وقلق عليكما جدا والموقف السخيف الذى وضعت به وإشغالي لياسين معنا ثم جاءت هي لتشعرني انها طفله صغيرة ، فانفجرت بها من دون قصد
__ اعلم ولكنها كانت حزينة من اسلوبك معها فهي لم تعتاد منك هذه الطريقة في المعاملة
__ سأصالحها بإذن الله ، اقترب منها ليطبع قبله رقيقه على جبينها : تصبحي على خير حبيبتي
احمرت وذابت خجلا منه لتركب المصعد بسرعه

********************

دخل الى السيارة : اسف ياسين اخرتك معي
__ لما تتأسف كثيرا هكذا ، هذا امر خارج عن ارادتك، وانا متفهم موقفك قل لي ماذا ستفعل بالسيارة؟
__ لقد اغلقتها جيدا وفى الصباح سأرسل الميكانيكي لينظر ما بها
اوصله الى الفيلا لينزل من السيارة ويقف ليصافحه ليهم عمر بالاعتذار مجددا ليقاطعه ياسين
__ لا تعتذر مرة اخرى ارجوك وتشعرني انى فعلت شيء خارق للطبيعة
لوح لها بيده :تصبحي على خير انسه نور
هزت راسها بابتسامه سريعة لتغادر من امامهما مسرعة
__ انها غاضبة منى ، فلأول مرة اصرخ بها
__ اعتذر منها ، اعتقد انها ستسامحك
__ الله يعينني عليها ، شكرا ياسين ، سأنتظرك غدا
__ سآتي بإذن الله تصبح على خير


*******************



صعدت مسرعة الى حجرتها وقلبها يدق بعنف فهي لم تستطع النطق عندما غادر عمر ليوصل علياء رفعت عينها لتجده ينظر اليها لقد شعرت بعينيه تدقق النظر بها مما اربكها فنظرت اليه مستفهمه لعله يتكلم ولكنه استمر بالنظر اليها لم يخفض عيناه وهى رات بنظراته اشياء لم تستطع تفسيرها خيل اليها انه يكلمها بعينيه ولكنها لغة غريبه عليها لا تفهمها ولا تستطيع فك طلاسمها فكرت ماذا يريد منها ؟ كان رقيق للغاية اليوم لدرجة انستها انه هو الجلف الذى تعامل معها بقلة ذوق ، كان اليوم كيوم المطعم ولكن عيناه كانت تلمع بشدة لتضفي على لونهما الرمادي بريق خاص
تنبهت من افكارها على صوت عمر وطرقاته على الباب ولكنها غاضبه منه بشده فهو السبب الرئيسي فيما حدث لها اليوم
لم تشئ الرد عليه اغلقت المصباح لتوهمه انها نائمه واستلقت على سريرها لتفكر فيما حدث اليوم وما سبب تحوله المفاجئ معها هل علياء محقة فعلا وهذه هي طبيعته ؟ لا تعرف تذكرت نظراته مرة اخرى لتشعر بجسدها يحترق و كيف تاهت في نظراته وانجذبت اليه و لم تستطع هي الاخرى ان تخفض بصرها الى ان سمعت صوت عمر ليقطع الجاذبية بين عيونهما لتذهب في نوم عميق داخل عيناه


*********************



رن هاتفها لترد بسرعة ، يأتيها صوته : السلام عليكم
__ وعليكم السلام حمد لله على السلامة
__ الله يسلمك حبيبتي ، كيف حالك؟ هل غضبة خالتي لتأخيرك
__ لا بالعكس كانت مطمئنه لأنك معنا
__ الحمد لله كنت خائف من غضبها اردف بحب :اشتقت اليك كثيرا
ضحكت بخجل ليقول بنفاذ صبر :لم لا تردى على
__ ماذا تريدني ان اقول؟
__ لا اعرف ، ما تشعري به مثلا
قالت مغايظة له : انا اشعر بتعب شديد واريد ان انام
جمد صوته ليسالها بجديه : علياء انت غاضبه منى لشيء ما اجهله
ارتبكت :لا لست غاضبه ، ولكنى متعبه واريد النوم فعلا
__ حسنا سأغلق الهاتف ، تصبحي على خير
__ انتظر ، ماذا فعلت مع نور؟
__ دخلت الى غرفتها ومثلت النوم ولم ترد على ، انها غاضبه بالفعل ولا اعرف ماذا افعل معها؟
__اترك لها بعض الوقت لتهدأ وتكلم معها في الصباح
__ حسنا تنهد بتعب وهو يلقى جسده على الفراش
__ ماذا بك؟
__ انا متعب جدا وكلما اتذكر غدا والسيارة يزداد تعبى
__نام الان وفى الصباح فكر في هذا الامر ، تصبح على خير
__ علياء ، اشعر بان الغرفة كبيرة وفارغه وانى وحيد متى تأتى لتؤنسيني قليلا
التهبت وجنتها بشده من جراته : تصبح على خير عمر اغلقت الهاتف دون ان تنتظر رده
وضع الهاتف على قلبه : وانت من اهل الخير يا قلب عمر


ابتسمت بحب وهى تتذكر كلماته وجراتها فهو يريدها معه وبجانبه تنهدت بسعادة لتأوي الى فراشها فحياتها الان ستبدأ مع شريك العمر الذى طالما تمنته



يعود بسيارته بهدوء ومن وقت لأخر ينظر الى المرأة الأمامية ليتذكرها وهى جالسه وراؤه ونظراتها الخلابة
لم يستطع خفض بصره من عليها حتى بعد ان راته وهو ينظر لها كان يشعر انه منوم مغنطيسيا
حدث نفسه بانها جميله جدا وغضبها يزيدها جمالا ، تذكر انه معزوم غدا عندهم ليمنى نفسه برؤيتها والتحدث معها
فكر لما يريد رؤيتها ؟ لماذا يريد معرفتها ؟لماذا يشعر انه اسير هاتين العينان الخضراء ؟لماذا يشعر انه يريد احتضانها بشدة لتذوب بجوانب جسده وحنايا روحه
نفض راسه بشدة وانتفض من مشاعره ليكلم نفسه بصوت عالي : تمالك نفسك ياسين
لا تفكر بهذه الاشياء ولا تنسى انها اخت صديقك وموظفه بالشركة تعامل معها عادى مثل نهى اختك ولا تنسى ايضا ان فارق العمر بينكما كبير فهي زهرة في ريعان الشباب وانت قاربت على الاربعين
تذكرها مرة اخرى ليقول نعم انها زهرة يانعه جميله ورقيقه
__ انتبه يا رجل
تنبه الى صوت احد قائدي السيارات على الطريق يصرخ به
لينتبه الى الطريق ولكنه لا ينفك ان ينظر الى المرآه ليجد نظراتها بعينيها الخضراء تنظران اليه
***********************








نازل السلم مسرعا ليخرج من القصر ليستوقفه صوت امه الهادئ
__ ياسين الى اين انت ذاهب ؟
التفت اليها ليراها جالسه في مكانها المعتاد هي ويوسف ليذهب اليها يقبل راسها
يوسف : جميل ، انت ترتدى ملابس غير رسميه منذ فترة طويله لم ارك مرتدى هكذا
ابتسم بسعادة: هل اعجبتك ملابسي
__ نعم انها جميلة واخر صيحات الموضة ، الن تقل لي تفضل؟
رفع حاجبه بتعالي : في احلامك
قاطعتهما الام قبل بدء المشاكسة المعتادة : اين ذاهب بنى؟
__ لدى موعد مهم أمي
غمز يوسف بعينه : آها موعد مهم ممكن ان يكون موعد غرامي مثلا
ضحك بسخريه :ظريف حضرتك
__ نعم اعرف انى ظريف لم تقل شيء جديد، ولكن اعترف انه موعد غرامي
ابتسم لينصرف وهو يشير لآخاه بانه مجنون


*********************



توقف بسيارته اما الفيلا التي تقطن بها جنيته ترجل من السيارة لينظر الى الشرفات ليتبين ايهم تخص غرفتها
، تقدم الى الباب ليقرع الجرس فتح له عمر
__اهلا بك يا باش مهندس ، تفضل
صافحه ياسين وهو يقدم له علبة الحلوى : اهلا بك ارجوك عمر ، لا داعى للألقاب بيننا ، فانا اعتبرك صديق لي الا ان كان لك رأى اخر
__ لا طبعا ، انا اتشرف بمصادقتك ،تفضل الى الداخل ،لما كلفت نفسك
دخل به عمر الى الصالة ليجلسا معا
__ سأقوم انا بخدمتك فلا يوجد لدينا احد يقوم بالخدمة نور لا تحبذ ان يفعل احد غيرها ، وبم انها غاضبه منى فلن تفعل لي أي شيء
ضحك ياسين وهو يتأمل الصالة بأثاثها وديكوراتها على النظام الأمريكي
__ لقد تغيرت الفيلا كثيرا
__ نعم لقد طلبت من احد مهندسي الديكور زملائي تغييرها بعد موت جداي فكان النظام القديم يسيطر على نور ويشعرها بالكآبة فكانت كلما جلست بمفردها تتذكرهم وتبكى
هز راسه وهو يشفق عليها فمن الواضح انها رقيقه وحساسة جدا : هكذا افضل
__ الا زالت غاضبه منك ؟
هز راسه اسفا : نعم حتى عندما اخبرتها انى انتظر ضيوفا على العشاء لم ترد على ولكنها جهزت الطعام
ربنا يعينني عليها
__ هز راسه بتفهم وهو يشعر بالحزن كان يريد رؤيتها فكان يتخيل انها ستتناول الطعام معهما
تكلم مع عمر في امور العمل وهما يشربان القهوة ليرن هاتف عمر فيستأذن منه للرد فهو تليفون هام بالنسبة اليه
__ تفضل
خرج عمر الى الحديقة الخاصة بالفيلا ليرد على الهاتف

********************


جالس يقلب بعينيه في المكان ليسمع صوت خطوات نازلة على السلالم بسرعه ليفاجئ بها تدور براسها كأنها تبحث عن شخص ما مرتديه بنطلون جينز ضيق ذا خصر واطى فاتح اللون وقميص بناتي مجسم اسود اللون بربع كم قصير يكاد ان يلامس الجينز وشعرها القصير بشكل فوضوي وحذاء بناتي اسود اللون لقد تأملها جيدا فهو يراها جيدا ولكنها لا تراه
دخلت المطبخ بسرعه من الواضح انها لا تريد لقاء اخاها او ضيوفه المنتظرين لاحظ انها تحضر طعام سريع
فتحت الثلاجة لتخرج زجاجة من الحليب تصب منها في كوب لتشرب منه بهدوء

تقدم منها فهو يريد ان يتحدث معها : الن تتناولين الطعام معنا؟

سلافه الشرقاوي 25-06-11 08:08 AM

الجزء الثالث عشر



جالس يقلب بعينيه في المكان ليسمع صوت خطوات نازلة على السلالم بسرعه ليفاجئ بها تدور براسها كأنها تبحث عن شخص ما مرتديه بنطلون جينز ضيق ذا خصر واطي فاتح اللون وقميص بناتي مجسم اسود اللون بربع كم قصير يكاد ان يلامس الجينز وشعرها القصير بشكل فوضوي وحذاء بناتي اسود اللون لقد تأملها جيدا فهو يراها جيدا ولكنها لا تراه
دخلت المطبخ بسرعه من الواضح انها لا تريد لقاء اخاها او ضيوفه المنتظرين لاحظ انها تحضر طعام سريع
فتحت الثلاجة لتخرج زجاجة من الحليب تصب منها في كوب لتشرب منه بهدوء

تقدم منها فهو يريد ان يتحدث معها : الن تتناولين الطعام معنا؟
شهقت ليقع الكوب منها ارضا محدثا ضجة فهو اخر شخص تتوقع رؤيته في منزلها سالت نفسها ماذا يفعل هنا لتتذكر ضيوف عمر المنتظرين لتشهق مرة اخرى تنبهت انه مازال واقف امامها بطوله الفارع مرتدى بنطلون جينز ازرق وقميص كاروه ملون على الطراز الحديث ملتصق بجسده ليظهر عضلات صدره المفتولة وجاكت ابيض اللون يظهر اسمرار بشرته ويغدق على عيناه الرمادية لمعه جذابه
ابتلعت ريقها بصعوبة فهي تشعر بجفاف في حلقها عندما تراه وانعادت نظراته الفائتة لها في ذاكرتها لتشتت ذهنها
تكلم بهدوء وهو متابع نظراتها: كيف حالك نور؟
__ بخير الحمد لله
ردد سؤاله : الن تتناولين الطعام معنا ؟
نظرت اليه مستفسرة عما يسأل عنه اشار الى الطبق الموضوع امامها ،فهي كانت تحضر شطيرة لتتعشى بها مع كوب اللبن
__ انا لا اكثر بطعام العشاء
__ واذا قلت لكى من اجلى تناولي الطعام معنا ، أستوافقين؟
نظرت اليه فرات في عينيه نظرة تستحثها لتوافق على طلبه __ حسنا سأتناول الطعام معكم
نظرت الى اللبن المسكوب بتوتر وانحنت لتنظفه في خجل شديد
شعر بخجلها فأدار لها ظهره وهو يقول :نظام الفيلا جميل ، هل لكى دخل بالديكورات
__ قليلا
__ ان التصميمات تعكس رقتك وحسك الأنثوي
ابتسمت برقه لتقول مازحه: اشكرك على مدحك العظيم
ضحك بفرح شديد تحت دهشتها فلأول مرة تسمع صوت ضحكته وهى تحدث نفسها انها من اجمل الضحكات التي سمعتها في حياتها
اتجهت الى السلم ليمسكها من يدها فنظرت اليه بدهشه وهى تنقل بصرها بين ذراعها ويده
رفع يده وهو محرج : اسف لم اقصد، الى اين ذاهبه الن تجلسي معنا؟
__اه ،نعم سآتي ثانيه
قال هامسا : سأنتظرك
نبرته الرقيقة دغدغت مشاعرها واشعرتها بانها على وعد معه على اللقاء
هزت راسها بنعم وصعدت مسرعة

*****************


واقف ثابت امام السلم كتمثال رخامي ينظر لأثرها المختفي لينتبه الى يد عمر على كتفه لينتفض
__ ما بك ؟لم انت واقف هكذا؟
نظرات عمر مليئة بالأسئلة والتعجب من وقفته هكذا
كح بإحراج: لا شيء ، لفد تململت من الجلوس
__ اسف يا صديقي اعذرني انه تليفون مهم يخص العمل
__ ولا يهمك عمر
استأنفا كلامهما عن الاعمال واوضاع السوق


*****************


صعدت الى غرفتها مسرعة وجسدها مشتعل من لمسه يده الدافئة ووجهها احمر من الحرارة التي تشعر بها
نظرت الى نفسها في المرآه لتفاجئ بانه راها في هذه الملابس غير المحتشمة على الاطلاق ، كيف لم تسمع جرس الباب
لابد انه اتى وهى تستحم لذا لم تسمع الجرس ،وعمر اين هو و كيف يتركه لوحده هكذا في البيت ؟
حمدت الله ان عمر ليس موجود والا كان هد الدنيا على راسها لنزولها الى تحت بهذه الملابس وهي على علم بانه ينتظر ضيوف على العشاء
فتحت دولابها لترى ما يمكنها ارتداؤه لتنزل الى الاسفل بحثت كثير لتستقر على تنورة كريمية اللون واسعه تصل الى ركبتيها وقميص بأكمام الى المرفقين من الستان بنى اللون وحذاء بنى اللون بناتي تركت شعرها بشكله الفوضوي


نزلت بخطوات هادئة على السلم ليهتف عمر : ها قد جاءت أميرتي لتساعد الاخ الغلبان في تحضير العشاء
نظر اليها في سعادة ليردف عمر : انظري من لدينا نور ، انه المهندس ياسين
صافحته بهدوء ليشد على يدها في امتنان ويهمس : انا ممتن لتناولك الطعام معنا

********************


بدأت في تحضير الطعام على المائدة لتعلن : العشاء جاهز
امسكها عمر من يدها ليجلسها على راس المائدة :تناولي الطعام معنا
ابتسم اليه ياسين بحب لهذا الشخص الرقيق فهو يعلم انه يريد مصالحتها والاعتذار عما بدر منه البارحة
ولكن سر سعادته هو دعوة عمر لها بالجلوس وتناول الطعام معهم
__ تفضل ياسين
جلسوا ثلاثتهم الى المائدة
تلذذ ياسين بالطعام فحلاوته لامثيل لها
__ الحمد لله
__ ما هذا لم تؤكل شيء
__ نعم ، ان معدتي انتفخت من كثرة الطعام الذى تناولته
__ بالهناء والشفاء
__ الطعام ممتاز وشهى لم أتناول مثله يوما
__ تسلم يدي نور فهي من طهته
نظر اليها معجبا : حقا ؟
__ نعم
تعجب قائلا : ان فتيات جيلك لا يحبذن تعلم الطهو ولا يريدن الدخول الى المطبخ فلطالما سمعت أمي وهى تحاول ان تعلم نهى ولو قليلا قبل زواجها و لكن الاخيرة قررت التعلم في عمرو المسكين لدرجة ان بقية شهر عسلهما قضاه في المستشفى
انفجروا في الضحك
لترد نور بابتسامه : لقد اصرت جدتي رحمة الله عليها ان تعلمني الطهو
رددا : الله يرحمها
ياسين : سلمت يداك نور
قام من على المائدة ليدله عمر على دورة المياه



رجع اليها وهى تقوم بتوضيب المائدة ليقف متكئ بكتفه على الحائط فهي تتحاش النظر اليه اقترب منها وحمل عنها الاطباق
__ الا زلت غاضبه منى نور ؟
نظرت اليه بضيق : لم يحدث شيء عمر
__لا تغضبي نور ان تعطل السيارة كان من اسود الاشياء التي حدثت لي ، وكنت مرعوب عليكما وياسين كان طوق النجاة بالنسبة لي ، و أنت لم تستوعبي الامر جيدا بل تحولت الى طفله صغيرة مشاغبة
هزت راسها بتفهم ليقترب منها : المعذرة دلوعتي ، وانا سآتي لكى بالشوكولا التي تحبيها
ابتسمت بوجهه ليردف : ممكن ان تعدى لنا القهوة
__ طبعا



انتهت من توضيب المطبخ وصنع القهوة التي طلبها عمر قبل دخوله هو ياسين الى المكتب لتنادى عليه ليأتي يأخذ القهوة
ثم صعدت الى حجرتها لا تريد ان تحتك بياسين اكثر من ذلك فهي لا تستطيع السيطرة على الارتباك الذى يصيبها ويسيطر علي مشاعرها عند رؤيته والجلسة معه
غيرت ملابسها الى احد المنامات القطنية لتدخل الى فراشها وتتدثر بالأغطية وتستعد للنوم


********************



دخل حاملا القهوة ليضعها على الطاولة الصغيرة الموضوعة ويجلس مقابل لياسين
ليتكلم ياسين : انظر عمر ، انت تعلم ان الشركة التي اديرها من الشركات الكبرى بالسوق وتوجد لدى مناقصة للأسف
لن تستطيع الشركة انجازها في الوقت المحدد لها اريد من شركتك اكمالها ، لقد بحثت كثيرا بالسوق الى ان استقريت على شركتك فهي من احسن شركات مقاولات الباطن وتأكدت من انك تنفذ المناقصات بالمواصفات المطلوبة
غير سمعتك الحسنه وصيتك الواسع فانت و الشركة ذائعين الصيت
ها ما رايك ؟ أستتعاون معي ؟
__ طبعا موافق
فشركتي ليس لها عمل اخر غير مناقصة الشاليهات واستطيع ان اجمع بهما الاثنان
__ حسنا في الغد نمضى العقود ، تستطيع ان تمر على غدا بالشركة
__ان شاء الله سآتي بأحد محامى شركتي لمراجعة العقود و امضائها
__ سأنتظرك غدا استأذن انا
__ اجلس قليلا
__ لا الوقت متأخر ولابد لي من الذهاب الان ، شكرا على العشاء والجلسة الرائعة وان شاء الله نتعاون كثيرا في المستقبل
__ ان شاء الله


******************

اوصله عمر الى سيارته وعاد سريعا فهو يشعر بالسعادة فتعاونه مع شركه كبيرة كشركة ياسين ستثبت اقدامه اكثر بالسوق وتجعل شركته اسهمها تعلو واسمها يكبر
ابتسم و امسك هاتفه فهي اول من خطرت بباله ليخبرها بما يسعده
__ السلام عليكم حبيبتي
__ ردت بهدوء : وعليكم السلام
__ كيف حالك ، لم تكلميني من البارحة
تنحنحت : لا شيء ، لم تأتيني فرصه
__ ما الامر علياء؟ لم تتكلمي هكذا ؟
__ لا شيء ولكنى لا استطيع التحدث الان
استغرب من ردها ليفاجئ بصوت علي الضاحك: ما اخبارك يا نسيبي ، لم اسمع صوتك من قراءة الفاتحة
__ آها انت السبب اذن ، اهلا علي ،كيف حالك ، انا بخير والحمد لله
__ انا السبب في ماذا؟
__في طريقة علياء وهى تحادثني
__ اه لو تراها وهى في قمة الخجل عندما رن الهاتف واحمرار خديها عندما ردت عليك
__ حسنا لا تكن غلسا وارجع لها الهاتف وابتعد عنها حتى تستطيع محادثتي
ضحك علي : حاضر من عيناي ، تفضلي علياء





جالسه بصالة بيتهم وحولها متجمعين علي و اخواتها البنات وازواجهن واولادهن وهم منذ جلوسهم وهم يتكلمون عن يوم قراءة الفاتحة وما فعله عمر والخاتم ومدى رقته وهو يلبسها اياه ، تعليقات علي ومحمد ( زوج بسنت) جعلتها تغرق في خجلها وتتمنى ان تتركهم وتذهب الى غرفتها ليرن هاتفها ، ويمد على يده ليناولها اياه ويعرف ان عمر هو من يتصل لتنطلق الضحكات والتعليقات مرة اخرى كان عندها عدم رغبه في الرد الا ان امها امرتها بالرد علي خطيبها
سمعت كلام علي معه ليناولها الهاتف وهو ينحني عليها ويهمس لها
__ادخلي الى غرفتك لتتكلمي معه على راحتك
هزت راسها موافقه ودخلت الى غرفتها بسرعه
__ نعم عمر ، انا اسمعك
اجابها بدهشة : تسمعيني ، ليردف بنبرة حادة : لما تكلمت معي بهذه الطريقة منذ قليل
__ لا شيء عمر ، لكنى لم استطع ان احدثك وسط هذه الضجة
__ عجيب لم اسمع ضجه حولك
ردت بعصبيه :ما الامر عمر ؟ أتبحث عن مشكله نتشاجر حولها ؟
رد هازئا : لا علياء ، اعذرينى ان اتصلت بكى دون موعد مسبقا
تنهدت :عمر افهمني ، لا استطيع التكلم معك وسط عائلتي واخى بجانبي ، فانا اشعر بالخجل
__ تشعرين بالخجل منى ام من مكالمتي
__لا طبعا لست خجله منك حبيبي
بترت جملتها لتنبها لما قالته
ابتسم بسعادة ولكنه سيطر على صوته ليسال بجديه
__ لما توقفت اكملي كلامك
__ سأغلق الهاتف فانهم ينتظرونني بالخارج
تنهد بضيق ونفخ غاضبا : حسنا علياء ، عندما تريدي ان تكلميني رقم هاتفي معك
اغلق الهاتف بدون وداع او كلمه حبيبتي التي يقولها دائما
علمت انه غاضب من طريقتها ولكنها لن تستطيع ان تتعامل معه مثلما يعاملها




غضب من ردها عليه وطريقتها الجافة في التحدث معه وقرر ان لا يتصل بها ثانية الى ان تكلمه هي
فهو تعب من صدها له وهو يحاول بكل جهده ان يبين حبه لها في كل خطوة وكل موقف وكل كلمه بينهما
كان يريد ابلاغها بالعمل الجديد وانها قدمها قدم خير ووجهها فتحة خير عليه وانه يريد الاسراع بالزواج
ولكن صدها اغضبه وجعله يلتزم الصمت



******************



يقود سيارته وهو يشعر انه طائر بين السحاب فالسعادة التي يشعر بها الان لم يشعر بها من قبل ، موافقتها على تناول العشاء معهم بناء على طلبه منها اشعرته بسعادة حقيقيه نظر الى نفسه في المرآه الأمامية للسيارة ليتأكد من استنتاجه
فالحقيقة تطل من عينيه و واضحه اماه كالشمس هو يحبها فرمل السيارة بعنف
لينظر مرة اخرى الى نفسه في المرآه ويبتسم بسعادة فهو يشعر بلذة الحب لأول مرة في حياته
حدث نفسه : أهذا هو الحب من النظرة الاولى
تعجب من نفسه لم يجزع او يوبخ نفسه على مشاعرة فان شعور السعادة الذى يكتسح جسده يغطى على كل شيء اخر
ادار السيارة مرة اخرى في سعادة وفرح فهو يشعر بنشوى تجتاح عقله وجسده يريد ان يأتي الغد سريعا حتى يراها ويتكلم معها فهو يشتاق اليها من الان
ادار راديو السيارة ليصدح صوت حليم ويغلف المكان


الحلوة الحلوة الحلوة .. برموشها السودة الحلوة
شغلتني ناديتني خذتني .. وديتني بعيد وجابتني
والشوق الشوق غلبني ..الشوق كان ح يدوبني
لولا ضحكتها الحلوة .. وعدتني بحاجات حلوة
الحلوة الحلوة عنيك يا حبيبي..
في عيونك سهرت لياليه .. وطالت أيامي
وف ضل رموشك وشفايفك .. غنت أحلامي
وعشانك صحيت أفراحي .. ورقصت قدامي
وشبابي لقيته فى شبابك..ولقيت روحي
سهرانه بترقص على بابك ..يا حياة روحي
والشوق الشوق غلبني .. الشوق كان ح يدوبني
لولا ضحكتها الحلوة.. وعدتني بحاجات حلوة
الحلوة الحلوة عنيك.. يا حبيبي
باليوم والساعة والثانية .. أنا فاكر فاكر يا حبيبي
أول مرة قابلتك فيها .. أول كلمة ناديت لك بيها
أول مرة أقول يا حبيبي .. يا حبيبي وحاسس معانيها
في عنيك حسيت بالحب .. وعرفت بيجي منين
وازاى بيدفي القلب . وازاى بيصحي العين
وشبابى لقيته فى شبابك .. ولقيت روحي
سهرانه بترقص على بابك .. يا حياة روحي
لولا ضحكته الحلوة .. وعدتني بحاجات حلوة
الحلوة الحلوة عنيك .. يا حبيبي

استعجب من نفسه فلأول مرة يحس بكلمات الأغنية ،شعر ان الأغنية تصف مقدار سعادته وشعوره
ليدندن معها ويردد بعض الكلمات ويدق على مقود السيارة ويهز راسه معها وهو في حاله شديده من النشوى
يتذكرها ويتذكر ضحكتها الجميلة وملامحها الرقيقة الهادئة وعيناها الجميلتين
ليتنهد بحب ويبتسم ويتذكرها وهى جالسه خلفه ليتيه في مشاعره وحبه لها ويوعد نفسه بالسعادة التي لم يعرفها من قبل



******************



طرقت الباب بهدوء لتسمع صوت علياء : ادخل
__ ها يا عروستنا أتتكلمين في الهاتف ؟
ردت بضيق : لا لقد انتهيت منذ قليل
تقدمت الى منتصف الغرفة لتنظر الى علياء الجالسة على فراشها والضيق ظاهر على ملامحها
__ اذن لما لم تأتى لتجلسي معنا
__لا شيء محدد
__ أنتي غاضبه من علي ومحمد
__ لا ، لكنى تشاجرت مع عمر
رددت بدهشه: تشاجرت مع عمر ، لم؟
__لقد غضب من طريقة كلامي معه امامكم
تقدمت الى الفراش لتجلس بجوارها : من الجيد انكى تكلمت بهذا الموضوع
لا انا ولا أمي استسغنا طريقة كلامك معه فانت كنت في منتهى قلة الذوق
__ انى اخجل من محادثته امامكم ولولا أمي امرتني ان ارد على الهاتف كنت تلمت معه لاحقا
رفعت حاجبيها داهشة مما قالته اختها
__ أتمزحين علياء ما هذا الذى تقوليه لا تردى على خطيبك لأننا موجودون ، كان من الممكن ان تدخلي الى غرفتك لتحادثيه ، سيصبح زوجك في القريب العاجل بعد ثلاث اسابيع تقريبا
صراحة لا افهمك
سكتت بسنت قليلا لتردف بجديه وعيناها تتفحصانها: علياء هل علي غصبك لتوافقين على الزواج؟
اتسعت عيناها دهشه من الاستنتاج الذى توصلت له بسنت لتقول بسرعه :لا طبعا
__ اذن لما تتعاملين معه هكذا ان امى أخبرتني انك تتجاهلين مكالمته او تردين عليه بجفاء وقلة صبر
ترددت هل تخبرها ثم اثرت الصمت
لفت يدها حول اكتاف اختها وتحتضنها : علياء انتى اختى الحبيبة لو يوجد لديك مشكله ، اخبريني عنها
ابتلعت ريقها وبللت شفاهها لتقص ليها ما حدث وما قالته حرم اخاهما المصون
انتفخت بسنت قهرا لتصرخ بها انت مجنونه ، من فضلك جاوبيني
ما مدى معرفة ايه لعمر حتى تخبرك عنه هذه الاشياء؟ وبدون سؤال صدقتي كلامها
انت عمياء لست علياء الم تلاحظي مقدار الود والحب الذى يطل من عينيه عندما يراك
الم تلاحظي ولا مرة وانت عند نور او هو عندنا في البيت نظرات الحب والهيام الذى ينظر اليكي بها
الم تلاحظي مدى سعادته بالخطبة واصراره على الاسراع وعقد القران
انه يحبك يا متخلفة
ان علي نفسه يعلم بحبه لكى وكان يرد العرسان من اجله ،الم تلاحظين انا ووفاء وأمي وازواجنا مرحبين بهذه الزيجة وفرحين بها جدا
ان مشاعره واضحه كالشمس وانت بلهاء تصدقين بضع كلمات سخيفة من ايه
صمتت لانفعال اختها فلأول مرة ترى بسنت منفعلة هكذا
لتكمل الاخرى: علياء انت تعلمين ان ايه تغار من نور لأنها محبوبه في عائلتنا اكثر منها ولأنها علمت برغبة أمي في انها تصبح زوجه لعلي لذلك اعلنت مشاعر الكره لنور وعمر بالطبع فلو عمر قريب ظلت نور امام علي وظل حلم امي يراودها فتلخصت الخطة ان تتخلص منهما الاثنان وطبعا زيجتك من عمر ستقرب المسافات ثانية وهي لا تريد ذلك
كما ان عمر لا عليه غبار فهو محترم ومتربى انه صديق اخاك لو كان عليا صاحب غراميات لكان عمر هكذا وطبعا انت ادرى بعلي
وضعت كفيها تغطى وجهها وتبكى بصمت: اعرف بسنت كل كلامك هذا واشعر به وبمشاعره ولكن كلما رايتها أمامي اتذكر كلماتها واشعر بجسدي يحترق منه
ان البارحة كان من اجمل الامسيات التي قضيتها في حياتي تكلمنا كثيرا ونحن نرقص معا ومزحنا و اغدق على من مشاعره الفياضة
وانا تعاملت معه جيدا واختزلت الحصار الذى فرضته على مشاعري معه
ولكن عندما رايتها اليوم لم استطع السيطرة على مشاعري
احتضنتها بسنت لتخفف عنها : علياء اخرجي اية وكلامها من حسابتك وانا سأتصرف معها ،وهيا اتصلي بعمر لتصالحيه
لا تتكلمي في الموقف ثانية بل تكلمي في أي شيء اخر أسأليه ماذا كان يريد مثلا
تدللي عليه كما تفعلي مع علي ولكن تذكري دائما انه زوجك
همت بالخروج من الغرفة لكنها توقفت عند الباب
__ أنسيتني ما جئت من اجله ،أمي تريد ان نبدأ في شراء جهازك ، وبما انكي لا تعملي وانا لدي رصيد من الاجازات سأخذ اجازة وننزل كل يوم لشراء الاحتياجات الخاصة بزواجك وتجهيزات العرس ، فتجهزي من الغد سأمر عليك في الصباح الباكر
__ لم الان ، الوقت مبكر على شراء احتياجات العرس
هزت كتفيها : لا اعلم ولكنها رغبة امي ، وسنفعل ما تريده ويرضيها
هزت راسها موافقة و هي مندهشة من موقف امها



***************



رن هاتفه بنغمتها المميزة ليندهش من اتصالها ، لم يصدق انها ستتصل به بهذه السرعة
رد ليأتيه صوتها: السلام عليكم
فضل الصمت ليوضح لها انه غاضب بالفعل
__ عمر انت معي
رد بأسلوب جاف: نعم معك
__ اذن انت غاضب فعلا
تنفس بعمق لتردف بسرعة :لا تغضب ، فانا لم اقصد اغضابك
كنت خجلانة لا اكثر وليس منك ولكن منهم لقد ضايقوني بتعليقاتهم
قالت بصوت يملأه الرقة والدلال : ارجوك لا تغضب
ابتسم داخليا على رقتها ليقول بثبات : هل يهمك غضبي لهذه الدرجة ؟
ردت بصوت اكثر رقة :لا احتمل فكرة انك غاضب مني
رد بهدوء : خلاص علياء لست غاضبا
__ حقا
__ ألا تصدقيني ؟
__ لا لم اقل ذلك ولكني اريد التأكد من مسامحتك لي
رد برقته المذيبة لها : تأكدي انني لا استطيع ان اغضب منك يوما
ضحكت بخفه لتساله : لماذا كنت متصل ؟ شعرت انك تريد قول شيء مهم
ابتسم بسعادة لحدسها وشعورها به :نعم كنت متصل لأقول لكى ان وجهك حلو علي وقدمك قدم الخير سأتعاون مع شركة المهندس ياسين وهذا التعاون مثمر جدا لي وسيجعل شركتي ترتفع الى مرتبه اعلى في السوق
اجابته فرحة : مبروك حبيبي الف مبروك
صمت ليستمتع بالكلمة وحلاوتها وهى تخرج من شفاهها
__ عمر انت معي
__ ممكن ان تعيديها مره اخرى
احمرت خجلا ليخرج صوتها هامسا: ما هي؟
__ انت تعلمين
تلعثمت : سأغلق الان سأصحو باكرا لان امى اعلنت حالة التأهب القصوى وامرتني انا وبسنت ان نبدأ في شراء احتياجات الزواج
__ بمناسبة الزواج ما رايك ان نقدم موعده
__ لا اعرف ،الديك موعد معين
__ نعم بعد اربعة اشهر
__ اليس مبكرا يا عمر؟
__لا استطيع الانتظار اكثر من ذلك علياء
سعدت وخجلت من جملته لترد هامسه : انا موافقه
__ ماذا قلتي لم اسمعك جيدا
__ عمر ،لابد من اخذ موافقة علي وأمي
__حددي لي موعد مع خالتي سآتي لأزوركما، وحددي موعد معها لشراء الشبكة وابلغيني بهما
__ حاضر ، سأغلق الان لأسلم عليهم قبل ان يغادروا
__حسنا ، سأتصل بكي ثانية قبل نومى
قالت برقه :سأنتظرك
اغلقت الهاتف وهي تشعر براحة فمحادثتها مع بسنت ازالت العبء الثقيل التي كانت تشعر به من اتجاه عمر واكدت لها انه يحبها ويريدها وان لا اساس لكلمات ايه معها

خرجت من غرفتها فرحة لتذهب الى التجمع العائلي وتجلس بجوار علي : امي عمر يريد ان يأتي ليزورنا
التفت علي لها وامها ترد :يتفضل حبيبتي في أي وقت
ضحك علي :هل تخلصنا من الخجل الان؟
احمرت وجنتيها ولم تستطع ان تتكلم
لترد بسنت : علي كف عن مضايقتها ، لم تقل شيء يستدعي الخجل لتردف بنبرة حاده : زوج يأتي لزيارة زوجته
لقد كنت كل يومين اثناء خطبتك لأية تزورها اليس كذلك ايه؟

قالت جملتها الاخيرة باستهزاء وهي تنظر الي اية نظرة متحدية
شعر علي بشيء بين زوجته وبسنت فلأول مرة بسنت تتكلم معه بهذه الحدة ليعقد حاجبيه ويجيب : نعم كنت ازورها ،ما المشكلة ؟ وانا لم اعترض على زيارة عمر ،كنت امزح فقط
__ اعرف اخي
قاطعتها علياء لتقل بهدوء : ويريد ايضا تحديد موعد لشراء الشبكة ، ها ما رايك امى؟
نظرت الام الى علي : ها علي انت متفرغ متى؟
__ لأجل عيون علياء ، الان لو تريد
ضحكت ليشدها الى حضنه : متى تريدين الموعد ؟
رفعت كتفيها : لا اعلم
__حسنا ابلغيه ان يأتي غدا في المساء لنحدد موعد شراء الشبكة
هزت راسها فرحة لتقول لبسنت: بسنت تعالي اريدك
قامت هي واختها للداخل : بسنت ارجوك لا تفتعلي المشاكل مع ايه ، انا لا اريد تكدير علي
دخلت وفاء عليهما : ماذا تفعلان ؟
ابتسمت علياء : لا شيء وفاء ، الن تأتى معنا وانا اشتري احتياجاتي
__ سآتي طبعا لكن في نهاية الاسبوع
__ حسنا
دخلت ايه متغطرسة لتقول لعلياء :ناولني كوب من الماء
رفعت بسنت حاجباها الايمن وقالت من بين اسنانها : وفاء خذي علياء واتفقا خارجا على موعد نزولنا في نهاية الاسبوع
اندهشت وفاء لكنها امتثلت لكلمات اختها لتهمس لها علياء قبل خروجها : بسنت تذكري علي
نظرت لها بسنت شذرا لتخرج علياء من المطبخ مسرعة
__ ايه استمعي الي جيدا حتى لا اكرر كلامي مرة اخرى ، من الافضل لكي ان تبتعدي عن علياء
اجابت هازئة وهى تلوى شفتيها : ماذا ستفعلين بسنت ؟
__ انت تعلمي جيدا ما استطيع فعله واني الي الان اراعي مشاعر علي واراعي ان بينكما جني
وانت تعلمين ايضا ان كل ما فعلتيه شيء وما فعلتيه مع علياء شيء اخر وان علي لا يحتمل على علياء نسمة الهواء الطائر ، اكملت مهدده : لا تقولي انني لم انذرك ، وقد اعذر من انذر
خرجت وهى تاركه ايه تغلى وتفور من الغضب





*********************






دق على الباب بهدوء ليفتحه ويطل براسه منها : أستطيع الدخول نور؟
جلست على الفراش معتدلة: تفضل عمر ، كنت اقرا قليلا قبل النوم
جلس على الفراش بجانبها : مازالت غاضبه ؟
ابتسمت :لا عمر انتهينا خلاص ، عمر ماذا كان يفعل المهندس ياسين هنا؟
__ سنتعاون معا بإذن الله ، لديه مناقصه يريد منى اكمالها لان شركته لديها ارتباطات كثيرة
__ مبروك عمر الف مبروك
__ الله يبارك فيك ، ممكن ان استعير سيارتك الى ان ينتهى الميكانيكي من السيارة
__ طبعا ، اخرجت المفاتيح وسلمتها اياه :تفضل
__ سأوصلك كل يوم الى عملك ولكن تصرفي في العودة
__ لا تقلق عمر سأتدبر اموري
__حسنا تصبحين على خير
__ وانت من اهل الخير
خرج من الغرفة وتركها لتنام وهو يتمنى لها احلاما سعيدة



*********************************************




جالس بسيارته يستمتع بهواء المساء البارد ويردد كلمات الاغنية التي مست قلبه ودغدغت مشاعره ليفاجئ بيوسف
وهو يضحك امامه :ما هذا ؟ تغنى ياسين ، لا اصدق عيناي
ابتسم في وجهه : ما المشكلة ؟ انه عبد الحليم والجميع يغنون له
__ آها ظاهر عليك السعادة ، غمز بعينيه : كان موعد موفق
ضحك قائلا: يوسف ابتعد عنى ولا تضايقني انا سعيد جدا اليوم
ضحك يوسف ضحكه عالية : اريد ان اعلم من هي التي اوقعتك بشباكها
__ يوسف قلت لك ابتعد عنى قالها بضحك وهو ينزل من سيارته ليغلقها
رفع يديه باستسلام : حسنا ، اتصدق ياسين انا ايضا اشعر بسعادة كبيرة لابتداء للعمل غدا
__ هذا شيء جيد
لف يده حول كتف اخاه :اتعلم يوسف ان تفوقت سأسند لك جميع الامور الإدارية للشركة ، فانا اريد الاهتمام بالأمور الهندسية فقط
__ حقا سأبذل قصارى جهدي
دخلا الى القصر وهما يتبادلان حديث اخوى ليساله ياسين
__اين امي ؟
__ انها في غرفتها
__ حسنا سأذهب اليها
__ انا سأذهب لأنام سأصحو باكرا ليبتسم ابتسامه واسعه : فانا مشتاق جدا للعمل وللشركة كلها
ضحك على كلام اخاه وطريقته
ليتجه الى غرفة امه ويطرق الباب بهدوء ويدلف الى الداخل
__ هل نمتى امي
__ لا حبيبي تفضل
تقدم اليها وقبل يدها وراسها
__ اجلس ياسين اريد محادثتك
__ نعم امي كلي اذان مصغيه
__ ارى انك سعيد
ابتسم :نعم المقابلة كانت جيده
__ الا تنوى ان تفرح قلبي بزواجك ؟
اتسعت ابتسامته : قريب امي ان شاء الله
نظرت اليه بدهشه ممزوجة بفرح : حقا ياسين ، متى؟
ضحك بخفه : عندما استقر على العروس سآتي اليك واقول لك اريدك ان تخطبي لي
__ حسنا سأتركك لتنتقي عروسك بنفسك وتعلم دائما انه يوم المنى لي يوم ان اخطب لك
هز راسه بسعادة : نعم امي اعلم ، ها ما الموضوع الذى تريدين به؟
__ ما رايك في العائلة التي التقينا بها في فرح ساره
__ ايهم ؟
__ عائلة المهندس عمر
__ اه ، انهم عائله محترمه ومرموقة اجتماعيا ، انهما احفاد اللواء اسماعيل عبد الرحمن صديق بي تتذكريه ؟
__ اه طبعا اتذكره
__ انه جدهما من الام
__ ان نهى وعمرو اشدا بهما ايضا وعمرو اشاد ايضا باهل خطيبة عمر
__ اه ، لما تسألي امي؟
__ اريد ان اخطب نور ليوسف

سلافه الشرقاوي 26-06-11 09:28 AM

صباح الخير يا صبايا
البارتات الجديدة
عندي كلام كتير عايزة اقوله بس مستنية لغاية ما اخلص امتحانات
اهي هانت
ادعولي بس ان بكرة يعدي على خير
اتمنى ان البارتات تحوز على اعجابكم







الفصل الرابع عشر




أتجه الى غرفة امه ويطرق الباب بهدوء ويدلف الى الداخل
__ هل نمتى امي ؟
__ لا حبيبي تفضل
تقدم اليها وقبل يدها وراسها
__ اجلس ياسين اريد محادثتك
__ نعم امي كلي اذان مصغيه
__ ارى انك سعيد
ابتسم :نعم المقابلة كانت جيده
__ الا تنوى ان تفرح قلبي بزواجك
اتسعت ابتسامته : قريب امي ان شاء الله
نظرت اليه بدهشه ممزوجة بفرح : حقا ياسين ، متى؟
ضحك بخفه : عندما استقر على العروس سآتي اليك واقول لك اريد ان تخطبي لي امي
__ حسنا سأتركك لتنتقي عروسك بنفسك وتعلم دائما انه يوم المنى لي يوم ان اخطب لك
هز راسه بسعادة : نعم امي اعلم ، ها ما الموضوع الذى تريدين به؟
__ ما رايك في العائلة التي التقينا بها في فرح ساره
__ ايهم ؟
__ عائلة المهندس عمر
__ اه ، انهم عائله محترمه ومرموقة اجتماعيا ، انهما احفاد اللواء اسماعيل عبد الرحمن صديق بي ، تتذكريه ؟
__ اه طبعا اتذكره
__ انه جدهما من الام
__ ان نهى وعمرو اشدا بهما ايضا وعمرو اشاد ايضا باهل خطيبة عمر
__ اه ، لما تسألي امي؟
__ اريد ان اخطب نور ليوسف
فتح عينيه من الصدمة وتحشرج صوته: ماذا تقولي أمي ؟
__ الم تسمعني ؟
اريد ان اخطب نور ليوسف ، لقد شعرت انه يعاملها بطريقه مختلفة عن الاخريات من الممكن انه يحبها فهي كانت زميله له في الجامعة وكانا يحبا بعضهما ، فهو اصر ان اتعرف عليها وعلى عائلتها ولا تنسى اصراره على الحصول على باقة الورود واهداءها لها غير ان سنهما متقارب واكيد متفاهمين فهما زميلان في الدراسة والعمل
امتقع وجه وهو يتذكر كلام يوسف عنها وطريقة معاملته لها ورنت كلماته منذ قليل عن العمل والشركة حينها ضحك عليه لم يثمن كلماته ولم يعطها اهميه الان يفهمها انه مشتاق لنور سيعيد بالعمل لأنه سيراها
نبهته امه : ياسين انت لا تسمعني
رمش بعينيه وهو يرسم على شفتيه ابتسامه باهته :معك امي ، انا معك
__ حسنا ما رايك؟
رد بهدوء وتعب: لا اعرف أمي، افعلي ما يحلو لكي

قام لينصرف الى غرفته بخطوات ثقيلة وهو يشعر ان قلبه هوى بين رجليه فزادهم ثقلا كان يشعر منذ قليل انه يحلق في سماء السعادة ليصحو من حلمه ويرتطم بارض الواقع المرير ، لا يستطيع ان يكسر قلب اخيه او يسرق سعادته وحبه القديم
كلمات امه ترن بإذنيه لتزيده الما وتجعله يعيش في كابوس جديد ، ولكنه كابوس من ارض الواقع سيضطر للتعامل معه كل يوم وهو يرى نظرات الحب بينها وبين اخيه ، في تصرفات اخيه ومعاملته لها ، في ابتسامتها الدافئة وضحكتها مع اخية ،كيف سيتعامل معها بعد ان تصبح ملكا لأخيه قلبا وعقلا وجسدا
رمى جسد على الفراش بإهمال بعد ان انهكه تفكيره وهو يشعر بتعب شديد انه يشعر بقلبه يشتعل وجوفه النيران تعبث به لتزيده سقما ، يريد ان يصرخ ولكنه لا يستطيع ان يفعل أي شيء متعب ومنهك للنخاع وامامه ليالي كثيره يقضيها جسد بلا روح في كابوس من ارض الواقع




******************************************






جالسه في حديقة منزلها امام حوض زهورها المفضل في جو ربيعي ، نسمات الهواء تتخلل شعرها تجعله يتطاير حول وجهها ، رات احدى الفراشات تطير حولها مظهرها خلاب هب الهواء مرة اخرى جعل شعرها يطير اكثر ويجعلها تحرك راسها في سعادة واستمتاع ، فالجو جميل والهواء عليل
هب الهواء مرة اخرى بقوة اكبر محملا بالأتربة فأغمضت عينيها لتفتحها وتجد السماء تحولت الى اللون الاحمر والفراشة الطائرة احترقت امامها مما ادى الى انزعاجها واضطرابها فهذا التحول المفاجئ اخافها حولت نظرها الى حوض الورود فرات الفراشة المحترقة تسقط به لتضرم فيه النيران وتتركه مشتعلا هو الاخر ، هبت واقفه والخوف بعينيها غير قادرة على الصراخ دارت بصرها الى الحديقة لتجد النيران تعبث بجوانبها ركضت هاربه من النيران التي تلم ما حولها لتتعثر وتسقط بصرخة مدويه
__ نور ،نور ما بك؟
فتحت عينها بصعوبة لتجد عمر جالس على ركبتيه ارضا بجانبها ، نظرت حولها خائفة لتجد نفسها على ارضية غرفتها وعمر ينظر اليها والخوف يطل من عينيه
بت على خدها بخفه : نور أنت بخير
هزت راسها بنعم
__نور أرجوك اجبيني ، ما بك ؟ لم كنتي تصرخين
ردت بصعوبة : لا شيء ، مجرد حلم لا اكثر ولا اقل
نظر اليها محاولا الدخول الى راسها ليتنهد قائلا : اذن ، قومي ستتأخرين على عملك
__ حسنا
قامت بصعوبة من الارض وهى تشعر بانزعاج من حلمها ، فهي لا تستطيع تفسيره ولكن رؤية حديقة منزلها جعلتها تشعر بالخوف على اخيها الوحيد و سدنها و المتبقي من عائلتها
رن المنبه بإزعاج ليجعلها تنتبه الى الوقت فقامت لتجهز وتذهب الى العمل



*************************************************




استيقظ على صوت امه وهى تناديه
__ ياسين افق بنى ، ان الساعة تجاوزت الثامنة
فتح عينيه وهو لا يستطيع الرؤية: أمي
__ نعم حبيبي، استيقظ ستتأخر على الشركة
لا يستطيع الوقوف انه نام البارحة بعد الفجر، بعدما تعب من كثرة التفكير
سالته امه : لم نمت بملابسك؟
تذكر ملابسه فلم يستطع ان يقوم من مكانه ليغير ملابسه ويرتدى احدى مناماته ليتنهد بضيق : لا شيء أمي
__ هل انت متعب ياسين ؟
__ لا امي ، شكرا لكى لإيقاظي
عرفت من لهجته انه يريد الاختلاء بنفسه، فقامت لتنصرف بهدوء
وقفت على باب الغرفة :ياسين انا انتظرك لتتناول معي الفطور
__ لا أمي ، لن استطيع تناول الفطور فقد تأخرت بما فيه الكفاية اليوم ، سأرتدى ملابسي واذهب الى الشركة على الفور
هزت راسها وهى تخرج من الغرفة ، لقد تأكدت انه ليس على ما يرام فهو مختلف عن البارحة كليا ، شعرت بالخوف عليه وفكرت في الاستعانة بنهى فهي اقربهم اليه ومن تستطيع الكلام معه ومعرفة ما به



تنهد بتعب بعد خروج امه من الغرفة وجر نفسه من الفراش ليقف امام المرآه ليرى ملابسه التي انتقاها البارحة بعنايه شديدة ، لتندفع الاحداث في ذاكرته كالشلال ، نفض راسه من الافكار ليحاول السيطرة على مشاعره ، وهو يؤكد لنفسه انها لا تناسبه فهي حب اخيه وهو لن يستطيع كسر قلب اخيه



*******************************************




بعد ان اوصلها عمر الى الشركة صعدت درجات السلم بهدوء لم تستخدم المصعد فهي تحاول تفريغ شحنة التوتر المسيطر عليها من الحلم المزعج الذى تعرضت له
دخلت الى المكتب بهدوء لتستقبلها سناء باسمه
__ صباح الخير نور، كيف حالك ؟
ردت بهدوء :صباح النور ، بخير الحمد لله
__ نور ما بك ؟ وجهك واضح عليه الشحوب
__ لم انم جدا
__ آها اذن سأوصى لكى بكوب من القهوة لتبدأ يومك
اخذت تفكر في معنى الحلم الى ان رات يوسف بوجه الضاحك واقف مستند على الباب بكتفه
__ صباح الخير على نور الشمس الساطع
ابتسمت بتوتر: صباح الخير يوسف
تقدم الى الداخل : ما بكى؟ وجهك شاحب كالأموات
__ لا شيء ولكنى متعبه قليلا
__ تريدين أي مساعدة
__لا اشكرك
__ ابتسم بهدوء : نور انت غاضبه منى اليس كذلك؟
__ لا لم تقل ذلك؟
اتسعت ابتسامته : لأنكى تجيبيني من بين اسنانك
__ يوسف انا متعبه ولا قدرة لي على النقاش
تقدم ليجلس على الكرسي الموضوع امام مكتبها : اذن انت بالفعل غاضبه
__ لن استطيع التخلص منك اليس كذلك؟
رد بهزه من راسه وابتسامته تزداد : هيا قولي لما انت غاضبه؟
__ انا لست غاضبه ولكنى مستاءه منك ، فانت لم تخبرني انك اخ المهندس ياسين
ضحك : لم اريد ان تتعاملي معي بطريقة مختلفة وتتخذي منى موقفا اذا علمتي انني من اصحاب الشركة
رددت بذهول : اصحاب الشركة
__ نعم انها شركة والدنا رحمة الله عليه
__ رحمة الله عليه ، اذن يا استاذ لما لا تشغل منصبا اداريا مرموقا
__ لان اخي العزيز يؤمن بارتقاء السلم درجة درجة
ابتسمت بإعجاب فهي تكتشف صفه جديدة مميزة في ياسين تجعلها ان تشعر بانه فريد من نوعه
__ ها الا زلت غاضبة؟
__قلت لك من قبل انا لست غاضبه
ضحك : حسنا يا انسه لست غاضبه كرر كلمته مقلدا صوتها
ضحكت على مزحته :اليس لديك عمل تقوم به ؟
__ اه انت تطرديني
__ لا لكنى متعجبة من تسكعك هنا وهناك
__ ان اخى العزيز لم يأتي بعد ، تصوري منذ بداية عمله لم يتأخر ولا مرة عن موعده
سالته بلهفه : اهو مريض؟ كان البارحة على ما يرام
نظر لها بدهشه وقال مبتسما : البارحة ، اين رايته البارحة؟
__ اه نعم كان عندنا بالمنزل كان يتفق مع عمر على عمل او شيء من هذا القبيل ،وتناولنا العشاء معا
رفع حاجبيه مدهوشا فهو اخر مكان كان يتوقع عودة اخيه منه مفعم بهذه الكميه من السعادة ليتذكر المشهد الذى راه في حفل الزفاف بينه وبين نور عندما كانت امه تسلم على السيدة خالده لتتسع ابتسامته وهو يعلم من الذى سرقت قلب اخية
دخلت سناء وهى حاملة لأكواب القهوة
__لقد جئت بالقهوة
لتردف :اهلا اهلا بالعضو الخاص بمكتب مديرنا العظيم
ضحك بصوت عال : اهلا بكى مدام سناء
__ ماذا تفعل هنا ؟
مد يده ليأخذ احدى الاكواب : لي نصيب بهذه القهوة
ليردف بأدب : شكرا لكي يا استاذه سناء على منحتك الجميلة جاءت في وقتها
ضحكت سناء : حسنا اذهب الى مكتبك الان حتى لا يأتي السيد عبد العزيز ويحيل نهارنا جحيما
وضعت الكوب الاخر امام نور لترفع لها راسها : و انت سناء
__ لا تقلقي سأقول لعم صابر ان يأتيني بكوب اخر بدلا من الكوب الذى استولى عليه يوسف بك
جلجلت ضحكته في الكتب ليقل وهو يقلد صوت يوسف وهبي: هل تشبهيني بيوسف بك وهبي
ضحكت نور على اثر ما قاله ليفاجئوا به واقف امامهم بطوله الفارع والضيق ظاهر على ملامحه




******************************************************





دخل الى مقر الشركة و ركب المصعد وعند اول توقف له خرج منه شارد الذهن فهو يفكر مليا فيما سيحدث وكيف سيكون موقفه من التي ستصبح زوجة اخية ،رنت الكلمة في راسه ليشعر بقلبه يتمزق سيخبر امه انه يحبها لن يستطيع فهو لن يسمح بكسر قلب اخيه حتى لو مات من الالمه
افاق من شروده على صوت يوسف الضاحك وضحكتها الجميلة تنطلق من احدى المكاتب ليكتشف انه في طابق الشئون القانونية شعر بان راسه ستنفجر والصداع يخيم عليه عند رؤية يوسف يتوسط المكان وهى تتكلم معه وتضحك على ما يقوله بعذوبه وجمال
لتصمت عند رؤيته وتقف باضطراب

نظر لها مطولا ، فهو يودعها يودع حلمه الذى مات وليدا
نقل عيناه الى اخيه ليقول بهدوء : ماذا تفعل هنا يوسف؟
تنحنح يوسف فوجهه لا يبشر بالخير ويظهر عليه الارهاق : لا شيء ، سأذهب الى مكتبي الان
التفت الى سناء : اين السيد عبدالعزيز ؟
__ نظرت الى ساعتها لتجدها تجاوزت التاسعة تلعثمت : انه لم يأت الى الان؟
رفع حاجبه: سأذهب لأسال السكرتيرة
خرجت من الغرفة مسرعة
لينقل نظره الى يوسف ليخرج هو الاخر من الغرفة متجها الى مكتبه



واقفه خلف مكتبها منتظرة ان يكلمها الى ان شعرت بنظراته تحرقها لترفع عينيها اليه مستفسرة لترتعد من نظراته لم تكن دافئة كما توقعت وكما راتها قبل ذلك البارحة او في السيارة بل كانت باردة قاتمه وتشوبها الكثير من الحزن
راعها التعب الواضح عليه لتقول له برقتها المعهودة : تفضل اجلس الى ان تأتى الاستاذة سناء


انتبه انها تكلمه ليضيق عيناه فلم يستمع الى ما قالته ليقول بحده: ماذا تقولي ؟
تلعثمت وهى تعيد ما قالته: تفضل بالجلوس الى ان تأتى السيدة سناء
نطق باقتضاب : شكرا لا اريد الجلوس
نظر اليها نظرة اخيرة ليوليها ظهرة ويغادر الغرفة تاركها في حيرة من امرها

**********************************************

غادر مسرعا وهو في عاصفة مشاعر متضاربة لا يستطيع الابتعاد عنها ولا يستطيع الاقتراب منها
فهي اصبحت كالتفاحة المحرمة يشتهيها ولا يستطيع تذوقها ، اراد ان يعود لها فهي احتلت كيانه وتفكيره
تنهد ليوبخ نفسه على طريقة معاملته لأخية ، فهو لم يستطع السيطرة على الغيرة وهى تنهشه عند رؤيته بقربها
تمنى ان يكون في مكان اخيه ليتكلم معها وتضحك على نكاته ولكن من الظاهر أنها امنية صعبة المنال


دخل الى مكتبه دون القاء التحية على السيدة عبير
رفعت عيناها والدهشة ترتسم على وجهها لتلفت الى يوسف
__ ما به ؟ لماذا غاضب؟
ابتسم بهدوء: لا اعلم ، انه كان يسال عن السيد عبدالعزيز
تمتمت بخوف : ربنا يستر
اتاها صوته جافا امرا من جهاز الاستدعاء
__ اطلبي السيد عبد العزيز ليأتيني حالا ، وابلغي الاستاذ يوسف انى اريده
__ سيدى البريد هل اتى به اليك؟
__ ليس الان
رفعت عينيها ليهز راسه موافقا ليتقدم الى مكتب ياسين وهى تردد : ربنا يستر



*******************




رفع نظره الى اخاه و قال امرا بحده : اجلس
نفذ يوسف الامر على الفور ليكمل ياسين : الم اقل لك من قبل ان تدع مشاعرك جانبا ووقت العمل اعطيه بأكمله الى عملك ؟
نظر اليه يوسف بتعجب وعقد حاجبيه بتفكير وردد كلمته : مشاعري ، عفوا لا افهم ، ما الذى تقصده؟
نظر له نظرة ثاقبه : يوسف ، لن اكرر كلامي مرة اخرى لا اريد رؤيتك تتسكع هنا وهناك
قال الجملة الاخيرة وهو يشير الية بيده في انحاء الغرفة
اجلس بمكتبك والتزم بعملك، مفهوم
ردد يوسف بهدوء: مفهوم
__ ستذهب الان للاتفاق على مناقصة بناء المجمع التجاري مع المهندس طارق والسيد عبد العزيز
يوسف اريدك انت من تضع العقود فالسيد عبد العزيز سيكون الى جانبك فقط ، وخذ حذرك فانا غير مستريح لهذا العمل
__ حاضر ياسين ، لا تقلق
نظر له مؤنبا ليرد بهدوء :حاضر يا استاذ ياسين
أي اوامر اخرى
__ لا تستطيع الانصراف

اتاه صوت السيدة عبير : المهندس طارق سيدى
__ سيقابله الاستاذ يوسف
نادى اخاه : يوسف فلتقابله انت
__ حسنا ، بعد اذنك



****************************************************


واقفه في مكانها متسمرة لا تستطيع الحركة مشتتة الذهن محتارة من امرها تحدث نفسها : ماذا حدث له؟
حدسها ينبئها بشيء حدث معه ولكنها لا تعلم ما هو
دخلت سناء و اخذت تتكلم معها و هي لا ترد عليها نظراتها مثبته مكان وقفته
هزتها سناء بخفة : نور ما بكى ؟ انا اكلمك
انتبهت لترمش بعينيها اكثر من مرة : اسفة سناء ، ماذا تقولين ؟ لم اسمعك
__ السيد عبد العزيز لم يأت الى الان ،وانا لا اعرف ماذا افعل ، فهذا المهندس الصغير كالديك الرومي المعتد بنفسه ماذا سيفعل اذا علم ؟
__ اين السكرتيرة؟
__ غير موجوده هي الاخرى
__ ابلغي مكتبه بان السيد عبد العزيز لم يأت بعد
انتهت من جملتها لترى السيد عبد العزيز بالردهة خارج المكتب لتهتف لسناء الممسكة بالهاتف
__ لقد وصل السيد عبد العزيز
وقفت سناء لتخرج اليه : سيدى المهندس ياسين سال عليك
تقدم السيد عبد العزيز الي داخل المكتب
__ صباح الخير يا سيدى
ضحك بخفة : صباح النور يا نور ، هل أنهيت العقود التي طلبتها منك يوم الخميس
__ انهيتها سيدى ، ولكن يوجد جزء صغير خاص بالمواصفات سيادتك قلت انه لابد من اخذ رأى المهندس ياسين به
__ حسنا احضري العقود واتبعيني
__ حاضر سيدى



حضرت العقود وسارت برفقة السيد عبد العزيز الى مكتبه القابع بالدور العلوي وهى تتناقش معه في بنود العقد
تقدمها السيد عبدالعزيز ليحي السيدة عبير
__ صباح الخير عبير ،كيف حالك اليوم ؟
__ صباح النور يا استاذ ،اين انت ؟ انه يبحث عنك ، انا بخير الحمد لله ولكنه ليس على ما يرام
فهو غاضب و وجهه متجهم ولا اعرف ما به
تنهد السيد عبد العزيز : اشكرك لإبلاغي
واقفه نور بينهما مندهشة من الحديث الدائر وهى تفكر اذن هو غاضب من الجميع ليس هي بالتحديد
انتبهت اليها عبير: اهلا بكى ،من انت؟
اجابها الاستاذ عبد العزيز : انها الأستاذة نور محامية لدينا بالإدارة ، السيدة عبير مديرة مكتب المهندس ياسين والسكرتيرة الخاصة به ايضا
__ اهلا وسهلا نورتي الشركة
ابتسمت نور: اهلا بكى سعيدة بمعرفتك والشركة منورة باهلها
__ عبير أيوجد اح بالداخل ؟
__ لا
__ حسنا ، من فضلك ابحثي عن المهندس طارق هو ويوسف وابلغيهم اننى اريدهم هنا
__ انهما هنا بالفعل عند الاستاذ يوسف
__ حسنا سأنتظرهما بالداخل
هزت راسها بنعم ليلتفت الى نور: هيا بنيتي




****************************************************




جالس على مكتبه لا يستطيع التركيز و يشعر بالشياطين تقفز امام عينية فمزاجه مقفول والصداع يسبب له الجنون
اتاه صوت السيدة عبير :السيد عبد العزيز سيدى
__ دعيه تفضل
تحامل على نفسه و وقف منتصبا ليستقبل هذا الشخص العزيز على قلبه و يرحب به


دخل السيد عبد العزيز و نور من خلفه ولكنه لم يلاحظها لصغر قامتها المخفاة وراء بنية جسد السيد عبد العزيز
صافح السيد عبد العزيز بود ملحوظ وقال بلهجة هادئة : تفضل يا أستاذي
__ كيف حال مديرنا الصغير
ضحك بهدوء حدثت نفسها انها ضحكة فاترة لم تشعر بها ولم تمس حواسها ليس كضحكته الرائعة التي رنت بمنزلها
__بخير تفضل
التفت اليها السيد عبد العزيز : تفضلي بنيتي



رفع عينيه بسرعة ليرى من التي يكلمها السيد عبد العزيز ليفاجئ بحضورها الذى يجتاح كيانه واقفة بجوار الباب
بهدوء ورقة مذيبه لمشاعره
__ الاستاذة نور هي من وضعت العقود وقلت من الافضل ان هي من تقوم بمناقشتها وتفسيرها لك
هوى جالسا على كرسيه فلم يستطع هذه المرة السيطرة على اعصابه فان كابوسه بدا للتو
رد وهو يحاول السيطرة على نفسه و صوته لتخرج كلماته مبعثرة : اه بالطبع ، بالتأكيد ، تفضلي قالها بنبرة منخفضة
تقدمت الى داخل المكتب
ليفاجئ بدخول يوسف وطارق خلفها ليشب الحريق في جوفه وتستعر النيران في صدرة فلن يستطيع التعامل الان مع مواقفها هي ويوسف
سلم كلا منهما على السيد عبد العزيز وياسين ليلتفت اليها طارق وهو يمد يده اليها
__ اهلا بكى انا المهندس طارق هل انت عملية لدى شركتنا؟
رد السيد عبد العزيز بضيق واضح : الاستاذة نور ، محامية بالشئون القانونية
رفع حاجباه بإعجاب: حقا
ادار عيناه عليها من راسها الى اخمص قدميها بتفحص : ان مستواكم في اختيار وتعيين الموظفات ارتقى الى اعلى الدرجات
نظرت الية في حدة لتتجاهل يده المدودة لها ليردف :تشرفت بمعرفتك نور
رفعت اليه حاجبها الايمن في غضب من طريقته في تأملها لتتكلم من بين اسنانها : الاستاذة نور من فضلك
كتم يوسف ضحكته فملامح ياسين لا تبشر بالخير وتعلن عن انفجار بركاني قريب
اتاهم صوته حادا امرا : اجلس انت وهو بالخارج الى ان اناقش هذه العقود مع الاستاذ عبد العزيز
قاطعه السيد عبد العزيز :لابد من وجودهما فالمهندس طارق هو من سيباشر امر المناقصة والاستاذ يوسف سيستلم العقود وسيباشرها
زفر بضيق فهو لا يحتمل وجودها بجانب اخاه حتى يأتي هذا الطارق ويغازلها علنيا امام عيناه
وافق على مضض حتى لا يلفت انتباههم
__ حسنا لنجلس الى الطاولة
اسرع طارق ليقدم الكرسي الى نور لتشعر بغضب عارم يجتاحها من وقاحته و تنظر اليه غاضبة
السيد عبد العزيز : تعالى بنيتي اجلسي بجانبي
تجاوزته لتجلس بجانب السيد عبد العزيز ليكتم يوسف ضحكته مرة اخرى ويجلس بالكرسي الذى يمسك به طارق ويقول هازئا: اشكرك طارق على تهذيبك واخلاقك الراقية
ضرب ياسين يده على الطاولة بحدة ويقول بصوت هادر: الن ننتهى من لعب الاطفال هذا ، اجلسا
ارتعدت نور من غضبة الكاسح ووجه المنتفخ من الغضب ،وكادت ان تضحك على وجهيهما وهما مرتعبان منه
خيم الصمت على الغرفة ليسيطر على اعصابه قليلا : تفضل يا أستاذي
التفت اليها عبد العزيز : تفضلي يا نور اشرحي العقد وبنوده
بدأت نور في الكلام بصوتها الجميل الهادئ في شرح العقود بمنطقيه وذكاء وهو ينظر اليها متعجبا ومبهورا بها
بدا يوسف يتناقش معها في بعض البنود باحترافية ومهنية بحته ليتوصلا الى بعض البنود الجديدة واخيرا الى شكل جديد من العقود ليهتف السيد عبد العزيز : هذا نموذج ممتاز نستطيع العمل به الان ولاحقا ايضا ، ما رايك ياسين؟
__ انه ممتاز بالفعل
عبد العزيز : هل الممت بالمواصفات المطلوبة طارق
__ نعم بالطبع
__ اذن فلنتفضل نحن
قام من مكانه هو ونور ليساله ياسين : الن تذهب معهما أستاذي
__ لا ان الاستاذ يوسف لا يحتاجني معه فسيصل الى اتفاق افضل من اتفاقي معهم
هز راسه متفهما وواثقا ايضا من اخاه فمناقشته مع نور اثبتت اليه تفوق اخية وانه يستطيع الاعتماد عليه
لملمت اوراقها لتجهز بالانصراف
اقترب منها يوسف : العقود ممتازة نور ، انت بارعه حقا
ابتسمت بهدوء : شكرا لك ، سأذهب الى مكتبي
__ حسنا اعدى العقود الجديدة واتى بها الى المهندس ياسين ليمضيها
__ حاضر همت بالانصراف
ليعترض طريقها : الن تسلمي على ؟
نظرت الية باشمئزاز واستياء واضح لتتخطى جسده وتنصرف مسرعة من الغرفة


انفجر ضاحكا فلم يستطع هذه المرة التماسك ابتسم السيد عبد العزيز برضى : سأنصرف انا ياسين
غادر الغرفة ليتبقى هو معهما ، لا يطيق النظر اليهما سواء اخيه او طارق و خصوصا هذا الاخير فهو يشعر بانه يريد الانتقام منه على وقاحته معها ومغازلته لها امامه



هتف طارق مبهورا :من هذه الحسناء ، انت تعرفها يوسف اليس كذلك؟
ضحك يوسف : نعم انها زميلتي من ايام الجامعة والان تعمل بالشركة
__ لقد لاحظت انها تعمل معنا بالشركة ، اريد ان اعرف من هي؟
رد بهدوء والابتسامة ترتسم على شفتيه : انها ليست من نوعك المفضل
ابتسم بثقة : سأكون انا من نوعها المفضل




يراقب حديثهما الدائر وهو يشعر بحرارته تزيد وعقله يصل الى درجة الغليان الى ان استمع الى جملة طارق الاخيرة المملؤة بالثقة لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ليقول بغضب : طارق ، لن اسمح لك بممارسة اسلوبك هذا بالشركة
التزم حدود الادب من فضلك
__ ياسين الم تراها ؟ انها جميلة جدا ، لا استطيع منع نفسى من الاقتراب منها
ضم كفيه بغضب وهو يكتم غضبة ، انتظر ان يهب يوسف في وجه طارق ويمنعه من هذا الحديث ليجد ابتسامة يوسف
الدائمة مرسومة على شفتيه وينطق في هدوء: لن تسمح لك هي بالاقتراب، فلا تحرج نفسك معها
كاد ان يجن من اخيه وبروده فهو يكاد ان يقتل طارق وهو يرد علية بهدوء وابتسامة وكان الامر لا يعنيه
نطق بصعوبة : خلا ص ،انتهينا من هذا الموضوع
طارق لا تدعني احذرك ثانية ، هيا اذهبا حتى لا تتأخرا على الموعد
__ حسنا ، سأعود لأعلمك بما حدث
__ حسنا سأنتظرك




انصرفا ليتركاه في حيرة من امره يفكر فيما حدث امامه وهدوء يوسف العجيب وبرودة لم يلاحظ على وجهه أي معالم للغضب من طارق او أيا من ملامح الغيرة التي تؤجج صدرة ، أمعقول انه لا يحبها واستنتاج امه خاطئ
استعاد الحديث الذى دار بينه وبين امه البارحة لم تأتى على ذكر انها رغبة يوسف فكر قليلا
ليمسك الهاتف بسرعة ويتصل بأمه: السلام عليكم
__ وعليكم السلام حبيبي، كيف حالك ؟ لم يعجبني حالك في الصباح
__ انا بخير الحمد لله ، أمي اريد سؤالك عن موضوع خطبة يوسف
__ تفضل ما به ؟
__ سأقابل عمر واريد ان اعلم هل يوسف تكلم معك بهذا الشأن لاتفق مع عمر
__لا ياسين فانا سأتكلم مع اخاك اولا و لكنني انتظر الوقت المناسب
__ اذن يوسف لم يقل لكى انه يريد ان يخطب نور
__ لا
__ حسنا أمي سأتكلم انا معه
اغلق الهاتف مع والدته وهو يعتزم ان يفاتح اخاه في الموضوع ليتأكد من موقفه حيال نور وهل هي تهمه ام لا



************************************************************ *


دخلت الى مكتبها كعاصفة هوجاء تجتاح كل ما في طريقها
سالتها سناء : ما بكي ؟ لما انت غاضبة؟
__ انسان وقح
رفعت حاجبيها بدهشة وسالت باستنكار : من ؟المهندس ياسين
ردت على الفور : لا طبعا ، بل هذا المدعو طارق
ضحكت سناء ضحكة طويلة لتنظر اليها مندهشة
قالت بضيق : ما الذى يضحكك ؟
ردت والضحك يتخلل صوتها : انت التقيت بطارق
__ نعم ما المضحك في لقائي به
__ لا يوجد شيء مضحك في لقائك بك ، ولكنى اضحك لمعرفتي بسبب غضبك
__ نعم ، ماذا تقصدي ؟
__اقصد انه وقح بالفعل وخذي حذرك منه ،فهو لا يكل بسهولة و خصوصا من الجميلات امثالك
تعجبت من تحذير سناء ، نفخت بضيق فما كان ينقصها الا هذا الطارق لتبدا بإعداد العقود الجديدة



*************************************************
تتجول هي وبسنت في احدى الاسواق ليرن هاتفها بنغمته المميزة لتبتسم بسعادة
ردت ليأتيها صوته مليء بالحب والشوق : السلام عليكي حبيبتي كيف حالك؟ ماذا تفعلين؟
ردت مبتسمه : وعليكم السلام ،انا بخير الحمد لله ، اتجول في الاسواق لشراء الجهاز
__ حسنا حبيبتي سامر عليك في الثامنة مساءا استعدى لننزل لشراء الشبكة
قالت بدلال: سأنتظرك
__ علياء حبيبتي
احمرت خجلا لتشعر بخجلها بسنت وتبتعد قليلا ، قالت هامسة : نعم
اجابها برقة : وحشتيني
تلعثمت لتقول : وانت ايضا
رد بخبث : انا ماذا
قالت بصوت منخفض : وحشتني
ضحك بسعادة: بحبك
ارتبكت: سأنتظرك لا تتأخر
__ لا استطيع ان أتأخر حبيبتي ، سلام
اغلقت الهاتف لتجد بسنت تنظر اليها مبتسمة تأبطت ذراعها : ارى انكي اصلحت الامور بينكما
__ نعم ، نفذت نصيحتك
__ ربنا يتمم لكم بالخير ولا تأخذي منه موقفا بعد ذلك الا ان تتأكدي مما سمعتيه
__ ان شاء الله سأفعل
__ هيا لنكمل تسوقنا



***********************************************************


جالسة على مكتبها منهمكة في اعداد النسخة الجديدة من العقود ليدخل عليها السيد عبد العزيز
__ ها يا استاذة هل انتهيت ؟
__ نعم سيدي
اخذ النسخة من بين يديها : حسنا ،هذا جيد ،من فضلك اذهبي بها الى ياسين ليمضيها ثم اتيني بها
هزت راسها موافقة لتأخذ الاوراق وتمضى الى مكتبه وهي تفكر في احواله المتقلبة واختلافه الجلي عن الشخص الذى تعامل معها برقة وتهذيب رائع قررت ان تساله عن سبب تغيره فهو كما قال لها من قبل من المفترض انهما صديقين
اذن ستتصرف على هذا النحو ، حدثت نفسها الا تكون متطفلة عليه في هذا الوضع
رد عقلها سريعا لا ابدا سأتعامل معه كما اتعامل مع يوسف او عمر او حتى علياء
سالت نفسها مرة اخرى لما هي مهتمة به وبأحواله
لترد سريعا انه صديقي وانا من طبيعتي ان اهتم بأصدقائي وذكرت نفسها انه من سعى لصداقتها فلا يوجد شيء مخجل عند سؤالها عن احواله
اكتشفت انها تخطت غرفة مكتبه لتعود اليها مرة اخرى
دخلت الى مكتب السيدة عبير لتجده فارغا وقفت قليلا تسال نفسها :ماذا تفعل الان ؟
ما الضرر سأطرق الباب وادخل انا اتية بأوراق مهمة اريد امضائها
طرقت الباب بهدوء لم تجد ردا لتطرق بقبضات اكثر قوة ، لا يوجد رد
تنهدت بترقب لتطرق الباب طرقات سريعة وتفتح الباب لتطل بعينيها الى الداخل لتتأكد من عدم وجوده
لكنها وجدته جالس على كرسيه الوثير وظهره الى الباب ووجهه الى النافذة كانه ينظر منها الا انها تأكدت من شروده
عندما خطت الى الداخل ولم يشعر بها
تنحنحت بقوة لتتكلم من بعدها بصوت عال : ياسين
التفت وهو جالس بقوة على صوتها حتى كاد ان يقع ارضا ليتمالك نفسه ويتمسك بالمكتب بقوة وينظر اليها في حدة





جالس بهدوء يفكر كيف سيفاتح اخاه في موضوع الخطبة ، وماذا يفعل اذا كان يوسف بالفعل يريد ان يتزوجها
انزعج من الفكرة بشدة لدرجة شعر ان دماؤه تفور و تغلى وعقلة سيصبح عجينه لينه من كثرة التفكير
لم يستطع العمل اليوم ففكره مشغول بها فهي النور الذى اضاء حياته ليشعر بأحاسيس لم يختبرها من قبل
لا يريد ان يتركها لكن امام قلب اخيه سيرضى بالألم ولا يرضى ان يتحطم اخيه الصغير
استفاق على صوتها بنغمته المميزة تنطق اسمه بسهوله ويسر ليتلفت بشدة حتى يتحقق انه لا يحلم
كاد ان يقع من قوة الالتفات ليشعر بالغضب من نفسه ،والتوتر يسيطر عليه جراء وقوفها امامه بحضورها الذى يأخذ انفاسه

اسرعت اليه لتحاول انقاذه من عدم الوقوع وهى تتمتم: اسفة ، لم اقصد اجفالك
نظرته الحادة جعلتها تتسمر مكانها لتبدا في شرح ما حدث وانها لم تجد السيدة عبير وانها اتية ليوقع العقود
خرجت الكلمات غير مرتبه امام نظرات عيناه الثاقبة
لتنهى كلامها :وكنت اريد ان ابلغك انى بالغرفة ،ولكن من الواضح ان صوتي كان عاليا
خيم الصمت عليهما لفترة بعد ان انتهت من شرحها للموقف لم تستطع ان ترفع نظرها اليه
يتأملها بوضوح وهدوء يبتسم لإرباكها وحيائها مما فعلته ليقول امرا بصوت رخيم محبب : اجلسي
رفعت نظرها بدهشة من نبرة صوته لتذهب وتجلس على الكرسي المقابل للمكتب
لينهض بخفة ورشاقة ليجلس امامها على الكرسي المقابل ناولته الاوراق ليوقعها
اخذ الاوراق ليقرأها بعناية وعلى الاقل ان يبعد عقلة عن التفكير بها
تذكرت انها تريد سؤاله عن سبب غضبه اليوم وتغيره في المعاملة معها
رفعت راسها لتقول برقة لم تقصدها : ما بك اليوم ؟
انتفض عقلة من سؤالها وذابت مشاعره من رقتها ليرفع نظره اليها بهدوء و شبه ابتسامة ترتسم على شفتيه
__ عفوا ، لا افهم قصدك تعمد الخبث في ادارة الحديث فهو يريد معرفة لما فكرت في السؤال عنه
__ انت غاضب اليوم ، وانا اسال عن السبب ؟
__ لما تسألين ؟
ارتبكت لتقول :من المفترض اننا اصدقاء وان نسال عن احوال بعضنا ، الا تتذكر ؟
رمش بعينيه ليقول ساخرا : اصدقاء ، وهل تهتمين بكل اصدقائك هكذا
__ نعم ، فاذا لاحظت تغير احد أصدقائي ، اساله عن السبب ،وانت كعمر او يوسف
توتر فكة بغضب عندما ساوته مع اخيها ، لتضرم النيران في صدره عند ذكرها ليوسف
رفع عيناه بغضب : سبب غضبى ليس من شانك ، وتذكري يا انسة اننا بالشركة وانا المدير وانت مجرد موظفة
اكمل جملته بلهجه حادة جافة جعلت البرودة تزحف من اطرافها الى باقي جسدها
ليردف بحدة: مفهوم
ردت براسها موافقه والغضب يتملكها ، ناولها الاوراق ليقول امرا : تفضلي
نهضت من مكانها وهى تصر على اسنانها وانطلقت خارجة من مكتبه والغضب يمتلكها




مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب

سلافه الشرقاوي 26-06-11 09:51 AM

الفصل الخامس عشر



مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب





لا يعلم ما الذى جعله يخرج ورائها لقد شعر بانه جرحها و اغضبها لم يخف علية نظرت الصدمة والغضب الواضحة على وجهها
عند رده عليها لام نفسة لقد كان حاد معها دون داع ولكن مساواتها له مع اخيها واخيه جعلته يفقد عقله ويرد عليها بلسان لاذع
لحقها لا يعلم لماذا ليراها ترتطم باخر شخص يريدها ان تحتك به الد اعداؤه لتسقط بين يديه مغمى عليها
هرع اليها حتى لا يلمسها هذا الشخص الكريه بالنسبة الية
وقف امامه بتحدي وهو يقول امرا : اتركها لا تفكر حتى بلمسها
ابتسم بخبث وكبرياء : اتركها هكذا على الارض
زئر بغضب : قلت لك اتركها
انحنى عليها و وضع يده خلف راسها ليربت على خدها برفق
__ نور ، نور افيقي ،نور
لم يجد امامه الا ان يحملها الى مكتبه ،حملها كحمل صغير بين يديه برفق وكانه يحمل كنز ثمين يخشى علية



جاءت مسرعة وراؤه وهى تهتف : ماذا حدث سيدي ؟
رد بضيق وهو يتقدم داخل مكتبه حاملا نور بين يديه : لا اعلم عبير ، لقد اغمى عليها ، اين كنتي ؟
__ كنت اتى لك بالفطور سيدي
وضعها برفق على الاريكة القابعة بمكتبة ليجلس على الطاولة الموضوعة امامها حتى يكون بالقرب منها ليلتفت الى عبير :حسنا ضعيه من يدك ، واتصلى بالطبيب
خرجت مسرعة لتنفذ اوامره


تأملها بهدوء وهو يلوم نفسه على ما فعله بها ، ازال شعرها الملتصق المندى بقطرات من العرق
ليشعر عند لمسه لبشرتها ان قلبه سيقفز من مكانه وسيخرج من جسده ليقدم نفسه لها طائعا ليجلس تحت ارجلها ويعتذر عما سببه لها من الالم ويتمنى رضاها ، هو نفسة كل ما يتمناه الان رضاها ، وان تشعر بما يستعر في صدره
نفض هذه الافكار على دخلة عبير وهى تحمل زجاجة عطر : اعتقد انها ستفيد ، فالطبيب امامه ساعة على الاقل حتى يأتي الينا
هز راسه موافقا وهو يلتقط زجاجة العطر من بين يدها ويرش على راحة يده قطرات منها ويلوح بيده امام انفها
ليقول برقة : نور ، نور أنت تسمعينني ، بالله جاوبيني ، نور
اندهشت عبير من تصرفه ورجاؤه لها فهي لأول مرة تسمع نبرة صوته الرقيقة والنظرة الحانية التي ينظر بها الى هذه الفتاه
تململت وحركة راسها ليردف : نور ، نور أتسمعيني
فتحت عينيها بصعوبة والصداع يطن براسها ، رات نظرات عيناه الرمادية الدافئة تحوم بوجهها وتتفحصه
وشفتاه تنفرج عن حديث لم تستوعبه
ربت على خدها مرة اخرى :نور ، اذا كنتي تسمعينني اشيري على الاقل براسك
هزت راسها ليهتف بصدق جعل عبير ستجن : الحمد لله
التفت اليها : عبير لو سمحتي اتى لي بكوب من العصير حالا
وقفت صامته مندهشة منه ومن تصرفاته ، ليردف : عبير ، تحركي
__ اه ، حاضر همت بالانصراف لتقف ثانية : السيد معتز بالخارج
نطق بكره واضح : فليذهب الى الجحيم
ليتنهد بضيق: اجعليه ينتظر من فضلك
خرجت مسرعة واغلقت الباب خلفها بالية



فاقت الان بالكامل على صوته الغاضب لتنظر حولها وتحاول استعادة ما حدث واين هي الان ؟
حينما تبينت انها بمكتبه هبت واقفه ليمسك بها من ذراعيها : بحق الله ماذا تفعلين ؟ لم تفيقي بعد
ليردف امرا بهدوء : اجلسي
زاد كرهها له ،لأنه محق فهي تشعر بان راسها سينفجر ولا تستطيع الحركة
اجلسها مرة اخرى على الاريكة لتقول بصوت واهن : ماذا حدث ؟




قام ليجلس على الكرسي البعيد عن مكان تواجدها ، ليسيطر على اعصابه قليلا فرؤيتها هكذا تقلب كيانه
ليتذكر عند سؤالها عن ما حدث برؤيتها وهى تصطدم بمعتز وتقع بين يديه ليشتعل الغضب بصدره
رد بضيق : من الواضح ان رؤيتك غير جيدة على الاطلاق وتحتاجين لنظارة حتى ترى جيدا
ليلوي شفتيه ساخرا وهو يكمل : ام من عادتك الارتطام بالرجال
شعرت بالدم يفور براسها من جملته الاخيرة و نظرت اليه غاضبة من تلميحه لمرة المطعم لترد بحدة
__ لا طبعا ولكنى كنت مشغولة لذلك لم ارى أمامي جيدا
__ من الافضل اذن ان تنتبهي الى الطريق بعد ذلك حتى لا تفقدي وعيك بين أيدى الرجال
نهضت واقفة والغضب يطل من عينيها و صاحت به: ما معنى هذا الكلام ؟ وما شانك انت اصلا بي ؟
رد بهدوء مميت : شأني انكى من موظفين الشركة ، وانا لا اسمح بحدوث هذه الاشياء في طرقات شركتي
فتحت عينيها من الصدمة لما يقوله : ماذا تعنى ؟
__ لا اعنى شيء ، انا انبهك حتى لا يحدث المرة القادمة ما لا يحمد عقباه ، ان الشركة لها قواعد وعليك الالتزام بها ومراعاتها
هتفت بكره : فلتذهب شركتك الى الجحيم
هب واقفا امامها بنظرة مخيفه : ماذا قلتي ؟ اعيدي ما قلتيه ثانية من فضلك
تلعثمت مرتبكة و تحشرج صوتها ولم تستطيع إخراجه
ليردف مهددا : سأعتبر انى لم اسمع مقولتك الاخيرة لأنك متعبة ، وليس على المريض حرج
ولكنى احذرك ، انتبهي لما تتلفظين به معي ، فانا ليس كريما دائما
اعطاها ظهره ليذهب الى مكتبه
ارتجفت من تهديده ونبرته المخيفة لتتجمع الدموع بعينيها وتنذر بالسقوط، لتقول بصوت مخنوق من البكاء
__ ما بك اليوم ؟ لما كل هذا التغير المفاجئ الذى لا افهمه ؟
ضربت بقدمها على الارض بحركة طفوليه لتقول بدلال غير مقصود: لم تكن كذلك الامس ولا قبل الامس
رفعت نظرها اليه : ماذا حدث ؟ لا افهمك

عند سماعه لصوتها المخنوق من البكاء التفت لينظر اليها ولانت مشاعره على الفور ،نظر الى تجمع الدموع بعيونها والذى على وشك الانفجار و كاد ان يحتضنها ليخفف عنها ويخبرها بكل مشاعره لعلها تغفر له ما يفعله معها ،
قال بهدوء: لم يحدث شيء نور
تنحنح ليوقف سيل المشاعر الذي يسيطر على عقله ويأمره بأشياء لا يستطيع فعلها
__ ما سبب الاغماء
__ لا اعلم
__ هل تناولت فطورك ؟
هزت راسها نافية ليتذكر الفطور الذى اتت به عبير من اجله : حسنا ، اجلسي لتفطري معي
__ لن استطيع ، فلا بد لي من الذهاب
استدارت لتذهب ليوقفها صوته: نور من فضلك اعتنى بنفسك

سمعا طرق على الباب لتدخل من بعده السيدة عبير حاملة كوب العصير
__ العصير سيدي ، الف سلامة عليك يا استاذة
خجلت نور من الموقف لتمتم بهدوء: الله يسلمك
__ اتركيه عبير على الطاولة بجانب الفطور
نفذت عبير امره لتخرج بعدها من المكتب

نطق برقة مذيبه لعظامها : نور من فضلك ، افطري معي ، فانا ايضا لم اتناول فطوري
لينظر الى ساعته : وها نحن الان في استراحة الغداء
ليردف مازحا : من الممكن ان عدم تناولي للفطور هو ما يؤثر على مزاجي ويجعلني فظا هكذا
ابتسمت غصبا عنها على مقولته لترتسم ابتسامته على شفتيه وتجعل وجهه يشرق من السعادة
نطقت برقة : اسفة لن استطيع لابد ان اذهب الان
تناول العصير من على الطاولة ليناولها اياه : على الاقل اشربي العصير ، فقد اتيت به مخصوص من اجلك
تقدم ليقف امامها لا تفصله عنها غير انشات قليلة ليمسك كف يدها برقة وحنان ويضع الكوب فيها
نظر الى عينيها برجاء واضح : من اجلي اشربيه ، حتى اطمئن عليك

وقوفه امامها ارباكها لتأتى لمسة يده وتشعل النيران بجسدها وتكمل نظرة عيونه الدافئة على ما تبقى عندها من الوعى لما يحدث ، فهي الان تشعر انها مغمى على عقلها فهي في حالة منتصف الوعى عقلها مغيب ولكن جسدها يشعر بكل ما حوله قلبها يدق بجنون ولا طبول الأفريقيين تنفست لتستطيع التخلص من الارباك واعادة عقلها الى الواقع
لتهمس : من فضلك اريد ان اذهب الى مكتبي ، نحن بالشركة انسيت كلماتك لي منذ قليل
زمجر غاضبا : لتذهب الشركة الى الجحيم
لم تستطع امساك ضحكتها ، فانفجرت من شفتاها ضحكة عالية تصدح بصوت مميز كزغرودة البلبل
هام بها وبضحكتها فها قد تحققت جزء من امنيته ان تضحك معه ، ابتسم لضحكتها
فهو يفهم انه ضحكت لتردديه لجملتها التي انزعج منها منذ قليل
وضعت يدها على فمها بخجل : المعذرة لم استطيع التماسك
__ لا تبالى، هيا اشربي العصير
ارتشفت بهدوء جزء من العصير تحت نظره :الن تتناول فطورك ؟
سال بلهفة : استأكلي معي ؟
__ لا اريد ان اتناول الطعام الان
رد بخيبة امل : حسنا ، وانا ايضا لن اتناول الفطور
وضعت الكاس من يدها ليسالها باستغراب : ماذا ؟ اكمليه
__ سأذهب فمن المؤكد انني اعطلك عن اعمالك
__ ولكنى هكذا سيزداد قلقي عليك
رددت بدهشة : قلقك علي انا
انتبه الى ما قاله ليرد : نعم ، انت امانه لدى ، ماذا سأقول لعمر اذا اصابك شيء؟
ردت بهدوء : سيذبحني ان علم بأمر الاغماء ، فلقد حاول معي في الصباح ان اتناول معه الفطور ولكني رفضت
من الواضح انني اعتدت على تناول الفطور مع يوسف
انقلبت عيناه فجأة للون الاسود و ذهب صفائها الرمادي : هل تتناولين الفطور يوميا مع يوسف
ردت بتلقائية : لا ولكن الايام الاخيرة للتدريب كنا نأتي باكرا ، فلم يكن يتسنى لي الافطار في المنزل
هز راسه بهدوء عجيب
شعرت بان التواصل بينهما انقطع اختفى لا تعلم اين ذهب ، فاختفت لمعة عيناه وانطفئ اشراق وجهه ليتجهم فجأة
__ حسنا سأنصرف انا
قال باقتضاب وضيق : تفضلي

ذكرها لأخيه جعله يتذكر غصبا عنه ان من المحتمل ان يكون يوسف يكن لها بعضا من المشاعر ليلوم نفسه على تماديه معها ،سمعها تستأذن للانصراف ،انه لا يريدها ان تذهب ولكنه وافق غصبا ليتخلص من تأثيرها عليه وعلى مشاعره



تعالت صوت طرقات يعرفها هو جيدا فهي لأخيه العزيز ليدخل الاخير الغرفة مسرعا
__ نور ، ماذا حدث لكي ، أخبرتني عبير انكي اغمى عليك

لوى شفتيه ساخرا وهو يحدث نفسه ها قد جاء شيخ الشباب ليطمئن عليها امام ناظريك يا غبى وصوته مليء بالهفة
احتمل شقائك وعذابك الان
تذكر جملة ابيه التي طالما قالها له : انت تتخلى عن احلامك بسهوله
سمعها تقول : انا بخير الحمد لله ، لم يحدث شيء : فانا لم أتناول فطوري فقط
رد يوسف : حمدا لله على سلامتك
لم يستطع الهدوء ولا السيطرة ليصيح به : أتراها خارجة من المستشفى ، انها مجرد اغماءه لا اكثر


التفتت اليه بدهشة فمن يراه منذ قليل لا يراه الان وهو يصيح بيوسف لم تفهم ما يحدث معه وما به


ابتسم يوسف بهدوء وهو يرى الغيرة واضحة بعينين اخية، وتأكدت له ظنونه التي ملئت عقله من يوم الزفاف فهي واضحة الان على اخية


تمتمت نور : بعد اذنكم


همت ان تنصرف في اثناء دخول هذا الغريب بالنسبة اليها في هدوء وتعالى ادهشها الى المكتب ليتقدم منها بهدوء
__ كيف حالك الان ؟ اتمنى ان تكوني بخير
رفعت نظرها اليه فقد تعرفت على الصوت لكنها لم يتسنى لها معرفة وجهه عند اصطدامها به
اردف بلباقة وتهذيب وهو يمد يده لها ليصافحها : انا معتز ، من اصطدمت بك بالخارج
معذرة مرة اخرى ، فانا لم ارك وانا المخطئ اتمنى ان تسامحيني
مدت يدها اليه : لم يحدث شيء وانا الاخرى مخطئة فلم اكن بكامل تركيزي



زفر عقله بضيق وهو يري الشخص الداخل من الباب : كملت
فعند دخوله شعر بضيق في التنفس وان مستوى الاكسجين انخفض في الغرفة فهو يكرهه بحق
وعند تقدمه منها وكلامه معها شعر انه سيرتكب جريمة بحق ، لتنهار سيطرته عند رؤيتها تصافح يده المدودة
زئر بها : اذهبي الى مكتبك من فضلك

انتفضت على صوته لتغادر مسرعة المكتب و الحزن يسيطر عليها وقلبها مكتوم من الضيق المسيطر عليه
شعرت بالكرة ناحيته ، نعم هي تكرهه وتكره تقلباته المزاجية تنهدت بضيق لتتوجه الى مكتبها وعقها يردد انها تكرهه




بعد خروجه التفت الي يوسف : كيف حالك يوسف ؟ ارى انك تعمل هنا الان
رد يوسف بهدوء: بخير والحمد لله ، نعم ، أيضايقك هذا الشيء؟
قال بتعالي : لا بالطبع
ليردف باستهزاء : كافح انت واخاك في الشركة ،وانا سآخذها في الاخر
غضب يوسف من جملته ، ليرد ياسين بتعالي وغرور كأنهما خلق له خصيصا : الشركة من المستحيلات معتز
واكمل والسخرية تقطر من صوته : فلا تحلم بما لا طاقة لك به حتى لا تفيق على كابوس يدمر حياتك
نظر الية معتز و عيناه مشتعلة من الغضب و التحدي : سنرى
جلس الى كرسي مكتبه : لما اتيت اصلا ؟
__ جئت اطمئن على ممتلكاتي ، لا تخف سأنصرف
ضحك هازئا : اخف منك ،لا بالطبع فلتاتي كما تشاء ولكن لا اريد رؤية وجهك الجميل في مكتبي ، تفضل فانا لدي ما يشغلني
نظر الية بغرور وثقة : سيصبح مكتبي في القريب العاجل
نظرا الى بعضهما في تحدي وغرور لينصرف الاخر في تعال كالطاووس
هتف يوسف بكره واضح : اصبح كريه ، ليلتفت الي اخاه : ما الذي حدث ليتغير هكذا ؟
رد ياسين بضيق واضح : لا اعلم فلا تسالني
__ من الواضح انك لست بمزاج لتستمع الي ما حدث ، حسنا سأذهب الى مكتبي
لم يرد على اخاه ليردد الا خر : ياسين ، انت تسمعني
زفر بضيق : اذهب يوسف ،أتريد الاذن كالصغار
ابتسم بهدوء : هل انت غاضب مني لشيء محدد فعلته ؟
__ يوسف انا ضايق من الاصل ،فلا تزيد من ضيقتي
__ حسنا سأذهب انا ،سلام
اشار اليه بيده وهو يشعر بالضيق والخنقة لرؤية هذا المعتز نظر حوله ليتأمل مكتبه قليلا فهو مكتب والده مؤسس الشركة
لم يريد ان يغير به شيء حتى يظل يشعر بوجود والده بجانبه دائما
ردد بهدوء :رحمة الله عليك يا ابي
سقط نظرة على ملف للأوراق موضوع على الاريكة ، استعجب من مكان تواجده هكذا
قام من مكانه لينظر ما هذا الملف ، انحنى ليلتقطه ليتغلغل عبيرها في انفه ، سحب الهواء المحمل بعطرها ببطيء وستنشقه باستمتاع ، مد يده ليلمس مكان ما كانت نائمة وزفر بهدوء ليتمدد على الاريكة
حدث نفسه :هكذا تعذب نفسك ياسين ، أفعلا انا كما يقول لي ابي ، اتخلى عن احلامي بسهوله ، ولكني لا استطيع ان ادمر اخي واحلامه ، افق يا رجل ان اخاك غير مهتم من الاساس ، نعم ان مظهره غير مهتم ولكن من الممكن انه يخفي مشاعره ، هل تتكلم عن يوسف انه لم يخفي مشاعره يوما ان وجهه ككتاب مفتوح للناس ، سأتكلم معه لأعرف اذا كان مهتم بها ام لا
نظر الملف القابع بين يديه ، ليعتدل في جلسته وينظر بداخله ، انه ملف العقد التي كانت تمضيه منه
من الواضح انها نسيته ، قفزت له فكرة ليراها مرة اخرى ، هو متأكد انها غاضبه من صراخه عليها امام يوسف ومعتز
و لكنه لم يحتمل مصافحتها لمعتز ، زفر بضيق ليقل لنفسه لابد من ان تتحكم في نفسك اكثر من ذلك




**************************************************




دخلت الى مكتبها وجلست وهي تشعر بالضيق
__ ما بكى اليوم نور ، لم ارك بهذا الشكل طوال الاسبوع الفائت
__ لا شيء ولكنى متعبة قليلا
__ السيد عبد العزيز سال عليك اكثر من مرة
عند ذكر السيد عبد العزيز تذكرت ملف العقد ، لابد من انها نسته في مكتبه ، بوزت بغضب ماذا ستفعل الان
لا تريد ان تصعد الى هناك ، فاقت على صوت سناء
__اين ذهبتي ؟
__ الى لا مكان، انا هنا نظرت اليها بدهشة : ماذا تفعلين ؟
سناء وهى تلم احتياجاتها بسرعة : انا مغادرة
نظرت نور الى ساعتها : ولكنها الواحدة و النصف
__ نعم انا اخذت اذن من السيد عبد العزيز فلابد ان اذهب الى مدرسة الاولاد اليوم فكالعادة ابني الاصغر محمود يفتعل المشاكل ويورط بها اخوته
ضحكت نور من شكوى سناء : ربنا يهديه لكى
__ ما اجمل ضحكتك
التفتا الاثنان الى الصوت لتجده واقف بجسده يسد مدخل المكتب ويردف :سمعت انكى متعبة ،فجئت اطمئن عليك
نظرت اليه بغضب لتلتفت الي سناء التي ابتسمت في وجهها وعيناها تقول : الم اقل لكي؟
تقدم بهدوء و مشيته تدل على ثقته بنفسه : كيف حالك استاذه سناء ؟
ردت بسخرية :بخير الحمد لله يا باش مهندس، كيف حالك انت ؟
جلس بهدوء على الكرسي المقابل لمكتب نور : انا بخير ، التفت الي نور وقال برقة مفتعلة : الف سلامة عليك نور
ردت بغضب والشرار يتطاير من عينيها : الاستاذة نور من فضلك
ابتسم ابتسامة جميلة : الف سلامة عليك يا استاذة نور
كحت سناء لتقول : حسنا سأذهب انا نور ، اراكي غدا
نظرت اليها نور : بإذن الله
غادرت سناء المكتب
التفتت الى الكائن القابع امامها وقالت بضيق ونفاذ صبر : أي خدمة يا باش مهندس
ابتسم ليقول بثقة : طارق ، ناديني طارق فانا لا احب الرسميات
ردت بحدة و صوت عال : انا احبها ،ومن فضلك لا تتعدى القواعد العامة في التعامل معي
رد بهدوء استفزها : ما هي القواعد العامة للتعامل معك ، انا لا اتذكر اني درستها في كلية الهندسة
تجاهلت ظرفه ومزحته الثقيلة على قلبها : من فضلك ، اذا كنت لا تريد امر يخص العمل فانصرف
فانا مشغولة بعملي ، شرفت مكتبي يا باش مهندس

تفاجأت بصوته الرخيم : ماذا تفعل هنا طارق ؟
نظرت الية لترى الغضب واضح بنظراته ولكنها غير موجه لها بل موجه للشخص الاخر الذى قام منتفضا
وتلعثم ليقول : كنت سأنصرف حالا ، فقد جئت اطمئن على الانسة
هزت راسها في استياء منه وهو يقل : سرني التكلم معك يا استاذة نور ، شد على جملته الرسمية
ليردف باحترام جم : بعد اذنك
زفرت بضيق لانصرافه ، لتتجاهل وجود ياسين و وقوفه على باب مكتبها ومدت يدها الى ملف اخر مزدحم بالاوراق
تشغل عينيها به بعيدا عنه فهي لا تريد ان تراه ، غاضبة منه ومن اسلوبه المتذبذب في التعامل معها



نظر اليها في هدوء وهو مبتسم اعجابا بها فهو سمع حوارها مع طارق ، اعجبه قوة شخصيتها و ردها القوي على طارق مما جعله يلتزم حدوده معها ، تذكر اول مقابلة له معها و وقفها بوجه في قوة تخالف طبيعتها الرقيقة
كاد ان ينفجر ضحكا عندما امسكت الملف لتتشاغل عن وجوده امامها ، تأكد من غضبها ولكن عندما بدأت قراتها للملف كان ستنفلت الضحكة من بين شفتيه ، فالملف مقلوب وهى تمثل دور المشغولة جيدا ، سيفقد عقله منها اذا ظل واقفا هكذا
تقدم الى الداخل في هدوء تنحنح : يا استاذة ، هل تعلمت ان تقرأ بالمقلوب
قال جملته الاخيرة وهو يعدل من وضع الملف الذى بين يديها ، ليردف بضحكة حقيقية : اذن انت فريدة من نوعك
واضافة جيدة لشركتنا

ارتبكت من الموقف السخيف الموضوعة به عند اكتشفاها لان الملف مقلوب فعلا ، و مما ازاد ارتباكها ومضايقتها اكتشافه للأمر، كادت ان تضحك على مزحته واطراءه لها وخصوصا ان ضحكته مست قلبها وذكرتها بوجوده في منزلها سيطرت على نفسها لتنظر اليه بغضب و قالت بمهنية : أي خدمة يا سيادة المدير
ابتسم وابتلع الجفاف في لهجتها : انت غاضبة
رفعت عينيها لتنظر اليه فتجد نظرته الدافئة تشملها بذلت مجهودا اضافيا لتسيطر اكثر على قلبها
و رددت : أي خدمة يا سيادة المدير
تنهد بضيق لمعاملتها له : نعم يا استاذة ، وضع الملف الذي بيده على المكتب امامها : نسيت اوراقك
انتبهي في المرات القادمة
نظرت اليه بغضب لتقول : هل تلمح انى مهملة
__ لا طبعا ، بل انصحك نصيحة صغيرة ليردف باستفزاز : بما اننا اصدقاء ، اليس كذلك
قالها بشقاوة جعلتها تشعر بانه طفل ذا عشر سنوات من العمر
ردت بتأنيب : اعتقد اننا في الشركة يا سيادة المدير وانا مجرد موظفة هنا
عيناها لمعت بالتحدي وهى تذكره بكلامه ليبتسم بهدوء : نعم واشار الى الملف المقلوب : لكنك موظفة فريدة من نوعك
انفلتت منه ضحكة غصبا عنه فلم يكن يريدها ان تفهم انه يسخر منها
احمر وجهها من الغضب وضحكته زادتها غضبا لتقول بحدة : اشكرك على الملف ، أي خدمة اخرى
انحنى ليقرب وجهه منها: نعم
نظرت اليه لتجد وجهه قريب جدا منها ، مما جعلها ترتد الى الوراء
اكمل بصوت خافت : لا تغضبي نور ، ستفهمين في يوم من الايام بالتأكيد
اعتدل ليخرج من المكتب ليجد السيد عبد العزيز في وجهه ونظرات التعجب والدهشة تملئ وجهه
__ ماذا تفعل هنا ياسين ؟
وجود السيد عبد العزيز اربكه بالفعل واشعره بانه طفل ممسوك بجرم اقترفه
اردف السيد عبد العزيز بهدوء : من الجيد انك اتيت ، فكنت سأذهب اليك ، تعال معي الى مكتبي
هز ياسين راسه موافقا ليسال السيد عبد العزيز : نور ،اين العقود ؟
رفعتها :انها هنا
__ حسنا اعطيها للسكرتيرة الخاصة بي
__ حاضر سيدي
غادر المكتب بهدوء ليتبعه ياسين وهو يعلم جيدا لابد ان السيد عبد العزيز شعر بشيء فلهجته لا تحمل الود الدائم له




دلفا الي مكتب السيد عبد العزيز
ليسال الاخير بتأنيب : ماذا كنت تفعل ياسين ؟
رد بهدوء : كنت اتى بالعقود التي وقعتها
نظر له متفحصا : ما عمل عبير اذن لتأتى انت بالعقود
اردف بلوم : ياسين انا رايتك منذ دخولك الى المكتب فقد كنت بالغرفة المقابلة لغرفة نور ، تعاملك معها غريب
ام انك اصبحت الان كطارق تحوم حول الفتيات الجميلات
رد بسرعة : لا طبعا استأدى ، انت تعرفني جيدا ، لم اتعامل هكذا طوال عمري
__ ولأنى اعرفك جيدا ، اسالك ياسين ، هذه الفتاه تعاملك عجيب معها منذ البداية ، فعندما اجرت المقابلة حاولت التخلص منها ، ثم عندما علمت انها توظفت هنا كدت ان تأمرني ان افصلها من الشركة ، والان كل دقيقتين في مكتبها
ماذا يحدث بحق الله اجبني
ابتلع ريقة بصعوبة فهجوم السيد عبد العزيز اربكه : هل ستصدقني ؟
جلس امامه : ياسين انت مثل ولدي بالضبط ، رايتك تكبر امام عيناي ، فانا كنت صديق لوالدك وانا من الاوائل المؤسسين للشركة ، كنت دائما مبهورا بك ، اتمنى ان يكون ولدى مثلك عاقل متزن ذكى ويعتمد عليك ، وعندما عملت بالشركة اثبت حسن ظني بك و حسن ظن اباك ايضا لدرجة انه اسند لك جزء كبير من مهامه، فلقد تفوقت سريعا وقفزت بالشركة
من نجاح الى اخر ، وعندما توليت الادارة استمرت الشركة من نجاح الى نجاح
ملخص ما اريد قوله ، انا دائما اثق بك واكيد اصدقك ، انا لا أحاكمك بني ، انا اريد معرفة التغيير الذى طرا عليك
ساد الصمت بينهما للحظات نظر اليه السيد عبد العزيز له فيهما ليردف : حسنا ياسين ، لا تخبرني
ولكن ، خذ حذرك انك بالشركة ولا تنسى انها موظفة هنا وانت المدير
نظر اليه بدهشه فكلامه معناه انه يعرف بمكنونات صدره
ابتسم السيد عبد العزيز في وجهه وقال مديرا لدفة الحوار : سمعت ان معتز جاء اليوم هنا
انقلب وجهه لذكر هذا الشخص ليزفر بضيق: نعم
__ هل قال لك شيء جديد
__ لا نفس الكلام ، فلا يوجد لديه جديد ، فهو يعلم الموقف القانوني لوضعه ، هو يأتي ليضايقني لا اكثر
__ لا تحزن يا بني سيكل في يوم و يكف عن المجيئ
__ لا اعتقد ، انه يحفر من ورائنا ، حتى يتمكن من الايقاع بي بأي شكل ممكن ويستولى على الادارة ، فلا تنسي انه لديه الكثير من الاسهم
__ ان اوراقك كلها سليمة ياسين فلا تخف
__ انا لست خائف ، انا لا اريد ان تأتيني الضربة من الخلف ، فأريد ان اكون مستعد لكل الاحتمالات
قام من مكانه لينصرف : اعذرني استاذي فاني شغلتك معي
ربت على كتفه بهدوء ومحبة ابوية : لا تقل هذا ، انا في خدمتك دائما بني
__ سأنصرف
اوصله الي الباب ليشد على يده : لا تنسى ما قلته لك
هز راسه متفهما وانصرف بهدوء



***********************************************8


دخل الى مكتبه ليجده جالس في استقبال السيدة عبير ، هتف بسعادة واضحة
__ اهلا عمر ، كيف حالك اليوم ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك انت ؟
__ الحمد لله ، هل انتظرت طويلا
__ لا شربت فنجان من القهوة فقط ، اقدم لك الاستاذ محمد محامى زميل لي يهتم بالشئون القانونية لشركتي
المهندس ياسين مدير الشركة هنا
تبادلا كلمات التحية المهذبة فيما بينهما ليقول ياسين : تفضلا الى مكتبي
التفت الى عبير : ابلغي يوسف ان يآتي الي
__ حاضر سيدي




دخلوا ثلاثتهم الي المكتب ليجلس الى مكتبه ويجلسا الاثنان امامه تحدثا قليلا عن العمل
اطرق يوسف الباب بهدوء: هل طلبتني
__ نعم ، تعال
تهلل وجه يوسف بالفرح : اهلا ، كيف حالك يا باش مهندس عمر ؟
قام له عمر واقفا يصافحه ويرد عليه : انا بخير الحمد لله ، كيف حالك انت الاخر
تبادلا التحية وتعرف يوسف على الاستاذ محمد ليقول ياسين لهما
__ حسنا اترك يوسف والاستاذ محمد يتفقا على الشكل القانوني الذى سنتعامل به ،وتعال اكلمك انا عن المناقصة والى اين توقفت وما المواصفات المطلوبة

بعد مرور ساعة
كان واقف يودع عمر بابتسامة : من الواضح اننا سنتعامل بعد الان كثيرا
رد عمر بابتسامة : ان شاء الله
محمد : سرني التعرف عليك والعمل معك ،يوسف
__ بل انا من زدت شرف للتعامل معك ، انت خبرة لا يستهان بها
ضحك محمد ليصافح يوسف عمر : الن تطمئن على نور ، فهي متعبة من الصباح
عقد عمر حاجبية وقال بلهفة و خوف : ما بها ؟
__ انها منذ الصباح متعبة ، وعند الظهر اصابتها اغماءه ، الا تعرف انها متعبة
__ كان واضح عليها من الصباح ، ولكن تصل الى اغماء ، هل تدلني على مكتبها
__ بالطبع ، تفضل
التفت الى محمد : محمد انصرف انت ، سأطمئن على نور ثم انصرف
__ ما بها ؟
__ ان يوسف يقل انها متعبة
__ حسنا ، سأنصرف انا وسأطمئن عليها لاحقا ، سلام




كاد ان يقتل يوسف لإبلاغه لعمر عن خبر مرضها ، فهي لا تريده يعلم حتى لا يلومها ، ولكنه سعيد لان عمر سيهتم بها
فلن يقلق بعد الان ، وعند سماعه لمحمد يقول انه سيطمئن عليها لاحقا ، عمل عقله سريعا
من هذا ، وما مدى قربه منها ، وكيف سيطمئن عليها ؟ هل يرتبط بها بأي شكل سواء رسمي او غير رسمي ؟
من الممكن انه متقدم اليها فهو من سن عمر تقريبا او اصغر قليلا ؟ ولكن اكيد كان يوسف سيعلم بالأمر
تنهد داخليا من اين ساجدها من يوسف ، ام طارق ، ام محمد ، وما خفي كان اعظم
قرر انه سيكلم يوسف اليوم ، واذا تأكد مما راه من عدم اهتمام اخيه بها سيتقدم لها رسميا
فتح عينيه من الصدمة لما توصل له ، فلم تخطر فكرة الزواج نهائيا على عقله قبل الان
حدث نفسه ما المشكلة ؟ سأفرح امي ،وافرح انا ايضا بحبيبتي ابتسم عندما تذكرها
لينتبه الى عبير تهزه بلطف : سيدي ، ما بك ؟لما انت واقف هكذا ؟
__ ها ، لا شيء
دخل بسرعة خجل من نفسة ، وهو يفكر اذا استمر وضعه هكذا سيجن قريبا



طرق الباب بهدوء: استاذة نور ، كيف حالك الان ، معي لك مفاجأة
رفعت نظرها من الاوراق : اهلا يوسف ، بخير الحمد لله
دخل عمر وراءه لتهتف : عمر
قامت لتسلم على اخاها ليسلم عليها بحنان فائق : ما بك نور ؟ يوسف يقول انكي أصبيتي بالإغماء
نظرت الي يوسف متوعده لتقول بهدوء : لا شيء ، مجرد تعب بسيط لا تشغل بالك
__ نور لما انت عنيدة هكذا ، طبعا تعرضت للإغماء لأنك لم تتناولين فطورك في الصباح واشك انكى تناولت الطعام الي الان
__ عمر من فضلك اخفض صوتك قليلا ، نحن لسنا في المنزل ، وانا بخير الان
تنحنح يوسف من الارباك فلم يكن يعلم ان عمر سيؤنبها هكذا : حسنا سأترككما
قالت بنبرة خاصة : شكرا لك يوسف
ابتسم ليقول مغيظا لها : لا شكر على واجب
بعد انصراف يوسف
التفت اليها عمر : اجمعي احتياجاتك لتنصرفي معي
دهشت منه : ما هذا عمر ؟ انى في العمل ، ولا استطيع الانصراف الان
قال بعند : خذي اذن من ياسين
ابتسمت : عمر هذا هو ما جعلني لا اعمل معك ، لن اخذ اذن وسأنصرف في موعدي
زمجر بها : انت عنيدة جدا ، انصرفي معي الان ، حتى استطيع ايصالك الى المنزل ، فانا مشغول الى المساء
__سأتصرف عمر ، اذهب الي عملك حتى لا تتأخر
جز على اسنانه من عندها وقال بضيق : حسنا ، لا تنسي اليوم سنذهب لشراء الشبكة
ضحكت بهدوء : لن انسى اخي ،لا تقلق
قام لينصرف : عمر ،ارجوك لا تغضب مني
__ انا لست غاضبا نور ، انا قلق عليك
__ لا تقلق
__ حسنا سأذهب ، تغدي جيدا ، ولا تنتظريني الى ان اتى ، اوعديني
__ اوعدك
__ سلام


******************


عند انصرافه من الشركة لمحها جالسة بمكتبها
طرق الباب بهدوء : ما هذا نور ،الا زلتي هنا ، لما لم تنصرفي الى الان ؟ ان الساعة تجاوزت الخامسة
وقفت بهدوء : سأخلص هذا العقد سيدي وانصرف
__ لا بنيتي ، العقد ينتظر الى الغد ، اما انت لا تجلسي هنا بعد مواعيد العمل ، مفهوم
هيا لتنصرفي معي
__ حاضر سيدي
لملمت اشيائها لتأخذ حقيبتها وتنصرف بجانب السيد عبد العزيز
__ انظري كيف الشركة فارغة الا من عدد محدود من الموظفين ومعظمهم من الرجال ، لا تتأخري الى الان ثانية بنيتي
ارجعت طرف قصتها خلف اذنها وقالت بتوتر : حاضر سيدي
__ اتمنى ان لا اكون ضايقتك بكلامي ولكنك مثل بناتي وانا خائف عليك
سيطرت على الغصة التي اجتاحت حلقها ، فان فراق اباها اثر على حياتها جدا ، اشتاقت اليه جدا وجملة السيد عبد العزيز اثرت على مشاعرها
__ لا سيدي لم اتضايق ، ويسرني انك تعتبرني مثل بناتك
انفتح باب المصعد لتخرج من مقر الشركة وتودع السيد عبد العزيز لينصرف هو



كان في الدور الاسفل في الشركة ليراها واقفه من المؤكد انها تنتظر تاكسي
خرج وراءها : نور ، نور
التفتت اليه : ماذا تريد يوسف ؟
ضحك : انت غاضبة من اجل انى ابلغت عمر عن تعبك
__ نعم ، ان عمر يخاف على جدا ، وسيؤنبني لمدة ايام على هذه الحادثة
__ اسف ، لم اقصد ،ماذا تفعلين ؟
__ انتظر تاكسي ليوصلني الي البيت
__ للأسف لدي بعض الاعمال لابد من انجازها ، والا كنت اوصلتك
ردت سريعا : لا لم اقصد هذا ، سأستقل تاكسي
__ نور ، انا مثل عمر وليس بيننا هذه الاشياء
__ حسنا اذهب حتى تنجز اعمالك
__ نعم ، اراك غدا
انصرف مسرعا وهو يبتسم بخبث فلم يشئ بإعلامها انه واقفه في الاتجاه الخاطئ ولن يمر عليها تاكسي من هنا فلابد من ان تتمشي قليلا لأول الشارع حتى ينفذ ما براسه


سلافه الشرقاوي 26-06-11 10:13 AM

الفصل السادس عشر




أنطلق الى اخاه في جراج الشركة فلقد شاهده متجه الى الجراج منذ قليل
شاهده يتحرك بالسيارة ،نادى بصوت عالي وهو يركض: ياسين، ياسين
اوقف السيارة لينزل منها وعلامات الخوف على وجهه : ماذا حدث ؟
__ لم يحدث شيء، اريد ان اطلب منك شيئا
نظر اليه مستفهما ، ليردف الاخير: من فضلك ان نور متعبة
وتنتظر تاكسي بالخارج ، هل تسمح بتوصيلها ،من اجلي
عم الوجوم على وجهه ، وبهت من الصدمة فها هو اخاه يطالبه بما لا يحتمله
رد ببرود اتقنه : لما لا توصلها انت؟
ابتسم يوسف داخليا فأخاه تعمد البرود ، برغم انه يقصد استفزازه ليرد بابتسامته المعهودة: للأسف ، لدي بعض الامور التي يجب ان انهيها ، والا لقمت بتوصيلها بالطبع
لمح الان الغضب يلمع في عينان ياسين ليردف بسرعة
__ ها ياسين ،أستوصلها انت ،ام ماذا ؟
ابتلع ريقة بصعوبة ليقل بجفاف : حسنا ، سأوصلها

لا يعلم لما حشر نفسه في هذا الجحيم ، يقوم بتوصيلها من اجل اخية ، تجلس بجانبه ولا يستطيع التصرف معها بحريته
فهي من اجل اخيه ، ستصبح ملكا لأخية
شعر بالصداع يزداد ليقسم عقلة الى نصفين من الالم
خرج بالسيارة بهدوء من الجراج ، ليراها واقفة امام مدخل الشركة ، عند النظر اليها ،شعر بانها تحاصره من جميع الجهات ، تنفس بعمق حتى يتخلص من هذا الحصار الذي يتحول الى احتلال في غضون ثواني
وقف باليه ، وفتح باب السيارة من الداخل ليقول بهدوء : اركبي



واقفة تنتظر أيا من سيارات الاجرة لتاتي وهى تشعر بتعب شديد فهي لم تؤكل أي شيء من الصباح ، فكرت انها من الممكن ان تكون واقفة في الاتجاه الخاطئ
لكنها لا تستطيع المشي ، فاذا تحركت ولو قليلا ستتعرض الى الاغماء ثانية ، لا مت نفسها على رفض عرض عمر في انها تذهب معه ، ولامت نفسها ايضا على عدم تناولها الفطور
لتفاجئ به هو وسيارته المرسيدس امامها يقف بهدوء ويفتح باب السيارة ليقول لها تركب معه
اندهشت في بادئ الامر ، وانحنت لتساله : ماذا تريد؟
زفر بضيق : تفضلي لأوصلك
تعجب من سؤالها فالأكيد ان يوسف اقنعها بركوب معه بدلا منه لأنه مشغول
ردت باستغراب : لا شكرا ، سأستقل تاكسي
غضب ليجز على اسنانه : لما ، ان شاء الله
لا تأمنين على نفسك معي
ليردف بالجملة التي يختزنها في صدره ويقولها بغضب ومرارة : ما الفرق بيني وبين يوسف لتذهبي معه وانا لا
رفعت حاجبيها بدهشه وهزت راسها بعدم استيعاب :ماذا تقول؟
ترجل من السيارة بغضب : الم تكوني ستذهبين مع يوسف ليوصلك ، لماذا لا تركبين معي اذن ؟
آها نسيت انا ، انه مختلف عني فهو حبيب القلب

لم تستطع التماسك ولا السيطرة على مشاعرها
__ اخرس ، لم اركب مع يوسف ابدا ولا يوجد شيء بيني وبينه من الاساس ، ولن اسمح لك مرة اخرى بهذه المعاملة واذا كانت على الوظيفة ، فانا لا احتاجها ، سأقدم استقالتي
لأريحك مني نهائيا
الغضب الذي دب في اوصالها جعلها تمشى مسرعة وهى تدق الارض بأقدامها غضبا ،تتجمع الدموع بعينيها وتشعر باختناق روحها ، لم تتعرض لسوء الظن من قبل ابدا
ومنه هو بالخصوص كان سوء الظن ازهاق لروحها
ظنت انه مختلف عن الاخرين، ظنت انه يفهمها جيدا من نظراته التي تخترقها ،لا تعلم لما هي حزينة ولكنها تشعر انها مثقلة بالهموم




فغر فاه استيعابا ودهشه مما قالته فقد الجمه ردها وعندما فهم ما قالته كانت اختفت من امامه ، لا يعلم أيفرح من انها لا تحب اخيه ،ام يحزن على الموقف الذي ستتخذه منه بعد الان ،ليفاجئ بانها قالت انها ستستقيل اذن لا يوجد بعد الان الن يراها مرة اخرى ، رن السؤال في عقلة لينتفض من مكانه بسرعة ويركب سيارته وينطلق ورائها سيفهمها الان ما يحدث ،حتى لو ذهب الى منزلهم


*************************





عبر بخطواته باب شقته بحزن وهم يجتاح كيانه ، فالمنزل لا يطاق بعد رحيلها عنه ، والشقة تذكرة بجميع الاحداث التي مرت به وبها معا سواء كانت سعيدة او حزينة
عطرها لازال في الاجواء ، ينتظرها ان تأتي لتستقبله كعادتها ترتمي بأحضانه وتقبله على وجنتيه كما كانت تفعل دائما ، ولكن اين هي رحلت عنه لتجعله في شقاء دائم
زفر بضيق وهو يرمي بجسده وروحه المنهكة على الاريكة التي طالما ابتلعتهما معا ليزداد عطرها في الهواء كثير من الاصدقاء نصحوه بان يترك هذا المنزل حتى يستطيع النسيان ولكن هذا المنزل الذكري الوحيدة التي بقيت منها
شعر بعبيرها يزداد ليتخيلها بجانبه فاحتضنها ويغلق عينيه ويسقط نائما


***************************







لم يتعب في ان يلاحقها فعند اول الشارع وجدها واقفة ركن سيارته معترضا طريقها لينزل مسرعا ويقف امامها ويمسكها من كتفيها
__ نور ،من فضلك اسمعيني




فوجئت به يعترض طريقها بسيارته وينزل منها مهرولا اليها
لتسرع خطواتها لكنها لم تكن سريعة بما فيه الكفاية
ليسد بجسده الضخم بالنسبة اليها الطريق
ويخبرها بان تستمع اليه
نظرت اليه في حدة والغضب يقفز من عينيها
__ من فضلك ابتعد عني ، ولا تضع يدك على ثانية
انتفض من لهجتها ليتمتم : اسف لم اقصد ان امسكك هكذا
ولكن من فضلك اسمعيني
هتفت بحدة : ماذا تريد ؟
__ اريد الاعتذار عما قلته لكى ، فلم اقصد ما فهمتيه
__ لا بل قصدته وانا لست غبيه ، فكان معناه واضح
كوضوح الشمس
تنهد باضطراب : ممكن ان اطلب منكي شيئا
رفعت حاجبيا : لا ليس ممكنا ان تطلب مني أي شيء
نحن الان خارج العمل وليس بيننا أي علاقة لتطلب مني شيء
قال بتوتر: السنا اصدقاء؟
نظرات عيناها الغاضبة والحدة المرتسمة على وجهها
جعلته يزفر بضيق ويفرك يداه في بعضها
__ استحلفك بالله نور ، لا تغضبي ،واستمعي الي
لمح ان وجهها يلين ليكمل : هل من الممكن ان تأتي لنتكلم في أي مكان ،فلن ان استطيع ان اتكلم معكى هكذا والمارة يشاهدونا ،من فضلك
أي مكان نور تختاريه انت ، اريد ان اتكلم معك
__ حسنا ولكني لن اركب سيارتك
__ لماذا ؟
رفعت حاجبها الايمن بغضب وهي تجز على اسنانها لتنطق عينها بما قاله من قبل
ليقول مسرعا : حسنا استقلي سيارة اجرة وسأتبعكما انا
هزت راسها بنعم ، وهي لا تعلم لما وافقت على عرضه من الاساس ، حدثت نفسها شيء بصوته حسها على الموافقة
شيء داخلها يأمرها بالاستماع اليه والذهاب معه الى اخر الدنيا
اوقف التاكسي لتنبه الى صوته : هيا اركبي، الى اين تريدين الذهاب ؟
اردف :ما رايك ان نذهب الى مطعم ..........
هذا هو المطعم الذي اصطدمت به فيه ،مطعمها المفضل
لم تقوى على الاعتراض ولا تعلم لماذا ، هزت راسها موافقه
ليبلغ السائق بالمكان ويفتح لها الباب لتركب : تفضلي
اندهشت من تصرفه لتدخل الى التاكسي بهدوء ليغلق عليها الباب ويقول للسائق الذى تبين انه لا يعرف المكان المطلوب اتبعني
اسرع الى سيارته ليديرها ويتحرك امام السائق ليتبعه


ركنت راسها على زجاج الشباك في تعب وهي تفكر ماذا يريد منها ، حدثت نفسها لا تتعبين عقلك اكثر من الازم كلها ربع ساعة وتعلمي

يقود السيارة وهو يشعر بالتوتر من الموقف كله يحاول ترتيب الحديث براسه حتى لا يتفوه بما يغضبها اكثر من ذلك
نطق بهدوء : استغفر الله العظيم
تنفس بقوة ليستطيع السيطرة على اعصابه

وصل الى مكان المطعم ليركن السارة بهدوء
وينزل مسرعا منها ليجدها تترجل من التاكسي ،هم لمحاسبة السائق لتصيح به : من فضلك سأحاسبه انا
قال بهدوء فهو لا ينوي ان يفتعل مشكله على هذا الشيء الصغير : من فضلك لا تحرجيني هكذا
انحنى ليحاسب السائق وهى تتلوى من الغضب على تجاهله لرغبتها
غادر التاكسي ليلتفت اليها : هيا بنا
نظرت اليه بغضب ليهمس بهدوء : سنتفاهم داخلا
مشت امامه ليتنفس بقوة ويحاول اللحاق بها
فتح باب المطعم ليسمح لها بالمرور من امامه بتهذيب جم
اسرع احد العاملين ليرحب به ويصحبهما الى طاولة تقع باخر المطعم ، وهو يعتذر لياسين ان طاولة المفضلة اليه ليست متاحة ، شكره ياسين
ليلتفت اليها : تفضلي نور
جلست بتعب سألها بهدوء : هل انتى متعبة؟
اندهشت من سؤاله كيف شعر بتعبها: قليلا
__ ماذا تريدين ان تتناولين على الغداء
قالت بحدة : من قال لك اننى سأتغدى
تنحنح من حدة نبرتها : نحن في مطعم مرموق وقت الغداء ، من المؤكد اننا سنتغدى
نظرت اليه : ان اتيه هنا لأسمعك فقط بناء على رغبتك انت فقط ايضا
شددت على كلمة فقط الاخيرة
نظر لها بهدوء: لا ضرر من تناول الغداء
همت بالاعتراض ليرفع كفه امامها : من فضلك لا تجادليني سأطلب الاكل ،ولا تؤكلي منه
رفع يده ليأتيه النادل فورا طلب اشكال من الطعام مختلفة وهو متعمد ذلك فهو لا يعلم ما تفضله ، احضر لنا كوبين من العصير المثلج اولا التفت اليها : ام تفضلين القهوة؟
ردت باقتضاب: لا شكرا
عبس من لهجتها ليقول للنادل : شكرا لك
عند مغادرة النادل لهم قالت بنفاذ صبر
__ انا اسمعك
نفض راسه من اسلوبها وخيل اليه انها واحدة اخرى غير نور التي يعرفها وتعامل معها : عفوا
قالت بحدة وغضب : انا اسمعك ، انت تريد محادثتي اليس كذلك
ابتسم : نعم اريد محادثتك
تنهد بقوة : لا اعلم لما قلت لكي هذا الكلام ، ولكن يوسف جاء الي وطلب مني ان اوصلك ، لأنه لن يستطيع ذلك بسبب بعض الامور التي عليه انجازها
فتوقعت موافقتك على التوصيلة وفوجئت برفضك فشعرت انها اهانة لي وانكي لا تأمنين على نفسك معي
وزنت كلامته لتقول بغضب : ولكن هذا لا يفسر اتهامك لي بأنني على علاقة مع اخيك
ابتلع ريقة بصعوبة وهو لا يعلم ماذا يقول
__ المعذرة لم اكن اقصد
نظرات عينيها الغاضبة اجبرته على التراجع
ليأتي النادل بالعصير وينقذه من السؤال الذى لا يوجد له اجابة غير اعترافه بانه يحبها
وضع النادل اكواب العصير ليغادر بهدوء
اقترب بجسده من الطاولة: من فضلك اشربي العصير
قالت والاصرار ينطق في عينيها : لم تجاوبني
شعر بان حلقه جاف فابتلع كمية من العصير
__ المعذرة انني جرحتك ، ولكن طريقة معاملتك مع يوسف مختلفة عن تعاملك مع الاخرين ، انا رايتك كيف تعاملت مع طارق وكيف تتعاملي مع يوسف ، وطريقتك مختلفة كاختلاف السماء من الارض ، ممكن ان يكون التبس علي الامر، اكرر اعتذاري
__ لا بد ان تكون مختلفة فانا اعرف يوسف لمدة ثلاث سنوات كان نعم الاخ والصديق دائما محترم لا يحتك بالفتيات
يمزح معنا ويساعدنا ويشرح لنا دروسنا ايضا في حدود الاحترام والمودة ولم يتطاول ابدا على احدانا حتى الشباب زملائنا يكنون له الاحترام والمودة
نطقت بغضب : اما هذا الطارق فمثال للشباب المنحرف
ويثق بان الفتيات سيركعن تحت قدمية لمجرد رؤيته وانا امقت هذه النوعية من الشباب ، وكان لابد ان اتعامل معه بهذه الطريقة
ابتسم بإعجاب لوجهة نظرها واسلوبها وانها تكره الشباب الذى بنوعية طارق
سال بهدوء والابتسامة على شفتيه : ما النوعية التي تفضليها اذن ؟
__ نوعية ماذا؟
__نوعية الشباب
نظرت الية بحدة ليقول بابتسامة تشرق وجهه : انه مجرد سؤال ، لا اكثر ولا اقل
همس : هل تسمحين بمجاوبته ؟
__لا يوجد لدي نوعية مفضله
__كيف لكل فتاه فارس للأحلام؟
ضحكت بتوتر وهى تفكر في الكوابيس التي تزورها كل ليلية لتعلم لما ليس لها فارس للأحلام
جاوبت بهدوء: لا ليس عندي مواصفات
اندهش من جملتها ليستشف الحزن والهدوء اللذان سيطرا عليها
جاء النادل بأنواع الطعام الذي طلبه ياسين لتشعر فجأة بالجوع ،فرائحة الطعام الشهي دغدغت حواسها وجعلت احساس الجوع يقفز الى عقلها ويطالبها بالأكل
قال بهدوء: من فضلك تناولي الطعام معي
لن تستطيع الرفض واذا رفضت هي فحاجة جسدها للأكل ستغلب عقلها وتسيطر عليه
اكمل : لا اعرف نوعية طعامك المفضل ، ولكن اذا تريدين شيء اخر اطلبه لكي
__ لا اشكرك
بدءا بتناول الطعام وهو يقول: أتعلمي هذا هو مطعمي المفضل
ضحكت لتقول : وانا ايضا
__ حقا
__ نعم وعمر اذا اراد مصالحتي او تدليلي يأتي بي الى هنا
وهو يقول لي دائما انى افقد عقلي هنا امام الطعام وارضى عنه سريعا
ضحك ليميل الى الامام ويهمس لها :اذن رضيتي عني انا الاخر
نظرت اليه لترى الدفء واضح بعينيه ، ابعدت عيناها عنه
ليخيم الصمت عليهما
قال بهدوء: من الواضح انكي ما زلت غاضبة مني
__ لما تريد مصالحتي ، او حتى لما تريد ان ارضى عنك
مال راسه لينظر لها بحنان : أحقا لا تعلمين ؟
نظرت اليه والدهشة تملئ عينيها لتهز راسها بلا: لا اعلم
ابتسم وهو يكمل غداؤه : اذن غدا في يوم من الايام ستعلمين
اردف بغموض : اكملي غدائك ، واذا لم ترضين عني الان سأصحبك الى هنا كل يوم حتى ترضين عني
قال جملته كانه امر مسلم به ، وانها سوف تأتى معه يوميا اذا اراد ، لم تعترض على جملته ، بل شعرت بالسعادة تغمرها
ولا تعلم لما اكملت غدائها بهدوء وهو يتكلم معها كأنهما يعرفا بعض من سنوات



*************************


دخل الي القصر في هدوء ليسمع جلبة يمنى واضحة وصوت لعبها يجلجل في القصر ، شاهد امه الجالسة وبجوارها نهى ويمنى تعبث بكل ما تصل يديها اليه
تقدم بهدوء الى الداخل : السلام عليكم يا اهل الدار
تقدم من امه ليسلم عليها ويقبل راسها ن ليحتضن اخته ويقبلها : كيف حالك يا اختاه ؟
لتسرع الصغيرة اليه : اهلا يا مفعوصة كيف حالك ؟
ضربته نهى بإحدى الوسادات : كف عن مناداتها هكذا
ضحك على مضايقتها من اللقب الذى اطلقه على ابنتها
ليجلس الفتاه على رجليه
نهى : ما اخبارك يوسف ؟ وكيف كان عملك ؟
__ الحمد لله ، اليوم طويل ومتعب جدا
انا جائع الن نتناول الغداء ؟
الام : سننتظر اخاك
امال على اخته : اريدك في موضوع هام
همست له : ما الامر ؟
اجابها بصوت خافض : اتبعيني فلا اريد الكلام امام أمي
__ حسنا
قال بصوت عال وهو يقبل خد يمنى ويوقفها ارضا : حسنا سأذهب الي غرفتي لأغير ملابسي واستريح حتى يأتي ياسين
التفت الى نهى : اين زوجك ؟
__ انه مسافر مع العمل وسياتي غدا

__ اذن انت باقيه معنا الليلة ، شيء جيد حتى استطيع ان اشبع من مفعوصتك
ركض من امامها حتى لا تضربه بإحدى مخدات الكنب
لتضحك هي وامها عاليا
رددت الام بهدوء : لن يعقل
__ ما به امي ، فهو من خيرة الشباب ، انه مرح لا اكثر وعندما سيتزوج سيستقر ان شاء الله كما تريدين ،
سأذهب بيمنى الى ام محمود لتطعمها
ذهبت من امام امها بابنتها للدور العلوي لتترك الفتاه في رعاية ام محمود وتسرع خلف اخاها

طرقت الباب بهدوء لتسمع صوته : تعالى نهى
وجدته واقف في وسط الغرفة
سالت بريبة : ما الامر ؟
ابتسم ملئ شدقيه : اخانا الاكبر واقع في الحب
نظرت اليه موطلا : اه ، انت جننت اليس كذلك؟
ضحك عليها فهو رد الفعل الذى كان متوقعه
__ لا واللهي انا اقول الصدق ، واريد مساعدتك ليتم الامر
فانت تعلمين ياسين من الممكن ان يفسده
جلست : لا ، اريد ان اعلم بالضبط ما يحدث ؟
قص عليها ما شاهده في حفل الزفاف الى سعادة اخية العارمة بعد رؤيته لها ، لمظاهر الغيرة الواضحة علية
وغضبه الشديد لاقتراب طارق منها واقترابه هو ايضا
فغرت فاها لتستوعب ما يحدث : هل تتكلم عن نور صديقتك؟
__ نعم
ردت سريعا : ان امي تريد ان تخطبها لك
رد بسرعة وغضب : ماذا؟ هل انا فتاه لتخطب امي لي
__ لا يا استاذ ، بل طريقة معاملتك لها جعلتنا نظن انك تحبها
انتبهت الى الكارثة التي حدثت لتضع يدها على فمها
__ يوسف ان امي تكلمت مع ياسين البارحة في امر خطبتك لنور ، آها الان علمت لما كان غاضبا في الصباح ، ان امي قصت لي انه تغير البارحة بعد علمه بالأمر وكان حادا معها في الصباح
زفر يوسف بضيق : لذا كان متغير معي اليوم ، ليخبط راسة بيده : انها كارثة لو ظن ان بيني وبين نور شيء ولذا طلبت منه ان يوصلها
__ ماذا تقول ؟ لا افهم
روى لها ما حدث وانه طلب من اخيه ان يوصلها من اجله
__ خفت ان اخبره انني اعرف بأمر مشاعره يكابر كعادته ويعلن عدم اهتمامه بالأمر، فقلت احدث شهامته فهي غالبا ما تنتصر على عقل ياسين
__ ايها الغبي ، لقد اكدت له ما قالته امي
__ الان ماذا سنفعل ؟
__ لا اعلم ، ولكن لا بد من اخبار امي بانك لا تريد ان تتزوج نور ، لن نخبرها بموضوع ياسين هذا حتى ينطق هو
هز راسه موافقا : ساترك لكي موضوع الخطبة هذه
__ حسنا ، وانت ما اخبارك ؟
سالت بنبرة ذات معنى
ليبتسم بوجهها : ستاتي الجمعة المقبلة
اتسعت عيناها دهشه ممزوجة بالفرح : حقا
هز راسه بسعادة
ارتبكت : يوسف هل انت مستعد لمواجهة ياسين ؟
زفر بضيق : لا ، اعرف جيدا العقبات التي تقف في طريقي
و مدى كره ياسين لهذا الامر ، لكني احبها يا نهى ،سأتحدى الدنيا كلها من اجلها ، كما فعلت هي
رتبت على كتفه : موفق ، ان شاء الله
ردد بهدوء : ان شاء الله
تركته لتذهب الى امها وتبلغها بقرار يوسف
لم ترد ان تخبر امها بان يوسف سيرفض الامر، فهي تعلم بقراره جيدا ، كانت تأمل ايضا انه استطاع النسيان لتفاجئ بانه ينتظر على احر من الجمر ، لا تعلم ما موقف ياسين حيال هذا الامر دعت بهدوء : ربنا يستر


***********************
نظرت في ساعتها لتجدها السابعة والنصف لتنتفض واقفه
__ لا بد ان اذهب فقد تأخرت جدا، لا اعلم كيف الوقت مر هكذا سريعا
ابتسم بهدوء : حسنا ارتاحي من فضلك ولا تجزعي ، لن تتأخري
نادى النادل ليحاسبه ويقف هو بدوره
__ تفضلي ، سأوصلك
رفع يده : ومن فضلك لا تعترضي
ابتسمت وهى تبلع اعتراضها
فتح اليها باب السيارة : ستتشرف السيارة وصاحبها بخدمتك
ابتسمت بخجل من مزحته : اشكرك على مدحك العظيم
ضحك بسعادة لتلمع عيناه ارتكن على باب السيارة وهى تهم بالدخول اليها همس بجانبها : نور
التفتت اليه لتجده قريب منها جدا لا يفصله عنها الا باب السيارة
تلاقت عيناها بعينيه لتبحر بهما فهي تريد ان تعرف ماذا يريد وما هي الكلمات المبهمة التي تطل منهما
اجابته بهدوء: نعم
ابتسم ابتسامه رائعة لم تراها من قبل : اشكرك
دخلت بسرعة الى السيارة ليغلق الباب بهدوء
وهو يشعر بانه طائر بالسماء لا يمشى على الارض
جلس في مقعده وهو يشعر ان كل أمانيه تحققت اليوم
سألها بهدوء :هل لديك موعد ما تأخرت عليه ام انكى تأخرت في العودة ؟
__ لا عمر اليوم ذاهب لشراء الشبكة وسأتأخر هكذا عليه
رد بابتسامه : مبروك ، عقبالك
رد ت بهدوء : الله يبارك فيك ، وعقبالك انت الاخر
ابتسم بسعادة : ان شاء الله قريب
عقدت حاجبيها وشعرت بالخنقة من جملته لتساله سريعا دون تفكير : أستتزوج قريبا
التفت اليها بدهشه فصوتها طلع مخنوقا نظر الى عيناها ليتبين له انها غير سعيدة بالفكرة
سألها بخبث : نعم ، ما رايك ؟
ردت بحدة : وما علاقتي بالأمر ؟
ابتسم : السنا اصدقاء ؟
نظرت اليه غاضبه : افعل ما يحلو لك
قال والشقاوة ترقص بعينيه : سأفعل ان شاء الله
اردف :ها قد وصلنا
انحنى فجأة ناحيتها ليمسك يدها ويلثمها برقة : اشكرك نور على منحي السعادة اليوم فقد قضيت اسعد وقت في حياتي اليوم
انتفضت من حركته وجراته معها لتندهش اكثر منه وهو يردف: الا تعلمين حقا لما ابحث عن رضاك ؟
هزت راسها بنعم ،
نظر الي عينيها ليقول بهمس : فكري قليلا ستجدين الإجابة
انا اثق بذكائك نور
اخيرا اطلق يدها من يده لتسرع مغادرة السيارة
وهى تشعر بان الحيرة تسيطر على عقلها والارتباك يعصف بأوصالها والسعادة ترفرف بجناحيها على حياتها

****************


ادار سيارته وهو يشعر براحة كبيرة ، فكرة الزواج تسيطر على عقله لتجعله يفكر ماذا سيفعل مع اخيه؟
انها لا تحبه وهذا يجعل المهمة اسهل ، ولكن اذا كان يوسف يحبها هذه هي المشكلة ، لا يعلم ماذا سيحدث


وصل الى القصر ليركن سيارته
وهو يهم بالدخول سمع اصوات مرتفعة بالداخل تبين انها صوت امه وصوت يوسف ايضا
دخل بسرعة ليسلم على نهى ، ويقول بصوت مرتفع : ماذا يحدث؟
ردت امه بصوت غاضب : اخاك المبجل لا يريد الزواج
ابتسم براحة ليلتفت الى يوسف : حقا
ليرد يوسف بهدوء : نعم لا اعلم ما الضرر فاني لا اريد الزواج من نور
__ انها مناسبة لك ردت الام
رد بعصبيه : انا لا اريد ان اتزوجها امي ، انها مجرد صديقتي لا اكثر، ما المفروض ان اعمله
سال ياسين بهدوء : لماذا امي متمسكة بها هكذا ؟
__ انها فتاه جميله مؤدبه وهي حفيدة اللواء اسماعيل صديق اباك وانا ارحب بنسب هذه العائلة ، انت من تسالني انت تعلم جيدا مميزاتها
رد بهدوء : نعم اعلم ، بالتأكيد اعلم
نظر يوسف الي نهى ليبتسما الاثنان فنبرته الحنون حملت اليهما الكثير من المعاني
رد يوسف : امي من فضلك اغلقي هذا الموضوع
نظرت الام غاضبه اليه لتلتفت الي ياسين بحنيه
__ هل تغديت حبيبي ؟
ابتسم وهو يتذكر لقائهما معا والغداء الذي لم يستمتع به من قبل ، تكلما كثيرا ، شعر انه يعرفها من زمان ، وانها قريبه منه كثيرا ، فهي خلقت له خصيصا
انتبه على يد امه وهى تهزه : ياسين
كتم يوسف ونهى ضحكتهما وهما يجلسان متجاوران
ليهمس لها يوسف : الم اقل لك ؟
__ نعم انا صدقتك الان ، انه متيم بها
__ لا امي لقد تغديت
نظر اليهما : ما بكما انتما الاثنان تتهامسان ؟
نهى : لا شيء ياسين
__ حسنا سأصعد الى غرفتي
صعد لينظرا الى بعضهما وابتسما بسعادة من اجل سعادته

***************************

دخلت الي بيتها مسرعة ،صعدت الى غرفتها لتغير ملابسها
وتجهز لموعد اخاها الهام ، تشعر بالحيرة من امره معها
ولكنها لا تريد التفكير الان ، تريد الشعور بالسعادة التي تغمرها
اختارت ملابسها بالوان الربيع المبهجة لتعكس شعورها الداخلي بالسعادة
سمعت صوت عمر من البهو: نور انتي جاهزة
خرجت مسرعة له : نعم
__ اذن انزلي لا وقت لدينا فانا تأخرت وانا اتي بسيارتي من عند الميكانيكي
__ حسنا
اندهش من مظهر اخته السعيد ، ولمعة عيناها التي انطفأت منذ وفاة والديهما واشراق وجهها الذى عاد
سالته عندما اطال النظر اليها : ما الامر عمر ؟
__ لا شيء حبيبتي منذ فترة لم ارك سعيدة هكذا
تأبطت ذراعه: هيا حتى لا نتأخر

**********************

تكلم صديقتها في الهاتف وهى تضع طلاء اظافرها المفضل
لوت شفتيها بزعل : نعم سماح ، ستذهب اليوم لتشتري شبكتها
نعم ، فازت به هذه المفعوصة
من قال هذا لن اهنيها عليه
ولكني انتظر الوقت المناسب ، ولابد من اخذ حذري من بسنت ، فانتي تعرفيها جيدا قويه وانا لا اريد مواجهتها والخسارة امامها
لا لم ارد الذهاب معه
سأجعلها تطمئن من ناحيتي
لا اعلم ما يحب بها ، رفضني هذا المغرور ، سأذيقه الجحيم على رفضه لي
حسنا سأذهب الان ، سلام


*************************



افاق من نومه على صوت الهاتف ليكتشف انه في المساء
محتضن احدى وسادات الاريكة
نظر الى الساعة ليجدها تجاوزت السابعة
نظر إلى هاتفه ليشرق وجهه : السلام عليكي حبيبتي
كيف حالك ؟ انا بخير الحمد لله
افتقدك جدا ، متى ستأتي ؟ حسنا سأكون بانتظارك
تأتى بالسلامة ، سلام

جلس براحة ها هي اخته الصغيرة العزيزة ستأتي لتؤنس وحدته قليلا بعد افتقاده لحياته بعد ممات من كانت تملك روحه


امسك الهاتف ليتصل برقم مخزن لديه
__ السلام عليكم حسن، ما الاخبار عندك؟
تناول الغداء بمطعم .............. مع فتاه
استعجب منه ليسال بهدوء : أتستطيع ان تصفها حسن
من مواصفاتها تنبه انها الانسة التي اصطدم بها اليوم
حسنا حسن لا تغفل عنه ابدا
اغلق الهاتف حسنا ياسين من الواضح انك مرتبط بهذه الجميلة ، سأحرق قلبك عليها
لتعلم ماهي حرقت القلب على من تحب


********************************

استقبلهما علي بترحاب شديد ، ليجلس مع عمر في الصالون وتدخل هي الي صديقتها بالداخل
اتت الام بهدوء ليصافحها عمر باحترام ، جلست بجانبه
__ علي ، اغلق الباب من فضلك
استعجبا الاثنان من الام لينفذ علي رغبتها على الفور
قال عمر بهدوء : خالتي هذا هو المهر وارجو ان ننزل بعد قليل لشراء الشبكة
حسنا بني ، كنت سأطلب منك ان تبدا في تجهيز البيت فلا يوجد الكثير من الوقت
__ نعم خالتي سأفعل ان شاء الله ، فغدا سيأتي اشرف صديقي ليضع تصور مبداي للديكور و يا حبذا ان تأتي علياء لتشرح له ما تريده
وانا اقترح ايضا ان نقيم حفلة عقد القران في حديقة الفيلا
لأننا لن نجد حجوزات في أي من القاعات في هذا الوقت القصير ، وفى الزفاف سأحجز لها اكبر قاعة للحفلات
ابتسمت الام بهدوء لحماس عمر وحبه الواضح لابنتها
قالت بهدوء : استمعا الي انتما الاثنان جيدا
تنبه لها علي وعمر : عمر اريد ان تجهز الغرف على وجه السرعة ، فانا اريد الاطمئنان على علياء ولن اطمئن الا وهى معك
__ حاضر خالتي انت تامريني
التفتت الي علي : علي اتمم زواج اختك مهما حدث لا تنسى مهما حدث علي ، واجعلها سعيدة بكل ما في وسعك هذه وصيتي لك ، اما انت فأوعدني واقسم انك ستصونها للابد
انزعج على من طريقة امه ليقترب منها
__ ماذا بكي امي؟ انت متعبه
ربتت على خده بحنان : لا حبيبي ، انا اريد الاطمئنان على صغيرتي فقط




************************
طرقت الباب بهدوء لتقول مبتسمة :ما اخبار عروس اخي الجميلة؟
ضحكت بسنت بخجل : الحمد لله بخير ، اين انت نور لم اسمع صوتك في الهاتف منذ يوم زفاف سارة
__ المعذرة حبيبتي ، انشغلت عنك قليلا
نظرت اليها علياء مليا : ما بك ؟ انت سعيدة اكثر من اللازم
ابتسمت بإشراق : نعم لدي الكثير واريد ان اقصه لك
لوت فمها : ولكن للأسف الوقت غير مناسب
جرتها علياء من يدها : احكي لي حالا ،ماذا حدث بإنجاز
والتفاصيل قوليها على الهاتف
قصت لصديقتها الحيرة التي بداخلها والمواقف الدائرة بينها وبين ياسين الى ما حدث اليوم واخر جمله قالها
__بصراحة لا اعرف ماذا يريد مني ؟ ولا اعلم ماذا يحدث لي عند رؤيته
لمعت عينان علياء: هل تحبيه نور؟
اندهشت نور مما سمعته من علياء
لتكمل : اذا تريدين اختبار مشاعرك من اتجاهه ابتعدي عنه لفترة يوم اثنان ثلاث ، اذا اشتقت اليه ، اذن انت مهتمة به بشكل اخر عن الاخرين
اردفت بابتسامه : وانا اعتقد انه يشعر بالغيرة عليك ولذا يعاملك بهذا الشكل عند اقتراب احدا منك
فانا اتذكر انه كان غاضبا بشدة عند مرور الشباب بجانبنا
تذكرت الموقف لتجد ان كلام علياء منطقي
ضربتها علياء بخفة على ركبتها : لا تفكري الان ، ودعي الامور تجري في مسارها الصحيح دون تدخل منك
احتضنتها علياء بسعادة : انا سعيدة للغاية اليوم
__ وانا سعيدة انا ايضا من اجلك حبيبتي

طرق علي الباب بهدوء لتفتح له علياء
__ ما هذا يا لولو ؟الم ترتدي ملابسك الي الان ؟
اجهزي سريعا سننزل لشراء الشبكة اليوم ،امي اتصلت ببسنت وستاتي لنا هناك


*************************
جالس يستمتع بالجو المنعش في شرفة غرفته ويستعيد اللحظات السعيدة التي عاشها اليوم استعاد ضحكتها وكلماتها
اكتشف بها صفات كثيرة جميله جعلت قلبه يرقص فرحا ، سيكلم عمر في موضوع الزواج في اقرب فرصة ولكنه سيقنع امه اولا
رن هاتفه ليجد اسم ياسر ينور الشاشة
رد سريعا : اتصلت بالوقت المناسب
صدحت ضحكة ياسر : الناس تسلم اولا يا ياسين
__ ياسر انا احتاجك بشده
سال بجديه : ما الامر ؟
__ قابلني في المقهى المعتاد
__ سأكون هناك خلال ربع ساعة
__ حسنا اراك بعد قليل ، سلام

سلافه الشرقاوي 27-06-11 09:14 PM

الفصل السابع عشر


وقفت تنظر لنفسها في المرآه ، تكمل وضع باقي زينتها لتزيد من جمالها الطاغي ، نظرت اكثر لوجهها في المرآه لتتذكر انه ولا مرة عندما قابلته في الماضي تكبد عناء النظر لوجهها لم ترى ابدا النظرة التي يرمقها بها الشباب عادة بعينيه
فبحكم انها كانت زميلة وصديقة لبسنت كانت تراه هو و علي كثيرا كانت نظرات علي دائما تلاحقها وتبين اعجابه الشديد بها ، اما هو فكان لا ينظر اليها ابدا ، كانت نظراته تحتلها هذه المفعوصة الصغيرة التي كانت في ذاك الوقت لم تزل طفلة ، اغضبها هذا الامر جدا فشعرت بانه داس على انوثتها وكرامتها ، حينها بدأ علي بالتقرب اليها وابداء اعجابه بها
لا تنكر انها مالت اليه فشخصيته المرحة اسرتها ، ولكنها لم تنسى ان عمر لم يلتفت اليها يوما
لا تنسى عندما كانت مخطوبه لعلي وتناهى الى مسامعها عن طريق الخطأ ان الخالة عائشة كانت تريد لعلي ان ينتظر نور ليقترن بها ، يومها زاد كرهها لهذه العائلة التي لا يربطها بها الا كرامتها التي اهدروها
وايضا بعد زواجها نبهت علي ان عمر يكن مشاعر خاصة لعلياء ، كانت تتوقع ثورة علي وقطعه لعلاقته مع عمر وبهذا تكون تخلصت من نور و ايضا تخلصت من اهدار كرامتها التي تشعر به كلما رأت عمر
ولكنها فوجئت بابتسامة علي تشرق وجهه ويقولها انه يعلم
فبرغم من ان صديقه لم يتكلم معه ولا مرة الا انه يشعر بمكنونات صدره ، ويتمنى ان عمر يفاتحه في موضوع الزواج في القريب العاجل
اندهشت من موقف زوجها ولكنها لم تشأ ان تتحدث في هذا الموضوع مرة اخرى حتى لا تستثير ذكاء علي فمن عشرتها معه وجدت ان ذكاءه حاد و على الرغم من طيبته وحلمه معها وحبه لها الذى يرتفع لمرتبة العشق الا انه عندما يغضب يتحول الى شخص اخر يصعب التعامل معه
زفرت بضيق وهي تنظر الى نفسها في المرآه مرة اخرى فقد انتهت من زينتها كما يحبها علي ،لا تفهم نفسها في بعض الاحيان هل تحبه ام لا هو لم يكن فارس احلامها التي كانت ترسم صورته في خيالها، ولكنه يغدق عليها من عواطفه التي
تجعلها تشعر بانها انثى كامله رغم عيوبها التي تعرفها جيدا الا ان كرم أخلاقه وحسن شخصيته يجعلاه لا يذكرها بأحد منها، بل يتحملها ويتحمل عصابيتها وغرورها في بعض الاحيان بصدر رحب وابتسامة هادئة وفي كل مرة تغضب منه يأتي ويصالحها ويشتري هديه قيمة ايضا ليرضيها بها ، لذلك تفعل له ما يحب وتحاول ان ترضيه في بعض الاحيان



****************************



واقفه امام محل الجوهرجي تراقب سعادة اخيها وصديقتها
التي تشع من عيونهم هي ايضا تشعر بسعادة عارمة تغلف المكان وتحيطها من كل جانب تبتسم على تعليقات علي وعمر التي تجعل علياء تحمر وتخجل والارتباك يسيطر عليها تقدمت بجانب صديقتها
__ كف انت وهو عن المزاح معها بهذه الطريقة ، حتى تستطيع التركيز فيما ستشتريه
ضحكا الاثنان ليجدوا بسنت امامهم فيدلفوا جميعا الى داخل المتجر ويبدا البنات بانتقاء الاشياء وعلى علياء ان تختار من بين جميع الاشياء
زفر علي بعد وقت طويل الى حد ما : اخيرا
قالت بسنت بنبرة قويه ولكن بصوت منخفض وهي بجانبه: ما بك ؟ يوم شراء شبكة حرمك المصون اخذنا ثلاث ساعات فكان كل شيء لا يعجبها
عقد حاجبيه ونظر اليها متفحصا امال راسه اليها
__ ما بك ؟ وما هذا الهجوم الدائم على ايه ؟ هل اغضبت احدا منكن او اغضبت امي ؟
تنهدت ببطيء : لا علي ، ولكني ارى انك ضايق بنا هذه الايام
اندهش من جملتها : بسنت ، لابد ان تعلمي جيدا انني لم ولن اضيق بكن ابدا فانتم عائلتي و لن افعل الا ما يرضيكن دائما
التفت الي علياء : ها يا عروسة ، هل انتهيت ؟
هزت راسها والابتسامة تعلو شفتيها : نعم
احتضنتها نور بحب : مبروك حبيبتي ، اذا ضايقك عمر يوم
ابلغيني وسف احيل حياته جحيما الى ان ترضي عليه
ضحك علي : الله يكن في عونك يا صديقي ستتفقن عليك من الان
ابتسم عمر : انا راضي باتفاقهن ، اخرج انت منها
ضحكت بسنت : للأسف يا اخي العزيز دائما ما تحرج نفسك
تعالت ضحكاتهم في المتجر ليبارك لهم الجوهرجي ويدعوا لهم بالسعادة دائما
اخرج لهم علبه من الشوكولاتة ليبدي تهنئته لهم ، ليأخذ كل منهم واحدة
هتف علي : انها شوكولاتة الحظ ، هيا عمر اقرا حظك فان كان ينبئك بسوء الحظ فالوقت مناسب لتتراجع
__ علي ، لا مزاح في هذه الاشياء قالت بسنت
__ انا لا امزح فهي بالفعل شوكولاتة الحظ
__ لن اغير رائي مهما حدث ، ولذلك سأرى ما تقوله لي شوكولاتة الحظ هذه
فتح الشوكولاتة ليخرج منها ورقة صغيرة ويقرا بصوت عال
__ سعادة ابدية مع شريك حياتك
قالت نور مداعبة : حتى الشوكولاتة تحرجك علي
ضحكوا جميعا على مظهر علي المنحرج
وبدأوا كل منهم يقرا ما بداخل الشوكولاتة التي معه
بسنت : زائر جديد في الطريق اليك
قالت مازحة :من هذا الذي سياتي الينا ؟
علي : من الممكن ان احمد سيتزوج بأخرى
خبطته على كتفه مازحة : لا يستطيع ان يفعلها
قال بياس: اعلم فانت سببت له عقدة من الجنس الاخر
ضحكوا جميعا لتمط شفتيها في زعل ليحيطها بذراعيه
__ امزح يا عزيزتي ، اين سيجد مثلك ، فانت ملاك
ضحك عمر من نبرة صديقة المغيظة
ليلتفت اليها : ها و أنت حبيبتي؟
__ هاي انت ، احترم وجودي
قالت نور: اخبرينا علياء ماذا وجدت؟
قالت هامسة والخجل يكسيها : سعادة ابديه مع شريك حياتك
ارتفعت اصواتهم فرحة ليقول علي :هنيئا لكما بالسعادة
خرجوا من المتجر وعلياء تحمل علبة شبكتها المخملية في سعادة واشارت الي نور وعلي : انتما الاثنان لم تخبرونا بما وجدتم
رد علي : المفاجآت ستهبط عليك من السماء
لا اريد أي مفاجأة في المنزل ولا العمل ايضا
ضحك عمر : لا تبتئس من الممكن ان تكون مفاجأة جيدة
رفع يديه عاليا : يا رب ، ولكني اعلم نفسي جيدا فانا نحس
ضحك عمر ليلتفت الي اخته : وانت نور
__ سأري الان
اخرجت الورقة الصغيرة لتقرأ بصوت عال :
شخص جديد يدخل حياتك يقلبها راس على عقب
نظرت بسرعة الى علياء لتجد الاخرى تبتسم اليها
اقتربت منها وقالت بخبث : أتساءل من هذا الشخص ؟
لكزتها بكوعها : ليس الان حتى لا ينتبه عمر الينا
قال علي مازحا: من الواضح يا علياء انه أنت هذا الشخص
ضحكوا جميعا على مزحة علي التي ادت الي احمرار وجه علياء
ليقول عمر بحنان : حقها ، فلتقلب حياتنا كما شاءت
احمر وجهها اكثر من نظرة عينيه والحب والحنان الواضحان بها
__ حسنا هيا لأوصلكم ، اتمنى ان الشبكة تعجب خالتي
ركبوا السيارة وجو السعادة يخيم عليهم جميعا


*************************


صافح صديقه بود واضح
__ ما الامر ياسين ، لقد اقلقتني
عقد حاجبيه : اجلس اولا ، ماذا ستشرب؟
نظر له في اندهاش : ياسين ، لم اتى لأشرب بل اتيت لأعلم ما بك وما الامر الذي تحتاجني به؟
قال ياسين امرا : اجلس اولا
اشار الي النادل ليأتي مسرعا : كوبين من القهوة لو سمحت
التفت الي ياسر : ها ، ما اخبارك؟
رفع حاجبيه في تعجب : انا بخير ياسين ، ما الذي تريد ان تقوله ومتردد هكذا فانا اعلمك جيدا ، هذا هو اسلوبك للتأخير والمماطلة لأخذ وقت اضافي للتفكير
ابتسم ياسين : لما تشعرني دائما انك بداخل عقلي
ضحك الاخر : لا اريد ان اشعرك بشيء ولكنك تتعمد استفزازي بأسلوبك هذا وكأني لا اعرفك
هيا ، اخبرني ما الشيء المهم الذي تريد ان تخبرني به
__ اريد ان اتزوج
اندهش :حقا
هز له راسه مؤكدا لما بعقله
__ مبروك ، ما المشكلة ؟
تنهد ببطيء : لا توجد مشكلة ، ولكنى اشعر بالارتباك
جاء النادل بالقهوة ليضعها امامهما
ارتشف ياسين بضع منها ، والاخر منتظره بصبر وصمت
__ سأقص اليك ما حدث لتفهمني
__ تفضل يا اخي ، كلي اذان مصغية
روى لصديقه كل ما حدث في اليومين الماضيين
لينتهي بما حدث في قصرهم واصرار امه على زواج يوسف من نور
__ لا افهم الي الان ، ما مشكلتك؟
من الواضح ان يوسف لا يريد الزواج منها وهي في الاصل خارج دائرة تفكيره بدليل عدم غضبه من مغازلة طارق لها
وامك تريد نسب العائلة ومعجبه بها ، اخبرني ما مشكلتك؟
__ مشكلتي ان امي ترى انها مناسبة ليوسف ولذلك لن ترى انها تناسبني على الاطلاق
نظر اليه قليلا : ياسين ، انت تحبها ، اجبني بصراحة من فضلك
نظر الي ياسر مطولا واخذ نفس عميق اخرجه ببطيء
وهز راسه وبصوت منخفض : نعم ، احبها ، ولا تسئلني كيف او متى ، كل ما اعلمه انها تثير بنفسي اشياء لم تأتي مسبقا في بالي ، وقلبي يأمرني بأشياء معها لم اكن اتخيل يوما اني سأفعلها
اتسعت ابتسامة ياسر، و ربت على يده: انه الحب يا صديقي
هنيئا لك به
ابتسم ياسين على حماس صديقه
ليردف ياسر بجديه: ياسين لا تضيع هذه الفرصة من يدك
فاذا اضعتها ستعض اناملك ندما وحسرة على ما فاتك
كلم والدتك في الامر واذا علمت هي مدى تعلقك بنور ستوافق على الفور فهي كل ما تريده سعادتك
__ سأفعل بإذن الله
لمعت عينان ياسر فجأة ، ليساله ياسين في ترقب
__ ما الامر ؟ ان لمعة عيناك هذه تأتي بعدها مصيبة من مصائبك
ضحك ياسر بشده :تصدق ، انا مخطئ في تفكيري بك
__ ما الامر ؟ اخبرني
__ سأخبرك ، من الاصل انا كنت اكلمك لأدعوك انت والعائلة الكريمة على حفلة سأقيمها بمناسبة ولادة عبد الرحمن
والان خطرت لي فكرة ان ادعو المهندس عمر ايضا
لمعت عينان ياسين : انها فكرة رائعة
مط ياسر شفتيه : للأسف انت لا تستحقها
قال برقة : ياسر ، انا صديقك الصدوق ستبخل علي بهذه الخدمة
قال هازئا : يا اخي انها مصيبة من مصائبي ابتعد عنها
ابتسم ياسين : العفو من قال ذلك ، انت لا تسبب ابدا في المشاكل
ضحكا الاثنان : حسنا يا صديقي من اجل العشرة والايام الخوالي ، سأرسل له بدعوة
__ وارسل دعوة ايضا للأستاذ علي ،هذا اسمه على ما اظن
انه نسيب عمر وصديق عمرو زوج اختي نهى
__ لماذا ؟
__ لتتعرف امي على العائلة كلها
__ اعشقك وانت تفكر ،هذا هو الكلام المضبوط
__ متى الحفلة؟
__ في اجازة نهاية الاسبوع ، عندي بالمزرعة
__ مبروك ما جاءك ياسر
__ عقبالك ان شاء الله في القريب العاجل
__ شكرا لك ياسر لمساعدتي
نظر اليه مؤنبا : ياسين انت اخي ، وانا مستعد ان افديك بحياتي ، فما فعلته معي كثير
اشاح له بيده : ما الذى تقوله ياسر ، لم افعل معك شيء
ولا تتكلم في هذه الامور ثانية
هيا اذهب الي زوجتك واولادك ، وانا سأذهب لأمي لأتكلم معها في امر زواجي
__ موفق بإذن الله
__ ان شاء الله ، سلامي لمريم وقبلاتي للأولاد
اتجه الي سيارته وهو مفعم بالأمل ومستعد ان يقنع امه بما يريد حدث نفسه : ان شاء الله ستوافق


**************************


جالسة بجانب اخيها في سيارته وتفكر من الشخص الجديد الذى سيقلب حياتها راسا على عقب لم تجد غيره هو الجديد الذي دخل الي حياتها وبالفعل قلبها راسا على عقب ، تذكرت علياء و سؤالها هل هي تحبه ام لا ، لا تنكر انها معجبة به بشكله ،صفاته حتى قوته وتسلطه في الاوامر التي يلقيها ، ورقته ايضا فالوقت الذى قضته معه في المطعم كان في قمة الرقة والذوق ، غيرانهما متفاهمين في بعض الامور
استرسال الحديث بينهم في سهوله ويسر ادى الى ان الوقت مضى بسرعة
لم تشأ ان تخبر علياء بشعور الغضب والضيق الذي انتابها عندما قال لها عن زواجه ، لتفكر مليا هل بالفعل قلبها يدق اليه ؟ ستعمل بنصيحة صديقتها وتبتعد عنه لفترة
انتبهت ان السيارة واقفة ، وعمر يطرق على زجاج شباكها
فتحت الباب لتسمعه يقول : أكنتي نائمة ؟
هزت راسها نافية
__ حسنا ، غدا سياتي المهندس اشرف مهندس الديكور
أتذكريه
__ نعم
__ سياتي لأبدأ في ترتيب المنزل وغرفتي
تنحنحت : ما رايك ان تأخذ الغرفة المجاورة لها وتوضيبهما في هيئة جناح لك
نحن لا نستخدم هذه الغرفة اطلاقا
__ سأرى ما يمكنني ان افعله
دخلا من الباب لتتجه الي السلم لتصعد
__ نور
التفتت الي اخيها
__ سأسافر بعد غد الى الإسكندرية لأدعو عمي الى عقد القران ، صحيح لقد اتفقت مع الخالة عائشة ان نجعل الحفل هنا في الحديقة فلن نجد حجز بإحدى القاعات الان
ابتسمت: ربنا يتمم عليك بالخير عمر، تصبح على خير
__ وانتي من اهل الخير
صعدت الى غرفتها وهي تشعر بالتعب والنوم يثقل جفونها ،بدلت ملابسها ودخلت الى فراشها لتذهب في النوم سريعا


**************************


رن هاتفها لتهتف: انه عمر
ابتسمت بسنت على اختها والفرحة التي تزين وجهها
لتكمل علياء : سأرد عليه ثم اتي لنكمل كلامنا
اشارت لها براسها موافقة
اسرعت الي غرفتها حتى لا تجعله ينتظر اكثر من ذلك
__ السلام عليكم
رد بصوت خافت :و عليك السلام حبيبتي
هل ايقظتك من النوم ؟
__ لا لم انم بعد
استلقى على الاريكة : ها ، اخبريني ما رأى خالتي في الشبكة
__ اعجبتها جدا ، وفرحت بها ايضا
عمر
__ نعم يا روح عمر
ابتسمت : بسنت بقية معي الليلة لأننا سنخرج غدا باكرا لشراء بقية الجهاز فلن استطيع التكلم معك كثيرا اليوم
__ لا توجد مشكلة حبيبتي
همس مكملا: فانا من اجل شراء الجهاز افعل أي شيء تريديه، فانا مشتاق لوجودك بجانبي جدا
احمرت خجلا: حسنا سأغلق الهاتف
رد بجدية : لا تنسي غدا سامر عليك لاصطحابك الى الفيلا حتى تبلغي مهندس الديكور بما تريدينه في الغرف وتختاري الاثاث
__ سأنتظرك
__ سأنتظر الغد بفارغ الصبر
__ تصبح على خير
__لن اغلق الهاتف الا ان تقبليني كما كانت امي تفعل
ضحكت : كنت طفلا حينها
مط شفتيه : اعترضي ، وسأطلب اشياء اخرى الى جانب القبلة
ضحكت بمرح: حسنا، سأقبلك على جبينك هكذا
تصبح على خير
صاح معترضا: ما هذا ؟ انا لست طفلك حتى تقبلي جبيني
ابتسمت بخبث : الم تريد ان اقبلك كوالدتك
__ لا طبعا ، كنت اريد ان تقبليني كزوجتي
على خدودي، على شفتي هكذا
غرقت في الخجل وصاحت بصوت مبحوح : عمر
تصبح على خير ، فمن الواضح ان قلة النوم تؤثر عليك
ضحك من خجلها المحبب اليه : وانت من اهل الخير حبيبتي
اغلقت الهاتف وهى سعيدة و الحرارة التي تنبعث من وجهها تشعرها بالفرح ، نظرت الى المرآه لتجد وجهها مكسيا بلون الاحمر وعيناها تلمعان فرحا لتردد لنفسها
__ سعادة ابدية مع شريك حياتك
ها هي بوادر السعادة الابدية دخلت الي حياتها ولن تسمح لها
بالخروج ابدا ، ستجعل حياتهما سعيدة لآخر العمر
خرجت الى اختها التي تنتظرها لتكمل معها الجدول الذى وضعوه لشراء بقية الجهاز


***************************


دلف الى منزله بهدوء ليندهش ، فالمنزل يغلفه الظلام
ولا يوجد به أي صوت ، تساءل اين هما
نظر الي ساعته ليجدها الحادية عشر من الممكن ان جنى نائمة ولكن اين اية
دخل الى وسط الصالة ليجد انبعاث لضوء خفيف اتى من غرفته ، تقدم الى غرفته وفتح الباب بهدوء حتى ان كانت نائمة لا يتسبب في ايقاظها
ليفغر فاه على رؤية ملاكه النائم، جسدها يتوسط الفراش
مرتدية قميص نوم حريري بلون الاسود ينسدل على جسدها برقة مكشوف الصدر والاكمام يجعل انوثتها تزداد ويزداد عشق قلبه لها ، اقترب منها برقة يتأمل وجهها الجميل
ذقنها الصغيرة ، ثم شفتيها الممتلئة مصبوغة بلون احمر قاني يجعل فمها كحبة الفراولة الشهية ، انفها الصغير بقصبته الرومانية تتوسط خديها الموردين ، ثم يأتي الى عذابه هاتان العينان المغلقتان المحددتان بحاجبين بنيين مرسومين يزيدا عينيها غموضا، فسواد المقلتين مع تحديد عينيها يذكرانه بالبحر ليلا ليرمي بنفسه فيه لعله يروي ظمائه، بياض بشرتها مع شعرها البني الحريري يكملا لوحة الحسن والجمال و يجعلا قلبه يدق كأول ليلة لهما معا
مال بجسده ناحيتها ليرفع خصلة من شعرها المتمرد تلتصق بخدها الايمن ويطبع قبله رقيقة عليه
فتحت عينيها بهدوء لتنفرج ابتسامة على شفتيها
__ اخيرا جئت
ابتسم جزلا وعيناه تلمعن حبا وعِشقا لها : اسف على تأخيري حبيبتي ،
امسك يدها ليقبلها برقة ويكمل هامسا في اذنها وهو يحتضنها بين ذراعيه: سأعوضك عن انتظاري كل دقيقة ، بل كل ثانية

**************************
دخل الى القصر ليرى عائلته الصغيرة مجتمعه بالبهو
__ السلام عليكم ، كيف حالكم يا اهل الدار؟
ردت نهى: نحن بخير والحمد لله، والجلسة تنقصك
تعال اجلس معنا قليلا
تقدم اليهم ليسلم على امه ويجلس بجانبها
ليقول يوسف ضاحكا بخبث : اراك سعيدا هذه الايام ياسين
، و أتساءل عن سر هذه السعادة
لوي ياسين شفتيه هازئا : الا يحق لي بعضا من السعادة يوسف
__ لا طبعا اخي ، بل يحق لك ان تعيش في سعادة دائمة
ليست بعض ايام قليلة
نظر الي اخيه متفحصا لينظر اليه يوسف باسما
حدث ياسين نفسه : اذن هو يعلم بحبي لنور
هز راسه : نعم يوسف ، عندك كل الحق ،
تنحنح : ولذلك قررت ان اتزوج
اتسعت ابتسامة يوسف ، والتفت امه اليه والدهشة الممزوجة بالفرحة تعلو وجهها ، لتنطق نهى بسعادة :مبروك حبيبي ، هل اخترت العروس ، ام سأنتقيها لك انا وامي
ضم كفيه بشده ليسيطر على التوتر بداخله :لا انتقيتها
اريد ان اتزوج نور

سلافه الشرقاوي 27-06-11 09:16 PM


الفصل الثامن عشر





دخل الى القصر ليرى عائلته الصغيرة مجتمعه بالبهو
__ السلام عليكم ، كيف حالكم يا اهل الدار؟
ردت نهى: نحن بخير والحمد لله، والجلسة تنقصك
تعال اجلس معنا قليلا
تقدم اليهم ليسلم على امه ويجلس بجانبها
ليقول يوسف ضاحكا بخبث : اراك سعيدا هذه الايام ياسين
، و أتساءل عن سر هذه السعادة
لوي ياسين شفتيه هازئا : الا يحق لي بعضا من السعادة يوسف
__ لا طبعا اخي ، بل يحق لك ان تعيش في سعادة دائمة
ليست بعض ايام قليلة
نظر الي اخيه متفحصا لينظر اليه يوسف باسما
حدث ياسين نفسه : اذن هو يعلم بحبي لنور
هز راسه : نعم يوسف ، عندك كل الحق ،
تنحنح : ولذلك قررت ان اتزوج
اتسعت ابتسامة يوسف ، والتفت امه اليه والدهشة الممزوجة بالفرحة تعلو وجهها ، لتنطق نهى بسعادة :مبروك حبيبي ، هل اخترت العروس ، ام سأنتقيها لك انا وامي
ضم كفيه بشده ليسيطر على التوتر بداخله :لا انتقيتها
اريد ان اتزوج نور

اتسعت ابتسامته يوسف اكثر : مبارك اخي ، مبارك
ليتنهد بتمثيل ويردف : اخيرا نطقت
ضحكت نهى لتقوم من مكانها تحتضنه وتقبله على وجنتيه
__ مبروك حبيبي ، اتمنى لك التوفيق والسعادة معها بقية حياتك
ابتسم في وجهيهما وهو يشعر بالفرح من ردة فعلهما
لم يكن متوقع كل هذا الفرح من اجله
ليلتفت الى امه التي لم تصدر منها أي ردة فعل
رأى وجهها جامد من الصدمة وعينها متسعة من الدهشة
تحشرج صوته : ما رايك امي ؟
رد يوسف على الفور وبسرعة: بالطبع موافقة ياسين
ولكنها مأخوذة من قرارك بالزواج ، فلطالما اعتقدنا انك لن تتزوج ابدا اخي ، ولكنه اختيار موفق ، موفق جدا
نظر الي امه ليجد الصمت ردها ايضا على كلام يوسف


هو اكثر الاشخاص يعلم معنى صمتها فهي تبدي عدم موافقتها عن الامر بشكل غير مباشر ، ممتن لآخاه لمحاولة التخفيف عنه ، فرد امهم واضح لهم جميعا
نادتها نهى بهدوء : امي ، ياسين يسالك عن رايك
انفرجت شفتاها اخيرا لتقل باقتضاب : مبروك بني
متى ستذهب لتتقدم لها ؟
رد بهدوء : سأتكلم مع عمر اولا
هزت راسها بهدوء : ربنا يوفقك
حاول ان يلطف الاجواء قليلا
__ صحيح ياسر دعانا جميعا الى حفلة بمناسبة انه رزق بعبد الرحمن يوم الجمعة في المزرعة
ليكمل : نهى اريد اسم صديق عمرو وعنوانه لان ياسر ابدى رغبته في دعوته هو الاخر ، وسيدعو عمر ايضا
انفلتت ضحكة قصيرة من يوسف ، لينظر له ياسين
ويقول بشبه ابتسامه : ما الذي يضحكك الان يا ظريف ؟
ضحك يوسف مرة اخرى ليغمز بعينه اليه
__ ياسر هذا ونعم الصديق
صدت ضحكة ياسين مجلجلة في بهو القصر
لتنظر اليه امه مدهوشة من التغير الذي حدث له الايام القليلة الماضية
رد على يوسف : هو بالفعل ونعم الصديق
اردف بجدية : يوسف لا تتكلم مع نور في موضوع الزواج هذا الى ان ابلغ عمر انا ، فانا اعرفك جيدا
من الممكن جدا ان تذهب اليها وتقول مازحا مرحبا بك يا زوجة اخي ، او كيف حالك يا عروستنا
ضحكت نهى على نبرة ياسين التهكمية وهو يقلد يوسف وطريقته ، لتنفلت من امهم ضحكة قصيرة لينظر اليها يوسف : انتى الاخرى تضحكين امي
ضحكت لتقول مازحة : فعلا ، انت متوقع منك أي شيء
نظر لها ياسين باستفسار ، فهو يريدها ان تصفح له عن مكنونات صدرها وسبب اعتراضها على فكرة زواجه من نور
يعلم جيدا انها مرحبة ترحيب جام بفكرة زواجه لكنها معترضة على اختياره على الرغم من انها معجبة بالفتاة التي اختارها ، هز راسه في يأس غريبه امه في معظم الاوقات لا
يفهمها
فاق من تفكيره على صوت يوسف ونهى وهما يتشجران حول امر ما وامهما تضحك عليهما
نظر اليهما لم يتغيرا اطلاقا اطفال في اجساد كبيرة
__ حسنا سأذهب لأخلد الى النوم فاليوم كان مرهق جدا بالنسبة الي، تصبحون على خير
نهي والام : وانت من اهل الخير
يوسف : ياسين ، انتظر فانا اريد ان ابلغك بشيء مهم
قال وهو يتثاءب: حسنا اتبعني للأعلى
تبع اخاه لتبقى نهى وامها لوحديهما



اقتربت نهى من امها
__ ما بك امي ؟ لم تفرحي بخبر زواج ياسين
ردت بهدوء: فرحت طبعا بقرار الزواج، ولكني مصدومة من اختياره
__ لماذا امي ؟ اليس هذه نور التي تشاجرت مع يوسف لكي يتزوجها وعددت محاسنها وقلتي انكي مرحبة بهذه الزيجة وهذا النسب
__ نعم هي وانا لست معترضة عليها ، ولكني ارى انها ليست مناسبة لياسين
__ امي ياسين يحبها
التفتت اليها في حده وهى تعقد حاجبيها
لتكمل نهى : ابلغني يوسف اليوم ، وطلبه للزواج منها يؤكد حدس يوسف
امي لم نرى ياسين سعيدا هكذا منذ وفاة والدي رحمة الله عليه ، عادت ضحكته لتصدح في القصر ، والسبب هي نور
ابتسمت : من الواضح انها اضاءت حياته
هزت الام راسها موافقه
لتكمل نهى دفاعها وتهدم اخر حصون امها : واخيرا امي ستحقق امنيتك في رؤية اولاد ياسين الغالين
قالت الام بفرح : صدقتي نهى، معك حق ، وطالما هو مرتاح ويريدها زوجة له ، فانا موافقه
__ من الممكن ان تتعرفي عليها اكثر في الحفلة التي سيقيمها ياسر بالمزرعة
هزت الام راسها موافقة : نعم ، معك حق
هيا بنا لننام نحن ايضا


************************



بدل ملابسه ليخرج من دورة المياه ليجد اخاه متربع على فراشه ليندهش منه : ماذا تفعل يوسف
رفع كتفيه : لا افعل شيء ، جالس منتظرك لأتكلم معك
اشار الى الاريكة الموضوعة بالغرفة والكرسين اللذان بجانبها: ولماذا لا تجلس على أي من المقاعد بالغرفة
ابتسم في وجه اخيه بشقاوة : لا شيء قررت ان انام بجانبك الليلة حتى تعتاد النوم بجانب الاخرين
عقد حاجبيه مفكرا ليردد: أي اخرين ، لماذا انام جنب الاخرين
__ الن تتزوج ، ستنام بجانب زوجتك اكيد
نظر الي اخاه بغضب وقال امرا : انهض من الفراش واذهب الي غرفتك
ضحك ليرفع يديه استسلاما : حسنا لن اتى بذكر هذا الموضوع ثانية ، ولكني اريدك بشيء هام
فحالتك كانت لا تسمح اليوم لمعرفة ما جرى في مناقصة المجمع التجاري
ياسين انا غير مرتاح لهذه المناقصة ولا العمل كله
اشعر بشيء مريب بها
هز ياسين راسه موافقا : نعم انا ايضا ، اشعر بهذا الشيء
__اذن اعتذر عنها
__ فكرت بذلك ، ولكن الارباح التي ستجنيها الشركة كبيرة جدا ومغرية فلم استطع رفضها
هز راسه موافقا على كلام اخيه : انت ادرى بهذه الاشياء مني ، كنت انقل لك ما شعرت به
اردف : ياسين ، اريد ان اسالك عن شيء؟
__ تفضل ، ولكن انجز فانا احتاج الي النوم
تلعثم : ما الذى غير معتز هكذا ؟
انقلب وجهه على هذه السيرة الكئيبة
__ لا اعلم يوسف، بعد وفاة حنان تغير معتز كثيرا
وفي كل مرة يقابلني بها عيناه تنطق كرها لا اعرف سببه
__ ولكنك انت ايضا تكره
__ نعم ، كرهته مؤخرا بعدما تأكدت انه يبذل كل ما بوسعة ليأخذ شركة ابي مني ، اتعلم يوسف لقد هددني علنا انه سيستولى على كل شيء املكه ، ليحرق قلبي
عقد حاجبيه : غريب ، ما الذي حدث ؟
__صدقني لا اعلم ، هيا اذهب لتنام واتركني لأنام انا ايضا
ابتسم لأخيه مداعبا : احلاما سعيدة ياسين
اتجه لباب الغرفة ليكمل : ام اقل احلاما سعيدة مملؤة بنور الجميلة
ركض خارجا من الغرفة قبل ان تصيبه احدى الوسادات التي قذفه بها ياسين وهو يقهقه على منظر اخاه الخجول
ابتسم ياسين بسعادة : نعم ، اتمنى ان اراها في احلامي
حدث نفسه : ان شاء الله في القريب العاجل ستاتي لتنير حياتي كلها
القى بجسده بتعب ليخلد الي النوم ويغلق عينيه على رؤية وجهها الجميل ليذهب في النوم سريعا


*************************

نور
قالها بصوته الرخيم يداعب اذنيها لتفتح عينيها وتجد وجهه قريب منها جدا ، ابتسمت برقة ، وضعت يدها على ذقنه بدلال ليقترب من اذنها هامسا : اشتقت اليك حبيبتي
ضحكت بنغمة حلاوتها لم يسمع لها مثيل ، اقترب منها اكثر


ليقوم مفزوعا على جرس المنبه المزعج ، التفت حوله ليجد نفسه في فراشه ، الغرفة يتخللها اشعة الصباح الدافئة
ستائر الشرفة تهزها نسمات الهواء المنعش
نظر الي ساعته ليجدها السادسة صباحا
حرك رقبته وقام من الفراش يتثاءب ابتسم فالحلم لذيذ جدا وداعب مشاعره ليجعله يشعر بسعادة تجرى مع دمه لتنتشر في خلايا جسده كله
خرج من غرفته بعدما ارتدى ملابسه
فكر ان يمر على يوسف لإيقاظه حتى لا يتأخر عن العمل
اقترب من الباب ليطرقه حينما تنامى الي مسامعه صوت اخاه ضاحكا كانه يتكلم مع احد ، ارهف سمعه قليلا
ليتناهى اليه : نعم حبيبتي ، لا استطيع الانتظار ، طبعا سآتي اليك غدا ، هذه فكرة جيده ، سأشتاق اليك انا الاخر
عقد حاجبيه مفكرا من التي يتكلم معها يوسف ويدعوها حبيبته
طرق الباب ليفتحه سريعا، رسم الدهشة على وجهه عند رؤية يوسف واقفا في منتصف الغرفة ومرتدي ملابسه
__ ها ، انت مستيقظ
ارتبك يوسف : صباح الخير ، انزل الهاتف من على اذنه
نظر اليه مطولا : صباح النور ، انت مستيقظ باكرا ، هذا جيد كنت اريد ايقاظك ، اتبعني الي الاسفل
هز يوسف راسه موافقا
رفع التليفون مرة اخرى الي اذنه : حسنا ، سأتكلم معك لاحقا
ادار جسمه لينزل الي الاسفل عندما سمع اخاه يقول جملته الاخيرة ، اندهش عندما تكلم يوسف بصيغة المذكر
التفت اليه في حدة عاقدا حاجبيه ليغلق الاخر الهاتف ويتبعه
سال في هدوء: من الذى تكلمه مبكرا هكذا ؟
__ ها ، ماذا تقول ؟ لم اكن معك
نظر اليه مطولا : ما بك يوسف ؟لم انت شاردا ؟
__ لا شيء افكر قليلا فقط
ازدادت عقدة حاجبيه وهو يفكر في يوسف والابتسامة التي فارقت وجهه اليوم ، وانشغال باله
اشياء تناقض طبيعة اخاه المرحة
نطق يوسف عندما وصلا الى مائدة الطعام
__ ياسين ، اريد ان اخذ اجازة غدا ،صديق لي اتى من الخارج ، واريد ان استقبله في المطار
نظر اليه مطولا يحاول ان يدخل الى اغوار نفسه ويعرف ما الذي يدفعه للكذب
قال باقتضاب : انه رابع يوم لاستلام العمل يوسف ، الا يوجد احدا اخر يستقبله غيرك
زفر يوسف بضيق : ياسين ، من فضلك لن تتوقف الشركة اذا لم احضر غدا
__ حسنا ، لا تغضب
ثم اردف مازحا لعل يخرج اخاه من الشرنقة التي تحاوطه اليوم على غير العادة : ولكن لا تعتاد على ذلك
__ شكرا ، ولن اعتاد لا تقلق
دخلت امهم ورائها احد الخدم حاملا للفطور
__ صباح الخير احبائي
ردا الاثنين : صباح الخير امي
جلست الي المائدة : الن تتغير ياسين ؟ اترك عنك الجريدة حتى تستطيع ان تتناول الفطور جيدا
ابتسم في وجهها : الن تعتادي انت الامر امي
ضحكت في وجهة : متى ستذهب الى المهندس عمر ؟
ترك الجريدة من يده ليلتفت اليها : لم احدد بعد
سألت في اهتمام ملحوظ: لماذا ؟ ما الذي يؤخرك عن التكلم معه ، اسمع ياسين لقد تأخرت كثيرا في قرار الزواج هذا
ولن اسمح لك بالتأخير اكثر من ذلك ، قابل صديقك وحدد معه موعدا حتى نتقدم لهم رسميا ، ولابد ان يكون موعد الزواج قريبا ، فانا اريد ان افرح بك بني
رفع نظره الي يوسف ليراه مبتسما بهدوء ثم لوى احدى شفتيه ثم قال بصوت خافت : لن تستطيع الهروب الان ياسين
سبق السيف العزل اخي ، اتبع جملته الاخيرة بضحكة عالية
على مظهر ياسين المتوتر من اوامر امه
لن يستطيع ان يبلغها انه منتظر موافقة نور على الزواج
قبل ان يفاتح عمر ، فهو متردد ، يشعر انه لو اتبع الخطوات التقليدية سترفض الزواج منه
تنهد في حيرة : حاضر امي ، امهليني بعضا من الوقت
قام من المائدة
سالت الام : الي اين؟
ابتسم : الي العمل طبعا امي
عن اذنكم
__الن تنتظر ان تصبح على نهى
__ ليس لدى وقت ، ابلغيها ان تتناول معنا الغداء اليوم هي
و عمرو ، سياتي اليوم ، اليس كذلك؟
__ نعم
__ ابلغيهما ان ينتظرا الي بعد الغداء امي ، سلام

غادر القصر متوجه الي الشركة وهو يفكر في موقف امه واستعجلها لأمر زواجه ، كان ينتظر الي حفلة ياسر حتى يستطيع الكلام معها والتقرب منها اكثر ليقنعها بالموافقة على الزواج
لأول مرة في حياته يشعر بالخوف من خطوة مقدم عليها
حتى في اخطر المناقصات والصفقات كان لا يشعر بالخوف
كان يشعر بالتوتر والقلق لكن الخوف لا
انه خائف ان يفقدها وتضيع منه الي الابد ، خائف من ضياع حلم حياته ، خائف ان يعض اصابعه ندما وحسره كما قال ياسر
اذن لا بد من الحكمة والتروي في كل خطوة يخطوها
لابد ان يسيطر على اعصابه وغيرته المجنونة كلما اقترب منها احدهم ، لابد ان يصل الي قلبها ، ويجعلها تحبه كما يحبها


وصل الي الشركة التي بها عدد قليل من الموظفين لم يندهش
فالوقت لازال باكرا
دلف الي المصعد واستعجب من عدم وجود العامل لكنه لم يأبه ، ضغط على زر المصعد حتى ينطلق الي مكتبه
ليفاجئ بيد انثويه ترد باب المصعد وتدخل بهدوء اليه




*********************




استيقظت باكرا على صوت المنبه ، وليس على كابوس من كوابيسها التي اعتادت مؤخرا ان تستيقظ عليها
شعرت بالنشاط فمنذ فترة طويله لم تستغرق في النوم هكذا
تذكرت حلم ليلة البارحة لتحمر وجنتيها


نعم حلمت بحلم لذيذ ،محبب الي نفسها ، تشعر بالسعادة تدغدغ حواسها من التفكير به ، كان وجهه واضحا اليها اليوم بابتسامته الدافئة الساحرة
راته كآخر مرة كان بمنزلهم بملابسة الغير رسمية وضحكته الرائعة واقف وسط حديقتها فاتح ذراعيه لها والعجيب في الامر انها رمت نفسها بأحضانه ، ليحتضنها ويهمس في اذنها : اشتقت اليك حبيبتي
لتقوم من نومها على جرس المنبه شعرت بالخجل يسيطر عليها اكثر عند تذكرها للحلم بكل تفاصيله والشيء الذي اخجلها اكثر حبها لهذه التفاصيل
تساءلت هل هو يشعر بالغيرة كما قالت علياء لو شعر بالغيرة عليها معنى ذلك انه يحبها ، لا تنكر انها تتذكره كثيرا
وتفكر به كثيرا ايضا


انتهت من ارتداء ملابسها لتنزل مسرعة الي الاسفل ، لم تجد عمر بالبيت ووجدت انه ترك لها ورقة يبلغها بانه خرج باكرا رغما عنه وانه سياتي في موعد مهندس الديكور
تنهدت وقررت عدم تناول الافطار لأنها لا تحبذ ان تتناول الطعام بمفردها


وصلت الشركة باكرا وهي سعيدة ، تشعر بان اليوم مختلف عن كل ايام حياتها
وجدت المصعد سيغلق، لتسرع خطواتها قليلا لتلحق به
وتضع يدها لتمنع الباب من الانغلاق لتدلف الي الداخل بهدوء



ابتسم بسعادة لرؤيتها ، مرتديه فستان لونه رمادي فاتح ضيق الي حد ما ، يصل الى ركبتيها ، مربوط من عند الخصر بحزام جلد اسود اللون ليحدد خصرها الصغير ويظهر رشاقة جسدها ، فتحة الصدر ضيقة ومغطى من الاكتاف بجاكيت صغير يصل الى تحت الصدر اسود اللون
رفع نظره يتأمل وجهها المستدير الفتان ، ذقنها المميزة بطابع الحسن وفمها الصغير بشفاه ورديه جذابه وانفها الصغيرة المكورة كانف الاطفال
بقصبتها القصيرة خدودها المستديرة المشوبة بحمرة طبيعية
لينظر الي عينيها الواسعتين ذات اللونين الاخضر والعسلي ممتزجين بألفة جميلة تحرسهما صفين من الرموش الطويلة
الواقفة كجبال شامخة ، شعرها البني القصير ملموم الي الخلف بشريط اسود من الامام متناثر منه خصلات على وجهها بشكل فوضوي ، ليجعل جمالها يخطف انفاسه


اندهشت من وجوده في المصعد ، وارتبكت من ابتسامته الدافئة ، وعند النظر اليه تذكرت الحلم لتحمر خجلا وتخفض بصرها على الفور ، شعرت به يدقق النظر بها ، وعيناه تجولان عليها من قدميها الي راسها

عضت شفتها السفلى من التوتر والخجل والارتباك شبكت كفيها ببعض حتى تستعيد بعضا من هدوئها وتسيطر على ارتباكها الذى هو السبب الاساسي فيه


اقترب منها في هدوء وقال بابتسامة دافئة: صباح الخير
نظرت اليه وهى تعض شفتها ثانية لتحاول السيطرة عل ارتباكها : صباح النور سيدي
نظر اليها مؤنبا وقال مرددا : سيدي
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت هامسه : نحن بالشركة وانت المدير
قال بجديه : ولكننا بمفردنا
قالت بهدوء : وليكن ، نحن بالشركة
__ اذا تواجد معنا احد ، حينها ناديني استاذا ، مهندسا
همت بالاعتراض ، ليقاطعها بإشارة حازمة من يده
ليكمل: ولكن عند تواجدنا بمفردنا
مال اليها هامسا : اريد سماع اسمي من شفاهك
احمرت اذناها بشده من جملته الاخيرة وابتعدت عنه قليلا
، لتستطيع السيطرة على كيانها المبعثر من كلماته
ابتسم وهو يسألها بهدوء: لماذا تتحاشين النظر الي؟
رفعت عينيها باضطراب : لا ابدا
رسم ابتسامة على جنب فمه وسألها بخبث : هل وجدتي الاجابة عن سؤالك ، ام لم تفكري به من الاصل
نظرت اليه لتتوصل ما يقصده وقالت كاذبه : لم افكر في الاصل
شعر انها تكذب ، فلقد اخفت عينيها عنه حتى لا يستطيع قراءة ما بهما
لوى شفتيه بخيبة امل قصدها : حقا ، ظننت انني احتل جزء من تفكيرك ، مثلما تحتلي انت كل تفكيري
التفت اليه غير مصدقة ما يقوله ونظرت اليه حتى تتأكد ان ما سمعته حقيقيا : نعم ، المعذرة لم اسمعك جيدا
اقترب منها مجددا لا يفصله عنها شيء : بلى سمعتيني جيدا
نظرت اليه بربكة : لم افهم ماذا تقصد؟
نظر اليه مطولا ليرفع لها حاجبه الايمن : حقا
همت بالرد ولكن فجأة توقف المصعد مما اخافها وجعلها تنتفض ، سالت والخوف يسيطر على صوتها
__ ماذا حدث؟
التفت الى لوحة الازرار : لا اعلم ، من الممكن انه تعطل
او اعتقد ان الكهرباء انقطعت
ظلمة المصعد جعلت خوفها يزداد و انتفاضة جسدها تكثر
لتغرورق عينيها بالدموع وتبدا في الهطول كأمطار غزيرة
التفت اليها مرعوبا من منظرها ليقترب منها محاولا تهدئتها
لمس كف يدها ليجدها باردة كالثلج ، شدها بهدوء لتقترب منه وتشعر ببعض الامان : اهدئي نور ، فانا بجانبك
اتجه الى اللوحة مرة اخرى ليضيء المصباح الاحتياطي
فيضاء المصعد بضوء خافت ، يبعث على الامان ولو قليلا
اقترب منها ثانية : هل انت بخير الان ؟
رفع ذقنها بهدوء : نور انظري الي ، هل انت بخير ؟
نظرت اليه والدموع تملئ عينيها وتنهمر على خديها
رفع أصابعه ليمسح دموعها بهدوء : ارجوك نور توقفي
لا اتحمل رؤيتك وانت تبكين هكذا
انتفضت مرة اخرى ليفقد السيطرة على مشاعره
ويحتضنها بين ذراعيه مطمئنا لها: نور توقفي لم يحدث شيء
انا بجانبك هنا ، لا داعي للخوف ، ارجوك


هدأت قليلا عندما وجدت ان المصعد تخلص من العتمة الذي غرق بها منذ لحظات ، لتنتبه الى الوضع الذي به وهي بين ذراعيه ، ويهمس لها بكلمات مطمئنه يرجوها بها ان تتوقف عن البكاء ، للحظات نست نفسها واستشعرت حلاوة عناقه لها وذراعيه تحاوطنها وتشعرها بالأمان
ليعمل عقلها وينبهها لوضعها فتتسع عينيها من المفاجأة فتدفعه بعيدا عنها بقوة
وترجع الي الوراء بشده لتصطدم بحائط المصعد
نظرات عينيها الجزعة وانفاسها المضطربة ودقات قلبها المجنونة لا تستطيع السيطرة على اعصابها
وضعت يدها على فمها لتوقف شهقاتها المتتابعة
وتنهمر دموعها في ازدياد


دهش من دفعتها له ليفاجئ بنظراتها وجزعها وخوفها منه
الذي وصل له من حركات جسدها وتعبيرات وجهها
سيطر على اعصابه ، ولكن سماعه لشهقاتها و رؤيته لدموعها وهي تزداد افقدته عقله ليزمجر : توقفي ارجوك

وجدها ترتعد من صرخته بها ويزداد الخوف في عيونها
ضم كفيه بقوة ليهدا قليلا وقال برقة : ارجوك نور توقفي
فانا لا احتمل دموعك
نظرت اليه مستفهمة ليكمل : نعم نور ، ما تسمعيه صحيح
لا احتمل رؤيتك و انت تبكين
لام نفسه لأنه لم يستطع التحكم بمشاعره وجعلها خائفة منه لهذا الحد ، حدث نفسه ماذا ستظن بك الان؟
لوى شفتيه و اقترب منها : هل انت خائفة مني ؟
هزت راسها نافية
__ حسنا ، المعذرة لم اقصد ان احتضنك ، كنت اريد ان اطمئنك فقط
لم تتحول نظراتها الي جديد
ليمرر أصابعه في خصلات شعره السوداء بعصبية
__ أرجوك نور ، لا تشعرني باني اذيتك



سيطرت على اعصابها قليلا ، لم تكن تبكي خوفا ولا جزعا منه ، بل كانت تلوم نفسها على استرخائها بين ذراعيه
كانت تؤنب نفسها ، وتتساءل ماذا يظن بها الان ؟
عند ما صرخ بها تأكد لها انه ظن انها سيئة لارتمائها بين ذراعيه لتزيد روحها الما وتأنيبا
ولكن رقة كلامه بعدها وذكره انه لا يحتمل دموعها جعلاها مشتتة الذهن وغير مستوعبة لما يحدث
وعندما زاد الطين بلة باعتذاره عما حدث بينهما
لامت نفسها اكثر فمعنى هذا انه لم يكن يقصد ولا يكن لها أي مشاعر ، وهي اندفعت وراء احساسها متناسية كل شيء عن طبيعتها وتربيتها واخلاقها ومبادئها
عصبية حركته وضيقه منها زادا من الالم التي تشعر به في داخلها
ولكن جملته الاخيرة جعلتها ترد بهدوء متمالكة اعصابها
__ لم يحدث شيء سيدي
نظر اليها غاضبا : ماذا قلت لكي منذ قليل ؟
تلعثمت لتكرر جملتها: لم يحدث شيء ياسين
نطقت اسمه هامسه ليشعر بانه لأول مرة يسمع اسمه جميلا
ويشعر بحروف اسمه كسنفونية تعزفها هي بالتها الموسيقية الخاصة بها
ابتسم بوجهها : هل أنت بخير الان حبيبتي ؟
انفلتت منه الكلمة دون قصد منه
لتتسع عيناها دهشة، ويعض هو شفته غضبا من عدم تحكمه
بنفسه
ليفاجئا بالمصعد يغمره الضوء و يتحرك صاعدا للأعلى



سلافه الشرقاوي 29-06-11 04:19 AM

الفصل التاسع عشر

الجزء الاول



واقف كلا منهما ينظر الى الاخر
فهي مندهشة بما نادها به منذ قليل، وهو غاضب من نفسه وفقده للسيطرة عليها
وقف المصعد في الطابق الذي يوجد به مكتبه
ولكن لم يتحرك لا هو ولا هي السكون يخيم عليهما
انغلق الباب ثانية ليتجه المصعد هذه المرة لأسفل
وفي ثواني قليله كان الموظفين يعبرون لداخل المصعد
ويقفون حائلين بينهما
تحرك هو الي الخلف ليقف مستندا على الحائط وهو يلوم نفسه على ما تفوه به منذ قليل
حدث نفسه : اين الحكمة والتروي الذي قررت التعامل بهما
يا غبي ، ستفقدها للابد بتصرفاتك هذه
وفي خضم انفعاله على نفسه لمح ما جعله يتوتر ويزفر بشده
ليهتف بداخله : هذا ما كان ينقصني
فدخول طارق متباهيا كالطاووس بنفسه الي المصعد جعل اعصابه تنفر الي اقصى درجة
واستقراره بجانبها جعل الدم يندفع الى راسه وهو في درجة الغليان

عند انتباهها لدخول الموظفين الي المصعد استندت الي الحائط بكتفها فهي من الاساس لم تتحرك من مكانها
لا تستطيع الوقوف اكثر من ذلك ، جسدها كله ينتفض من الموقف الذي مرت به ، لا تصدق ما تفوه به سالت نفسها : هل هي تحلم؟
ام هذا بالفعل حقيقا ؟
رفعت عينيها لتري اخر شخص تريد رؤيته، لتتنهد بضيق
من تفاخره بنفسه لوت شفتيها ضائقة من المصعد كله
وتريد الخروج منه الان وتلوم نفسها على عدم استعمالها الدرج اليوم
وقف الاخر بجانبها ويقول بصوت ضاحك : صباح النور يا استاذه نور
نطق الكلمتين الأخيرتين وهو يشد عليهما، ليلفت انتباهها انه لم يتجاوز حدوده هذه المرة
هزت راسها بضيق ،وهي تشد الكلمات منها لتخرج
وقالت بمهنيه : صباح النور يا باش مهندس
ابتسم بوجهها: كيف حالك اليوم ؟ هل زال التعب عنك؟
هزت راسها بنعم دون النطق بحرف واحد
توقف المصعد في مكان عملها لتسرع بالخروج
هم ان يسرع خلفها ليجد قبضة قويه تمسكه من مرفقه
وصوت منخفض ولكن حادا : الي اين انت ذاهب طارق؟
التفت اليه مدهوشا منه فلم يلاحظ وجوده
قال بارتباك : صباح الخير ياسين
نظر اليه نظرة جافة وقال بصوت منخفض وهو يشد على الكلمات: لا تدعني احذرك مرة اخرى ، ابتعد عنها من الافضل لك ، لا تنسي
تركه ليخرج من المصعد عند اول توقف له بالرغم منه لم يكن الطابق الذى يتواجد به مكتبه
اندهش طارق من طريقة ياسين معه وتجمد من كلماته ، ليفكر انها ليست المرة الاولى التي يلاحق بها فتاه تعمل بالشركة
فصولاته وجولاته كثيرة ، أينعم كان في كل مرة يحذره ياسين من المشاكل ، ويقول له افعل ما تشاء خارج اطار الشركة والعمل ،لا اريد أيا من الشكاوى طارق والا سيكون لي تصرف اخر معك
ولكن هذه المرة مختلفة في كل شيء ، فالفتاه مختلفة عن الاخريات، وهو يشعر بانها مميزة عن باقي الفتيات ، ومعاملة ياسين معه ايضا مختلفة ، فها هو يوجه له انذار شديد اللهجة بالابتعاد عنها ، خصها هي ليس الشركة كسائر المرات الماضية
هز كتفيه بلامبالاة، ليضغط على الزر الذي يوجد به مكتبه
ليتوجه الى عمله

**********************


دخلت الي مكتبها بسرعة لتجلس على اول كرسي يقابلها
فأعصاب جسدها كله تنتفض مما حدث منذ قليل

من اول رؤيتها له في المصعد الى اخر كلمة قالها
لا تصدق ما يحدث ، عقلها غير قادر على استيعاب كمية الافكار المتزاحمة براسها
تنفست بقوة لتسيطر على اعصابها
__ صباح الفل والورد والياسمين على عيناك الحلوين يا نور
دخول سناء الصاخب جعلها تركن عقلها الي الهدوء قليلا
وترد بابتسامة : صباح الخير سناء
كيف حالك؟ وحال الاولاد ؟
__ نحن بخير الحمد لله ، كيف حالك انت اليوم؟
__ بخير الحمد لله
قامت من مكانها لتجلس على مكتبها لتبدا عملها وتحاول ان تنشغل به عما يدور براسها



**********************


دخل الي مكتبه في غضب عاصف كأيامه الاخيرة
رفعت السيدة عبير حاجبيها، وقالت بصوت منخفض: كالعادة
ليأتيها صوت يوسف الضاحك
__ كعادة ماذا؟
__ صباح الخير استاذ يوسف
__ صباح النور سيدتي، كيف حالك اليوم؟
__ بخير الحمد لله
__ لم تردي على سؤالي، كعادة ماذا؟
تنحنحت واشارت الي باب مكتبه المغلق
__ كعادة الايام الاخيرة يدخل غاضبا وفى عاصفة
ولا اعلم السبب ، انه مختلف هذه الايام حتى في العمل
لا يستطيع التركيز، وعصبي للغاية، هل توجد مشكله عائلية؟
ابتسم يوسف وقال بداخله : هذا هو تأثير حب نور عليه
__ لا تقلقي عبير
عقد حاجبيه :اهو غاضب اليوم ايضا ؟
__ نعم
اندهش لما الغضب اليوم من المفترض ان يكون سعيد
هز راسه : هل من الممكن ان ادخل اليه ؟
__ تفضل

توجه الي الباب ليطرقه ويدلف الي الداخل سريعا




عند دخوله الى مكتبه رمي حقيبته الجلدية بغضب
واخذ يزرع المكتب ذهابا ايابا ليفرغ شحنة التوتر التي تملئ جسده
فبداية اليوم كارثية من اول احتضانه لها الي تلفظه بكلمة حبيبتي رمى نفسه على الاريكة
يريدها ان تأتي اليه بطواعية وليس مدفوعة منه
يريدها ان تحبه مثلما يحبها ، لا تحبه لأنه يحبها
سمع طرقات على الباب ليهم بالإجابة ، ليجد اخاه متوسط الغرفة
قال باقتضاب: ماذا تريد يوسف؟
ابتسم يوسف : ماذا بك اليوم اخي ؟ من المفترض انك تشعر بالسعادة ، هل حدث شيء ؟
نظر الي اخيه : لا لم يحدث شيء
هز يوسف راسه بياس : حسنا ، احببت ان اطمئن عليك
لف ليغادر المكتب، ليتوقف فجأة: متى ستقابل عمر ؟
رفع عينيه اليه : لا اعرف
رجع الي اخيه مرة اخرى :ياسين اذا تريد ان تبلغ عمر
ابلغه ، واترك موافقة نور خارج اطار علاقتك بعمر
نظر اليه مستفهما ليكمل : ابلغه انك تريد الزواج منها ولكنك تريدها ان تتعرف عليك اكثر خارج الرسميات وخارج أي قيود تخنقكما من اجل راحتها
ومن ناحيتك تقرب انت لنور لتقنعها بالزواج ، فللأسف
نور لا تفكر في هذا الموضوع اطلاقا
نفض راسه ليستوعب ما يقوله يوسف
__ ماذا؟ لا افهم، اجلس
جلس يوسف: ما الذي لا تفهمه؟
__ كيف لا تفكر في الزواج ؟
__ اه هذا الامر ، انها لا تريد ان تتزوج حتى تحقق ذاتها
رد بغباء :نعم
ضحك يوسف : انها فريدة من نوعها ، فعندما كنا بالجامعة كانت الفتيات تصادق الشباب وتربط بينهم علاقات غرامية
و جميعهن يحلمن بيوم الزفاف والفستان الابيض ، الا هي
كانت تضع حدودا بينها وبين الشباب حدودا قويه تتعامل مع الكل في حدود الادب والاحترام ولا يجرؤ احدهم على التقرب منها ولا القاء كلمة غزل واحدة حتى لو في حدود المزاح
رفع حاجبيه اعجابا بها وبشخصيتها المميزة
ليكمل يوسف : ولكن كانت دائما تتكلم عن الوظيفة والعمل وتحقيق الذات وانها تريد ان تصبح فردا عاملا بالمجتمع يفيد الناس والوطن ، لقد كانت تنافسني على اتحاد الطلبة وهذا سر معرفتي بها والتقارب بيننا
عقد حاجبيه من الجملة الأخيرة
ليضحك يوسف : التقارب بيننا وصداقتنا اخي
ليضحك مرة اخرى : تخلص من الشعور بالغيرة هذا فسيؤثر عليك بالسلب
غضب ياسين وقال محذرا: يوسف
ليبتسم الاخر : حسنا ، فهمت الان ما اقصده
نظر اليه : نعم
قام من مكانه ليساله ياسين : الي اين ؟ اكمل كلامك
ابتسم يوسف : لا يوجد شيء اخر ياسين
ثم نحن بالشركة عندما نعود الي المنزل سأقص لك كل ما اعرفه عنها ، اما الان امامك يوم طويل من العمل محتاج لكل دقيقة منك
هز راسه موافقا : حسنا ابلغ السيدة عبير ان تأتي لي بالبريد
__ حاضر، سلام

****************

مر اليوم عليهما سريعا فكلا منهما انهك نفسه في العمل حتى لا يتطرق راسه الى الافكار
هي لا تريد ان تقتنع بما سمعته ولا بما حدث بينهما
وهو لا يريد ان ينشغل بها ويصيبه الياس فكلمات يوسف اوضحت له انها لن ترضخ لفكرة الزواج بسهوله


حدثتها سناء : نور الساعة الان الرابعة والنصف الن تنصرفي؟
__ نعم بالطبع ، ولكني اريد الانتهاء من هذا الملف
طرق الباب السيد عبدالعزيز
__ كيف احوالكم يا فتيات ؟
رد ا الاثنتين: بخير الحمد لله
__ هيا موعد الانصراف قد حان
هم بالخروج : نور يوجد ملف لدى السيدة عبير اريدك ان تكتبي مذكرة بشأنه ، المعذرة بنيتي فانا احتاجه غدا
من حقك ان ترفضي على فكرة
ابتسمت في وجهه : لا استطيع الرفض استاذي ، سآخذه منها قبل انصرافي
__ شكرا لكي بنيتي، ولكن هيا لا تتأخري وانصرفي الان
__ حاضر استاذي ، ولكني سأنتظر ان تأتي السيدة عبير حتى اخذ منها الملف
__ اصعدي اليها نور ، خذي الملف وعودي الي منزلك ولا تتأخري بعد ميعاد الانصراف
ابتلعت ريقها بصعوبة ، لا تريد ان تصعد اليه ولا تحتك به اليوم مرة اخرى فهي حاولت مرارا اليوم الا تفكر فيه ولا في كلماته التي تخدر حواسها وتشل تفكيرها
لم تشأ على الاعتراض ولفت انتباه السيد عبد العزيز انها لا تريد ان تصعد للأعلى
حدثت نفسها : كوني قوية وضعي مشاعرك جانبا فانتي موظفة بالشركة ولابد ان تتعاملي مع جميع العاملين سواء
هزت راسها بشجاعة بعد ان هيأت نفسها للتعامل معه كأي فرد اخر

******************

طرق الباب بسرعة ليدلف الي الداخل
__ ياسين هذه هي عقود اتفاقيتنا مع عمر، وهذه الملفات
التي ستحتاجها غدا، في اتفاقيتنا مع شركة استيراد مواد البناء
ينظر الي اخاه الذي يتكلم بسرعة وهو مستعجب منه
__ يوسف هل انهيت كل هذه الملفات اليوم؟
عقد حاجبيه استغرابا: نعم
هز راسه معجبا بأخيه : انت ممتاز يوسف ، يمكنني بالفعل ان اعتمد عليك
__ نحن على اتفقنا انا لن اتي غدا
ثم رسم ابتسامة واسعة على شفتيه: يمكنك الاستعانة بالأستاذة نور بدلا مني غدا
ابتسم ياسين : نعم يمكنني
غمز بعينه اليمني: استطيع ان اخذ بقية الاسبوع اجازة ، حتى تستطيع الاستعانة بالأستاذة نور كما يحلو لك
ضحك ياسين : لا كفى يوم واحدا ثم انا استطيع ان استعين بها وانت موجود بعملك ، ثم انني استطيع ايضا ان استغنى عن خدماتك من اجلها
رفع حاجبيه : تبيع اخاك ياسين من اجلها
مثل الجدية: نعم
لينفجر ضاحكا على تعبيرات يوسف والدهشة المرتسمة على وجهه
__ امزح معك يا اخي، فانا لا استطيع ان استغنى عنك ابدا
ابتسم يوسف : حسنا ساراك بعد غد
__ نعم ، نحن نتقابل في المنزل
ارتبك يوسف ليتنحنح : ان صديقي سياتي على مطار شرم الشيخ ولذا سأسافر الان بعد قليل حتى استطيع ان استقبله
نظر اليه مطولا : من هو صديقك هذا ؟ ولماذا سياتي على مطار شرم الشيخ ؟
ابتسم بتوتر : شخص لا تعرفة ، لم يجد حجز على مطار القاهرة
اردف بسرعة :سأنصرف الان حتى لا أتأخر
غادر مسرعا ، ليتنهد ياسين بضيق
ما الامر الذي يجعلك تكذب يوسف؟ لم اعهدك تكذب يوما
ومن هي تلك الفتاه التي لا تريدني ان اعرف هوايتها ؟
وما مدى علاقتك بها لتذهب بنفسك الي المطار لاستقبلها ؟
اين اهلها لتذهب انت لتستقبلها ، اه منك يوسف ، ما المفاجأة التي ستفجرها في وجهي

صعدت الى الطابق الذي يقبع فيه مكتبه مستخدمه الدرج حتى تستطيع افراغ بعضا من شحنة التوتر التي تسيطر عليها
وقفت امام مدخل المكتب عند باب السيدة عبير وشبكت اصابع يديها معا ، ثم كتفت ساعديها امام صدرها
سحبت نفس عميق لتخرجه ببطيء وهدوء حتى تساعد اعصابها على الاسترخاء ولو قليلا
طرقت الباب بهدوء لتدلف الي الداخل ، لتقف مكانها دون حركة فالمكتب فارغ من وجود السيدة عبير
لوت شفتيها في عصبيه وعضتهما قهرا ماذا ستفعل الان
لتفاجئ بصوته خلفها : عبير هذا الملف


سكت بدهشة فلم يكن متوقع وجودها هنا
كان خارجا من مكتبه ليبلغ عبير بعضا من التعليمات الخاصة باجتماع الغد مع مندوبي شركة استيراد مواد البناء
ويعطيها ملف خاص لتسلمه الي السيد عبد العزيز
لم ينتبه ان يوجد احد بالمكتب فكان يقرا الملف بتركيز شديد

نظرت اليه لتجده دون جاكيت بدلته الازرق ، ورابطة عنقه مفكوكة قليلا ، مرتدي قميص ابيض رسمي ملتصق بجسده ليظهر عضلات صدره القوية ، مشمر اكمام القميص عن ساعديه الى بعد الكوع مما اظهر عضلات يديه المفتولة و عرض منكبيه
مرتدي نظارات طبيه استنتجت انها للقراءة فقط
فهي لأول مرة تراه مرتدي اياها
ابتسم في وجهها : اهلا نور ، أتريدي شيء؟
حاولت التحدث لكن الكلمات لم تخرج من بين شفتيها
كحت لتخرج صوتها وهى تردد بداخلها كوني قوية نور
__ اين السيدة عبير ؟ فانا اريد الملف الذي سيستلمه السيد عبد العزيز ، انا سآخذه
هز راسه موافقا ليدخل الي مكتبه
عندما لف ليعطيها ظهره ابتسم بشقاوة فهي تتعمد تجاهل ما حدث بينهما وكانه لم يحدث
حدث نفسه : حسنا نور سنرى ، ما مدى تحملك لهذه اللعبة التي تلعبينها معي ، واذا كنتي لا تريدي تذكر ما حدث ولا كلمتي التي نطقتها عفويا ، فانا الاخر لم افعل شيء ، ولم انطق بشيء

نظرت بغباء لقد تركها ودخل ، مما اغضبها
ولكن ما زاد اشتعال فتيل الغضب عندها لم تجد نظرة عينيه الدافئة ولا ابتسامته المحببة اليها ، بل ابتسم ابتسامة حمقاء
بارده لم تصل الي عينيه
جزت على اسنانها غضبا منه ، لتدخل وراءه المكتب بعصبيه وتضع يديها بخصرها وقالت صائحة : لماذا تركتني ولم تهتم بالرد علي؟
لف اليها متعجبا من عصابيتها غير المبررة بالنسبة اليه
وهو عاقد حاجبيه ليرد بلا مبالاة تعمدها
__ ارد علي ماذا؟
قالت بنفاذ صبر : اين السيدة عبير ؟
لوى شفتيه ليرد ساخرا: بالطبع لا اعرف، فانا هنا المدير
وعبير سكرتيرتي ، ليس العكس يا استاذه
شد على كلمته الاخيرة ، وكانه يعطي لشياطينها الاذن بان تخرج الان
لتصيح بغضب وصوت حاد : و ماذا افعل انا الان ، اريد الملف لانصرف الي منزلي
اندهش من عصابيتها ، ليغضب من صياحها بوجهه كانه طفل صغير ، ليزمجر بوجهها : اخفضي صوتك
انتفضت من صرخته بوجهها، لتتنبه بما فعلته وكم هي حمقاء لصراخها في وجهه، لتضع يدها على فمها مرعوبة من نظرته الغاضبة
لف ليجلس الي مكتبه ورمى الملف على المكتب بإهمال
وقال بضيق: ها هو الملف الذي تبحثي عنه
تفضلي ، هيا لتذهبي الي بيتك
عضت شفتها ندما لما فعلته نطقت بصوت منخفض: ياسين
نظر اليها بحدة لتكمل : لم اقصد ان اصرخ بوجهك هكذا
لتكمل بصوت يكاد ان لا يسمع : اسفة


وقفتها امامه كطفلة صغيرة جعلت غضبه يذهب ادراج الرياح ويقول بهدوء : خلاص نور ، لم يحدث شيء
اذهبي حتى لا تتأخري على العودة الي المنزل
__ حسنا، سلام
__ نور نادها بصوته الرخيم
كيف سترجعين الي البيت ، هل ستستقلين تاكسي ،ام تحتاجين الي توصيلة
ابتسمت في وجهه: لا شكرا، لقد استرددت سيارتي
__ بصراحة كنت اتمنى ان اخدمك
__ شكرا على خدماتك العظيمة سيدي
نظر اليها ورفع حاجبه ، لتردد : شكرا ياسين
استوقفها مرة اخرى : نور ، صحيح اريد منك حضور اجتماعنا غدا مع شركة الاستيراد ، فيوسف غائب غدا
كشرت: غائب ونحن ببداية العمل، هل يستغل صلة القرابة بينكما
قال متهكما: نعم ، للأسف
اتسعت ابتسامتها لتشرق وجهها : حسنا ، انا في الخدمة وقتما تريد
__ الاجتماع في العاشرة ارجو ان لا تتأخري
__ حاضر سيدي
قالت جملتها ضاحكة ، لتغادر المكتب لتجعل قلبه يريد ان يخرج من صدره ليتبعها
تنهد بحب لهذه الجميلة التي فتنته ويصمم انه سيقنعها بالزواج منه مهما حدث
*******************


وصلت الي منزلها لتجد عمر بالمطبخ
__ السلام عليكم ، ماذا تفعل عمر؟
التفت اليها وهو مرتدي مريول الطبخ : وعليكم السلام
لا شيء ، أتسلي واصنع طبخة جديدة
ابتسمت : وما المناسبة ، ان شاء الله ، ولا تقل ان وقفتك هذه من اجلي ، فعيناك تخبرني بكل شيء
ضحك لها بسرور : لم اخطئ عندما اسميتك المحقق كونان
بصراحة نعم انها ليس من اجلك
اردف بهيام : انها من اجل علياء ، اقنعتها اخيرا ان تتناول الغداء معنا
ابتسمت : هل ستاتي لوحدها ؟
رفع كتفية : لا اعرف ، ولكن لتاتي بمن تريد ، المهم ان تأتي
ضحكت على مظهر اخاها وقالت وهي تؤشر عليه بيدها
__ وهل ستقابل عروسك هكذا ؟
__ لا سأعد الطعام، واصعد لأبدل ملابسي
__ حسنا ، اصعد الان وانا سأعد كل شيء
دفعته بأصابعها في كتفه : هيا ، اذهب قبل ان اغير رأيي
ابتسم بسعادة لها وذهب الي السلم ، ليرجع ثانية
ويحتضنها بمودة ويقبل راسها : شكرا
نظرت اليه مؤبنه : ماذا تقول عمر ؟ لم افعل شيء لتشكرني
واذا على الشكر فانا مدينة لك بالكثير يجعلني اشكرك ما تبقى من عمري
دفعته بخفة : هيا اذهب ، وارتدي ابهى ما لديك لتبهر علياء الغالية
ابتسم ليصعد مسرعا ، وهي اشرفت على انتهاء الطعام ، لتصعد بعد ذلك لتبدل ملابسها
وبما ان الغداء سيكون مع اخيها وصديقتها قررت ان لا ترتدي شيء غير رسمي بالمرة
فارتدت بنطالون كتان واسع زيتي اللون جيوبه كبيرة على الجنبين وتي شيرت بربع كم ابيض اللون مرسوم عليه من الامام تنين اخضر ضيق ، وحذاء رياضي ابيض .
لتربط شعرها القصير كذيل الحصان وترفع قصتها بدبوس شعر زيتي الي الوراء ووجها الابيض خالي من الزينة
اتجهت الي غرفة عمر ، وطرقت الباب بهدوء
__ ادخل
__ ما هذا عمر الساعة قاربت على السابعة ، سنتعشى هكذا
هل ستذهب لتاتي بها؟ فانا جوعانة جدا
ضحك عليها : لا ستاتي بمفردها ، رفضت ان اذهب اليها
سأتصل بها الان ، لأعرف لما تأخرت؟
امسك هاتفه ، ليرن جرس الباب
هتفت نور : ها قد جاءت ، استعد انت وانا سأنزل افتح الباب
نزلت بسرعة لتفتح الباب وهي تبتسم : كل هذا تأخير علياء؟
لقد مت من الجوع
لتفاجئ بوجهه مبتسم بدفء : بعد الشر عليك من الموت ليكمل بابتسامة شقية : السلام عليكم نور
اندهشت من وجوده لتنظر الي ملابسها وتقول بارتباك
__ وعليكم السلام ، تفضل
تحركت من امام الباب لتفسح له مجال ليدخل
وقف عند الباب ولم يتحرك : هل عمر موجود ، فانا اريده
__ نعم، تفضل ادخل

تريده يدخل حتى تستطيع ان تذهب بعيدا عنه ، تنادي اخاها وتختفي من امامه بزيها الطفولي هذا

وهو لا يريد التحرك ، لأنه يعلم اذا تحرك داخلا ستهرب منه
يريد التمتع بالنظر اليها في هذه الملابس الطفولية ومظهرها الغير رسمي الجميل
نادت بصوت مرتفع : عمر ، عمر المهندس ياسين هنا
ضحك بهدوء على مناداتها لعمر بهذه الطريقة
ليسالها بهدوء : هل تنتظري احدا ؟
__ اه ، نعم انها علياء المفروض ان تأتي لتتناول الطعام معنا
اكملت جملتها واذا بصوت بجانبه : ها انا جئت
__ ما هذه السرعة ؟ كان الافضل ان تتأخري اكثر من ذلك
ضحكت علياء وهي تعلم ان نور مغتاظة لتأخرها
__ المعذرة ، ولكن ما اخرني هو هذا ، تفضلي
ناولتها باقة ورود لتقول نور : على اساس انها المرة الاولى التي تأتين الي بيتنا
ضحكت علياء ثانية لتلتفت الي ياسين وتقول باحترام جم
__ اهلا يا باش مهندس ، كيف حالك؟
__ اهلا بك يا انسة ، الحمد لله بخير
جذبتها نور من يدها : تعالي نعد المائدة ، فانا جوعانة
دخلت علياء ضاحكة لتراه واقفا امامها بهدوئه المعتاد ونظرات الحب التي تلمع بعينيه
ليقترب منها ويقبل وجنتاها بشوق : اهلا بك حبيبتي
البيت نور بقدومك
احمرت وجنتاها بخجل وشرقت من الهوي لتسعل بشده
فهذه المرة الخجل اغرقها ،خصوصا انها تعلم بوجود ياسين وهو غريب عنهم تماما ولا يعرفهم جيدا
ربتت نور على ظهرها بخفة : لا حول ولا قوة الا بالله
نظرت الي اخيها بعتاب لتقول لعلياء : تعالي اشربي كاس من الماء
شدتها من يدها لتلتفت الي عمر وتقول بلوم
__ ما الذي فعلته ؟ المهندس ياسين ينتظرك بالخارج ولم يشأ الدخول
__ لماذا لم تخبريني ؟
__ لقد ناديتك من اكثر من خمس دقائق ، اذهب اليه حتى لا ينتظر اكثر من ذلك
اسرع عمر الي باب المنزل : اهلا ياسين ، تفضل
صافحة ياسين ثم اشار بيده : لا ، من الواضح انك مشغول
الان ،انا مخطئ اني لم اتصل بك ، ولكني كنت قريب من هنا وقلت ان اوصلك لك هذه
ناوله مغلف ابيض صغير
اخذه عمر من يده والاسئلة تقفز من عينيه
ليكمل ياسين : انها دعوة لحفلة سيقيمها ياسر في مزرعته
بمناسبة انه رزق بمولود جديد
اندهش عمر من هذه الدعوة فهو بالكاد يعرف ياسر هذا
فهو تعرف عليه في حفل الزفاف وتبادلا قليل من الكلمات
وكأن ياسين عرف ما بخاطره
__ اريدك ان تحضر عمر ، من اجلي انا
اندهش عمر اكثر الان ليردف ياسين : بصراحة كنت اريد اكلمك في موضوع هام بالنسبة الي ولكن الوقت الان غير مناسبا ، لنجعلها وقت اخر ، سأنصرف انا
امسك عمر يده : ادخل ياسين ، فلا يصح ان تأتي وتمشي هكذا دون الدخول والقيام معك بواجب الضيافة
__ مرة اخرى ، ان شاء الله
__ حسنا لنتقابل يوم الخميس ، فانا غدا ذاهب الي الإسكندرية
__ حسنا ، اراك الخميس ، بإذن الله
صافحة ياسين وانصرف بهدوء ، ليترك عمر في حيرة من امر هذه الدعوة غير المتوقعة

******************


اغلق الباب ليلتفت ويراهما الاثنتان في المطبخ نور تعد الطعام في الاطباق وعلياء تتحدث معها عن امور الجهاز وكيف تعبت من كثرة اللف على المحلات والمجمعات التجارية
ابتسم بسعادة ، فهذا المشهد كان يراه في احلامه فقط
لا ينكر انها ليست المرة الاولى التي يراها في بيتهم تساعد اخته في شيء او تثرثر معها ، ولكنها المرة الاولى التي يشعر بانها اصبحت من عائلته فهي الان زوجته ، نعم لم يحدث عقد القران بعد ، ولكنه من يوم قراءة الفاتحة وهو تعهد امام الله انها زوجته لن يفرق بينهما شيء


توجه اليهما ونظر اليها بحب والابتسامة مرتسمه على شفتيه
__ ها ، سنؤكل ام ماذا ؟
اشاحت بوجهها عنه في غضب يتخلله الخجل
لترد نور مبتسمة : حالا ، ضع الاطباق على المائدة
__ يا سلام ،الم يكفي انني طهوت الطعام ، اضع الاطباق على المائدة ايضا ، هذا كثير ، ولن افعله
التفتت الي اخاها ونظرت اليه فهي تعلم انه يريد خروجها من المطبخ حتى يستطيع التحدث مع علياء بمفردهما فهو الذي يعد المائدة كل يوم تقريبا
__ حسنا عمر ، ساعدها انا
لتقول علياء بسرعة : لا نور اعطيني الاطباق سأضعها انا على المائدة
لم تستجب نور اليها ، واخذت الاطباق لتذهب بها ، فأرادت علياء ان تتبعها لولا انه سد عليها الطريق بوقفته
ابتسم في وجهها : هل الجميل غاضب مني ؟
نظرت اليه وعينها مملوءة باللوم : نعم
مرر سبابته على خدها بحنان ورقه : لما ؟
ردت بغيظ : من اجل ما فعلته امام نور ، وامام الرجل الغريب الذي لا يعرفني ، بالله عليك ماذا سيقول الان
راني بمنزلك وانت تقبلني سيظن بي السوء
هتف بدهشه : اقبلك ، الذي يسمع هذه الكلمة يقول اني قبلتك فعلا
نظرت اليه في تعجب ليكمل : انها مجرد قبله على وجنتك الجميلة ، ثم انه يعلم انكي خطيبتي ، ونور كانت واقفة
لم تأتي الي المنزل وانا بمفردي مثلا
ثم هتف غاضبا : وهل يهمك ياسين الى هذا الحد حتى تتساءلي عن ما الذي سيقوله عنك
ردت بهدوء : لا يهمني احد عمر ، ولكني اتكلم في الموقف المحرج الذى وضعتني به
ردد بصوت منخفض مصدوم : موقف محرج
عندما اقبلك لأنني سعيد انكي حضرتي و مشتاق لكي
يصبح موقف محرجا ، وانني احرجتك امام الناس
اكمل بغضب حقيقي هذه المرة وهو يصر على اسنانه
__ المعذرة علياء لن احرجك مرة اخرى
صعد الي الاعلى في غضب شديد
عضت شفتيها ندما لأنها اغضبته : كانت تريد ان تخبره بانها هي الاخرى اشتاقت اليه ولكنها شعرت بخجل شديد عندما قبلها امام نور وياسين
ولا تنكر انها سعدت بقبلته وشعرت بمدى اشتياقه لها
زفرت بضيق لتنظر الي نور ، الشاهدة على الموقف من اوله الي اخره
لترفع الاخرى كتفيها علامة على انها لا تستطيع فعل شيء
ولا تريد التدخل ايضا فهي لا تريد ان تخسر اخاها ولا صديقتها
امسكت علياء هاتفها واتصلت به



صعد الي غرفته وهو ممزق من كلمتها فهل هو مصدر احراج لها ، ما الذي حدث ، انها مجرد قبله على خدها
زفر بضيق ليرن هاتفه بنغمتها المميزة
فضل عدم الرد ، والنزول الي الاسفل فهي ببيته ولن يتعامل معها بقلة ذوق مهما حدث


نزل في صمت ليجلس على راس المائدة دون ان يلتفت لها
او يتكلم مع نور
اقتربت منها نور وقالت بهمس: اذهبي وتكلمي معه
حتى نستطيع تناول الطعام ،وارحموني انتما الاثنان فانا سأموت جوعا ،اذهبي

ذهبت وجلست على كرسي بجانبه لتراه مائل للأمام بجسده مستندا بذراعيه علي المائدة ومشبك كفاه ببعض
اقتربت منه لتهمس بجانب اذنه : حبيبي
انتفضت مشاعره بقوة من كلمتها فلأول مرة تقولها وهي امامه ،معه بنفس المكان
لف بوجهه اليها ليرى وجهها قريب جدا منه
لتعلو انفاسه ويدق قلبه بقوة ، سيطر على مشاعره
ليخرج صوته اجش :نعم
__ اعذرني حبيبي ، لم اقصد انك احرجتني ، فانا خجلت مما فعلته ، وخصوصا في وجود اخرين غيرنا فغضبت وشعرت بالإحراج من الموقف وليس منك
ابتسم وقال بخبث : اذن لو كنا بمفردنا ، لن تخجلي
ردت على الفور: لا بالطبع سأخجل ولكني لن اغضب او اشعر بالإحراج
ضحك بهدوء: حسنا ، ولكن تذكري كلامك جيدا
اتت نور بالطعام ووضعته على المائدة وهي فرحة بان سوء التفاهم بينهما زال
__ هيا نتناول الطعام ، قبل ان يأتي مهندس الديكور



******************



غادر من امام منزلهم ومظهرها الطفولي البريء يجتاح كيانه ، كان يريد ان يتكلم مع عمر في الامر ولكنه لن يستطيع ان يقول له في الشارع فهو يريد ان يكسب عمر في صفه حتى يضغط عليها من هذه الناحية ايضا
فلو عمر وافق عليه ستوافق عليه هي ايضا ، رؤيته لعمر وهو يقبل علياء بهدوء وراحة لا ينكر دهشته من الموقف
فلم يكن متصور ان عمر سيفعل ذلك ، نعم هو ادار ظهره لهما حتى يرحب عمر بخطيبته كيفما يشاء ، ولكنه لم يستطيع ان يوقف تخيلاته هو والموقف يحدث بينه وبين نور
لن يستطيع حينه ان يكتفي ببعض القبل على وجنتيها
سيمطرها بقبلاته على وجنتيها وراسها وشعرها وشفاهها التي تجذبه ، تنفس بانفعال وقلبه يدق بعنف من مجرد تخيله لها وهي بين ذراعيه ويقبلها
لينتبه على صوت يصيح به بغضب : يا اعمى

اوقف سيارته وهو يضحك بشده على حالة فمن المؤكد اذا استمر في تفكيره بها وهي بعيده عنه هكذا سيحدث له احد الامرين سيفقد عقله او يتسبب في حادث لنفسه
زفر بضيق متى سياتي الخميس ؟



*************************



بعد انتهاؤهم من الغداء و وصول مهندس الديكور
والاتفاق معه على ما يريده عمر و علياء في الغرف
واستقرارهم على المواصفات التي يريدونها
انصرف اشرف مهندس الديكور و اوصله عمر الي الباب
وهو يتفق معه على ان يبدا العمل الصعب يوم الجمعة
فلن يتواجد احد بالفيلا ، ويعملوا كل يوم من الثامنة الى الرابعة ، ويسرع على قدر المستطاع ولا يهتم بالتكاليف
فهو اختار هذه المواعيد حتى لا تتواجد نور بالمنزل
صعد اليهما مرة اخرى فهما متواجدتان في غرفته تركهما تتناقشان في الالوان ووضع الاثاث
__ نور، سيأتون العمال كل يوم من الثامنة الي الرابعة
اذا حدث وجئت من عملك ويوجد احد بالمنزل لا تتدخلين الي ان اتي ، مفهوم
هزت راسها :حاضر ، لا تقلق
انتبهت علياء على المغلف الابيض الموضوع لتسال في اهتمام : ما هذا عمر ؟ دعوة عرس
ضحك وقال بمزاح: نعم، دعوة عرس ياسين
انتفضت بشده من الجملة لدرجت انها سكبت الشاي على نفسها
انتفضت واقفة وعلياء تقول :لا حول ولا قوة الا بالله
هل حدث لكي شيء؟
نفضت ملابسها : لا الحمد لله ، الشاي كان باردا
تعجب عمر وسال باهتمام : هل ما زلتي متعبة نور؟
__ لا عمر ، انا بخير ، سأذهب لأبدل ملابسي
__ ومتى العرس ؟ان شاء الله سالت علياء
__ أي عرس
__ ماذا بك عمر ؟ عرس المهندس ياسين
ضحك بشدة : لا يوجد عرس ، انها حفلة يقيمها صديقه ياسر
بمناسبة انه رزق بطفل جديد ، ونحن مدعوين عليها ، وطبعا ستاتي فانت اصبحت من عائلتي الان
ضحكت : لا ليس بعد
__ لا تتحديني علياء
ابتسمت : لن استطيع ان اترك امي
__ سأستأذنها انا
جلس بجانبها على الاريكة ومد يده خلف ظهرها ليشدها اليه
ويطبع قبله سريعة عل خدها
هتفت وهي تبتعد عنه : ماذا تفعل عمر ؟
__ اعبر عن مشاعري فاني سأشتاق اليك
ابتسمت : توقف ارجوك
__ لما ؟انت قلتي انكي لن تغضبي اذا كنا بمفردنا
ونحن بمفردنا
تنبهت لخروج نور من الغرفة ليحمر وجهها بشده وتنتفض واقفه
وقف امامها :علياء لما كل هذا الخجل حبيبتي ، فانتي زوجتي
__ ليس بعد
__لا حبيبتي ، امسك يدها اليمنى المتزينة بخاتمه ورفعها
ليقبلها بلطف : منذ وضعي لهذا الخاتم بأصبعك اعتبرتك زوجتي ، ولا ضرر ان اعبر عن مشاعري اليك ونحن بمفردنا
اخجلها رده اكثر لتذوب خجلا عندما احتضنها بين ذراعيه
وهمس بأذنها : احبك علياء


*******************

تناهى الي مسامعها وهى تخرج من الغرفة الحوار الذي دار بين علياء وعمر لتنتفض غضبا من اخيها الاحمق ومزاحه
لتسال نفسها : وما علاقتك انت بالأمر؟ يتزوج يخطب ليس لكي علاقة بالأمر
تذكرت صوته وهو يناديها بعفويه حبيبتي
كم ان الكلمة رائعة اشعلت حواسها ، هل كان يقصدها بالفعل
ام هي كلمة اعتاد ان يقولها لكل الفتيات
شعرت بالغيرة تحرقها هل توجد اخريات في حياته
لما هي مهتمة من الاصل ، فما هو بالنسبة اليها لتهتم هل له علاقة بفتيات ، خلعت ملابسها لتقذفها ارضا بغضب شديد
وهي تهتف بغيظ :تبا له


****************


بعد ان احتضنها لفترة بين ذراعيه لم يقدم على شيء بها
بل ظل واقف ساكنا وصامتا ايضا ، يستمتع بوجودها بين ذراعيه ، اجلسها الي الاريكة وهو يحاوطها بذراعيه
كأنه خائف ان تركها تهرب منه وتضيع حلاوة العناق
الذي يشعر به
قال هامسا : ها حبيبتي ، ستاتي معنا اليس كذلك ؟
ابتسمت في خجل : نعم ، ولكن اقنع امي وعلي بذلك
__ من عيوني ، انا مسافر غدا
__ الي اين ؟
__ الي الاسكندرية ، سأذهب لأرى الارض التي ستقام عليها الشاليهات ، وامر على عمي لأبلغه بموعد الزواج
لاحظت التوتر الذى سيطر على ملامحة عند ذكره لعمه
لتمرر كفها على خده برقة : ترجع بألف سلامة حبيبي
لا تنسى ان تطمئني عليك
__ لا تخافي ، لن انسي ، هل استطيع ان انسى روحي
انت روحي عليا
ابتسمت بسعادة ورقة : لابد لي من الذهاب فانا تأخرت
__ حاضر سأوصلك الي البيت
قامت من مكانها لتخرج من الغرفة ويتبعها هو
ليقابلا نور في الردهة : الي اين ؟
__ سأذهب ، فالوقت تأخر وعمر مسافر غدا ، ولابد ان يستريح ويأخذ كفايته من النوم
احتضنت صديقتها وقبلتها : تعالي معي غدا ، فانا ذاهبة لمصممة الفستان ، واريد ان اخذ رايك
__ حسنا نتقابل بعد موعد خروجي من العمل
__ حسنا اراكي غدا ، الى اللقاء
__ سأوصلها نور ، لا تفتحي الباب لاحد
ضحكت نور من اهتمام اخاها المرضي
__ من سياتي الان عمر ، استرح واغلق الباب خلفك بالمفتاح ، فانا سأخلد الي النوم
__ حسنا ، قبلها على جبينها تصبحين على خير
بعد ان غادرا وسمعت صوت المفتاح ، ابتسمت وهي سعيدة
باهتمام اخيها لتدخل الي غرفتها وتندس في فراشها وتستعد للنوم

********************

يقود سيارته وهو يشعر بانه طائر يحلق بجناحيه في السماء البعيدة ، فالطريق الي شرم الشيخ مدته من سبع الى ثمان ساعات وهو اختصره الي خمس ساعات من فرط شوقه اليها ها هي حبيبته اتيه بعد طول انتظار وايام قضاها في مرارة البعد وليالي طويله لم يذق بها طعم النوم ، فكيف ينام وهي بعيدة عنه
وقف في بوابة دخول المحافظة ليمر منها سريعا
يشعر بان الهواء يحمل رائحتها الزكية ، و عبيرها الفتان
نظر في ساعته ليجد باقي على وصول الطائرة فيما يقارب الساعة
توجه الي احد المنتجعات السياحية وحجز جناحا لهما
واشترى بعض من الملابس له ، فلم يتسن له العودة الي البيت لإحضار ملابسه
اتجه الي محل فخم لبيع الاشاء النسائية ، واشترى لها هديه فخمة
توجه الي المطار ليكون في انتظارها ،وما اصعب الانتظار على عاشق مثله ، يتنفس حبها ، فهي تعيش بداخله و تجري بعروقه ، حب الطفولة والشباب ورفيقة العمر


اعلنت الميكروفونات الخاصة بالمطار عن عودة الطائرة الأتية من لندن ،وهبوطها في ارض المطار
ليتأهب هو للقاء حبه المشتاق لها
واقف ينتظر على احر من الجمر، لتقع عيناه على حبيبته ويتأملها بعشق واضح ، لم تتغير كثيرا منذ اخر مرة كان معها
اشار اليها بيده لتنتبه الي مكان وجوده ، لتشير اليه بحب وحماس ، وتهرع اليه راكضه لتقفز الي حضنه وتلف ذراعيها حول عنقه ورجليها حول خصره وتمطره بقبلات عديده على وجهه
اثار المنظر الناس المارين بجانبهم ، لكنهم لم يهتموا كثيرا
ظنا منهم انها احدى الاجنبيات وتسلم على صديقها المصري فشعرها الاصفر وعينيها الزرقاوان وملابسها المتحررة اخبرتهم بانها غير عربيه ، وكان سيختلف رد فعلهم كثيرا اذا كان مظهرها يدل على انها عربيه واحتضنها زوجها امام الناس ، لنظروا اليهما بنظرات استهجان وغضب حقيقي
ضمها بحب شديد اليه لينزلها ارضا
__ اشتقت اليك كثيرا حبيبتي
__ وانا ايضا يوسف ، لن اغادر ثانية حتى لو انقلبت الدنيا راسا على عقب
ضحك في وجهها : حسنا ، هيا بنا لنذهب الي الفندق
ركبت بجانبه وهي تثرثر بسرعة عن كل ما فعلته من اخر مرة كان عندها بلندن
__ اشتقت اليك يوسف ، كم سنبقى في شرم الشيخ
__ سأعود غدا ، واعدك اننا سناتي قريبا لنأخذ اجازة من العالم كله ، فقط لوحدنا
مطت شفتيها بزعل : ولماذا ستعود سريعا هكذا
__ لم استطع ان اقنع ياسين بمدة اكثر من ذلك ، وخصوصا انني في بداية استلام عملي
ابتسمت برقه : حسنا حبيبي ، لا توجد مشكلة ، سأعود معك
نظر اليها بوله : اشتقت اليك كثيرا


وصلا الي الفندق ليأخذ احد العاملين السيارة ليصفها
ويأخذ واحد اخر الحقائب ليدخل يوسف الي الاستقبال
ويأخذ مفتاح الجناح ليصعدا الي الاعلى

دخلا الي الجناح و ادخل العمل الحقائب لينصرف ويغلق خلفه يوسف الباب
اتجه اليها في الشرفة ، وهي واقفة تنظر الي البحر وشعرها يتطاير حولها ليحتضنها بين ذراعيه ويقبل راسها بعشق
ويريح ذقنه على راسها
__ كم اشتقت الي مصر يوسف ، وكم اشعر بالعذاب لأني رجعت و لن اكون بقربك
تنهد : ستكونين بقربي دائما ، لن اتركك ابدا ، حبيبتي
لفت اليه : حقا يوسف ، ستخبرهم
__ نعم ، سأتكلم مع ياسين اولا ، قبل ان اقول لأمي
نظرت الي الارض لتقل بارتباك : ومعتز
قال بنبرة قوية: يضرب راسه في الحائط ، لن اتخلى عنك من اجل كراهيته لياسين غير المبررة ، والصراع الدائر بينهما
فانتي زوجتي لن اتخلى عنك من اجل اوهام
احتضنها في حب وهمس في اذنها : اشتقت اليك كثيرا
ضمته الي حضنها اكثر : وانا ايضا اشتقت اليك كثيرا
ليغرقها في قبلاته النهمة وهو يردد على اذنيها مدى حبه لها واشتياقه لها

سلافه الشرقاوي 29-06-11 04:36 AM


الفصل التاسع عشر


الجزء الثاني



دخل الي قصرهم
ليجد امه جالسة في مكانها المعتاد والانزعاج والقلق واضح عليها ، سلم عليها وقبل راسها
__ ما بك امي ؟
__ قلقه على اخاك فلم يأتي الي الان
__ الم يخبرك ، لقد سافر الي شرم الشيخ وسيعود غدا
__ لماذا سافر ؟
__ توجد لي بعض الاعمال هناك ، سافر لأنهائها
__ هل تطمئنت عليه ياسين ؟
__ لا أمي ، سأتصل به الان
أقرن قوله بان اخرج هاتفه واتصل بأخيه ليرن الهاتف دون مجيب ، اتصل مرة اخرى


رن هاتفه لينقطع ثم عاود الرنين من جديد
دفعته بلطف : يوسف هاتفك يرن
قال بضيق : اعرف، تجاهليه
ردت برقه: لابد انه شيء هام
نظر لها ثم ابتسم: حسنا
اعتدل وقام واقفا ، ليبحث عن هاتفه ليجد اسم ياسين
__ انه ياسين، التزمي الصمت قليلا
هزت راسها موافقه
__ اهلا ياسين ، كيف حالك؟
__يوسف ، لما لا ترد على الهاتف ، ولماذا لم تمر على البيت حتى تطمئن امي؟
__ لم يكن عندي وقت لأمر على المنزل ، طمئن امي
انا بخير
__ اين انت الان ؟
__ حجزت غرفة في فندق لأبيت بها ، وسآتي غدا ان شاء الله ، لا تقلق مثلما اتفقنا
__ حسنا، تعود بألف سلامة، لا تسرع في الطريق، سلام
__ حاضر، سلام
اغلق الهاتف ليراها جالسة تنظر اليه وواضح عليها الضيق
اقترب وجلس الي جوارها واحاطها بذراعه : ما بك ؟
لم الضيق ظاهر عليك ؟
__ لا شيء
تنهد: لكن واضح عليك الضيق
__ الم تقل منذ قليل انك ستخبره ؟
ابتسم: نعم بالتأكيد سأخبره ولكن في الوقت المناسب
اكمل بجدية : لابد ان اكسب ياسين في صفي ، حتى يؤازرني امام أخاك المبجل
هزت راسها بالموافقة
اتسعت ابتسامته اكثر : ما رايك ان نخرج لنتعشى ، ونتجول قليلا
ابتسمت بسعادة: موافقة طبعا
قفزت واقفه : سأجهز حالا
ابتسم على مرحها وحماسها لتختفي من امام نظره ويغرق هو في تفكيره لن يستطيع ان يبتعد عنها بعد الان ، ويعرف تماما ان معتز عندما يراها سينسج حولها شرنقته وبالكاد سيستطيع رؤيتها ، لابد من اخبار ياسين فهو الوحيد الذي سيقف امام معتز وهو من يصلح ندا للأخير
ولكن ما يجهله فعلا موقف ياسين حيال الوضع بأكمله
هل سيسانده ، ام سيغضب ويحيل حياته جحيما
تنبه على صوتها : يوسف ألم ترتدي ملابسك بعد ، انا جاهزة
__ المعذرة حبيبتي، خمس دقائق ونكون بالخارج
اتجه لارتداء ملابسه وهو يقرر انه سيتكلم مع ياسين عندما يعود



**************************


__ هل ارتحت الان امي ، سيعود يوسف غدا ان شاء الله
__ انشاء الله حبيبي ، ماذا فعلت بموضوع زواجك
__ اخذت ميعاد من عمر سأتكلم معه حينها
__ موفق بإذن الله حبيبي
__ اسمحي لي امي سأذهب للنوم
تصبحي على خير
__ وانت من اهله حبيبي
اتجه ليذهب الي النوم وهو يفكر لا يعرف لما كذب عل امه حيال يوسف ، لما لم يخبرها بانه ذاهب ليستقبل احد اصدقائه كما قال يوسف له ، ربما اراد ان يطمئنها هز كتفيه بحيرة فهو متوقع ان اخاه يخفي مصيبه ولكنه سينتظر الى ان يكتشفها او يخبره بها يوسف

***********************

في صباح اليوم التالي عند الساعة التاسعة والنصف جهزت اوراقها ومرت على مكتب السيد عبد العزيز اعطته المذكرة الذي طلبها منها ، وتبلغه بأمر الاجتماع الذي ستحضره بدلا من يوسف
صعدت الى الاعلى وهي تبث في روحها القوة وانها ستتعامل معه كالأخرين ، تذكرت البارحة ونظراته اليها وابتسامته الشقية التي لمعت بها عيناه وهو يراها في ملابسها الطفولية ، لا تنكر ان السبب في ارقها الليلة الفائتة كثرة تفكيرها به و انشغالها بأمره ، وكم شعرت بالضيق عند تذكرها مزحة اخاها وكلماته عن الزواج الي سيحدث قريبا
زفرت بضيق وهى تقول لنفسها : كوني قوية نور



وصلت الي مكتبه لتستقبلها السيدة عبير : اهلا يا استاذه
كيف حالك الان ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك ؟
__ انا بخير ، اكيد اتية لحضور الاجتماع ، تفضلي السيد ياسين بالداخل ، والاخرون على وصول
قالت السيدة عبير كلماتها وهي تفتح باب غرفة الاجتماعات لنور ، وتشير اليها بالدخول

تقدمت نور للداخل وهي تشعر بان اعصابها مشدودة كأوتار الآلات الموسيقية ، وقعت عيناها عليه جالس على راس الطاولة ينظر الى الاوراق التي امامه ، رفع بصره ليرى من
الاتي ، ليبتسم بهدوء ، شعرت انها لن تستطيع الوقوف اكثر من ذلك فيبدو اليوم وسيما ، وعيناه تلمعان بكلمات لا تعلم معناها ، تحرك من مكانه ليرحب بها



عند سماعه لصوت الباب وكلمات السيدة عبير رفع عينيه ليرى من القادم ليجد نور حياته ، ابتسم بسعادة وهو يقول انها جميلة في كل الاشكال سواء الطفولي او الانثوي
فالبدلة الرسمية التي ترتديها اليوم تظهرها كامرأة جميلة
تحرك من مكانه وهو يحدث نفسه بان يتماسك ويتروى حتى لا يصيبها بالذعر كالمرة الفائتة
__ اهلا يا استاذه ، كيف حالك ؟

جملته جعلت توترها يزيد والغضب يتصاعد بداخلها
فمناداته لها بهذه المهنية جعلتها تشعر انها بعيده عنه بأميال
وتفتقد الاحساس الجميل الذي ينتابها كلما تذكرت نبرة صوته
وهو يقول: حبيبتي
نظرت حولها لتتأكد اذا كانت عبير معهما وهي السبب في رسمية التعامل بينهما ، والمفاجأة انهما كانا بمفردهما
نظرت اليه وقالت بتوتر : انا بخير ، سيدي
والمفاجأة الاخرى انه لم يغضب منها وطلب ان تستعمل اسمه الاول كما يفعل
ابتسم بهدوء : اجلسي ، وانظري للملف الذي اعده يوسف
ولو لكي بعض الملاحظات اخبريني بها
نظرت اليه في ضيق : حاضر سيدي
قالتها هذه المرة متعمده ضائقة به وبأسلوبه المتذبذب معها
كتمت غيظها بداخلها ، وانشغلت بالملف الذي امامها

ابتسم على ضيقها منه ، كان سيؤنبها على مناداته بسيدي ولكنه لم يشأ الاعتراض هذه المرة ، فمن الواضح انها تريد وضع حدود بينهما ، وايضا لأنه لا يريد استعجالها فتشعر بانها مدفوعة ناحيته ويدب الذعر في عقلها وتبتعد عنه بدلا من الاقتراب

ظل يراقبها بدت فعلا مشغولة بما تراه امامها ولكنه لا يستطيع ان يرفع عينه من عليها


شغلت نفسها بالورق الموضوع امامها ولكنها شعرت بعينيه تراقبها كالعادة رفعت عيناها بحذر وخفة حتى تراه وهولا يلاحظ انها تنظر له ، لتجده كما توقعت عيناه مثبته عليها
سيطرت على نفسها فكادت الضحكة ان تنفلت من بين شفتيها
ولكنها ابتسمت بانتصار انه يوهمها انه لا يبالي، ولكنه مهتم
فعلا مهتم حدثت نفسها بتحدي: لنرى من منا الفائز يا سيدي

تعجب من ابتسامة الانتصار التي زينت محياها وهم ان يسالها لماذا تبتسم لكنه أجبر نفسه على التراجع
حدث نفسه اذا سالتها يا غبي ستعلم انك تراقبها ، التزم الصمت من فضلك

قطع تأملاتهما صوت انثوي غنج : هاي ، كيفك ياسين ،عن جد اشتقتلك
وسعت عيناه من الصدمة فلم يكن متوقع مجيئها

التفت هي بحده لتري مصدر الصوت
وياليتها لم تلتفت ، وجدت صاروخ انثوي لبناني واقف عند الباب ويهدد بالانطلاق
لفت اليه في حده لتري تعابير وجهه وتساله بعينيها : من هذه؟
لتجده يبتسم براحة عجيبة كانه وجد ضالته المنشودة لتهب
بها نيران الغيرة وتأكلها اكل

كان يبتسم فرحا فعينان نور اعطته ما يريد ورد فعلها اكد له ما شعر به من ناحيتها كان يريد دليل واحد على اهتمامها لأمره وها هو الدليل متجسد امامه واتى له على طبق من الفضة ، ولأول مرة يريد ان يشكرها على حضورها ورؤيته لها والاهم رؤية نور لها

تقدمت الي الداخل في غنج ودلال : ما بك حبيبي ، لماذا لا تجيبني
استقام واقفا وهو يقول بهدوء : اهلا بكي جميلة ، لم اكن متوقع رؤيتك اليوم .
ابتسمت : انها مفاجأة من اجلك ، اتمنى ان تكون مفاجأة سارة
__ بالطبع هي سارة، قال مجاملا: هل يوجد احد يراك ولا يشعر بالسرور

الى هنا كانت تريد ان تقف وتكسر غرفة الاجتماعات على راسه ، نعتته بجميع الشتائم التي تعرفها والتي لا تعرفها
اذن ليس محترم كما يدعي بل هو كطارق افندي ، يعشق النساء ويجري ورائهن ويفعل ما بوسعه لينجذبن اليه
لا ياسين لن اكون نعجة في قطيع الخراف
فانا اختلف عن الاخريات ، وسنرى من منا سيربح

نظر اليها ليرى الغضب واضح على وجهها ومعالمه
ليرتبك اكيد فهمت ترحيبه بهذه الضيفة غير المتوقعة على انه غزل
تنحنح : نور ، انها الاستاذة نور عضو عندنا بالشئون القانونية
الانسة جميلة مندوبة شركة استيراد مواد البناء
نظرت اليه في حده لتقول بلباقة : اهلا بها سعيدة بالتعرف عليك يا انسة
ردت جميلة بابتسامة رقيقة : وانا ايضا
سال بجدية : اين بسام ؟ لماذا لم يأتي معك ؟
__ آها ، انت تفتقد صديقك ، وكنت لا تريد رؤيتي
نظرت اليه لترى بما سيرد عليها
ليشعر انه واقع في مازق :لا ابدا ولكن هو من اتعامل معه منذ فترة طويلة وهو يدري عن العقود الاخيرة اكثر منك
ضحكت بدلال : لا تخف انه يصف السيارة ، فانا اتيت لأراك فقط واسلم عليك فانا اشتقت اليك جدا ، ثم لا تنسى انا السبب الرئيسي لصداقتك لباسم وتعاملك مع الشركة
احمر وجهه هو يعلم بان جميلة تمزح معه ولكن هذه النور يشعر انها تغلي من الغضب والغيظ ، ثم انه لا يريدها ان تفسر العلاقة بينه وبين جميلة خطا

تشعر بان الدم يغلي ويفور في راسها وهذا الصاروخ الانثوي الجميل تصف اشتياقها له وتتغزل به امامها
العجيب انها حاولت التقليل منها او من جمالها فلم تستطيع فكل ما بها جميل وصدق من سماها جميلة فهي اسم على مسمى ، ثم انها تتمتع بكل مقومات الانثى من السحر والدلال والرقة والغنج ليزيدوها جمالا ،
هتفت داخلها : هذا ليس عدلا ، فهذه الجميلة استولت على كل الصفات الانثوية لها لوحدها
وزادت عليهم باتباعها لأحدث صيحات الموضة في ملابسها وزينتها ، ولما لا فهي لبنانية ، وهذه بلد الجمال


فاقت من تأملاتها على صوت طرقات هادئة على الباب
لتفاجئ بشاب مثل القمر اشقر قال بابتسامة جميلة : السلام عليكم
كيفك ياسين ، اشتقتلك كثيرا
قام ياسين وصافحة بمودة : انا ايضا يا صديقي
ضحك الاخر : ما رايك في المفاجأة ؟
ابتسم ياسين: جميلة
قال الاخر مازحا : هل هذا رايك ؟ ام انك تنادي عليها
ضحك ياسين : الاثنين ، تعال اعرفك على اكفئ المحاميات التي انضمت الى الشركة حديثا الأستاذة نور
السيد بسام المندوب الاول الذي نتعامل معه
هزت راسها مرحبة ليطلق باسم صفارة اعجاب صغيره
__ ما أحلاك ، سعدت طبعا بمعرفتك
انتفض ياسين من تعبير صديقه ، ليبتسم بتوتر
__ اجلس يا بسام، فأمامنا عمل طويل
اصر على ان يجلس بين بسام ونور ، فهكذا يشعر بحمايتها
والاطمئنان عليها اكثر





بعد مرور عدد من الساعات
انتهى الاجتماع
قال بسام : بمناسبة انتهاء الاجتماع على خير وارضاء الطرفين
قال جملته الاخيرة وهو يغمز بخفة لنور ليجز الاخر على اسنانه
اكمل : انا ادعوكم للغداء على سفينه نيلية احب كلما اتي الى مصر ان اتناول طعامي بها ، مشاهدة ضفاف النيل من المتع الذي اعطاها لنا الله
تنحنحت لتقول : حسنا اتريد أي شيء اخر سيدي
رد بسام سريعا : ما هذا الدعوة تشملك انت الاخرى يا استاذه
فانت تعبت معنا اليوم ، وهذا اقل واجب نقدمه لكي
فلولا مرونتك معنا في العقود والتوصل لهذه الصيغة كنا ما زلنا نتناقش ونلف وندور في حلقة مفرغة ، ولكن انت بذكائك توصلت الي بند يريح الطرفين ويحفظ حقوقهما ايضا
قبض ياسين كفيه بشدة محاولا السيطرة على انفعالاته وغيرته فباسم يتغزل بها ولكن بأسلوب اخر ، ومصر على دعوة الغداء ، ولن يستطيع هو الرفض الان
نطقت بهدوء : لا استطيع فانا لازالت داخل اوقات العمل الرسمية ، ولدي عمل كثير لابد من انهاؤه
فتح باسم عيناه من الدهشة : سيعطيك صاحب الشركة بقية اليوم اجازة فانتي تستحقينها
ليلتفت الي ياسين : اليس كذلك يا ياسين ؟
تمنى ياسين الان ان يلكمه ليفقع احدى عينيه ، فكان سيطير من السعادة لاعتذار نور عن الدعوة ولكن هذا البسام مصر والواضح انه سيلبي له رغبته
قال باقتضاب والكلمات تخرج من بين اسنانه
__ بالطبع ، تستطيعي ان تأتي معنا ولا تشغلي راسك ببقية العمل


رات في عينيه الرفض ولكن اصرار بسام جعل عينيه تتحول الي الغضب والغيظ
حدثت نفسها : طبعا يريد الاستمتاع بالدعوة والنيل وهذه الجميلة ، ولا يريدني معه طبعا خوفا ان انقل أي شيء سيحدث بينهما هنا في الشركة، حسنا يا ياسين سأعكر صفو لقائك بجميلة هانم
وعندما قال جملته الأخيرة كادت ان تقع ارضا من الضحك فكان مغتاظا جدا ويخبرها بعينيه ان ترفض
لتبتسم بخبث : حسنا سيدي ، الي هنا لا استطيع الرفض
هنا تحولت مقلتيه الرماديتين الي جمر من النار فهو يعلم جيدا انها قبلت الدعوة لإغاظته فحسب
فكما تجيد هي قراءة عيناه ، هو الاخر يجيد قراءة عيناها
وعند ابتسامتها الخبيثة ، ازداد اعجابه بها فهي الان تلعب دور الانثى ببراعة
تنهد داخليا : ما احلاها من انثى

لف الي بسام وقال وهو يرسم الابتسامة
__ حسنا بسام ، اذهب انت وجميلة الي سيارتك ، وانا سآتي انا والأستاذة حالا
نهض بسام هو وجميله وانصرفا
قالت بهدوء : سأذهب لاتي بحقيبتي
قال باقتضاب وهو يخرج وراءها : عبير ، ابلغي السيد عبد العزيز ان الانسة نور معي في مهمة عمل
__ نور
التفت اليه : سأنتظرك في الجراج ، لا تتأخري
هزت راسها موافقة ،لتبتسم ابتسامة واسعة وهي تخرج من الغرفة






دخلت الي مكتبها واخذت حقيبتها لتنزل مسرعة على السلم الي ان وصلت الي الجراج
حدثت نفسها من الجيد انها لم تقابل سناء فلن تستطيع ان تشرح لها أي شيء
تقدمت ناحية سيارتها لتجده يقف امامها بسيارته عرضا ويسد عليها الطريق ،فتح الباب وقال امرا
__ اركبي
ثم قال بإصرار والغيظ يملئ صوته :اركبي ، ولا تعترضي من فضلك ،وسأرجعك هنا بعد الغداء لتأخذي سيارتك


لوت شفتيها فهي لا تريد الركوب ولكن لا تريد اغضابه اكثر من ذلك
اذعنت لأمره وركبت بجانبه







انقضى الطريق وهما الاثنان صامتين لم ينطقا بحرف واحد
هو يتميز غيظا منها ومن موافقتها على دعوة الغداء
وهي ترتدي قناع اللامبالاة وعدم الاهتمام وتريد ان تفسد عليه غداؤه مع جميلة


وصلا الي المكان لتجده فعلا من احدى الاماكن الفاخرة على النيل ، لتكتم انفاسها انبهارا بمنظر النيل وصفحته الزرقاء الصافية تسقط عليه اشعة الشمس كحبات اللؤلؤ تزينه وتجعله يبرق جمالا
هتفت بصدق : ما اجمله
ابتسم بسام : الم اقل لك ، انه من المتع الذي وهبها لنا الله
جز على اسنانه غيظا منها
ليدفعها برقة ناحية احدى المقاعد ويجلس بالمقعد الذي بجانبها ، فعل هذا حرصا على ان لا تجلس بجانب بسام




انتهوا من تناول الطعام ، لا تنكر انها استمتعت فعلا بالدعوة والغداء وبسام فهو شخصية طريفة ذو حس فكاهة عالي
ضحكت على نكاته واستمتعت بتجاذب الحديث معه والاغرب انها وجدت جميله ذات شخصية جذابه لبقة الحديث وحلوة الروح
فعلا استمتعت بالجلسة معهما ، اما ياسين فكان في غاية اللطف مع جميله طبعا كان يضحك ويمرح معها ويرد على باسم بهدوء وغيظ لا تفهم سببهما ، اما هي لم يتكلم معها اطلاقا


انتهوا من جلستهم ليفجر بسام مفاجأة في وجههما اخر الجلسة وهو يقول : ياسين الن تأتي الي لبنان قريبا
ابتسم بهدوء: لما تسال ؟
نظرا الي بعضهما هو وجميلة لتقول جميلة : لتحضر زفافنا
ضحك ياسين : حقا
اشارا الاثنين براسهما ليكمل بسعادة : الف مبروك ، ابلغني بميعاد الزفاف و سأحضر بإذن الله


بلمة من المفاجأة لدرجة انها لم تبارك لهما ، كانت تظن ان بين ياسين وجميلة علاقة من نوعا ما ، ولكن خبر الزفاف
ادهشها وجعلها فاقدة النطق
تداركت الامر عندما انتهى كلام ثلاثتهم لتنتبه على صوت ياسين وهو ينظر اليها بخبث : الن تباركي لهما نور ؟
هزت راسها : لا طبعا ، مبروك
ضحك بسام قائلا :انتي الاخرى مدعوة على حفل الزفاف
ضحكت :في لبنان ، لن استطيع ، ولكن مبروك يتمم الله عليكما بالخير
وقف : هيا سنذهب ، فطيارتنا مساء اليوم
__ انت ذاهب الي لبنان ؟
__ لا انت تعلم اني غير مقيم بلبنان ولكن لابد من اقامة الزفاف هناك وسط اهلي واهل جميلة
صافحة ياسين بحب : مبارك بسام ، اراك على خير ان شاء الله ، ابلغني بموعد الزفاف وسأحضر بإذن الله


بعد ان ودعا بسام وجميلة ، همت بالتحرك حتى ينصرفا
فوجئت بيده تمسكها من رسغها ، قال امرا
__ اجلسي
نظرت اليه في دهشه : لما ؟
__ اريد التحدث معكي
نظرت اليه مطولا وجلست مكانها كتفت ذراعيها امام صدرها وقالت بنفاذ صبر :تفضل ، اتريد مني ان اواسيك
ردد بدهشة : تواسيني
__ اه نعم ، تركتك حبيبة القلب لتتزوج
ابتسم بهدوء مغيظ : حبيبة قلبي ، لم تتركني وتذهب الي أي مكان
انتفض راسها بشدة لجملته : اذن هو بالفعل على علاقة بإحداهن
قالت بمرارة : متى الزواج بإذن الله ؟
__ قريب ، عندما تتفضل علي بالموافقة
رمشت عينيها بعصبية وعضت على شفتيها
__ كفي عن ذلك
__ ماذا ؟
__ لما انت عصبية لهذه الدرجة نور ؟
__ انا لست عصبية ، ما الامر الذي تريدني من اجله
تنهد : اريد ان اعرف السبب الرئيسي في موافقتك على دعوة الغداء
__ عادي ،لا يوجد سبب ، بسام اصر وانت وافقت وانا لم اجد مانع من الحضور
ردد بضيق : بسام اصر ، تتكلمي عن بسام كانه احد اصدقائك
__ وما الضرر في ذلك ، انه شخصية جذابة
جز على اسنانه غضبا وقال مزمجرا : نور ، لا تستفزينني اكثر من ذلك
__ وما دخلك انت بان يصبح من اصدقائي او لا
ضم يديه ليسيطر على اعصابه : نور ،انت تعلمي جيدا ما دخلي بالموضوع
ليكمل بهدوء : لا اريد لمن ستصبح زوجتي اصدقاء رجال
قالت بغباء : اخبرها بذلك
ابتسم : انا اخبرها الان
لفت راسها يمينا ويسارا : اين هي ؟
نظر لها بهدوء ليحمر وجهها: ماذا تقصد ؟
رفع حاجبه الايمين دليل على تأكيده لما قاله وفهمته هي
صمتت قليلا لتقول بهدوء : ماذا تريد مني ياسين ؟
__ انت تعلمي نور ، وانا اعلم ايضا
__لا اعلم شيء ، وماذا تعلم انت ؟
__ اعلم ان السبب الرئيسي لموافقتك على دعوة الغداء ،هي لإغاظتي وحسب ، اعلم انك ظننت ان بيني وبين جميلة علاقة ما ،وهذا الامر اثار غضبك ، اعلم ان خبر الزفاف ادهشك ، وانا اؤكد لك لا تربطني أي علاقة باي فتاه
تعجبت منه كيف عرف هذه الاشياء ألهذه الدرجة هي شفافة امامه
__كيف عرفت ؟
تنبهت انها قالت سؤالها بصوت عال لتضع يدها على فمها وتشهق
ابتسم ومد يده ليمسك بيدها الموضوعة على فمها وسحبها بهدوء ليمسكها بحنان وقال بصوت هادئ : اعلم اكثر مما تتصورين
نظرت اليه لتري عيناه تفيضان بحديث مبهم لا تفهمه ولغة غريبه عنها ، ولكن تأثير نظراته اربكها ، اخفضت عينيها
ليضع يده تحت ذقنها ويرفع راسها اليه : لا تخفضي بصرك
نور ، الي الان لا تعلمي حقا ماذا اريد ؟
هزت راسها بلا ليتنهد ببطيء : اريد ان تظلي بجانبي
اريد ان اكمل باقي عمري معك والي جانبك ، اريدك ان تصبحي زوجتي وام اطفالي ورفيقة عمري
هل علمتي الان ماذا اريد منك ؟
تنفست بقوة لتسيطر على دقات قلبها المجنون الذي يريد ان يقفز من بين ضلوعها ، لم تكن تتوقع ابدا ان هذا ما سيقوله
، ولم تكن تتوقع انه يعرض الزواج بهذه الطريقة
انتفضت واقفه : اريد ان اذهب
اغمض عيناه الما وابتسم ابتسامة باهته : حاضر
قام من مكانه والحزن يلم بحواسه لم يكن يتوقع رفضها بهذا الشكل، تمزق قلبه من نفضتها ، غبي لما تعجلت ، لا ينكر انه احس اليوم بغيرتها وغضبها من جميلة ، اذن فهي تشعر ناحيته ببعض المشاعر ، اذن لما الرفض
ركبا الي سيارته وكلا منهما غارق بتفكيره ، والصمت يخيم عليهما
هي تشعر بانها ارتكبت اكبر حماقه بطريقة ردها على عرضه
وهو يشعر انه اغبى المخلوقات باستعجاله لها


تنحنحت بعد مدة : ياسين
انتفض قلبه لصوتها الرقيق العذب وقال بهدوء : نعم
قالت بصوت منخفض : اسفة
اغمض عيناه الما تتأسف لرفضها الزواج منه
اكملت : ارتبكت ولم اتصرف جيدا
سالت بهمس والخجل يكسيها : هل تريد ان تتزوجني ؟ ام انا فهمت الامر خطئا
فرمل السيارة بقوة وركنها ، ليلتفت اليها
ارتعدت اطرافها من طريقة ايقافه للسيارة ، لتنتفض عندما التفت اليها وعيناه محمرتان من الغضب
__ لا نور لم تفهمي الامر خطا ، ما الفروض علي فعله لكي تفهمي الامر ، نعم انا اريد ان اتزوجك
ردت ببطيء : لما انت غاضب ؟
زم شفتيه و نظر اليها بحب : لأني استنفذت كل طاقتي لأستطيع ان اصل اليك ، ولم يتبقى لدي أي فكره عما تريدين مني عمله لتشعري بي
ابتلعت ريقها بصعوبة ونظرت اليه تريد الموافقة ولكن صوتها محبوس بداخلها ، تشعر بشيء اكبر منها يدفعها اليه
عقلها خائف ولكن بقية حواسها وكيانها كله يخبرها بالموافقة
نطقت بهدوء وهى تعض شفتها بتوتر : متى ستقابل عمر ؟
نظر اليها مطولا ليري الخجل يعلو ملامحها
ابتسم بسعادة : هل اعتبر هذا الرد موافقة على طلبي ؟
قالت بهمس : سأنتظر راي عمر
امسك يدها وقبلها برقة : يهمني رايك انت حبيبتي؟
عضت شفتها مرة اخرى ، ليقول بهدوء: توقفي عن هذه الحركة ، ردي علي
لم تستطع النطق ، ولكن هزت راسها موافقة
ليضحك بقوة فرحا بإجابتها ، ابتسمت على سعادته ولكن يوجد شيء بداخلها متوتر وخائف لدرجة كبيرة
وصلا الي مقر الشركة ليستوقفها قبل نزولها ، امسك يدها بهدوء ورقة : سآتي اليكم غدا ، فانا متفق مع عمر على ذلك
ابتسمت بتوتر ليكمل : لا تصعدي الي الشركة خذي بقية اليوم اجازة واذهبي الي البيت لترتاحي
هزت راسها موافقة واتجهت الي سيارتها بسرعة لتركبها وتذهب الي المنزل فهي تحتاج بالفعل الي الراحة والهدوء
والتفكير


ابتسم على سرعتها، هو متفهم ارتباكها وخجلها
ولكنه سعيد لموافقتها على فكرة الزواج، تنهد براحة
وامسك هاتفه ،واتصل بعمر رن الهاتف
رد عمر بسرعة : ياسين حمدا لله انك اتصلت فانا محتاج اليك جدا
رد بقلق : ما الامر ؟ ماذا حدث؟
__ انا بقسم الشرطة ، هل تستطيع ان تأتي الي ؟
رد بسرعة: طبعا، حالا
ادار سيارته بسرعة واتصل على مكتبه
__ عبير ، اتصلي بحسام وابلغيه ان ينتظرني بمطار النزهة
و احجزي لي تذكرة طيران حالا الي الاسكندرية
__ حاضر سيدي
قلق جدا على عمر ، ويريد ان يعرف لما هو بقسم الشرطة
لا ينكر اعجابه به من قبل ان يراه فكان يسمع عنه كثيرا من سوق العمل ، والجميع اتفق على انه شخصية مهذبه و محترمة ، وبعدما اقترب منه ازداد اعجابا به



***********************

رن هاتفها عند وصولها الي المنزل
__ وعليكم السلام ، انا بالمنزل ، علياء هل يمكنك ان تأتي الي
ردت الاخرى بمرح : طبعا ، ولكن اجهزي لنذهب الي المصممة
__ حسنا


*****************


وصل الي قسم الشرطة بعد ساعة على الاكثر
تكلم مع احد الضباط المتواجدين بالقسم ، ليجد ان عمر تشاجر مع بعض الاشخاص ، ومحتجز بالقسم لعدم وجود بطاقته الشخصية ، يحتاج لضامن فقط ليخرج

بعد قليل كان يخرج هو وعمر من القسم
ما ازعجه فعلا منظر عمر المنهك ، و التعب الواضح عليه
قال بهدوء :اشكرك ياسين، والمعذرة على
قاطعه بحزم : عمر من فضلك ، انت كيوسف ، فلا تشكرني او تعتذر مني
سأل بهدوء: ماذا حدث ؟
اغمض عينيه ليكمل ياسين : حسنا ، لا تشغل بالك ،اين سيارتك ؟
__ انها قريبه
__ حسنا اركب لنذهب اليها ، حسام هيا
وصلا الي السيارة ليرتجلا الاثنان ، امال بجسده
__ اذهب انت حسام ، وشكرا على اهتمامك
التفت اليه : اين مفاتيحك عمر؟
امد اليه المفاتيح ليشير اليه براسه : اركب ، سآخذك الي مكان رائع على البحر ، وهناك سنتكلم قليلا


*********************


هتفت بدهشة ممزوجة بالفرح : ماذا ؟ بجد نور
ابتسمت : نعم ، هل يوجد مزاح في هذه الاشياء ؟
__ وانت وافقتي
__ لا اعلم علياء لم افهم نفسي حينها
__لا يهم ، مبروك
احتضنتها بفرحة : ما رايك نقيم زفافنا معا
ضحكت نور : تمهلي قليلا ، لن اتزوج بسرعة هكذا ، اريد وقتا لأتعرف عليه ، وافهمه ويفهمني
نظرت اليها : نور ، انت تحبيه
همت بالرد لتكمل : لا تقاطعيني من فضلك ، انا وانت نعلم جيدا انك تكني له مشاعر خاصة ، هذا غير اذا كنتي لا تهتمي به كنتي رفضتي عرض الزواج ، فعلتيها كثيرا من قبل ، وكان الاخرون يهيمون بكي حبا
فلا تحاولي ان تبتعدي عنه وتسيطري على مشاعرك من اجل لا شيء ، ولو على عمر انت تعلمي انه سيوافق
فياسين عريس لا يرفض
غمزت لها بعينها : هيا لنذهب الي المصممة ، من الممكن ان تجدي فستان لكي من اجل زفافك
ابتسمت نور ولكنها لا تشعر بالحماس كعلياء ولا تعلم لما الي الان وافقت على الزواج منه

*********************

مسح وجهه بكفية كعادته عندما يريد التخلص من توتره والسيطرة على اعصابه
__ لا تبتئس عمر ، حصل خير وانا سأفعل ما بوسعي
__ اشكرك ياسين ، ولكن
قاطعه بحزم : عمر من فضلك لا تكمل حديثك هذا ،واعتبر انني شريك لك ، وسأساعدك
اكمل : ما رايك في المكان ؟
ابتسم عمر بوهن : جميل ، اختيار موفق ، فالمكان يبعث على الراحة
تراجع الي الخلف واسند ظهره على الكرسي براحة
__ صحيح ياسين ، ما الامر الذي كنت تريده مني البارحة؟
فهذا الامر شاغل تفكيري هو وموضوع دعوة ياسر
سأكون صريح معك ، فانا متعجب من امر الدعوة جدا
كح ياسين ،ليسال عمر : هل ازعجتك صراحتي ؟
__ لا يا صديقي ، وسأكون انا الاخر صريحا معك
الموضوع الذي اريدك به هو انني اريد الزواج من نور
رفع عمر حاجبيه علامة على دهشته ليكمل ياسين بهدوء
__وامر الدعوة اقترحه ياسر حتى نتعارف كلنا على بعض في جو خارج الاطار الرسمي ، وانا وافقته
ياسر اكثر من اخ وصديق ، رفيق حياتي ، ويعتبر من العائلة بالفعل
اتمنى ان لا اكون ازعجتك بصراحتي ، كنت اريد التقدم اليك رسميا غدا ، ولكنك طلبت مني توضيح
لم تتغير ملامح الدهشة المرسومة على وجه عمر
فضل ياسين الصمت ، الي ان يستوعب عمر الامر
لينطق الاخير بهدوء ورزانه : وانا لن اجد احسن منك لنور
__ عمر لا تجعل ما سأفعله معك يؤثر على قرارك في الموافقة ، فهذا شيء وهذا شيء اخر ، فالعمل لا علاقة له بالزواج والنسب
__ اسمعني جيدا ياسين ، نور اغلى شيء في حياتي وهي ما تبقي لدي من عائلتي ولن اربط بينها وبين العمل ، ولو حياتي كلها بين يديك وانت لست كفؤ لتتزوج اختي ، لن اعطيها لك ابدا وسأموت راضيا
ابتسم ياسين ليكمل الاخر : ولكني بالفعل سأطمئن عليها معك
فانت رجل شهم ، وستحافظ عليها جيدا ، وستوعدني الان انك ستحميها وتحافظ عليها عمرك كله ولن تضايقها ابدا
نطق الاخر بسعادة : اوعدك عمر
__ اذن سأنتظرك غدا ، لتتقدم الي رسميا
ابتسم ياسين وهو يشعر ان السعادة ستغمر حياته

********************

__ نور لا تكوني متزمتة هكذا ، فانتي صديقتي واخت العريس ، لن يضر ان ترتدي فستان صاخب قليلا ، والحفل اصلا في بيتكم
هزت راسها نافية لتكمل علياء : نور تعبت معك ، كل شيء
لا يعجبك ، لن ترتدي فستان اسود في زفافي انتهينا
كفى اسود ورمادي وازرق وزيتي ، هذا كثير ، قضيتي عمرك كله في هذه الالوان الا تشتاقي للألوان الاخرى
__ علياء من فضلك
قالت بحزم : بل من فضلك انت ، اسمعي كلامي هذه المرة
انتهت احزانك نور ، كفي عن الحزن ، وتمتعي بما بقي من عمرك ، انا العروس ومن ستقرر لون فستانك
واشارت بيدها قاطعة : بدون نقاش
ابتسمت نور : حسنا ، ولكن سيكون على طريقتي
ابتسمت الاخرى بخبث : لا ، انا سأقرر ايضا تصمميه
يكفيك ان ترتديه
ضحكت نور لتسال الاخرى : ما رايك في فستاني ؟
ردت بفرح : جميل علياء ، مبارك عليك ، ولكن لما اخترت درجته اقرب الي الابيض ، كانه فستان زفافك
كنت اخترت احدى درجات الروز
قالت علياء بإحباط : كنت سأفعل ، ولكن امي اصرت علي ، وحلفتني ان اختاره هكذا ، والسبب انه عقد قران
ابتسمت نور : خالتي لديها معتقداتها التي لا تتغير ابدا
ضحكت علياء بمرح : نعم ، أتصدقين ، تريد مني شراء كل شيء قبل الحفل ، ولا اعلم لماذا ، واذا تذمرت انا او بسنت غضبت مننا وتصل لدرجة المخاصمة
انا اشفق على بسنت وزوجها ، فهما من يتعبان معي
والشهادة لله محمد (زوج بسنت ) اكثر من اخ ومعزته من معزة علي بالضبط ، ويكفيني انه لا يعاتب بسنت على تأخرها معي او انشغالها بي ، بل بالعكس عندما نتأخر ليلا
يأتي الينا ليوصلنا واحيانا يلف معنا بالأسواق
انه ابن حلال ، اتمنى ان يرزقهما الله بالذرية الصالحة قريبا
ردت نور مؤكده : امين يا رب ، الا يعلما الي الان ما السبب في التأخير ؟
__ ما فهمته من بسنت ان لابد من اجراء عمليه لتستطيع الانجاب ، ولكن لا اعلم الي الان ما الذي يؤخرهما ؟
__ ربك يرزقهما قريبا ، ان شاء الله
__ ان شاء الله ، هيا لنذهب ، نور الم يتصل بك عمر اليوم؟
__ لا وانا قلقة عليه ، وهاتفه مغلق
__ ظننت انه اتصل بكي
__ لا تقلقي سياتي اليوم على خير ، هيا لنذهب فقد تأخرنا
انصرفا من عند المصممة بعد ان اتفقا معها على ميعاد التسليم الذي يكون بعد عشرة ايام

********************

اعد الحقائب ليسلمها الى العامل
التفت اليها ليحتضنها من ظهرها بهدوء
__ حبيبتي ، هيا لنذهب فأمامي طريق طويل اقضيه سائقا لفت اليه لتلف ذراعيها حول عنقه :شكرا يوسف على هذا اليوم الممتع
__ سنقضي بقية حياتنا ، معا حبيبتي وليس من المعقول ان كل يوم ستشكرينني
ضحكت ليمرر سبابته على خدها بحب : ما بك ؟ ارى كلاما بعينيك
__ كيف سنتقابل بعد الان ؟
ابتسم : ما ميعاد وصولك الذي يعرفه معتز
__ بعد عشرة ايام
__ حسنا ، هذا سؤال قبل ميعاده
__ اين سأقيم كل هذه المدة ؟
__ مع اني كنت سأفاجئك ، ولكن لا توجد مشكلة
ابتسم بسعادة وهو يكمل : سنقيم معا بمنزلنا
رددت بدهشة : منزلكم ، كيف ستدخل على عائلتك وتقول امي ، ياسين اقدم لكما زوجتي العزيزة
ضحك منها : لا حبيبتي انا قلت منزلنا ، ليس بيتي
فانا اسست لكي بيتا خاص بنا نحن الاثنين
__ حقا
__ نعم حبيبتي
صرخت فرحة واخذت تقفز بسعادة وهو يضحك عليها
سعيدا من اجلها ومن اجله ولذا سيفاتح ياسين قريبا جدا


*************************


وصلت لتجد عمر بالمنزل واقف في المطبخ
قالت بمرح : السلام عليكم حبيبي ،حمدا لله على سلامتك
تقدمت اليه لتحتضنه وتسال : لما لم تتصل بعلياء حتى تطمئنها ؟
__ الله يسلمك ، هاتفي بطاريته فرغت ،وانا اضعه بالشاحن الان وبعد قليل ، سأتصل بها
شبت على اطراف اصابعها لتنظر من فوق كتفه
__ ماذا تفعل ؟
__ لا شيء مجرد كوب من القهوة
صب القهوة ليأخذ الكوب ويحيط كتفيها بذراعه ويدفعها امامه بلطف
__ تعالي اريد ان اتحدث معك في موضوع هام
__ انا تحت امرك يا اعظم مهندسين العالم
ضحك من اخته :اجلسي
__ ما الامر ؟ لقد بدأت اشعر بالقلق
ابتسم : لا حبيبتي ، لا تقلقي
اردف بجديه: اتي الي عريسا اليوم من اجلك
بهت وجهها فجأة لتتذكر ياسين ، اكيد هذا شخص اخر
بماذا تجيب اخاها الان ؟
__ ما بك نور ؟ لما بهت وجهك هكذا ، فاللون اختفي من وجهك كأنني اقل لك انني مريض وسأموت غدا
ردت بسرعة :بعد الشر عليك اخي ، ولكن انت تعلم انني لا افكر في هذا الامر الان
رد بهدوء وهو يضع كوب القهوة من يده على الطاولة
__ اسمعيني نور ، أتعلمي كم عدد الرجال الذي يفاتحوني في الزواج منك ، كثير بعضهم يعرفك والاخر يأتي عن طريق السؤال و زواج العائلات والمعارف ، وارفضهم جميعا لأني لا اجد بهم الشخص الذى ائتمنه عليك
ولكنه اتى اليوم ،ولن اسمح لكي برفضه من اجل افكارك العجيبة التي لم ولن اقتنع بها
على الاقل اعرفي من هو ، اجلسي معه تحادثي ، اعرفيه
وبعد ذلك قرري ماذا تريدين
هزت راسها ببطيء وهي تفكر في ياسين ، ماذا ستقول له غدا وكيف تواجهه وهي لم تستطع النطق بما لديها لعمر
__ ها نور ، ما رايك ؟ أتريدي معرفة من هو ؟
نظرت ارضا ولم تستطع النطق ليردف عمر
__ على العموم العريس هو ياسين ، واعتقد انك تعرفيه
وتستطيعي ان تسالي صديقك المقرب يوسف عنه
رفعت وجهها بسرعة واللهفة تتألق بعينيها : من ؟
ابتسم فهو لم يفته نظرتها عندما علمت عن هوية العريس
__ المهندس ياسين ، مديرك يا عزيزتي
سياتي غدا ، وسنتعرف اكثر على عائلته في الحفل الذي يقيمه ياسر ، وتستطيعي ان تقرري ما تريدينه على مهلك
هزت راسها موافقه : سأذهب لأخلد الي النوم
قبلت وجنته: تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير
وقفت على اول السلم :صحيح عمر ، ماذا فعلت مع عمي ؟
تنهد بحرقة واغمض عينيه : سيتأكد من مواعيده واذا كان متفرغ ، سياتي ان شاء الله
هزت راسها بضيق من هذا العم ، وشعرت بحزن اخاها
تمنت انها لم تضغط عليه من اجل دعوة عمهما الى الزفاف
كانت تتمنى ان يكون تغير او شعر بمسئوليته اتجاههما
ولكن من الواضح انه يزداد برودا ولا مبالاة بهما



اه لو تعلمي ما فعله عمي العزيز معي ، يشعر بروحة تتمزق
بداخله ، يتساءل كثيرا هل هذا الشخص بالفعل عمه ام لا يرتبط بهما باي شكل ، والاوراق الحكومية تكذب عليه او من الممكن ان تكون مزورة
زفر بضيق لا تهتم به عمر وفكر بمستقبلك بعيدا عنه
ولتبتعد عنه قدر ما تستطيع ، وتبعد اختك وزوجتك ايضا عنه ، ولا تأمنه على احدهما

************************

عند انتهاء عملها اليوم شعرت بالإنهاك والتعب
اتصلت بها علياء اكثر من مرة لتؤكد عليها موعد مصفف الشعر ، فعلياء اصرت ان تذهبا الى مصفف الشعر طبعا هي متأكدة ان عمر اخبر علياء بميعاد اليوم وهذا ما جعل علياء تصر هكذا ، ليس لديها نية اساسا لمقابلته عندما يأتي اليهم
ولا تعرف لماذا
طوال اليوم تحاشت الخروج من مكتبها خشية ان تقابله ولو صدفة عابرة، لم تخبر سناء عن احتمالية خطوبتها للمدير ولا تعلم اذا حدثت بالفعل الخطوبة ماذا ستفعل وكيف ستقابل زملائها بالعمل وكيف سيتعاملون معها
انتبهت ان المكتب فارغا وان سناء انصرفت ، نظرت الي ساعة يدها لتجدها الخامسة والنصف
تنهدت بملل ،ان علياء تنتظرها عند مصفف الشعر وهي مضطرة للذهاب اليها
انصرفت بهدوء لتنزل الي الجراج وتتجه نحو سيارتها

تأففت بعد قليل ،ما هذا اليوم الكارثي ، تشعر ان اعصابها على وشك الانفجار والان السيارة لا تريد ان تعمل
ماذا ستفعل الان؟
خرجت منها لتصفق الباب بقوة ، لتنتبه على ضحكته
__ كل هذا غضب يا نور ،لما ؟




يكاد ان يقسم ان اليوم من اسعد ايام حياته يشعر انه على ابواب حياة جديدة سعيدة ، وينتظر الساعة الثامنة بفارغ الصبر ليتحقق اهم حلم في حياته ، بعد ان ابلغه عمر البارحة
عن موافقة نور وانه منتظره هو والعائلة الساعة الثامنة لقراءة الفاتحة واعلان خطوبتهما كاد ان يقفز فرحا مثل الاطفال ، اتصل بنهى وابلغها ان تأتي اليهم غدا هي وعمرو وان تبحث عن هدية قيمة لنور ،لتقدمها اليها ، وايضا امه بانت سعادتها عن المرة الفائتة
احتضنته بحب واغرقته بالقبلات وهي تدعو له بالخير والذرية الصالحة ، واتصلت بنادين (اخته الاخرى)لتبلغها بخبر الخطبة وان تجهز لتاتي اليهم عند تحديد موعد الزفاف
اما يوسف فهو انتظره الي وقت متأخر من الليل ولكنه لم يصل الا قرب الفجر ، ولكنه بارك لياسين في الصباح عندما ابلغته امه ، لا ينكر انه يشعر بقلق شديد على اخاه ، ولكن بعد الخطبة سيجلس معه ويحاول ان يتكلم معه ليعرف من هي حبيبته السرية
حتى ياسر شعر انه يقفز فرحا وهو يبلغه بقرار الخطبة وميعادها وسمع صوت مريم من جانبه وهي تبارك له وتتمنى له الفرح والسعادة دائما
يشعر ان السعادة تحاوطه من كل الجوانب لا يريد الفرار منها بل يريد الاستمتاع بها
انهى عمله سريعا ونزل الي الجراج ليستقل سيارته
ليري محبوبته جالسة داخل السارة ولكن واضح عليها الضيق ، اندهش من صفقها للباب بهذا الشكل ، وضحك عندما علم ان سبب ضيقها ان السيارة تعطلت


تقدم اليها في هدوء : ما بك نور، لما انت غاضبه ؟
زفرت بضيق وهي تحاول السيطرة على دقات قلبها المجنون
لا تعلم الي الان لماذا يدق هكذا عند رؤيته ، ولما لا تستطيع التنفس في حضوره
تلعثمت وخفضت عينيها بسرعة : السيارة تعطلت وعلياء تنتظرني وانا تأخرت عليها
__ لا شيء من كل هذا يستحق ان تغضبي من اجله
امسك يدها بهدوء : تعالي اوصلك
سحبت يدها بسرعة: لا، سأستقل تاكسي
نظر اليها ومط شفتيه ليتنهد بتعب : لما ؟ ليس اول مرة تركبي معي السيارة ، بالعكس الان من حقك علي ان اوصلك
يا خطيبتي العزيزة
ارتبكت بشده من كلماته ليبتسم هو على رؤية الاحمرار الذي يغلف وجهها
__ هل تريدين ان اتصل بعمر لاستأذنه
قال جملته بنبرة تشوبها السخرية لترفع عينيها بغضب اليه
وتقول بنفاذ صبر : ياسين ماذا تريد الان ؟
__ لا شيء ، ستاتي ام ماذا ؟
نقرت بأصابعها على مقدمة السيارة بعصبية
__ بشرط
رفع حاجبية تعجبا منها ليبتسم بخفة : ما هو ؟
__ الا تأتي على ذكر الخطبة نهائيا
انفجر ضاحكا ظنا منه انها تخجل من ذكره لأنها ستكون خطيبته في غضون ساعات
قال برقة : من عيوني ، يا عيوني
ابتسمت لتشعر بالارتياح ، فهي الي الان لم تستقر على الموافقة ولا تريده ان يتعلق بها كزوجة له
ركبت الي جانبه ليخيم الصمت على السيارة
هي لا تريد ان تتحدث معه فيأتي على ذكر الخطبة
وهو يمسك لسانه بالقوة حتى لا يحنث وعده لها
فهو يريد ان يبلغ الناس كلها انها خطيبته وستصبح زوجته الغالية


***************************
__ لا افهمك يا عمر ، لما لم تبلغها ؟
__ علياء انا ادرى بنور ، اذا ابلغتها بان خطوبتها اليوم ، سترفض الزواج من الاصل ، وانا اريدها تتزوج ياسين
__ بالله عليك ، واذا فاجأتها ستمتثل انت تعرف نور ومدى عندها ، تعبت معها جدا لتوافق على المجيئ الى مصفف الشعر ،فما بالك اذا علمت ان خطوبتها اليوم
__ علياء اريد سؤالك عن شيء وارجو ان تجاوبيني بصراحة شديدة
__ تفضل
__ هل نور تكن أي مشاعر لياسين
عقدت حاجبيها لتساله بارتباك : لما تقول ذلك ؟
قال بنبرة قوية : علياء اجبيني من فضلك ،انا اعلم جيدا ان اسرار نور كلها معك
__ ما الفرق فانت تريده زوجا لها
__ نعم ولكنها ستفرق معي
قالت بتلعثم : ممممم، اظن ذلك
__ حسنا ، اذن الصواب ما افعله ، اذا كانت تكن له بعض المشاعر ستحاول بكل طاقتها الهروب واذا لم اقيدها به ستهرب فعلا
__ لما تهرب اذا كانت تميل اليه ؟
__ لان الخوف سيطر على حياتها الى حد كبير فجعلها مرتبكة وقرارتها غير منطقيه ، ليس لديها الحافز لتغير حياتها العاطفية الي شكل اخر ، ولذا تهرب من الزواج والارتباط الي العمل وتحقيق الذات
__ لا عمر لا اتفق معك ، ان خوف نور امر طبيعي
ولكن العمل بالنسبة اليها الاستقرار و عدما تنجح بعملها تزداد ثقتها بنفسها وتشعر بالاطمئنان حينها
__ نعم معك حق في هذه النقطة ، ولكن هذا ما اقوله
نور خائفة من ارتباطها بأحد الاشخاص حتى يأتي يوم ويتركها مثل الماضي ، فتتقوقع بعيدا عن الناس كلها
حتى لا تذوق الحزن مرة اخرى
__ معك حق ، ولكني غير مقتنعة بما تفعله الان ، وربي يعينني عليها

*******************


اوصلها الي مكان تبين الي انه احدى بيوت التجميل ليزداد سعادة اذن هي تستعد الي المساء
ارتجل من السيارة : هل تحتاجي الي أي شيء نور ؟
هزت راسها نافية وتمتمت بهدوء: شكرا
لوح لها بيده : اذن اراكي مساءا
ليختفي من امامها في ثواني ، ظلت واقفه مكانها لا تستطيع الحركة ، لا تريد مقابلته مساءا ولكن من الواضح انها ستضطر لذلك
*******************



__ اهلا حبيبتي ، نعم سأتأخر قليلا عليك
فانا ذاهب مع ياسين في المساء ليخطب
لا تقلقي سآتي اليك بعد انتهاء الخطبة ، كم كنت اتمنى ان تكوني معي اليوم ، ولكن بإذن الله ستنورين حفل الزفاف
اراكي لاحقا حبيبتي ، سلام

طرق الباب غرفة اخاه ليدلف بهدوء
__ ما اخبارك يا عريس ؟
اطلق عند رؤيته لآخاه صفيرا حادا : ما هذا ؟مظهرك كأحد نجوم السنيما ياسين ، ما شاء الله عليك ، انت تنوي ان تجعل نور تفقد عقلها
ضربه ياسين بخفة : احترم نفسك
ابتسم يوسف على وجه اخية المحمر خجلا
ليساله ياسين واللهفة تملئ عينيه : حقا ملابسي جيده
سال بغباء: نعم ، ليكمل بمرح :انها ممتازة ياسين ، لا تقلق سيكون يوم رائعا
جاءهم صوت نهى من الخلف تهتف بانبهار :ما شاء الله ياسين ، شكلك يأخذ العقل
ابتسم فرحا لتكمل : من الواضح ان هذه النور غاليه على قلبك لتتأنق هكذا من اجلها
قال بدون تفكير : انها قلبي
ابتسما الاثنان ليمنع يوسف نفسه من الضحك عاليا حتى لا يحرج اخاه لتغمزه نهى في ذراعه : تعال واتركه يختلي بنفسه قليلا

*******************



دخلت الي بيتهم في حوالي السابعة والنصف بعد ان اصرت علياء ان تحصل على زينتها هناك
لا تعلم ماذا يحدث من حولها ، علياء اصرت عليها لعمل شكل معين لشعرها وزينة انيقة وظاهرة لا تحبذها هي
والعجيب انها تشعر انها ستحضر زفاف احدهم بهذا المنظر
استعجلتها علياء وهي تدفعها امامها :هيا لترتدي ملابسك
وتجهزي قبل الموعد
نفخت بضيق : علياء اصبحت مزعجة اليوم ، ماذا يحدث؟
__ لا شيء حبيبتي
سبقتها علياء في الصعود
لتهتف بها : هاي ، انت عمر فوق
__ لا عمر ليس بالمنزل اتصل بي وقال انه سيذهب ويأتي على الموعد حتى استطيع ان اخذ راحتي بالبيت
، هيا اتبعيني
تنهدت بتعب : لا تعرف ما بها اليوم، تريد ان تنام وتشعر بالتعب يخيم على راسها
اتاها صوت علياء من غرفتها تصيح : نور
لتلوي شفتيها وتصعد بهدوء وتعب اليها


**********************


__ عمر تعال تصرف معها ، فهي لا تريد ارتداء الفستان
اكملت بهمس : لا استطيع ان اجبرها على ذلك
نعم اريد منك التدخل
انا انتهيت من ملابسي ومستعده
لا لم اجعلها تدور بالبيت حتى لا ترى ما فعلته بالدور الاسفل
انا اشعر انها ستهد الدنيا على رؤوسنا عندما تكتشف مخططك معها ، حاضر سأنتظرك

**************************

دخل عمر الي البيت بعد قليل ، اه من عندك يا نور
يعلم انها ستغضب منه جدا وممكن ان تخاصمه ايضا
لكن بعد ما تعرض له في الاسكندرية يريد ان يطمئن عليها
وطلب ياسين للزواج منها كان الحل الامثل له
غير انه مقتنع ان ياسين شخص يعتمد عليه و سيفعل كل ما بوسعه ليعيشها في سعادة


صعد الى الاعلى ليطرق الباب بخفة
اتاه صوت علياء : ادخل عمر
ابتسم بسعادة ليدفع الباب : السلام عليكم
لم ينظر الي علياء حتى لا ينسى ما اتى من اجله
سيتصرف مع نور وبعد ذلك يتأمل حبيبته على راحته
__ ما بك نور؟ وما الذي ترتديه ؟هل انت ذاهبة للنادي مثلا
نظرت الي ملابسها: انه طقم رسمي عمر ، ولا يوجد به شيء ، انيق وملتزم لتكمل بغضب : ليس مثل هذا الفستان
لا اعلم هل نحن ذاهبين لحفل ما او زفاف احدهم
نظرا الي بعض ليتكلم عمر بهدوء
__ نور الم نتفق البارحة على امر الخطبة؟
__ نعم وانا قلت انني موافقه ان اعرفه اكثر ليس ان اتزوجه اليوم
مثل الغضب ليصيح بوجهها : وان شاء الله تعرفيه وتتجولي معه دون ارتباط رسمي ، ام ماذا ؟
سيدخل ويخرج هنا ويوصلك ويأتي بك وانتما لا يربطكما شيء
ردت بهدوء حتى لا تغضبه اكثر من ذلك : لا طبعا
قال امرا : حسنا ارتدي الفستان ، واسمعي الكلام اليوم دون مناقشة
كادت تبكي من اسلوب عمر الجاف معها
ولكن علياء انتشلتها من احزانها وهي تهمس في اذنها بعد خروج عمر من الغرفة :هل من الممكن ان اعتذر عن الزواج من اخيك
ضحكت لتقول لها : هل تستطيعي
هزت راسها بخيبة امل : لا طبعا ، ولكن من الواضح انه عندما يغضب يصبح شخص اخر
__ هذا صحيح ، كوني حكيمة وتعلمي الا تغضبيه

***********************

وصل علي ومعه الخالة عائشة وبقية الاسرة
ليصافحهم عمر بمودة همس علي في اذنه
__ ماذا يحدث عمر ، لم استوعب ولا كلمة منك عندما كلمتني في الهاتف ،هل خطوبة نور اليوم ؟
__ نعم ، حدث الامر سريعا ، ولم اخطط له مسبقا
اخذت اليوم اجازة واستغليت علياء في ان تبعدها عن البيت بعد فترة العمل حتى استطيع ان اجهز البيت لأقيم الخطوبة هنا
__ نعم فهمت هذا الجزء ولكن لم استوعب لماذا بهذه السرعة
__ سنتكلم لاحقا علي
هز علي راسه موافقا
لينتبها الاثنان على وصول بعض الاشخاص من معارف عمر واصدقائه المقربين الى الحفل
رحب بهما عمر وادخلهما لينتبه على سيارة ياسين وهى مزينة بباقات الورد والشرائط الملونة
لينزل ياسين منها بهدوء ويتقدم عمر منه ليرحب به ويتقبله بحفاوة
دخلا الي البيت ليسلم عمر على باقي افراد العائلة ويجلسهم
مالت ايه على بسنت لتسال بغيظ : هل هذا الوسيم عريس نور؟
نظرت اليها بسنت بضيق : نعم
جزت على اسنانها غضبا من المفعوصة الصغيرة التي
ستتزوج هذا الجميل ، لا ايضا من الواضح انه ثري
قالت بهمس: ولكن من الواضح انه كبير في السن
ردت بسنت بضيق وهي تقف: لا اعرف
تركتها وذهبت فلا تريد افتعال المشاكل معها وافساد الحفلة

***************


صعد عمر اليهما ليطرق الباب ويدخل عندما سمع صوت علياء يسمح له
__ لما التأخير الان ؟ كل شيء جاهز في الاسفل
نحن منتظرين نور ، ارجوك لا تتأخري
هرب سريعا من امامها فعيناها تقفز منها الاسئلة
وهو لا يريد ان يجيبها الان

نظرت الي علياء في دهشة : ما الشيء المعد بالسفل ومن ينتظرني هناك ؟
اخفضت علياء نظرها لتقول بمرح: ياسين الوسيم من ينتظرك ، هيا حتى لا نتأخر

****************

امسك هاتفه : اين انت ياسر ؟، تعال حالا ، كنت اظن انني سآتي لأجدك ، حسنا لا تتأخر لا اريد ان اخطب وانت غير موجود
__ اين هو ؟ ولما لم يأتي الي الان ؟
__ لا اعرف يوسف ، ولكنه يقول انه قريب ، يوسف اذهب بسرعة واتي بعلبة الشبكة من السيارة لقد نسيتها
__ حالا
هم بالجلوس ليمسكه عمر من يده : ماذا تفعل
اشار اليه بيده : مكانك هناك في الكوشة
قال بارتباك: اعرف عمر ولكني لن اجلس بها بمفردي عندما تأتي نور سنجلس سويا
ضحك عمرو : ما هذا ياسين ؟ انت مرتبك ولا انا يخيل لي
انفجر عمر وعلي ضحكا على ارتباك ياسين المتزايد
ليقل علي بخفة دمه المعهودة: لا تضحك عمر حتى لا نضحك عليك لاحقا
امتقع وجه عمر لتردد ضحكت عمرو وعلي
ليكمل علي : كنت اريد ان اصوره وهو متوتر ولا يستمع الى احد منا يوم خطبته ، ولكني رحمته
ضحكوا ليبتسم ياسين على وجه عمر الملون من الاحراج
__ هاي انت وهو احترما نفسيكما ، انا لست العريس اليوم
امزحوا مع ياسين واتركوني الي الاسبوع بعد المقبل
ضحكوا جميعا بما فيهم ياسين الذي نجح عمرو وعلي في الذهاب بتوتره
ليدلف ياسر هو و زوجته الي الداخل ومعه يوسف وهو حامل علبة الشبكة
__ اخيرا اتيت
__ مبارك يا عريسنا ، احتضنه الف مبروك ياسين
كدت ان اموت من الفرحة عندما ابلغتني البارحة
قالت مريم بهدوء : مبروك ياسين ، عقبال الزفاف ان شاء الله
ابتسم ياسين : الله يبارك فيكما
مريم : سأذهب لأجلس مع نهى ونوارة هانم وابارك لهما
__ تعال ياسر لتسلم على عمر
صافحة عمر بمودة وتعرف ياسر على علي
واندمج معهم في ثواني
ليرن هاتف عمر ليميل على ياسين : اجهز ايها النسيب فعروسك اتيه
قبض كفيه بشدة ليسيطر على اعصابه ، ووقف منتصبا
وجسده مشدود ينتظرها على احر من الجمر

**********************



اتصلت بعمر بهدوء حتى لا تلاحظها نور ، بناء على رغبة عمر ، كانت تريد ان تبلغها بما يخطط له عمر ، ولكن عمر استحلفها بالله ان تفعل ما يقوله لها بدون نقاش
وجعلها تحلف اكثر من مرة وتوعده انها لن تبلغها بأي شيء

وجدت عمر امامها سريعا ،همست له : سأنتظر بالأسفل
__ حسنا حبيبتي
__ علياء مع من تتكلمين
خرجت من دورة المياه وهى تعدل من هندامها لترى اخاها
مبتسم بوجهها ، امسك يدها و شدها اليه ليحتضنها بحب
نظر اليها و تكلم بهدوء : هل تعلمين غلاتك عندي
هزت راسها بنعم ليكمل: اذن لن تكسرين خاطري وستفعلين ما اريده بدون اعتراض
همست : نعم
__ اريدك ان تعرفي انني افعل كل شيء من اجلك ولأجلك
هزت راسها موافقه ليردف :هيا بنا
مد لها ذراعه لتتأبط به ونزل بها الي الاسفل



شعرت انها ستقع ارضا من المفاجأة ، فكل من تعرفهم متواجدين ، وعائلة ياسين بأكملها ايضا ،وبعضا من اصدقاء عمر ومعارفة وميزت ياسر صديق ياسين ووجوده
لتتنبه على الواقف امامها بطوله الفارع ووسامته التي تزداد يوما بعد يوم ، تشعر انه مختلف اليوم ، عيناه تتألق بلمعه عجيبة عليها لم تراها من قبل ولونها الرمادي يتميز بصفاء السماء وابتسامته المشرقة تجعلها تشعر بوهن وضعف في اوصالها ، مرتدي بدله رمادية اللون وقميص ابيض ورباطة عنقه المخططة بالونين معا تمم اناقته وتظهر وسامته واسمرار بشرته وجدت انها اقتربت منه ليمسك يدها برقة ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك



تعلقت عيناه بها منذ ظهورها على اعلى السلم ليتأملها براحة وهدوء فهي الليلة عروسته هو ، لن يشعر بالغيرة بعد الان ستصبح ملكه هو لن يفزع عند اقتراب احدهم منها فهي ستصبح زوجته وحبيبته وام اطفاله سيقضي حياته معها للابد في سعادة وهناء ، يريح قلبه بين ضلوعها ويروي ظمأه من نبع حبها ويرتاح في ظلها وقربها منه
انتهت ايام حزنك يا ياسين واليوم يوم سعدك
تأملها جيدا وهي ترتدي فستان روزي اللون من الشيفون
يصل الي منتصف ساقيها مجسم الي حد ما فتحة الصدر مربعة فتظهر صدرها وجزء من ظهرها بأكمام شيفونيه شفافة مطرزة برقة ، شعرها مرفوع ومزين ببضع من الورود الصغيرة الوردية
نظر الي وجهها الفتان ليرى شفتيها الوردية تتألق بلمعان
وجمال، انفها جميل وشامخ بقصبته القصيرة وعيونها الخضراء العسلية يغلب عليها اللون العسلي نتيجة الظلال الدخانية المحيطة بها ليتيه بهما وفي بحرهما الذي لا اخر له
تنبه على عمر وهو يمد يدها اليه ، ليمسكها برقة
ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك

سار بها الي الكوشة ، لتندهش اذن هذا الشيء المعد بالأسفل ، حسنا يا عمر ، انت تضعني امام الامر الواقع
فوجئت باخت ياسين وهى تفتح علبه مخملية كبيرة امامه
وتلتقط منها دبله ماسيه لتعطيها لياسين ليمسك يدها
ليلبسها ايها
انتزعت يدهها منه بسرعة ومالت عليه لتهمس : انا لا اريد الزواج

سلافه الشرقاوي 29-06-11 07:44 PM

مساء الخير يا صابيا
البارت الجديد
اتمنى يعجبكم ويكون عند حسن ظنكم
لا تبخلوا علي بردودكم وتوقعاتكم
اسيبكم مع البارت



الفصل العشرون



شعرت انها ستقع ارضا من المفاجأة ، فكل من تعرفهم متواجدين ، وعائلة ياسين بأكملها ايضا ،وبعضا من اصدقاء عمر ومعارفة وميزت ياسر صديق ياسين ووجوده
لتتنبه على الواقف امامها بطوله الفارع ووسامته التي تزداد يوما بعد يوم ، تشعر انه مختلف اليوم ، عيناه تتألق بلمعه عجيبة عليها لم تراها من قبل ولونها الرمادي يتميز بصفاء السماء وابتسامته المشرقة تجعلها تشعر بوهن وضعف في اوصالها ، مرتدي بدله رمادية اللون وقميص ابيض ورباطة عنقه المخططة بالونين معا تمم اناقته وتظهر وسامته واسمرار بشرته وجدت انها اقتربت منه ليمسك يدها برقة ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك



تعلقت عيناه بها منذ ظهورها على اعلى السلم ليتأملها براحة وهدوء فهي الليلة عروسته هو ، لن يشعر بالغيرة بعد الان ستصبح ملكه هو ، لن يفزع عند اقتراب احدهم منها فهي ستصبح زوجته وحبيبته وام اطفاله سيقضي حياته معها للابد في سعادة وهناء ، يريح قلبه بين ضلوعها ويروي ظمأه من نبع حبها ويرتاح في ظلها وقربها منه
انتهت ايام حزنك يا ياسين واليوم يوم سعدك
تأملها جيدا وهي ترتدي فستان روزي اللون من الشيفون
يصل الي منتصف ساقيها مجسم الي حد ما فتحة الصدر مربعة فتظهر صدرها وجزء من ظهرها بأكمام شيفونيه شفافة مطرزة برقة ، شعرها مرفوع ومزين ببضع من الورود الصغيرة الوردية
نظر الي وجهها الفتان ليرى شفتيها الوردية تتألق بلمعان
وجمال، انفها جميل وشامخ بقصبته القصيرة وعيونها الخضراء العسلية يغلب عليها اللون العسلي نتيجة الظلال الدخانية المحيطة بها ليتيه بهما وفي بحرهما الذي لا اخر له
تنبه على عمر وهو يمد يدها اليه ، ليمسكها برقة
ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك

سار بها الي الكوشة ، لتندهش اذن هذا الشيء المعد بالأسفل ، حسنا يا عمر ، انت تضعني امام الامر الواقع
فوجئت باخت ياسين وهى تفتح علبه مخملية كبيرة امامه
وتلتقط منها دبله ماسيه لتعطيها لياسين ليمسك يدها
ليلبسها ايها
انتزعت يدهها منه بسرعة ومالت عليه لتهمس : انا لا اريد الزواج
انتفضت عندما تأكدت مما قالته لترفع عيناها الي عمر فتجد الغضب يملئ عينيه
ابتلعت ريقها بصعوبة، و ارتعدت خوفا مما سيحدث
ولكن ما ادهشها حقا هو ياسين وهو يأخذ يدها بهدوء ويبتسم بهدوء ويلبسها الدبلة بهدوء
كان يفعل كل شيء بهدوء قاتل ، نظرت حولها للتأكد من الحضور وهل لاحظوا ما حدث ولكن نظراتهم الدافئة وابتساماتهم السعيدة بينت لها لم يلاحظ احد ما حدث ما عدا طبعا عمر ونهى فهما من كانا قريبين منها وسمعا ما قالته
تنهدت وخطيبها العزيز
__ نور نادتها نهى بلطف
تفضلي ناولتها الدبلة الفضية التي ستلبسها لياسين
ارتعشت يدها بعنف وحاولت السيطرة على اعصابها قليلا


مد يده اليسرى وامسك يديها بهدوء ليعطيها احساس بالأمان
فهو شعر بخوفها الذي لا يعلم سببه ، ساعدها لتلبسه دبلته وكم كان شكلها جميل وهي تزين بنصره الايمن

مدت نهى اليه علبة الشبكة ليلبسها البقية
لكنه اشار اليها براسه نافيا : اريها للحاضرين وسنكمل نحن في وقت اخر
ابتسمت نهى لتفهم اخيها لموقف نور ، فهي ارجعت موقفها وجملتها للارتباك الطبيعي المصاحب للعرائس في ليلاي كهذه

اشار لعمر بعينيه كي يقرب منه ومال عليه ليهمس بأذنه ببعض من الكلمات لم تستطع الاستماع اليها
ولكن رد اخاها كان ابتسامة هادئة وهز راسه بالموافقة
مما جعلها تعقد حاجبيها ما الذي يخطط اليه هو وعمر
وجدته يمسك يدها بهدوء ويقول امرا بصوت منخفض
__ قومي معي من فضلك
لم تستطع النطق بل اذعنت لأمره و قامت معه لم تتبين ما حولها فشعرت انها بغيبوبة عقلية ،فكل ما يحدث من حولها
لا تستوعبه
دخلا الي غرفة المكتب ليقول لعمر : من فضلك ، هلا سمحت لنا بدقائق على انفراد
هز عمر راسه ليخرج من الغرفة بهدوء
تبع عمر واغلق الباب ليلتفت اليها وينظر مطولا
لا يعلم ما يحدث، ما بها ، وما هذا الرفض غير المنطقي
من الواضح انها لا تشعر بالسعادة ، وان هذا الشعور بعيد عنها بأميال ، متوترة خائفة ، لكنها ليست سعيدة
حاول السيطرة على اعصابه وقال بهدوء
__ نور ، ارفعي وجهك وانظري الي

من وقت دخولها الي الغرفة واغلاقه للباب وهى تنتفض داخليا ، ما الذي سيقوله لها ؟ والاهم ما الذي ستقوله له
بماذا تبرر رفضها للزواج ؟
عندما امرها بالنظر اليه ، رفعت راسها ببطيء وهي تشعر بالبكاء يداهمها و جسدها كله يرتعش
نظرت اليه لتجد عينيه خاليه من أي تعبير
نظرته خاوية من الدفء ومن الغضب ايضا
تنفس بقوة : ما بك نور؟ هل انتي خائفة مني ؟
هزت راسها نافية
__ هل من الممكن اعلم ما هذا الغباء الذي تصرفت به بالخارج ، حمد لله ان لم يلاحظ احدا من الحضور شيء
والا لتعرضت انا واخاك المسكين للفضيحة
هل توجد عروسة يوم خطوبتها ترفض الزواج ، ولماذا انت رافضة ، أ لست البارحة فقط أعطيتني موافقتك ؟
هزت راسها بنعم
ليزمجر غاضبا : هل انا لعبة بين يديك نور ،البارحة موافقة واليوم لا تريدين الزواج ؟
هل وجدتي انني متيم بك فقلت لما لا أتسلي قليلا مع هذا الاحمق؟
صرخ بها : نور ردي علي ام ان القطة اكلت لسانك؟
حاولت النطق لتنفجر في البكاء بهستيرية

رفع حاجبيه دهشة مما حدث ، ما الذي دهاها ؟
لم يعهدها تبكي هكذا ، حتى عند توقف المصعد كانت تبكي بهدوء ليس كالان تبكي كأنها فقدت احدا عزيز على قلبها
اتسعت عيناه من الصدمة ، هل من الممكن ان تكون مرتبطة بأحدهم ، او كانت مرتبطة بأحدهم وهذا سر الحزن الواضح عليها
عض شفته قهرا وغضبا ليقول بلهجة جافة
__ نور توقفي عنم البكاء، و جاوبيني لما لا تريدين الزواج مني ؟

حاولت السيطرة قليلا على اعصابها
لتنظر اليه بعينين باكية ، تريد ان تفهمه انها خائفة وكانت غير مستعده لكل هذه الاشياء والمفاجئات ، وان عمر فعل كل هذا دون موافقتها ولا ابلاغها بالأمر ، كانت ممكن ان تكون في حاله احسن من تلك التي بها الان ، اذا كان الاحتفال عائلي اكثر من ذلك
ولكن ما الفائدة الان ؟ هو غاضب مما فعلته ؟ و عمر ايضا سيغضب منها ؟ وهي اضاعت فرحتها بيدها
تنفست بهدوء ونظرت اليه مطولا لعله يفهمها بدون كلام
كما فعل من قبل ولا يطالبها بتفسيرات للأمر


شعر انها هدئت قليلا ، ليقترب منها بهدوء وتعقل
ويمد يده لها ببضع من المناديل ، اخذت من المناديل لتمسح دموعها وتحاول انقاذ ما تبقى من زينتها
تنحنحت ليطلع صوتها اجش : اسفة ياسين اعذرني
لم اتحمل الضغط
ردد بدهشه : الضغط ، أي ضغط
__ ضغط الاحتفال المفاجئ ، وحضور الناس والصخب ،لم اتحمله
سال بحيره : هل هذا ما جعلك تتفوهي بهذه التفاهات عن رفضك للزواج بالخارج ؟
هزت راسها بنعم ، تنهد براحة عجيبة
ليسال بجديه : اذن انت موافقه على الزواج مني
ردت بسرعة : طبعا ولكن لابد من التروي ومعرفة بعضنا البعض ،ولنبدأها بالخطوبة اذا مرت بسلام ، لا يوجد مانع من الزواج
نظر اليها وهي تتكلم بعمليه كأنها تتكلم على احد العقود القانونية ، لا يعلم لما شعر انها تخفي مشاعرها اتجاهه
تتكلم بالية ولكن هو يستمع الي دقات قلبها المتسارعة ويشعر بما تخفيه عنه ، اذن كانت متوترة لا اكثر ولا يوجد شخص اخر ، ولكن اذا كانت تحبه فعلا كما يشعر اذن لما كل هذا التوتر والارتباك الواضحان عليها
ابتسم بهدوء : حسنا ، لا مانع لدي ، سأكتفي الان بالخطبة
عم الصمت قليلا ليظل يتأملها وهي تبدو بعينيه جميلة وجذابة جدا لمعت فكرة براسه ليقول بمكر: نور ، هل تعترضي اذا قبلتك الان ؟
انتفضت واقفة : نعم
قال بخبث وهو يجاهد الا يبتسم : بمناسبة الاتفاق
رددت بدهشة: اتفاق
تصنع الجدية : اه ، كدعوة الغداء التي داعكي اليها بسام عند امضاء العقود
ارتبكت منه: لا طبعا
ليهب واقفا فترجع الي الخلف وتصطدم بدولاب الاوراق
تقدم منها بهدوء، ليضع يديه حولها على الدولاب
ويسال بجديه : واذا صممت ، فانا من حقي ان اصر كما اصر بسام على حضورك للغدا
احمرت خجلا ، لتهز راسها بشده نافيه
لوى شفته بخيبة امل : حسنا ، من الواضح انني لست بغلاة بسام ، اه انا نسيت انه شخصية جذابة
ضحكت برقة فهو يؤنبها على ما قالته عن بسام
سالت بخبث : انت تغار
ضحك بهدوء : اخيرا فهمتي ، نعم اغار جدا ، وارجو ان لا تمدحي احدا اخر ، غيري بالطبع
ابتسمت بهدوء: هلا جلست حتى لا يأتي عمر، ويرانا هكذا
هز راسه بلا ، لتردف برقة غير مقصودة
__ ياسين ، من فضلك
تنهد بحب : انها احلى ياسين سمعتها بحياتي ، كرريها من فضلك
عضت شفتها السفلي بتوتر: من فضلك اجلس ودعني اجلس
دار بعينيه على تفاصيل وجهها بلهفة وحب ليقول برقة
__ الم اطلب منك ان تتوقفي عن هذه الحركة ؟ شفاهك الرقيقة هذه لا تحتمل ما تفعلينه بها ، فهي تستحق ان تقبل بمنتهى الرقة
مال عليها اكثر ورغبته بتقبيلها تزداد

شعرت بما سيفعله لتنحني من تحت ذراعة ، ويرتطم هو بالدولاب بقوة
ابتسمت على منظره وهو يرتطم بالخشب لتنفجر ضاحكة على الغيظ الذي يملئ عيناه عندما التفت اليها
__ اين ستذهبين ؟
__ لا مكان ، ولكنك ستتهذب حتى لا ابلغ عمر
__ تهدديني
ابتسمت : نعم
فتح الباب فجأة: ها كيف الحال يا عرسان الناس تتساءل عنكما
ابتسمت له بإغاظة ،ليرد عليها بابتسامة متوعده
ليسال عمر بجدية : نور هل كنتي تبكين ؟
نظرت الي اخاها بفتور : نعم ،ابكي فرحا من المفاجأة ، لا تشغل راسك
توتر عمر من كلماتها المقصودة ، لينظر الي ياسين
__ هيا تعالا، لتقطعا قالب الحلوى
هز ياسين راسه ،ليخرج بطاقة صغيرة من جيبه ، ويقترب منها
__ نور هذه بطاقتي ، بها ارقام تليفوناتي الشخصية وايضا ارقام الشركة ، سأنتظر اتصالك بي اليوم ، ارجو ان لا تبخلي علي به
__ سأتصل لا تقلق
ابتسم بسعادة، هيا لنخرج، مد لها ذراعه، لتمسك به
ويخرجا والابتسامة على شفتيهما



**********************



بعد انتهاء الحفل وانصراف معظم الحضور ، مال يوسف على اخاه : سأذهب انا لدي موعد هام وانا تأخرت عليه
ساترك لك السيارة وسأتصرف ، ولكنني لا استطيع ان اوصل امي ، سيتكفل عمرو بذلك ، اجلس انت مع خطيبتك كما شئت
__ لا سأنصرف انا الاخر فالوقت تأخر ، ولابد ان انال قسطا من النوم ،لأننا سنصحو باكرا في الغد من اجل الذهاب الي ياسر
__ اه ، لن استطيع المجيء ، وسأعتذر لياسر ، فانا وعدت بعضا من اصدقائي لأذهب معهم الي الاسكندرية
و سآتي في الغد ليلا، ان شاء الله
نظر اليه بريبه : لم تقل شيء من هذا عندما ابلغتك بحفلة ياسر
ابتسم بتوتر : تورطت مع الشباب ولم استطع الافلات منهم
تنهد بعمق : حسنا ، اعتذر لياسر قبل ان تذهب
__ حاضر ، هيا امي ، سيوصلك عمرو
__ اترك امي ،فانا ذاهب
رتبت على خده بحنان : لا حبيبي ، سأذهب مع عمرو ، وانت اتي على راحتك ، اين نور ؟
التفت براسه ليراها تتكلم مع نهى : انها هناك تودع نهى ، نور



اقبلت نهى عليها لتشعر بالتوتر فمن المؤكد انها غاضبة منها
ومن احراجها لأخيها ، ابتسمت نهى ابتسامة واسعة واحتضنتها بحب
__ مبروك نور، ستنورين عائلتنا
__ الله يبارك فيكي ،
قدمت اليها شنطة هدايا صغيرة : اتمنى انها تعجبك ، هذا ذوقي انا ، اما الشبكة اصر ياسين على تنقيتها بنفسه و بمفرده ، اتمنى ان الاثنان يحوزان على اعجابك
__ شكرا جزيلا ، واكيد ستحوز على اعجابي
__ اتمنى لكي التوفيق ، وارجوكم عجلوا بالزفاف ، فانا اريد زفاف خاص بعائلتنا ، فانا لم ارقص جيدا في زفاف سارة
ضحكت نور : لما ؟
__ عمرو اصر علي ان لا ارقص
__ ولما سيتركك ترقصي في زفافنا ؟
__ هل تمزحين معي ، انه زفاف ياسين ، هل يستطيع الاعتراض من الاصل ؟
ضحكت نور على حماس نهى لتنتبه على صوته يناديها
همست نهى مازحة: اذهبي اليه ، من الواضح انه لا يصبر على فراقك
تلون وجه نور بحمرة الخجل من مزاح نهى ، لتذهب اليه


__ امي تسال عنك
__ تعالي بنيتي ، اريد ان اسلم عليك قبل ان اذهب
اقتربت من الام لتحتضنها بحب ودفء ، طالما اشتاقت لهما نور لتهمس السيدة نوارة لها : مبارك حبيبتي ، الف مبروك
لا تعلمي مدى السعادة التي اشعر بها اليوم ، لقد فقدت الامل في زواج ياسين ، ولكن من الواضح انه كان ينتظرك
ابتسمت نور خجله : الله يبارك فيكي يا هانم
مدت اليها يدها بعلبة مخملية صغيرة : هذه هدية مني بمناسبة الخطوبة ، اتمنى ان تعجبك
__ هذا كثير سيدتي
ابتسمت نهى من خلفها : ما هذا بدأت حقوق التمييز عند امي
ولما لا فانت زوجة الغالي
خبطها ياسين على راسها برقة عند تلون وجه نور
__ الا تتعلمين الصمت قليلا ؟ يا لكي من شقيه
__ أي ، راسي ، اصبحت متوحشا اخي ، كل هذا من اجل نور
قال بحزم : نهى
__ حسنا ، حسنا سأذهب الي عمرو فهو من يدللني الان
فانت اصبح لديك احد اخر
قالت جملتها الاخيرة وهى تغمز له بعينها بشقاوة لتسرع من امامه
ابتسم في وجه نور بسعادة ، فهو الان لا تسعه الارض من فرط سعادته ، اه كم يشعر بالحب وهو يغتاله يتمنى ان يأخذها معه الي البيت لكي يريها قليلا مما يشعر
__ اصبر يا صديقي ، فستحقق احلامك كلها ، ولكن في العجلة الندامة
انتفض على صوت ياسر القريب منه
__ افزعتني ياسر ، ما معنى الذي تقوله ؟
ابتسم ياسر : انت تعلم جيدا ، عيناك فضحاك يا صديقي
__ لا انت الذي تحب اختراق عقلي
ضحك ياسر : لا من نبهني اصلا زوج اختك العزيز هو وعلي
احمر وجهه بسرعة : نبهاك لماذا
__ بانك تأكل الفتاه بعينيك
واكمل مقلدا لصوت عمرو : انظر اراهن انه يريد ان يأخذها معه الي البيت
ازداد توتره : هل قال هذا الكلام امام عمر
__ لا ، فعمر الاخر ، لم يسلم منهما ، تصور علي يقول ان حالك افضل من حاله كثيرا ، قدم موعد الزفاف ، وان شاء الله يتمم لك على خير
ردد بصدق : امين يا رب





اقتربت من صديقتها تبتسم بخجل
__ نور هل انت غاضبة مني؟
نظرت اليها ، تنهدت : لم اتوقع منك يا علياء ان تظلي معي اليوم بطوله دون ان تتفوهي بكلمة عما سيجبرني عليه اخي العزيز
__ نور ، استمعي الي من فضلك
عمر حلفني ان لا اخبرك ، وهو ايضا اراد مصلحتك ومن المؤكد انه سيوضح لكي اسبابه
__اذن الان اصبح عمر اقرب اليك مني ، اشكرك يا صديقتي العزيزة
انصرفت من امامها فهي بالفعل غاضبه منها ومن عمر
وغضبها من عمر اكثر بكثير من علياء ، فهي تعلم جيدا
انه اجبر علياء ان تخفي عليها الامر


انصدمت من رد فعل نور ، وعندما تنبهت كانت نور اختفت من امامها
لمحت نور وهى تصعد للأعلى ففكرت في اللحاق بها
لتتكلم معها فهي لا يهون عليها ان تظل نور غاضبة منها
همت باللحاق بها لتجد زوجة اخيها المصون امامها
قالت بسخريه : ما الامر هل العروسة غاضبة من شيء؟
ابتسمت بهدوء : اهلا ايه ، كيف حالك؟
__ بخير يا عزيزتي ، كيف حالك انت ، وكيف عمر معك؟
توترت من سؤالها : نحن بخير والحمد لله
__ الحمد لله ،علياء اريد ان اوضح لكي انني كنت قلقة عليك لا اكثر حين تكلمت معك المرة الماضية فمعرفتي بعلاقات عمر واستهتاره مع الفتيات هي ما جعلتني افعل ذلك فأرجوك لا تتخذي موقف ضدي
رددت بدهشة : استهتاره مع الفتيات
قاطعتها بارتباك : اسمعي هذا لا يهم الان ، فهو معك وانت مرتاحة معه ولذلك دعي الماضي حبيبتي واستمتعي بحاضرك


انصرفت بهدوء من امام علياء وهي تبتسم بانتصار فهي حققت ما تمنته فعلياء الان سيأكل عقلها الكثير والكثير من الاسئلة

شعرت علياء ان الارض تميد تحت قدميها ، هل فعلا كان لدية علاقات سابقة هو كان الطرف المستهتر بها ، ولم لا فجراته لا حدود لها وتعامله معها يوضح انها ليست الاولى بحياته فهو يتكلم بكل شيء دون خجل وكانه اعتاد على ذلك الامر شعرت بروحها تتمزق وانها ستقع ارضا من صدمة انها ظلت تحبه كل هذا الوقت وهو يعيث في الارض مع غيرها من الفتيات اسندت جسدها الي اول قطعة اثاث صادفتها و رفعت راسها لتحاول ان تتنفس لتقع عينيها على احدى صوره الفتوغرافية المعلقة على الحائط هو و اخيها مبتسمين دققت بالصورة وكأنها تنتظر منها اجابة عن تساؤلاتها لترى و لأول مرة ان توجد بعنقه قلادة مزينة بحرف A
ما هذا ان عقلها لا يستوعب عمر مرتدي لقلادة و هذا الحرف الذي بها ، الصورة منذ فترة طويلة وعمره بها تبينت انه لم يتجاوز العشرون
عمل عقلها سريعا ، أهذه القلادة كانت هدية من احدى صديقاته و اولى حروف اسمها هو مايزين رقبته
و بوسط تفكيرها لمحت سلسلة مفاتيحه ، لتفجع بوجود نفس الحرف بها ، اتسعت عيناها جزعا ، أيظل يحتفظ به
لما ما اهميته ليظل طوال عشر سنوات محتفظ به اقتربت اكثر و دققت النظر ثانية ، هو بالفعل نفس الحرف ، ماذا ستفعل هل دق قلبه لأخرى غيرها ، ولازال يحتفظ بذكراها
لا لن تفعل مثل المرة الماضية ، ستتأكد اولا ثم تأخذ رد فعل اتجاهه
حاولت السيطرة على اعصابها قليلا ، حتى لا يلاحظ احد عليها شيء ، واذا تأكدت من انه يبقي على ذكرى امرأة اخرى بحياته ستتركه دون رجعة


************************





دخل الي شقته فرحا وهو ينادي بصوت عال
__جي جي ، اين انت حبيبتي ؟
اتت له مسرعة من الداخل ليحتضنها بشده ويرفعها من الارض وهو يقبلها بشوق :اشتقت اليك
ابتسمت بحب : وانا الاخرى كنت ساجن اذا تأخرت اكثر من ذلك
جلس وهي بين ذراعيه ليريحها على الاريكة
قالت وهي تمرر يدها على ذقنه: مبروك حبيبي ، هيا احكي لي ،كل الذي حدث بالخطبة
ضحك بخفة : الله يبارك فيكي حبيبتي ، ماذا اقول اذا لم يسرع ياسين في الزواج سيجن ، فنور استولت على عقله بالكامل ، لو تريه اليوم وهو متوتر كأنه طالب ينتظر نتيجة الثانوية العامة
ضحكت عليه : انت تبالغ يوسف ، اليس كذلك ؟
هز راسه نافيا : لا واللهي
قالت بدهشه : يوسف انا اعرف ياسين جيدا ، فانا كنت ارتعب منه ونحن صغار ، ولا زلت لا اتخيل كيف ساقف امامه بعد ان تخبره انني زوجتك
ابتسم : لست الوحيدة التي لازالت ترتعب منه
حاوط كتفيها بذراعة وضمها اليه بحب : كلنا لا زالنا نرتعب منه ، ولكنه اصبح اهدى كثيرا الان، ثم لا تخافي وانا بجانبك
ضحكت بمرح وقالت مشاغبة : انت اساسا ترتعب منه
رفع حاجبيه : يا سلام
__ انت الذي قلت منذ قليل
__ كنت اطمئنك لا اكثر
ضحكت ونظرت اليه بحب و سالت بتوجس: يوسف ، ستخبره اليس كذلك؟
تنهد : اكيد ، لا تقلقي
ابتسم ابتسامة واسعة : سأبات هنا الليلة ، والغد سأمضيه اليوم بطوله معك
صفقت يديها بسعادة : انه خبر مفرح ، حسنا ما خططك للغد
الي اين سنذهب ، انا اريد الذهاب للأهرامات
__ الاهرامات في هذا الحر، لا طبعا
مطت شفتيها بزعل : الي اين سنذهب اذن؟
اقترب منها ليقل بخبث : لن نذهب ، سنمضي طوال اليوم بالبيت
ردت مستنكرة : نعم
هز راسه بثقة : نعم ، انا اريد ان امضي اليوم بطوله في الفراش عزيزتي
صاحب مقولته وهو يضمها بشدة بين ذراعيه
ضحكت بصخب وهي تحاول الافلات من بين قبضتيه القويتين : انت مجنون ، انا اريد الخروج
قال بدهشة : مجنون ، أ تجرأت على قولها هكذا في وجهي؟
ضحكت وقالت بدلال : يوسف اريد الخروج في الغد
__ اذن في الليل حبيبتي سنذهب الي السينما او المسرح او الي احد المقاهي ، ولكن الصباح اريد ان امضيه بالبيت
قال بقهر: في الفراش الذي لم انم عليه الي الان

ضحكت عليه ليردف : اضحكي ، سنرى من سيضحك في الاخر

**************************

سلم على علي وهو يتفق معه على الغد بعد ان اكد ياسر على علي الدعوة التي سبق ان اوصلها اليه عمرو
كح بهدوء ليقل علي بمرح : هل اصبت بالبرد ام تريدني ان افسح لك المجال لتتكلم مع علياء على راحتك ؟
ابتسم عمر : انت ذكي جدا ، ما شاء الله عليك
ضحك علي : حسنا ، بسرعة، فانا اريد الذهاب
دفعه بقوة مازحا : يا رجل اذهب وانا سأوصلها ، لم متعلق بها هكذا ؟
ضحك علي والتفت الي اخته : سأنتظر بالسيارة ، لا تتأخري
توترت بشده وشعرت ان جسدها مشدود كالوتر الرفيع
اقترب منها والابتسامة تزين شفتيه
__ ها حبيبتي ، من المؤكد انكي متعبه اليوم ، ارهقتك معي
شكرا لكي على كل ما فعلتيه من اجلي
ردت بسرعة : ليس من اجلك ، بل هو من اجل نور
عقد حاجبيه بدهشة من ردها : نعم يا ليت تستوعب الامر
ماذا قالت لكي ؟
__ لا شيء انها غاضبة جدا
__ ستفهم صدقيني
صدح صوت بوق سيارة علي ، لينظر اليه عمر بغضب
__ سأذهب انا
__ حسنا ، سأتصل بكي بعد قليل
__ لا ، انا متعبة واريد النوم
نظر اليها بتعجب : علياء ، ما بكي ؟ هل غاضبة مني لان نور غاضبة ام ماذا ؟
قالت بتوتر : لا عمر ، ولكني بالفعل متعبة
لم يسترح من ردها فهو يشعر بان بها شيء
__ حسنا ، اراكي في الغد




*******************
جالسة بوسط فراشها وممسكة البطاقة بين يديها
وهي تفكر هل تتصل ام لا ، هتف قلبها انت وعدتيه
لتفكر قليلا لن يحدث شيء اذا لم اتصل به ؟
ولما لا ؟ انت معجبة به وخطيبته الان ولن يحدث شيء اذا اتصلت به
ولكني لم اقل لعمر ، عند تذكرها لآخاها عقدت حاجبيها ولمعت عيناها غضبا ، لن اقول له اليس هذا ما يريده
سأفعله كما يحلو لي
امسكت هاتفها بسرعة قبل ان تتراجع عن موقفها واتصلت به

***********************


دخل الي غرفته وهو يشعر بسعادة عارمة ،خلع سترته ورماها على الاريكة ليلقي بجسده على الفراش بإهمال
ممسك الهاتف بين يديه ويقلب به بعبث منتظر ان تتصل به
هو متأكد انها ستفي بوعدها له
رن الهاتف ليقفز من مكانه وهو يرى الارقام تزين شاشته
هتف قلبه : اكيد هي
رد بهدوء : السلام عليكم
ظلت صامته بعد ان اثار صوته الهادئ حواسها وذاكرتها لما اراد ان يفعله في السابق
سال بهدوء: ا ستظلين صامته طوال الليل ؟
ابتسمت وهو يكمل : ليس لدي ادنى مشكلة فانا سأنتظرك
قالت بسخرية : انت واثق اني سأظل اكلمك طوال الليل
ابتسم بسعادة لأنها نطقت وقال بغرور : نعم ومتأكد ايضا
ضحكت على غروره: الغرور صفة غير مستحبة سيدي
__ انها ثقة بالنفس ، ولا تنسي اتفاقنا من فضلك
قالت بمكر: لم اتفق معك على شيء
__ اه فانتي لم تريديني ان اوقع العقد حتى تتذكريه دائما
ابتسمت بخجل وفهمت ما رمى اليه : انت جرئ زياده عن اللزوم
__ طوال عمري هادئ وقليل الكلام ليس مثل يوسف او ياسر فالاثنان مرحيين جدا ، ولكن انت من يظهر الوجه الاخر لي
__ هل اعتبر هذا مدح ام ذم ؟
__ كيفما يحلو لك ، فانا قصدي واضح جدا
استمرا بالكلام لتفاجئ باذان الفجر يصدح من حولها
قالت بخجل : الوقت تأخر ياسين ، اسفة اني سهرتك معي
__ افعلي ما يحلو لك فانا كلي لك ، وانا سعيد جدا لأنك سهرتيني معك ، نور اريد ان امرك غدا لتذهبي معي
__ حسنا كما تحب
تنهد بحب : حسنا حبيبتي خذي قسطا من النوم فاليوم غدا طويل ،ولكن ان شاء الله سيكون ممتع
__ تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير حبيبتي
وهى تغلق الهاتف فوجئت بطرق خفيف على الباب ، ليدلف عمر بهدوء الي الداخل : انت مستيقظة الي الان ، مع من كنتي تتحدثين ؟
ردت باقتضاب وغضب : مع ياسين
ابتسم بهدوء : اليس هذا من احرجته امامي وامام اخته
وقلتي انكي لا تريدين الزواج به
__لم اكن اقصد اني لا اريد الزواج منه كنت اتكلم عن التوقيت فانا لا اريد الزواج الان ، ولكني اطبق نصيحتك لا اكثر
__ نور ستتزوجين ياسين حتى لو غصبا عنك ، وفى اسرع وقت ايضا
بهتت من لهجة اخاها الحادة : ستجبرني على الزواج عمر
__ لا لن اجبرك ولكنك ستفعلين ما اقوله ، من الواضح انني افسدتك بالدلال الزائد ، لتحرجيني اليوم هكذا
صاحت بغضب : بل انت من احرجتني اليوم ، هل انا صغيرة لتجبرني على الخطوبة هكذا وبدون علمي
__ بل اخبرتك ، وانت وافقتي ، لم اعلم ان عقلك سيخيل اليك انني سأتركك تتعرفين عليه خارج رباط رسمي
ولتجهزي يا عزيزتي ، فسيكون زفافك بعد شهرين على الاكثر
قال جملته بغضب شديد وهو يخرج من الغرفة
اتسعت عيناها رعبا فلهجة عمر لا تبشر بالتراجع
ولكن صدمتها الحقيقة ، لما كل هذا ؟ فهي ليست مقتنعة ان جملتها الغبية هي السبب
اندفعت وراءه : عمر هل انت جاد
__ وهل توجد في هذه الامور مزاح نور ؟
__ لما ، اخبرني عن السبب ، ولا تقل انه من اجل جملتي الغبية التي قلتها وانا خائفة ومتوترة
اعطها ظهره ليبتعد عن نظرات عيناها المصدومة المتسائلة
فهو لن يستطيع ان يخبرها بالسبب الحقيقي وراء اصراره على اتمام الزواج بهذه السرعة
تذكر اتفاقه مع ياسين قبل ان ينصرف الاخير
__ ها ياسين ، متى تريد الزفاف ؟
__انا اريده في الغد ، ولكن نور تريد وقتا لتتعرف علي جيدا
__ هل شهرين مده كفاية لك لتستعد ؟
__ طبعا واقل ايضا ، ولكن نور
__ ستعتاد الامر ، وانا اثق بوعدك لي ، ام انك ستخلفه في احد الايام
رد ياسين سريعا : لا طبعا ، ستظل نور داخل عيناي وسأفعل كل ما بوسعي لإرضائها
__ حسنا ، استعد بعد شهرين
كانت سعادة ياسين كبيرة ولاحظها هو بسهولة ، يريد الاطمئنان عليها باي شكل حتى لو اجبرها على الزواج
وسعادة ياسين بموعد الزواج طمأنته واشعرته انه الانسان المناسب الذي سيطمئن عليها معه


__ عمر اجبني من فضلك ، لما تجبرني على شيء كهذا وانت لم تجبرني يوما على فعل أي شيء
انتبه على سؤالها من دوامة الافكار التي تعبث به
__ نور من فضلك احترمي قرارتي قليلا ، فانا اخاك الكبير
واريد مصلحتك ، ولا يوجد لدي ردا اخر
انصرف من امامها بهدوء ودخل الي غرفته واغلق الباب خلفه ،ركن ظهره على الباب واغمض عينيه
اسف يا نور ولكني خائف عليك الي حد كبير واريد الاطمئنان عليك وانت بعيده عني ، فعمي يريدك انت ، ولن يتركك ، الا اذا ابتعدت عني وعن حياتي وجودك في عصمة رجل اخر سيشل تفكيره ولن يجعل لكي صلة قريبه منه
وياسين من افضل الرجال وانا اعلم انه سيتصدى له
فهو ند قوي ، لن يقوى عليه لا عمي ولا احد اخر


************************


انصدمت من رده لتشعر بالقهر ، لا يوجد عندها اعتراض على ياسين بل هي لا تنكر انها معجبه به وبشخصيته
و مع الوقت ستعتاد عليه وعلى مزاجية افعاله ولكن هكذا لا لا تريد ان تتزوجه مجبورة وبدون اسباب ، لن تستطيع فعل ذلك ، ولكنها ايضا لن تستطيع تصغير عمر ورفض قراره
اه لو يعطيني سبب واحد لكنت وافقت بدون أي تردد
اتجهت الي غرفتها وتوضأت وصلت الفجر لتدعي ربها ان يرشدها الي الطريق الصحيح

********************



في الصباح كان يدق بوق السيارة بمرح وصخب
ليظهر عمر من الباب مبتسم : كف عن ازعاج الجيران ياسين ، ما الذي اتي بك اصلا ، الم نتفق اننا سنتقابل بالطريق ؟
__ صباح الخير ايها النسيب العزيز ، أهذه طريقة لمقابلتي في الصباح ، اتيت لاصطحب خطيبتي معي
__ ومن قال لك اني سأسمح لك بذلك
__ عمر لا تصير هكذا ، يخيل لي انك تطبق علي ما يفعله علي معك
ضحك عمر بمرح : لا واللهي فانا سأصطحب علياء وامي معي ، فعلي معه عائلته
__ انظر وانت الاخر معك عائلتك ، اترك لي عائلتي
__ لم تصبح الي الان عائلتك
__ باعتبار ما سيكون ، ان شاء الله
سال بجدية : اين نوارة هانم ؟
قال بحب خالص : امي ، ذهبت مع عمرو
ابتسم وهو يتذكر امه وهي تبتسم في وجهه عندما ابلغها انه سيمر ليصطحب نور وتقول سأذهب مع عمرو لتأخذا راحتكما حبيبي ، حاول معها ولكنها لم تتراجع عن قرارها
__ هاي ، الي اين ذهبت ؟
__ لا مكان ، اين نور ؟
__ ستاتي الان
انهى جملته لتظهر نور من الباب ، ليشعر الاخر بوجودها الذي يخطف انفاسه و رائحتها التي تملئ صدره
شعر بقلبه يقفز في مكانه ويدق بشده ، كانت اجمل مما سبق ، حلاوتها بعينيه زادت وهي خطيبته ، تنفس بعمق ليسيطر على اعصابه وهو يتأملها بملابسها الغير رسمية
بنطلون من الجينز فاتح اللون و قميص ابيض طويل يصل الى منتصف الفخذ بدون اكمام مزين من عند الخصر بحزام رفيع من الجلد بني اللون ، مرتديه نظارة شمسية تخفي عيناها
شعرها القصير متناثر بشكل فوضوي على وجهها
اكد لنفسه انها جذابه ومغرية بشكل كبير اليوم ،
اه لو تزيل هذه النظارة التي تخفي عينيها الجميلتين
اقترب عمر منه بهدوء : هلا تخفض نظرك لو سمحت
ابتسم ياسين بأحراج : اذهب لتاتي بزوجتك واتركني بحالي لو سمحت
ضحك عمر ليلتفت اليها ويقول بجدية : هل اغلقتي غرفتك جيدا ، فالعمال ستاتي اليوم
هزت راسها بنعم ليكمل : حسنا ، اركبي مع خطيبك
اغلق باب الفيلا ليذهب الي سيارته
__ عمر سنتقابل كما اتفقنا
هز راسه له بالموافقة ليدخل الي سيارته وينصرف
ابتسم بوجهها : صباح الخير حبيبتي
فتح باب السيارة لها لتركب وهي ترد بهدوء: صباح الخير
لف ودخل الي سيارته ، لينطلق بها وهو لا تسعه الارض من الفرحة ، ليست اول مرة تركب بجانبه ولكن شعوره اليوم مختلف ، سعيد جدا



بعد وقت قليل دام صمتها ، ليتعجب هو فهي منذ ركوبها وهما يتبادلان الاحاديث في كل شيء يتناقشوا ويتحاوروا ويمزحوا ايضا


ناداها بلطف : نور ، نور
كرر نداؤه مرة اخرى ، ليتعجب من عدم ردها
ركن السيارة لينظر ما بها ، فيجدها نائمة ، ابتسم بسعادة
وعدل راسها بهدوء حتى لا يتضرر عنقها ، وادار السيارة مرة اخرى وينطلق بها

***************



ابتسمت بوجهه عندما راته مقبلا عليها ونظرة عيناه الدافئة تجول بوجهها كعادته
لا تعلم اين هما ، ولكن الجو رائع والسماء صافية
جلس بجانبها واحاطها بذراعه وهمس في اذنها بكلمات دافئة غامضة ، لم تتضح معانيها لها
اراحت راسها على كتفه في استمتاع ورائحة عطره تزداد بأنفها ، تجعل اعصابها ترتخي وجسدها يرتاح موضعه
فتحت عينيها براحة لتجد نظرة عيناه الدافئة تختفي بهدوء وابتسامته الساخرة تزين شفتيه ، وعيناه تلمع بالانتصار
وقال بفحيح ساخر ولهجة باردة
__ أترين عزيزتي انا احصل على ما اريده دائما
نظرت حولها لتجد نفسها وحيده لينقلب الجو من حولها فجأة الي الاحمرار وضحكته الساخرة تملئ مسامعها
حولت ان تناديه لتعلم ماذا يقصد ، لكن صوتها لم يخرج منها
انتبهت الي فراشة جميلة اللون تحترق امام عينيها فجأة لتسقط هذه المرة على جسدها لتكتشف انها عاريه ويهوي قلبها ساقطا وهي تنتبه انها هي من حصل عليه وبسهولة
صرخت صرخة مدوية





انتفض من صرختها مرعوبا ، فهو كان سعيدا جدا عندما مالت وهي نائمة لتركن راسها علي كتفه ، كان يريد ان يحاوطها بذراعه ولكنه عدل عن الفكرة ،حتى لا تستيقظ وتجد نفسها نائمة بين ذراعيه ويلتبس عليها الامر وتفهم مقصده بشكل خاطئ اتسعت ابتسامته اكثر وهو يتذكر انها بعد شهرين ستصبح زوجته
أوقف السيارة بسرعة ليلتفت اليها ويهزها
__ نور ، نور ما بكي ؟
ربت على خدها برقة : نور
استنتج انها كانت تحلم ، هتف بصوت عال : نور ، افيقي
فتحت عيناها لتجد وجهه امامها فتدفعه بقوة بعيدا عنها
وتحاول الهروب من بين ذراعيه، لتصطدم بشده في باب السيارة


تفاجئ من دفعتها اليه و نظرات عينيها المرعوبة والهلع الذي يرتسم على وجهها
لا يعلم ما بها ، ولكنه تأكد انه حلم سيئ للغاية
نظر اليها لفترة قصيرة وقال برقة : ما بك نور ؟ ماذا حدث؟
اكنتي تحلمين ؟


نظرت حولها بسرعة عند انتهاء اسئلته ، لترى انها بالسيارة
مكانها ومرتدية ملابسها ، ولم يحدث أي شيء؟
تنفست براحة انها كانت تحلم ، ونظرت اليه ،لتنفجر باكية من اثر وطأة الحلم عليها ، لا تزال خائفة منه ولكن عقلها يردد انه حلم نور مجرد حلم مزعج من احلامك
ولكنه ظهر به وبوضوح ونظرة عينيه أقشعر لها بدني
طبيعي يظهر بالحلم فهو اخر شخص غفت عليه عينيك
لا تشغلي راسك بالأفكار السوداوية هذه و سيطري على اعصابك قليلا




مظهرها الباكي يمزق قلبه ، يريد ان يحتضنها ليهدئ من روعها قليلا ولكنه خائف ان يرعبها زيادة
اراد ان يربت على ظهرها بهدوء
ليفاجئ بها وهي ترمي نفسها بين ذراعيه وتبكي بشدة
احتضنها بحب وحنان ليطمئنها : نور ،من فضلك كفي عن البكاء
فانا لا اتحمل بكاءك
اكمل برجاء : نور ، انظري الي



لا تعلم ما الذي دفعها لترمي بنفسها في حضنه ولكنها تبحث عن الامان من ما راته
كلماته القليلة المهدئة جعلتها تشعر بالأمان وذراعيه الدافئتين
حاوطها بحب مس قلبها
نظرت اليه مستجيبة لطلبه
ليبتسم في وجهها : اهدئي حبيبتي ، فانا معك
كفت عن البكاء ورجعت الي مكانها ولكنه ظل يمسك بيدها
محاولا ان يشعرها بالأمان


حاول بعد قليل ان يغير جو الكآبة الذي سيطر عليهما ، فسالها بمرح
__ اليس هذا البنطلون الذي كنتي ترتديه عندما وقع كوب اللبن من بين يديك؟
غمز بعينيه مازحا ، لتحمر خجلا منه ومن قوة ملاحظته
ولتذكرها انه راها بهذا الشكل الغير محتشم
سحبت يدها من يده ليسال بدهشة : لما حبيبتي؟
قالت بصوت هامس خجول : تهذب قليلا
ابتسم على خجلها : لم تردي على سؤالي ، هو ام لا
هزت راسها بنعم وهى تخفض عينيها عنه
ليضحك بمرح ويردف وهو يمسك يدها: احببته اكثر على القميص الاسود القصير ، كان جميل
غمز بعينه لها لتسحب يدها من يده : ياسين تهذب قليلا
__ لم افعل شيء ، ابدي اعجابي بملابسك
__ اذن لا تعجبك ملابسي اليوم ، كنت تريديني ان ارتدي القميص الاخر
قال بحده : لا طبعا فهذا قميص حصري لي ، وأياك ان ترتديه حتى امام عمر
سالت بتعجب : كيف تتذكر هذه الاشياء بهذه الدقة
احتضن كفها بحب كبير ورفعه ليقبله قبله عميقة
__ لن انسى هذا اليوم مهما حدث ، فهو اجمل ايام حياتي
__ لما ؟
__ لأني احببت القميص الاسود للغاية
ضحك بقوة على وجهها المحمر خجلا وامسك كفها بقوة حتى لا تنتزع يدها منه
اكمل : لا تغضبي ، انا امزح معك ، ولكنك طماعة جدا
تردين معرفة كل شيء عني ، ولا تروي ظماي بالقليل عنك
هيا اخبريني بأشياء عنك
__ ماذا تريد ان تعرف ؟
__ كل شيء ، ما تفضليه ، ما الذي لا تفضليه ؟
اشياء من هذا القبيل



**********************




الجلسة في سيارته مملة جدا فعلياء لا تتكلم معه مطلقا
ولم ترد ان تركب بجانبه من الاصل ، الا عندما اصرت عليها الخالة عائشة
لا يعلم ما بها ، من البارحة وهو شعر بتغييرها المفاجئ
فحتى خلال حفل الخطوبة، كانت تتعامل برقة وحب
ولكن في شيء حدث لا يعلمه هو ادى الي نفورها منه


كانت لا تريد الجلوس بجانبه ، ولكن امها اصرت عليها
ما بكي علياء ؟ أستصدقين اشياء اخترعها خيالك ؟
الم تتفقي مع بسنت على التأكد مما تقوله لكي اية
ابحثي جيدا حول موضوع الحرف هذا واذا كان لايزال يحتفظ به من ذكرى قديمة ،حينها اتركيه
لا تنكرين انك تحبيه بقوة بل عاشقه له لا تنهي سعادتك معه من اجل خيالات
تنحنحت وقالت بهدوء : عمر ، الا تريد ان تؤكل شيء ؟
رفع حاجبه من الدهشة ، أتكلمت معه فعلا ام انه يخيل له؟
رد ببرود : اخيرا تفضلت علي وتكلمت ، لا اريد شيئا شكر لك ( قال جملته الاخيرة بحدة )
__ المعذرة عمر ولكني متوترة قليلا ، وموقف نور وترني زيادة
__ لا تشغلي راسك بنور فستسامحك لا تقلقي
ولا تأخذيها حجة لتغضبي مني ، فانتي كنت تعلمين جيدا انها ستغضب ولكن الواضح انكي تريدين الغضب لا اكثر
كانت ستنفجر في وجهه لولا انها تذكرت امها الجالسة في الخلف
قالت بضيق : عمر ، انت تريد افتعال المشاكل ، ولا تنسى ان امي معنا
ردد بغضب : انا اريد افتعال المشاكل ، وانت لم تنسي ان والدتك معنا وانت تحرجيني امامها ولا تريدي الركوب بجانبي ، و كأني غير اهل للثقة
عقدت حاجبيها من تفكيره العجيب : لا طبعا هذا غير صحيح
انا كنت محرجة لا اكثر
__ دائما محرجة من وجودي وافعالي ومني شخصيا
__ عمر ، لا تتوهم اشياء من العدم
اشاح وجهه بعيدا عنها في ضيق ، لتصمت هي في ضيق
والحرف يلمع في سلسلة مفاتيحه الموضوعة لتزيد ضيقتها وتشتعل الغيرة بصدرها ، لمن هذا الحرف الذي يحتفظ به لأكثر من عشرة سنوات

اخذت تفكر كيف تعلم لمن هو الحرف ، ستسال نور
ولكن نور غاضبة منها ،لما لا تساله
ضحكت داخليا في سخريه سيكذب بالطبع ، اضاء فكرها
اكيد ان اية تعرف لمن هذا الحرف فبما انها تعلم عن علاقاته السابقة ، ولكن من الممكن انها تكذب عليها ولكن لما تكذب الان فسبب اية الرئيسي لرفض زواجها من عمر كانت نور و اقترابها من علي والسبب الان زال بزواج نور
اذن لن تكذب عليها فهي البارحة لم ترد ان تخبرها عن شيء كانت تبين موقفها لا اكثر
ولكن الي ان تتكلم مع اية ستحاول بقدر المستطاع ان تتعامل مع عمر كما اعتاد ،حتى تتأكد انه باقي على اطلاله القديمة



مضى اليوم جميل وممتع، فجو المزرعة الريفي
ساعدهم على الاسترخاء والشعور بالسعادة تناولوا الطعام والاحاديث
نور تعرفت على ياسين وعائلته اكثر من قبل
ارتاحت جدا لنوارة هانم وشعرت بمدى حبها واهتمامها بأولادها ، وخصوصا ياسين فهو الغالي كما تقول نهى
اما نهى فالصديقة الجديدة شخصية جذابة ومرحة جدا
تنشر في الجو مرحا وسعادة

اما هو فكان اليوم سعيدا وفرحا وهو يراها تقترب من عائلته وتندمج معهم كواحدة من العائلة ، ازدادت فرحته عندما اقتربت امه منه وهي تبتسم وتهمس له
__اختيار موفق حبيبي ،متى سيكون الزفاف ؟
ابتسم : بعد شهرين امي
احتضنته بحب : مبروك حبيبي ، سأكلم مهندس الديكور من الغد ليأتي ويقوم بعمل تصميمات جديدة لجناحك الخاص
ظل يراقبها والابتسامة لم تفارقه ليقترب منه ياسر بهدوء


__ ما سر هذه البسمة التي تزين وجهك يا صديقي ؟
__ انت تعلم ياسر ، فلا تتذاكى من فضلك
ضحك ياسر : احب ان امازحك ياسين ، وانت تعلم
__ اعلم يا صديقي
__ متي ستبدأ حفلتك ؟
__ بعد قليل ، فباقي المدعون على الوصول
__ لما صممت على ان نأتي باكرا اذن ؟
__ لتمضوا اليوم معي ياسين انت تعلم انتم عائلتي ، وايضا لاحتفل بك فلست كل يوم تخطب ، فهمت
هز راسه موافقا وهو يبتسم لتموت الابتسامة على شفتيه
عند رؤيته للسيارة التي يعرفها عن ظهر قلب
التفت الي ياسر بحدة : أ دعوته ياسر ؟
كح ياسر : ياسين انت تعلم انه صديقي مثلك بالضبط ، لا تهتم لوجوده
نظرة الغضب التي تلمع بعينيه جعلت ياسر يقترب منه، ويربت على ظهره
__ ياسين ان معتز يحتاج مساعدتك الان ، لا تهتم بالعبث الذي يقوله ، انت تعلم ان قلبه طيب وسينسى حتما ويعود كسابق عهده
اشاح بوجهه غاضبا ، ليقبل الاخر عليه وهو يبتسم بسخرية
__ اهلا بك ياسين ، كيف حالك؟
نظر اليه بغضب : بخير ، الحمد لله
__ اه صحيح ، سمعت عن خطوبتك ،قال ببرود : مبروك
__ الله يبارك فيك
قال ياسر بهدوء : اهلا معتز ، كيف حالك الان؟
رد بفظاظة : بخير الان ، ومن قبل لم ولن يحدث لي شيء
سأظل بخير حتى احرق قلب احدهم كما فعل معي
وقف ياسين غاضبا وانصرف
ليهتف ياسر : معتز ، من فضلك احترم انك متواجد في بيتي ، واحترامك لضيوفي من احترامك لي ، واذا كنت اتي لتفتعل المشاكل ، فاذهب من فضلك
رد بهدوء : لم اقصد اغضابك ياسر ، وانت تعلم ذلك
__ولا تغضب احدا اخر ، اذا كنت لا تريد اغضابي
معتز انت تحمل ياسين شيء لا علاقة له به ، وانت تعلم ذلك جيدا
__ ياسر من فضلك كف عن ذلك ، فانت تدافع عنه بطريقة تستفزني
رد ياسر بحدة : هو ليس متهم لأدافع عنه ، لا علاقة له بالأمر اصلا
وضع يديه على اذنه : ياسر من فضلك انت تؤذيني هكذا
تنهد بعمق : انت من تؤذي نفسك معتز ، وتؤذي اقرب الناس اليك
انتفض واقفا : لا تنطق بهذا مرة ثانية ، لم يعد اقرب الناس الي ، هو عدوي فهمت ،سأنصرف
__ الي اين ؟
انتبها هما الاثنان الي صوت مريم
عادت سؤالها مرة اخرى : الي اين يا ابن خالي العزيز؟
ابتسم في وجهها بمودة ليقترب منها ويحتضنها بأخوة واضحة :كيف حالك مريم ؟ اشتقت اليك جدا
ضحكت : وانا ايضا ، كيف حالك انت؟
__ بخير الحمد لله
سالت وهي تنظر الي زوجها بعتب : لما كنتما تتشاجران؟
ردا الاثنين معا : لا شيء
نظرت اليهما لتبتسم : كاذبان
ضحكا الاثنان بتوتر لتسال هي : اين ياسين ، ياسر الم يكن معك ؟
ارتبك ياسر ، لتظهر نظرة الكره والغضب على وجه معتز
لتنظر اليهما متفحصة : معتز ، ألا زلت مصرا على الخرافات التي تملئ عقلك؟
اشاح بوجهه بعيدا عنها ، لتقول : معتز اسمعني
ياسر: لا يريد سماع شيء، ولذا كان يريد الانصراف
هزت راسها بخيبة امل : معتز انت تتخيل الاشياء
رد بحدة: من فضلك مريم ، انا لست مريضا نفسيا لتقولي لي اني اتخيل الاشياء ، اسبابي احب ان احتفظ بها لنفسي
و سأبتعد عنه طوال وجودي هنا حتى لا اضايقكم
من اجلكم فقط ، ولكني لن افرط في ثأري منه
همت برد عليه ليشير اليها ياسر براسه نافيا وعيناه تقول لها لا تحاولي فهو لن يستمع اليك






***********************



واقف بجانبها صامت لم ينطق بكلمة واحدة
جاء منذ قليل وهي جالسة مع الفتيات ليشير اليها براسه دون ان يتكلم ، فاستأذنت منهن وقامت اليه
اكتشفت انه اعد سيارته ، فتح لها الباب ، لتركب بجانبه بهدوء وقلق ، فوجهه يحمل حزن وضيق


جاء الي هنا ، منطقة بعيدة الى حد ما عن المكان الي يقع به البيت ، فرحت بشدة لرؤيتها له انه اسطبل للأحصنة
ابتسمت بحب لرؤية الاحصنة ، فهي تحبهم جدا
احترمت صمته وهو جالس على مقدمة السيارة جلست بجانبه بعدما راقبت الاحصنة قليلا
تنحنحت بعد فترة وهمست : ياسين ، ما بك؟
تنهد بتعب : لا شيء حبيبتي
__ اذن لماذا صامت ولا تتكلم معي ؟
__كنت استمتع بالجو من حولي ، وانت بجانبي
رفع يده ليحاوط اكتافها لتقفز واقفة برعب
سال باهتمام : ما بك نور؟ انت خائفة مني
قالت بتلعثم : لا ابدا
نظر لها بتفحص ، يعلم جيدا انها خائفة فهو يستطيع رؤية ما بداخلها فهي شفافة و صافية امامه



اراد الهائها عن خوفها غير المبرر بالنسبة الية
__ أتريدين ركوب احد الاحصنة ؟
__طبعا ، ولكني لم اتعلم ركوب الخيل
ابتسم : ستركبين معي
ابتسمت بحرج ، لينادي هو على السائس ويطلب منه ان يحضر عنتر
__ من عنتر
__ انه الحصان الذي اعتدت ركوبه
جاء السائس بفرس عربي اصيل بني اللون جسده يلمع وعيناه عسلية نقية وصافية
هتفت : انه جميل
اقتربت منه وحسست بيدها على رقبة الحصان بحب
تأملها للحظات ليشعر ان قلبه يدق بعنف
وقف خلفها وقال برقة : لهذه الدرجة تحبين الاحصنة
اغرورقت عيناها بالدموع : نعم ، كان ابي رحمة الله عليه
يقول لي دائما عندما تكبرين سآتي لكي بحصان جميل مثلك
رد بهمس رقيق : وانا سأفعل يا صغيرتي ، سآتي لكي بفرسة جميلة مثلك ، فانا لا اطيق اقتراب أي شيء ذكوري منك حتى لو كان حصانا
ابتسمت بخجل من كلامته الرقيقة
لفت جسدها له ، لتفاجئ بمدى قربه منها ، كانت تعلم انه ورائها ولكن لم تكن تتوقع انه قريب لهذه الدرجة
تراجعت خطوة واحدة لتصطدم بالحصان ، بلعت ريقها بصعوبة ، فهي لا تستطيع ان تسيطر على دقات قلبها المجنونة
نظراته الدافئة تحوم على وجهها بتفحص لذيذ

لثاني مرة شعر بخوفها منه ، تنهد داخليا اه منك يا نور
تستنفذين كل طاقتي وانا بقربك نظر اليها متفحصا
متأملا ملامحها الرقيقة التي تزيد روحة لوعة وعشقا
قال بصوت اجش : لا تخافي مني نور ، لن اؤذيك
ليقترب منها بهدوء ويحتضنها بين ذراعيه بهدوء وحنان
يريد ان يحبسها داخل جسده ، لتجري في اوردته مع خلايا دمه لتستقر في جوانبه وروحه ، فيشعر بها حتى ان كانت بعيده


استمتعت بحلاوة عناقه وحنانه الفياض الذي بثه لروحها
لتداهمها تفاصيل الحلم المزعج ، فيقشعر بدنها وتتصلب عضلاتها ،ويتشنج جسدها بين يديه ، معلنا عن رفضها له

عقد حاجبية تعجبا من شعوره بتصلبها بين يديه ، فكان يستمتع باستجابتها له وشعر بها تذوب بين يديه
لتتصلب فجأة ويتشنج جسدها ، حدث نفسه لابد انها خجلت منك ياسين لذلك تصلبت هكذا، ولكن لا ينكر سعادته فهي لم تدفعه بعيدا عنها اوضحت رفضها لاستمرار العناق بطريقة مهذبه لائقة
ابعدها بهدوء عنه لينظر الي وجهها : هيا ، فعنتر ينتظر
ابتسمت بتوتر وخجل ، لتتوتر اكثر عندما وضع يديه على خصرها ليحملها
ابتعدت عنه : ماذا تفعل ؟
ضحك بهدوء : الا تريدي ركوب عنتر ، اذن سأحملك
__ لا سأركب لوحدي
ابتعد عنها وهو يقول: حسنا ، انت من قلتي انكي لم تتعلمي ركوب الخيل
وقفت مرتبكة لا تعلم ماذا تفعل ، لا تريده ان يحملها
ولا تعلم كيف ستمتطي هذا الحصان الطويل فقصر قامتها لا يسمح لها بذلك ،ما هذا المأزق الذي وضعتي نفسك به نور
كادت ان تبكي فهي تريد الركوب بشدة ، ولا تريد مساعدته بشدة ايضا



كاد ان ينفجر ضاحكا عليها ، فهو يعلم انها لن تستطع الركوب بمفردها دون مساعدته ، شعر بان الحزن يخيم عليها ، وانها ستنفجر في البكاء الان
ليقترب منها دون مناقشه ويحملها كطفلة صغيرة بين ذراعيه ويضعها على عنتر بهدوء


في وسط يأسها وانها لن تتمكن من ركوب الحصان
شعرت به يقترب منها بسرعة ويحملها ليضعها على الحصان بهدوء وسرعة
امتطى الحصان بخفة والية كانه اعتاد هذا الامر منذ نعومة اظافره ليستقر خلفها مباشرة وتلفح أنفاسه عنقها بحرارة فتشعر بانها تحرق جسدها كله
توترت وتصلبت ايضا ليشعر بها ويهمس في اذنها برقة
__ لا تخافي نور ، لن اؤكلك
طبع قبله سريعة على اذنها بعد انهاؤه لجملته
جعلها تشعر بان عظامها تذوب خجلا منه ومن اقترابه لها بهذا الشكل
شعرت بالهواء يداعب شعرها بهدوء، ويلفح وجهها بنسيمه البارد ، لتشعر بأنفاسه الحارقة لها بجانب اذنها وهو يهمس
__ ارفعي راسك نور ،لتستمعي بالجو جيدا
استجابت له ورفعت راسها لتشعر بالهواء العليل يتخلل شعرها و يبعثره ، زادت سرعة الحصان عما كانت لتستمتع بالهواء وهو يضرب خديها بقوة اكبر ويتطاير شعرها الي الخلف
همس ثانية : افردي ذراعيك حتي تشعري انكي تطيري بالسماء
فعلت ما امرها به فورا ، لتشعر بانها تطير فعلا وتحلق بالسماء ،شعرت بسعادة عارمة تجتاحها لتفلت ضحكتها غصب عنها وتنتشر في المكان مجلجلة

شعر بقلبه يقفز من السعادة عندما سمع ضحكتها الجميلة تصدح حوله وابتسم بسعادة لسعادتها، افلت اللجام من يده اليسرى ليلفها حول خصرها بهدوء ويحضنها بحب ولهفة
اوقف الحصان بعد قليل لتظل هي بحضنه وقربه دونما تدري، فالسعادة تخدر مشاعرها وتشعرها بحب كبير له
نعم هي تشعر وتستمتع بدفئه وقربه منها و تحبه
اجفلت من الحقيقة التي باتت واضحة ، ليعود راسها للعمل من جديد ، وتنتبه الي موقعها بين يديه ،فتكح خجلا
ابتعدت عنه قليلا لتنطق بصوت يكاد الا يسمع
__ اريد النزول


كان مستمتع بالجلسة في هدوء ، اقترابها منه ويده الملتفة حول خصرها ورائحة شعرها الزكية تملئ انفه
لا يريد شيء اخر من العالم حوله ، يكفيه انها بقربة
شعر بها وهي تبتعد ليتنهد بحرقة ، لا يعلم كيف يستطيع الصبر كل هذه المدة ، كان يخيل الية ان الشهرين سيمران سريعا ، لكن من الواضح انها ستكون صعبة وطويلة ولن يتحملها
سمعها تهمس ليبتسم ويمسك يدها بهدوء ويقبل باطن يدها
بشوق ولهفة ويهمس لها : لما حبيبتي؟
انا اريدك تظلي بجانبي
__ ياسين ، من فضلك
__ حاضر
قفز ارضا ليمد يديه اليها لينزلها ارضا
حاوط خصرها بقوة لتشعر انها تحترق من لمسته
انزلها بهدوء لتستقر على الارض ، اقترب منها ووضع اصابعه تحت ذقنها ليرفع راسها بهدوء وينظر الي عينيها
__ نور ، اريد ان نعقد قراننا في اقرب وقت
صمت ليعطيها مجال للتفكير فهو يشعر انها ستهرب منه اذا اتاحت لها الفرصة وهو لا يريدها ان تهرب
وبعد قرار عمر بتعجيل الزواج لا يوجد ما يمنع من عقد القران حتى تصبح زوجته فعليا


تشعر بانها مبعثرة لا تستطيع ان تفكر جيدا ، لمسته وقربه منها ونظرة عيناه تجعل حواسها مخدرة كليا
هزت راسها موافقة ، ليبتسم بسعادة واشراق ويحاوطها بذراعيه ، ويحتضنها بلهفة وحب
__ سأفعل ما بوسعي لإسعادك حبيبتي


لا تعلم لما وافقت ، هل لأنها تحبه ام ارضاء لعمر ،ام خوفا من تهديد عمر لها بان لا ترفض
تشعر انها غير قادرة على التفكير ، ولكنها تشعر بان سعادته انتقلت اليها

هتف بسعادة : سأبلغ عمر ومن الممكن ان نعقد قراننا معه
ردت بسرعة : لا اتركهم يستمتعا بمفردهما
اقترب منها اكثر : متى اذن حبيبتي ؟
تفجر العند بداخلها ، اذا كان هذا ما يريده عمر ستجبره هي على الوقت والميعاد
__ اريده عقد قران عادي ياسين في أي جامع ، في المنزل بدون احتفال ، ولندع الاحتفال الي يوم الزفاف
__ موافق ، سأتفق مع عمر على أي يوم واتي بالمأذون
ولكني سأقيم لك حفل زفاف اسطوري ، فانتي اغلي شيء في حياتي
ابتسمت في وجهه بسعادة : اذن أيمكننا ان نرجع الان ؟
__ بالطبع


***************************

اقترب منها مرغما فهو يريد معرفة اين اخته العزيزة
فهي منذ نصف ساعة مختفية
__ علياء ، اين نور؟
ابتسمت بوجهه دون ارادتها فهي لا تستطيع ان تنكر انه بداخلها يجري بعروقها قررت اليوم وبعد ان صفت ذهنها انها لن تبحث في هذا الموضوع واذا كان قلبه دق من قبل الي اخرى غيرها فهو الان يدق لها لن تنكر انها تشعر بحبه لها و مشاعرة الفياضة التي تغرقها في بحر حبه الهادئ ، اذن لتكن ذكية و لا تبعده عنها بسبب اشياء كانت بالماضي
__ مع ياسين
قال باقتضاب : نعم ، كيف؟
اقتربت منه ،فمن الواضح انه لازال غاضبا منها
__ اتي منذ قليل ، وذهبت معه
وجدت نظرات الغيرة بعينيه والضيق مرتسم على وجهه لتبتسم وتقول مازحة: انت تغار على نور
ابتسم منها ومن فهمها له : اكيد ، انها اختي وابنتي وصديقتي ومن تبقى لي في هذه الدنيا
__ وانا
__ انت تعلمي من انت بالنسبة الي علياء
قالت بدلال وهي تقترب منه: لا اعلم ، واريدك ان تخبرني
ابتسم ليقترب منها اكثر ويحتضن يديها بكفيه
__ انت زوجتي عليا ، هل تعلمي معنى كلمة زوجتي
ليكمل بخبث : ام تريدي درس عملي ؟
ضحكت بخجل لتدفعه في كتفه بخفة وتقول بخجل
__ عمر نحن في وسط الناس ، وعلي موجود لا تحرجني ارجوك
قال بمكر : اذن لا ترفضين الدرس ، بل ترفضين المكان والزمان
احمرت وجنتاها لتهتف بغضب خجول : عمر
__ حسنا سأصمت ، هل تعلمين اين ذهبا ؟
__ لا طبعا ، ها هم اتيا ، اطمئن
نظر ليرى سيارة ياسين وهي تقف وتنزل نور منها وهو يتبعها



اقترب منها وقال بهدوء : اين كنتي ؟
قالت ببرود مستفز : مع خطيبي
سيطر على غضبه : لما لم تبلغيني ؟
قالت بسخرية : ولما اخبرك فانا ذهبت مع من تجبرني على الزواج منه ، ولم افكر في انك ستغضب ، فانا اسمع كلامك واقترب ممن سأتزوجه بعد شهرين بناء على رغبة سيادتك
رد بحدة : نور ،لا تستفزيني
قطع جملته اقتراب ياسين منهما ويخبط كتفه بخفه
__ ايها النسيب ، كيف حالك ؟
نظر له غاضبا ، ليسال ياسين بجدية : ما بك عمر ؟ لما انت غاضب ؟
قال بضيق : لا شيء ، قلقت على نور
ردد بدهشة : قلقت على نور ، كانت معي عمر ، ولا شيء يستدع قلقك
التففت اليها ياسين : نور ممكن ان تحضري لي كوب من القهوة
هزت راسها بالموافقة لتنصرف ليلتفت الي عمر ويقول بضيق : عمر، هل انا شخص غير مؤتمن بالنسبة اليك
رد بجزع : لا طبعا لما تقول ذلك
__نظرة الغضب التي ملئت عيناك وقلقك على نور وهي معي ، جعلاني اشعر بذلك ، سأحمي نور بروحي اذا اضطرت عمر ، تذكر ذلك جيدا
__ اعذرني ياسين ، انا اهتم بنور منذ صغرها ولم اعتد الي الان انها تبتعد عني
وقفا صامتين قليلا لينطق ياسين بهدوء
__ عمر اريد ان اعقد قراني على نور قريبا
نظر اليه مستفهما ، ليكمل : انا تكلمت مع نور وهي موافقة
ولكنها تريده ان يكون عائلي ، وانا موافقها ، و منتظر موافقتك


لا يعلم هل يحتضنه لما يقوله ، هو سعيد جدا بهذا القرار
عندما ابلغه ياسين بانه يريد الزواج من نور شعر انه حل ساقه القدر اليه ،ولكنه ظل خائف من عمه و رغبته في ان يستعيد نور لتعيش معه ، ولذا اقام الخطبة ليجد شخص اخر
يقف بجانبه امام عمه ، فهو لا يأتمنه على نور ، فكر انه يطلب من ياسين ان يقيما عقد قران بدلا من الخطبة ولكنه تراجع فلا يريد ان يستعجل ياسين ولم يكن يعرف ردة فعل نور و موقفها من هذا القرار والان اتى ياسين ليخبره بانه اتفق مع نور على عقد القران ، اخيرا ستظل اخته بجانبه وفي عصمة رجل يستطيع ان يقف في وجه عمه

__ هاي ، عمر ، هل انت موافق
ابتسم بسعادة : نعم بالطبع ، طالما هي وافقت فانا موافق



**************************


اقتربت منها وتنحنحت لتلتفت اليها مبتسمة
__ اخيرا ، هل ما زلتي غاضبة مني ؟
__ لا طبعا ، ولذا اتيت لأخبرك باني سأعقد قراني قريبا
اتسعت عيناها دهشة وفرحا : حقا
هزت راسها بنعم لتحتضنها علياء بفرح : مبروك ، ايتها الخائنة، متى هذه التطورات ؟ اليس هذا الذي لا تريدي ان تتزوجيه
قالت جملتها بمزاح ، لتضحك نور بخجل وتهمس : احبه علياء
قالت علياء بصخب : يا عيني ، من الواضح انه ليس بهين هذا الياسين
نهرتها بخفة : علياء
ضحكتا لتسال علياء : متى ؟
__ قريبا ، ولكن لم نحدد الوقت بالضبط، اكيد ستعلمين



*************************
__يوسف ، يوسف قم انا مللت واريد الخروج وها هي الساعة قاربت على السابعة
ابتسم وهو مغمض عينيه : بالله عليك هل هذه طريقة لأصحو بها ، اين قم يا حبيبي ؟ و تمطريني بالقبلات كما كنتي تفعلين بلندن
ابتسمت : كنت بلندن نشيط ، ولا اعرف لما انت كسول
اليوم ، فانا منذ نصف ساعة احاول معك
فتح احدى عينيه والابتسامة مرسومة على شفتيه
__ لم تحاولي بالطريقة السحرية الخاصة بك ، لذلك استمريت في النوم
__ اذن كنت طوال هذا الوقت مستيقظ
اتسعت ابتسامته : طبعا حبيبتي ، ولكني كنت اريد ان استمتع
بكل هذا الدلال
رفع وجهه قليلا واقترب منها بخده :هيا اريني الطريقة السحرية التي تجعلني اهب واقفا
نظرت له بخبث : من عيوني حبيبي
اقتربت منه بدلال مقصود لتقبله كما يريد وهو مبتسم
لتعضه عضه قوية في خده يصرخ على اثارها بقوة
وتقفز هي وتدخل الي دورة المياه وتغلقها عليها من الداخل
قفز واقفا من الفراش ليضرب الباب بقبضته بقوة ويقول بصوت حاد : انجي ، اخرجي من عندك الان ، ولا تثيري غضبي اكثر من ذلك ، اخرجي بالذوق احسن لك
ضحكت وهى تضع يدها على فمها حتى لا يسمعها ،وقالت بنبرة يعشقها هو
__ يوسف ،سأخرج بعد ان استحم واجهز للخروج
استعد حبيبي انت الاخر فانت وعدتني بان نذهب الي السينما
رد بغضب : لن نذهب الي أي مكان واخرجي الان
سمع صوت المياه ينساب بالداخل ، ليركن جبهته على الباب
كان يعلم انها لن تخرج ، فهي عنيدة ولا ينفع معها اسلوب القوة ، تنهد ليتحسس خده بهدوء ويذهب ليرى وجهه في المرآة ، لا يوجد أي اثر لمكان عضتها ابتسم فهي دائما منذ كانا صغارا تعضه ولا تترك اثر ، كأن جسده يأبى ان يترك اثر لها يعاتبها عليه او يغضب منها لأجله
فوجئ بها بعد قليل تحتضنه من ظهره ليبتعد عنها غاضبا
ويجلس بعيدا عنها ، ابتسمت لتذهب وتجلس على رجليه
وتحاوط عنقه بذراعها : حبيبي غاضب
رد بقوة : نعم ، لم نعد صغار لتفعلي هذه الاشياء انجي
__ انت تعلم اني امزح معك ، والمزاح لا يتوقف على اننا كبار او صغار
تنهد : لا افهم كيف تعضيني هكذا وانا زوجك ، الا تحترميني قليلا
عقدت حاجبيها بتعجب : لا افهم ما علاقة اني احترمك ،بان امزح معك باي طريقة احبها
يوسف انت تعلم اني احترمك كثيرا ، واني كنت امزح ، من حقك ان تغضب اذا كنت اقصد اهانتك
هز راسة موافقا لتكمل هي بحب وتمسك وجهه وتقرب من مكان عضتها لتقبله بهدوء ورقة : لا تغضب حبيبي ، لم اقصد ان اغضبك
ابتسم ليحضنها بين ذراعيه و يشدها اليه اكثر : ألن استطع مرة طوال حياتي ان اغضب منك
__ لا لن اسمح لك هيا قم لأني اريد الذهاب الي السينما
قام واقفا ونظر اليها قبل ان يدخل الي دورة المياه
__ حسنا ، ولكن تذكري انت بالقاهرة ليس بلندن ، لا اريد ان اخرج واجدك مرتدية شيء لا يعجبني ، واضطر ان اجلس انتظر ساعة بعد الاخرى حتى ترتدي شيء يليق
من الاول اقل لكي ارتدي شيء محتشم من فضلك
نظرت اليه بدهشة ولوت شفتيها بعدم اقتناع لأول مرة يعترض على ملابسها ،من الواضح انه اصبح متطلبا اكثر من اللزوم



***************************

__ لا اصدق انني تركتك تنزلين هكذا
تأففت هذه المرة بضيق فهذه رابع مرة يكرر جملته
نزلت من السيارة : لا اعلم ما بك يوسف ، اني ارتدي ملابس عادية ومعظم الفتيات في مصر يرتدونها
نظر بغضب الي فستانها بألوانه الصيفية الصاخبة بدون اكمام ضيق الي حد ما ويصل الي منتصف الفخذ
لتكمل هي : وعلى الرغم من حرارة الجو والا اني ارتديت ليجنز اسود عند اعتراضك على ساقاي العاريتين
جز على اسنانه : انه يصل الي تحت الركبة انجى ويكشف باقي ساقيك
هتفت بدهشه : هل كنت تريد ان ارتدي بنطلون كامل ام ماذا
يوسف من فضلك اغلق الموضوع
صعدا السلالم الكهربائية للمجمع التجاري الشهير سيتي ستارز
ليسال بغضب : لماذا ، ان شاء الله ، لابد ان تفكري بجدية في تغيير نمط ملابسك انجي
تنهدت حتي تسيطر على اعصابها قليلا
__ يوسف ، كنت ارتدي بلندن شورتات قصيرة و فساتين اقصر من ذلك ولم تعترض ، لما الان الاعتراض وبهذه القوة
__ كنتي بلندن كالأجنبيات بالضبط ، لا تفرقي عنهم ، ولم تكوني زوجتي حينها ، ولتتذكري عندما تزوجنا طلبت منك الالتزام قليلا ، وانت وافقتي ، ثم نحن الان بمصر ،والناس هنا لديها عادات وتقاليد مختلفة عما اعتدتي عليه
همت بالرد عليه لتفاجئ بصوت خلفها
__ انجي ،انت هنا ، متى جئت من لندن؟


*************************

في الاسكندرية بمنطقة زيزينيا قصر فخم على الطراز الفيكتوري يظهر بوضوح لمن يراه انه من ايام الحكم الملكي
جالس على مكتبه الفخم وينظر الي صورة باطار فضي
لشابة جميلة بعينين خضراوين صافية
ويحدث نفسة وهو يمرر انامله على الصورة وتحسسها
لما تركتني وذهبت كنت اريدك ان تظلي بجانبي ما حييت حتى وانا اعلم انكي تحبين شخص اخر
اه يا نور احتاجك بشدة

دخلت الي المكتب سيدة في منتصف الخمسينات من العمر
وقالت بغضب : حافظ ، هل عمر كان هنا ؟
تنهد بتعب : نعم صفية ، من الذي اخبرك
قالت وصوتها يعلو : لا علاقة لك بمن اخبرني ، ماذا فعلت معه ؟
تنفس بضيق : اكيد سرور هو من اخبرك هذا الرجل ان لم يكف عن افعاله سأدق عظامه ، انا ارحم شيبته
ابتسمت بسخرية : نعم وانا اعرفك جيدا ، فانت رحيم جدا
قالت جملتها بسخرية شديدة، ليرد عليها بغضب
__ صفية ، ماذا تريدين الان؟
__ ماذا فعلت مع الولد حافظ ؟ولماذا لم تبلغني انه موجود ، وانت تعلم جيدا اني مشتاقة اليه جدا فهو من تبقى لي من محمد
__ اصمتي ارجوك ، لا اريد سماع اسمه ،و انتي تعلمي ذلك جيدا ، واذا تريدين رؤيته ، انظري الي احدى الصور التي تحتفظي بها لآخاك العزيز
قال بكراهية شديدة : انه اصبح نسخة منه ، فعندما رايته هذه المرة تخيلت انه بعث من قبره
قالت هامسة :استغفر الله العظيم ،لتردف بصوت عال
__ الن تتخلص من شعورك هذا ، الن تكرم ابن اخيك الميت يوما ، اذا لا تريد اكرامه من اجل اخيك ، اكرمه من اجلها هي
صاح بغضب ناهر ايها : صفية ، اصمتي واذهبي بعيدا عني
تنهدت لتساله بضيق: حسنا اخبرني ، لما اتى عمر على غير العادة ؟
__ اتى ليخبرني انه سيتزوج ويدعوني لحفل عقد قرانه
تهلل وجهها بالسعادة : حقا متى؟
__ لا اذكر الموعد بالضبط
قالت بضيق : حافظ لا تلف وتدور ، متى موعد العرس اذا لا تريد الحضور ، سأذهب انا بمفردي
اشاح لها بيده بمعنى افعلي ما يحلو لك ،لتسال بتوتر : هل طالبك بورثه من ابيه ؟
ابتسم بسخرية : لا لم يفعل ، واذا طالبني لن اعطيه شيئا
وانتى تعلمي ذلك جيدا
زفرت بضيق : لما حافظ ؟ افعل لآخرتك فانت كبرت الان قرب الولد منك ولا تنبذه مثل ابيه .
نظر اليها بعينين مشتعلتان غضبا : صفية اذهبي من وجهى الان ولا ترددي ذلك مرة اخرى على مسامعي
واذا تريدين الذهاب الي العرس ، اذهبي لن امنعك فهو يقيمه بفيلا جده اعتقد بعد عشرة ايام
هزت راسها بقلة حيلة وهي تذهب بعيدا عنه
ويعود هو لتأمل صورتها الموضوعة على مكتبه



************************








لفت الي مكان الصوت لترى احدى صديقاتها القدامى
__ اهلا ماجي ، كيف حالك
اقتربت الاخرى منها لتحتضنها : بخير الحمد لله ، انت كيف حالك ؟ ومتى عدتي ؟لم تخبرينا بعودتك
ابتسمت بتوتر : عدت من يومين فقط ، وانشغلت قليلا لذلك لم اخبرك
ادارت راسها للواقف بجانب صديقتها لتسالها بعينيها عنه
ابتلعت رقها بصعوبة ليتقدم هو الي صديقتها ويقول بأدب وذوق جام : اهلا بك يا انسة ، انا يوسف زوج انجي
اتسعت عيناها بدهشة : زوجك ، الف مبروك ، متى تزوجت؟
ردت بتوتر : من قريب ، عندما كنت في لندن ، ولم اقيم حفل الزفاف ، لذا لا تعلمين
رددت ماجي وهي تحتضنها : مبروك ، جميع اصدقائنا سيسعدون بالخبر ، حسنا سأتركك واكلمك لاحقا لنتقابل
بعد ان غادرت صديقتها المكان ظلت واقفة مكانها مبهوتة مما حدث واعلان يوسف لخبر زواجهم
فهذه الصديقة ستبدأ بالثرثرة ونشر الخبر على جميع الاصدقاء والناس الذين تعرفهم
مال عليها : انجي هيا لندخل الي السينما فالفيلم سيبدأ بعد قليل
نظرت الية بغضب : اريد ان اذهب الي البيت الان من فضلك
تنهد بضيق : لما ، ماذا حدث ؟
ردت بغضب : يوسف من فضلك
زفر بضيق : حسنا تفضلي امامي
************************



بعد انتهاء الحفلة وصخبها تشعر بصداع يمزق راسها
فهي لم تنم البارحة جيدا ، و تعب اليوم حل الان ليجعلها تريد النوم بشدة
اقترب منها بهدوء : انت متعبة اليس كذلك ؟
ردت وهى تحرك رقبتها يمينا ويسارا بتعب: نعم ، جدا لهذه الدرجة واضح علي التعب
ابتسم : لا حبيبتي بل انا شعرت بك ، هيا نودعهم لننصرف
فلابد ان ترتاحي ، من الممكن ان تأخذي غدا اجازة
عند اتمامه لجملته ، تذكرت الشركة وماذا ستقول لزملائها عن الخطبة السريعة والمفاجئة
لتساله بتوتر : ماذا سنقول لهم بالشركة ؟
سال بدهشة : نقول لمن ماذا؟
__ الي الموظفين ، عن الخطبة
نظر لها بدهشة: سيعلمون بالطبع عن خطبتنا، ما الضرر في ذلك
__لا شيء ، ولكن هذا حدث سريعا ،ولا اريد لأي شخص يرسم اشياء من خياله
قال بحزم : نور ، لم نفعل شيء خاطئ، حتى يحاسبنا الناس
ومن فضلك لا اريد سماع أي كلمة اخرى عن هذا الموضوع
شعرت بانها اغضبته ، ولكنها محرجة بالفعل من الامر
فكيف ستواجه زملائها وهي الان خطيبة المدير
تنهدت بتعب، لتتبعه بهدوء وتودع الموجودين لتنصرف


***********************




دخلت الي الشقة وهي تشعر ان الغضب يعصف بها
اسرعت الي غرفة النوم وصفقت الباب بشدة ورائها




دخل وراءها وهو يتنهد بضيق لا يعلم ما سبب غضبها
منذ ركوبهم السيارة وهي صامتة ،احترم صمتها وصمت هو الاخر وهو يفكر انه عندما يصلا الي البيت سيفهم ما بها
اغلق باب الشقة وجلس قليلا حتى يهدا فأسلوبها معه كان جافا ولم يعجبه


تقدم بهدوء لغرفة النوم وفتح الباب ليرى الغرفة غارقة في الظلام وهي نائمة
لوى شفتيه ضيقا وظل واقف لمدة دقائق يفكر فيما فعله اغضبها لهذه الدرجة فهي عندما تغضب او تنفعل او تشعر بالضيق تلجئ الي النوم كوسيلة للهروب
زفر بضيق ليقرر ان يذهب بالرغم انه كان قرر قضاء ليلته هنا ، ولكن بم انها غاضبة سيتركها تغضب كما تشاء
وعندما تريد ان تخبره بسبب غضبها تتصل به
خرج من الشقة واغلق الباب بقوة




قفزت من الفراش عند سماعها صوت اغلاق الباب لتهرول باحثة عنه بأرجاء البيت ، فلم تجده انهارت باكية فوق الاريكة لم تستوعب انه تركها وذهب وحيدة ، انتبهت انها لأول مرة ستنام لوحدها فحتى عندما كانت بلندن كانت تتشارك مع زميلات لها بالجامعة في السكن
و منذ ان اتت من لندن لم يتركها ولا ليلة لوحدها قبل ان تذهب في النوم ويطمئن عليها
ظلت تبكي حتى غفت وهي مستلقية على الاريكة


***********************


دخل الي القصر ليجد امه بالبهو في مكانها المعتاد وبجانبها ياسين الذى ابتسم بهدوء
__ حمد لله على سلامتك يوسف ، هل يومك كان ممتعا
تقدم ليسلم على امه ويقبل راسها ليرد بتعب : كان مرهقا
سالته امه بحنان زائد : ما بك بني ؟ الارهاق واضح عليك ووجهك شاحب
__ لا شيء امي ، مجرد ارهاق وانا اريد النوم
التفت الي اخية : ما اخبار عريسنا ؟ وعروستنا الحلوة
قال ياسين بحزم : يوسف
ابتسم ابتسامة واسعة : الم اقل لك من قبل تخلص من شعور الغيرة هذا حتى لا يؤثر عليك بالسلب ؟
ثم انا اسال عن زوجة اخي الا يحق لي ؟

ضحك يوسف بقوة على غيرة اخاه ليجبر ياسين انه يبتسم وهو يقول: بمناسبة زوجة اخيك ، سنعقد قراننا بعد يومين
فتح عينيه فرحا : حقا ، مبروك اخي ، الف مبروك
__ الله يبارك فيك ، عقبالك
غام وجهه فجأة وهو يتذكرها ويتذكر غضبها غير المبرر
تنبه ياسين لوجه اخاه ليساله بصوت منخفض حتى لا تسمعه امه : اين كنت البارحة ، فانت لم تنم بالبيت ، ذهبت لأتفقدك عند الفجر فلم اجدك ووجدت فراشك كما هو
كح بارتباك : لا شيء ، انا ابلغتك اني ذاهب للإسكندرية مع الشباب ، لم ننتظر الي الصباح فسفرنا ليلا
هز راسة بعدم اقتناع فنبرة صوته ابلغت ياسين انه يخفي شيء ما
صعدا الاثنان الي غرفهم ليتركه ياسين وهو يقول
__ حسنا اذهب لتأخذ قسطا كافيا من النوم فأمامنا يوم طويل غدا ، ولا تنسى موعد عقد قراني فانا اريدك بجانبي
__ ان شاء الله تصبح على خير
دلف الي غرفته وهو يشعر بتعب شديد وارهاق
نفسي ليس جسديا ، كان يريد ان يعرف سبب غضبها ويتفاهم معها لا يتركها هكذا وحيدة
تنبه عقله لأنه تركها وحيدة بالبيت وهي لم تعتد اطلاقا ان
تبقى وحيدة ، بعد ان خلع قميصه ،ارتداه مرة ثانية ليهرول الي تحت ويركب سيارته ويطير عائدا اليها




عقد ياسين حاجبيه وهو يقف بالشرفة كان يتكلم مع نور ويهم بإغلاق المكالمة ليتركها تنام هي الاخرى فهو كان يطمئن عليها و يتمنى لها ليلة سعيدة
اغلق الهاتف سريعا واتصل به
__ اين انت ذاهب يوسف في هذا الوقت ؟



رن هاتفه ليجده ياسين بلع ريقة بصعوبة وهو يفكر ماذا سيقول له الان
رد بارتباك ليجد ياسين يساله اين هو ذاهب
ويكمل : هل حدث شيء ؟ نهى حدث لها شيء؟
__ لا ياسين واحد من اصدقائي سيارته تعطلت ويريدني ان اذهب اليه ، لا تقلق
__ ما بال اصدقاءك اصبحوا كثيرين ويحتاجون مساعدتك
صمت يوسف ليسال ياسين بهدوء: هل اعرفه ؟
__ لا ياسين ، لا تعرفه
__ حسنا لا تتأخر ، حتى تستطيع النوم جيدا
__ حاضر لن أتأخر ان شاء الله
اغلق الهاتف وهو يعلم جيدا ان كذبته لن تمر على ياسين
وان الاخر سيعلم ان عاجلا او اجلا بموضوع زواجه
يريد ان يخبره ولكنه ينتظر ان تستقر احواله مع نور
سيخبره بعد عقد القران ان شاء الله







اغلق الهاتف وهو يزفر بضيق فهو يعلم جيدا ان اخاه يكذب
وهي ليست اول مرة فهو لم يسترح الي تصرفاته منذ ان اتى من شرم الشيخ ، والعجيب ان امه هي الاخرى لاحظت غيابه واخبرت ياسين انه نادرا ما يأتي لتناول الغداء معها
و في الايام الماضية لم يبت ولا ليلة بالمنزل يأتي بعد الفجر
لينام قليلا ويستيقظ باكرا ليذهب الي العمل
اه ماذا تخفي يوسف



***********************

دخل الي الشقة مهرولا وهو يلعن غباؤه الذي جعله ينصرف ويتركها لوحدها
ليتوقف عن التنفس مأخوذا بها وهي مستلقية على الاريكة بوضع مؤذي لعنقها
اذن هي لم تكن نائمة كانت تتدلل عليه لا اكثر
ابتسم بحب و لهفة الي حوريته النائمة ليقترب منها بهدوء
ويجلس على ركبتيه بالقرب منها تأمل وجهها ليرى اثار دموعها واضحة على خدودها البيضاء
حرك أنامله برقة شديدة ليمسح هذه الاثار وهو يلوم نفسه انه السبب في بكائها ، ونومها بهذه الطريقة المؤذية
طبع قبلة رقيقة على خدها لتفتح عينيها بصدمة
قال هامسا وهو يمرر انامله برقة على خدها : اششش ، لا تخافي انه انا ، اسف حبيبتي ،لم اقصد مضايقتك
__ انا اسفة كنت غاضبة قليلا
وضع سبابته على شفتيها : اشش ، لا اريد ان اعرف شيئا
احتضنها بحب ليحملها بين ذراعيه ويدلف بها الي الداخل





موعدنا القادم يوم السبت ان شاء الله

سلافه الشرقاوي 02-07-11 06:49 PM

مساء الخير يا صبايا
كيكم وكيف احوالكم
عسى ان تكونوا بخير
اترككم مع البارت واتمنى يحوز على اعجابكن
اتفضلوا




الفصل الواحد وعشرون


بعد عشرة ايام


تنهدت وهي تنظر لنفسها بالمرآه وجهها شاحب فهي لم تنم مطلقا منذ يومين فتجهيزها للحفل يشغل تفكيرها كلما وضعت راسها لتنام تتذكر بعض الاشياء التي عليها فعلها
فتهب واقفة ، امها ايضا لا تنفك ان تطلب منها شراء احتياجاتها الخاصة من ملابس لدرجة انها شعرت بتوتر انها ستصبح عروس في هذا اليوم وليس مجرد عقد قران
ولا تنسي يوم انفجارها في وجه امها وتخبرها بانها لا تعلم لما هي تتعجلها بشراء كل هذه الاشياء ولديها مدة لا تقل عن ثلاث شهور بعد عقد القران تجهز بها
حينها غضبت امها منها وخاصمتها واعتصمت بغرفتها
واتى علي و انبها بشدة و عمل مجهودا خرافيا لترضى امها عليها
لا تتذكر متى اخر مرة تكلمت مع عمر دون ان تتشاجر معه فهو الاخر يشكل ضغطا من نوع اخر فيريد رايها بكل شيء يقوم به بجانحهم في الفيلا واخر مرة كلمها من اربعة ايام كان يريدها ان تأتي معه لشراء الاثاث فتشاجرت معه بقوة واخبرته بانها مشغولة ومتعبه وان الوقت غير مناسب
غضب منها بشدة و لم يتصل بها مرة اخرى
رن جرس الباب لتنتبه من تفكيرها وتذهب لتفتح
فوجئت بها واقفة بغرورها الاعتيادي
ابتسمت ابتسامتها المتعالية وهى تدخل من الباب
__ صباح الخير علياء ،كيف حالك ؟ وحال خالتي ؟
ردت علياء بهدوء : وعليك السلام ، نحن بخير تفضلي
__ المعذرة اني اتيه باكرا هكذا ولكن علي اصر ان اتي اليك لأشتري هدية زفافك على ذوقك فهو وصاني ان اخذك معي لتنتقي ما تريدينه
__ ولما كل هذا فعلي اشترى لي اشياء كثيرة ؟
ابتسمت : لن تتزوجي كل يوم حبيبتي ؟
__ انه مجرد عقد قران
__ حسنا انه زواج ، اليس الزواج عقد قران ؟
لفت برقبتها وهي تسال : اين خالتي لأسلم عليها ؟
__ انها نائمة
__ حسنا ، اجهزي للنزول الي السوق فانا مرتبطة بموعد عودة جني من المدرسة
مطت شفتيها بتعجب ، غير مرتاحة لهذه الزيارة وكم المودة التي تتكلم معها اية به ، ولكنها لن تستطيع الرفض فهي متأكدة من تكليف علي لزوجته بشراء هدية لها
ايقظت امها لتقول لها وتخبرها انها لن تتأخر



*********************



جالسة بمكتبها وهي تشعر بكأبة فظيعة ، وشوق جارف له
فمنذ اسبوع وتحديدا من يوم عقد قرانها عليه لم تراه
تشعر بروحها ممزقة شوقا ولهفة له ولرؤيته
نعم يتكلم معها كل يوم صباحا ومساءا ولكنها تشعر بالشوق
يغمرها ، ولكن ايضا العند يملأها
فهي اصرت يوم عقد القران الذي تم بمنزلهم الا تنزل لتراه بعدها رغم غضب عمر من موقفها ولكنها عندت اكثر
ومنها تأتي الي العمل ولا تتحرك من مكانها ، تعتصم بمكتبها ولا تذهب حتى لتتناول الطعام ، تظل جالسة الي ان يأتي ميعاد الانصراف فتنصرف على عجل وهي تحرص على عدم ركوبها للمصعد حتى لا تقابله ولو بالصدفة
طبعا خبر ارتباطها به ملئ الشركة وجميع زملائها باركوا لها ، لن تنكر فرحة سناء بها وهي تبارك لها بمودة وحب
، وايضا لن تنسى نظرة السيد عبد العزيز الحانية وهو يبارك لها ويوصيها بياسين خيرا و يقول انه من اخير الرجال
تتساءل بدهشة لما لا يأتي لها ليراها هو
و كيف استطاع الانتظار كل هذه المدة دون ان يراها
تعلم جيدا انه غضب عندما اخبره عمر انها لا تريد النزول يوم عقد القران واعلن عن غضبه لها هاتفيا
و امضى يومين كاملين لا يتصل بها وهي الاخرى لم تتصل به ، لتفاجئ به يتصل بها وهو يبلغها بانه اشتاق اليها
ولم يستطع الصبر اكثر من ذلك
والي الان يكلمها كل يوم صباحا فهي تستيقظ على صوته
وتغفى على صوته ، تحترق شوقا اليه ولكنها تذوب خوفا منه
فحلمها المزعج لا ينفك ان يداهم نومها ويبقيها خائفة لساعات طويلة ، لا تعلم ما اساس هذا الحلم ولكن ياسين يظهر به بوضوح ولذا هي تعتصم ولا تريد ان تراه
حتى لا يقرا الخوف في عينيها ، مكالمته تأخذها لعالم بعيد عن احلامها وعن واقع انها زوجته ، فهو لا يذكر لها هذا الامر اطلاقا
فعندما تتذكر هذا يملئها الغضب تشعر انها غصبت على الزواج منه بطريقة مهينة لها ولشخصيتها ولكرامتها
فهو وعمر لم يتيحا لها اختيار اخر ، حددا موعد الخطبة اولا ثم موعد الزواج دون علمها بل ابلغها عمر كأنها غير معنيه بالأمر ، ثم حددا ايضا موعد عقد القران ليتصل بها ياسين ويقول بمرح انه سياتي بالمأذون الساعة الخامسة
فهو اتفق مع عمر ، وهذا السبب الرئيسي لرفضها لرؤيته
تفجر الغضب بداخلها وكادت ان ترفض ان تعقد قرانها لكن نظرة عمر الغاضبة الحازمة جعلتها توقع العقد وتبصم ايضا عليه دون نقاش
__ كيف احوال زوجة اخي ؟
رفعت راسها بهدوء لتبتسم بوجهه : بخير ،كيف حالك يوسف؟ اين انت لم تظهر منذ يومين ؟
ابتسم باتساع : ماذا افعل مع زوجك ، فهو ينفث عن غيظه منك ومن عدم رؤيتك بي فأوامره اصبحت لا تنتهي وهو يتكلم معنا من انفه ويصيح علي انا وعبير
انا متفهم حالته ولكن المسكينة عبير اشعر انها ستقتله بيوم من الايام
احتقن وجهها احمرارا لصراحة يوسف ولخجلها منه
لتسال بخفوت : هل هو من اخبرك ؟
نظر لها معاتبا : لا نور ، ولكنه اخي وانا افهمه جيدا
وغيابك عنه يؤثر به كثيرا
ردت مدافعة : ولكني اتكلم معه يوميا
نظر لها مطولا : اخبريني نور ، اذا انت تشعرين بالعطش
هل سترتوين اذا اتيت لكي بكوب من الماء لتشاهديه
هزت راسها بتعجب :لا افهم ما العلاقة بين هذا وذاك
__ جاوبيني من فضلك
__ لا طبعا ، فما يرويني هو ان اشربه كله
ابتسم ابتسامة جانبية : ها انت جاوبت بنفسك
صمتت قليلا لتفهم ما يقصده يوسف ليحمر وجهها اكثر
ونطقت كأنها تحدث نفسها
__ ولكنه لم يطلب رؤيتي ولا يوم في الايام الماضية
__ نور يوم عقد القران شعرت ان ياسين مجروح جدا منك
ومن عدم نزولك له لتفرحا معا
فما فهمته انه كان حاجز بمكان فخم لتتناولا العشاء معا وتحتفلا ولكنك خربتي ترتيبه لكي
أتعلمين انه لم يبلغ امي بالموعد سحبني معه وانا لا اعلم ماذا يريد مني لأفاجئ انه يأتي بالمأذون وانه سيعقد قرانه اليوم
وعندما عتابته امي قال لها ان عقد القران للرجال فقط ولا يهم حضور النساء وانه سيقيم حفل زفاف اسطوري وقتها تستطيع ان تفرح به كما تريد
وانا تكلمت معه بعد ذلك واوضحت له انكي خجله منه ولذلك لم تنزلي الينا ولكنه كان غاضب بحق
نور ياسين من الرجال الاقوياء وغضبه يعادل قوته وقوة شخصيته ، ولكنه يتعامل معك بطريقة مختلفة
اربكتني انا شخصيا وتعجبت منها كثيرا ، وكان الجواب واضحا انه يحبك كثيرا
ولكن ما اغضبني منك انكي لا تقدرين ذلك
وتستمري في إيلامه، لما لم تصعدي لتريه ولو مرة واحدة
منذ عقد قرانكم ؟
اجابت بارتباك : انت قلت لياسين السبب يوسف
__ نور ما اجبرني على الكلام معك اليوم ان حالة ياسين اصبحت صعبة للغاية ، فلم اره من قبل غاضب كاليوم
ومشتت الذهن ايضا ، لا تزيدها عليه فيكفيه ارهاق العمل
__ حسنا، سأدعوه بمنزلنا اليوم ليتعشى معنا
__ لا نور ، لم اطلب منك ان تفعلي شيئا اكراما لي
ولا اريدك ايضا ان تخسري جزء من كبريائك الانثوي العتيد
فهو لابد ان يطلب رؤيتك ، ولكن ما اريده ان توافقي ولا تجرحيه مرة اخرى
ابتسمت بوجهه : حسنا يوسف ، ولكن اريدك ان تفهم اني لم اقصد اغضابه ابدا
ابتسم بعمق : اعلم عزيزتي ، فكما ارى انه يحبك ، ارى ايضا انكي مغرمة به
احمرت خجلا وهي تقول بغضب : يوسف
ضحك بمرح : حسنا ، حسنا سأذهب والله يعييني على زوجك

*************************

صاح بغضب : عبير اين يوسف ؟
اجابت بتلعثم من المفاجأة فهي كانت جالسة بأمان تنهي عملها لتفاجئ به فوق راسها ويصيح كعادته مؤخرا
__ لا اعلم ، انصرف منذ قليل
زم شفتيه بغضب : حسنا ، عندما يرجع ابلغيه اني اريده
دخل الي مكتبه وصفق الباب بشدة ينفث بها عن غضبه
ورمى بجسده على كرسيه بتعب
تنهد وهو يؤنب نفسه على غضبه الدائم وضيق اخلاقه فهو اصبح متضايقا دائما وما يغضبه اكثر قلة تحكمه في انفعالاته و سيطرته على اعصابه اصبحت معدومة
لم يعد متزن كما كان ، ويعلم جيدا السبب
ولكنه لا يستطيع ان يفرض نفسه عليها اكثر من ذلك
يريد ان يراها ولكنه لن يطلب منها ذلك
فهو مجروح منها من يوم عقد القران ورفضها ان تنزل ليبارك لها ويراها واحراجها له امام عمر ويوسف
شعر بالغضب منها ومن عندها وابتعد عنها ولكنه لم يستطع ان يتركها اكثر من يومين وهذا ما جرحه واغضبه بالفعل
انه لا يقدر على بعدها بينما هي تستطيع الابتعاد عنه
انتظر ولو مرة واحدة تصعد اليه ولو بالخطأ ولكنها التزمت بمكتبها وهو الاخر التزم بمكتبه وبمكانته
اصمد ياسين لن تصبح على اخر الزمان يتحكم بك قلبك
وتهين نفسك اكثر من ذلك
فاذا كانت هي تستطيع الابتعاد فانت الاخر تستطيع الابتعاد
نعم احبها ولكنها لن تتحكم بي ردد عقله هذه الجملة كثيرا حتى بات يحفظها عن ظهر قلب ويتعامل على اساسها
وقف واتجه الي النافذة الزجاجية وشرد وهو يتذكر اخر مرة لهما معا وكم كانت جميلة ورقيقة ودافئة
ابتسم وهو يتذكر ضحكتها التي ملئت جوانب جسده وسكنت حنايا روحه وشعور السعادة التي امتلكه لأنه نجح في اسعادها للحظات ، نجح في انتزاع ضحكتها ليسمعها
و يستمتع بها ، لم يكن يعلم انها ستسكن روحه وتتردد في أذنيه كلما جلس بمفرده
تنبه الي يد تهزه بلطف : ياسين
التفت بحدة ليجد يوسف واقف امامه
نطق بغضب : الم تتعلم ان تطرق الباب ؟
ابتسم يوسف بهدوء : لقد طرقته اكثر من مرة ، ولكن من الواضح انك لم تسمعني
اتسعت ابتسامته وهو يردف بخبث : من الجميل الذي شاغل عقلك ؟
توتر ياسين ليكمل هو :ولكن هذا سؤال اجابته معروفة
صاح بغضب : يوسف ، ماذا تريد ؟
جلس يوسف باسترخاء : انا لا اريد شيء ، عبير ابلغتني انك سالت عني ، ماذا تريد مني يا اخي العزيز ؟
نظر ياسين اليه مطولا :لا شيء ، كنت اسال عنك فقط
جلس الي مكتبه واتكئ بمرفقيه و مثل عدم الاهتمام
وانه مشغول بالأوراق التي امامه ونظر له بطرف عينه
__ اين ذهبت ؟
اخفى يوسف ضحكته حتى لا يشعره بالإحراج وتحكم بصوته: ذهبت الي ادارة الشئون القانونية ،فبعض الامور احتجت ان اسال عنها السيد عبد العزيز
لم يسمع البقية توقف عند احتمال رؤية يوسف لها
نطق بسرعة ودون تفكير : هل رأيت نور ؟
لم يستطع ان يكتم ضحكته هذه المرة فانفلتت منه غصبا
نظر اليه ياسين بغضب ليصمت : اسف ، نعم رايتها
احتقن وجهه وشعر انه سينفجر من الغضب
ورد بنبرة مميته : حسنا يوسف اذهب الي مكتبك
زم يوسف شفتيه بضيق : لمتى ياسين ستبقى على هذا الحال؟
عقد حاجبيه واشاح بوجهه بعيدا عن اخاه
ليكمل يوسف : اذا كنت مشتاق لها لما لا تراها ؟
ضم كفيه غضبا ونطق من بين اسنانه : لأنها لا تريد ان تراني
__ بل تريد يا اخي ، ولكنها لن تطلب منك ذلك
اسمع معي دعوتين لافتتاح احدى البواخر النيلية المتحركة
ادعوها لتذهب معك
__ سترفض الخروج معي
__ بالله عليك هل دعوتها منذ عقد قرانكما للخروج ؟
عقد حاجبيه مفكرا : لا ، فانا غاضب مما فعلته يومها
__ ومنتظر انت ان تأتي اليك وتبلغك باشتياقها وانها تريد ان تراك ام ماذا ؟
نظر الي اخيه وهو يقيم كلامه ليجده محقا به
ناوله الدعوات :اسمع كلامي هذه المرة ، ولن تندم
اخذ منه الدعوات وهو يساله بحذر : ولماذا لم تذهب انت و صديقك الاتي من الخارج فهو اكيد مشتاق لرؤية النيل
بهت وجه يوسف وقال بارتباك : لقد اتيت بالدعوات خصيصا لك ، سأنصرف
انهى جملته ليغادر المكتب بسرعة
اتبعه ياسين بنظراته ثم زفر بضيق فها هو اتاح له فرصة ليتكلم معه ويخبره بأسراره ولكن اخاه فضل الصمت
سأنتظرك يوسف فانت ستاتي بمفردك لتخبرني
نظر الي الدعوات ليتنهد ويشعر ان امامه مهمة عويصة لابد من انجازها


**********************

جلس على كرسيه وهو في قمة الارتباك فسؤال ياسين باغته
فلم يستطع الرد عليه تنهد بضيق من الفرصة التي اضاعها بيده
وازداد ضيقه عندما تذكر انها ستذهب اليوم الي اخيها
وسيصبح من الصعب علية ان يراها كما يريد
فهذا المعتز مريض سيحبسها بالمنزل او سيؤجر لها حارسا خاصا لمرافقتها وحمايتها
يشعر انه مكبل الايدي ومربوط الارجل لا يستطيع فعل أي شيء
تنهد بقهر ولعن غباؤه الذي وقف في طريق ان يبلغ اخيه بسره
فكان الان سينعم بها الي جواره للابد
تحت حماية ياسين
لا تضحك على نفسك يوسف فانت خائف ان يطردك ياسين من حياته وتخسر كل شيء
ماذا سأفعل ؟ لابد من ايجاد حل يجعل ياسين بصفي وبالتالي استطيع الوقوف بوجه معتز



*****************


يتحرك مع العمال بغضب مكتوم سببه هي وتغيرها المفاجئ
الذي لا يعلم سببه ، يسئل نفسه ماذا حدث ؟ ماذا فعل ؟
عصر تفكيره هل من الممكن انه فعل شيء اغضبها بدون قصد فكر قليلا ليجد انها تغيرت فجأة بعد خطبة نور
ومهما فعلت لتبين له انها طبيعية يشعر بان هناك فاصل ضخم بينهما ، زفر بضيق
__ عمر ، يا باش مهندس
التفت الي اشرف صديقه وزميله : نعم
__ ما بك ؟ انا اتكلم معك وانت لا ترد
هز راسه نافيا : لا شيء
__ حسنا ، العمل انتهى باقي وضع الاثاث
اتريد شيئا اخر ؟
نظر الي الجناح برضى : لا العمل جيد اشرف ، وانت بذلت مجهودا خرافيا ، اشكرك
__ تشكرني على ماذا انه عملي عمر ، متى تريد ان ارسل لك الاثاث ؟
__ لا ، ليس الان ،فموعد الزواج بعد ثلاثة اشهر من الان
__ حسنا وقتما تريده ، ابلغني
صافح صديقه وانصرف الاخر واخذ هو يدور ويلف في الجناح لعله يجد سبب يشغله عن التفكير بسبب غضبها
رن جرس الباب ليتعجب فموعد وصول نور ليس الان
اكيد ان اشرف نسى شيئا
توجه الي الباب ليفتحه وتتسع عينيه من الصدمة

*****************

رن جرس الهاتف لترد بسرعة : اهلا بسنت ، انا بالسوق
لا طبعا لست وحيدة
ابتعدت قليلا عن رفيقتها: مع اية
جاءت وقالت ان علي اوصاها على شراء هدية لي بمناسبة زفافي
نعم انا بمحل خاص للأشياء النسائية
لا طبعا لم انسى اليوم موعد المصممة
ستاتين معي ، ونور ايضا ستستلم فستانها اليوم
حسنا لن أتأخر ، سلام
رجعت اليها وهي تبتسم : انها بسنت تأكد علي موعد المصممة
ابتسمت ببرود : مبروك عليك
__ الله يبارك فيك
تنحنحت علياء وسالتها وهي تشغل نفسها بالبحث في الاشياء التي امامها لتسيطر على توترها
__اية ، هل تعلمين الفتيات التي كان يعرفهم عمر
ابتسمت اية بخبث فهي وصلت لما تبغاه
__ لا طبعا ، فهن كثيرات
لتردف ببرود متعمد : لما تشغلين راسك ؟ انسي علياء فهو الان خطيبك انت ، انا كنت خائفة عليك لا اكثر بسبب ما فعله عمر معي
عقدت حاجبيها وسالت بتوجس : ماذا فعل معك ؟
__ لا تشغلي راسك ، كان هذا في الماضي
ان علي يقول انه يحبك كثيرا ، و لذلك طلبك للزواج
ناولتها احد قمصان النوم الستانية وهي تقول
__ هذا مناسب علياء ، محتشم وانيق ويليق لليلتك الاولى
نظرت علياء اليها بنظرات زائغة وهزت راسها موافقة
لتذهب الاخرى وتشتريه
عادت اليها : هيا علياء ، حتى لا أتأخر عن جنى وانتي تذهبين للمصممة
مشيت علياء معها بالية ولكنها بالفعل لا تشعر بما يدور حولها
عقلها متوقف عن العمل الا لشيء واحد وهو ما الذي فعله عمر مع اية ؟



*******************
فتح الباب وهو مقتنع انه سيجد اشرف امامه ليجد اخر شخص يتوقع رؤيته
ابتسمت بحنان : مرحبا حبيبي ، الا تقل لي تفضلي ؟
ابتسم ابتسامة واسعة وتقدم منها وهو يحتضنها بحب
__ تفضلي نورتي وشرفتي ، اشتقت اليك عمتي
احتضنته بحب وحنان خالص وهي تشم رائحة اخاها به
دخلا ليجلسا على الاريكة ،لتدمع عيناها وهي تربت على خده بلطف : وانا الاخرى حبيبي ، كبرت عمر واصبحت عريسا
ضحك بمرح ووقف مستقيما وهو يقول بغرور : اه ، نعم
ما رايك بي ؟ هل اصبحت وسيما كابي ؟
عند ذكره لأبيه اجهشت بالبكاء ليتنهد هو بضيق : عمتي كفي عن البكاء من فضلك
قالت وهي تغالب دموعها : رحمة الله عليه ، انت نسخة منه
كأني ارى محمد امامي لتغيم نبرتها حزنا و استياء
لكن لون عيناك ورثته من امك
فمحمد لم يكن اخضر العينين لتشع نبرتها بحب : كانت عيناه سوداوان
ضحك وهو يجلس بجانبها مرة اخرى
اذن لون عيناي سيئا لأنه ملون ، انه ميزة عمتي
تنهدت وهي تكتم ما بداخلها : لا حبيبي بل جميل عليك يزيد وسامة وجمال ، الحفل اليوم اليس كذلك ؟
عقد حاجبية تعجبا : لا ، بعد ثلاث ايام ، يوم الجمعة
شعرت بالضيق : حافظ ابلغني انه اليوم
ابتسم بسعادة : هذا جيد ، اجلسي معنا هذه الفترة الي حفل الزفاف لتشرفي بنفسك على التجهيزات و تعاوني نور
لأني اشعر ان المسئولية الملقاة على عاتقها كبيرة
قالت بتوتر : ولكن حافظ
قاطعها بصرامة : عمتي ، لا تستفزيني عمي لن يقلق عليك
ولن يسال عنك ، وانت تعلمي ذلك جيدا ، ومن حقي عليك ان تكوني بجانبي هذه الايام
ابتسمت فعندما تكلم بصرامة هكذا ذكرها بأخيها فعلى الرغم من انه اصغرهم الا انه كان شخصية قيادية وصارم في كل الاحوال كان الاقرب الي ابيها وشخصيته
__ اتعلم ، عمر انا مشتاقة لرؤية نور جدا ، فمنذ ان كانت بالثالثة عشر وانا لم اراها
قال والحب يشع من صوته : كبرت عمتي واصبحت انثي جميلة تدير عقول الرجال ، ولكنها تزوجت الحمد لله
شهقت فزعا : تزوجت ، دون ان تخبرنا عمر
ابتسم : انه مجرد عقد قران عمتي ، ستحضرين حفل الزفاف ان شاء الله
__ كان لابد من ان تخبرنا عمر ، وزوجها هذا من اصل طيب
__ انه من اخير الرجال عمتي ، ويحبها وسيحافظ عليها
ويرعاها ،وانا مطمئن له
هزت راسها بحب لتقترب منه وتبتسم : اخبرني عن زوجتك
صفها لي
ابتسم بحب وعيناه لمعت من السعادة
__ قمر عمتي ، جميلة بنظري وانا اشعر معها باني احلق بسماء السعادة
ابتسمت وهي تتذكر مقولة اخيها عندما سالته عن نور
رد بنفس الكلمات تذكرت كم شعرت بالسعادة من اجله كما تشعر بالسعادة من اجل عمر اليوم
ولكن عندما تعرفت على نور تيقنت انها ليست النمط الذي سيستريح مع محمد فشخصيتها غير متفقة مع شخصيته
هي صغيرة ، مدللة ، متحررة ، اعتادت ان تلقي بالأوامر فتجاب فورا ، ومحمد يريد من تتعامل معه بالعقل والحكمة وهي بعيدة عنهما تماما
كانت تتعجب من ان هذه الفتاه تربت على يد اللواء اسماعيل الذي طالما حكى والدها عن صرامته وقوته
تنبهت من افكارها على يد عمر تهزها بلطف : عمتي ، اين شردت ؟ انا اتكلم معك
ابتسمت بضعف من الذكريات : معك حبيبي
__ حسنا ، هيا معي لتبدلي ملابسك وتستريحي من عناء السفر

******************
جالسة تفكر بما قالته اختها وتشعر بالريبة من الوضع بأكمله لتنتبه على من يطبع قبله دافئة على وجنتها
لتلتفت اليه بابتسامة : عدت باكرا اليوم
__ اذا تريديني اعود ، سأعود
ضحكت وهي تشده ليجلس بجانبها : لا طبعا ، انت تبحث عن حجة لتعود الي العمل
__ لا والله ، عدت باكرا من اجلك ، اشتقت اليك
اتبع جملته وهو يضع راسه على فخذها
__ ما بك حبيبتي ؟ اشعر بشيء يشغل راسك
حدثته كأنها تحدث نفسها : اية ذهبت بعلياء لتشتري لها هديه اوصاها بها علي
عقد حاجبيه تعجبا : حسنا ، ما المشكلة ؟
__ الا تعلم اية وبرودها ؟ اخاف ان تضايق علياء
__ حقا لا اعلم كيف علي متحملها ، فهما الاثنان غير متفقين اطلاقا
تنهدت بقهر : انا السبب في معرفتهما ، ولكنها لم تكن كذلك حينما صادقتها
__ لا تتضايقي حبيبتي ،
اكمل بصعوبة : بسنت ، اريد ان اطلب منك طلبا
شعرت بالتوجس مما سيقوله لتقول بهدوء : أمرني
__ اريدك ان تقللي حركتك هذه الايام
شعرت بالضيق مما قاله : محمد ، انت تعلم جيدا ان هذا احتمال بعيد المنال وخصوصا هذه الايام ، فالطبيبة قالت ان مدة العلاج تتراوح بين ستة او ثمان اشهر و انا اتناول الدواء منذ شهرين فقط
__ اعلم هذا بسنت ، ولكن من فضلك اسمعي الكلام ونفذي ما اقوله لكي
انتفضت واقفة لتصيح غاضبة هذه المرة والدموع تخنقها : قلت لك من قبل تزوج وانت لم تستمع الي
لتتركه وتدخل الي غرفتهما وهي تبكي
اغمض عينيه من موقفها لا يقصد ابدا ان يجرحها
نفخ بضيق ليجر نفسه ويذهب خلفها
دخل الي الغرفة ليجدها مستلقية على الفراش وتبكي بصمت
جلس بجانبها واحاطها بذراعه : لماذا غضبتي بسنت وانت تعلمي جيدا اني لا اقصد ما فهمتيه
وانني لن اتزوج عليك ابدا ، مهما حدث بل اريد ان اطمئن عليك فحسب انت تخشين اجراء العملية والطبيبة اخبرتنا ان تتناولين الدواء وتقللي حركتك وتهتمي بصحتك جيدا حتى لا نلجأ الي خيار العملية ، فلماذا تغضبين مني ؟
__ اسفة محمد ، ولكن كلما تذكرت اني السبب في تأخير حلمك بالأطفال اشعر بالضيق من نفسي
نظر اليها بحب : انه قدرنا حبيبتي ولا تحملين نفسك شيئا لا دخل لكي به ، هيا نخرج لنتناول الطعام بالخارج واوصلك انت وعلياء الي مصممة الفستان ، اليس موعدها اليوم ؟
ابتسمت اليه بحب لتذكره الموعد : نعم
__ اذن هيا


*******************


قاربت على انتهاء عملها ، تطبع على الحاسب وهي تزفر بملل
اليوم ممل على غير العادة بسبب غياب سناء ، وزادت ضيقتها من حوارها مع يوسف فهي تلوم نفسها على تعاملها مع ياسين ، ولكن الخوف من اجبرها على ذلك
تنبهت لوجود شخص اخر معها بالغرفة لتلف بكرسيها ناحية باب الغرفة
لتراه واقف بطوله الفارع وعيناه الرماديتين لتبتسم بوجه
ابتسامة جميلة
تشعر بالحب يجري بعروقها ، كم اشتاقت اليه والي رؤيته
واذا لم تحكم عقلها قليلا كانت رمت نفسها بين ذراعيه
مسكت بحافة مكتبها وكأنها تتشبث بها حتى لا تفعل أي فعل لا يحمد عقباه فقلبها يدق بعنف ويأمرها بانه يريد الاستكانة بين ضلوع هذا الياسين
نطقت بحب لم تستطع اخفائه : مرحبا


لم يستطع منع نفسه اكثر من ذلك ، فمنذ الحوار الذي دار بينه وبين يوسف وهو يلوم نفسه على عدم دعوتها للخروج ولا مرة بعد موقف عقد القران ، يعلم جيدا بينه وبين نفسه
انه اتخذ من حوار يوسف حجه قوية ليجبر عقله على النزول اليها ورؤيتها ولو من بعيد
وكلما تذكر ان يوسف راها اليوم تشتعل نيران الغيرة بصدره
فكيف يراها اخاه وهو لا ،هو احق برؤية جمالها الاخاذ والاستمتاع به ، هو احق بالتكلم معها وجها لوجه ليرى ابتسامتها التي ترد له روحه والعند والغضب الذي يلمع بعينيها دائما ليجعلاه يشعر بانه على قيد الحياة
نزل اليها سريعا فبعد هذا التفكير لم يستمع الي مقولة عقله السخيفة الذي لا معنى لها الان
وعند وجوده بالدور الذي به مكتبها اسرع خطاه
ليحبس انفاسه امام مكتبها وهو يراها من ظهرها ورائحتها تتسلل الي رئتيه وتملئ صدره فيشعر بان شوقه يزداد
لم يرد تنبيها انه موجود حتي يستمتع بالنظر اليها ويستطيع ايضا السيطرة على شوقه ولهفته اليها
قلبه يدق بجنون ويجبره على الاقتراب بينما عقله يأمره بالتروي والحكمة وان لا يظهر بمظهر الضعيف امامها
حافظ على كرامتك ياسين ولا تهدرها
عندما لفت اليه شعر انه سيقدم على فعل لا يحمد عقباه
وعندما ابتسمت شعر بان قلبه ينتزع من بين ضلوعه ويذهب اليها طواعيتا وتبخر كلام عقله عن الكرامة والثقل
كل ما يريده الان قربها ودفنها بين عظامه
عندما تكلمت شعر بانه يسمع احلى انغام في حياته وعلى الرغم من انه يسمع صوتها كل اليوم بالهاتف الا ان له تأثير مختلف وهي امامه ، كلمتها بسيطة الا ان تأثيرها عليه اقوى من كل كلمات الغرام

عندما ظل واقفا ولا يتقدم منها قامت من كرسيها
لتقول بتهذيب : تفضل
وكأنها تعطيه سببا ليفعل ما يتمناه
تقدم منها بخطوة سريعة ليحتضنها بين ذراعيه بشوق ولهفة
وهو يهمس : اشتقت اليك حبيبتي

انتفضت من سرعته ناحيتها لتفاجئ بنفسها بين ذراعيه
وعلى الرغم من شعورها بحلاوة عناقه التي اخبرتها بمدى اشتياقه اليها
الا ان عقلها نبهها انهم بالشركة
دفعته بلطف، وهي تقول بارتباك: ياسين توقف
تنهد بنفاذ صبر و قهر ليبتعد عنها ويجلس على كرسي بالغرفة وقال بغضب
__ الا تشعرين نور ، الا تمتلكين قلبا كسائر الناس
اشتقت اليك وتنازلت عن كرامتي لاتي اليك وعندما تصرفت كما املى علي قلبي تأمرينني بالتوقف
شعرت بغصة في حلقها فنبرته بقدر ما كانت غاضبة كانت حزينة
نطقت بهدوء : لم اقصد مضايقتك ، فكرت اننا بالشركة وهذا ليس مقبول هنا
ابتسم بسخرية : واذا كنا بمكان اخر كنتي ستتركينني احتضنك كيفما اشاء
شعرت بصعوبة السؤال فاذا جاوبته بنعم تفتح له مجالا
كلما كانا بمفردهما ان يحتضنها كما شاء
واذا قالت لا سيغضب منها وهي لا تريده ان يغضب
فكرت قليلا لتجيب بابتسامة : أ تعلم انا الاخرى اشتقت الي المشاجرة معك
ردد بدهشة : المشاجرة
كتمت ضحكتها : اه نعم ، انت اتيت اليوم لكي نتشاجر اليس كذلك ؟ مظهرك يدل على ذلك
شعر بانها تتهمه ليرد مدافعا عن نفسه: لا طبعا ، لماذا اريد ان اتشاجر معك ؟
جئت لكي
بتر جملته وهو يتنبه لما تفعله هذه الجنية ليبتسم بإعجاب
__ انت تتهربين من الاجابة
ضحكت بمرح من فهمه لها : ما الذي جعل مديرنا العظيم يتنازل ويشرفنا بزيارته
رد بجدية وقال امرا : اجهزي بالسادسة و النصف سأمر لاصطحابك للعشاء
ردت والعند يملئ عينيها :انت تامرني
تحداها قائلا بهدوء : نعم ، انه حقي انت زوجتي ام نسيت
شعرت بالتملك في صوته والعجيب انها فرحت بتملكه لها ولكنها لن تشعره بذلك
__ لم انسى ولكن هذا لا يعطيك الحق ان تجبرني على الخروج ، ثم لم اصبح زوجتك فعليا
رد ببرود استفزها : بلى انت زوجتي وانا لدي كل الحق لإجبارك على فعل ما اريده
ليردف وهو ينصرف من امامها : وبمناسبة تهربك من الاجابة على سؤالي ، انا لدي كل الحق ان اضمك كيفما اريد بالوقت والمكان الذي اريده ، ولا يحق لكي الاعتراض
اكمل امرا : انصرفي الان حتي تستطيعي ان ترتبي نفسك قبل الموعد وهذا امر فانا المدير
وابتسم بتملك : الي اللقاء يا زوجتي العزيزة

فتحت عيناها تعجبا منه ، لتعقد حاجبيها وهي تفكر
هذا اسلوب جديد يتعامل به معها
شعرت بالغضب يملئها والعند يتفجر بداخلها لم تؤمر يوما بحياتها ليأتي هذا الياسين ويقتحم حياتها
انتي غبية ، اعطيته سلاح يستخدمه ضدك كلما اراد شيئا
قال انتي زوجتي واستطيع اجبارك
لتتذكر انه قال ان من حقه ان يضمها كما اشاء
كيف جرؤ على قول شيء كهذا
مسكت كوب القهوة وتمنت ان يكون مازال امامها لتقذفه به في راسه
لمعت عيناها بتحدي وهي تفكر الم يعد لها سيطرة على حياتها بعد الان
زفرت بضيق ولمعت عيناها بتحدي : سنرى ياسين ، سنرى


****************


زفر بضيق منها ومن معاملتها الجافة التي تتقنها جيدا
يعلم جيدا انها تحبه فعند اول لمسه منه تذوب بين ذراعيه وعندما عانقها منذ قليل شعر بلهفتها اليه وصدق ايضا ان سبب دفعتها اليه ان الموقف لا يليق بهما ، ولكن لا يعلم لماذا هي متصلبة معه هكذا
استفزته لدرجة كبيرة عندما تلاعبت معه لماذا لم تجبه عن سؤاله وتريح قلبه
لن يجبرها يوما على فعل ما لا تريد ، ولكن هي من اجبرته على التفوه بهذه التفاهات
فهو ليس ديكتاتورا ممكن ان يكون متسلطا قليلا ولكنه يحبها كما هي بشخصيتها العنيدة القوية ولن يسع يوما لإرغامها على التغير
ابتسم داخليا ولكنها تستحق ان تتأدب قليلا حتى تفصح عما بداخلها ولا تكون متصلبة هكذا في تعاملها معي
كم كانت رائعة اليوم
طل من مكتبه على عبير وهو يبتسم : عبير هل يوجد مواعيد اخرى اليوم
دهشت عبير بشدة فهو من اسبوع لم يبتسم ولا مرة حتى عن طريق الخطأ
ردت : ها
ضحك من تعابير وجهها : مواعيد ، هل عندي مواعيد اخرى
شعرت انها جنت حتما هل هو يضحك لتفيق على سؤاله
__لا سيدي
__ حسنا، سأنصرف، سلام

نزل وهو يشعر بالسعادة فزوجته ستخرج برفقته اليوم
تنهد كم هي كلمة رائعة النغمات ، وكم رائع ان تظل برفقته دائما
ركب سيارته وخرج من الشركة ليراها سائرة باتجاه الشارع الرئيسي ابتسم بتعجب هل امتثلت لأمره وذاهبة الي البيت
ولكن اين سيارتها لمع عقله فمن الواضح انها ستستقل سيارة اجره لتعود بها
عقد حاجبيه وهو يقول بالفعل تستحقي تأديبا نور
امسك هاتفه واتصل بها وهو يبطئ السير


رن هاتفها وهي تسير بملل فالسيارة صباحا لم تعمل واتى بها عمر وهي متفقه معه على ان يأتي ليعود بها لكن عندما ابلغها ياسين بأمر العشاء وامرها بالانصراف فكرت ان تستقل سيارة اجرة وتعود سريعا فهي تحتاج فعلا ان ترتب نفسها قبل الخروج معه ولن تستطيع انتظار عمر ان يأتي وهي على علم بانه مرتبط مع العاملين بمنزلهم
رن هاتفها لتجد انه من يتصل
زفرت بغضب لترد من بين اسنانها : نعم
كتم ضحكته من الواضح انها غاضبه من اوامره لها
سال ببرود : اين انتي ؟
__ عائدة الي البيت
__ ممتاز ، تستحقين ان اتي لك بالحلوى
رددت باستنكار : حلوى !
__ نعم ، هكذا افعل مع يمنى حينما تمتثل لأوامري
قبضت الهاتف بشدة و انزلته من على اذنها وهي تجز على اسنانها بغضب وهمت ان ترميه من يدها
لتعود اليه وتقول بغضب حقيقي : ماذا تريد ياسين ؟
كاد ان ينفجر ضاحكا وهو يرى ردة فعلها
ليرد ببرود : انتي بسيارتك اذن
جزت على اسنانها غضبا : لا
ضحك ساخرا : كيف عائدة الي البيت اذن ؟
__ سيارتي تعطلت صباحا ، وسأستقل تاكسي
تقدم بالسيارة سريعا ليقطع طريقها قال امرا : اركبي
تفاجأت من تواجده امامها كعفريت العلبة لدرجة انها شهقت بصوت عال
نظر لها بتصميم وهو يشير من داخل السيارة ان تركب
بجواره
مطت شفتيها باستياء من تسلطه لتركب الي جواره وتصفق الباب بشدة
رفع حاجبة الايمن من صوت الباب ليلتفت اليها
__ ما هذا يا انسة ؟
ردت بنفاذ صبر : ماذا ؟
__ نور ، تعلمي ان تتعاملي معي بتهذيب ، ولا تستفزيني ،
الي الان انا اتعامل معك بهدوء واسيطر على اعصابي
لكن لا تختبري صبري
كادت ان تنفجر بوجهه لكنها تذكرت كلام يوسف و ان هذا المتسلط المتغطرس كان يائس بدونها لتقرر ان تغير استراتيجية تعاملها معه
ابتسمت برقة وقالت بدلال قصدته : لم افعل شيء ياسين يستحق ان تغضب منه
فغر فاه بسبب لهجتها التي تقطر دلال ليشعر بالحرارة في جسده عند رؤيته لابتسامتها
لف وجهه بعيدا عنها ليتجنب النظر اليها
ليسال بجدية : لماذا لم تخبريني ان سيارتك ليس بحوزتك ؟
اقتربت منه وهي تكتم ضحكتها على رؤية وجهه المحمر
__ لم تعط لي فرصة ، انصرفت كالديك الشركسي بعد ان امرتني بالانصراف
قالت جملتها الاخيرة وهي تمط شفتيها الي الامام ممثلة الغضب منه
اتسعت عيناه لوصفها له ليقل من بين اسنانه
__ انا كالديك الشركسي
وضعت يدها على فمها : هل اغضبك وصفي
لتقترب منه وتهمس بجانب اذنه : انه مدح سيدي ، الا تعلم ان الديك الشركسي جميل المظهر معتد بنفسه
وان كنت غاضب ، المعذرة
طبعت قبلة خاطفة على وجنته لتعود الي مكانها سريعا
عند اقترابها منه شعر بان قلبه يقفز كالمجنون بصدره وعندما همست بإذنه بانها تمدحه شعر ان سيطرته على افعاله اصبحت معدومة ، لينتفض من قبلتها الغير متوقعة
والذي كان يحلم بها مرارا ، ضغط على مقود السيارة بشدة الي ان ابيضت انامله حتى لا يسمح لنفسه ان يلمس وجنته مكان قبلتها
وهو يفكر ماذا تريد هذه النور ، وما الذي تغير لتتصرف بهذه الطريقة الغريبة على شخصيتها
فطالما حاول اقناعها مرارا و سائلها ان تقبله بالهاتف وهي تجيب بالنفي القاطع
نظر اليها بجانب عينه ليرى ما الذي تغير ليرى التوتر ظاهر على وجهها ، اذن هي لا تريد تقبيله فعلت شيء بتسرع دون التفكير به وها هي تلوم نفسها على فعلتها
فكر بخبث حسنا نور ، سأعتبر هذه دعوة منك ، ولكن سأستغلها بالوقت المناسب


جلست بسرعة بعيدا عنه، لتنكمش على نفسها وتحبس انفاسها بترقب لما سيفعله ، وهي تلعن عقلها ونفسها على ما فعلته بتسرع ، ما هذا الغباء الذي اصبحت به ؟
كيف سيتصرف الان ؟ وبماذا سيرد عليك الان ؟
وكيف سيرى تصرفي معه ؟
والمزيد من الاسئلة تتدفق الي عقلها ، وهي تلوم نفسها على فعلتها الشنعاء ،حدثت نفسها بتهكم لا تريدين اغضابه
لعله يغضب ويضرب راسة بأكبر حائط ، ماذا ستفعلين الان ان التفت اليك وضمك الي صدره او حاول ان يقبلك
اتسعت عيناها بصدمة وهي تتخيل الفكرة نفسها
توترت لدرجة انها اهتزت من تخيلها لما ممكن ان يفعله
وحجته جاهزة وواضحة فانت زوجته ،يا لكي من غبية
تنبهت على صوته وهو يناديها : نور
انكمشت على نفسها عندما اقترب منها : ماذا بك نور؟
قالت بتوتر : لا شيء
__ حسنا انزلي ، وصلنا
تنفست بقوة وهي تسمع جملته ليعقد حاجباه من امرها
نزلت وقفلت الباب لتنحني امامه : تفضل ، ادخل تغدى معنا
__ اشكرك ، لا تنسي موعدنا ، سلام



دخلت الي حديقة الفيلا لتسمع عمر وهو يتحدث مع احد لتتعجب من الذي برفقته
عندما راها اتسعت ابتسامتها : تعالي نور ، انظري من هنا
عمتي جاءت لتحضر حفل خطوبتي
ابتسمت نور وهي تتأمل عمتها فكم اشتاقت اليها
لتنتفض العمة عند رؤيتها بهلع وتدقق بملامحها وتنظر الي شعرها بلونه المميز وتتذكر حديث دار بين اخيها وزوجة اخيها تناهى الي مسامعها ولكنها تناسته او حاولت تناسيه





موعدنا القادم الاربعاء ان شاء الله
مستنية ردودكم وتوقعاتكم

سلافه الشرقاوي 06-07-11 08:36 PM

مساء الخير يا صابيا
كيفكم عاملين اية ؟ عسى تكونوا بخير
بشكر الناس اللي ردوا عليا البارت اللي فات
ولي عودة بردود عليكم تفصيلا
البارت المرة دي طويل واخذ مني وقت ومجهود كبير
اتمنى يحوز على اعجابكم
و خصوصا انه بارت فيصلي
يعني من اول البارت اللي جاي القصة حتاخد منحنى اخر
اسيبكم مع البارت
لا تبخلوا علي بردودكم وتعليقاتكم




العائلات المذكورة بالقصة لا تمت للواقع بصلة
فهي من وحي خيالي
واذا كانت هناك عائلات واقعية بنفس الاسماء
فهو مجرد تشابه اسماء غير مقصود



الفصل الثاني وعشرون






دخلت الي حديقة الفيلا لتسمع عمر وهو يتحدث مع احد لتتعجب من الذي برفقته
عندما راها اتسعت ابتسامتها : تعالي نور ، انظري من هنا
عمتي جاءت لتحضر حفل خطوبتي
ابتسمت نور وهي تتأمل عمتها فكم اشتاقت اليها
لتنتفض العمة عند رؤيتها بهلع وتدقق بملامحها وتنظر الي شعرها بلونه المميز وتتذكر حديث دار بين اخيها وزوجة اخيها تناهى الي مسامعها ولكنها تناسته او حاولت تناسيه
سال بتوتر : ما بك عمتي ، نور تسلم عليك
رسمت ابتسامة باهته : لا شيء ولكني متعبة من السفر وشعرت بدوار خفيف
تقدمت منها نور لتحتضنها : مرحبا بك عمتي ،اشتقت اليك
لتحتضنها الاخرى بحضن خالي من الود والدفء
__ وانا الاخرى حبيبتي ، اسمحا لي اريد الراحة قليلا
نظر لها عمر مطولا :تفضلي عمتي
نظرت لها نور بتعجب لتلتفت الي اخيها وتساله : ما بها ؟
لما تنظر لي وكأنها رات شبحا ؟
توتر : لا شيء انها متعبة لا اكثر ، انت اتية مبكرا ، لم تنتظريني هل شعرتي بالتعب ؟ ام حدث شيء بالعمل ؟
ردت وهي تكتم غضبها : لا ذاك ولا تلك ، ياسين طلب مني الخروج وانا استأذنت لاتي باكرا واستعد
هز راسه فرحا : تطور ملحوظ و ممتاز ، حسنا اذهبي لتستعدي كما تريدي
هزت راسها بموافقة وهي تنصرف ، ليجلس هو على كرسيه ويتنفس بعمق فمن الواضح ان عمته تعرف الحقيقة او استنتجتها عندما رات نور ، فالحقيقة واضحة لمن يدقق النظر قليلا
ولكنه لا يريد ان تعرف نور بهذه الحقيقة فهي لن تحتملها
سيتكلم مع عمته بهدوء وتروي حتى لا تبين لنور أي شيء
*****************
رن هاتفها لتجدها علياء
__ اهلا ومرحبا بعروستنا الغالية ، كيف حالك ؟
ابتسمت : انت العروسة ليس انا ، انا بعد ثلاثة ايام ان شاء الله، كيف حالك ؟
__ انا بخير ،وانت؟
__بخير والحمد لله ارتدي ملابسي لأذهب الي المصممة هل ستقابلينني هناك
تأوهت بضيق: تصدقين نسيت الموعد تماما
__ حسنا ، اجهزي سريعا لنتقابل هناك
__ لن استطيع فانا لدي موعد مع ياسين
ضحكت الاخرى ضحكة طويلة مرحة
لتقل نور بضيق : كفي عن الضحك من فضلك
كتمت ضحكتها لتسالها : اين ستذهبان؟
__ سنتعشى خارجا
__ اخيرا حنيتي على الفقير ليراك
__ علياء عندما اعود سأقص لك ما حدث بالتفصيل
ولو متفرغة غدا تذهبي معي للمصممة
__ حسنا سنؤجل الموعد للغد
__لا تأجلي موعدك ، اذهبي وانا سأذهب بمفردي
__ لا سأذهب معك غدا ، ولولا انني مواعدة بسنت كنت اجلت موعدي لنذهب سويا
__ حسنا ، عندما اعود سنتكلم
__ عشاء سعيد مفعم بالمشاعر
ضحكت : لك يوم فنحن السابقون وانتم اللاحقون
توترت من مقولة نور : حسنا ،سأتركك فلابد من انك تستعدين ، سلام
__ سلام
قفلت من صديقتها لتستعيد كلمات اية وتفكر بها جيدا
لا تعلم لما تشعر بان اية لها علاقة بالحرف الذي يحتفظ به عمر الي الان ، ولما لا فمن يرى اية لا يستطيع ان لا يعجب بها ، فهي جميلة بشكل مرعب
واسمها يبدا بنفس الحرف الذي يحتفظ به
شعرت بقلبها يئن الما ، هل مازال يكن لزوجة اخيها مشاعر حب ، هل تزوجها ليتقرب من اية
شعرت بالصداع يمزق عقلها وقررت ان تؤجل موعد المصممة للغد فهي تريد النوم لتستريح من التفكير
*********************
دخلت الي الغرفة التي عدها لها عمر لتمكث بها
تبينت انها غرفة جداه ، جلست على الفراش بضعف
والذكريات تندفع بعقلها لتعود بها الي الماضي

__ نور انت تعلمين انها ابنتي
ابتسمت ابتسامة باردة : نعم ، لا افهم ما تقوله
زفر بضيق : لا ،تفهمين ، هذه ابنتي ، ولا اعلم الي الان كيف تستمري في هذا الزواج الذي يجلب لك التعاسة
اقترب منها لتلفح انفاسه وجهها : انت تحبيني نور ، وانا اشعر بذلك
دفعته عنها بغضب : انا احب زوجي و من الاحسن لك ان تكف عن مضايقتي والا ابلغته
ضحك ساخرا : بماذا ستبلغينه ؟ ان نور ابنتي
ليردف بخبث : وانك اسميتها الاسم الذي اريده انا
بعدت وجهها عنه ضائقة : كف عن ترديد هذه الخرافات
قال بنبرة عاشق متيم : لماذا تصديني نور ، انا احبك
__ انت لا تحب احدا اخر غير نفسك ، وانا غلطت غلطة عمري كلها عندما فكرت بشيء اخر غير ذلك
لتردف بقسوة والكره يملئ صوتها : ابتعد عني والا سأحيل حياتك جحيما ، واحذر كيدي فان كيدي عظيم
حينها لم تستطع مجرد تخيل الفكرة نفت ما سمعته وتناسته الي اليوم المشؤم يوم مشاجرة اخويها وخروج محمد وهي تعلم انها لن تراه مرة اخرى
قفزت الذكرى الي عقلها وهي ترى نور
وهي جمعت بين اكثر شخصين تكرهما بحياتها فهما من تسببا بفقدها لآخاها الغالي واحب واقرب شخص لها
فنور جمعت بين ملامح زوجة اخيها ولون شعر اخيها
الذي ورثه عن امه ، حافظ يشبه امه لدرجة كبيرة
لا تعلم ، كيف تتعامل مع نور ، لا تريد ان تكدر على عمر
حفل زفافه
تنبهت من افكارها على صوت طرقات على الباب
لتقول بهدوء : ادخل
دخل عمر الي الغرفة بهدوء : كيف حالك الان عمتي ؟
ابتسمت بحب : بخير الحمد لله ، تعال حبيبي اجلس بجانبي
تقدم ليجلس الي جوارها ليتنحنح : عمتي اريد التكلم معك بأمر هام
نظرت اليه : تفضل حبيبي
شعر بصعوبة في التحدث معها فكيف يقل ما بداخله
زفر نفس طويل : عمتي ما سبب هلعك عندما رايتي نور منذ قليل ؟
ارتبكت : لا شيء فاجأني الشبة بينها وبين امك ، لم اكن اتخيل انها تشبهها الي هذا الحد
قال بنبرة ميتة : فاجأك الشبة بينها وبين امي ، ام لون شعر عمي الذي ورثته منه
اتسعت عيناها رعبا مما يقوله عمر : ماذا تقول ؟
ابتسم بانكسار :ما سمعتيه عمتي ، انا اعرف الحقيقة
انتفضت واقفة لتحتضن راسه بين يديها وتضعها بصدرها
__ حبيبي ، انها خرافات ،عمك حافظ مجنون لا تستمع اليه
ابتسم ودمعت عيناه وشدها من يدها ليجلسها الي جواره
ليقول بضحكة مصطنعة : اجلسي عمتي ، انا لم اعد طفلا
انا رجل الان ، واستطيع ان اعرف الفرق بين الجنون والحقيقة
حزنت على ابن اخاها وملامحة الحزينة على الرغم من ابتسامته : من اخبرك ؟ حافظ ؟
__ لا ، جدي رحمة الله عليه قبل موته اخبرني واوصاني بنور خيرا
وحلفني الا تعلم الحقيقة وان لا اتركها تعود لعمي مهما حدث ، هذه الحقيقة اوضحت كثير من الامور كانت تشغل تفكيري
لطالما تساءلت عن سبب صرامة جدي غير المبررة وقسوته احيانا مع نور فهي فتاه وتحتاج الي اللين ولكنه كان شديد معها الي درجة كبيرة ، فهمت انه كان يفعل الذي لم يفعله مع امي قط في حياتها
تنهد بضيق : ولطالما تساءلت عن سر حب امي الكبير لنور واهتمامها الزائد بها ، وسر نظرة الغضب التي ترمقني بها
وسر مقولتها الشهيرة لي عندما اغضبها كانت تعنفني لتحتضنني بعدها وتهمس لي لا تصبح قاسي مثل والدك
اريدك ان تكون حنون
توقف عن الكلام و دموعه تخنقه لتسيل بصمت وقهر
قال من بين دموعه : لم اكن اتخيل يوما انها تكره والدي على الرغم من نظرات عيونه لها المليئة بالحب
رتبت على كتفه لتهدئه : ولكنه لم يصرح لها بهذا الحب يوما
اخبر الدنيا كلها انه يحبها ، الا هي ، وعلى الرغم اني احب اخي بشكل مبالغ فيه ، الا انه كان معها قاسي فعلا
وهي كانت صغيرة جدا عند الزواج منه ولم تعتد يوما على القسوة بل كانت مدللة ، وجدك لم يقسو عليها يوما
ليظهر حافظ في حياتها ويقلبها ، عاد من انجلترا بعد انهاء دراسته ولهوة وعبثة هناك ليجد محمد متزوج وانت لديك ما يقارب الست سنوات ويجدها هي حورية من الجنة كما كان يطلق عليها كانت اجمل من اختك ومتحررة عنها والشيء الذي كان يميزها دلالها المفرط ، كانت مغرية وشهية وحافظ لم يردعه شيء عن التقرب منها ، محمد كان مشغول دائما بأعمال والدي والشركة والمصنع ، رغما انه الصغير والدي عهد له بكل شيء ، وحافظ كان متفرغا ، كانا يخرجا سويا
يأتيا ويذهبا معا ، كأنها زوجته هو ، محمد لم يلق بالا للأمر
ولكني كنت اشعر بهما ، حافظ احبها بجنون وهي احبته
على الرغم من انها لم تصارحه يوما ، وبعد فترة كبيرة من الوقت
تغيرت واصبحت منطوية على نفسها ليسافر حافظ ثانية
شعرت انه يبتعد لم يعد يطيق وجوده قربها واباك موجود
زفرت بضيق وهي تكمل : لتكتشف انها حامل
لن انكر دهشتي يومها وانا اسمعها تخبر محمد انها تريد ان تتخلص من الجنين ليثور محمد ثورة عارمة ويتشاجر معها
ويقسم عليها ان لا تفعل ذلك ابدا
وعندما ولدت نور اصرت على تسميتها بنور ومحمد لم يعترض ، احب الاسم واخبرني عندما تكلمت معه انه يحب ان تصبح له نور خاصة به ابنته واردف وهو يمزح انها فرصة لينادي الاسم كثيرا فهو احب اسم الي قلبه
كبرت نور امام عيني ولم تعود امك كسابق عهدها وظل محمد حزينا اخبرني اكثر من مرة انه يشعر ان شيء حدث معها وهو السبب في تغيرها
ولكنه لم يستطع فهم ما بها
اصبحت انت في الثانية عشر ونور بالثالثة لم يكن لون شعرها واضح كما هو الان ليعود حافظ وتبدا المشاكل
فعندما نظر الي نور وحسب عمرها تأكد انها ابنته وظل يضايق والدتك التي تحولت هذه المرة الي نمرة برية مستعدة ان تنهش من يقف امامها او يفكر مجرد التفكير ان يقترب من احدكما
نظر لها عمر بعد ان جفت دموعه : هل تدافعين عنها عمتي ؟
ابتسمت بقهر : لا حبيبي ، بل اريد ان اكون موضوعية
حتى لا يختلط عليك الامر، هي وعمك أخطئوا ولكن محمد ايضا اخطئ ليس مثلهما ولكنه الخطأ الصغير الذي هد المعبد فوق رؤوسنا
اختنق صوته : هل تعلمين اني حاولت اكرهها ولم استطع
رتبت على خده: انها امك حبيبي ولا يوجد احد يكره امه
امسك يدها بتوسل : عمتي استحلفك بالله لا اريد نور تعلم أي شيء عن هذا الامر ، هي لن تحتمل الصدمة ولن تستوعب الامر
ابتسمت مطمئنة : طبعا حبيبي
قال بصوت يملأه الثقة : وصدقيني نور تختلف عن امي كثيرا وعندما تقتربي منها ستجدي ان طباعها كجدتي رحمة الله عليها فهي من ربت نور فعليا ، وستحبينها
ابتسمت بحب له : انت تحبها كثيرا ، لم تتغير من ناحيتها بعد معرفتك للحقيقة
تنفس بعمق : لا عمتي وما ذنبها هي ، ثم انها اختي الوحيدة وما تبقى لي من عائلتي ، كيف لا احبها وسأغفر لأمي ما فعلته من اجلها هي
احتضنته بحب وسعادة : ومن اجلك سأتعامل مع نور بعيدا عن الماضي وتعقيداته
ابتسم بسعادة : شكرا عمتي
سالته بتوجس : عمر ، ماذا فعل عمك عندما اتيت اخر مرة
زفر بضيق و تعب : لم يفعل شيء ، هددني بانه سيخبر نور بالحقيقة الذي اكتشف اني اعرفها
جرحني بشدة عندما تكلم عن علاقته بأمي ولكني اعلم جيدا انه لم يكن يقصدني انا كان يتكلم معي كانه يكلم ابي
ليضحك هازئا وهددني ان ابتعد عن مشروع الشاليهات بالإسكندرية وعندما لم استمع اليه منعني من دخول الارض اجر بلطجية ليمنعوني ولكنه امرهم ان لا يؤذونني
طبعا تشاجرت معهم وذهبت الي قسم البوليس ، تخيلي عمتي
لأول مرة بحياتي ادخل الي قسم البوليس والحمد الله اتى زوج نور واخرجني واتفق معي انه سياتي بتصريحات اني اباشر المشروع فعلاقاته كثيرة وسيساعدني في التمويل ويؤمن لي ان لا يقترب أي شخص من الارض
__ من الواضح انه شخص محترم
__ جدا عمتي ويعتمد عليه ، ستريه بعد قليل سياتي ليصطحب نور الي العشاء
__ ربنا يتمم عليكما بالخير
دق الباب لتقول : ادخل
طلت من الباب بضحكة صافية : انت هنا ، لماذا لم تترك عمتي لتستريح قليلا ؟
ابتسم : ماذا افعل مشتاق اليها كثيرا
تقدمت الي الداخل : وانا ايضا ، ولكن ماذا افعل في موعد ياسين ، سأعتذر له
نطق بغضب : نور ، اياك ان تفعلي ما تقوليه كفاه ما فعلته يوم عقد القران ، جعلتني اتصبب عرقا وانا محرج منه عندما اخبرته انك ترفضين النزول ، والله لو كانت علياء من فعلت ذلك لكنت جررتها معي الي البيت دون اقامة زفاف
عقدت حاجبيها : يا سلام ، لما ان شاء الله ، اين تعيش انت ؟
نظر لها بغضب لتقول باستكانة : خلاص ، كنت امزح معك
يا ستار ، اصبحت كعود الثقاب تشتعل عندما يقترب منك احد ، لتغمز بعينها بشقاوة : هل انت متوتر اخي ؟
__ متوتر
__ اه نعم ، من اقتراب موعد عقد قرانك
__ لماذا ؟ هل انا فتاة ، لا طبعا
تركها ليخرج من الغرفة
ابتسمت : العروس تسلم عليك
التفت اليها بحدة : نعم
كتمت ضحكتها : اتصلت بي منذ قليل فموعد مصممة الفساتين اليوم والمفروض ان اذهب معها وتسلم عليك
رد بهدوء : الله يسلمك ويسلمها
انصرف من الغرفة لتجلس بجوار عمتها
وتسال بابتسامة : كيف حالك عمتي ؟
__ بخير حبيبتي ، هيا اخبريني ، لماذا تبحثين عن سبب
لتمتنعي عن الخروج مع زوجك ،ولماذا رفضتي النزول له يوم عقد قرانك؟
ردت بسرعة: خطيبي عمتي ، لم يصبح زوجي بعد
ابتسمت العمة : الم تعقدوا القران ؟
هزت نور راسها بنعم لتكمل العمة : جيد ، اصبح زوجك
ثم لا تهربي من الاجابة
ابتسمت نور : لأنه لم يخبرني قبلها عن الموعد
اردفت فهي محتاجة لاحد تثرثر معه: ولأنه يتفق مع عمر على كل شيء ولا يتناقش معي وكأني غير معنية بالأمر
اشعر هكذا اني مغصوبة ، وهذا الشعور يكدر علي حياتي
__ عمر يقول انه طيب وشخص جيد
قالت بحب : جدا عمتي ، ويحبني كثيرا وانا اعلم فهو يصارحني بحبه هذا كثيرا ، ولكن لما يتعامل معي كأني تابع
لم اعتد على ذلك ، فعمر يشاركني بكل شيء ويطلب رايي ايضا
ابتسمت العمة : الاخ غير الزوج ، والزوجة تابعة لزوجها
قالت بضيق : اختزل شخصيتي اذن ، واسير خلفه كالبقرة
ضحكت عمتها من التشبيه : لا طبعا ، ولكن لا تشعريه انك ندا له فهذا اكيد يضايقه ، ويجعله يريد فرض رايه ولو بالقوة
وانت طبعا الخاسرة في هذا الوضع ، تعاملي معه بحكمة
وعقل ، ومع الايام ستتفهمان معا وتعتدا الامر
اردفت بابتسامة متسعة : من الواضح انك ايضا مغرمة به
احمرت نور خجلا لتهز راسها موافقة
لتضحك عمتها :هل أخبرته بحبك له مثلما هو يصارحك بحبه لك
__ لا ، عندما نتزوج سأفعل
رتبت على ظهرها : يتمم لكي الله على خير
__ حسنا ، سأصعد لأرتدي ملابسي ،و سأخذ اجازة من الغد لأجلس معك ونخطط لحفل عمر
__ ان شاء الله

******************
دخل الي الشقة ليجدها فارغة تنهد بعمق وهو يدور بها
الي ان ذهب الي غرفة النوم لتندفع ذكريات الليلة الماضية في راسه وتجعله غير قادر على الوقوف تمدد على السرير وزفر بضيق كم كانت ليلة خيالية امضاها برفقتها ضحكا كثيرا الي ان طلع النهار عليهما مستيقظين كل منهما لا يريد ان يغمض عيناه حتى يستمتع برؤية الاخر
يشعر بالشوق اليها يمزقه يريد الاتصال بها ولكنها نبهته اكثر من مرة من بين دموعها صباحا الا يتصل وهي ستتصل به عندما يغفل عنها معتز
بكت كثيرا وهي تحزم حقائبها وبكت ايضا على كتفه وهو يوصلها الي المطار ليستقبلها معتز من هناك
هدئ من روعها وقال لها ان هذا الوضع لن يطول ، وانه في اقرب فرصة سيتحدث مع ياسين ويخبره ، لكم المخدة بقوة وهو يصيح بنفسه : غبي انا غبي ، اهدرت فرصة عمري
اتاح ياسين لي الفرصة وتهربت منها
جبان يوسف انت جبان ، تحمل نتيجة جنبك وغبائك واقض لياليك وحدك شوقك يمزقك وقلبك سينشطر الي نصفين من حبك لها
زفر بقوة وغضب من نفسه لينظر بجواره ويجد قميصها الحريري ملقى على الفراش سحبه ببطيء وقربه من انفه
ليشم رائحتها به ، استنشق عبيرها الفتان الذي يدغدغ حواسة و يثير عواطفه ليحتضنه بحب كانه يحتضنها هي
اراح ظهره على الفراش والقميص بين يديه ، كم اشتقت اليها
ماذا سأفعل الايام المقبلة بدونها ؟
رن هاتفه لينتفض واقفا وعند رؤيته لاسمها ظهرت السعادة على وجهه رد بسرعة
__ اهلا حبيبتي
ردت بهمس : حبيبي ، كيف حالك؟ اشتقت اليك كثيرا
تنفس بعمق : وانا ايضا ، ما احوالك؟
__ بخير الحمد لله ، ومعتز يتعامل معي بحنية فائقة الحد
__ من فضلك انجي ، لا تأتين بسيرته ، فلولا جنونه وغباؤه
لكنا نحيى الان حياة طبيعية مثل كل الازواج
كتمت ضيقها مما يقوله : حاضر ، يوسف
اين انت ؟
ابتسم : في بيتنا حبيبتي ، والبيت كالقبر من دونك
ابتسمت : حسنا ، لا تجلس بمفردك اذهب الي قصركم الفخم
و انشغل مع اخاك في تجهيزه لعرسه ، وانا على اخر الاسبوع ساجد طريقة لأقابلك بها
اتسعت ابتسامته : حقا ؟
__ نعم ،لا تقلق سأستأنس معتز واحاول الخروج بمفردي
__ وانا سأنتظرك ، بلغيني بالموعد حتى تجديني بالبيت
__ سأغلق الان ، لان معتز يناديني وسأتصل بك لا حقا
لا تتصل انت ، اتفقنا
تنهد بضيق : اتفقنا
قالت بحب : سأشتاق اليك كثيرا ، حبيبي ، احبك
واغلقت الهاتف
نظر الي الهاتف بعد ان اغلقت دون الانتظار لتسمع جوابه
ليقول : وانا الاخر حبيبتي ، احبك بجنون
دار بعينيه في الغرفة ليضع القميص من يده على الفراش
ويأخذ مفاتيحه ويقرر العودة الي القصر



************************

عاد الي القصر ليرى ياسين بكامل اناقته في الصالة يتكلم بالهاتف
اتجه الي اخيه عندما اغلق الاخر الهاتف
__ من الجيد انك اتيت، اين كنت يوسف ؟ امي قلقة عليك
__ هل انا فتاه لتقلق امي علي ، اصبحت رجلا كبيرا
ومازالت امي تقلق علي
ابتسم ياسين من تذمره : احمد الله انت بمنتصف العشرينات
انا بأواخر الثلاثينات ومازالت تقلق علي
ضحك : ما الذي تريدني به ؟
__ اه ، ستذهب غدا مع طارق الي موقع المجمع التجاري الي ان ينتهي من استلامه ، احذر وخذ حذرك فالموقع به معدات وادوات بناء تأكد انكم ستسلمونها
رد بجدية : لا تقلق
سال بخبث : الي اين انت ذاهب بكامل اناقتك ؟
ابتسم على خبث اخيه ورد بابتسامة : سأخذ امي ونذهب الي الباخرة التي اعطيتني دعواتها
رد والدهشة مرسومة على وجهه : امي
اجننت ياسين ؟ تعبت لاتي لك بالدعوات لتذهب بأمي الي هناك
ضحك من قلبه : احترم نفسك ، وكف عن جنونك ، سأذهب مع نور ، مع ان امي قدرها اعلى من هذه الباخرة النيلية
زفر بارتياح ليقل بشقاوة : اتعلم انك تزداد جمالا عندما تبتسم
عاشت نور والله ، فهي من تجعلنا نستمتع بابتسامتك
انقطعت ابتسامته ليضحك يوسف : ماذا اخي ؟ هل ستبخل علي بابتسامتك ، ام انك متضايق لأني ذكرت نور
نظر الي اخيه مطولا وهو يشعر بان به شيئا تغير
فعلى الرغم من ضحكته المدوية الا انها خالية من الاحساس
ليست كعهدها دائما ترغمه على الابتسام والسعادة
سال بهدوء : ما بك يوسف ؟ هل سافر صديقك الي الخارج ثانية ؟
اتسعت عينا يوسف بدهشة من سؤال ياسين ليرد بارتباك
__ لا ، ياسين اريد التكلم معك بهذا الامر ولكن ليس الان
حتى لا تتأخر، وتقلع الباخرة بدونك، في الغد سنتكلم
ابتسم ياسين ليربت على كتفه بأخوة : طبعا يوسف ، انا تحت امرك عندما تريدني ستجدني كلي اذان صاغية
سأذهب انا ، حتى لا أتأخر ، سلام
زفر بسعادة بعد خروج اخيه وهو يهنئ نفسه على الخطوة المتقدمة ويعد نفسه بانه سيتكلم مع ياسين غدا


******************

دخلت الي غرفة اختها لتجدها غارقة بالظلام
زفرت بضيق فأمها اخبرتها ان علياء من بعد عودتها صباحا غير طبيعية اقسمت بداخلها اذا كان لأية دخل بتغير علياء ستهد الدنيا فوق راسها
اقتربت من الفراش لتجلس بهدوء الي جوار جسد اختها النائم
وأضاءت المصباح الصغير لتربت على علياء وتقول
__ علياء ، استيقظي ، هيا
فتحت عيناها بتعب فهي بكت كثيرا قبل ان تنام وهي الان لا تستطيع ان تفتح عيناها
نطقت بصعوبة : اهلا بسنت ، ارسلتك حتى لا تأتي فانا اجلت موعد المصممة
ردت بنفاذ صبر : نعم وصلتني رسالتك ، وكلمت امي وهي اخبرتني انك عودتي ضائقة من الخارج
هل اية ضايقتك بشكل او اخر ؟
اعتدلت جالسة : لا ، لم يحدث شيء ، انا متوترة لا اكثر
نفخت بضيق : علياء اذا اية ضايقتك اخبريني ، وانا سأهتم بالأمر
ردت بضيق : لم يحدث شيء بسنت ، انا متوترة ولم انم الفترة الماضية جيدا ، ولذلك حل علي تعب الايام الماضية
ففضلت ان انام واؤجل الموعد الي الغد
هزت راسها بصمت وعلى عدم اقتناع تشعر بان اختها ليست طبيعية ولكنها لن تستطع فعل أي شيء الا اذا صارحتها اختها
حدسها ينبئها بان اية لها دخل بحالة اختها ، ولكنها لن تستطيع التصرف مع اية ولا تستطيع اخبار اخيها بما تفعله زوجته الا عندما تفهم ما حدث مع علياء

لم تشأ اخبار بسنت بظنونها فهي تعلم ان بسنت ستهد الدنيا فوق راس اية دون ان تتأكد هي من ظنونها وهل هو يتزوجها ليتقرب من زوجة اخيها ، ام هو يتزوجها ولا زال يبكي على اطلاله القديمة

****************

واقفة امام المرأة تنظر الي نفسها وتشعر بخجل شديد
فالفستان الذي اختارته لترتديه عاري اكثر مما تصورته
ولكنها تشعر بحرج فعلي من الخروج معه هكذا فصدر الفستان عاري وايضا ظهرها واكتافها
بلعت ريقها بصعوبة وهي لا تعلم ماذا تفعل ، فالوقت لا يسمح لها بتعديل زينتها والبحث عن فستان اخر ترتديه
فكرت سريعا لتتذكر انها اشترت منذ فترة جاكيت قصير ذهبي اللون من القماش المفرغ اذا ارتدته سيغطي ظهرها وذراعيها
ذهبت بسرعة لتبحث عنه وارتدته لتقف مرة اخرى امام المرآة لتتنهد بحرقة فالمشكلة بالنسبة اليها ما زالت قائمة صدر الفستان العاري فأكمام هذا الجاكيت تكاد تلامس اول اكتافها ولكنه احسن من اول الامر فهو على الاقل يغطي ظهرها
صوت طرقات عمر على الباب جعلها تشعر بالهلع
فمعناها ان ياسين حضر
فتحت الباب بهدوء وهي تحاول اخفاء ارتباكها من ردة فعل عمر على الفستان
لينظر اليها بسعادة : رائع نور ، عاري قليلا ولكنه رائع
متى اشتريته ؟
نطقت بغضب : خطيبتك المصون اهدته لي السنة الماضية بمناسبة عيد ميلادي ، ولم ارتديه قط
وفكرت ان ارتديه اليوم و يا ليتني ما فكرت
__ لماذا حبيبتي ؟ انه رائع عليك ، هيا اتبعيني فياسين بالأسفل ، ولا تتأخري
هزت راسها بنعم لتعود الي المرآه وتتنهد نظرت الي زينتها لتتأكد من اكتمالها لتحمل حقيبتها الصغيرة وتنزل خلف اخاها
جالس بصالة الفيلا بجانب عمة نور التي اول مرة يسمع عنها اليوم ، رحبت به بود وحب و جلست معه حينما تأتي زوجته الحبيبة لينصرفا
نظر الي ساعته ليتأكد انهما لن يتأخرا عن موعد اقلاع الباخرة لينتبه على صوت عمر
__ ستنزل حالا ياسين ، لن تتأخر
هز ياسين راسه وهو يبتسم
__ اخبرني عمر ، هل ناقصك أي شيء ؟ هل تريد شيئا استطيع ان افعله لك ؟
ابتسم عمر بمحبة لشهامته : شكرا جزيلا ، الحمد لله كل شيء معد، واذا احتجت شيء لا تقلق سأطلبه منك
__ صدقني عمر ، اذا علمت انك احتجت شيئا ولم تخبرني به سأغضب منك بشدة
ضحك عمر لتاتي عمته : ها هي قهوتك ، تفضل
__ اشكرك سيدتي
جذبه صوت دقات رقيقة ليلتفت الي مكان الصوت ليتبين له ان هذا الصوت صوت كعب حذائها
نظر لها بتمهل لتبتسم بوجهه ابتسامة رائعة : مرحبا
ابتسم :مرحبا بك ،جاهزة
هزت راسها بنعم ليردف هو : اذن هيا بنا حتى لا نتأخر
تنحنح عمر : اكمل قهوتك ياسين
__ اخاف ان نتأخر وتقلع الباخرة بدوننا
نطق بالسؤال الذي يقف بحلقه : متى ستعودان ؟
__ لا اعلم بالضبط ، فموعد العودة ليس موجودا على الدعوات ، ان شاء الله لن نتأخر
اقترب منه وهمس : لا تقلق فهي معي
ابتسم عمر له بهدوء : اعلم ولكن احب اطمئن
قال بصوت عال : حسنا ، اراك على خير سيدتي ، تشرفت كثيرا بمعرفتك
ابتسمت بوجهه : و انا الاخرى بني
ابتسمت نور : سلام
مد لها يده لتمسك بها ليخرجا سويا
اقترب من سيارته ليفتح لها الباب : تفضلي
دخلت بهدوء الي السيارة ليسرع هو ويجلس بجانبها
__ هيا اريني الفستان بدون هذا الجاكيت
بلمة من الصدمة وقالت بغباء : نعم
كتم ضحكته ليقول بجدية : اريد ان ارى الفستان بمفرده من فضلك
ردت بنفي قاطع : لا ، لتسال بعصبية : هل تريدني اخرج بهذا الفستان العاري بمفرده دون ان البس جاكيت معه
ابتسم وهو يدير السيارة : لا طبعا بل انا الوحيد الذي سيرى الفستان هكذا هيا من فضلك حتى لا نتأخر
ارتبكت لترتعش يديها ليقول بغضب : نور انت زوجتي هل تريدين ان اردد هذه الكلمة كل دقيقتين لتفهميها
خلعت الجاكيت على مضض فهو عنيد ولن يتحرك بالسيارة الا عندما تنفذ رغبته ، ثم انها لا تريد افساد الامسية في بدايتها
نظر لها وهو يكتم انفاسه ليري فستانها البني صدره مكشوف بحمالتين رفيعتين مجسم وضيق الي حد كبير
هتف مبهورا : رائعة ، بل اكثر من رائعة
ليسالها وعيناه تتجولان عليها بحب : لماذا لم ترتدين عقد الشبكة ؟
تنبه عقلها وهو يردد الشبكة انها لم ترى شبكتها الي الان
تنحنحت : وقالت لم افكر به انتظر قليلا سأصعد لاتي به
حرك السيارة وهو يقول بغموض : لا يهم


وصلا الي مكان تواجد الباخرة النيلية ، نظر اليها ليجدها راقية وفخمة كما اخبره يوسف
انحنى ناحيتها ليخرج شيئا من تابلو السيارة انتفضت من اقترابه منها ، لينظر اليها بدهشة وهو لا يعلم سر انتفاضتها
نظرت لما بيده لتجدها علبة مخملية رقيقة
ليفتحها امامها هتفت بانبهار : جميل ياسين ، انيق وفخم
ابتسم لأنه اعجبها : هذا العقد هدية بمناسبة عقد قراننا
ليؤنبها بلطف : وكان من المفترض ان اهديك اياه يومها اذا كنتي وافقتي وتفضلت علي لتنزلي و اراك ، لا يهم الان
المهم ان تسمحي لي لألبسك اياه ، لفي
اعطته ظهرها كما طلب ليضع العقد على رقبتها ويغلقه
وينحني عليها ليقبلها برقة شديدة بجانب رقبتها
ويهمس : هيا ارتدي هذا ال جاكيت وانزلي


تشعر انها محلقة بالسماء فهديته جميلة بحق وتخبرها بانه يتمتع بذوق عالي وعندما طبع قبلته الرقيقة على رقبتها شعرت بان جسدها يحترق برقه كقبلته
نزلت بهدوء لتتأبط ذراعه ليدلفا الي الداخل


استمتعت فعلا بالباخرة والنيل ليبدا برنامج السهرة
نظرت الي الورقة المكتوب بها البرنامج لتقرأها، لتفاجأ بان اول الفقرات فقرة الرقص الشرقي
لم تستوعب الجملة الي ان رات راقصة جميلة المظهر رشيقة الجسد تستهل المسرح لترقص
نظرت اليه بطرف عينها وهي تغلي من الغيظ والغضب
فعيناه لم تتحرك من على المسرح منذ بداية الفقرة
ضربت الطاولة بقبضة يدها بقهر وهي تقف من مكانها __ اريد الصعود لسطح الباخرة


يجلس وهو في قمة سعادته، الامسية رائعة وهي ايضا ، تبادلا الحديث دون تحدي واستمتع بابتسامتها وضحكتها شرد وهو يتذكر جمالها الاخاذ في فستانها البني الجميل ويمني نفسه بمرور الوقت سريعا حتى تصبح زوجته فعليا فهو مشتاق اليها كثيرا ، مشتاق اليها وهي بجانبه
انتبه على صوتها الغاضب ووقوفها الذي لا معنى له
سألها بتعجب : ماذا بك؟ لماذا انت واقفة ؟
ردت من بين اسنانها : اريد الصعود الي سطح الباخرة
هز راسه موافقا ليقوم بهدوء ويمسك ذراعها ليقودها الي الاعلى

عندما صعدا الي الاعلى كان السطح خالي من الناس
سحبت يدها من يده بقوة وهي تسرع الي حافة الباخرة بعيدا عنه
اندهش من تصرفها وغضب فعلا من طريقتها فهو حذرها صباحا من التعامل معه بطريقة غير لائقة
اقترب منها وهو يحاول السيطرة على اعصابه
__ ماذا حدث ؟ لماذا انت غاضبة
قالت والدموع متحجرة بعينيها : لا اريد التحدث ،وتستطيع انت ان تذهب الي الاسفل لتكمل مشاهدتك للراقصة
رد بدهشة : راقصة ، اية راقصة ؟
قالت والغيرة تقفز من عينيها : الراقصة التي لم تنزل عينيك من عليها
انفجرت اسارير وجهه لتدوي ضحكته المجلجلة حولها
وتملئ اذنيها ، شعرت بان غضبها منه يزول وهي تراه يضحك هكذا لأول مرة بسعادة غامرة غمرتها معه ، شعرت بان الجو مليء بالسعادة والمرح حولها
ضحكته الشقية ذهبت بها لعالم اخر جديد عليها
ولكنه محبب الي نفسها وقريب من روحها
اقترب منها وهو لم يستطع منع ضحكاته وقال من بينها
__ حبيبتي تغار
مثلت الجدية وقالت ببرود : لا ، ولكن غير مستحب ان تتملق اخرى وانا جالسة بجانبك ، من فضلك حافظ على كرامتي
انزعج من ردها بشدة وتوقف عن الضحك ولكن قلبه أنبئه انها كاذبة فهو يشعر بغيرتها جيدا
ابتسم بسخرية : كرامتك ، لم افعل شيئا يمس كرامتك
كنت اشاهد الفقرة لا اكثر ، وهيا لا نتأخر فالفقرة التالية
للشو الروسي ولا اريد ان تفوتني
ضربت بقدمها غاضبة : ياسين ، احترمني قليلا
اقترب اكثر منها : لا تكذبي بشان مشاعرك نور ، فالغيرة تقفز من عينيك
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليمسك ذقنها بأنامله برقة شديدة
حرك إبهامه بحركة بطيئة على طابع الحسن الذي يميز ذقنها
وقال بصوت دافئ : لا تشيحين بوجهك عني ، اخبريني انك تغارين علي ، الا تحبينني نور ؟
نظرت له بحب وهيام واثرت الصمت فهي لا تعلم ما تقوله له ليبتسم هو : ارى بعينيك الكثير نور لكني اريد سماع القليل لأروي بي ظماي
قالت هامسة : نعم شعرت بالغيرة ، لأنك نظرت اليها ولم تستطع تحريك عيناك عنها
لمعت عيناه ببريق خاص لم تراه من قبل ليقول بصوت هادئ ونبرة حميمية : لم اراها من الاصل ، كانت تسيطر علي جنيتي الحبيبة بفستانها البني الجميل
احمرت خجلا لتخفض نظرها عنه وهي تبتسم من اطراؤه لها وانه لم يري الراقصة الحسناء
شعر بقلبه يقفز عندما رأى ابتسامتها الخجولة وفكر كم تبدو شفتيها شهيتين بلونهما المشمشي
نفض راسه من الافكار المسيطرة عليه حتى لا يفعل شيئا يقابل بالرفض منها
تنحنح وهو يبتعد عنها قليلا لكن ظل يحاوط خصرها بين ذراعيه : ما اخبار تجهيزات العرس
__ انه حفل خطوبة وعقد قران فقط ، العرس بعد ثلاثة اشهر
عقد حاجبيه تعجبا مما تقوله لينتبه انها تتكلم عن خطوبة اخاها : اقصد عرسنا نور ، انه بعد خمسون يوما
شعرت بألم في معدتها من ذكره للتوقيت
لترد ببطيء : لم افعل شيئا ، انا انتظر بعد عقد قران عمر لابدا بالتجهيزات الخاصة بي
نظر لها مطولا : حسنا ، سآتي لكي بشيك مهرك غدا
ردت بسرعة : انا لا احتاج شيئا ، عندي ما يكفيني
نظر لها بغضب : انت مجنونة ، انه مهرك ولابد ان تأخذيه
ان هذا الامر ليس اختياريا
اخرج لها بطاقة بنكية ليمدها اليها : تفضلي
نظرت اليه بتعجب : الم تقل غدا ؟
صمت دقائق فهو يعلم انها سترفض ما سيقوله ولكنه سيصر عليه : انها نقود لكي ، لا دخل لها بالمهر
نظرت له بتفهم : لماذا تعطيني اياها ؟
__ انت الان زوجتي ومن حقك علي ان اعطيك نقود
كمصروف
لمعت عيناها بغضب : انا لا احتاج منك نقود ، فانا لدي مرتبي ، واخي لا يتركني احتاج شيئا
قال بهدوء : انت زوجتي ومن حقك علي شرعا ان اصرف عليك ، ومن فضلك لا تعترضي
مد يده لها بإصرار وعيناه تلمع بتسلط عجيب
اخذت البطاقة على مضض فهي لا تريد افتعال المشاكل معه
فقررت ان تأخذ البطاقة ولا تستعملها
نظرت الي النيل واتكأت على الحاجز المعدني و تنفست بعمق ليأتي ويقف خلفها ويحتضنها بين ذراعيه ويستنشق رائحة شعرها الزكية
طبع قبلة عميقة على خصلات شعرها الجميل ليسند ذقنه على كتفها اليسار ويهمس بدفء : من الواضح انكي تحبين النيل كثيرا

شعرت انها تسافر الي عالم الاحلام وهي تستكين بين ذراعيه
والسعادة تحلق حولها ، همسته بجانب اذنها اشعرتها بنبضات حلوة الاحساس ترفرف في جوانب قلبها
اجابته وهي مأخوذة بحبه : انه ذكرى من ابي ، سأظل اذكرها الي الابد
شعرت انها تريد ان تشاركه احب ذكرى الي قلبها فأردفت
__ الليلة السابقة لوفاة والدي استيقظت فجرا من النوم على انفاس ابي الحنون ليبتسم بوجهي ويهمس لي انه سيأخذني الي الخارج قفزت من الفراش لأتبين ان نور الصباح لم يظهر في السماء ، ولكن ماذا يهم فانا سأذهب مع ابي ارتديت ملابسي كيفما اتفق فكنت صغيرة قاربت على اتمام السبع سنوات لأهرول اليه ونخرج سويا اتي بي على ضفاف النيل ،وجلسنا معا الي ان اشرقت الشمس
كان يتكلم معي ولكني لا اذكر معظم كلماته ولا افهم ما اذكره فالكلمات التي اذكرها لا معنى لها
ولكن ما احببته حقا مشهد الشروق كان رائعا وهميا اخذني الي عالم جميل ولا زال صوت ابي يهمس في اذني ان الشروق معناه بداية يوم جديد بأمل جديد و رزق جديد
واحتمال كبير في تغير احوال الناس الي الاحسن
وجملته الاخيرة لن انساها ما حييت بل اتخذتها مبدا اساسي في حياتي ، لا تيأسي ابدا نور الا عندما لا تشرق الشمس
حينها استسلمي الي الياس
بعدها اخذني والدي وتناولنا الفطور وعودنا الي منزل جدي
احتضنني بحنية فائقة الي ان نمت
اختنق صوتها وهي تغالب دموعها عن النزول
لاستيقظ واجد البيت يعمه حالة من الحزن ، لاكتشف انه مات ذهب ولن يعود
توقفت عن الكلام فلن تستطيع النطق بحرف زيادة الا ان انفجرت في البكاء


شعر بارتياح كبير عندما بدأت بالكلام عن ذكريات خاصة تضمها هي وابيها فمن معرفته بها الفترة القصيرة الماضية
شعر انها كانت ترتبط بابها ارتباط كبير فهي تذكره دائما
وان علاقتهما كانت قوية مثله هو وابيه
وعندما ابلغته انها اخر ذكرى لها مع والدها شعر بحزن طفيف يلم به الي ان اختنق صوتها بالدموع وهي تخبره انه استيقظت لتجد اباها رحل
شعر بقلبه يتمزق على هذه الرقيقة التي لم تشملها الدنيا بالرعاية فاختطفت منها والدها
فعندما توفى والده كان كبير ولكنه لم يسلم من احساس خانق ووجع كبير في فقدان الاب
فالأب هو السند والعزوة والحائط الذي ترتكن عليه بتعبك واليد التي تشد من ازرك وبفقدانه تشعر بمرارة كبيرة في حلقك لا تفارقك مهما حييت
ضمها بحنان وحب وهو يحاول ان يبلغها انه سيكون دائما بجوارها وسيحاول تعويضها عن الذي فقدته ، رغم انه يعلم جيدا ان الذي فقدته عزيز و غال وليس له مثيل
ولكنه سيحاول
اراد الهائها قليلا ليسالها بهدوء : لا تذكري امك بتاتا نور
هل لم تكوني مقربة اليها ، ام صغر سنك هو السبب
فكرت قليلا لتجد عقلها خال من أي ذكرى ولو طفيفة لامها
لتهز راسها بدهشة : لا اعلم ولكني لا اتذكر لها أي شيء
ولا اعرف السبب
مط شفتيه تعجبا : كنتي صغيرة واحتمال كبير انك لا تتذكريها لذلك
هزت راسها موافقة : احتمال كبير
لفت جسدها لتواجهه : الا تريد النزول الي الاسفل حتى تشاهد الشو الروسي ؟
ضحك بمرح: لا ، يكفيني انك بجانبي
ابتسمت ليشعر انه يحلق من السعادة ليحاوطها بذراعيه اكثر
لتحمر بخجل وهي تنتبه انها قريبه منه لهذه الدرجة
شعر بخجلها ليبتعد قليلا : نور ، انا حجزت قاعة الفرح
ردت بدهشة : نعم
لتشعر بالغضب مما فعله : دون ان تستشيرني
نطق بهدوء : لقد سالتك اكثر من مرة ، وانت تجيبين لا اعلم اختر انت ، وهذا ما فعلته ، بحثت عن القاعات ووقع اختياري على القاعة الكبرى لفندق جراند حياة
حجزت لكي جناح لتستعدي به وحجزت لنا رويال سويت لنمكث به يومان بعد الحفل
أ تريدين شيئا خاصا بالفرح ؟

كانت مذهولة مما يقوله فهو يرتب كل شيء دون علمها ولكنه محق فهو سألها اكثر من مرة في الهاتف وهي تجيبه ان يختار هو المشكلة انها لا تفقه أي شيء عن هذه الامور ولا تعلم من تستشيره بها
زفرت بضيق عندما وجه اليها سؤاله : مثل ماذا ؟
ابتسم : مثل ترتيب خاص للكوشة ، حضور مطرب معين لإحياء الحفل ، فقرة معينة توضع بالبرنامج ، طعام معين
اختيار قالب الحلوى الخاص بنا ، اشياء كهذه

شعرت بصداع فعلي مما يقوله وانها المفروض عليها ترتب
كل هذه الاشياء سالته : من اين عرفت كل هذا ؟
ابتسم بحب : نهى ، اخبرتني بكل هذه الاشياء وقالت لي اسال عروسك فهي لابد ان تختار معظم هذه الاشياء
ليردف بمرارة حاول ان يكتمها : لا تعلم ان عروسي غير مهتمة اصلا بعرسها
تنحنحت بخجل : لا والله بل انا انتظر الي ان ينتهي حفل عمر وسأتفرغ الي ترتيبات عرسي بعد ذلك
هز راسه وهو يقول داخليا سأنتظر نور ، سأنتظرك الي ان تنتهي من عرس اخاك
__ ياسين ، هل من الممكن اخذ اجازة الي نهاية الاسبوع
لأني سأبدأ بتجهيزات الحديقة لإقامة الحفل
__ طبعا ، ولكن ابلغي السيد عبد العزيز غدا
__ حسنا ، هيا لننزل الي الاسفل فانا اشعر بالجوع
ابتسم : هيا حبيبتي

******************

دخل الي غرفته بعد ان جلس برفقة عمته قليلا ثم تركها وهو يتمنى لها ليلة سعيدة
نظر الي ساعته ليجدها الواحدة بعد منتصف الليل
زفر بضيق فهو يشعر بالقلق على نور ومستحيل ان ينام وهي بالخارج يعلم جيدا ان ياسين سيراعها ويحافظ عليها
ولكنه اعتاد على رعايتها ومن الواضح انه سيظل وقتا حينما يعتاد على فكرة انها اصبحت تحت رعاية شخص اخر
ادار بصره على محتويات الغرفة حوله فهو يمكث بغرفة والداه فغرفته والغرفتين اللتان بجوارها ينتظران وصول عروسه وخاليتان من الاثاث
شعر بالضيق يكتم على صدره حينما وقعت عيناه على الصور الفتوغرافية الموضوعة في الغرفة
اقترب ليراها جيدا معظمها لامه وابوه بمفردهما
او وهو معهم نقل عيناه من صورة الي اخرى وهو
يتبين ان بعضا منها كانت بأول زواجهم وضحكت امه صافية رائعة تدل على السعادة
ثم صور وهو معهم كانت تضحك ضحكة متكلفة حدث نفسه اكيد من اجل الصورة الي صورة اخرى توجد بها نور
ليرعى انتباه ان ملامح امه متغيرة جذريا فهي ازدادت نحولا وشحوبا ولم تكن تضحك اطلاقا
سال نفسه هل عمته على حق ؟ ام كانت تحاول ان تخفف عنه
ليقع بصره على اخر صوره معلقه على الجدار كانت تضم اباه وامه وعمه ، امه تقف في المنتصف بين عمه واباه والاثنان ينظران لها ، كلاهما تلمع نظرات الحب بعينيه وهي تبتسم ابتسامة مشرقة
ليضرب ذهنه ذكرى مقيته على قلبه لم يشأ اخبار عمته عنها تزيده غيظا وقهرا
تناول الصورة من على الحائط ليقذفها بغضب على الارض
لينكسر البرواز الي قطع صغيره ، تناول الصورة ودموعه متحجرة بعينيه وهو ينظر اليها مرة اخرى ليمزقها بكل قهر
تنبه على صوت سيارة بالخارج من المؤكد انها نور
مسح وجهه بكفيه كعادته ليتخلص من توتره وحزنه حتى لا تلاحظ نور الضيق عليه
ونظر من النافذة ليري سيارة ياسين متوقفة بالخارج ولا اثر لنور
عقد حاجبيه دهشة وقرر ان يذهب ليرى ماذا يحدث و لماذا لم تدخل الي البيت الي الان

*******************

اوقف السيارة ليمد يده ويمسك يدها ويطبع بباطن كفها قبلة عميقة تنقل مشاعره اليها
لتبتسم هي بخجل وتسحب يدها بهدوء منه وهي تشعر انها تحترق من قبلته
قال بصوت هادئ وابتسامة شقية ترتسم على شفتيه وهو يقترب منها : هل يمكنني ان اقضي ليلتي عندكم ؟
ابتسمت بحب :طبعا ، يوجد سرير فارغ بغرفة عمر تستطيع قضاء ليلتك عليه
انقلب وجهه و عقد حاجبيه : عمر ، لا سأذهب الي بيتي
قالت ببراءة : لماذا ؟ تفضل عندنا ، اخاف عليك من قيادة السيارة فمظهرك متعب
قال من بين اسنانه : انزلي
ضحكت برقة وهمت بالنزول ليمسكها من يدها : سأشتاق اليك كثيرا ، سامرك غدا كما اتفقنا
هزت راسها بموافقه ليردف : سأنتظرك الي ان تصعدي الي غرفتك لأطمئن عليك
ردت مؤنبة : ياسين انا امام المنزل وانت ستظل واقفا الي ان ادخل من الباب لا يوجد داع ان تنتظر ان اطل عليك من النافذة
هز راسه بخيبة امل : لا توجد لديك ذرة من الرومانسية نور
ضحكت : لا والله ولكن اريدك ان لا تتأخر اكثر من ذلك
فالساعة قاربت على الثانية صباحا وانت لديك عمل غدا
__ سأتأخر انا المدير ، هيا اذهبي واسمعي الكلام من فضلك
اقتربت منه بهدوء لتقبل خده بقبلة خاطفة وتنزل بسرعة من السيارة
لم يستوعب ما حدث الا عندما سمع صوت اغلاق باب السيارة ليبتسم بحب ويلمس مكان قبلتها ويتنهد بعمق
نزل من السيارة ليجدها اختفت بالداخل لتتسع ابتسامته وهو يهمس : هانت نور ، سيمر الوقت سريعا


دخلت الي المنزل وهي بقمة سعادتها ، لتجد عمر بوجهها اقتربت منه وهي تبتسم
__ اما زلت مستيقظ عمور ؟
ابتسم لرؤيتها سعيدة هكذا : نعم ، لم استطع النوم وانت بالخارج
احتضنته بحب : الله لا يحرمني منك
__ هيا اذهبي لتخلدي الي النوم وانا الاخر سأستيقظ باكرا
__ تصبح على خير
صعدت السلم سريعا وهي تتذكر ياسين لتندفع الي شرفتها لتجده واقف مستند الي سيارته وهو ينتظرها
اتصلت به ليرد سريعا
__ جبانة
__ نعم
__ جبانه نور ، انت جبانة لماذا ركضتي مبتعدة عني؟
ضحكت بخجل : اذهب الي بيتكم او ادخل لتنام بجوار عمر
__ الا يوجد اختيار اخر لديك ؟
ردت بجدية : تصبح على خير
__ وانت من اهله ، سلام

*******************
__ هيا قصي لي ما حدث البارحة بالتفصيل
ضحكت بخفة : كان يوما ممتعا ، وياسين رفيق هايل وصديق رائع
اكملت الاخرى : وحبيب ؟
قالت بخجل : وحبيب لا مثيل له ، شعرت بسعادة لم اشعر بها من قبل ، اجهزي بعد حفلتك مباشرة لننزل سويا لشراء الاشياء الخاصة بجهازي ،و لتشتري انت ايضا ما ينقصك
ضحكت باستهزاء : لا شيء ينقصني ، اشتريت كل شيء
امي لم تستريح الا عندما اغلقت الحقائب الخاصة بي
الشيء الناقص هو شراء الاثاث
__ عمر انتقى بعض الاشياء على ذوقه ومنتظر موافقتك
غام وجهها فجأة عند ذكرها لعمر لتنتبه نور لذلك التغير
__ هل تشاجرت مع عمر ؟
ارتبكت: ها، لا كلانا متوتران بسبب الحفل فقط
شعرت انها لا تريد التحدث فآثرت الصمت فهما الاثنان قادران على حل مشاكلهما بأنفسهم
سالتها بعد قليل : هل ستقابلين بسنت هناك ؟
__ نعم ،اتمنى ان يكون الفستان مضبوط حتى لا اتوتر اكثر من ذلك
__ لا تقلقي، سيكون مضبوطا عليك
قالت برجاء : يا رب

***************
هتفت نور بانبهار عند رؤيتها لعلياء
__ واو ، روعة علياء الفستان مضبوط ورائع عليك
سالت لتتأكد : حقا ؟
ابتسمت بسنت باتساع : جميل علياء ، شكلك يأخذ العقل تجنين
التفت الي نور : هيا نور لنرى فستانك انتي الاخرى
دخلت نور لتقيس فستانها
لتصرخ من الداخل : علياء هذا ليس فستاني
كتمت علياء ضحكتها : بل هو
خرجت وهي مرتدية الفستان وعيناها غاضبتين
__ كيف ؟ ليس هذا التصميم الذي طلبته
__ الا تتذكري نور لقد قلت لكي سأختار لك لون الفستان وتصميمة
سالت بسنت : اليس رائعا عليها
قالت بسنت بانبهار : بل اكثر من رائع
نظرت نور الي الفستان بالمرآه من جديد لتقترب منها علياء
__ تحفة فنية يا نور واللون العنابي عليك يزيد جمالا وتألقا
نظرت نور وكادت ان تبكي وهي تقول : انه عاري علياء
__ لا افهمك يا نور انه بدون اكمام وصدره عار الا ان فتحة الصدر ضيقة والظهر ايضا ، سيعجب ياسين كثيرا
تلون وجه نور بحمرة الخجل لذكر علياء اسمه وتذكرها لنظراته الحميمية التي شملها بها عندما كان ينظر الي فستانها البارحة
تنبهت الي بسنت : لا يحتاج أي تعديل ، هيا لنذهب ، صحيح نور امي اكدت علي انها تريد ان تراك
هزت راسها : حسنا ساتي معك ، فانا مشتاقة اليها كثيرا

انصرفتا من عند المصممة وذهبت عند علياء بالبيت
سالتها الاخيرة وهما جالستان في غرفة علياء ونور تشاهد ما اشترته علياء : نور ، ما اخبار عمتك معك ؟
تنهدت نور : انها لطيفة معي ، تتكلم معي جيدا وترعاني انا وعمر منذ ان اتت ، ولكني اشعر بشيء غريب علياء ، فهي لا تتعامل معي كما تتعامل مع عمر اشعر انها تحب عمر عني ، كما اشعر ان في حد فاصل بيني وبينها وهي لا تستطيع ان تتخطاه
__ من الممكن انها تفضل الذكور عن الاناث
__ لا اشعر ان الامر له علاقة بالشبة الكبير بيني وبين امي
ضحكت علياء : ممكن انت تعلمي ان في بعض العائلات لا تتفق زوجة الاخ مع اخته
__ الحمد لله اننا متفقات معا
__ الحمد لله
سمعا طرقات على الباب لتفتح علياء : امي لماذا اتيتي كنت ناديتنني ، وانا اتيت لكي
__ انا لست مريضة ، وجئت لأرحب بنور ، فمنذ فترة لم اراها
قامت نور لتحتضن خالتها بحب : كنت جئت انا الاخرى لكي خالتي
ابتسمت لها الخالة بحب : تعلمين نور انت وعلياء واحد
واذا كنت سأنصحها لتستقر مع زوجها فانت الاخرى واجب علي نصحك
عقدت كلا منهما حواجبها من كلام الخالة
لتبتسم الخالة عائشة وتقول : اجلسا بجانبي
جلستا بجانبها لتأخذهما بحضنها : لابد لكما انتما الاثنان قرصة اذن حتى تعتدلا مع زوجيكما
لابد على المرأة ان تستمع الي زوجها وان لا تضع راسها براسه ، كوني حكيمة وتعاملي معه بلطف تكسبيه طوال عمرك
بعد فترة من الوقت استمتعت فيها بالجلسة مع الخالة عائشة التي اغدقت عليها من نصائحها وتكلمت معها بكل ما يدور في خلدها دون ان تطرق الي احلامها
و اوصتها هي و علياء بياسين وعمر
رن هاتفها لتجد انه ياسين ردت بحب : السلام عليكم
لتجد صوته الغاضب يجلجل في الهاتف : اين انت يا هانم ؟
عقدت حاجبيها من طريقته وردت بهدوء : عند علياء
__ الا تتذكرين اننا اتفقنا اني امرك اليوم ؟ ثم الساعة تجاوزت الحادية عشر وانا ببيتكم من اكثر من ساعة
اجهزي سآتي لأقلك
نظرت الي الهاتف بغضب بعد ان اغلقه في وجهها واملى عليها اوامره
نظرت الي خالتها لتبتسم الاخرى : انه قلق عليك ومحرج انك تركتيه ينتظر كل هذا الوقت نور
فكري دائما في اسبابه قبل ان تغضبي واعذريه دائما
تنهدت بحيرة لتبتسم : حسنا خالتي سأنصرف
احتضنتها الخالة بحب كبير ورتبت على كتفها بحنان
__ نور ، اهتمي بأخيك وعلياء ولا تنسي زوجك فهو يحبك كثيرا
__ حاضر خالتي
نزلت لتجده واقف امام السيارة وواضح عليه الغضب فوجهه محمر وعيناه تلمعان بالغضب
تقدمت منه بهدوء : مساء الخير
نظر لها بغضب : اركبي الي سيارتك، وسأتبعك بيننا كلام هام ولابد من توضيح بعض الامور
دخلت الي سيارتها وهي تشعر بالريبة من موقفه

******************

__علياء حبيبتي تعالي بجانبي
جلست بجانب امها ووضعت راسها بحضنها
__ ما بك علياء ؟
__ لا شيء امي ولكني متوترة قليلا بسبب الحفل
مسحت على شعرها بحنان : علياء انا امك ،هذا الكلام تقوليه لبسنت ، لنور ليس لي ، انا ملاحظة انك لا تتكلمين مع عمر هذه الايام اطلاقا
فضلت الصمت فهي لا تريد ان تفتعل المشاكل قبل الحفل بيومين
تنهدت امها : على راحتك علياء ، لكنني ساقل لكي كلمتين اسمعيهما جيدا وافهميهما
عمر يحبك كثيرا ، و هو الوحيد الذي سأطمئن عليك معه
ولتعلمي جيدا انت ملكة مع زوجك وببيتك ولن تكوني ملكة باي مكان اخر حتى لو عند اخيك علي الذي يفضلك على نفسه
اندهشت مما تقوله امها لتسالها :كيف ؟ عمر اقرب لي من علي
__ نعم حبيبتي ، الزوج يصبح اقرب لزوجته من اهلها ، لا تفرطي في عمر علياء ، فلن تجدي من يحبك او يرعاك مثله
ابتسمت علياء لتخفي الضيق الذي شعرت به من حديث امها
فهي شعرت ان امها تعطيها وصايا اخيرة
نفضت راسها من هذه الفكرة السوداوية لتسال امها بدلال
__ هل يمكنني النوم بجانبك هذه الليلة امي ؟
ابتسمت بحنان وهي تحتضن راسها : طبعا ، حبيبتي الليلة وغدا وبعد غد حتى ليلة زفافك
اعترضت : خطوبتي امي
رتبت على راسها : زفافك علياء ، بالنسبة الي زفافك حبيبتي
******************
دخلت الي منزلها ليتبعها هو بصمت ، قابلهما عمر ليقل لياسين : تفضل بالمكتب ياسين ، ونور ستاتي اليك حالا
هز راسه موافقا ليدلف الي الداخل ليمسكها الاخر من رسغها ويسحبها الي المطبخ معه
تاوهت : عمر ذراعي تؤلمني ، ما بك ؟
تركها وهو يضع كاسين بصينيه وملؤهما بالعصير
و رد من بين اسنانه : الا يوجد لديك قطرة دم واحدة ؟
احرجتني وحرجتي زوجك ، ظل جالسا منتظر حضرتك اكثر من ساعة حتى وجهه احمر من الغضب و الضيق والخجل مني
لماذا لم تبلغيه انك ستذهبين الي علياء كما اتصلت بي وبلغتني ، نور اعتدلي احسن لك ، ولا تكوني كصديقتك العزيزة لا تشعر بما حولها ، كل ما يهمها نفسها فقط
نظرت له مصدومة فلأول مرة ترى عمر غاضبا هكذا
وجملته الاخيرة اشعرتها بان في خلاف فعلي بينه وبين علياء
وهو يكتم غضبه منها
اكمل بضيق : خذي الصينية واذهبي ولا تفتعلي المشاكل معه
تقدمت وهي تلوم نفسها ، فهي لا تنكر انها نست امر ياسين
لم تتذكر اطلاقا اتفاقهما ، بلعت ريقها بصعوبة وهي تعلم انه غاضب ، تذكرت تحذير يوسف لها وان غضبه قوي كشخصيته لتشعر بارتعاده تصري بأوصالها
دخلت وهي تسيطر على خوفها منها وابتسمت عندما وجدته ينظر الي البوم صور لها وهي صغيرة ويبتسم
وضعت الصينية من يدها لتجلس بجانبه وتناوله كاس العصير : تفضل



جلس ينتظرها فهو يعلم جيدا ان عمر سيؤنبها من اجله فلا ينكر ان عمر احرج عندما سأله عن نور واجابه انها عند علياء ، واستشف عمر انه لا يعلم ، وضحت نظرة الغضب بعينيه ، وعندما تأخر الوقت ، شعر ان عمر ضائق من اخته
فاستأذنه انه سيذهب اليها وسياتي بها
عند جلوسه وجد البوما للصور مفتوح امامه ، استنتج ان عمر كان يريه لعمته ، فهي كانت حاضره على الموقف بأكمله وعندما تأخر الوقت استأذنت منهما بتهذيب لتخلد الي النوم
وقعت نظره على الصور ليرى فتاه رقيقة بشعرها البني وعينها المتدرجة بين اللونين الاخضر والعسلي
تنظر الي الكاميرا وتضحك ببراءة ليظهر سقوط سنتيها الاماميتين ابتسم بحب وهو يمسح بأصابعه على الصورة
و يفكر اذا رزقه الله بابنة منها ستكون جميله هكذا
شعر بدخولها ليرفع نظره اليها وجدها تبتسم له ليزول ضيقه منها ، حدثه عقله اركز قليلا ، وعاتبها على ما تفعله معك
تناول منها الكاس وهو ينظر لها من بين اهدابه السوداء الكثيفة
قالت بهمس : المعذرة ياسين ، لا تغضب ولكن الخالة عائشة اصرت ان اذهب اليها ولذلك تأخرت فالحديث اخذني ولم اشعر بالوقت
قال بمرارة : بل نسيت نور ، نسيت امري وموعدنا
قالت وهي تحاول اخفاء ارتباكها : لا تتوهم اشياء لا وجود لها ، تأخرت لا اكثر
زفر بضيق : لماذا لم تتصلي بي وتبلغيني ان أجل الموعد الي وقت اخر
لم تجد ما تقوله فآثرت الصمت ك لأنك نسيت نور
همست : اسفة
حاولت ان تغير التوتر الذي سيطر عليهما
تناولت الالبوم من بين يديه لتقول مازحة : هل رأيت كم كنت قبيحة ؟
__ قبيحة ، كنت ولا زلت جميلة بل رائعة الجمال
ابتسمت : انت تجاملني اليس كذلك ؟
اقترب منها وهو يتنهد بحب : لا طبعا انا اقل ما اراه امامي
احمرت خجلا ليقول بجدية : نور تصرفاتك معي لا تعجبني
ولا تليق بي ، تعاملي معي جيدا ، فصبري كاد ان ينفذ
هزات راسها بنعم : حاضر ، والله انا لا اقصد اغضابك
ارجو ان تصدقني
__ مصدقك ، لي طلب اخر
__ تفضل
__ لا ترتدي شيئا قصيرا هكذا مرة اخرى على الجينز
فمظهرك ملفت الي حد كبير وانا لا اطيق ان ينظر احد اليك
انتفضت واقفة لتنظر الي المراة : انه طويل ياسين وواسع ايضا
__ لا قصير ، انه بالكاد يصل الي حد جيب البنطلون
تنهدت بصبر : حاضر
عادت لتجلس الي جواره : اما زلت غاضبا ؟
هز راسه نافيا ليسحب الالبوم ثانية ليري بقية الصور
هتف بدهشة : انت تشبهين امك للغاية ، ومن يراك لا يستطيع التفرقة بينكما الا من لون الشعر فهي شعرها اقرب للأصفر ، وانت شعرك بنيا محمرا
__ نعم ، لم اصدق عمر الي ان اراني الصور
نظر لها بحب : من اين اتيت به فهو لونا مميزا وليس لونه كلون شعر اباك
__ لا اعلم بالطبع ، اكيد الله وهبني شيئا فريدا كما وهبك لون عيناك الفريد فعائلتك بأكملها لون اعينهم بنيا
ضحك بخفة : نعم ولكن انا ورثت لون عيناي من جدي رحمة الله عليه ، جدي لابي
كان وسيما عندما تأتي الي القصر ساريك صورة له حولتها انا من الابيض والاسود الي الوان كالصور الان
امي تقول اني اشبهه اكثر من ابي ، فيوسف هو من شبه ابي الي حد كبير
ابتسمت لانطلاقه معها بالحديث فهي تشعر بالسعادة عندما يتكلم معها عن نفسه واهله تشعر انها قريبة منه
نظر الي ابتسامتها الجميلة والسعادة التي تطل من عينيها
ليتأمل ملامحها الخالية من الزينة وشفاهها الوردية عقد حاجبية بتفكير ليسالها : هل تضيعين احمر للشفاه ؟
تعجبت من سؤاله لترد بتلقائية : لا ، لا اضع اي من الزينة بوجهي
نظر اليها و الشوق لوصالها يملأه ليقترب منها ويحيطها بذراعيه : هذا لون شفاهك الحقيقي
احمرت من قربه وشعرت ان الدم سيقفز من وجنتيها لتهز راسها بالية ، وكأنها اعطته اشارة انتظرها ليفعل ما يريده
فانحني عليها برقة شديده ليقبلها بلهفة رقيقة
شعرت بانها تغرق في حلم لذيذ فهي لا تعلم الي اين تذهب معه ، لتنزعج مرة واحدة من قبلته التي اصبحت متطلبة اكثر من الاول ، وشعرت بانها لا تستطيع ان تأخذ انفاسها
وان جسدها تسري به قشعريرة باردة ، ليداهم ذاكرتها حلمها المزعج لتتحول القشعريرة الباردة الي انتفاضة خائفة

كان يحلق بعالمه الخاص ،وهو يستمتع بتقبيلها الذي طالما انتظره ليشعر بها تتصلب بين يديه لتنتفض فجأة بين ذراعيه
توقف عن تقبيلها وهو يشعر بالانزعاج من ردة فعلها غير المتوقعة
نظر اليها بصمت ليرى الدموع والخوف بعينيها
__ ما بك نور ؟ هل اذيتك ؟ تضايقت مني
حاولت السيطرة على خوفها حتى لا تزيد من الانزعاج الواضح عليه هزت راسها نافية لتسقط دموعها التي لم تستطع السيطرة عليها
انتفض بجزع من شلال دموعها المنهمر ليحتضنها مهدئا بين ذراعيه : ماذا بك نور ؟ اخبريني ، لم اقصد ان اضايقك حبيبتي ، ولن افعل أي شيء يؤذيك او يغضبك
نطقت من بين دموعها : لم يحدث شيء ياسين ، انا توترت لا اكثر ولا اقل ، لم اكن متوقعة ان تقبلني هكذا
قال مازحا : ماذا توقعت اذن ؟ اقبلك باي طريقة
ليهمس لها : اقترحي الطريقة التي تريدينها وانا سأفعل ما تريدينه
ابتسمت وليمسح دموعها اللؤلؤية بأنامله : انفضي الخجل عنك نور ، فانا زوجك حبيبتي ، ماذا ستفعلين اذا فعلت ما هو اكثر من ذلك
شحب وجهها لتنهمر دموعها بكثرة وهي تفكر فيما يقوله ومعناه ليستدرج نفسه وانها جملة غبية لا وقت لها
ليقل بجدية : امزح معك ، انت تبحثين عن شئ لتبكين
مسح دموعها ثانية : اهدئي حتى انصرف وانا مطمئن عليك
وحتى لا يقتلني عمر عندما يرى انك كنت تبكين ، فانا متاكد انه يلف ويدور بالصالة خارجا ويبحث عن شئ يقتحم بها جلستنا الحلوة
سمعا دقات على الباب ليضحكا هما الاثنين وعمر يطل من الباب ويقول : العشاء جاهز يا شباب
انفجرا بالضحك لينظر لهما متعجبا : ماذا هناك ؟ لماذا تضحكان هكذا ؟
__ لا شيء ايها النسيب ،ولكني سأنصرف فالوقت تأخر
واسف اني سهرتك الي الان يا عريس
رد عمر بحزم : لا والله لن تنصرف الي تتعشى معنا
فانا طهوت الطعام لأجلك ، واذا كان على نور تستحق ان تنام جائعة لتأخرها اليوم
ابتسم ياسين : نور لا تستحق هذا العقاب القاس عمر ، ولا تغضبها حتى لا تخسرني
ضحك عمر : لا استطيع اغضابها يا سين
خرج من الغرفة : اتمنى ان لا اسمم من هذا العشاء
نطقت بهدوء : بل ستفاجأ فعمر يتفوق علي في طهو الطعام
يا حظ علياء به ، سأوقظ عمتي لتتناول الطعام معنا
__ اتركيها نور ، فهي تستيقظ باكرا، ثم هي تناولت طعامها من قبل
هزت راسها وهي تنصرف من امامهما لتدخل الي المطبخ وتأتي بالأطباق
ليساله ياسين : ماذا ستفعل يوم الجمعة ؟
اشار له بالجلوس : تفضل، لا شيء سأذهب للحلاق بعد صلاة الجمعة واتي اقف مع العمال الذين سيقومون بترتيب الطاولات واشرف على تجهيزات الحفل حتى موعد عقد القران بعد صلاة المغرب
__ لا اترك هذا الاشراف لي ، كفى عليك التوتر الذي سيصيبك يومها ، وانت تحتاج الي الهدوء والاسترخاء الي ان تعقد قرانك
ابتسم بامتنان : لا اريد ان اتعبك معي
رد غاضبا : عمر ، انت كيوسف واذا لم اتعبك لكما فلمن اتعب ، عقبال يوسف بإذن الله ، اتعلم اريد ان اراه عريسا اليوم قبل باكرا، فيوسف ابن لي قبل ان يكون اخ
__ اعلم يا صديقي فهو بالنسبة اليك كنور بالنسبة الي
قالت بابتسامة : سمعت اسمي
رد بحب ك وهل نقدر ان نستغني عنك
كح عمر بقوة من نبرته ليضحك ياسين : انها زوجتي
__ عندما تذهب الي بيتك تغزل بها كما تريد ، الان احترم اني موجود
شعرت بالخجل من الحوار الدائر بينهما فهمت بالانصراف
ليمسك عمر يدها ويجلسها بالكرسي جواره : اجلسي وتناولي الطعام معنا ، ولا تخجلي فانا امزح مع ياسين
*****************
دخلت الي حديقة فيلتهم لتجده عائدة من صالون التجميل لتجده واقف بطوله الفارع بين العمال ويراقب التجهيزات بنظرات ثاقبة ، نادته من بعيد حتى لا يغضب من اقترابها من العاملين
__ ياسين
لف الي مصدر الصوت لتتسع ابتسامته ويتقدم منها
ابتسمت وهي تضع يدها على راسها المليء ببكر الشعر
تنحنحت عندما ضحك على مظهرها
__ كيف حالك ؟ الا يعجبك شكلي ؟
__ قمر حبيبتي حتى وانت هكذا
ناولته مغلف كريمي اللون وهي تقول : تفضل انها دعوتك اعطاني اياها عمر منذ ثلاثة ايام ولكني نسيت ان اوصلها لك
ابتسم وهو ينظر لها معاتبا من نسيانها الامور الخاصة به
لتكمل برجاء : اعذرني ياسين ولكنك تعلم مدى انشغالي بحفل عمر
هز راسه موافقا ليفتح الدعوة ويقرأها بصمت
يتشرف كلا من
عمر محمد المصري و علي مصطفى الحسيني
بدعوة سيادتكم لحضور حفل عقد قران
الاول على شقيقة الثاني
المهندس عمر الانسة علياء
والحفل مقام بفيلا اللواء اسماعيل عبد الرحمن الواقعة
ب18 شارع ………… حي المعادي
شرفونا بحضوركم
ونوما هنيئا للأطفال

عقد حاجبيه تعجبا وسال بتوجس : انت من عائلة المصري؟
__ نعم
__ أي فرع بها ؟
__ لا اعلم ، لماذا ؟
__ ها لا شيء ، مجرد سؤال فانت لم تذكري الي هذا الشيء من قبل
__ لا نستخدم لقب العائلة كثيرا وخصوصا عمر فهو لم يرد استغلال اسم والدي وعلاقاته في عمله
هز راسه وهو يفكر هل لها علاقة بهذا الشخص المقيت
اتكون قريبته ، ام انه مجرد تشابه اسماء فتوجد اكثر من مائة عائلة لها نفس اللقب في البلد
هزته بلطف : ياسين ، الي اين ذهبت ؟
__ لا مكان انا معك
__ سأصعد الي غرفتي لاستعد واذهب انت الاخر حتى لا تتأخر على عمر فهو سينتظرك لتشهد على العقد
__ اعلم ، سننصرف معا من هنا وسأذهب بعدها لأبدل ملابسي واتي الي الحفل
ابتسم بشقاوة : ا تريدين مساعدة ؟
ضحكت فهي اعتادت على مزاحه معها : لا شكرا لك
ابتسم وهو يتجه مرة اخرى الي العاملين بالحديقة وهو ينفض فكرة ان تكون قريبة لهذا الشخص الذي كان السبب في فقدانه لأبيه


******************

اتصلت للمرة الخامسة بعمر الذي لا يجيب فهو ذهب الي علياء ليأتي بها من صالون التجميل واصر ان تبقى هي و عمته لاستقبال المدعوين
رد اخيرا لتقل بقلق : اين انت عمر ؟
__ سآتي الان ، لا تقلقي ، العروس اخرتنا
__هيا لان المدعوين يتوافدون علينا ، وياسين لم يأتي الي الان
__ هو الاخر في غضون ربع ساعة على الاكثر سيكون عندك
__ حسنا ، مبروك عمر
__ الله يبارك فيكي ، عقبالك قريبا
ابتسمت وهي تشعر بسعادة كبيرة اليوم فاليوم اقتران احب شخصين لقلبها والاقرب لها في الوجود
دعت بخفوت : ربنا يتمم اليهما بالخير
سمعت صوت ابواق سيارات الزفة تقترب لتسرع الي
البوابة وتنظر بحب لعمر وهو يساعد علياء على النزول من السيارة بفستانها المنفوش بلونه الكريمي على الطراز الاسباني مطرز الصدر بخيوط ذهبية جميلة وطرحتها الجميلة التي تزين شعرها بتموجاته وخصلاته اللولبية
كانت مبهورة بشكل صديقتها سمت الرحمن وقرات لها المعوذتين حتى لا تصيبها اعين الحاسدين اليوم فهي كالقمر بليلة تمامه
******************

يشعر انه سعيد بشكل غريب ، فالسعادة والقلق متلازمين ليجعلاه مضطرب ومتوتر فهو لم يتبادل معها الحديث الي الان ويشعر بانها ليست سعيدة ولا يعلم السبب
تنهد بحرقة ليخفي قلقه عندما وجد نور تقترب منهما هي وعمته ليرحبا بهما ويباركان لهما

***********************

صوت زغاريد وفاء يتعالى حولها ، وتشعر انها سائرة بالية لا تفهم موقفها لماذا لم تلغ الزواج او فكرة عقد القران لتتأكد من شعوره نحوها او تتأكد من خيانته لها فتنفصل عنه بهدوء
رات نور وهي تقترب منها و ابتسامتها الواسعة مرسومة على وجهها وعيناها تقفز منها السعادة
لتبتسم تلقائيا وكان شعور السعادة انتقل اليها من صديقتها
حيتها عمة عمر بلباقة وباركت لهم
ليصحبها عمر الي الكوشة
مالت وفاء عليها : ترتيب الحفل رائع علياء مبروك حبيبتي عقبال الزفاف ان شاء الله
ابتسمت علياء لتاتي بسنت وتبارك لها
سالتها : اين امي ؟
__ ستاتي مع علي ، لا تقلقي
__ لماذا تأخرا ؟
__ لم يتأخرا ،عريسك مجنون قاد سيارته على اقصى سرعة ، كتمت ضحكتها وهي تكمل : كانه يخاف ان تهربي منه
ابتسمت بخجل مما تقوله اختها : حسنا اتصلي به وابلغيه ان يسرع ، لا اريد الحفل ان يبدا دون وجودهم
__ حاضر


*********************
__ اين انت ياسين ؟
__ المعذرة حبيبتي ، انا انتظر يوسف فسيارته معطله و يريدني ان انتظره
__ حسنا ، انا انتظرك
__ لن أتأخر ، ان شاء الله
اغلقت الهاتف وذهبت لتشرف على ترتيبات الحفل واستقبال المدعوين
*****************
جالس بجانبها وتغلفهما حالة الصمت لتتسع عيناه ويشعر بالغضب يسري بعروقه ليقفز بسرعه من جانب عروسه حتى لا يسمح لهذا القادم بالاقتراب اكثر

نطق بكره واضح : ماذا تريد؟ لماذا اتيت؟
نظر اليه الاخر باستهزاء : اتيت لأرى ابنتي
جز على اسنانه غضبا : ليس لديك احد هنا ، كف عن خرافاتك
__ سآخذ اختي معي
__ عمتي تستطيع ان تقرر بنفسها ، اذا تريد ان تذهب معك
على راحتها ، واذا ارادت ان تعيش معي سأحملها داخل عيوني
هم بالرد عليه لتلمع عيناه فجأة عند رؤيته لها تسير وترحب بالمدعوين ابتسامتها الرائعة تزين وجهها الجميل
تحرك ناحيتها ليسرع عمر ويمسكه من رسغه بقوة
__ اين تذهب ؟
__ سأذهب لأرحب بابنتي واخبرها بالحقيقة لتعود معي
__ لن تصدقك ، ثم لن تستطيع ان تذهب معك الا ان يسمح لها زوجها بذلك
ردد بدهشه : زوجها

*******************

تقدمت منها بحب والدموع تتألق بعينيها : مبروك حبيبتي
__ الله يبارك فيك امي ، لماذا تأخرتما هكذا
ضحك علي بمرح : لم نتأخر بل عمر هو من اسرع ونحن علقنا بإشارة المرور والازدحام
مبروك يا اختي العزيزة ، رفقا بعمر فهو يحبك كثيرا
ضحكت بداخلها استهزاء من جملة اخيها ، واضح انه يحبني لدرجة انه لم يطق المكوث بجواري قليلا
ابتسمت بوجهه : الله يبارك فيك علي
تقدمت منها اية والود ظاهر على ملامحها : مبروك علياء ، عقبال الزفاف ان شاء الله
اندفع تفكيرها الي ما توصلت اليه عن علاقة عمر بأية
وان من الممكن انه يكن لها بعضا من مشاعره الي الان لتشعر انها ستنفجر في البكاء
اقتربت منها امها : ما بك علياء ؟ اشعر بانك حزينة
__ لا شيء امي انا متوترة لا اكثر
هزت راسها لتحتضنها مرة اخرى وتهمس لها
__ علياء لا تهدمي سعادتك بيدك ، عمر يحبك ثقي بذلك دائما ، اوعديني انك تحافظي على بيتك وزوجك
ظهر القلق على وجهها من طريقة امها في الحديث
__ ماذا هناك امي ؟ هل انت متعبة ؟
__ لا حبيبتي ، اوعديني فقط
__ اوعدك امي
التفت الخالة الي نور : نور تعالي معي
__ حاضر خالتي
بعد ان ابتعدتا عن علياء : نور اريد ان استريح قليلا قوديني الي الداخل
__ تعالي خالتي ، تفضلي
****************
نظر الي عمر بغضب وقال بصوت شبه عال
__ زوجها ، كيف تجرؤ على ان تزوج ابنتي دون علمي
التمعت السخرية بعينين عمر : اخفض صوتك من فضلك
ثم كف عن ترديد خرافاتك هنا ، ومن فضلك انصرف انت غير مرحب بوجودك هنا
__ سأحيل حياتك الي جحيما ، وغدا سترى
تقدمت منهما بسرعة فالنظرات المتبادلة بين الاثنان غير مريحة
كانت تبحث عن عمر لتجده واقف هناك مع اخيها
__ حافظ حمدا لله على سلامتك ، متى وصلت؟
__ منذ قليل ، هيا بنا حتى لا نتأخر في العودة
__ انتظرني قليلا
__ عمتي هل ستذهبين معه
احتضنته : مبروك عمر ، ها انا رايتك وانت عريس وسأذهب معه حتى لا يسبب لك مشاكل انت في غنى عنها
اراك على خير ، هيا اذهب لعروسك
وقف بجانب عمه وهو يشعر بكره كبير اليه والاخر يبحث بعينيه بجنون عنها حتى يراها مرة اخيرة قبل ان يذهب عادت عمته وانصرفا الاثنان
زفر بارتياح بعد تأكده من مغادرة سيارة عمه لتتسع ابتسامته وهو يرى ياسين يتقدم نحوه


*********************
عند اقتراب الحفل من النهاية اقترب علي منه
__ عمر ، امي تريدك
__ اين هنا
__ بداخل الفيلا ، فهي تشعر بقليل من التعب
انتفض ليذهب مع علي بسرعة الي خالته



اشارت الي بسنت لتاتي اليها
__ بسنت اين امي ؟
__ لا اعلم
__ حسنا ابحثي عنها ، فانا قلقة عليها
هزت راسها موافقة لتتبع علي وعمر فمظهرهما الاثنان
وهما مسرعين لداخل الفيلا جعلها تشعر بقلبها يقبض


دخل ليرى وجه خالته شاحب والتعب ظاهر عليها
__ ما بك خالتي؟
__ تعالا انا اريدكما انتما الاثنين
اقتربا منهما جلس علي ركبتيه امامها وخلفه عمر واقف واحنى ظهره قليلا ليسمع ما ستقوله
__ علي لا تطيع اختك في كل شئ ، واتمم زواجها مهما حدث
__ امي
وضعت اناملها على شفتيه لتسكته وتكمل هي
__ عمر اوعدني انك ترعى علياء دائما وتصير عليها فهي الان امانة برقبتك ، وانا امنتك عليها
__ خالتي لو تشعرين بالتعب نذهب حالا الي المشفى
قالت وصوتها يتهدج : اوعدني بني
__ اوعدك امي
ترقرقت الدموع بعينيه فهو يعلم انها لحظاتها الاخيرة فهو كان شاهدا على موت جده وجدته
تحشرج تنفسها ، ليأمر علي : لقنها الشهادة علي
نظر له علي غير مستوعبا لما يقوله ليدفعه عمر عنها سريعا ويقترب منها ويقول بصوت حنون
رددي امي : اشهد ان لا اله الا الله ، واشهد ان محمدا رسول الله
رددت خلفه بصوت هامس لتميل راسها بعد خروج الانفاس الاخيرة ، اغلق عينيها ودموعه تسيل بصمت
لينطق علي بصدمة : ماذا حدث ، لا انها لم تمت
احتضنه عمر بقوة ليجهش علي بالبكاء وهو يدفعه بعيدا
__ ابتعد عني ، امي مازالت حية
قال بحزم : اهدئ علي ، وكن قويا من اجل اخوتك
ارتمى بحضن صديقه وهو يجهش بالبكاء


دخلت خلفهما لتشعر بالصدمة تكتفها وهي ترى وتسمع الحوار الدائر بينهم ، تأكدت ان امها ستغادرهم ولكنها لم تستطع التحرك
الي ان رات عمر يدفع علي بعيدا عنها ويلقنها الشهادة ويغلق عينيها تقدمت بسرعة لتشعر بألم كبير يمزق بطنها
مسكت بطنها بقوة لتتحامل وتتقدم من امها
ولكنها لم تستطع سمعت بكاء علي لتقترب اكثر وهي بالكاد تزحف ناحيتهم
لم تستطع التحمل اكثر من ذلك لتصرخ بقوة صرخة عمت بأرجاء المكان
تنبه لها علي وعمر ليلتفتا اليها تلقاها علي بين ذراعيه
ليسرع عمر الي الخارج ويصرخ : محمد تعال بسرعة











لي عودة بالردود يا صابيا
واتمنى ان البارت يعجبكم
موعدنا ان شاء الله يوم السبت

سلافه الشرقاوي 10-07-11 12:16 AM

صباح الخير يا صبايا
اسفة على التاخير
بس عندي ظروف عطلتني شوية
اعذروني على تاخيري
اترككم مع البارت
اتمنى ان يحوز على اعجابكم






الفصل الثاني والعشرون





واقفة بمنتصف الغرفة الشاهدة على ما حدث ليلة عقد قران شقيقها
لتزفر بحزن فعندما خرج عمر وهو يصرخ بمحمد
بعد صرخة بسنت التي تناهت الي مسامعهم خارجا
ليندفعوا جميعهم الي داخل بما فيهم علياء
ليجدوا بسنت ساقطة على الارض بين ذراعين علي
صرخ علي في محمد : احملها معي للسيارة فهي تنزف
بهت محمد من الصدمة ليسرع عمر بحملها مع علي ويسرعا الي الخارج لتصرخ بسنت : اريد ان ارى امي قبل ان اذهب الي المشفى
جملة بسنت نبهتهم جميعا لينظروا الي الخالة عائشة
لتصرخ علياء وتهرع الي امها وتهزها : امي ، ردي علي
امي كلميني
فاق محمد من صدمته ليهرع خلف علي ، لتنهار وفاء في بكاء حاد وتسرع بجانب شقيقتها
تحركت هي بجانب علياء التي اخذت تردد : انها لا ترد علي نور ، لا اعلم ما بها ، لماذا لا تكلمني
حاولت تهدئتها وهي لا تعلم بماذا تجيبها فالصدمة قاسية عليها هي الاخرى ولم تستوعب الي الان ما يحدث
لتجد عمر يمسك علياء من ذراعيها ويحملها من الارض
ويقول لها بهدوء : اكثري من دعاءك لها فهي الان بين يدي الرحمن
لتصرخ علياء صرخة مدوية وتسقط مغشي عليها
اغمضت عينيها بألم وهي ترى المشهد بأكمله يعاد امامها
مر الان اكثر من شهر وهي تتذكر هذه الاحداث كل يوم
تشعر بالضيق يسيطر عليها
فعلياء دخلت الي المشفى بعدها بانهيار عصبي
وخرجت بعدها بأيام ، لتمكث مع بسنت الراقدة بالمشفى بسبب فقدانها لطفلها الذي تترجاه هي وزوجها من الدنيا شعرت بالحزن على بسنت جدا وهي لا تعلم هل تحزن عليها لفقدانها لطفلها ام فقدانها لامها ، ولكن ما يقلقها حقا موقف علياء ورفضها مقابلة عمر ، كأنها تحمله ذنب ما حدث
عمر بعد انتهاء ايام العزاء الثلاث استأنف العمل بالجناح واشترى الاثاث وجهز الجناح كأن الفرح سيتم بموعده
وعندما زاد تعجبها من سر عته في التحضير سالته ليجاوبها
__ عندما تخرج علياء من المشفى سآتي بها الي هنا فهي زوجتي ولن اتركها تعيش عند احد من اخواتها وانا موجود
تعجبت من موقفه ولكنها لن تستطيع الاعتراض فهما حران بقرارهما
تشعر برائحة الحزن في الاجواء حولها وما يطيب خاطرها ويشعرها بالاطمئنان قليلا موقف ياسين
فهو اصر على عدم ذهابها الي العمل وان تتفرغ الي صديقتها واخيها ، وقوفه بجانب علي وعمر في هذا الموقف وتهدئته لها في المشفى وهي تبكي على حالة علياء وبسنت وصدمتها في موت الخالة التي ملئت فراغ موت جدتها وعاملتها كابنة لها
حدثت نفسها ونعم الرجل حقا ، فهو متفهم لموقفها جيدا ولشعور الحزن المسيطر عليها يأتي لها كل يوم ليطمئن عليها لا يجلس كثيرا ولكن اصبحت رؤيته لها الجزء المفرح في يومها
تنهدت ببطيء وذهبت لترتدي ملابسها لتذهب الي علياء

****************

__ كيف حالها الان ؟
__ بخير عمر ، انها بخير
__ علي اريدها ان تعود معي الي البيت فلا داع ان تمكث عندك او عند بسنت وانت سمعت وصية امي جيدا رحمة الله عليها
__ سمعتها عمر ، وكنت سأقترح ذلك فلن تقيم حفل زفاف الان ولا معنى ان تمكث عند بسنت اكثر من ذلك
ولكن اصبر ان يتم الاربعين وايضا تتحسن بسنت فانت تعلم انها متعبة بشكل كبير
هز راسه بألم : اعلم ، كيف حال محمد الان ؟
__ يكتم حزنه من اجل بسنت وترك لها البيت فهي تفتعل معه المشاكل لتطلب منه الطلاق
اتسعت عيناه من الصدمة : الطلاق ، هل جنت ام ماذا؟
__ لا اعلم عمر ، فهي غريبة وفاء تكلمت معها وانا الاخر
ولكنها لا تستمع الي احد منا
انظر انا سأذهب الان ، وسأنتظرك في الاربعين لتاتي وتأخذ علياء معك ، والله يعينك عليها
شد على يده وهو يكمل : عمر اصبر عليها فصدمة موت امي ستظل مؤثرة عليها لفترة من الوقت
ابتسم بمرارة : اعلم علي ، لا تقلق


*********************
واقفة بجانب سرير اختها وهي تبكي بصمت فوجه بسنت مصفر بشده ، فهي بالكاد تتناول الطعام والشراب تعلم انها مصدومة من موت امهم ولكن صدمتها الحقيقية في فقدانها الجنين الذي طالما تمنته ، فقررت تعاقب نفسها على فقدانها للطفل الذي جاهدت للحصول عليه فيذهب ببساطة دون ان تفرح بخبر حمله
الطبيبة اخبرتهم انها لم تتم الشهرين ، وطمأنتهم انها ستحمل ثانية بسهولة اذا استمرت بتناول الادوية
ولكن بسنت لم تصدق كلامهم وتشاجرت مع محمد وطلبت منه الطلاق وان يذهب بحال سبيلة بعيدا عنها
تكرر هذا الحوار امامها في الفترة الاخيرة اكثر من مرة
وحتى بعد ان عادت الي البيت وارغمها علي على العودة الي بيتها ورفض رفضا تاما ان تعود الي بيت والدهم
افتعلت مشاجرة مع محمد وطلبت منه الطلاق ولكنه هذه المرة غضب فعلا و ترك لها البيت
ومنها وهي بالكاد تتناول الطعام والشراب
هي تعلم جيدا انها حزينة لرحيل محمد ولكنها تكابر
فبسنت ابلغتها الليلة الماضية من بين دموعها انها لن تستطيع ان تجني علية اكثر من ذلك وهي تعلم جيدا انه متشوق للحصول على طفل ، فليذهب ويأتي بطفل من امرأة اخرى غيرها ، فهي لن تستطيع ان تحقق له حلمه
انتبهت ان اختها تستيقظ لتمسح دموعها وتبتسم
__ صباح الخير يا قمر
__ نحن بالمساء علياء
__حسنا، مساء الخير يا قمر
ابتسمت ابتسامة باهته : اين هو القمر؟ لا ارى شيئا
__ سآتي لك بمرآه لتري اين هو القمر عندما تنظرين اليها
رن جرس الباب لتبتسم علياء : اكيد نور فهي دقيقة بمواعيدها وهذا هو موعدها اليومي
خرجت لتفتح الباب لنور لتجده امامها ابتسمت
__ اهلا محمد ، تفضل
__ لا ، جئت للاطمئنان عليها فقط
__ ادخل محمد وتكلم معها فهي محتاجة اليك ولكنها تكابر
__ لا اريد ان اتشاجر معها
قررت ان تبلغه بما اخبرتها به بسنت حتى يعلم ما يدور بخلد اختها قالت بإصرار : ادخل محمد ، فانا اريدك بموضوع هام


تأخرت علياء في العودة ففكرت انها تتكلم مع نور بموضوع خاص بهما او بعمر لتفاجئ بدخوله عليها وهو يصرخ
__ هل اشتكيت لكي يوما بسنت ، ام انك تخترعين سببا لتنفصلي عني


جلس بناء على رغبة علياء لتقول له كلام جعل راسه يفور
لينتفض واقفا عندما انتهت علياء من حديثها ويدخل سريعا اليها وهو يصيح غاضبا : هل اشتكيت لكي يوما بسنت، ام انك تخترعين سببا لتنفصلي عني
ردي ، ما السبب في اصرارك على الطلاق والطبيبة اكدت لنا ان فقدان الطفل لن يؤثر عليك وتستطيع ان تحملي قريبا
ردي من فضلك
اقترب منها ليسالها والحنان يقفز من عينيه : الم تشعري بمدى حبي لك واني لن استطيع العيش من دونك
ولا يهمني ان ارزق بطفل كل ما يهمني ان تظلي بجانبي
انهمرت الدموع من عينيها وبكت بنشيج ليقترب منها اكثر
ويحتضنها بين ذراعيه لتقول بصوت مخنوق من الدموع
__ لا اريد ان اظلمك محمد ، لا اريد ان اكون السبب في فقدانك لحلم ان تكون ابا
زاد من احتضانها له : لن تكوني السبب في شيء بسنت انه مقدر و مكتوب حبيبتي ، وكل ما اريده انا ان تظلي بجانبي


تشعر بالندم فعلا فها هي سببت مشاجرة فعلية بينهما ولكنها لم تشأ الدخول بينهما فمحمد واضح عليه الغضب وهي لا تريد التدخل بينهما حتى لا تكون مصدر احراج له او لها
سكت محمد عن الصراخ لتسمع صوت بكاء اختها
تقدمت ناحية الغرفة ليتلون وجهها بالوان الطيف السابعة وهي ترى اختها تبكي بحضن زوجها
ابتسمت فمن الواضح انهما سيتصالحان فشدت الباب لتغلقه بهدوء وتركتهم وخرجت
رن جرس الباب فذهبت لتفتح لتجدها نور
__ من الجيد انك اتيتي ، انا اريد النزول والتجول قليلا
ابتسمت نور : حسنا هيا بنا


*********************
يشعر بالضيق فمنذ عشرون يوما لم يراها
حاول اكثر من مرة ان يتكلم مع ياسين لكن يشعر بان الوقت غير مناسب بسبب انشغال الاخر مع نور
ولكنه تعب فعليا من هذا الوضع ، يكاد ان يجن من شوقه اليها ، و عقلة ينشطر نصفين من كثرة التفكير بها
رن هاتفه ليشرق وجهه عند رؤيته لاسمها ينير الهاتف
رد بسرعة واللهفة تملئ صوته : اهلا حبيبتي
ردت بهدوء : اهلا حبيبي ، كيف حالك ؟
رد بضيق : أتسألين عن حالي ؟ انا ميت بدونك
جسد بلا روح ، اشعر بالغربة انجي ، ولا اعلم كيف تعيشي بدوني ، قلبي يتمزق من الشوق اليك ، وعقلي يتمزق من التفكير بك وبحالك
ابتسمت بحب وهي تشعر بشفافية مشاعره ناحيتها
__ وانا ايضا حبيبي ، ولذلك ساراك اليوم ، انا بالبيت
قال بسعادة: حقا ؟
__ نعم ، معتز مسافر اليوم وانا سأستغل الفرصة لأراك
__ حسنا ستقضين الليلة معي
__ لا ، معتز عائد اليوم
زفر بضيق : حسنا نصف ساعة على الاكثر وسأكون عندك
اغلق الهاتف ليسرع في خطواته ليذهب اليها

*******************

يذرع مكتبه ذهابا وايابا ، يشعر بالقلق ان يطلب منه عمر تأجيل الزواج ، هذه الفكرة تزعجه بشدة فهو يعد الايام والليالي وهو يحلم انها ستكون بقربه الليلة القادمة
عندما يتذكرها وهي كالبدر المنير في ليلة خطبة اخاها يشعر بقلبه يقفز بجنون من اشتياقه لها ، ليشعر بالغيرة تمزقه عندما صفر اخاه بمرح ومدحها بشقاوة
لم يشأ ان يغضبها ، ولكنه كان غاضبا فعلا من فستانها العاري ، وغاضبا من يوسف الذي لم يلق بالا لمشاعره وغازلها امامه ، حتى لو كان لا يقصد فعليا مغازلتها
عندما تذكر اخاه شعر بالضيق فعلا حال يوسف الغريب هذه الايام لم يعد مرحا كسابق عهده ، بل يتكلم الان بالقطارة ، كف عن الضحك والكلام وكل شيء ، يكاد ان يتناول الطعام والشراب
ازداد نحولا وشحوبا ، واصبح سريع الغضب والانفعال ومن كان يقوم بعمل يوازي عمل ثلاثة افراد
اصبح الان لا يقوم بعمله ، السيد عبد العزيز اشتكى له اكثر من مرة ان العقود القانونية التي يعدها يوسف غير مناسبة بالمرة ، وطلب منه ان يقول لنور ان تعود هي الاخرى لعملها ، فهما الاثنان كان يقوما بالأعمال الصعبة والن لا يوجد احدا يحل محلهما ، فبرغم ان مدة عملهما هما الاثنان قصيرة الا ان غيابهما اثر في سير العمل وكفاءته

زفر بضيق وهو يشعر بالضيق ، تذكر الان انه اتفق مع يوسف ان يتحدثا فيما يشغله ، كيف نسى هذا
اكيد هذا هو السبب الرئيسي في تغيره الملحوظ
اسرع بالذهاب الي اخيه وهو مصمم على معرفة ما به
وجد اخاه ينزل السلم سريعا ويهم بالخروج من باب القصر
ناده : يوسف

عندما سمع صوت ياسين شعر بالحرج فسيضطر للكذب مرة اخرى بسبب انه تكاسل في ابلاغه بما يريد
توقف ليلف بجسده ويرى ياسين يتقدم ناحيته بهدوء
__ الي اين انت ذاهب يوسف ؟
__ سأذهب الي صديق لي لا تعرفه
ابتسم بهدوء وهو يرى استعجال اخاه : اكيد صديقك الاتي من الخارج
تلون وجهه : نعم ، هو ، اسمع ياسين الان لدي موعد وعندما اعود سأتكلم معك ، فانا اريد حقا التكلم معك في هذا الامر
ربت على كتفه وهو يقول بمزاح : حسنا اذهب الي موعدك
و ستجدني انتظرك عندما تعود
ابتسم وهو يغادر القصر ويشعر بسعادة كبيرة من وصوله الي هذه النقطة مع شقيقه ، ستفرح حتما بهذا الخبر
حدث نفسه وهو يقود سيارته ،سيقنع ياسين بوجهة نظره ليعلن زواجه منها ويتمتع بها الي قربه واخاها المصون ليذهب الي الجحيم ، لن يستطيع فعل شيء ، هي زوجتي وسأكون مشمولا بحماية ياسين وعطفه
وصل الي بيتهما ليسرع بخطاه وهو يشعر ان لهفته اليها تزداد مع كل خطوة يخطيها ، كم هو ممزق من الشوق والحب واللهفة ، كم يريد قربها ووصالها
تاوه من الالم الدي يزيد بصدره وتنفس بعمق وهو يدير المفتاح بمقبض الباب ، انتظر قليلا وهو مغمض العينين
ويرتجف من شوقه ، ليزفر نفسا طويلا كان يحبسه بداخله
ويفتح الباب
******************
تتجول هي وعلياء بمجمع تجاري معروف وهي متعجبة من علياء واصرارها على ان يأتيا الي هنا
مسكت علياء يدها وهي تشير الي محل للأشياء النسائية
__ انظري نور ، هذا القميص الحريري جميل
عقدت نور حاجبيها من تصرفها : اه ، نعم
سحبتها معها : تعالي لنشتريه
ابتسمت وهي تعتقد انها تكمل ما ينقصها من جهازها
لتهتف بسعادة : حسنا ، واكملت وهي تشير الي قميص اخر وهذا ايضا
__ اه نعم ، تعالي

دخلا المحل ومن محل الي اخر اكتشفت نور انهما تتسوقا
اشترت علياء اشياء كثيرة منامات وقمصان نوم و وملابس رياضية وملابس صباحية ومسائية وكل شيء
تعجبت عندما اكتشفت كمية الاكياس التي يحملونها
__ علياء لن نقوى على حمل كل هذه الاكياس وانت تريدين ان تشتري اشياء اخرى
__ لا ، باقي الاحذية والحقائب وبعض الاشياء الصغيرة
والملابس الداخلية
سالت بتعجب : الم تقولي لي من قبل ان جهازك كامل
لا ينقصك الا اشياء قليلة
عقدت حاجبيها : انا لا اشتري هذه الاشياء لي
قلقت نور من اجابتها : اذن لمن ؟
ضحكت : لكي يا عمري
بهتت من الصدمة : لي ، كيف انها مقاسك ، ونقودك
ضحكت مرة اخرى : لا انها مقاسك انت ، انتي من كنت تقيسين الملابس ، ونقودك انت ايضا
__ علياء ، لا تجننيني معك ، كيف ؟
__ المقاس ، انا اعلم مقاسك جيدا ، وما كنت اشك به كنت اجعلك تقيسيه ، اما النقود اخذت هذه البطاقة المصرفية التي ابلغتني بها من قبل ، وحاسبت بها
وجدت بيدها البطاقة التي اعطاها لها ياسين وقال انه حساب بنكي وضع به مهرها
زفرت بضيق : لماذا علياء ؟
__ لأنك نائمة بالعسل حبيبتي ، عرسك بعد ما يقارب العشرة ايام
وانت لم تشتري شيئا الي الان
رددت بصدمة : عرسي
__ نعم ، تممي زواجك في موعده نور ، امي كانت تعلم انها ستموت واصرت ان اتمم زواجي ولن انسى انها قالت لك اخر مرة كنتي عندنا بالبيت انها تتمنى رؤيتك وانت عروس ، واذا كانت هذه امنية امي ، فلابد ان نحققها
ابتسمت لها : حسنا هيا لنعود الي المنزل
__ لا ، باقي اشياء لم نشتريها
__ يوما اخر علياء ، فانا تعبت اليوم ، ثم موعد ياسين اليومي الذي يأتي به الي بيتنا يقترب ، ولا اريده ان يأتي ولا يجدني بالبيت
دخلتا الي السيارة لتقول علياء بابتسامة ودودة
__ ابلغيه اني ممتنه له ، فهو نعم الرجل ، وقوفه بجانب علي وبجانبنا لن انساه طوال عمري
ابتسمت بحب لهذا الشخص الفريد في شخصيته
__ لم يفعل شيء غير الواجب علياء
__ حسنا ، هيا حتى لا تتأخري على حبيب القلب
ضحكت : تهذبي
ضحكت علياء ضحكة صافية : اتهذب كان لابد ان تنظري الي نفسك بالمرآه لتري القلوب التي تقفز من عينيك عندما اتيت بسريته
انفجرت نور بالضحك لمقولة صديقتها لتضحك الاخرى مرة ثانية
نظرت اليها نور بسعادة فهي اول مرة من بعد الوفاة تضحك
لتتوقف علياء عن الضحك فجأة وتجهش بالبكاء
احتضنتها نور بحب : كفى علياء ، ان خالتي لا يسعدها ان تكوني حزينة ، بالعكس ستفرح كثيرا وهي تراك سعيدة ومستقرة كما كانت تريد
مسحت دموعها : اشتقت اليها نور ، لا اعلم كيف اعود الي البيت من دونها
__ستتركين بسنت
ابتسمت : تصالحت اليوم هي ومحمد
هتفت نور بسعادة : حقا ؟
__ نعم ، وانا سأحترم نفسي واعود الي البيت
همت ان تقول لها عن ما يرتبه عمر ، ولكنها فضلت الصمت ، ولا تعلم لماذا
اكملت الاخرى : ولكن انا اعلم جيدا ان علي لن يتركني اعود لأعيش وحدي ، سيصر ان امكث عنده
وانا لا اريد هذا الامر ، بل هو الاثقل على قلبي
ابتسمت نور: لا تيأسي من رحمة الله ، لا تعلمي ماذا تخبئ الايام علياء
سالتها : ماذا ستفعلين بفستان العرس ؟
__ لا اعلم ، ولكن لا وقت للتفصيل
__ حسنا الجاهز موجود ، اجهزي ننزل غدا ، ونبحث بالمحلات
__ ان شاء الله
**********************
فتح الباب ودلف الي الداخل وهو يستنشق رائحتها في الهواء المحيط به ، سحب نفس عميق لينتقل اليه عبيرها بواسطة ذرات الاكسجين يدخل الي رئتيه فيشعر به ينتشر بجسده
يجري بدمه ليشعر انه حي من جديد
ناداها كما كان يفعل : جي جي ، ها انا جئت
طلت عليه بابتسامة جميله : اهلا حبيبي
تعجب من عدم قفزها اليه وارتمائها بحضنه كما تفعل دائما ليدقق النظر بملامحها شعر بالشحوب يلف وجهها والتوتر يقفز من عينيها اسرع هو اليها واحتضنها بحب ولهفة ليتعجب هدوئها وتوترها : ما بك ؟
__ لا شيء
__ انجي واضح عليك التعب
__ لا حبيبي ، انا بخير، وبالطبع متعبة وانا بعيدة عنك
احتضنها مرة اخرى لينقل اليها كل مشاعره واشتياقه لها
رفرفت قبلاته الرقيقة على وجهها ورقبتها
__ انتظر يوسف ، اريد ان ابلغك بأمر ما
شد من احتضانه لها : وانا الاخر ولكن لا تطلبي مني الانتظار ، فانا مللت من الانتظار ، سنتكلم لاحقا ولكن الان لا

******************


__ سيدي
رفع نظره من الاوراق التي امامه ليرى مدبرة القصر الجديدة
__ نعم ، ماذا هناك؟
__ السيد معتز ينتظرك بالخارج
نفض راسه بدهشة من الاسم : من ؟
نظرت الي البطاقة التي اعطاها لها الشخص الجالس بالخارج لترد وهي تقرا الاسم : السيد معتز احمد سليم
انتفض واقفا وهو يشعر بغرابه من زيارة هذا الشخص
ما الذي اتى به ؟ من المؤكد ان وراء هذه الزيارة سر
خرج من مكتبه ليجده جالس بغروره المعتاد وابتسامته الكريهة تطل من وجهه
تقدم ليقف امامه : اهلا معتز ، كيف حالك ؟
وقف الاخر : لم اتي لأسل عن احوالك وتسال عن احوالي
__ كنت احاول ان اكون مهذبا معك فانت ببيتي ، ولكن بما انك لا تستحق التهذيب ، ماذا تريد ؟
__ اريدك ان تأتي معي ، ساريك شيئا هاما
نظر اليه بتفحص ليقول الاخر مستهزئا : ياسين العظيم خائف
رد بغرور : لا طبعا من انت لأخاف منك ، بل متعجب منك
__ لا تتعجب، ستفهم كل شيء
هز راسه بحيرة من هدوء معتز ، فهو يشعر بشيء مريب وراء هذا الهدوء
خرجا معا لينظر اليه معتز وبابتسامة هادئة
__ سيارتك ام سيارتي ؟
لف له ونظر متفحصا : ماذا يحدث معتز ، هل ياسر اصابه شيء ؟
ابتسم ابتسامة جانبية : لا ، لماذا اتت اليك هذه الفكرة ؟
قال بحيرة : لا اعلم فانت تتعامل بأسلوب مريب ليس كطبيعتك الحديثة
رد بغموض : الم اقل لك لا تقلق ، ستفهم قريبا ؟
زفر بضيق : حسنا ليستقل كل واحد سيارته ، فنحن لم نعد اصدقاء
قال هازئا والسخرية تغطي وجهه : بل اصبحنا اقرب من ذلك
تنهد بحيرة ليتركه ويذهب الي سيارته : سأتبعك
يقود خلف هذا الاحمق الذي يتصرف معه بهدوء يشعر انه ما قبل العاصفة ، ما الذي تخفيه معتز؟ ما السبب وراء هدوئك هذا ؟
توقف معتز ليتوقف هو بدوره وينظر الي مكان تواجدهم بحي من الاحياء الجديدة الغير مؤهله تقريبا الا من عدد محدود من السكان
رفع حاجبيه دهشة وقال بصوت منخفض ساخر: هل قرر معتز ان يقتلني ؟
ضحك بسخرية وهو يغادر سيارته : ما الذي يحدث معتز؟
هل تختطفني ام ماذا ؟
نظر اليه نظرة ميته ليشير اليه الي سيارة مركونة تحت العمارة تفاجا ياسين انها سيارة يوسف ، ليشعر بقلق فعلي على شقيقة ، فهل حدث له شيء وهذا سبب هدوء معتز
هرع اليه وهو يقول بقوة : اين يوسف ؟
سأقتلك معتز ان اذيت يوسف ، نحن اتفقنا من قبل انك تحاربني انا اذا تريد الحرب ولا دخل لعائلتي بجنونك
نطق من بين اسنانه : من الجيد انك تتذكر الاتفاق ياسين
هيا بنا
تعجب من رده ليتبعه مجبرا ليرى ماذا يحدث
صعدا معا ليتوقف معتز اما باب لأحدى الشقق ويرن الجرس
بهت وجهه من الصدمة عندما فتح اخيه الباب وهو عاري الصدر ويظهر بمظهر غير رسمي ويبتسم ليسمع صوتا
من الداخل يوسف حبيبي هل اتي الطعام انا جائعة بشده


نائم بجوارها ويمزح معها بخفته المعهودة لتقل له بهدوء
__ يوسف ، توقف عن المزاح فانا اريد ابلاغك بأمر هام
قال ضاحكا : أعلم كل شيء ، فمنذ قليل ابلغتني بكل مشاعرك الجريئة نحوي
ابتسمت بحب: يوسف من فضلك توقف
كح ليبتسم ويداعب خصلات شعرها الاشقر بأصابعه
__ نعم ، اسمعك
رن جرس الباب لتزفر بضيق ضحك بسخريه وهو يقفز من الفراش
__ هذه المرة ليس انا ، اكيد الطعام
ارتدى بنطلونه ليخرج ويفتح الباب
ليشعر انه سيقع من الصدمة فاخر شخصين توقع رؤيتهما
واقفان امامه ، لا يعلم ماذا يفعل هل سيتصدى لمعتز ، ام سيفهم ياسين حقيقة الامر
توتر اكثر عندما تكلمت هي من الداخل ليتلون وجهه وتنقلب ملامحة
ابتعد عن الباب ليدخلا الاثنان ،ياسين واضحة عليه الحيرة ومعتز وجهه لا ينم عن أي انفعال الهدوء هو المسيطر عليه

شعرت بالقلق من عدم رده عليها لتقوم وترتدي ملابسها وتخرج اليه : ماذا يحدث يوسف ؟ لماذا لم تجاوبني هل اتى الطعام ؟
لتشهق بفزع وتتراجع الي الخلف من هول الصدمة فأخيها واقف بغروره وتعاليه بوسط الصالة


عندما راها تتراجع قفز ناحيتها ليمسكها من رسغها بقوة
وعيناه يقفز منهما الغضب والقهر
ليقفز هو بدوره امامه ويشدها من بين يديه ويقول بنبرة قوية
__ اتركها

واقف وهو مذهول مما يحدث امامه عقله يعمل سريعا ويسال
من هذه ؟ وما الذي بينها وبين معتز ؟ ما علاقتها بيوسف
والعجيب ان معتز تركها عندما امره يوسف
لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ، سال بقوة : ماذا يحدث هنا بحق الله ؟
نظرا الثلاثة الي بعضهما ليقل معتز ببرود : انت لا تعلم ، ام انك تريد ان توهمني انك لا تعلم
رد يوسف : لا يعلم معتز ، كف عن الجنون
صرخ به : اخرس ، لا اريد سماع صوتك
صاح ياسين بغضب : ماذا يحدث ؟ ومن هذه ؟
رد معتز بنبرة الكره يملأها : هذه اختي العزيزة
شعر ياسين انه يتلقى كاس مياه مثلجه على راسه عند سماعه لمعتز فمن الواضح ان طبيعة العلاقة بينها وبين اخيه تعدت حدود خياله
رد يوسف بهدوء وكانه يرد على ما يفكر به ياسين : انها زوجتي ياسين
شعر بان الصاعقة تضرب مخه : نعم ، ماذا تقول ؟
قال معتز بريبة : انت بالفعل لا تعلم
صاح به يوسف : نعم لا يعلم
مسكه معتز من رقبته : الم اقل لك اني لا اريد سماع صوتك
دفعه يوسف بخشونة وقوة : ابتعد عني
صاحت هي وهي تعلم انها ستصبح مشاجرة بين الاثنين
__ توقفا
تقدم منها معتز في حركة سريعة ليرفع يده ويصفعها بقوة
هوت الصفعة على خدها لتطير معها وتحط على الاريكة


رن صوت الصفعة بأذنيه ليرتفع ضغط دمه ويشعر بأعصابه تنفجر ليتقدم نحوه بقوة ويلكمه عنيفا وهو يقول غاضبا
__ انها زوجتي يا غبي الا تفهم ، ليس لديك حق ان تضربها ، انها زوجتي سأدق عنقك لتعلم جيدا ان لا تتعدى حدودك معي ولا تقترب منها ابدا
تحول الامر الي شجار فعلي بينهما يتفوق به يوسف فبنيته اقوى وهو الاصغر سنا

الصدمة مما قاله اخاه جعلت عقله متوقف عن العمل لينتبه على صوت الصفعة ، ليجد ان اخاه يشتبك مع معتز بشجار من الايدي ويتفوق عليه ايضا ، اندفع ناحيتهما ليمسك اخاه من خصره ويطيح به جانبا
اندفع معتز ناحية يوسف ليكمل ما بداه الاخر ليدفعه ياسين بقوة يجعله يعود مكانه وقال بصوت جهوري امر : توقفا
اسرع يوسف اتجاهها ليرى حالتها تبكي بصمت
واضعه يدها على خدها المحمر واثار يد اخاها واضحة بشدة
بل مرسومة كانه كان يضع بصامتة
زمجر يوسف : ايها الحقير البغيض
اندفع ناحيته مرة اخرى ليجد جسد شقيقه يسد عليه الطريق
نظر اليه بغضب والشرر يتطاير من عينيه ليحني يوسف راسه خجلا منه قال امرا : اجلس بجانب زوجتك
شدد على الكلمة ليرتبك يوسف ويفعل ما امره به
نظر الي معتز وهو يتنهد : اجلس معتز
صاح بغضب : لا اريد الجلوس
يشعر بالشفقة عليه فهو في وضع لا يحسد عليه ولو كان بموضعه لكان قتل اخته دون تفكير
قال بلهجة اكثر لينا : اجلس معتز من فضلك حتى نستطيع التوصل الي حل يرضيك
قال بقهر : حل يرضيني اخاك تزوج اختي دون علمي
ودون ان يضع في اعتباره اسم وسمعة عائلتنا ، هل بعد هذا تتوقع انه يوجد حل يرضيني ، لا واكمل ذلك بانه ابلغ الناس بخبر زواجهم
رمق اخية بنظرة غاضبة مميته : كيف ابلغهم ؟
نظر الي ياسين بغضب حقيقي : انا كنت اعلم انها زوجته ياسين لو كنت شكيت بأخلاقها لكنت قتلتها وانتهيت منها
ولكني علمت من اصدقاء العائلة بخبر زواجها ، تخيل انت جالس مع احد معارفك ليقول بهدوء مبروك معتز زواج شقيقتك ، لماذا لم تفرح بها ؟ ما الذي جعلك لا تقيم لها حفل زفاف
__ ما الذي يرضيك معتز ؟
__ يطلقها ، انا لا اريد نسبكم ياسين وانت تعلم ذلك ، واظن انك ايضا لا تريد هذا النسب
__ لا تتكلم بلساني لو سمحت ، ولكن ما الذي يرضيك في الطلاق
__ سارد كرامتي المبعثرة كيف سمح لنفسه ان يتزوجها دون علمي
رد يوسف : انت السبب ، انت الذي فكرت في ابعادها عني عندما بدأت مشاكلك مع ياسين ، وانت تعلم جيدا اننا نهيم ببعض حبا ، ثم تتكلم كأني غصبتها ان تتزوج مني
هي تزوجتني بإرادتها ولم اغصبها على شيء
قفز الغضب من عينيه ليهدر ياسين : اخرس يوسف
قال بنقمة : لن اطلق زوجتي ، وافعل ما تريده
قام واقفا : اذا استمريت بهذا الزواج انجي انسي ان لك شقيق
او اطلبي منه الطلاق
نظرت اليه بعيني دامعتين لتنطق بصعوبة ومن بين بكاءها
__ معتز انا حامل
شعر بالصدمة تفقده اتزانه ليهوى جالسا
الصدمة لم تكن عليه لوحده بل عليهم جميعا ، يوسف تهلل وجهه فرحا ، لينتفض ياسين من الصدمة وهو يشعر انه سيصيب بسكته قلبيه
اقتربت من اخاها وجلست عند ركبتيه واحتضنت يده بيديها : سامحني معتز ولكن لم يكن امامي حل اخر ، والان لا اريد ان اترك من احببته وتزوجته على سنة الله ورسوله ، سامحني اخي لن استطيع الاختيار فهو صعب للغاية اريدكما انتما الاثنان معا انت اخي وسندي وخال ولدي ، وهو زوجي وحبيبي وابو ولدي
ارجوك معتز لا تفعلها اخي ، كن بجانبي ولا تضعني في هذا الاختيار
رمى يدها بقوة : انت اخترت مسبقا انجي ، وتحملي نتيجة اختيارك
وقف بتعالي و نظر الي يوسف : وانت ساريك النجوم بعز الظهر ، سأحيل حياتك الي الجحيم ، وسترى
لينظر الي ياسين : سببا اخر لزيادة العداوة ياسين
ولكني الان سألعب بقذارة معك ، انا احترمت اتفاقنا ولكنكم من أخليتم به
نطق يوسف : لم يكن يعلم بأمر الزواج معتز ، لا تنتهز الفرصة لتبين قذارتك
رد بسخرية مريرة : اذا كان رباك واحسن تربيتك لما كان الان موضوع في موقف الابله امامي واخيه الصغير متزوج من غير علمه ، تصدق ياسين كنت اظن انك من وراء هذه الزيجة ولكني الان اشفق عليك ، فحالك مثلي تماما ، لا فارق بيننا ، نحن الاثنان مغفلين
وعليك الان ان تتحمل نتيجة اخطاء وسوء تربية اخيك
لن اتوانى عن فعل أي شيء يدمر حياتك وحياة اخيك ، سأجعلك تفقد عقلك ببطيء ياسين ، وعلى الباغي تدور الدوائر
انصرف سريعا لتجهش هي بالبكاء نظر اليها بعطف وحنان ليلف الي اخاه فهو محتاج الي دعمه امام هذا الحيوان
الذي سيفعل أي شيء للانتقام منه

يشعر بدمه يغلي بداخل عروقه نبضه عال وضغط دمه عال مخة سينفجر مما قاله معتز فعلا هو معه حق فيوسف استغفلني ووضعني بموقف الابله
انتبه على يد يوسف تربت على كتفه ليدفعه بقوة بعيدا عنه
وهو يقول بغضب كاسح : ابتعد عني ، وانسى ان لك اخ من الان ، انت لم تحترم تواجدي وتعاملت كأني غير موجود
وفعليا سأكون غير موجود ، لا اريد ان اراك ثانية
ولا في القصر ولا في الشركة
هم بالانصراف ليمسك به يوسف : ياسين ، استمع الي من فضلك
نظر اليه بغضب ليدفعه بعيدا عنه وينصرف بغضب كاسح

دمعت عيناه من ردة فعل ياسين ليغلق الباب خلفه
ويذهب اليها ويحتضنها ويقول مهدئا
__سيصبح كل شيء على ما يرام انجي ، توقفي عن البكاء
نظرت له بعينين دامعتين : كيف يوسف ؟
مسح على شعرها بحنان : لا اعلم ، ولكن لدي امل ان الموقف بأكمله سيتغير لصالحنا ، عندما يهدئ ياسين سيزن الامور ويتصرف بحكمة
ولا تستبعدي ان يتصالحا هما الاثنان بسبب زواجنا
ولكن الان اريدك ان تهدئي لننزل الي الخارج ونتناول الطعام احتفالا بقدوم طفلنا الغالي ، هيا
نظرت اليه بتعجب وعدم فهم : هيا انجي لن يستطيع احد ان يسرق فرحتي بخبر حملك هذا
ردت بخنقه : كيف سأخرج بوجهي هكذا
انقلبت عينيه لينظر الي خدها المحمر الذي بدا في الانتفاخ
ليتحسسه برقة : اسف حبيبتي ، سننتظر الطعام اذن
ولكن قومي واغسلي وجهك بماء بارد واجهزي لنحتفل بقدوم اول حفيد لعائلة محمود بك شوكت

***********************
دخلت الي البيت وهي محملة بالأكياس تريد الصعود سريعا لتغيير ثوبها الاسود الذي ترتديه وتجهز قليلا للقائه فهي تأخرت وهو الان على وصول
رن جرس الهاتف ، فوضعت الاكياس من يديها وذهبت لترد علية : السلام عليكم
تهلل وجها بفرح : اهلا عمتي كيف حالك ؟
__ اهلا نور ، انا بخير ، كيف حالك؟ وحال عمر وزوجته
__ جميعنا بخير عمتي ، ولكني اعتب عليك كيف تذهبين بدون وداعي كما اني كنت اريد رؤية عمي
ارتبكت من مقولتها العفوية : وهو الاخر حبيبتي ، ولكننا فضلنا السفر مبكرا ، اين عمر ؟
__ لا اعلم ، فانا كنت بالخارج و جئت الان سأبحث عنه واجعله يتصل بك
ردت بنفي قاطع : لا سأتصل به انا بعد نصف ساعة اجعليه ينتظر مكالمتي
__ حاضر ، لا تنسي عمتي عرسي بعد عشرة ايام ستاتي اليس كذلك
__ ان شاء الله ، وربنا يتمم على خير

اغلقت الهاتف لتسمع صوت فرملة قوية امام باب الفيلا تعجبت بشدة وقلقت ان تكون حادثة
اسرعت الي النافذة لترى انها سيارة ياسين لتشعر بقلق فعلي
من صوته وقوفه بالسيارة
طل عمر من اعلى السلم ليسالها برعب : هل انتي من اوقفت سيارتك هكذا ؟
ردت بقلق : لا انه ياسين
عقد حاجبيه ليسال : هل حدث شيء بينكما ؟
__ لا لم اره اليوم اصلا
__ من الممكن ان تكونا تشاجرتما بالهاتف
فركت ايديها بعدم صبر من تأخر نزول ياسين من السيارة
وقالت بنفاذ صبر : لا عمر ، صحيح عمتي اتصلت وتقول لك انتظر مكالمتها بعد نصف ساعة
شعر بتوتر اخته المخفي وضيقها من اسئلته بسبب قلقها على ياسين ليبتسم : هل اذهب اليه واتي به من الخارج لتتوقفي عن قلقك عليه
نظرت اليه بغضب ووجهها محمر من الضيق والغضب
__ اذهب لتنتظر مكالمة عمتي في غرفة ابي واعتقني من اسئلتك
__حاضر ، سأذهب ولكن لا تجلسا بمفرديكما كثيرا
انتظرا انها مجرد عشرة ايام نور
تأففت من مزاح اخاها وقررت ان تذهب لترى ما به همت للتحرك لتراه يخرج من السيارة ويمشي ببطيء شديد كأن ارجله محملة بالأثقال ،راعها مظهره وتعبه الواضحان من لخبطة هيئته وثقل مشيته
لتسرع الي الباب وتفتحه قبل ان يرن الجرس

***********************

ركب سيارته لينطلق بسرعة جنونية يشعر بالقهر من هذه العائلة التي تعدت كل الحدود المسموح بها
ماذا فعل معهم ليتعاملوا معه بهذه الطريقة المهينة
الاكبر يسرق زوجته ليأتي الاصغر ويسرق اخته
زفر بحرقة كبيرة ليضرب مقود السيارة بعنف ويدق بالبوق بطريقة جنونية
وصل الي شقته ليصعد اليها مسرعا دخل اليها وكعادته يشم رائحتها بجوانب المكان ليتذكر اخر مشادة بينهما وكيف قادته الي الجنون
فهو عاد من سفريته الي الخارج ليتناهى الي مسامعه
خروجها المستمر مع ياسين
لا ينكر انه عندما تقدم اليها وطلبها الي الزواج كان يعلم انها سترفضه من اجل ياسين فهما متقاربين من صغرهما ولكنه حاول انتهاز فرصة سفر ياسين الي الدراسة بأمريكا ورفض هو السفر ليحاول التقرب اليها ، فوجئ بقبولها للزواج منه ولذلك اتمم الزواج بسرعة خوفا من رجوعها في قرار الموافقة لم ينتظر ان يعود احدا منهم ليحضر زواجه حتى مريم
ولكن بعد فترة من الوقت عاد ياسين لينقلب حالها ، كان يعلم انه لم يكن نعم الزوج لها ، اساء اليها كثيرا ولكنه لم يكن يتوقع ان تميل لياسين ثانية حتى وهي على ذمته
ولكن كيف لا تميل اليه وهو يتعامل معها بحنانه ورقته ودماثة اخلاقه المعهودة
فهو بالنسبة الي ياسين ظل باهت فعلى الرغم من وسامته فهو ابيض البشرة بني الشعر ذو عينان عسليتان
صافية ، لا يظهر أي شيء من ملامحه امام جمال ياسين
ببشرته السمراء وعيناه الرمادية وشعره الاسود الفاحم
وحضوره الطاغي كانه خارج من احدى الاساطير الاغريقية
حتى اباه كان يفضل ياسين عليه ويرى انه الأكفأ في ادارة الشركة وهو يصبح نائبا له
جن جنونه عندما تأكد من صحبتها اليه في كثير من الاوقات
فهي تذهب الي كل مكن برفقته وعندما واجهها ، كانت عائدة من احدى مشاويرها برفقة ياسين بك نظرت اليه بتعجب : ما الذي تقوله ؟ هل جننت معتز ؟
تركته لتذهب من امامه لينتفض من الغضب ألهذا الحد لا يهمها امره
جرى ورائها ومسكها من شعرها بعنف وهو يقول بغضب حقيقي : ألهذه الدرجة انا لا اهمك ، اتخذتني تسلية في غياب حبيب القلب
نطقت بألم : اتركني يا مجنون
صاح بغضب : ا جرأتي على نعتي بالجنون ؟
دفعها بقوة لتسقط ارضا وعندما تقدم منها صاحت به : انا حامل
ليفقد عقله حقا كيف تحمل اذا كان هو لا يستطيع الانجاب
فعندما تزوجا وتأخر خبر حملها ذهب الي الطبيب ليكتشف هذه الحقيقة المؤلمة ، لم يخبرها بها لأنها لم تهتم بهذا الموضوع من الاصل ، لم يشعر ابدا انها قلقة من تأخرهما في الانجاب ولذلك استنتج ان الموضوع لا يهمها
شعر بعقله وهو يذهب ادراج الرياح من جملتها لينهال عليها ضربا وهو يفكر انها حملت من شخص اخر أ جرؤت ان تهينه هكذا ، لأول مرة يضربها ولم يفكر اطلاقا ان هذا الامر سيحدث بينهما ، تراءى له خيانتها مع صديقه المقرب ليشعر بانه يحترق ، انتهزت فرصة انشغال عقله عنها لتفتح الباب وتهرول جارية ، خرج ورائها بغضب كاسح فهو متأكد انها ستذهب الي هذا النذل الخائن الذي طعنه في ظهره دون ان يرمش له جفن وعندما شعرت انه يتبعها اسرعت في الركض لتعبر الشارع دون ان ترى ما امامها لتصدمها سيارة وتهوى ميته
شعر بقلبه يتمزق والمشهد يعاد امامه من جديد كانه حدث للتو ، جرى اليها وحاول ان ينقذها ولكن هيهات
فجسدها كان متعب من كثرة ضربه لها ولم يتحمل صدمة السيارة
شعر بالغل يتأجج بصدره وهو يفكر ان لولا عودة ياسين وظهوره في حياتهما وخيانته له
لكانت الان بقربه يشعر بها وبحنانها الزائد فهي كانت اسما على مسمى
ليتذكر فقدانه لأخته بسبب الاخ الاصغر فيشعر انه سيجن حتما وقرر الانتقام

******************
ركب سيارته وهو يشعر بانه متعب بل محمل بتعب وحمل لا يستطيع ان يحمله بشر كيف لأخيه ان يفعل بهم ما فعله
كيف سيخبر امه بان اخاه تزوج دون علمهم ، والاهم كيف سيحميه من معتز ، فتهديد معتز وضحا ويوسف اعطاه سببا كفيلا ان يقلب حياتهم راسا على عقب
سينتقم الان منهم ولن يهمه من الذي سيتأذى ، لأول مرة يشعر ان عائلته مهدده وهو من يحمل على عنقه تأمينهم وضمان العيش لها في سلام وامان
زفر بضيق واوقف بسيارته بقوة ليجده وصل عند بيتها هي لماذا اتى الي هنا لا يحبذ انها تراه هكذا متعب و مشتت الذهن ،لا يريد ان تشعر بانه يشعر بالخوف وقلة الحيلة
ولكنه محتاج لها ان تضمه تخفف عنه فهو لن يستطيع ان يتكلم مع أي شخص اخر في هذا الامر ، ولن يتكلم معها ولكنها ستخفف عنه
تقدم الي الباب وهو يشعر انه لا يستطيع تحريك قدميه من كثرة التعب ليفاجئ بالباب يفتح قبل ان يضع يده على الجرس
سالته بقلق : ما بك ؟ هل انت مريض
ابتسم على شعورها به : هل تسمحين لي بالدخول ؟
سحبته من يده الي الداخل : طبعا تفضل
__ نور اريد ان نجلس بمفردنا ،انا احتاج اليك كثيرا
احتضنت يده بيدها بعطف وحنان : تعال معي
هذه المرة ادخلته غرفة بها صالون فخم قديم الطراز بأرائكه وكراسيه الملكية الوثيرة لتقول بابتسامة هذه غرفة استقبال خاصة بجدي رحمة الله عليه
لم يشأ عمر ان يغيرها ولكننا لا نستعملها
اجلس
جلس الي اريكة واسعة فخمة همت بان تذهب ليمسك يدها
__ الي اين ؟
__ سآتي لك بعصير مثلج ليريح اعصابك وتستطيع ان تقص لي ما يغضبك هكذا
شدها لجواره : لا اريد عصيرك المثلج ولا اريد ان اتكلم في هذا الشيء الذي يغضبني ، اريدك ان تضميني ففقط نور
خذيني بين ذراعيك واحتضنيني ، فانا احتاج هذا الامر بشده
ابتسمت لتتأخر الي اخر الاريكة : هيا افرد جسدك وضع راسك هنا واشارت الي فخذها
نظر اليها بحب : ليضع راسه بحضنها ويحيط خصرها بذراعيه ويضمها اليه بشده
مسحت بيدها على راسه وتلاعبت بخصال شعره السوداء الكثيفة وهي تشعر بانه متعب بالفعل ، ثقلت راسه وانتظمت انفاسه وهدئت لتشعر بالتعجب
احنت راسها لترى ما حدث له لتكتم ضحكتها عندما راته ذهب الي النوم
ولكنها شعرت بقلبها يهوى بين قدميها عندما رات مقبض الباب يتحرك بهدوء ويفتح الباب


يشعر بالحيرة فبعد ان انهى مكالمته مع عمته التي كانت تطمئن عليه وعلى عروسه واخبرها انه لن يقيم زفاف وسياتي بعروسه بعد الاربعين لتقيم معه
باركت له وتمنت له بالسعادة والاستقرار
طلب منها حضور زفاف نور وانه سينتظرها
بحث عنها في المكتب حيث يجلسان دائما ولكنه لم يجدها اتي الي تفكيره هل خرجت مع ياسين لكنه فوجئ بسيارته في الخارج ، ذهب الي الحديقة ليبحث عنهما ولكنه لم يجدهما ايضا ، دب القلق في اوصاله اين ذهبا نظر الي صالة الفيلا ثانية ليرى اكياسها كما هي اذن لم تصعد الي الاعلى
تذكر غرفة الاستقبال التي تعشقها نور وكانت دائما تختبئ بها وهي صغيرة عندما تغضب او تفعل شيء تستحق عليه العقاب
فاتجه اليها سريعا وادار مقبض الباب ليدلف الي الغرفة ليشعر بان احدهم رمى به الي حوض به مياه مثلجة
اتسعت عيناه دهشة مما يراه ليشعر بانزعاج فعلي
ويخرج من الغرفة سريعا دون ان يغلق الباب


تململت وانتصب جسدها من نظرة عمر وانقلاب وجهه
لتسمعه يقول بصوته الرخيم : اهدئي نور


يشعر بانه في الجنة يعيش حلم سعيد هي بطلته رائحتها تتغلغل الي داخله وجسدها اللين وسادته ليذهب الي النوم بهدوء وهو يشعر بان تعبه ذهب منه
شعر بانها تتململ وجسدها يصبح اكثر صلابه ليفيق من حلمه اللذيذ قال لها ليهدئ حركتها : اهدئي نور
قام ليجلس معتدلا ونظر اليها ليرى وجهها مقلوب
سال بصوت مبحوح : ما بك ؟
نطقت بارتباك وتلعثم : عمر دخل ورآك وانت نائم بحضني و شعر بالانزعاج فوجهه تغير وملامحة ظهر عليها انه انزعج بشدة
زفر بضيق فهو لا يتمنى ان يحدث بينه وبين عمر سوء فهم من هذا النوع : لا تقلقي ، لن يتكلم معك ، ثم اني كنت نائما
لم افعل شيئا
بهت وجهها : نعم ، ماذا تقول ؟
ابتسم : لا شيء ، اقصد اني لم اكن افعل شيء مريبا ، كنت نائما ، هيا بنا نخرج من هذه الغرفة الملكية التي تشعرني باني رجعت الي الحكم الملكي
ابتسمت بتوتر ليقول : نور انا زوجك تذكري حبيبتي
قالت بانفعال : ياسين الا تفهم انه اخي لن اقدر ان اضع عيني بعينه الفترة المقبلة
ربت على ظهرها بحنية : اهدئي سأزيل سوء التفاهم هذا قبل ان انصرف
خرجت من الغرفة ليتبعها هو في صمت ، ليجدا عمر واقف في المطبخ امام مكينة القهوة ويصب له فنجان
كح ياسين واذنيه يزدادا احمرارا : مساء الخير عمر
اختفت هي وراء جسده عندما رفع اخاها عينيه

نظر اليه وكان ينوي على عتابه ولكن عندما رأى نور وهي تختفي وراءه خوفا منه ومن عتابه ورأى اذنيه المحمرتين والاحمرار الذي يزحف الي وجهه اشفق عليهما من الاحراج
ولكن ما جعله يتراجع بالفعل عن العتاب هو ملامح ياسين والنوم الواضح عليها ، اذن كان نائما لا اكثر
ابتسم : مساء النور ، تعال اشرب معي كوب من القهوة
نور احملي اكياسك الي الاعلى لقد كدت اقع منها مرتين
نظر ياسين الي الاكياس وابتسم باتساع وهو يلتفت اليها
__ هل بداتي تتسوقين من اجل العرس ؟
هزت راسها بإيجاب ليسال عمر : متى ؟
كحت ليطلع صوتها مبحوحا : اليوم ، علياء اخذتني الي المجمع التجاري وتسوقنا
ردد بسعادة : علياء ، نور هل هي اصبحت بخير
انطلقت : نعم عمر ، حمد لله عادت كما نعرفها مرحة ولطيفة
هي من انتقت كل شيء بعناية ، وامرتني الا اؤجل الزفاف
واتفقنا ان نذهب غدا لشراء الفستان
كان هو من نطق سريعا هذه المرة : اتمنى ان لا يكون عاريا ، كالفستان الذي حضرتي به خطبة عمر
ضحك عمر على لهجته الغيورة ، ليتلون وجهها
__ كان اختيار علياء
__ حسنا لا تجعليها تختار فستان الزفاف
ضحك عمر بشدة : لماذا ايها النسيب اختيار وذوق علياء لا يعلى عليه
ابتسم اليه : سأتركه لك ، فلتنتقي ملابسك كما تريد ولكني لا اريد ان اجد كل المدعوين يشاهدوا حسن زوجتي الفتان ليلة عرسي
انفجر عمر ضاحكا من نبرة الغيظ التي تملؤه
__ حسنا ، ارينا نور ما اشتريته
تلون وجهها بالوان الطيف السبعة من طلب اخيها ، فهي لا تستطيع ان تريهم ما اشترته
ابتسم ياسين باستمتاع وهو يشاهد الموقف فعيناه التقطت ان الاكياس من محلات للأشياء النسائية
قالت بارتباك : انها اشياء خاصة بي ، معظمها ملابس لن تسعدوا برؤيتها
__ كيف حبيبتي ، ثم انك تريني ما تأتين به من ملابس دائما
ازداد احمرار وجهها لتشعر ان عمر يستحق الضرب على غباؤه
كتم ضحكته ليقول بزعل : انها لا تريد ان تريني انا ما اشترته
لملمت الاكياس بسرعة وقالت وهي تصعد : لا اريد ان اريكما انتما الاثنان أي شيء
ابتسم لينظر اليه عمر : ما بها ؟
هز كتفيه : لا اعلم
__ حسنا انتظرني هنا ، انا اريدك ولكني سأصعد لأرى ما بها ، شكلها ضائق من شيء
هز راسه موافقا ، ولم يرد ان يفهمه سبب ضيقها حتى لا يحرجه او يحرج نفسه
لف عينيه بالمكان ليجد كيس من الاكياس خلفته وراءها
قام سريعا من مكانه ليرى ما به

دخل وراءها الغرفة : ما بك نور ؟ هل حدث شيء ضايقك ؟
قالت بغضب : انت غبي عمر
اتسعت عيناه دهشة ليصيح : انت تشتميني ، احترمي نفسك
انا اخاك الكبير
زفرت بضيق : اعلم لم اقصد ان اشتمك ، ولكنك بالفعل غبي
الا ترى انها اشياء نسائية خاصة بي
لتقلد نبرة صوته :ارينا نور ما اشتريته
بهت وجهه بشده ليشعر بالإحراج : اسف صغيرتي ، لم اراها فعلا ، حسنا انزلي بعد قليل حتى لا يفهم ياسين انك غاضبة منه
__ انا لست غاضبة ،وسآتي لأعد العشاء لا تجعله ينصرف فهو متعب جدا
نظر لها بعتب : لذلك غفى بحضنك
تلعثمت من العتاب غير المتوقع لتقول : انه زوجي
ضحك عمر بشدة : جيد جدا نور ، هذا ما اريد سماعه
ولكن انتظري الي اقامة الزفاف
احمر وجها بشدة لتقول بغيظ : عمر ، احترم نفسك
ضحك بقوة وهو يخرج من الغرفة


*******************
يشعر بالحرارة تسري بجسده منذ ان رأى ما بداخل الكيس
تنفسه غير منتظم ، ووجهه ترجم سخونة جسده بانه احمر بشدة
نزل عمر ليراه محمرا ليساله بقلق : ما بك ؟هل انت متعب؟
هز راسه نافيا ليكمل : ما بك اذن ؟ لما وجهك محمرا هكذا ؟
__ لا شيء ، سأنصرف
اجلسه بإجبار : لا ، نور امرت بان تنتظر الي ان تتعشى معنا
__ لا عمر لن استطيع المكوث اكثر من ذلك
__ ماذا هناك ياسين ؟ هل سمعت خبر ازعجك ؟
__ لا لم يحدث شيء ، ولكني اريد الذهاب
يصر على الذهاب حتى لا يراها ويتخيلها بهذا القميص الحريري المكشوف لن يستطيع السيطرة على اعصابه ولا على نفسه وسيظل يحلم بها بقية الايام الي ان يراها فعلا وهي ترتديه
تكلم مع عمر حتى يخف تفكيره بها : اذن الزفاف سيتم بموعده
__ نعم ، علي ايضا ابلغني بذلك ،فهو لا يرى جدوى من تأجيله ، وانا ايضا ، سأذهب بعد غد الي الاربعين واتي بعلياء الي هنا
سأله بسعادة : حقا ، هذا جيد ، مبارك عمر
__ الله يبارك فيك
__ لكن هل فرشت الجناح ؟
__ اه نعم سياتي العمال غدا ، وستاتي وفاء لتضع اشياء علياء هي ونور في الليل
__ انا سعيد من اجلك صديقي ، وهذا قرار حكيم ان تأتي بعروسك الي هنا ، فعلى كل حال لن تقيم زفاف الان ولا يوجد شيء يجعلها تمكث عند علي او اختيها
__ هذا ما فكرت به
طلت عليهم من اعلى السلم وهي مرتديه فستان كتان طويل برتقالي اللون بدون اكمام صدره دائري الشكل وضيق الي حد ما ذو فتحة جانبية تمتد الي اعلى ركبتها
نزلت بهدوء وعيناه تتبعانها ليرى فتحته ويكح بعنف
التفت اليه عمر فهو كان يشاهد التلفاز ويستمع الي اخبار البورصة
__ ما بك ؟ هل انت مريض ياسين؟
وجهك احمر وتكح بعنف ، وضع يده على جبينه وبشرتك ساخنة ليكمل :هل اصبت بالبرد ؟
تناهى الي مسامعها اسئلة اخاها الي ياسين لتسرع اليه
سالته بلهفة : هل انت مريض ؟
خفض بصره حتى لا ينظر اليها لتقع عينه على ساقها العارية ليشعر انه سينفجر اذا ظل جالسا اكثر من ذلك
فهب واقفا : سأنصرف
مسكت يده بحنان : اجلس ياسين ، تعشى معنا اولا ثم انصرف
سحب يده منها وكانه يشعر بان جلده سيحترق من السخونة التي تجرى بعروقه جراء لمستها له : لا سأذهب
انصرف من امامها بسرعة وهي في حيرة من تصرفه
قام عمر ليوصله وعاد ليجدها جالسة في دهشه مما حدث
سألها : هل ا غضبتيه في شيء نور ؟
هزت راسها نافية وهي تفكر في كل ما دار بينهما ، وتسال نفسها
ا ممكن ان يكون غاضب منها بسبب ما قالته عنها وعن عمر
ستتصل به وتعرف ماذا يجري ؟

********************
دخل الي القصر ليجد امه جالسة وظاهر عليها القلق
تقدم منها : السلام عليكم امي
نطقت بقلق وعتب : اين انت ياسين ؟ انت لا ترد على هاتفك واخاك ايضا هاتفه مغلق ، وانا كدت ان اجن من قلقي عليكما
غام وجهه من ذكرها لأخية وهو لا يعلم بماذا يجيبها اذا سالت عنه
هزته امه بلطف : ياسين
__ ها ، نعم امي
__ اخاك منذ ان غادر لم يأتي ولم يتصل ا تعرف اين هو ؟
__ نعم امي انه سافر الي الاسكندرية لينجز بعض الاعمال الخاصة بالشركة ، لا تقلقي امي فانا تطمئنت عليه ولكن هاتفه بطاريته فرغت ونسى شاحنه سياتي غدا او بعد غد
وانا سأطمئنك عليه
اخترع كذبة حتى يكسب بعض الوقت ويستطيع التعامل مع امه واخبرها الخبر دون ان يصدمها
صعد الي غرفته ليجدها تتصل به زفر بحرقة من عدم تواجدها الي جواره
__ مرحبا حبيبتي
ردت بدهشة : حبيبتك ، لا اصدقك ياسين
اذا كنت حبيبتك صحيح لم تكن تحرجني هكذا وتتركني وتذهب ،هل انت غاضب مني ؟
ابتسم وهو يشعر باهتمامها به وضيقها من انصرافه
__ لا والله انا متعب فقط واريد النوم
__ حسنا سأتركك لتنام
__ انتظري ، السيد عبد العزيز ابلغني انه يريد عودتك الي العمل لو استطعت
ابتسمت : طبعا علياء اصبحت بخير وعمر ايضا اعد كل شيء حتى تأتي بعد الغد
وانا سآتي غدا
__ حسنا سأنتظرك ان تصعدي الي لنتناول الفطور معا
__ ياسين انت تعلم جيدا انني لا احبذ خلط الاوراق ببعضها
ضحك : انا احبذ هذا الخلط ، لا تجعليني اغضب منك بسبب شيء تافه كهذا ، سأنتظرك
__ حاضر ، تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير حبيبتي

*****************

دخل الي مكتبه في الصباح ليراه جالسا امامه
__ ماذا اتى بك يوسف ؟
__ جئت لأباشر عملي
__ الم اقل لك اني لا اريد رؤيتك ؟
__ نعم ، ولكن هذا ليس قرارك وحدك ياسين ، سآتي لأباشر عملي ولأباشر ميراثي واحافظ على ما بداه والدي
انها ليس شركتك لوحدك ياسين ، انا شريك بها ولن اتنازل عن حقي بها ، وسآتي لأعيش بالقصر انا وزوجتي وابني
لأربي ابني بالقصر كما تربيت انا ، ولتهنئ امي بحفيدها
انصرف من امامه ليرفع الاخر حاجبيه اعجابا بقوة اخيه وتفكيره
كان متأكد انه سيهرب من امامه ويختفي عن الانظار
لكن موقفه اعجبه وقرر انه سيساعده في الوقوف امام معتز
اذا حاول الاخر اذيته ،وخصوصا ان هذا المعتز سيصبح خال اولاده ، و لكن لن يسامحه على تغفيله وعدم مصارحته
بموضوع زواجه
يعلم ان الحب يحيل الانسان الي الجنون ولكن لن يغفر له انه اوقفه بمظهر الابله امام معتز


في استراحة الافطار دخلت الي مكتبه وهي سعيدة
فاليوم اعدت عقد اشاد به السيد عبد العزيز وسبب صعودها انها تريد ان تقص له ما حدث معها
طرقت الباب بهدوء لتدخل في حركة سريعة الي المكتب
وهو ترسم ابتسامة واسعة : ها انا جئت
تفاجأت بوجود هذا الشخص ثقيل الظل وجلوسه
تمتمت : المعذرة لم اكن على علم بوجود احد ، عبير لم تكن بالخارج
ابتسم ياسين ليقف : تعالي حبيبتي ، انه طارق
نظر الي طارق ليرى الدهشة مرسومة على وجهه من ندائه لها ليكمل بخبث : انها نور زوجتي
اتسعت عيناه دهشة وقال بارتباك : مبروك
التفت الي نور : مبروك يا انسة ، متى تزوجتما ؟
__ انه مجرد عقد قران الزفاف بإذن الله بعد ما يقارب العشرة ايام
هز راسه وهو يرسم ابتسامة باردة : حسنا اسمح لي سأذهب
__ تفضل
خرج من المكتب وهو يستوعب ما حدث منذ قليل
اذن هذا هو السبب ياسين في نهرك لي وامرك بعدم الاقتراب منها
ابتسم بضيق : مبروك ياسين على هذه الحورية الرائعة التي لا تستحقها

*****************
جالسة بمنزل العائلة فاليوم الاربعين لوفاة والدتها
وها هم مجتمعين جميعا واليوم اكيد سيقررون مع من ستمكث ، تريد الجلوس هنا مع ذكرياتها هي والدتها
دخلت الي غرفة والدتها لتدمع عيناها وتبكي بصمت
عند تذكرها لآخر ثلاث ليالي قضتها نائمة بجوار امها تتمتع بحضنها الدافئ الحنون
دخلت وفاء عليها لتجدها تبكي والحزن يشمل ملامحها فتقترب منها وتحتضنها بعطف وحنية شديدة: اذكري الله علياء وادعي لها بالرحمة ، تعالي علي يريدك بالخارج

خرجت لتراه جالس معهم بالصالة يبتسم بوجه علي
شعرت بانها تلقت ضربة على راسها بسبب وجوده الغير منتظر

لمحها وهي خارجة ليشعر بان قلبه يئن من شوقه لها
تنفس بتعب كم هو يشعر باشتياق شديد لها ولهفة
يريد سماع صوتها ، يشعر بأنفاسها وهي تلفح وجهه
يرى ابتسامتها الرائعة وعينيها التي يقفز منها المرح

نظرت اليه بعيني متحدية ليشعر بقلبه يسقط من صدره تخيل ان يرى بعينيها أي شيء الا هذا التحدي والغضب اللذان يلمعان بوضح
__ تعالي علياء ،اجلسي بجانب زوجك
ذهبت لتجلس باخر كرسي بالصالة والابعد عن عمر
فسر علي هذا التصرف على انها محرجة من وجوده
ابتسم ليقول : علياء ارتدي ملابسك لتذهبي مع عمر
نظرت اليه بتعجب : نعم ، الي اين ؟
__ الي بيتنا
نظرت اليه بقوة : لن اذهب معك ، انا اريدك ان تطلقني



لا تبخلوا علي بردودكم وتوقعاتكم
موعدنا القدم الاربعاء باذن الله

سلافه الشرقاوي 13-07-11 02:46 PM

الفصل الثالث وعشرون



جالسة بمنزل العائلة فاليوم الاربعين لوفاة والدتها
وها هم مجتمعين جميعا واليوم اكيد سيقررون مع من ستمكث ، تريد الجلوس هنا مع ذكرياتها هي والدتها
دخلت الي غرفة والدتها لتدمع عيناها وتبكي بصمت
عند تذكرها لآخر ثلاث ليالي قضتها نائمة بجوار امها تتمتع بحضنها الدافئ الحنون
دخلت وفاء عليها لتجدها تبكي والحزن يشمل ملامحها فتقترب منها وتحتضنها بعطف وحنية شديدة: اذكري الله علياء وادعي لها بالرحمة ، تعالي علي يريدك بالخارج

خرجت لتراه جالس معهم بالصالة يبتسم بوجه علي
شعرت بانها تلقت ضربة على راسها بسبب وجوده الغير منتظر

لمحها وهي خارجة ليشعر بان قلبه يئن من شوقه لها
تنفس بتعب كم هو يشعر باشتياق شديد لها ولهفة
يريد سماع صوتها ، يشعر بأنفاسها وهي تلفح وجهه
يرى ابتسامتها الرائعة وعينيها التي يقفز منها المرح

نظرت اليه بعيني متحدية ليشعر بقلبه يسقط من صدره تخيل ان يرى بعينيها أي شيء الا هذا التحدي والغضب اللذان يلمعان بوضح
__ تعالي علياء ،اجلسي بجانب زوجك
ذهبت لتجلس باخر كرسي بالصالة والابعد عن عمر
فسر علي هذا التصرف على انها محرجة من وجوده
ابتسم ليقول : علياء ارتدي ملابسك لتذهبي مع عمر
نظرت اليه بتعجب : نعم ، الي اين ؟
__ الي بيتنا
نظرت اليه بقوة : لن اذهب معك ، انا اريدك ان تطلقني
عمت الصدمة وجههم ليجز هو على اسنانه
__ نعم ، ماذا تقولي ؟
صاحت غاضبة : طلقني
قفز واقفا أ جرؤت ان تهينه امامهم هكذا لينطق بغضب
__ لن افعل ، وليس من اجلك بل من اجل من اوصتني بك
تكلم علي : أهدئ عمر، انها مضطربة لا اكثر
نظر الي علي وعيناه تلمع بغضب شديد : لا علي ، هي تعلم جيدا ما تفعله ، وانت تعلم ايضا اني استطيع ارغامها على ما اريد فهي زوجتي ولا يوجد حق عليها لاحد غيري
واذا كان علي انا ، فانا لا اريدها زوجة لي بعد الان ، ولكني سأفعل ما اوصتني به والدتك قبل موتها وامنتني عليه
فانا لست جبانا لأهرب واترك امانتها
شعر علي بغضب فعلي منه لإهانته لأخته بهذه الطريقة ولكنه يعلم جيدا انها من بدأت : أهدئ عمر ، و راعي خاطري
زفر عمر بضيق : سأنصرف
__ سآتي بها اليك غدا
هز راسه موافقا لينصرف بسرعة

تشعر بالصدمة تلفها وهو يصرح انه لا يريدها زوجة له
بل سيأخذها الي بيته بسبب توصية امها له
الي هذا الدرجة عمر لا يهمك امري كل ما يهمك امانة والدتي
اوصله علي ليعود بغضب ويصرخ بها : هل جننت علياء ؟
هل تزوجت اصلا لتطلبي الطلاق ، لا اريد ان اسمعك ترددي هذه الكلمة بعد الان ،لا انت ولا احد اخر
قال جملته وهو يحول عيناه الي بسنت التي ارتعدت خوفا منه فلأول مرة يروا علي غاضبا هكذا
قال امرا : اجهزي لأخذك اليه غدا
اتسعت عينيها من الصدمة : تأخذني اليه علي ، ألهذه الدرجة انا رخيصة عندك لتجبرني ان اذهب اليه وتبعثر كرامتي
نطق من بين اسنانه : انت من بعثرت كرامتك اتي اليك وطلب منك الذهاب معه ، ولكنك اهنته امامنا جميعا لم تحترمي وجودي ولم تحترميه هو ايضا
جعلتيه ينطق بأشياء لا يقصدها ولا يراعي مشاعري بسبب اهانتك له ولأنك من خطأتي اولا فلم استطع ان الومه او اعنفه على ما فعله ، بل اجبرتني اني سآخذك اليه غدا
تحملي نتيجة افعالك علياء
التفت الي زوجته : هيا بنا ، بسنت اجلسي معها هذه الليلة
هنا ، وانت الاخرى لا تجعليني اتعامل معك كطفلة صغيرة
هزت بسنت راسها بالإيجاب

************************

جالسة وهي تجاهد على عدم رسم الابتسامة على شفتيها
تشعر بكرامتها ردت اليها وهي ترى علياء تهينه هكذا
تشعر بالسعادة تغمرها ، اهانها كل هذه السنين لأنه لم يلتفت اليها ولا مرة وها هي من سكنت عيناه تهينه امامهم كلهم دون ان ترمش بأهدابها
انتبهت من سعادتها الي صوت علي الغاضب وهو يصرخ بعلياء ثم طلبه لها بالمغادرة
قامت بسرعة فهي تريد الانصراف فعلا حتى تستطيع ان تضحك بحريتها وتشعر بالسعادة مما حدث امامها


*********************

بعد ان غادر علي جالسة هي وبسنت ولكنها لا تشعر بما يجري من حولها كل ما تفكر به ان علي سيرخصها هكذا وانها ستذهب لتقضي بقية حياتها مع من لا يريدها زوجة له
ترددت الجملة بأذنيها لتشعر بقلبها يتمزق الي قطع صغيرة
انتبهت الي وفاء وهي تنظر اليها بغضب
__ ما بك وفاء ؟ لماذا تنظرين الي هكذا ؟
قالت بنبرة قاسية : لأنك غبية
اندهشت من ردة فعل اختها ونبرتها التي ذكرتها بأمها عندما كانت تغضب وتعنف احدهم
__ انت واختك العزيزة تحتجان لإصلاح وتعديل فعقليكما تركيبته خاطئة
نظرت اليها بسنت وهي متعجبة من هجوم وفاء عليهم بهذه الطريقة فوفاء دائما حنون والطيبة تشع من وجهها
صاحت وهي تنظر الي بسنت : انت زوجك كان سيفقد عقله وانت متعبه في المشفى وكل ما علي يقول له ان الله سيعوض عليه ما فقده ينطق والحب يغمر صوته المهم لدي ان بسنت تقوم بالسلامة لا اريد شيء اخر علي اريد بسنت فقط هي ما اريدها الي جواري
التفت الي علياء : اما انت فغبائك يتحكم بك وبعقلك
عمر لا دخل له بموت امنا انه مقدر ومكتوب فلا تحمليه ذنب لا دخل له به ،وهو يحبك بل يهيم بك حبا كان يأتي يوميا رغم انه يعلم انكي لا تريدين رؤيته كان يأتي ليراك من بعيد ويطمئن عليك مني او من علي ، ورغم ذلك أهنته امامنا وطلبت الطلاق منه
ونسيت وصية امي فهي اخبرتني انها اوصتك ان لا تهدمي بيتك بيدك
صرخت بها : اليس كذلك ؟
هزت راسها بنعم ودموعها تداهمها
قالت بسنت : اهدئي وفاء واجلسي
__ لن اجلس معكما ، حتي لا تصيبني جلطة منكما سأذهب الي بيتي واولادي ، وانت اجهزي غدا لتذهبي الي زوجك
بسنت احجزي لها بصالون التجميل حتى تعدل من نفسها قليلا قبل الذهاب ولا تتحججي بموت امي فالأربعين فات
وامي لن تسعد بهدمك لبيتك تذكري ذلك جيدا
انصرفت لتتركهما في دهشه من امرهما
نظرا الاثنين الي بعضهما لينفجرا في الضحك
قالت بسنت : لأول مرة اشعر بقوة شخصية وفاء
__ نعم ، ذكرتني بأمي عندما تغضب
__ رحمة الله عليها ، علياء لا اريد التدخل بحياتك ولكن رفضك لعمر اليوم خطا كبير وقعت به ، وسيجلب لك المتاعب معه ، ولكن بما انك ستذهبين غدا اليه شئت ام ابيت
من واجبك علي ان اتكلم معك بأمور غالبا امي رحمة الله عليها كانت ستتكلم معك بها ، ولكن الان بعد مغادرة شقيقتنا الكبرى سأضطر انا لذلك
عقدت حاجبيها بدهشة وهي تشعر بالتوجس مما ستتكلم معها بسنت به
لتكمل بسنت : سأعد كوبين من القهوة وسآتي اليك

****************

تلون وجهها من الاحراج والخجل مما قالته شقيقتها
__ اصمتي بسنت من فضلك ، اشعر اني سيهوى مغشيا علي
ضحكت بسنت : استمعي الي علياء حتى لا تصيبك صدمة مما سيحدث
__ لا اريد ان استمع ولا اريد ان يحدث شيء مما قلتيه
قالت بسنت بجدية : ليس من حقك الرفض علياء ، انه حقه شرعا ، وتذكري دائما انه اذا بات غاضبا من رفضك له ستبات الملائكة وهي تلعنك
انتفضت علياء من مقولتها : نعم ، لا اصدقك
__ اتصلي بشيخ من الازهر واسأليه
بهت وجهها من الصدمة ونطقت بما تفكر به : ولكني لا اريده زوجا فعليا لي
سأذهب من اجل علي فقط
ابتسمت بسنت : انت تضحكين على نفسك علياء ، انت تهيمين بحبه ، فانت منذ الصغر تحبيه بل تنتظري اليوم الذي ستتزوجينه فيه ، انا اختك وادرى بك
تلون وجهها للأحمر القاني من مصارحة بسنت لها بالحقيقة
لتكمل بسنت : ولكني اشعر علياء انك تريدين معاقبته لعدم تصريحه بمشاعره نحوك منذ مدة ، تعاقبيه على صمته
فتخترعين الاشياء لتغضبي منه
وتسالين نفسك اذا كان يحبك منذ مدة فلماذا لم يخبرك ولا مرة ، لم تفكري ولا مرة انه كان لا يستطيع ان يخسر علي اذا شعر اخاك المحترم بان صديق عمره يشاغل اخته الصغيرة و يبلغها بحبه لها
كان يريد كل شيء رسمي ولذلك انتظر الي ان شعر بانك ستصبحين زوجته
فكرت في كلام اختها كثيرا هل فعلا بسنت محقة وهي تحاسبه على شيء لا دخل له به وتخترع الاسباب ايضا للغضب ومعاقبته زفرت بضيق ما سر هذا الحرف اذن تنهدت بضيق لتنتبه بان بسنت قامت الي الداخل
وان الساعة تجاوزت العاشرة مساءا قررت ان تخلد الي النوم فالواضح ان امامها يوم طويل غدا
******************
يشعر بالغضب يسيطر عليه من فعلتها احرجته واهانته امام اخوتها ، ولكنه ايضا رد عليها برد قاسي لا يقصده واغضب علي ، لا يريد الامور تتأزم بينه وبينها ولا يريد ان يخسر علي بعد هذا العمر الطويل
امسك هاتفه واتصل به : السلام عليكم
رد علي بضيق : وعليك السلام عمر
ابتسم عمر : انت غاضب اذن
__ نعم عمر لقد اغضبني ما قلته لعلياء ، انا اعلم انها أخطئت في حقك ولكنك لم تراعي وجودي ولا حالتها النفسية بسبب وفاة امي
__ اعتذر وبشده يا صديقي لم اقصد اغضابك ولا قصدت ان اجرحها وسأصلح انا الامور بيننا
__ لا تغضب عمر ، ولكني نبهتك ان تصبر عليها قليلا
__ سأصبر يا صديقي ، ولكني متصل بك لأبلغك اني سآتي اليها غدا ، فمهما حدث انا لا اقبل عليها ان تأتي الي هنا بنفسها ، فكرامتها عندي اهم من أي شيء اخر حتى لو انا غاضب منها بشدة
ابتسم علي باتساع : ونعم الرجل عمر ، وانا ممتن لك بشدة من اجل تفكيرك بها وبي ايضا فانا امرتها بان تجهز غدا لاتي بها اليك ولكني كنت مستثقل الامر بشدة
وانت الان ارحتني
__ لا عليك علي ، سأذهب لاتي بها ولكني اريدك ان تكون بجانبي حتى لا ترفض ان تذهب معي
__ ان شاء الله سأكون موجود ، لا تقلق
__ حسنا ساراك غدا ، الي اللقاء
__ الي اللقاء غدا
اغلق الهاتف وهو يشعر بالراحة قليلا ، ولكنه قلق من حياتهما معا فالواضح انها تحمله ذنب وفاة والدتها
او ستظل تذكر انه من ابلغها بهذا الخبر المشؤم
زفر بضيق وهو يقرر انه سيتعامل معها بحكمة

********************
__ صباح الخير نور
رفعت راسها من كومة الاوراق التي امامها لتبتسم
__ صباح الخير يوسف ،كيف حالك ؟
__ انا بخير ، منورة الشركة والله ، اين الاستاذة سناء ؟
__ منورة بوجودك يوسف ، سناء في اجازة المصيف
هز راسه وهو يبتسم ويتقدم الي داخل المكتب ليجلس على سطح المكتب الذي امامه : عقبالنا
ضحكت : انت تحلم ، ياسين لن يسمح لاحدنا ان يأخذ اجازة هذه الايام
ابتسم : بالطبع سيعطيك اجازة ثانية خاصة بالزواج
الن تسافرا الي الخارج لقضاء شهر العسل
عقدت حاجبيها مفكرة : لا اعلم ، لم اسال ياسين عن هذا الامر
__ بما انك حضرتي اريد ان اسالك في امر ما خاص بعقد البنك
__ تفضل
تقدم منها وجلس على الكرسي المقابل ليتناقشا في امر العقد وعند انتهائهما من المناقشة تنبهت نور لشيء بيد يوسف لتساله : ما هذا يوسف ؟
انتبه الي ما تشير اليه : انها دبلتي
__ لكنك مرتديها ببنصرك الايسر
تنحنح ليذهب ويجلس على سطح المكتب المقابل ثانية
__ بلى لأنها دبلة زواجي
اتسعت عيناها دهشة : زواجك ، هل قررت ان تتزوج ؟
ابتسم : بل انا متزوج
رفعت حاجبيها تعجبا : متزوج ،متى ؟
__ منذ سنة ونصف
بهت وجهها واصفر بشدة : انت لا تمزح اليس كذلك ؟
تنهد من صدمتها : لا نور ، انا لا امزح
تكلمت بغضب : متزوج في السر منذ عام ونصف
ومن التي قبلت بهذا الزواج ؟
نبهها بلطف : نور ، من فضلك
من الواضح انكي متزمتة كزوجك
صاحت به : متزمتة كزوجي ، اه لو تعلم امنية ياسين في ان يراك عريسا ويفرح بك
اختزلت فرحة عائلتك كلها من اجل ماذا ؟ ما السبب وراء زواجك سرا ؟
تنهد بعمق : ظروف خاصة بي وبزوجتي ايضا
لا تغضبي مني نور
نظرت له بتفحص : لماذا تخبرني الان يوسف ؟
__ كنت اظن ان ياسين اخبرك
قالت بدهشة : ياسين يعلم بالأمر
__ اكتشفه منذ اربعة ايام تقريبا ، لا احد يعلم نور
تذكرت حالة ياسين : اذن انت السبب في التعب الذي اصابه
__ اهتمي به نور ، فهو محتاج اليك الان اكثر من الاول
__سأفعل ان شاء الله ، وماذا ستفعل انت الان ؟
__ لا شيء ، ياسين اتخذ ضدي موقف قاس جدا، ونهى متأكد انها ستفهمني
__و نوارة هانم
__ سأذهب اليها اليوم لأتكلم معها ، ولكن ما اريد اخبارك به حقا اني سأرزق بطفل عما قريب
تهلل وجها بالسعادة : حقا ، لا اعلم هل ابارك لك على الزواج ام على الطفل
__ باركي لي على الاثنين
__ مبروك يوسف ، برغم من صدمتي ولكني سعيدة من اجلك
__ سنحضر زفافك كلنا انا وزوجتي وابني
ضحكت على مقولته ليتبع وكانه يحدث نفسه : حتى لو زوجك القاس لا يريد رؤيتنا




__ ماذا تفعل هنا ؟
تصلبت نور من نبرته القاسية لينظر اليه يوسف والابتسامة ترتسم على شفتيه : جئت للأستاذة استشيرها في احد الامور الخاصة بي
__ انت بالشركة والامور الخاصة اتركها لمكان اخر
__حسنا سأذهب الي منزلها المرة القادمة
نظر الي يوسف بغضب لينقل نظره اليها بضيق فهي لم تأتي بموعد الافطار كما تفعل الايام الماضية
نزل اليها ليجد اخية جالس يتكلم معها ومتوسط المكتب الذي امامها
كح يوسف ليقف : سأذهب نور ، اذا احتجت أي شيء لا تترددي واطلبيه فانا بالخدمة وعمر وحيدا لا يقوى على فعل كل شيء
تقدم منه ليقف امامه ويقول بصوت منخفض : سآتي الي القصر اليوم انا وزوجتي انا ابلغك حتى لا تتفاجأ من وجودنا ومن فضلك تعامل مع زوجتي بلباقة وحاول ان تتقبلها ليس من اجلي بل من اجل ابن اخيك القادم بالطريق
تركة وانصرف ليبتسم الاخر بسعادة ويحدث نفسه
كبرت يوسف لتتحداني ، من الجيد انه سياتي الي القصر حتى اطمئن عليه هو وزوجته ، سأطلب من عمرو ايضا ان يأتي هو ونهى للمكوث معنا هذه الايام فانا قلق عليهم بشدة

رات ابتسامته تتسع بعد مغادرة يوسف لتساله باهتمام
__ ما الذي يضحكك؟
نظر اليها بمرح وقال معاتبا : لماذا تأخرت في الصعود ام انك نسيت امري كالعادة ؟
__ لم انسى امرك ولكننا لم نتفق اني سأصعد اليك اليوم
ابتسم : نور هلا تأتين معي الي السينما اليوم
__ السينما
__ نعم يوجد فيلم للرسوم المتحركة جديد اريد ان اراه
ضحكت بقوة : رسوم متحركة ياسين ، كبرت انا على هذه الاشياء
عقد حاجبيه : حسنا ، انت ترفضين الدعوة
__ ليس من اجل نوع الفيلم بل انا سأذهب اليوم للبحث عن فستان الزفاف فلم اجد شيء الي الان ، وعلياء اليوم مشغولة ولا اعلم ماذا افعل
__ استعيني بنهى ، فهي تعلم اماكن محلات لبيع فساتين الزفاف
هزت راسها موافقة : سأتصل بها وارتب معها
قالت برقة ودلال : اسفة لأني لن استطيع ان اذهب معك الي السينما
تنهد بحب : فستان الزفاف اهم حبيبتي اني مستعد اضحي باي شيء من اجل الزفاف
ابتسمت ليكمل : سأنصرف قبل ان افقد السيطرة على تصرفاتي بسببك
ضحكت برقة : نور لا احتمل هذه الضحكة ، ومن الافضل ان لا تضحكي حتى لا يسمعك احد
__ حاضر
__ سلام

*******************
فتح باب الفيلا وهو يشعر بانه في قمة سعادته فعلى الرغم من الخلاف بينهما الا ان حلم حياته يتحقق اليوم
قال بهدوء : تفضلي
افسح لها لتعبر الي الداخل وهي تشعر بقلق فعلي والتوتر يسيطر عليها دخلت بهدوء
نظر اليها وهي مرتدية فستان صباحي رقيق ابيض اللون ومتزينه بزينه هادئة ليزداد اعجابا بها وقلبه يهتف بالشوق اليها

تشعر بالغضب فوفاء اصرت على ارتدائها فستان ابيض وان تتزين وهي تشعر باكتئاب فعلي من هذه الفيلا وما حدث بها اخر مرة
تنبهت اليه يتكلم معها بهدوء
__ نور ليست موجودة ، فهي اليوم ستذهب لترى فستان زفافها
الجناح بالأعلى وانت تعرفين الفيلا جيدا ام تريديني ان اريك اياها
هزت راسها نافية ،وهي تتذكر ما قالته بسنت البارحة ليتلون وجهها الي الاحمر القاني
شعر بخجلها منه ليبتسم بسعادة يريد ان يضمها الي حضنه ليشعر بدفئها التي بات يحلم به منذ ان احتضنها

اقترب منها ليهمس : علياء اجلسي او تعالي لأريك الجناح الذي جهزته من اجلك اذا اردت ان تغيري به شيء فلا توجد لدي ادنى مشكلة
فضلت ان تصعد للأعلى حتى تبقى بعيدة عنه
همست : سأصعد لأرى الجناح
اقتربت من السلم لتجد نفسها بين ذراعيه ويحملها بخفة
همس بجانب اذنها : مبروك يا عروسي الجميلة وسأفعل كما يفعل العرسان سأحملك الي غرفة النوم
امتقع وجها من ذكره الي غرفة النوم لتشعر بالخجل لقربها منه الي هذه الدرجة
دخل بها الي اول الجناح لتقول بهمس : انزلني
__ ليس الان ، عندما نصل الي غرفة النوم سأنزلك
دخل الي غرفة النوم ليضعها برفق على الفراش ويقبلها برقة على جبينها : مبروك عليا ، سأتركك لتبدلي ملابسك وسآتي بعد قليل اجهزي لنصلي ركعتين

غادرها وهو يشعر بسعادة كبيرة فسيحاول ان يزيل سوء التفاهم الذي حدث بينهما ليبدا حياته معها بطبيعية فهو يريد الاستقرار ، والتمتع بحبها وقربها منه

تشعر بالخجل منه ومما فعله قبلته لها ورقته وهو يتكلم معها جعلتها تتذكر كلام بسنت البارحة انها تعاقبه على حبه لها
فقررت ان تتفاهم معه بهدوء وتساله عما يشغل راسها


دلف بعد قليل الي الغرفة ليجدها مرتدية بنطلون من الجينز الضيق و بلوزة من الكتان الابيض بدون اكمام تظهرها كالملاك
__ هل انتهيت ؟
هزت راسها بالإيجاب ليسالها : هل تريدين شيء معين على الغداء سأطلب الطعام الان
هزت راسها نافية : لماذا ستطلب طعاما من الخارج ، سأطهو الطعام انا
ابتسم بحب : لا حبيبتي ، انت عروس ولن تدخلي الي المطبخ ، واذا تفضلين الطعام المنزلي سأطهو الطعام انا
ردت بسرعة : لا طبعا تريد ان تطهو الطعام وانا موجودة
__ سأفعل أي شيء من اجل راحتك حبيبتي
احمر وجهها من رقته وشعرت بالتوتر عندما سحبها من يدها بلطف : هيا نصلي اولا




انتهيا من تناول الطعام ليجلس الي جوارها على الاريكة
ابتسم بهدوء ليدخل يده بخصلات شعرها السوداء الناعمة
شعرت بالتوتر يغلفها
__ سأعد كوبين من الشاي
قامت ليمسك يدها ويجلسها بجانبه مرة اخرى
__ لن تدخلي الي المطبخ ، لا تجعليني اقسم عليك
__ ولكني اريد ان اشرب شاي
__ سأعده انا
دخل الي المطبخ لتمسك هاتفها وتتصل بنور
__ اهلا اهلا بالعروس، كان بودي ان تأتي لتجديني في شرف استقبالك و لكن انت تعلمي جيدا اني لابد ان انتهي من شراء الفستان
__اعرف نور ، ولكن لا تتأخري ارجوك
__ لماذا انا افسح لك مجال انت وعمر حتى تتفاهمون
اسمعيني جيدا علياء ، عمر حنون جدا واذا سالتيه عن أي شيء سيصارحك بما تريدينه ، فهو لا يعرف الكذب
ابداي معه من جديد علياء واعطي لحبكما فرصة
__ ان شاء الله ، سأغلق الان ، لا تتأخري ، سلام


سال وهو اتي من المطبخ
__ بسنت
__ لا نور ، اطمئن عليها
ابتسم وهو يضع اكواب الشاي على الطاولة
__ تطمئني عليها ام تطلبي منها سرعة الحضور حتى تتخلصي مني
احمر وجهها بشدة لتقول بارتباك : سأصعد الي الاعلى لأرتب الغرفة
تعجب مما قالته أي غرفة ، فالجناح مرتب
ضحك على ارتباكها وحيائها الفطري
و امسك بكوبي الشاي وصعد خلفها
وقف عند الباب المفتوح ليجدها تتأمل الجناح وتدير عيناها به
سألها بهدوء : هل اعجبك ؟
انتفضت من وجوده لترد : نعم ، فهو كما تخيلته بالضبط
هل سالت نور عما اريده
__ لا ، انه ترتيبي بالكامل
اتسعت عيناها اعجابا : انه جميل بل رائع
__ سعيد انه اعجبك ، لا تريدين تغيير أي شيء
__ لا ، انه رائع كما هو
جلس على الاريكة الموضوعة بغرفة الجلوس وفتح التلفاز
__ تعالي ، اجلسي نشاهد التلفزيون
هزت راسها موافقة لتجلس باخر الاريكة ليقترب هو منها بهدوء ويسحبها الي حضنه ويضمها برقة بالغة
ركن راسه على راسها الموضوعة على كتفه وهو يشعر بها ترتجف ولكنه لن يتراجع عن أي خطوة يخطيها


تشعر بالتوتر لدرجة انها ترتجف ، جرأته لا حدود لها وهي لا تعلم ماذا تفعل
قررت ان تتكلم معه فهي لن تقبل أي لمسة منه الا عندما تتخلص من نفورها منه وشعورها بانه خانها
و هي لا تريد ان ترفضه فيتأزم الوضع اكثر بينهما
كحت بلطف لتساله : اخبرني عمر ، هل كانت لك علاقات سابقة ؟


********************

__ مع من كنت تتحدثين ؟
__ مع عمر ، الديك اعتراض ؟
__ صفية اعتدلي معي ، فانت هذه الايام تتعاملين معي بصفاقة
__ انت لا تستحق ان يتعامل معك احد من الاساس حافظ
ولولا اني خائفة على ابن اخي منك لكنت تركتك وذهبت اعيش معه
اندهش من هجومها : لما ان شاء الله ؟
نظرت اليه بقسوة : الا تعلم حقا ، من يخون اخيه دون ان يفكر ولو قليلا في عواقب فعلته لا يستحق ان يكون من جنس البشر ، انت من جنس اخر حافظ لا قلب لك ولا عقل
كراهيتك لمحمد وغيرتك منه جعلتك تفعل أي شيء لتحرق قلبه كما قلبك يحترق من الغيرة
ولكن شاءت الاقدار ان تنقلب الآية عليك فتعيش ببؤس طوال حياتك
تركته وانصرفت بقوة ليهوى جالسا وهو يتمزق
فعلا هو يعيش ببؤس ابتعادها عنه ، لم يكن يعلم انه سيحبها لهذه الدرجة ، شعوره بها وصل الي مرتبة العشق والهيام
ركن راسه الي الوراء ليتذكر ايامه معها وكيف كانت تضحك بسعادة ، كانت مرحة شقية لبقة ومتحررة كانت كالفتيات الأوروبيات اللاتي كان يصادقهن بإنجلترا
سحرته بكل ما فيها ، في اول الامر كان يخرج برفقتها ليثير غيرة اخاه ولكن تطور الوضع لرغبة فعلية منه لمرافقتها
لم يعد يهتم بأخيه ولا الشركة ولا أي شيء اخر غيرها هي
ولكنها كانت كالفاكهة المحرمة ، كان يتمزق عندما يعودان الي البيت فتقبل زوجها عندما تراه ، وتستكين بين ذراعيه
وتنسى امره تماما
كم جرحته بكلامها عن محمد ومشاكلها معه ، ولكن بعد فترة من الوقت شعر بانها تميل اليه
توقفت عن ذكر محمد والمشاكل الدائرة بينهما وهو على علم بها جيدا ، كانت عندما تعود لا تهتم الي امر محمد اطلاقا بل باتت لا تهتم بأمر ابنها ايضا ، كان يشعر بها تنتظره اذا تأخر بالخارج ولكنها لم تصارحه
وعندما تم عمر الثامنة اقام محمد له حفل ضخم واصر اليوم التالي على ان يأخذه معه بسفره الي الخارج ، ليتركاها بمفردها معه هو وابيه ، فصفية ذهبت برفقتهم
اما هي رفضت السفر من الاساس ، و محمد عند وتركها وذهب
ليشعر هو بانها فرصته للتقرب منها
رتب الي سهرة بالخارج في احد المسارح ليعودا الي البيت
ويصر ان تكمل السهرة معه ، اسقها خمرا وهو يعلم جيدا ان تأثيره سيصبح قويا عليها فهي لم تذوقه من قبل
كانت ليلة رائعة قضاها معها فهي لم تستطيع منعه
يعلم انه حقير وبغيض لفعلته الشنعاء ولكنه لم يستطع ردع نفسه عنها ، كان يتوقع انها عندما تستيقظ في الغد ستستلم اليه بعدها فهو يشعر بحبها له
ولكنه فوجئ بصدمتها وصراخها في وجهه ، نعتته بأقبح الشتائم والصفات وصفعته على وجهه اكثر من مرة
و صرحت بكرهها له ليشعر بتعاسة ابديه فهو كان يأمل ان تحبه ولكنها رفضته لم تتكلم معه بعدها اطلاقا
وكانت تتجنبه ، وما مزقه حقا انها انطفأت اصبحت شخصية اخرى غير نور التي احبها وهام بها
مزقه الندم على ما فعله معها ليهرب منها ومن الضيق الذي يصيبه عندما يرى الدموع المتحجرة بعينيها دائما وابدا
هرب وسافر ثانية لينغمس في ملذات وشهوات تذهب بذكراها بعيدا عن عقله ولكنه لم يحتمل البعد كثيرا وصله خبر وفاة والده ليقرر ان يعود وهو يعلم ان الحماية التي اباه كان يضمنها لمحمد ذهبت بوفاته ، فعاد مرة اخرى ليجد فتاته الرائعة التي عندما نظر اليها ولأول مرة عرف انها ابنته ، ولكن نور صفعته مرة اخرى بكرهها اليه وحبها الي محمد بل اصرت ان تذهب الي العيش عند والدها في القاهرة لتهرب منه ومن مضايقاته لها
وقبل ان ينتقلا الي القاهرة حاول مرارا ان ينالها مرة اخرى فشوقه اليها يذبحه و لا يستطيع التحكم في شهوته اليها
ظل ينتظر فرصة واحدة تأتي ليستغلها ، واحدة فقط
وكم شعر بالسعادة عندما اعلن محمد عن سفره الي الخارج
لعقد صفة خاصة بالشركة
ولكنه كان احقر من المرة الماضية فهذه المرة اعتدى عليها بجبروت وقوة
فهو لا يرضيه ان تكون غافله عما سيفعله واذا كانت تكرهه
سيعطيها سببا كافيا لكرهه ، ولكن ما جعله يفعلها حقا انه يعلم انها ستترك محمد بعد ان تتعرض لشيء كهذا ، واذا كان هو لا يستطيع ان ينعم بها ، فلن ينعم بها احد اخر
زفر بضيق وها هي ماتت وحتى بالموت ذهبت مع محمد
فضلته عليه في الموت ، كل ما يهمه الان نور
يريد ان يخبرها بانه ابوها ، وانها من صلبه وان كل هذه الامبراطورية التي صنعها ستؤول اليها هي
ولكن هذا العمر يقف له بالمرصاد ، فهو كابيه
سيتخلص منه ليستطيع ان يتقرب منها كما يريد

***********************
عقد حاجبيه بتعجب : نعم ، ماذا تقولي ؟
شعرت بالتوتر يسري بدمها : اقصد هل احببت من قبل
نظر اليها مطولا وتنهد : أتعلمين علياء ليس من حقك ان تحاسبيني على ما فعلته قبل ارتباطنا ، كما انه ليس من حقي ان احاسبك انا ايضا ، ولكني اشعر ان هذا السؤال وراء كل ما حدث بيننا الفترة الماضية
لذلك طلبتي الطلاق ، من الواضح انك تشكين بأخلاقي
هزت راسها نافية لتقول بتلعثم : لا عمر ، هل ممكن ان تجاوبني
شعر بغصة من تفكيرها به وانها تشك بسلوكه ولكنه ارتاح مبدئيا انها لا تحمله ذنب وفاة امها زفر بعمق
__ طبعا ، لا لم احب من قبلك
نظرت اليه وعيناها تنطقان بانه كاذب ليبتسم بمرارة
__ انت لا تصدقيني ، اليس كذلك ؟
ارتبكت لتقول وهي تتقدم من مكان وضعه لسلسلة مفاتيحه وترفعها امام عيناه : نعم ، اذا لم تحب احدا قبلي ، لمن هذا الحرف الذي تحتفظ به اكثر من عشر سنوات
تعجب منها وابتسم : هذا الحرف ، هو ما جعلك تشكين بي
انفجر ضاحكا لتشعر هي بالدهشة لتنقلب هذه الدهشة الي غضب فهي ترجمت ضحكته على انها استهزاء بها وبمشاعرها صاحت : توقف عمر عن الضحك واجبني
صمت لينظر لها : كيف تكتبين اسمك بالإنجليزية
لينطق بإنجليزيه سليمة : علياء (Alia)
رمشت لتستطيع استيعاب ما يقوله لتقول بنبرة مرتبكة : ولكنك كنت ترتدي القلادة وانت لم تتم العشرون ، كيف تحبني من ذلك الوقت
ابتسم بحب : احبك منذ ان رايتك عليا لأول مرة
وعندما أتممت الحادية عشر وحصلتي على الشهادة الابتدائية اشتريت اليك هذه القلادة ولكني خفت من تقديمها اليك حتى لا يغضب علي ويتشاجر معي ففضلت ان ارتديها بعنقي وتصير بجانب قلبي الذي يهيم بك حبا
وعندما كبرت وتخرجت من الجامعة لم استسغ ان اظل مرتدي القلادة فحولت الحرف الي سلسلة مفاتيح ليظل بيدي حتى تأتي صاحبته واعطيها اياه كما كنت اريد من اكثر من عشر سنوات
اغرورقت عيناها بالدموع وجلست على الفراش وأجهشت في البكاء لتدفن وجهها بين يديها التي تمسك بهما سلسلة المفاتيح فهي تشعر بمدى غبائها و كيف لم تفكر بذلك ، كيف لم يخطر ببالها انها من تحتل قلبه وعقله رغم ان اختها وامها وحتى نور ابلغوها بانه يحبها بل يهيم بها حبا

انزعج من بكائها وشعر بقلبه يتمزق حزنا عليها لا يعلم ما يبكيها فالمفروض ان تكون سعيدة باعترافه لها بحبه وانه يحبها منذ ان وقعت عيناه عليها
تقدم منها واحاطها بذراعيه ليحتضنها مهدئا اليها
سحب يديها من على وجهها
__ انظري الي علياء ، لم تبكين الان ، أتبكين لأني احبك
ام تبكين لأنك لم تصدقيني
مسحت دموعها : اصدقك عمر ، وابكي لأني غبية قضيت ليالي طويلة يائسة وبائسة بسبب وهم اخترعته لأعيش به
مسح على راسها بحنان : حسنا لا تبكي
وقال وانفاسه تعلو وعيناه تتجولان على وجهها بحميمية لذيذة
__ ومن الان لن تقضي لياليك يائسة ، ستعيشين معي بحلم لذيذ ، لن تستيقظي منه ابدا

***********************
عادت الي البيت لتجده يلفه الهدوء تعجبت اين عمر وعلياء
من الممكن انهما خرجا ، ام نائمان ، صعدت الي الاعلى وهي تحمل فستان زفافها التي اشترته مع نهى
سعدت بصحبة نهى فالأخيرة تعلم كل شيء عن تجهيزات الزفاف وافادتها كثيرا اشترتا اشياء كثيرة خاصة بها وبحثا عن الفستان حتى وجدا ما يرضي نور فهي التزمت بما قاله ياسين وانتقت فستان انيق ومحتشم
رن هاتفها لتبتسم : مرحبا حبيبي
عضت شفتيها من عفويتها وارتبكت وفضلت الصمت حتى تعلم ما ردة فعله على مقولتها





عادت اخته الي البيت وهي تشيد بذوق نور واختياراتها
حاول معها ان تصف له الفستان ولكنها ابت فقال اليها ضاحكا : سأتصل بنور واعلم منها فهي ستخبرني
وفعلا اتصل بنور وهو جالس بينهم فعائلته مجتمعه كلها
ينقصها يوسف
ردت سريعا على الهاتف وهو يضحك بسخرية من اخته
لأنه واثق ان نور ستبلغه بما يريده
لتتجمد الضحكة على شفتيه ويحمر وجهه من كلمتها العفوية التي نطقتها وكأنها ولدت لتقولها
انتبه الجالسون الي تغير وجهه لتهزه نهى بلطف : ياسين ،ما بك ؟
__ ها ، لا شيء ، سأصعد الي غرفتي
يتمنى انه لو كان وحيدا لاستطاع ان يرد عليها كيفما يريد
فهو يشتاق الي مناداتها له بهذه الكلمة منذ فترة طويلة
دخل الي غرفته ليغلق الباب : نور انت معي
كحت لتهمس : نعم ،ما بك سمعت نهى تسالك ، هل انت متعب
__ نور اسمعيني اياها ثانية ، اريد ان تريحي قلبي قليلا
احمر وجهها خجلا لتنطق بصعوبة : نعم ح ب ي ب ي
تنفس بعمق ليملئ خلايا جسده من الاحساس بنشوة عارمة وصل اليها
__ مرة اخرى نور ، ولا تشعريني انك تتعلمين الكلام
ضحكت برقة ليشعر بانه يحلق بالسماء لتقول هي
__ هل تريد شيء حبيبي ؟
__ الله ، اريدك بجانبي حبيبتي ، لتعلمي تأثير كلمتك هذه على تصرفاتي ، متى تنتهي هذه الايام المملة
اريدك هنا نور ، بجانبي ، تؤنسين وحدتي ، وتغمريني بدفئك
الذي احلم به كل يوم
تنهدت من مشاعره الرقيقة التي يغمرها به : هانت ياسين
انتظرت كثير الا تستطيع الانتظار هذا الاسبوع
__ سأنتظر حبيبتي ، ولا اريد سماع اسمي ثانية ، اريد سماعها هي فقط ، هيا اطربيني
ضحكت برقة : لا سأغلق الهاتف لأنام ، فانا متعبة جدا واريد النوم بشدة حتى اتي غدا
عقد حاجبيه غضبا : نور لا تغضبيني
قالت هامسة وبدلال تعمدته : عندما اتي غدا سأصعد لأتناول الفطور معك واقولها كما شئت ، ولأرى تأثير كلمتي عليك كما تقول
لمعت عيناه بحب وهيام : سأنتظرك غدا ، لا تتأخري
ونوما هنيئا يا حبيبتي
اغلقت الهاتف وهي تتنهد بحب ، لا تتخيل مدى السعادة التي تشعر بها وهي الي جواره ، هي ايضا باتت تعد الايام الباقية
على زفافها ، تشعر بقلبها يخفق بشدة عندما تتذكره او تنطق اسمه اختزلت كل الخوف الذي يسيطر عليها لتعيش معه بهناء وخاصة انها توقفت عن رؤية هذه الاحلام المزعجة التي تداهمها بل تحلم بأحلام جميلة لذيذة تداعب مشاعرها وتدغدغ حواسها وطبعا هو البطل دون منازع
رمت نفسها على الفراش وهي تحتضن الهاتف بقوة لتغفي عينيها وتذهب الي النوم وهي تفكر به


يشعر بانه سعيد جدا ، فاليوم هي مختلفة اختلافا جذريا يتمنى ان يدوم هذا الاختلاف ، كأنها خرجت من شرنقة كانت تحاوط نفسها بها
لا ينكر انها تقبلته كثيرا بعد ما ذهب اليها وهو متعب
ولكنها لم تكن حرة هكذا بالتصريح في مشاعرها قبل اليوم
قرر ان ينزل لقضاء السهرة مع عائلته
استقبلته نهى بابتسامة : هل وصفت لك الفستان ؟
ضحك : نسيت ان اسالها
ضحك عمرو : نسيت ، يا ترى ما الامر الذي جعلك تنسى سبب الاتصال ياسين ؟
__ كف عن مضايقته ، جيد انك نسيت لأني متأكدة انك لو سالتها ستجاوبك بما تريد ، والمفروض يا اخي العزيز ان لا تعرف مواصفات الفستان الا عندما تراه يوم الزفاف
__ لن اسالها نهى لأريحك من هذه المسالة ، سأنتظر ليوم الزفاف
التفت الي عمرو وقال بهدوء : عمرو تعال انت وعائلتك وامكثوا معنا هذه الايام ، لا تعترض لم اطلب منك هذا الامر مسبقا ، واتمنى ان تنفذ لي طلبي
__ هل حدث شيء ياسين ؟
__ لا ، ولكن عرسي بعد اسبوع واريدك انت ونهى بجانبي
هز راسه موافقا : لن استطيع ان ارفض طلبك ياسين ، صحيح اين يوسف؟
انقلب وجه ياسين ليفاجئ بمن يقول : ها انا جئت


قرر ان يذهب الي القصر اليوم كما ابلغ ياسين صباحا وارغمها ان ترتدي ملابسها ، وتلم جميع احتياجاتها و ترتب الحقائب لانهم سينتقلون الي القصر
لا يعلم ماذا سيحدث ولكنه يعلم جيدا ان معتز لن يستطيع اذيته هو او انجي اذا مكثا بالقصر
فمعنى تواجدهم بالقصر ان ياسين لم يطردهم من جنته وسيحميهم من أي اذى وهذا سيصعب مهمة معتز قليلا
واذا فكر في اذية احد منهم لابد عليه في الاول ان يتخلص من ياسين ويزيحه من الطريق
وهذا امر في غاية الصعوبة
وصل الي القصر ليجدهم مجتمعين وضع الحقائب من يده ومسك يدها ليعطيها قليلا من القوة
وهو يقول : ها انا جئت

التفتوا اليه جميعا ليصمتوا تعجبا من الواقفة بجواره
اشاح ياسين بنظره عنه وركز نظره على امه فهو خائف عليها ومنها ، ولا يعلم كيف ستكون ردة فعلها حيال هذا الامر
ابتسمت نهى وهي تعلم جيدا من الي بجوار اخاها
__ اهلا يوسف ، حمد لله على سلامتك انجي
التفت اليها ياسين بحده ويسال بقوة : انت على علم بالأمر نهى ؟
نظرت اليه والدهشة مرسومة على وجهها بسبب حدته
__ أي امر
نطق يوسف : لا احد يعلم غيرك ياسين؟
سال عمرو بحيرة : ما الذي لا نعلمه ؟
جز ياسين على اسنانه ليقول يوسف : امي اريدك ان تتعرفي على انجي زوجتي

*******************

فتح عينيه لترتسم اجمل ابتسامة على وجهه وهو يرى حبيبة قلبه وروحه نائمة باستكانة بين ذراعيه
نظر الي وجنتاها الموردتين وشفاها المحمرة العذبة
ليميل عليها بحب ويقبلها قبلة خاطفة سريعة ، فهو لا يريد ان يوقظها من النوم ، حركت راسها ليبتسم ويتحرك بهدوء من جانبها فهو يريد الاطمئنان على نور
ارتدى ملابسة سريعا ليخرج من الغرفة بهدوء ويتحرك الي غرفة نور دق الباب بهدوء ليطل براسه من الباب ليجدها نائمة وفستان الزفاف معلق خارج الدولاب
ابتسم بسعادة ليدخل اليها عدل من وضعية نومها واحكم الغطاء عليها وخفض التكييف قليلا حتى لا تصاب بالبرد
قبل زفافها بهذا الوقت القليل
اغلق الباب بهدوء ليذهب الي جناحه مرة اخرى
وجد زوجته غير موجوده بالفراش استمع الي صوت المياه
ليعلم انها تستحم ، ابتسم وجهز ملابسه وهو يفكر عندما تخرج سيطلب منها ان ترتدي ملابسها ليخرجا سويا ،فهي تحتاج قليلا من التجديد بدلا من الجلوس بالبيت



خرجت من دورة المياه وهي تلف جسدها بروب الاستحمام
تشعر بجسدها يحترق عندما تتذكر ما حدث بينهما
قلبها يدق بعنف وتشعر بان وجهها سينفجر من الاحمرار
والسخونة التي تشعر بها
تفاجأت من وجوده وهو جالس على حافة الفراش و عاري الصدر ، كانت تريد العودة لداخل دورة المياه
ولكنه راها وابتسم ابتسامته الرائعة التي تذهب بعقلها
لتخفض راسها خجلا منه


جالس على الفراش ينتظر خروجها ليشعر بحبه يزيد لهذا الملاك الذي يراه امامه وجنتاها المحمرتين و مشيتها الخجولة سيجعلانه يفقد عقله
ابتسم لها بحب لتخفض راسها خجلا منه
قام واقفا ومسك يدها برقة ليسحبها الي حضنه ويجلسها على الاريكة و يجلس بجانبها همس : كيف حالك حبيبتي ؟
هل انت بخير ؟ هل تأذيت او شعرت باي الم ؟
شعرت انها تذوب خجلا منه ومن اسئلته
وشعرت ايضا ان نبرته مهتمة وملهوفة ارادت ان تطمئنه
فهزت راسها نافيه ليبتسم ويتنهد براحة
__ هل تريدين ان نخرج قليلا ؟ ام اطلب طعاما لنا ونقضي السهرة هنا
قالت بصوت مبحوح : اريد ان ارى نور
ضحك : نور نامت ، من الواضح انها اتت الي البيت ونحن نائمين
ابتسمت ليكمل : ها ،ماذا تريدين ؟
__ لا اريد الخروج
__ حسنا ، سنطلب الطعام ونقضي سهرتنا هنا
اعذريني عليا لأني لم ارتب لك سفرا لنقضي شهر عسلنا ، ولكن بإذن الله عندما تتزوج نور سآخذك ونسافر الي أي مكان تريدينه ، امري وتدللي على راحتك وانا سأنفذ
ابتسمت لتقول : لا داعي للاعتذار عمر وهذه فرصة جيدة لأفكر بمكان جيد نذهب اليه
قام متجها الي دورة المياه وهو يقول : حسنا ، سأدخل لاستحم ، ستجدين ارقام المطاعم عندك ، اطلبي الطعام الذي تريدينه وانا سأؤكل على ذوقك الليلة
ولا يوسوس لك عقلك بالدخول الي المطبخ فانت الي الان لم تجربي غضبي واقسم انك اذا عتبت عتبة المطبخ لأغضب منك بشدة
ضحكت بدلال من لهجته المتوعدة :على راحتك اذا تريد ان تريحيني سأتدلل على راحتي الي ان تقول انك مللت من تدليلي
عاد اليها ليوقفها ويحتضنها بحب ويطبع قبلة سريعة شقية
على شفاها : لن امل حبيبتي ، فانا خلقت لأدللك
*********************

شهقت الام بفزع : ماذا تقول ؟ زوجتك
كيف ؟ متى تزوجت ؟ ومن هي لتتزوجها دون علمنا
رد ياسين : اخت معتز امي
وقفت غاضبة وعيناها تنطقان بالكره اتجاه هذه المخلوقة التي جعلت ولدها يتزوج دون علمهم لتندفع بغضب نحوهما وترفع يدها لتهوي صفعة مدوية في المكان




اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
موعدنا القادم السبت ان شاء الله
منتظرة توقعاتكم وردودكم

سلافه الشرقاوي 16-07-11 05:31 AM

صباح النور والسرور عليكم يا صابيا
بصراحة حاسة بسعادة مش عارفة مصدرها
مع اني غالبا نكديه هههههههههههه
اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
وان شاء الله انا عند وعدي
ببارت الاتنين
بارت الاحتفال بالتميز
بس ارجو انكم متكسلوش في ردودكم عليا
وصدقوني ردودكم الدافع الاساسي اني اكمل ما بداته وانا حاسة بالحماس
منتظراكم
فلاتبخلوا عليا




الفصل الرابع والعشرون


دوى صوت الصفعة لينتفض ياسين منها وشهقت نهى دهشتا مما يحدث امامها
ليتقدم ياسين سريعا نحو امه ويمسك يديها قبل ان تصفعه الصفعة الثانية فمهما حدث هو لا يستحق هذا العقاب القاسي
ولا يستحق ان يهان امام زوجته
قال بحزم : كفى امي ، لا تضربيه ثانية
دفعته امه بقوة وهي تصيح به : انت كنت تعلم
__ اهدئي امي ، اهدئي لنستطيع التحدث
__ لن اهدأ ، هل كنت تعلم انه متزوج من شقيقة الذي حاول قتلك مرتين ، هل كنت تعلم انه متزوج من شقيقة الذي كان سببا في انهيار شركة اباك ، انطق
__ لا امي ، لم اكن اعلم ، كما هو ايضا لا يعلم كل هذا
__ اذن ليعلم ، انني لا اريد ان اراه
__ من فضلك امي ، اهدئي ، فالأمور لا تحل هكذا
قالت نهي برجاء : امي ارجوك اهدئي ولا تغضبي منه استمعي اليه على الاقل
قال ياسين دون ان ينظر اليه : اصعد الي غرفتك انت وزوجتك يوسف الان
__لن يذهب الي مكان ، الا خارج القصر ، يأخذ من باع اهله لأجلها ويغادر القصر فورا
قال ياسين بحزم : من فضلك امي اهدئي ، اصعد يوسف
الي الاعلى ، اصطحابيهما الي الاعلى نهى من فضلك
هزت راسها نهى بإيجاب لتقول بهدوء : هيا يوسف ، تعالا


يشعر بدهشة مما حدث لم يكن يتوقع اطلاقا ان تصفعه امه بهذا الشكل ، لم يتوقع رد الفعل هذا منها بتاتا
فهو الصغير ، اخر العنقود كما تناديه دائما ، المدلل الذي اوامره مجابه تهينه بهذا الشكل امام زوجته
لم يسمع أي شيء اخر ، يشعر بان خده يحترق اثر ضربة امه لم تكن مؤلمة بقدر انها مهينة ، يشعر انه لن يستطيع رفع عينيه في احد بعد الان ، يشعر بغصة مسيطرة عليه
و شيء كسر بداخله ، وانه اصبح محطم الي قطع صغيرة لا تفيد بشيء
انتبه على صوت نهى : هيا يوسف ، تعالا
نظر اليها بعينين تلمع بها الدموع لتنظر اليه وتبتسم ابتسامة باهته : هيا يوسف ، هيا
التفت الي انجي : تعالي انجي ، تفضلا
قادتهم الي الاعلى وصوت امها يصرخ بياسين
__ انا لا اريدهما بالقصر ، استجبرني على استقبال من لا اريد ببيتي
اجلسها ياسين وهو يتنهد : اهدئي امي من فضلك
واستمعي الي جيدا ، من الافضل لنا جميعا ان يمكث يوسف هنا
نظرت اليه بغضب ليكمل بهدوء : هل تظنين امي اني متقبل الامر ، واني سأقبل ان اتعامل بلطف مع اخت معتز ، بالطبع لا ولكني لن اطرد اخي ليستفرد به معتز ويذيقه الجحيم ، سأحميه كما ينبغي علي ، ام انكي ستسعدين اذا اتي لك خبر موته بعد ايام
انتفضت امه من جملته ولمع الخوف بعينيها ليهز راسه بإيجاب : نعم امي
اذا قرر معتز ان يتخلص مني لسبب غير معلوم الي الان
فما بالك بان لديه حجة قوية ليثأر من يوسف ، فهل سيتردد ان يقتله بقلب ميت ، من الممكن ان يقتل اخته هي الاخرى فمن وجهة نظره هي فضلت يوسف عليه وتحمل ابنه بأحشائها
رددت بدهشة : ابنه ، هل زوجته حامل ؟
__ نعم امي ، ارجوك امي اهدئي وتعاملي معهما بحكمة وصبر ، وتذكري انها ستصبح ام اول حفيد لعائلتنا
فشئنا ام ابينا هي زوجة يوسف ، وسنتعامل معها من هذا المنطلق
هزت راسها لتقول بوهن : ياسين ، انا خائفة عليك يا بني
ابتسم ياسين : لا تخافي امي ، ولكن لي رجاء عندك لا تعاملين يوسف او زوجته بطريقة سيئة
كفى ما فعلتيه ، وانك اهنته امام زوجته بهذه الطريقة
شاحت بوجهها غاضبة
ليقول بلهجة رقيقة : هل تريدين افساد زفافي ؟
ردت سريعا : لا طبعا
ابتسم برجاء : اذن اهدئي واصبري الي ان يمضي حفل الزفاف على خير ، فانا لن اشعر بالسعادة والاجواء متوترة من حولي
رتبت على خده بحنية : حاضر ولكن من اجلك ياسين
من اجلك فقط

********************
بعد خروج نهى من الغرفة اقتربت منه
__ يوسف ، رد علي من فضلك
تنهد واحنى راسه حتى لا ينظر اليها
لتردف برجاء : يوسف من فضلك ، تكلم معي اريد ان اطمئن عليك ، تعال نعود الي منزلنا ، ولا تتضايق بهذا الشكل ، اترك القصر
اشاح بوجهه لتردف : عندي اقتراح تعال نسافر الي شرم الشيخ او الي لندن
حتى تهدئ الامور ، وتهدئ والدتك ، وانا متأكدة انها عندما تهدئ ستتراجع عن موقفها
نطق بصوت غاضب : اتركيني وحدي قليلا انجي ، من فضلك
__ هل تحملني نتيجة ما حدث يوسف ؟
__ لا ولكني متعب ، واريد الاختلاء بنفسي قليلا
__ ولأني زوجتك لن اتركك ، ولن ابتعد سأظل بجانبك مهما حدث ، الا اذا تراجعت عن موقفك وتريد ان تطلقني
انتفض من الكلمة : لا طبعا ، لن اتركك مهما حدث
__ حسنا ، تعال نخرج لنتناول الطعام فانا جوعانة وبطني تؤلمني من الجوع
قال وهو يتركها ويدخل الي دورة المياه
__ سنتناول العشاء معهم انجي ، ولن اسمح لاحد ان يفرض علي ما افعله او ما اقوله او المكان الذي اجلس به
لوت شفتيها فهي مقتنعة ان تهدئة الاحوال ستاتي بثمارها عن العند الذي يتصرف به يوسف
ولكن لا حول لها ولا قوة اذا اراد النزول وتناول الطعام معهم ستتبعه بدون نقاش

سمعت طرقات على باب الغرفة لتفتح الباب
ابتسمت بفرح : اهلا ياسين تفضل
نظر لها مطولا فهو اول مرة يراها عن قرب ، كان يقيم مدى الشبه بينها وبين معتز
نفس لون البشرة و لون الشعر الفاتح ولكن شعرها اقرب الي الاصفر من البني ، فهي شقراء والعجيب العينان الزرقاء الصافية بلون البحر الهادئ
حدثه عقله ان ليوسف كل حق ان يعشقها فهي كالقمر
جاهد نفسه الا يبتسم فهو اليوم يشعر بالسعادة تحاوطه ولن يسمح لأي شيء اخر يسرق سعادته ولذلك ذهب للتكلم مع اخيه والتفاهم معه على طريقة للتعامل مع امه
نعم لن يسامحه ولكنه سيعاونه ولا يريد ايضا ان يحدث شيء قبل زفافه يكدر عليه فرحته
شعر انه اطال الصمت فتنحنح وقال بصوت رخيم جدي
__ اريد ان ارى يوسف
انتفضت من جديته : اه طبعا تفضل ، سياتي حالا
__سأنتظره بالخارج
__ لماذا تفضل ؟
تحركت من امام الباب ولكنه لم يتحرك لذلك دخلت الي زوجها وطرقت باب دورة المياه وقالت بصوت منخفض
__يوسف ، ياسين بالخارج ويريد ان يتحدث معك
فتح الباب على الفور : اين هو ؟
__ بالخارج ، لا يريد الدخول
__ اكيد محرج منك ، سأذهب له
تقدم ناحية الباب وهو يتوقع ان اخاه انصرف ولكنه وجده
واقف امام الباب قال بارتباك : لماذا لا تدخل ياسين ، تفضل
قال باقتضاب : تعال معي
هز راسة موافقا ليخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه
تبين له ان اخاه يذهب الي غرفته ، دخل وراءه ليجد نهى بالغرفة ابتسم بوجهها
ليقول ياسين امرا : اجلسا
اريد ان افهم ما حدث ، وكيف انت تعرفيها ، وماذا تعلمي عن الموضوع اصلا
__لم تكن تعلم شيء ياسين ، ولكنها تعلم اني احب انجي من الصغر
عقد حاجبيه لتقول نهى : الا تتذكرها ياسين ، انها انجي
كانت تأتي مع جيهان هانم (والدة معتز) هذه الطفلة التي تصغر يوسف بعام واحد
هز راسه كانه يتذكر ما تتكلم عنه شقيقته : هذه هي الصغيرة التي كان النمش يغطي وجهها
ضحكت نهي : نعم التي كنت تناديها بالأجنبية
لم يستطع التحكم في ابتسامته : كانت مزعجة
ضحكت نهى : نعم كانت تتذمر طوال الوقت وتزعجنا الي ان يأتي يوسف ويلعب معها ، من الواضح انها تحبه من صغرها
قال يوسف بهدوء : ماذا تريد ياسين ؟
__ اريد ان اعلم السر وراء زواجك بهذه الطريقة
__ انت تعلم ياسين تزوجتها لأنك كنت سترفض هذه الزيجة سواء انت او معتز وانا وهي لا دخل لنا بمشاكلكما
و من فضلك اسمح لي سأذهب لأطمئن عليها فهي متعبة
هز راسه ليسمح له بالانصراف لتتكلم نهى فور خروجه
__ ياسين لا تقسو عليه بهذه الطريقة ، ما ذنبه هو بالكراهية المشتعلة بينك وبين معتز
وما ذنبها هي انها شقيقة معتز ، انهما اصدقاء من قبل ان تكون العداوة معلنه هكذا بينك وبين معتز، اعذره ياسين اعذره
خرجت لتتركه لأفكاره يستطيع الان ان يفهم مشاعر يوسف
ربما لو كان حدث هذا الامر من قبل ان يقابل نور ، لكان هد الدنيا فوق راس يوسف وطرده من القصر وتركه الي معتز يفعل به ما يشاء ، لا نه حينها لم يكن ليستوعب فكرة ان
الحب قادر على فعل المعجزات ، فهو لم يكن يبتسم من قبل والان اصبح يضحك ، لم يكن يمزح ولا يتساهل في التعامل مع الاخرين ، ولكنه الان وبفضل حبه لنور اصبح شخصا مختلفا عن ياسين القديم الذي يهابه الناس
تنهد ولكنه ايضا لا يستطيع مسامحة اخاه على تغفيله
وان يوقفه امام معتز بمظهر الابله كما نعته معتز
انقلب وجهه عند ذكره لهذا الادمي الذي مات قلبه بموت حنان ، ما الذي ترتب له معتز ؟
ما الذي ستفعله ؟


**********************

__ يوسف ارجوك اعدني الي المنزل لن استطيع ان اتحمل
ضيق والدتك مني ،وتأفف ياسين حينما اظهر
زفر بضيق : لا تنزلي الي الاسفل انجي ، انتظريني هنا
ولا تخرجي اخاف ان يختطفك اخاك المصون ، ثم الغرفة متكاملة ، ولا ينقصها شيء ، واذا شعرت بالجوع اطلبي رقم المطبخ واطلبي الطعام الذي تريدينه وهم سيصعدون به الي هنا ، وانا لن أتأخر ولكني لابد ان اذهب الي عملي ، ثم نهى هنا وستاتي لتجلس معك انا متأكد من ذلك ، فنهى لا تقيد نفسها بتعقيدات امي وياسين
مدت شفتيها بزعل ليقترب منها وهو يهمس : من اجلي حبيبتي ستصبرين ، اليس كذلك ؟
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليقترب منها اكثر ويضع عيناه بعينيها : لا تغضبي لأستطيع ان اذهب الي عملي
همت بالرد عليه ليسكتها بقبله لطيفه : سأذهب ، سلام
قامت خلفه الي باب الغرفة لتمسكه من يده وهو يهم بالخروج
لتجعله ينحني اليها وتطبع قبلاتها على خديه
__ لا تتأخر ، تعود الي سالما ان شاء الله
احتضنها بين ذراعيه بحب : ان شاء الله ، لن أتأخر لا تقلقي
رفع راسه ليجد ياسين بوجهه ابتسم له بتلقائية ليرفع الاخر حاجبيه وينزل على الفور
زفر بضيق : يا لك من عنيد ياسين

******************

نزل مسرعا وهو يفكر هل نور ستصبح بكل هذه المودة بعد الزواج ام ستظل متصلبة كما هي ،لا ينكر انه شعر بالغيرة قليلا لما شاهده منذ قليل بين اخيه وزوجته فبرغم من كل المشاكل المحيطة بهما الا انهما لم يتشاجرا بل ما شعر به البارحة واليوم انهما متمسكان ببعضهما ولا ينويا الافتراق
سعيد من اجل اخيه ، وكان سيسعد اكثر لو جاء يوسف وطلب منه ان يتزوج حينها كان سيزوجه لشقيقة معتز رغما عن انف معتز نفسه
خرج مسرعا ليذهب الي الشركة يريد الانتهاء من اعماله مبكرا ليتفرغ لموعده الصباحي مع نور
فهو ينتظر صعودها اليه لتفي بوعدها وتسمعه احب كلمة الي قلبه من شفاهها العذبة
تنهد بحب وهو يدخل الي مكتبه لينقلب وجهه ويجز على اسنانه ضيقا من رؤية الجالس امامه

**********************
استيقظ بالصباح ليشعر بسعادة لم يختبرها من قبل
فالليلة الماضية كانت اجمل ليلة بحياته ، عادت حبيبته كما يعرفها سابقا ، عادت علياء حبيبة قلبه و روحة ومن تسكن حواسه كلها ، تكلمت معه بكل شيء حتى الم فقدانها لامها
تنهد بحب وهو ينظر الي ظهرها العاري الظاهر بسبب انحسار الغطاء عنه ، اقترب منها بهدوء وعيناه تلمعان بلهفة وحب كبيران ليطبع قبلة عميقة بمنتصف ظهرها تململت على اثرها ليطبع العديد من القبلات الملهوفة السريعة

شعرت بأنفاسه الدافئة على ظهرها لتشعر بقبلته العميقة التي ايقظتها على الفور وسببت باندفاع الدم الي وجنتيها وكل جسدها لتشعر بالحرارة تسري به ليتبع قبلته الاولى بقبلات عديدة سريعة جعلتها تشعر بوهج لا تستطيع تحمله
قالت بهمس : عمر ، توقف
ضحك : قومي ايتها الكسولة ، اريد ان ارى وجهك اليوم
فانا استيقظ على رؤية وجهي كل يوم ، واليوم اريد ان ارى اجمل ما خلق الله على الارض ، هيا استديري لأرى وجهك
شدت الغطاء عليها الي ما تحت ذقنها و لفته بإحكام عليها واستدارت اليه
امسك الغطاء ليسحبه لتمسكه هي بقوة وهي تصرخ : عمر ارجوك
قال برجاء : علياء اتركيه ، من اجلي حبيبتي
هزت راسها نافية بقوة : لا ، اتركه انت ، وتوقف عما تفعله
مط شفتيه واصطنع البراءة : لا افعل شيء ، اريد ان ارى ملاكي الجميل في الصباح ، هل هذا كثير علي
ابتسمت : ليس كثيرا حبيبي ، ها انا ذا
رمشت بعينيها وابتسمت ليبتسم لها بحب : صباح مبارك حبيبتي ، اليوم صباحيتنا وما يقهرني حقا اني سأضطر ان اذهب الي العمل
سحبها الي حضنه واحتضنها بذراعه : المعذرة حبيبتي
لان العمل على اشده هذه الايام ولن استطيع ان اخذ اجازة
__لا تعتذر عمر ، انا مقدرة لظروفك
ولكن لا تتأخر على الغداء ، سأحضره بنفسي
قال بجدية : ماذا قلت لك امس ؟ عروسي الجميلة لن تدخل الي المطبخ ، لا تدعيني اكرر الكلام علياء ، فانا امل سريعا
ولكن اجهزي سامر عليك ونخرج نتغدى سويا
تنحنحت : ونور
قام واقفا وهو يقول : ما بها ؟
__ الن تذهب معنا ؟
__ بالطبع سأخبرها لتاتي معنا ، سأذهب لاستحم ،ليتبع وهو يغمز بعينيه :هلا تأتي معي ؟
تلون وجهها للأحمر القاني وهزت راسها نافية
ليضحك هو ويقول بخبث : اه لو كنت استطيع ان امكث اليوم بالبيت لكنت تنهد بقوة : ولكن ماذا افعل ساعدني يا ارحم الرحمين
انفجرت ضاحكة على مظهره وهو يتأفف من عمله
لتتنهد وتمسك قميص بيجامته المرمي على الفراش وتحتضنه
بحب اه عمر كم تمنيت هذه السعادة معك ،وها انا الان احقق اهم حلم لدي ، لا استوعب الي الان ان هذا يحدث اشعر اني بحلم جميل اخاف ان استيقظ منه
دعت هامسه : ربي ادمها على نعمة واحفظها من الزوال يا رب العالمين

********************
__ماذا تريد معتز ؟ ما الذي اتى بك اليوم ؟
ابتسم بخبث وعيناه تلمع بالكراهية : جئت لأرى نتيجة اجتماع مجلس الادارة ياسين
فانا سمعت ان احدهم ستسحب منه الثقة قريبا
جز ياسين على اسنانه ليهزا ساخرا : اه ، والمجلس سيجتمع من دون علمي ، ام انك جننت وتتخيل الاشياء
ضحك بسخريه ليضم ياسين قبضتيه بقوة حتى لا يلكم وجهه
__ سترى ، ولماذا يخبروك اذا كانوا سيسحبون منك الثقة ياسين
هم ان يرد عليه لتدخل عبير : السيد عبد العزيز بالخارج ومعه كامل بك ، ومنير بك
شعر بان قلبه يهوي من ضلوعه اذن يوجد بالفعل اجتماع لمجلس الادارة وهو لا يعلم عنه شيء
افاق من تفكيره على ضحكته الكريهة الساخرة
__ اراك بعد الاجتماع ياسين اقترب منه لينظر اليه من قريب ويضع عيناه البنية بعينيه الرمادية بتحدي
__ ارجو ان لا تأخذ مكتب اباك معك ، فانا اريد الجلوس عليه ، فنوعه جيد ، جيد جدا
انصرف وهو يقهقه ضاحكا ليشعر الاخر انه سينفجر
ولكنه لابد ان يسيطر على اعصابه ليستطيع ان يتكلم مع الاثنان اللذان بالخارج فهما اكبر مساهمين بالشركة وهما من يستطيعا التأثير على باقي الاعضاء
خرج من مكتبه ليجد الاثنان بانتظاره ابتسم بهدوء
__ اهلا تفضلا لنتكلم بالداخل
لمح نظرة سريعة بين كامل بك ومعتز توتر هو منها ليتبعاه الي الداخل

**********************

ابتسم بحب : اهلا استاذي
نظر له مطولا وقال بضيق : اهلا معتز ، كيف حالك ؟
اقترب منه : انا بخير ، كيف حالك وحال بقية الاسرة ؟
رد ونبرة الضيق لا تفارقه : بخير الحمد لله
قال بنبرة رقيقة : الن تسامحني يا سيدي ؟
نظر اليه وقال بمرارة : اسامحك ، لماذا هل فعلت شيء يستحق ان اغضب منه ؟
__ استاذي ، لا تجعل ياسين يملئ راسك بالأفكار ضدي
قال بحزم : لا تدخل ياسين في كل شيء خاص بك
فياسين لا علاقة له بالأمر وانت تعلم ذلك جيدا
كفى ما تحمله من اخطائك ، لا تبحث له عن اخطاء جديدة تفعلها وتحملها اليه
__استاذي
اشار له بيده مقاطعا : كفى معتز ، لا اريد سماع اتهامك لياسين مجددا ، فانا اعرف ياسين جيدا ، واعلم انه مستحيل ان يفعل ما قلته لي مسبقا ، ثم اني طلبت منك من قبل اني لا اريد رؤيتك فانت تتسبب في فتح جروحي القديمة
انصرف من امامه ليشعر الاخر بقلبة يتمزق حزنا ، لا يعلم ما الذي يجعل السيد عبد العزيز لا يصدقه بل يحمله ذنب وفاة حنان ، رفض الاستماع اليه مسبقا ، وكلما يذهب الي منزله يرفض مقابلته ، لا يريد شيء غير انه يشعر انها قريبة منه كما كانت والسيد عبد العزيز واسرته من تبقوا له من ذكراها
قال بتوعد ونبرة منخفضة : سأقتلك ياسين ولكني سأحرق قلبك اولا

**********************
ابتسم بسعادة عند انتهاء الاجتماع وجميع من بالمجلس راضيين عن اداء الادارة والشركة
طبعا كامل بك حاول ان يعثر على اخطاء قانونية وهندسية وادارية ولكن وقوف السيد عبد العزيز معه و يوسف ايضا
شكلا جبهة قوية امام الادعاءات التي لا صحة لها
كم يشعر بالامتنان لهما ، وما يفرحه حقا يوسف
لم يكن يتوقع انه سيكون سند وظهر قوي يستطيع الاعتماد عليه ولكن من الواضح ان الولد الصغير اصبح رجلا كبير
يستطيع الاعتماد عليه بالفعل
حسنا يوسف سأختبرك في فترة اجازتي لقضاء شهر العسل
واذا كنت عند حسن ظني سأمنحك منصب اداري مهم

طلت عليه وهو في خضم افكاره بابتسامتها الجميلة
__ هل مسموح لي بالدخول ؟
اتسعت ابتسامته ليشرق وجهه : طبعا ، انت الوحيدة التي مسموح لها بالدخول دون استئذان
تقدمت الي الداخل : كيف حالك ؟ سمعت ان مجلس الادارة مجتمع ، هل كل شيء على ما يرام ؟
قام واقفا ليستقبلها : الحمد لله
فتح لها ذراعيه لتشير اليه بعينيها انهم بالمكتب وهزت راسها نافيه
لوى راسه معاتبا ليقترب منها وينحني مقبلا اياها على وجنتيها اللتان تحولتا الي اللون الوردي بسبب ما فعله
همس بأذنها : نورت المكتب حبيبتي ، تعالي لنجلس فانا اريد التحدث معك ولا تنسي وعدك لي
ابتسمت بحب وخفضت راسها خجلا ليدفعها بلطف بيده باتجاه الاريكة ليجلسها عليها ويجلس بجوارها ويحيطها بذراعه همس : نور
رفعت عيناها اليه ليكمل : ردي علي
ابتسمت برقة : نعم
زمجر بلطف : نور
ضحكت ليشدها اليه مقربا : هيا انطقي
ابتسمت لتخفض بصرها : نعم حبيبي
رفع راسه ليتنفس بقوة وهو يشعر انه لا يريد شيء اخر
فكل أمانيه تتحقق هي بحضنه وتحبه ،ردد عقله لا أريد شيء اخر
قال برقة : ردديها نور ، فانا اريد سماعها
ابتسمت لتقول بحب خالص وهي تشعر ان وقت الاعتراف قد حان : ياسين
نظر اليها بحب لتكمل هامسة وهي تضع عيناها بعينيه
__ احبك
لمعت عيناه الرمادية بدفء وبريق استعصى عليها فهمه
لينحني مقبلا اياها بلهفة شديدة
وقال من بين قبلاته : احبك نور ، احبك اريدك بجواري من الان

ذابت بين ذراعيه وقبلاته الملهوفة لتشعر فجأة بانزعاج خفيف و عدم القدرة على التنفس حاولت التملص من قبلاته
والابتعاد قليلا، ولكنها لم تستطع فهو محتضنها بقوة
انتفضت بقوة عندما دب الذعر بجسدها لأنها لا تستطيع التخلص من ذراعيه المحكمين عليها ،لتنهمر دموعها بغزاره

انزعج جدا من دموعها التي بللت شفتيه وشعر بالغضب يعصف براسه وبجسده كله ،اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يفكر لماذا ترفضه بهذه الطريقة ، يشعر جيدا بحبها له ، واليوم اعترفت له بمشاعرها ، فما الذي يخيفها لهذه الدرجة
نظر اليها ليجدها تبكي ليقترب منها وسال بهدوء يخفي الاعصار الذي يشعر به : لماذا تبكي نور؟
اخبريني نور، ما الذي فعلته ازعجك لدرجة ان تنهمر دموعك بهذه الطريقة ، اخبريني
نظرت اليه بعينين دامعتين لا تعلم لماذا تجزع وتفزع وتنتفض هكذا ، لا تعلم بماذا تجيبه عن تساؤلاته
ولكنها شعرت باختناق وظلمة وبرودة تسري في اطرافها لتطرد دفء وسخونة أنفاسه وقبلاته
برودة تزحف فتغطي على حلاوة شعورها به
فتشعر بانها تغرق ولا تستطيع التنفس ولا تستطيع الحركة فيترجم عقلها الاحساس بدموع غزيرة وانتفاضة مخيفة
تنهد وهو يحاول قراءة عيناها اللتان باتا عذابه
يشعر بالحيرة في نظراتها ، كأنها لا تعلم السر وراء خوفها منه ، من الممكن انه يكون خجل ، او خوف من التمادي وهما ليس بزوجين فعليين
مسح دموعها برقة وقال وهو يتنهد : خلاص نور، كفى بكاء، لن اقبلك ثانية الا عندما يتم الزفاف و نتزوج
فانا لن احتمل رفضا اخر منك ، او خوفا وفزع بهذه الطريقة واتمنى ان يخف خوفك هذا الي ان يحين موعد الزفاف

سكتت وحاولت السيطرة على اضطراب مشاعرها
لتركن راسها على كتفه ، لم يستطع السيطرة على ابتسامته وهي تميل لتسند راسها على كتفه احاط كتفيها بذراعه ليضمها اكثر الي حضنه ويسند راسه على راسها
قال برقة : لم تساليني عن شهر عسلنا نور؟
ابتسمت وقالت بصدق : لا يهم ياسين ، المهم ان اكون معك
ضمها الي صدره اكثر وهو يتنهد ويضم كفيها بيده
عقله لا يستطيع التوقف عن تفكيره في السبب وراء انتفاضتها وخوفها وبكائها
فها هي تعترف بحبها له وانها لا يهمها اين سيذهبان كل ما يهمها ان تكون معه لماذا الخوف اذن ؟
تنهد بعمق وهو يحاول ازاحة هذه الافكار عن راسه
ليسالها مجددا : حقا نور ، لا يهمك ان تعرفي اين سنذهب
نظرت اليه : يهمني ان اكون معك ، ولكن لا يضر ان اعرف اين سنذهب ؟
__ سنذهب الي اليونان ، فانا احب جزر اليونان ثم انك ستستمعين بها ، انا واثق من ذلك
ولكن سنسافر بعد الحفل الذي ستقيمه امي بعد اسبوع من زواجنا
زفر بضيق : انت تعلمين العادات القديمة المتوارثة
وامي لابد ان تفعل كل شيء كما قال الكتاب
ضحكت على ضيقه وعلى فكرة ان احدا ما يسيطر على ياسين ويرغمه ان يفعل ما لا يشاء
__ حبيبي ، انها تريد ان تفرح بك ، فكما تقول نهى انت الغالي
نظر لها بحب : ماذا قلتي ؟
__ قلت انك الغالي
قال من بين اسنانه بغضب باسم : نور انت تعلمي ماذا اقصد
ابتسمت بخبث : لا اعلم ، اكملت وهي تقف
سأنصرف لعملي ، وسأخذ اجازة من غدا بناء على اوامر السيد عبد العزيز
ابتسم : اذن السيد عبد العزيز هو من امرك ان تأخذي اجازة والا لما كنت فكرتي بها من الاساس
قالت بتلقائية : لا يوسف من قال لي اني من المفترض ان اخذ اجازة لترتيبات الزفاف الاخيرة وانا استأذنت السيد عبد العزيز وسمح لي ، سآتي بعد غدا لأسلم الاوراق التي بحوزتي
وانصرف
نظر اليها وسال بضيق : متى تكلمت مع يوسف ؟
__ منذ قليل فهو من اخبرني عن اجتماع مجلس الادارة
هز راسه بضيق لتسال بتوتر : ماذا فعلت معه ياسين ؟
نظر لها بعينين متسائلتين عن ما تقصده
لتردف بنبرة متوترة : في موضوع زواجه
قفز واقفا وقال بنبرة جليدية : من اين عرفتي ؟
انتفضت من قفزته والجليد الذي وصلها من صوته لتقول بسرعة : من يوسف ، هو من اخبرني
__ وعلى أي اساس اخبرك
خفضت راسها وقالت بضيق : انا ويوسف اصدقاء ياسين ، ثم انا من العائلة الا لو سيادتك تعتبرني غريبة
قالت جملتها الاخيرة وهي تشد عليها بعتب
امسك كتفيها : لا نور ، ولكن هذا الموضوع يثير اعصابي
ومن فضلك لا تتدخلي به ، ارجوك نور
هزت راسها ايجابا ليسالها : ما رايك ان تتغدي معي اليوم
بمطعمك المفضل ؟
لمعت عيناها : لا راي لي ، سأفعل ما تأمر به
اندهش من جملتها ليقول بمزاح : من الواضح ان هذا المطعم يروضك
ضحكت بسعادة : الم اقل لك من قبل ؟
نظرت الي ساعتها : سأذهب لأكمل عملي ، ونتقابل بعد انتهاء العمل
قبل وجنتها بقبلة خاطفة : سامر عليك بمكتبك ونخرج سويا
__ سأنتظرك


************************

يشعر انه سينفجر من الغيظ ، منذ ان ابلغه كامل بك ان مجلس ادارة الشركة ، لم يسحب الثقة من ياسين ، بل الاجتماع انتهى وهم مبهورين بأداء سير العمل
وهو يشعر بالغضب يجتاحه ، الا يوجد لهذا الياسين نقطة ضعف يدمره منها ، أسيظل شامخا لا تهزه الرياح مثل الجبال
سأم منه ومن قوته ، حدث نفسه فكر قليلا معتز
تذكر الفتاه الذي قابلها من قبل بمكتبه وكان ياسين يتلوى من الغيرة عليها عندما اقترب منها
وعرف بعدها وهو بالحفل التي دعته اليه مريم انه خطبها
وسمع بعد وقت قصير انه عقد قرانه
ابتسم بسخريه : اذن هذه الفتاه من سرقت قبلك وعقلك ياسين
سأحرمك منها كما حرمتني من زوجتي ياسين والبادي اظلم
************************
دخل من باب الفيلا ليبحث بعينيه عنها ، فكر قليلا
من الواضح انها بالدور العلوي فالجو هادئ هنا
صعد السلم بسرعة ليتناهى اليه صوت التليفزيون قادم من الجناح ليبتسم بمكر ويتقدم بهدوء شديد
عاد مبكرا جدا عن موعدهم المتفق عليه ليفاجئاها
لا ينكر انه شعر بالشوق يمزقه في الوقت الذى قضاه بعيدا
اليوم عنها ، وبم انه لم يستطع التركيز بالعمل قرر العودة اليوم مبكرا ليروي ظمأه قليلا
فتح الباب بهدوء ووقف ينظر مسحورا لملاكه الجميل الذي دخل الي حياته لينيرها
وجدها نائمة على بطنها وتشاهد التليفزيون تأكل عنب وترتدي بيجامة حريرية وردية اللون مكونة من شورت قصير وتوب حملات ليظهر نصف ظهرها ، شعرها الغجري الاسود مرفوع عن ظهرها ، ليظهر لون بشرتها الخمري وتكتمل الصورة الخلابة بملامحها المصرية
لتظهر كاميرة فرعونيه جميلة
اقترب على اطراف اصابعه وهو مأخوذ من جمال اميرته
ليجلس على طرف الفراش بهدوء وينحني ليقبلها بعنقها
قبله عميقة حاول ان يبث اليها بها كل مشاعره
شهقت بفزع فهي لم تسمعه عندما اتى لتنتبه الي ما ترتديه لتسحب الغطاء عليها
كان اسرع منها فمسك الغطاء بقوة وشده شدة قوية ليأتي اليه الغطاء وهي معه وتستقر بحضنه
ضحك ضحكة مجلجلة عندما وجدها بين ذراعيه
ليهمس بأذنها : أرأيت ، الغطاء خانك واتى بكي الي
احمرت وجنتاها بشده وقالت هامسة : اتركني
ابتسم : هل انا مجنون لأتركك ؟ لا حبيبتي
اطلبي أي شيء اخر
__ حسنا ، الم توعدني اننا سنخرج لتناول الغداء بالخارج ، انا جوعانة ، اتركني لأرتدي ملابسي ونخرج
همس : ليس الان ، فالغداء في الرابعة وسنضطر لانتظار نور حتى تأتي
ابتسمت باتساع وقالت بتلقائية: نور لن تأتي معنا ، ستخرج مع حبيب القلب ، لتتناول الغداء معه
عقد حاجبيه : حبيب القلب
اندهشت من الغضب المرسوم على ملامحه وارتبكت وهي تقول : اه ،ياسين
انقلبت ملامحه : لماذا لم تبلغني ؟
ردت بهدوء : انا تكلمت معها لأقول لها على الغداء ، فقالت لي واوصتني ان ابلغك
ظهر الضيق على ملامحه لتكمل بهدوء
عمر خوفك على نور الان لا سبب له ، فهي ستذهب مع زوجها ، ومن المفترض ان تفرح لخبر كهذا فها هي تركت عنها الخوف ، وتتصرف بتلقائية لا تجبرها ان تعود لما كانت بالسابق
سكت مفكرا بما قالته علياء ، شعر بالضيق من اللقب التي اطلقته زوجته على ياسين ، فمعنى ان علياء تنطقها بهذه العفوية انها معتادة على نطقها مع نور
لا يعلم لماذا الضيق يمتلكه وهل السبب الغيرة على اخته ام مما نطقت به زوجته
انتهزت فرصة انشغال ذهنه عنها وتفكيره بشقيقته
لتهم بالقفز من بين ذراعيه ليمسكها بإحكام وهو يضحك
__ الي اين يا قطتي الشقية ، لا مفر ولا سبيل للهروب مني


*********************

عاد الي القصر ليجد امه بمكانها المعتاد وقف لينظر لها قليلا
يريد ان يذهب ويسلم عليها يقبل راسها و يمزح معها كما اعتاد ولكنه غاضب مما فعلته البارحة ولا يريد الصدام معها ثانية
تنهد بحرقة وصعد الي الاعلى ليستمع الي ضحكات يعرفها جيدا ، ابتسم فهو يعلم صاحبة الضحكات ويعلم ايضا السبب في هذه الضحكات ، وكما توقع دخل الي حجرته ليجد نهى تتكلم وانجي تضحك ، يعلم اخته جيدا فهي مرحة وخفيفة الظل ، وعندما يجلس معها يتعب من كثرة الضحك
قال بابتسامة : اضحكوني معكم
ابتسمت نهى : اهلا اهلا ، تعال
كنت اقص على انجي بعضا من فضائحك
ضحكت انجي مرة اخرى ليصفر وجهه وينظر الي اخته متوعدا : نهى ما الذي قلتيه لزوجتي
اصطنعت البراءة : لا شيء ، ارد اليك احد مقالبك ، التي فعلتها معي ومع عمرو
ضحك : قلبك اسود نهى
هزت راسها : نعم
قامت : سأذهب انا لأعد الغذاء ، وسأنتظركما لنتغدى سويا
اتجهت لتخرج لتلتفت اليه عائده وتحتضنه
__ مبارك اخي ، وتقوم جيجي لنا بالسلامة ،ولكني عاتبه عليك لماذا لم تخبرني ؟
ابتسم : الله يبارك فيكي نهى ، ولا تغضبي فانا انشغلت لا اكثر ابتسم بمرارة : انت الوحيدة من باركت لي بعد نور
سالت بدهشه : هل اخبرتها؟
__ نعم كنت احتاج ان اتكلم معها ، فهي قريبة من ياسين وستنقل اليه وجهة نظري
ردت بحنان : لا تيأس يوسف سيتحسن الوضع ، لا تقلق
تركته ليلتفت الي زوجته ويجلس بجانبها : ما الامر الذي اخبرتك به نهى ؟
ضحت مرة اخرى وقبلته على خده : حمد لله على سلامتك
ولا تقلق لم تكن تتكلم عنك ، كانت تتكلم عن يمني وشقاوتها
رد بهدوء : على العموم انت تعلمين بفضائحي كلها
ابتسمت : نعم ، فانا اعرفك اكثر من نفسي

********************
دخلت الي مكتبها في الصباح واخذت تجهز الملفات التي لم تنتهي منها وستسلمها الي السيد عبد العزيز اليوم
لتباشر اجازتها من الغد
__ كيف حالك يا استاذة ؟
لفت بحده الي الصوت لتجده واقف بثقل دمه مستند بكتفه الي الباب ويبتسم ابتسامة صفراء متكلفه
ردت بجديه ولفت تكمل عملها : اهلا يا باش مهندس ، أي خدمة
تقدم بهدوء ووقف خلفها : لا جئت ابارك لكي ، فانا سمعت بموعد الزفاف
شعرت بالقلق من وقوفه ونبرته لفت اليه لتنظر وقالت بهدوء
الله يبارك فيك ، عقبالك
نظر اليها واتسعت ابتسامته : انا ، ان شاء الله وسأقتضي بمديرنا العزيز واتزوج امرأة جميلة مثله ، واشارك اخاها ايضا
عقدت حاجبيها بدهشه فالعمل بين عمر وياسين ليس مشاركة بل مقاولة اخذها عمر من الباطن كما فهمت
اكمل بابتسامة ودودة : من الواضح انكي لا تعلمين
ردت بحدة فهي تكره هذا الاسلوب الملتوي : اعلم ماذا ؟
__ ان ياسين شارك عمر بمشروع الشاليهات سيمول المشروع ،وعمر من سيقوم بالتنفيذ
ياسين سعى لتنفيذ المشروع اكثر من مرة ولكن كل مرة لا يستطيع ولكن هذه المرة نجح ببراعة ولكني تعجبت منه لماذا يفعل امرا كهذا ، ان المشروع سينسب الي شركة عمر ونحن لا نستفيد شيئا
اكمل بخبث وصفاقة : ولكني فهمت عندما علمت بأمر زواجكما ، انه يفعله من اجلك بالطبع ، فمن الواضح انه يرضي عمر من اجلك
مد يده ليصافحها ليكمل وصفاقته تزيد : مبروك نور على الزواج والشركة لم اكن اتوقع انك من هذه النوعية ، كنت متأكد انك مختلفة عن باقي النساء ، ولكني وجدتك مثلهن جميعا ولكنك رميتي شباكك حول الصيد الأثمن ، فانا لا اكن شيئا بجانب ياسين العظيم
عندما لم ترفع يده لتصافحه امسك يدها بقوة وشد عليها مصافحا : اهنئك على ذكائك
ترك يدها لينصرف وهي بحالة من الذهول الملم بها
جلست وجسدها ينتفض من كلمات هذا الوقح
فكرت قليلا لتتراءى لها الصورة اذن هذا سبب ان عمر اسرع بالزواج ، وياسين بالطبع وافق ، فما يضره من بعض النقود سيشتريها بها طوال العمر
صرخ قلبها لا نور انه يحبك ولكن اخي باعني مقابل المشروع لا طبعا لا اصدق ان عمر يفعل امر كهذا
اذن لماذا قبل ان اتزوج بهذه السرعة
هل ياسين ساومه من اجلي ام هو من عرضني عليه
ستجن من كثرة الافكار التي تقفز في عقلها
من منهما فكر وخطط واجبر الثاني على التنفيذ
هل هو ياسين ام عمر ، ام الاثنان خططا واجبراها هي على تنفيذ ما خططا اليه
ولأنها عنيدة وقوية انتفضت واقفه وهي مصرة على ان تعلم ماذا يحدث من حولها


صعدت الي مكتبه سريعا واندفعت الي الداخل
لتركض عبير ورائها : نور انتظري، استاذه نور انتظري

رفع راسه دهشة من اقتحامها للمكتب ليعقد حاجبيه وينظر لمن حوله فهو كان باجتماع هام لتحديد سير العمل بالفترة القادمة وخاصة فترة اجازته وسفره
تعجب بشده وشعر بالقلق من ملامح وجهها وادهشه عبير وهي تتبعها بسرعة وعندما اصبحت امامه تمتمت : لم استطع ان امنعها
شعر بإحراج كبير من الموقف وخاصة بعد جملة عبير
ولإنقاذ الموقف ابتسم وقال بمرح : وهل تجرؤ عبير على منع زوجتي من الدخول علي انه مكتبها تدخله كيفما تشاء وباي وقت ، تفضلي انت عبير واتي بكوب من العصير للأستاذة
التفت اليها وقال امرا : انتظريني قليلا نور


جلست وهي تشعر بإحراج كبير من اقتحامها للمكتب بهذه الطريقة وخصوصا بعد نظرات التعجب التي وجدتها بعيون كلا من السيد عبد العزيز ويوسف ولم تفتها بالطبع ابتسامة طارق الخبيثة
لامت نفسها ليرد عقلها سريعا، وكيف لي ان اعلم انه بمنتصف اجتماع مع مديرين الاقسام
لماذا التهور نور ؟ تعاملي معه بذكاء وحكمة لتعلمي ما تريدينه ، كيف ان اتعامل معه هكذا ، ستجن قلبها يؤلمها من تخيلها لفكرة انه اجبر اخاها على ان يزوجها اياه من اجل العمل ، ويشتد المها اكثر عندما تتخيل ان عمر من عرضها على ياسين لأجل ان يتمم مشروعه
ولا تتخيل احد الامرين ولكنها لا تجد سببا لإسراع زوجها بهذا الشكل الا هذا الامر البغيض الذي يؤلمها
فركت كفيها بتردد والم لتلعب بخصلات شعرها بعصبية
لا يوجد شيء امامها الا الانتظار والقلق والتفكير


نظر اليها وهي جالسة تفرك يديها بتوتر وتلعب بخصلات شعرها بعصبية ليشعر بقلق فعلي يداهمه فهي غير طبيعية
تنبه على صوت يوسف وهو يربت على يده بخفة وهمس له بجانب اذنه : ياسين ما بك ؟ السيد انور يكلمك بتكاليف المشروع الجديد ، وانت لا تستمع اليه
نظر الي اخاه ليقول بصوت عال : المعذرة يا حضرات سنكمل الاجتماع بعد الظهر ، تفضلوا
نظر السيد عبد العزيز ليوسف ليهز الاخر اكتافه وراسه بمعنى انه لا يعلم ماذا يحدث
انصرف الجميع ليبقى يوسف وسأله بهدوء : ياسين هل انت متعب ، هل حدث شيء بينك وبين نور كان هو السبب لاقتحامها الاجتماع بهذه الطريقة ، وتشتت ذهنك بعدها
نظر اليه وقال بضيق : لماذا لم تنصرف يوسف ؟
تنهد : انتظرت ان اسال عن اخي
نظر حوله : لا اجد احد من اقاربك هنا يوسف ، من فضلك انصرف
نظر اليه وشعر بالضيق ليرد بتحدي : لن تجد احد حولك ياسين ، لابد ان تنظر الي المرآة لترى من اقصد
فانت اخي شئت ام ابيت
رد ساخرا : اه ،نعم ، ولذك ذهبت لتتزوج دون علمي ، ورغم انفي وازدتها بانك لم تبلغني ووقفتني بموقف لا احسد عليه امام من ينتظر الفرصة ليشمت بي
اكمل بحزن : ممتاز يوسف جرحتني في الصميم ، هكذا الاخوة والا فلا ،ارجوك يوسف لا تتكلم عن الاخوة بيننا ثانية فانت علمتني درس لن انساه ابدا مهما حييت
شعر يوسف بغصة عميقه واجفل من جملة اخاه الحزينة
لينصرف بضيق وحزن من المكتب بدون ان يسلم على نور
التي اصلا لم تنتبه اليه

وقف بالحد الفاصل بين غرفة الاجتماعات ومكتبه
لينظر اليها لا يعلم ما بها ولكنه يشعر بان وراء اقتحامها المكتب هكذا عاصفة قوية قادمة
نطق بهدوء وهو يتقدم منها وينحني مقبلا لوجنتها : مرحبا حبيبتي
انتفضت واقفة وهي تدفعه بعيدا عنها وقالت بقوة : توقف
اندهش من ردة فعلها غير المتوقعة لينقلب وجهه من نظرة عينيها المتحدية ليقول بهدوء ونبرة قوية : ما بك نور؟
ردت لتخرج الكلمات من بين اسنانها : لما ذا تزوجتني ؟
تعجب من السؤال ليرد بدهشة : نعم ، انت تعلمين
رفعت راسها : لا اعلم ، ما سر السرعة من هذا الزواج ؟
نظر لها وهو لا يفهم شيء ، لا يفهم ما بها ولا يفهم لماذا الدموع تتلألأ بعينيها والتحدي يلمع على ملامحها
زفر : ماذا حدث نور؟
سالته بقوة : لماذا لم تخبرني عن شراكتك لعمر في مشروع الشاليهات
ابتسم : ولماذا اخبرك هذه امور خاصة بالعمل لا علاقة لك بها ؟
ردت بسخرية : خاصة بالعمل ، ام خائف من ان اعلم كم دفعت ثمنا شرائك لي
انتفض من مقولتها ليرد بغضب : ماذا تقولي هل جننت نور؟
صرخت ليخرج ما تشعر به مبعثرا كأفكارها : جننت نعم ساجن قريبا من صدمتي بك انت واخي العزيز ، فأنتما اتفقتما على اتمام المشروع وكنت انا الثمن
صاحت والدموع تنهمر منها : والعجيب ان الناس تظن اني من سعيت وراء سيادتك لأنك صيد ثمين ، لي ولأخي ، لا يعلمون انك تطاردني من اول معرفتي بك ، كل شيء كان مزيفا ، كل شيء ياسين
حنانك وحبك وكل شيء، كل شيء ، كنت تفعل كل شيء لتقعني بشباكك فعندما استعصيت عليك ، قلت ولما لا سأتزوجها ثمنا لأشارك بمشروع الشاليهات ، ولكني لا اعتب عليك بل اعتب على شقيقي الذي باعني من اجل النهوض بعمله على حسابي
ينظر اليها بدهشة كبيرة مما تقوله لا يعلم ما السبب وراء انهيارها ، ولكن جرحته بشده عندما أتهمته بان مشاعره ناحيتها مزيفة
نطق بقوة عندما توقفت عن الكلام : هل انتهيت نور ؟
نظرت اليه والدموع تجري على خديها ليكمل
انت لا تستحقين شيء نور ،بعد مصارحتي لك بمشاعري واعترافي لك بحبي ليل نهار تتهميني بان كل شيء مزيف
انت لا تمتلكين قلب نور ، ابتسم ساخرا : ولا عقل ايضا
وانا نادم بشدة على خفقات قلبي نحوك
تسمرت من جملته الاخيرة ، عندما بدأ يتكلم ندمت على هجومها العنيف عليه ولكن عند مقولته الاخيرة
مسحت دموعها بظهر يدها وقالت بقوة : نادم اذن نحن على البر كما يقولون ، طلقني
نظر اليها بحدة وانكشف له انها تفتعل المشاكل لتطلب الطلاق ، الي هذه الدرجة رافضة للزواج مني
قفزت الشياطين امام عينيه ليتجه اليها وينطق بقوة وهو يقترب منه ويمسكها من ذراعها بقوة
__ في احلامك نور ، انا لست صغيرا لتلعب معي هذه اللعبة السخيفة
هزها بشدة : لا اريد سماع هذه الكلمة مرة اخرى
واذا ضايقك كلام الناس باتهامك اني صيد ثمين ، تخيلي ما سيقولنه اذا طلقتك قبل الزفاف بخمسة ايام
لا تستبعدي ان يقولون اخذ ما يريده وتخلص منها
امتقع وجهها من كلامه وزاد خوفها منه ومن شدته
دفعها بقوة ضئيلة بالنسبة اليه ليقول بقوة امرا
__ اذهبي الي بيتك ولا اريد ان اراك الي يوم الزفاف
انصرفت على الفور وهي ترتجف من لمعة الغضب والقسوة التي راتها بعينيه ، وتلوم نفسها على شعورها نحوه
واعترافها بحبها له ، فكرة انه سعى اليها من اجل المشروع تمزقها وفكرة ان اخاها باعها من اجل شراكة ياسين يمزقها ايضا ، ولكنها لا تستطيع ان تتخيل ان عمر يفعل ذلك ، اذن هذا الياسين اجبره على ان يوافق على تزويجها اياه
هطلت الدموع من عيونها بغزارة وهي تتذكر اسراع عمر بتجهيز الخطبة دون اعلامها ثم عقد القران دون اعلامها ايضا واجبارها على موعد الزفاف والسرعة في تحديده
اذن هو من وراء ذلك كله ، مسحت دموعها وعينيها تلمع بتحدي
حتى لو تفعل كل هذا من اجل حبك لي ياسين ، لن استسلم لك بسهولة وسأمزق قلبي اربا قبل ان يخفق لك



موعدنا القادم
الاثنين
ان شاء الله

سلافه الشرقاوي 18-07-11 04:27 PM

مساء الخير على عيونكم يا صابيا
كيفكم وكيف احوالكم ؟
اتمنى تكونوا كلكم بخير
اتمنى ان البارت اللي فات يكون حاز على اعجابكم
واتمنى ايضا ان البارت القادم يحوز على اعجابكم
بس مهم انكم تبلغوني بارائكم وتعليقاتكم على البارتات
الغالية ممتازة تسلمين على ردك
انا قريته بس هو تقريبا اتحذف
كل شكري لكي انك عبرتيني ورديتي
اترككم مع البارت ويارب يعجبكم




الفصل الخامس والعشرون





__نور استيقظي، هيا، لا اعلم ما بك اليوم
المفترض انك تكوني بقمة سعادتك ، فاليوم حنتك يا عروس
فتحت احدى عينيها وتأففت : اغلقي الستائر علياء ، اريد ان انام، اشعر اني متعبة
ابتسمت علياء وهي تفتح النافذة ليدخل نسيم الهواء العليل
__ لابد ان تستيقظي فأمامنا اشياء كثيرة علينا ان نفعلها
والوقت قصير
شدت الغطاء من عليها وهي تضحك لان نور تحاول الامساك به : هيا استيقظي
نفخت بضيق : من يوم زواجك من عمر واصبحت ثقيلة الدم مثله تماما
رفعت حاجبها وقالت وهي تضيق عيناها : عمر ثقيل الدم ،
ام انك تغارين لأنك لا تتمتعين بخفة ظله ومرحه
قالت جملتها الاخيرة بحب لتبتسم نور : كم الساعة يا مدام علياء ؟
قذفتها علياء بإحدى الوسادات ووجهها احمر : سخيفة
الساعة الان التاسعة ، سأذهب لأوقظ عمر هو الاخر
تنهدت وهي تشعر بضيق مما يحدث حولها ، لا تريد ان تفعل أي شيء غير النوم ، الايام الماضية لم تفعل أي شيء بخصوص زواجها ،علياء تكفلت بكل شيء هي ونهى حتى اشيائها الخاصة وملابسها ذهبت علياء ورتبتها بدلا منها بناء على رغبة عمر فهو لم يستسغ ان تذهب الي بيت ياسين قبل الزفاف وهي شعرت بسعادة شديدة لهذا القرار العمري فهي لا تريد رؤية زوجها العزيز بل وتشعر بنقمة عليه بسبب اصراره على الزواج منها ، لا تضحكي على نفسك نور انت تحبيه بل قلبك يخفق بشده من اجله ، لا يجب ان يشعر هو بذلك لا يجب ان يشعر اني ملك له كما اراد هو
زفرت بضيق وهي تقف من الفراش قبل ان تسحبها منه علياء المرة القادمة

********************

__ ياسين انت هنا
سالت نهى بدهشة
رفع نظره اليها بتعجب من دخولها الي المكتب بهذا الوقت المبكر رد بنبرة هادئة : صباح الخير نهى
ابتسمت وهي تقترب منه وتغمز بعينها: صباح النور
بانت معالم الضيق على وجهه، وانتبهت اليها نهى
لتسال بهدوء : هل حدث شيء بينك وبين نور ؟
عقد حاجبيه : لماذا تسالين ؟
رد بهدوء : لا شيء ، لا اراك تتكلم معها كثيرا ، ثم انك ضائق وبشده هذه الايام
__ لا شيء نهى ، توتر ما قبل الزفاف
ما الذي اتى بك الي المكتب فانت نادرا ما تدخلي الي هنا
__ امي طلبت مني الاهتمام بالمكتب وترتيبه واغلاقه
__ كيف حال يوسف ؟
ابتسمت : بخير ، الا تنوي ان تسامحه ؟
زفر بضيق : اغلقي الموضوع نهى ، لا اريد التكلم الان
__ عموما هو بخير وذهب ليأتي بنادين واحمد من المطار
لا اعلم لماذا تأخرت هكذا في المجيئ امي غاضبة منها بسبب تأخرها
انقلب وجهه من كلام نهى وهو يعلم جيدا سبب تأخر اخته في المجيئ ، فهي ستاتي من اجل الشكل العام للعائلة وخاطر والدته ،فهما ليسا على وفاق دائما
نظر الي نهى التي تدور بالغرفة وترتبها تنهد : سأذهب لأنام
فانا لم انم من البارحة
اتسعت عيناها من الصدمة : لماذا ياسين هل انت مريض ؟
__ لا ولكن الارق يلازمني هذه الايام
ردت نهى بمرح : تعد لياليك قبل وجود نور بحياتك ، غدا بإذن الله ستنام قرير العين وهي متواجدة بجانبك
ابتسم بسخرية وهو يخرج من المكتب
انام قرير العين بجانب انسانة خالية من المشاعر والأحاسيس
لم تفكر ولو دقيقة واحدة قبل ان تتهمني بان مشاعري مزيفة
لم تستطع ان تشعر بما اكنه لها ، لم تستطع معرفة مدى حبي لها ، عمياء وغبية وعديمة الاحساس
لم تكلف نفسها ان تسال اخاها عن سبب مشاركتي له بالمشروع
هز راسه ضائقا من غباء حبيبته وما يزيد ضيقه قلبه الذي يتمزق من الشوق اليها
عند وصوله الي اعلى السلم تناهى اليه صوت رقيق يتأوه
ادار بصره ليرى مصدر الصوت فوجد زوجة اخيه واقعه بالأرض وتتأوه الما
اقترب منها وسال بهدوء : ما بك ؟ هل وقعت ام ماذا حدث ؟
تألمت وهي تضع يدها على بطنها : اشعر بألم فظيع ببطني
وضع يده حول خصرها ورفعها من الارض
__ قومي لأذهب بك الي المشفى
__ لا شكرا سأنتظر يوسف
نظر لها بقوة : لماذا ؟ لا تخافي لن اؤذيك
تلعثمت وهي تقول : يوسف امرني بان لا اخرج من البيت الا برفقته
ابتسم من موقف اخيه العجيب : لا تقلقي سأخبره بانا من صممت علي ذهابك للمشفى فانت تبدين متعبه للغاية
هل تستطيعين ان تسيري الي الاسفل ؟
هزت براسها ايجابا ،فهم بان يتركها لتترنح وتكاد ان تسقط ثانية امسكها بقوة : استندي علي الي ان نصل الي السيارة

وصل بها بعد قليل الي المشفى وأدخلها الي الطوارئ وهو يشعر بقلق فهي لم تتوقف عن التأوه طول طريقهما الي المشفى
خرج الطبيب ليساله : ما بها ؟
ابتسم الطبيب : لا تقلق فهي بخير ، انت اكيد زوجها
اطمئن هي بخير والجنين بخير ولكنها تحتاج الي الراحة التامة ، واذا تستطيع ابعادها عن التوتر العصبي
سيكون من الافضل لها وللطفل ، انا اعطيتها حقنة تثبيت حتى لا يحدث شيء وتفقد الجنين
اهتم بتغذيتها و اتي لها بهذه الفيتامينات والادوية والحقن
وتستطيعان الانصراف الان لو احببت
هز راسه بهدوء وهو يتجه الي الغرفة التي تمكث بها ليطرق الباب ويسمعها تأذن له بالدخول
ابتسم وهو يدلف الي الداخل : الطبيب قال انك بخير
ونستطيع الانصراف ، هيا بنا
وقفت بهدوء ليسال هو : هل تشعرين بتحسن ؟
__ نعم
دخلت الممرضة بكرسي مدولب جلست عليه لتأخذها الي الخارج وينصرفا من المشفى

*********************
دخل الي القصر وهو يسندها خوفا من ان تقع مرة اخرى
ليجد امه واقفة بنصف البهو هي ونهى وتشرفان على تجهيزات الحفل الذي سيقام الليلة
رفعت امه حاجبيها تعجبا منه ونظرت له بقوة لتاتي نهى مسرعة : ماذا حدث ؟
__ لا شيء ، تعبت قليلا واخذتها الي المشفى
اصعدي بها الي الاعلى واهتمي بها نهى
__ حاضر ، تعالي انجي

بلع ريقه وتنحنح وهو يقترب من امه وعيناها تنظران اليه بتساؤل : وجدتها واقعة على الارض امي والطبيب اخبرني انها لابد ان تبتعد عن التوتر العصبي ويلزمها الراحة التامة حتى لا يتأثر الطفل
ابتسمت و تلألأت الدموع بعينيها : لن تتغير ياسين اليس كذلك ؟ شهامتك تفوق أي شعور اخر
__ ستغضبين امي اذا اخبرتك اني لا اكن لها أي شعور بالكراهية ، كلما تذكرها نهى امامي اتذكر الفتاه الصغيرة المزعجة التي كانت دائما برفقة يوسف
لا استطيع كراهيتها امي ، فلا ذنب لها بما فعله معتز او ما سيفعله
__ لماذا اذن تقاطع اخاك الي الان ؟
__ انا غاضب من يوسف امي ، وصدقيني لو كان اتى وقال لي انه يريد الزواج منها ، كنت سأزوجه اياها غصبا عن معتز
رتبت على صدره : انسى غضبك اليوم وغدا واعطي لآخاك الفرصة ان يفرح بك
__ ولماذا هو لم يعطيني الفرصة لأفرح به ؟
قالت بنبرة حزينة : انا حزينة بشده لأنه اضاع فرحتي به
ولكني اقيم الحفل اليوم ليتعارفوا اقاربنا بعروسته ولا يفاجئوا بها في عرسك
هز راسه بحزن : سأصعد لأنام فانا محتاج الي النوم بشده وارجوك امي لا اريد أي ازعاج

************************

نزلت من سيارة اخيها لترفع راسها الي القصر وتنظر اليه بحزن دفين ، فهي تشعر براحة كبيرة وهي بعيدة عن هذا القصر ، فذكرياتها الحزينة بهذا القصر اكثر بكثير من السعيدة ، زفرت بضيق لولا الشكل العام للعائلة لكانت لم تحضر الي حفل زفاف اخيها
ابتسمت بسخرية من هذا الاخ الذي لم يعيرها اهتمامه طوال حياتهما معا ، فجعلها تشعر دائما انها ليست باخت له
كان حنون ومراعي لشعور الناس جميعا ما عداها ، يهتم بنهى ويوسف وحتى حنان وهي كأنها لا وجود لها بحياته
انتبهت ليد زوجها تربت على كتفها : نادين ، يوسف يتكلم معك
ازاحت يده من على كتفها بقسوة والتفت الي يوسف
وابتسمت ببرود : نعم يوسف ، ماذا قلت ؟
ارتبك اخاها مما فعلته مع احمد : لا شيء كنت اتحمد اليك بالسلامة ، هيا الي الداخل فأمي تنتظركم على احر من الجمر
دخلوا جميعا ليسبقهم الاطفال الي جدتهم مهرولين اليها يسلمون عليها ليتبعهم احمد ويحتضن زوجة عمه
بحب كبير : كيف حالك امي ؟ اشتقت اليك كثيرا
ابتسمت نوارة هانم بحب وود كبيران : وانا الاخرى احمد ، فغلاتك من غلاة ياسين ، كيف حالك بني
__ الحمد لله بخير ، اشتقت اليكم والي مصر ، ولكن للأسف لم استطع اخذ اجازة اكثر من اسبوع ، ولكن ان شاء الله على اجازة الكريسماس سناتي ثانية ،اين عريسنا الغالي ؟
__ نائم ،فهو يشعر بالتعب قليلا ، ارتاحوا قليلا وعندها سيكون استيقظ

واقفة تتأمل المشهد الذي يحدث بين زوجها وامها
حدثت نفسها بسخرية مشهد مكرر و معاد نادين
الم تشاهديه من قبل ، لماذا تتعجبين فامك تتعامل مع احمد كما تتعامل مع ياسين بالضبط ، فهما اغلى اثنين عندها
اغلى منك انت شخصيا
تقدمت من امها واحتضنتها ببرود وابتسمت ابتسامة متكلفة كيف حالك امي ؟
ابتسمت امها بهدوء : بخير حبيبتي ، كيف حالك انت ؟
ردت ببرود : بخير ، ولكني متعبة واريد ان ارتاح قليلا
انصرفت من امامهم ببرود قاتل جعل زوجها يزفر ضائقا
وقال بارتباك : اعذريها امي ، فالرحلة طويلة ومتعبة
هزت راسها بتفهم لترتب على كتفه : اذهب انت الاخر لترتاح ، قبل ان تبدا الحفل ليلية
انصرف صاعدا خلفها وهو يشعر بغضب شديد من زوجته التي تمتلك قلب كالصخر

*********************

واقف مذهول مما يحدث امامه احمد ومشاعرة المتدفقة نحوهم لا يتعجب من موقفه فهو تربى بهذا القصر وحتى بعد وفاة والديه ظل معهم وابوه راعاه كما كان يرعاهم ، نشا فرد من هذه العائلة ، نوارة هانم من ربته فوالدته توفت وهو بعمر العامين ووالده توفى وهو ابن العشر سنوات
وشقيقته المشتركة معهم بالدم تتعامل معهم ببرود لا مثيل له
تعاملها معه في المطار ومع امه الان ادهشه بشده
تنبه من افكاره على صوت امه : يوسف
هز راسه حتى يتأكد انه لا يتخيل بان امه تتكلم معه
نظر اليها لتناديه مرة اخرى وهي تحرك يدها امام وجهه __ يوسف ، زوجتك تعبت اليوم وياسين ذهب بها الي المشفى
تأكد الان انه يحلم وهو مستيقظ فاذا كانت امه تتحدث معه بالفعل ولكن ما تقوله ضربا من الخيال
سال بتردد : امي تكلميني انا
جاهدت حتى لا تضحك على تعبير وجهه : نعم اكلمك ، لا ارى احد اخر امامي
__ المعذرة ماذا قلتي ؟ فلم انتبه ؟
_ زوجتك تعبت اليوم واخاك ذهب بها الي المشفى اذهب لتطمئن عليها
نظر الي امه وهي تتحرك من امامه ليشعر بالدموع تتدفق من عينيه ليتقدم منها بسرعه ويحيطها بذراعيه ويقبل راسها
__ المعذرة امي ، لا تغضبي مني ارجوك ، ولكن شعرت انه الحل الامثل لأتزوج ممن احب ،ارجوك امي سامحيني
__ خلاص يوسف ، الموضوع انتهى
فكت يديه من حولها وهي ترتب على خده بحنان : اذهب لتطمئن على زوجتك
ابتسم ليمسك يدها التي على وجهه ليقبلها وذهب ليطمئن على زوجته


*******************

دخل الي جناحهما المعد بالقصر في عاصفة غضب
جز على اسنانه بقوة ضيقا منها ، بحث عن اولاده
فلم يجدهم من الممكن انهم يلعبوا بحديقة القصر
اتجه اليها على الفور فهو يتجنب ان يتشاجرا امام اولادهم

فتح الباب بقوة من كمية الغضب التي يختزنها بداخله
لترفع اليه عينيها ببرود متعجبة من دخلته القوية
زفر بضيق من نظرتها الباردة وقال بغضب ونبرة منخفضة
__ هل تستطيعي افهامي لماذا تتعاملين مع امك بهذه الطريقة ؟
ابتسمت بسخرية : انت غاضب من طريقتي مع امي
قال بضيق : بل مع كل الناس نادين
انت تتعاملين معي انا شخصيا ببرود لا افهمه ، على الرغم انك تعلمين اني احبك جدا
قالت بهدوء : انت لا تسأم احمد من هذا الحوار
اعلم انك تحبني وانا لا اتعامل معك ببرود ، هذه طبيعتي
الم تعتد على الي الان ؟
قال بغضب مكتوم : نادين انا ابن عمك ، واعرفك جيدا لم تكوني بهذا البرود من قبل
ونحن صغار كنتي كالشمس متوهجة تنشرين السعادة والمرح وتشرقين على حياة من حولك
قال جملته بنبرة حب صادقة لتتغير نبرته الي الحزن والحيرة
__ لا اعلم ما الذي غيرك ؟
سيطرت على خفقات قلبها وقالت ببرود تعمدته : احمد ماذا تريد الان ؟
نفخ بضيق : لا اريد شيئا نادين ، ارجوك حسني تعاملك مع والدتك قليلا
ابتسمت بسخرية طبعا ولم لا تدافع عن امي فهي من اصرت علي لأتزوجك ، بل فرضتك علي لأتزوجك ، فانت كنت ولا زلت عندها اهم مني ومن رغباتي وشعوري

***********************
فتح عينيه ليجد احلى ابتسامة امام وجهه ليبتسم بدوره
__ صباح الخير خالو ، هيا استيقظ ، خالتي نادين اتت هي واسراء واسماء واسلام ، وعمو احمد
ضحك عليها وهي تسرد العائلة بأكملها امامه اكملت ونحن جميعا نلعب مع خالي يوسف وزوجته اسلام يقول عنها انها جميلة جدا
ضحك بقوة على جملتها ليسالها بهدوء : هل سمعه خالك ؟
ضحكت بخفة وبراءة : نعم وطرده من الغرفة
ولكن بعد قليل سمح له بالدخول ليلعب معنا
ضحك من جنون يوسف المشهور به ، فبرغم انه قريب من يمني جدا ويدللها بطريقة تستاء منها نهى الا انها تفضل ان تلعب مع يوسف ، في بادئ الامر تعجب ولكن عندما رأى يوسف وهو يلعب معها ، علم السبب فيوسف يتحول الي طفل صغير اثناء لعبه
__ افسحي لي مجال لأقوم واذهبي لتلعبي معهم وانا سآتي وراءك
صرخت وهي تخرج راكضة : سأنتظرك
ابتسم وهو يفكر في طفلته الكبيرة التي اشتاق اليها بشده
لن يستطع التعامل معها بقسوة ولكنه غاضب بالفعل هذه المرة ، تنهد راسه سينفجر من تفكيره بها وبطريقة التعامل التي ستكون بينهما وهما زوجين فهي عنيدة جدا وهو لن يتحمل تحديها له
اه نور ، ستجبرينني ان اتعامل معك كالأطفال

**********************
بعد ان غادروا الاولاد غرفتهم التفت اليها
__ أما زلت متعبة حبيبتي ؟ هل ضايقك الاولاد ؟
__ لا اطلاقا بل سعدت باللعب معهم جدا ، وانا الحمد لله بخير
__ اخبريني بما حدث ، فلم استطع اتكلم معك امام الاولاد
توترت فهي لا تعلم ما ردة فعله على خروجها بدون علمه وبرفقة ياسين
قصت له ما حدث لينظر لها : لماذا لم تتصلي بي؟
__ كنت ذاهبه لنهى ، ووجدني ياسين على الارض
__ حسنا ، انت الان بخير ، لا تبذلي أي مجهود كما امر الطبيب
يشعر بحب لهذا الاخ الذي شهامته تحركه يعلم انه كان من الممكن ان يترك زوجته كما هي او يبلغ نهى عن امرها ولكن ياسين مختلف
قرر ان يذهب اليه مرة اخرى ليتكلم معه ، فهو من اخر موقف لهما بالمكتب لم يتكلم معه ، وياسين يتجنب رؤيته
تنهد وهو يتجه الي خارج الغرفة

***********************

دخلت الي الفيلا بعد يوم طويل متعب في صالون التجميل
وعلياء تجبرها على كل شيء
فهي تشعر بعدم رغبة فعلية لان تفعل أي شيء
تذكرت كلام عاملة الصالون وهي تنصحها بان تفرح من اجل نفسها فليلة العمر تأتي مرة واحده وحتى اذا لم تكن تحب عريسها فلتفرح من اجل نفسها
ما يتعبها ويؤلمها انه تحبه بل تهيم به حبا ولا تريد ان تعترف بذلك امامه ولا تشعره انها سترضخ لأوامره
يجب ان يشعر بكرهها ناحيته الكره فقط نور
دارت بعينيها في حديقة الفيلا لتشعر بالصدمة
__ علياء ، ماذا فعل عمر بالحديقة ؟
ابتسمت علياء : انها حفل ليلة الحناء نور ، انا من اقترحته
شعرت بصداع فعلي من صديقتها لتكمل : وطبعا دعوت جميع اقاربنا
ابتسمت علياء باتساع : بل جميع الصديقات والاقارب
والمعارف ايضا
كتمت غيظها مما يحدث حولها : سأذهب لأنام
صرخت علياء : نعم ، لا حبيبتي اجهزي وارتدي الفستان الذي انتقيته لكي ، ولا تشعري بالحرج فجميع المدعوات سيدات ، اؤكد انهن من السيدات ، هيا فالحفل على وشك ان يبدا
زفرت بضيق وملل لتشعر انها ستضرب علياء اليوم وهي تكمل : المحنية ستصل بعد قليل نور ، لا تتأخري حتى تنتهي من رسم الحناء قبل وصول المدعوات
صعدت والغيظ يملأها من ترتيب علياء ليلة للحناء وعمر من نفذ بدون استشارتها
و لا حل امامها الا الرضوخ لعلياء فهي تعلم ان هذه طريقة علياء لتظهر فرحتها بها
*********************

نزل الي الاسفل ليجد احمد جالس مع والدته ليبتسم باتساع
__ اهلا بالعريس ، اخيرا ستتزوج
ابتسم ياسين واحتضنه بود : اهلا بك يا ابن عمي العزيز
حمد لله على سلامتك
__ الله يسلمك ، كيف حال ياسر ؟ واخباره هو ومريم ؟
__ انهما بخير سأقابله الليلة ان شاء الله واكد علي ان تأتي معي انت وعمرو ويوسف
غمز بعينه : بم انها ليلة توديع العزوبية ،ياسين ما رايك ان
نقيم لك حفلا لتوديع العزوبية
ضحك ياسين : لا اريد حفلا لتوديع العزوبية ام انك تريد المرح تحت رايتي
ضحك بقوة وهو يهز راسه ايجابا ليكمل ياسين : ألا تخاف من زوجتك ان تقلب حياتك جحيما اذا علمت بأمر حفل توديع العزوبية
انقطعت ضحكته وقال بداخله لا يهمها ان افعل أي شيء المهم ان ابتعد عنها
ربت على ركبته : الن تقص علي من هي التي سرقت قلبك المنيع ؟
ابتسم وزحف اللون الاحمر الذي وجنتيه ليضحك احمد بشده
__ لا استطيع تصديق ما اراه امامي ، انت تحبها فعلا
ابتسم ياسين وتنهد بقوة ليكمل الاخر :لا نحن نريد ان نتحدث قليلا
فانت وصلت لدرجة اعلى من الحب يا عزيزي
__ تعال لنقابل ياسر ونتحدث معا بالطريق
__ الن تنتظر يوسف وعمر ؟
__ عمرو ابلغني انهما سيتأخران قليلا لا اعلم لماذا
__ هيا

*********************

عند نهاية الحفل وانصراف معظم المدعوات جلست بتعب
فصديقاتها اصروا ان ترقص كما تفعل أي عروس
استمتعت بالحفل جدا ، ولكنها تعبت بشدة و تريد ان تنام
تشعر براسها ثقيلا وجسدها مهدود من كمية المجهود الذي بذلته اليوم
ابتسمت لها بسنت بحب : مبروك نور ، الله يتمم لكي بالخير
__ الله يبارك فيك ، كيف حالك الان ؟
__ انا بخير الحمد لله ، اريد ان اسالك عن احوال عمر وعلياء ، فانا لا اريد سؤال علياء حتى لا تفهم اني اتدخل بحياتها ولكني قلقة عليها واريد الاطمئنان فحسب
ابتسمت نور : انهما بخير وعلى ما يرام
ويخططان لحفل زفافي دون علمي واخباري بخططهم
بل ما يحدث ، ان اختك العزيزة تخطط وعمر ينفذ
تنهدت براحة وابتسمت : يريدان اسعادك نور
__ اعلم ، ولذلك انا مستسلمة لهما ، زوجة على لم تأتي
لماذا ؟
__ هكذا افضل ، هي لا ترتاح معنا ولا معك
اراحتنا من وجودها الليلة
ابتسمت نور من صراحة بسنت المشهورة بها : ولكن انت ووفاء نورتم الحفل ، اشكركما على توجدكما معي
ردت وفاء هذه المرة : انت كعلياء بالضبط وامي كانت تنتظر عرسك كما كانت تنتظر عرس علياء
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تتذكر وصايا الخالة عائشة لها وان تعتني بزوجها ولا تعامله الند بالند
هزت راسها وقالت داخليا : سامحيني خالتي ولكني لن احني راسي لهذا الياسين
__ سننصرف نحن علياء ، علي اتي بالخارج ويبارك لك نور
ابتسمت نور : ابلغوه سلامي واني سأنتظره بالعرس غدا
ردت وفاء : طبعا كلنا سناتي ، لا تقلقي
لكزت علياء : ادعي اخاك لدخول وانا سأدخل بالفيلا
ابتسمت علياء وذهبت لتدعو علي ان يدخل الي الحديقة

*********************

جالس بوسط صديقاه الغاليين على قلبه يضحكون جميعا ويتذكرون الايام الخوالي
رن هاتفه : اين انت عمرو ؟
سيارتك مرة اخرى القي بها في القمامة واتي بسيارة جديدة عمرو ، سئمت منك ومن سيارتك
ما بها نهى ؟ انقلب وجهه :حسنا لماذا لم تبلغني ؟ سأذهب حاضر ،اعرفها جيدا لن تصمت الا عندما ننفذ ما تريد
سأذهب حالا
اغلق الهاتف ليسال ياسر : ماذا هناك ؟
زفر : عمرو سيارته تعطلت ويوسف ذهب اليه ولكن ما يضايقه حقا اصرار نهى ان يذهب الي عمر ليأتي بأشياء تخص نور
قال بضيق : لا اعلم لماذا لم تبلغني ولماذا يذهب زوجها ليأتي بأشياء زوجتي ،شيء عجيب هذه الفتاه يتوقف عقلها عن العمل احيانا
كتم ياسر ضحكته فغيرة ياسين واضحة
__ سأضطر الي الذهاب ، تعال احمد
رد ياسر : لا اتركه فانا اريد الجلوس معه وسأوصله عندما ننتهي من السهرة
__ الن تعود ؟
__ سأحاول ، سلام

**********************
وصل الي الفيلا ليرى علي خارج برفقة اخوته البنات
نزل من سيارته ليتقدم منهم بهدوء ويسلم عليهم ويصافح علي بمودة كبيرة ويسال عن احواله
انصرف علي ليتنفس هو بقوة ويمني نفسه بان يراها
اركز ياسين وقاوم شعورك قليلا
وضع يده على قلبه وانت اهدئ قليلا حتى نستطيع ان نتعامل مع هذه الجنية التي سحرتنا

دلف الي الحديقة ليرى الزينة المعلقة والطاولات المرصوصة وبواقي البالونات ليبتسم من الواضح انها كانت تقيم حفل ليلة الحناء
لمعت عيناه هل تحنت كما تفعل اغلب العرائس
تخيل لون الحناء ورسمته على بشرتها الوردية ليخفق قلبه بشده ، اعقل ايها الغبي لا تفكر في هذه الاشياء
فهي تحتاج لتهذيب وتأديب على تشكيكها في حبك لها
دار بعينيه ليراها بوسط الحديقة مرتدية لفستان رقيق لونه بنفسجي غامق قصير يصل الي منتصف الفخذ بأكمام ولكن ظهره عار ، فنصف ظهرها لا يغطيه شيء
اقترب منها ليتأكد مما يراه ، نقوش الحناء المرسومة على ساقها اليمنى والفراشة المرسومة بالمنتصف بين عظمتي ظهرها ذهبت بعقله
ولكن ما زاد جنونه حقا تذكره لرؤية علي خارج من الفيلا
ليضرب راسه سؤال هل علي راها هكذا
تقدم منها بسرعة

خرجت بعد دخول علياء لتساعدها بترتيب الحديقة
شعرت بأحد ورائها لتلتفت وتجده بوجهها
شهقت فزعا فهي لم تكن تتوقع وجوده قفز قلبها بحب له ولرؤيته واشتياقها اليه زاد من الأمها وضعت يدها على صدرها لتخفف من نبض قلبها الجنوني كادت ان تقفز الي حضنه ولكنها تمسكت بالكرسي جانبها وقالت بهدوء
__ ياسين

لمع الغضب بعينيه وسال بقوة : هل رآك علي هكذا ؟
عقدت حاجبيها من اسلوبه والغضب الذي يلمع بعينيه
رددت بتعجب : علي
رد بنبرته الغاضبة : اه نعم ، لقد قابلته وهو خارج من هنا
رفعت حاجبها الايمن وقالت ببرود : هل تغار ام لا تريد لاحد ان يرى تحفتك الجميلة التي اشتريتها بمالك
جز على اسنانه غضبا ومسك ذراعها بقوة : تهذبي معي ، وردي علي ، ولا تدفعيني لفعل شيء نندم عليه ، لم تجربي غضبي الي الان ، ولا اريد ان اريك اياه
صاح بقوة : ردي ، هل رآك علي هكذا ؟
تملصت من يده القوية : اترك ذراعي ، لم اراه اصلا
فهو دخل الي الحديقة وانا كنت بالداخل
خفف من قوته على ذراعها وتنهد براحة وادار بعينيه على وجهها الجميل وفستانها المقفول من الامام بأكمامه كأمام الفراشة ليتذكر الفراشة المرسومة على ظهرها وجدها تتفحص ملامحه فقال وابتسامته الجانبية تلمع على شفتيه
__ اشتقت الي ، اليس كذلك ؟

ادارت بعينيها على تفصيل وجهه الاسمر الجميل لتجذبها ابتسامته الجانبية ، لطالما جذبتها اليه هذه الابتسامة الرائعة وخصوصا انها تجعل الشامة التي بجانب شفتيه تلمع وتظهر
نبهها سؤاله الي ما تفعله لتذهب نظرة الحب عن عينيها وتعود نظرتها المتحدية لتلمع وتقول ببرود : لا
اتسعت ابتسامته ليشرق وجهه وهمس وهو ينحني ويضع راسه براسها : كاذبة ، انا استطيع قراءة عيناك نور
وعيناك تقول الكثير
ابعدت راسها بعيدا عنه ونظرت الي عينيه متحدية : وانا ايضا استطيع قراءة عيناك وعيناك تقول انك مت شوقا لي
اعتدل واقفا وهو يقول بنبرة رقيقة واصابعه تدور بحركة دائريه حميمة على ذراعها : ولم لا اشتاق
طبيعي ان اشتاق الي زوجتي الجميلة ، ولا استطيع السيطرة على شوقي اليها عندما اراها وهي متألقة هكذا
قال جملته وهو يدور بعينيه على جسدها كله بتفحص لذيذ
حاولت ان تتخلص من قبضته لكنه امسكها بقوة سال هامسا
__ هل توجد نقوش حناء اخرى بجسدك غير هذه ؟
نقل كف يده سريعا ليمرر اصابعه بمنتصف ظهرها على الفراشة
حركته جعلت جسدها يتصلب دفعت جسده بعيدا عنها
وعيناها تلمع : انت وقح
مسكها من ذراعها مرة اخرى وقال بقوة : تهذبي ، قليلا
ولا تنسي اني زوجك
لمعت عيناها : طلقني
ابتسم بسخرية : في احلامك حبيبتي ، ولو كنت افكر ، الان لغيت الفكرة من يرى حسنك الفتان لا يستطيع ان يبتعد عنك
جزت على اسنانها غضبا من هذا الوقح ليكمل وهو مستمتع بنظرة عيناها المتحدية الغاضبة
__ الن تجيبي على سؤالي ؟
نطقت بحده : لا
همس بأذنها وهو يقاوم الضحك : سأكتشف غدا حبيبتي ، لنتركها مفاجأة ، بل اروع مفاجأة
انتفضت من جملته وقالت بتحدي : في احلامك ياسين
مط شفتيه : بل هو واقع ، لا تهيئي نفسك اني سأتنازل عن حقوقي الشرعية ، انها حقوقي نور وانا احب ان اخذ حقي كاملا
شحب وجهها من كلامه ، لتقول بارتباك : لماذا اتيت ؟
تنحنح ولم يفته ارتباكها : نهى طلبت مني ان اتي لأجلب اشياء تخص سيادتك
قالت بقهر : نهى قالت ان عمرو من سياتي ليأخذها
نطق بهدوء : هل جننت نور ؟ لن اسمح لاحد ان يقترب من أي شيء خاص بك ، ولو بالصدفة
ضاقت من تملكه العجيب ليكمل هو : فمن الممكن ان تقع عيناه على شيء يخصك وانا لا احب ان اتخيل مجرد تخيل الفكرة
زفرت بضيق : ولكني لن اعطيك اياها
ابتسم : لماذا ؟ انا زوجك ، ثم انك نسيت ان اشيائك موضوعه عندي بجناحي واستطيع رؤيتها كما اريد
تلون وجهها الي الاحمر وتلعثمت : نهى اخبرتني انها اغلقت غرفة الملابس والدواليب الخاصة بي واتت لي بالمفاتيح
ابتسم بخبث : حقا ، ونهى لم تخبرك ان معي نسخة اخرى من المفاتيح فمن حقي انا ايضا ان ارتب ملابسي بغرفة الملابس والدواليب
امتقع وجهها من فكرة رؤيته لملابسها واشيائها الخاصة
ليكتم ضحكته بداخله لم يشأ ان يخبرها انه لم يدخل الي الجناح منذ وصول اشيائها به
بل ينام باي غرفة اخرى بالقصر حتى يدخلا الي جناحهما معا ، و ان نهى رتبت اشيائه قبل وصول اشياء نور بيوم او اثنين ،حدث نفسه ولكن ماذا افعل معك نور تدفعيني الي الجنون
لمعت براسه فكرة : هل تعلمين نقوش الحناء هذه جميلة مرسومة ببراعة وستكون اجمل عندما ترتدي قميصك الحريري الوردي اللون ذو السلسلة الفضية عليها
اتسعت عيناها رعبا مما يقوله لتقول من بين اسنانها
__ انت وقح بالفعل ، لماذا ترى ملابسي ؟
مسكها بقوة مرة اخرى ليقربها منه : قلت لك تهذبي ولا تجعليني افكر بإعادة تربيتك من جديد ، ثم انت وملابسك واشيائك ملكا لي يا زوجتي العزيزة
تأوهت من ذراعها لتزداد غيظا منه ومن تفاخره بملكيتها
نطقت بغضب : لست ملكا لاحد ، ابتعد عني
__ بل انت ملكي ، ولا تحاولي لن ابتعد عنك
لمعت الدموع بعينيها : تزوجتني من اجل المشروع لماذا مصر على اتمام الزواج ؟
تنهد : انت غبية نور ، ولن اتعب نفسي معك لإفهامك شيء واضح امامك ولكنك تفضلين عدم الرؤية
اشاحت بوجهها عنه ليسال بهدوء : لماذا لم تسالين عمر عن سبب شراكتي له ؟
رفعت راسها بكبرياء : انا لا اشك بأخي ،فانا متأكدة انه لن يبيعني اليك ، ومتأكدة انا ايضا انك اجبرته على اتمام الزواج بهذه السرعة
ابتسم بسخرية : من الجيد انك لا تشكين بأخيك ، اذن حملتيني لوحدي اوهامك كلها
تنهد بخيبة امل منها ومن تفكيرها ونظرتها الضيقة للأمور
__ ظننتك ذكية نور ، لامعة لا تسيطر عليك الافكار الغبية
ولكن فاجأتني بتفكيرك هذا، أتت بأشيائك لأذهب فانا تأخرت
نظرت اليه وقالت : اوعدني انك لن تراها
ابتسم : لا ، من حقي ان اراها ،ولكني لن افعل فانا اريد رؤيتها عليك ، ستكون الرؤية افضل
نفخت بقوة ليقترب منها بهدوء ويمسكها من ذراعيها ويقربها اليه : ماذا تريدين نور ؟
اجبرها على وضع عينيها بعينيه : هل تريدن الطلاق فعلا ؟
نظرت اليه وسالته بعينيها ان يفهمها سر شراكته لأخيها
تنهد بقوة : اسالي اخاك نور ، فهو من يخول له ان يجيب عليك
قالت برقة : انا اسالك انت ، ما السر في اتمام الزواج بهذه السرعة ؟
__ لن اجيب عن هذا السؤال نور ، انكي تجرحينني بشدة
الم تشعري كل هذه الفترة كم انا اريدك جواري ؟
__ هذا هو السبب فقط ياسين
ابتعد عنها وظل واقفا امامها
__ الكلام معك بدون فائدة ، وانا سئمت من الحوار
ستاتين بأشيائك ام انصرف ؟
نطقت بتحدي : لا اريد منك شيئا ، اذهب
اشاحت بيدها له ان يذهب ليمسك يدها وهي بالهواء ويسحبها منها ويقربها اليه نظر الي عينها وقال بقوة : تعلمي ان تتعاملي معي بأدب ، لا تشيحي بيدك في وجهي ثانية
ارتبكت بقوة من نظرة عيناه الغاضبة لتتلعثم قائلة
__ لم اقصد ،ليقفز التحدي بداخلها : بل قصدت فانا ضائقة منك
__ صدقيني نور ستخسرين الكثير اذا دفعتني للتعامل معك بالقوة
نظرت اليه بغضب لتخفض بصرها بعيدا عنه ليقع على ذقنه الغير حليقة لتتعجب من اول معرفتها به وذقنه تلمع كنجوم السينما ، اول مرة تراه هكذا تمالكت رغبتها في وضع اناملها على ذقنه لتعلم ملمسها
وكانه شعر بها فوضع يدها التي بيده على ذقنه
وقال بهدوء : سأحلقها غدا انشاء الله ، حتى تكون ملساء ولا تؤذي بشرة زوجتي الرقيقة
انقلب وجهها وتلون بالأحمر القاني وازداد احمرارا عندما قبل باطن كفها بتطلب شديد
نزعت كفها منه سريعا لتبتعد عنه : اذهب ياسين
تنهد : حسنا سأنتظر الي الغد نور ، فان الغد لقريب

**********************
همت بالخروج لمساعدة نور بترتيب الحديقة لتجد ياسين واضع راسه براسها ويتكلم معها
ابتسمت وقررت عدم الخروج عادت الي الصالة ليسالها عمر بتعجب : الن تخرجي لتساعدي نور ؟
ابتسمت : ياسين بالخارج وانا فضلت ان اتركهما يتحدثان
بمفردهم
وقف ليخرج ويرحب بزوج اخته لتمسكه من يده
__ الي اين انت ذاهب ؟
__ سأذهب اليه ، فهو ببيتي ولابد ان ارحب به
ارتبكت : اتركهما قليلا ليتحدثا ثم اخرج لمقابلته
نظر لها بتفحص ليقترب من النافذة وينظر الي الخارج ليجد ياسين قريبا من نور ، شعر بضيق من قربه اليها هكذا وما ازاد ضيقه انه شعر بانهما يتشاجران حول شيء ما
هم بالخروج لتمسكه مرة اخرى : عمر ، انتظر قليلا
فانا اشعر بان بينهما خلاف اتركهما يتصالحان
قال بغضب : علياء من فضلك ، اتركيني
__ لماذا انت غاضب الان ؟ انه زوجها ومن حقه ان يضمها بصدره او حتى يقبلها
انتفض من جملة زوجته ليلمع الغضب بعينيه وصرخ بها : اصمتي من فضلك
انتفضت من صرخته لتجلس بعيدا عنه وهي غاضبة
مسح وجهه بكفيه كعادته ليتخلص من الضيق المسيطر عليه
وجلس بجوارها يعلم ان ردة فعله عنيفة عليها
__ علياء راعي شعوري قليلا حبيبتي ،فنحن معشر الرجال مشاعرنا معقدة قليلا
انت الان زوجتي فعليا ولكني لا استطيع تقبيلك اوان اضمك الي صدري امام علي رغم ان هذا من حقي ولكني اراعي شعوره ، وانا الاخر لا اتخيل فكرة ان ياسين يحتضن نور او يقبلها ، فكيف احتمل ان تقذفيها مباشرة بوجهي هكذا
ضحكت : انتم مرضى يا معشر الرجال
يا باش مهندس انت قبلتني وانا خطيبتك ومستاء جدا من فكرة ان يقبل ياسين زوجته ، هذا مرض ليس تعقيد للمشاعر
انها زوجته عمر
نفخ بضيق : اعرف هذا جيدا ، و من فضلك لا تعيدين الكلام ثانية اشعر بالدم يقفز الي راسي
ابتسمت بتعجب :انت صادق بالفعل ، عمر كنت اتخيلك ذو عقل حديث متفتح
عقد حاجبيه : كيف ؟ لا انا في هذه الاشياء متحجر ومن ايام الحكم العثماني ، واذا علي انا اريدك ان ترتدي الحجاب و اليشمك مثلما كانوا يفعلن السيدات ايام محمد علي باشا
ضحكت بصخب على جملته : لا ، لنعد كما كنا واذهب لتجلس مع اختك و زوجها كالحرس الملكي
ابتسم تلقائيا لضحكتها : ولكني جاد فيما اقوله
انقلب وجهها لتصمت وتقول بدهشة : تريدني ان ارتدي اليشمك
ضحك : لا طبعا ، انا اتكلم عن الحجاب
خفضت راسها لتقول بهدوء : هل ستجبرني ؟
اقترب منها اكثر : لا مع انه من حقي ولكني اطلب منك
هزت راسها : اعطيني فرصة لأجهز ملابس تليق بارتداء الحجاب
ابتسم لتكمل هي : سنسافر بعد غد كما خططنا وعندما نعود سأفعل ما تريده
احتضنها بين ذراعيه : حسنا حبيبتي ،سأذهب لأسلم على ياسين ، اعتقد ان هذا الوقت كافيا لهما
هزت راسها بتعجب من هذا العمر فمن الواضح ان عقليته منغلقة كانت تظن انه ذو عقل متفتح تحرري كأبناء طبقته
ولكن من الواضح ان عقله منغلق اكثر من علي
فكم مرة طلب منها علي ارتداء الحجاب ولكنه لم يصر كما فعل مع زوجته و بسنت او وفاء وامها كانت السبب فكانت دائما تقول له اتركها على راحتها علي وكان يستمع اليها
وها هي الان ستسمع كلام عمر على الرغم من انه لن يجبرها ولكنها تريد ان ترضيه
*********************
خرج ليجد الحديقة فارغة الا من وجود نور
سال بدهشة : اين ياسين ؟
قالت والدموع تخنقها : ذهب
شعر بها ليقترب منها ويأخذها بين ذراعيه : ماذا حدث ؟
هل تشاجرتما ؟
نطقت والدموع تتلألأ بعينيها : عمر ما السر وراء اتمام الزفاف بهذه السرعة ؟

استيقظت باليوم التالي وعيناها متورمتان من كثرة البكاء
في الليلة السابقة لتتنهد بضيق عندما تكلمت مع عمر وقصت له ما حدث بينها وبين ياسين
صاح بها بشدة وتشاجر معها و افهمها ان لاوجود لهذه الاشياء التي تملئ عقلها وانه اتفق مع ياسين على الشراكة بالمشروع بعد خطوبتهما
ولا علاقة لها بالعمل ولكن ما جعلها تذرف الدموع حقا هو غضب اخيها منها بسبب انها ظنت ان ياسين اجبره على تزويجها اياه قال لها بحزن : هل انا ضعيف في نظرك يا نور ، الا تعلمين انك اغلى من روحي وانا لن ازوجك الي أي شخص حتى لو كان بهذا الامر موتي
انعاد المشهد امام عيناها وعمر يصرخ بها غاضبا
__ ثم الا ترين كم يحبك ياسين ؟
هل انت عمياء ، الناس جميعا لاحظوا كم هو متيم بك وانت لا ترين ولا تشعرين ، ظننت انك ستكونين مختلفة عنها
ستشعرين بمشاعر الحب وتقدريها
ارتبكت من مقولته ليجز هو اسنانه غضبا سالته بتعجب من بين دموعها : من انت تقصد من ؟
زفر بضيق : لا شيء ، خانني التعبير لا اكثر
امسكها من ذراعيها : نور كوني كما ربيتك حبيبتي
لا تفكرين بمثل هذه الطريقة ، اقسم لك ان مشروع الشاليهات لا علاقة لك به ولا بزواجك
__ اذن لماذا اتممت زواجي بهذه السرعة
__ اف منك نور ، انها قسمة ونصيب
افرحي بليلة زفافك ولا تدعي الاوهام تسيطر عليك
ولكنها تشعر بالفعل ان وراء الاسراع في الزفاف شيئا ولكن عمر يخفيه عنها
من التي كان يقصدها عمر بكلامه
عقلها سينفجر من الصداع الذي اصابها من كثرة التفكير والبكاء
تنهدت وهي تقف من الفراش لتشعر بالترنح وانها ستقع
من ثقل راسها
استندت على الفراش و شعرت بالبكاء يسيطر عليها من جديد
ولكنها رفعت راسها وقررت ان تأخذ حمام بارد يهدئ مشاعرها ويخفف من الصداع والاغماء الذي يسيطر على راسها

**********************

__ صباح الخير يا عريس
ابتسم بسعادة من اللقب : صباح النور
__ انتهز الفرص لتاتي بسيرتها وتقول اسمها قال مقلدا صوته الرخيم نور
ضحك بخفه ليساله : لماذا مستيقظ باكرا هكذا ؟
__ اريد ان اخذك للحلاق واكون بخدمة اخي العزيز وعريسنا الغالي
__لكني سأذهب وحدي
قاطعه : ياسين ارجوك لا تحرمني من فرحتي بك
اعلم جيدا انك غاضب مما فعلته ولكن اريد اليوم ان تنسى خلافك معي وغضبك مني وتسمح لي بان اوضح لك فرحتي بزواجك
تنهد : حسنا يوسف ، ولكن الن تجلس مع زوجتك فهي كانت متعبة البارحة
ابتسم : لا هي الان افضل ثم ان امي ونهى معها
ونادين ايضا ، الم تقابلها الي الان ؟
هز راسه نافيا : لم ارها البارحة رأيت احمد وجلست معه وسالت عليها امي قالت انها نائمة
تعجب يوسف : لا اعلم ياسين ، اشعر بانها غير طبيعية تتعامل مع احمد بطريقة عجيبة وتتعامل معنا ببرود ولا كأننا عائلتها
__ لا تشغل راسك يوسف ، نادين مزاجية الشخصية وتتبدل في دقائق من الممكن ان تكون متعبة او شيء لا اكثر
رد على اخاه بدبلوماسية ولكنه يعلم انها تغيرت تغيير جذري بعد وفاة حنان فهي كانت صديقتها المقربة
ووفاة حنان احدثت شرخ بنفسها ، ولكنه لا ينكر دهشته من اتمام زواجها سريعا بعدها واصرارها على السفر مع احمد
بعد ان كانت رافضة فكرة السفر رفضا باتا
__ هاي ، ياسين الي اين ذهبت ؟ هيا حتى لا نتأخر عن موعدنا مع الحلاق
__ لم ارتب موعدا مع الحلاق
__ انا فعلت ، لماذا تنام بغرفة المعيشة هنا ؟
__ لا يوجد سبب معين ، لماذا تسال ؟
__ لأني اراك تنام كل يوم هنا منذ ان فرشت الجناح بالأثاث الجديد
__ وبم انك ملاحظ واكيد استنتجت السبب لماذا تسال يا ظريف ؟
__ لأني اعلم انك لن تقول السبب الحقيقي
وانك لا تريد الدخول الي الجناح بدون زوجتك العزيزة
قال بغضب باسم : يوسف اصمت احسن لك ولا تجعلني افرغ ضيقي بك ،او ابتعد عني واتركني وحيدا
قهقه يوسف ضاحكا : لا سأصمت فانا اليوم سألتصق بك وافعل لك ما تامر به
اكمل بامتنان : شكرا لك ياسين على ما فعلته البارحة مع انجي ، لن انسى لك هذا الموقف ابدا
مسكه من اذنه كما كان يفعل وهو صغير
__ كم مرة قلت لك لا تشكرني على أي شيء ، ثم انه واجب هل تشكرني على واجبي نحو زوجة اخي
انتبها على صوت ضحكات نهى : مظهرك يضحكني بشده يوسف ، تذكرت عندما كان ياسين يعاقبك وانت صغير
ضحك يوسف ساخرا منها : اصمتي
__ لا تضايقه نهى من فضلك
رفعت حاجباه تعجبا : يا سلام ، الان لا تضايقيه ، حسنا
سأصمت
جلست بجوار ياسين وقالت مازحة : يويو ، هل ستذهب بي عند زوجتك المصون
انفجر يوسف ضاحكا على تعابير ياسين المدهوشة من نداء نهى له وقال بتعجب : من هذا اليويو ؟
قال يوسف من بين ضحكاته : انت اخي
__ على اخر الزمان ياسين بك شوكت يقولون له يويو انتبهوا على نبرتها الساخرة ليرفع نظره اليها ويبتسم
__ نهى تقول ما تريده
وقف ليسلم عليها لتقابله هي ببرودها ابتسم : حمد لله على سلامتك ، سالت عنك البارحة امي قالت انك نائمة
قال بسخرية : كثر خيرك المهم عندك انك اطمأنت على احمد اليس كذلك ياسين ؟
جز على اسنانه من طريقتها المستفزة : واطمأنت عليك انت الاخرى ندى
__ لا تناديني بهذا الاسم ثانية ، كنت واضحة معك من قبل في هذا الطلب
__ بعد اذنك لدي ما يشغلني اليوم نادين ، سأتشاجر معك في وقت لاحق ، نورتي مصر
قال جملته الاخيرة بضيق ليقوم منصرفا
نظر يوسف ونهى الي بعضهما بدهشه من العداء الواضح بين نادين وياسين لتقول نهى : ما بك نادين لماذا تتعاملي مع ياسين بهذه الطريقة ؟
صاحت بغضب : لا تتدخلي فيما لا يعينك نهى ، اهتمي بشئونك الخاصة
انتفضت نهى من ردها ليشعر يوسف بغضب فعلي من طريقتها في معاملتهم صاح بغضب : ما بك ؟ لماذا تتعاملين معنا بهذه الطريقة الغريبة ؟
اشاحت بوجهها بعيدا ليلتفت الي نهى : هيا نهى تعالي لنذهب لرؤية ياسين واذا تريدين ان تذهبي لنور سأوصلك لها
خذي انجي معك ايضا ولكن اهتمي بها حتى لا تتعب مرة اخرى ، وانا سأخذ يمنى معي
__ لا تشغل راسك بيمنى فعمرو سيراعيها اليوم انا اتفقت معه البارحة
هز راسه لينصرفا الاثنان من امامها لتشعر بغضب فعلي من هذه العائلة التي لا تلق بالا لها ولا لغضبها
ولكن من هي انجي الذي يتكلم عنها يوسف ؟
يمكن خطيبته ، لا تستبعد ان يكون اخاها خطب دون ان يبلغوها

*********************

__ نور ارجوك توقفي عن البكاء قليلا شيري تعبت من تصليح زينتك ، كلما صلحتها انت تفسديها ثانية
قالت من بين دموعها : احاول علياء ولكني لا استطيع
__ عندما تأتي نهى الان هي وانجي ماذا ستقولان
__ اين ذهبتا ؟
__ صعدا الي الرويال سويت الذي ستقضيان به ليلتكم لترتبا اشيائك واشياء ياسين
اذا اتيتا ووجداك تبكين ماذا سيقولون ، انا الي الان لا اعرف لماذا تبكين ؟
شيري بذلت مجهودا خرافيا لتغطية اثار عيناك المتورمتان ماذا ستفعل الان؟
__ سأتوقف الان
قالت جملتها لتنفجر بالبكاء ثانية توترت علياء بشدة واقتربت منها : لماذا تبكين نور اخبريني ؟
هل تشاجرت مع ياسين البارحة ؟ نور ردي علي
هزت راسها نافية
همست علياء : هل انت خائفة ؟ لا تخافي حبيبتي الامر ليس مرعب الي هذا الحد
نظرت بذهول الي علياء لتفهم ما تتحدث عنه لتستوعب ما تقوله علياء : اصمتي علياء من فضلك فانا لا افكر بهذا الامر ؟
نفخت علياء ضائقة : لماذا تبكين اذن ؟ توقفي عن البكاء الساعة قاربت على السابعة
هزت راسها ايجابا لتمسح دموعها في لحظة دخول نهى وانجي الي الجناح

********************
واقف بوسط أصدقائه ببدلته السوداء وقميصه الابيض
يشعر بسعادة كبيرة تمتلكه اليوم ، فها هي ليلة العمر تقترب منه ، يشعر بقلبه يقفز بجنون حبيبته في غضون ساعات قليلة ستكون بجانبه دائما
كم هو شعور جميل ان يتمتع بها الي جواره طوال العمر
ابتسم تلقائيا عندما تذكرها وحاول ان يتخيل شكلها وشكل فستانها ستكون مبهره كما اعتدت ياسين
انتبه على يد عمر وهي ترتب على كتفه
__ مبروك ياسين ، الف مبروك لن اوصيك على نور
انت وعدتني من قبل ستحملها بداخل عيناك مهما حدث
ابتسم : الله يبارك فيك عمر ، لا تقلق يا صديقي بل سأحملها بداخل قلبي لا تخف
__ هيا استعد لان الزفة ستبدأ
هز راسه موافقا ليذهب عمر من امامه ويتبعه الي الداخل في صمت
اتسعت عيناها انبهارا عندما دخل الي الجناح وراء عمر
من رؤيته لها في فستانها الابيض مغلق الصدر الي حافة الرقبة ليظهر جمال عنقها واكمامه المصنوعة من الجبير المفرغ ضيق الي الخصر ومنفوش قليلا شعرها مرفوع ومزين بطرحة جميلة قصيره وزينتها رقيقة ورائعة مثلها
ابتسم ابتسامة جميلة مشرقة مفعمة بالحب
وتقدم منها بهدوء ليقبل راسها

رفعت نظرها اليه بارتباك لتراه وسيما اكثر من المعتاد
ليبتسم اليها احدى ابتساماته الرائعة التي تذهب بعقلها بعيدا
عندما تقدم منها خفق قلبها بشدة لتشعر بانتقالها الي عالم اخر بقبلته الرقيقة لجبينها
همس : مبروك نور ، اعلني الهدنة قليلا حتى ينتهي الزفاف اريدك ان تستمتعي بحفل الزفاف الذي تعبت بترتيبه حتى يحوز على اعجابك
ابتسمت وهزت راسها موافقه ، لا تعلم ياسين فانا لم اعلن الحرب لأعلن الهدنة ، قلبي يسلم اليك عندما اراك
ولا اعلم ماذا افعل معك ، عمر اقسم ان الذي افكر به اوهام
وانا اصدقك واصدقه ، ولكن قلبي يشعر بخوف
ولا اعلم لماذا الخوف يمتلكني هكذا

*********************
انتهى حفل الزفاف وهي تشعر بسعادة كبيرة فياسين اقام لها حفل زفاف اسطوري كما وعدها كل شيء كان خياليا
اسعدها بشده ، وفرحتها كانت لا حدود لها
لدرجة انها رقصت معه بأريحية وسعادة
شعرت ايضا بالسعادة تشع منه وتنتقل اليها فيحيطهما وهج من السعادة والفرح
صعدت الي جناحهما وهي تتأبط ذراعه بهدوء
فتح باب المصعد لينظر بالردهة وينقل نظره شمالا ويمينا
تعجبت مما يفعله لتفاجئ به يحملها ويخرج بها من المصعد
صرخت بدهشة : ياسين هل جننت ماذا تفعل ؟
__ هششش ، احملك عادة جميلة وحلمت بها منذ خطوبتنا
__ الناس سيشاهدوننا ،انزلني
__ بالله عليك هل ترين احد حولنا ، كفي عن الحركة
__ العريس يحمل عروسته وهما داخلين الي بيتهم هذا فندق
__ سأحملك مرة اخرى ونحن داخلين الي جناحنا بالقصر
ابتسمت على نبرة صوته وما حملته لها من اصرار
ليدلف بها الي الداخل ويغلق الباب برجله
دخل بها الي غرفة النوم ووضعها على الفراش ليجلس على ركبتيه امامها

خفضت راسها خجلا منه وهي تشعر بالتوجس مما سيفعله
رفع ذقنها اليه ونظر الي عيناها : مبروك يا زوجتي الحبيبة
تلمس وجهها بأنامله في رقة ليطبع قبله عميقة على جبينها
وقف امامها ليدور ويجلس خلفها ويحاوطها بذراعيه ويحتضنها برقة وحب انتفضت من حضنه ليبتسم ويطبع قبله اخرى على عنقها همس : سعيد انك ارتديت الشبكة اخيرا
وضعت يدها على عقد الشبكة ليقبل اصابعها وعنقها
شعرت بيداه تلعب بخصلات شعرها الساقطة بجانب عنقها
لتكتشف انه يفك طرحتها ويفك تسريحة شعرها
عندما انتهى من تحرير خصلات شعرها
قبل راسها بقبلة عميقة لينحني عليها : بدلي ملابسك وتعالي لنتعشى ، فانت لم تتناولين الطعام من الصباح نهى اخبرتني واوصتني ان اجبرك على تناول الطعام
هزت راسها باليه ليردف : سأنتظرك بالخارج
خرج من الغرفة واغلق الباب خلفه وضعت كفيها ببعضهما لتسيطر على اعصابها قليلا فهي تشعر بتوتر كبير يسيطر عليها


**********************
بعد قليل طرق الباب بهدوء ليطل براسه الي الداخل
ويبتسم عندما راها تصلي
جلس خلفها على الفراش حتى انتهت : لماذا لم تنتظري لنصلي سويا ؟
ابتسمت ليكمل : هيا نصلي سويا ثم نتناول الطعام فانا جائع بشده
انتهوا من صلاتهم ليلتفت اليها ويضع يده على راسه ويدعو بخفوت اندهشت بشده مما فعله فهو غير متوقع
ابتسم : لماذا تعجبت ؟
ارتبكت : لا شيء ، لم اكن متوقعه لا اكثر
ابتسم و مزح معها : انت تتعاملين معي على اساس اني فاسق ماجن
ضحكت : لا ابدا
اوقفها من ذراعيها بهدوء : حسنا هيا لنتناول الطعام
__ ثواني ، سآتي خلفك
هز راسه وخرج لتخلع اسدال الصلاة وترتب شعرها
وتخرج وراءه
رفع نظره ليراها مرتدية بيجامة بيضاء حريرية واسعة بأكمام وبنطلون طويل
ليبتسم بهدوء فالرسالة وصلته وبوضوح
لا يهم نور ، سنرى

ابتسم بهدوء واشار لها ان تأتي لتجلس بجانبه
ابتسمت بتوتر لتذهب وتجلس بكرسي بعيد
زفر : نور تعالي حبيبتي لتؤكلي ، فانا انتظرك
و لا تقولي انك لست بجائعة
هزت راسها لتاتي وتجلس على الاريكة ولكنها بعيده عنه
حرك الطاولة ليقربها منه واقترب هو الاخر بجانبها
__ هيا حبيبتي تناولي القليل من الطعام

بعد انتهائهم من تناول الطعام اخرج ياسين عربة الطعام خارج الجناح لينظر اليها بتساؤل فهي جالسة بمكانها لا تتحرك
اقترب منها بهدوء ليشدها من كفها : هيا نور لننام فانا اريد النوم بشده : الايام الماضية لم اذق بها طعم النوم
كنت انتظرك لننام سويا
انتفضت من جملته ليسال بتعجب : ما بك ؟
__ لا شيء
ابتسم وهمس: لا تقلقي نور ،انا عنايتها حرفيا
اريد ان تنامي بجانبي فقط كل ما اريده الليلة هو ان اخذك بين ذراعي وانام ، ولكن الليلة فقط ، هيا
تعجبت بالفعل منه فهو اخذها بين ذراعيه ليذهب الي النوم في غضون دقائق ولكنها لم تستطع النوم
ولا تستطيع الحركة فهو ممسك بها كأنها ستهرب منه
نظرت اليه لتشعر بقلبها يقفز بين ضلوعها لأول مرة تراه من هذا القرب وتتأمله ، فهي لم تستطيع ان تتأمله من قبل حتى لا يلاحظها ، وهي تخجل ان تفعل هذا
نظرت الي وجه الاسمر وتأملته بهدوء كم هو جميل
ليس وسيما بل جميل وجهه طويل ومتناسق التقاطيع
اهدابه سوداء طويله وانفه شامخ طويل بتناسق جميل
بمقدمة صغيرة ولكن يوجد عكفه صغيرة بأول انفه
شعرت بالغرابة من هذه العكفه تحسستها لتستنتج انها كسرت وتركت اثرها بأنفه ، شفتيه مرسومتين وتزينهما شامتها الحبيبة التي تلمع عندما يبتسم وضعت اناملها بحب على هذه الشامة لتنتقل الي شفتيه وتحركها بهدوء
فكرت قليلا وحدثت نفسها ، لم تقبله هي ولا مرة ، ماذا سيحدث اذا قبلته فهو نائم ، اعقلي نور ، ولا تجلبي لنفسك المتاعب ، ابتسمت بخفه وهي تتوقع ردة فعله اذا قبلته هي وهو نائم ولا يدري عنها شيء
وفي لحظة جنون تقدمت منه لتطبع قبلة سريعة على الشامة التي بجانب شفتيه
شهقت عندما راته ينظر اليها بعينيه الرمادية وهي تلمع بتألق عجيب همس : انت من بدأت نور ، لا تنسي

شعر بأنفاسها قريبة من وجهه وتنم عن استيقاظها يعلم انها لن تذهب الي النوم بسهولة ، فهو برغم من تعبه لم يستطع النوم ومثل حتى يطمئنها ويجعلها تستريح ولم يستعجلها والعمر طويل امامهم
شعر بأناملها وهي تتحسس انفه ولم يكن يتخيل للحظه انها ستتحسس شامته وشفتيه
وعندما طبعت قبلتها السريعة على الشامة التي تزين شفتيه شعر انه سيصاب بأزمة قلبيه من المفاجأة
فتح عينيه ليتأكد من انه لا يتخيل ليراها قريبه منه ليشعر بأنفاسه تعلو ولن يستطيع التحكم بنفسه اكثر من ذلك
لينطق : انت من بدأت نور ، لا تنسي

***********************
__ توقفي عن البكاء نور ،لم افعل شيء لكل هذا
بكت بنشيج ليمرر يده بخصلاته شعره بعصبية
اقترب منها وهو يحاول السيطرة على اعصابه
فهو لم يفعل شيء احتضنها ليبدا بتقبيلها لتنفجر باكية كما المعتاد ، لا يعلم لما تنتفض ويلمع الخوف بعينيها بهذه الطريقة
ليهدئ راسه من الافكار : انها خجولة فقط ياسين
ستعتاد الامر مع الوقت امهلها انت بعضا من الوقت لتعتاد عليك
احتضنها بحنان : اهدئي نور ، واخلدي الي النوم
همت بالتحدث ليسكتها بوضع اصابعه على شفتيها
_ هشش ، الان ليس وقت الحديث ، سنتكلم لاحقا ولكن الان اريد ان انام بالفعل
احتضنها بين ذراعيه ليطبع قبلة على جبينها : تصبحين على خير نور

*******************

استيقظا صباحا على صوت طرقات قوية على باب الفيلا
لينزلا سريعا تقدم هو الي الباب ليفتحه لتقف هي بأعلى السلم وتشعر بانزعاج ،شهقت بفزع عندما فتح عمر الباب ليجد فرقة من الشرطة امامه
قال عمر بتعجب : نعم ، أي خدمة
سأله الضابط : انت عمر محمد عبدالله المصري
تعجب: نعم ، أي خدمة
__ تفضل معي مطلوب القبض عليك


لا تبخلوا عليا بردودكم وتوقعاتكم
موعدنا القادم الاربعاء
باذن الله

سلافه الشرقاوي 20-07-11 07:21 PM

الفصل السادس والعشرون



رن هاتفها بإزعاج متواصل لتتأفف من هذا الازعاج الذي
لا تعلم مصدره فتحت عيناها لترى لون بشرته السمراء
اغلقت عيناها لتفتحها مرة اخرى فهي تحاول ان تستوعب اين هي
لتتذكر البارحة وتحمر وجنتاها بشده لفت عيناها بالمكان لتجد انها نائمة بين ذراعيه
اعتدلت جالسة سريعا وهي ترمي يده المحاطة بخصرها
ليجفل هو ويقوم منتفضا : ماذا هناك ؟
نور ، ماذا حدث لماذا تنتفضي هكذا ؟
__ لا شيء ،
نظرت الي نفسها واغلقت ازرار بيجامتها المفتوحة وهي تبتسم بتوتر عاد رنين الهاتف يصدح من جديد
لتقفز من الفراش و تبحث عنه بحقيبتها وهي تشعر بتعجب من هذا الاتصال المبكر

ركن هو راسه على حائط الفراش ونظر لها بابتسامة هادئة
تأملها وهي تقف بجاكيت البيجاما الذي يصل الي اعلى منتصف الفخذ وساقيها المصقولتين مزينة بنقوش الحناء الرائعة
عندما وصلت الي الهاتف كان سكت عن الرنين
لتلف اليه وتقول : انها علياء ، من المفترض انهم سيعرجون علينا قبل سفرهم
انتبهت انه شارد ولا يسمعها لتنظر اليه فتجد ان عيناه مثبته عليها نظرت الي نفسها لتجد انها لا ترتدي بنطلون البيجاما
ركضت مهرولة الي دورة المياه ليسبقها هو ويسد عليها الباب ابتسم : الي اين ؟
تلعثمت : ابتعد اريد ان ادخل الي دورة المياه
اتسعت ابتسامته : توجد ضريبة على المرور ، ادفعي لتمري
قالت بقوة : ابتعد ياسين ، من فضلك
__ الن تساليني عن الضريبة ؟
__ لا اريد ان اعرف
__ حسنا على راحتك ، لن اذهب من هنا
رفعت نظرها اليه : ماذا تريد الان ؟
ابتسم بخبث : قبلة ، قبليني هنا
قالها وهو يشير الي شامته ليكمل : كما فعلتي البارحة
نظرت اليه وهي تجاهد الا تبتسم بوجهه
__ واحده فقط
__ نعم
وقفت على اطراف قدميها لترتفع اليه ليحني راسه اليها قليلا
وضعت شفاهها بجانب فمه وقبلته قبلة سريعة كما فعلت البارحة
يشعر بان قلبه سيقفز من صدره وان جسده لن يتحمل هذه السعادة وعندما قبلته لم يستطع السيطرة على نفسه فأحاطها بذراعيه ليحملها من خصرها ويلصق جسدها بجسده بقوة يريد ان يزرعها بداخله لتظل بجانبه طوال العمر

لا تشعر بما يحدث حولها فهي قبلته وهي مغمضة العينين
لتفاجئ بانه يحملها وينثر قبلاته على راسها ووجهها
وعنقها شعرت بانه يحكم عليها الخناق لتشعر بضيق وخنقه تملكاها بسبب التصاق جسده بجسدها لتدفعه بعيدا عنها وتحاول ان تتملص من ذراعيه القويتين

فوجئ بها تدفعه بعيدا عنها وتحاول ان تتخلص من ذراعيه وتتملص منهما ليفكر انه خجل العروس الطبيعي
فيزيد من قوته واحكامه عليها ظنا منه انها ستهدأ بعد قليل
وتعلم انه لن يؤذيها فتتوقف عن اصرارها في التخلص من احتضانه لها


عندما زاد من احتضانه لها انفجرت ببكاء حاد ليتشنج جسدها بقوة ، وتنتفض بقوة
شعر بخوف وقلق فعلي عليها وانزعج بشده من بكائها
وضعها على الفراش بهدوء ليمسح على راسها
__ بسم الله الرحمن الرحيم ، اهدئي حبيبتي ، اهدئي
انا لم اقصد مضايقتك ، بل كل ما قصدته ان اعبر لك عن شعوري نحوك فقط ، اهدئي لن افعل شيئا الا برضاك
مسح دموعها ليحتضنها بحنان جم : المعذرة حبيبتي ان كنت اخفتك ، انا اسف لم اقصد
قالت بهمس وصوت مبحوح : لا تعتذر انا مضطربة لا اكثر
رن الهاتف ثانية ليبتسم : من الواضح ان اخاك العزيز وصل بالأسفل
امسكت الهاتف : انها علياء
ردت : صباح الخير ، ماذا بك؟ لماذا تبكين ؟
اهدئي حتى استطيع ان افهم ما تقوليه
صرخت : ماذا ، سآتي حالا
اغلقت الهاتف لتذهب في حركة سريعة من امامه وتبحث عن ملابس مناسبة ترتديها
عقد حاجبيه بدهشه مما تفعله : ماذا هناك نور ؟
لم ترد عليه واخذت ملابسها لتتجه بسرعه نحو دورة المياه
ليمسكها من ذراعها ويوقفا بقوة ويقول : ماذا حدث ؟
والي اين انت ذاهبة ان شاء الله ؟ الا وجود لي لتقرري ارتداء ملابسك والخروج دون ان تقول لي ماذا يحدث ؟
ارتبكت : لم اقصد ياسين ، ولكن علياء تقول ان الشرطة قبضت على عمر
ارتسمت علامة استفهام كبيرة على وجهه :نعم ، لماذا ؟
__ لا اعلم ، ولذا اريد ان اذهب لمعرفة ماذا يحدث
ترك ذراعها لتتجه نحو دورة المياه لتقف على صوته القوي الهادئ : لن تذهبي ، ارتاحي وانا سأذهب ، واخذ يوسف معي
صرخت باستنكار : نعم ، لا طبعا ، سأذهب
نظر لها نظرة قوية : انتهينا نور ، انا قلت لن تذهبي
سأذهب انا واطمئنك
فكر قليلا : ارتدي ملابسك
تهلل وجهها فرحا ظنا انه غير رايه ليكمل كلامه وهو يبدل ملابسه : سأذهب بك لعلياء فمن المؤكد انها منهارة وتحتاج الي مساعدتك
نظرت له بغضب : من يحتاج مساعدتي هو اخي
__ الا تفهمين انا اريد حمايتك لا يوجد شيء يجبرك ان تذهبي الي قسم البوليس وانا موجود
نطقت بقوة : هل نسيت يا باش مهندس انا محامية و هو محتاج مساعدتي
__ سأخذ يوسف والسيد عبد العزيز معي اذا اردت ، استريحي واهدئي ، سأخرجه اليوم بإذن الله ، هيا اجهزي سأوصلك بيتكم

**********************

وصلت الي الفيلا لتجد علياء في حالة انهيار
وكلا من بسنت ووفاء معها
قالت بسنت : نور حاولي ان تتكلمي معها ، وتهدئتها
من المؤكد ان ما حدث خطئ صغير وعمر سيعود اليوم
هزت راسها وهي تشعر بالتعجب ماذا فعل عمر
لكي يقبض عليه ،ماذا حدث لا تعلم اتجهت الي علياء الجالسة على الاريكة وضامة ركبتيها الي صدرها و واضعه مقدمة راسها على ركبتيها وتبكي
رتبت على راسها بهدوء لتنظر اليها علياء وتنفجر باكية
قالت بتوتر : اهدئي علياء ، ان شاء الله خير ، اكيد سوء تفاهم بسيط وسيزول ، اهدئي
قلبها ينبض بعنف فهي خائفة ولكنها لا تريد ان تزيد الطين بلة وتبكي فتزيد حالة علياء سوءا
تمتمت بخفوت : ربنا يستر

*********************
نظرت الي الفتاه الشقراء الاتية نحوها وهي تفكر انها تشبه احد تعرفه
سالتها ببرود : من انت ؟ هل انت احد العاملين بالقصر ؟
انقلب وجهها واصفر بشده فهي لم تقابل نادين منذ ان وصلت الاخيرة ابتسمت بتوتر لترد : انا انجي
ظهر يوسف من ورائها وهو ينطق بغضب : انها زوجتي
رددت بتعجب : زوجتك ، متى تزوجت ؟ ولماذا لا اعلم ؟
سالت سؤالها وهي تنظر لامها
ليجيب هو وهو يجلس على مائدة الافطار معهم ويجلس زوجته بجانبه : لم يكن احد يعلم ؟
سال احمد :لماذا يوسف ؟ لا اعلم الي الان سر اخفائك لزواجك
رد يوسف بتلقائية : انت تعلم الحرب الدائرة بين معتز وياسين ولم يخيل لي ان ياسين سيوافق على زواجي من انجي ، والا كنت تزوجتها بحفل زفاف اسطوري كحفل البارحة
نظر لها بحب ولكني الان افكر جديا بإقامة حفل زفاف لها
ابتسمت : نوارة هانم سبقتك واقامة لي حفل تعارف بأصدقاء العائلة ومعارفنا
سالت ببرود : لا افهم يوسف ما علاقة زوجتك بالمشاكل بين ياسين ومعتز
ابتسم احمد : ما بك حبيبتي ، جيجي اخت معتز الا تتذكرينها
انقلب وجهها وسيطرت نظرة الكره على عينيها
وقفت بسرعة ونطقت بكره : انت اخت معتز
نظر لها يوسف بتعجب ليتكلم احمد بحرج : اجلسي نادين
ما بك ؟
نطق يوسف بهدوء : نعم
نظرت لها بكره زائد عندما اكد لها يوسف المعلومة
وقالت بنقمة : سأذهب ، لا اريد الجلوس هنا
انصرفت من امامهم ليشعر احمد بحرج فعلي من تصرفها
ويشعر يوسف بالتعجب من موقفها لم يتخيل ان ردة فعلها ستكون عنيفة هكذا ولكن اهي غاضبة من اجل ياسين ؟
طرق السؤال راسه بعنف ، فهي وياسين ليسا على وفاق
فلماذا اذن غاضبة
رن هاتفه ليبتسم بسعادة : اهلا يا عريسنا الغالي
ذهبت ابتسامته ليقول بجديه : حاضر سآتي حالا
اغلق الهاتف لتسال امه بتوجس : ماذا هناك يوسف ؟
رد بناء على رغبة ياسين بالتكتم :لا شيء امي ، ياسين يريدني ان اقوم بأحد المهام خاصة بالشركة
وقف : سأذهب حتى لا أتأخر
انحنى مقبلا وجنتها وهمس : لا تبذلي مجهود انجي حتى لا تتعبين
واذا شعرت بالضيق من أي شيء اجلسي بغرفتنا
ولكن انا متأكد ان نهى ستجلس معك
ابتسمت :لا تقلق ، سأدبر اموري


******************
خرجوا بعد فترة من القسم احتضن علي عمر
__ حمد لله على سلامتك اخي ، كاد قلبي ان يتوقف عندما ابلغتني علياء ، ولكن حمد لله انه سوء تفاهم بسيط حل
ابتسم عمر : الله يسلمك علي ، هل هي بخير ؟
__ لم ارها ، جئت على الفور الي هنا ولكن بسنت طمأنتني
عليها منذ قليل ، سأنصرف عمر ، فانا تركت جنى متعبة
__ الف سلامة عليها ، تفضل علي وطمأنني على جنى
تنحنح يوسف : سأنصرف انا الاخر ، اتريد شيء اخر ياسين
__ لا شكرا يوسف
صافحه عمر بامتنان : اشكرك يوسف
ضحك يوسف : علام يا اخي ، لم افعل شيء ، كنت ستخرج بي او من غيري ، سلام
بقيا هما الاثنين ليتكلم ياسين بهدوء وهو ينظر اليه
__ البلاغ كيدي عمر المأمور اكد لي ذلك
والقصد منه تكديرك لا اكثر ولكن ما جعلني متعجب انه ابلغني بان من يريد تكديرك لديه نفوذ قوي وعلاقات اقوى
وسألني اذا كان لك اعداء ، من هذا عمر ؟ ولماذا يفعل ذلك ؟
تنهد عمر بضيق : انه عمي ، انا متأكد
__ عمك ، وهل بينك وبين عمك عداوة لدرجة انه يزج بك الي السجن
اراد ان يبوح فيخف عنه الالم الذي يشعر به
__ بل اكثر من العداوة ، لو استطاع قتلي لفعلها
اصفر وجهه ياسين بشده :لماذا
__ خلافات قديمة بينه وبين ابي ، ثم انه لا يريدني ان اطالب بورثي من ابي ، ولكن والله بعد اليوم سأرفع قضية لآخذ حقي كاملا ، فانا لم اعد باقي على شيء
ربت ياسين على كتفه : اهدئ عمر واذا تريد مساندتي فانا معك بما تريد
__ لا ياسين كل ما اطلبه منك الاعتناء بنور ، وبعلياء اذا حدث أي شيء لي
__ لن يصل الامر لهذه الدرجة ، اشار الي سيارته :هيا بنا فانا تركت نور عندكم
__ حسنا تتناولان معنا الغداء
__ لا ، رتب لسفرك ثانية ، واتركني انا وزوجتي بحالنا
المهم عمر ان تتأكد من سير عملك بشكل سليم حتى لا يجد ثغرة يضايقك منها فمن الواضح انه يحفر ورائك اليوم بلغ كيديا غدا اذا لم تهتم بما يفعله سيلفق لك شئيا ليدخلك السجن بالفعل

******************

وصلا الي الفيلا ليدخل عمر امامه وقفتا الاثنان والسعادة ترتسم على وجهيهما علياء خجلت ان تقترب منه وسط وجودهم
لتقفز الاخرى الي احضانه وتحتضنه بحب اخوي رائع
قبلته على وجنتيه لتعيد احتضانه : حمد لله على سلامتك حبيبي ، ماذا حدث ؟ لماذا قبض عليك
اخذها عمر تحت ذراعه : لا شيء ، انه سوء تفاهم بسيط
الحمد لله
نظر لها ليبتسم ويقترب منها مسح دمعة كانت معلقه بجفنها
وهمس : انا بخير ، لا تقلقي
قالت بسنت التي مازالت متواجدة فوفاء غادرت منذ قليل
عندما ابلغهما علي ان عمر بخير واتي بالطريق
__ حمد لله على سلامتك عمر ، سأنصرف علياء
__ الله يسلمك بسنت ولكن انتظري تغدي معنا
ابتسمت : لا ، شكرا لك عمر ، محمد لم يأتي معي لأنه مسافر ، والا لم يكن ليتأخر عنك
__ اعرف بسنت ، علي اخبرني ، والمعذرة لإزعاجكم جميعا
__ لا تقل ذلك عمر فالأخ لا يعتذر من اخوته ،أ تريدين شئي علياء ؟
قامت معها لتتبعهم نور : انتظري نوصلك معنا بسنت
__ لا اذهبي مع زوجك كفى انكم خرجتم يوم صباحيتكم
سالت بابتسامة خبيثة : لم تطمئنينا عليك ، انشغالنا بعمر ونسينا نسالك
انقلب وجهها للأحمر القاني لتضحك علياء بمرح
__ أحرجتها بسنت ، اذهبي حتى لا تدعو عليك
ضحكت بسنت : حسنا سلام ، ولا تنسي مرة اخرى سنطمئن عليك
ضحكت علياء وودعت اختها لتنظر الي نور وجهها شاحب
__ ما بك ، لا تغضبي من بسنت انها تمزح معك
__ لا طبعا لم اغضب منها ، انها اختي مثلك تماما ولكني اشعر بالتعب قليلا
__ حسنا اجلسي لترتاحي واذهبي لتجلسي بجانب زوجك فانت لم تتكلمي معه منذ ان وصل
ذهبت لتجلس بجانبه رغم غضبها الشديد منه فهي غضبت من اصراره على عدم ذهبها معه

*********************
يشعر بالغيرة تنهشه منذ ان اتى وشاهد استقبالها لآخاها و كم القبلات التي نثرتها على وجهه والاحضان زوجته نفسها لم تفعل ذلك وهو لم تحن عليه بكلمه واحدة ولم تسال عن حاله
يعلم انها غاضبه بسبب انه اصر على عدم ذهابها معه
ولكنه اراد حمايتها والحفاظ عليها ويعلم ايضا علاقتها الاستثنائية مع اخاها فهو من تبقى لها من عائلتها
ولكنه لم يستطع التحكم بغيرته
شعر بجلوسها بجانبه لينظر اليها راعه وجهها الشاحب
اقترب منها قليلا: ما بك ؟ انت متعبة
__ نعم ، اشعر بقليل من التعب
__حسنا هيا لنذهب
هزت براسها موافقه ليقول : سننصرف عمر ، هيا نور
قامت واقفه ليقترب منها عمر ويحتضنها مودعا : انت متعبة نور
ابتسمت : لا ولكني اريد النوم ، سلام نراكما على الخير
__ المعذرة ياسين اخرجتك يوم صباحيتك
ضحك ياسين : وهل انا فتاه ممنوع علي الخروج ، ثم ان الجلوس بالفندق ممل
افكر ان اخذ نور ونسافر الي الغردقة او مارينا لنقضي بها يومان قبل السفر الي اليونان
__ فكرة ممتازة ، سأسافر غدا ان شاء الله
__ تعود سالما بإذن الله ، عمر اذا احتجت شيء لا تتردد واطلبه على الفور ، ولا تجعلني اردد هذا الكلام على مسامعك ثانية
__ حاضر لا تقلق
__ سلام
ودع اخته وزوجها ليعود اليها نظر لها مبتسما
وجلس بجوارها لترتمي بحضنه وتبكي
ربت على راسها مهدئا : خلاص عليا كفي عن البكاء
انا امامك وبخير لماذا تبكين ؟
__ كاد ان يتوقف قلبي عمر ، لا اعلم ماذا افعل بدونك
__ سأظل معك حبيبتي ، لا تقلقي ، هيا اجهزي لنخرج
فاليوم ضاع هباء ولم نسافر ، سأستحم وابدل ملابسي ونخرج نقضي اليوم بالخارج واطلبي ما تريدين سأنفذه على الفور


*******************

وصلا الي جناحهما بالفندق لتدلف الي الداخل وهي متعجبة منه طوال الطريق صامت ويمسك مقود السيارة بقوة تظهر انه ضائق من شيء ما ، احترمت صمته ولأنها متعبه لم تساله عن غضبه ، قررت انها عندما يصلا وتستريح قليلا ستساله وتتكلم معه وتعلم ماذا حدث بالقسم لأنها لم تستوعب انهم يقبضون على عمر بسبب سوء تفاهم
اخذت ملابسها لتدخل الي دورة المياه لتستحم وتبدل ملابسها


جالس بغضب مكبوت يتابع تصرفاتها بعينيه لم يستطع ان يسيطر على شعوره بالغيرة وخصوصا انها تعاملت معه ببرود ولا مبالاة امام اخيها وزوجته
دخلت الي دورة المياه ليزفر بضيق من صمتها وانها لم تكلف خاطرها ان تساله عما يضايقه
سمع صوت ارتطام قوي بدورة المياه ليشعر بالقلق
دق الباب بقوة : نور ردي علي ، هل انت بخير
لم تجاوبه ليفتح الباب وحمد الله انها لم تغلقه من الداخل وجدها ساقطه على الأرضية الرخام ليسرع بحملها الي الفراش
اتى بعطر قوي له وقربه منها تأوهت ليضرب خدها بخفه
__ نور ، نور افيقي حبيبتي
فتحت عيناها ببطيء راسها يؤلمها بقوة ، تأوهت مرة اخرى
لينظر لها بقلق : نور
قالت بهمس وبطئ : انا بخير الان
__ استريحي حتى اطلب الطعام ، من الواضح انه سبب الاغماء انكي لم تتناولين الفطور وخاصة انك البارحة مثلت انك تؤكلين
ابتسمت : اريد النوم ياسين ، اتركني انام
وضع راسها على الوسادة ودثرها بالغطاء وذهب ليطلب الطعام


استيقظت بعد وقت ليس بكثير على شيء ناعم يلف حول وجهها لتجده يطل بوجهها بابتسامته الرائعة وبيده ورده حمراء ناعمة : صباح الورد حبيبتي
ابتسمت بتلقائية ليكمل هو ويضع الوردة بشعرها : هيا قومي لنتناول الطعام فانا جوعان
نظرت اليه بشعره المبلول وقطرات المياه تقطر منه
قام من جانبها وهو يقول بشقاوة : ارتدي ملابسك وتعالي
خرج واغلق الباب خلفه لتعقد حاجبيها تعجبا لتتذكر انها
خلعت ملابسها نظرت الي نفسها تتأكد من ذاكرتها لتجد انها ترتدي ملابسها الداخلية فقط
احمر وجهها فمن المؤكد انه راها هكذا لا تعلم كيف ستجلس معه بعد ان راها هكذا
قامت وقررت الاستحمام لتسيطر على توترها قليلا
شعر بالقلق من تأخرها فذهب لينظر ما بها ، قلق من ان يكون اصابها الأغماء مرة اخرى
دخل الي الغرفة ليجدها فارغة لتخرج هي مرتديه روب الاستحمام احمر وجهها خجلا عندما راته واقف بمنتصف الغرفة ارتبكت ليبتسم : الاكل سيبرد ، لا تتأخري
خرج واغلق الباب وراءه لتبتسم على تفهمه لخجلها
قررت ان تختزل الخوف الذي يسيطر عليها وترتدي شيء اكثر تحررا
وقع اختيارها على فستان صيفي كتان ابيض بورود لونها احمر ووردي قصير فوق الركبة ضيق الي الخصر ومنفوش قليلا من الاسفل حملاته رفيعة تربط على الرقبة
وصدره عار ويكشف عن نصف ظهرها
نظرت الي نفسها بالمرآه لتحمر وجنتيها بعد ان وضعت قليل من الزينة بوجهها ،وثبتت الوردة بخصلات شعرها الجانبية نظرت الي نفسها ثانية وهي تشعر انها لن تستطيع الخروج هكذا
قررت ان تبدل الفستان ليفتح باب الغرفة ويطل براسه
__ هيا نور انا مت جوعا
انتفضت من صوته لتنظر اليه من خلال المرآه وتهز راسها ايجابا

خرج سريعا من الغرفة وهو يتنفس بقوة
مظهرها بهذا الفستان العار يقفز امام عيناه ويسيطر على تفكيره ، لماذا هي فائقة الجمال هكذا ، كيف سيتحمل ان تكون قربه بعد قليل و المفروض انه يحترم خجلها
زفر فهي لا تعطيه فرصة ليقترب ، ولكن اليس ارتدائها لفستان كهذا معناه علامة له بالقرب
ابتسم وهو يمني نفسه بان يكون استنتاجه سليم

خرجت لتقترب بتوتر وتجلس بجانبه
ابتسم بوجهها : تناولي الطعام ولا تخجلي مني ، حتى لا يصيبك الاغماء مرة ثانية

*****************
زفر بضيق وهو يسمع بكائها : نور من فضلك توقفي عن البكاء
ازداد نحيبها وقالت من بينه : لا استطيع التوقف
مرر يده بين خصلات شعره بعصبيه ، لا يعلم سر خوفها بهذه الطريقة ،نعم هو ازاد هذه المرة ولكنها ازداد بكائها عن كل مرة ، شعر في اول الامر انها تكبت رغبة البكاء لديها وتحاول ان تسيطر على الخوف الذي ينتابها
ولكنه عندما ازادها عليها انفجرت بنحيب حاد
وسوس له عقله هل تعرضت لحادثه هي ما تجعلها ترتجف هكذا ، شحب وجهه وشعر بالغضب يسيطر عليه
امن الممكن انها تعرضت للتحرش او الاعتداء ولذلك الخوف يتملكها هكذا عندما يقترب منها
التفت اليها ونظر لها مطولا ليقترب منها بهدوء واحتضنها بين ذراعيه : كفى نور ، كفى بكاء حبيبتي
اخبريني لماذا تخافين مني هكذا ، هل فعلت شيئا اخافك مني
هزت راسها بلا ،لتقول بصوت مبحوح من كثرة البكاء
__ امهلني بعض الوقت ياسين حتى اعتاد عليك
هز راسه موافقا واحتضنها مهدئا وهو يشعر بانه يتمزق الي نصفين ، نصف متمزق عليها وشعوره بالحنان نحوها والحزن ان تكون تعرضت للشيء الذي يتوقعه
ونصفه غاضب بشده لا يتخيل مجرد التخيل انه يوجد احد اقترب منها او اذاها
زفر بضيق : استغفر الله العظيم ، انتظر ياسين اكيد انه خجل مجرد خجل

*********************
اليوم عائدين الي القصر اليوم الماضي بأكمله كان رائعا فنور رفقتها رائعة وخصوصا انه لم يقترب منها
بعد اخر مرة ، سيطر على مشاعره قليلا فهو وعدها
بان لا يقترب منها وها هو ينفذ وعده ، لا ينكر ان خوفها تضائل قليلا عندما يقبلها لم تعد تنتفض كسابق عهدها
ابتسم عندما راها ببدله رائعة من اللون الابيض في الفضي
مظهرها الرقيق يذهب بعقله : جاهزة حبيبتي
اقتربت منه واحاطت عنقه بذراعيها و تقف على مقدمة حذائها لتطول راسه قبلت وجنته بخفه : نعم ، هيا بنا
احاط خصرها بذراعيه : الن تستطيعي الوصول الي راسي دون ان تقفي على مقدمة قدميك
ابتسمت وهي تشير الي كعب حذائها : لا ، انظر ان طوله سبع سنتيمترات وايضا اقف على مقدمة الحذاء لأستطيع ان اقترب من عنقك
ضحك وهو ينحني اليها ويحتضنها : انزل انا حبيبتي
ابتسمت : هيا حتى لا نتأخر
__ هيا


تشعر بأريحية الان بالتعامل معه ، وخصوصا ان رعبها منه توقف عندما توقف هو عن الاقتراب منها ، تعلم جيدا ان ذلك لن يدوم ولكنها تعتاد مع الوقت تجبر نفسها على الاقتراب منه وتقبيله على وجنتيه والجلوس بحضنه في اوقات
تفعل كل هذا وهي ترتجف خوفا ولكنها بعد قليل تشعر بالهدوء والامان يسيطر عليها
وتحدث نفسها انها مع الوقت ستعتاد عليه
سال وهو يقود السيارة : كيف حال عمر ؟
ابتسمت : انه بخير ، وعلياء سعيدة كثيرا بالرحلة
__ ان شاء الله نسافر بعد اخر الاسبوع فأمي مصرة على اقامة الحفل وخصوصا انها تريد اسعاد نادين قبل سفرها
__ لم اتعرف جيدا عليها ، فانا رايتها فقط في حفل الزفاف
هل هي كنهى ؟
تنحنح : لا اطلاقا لا تقترب منها فهي منطوية ليست مرحة وشخصيتها منغلقة ، ولا تستائي منها اذا تعاملت معك ببرود فهي تتعامل معنا جميعا بهذا الشكل
هزت راسها وهي تشعر بالتعجب من ياسين من الواضح انه انتهز الفرصة ليبرر تصرفات ستفعلها اخته ولكنها ممتنه انه راعي مشاعرها حتى من قبل ان تضايقها اخته الاخرى


وصلا ليجدا نواره هانم في استقبالهما
استقبلتهم بحفاوة وحب بالغيين احتضنتها بحنان ودفء اشتاقت اليهم نور فمن بعد وفاة جدتها لم يضمها احد بهذا الحنان الامومي الا الخالة عائشة التي توفاها الله هي الاخرى
من الواضح ان الله عوضها بهذه الام البديلة
__ مبروك حبيبتي ، اذا ضايقك ياسين بشيء اخبريني وانا سأعلمه كيف يعامل الرقيقات فابني الغالي يكون جلفا في بعض الاوقات
ابتسم ياسين ليحتضن امه : لن اضايقها امي استريحي ولا تملئي عقلها ضدي من فضلك
احتضنت امه حب: لا املئ عقلها اوضح لها ان لها سند بها البيت ضدك حتى لا تستقوى عليها
ضحك ياسين بقوة : استقوى على نور ، انت طيبه امي
لا تستخفي بها انها قوية لا يغرك ان حجمها ضئيل
احمر وجهها من مقولته لتربت الام على ظهرها بحنان
__ وانا اشجعها على ان تظل قوية
ضحك : اذن انا خارج من بينكما
ابتسمت الام : نعم اذهب وخذ زوجتك واصعدا الي جناحكم
ادار عيناه : اين بقية العائلة الكريمة ؟
__ نهى انصرفت هي وزوجها الي بيتهم ،واحمد اخذ الاولاد وخرجوا ولكن نادين رفضت الخروج
يوسف لا زال بالشركة وزوجته اعتقد انها نائمة
كح بهدوء : انجي امي ، هل كانت جالسة معك ؟
نطقت بهدوء : رايتها منذ قليل كانت بالحديقة سلمت علي وصعدت الي غرفتها
ابتسم : اطلبي شركة الديكور ليجهزوا الجناح ليوسف امي و
و ابلغيها ان ترتب الجناح بما تريده واطلبي من الشركة ان تجهز لهم غرفة للطفل
ابتسمت امه : اذن انت راضي الان
__ نعم امي ، سأذهب لأستريح قليلا ، سناتي على موعد العشاء
__ لا ، خذوا راحتكم والطعام سياتي به اليكم احد العاملين بالقصر
__ هيا نور
قامت لتصعد معه الي الاعلى وعند اعلى السلم التفت اليها مبتسما ليحملها بسرعة
همست : ياسين انزلني ، لا اريد احدا ان يرانا هكذا
__ لا لن انزلك فانا قلت لك من قبل اني سأحملك و نحن داخلين الي بيتنا
توقف امام باب الجناح : ها هو بيتنا حبيبتي ، سمي الله
تمتمت : بسم الله الرحمن الرحيم
دخل برجله اليمين ليقول لها هامسا وهو ينزلها : اخبريني برايك
تنفست بسعادة : الله ، جميل ياسين ، رائع
الالوان والتنسيق وكل شيء جميل
لفت اليه لتحتضنه : شكرا حبيبي
احتضنها بين ذراعيه ليهمس : الن تحني علي نور ؟
لا اريد ان اتعجلك ولكني لن احتمل اكثر من ذلك
ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بارتباك : كل شيء بوقته حلو
__ وانا انتظر الوقت المناسب


بعد وقت شعرت بالملل فياسين نائم وهي لم تستطع النوم لتغيير الفراش ارتدت شيء لائق وخرجت وهي تمني نفسها
برؤية انجي والجلوس معها بدلا من الجلوس بمفردها
شعرت بحركة بغرفة المعيشة التي تقع بجانب السلم
اتجهت وهي تفكر انها من الممكن ان تكون انجي
ابتسمت بتلقائية وهي تدخل الي الغرفة لتجدها نادين
احتفظت بابتسامتها لتتقدم الي الداخل : مرحبا
نظرت اليها ببرود : اهلا
توترت من الاستقبال : كيف حالك؟
نظرت لها مطولا : بخير
صمتت نور وهي تشعر بالتعجب منها ومن مقابلتها وتذكرت
كلام ياسين لتشعر بانها متطفلة عليها فقررت انها ستتركها بمفردها همت بالحركة
لتقول الاخرى بلهجة ساخرة : عجيب ، انت لا تشبهينها اطلاقا
التفت اليها بتعجب : اشبه من ؟
__ حبيبة ياسين القديمة ، كنت اظن انك تشبهينها فياسين لم يدق قلبه الا لها وعندما اخبرني احمد انه يحب زوجته
ظننت انك تشبهينها حتى لو من بعيد ، ولكن انت مختلفة بشده
اكملت بسخرية شديدة : هي كانت اجمل بكثير
نظرت لها نور بعصبيه وقالت بنبرة قوية اخفت بها ضيقها
__ شكرا ،من الافضل اني لا اشبهها فهذا يجعل ياسين يحبني لشخصي وليس على اثر شخص اخر ، بعد اذنك

انصرفت وهي تشعر بغضب شديد من وقاحة كلماتها
وشعرت بالغيرة تؤكلها ايضا من ذكرى حبيبة جميلة
بل اجمل منها على حسب كلام نادين هانم
لم يخبرني عنها قط ، كيف سيخبرك نور ؟ أيخبرك بانه احب من قبل ، ثم اين عقلك طبيعي ان يكون حب من قبل ان عمره تجاوز الخمسة والثلاثين عاما
زفرت بضيق لتنتبه على صوت انجي المرح
__ ما بك نور ؟ ناديت عليك مرتين ولم تردي ثم زفرتي بضيق ، أحدث شيء ضايقك ؟
ابتسمت بوجهها : لا ،كنت ابحث عنك ولم اجدك وسرحت بتفكيري ولذا لم اسمعك
__ هيا نجلس سويا فيوسف لم يعد الي الان واذا جلست لوحدي اكثر من لك ساجن فانا اشعر فالقلق يداهمني بسبب تأخره ، اين ياسين ؟
__ لا ان شاء الله يعود سالما ، نائم ولذا انا الاخرى كنت ابحث عنك لأجلس معك
__ تعالي نجلس بغرفة المعيشة
ارتبكت نور : لا ، تعالي ننزل الي الحديقة
همت لتسالها لماذا ؟
لتفاجئا بخروج نادين من الغرفة نظرت لهما ببرود وابتسمت ابتسامة متكلفة لنور ورمت انجي بنظرة كراهية لتنصرف من امامهما بغرور وتعالي
همست انجي : الان عرفت سبب رفضك للدخول هناك
تنحنحت بإحراج : لا اعلم ما بها ، ولكن ياسين اخبرني انها متقلبة المزاج وانطوائية قليلا
دخلا الي الغرفة وانجي تقول : اذا كانت متقلبه معك فهي تكرهني
نظرت لها نور بتعجب لتردف: نعم ، ولكني لا اشغل عقلي بمن يحبني ومن يكرهني كل ما يهمني يوسف ،يوسف فقط
ابتسمت : اخبريني كيف تزوجتما ؟
__ لا مرة اخرى يكون يوسف موجود ، لأني احب ان اسمعك القصة منه ، يقولها بأسلوبه المرح الذي اعشقه
ضحكت نور : من الواضح انكي تحبيه
صرحت بتلقائية مرحة : بل اعشقه ، اهيم به حبا منذ صغرنا
انصدمت نور من تلقائيتها لتكمل هي سائله : وانت اخبريني كيف التقيت بياسين ؟ يوسف اخبرني انه يحبك جدا
احمر وجهها بشده وخفضت بصرها بخجل
لتفاجئ بصوته الرخيم : يوسف مخطئ ، انا اعشقها
التفت اليه والاحمرار يسيطر على وجهها والوهج من كلمته
اشعل السخونة بجسدها لتنتبه على صوت ضحكة انجي
__ اخجلتها يا سين ، تفضل
دلف الي الغرفة ليجلس ملتصقا بها ونظر اليها قليلا لينقل بصره الي انجي : كيف حالك اليوم ؟ وحال ابن اخي ؟
__ انا بخير ، ممكن ان تصبح ابنة اخاك
__ لا يهم ، المهم ان يصل بالسلامة
__ اريده ولدا لنزوجه من بنتكم فهي ستاتي فائقة الجمال كوالدتها
ابتسم ياسين : لن ازوج ابنتي لابن يوسف هل جننت
اكيد سياتي مجنون مثل ابوه
__ احلى مجنون بالعالم ،واحبه بجنونه
رفعت حاجبيها بصدمة من مقولتها ،المرة الاولى ظنت انها صرحت بمشاعرها لانهما لوحدهما ولكن عندما رددت مقولتها امام ياسين شعرت بتعجب من هذه الفتاه التي لا تخجل من مشاعرها
ضحك ياسين على مقولتها ليرد بمزح : الجنون صفة مشتركة اذن
قهقهت انجي ضاحك : نعم
رن هاتفه لينظر بتعجب سالته : من ؟
__ لا اعلم رقم غريب ، انتظري
خرج ليرد على الهاتف لتلتفت الي انجي ولفت نظرها وجهها الشاحب وتعجبت من تغييرها المفاجئ: ما بك جيجي ؟
__ لا شيء ، اشعر اني لا استطيع ان اتنفس ،قلبي مقبوض
اقتربت منها ورتبت على ظهرها بحنان : تنفسي جيجي ، اهدئي وحاولي ان تتنفسي ، تعالي اغسلي وجهك بماء بارد
وحاولي الهدوء فالاضطراب مضر لك
خرجا الاثنتين من الغرفة نور تسير بجانبها ليتناهى اليهما ياسين يقول : باي مستشفى ، هل هو بخير ؟
من فضلك اخبرني ؟
تقدمت انجي بسرعة الي جانبه وتعلقت بذراعه و
سالت بإلحاح : ما به يوسف ؟ اجبني ياسين ؟
تنفس بقوة ليقول : انه بالمشفى لقد تعرض لحادث سيارة



اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
لا تبخلوا عليا بردودكم وتفاعلكم وتوقعاتكم
اذا قدرت انزل البارتات زي الاسبوع ده حعمل كده
وخصوصا اننا سنتوقف في شهر رمضان
رمضان كريم عليكم يا شباب
مستنيية ارائكم
ان شاء الله نلتقي السبت القادم
في حفظ الرحمن

سلافه الشرقاوي 24-07-11 03:42 AM

صباحكم نادي يا ال ليلاس الكرام
سوري واللهي على التاخير النص ساعة دي
وعلى اني نسيت اقولكم ان موعدنا الساعة تلاته بتوقيت ام الدنيا مصر
عاذروني كنت مستعجلة
واتمنى ان البارت يكون عند حسن ظنكم ويشفعلي التاخير
اسيبكم مع البارت
وباذن الله يعجبكم
اتفضلوا


الفصل السابع والعشرون


خرج ليرد على هاتفه وهو يشعر بترقب من المكالمة
لا يعلم لماذا، ولكن قلبه يخبره ان هذه المكالمة تحمل اخبار سيئة رد بهدوء بصوته الرخيم : السلام عليكم
صوت عملي : وعليكم السلام ، معي الاستاذ ياسين محمود شوكت
__ نعم ، أي خدمة
__ اخاك يوسف تعرض لحادث سيارة
شعر بالرجفة تسيطر عليه : باي مشفى ؟ هل هو بخير ؟ من فضلك اخبرني
ابلغه باسم المشفى ليغلق الخط
شعر بانجي وهي تتعلق بذراعه وسالته بإلحاح
__ ما به يوسف ؟ اجبني ياسين
تنفس بقوة ليسيطر على رجفته : انه بالمشفى لقد تعرض لحادث سيارة
ترنحت وقفتها ليمسك بها حتى لا تقع ارضا
انحنى ظهرها قليلا لتلمع القوة بعينيها وتنتصب واقفه
قالت بقوة واصرار عجيبين : خذني اليه اريد ان اراه
ولا ترفض ، فمعك او بدونك سأذهب
نظر الي نور بتعجب من قوتها التي لا يتخيل ان تمتلكها
لتهز الاخرى راسها بتعجب وعدم معرفة بهذا التغيير العجيب بشخصيتها المرحة
__ حسنا ، ولكن لا اريد ان تعلم امي بالخبر حتى نطمئن على يوسف
تنحنحت نور : عندي فكرة ، اخبرها اننا سنلتقي بيوسف ونخرج جميعا
رد بهدوء : فكرة جيدة ، ارتدي ملابسك نور وانت الاخرى انجي ، واسرعا
تحركت نور لتتعجب من عدم حركتها

واقفة تتذكر جميع مواقفهما معا كانه شريط سينما يعرض امامها ، منذ ان كانا صغار الي الان
وهما بالمدرسة معا ،وعندما كان يأتي لها بلندن ويوم زواجهم ، وشهر العسل الذي قضياه بالريف الاوروبي شهرا كاملا ثلاثون يوما يتنقلان معا من مدينة الي بلده الي بلد اخرى بالقطار ،ويوم مشاجرته مع معتز وغضب ياسين
يوم تلقيه لخبر حملها والذي اصر انه سيحتفل به مهما حدث اجفلت من فكرة ان من الممكن ان يتركها لتدمع عيناها
رتبت نور على ظهرها : انجي ارتدي ملابسك حتى نذهب
رات نور الدمع بعينيها لتكمل : لا تقلقي سيكون بخير
ردت وهي تجاهد ان لا تنهمر دموعها : غصبا عنه ، ليس برضاه ، سيكون بخير وسيبقى معي كما وعدني الاف المرات
توترت نور من ردها ليشعر ياسين انها مجنونة بالفعل
رد بهدوء : حسنا ، هيا اجهزها حتى لا نتأخر

******************

وصلوا الي المشفى الراقد بها يوسف ونور تشعر بالتعجب من انجي فهي لم تصمت عن الثرثرة
ارتسمت على وجهها علامة تعجب كبيرة منها ، فهي تكلمت معها بكل شيء حتى الطبيخ ، نظرت الي ياسين بعد نزول انجي من السيارة وهما يسيران بجانب بعضهما بتعجب منها ليقول بهدوئه المعتاد
__ لا تتعجبي نور ، انها تسيطر على توترها ، اذا صمتت ستجن من الافكار التي ستداهمها عن وضع يوسف الصحي
فتثرثر حتى تشغل عقلها وينتبه الي اشياء اخرى غير الحدث التي لا تريد ان تفكر به
نظرت اليه وشعرت بالغيرة من تحليله للموقف
__ هل تعرفها لهذه الدرجة ، انت فاهم تصرفها جيدا
نظر اليها : انت تشعرين بالغيرة ،اليس كذلك ؟
عموما لا انا قرات عن حاله كهذه من قبل و عندما بدأت انجي بالثرثرة علمت انها تقوم بتمويه لعقلها ، اين هي ؟
__ لا اعلم اعتقد انها تقدمت علينا ،هناك تسال بالاستقبال
مشى سريعا لتقول بسرعة وبارتياح : انه بالدور العاشر وبغرفه عادية
زفر ياسين بقوة : الحمد لله
ركضت من امامه ليصيح : انتظري
نطقت وهي تدلف الي المصعد : تعالا على راحتكما
تمتمت نور بتعجب: انها بالفعل مجنونة ياسين
لم يستطيع كبح ضحكته فوجه نور كان معبرا عن حاله شديدة من الاندهاش والتعجب ولكن ما اضحكه فعلا ان اخاه سليم ردد مرة اخرى : الحمد لله ، هيا نور لنصعد الي يوسف اريد رؤيته حتى يطمئن قلبي اكثر
__ لا تقلق حبيبي سيكون بخير
صعدت الي الغرفة لتطرق الباب وتدخل فورا
تنهدت بارتياح وهي تراه جالس على الفراش لتركض اليه
وتجلس بجانبه :انت بخير ، اليس كذاك؟
ابتسم بوجهها : نعم ، لا تقلقي ،
تفحصته ليقول : كسر بذراعي الايمن ورجلي اليسرى
والتواء بسيط برقبتي ،وقال بحزن شديد ولكن السيارة رحمها الله
نبرته الحزينة جعلتها تتأهب لمصيبة ليبلغها عن السيارة
لتقذفه بحقيبتها بوجهه فيقهقه ضاحكا ويسحبها من يدها التي تضرب صدره بها ويضمها اليه وينثر قبلاته المرحة على راسها: انا بخير يا قلبي لا تقلقي

دمعت عيناها ودفنت راسها بصدره اكثر : كدت ان اموت قلقلا عليك ، وانت تقول السيارة ، في الف داهية مائة سيارة فداك حبيبي
ابتسم بحب لتقترب منه وتقبله بحب شديد : لا تفعل ذلك ثانية
استمتع بالقبلة ليقول بنبرة عاشقه : لا تقلقي انا بسبعة ارواح


وصلا الي الغرفة ليروا من الزجاج المعركة الدائرة بين انجي ويوسف رفع ياسين حاجبيه من هذه المجنونة التي تحاول ان تضرب زوجها ومن اخاه الاكثر جنونا الذي يضحك منها وفجأة تحول المشهد امامه الي حب وغرام
واضح بين الاثنين لينتهي بقبلتها التي لم يكن يتوقعها
تماما احمر وجهه خجلا لينظر الي نور التي اعطت ظهرها للمشهد بأكمله

تفكر بما راته امامها عقلها يحدثها بان هذه الفتاه غير طبيعية
تتذكر تقبيلها ليوسف وتندهش الا تخجل ان تقبله هكذا ، نعم انه زوجها ولكنها بمكان عام ومن الممكن ان يدخل عليهم أي احد ، دون سابق انذار انتبهت الي صوت ياسين
__ نور ، الن تأتي معي ؟
رفعت عيناها لترى الاحمرار الذي على وجهه لتبتسم وهي تفكر ان ياسين نفسه خجل من الموقف
تمتمت بهدوء : عجيبة
ابتسم ياسين عندما رأى وجهها بلونه الاحمر القاني وحدث نفسه عندما سمع تمتمتها طبعا نور ، انت خجول للغاية وهي تحيى كالأوربيات ، لا يهمها احد غير يوسف وانت تقدمين الناس جميعا على مشاعرك
طرق الباب بهدوء ليدخل وهو يبتسم : انت بخير ؟
ابتسم بسعادة : نعم ، انا بخير لا تقلق
مجرد كسور بسيطة ، الطبيب اخبرني اني نجوت بمعجزة
__ الحمد لله
ابتسمت : حمدا لله على سلامتك يوسف
__ الله يسلمك ،انت التي ستتحملين نتيجة الحادث فانا لن استطيع الذهاب الي العمل هكذا و انت و زوجك من ستذهبان الي الشركة
نطق ياسين بهدوء قاطع : انا سأذهب ،سأضطر الي الغاء السفر في الوقت الحالي حتى تتحسن وتفك ذراعك ولكن نور ستكمل اجازتها
نظرت له بتعجب ولم تشأ ان تتناقش الان معه
طرق الباب ليدلف الطبيب : السلام عليكم ، كيف حالك الان
ابتسم يوسف : الحمد لله
نظر الطبيب الي ملفه ليقول : انت بخير وتستطيع الانصراف الان ، اهتم بحركتك ، وانصحك بالراحة الفترة القادمة حتى لا تتأثر رجلك ، فكسر رجلك شديد
__ ان شاء الله
خرج الطبيب ليسال ياسين بهدوء : ماذا حدث ؟
نظر له يوسف وقال بمرح : لا شيء ، ان حوادث السيارات الان كثيرة
نظر له بتفحص : قص لي الحادثة
قال بارتباك : خلاص ياسين ، المهم اني بخير
قال بقوة : اذن هي مدبرة ، ليست قضاء وقدر
نظر له برجاء لينقل نظره الي انجي ليصمت ياسين على مضض قالت بدهشة : ما معنى هذا ؟
صمت يوسف ونظر الي ياسين الذي زفر بضيق
اكملت : رد يوسف ، هل الحادثة مدبرة فعلا ؟
اشاح ياسين بوجهه ليقول يوسف بحزم : خلاص انجي
لا اريد ان نتكلم بهذا الموضوع لا الان ولا فيما بعد


شعرت بالدهشة مما يحدث حولها ، لا تصدق ما تسمعه
حادث مدبر ليوسف ، لماذا ؟
ماذا فعل يوسف لينتقم منه احد ويفتعل له حادث قد يودي في معظم الاحوال بحياته
تنظر لهم بتعجب تريد ان تفهم لماذا ولكنها لا تستطيع ان تسال فنبرة يوسف الحازمة التي لم تعتدها من قبل اجبرتها على الصمت
وقف ياسين : سأذهب لأنهي اجراءات خروجك
وقفت بدورها : خذني معك
انصرفت برفقة زوجها تنحنحت ليسال ياسين بهدوء
__ ما الامر ؟
__ هل ما سمعته صحيح ؟
نظر لها بتساؤل : حادث يوسف مدبر
تنفس بقوة وعمق : اعتقد ، سأتابع الشرطة لأعلم هل بالفعل الحادث مدبر ام انه حادث عادي ؟
سالت بصوت يقطر دهشه : من الذي يحاول اذية يوسف انه شخصية مرحة ولطيفة ولا اتخيل ان له عداوة مع احد ؟
شعر بغضب فعلي من وصفها لآخوه باللطف والمرح ليتذكر انه السبب بأذية يوسف ، لا ينكر احساسه بالذنب اتجاه اخاه
فهو السبب الرئيسي لأذيته ، ولولا العداوة القائمة بينه وبين معتز لكان يوسف ينعم بحياة طبيعية ، كان تزوج ممن احبها واستقر معها ، لم يكن ليتزوج بهذه الطريقة دون علمهم
ردد عقله انت السبب ياسين لا تنكر ، تحمل نتيجة افعالك ولكني لم افعل شيء والي الان لا اعلم سبب العداوة التي بيني وبين معتز ، تذكر اول مرة قابل بها معتز بعد وفاة حنان ،كان ذاهب ليعزي السيد عبد العزيز وراه هناك
تقدم منه بهدوء وهو يربت على كتفه : البقاء لله معتز ،
اعلم ان مصابك غال ولكنه قضاء الله وقدره
رفع عينيه اليه لا ينكر دهشته من نظرة معتز التي تملئها الكره ليجز الاخر على اسنانه ويقفز واقفا ويلكم وجهه بعنف
شعر بصدمة عنيفة من اللكمة حاول استعادة توازنه ليلكمه معتز مرة اخرى شعر بالغضب يتصاعد براسه لتبدا مشاجرة عنيفة بينهما ، لم يستطع احد ان يفكهما عن بعض
ولكن ياسين تفوق عليه فبنية معتز الجسدية ضعيفة طوق ياسين عنق معتز بذراعه بقوة
ليقف ياسر بوجهه : اتركه ياسين هل جننتم ،ماذا تفعلون ؟
رماه بعيدا عنه ووضع يده على انفه الذي يسيل منه الدم بغزاره : لا اعلم ،اساله انه مجنون لكمني دون سبب
نظر معتز اليه بكره وهو يحاول ان يقف على قدميه ويمسك ذراعه بألم : ايها الخائن الحقير ، انت السبب بوفاتها فلولا خيانتك لي لكانت تحيا الان
هم بالرد عليه ليسكتهم صوت السيد عبد العزيز بحزم
__ اصمتا انتما الاثنان ، لا اريد سماع أي شيء ، لم تحترما وجودي ، ولم تحترما الظرف الذي نمر به
انصرفا من فضلكما وكفانا ما اتي من وراءكم
هزته برقه لينتفض من ذكرياته : ياسين ما بك ؟ انا اتكلم معك
هز راسه بضعف : لا شيء ، سرحت قليلا
انتظريني حتى انهي اجراءات خروج يوسف ونعود الي المنزل


********************
__ اهلا محمد ، لا سأعود بعد غد ان شاء الهه
كيف ذلك ، ولكن موعد السداد بعد عشرون يوما
لا طبعا انا اسدد القرض شهريا ولم أتأخر ولا مرة
غريب ، لا اعلم ، سأراجع الاوراق التي بحوزتي عندما اعود ، اسمعني جيدا ، اريد ان ترفع لي قضية اطالب بها بورثي من ابي اعلم اني تأخرت في هذا الامر ولكني احتاج الي ورثي الان ، شكرا محمد وانا سأذهب الي البنك لأرى ما يمكنني فعله
لف ليجدها واقفه امامه تبتسم فتح لها ذراعيه لتتسع ابتسامتها وتتقدم ناحيته شدها اليه قبل ان تقترب منه واحتضنها وقفت تنظر من الشرفة الي البحر بتموجاته الزرقاء ليسند راسه على كتفها
__ ها حبيبتي ، سعيدة بالرحلة
__ الحمد لله انها اسعد اوقات حياتي
__ تريدين الخروج ام نمضي سهرتنا هنا
__ لا انا اشعر بالتعب قليلا ، لنمضي سهرتنا هنا
سألها بلهفة : ما بك ؟
ابتسمت : لا شيء عمر ، معدتي تؤلمني قليلا من الواضح اني اصبت بالبرد
__ حسنا ، هيا بنا الي الداخل ، حتى لا تمرضي فعلا


*****************
وصلوا الي القصر ليسند ياسين يوسف ويدخل به
دلفوا جميعا لتنتفض السيدة نواره من رؤيتهم وتتقدم منهم سريعا : ماذا حدث ؟ ماذا اصابك حبيبي ؟
ابتسم يوسف : لا شيء امي ، أتدلل عليكم فقط لأعلم مدى حبك لي وهل انا ما زلت اخر العنقود ام اخذتي مني اللقب
نظرت له بعتب : انت الغالي حبيبي مهما فعلت
صاح ياسين : يا سلام ، لأنه مريض يأخذ لقبي ، كفاه انه اخر العنقود
وصل يوسف بمساعدة ياسين الي الاريكة ليجلس عليها
__ يا اخي انا مريض ، ترفق بي وتنازل عن لقبك حتى اشفى
رد ياسين بصدق : بل اتنازل لك عن عمري لو احببت يوسف
ابتسم يوسف بامتنان : اعلم اخي ، الله لا يحرمني منك
قطع جو المودة الرائع الذي يحيط بهم صوتها بنبرته الباردة
__ ماذا حدث لك يوسف ؟
التفت اليها ياسين : لا شيء ، تعرض الي حادث
لفت عيناها : حادث سيارة اليس كذلك ؟
هز راسه ياسين ايجابا لتكمل هي بكره ونظراتها مثبته على
انجي : اذن اخاك العزيز قرر التخلص منه ، لأنه تزوجك
وما الجديد انه مجرم ، وليس اول مرة يكون سببا بموت احدهم
صاح يوسف غاضبا: اصمتي نادين ، لا نريد تفاعلك اليوم
ولن تفرق معك اذا مت او عشت فانت لا تشعرين اساسا
جزت على اسنانها لترفع راسها بكبرياء وتغادرهم بصمت
نظر له ياسين وقال بقوة : لا تتكلم معها بتلك الطريقة ثانية
فهي تخفي مشاعرها وثورتها على زوجتك بسبب خوفها عليك ليس الا
رد يوسف بخجل : سأعتذر منها ،ولكن غضبت منها ياسين اليس لي احترام حتى لو تكره انجي او لا تحبها تتعامل معها جيدا لأجل خاطري
انحنى على اخاه وقال بصوت منخفض : انت تعلم جيدا ان معتز هو من وراء الحادث
خفض يوسف بصره ليكمل ياسين : اذن انت متأكد يوسف
هلا تقص لي ما حدث ؟
__ لا شيء ياسين المهم اني سالما ، ارجوك توقف عن التكلم في هذا الموضوع لا اريد ان تضطرب انجي ويذهب ابني الذي انتظره بفارغ الصبر نتيجة حماقة معتز
__ حسنا لأجلك فقط يوسف


**********************

دخلت الي جناحها الفارغ وهي تشعر بجرح كبير من كلام يوسف ، انا لأشعر كيف يتهمني بمثل هذا الاتهام الا يشعروا جميعا كيف احبهم ام عمت عيونهم عن حبي المتدفق ناحيتهم
تذكرت مقولة حنان لها ان لا احد يشغل راسه بها وبما تريده
فهي غير مرئية بالنسبة اليهم جميعا
شعرت بقلبها يتمزق وهي تتقدم ناحية المرآه وتنظر الي نفسها ، نعم كانت غير مرئية لهم جميعا حتى اخاها
رغم انها جميلة ولكن لم تكن بجمال حنان هذه الفتاه اليتيمة ابنة اخت السيد عبد العزيز ، توفى والديها بحريق اشتعل بمنزلهم لتنجو منه الطفلة التي كانت تقضي ليلتها عند جدتها وخالها الغير متزوج ، ليقيم الخال مقام الام والاب حتى عندما تزوج ، رحبت زوجته بها وعاملتها افضل من اولادها فلم يرزقها الله الا ولدا وحيدا وبعد سنوات كثيرة من عدم الانجاب فكانت حنان ابنتهم الكبرى الدلوعة ، التي تجاب لها طلباتها مهما كانت
حتى امها نوارة هانم كانت تحنو عليها بشكل مستفز لنادين ، وكانت تنصف حنان في كل الاحوال عليها ، وعندما تتذمر نادين تقول لها انها يتيمة نادين لا تنعم بحنان الاب وعطف الام مثلك
سخرت وهي تتذكر لم ارى بحياتي عطف الام لأنك امي كنت تتدخرينه لياسين الغالي وحنان اليتيمة
ثم لن تنسى ابدا صدمتها القاسية يوم اصرت حنان به ان تأخذ هدية والدها التي اهدها لها يوم نجاحها بالشهادة الاعدادية فأعطها لها ياسين غصبا عنها ، نعم اتى لنادين بهدية افضل منها واغلى لكنها كانت تريد هدية والدها
ومنها شعرت بتبرم من الجميع لماذا يفضلون تلك الغريبة عليها ؟ ما بها لتجذب الجميع اليها بهذا الشكل ؟
وعند وصولهم لآخر المرحلة الثانوية شعرت ان الثلاثي المقرب اليها يحوم حول حنان بشكل ملفت للنظر ياسين يجيب طلباتها ومعتز يتفنن في اسعادها ورفقتها اينما تريد واحمد يحب ان يتكلم معها ويمزح كعادته المفضلة لتسالها بحسن نية ما الامر بينها وبينهم لتجيب بغرور جميعهم معجبون بي ندى وهذا امر طبيعي هل تتخيلين ان احد منهم سيلتفت اليك ، لا تحلمي ندى بما لا طاقة لكي به لتهمس بفحيح : هل تتخيلي ندى ان احمد من تهيمين به حبا سيلتفت اليك ويتركني انا ، انه حلم جميل كفاك ان تحلمي به فهو يحبني انا ويريد ان يتزوجني
شعرت بالصدمة تسيطر عليها من وضوح مشاعرها لترد ببرود لا تعلم من اين اتى : من قال لكي اني افكر في احمد انه ابن عمي واخ لي كياسين بالضبط ، هل جننت انا واحمد تربينا معا ونشائنا كالأخوة ، ولكن اخبريني حنان من المفضل لك من بينهم
ردت الاخرى بتعالي : من يليق بي طبعا ياسين ، ولكني افضل رفقة معتز فهو مرح ليس ثقيلا كياسين ثم انه يلمح لي بمشاعره و احيانا يصرح ولكني ادعى عدم المعرفة ، لكن احمد لا افكر به اطلاقا
نظرت لها مصدومة : انا لا اصدق انك تفكرين بمثل هذه الطريقة ، من منهما تحبينه
ردت بلا مبالاة : لا احد ، لا هذا ولا ذاك ، بل ارى من الانسب ، والانسب لي ليليق على جمالي ونكون متفردين لا احد مثلنا هو ياسين ، هو الاغنى والاجمل و لكن معتز لا بأس به ، فاذا لم يقترب ياسين اكثر من ذلك فمعتز موجود ومنتظر اشارتي ، واذا تقدم الي ياسين بالطبع سأوافق
شعرت انها ستهوى مغشيا عليها من حقارة هذه الحنان التي لا يعلم عنها احد وكل ما فكرت به ان تنقذ اخاها من براثن تلك الوضيعة التي لا تعلم الحب بل تتلاعب بهم كما تريد وفعلا اخبرت ياسين ليصفعها بقوة على اتهامها لحنان بانها تلعب عليهم جميعا ولا تحب احدا منهم يومها عنفها بشده وقال ان هذا الكلام لا يخرج من فتاه متربية مثلها
وانها تشوه سمعتها من اجل الغيرة عليه لا اكثر
لتنقلب هي الاخرى لشخصية جديدة غلفت نفسها ببرود المشاعر وانعدام الاحاسيس لتخرج شخصية جديدة غير الشمس المشرقة كما كان يلقبها احمد
تنهدت وهي تتذكر احمد وكيف كانت تقضي برفقته احلى اوقاتها لتبتسم بحب عندما تذكرت خفقات قلبها له ولكن هي من دفنت تلك الخفقات عندما علمت من حنان انه يحبها ويريد الزواج منها ولكن ما قهرها حقا انه تقدم الي خطبتها بعدما وافقت حنان على معتز وتزوجا بسرعة عجيبة
تعجبت منها نادين رفضت طبعا عرضه للزواج بسبب انها لن تستطيع ازاحة حنان من طريقها وستظل عائقا امامها
لتصر امها على الخطبة وتستنجد بياسين الذي يرغمها على الموافقة ، كان ذلك بعد ان مضى ياسين في سفره الي الخارج لإكمال دراسته هو وياسر اربع سنوات كانت اكملت بها دراستها ، لم تقوى على الوقوف بوجه ياسين لتوافق على مضض ولكن ترفض فكرة السفر مع احمد الان
عقدت قرانها وهي تشعر بالحاجز النفسي بينها وبين زوجها يزيد فتؤجل الزواج سنة بعد اخرى لينهى ياسين دراسته
ويعود وينقلب كل شيء كما كان فالسيدة حنان عادت الي طبيعتها في التقرب الي ياسين وبالتبعية الي احمد اوقات تواجده بمصر لتشعر هي بالكره والنفور منهما كيف لا يلاحظان ما تفعله ، لتشعر هي بمشاعر معتز وغيرته كيف لا تشعر فهما الاثنان متساويان كلا منهما يدق قلبه الي حبيب مشغول باخر ، تذكرت الحديث الذي دار بينها وبين معتز
في احد الايام كان يسهران بإحدى النوادي الليلية وكان واضح عليه الغاضب من رقص زوجته مع ياسين
سالته بهدوء :ما بك معتز ؟ هل يوجد شيء يضايقك؟
__ أيعجبك ، ما يحدث ندى ، انها تستفزني بكل الطرق
__ انت السبب معتز غيرتك عمياء وتضيق عليها الخناق اكثر من اللازم ، اترك لها مساحة من الحرية
__ احبها ندى ، وهي تعلم ذلك جيدا وانت ايضا
نظرت له بطرف عينها : تحبها معتز ،هل من يحب يخون وكل ليلية من واحدة لأخرى ، لا تكذب على نفسك معتز فانت لم تحبها يوما كانت لك هدف بعيد المنال وحصلت عليه وكأي طفل مدلل عندما حصل على لعبته رمى بها من النافذة عندما اشبع رغبته
قال بسرعة وتهور : لا والله ، فانا حصلت عليها من قبل الزواج ولكني صممت على الزواج منها على الرغم من رفضها
اتسعت عيناها على اثر الصدمة : نعم ، ما الذي تقوله معتز؟
شعر بالإحراج ليفضفض معها ولما لا فهي صديقته المقربة
__ نعم انا وحنان كانت بيننا علاقة من قبل الزواج انت تعلمين انني احبها وهي تحبني فحدث بيننا خطا صغير ولكن الان انها زوجتي وهذا الخطأ كانه لم يكن
ابتسمت وهي تعلم الان لماذا غيرت حنان هانم مخططها من ياسين وحولته الي معتز ، اذن الخطأ البسيط الذي يتكلم عنه معتز وضعها بمأزق ولكن زواجها من معتز انهى هذا المأزق ، ليعود ياسين ويعود مخططها للزواج من ياسين
ومع خيانة معتز المتكررة لها عندها سبب وجيه للطلاق منه والزواج من اخيها العزيز الذي من المؤكد ينتظر اشارتها فهو منذ عودته يأتي ويذهب معها كيفما تريد هي
شعرت بالقلق على اخيها وعلى معتز ايضا لتمتم بهدوء
__ معتز اسمعني جيدا ، لا تدع ياسين يقترب منها اكثر من ذلك ، اذا كنت تريد زوجتك تظل معك ابعدها عن ياسين
وابعد ياسين عنكما هذه الايام ، ولا تجعله يقترب منها ابدا
وحاول ان تخلص لها هذه الفترة حتى لا تنتهزها فرصة هي الاخرى لتذهب الي احد اخر
حسن النية هو ما سيطر عليها لتخبره بهذا الكلام الغبي
الذي فهمه معتز بشكل اخر ليشك بزوجته وانها تخونه كما يخونها لتحدث المشاجرة بينهما وتتوفى حنان على اثرها
لن تنسى ابدا يوم ان اقتحم معتز العزاء وهو يمسك ذراعه بألم ويصيح بها اخبري السيد عبد العزيز بما قلتيه لي
اليس اخاك المحترم هو من تسبب بما نحن فيه اليس هو من ضحك على زوجتي وخانني معها نظرت له بصدمة لتغادر العزاء راكضه دون سماع البقية ، وهي لا تتخيل انه يتهم ياسين بهذا الاتهام البشع ، ولكن ماذا تفعل فخياله المريض صور له اشياء لم تحدث اطلاقا
ويومها قررت ان تحول زواجها الصوري الي زواج فعلي ستبتعد عن كل شيء وتذهب الي اخر الدنيا مع حبيبها الذي يحب امرأة اخرى غيرها ولكنها تحبه ، ماذا ستفعلين نادين ، لنستخدم رداء البرود فهو ممتاز في مثل هذه المواقف

انتبهت عليه واقف خلفها ويقول بصدمة : انت تبكين ، لماذا حبيبتي ، حدث شيء وانا بالخارج ام تبكين بسبب حادث يوسف
مسحت دموعها المنهمرة غصبا من ذكرياتها المريرة
لتقول ببرود : انا متعبة واريد النوم ، من فضلك اتركني انام
زفر بضيق منها ليخرج ويغلق الباب خلفه لتنهمر دموعها مرة اخرى بصمت

**********************
دخل الي بيته وهو يشعر براحة عجيبة تتملكه كعادته عندما يدخل الي البيت ولما لا فالبيت به كل شيء يتمناه بل هو محسود على ما يمتلكه زوجة جميلة يحبها وابنة رائعة الجمال كأمها والصفات كعمتها الغالية علياء
نعم هي تشبه علياء بتصرفاتها طيبتها ومرحها والشقاوة التي تطل من عينيها تذكره بها ، ابتسم وهو يتذكر اخته الحبيبة
ويتمنى لها السعادة ، ادار بعينيه في البيت ليتعجب من سكونه تحرك ليبحث عن زوجته وابنته بهدوء
فتح غرفة جنى ليجدها نائمة ابتسم واقترب منها مقبلا جبينها ودثرها جيدا بالغطاء
ليتوجه الي غرفة نومه اقترب ليسمع صوت ضحكاتها
ليتعجب نظر الي ساعته ليجدها الحادية عشر تساءل مع من تتكلم الان ارهف سمعه ولا يعلم لماذا ليسمعها تقول بسعادة
__ لا تتخيلي منظره وهو غاضب وعيناه محمرتان وهذه المفعوصه تصرخ طلقني ، لا اريد ان اتزوجك
بردت ناري بغبائها ، وعلى الرغم اني كنت اخطط لتحدث مشاجرة فعلية بينهما الا ان غبائها تحكم بها ووفر علي الكثير
صمتت لتكمل : لا خلاص هذه الصفحة طويتها من حياتي
فكرامتي ردت الي بعد ما بعثرت كرامته عليا الغالية

شعر بصدمة عمره وهو يستمع الي كلامها لم يكن يتخيل انها تنظر الي صديقه وزوج اخته ، لم يكن يريد تصديق ما يسمعه واراد ان يتخيل انها تحكي عن شيئا اخر غير هذا ولكن تصريحها باسم اخته محى كل التخيلات ليتركه اما حقيقة عارية بشعة التكوين والخلقة ، فتح الباب بعنف
لتبتسم له كعادتها اغلقت الهاتف وهي تنظر اليه متعجبة من مظهره ، ليقترب منها بهدوء قاتل ويجلس على الفراش
__ مع من كنت تتكلمين ؟
ابتسمت وقامت لتاتي له بملابسه كالعادة : انها سماح حبيبي
نطق بقوة : ولماذا تحكين لها عن مشكلة علياء مع زوجها
وقعت الملابس من يدها لتقول بارتباك : لا لم احكي لها عن شئ
قفز واقفا امامها ليهوي بيده صافعا اياها : لا تكذبين
شهقت من صدمة وقوة صفعته ليمسكها من شعرها بعنف ويقول بحرقة : ماذا فعلت لك لتستغفليني ، انا اية ، انا علي احببتك كما لا يحب رجلا امراه لتخونيني بهذه الطريقة
تستغفليني ، قلبك مع صديقي واخي الذي لم تلده امي
زوج اختي الغالية ، لهذا كنت رافضة لزواجهما ، وعندما لم تستطيعي اقناعي تحولت الي علياء لتملئي اذنيها على عمر
انهال عليها بالصفعات : انت السبب بالمشكلة بينهما اذن
صرخت بقوة وركضت منه وقالت بألم : لم اخنك علي صدقني ، والله لم اخنك ، انا كنت اريد الانتقام من عمر لا اكثر
نظر لها وقال بقهر : لماذا ؟ ماذا فعل لكي عمر ؟
نظرت اليه وصمتت ليضحك ساخرا : لأنه لم يركع الي حسنك الفتان وجمالك الطاغي اليس كذلك ؟
لم يكن غبيا كصديقه ، بل عزيز النفس وواسع الادراك اختار من تصونه وتحفظه ليس من تشعر بالإهانة لان رجلا لم يعيرها اهتمامه
نطق بقوة وثبات : انت طالق يا هانم ، لا اريد ان اراك وانسي ان لك ابنة
خرج سريعا من الغرفة بل من الشقة كلها لتهوي هي ساقطة بالأرض وتبكي بندم وحرقة على ما خسرته

*******************

جالسة بين ذراعيه وسط فراشهم وهو يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية البنية قبل عنقها بلطف لتنكمش
__ نور ، لا تنكمشي هكذا تشعريني باني اوذيك بمشاعري
خجلت واحمرت اذناها ليضحك هو ويشدها من اذنها بلطف
__ لا تخجلي تكلمي معي اخبريني عن مشاعرك
ترددت لتهمس له : واذا كنت لا اعلم ماذا ينتابني ، لا اعلم لماذا ارتجف من قربك ولماذا اشعر بالبرودة في اطرافي عندما تتجرا اكثر وتقرب مني لفت اليه وقالت بعينين صادقه وشفافة : لا اعلم ياسين
ابتسم : انت خجولة لا اكثر والانتظار هكذا لن يفدنا بشيء نريد ان نقترب مرة فمرة حتى يذهب الخجل ويظل الحب فقط ، لن ازيد هذه المرة عن المرة الماضية ولكن تحمليني قليلا ، فانا ساجن هكذا انت قربي ولا استطيع الاقتراب منك ، ارحمي حالي قليلا
ابتسمت لتخفض نظرها بخجل ليعتبره هو استجابة لطلبه فيقترب منها ببطيء وهدوء وهو يدعو الله ان لا تبكي هذه المرة

**********************
احتضنها مهدئا : خلاص نور ، كفي عن البكاء لقد توقفت
اعلم اني حمار ولم افي بوعدي لك ولكني لم استطع ان اكبح نفسي عنك ، اسف حبيبتي والله ولكنه غصبا عني
اكمل مازحا : توقفي فانا سببت نفسي لأجلك ، أتريدين سماعها ثانية انا حمار لأني لم
ابتسمت من بين دموعها ووضعت اصابعها الرقيقة على شفتيه مقاطعه لمقولته فقبلها بلطف لتبتعد عنه ليمسكها بحزم وقوة
__ لا تبتعدي ، لن افعل شيء اخر ، اريد ان انام لأني سأذهب الي الشركة غدا ، ولن اسمح لك بالابتعاد عني
هيا ، لننام كما اعتدنا وانسي ما حدث
هزت راسها ايجابا ليحتضنها بين ذراعيه ويضع راسه بجانب راسها ويقبلها برقة بالغة ويهمس
__ لن اتعجل نور فانت لي مهما طال الامر
ابتسمت بتعجب لمقولته لتغفى عيناها هي الاخرى ويذهبان
في النوم




ابتسمت وهي تفتح عيناها على وجهه القريب لتشعر بالحب يمتلكها قبلها بنهم كعادته مؤخرا لتصبح قبلاته اكثر تطلبا
ويصبح هو اكثر عنفا وقوة ، حاولت التخلص منه لكنها لم تستطيع ، دفعته عنها اكثر من مرة ولكنه لم يستجب
غصبها ليقول بأنفاس ساخرة : انت لي دائما وابدا ولن يتمتع بك احدا اخر ، فانا احصل على ما اريده تذكريها دائما
بكت بنشيج حاد ورعب وصرخت صرخة مدوية عندما رفع راسه لينظر الي عينيها لتكتشف انه ليس ياسين


شعر بضربات خفيفة على صدره لتزداد الضربات قوة ليتمتم اهدئي نور لم اقترب منك انا نائم حبيبتي
لينتفض مذعورا من نومه على بكائها الحاد ونشيجها المميت
لينظر اليها تأكد انها تحلم عندما راها تضرب الهواء بذراعيها لتصرخ بقوة ، فلم يكن امامه الا ان لطمها على خدها بقوة خفيفة استيقظت على اثرها على الفور
قالت برعب وخرجت منها الكلمات مبعثرة : من هذا ؟ من ؟
لم يكن انت ؟ انه شخص اخر
بكت بقوة : لا اعرفه انه مقيت لقد حاول ، احميني ياسين منه
اتسعت عينيه رعبا لتتأكد له ظنونه اذن لقد تعرضت للاعتداء بالفعل وهذا ما يرعبها ، اقشعر بدنه لما تخيله
ومسكها بقوة : من هذا نور اخبريني ؟ من هو ؟
من الذي اذاك وانا اقسم ان اقتله
__ لا اعرفه انه بالحلم ، لا اعرفه ، ابعده عني ياسين
احتضنها برقة مطمئنا وهو يشعر بالغل والقهر يزداد بنفسه
اه يا نوري هل تعرضت لمثل هذه البشاعة ؟ لا اعلم ماذا افعل معك ؟ ولكن من الواضح اننا سنحتاج لوقت اطول حتى تتخطي هذه الازمة
غفت بين ذراعيه مرة اخرى ليضعها برفق على الفراش
وهو يشعر انه كالأسد المحبوس لا يستطيع ان يفعل شيء الا اللف والدوران في قفصه
من الواضح انها لا تتذكر ما حدث لها ولا من الشخص المسئول عن ذلك ، سأستشير مريم فهي ستستطيع ان تخبرني بما علي فعله

******************

ابتسم عند وصوله الي الفيلا فهما اليوم عادا من شهر عسلهما القصير المختصر الي ست ايام دلفا الي الداخل
ليرن هاتفه نظر له ليجيب بهدوء : اهلا محمد ، كيف حالك ؟
نعم انا وصلت الان ، صرخ بحده : نعم
كيف حدث ذلك ؟ ان مهلة السداد ثلاثة اشهر ، وانا لم أتأخر عن السداد ولا مرة
اتسعت عيناه تعجبا : جاء لك من يومان امر بمثولي امام النائب العام لماذا ؟
محمد هل تفهم ما تقوله انت من يومان فقط ابلغتني بإخطار البنك كيف صدر حكم برفضي للسداد ومثولي امام النائب العام ، الي اين اذهب انا وصلت للتو
انتظر قليلا الباب يرن ، لا افتح كيف محمد بالله عليك
اتجه الي الباب ليجد فرقة من البوليس امامه ليزفر بضيق
نعم انهم هنا محمد ، لا تقلق سأتصل بك غدا فانا سأخرج بالغد فأوراقي سليمة وانا اعلم من وراء ذلك
نظر الي الضابط ليقول بمرح قبل ان يتكلم الاخير
__ نعم انا عمر محمد عبد الله المصري
واعلم ان مطلوب القبض علي ، تفضل سأذهب معك
التفت الي علياء المصدومة من تصرفه
__ لا تتصلي بأحد سآتي غدا ، ولا تقلقي علي ، سأعود



لا تبخلوا علي بارائكم وردوكم وتوقعاتكم
وموعدنا القادم ان شاء الله يوم الاربعاء
وباذن الله تبقى فيه مفاجاة
بس موعدكوش على حسب ظروفي
القاكم على خير

سلافه الشرقاوي 29-07-11 02:04 AM

صباح الخير يا صبايا
اسفه جدا على التاخير
بس ادوية البرد مدروخاني طول النهار
ويدوبك حالا قدرت ارفع راسي شوية وانا حاسه انها متزنه
اتمنى ان البارت يعجبكم
وينسيكم تاخيري عليكم
اترككم مع البارت
اتفضلوا



الفصل الثامن والعشرون


نظرت اليه وهو يرتدي ملابسه وعقدت عزمها ان تتكلم معه
تنحنحت : ياسين
التفت اليها مبتسما : نعم حبيبتي
__ اريد ان اذهب الي عملي فلا ارى فائدة من جلوسي بالبيت الان ، ثم انك اكيد ستحتاجني بغياب يوسف
عقد حاجبيه : لا نور ، اكملي اجازتك ، ثم أرأيت من قبل عروس تذهب الي العمل قبل انتهاء شهر من زواجها
نظرت اليه وعيناها تقول ولماذا انت ذاهب قبل ان يمضي اسبوعان على زواجنا ليبتسم لها ويكمل :والله نور لولا حادث يوسف لكنت اخذت ثلاثون يوما كاملة لشهر عسلنا و لكنها ظروف خارجة عن ارادتنا
بوزت ليقرص خدها بلطف : لا تغضبي اتمي الاسبوعان ثم تعالي الي العمل كما تريدي
__ ماذا افعل وانت غير موجود ؟
__ اجلسي مع امي او نادين او انجي او اخرجي للتسوق
اخرج لها بطاقته المصرفية : خذي اذا اردت الذهاب للتسوق
__ لا معي البطاقة التي اعطيتني اياها من قبل
__ جيد ، لن أتأخر لا تقلقي سآتي على الغداء
__ تعود سالما ، من الممكن ان اذهب الي علياء ونخرج سويا
__ افعلي ما يحلو لك حبيبتي
انحنى ليحتضنها ويقبل وجنتها : سأذهب
اتبعته :سأنزل معك لأصبح على امي واتناول معها الفطور
لف لها وعيناه تشع منها السعادة : امي
__ نعم ، فهي تحبذ ان نجتمع كلنا على مائدة الطعام
نظر لها بتعجب : من اين علمتي بهذا الامر ؟
ابتسمت باتساع : جدتي كانت تحبذ هذا الامر ايضا انه نوع من الاطمئنان علينا وكانت تغضب مني او من عمر اذا تخلفنا عن احد مواعيد الطعام
وصلا الي الاسفل ليجدوا العائلة كلها مجتمعة بما فيهم يوسف ابتسمت نوارة هانم ليقول : صباح الخير
__ صباح النور حبيبي ، تعالي نور اجلسا لتناول الطعام
__ كيف حالكم جميعا وانت بالأخص يا هادم سعادتي
ضحك يوسف : انا بخير يا اخي العزيز ، واسف لهدم سعادتك
تعجب الام : ماذا فعل ياسين ؟
__ لا شيء امي ، ولكني سأضطر للذهاب الي الشركة بدلا من الاستاذ الذي كنت اعتمد على انه سيسد مكاني اثناء اجازتي
انقلب وجهها : تذهب الي الشركة ، لا طبعا لن تذهب
نظر لها ياسين بتعجب : لماذا امي ؟ ان العمل سيحتاج وجودي
احتدت : لن تذهب الي عملك قبل ان تتم اسبوعان على الاقل من زواجك
__ ولكن امي
اشارت بيدها بحزم : انتهينا ياسين ، ولو على الشركة اتصل بعمك عبد العزيز ليباشر امور العمل هو يعلم عن الشركة اكثر منك ومن اخاك
خذ زوجتك وسافروا الي أي مكان ، انا اجلت الحفل الي ان يفك يوسف رجله على الاقل
__ ولكن امي الحفل كان لأجل نادين
رفعت عيناها لتنظر الي امها وقالت ساخرة : لماذا هل انا المتزوجة حديثا؟ ثم انا لا اريد أي شيء
قالت الام بهدوء : احمد مد اجازته اسبوعان اخران
صاحت نادين : نعم
التفت الي زوجها : لماذا لم تخبرني ؟
قال ببرود متعمد : حاولت البارحة ولكنك كنت متعبة وتريدين النوم
نظر لها نظره مستفزة ليحمر وجهها غضبا وتصيح بغضب
__ ولكني اريد العودة الي منزلي والاولاد لديهم ارتباطات هناك
قال بقوة : اخفضي صوتك ، واذا كان على الاولاد وممارسة الرياضة يوجد اكثر من نادي جيد بمصر سأشترك لهم به
قالت بغضب اعمى : الا تفهم اريد العودة ؟
نظر لها نظرة غاضبة قوية : لن نعود نادين لا الان ولا بعد ذلك ، سأنتقل الي هنا ، ارتاحي فقد مللت من التنقل وسنجلس هنا واذا لم يعجبك كلامي اضربي راسك بالحائط انه كثير بالقصر
وقف وغادرهم ليقول ياسين بقوة : هل جننت نادين ؟ تتكلمين مع زوجك بهذه الطريقة الوقحة ، لم تحترمي وجودي ولا وجود امي ، ماذا حدث لكي لتصبحي هكذا ؟
نظرت له وهي تنفجر فأعصابها لم تعد تحتمل وبكاء وحزن الليلة الماضية سيطرا عليها : اسال نفسك يا اخي العزيز ، ماذا حدث لتلك المرحة التي فضلتم عليها الغريبة بكل شيء حتى مشاعركم وحبكم عطوته لها
اسال نفسك لماذا صفعتني لأجلها ، هل كان قلبك من يملي عليك اوامره ام عقلك ؟
تنبهت نور للحديث وعملت حواسها لتسمع الجزء القادم من الحديث فهي تأكدت ان نادين تتكلم عن حبيبته القديمة
__ لم اصفعك لأجلها ندى ، بل لأجل انكي تطاولت علي وانت تعلمي ذلك جيدا ، بل لم اشك بكلامك للحظة
فانا كنت متأكد منه ، واعلم انها لم تكن بطبيعية
ثم لم يملئ قلبي احدا غيرك ندى ، ولكنك لم تشعري بذلك كانت غيرتك تحركك دون اسباب ، حتى زوجك لم تشعري بحبه لك اطلاقا رغم انه يهيم بك حبا من الصغر
دمعت عيناها : لا تكذب ياسين ، انا اعلم جيدا لماذا تزوجني
ابتسم ساخرا : لا ندى لا تعلمين شيء ، بل عقلك صور لكي اشياء وهي بثت اليك اشياء صدقتيها دون التفكير او السؤال
نظرت اليه غير مصدقة ليبتسم هازئا : ولن تصدقي فالشك يجري بعروقك ومهما حدث ومهما اقول لن يتغير بك شيء
زفرت بضيق وصعدت بغضب للأعلى
هز راسه بخيبة امل و وقف بهدوء : سأذهب
قاطعته امه : لا ياسين لن تذهب اجلس اليوم معنا وسافر في الغد
__ لقد الغيت السفر امي ، ولن استطيع ان اجلس وانا قلق على ما يحدث بالشركة
قالت بلهجة امرة : ياسين ، اسمع الكلام
ادار عينيه بغضب من اوامر امه العلنية ليقع نظره على وجه نور المبتسم وعيناها اللتان ترقصان سعادة
ليبتسم ويتنهد وهو مثبت عيناه عليها : حاضر امي ،سأذهب لأجري بعض المكالمات الهاتفية لأنظم سير العمل واتي لأجلس معكم
ابتسمت وعيناها تتبعانه وهو ينصرف لتفيق على صوت يوسف وهو يقول بمرح : اذهبي وراءه ، ولا تخجلي
احمر وجهها بشده لينفجر يوسف وانجي بالضحك
لتبتسم امه وهي تضربه بخفة على يده المجبسة : اتركها بحالها
تأوه بمرح : امي ذراعي تؤلمني
قالت مؤنبه : جيد ، حتى لا تضايق زوجة اخاك مرة اخرى
ابتسمت وهي تقف : امي أتريدين شرب القهوة ، سأصنع بعضا منها ؟
__ لا لن تصنعي شيئا ، اطلبي من احد الخدم بالقصر
نطقت سريعا : لا انا افضل ان اصنعها بنفسي
قالت بحنان : لا حبيبتي شكرا لك
همت بالانصراف ليقول يوسف بخبث : ياسين يفضل شرب القهوة صباحا ، انها حجة جيدة لتذهبي اليه
ازداد احمرار وجهها لتنصرف مسرعة من امامه لتقول انجي بهدوء : يوسف لا تزعجها ، انها خجولة جدا
ابتسم بمرح : اعلم ، ولكني اريدها ان تصرح بمشاعرها قليلا
ردت الام بقوة : لا تزعجها حتى لا ينزعج اخاك ، فانت الاعلم به
__ حاضر امي


انصرفت الي المطبخ بسرعة وهي تشعر بالخجل يسيطر عليها ، فهي بالفعل كانت تبحث عن حجة لتذهب اليه
ويوسف احرجها بانه كشف نواياها بهذه الطريقة
دخلت ليندهش العاملين بالمطبخ من وجودها تكلمت مع احدهم بانها تريد صنع القهوة ليدلها على الاشياء
اقتربت منها سيدة قدرت عمرها بانا في منتصف الخمسينيات
وقالت باحترام ولباقة : اجلسي بنيتي وانا سأصنعها
ابتسمت : شكرا لك ، انا سأصنعها بنفسي
انسحبت السيدة بهدوء لتصنع نور القهوة لها ولياسين وهمت بان تحمل الصينية لتعترض السيدة بقوة : لا لن يحدث
اشارت الي احدهم : احملها واذهب مع الهانم الي الخارج
هزت نور راسها لتتجه ومعها العامل الصغير الي مكتب ياسين
طرقت الباب بهدوء ليتعجب من الطرقات قال بهدوء: ادخل
اطلت براسها من الباب وابتسمت : اتيت لك بالقهوة
ابتسم بسعادة : كأنك تقرئين افكاري ، فانا احتاجها بشدة
تقدمت الي الداخل ليتبعها العامل اشار له ياسين
__ ضعها هنا وانصرف
تابع انصراف الخادم بعينيه واغلاقه للباب خلفه ليقترب منها بهدوء ويحتضنها بين ذراعيه
ابتسمت له ليسالها بهمس : لماذا كانت عيناك تشع منها السعادة منذ قليل ؟
اتسعت ابتسامتها : لأني سعيدة ان امي اجبرتك على الجلوس معنا اليوم ، ضحكت بخفة ولأني علمت من اين اتيت بالحزم والشدة اللذان تتمتع بهما
ضحك : اذن انت فرحة ان امي اجبرتني على عدم الذهاب اليوم
هزت براسها ايجابا ليهمس : وانا ايضا سعيد بجلوسي معك
نظر اليها وهو يشعر بالشوق يملأه ليتنهد فهو لن يخاطر
بالاقتراب منها ثانية وتعريضها لمثل هذا الرعب الذي عاشته من قبل
تنحنح وقال وهو يجلسها بين ذراعيه على الاريكة
__ نور بماذا حلمت البارحة ؟
تنهدت وقالت بحزن : لا اعلم انه حلم مزعج جدا يراودني من فترة لأخرى ولا اعلم ما هو ولا لماذا اراه بنومي
اغمض عينيه الما ليسالها برقة : نور هل تعرضت لحادثة ما؟
عقدت حاجبيها من السؤال ولم تفهمه : لا اطلاقا ، فعمر كان يخاف على كثيرا وكان يتفنن في حمايتي
عقد حاجبيه مفكرا بما تقوله لتكمل هي : كان جدي رحمة الله عليه يمنعني من الذهاب الي أي مكان ليقتصد عمر من وقته ليأخذني معه الي كل مكان يذهب اليه
حتى ونحن بالجامعة كان يأخذني الي الجامعة و يعود ليرجع بي الي المنزل
وعندما انهيت دراستي وبدأت ابحث عن عمل اعترضت على حمايته المفرطة لي فأهداني السيارة وكان يطمئن علي كل ساعة عندما اخرج
قالت جملتها وهي تبتسم بسعادة وحبها لأخيها يقطر من عينيها ليبتسم ويقول مازحا : هنيئا لسي عمر على هذا الحب الذي يشع من عيناك
ابتسمت له لتقول بدلال : ياسين انت تغار من عمر ، انه اخي
قال بنقمة مصطنعة : نعم ، لماذا تحتضنيه وتقبليه بهذه الطريقة وانا واقف مثلي مثل الحائط ، زوجته نفسها لم تفعل ما فعلتيه
اتسعت عيناها بدهشه : انت تمزح اليس كذلك ؟
قال بقوة : لا ، لا امزح
نطقت بتعجب : انه اخي ، طبيعي ان اقبله واحتضنه
رد بهدوء : وانا زوجك ومن الطبيعي ان تحتضنيني وتقبليني اكثر من اخاك
قالت بدلال ورقة : وانا لا افعل
__نعم لا تفعلي ، اريد ان ارى الان
ابتسمت و ادارت الموضوع لشيء اخر : لم تخبرني الي الان لماذا قبضوا عليه ؟
قال بهدوء : كان سوء تفاهم بسيط ، لا اكثر ولا اقل
نظرت له بحيرة : لا افهم كيف يقبضون على شخص لمجرد سوء تفاهم
__ لا تشغلي راسك ، ما رايك ان نسافر كما اقترحت امي ؟
__ الي اين ؟
__ الي مارينا ، الجونة ، أي مكان
__ لم اذهب الي الجونة من قبل ، ولا الي مارينا عمر لا يذهب الي الاسكندرية اطلاقا ورفض اكثر من مرة الذهاب الي هناك ، على الرغم من الحاحي بزيارة عمي وعمتي
ولكن عمي على غير وفاق مع عمر ولا اعلم السبب
فكر اذن هي لا تعلم ان عدم الوفاق تحول الي عداوة مقيته تجعل هذا العم الغبي يريد اذية ابن اخاه وبما ان اخاها لم يخبرها فهو لن يفعل ولن يذهب بها الي هناك
__ اذن نذهب الي الجونة ستعجبك ،انها هادئة وجميلة وراقية
صفقت بيديها كالأطفال وهي تبتسم : حسنا ، انا موافقه
أبتسم بسعادة لها ، لتحمر وجنتيها مما فعلته بتلقائية
ليشدها من خدها بلطف : لا تخجلي نور ، تصرفي كما يحلو لك ، هيا اجهزي لنخرج ونتسوق قليلا
__ نتسوق ، ان ملابسي جديده لم ارتدي معظمها ولا انت
دولابك متخم بالملابس
__ ان جميعها ذوق نهى او ذوقي ، وانا اريد ارتداء ملابس انتقيتها انت لي ، ثم اريد شراء مايوه لي واراهن انك لم تشتري مايوه
نطقت بتعجب : مايوه ، لا لم اشتري مايوه
هل ستسمح لي بارتداء مايوه والنزول به الي البحر امام الناس
قهقه ضاحكا :لا طبعا ولا في الاحلام هذا يحدث ولكن لابد من شرائك للمايوه
__لماذا ؟
__ لأراه انا ، الا يحق لي ؟
احمرت : تهذب قليلا ياسين
ابتسم : هيا اذهبي وارتدي ملابسك
__ حاضر
تبعها بعينيه وهي تنصرف من المكتب ليتنهد بحب كبير يملأه لها ،والسعادة من توصله انها لم تتعرض للاعتداء ،فكر لماذا اذن تنفجر بالبكاء هكذا ،ولماذا ايضا تشاهد هذا الحلم المزعج كما وصفته ، لا يستطيع استيعاب الموقف ولكنه طمئن قلبه انها خجول لا اكثر ، فهي تشعر بالخجل من تصرفاتها العفوية ،وطبيعي انها تخجل بأول زواجهم ، سيحاول مرة اخرى ليفهم ما يحدث معها


************************

دلف الي الفيلا عند الظهر وبحث بعينيه عليها
لينادي بصوت مرتفع : عليا ، انا اتيت
ظهرت له من الاعلى ونزلت السلم بسرعة لتحتضنه بحب كبير وشوق جارف : حمدا لله على سلامتك
ظهرت من خلفها بسنت وهي تبتسم : جاء عمر واستطيع انا الانصراف ، فانا منذ ساعتين وانا مرتدية ملابسي ولم تسمح لي زوجتك بالمغادرة ،ولم اذهب الي عملي بسببها
نطقت علياء سريعا : كنت اعلم جيدا انه سياتي من سفره باكرا ولم استطيع الانتظار لوحدي
__ حمدا لله على سلامتك عمر ، استأذن انا ولا تقول لي اجلسي ، محمد سيطلقني بسببك فانا تركته الليلة الماضية من اجلك
ابتسمت علياء ليقول عمر : ابلغيه سلامي ومتأسفين على ازعاجكم معنا
__ لا تتأسف عمر ، انا امزح معها
__ اعلم بسنت
__سلام
هزت يدها مودعه لهما واتبعتها علياء الي باب الفيلا لتعود اليه وجدته صعد الي الاعلى دخلت الي جناحهم : عمر ، ماذا يحدث ؟ ارجوك اخبرني
تنهد : لا شيء علياء ، يوجد لي منافس يتربص بي لا اكثر
ويحاول ان يضايقني ، لا تشغلي راسك انا بخير وهذه اخر مرة ان شاء الله
جيد انك اخبرت بسنت اني مسافر وجيد ايضا انك طلبتي منها المكوث معك الليلة الماضية كنت ساجن من القلق عليك
__ لا تقلق حبيبي، ساعد لك الفطور
__ لا ، وقتي ضيق ، سأستحم وابدل ملابسي لأخرج الي موقع البناء لابد ان اذهب اليوم
ابتسمت : سأحضر لك ملابسك
امسك يدها وقبلها برقة : ربي لا يحمني منك

***********************

يبتسم بسعادة وهو جالس بمكتبه الوثير
يعلم انه خرج اليوم ولكن المرة القادمة لن يخرج ابدا فالمرة القادمة ستكون بالقبر ، حدث نفسه والغل يتصاعد بنفسه
من انت عمر حتى تقف بوجهي وتمنع عني ابنتي
محمد نفسه لم يستطيع الوقوف امامي لقد اخذت منه كل شيء
حتى نور ، اما عن نور ابنتي انا سأعلمها بالأمر مهما حدث
ومهما فعلت عمر ، وسنرى من منا سيفوز
نظر الي صورتها التي تزين مكتبه ومرر انامله عليها
هل اخبرتها نور بانها ابنتي انا ، لا تنتمي الي هذا الشخص الحقير ابن المربية
تصاعد الغل بنفسه وتزايد القهر من هذه المربية ،مربيته التي تزوجها اباه ، كان يحبها جدا ولكنها اهملته عندما اتي محمد
عض شفته قهرا والذكريات تندفع الي راسه بعنف
فوالدته توفيت وهي تلده ليتربى وينشا في كنف هذه المربية الجميلة يعلم جيدا ان اباه تزوجها لأجله
وعندما رزقا بصفيه ازدادت سعادته فها هو لديه اخت رقيقة يلعب معها لينقلب كل شيء بولادة محمد فهذا الصغير اخذ مكانه بكل شيء
فكم كان يسمعها تغني اليه ليلا لينام ويغفى ، كم راها وهي تحتضنه بحنان زائد وهي نائمة
وكم من المرات صرخ به اباه من اجل الصغير
وكم من المرات اوصاه به اباه اهتم بأخيك ، حافظ على اخيك
لم يوصه على صفيه بقدر ما اوصاه على محمد
كان يشعر بالنفور من هذا الغير شقيق وكان يدبر له بعض من المقالب بالمدرسة فهو كان كبيرا وهذا المحمد بسنواته الاولى ، كان يستمتع اذا وقع بأحد مقالبه ويضحك بشده عندما يعنفه احد الأساتذة
وعندما كبر محمد واشتد عوده اصبح قويا ويتمتع بشخصيه مميزة ، وكأن السنوات تصقله قوة وصلابه
وبعد موت مربيته الحبيبة قرر ان يسافر الي انجلترا ليدرس ويلهو ليعود ويجد محمد مستولي على كل شيء ، الشركة والمصنع وحنان اباه وحب اخته ، والاهم هذه الحسناء المتحررة ، سحرته ودغدغت شهوته من اول مرة رآها بها
ليفكر بخبث ان اخاه لا يجب ان يتمتع بحب هذه الحسناء الجميلة ، قرر اولا ان يشعره بالغيرة فيهمل عمله لتكون له فرصه سانحة لإعادة كل شيء له
ولكنه وقع في بئر حبها لينغمس به ويريد الحصول عليها ،حتى بعد ان حصل عليها بطرقه الملتوية
كاد ان يجن عندما تجنبته وانقلبت الي شخصيه اخرى غير حبيبة قلبه ليقرر ان يترك له كل شيء
ولكن بعد موت اباه عاد ليقلب الطاولة على اخيه ويأخذ كل شيء منه حتى نور ولكنه لم يستطيع ان يأخذ ابنته التي يعيش الان على امل ان تعود اليه
لن ينسى ابدا يوم ان اتى محمد ثائرا الي القصر وهو يسبه ويلعنه و لكمه بعنف ليتدفق الدم من فمه
استعاد توازنه ليساله : هل جننت ؟ ماذا تفعل ؟
صاح بغضب وهو يقترب منه ويخنقه بيديه : سأقتلك حافظ ، لم اتخيل ابدا انك وضيع لهذه الدرجة ، تعتدي على زوجتي
لماذا ، ماذا فعلت لك ؟ هل تفهم اني لم اعلم بكرهك لي ولكني كنت احافظ على وصية ابي بان نظل اخوة
ولكن تصرفاتك الوضيعة لم تتوقف ولكن ان تصل الي هذا الحد ، لن اراعي أي شيء
شعر بان روحه ستزهق ليصرخ بصوت محشرج : لم افعل شيء ، زوجتك خانتك معي ، الا تفهم الم تخبرك ان نور ابنتي ؟
رأى الذهول على وجه اخاه لتنفك يديه من على عنقه وهو يردد : ابنتك ، لا صفعه بقوة انها ابنتي ايها الحقير
اكمل بخبث ساخر : الا تمتلك عينان محمد انها تشبهني
لون شعرها طابع الحسن واللون العسلي بعينيها
هذه الصفات انا ورثتهم من امي
ترنح اخاه امام عينيه وكاد ان يسقط من هول الصدمة ليندفع مسرعا خارج القصر
حينها ضحك بسعادة يعلم ان رد فعل اخاه الطبيعي انه سيسافر الي القاهرة وانه لن يصل الي هناك سيموت قبل الوصول فهو في حالة عدم اتزان بسبب الحقيقة التي اخبره بها ،ولكنه لم يكن يعلم انها معه برفقته وانها ستذهب معه
حتى الي الموت
دمعت عيناه لينظر الي الصورة : اسف حبيبتي كنت اظن انه سيتركك لي ويذهب بعيدا عنا ولكنه اناني اخذك معه حتى بموته انانيا
كيف هان عليك حبي لتتركيني وتذهبي معه؟ احببتك نور وانت تركتني ، ولكني سأخذ ابنتي حتى لو تطلب الامر ان اقتل عمر سآخذها


*********************


قضت وقتا ممتعا برفقته وهي تتجول معه وتشتري اشياء كثيره همت بالاعتراض من شراؤه لها كل ما يعجبها
فنهرها بحزم وصلا الي الفيلا ليذهب هو الي امه ويخبرها بسفره وصعدت هي سريعا الي جناحها تريد ان تجرب مقاس هذا المايوه التي اشترته بغفلة منه فهو كان يبحث عن شيء بمتجر الادوات الرياضية ليجذبها هذا المايوه بلونه السماوي
تكلمت مع البائعة واخبرتها بمقاسها ولم تشئ ان ترتديه هناك
ولكنها انتقت له فستان قطني قصير ابيض اللون بحزام على الخصر من نفس لون المايوه لترتديه عليه ، فمهما حدث لن ترتدي هذا المايوه بمفرده
خلعت ملابسها وارتدت المايوه لتبتسم بسعادة انه مضبوط وكانه صنع خصيصا لأجلها ارتدت الفستان لتتسع ابتسامتها
فهو ملائم لها
قررت ان تبدل ملابسها قبل ان يأتي ياسين ويراها هكذا
خلعت الفستان لتفاجئ به واقف امامها ومبتسم كعادته


جلس مع امه قليلا واخبرها بسفره ليصعد مسرعا اليها
هو يريد الجلوس معها ومساعدتها بترتيب الحقائب
يشعر بسعادة عارمة وحب جياش لزوجته الرائعة فالوقت معها يمضي سريعا رائعا
فتح باب الجناح بهدوء وتقدم الي الداخل والابتسامة تزين شفتيه فهو متوقع انها مشغولة بترتيب الحقائب مر من باب غرفة النوم المفتوح ،ليصعق من هذا الجمال الفتان الذي يراه امامه
رمش بعينيه ليتأكد مما يراه ليحمر جسدها كله امام عيناه مؤكدا له ما يراه بعينيه
اقترب منها بهدوء ورقه ليحتضنها بين ذراعيه
ويهمس بأذنها : لا تطلبي مني الصبر والانتظار نور فمخزون الصبر نفذ لدي وصدقيني لن اؤذيك ، سأفعل كل ما بوسعي لإرضائك ارجوك نور تحمليني ، فانا لن استطيع التحمل اكثر من ذلك

**********************
ظل مستيقظا بجانبها يتأملها بحب لا يستطيع ان ينكر فرحته عندما تأكد ان لم يلمسها شخص اخر من قبل وانها لم تتعرض للاعتداء كما ظن فعقله كان سيذهب منه عندما فكر في هذا الاحتمال ولكنه تأكد من خجلها هذه المرة لم تبكي ولم تنتفض كان يعد نفسه للأسوأ لكنها ذابت بين ذراعيه برقة
وهو الاخر كان رقيق هادئ متفهم لخجلها الزائد لم يكن متطلبا بقدر ما كان صبورا ومتفهما ابتسم بسعادة عندما تحركت متململة من الغطاء لينكشف جسدها العار شد الغطاء عليها حتى لا تصاب بالبرد وحرك اصابعه على وجهها ولعب بخصلات شعرها القصير ليطبع قبله هادئة على راسها
فتحت عيناها ليطل الرعب منهما لينزعج هو بشدة من نظراتها المرتبكة الخائفة رتب على راسها مهدئا ليتكلم بصوت حنون : نور ، ما بك ؟
رمشت بعينيها اكثر من مرة ليردد : انه انا ياسين
فتحت عينيها بقوة لتنتفض مفزوعة وتقول بارتباك: ماذا حدث ؟
جلس خلفها ليضمها بقوة الي صدره فتشعر بجسده القوي وخصلات شعره القصيرة على ظهرها العار لتنتفض مرة اخرى بقوة اكبر ليضمها اكثر اليه : اهدئي ، ما بك ؟ لم يحدث شيء ، لماذا الخوف حبيبتي ؟ انه امر طبيعي
دمعت عيناها ولكنها حاولت التحكم بدموعها وخوفها
وقالت بتلعثم : اين ملابسي ؟ اريد ان اذهب الي دورة المياه
ابتسم على ارتباكها وحيائها الفطري ليهمس بسعادة وهو يناولها المايوه : تفضلي
احمرت اذانها بشده ليقبلها بلطف في عنقها :كان رائعا عليك حبيبتي
نثر قبلاته على عنقها واكتافها لتنتفض بعنف : ابتعد عني
تعجب من ردة فعلها ليندهش عندما قفزت من الفراش
ولفت الغطاء حول جسدها لتهرول الي دورة المياه وتغلق الباب بعنف
حدث نفسه ماذا حدث كانت طبيعية الي ان غفت بين ذراعي
لا يفهم ما بها ، فهي متوترة من شيء ما ، تيقن انها لم تتعرض للاعتداء ولكنها غير طبيعية ايضا
قفز من مكانه عندما سمع بكاءها الحاد اتي من دورة المياه
ليطرق الباب بهدوء : افتحي نور ، واخبريني ما بك ؟


دخلت الي دورة المياه وهي تشعر ببرودة عجيبة تغلف جسدها ، لا تعلم ما بها ولكنها تشعر بالنفور منه
تعجبت من شعورها فهو كان رائعا معها صبورا متفهما وحنونا
ولكن عندما غفت بين ذراعيه رات نظرات السخرية تحاوطها كانت تطل من عيناه الرمادية لتسمع صوته الرخيم يقول بهدوء : الم اقل لكي حبيبتي انت لي مهما طال الوقت
تململت من نظراته التي تشعرها بالإهانة والخزي
لتشعر بأنفاسه ولمساته تحوم حول وجهها وعندما اقترب منها وشعرت بقبلته فتحت عينيها بقوة واتساع لعل هذه النظرات المقيتة تختفي رمشت بعينيها اكثر من مرة وتأكدت انها تحلم ولكنها لم تستطع النظر اليه حتى لا ترى بعينيه نفس النظرات التي راتها بحلمها ولذلك هربت منه لتنفرد بنفسها لعلها تستطع التحكم بمشاعر النفور التي تسيطر عليها
رمت الغطاء عنها لتستحم لتفاجئ بشيء ارعبها للغاية
فانفجرت باكية فهي لم تستطع السيطرة على خوفها ولا اعصابها
سمعت صوته الحنون وهو يقول : افتحي نور ، واخبريني ما بك ؟
مسحت دموعها وقالت بصوت حولت ان يخرج طبيعيا : لا شيء
ردد : اذن افتحي لأطمئن عليك
__ خلاص ياسين ، سأخرج بعد قليل اطمئن
زفر بضيق من تصرفاتها الغير مفهومة له ليذرع الغرفة ذهابا وايابا بقلق مفرط عليها وضيق شديد منها


خرجت بعد قليل وهي ترتدي روب الاستحمام لتفاجئ به يتحرك بالغرفة ومظهره يدل على الضيق والغضب
ارتعبت داخليا وخفضت بصرها
لتشعر به وهو يتجه ناحيتها بسرعة ليحتضنها بين ذراعيه بحنان : ما بك حبيبتي ؟ لماذا كنت تبكين ؟ هل انت متعبة ؟
ارتبكت وشعرت بالخجل من نفسها لخوفها منه فقالت بتلعثم
__ لا شيء ، شعرت بالضيق فجأة ثم لا اعلم ما هذا ؟
قالت جملتها وهي تظهر له جزء من كتفها
نظر لما تشير اليه ليجاهد الا يضحك حتى لا يشعرها بالحرج ولكنه سعيد من براءتها الزائدة
سالت مرة اخرى : ما هذا ياسين ؟
تنحنح ليمرر يده على عنقه بحيرة وهو لا يعلم بماذا يجيبها
اردفت : الا تعلم ؟
ابتسم بحب عميق : بلى اعلم انه
اقترب منها ليهمس بأذنها بهدوء ليحمر وجهها بشدة وتشعر بحرج فعلي منه ، ابتعدت عنه وهي تتمتم بصوت منخفض خجول : انت وقح ياسين
دوت ضحكته مجلجلة ليقترب منها ويحتضنها : وانت بريئة جدا ، احبك نور فوق ما تتخيلين
ابتسمت وهو ينثر قبلاته على راسها وعنقها لتساله بسرعة
__ من التي كانت تتلكم عنها نادين اليوم ؟
توقف ليعقد حاجبيه: لماذا تسالين ؟
__ لا شيء، مجرد فضول
__ انها صديقة نادين
__ هل كانت بينكما علاقة ، هل كنت تحبها او معجب بها
ابتسم لغيرتها الواضحة : لا ،لم تكن بيني وبينها أي علاقة بل كنت اعتبرها كنادين اخت اخرى لي ولكن لأنها يتيمة كنت احنو عليها اكثر ، ولكن ندى فهمت الامر بشكل خاطئ
ابتسمت بسعادة من تأكدها انه لم يكن لها أي من مشاعره لتقفز واقفه وتقول : ساعد الحقائب وانت نام قليلا حتى تستطيع قيادة السيارة
نظر لها وقال بضيق : تعالي نتفاهم اولا ثم افعل كل ما تريدينه
سالت بتعجب: نتفاهم على ماذا ؟
شدها من يدها برفق: تعالي فقط ولنفعل كل شيء بالصباح


********************

استيقظت بالصباح على رنين هاتف ياسين العالي لتتأفف برقه : اف ، ياسين اغلق هاتفك فان صوته مزعج
رن الهاتف ثانية لتقول بضجر : ياسين ، اغلق رنين الهاتف فهو يزعجني
رن الهاتف مرة اخرى لتفتح عينيها وتنظر حولها تعجبت انه غير موجود بجانبها قفزت من الفراش لتبحث عن الهاتف
وجدته وهمت بالرد عليه لتراه خارجا من دورة المياه بصدره العاري والمنشفة ملتفه حول خصره
خجلت من مظهره لتخفض بصرها وقالت بارتباك وخديها موردين من الخجل : صباح الخير
ابتسم بجاذبيه لها : صباح النور يا نور حياتي كلها
اشارت له بيدها : هاتفك يرن وهو الذي ايقظني
قال مازحا وهو يقترب منها : سأستبدله لأنه مغفل ، ايقظك وحرمني من متعتي الصباحية في مشاهدتك وانت نائمة
ابتسمت بخجل ووضعت الهاتف بيده لتهرب من بين ذراعيه
الي دورة المياه ليبتسم بسعادة على خجلها
رن الهاتف بيده ليبتسم باتساع : صباح الخير استاذي
انقلب وجهه فجأة : ماذا ؟ متى حدث ؟
حسنا سآتي مسرعا ، الان سأرتدي ملابسي وسأكون عندك حالا ، نقل الي المشفى ، اخبرني باي مشفى هو
كيف هذا حدث ؟ حالا سأكون عندك
اغلق الهاتف وهو يشعر بارتباك وتوتر من الموقف لا يعلم كيف حدث هذا ولكنها مصيبة ، والاهم كيف سيخبرها اذا حدث لعمر شيء ، فهي لن تحتمل ان تفقد احد اخر من عائلتها
ارتدى ملابسه سريعا ونزل ليقود سيارته بسرعه جنونية لم يعتدها وهو يدعو ان يكون الخبر خاطئ
قابله احد العاملين بالموقع وهو يجهش بالبكاء ليساله
__ ماذا حدث ؟
بكى العامل بقوة : البقاء لله الباش مهندس مات





لا تبخلوا عليا بردودكم وتوقعاتكم
نلتقي باذن الله يوم السبت
ورمضان كريم عليكم
ده اخر جزء قبل رمضان اعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات
ونلتقي على خير على العيد
في حفظ الرحمن يا حبيباتي

سلافه الشرقاوي 31-07-11 01:23 AM

الفصل التاسع والعشرون



ارتدى ملابسه سريعا ونزل ليقود سيارته بسرعه جنونية لم يعتدها وهو يدعو ان يكون الخبر خاطئ
قابله احد العاملين بالموقع وهو يجهش بالبكاء ليساله
__ ماذا حدث ؟
بكى العامل بقوة : البقاء لله الباش مهندس مات

هوى جالسا على اقرب كرسي وهو يشعر بضيق ثقيل وحزن جاثم على صدره ، لا يفكر بشيء غير نور
كيف ستتقبل الخبر وكيف سيبلغها ، عقله الي الان لا يصدق ان عمر مات ، هذا الصديق الرائع والاخ المتفاني
سيذهب ويترك اخته الوحيدة خلفه ، تخيل واقع الصدمة عليها وانها ستتحول الي مخلوقه اخرى غير نور حبيبته فارتباطها بأخيها مختلف عن باقي الناس
فعمر لها الاخ والاب والسند والعزوة هو من تبقى لها من عائلتها اغمض عينيه بألم لحالها وهو يشعر بالغصة تسيطر عليه فبرغم معرفته القصيرة بعمر الا انه كن له حبا وتقديرا واحتراما كبيرا ، هو الاخر لا يتخيل ان سياتي يوم لا يرى به عمر وابتسامته الحنون مزينة وجهه
في ظل المه انتبه ليد توضع على كتفه : لماذا اتيت ؟
انتفض من الصوت لينظر اليه بدهشة وعندما تأكد ان عمر الذي امامه قفز واقفا ليحتضنه بحب اخوي وسعادة شديدة
وهو يقول : حمدا لله على سلامتك
ابعده عن جسده ليساله : انت بخير ، لم يحدث لك شئ ؟
دهش عمر من ردة فعله ليبتسم : الحمد لله ، لماذا اتيت ؟
انا هنا بدلا منك ، اذهب الي عروسك ولا تقلق
تنهد براحة : اقلق ، لقد مت قلقا عليك ، ماذا حدث ؟
وهذا العامل يتكلم عن مهندس توفاه الله، من هو؟
تغضن وجه عمر بحزن شديد : انه المهندس كريم ، شاب بمقتبل حياته ، عمل معي منذ شهرين وتوفى اليوم
شد ياسين على كتفه : البقاء لله ، ماذا حدث عمر ؟
__ لا اعلم ، ولكن حصل انهيار للدور الارضي جعل البناية تهوى بشكل مرعب
عقد ياسين حاجبيه : الدور الارضي ولكن المفروض انك ستكمل الدور الاخير وتنهي التشطيب
__ لا اعلم ياسين ، ولكن ما حدث كارثة حقيقة
__ كم عدد المصابين ؟
__ الحمد لله ليس كثيرا ، ثلاثة من العمال واصابتهم طفيفة
الوحيد الذي توفى هو كريم
__ اذا كان انهيار البناية من الاسفل ، فالخطأ من تنفيذ شركتي انا ، سأحقق بالموضوع ، واعلم من المتسبب به ،وحينها لن ارحمه
__ لا تشغل راسك ، اذهب وانا سأتكفل بالأمر
__ ولكن السيد عبد العزيز اخبرني انك كنت بالداخل
ابتسم : نعم كنت بالداخل ، ولكني خرجت لأكلم علياء
مكالمتها انقذتني ،
خبط جبهته بيده : نسيتها ، لابد انها ستجن من قلقها علي سأذهب لأكلمها واطمئنها
__ انا الاخر سأذهب الي نور ، فانا خرجت بدون ان ابلغها
الي اين سأذهب كنت خائف عليك ولم ارد ابلاغها الا ان أتأكد انك بخير
__ ابلغها سلامي ، ولا تقلق فانا هنا مكانك بالضبط
اشار له ياسين بيده مودعا وانصرف وهو يشعر براحة انه بخير ولكنه قلق عليه ، من الواضح ان عمه لن يتركه سليما
**********************


خرجت من دورة المياه لتجد الغرفة فارغة
تعجبت من عدم وجوده وفكرت انه نزل الي الاسفل او مر على غرفة والدته
ارتدت ملابسها وهي تشعر بالتعجب منه ومن تصرفه فهي لا تفهم لماذا تركها ونزل بمفرده
نزلت الي الاسفل لتجد الصالة الواسعة فارغة هزت كفتيها بتعجب التفت لتجد احمد بوجهها مبتسما بسعادة
__ مرحبا بك نور
ابتسمت بدورها وهزت راسها محيه اياه : مرحبا استاذ احمد
ضحك بقوة : لا لم اناديك بالأستاذة نور لتناديني بالأستاذ احمد ، من فضلك ارفعي الالقاب فانت زوجة اخي الا لو تردين وضع للحدود بيننا
ابتسمت : حاضر ، اين الاولاد ؟
تنهد بتعب : ذهبوا الي النادي ،ارسلتهم مع السائق لأتخلص منهم فهم اصبحوا مزعجين للغاية
__ ربنا يحميهم ويحفظهم
ردد بصدق : امين ان شاء الله
اشار لها الي الحديقة : تعالي نجلس قليلا بالحديقة فالجو رائع اليوم
شعرت بالحرج من رفض دعوته فأسلوبه الرقيق المهذب اجبرها لتوافق ،تعجبت كيف يتحمل برودة زوجته وهو الحيوية تشع منه
تقدمت بداخل الحديقة لتساله : الم ترى ياسين ؟
__ خرج منذ قليل ، وكان مسرعا
عقدت حاجبيها وهي تفكر خرج بمفرده واليوم سفرهم
من الممكن ان يكون ذهب الي الشركة
جلست معه لتنضم اليهم بعد قليل انجي ورحب بها احمد بحفاوة سالتها : كيف حال يوسف الان ؟
__ انه بخير الحمد لله ولكن المسكنات تجعله ينام اوقات طويلة
تجاذبوا اطراف الحديث لتعالوا ضحكاتهم بسبب مرح احمد الزائد واسلوبه المبهج في الحديث مع اسلوب انجي المرح
تفاجئوا بوجودها بينهم لتنظر اليهم وهي تجز على اسنانها غضبا : ارى انكما تستمتعان برفقة زوجي المرح دائما
نظر اليها ليبتسم : اهلا عزيزتي ، تفضلي اجلسي معنا
توتر الجو بسبب نظرتها الباردة وغضبها الواضح لتقول انجي بمرح : سأذهب لأرى يوسف ، اكيد استيقظ
نظرت اليها بكره واضح : الان تذكرتي زوجك
ردت نور : خديني معك ، بعد اذنكم
انصرفتا من امامها لتهمس انجي : انها مجنونة
ابتسمت نور باتساع : بل غيورة
نظرت لها انجي بتعجب : غيورة ، هل تشعر اصلا لتغير انها باردة المشاعر
__بالعكس ، انها تخفي مشاعرها ، انا متأكدة انها تحب احمد جدا ، ولكن يوجد شيء غير طبيعي بينهم ، ولكنها شعرت بالغيرة من جلوسنا معه لذلك اتت لتكدر الجلسة علينا وتجعلنا نبتعد عن زوجها
ابتعدت نور عنها متجه ناحية المطبخ
ضحكت انجي : الي اين تذهبين ؟ السلم من هنا
__ سأذهب الي المطبخ ، اريد ان اصنع شيء لياسين
__ أمسموح لنا بتذوقه ؟ ام انه خاص بياسين باشا
ضحكت برقة : انه خاص بياسين باشا ، ولكني سأجعلك تتذوقين منه
*********************
واقفة تنظر له بغضب ليبتسم هو باستفزاز
__ اجلسي ، لم يتبق غيرك اليس هذا ما تريدينه ؟
نظرت له بغضب وقالت من بين اسنانها : لا اريد شيئا ولا يهمني مع من تجلس ولا مع من تتكلم
اتسعت ابتسامته وهو يقول بنبرة واثقة : نعم انا اعلم ذلك جيدا ، فلطالما أسمعتني اياه ، ولكني اعلم جيدا انك كاذبة
ارتبكت وتغيرت ملامحها للتساؤل : ماذا تقصد ؟
وقف ليقترب منها وهمس بأذنها : اعلم جيدا انك تحبيني اليس كذلك ندي ؟
احمر وجهها وحاولت السيطرة على خفقات قلبها المتمردة __ انت زوجي ، طبيعي ان احبك
نظر لها واجبرها على النظر اليه : بل تحبينني من قبل ان نتزوج ، وانا اعلم ذلك جيدا ، لا تنكري
بلعت ريقها بصعوبة ليكمل هو بصوت عاشق : أتظنين اني صبرت كل هذا الوقت وانا غير متأكد انك تحبيني
صبرت على معاملتك الباردة معي وعلى لا مبالاتك
وانا غير متأكد من حبك لي ، كانت تصبرني نظراتك الغيورة ومراقبتك لتصرفاتي وتأملك لي وانا جالس
اعلم حبيبتي انك تهيمين بي حبا من صغرنا ، كما اعشقك يا شمسي المشرقة
ازاحت عينيها وخفضت راسها واجبرت نفسها على ان تقول __ انت توهم نفسك بأشياء غير حقيقية تتخيل اشياء غير واقعية
جز على اسنانه غضبا ليمسكها من ذقنها بقوة ويجبرها على النظر الي عيناه : انظري الي و اخبريني انك لا تحبيني
نظرت له بقوة وقالت بنبرة غاضبة : اتركني
شع من عيناه التصميم وضغط على ذقنها : اخبريني تحبيني ام لا ؟
شعرت بألم في فكها والغل يتزايد في نفسها لتنظر الي عينيه وتقول ببرود : لا احبك
سقطت يده بألم وقال بهدوء وهو يتمزق داخليا : لا استطيع ان استمر في هذه الزيجة بعد الان ، ورقة طلاقك ستصلك في اقرب وقت
انصرف من امامها لتتسع عينيها رعبا وهوت جالسه على اقرب كرسي لها


**************************


دخل الي حديقة القصر وهو يشعر بان الثقل الذي كان يحمله تبخر ولكن القلق يحاوط عقله يفكر كثيرا بالحادثة ويشعر انها غير طبيعية ، اكيد مدبرة ولكنها هذه المرة تقصده هو او يوسف
فالمشروع يخص شركته ، هل من المعقول الحادث مدبر لعمر وعمه من وراء حدوثه ، يشعر بقلق فعلي على كل من حوله ، زفر بتعب ليبتسم وهو يتذكر ليلة البارحة ليشعر بان التعب والقلق انزاح عن كاهله وان السعادة تتوغل بجسده وتحمله ليطير اليها
اسرع خطاه ليتناهى الي مسامعه صوت بكاء مكتوم
تعجب وعقد حاجبيه ليتبع الصوت بهدوء ليجد نادين جالسة بأحد كراسي الحديقة وتبكي
راعه مظهرها اليائس وانخلع قلبه من صوت بكائها ووجهها الحزين ليتقدم منها مسرعا : نادين ، ما بك ؟ لماذا تبكين ؟
رفعت راسها اليه ونظرت بعينين حزينتين اليه وقالت بصوت مخنوق : احمد سيطلقني
صاح بحده : نعم
مسكها من معصمها بقوة ليوقفها امامه : ماذا تقولي ؟
هل جننت ، ماذا حدث ؟ هل تطاولت عليه ولذلك سيطلقك
تشاجرتما ، اخبريني ، ماذا حدث ؟
بكت بنحيب حاد لترتمي على صدره وتبكي زفر بضيق وغضب مكتوم ليربت على راسها : تعالي الي الداخل وقصي لي ما حدث
دخل بها الي القصر واجلسها على اقرب اريكه له واحاطها بذراعه وحنان بالغ ،وجد يوسف نازل امامه ليساله
بدهشه : ماذا تفعل ايها المجنون ؟ الطبيب حذرك من الحركة
__ مللت ياسين من الجلوس بالغرفة ، وانا استعمل العصا واحمل على رجلي الثانية
نظر الي نادين بتفحص وقال بحزم : لماذا تبكين ، هل حدث شيء ؟
ارتعش جسدها وزاد نحيبها ليقول ياسين بغضب : تقول ان احمد سيطلقها
اتسعت عيناها من صدمة الخبر ليهرول الي اخته متناسيا
اصابة رجله امسكها من ذراعها وقال بقوة : انظري الي
نظرت اليه : هل هذا صحيح ام مزحة ؟
قال ياسين بضيق : يوسف ، هذه الامور لا مزاح بها
قال بنبرة جليدية وهو ينظر لها : سأقتله ان اردت ندى
ليكمل صائحا :هل وصلت ان يطلقك ونحن الاثنان موجودان دون ان يعلمنا بالأمر او يخبرنا ، لماذا هل اخذك من الشارع
قال ياسين : اهدئ قليلا يوسف
صاح بغضب وصوت قوي : لا لن اهدئ ، ولن اراعي انه ابن عمي ، فهو لم يراعي أي شيء ،لم يراعي اولاده، لم يراعي هذا البيت الذي اكتنفه ، ولا امي التي ربته كواحد منا ، لم يراعي اخوتي له ولا صداقتك له ، لم يراعي شيء ياسين ، وانا الاخر لن اراعي شيء
قال ياسين بصرامة : اصبر لنفهم ماذا حدث ؟ احمد ليس متهورا ليفعل شيء كهذا دون اسباب
قال يوسف بغضب : يا سلام ، حتى ان وجدت الاسباب
نحن الاثنان موجودان ، واذا اخطأت نادين بحقه يتكلم معنا ويرد الينا الامر ، لا يطلقها هكذا
هز ياسين راسه بمرارة فأخاه محقا واحمد تجاوز كل الخطوط بفعلته هذه التي لن يسامحه عليها
ربت على راسها الموضوعة على كتفه : اخبريني ، ماذا حدث ندى ؟
ردت بنبرة متألمة : انا مخطئة ، مخطئة
اجهشت بالبكاء ليسحبها يوسف الي حضنه ويضمها الي صدره بيده السليمة : حتى حبيبتي لو اخطأت ، ليس من حقه ان يفعل امرا كهذا
مسح دموعها بيده : لا تبكي ، هذا الاحمق لا يستحق دموعك
ولكن تماسكي ، حتى لا يشعرون اولادك بشيء
هزت راسها ايجابا ليكمل ياسين : ندى لا تخبري احدا حتى نفهم ما يحدث من حولنا
نظر له يوسف غاضبا ليرمقه ياسين بنظره قوية جعلت الاخر يشيح بوجهه عنه سألها بهدوء : اذا لم يطلقك ، هل ستستمرين معه ؟
صمتت قليلا : نعم ياسين ، ولكن
قاطعها بحزم : اذا تريدين العودة اليه لا يوجد لكن تذكري اولادكم ندى ، انهم يستحقون تضحيتك
هزت راسها لتنصرف من بينهم
لينظر له يوسف بقوة : هل ستجبرها على الاستمرار معه ياسين ؟
ابتسم بوجه اخيه ليقول بفخر : كل يوم اكتشف بك صفه جديدة يوسف ، وسبحان الله كلها صفات جيدة ، اصبحت رجلا كبيرا مسئولا ويعتمد عليك حقا
نظر له بغضب : لا تغير الموضوع ياسين ، اجبني من فضلك
اتسعت ابتسامته : لا تتهور يوسف فهذا احد عيوبك ، ولكنه ليس عيب ، بل هو اندفاع الشباب ، ولا الومك عليه ، كلنا مررنا به
جز على اسنانه غضبا ليقول ياسين بهدوء : لا يوسف ، بل هو لن يطلقها ، انا متأكد من ذلك احمد يعشقها ، ولكن انا متعجب مما قالته، واريد ان اعرف الاسباب لتكتمل لدي الرؤية ليس الا
اكمل بهدوء : وحتى لو ندى مخطئة كما قالت سأعلمه يفكر مائة مرة قبل ان يقول لها شيء كهذا او ان يفكر مجرد التفكير به ، ومائة مرة اخرى حتى يراعي كل ما عددته انت سابقا ، ولكن بهدوء وروية
فلا تنسى ان ابناؤه هنا بالقصر ، ولا اريد أي شيء يؤثر عليهم
ابتسم يوسف بإعجاب ، كان يظن انه سيترك حق نادين ولكن من الواضح ان احمد وضع نفسه بمأزق لن يستطيع الخروج منه
سال : اذن ستأخذ حق نادين منه ؟
__طبعا ، ولكن سأخذ حقه ايضا ، فمن المؤكد ان اختك المصون ساعدته ليصل الي هذه النقطة ، كل ما اريده الان ان اعرف ماذا حدث بينهما
ادار بصره الي ما وراء اخاه لتتسع ابتسامته فهي قادمه نحوهم سال يوسف بتعجب : ما الذي يجعلك تبتسم هكذا ؟
لم يعيره انتباهه فعيناه متعلقتان بجنيته الحبيبة ليلتفت يوسف وينظر وراءه ليضحك بقوة ، انتبه ياسين على ضحكته لينظر له نظرة قوية ،ابتلع يوسف ضحكته : سأنصرف قبل ان تضربني او تطردني او تقذف بي من الشرفة
قال مازحا : نحن بالدور السفلي، لن يحدث لك شيء ، ثم انك مكسر من الاساس ، لا تحتمل اكثر من ذلك
قهقه يوسف ضاحكا لتقول برقة : اسعد الله ايامك يا جو ، اضحكني معك
قال بمزاح : زوجك السبب ، اجعليه يخبرك بما كان يقوله لي ، سأذهب الي زوجتي الحبيبة قبل ان يقتلني بعيونه
ابتسمت : ابلغها اني انتظرها لتتذوق حلي الباشا
التفت اليها وقال بحيرة : ماذا؟
__ هي ستفهم ، ابلغها فقط ، واني سأنتظرها بالأعلى ، حتى لا تتعب انت من النزول الي هنا
هز كتفيه بعدم فهم : حاضر كما تريدين
انصرف يوسف من امامها لتشعر بيده القوية تجذبها من خصرها وتجلسها بحضنه قبلها بعمق على رقبتها
__ اشتقت اليك
مطت شفتيها غاضبة ليسال هامسا : جنيتي الحبيبة غاضبة
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليبتسم ابتسامة ساحرة جعلت قلبها يرفرف عشقا له وهو يردف : انت غاضبة بالفعل
قالت بدلال اسر : نعم ، لماذا تخرج دون ان تخبرني الي اين انت ذاهب ، ثم لا ترد على هاتفك ، قلقت عليك ياسين
اتسعت ابتسامته : المعذرة حبيبتي ، ولكن يوجد خبر سيء هو ما جعلني اخرج سريعا ، ولم ارد ان تقلقي بسببه
سالت باستفهام : ماذا حدث ؟
__ لا شيء ، امور تخص العمل ، لا تشغلي راسك
اخبريني ، ما حلي الباشا هذا ؟
ضحكت برقة طبيعية : انه سر بيني وبين انجي ،ستعرفه بعد قليل
__ سر ، تخفي عني نور ، سأغضب منك ، هيا اخبريني
قالت وهي تمرر ظهر اصابعها الرقيقة على ذقنه : هل تستطيع ان تغضب مني ؟
نظر لها بهيام : لا ، ولكن اريد ان اعرف
__ الليلة ستعرف
بوز بضيق : اريد ان اعلم قبل البقيه ، ان لم تخبريني سأغضب بحق
قبلة وجنته برقه : وانا سأرضيك
قبل ان يحكم ذراعيه عليها قفزت واقفه لتسرع خطواتها وتصعد الي الاعلى
اتبعها بعينيه ليتنهد بحب كبير هم بان يتبعها ليجده يدلف من باب القصر ،تقدم احمد نحوه وهو يبتسم
ليرمقه ياسين بنظره غاضبة قوية ، تعجب احمد منها
ليساله : ما بك يا عريسنا ؟ هل انت متضايق من شيء ؟
رد بنبرة هادئة قوية : هل اغضبت نادين ؟ لقد وجدتها تبكي
عقد احمد حاجبية : تعال ياسين ، اريد ان اتكلم معك
تقدم معه الي غرفة المكتب ليدخلا سويا
جلس على مكتب والده ليقص عليه احمد ما حدث بهدوء
وختم كلامه : كنت اهددها فقط ياسين ، انا لا استطيع ان ابتعد عنها ، انت تعلم جيدا اني اعشقها ولكنها قهرتني بردها البارد الكاذب ، اعلم جيدا انها تحبني ولكني لا اعلم لماذا تنكر ذلك ، كانه اجرمت يوم ان احبها قلبي
تنفس ياسين ليتخذ قراره : حنان اخبرتها انك تحبها وتريد الزواج منها
ارتسمت ملامح الصدمة على وجه احمد : نعم ، لا افهم
اعد من فضلك ثانية
__ امي سمعتها وهي تخبرها انك تحبها وتريد ان تتزوجها
وانك لن تلتفت اليها ابدا ، ومن الافضل لها ان تنساك او تظل تحلم بك لأنك لن تحبها ابدا
قال احمد غاضبا : ولماذا صدقت ما قالته هذه
ضغط شفتيه بشده حتى لا يتفوه بشيء غير لائق
ليرد ياسين : لا اعلم هذه هي الحلقة المفقودة ولكن عندما ابلغتني امي انها ترفض الزواج منك ، ربطت بين الحدثين
ولذلك ضغطت عليها لقبول الزواج ، فانا اعلم انها تحبك
منذ صغرها
اقترب منه ليربت على كتفه : تعامل مع الامر بحكمة احمد
فهي منهارة من البكاء ، ولأول مرة بحياتي اراها تبكي بهذه الطريقة ، اليس هذا دليلا على حبها لك؟
وقف احمد وهز راسه موافقا ليكمل ياسين : ولا تصطدم بيوسف حتى اتكلم معه فهو غاضب منك جدا
__ ان شاء الله
صعدا سويا الي الاعلى ليقابلا يوسف متجه ناحية غرفة المعيشة بمساعدة زوجته ليقف منتصبا وينظر له بغضب
__ ماذا تفعل هنا ؟
نظر له احمد مبتسما ليتكلم ياسين سريعا : اذهب احمد لتفعل ما تريد ،انصرف احمد بسرعه ليتجه هو لآخاه ومسكه من ذراعه :انت تعال معي لنرى ما هو حلي الباشا هذا
ضحكت انجي : الا تعلم ما هو ؟
ابتسم وهو يساعد اخاه على الجلوس : لا نور تقول انه سر بينك وبينها
ضحكت مرة اخرى لتدخل نور الي الغرفة وهي مبتسمة لالتقاطها جزء من الحديث : انجي من فضلك اصمتي قليلا
ولا تخبريهم
نظرا الي بعضهما بحيرة ليهمس يوسف : ماذا يحدث ؟
رد الاخر هامسا : لا اعلم شيء ، من الواضح انهما تتامران علينا
ضحك يوسف لينظر الي نور : ماذا ننتظر ؟
__ ننتظر باقي الاسرة الكريمة
قالت جملتها وهي مبتسمة ليزداد ياسين تعجبا من امرها
يشعر انها تخفي شيئا عنه ، نظر اليها لتتصل عيناهما ويشعر انهما بالغرفة لوحدهما حاول ان يبث لها ما يعتمل بصدره لتبتسم له فسعادتها لا توصف اليوم اخيرا بدأت تفهم ما يبثه اليها بعينيه بدأت طلاسم لغة عيناه تنكشف وتستوعب ما يقوله لها
قطع نظراتهما دخول اولاد نادين العاصف للغرفة واتبعهم نهى وزوجها وابنتهم ليكتمل الجمع بوصول نوارة هانم
ابتسم بهدوء ووقف ليرحب بأخته وزوجها
قالت نور لنهى : ابلغي نادين اننا ننتظرها
هزت نهى راسها بالإيجاب لتذهب الي جناح اختها

************************
وصل الي الفيلا بعد العصر ، دخل وبحث عنها بعينيه
سريعا فلم يجدها ليتجه الي الدور العلوي وجدها مرتدية ملابسها : السلام عليكم
__ وعليكم السلام
__ الي اين انت ذاهبة ؟ ارى انك مرتدية ملابسك
__ نعم ولكني انتظرك الي ان تأتي ، بسنت ابلغتني ان علي مريض منذ يومان ، فارتديت ملابسي لأذهب اليه وكنت انتظر وصولك
__ سأبدل ملابسي واذهب معك
__ لا استرح انت وتعال لتأخذني ليلا ن انه ببيتنا
__ لماذا ليس ببيته ؟
__ لا اعلم
__ حسنا انتظري
__ عمر استمع الي انت متعب استرح قليلا ، وتعال الي ليلا وانا سأستقل تاكسي
نظر اليها بقوة :علياء انتهينا ، سأوصلك ، انتظري قليلا
وصلا الي بيتها ليصعدا الي الاعلى ليجدوهم جميعا موجودين دخلت بسرعة سالت عن اخيها: بسنت اين علي؟
__ بغرفته ، انه مريض للغاية ، تفضل عمر ، ادخل
دلفت الي الداخل بسرعة ليتبعها عمر بهدوء
تقدمت منه لتحتضنه : ما بك حبيبي ؟ بماذا تشعر ؟
نظر لها بألم : لا شيء ، اصبت بالبرد ، لا تقلقي
رتب على راسها ليشعر بضيق في تنفسه والم بقلبه سببه رؤية صديقه الوحيد اقترب عمر مبتسما : كيف حالك يا صديقي ؟ الف سلامة عليك
اغتصب ابتسامته : الله يسلمك ، انه دور برد عادي ،ولكن علياء مشاعرها رقيقة
شعر بتوتر يشوب علاقته بصديقه ليقول لعلياء
__ أخاك بخير والحمد لله اصنعي لي كوب من الشاي بدل الغداء الذي لم اتناوله
نظر لها علي : هل اتيت به قبل ان يتناول غداؤه
همت لترد ليقول هو : اذهبي علياء ، واصنعي لنا كوبين من الشاي
انصرفت وهي تشعر ان عمر يريد الاختلاء بأخيها
خرجت واغلقت الباب خلفها ليستدير هو وينظر الي علي
__ ماذا بك صديقي ؟ ولماذا انت هنا ليس ببيتك ؟
تنهد بقهر وهو يفكر كيف سأخبرك عن وجعي هذه المرة وانت السبب به ، لا تكذب على نفسك علي هو لم يخنك ابدا بل هي من خانتك فكرت به وهي زوجتك وهو لم يرفع عينه لها ابدا حتى من قبل ان تخبره بحبك لها
ولكني لا استطيع اخباره ايضا
ابتسم بألم : لا شيء ، تشاجرت مع
لم يستطع نطق اسمها لتدمع عيناه ويشيح بوجهه بعيدا عنه
اتسعت عينا عمر صدمته من مظهر صديقه والمه الذي تجسد بوجهه قفز ليجلس بجانبه : ماذا حدث علي ؟ اخبرني بالله عليك ، مظهرك لا يبشر بالخير
تكلم بقهر وحزن : طلقتها عمر
هتف : لماذا ؟ ماذا حدث ؟ المشاكل تحدث دائما علي
وانت عاقل ورزين طوال عمرك ، وتستطيع تخطي الازمات بينكما
__ الا هذه الازمة عمر ، انها فوق طاقتي
__ اهدئ الان ، وكل شيء سيحل ، واذا تريد تأديبها على ما فعلته ، لا باس اهجرها ، انفصل عنها لا تطلقها ، تذكر ابنتك علي ، فهي من ستظلم بينكما
ادار وجهه بعيدا عنه وهو يتذكر ما سمعه منها فهي اتصلت به مرارا وتكرار ولم يرد عليها باليوميين الماضيين الي ان ارسلت له ان يكلم جنى اتصلت ثانية ليرد على ابنته وبعد ان اطمئن عليها تكلمت معه وترجته واستحلفته بالله ان يسمعها حلفت أغلظ الايمان انها لم تخنه وانها تكره عمر اصلا بل لم تحب احدا غيره ولكنها كانت تبحث عن كرامتها بسبب امنية امه لزواجه من نور اغلق بوجهها الهاتف فهو يعلم جيدا طريقة تفكيرها وان غرورها هو من اهانه عمر بعدم الالتفات اليها ، ولكنه يعلم ايضا انها لم تقترب من عمر قبل زواجهم او بعده فهي بالكاد كانت تصافحه عندما تراه ، فعمر نفسه شعر انها لا تطيق وجوده عندما يزورهم بالبيت ففضل عدم زيارته بمنزله وكانا يتقابلان بالمقاهي وببيت عائلته ، ولكن ما يمزقه فعلا انها لم تكن كما تخيلها ، اكتشف بعد سنوات من معاشرته لها انها انسانة اخرى مختلفة عن حبيبته ، غارت من نور ومن امنية امه ان يتزوج بها ، لتحاول ان توقع بين نور وعلياء ، حاولت مرارا ان تمتلكه وتبعده عن عائلته ولم يستجيب لها ابدا كان يلاحظ كل هذا ولا يفكر به بل كان يبرره بحبها الجنوني له
ليكتشف اخيرا ان عقلها مشغول بعمر وبكيفية رد كرامتها المبعثرة لان عمر لم يلتفت الي حسنها وجمالها الفتان
زفر بضيق ليرتب عمر على رجله : الن تخبرني يا صديقي
بما يعتمل بصدرك ؟ اشعر بانك مهموم وحزين
فضفض لي قليلا حتى تسترح
قال بألم : ليس الان عمر ، جرحي لم يبرأ بعد والبوح الان كالكي سيزيد ألآمي
تألم لمشاعر صديقه الحزينة ليكمل علي : اشعر بالتعب عمر
بل اشعر بالسقم ، ولا اعلم ما الدوى
تنهد عمر : كلما كان الالم اقوى ، كلما شفيت اسرع علي
ستنهض واقفا كالجبال ثانية علي ، صدقني
__ لم اخبر احدا بطلاقي لأية
نطق اسمها بصعوبة شديدة لينفطر قلب عمر عليه
ليكمل : ساردها ثانية ،من اجل ابنتي كما قلت
__ جيد علي ، ابنتك اغلى من أي شيء اخر ، تذكر ذلك دائما

*********************
انصرف سريعا من امام يوسف حتى لا تحدث مشكلة بينهما هو بغنى غنها ، هو كان يهددها فقط لم يفكر قط ان كلمته ستترك اثر بنفسها وتجعلها تبكي وتخبر اخويها بما قاله لها
دخل الي الجناح وهو يقرر انه سيتعامل مع الامر بحكمة ولكنها تستحق التأديب قليلا فبرودها وهي تخبره انها لا تحبه جعله يشعر بغيظ فعلي منها ومن كذبها ، فهو متأكد من حبها له
فتح غرفة النوم ليجدها جالسة بوسط الفراش وتبكي
نظرت اليه لتقول بغضب : لماذا اتيت ؟
نظر لها غاضبا وهو يفكر انها لن تتغير ابدا اتجه ناحية دولاب الملابس واتى بإحدى حقائب سفرهم وفتح الدولاب
ليخرج منه ملابسه ، قفزت من الفراش لتتجه خلفه
مسكته من ذراعه: اجبني ، لماذا اتيت ؟
نظر لها : سأخذ ملابسي وانصرف
هطلت الدموع من عينيها :اذن انت مصر على ما قلته لي من قبل
__انت ايضا مصرة على ما قلتيه لي من قبل
نظرت اليه بحيرة ليسال بهدوء: لم تحبيني قط نادين ، اليس كذلك؟
انفجرت بوجه تصيح : بل احببتك طوال عمري ولكنك فضلت علي امراه اخرى كانت تختار بينكم انتم الثلاثة كما تختار بين احذيتها
انتفض من تشبيهها السيئ ليمسكها من ذراعها ويقول بقوة
__ اخفضي صوتك وتكلمي بأدب
ازاحت يديه بقوة من عليها : لن اخفض صوتي وسأتكلم كما يحلو لي ، ولعلمك لم تحبك قط ولم تكن مفضل لديها ، لم تكن تراك من الاصل لأنك كنت اقل من مستوى احلامها
ضغط يديه بقوة حتى لا يفعل ما يجعله يندم بعد ذلك
ليتركها ويتجه الي ملابسه مرة اخرى لتصيح ساخرة وتشيح بيدها : اذهب ، لن اتمسك بك بعد الان ، فانت لا تستحق حبي لك
توقف ليتنفس ويسيطر على اعصابه
ليتجه اليها بحركة سريعة ويمسكها بقوة من ذراعيها
__ بل لم التفت اليها ابدا نادين ، انت من ملئت عقلي وقلبي من صغري ، ولم تكن تعني لي شيء ابدا
انت من احببتها وسأظل احبك طوال عمري
قالت بصوت مهزوز : كاذب
زفر بضيق : لماذا تصدقينها الي الان ؟ لماذا لا تصدقي ما اقوله انا لك
__ انا لا اصدقها اصدق ما شاهدته بعيني
نظر لها بحيرة لتكمل : انا رايتك احمد وانت تتقرب منها كل يوم ، واوقات اجدكما تتهامسان ، وما جعلني أتأكد مما قالته لي اني وجدتك ذات يوم تحتضنها بين ذراعيك
فكر قليلا ليتذكر ما تتكلم عنه: لا ندى كل هذه ليست دلائل على ما تقوليه
انا كنت اتعامل معها بطبيعية كنت اشفق عليها بسبب ظروفها واليوم الذي تتذكرينه و اتخذته دليلا على حبي لها
يوم رسوبها بسنتكما الأخيرة وكنت اخفف عنها لا اكثر
رفع ذقنها لينظر الي عينيها : الم تستطيعي التفرقة بين احتضاني لها ، والشوق والحب الذي احتضنك بهما ؟
احبك ندى ، الا تستطيعي الشعور بي ولو قليلا
انهمرت دموعها ثانية ليحتضنها برفق : ارجوك ندى توقفي عن البكاء ، احبك ندى ، بل اعشقك وما يوجد براسك هذا
اوهام لا اساس لها
لفت يديها حول خصره ليبتسم بسعادة وتغمره الراحة التي ينتظرها من بدء زواجهم : الن تسمعيني ما انتظره من اول زواجنا ندى ؟
دفنت راسها بقوة اكبر بحنايا صدره ليبتسم بسعادة اكبر
دق الباب لتبتعد عنه امسكها من ذراعيها لينظر الي عينيها ويقول بحنان : انتظري سأفتح انا
اتجه ناحية الباب ليفتحه ويجد نهى امامه ابتسمت
ليرد عليها : مرحبا نهى ، تفضلي
__ لا نحن ننتظركم بغرفة المعيشة لا تتأخرا فجميعنا مجتمعون اليوم
نظر لها : حالا ، سناتي حالا
عاد اليها لتنظر اليه من خلال المرآه : انها نهى تقول انهم ينتظروننا اقترب ليضع يديه على اكتافها ويقبل راسها بعمق
لتبتسم له لتقول بتردد : لماذا كانت تكذب علي اذن ؟
تنهد بحيرة : لا اعلم ندى : فهي كانت غير طبيعية ولذلك ياسين كان يتعامل معها بحنان فائق ، ولكني لا اعلم لماذا كانت تفعل هذه الاشياء
سألها بألم : الي الان لا تصدقيني ندى
ردت سريعا : لا ابدا ، اصدقك ولكن عقلي لم يتوقف عن التفكير بها
اوقفها من ذراعيها ليضمها الي صدره ويضع ذقنه على راسها وينظر اليها بالمرآه : انسي ندى ، انسيها تماما
هزت راسها موافقة لتقول بابتسامة : انا جاهزة ، هل تعلم لماذا مجتمعون اليوم ؟
__ لا ، تعالي لنرى

وصلا ليكتمل جمعهم لم يفته نظرة يوسف القوية ، ولكنه تغاضى عنها ، يكفيه ابتسامة ياسين المطمئنة
جلسوا جميعا لتبتسم نور بمرح ليدخل احد الخدم وهو يحمل كعكة عيد ميلاد كبيرة لتجلس بجانبه وتضع بيده علبة متوسطة الحجم وتقول : كل عام وانت بخير حبيبي
همست باخر كلمة حتى لا يسمعها احد
ليشعر بدهشة ممزوجة بسعادة كبيرة منها
هتف احمد : انه عيد مولدك يا صديقي
قال يوسف بحرج :لقد نسيناه تماما
تكمل نهى : لا تغضب ياسين ، ولكنك لم تحتفل به منذ موت والدنا رحمة الله علية
اقتربت منه نادين لتقبل وجنتاه : كل سنة وانت طيب ياسين
قالت نور بمرح : ولكن امي تذكرته
ابتسمت نوراه هانم : لن انسى ابدا ، انا اتذكر مواعيد ميلادهم كلهم ، ولكن نور من صنعت الكعكة بنفسها وبمفردها
شهقت نهى : حقا ، اريد تذوقها
ابتسمت نادين : من الواضح انها شهية
تعجب يوسف من ابتسامة نادين النادرة ليسال نور : هذا هو حلي الباشا
ضحكت هي وانجي لترد الاخيرة : نعم ، ولكنها لم تخبرني بسبب صنعها لحلي الباشا
نظر لها لتتصل عيناهما ثانية اخبرها بحبه وهيامه بها
لتحمر وجنتيها بخجل ارادت ان تحول نظرها بعيدا عنه
ولكنها لم تستطيع ليفيقا على صوت يوسف المرح
__ يا بشر ، نحن هنا ، افتتح الكعكة يا باشا ، حتى نستطيع تذوقها
سالت بصوت يكاد يسمع : هل تريد ان اضع لك شموع بها ؟
ليضحك ضحكة سعيدة قوية : لا ، يكفيني انك صنعتها من اجلي
بعد ان تناولوا الكعك اقترب ياسين من عمرو : عمرو اريدكم ان تاتوا وتجلسوا معنا الفترة القادمة
__ لماذا ؟
__ لنجتمع كلنا ، انها رغبة امي ورغبتي انا ايضا
لفترة من الوقت ، ولأطمئن عليكم
هز راسه بعدم اقتناع : حاضر ياسين ، كما تريد
جلس يوسف بجوار اخته : نادين هل حلت المشكلة بينك وبين احمد
ابتسمت بوجهه : نعم ، انا اخطأت بحقه يوسف وهو اتي وتفاهمنا ، لا تشغل راسك
__ اذن انت راضية ، وستستمرين معه
__ طبعا يوسف ، وليس لأجل الاولاد بل لأني احب
قضمت كلمتها ليتلون وجهها بحمرة الخجل لتقول بارتباك : هو زوجي ومن الطبيعي ان استمر معه
ضحك يوسف : لماذا ابتلعت مشاعرك ندى ، هل تتوقعي اني سأثور مثلا لو أخبرتني انك تحبين زوجك والد اطفالك
لا انا مختلف ، ولن اشعر بالضيق بل سأشعر بالسعادة من اجلك ومن اجله هو ايضا ، واذا احتاجتني باي وقت انا موجود لا تترددي ، نحن الاثنان بدلا عن والدنا ولا تفكري مجرد التفكير اننا سنبدي احمد عنك ، انت اختنا الغالية ومكانتك لا يضاهيها احد
قالت نهى بعد قليل : يويو ، نريد معرفة ما اهدتك به نور
لم يجبها ليضحك يوسف عليها وهي تعيد : ياسين ، افتح الهدية لنعرف ما هي ؟
قام واقفا ليقول بهدوء : لا ، وسأذهب لأنام ، لا تنسى عمرو
تصبحون على خير
قال يوسف : ياسين صحيح غدا موعد استلام الشحنة الاتية من الجمارك ، ولابد ان يذهب احدنا لاستلامها ، وانا لا استطيع كما تعرف
نظر له : لا اعلم يوسف ماذا افعل بك ، فانت تهدم سعادتي دائما
سالغي سفري مرة ثانية لأجلك
سال يوسف : لماذا تلغيه ؟ بدلا ان تذهب الي الجونة ، اذهب الي الساحل الشمالي ، مر على الاسكندرية بطريقك واستلم الشحنة صباحا واذهب الي مارينا ليلا
تهلل وجهها فرحا ليتنهد ياسين : حسنا ، تصبح على خير
نظر لها لتومئ براسها ايجابا لتتكلم الام بهدوء :اذهبي بنيتي ، لتأخذي قسطا من النوم انت الاخرى ، فأمامكما طريق طويل غدا
تمتمت : تصبحون على خير

اتبعته بهدوء لتدخل الي الجناح فلا تجده نظرت حولها
وهي تشعر بتعجب من عدم وجوده سالت نفسها اين ذهب
لتتجه الي غرفة النوم وتشهق بفزع من حمله لها
همس بأذنها : احبك نور ، احبك يا جنيتي الحبيبة
لا استطيع ان اصف مدى سعادتي اليوم ، مفاجأتك لي هي الهدية الحقيقة
ابتسمت لتقبله برقة على خده : كل عام و انت بخير حبيبي
قال بهيام : كل عام وانت معي حبيبتي

**********************

وصلا الي الإسكندرية لتقول بفرح : اخيرا عدت لمسقط راسي
ابتسم لسعادتها : متى انتقلتما نور الي القاهرة ؟
__ كان عمري بالخامسة ، او اوشك على اتمام السادسة
لا اذكر عمري بالضبط ، ولا اذكر ذكرياتي هنا ايضا
بل شاهدت الصور فقط ، ولكني فرحة لان ابي كان يحبها كثيرا وكان يقص لي عنها كثيرا
ماذا سنفعل الان ؟
__ سنذهب الي احد الفنادق لأحجز لك غرفة ، واذهب انا الي الميناء لاستلم الشحنة ، ثم اعود نتناول الغداء ونكمل طريقنا الي مارينا
بوزت : لماذا تتركني بالفندق وحيده ؟ اريد ان اذهب معك
عقد حاجبيه لينظر اليها بطرف عينه : تريدين مني ان اخذك الي الميناء وانت ترتدين هذا الفستان
نظرت الي فستانها الصيفي بألوانه الصاخبة وذراعيه المكشوفتين وقبعتها البرتقالي الواسعة
وقالت بدلال : ماذا به ؟ انه جميل وطويل
ابتسم : لم اقل انه سيء ، بل يجنن عليك ، ولكن لن تذهبي به ابدا الي الميناء ثم بالنسبة الي ذراعيك العاريتين وصدرك المكشوف ، لم تدريجهم بوصفك للفستان
ضحكت برقة : انت متزمت
__ نعم ، انا معترف بذلك
اقتربت منه ليقول بحزم : لا تحاولي راي لن اغيره
ضربت بقدميها ارض السيارة : لا اريد الجلوس بمفردي
لنذهب الي الفندق واستبدل ملابسي واذهب معك
قال بهدوء : لا نور ، انتهينا ، ولن أتأخر عليك
لمعت عينيها : اذن اوصلني الي قصرنا اجلس مع عمتي واسلم عليها واطمئن على حالتها الصحية فهي مرضت ولذلك لم تحضر عرسنا ، وانت انهي عملك وتعال لتأخذني بعد ذلك
فكر قليلا لا يعلم لماذا لا يطمئن لتلك الزيارة ولكنه لن يستطيع الرفض : أتعرفين العنوان ؟
تهلل وجهها فرحا : نعم ، فانا حفظته من الورود التي ارسلتها عمتي في يوم عرسنا
املته العنوان ليذهب بها راسا الي هناك
عندما اقترب من القصر نظر اليه بتعجب : عائلة والدك ثرية
ابتسمت : نعم ، الن تأتي معي ؟
__ لا عندما اتي بعد الظهر سأدخل لأسلم على عمك وعمتك
توقف عند البوابة وقرا (قصر عبدالله المصري) كلم الحارس : هل السيدة صفية موجودة
وقف حارس القصر : نعم سيدي
قالت بمرح : ابلغها ان الانسة نور هنا
ذهب الحارس من امامهم
نظر لها وقال مازحا : اين هي الانسة نور ؟
احمر وجهها بشده واشاحت بوجهها عنه لتقول بارتباك
__ لم اعتد على القابي الجديدة
اقترب منها ليحتضنها : ستعتادين حبيبتي ، يا زوجتي العزيزة
قبلته لتنزل من السيارة : هل ستنتظر لتراني ادخل ايضا والوح لك
__ نعم
جاء الحارس سريعا : السيدة تنتظرك بالداخل ، تفضلي
لوحت له مودعه واسرعت الي الداخل
تبعها بعينيه الي ان انغلق باب القصر عليها ليتنهد وهو يشعر بعدم اطمئنان
تحرك لينجز عمله سريعا ليعود اليها ويهدئ من قلقه قليلا
عندما اقترب من الميناء رن هاتفه ليجده عمر
ابتسم : مرحبا ، كيف حالك يا نسيبي العزيز ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك وحال نور ، هل وصلتم بالسلامة
__ نعم ، وانا اتجهت الي الميناء الان
ردد بتعجب : ميناء ، أي ميناء؟
__ ميناء الاسكندرية
اتسعت عيناه رعبا : الم تسافروا الي الغردقة ؟
__ لا فانا لدي بعض الاعمال بالميناء سانجزها ونذهب فيما بعد الي مارينا
سال والقلق يقفز من صوته : اين نور ياسين ؟
__ نور تركتها عند عمتك ، هي طلبت ان تذهب لتراها
صرخ بحده : نعم ، عود واتي بها ، هل هذه امانتي لك ياسين ؟
تعجب ياسين من ردة فعله : لم افعل شيء عمر ، ان نور من طلبت ان تزو عمتك وانا لم ارى مانع بذلك
شعر بانه تخطى حدوده فياسين لا يعلم عن الامر شيئا
__ المعذرة ياسين ، ولكن استحلفك بالله ، عود واتي بها من هناك ، لا تتركها دقيقة زيادة هناك ، ارجوك ياسين
اندهش ياسين من رجاؤه له ليقول بتعجب ك: حاضر
لف بسيارته ليعود وياتي بها من هناك والاسئلة تقفز براسه عن السر وراء اصرار عمر على ان يعود بها الان
********************
فتحت لها بوابة القصر احد الخادمات لتخطي الي الداخل مبتسمة ، تقدمت الي منتصف الصالة لتدير بعينيها في المكان
لتشعر بقلبها يقبض فجأة عندما وقعت عيناها على صورة كبيرة لشاب بمنتصف الثلاثينات تزين الحائط
انتفضت من نظرة عيناه لتشعر بجسدها كله يجتاحه البرودة
لترتجف بشدة تنبهت الي يد توضع على كتفها لتنتفض مرة اخرى : بسم الله عليك حبيبتي ، ما بك ؟
التفت لتجد عمتها بوجهها ابتسمت بتوتر : اهلا عمتى ، كيف حالك الان ؟
ابتسمت لها بود : بخير ، مبارك زواجك حبيبتي
لم استطع الحضور ارجو ان يكون عمر ابلغك بظروف مرضي
__ نعم وعلمت ايضا من الورود التي ارسلتها هي والجواب لذلك جئت لأطمئن عليك
نظرت اليها مستفهمة وقال بدهشة : ورود
__ نعم استلمت الورود التي أرسلتها الي ، كانت رائعة عمتي ، شكرا لك
تغاضت عمتها عن هذه النقطة لترحب بها ثانية
وتسالها : اين زوجك ؟
__ ذهب الي الميناء ، لينجز بعض الاعمال له هنا
__ حسنا ، ستتناولان الغداء معنا
__ لا اعلم مواعيده عمتي جئت فقط لأطمئن عليك واسال عنك
__ نورتين حبيبتي



وصل الي القصر ليدخل ويركن سيارته بالداخل نزل مسرعا منها ، فعمر نجح وبجداره ان يزيد القلق الذي شعر به عليها
طرق الباب بهدوء : ليفتح اليه بعد وقت قصير مر عليه دهر من الزمن
__ قال بهدوء : اريد مقابلة السيدة صفية
افسحت له الخادمة الطريق : تفضل
دلف الي الداخل ليتنهد براحة فهي تجلس امامه هي وعمتها
ابتسم بهدوء لتنهض السيدة صفية وترحب به بحفاوة
__ اهلا تفضل بني ،نورت وشرفت
ابتسمت له متعجبة من عودته السريعة ليتقدم ويصافح السيدة صفية باحترام وتهذيب و يقترب منها وينحني مقبلا اياها
احمرت لتقول بخجل : عدت سريعا
ابتسم ولا يعلم بماذا يجيبها ن اخذ يدعو على عمر بسره ، فهو لا يعلم لماذا كل هذا الرعب الذي سببه اليه
ليقول بتوتر : لم تصل الشحنة بعد الي الميناء فجئت لأصحبك الي الفندق
نظرت السيدة صفيه له بعتب : فندق والبيت موجود ياسين
لا لن ارضاها
__ المعذرة سيدتي ، ولكننا ذاهبين لمارينا لقضاء بضعة ايام
هناك
__ اذن تقضوا اليوم معنا وتنصرفوا بعد ذلك
ابتسم ياسين بتكلف وهو لا يعلم بماذا يجيبها لينقلب وجه ونظراته الودودة الي كره كبير تصلبت يده التي تحاوط اكتاف نور ليجز على اسنانه غضبا


جالس بشرفة غرفته يتناول افطاره ليسترعي انتباهه وقوف سيارة امام القصر تنبه لها لينخطف قلبه لرؤية من تنزل منها
هتف بحب : نور ، لقد عدت حبيبتي
دخل سريعا الي غرفته ليبدل ملابسه ويحلق ذقنه
ويرش قطرات من عطره القوي الذي طالما اخبرته انها تعشق رائحته
لينزل الي الاسفل بعد وقت ليس بقصير ليجد شاب جميل الطلعة يقبل وجنتاها انتفض من رؤيته
ليسال نفسه : من هذا الشاب ؟ وماذا يقرب لها ؟
ظل يشاهد ما يحدث امامه ليتقدم منهم بهدوء

شعرت بغصة تجتاحها وضيق يجثم على قلبها بقوة فهذه الرائحة قوية وكريهة على نفسها بقدر ما هي قوية
انتبه اليها تتمسك به بقوة ليلتفت اليها : ماذا بك ؟
قالت بارتباك : لا شيء
اعاد نظره الي هذا القدم نحوهم وهو يدعو ان لا يكون هو
ولكن هيهات هو حافظ المصري بشحمه ولحمه
قالت السيدة صفية : اهلا حافظ ، انظر من عندنا انها نور
نظر له بحدة ليساله : ماذا تفعل هنا ؟
قالت بارتباك وتوتر سيطرا عليها : عمي ، كيف حالك ؟
رد ياسين هازئا : جئت اخذ زوجتي
انتفض داخليا من جملته : زوجتك ، اين هي ؟
قالت صفية بتوتر : ما بك حافظ ، نور هنا
اشارت له بيدها لينتبه الي الفتاه التي تشبه حبيبته ولكن بها شيء مختلف ليتذكر انها ابنته ، جاء يقترب منها ليضمها ياسين الي صدره بتملك عجيب نظر اليه غضبا
__ ابتعد عنها
__ نعم ، انها زوجتي
وقفا بوجه بعضهما كلا منهما متحديا للآخر
لتلاحظ نور مدى الشبه بينهما نفس الطول والعرض وتقاسيم الجسد والوجه ايضا ولكن هناك فارق ملحوظ هذا وجه حبيبها الذي يشعرها بالاطمئنان ، وهذا وجه عم لا تعلم عنه شيء وتتعجب من شعور النفور التي يتملكها وهي تنظر اليه
سحبت زوجها من ذراعه لشعورها ببدء صدام بينهما
__ هيا ياسين ، حتى لا نتأخر ، سلام عمتي ، اراك على خير
نظر اليه بتحدي وكره لينظر اليه الاخر بغضب وقسوة
لينصرف ياسين معها ويغلق باب القصر خلفه بعنف


سلافه الشرقاوي 30-08-11 06:38 AM

الفصل الثلاثون



هوى جالسا على كرسيه وهو يتوعد عمر داخليا
سأقضي عليك عمر ، سأدمرك واقتلك عمر
الم تجد الا هذا الشخص الكريه لتزوجه ابنتي
يتذكره جيدا فهو من وقف امامه بعد ان توفى اباه اثر ازمة قلبية كان هو السبب فيها بعد ان استولى على مشروع كان سينقذ شركته من الافلاس الذي تسبب به الشاب الطائش الذي كان يدير الشركة في ذلك الوقت
استعمل الاعيبه وعلاقاته ليسرق منه المشروع بطرقه الملتوية
ليخر الاخر ساقطا من هول الصدمة عليه وينقل الي المستشفى وينتقل الي رحمة الله بعد يومين
ابتسم بسخرية وهو يتذكر هذا الشاب الصغير الذي وقف بوجهه وصاح انه لن ينسى ثأره ابدا
لا ينكر اعجابه به فهو انقذ الشركة واحياها من العدم
ثم توالت نجاحته وذاع صيته ولكن لم يقتربا من بعضهما لان هو اصر الا ان يأخذ هذا الشاب أي مشروع له بالإسكندرية و واظب على التصدي له من بعيد حتى مشروع الشاليهات تصدى له به ولم يهتم بمن سيأخذه كان اهتمامه بان لا يأخذه هذا المهندس الصغير ذو الشهرة الواسعة
ليفاجئ ان ابن اخيه الاحمق من رسي عليه المشروع
ولكنه منعه من دخول الارض وسيعرضه لدفع الشرط الجزائي اذا لم يتم التنفيذ بموعده
لقد نسى هذا الامر في خضم انشغاله واصراره على رؤيتها
امسك هاتفه ليجري اتصالا هاتفيا
__ اهلا كيف حالك ؟ اخبرني ماذا حدث بمشروع الشاليهات
صاح والغضب يتأجج بعينيه : نعم، كيف استطاع فعل كل هذا في هذا الوقت القصير
انتم اهملتم الموضوع وسأحملكم النتائج اريد هدم كل ما بني ، اريد ان ارى الارض حطاما غدا
اغلق الهاتف بعنف ليستعيد اقتراب هذا الشاب الوسيم منها لتندلع النيران بعينيه
تذكرها انها ابنته الحبيبة من تبقت له منها ، تشبهها للغاية
لدرجة انه تصور ان نور عادت اليه من العالم الاخر ، عادت اليه هو فقط ، من اجله فقط
ولكن بها شيء مختلف ضاقت عيناه وهو يعقد المقارنة بينهما
لم يحتاج الي وقت كبير ، انه الغرور والقوة التي كانت تتسلح بهما نور حتى وهي بأضعف مواقفها
كانت قوية صلبه مغرورة ومتحررة سرقت قلبه وعقله ، ولكن هذه الفتاه شعر انها هشة داخليا ، مرتبكة
ضعيفة رغم انها تتظاهر بالقوة ، نظراتها كانت زائغة متوترة ، ولكن يشعر ان هناك سببا وراء ذلك
تذكر حبيبة قلبة لترتسم ابتسامة شقية متألقة على شفتيه
كم كان يعشق قوتها قفزت اليه احدى ذكرياته معها ليتنهد بحب
راها تسير بالحديقة هائمة وحزينة لعن نفسه يومها على انه خدعها ليحصل على ما يريد فهو السبب في حزنها وانطوائها ، تبعها بهدوء وحين التفتت قطع طريقها بجسده
لمع الغضب بعيونها وهي تراه ليبتسم لها احدى ابتساماته التي تجعل عقول النساء تطير ، لتجز على اسنانها غضبا وتصيح بوجهه : ماذا تريد ؟
اقترب منها اكثر وقيد يديها بقوة : اشتقت اليك
رفعت رجلها بحركة سريعة وداست بكعب حذائها على قدمه لتجعله يتأوه بشدة ولمع الغضب بعيونه لتقول هي من بين اسنانها بنبرة قوية : اياك ان تقترب مني ثانية
ضحك ساخرا : ماذا ستفعلين نور ؟ اخبرتك من قبل اني سأحصل عليك وقتما اريد فانا لا اقبل برفضك لي
رفعت يدها لتصفعه ليمسكها بقوة لتقول والشرر يتطاير من عينيها : ايها الحقير ،دفعته بعيدا عنها
لتكمل بقوة : سأخبر محمد المرة القادمة اذا اقتربت مني
ضحك ضحكة طويلة ساخرة : ولماذا لم تخبريه من قبل ؟
قالت بنبرة صادقة : اخاف عليه منك
ابتسم وقال هازئا: لما لا تعترفين انه جبان ؟
نظرت له وقالت بنبرة هادئة ونظرة قوية: انت تعلم جيدا انه ابعد ما يكون عن هذه الصفة التي تتمتع انت بها
ولكني اخاف عليه فانت حقير و سافل وقذر لن يردعك ان تفعل له أي شيء ، وهو نقي طاهر لن يستطيع التصدي لألاعيبك القذرة مثلك
انقلب وجهه من تفضيلها العلني لزوجها وتعديدها لمحاسنة
اكملت : ثم اني اعلم انه سيقتلك اذا علم بما فعلته معي ، وانا اريده ان يبقى لجواري وجوار أبنائه
زمجر بغضب : ابنه فقط نور ، انها ابنتي
نظرت اليه : في احلامك حافظ ، لا تتخيل اشياء لم تحدث وتصدقها
اقترب منها ثانية والحب يلمع بعينيه وحاول ان يجعل قلبها يلين اتجاهه : احبك نور ، وانت تعلمي جيدا
__انت كاذب حافظ ، كاذب حقير ،لقد دمرتني لم تحبني قط
رفعت راسها بشموخ :صدقني حافظ ،لم احبك ابدا كنت اظنك صديقي ولكن ما فعلته دمر كل شيء ولن انساه لك ابدا
تركته وانصرفت ،ليتبعها بعينيه شعر بالغضب والغيرة تأكله عندما جلست بالأرجوحة المعلقة بالحديقة ليجلس بجوارها اخاه ويمسك يدها رمت نفسها بين ذراعيه ليضمها محمد الي صدره ويقبل راسها بعمق شعر حينها ان عليه ان يتخلص منه
فهو من يقف بطريقه الي قلبها ، لم تحب محمد هو متأكد سال نفسه من يحب هذا القاسي الذي يتكلم بالقطارة ، ترفضيني انا من تجلس النساء تحت قدميه لأجل ابن المريبة
سنرى نور سأنالك مرة اخرى مهما حدث
زفر بضيق وهو يتذكر مرة اخرى كان نجح بزعزعة موقف اخاه من الشركة والمصنع ويشعر بان الانتصار عليه قريب
تناهى الي مسمعه وهي تخبر صفية انهم سينتقلون الي القاهرة عند والدها ، فهي لن تستطيع العيش هنا بهد الان
وان محمد سيأخذ ورثة من ابية ويفتح شركة خاصة به مقرها بالقاهرة
انتظر ان تركتها صفية التي لم تعجب بقرار محمد وحاولت ان تثنيه عنه اكثر من مرة واظهرت اعتراضها بشده
ليتقدم ويقف امامها : هل ستنتقلون نور ؟
نظرت اليه بحده : نعم
مسك يدها : لن استطيع الابتعاد عنك او عن نور الصغيرة
جذبت يدها منه بعنف : انها مشكلتك ، لا دخل لي بها
__ نور انت تعلمين انها ابنتي
ابتسمت ابتسامة باردة : نعم ، لا افهم ما تقوله
زفر بضيق : لا ،تفهمين ، هذه ابنتي ، ولا اعلم الي الان كيف تستمري في هذا الزواج الذي يجلب لك التعاسة
اقترب منها لتلفح انفاسه وجهها : انت تحبيني نور ، وانا اشعر بذلك
دفعته عنها بغضب : انا احب زوجي و من الاحسن لك ان تكف عن مضايقتي والا ابلغته
ضحك ساخرا : بماذا ستبلغينه ؟ ان نور ابنتي
ليردف بخبث : وانك اسميتها الاسم الذي اريده انا
بعدت وجهها عنه ضائقة : كف عن ترديد هذه الخرافات
قال بنبرة عاشق متيم : لماذا تصديني نور ، انا احبك
__ انت لا تحب احدا اخر غير نفسك ، وانا غلطت غلطة عمري كلها عندما فكرت بشيء اخر غير ذلك
لتردف بقسوة والكره يملئ صوتها : ابتعد عني والا سأحيل حياتك جحيما ، واحذر كيدي فان كيدي عظيم
قال بغضب : لا تجعليني اؤذيك نور ، انا احبك
اتركي محمد وانا سأتزوجك ونربي الاولاد معا
نظرت اليه وقالت بقوة : لن اترك زوجي ،فانا احبه هل سمعت ، واكرهك من كل قلبي حافظ ، ولا تقترب من ابنائي
حتى لا اؤذيك حقا فانا قادرة على ان احيل حياتك كلها الي جحيم
ابتعدت عنه صفعته بكراهيتها لتجعله يفكر في كسر غرورها وانفها تكرهيني نور، حسنا سأعطيك سببا كافيا لتكرهيني نور ، سأحصل عليك مهما حدث ، انت لي ولن تكوني لغيري بعد الان
قرر يومها على ان ينالها ويجبرها على ما يريد ولكن علنيا هذه المرة ، وانتظر الفرصة لكي يقنصها
لتتحول بعد هذا اليوم الي كائن اخر ، اصيبت بانهيار عصبي
لتدخل الي المشفى وتخرج على بيت والدها لم يستطع رؤيتها ولا مرة بعد ذلك ولكن علم من صفية انها انطوت على نفسها وتتعرض لنوبات اكتئاب حاده ، فمحمد يخبرها بتفاصيل يومه كلها ، واكثر ما يحزنه حالة نور التي تتدهور كل يوم عن اليوم الذي قبله
الي ان ماتت وهو يمني نفسه برؤيتها مرة واحدة يخبرها بصدق مشاعره وحبه لها ويعتذر منها بسبب فعلته الهوجاء التي عرضتها للألم ، نظر الي صورتها المزينة مكتبه
تعالي نور وانا اعوضك عن كل ما سببته لك من الألآم
سأجعلك سعيدة وسأمحو ما يفرقنا عن بعضنا البعض
فقط تعالي ، ولن اخيب ظنك هذه المرة


*******************


نظرت اليه بطرف عينها فهو شارد الذهن من بعد خروجهم من قصر عائلة ابيها ، اجرى اتصال هاتفي بشخص اسمه حسام وتواعد على لقائه غدا
واخذ الطريق السريع ليذهب الي وجهتهم الاساسية لم ينطق معها بحرف ولم يتكلم معها اطلاقا وجهه عابس ،يمسك المقود بقوة معالم وجهه تظهر عليها الضيق والغضب
وهي لا تعلم السبب ، تنهدت لتتذكر لقائه بعمها لا تدري ايضا ما سبب نظرات الكره والضيق التي تطايرت بينهما ، تعجبت من امرهما اسندت راسها على زجاج النافذة وهي تفكر في الاسباب واهم شيء يقفز الي راسها سبب عودته دون انجاز ما اتي لأجله الي الاسكندرية فهي علمت من مكالمته انه سيعود غدا الي الميناء لاستلام الشحنة ، واوصى هذا الحسام ان ينتبه اليها
رمشت بعينيها وهي ترى عمر امامها بابتسامته الهادئة الحنون التي تشعرها بالأمان فاتسعت ابتسامتها لأخيها لترى شخص اخر يتقدم نحوهم
ظنت في اول الامر انه ياسين فهو يتفق معه بالطول والعرض والهيئة ولكن عندما اقترب منها اكثر تأكدت انه ليس ياسين فهذا الشخص الغير معلوم بالنسبة اليها وجهه يعلوه الضباب بشكل غير طبيعي أقترب من عمر وطعنه بظهره
صدمت مما تراه ولم تستطع الصراخ ، ليقترب هذا الشخص منها اكثر ويحملها بين ذراعيه وجدت صوتها اخيرا لتصرخ بشده وهي تبكي وتلكمه بيديها ليبتعد عنها


لا يستطيع ان يكتم الضيق الذي يشعر به ، الم يجد فتاه اخرى يقع بحبها الا ابنة اخ هذا الرجل الكريه ؟
لن ينسى انه تلاعب بصفقة كان اباه يحمل عليها كل اماله في انقاذ الشركة من الافلاس الذي تسبب به معتز ولم يستطيع ان يحصل عليها بسبب هذا البغيض ، الامر الذي ادى لدخول والده الي المشفى ، اباه لم يتحمل فكرة اعلان افلاس شركته ، ليصاب بأزمة قلبية ويتوفى على اثرها بعد يومان
تمسك بمقود السيارة بشدة ليسيطر على المه وضيقة من هذه الذكرى المؤلمة له
لا تخلط الاوراق ياسين ان علاقتها هي واخاها معدومة بهذا الشخص وعمر نفسه مهدد من قبل عمه ، اذن هما ضحيتان لهذا الشخص البغيض
ولكن من الواضح ان نور لا تعلم شيء عن هذا الوضع
ولا التوتر السائد بين اخيها وعمها زفر بضيق وهو يحدث نفسه ، استخذها بذنب شخص اخر لم تعرفه طوال عمرها بل كان سيئ اتجاها هي واخاها فهو علم منها من قبل ان عمها لم يتحمل مسئوليتهم اطلاقا بعد وفاة جديها ومن تحمل مسئوليتها هو عمر
اغمض عيناه فهو يشعر بالتمزق لا يعلم كيف سيتعامل معها وهو يشعر انها تحمل بعضا من دماء من تسبب بموت اباه
انتفض بشده على صراخها الحاد لينظر اليها بدهشة فيجدها تصرخ وهي تلكم بقبضتيها الهواء بكل ما اوتيت من قوة
ركن السيارة بسرعه ليشدها الي حضنه ويربت على وجهها بقوة : نور ، استيقظي
هو تأكد انها تحلم فهذه ليست اول مرة يتعرض لذلك الموقف
انتفضت بشده بين ذراعيه ليشعر بقلق شديد عليها
ضربها بقوة اكبر لتنتفض مرة اخرى وتفتح عينيها وهي تشهق بقوة لتنفجر بالبكاء : عمر ، اريد الاطمئنان عليه
ربت على راسها : اهدئي حبيبتي ، سنتصل به الان وتكلمي معه كما تريدين ولكن اهدئي اولا حتى لا تقلقيه
نطقت من بين شهقاتها : خائفة عليه ياسين ، اتصل به
__ حاضر ولكن توقفي عن البكاء
حاولت السيطرة على دموعها ، ليتناول هو زجاجة مياه
ويناولها اياها : اشربي قليلا من المياه ستساعدك على الهدوء
شربت الماء ليمسك هو هاتفه ويكلم عمر وهو مازال يحاوطها بذراعيه رد عمر سريعا عليه : نور بخير ياسين
عقد حاجبيه تعجبا من رده لينقل عيناه عليها
ويقول بحذر : نعم ، لماذا تسال بهذه الطريقة ؟
تجاهل سؤاله ليساله : هل حدث لها شيء ؟ عمي ضايقها بشيء
قال و تعجبه يزيد : لم يحدث شيء عمر ، فهي لم تجلس معه قابلته وانا موجود لم يسلم عليها حتى
تنهد بارتياح لترتسم على وجه ياسين علامة تعجب كبيرة
من زفرة الارتياح التي وصلته عبر الهاتف نفض راسه
ليقول : نور تريد مهاتفتك ناولها الهاتف لتطمئن على اخاها سالته الاسئلة المعتادة وشددت عليه ان ينتبه الي نفسه وهمت بإغلاق الهاتف ليسحبه ياسين منها : عمر اريد رؤيتك
__ حسنا ، متى ؟
__ ما رايك ان تاتوا الينا انت وعلياء تقضوا معنا بضعة ايام
وانا وانت نرى ما وصل اليه مشروع الشاليهات
__ فكرة جيدة ، كنت سآتي الاسبوع القادم واترك علياء
بمفردها وكنت قلق من هذا الامر ، ولكن سأرتب مواعيدي وارد عليك
__ سننتظركما، سلام

اغلق الهاتف لينظر اليها بحنان : مطمئنة الان على اخاك
هزت براسها ايجابا ليتنهد ويضمها الي صدره بحب
__ نكمل طريقنا الان ، ولا تذهبي للنوم فانا ارتعب عليك من هذه الاحلام التي باتت تزعجني حقا
ابتسمت لتدمع عيناها ليقرصها من خدها بلطف : نور ارجوك لا تقلقيني اكثر من ذلك
اكمل مازحا وهو يدير السيارة : ما رايك ان نذهب راسا الي البحر؟ لتقفزي اليه وتنسين كل شيء حتى انا فهو المكان المفضل بالنسبة اليك وتتخلصي من كل ما يضايقك به
ضحكت لتساله بتعجب : من اين علمت ؟
__ نهى اخبرتني ، واخبرتني ايضا انك تعشقين السباحة ولذلك صممت على شرائك المايوه
__ ولكنك لم تراني وانا اشتري المايوه
ابتسم بخبث : حقا ، هل تظنين ذلك ؟
نظرت اليه وقالت بتعجب : كنت تراني ، ولكنك كنت مشغول بشراء حذائك الرياضي
اقترب منها ليضمها بذراعه الي صدره : لا يوجد شيء يشغلني عنك حبيبتي
ابتسمت بسعادة لتصفق مازحة : حسنا الي البحر
ابتسم بسعادة لأنه استطاع ادخال جو البهجة من جديد ولكن عقله لن يتوقف عن التفكير بالسر وراء خوف عمر من لقاء نور بعمها

*********************


رن جرس الباب ثانية بإلحاح ليتحامل على نفسه ويقف وهو يلعن هذا القادم ، الم يتمكن من القدوم وبسنت موجودة
فهو لا يستطيع الحركة يشعر بتعب فظيع والم بجسده
وصل الي الباب بعد عناء ليستند على الحائط ويفتح الباب بتعب ليتصلب جسده ويجبر نفسه على الوقوف شامخا رفع راسه بكبرياء وغضب : نعم ماذا تريدين ؟
توترت ملامحها فهي كانت ترتجف خوفا ان يغلق الباب بوجهها او يرفض مقابلتها تنحنحت وابتسمت بتوتر
__ مرحبا حبيبي
اتسعت مقلتيه غضبا ليشيح بوجهه بعيدا عنها دلفت الي الداخل سريعا حتى لا يغلق الباب بوجهها وتضيع فرصتها في التفاهم معه
جلست لأنها لا تستطيع الوقوف اكثر من ذلك عضت شفتيها بتوتر ثم بللت شفتيها وهي لا تعلم من اين تبدا كلامها معه
نظر لها باستياء عندما دخلت وجلست ليزفر بضيق ويغلق الباب بعنف شديد جعلها تنتفض
تلعثمت : هل انت بخير ؟
رد بصوت مبحوح من البرد ولكن قوي : نعم ، انا بأحسن حال
ارتبكت زيادة من رده ووقفته فهو لم يجلس مما صعب مهمتها في التحدث : علي اريد ان اتحدث معك
__ انا لا اريد التحدث معك ولا رؤيتك
قالت باستجداء : ارجوك علي انت رسمت صورة من خيالك لم تكن واقعا ابدا
ضيق عيناه ونظر اليها بغضب وصرخ هادرا : صورة من خيالي ، الم تملئي راس علياء ضد عمر ، الم يكن قصدك من البداية ان لا يتزوجا ، الم تكوني قاصدة ان تؤذي عمر من البداية ؟
ارتبكت ليصرخ بها: ردي
انتفضت بشدة من صرخته لتقل بارتباك : ارجوك علي استمع الي
__ لا اريد سماعك ، هل كنت تظنين اني لم الاحظ معاملتك السيئة لأخواتي وامي رحمة الله عليها ، كنت اراك وانت تتعاملين معهم بتعالي وغرور فكنت اظن ان غرورك صفة مرتبطة بجمالك الفتان الذي لا مثيل له ، والذي اكتشفت مؤخرا انني تخيلته و لم يكن متواجد من البداية
صعقت من كلماته ونبرة صوته القاسية، كانت تظن انه عندما يراها سينسى ما حدث ويسامحها على غلطتها الحمقاء التي فعلتها دون تفكير
بعد ان طلقها وغادر المنزل ظلت تبكي الي ان اشرقت الشمس ثم انتظرته ان يعود واتصلت به اكثر من مائة مرة ،ولكنه لم يجيب ولم يعود ، الثلاث الايام الماضية مروا عليها كعمر طويل اكتشفت بهم انها كانت تحبه فعلا ولكنها لم تشعر بذلك من قبل لأنه كان يغدق عليها من مشاعره بدون مقابل لم يسالها يوما ان تعطيه كما تأخذ بل كان هو دائما المعطاء والمتفهم والحنون
افتقدته فعلا وشعرت أن حياتها من دونه لا شيء
فاقت من تفكيرها فهي اتت لتخبره بمدى اشتياقها له وكيف ايامها الماضية مرت عليها لا روح بها تريده يعود لتعود معه الحياة
نظرت اليه والدمع ينهمر من عيونها : ارجوك علي ، لا استطيع ان ابتعد عنك ، انت تعلم عيوبي جيدا وانا اعترف باني اخطأت في حقك ولكن ارجوك سامحني واغفر لي
الا استحق ان تغفر لي اول خطا بحياتنا ، الا تستحق جنى ان تسامحني من اجلها
رد بقوة : لا تدخلي جني في موضوعنا ستظل بنتي مهما حدث وسأرعاها واحبها دائما
قررت ان تخبره بما تعلمه : جنى تمتعت بدلالك وحنانك الا يستحق القادم ان يتمتع بهما ايضا
رمش بعينيه ليفهم ما تقوله لتقول بصوت باكي : انا حامل علي ، علمت من يومان كنت انتظر ان أتأكد لأخبرك
وانت لم تعطيني فرصه بالهاتف فجئت استسمحك واترجاك ان تغفر لي خطئي وتسامحني من اجل جنى ومن اجل طفلنا القادم
جلس من الصدمة فهو منشطر الي نصفين نصف لا تسعه الفرحة بطفله القادم و النصف الاخر لا يصدقها
قال بنبرة حاول ان يخرجها قويه كسابقتها : هل تأكدت ؟
__ نعم اجريت التحليل المنزلي
__ ان التحليل المنزلي مشكوك بصحته ، انتظري سأرتدي ملابسي وانزل معك لتجرين التحليل ، لأتأكد انكي لا تكذبين
صدمتها كلمته ولكنها لم تستطع التنفس ألهذه الدرجة اصبحت الثقة بينهما معدومة رد عقلها سريعا لقد اخطأت اية وتحملي نتيجة اخطائك واصبري حتي يعود الي سابق عهده فهو يحبك ولن يستطيع ان يكرهك ابدا وانت استخدمي ذكائك وجمالك وحبك له لتسترديه ، فهو يستحق ان تبذلي مجهودا كبيرا مضنيا لتعود الامور الي مجرياتها ويعود هو كسابق عهده


************************

جالسه امام المرآه تكمل زينتها وتنظر اليه تأملته كثيرا اليوم
تشعر بسعادة كبيرة تملئها ولكن بقدر ما هي سعيدة بقدر ما هي خائفة ،لا تستوعب الي الان انه يحبها ولا تصدق ان ما اخبرتها به حنان كان كذبا ، فهي لا تجد الي الان سبب يجعل صديقة عمرها تكذب عليها ، ولكن ياسين اكد لها ان احمد يحبها وهو الاخر اعترف بحبه لها اكثر من مرة
تنهدت فهي تشعر بوجود حلقة مفرغة
الن تهدئي وتعيشي كباقي خلق الله ، فانت تنعمين بحب زوجك وحنانه ، لا تفكري بأشياء تفسد عليك حياتك
انتبهت اليه وهو يتحرك من الفراش لتبتسم تلقائيا
ويتزين وجهها بابتسامة تحمل كل ما في قلبها اليه
نطق بسعادة : الله ،ما اجمل هذا الصباح الذي ارى فيه ابتسامتك الجميلة هذه
اتسعت ابتسامتها ، ليقترب منها ويحتضنها بين ذراعيه بحب
ومشاعر فياضه ويقبل راسها بعمق : صباح الخير على ندى قلبي وشمس حياتي المشرقة
ردت بخجل، وخداها موردان: صباح النور
ردد بمزاح مقلدا صوتها : صباح النور ، اين القبلات والاحضان يا زوجتي العزيزة ؟
ابعدت جسدها عنه بخفة :لا يعجبك صباحي ، حسنا لا تتكلم معي ،وقفت لتذهب ليجرها الي حضنه
__ لا ، لا لم اقل ذلك انا امزح معك
لفت يديها حول عنقه ،لتقبله برقة على وجنتيه: صباح النور
اغمض عينيه ليشعر بحلاوة قبلاتها التي طالما اشتاق اليها ويشدد من احتضانه لها
ويهمس : احبك نادين ، بل اذوب بك عشقا
احمر وجهها بشدة ليكمل : ما رايك ان نسافر يومين الي أي مكان تختارينه ؟
__ الم تتعب من السفر ؟
__ لا ، انا اعشق الترحال ، مع انني افكر جديا بالاستقرار هنا ، ولكن لا اعلم شيء ما بداخلي يجبرني على السفر فانا اشعر بالملل عند البقاء لوقت طويل بمكان واحد
__ اذن اختر انت المكان الذي تريد الذهاب اليه
__ لنذهب الي شرم الشيخ ، ونترك الاولاد هنا ، فانا اريد تجديد شهر عسلنا مرة اخرى
نظرت اليه بتعجب : نترك الاولاد
هز راسه : نعم ، نهى هنا ويوسف وانجي وايضا امي
سيقومون برعايتهم جيدا، لا تخافي عليهم
استاءت من ذكره لزوجة يوسف ولكنها لم تشأ الدخول معه بمناقشة هذا الامر الذي تجادلا به كثيرا ، واصلا هي تعاملها الان بشكل جيد من اجل يوسف
تنهدت : حسنا كما تريد
__ اذن جهزي الحقائب وانا سأحجز تذاكر الطيران لنسافر اليوم
__ اليوم احمد انتظر للغد ، ولنبلغ الاولاد
رد بحزم : انهم كبار ومعتادين الامر من قبل ، فكنا نتركهم برفقه المربية عند اقامة الحفلات الخاصة بالسفارة
ثم انهم سيفرحون لمكوثهم برفقة خالهم العزيز الذي يكنون له مكانة اكثر مني انا شخصيا وطبعا لوجود يمنى معهم
ابتسمت لمقولته : انت تغار من يوسف على اولادك
رد سريعا وهو يضحك : لا والله ولكني اتعجب عندما يقفزون اليه حينما يظهر امامهم وعندما تكلمت مع عمرو ضحك بشدة وقال لا اعلم السر وراء هذا الشيء وعلى الرغم من ان يمنى تموت حبا بياسين الا ان يوسف المفضل اليها وعندما نأتي الي هنا تقضي معظم الوقت معه
ضحكت : ان يوسف طفل كبير ويلعب معهم كما يريدون يستمع اليهم ويأمرهم بحب ، سيكون ابا رائعا
ابتسم : نعم ، انه ينتظر مولوده بفارغ الصبر ، يأتي على خير ان شاء الله ، هيا اجهزي وانا سأتكلم مع الاولاد


***********************


وصلا الي الشاطئ لتخرج راسها من النافذة وتستنشق الهواء بسعادة وتنظر الي البحر باستمتاع
اوقف السيارة وهو يشعر بسعادتها العفوية المتدفقة
كم جميلة وهي تتصرف بطبيعتها
نظرت حولها: لماذا توقفت ؟
__ انزلي ، سآخذك بجولة في البحر
نظرت له بعدم فهم ليبتسم لها، تقدم منهم احد العاملين بالمرفأ
هز راسه محيي اياه : اهلا سيدي ، اليخت جاهز وانا بانتظاركم
نقلت عيناها بعدم فهم بين زوجها وبين العامل ليقول ياسين
__ شكرا لك تستطيع ان تذهب، انا سأتولى الامر من هنا
انصرف العامل من امامهما : لا افهم شيء
ابتسم بوجهها وهو يشدها من يدها : ستفهمين الان
اوقفها امامه ليحاوط خصرها بيده و اشار الي احد اليخوت
__ ما رايك ؟
نظرت الي اليخت الصغير بانبهار : رائع ،هل ستستأجره ؟
ضحك : انه ملكي ، ابي اهداني اياه منذ فترة طويلة ولكن يوسف اقترح تجديده وتصليحه منذ سنتين وانا وافقت ليصبح هكذا
__ انه جميل ياسين
__ حسنا بم انه اعجبك ، هيا سنقضي اليوم به


********************

دخل الي المنزل ليفاجئ بها امامه : السلام عليكم
نظرت اليه مطولا وقالت بهدوء : وعليك السلام ، اين كنت؟
صعد السلالم واتجه ناحية غرفة النوم لتتبعه بصمت
راته يبدل ملابسه لتساله بهدوء مرة اخرى : اين كنت ياسر؟
نظر لها ببرود : بالمشفى ، اراح جسده على الفراش واعطى لها ظهره : ليس لي مكان اخر اذهب اليه
نظرت له بتفحص : ولكني سالت عنك بالمشفى لم اجدك
التفت اليها بحده : وانت تبحثين عني كطفل صغير
__ اتصلت بك اكثر من مائة مرة ولم تجيب على الهاتف
فاتصلت بالمشفى ، ثم السؤال الان اين كنت ؟
نظر لها ليشيح بوجهه لتسال بصوت اكثر قوة : اين كنت ياسر ، ولماذا لا تجيب على هاتفك ؟ انت هذه الايام شخص جديد غريب عني لا اعرفه ولا افهمه
تتأخر كثير وتأتي الي البيت لا تجلس معنا ، اولادك نفسهم لا يرونك
قال بنقمة : ولماذا اهتممت الان ؟
انت مشغولة دائما بأولادك وعملك وتلاميذك و مرضاك
الان تذكرتي ان لك زوج تسالي عنه
زفرت بضيق : اجبني اولا عن اسئلتي ياسر ، انا افعل كل ما بوسعي لأوفق وقتي بين البيت والعمل وانت تعلم جيدا بمسئولياتي ، الان تذكرت اني امراه عاملة ولدي كثير من المسئوليات
جز على اسنانه غضبا وانتفض جالسا : كنت بالمشفى ، انتهيت من اجراء اخر عملية لدي الساعة الثانية صباحا وكان لدي موعد هام مع احدى المرضى صباحا الساعة الثامنة ، فقررت ان انام هناك ، ارتحت الان مريم
نظرت اليه بعدم ارتياح لتهز راسها ايجابا جلست على طرف الفراش بعيدا عنه
اراح ظهره على السرير ليسالها : لماذا انت ليس بالعمل اليوم ؟
رفعت راسها ونظرت الي الامام وابتسمت بألم : ليلة البارحة كانت عيد زواجنا ياسر وانا اخذت اجازة لأقضيه معكم بالبيت
شعر بصدمة من نسيانه لعيد زواجهم ليؤنب نفسه كثيرا على قضاؤه هذه الليلة بالمشفى ، صاح ضميره مؤنب انت تغيرت ياسر ،هي السبب لقد اهملتني كثيرا انشغلت بكل شيء الا انا ، لا تنكر انجذابك الي الاخرى ياسر فهو ما يجعلك تشعر بنقمة كبيرة على مريم
اخفض راسه بغضب وخجل من نفسه ليرفع نظره اليها تأملها هي حبيبته كما هي لم تتغير ، بل ان قلبه يخفق بحبها دائما وابدا ، حتى عندما يرى الاخرى عيناه تعقد مقارنة تلقائية بينها وبين مريم لتفوز مريم بكل شيء ، ولكنها تعطيه كل اهتمامها ، وتشعره بانه اهم شيء بحياتها ، الشيء الذي يفتقده بشده مع مريم الان
اقترب منها ليحاوطها بذراعيه وهمس بأسف حقيقي
__ اسف حبيبتي ، اعذريني ، لا تغضبي مني مريم انا اسف بحق ، اطلبي أي شيء ، وانا سأنفذه فورا
ابتسمت وهي تجاهد ان لا تنهمر دمعاتها : لا ياسر ، انا لا اريد شيء ، ثم انك متعب وسأتركك لتنال قسطا من الراحة
ازاحت ذراعيه عن جسدها ليشدها اليه مرة اخرى
__ هل اشتكيت لك ، اجلسي انا اريد ان اتكلم معك قليلا
صدح بكاء عبد الرحمن لينقلب وجهه
تركته لتذهب الي سرير طفلها ، حملته وهدهدته ليتوقف عن البكاء ليقول ياسر بغضب : اعطيه للمربية فهو يحتاج ان يرضع
نظرت له بتعجب : حسنا سأحضر له الحليب ، واعطيه له
صاح بغضب فعلي : اعطيه للمربية وتعالي انا اريدك
ام انا لا اهميه لي
تعجبت من انفعاله لتذهب وتنادي على المربية لتعطيها الولد وتوصيها به
عادت اليه لتقول بغضب : ما بك ياسر؟
قال بانفعال وهو يصيح : ما بي انت دائمة الانشغال عني ، اما بمرضاك او عملك او ابنائك وانا لا اهمية لما اريده منك
ارتبكت من انفعاله الزائد لتكتم ارتباكها وتصرخ هي الاخرى : اهتمامي بأبنائي خطا الان ياسر ، تريدني ان افعل مثلك واترك اولادي ولا اراهم
صاح من بين اسنانه : اخفضي صوتك ، ثم لا اريدك ان تفعلي شيء من اجلي مريم ، اتجه الي دولاب الملابس ليرتدي ملابسه
سالت بتعجب وغضب مكتوم : اين ستذهب ؟
رد وهو لا ينظر اليها : الي أي مكان ، الا هنا فانا لا اطيق البيت الان
انصرف من امامها لتهوى جالسة على الفراش وعيناها متسعتين من الصدمة



**************************



عاد الي البيت وهو مصدوم بشدة فالطبيبة اكدت له ان اية حامل بشهرها الثاني ومنها لا يستطيع اتخاذ أي قرار
كان ينوي ردها ويبقى بعيدا عنها ،ولكن خبر حملها هذا شتت ذهنه وتفكيره تركها وذهب دون ان ينطق اوصلها الي المنزل ليذهب بسرعة
فهو يشعر بان كل الاشياء حوله مبعثرة ، لا يستطيع مسامحتها على ما فعلته ولن يستطيع ان يتركها وهي حامل بطفله ، هل هذه علامة من الله ان لا يتركها ام امتحان صعب
على نفسه وقلبه ، لا ينكر خفقات قلبه الصارخة عندما راها ولكن تلاشى تأثيرها وتراجع امام صرخات الغضب التي صرخ بها عقله وصوت كرامته التي يشعر بانها انتهاكاتها بفعلتها الحمقاء
ارتمى على فراشه بتعب فهو يشعر بتعبه يزيد، جسده منهك وروحة ازدادت سقما وعلة
تنفس بعمق وردد: ربي أعني على ما بلاني


***********************


وصلا الي شرم الشيخ ليبتسم لها
__ ان شاء الله ستكون اسعد ايام حياتنا
ابتسمت بتوتر : ان شاء الله
__ هيا سنضع الحقائب ونخرج على الفور ، لا اريد ان يذهب الوقت منا في لا شيء
__ اين سنذهب ؟
__ نذهب الي خليج نعمة نسير قليلا ونتناول طعام الغداء
هل تريدين الذهاب الي البحر الان ؟
__ لا ، انت تعلم اني لا افضل السباحة كثيرا
احتضنها بين ذراعيه : اعلم حبيبتي ، هيا



**********************

واقفة على سياج اليخت وتنظر الي البحر وهي تشعر بحاله شديدة من الحبور والسعادة ليأتي ويقف خلفها ويحيطها بذراعيه : سعيدة ؟
__ بل بقمة سعادتي
__ نحن الان بعرض البحر وانا اوقفت اليخت ، تستطيعي ان تسبحي كما تريدين
لفها اليه وقال بهدوء وعيناه تدوران على وجهها : ارتدي المايوه وتعالي لنسبح سويا
تعجبت : ستتركني اسبح بالمايوه ياسين
__ نعم ، لا احد حولنا ولن يستطيع احد غيري رؤيتك
هيا ، اريد ان اراك مرة اخرى وانت ترتدينه
احمر وجهها بشده من جراء تذكرها لما حدث المرة الماضية
ليبتسم من حيائها رفع ذقنها بيده لينحني براسه مقتربا منها
ظنت انه سيقبلها لتجده يقبل ذقنها برقة شديدة جعلتها تنتفض بحب له شعرت بالسخونة تجري بأطرافها لفت ذراعيها حول عنقه واسندت راسها على صدره ،ضمها اليه اكثر ليخرج الهواء من صدره بهدوء و يبعد نفسه عنها مرغما فهو يريدها ان تسبح كما تحب قال بصوت اجش : هيا نور ، حتى لا ارجع بكلامي
ابتسمت لتنصرف من امامه
بعد وقت قليل وجدها امامه مرتديه فستان قطني واسع بشرائط من الكتفين مزموم بحزام من عند الخصر ابيض اللون
تعجب منها : الن تسبحي ؟
ابتسمت بارتباك : لا سأسبح
لم تستطع اخباره انها لن تنزل الي البحر بالمايوه فقط فهي لم تعتد على ذلك ابدا
اقترب منها : لماذا لم تستعدي ؟
__ سأسبح هكذا
نظر لها : لماذا ، الا زلت تخجلين مني نور ؟ ام لا تريدين ان اراك به مرة اخرى
__ لا ياسين ، بل انا لم اعتد على السباحة بالمايوه
__ نعم ، لا افهمك
جلست على احدي الارائك المنتشرة على سطح اليخت
__ جدي رحمة الله كان يمنعني من النزول الي البحر بالمايوه فقط ، حتى وانا صغيرة
جلس بجوارها واحاطها بذراعه لتكمل : كنت اتعجب من قسوته الدائمة وصرامته معي ، ولكن كان عمر يخفف عني بحنانه الذي يغدقه علي
ابتسمت لتنظر اليه : اتعلم ياسين اني عندما دخلت الجامعة وشاهدت صور والدتي تعجبت منه بشدة ، وجدت صور لأمي وهي ترتدي المايوه والعجيب انه كان في معظم الاوقات قطعتين
انفجرت ضاحكة ليشعر هو بتعجب فعلي من جدها وافعاله معها ليقول بهدوء : من المؤكد انه كان يخاف عليك نور
الا تعلمي ان الاباء يحبون ويخافون على احفادهم اكثر من ابنائهم
هزت راسها وابتسمت ليكمل : الان انا اريد ان اراكي كما اريد ، ولا تجعليني اطلب ما اريده اكثر من مرة
احمر وجهها بشده ليفك هو شرائط الفستان المربوطة عند الكتفين والحزام المربوط بظهر الفستان اوقفها ليسقط الفستان
ابتعدت عنه بتلقائية وهي تخفض راسها
أبتسم وخلع قميصه : هيا ، انا ايضا اريد ان اسبح قليلا
قفز الى الماء ليشير اليها ابتسمت لتقفز بمهارة ليقول بتعجب
__ انت تقفزين جيدا
ردت بغرور : نعم انا سباحة ماهرة
ضحك : اذن نتسابق ايتها السابحة الماهرة
ابتسمت لتسبح بسرعة ليصيح : هذا ليس سباق انت تهربين مني
توقفت عن السابحة لتنظر اليه : لك ما تريد اذا استطعت الامساك بي
سبحت سريعا مرة اخرى ليبتسم بخبث اذا كنت سباحة ماهرة فانا بطل بالسباحة ولكن لنمرح قليلا



************************



وقف ينظر لها وهي تعيد ترتيب الملابس بالدواليب
ليبتسم : انت مريضة بالترتيب اليس كذلك ؟
شهقت فزعا : اخبرتك من قبل ان تنبهني بوجودك عمر
اقترب منها ليقبل وجنتيها : حمدا لله على سلامتك
__ الله يسلمك حبيبتي
__ تأخرت اليوم ، فقلت اشغل نفسي وعقلي بعيدا عن الافكار السوداء
__ اسف حبيبتي ، ولكن العمل كان على اشده اليوم فبعد انهيار البناية بدانا نبنيها من جديد حتى لا نتأخر عن موعد التسليم
ابتسمت بتفاؤل : الله معك حبيبي
__ انا جائع جدا
__ بدل ملابسك وانزل ستجد الطعام على المائدة

نزل بعد قليل ليجد الطعام مرتب هتف : الله رائحته شهية جميلة
ابتسمت باتساع : تفضل حبيبي
جلست معه ليقول بعد قليل : لماذا لا تؤكلي؟ انا لاحظت هذه الايام انك لا تتناولين الطعام جيدا
__لا اعلم عمر ولكن معدتي تؤلمني عندما اتناول الطعام كثيرا ، فقللت كمية الطعام التي اتناولها
__ لماذا لم تخبريني ، لنذهب الي الطبيب
__ لا يوجد داع اعتقد انه برد بسيط ، وسيزول ان شاء الله
نظر لها بعتب لترجوه : عمر اذا شعرت بان التعب يزيد سأخبرك ونذهب الي الطبيب
__ نور تسلم عليك ، كلمتني اليوم وياسين دعانا لقضاء يومين معهما ، وايضا لأباشر مشروع الشاليهات
ولكن لن استطيع التغيب ليومين فسنذهب غدا ونعود بنفس اليوم
ابتسمت : حاضر سأجهز الحقائب
__ سنغادر مبكرا علياء ، لا تتأخري ارجوك
__ لا تقلق





********************************



دخل الي المنزل المقام بمزرعته ليتنفس بضيق
لم يكن يريد ان يعلن عن غضبه منها علنيا ولكنه لا يستطيع ان يكتم بداخله اكثر من ذلك ، يعلم ان مسئولياتها كثيرة
وانها لم تستطع ان تأخذ اجازة من عملها هذا الفصل الصيفي ليصبح ضغط العمل والاولاد كثيرا عليها وخاصة انها تجنبه أي شيء خاص بأولادهم ، فهي تفرغه للاهتمام بعمله فقط
لف بعينيه في المنزل وابتسم لذكرياتهم معا هنا ، اندفعت الذكريات بعقله مرة واحدة
ليتذكر عندما اتيا من امريكا ليتمما زواجهما قضيا شهر عسلهما هنا
كانا اسبوعان من اسعد ايام حياتهما
وعندما عادا بعد اكمال دراستهم اول مكان طلبت ان تذهب اليه هو هنا ، كان بمثابة الجنة لهما يتركان كل شيء خلفهم
ويستجمان معا
ادار عينيه بالمكان ليبتسم عندما وقعت عيناه على البوم للصور من الواضح انها كانت تنظر به اخر مرة كانا هنا
جلس امام الالبوم ليبتسم باتساع عندما وقعت عيناه على صورتها وهي حامل بياسين كانت تشبه عليه كرة القدم حينها
قلب بالصور ليجد صورة اخرى لهما وهما بأمريكا وكان في ذلك الوقت اعترف لها بحبه وتكلم مع ياسين بانه يريد ان يتزوجها الصورة تضمهما هما الاثنان فقط وواحده من صديقاتها الامريكيات من صورتهم كان يجلس بجوارها في حديقة الجامعة ويتكلم معها و يضع راسه براسها ، طبعا ياسين عندما رأى الصورة لم يقصر وانبه كثيرا عليها وعمل بينهما حائط بشري ليجبره على اتمام الزواج بأسرع وقت ،
وجد صورة اخرى كانت بهذا الوقت مازالت حبيبته الذي يخفي حبها بقلبه الصورة تضمهم جميعا
هي جالسة بارض حديقة عمها بين ياسين ومعتز وهو واقف مستند على الشجرة وينظر اليها بغيرة من جلستها بينهما
وبجانبه احمد وحنان التي تنظر الي مريم نظرة مرعبة
انتفض من رؤيته للصورة ، لأول مرة يلاحظ نظرة حنان هذه ، كانت دائما تتعامل بلباقة ودماثة اخلاق معهما
سال نفسه من صور هذه الصورة اكيد نادين ، فهي التي لا تظهر بالصورة
صورة اخرى في صورة اخرى ليشعر بالحزن يجثم على قلبه مما وصلا اليه ، يحبها بل يعشقها بجنون
ولكنها لا تهتم بي ،انبه ضميره مرة اخرى انت ايضا لا تزيح عن كاهلها بعضا من مسئولياتها بل تتعامل معها كطفل صغير ، فياسين نفسه يرتب اشياؤه وانت لا تفعل ذلك بل تسالها كطفل في الرابعة عن اشيائك وأوراقك وملابسك
واليوم كان كارثة بحق الله ، ماذا فعلت كيف سمحت لنفسك ان تجرحها هكذا ، وكيف سمحت لنفسك بخيانتها وانجذابك لمرأة اخرى لا تقارن بمحبوبتك ، انت ايضا مخطئ ياسر لا تنكر ، ولا تنسى انك من صممت على طفلكما الاخير ، فهي كانت لا تحبذ هذه الفكرة ، الم توعدها بانك ستتحمل مسئوليته معها الم تخبرها انك ستقسم وقتك بين عملك وبين اولادك
وعلى الرغم من وعودك الفارغة تركت كل شيء على عاتقها
وذهبت لتنشغل بامرأة اخرى غيرها تشعرك باهتمامها وتغدق عليك من مشاعرها بأسلوب رخيص ، لم تعتده انت لدرجة ان العاملين بالمشفى يتهامسون عليكما ، ماذا ستفعل ان علمت مريم والاهم ماذا ستفعل هي ؟
انتفض من فكرة ان يصل لمريم أي من هذه الاحاديث
ولكني لم افعل شيء ، لم اصرح حتى بإعجابي لها ، لم اخنك قط مريم
تخيل مظهر مريم وهي تتكلم معه بهدوئها في مثل هذه المواقف : لم تخني ماذا تسميه اذن يا دكتور اتفاقك معها على مواعيد المناوبات ،ماذا تسمي جلوسك معها بالساعات وعدم رجوعك الي المنزل لتطمئن علي وعلى اولادك
اخبرني ياسر ، ما هذا ؟ ما اسمه ؟
نظر حوله ليتأكد من عدم وجودها حوله فان صوتها اخترق اذنيه
رسم عقله الصورة سريعا ليتأكد من نتيجة واحده لهذا الوضع ستتركه اذا علمت ، لن تصرخ به ولن تتشاجر معه ، بل ستتركه ولن تعود اليه ابدا
ردد بصوت مسموع مفجوعا من الفكرة : لن تعود ، لن تعود
قفز واقفا وهو ينوي ان يعيد كل شيء كما كان ، سيفعل ما بوسعه ليرضيها و يبقيها الي جواره ، فهو لن يحتمل بعدها عنه ، لن يحتمل

*********************


صعدت الي المنزل وهي تشعر بالضياع ، كانت تتوقع ان يغير موقفه ويعود معها بعد ان اكدت لهما الطبيبة انها حامل بشهرها الثاني ، لكنه فاجئها بعدم النطق معها بحرف واحد حتى عندما اوصلها الي باب المنزل ، كلمته بهمس ان يصعد
ليرى جنى فهي اشتاقت اليه بشده لم يجاوبها بل هي متأكدة انه لم يستمع اليها اصلا
رمت نفسها على الاريكة وهي تشعر بانها على وشك الانهيار تريده ان يعود الي حياتها ، بل تريد ان يعيدها الي عالمة الدافئ المليء بالمشاعر والعواطف التي تشتاق اليها بشده


*************************


__ نادين الم تشعري بالجوع ؟
ابتسمت : لا ولكن اذا تريد ان نتناول الطعام ، هيا بنا
ضحك : علمت الان سر رشاقتك ، فانت لا تتناولين الطعام اطلاقا ، اكمل وهو يومئ لها براسه تعملي بالطاقة الشمسية
ضحكت : الم تنسى احمد ؟
__ لا بالطبع ، انسى نفسي ولا انسى أي شيء رددته على مسامعي
ابتسمت: كنت امزح معك
__ اعلم حبيبتي ، لم اغضب منها اطلاقا ، حتى عندما كان يشاغبني بها ياسين او ياسر او حتى معتز ، كنت افرح بها جدا لأنها كانت تتردد باذني بصوتك انت
ابتسمت ليكمل : سأذهب لاتي من المتجر بشيء يصبرني على الجوع ، الي ان ناكل سويا ، ستاتي معي
__ سأنظر الي متجر الهدايا لنأخذ الي اصدقائنا بعض الهدايا التذكارية
__ حسنا ، لا تذهبي الي مكان اخر ، انتظريني هناك ، لن أتأخر
دخلت الي المتجر واخذت تبحث عن الهدايا بعينيها
لتظهر معالم الازدراء على وجهها عندما راته واقف بركن من المتجر ويلف ذراعه حول عنق فتاه اجنبيه ويحدثها بمرح والاخرى تضحك بغنج
حاولت الاختفاء قبل ان يراها فهي لا تريد رؤيته او محادثته
تحركت من مكانها لتجده امامها وهو يبتسم
__ ندى لم اصدق عيناي ، اشتقت اليك جدا
اقترب منها ليحضنها كما كان يفعل سابقا
لتبتعد عنه وتدفعه بقوة بعيدا : انت مجنون ، ماذا تفعل ؟
نظر لها بتعجب : ما بك ندى ؟ انت لست سعيدة برؤيتي
نظرت له بكره واضح : هل المفترض ان اكون سعيدة برؤيتك ، انت بالفعل مجنون
لفت لتنصرف ليقف امامها مرة اخرى : انتظري ندى ، لماذا تتعاملي معي بهذه الطريقة ؟
نظرت اليه بغضب واضح : ماذا تريدني ان افعل معتز ؟ بعد ان حاولت قتل ياسين مرتين ومن ايام تسببت بتكسير يوسف وكان سيلاقي حتفه لولا ان اجله لم يأتي بعد
وتريدني ان اخذك بالأحضان عندما اراك واسال عن صحتك ايضا
جمد وجهه : لم اعاملك ابدا على انك اخت لياسين ، انت صديقتي ندى ، وانت ايضا تعلمين مدى جرحي من ياسين
ويوسف هو من بدأ
نظرت له وقالت من بين اسنانها : ياسين لم يفعل لك شيء ايها الاحمق ، انت من تخيلت كل شيء ،انا كنت اتكلم معك بحسن نية ولم اقصد ما فهمته
اشاح بوجهه بعيدا وهو يجز على اسنانه : بل فعل نادين وانا متأكد
نظرت له باستياء واضح : اذا كانت حنان اخبرتك بشيء معتز فلا تصدقها فهي كانت تكذب علينا طوال الوقت
نظر لها بتفحص : انت من تقولين هذا
قالت بمرارة : للأسف معتز ، انا اكتشفت ان حنان كانت غير اهل لثقتنا ، خدعتنا جميعا وانا وانت كان لنا نصيب الاسد من الخداع
تحركت مقلتيه سريعا لتظهر لها عدم تصديقه لما تقوله
__ اسال مريم معتز ، فهي كانت تعلم ما تفعله حنان جيدا
وحذرتني منها اكثر من مرة وانا لم استمع اليها
همت بالانصراف ليسالها بحزن : هل ساراك مرة اخرى ؟
قالت بهدوء : لا اظن ، وافضل الا يحدث ، فانا بجانب اخوتي معتز ، ولن اسامحك على ما فعلته بهما


*********************



ابتسمت وهي تنظر اليه وتشعر بانها تحلق بسماء الحب
ترى كل شيء حولها باللون الوردي والقلوب تتناثر حولها بل تقفز من عينيها ، وهي كبطلة افلام الرسوم المتحركة نائمة بجوار اميرها الجميل وستصعد الان جملة وعاشا بسعادة وهناء دائمة
ابتسمت على خيالها الذي اكتشفت للتو انه موجود
حاولت ان تتحرك ولم تستطيع فهو يحكم يديه عليها ولا يعطيها فرصة للتحرك
حاولت مرة اخرى ولكنها لم تستطيع تريد ان تنهض من جواره دون ان توقظه ولكن من الواضح ان لا سبيل لهذا الامر
نظرت اليه مرة اخرى لتعض شفتيها بخجل مما فعله بها في المياه ، احمرت وجنتيها تلقائيا عندما تذكرته وهو يسبح خلفها بمهارة ، ففي اول الامر كان يمرح معها تسبح هي وهو يحاول اللحاق بها وفجأة وجدته بجانبها ويحاوطها بذراعيه بل و يحملها ايضا ، حاولت الافلات منه ولكنها لم تستطع، تصاعدت ضحكاتها بشكل هستيري لتصدح بالجو
احتضنها بحب ليهمس بأذنها : امسكت بك حبيبتي
ابتسمت : انت تسبح جيدا
ردد بغرور مقلدا اياها : نعم ، انا سباح ماهر
ضحكت بقوة ليسالها بخبث : ما جائزتي ؟
ردت هامسة : لك ما تريد ، فانا افي بكلمتي دائما
ضمها اليه : اريدك حبيبتي ، فانت كل حياتي
احمرت وجنتيها بقوة لتتنهد بحب وهي تغرس نفسها بين ذراعيه و تهمس : وانا ايضا حبيبي ، لا اريد شيء اخر طالما انت بجانبي ، فانت حياتي كلها
همس بصوت دافئ لذيذ : حقا ؟
رمشت بعينيها من المفاجأة، ليبتسم وهو مغمض العينين
__ انت جني ام ماذا ؟ الا استطيع ان افعل شيء او اقول شيء دون ان تعلمه او تسمعه
ضمها اكثر الي صدره وهو ينظر بعينيها : انا اشعر بك ، وعندما استيقظتي استيقظت انا الاخر ، وسمعتك ، هيا أجبيني انا بالفعل حياتك كلها
نظرت له بحب : الا تشعر ياسين بمقدار حبي لك
__ اريد ان اسمعها نور ، كما اشعر بها
خفضت بصرها لتهمس بهيام : احبك ياسين
اغمض عينيه وضمها الي حضنة بقوة : وانا اذوب بهواك نور

***********************


نظر اليها في الصباح مبهورا بها وبجمال وجهها الذي ازاده الحجاب اشراقا ونورا
__ هل ستخرجين هكذا ، ام تجربين ارتداءه ؟
ابتسمت بمرح : مفاجأة
ابتسم بسعادة : حقا عليا
لوت شفتيها وقالت بخيبة امل : مظهري سيئا
اتسعت عيناه دهشتا : سيئا ، بل جميلة كالبدر بليلة اكتماله
ابتسمت ليكمل : كنت اظن انك نسيت ، او تناسيت ولم اريد ان الح عليك
__ لا حبيبي ، طلباتك اوامر لي ، ولكني كنت انتظر الوقت المناسب
اقترب ليقبل جبينها : مبروك حبيبتي ، هيا حتى لا نتأخر

ركبا السيارة لتصيح بمرح : الي الاسكندرية
نظر اليها ضاحكا : اشتقت الي نور ، اليس كذلك ؟
__ هل ستغضب ان قلت لك طبعا ، اشتقت اليها كثيرا
ضحك : لا طبعا ، انا ايضا اشتقت اليها كثيرا


**********************


استيقظت وهي تشعر برعب يجتاحها فهي رات نفس الحلم المزعج الذي اتاها بالسيارة
تنفست بسرعة وهي تضع يدها على قلبها الذي يدق بعنف
تمتمت : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نظرت حولها فلم تجده فحمدت الله على عدم وجوده ، لأنه يقلق بشده من احلامها ويسالها عن فحواها دائما وهي لا تعلم بماذا تجيبه ، زفرت بقوة وهي تدعو الله ان يكون عمر بخير
امسكت هاتفها لتتصل به ليطل بوجهه من الباب وهو يدفع عربة الفطور اتجاهها ويقول بسعادة : صباح النور يا نور حياتي ،كنت اتي لأوقظك ، الفطور جاهز
ابتسمت بتوتر لم تستطع اخفاؤه ليسالها : ما بك ؟
قالت بنبرة مهزوزة : قلقت لأني لم اجدك بجواري
اقترب وجلس جوارها على طرف الفراش وقبل وجنتيها : انا هنا حبيبتي
__ لماذا لم توقظني ، ومن اين اتيت بالفطور ؟
عدل من وضع الوسادات خلف ظهرها ليدفع جسدها برقة
الي الوراء ويناولها احد الشطائر : انا من اعددته
تذوقي شطائري السرية ، واخبريني برايك
نظرت اليه بتعجب لتقضم الشطيرة بترقب
ابتسمت : انها رائعة ، ما مكوناتها ؟
اتسعت ابتسامته : سرية حبيبتي ، هل اعجبتك ؟
__ جميلة ، سلمت يداك
وضعتها بالطبق مرة اخرى : ولكن لماذا لم توقظني لأحضر لك الفطور ؟
ناولها اياها مرة اخرى : الا استطيع تدليلك حبيبتي ؟
ابتسمت بحب لتساله : لم اتخيل انك تستطيع ان تسلق بيضة
انفجر ضاحكا : انسيتي اني عشت فترة لوحدي وانا ادرس
بالخارج ، تعلمت بعض الوصفات
اعتدلت بجلستها: لم تقص لي شيء عن هذه الفترة من حياتك
قفز وجلس بجانبها : لأنها ببساطة لا تحتوي على شيء
كنت ادرس واعمل بوقت فراغي ولا شيء اخر
سالت وهي تتعمد ان لا تنظر اليه : وحياتك العاطفية
ضحك ليشدها الي حضنه : لم يدخل الي قلبي احدا قبلك
نظرت اليه بتفحص : عشت سبع سنوات بأمريكا ولم تصادق أي من الفتيات ولم تكن لك حبيبة
ابتسم : الفتيات كانوا يكرهونني ، يلقبوني بالمغرور احيانا المتعجرف ودائما الجلف
قهقهت ضاحكة فنظر لها سائلا، قالت من بين
ضحكاتها: لأني اطلقت عليك هذا اللقب بعد اول مقابلة لنا بالشركة
ضحك: لنفس السبب الذي جعلك تطلقين علي هذا المسمى كانوا هن يبتعدن عن طريقي
نظرت اليه ليكمل : اطمئن قلبك الان
هزت راسها ايجابا : كنت أتساءل فقط
__ هيا تناولي فطورك لنستعد لاستقبال اخاك العزيز و زوجته
نظر الي ساعته الجديدة هدية عيد مولده : المفترض ان يصلا قريبا
ابتسمت : هل اعجبتك ؟
__ طبعا ، أتعلمين انها اول هدية احصل عليها وانا شاب
__ حقا
__ نعم ، فانا توقفت عن اقامة حفلات لعيد مولدي بعد ان كبرت واخر احتفال لي كنت بالثانية عشر ومنها لا احصل على أي من الهدايا ودائما انسى يوم مولدي
__ سعيدة انها اعجبتك
نظر لها : من اين علمتي بتاريخ ميلادي ؟ وكيف اشتريت الهدية وانت لم تخرجي بمفردك من يوم زواجنا ؟
ضحكت لتقول بعتب : من وثيقة عقد القران يا باش مهندس
وبحثت عن هدية تليق بفخامتك وانا اشتري جهازي
الي ان وجدت الساعة
هز راسه بفهم : آها ، تعالي نتصل بعمر ونرى اين هو ؟
ابتسمت له بحب واقتربت منه ، لتتصل بأخيها
شعرت بضيق يجثم على روحها فجأة ، لتتوتر ملامحها بطريقة لا ارادية راعه تغير وجهها المفاجئ
ليقترب منها : ما بك نور ؟
هل انت متعبة ؟
__ لا ، ولكني لا اعلم اشعر بالضيق
__ اجلسي واشربي قليلا من الماء حتى اكلم انا عمر
رن الهاتف الي ان انقطع الرنين ، ليتصل ثانية وهو يبتسم لها لتساله : الم يجيب ؟
هز راسه نافيا لتاتي هي بهاتفها وتتصل بعلياء

*********************

__ هل اقتربنا عمر ؟
فتحت عينيها ليقول ضاحكا : استيقظت اخيرا
نعم اقتربنا يا اميرتي النائمة
تثاءبت : انا اخبرتك اني انام دائما على حركة السيارة
ولا يوجد أي نوع من الترفيه لأظل مستيقظة
ضحك وقال مازحا : تريدني ان ارقص لك مثلا لأرفه عنك
ضحكت وقالت بمرح : فكرة عبقرية
نظر لها : يا سلام
قبلت خده : امزح حبيبي فكرت قليلا : لندير الراديو ليذهب بالملل قليلا
قال بهدوء : أديري مشغل الاسطوانات هذا به اغنية اعشقها منذ الصغر
نظرت له وهي تدير مشغل الاسطوانات : حقا ، ما هي ؟
ابتسم بغموض ليصدح صوت فيروز

موعود بعيونك أنا موعود
وشو قطعت كرمالن ضيع وجرود
فأنت عيونك سود
مانك عارفة مانك عارفة
شو بيعملوا فيا عيونك السود
موعود

عهدير البوسطة اللي كانت ناقلتنا
في ضيعة حملايا على ضيعة تنّورين
تذكرتك يا عليا
وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين

عهدير البوسطة اللي كانت ناقلتنا
في ضيعة حملايا على ضيعة تنّورين
تذكرتك يا عليا
وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين



ابتسمت بخجل لسماعها الاغنية ليردد هو معها بصوته الجميل وينظر لها : يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين
ضحكت بسعادة ليقول : طالما سمعتها وانا وحيد
وكنت ارتجف خوفا عندما يركب علي معي وادعو ان لا يدير المشغل حتى لا يسمعها ويغضب
نظرت اليه بتعجب ليقول بابتسامة كبيرة : لا اسمع غيرها ، هي الاغنية الرسمية للسيارة
ابتسمت وادارت عيناها بعيدا : لذلك تناديني بعليا عندما تكون سعيدا
شدها من يدها الي حضنه ليضمها : احبك عليا ، اهتمي بنفسك جيدا من اجلي
ارتعبت من جملته لتبتعد عنه وتنظر اليه بخوف : لماذا عمر تقول هذا الكلام ؟
ابتسم : لا شيء ، انا قلق من تعب معدتك لا اكثر
شعرت بقلبها يقبض من كلماته فهي اصبحت حذرة من النصائح بعد وفاة والدتها شعرت بانها توصيها لأنها ستتركها ولكنها لم تهتم وطردت هذه الفكرة السوداء من خيالها وعمر بوصيته هذه اعاد اليها هذه الذكرى المؤلمة
سالت بقلق فعلي : عمر انت بخير ، اليس كذلك ؟
ابتسم وادار راسه لها : نعم حبيبتي ، لا تقلقي
نظر لها بحب وبث اليها بعينيه مشاعره الرقيقة
وابتسم وهو يصفر بطريقة ذات مغزى، لتضحك برقة وتحمر وجنتاها وتشيح بوجهها بعيدا عنه انقلب وجهها فجأة واتسعت عيناها رعبا وهي تصرخ : احذر عمر
نظر امامه سريعا ليرى شاحنة ضخمة تقطع الطريق امامه
حاول ان يتفادها فكبح فرامل السيارة ولكنها لم تستجب اليه
ضغط بقدمه بقوة اكبر فلم يجد استجابة ادار السيارة حتى لا تصطدم بالشاحنة ولكنه لم يسعه الوقت لتصطدم السيارة بمؤخرة الشاحنة بقوة كبيرة فتطير بالهواء وتنقلب لتسقط بوسط الطريق

سلافه الشرقاوي 30-08-11 06:47 AM

الفصل الواحد والثلاثون


نظرت له وجسدها يهتز من التوتر
__ علياء لا تجيب على الهاتف
عبثت بأزرار الهاتف مرة اخرى لتضعه على اذنها وتقول بصوت مرتعب : ولا عمر ، ياسين انا قلقة بالفعل
حاول ان يسيطر على أعصابه التي بدأت تتلف قلقا على عمر وعلياء فهو عندما اتصل بعمر مما يقارب الساعتين اخبره الاخر انه تجاوز الاسكندرية و بطريق مارينا كان من المفترض ان يصل بعدها بساعة على الاكثر
قال مهدئا لها : اهدئي نور ، سيصل الان او يرد على الهاتف ، ممكن ان يكون نسيا الهواتف بالسيارة وذهبا الي أي مكان
نظرت له بتعجب : الي اين سيذهبان ياسين ، عمر يعلم اننا ننتظرهم
هم بالرد عليها ليقاطعه رنين هاتفها هتفت : انه عمر
سحب التليفون منها بحركة سريعة ليرد عليه وهو يشعر ان عمر سينقل له اخبار غير سارة : مرحبا عمر
__ السلام عليكم ، انت تعرف صاحب هذا الهاتف
__ انا شخص رأى الحادثة الذي تعرض لها صاحب هذا الهاتف وذهبت معه الي المشفى
ارتعشت يده بشده : اين هو صاحب الهاتف ؟
__ نقل الي المشفى هو و زوجته الناس انقذوه قبل ان تنفجر السيارة
اتسعت عيناه رعبا وقبض كفيه ليسيطر على اعصابه
ليبتعد عن نور قليلا : اعطني العنوان من فضلك ؟
املى عليه اسم وعنوان المشفى ليشكره ياسين ويغلق الهاتف وينظر لها ليجد الدموع تنهمر من عينيها

عندما سحب الهاتف من يدها شعرت بغضب فعلي منه ولكن عندما شعرت انه يتكلم مع شخص اخر غير عمر
غلب خوفها على غضبها لترهف سمعها وتراقبه بصمت شديد اطبق عليها عندما ارتعشت يده شعرت بان عمر بخطر حقيقي وعندما اتسعت عيناه خوفا تأكدت ان اخاها اصابه مكروه لتنهمر الدموع من عينيها
اقترب منها وقال بصوت منخفض : هيا نور ، لنذهب و نطمئن على عمر ، ان شاء الله سيكون بخير
اهتز جسدها بقوة وكادت ان تقع فرجليها لا تشعر بهما
ليمسكها بقوة من ذراعيها ويساعدها على الوقوف
__ اهدئي نور ، ان شاء الله سيكون بخير
لم تجرؤ على سؤاله عما حدث لأنها تأكدت من ملامح وجهه
ان الامر ليس على ما يرام ولا يبعث عن الاطمئنان
هزت راسها وهي تمسح دموعها ليهمس بإذنيها : كوني قوية حبيبتي ، و لا تقلقي سأكون بجانبك دائما



************************


استيقظت من النوم لتنظر اليه بهدوء ، تشعر بالغضب يعصف بها و الحب يملئها ، قلبها منشطر الي نصفين بين الحب وبين الغضب، عندما عاد البارحة تعاملت مع الامر كان لم يكن وكأنها لا تعلم شيء عن علاقته بالأخرى ، اندفعت الذكرى براسها لتشعر بان قلبها يئن الما
بعد ان هوت جالسة على الفراش مصدومة مما قاله ومن افعاله التي تشعر انها غير طبيعية ، فمنذ فترة تشعر بانه تغير بكل شيء ، وخاصة معها هي ، في بادئ الامر انكرت شعورها ولكن غريزة المرأة لا تخطئ ابدا ، الي ان تأكدت البارحة
فعندما خرج نسي هاتفه رن الهاتف كثيرا
فتجاهلته اكثر من مرة ولكن لم ينقطع الرنين الملح
مسكته بيدها وعندما ضغطت على زر الايجاب سمعت صوت انثوي غنج : مرحبا حبيبي ، هل انت نائم ام ماذا ؟
الجمتها الصدمة فتوقفت عن التنفس ليعلو الصوت مرة اخرى : ياسر ، لماذا لا تجيبني ، مرحبا
اغلقت الهاتف بقوة لتزفر نفس طويل يحمل كل ما تشعر به من الم وضيق ، الصدمة شملت حواسها فلم تفعل شيء غير الجلوس والانتظار والتفكير
لا تصدق انه يخونها ،ضرب السؤال عقلها لماذا ، ماذا حدث ، ماذا فعلت لكي يذهب الي اخرى غيري
أتحاسبين نفسك ، اساليه هو ، لا توجد امرأة اخرى بجمالك
لا توجد امراه فعلت لرجل ما فعلتيه انت له ، نكر كل شيء فعلتيه من اجله وباع حبك لأجل اخرى
لا ، ياسر لن يخونني قط ، واذا كان اتجه بمشاعره لمرأة اخرى فانا السبب ، كم مرة طلبني ان اهتم به قليلا
كم مرة طلب مني ان اخذ اجازة لنذهب الي المصيف
كم مرة طلب مني ان اخرج معه ليلا وكنت ارفض بسبب
الاولاد او عملي بالصباح الباكر
انت تدافعين عنه بعد ان خانك
لا اعلم الي الان اذا كان يخونني ام لا
واذا كانت هناك اخرى لن اتركه لها ابدا ، فهو زوجي ووالد اطفالي ، ولكن لن يضر ان اخذ حقي منه ايضا
انهت حربها الداخلية بقرار انها ستدافع عن بيتها ليس من اجله هو بل من اجل اطفالها فهم يستحقوا وجوده بحياتهم
دخل ليلا وهو يحمل هدية ضخمة ابتسم لها لتنظر اليه ولم تستطع رسم الابتسامة على شفتيها
اقترب منها وهي جالسة بغرفة المعيشة وتطعم عبد الرحمن ليقبل راسها وهو يهمس : اسف حبيبتي ، ارجوك سامحيني لم اقصد اغضابك ، كنت متعب ومتوتر من قلة النوم وانت ادرى بي
قالت بصوت هادئ نسبيا : طبعا انا ادرى بك من الناس كلها
نظر لها وتعجب من نبرتها ومن كلامها الذي حمل اليه معنى خفيا أبتسم مرة اخرى وقبل خديها : كل عام وانت معي و بجانبي دائما
انا بدونك لا اسوى شيء مريم
ابتسمت واجابت بغموض : وانت بخير
اذن انت تعاني من عقدة الذنب ياسر ، او عاد الي رشده ويريد ان يصلح ما اخطئ به او لم يفعل شيء وانا اظلمه بدون سبب
تنبهت على ضحكة عبد الرحمن العالية التي تنفرج من بين شفتيه مع ياسر فقط ، فهو الوحيد القادر على اضحاكه هكذا
ومهما حاولت هي او احد اخوته ان يضحكه يحن عليهم بابتسامة صامته فقط هذا اذا ابتسم
نطق ياسين بقهر : لماذا لا يضحك الي هكذا ؟
قال ياسر بمرح : انت يا مفعوص تريد مقارنة نفسك بي
__ ولما لا امي تقول اني اجمل منك ، واني عندما اكبر ستركض الفتيات خلفي
نظر لها ورفع حاجبيه ليستدير اليه : والدتك تعمل على رفع معنوياتك فقط
ردت سريعا : لا انا محقه ، فانت بعمره لم تكن جميلا هكذا
انفجرت ضحكة ياسين لتكمل هي بنبرة حيادية : انت جميل حبيبي ، كمن تسميت على اسمه
رفع لها راسه بحده ليقول بقوة : ياسين خذ اخاك واذهب به الي غرفتك ، انتبه اليه انت الان اصبحت رجلا وانا اعتمد عليك
انكمش من لهجة اباه ليسرع بفعل ما امره به
انصرف ليغلق الباب من خلفه وينظر اليها مطولا
قال بهدوء : ما بك ؟
نظرت اليه بغموض : لا شيء
جز على اسنانه ليسال بغضب مخفي : هل انت غاضبة مما فعلته ، انا اعتذرت لك
ابتسمت ابتسامة باهته : لا لست غاضبة
نطق ونبرة الغضب تعلو بداخل صوته : اذن ما هذه الخرفات التي تتفوهين بها ؟ المرة الاولى ظننت انك تجاملين ولدك فلم اهتم بمؤازرتك له امامي ، ولكن ان تتغزلين برجل اخر غيري لن اسمح بذلك ابدا
وقفت بهدوء امامه لتنظر بعينيه : لم اتغزل بأحد ياسر ، ثم الرجل الاخر هذا صديقك واخاك واخي وابن عمي وانت نفسك تقول لياسين انه جميل كياسين الكبير ، هل توجد مشكلة اني اردد ما قلته انت مسبقا
صرخ بها : نعم ، انا لا اسمح لك ان تصفي شخص اخر غيري
ابتسمت بدلال مقصود : المعذرة لم اكن اقصد اغضابك
لا تغضب حبيبي
قالت جملتها بخفة مقصودة لتخرج من الغرفة وتتركه يشعر بحيرة كبيرة من تصرفاتها الجديدة والعجيبة عليه
تبعها وهو يشعر بغضب فعلي من استخفافها به الواضح من صوتها ودخل الي غرفة نومهم بعاصفة اسكتته بإشارة من يدها حازمة نظر لها بغضب ليرى انها تنوم الصغير سيطر على اعصابه وقال بصوت منخفض
__ اعطيه للمربية ، لينام بالغرفة المؤثثة له خصيصا ولا اراه ينام بها ابدا
نظرت له بتعجب وهزت راسها رافضه لتتسع عيناه غضبا
قال بحزم وهو يحافظ على صوته منخفضا : اريد ان اخرج من دورة المياه ولا اجده هنا ، ولا تجعليني اردد كلامي ثانية
تركها لتبتسم هي ابتسامة متسعة تعلم جيدا كيف تستفزه وكيف تهدئه واذا كانت اهملته الايام الماضية دون قصد منها
ستريه الان انها تهتم به فعلا ، وستنسيه الاخرى تماما اذا كانت موجودة
فعلت ما يريده ولكنها تأخرت عمدا عليه اطمأنت على ابنائها والصغير خاصة واوصت به المربية
لتدخل الي غرفة نومهم فتجده جالس يشاهد التلفزيون
لم تقترب منه اطلاقا بل تعاملت كانه غير موجود بالغرفة
دخلت تأخذ حماما باردا لتنعش المياه عقلها وتهدئ اعصابها
فهي لا تريد ان تتصرف معه بطريقة خاطئة
فصوت الاخرى اعطها شعور بانها امرأة غير ملتزمة
ومن الواضح ان ياسر بالنسبة اليها صيد ثمين
انا مخطئة انا من اهملته ، ابتعدت عنه وانشغلت بأمور اخرى لا اهميه لها
انتبهت من دوامة افكارها على يديه القويتين تحيط بخصرها ليلصق صدره العريض بظهرها ويهمس بإذنها : اشتقت اليك حبيبتي
احمرت وجنتاها عندما وصلت بذكرياتها الي هذا الحد
لتبتسم له بحب وهو نائم وضعت اناملها على خصلات شعره المموجة وتنهدت مشاعره البارحة كانت صادقة لا يشوبها شيء ، شعرت كم هو مشتاق اليها وكم هي مخطئة ، لم تستوعب الي الان انه خانها مع امراه اخرى ، فكرت هل هي من تتقرب منه ، لمعت عيناها بتصميم سأذهب لأرى من هي واعرف الي أي مدى وصلت علاقتهم
ابتسم : اتركي شعري سيخرج بيدك
تنبهت انها ممسكة بشعره وتشد عليه بقوة ارتبكت : اسفه
رفع راسه وشدها اليه برفق وقبلها : صباح الخير حبيبتي
__ صباح النور
همت بان تنهض من جانبه ليمسك يدها : الي اين ؟
__ سأحضر لك الفطور
__ لا تذهبي الي أي مكان ، انا لا اريد ان افطر الان
__ ستذهب الي المشفى دون ان تتناول الفطور
ابتسم واراح ظهره على الفراش : لن اذهب الي المشفى اليوم
سأخذ اجازة واتمنى ان تستطيعي ان تستأذني اليوم من عملك
لنخرج جميعا وننزه الاولاد
ابتسمت باتساع : الفصل الصيفي انتهى ياسر وانا انهيت عملي وقدمت على اجازة الفصل القادم لانتبه اليك والي الاولاد
__ حقا ؟
هزت راسها بإيجاب لتتسع ابتسامته : حسنا سأرتب مواعيدي لنسافر الي أي مكان تختارونه وخاصة ان لا يوجد لدي عمليات جراحية الفترة القادمة
قام منتفض من الفراش : سأجري بعض الاتصالات واتخلص من مواعيد العمل عدي الحقائب
__ هكذا سريعا
اقترب منها ليحاوط خصرها بيديه : نعم لا اريد ان اضيع دقيقة واحدة دون ان نستمتع بها
ابتسمت وهي تتبعه بعينيها وهو يخرج من الغرفة
هذا هو ياسر من احبته وتزوجته ليس الاخر ، ولكني عند قراري سأعلم من هي ومدى علاقتها به

************************

اندفعت مهرولة بأروقة المشفى وياسين يتبعها
ذهب ليسال عن مكان عمر بالاستقبال ليجدها تندفع راكضة نحو سرير متحرك يدفعونه الممرضين
ذهب خلفها ليجد عمر راقد على السرير انقبض قلبه من رؤية عمر فهو بحالة يرثى لها


تبكي بانتحاب وهي تشاهد اخاها والدماء تغطي وجهه وجسده
ركضت بجانبه وقالت من بين دموعها : عمر هل تراني ، هل تسمعني ؟
رفع يده لتلامس اطراف اصابعه ذقنها لتهوى يده ساقطة
وتصرخ هي بقوة : عمر ، عمر
دخلوا به الي منطقة العمليات ومنعوهم من اللحاق بهم
امسكها ياسين من كتفيها وهو يحاول ان يبقى قويا من اجلها
رمت نفسها بين ذراعيه لتبكي بنشيج حاد ، شعر انها لا تستطيع الوقوف ليسندها الي الكراسي الموضوعة ويجلسها ويجلس بجانبها
نطقت بألم وحزن يقطر من صوتها : سيذهب ويتركني ، سيذهب هو الاخر ، اريده ان يبقى بجواري هو اخي وابي وكل ما لدي هنا ، اذا ذهب اريد ان يؤخذني معه
تصلب من كلماتها وجمدت يداه ، وشعر بألم من كلماتها القليلة ، فكر انها ليس بوعيها ياسين هل ستحاسبها على صدمتها ، ولا تنسى انها تعرضت لصدمات كثيرة من قبل ولا تقوى على تحمل المزيد
احتضنها مهدئا : انا بجانبك نور ، لا تحزني ، انا معك
دفنت نفسها بين ذراعيه لتشعر بالأمان الذي ستفقده اذا رحل عمر
رأى طبيب صغير السن خارج امامه ليبعدها عن حضنه ويقف متجها اليه لتنتبه وتتبعه راكضة
__ انتم اهل المريض ؟
__ نعم ، كيف حاله ؟
زفر الطبيب بياس : لقد سيطرنا على النزيف واذا مرت الاربع وعشرون ساعة القادمة على خير ،سينجو ان شاء الله
شحب وجه ياسين وهز راسه بألم وتمتم : اشكرك
هم بالانصراف لتساله بصوت مبحوح : الفتاه التي اتت معه
كيف حالها ؟ واين هي ؟
__ انها بالدور السابع ، هي الان بغيبوبة منتظر ان تفيق منها خلال اربع او خمس ساعات تقريبا
هي بخير مجرد بعض من الكسور
تنحنح : ولكنها تعرضت للإجهاض ، الجنين لم يكمل شهره الاول ،ولذلك فقدته بسهوله ، استأذنكما واي اخبار جديدة سأبلغكما بها
انهمرت الدموع من عينيها لتنظر الي ياسين وعيناها متسعتين من الصدمة ليضمها الي صدره
يشعر بالتمزق فالمصيبة كبيرة هذه المرة ، ويشعر بانه مقيد ولا يستطيع فعل شيء سوى الانتظار
وكم هذا الانتظار قاتل له ولها
قال بنبرة حزينة : تعالي نور ، لنطمئن على علياء
ذهبت معه بصمت وهي تشعر انها سائرة بفراغ كبير لا ترى ما حولها ولا تسمع ما يحدث ، الوجود حولها معتم
اسود اللون يبعث على الكأبة وتريد ان تهرب من هذا الشعور المؤلم الفظيع الذي يجثم على صدرها
تراه هو فقط ممسك بيدها ويشدها ، النور يأتي من جسده و كانه مصدر الاضاءة تريد لهذا النور القوي ان يختفي تريد ان تشعر بالظلام والراحة تكتنفها فالنور مصدر ازعاج لها مدت يدها تلمس كتفه لينطفئ النور وتشعر انها بسبات عميق

شدها من يدها لتسير معه ليشعر بانها تلمس كتفه التفت اليها ليفاجئ بسقوطها بين يديه صرخ بقوة : نور


**************************


رن جرس الباب لتركض اليه فاتحة وتهلل بصوت عال
__ بابا ، اشتقت اليك
اتبعت جملتها بان قفزت الي حضنه ولفت ذراعيها حول عنقه ، وضمته بقوة

ضمها الي صدرة بقوة كبيرة وهو يستنشق خصلات شعرها الحريرية البنية ويشعر انه بالجنة
تنهد داخليا وهو يروي شوقه الي ابنته حبيبة قلبه ونور عيونه يكفيني هذا الدفء الذي يغمرني بقربك جنى
قبل راسها ووجنتيها ليدلف الي داخل الشقة فيشعر بغصة تجتاحه عندما وقع بصره عليها

رن جرس الباب لتنتفض جنى وتركض لتفتحه كعادتها
قالت بصوت منخفض : انتظري جنى لنرى من القادم
وضعت طرحتها على عجل وذهبت خلف ابنتها لتشعر بان قواها خارت عندما علمت ان علي هو القادم ابتلعت ريقها بصعوبة واستندت بجسدها على جانب الاريكة وهي تنظر اليه
شعرت بالشوق يغمرها اليه ولكنها لن تستطيع الاقتراب منه
فهي لا تقوى على تحمل ان ينبذها بعيدا عنه او يصدها
فآثرت ان تبقى كما هي حتى تعلم ماذا سيفعل

نظر اليها بغضب معلن واشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يسال نفسه ما بها وجهها متعب وشاحب هل هي مريضة ام متعبة
فلتذهب الي الجحيم لا علاقة لك بها انت عائد من اجل اطفالك ، لابد ان تطمئن عليها من اجل صحة طفلك الذي تحمله ، لا لن اطمئن عليها وبم انها تستطيع الوقوف فهي بخير من فضلك اصمت قليلا ولا تنتهز الفرص لتقنعني بأشياء لا اريدها ، انت تضحك على نفسك علي لا تريدها انها انفاسك التي لا تستطيع ان تحيى بدونها
لا تنكر انك مرضت عندما تركتها وذهبت ، لا انا لم امرض بسببها و اخرس من فضلك
هز راسه بضيق وزفر بغضب وذهب الي غرفة النوم



واقفة تنتظر ماذا سيفعل ، لترى ملامح وجهه وهي تتغير بانفعال واضح لتفاجئ بالغضب يحل على وجهه و هو يهز راسه بضيق ويزفر بغضب
تفاجأت بذهابه الي غرفة النوم دون ان يسلم عليها
ماذا تنتظري بعدما فعلتيه اية ؟ اذهبي انت اليه وتكلمي معه
و تجنبي المشاجرة معه حتى لا تتوتر ابنتك او تسمع ما يحدث بينكما

دخلت الي الغرفة ، لتراه جالس على الفراش ويضم يديه بقوة
همست : حمدا لله على سلامتك
جز على اسنانه واغمض عينيه بألم وهو يلوم نفسه على عودته ويلوم نفسه اكثر على قلبه الذي ينبض بها
ما زال نبرات صوتها تثير مشاعره ، انت تحبها علي
لا تنكر بل تعشقها ضم يديه وهو يشعر بالغضب يتصاعد الي راسه وعقله يهتف خانتك علي لا تجعلها تؤثر عليك
وقف منتفضا وهو يقول بصوت غاضب لكن منخفض
__ اسمعيني جيدا ، انا عدت من اجل اطفالي انت لا تعني الي شيء ولا اريدك انت تقتربي مني ولا تتكلمي معي
سأنقل اشيائي الي غرفة المعيشة وسأنام هناك
شعرت بغصة كبيرة من كلماته وترقرقت الدموع بعيونها
لتقول بألم : لا علي ، امكث بغرفتك وانا سأمكث مع جنى
وانام بجانبها
هم بالرد عليها ليرن هاتفه نظر اليه : اهلا عمرو كيف حالك؟
__ اهلا علي ، انا بخير الحمد لله كيف حالك وحال اسرتك؟
__ بخير ، اين انت ؟ لم اجد سيارتك بالأسفل
تنحنح : انا عند ياسين ، اسمعني علي ولا تقلق من فضلك
توتر من طريقة عمرو الجدية : ماذا حدث عمرو ؟
__ ياسين اتصل وابلغنا ان عمر تعرض لحادث و تم نقله هو الي المشفى
شعر بقلبه يهوي بين قدميه : هل اصابه مكروه ؟
__ لا اعلم علي ولكني سأذهب الي ياسين فيوسف لن يستطيع كما تعلم ، وسامر عليك لنذهب سويا
__ سأنتظرك
راعها ملامح وجهه القلقة لتساله عندما اغلق الهاتف
__ ماذا حدث علي ؟
نظر اليها بصدمة وهو يجلس على الفراش : عمر تعرض الي حادث ونقل الي المشفى ، عمرو لم يفسر لي ماذا حدث ؟ ولا اعلم اذا كان علياء اصابها مكروه ام لم تكن معه من الاصل
شهقت بفزع ووضعت يدها على فمها ، اقتربت منه تلقائيا وجلست بجانبه رتبت على كتفه بحنان : اهدئ علي ، لا تقلق
ستجدهم بخير وصحة وعافية
للحظه كان سيرمي نفسه بأحضانها لتخفف عنه وينسى همه عندها كما كان يفعل دائما وتطمئنه ان الامور ستكون بخير
ولكنه نظر لها وسال باستهزاء : هل تتمنين ذلك من قبلك اية؟
ام تبرعين في تمثيلك علي كما كنت تفعلين دائما
نظرت له بصدمة : لا علي لم امثل عليك بشعوري يوما
وانت تعلم ذلك جيدا ، ولم اتمنى يوما ان يصيبهم مكروه
ان شاء الله ستطمئن عليهما
اشاح بوجهه بعيدا عنها لتتنهد بألم ، وقفت وهي تفكر انه لن يغفر لها بسهولة ولابد انها تنتظر وتصبر حتى يعود كما كان
اقتربت منه بهدوء وقبلت راسه لتنصرف سريعا من جانبه حتى لا يؤذيها اكثر بكلماته الجارحة

لم يتخيل انها ستقدم على فعل شيء كهذا بعد كلماته الجارحة لها ، فكبرياءها لا حدود له اغمض عينيه وهو يزفر بضيق
يشعر بقلق كبير على علياء وعمر ، ولا يتخيل ان يصيب احدهم مكروها ، لا يتخيل ان يفقد اخاه وصديق عمره ولا يتخيل ان يفقد شقيقته و بكريته التي راها تكبر كل يوم امام عيناه
لا علي لن تصل الي هذا الحد ان شاء الله لن يحدث لهما شيء

************************

جالس بجانب سريرها بالمشفى وهو يشعر بثقب كبير في قلبه
الي هذا الحد هي مرتبطة بأخيها ، لم يتخيل انها ستفقد وعيها من صدمتها على عمر ، الطبيب اخبره انها بخير وستفيق بعد قليل وانها اصيبت بصدمة عصبية فقدت على اثرها الوعي
ولكنه يشعر انها فضلت الذهاب الي الغيبوبة على ان تظل بجانبه اذا فقدت عمر ، تنهد بألم
ونظر اليها بعشق امسك يدها وقبلها بحنان فائق
شعر بها تشد على يده بأصابعها : نور ، حبيبتي جاوبيني
تأوهت ليقترب منها اكثر ويحسس على شعرها : نور


الظلام يحيطها وتشعر ببرودة في اطرافها
الخوف يملئ قلبها وتشعر برجفة داخلية تجتاح قلبها
فجأة شعرت بالدفء يغلف يدها وانفاس حارة تصطدم بالبرودة المحيطة بها لتطردها بعيدا عنها وتهدئ من رجفة قلبها ، تمسكت بهذا الدفء الذي احاط بها لتسمع صوته الدافئ الحنون وهو ينادي عليها ، حاولت ان تفتح عينيها
ولكن الضوء المها بشدة فتأوهت شعرت به وهو يقترب منها ويحسس على راسها بحنانه المتدفق وينادي مرة اخرى
__ نور
قالت بوهن وهي تحاول النظر اليه : ياسين ، عمر كيف حاله؟
اقترب اكثر منها واحاطها بذراعه : انه بخير الي الان ، كيف حالك حبيبتي ؟
اقتربت منه : انا متعبة ياسين ، اشعر ان قلبي سيتوقف من شدة الالم الذي اشعر به
قال بنبرة لم يستطع ان يخفي منها الالم : تريدين ان تتركيني نور ؟
نظرت له وهي تشعر بالألم يزداد عليها : لا خائفة ان تتركني انت الاخر
بكت بكاء حاد ليضمها الي صدره بقوة : حبيبتي توقفي عن البكاء ، لن نتركك عمر سيكون بخير وانا سأظل بجانبك دائما ، اضاف مازحا : الي اين سأذهب انت قدري
ابتسمت من بين دموعها : انت تتذمر مني
ابتسم بحب : لا حبيبتي اعترف بالواقع فانت اجمل قدر
خيم الحزن عليها مرة اخرى : اريد ان اطمئن على علياء
تنهد بألم : سالت الممرضة المختصة بحالتها منذ قليل لم تفق الي الان ، استريحي قليلا ولنذهب عندما تشعري بتحسن
استندت عليه لترفع جسدها : لا سأذهب اليها الان ، اريدها ان تشعر اننا بقربها
هز راسه بتفهم : حسنا سآتي لك بكرسي متحرك لتذهبي اليها
فجسدك لا يقوى على الحركة
هزت راسها بالموافقة ليأتي لها بالكرسي ويحملها ليجلسها به
لم تقوى على الاعتراض فهي تشعر بألم شديد في جسدها كله

دفعها ياسين الي ان وصلا الي غرفة علياء ليدلفا الي الداخل بهدوء ، انهمرت دموعها وهي ترى علياء ممده على السرير امامها ، نصف وجهها الايمن متورم على اثر كدمة كبيرة تغطي عينها وخدها ، توجد خدوش كثيرة تملئ وجهها ورقبتها ، ويدها اليمنى مجبسة
اشاحت بوجهها الما من مظهر صديقتها ،وهي دموعها تنهمر بغزارة وتفكر كيف ستتقبل الصدمة عندما تفيق وتعلم انها فقدت طفلها من عمر ، عمر الذي لا تعلم اذا كان سينجو ام سينتقل الي رحمة الله
ازداد بكائها ليتحول الي انتفاضات و تشنجات ليخرج بها ياسين من الغرفة سريعا ، اخذ صوت بكائها يعلو وانتفاضاتها تزيد جلس امامها واخذها بين ذراعيه وضمها بقوة : اهدئي نور ، ستكون بخير الطبيب اخبرنا انها ستكون بخير
في ظل تهدئته لها رأى علي وعمرو مقبلين عليه ومعهم نهى
تنفس براحة فوجود نهى بجوار نور هذه الايام سيخفف عنها قليلا

تقدم الي ياسين في حركة سريعة وهو لا يستطيع السيطرة على القلق الذي يشعر به
__ اين هما ياسين ؟
ردت هي من بين دموعها : عمر سيذهب ويتركني علي
لن اراه بعد الان
قال بقوة وهو ضائقا منها لمخاطبتها لعلي : اهدئي نور ، انه بخير
نظر لهم واردف: حمد لله على سلامتكم ،
اقترب من نهى : من الجيد انك اتيتي ، ابقي بجوارها نهى وحاولي ان تخففي عنها
__حاضر ياسين ، لا تقلق
__ تعال علي انا اريدك ان تقابل الطبيب لتطمئن بنفسك عليهما
ابتعدا عنهم ليمسك علي يده ويساله
__ ما الذي اخبرك به الطبيب و لا تريد ان تبلغني به وتفضل ان اسمعه من الطبيب
تنهد ياسين بقوة : اسمعني جيدا علي ، علياء الان تحتاج من تستند عليه وخصوصا في وضع عمر الراهن
ارتجفت يده الممسكة بيد ياسين بقوة ليضع ياسين يده الثانية على يده ويشد مؤازرا : ان عمر حالته خطيرة وهو الان بالعناية المركزة والطبيب اخبرني اذا مرت الاربع وعشرون ساعة القادمة ولم يحدث له شيء سينجو ان شاء الله
قال بصوت يكاد ان يسمع : وعلياء
__ انها بخير الحمد لله ،مجرد كسور بسيطة
كح بقوة ليكمل : ولكنها تعرضت للإجهاض
اتسعت عينا علي وترقرقت الدموع بهما : هل كانت حامل ؟
قال ياسين بأسف : الطبيب اخبرنا بانها كانت في الشهر الاول ولذلك فقدت الطفل بسهولة
شعر علي بصداع قوي يصيب راسه : هل هناك شيء اخر اخبرك به الطبيب ياسين ؟
تنهد ياسين وهو يربت على كتفه : لا علي
نظر له ليذهب الي غرفة اخته سريعا وينظر اليها بألم وحسرة على ما اصابها تبعه ياسين بهدوء ليقف بعيدا
ابتلع غصته ونظر وراءه ليقول بنبرة حزينة : اريد ان ارى عمر
__ تعال معي


ذهبا معا ليقفا خلف الزجاج ينظرون الي عمر
اسند علي راسه على الزجاج ، يشعر بألم شديد وهو يرى اخاه وصديق عمره مقيد الي الاسلاك والاجهزة
نظر اليه وناجاه بعينيه من الذي سيقف الي جواري الان عمر ، كنت الي جواري بكل مصيبة تصيبني
كنت صخرتي التي ارمي عليها كل همومي
كنت تشد من ازري وتدفعني الي عمل الصواب
اندفعت الذكريات الي عقله يوم وفاة والده ويوم ان اصاب جنى التهاب الشعب الهوائية وكاد ان يفقدها ، ويوم وفاة والدته ومنذ يومان وهو يخفف عنه دونما يدري ما به وما سبب المه وتعبه
الان ماذا سأفعل ؟ من سيؤازرني ويشير علي بالصواب
كيف سأبلغ علياء بأمرك وكيف سأبلغها بفقدانها لطفلكما
كيف سأنظر اليها واطمئنها عليك
تنبه من افكاره على قطرات من الماء تسقط على يديه
ليفاجئ بان دموعه تتدحرج على وجنتيه
تنفس بعمق و مسح دموعه بكفيه وهو يفكر بطريقة يخبر علياء بما اصابها واصاب عمر


ينظر اليه بألم وهو يفكر بان نور ستفقد عقلها اذا ما حدث له أي شيء ، فهي منهارة الان واذا تطور وضع عمر الي الأسوأ ستصاب بانهيار عصبي حاد
نظر الي علي ليرى دموعه التي تسقط من عينيه
شعر بالألم يجتاحه اكثر وفضل ان يترك علي بمفرده
ابتعد قليلا عن علي ليرن هاتفه نظر ليجده حسام
ضرب راسه بقبضته فهو نسى تماما امر الشحنة
__ مرحبا حسام ، انا مشغول اليوم ولن استطيع ان اتي الي الميناء
__ لا سيدي ، انا استلمت الشحنة البارحة وارسلتها الي الاماكن المتفق عليها
سال بتعجب: كيف ؟ الا تحتاج الي توقيعي ؟
__ لا سيدي كنت اظن ذلك ولكن الشحنة اتية باسم مكتب الاسكندرية وانا مدير المكتب ولذلك استلمتها بتوقيعي انا
تنهد بارتياح: ممتاز حسام، شكرا جزيلا لك
تنحنح حسام : انا اتصل بسيادتك لان لدي خبر سيء للغاية
قال ياسين بترقب: تكلم حسام سريعا ، فاليوم يوم الصدمات
__ مشروع الشاليهات اخبرني المهندس المسئول عنه اليوم ان الوحدة الاولى هدت بالكامل
صاح ياسين بقوة : نعم
__ مع الاسف لقد ذهبت الي هناك وتأكدت بنفسي الشاليهات التي بنيت غير موجودة والاساسات عبث بها بحيث اننا لن نستطيع ان نعتمد عليها بعد الان
ارتكن بجسده على الحائط وعيناه تتسع بغضب فهو الان متأكد من هوية من فعل كل هذا
قال امرا : حسنا حسام ، ابلغ الشرطة وانا سأتصل بمعارفي لأجعلهم يهتموا بالأمر ، واخبر المهندس ان يعمل في الارض بشكل سريع بحيث الا يتوقف العمل بالأرض اطلاقا حتى يصلوا الي ما كان عليه المشروع
اغلق الهاتف وهو يشعر بانه يرتجف من الغضب
لم ينسى ابدا ثأره من هذا الشخص الكرية ولكن من الواضح ان اسلوب التعامل الشريف لن يجدي نفعا معه
لا يعلم كيف ان يكون هذا بشر انه لا ينتمي الي الجنس البشري اطلاقا كيف يفعل هذا بابن اخيه
زفر بقوة وهو يشعر ان المصائب لن تتوقف عند هذا الحد


********************

__ ما بك حبيبتي ، هذه المرة الرابعة التي تدورين بها حولي ؟
نظرت له بقلق وجلست وهي تفرك اصابعها ببعضها بتوتر
ابتسم لها وامسك يديها وقال بهدوء : بسنت ماذا حدث جعلك متوترة هكذا ؟
ردت ببطء : انه علي مررت به وانا عائدة من عملي لم اجده بالمنزل واتصل به على هاتفه لا يجيب ، وانا قلقة عليه بالفعل
ابتسم لها بمرح : ممكن انه عاد الي منزله ، هل اتصلت به هناك ؟
نظرت له بضيق : لا لم اتصل ثم انه غاضب من اية لن يعود اليها بسرعه هكذا
اتسعت ابتسامته : هل هو اخبرك ، ام انه استنتاج فخامتك
مطت شفتيها بضيق : لا لم يخبرني ولكني شعرت به
ضحك لتشيح بوجهها عنه ابتلع ضحكته وأقترب منها
__ لماذا الغضب حبيبتي ؟ انت تعلمي جيدا ان علي يعشق اية بجنون ثم ان السبب الرئيسي في مرضه هو المشاجرة التي حدثت بينهما والتي لم يخبر احدا عنها
ومن الافضل لهما ولجنى ان يتصالحا ويعود الي المنزل
اليس هذا كلامك بسنت ؟
نظرت اليه وتنهدت : نعم ، وانا متمسكة برايي التصالح بينهما من اجل صالح جنى ، ولكني كنت اتمنى ان يؤدبها قليلا لتشعر بقيمته ووجوده في حياتها
__ يستطيع تأديبها وهو موجود بالبيت بسنت ، ثم لم اسمع من قبل عن رجل يتشاجر مع زوجته فيترك البيت ، ان المرآه هي من تفعل ذلك دائما
نظرت له بغضب والشرر يتطاير من عينيها وقالت بنبرة قوية: ماذا تقصد محمد؟
تنبه الي ما قاله بحسن نية : لا لم اقصد شيء ، انا متعجب من موقفه لماذا لم يرسلها لبيت اخاها ،بدلا ان يترك لها البيت ويذهب
تنفست بقوة : ان علي مختلف في انفعالاته ، كان دائما عندما يغضب يتركنا ويذهب الي أي مكان ، الي ان يهدئ
__ كفي عن قلقك ، واتصلي به في منزله لتطمئني عليه
او انتظري الي الغد اتركيهم يحتفلوا بالمصالحة بينهما
غمز بعينه لتضربه بخفة على كتفه : تهذب
ضحك بحب لها لتقول بقلق : محمد اريد ان اطلب منك شيء
اقترب منها واحاطها بذراعه : امري حبيبتي ، انا كلي تحت امرك
__ اريد ان اذهب الي الطبيبة غدا لنتفق معها على اجراءات العملية
نظر لها بهدوء : لماذا بسنت ، لماذا ستجرين العملية الان ؟
قالت وهي تحكم السيطرة على دموعها : تعبت من الانتظار
لن استطيع الانتظار اكثر من ذلك
__ ولكن الطبيبة اخبرتنا انك ستحملين طبيعيا اذا استخدمت الدواء كالمرة الماضية ولكننا نحتاج الي الوقت
__ تعبت محمد واشعر باني فقدت الامل في هذا الدواء
تعبت وانا كل يوم الاعب اطفال ليسوا اطفالي ، وافكر بان كم هو ممتع ان تلعب مع طفلك انت وتراه يكبر امامك ويقلد تصرفاتك انت اريد طفلا لي يحمل ملامحي وعيناك التي تشع منها الطيبة والحنان
سقطت الدموع من عينيها : تعبت وانا ارى الاطفال يهرعون الي امهاتهم ويتركوني خلفهم كل يوم ، وكل يوم ادعي القوة والتحمل والصبر واتمنى ان غدا سياتي طفلي الذي يهرول الي انا دون عن كل الناس الاخرين ، تعبت محمد تعبت
اجهشت بالبكاء ليحتضنها بين ذراعيه ويغمض عينيه الما
فكل ما تشعر به يشعر به هو الاخر كم شاهد الاباء وهم يلعبون مع ابنائهم وتمنى ان يكون بمكان واحد منهم ، كم يشعر بالغيرة عندما يتكلم زملائه عن ابناؤهم ويشتكون من شقاوتهم التي لا حدود لها وكم دع الله ان يرزقه بطفل طفل واحد وليكن كما يكون سيتحمله كما هو ، يشعر بالمها فهو نفس الالم الذي يحاول دفنه بأعماقه من اجلها حتى لا يفقدها فكل ما يشعر به لا يوازي شيء امام شعوره بألم ان يفقدها
فهي حياته كلها واذا يريد طفلا يريده منها هي
قال مازحا ليخفف عنها : ولكني لا اريده ان يحمل عيناي الضيقة ، اريده يشبه امه الحسناء التي فتنتي من اول مرة اراها بها
رفع راسها ومسح دموعها ونظر اليها بهيام : أتتذكرين بسنت؟
ابتسمت وقالت بصوت محشرج : طبعا ، هل استطيع ان انسى ، كم كنت ثقيل الدم معي ؟
قهقه ضاحكا : صراحة شعرت بالغيرة من هذا العلي فحظه هذا اليوم ان جميع عملائه من السيدات الحسناوات وانا كل عملائي من الرجال كبار السن ، وعندما رايتك اول مرة شعرت بشعور غريب لم اشعر به من قبل وعندما سالتي عن علي بالاسم شعرت بغيرة شديدة تجتاحني
اكملت : ولذلك تكلمت معي بعصبية شديدة
اطرق راسه حرجا : كنت اظن انكي صديقته فانا رأيت زوجته من قبل وغضبت منه بشده ، فمن يتزوج امرأة جميلة بهذا الشكل المرعب ماذا يريد ليصادق امراه اخرى ؟
ضاقت عينها وقالت بغيرة لم تستطع اخفائها : اذن انت ترى ان ايه جميلة ؟
ابتسم : نعم ، لا احد ينكر انها فائقة الجمال ولكنها لا تروق لي
ابتسمت ليكمل : وعندما علمت منه اليوم التالي انك اخته لم استطع ان امنع نفسي من طلب الزواج منك
ابتسمت ونظرت امامها وكأنها تتذكر : عندما اخبرني علي ان احد زملائه يطلبني للزواج رفضت بحجة اني لا اعلم عنه شيء ولكن علي قال لي يومها تعرفي عليه ، سأرتب موعدا معه لتريه وتتكلمي معه واذا شعرت بالقبول نتمم الخطبة لتتعرفي عليه اكثر الي ان تقرري الزواج منه
عندما رايتك شعرت بصدمة عمري ، وكنت اريد العودة الي المنزل بدلا من تضييع وقتي معك
ولكن نظرة من عيني علي جعلتني ابتلع اعتراضي واجلس مرغمة
__ جلست ولم تنطقي بحرف وكدت ان اموت رعبا فرفضك لي واضح كوضوح الشمس الي ان تركنا علي وهو يستأذن بالذهاب الي دورة المياه
شعرت بانها فرصتي الوحيدة واذا لم اغتنمها سأفقدك والي الابد
ابتسمت: كنت سأقتله عندما تركنا وذهب ولأول مرة بحياتي لا اعرف ما المفترض علي فعله
احمرت خجلا وهي تكمل : وعندما جلست بالكرسي المجاور وهمست لي بان اتعامل معك من الان ولا اضع الموقف السخيف الذي حدث بيننا من قبل في حساباتي شعرت انك صادق و شعور عجيب بالألفة احتواني لدرجة اني نظرت اليك دون خجل لأرى اطيب عينان بالوجود
اسرتني نظرة عيناك التي تشع منها الطيبة والحنان
همس : اذا كانت اسرتك عيناي فانت امتلكتني من اول نظرة من عيناك الشقية الضاحكة
ابتعدت عنه قليلا : هل ستذهب بي الي الطبيبة غدا ؟
هز راسه بالإيجاب : وهل استطيع الرفض يا قلبي ؟ انا قلت لك من قبل انا تحت امرك



*******************


__ ياسر هاتفك يرن
طل براسه من دورة المياه : تجاهليه
__ انها رابع مرة يرن بتواصل
خرج وهو يلف المنشفة حول خصره ويجفف شعره بمنشفة اخرى
قال ضائقا : من هذا الغلس الذي يتصل دون انقطاع ؟
نظرت الي الهاتف : انه رقم غريب غير مسجل
مسك الهاتف لينظر له ويعقد حاجبيه : مرحبا
صدح صوتها العال : اين انت ياسر ؟ لماذا لا ترد على اتصالاتي ، ثم اتيت اليوم لأجد انك رتبت اجازتك دون ان تخبرني بها
دارت مقلتيه البنيتين بتوتر لينظر بطرف عينه الي مريم القريبة منه وهي تدور بالغرفة وتفرغ الحقائب فهما وصلا الي شقتهم الواقعة بالغردقة منذ قليل قال بجدية : مرحبا بك دكتورة سلمى ، الدكتور مصطفى سينوب عني بالحالات التي اتابعها وتستطيعين ان تتمرني معه
__ ماذا يحدث ياسر ولماذا تتكلم معي بجديه لم اعتدها منك من قبل ؟
زفر بضيق وهو يشعر بمدى الخطء الذي تورط به في غفلة من عقلة : من فضلك يا دكتورة انا مشغول هذه الايام فأرجوك توقفي عن الاتصال بي لتتكلمي معي بالحالات الطيبة المسئول عنها واستشيري الدكتور مصطفى فيما تريدينه وعندما اعود لنا حديث مطول معا
اغلق الهاتف بحدة ولم ينتظر سماع ردها ونظر الي مريم الذي لم تلتفت له حتى ولم تهتم بالمكالمة من الاساس
كح وهو يشعر بتوتر من ان تكون تناهى الي مسامعها صوت سلمى العال وكلماتها التي تنوه عن علاقة غير طبيعية بينه وبينها اقترب منها وهو يتفحص ملامح وجهها ابتسم بتوتر لتسال هي بهدوء : من ياسر ؟
نظر لها وهو يتنهد داخليا فهي من الواضح انها لم تسمع أي شيء مما دار في مكالمته الهاتفية : لا شيء ، انها الطبيبة التي تعمل و تتدرب معي
__ هل هي من تلامذتك ؟
__ كانت السنة الماضية ، ولكنها اصبحت طبيبة الان ، ولكنها تعمل تحت اشرافي فهي مهتمة بجراحة القلب
نظرت له وابتسمت بنعومة وسالت بابتسامة مراوغة
__ مهتمة بجراحة القلب ام مهتمة بك ؟
صعق بشده من السؤال واصفر وجهه ليقول بارتباك
ملحوظ : ما الذي تقولينه مريم ، كيف تفكري بهذه الطريقة ؟
ابتسمت وهي عيناها تشع غموضا : ما بك ياسر انا امزح معك ، انها مزحة ، ما الذي اربكك هكذا ؟
لفت ذراعيها حول عنقه : هل هذه الطبيبة الصغيرة معجبة بك حقا وهذا ما ازعجك من كلامي ؟
انتفض : لا طبعا ، انا تعجبت من تفكيرك
ابتسمت وقبلت خده بلطف : كانت مزحة حبيبي ، انا اشك بنفسي ولا اشك بك ياسر
احمر وجهه بشده و ابتلع ريقه بصعوبة ، ليبتسم بتوتر : سأرتدي ملابسي ونخرج جميعا لتناول الطعام ، هيا ابلغي الاولاد واجهزي
ابتسمت : حاضر حبيبي
تركته وانصرفت وهي تجاهد الا تضحك بصوت مسموع على مظهره المرعوب مما قالته ، تشعر بسعادة فهي تأكدت ان علاقته بهذه الطبيبة اللعوب لا تتعدى عن تبادل بعضا من الاحاديث اكيد مال اليها ياسر في خضم انشغالها هي عنه ولكنها ستستعيد الامور كما كانت
وها هو عاد كما كان لم يبلغها بسفره ولا اجازته اذن هو لم يهتم بها بالدرجة الكافية ليخبرها بأموره الشخصية ،ثم انه نسى امرها تماما عندما ابلغته بإجازتها ورتب امور عمله ليسافروا كما يفعلون دائما اذن سنعود الي القاهرة ياسر وانت لا تذكر عن هذه الطبيبة أي شيء


تنفس بتوتر وهو يفكر هل هي مزحة بالفعل من مريم
ام انها تشعر بشيء جعلها تتفوه بهذه الكلمات
ولكنها اذا شعرت بشيء لن تصمت وتتعامل معه بطبيعية
فهي لم تتغير اطلاقا في معاملتها معه ، فهي كعادتها
لا تفكر ياسر انت تفهم مريم اكثر من نفسك اذا تشك بك ستتغير ولو قليلا ، لا تتوتر بدون سبب واكمل اجازتك
كما خططت لها ، وعندما تعود الي عملك اعد الامور بينك وبين سلمى الي نصابها القديم ، وتعلم جيدا من هذا الدرس فليس كل مرة ستسلم الجرة


************************

ارتعبت من شكل الشاحنة الضخمة وهي ترى انهما متجهين اليها لتصرخ : احذر عمر
شعرت به وهو يحاول ان يتفادى الشاحنة بكل قوته
ولكنه لم يستطيع وسيارته خانته صرخ بها : اخفضي راسك
لم تستطع الحركة وصدح صوت الاصطدام عاليا لتشعر بالسيارة وهي تطير عاليا لترى صفحة السماء الزرقاء
لتنقلب وتسقط بقوة صرخت وهي تغمض عينها من قوة الالم الذي شعرت به بذراعها فتحت عيناها لتنظر اليه لتصرخ مرة اخرى وهي ترى سيارة اخرى تصطدم بهما من ناحية عمر اتسعت عيناها رعبا وشعرت بألم فظيع يجتاحها لتغلق عيناها وتذهب في سبات عميق وهي يتناهى الي مسامعها صوته الحنون : اهتمي بنفسك عليا ، احبك
فتحت عيناها وصرخت برعب : عمر
اذاها النور القوي فغلقتهما مرة اخرى وهي تشعر بالألم شديدة اسفل بطنها تأوهت بشدة عندما حاولت تحريك ذراعها
لتنتبه الي ثقل قوي به
فتحت عيناها تدريجيا هذه المرة لترى الكون ابيض امامها والضباب يغطي عيونها
سمعت صوت نور المبحوح : علياء ، هل تسمعيني ؟
هزت راسها بقوة وهي تقول : نعم
تهلهل وجه نور بسعادة واقتربت منها : حمد لله على سلامتك
هزت راسها وهي تبكي بصمت ليقترب علي منها
ويمسك يدها : هل انت بخير علياء
هزت راسها نافية لتسال : اين عمر ، علي اريد ان اراه
__اهدئي حبيبتي ، وسآخذك لتريه بعد قليل
صرخت بقوة اكبر : لا اريد ان اراه الان
خذني اليه الان ، اريد ان ارى عمر
اندفعت الممرضات الي داخل الغرفة اثر سماعهم لصراخها
بدأت تنتفض وتبكي بنحيب اكبر حاولت ان تنزع انبوب المغذي من يدها لتهرع الممرضة وتعطي اليها حقنة مسكنة تذهب على اثرها الي النوم مرة اخرى

تصلب جسدها وهي ترى صديقة عمرها واقرب من لها تنتفض بهذه الطريقة وتشيح بيدها بعنف ودموعها تنهمر بغزارة من عينيها وتصرخ منهارة مناديه على عمر
لتصمت فجأة نتيجة المسكن القوي الذي اعطته لها الممرضة


يشعر بألم كبير بصدره وهو يراها منهارة بهذا الشكل لا يستطيع ان يفعل لها أي شيء ، لا ان يعيد اليها زوجها ولا يعيد اليها طفلها الذي فقدته ، عاجز هي الكلمة التي ترددت بأذنيه وهي ابلغ كلمة تصف موقفه ، سيطر على دموعه حتى لا تنهمر منه وهو يشاهدها تذهب الي غيبوبة مرة اخرى على اثر المهدئ الذي اخذته
شد ياسين على كتفه مؤازرا له ليهز راسه بتعب
التفت ياسين الي نور واخذها بين ذراعيه ليهدئ من روعها
ويطلب منها ان تكف عن البكاء
جلس علي بجانب فراش اخته الصغيرة و أحتضن يدها بكفيه ويقبلها بحنان ثم سند جبهته علي يديه


اشار ياسين اليها لتتبعه بصمت فهي الاخرى آثرت ان تترك علي بمفرده وتعطيه بعضا من الخصوصية مع اخته الغالية كما كان يلقبها دائما
خرجت وراؤه لتجده منتظرها ونظرة الحنان تشع من عينيه
__ نور انت لم تتناولين الطعام من الصباح هيا تعالي لنتناول الطعام ونأتي لعلي بالطعام
همت بالرد عليه ليأتيها صوت علي من خلفها : اذهبي لترتاحي نور ، ولا تقلقي انا موجود هنا وسأطمئنك
نظرت اليه : لا علي ، لن اتحرك من هنا الا عندما اطمئن على علياء وعلى عمر
تنهد ليبتسم لها : عمر بخير وعلياء ايضا ، اذهبي لترتاحي قليلا ، وتعالي بالليل لتجلسي معهما

جز على اسنانه غضبا وهو يراها تتكلم مع علي ليبتسم الاخر لها ، يعلم بقرارة نفسه ان علي يتعامل معها كعلياء وهي ايضا تعتبره بمنزلة عمر ولكنه لا يستطيع ان يسيطر على غيرته المشتعلة وخصوصا ان علي اقنعها بابتسامته وكلماته القليلة ان تذهب معه ، وهو يعلم انه كان سيستغرق وقت طويل لإقناعها
انتبه على صوت علي : اشكرك ياسين ، ارهقناك اليوم
نظر اليه بعتب : لا تغضبني علي ، عمر صديق واخ ثم انسيت انه نسيبي
__ لا ياسين ، انا اعلم جيدا مكانة عمر عندك ، ولكني مشفق عليك بسبب شهر عسلك الذي لا تستطيع ان تظفر به الي الان
ابتسم ياسين بتعب : انه قدر علي ، والانسان لا يستطيع الهروب من القدر
__ اذهب انت الاخر لترتاح قليلا ، ولا تشغل راسك بموضوع الطعام هذا ، سأتناول شيء من الكافيتريا اذا شعرت بالجوع ، اذهب
تنهد ياسين ليحتضنه بقوة : اجمد علي ، ستحتاج الي قوتك كلها الايام القادمة
هز راسه موافقا على كلامه لينصرف ياسين


انهى حديثه مع علي ليبحث عنها حوله فلم يجدها
نظر مرة اخرى ليجد علي يدخل الي غرفة علياء ،توجه الي هناك ظنا منه انها بالداخل ، طرق الباب بهدوء لينظر الي الغرفة سأله علي : لماذا لم تنصرف ؟
ابتسم بتوتر : لم اجد نور بجانبي فتوقعت انها هنا
__ لا ، ممكن تكون مع عمرو ونهى
هز راسه لينصرف سريعا ، اتصل بنهى ليسالها عن نور فتجيبه بانها لم تراها منذ كان معا اخر مرة
شعر بالقلق عليها والغضب منها ليضيء عقله فجأة وتسرع خطواته وهو يتجه الي الواجهة الذي يتأكد من وجودها بها


*******************

نظر لها وهو خارج من دورة المياه ليجدها تدور بالغرفة بعصبية شديدة وتفرقع اصابعها
__ ماذا حدث ندى ؟
نظرت اليه وهي تقول بعصبية : نهى وعمرو سافرا الي الاسكندرية لياسين فاخو زوجته تعرض الي حادثة
اريد ان نعود احمد انا اشعر بعدم اطمئنان
__لا حول ولا قوة الا بالله ، اجهزي سنعود الان امي لن تستطيع ان تعتني بالأطفال بمفردها ، وخاصة ان يوسف لا يستطيع الحركة
هزت راسها ايجابا وهي تسرع بإلمام اشيائها لتعود الي القصر فهي تشعر بقلق كبير مسيطر على فكرها ولا تعلم سببه


**********************


دوت ضحكته مجلجلة يشعر بسعادة كبيرة وهو يستمع الي هذه الاخبار التي تطربه وتشعره انه يستمع الي سمفونية جميلة ، معزوفة خيالية لم يسمعها من قبل
اغلق الهاتف ليقف ويلف بخفة لا تتناسب مع سنه الكبير
ولكن تتناسب مع رشاقته الذي لا يزال يحتفظ بها كشاب في الثلاثين
وقف الي المرآه لينظر الي نفسه بفخر واعتزاز ويبتسم الي نفسه بإعجاب ، رفع اصابعه الي جبهته محيي نفسه بخفه
اقترب اكثر من المرآه وحدث نفسه بصوت عال وهو يصفق بيديه عدة مرات : رائع حافظ كعادتك دائما ، تستحق تصفيق حاد
اخيرا انتهيت من هذا الكابوس المسمى عمر
لمع الكره بعينيه وهو يكمل : كم ابغض هذا العمر الذي استطاع ان يحرمني من ابنتي الغالية
لتتسع ابتسامته وهو يزفر بارتياح : ولكننا انتهينا منه خلاص
انتهينا نور ، ستعودين الي حبيبتي ، ولن يستطيع لا محمد او هذا العمر ان يقفا بوجهي و يحولون بيننا
الدور هذه المرة على زوجك الكريه ، هذا المعتد بنفسه ولكني سأتخلص منه بطريقة جديده تجعله هو من يبتعد عنك
لتجدي نفسك بين ذراعي انا ، فانا من سيتبقى اليك نور
انا الوحيد الذي سيبقى ليحميك ويحبك نور

*********************

انطلق نحوها وهي تقف تنظر الي جسد اخيها الممد على الفراش وطنين الاجهزة يتعالى بجانبه وهو لا يشعر بما يحدث حوله
تنظر الي اخيها بحسرة وهي تشعر ان العالم كئيبا اسودا بعينيها ، لماذا لا يفهمون انها لن تستطيع الانصراف وهو ممد هكذا ، كيف تستطيع ان تحيى بدونه ، هو من تبقى لها
هو الذي رباها و فرق لها بين الصواب والخطأ هو من اغدق عليها بحنانه وبث بالقوة لروحها ، هو امانها وسندها اخيها وابيها وصديقها
انهمرت الدموع من عيونها لتشعر بقبضته الدافئة وهي تسمك كتفها مؤازرة لها
__ لن استطيع الانصراف ياسين ، لن استطيع
تنهد بحنان ليضم ظهرها الي صدره ويهمس : سيكون بخير
ظلا فترة قليلة من الوقت يقفان بنفس الطريقة لتخف دموعها ويتوقف نشيجها المكتوم
همس مرة اخرى : يجب ان نذهب نور ، انا وانت نحتاج الي قليل من الراحة ، لنستطيع ان نواصل فالأيام القادمة ستكون مرهقة وصعبة الاحتمال
هزت راسها موافقة ليرتفع طنين الاجهزة بشكل هستيري من
العناية المركزة لدرجة ان سببت الانزعاج لهما
توتر ياسين لترتعب وهي تشاهد اندفاع الممرضات والاطباء الي الداخل مسرعين
انتبها هما الاثنان ان الاطباء يلتفوا حول سرير عمر ويحاولون اسعافه
صرخت نور برعب ليحتويها هو بين ذراعيه ويلفها اليه حتى يكون ظهرها الي الغرفة ولا ترى ما يحدث
في ثواني كانوا يندفعون بعمر الي الخارج
جمد ياسين ليستوعب الامر بعد لحظات ليندفع خلفهم صائحا
__ ماذا حدث ؟
توقف احد الاطباء ليجبه : لقد فقدنا السيطرة على النزيف
انه ينزف مجددا ، ادعو له فان لم نستطع السيطرة على النزيف قضم جملته
ليتخيل ياسين ما يقصده الطبيب ليفاجئ بها تتمسك به بشده
لتسقط مرة اخرى بين ذراعيه



***********************

يلف في غرفته بعصبية سالته ونظرها لم يغفل عنه منذ مده وهي تراقب ضيقه الشديد لدرجة انه يجهد رجله المصابة
سالت باهتمام وهي تقترب منه : ماذا بك جوي ؟
ابتسم لسماع مناداتها له بكنيته المحببة من شفتيها ليقول بضيق : اشعر بالضيق
ابتسمت وهي ترغمه على الجلوس لتجلس بجانبه : نعم لاحظت ذلك ، لماذا تشعر بالضيق ؟ اخبرني
زفر بألم : لأني عاجز ان اقف بجانب اخي في وقت هو بأمسّ الحاجة الي
نظرت اليه بإعجاب لتساله بحب : هل تريد الذهاب اليه ؟
لمعت عيناه للفكرة : طبعا ، ولكن كيف ؟ انا لا استطيع قيادة السيارة
ابتسمت بخبث : انا استطيع
اتسعت عيناه : ولكن انت حامل ولن تستطيعي القيادة كل هذه المسافة
اتسعت ابتسامتها : انها مسافة قريبة يوسف ، لا تقلق
صمت قليلا وهو يفكر بما اقترحته يريد الذهاب لأخيه ولم يستطع مرافقة عمرو حتى لا يترك امه بمفردها ولكن الان بعد وصول احمد ونادين استتب الوضع وهم من سيعتنون بالأطفال
نطق وهو يفكر بصوت عال : سيارتي بالتوكيل ولم يذهب احد لاستخراجها منه
ردت بهدوء : سيارتي موجوده فانت اتيت بها في اليوم السابق لحادثتك
نظر لها : امي ماذا سنفعل معها فهي لن توافق على ذهابنا
ضحكت برقة : شعرت الان باننا تلاميذ نخطط للهروب معا يوسف
ابتسم : امام امي ياسين نفسه يعود الي المدرسة
الم تري كيف منعته من الذهاب الي الشركة منذ ايام قليلة ؟
ضحكت بقوة هذه المرة وهي تجلس على ركبتيها امامه وتساعده على ان يريح رجله المصابة: نعم لم اصدق انه سيمتثل اليها
تنهد بحب : امام امي لا يستطع ان يعترض احدنا
ردت بصوت منخفض : لن نبلغها
نظر لها لتلمع عيناه بخبث : نتسلل ليلا دون ان نخبرها بذهابنا و عندما نصل الي هناك نطمئنها علينا
ضحكت بشقاوة له ليكمل : جهزي الحقائب وبالصباح الباكر سنغادر قبل ان يستيقظ احد منهم
صفقت بيديها فرحا وهي تنتفض واقفة : هذا هو جوي حبيبي
شدها من خصرها بيده السليمة ليجلسها بحضنه : كم احب سماعها منك جيجي
نظرت له بهيام : ما هي ؟
__ كنيتي الحبيبة
قالت بنبرة مغرية : جوي
احكم قبضته عليها ليقبلها بنهم شديد وقال بصوت
اجش : عيديها
ابتعدت عنه لتقول : لا اذا تماديت معك لن نفعل شيء ، ولن نذهب الي ياسين
تركها تقف ليسال باهتمام : لماذا مهتمة للذهاب ؟
قالت بصدق : اريد ان اكون بجوار نور ، فهي وقفت بجانبي خلال قلقي عليك وكانت نعم السند لي ، ثم اني احبها واعتبرها كأخت لي و هي تحتاج مساندتي الان
ابتسم الي حبيبته الجميلة التي ظاهرها لا يعلن عن جمال روحها ومشاعرها ، فمن يرى انجي بمظهرها المتحرر وطريقتها المندفعة في التعبير عن مشاعرها وآرائها يقول انها مجنونة وسطحية وتافه وعقلها لا يشغله الا اخر صيحة في الازياء ، ولكن هو يعرفها جيدا وجوهرها ما يأسره بالفعل
فهي انسانة رقيقة حساسة تشعر بالأخرين ولا تتردد في مساعدتهم
تنهد وهو يبتسم ابتسامة شفافة صاعدة من داخله
نادها برقة لا مثيل لها : انجي
نظرت له مستفهمة ليمد لها يده ويشير لها بالاقتراب
نظرت الي عيناه لترى نظرته العاشقة التي تجعلها تهرع الي احضانه ، فلم تتردد لحظة واحدة لتهرول اليه رامية نفسها بين ذراعيه

************************

صرخ بالسائق : اسرع قليلا
يشعر بالغضب منذ ان ابلغه الرجل الذي وضعه ليراقب عمر بان نور فقدت وعيها وبغيبوبة ، لم يستطع ان يكبح جماح نفسه وهو ينزل مسرعا للذهاب اليه
وهو يشعر بالضيق منها : لماذا هي ضعيفة هكذا ؟ لماذا ترتبط بهذا اللعين ؟ ماذا سيحدث اذا تركها فهو يرى ان من الافضل ان يتركها هذا الاحمق ، فهو سيعمل على رعايتها كما لم يفعل هذا العمر
دخل الي المشفى وهو يسرع بمشيته فهو على علم برقم غرفتها
شعر بالسعادة وهو يجدها بمفردها ليدلف الي الغرفة بهدوء شديد وهو يمعن النظر بها
خفق قلبه بشده وهو يجلس بقربها وينظر لها بحنان ابوي
امسك يدها الباردة بقبضتيه محتضنا اياها وهمس :اخيرا نور
اخيرا استطعت الاقتراب منك ،كم افتقدك حبيبتي ، كم اريدك الي جواري ، كم اشعر بالألم لأنك بعيدة عني ، اشتقت اليك واليها ، انت من بقيت لي
نظر اليها متمعنا بملامحها ليشعر بحب كبير لها ويبتسم لرؤية لون شعرها الذي يعلن عن انتمائها له ، مد يده ليمسك خصلات شعرها بهدوء شديد والحنان يتدفق من عينيه
ليقترب مقبلا لجبينها برقة شديدة : سامحيني اذا كنت اخطأت معك يا ابنتي الغالية
انتبه على باب الغرفة وهو يفتح ليرفع بصره ويرى هذا الشاب الثقيل على قلبه ينظر اليه بكره شديد


جلس بجانبها وهو يتألم ، قلبه لا يتحمل ان يراها بهذا الضعف ، لا تحتمل فكرة فقدان اخيها ، وهو ايضا لا يحتمل فكرة ان عمر سيتركهم الي الابد
تنبه لعلي وهو يشير اليه من الخارج ليخرج مسرعا اليه
توجه علي الي الطبيب ليتبعه ياسين : كيف حاله ؟
ابتسم الطبيب بتوتر : انه بخير ، النزيف توقف
زم الطبيب شفتيه ليكمل : قلبه متضررا بشدة ويحتاج الي عملية سريعة ، ويحبذا ان نجريها الان ، ولكننا نريد احدا يوقع لندخله الي غرفة العمليات
نظر الاثنان الي بعضهما بقلق ليسال ياسين :لماذا الان تحتاجون الي توقيع احد منا
__ العملية خطيرة و نسبة نجاحها خمسين بالمائة فقط
اتسعت عينا ياسين ليمسك هاتفه سريعا وكأن عقله بدأ يعمل الان ،بحث عن اسم ياسر ليتصل به

جالس يتناول الطعام مع ابناؤه ليرن الهاتف فيبتسم
__ اهلا بعريسنا الغالي ، لا تقل انك اشتقت الي
__ مرحبا ياسر ، كيف حالك ؟
عقد حاجبيه لصوت ياسين الجدي : انا بخير ، هل حدث شيء ما ؟
__ احتاجك بشدة ياسر ، عمر اصيب بحادث سيارة وحالة قلبه خطيرة ولابد من اجراء عملية له وانا غير مطمئن ، الطبيب هنا يقول ان نسبة نجاحها خمسين بالمائة فقط
شحب وجه ياسر لاندفاع المعلومات التي يقولها ياسين وهو يحاول استيعابها كاملة ليقول بحزم : سآتي لك حالا على اول طائرة
اغلق الهاتف لينظر الي الطبيب : سننتظر ان يصل الدكتور ياسر منصور ، هل تعرفه ؟
اتسعت عينا الطبيب الصغير : طبعا فهو من الجراحين المشهورين
هز راسه : نستطيع الانتظار ، اليس كذلك ؟
__ نعم ولكن لوقت قصير
__ سياتي في خلال ساعة على الاكثر
__ نستطيع السيطرة على الحالة الي هذا الوقت
زفر براحة ليساله علي : كيف حال نور الان ؟
ارتعش فكة السفلي لسؤال علي الغير متوقع سيطر على غيرته ليقول بهدوء : بخير ، ستفيق بعد قليل
ابتسم لعلي ابتسامة متوترة : سأذهب حتى تجدني بجانبها عندما تستيقظ
انصرف سريعا ليذهب اليها ، فهو يعلم انها ستفيق بعد قليل
كالمرة الماضية ، ليتسمر عند رؤيته لهذا الشخص الكريه جالس بجانبها ويمسد على شعرها ، تصلب جسده ونفرت عروقه بدماء الغضب وهو يرى قربه من نور بهذه الطريقة
اتجه في عاصفة غاضبة وفتح الباب بقوة ليقف موجها نظرة كره اليه
جز على اسنانه وهو يرى ابتسامته الكريهة تلمع على شفتيه


ابتسم بسخرية شديدة وهو يرى نظرة الكره المطلة من عيني ياسين ليسخر من نفسه ، ابنتك تزوجت من هذا الشاب الذي لا تطيق وجوده ، هتف صوت داخله لنتخلص منه حافظ
قام من مكانه ليقف امام ياسين والابتسامة الخبيثة تلمع على شفتيه : ابتعد حتى اذهب فانا لا احبذ رؤيتك واكرهك كما تكرهني ولكني جئت لا طمئن عليها
ابتسم ياسين بتهكم وهو يبتعد عن طريقة ليخرجا الاثنان من الغرفة ويغلق ياسين الباب ، حتى لا تسمع نور حديثهما اذا استيقظت : ولماذا لم تطمئن على المسكين الذي سيموت بسببك ، ام انك لا تبالي به
اتسعت ابتسامة حافظ : اذن لقد اخبرك بالعداوة بيننا
نظر له ياسين متفحصا ليكمل: عجيب عمر، استأمنك على سر من أسراره الكثيرة التي لا يخبر بها احد
ألهذا الحد يثق بك ؟
ظهر الغضب جليا على وجه ياسين : اذن انت من وراء الحادثة بالفعل
نظر له وابتسم ليكمل وكانه لم يستمع الي ياسين : وهل اخبرك بباقي الاسرار ، ام اكتفى بالعداوة القائمة بيننا
نظر له ياسين بكره ليقول بحزم : لا تأتي الي هنا ثانية وانسى ان لك ابنة اخ ، هي الان زوجتي ولا اريدك ان تقترب منها ، واعلم جيدا انني لن انسى ثأري ابدا ولن انسى ثأر عمر ايضا
ضحك بتهكم : اذن لم يخبرك عمر بشأنها
ضاقت عينا ياسين ليكمل الاخر: نصيحتي ان تنسى موضوع ثأرك هذا لان لن تستطيع ان تثار من والد حبيبتك وزوجتك
نظر له ياسين وعيناه تقفز منها الاسئلة ليتبع بسخرية
شديدة :انها ليست ابنة اخي
اقترب منه بأسلوب مستفز وهمس بصوت سعيد تشوبه السخرية : انها ابنتي انا




اتمنى المفاجاة تعجبكم
والبارتين يحوزوا على اعجابكم
البارت الاول عيديتي
والبارت التاني هديتي ليكم
كل سنة وانتم طيبين
لا تحرموني من تفاعلكم و ردودكم
موعدنا السبت القادم باذن الله
القاكم على خير

سلافه الشرقاوي 03-09-11 09:29 PM

مساء الخير على عيونكم يا صبايا
كيفكم واخباركم ؟
اتمنى تكونوا بخير
والعيد كان سعيد عليكم
اترككم مع البارت اتمنى يحوز على اعجابكم




الفصل الثاني و الثلاثون


انصرف سريعا ليذهب اليها ، فهو يعلم انها ستفيق بعد قليل
كالمرة الماضية ، ليتسمر عند رؤيته لهذا الشخص الكريه جالس بجانبها ويمسد على شعرها ، تصلب جسده ونفرت عروقه بدماء الغضب وهو يرى قربه من نور بهذه الطريقة
اتجه في عاصفة غاضبة وفتح الباب بقوة ليقف موجها نظرة كره اليه
جز على اسنانه وهو يرى ابتسامته الكريهة تلمع على شفتيه


ابتسم بسخرية شديدة وهو يرى نظرة الكره المطلة من عيني ياسين ليسخر من نفسه ، ابنتك تزوجت من هذا الشاب الذي لا تطيق وجوده ، هتف صوت داخله لنتخلص منه حافظ
قام من مكانه ليقف امام ياسين والابتسامة الخبيثة تلمع على شفتيه : ابتعد حتى اذهب فانا لا احبذ رؤيتك واكرهك كما تكرهني ولكني جئت لأطمئن عليها
ابتسم ياسين بتهكم وهو يبتعد عن طريقة ليخرجا الاثنان من الغرفة ويغلق ياسين الباب ، حتى لا تسمع نور حديثهما اذا استيقظت : ولماذا لم تطمئن على المسكين الذي سيموت بسببك ، ام انك لا تبالي به
اتسعت ابتسامة حافظ : اذن لقد اخبرك بالعداوة بيننا
نظر له ياسين متفحصا ليكمل : عجيب عمر ، استأمنك على سر من أسراره الكثيرة التي لا يخبر بها احد
ألهذا الحد يثق بك ؟
ظهر الغضب جليا على وجه ياسين : اذن انت من وراء الحادثة بالفعل
نظر له وابتسم ليكمل وكانه لم يستمع الي ياسين : وهل اخبرك بباقي الاسرار ، ام اكتفى بهذه العداوة القائمة بيننا
نظر له ياسين بكره ليقول بحزم : لا تأتي الي هنا ثانية وانسى ان لك ابنة اخ ، هي الان زوجتي ولا اريدك ان تقترب منها ، واعلم جيدا انني لن انسى ثأري ابدا ولن انسى ثأر عمر ايضا
ضحك بتهكم : اذن لم يخبرك عمر بشأنها
ضاقت عينا ياسين ليكمل الاخر : نصيحتي ان تنسى موضوع ثأرك هذا لان لن تستطيع ان تثار من والد حبيبتك وزوجتك
نظر له ياسين وعيناه تقفز منها الاسئلة ليتبع بسخرية
شديدة :انها ليست ابنة اخي
اقترب منه بأسلوب مستفز وهمس بصوت سعيد تشوبه السخرية : انها ابنتي انا

انتفض ياسين ليتبع الاخر بفحيح مؤكدا له مقولته : نعم انها ابنتي ، واذا لا تصدقني انظر لها انها تشبهني الي حد كبير
، ومن الان عندما تنظر اليها ستراني اطل من عينيها



انصرف من امامه وابتسامته تتسع وشعور الانتصار يجعله بحالة نشوى ، لم يكن يتخيل انه سيتخلص من هذا الياسين بسهوله هكذا ، فهذا الشاب المعتد بنفسه لن يستمر مع نور وهو يعلم انها ابنته ، واذا شك بكلامه سيراه بالفعل مطلا من عينيها فهي تشبه كما تشبه والدتها
ضحك بسخرية : ستاتين قريبا نور ،ستاتين ، لن تجدي احد سواي لتهرعي اليه




جمد ياسين عن الحركة و ووقف عقله عن التفكير لتتردد جملته بأذنيه ومن الان عندما تنظر اليها ستراني اطل من عينيها
هز راسه بقوة وعقله يردد : كاذب ، كاذب انه كاذب
مستحيل ، كيف تكون ابنته ، لا هذا غير حقيقي انها ابنة اخيه ، لف راسه لينظر اليها من زجاج باب الغرفة لتتسع عيناه من الصدمة ، انها تتفق معه بشبه كبير ، نعم تشبه والدتها مجملا لكن لون الشعر الفريد وطابع الحسن الذي لم يكن عند والديها ولون عينيها الفريد كمزيج بين لون عيناه مع لون عيني والدتها
ولكن كيف حدث ذلك ؟ كيف تكون ابنته ؟ضرب السؤال عقله
لتتجلى الحقيقة امام عيناه ، اذن امها خانت اباها مع هذا الحقير
ظهر الاشمئزازعلى وجهه وهو يستوعب الان انه تزوج من امرأة امها ***** خائنة واباها حقير ،لتاتي هي نتيجة خيانة وحقارة
شعر بالغثيان ليسرع الي دورة المياه ويفرغ كل ما في معدته


*************************


فاقت منذ قليل فلم تجد احدا بجوارها ، مما اقلقها بشدة فاختفاء ياسين من جوارها ينم عن حالة عمر الخطيرة
نظرت الي ساعتها لتجدها تشير الي التاسعة مساءا
شهقت رعبا فلقد نامت لوقت طويل ، اول ما جال بذهنها عمر لم تطمئن عليه لتقفز واقفة على قدميها لتشعر بدوخة خفيفة سيطرت عليها لتهرع الي الخارج وكل تفكيرها ينحسر بعمر


*************************


واقف منتظر خروج ياسر من غرفة العمليات وهو يذرع الممر بضيق وغضب شديد ، لا يستطيع السيطرة على الغضب الذي يملأه فعمر الوحيد الذي يستطيع نفي او اثبات ما اخبره به هذا اللعين
تذكر حالته المزرية وهو بدورة المياه و وكم قضى بعضا من الوقت لا يستطيع الحركة ويفرغ ما في جوفه كلما تذكر كلام حافظ اليه كره نفسه وقلبه الذي يحثه ان يذهب ليطمئن عليها ،و عقله يزأر بانها ابنة الرجل الذي تسبب في موت اباه ، وانها ابنة غير شرعية لا تليق به كزوجة ولا تليق بان تصبح ام اولاده
اومضت كلماتها عن جدها ومعاملته لها امام عينية ليقفز عقله للاستنتاج خطير ، كان يتعجب دائما عندما تذكر ان جدها كان يعاملها سيئا ،اذن هذا السبب الذي جعل جدها يقسو عليها ويتعامل معها بهذه الطريقة ، هذا هو سبب اصرار عمر على عدم لقائها بعمها ، اذن هو يعلم بذلك وهذا الكلام حقيقة لا مفر منها
تقيئ مرة اخرى وهو يسمع كلمات حافظ الكريهة تتردد في اذنيه ، انها ابنتي انا
كاد ان يبكي من شعور القهر الذي يسيطر عليه ولكنه تماسك اراد ان يذهب بعيدا عنها ولكنه لن يستطيع الانصراف الان ليس من اجلها بل من اجل عمر

تنبه على صوت هاتفه يرن ليجده ياسر ، وضع راسه تحت الماء البارد ليهدئ من أعصابه ويحكم السيطرة على انفعالاته ليخرج اليه فهو يأمل به ان يستطيع انقاذ عمر


خرج ياسر من غرفة العمليات ليسرع اليه : طمئني ، كيف حاله ؟
ابتسم ياسر مطمئنا : بخير الحمد لله ، اطمئن ، ولكنه يحتاج الي اجراء عملية اخرى ولكن لابد من ان ينقل الي المشفى الذي اعمل بها في القاهرة لان الامكانيات هنا ضعيفة ولن اغامر ان اجريها له هنا
نظر له متسائلا: هل سيحتمل الطريق ؟
أومأ براسه : نعم ، سيرسلون سيارة اسعاف مجهزة لنقله وسأكون الي جواره طوال الطريق لا تقلق
نظر ياسر الي ما وراءه لينظر اليه مستفسرا : زوجتك انها قادمة
عقد حاجبية ليظهر على وجهه الغضب والاستياء ليتأمله ياسر بتعجب من ردة فعله غير المتوقعة

وصلت الي طابق العمليات لتلمحه واقف والي جواره ياسر
تعجبت من رؤية ياسر ولكن نفضت التعجب عن راسها لتركض اليه لتساله عن عمر
وقفت الي جواره و شدته من ذراعه بلطف : كيف حال عمر؟ هل هو بخير ؟ هل حدث له شيء؟
نفض كوعه منها بشدة جعلتها تجفل ، ليرفع ياسر حاجبيه تعجبا من موقف صديقة الغير مهذب ليتظاهر انه لم يلاحظ ما حدث واجاب نور : لا تقلقي انه بخير ، وسننقله الي القاهرة الليلة ، وغدا بإذن الله سيكون في احسن حال
التفت الي ياسين ونظر له بقوة : سأذهب لاتصل بالمشفى ليستعدوا الي استقبالنا
انصرف من امامهما لتنظر اليه بتعجب وهي لا تفهم ما سر غضبة ولا سر نفضته ليدها وكأنها جمرة اشعلت النيران بذراعه سالت بتردد : ما الامر ياسين ؟
رفع راسه عاليا ودون ان ينظر لها قال بجمود : لا شيء
ابتعلت ريقها بصعوبة اثر البرودة التي لفحتها من صوته الجامد انتبهت على علي قادم نحوهم فآثرت الصمت
اقترب علي ليربت على كتفها بأخوة : كيف حالك يا صغيرتي ؟
التفت بحده لعلي وهو يسمع نبرته الحنون الموجهة اليها
لينقل نظرته الغاضبة الحادة بينهما ليبتعد علي بسرعة عنها ويحافظ على مسافة فاصلة بينهما اجابت هي بتوتر وخجل مما فعله ياسين ونظرته الغاضبة التي جعلت علي يبتعد عنها
__ بخير علي ، انا بخير الحمد لله ، ما احوال علياء الان ؟
رد بألم : لم تستيقظ الي الان
ابتسمت له مطمئنة : من الافضل لها ان تظل نائمة الي ان يصبح عمر بخير ، حتى لا تتعرض الي صدمة مرة اخرى
__ نعم معك حق ، والدكتور ياسر طمئنني على عمر وابلغني انه سينقل الي القاهرة وانا اريد لعلياء ان تستيقظ لنعود الي القاهرة ايضا ، حتى تكون بجانب عمر
__ ان شاء الله ستستيقظ وستكون على خير وما يرام
ابتسم : بعد اذنكم



انصرف وهو متعجب من ياسين لأول مرة يتعامل معه بقلة تهذيب ، فهو دائما مهذبا ودمث الاخلاق ، ثم الغضب الذي يقفز من وجهه لا يعلم سببه ، يا لغبائك علي من الواضح انه تضايق من اقترابك من نور وترتيبك على كتفها
انه غيور ولا يعلم علاقة الاخوة والصداقة التي تربطك بها
ثم انها الان زوجته ، وانت بالنسبة اليه غريب عنها ومن حقه ان يغير عليها ويمنع أي شخص يحاول الاقتراب منها


واقفة امامه وهي تشعر بالصدمة والدهشة تغلفها فالطريقة التي تعامل بها مع علي كانت في قمة عدم التهذيب وكانه عاد الجلف الذي تعاملت معه لأول مرة
تنحنحت : هل سنعود الي المنزل ام سنبقى هنا ؟
رد بجمود : سنعود الي القاهرة ، لقد طلبت من نهى ان تجمع اشيائنا لنعود جميعا ، فلا ارى فائدة من جلوسنا هنا وعمر سينقل الي القاهرة
هزت راسها موافقة ليكمل امرا بتسلط : هيا سأدفع حساب المشفى لنعود
تركها مسرعا لترفع حاجبيها بتعجب وتشعر ان قلبها يئن من معاملته الجافة لها اهدئي نور اكيد متعب او متضايق من حركة علي العفوية ، انت تعلمين انه غيور جدا تحمليه الي ان يهدئ ثم تكلمي معه
تبعته في صمت وعندما انتهى مما كان يفعله همست : ياسين
__ اممممم
__ اريد ان اذهب لأرى علياء قبل انصرافنا
هز براسه موافقا دون ان ينظر اليها لتسرع في الذهاب الي صديقتها وهي تفكر من الجيد انه وافق قبل ان ينقلب حاله ويتذكر علي فيمنعها من الذهاب

انصرفت من جانبه ليغمض عينيه مرغما نفسه الا ينظر اليها ولكن هيهات فتح عينيه سريعا لينظر الي اثرها وهو يشعر بقلبه يتمزق ، كم يريد ان يركض خلفها ويضمها بين ذراعيه
وكم يشعر بالنفور منها كلما تتردد كلمات هذا البغيض بأذنيه لتذكره بمنبتها الحقير ، تصلب جسده واقشعر بدنه لهذه الافكار ، ليغمض عينيه الما ويذهب بخطى بطيئة لينتظرها بالسيارة


اسرعت بخطاها لترى صديقتها وتطمئن على حالها
وجدت علي بالغرفة ليبتسم لها مرحبا دلفت الي الغرفة واقتربت من فراش صديقتها ، وجلست بجوارها
احتضنت يدها بكفيها لتسقط دموعها بألم على الحال الذي آل اليه اقرب الناس اليها ، لا تعلم ماذا ينتظرها بعد ذلك
بدون هما ستصبح وحيدة لا عائلة لها ، لطالما كانت علياء اختها وصديقتها وكاتمة اسرارها
اقتربت اكثر منها لتقبل جبينها وتهمس لها : لا تقلقي علياء عمر بخير الطبيب طمئنني عليه ، هيا كوني قوية لتطمئني عليه انت الاخرى وتكوني بجانبه الايام القادمة سيكون بأشد الحاجة اليك
انهمرت دموعها بغزارة وهي تبتعد عن صديقتها ، لا تريد فراقها وتريد ان تظل بجانبها ولكنها تريد الاطمئنان على عمر ايضا
دموعها الغزيرة جعلت الرؤية عندها معدومة لتتعثر رجليها ببعضهما فتسقط واقعة


شعر علي بالإحراج من تواجده معها بالغرفة ليخرج بهدوء ويتركها بمفردها قليلا الي ان تنتهي من الاطمئنان على علياء
وقف بجانب الغرفة وهو ينظر اليهما من الزجاج يشعر بقلبه ينفطر على رؤية نور وهي حزينة بهذا الشكل ويتمزق الما على مظهر اخته اليائس
انتبه على نور وشعر انها تبكي ليراها وهي تتعثر لتسقط ارضا
اندفع الي الحجرة راكضا ليصل اليها ويجثو على ركبتيه بجوارها : نور ، انت بخير
نظرت اليه بعينيها الدامعتين : نعم علي تعثرت فقط فوقعت
امسكها من ذراعيها ليوقفها : هل تستطيعي المشي ام اوصلك الي الخارج
هزت راسها نافية : انا بخير ، لا تقلق


جلس قليلا بالسيارة وهو يشعر انه يجلس على حقل من الشوك ، يلعن نفسه على موافقته بان تذهب بمفردها لتطمئن على علياء ، تذكر المرة الماضية وانها تنهار عندما ترى صديقتها بهذا الشكل ليخرج من السيارة مسرعا ويدفع الباب بعنف خلفه مفرغا شعور الضيق والغضب من نفسه بإغلاقه لباب السيارة
اسرع ليذهب الي غرفة علياء ليرى علي وهو يمسك بها من ذراعيها ويقترب محدثا لها ليشعر بالدماء تندفع الي راسه الذي يفور مما يراه امامه ليندفع سريعا الي الداخل

انتفضت نور من دخوله المفاجئ الي الغرفة ليجفل علي منه ويتعجب من التعبير الغاضب المرسوم على وجهه
تكلم علي بهدوء وهو يشعر بان علية تبرير ما جعله ممسكا لنور بهذه الطريقة: من الجيد انك اتيت فنور تعثرت لتسقط على الارض وانا اظن ان كاحلها تأذى وكنت اعرض عليها المساعدة وان اوصلها الي الخارج ولكنها رفضت ، كنت سآتي اليك لأخبرك ان تأتي لتسندها الي الخارج
نظر اليها غاضبا ليقول بجمود : شكرا علي ، اراك على خير
تقدم ليمسكها من رسغها ويشدها بقوة ليسالها دون النظر اليها
__ هل تستطيعين المشي ؟
همست : نعم
__ حسنا هيا
سحبها من ذراعها وراءه بقوة دون مراعاة لحالة قدمها ، تأوهت اكثر من مرة وحاولت ان تخلص ذراعها من قبضته القوية ولكن كلما حاولت الخلاص شد قبضته عليها اكثر زاد الالم عليها لتصرخ بشكل مسموع : اتركني

التفت اليها بحده وهزها من ذراعها بعنف : هل جننت؟ لماذا تصرخين ؟
نفضت ذراعها من قبضته بقوة ، ليؤلمها ذراعها بشده اكثر من ذي قبل وتقول من بين دموعها : رجلي تؤلمني وانت تسرع بخطواتك ، وانا لا استطيع ان اجاري خطواتك السريعة

انفطر قلبه وهي تتحدث ليستشف الالم من نبرتها رفعت راسها اليه ونظرت من بين دموعها لتخبره انها غاضبة من معاملته الجافة لها
ابحر في نهر دموعها قليلا لينسى غضبه واقترب منها ليهدئها ويطمئن عليها هم بان يضمها الي صدره ليتردد صوت كريه بأذنيه انها ابنتي انا ليبتعد مندفعا ويتنفس بقوة
وهو يضم يديه حتى يستطيع السيطرة على اعصابه قليلا
ليقول بجمود وهو يسبقها بخطواته : تعالي لنذهب ونطمئن على كاحلك بم اننا هنا

نظرت له بتعجب عندما انتفض مبتعدا عنها لترتسم اكبر علامة تعجب على وجهها وهي ترى صدره يعلو وينخفض بقوة وهو يتنفس كانه يدير معركة حربية
لتصدم من نبرته الجافة الجامدة وهي تراه ينصرف من جانبها وكأنها لا تعنيه
تبعته بهدوء وهي مصدومة منه وتفكر فيما حدث ليجعله يتعامل بهذه الطريقة الغريبة عليها



خرجا من المشفى بعد ان اطمأنت على كاحلها وانها تستطيع المشي عليه وامرها الطبيب بعدم اجهاده والحركة القليلة الضرورية اليومين القادمين
وجدت ياسر امامهم مبتسما : عربتي الاسعاف وصلت
نظرت اليه مستفهمة ليكمل : سننقل عمر وزوجته الليلة الي القاهرة وغدا بإذن الله ستستطيعين التحدث الي عمر
تهلل وجهها بسعادة : حقا
__ نعم ، سيفيق غدا ثم ننتظر يوما اخر لإجراء العملية المتبقية ، لابد لنا من الانتظار لنتأكد ان هذه العملية نجحت على اكمل وجه
ابتسمت : شكرا جزيلا ياسر ، انا ممتنة لك بشدة
__ لا تشكريني نور ، انا طبيب ومارست عملي لا اكثر
رفع نظره الي صديقه ليجد عيناه قاتمه جامده كالصخر
نظر له بهدوء محاولا الفهم لما به ليشيح الاخر بوجهه بعيدا عنه وهو يتمتم : شكرا ياسر ، سنذهب نحن وطمئني عند وصول عمر واستقرار حالته

تركه وانصرف لينظر اليه ياسر مدهوشا منه يشعر بحدوث امر جلل ، فياسين متقوقع على نفسه كما كان بعد وفاة والده
سيعلم ما به عندما تتيح له الفرصة

وصلا الي القصر بعد طريق طويل قضت معظمه نائمة فياسين لا ينطق معها بحرف ، حاولت اكثر من مرة ان تتكلم معه وان تفهم منه سبب غضبه منها ولكنه كان يتجاهل كلامها عمدا ولا يجيب عليها
شعرت ان لا فائدة من التحدث معه فآثرت النوم على ان تظل تترجاه ليتكلم معها


تنهد براحة عندما وضع قدميه بالقصر ، يشعر بالسكون يخيم عليه فها هو وصل الي ملاذه وملجاه بعيدا عن كل شيء
يريد ان يجلس بمفرده ليفكر ويقرر ماذا سيفعل بشأنها
لا يستطيع ان يقضي بقية حياته مع ابنة عدوه وقاتل اباه
ولا يستطيع الابتعاد عن ملكة قلبة و حبيبته
يشعر بانه مبعثر ومتمزق بين قلبه وعقله
ذراعيه تريد ان تضمها اليه وعيناه تريدها ان تختفي من امامه
نظر اليها وهي صاعدة الي الاعلى ليخفق قلبه بجنون اسرع بخطواته وهو لا يفكر بشيء اخر غير ان يضمها بين ذراعيه
ليتوقف مرة واحدة عند اول السلم ويضغط قضبته بقوة متمسكا بجدار السلم حتى لا يتقدم اكثر من ذلك

شعرت بخطواته السريعة لتلفت اليه وتنظر بدهشة من توقفه المفاجئ وقبضته المتمسكة بجدار السلم كانه على وشك فعل شيء لا يريد فعله لتقول بهدوء : الن تأتي ؟

نظر اليها بعينين قاتمتين وهم بالرد عليها ليفاجئ بنزول انجي من اعلى السلم وهي حاملة حقيبة سفر وتنزل متسللة
ضيق عيناه ليفهم ما يحدث امامه ليرى اخاه يتبعها ببطيء
قال بقوة : اين انت ذاهب يوسف ؟
صدما الاثنين من وجوده لتضع انجي حقيبة السفر من يدها
وتندفع الي نور وتحتضنها بين ذراعيها : كيف حالك نور ؟
ابتسمت نور بامتنان : انا بخير انجي
نزل يوسف بسرعة اكبر من مقدرته ليقترب منها : كيف حال عمر ؟ هل هو بخير ؟
نظرت اليه : بخير يوسف ، الحمد لله
__ اصعدي معها انجي لتستريح
صعدا الاثنتين ليلتفت الي اخاه ليسال ياسين : الي اين ذاهب يوسف ؟
تنفس بقوة : كنت سآتي اليك ، لم استطيع الانتظار وانت هناك بمفردك
ابتسم ياسين ممتنا: ولماذا تنزل متسللا هكذا ؟
ابتسم يوسف بشقاوة : لم اخبر امي ، لأني اعلم جيدا انها سترفض سفري وانا بهذا الشكل
نظر له معاتبا: طبعا، كيف ستقود السيارة يوسف ؟
__ انجي تستطيع القيادة، هيا ياسين اصعد لتستريح من هذا اليوم الشاق
__هيا بنا
حمل ياسين الحقيبة واتبع اخاه بصمت وهو لا يريد الصعود
للأعلى ، فهو الي الان لا يعلم ما سيفعل معها


دلفت هي وانجي الي جناحها لترتب انجي علي كتفها
__ ان شاء الله ستطمئنين على عمر وستصبح الامور بخير
__ ان شاء الله
__ هيا نور ادخلي لتأخذي حماما يريح اعصابك وتتخلصي من هذا اليوم الشاق ، ساعد لكي ملابسك وانت اذهبي
دفعتها بلطف الي داخل دورة المياه لتفتح دولاب ملابس نور
فهي ساعدت نهى في ترتيب ملابس نور
صدمت عندما وجدت القمصان الحريرية بترتيبها هي ونهى كما ان نور لم تلمسها
اعدت لها ملابسها لتنصرف من الجناح بهدوء وهي تفكر بهذه الانسانة الخجولة لأقصى درجة
وجدت ياسين امامها لتبتسم له : حمد لله على سلامتك ياسين
__ الله يسلمك انجي ، تصبحين على خير



دخل الي غرفة النوم وهو يشعر بالترقب يتملكه فمشاعره مضطربة
لم يشأ ان يذهب الي امه حتى لا تشعر به وتصر ان تفهم ما السبب وراء ضيقه ، فهو امام والدته لا يستطيع ان يخفي ما به
ذهب الي دورة المياه الاخرى ليستحم ويبدل ملابسه
خرج ليجدها مرتدية بيجاما حريرية كحلية اللون مكونة من توب بحملات رفيعة وبنطلون قصير ضيق يصل الي ركبتيها تظهر بشرتها البيضاء بلونها الجميل
رمش بعينيه ليتخلص من تأثير جمالها عليه ولكنه لم يستطع ان يحول بصره من عليها وهي جالسة و تضع الدواء الذي كتبه لها الطبيب ، نظر الي ساقها المصقولة ليذهب ويجلس بجانبها ليشد انبوب الدواء من يدها ويدلك كاحلها ببطء وحنان
نظرت اليه بهيام لتساله : ما بك ياسين ؟ اشعر انك متضايق من امر ما
زفر بضيق ليقول دون ان ينظر اليها : لا شيء نور
لا اريد ان اتحدث ، اريد ان استريح
قالت هامسه : اشكرك ياسين على ما تفعله من اجلي
امسك يديها وادار بصره عليها لتلمع الرغبة بعينيه ليشدها اليه بقوة وهو يقبلها بتطلب غير معتادة عليه : اريدك نور


*********************

واقف ينظر الي عمر من خارج الغرفة وهو يلعن نفسه على ما فعله البارحة ، كان عنيفا معها ، لم يستطع السيطرة على شعور الرغبة الذي امتلكه ولكن عندما نظر الي عيناها ترددت كلمات حافظ بأذنيه ليشعر بالكره يعلو داخل صدره ليصبح عنيفا معها دون ان يستطيع ان يسيطر على اعصابه
ضرب راسه بالزجاج نادما على الرعب الذي سببه لها
ونادما على اقترابه منها
انتبه على يد تربت على كتفه ليلتفت ويجده ياسر
__ ما بك ياسين ؟ ولا تقل لا شيء ، انك متعب وضايق من شيء هام ، اخبرني لتستريح
نظر الي صديقة : لا اريد ان اتحدث ياسر ، جئت لأطمئن على عمر
__ جئت فجرا لتطمئن على عمر ، مظهرك لا يدل على انك ذقت طعم النوم
هز راسه موافقا : نعم لم استطع النوم
صرخ ضميره كيف تستطيع النوم بعد ما فعلته بها
زفر بألم ليرتب ياسر على كتفه : ادخل اجلس بجانب عمر احتمال كبير ان يفيق بعد قليل
هز راسه ليدلف الي غرفة عمر لينصرف ياسر وهو يعبث بهاتفه ليتصل بمريم ليطمئنها على احداث الليلة الماضية
__ اهلا حبيبتي ، كيف حالك ؟
__ بخير ، كيف حالك انت ؟ وما اخبار عمر ونور وياسين
ابتسم : جميعهم بخير حبيبتي ، اسمعي سأعود بعد يومين واذا تريدي ان تأتي حتى انتهي مما افعله هنا لنعود معا ، كيفما تشائي
__ لا اعلم ياسر ، الاولاد مسرورين بالبحر و ياسين يعتمد عليه بالفعل ، اصبح رجلا ياسر ، وانا فخورة به فعلا
ابتسم لسماعه ان هناك رجلا يحل محله ويستطيع الاعتماد عليه وهو بعيد ، لينقلب وجهه الي الاستياء لرؤيتها وهي اتية بمشيتها الغنجة وزينتها المبهرجة التي لا تلائم التوقيت ولا وجودها بالمشفى ، تقدمت بخطوة سريعة في اتجاهه وهي تبتسم باتساع ليتوتر وتدور مقلتيه فهو لا يريد ان تسمعها مريم وخطواتها ناحيته تنبئه انها اتية من اجله
قال بتوتر : حسنا مريم سأغلق الان وسأتصل بك لاحقا
انزل الهاتف من على اذنه لتقترب منه : اهلا حبيبي
عدت سريعا ، الم تقوى عن الابتعاد عني ، اليس كذلك ؟
مدت شفتيها بلونهما الاحمر المصبوغ ممثلة الزعل : مع اني غاضبة منك لمعاملتك الجافة لي بالهاتف
نظر اليها بازدراء وهو يلوم نفسه على انجذابه اليها
دارت نظراته عليها ليكتشف ان كل شيء بها صناعي من عينيها الملونة بفضل العدسات اللاصقة الي لون اظافرها المصبوغة باللون الاحمر القاني
كم يشعر بالاستياء من نفسه لأنه فكر بها ولو ثواني
فهي لا تقارن بمريم في شيء ، فحبيبته وزوجته درة رزقه بها الله ولكنه لم يكن على علم بمدى قيمتها بحياته
انتبه على صوتها الغنج : ياسر لم لا تجيبيني
نظر لها بحزم : دكتور ياسر لو سمحتي ، نعم دكتورة سلمى ماذا تريدين ؟
اصفر وجهها من جديته ونظرته الحازمة : ما بك ياسر ؟
نهرها بعنف وصوت منخفض : من سمح لك ان تناديني بدون القاب ، هل تريدين شيء خاص بالحالات ام ماذا ؟
تلعثمت لتقول بصوت يكاد ان يسمع : المعذرة ظننت ان مسموح لي بمناداتك باسمك الاول
__ لم اذن لك ابدا بذلك ، هل تريدين شيئا ؟
نظرت اليه بنظرة مغوية : كنت اريد ان اطمئن عليك ، واعلم هل عدت من اجلي ؟
عقد حاجبيه : لماذا اعود من اجلك يا دكتورة ؟
اكمل وهو يقاطعها بإشارة حازمة من يده : من الواضح ان يوجد فكرة لديك غير حقيقية ، او حدث لك التباس انا السبب فيه ، علاقتنا نحن الاثنان كما قلت لك سابقا ،لن تتعدى الطبيب وتلميذته ، فانا بمنزلة اخاك الكبير ليس الا ، ومعاملتي الحسنة لك ما هي الا ثناء على مهاراتك و تفوقك فانت طالبه نجيبة تستحقي ان نعتني بك وندفعك لان تتميزي
وانت طلبتي مني من قبل رائي في ترشيحك للبعثة وانا قدمت طلبك اليوم للدكتور عبد العزيز مدير المشفى ومعه جواب توصية مني انك تستحقين البعثة
نصيحتي اليك ان تبحثي عن مستقبلك فستصبحين جراحة قلب مشهورة ، بعد اذنك
تنهد براحة وهو ينصرف من امامها ، يشعر بانه تخلص من الثقل الذي كان يخيم على صدره



تركها وانصرف وهي في حالة صدمة لما قاله ، كانت تتوقع ان بمطاردتها اليه سيستجيب اليها ، وعندما بدا في تبادل الاحاديث معها بشكل غير رسمي قليلا ظنت انه انجذب اليها
لكنه الان بعثر لها جميع اوراقها ، ما بك سلمى ما تريدينه منه فعله ، انت تريدين ان يعلمك جيدا ويعطيك خبرته وهذا لم يقصر به يوما ، تريدين الذهاب الي البعثة وكل هذا الاهتمام به كان من اجل هذا السبب حتى لا يرشح احدا غيرك ، رغم انكي تعلمين جيدا انه كان سيرشحك انت دونا عن الاخرين من اجل تفوقك و مهارتك العالية
ولكن ليس له أي حق في ان يعاملني بهذه الطريقة
ابتعدي عنه سلمى ، فهو متزوج ولدية اطفال ثم انت تعلمين جيدا انه يحب زوجته ، فهو لم ينفك ان يتحدث عنها عندما كان يتحدث معك ، لا لن اتركه ليس لديه الحق ان يعاملني كأني حشرة لا اهمية لها





بعد ان طلب منها بتوتر ان تغلق الهاتف لم تستجب له بل ظلت واضعة الهاتف على اذنها وهي تشعر بترقب
لا تعلم ما سره ، صعقت عندما سمعت صوتها الغنج لتحبس انفاسها توقعت ان يغلق ياسر الهاتف ولكنها وجدت ان الاتصال لازال موجود لم يقطع
وضعت الهاتف على اذنها وهي ترهف سمعها لتعلم ماذا يحدث بينهما
شعرت بالسعادة تغمرها وهي تسمع حديث زوجها الحبيب
لهذه الطبيبة الصغيرة ليطمئن قلبها وتقرر انها ستعود اليه
لن تجلس هنا دقيقة واحدة زيادة وهو يجلس بمفرده في القاهرة
اغلقت الهاتف بعدما انتهى حديثهم لتتجه الي غرفة ياسين
لتوقظه وتخبره بان عليهم العودة من اجل والده



******************


رن الهاتف بجانبه ليجبر نفسه على الاستيقاظ وينظر الي الساعة ليجد انها الخامسة صباحا ،مد يده ليرد عليه وهو يلعن من يتصل في هذا الوقت
__ السلام عليكم
انتصب جسده واستيقظت حواسه كلها وهو يسمع صوت علي لينظر بجانب عينه اليها ويتأكد انها نائمة ليتحرك بهدوء من جانبها ، فمن المؤكد ان علي يحمل اخبار غاية في السوء والا لم يكن ليتصل بهذا الوقت
همس : وعليك السلام علي ، ما الامر ؟
تنحنح علي : المعذرة لأني ايقظتك الان ، ولكن عمر تعرض الي حادث سيارة وهو يرقد في المشفى وانا اريدك ان تأتي ببسنت صباحا لترافق علياء
__ لا حول ولا قوة الا بالله ، حاضر علي ، لا تقلق
عندما تستيقظ سآتي بها اليك ، باي مستشفى هو ؟
ابلغه باسم المشفى ليغلق الهاتف وهو ينظر اليها ، لم تستيقظ الي الان مما يقلقه بشدة ، ولكنه سال الطبيب منذ قليل وطمئنه انها في الصباح ستكون بأحسن حال ولذلك يريد ان تكون بسنت ووفاء الي جوارها فهو اتصل بجمال ( زوج وفاء )وابلغه ايضا ولكنه فضل الا يبلغهما بان علياء كانت مع عمر ، حتى لا يضطربا ، وعندما تأتيان ستقدران حالة علياء ويتماسكا من اجلها




********************



بعد دخوله الي غرفة عمر جلس على الاريكة المتواجدة بالغرفة واسند راسه وهو يلوم نفسه مائة مرة على ما فعله
نظر اليه وهو يؤنب نفسه بعنف على انه لم يصن الامانة التي امنه بها عمر ، استمع الي هذا الحقير ولم يأت الي ذهنه انه قصد ان يفعل به ذلك حتى يقلب حياة ابنة اخيه
مرر يده في خصلات شعره بضيق وشده بعنف اوضح ضيقه من نفسه اقترب من عمر وجلس بجانبه ليمسك يده ويهمس : انا اسف عمر ، لم اعتني بها جيدا ، جرحتها وانا متعمد حتى تبتعد عني ، لن اقوى على العيش معها وانا اراه يطل من عينيها كل يوم
اغمض عينيه الما ليكمل : ولا اريدها ان تبتعد عني ، لا اريدها ان تبتعد عني
اتكأ على ظهر الكرسي وسند راسه عليه وهو يتنفس بضيق ليسمع همس صادر من عمر ليقترب منه سريعا
__ عمر هل تتكلم معي ؟
سمع همهمة من عمر ليحثه قائلا : انا اسمعك ، هل تريد شيئا؟
همس عمر : لا تجعلها ترى عمي ، احمها ياسين منه ، لن تستطيع ان تحتمل الصدمة ، وهو سيصر على ان يخبرها
لا تدعها تقابله ياسين
صعق من كلمات عمر ليساله : هل هي ابنته فعلا ؟
لم يجبه عمر ، ليهزه ياسين بلطف : عمر ، هل هي ابنته ؟
لم يصدر من عمر أي صوت ليزفر بضيق ويرن جرس الممرضة
لتاتي مسرعة اشار اليها في قلق : انه لا يجيبني ، توقف عن الكلام فجأة
اقتربت الممرضة من عمر وفحصته لتبتسم له مطمئنة
__ اطمئن سيدي انه لا زال نائما لم يفيق بعد
نظر لها ياسين غاضبا : كان يتكلم معي ، ثم توقف فجأة عن الكلام
ابتسمت مرة اخرى : من المؤكد انها تخاريف البنج
ردد بصدمة : تخاريف البنج
ردت وهي تنصرف : نعم ، لا يستطيع الاستيقاظ الان ، فتأثير العملية قوي ، من المحتمل ان يستيقظ بعد اربع ساعات ، واذا تحدث باي شيء الان تكون تخاريف من اثر البنج
نظر اليه بدهشة وهو يردد : تخاريف البنج
وهل هذه التخاريف حقيقية ام خيال ؟
الن تستطع ان تريحني عمر ؟ الن تستطيع ان تخبرني بالحقيقة ؟
تنهد لينصرف من امامه وهو يعلم جيدا ان ما ردده عمر كان حقيقيا ولكنه لا يريد تصديقه



*******************


جالسة بالحديقة وهي تشعر باستمتاع شديد بهذه النسمات الصباحية الرقيقة التي تلامس بشرتها بحنان وتتلاعب بخصلات شعرها في دلال
اقترب وجلس بجانبها واحاطها بذراعه ليهمس لها : احبك نور ، لا استطيع الابتعاد عنك ، ولكني اريدك ان تبتعدي عني ، لا اريدك بحياتي بعد الان ، انت تشعريني بالنفور منك ومن نفسي
رمشت بعينيها من المفاجأة وكلماته الجارحة لتجد نفسها جالسه بصحراء شاسعة لا يوجد امامها الا الرمال الصفراء
انتفضت واقفة لتنظر حولها فلا تجد الا اللون الاصفر ، التفتت تبحث عنه ولكنها لم تجده ركضت لتبحث عنه وتخبره انها لن تستطيع الابتعاد عنه ، فهو حياتها كلها
نادت عليه اكثر من مرة لتشعر بالتعب وتسقط باكيه

استيقظت على ارتطامها بالأرض واثار دموعها على خديها
بكت بألم اثر وقوعها واثر ما حدث البارحة بينهما
كان عنيفا بشكل مرعب ، ارعبها وزاد المها ولكنه نحرها ببساطة عندما ردد على مسامعها انه لا يريدها بحياته و انها تشعره بالنفور
مسحت دموعها بكفيها ووقفت ، لتتحرك ببطء ناحية دورة المياه لتستحم وترتدي ملابسها لتذهب الي عمر
فهو الان اهم من أي شيء حدث بينها وبين ياسين
شهقت بألم وهي ترى اثار يديه وشفتيه على جسدها تاركة علامات زرقاء مخيفة ، ذكرتها بالرعب الذي عاشته البارحة
اجهشت بالبكاء وهي لا تعلم ما الذي فعلته جعله هكذا
خيل اليها البارحة انه شخص اخر ، لم يكن ياسين الذي احبته و تزوجته كان يشبه عليها شخص اخر لتتذكر احلامها التي كانت تزعجها باستمرار
وضعت كفها على شفتيها وهي تنظر الي نفسها بالمرآة وعيناها تتسعان رعبا ، اذن احلامها كانت حقيقة لم يكن يريدها زوجة بقدر ما ارادها كامرأة ، والان يتخلص منها بسهولة لأنه مل منها
دخلت تحت المياه وهي تهز راسها بعنف لا تصدق هذا الاستنتاج ، كان جيدا معها الي ان تعرضت الي الاغماء
، لا تعلم سبب تغيره من ناحيتها ولكنها لن تستطيع ان تظل معه بعد ما فعله معها ، الي اين ستذهبين نور ؟
عمر بالمشفى راقد بين يدي الله ، وعلياء ايضا متعبه بشده
اذن ستنتظر الي ان يصبح اخاها بخير ،ولكنه لن يلمسها مرة اخرى ، ليس بعد ما فعله معها وبعد ما قاله لها
نظرت الي نفسها بالمرآه وتنهدت : سأنتظر الي ان يفيق عمر ويصبح بخير وسأتركه
دمعت عيناها لتتنفس بقوة وهي تهمس لنفسها : كوني قوية نور ، لا يستحق قلبك ولا حبك ، فهو يريدك ان تبتعدي عنه
ابتسمت بألم : لنبتعد عنه كما يريد




لا تبخلوا عليا بارائكم وتعليقاتكم وتوقعاتكم
موعدنا الاربعاء القادم
باذن الله
الي اللقاء

سلافه الشرقاوي 07-09-11 07:13 PM

الفصل الثالث والثلاثون



جالسة امام حوض زهورها المفضل تعتني بأزهارها الغالية
وجدته يقترب بخطواته السريعة نوعا ما ليجلس بجانبها ويقبل اذنها كما يفعل دائما ابتسمت برقة ليهمس لها : احبك نور
استنشقت الهواء بقوة ليتغلل عطره النفاذ ويملئ خلايا جسدها لتنظر له بحب وترفع اناملها وتمررها برقة على ذقنه ذا الشعيرات الصغيرة وتقترب منه مقبلة شامته الحبيبة
ابتسم ابتسامته الجانبية التي تذهب بعقلها بعيدا و تجعلها اسيرة لعينيه الرماديتين ليقول والسخرية تعلو بصوته
__ انا حصلت عليك نور ، لا اريد شيء اخر ، ابتعدي عني
انكي تشعريني بالنفور
دمعت عيناها من جراح قلبها التي تنزف ،لتأن بصمت وتنهمر دموعها بغزارة ، انتفضت عندما احكم ذراعة على خصرها ليضمها اليه ، وصرخت به : ابتعد عني
دفعته بعيدا عنها لتسقط واقعة

تنفست بقوة وهي تتمتم : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نظرت حولها لتجدها واقعة على الارض كالأيام الماضية
نفس الحلم البشع الذي يداهمها ، ليشعرها بضعفها
ويخبرها بجرحه القاسي الذي لم يذهب عن بالها ابدا
رفعت راسها لتراه ينظر اليها بجمود ويقول بغضب
__ الن نستريح من احلامك هذه ، اريد ان انام ليلة واحدة طبيعية ، لا اريد ان استيقظ من نومي كل يوم على صراخك ووقوعك الي الارض
نظرت له بألم الا يكفيه ان قلبها يئن بسببه ، الا يكفيه انه جرحها بسهولة وطلب منها الابتعاد عنه ،قالت بقوة فلقد طفح الكيل منه : لا احد يجبرك على ان تنام بجانبي ، الجناح واسع وبه اكثر من غرفة ، ثم قصركم الكبير هذا تستطيع ان تختار أي غرفة لتنام بها
تركته ودخلت الي دورة المياه لتبكي بصمت فلا تريده ان يستمع الي اناتها ولا بكائها ، شعرت بالأيام الماضية انه يقصد ان يجرحها متعمدا ، يقصد ان يؤذيها بكلماته
مر عشرون يوما عليها ، وهي تصبر وتتحمل من اجل عمر
وها هو اليوم سيخرج من المشفى بكامل عافيته
عاد سندها اليها ، ولن تحتمل هذا الياسين مرة اخرى



رفع حاجبية دهشتا منها ومن رد فعلها فلأول مرة تجيبه او ترد عليه ، لا ول مرة تعلن الحرب وترد على اساءته لها
عندما عاد مساءا بعد يوم طويل وشاق في العمل الذي يتعمد ان يمضي يومه كله به حتى لا يعود ويحتك بها او يتعامل معها كالمرة السابقة ، وجدها نائمة وهي مرتدية قميص قطني قصير الغطاء منحسر عن جسدها ليكشف ساقيها المصقولتين ويجعل قلبه يئن شوقا والما من ابتعادها عنه
فهي منذ اخر مرة لهما معا ، تتعمد ان تبتعد عنه ، وتكاد ان تتحدث معه ، لام نفسه كثيرا على عدم تحكمه بمشاعره ولا سيطرته على نفسه ، ولكن ها هي النتيجة ياسين ، عاد كلا منكما الي قوقعته القديمة وكلا منكما متمسك بها ولا يريد ان يتنازل عنها
بدل ملابسه ليأتي وينام بجوارها ضمها الي صدره بحبه الدفين الذي يخفيه هذه الايام ، لتنقلب وتبتسم له برقه
ليهمس بدون وعي منه : احبك نور
تنفست بقوة ورفعت اناملها الرقيقة لتمررها على ذقنه
وترفع راسها اليه وتقبل شامته ليشعر بقلبه يرفرف من الشوق ابتسم لها وهو يضمها الي صدره بتملك وتطلب
فهو لا يقوى عن الابتعاد عنها اكثر من ذلك
هم بان يقبلها ليرى دموعها الغزيرة تنهمر على وجنتيها ليندهش ثم يفاجأ بها تدفعه بعيدا عنها وهي تصرخ : ابتعد عني
لتقع من الفراش وهي تبكي ، لم يستوعب الامر في اوله
لينتبه انها كانت تحلم شعر بالغيرة تمزقه من هذا الذي تبتسم له وتمرر اناملها على ذقنه وتقبله ايضا
ارتدي قناع الجمود لتتحول غيرته الي قسوة فتنفلت الكلمات من شفتيه غصبا عنه ، ليجرحها مرة اخرى
نادم على ما يفعله معها ولكنه لا يرى سبيلا اخر الي التعامل معها غير ذلك ، يريدها ان تبتعد عنه ، ويريدها ان تظل بجانبه ، الغيرة تنهشه كلما راها تتكلم مع احمد او يوسف
وشيطانه يوسوس له بأشياء بشعه ، وعقله يرفض الاستيعاب
لكن يعود شيطانه للوسوسة اليس يقولون ان البنت شبيهة امها ، لم لا تكون مثلها ، نفض راسه بقوة لا نور ليس كذلك
نعم هي تشبه امها لدرجة كبيرة ولكن في الشكل فقط
صرخ ضميره بقوة : حرام ياسين ، انت تعرفها جيدا
فهي ذات اخلاق رفيعة وتربيه عالية ، همس شيطانه : اذن لماذا كان جدها يعاملها هكذا ، ارحم نفسك وعقلك ياسين ولا تفعل ذلك بها ، انها زوجتك حبيبتك ، التي لم ترى مثلها
زفر بضيق ليتمتم بألم : يا ليتني ما رايتها ولا وجدتها
احبها ولا اقوى عن الابتعاد عنها ، ولكن عقلي لا ينفك عن التفكير بما اخبرني به هذا اللعين
زفر بضيق وهو لا يستطيع ان يحكم السيطرة على صرخات قلبه المجنونة التي تنادي عليها بشوق جارف

خرجت من دورة المياه لتجده مستيقظ ، سرت الرعشة بأطرافها ، فهي لا تنكر خوفها من ردة فعله على كلامها معه
نظرت له بقلق وذهبت الي دولاب الملابس لتنتقي شيئا ساترا ترتديه فنظراته لها غير مطمئنة


انتبه لها وهي خارجة من دورة المياه مرتدية روب الاستحمام ، لينظر اليها بقوة وهو يتمنى ان نظره يستطيع اختراق هذا الروب السميك ليرى جسدها الجميل
زفر بضيق من افكاره ولعن قلبه الذي يقفز ويصرخ به بجنون ان يذهب اليها ويضمها الي صدره ويعيد الامور بينهم الي نصابها الصحيح
مرر يده بعصبية داخل خصلات شعره ليقول بتسلط : هل سأنتظر كثيرا ؟

صعقت من تسلطه الواضح بنبرة صوته لتلتفت اليه بقوة : ما الذي تنتظره ؟
نام ، فانا لم امنعك من النوم
صاح بها : حسنا اغلقي النور ، حتى استطيع النوم
زفرت بضيق واغلقت النور ، ذهبت الي دورة المياه لترتدي ملابسها ، انتهت من ارتداء ملابسها واغلقت النور وخرجت لتجد الغرفة غارقة في الظلام ،انتظرت قليلا لتعتاد عيناها على الظلام ، تقدمت لتصطدم به تفاجأت من وجوده امامها ، لتشهق بصوت مرتفع ،احاط خصرها بذراعه وضمها الي صدره بقوة : لا تخافي نور ، انه انا ، لا يوجد احدا غيري هنا
حاولت تمليص جسدها من بين ذراعيه ليقول بصوته الرخيم
امرا : توقفي ، لماذا انت عصبية الي هذا الحد
قالت بغضب: ابتعد عني
قال بحزم واللهفة تقفز من عيناه : لا ، لا اريد الابتعاد عنك
ابتعلت ريقها بصعوبة وشعرت بالخوف يدب في اوصالها
عندما بدأت يداه تتحرك على انحاء جسدها
لتصرخ بصوت مكتوم : لا اريد ياسين ، ارجوك ابتعد عني ارجوك ، لا تقترب مني

تصلب جسده ليبتعد عنها وينظر الي عينها : ليس من حقك الرفض نور ، انه حقي وانا اريدك الان
لمعت الدموع بعينيها : ولكني لا اريدك ان تقترب مني
انا متعبة واريد النوم
اقترب منها بهدوء ليحملها بين ذراعيه ، تصلب جسدها وانهمرت دموعها بغزارة ، فهي تيقنت انه سيرغمها على ما يريد ، وضعها على الفراش ليقبل اذنها برقة اختفت من شخصيته الايام الماضية : حسنا نور ، لن اقترب منك وانت رافضة بهذا الشكل ، ولكني اريد ان اضمك الي صدري لأستطيع النوم ، فانا متعب جدا واريدك الي جواري
ابتسمت داخليا وهي تسمع رقة حديثة التي افتقدتها الايام الماضية ، وشكرته في نفسها انه استجاب الي طلبها ولم يفرض رغبته عليها
لتستكين بين ذراعيه وكأنها طفل وليد عاد الي امه
كم اشتاقت اليه والي ضمته لها ، الي انفاسه التي تصطدم بعنقها وتدغدغها ، الي رائحته التي تملئ خلاياها وتشعرها بانها لا زالت بهذا الوجود
لن تكابر اليوم ستدفن روحها بين ذراعيه ، وتنسى كلماته الجارحة مقابل ان تشعر بمثل هذه السعادة التي اصبحت بعيدة المنال

************************

اغلقت الهاتف والقلق استبد بها هذا اليوم العاشر على التوالي التي تتصل به ولا يرد على هاتفه ، هاتفه الشخصي مغلق
ولا يرد على هاتف المنزل
لا تعلم رقم هاتف نور ، ولا رقم هاتف بيتها
والقلق على عمر يذهب عقلها بعيدا
قصدت ان تتصل في هذا الوقت المتأخر لتأكدها انه سيكون بالمنزل ، هل هو مسافر لذا لا يرد عليها ، ولكنه دائما يرد على هاتفه الشخصي
تنهدت بضيق ، ثم ما يجعل اوصالها ترجف بخوف
حالة السعادة التي يعيشها حافظ هذه الايام ، تشعر انه منتظر قدوم شخص ما عزيز على قلبه
امر الخادمات بتنظيف جميع الحجرات الغير مشغولة
وافرغ غرفة وقام بإعادة تأثيثها ، تساءلت بسخرية هل قرر اخيرا ان يتزوج
ثم ما يقلقها حقا انه لا يغادر القصر اطلاقا
يجلس بالشرفة السفلية وعينيه على بوابة القصر
كان احدهم سيدخل الان
__ اما زلت مستيقظة ؟
شهقت بخوف لتزفر بضيق : الم اخبرك من قبل ان تنبهني بوجودك
تجاهل جملتها ليذهب ويجلس امامها : ما الذي يوقظك الي الان ؟
ردت بغموض وهي تنظر اليه بكامل ملابسه كانه ذاهب الي احدى الحفلات : لا شيء
نظر لها مطولا لتساله : من الذي تنتظره وتعد له الغرفة الجديدة حافظ ؟
نظر امامه واجاب بشرود : من انتظرها كل هذه السنين
اتمنى انها تأتي فانا تعبت من الانتظار
عقدت حاجبيها بتعجب من جملته ليدق راسها بناقوس الخطر هو يتكلم عن نور ، نور الصغيرة
اذن حدث شيء لعمر ، فعل شيء يؤكد ان نور ستاتي اليه
صرخت به : ماذا فعلت لعمر ؟
انقلب وجهه للكراهية : لم يحدث له شيء ، الي الان يكدر علي سعادتي ويحرمني من ابنتي الغالية
نظرت اليه بحقد دفين لتقول بصوت مخنوق : انت من حرمتنا جميعا من دفء الاسرة
انت من كدرت علينا سعادتنا وهدمت بيوتنا
نظر اليها غاضبا : هل ما زلت تتذكرين هذا الاحمق ؟
لم يكن يناسبك صفية
صرخت بقوة : كان زوجي
اشاح بوجهه غاضبا : أسأت الاختيار وكان لابد من ان اقومك صفية
همت بالرد عليه ليخرسها بإشارة من يده : انا ما زلت عند كلمتي صفية ، اذا ذهبتي اليه او الي ابن اخيك المصون
ستشهدين على لحظاتهم الاخيرة
دمعت عيناها لتنهض واقفة وقبل ان تخرج من الغرفة
قال بهدوء :سأسافر الان ، سأتغيب اسبوعين ، واحببت ان اذكرك بكلمتي لا تغادري القصر لتطماني على احد من احبائك ، سأعلم وحينها لن يسعدك غضبي


*******************

جالسه بجانبه وهي تنظر اليه بحب وتتحسس ذقنه الطويلة ، فهو لم يحلقها بعد ، اقتربت منه وقبلته على خده القريب منها ليبتسم ويقول وعينيه مغمضتين : تذكري ان تفعلي هذا عندما نعود الي المنزل ، ام انكي تعذبيني هنا ، وهناك ترتجفي كورقة شجر عندما اقترب منك
اتسعت ابتسامتها : عندما نعود الي البيت سأفعل لك كل ما تريده ، ولكن لنعد فقط ، كل ما اريده الان ان نعود الي بيتنا
__ ان شاء الله عليا ، ان غدا لقريب
اعتدل بقدر ما استطاع لينظر اليها : اخبريني لماذا مستيقظة الي الان ؟
نظرت له وعيناها تدوران على وجهه الحبيب فهي الي الان لا تصدق انه عاد اليها ، لا تصدق انه يتحدث معها
لقد قضت اياما وليالي طويلة وهي تدعو ان يستيقظ من الغيبوبة ، فبعد ان نقلا الي القاهرة واستيقظت من نومها بشرها علي بانه هو الاخر على ما يرام لتذهب وتتفقده ، كانت رؤيته وهو مربوط بكل هذه الاجهزة شاقة على نفسها ، لم تخبره باي شيء خاص بها حتى لا يقلق عليها، فهي اول من نطق باسمها عندما استيقظ

تذكرت المشهد بأكمله وهي تجلس بجانبه ونور تقف الي جوارها ممسكة بيدها كلا منهما تؤازر الاخرى ، تترقبان ان يستيقظ كما اخبرهم الدكتور ياسر ،شعرت بتوتر نور و تعجبت من عدم وجود ياسين الي جوارها في هذه اللحظة الحاسمة ، لتنفرج شفتاه مناديا اياها ، اقتربت منه وتكلمت معه ليستيقظ ويتحدث معهما ، ليبتسم ياسر بارتياح وهو يخبرهم بان حالته استقرت وانهم سيجرون العملية الاخرى بعد غد
فرحت كثيرا بهذا الخبر السعيد ولم تشأ ان تخبره بأمر الطفل
حتى لا يحزن عليه ، كان كل ما يشغل بالها ان يصبح هو على ما يرام ويسترد عافيته كاملة
ولكن العملية الاخرى حدث بها مضاعفات ادت به الي غيبوبة اخرى استمرت لأيام وليالي كانت تتألم بهم وتدعو الله ان يستيقظ ، اخبرهم ياسر حينها ان هذه الغيبوبة لن تستمر طويلا ، ما تعجبت منه خلال هذه الفترة هو حال نور
فهي صامته دائما الحزن والالم يلمعان بعينيها ، ثم انها تأتي دائما بمفردها وعندما تنصرف يأتي ياسين كأنهما اتفقا على الا يران بعضهما البعض ، ياسين هو الاخر شعرت انه مهموما وحزينا ، حاولت اكثر من مرة ان تتحدث مع نور لتفهم ما بها ، ولكن نور اثرت الصمت
كانت سعادتها عارمة عندما استيقظ عمر من الغيبوبة
واصبح بخير ، و حمدا لله سيعودان غدا الي المنزل
تنهدت براحة وهي تشكر الله على اعادته اليها
__ علياء ، اين ذهبتي ؟
__ الي اين سأذهب حبيبي ، انا معك سأظل دائما الي جوارك
__ لم انت مستيقظة الي الان ؟
__ لم استطع النوم فشعور السعادة يسيطر على حواسي ويجعل النوم صعب المنال
ابتسم لها بحب ليمد يده ويشد طرحتها الرقيقة الملفوفة على وجهها البيضاوي : لماذا ترتدينها ، نحن بمفردنا
ابتسمت : ياسين يأتي دائما بهذا الوقت
رفع حاجبيه وتنهد بضيق: اشعر بمشكله بينه وبين نور ، فهما لا يتحدثان معا ولا يأتيان معا
عقدت حاجبيها : لا يأتيان معا ، نعم ولكن من اين علمت انهما لا يتحدثان معا
تنهد : انها تجلس معنا طوال اليوم لا تتكلم معه وهو ايضا لا يتصل يطمئن عليها ، ارجو ان لا تكون هناك مشكله بينهما
__ ان شاء الله ستصبح الامور جميعها بخير
__ ان شاء الله ، لا اعتقد انه سياتي اليوم ، هيا حرري خصلات شعرك الجميلة لأراها ، فانا اشتقت اليها جدا
متى ستفكين يدك ؟
__غدا ان شاء الله ، سنعود الي المنزل كما خرجنا منه
بأحسن حال
ابتسم لها ورتب على خدها برفق : نعم سنكون بأحسن حال



***********************


دلف الي بيته ليجدها تنتظره كالأيام الماضية وهي بكامل زينتها وحسنها المفرط ، شعر بجفاف في حلقه لرؤيتها في قميصها الحريري البنفسجي اللون ذو الاكمام الشفافة
كم هي جميلة و مغرية به ، هز راسه بقوة حتى لا ينجذب اليها
ابتسمت ليتوقف عقله وتدور عينيه عليها بهيام لم يستطع السيطرة عليه ، جسدها جميل وخاصة بعد ان امتلئ وزنها قليلا بسبب الحمل ، بطنها البارزة قليلا بسبب الحمل تشعره بسعادة غامرة وتخبره بوجود اسباب قوية ليكمل حياته معها
اقتربت منه ليقفز قلبه بجنون من رائحة عطرها التي شلت حواسه وسيطرت على عقله نطقت برقة ودلال : حمد لله على سلامتك
ابتسم لها عفويا : الله يسلمك
ناولته بيجامته وهي تساعده في تبديل ملابسه كما كانت تفعل
من قبل : كيف حال علياء وعمر اليوم ؟
عند ذكرها لاسم عمر تذكر سبب خلافهم ليعقد حاجبيه وينطق بنبرة غاضبة : بخير
تنهدت بضيق : علي ، هذا الامر زاد عن حده ، لقد اعتذرت بدل المرة مائة مرة ، وانت تأكدت بنفسك انني لم اخنك يوما وانت تعلم جيدا ايضا انني لم انجذب يوما لعمر ، وكل ما حدث كان بسبب تعجرفي وغروري ليس الا ، اعترف اني اخطأت ، ولكني لا اقوى على معاملتك هذه ،
التفت اليه وجلست على ركبتيها امامه وقالت برجاء : ارجوك علي سامحني ، عود كما كنت ، انا احبك وانت تعلم ذلك جيدا
اشاح بوجهه عنها ليقول بضيق : خلاص اية ، لم يحدث شيء
ولكن لا تطلبي مني ان اعود كما كنت ، لن استطيع الان
لوت شفتيها بخيبة امل ، لتبتسم بألم : حسنا ، ساعد لك الطعام
مشت عدة خطوات لتتوقف عند باب الغرفة لتعود بسرعة قليلة اليه وتطبع قبله رقيقة خاطفة على شفتيه : اشتقت اليك علي
انصرفت من امامه تاركة اياه في حالة عامة من الدهشة
ليبتسم ويتنهد بحب ويهمس : وانا ايضا حبيبتي ولكننا نحتاج الي بعضا من الوقت



*********************


لم تستطع النوم ، تفكر فيما سمعته تقلبت عدة مرات على الفراش ليستيقظ يوسف ويسالها عما بها
اضطرت انه تجيبه كاذبه انها تشعر ببعض التقلصات الطبيعية ، احتضنها ليذهب الي النوم مرة اخرى
وهي لم تستطع اغلاق عينيها ، لا تصدق ما سمعته اليوم
كانت تتمشى كعادتها بحديقة القصر فهي التسلية الوحيدة التي تستطيع الحصول عليها ، فيوسف يمنعها من الخروج خوفا عليها ، وهو ايضا لا يستطيع الخروج فالاثنان ملازمان للبيت ، ومن كانت تتسلى معها وتقضي الوقت برفقتها
مشغولة بحالة اخيها المريض ، شعرت بتغيير كبير في شخصية نور ، فلقد انطوت اكثر على نفسها اختفت ضحكتها الشقية ، وما برز اكثر في عينيها هو الالم والحزن ، لا تصدق ان كل هذا بسبب عمر ، ولكن يوسف اكد لها ان عمر لنور اكثر من اخ فهو المتبقي الوحيد من عائلتها وهو من قام برعايتها وتربيتها فاصبح الاب والاخ والسند
ابتسمت هازئة من نفسها ، فوضعها كوضع نور
توفى والدها وهي صغيرة ، لتسافر والدتها الي لندن للعلاج وتستقر هناك بسبب مرضها تاركة اياها هنا في القاهرة برفقة معتز ، ومربيتها الحبيبة ،وكان من المفترض ان يقوم معتز بما قام به عمر
ولكن معتز كان يهمه اشياء اخرى غيرها ، فحنان كانت همه الشاغل ،كان يفكر كيف يستطيع ان يفوز بها دونا عن الاخرين ، حتى بعد ان تزوج بها لم يعطيها الاهتمام التي كانت تظن انه سيعطيها اياه ، بل كان يواعد فتيات غيرها والمصيبة الكبرى ان حنان كانت على علم بالأمر
فصولات وجولات اخيها العزيز كانت حديث المجالس
لا تعلم الي الان كيف كان يهيم بحنان عشقا وكان يخونها مع اخريات ، لا تنكر انها لم تحب حنان يوما فهي كانت تشعر انها لعوب ، تحيا على غزل الرجال بها وتعدديهم لمفاتنها
ثم زاد بغضها لها عندما تزوجت معتز ، فحنان كانت تتعامل معها بشكل سيء لا تعلم سببه ، ولكن مع مرور الوقت اعتادت عليها وشعرت بالشفقة عليها فمعتز لم يكن نعم الزوج ، وشعرت ايضا ان حنان تحبه كما هو يحبها ولكن ما كان ينغص عليها حياتها مع معتز ، موضوع الانجاب
كانت تسعى جاهدة ان تنجب منه ولدا ، وعندما سالتها انجي عن السبب وقالت لها انها من الافضل الا تنجبي منه ، فالإنجاب سيشلك اذا قررت الانفصال عنه
ارتسمت معالم الدهشة على وجه حنان : لماذا انفصل عنه ؟
لا شيء في هذه الدنيا سيجعلني اترك معتز
تعجبت من ردها : ظننت انكي ستنفصلين عنه بسبب ما يفعله
ابتسمت الاخرى بألم : لا لن انفصل عنه ، بل اريد ان اتي له بطفل لتقر عيناه ، وان عاجلا او اجلا سيترك ما يفعله ويعود الي انا زوجته وحبيبته مهما فعل وانا على يقين ان ما يفعله مجرد طيش لا اكثر
ولكنها شعرت من خلال احاديثها المختلفة مع حنان ان الاخرى كانت ترى ما يفعله معتز عقاب لها هي تستحقه على اشياء فعلتها بالماضي
اقتربت هي منها في ذاك الوقت رغم فارق السن بينهما لكنها
شعرت بان حنان تعطيها ما افتقدته من وجود اخت الي جوارها ، وحنان ايضا صرحت لها بذلك ، انها تعتبرها اخت صغيرة لها ، ولذلك كانت تذهب مع حنان وهي ترى الطبيب
وتساعدها في رحلتها للإنجاب والفوز بطفل يجعل معتز يكف عن افعاله ، ولم تستطع اخفاء سعادتها عندما اخبرهم الطبيب انها حامل ، وطلبت من حنان انها تخبر معتز ولكن الاخرى فضلت ان تخبره عندما يعود من سفره ، ولكن لا تعلم ما حدث بعد ذلك استيقظت صباحا لتصدم من خبر الوفاة وتجد معتز في حاله من الهياج والغضب لم تجده بها من قبل ، ليقرر ان يسفرها الي لندن بدون سابق انذار
كانت في بادئ الامر تظن انها الرحلة الصيفية كما اعتادت تجلس مع امها شهرين الصيف لتعود الي الدراسة
لكنها فوجئت بخالها يخبرها انها التحقت بالجامعة وانه رتب امر سكنها فبيته يقع بعيدا عن لندن
شعرت بالحنق والغضب من اخيها التي لا تفهم تصرفاته
ولكنها فهمت كل شيء عندما تكلمت مع يوسف واخبرها بان معتز تشاجر مع ياسين مشاجرة عنيفة وبينهما حالة من الخصام والعداء لا يعلم مصدرها
مع كل هذا لا تستطيع تصديق ما سمعته من ياسين فعند سيرها بالحديقة ، سمعت صوته وهو يتكلم مع احد جالس معه بغرفة المكتب ،الغضب يعلو بداخل نبراته ، ارهفت سمعها لتستنتج انه احد ضباط الشرطة الذي يرتبط مع ياسين بعلاقة وثيقة
ولكن ما فهمته من الحديث ان حادثة يوسف كانت مدبرة بالفعل وان اصابع الاتهام تشير الي اخيها المبجل
ولكن ما صعقها جملة ياسين :انها طريقته المفضلة حازم
فهي نفس الطريقة التي كدت ان اموت بها مرتين
__ لا تقلق ياسين ، ساحكم عليه الشبكة هذه المرة ، لا يمكن ان يهرب من العقاب اكثر من مرة
اشار اليه ياسين بحزم : لا حازم ، طلبت منك التحقيق لأعلم فقط ، ولكني لا اريد ان اؤذيه ، الوضع معقد وهو اخ زوجة اخي ، ولن تسعد هي بسجن اخاها ، وكذلك اخي لن يشعر بالسعادة وزوجته حزينة على اخاها الذي سأكون السبب في سجنه
ومنها عقلها لا يكف عن التفكير ماذا حدث ليدفع معتز لقتل ياسين ، اذا كان رتب لقتل يوسف فالسبب معروف رغم ان عقلها لا يقبل ذلك ، ولكن ما السبب وراء العداء الذي اشعله معتز بينه وبين ياسين
__ انت مستيقظة الي الان
ابتسمت له : نعم ، لم استطع النوم وفضلت ان ابتعد عنك حتى تستطيع ان تنام انت فغدا اول يوم لك بالشركة رغم اني لا اعلم كيف ستذهب وانت لم تفك ذراعك الي الان
جلس بجانبها واحاطها بذراعه السليمة : ياسين يحتاجني بشدة هذه الايام ، فهو مسئول عن سير العمل في شركتنا وشركة عمر ، ولن ادعه بمفرده اكثر من ذلك
فالسبب بمكوثي في البيت كانت رجلي، والحمد لله اصبحت بخير ، واذا كانت على ذراعي ، فلن استعملها كثيرا
ابتسمت له برقة : لن استطيع ان اثنيك عن شيء تريد ان تفعله اليس كذلك ؟
نظر لها وابتسم بشقاوة : نعم ،وضع كف يده على بطنها وهو يسالها : كيف حال ولي العهد
ابتسمت : بخير ، ولكن من الواضح انه سيكون شقي كوالده
__ هل تريدين ان يشبه احدا اخر غيري ؟
اقترب منه اكثر : لا طبعا
ابتسمت ابتسامة جذابه لتلمع عيناه ويحتضنها بقوة
قالت هامسة : احبك جوي ، اهتم بصحتك من اجلي
رد هامسا : لا تقلقي سأكون بخير ، هيا لأني لن استطيع النوم وانت لست بجانبي


************************

__بسنت اجلسي قليلا ، هذه المرة الرابعة التي تدورين بها حولي ، الطبيبة اخبرتك ان تلتزمين الراحة وانت لا تستمعين الي أي فرد اخر غير نفسك
جلست وكأنها طفلة بالمدرسة انبها احد معلميها
__ اشعر بالقلق محمد ، ولا استطيع ان انفضه عن راسي
تنهد ليقترب منها وربت على ظهرها بحنان : لماذا حبيبتي ؟
علياء وعمر اصبحا بخير وعلى ما يرام ، وسيعودان غدا الي البيت ، الذي تأكدت من ترتيبه ونظافته من نور ووفاء ، ونحن الحمد لله سنرزق بطفل عما قريب
ما الذي يقلقك ؟
قالت بضيق : اين هذا الطفل ؟ انا لا اصدق هذه الطبيبة
تنفس مرة اخرى ليقول بهدوء : لماذا ، لأنها رفضت اجراء العملية واخبرتنا ان وضعك الصحي جيد جدا وتستطيعين الحمل بطريقة طبيعية
نظرت اليه وقالت بتوتر : ولكني لم احمل هذا الشهر
نظر لها مستفهما عما تقصده لتقول بضيق : ما بك محمد؟ لماذا الغباء يخيم على راسك ؟ لم احمل هذا الشهر
صاحت بضيق لينفجر ضاحكا ، قفزت من جانبه غاضبة
امسك يدها ليشدها اليه مرة اخرى ويسيطر على موجة الضحك التي انتابته ، قبل انفها برقة : اذن هذا ما يقلقك
وما يجعلك غاضبة هكذا وتنتظري أي شيء لتتشاجري معي من اجله
زفرت بضيق : لا محمد ، بل ما يضايقني الانتظار من شيء فقدت به الامل
نظر لها معاتبا : لا اريد ان اسمع هذه الجملة مرة اخرى ، اذا لم يوفقنا الله هذا الشهر ، سيوفقنا ويرزقنا الشهر القادم
ليكمل بخبث : تكرار المحاولة رائع و انا احبه
ابتسمت بخجل ليضمها الي صدره : هيا لننام فانت غدا ستذهبين الي اختك العزيزة لتطمئني عليها
بعدها عنه قليلا ورفع راسها : هل قلت لكي من قبل كم انا احبك
هزت راسها نافية ليضمها الي صدره : لن استطيع ان اخبرك بسنت بمقدار حبي لك فهو يفوق كل شيء نعرفه بهذه الدنيا ، اعتني بنفسك من اجلي ومن اجل حلمنا
همست برقه : حاضر محمد ، سأفعل كل ما بوسعي لأحقق حلمنا الجميل

***********************


نظر لها بعد ان ذهبت الي النوم فهو لم يستطع النوم فالدفء الذي ينبعث من جسدها اثار لديه جميع العواطف التي يخفيها الايام الماضية ، ولكن ما جعل النوم يطير من عينيه هي التفاتها اليه واقترابها من صدره لتستكين بين ذراعيه كأنها تأمل ان تجد الامان عنده ، فعلتها غير متعمدة كما كانت تفعلها من قبل ، نظر لها بحب كبير ليتلاعب بخصلات شعرها ، لن يستطيع الابتعاد عنها اكثر من ذلك ،فشوقه اليها يمزقه ، قضى اياما طويلة في التفكير لتتجلى الحقيقة امامه فحتى لو انها ابنة حافظ ، فهذا لا يهمه ، لا يعنيه بشيء ، فهو يريدها الي جواره ، ولكن ما يخيفه حقا هو ما حدث بينهما
او بالأحرى ما فعله بها جعلها ترتجف خوفا منها ، فهو لم يفته في الايام الماضية انها ترتعد عندما يأتي ليلا
وترتجف اذا مر بجانبها ، يلعن نفسه كل يوم على فعلته الهوجاء في ساعة غضب تملكته ، ولكنه سيعيد الامور بينهم كما كانت
نظر لها بهيام ليطبع قبله خاطفه على شفتيها ، ابتسم لاستمتاعه بتقبيلها ، اراد قبلة اخرى وشعر بانه لا يستطيع التحكم بنفسه اقترب منها وقبلها قبلة اخرى
فتحت عينيها بذهول ليبتسم لها بحب : هل ستمنعينني من تقبيلك ، ام تسمحين لي بقبلة واحدة اروي بها ظماي
نظرت له بتردد لتقول بصوت مبحوح : حسنا
اقترب منها لتضع يدها على صدره دافعة اياه لينظر لها بتساؤل لتسأله : ماذا تفعل ؟
رفع حاجبيه : الم تسمحي لي بان اقبلك ؟
__ نعم ، ولكني اعتقدت انك اخذت قبلتك
ابتسم ابتسامته الجانبية التي تعشقها : نعم ولكنك كنت نائمة انا اريد قبلة وانت مستيقظة
هزت راسها نافية ليضمها الي صدره : انت تعذبينني نور
رفعت راسها من على صدره لينظر الي عينيها والالم يقفز منهما : اسف نور ، على المرة الماضية ، لم اقصد ان اكون عنيفا هكذا ، سامحيني
دمعت عيناها لتسقط دموعها على صدره مبللة جاكيت بيجامته ليربت على راسها بحنان وهو يقول : اسف نور
لا تبكي من فضلك ، لا تعذبينني اكثر من ذلك
ضمها اكثر الي صدره لتنهمر دموعها بغزارة
اغمض عينيه الما : خلاص نور ، انا اعطيتك كلمتي لن اقترب منك اليوم ، ولكن اطلب منك ان تسامحيني
رفع راسها ليمسح دموعها بأنامله : هل ستسامحينني ؟
بكت بألم وهي تدعو ان لا يكون حلما وان ياسين القديم عاد اليها
فهي مستعده ان تسامحه على كل ما حدث وما قاله اليها
مقابل ان يعود كما كان غفت عيناها وهي تدعو ان لا يكون كل هذا حلما من احلامها الكثيرة

*********************

استلقى على الاريكة الموضوعة بداخل مكتبه ليرتاح قليلا فاليوم كان شاقا وها هو لن يستطيع ان يعود الي المنزل ، فلديه عملية جراحية بعد قليل من الوقت ، فكر ان تغفى عينيه قليلا ، دق الباب ليزفر بضيق ويتمنى ان لا تكون احدى الحالات التابعة له
فتح الباب وطلت بوجهها الجميل وهي تبتسم : هل يمكنني الدخول ؟
اتسعت ابتسامته : طبعا ، تعالي حبيبتي
تقدمت الي الداخل ووضعت الحقيبة الكبيرة من يدها على المكتب الذي امامها
اقترب منها واحتضنها بين ذراعيه وقبل وجنتها
__ ما الذي جاء بك في هذه الساعة المتاخرة ؟
نطقت برقة : جئت لاتي بالطعام الي زوجي الحبيب فانا متاكدة انه لم يتناول الطعام طوال اليوم بسبب انشغاله بمرضاه
ابتسم ممتنا لها واحكم ذراعيه حول خصرها ليقبلها برقة
__ شكرا لك حبيبتي ، لا اعلم بدونك ماذا افعل

__ دكتور ياسر ، مريض غرفة 340 يريدك الان
انتبهت لما امامها لتقول : اسفة ، ظننت انك بمفردك
ارتبك : تعالي دكتورة سلمى ، انها زوجتي ، الدكتورة مريم
انتبهت مريم الي الاسم لتلقي نظرة سريعة على من تركض وراء زوجها ، همس بداخلها انها جميلة ولكنها ليست نوع ياسر المفضل ابتسمت : مرحبا ، دكتورة سلمى
نظرت الاخرى الي من تسكن قلب هذا العظيم : مرحبا ، انت طبيبة ايضا
ابتسمت : لا انا مدرسة جامعية ومعالجة نفسية
ولكنهم يطلقون علي لقب دكتورة ايضا لحصولي على دكتوراه في علم النفس
هزت راسها : فهمت
__ حسنا ساضطر ان اذهب حبيبتي ، هل ستنتظريني ؟
__ كيفما تشاء ،
نظر الي ساعته ليزفر بضيق : للاسف لدي عملية بعد قليل
ساتي بعدها فورا الي البيت ، لنتناول الطعام معا
لن اتاخر انها عملية بسيطة
__ حسنا سانصرف وانتظرك بالبيت
نظر بجانبه ليجد سلمى خرجت من الغرفة تبعها ليعود الي زوجته ويحتضنها بين ذراعيه قبل اذنها وهمس : لن اتاخر
انتظريني انا اشتقت اليك
ابتسمت وهزت راسها موافقة

تشعر بالحنق فما راته بين ياسر وزوجته عندما دخلت الي الغرفة والان يدل على انه يحبها كثيرا ، سخرت من نفسها بل يعشقها ، ثم ما زاد حنقها انها جميلة انيقة وبالتاكيد ذكية
لم تكن تتوقع ان تكون على هذا القدر من الجمال ظنت لكونها اما عادية فجمالها تبخر مع الحمل بثلاثة اولاد
وظهرت خطوط السن على وجهها ولكنها فوجئت بامراة رشيقة الجسد و جميلة الملامح بل وجهها صغير و يعطيها سن اصغر من سنها الحقيقي
__ دكتورة سلمى
انتبهت الي صوته لتنظر اليه : امر دكتور
اعدي المريض محمد الي العملية ستشتركين بها معي
ابتسمت بسعادة فهي كانت تتمنى ان تشارك بهذه العملية فهي ام تشترك بواحدة مثلها من قبل : حاضر

**********************

عادت من رؤية اخاها والاطمئنان عليه فها هو يعود
الي البيت وهو بخير وعلى ما يرام
سعيدة بعودة عمر وتحمد الله بان صحته على خير وافضل ما يكون ،ولكن ياسر اكد عليه الراحة لمدة يومين ثم يستطيع بعد ذلك العودة الي عمله وحياته الطبيعية
ولكن لا تنكر مشاعر الاحباط التي تخيم عليها من الصباح فهي استيقظت لتجد ان لا اثر لما حدث البارحة
لا يوجد اثر له لا في الفراش ولا في الجناح كانه لم يكن موجود من الاساس
ابتسمت الي نفسها بسخرية اذن كان حلما من احلامها الكثيرة

دخلت الي الحديقة لتجد انجي جالسة بالحديقة وتتكلم في الهاتف
ابتسمت لرؤيتها بعد ما ازداد وزنها قليلا بسبب الحمل وبرزت بطنها قليلا لتعلن عن قدوم ولي العهد كما يلقبه يوسف ،تقدمت لتجلس معها


عقلها لم يتوقف عن التفكير من البارحة لتقرر انها لابد وان تتحدث مع معتز ، ولكن كانت تنقصها الطريقة التي تصل بها الي معتز ، اضاء عقلها بفكرة لتتصل بمريم فهي الوحيدة التي تجعل معتز يجلس ويتكلم معها
اتفقت مع مريم على ان ترتب موعد مع معتز بدون ان تخبره بانها ستكون موجودة ، فهي تريد بشدة ان تقابل اخاها وتتكلم معه لتفهم ما حدث بينه وبين ياسين ادى الي هذا العداء المشتعل
ابتسمت لرؤية نور قادمة فأغلقت الهاتف مع مريم والتفت اليها ابتسمت : مرحبا نور ، وجهك مشرق اليوم ، ومن الواضح انكي سعيدة ، وطبعا السبب معروف
نظرت لها نور وابتسمت لتكمل انجي مازحة : خروج عمر من المشفى ، حمد لله على سلامته
رسمت نور الابتسامة على شفتيها لا تنكر سعادتها بخروج اخيها من المشفى ولكن لا تعلم لما لا تستطيع السعادة الدخول الي قلبها والابتسامة لا تصل الي روحها فعلاقتها بياسين تزداد توترا ولو لا خوفها على صحة عمر لكانت ظلت معهم ولم ترجع اليه
ابتسمت : الله يسلمك انجي
تبادلا الحديث لتتوقف انجي فجأة لتسالها نور : ماذا هناك ؟
تنحنحت انجي لتبتسم بتوتر : لا اريد ان تفهمي كلماتي بشكل خاطئ ولا اريد بالطبع ان اتدخل بحياتك ولكني اريد التحدث معك بأمر خاص بك
توترت نور : ما الامر انجي ، حديثك اصابني بالقلق
صمتت قليلا : شعرت في الفترة الاخيرة ان العلاقة بينك وبين ياسين متوترة ، وانكما تقريبا لا تتحدثان
فأحببت ان اسالك ، هل تشاجرتما ؟
شعرت بجفاف في حلقها بسبب سؤال انجي الغير متوقع
لترتبك وتتلعثم اكملت انجي دون ان تنتظر اجابة نور
اسمعيني نور ، ياسين شخصيته غريبة فهو رغم حزمه وصرامته الا انه حنون فوق العادة اكثر من يوسف
نظرت لها نور بتعجب ولا تنكر شعور الغيرة التي مزق قلبها لتبتسم انجي : لا تنظرين الي هكذا ، لقد قضيت سنوات عمري كلها هنا ، فانا تربيت هنا ورغم اني كنت مزعجة بشكل كبير وانا طفلة واخي الوحيد كان يتأفف مني كثيرا كان ياسين الوحيد من يحنو علي ويفعل لي ما اريده
انا اشعر انه اخي الكبير وصدقيني عندما اغضب من يوسف لن اجد احدا غير ياسين ليأتي لي بحقي
ابتسمت نور داخليا باستهزاء وهي تحدث نفسها ومن سياتي لي بحقي انا
اثرت الصمت لتقول انجي بمرح : من الواضح انكي تفضلين الصمت
قالت نور بهدوء : لا ولكن المشاجرات تحدث كثيرا في اول الزواج ومن المؤكد سنجد حلا نحن الاثنين
اتسعت ابتسامة انجي : معك حق ، فرغم ان انا ويوسف نعلم عن بعضنا كل شيء الا اننا نتشاجر الي الان واغلب المشاجرات على اشياء تافهة
ولكن ما اريد ان اقوله لك ان لا تجعلي المشكلة التي بينكما تأخذ اكبر من حجمها او من وقتها ، التفاهم جميل
ابتسمت نور لهذه الانسانة الرائعة التي تريد ان تخفف عنها دونما تدري ما سبب الخلاف بينها وبين ياسين ،
سالتها نور : لم تخبريني الي الان كيف تزوجتما ؟
ضحكت انجي بمرح : اخبرتك من قبل ان تنتظري يوسف ليخبرك فطريقته بسرد القصة اعشقها
تفاجا الاثنتين بوجود يوسف فوق راسهم وهو يقول بمرح
__ سمعت اسمي
قال جملته لينحني على راس انجي ويقبل وجنتيها وهو يهمس لها : اشتقت اليك
ابتسمت انجي : وانا ايضا ، حمد لله على سلامتك
احمرت وجنتا نور لتشعر بان تواجدها خاطئ
لينظر اليها يوسف : مرحبا نور ، كيف حالك ؟ حمدا لله على سلامة عمر ، سأذهب اليه في المساء لأتحمد له بالسلامة
__ الله يسلمك يوسف
سالته انجي : كيف لم نشعر بدخولك الي القصر ؟ اين السيارة ؟
__ لم اذهب بها ، ذهبت برفقة ياسين ، و كنا سنعود معا ولكنه سيتأخر قليلا وامرني ان اعود حتى لا ارهق ذراعي اكثر من ذلك ، فجئت بإحدى سيارات الاجرة
__ حسنا من الجيد انك اتيت ، اخبر نور كيف تزوجنا
ضحك بمرح وتنحنح : من عيوني ، فإنها اجمل القصص على قلبي وروحي
غمز بعينيه لزوجته لتميل الاخرى وتركن راسها على صدره
خفضت نور بصرها عنهما ليمازحها يوسف : نور بالله عليك لا تشعرينا اننا غير طبيعيين
ابتسمت نور : بل انتما طبيعيين ، لا تهتم بي
ابتسم : حسنا ، طبعا انت على علم بان هذه المزعجة كما كنا نسميها مسبقا ، صديقتي من الطفولة
نظر اليها : بل صديقة عمري كله ، قضينا طفولتنا وشبابنا معا ، لدرجة اني لم اصادق احدا من الشباب بسببها
كان لدي معارف ،اصدقاء من المدرسة ولكن علاقتي بهم محدودة بسبب اني لن استطيع التحرك والخروج مع احد بدونها ، وطبعا لن اخذها معي وانا خارج مع اصدقائي الشباب ، الي ان ارغمها معتز على السفر والدراسة الجامعية في لندن ، كنت اهيئ نفسي لدخولها الي الجامعة معي ، لتكمل سعادتي في الجامعة فانا كنت اشعر بشيء ناقص حياتي
فوجئت بالخبر ليخيم الحزن على حياتي ، ولكن لم يمضي وقتا طويلا الا وجدتني عندها بلندن
ضحكت انجي بمرح : فوجئت انه يتصل بي ويقول انه بالمطار ، ويطلب مني ان اتي اليه ، تركت محاضرة مهمة من اجله ، وذهبت سريعا لأجده بالفعل هناك
كم شعرت بالسعادة انه اتي من اجلي
__ لم استطع الانتظار فاربع شهور دون ان اراكي كان كثيرا بشكل لا يحتمل
__ لم نكن الي الان نتعامل الا كأصدقاء مقربين ، فهذا البخيل لم يعترف لي بحبه الا متأخر جدا
ضحك : الثقل صنعة حبيبتي
ضربته برقه على كتفه ليضحك : نعم كنت اشعر بالشوق يمزقني ولكني لم استطع مصارحتها ، خشيت ان ترفضي او انها لا تكن لي أي من المشاعر التي اشعر بها ، فآثرت الصمت على البوح
ولكن فوجئت انها تخبرني بشخص اخر وتأتي بسيرته كثيرا
نظر لها وقال بتمثيل : ما كان اسمه انجي ؟
ضحكت بصخب لتقول بخبث : انت لا تتذكر اسمه
احمر وجهه ليقول من بين اسنانه : بل اتذكر بالطبع و هل استطيع ان انسى ؟
التفتت الي نور : كان زميلي في الجامعة اسمه زياد سوري الجنسية و كان مثل القمر
نظر لها غاضبا لتبتسم : لا تنظر الي هكذا كان جميلا وانت قلت ذلك بنفسك عندما رايته
جز على اسنانه لتشير اليه : لا نريد ان نتشاجر اكمل لنور القصة ، ثم انني لا اتغزل به انا اكمل لها وصفه
ضحكت نور بشدة على جملتها التي جعلت الغضب يذهب عن ملامح يوسف ليكمل يوسف : هذا الزياد الذي قفز لي كعفريت العلبة ، اضطرني ان اسافر الي لندن قبل امتحاناتي النهائية بأسبوعين لأرى ماذا يحدث بعيدا عني
ولكني عندما وصلت الي لندن اكتشفت ان الهانم المصون كانت تريد ان تأتي بي لنحتفل بعيد مولدي معا واستعملت الحيلة التقليدية لاتي على وجه السرعة
__ كنت اراهن نفسي على انه يهيم بي حبا ولكنه لا يريد ان ينطقها فأوهمته ان زياد يدور من حولي وانني بدأت بالميل اليه ، ليأتي سريعا وهو في حالة عجيبة من الغضب ،كانت الغيرة تقفز من عينيه
نظرت له والحب يقفز من عينيها : حينها اهدته هذه الدبلة وركعت بركبة ونصف وتقدمت لطلب يده
ذهبت الابتسامة التي كانت مرسومة على وجه نور ليصفر وجهها وسالت بتردد : حقا
انفجرا الاثنان في الضحك ليقول يوسف : اوقعنا بك
لم تستطع تمالك نفسها لتضحك بصخب معهم : اذن هذا غير حقيقيا
صمت يوسف ليقول بهدوء : نعم ، اهدتني علبة رقيقة بها دبلة وورقة بداخلها مكتوب عليها احبك
لأنحني انا على ركبة ونصف واتقدم لها
لينتهي الحلم الجميل بصدمة اننا لن نستطيع ان نتزوج بدون موافقة عائلاتنا ، لأشعر بالقهر من اخيها ومن ياسين الذي لم يجيب على اسئلتي الكثيرة ويفهمني سبب العداوة بيننا وبين معتز ، انتهيت من دراستي وتمت هي الواحد وعشرون
لتتخلص من وصاية اخيها ، لتاتي الي القاهرة ونتزوج
نظرت له نور بدهشه : هكذا ، قررتم الزواج بدون اخبار أي احد غيركما
مال يوسف الي الامام ليهمس : سأخبرك بسر ، ولكن لا تخبري به ياسين ، ياسر و مريم كانا على علم بهذه الزيجة ، حاولا اقناعي او اقناع جيجي بالعدول عن الفكرة ولكننا لم نقتنع ليقترح ياسر ان تأتي انجي الي القاهرة ونكتب كتابنا هنا ، ثم نسافر الي اوروبا لقضاء شهر عسلنا
الذي كان اجمل ثلاثون يوما بحياتي
ابتسمت نور : انها قصة حب جميلة ادامها الله عليكم يوسف وتهانينا بالزواج
ضحك يوسف و انجي ، لتنهض نور
__ الي اين ؟
__ اريد ان ابدل ملابسي لأستريح قليلا قبل ان اعود الي عمر مساءا
__ حسنا نور ، نذهب معا ، لا تذهبي بمفردك فانا لا استطيع القيادة
هزت راسها موافقة : حاضر يوسف ، كن مستعدا



تركتهما وانصرفت لتصعد الي جناحها ، دلفت الي الداخل
لتجده واقف مرتكن بكتفه على النافذة وعاقد ذراعيه امام صدره وعينيه يقفز منها الغضب
حيته بابتسامة باردة ليقول من بين اسنانه : هل استمتعت بالجلوس مع اخي العزيز
نظرت له بعدم فهم : نعم ، ماذا تقصد ؟
اقترب منها وهو يتنفس كتنين سينفث النيران الان من منخاره : هل استمتعت برفقة يوسف لتضحكي بصخب هكذا ، فاستمع الي صوت ضحكاتك من هنا
شدها من ذراعها بقوة : ماذا كان يقول لتضحكي هكذا ؟
شدت ذراعها : ما بك ؟ هل جننت ؟
كنت جالسة معه هو وانجي ، ام لم ترى انجي ؟
ثم لا افهم اعتراضك على جلوسي مع يوسف ، فهي ليست المرة الاولى ان اجلس معه بها
جز على اسنانه غضبا ليمسكها من ذراعها مرة اخرى ويضغط على ذراعها قويا : متى جلست معه قبل الان ، انطقي
تأوهت : اتركني ، انت جننت فعلا ، انسيت كان زميلي بالجامعة ،وكنت اراه كثيرا
هزها بقوة : لم تخبريني انك كنت تجلسين معه بمفردكما
تأوهت مرة ثانية وحاولت ان تخلص ذراعها من قبضته الحديدية : لم نجلس بمفردنا ابدا ، حتى الان كانت انجي برفقتنا
دفعها بخشونة لتسقط على الاريكة وهو يتنفس بقوة
لينظر لها بقسوة : لا تخرجي هكذا ثانية ، انا حذرتك من قبل
نظرت الي بنطلونها الجينز وقميصها الواسع
لتنظر اليه بقوة : ملابسي ليس بها شيء ياسين ثم لم افعل شيء لكل هذا ،و ليس من حقك ان تعاملني هكذا ، ان عاملتني هكذا مرة اخرى سأبلغ عمر
زمجر غاضبا : هل تهدديني نور ؟ افعلي ما يحلو لك وانا لن يقف احدا امامي
اقترب منها ليقول بقسوة : ثم نسيت انت ملكي نور
نظرت اليه بغضب : ليس ملكا لاحد ، ولا حتى انت ياسين
تطاير الشر من عينيه ليقترب منها سريعا ويشدها اليه بقوة
ظنت في اول الامر انه سيضربها فرفعت يديها لتحمي وجهها منه ليمسك يديها وينزلها بقوة ويهوي على شفتيها بقبلة قوية زهقت انفاسها
ضمها الي صدره قويا ، لتحاول التملص من بين ذراعيه القويتين ، ليشدها اكثر اليه ويطبع قبلاته العنيفة على شفتيها
صرخت بقوة من بين قبلاته : توقف
ابتعد عنها لتنهمر الدموع من عينيها و تسقط واقعة على الارض ، زفر بضيق من غباؤه وتهوره
اقترب منها وجلس بجوارها ، رفع راسها اليه واجبرها على ان تنظر اليه بعينيها الدامعتين احتضنها مهدئا لتدفعه بعيدا عنها
وتضرب صدره بقبضتيها : ابتعد عني ، ابتعد
احكم ذراعيه حولها وضمها الي صدره : اششش ، توقفي نور ، اهدئي ، اهدئي ، لن اقترب منك
صرخت بقوة : ماذا فعلت لك ؟ ابتعد عني ، انت تتعمد اذيتي
صاحت بقوة اكبر : طلقني ، لا اريد العيش معك
تصلب جسده ليشعر بالندم فعلا على طريقته السيئة في معاملتها : حسنا نور اهدئي ، اهدئي
ظلت تبكي الي ان غفت عيناها وذهبت الي النوم

شعر بثقلها وهدوئها بين ذراعيه لينظر اليها ، وجدها نائمة
تنهد وحملها ليضعها على الفراش ويجلس بجانبها
ازاح خصلات شعرها من على وجهها وقبل جبينها
ليشيح بنظره بعيدا عنها حدث نفسها مؤنب ماذا حدث ياسين؟
اصبحت قاسي بطريقة مخيفة ، لم تكن هكذا يوما
ماذا فعلت هذه المسكينة لتفعل بها ما تفعله ،
الم تأتي اليوم مبكرا من اجلها لتعتذر منها عن قسوتك معها المرة الماضية ، انظر ماذا فعلت ؟
زفر بضيق وهو يتذكر حالته عندما دخل الي جناحهم فلم يجدها ليسمع ضحكتها الرنانة التي لا تضحكها الا نادرا
ظن لوهلة انه يهيا له سماع صوتها ، ليتأكد مما يسمعه عندما ضحكت مرة اخرى
اندفع اتجاه الصوت ليراها من النافذة وهي جالسة مع يوسف وتضحك بمرح ، انفجر من الغيرة ليشعر بالدم يقفز الي راسه عندما مال يوسف عليها ليتحدث معها بهدوء
لا ينكر انه لم يرى انجي اطلاقا وتفاجا عندما اخبرته نور بانها كانت جالسة برفقتهم
صاح ضميره اجننت ياسين سواء كانت انجي برفقتهم او لم تكن اتشك بزوجتك اتشك بأخيك ، لا طبعا لم اشك بأحد منهم ولكني شعرت بالغيرة تلتهمنى انه استطاع ان يضحكها استطاع ان يستخرج ضحكتها الجميلة لتضحك معه بعفوية وروعة
وانا لم تتحدث معي منذ عشرون يوما
انت السبب ياسين ، تعاملها بطريقة سيئة وتريدها ان تتكلم معك او تضحك ، حالتك صعبة ياسين
نظر اليها مرة اخرى ليقترب منها ويقبل جبينها مرة اخرى
ويهمس بأذنها : اسف نور ، سامحيني قبلها مرة اخرى احبك
دثرها بالغطاء و خرج من الغرفة ليغلق عليها الباب ويستلقى في الظلام مفكرا فيما سيفعله ليعيدها اليه



********************


__ كيف حالك يا صديقي
جلجلت ضحكته في الهاتف ليقول بمرح : حالي اكثر من ممتاز يا صديقي ، انا الان في فرنسا والفتيات الفرنسيات
من اجمل الفتيات ، من المؤكد انك تعرف هذا
ضحك الاخر : طبعا ، رحلة سعيدة يا صديقي
__ رحلة بلا عودة ، تهانينا على رئاسة الشركة
مبارك يا صديقي
__ الله يبارك فيك ، وشكرا جزيلا على مساعدتك لي وعلى كل ما فعلته من اجلي
__ اراك قريبا في فرنسا
__ اراك قريبا ، سلام
ارتسمت ابتسامة النصر على شفتيه وهو يشعر بالسعادة التي طالما نشدها تسيطر عليه ، سعادة الانتقام


*******************


فتح باب الجناح ليجد يوسف امامه ، نظر له متسائلا
ليبتسم يوسف : اين نور ، فنحن اتفقنا على ان نذهب الي عمر سويا ،
ضاقت عينيه و نظر الي يوسف بحدة
ليقول الاخر مبررا : بل انا من طلبت منها ان تأخذني الي عمر فانا لا استطيع القيادة
رد باقتضاب وهو يخرج من الجناح ويغلف الباب خلفه
__ انها نائمة ولن تستطيع ان تذهب اليوم
هز راسه بفهم : حسنا سأنتظرها الي الغد ، فانا لا اريد ان اذهب بمفردي
رفع حاجبة ليقول بضيق لم يستطع اخفاؤه : اذهب معي ، سأذهب غدا ظهرا ، لأناقش بعض الامور الخاصة بالعمل مع عمر
__ حسنا ، سأذهب معك


رن هاتفه : مرحبا استاذي
اتاه صوت السيد عبد العزيز صائحا : مصيبة ياسين مصيبة
تعال بسرعة الي الشركة
توتر ليقبض كفيه بقوة : حالا
__ ماذا هناك ؟
__ تعال يوسف سأحتاجك معي

وصلا الي الشركة وصعدا سريعا الي مكتبه ليجد السيد عبد العزيز يذرع الغرفة ذهابا ايابا في توتر
__ ما الامر استاذي ؟
نظر اليه وقال بغضب : مواد البناء والمعدات سرقت من موقع بناء المجمع التجاري
اتسعت عينا ياسين من الصدمة : كيف اين طقم الحراسة ؟
نطق يوسف : مواد البناء وصلت البارحة للموقع سيد عبد العزيز ، الم نخزن منها شيئا ؟
نظر له ياسين منتظرا رده نطق السيد عبد العزيز
بصعوبة : المخزن سرق ايضا
هوى ياسين جالسا ليصيح يوسف : ان تكلفة مواد البناء والمعدات تتكلف اكثر من مليوني دولار لن نستطيع ان نأتي بغيرها ولن نلتزم باتفاقنا هكذا
نظر الي اخيه : ياسين الشرط الجزائي لفسخ العقد او التخلف عن التسليم في موعده اربعة ملايين دولار
ارتعشت قبضة ياسين ليقبض كفيه بقوة
و ينتفض واقفا : سنتصرف يوسف
__ كيف ؟ من اين ستاتي بالنقود لشراء معدات وادوات بناء اخرى ؟ واذا وجدت وفعلتها كيف سنتمم المشروع بموعده
صرخ هادرا : يوسف ، لا وقت لدينا لنندب حظنا ونصرخ مثل النساء ، فكر في حل للمشكلة
نظر الي السيد عبد العزيز : اين طارق ؟ لماذا لم يأتي فهو المسئول عن الموقع
ابتلع السيد عبد العزيز ريقه بصعوبة ليقول ببطء : لم اجده
ثم اللجنة التي حققت في انهيار البناية التي كانت تحت مسئولية المهندس عمر قالت ان سبب الانهيار كان التلاعب في مواد البناء ، وانا راجعت اذون الصرف للمواد من المخازن لأجد انه صرف كل المواد التي يحتاجها المبنى
لم يستوعب ما يقله استاذه ليساله : ماذا تقصد استاذي؟
هلا توضح لي ما العلاقة بين هذا وذاك ؟
نطق يوسف بقهر : العلاقة ان طارق وراء كل هذا ياسين
هو من تسبب في انهيار المبنى وهو من تسبب في سرقة الموقع والمخزن
نظر الي اخيه مصدوما : لماذا ؟ ماذا حدث ؟
رن هاتفه لينظر اليه بضيق سأله يوسف : من ياسين ؟
زفر بضيق : لا اعلم
__ حسنا ، انظر ماذا يريد
__ مرحبا
اتاه صوت ضحكة ساخرة يعلم صاحبها جيدا ليجمد وجهه وتنتفض عروقه غضبا ليستمع الي صوت معتز الساخر
__ كيف حالك ياسين ؟ احببت ان اهنئك بانهيار الشركة
مبارك يا صديقي ، كم اتوق ان اجلس على كرسي اباك العزيز
اغلق الهاتف بعنف وكاد ان يكسره من قوة ضغطه على الهاتف ليساله يوسف : من ؟
نطق بكره وحقد : معتز ، هو من وراء ذلك
طارق باعني اليه
جلس يوسف وهو يشعر بكره حقيقي لهذا المخلوق المقيت
نظر ياسين الي السيد عبد العزيز ليساله : ماذا ستفعل بني ؟
قال بحزم والتصميم ينطلق من عينيه : لا تقلق استاذي
سأتصرف ، لم يأتي بعد من يتسبب في خسارتي لشركة ابي الذي افني عمره بها ، سأتصرف



***************************


وصلا الي القصر بعد طريق طويل بالسيارة لم يتكلما اطلاقا
نظر ياسين الي اخيه ليبتسم يوسف :سأصعد لأستريح قليلا
هز راسه لأخية موافقا
خطى يوسف بضعة خطوات لينظر الي اخيه
__ ياسين
نظر اليه باستفهام ليكمل : هل من الممكن ان لا تأتي بسيرة ما حدث اليوم امام انجي ؟ فانا لا اريدها ان تعرف شيئا عما يفعله معتز
نظر الي اخيه وابتسم وهز راسه موافقا : لا تقلق

صعد يوسف السلالم سريعا ليقف امام باب جناحهم الذي اعدته له والدته واشرف هو على تأثيثه بما انه كان متواجد بالمنزل ليضبط انفاسه ويتحكم بأعصابه ويرسم ابتسامته الشهيرة ويفتح الباب : مرحبا حبيبتي ، ها قد عدت
نظرت اليه لتقوم ببطء ملحوظ : حمدا لله على سلامتك حبيبي
ظهر القلق على وجهه : ما بك جيجي ؟ اشعر انك متعبة
ابتسمت : قليلا ، ولكني سالت والدتك وقالت انها امور عادية
ومن الطبيعي ان اتعب بكل اول شهر
ابتسم بمرح : هل دخلت الشهر الجديد ؟
اتسعت ابتسامتها : نعم ، باقي من الوقت خمس اشهر ليشرف ولي عهدك الجميل
ضحك بمرح ليحتضنها بين ذراعيه : كم انتظر هذا الجميل
__ وانا ايضا حبيبي
طبع قبة على جبينها ليهمس : اذن اعتني بنفسك جيدا
هزت راسها موافقة وتعلقت برقبته ليضمها الي صدره وهو يشعر بحبه لها يزيد مع كل دقيقة لهما معا

********************

تقدم ليدلف الي مكتبه وهو يشعر بانه مقيد لا يستطيع الحركة شعور خانق يسيطر عليه ولا يستطيع ان يتخلص منه ، رفع نظره ليجد امه بوجهه ، اراد ان يعود ولكنها راته
كان يتلاشى الايام الماضية مقابلة امه ، حتى لا تصر ان تفهم ما يحدث بينه وبين نور ، او تصر على ان تعرف سبب ضيقه
نظرت اليه مطولا ليخفض نظره بعيدا عن مرمى عينيها
قالت امرة : تعال ياسين ، ام لا تريد ان تجلس معي ؟
ابتسم بتوتر : لا طبعا امي
نظرت له نظرة تسبر الي اغوار نفسه لتتكلم بهدوء : انا امك ياسين ، واعلم جيدا متى تتحاشني حتى لا تعترف بأخطائك
دارت مقلتيه سريعا من هجوم امه المفاجئ : لم افعل شيئا امي
شعر ان بجملته الاخيرة انه عاد طفلا وتذكر عندما كانت تؤنبه على اخطاؤه
قالت امره : اجلس ياسين ، واخبرني ماذا حدث لتعامل زوجتك بهذه الطريقة ؟
توتر فكه ليقول : لم يحدث شيئا امي
هدرت به ولكن بصوت منخفض : ياسين
انتفض من نبرة امه الحازمة ليخفض راسه وهو يشعر بتفاقم شعور الذنب داخله
لم يعد يقوى على شيء فالأحداث السيئة تحاوطه لدرجة انه لم يعد يحتمل شيء
صمتت امه صمتا مدروسا تعلم انه يأتي بثماره مع ياسين وهو في مثل هذه الحالة فهي تأكدت انه فعل شيئا ليس بهينا
سالت بنبرة هادئة : ماذا حدث ياسين ؟
ابتسمت بسخرية لتكمل : هل اكتشفت فجأة ان عم زوجتك هو من كان السبب في وفاة اباك ؟



استيقظت من النوم وهي تشعر بصداع رهيب من اثر البكاء
قامت بخطوات متثاقلة لتدخل وتستحم وخرجت لترتدي ملابسها ، جهزت حقيبة صغيره بها اشيائها الضرورية ، لقد اتخذت قرارها ستذهب وتجلس برفقة اخاها ، ولكنها لن تخبره بما حدث بينها وبين ياسين الي ان تستقر حالته ، وياسين لن يسال عنها ، فهذا ما يريده ، ان تبتعد عنه
الم يطلب منها ان تبتعد عنه ، حسنا ستفعل له ما يرضيه
نزلت السلالم وهي تتذكر كل دقيقة لها معه هنا
وقفت لتودع القصر بنظراتها لتتجه الي مكتبه ، فهي قررت ان تترك له رسالة تخبره بانها ستذهب وترجوه بها ان لا يرغمها على العودة وان لا يخبر عمر بمشاجرتهما معا
فعمر لن يحتمل هذه المشاكل الان
اقتربت لتسمع صوت نوارة هانم بالداخل وهي تتكلم مع ياسين ، ترددت هل تدخل ام لا ، اخذت قرارها ان تحرجه امام امه وتطلب منه ان تذهب الي عمر فهو يحتاجها هذه الايام ، وامام والدته لن يستطيع الرفض
اقتربت لتسمع صوت نوارة هانم وهي تقول: ماذا حدث ياسين ؟ هل اكتشفت فجأة ان عم زوجتك هو من كان السبب في وفاة اباك؟

وضعت يدها على فمها لتمنع شهقتها ، وهي تعود بجسدها الي الوراء لتمسك حقيبتها وتندفع خارجة من القصر وتستقل سيارتها وتنطلق بها ، فها هي تكتشف السبب في معاملة ياسين لها



اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
لا تحرموني من ردودكم وتعليقاتكم
وعدنا باذن الله السبت القادم
القاكم قريبا

سلافه الشرقاوي 10-09-11 09:22 PM

الفصل الرابع والثلاثون

الجزء الاول

__ عمر ، عمر
نادت من الدور العلوي عليه فلم يستجب اطلت من اعلى السلم وادارت عينيها في صالة الفيلا تبحث عنه ولكنها لم تجده نزلت السلم لتبحث عنه جيدا فوجدت باب احدى الغرف السفلية مفتوح ، لم تدخل الي هذه الغرف اطلاقا فعمر يغلقها دائما ، نظرت قليلا الي الباب لتتقدم في حذر وهي تشعر بترقب يثقل انفاسها
أطلت من باب الغرفة لتجده جالسا على كرسي امام مكتب بالغرفة ويدعك جبهته بيده ،شعرت بانه ليس على ما يرام
فهذه الحركة العصبية تلازمه عندما يشعر بالضيق او الغضب
تنحنحت ليرفع نظره اليها ويبتسم : تعالي عليا
تقدمت الي الداخل وهي تدور بعينيها في انحاء الغرفة
فوجئت ان الغرفة واسعة جدا فمساحتها تساوي مساحة غرفتين من الغرف العلوية
ابتسم وقال بضيق لم يستطع إخفاؤه : كانت غرفة والدي
ابتسمت بسعادة : حقا
تقدمت للداخل اكثر وهي تدور بعينيها في الغرفة بسعادة فهو دائما يقص لها عن والده وانه يشبهه وعندما سالته عن والدته رد انها تشبه نور
اتجهت الي حائط معلق عليه صور فتوغرافية لوالديه
شهقت : انت بالفعل تشبهه عمر
ضحك بهدوء : الم اخبرك من قبل ؟
نظرت الي الصورة جيدا : هل هذه نور ؟
ضحك بمرح ليقول من بين ضحكاته :نعم انها نور الكبيرة
نظرت له بتعجب ورددت : نور الكبيرة
ابتسم : نعم ، ان امي اسمها نور ايضا
ضحكت علياء بمرح : حقا ، امر عجيب الم يجد اباك اسما اخرا ؟
تنهد : بل امي من اسمتها على اسمها
هزت راسها بتفهم لتلفت اليه : ماذا بك عمر ؟
هل تبحث عن شيء هنا ؟
هز راسه نافيا : لا ، بل سأفرغ محتويات الغرفة واعيد تأثيثها من جديد ، لتكون غرفة للاستقبال ، فلا يوجد لدينا غرفة للاستقبال بالدور السفلي غير الغرفة الملكية و لن استطيع تغييرها فهي كانت غالية على جدي
نظرت له بدهشه فهي لا تستوعب ما يقوله لا يستطيع تغيير غرفة غالية على جده وسيغير غرفة والديه
__ ولماذا تريد غرفة لاستقبال الضيوف الان ؟
انت تستقبلهم في الصالة
رد بضيق : لا استسيغ ان يأتي الي احد اصدقائي او زملائي
ويجلسون بالصالة ويستطيع بسهولة ان يراك وانت واقفة بالمطبخ ، لا اطيق هذه الفكرة
ثم لتكوني على راحتك لا اريد ان اقيدك بضيوفي في الخارج
نطقت بتردد : ولكنها غرفة والداك
__ لم يمكثا بها الا سنة واحدة ، كانت لأمي و جدي اعدها لها هي ووالدي ليمكثا بها اذا جاءا الي القاهرة وعندما انتقلنا جلسا بها
ما يغيظني حقا الان ، اني لا استطيع ان افتح درج هذا المكتب ، اريد ان افرغه من محتوياته فالغرفة فارغة من كل شيء ماعدا هذا المكتب ،اكمل بغيظ : بل هذا الدرج الذي لا اعلم ما به ، فلقد اقترحت هذه الفكرة من قبل على نور وافرغنا الغرفة ولكننا انشغلنا انا وهي ولم تكتمل الفكرة
تنهد : من الواضح اني سأكسره
ابتسمت باتساع وهي تنظر الي قفل الدرج لتستخرج دبوس شعر من شعرها وهي تقول بابتسامة : ابتعد
نظر لها بتعجب مما تفعله ليرتفع حاجباه بدهشه : ماذا تفعلين عليا ؟
قالت وهي تعالج قفل الدرج بمهارة : انتظر
تك صوت القفل الذي فتح لترتسم الصدمة على وجه عمر لثواني وينفجر ضاحكا : حقا ، انت لصة اذن
احمر وجهها بإحراج : تعودت على ذلك فقد كنت انسى مفتاح قفل مكتبي الدراسي كثيرا فكنت الجأ الي هذه الحيلة
ابتسم : ولكنك مفيدة فانا حاولت اكثر من مرة ان اكسره ولم استطيع ، اليوم كنت سأفسد الخشب ولكنك وفرتي علي كثير من الوقت والجهد
__ ساعد لك كوبا من الشاي يساعدك في افراغ محتويات الدرج
فتح الدرج لينظر به وجد معظم الاشياء ، اشياء انثوية
تمتم : اكيد انها لأمي
افرغها كلها ووضعها على سطح المكتب وهو يقول سأعطيها لنور ادخل يده الي اخر الدرج ليتأكد من خلوه
ليجد شيئا ناعما تحت يده سحبه بلطف لينظر اليه فوجده دفتر يوميات بني اللون ملمسه ناعم وشكله جميل
فتحه ببطء وهو يشعر بالترقب وجد اسم والدته بأعلى اول صفحة فيه


انا نور اسماعيل عبد الرحمن
اليوم انهيت السنة الاولى من دراستي الثانوية واهداني والدي هذا الدفتر بمناسبة انتهاء الدراسة فهو يعلم اني مولعة بكتابة الخواطر فأهداني اياه لأتسلى قليلا بالإجازة ولكني قررت ان اكتب به الاحداث المهمة اليومية تخليدا لذكرياتي المهمة سواء كانت سيئة او جيدة

قلب عدة صفحات ليقرا صفحة اخرى

انا سعيدة جدا اليوم فنوارة صديقتي المقربة اقنعت والدي ان اسافر معها الي الاسكندرية فهم دائما يقضون شهور الصيف هناك ، ونحن ايضا ولكننا لن نسافر هذا الصيف بسبب عمل والدي ، فطلبت والدة نوارة من امي ان اذهب معها ولكن والدي لم يوافق ، ولكن نوارة بذكائها وقدرتها الغير عادية على الاقناع ، اقنعته ان اسافر معهم
وها انا اعد حقيبتي لنسافر في الغد الي الاسكندرية
دخلت علياء ليغلق الدفتر سريعا وينظر اليها يشعر بالإثارة تسيطر عليه مذكرات والدته بين يده وهو يريد ان يعرف كل شيء عن ما حدث بينها وبين والده وما الذي فعله عمه لتقع في حبه وتهوى معه الي علاقة قلبت حياتهم كلها راسا على عقب
__ عمر ، ماذا بك ، لا ترد علي
__ ها ، لا شيء افكر في اشياء تخص العمل ، هاتي الشاي وسأذهب الي مكتبي قليلا ، نامي اذا تريدي
نظرت اليه بتعجب : سأشاهد التلفزيون الي ان تنتهي من اعمالك
تركها وخرج لتهز كتفيها بتعجب وتخرج خلفه



**********************



تقدم ليدلف الي مكتبه وهو يشعر بانه مقيد لا يستطيع الحركة شعور خانق يسيطر عليه ولا يستطيع ان يتخلص منه ، رفع نظره ليجد امه بوجهه ، اراد ان يعود ولكنها راته
كان يتلاشى الايام الماضية مقابلة امه ، حتى لا تصر ان تفهم ما يحدث بينه وبين نور ، او تصر على ان تعرف سبب ضيقه
نظرت اليه مطولا ليخفض نظره بعيدا عن مرمى عينيها
قالت امرة : تعال ياسين ، ام لا تريد ان تجلس معي ؟
ابتسم بتوتر : لا طبعا امي
نظرت له نظرة تسبر الي اغوار نفسه لتتكلم بهدوء : انا امك ياسين ، واعلم جيدا متى تتحاشني حتى لا تعترف بأخطائك
دارت مقلتيه سريعا من هجوم امه المفاجئ : لم افعل شيئا امي
شعر ان بجملته الاخيرة انه عاد طفلا وتذكر عندما كانت تؤنبه على اخطاؤه
قالت امره : اجلس ياسين ، واخبرني ماذا حدث لتعامل زوجتك بهذه الطريقة ؟
توتر فكه ليقول : لم يحدث شيئا امي
هدرت به ولكن بصوت منخفض : ياسين
انتفض من نبرة امه الحازمة ليخفض راسه وهو يشعر بتفاقم شعور الذنب داخله
لم يعد يقوى على شيء فالأحداث السيئة تحاوطه لدرجة انه لم يعد يحتمل شيء
صمتت امه صمتا مدروسا تعلم انه يأتي بثماره مع ياسين وهو في مثل هذه الحالة فهي تأكدت انه فعل شيئا ليس بهينا
سالت بنبرة هادئة : ماذا حدث ياسين ؟
ابتسمت بسخرية لتكمل : هل اكتشفت فجأة ان عم زوجتك هو من كان السبب في وفاة اباك ؟
اتسعت عيناه صدمتا مما تفوهت به امه لينظر اليها : من اين علمتي امي ؟
نظرت له : ليست هذه المشكلة ياسين ، بل المشكلة بك انت
تعامل زوجتك بعدم تهذيب بسبب ان عمها كان السبب في وفاة اباك ، وهذا ليس حقيقا ، اباك توفى اثر ازمة قلبية ياسين لم يقتل
نطق بكره : كان هو السبب بها
__ الموت بيد الله ياسين واباك كان متعب ومريض من قبل
وانت تعلم ذلك
جز على اسنانه غضبا لتكمل وهي تلومه : ثم ما ذنب المسكينة ان تأخذها بذنب عمها ، عمها الذي لم تره ولا مرة منذ ان انتقلت الي القاهرة
نظر الي امه بتفحص : من اين لك بهذه المعلومات ؟
هل كنت تعلمين من قبل زواجي ان حافظ المصري عم نور؟
ابتسمت بسخرية : طبعا ، لذلك رشحتها الي يوسف
التمع الغضب بعينيه لتكمل وهي تعطيه نظرة قوية
__ كنت اريد ان ازوجها ليوسف لأني على دراية بانه اذا علم لن يغير الامر لديه من شيء فشعوره نحو حبيبته اذا كان يحبها حقا لن يتغير ولن يهمه اذا كان عمها فعلا هو من تسبب بموت والده ، و ها انت ترى كيف يعامل انجي رغم من انه لا يحب معتز وحاقد عليه ولكنه لم يقبل ان تهينها نادين
استفزته امه بمقولتها ان يوسف كان يناسب نور عنه وانه كان سيعاملها جيدا حتى لو علم بأمر عمها الذي اتضح له انه ابيها ،ليقول بغضب اعمى : انه والدها امي
انتفض من مقولته الذي قالها بلحظة غضب تملكته لتنظر اليه نوارة هانم بهدوء : تعال ياسين اجلس بجانبي
تعجب من هدوء امه ليجلس بجانبها تنفست بعمق ومسكت يد ابنها الغالي وقالت بصدق : هذا ليس صحيح ياسين
اخبرني من قال لك هذا الكلام الفارغ
نظر اليها لتكمل : هل حافظ من قال لك انها ابنته ؟
هز راسه ايجابا وهو يشعر بالدهشة تسيطر عليه فردة فعل امه عجيبة قالت امه بحنق : حافظ الحقير
زمت شفتيها بحنق لينظر اليها ياسين وانفكت عقدة لسانه
__هل تعلمي شيء لا اعلمه امي ؟
نظرت اليه : نعم وانا متأكدة انها ليست ابنته ولا تنتمي اليه
انها ابنة محمد ، كل شيء بها ينطق بأبوة محمد لها
دمعت عيناها وهي تكمل : رحمة الله عليه
اتسعت عيناه ولمع الضيق فيهما : امي من اين تعرفيهم ؟
نظرت بعيدا : هل تعلم اني كنت اسكن بالمعادي
بيت والدي بحي المعادي
هز راسه بعدم استيعاب : لا افهم ما العلاقة ؟
__ فيلا اللواء اسماعيل اين تقع ياسين ؟
نظر لها وعقله بدا في العمل لتتبع هي : كان ابي جار اللواء اسماعيل وانا كنت صديقة لنور الكبيرة كنت اكبرها بعامين فقط ، كنا نذهب الي المدرسة سويا كنا اكثر من اصدقاء ، كنا بمرتبة الاختين فهي الابنة الوحيدة لوالديها وانا ايضا ، فكنا نقضي اغلب الوقت معا ، حتى وقت النوم انا اقضي عندها ليلة وهي تقضي عندنا ليلة
كانت جميلة وذكية ومنطلقة
__ امي انا سالتك عن علاقتك بوالد نور
تنهدت : ابي لأنه كان رجل اعمال كما تسمونه الان
كانت علاقاته كثيرة ولكنه كان يرتبط بعمي عبد الله بعلاقة وثيقة جدا فكنا نقضي الصيف كله عندهم ولأن الفارق بيني وبين محمد في السن بسيط فهو كان يكبرني بثلاثة اعوام ، جمعتنا صداقة قوية من الطفولة الي الشباب ، كنت اشعر انه اخي وهو ايضا كان يعاملني كما يعامل صفية




اسرع خطواته الي المكتب ليدخل ويغلق الباب جيدا استلقى على الاريكة وقلب الصفحات بين يديه


اليوم كان ممتعا تعرفت على صديق نوارة الذي كانت تكلمني عنه كثيرا لدرجة شوقتني ان اراه
لم يكن جميلا ولكنه كان وسيما جدا وله هاله تحيط به انجذبت اليه من اول نظرة ، رايته وهو يتكلم مع نوارة وعندما ابتسم شعرت بان قلبي يرتجف بين ضلوعي
اقترب مني وهز راسه ليحييني لابتسم بهدوء نظر الي بعينيه شديدة السواد لأشعر باني اغرق ببحرهم الهادئ
تكلمت نوارة لتقطع هذا التواصل بيننا: هذا هو محمد يا نور
محمد هذه نور التي حدثتك عنها مسبقا
مد يده وصافحني لأشعر بوهج تملكني والاحمرار يزحف الي وجنتي علقت نوارة : من الواضح ان الشمس ستؤذي بشرتك نور فوجهك محمر بشدة
تعاليا ندخل الي الشاليه
اسرعت نوارة امامنا ليبتسم ويقترب مني
وقال بغرور محبب : من الواضح ان شمسي هي التي ستؤذي بشرتك
لم استطع ان امنع ضحكتي من الانفلات : انت مغرور
اتسعت ابتسامته لتأسرني بداخلها : لنتعرف من جديد
مددت يدي لأصافحه : نور عبد الرحمن
امسك يدي وقبلها برقة ورفع عيناه الي : محمد المصري
سعيد بتعرفي عليك
نظرت له : وانا ايضا سعيدة اني تعرفت عليك




__ كنت انا السبب بمعرفتهما فلقد اقنعت اللواء اسماعيل ان تأتي نور معنا الي الاسكندرية وهناك رات محمد وتعرفت عليه بل احبته ايضا ،وهو هام بها من اول نظرة خطفته بضحكتها الشقية وانطلاقها الذي لا حدود له ، وهناك تقربت انا واباك كثيرا فخطبتنا كانت محددة من قبل رحلة الاسكندرية ولكن علاقتنا اصبحت اقوى في هذه الرحلة ولكن الشيء الوحيد الذي كان يرعبني منه غيرته القاتلة فهو كره محمد من اول نظرة وخاصة ان علاقتي به كانت قوية كان يغضب عندما اتكلم معه او اضحك على شيء قاله عدنا من الاسكندرية ليصر اباك على اتمام الزواج سريعا ، احببته ووافقت على ما يريده وانتقلت الي هنا معه
ولكني لم اقطع صلتي بنور فكانت تزورني باستمرار
وفي يوم اخبرتني انها رات محمد البارحة




اليوم اخبرت نوارة انني رأيت محمد البارحة اتسعت عيناها دهشتا لابتسم بسعادة : فوجئت عندما خرجت من المدرسة انه ينتظرني امام الباب بعربيته دعاني ليوصلني الي البيت وانا وافقت
غضبت : هل جننت نور ؟ لماذا تركبين الي سيارته ؟
بماذا ستفسرين لأصدقائك الفتيات هذا التصرف و الاهم الي المديرة التي غالبا ستعلم من احدى الفتيات وبالطبع ستخبر والدك
ابتسمت بشقاوة : سأخبرهم انه خطيبي
اتسعت عيناها لدرجة اني ضحكت بشده : ما بك نوارة ، استمعي الي اولا ثم تعجبي كما شئت



كانت تقص لي بنبرتها الحالمة وعيناها يقفز منها الحب و السعادة ، اخبرتني انه اصطحابها لتناول الآيسكريم واخبرها انه يريد ان يتزوجها وهي وافقت ، كانت سعيدة ولم تهتم الي أي شيء اخر، لم تهتم انها ستترك والديها لتذهب معه الي الاسكندرية لم تهتم بانها لم تتعرف عليه جيدا ، لم تهتم بشيء شعرت بحبها له وتمنيت لها السعادة





اشعر بسعادة كبيرة فاليوم سياتي محمد ليتقدم الي ابي
ونوارة ايضا ستاتي لتكون بجانبي على الرغم من انها حامل وبشهورها الاخيرة ولكنها اخبرتني انها ستاتي من اجلي



ذهبت انا واباك مع محمد وعائلته بناء على طلب منه طبعا وطبعا لأكون الي جوار نور ، ولأول مرة لم يكن محمود عدائي معه وعندما سالته تغيرت معاملتك لمحمد
ابتسم واخبرني انه احسن الاختيار ، فهو ونور سينسجمان معا
كنت حينها حامل بك ، وكدت ان اطير من السعادة فاقتراب قدومك مع خطبة نور جعلاني اشعر بسعادة عارمة
ولكن اللواء اسماعيل اشترط قبل ان تتم الخطبة ان تنهي نور دراستها الثانوية اولا واذا نجحت سيتم الزواج في فصل الصيف
وتمت الخطبة ورأيت بعينيها هذه النظرة التي لم اراها بعدها اطلاقا ، نظرة مليئة بالحب والسعادة لمحمد



اليوم سيأتي محمد لزيارتي ، لأول مرة يزورني بالبيت فأبي لم يأذن لنا بالخروج معا ، لا اعلم ماذا ارتدي ولا كيف سيكون لقائنا ولكني مشتاقة اليه جدا


لا استطيع ان اسيطر على دقات قلبي المجنونة فعندما رايته اجبرت نفسي ان لا اقفز الي احضانه
كان وسيما فوق العادة ، ادخلته الي الغرفة الملكية التي يستقبل بها ابي كبار الزوار لنا واخبرته بمرح اني اعده من كبار الزوار فابتسم ابتسامته التي تطير بعقلي
جلست بجانبه وانا اقدم اليه واجب الضيافة نظرت اليه بهدوء ليتوقف عن الكلام وينظر الي : ما بك نور ؟
نظرت الي عينيه : احبك
اتسعت عيناه من الدهشة ليقترب مني ويقبلني برقة حانية
لن انسى هذه القبلة مهما حييت
ولن انسى الاحمرار الذي زحف الي وجهه بعد ما قبلني
ليعتذر وهو في قمة التوتر لأضحك بخفة واقول بشقاوة
__ لن اخبر والدي لا تقلق
امتقع وجهه واصفر بشده لانفجر ضاحكة : امزح معك محمد
نظر الي معاتبا وهو يقف لابتسم له واقترب منه واضع راسي على كتفه
تنهد وضمني الي صدره : اهتمي بدروسك لنتمم زواجنا بالصيف
ابتسمت له مطمئنة لينظر الي وهم ان يقبلني ثانية ولكنه تراجع باخر لحظه وهو يكح : سأنصرف نور ، الوقت تأخر




وفعلا بالصيف تزوجا فنور نجحت نجاحا باهرا ، لم اكن اتوقعه فهي لم تكن محبة للاستذكار ولكن من الواضح ان حبها لمحمد اعطى اليها دفعة قوية وجعلها تذاكر وتنجح
كنت اقتربت بذاك الوقت على اتمامك السنتين




اليوم هيأت نفسي للخروج مع محمد كما وعدني البارحة
فوقته مشغول دائما في ادارة املاك والده ويتركني كثيرا لوحدي حاولت معه ان يتركني اكمل دراستي ولكنه رفض بسبب ان من الطبيعي ان يرزقنا الله بطفل وحينها لن استطيع التوفيق بين الطفل والدراسة واهتمامي به ولكن من الواضح ان هذا الطفل لن يأتي ، فأباه واخته التي تشعرني اني تزوجت من زوجها لا ينفكا ان يسالاني لماذا لم احمل الي الان وانا لا اعرف بم اجيبهم
عاد حبيبي من عمله اخيرا لابتسم اليه بحب واقول بمرح
انا جاهزة محمد ، هل تفضل تناول الطعام هنا ؟ ام نتناوله بالخارج
ردت صفيه : هل تريدين منه الخروج وهو متعب هكذا ؟
الا تبحثين عن شيء سوى الخروج والتنزه ، الا تهمك صحته ولو قليلا
فوجئت من الهجوم الغير متوقع لأنظر اليه مستنجدة به
ليرد عليها ولكنه قال ببرود : اسف نور انا متعب اليوم ، لنخرج يوم اخر
شعرت بالغصة تجتاحني لدرجة ان الدموع تجمعت بعيوني
وانصرفت من بينهم بسرعة قبل ان ابكي
اتى محمد بعد قليل ليرضيني ولكني مثلت النوم فلا اريد ان اتشاجر معه ، فمن اول يوم وانا اشعر بان صفية لا تحبني
وعندما حاولت اخباره اننا غير متفقات نظر الي بحزم وهو يقول انها اخته الوحيدة وانه لا يستطيع الاستغناء عنها
فهي بدلا من امه المتوفاة ، واردف بقوة ضعيها بمكانة امي وتحملي ما تفعله
شعرت يومها ان لا فائدة من الكلام معه ، فلن يأتي لي بحقي ابدا ، ثم هو لا يرى ابدا ان اخته مخطئة او ان من المفروض الا تتدخل بيننا نحن الاثنين كم اتمنى ان تتزوج وتجد من يشغلها عني وعن محمد



دعتني بالصيف التالي لزيارتها و ان امضي معها الصيف
اباك لم يوافق في البداية ولكنه وافق من اجلي وعلى ان نمضي فترة قصيرة هناك
عندما رايتها شعرت بان شخصيتها تغيرت تغييرا جذريا و حاولت ان افهم ما بها ولكنها لم تريد اخباري بسبب انها تريد مني الاستمتاع ولم تأتي بي لتقص علي مشاكلها التي غالبا تحدث في بداية الزواج
ولكني شعرت بان صفية وراء تعب نور وضيقها فصفية لم تعجب بنور من اول نظرة ثم ان غيرتها بان هذه الطفلة سرقت قلب محمد جعلتها تأخذ منها موقفا عدائيا




اليوم ستصل نوارة ومحمود بك
لقد دعوتها لأتسلى معها قليلا واستمتع برفقتها و برفقة الصغير ذو العينان الرمادية ، هذا الياسين يأسر قلبي ، كم اتمنى ان يرزقني الله بطفل يملئ علي حياتي



اليوم فرحتي لا توصف فانا تأكدت اني حامل وانتظر محمد
بفارغ الصبر لأخبره بحملي هذا وانا متأكدة انه سيسعد جدا
وصدق حدسي فهو قفز من الفرحة واحتضنني بين ذراعيه
ولف بي وهو يصرخ حتى اتي عمي وصفيه ليروا ما الامر
عمي هو ايضا ظهرت فرحته بوضوح وهنأني ودعا الي بتمام الحمل على خير وامر محمد ان يذهب بي الي اشهر طبيب لأتابع حملي معه واطمئن على نفسي
ما تعجبت منه صفية هنأتني بسعادة صادقة وهنأت محمد ايضا وكانت الفرحة تطل من عينيها
اقترب مني بعدما انصرفت صفية ليبتسم ابتسامته التي تجعل قلبي يرفرف من السعادة : ماذا تريدين حبيبتي ؟
بلعت ريقي وطلبت الطلب الذي اريده من فتره : اريد ان اذهب الي امي
بهت وجهه : لماذا نور؟ هل متضايقة مني ؟
ابتسمت : لا حبيبي ، بل اريد اذهب لأجلس معها قليلا وابشرها بحملي وهي ستنعتني بي الفترة القادمة
احتضنني : سأعتني بك انا نور ، وصفيه ايضا لن تجعلك تنهضي من مكانك
خفضت بصري ليضمني اكثر الي صدره : حاضر نور
سأذهب بك الي والديك ، ولكنك لن تمكثي هناك اكثر من اسبوعين ، هل ستستطيعين ان تبتعدي عني اكثر من ذلك ؟
__ لا طبعا ، لن استطيع


اليوم اخر يوم لي عند والدي سياتي محمد لنعود معا
اشعر بالشوق يجرفني اليه ولكني لا اريد ان اترك والدتي
يا ليتنا نسكن معها هنا بالقاهرة
ولكن الاسبوعين الماضيين كانا من افضل الايام التي قضيتها فانا سعدت برفقة نوارة وياسين
فشاءت الاقدار انها هي الاخرى هنا عند والدها من اجلس سفر محمود بك ، كم سعدت باللعب مع ياسين هذا الطفل ذو الثلاث سنوات ، احب طريقة حديثة جدا
وضحكت من قلبي عندما اخبرته عن الطفل وجعلته يتحسس بطني وهو مندهش مني فانا اتكلم على طفل لا يراه
تركني وهو يهز راسه بتعجب وركض الي احضان امه ليدفن راسه بصدرها
كم اعشق هذا الطفل الجميل الذي اتوقع انه سيصبح رجلا كبيرا يعتمد عليه
فملامح رجولته واضحة على وجهه من الان



اليوم عيد ميلاد عمر الاول وانا اشعر بالفرح واريد ان اقفز من السعادة ، ولدي الحبيب وطفلي الرائع الذي يشبه والده
ما يجعلني احبه اكثر وافرح به وبوجوده في حياتي ولكني اتمنى ان يصبح حنون كوالدي ، فمحمد على الرغم من حبه لي الذي اشعر به ولكنه يبخل ان يتكلم معي ويخبرني عن مدى اشتياقه لي او مقدار حبه لي
ان شاء الله سيكون عمر افضل مننا نحن الاثنان
ما يضايقني حقا ويفسد سعادتي صفية واصرارها على ان يرتدي عمر ملابس اشترتها له ولكني لا اريده ان يرتدي هذه الملابس وعندما اتى محمد واشتكت له نظر الي بعتب
و قال لي بهدوء : اتركيه نور لعمته وتعالي فانا اريدك
دخلت الي الغرفة وانا ارتجف من الغضب وانا افكر لن تدخل بطفلي اطلاقا ، كله الا ولدي
نظر الي بعتب شديد وقال مؤنب : الا تستطيعي التخلي عن انانيتك
نظرت اليه بدهشة ورددت : انانيتي
قال بقوة : نعم الا تشعري انها تعامل عمر كانه طفلها ، تحبه كطفلها ، اشعري بها قليلا فهي لم تتزوج الي الان وتفرغ عاطفة امومتها في ولدك
ماذا سيحدث لو تركتيها تلبسه ما تريد وتطعمه بما تريد ؟
جززت على اسناني وقلت بغضب : انه طفلي انا وليس من حقها ان تتحكم بطريقتي في الاعتناء بطفلي ولا ان تتحكم فيما افعله معه
نظر لي بحزم : وطفلي انا ايضا نور ولا اسمح لك ان تنتزعيه من حضن عمته من اجل غيرتك و أنانيتك
خرج وتركني لأبكي بقهر نظرت الي نفسي بالمرآة واقسمت ان لا اتركهم يسرقون سعادتي اليوم ،سأفعل ما اريده
البست عمر ما اريده كتحدي لصفية وله هو ايضا واقسمت ان لا ادعها تتدخل في حياتي مرة اخرى
سواء اعجب هذا محمد او لم يعجبه





اليوم وصل شخص غريب لا اعرفه الي القصر
يشبه عمي كثيرا ولكنه مرح جدا ، علمت من رئيس الخدم انه اخو محمد اسمه حافظ ، ذهبت لأرى عمر وهو يلعب بالحديقة و آثرت ان انتظر حتى يأتي محمد ويعرفني عليه
وقفت العب الكرة مع عمر ليركل عمر الكرة بقوة فتذهب الي الاتجاه الاخر من الحديقة
امرت عمر ان يهذب ويأتي بها وجلست بجانب الشجرة الضخمة وعيناي تتبعانه ،وقف عمر ينظر الي عمه بحدة والاخر يضع قدمه على الكره
قال عمر بقوة : من فضلك مرر الكرة
ابتسم : من انت ؟ ما اسمك ؟
رفع عمر راسه بتعالي : انا عمر المصري ، وقال بعنجهية
من انت ؟ وماذا تفعل هنا ؟
ضحك بمرح : انا حافظ المصري وانا ببيت والدي
__ هل تقرب الي ابي
ابتسم بسخريه : نعم انه اخي الاصغر ، انا عمك
هز عمر راسه بالتحية : تشرفنا ، هلا تمرر الكرة
رفع حاجبية : تعال لتأخذها
جز عمر على اسنانه واندفع في اتجاهه ليأخذ منه الكره ولكن السيد حافظ تفوق عليه فهو يفوقه مهارة وقوة
ليحمر وجه عمر غضبا فيضحك عمه بقوة : انت متعالي يا فتى ، و معتد بنفسك ايضا ، للأسف تشبه والدك كثيرا
انتفضت من الجملة لاقف سريعا : ما هذا الذي تقوله ؟
نظر الي واتسعت عيناه وصمت قليلا ليصفر بانبهار وابتسم ابتسامة جذابة : من انت هل انت المربية ؟
زمجر عمر وانتهز فرصة انشغال عمه بالحديث معي ليندفع ناحيته وينتزع الكره من تحت قدمة ليهوى ارضا ويقف عمر فوق راسه ويقول بغرور : من حقي ان اعتد بنفسي
لم استطع كتم ضحكتي فوقوع عم عمر ونظرة الغرور التي تقفز من عيني عمر جعلتي انفجر ضاحكا
امسكت عمر من يده وانصرفت من امامه وانا لا استطيع التوقف عن الضحك
عندما اتى محمد واعددنا الغداء نزلت لأتناول معهم الغداء لينظر الي بحده ويسال : من انت ؟
ابتسم محمد : انها زوجتي يا حافظ ، اسمها نور
لمعت عيناه بنظره لم افهمها ولكنه ابتسم و مد يده ليصافحني فصافحته بهدوء ليرفع يدي ويقبلها برقة : تشرفت بمعرفتك نور
التفت بسرعة الي محمد وانا جاهلة لردة فعله لأرى وجهه كما هو جامد لا يعكس انفعالاته
هززت كتفي بلا مبالاة وابتسمت له : تشرفنا



اليوم عيد مولد عمر الثامن ، ازدادت المشاجرات بيني وبين محمد في الفترة السابقة والتوتر سائد ، اليوم تشاجرنا بشراسة فهو يريد ان يأخذ عمر معه الي الخارج فهو مسافر غدا اعلم جيدا انه اقتراح صفية فرفضت الامر لم يهتم لرفضي فقلت له اني لن اسافر معهم نظر الي ببروده الذي بت اكره حقا : على راحتك نور
اعلم سبب ضيقة جيدا ولكني اريده ان ينطق بكلمة واحدة ، كلمة واحدة تشعرني اني مهمة لدية ، ان قلبه ينبض الي أتساءل لماذا لا يمنعني من الخروج برفقة حافظ اذا كان هذا الامر يثير غضبه
لا انكر اني استمتع برفقة حافظ ولكن ما يجعلني اخرج معه هو ان اجعل محمد يشعر بالغيرة قليلا ، ولكن من الواضح ان هذا اللوح الجامد لا يشعر باي شيء ، حافظ لا يعني الي اكثر من صديق ائتمنه على اسراري
فهو القناه التي ارمي بها همومي ومشاكلي ولا انكر امتناني اليه فهو يقف معي ضد صفيه وتدخلها المستمر بحياتي
اشعر كأن الله وضعه بحياتي ليكون لي اخي الذي لم اتمتع بسنده ابدا



اليوم اكتب من بين دموعي ، لن استطيع مسامحة نفسي ابدا
لا اعلم ماذا افعل ، استيقظت في الصباح لأجد اني بين ذراعيه لا اعلم ما حدث ولا اذكر شيئا ، كيف وصلت الي هنا ، وكيف حدث هذا صرخت من رعبي وتخيلي لما حدث
لينتفض من نومه مفزوعا : ما بك حبيبتي ؟
رفعت يدي وصفعته بقوة وقبل ان يتنبه لما يحدث صفعته مرة اخرى امسك يدي بقوة فنعته بكل الشتائم الذي اعلمها وانا ابكي بانهيار
حاول ان يضمني الي صدره لأدفعه بعيدا واضربه بقوة على صدره
لينهض من جانبي وقال بقوة : كنت اظن انك تحبيني نور
صرخت : انت مجنون ، انا زوجة اخيك
اقترب مرة اخرى مني : اتركيه ، ونتزوج
نظرت اليه برعب : الا تفهم ، انه زوجي والد طفلي ، حبيبي
لا استطيع ان اتركه ، لا استطيع العيش بدونه
انتفض واقفا كان عقربه لسعته ليرتدي ملابسه ويخرج من الغرفة بسرعة
لملمت بقايا نفسي وذهبت الي غرفتي ، لملمت اشيائي الضرورية لأغادر الي منزل والدي
اريد ان اشعر بهدوء نفسي بعيدا عن هنا ، فالذنب يقتلني يمزقني لا اعلم كيف سأضع عيناي بعيني محمد ، لا اعلم كيف اتخلص من شعور الذنب الذي يسيطر علي ، انا السبب فانا من دفعه الي ذلك اهتممت به كاخي فظن اني احبه ولكني لم اكن لأخون زوجي ابدا معه حتى لو قلبي كان ينبض بحبه
ما يدفعني للجنون كيف فقدت وعيي ، تذكرت كاسي الخمر الذي اصر على ان يشربني اياه ، هل من الممكن ان كاسي الخمر يفقدوني وعيي هكذا
ضرب سؤال اخر بعقلي هل كان يقصد ان يحدث بيننا ما حدث
وضعت يدي على فمي لأمنع شهقاتي من الخروج حتى لا تسمعني امي فهي سألتني اكثر من مرة عما اتي بي بمفردي وابي يرغي ويزبد وهو يستنتج اني غاضبة من محمد
اقسمت لهم اني لم اتشاجر مع محمد ولكنهم لا يصدقوني
لا اعلم ماذا سيحدث ، لا اريد ان اترك محمد ولكني لن استطيع العيش معه بعد الان وخاصة فوجود هذا الحقير هناك





اتصلت والدة نور بيوم لتخبرني انها تريدني ضروري
ذهبت اليهم بعد ان استأذنت والدك لأجدها بحالة قلق كبيرة
سالتها : ما الامر ؟
اخبرتني ان نور تمكث عندهم من عشرة ايام ومحمد اتى لها مرتين ليقنعها بالعودة معه و هي رافضة بشكل قاطع وها هو اتصل اليوم واخبر والدتها انه يريد عودتها وانه لن يقدم على فعل أي شيء يغضبها ، طلبت مني ان اتكلم مع نور فهم الي الان لا يعلموا شيء عن سبب الخلاف بينهم ومحمد لا يفهم شيء ايضا ، كل ما اخبرهم به انه اخذ عمر وسافر وعاد بعدها بيومين ليجدها غادرت
شعرت بان هناك سبب مخفي ونور لا تخبر احدا عنه
دخلت وتكلمت معها وبعد فترة انهارت بين يدي وهي تخبرني بما فعله الحقير معها ، وانها لم تكن بوعيها
ولكنها لن تستطيع العودة الي محمد فهي تشعر بانها السبب فيما حدث وانه تشجع على فعل ذلك بسبب خروجها معه باستمرار اقسمت من بين دموعها انه لا يعني اليها شيء
وانها كانت تتعامل معه كاخ وصديق
هدأتها وانا اعلم جيدا انها لم تقترف شيء ليتخذ حافظ هذه الخطوة فانا اعرفه جيدا شخصية حقودة وكريهة ولا يتوانى عن فعل أي شيء ليحقق رغباته



اليوم سأعود مع محمد فنوارة هدأتني واخبرتني ان احاول ان انسى ، فعمر لا ذنب له ان انفصل عن والده ، وعندما اخبرتها برعبي من حافظ ، قالت بحزم : لا تتعاملي معه نور انشغلي بزوجك وطفلك



الحمد لله مضى اليوم على خير فانا عملت بنصيحة نوارة ومكثت بغرفتي معظم النهار وما سعدت به حقا اني امضيت اليوم برفقة عمر ، اشتقت اليه جدا ولكني اشعر بانه متغير
لا يبتسم كما كان يفعل دائما والغضب يلمع بعينيه
سالته بهدوء : ما بك حبيبي ؟ هل متضايق من شيء ؟
نظر الي بغضب : هل ستتركين والدي ؟
صعقت من الجملة لأساله برعب : من قال لك ذلك ؟
رد بضجر : سمعت عمتي تتكلم مع ابي وهي تقول انك ستتركينه لأنك لم تحبيه قط
هممت بالرد عليه لأفاجئ بمحمد يصيح بغضب : هذا غير صحيح عمر ، عمتك كانت تمزح معي حبيبي ، هيا لتنام فوقت نومك حان
نظرت اليه بلوم ليزفر بضيق: لم تكن تعلم انه موجود نور ، فهي اكيد لا تقصد ذلك
نظرت اليه والدموع تلمع بعيوني ليقترب مني ويحيطني بذراعيه : سأتكلم معها حتى لا تتفوه بمثل هذه الاشياء مرة اخرى
طبع قبلته على راسي ونظر الي : لكنها معذورة نور ، فانا كدت ان اجن وانت بعيدة عني ، الا تعلمي الي الان اني لا استطيع الاستغناء عنك انت حياتي نور
انهمرت دموعي بغزارة ليقبل خدودي برقه وحنان : توقفي نور ، لا تبكي حبيبتي
نظرت اليه لأسأله : حقا ، هل انا حبيبتك ؟
ابتسم : بلى ، اكثر من حبيبتي انت روحي وعقلي وقلبي وكياني كله نور
نثر قبلاته على راسي لأشعر باني بحلم جميل لا اريد ان استيقظ منه




اليوم اشعر بالهدوء يحاوطني فاليوم سافر حافظ لالتقط انفاسي ، فكلما كان يقع نظري عليه كنت اشعر بالذنب يجتاحني وخاصة ان محمد بدا يحسن من اسلوب معاملته معي واصبح يخبرني بمشاعره نحوي
ولكن شعور الذنب يتغلب علي عندما يخبرني بمشاعره
واشعر بالنفور من نفسي واني مخطئة بحقه عندما يلمسني
هممت ان اخبره اكثر من مرة ولكن لا اعلم ، خائفة بل مرعوبة من ردة فعله ، اعلم جيدا انه سيتركني ولكني خائفة ان يقتل اخاه ، فهو عندما يغضب لا يرى امامه
تكلمت مع نوارة اكثر من مرة وهي تشدد علي الا اخبر محمد بما حدث ، حتى لا تكون العواقب علينا وخيمة




اليوم اشعر بتوتر غير طبيعي لابد ان أتأكد اني حامل والاهم ان أتأكد ان حملي من محمد ، ولكن كيف سأتأكد ،حاولت ان اتخلص من الطفل ولكن محمد رفض بشدة
دعتني نوارة الي زيارتها فهي بالإسكندرية ،ذهبت لأقابلها واتكلم معها فهي من تستطيع ان تهدئتي
ذهبت اليها لأجدها مع اطفالها الرائعين احتضنت الفتاة التي تلعب على الارض حولنا وقبلتها وانا اقول : انها تشبهك نظرت الي الصغير الذي لأول مرة اراه ناولتني اياه : هذا هو يوسف
حملت الصغير وقبلته التفت اليها : الله يحميه نوارة
ولكنه لن يكون جميلا كياسين
بحثت بعيني : اين هو ؟
ضحكت نوارة : مع اصدقائه في البحر ، ياسين كبر الان ولا يقر بجانبي
تنهدت بخيبة امل : كنت اريد ان اراه ، هل سيتذكرني ؟
__ لا ولكنه عندما يراك سيحمر وجهه ويغادر الغرفة
ضحكت : هل هو خجول ؟
__ جدا ، صديقية المقربين يغازلن الفتيات علنا وهو لا يقترب من أي مكان به فتاه ، بل ينفر منهم بشكل عجيب
ضحكت لتكمل : سالته ذات مرة لماذا لا يتكلم مع الفتيات الاخريات قال بضيق انهن تافهات امي
ضحكت من قلبي على هذا الرجل الصغير لتنظر الي نوارة
وتقول بهدوء : ما بك نور ؟
ضحكتك ليست نابعة من قلبك
نظرت لها وقلت بتوتر : انا حامل
تهلل وجهها بالسعادة لتنطفئ السعادة من عينيها
عندما تلاقت نظراتنا لأقول بقلق : خائفة ان يكون طفله نوارة
اتسعت عيناها رعبا ونفضت راسها : لا طبعا هذا احتمال بعيد ، لا تبثي الرعب بقلبك بدون داعي
اخبرتها باني تشاجرت مع محمد البارحة فانا اريد ان اتخلص من الجنين وهو يريده بشده لدرجة انه اقسم على الا افعل ذلك
تنهدت : لا تقلقي نور ، ستتحسن الاوضاع قريبا
ابتسمت بألم : اتمنى ذلك
دخل الي الغرفة صبي جميل وهو يزمجر من الغضب ويتشاجر مع فتاه صغيرة تقريبا بسن عمر كانت تبكي بقوة
وقفت بعيدا ليصيح هو بكلمات غير مفهومة
قالت نوارة بحزم : اصمتا
توقفت الفتاه عن البكاء وصمت هو الاخر ابتسمت لردة فعلهما السريعة فانا لا استطيع الي الان السيطرة على نوبات غضب عمر الي الان نظرت اليهما : تعالى انت وهي سلما على ضيفتي
احمرت اذناه بشدة عند رؤيتي اتت الفتاة بهدوء لأمسح على راسها واقبل وجنتيها ، تسمر مكانه ونظر الي بهدوء وشد قامته وهز راسه ليحييني بابتسامة متكلفة : اهلا سيدتي
خرج من الغرفة لتتبعه الفتاه مسرعة : خذني معك
صاح بقوة : لا ، انت تثيرين المشاكل
نظرت الي امها بقهر لتبتسم نوارة وتقول بهدوء : لماذا ياسين ؟
__ انها تثير المشاكل امي ، وتتشاجر معي
نظرت نادين الي امها : حنان ستذهب معهم هي و مريم لماذا لا اذهب انا ايضا
قالت نوارة بحزم : خذ اختك معك ياسين واذا لا تريد الاعتناء بها اخبر احمد ان يعتني بها
نظر بقوة لامه : لست عاجز معها امي سأهتم بها انا
جز على اسنانه غضبا ليصيح بها : تعالي
انتفضت من صيحته لأنظر الي نوارة : كبر نوارة واصبح رجلا
ابتسمت : انه يدفعني للجنون ، لا اعلم الي من ينتمي بطبعه هذا
__ اكيد الي محمود بك
__ لا محود ليس هكذا ، هو بنفسه عاجز على ترويضه ، حماتي اخبرتني انها يشبه جده شكلا وطبعا
__ ستركض الفتيات خلفه نوارة
ضحكت بقوة : اه لو سمعك لاحمرت عيناه غضبا منك
ابتسمت لتربت على كتفي : لا تضعي هذا الموضوع بعقلك نور ، انها ابنة محمد ، الم يقترب منك من حينها
__ لا طبعا
__ عندما تضعين الطفل ستتأكدين انها ابنة محمد
__ اتمنى من كل قلبي ان يكون طفل محمد




حمدت الله عندما ولدت نور ، فميلادها اتى بعد ثمانية اشهر على حادثتي مع حافظ وهذا يعني انها ابنة محمد فهي اتت سليمة معافاة ، الحمد لله
اسميتها نور حتى تذكر محمد بي دائما ، فانا اريده ان يتذكرني دائما ، اريده عندما يعلم بما حدث ان يظل قلبه يحبني ، ان تظل شفتاه تنادي باسمي ونظرة الحب تطل من عيناه ، فهو لن يكره ابنته ابدا نعم لن تكون هذه النظرة موجهه الي وستكون لابنته ، ولكنه سيظل يقولها بنفس طريقته التي اعتدت عليها



كم اشعر بالفرح لفرحته بها ، فهو يشعرني بانها اول اطفالنا
يحبها بشدة ويدللها ، اشعر بان عمر ضائق من هذا الدلال المفرط للكائنة الجديدة الذي لا يفهم لماذا نعتني بها هكذا ، الخوف يمتلكني ان يصير قاسي عليها ، فهو كان الطفل الوحيد لمدة تسع سنوات الطفل المدلل لوقت طويل ولا يستسيغ ان يأتي احد اخر يشاركه هذا الدلال وما يزيد ضيقي صفية وما تفعله معه ، فهي تشعره بان نور لا اهمية لها بجانبه وانه الولد الوحيد ، او ولي العهد الذي ستؤول اليه كل هذه الاملاك فلا يهتم بهذه الصغيرة
هي ايضا استاءت من كون الطفل فتاه وانقلب وجهها فالفتاه بعقيدتها لا اهمية لها ، فهي لن تكون سندا لأبيها كعمر
ولكن ما اشعر به حقا انها تكرهها لأنها تشبهني ولان محمد طاوعني على ان يسميها نور ، كانت تعتقد ان محمد سيسميها على اسمها او اسم والدتهما ولكن محمد خلف كل توقعتنا انا ايضا كنت اظن ذلك وانه لن يمتثل الي رغبتي في تسميتها بنور ، كم انا فرحة بتغيره هذا
فهو اصبح اكثر تفهما ولكن قسوته وبروده يتحكمان به كثيرا
ولكني التمس له العذر فمن شب على شيء شاب عليه



اليوم اشعر بالغضب يتملكني فلقد تناهى الي مسامعي صفية وهي تصيح بنور لأجل ان تترك عمر يستذكر دروسه
نظرت الي ما يحدث لأجد نور واقفة بين لعبها المنتشرة على ارضية الغرفة وعمر جالس على مكتبه يستذكر فهو باخر سنة له في المرحلة الابتدائية
نظر عمر بقهر لأخته التي تشده من يده ليلعب معها وهي لا تفهم ماذا يحدث من حولها فهي تكاد تبلغ العامين
نفض يده بقوة من يدها لتقع ارضا لينظر لها بعدم اهتمام ويجلس بمكانه
انتفضت غضبا لأذهب اليهم حملت نور بين ذراعي وعنفته بشده حاولت صفيه ان تدافع عنه لأصيح بها هي الاخرى ، فهي السبب الرئيسي لمعاملته السيئة لأخته
تركتنا صفيه وهي غاضبه لأنظر اليه بتأنيب ليخفض بصره
احتضنته بين ذراعي وجلست واجلسته بحضني وقلت له بهدوء : انظر عمر الي شقيقتك
نظر لها لابتسم: انظر كم هي جميلة
ابتسم لتضحك له نور مقهقهه : انظر ، هي تحبك
هز راسه موافقا : وانا الاخر امي احبها ولكني اريد ان استذكر دروسي
__ كيف تحبها وتعاملها بهذه القسوة عمر ؟
نظر لي ولم يجبني لأقول بغضب : لا تصبح كوالدك عمر ، لا تصير قاسيا على شقيقتك ، اريدك ان تكون حنونا متفهما وعطوفا
هز راسه بإيجاب : حاضر امي
ربت على راسه بهدوء : هيا اذهب لتنام واستذكر بقية دروسك غدا
انتظرت محمد واخبرته بما حدث وتكلمت معه بنبرة شديدة ان يتكلم مع اخته فانا لا اريد ان يتربى اولادي على كراهية بعضهما
شعرت بغضبه هذه المرة منها ولأول مرة تركني وذهب اليها وهو مقتنع ان هذا لا يجب ان يستمر




اشعر بسعادة تغمرني فصفية اليوم تتزوج وتنتقل الي بيت اخر
لا انكر اني تفاجأت من موافقتها على هذا العريس دونا عن غيره ، انه رجل بسيط من الطبقة المتوسطة يعمل مدرسا بمدرسة عمر ، لا اعلم لماذا اشعر انها على دراية جيده به فهي وافقت فورا حين ابلغها محمد عن اسمه ، محمد نفسه اسر لي بانه غير مقتنع بهذه الزيجة الغير متكافئة اجتماعيا
ولكن والده موافق وهي ايضا وهو لن يسرق فرحة اخته بدون اسباب كافية ، واذا كانت هي مقتنعة به سيوافق ارضاء لها



اشعر بالاشمئزاز اليوم عندما رايته فها هو عاد ليأخذ عزاء والده ، ولكن اشعر بانه ناوي على الشر لمحمد
فعيناه تنطق بحقد دفين ، محمد ايضا اعصابه على المحك فموت والده اثر به بشده وانا اشعر انه يتأهب لمعركه ستدور بينه وبين حافظ
لا اعلم الي اين ستنتهي بنا هذه المعركة الباردة التي تدور بينهما
ما يقلقني ايضا خرافات حافظ عن كون نور ابنته
خائفة ان يخبر محمد بهذه الخرافات ويهد المعبد على رؤوسنا ، فهو مجنون لن يردعه شيء عما يريده
انا متأكدة انها ليست ابنته ، ولكنها ورثت لون شعره الغريب وطابع الحسن الذي لا اعلم من اين اتت به
اذا استمع محمد لهذه الادلة لن يفكر بسؤالي ولا الاستماع الي ، بل سيصدق اخاه فورا



لا اعلم ماذا افعل مع هذا الحقير فهو لا ينفك ان يضايقني اليوم اخبرني بكل جبروت انه سيحصل علي وقتما يريد
واني لن استطيع منعه او رفضه
اشعر بالاختناق حينما اراه ولكن كل ما اريده الان ان ابتعد عن هذا القصر الذي حمل سنين عذابي
اخبرني محمد انه عندما يأتي من السفر سننتقل فورا الي القاهرة
كنت اريد ان اذهب الي والدي بم انه مسافر ولكن عمر لدية امتحان غدا ، لينتهي منه ونسافر على الفور




عاد عمر من الامتحان وهو سعيد جدا واخبرني انه سيذهب الي صديقه حسن ويمضي معه الليلة ، كنت اريد ان ارفض ولكني لم اشأ ان اسرق فرحته بانتهاء الاختبارات ووافقت ان يذهب معه
ساعد الفراش لننام انا ونور معا
نظرت اليها وهي تلعب بعروستها الجميلة وقلت لها : هيا لننام يا صغيرتي




قلب الصفحة ليقرا الباقي ليجد الصفحات الباقية فارغة
نفض الدفتر مرة اخرى يمكن ان تكون امه فوتت عدة صفحات ولكنه لم يجد أي حرف اخر
رمى الدفتر على المكتب واعتدل جالسا فهو يتذكر هذه الليلة جيدا ، نعم كان يريد ان يبيت عند صديقه ولكنه اراد ان يعود للقصر فوجود امه واخته بمفردهما اقلقه
وصل الي القصر الساعة الثانية صباحا بعد ان اوصله شقيق حسن الكبير ، عندما وجدوه مصرا على العودة الي منزله



يتذكر هذه الليلة جيدا ويتذكر الموعد ايضا فهو نظر الي ساعته عندما دخل من باب القصر
تعجب ان عمه الكريه لم يكن بالصالة كعادته فهو يسهر ليلا يحتسي الخمر الذي لم يكن متواجد بالقصر قبل عودته فهو لم يرى والده ابدا يشرب هذا النوع من المشروبات وبإحدى المرات دعاه عمه ليشرب معه كاس فنهره اباه بشده وتشاجر مع عمه مشاجرة مخيفة كان لأول مرة يرى اباه غاضبا هكذا، لا يطيق هذا العم ولا يعلم السبب ولكن وجوده ثقيل الظل على قلبه
صعد السلالم وذهب الي غرفته وقبل ان يدلف الي الداخل اراد ان يطمئن على شقيقته ذهب الي غرفتها وطل من الباب فلم يجدها عقد حاجبيه تعجبا ولكنه ابتسم فهي من عادتها الاستيقاظ والذهاب الي غرفة والديهما لتنام هناك
ابتسم وذهب اليهم ليشاركهم الفراش بم ان اباه غير متواجد
دلف الي الداخل بهدوء حتى لا يوقظ احدا منهما ليقشعر بدنه مما يراه
عاد بظهره الي الخارج وهو يشعر بانه سيفرغ ما بمعدته
ليسرع الي غرفته ويدخل الي دورة المياه ويتقيأ
بكي بشدة لم يتخيل ان امه تخون اباه ومع هذا الحقير
لا يستطيع ان يحتمل هذا الالم ، لا يستطيع ماذا فعل اباه
لتفعل به ما فعلته ، لا تستحق ان تحيي معه ولا دقيقة واحدة
انتفض على دموعه وهي تبلل رقبته وشفتيه وهو يتذكر هذه الليلة السوداء
ويتذكر كيف غفت عينيه وهو يجلس على الارض يضم ركبتيه الي صدره ليستيقظ صباحا على صوت صراخ حاد ناتج من غرفة والدته لم يهتم بما يحدث لها وتمنى من قلبه ان تموت ، ولكنه تذكر شقيقته اين كانت البارحة
ذهب سريعا ليبحث عنها لم يجدها بغرفتها ولا بالحديقة في هذا الوقت تنبه الي سيارة الاسعاف التي تنقل والدته للمشفى
ضحك ساخرا وهو يرى انها تستحق عقاب اكثر من ذلك على ما فعلته بابيه
وجد نور اخيرا بغرفة الملابس الخاصة بغرفة والديهما
مختبئة تحت رف الملابس السفلي ونائمة
تعجب من مكان تواجدها ولكنه ايقظها بهدوء وشدها الي الخارج ، استيقظت مفزوعة من النوم وبكت وهي تشير بيديها وتحاول ان تخبره عن لص حاول سرقتها
ابتسم وهو يهدئها فخيالها خصب جدا
جلس ودعك وجهه بيديه وهو يحاول ان يتخلص من الالم الذي اصاب راسه من هذه الذكرى البشعة ، يشعر بشيء مفقود ، المذكرات اخبرته ان والدته لم تحب عمه ابدا بل كانت تعشق اباه ، وتؤكد ايضا ما قالته عمته بان والده لم يكن يخبر امه بمدى حبه لها
واذا كان عمه افقد امه وعيها لينالها المرة الاولى ما راه هذه الليلة لا يدل على انه اجبرها
اذن ما الذي دفعها الي الانتحار هل كان الندم على ما فعلته
ولكن اخر صفحة بمذكراتها تؤكد انها لا تحب عمه ايضا وانها لا تريده
ماذا حدث ؟ شعر بالصداع يتزايد داخل راسه والدموع تتجمع بعيونه ، اذن عمه كذب عليه وعلى جده وعلى عمته لم تكن نور ابنته
ولم يكن على علاقة بأمه ، امه الذي ظلمها حية وميته كان يكرهها عندما تقفز الي ذكرياته لا يستطيع تحمل فكرة ان هذا الحقير اعتدى على امه وهي غائبة عن الوعي
تمتم من بين اسنانه : سأقتلك حافظ سأقتلك



عاد حافظ ليقلب الدنيا راسا على عقب توترت نور من وجوده وهو تعرض لها اكثر من مرة وردد ان نور ابنته
وزعزع ثقتها بنفسها ، زادت الخلافات بينها وبين محمد
الذي لم يسلم من شر حافظ
كان في ذاك الوقت محمد انشا شركة صغيرة مع اباك للمقاولات من ماله الخاص بعيدا عن ورثه من ابية
طرده حافظ من الشركة والمصنع ومع تصميم نور على
الانتقال الي القاهرة ، اخبره اباك ان يأتي ويصبح مسئولا عن الشركة وفعلا بدأ محمد الاعتناء بالشركة لينضم اليهم احمد سليم وتتوسع الشركة وطبعا اباك عهد بالشئون القانونية للسيد عبد العزيز ، بدأت الشركة في الازدهار والامور تستقر وبدا محمد في الترتيب لينتقلا هنا
ولكن جاءت صفقة مهمة للشركة ليسافر محمد و والدك للخارج ليتمما الصفقة
لاستيقظ في الصباح التالي لسفرهم على الهاتف ووالدة نور تخبرني انها بالمشفى
سافرت معهم الي الاسكندرية لأجد صفية امامي وهي تخبرني انها لا تعلم ما بها فهي اتت في الصباح لتطمئن على اولاد اخيها لتجد نور في حالة انهيار حادة وانها حاولت الانتحار ، اخبرنا الطبيب انها صدمة عصبية حادة فقدت على اثرها الوعي و ذهبت بها الي الغيبوبة
ظلت بالغيبوبة لمدة عشرون يوما ،محمد خلال هذه الفترة رتب امورهم لتخرج من المشفى الي منزل اللواء اسماعيل
ولكنها لم تعد كما نعرفها ، كانت تتعرض لنوبات اكتئاب حادة لا نعلم سببها ، محمد كان يموت حزنا عليها كل يوم
وبإحدى الايام وجدتها تتصل بي وتخبرني انها تريدني
طبعا ذهبت اليها على الفور فهي كانت ترفض مقابلة أي احد حتى محمد كانت الممرضة ترافقها باستمرار لتمنعها من الانتحار كنا جميعا نرها وهي نائمة
احتضنتها من كثرة شوقي اليها لتدمع عيناي : اشتقت اليك نور
ابتسمت بتوتر : وانا ايضا
نظرت لها وسالتها : ماذا حدث نور ؟ اخبريني فانا كدت افقد عقلي
نظرت الي وانهمرت دموعها لتصيح بان حافظ اغتصبها بالقوة دون ان يراعي أي شيء


انتفض ياسين من الجملة ليحمر وجهه بشدة وينتفض واقفا
لتمسكه والدته من يده وتشده : اهدئ ياسين
خلص يده من يد امه ليذهب الي النافذة وينظر منها قال بجمود : اكملي امي ، اريد ان اعلم كل شيء
__ احتضنتها بين ذراعي لأجد محمد امامي وجهه منتفخ من الغضب والصدمة تقفز من ملامحة
شدها من بين يدي ليوقفها امامه وسألها بغضب
هل ما سمعته صحيح ؟ انهمرت الدموع من عيونها
لتتسع عيناه والشرر يتطاير منهما ليخرج سريعا من الغرفة
ركضت وراءه وركبت بجواره وهي ترجوه ان لا يذهب اليه
كانت هذه اخر مرة اراهما بها فعلى المساء جاءنا خبر وفاتهما
تذكر عندما اخبرته نور عن اخر ليلة لوالدها معها
بعد وفاة محمد سحب اللواء اسماعيل نصيبة من الشركة على الرغم ان اباك اخبره الا يفعل ويترك نصيب محمد ليجد عمر شيء يستند عليه عندما يكبر
ولكن اللواء اسماعيل اصر على موقفه واخبره انه يريد ان يجنب عمر عالم الاعمال وانه لا يريد لعمر ان يحتك بعمه
التفت اليها : ولكني لم التقي بمحمد المصري اطلاقا
كنت لا تهتم بأصدقاء والدك ياسين وكنت تعرف والد معتز لان معتز صديقك ، وايضا السيد عبد العزيز بسبب حنان
ولكن محمد كان منغلقا، وانغلق زيادة بعد حالة نور المتدهورة ، وعندما توفى بنى اللواء اسماعيل حول حفيديه جدارا عازلا بعيدا عن كل ما كان له صلة بنور ومحمد
فمنعهم عن عمهم وعمتهم ، وابلغني بذوق اني لا اتي للاطمئنان عليهم ويكفي الاطمئنان عن طريق الهاتف
عقد حاجبيه : لماذا ؟ هذا الرجل تصرفاته عجيبة
__ علمت من والدة نور فيما بعد ، فانا كنت ازورها باستمرار وكنت اختار اوقات لا يتواجد احد بالمنزل غيرها اخبرتني ان حافظ اتى وكان يريد ان يأخذ نور ، تعجبت حينها وسالتها وعمر
تنهدت وبكت بقوة : يقول ان نور ابنته ، اسماعيل كاد ان يقتله ، ولكن عمر وقف بينهما
لا اعلم ما الذي يريده من احفادي ، واشعر اني سأفقد اسماعيل قريبا بسببه
اخبرتها حينها ان حافظ كاذب وانه يفتري على نور ولكني لم اشأ ان اصدمها بما فعله حافظ مع نور شعرت اني لو اخبرتها ، ستموت كمدا على ابنتها
توفت بعدها بوقت ليس بقليل ، والحقها اللواء اسماعيل بعدها بقليل ليتركا نور في حماية عمر ، ولكن والدك وقف حائلا بين حافظ وبينهم واوصى الاستاذ مصطفى ان يعتني بهما هو و زوجته ، فعمر حينها كان باخر سنواته بكلية الهندسة وعند نجاحة بعث له والدك بباقي ارباح لأسهم اصر الا يعطيها للواء اسماعيل ، واخبره ان يؤسس شركة خاصة به ، ويعتمد على نفسه
__ هل قابل عمر ابي ؟
__ نعم مرة واحدة ، اتى الي هنا مع الاستاذ مصطفى والد علي ، و اخبرني محمود حينها اني لا اقلق على نور فهي ستكون بأمان معه
وبعدها انقطعت اخبارهم عنا وانا انشغلت بوالدك ومشاكل الشركة وانت عدت الي مصر لانشغل اكثر عنهم
ثم توفى والدك رحمة الله عليه
صمتت لينظر اليها مطولا : هل العداء الذي نشا بين ابي وحافظ كان سببه انت امي ؟
نظرت اليه بتعجب لتبتسم : انا كنت احد الاسباب فحافظ لم ينسى اني رفضت الزواج منه قبيل سفره
ولكن ما ازاد العداء بينهم هو وقف اباك في وجهه وحمايته لنور وعمر ، وخاصة عمر
اتمنى ان اكون وضحت لك كم انت مخطئ بحكمك على والدة زوجتك ياسين ، واتمنى ان لا تكون اذيت زوجتك بسبب هذا الحقير
تنهد وهو يغمض عينيه ، لقد دمرتها امي ما فعلته معها ارعبها ومن المؤكد انها ستتركني لن تنتظر معي دقيقة واحدة انه عقاب قاسي ان تتركني وتذهب ولكني استحق هذا العقاب
ماذا سأفعل معك نور ؟ ماذا سأفعل ؟ هل اؤذيك اكثر واجبرك على العيش معي ، او اتركك تفعلين ما تريدينه



انتبه على صوت امه وهي تخرج من المكتب : انظر ياسين وجدت هذا مرمي امام الباب
نظر الي ما تشير اليه امه ليجد بيدها مغلف ابيض
لماذا يشعر بان قلبه يترجف بين ضلوعه وان هذا المغلف الرقيق له علاقة به
ابتلع ريقه وتقدم الي امه واخذه من يدها
فتحه بهدوء ليجد رسالة بداخله من النظرة الاولى علم انه من نور قرا الكلمات القليلة التي به ، واغمض عينيه بألم
نظرت اليه امه بقلق : ماذا هناك ياسين ؟
__ لقد تركتني امي ، تركتني
ذهبت الي اخيها وترجوني ان لا اذهب اليها ، فهي لن تخبر عمر عن خلافتنا حتى لا يزيد عليه التعب
تريد ان تأخذ قسطا من الراحة بعيدا عني لتستطيع الوصول الي قرار هل ستعود الي ام سننفصل بهدوء
لمعت الدموع بعينيه ليتنفس بقوة وينفض راسه
نظر الي والدته ليكمل : بعد اذنك امي ، سأذهب لأنام فغدا يوما شاق بالنسبة الي ، ولابد ان اخذ قسطا من الراحة



تركها وذهب لتتنهد الما على ابنها البكر الذي طالما نجح وبجدارة ان يسيطر على مشاعره ولا يظهر منها شيء
تعلم انه يتألم بشدة وانه لن يستطيع العيش بدون زوجته

مد يده لترتعش بعنف قبض كفه بقوة وامسك مقبض الباب كانه يفرغ ضيقه به
فتح الباب لتهب عليه رائحتها الرقيقة استنشق الهواء بقوة
وخطى الي الداخل وهو يتمنى ان تكون موجوده كما تركها وان هذه الرسالة لم تتواجد ولم يقرأها
لف عينيه بغرفة النوم ليجدها مرتبه وخالية منها
تركت كل شيء ورحلت ، ملابسها وعطورها وكل شيء
تركت كل شيء ورحلت ، هل هذا معناه انها ستاتي ثانية
ام معناه انها تتخلى عن كل شيء يربطها به
فتح دولاب الملابس ووقف ينظر الي ملابسها
ويشعر انه يراها امامه مد يده وسحب روب حريري كانت ترتديه لأخر ليلة لهما هنا ، ليلة عيد مولده ، الليلة التي لن ينساها ابدا
احتضنه بقوة واستنشق رائحتها منه ، جلس ارضا واسند ظهره الي الدولاب زفر نفسه بقوة : كيف سأقضي الايام القادمة من غيرك نور



************************


رن الجرس لتنظر الي الساعة الكبيرة الواقعة بغرفة الجلوس لتجدها تعدت الحادية عشر مساءا
تعجبت من سياتي لهم الان ، بل من سياتي لهم اصلا
فلا احد يزورهم اطلاقا ، هل عاد حافظ ؟
نهضت لتجد احد الخدم يفتح الباب ذهبت لترى من القادم
لتشهق بفزع : هل حدث شيء لعمر ؟
نظرت الي عمتها بعينيها الباكية وهزت راسها نافية لترتمي بحضن عمتها وبكائها يزداد
ضمتها عمتها الي صدرها : ماذا حدث حبيبتي ؟
قالت من بين دموعها :اين عمي اريد ان اتحدث معه ؟
رتبت على ظهرها وهي تقودها للداخل : اهدئي نور ، اهدئي ولنتكلم بعد قليل
جلست واجلستها بجوارها على الاريكة وضمتها الي صدرها اكثر وهي ترتب على ظهرها وتسمي عليها بالرحمن
الي ان هدئت وتوقفت عن البكاء
رفعت راسها من حضن عمتها : اسفة عمتي جئت فجأة وافزعتك ببكائي
نظرت اليها بعتب : ماذا تقولين نور ؟ انه بيتك حبيبتي وتأتي هنا وقت ما تشائين
__ هلا تسمحي لي بالمبيت هنا ؟
نظرت اليها بتعجب : طبعا ، على الاقل تؤنسيني في غياب عمك
__ اين هو ، كنت امل ان اراه واتحدث معه
توترت صفية : لماذا نور هل حدث شيء لعمر ؟
__ لا عمتي ، انا اريد ان استفهم عن شيء يخص عمي
نظرت اليها متفحصة : هل حدثت مشكلة بينك وبين زوجك؟
وتريدين من عمك ان يتدخل
نظرت الي عمتها بعينين دامعتين وقررت ان تقص لها ما سمعته فهي بحالة نفسية سيئة وعلى وشك الانهيار
نظرت اليها وقالت بجدية : لا استبعد ان يكون عمك فعلا وراء وفاة محمود بك
__ هل تعرفيه عمتي ؟
__ نعم ، كان شريك محمد لبعضا من الوقت قبل ان يتوفى والدك
نظرت اليها بعينين حالمتين : كلميني عنه عمتي
اخبريني بكل شيء
ابتسمت عمتها وهي تنظر الي لمعة عيناها التي تشعرها بانها راتها من قبل بعيني محمد كثير عندما يكون متحمس لشيء ما
__ سآتي لك بملابس لتبدلي ملابسك
__ حقيبتي بالسيارة
__ اذن سامر احد الخدم ليأتي بها من الخارج وانت اذهبي لتأخذي حماما يهدئ اعصابك ، تعالي
رافقت عمتي الي احدى الغرف من الواضح انها مؤثثة حديثا
نظرت لها : اريد ان اجلس بغرفة ابي
ابتسمت لأرشدها الي غرفة والديها وتركتها هناك
دلفت الي الغرفة لأشعر بموجة من الصقيع تجتاحني
اقشعر بدني من البرودة التي زحفت الي انحاء جسدي
اشعر بخنقة تسيطر على انفاسي والغصة تقف بحلقي ولا اعلم لماذا الدموع تجمعت بعيوني ، تهيا لي اني سمعت احدل يصرخ من حولي صرخات مستنجدة ، التفت حولي لأتأكد من الصراخ الذي يتردد باذني لأجد اني وحيدة ولا احد غير بالغرفة
توجهت الي دورة المياه لأخذ حماما يهدئ اعصابي قليلا
وقفت تحت المياه لأسكب دموعي فلا استطيع التفرقة بينها وبين المياه التي تتناثر على جسدي ، ابكي بشدة وانا اخبر نفسي ان البكاء سيريحني ، سينسيني ، سيجعلني اقوى من ذي قبل ، ومن بين دموعي تذكرت كم كان حنون كم كان رقيق ، ليتبدل الي الحال ويصبح قاسي ومرعب ، اجتاحتني الرجفة من اثر عنفه معي لأضم جسدي بقوة وانا اشهق اكثر
ودموعي تنهمر بغزارة لأتذكره وهو يقول :ابتعدي عني فانا لا استطيع الابتعاد عنك
اتمنى ان تكون مرتاحا ياسين ، اتمنى ان اكون حققت لك ما تمنيته


خرجت بعد وقت ليس بقليل وانا امسح دموعي الذي ظلت تتساقط على وجهي لا استطيع التوقف عن البكاء
نظرت الي المرآه لأرى عيناي منتفختان من اثر البكاء ووجهي شاحب ، وجدت حقيبتي موضوعة على الفراش فذهبت واخرجت ملابسي وبدأت بارتدائها توقفت عند العلامة الزرقاء بذراعي ، اثار أصابعه واضحة وكأنها تخبرني بوجوده في حياتي حتى وانا بعيدة عنه كل هذه المسافة
__ لن اسامحك ياسين ، لن اسامحك
دق الباب ليفتح : هل انتهيت نور ؟ اتيتي لك بالعشاء
__ تفضلي عمتي ، اجلسي لتكلميني عن ابي
رتبت على خدي بحنان : هيا تناولي الطعام واخلدي للنوم وغدا نتحدث ، ولكن الان نامي واستريحي



اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
لا تحرموني من ارائكم وتوقعاتكم
موعدنا القادم ان شاء الله
يوم الاثنين مع الجزء الثاني
القاكم قريبا

سلافه الشرقاوي 13-09-11 02:49 AM

الفصل الرابع والثلاثون

الجزء الثاني


دخلت الي جناحه بالصباح لأوقظه واطمئن عليه فالبارحة كان بحالة من البؤس والالم لم تفتني حتى لو لم يظهرها
شهقت بألم عندما راته نائما على الارض بجانب دولاب الملابس ومتوسد ذراعه اسرعت اليه لأطمئن الا يكون اصابه شيء لأجده نائما رتبت على خده بلطف
وهمست : ياسين ، قم حبيبي
تمتم بهمس : اتركيني قليلا نور ،اريد ان انام وقتا اطول
دمعت عيناي و نادته بصوت اعلى قليلا : ياسين ، قم بني
فتح عينيه ليجدني امامه فينتفض جالسا نظرت اليه بعتب
ليشيح بنظره بعيدا عني اقتربت منه وربت على فخده
__ اذهب وراضيها وات بها معك ، اعتذر منها على ما فعلته ، واوعدها بانك لن تفعل ذلك ثانية ، ستسامحك ، هي تحبك بقدر ما انت تحبها ، ستسامحك ياسين
رمش بعينيه قال بحمود : لا امي ، مثل ما تركتني وذهبت دون اذني ، ستاتي بمفردها
اتسعت عيناي غضبا : هل تعامل بنات العائلات بهذه الطريقة السيئة ، اذهب الي زوجتك وراضيها ، اريد ان اراها اليوم
وقف منتفضا : امي من فضلك لا تتدخلي بهذا الامر ، لن اذهب اليها ، حتى لو سأموت من غيرها ، سأموت راضيا على ان اذهب اليها
صاح بقوة اكبر : وهل بنات العائلات يغادرن بيوتهن بدون اذن ازواجهن ، بنات الشوارع لا يفعلن ذلك
هدرت بصوت عالي : ياسين
زفر بضيق : حاضر امي سأذهب اليها ولكني سأعطيها وقت لتهدئ به ، وانا ايضا اعالج مشاكل الشركة المتفاقمة
هززت راسي بعدم رضى : حسنا ، تعال لتتناول فطورك


تركتني امي وانصرفت ليقع نظري على روبها الحريري الواقع على الارض لأزفر بضيق نظرت الي هاتفي وانا افكر هل اتصل بها لأطمئن عليها ام لا ، سأتصل واخبرها اني سآتي لها بعد يومين لتبلغني بقرارها ، واطمئن على حالة عمر
اسرعت الي الهاتف وانا ارتب الحروف بداخلي واتحكم بصوتي حتى لا يفضحني شوقي اليها لأجد الرسالة الصوتية بالصوت الانثوي الممل تخبرني ان هاتفها مغلق
اطبقت على الهاتف بقوة و جززت على اسناني غاضبا
__ اللعنة عليك نور ، لن اسال عنك وستاتي غصبا عنك


********************

نظرت حولي بانبهار لهذه الحديقة الرائعة وانا اتمم : سبحان الله ، سمعت صوت صراخ امرأة لأبحث عن مصدر الصوت
صوت الصراخ يزداد لأركض بقوة خائفة هروبا من هذا الصوت المخيف ارتطمت بجسد قوي ، لأشهق بعنف رفعت عيني لأجده امامي ينظر الي بقسوة وعيناه تحملان الوعيد وتتألق بنيران دخانية
لارتجف بقوة ضمني الي صدره بقوة ليقبلني بعنف
حاولت ان ادفعه بعيدا عني لأصرخ بقوة : ابتعد
استيقظت منتفضة على قوة صرختي لتدلف عمتي الي الغرفة والخوف يقفز من عينيها والقلق يعم وجهها
اسرعت الي عندما وجدت دموعي تنهمر على وجنتي
لتحتضني مهدئا : بسم الله عليك حبيبتي
ماذا حدث ؟ لقد ارعبتني صرختك
__ مجرد حلم عمتي ، انه حلم مزعج لا اكثر
رتبت على كتفي : حسنا استعيذي بالله وتعالي لنتناول الافطار معا

تركتني وانصرفت لأسند راسي على ظهر الفراش
__ متى ستتركني بحالي ياسين ؟
فكرت في صوت الصراخات التي استمع اليها من البارحة
فلقد استيقظت اكثر من مرة على صوت الصراخ ولكني لا اعلم مصدره
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ونهضت حتى لا أتأخر على عمتي


********************


نظرت اليه وهو يمثل تناوله للطعام ، امسكت يده برقة
__ ما بك عمر؟ من البارحة وانت واجم ولا تتكلم تأخرت بالمكتب وعندما اتيت لتنام لم ترد علي ، رغم انك لم تنم الا بعد الفجر
__ قلق قليلا علياء ، اريد ان اطمئن على سير العمل
__ الم يطمئنك الاستاذ محمد البارحة وياسين كان يطمئنك كل يوم وانت بالمشفى
تنهد : اه ياسين ، لا اعلم كيف ارد له جمائله الكثيرة التي تثقل كاهلي
__ اتعجب نور لم تأتي البارحة كما وعدتني ، ولا ترد على هاتفها من الصباح
نظر اليها بتعجب : الصباح ، نظر الي ساعته : انها العاشرة علياء هل اتصلت بها قبل ذلك
ارتبكت وهمست : نعم من حوالي ساعة
نظرت اليها معاتبا : علياء ، الا يكفي انشغالها معنا الايام الماضية واهمالها لزوجها لتتصلي بها انت بالصباح الباكر
لا تتصلي بها مرة اخرى واتركيها لتعتني بزوجها ، فهي اهملته الايام الماضية
هزت راسها موافقة لينظر اليها بتفحص : هل كنت تريدين منها شيء ؟
ارتبكت وردت بتلعثم : ها ، لا
قال بحزم : علياء
تنحنحت : كان من المفترض ان تأتي لي بأدويتي
نظر بتعجب : ادويتك ، هل تتناولين الادوية ؟
__ انها مسكنات من اجل ذراعي
__ لا تكثري من المسكنات فهي ضارة ، ثم هل يؤلمك ذراعك الي هذا الحد ؟
نظرت اليه لا تريد الكذب اكثر من ذلك فالمسكنات للألم الذي ينتابها بسبب الاجهاض الذي تعرضت له
وهي بالمشفى تعرضت لنوبات حادة من الالم ولكن الطبيب طمئنها وكتب لها بعض المسكنات التي تتناولها في حدوث هذه الالم مرة اخرى
سال بصرامة : هل تخفين عني شيء ؟
قررت ان تخبره فان اجلا او عاجلا سيعلم : لقد تعرضت للإجهاض بسبب الحادثة
لمع الغضب بعينيه : هل كنت حامل حينها ؟ لماذا لم تخبريني من قبل ؟
هزت راسها ايجابا : نعم ، ولكني لم اكن على علم بهذا الامر
زمجر بغضب: ولماذا لم تخبريني ؟
__ لم اريد ان ازيد من تعبك او ان تحزن بسبب هذا الامر
صاح بقوة وهو ينتفض واقفا : هل ترينني ضعيفا لهذا الحد حتى تقرري ان لا تخبريني باني فقدت طفلي الذي لم افرح به ، ام ان حالة الغيبوبة طمأنتك اني لن استطيع ان اعلم فقلت دعونا لا نخبره
قالت بضعف : عمر
اشار بيده مقاطعا اياها : لا علياء ، لا اريد التحدث معك
الان الصمت افضل لنا
ترك المكان وانصرف لتشعر بانها اخطأت في اختيار التوقيت ، وانها اغبى خلق الله فنور اخبرتها ان تنتظر وان لا تخبره الان حتى يستقر وضع قلبه الصحي
تنهدت ماذا سأفعل الان ؟ سأنتظر نور الي ان تظهر لتتكلم معه ، فمن الواضح انه غاضب مني



تركتها وانا اشعر بالقهر ، لم يكن لها ذنب لأفرغ ضيقي بها
ولكن عندما ذكرت انها كانت حامل وطفلنا فقدته بسبب الحادثة جن جنوني ، واخترعت سببا لأفرغ به كل ما يضايقني ، لم اراعي ان حزنها على الطفل اكثر مني بمراحل ، ولكني غاضب منها لماذا لم تخبرني ، من المؤكد انها فضلت ان لا تغضبني
اهدئ عمر حتى لا تفتعل معها المشاكل ، اتركها قليلا حتى تهدئ انت واذهب وراضيها


*******************


نزل بعد قليل ليجد عائلته الكبيرة مجتمعه كلها ادار عينيه فيما بينهم وابتسم
نادين لم تسافر بعد ، ستسافر غدا او بعد غدا ، ونهى وزوجها لا زالا معهم رغم ضيق عمرو ولكنه حافظ على كلمته وجلس بعد ان طلب منه ياسين ، ويوسف وانجي الي ان وصلت عينيه الي مكان جلوسها الفارغ لتموت البسمة على شفتيه ويعقد حاجبيه ضيقا وقلبه يرتجف الما

جلس على راس المائدة كعادته وهو يرمي السلام بضيق
ليبتسم يوسف بخفة : صباحك مبارك ياسين ، تأخرت في النوم اليوم ، ليس كعادتك ، انا انتظرك من ساعتين
نظر الي اخاه : المعذرة ، نمت بوقت متأخر
ضحك احمد هو وعمرو ليقول احمد : واضح ، وجهك شاحب من قلة النوم والسهر ،
التفت الي نوارة هانم ليقول بمرح : اعدي له غداء شهيا امي ، فهو يحتاجه بشدة
انفجر عمرو ضاحكا : كلنا نحتاج الي غداء شهيا امي
جز على اسنانه غضبا ليرمقهما بغضب
قال يوسف بابتسامة المعهودة : هاي احترم نفسك انت وهو
ليلتفت الي اخيه : اين نور ؟
نظر الي يوسف بحدة ليكمل الاخر سريعا :انجي تريدها ان تذهب معها الي الطبيبة فموعد متابعتها الشهري اليوم
زم شفتيه بضيق ليعم الصمت المكان لتنفرج شفتاه بعد قليل
ويقول بجمود : نور ذهبت الي اخيها ولن تأتي اليوم
نظر احمد وعمرو الي بعضهما ليحمر اذنا الاول ويزحف الاحمرار الي وجه الثاني
عقد يوسف حاجبيه لتقول انجي ببساطة :سأتصل بها والتقيها
لنذهب سويا
صاح بقوة : لا ، اذهبي بمفردك او مع نهى
وادار عينيه بهم وقال امرا : لا يتصل بها احدا منكم الكلام للجميع وثبت نظره على امه لثواني لينهض من مكانه
نظر الي يوسف : هل ستاتي ؟
انتبه يوسف من صدمته : طبعا ، اعد السيارة وانا سأتبعك حالا
خرج من الباب لينظروا الي بعضهم بوجوم لتتكلم نادين
__ ماذا حدث امي ؟ هل نور غضبت وتركت البيت
هزت الام راسها ايجابا : نعم ، ولكنها مشكلة بسيطة ستحل ان شاء الله
قال يوسف بهدوء: مظهر ياسين لا يدل على ذلك امي
__ لا تشغلوا رؤوسكم بمشاكل اخوكم الخاصة فهو سيحل مشاكله بمفرده
نظروا الي بعضهم لتكمل امهم بحزم : التزموا بتحذير ياسين وبم انه طلب ان لا نتصل بها سنلتزم بأمره
رفع يوسف حاجبيه واعترضت نهى : لا امي ، انا اريد ان افهم ماذا حدث ؟ ثم انه ليس من حقه ان يلزمني الا اتصل واطمئن على صديقتي
صاحت الام بحزم : نهى ،التزمي بأمر اخاك ولا تعصيه
تبادلت النظرات مع يوسف ليخبرها بعينيه انه سيتصرف
دوى بوق السيارة لينهض يوسف : حسنا ، سأذهب حتى لا يحيل نهاري جحيما
نظر الي زوجته : لا تذهبي بمفردك
__ لا تقلق يوسف ، سأتدبر امري
انصرف يوسف ونهضت نوارة هانم ، لتتكلم نادين
بهمس : انا غير مقتنعة بما يحدث ، ما الامر الذي جعل نور تترك البيت وتذهب
ردت نهى وهي تهمس : منذ فترة والامور غير مستقرة بينهما ندى ، الا ترين كيف كان ياسين ضائقا وهي ايضا كان الحزن ينبع من عينيها
همست انجي : وهل سنترك الموضوع هكذا دون ان نساعدهما ؟
لوت نادين شفتيها : ليس بيدنا شيء ، اذا امر ياسين بك فأمره يطاع الم تلاحظي انه نظر الي امي وجمعها معنا بالأمر
ابتسمت نهى : نعم انا ايضا لاحظت ذلك ، كانه كان ينبهها انها الاخرى يسري عليها امره
صاحت انجي : هذا استبداد
نظر لها احمد بدهشه من صيحتها المفاجئة، ليضحك : انت تتكلمين عن ياسين اليس كذلك ؟
ابتسمت انجي ليكمل: وما الجديد طوال حياته مستبد
نظرت له نادين بقوة : هلا تصمت من فضلك ، فانا ضائقة منك
نظرت لها نهى بقوة : نادين
__ نعم انا ضائقة منه ، حلى المزاح اليوم وياسين لا يطيق نفسه
انفجر عمرو ضاحكا ليتشارك معه احمد : ومن اين لنا ان نعرف ان زوجته غير موجودة ، كنا نمزح معه لا اكثر
اكمل عمرو : ثم انه لم يعترض
نهى : نعم ، كان سيحرقكما بعينيه فقط
ضحكت انجي بمرح : نعم لقد نظر بقوة تهيا لي حينها ان لو النظرات تقتل لقتلتكما
قام احمد من مكانه وقبل راس زوجته : المعذرة حبيبتي
لم اقصد ان اضايقه
اكمل عمرو : سنعتذر منه
صاحت الاختين بنفس اللحظة : لا
ابتسمتا لتقول نهى : لا تتكلما معه ثانية ، واحذرا محادثته في موضوع نور هذا ، فهو عندما يصل الي هذه المرحلة من الغضب ، لا يرى امامه ونحن بغنى عن مشاكل بينكما وبينه
وكان الله في عون يوسف ، فهو من سيتحمله اليوم
التفت الي انجي : هل ستذهبين الي الطبيبة
__ نعم
ردت نادين : سأذهب معك
نظرت نهى الي اختها بتعجب لترفع انجي راسها
وتسال : حقا
__ نعم انا الاخرى اريد ان اذهب الي الطبيبة لأستشيرها بأمور تخصني
__ حسنا لنذهب معا


*****************


ركبت بجواره السيارة ونظرت اليه بطرف عيني
وجهه لا ينم عن شيء ، هذا هو حاله عندما يغضب انفعالاته الداخلية لا تظهر على الملأ
هممت ان اسالة عما حدث ، ليقول بجمود وتسلط
__ اذا تكلمت بموضع نور او سألتني عما يدور بيننا فمن الافضل ان تنزل من السيارة وتذهب مع السائق
رفعت حاجبي بدهشة : ياسين ، انت تمزح
نظر الي وقال بقوة : لا ، احترم رغبتي ولا تتدخل
تنهدت بضيق ليكمل : ثم انني لدي من المشاكل ما يشاغلني اهم من مشكلة زوجتي المصون
هززت راسي بتفهم ليسال : ها لم تخبرني بموقفك
تكلمت من بين اسناني : حسنا ياسين لن اتدخل بالأمر
ادار السيارة على الفور وانا اشعر بالشفقة عليه من الواضح ان مشكلته مع نور كبيرة ، وانا متأكد ايضا انه السبب بها
فالحالة التي بها تنم عن شعور بالضيق من النفس وتأنيب الضمير بحيث انه لا يريد التحدث من قريب او من بعيد حتى لا يلوم نفسه اكثر من ذلك
ولكني صممت ايضا ان اصلح الامور ولو قليلا ، سأتصل بعمر لأتحمد له على سلامته وخروجه من المشفى واستشف ما موقفه من غضب اخته وذهابها الي بيته


********************


جلست مع عمتي نحتشي الشاي: هيا قصي الي عن والدي قليلا
ابتسمت : محمد كان رائع ، شخصية فريدة كان حنون ويعاملني بلطف ، وقف بجانبي طوال حياته كان نعم السند والاخ
حتى عند زواجي وقف الي جواري رغم عدم اقتناعه بزوجي وكان يرى ان الزيجة غير متكافئة اجتماعيا ولكنه
لم يشأ ان يكسر قلبي
نظرت الي عمتها بتعجب وقالت بتردد : هل كنت متزوجة عمتي ؟
تنهدت : نعم ، ولكن عمك الله يسامحه اجبرني على ان اتركه
شهقت نور : لماذا ؟
زمت صفية شفتيها لتقول والالم يلتمع بعينيها :لأنه رأى انه لا يناسبني اجتماعيا و لا ثقافيا ولا ماديا ، و رأى انه طامع بمالي ليس الا
سالتها نور بتعاطف : هل كنت تحبينه عمتي ؟
ترقرقت الدموع بعينيها : نعم ، كنت احبه
كان ابن مدرستي ، فكأغلب العائلات الراقية كانت لدي مدرسة لتعليم الموسيقى ، كنت احبها للغاية فقد كانت رقيقة وعطوف وفي بعض الاحيان كان يأتي معها ابنها
كنت اشعر بالسعادة وانا اتكلم معه ، وعندما وصلت الي سن الرابعة عشر كان هو تخرج من الجامعة وعمل مدرسا
كنت انا بهذا الوقت كبقية فتيات جيلي اتطوع للعمل بالجمعيات الخيرية والمستشفيات قابلته مرة او اثنين بإحدى الجمعيات الخيرية كنت اتبرع للجمعية وهو يعمل مدرسا للأطفال اليتامى الذين تراعهم الجمعية
قوت صداقتنا ، لن انكر اني احببته بشدة ولكني لم اتكلم لم استطع ان اتفوه بما اشعر به بيني وبين نفسي فانا اعلم ان هذا الحب غير مجدي فنحن لن نتزوج ابدا ، ابي لن يرضى ان يزوجني من هو اقل مني اجتماعيا
ولكني لم استطع ان اتزوج من احد غيره ، لم استطع ان اتخيل ان اكون زوجة لاحد غيره ، قابلته بأحد الحفلات الخيرية وكنت بالعشرين وقتها ، وكان يتقدم لخطبتي اولاد كبارات الاسكندرية ، فاجأني انه اعترف لي بانه يحبني ويريد ان يتزوجني ، لم استطع ان اوافق ولم استطع الرفض ايضا ، اخبرته بحبي له واخبرته ان يبتعد عني فأبي اذا علم بالأمر سيحيل حياتي الي الجحيم ، اما حافظ لو علم لن يتردد وسيقتله ، امتنعت عن الخروج لفترة طويلة تصادف عدم خروجي مع وفاة والدتي لأحزن بشدة واتقوقع على نفسي اكثر واكثر ،مرت الاعوام وانا ارفض المتقدمون لخطبتي الي ان كبرت تزوج والديك وانجبا عمر لألهي نفسي به قليلا
دخلت مرحلة العنوسة تجاوزت الثلاثين وبزماننا كانت الفتاة التي تتجاوز سن العشرين ولم تتزوج تكون عانسا
فما بالك بمن تجاوزت الثلاثون ، قل الخطاب وبدأت انا الاخرى افقد الامل ، عدت للتطوع والاعمال الخيرية وبإحدى المرات ذهبت لمدرسة عمر لأطمئن عليه واسال عليه معلميه لأقابله هناك ، اكتشفت انه لم يتزوج هو الاخر
قضى سنوات شبابه ينتظرني ، وهذه المرة لم يستمع الي تحذيراتي بل اصر على مقابلة والدي وتقدم لخطبتي
ولكن ما فاجأني ان ابي وافق على الزواج وعرض عليه ان يساعده ولكنه رفض بشدة ، اثث بيت صغير كان كالجنة بالنسبة لي ، محمد امتعض من الفكرة ولكنه عندما رأى السعادة التي اعيشها ، وافق ولم يعترض
عشت معه سنتين من اجمل سنين عمري ليتوفى والدي ويعود حافظ لن استطيع ان اصف لك مدى البؤس الذي عيشنا به حافظ لقد دمر حياته لأجل ان يتركني ولكنه رفض وابى ، اباك وقف بجانبنا كثيرا ولكن مات محمد لأكون كالقشة بمهب الريح زاد حافظ من جبروته وتسلطه و باخر الامر هددني حافظ بانه سيتخلص منه اذا استمريت بهذه الزيجة التي جلبت العار للعائلة ،
سقطت دموعها ببطء وهي تكمل : تخيلي نور كنت حاملا عندما قررت ان اترك صلاح وعندما علمت رجوت حافظ ان يتركني اكمل حياتي مع زوجي وابني قلت له اني سأتنازل له عن جميع الاملاك الذي ورثتها عن والدي
ليتركني استمر بحياتي ، ولكنه رفض بشده واصر على ان اترك زوجي ، و يا ليته توقف عند هذا الحد بل لعب معي لعبة حقيرة اوهمني اني مريضة لأذهب الي المشفى واتفق مع احد الاطباء ان يجهضني
استيقظت لأجد ان الطفل الذي عشت ارجوه من الدنيا
ذهب بلا عودة
انهمرت دموعها بغزارة ، اتسعت عيناي رعبا من هذا الشيطان الذي تتكلم عنه عمتي ، لم استوعب ان يكون هناك انسان بكل هذه الكمية من الشر والقسوة ،رتبت على كتفها وحاولت تهدئتها رفعت راسها ونظرت لي : هل من يفعل ذلك بأخته ، لا يكون السبب بموت حماك
حافظ قاسي لا قلب له و امام رغباته لا يرى شيئا اخرا
ارجعي الي زوجك بنيتي اذا جاء عمك ووجدك هنا لن تري زوجك مرة اخرى ابدا ، لا زوجك ولا اخاك
انتفضت بقوة من الجملة : لماذا ؟ لا يستطيع ان يتحكم بحياتي
نظرت لي بألم : حافظ يستطيع ان يفعل اي شيء نور ، ويستطيع فعل اشياء لا تخطر على ذهن احد
اطرقت راسي ارضا : لكني لا اريد الرجوع الي زوجي ، لقد عاملني معاملة بشعة منذ علمه بان حافظ المصري عمي
تنفست بقوة : اذهبي اليه و واجهيه ، لا تتركي الامر معلقا هكذا انه يحبك نور ، من الممكن ان الصدمة شلت تفكيره ولذلك تصرف معك بطريقة خاطئة
تنهدت : سأذهب الي عمر فهو مريض واخذ وقتي بالتفكير
شهقت : مريض ، ماذا حدث له ؟
رفعت حاجبي : انه تعرض الي حادثة كادت ان تودي بحياته
اتسعت عيناها رعبا : حافظ انه السبب ، انا متأكدة
اصفر وجه نور بشدة : لماذا ؟ ماذا فعل له عمر ليقتله ؟
تنهدت العمة ك لم يفعل شيء ولكن حافظ ينتقم من محمد في شخص عمر ، يكره اخاك لأنه شبة والده
سالت وعيناها تدور بتعجب : ولماذا يكره ابي
هزت راسها بألم : لا اعلم ، لا اعلم نور
شعرت نور بصداع غريب يجتاحها من هذا العم العجيب الذي يكره ابيها واخيها بدون اسباب لتقول : عمتي سأصنع القهوة ، اتي لك بقليل منها
ابتسمت : تعالي نعدها معا
ذهبا الي المطبخ ليبتسم الخدم بسعادة لرؤية نور ويقترب منها رجل عجوز ربت على وجنتها ك حمد لله على سلامتك بنيتي
ابتسمت نور : الله يسلمك
اقترب منها الرجل : خذي حذرك من حافظ وارجو ان ترحلي قبل ان يأتي
تعجبت من مقولته لالتفت الي عمتي لأجدها تتكلم مع الطباخ وتامره بما يصنعه على الغداء سألتني ما افضله من الطعام فقلت لها اني لا اتناول الارز فانا لا اشتهيه نظرت الي بتعجب لتسالني ما الانواع التي تفضلينها نطقت بسلاسة
__ احب ملوخية الجمبري ، انها اكلة تنتمي الي الاسكندرية اليس كذلك ؟
فغرت عمتي فاها لترد : ها ، نعم ، اريني كيف تعدين القهوة
وقفت لأعد القهوة وانا اشعر بان عيني عمتي لا تتحركان مثبتتان علي بقوة
التفت لها وابتسمت لاصب القهوة بكوب عادي وفنجان لها
نظرت لها لأجد عيناها متسعتين باندهاش شديد فسالتها
بتوتر : هل تفضلين القهوة بطريقة اخرى ؟
انهمرت الدموع من عينيها وخرجت سريعا من المطبخ
لأتعجب حقا من موقفها المريب تمتمت : ماذا فعلت لاجعلها تبكي ؟


ركضت خارجة من المطبخ وانا بحالة كبيرة من الانهيار
لا افهم ما يحدث امامي ، كيف تكون عادتها كعادات محمد
كيف علمت بطريقة صنعه للقهوة ، ثم انها تشرب القهوة بنفس طريقته ، كيف هذا يحدث ، كيف ؟
لقد مات وهي صغيرة جدا فغير المعقول ان تكون تعلمت منه هذه الاشياء
ليست هذه العادات فقط طريقة حديثه ولمعت عيناها ، ضحكتها الحزينة التي كان محمد مشهور بها اذا كان متضايق ، الطيبة التي تشع من عينيه ، اخفاؤها لمشاعرها وعدم التصريح بها
الخجل الذي ارتسم على محياها عندما ذكرت زوجها
هل تكون ابنة محمد فعلا وحافظ كذب كل هذه السنوات ؟
ولكن الشبه الغريب الذي ورثته من حافظ
لا يمكن ، لا افهم ما يحدث ، لن اكب حدسي واحساسي بها
انها ابنته ، نظرت الي صورة اخيها لتحتضنها برفق وتنظر اليها مرة اخرى انهمرت دموعها : حافظ كذب عليك حبيبي ، ليموتك كمدا ونجح ببراعة كعادته
لمع الكره والالم بعينيها : اخذك مني حبيبي ، لن اسامحه مهما حييت

طرق الباب لتطل نور براسها وترسم ابتسامة متوترة
__ هلا تسمحين لي بالدخول ؟
ابتسمت بسعادة وفتحت ذراعيها لها : تعالي حبيبتي
ابتسمت نور وذهبت بهدوء لعمتها لتحتضنها الاخرى وتبكي ، انتصب جسد نور وسالتها بتوتر : ماذا حدث عمتي؟
هل فعلت شيء ضايقك ؟
نظرت لها عمتها وحسست على شعرها : لا حبيبتي ، ذكرتيني باباك ، لذلك ابكي
ابتسمت نور : حسنا هيا عمتي القهوة ستبرد ، لأني سأغادر بعد قليل لأذهب لعمر
__ لماذا حبيبتي ؟ اقضي معي اليوم ايضا وسافري غدا
فانا اجلس بمفردي ، امكثي يوما اخرا معي
ابتسمت : من اجلك عمتي ، سأمكث


**********************


ذهبت الي الطبيبة انا ونادين التي اختلفت معاملتها على الاتجاه الاخر ، فتبادلت معي الاحاديث واستمتعت برفقتها حقا
بعد انتهاء موعد الطبيبة استأذنتها اني سأذهب لمريم وطلبت منها ان تأتي معي ، رفضت بهدوء وتحججت ان بمشاغل اولادها
اوصلتني الي هناك وانا اخبرتها اني سأتصرف لدى عودتي
دخلت سريعا الي مريم وانا اتمنى ان تكون استطاعت اقناع معتز بالمجيئ اليوم


اوصلت انجي الي مريم وانا اتعجب من هذه الزيارة ولكن لما لا فهما قريبتين ومن حق انجي ان تزو ابنة عمتها
وانا خارجة فوجئت بسيارة معتز امامي ،اوقف سيارته بحيث ان لا استطيع الخروج لأزفر بضيق ، نزل بهدوء ووقف بجوار سيارتي فتحت النافذة ليبتسم : اهلا ندى
انزلي وادخلي قليلا ، اريد ان اجلس برفقتك قليلا
نظرت له بغضب : لا معتز ولن اكرر كلامي ثانية انا مع اخوتك ضدي ، هيا افسح لي مجالا لأخرج بسيارتي
نظر بحزن : حسنا ندى ،كنت اريد ان اتكلم مع صديقتي ورفيقتي كما كنت دوما
ابتسمت بسخرية : ونسيت رفيق عمرك من كان يدافع عنك دائما ، من كان تستند عليه وقت الشدائد،
انقلب وجهه بضيق والكره لمع بعيونه لتردف : اذا اعترفت بصديقك هذا ، سأعترف انا الاخرى بصداقتي معك
نظر لي بحزن وذهب ليفسح لي مجالا ، خرجت وانا اشعر بالقهر من هذا الغبي الذي لا يفهم اني مع اخوتي الي النهاية
ولكن علمت الان سر زيارة انجي لمريم فهي اتت لترى اخاها ، هل تعلم يوسف ما يحدث وراء ظهرك ؟ ام اخت معتز اوقعت بك لتستولي هي واخاها على الشركة ، ولما لا
والطفل القادم خير دليل على ذلك


انصرفت ندى من امامي وانا اشعر بالكره لهذا الياسين الذي استولى على كل شيء املكه زوجتي واختي وصديقتي
تأففت ودخلت لأرى ما تريد مريم
دققت الباب لتفتح لي الخادمة سالتها : هل الدكتورة مريم موجودة
جاء لي صوتها من الشرفة : تعالى معتز
دخل والابتسامة تشرق وجهه لتتجمد الابتسامة على شفتيه عند رؤيتها همست : مرحبا اخي
دورت على عقبي لأخرج مثل ما جئت لأفاجئ بياسر في وجهي : الي اين يا صديقي ، اجلس لنتكلم
جز على اسنانه : لا اريد الجلوس وزوجتك لي كلام اخر معها
ابتسم ياسر : هل تهدد زوجتي معتز ؟ وبوجهي ايضا
نظر لياسر بغضب ليكمل الاخر امرا وهو يدفعه الي الجلوس
__ اجلس معتز ، وعندما ننتهي من الحديث ارحل كما تريد


******************

__مرحبا عمر ،كيف حالك ؟
بخير الحمد لله ، اعذرني لم استطع ان اتي لك بالمشفى انت اعلم بحالي والان انتظر ياسين لنأتي لك معا
نعم هل علمت بما حدث ، حسنا سناتي لك ليلا ان شاء الله
لا اطمئن فياسين تصرف وستصل بعض من المعدات غدا
وادوات البناء ايضا ، ان شاء الله سننهي العمل بموعده
قهقه ضاحكا : ياسين حلال العقد ، اتمنى ان لا تكون غاضبا منه
عقد حاجبيه : حسنا اراك ليلا
ردد بدهشه : ابلغ سلامك لنور ،تردد ان شاء الله
اغلق الهاتف وهو يفكر فيما قاله عمر فهو ليس غاضبا من ياسين ثم يريده ان يبلغ سلامه لنور
هل نور لم تذهب لأخيها ، الي اين ذهبت اذن ؟
هل ياسين يكذب ، لا اعتقد فهو كان غاضبا بشده صباحا
سأبلغه ان عمر طلب مننا زيارته مساءا ليطمئن على امور العمل

تحرك من مكانه ليجد نادين بوجهه ابتسم ، فهو عاد باكرا من اجل ان يذهب بجيجي الي الطبيبة ولكن نهى ابلغته انها ذهبت مع نادين الي الطبيبة بناء على اقتراح الاخيرة
اقترب من اخته : شكرا نادين على الذهاب مع انجي الي الطبيبة ، اين هي ؟
نظر الي ما ورائها لتنظر اليه نادين بضيق : ذهبت لترى اخاها
اتسعت عينا يوسف دهشتا : نعم ، لا افهم
__ طلبت مني ان اوصلها الي مريم وفوجئت بوجود معتز امامي ، من المؤكد انها اتفقت معه ان يتقابلا عند مريم او شئ من هذا القبيل
نظر يوسف اليها لتكمل : او من الممكن انها تراه دائما وضحكت على اخينا الاصغر لتساعد معتز فيما يريده وتستولى على شركة والدك ولما لا الا تحمل ولي العهد الذي سيرث نصف ممتلكات محود صالح شوكت
جز على اسنانه بقوة وهو يحاول استيعاب ما تقوله نادين
لتنصرف من امامه ، صعد الي الاعلى وهو يشعر بصداع قوي براسه ، لا يصدق ما تقوله نادين ولكن اين هي
اين ذهبت الم يمنعها من الخروج ، الم يمنعها من مقابلة معتز والتحدث معه
امسك هاتفه واتصل بها لينقطع الرنين دون ان ترد
اتصل مرة اخرى ، ومرة اخرى لترد اخيرا
__ اهلا حبيبي
سال بجمود : اين انت انجي ؟
__ انا عند الطبيبة حبيبي
اغلق الهاتف بوجهها وهو يرغي ويزبد تكذبين انجي ، تكذبين من اجل اخيك ، وانا افعل كل ما بوسعي حتى لا تفهمي ما يفعله معنا
حسنا سنرى انجي ، هل تخدعيني ام اشتقت الي اخاك ؟


********************

دخل الي بيته وهو يشعر بذهول وندم كبير هل كل ما فعلة السنوات الماضية ، هل كان كل ذلك من اجل وهم اختلقه هو من العدم
عندما اجبره ياسر على الجلوس ، شعر بقهر كبير واشاح بوجهه بعيدا عن اخته التي رن هاتفها لتتبادل النظرات مع مريم همست لها مريم : ردي عليه واخبريه انك هنا
انقطع الرنين ليرن الهاتف مرة اخرى نظر اليها بقوة
لتنهض من مكانها وتخرج لترد على هاتفها و تأتي ووجهها
ظاهر عليه التوتر طمأنتها مريم : سأتكلم معه جيجي اجلسي الان لنتفاهم مع هذا الغبي الذي لا يستمع الي احد
صاح بقوة : مريم
نظرت له بقوة ك نعم معتز انت غبي وما اخبرتني به انجي يدل على ذلك وبقوة ويدل على ان ياسين انسان رائع لم ينسى العشرة ولم يقوى على اذيتك
صاح بقوة متأففا : هل اتيتي بي لأتكلم عن ياسين
لا انه ليس انسان رائع ونسي العشرة من وقت طويل
وخدعكم كلكم ولكنه لن يستطيع ان يخدعني
تكلم ياسر بهدوء : ما الذي فعله ياسين معتز اخبرك انه نسي العشرة بينكما
قال بكره ك انه خائن ياسر خانني ، خطف حنان من بين يدي ، لم يراعي العشرة ولا أي شيء بيننا
صاح ياسر : اخرس معتز ، اخرس ياسين لم يفعل لك شيء
قال ودموع القهر بعينيه : بل انا متأكد ، متأكد
ياسر : ما الذي متأكد منه معتز ؟ هل رايته مع حنان ؟ ام ماذا ؟
نظر اليه وقال بألم : اخبرني كي تصبح زوجتي حامل وانا عقيم
نطقت انجي : انها كانت حاملا منك يا مغفل ، لقد كانت تتناول الادوية وتتعالج مه اشهر طبيب لأنها تريد انجاب طفل منك لتقر بجانبها وتترك نزواتك
كانت تحبك وتريد ان تستقر معك ولم تشأ ان تخبرك بانها تعلم عن كل شيء ، حتى لا تضطر لترك ، عندما قلت لها انها من الافضل لها ان لا تنجب حتى تنفصل عنك بسهولة
قالت انها لن تتركك ابدا فان حياتها بدونك لا تساوي شيء
نظر لها بقوة :كاذبة انت كاذبة ، انا الذي لا يستطيع الانجاب وليس هي
ردت مريم بهدوء : الم تفكر بالعلاج معتز ؟
__ بل كنت اتعالج طبعا لأستطيع الانجاب منها ، فطفل منها كان كل املي بهذه الدنيا
قال ياسر بقوة : اذن ابشرك معتز لقد قتلت املك بيديك لان ياسين لم يلتفت الي حنان من قبل زواجكم ليلتفت اليها بعد ان اصبحت زوجتك ، ياسين كان يراعي حنان كأخت له وليس أي شئ اخر ، كان يشفق عليها من اجل ظروفها ومن اجل الحالة النفسية التي كانت تنتابها
زوجتك يا استاذ كانت تتعرض لنوبات من التشنجات عندما تغضب وكانت تذهب على اثرها الي المشفى لذلك كان يحنو عليها كثيرا ولكنه لم يلتفت اليها اطلاقا
هوى جالسا ليكمل ياسر : لم يأتي الي ذهنك ان رحمة الله واسعة وان زوجتك ممكن ان تحمل منك دون علاج اذا اذن الله ، وغاضب لان مريم نتعتك بالغبي ، بل انت غبي واحمق ايضا
انتفض واقفا وغادر سريعا وهو لا يريد تصديق ما سمعه


*******************

جالس بمكتبه يرتب امر الشحنة الجديدة يدعو الله بسره ان تسير الامور كما ينبغي
دق الباب ليرفع نظره عن الاوراق : ادخل
دخلت والدته ليعقد حاجبيه ويعيد نظره الي الاوراق ثانية
__ الن تذهب الي نسيبك ياسين ؟
جز على اسنانه غضبا : لا امي لن اذهب
قالت بقوة : لماذا ، ثم عمر من حقه عليك ان تذهب اليه وتطمئن عليه
قال بضيق : امي من فضلك ، اغلقي الموضوع
صاحت بقوة : لا ، ثم احترم نفسك وتكلم معي بأدب
نظر اليها بدهشة وقال بأسف : لم اقصد اغضابك امي
جلست على الاريكة وقالت امرة : تعال ياسين اجلس بجانبي
قام من مكانه مضطرا وجلس بجانبها شدته من يده بلطف
لتحتضن راسه صاح بضيق : امي
همست : اصمت ، هل كبرت على ان تنام بحضني ؟
ابتسم : نعم امي ، لقد اتممت السابعة والثلاثون
__ واذا اتممت الستين ، انت طفلي البكر الذي لا ازال اذكره وانا اطعمه واحممه والبسه ملابسه
احمرت اذناه وتبرم : امي ، كبرت انا على هذا الدلال ، اتي بيوسف ودلليه كما تريدي
ابتسمت ودفنت اصابعها في شعره الكثيف : هل انت غاضب مني ياسين ؟
جلس بهدوء وشبك يديه ببعضهما تنفس بقوة : نعم
ابتسمت : لماذا ؟
قال بقهر : لأنك لم تخبريني عن علاقتك بوالد ووالدة نور
شدته بحضنها مرة اخرى وتلاعبت بخصلات شعره: هل تعلم ياسين ؟
عندما رأيت نور لأول مرة كدت ان ابكي ، تذكرت كل شيء خاص بنور ، وعندما رأيت كيف يتعامل معها يوسف حلقت بالسماء كنت اظن ان يوسف يحبها ولذلك قلت لك اني سأخطبها له
تململ بين يديها لتضحك بخفة : انت كاباك ياسين غيور جدا
عبس بوجهه لتردف : كنت اتمنى ان تأتي نور الصغيرة الي هنا واضمها الي كنفي لأطمئن عليها واشعر اني فعلت شيء باتجاه صديقة عمري
ولذلك غضبت عندما رفض يوسف الزواج ولا انكر اني تفاجأت عندما قلت انك تريد ان تتزوج بها ، كنت اعلم انك لن تتحمل فكرة قربتها ممن كان له يد في موت اباك
ولكن لم يأتي بذهني ان حافظ سيخبرك بكذبته الشهيرة
لو كنت اعلم ان هذا سيحدث لكنت اخبرتك بكل شيء
اغمض عينيه ضيقا من نفسه لتساله : ماذا فعلت معها لتتركك بهذا الشكل ياسين ؟
قال بألم : ارعبتها مني امي ، عاملتها سيئا و قسوت عليها
كنت غبي لا افهم ما اشعر به ولكن هذا الحقير جعلني اراه كلما نظرت بعينيها
__ اتعلم ياسين هذا الشبه الذي يستند اليه حافظ لا اساس له من الصحة ، حافظ يشبه عمي عبد الله رحمة الله عليه ولون عينيه وشعره ورثهم منه ، ثم ان عمي عبدالله والدة حافظ كانا اولاد عم ومن الطبيعي ان تكون هذه الصفات منتشرة بالعائلة ، نور اتت تشبه والدتها ولكن ورثت اكثر صفات جدها جمالا ، لتاتي متفردة الجمال
قال هامسا : وانا اشهد امي انها جنيتي الحبيبة متفردة الجمال
ابتسمت : اذهب لعمر واطمئن عليه وتكلم مع زوجتك ياسين
سمعا صوت جلبه لينتفض ياسين واقفا وتساله بدهشة : ما هذا؟ هل هذا صوت يوسف ؟
خرج ياسين من المكتب لتتبعه سريعا : نعم امي
تناهي الي مسامعهما صوت يوسف وهو يصيح بصوت عال
لتقول امه : اذهب ياسين وانظر ماذا يحدث
__ انتظري امي ، فانا لا احبذ التدخل بينه وبين زوجته
سمعا صوت خطوات نازلة لينظر ياسين
__ انتظري

دخلت الي جناحهم وهي تشعر بالترقب فإغلاقه الهاتف بوجهها انبئها بحدوث شيء كبير
ابتسمت عند رؤيته ليصيح بقوة : اين كنت يا هانم ؟
قالت بتوتر: كنت عند مريم
__لماذا لم تخبريني ؟ التفت اليها بحدة : ولماذا كذبت عندما تكلمت معك
ابتلعت ريقها بصعوبة ليصيح بها قويا : تكلمي
__ اردت رؤية معتز واذا اخبرتك برغبتي كنت سترفض
اقترب منها وصاح بحدة : فقلت لماذا لا اخدع هذا المغفل
ذهبتي لتري اخاك ، اليس كذلك اشتقت لهذا الحقير الذي كدت ان اموت بسببه وكاد ان يقتل ياسين مرتين من قبل
اشتقت لرؤية اخاك الذي سرقنا انا واخي دون ان يراعي انه سيصبح خالا لولدك القادم
عصيتني وذهبت اليه رغما عني و دون علمي
اذا اشتقت الي اخاك انجي ، اذهبي اليه فانا لا اريدك الي جواري بعد الان
نظرت اليه وهي تشعر بان الالم يزداد عليها ، دموعها تنهمر بصمت وحين نطق بجملته الأخيرة شعرت بألم شديد يجتاحها صاح بقوة : اذهبي
مسكت بطنها بقوة ورفعت راسها لتخرج من الغرفة وهي مصممة على مغادرة القصر ، اذا لم يستمع اليها الان ، ليس له الحق في الاستماع لها بعد الان
نزلت السلم ببطء شديد فهي تشعر بثقل شديد في ارجلها وهمت بالخروج من القصر لتسمع ياسين : انتظري
ذهب اليها سريعا ومسكها من ذراعها : انجي ، ما بك ؟
هاله مظهرها التعب ودموعها المنهمرة : ماذا حدث انجي ؟
نظرت اليه وقالت بصوت يكاد يسمع : ياسين اريد ان اذهب الي مريم ، هلا تأخذني اليها
صاحت نوارة هانم من وراءه : لا طبعا ، لن تخرجي من هنا
قالت بهمس : اشعر بالم فظيع امي
نظرت نواره هانم اليها لتراها ممسكة ببطنها لتقول امره
__ احملها سريعا ياسين الي غرفتي وانا سأتكلم مع الطبيب

بعد خروجها شعرت بالذنب يجتاحني كنت قاسيا معها
على الرغم من انها اخبرتني بسبب زيارتها لمريم ولكنها كذبت عليك يوسف ، كذبت ولكنها لا تستحق ان تطردها من بيتها ، الا يكفي ما اسمعتها اياه ، الا يكفي انك لم تراعي شعورها واخبرتها بما يفعله معتز ، الم تطلب من ياسين البارحة بان لا يتكلم عن امر الشركة وما يفعله معتز معكما امامها حتى لا تجرح شعورها ، لتاتي انت وتألمها بهذا الشكل ، الم تنصحك الطبيبة اكثر من مرة ان مع الانفعال
ستفقد الطفل بسهولة
انتفض فجأة وهو يعي ما فعله ليركض خارجا من الجناح ليذهب ويبحث عنها ليجد ياسين حاملا اياها امامه
نظر اليه ياسين بقوة ليتحرك من امام الباب ويفسح له مجال ان يدخل بها
وضعها ياسين على الفراش لينظر اليه بوعيد : الطبيب سياتي حالا
انصرف من امامه ليهرع يوسف ويجلس بجانبها
مسح دموعها وامسك يدها ليقبلها بلطف : اسف حبيبتي
لم اقصد ولكني غضبت لأنك كذبتي علي
اسف ، كدت ان اجن من قلقي وخوفي عليك
نثر قبلاته على يدها لتقع يدها من يده لينتفض بخوف
هزها بلطف : انجي ، انجي
صاح بقوة : انجي
انتفض ياسين من صرخته ليهرع الي الداخل وتتبعه امه
__ لا ترد امي ، انها لا تتكلم معي
__ اهدئ بني ، الطبيب قادم الان
جلست بجوارها الام : اتي لي بعطر قوي
ركض لامه بالعطر لتشممها اياه تمتمت : جوي
قفز الي الفراش وجلس بجوارها : عيونه وقلبه وعقله ، تدللي حبيبتي
نظرت اليه امه بدهشه ليكتم ياسين ضحكته ويشير الي امه براسه ان تأتي معه
خرج وتبعته امه لتغلق الباب خلفها : هل جن يوسف الي هذه الدرجة ؟
انفجر ياسين ضاحكا : الم تلاحظي جنونه من قبل امي ؟
__ كان بعقله لوقت قريب لوكن زوجته ازادت عنده الجنون الم يكن يتشاجر معها منذ قليل
__ يوسف متقلب امي دقيقة يضحك ودقيقة يغضب ،لا تشغلي راسك بهما امي انهما مجنونان هما الاثنين
امسك يدها وقبلها : ادعي لي امي
رتبت على خده : هل ستذهب الي عمر ؟
ابتسم : سأذهب الي نور امي ، وسآتي بها بإذن الله
__ يوفقك الله بني

****************


اقتربت منه بهدوء لتجلس بحضنه نظر اليها بدهشة
لتهمس : هل ما زلت غاضبا ؟
نظر لها بهيام : وهل استطيع ان اغضب منك ؟
ابتسمت بدلال يعشقه وهمت بان تنهض ليطبق يده على خصرها : الي اين ؟
ابتسمت : ساعد لك الطعام حبيبي
نظر والشوق يلمع بعينيه : لا اريد الطعام ، فاكهتي الحبيبة بين يدي ولن افرط بها
ابتسمت بخجل وقالت بدلال : عمر
ضمها الي صدره ليقبلها برقه حانية : نعم يا اميرتي
نظرت اليه لتذوب بلمعة عيناه الخضراء حثه الشوق لوصالها فهم بتقبيل ثغرها الباسم ليدق جرس الباب ويذهب رونق اللحظة
تأفف بضيق : من الغبي الذي يأتي الان ؟
ضحكت بخفه ليكمل : تضحكين ، حسنا سأصرف هذا الاحمق الذي افسد علي لحظتي واتي لك
قالت بسعادة : اكيد نور، ستتخلص من نور ايضا
ابتسم : لا طبعا ، ولكنها ستشعر بي وتنصرف من حالها
ضحكت برقة ليتنهد : لو نور سأنادي عليك ، لتنزلي الي الاسفل
تركها وهو متأفف من الشخص الذي اتي اليهم الان
فتح الباب ليجد ياسين امامه ابتسم باتساع ورحب به
__ تفضل ياسين ، مرحبا بك
دخل ياسين لينظر عمر اليه وينظر الي الخارج : اين نور ؟
امتقع وجه ياسين وشحب ليردد بدهشة : نور
الم تأتي اليك ؟
صاح عمر : نعم ، لا لم تأتي ، من يوم خروجي من المشفى
لم ارها ، اين هي ياسين ؟
ارتبك ياسين وتصاعدت ضربات قلبه قلقا : لا اعلم
ردد عمر صارخا : لا تعلم ، كيف لا تعلم مكان زوجتك ؟
تزايد ارتباكه : لقد تشاجرنا و تركت لي ورقة تخبرني بانها ستاتي اليك ،وها انا جئت لأراها واتفاهم معها
صاح عمر بقوة : متى تركت البيت ؟
__ البارحة ،
نظر له بتأنيب ولوم : وماذا فعلت لها يا بابن الاصول لتترك بهذه الطريقة ؟
زم ياسين شفتيه : ليس هذا وقته عمر ، نريد ان نعلم اين هي؟
__ سأعلم اين هي واتي بها ولكنك لن تراها مرة اخرى ، فانت لم تصن الامانة التي ائتمنتك عليها
اسرع ليتصل بها لينطق ياسين : هاتفها مغلق ، سأتصل بصديق لي بالشرطة ليبحث عنها
رن هاتف عمر فجاة لينتفضا الاثنان : مرحبا عمتي
تناهى لياسين صوت عمة عمر وهي تصرخ : انجدني عمر
انا مع نور ذهبت بها الي المشفى
تعال سريعا فأختك بحالة انهيار تامة



اعذروني على التاخير والتقصير يا صبايا
وان شاء الله نلتقي يوم السبت
على خير

سلافه الشرقاوي 18-09-11 01:42 AM

صباح الخير على احلى صبايا
كيفكم عاملين اية
اخباركم
اتمنى تكونوا بخير يا حبيباتي
سوري على التاخير
بس واللهي ظروفي ملخبطة اليومين دول
البرت حيبقى حالا بين ايديكم
اتمنى ان يحوز على اعجابكم


قبل البارت عندي نجمات وصقفة لكا من توقع التوقع صح
رباب فؤاد رغم انها لم تصرح به في تعليقها ولكنها كانت عارفاه
ام رنا الغالية جابت التوقع صحيح ومية مية
وطبعا ايمو الحبيبة توقعاتها من الكنترول


كونوا بالقرب دائما ولا تحرموني من تفاعلكم


الفصل الخامس والثلاثون


الجزء الاول

فتح الباب ليجد ياسين امامه ابتسم باتساع ورحب به
__ تفضل ياسين ، مرحبا بك
دخل ياسين لينظر عمر اليه وينظر الي الخارج : اين نور ؟
امتقع وجه ياسين وشحب ليردد بدهشة : نور
الم تأتي اليك ؟
صاح عمر : نعم ، لا لم تأتي ، من يوم خروجي من المشفى
لم ارها ، اين هي ياسين ؟
ارتبك ياسين وتصاعدت ضربات قلبه قلقا : لا اعلم
ردد عمر صارخا : لا تعلم ، كيف لا تعلم مكان زوجتك ؟
تزايد ارتباكه : لقد تشاجرنا و تركت لي ورقة تخبرني بانها ستاتي اليك ،وها انا جئت لأراها واتفاهم معها
صاح عمر بقوة : متى تركت البيت ؟
__ البارحة ،
نظر له بتأنيب ولوم : وماذا فعلت لها يا بابن الاصول لتتركك بهذه الطريقة ؟
زم ياسين شفتيه : ليس هذا وقته عمر ، نريد ان نعلم اين هي؟
__ سأعلم اين هي واتي بها ولكنك لن تراها مرة اخرى ، فانت لم تصن الامانة التي ائتمنتك عليها
اسرع ليتصل بها لينطق ياسين : هاتفها مغلق ، سأتصل بصديق لي بالشرطة ليبحث عنها
رن هاتف عمر فجأة لينتفض الاثنان : مرحبا عمتي
تناهى لياسين صوت عمة عمر وهي تصرخ : انجدني عمر
انا مع نور ذهبت بها الي المشفى
تعال سريعا فأختك بحالة انهيار تامة

اتسعت عينا ياسين رعبا ، لتضييق عينا عمر بغضب شديد
اغلق الهاتف من عمته ليندفع ناحية ياسين بشراسة
وامسكه بقوة من ملابسه وهو يصيح : ماذا فعلت بها ؟
ها اخبرني كيف وصلت الي هناك ، ما الذي جعلها تذهب وتحتمي به وهو الوحيد القدر على ايذائها ، لماذا لم تصن الأمانة
دفعه بقوة : كنت اظن انك اهلا للثقة
خفض ياسين بصره لا يعلم بماذا يجيبه
نطق بألم : تشاجرنا عمر ، لم اطلب منها ان تغادر فانا لا اقوى على الابتعاد عنها ولم يتبادر الي ذهني انها ستذهب الي هناك ، لقد كتبت في رسالتها انها ستاتي اليك
نظر له بغضب وهم بالصياح مرة اخرى لتنزل عليا بسرعة
وهي تهتف بقلق : ماذا حدث ؟ لماذا تصيح هكذا ؟
اشاح بوجهه بعيدا لتلتفت الي ياسين : مرحبا يا باش مهندس
اين نور ؟
تبادلا النظرات عينان تلمعان بالغضب والعينان الاخران ترجوان التفهم
ليقول ياسين ببطء وبصره معلق بعمر : سنذهب لنأتي بها
وقف بجانب الباب ونظر الي عمر : هلا اتيت معي ؟
نظر له عمر : سأبدل ملابسي
__ سأنتظرك بالسيارة ، لا تتأخر
اندفع خارجا من الباب ليصعد الاخر السلم سريعا وتتبعه علياء وهي بحالة من الدهشة العارمة
دخلت الي الجناح : ماذا يحدث عمر ؟ لماذا كنت تتشاجر مع ياسين ؟
جز على اسنانه غضبا : ليس الان علياء ، اغلقي على نفسك الباب جيدا ، احتمال كبير ان أتأخر
هم بالخروج لتتعلق بذراعه : لا تتركني هكذا ، افهمني ما يحدث
نظر اليها و قبلها قبلة خاطفة: لا تخافي ، سأعود لا تخافي
تركها وانصرف وهي بحيرة من امرها ماذا حدث ليتشاجر مع ياسين بهذه الطريقة والاغرب ان ياسين المعتد بنفسه ذو الشخصية القوية يصمت امامه دون ان ينبس بحرف واحد بل كان يرجوه بنظراته ان يتفهم موقفه
اذا المشاجرة خاصة بنور ، ما بها نور ، ومن اين سيأتيا بها؟
وضعت يدها على قلبها وهي تتمتم : سترك يا رب


***********************


سمع طرقات على الباب ليرفع راسه وينظر من القادم ليجدها واقفه امامه بمظهرها الانيق وزينتها الكاملة كأنها ذاهبة الي حفلة ما
ابتسم بمهنية : تفضلي دكتورة
ابتسمت بدلال مفرط : جئت اسال عن احوالك
جمد وجهه وقال بعملية : انا مشغول الان ، والمشفى مكان عملنا لا مكان للسؤال عن الاحوال الشخصية
تنهدت بعتب وهي تجلس على حافة المكتب : لماذا اصبحت جافا هكذا ياسر ؟ اشتقت الي احاديثنا معا
عقد حاجبيه من طريقتها المبالغ فيها ، مالت عليه بغنج واضح وهي تنظر اليه وتعض شفتيها بعتب : الم تشتاق انت لاحاديثنا ؟
هم بالرد عليها ليرفع نظره الي من تقف على باب المكتب وتنظر اليهما بجمود وتساؤل
انتفض واقفا ووجهه محمر والارتباك مسيطر عليه
تقدم ناحيتها وانحنى يقبل وجنتيها : اهلا حبيبتي ، تعالي
ابتسمت : اهلا حبيبي ، مرحبا دكتورة سلمى
تقدمت ناحيتها ومدت يدها لتصافحها ، امتقع وجه الاخرى وردت بارتباك : مرحبا دكتورة
نظرت لها مريم بتفحص لتقول الاخرى سريعا: اراك لاحقا يا دكتور
انصرفت من بينهما لترفع بصرها اليه هم ان يبرر ما راته لتقول بهدوء : سنتكلم في البيت ياسر ، هل ستنصرف الان ؟ ام لديك عمل ستقوم به
تنهد : سآتي معك
__ حسنا سأنتظرك بالسيارة
تركته وخرجت وهي تبحث عنها بعينيها وجدتها واقفة بجوار طبيب شاب وتضحك معه بدلال لتبتسم ذهبت اليها
ونظرت اليها لتتوقف الاخرى عن الضحك وتتجه نحوها
__ هل تريدين شيء يا دكتورة مريم ؟
ابتسمت مريم بهدوء : نعم ، ابتعدي عن ياسر ومن الافضل لك ان تذهبي الي بعثتك وتفكري بمستقبلك المهني
ياسر لا يخفي عني شيء ، واعجابك به مفضوح ، ولكنه لن يراك ابدا ، انت تعلمي ذلك جيدا
لا تتسببي لنفسك بفضيحة تذهب بمستقبلك المهني
اراك على خير
تركتها وهي مصدومة من كلماتها الاخيرة ، هل بالفعل ياسر اخبرها انها تحوم حوله ، ثم ما قصدها انها ستتسبب في فضيحة تذهب بمستقبلها المهني ، كانت تهددها ام ماذا
لماذا تزجي بنفسك في كل هذا سلمى ، ما أردته منه فعله دون ان اطلبه ، اذهبي الي بعثتك دون افتعال للمشاكل



ركب السيارة وجلس الي جوارها
نظرت اليه بطرف عينها وهي تدير السيارة
__ هل تفضل ان تقود انت ؟
هز راسه نافيا : لا انا متعب ، واريد ان استرخى قليلا
لقد جئت الي المشفى بسيارة اجرة حتى ارتاح من القيادة قليلا
هزت راسها متفهمه ، ليعم الصمت السيارة لم يستطع ان يسترخى كما اخبرها فعلى الرغم من اغماضه لعينيه يشعر بكل عصب في جسده مشدود يفكر ويسال نفسه هل هذا الهدوء ما يسبق العاصفة
فهدوء مريم عجيب وهو لا يعلم ما تخفيه فنظراتها الغامضة تحيره
توقفت السيارة ليفتح عيناه ويجد انهما وصلا الي البيت
ومريم دخلت الي البيت تنهد باسى وهو يخرج من السيارة
ويجهز نفسه للمواجهة مع مريم
فما راته و ما حدث امامها لن تمرره مرور الكرام
دلف الي الفيلا ليجد الجو هادئا ولا اثر للصغار
نظر الي ساعته ليجدها الواحدة بعد منتصف الليل ومن الطبيعي ان يكون الصغار نائمين بمثل هذا الوقت
زفر بتوتر ليصعد السلم وهو يقدم رجل ويؤخر الثانية
فهو لا يعلم هذه المواجهة ستوصله الي اين مع زوجته وحبيبة قلبه

دخل الي جناحهم ليرمش بعينيه غير مصدقا لما يراه
فضوء الشموع ينير المكان والورود الحمراء متناثرة هنا وهناك ، ادار عينيه بالمكان ليجدها تمر من امامه وهي تحضر له ملابسه ، رمش بعينيه مرة اخرى ليتأكد مما يراه فمظهرها وهي ترتدي قميصها الابيض الساتاني ليظهر جسدها من تحت قماشه الشفاف بشكل مغري وفتان ، تنفس بقوة وهو لا يفهم ما يجري من حوله
تقدم اليها في هدوء وهو مبهور من جمالها الذي يعشقه
ابتسم ونظر الي عينيها : مريم ، لا تفهمي ما رايته بشكل خاطئ
ابتسمت بغموض : ماذا رأيت ؟
نظر لها بعتب : مريم ، انت تعلمي جيدا عما اتحدث
ابتسمت ابتسامة جانبية وناولته ملابسه : لا اعلم
ابتسم باتساع وامسكها من رسغها وشدها الي حضنه
ليضمها بين ذراعيه ويقول بجديه : بل تعلمي اني اقصد ما رايتي سلمى تفعله
جمد وجهها عن الابتسام وخفضت بصرها عنه وسالته بجديه بنبرة لم تستطع ان تخفي منها الالم ولا العتب
__ هل شجعتها على ما فعلته اليوم ياسر ؟
نطق سريعا : لا والله ، بل وجدتها امامي كاللهو الخفي
ضحكت بشده على تعبيره لتسال من جديد : ولا من قبل
دارت مقلتيه وصمت قليلا وزفر بهدوء : هل ستصدقينني اذا اخبرتك ان قلبي لم ينبض الي احدا غيرك ابدا
لن انكر انها لفتت نظري قليلا
امسك يدها ووضعها على قلبه : لكن هذا لم يراها اطلاقا
بل ظل يراك انت فقط حتى وانت مشغولة بأشياء اخرى غيره
ابتسمت : يكفيني هذا ياسر ،يكفيني انك لم ولن تحب احدا غيري
اقترب منها اكثر : ولن ارى احدا غيرك مريم

****************
جلس امام قبرها وهو يبكي ، دموعه تنهمر كالأنهار ، لا يستطيع ان يتوقف عن البكاء الندم يمزقه ، لا يصدق ما سمعه اليوم ، وليهدئ من نفسه التي استمرت تلومه منذ انصرافه من عند ياسر نزل سريعا الي اقرب طبيب واجرى لديه التحاليل الازمة
كانت صدمته كبيرة عندما اخبره الطبيب ان لا يوجد لديه أي سبب يمنعه من الانجاب اخبر الطبيب انه اجرى تحليل من قبل اثبت انه عقيم ليبتسم الطبيب بهدوء : لم تكن عقيما اطلاقا يا استاذ
بهت بشده وسأله بتردد : كيف ؟ اخبرني الطبيب من قبل اني عقيم ولا استطيع الانجاب
قال الطبيب ببساطة : لا بد انه خطا ما بنتائج التحاليل
وهذا امر وارد الحدوث
صاح بانهيار : وارد الحدوث ، وارد الحدوث
هذا الخطأ الوارد الحدوث كلفني اسرتي كلها
خسرني حبيبتي وزوجتي وطفلي
طفلي الذي كنت انتظره بفارغ الصبر
وحبيبتي الذي فعلت كل شيء لأفوز بها
اندفع خارجا من عيادة الطبيب ليركب سيارته ويوقد سريعا متمنيا ان يموت الان حتى يتوقف شعور الالم المميت الذي يشعر به
الي ان وصل الي قبرها ويبكي بنشيج مكتوم
__ سامحيني حنان ، اغفري لي ، غبائي وغيرتي تحكما بي
فنسيت كل شيء ، ولأني كنت اخونك كل يوم ، خيلي الي انكي ستفعلين مثلي ، لم استطع ان افهمك طوال عمري
احببتك واردتك بجنون ففعلت كل شيء لأنالك
وعندما اصبحني بين يدي عاملتك كما يعامل الصغار لعبهم
تسليت معك لأتركك وانا اعلم انكي ستنتظرينني حينما اعود
ولكن جن جنوني عندما تهيا لي انكي ستتركينني من اجل ياسين ، ياسين الذي حملته كل اخطائي ، رميت كل ما فعلته من على اكتافي وعلقته برقبته لأتخلص من شعوري بالذنب
ياسين اخي وصديقي الذي دبرت لأتخلص منه مرتين
ياسين الذي قضيت كل السنوات الماضية لاهد شركة اباه
واعذبه عن ذنب لم يرتكبه
مسح دموعه ليقول باسى : اذا كنت لن استطع ان انقذك انت
سأنقذ صديقي مما فعلته معه
لمس القبر بأنامله : سامحيني حبيبتي وادعو لي لان يسامحني ياسين ايضا
سآتي مرة ثانية حبيبتي لن انقطع عنك ابدا
ساترك كل الذنوب التي افعلها وسأغدو معتز جديد لتسامحيني وتغفري لي


**********************


جالس بجانبها على الفراش بعد ان طمئنه الطبيب عن استقرار وضعها الصحي وانصرف الطبيب وياسين ايضا
لا يعلم ماذا كان سيفعل بدون ياسين ، فبعد ان فاقت انجي اشتدت الالام عليها ليهرع يا سين وهو يأمره ان يظل بجانب زوجته ويأتي بالطبيب بدلا عنه وبعد ان اطمأنوا على وضعها الصحي وانصرف الطبيب نظر له بقوة واقترب منه وقال له بخفوت احترم نفسك وحافظ على زوجتك وولدك القادم ولا اريد ان اسمع صوتك يصدح في الافق هكذا فانت لا تعيش بمفردك معها ، اعتني بها ولا تهدر كرامتها امامنا
فان اغضبتها بينك وبينها شيء وان تغضبها على مرأى ومسمع منا شيء اخر
التفت الي انجي وابتسم بهدوء : الف سلامة عليك يا زوجة اخي ، اذا ضايقك هذا المغفل لا تتركيه وتذهبي الي أي شخص اخر غيري ، فانا استطيع ان اعلقه من اذنيه اذا اردت واتي لك بحقك منه ، واطرده من البيت اذا لزم الامر
ابتسمت انجي ليردف : ولكنك لن ترضي بان افعل به ذلك ، اليس كذلك ؟
ضحكت انجي : نعم ، لن ارضى له بهذا العقاب القاسي
ابتسم ليهز راسه بتفهم ويخرج من الغرفة : سأذهب فانا تأخرت
قال يوسف : الي اين انت ذاهب الان ؟
انها الثانية عشر
ابتسم بتوتر ليكح بإحراج وتحمر اذنيه ، ابتسم يوسف باتساع
ولمعت عينيه بالمكر : انت ذاهب الي رؤية نور
نظر اليه بحده ليضحك الاخر وهو يرتب على كتفه
بقوة : نعم يا رجل ، اذهب وعود بها راضيها فهي لا تستحق ان تغضبها ياسين ، انها تحبك ، بل تذوب بهواك
عقد حاجبيه وقال بابتسامه والغرور يلمع بعينيه : اعلم ذلك
ضحك يوسف بمرح ودفعه بلطف : ما هذا الغرور يا اخي ؟
الثقل صنعه نعم و لكن ليس لهذا الحد ، هيا اذهب الي زوجتك
فرك كفيه ببعضهما وهو يبتسم بشقاوة : ودعني اصالح زوجتي
ضحك ياسين ليتركه وينصرف ليدخل هو الي غرفة نومهم
وينظر اليها بعينيه العسليتين والحب يقفز منهما

تقدم منها وأمسك بيدها وقبلها بعمق : اعذريني جيجي ، انا اسف بحق
على ما قلته ، ولا اعلم كيف اعوضك عن حماقتي
ابتسمت : لا تعتذر يوسف ، فانا مقدره لشعورك وقلقك علي
ولكني اردت ان اقابل معتز لأتكلم معه ليتوقف عما يفعله معك انت وياسين ، كان لابد ان افهم ما يحدث من حولي
نظر لها مستفهما لتكمل : لقد علمت عن طريق الصدفة بان حادثتك مدبرة وعلمت ان معتز من كان ورائها
فقررت ان افهم سر العداوة المشتعلة بينمها
وعندما سالت مريم اجابتني بانها لا تعلم واتفقنا انا وهي على ان نعلم ما السبب وراء انقلاب معتز بهذا الشكل على ياسين
__ وهل علمتي السر المجهول الينا ؟
ابتسمت : نعم ، وسأخبرك الان


*****************

وصلا الي الاسكندرية في وقت قياسي فتقريبا ياسين كان يقود السيارة بسرعة فائقة ، فاقت كل الحدود لم يحترم قواعد المرور كعادته ولم يهتم لشيء اخر كل ما يشغل عقله
هو الوصول الي نور والاطمئنان عليها والاهم ان يعلم ماذا حدث لها
لم يتبادل الحديث مع عمر اطلاقا الا عندما بدا عمر يصف له طريق المشفى وكان الاخر لا ينطق الا بالاتجاهات
من هنا ، اتجه يمين ، يسار
الي ان وصلا ، لا يعلم الي الان كيف ركن سيارته وكيف انطلق سريعا الي الاستقبال ليسال عن نور
وصلا الي الطابق الراقدة به حبيبة قلبه ليسمع صوت صرخه حادة تحمل بطياتها الالم والرعب
اندفعا الاثنان الي اتجاه الصوت فكلا منهما ميز صوتها بسهولة ليمنعهم الممرضين من الدخول
صاح ياسين وهو يدفع الرجل من امامه : ابتعد عني ، اريد ان اقابل الطبيب وافهم ما يحدث
__ المعذرة سيدي ولكن لا يسمح لك بالدخول الان
ازداد صراخها لينفطر قلبه عليها ولكنه فوجئ بمن يدفعه الي الحائط بقوة ويطبق يديه على عنقه
تفاجا مما يحدث معه ليجد عينا عمر الخضراء تشتعل بمزيج احمر غاضب ويقول بصوت هادر : ماذا فعلت بها ؟
اخبرني ماذا فعلت بها ؟ لماذا لم تصن الامانة ؟
قبض كفيه بقوة حتى لا يفعل أي شيء يهد ما تبقى بينه وبين عمر وقال بصوت مخنوق من اثر ضغط عمر على رقبته
__ اتركني عمر ، ولنتحدث فيما بعد ، دعني اطمئن عليها
ضغط عمر على رقبته بقوة اكبر : اخبرني اولا ماذا فعلت بها
شعر بالخنقة تسيطر عليه وانه لا يستطيع التنفس ليسمع صوت عمة عمر وهي تجذب يد الاخير بقوة : اتركه عمر
اتركه
نفض عمر يديه عنه لينظر اليه بشراسه تنحنح ياسين
لتربت العمة على كتفه : المعذرة يا ولدي ، فهو لا يعلم شيء
صاح عمر وهو يضرب بقبضته الحائط : ما الذي لا اعلمه
قالت العمة وهي تسيطر على دموعها بقدر المستطاع
__ ياسين لا دخل له بحالة نور الان
سال ياسين بقلق : ماذا حدث سيدتي ؟
نظرت لهما بخوف ليحثها عمر : تكلمي عمتي ، ارجوك
ابتلعت ريقها بصعوبة : نور اتت الي البارحة وكانت تبكي بشده وسألتني هل لحافظ أي دخل بموت محمود بك
نظر لها عمر : من محمود بك هذا ؟
قال ياسين بجمود : ابي ، اذن هي استمعت الي حديثي مع امي
صاح عمر : اذن انت السبب في حالة الانهيار يا ابن الاصول ، عاملتها سيئا بسبب ان حافظ كان السبب في موت اباك ، الم اخبرك بان حافظ سبب شقاءنا وتعاستنا في هذه الدنيا ، التفت الي عمته وقال بتوتر : هل قابلت عمي ؟
زفر ياسين لتتكلم صفيه : اصبر عمر ، ولثاني مرة اخبرك بان ياسين لا دخل له بحالة الانهيار التي اصابت نور
صاح بقوة : اذن اخبريني من السبب ؟
قالت بتوتر: عدني اولا انك ستكون حكيما و لن تندفع فيما ستفعله
صاح بقلة تهذيب ك عمتي انا على وشك الانفجار وانت تطلبين وعدي على امر لا افهمه
قالت بإصرار : عدني اولا
قال بنفاذ صبر : اعدك
نظرت اليه والخوف يلمع بعينيها : قضت لدي الليلة وكانت تريد ان تعود اليك عمر ، ولكني صممت على بقائها معي عدة ايام وكنت سأتصل بك واخبرك في الصباح وخاصة ان حافظ مسافر ولن يعود هذه الايام
سال ياسين ليحثها على المواصلة : وبعد سيدتي ماذا حدث ؟
نقلت نظرها بينهما الاثنان وانفرجت شفتاها ببطء


*********************

تاوه وهو يرفع راسه من على ارضية الغرفة الرخام
يشعر بالبلل يغطي ملابسه ورقبته
لمس طرف عنقه لينظر الي يديه فيجد سائلا احمرا يلون يديه
تمتم وهو لا يقوى على النهوض : ماذا حدث ؟
تذكر انه ذهب الي القاهرة ليعلم اخبار هذا الاحمق
ابن اخيه الاحمق الذي ينجو من الموت ببراعة
ثم اجل سفره من اجل ان يفكر له بشيء اخر ، يخلصه منه
قضى يومه وهو يعد له الحفرة القادمة ، لم تكن حفرة بل كانت تربه يدفنه بها ويتخلص منه
ولكن ما ازعجه حقا انه قبل ان يركب الطائرة اتصل به
الفرد المسئول عن مشروع الشاليهات ليخبره انهم لم يتمكنوا من الاقتراب منه ، فياسين بك استاجر افرادا لحماية المشروع
استشاط غضبا ليعود الي الاسكندرية ليرى ماذا يستطيع فعله ليهدم هذا المشروع ويدق اخر مسمار في نعش عمر
ليكون جاهزا على الدفن
عاد الي القصر وهو يغلي من الغيظ فهو لم يكن ينقصه الا هذا الياسين ، لماذا يساعد عمر الي الان
الم يخبره ان نور ابنته ، كان من المفترض ان يتركها بعد هذه الحقيقة المؤسفة من وجهة نظر هذا الياسين
اعد له كاسا من الشراب وهو يخطط كيف يقوم بإبعاد هذا الياسين عن الطريق فوجوده مع عمر يقوي جبهة عمر
وهذا لا يريده ، انتبه بعد قليل من الوقت ان زجاجة الشراب فرغت ليقوم وهو يترنح ويأخذ زجاجة اخرى ويصعد الي الاعلى ، وكروتين يومي مر بغرفتها اولا
الابتسامة تداعب شفتاه والذكريات تندفع الي عقله
كم كانت رائعة ، اسكرته النشوى التي تملكته وهو يتذكرها
على الرغم من جبروته وقوته معها الا انه استمتع بكل لحظة قضها معها هذه الليلة
دلف الي غرفتها بهدوء وهو يحاول ان يتخيلها ملامحها الجميلة ، ضحكتها المغرية
اتسعت عيناه بدهشة وهو يهمس : نور
حدث نفسه : عادت من اجلك حافظ
وضع اصبعه على شفتيه وهمس : هششششش ، حتى لا تستيقظ
بحث بعينه عن مصدر للضوء خفيف فهو يريد رؤيتها ولا يريد ان يوقظها نظر هنا وهناك
ليجد شمعدان الشموع اسرع اليه وسارع الي اشعال الشموع
بهذه الشمعدانات المتناثرة بالغرفة
امسك احدهم وهو يقترب منها ووضعه على طاولة صغيرة قريبه من الفراش لينظر اليها والحب والرغبة تقفز من عينيه
__ اشتقت اليك حبيبتي ، مر وقت طويل على اخر مرة كنا معا ، قرب وجهه منها ليهمس ك هل اشتقت الي انت الاخرى
ابتسم بجزل ونفخ بهدوء في خصلات شعرها لتتطاير من على وجهها لينحني ويطبع قبله خفيفة على وجنتها
مرر اطراف انامله على جسدها وهو يتحسسه برغبه قوية ليطبع قبلة اخرى عميقة على شفتيها
انتفضت على اثرها وقامت مفزوعة من نومها
نظر اليها بحب : حبيبتي ، اشتقت اليك
صاحت بوجهه وعينيها متسعتان خوفا ورعبا : ابتعد عني
امسك يديها بقوة : لماذا ، الم تشتاقي الي نور ؟
تنفست بقوة وصاحت باكيه : انه انت ، انت من اراه بأحلامي ، انت من
لتنفجر باكية صاح بقلة صبر : ليس كل مرة نور
البكاء معي لا يفيد ، سأحصل على ما اريد ولو بالقوة
وانت جربتي من قبل قوتي
استكيني الي هذه المرة ، فانا لا اريد ان استخدم معك قوتي
كان ردها صفعة قوية على وجهه ليحمر وجهه بغضب اعمى ويشدها اليه بقوة : مجبرا اياها على ما يريد
ازداد صراخها وبكائها وصياحها بان يبتعد عنها ويتركها
ليقول بقوة وجبروت : لقد قلت لكي نور ، لن اهدئ الي ان احصل على ما اريده
اظلمت الدنيا بعينه ولا يعلم ماذا حدث بعدها الي ان استيقظ الان ، لا يعلم ما مصدر هذا الدم ولا يعلم ما هذا السائل الذي يبلل ملابسه
نفض راسه ورفعها مرة واحده لتصطدم بشدة بالطاولة فيصرخ بشتيمة غير لائقة ولكن المفاجأة هو وقوع شمعدان الشموع بجانبه ، انتفض واقفا وهو يرى النيران تشتعل من حوله ولكن انها ليست من حوله انها مشتعلة بملابسة
جرى سريعا ليطفا النيران الممسكة به ليصطدم بطاولة اخرى فيقع شمعدان اخر على الارض ويمسك بالسجادة الحريرية التفت يمينا ويسارا وهو يركز نظره على مخرج من هذا الجحيم المشتعل ركض باتجاه اخر ليترنح ويسقط طاولة اخرى وتقع الشموع وتزيد النيران ترنح ولم يستطع التنفس ليركض باتجاه النافذة وهو يصرخ من النيران المشتعلة من حوله لتمسك النيران بالستائر الحريرية
سقط ارضا وسط النيران فلم يعد يستطيع المقاومة
صرخاته تزداد ليراها كأخر مرة راها بها وهي مرتديه قميصها الحريري الابيض متمسكة بذراع اخيه
همست بنبرتها القوية : احترق حافظ ، احترق هذا هو عقابك
على ما فعلته بنا
صرخ صرخة مدوية ليسقط اكثر بين النيران التي تلتهم كل شيء من حوله


********************

__ استيقظت على صوت صراخها الذي يدوي بالقصر
كانت تقوم من نومها مفزوعة ولكنها لم تكن تصرخ بهذا الشكل كانت تصرخ برعب وهي تقول اتركني ابتعد عني قال ياسين على الفور : هل عاد اليها هذا الحلم ؟
نظرت اليه لتكمل بتوتر وهي تتمسك بذراع عمر باستماته
__ ذهبت اليها لأوقظها من النوم ، لأجد حافظ هناك ويحاول
صاح عمر بنفاذ صبر : ها عمتي ، اكملي
نظرت اليه وزمت شفتيها ليسالها ياسين وعيناه تضيق من الغضب :هل حاول ان يعتدي عليها ؟
انهمرت الدموع من عينيها ليقفز الشر من عينيه ليعقد عمر حاجبيه ونظر الي عمته : تكلمي عمتي
هل حاول عمي ان يعتدي على صغيرتي ؟
صاحت بسرعة : ولكني انقذتها منه ضربته على راسه بقوة بزجاجة وجدتها هناك
هزت راسها ايجابا لينطق ياسين بفحيح : الحقير القذر ، لقد خيل اليه انها والدتها
لف له عمر بحده : نعم ، لا افهم ، ما العلاقة بين ذاك وتلك
لا افهم لماذا يحاول ان يعتدي عليها ، انها ابنته
ثم ما العلاقة بين اعتداؤه على نور وامي
اتسعت عيناه وكانه استنتج العلاقة فجأة ليركض من امامهم
صاحت العمة : الحق به ياسين ، ولا تدعه يفعل شيء متهورا
نظر لها بجود : مثل ان يقتل اخاك العزيز مثلا
لمع التصميم بعينيه وهو يندفع وراء عمر : اذا لم يفعل سأفعل انا


**********************


__ اخاك هذا مجنون
ما الذي جعله يفكر بمثل هذه الافكار الحمقاء
تنهدت : لا اعلم يوسف ، لا اعلم ما السر وراء افكاره ولكن سببه قوي للعداوة
تخيل انت تعلم عن علاقاتي بشخص اخر الن تقتلني وتقتله ايضا
انتفض واقفا من مقولتها : ما هذا التشبيه الاحمق النجي ؟
هل انت غبية الي هذه الدرجة ؟
صاحت باستنكار : يوسف
اشاح بيده في وجهها : لا تصيحي مستنكرة هكذا ، هل سمعت من قبل عن زوجة تقول الي زوجها ان يتخيل انها على علاقة مع شخص اخر
انفجرت ضاحكة بقوة : انه مثل حبيبي ، اعطي لك مثالا
لتفهم ما اقصده
__ ليس بمثل هذه الطريقة ، انتقي امثلتك
ابتسمت : حاضر ولكن هل فهمت ما اقصده؟
نظر لها غاضبا : نعم ، طبعا سأتخذ منه موقفا عدائيا
نظرت اليه : اذن معتز لم يكن مخطئا فيما فعله
__ لست انا من يقرر هل هو مخطئ ام لا
واذا تخافين من علاقاتي بأخيك ، اقترب وجلس بجانبها
وحاوطها بذراعه : لا تقلقي من اجلك سأفعل أي شيء


*********************

وصلا الي القصر ليجدا جمهور من الناس حوله
نزلا من السيارة لينظرا ماذا يحدث ولماذا الناس مجتمعه حول القصر
ليجدا سيارة اسعاف متواجدة بالمكان
التفت ياسين الي احد الحاضرين : ماذا هناك ؟
__ لقد اشتعل الجزء الشرقي من القصر
سال عمر : هل توفى احد من ساكني القصر ؟
هز الرجل راسه باسى : نعم سيد القصر اصاباته خطيرة ونقلوه الي المشفى
سال ياسين سريعا : اين هو ؟
__ لقد غادر في سيارة الاسعاف للتو
نظرا الي بعضهما ليتنهد ياسين : تعال عمر ، لنعود الي نور
وبالطريق سأخبرك بكل ما لدي وما حدث بيني وبين نور ؟



*******************

وصلا امام المشفى وصمت عمر يمزقه ، مضت نصف ساعو وهما واقفان امام المشفى ابلغه ياسين بكل شئ ما عاد الليلة العنيفة التي حدثت بينهما ، ومن حينها وهو يلتزم الصمت تنحنح اخيرا ليلتفت اليه ياسين
__ انت لست مخطئا ياسين ، بل انا المخطئ
ظننت بان زواجك من شقيقتي سيحميها من حافظ
ولكني لم افكر مطلقا بماذا سيفعله زوجها اذا علم بكذبة حافظ
انتهى الامر ياسين ، وشكرا لك لقد ازعجتك معي حقا
اتسعت عينا ياسين : هل جننت عمر ؟ نور زوجتي
نظر اليه عمر والتصميم يلمع بعينيه : لذا اطلب منك ان تطلقها
صاح بقوة : نعم ، لا لن يحدث ، ثم لست انت من يقرر ذلك
انا ونور فقط من لنا الحق بذلك ، والي ان تطلب مني نور ذلك واقرره معها ، ليس لك الحق ان تكلمني بهذا الامر ثانية
نظر له عمر والغضب يلمع بعينيه : اذن لن تطلقها
نظر الاخر متحديا : نعم
لمع التحدي بعيون عمر : لن تراها اذن
__ ساراها وقتما احب عمر ، لن تستطيع ان تمنعني عن رؤيتها
نزلا الاثنين من السيارة ليدلفا الي الداخل كل منهما يسير بمحاذاة الاخر ولكنهما ليس معا


وصلا الي غرفة نور ليقف عمر بوجهه وينظر اليه غاضبا
صاح بقوة : ابتعد عني ، ساراها
قال صوت هادئ بجانبهما : لا انت ولا هو
نظرا الاثنين الي مصدر الصوت ليجدا فتاه رقيقة الملامح صغيرة الحجم لتكمل الطبيبة هي لن تقابل احدا الفترة القادمة ، الصدمة عنيفة عليها وامامنا فترة طويلة الي ان تصبح بخير
من فضلكما اذهبا الي بيوتكما ، فالسيدة صفيه ستقيم معها الفترة القادمة
سال ياسين بتهكم : ومن انت ؟
ابتسمت بهدوء : انا الطبيبة المسئولة عن حالة السيدة نور
سالت بجدية : من منكما ياسين ؟
__ انا ، من اين علمتي باسمي ؟
__ ان المريضة تهذي به كثيرا
نظر الي عمر بقوة لتكمل الطبيبة : وتأتي بسيرة عمر ايضا وانها تريد رؤيته
نظر له عمر بقوة ليقول بهدوء : انه انا
__ ولكن غير مسموح لكما برؤيتها الا عندما تستقر حالتها
هيا عودا الي بيوتكم
نظر الاثنين الي بعضهما لينصرفا
وصلا الي الاسفل ليقف ياسين امام سيارته : هل ستاتي ؟
نظر له عمر بغضب : تعال عمر سنعود غدا
طمئن زوجتك وانا سأرتب امور الشركة ونعود غدا ثانية
اشاح عمر بوجهه ليكمل ياسين : لا تصبح عنيدا هكذا
هيا
ركب عمر السيارة على مضض وعادا الاثنين
كما اتيا لا يتبادلان الحديث
كل منهما يسير بمحاذاة الاخر ولكنهما ليسا معا


************************

دخلت الي مكتبها في الصباح لتفاجئ بوجوده امامها
ابتسمت : اهلا سيدي
__ هل اتيت اخيرا ؟ هل كنتي تحضرين اوراقك للسفر ؟
ابتسمت بتوتر ليردف : ستذهبين اليه اذن
ضحك ساخرا : هل تظني انه سيلتفت اليك وهو يرى الشقراوات حوله من كل جانب
انت مخطئه اذن ، خيانتك لهذه الشركة ذهبت سدى
ومن بعت مصدر رزقك من اجله ارخص من أرخص رخيص





اتمنى ان يحوز على اعجابكم
موعدنا الاربعاء القادم
باذن الله
القاكم على خير

سلافه الشرقاوي 23-09-11 03:06 AM

صباح الخيرات على احلى بنات
سوري سوري سوري
على التاخير
بجد اسفة جدا
طلعلي مشوار من تحت الارض ولسة داخلة حالا من بره
البارت حينزل حالا
اتمنى يعجبكم
ويكون يستحق انتظاركم


شكر خاص لاحلام 2 و همسة حزينة
لقد قرات ردودكم بس للاسف اتحزفت
نورتوا روايتي بردودكم الحلوة

اسيبكم مع البارت



الفصل الخامس والثلاثون


الجزء الثاني


دخلت الي مكتبها في الصباح لتفاجئ بوجوده امامها
ابتسمت : اهلا سيدي
__ هل اتيت اخيرا ؟ هل كنتي تحضرين اوراقك للسفر ؟
ابتسمت بتوتر ليردف : ستذهبين اليه اذن
ضحك ساخرا : هل تظني انه سيلتفت اليك وهو يرى الشقراوات حوله من كل جانب ؟
انت مخطئه اذن ، خيانتك لهذه الشركة ذهبت سدى
ومن بعت مصدر رزقك من اجله ارخص من أرخص رخيص
توترت وجلست متمسكة بمكتبها: لا اعلم عما تتحدث، سيدي
__بلي تعلمين ، ولكن ما لا افهمه ، كيف استطاع اقناعك بالا تخبريني ، وان تسلميه مفتاح المخزن
اصفر وجهها بشده وتكلمت لتخرج الكلمات بصوت مهزوز خائف : لا اعلم عما تتحدث سيدي
نظر لها بقوة : بلى تعلمين ، فالمخزن فتح بواسطة المفتاح الاصلي الذي تركته معك واوصيتك ان تحافظي عليه حتى تعطيه لياسين باليوم التالي
لم اشك بك للحظة واحدة ، ولكن طارق كان له مفعول السحر
اجهشت بالبكاء واخفت وجهها بيديها : لم استطع ان ارفض
ولكني لم اعلم بانه سيسرق الادوات
لقد اخبرني ان الموقع يحتاج معدات وادوات للبناء ولا فائدة من الانتظار بم اني املك المفتاح
نظرت اليه والندم يملئ عينيها : لم يخطر ببالي انه سيسرق المخزن
سال بقوة : هل تعرفين مكانه ؟
هزت راسها نافية : لا ، صدقني سيدي ، لم اكن اعلم ما يخطط له
نظر لها باشمئزاز ليأتيه صوت من الخلف : انها صادقة استاذي
جمد وجهه عند رؤيته وتنهد بضيق : مرحبا معتز
ابتسم معتز : مرحبا استاذي ، هل وصل ياسين ؟
زم السيد عبد العزيز شفتيه : لا لم يأتي بعد، ماذا تريد معتز؟
__اريد ان اتكلم معه
صاح بضيق : معتز ياسين لديه ما يكفيه ، لا تأتي اليوم وتكمل عليه بسبب غبائك الذي لا تريد الاعتراف به
خفض معتز بصره : بل اعترف اني كنت غبيا لوقت طويل
والان جئت لأصحح ما فعلته السنوات الماضية
التفت اليه السيد عبد العزيز والحذر يطل من عينيه
ليبتسم معتز له مطمئنا : لا تقلق استاذي ، انا صادق
نظر له مطولا وزفر بقوة: تعال معتز ، لنتحدث قليلا


************************

وصل الي القصر عند بزوغ ضوء الشمس ليتنهد بحرقة الغصة تسيطر عليه والهموم تثقل كاهله
كان يريد ان يطل عليها ، ينظر لها نظرة واحده تهدئ من نفسه وتسكت دقات قلبه المجنونة
دخل الي الجناح ليشعر بان قلبه مقبوض وانه لا يستطيع التنفس ، كأن الهواء انتهى برحيلها عنه
استحم وبدل ملابسه وذهب ليدق الباب على يوسف فهو يحتاجه اليوم كثيرا
فتح يوسف الباب واثار النوم تطل من عينيه
__ صباح الخير يوسف
عقد يوسف حاجبيه : صباح النور ياسين ،ماذا هناك ؟
__ ارتدي ملابسك وهيا اريدك ان تأتي معي
نظر الي ساعته : الان
تنهد : نعم
هز يوسف راسه موافقا : سأنتظرك بالمكتب
__ حاضر
نزل الي الاسفل لينتظر شقيقه ، وبدلا من ان يدخل الي المكتب ذهب الي الحديقة ونظر الي مكان جلوسها عندما راها وهي تضحك مع يوسف ابتسم ووضع يده اعلى ظهر الكرسي وكانه سيشعر بجسدها موجود تحت كف يده
تنهد بألم سيذهب ليراها مهما حدث
هب الهواء ليضرب وجنتيه بالنسمات الصباحية الباردة
استنشق الهواء وهو يشعر برائحتها محمولة اليه في نسمات الهواء الباردة
انتفض عندما وضع يوسف يده على كتفه ليساله الاخر بقلق
__ ما بك ياسين ؟ اشعر انك متعب
هز راسه ايجابا وقال بدون تفكير : بل اكاد اموت من التعب
اتسعت عينا يوسف ليقترب منه وهو ينظر اليه : بعد الشر عليك ياسين ، ماذا حدث ؟ اخبرني
تردد قليلا : هل رفضت نور ان تعود معك ؟ ولذلك انت بهذه الحالة السيئة
هز راسه برفض : لا انها بالمشفى
صاح يوسف : ماذا ، ماذا اصابها ؟
اغمض عينيه بألم : ليس الان يوسف فانا لا اريد ان اتحدث
تنفس ببطء ليردف : انا احتاج وجودك بالشركة هذه الايام فانا سأكون بجانب نور الايام القادمة
واحتمال كبير ان لا اتي الي الشركة بالأيام ، خذ حذرك وحاول ان يتم بناء المجمع بمواعيده يوسف
__ ان شاء الله ياسين
__ اسمع باقي المعدات ستاتي بعد غد وادوات البناء ستصل اليوم ، بسام فعل معي ما لا يفعله الاشقاء مع بعضهما البعض
__ نعم ، ان يعطي لك مواد البناء دون ان يحصل على دفعه مقدمة ويقسط باقي حقها على اشهر ، صراحتا لم اتوقع ان يفعل شيء كهذا
ولكن ياسين ادوات البناء هذه لن تكفي البناء
__ اعلم يوسف ولكنها ستنهي المرحلة الاولى ، حينها استطيع ان اطلب دفعة جديدة من مستحقاتنا لاتي بأدوات بناء نكمل بها البقية
__ هذا المشروع سيقضي على السيولة التي لدينا
__ تفاءل يوسف ستكون الامور جيدة ، هيا بنا لنذهب الي الشركة وبعد ذلك سأذهب الي المطار
عقد يوسف حاجبيه : المطار ، لماذا الم تقل انك ستكون بجانب نور
__ نعم انها بالإسكندرية وانا لن استطيع قيادة السيارة وانا لم انم من البارحة
هم بالسؤال ليشير اليه بيده : لا مزيد من الاسئلة يوسف ، ارجوك
هز يوسف راسه موافقا لينتبه انهما سيركبان مع السائق
رتب على كتف ياسين : لا تبتئس ستكون على ما يرام
تمتم : اتمنى ذلك ادعو الله ان تمر هذه الازمة على خير


**********************
تنظر اليه وهي تعد الحقائب تشعر بالقلق والخوف يحاوطها
فهو منذ ان اتي في الفجر لم ينم ، والغضب يقفز من عينيه
فعيناه الخضراء تحول بياضهما الي اللون الاحمر ليصبح شكلها مرعبا ، ثم انها تشعر بانه يؤنب نفسه على شيء هي لا تفهمه ولا تعلم ماهيته
تنحنحت : عمر ، لقد جهزت كل شيء ، ولكن هل نحن ننتقل من الفيلا ام ماذا ؟
قال بدون ان ينظر اليها : لا عليا ولكني اريد ان اكون بالقرب من المشروع ولن استطيع ان اباشره وانا هنا بالقاهرة
نظرت اليه وقالت بتردد : هل تخفي عني شيء ؟
التفت اليها : تعالي عليا ، اريد ان اتكلم معك
نظرت له بتوجس لتذهب وتجلس بجانبه


******************



تبعه بهدوء ليدخلا الي مكتب ياسين ، جلس السيد عبد العزيز
وقال بهدوء : تعال معتز اجلس
نظر اليه بامتنان وجلس بجانبه
__ معنى كلامك بالخارج انك تأكدت ان الافكار التي كانت بعقلك مجرد اوهام لا اساس لها من الصحة
هز راسه موافقا ليكمل السيد عبد العزيز بألم وعتب
__ والاتهام السخيف الذي اتهمت به صديقك وزوجتك تأكدت من عدم صحته
__ انا اسف استاذي ، اعذرني كنت غبيا و اخترت ان احمل ياسين اخطائي كلها ، دون ان اشعر بالذنب
__اسمع معتز ، انا لا احملك ذنب موت حنان ، فالموت بيد الله ثم انه قدر لا مفر منه
ثم ان حنان كانت تشعر من قبلها ، عندما اتت لتخبرنا بحملها اوصتني بك خيرا وبطفلها ايضا ، لن انكر قلقي وقلق زوجتي عليها ولكن عندما علمت بخبر موتها ، سلمت امري لله
هز راسه بألم واكمل : حنان لم تكن نعم الابنة فهي عاشت طوال عمرها تشعر انها اقل منكم جميعا لم اكن بغافل عما تفعله ولكني لم استطع ان اقسو عليها بسبب ظروف موت والديها وعلى الرغم من اعتناء زوجتي بها ومعاملتها لها كابنتها ، الا انها كانت تعلم دائما اني خالها وانها زوجتي
لم تنادينا قط بابي وامي ، كانت تشعر بالغيرة من نادين وتصر على اخذ ما بيديها ، اعتناء عائلة ياسين بها كانت تزيدها غيرة وحقدا عليهم ، اصرار محمود بك انها تنال نفس النمط التعليمي ، اشعرها بانها اقل منكم فكانت تفرغ هذا الشعور بان تشعر بانجذابكم لها ، ياسين كان يعلم ظروفها جيدا فكان يتعامل معها برعاية وحنان فائق الحد
وياسر ايضا ولكن ياسر لم يكن برقة وحنان ياسين ، اختلاف الشخصية البشرية ومشاعره نحو مريم كانت واضحة وضوح الشمس ، فأخرجته من المنافسة الوهمية التي كانت مشتعلة بعقلها هي فقط ، بقى انت واحمد ، انت تركض وراءها وتلهث ايضا خائف من ان يفوز بها ياسين الذي لم يلتفت الي ما يدور بأذهانكم ، واحمد المرح بطبيعته فهو يتكلم عن كل شيء بمرح وخفه لا يأخذ امرا بطريقة جدية
فكان يسمعها الكلام المعسول باعتياد ، هذه هي طبيعته مجامل ولبق ليس معها هي فقط بل مع كل البشر
ولكنها فهمت جيدا بانه يحب نادين فمعاملته لها تختلف عن معاملته مع سائر الفتيات فهي الوحيدة التي لم يسمعها كلامه المعسول بل كانت عيناه من تنطق بحبه وهيامه
محمود بك انتبه ايضا الي ما يعتمل داخل صدر ابن اخيه ورحب بهذا النسب وقبل موته اوصى ياسين اذا احمد طلب يد نادين للزواج ان يوافق حتى دون ان يسالها عن رايها
وهذا السبب الرئيسي الذي جعل ياسين يجبر نادين على الزواج من احمد
كنت اراقب كل هذا وانا لا اريد تصديق ان تربيتي لابنة اختي جعلتها سيئة هكذا ،بل انها ازدادت سوءا عندما حملت زوجتي واتى محمد اصبحت اكثر بشاعة واكثر حقدا ، عندما كنت ارى نظرة الكره تلمع بعيونها عند رؤيتها لمريم كنت اشعر بالخوف يشلني
فمريم من وجهة نظرها تتمتع بكل شيء ، اهتمامك بها انت وياسين وحب ياسر الذي لم يعيرها اهتمامه وايضا اعجاب احمد بقوة شخصيتها ، ولكنها لم تستطع اذية مريم فقوة شخصية مريم وثقتها بنفسها كانا يقفان لها بالمرصاد فمريم لم تستمع اليها ولم تبتعد عن احدا منكم ، كما فعلت نادين ، مع الاسف نادين كانت ضعيفة الشخصية نشأتها مع اخ كياسين وام قويه كنوارة هانم جعلتها ذات شخصية منطوية ضعيفة وحنان استغلت هذا الامر مع استغلالها ان نادين كانت ذات جمال عادي فأشعرتها بانها ليست لها اهمية وان عائلتها لا تحبها كما يحبونها هي
ولكن عند سفر ياسين الي الدراسة بدأت ان تكون طبيعة قليلا
اقتربت منك اكثر لم اكن استسيغ فكرة اقترابها منك ولكنها لم تكن تبالي براي احدا اخر غيرها ، الي ان تزوجتما هدأت كثيرا وتغيرت بعد فترة الي الافضل ، اصبحت تعامل محمد بطريقة جيدة واصبحت تعدنا عائلتها ، ولكني كنت اشعر انها غير سعيدة وسالتها اكثر من مرة الا انها فضلت ان تكتم عني امورها
الي ان علمت بأمر خيانتك المتكررة لها تكلمت معها لترجوني الا اتكلم معك وانها ستحل مشاكلها الزوجية بمفردها
كم اشعر بالندم اني استمعت اليها اشعر اني لو كنت تكلمت معك لكانت الان بيننا وكنت استمتع بأحفادي ، يمكن هذا عقاب لي اني لم احسن تربيتها
اغرورقت عينا معتز بالدموع ليردف السيد عبد العزيز
__ المهم الان معتز ان تكفر عن اخطائك في حق صديقك ورفيق دربك
__ هذا هو سبب قدومي اليوم
التفتا الي صوت ياسين الغاضب وهو يصيح : نعم اريد ان اعرف سبب قدومك اليوم ، فانت غير مرحب بك هنا



********************


__ لا افهم ما تقوله عمر ، هل نور بالمشفى ؟
هز راسه ايجابا لتكمل : لماذا ذهبت الي الإسكندرية ؟
قال بنفاذ صبر : سمعت ياسين وهو يتحدث مع والدته بان عمي كان السبب بموت والده ، فذهبت لتفهم الامر منه ، ليتها لم تذهب
__ لماذا لم تأتي الي هنا ؟
__ الذي فهمته من حديث ياسين ، انهما تشاجرا مشاجرة قوية قررت ان تتركك البيت بعدها
اكمل بغضب مكتوم : ابن الاصول عاملها سيئا بسبب عمي
لم يفهم ان هذا العم لم يستحق ان نتشارك معه في نفس دماء الاسرة الواحدة
سالت بتوتر : هل هذا السبب الوحيد عمر ؟
تنهد بألم : لا ، عمي اخبره ان نور ابنته ، كما اخبر والدي من قبل
نظرت له لترى الالم والقهر يطل من عينيه اسرعت الي جواره واحتضنت كفه بيدها ليضغط على اصابعها بامتنان
__ اذن هلا اخبرتني بسبب ذهاب نور الي المشفى
زم شفتيه ليضغط عليها بأسنانه بقوة ليشعر بطعم الدماء في فمه ربتت على يده بهدوء لينطق من بين اسنانه بصوت يكاد يسمع : عمي حاول ان
لم يستطع أي يكمل حديثه لتتسع عيناها رعبا لما استنتجته
__لماذا ؟ ما فهمته من حديثك انه متأكد من ابوته لها
__ ما حاول ان يخبرني به ياسين وهو يراعي شعوري ان حافظ اغتصب امي وهذا ما اصابها بالانهيار العصبي ولكني توقعت شيء كهذا من قبل ان يخبرني به ياسين
لم يستطع ان يكبح دموعه اكثر من ذلك لتنهمر بفيضان من عينيه وهو يتمتم : ما رايته ولم استطع حمايتها منه
كنت اظن انها خائنة لاكتشف اني ظلمتها كل هذا الوقت
كانت بريئة من ظني بها ، كان علي ان احميها منه
لكني غبي احمق لم استطع حمايتها ولم استطع حماية نور ايضا ، كم انا ضعيف لا اقوى على شيء
شعرت بانه سينهار لتدفن راسه بحضنها وترتب علي ظهره مهدئة : لا عمر ، لم تكن تفهم ما يحدث من حولك ، اهدئ حبيبي ، نور ستصبح على ما يرام وستكون بخير
اهدئ وحاول ان تنام قليلا ، فلن تستطيع السفر وانت منهار هكذا
مسح دموعه بكفيه : لا استطيع اريد ان اطمئن عليها ،
__ حسنا ، سأتصل بعلي واطلب منه ان يوصلنا ، او لنذهب مع ياسين
نطق بحده : لا ياسين لا ، لن اذهب مع ياسين الي أي مكان
نظرت اليه وقالت بهدوء : اذن كيف سنسافر ؟
__ سأطلب سيارة خاصة ، تذهب بنا وتظل تحت امرنا هناك ، الي ان اشتري سيارة جديدة
__ حسنا ، نل قسطا من النوم
__ لا علياء ، سنذهب حالا ، سأقوم ارتب امر السيارة


*******************


رتبت على كتفه بقوة : محمد استيقظ ، انا اشعر بتعب فظيع
انتفض جالسا : ماذا هناك ؟
تلوت من الالم : ما بك بسنت ؟
__ اشعر بألم فظيع اسفل بطني
__ لماذا ، الم تخبريني البارحة ان دورتك الشهرية انتهت
وعلى هذا الاساس اعدنا المحاولة
ابتسم بخفة وهو يقول جملته الاخيرة
نطقت بنفاذ صبر: محمد هل هذا وقته ؟ انا متعبة وانت تجري معي تحقيق ولا ضباط المباحث
قال بتوتر : لا حبيبتي لم اقصد ، اريد ان افهم ما يحدث معك لا اكثر
تأوهت مرة اخرى ، لينتفض واقفا : هيا سنذهب الي المشفى
فيبدو ان الالم شديد
نطقت بألم : لا استطيع ان أتحرك
ابتسم بحب وذهب ليأتي لها بعباءتها السوداء ليلبسها اياها ويحكم حجابها ليحملها بين يديه : لا تقلقي حبيبتي ، انا معك دائما


******************

__ هذا هو سبب قدومي اليوم
التفتا الي صوت ياسين الغاضب وهو يصيح : نعم اريد ان اعرف سبب قدومك اليوم ، فانت غير مرحب بك هنا
__ اهدئ ياسين قليلا واستمع اليه
نظر له بدهشه : انت ما تقول ذلك استاذي ، بعد ان سرق الشركة كما فعل المرة الماضية
صاح معتز : لم اسرق الشركة المرة الماضية ياسين
لقد خسرت الشركة اموالها في البورصة ، وهذا امر وارد
ضحك ساخرا : ومن طلب منك ان تزج بأموال الشركة في البورصة معتز
ومن اين لك الخبرة لتغامر بالشركة وأصولها في البورصة
ها ، ثم باقي الاموال التي اخذتها من الخزانة لتسديد ديونك يا استاذ ، كانت تحت أي بند
قال الاخر بضيق : لقد اعطيتك بدلا منها اسهم وتنازلت عن حق الادارة
اصاح ساخرا : لا والله ، الشركة حينها كانت تحتاج اموالا يا سيد لا تحتاج حق الادارة واسهمك التي تنازلت عنها
قال يوسف بهدوء : اهدئ ياسين ودعنا نستمع اليه
التفت الي اخيه بحدة ونظر له بقوة : انت يوسف من تقول هذا
رتب على كتف اخيه : اهدئ واستمع اليه
نظر الي معتز بنقمة ليذهب ويجلس على كرسي مكتبه
__ لا اريد ان استمع اليه
نظر اليه معتز ليلتفت الي يوسف : المعدات التي اخذها طارق من الموقع وباعها هذا هو حقها
مد الي يوسف بشيك ليردف : وادوات البناء موجودة بمخزن في طريق سقارة هذا هو مفتاحه ابعث عمالك ان يأخذوها
لف الي ياسين المرسوم على وجهه علامات الدهشة
__ المعذرة ياسين على ما فعلته معك الفترة الماضية ، اعلم جيدا ان من حقك الا تسامحني ، ولكني ارجو ان تستمع الي بأحد الايام لتفهم ما كنت أعانيه وتسامحني على ما فعلته معك
صافح السيد عبد العزيز : سأنصرف استاذي
لف الي يوسف : المعذرة يوسف على غضبي الذي امتد اليك انت الاخر ، اطلب منك وبرجاء شخصي ان تسمح لي بزيارة انجي لأراها واعتذر منها على ما بدر مني ثم اني اريد ان ارى نوارة هانم ايضا
__ تعال باي وقت معتز ، انها شقيقتك ولن امنعك عنها
هز راسه ليرمي ياسين بنظرة سريعة لينظر اليه الاخر بغضب ،هز راسه بتفهم وغادرهم سريعا


نطق السيد عبد العزيز بهدوء : لماذا ياسين ؟ لم اعهدك قاسي من قبل
نظر اليه بتعجب : انت الاخر استاذي ، هل نسيتما ما فعله بنا ؟
__ لقد اتى ليصحح غلطته ياسين ويعتذر عما فعله ،لماذا لم تستمع اليه
__ هل تريديني ان استمع اليه بعد كل ما فعله يوسف ؟
تنهد يوسف : عندما تستمع اليه ستفهم ما اقوله لك ياسين
هيا اذهب لتلحق بطائرتك وانا هنا مكانك لا تقلق
نظر له السيد عبد العزيز مستفهما ليهمس يوسف : سأخبرك فيما بعد استاذي
همس السيد عبد العزيز : وماذا سنفعل بعبير ؟
__سأتصرف معها ، ياسين لن يحتمل فكرة انها خانته
هز السيد عبد العزيز راسه بتفهم : حسنا
قام ياسين من مكتبه وناول السيد عبد العزيز ورقة مكتوبة بخط يده : انها تفويض مؤقت ليوسف بإدارة الشركة استاذي
لان الفترة القادمة لن استطيع ان اباشر عملي جيدا ولا اريد ان تتعطل امور الشركة
عقد السيد عبد العزيز حاجبيه ليهز راسه بتفهم
ليصافحه وشد على يد يوسف : انها امانة برقبتك يوسف
اذا احتجت أي شيء ، اتصل بي
ابتسم يوسف : لا تقلق ، ستلعنني من كثرة الاتصالات
صافح السيد عبد العزيز : ابق بجانبه استاذي وعلمه كما علمتني ، وانا سامر كل يومين لأرى سير العمل
بعد اذنكما
غادرهم سريعا وهو يدعو ان لا يمنعوه من رؤيتها هذه المرة


*************************


ابتسم باتساع والفرحة تقفز من عينيه واقترب ليجلس بجانبها
على فراشهم قبل راسها واستنشق خصلا شعرها
ليرفع راسها بأصابعه بحنان وينظر الي عينيها
ويقول بنظرة عتب : هل من الممكن ان تخبريني سبب بكاءك ؟
اجهشت بالبكاء فأحتضنها بين ذراعيه : توقفي بسنت ارجوك
واخبريني لماذا تبكين ؟
المفروض ان تكوني فرحة حبيبتي ، اليس هذا حلمنا الجميل الذي سعينا السنوات الماضية لتحقيقه ؟
هزت راسها ايجابا ليمسح دموعها : اذن لماذا تبكين ؟
قالت من بين شهقاتها : لا اعلم ولكن عندما اكدت لي الطبيبة اني حامل شعرت ان لا اتحكم بدموعي
احتضنها مطمئنا : مبروك حبيبتي ، نعم انا غير قادر على استيعاب ان تكوني حاملا والايام الماضية كنت
صاحت مزمجره ووجها احمر : محمد
ليضحك بصوت عال ويكمل : ولكن لولا اننا كنا بالمشفى لكنت رقصت فرحا بهذا الخبر
ضحكت بقوة : على اساس انك تستطيع الرقص ، لن انسى يوم زواجنا وانت واقف كالمسمار ولا تستطيع الحركة وضائق انك لا تستطيع الرقص
ضحك : لا تذكريني ، ضاع الفرح هباء بسبب اني لا استطيع الحركة حتى ، وكلما تذكرت علي وهو يرقص معك يراودني شعور بان اتخلص منه لأتخلص من شعور القهر الذي ينتابني
تعالت ضحكاتها لتصمت فجأة نظرت اليه : هل هذا حقيقا محمد ، ام انا اتخيل ؟
ابتسم ابتسامة مطمئنة : لا حبيبتي ، انه حقيقيا ، اتركي عنك القلق واتركيني اعد لك الطعام لتتمكني من اخذ الحبوب التي كتبتها لك الطبيبة ولن تتحركي اليوم من مكانك الي ان نذهب الي طبيبتك الخاصة في الليل ، وانا بجانبك اليوم لن اذهب الي عملي
ابتسمت : لن تستطيع تدبر امورك
__ بلى سأستطيع، ارتاحي بسنت من فضلك
خرج من امامها لتبتسم بهدوء وتضع يدها على بطنها وتحسسه ببطء حدثت نفسها هل بالفعل تحمل طفل بأحشائها
غمرتها السعادة لهذه الحقيقة لتغرورق عيناها بالدموع
فكرت ان تبلغ اخواتها بالأمر فنظرت الي هاتفها لترى انها بساعات الصباح الاولى ستنتظر الي ان تتأكد من طبيبتها في الليل فهي الي الان لم تقتنع ان حلمها سيصبح حقيقة اخيرا



*********************



وقفت ترتجف امامه فمن الواضح ان غضبه اعتى من غضب ياسين
قال بقوة : ها سيدة عبير هل ستخبريننا بمكان طارق ام نستدعي البوليس ؟
ارتعدت بشدة : لم افعل شيء ، ولا اعلم اين هو
ابتسم بسخرية : ولكنك شريكة بجريمة السرقة عبير
فانت اعطيته المفتاح ، اذن تعتبري شريكة في الجريمة
و من الطبيعي ان نأخذ حقنا منك
فانت خنت الامانة بل وساعدتي في سرقة الشركة
بكت بنشيج حاد وغطت وجهها بكفيها : لم استطع الرفض ولم اكن اعلم بانه سيسرق الشركة
صاح بقوة : كيف لم تستطيعي الرفض ؟
اخبريني كيف اقنعك ان تخوني ياسين وتخوني الشركة مصدر رزقك ، هل أعطاك اموالا
نظرت اليه : لا بل لم يخبرني انه سيسرق المخزن
ولكن طلب مني المفتاح لان الموقع محتاج المعدات وانا صدقته
ضحك هازئا : صدقتيه ، ما السبب القوي ان تفعلي شيء دون ان تستشيري احدا منا
__ كيف لا اصدق زوجي ؟
اعتلت الدهشة ملامحة لينظر الي السيد عبد العزيز الذي احاط به الوجوم ليسالها : هل انت زوجة طارق ؟
كيف ؟ ومتى؟ ولماذا لم تخبرينا ؟
انهمرت دموعها : نعم تزوجنا بعد خطبة ياسين بك ، لا انكر ان خطبة اخاك هي السبب في موافقتي على عرض طارق الذي عرضه على اكثر من مرة
جلس على كرسي اباه ونظر اليها : لا افهم ما علاقة خطبة ياسين بزواجك من طارق ؟
ابتسمت باستهزاء والالم ينطلق من عينيها : بل اخاك هو السبب بكل شيء
نظر اليها باستهجان لتصيح بألم : لم يلتفت لي ولا مرة
لم يشعر بي ولا مرة ، تعامل معي كأني قطعة اثاث
كنت اهيم به حبا ، اعشق جديته وكبرياؤه كنت اعلم جيدا انه لا يلتفت الي أي انثى فكنت صابرة واحيى على امل انه سيلتفت الي يوما ما
اكملت والحقد يقطر من صوتها : الي ان ظهرت هذه الصغيرة التي لا تليق به سنا ولا مقاما لتقلب حاله
يصبح ضائقا عندما لا يراها ويحيل حياتي جحيما
وعندما يراها او تبتسم له ارى انه يخر ساجدا تحت قدميها
لم اتخيل يوما اني سأرى ياسين العظيم ملهوف ومشتاق
او منتظر ، كنت اراه دائما سيد ، ملك متوج من حق التي تحبه ان تهرع اليه دونما ان يتكلم او يطلب لكن نور قلبت كل شيء
ارتني الجانب الذي لم اراه طوال خدمتي معه
ارتني ياسين العاشق الملهوف الذي ينتظرها تطل من باب مكتبي لتشق الابتسامة وجهه الي نصفين
لا انكر ان كرهت هذا الجانب من شخصيته
وكرهت ان هذا الجانب طغى علي باقي شخصيته وكرهتها لأنها كانت السبب بتغيره
ولأنسى كل شيء وافقت على عرض طارق الذي اتى بوقته
كنت اعلم انها سعادة مؤقته فطارق لا قلب لديه انه يعشق جميع النساء ، وانا قلبي مرهون بإشارة من طرف عين ياسين ، وبالفعل طارق تركني وذهب بعد ان اخذ ما كان يسعى اليه وانا الي الان اعشق ياسين واتمنى ان يعود كما كان الرجل القوي الذي يرتعد قلبي عندما اراه
نظر لها يوسف : اذن كنت ستوافقين طارق على الانتقام
صاحت بقوة : لا طبعا ، وطارق نفسه كان يعلم ذلك
ولذلك لم يخبرني فانا لن استطع خيانة ياسين ابدا
زفر بقوة : بم ان معتز اعاد الاشياء المسروقة لن اسلمك للشرطة ولكن عملك هنا انتهى عبير ، تستطيعي ان تمري على قسم الحسابات لتستلمي جميع مستحقاتك
ولكن لا تطلبي شيء اخر ، تفضلي
اشار لها بيده لتنصرف من امامه



بعد مغادرتها المكتب نظر الي السيد عبد العزيز : ما رايك استاذي ؟
تنهد عبد العزيز : انها صادقة ، فانا كنت الاحظ انها تكن لياسين بعض التقدير ولكن لم اتصور انها تحبه
ولن انكر تعجبي عندما رايتها ذات مرة تعامل نور بطريقة غير لائقة فهي رحبت بها اول مرة راتها به ترحيبا جيدا
وقف وهو يرتب على كتف يوسف : ولكنك عالجت الامر جيدا يوسف ، هنيئا لنا بك
ابتسم وهو يكمل : كم ذكرتني باباك عندما جلست على كرسيه
ضحك يوسف : لا انه مكتب ياسين سأستعمل مكتبي
فانا لن اخذ مكان اخي ابدا ، فمكانته لن يستطع احد الوصول اليها
__ بارك الله فيك بني ، سأذهب انا وليكن الله بعونك



*********************


وصل الي المشفى وهو يسرع بخطواته فهو يريد رؤيتها والاطمئنان عليها
دع الله كثيرا ان لا يمنعوه من رؤيتها فانه يكاد ان يفقد عقله بسبب قلقه عليها
و دع ايضا الا يكون عمر هناك حتى لا يقابله و يتشاجر معه ، فمهما حدث هو لا يريد ان يتشاجر مع عمر
يتفهم موقفه العدائي ولكنه مستاء من اصرار عمر على ان يطلق نور ، فهذا لن يحدث ابدا حتى لو طلبت منه نور ذلك
لا بد ان يتكلما اولا ليتفاهما
اسرع خطواته عندما اصبح بالطابق التي تقع به غرفتها
نظر حوله ليجد ان الطابق هادئ وخالي من الناس نظر الي ساعته ليتنهد وهو يتذكر هذه الليلة الخالدة في ذاكرته
نفض راسه من الذكريات وهو يحمد الله ان اتى بوقت مبكر
ليستطيع رؤيتها
دلف الي غرفتها بهدوء وجدها بمفردها ، عقد حاجبية
وهو يتساءل اين السيدة صفية ، اليس من المفترض ان تكون معها وبجوارها
نظر اليها وقلبه يقفز من ضلوعه اسرع ليجلس على ركبتيه بجانب فراشها ويملئ عينيه من ملامحها
مد يده ببطء ورقة ليلامس خصلات شعرها المتموجة
اقترب من وجهها ليستنشق زفير صدرها ليؤكد لنفسه انه بقربها يتنفس هواها ونظر اليها ليذوب قلبه عشقا بملامحها
طبع قبله رقيقة اعلى جبينها ليمسك يدها ويطبع قبلة عميقة في باطن يدها ويهمس بجانب اذنها : اسف حبيبتي
سامحيني ، اغفر لي ، غبائي وغيرتي تحكما بي
واعلم جيدا اني مهما فعلت لن استطيع تعويضك عما فعلته بك ، ولكني سأحاول ان اعوضك ، فقط عودي الي
نظر اليها ليزيح جسدها بلطف ويمد جسده بجانبها ويضمها الي صدره ، شعر انها ليست بوعيها واستنتج ان المهدئ هو ما جعلها بهذا الخمول تدحرجت راسها لتستقر على كتفه
ابتسم بحب وانحنى ليقبل راسها ويسند ذقنه على راسها ويحيط خصرها بذراعه
ولم يستطع مقاومة النوم اكثر من ذلك ، غفت عينيه وهو يشعر انه بالجنة

دلفت الي حجرة ابنة اخيها بعد وقت قليل لترى ياسين جالس على ركبتيه بجانبها ويهمس لها ، اشفقت عليه وشعرت بمدى حب هذا الرجل لنور ، فضلت الا تحرجه فابتعدت وخرجت من الغرفة ، بل وبعد قليل منعت الممرضة ان تطرده من الغرفة وخاصة بعدما راته نائما بجوارها
زمت الممرضة شفتيها وقالت لها بحدة : هذا الامر سيؤذيني سيدتي ، اذا علمت الطبيبة بانه هنا ستحيل يومي الي الجحيم فالمريضة ممنوعة من الزيارة
ونبهت بشدة ان لا يدخل اليها زوجها
رفعت حاجبيها استهجانا : لماذا ؟ خصت زوجها
هزت الممرضة كتفيها : لا اعلم ولكن الطبيبة ادرى بحالة المريضة
__ لا ارى فائدة من ان نطرده من الغرفة فنور لا زالت نائمة ، وهو لن يؤذيها
سخرت الممرضة هازئة وهي تنصرف : اذا كان يحبها هكذا ، ما السبب اذن في دخولها الي المشفى اثر الانهيار العصبي
تنهدت السيدة صفية و حدثت نفسها : ليس هو السبب بما هي فيه ولكني لا اعلم لماذا الجميع يصر على ان وجوده بجانب نور مضر
انا اراه محبا عاشقا كل ما يتمناه ان تعود حبيبته اليه


شعرت بأنفاس قوية تضرب وجنتيها فحركت راسها متململة من قوة هذه الانفاس
عادت تشعر بالهواء الساخن يضرب وجنتيها بقوة لتفكر هل عاد ليكمل ما بداه راته يقترب منها والابتسامة الساخرة الكريهة على نفسها تلمع على شفتيه : اريدك ان تستكيني بين ذراعي لتتعلمي فنون الحب واصوله ، لا تجبريني على القوة نور ، فانا لن امانع في استخدامها
صراخ امها يعلو : ابتعد عني ، اتركني
مزق قميصها بقوة لتنتفض صارخة وهو يهزا : ساريك ان لا محمد ولا حبك له سيمنعانني مما اريد
رات نفسها وهي تركض مسرعة تريد ان تختفي مما يحدث امامها تريد ان تختفي ولا تستمع الي هذه الصرخات الملتاعة
صرخات قوية تنادي على اباها تنادي بالإنقاذ والحماية
ركضت واختبأت بأبعد مكان عما يحدث بالغرفة ووضعت كفوفها الصغيرة على اذنيها لتمنع وصول هذه الاصوات الكريهة الي مسامعها
انتفضت وهي تشعر بأنفاسه ونظراته الكريهة تحاوطها
سمعت صوته وهو يهمس : اشتقت اليك نور
استكيني الي حبيبتي ، فانا اريدك بشده
لتنتفض ويرتفع صوت صراخها حاد يشق الافق


انتفض مستيقظا على صوت صراختها التي شقت الافق
ومن شدة المفاجأة وقع من الفراش ارضا
هز راسه بتعجب ونفض النوم من عينيه وهو ينظر اليها ليجدها تصرخ بشده وتشيح بيدها بعنف
اقترب منها سريعا ليهدئها لتنتفض وتزداد صرخاتها
اقتحم الغرفة عدد من الممرضات وخلفهم الطبيبة التي صاحت بوجهه : الم اقل لك ان الزيارة ممنوعة وخاصة انت
من الافضل لها ان لا تراك هذه الايام
امرته بقوة : اخرج من فضلك
اتسعت عيناه وظهر تصميمة على عدم الخروج بوجهه
لتصيح بأحد الممرضين : اخرجوه من هنا
جز على اسنانه لينفض ذراعه من الممرض وقال بخشونة
__ ابتعد عني ، سأخرج بمفردي
تحرك ليخرج من الغرفة وصرخاتها تدوي بأذنيه
ليجد عمر امامه ينظر اليه والغضب يتطاير من عينيه
تجاهل نظرات عمر واتجه الي زجاج الغرفة لينظر اليها وهو يشعر بقلبه يتمزق عليها الي ان هدأت بسبب الحقنة المخدرة التي اعطتها اليها الممرضة
وقفت الدموع بعينيه وجاهد نفسه المكسورة وقلبه المتمزق
على الا يبكي عليها
خرجت الطبيبة وهي تدق الارض بقدميها ونظرت اليه
وصاحت بوجهه : هل اعجبك ما فعلته بها ؟ هل تريد ان تزيد من تحطمها ، استمع الي جيدا من فضلك
من الافضل لها ان لا تراك هذه اليام وانت خاصة
رؤيتك ستزيد من الآمها
انصرفت الطبيبة من امامه وهو يشعر بالكرة ناحية هذه المخلوقة ليجد عمر يقف امامه مباشرا ويقول بجمود
__ اظن انك ستستمع الي اوامر الطبيبة ولن تأتي الي هنا مرة اخرى
نصيحتي لك ان تعتاد على عدم وجودها بحياتك
من فضلك لا اريد ان اراك امامي ثانية
جز على اسنانه غضبا وقبض كفيه ليتحكم بانفعاله ويكتمه بصدره
التفت الي الزجاج مرة اخرى ونظر اليها نظرة اخيرة
لتنساب دمعه وحيدة من عينه وتقف برموشه وهي تأبى
ان تسقط وتهدر كرامته معها
استنشق الهواء بقوة وهو ينظر اليها كانه يشتم رائحتها
ومسح الدمعة الحزينة المثبتة برموشه بظهر سبابته
ويغادر المكان مسرعا




القاكم الاربع القادم
باذن الله
سوري ان المواعيد بقت بعيدة
بس بجد عاوزة اوفي البارتات الاخيرة حقها
كونوا بالقرب
ولا تحرموني تفاعلكم
دمتم في حفظ الرحمن حبيباتي

سلافه الشرقاوي 28-09-11 11:38 PM

مساء الخير عليكم يا صابيا
عاملين اية اتمنى تكونوا بخير
واتمنى ان البارت يلاقي استحسانكم
و يحوز على اعجابكم


البارت اهداء خاص لحبيبة قلبي
رباب فؤاد التي لولا تواجدها بجانبي الايام الماضية
لما استطعت ان انجز البارت ولا صعد الي النور اليوم
مشكورة يا قلبي على مساندتك ليا


اترككم مع البارت



الفصل السادس والثلاثون


الجزء الاول


قام من نومه على صوت مريم وهي توقظه
__ ياسر استيقظ ، استيقظ ياسين هنا
فتح عينيه ورمش بها مرتين : ها
كررت: ياسين هنا، هيا استيقظ
تثاءب ونظر الي ساعته لينتفض واقفا فوجود ياسين في مثل هذه الساعة المبكرة يخبره بوقوع امر جلل
غسل وجهه وارتدى ملابسه سريعا ليركض نازلا الي صديقه
تسمر عند باب الصالون ليرى صديقه وهو يضع راسه بين يديه المرتكزة على ركبتيه وهاله ملامح ياسين المعذبة
دخل بهدوء وهو خائف ان يتنفس فيؤلم صديقه
فيكفيه الالام التي ترتسم على وجهه
لمس كتفه بخفه ليرفع ياسين راسه له اتسعت عيناه بهلع
وهو يرى الدموع تملأ هاتين العينين الرماديتين
ولكنها تأبى السقوط سال بنبرة لم يستطع ان يخفي منها الخوف والقلق : ماذا حدث ؟
قال بصوت مخنوق : اجلس ياسر انا احتاجك بشده


*********************


جالسة بأحد المقاعد الموضوعة بردهة المشفى فالطبيبة منعتها هي وعمر بان يدخلا الي نور
استأذنت عمة عمر وانصرفت بعد وصولهم بوقت قليل
وهي جلست لتفكر فيما راته لم تكن تتخيل ان ياسين يحب نور بهذه الطريقة استاءت من موقف عمر الذي اتخذه ضد ياسين وشعرت بالغضب من تهديده له بانه لا يريد رؤيته مرة ثانية ولكن ما اشعرها بان قلبها يعتصر بشده
هو رؤية دمعة ياسين الحزينة التي تعلقت برموشه
لم تكن تتخيل ان هذا القوي سيتأثر هكذا بسبب حالة نور
وعمر ازادها عليه بكلماته المسمومة التي اخترقت قلبها هي كطلقات نارية فما بال ياسين
تنهدت بحزن على حال صديقتها المؤلم وحال ياسين المؤسف
وقفت لتنظر من زجاج غرفة نور لتراها نائمة من اثر المخدر خصلات شعرها الامامية متهدله على وجهها
وضعت يدها على الزجاج كأنها تلمس هذه الخصلات التي طالما كانت متطايرة حول وجه نور الجميل
دمعت عيناها لتنتبه على يده توضع بنصف ظهرها
التفت اليه لترمي نفسها بين ذراعيه وتنهمر دموعها
رتب على ظهرها بحنية فائقة : كفي عن البكاء عليا
ستكون بخير ، هيا سننصرف
ابتعدت عنه بحده : ننصرف ونترك نور
__ الطبيبة منعتني انا الاخر من الزيارة وقالت ان من الافضل لنا ان ننصرف فجلوسنا لا فائدة منه
ثم اننا لابد ان نذهب لنبحث عن شقة نمكث بها هذه الفترة
هزت راسها ايجابا لتنظر الي صديقتها وقالت بداخلها
سآتي لك مرة اخرى نور



***********************


__اريد ان اسال عن حالة حافظ المصري
نظرا الطبيبان الشابان الي بعضهما وهمس الاكبر سنا
__ تعالي معي سيدتي
اتبعته بهدوء لم تكن تريد الذهاب لرؤيته بل كانت تطمئن عليه من جانب الواجب والاصول ثم ان راعها مظهر القصر المحترق فشعرت ان قلبها يرتجف وقررت ان تذهب لتراه
دخلت وراءه الي مكتب صغير ليبتسم لها الطبيب
بهدوء : اجلسي سيدتي ، هل انت قريبته ؟
ردت : نعم ، انا اخته
هز راسه متفهما : اين زوجته وابناؤه ؟
__ انه غير متزوج وليس لديه ابناء
قالتها مقتنعة مائة بالمائة ومتأكدة ان نور لم تكن ابنته في يوم من الايام
زفر الطبيب بارتياح : حسنا سيدتي ، ان الحالة صعبة للغاية
فالحروق تمكنت من الجسم كله ولا اعلم الي الان كيف له ان يعيش بمثل هذه الحروق والالام ، نحن فعلنا ما نستطيع فعله
والايام القادمة ستحدد اذا كان سيستمر ويتناول المسكنات التي ليس لها أي فائدة فالآلام تتمكن منه
ام سينتقل الي رحمة الله ، انصحك بان لا تريه مظهره سيؤلمك بشده ، او على الاقل انتظري قليلا حتى يتحسن وضعه
هزت راسها وهي تشعر بان الله رد لها ولأخيها بعضا من حقهما فها هو حافظ يتعذب بعذابهما في الدنيا وهي متأكدة
ان عذاب الله في الاخرة لشديد
همت بالخروج من الغرفة ، ليتنحنح الطبيب الشاب بقوة
جعلتها تلتفت اليه متسائلة عما يريد
ابتسم الطبيب بتوتر: هل اسم سيادتك نور؟
نظرت اليه باستفهام ليكمل : انه يهذي بهذا الاسم كثيرا
فتوقعت انه يكون اسمك بم ان ليس لديه زوجة
هزت راسها بتفهم لتقول بجمود : لا انه اسم حبيبته
اردفت : سأعود له بعد غدا لأطمئن عليه وسأدرج مبلغا ماليا تحت حساب العلاج
خرجت من المشفى دون ان تذهب اليه بناء على نصيحة الطبيب
اتصلت بعمر لتتطلب منه ان يوافيها بالقصر


**********************


__هل انتهيت ؟
رفع راسه من بين يديه ونظر الي وجه ياسر الذي يظهر غضبه بشده تفاجا من تعبيرات ياسر الصارمة فوجهه دائما ضاحك باسم ولكن الان ينم عن غضب شديد لم يسبق له رؤيته
اعاد ياسر سؤاله : هل انتهيت من سرد ما تخبرني به ام باقي لديك انواع من العذاب لم تجربها على المسكينة الراقدة الان بالمشفى ؟
تراجع الي الخلف من هجوم صديق عمره الغير متوقع
وتمتم : ماذا تقصد ؟
جز ياسر على اسنانه بشده ليرفع ياسين حاجبية بدهشه
__ ماذا اقصد ؟ هل يوجد بشر يفعل ما فعلته مع زوجتك
هل انت احمق لهذه الدرجة ؟
ما ذنبها هي اذا كان عمها هو حافظ المصري او حتى لو كان والدها هل يختار الانسان ابويه ؟
انه قدرنا ، ثم اباك توفى اثر ازمة قلبيه وكان يعلم جيدا ان تعرضه لإرهاق العمل سيعرضه لهذه الازمات التي حذرته منها ولكنه لم يستمع لي ولا الي والدتك
وقت الوفاة يحدده الله ياسين ليس بيد مخلوق حتى لو لم يفعل حافظ المصري ما فعله وكتب الله موته بهذه الساعة لنفذ امر الله
ولكن صدمتي الحقيقة بك انت ، كيف استطعت يا ابن العائلات الراقية يا من حصلت على ارقى مستوى تعليمي و تربيت بالقصور
وسافرت الي امريكا لتحصل على دكتوراه في الهندسة المعمارية تفكر بمثل هذه الطريقة ،
ميكانيكي السيارات وحارس العقار يفكران بطريقة افضل منك .
تعامل الفتاه بطريقة سيئة وتقسو عليها بأدق علاقتكما لان عمها اخبرك انه والدها .
هتف ساخرا : يا لك من احمق ، ثم تشغر بالغيرة تمزقك من علاقتها بأخيك وابن عمك فتشتد قسوتك عليها ولما لا ،
الم تفكر بالمثل الشهير الذي يأخذ البنت بأخلاق والدتها
نسيت ان هذه الفتاه من استطاعت اختراق قلبك الحديدي نسيت انها حبيبتك التي تأكدت من اخلاقها وتربيتها
نسيت عندما اتيت تخبرني بانك تحبها وقلت لي لا تسالني كيف ولا متى فانا احبها ،
اتذكر ما اخبرتك به حينها قلت لك انها فرصتك ياسين لا تضيعها من بين يديك فتعض اناملك حسرة على ما فاتك
وها انت تخسرها بعد ان تكون اقرب شخص اليك .

الذهول هو ما ارتسم على وجهه من كلمات صديقه الغاضبة
لينظر اليه بعتب اردف ياسر : ماذا كنت تريد ياسين ؟ ان اخفف عنك واقول لك لا انت لست بمخطئ وعمر لم يكن معه الحق فيما فعله ،
بل معه كل الحق ياسين واذا كنت انا بمكانه لكنت ضربتك وشوهت وجهك الجميل هذا .
ولو كنت انت بمكانه لكنت قتلت احمد او عمرو اذا اساءا الي ندى او نهى .
خفض راسه وهو يشعر بالذنب يتفاقم بداخله
همس : ماذا افعل الان ؟ لن استطيع العيش بدونها
تنهد ياسر وجلس بجانبه ورتب على ركبته : ليس بيدك شيء الا الانتظار ، انتظر حتى تصبح حالتها جيدة واذهب اليها وتكلم معها اعتذر واشرح موقفك وهي ستسامحك فهي تحبك ياسين بل تهيم بحبك ، فالمرات القليلة التي التقيت بها قبل وبعد زواجكما كنت تقفز من عينيها كلما نظرت اليها
ابتسم ياسين بألم : لن استطيع مسامحة نفسي فانا الذي دفعتها ان تذهب الي هناك وتراه
رتب ياسر على ظهره : هون عليك يا رجل ستصبح الامور بخير ولكن ارمي عنك هذا القناع ياسين
نظر اليه باستفهام ليبتسم ياسر : قناع الجمود يا صديقي
لقد نشانا وتربينا معا ياسين وانا افهمك جيدا فانت اخي وصديقي ورفيق عمري كله
انت بداخلك حنون جدا ، كنت تراعي ظروف حنان دون ان تشفق عليها بل الحنان الذي بداخلك جعلك تعاملها بطريقة افضل من طريقة معاملتك لندى مما جعل الامور تتأزم بينك وبين شقيقتك التي تغار من خيالها
ولكن بفضل جدك واباك الصارمين وضعت حدا لهذا الحنان
فكبرت يوما بعد يوم وانت تبني حول قلبك جدارا حتى لا يتدفق الحنان منه بنيت جدار الصرامة وفي بعض الاحيان تنقلب هذه الصرامة الي قسوة مفرطه
ومن تشعر اتجاهه بالحنان يصبح هو المخطئ وتحمله مشاعر الحنان الذي بداخلك فتقسو عليه
ثم عندما كبرنا واصبحنا شباب كنت تخجل بشده من اقتراب أيا من الفتيات منك كانوا يقتربون منك لوسامتك المفرطة لم تفهم حينها مشاعرك ولكنك كرهت شعورك بالخجل وعدم الامان بقربهم فابتعدت ونفرت منهن جميعا رسخت بعقلك انهن جميعا تافهات ولا عقول لديهن وعاملتهم معاملة جافة ليهربن من امامك عندما يرونك وطبعا استثنيت بعضا منهن مثل والدتك ومريم ونهى حتى نادين لم تدرجها بداخل القائمة لم ترى الجانب الحسن بشخصية شقيقتك لأنك تتشاجر معها دائما ولم تفكر يوما انها تتشاجر معك لأنها تريد ان تشعر بوجودك بحياتها ،ابتعدت عنهن وخاصة انك لم تجد احداهن تقترب منك او تفهم ما بداخلك
ولكن الي الان تحمر اذنيك بشده عندما تتكلم عن مشاعرك او عندما تتكلم عن نور
فز قلبه لاسمها لتحمر اذنيه ليضحك ياسر بشده
زمجر ياسين : ياسر احترم نفسك
كتم ضحكته : المعذرة صديقي لم استطع منع نفسي وانا ارى ما اتحدث عنه يحدث امامي
اكمل وهو ينظر الي امامه : هربت من مشاعرك و قلبك ياسين وغلفت نفسك بقناع الجمود والصرامة والتسلط فهذه صفات رجل الاعمال الناجح ، هذه صفات اباك التي طالما تمنيت انك تشبهه قلبا وقالبا ، ولكن القدر جعلك لم تشبهه قالبا فتمسكت بان تشبهه قلبا ، تمسكت بعاداته وتصرفاته
لتصبح المهندس ياسين العظيم كما يلقبونك في عالم الاعمال
الي ان اتت نور ، اشرقت قلبك وحياتك
ولكن قناعك تحكم بك ، وكانه كان ينتظر فرصه سانحة ليعود كما كان فتغيير شخصيتك كان لا يروقه
واول من تحمل قسوتك وغضبك كانت هي
فهي السبب الوحيد وراء خلعك لقناعك المفضل
مرر ياسين يده بعصبية في خصلات شعره السوداء
__ ماذا افعل الان ؟ اريدك ان تعطيني حلا
هز ياسر راسه بعدم معرفة : ليس امامك الان سوى الانتظار
نفخ ياسين بضيق : اريد ان اراها ياسر ، اريد ان اكون الي جوارها ولا استسيغ هذه الطبيبة التي تمنعني من زيارتها
انقلب وجهه الي الاستياء وهو يذكر طبيبة نور
ليضحك ياسر : هل مستاء منها لأنها منعتك عن رؤية نور ام لأنها أمراءه وانت ترفض ان تأخذ امر من أي شيء يتعلق بالجنس الانثوي
رد بدون تفكير : الاثنين
قهقه ياسر ضاحكا : لا فائدة منك ياسين ، ستظل كما انت
تنهد واردف: اعتقد السبب وراء منعاها لك من رؤية نور هو ما فعلته مع زوجتك يا باش مهندس
نظر له ليكح ياسر بإحراج : لا افهم في علم النفس ولكني قرات قليلا من الابحاث بحكم مهنة مريم وعملها
اعتقد ان عنفك معها سيعيد اليها ما حدث اساسا وادى الي اصابتها بالانهيار العصبي
تستطيع ان تستشير مريم
هز راسه بعنف : لا ، لا تخبر مريم عن شيء
ابتسم ياسر واقترب ليهمس له : جبان ياسين ،
ليضحك على جمود وجهه ويكرر : انت جبان فلن تستطيع ان تواجه نظرة مريم المستنكرة او تصيح بوجهك كما كانت تفعل في الماضي عندما تتصرف تصرفا احمق مع احد صديقاتها الفتيات
ضحك ياسين : نعم زوجتك مخيفة ياسر ولا اعلم كيف تتحملها
قهقه ياسر : اه لو استمعت اليك الان لكانت اذقتنا الجحيم
رفع حاجبه الايمن وابتسم بخبث وهو يدير وجهه الاتجاه الاخر حتى لا يرى ياسر ابتسامته : اتعلم ان امي عرضت علي ان اتزوجها قبل ان نسافر الي الخارج
جمد وجه ياسر فجأة ليكمل ياسين بلا مبالاة وهو يهز راسه
__ من باب الاصول وانها ابنة عمي وانا اولى من الغريب ثم انها جميلة وذكية وقريبة مني في السن ، امي كانت ترانا متفاهمين معا
ابتسم : ولكني رفضت من اجل عدة اسباب
اتسعت عينا ياسر ونظر اليه بحده ليكمل ياسين
رفع سبابته : اولا انها تشبه امي في شخصيتها فيكفيني نوارة هانم واحدة بحياتي
رفع وسطته : ثانيا نظرتك الهائمة التي ترمقها بها
رفع بنصره المزين بدبلته الحبيبة : ثالثا انها اخبرتني انها تحبك يا مغفل
انفجر ضاحكا على وجه ياسر الذي ينظر اليه بعصبية
ليضحك ياسر بقوة عندما تبين له ان ياسين تعمد اغاظته : لم تخبرني بهذا الامر من قبل
اذن كنت تعلم عن حبي لها وحبها لي من قبل ان نسافر الي الخارج
هز راسه بالإيجاب ليدفعه ياسر بقوة : لماذا كنت تغيظني باستمرار وتذهب معنا الي كل مكان ؟
نظر له بحده : كنت احمي ابنة عمي يا دكتور ، فانت لم تنطق بحرف واحد لي ، لم تكن شجاعا كزوجتك وتخبرني عن مشاعرك
ابتسم ياسر : نعم كنت خائفا بشده ان ترفضني او ان تكون متعلقة بك ، وكان خوفي اشد منك فردود افعالك لا تؤتمن
هز راسه بتفهم ليردف ياسر : لكنك وقفت الي جانبي كثيرا وساعدتني للحصول عليها وهذا لن انكره ابدا ،فبفضلك تزوجت منها فانت من اقنعت والدها بان يزوجها الي ويرتضي بهذا اليتيم الذي لا عائلة له
نظر له معاتبا : لا تقل هذا ياسر ، من انا اذن اذا كنت انت بدون عائلة ، اليس انا اخاك كما تقول
ابتسم ياسر ممتنا : ونعم الاخ ياسين
قام واقفا وقال بإحراج : لا اعلم كيف تكلمت معك ياسر هكذا ولكني كنت اشعر باني سأنفجر ان كتمت ما بداخلي اكثر من ذلك
ربت ياسر على كتفه وهو يبتسم مطمئنا : لا تقل ذلك ياسين
نظر له ليبتسم ياسر ويساله : ثم ما الذي اخبرتني به اساسا
لا اتذكره هل كنت تتكلم معي عن فوز الاهلي البارحة ؟
ضحك ياسين ليشترك معه ياسر بالضحك
__ سأنصرف يكفي اني ايقظتك من نومك الذي تجاهد لتحصل عليه
امسكه ياسر من كتفه : انتظر تناول معي الافطار وننصرف سويا
هم بان يعترض ليشير اليه ياسر بيده وراسه : لن اقبل بالرفض واذا رفضت سأخبر مريم انك تريد الانصراف
تنهد ياسين :لا لن استطيع مناقشة مريم فانا منهك القوى
ابتسم ياسر : اذن انتظر قليلا يا صديقي


*********************


وصل الي القصر وهو مستاء من وجوده هنا
يشعر بهم ثقيل يجثم على انفاسه ولكنه لم يستطع ان يرفض طلب عمته
دخل الي حديقة القصر بخطوات ثقيلة بطيئة وهو يتنفس بصعوبة شديدة ، لا يستطيع منع صورة نور المنهارة وصراخها الذي يصم اذنيه من القفز الي مخيلته و الذكريات السوداء تطارده
طفولته كلها قضاها هنا ، ولكن كل ما فرح به في صغره تبخر وبقيت الذكريات المؤلمة والكريهة الي نفسه ،لتجثم على صدره
نظر الي القصر المحترق ليكتشف ان النيران التهمت الجزء الشرقي كله ،تبخرت كل طفولته مع الغرف التي التهمتها النيران فالنيران لم تبقي على شيء من جناح والدية ولا غرفته هو ولا غرفة نور
بل امتدت الي الجزء السفلي والتهمت غرفة المعيشة وغرفة الموسيقى والغرفة التي كان يستذكر بها دروسه والصالة الواسعة التي تتواجد بها المدفأة الحجرية والكرسي الوثير
الذي كان يجلس عليه عمه لاحتساء الخمر ودولاب الخمور ايضا
زفر بضيق وهو يتذكر هذا العم البغيض ولكنه هدئ نفسه فلا يمكن ان يحيي اكثر من ذلك ، فاذا كان القصر لم يحتمل النيران فهو اكيد مات متأثرا بحروقه
انتبه على وقوفها الي جواره وهي تهتف : لا اله الا الله
نظرت اليه : انه حريق مروع عمر
تنهد بقوة ونظر امامه ليجد عمته اتيه باتجاههم
ابتسمت العمة وهي تقترب منه وتحتضنه بين ذراعيها
وتبكي : مرحبا حبيبي ، كيف حال شقيقتك ؟
تنهد : بخير انها بخير ولكن الطبيبة منعتني من زيارتها احتضنته مرة اخرى : اخيرا عدت لمنزل والدك ومنزلك
انتفض بحده وابتعد عنها وهو ينظر اليها وقال بشك
__ لا تقولين عمتي انك طلبتي مني المجيئ الي هنا لاسكن بالقصر
هزت راسها ايجابا وهي تبتسم ليضحك ساخرا
__ هل تتوقعين عمتي اني سأسكن هذا القصر بعد كل ما حدث ؟
نظرت اليه بنظرة مليئة بالأمل ليهز راسه بعنف : لا طبعا لن يحدث هذا ابدا
لن استطيع عمتي ، قلبي ينزف الما وعقلي يحترق غضبا مما حمل الينا هذا القصر من عذاب
ولن استطيع ان اتعايش هنا باي شكل من الاشكال
ثم ان القصر خطر على من سيمكث به الان فالجزء الذي لم تصل اليه النيران تصدع ومن الممكن ان ينهار باي لحظة
اتسعت عيناها رعبا وتمتمت : من اين عرفت ؟
ابتسم بألم : انسيت عمتي انا مهندس
تنهد : هل اصاب احد العاملين مكروه ؟
هزت راسها نافية ليهتف بارتياح : الحمد لله
ابلغيهم ان ينصرفوا عمتي ادفعي لهم مستحقاتهم المالية وسريحهم من عملهم واتي معك بخادم او اثنين ، احزمي امتعتك وستاتين معي فانا لن اتركك هنا وحيدة
فقط اجمعي ما هو ثمين من القصر وضعيه بخزانة جدي
فغرفة جدي لم تتأثر بالحريق واعتقد ان غرفتك ايضا
هزت راسها بالإيجاب
ليلتفت الي علياء : امكثي مع عمتي الي ان تنتهي مما تفعله الي ان اذهب واجد لنا شقة نستطيع ان نمكث بها هذه الفترة
وانظر الآم وصل مشروع الشاليهات
هزت راسها موافقتا : حاضر عمر
نظر مرة اخرى للقصر وزفر زفرة عميقة : سانصرف ولن اتاخر ، سلام
غادرهم لتربت العمة على كتف علياء : تعالي بنيتي ، تفضلي انه بيتك
ابتسمت علياء بتوتر ودلفت الي جوارها ولكن قلبها معلق بحبيبها الذي تشعر ان بداخله معارك طاحنه حدثت نفسها
اه منك عمر ، ستظل كما انت جبل يتحمل الشدائد بل يبتلعها
ويكتمها بداخله ليظهر امام الناس هادئ وعاقل ويتصرف مع الامور بحكمة
ساعات سفرهم لم يتبادل معها الحديث اطلاقا بل شعرت به مهموما حزينا وعندما حاولت ان تتكلم معه ، تحدث معها بامور عادية بل قص لها قصة مضحكة حدثت له هو وعلي
انفجرت ضاحكة عليها وعلى الرغم من انه شاركها الضحك الا ان ضحكته كانت خاوية حزينة عيناه الخضراوين كانا يلمع بهما الحزن والالم
لا تعلم ماذا تفعل ولكنها تدعو ان الامور تمر بسلام و تدعو ان تشفى صديقتها وتعود اليهم


******************

جالس ليتناول غداؤه لتلف من وراءه حول المائدة ،شم رائحة عطرها الذي يعشقه فنظر لها بطرف عينه ليتأمل فستانها القطني الخفيف عاري الكتفين وهي تضع باقي اصناف الطعام التي يشتهيها كلها
رفع حاجبه الايمن تعجبا فكأنها انتقت ان تعد له جميع الاصناف التي يحبها
ضحك ساخرا : هل لدينا ضيوفا مدعوين اليوم على الغداء
ابتسمت برقه : لا ، ولكني فضلت ان اعد لك الاصناف التي تحبها
وضعت امامه طاجن صغير وهي تبتسم : طاجن البامية باللحم الضأن الذي تحبه
رفع حاجبيه تعجبا وهو مندهش من تصرفها فهي كانت ترفض ان تعده من قبل لأنها لا تحب هذا النوع من اللحم وكان دائما يطلبه من والدته او وفاء لتعده احداهما اليه
وضعت اناملها الرقيقة علي يده المستكينة على المائدة
__ ماذا هناك علي ؟ الا يعجبك الطعام
نظر لها والاسئلة تقفز بداخله : لا لم أتذوق بعد
اين جنى ؟ سألها بهدوء قبل ان يبدا بتناول الطعام
ابتسمت : انسيت اليوم تدريب الجمباز ونهى اقترحت علي ان تذهب برفقة يمنى ، وانا وافقت
هز راسه موافقا لتساله مرة اخرى : هل اعجبك الطعام ؟
ابتسم: نعم، انه لذيذ، سلمت يداك
__ لقد تكلمت مع بسنت اليوم ، كنت أسال عن احوالها
وابلغتني بخبر رائع سيسعدك وانا صممت ان اخبرك بها بنفسي
نظر لها متسائلا لتكمل بفرحة حقيقية نابعة من داخلها
__ بسنت حامل
اتسعت عيناه : حقا ؟
هزت راسها بسعادة ايجابا ليهتف : الحمد لله ، اخيرا
لماذا لم تخبرني اذا ؟
ابتسمت : ستذهب للطبيبة في الليل وبعدها ستبلغنا
ما رايك ان نذهب لشراء احتياجات جنى للعام الدراسي الجديد ونمر عليها لنطمئن
رفع حاجبه الايمن ونظر لها بشك : عجيبة انكي تريدين الذهاب لبسنت
هزت كتفيها : اذا كنت لا تريد الذهاب على راحتك
__لا طبعا سأذهب لأبارك لشقيقتي
لوت راسها بدلال : اين حلاوتي عن هذه البشارة التي بشرتك بها
ابتسم بسعادة : لكي ما تطلبيه
قامت وانحنت لتضع عينيها بعينيه وهمست : اريد رضاك علي
ارتبك بشده ودهش من جملتها ، لتتركه وتذهب لتاتي بزجاجة مياه ، اتت لتقف بجانبه ولصقت جسدها بكتفه وهي تهمس : معذرة حبيبي ، نسيت ان اتي به
تفضل
اتبعت جملتها بان سكبت له الماء بالكوب
لينتفض من على المائدة وهو لم يكمل طعامه
رسمت الابتسامة على شفتيها : اتريد ان تتناول الحلوى الان
هز براسه رافضا وهو يدخل الي غرفة نومهم : سأنام قليلا لأذهب لاتي بجنى من تدريبها
ابتسمت : اذن ستاتي معي للطبيبة
استلقى على الفراش وهو يتثاءب : نعم سآتي ، اتركيني لأنام قليلا
بدا لها انه استغرق في النوم ، لتتنهد بخيبة امل وهي تفكر بان من الواضح ان الحال سيستمر على ما هو عليه فترة اطول مما توقعت
خلعت فستانها الصباحي وارتدت قميصا حريريا لتستلقي الي جواره وتنظر اليه بحب عميق نفخت بعينيه برقه
لتهمس : علي ، هل انت نائم

فكر قليلا وهو يغمض عينيه ، انه لن يستطيع ان يقاوم سحرها اكثر ، يدعو الله ان يقويه على نفسه وقلبه
شعر بتنهدها الذي اشعل النيران بصدره لتتحرك من جانبه فيفتح عيناه بهدوء ويراها وهي تبدل ملابسها ، توتر اكثر وشعر بالسخونة تجرى بعروقه وتنتشر بجسده كله
جاءت لتنام بجانبه ليشعر بأنفاسها على وجهه وتفعل اكثر فعل محبب الي قلبه فهي كانت توقظه هكذا دائما ، بان تنفخ بعينيه ، دائما تفعل شيء مختلف عن باقي النساء فهي لا تقبله ولكنها تنفخ بعينيه من مسافه قريبه ليأتي هوائها ويلامس جفونه برقة ودلال فيوقظه على الفور
تناهى اليه وهو بعالم الاحلام وهي تسأله : علي ، هل انت نائم ؟
فتح عيناه وابتسم لها : لا
ابتسمت بغنج ودلال : اذن ابقى معي قليلا تكلم معي فانا لا اريد ان انام الان واشعر بالملل
ابتسم بخبث : نعم اعرف انكي لا تريدين النوم ولا تريدين الكلام ايضا
اقترب منها ليشدها الي صدره وهمس لها : اعرف ما تريدينه جيدا وسأنفذه دون ان تطلبيه ، ورضاي فزت به وتستحقينه بجداره


*********************


اقتربت لتجلس بجانبه وقالت بمرح
__ ما بك عمور ؟ اشعر انك ضائق هذه الايام
نظر لها بطرف عينه : ألا تعلمين سبب ضيقي فعلا ؟
ابتسمت واقتربت منه اكثر : اعلم حبيبي ، ولكن ما بيدي ان افعله
تنهد : لا شيء ، ولكني اريد ان نعود الي منزلنا نهى
فانا ضقت بالمكوث هنا ، ولا اعلم سبب اصرار ياسين على ان نظل برفقتهم
قالت بتوتر : انا اعلم ، انه يقوم بحمايتنا ، فبعد حادث يوسف يريد ان يطمئن علينا جميعا
عقد حاجبيه : لماذا ؟ هل الحادث بفعل فاعل ؟
هزت راسها بالإيجاب : نعم واعتقد ان السبب وراءها هو شقيق انجي
اتسعت عيناه : حسنا وما دخلنا نحن ؟ من الممكن انه فعل ذلك لان يوسف تخطاه وتزوج اخته من وراء ظهره
__ نعم ، ولكن معتز هدد ياسين انه سينتقم من العائلة كلها
ولذلك ياسين اصر على ان نمكث معهم
الا تلاحظ انه يصر ان اخرج برفقة السائق وهذا الضخم معنا
ويطلب منك كل مرة تتحرك بها خارج القصر ان تتبعك العربة الاخرى كحراسة ، واذا علم انك اليوم ذهبت بيمنى الي النادي بفردكما سيغضب بشده
انقلب وجهه ونظر لها بعتب : لا اقصد عمرو ولكني افهمك ما يحدث
اشاح بوجهه بعيدا عنها لتساله مغيرة لمجرى الحديث
__ اخبرني هل استمتعت الفتاتين اليوم ؟
ابتسم تلقائيا : نعم ، ويمنى كانت سعيدة جدا برفقة جنى
وانا الاخر قابلت علي وجلست معه قليلا ولكن لم اشأ ان اخذ من وقته كثيرا فزوجته كانت برفقته ولكنها توجهت الي الفتاتين ولعبت معهم قليلا ، ولكني شعرت بان بها تغييرا ما
ضحكت نهى : نعم هي حامل
اتسعت عيناه : حقا ، لماذا لم تخبريني ؟ كنت هنأت علي على ما سيأتيه
__ هنئه عندما تراه المرة القادمة
هز راسه : نعم معك حق
ابتسمت وقالت بخفة : انا ايضا اريد ان يبارك لي الناس
نظر اليها : يباركوا لكي ، علام يباركوا لكي
نظرت الي الجانب الاخر واعطت له ظهرها : على طفلي الجديد
رفع حاجبيه ولفها اليه : هل انت حامل نهى ؟
ضحكت : لا بل اشتقت الي طفل صغير بدلا من الذي ذهب
خفض راسه واطرق قليلا ، لينظر اليها ويبتسم : اذا كنت مستعدة نهى ، فانا لن امانع طبعا ، اشتقت انا ايضا لطفل ثاني ولكني لم اشئ ان اطلب منك و تكوني رافضة للفكرة بعد ما حدث
دمعت عيناها وتذكرت طفلها الصغير الذي رزقها الله به بعد مولد جنى بثلاث سنوات ليكتشفوا بعد عشرة اشهر من ولادته
انه مصاب بسرطان الدم عانت كثيرا هي وعمرو في رحلة علاج لطفلها الرضيع الذي كان يعاني بسبب الام لا تحتمل
وبعد سنة توفاه الله لتخرج من هذه الازمة محطمة كليا
ولكنها تحملت ان تخفي كل احزانها من اجل يمنى ومن اجل عمرو ايضا ، لم يطلب منها عمرو ان تحمل بطفل جديد
ولم تفكر هي بشيء كهذا اطلاقا ، ولكن ما حرك بها مشاعر الامومة وجعلها تتلهف على طفل جديد مظهر انجي وهي تمشى ببطء وفرحة يوسف بطفله الذي سياتي ،واخيرا خبر حمل اية
طردت الذكريات الاليمة من عقلها وابتسمت : اشتقت بالفعل لطفل اخر عمرو
احتضنها بين ذراعيه :وانا ايضا حبيبتي
ولكننا سنعود الي منزلنا ، فانا اشتقت الي بيتي
__ وانا ايضا ، انتظر سأتكلم مع ياسين
__ لا نهى ، سأبلغه باننا سنعود الي شقتنا ، وانه لا يخف عليكما فانا جدير بحمايتكم
هزت راسها بقلة حيلة فمن الواضح ان عمرو ضائق بالفعل وياسين خائف عليهم وهي لا تريد ان يصطدما الاثنان ببعض ، اشرقت راسها بفكرة : حسنا انتظر الي ان تنتهي مشكلته مع نور ، فهو ضائق من الاساس
هز راسه موافقا لتتنهد بارتياح وتدعو الله ان لا يصطدم عمرو بياسين فهي لا تريد ان يحدث مشادة تعكر العلاقة بينهما


*********************

__ سيدتي ، الاستاذ معتز يطلب مقابلتك
عقدت حاجبياها وقالت باقتضاب : ادخليه الي التراس
دخل بهدوء الي التراس الذي قضى اغلبية عمرة بها
وادار عينيه وهو يتذكر كيف قضى طفولته هنا يلعب برفقة ياسين ، وشبابه جالسا برفقة جميع اصدقائه كيف تعرف على حنان وهام بها حبا ، هذه الحديقة التي ضمت احلامهم ورغباتهم ، هنا شعر بالغيرة تمزقه من رنين ضحكاتها على كلام احمد المعسول وهنا شعر بالغضب يعصف راسه عندما احتضنت ياسين وهنا قبلها لأول مرة واعترف لها بحبه
هنا بكت بين ذراعيه وهنا ضحكت من مغازلته لها
فهذه الحديقة شهدت تطور علاقتهم واحتضنتهما في كنفها
حتى طلب الزواج طلبه هنا واستأذن من نوارة هانم ان تتكلم مع والدتها او بالأحرى مع زوجة خالها
تنهد وهو يتذكر انه امام اصعب اختبار بحياته نوارة هانم
فاذا استمعت اليه سيستمع ياسين واذا غفرت له
سيسامحه ياسين ، لا يعلم الان اين كان عقله عندما فكر بأذية اخاه وصديقه ولا يعلم كيف نسى نوارة هانم في غمر انفعاله
و انتقامه من ياسين ، كيف نسى ان كل اذيه يوجهها لياسين موجهه لها ايضا ، كيف نسى هذه السيدة الفاضلة التي ربته فعليا وفرقت له بين الصواب والخطأ ، فامه بأصلها الانجليزي كانت باردة المشاعر نحوه سواء هو او شقيقته
لكن نواره هانم كانت عيناها تشع له بالحب دائما كانت تحتضنه لتذهب كل احزانه وكانت تؤنبه كثيرا على علاقاته المتعددة ،كان يكفي منها نظرة واحدة ليشعر انه عاد طفل صغير يحتاج الي حنانها الامومي الفياض
ابتسم وهو يتذكر ياسين عندما كان يغضب عندما يراه جالس بجانبها او واضع راسه على رجلها وتمسد له شعره كان دائما يشكي لها من حنان او من والدته او من أي شيء يكدر خاطره وكانت هي نعم الام تستمع اليه وتهدئه ليصبح خالي الوفاض بعد كل مرة ، تملئه بالأمل والسعادة ويخرج من هنا
وهو يشعر انه يحلق بالسماء
لف ليجدها امامه بهيبتها واحترامها ابتسم وهو يشعر بقلبه يرتجف خوفا وحبا بأمه التي لم تلده
ابتسم باتساع وتقدم منها وهو يقول بصوت مرتبك
__ مرحبا ، اشتقت اليك ام...
صمت قليلا ليكمل : اشتقت اليك سيدتي
نظرت اليه مطولا وقال بصوت جامد وهي تجلس: ماذا تريد؟
انتفض قلبه من لهجتها الجامدة ليقول والالم يعتصره : لاشئ جئت للاعتذار ، جئت اعتذر منك ومن ياسين ،
اطرق راسه ارضا : جئت نادما امي ، جئت معتذرا واسفا وكل ما اطلبه ان تغفري لي وتسامحيني
كنت طائشا واحمقا غبيا ، لا افهم ما يحدث من حولي
تملكني غبائي لأسعى وراء انتقام لم يكن له اساس
بل خيل الي انني هكذا استرد كرامتي ، وانا اخسر كل شيء
خسرت زوجتي وحبيبتي وطفلي الذي كنت اتمناه
وكدت ان افقد اخي وشقيقتي وانت
نظر اليها وهو يقول جملته الأخيرة لتشيح بوجهها بعيدا عنه
ليسرع ويجلس على ركبتيه امامها : سامحيني امي
استمعي الي وانا متأكد انك ستعذرينني ، فقط استمعي الي
نظرت اليه وامسكت يده : اجلس بني ، فمهما حدث لا اريد ان اراك هكذا
نظر لها والدموع تتألق بعينيه : اشتقت اليك امي ، اغفر لي غبائي
قالت بهدوء : قل ما لديك معتز

************************

وصلا عند بسنت ليرحب بهما محمد والسعادة تقفز من عينيه
احتضنه علي بحب اخوي : مبارك محمد الف مبروك ان شاء الله تكون ذرية صالحة
ابتسم محمد بسعادة : الله يبارك فيك علي ، لا تعلم مدى سعادتي عندما اكدت الطبيبة ان بسنت حامل
ضحك بمرح وهو يربت على كتفه : مبروك يا اخي
ربي عوضكما عن الانتظار كل هذه المدة
هتف محمد بصدق : الحمد لله ، ولكن الطبيبة اكدت على بسنت ان تستريح وان لا تقوم باي مجهود الي ان ينتهي الشهر الثالث ستأخذ اجازة من عملها الي اشعار اخر
ابتسم وسأله : اين هي ؟
__ بالداخل ، تفضل علي
هم بان يغلق الباب ليمسكه علي : انتظر ايه وجنى معي
ولكن ايه تصعد ببطء من اثر الحمل وجنى معها
ابتسم محمد وهو يخفي تعجبه من زيارة ايه لهم
فتقريبا من اول زواجه ببسنت لم تأتي ايه الا مرة واحدة يوم ان اتى علي ليبارك لهم الزواج
__ طبعا ، البيت نور بقدومها
دخلت بعدها بقليل ليبتسم لها محمد : تفضلي ايه
ابتسمت في سعادة : مبروك محمد أتم الله عليكما بالخير وتقوم بسنت بالسلامة ان شاء الله
ارتفع حاجبيه بدهشه من ابتسامتها الصادقة : الله يبارك فيكي ويتم لكي على الخير
نظرت اليه وابتسمت ليشير اليها : بسنت بالداخل فالطبيبة منعتها من الحركة
دخلت الي الغرفة لتجد بسنت تبكي في حضن علي وعلي يربت على ظهرها بحنيته الفائقة : توقفي حبيبتي ، الحمد لله ان رزقك ، واعطاك من فضله
ابتسمت : الحمد لله
تقدمت ايه منها وهي تبارك لها وجلست الي جوارها
طل محمد من الباب وهو يحمل صينيه بها اكواب من العصير وسال علي : هل ستشاهد مباراة كرة القدم ؟
__ متى ؟
__ ستبدأ الان
__ حقا ، سآتي معك
خرجا الاثنين لتتنحنح ايه بهدوء : بسنت ، انا اسفة على كل ما بدر مني من قبل وارجو ان نبدأ صفحة جديدة
ابتسمت بسنت : اكيد ايه سنبدأ صفحة جديدة ، فلأول مرة اشعر ان علي مرتاح هكذا ، ثم انا اشتقت لصديقتي
ابتسمت ايه : وانا الاخرى ، اشتقت اليك ثم اني سعيدة ان الطفلين سيأتيان بنفس التوقيت
ابتسمت بسنت لتكمل ايه : يتمم الله لكي على خير ، متى ستلدين ؟
__ انا الان اكملت الاول وبأول الثاني ، بعد سبعة اشهر ان شاء الله
__سياتي طفلي اولا ، جيد حتى يتزوج ابنة عمته
ضحكت بسنت : تخيلي اية دورتي اتت كعادتها وانا اشعر بالقهر من تأخر الحمل ، ثم شعرت بألم فظيع وذهبت الي المشفى لتخبرني الطبيبة اني حامل لم اصدق الي ان اكدت لي طبيبتي الليلة اني حامل وعندما سالتها بتعجب عما كان لدي ، ضحكت واخبرتني انه امر طبيعي ووارد الحدوث
احتضنتها ايه بحب : مبروك حبيبتي ، الف مبروك انسي كل ما حدث سابقا ، وافرحي الان بهذا الخبر


*********************

بكي من قلبه وهو يخبرها بم كان يظن وانه شك بأخلاقيات صديقه وزوجته وان الشيطان تملكه بسبب خطا وارد في التحاليل ن ولذلك فعل ما فعله ما ياسين
شعرت بالشفقة عليه فمهما حدث هو كبر امام عينيها مثل ياسين وربته كواحد من ابنائها ولولا انها مغتاظة من تشكيكه بأخلاقيات ولدها الا انها وضعت ياسين بمكانه ووصلت ان ياسين حينها سيرتكب جريمة دون تفكير
احتضنت راسه بين ذراعيها وربتت عليها بهدوء : اهدئ معتز ، اهدئ
نظر اليها : هل غفرت لي امي ؟
ابتسمت بهدوء : هل تملك الام شيء اخر غير ان تغفر لأبنائها ؟
ابتسم بسعادة ليرتبك عندما سمع صوته الجهوري وهو يصرخ به : ماذا تفعل هنا ؟
انتفض واقفا لتقول نواره هانم بهدوء : اهدئ ياسين
صرخ بقوة : لا اريد ان اهدئ اريده ان يخرج حالا من هنا
نزل يوسف سريعا ومن وراءه عمرو على صوت صراخه
تسمر يوسف عند رؤيته لمعتز وهتف عمرو : ماذا يحدث ؟
نظرت له امه بقوة وقالت بأمر : اهدئ ياسين وتعال لنتكلم قليلا نظر لامه بغضب لتامره بعينيها والتفت الي يوسف
__ ابلغ زوجتك ان شقيقها هنا ويريد رؤيتها
ربتت على كتف معتز : تصالح مع شقيقتك معتز وانا سأهتم بأمر ياسين
نظرت الي بكرها : تعال ياسين
نظر الي بغضب وهو يجز على اسنانه ليتبع امه وهو يشعر بالقهر
تبعها الي غرفة مكتبه ليصفق الباب بقوة من خلفه
نظرت اليه وقالت بتأنيب : ياسين
زفر بضيق لتبتسم له : اسمع لن تستطيع ان تقنعني ان سبب ثورتك بالخارج هو معتز ، فانت لن تطرد ضيفك ابدا مهما حدث
تنفس بقوة لتساله مباشرة : ماذا فعلت مع نور ؟
زم شفتيه بقوة : اذن هذا السبب بالفعل ، اعطي لها بعضا من الوقت حتى تهدا وتتقبل اعتذارك
هز راسه موافقا لتكمل : دعني اخبرك ما اخبرني به معتز
ثم القرار بالأخير يعود لك
هز راسه ايجابا ليرى ما السر الذي معتز اخبر به والدته لتدافع عنه هكذا



*****************


انتفض غاضبا : هل تريديني ان أسامحه على انه شك بأخلاقي امي ، هل وصل تفكيره الحقير الي ان يشك باني اخونه مع زوجته ، والان المفترض علي ان استمع اليه واسامحه
نظرت اليه : لا حبيبي ، لا تسامحه ولا تغفر له اعذره
وتوقف عن اشعال العداوة بينكما اتركه يزور شقيقته
الي ان تهدئ وتزن الامور بعقلك ليس بقلبك
تركته وانصرفت ليزفر بضيق لا يريد ان يقابل معتز اطلاقا الان ، فالهموم تثقل كاهله بما فيه الكفاية

خرج من المكتب باتجاه الحديقة وهو يستنشق الهواء
و يفكر فيما سيفعله معها ، لا يستطيع ان يقف هكذا مكتوف الايدي يريد ان يظل الي جوارها
تنهد ليسمع صوته : ياسين
زفر بضيق ولف اليه وقال بحنق : نعم
__ اريدك ان تسامحني
قال بجمود : معتز من فضلك ابتعد عني حتى لا يحدث امر يزيد الامور سوءا بيننا ، شقيقتك عندك قابلها كما تريد وتعال لها في أي وقت تريده ولكن ارجوك ابتعد عني ، فانا لا اطيق رؤيتك الان
تركه وغادر الحديقة وهو يشعر بالضيق يجثم على صدره اكثر


**********************


__ صباح مشرق فنحن لم نرى هذه الابتسامة اطلاقا
طبعا من حقك ان تبتسمي فانت ستغادريننا اليوم
التفت الي الطبيبة وهي تبتسم لتاتي الطبيبة وتجلس امامها
__ كيف حالك اليوم ؟
بخير انا بخير الحمد لله ومستعده للخروج بإذن الله
اتسعت ابتسامة الطبيبة : الحمد لله من الواضح ان نفسيتك مختلفة الحمد لله عن البارحة
اكملت : هل لي ان اسالك عن سبب الضيق الذي انتابك البارحة ؟
نظرت نور الي النافذة وقالت بتلقائية : ياسين لم يأتي البارحة كعادته ، هذه ثالث مرة يخلف موعد قدومه فهو يمر كل يومين ليطمئن علي
اخفت الطبيبة ابتسامتها وعقدت حاجبيها : اعتقد انكي ترفضين مقابلته في كل مرة يأتي بها
تنهدت بألم : نعم ولكنه يأتي كل يوم ويقف تحت الشرفة وانا استطيع رؤيته ببساطة ، كل يوم املي عيني به واراه
سالت الطبيبة : واذا كنت تريدين رؤيته وتشتاقين اليه هكذا
لماذا ترفضين مقابلته
نظرت الي الطبيبة وصمتت لتقول الطبيبة بجديه
__ نور ، اريد ان اسالك عن شيء ولابد ان تجيبيني عليه
نظرت اليها لتسالها بجدية : هل كانت لليلتك الاولى سيئة؟
نظرت اليها باستفهام لتقول الطبيبة : هل كان اول لقاء لكي مع زوجك سيئا ؟
هزت راسها نافيه : لا ، بل ياسين كان رقيق جدا معي
__ اذن لماذا وانت منهارة كنت تطلبي منه الابتعاد عنك وتصرخي بانك لن تسامحيه ، صارحيني من فضلك
نظرت لها وقالت بارتباك : اخر لقاء لنا معا كان عنيفا بشكل مرعب
رددت الطبيبة : عنيفا ، هل اعتدى عليك ؟
هزت راسها بعنف : لا ، لا اطلاقا بل كان عنيفا فقط
لم يكن عنيفا في اول الامر ولكن بعد قليل اصبحت لمساته وقبلاته متطلبه واكثر قوة وعنفا
__ لهذا تخافين من رؤيته ، وترفضين مقابلته
__ اشتاق اليه جدا ولكني خائفة اني عندما اراه تسري الرجفة بعروقي كما كان يحدث بعد هذه المرة
تنهدت الطبيبة وسالتها : ولماذا كنت ترفضين مقابلة شقيقك ؟
__ كنت افكر ان اتجنب ان اؤلمه عندما يراني بهذا الضعف
وكنت اريد ان استرد بعضا من قوتي لأتكلم معه فيما كان يشغل تفكيري
__ وهل اخبرك بما تريدين معرفته؟
__ نعم وهذا ما كان يضايقني الفترة الماضية
__ هل تريدين الحديث في ما اخبرك به عمر ؟
__ انت تعلمين بما اخبرني به
__ اذن اكد لك ما رايتيه بالفعل
هزت راسها موافقتا وهي تتنهد بألم لتسال الطبيبة : ماذا ستفعلين مع زوجك ؟
__ لا اعلم ولكني سأنتظر قليلا الي ان اشعر باني قوية بما فيه الكفاية لمواجهته ففي بعض الامور لابد ان نتكلم بها والان لن استطيع الوقوف امامه
ناولتها بطاقه صغيرة : هذا رقم طبيب نفسي بالقاهرة اذا شعرت بانك تريدين التكلم مع احدهم
ومبروك على خروجك
ابتسمت نور : الله يبارك فيك
طل عمر من الباب وهو يبتسم باتساع : صباح الخير
ابتسمت نور : صباح الفل
نهضت الطبيبة وهي تبتسم لها : سأترككما ولا اريد ان اراك مرة اخرى
ابتسمت لها نور لتنظر الي عمر الذي صافح الطبيبة وشكرها على ما فعلته مع نور فهي بالنسبة اليه من اعادت له نور صغيرته
اقترب منها وهو يشعر بانه سيقفز من السعادة احتضنها برقه
__ اين علياء ؟
__ تنتظرك بالبيت فهي متوعكة قليلا
قالت بقلق : ماذا بها ؟
ابتسم بسعادة : لا شيء ،ولكني اعتقد انك ستصبحين عمة
شهقت بفرح : حقا عمر ، مبروك حبيبي
قال بتلقائية : عقبالك صغيرتي
توقفت عن الابتسامة ليعتذر عمر : اسف لم اقصد
قالت بتوتر : لماذا تعتذر ؟ ان شاء الله ستتحسن الامور بيننا
تنهد : اذا كنت لا تريدين العودة اليه ، لن يستطيع اجبارك نور
انا سأتصدى له
نظرت اليه : لا اريد التحدث عمر ، ممكن
هز راسه ايجابا ك هل انت جاهزة ؟
__ نعم ، سأبدل ملابسي فقط
تركته ودخلت الي دورة المياه ليصيح من الخارج
__ لا تخبري علياء باني ابلغتك بخبر حملها ، حتى لا تغضب مني ، فهي تريد ان تبلغك بنفسها
ضحكت : اصبحت تخاف عمر
ضحك بشده : نعم ، فهي اصبحت اكثر حساسية من ذي قبل وتغضب بسرعة ثم تبكي بدون سبب وانا لا اتحمل دموعها
تناهى اليه صوت ضحكتها تصدح من الداخل ، ليتنهد بارتياح ويبتسم وهو يحمد الله ان صغيرته عادت افضل من ذي قبل
جمدت الابتسامة على وجهه وهو يراه امامه لينتفض واقفا ويخرج اليه قبل ان يخطو هو داخل الغرفة



وصل الي المشفى على موعد خروجها الذي اكدته لها الطبيبة ، كاد ان يجن الفترة الماضية لا يعلم كيف تحمل ان تمر ثلاثة من الاشهر عليه دون ان يكون بجوارها ، يأتي متسللا في الليل كل يومين وينظر اليها وهي نائمة من خلف الزجاج ، ولكن ما صبره قليلا انها كانت ترفض مقابلة الاخرين ايضا ، عمر وزوجته وعمتها وحتى يوسف وزوجته فهما الوحيدين اللذان علما بالأمر
لا ينسى الشهر الاسود الذي مر وهي بالغيبوبة الاجبارية بفعل المهدئات تقوم منها لتصرخ بانهيار ثم تنام مرة اخرى وعندما استقرت حالتها ذهب الي الطبيبة الكريهة على نفسه ليقول لها
__ اريد ان ارى زوجتي ، ولا تمنعيني فانا اريد رؤيتها حقا
ابتسمت بمهنية : اجلس استاذ ياسين
رد بتعالي : انا مهندس
ضحكت واشارت اليه : تفضل يا باش مهندس
جلس امامها وهو يزفر بضيق لتبتسم : اعلم يا باش مهندس ان منعي الزيارة عن زوجتك كانت لمصالحتها فانهيارها العصبي كان قوي ثم انها كانت تصرخ باسمك وتقول انها لن تسامحك فالطبيعي ان امنعك من زيارتها فاذا لم تراك لأنها نائمة تستطيع ان تشعر بك وتشم رائحتك
الان هي بحالة الاكتئاب والصمت ولن تستطيع رؤيتها ايضا الا اذا بدأت بالحديث معي ، عندما تتحسن سأسمح لكما بزيارتها
نظر لها : هل يأتي شخص اخر ويسال عنها
ابتسمت وهي تشعر بغيرته : نعم اخاها
نظر لها وقال بابتسامة : هل تمنعيه هو الاخر من الزيارة ؟
ضحكت : من الواضح ان خبر كهذا سيفرحك
خجل من نفسه وجمد وجهه لتقول : نعم الزيارة ممنوعة عنها ، وعندما تتحسن سأسمح لكم بزيارتها
ثم اعتقد انك تراها كل يومين يا باش مهندس فانت تخالف الاوامر وتأتي ليلا وتقف تنظر اليها الي ان يشرق نور الصباح
نظر لها بقوة وانتفض واقفا وقال بتعالي : انا لا اخالف التعليمات ، انت منعت عنها الزيارة وانا التزمت بهذا الامر من اجلها هي ليس امتثالا لأوامرك ولكن من حقي ان ارى زوجتي
تركها وانصرف وهو يشعر بالغل يتفاقم بداخله اتجاه هذه الطبيبة المستبدة
وتحسنت نور بعد ذلك لترفض هي مقابلته صفعته بها الطبيبة وهي تعتذر بأسف حقيقي : اسفة يا باش مهندس ، انها لا تريد رؤيتك
اندفع الغضب بأوردته وصاح : كيف لا تريد مقابلتي ؟
اندفع من امامها ليسرع باتجاه غرفة نور لتقف الطبيبة بوجهه وتقول بقوة : من فضلك التزم الهدوء واستمع الي
نظر لها وهو يضيق عيناه لتردف بما شعرت انه سيهدئه
__ انها ترفض مقابله شقيقها ايضا
ظهرت الدهشة على ملامحه : لماذا ؟
__ لا اعلم الي الان ، فهي بالكاد تتحدث معي وانا لا اريد ان نجبرها على شيء ما فتعود الي الاكتئاب ثانية من فضلك اهدئ
تنهد بتعب لتكمل : ولكن من احاديثها البسيطة معي تبينت من تواجد مشكلة بينكما ثم بكت عندما اتيت بسيرتك
وهذت بانها تلومك على شيء حدث بينكما
اطرق راسه خجلا وهو يشعر بالذنب يغتاله : نعم تشاجرت معها قبل ان تأتي الي هنا
__ استمع الي ، نور الان تحاوط نفسها بشرنقة تشعر انها ستحميها من العالم المقيت الذي تراه ومن لا يقتحم هذه الشرنقة لن يدخل الي حياتها
نظر لها بعدم فهم وقال باستياء : لا افهم انت تمنعيني من رؤيتها ثم تخبريني اني لابد ان اقتحم شرنقتها والا ستطردني من حياتها
__ عندما اخبرت زوجتك انك تريد رؤيتها قالت انك طلبت منها ان تبتعد عنك ولذلك هي لا تريد رؤيتك
من وجهة نظرها هي تحقق لك رغبتك ولكن اذا تريد ان تستعيد وجودك بحياتها اثبت لها انك تريدها فعلا بحياتك
__ اذن ماذا افعل ؟
__ لابد ان ترى انك تريدها بحياتها حتى لو هي لا تريد رؤيتك ، بدلا من ان تأتي بالليل وهي نائمة تعال مبكرا قليلا وهي تستعد للنوم لتراك ، لترى انك تأتي لتراها حتى لو لم تسمح هي لك برؤيتها
وبالفعل سمع نصيحة الطبيبة وبدا يأتي ليراها وهي مستيقظة الي ان تذكر انه كان يقف تحت شرفة غرفتها بالفيلا وهما مخطوبين ليتأكد من سلامتها ، وفي هذا اليوم بعث لها بورقه مع الممرضة كتب بها لاقيني بالشرفة
العجيب انها استجابت له ليشير اليها من الاسفل
هذه المرة دخلت سريعا عندما راته بالأسفل ولكن الايام التالية كانت تقف تنظر اليه من وراء النافذة يرى خيالها الواقف ولا يراها وينتظرها الي ان تنام ويصعد ليراها من وراء الزجاج كما يفعل
اخبرته الطبيبة انها تستجيب للعلاج وانها اصبحت افضل من الوقت الماضي ومن اسبوع فقط سمحت بان تقابل عمر
لتقول له الطبيبة انها ستخرج اخر الاسبوع مع اخيها
عضب بشده من حبيبته العنيدة وتوقف عن المجيئ بقية الاسبوع ليقرر انه سياتي اليوم ليصحبها الي منزلهم ويتفاهمان فهو لن يستطيع ان ينتظر اكثر من ذلك
عند وصوله الي باب الغرفة وجد عمر بوجهه وهو ينظر اليه بتحدي
زفر الهواء من صدره وقال بهدوء : ابتعد عن طريقي عمر
انا اريد ان ارى نور واتكلم معها
قال بإصرار : لا ياسين لن ابتعد وارجوك لا تثير جلبه هنا بالمشفى ، انتظر الي ان اطمئن على شقيقتي وعندما تطلب هي ان تراك سأتصل بك ، ياسين صدقني انا لا اريد الا مصلحة نور
زفر بضيق وجز على اسنانه غضبا ليردد عمر : من فضلك ياسين انصرف ولا تفسد فرحتي بخروجها
قبض كفيه بشده وغادر المكان سريعا

خرجت من دورة المياه لتبحث عن عمر وجدته بالخارج لتخرج من الغرفة بهدوء : انا جاهزة عمر
زفر بارتياح لأنها خرجت بعد ان انصرف ياسين
__ هيا بنا حبيبتي
حمل الحقيبة الصغيرة وامسك بيدها وهو يقول : اتمنى ان تعجبك السيارة الجديدة
ابتسمت : اكيد
لا تعلم تشعر بالارتجاف يهز اوصالها تشعر بالجو يحمل رائحته ، تشعر به موجود بالمكان متواجد بقربها
وصلت الي سيارة شقيقها لتشعر به حولها التفت نص التفاته
لتراه واقف بجوار سيارته مستندا بكوعه على سقف السيارة
وينظر اليها
شعرت بان نظراته تخترقها لتصل الي قلبها الذي انتفض بشده من نظرات المقلتين الرمادتين وعلى الرغم من انه بعيد عنها شعرت انه راها وهي تنظر اليه
ارتبكت لترتجف وتدخل الي سيارة عمر سريعا







لا تحرموني من تفاعلكم
ولا تبخلوا عليا من ردودكم وتعليقاتكم
ان شاء الله موعدنا السبت القادم
القاكم على خير

سلافه الشرقاوي 02-10-11 12:25 AM

صباح الخيرات يا حبيباتي
اشتقاتلكم كتييييييييييييير
اتمنى البارت يحوز على اعجابكم
ويكون على اد المستوى
اترككم مع البارت


الفصل السادس والثلاثون


الجزء الثاني

مستلقي بإهمال على الفراش الصغير الذي وضعه مؤخرا بغرفة المكتب ليظل بجانب طاولة التصميمات الهندسية فهو غالبا لا يخرج من هذه الغرفة الا الي خارج القصر ليرى المستجد بموقع بناء المجمع التجاري ، توقف عن الصعود الي الدور العلوي تماما وجعل احد الخدم ينقل له اشياؤه الضرورية الي غرفة المكتب التي تحولت الي سكن خاص به ، استثنى من اشياؤه أي شيء يذكره بها ولكنه لم يستطع ان يخلع دبلة زواجه او ساعته التي تلتف حول معصمه لتخبره دائما بقيدها الذي مازال يربطه بها . من اخر مرة راها بها عند المشفى وهو اتخذ قراره بان يبتعد عنه جرح بشده منها وهي ترتجف لرؤيته وتدخل الي سيارة عمر سريعا هروبا منه ، يعلم ان ما فعله معها كان قويا وقاسيا ولكنه يعشقها الم تفهم هذه الغبية انه يعشقها حد النخاع فهي تجري بأوردته تعيش بخلاياه ، حاول مرارا ان يخرجها من راسه ومن افكاره لم يستطع ،حاول ان يتناسها ويغمس نفسه بعمله ، فأضحى لا يفعل شيء بحياته الا ان يعمل لا يخرج الا الي العمل ولا يجلس الا الي العمل وجباته لا يتناولها باستمرار الا عندما تتشاجر معه امه ولا يقابل يوسف الا للضرورة عندما يحتاجه اخاه الي عمل مهم لن يستطيع انجازه ، توقف عن زيارة الشركة الا في الامور الهامة جدا
قرر ذلك اليوم ان يكف عن مهانة نفسه واهدار كرامته وعندما تريد ان تتحدث معه او تقابله فلتتصل به او تأتي اليه فهذا ليس امرا عسيرا عليها ، فاذا كان هو قضى ثلاثة اشهر يحاول ان يراها ولو من بعيد ، يحاول ان يخبرها بأهميتها في حياته فالفرصة امامها هي الان لتثبت له انها تحبه كما يحبها هو ، الفرصة امامها لتثبت له انها تريد ان تستمر في هذه الزيجة التي لم تبدا .
ما يخفف عنه فعلا حدة يومه هي انجي فهي تصمم على اختراق يومه وتأتي ومعها طعام الغذاء وتجلس لتقص له عن طفلها الذي لم يأت بعد للدنيا ، يبتسم على جنونها وعندما تفشل في محاولتها المستمرة لإضحاكه تنصرف بهدوء بعد ان توصيه بالكف عن التدخين والاهتمام بصحته وتناول الطعام حتى لا يضطر الي مواجهة نوارة هانم والمشاجرة معها ، عند تذكره لمشاجراته مع امه زفر بضيق وفكر ان ينهض من الفراش قبل ان تأتي وتسمعه ما لا يرضيه
زفر بضيق وهو يشعر بكسل شديد في جسده ، فعلى الرغم من استلقائه على الفراش ما يقارب الساعتين الا انه لم يغمض له جفن ، التفكير يأكل عقله وذكراها تنهش روحه
ليس هذه اول مرة لا يستطيع النوم بها فلقد مر عليه شهر ونصف لا يأخذ من النوم الا القدر القليل ، فعندما ينهكه التعب يسقط مهدودا وينام ما يقارب الساعتين ليستيقظ على رؤيته لها بأحلامه ، شهر ونصف لا يعلم كيف مروا عليه
وايام قاسية وليالي طويلة ينهك نفسه بالتصميمات والعمل والقراءة وينظر الي الساعة ليجدها لا تمر ينظر الي تاريخ اليوم ليشعر انه بطيء كالسلحفاة لا يتحرك من موضعه
ولكن اقسى ايامه فعلا كانت ايام العيد ، سخر من نفسه وهو يتذكر كيف امر العاملين يوم خروجها من المشفى بترتيب الجناح وتنظيفه وامر الطباخ بان يعد لها ملوخية الجمبري التي تعشقها لتتناولها على الافطار في اخر يوم برمضان كان يهيا نفسه انها ستعود معه ، ستعود معه لتقضي العيد معه . انه اول عيد يأتي وهما زوجين ، لم يشك للحظة واحدة انها ستهرب منه بهذه الطريقة ، اغمض عينيه الما يشعر بجرح غائر في قلبه جرح ينزف باستمرار
لعب بهاتفه ليأتي بصورتها يوم كانا باليخت وهي ترتدي فستانها القطني كانا فرغا من السباحة ووجنتاها موردتين من الخجل لما فعله بها تحت المياه نادى عليها لتبتسم له بخجل
فالتقط لها هذه الصورة ، مرر سبابته على صورتها بحنان وادارها على خدها بحب كما كان يفعل سابقا
ليتمتم بألم : لم تتذكريني يوما واحدا نور ، يوما واحدا من الخمس واربعون يوما الماضية ، كيف تعيشين نور بعيدا عني ، هل تتألمين مثلي ، هل تفتقديني مثلما افتقدك ، هل اشتقت الي مثلما اشتقت اليك ، اشتقت اليك نور ، بل ذبت شوقا وحبا .
زفر بضيق ليكتم تنفسه وهو يشعر بأحد يدخل الي الغرفة علم فورا من سيدخل بهذه الطريقة بالتأكيد انها امه
اغمض عينيه بقوة وادعى النوم حتى لا تتشاجر معه بسبب طعام الافطار الذي لم يتناوله شعر بها تتحرك بالغرفة وترتبها وتتجه الي الستائر لتفتحها فيغمر ضوء العصاري
الغرفة ، توقفت امامه وقالت بقوة :انا اعلم انك مستيقظ ، كف عن التمثيل وانهض اريد ان اتكلم معك
زفر بضيق وفتح عينه ليرسم ابتسامة رسمية على شفتيه
__صباح الخير امي
نظرت اليه بحده : صباح الخير الساعة الرابعة عصرا
ابتسم بدبلوماسية وجلس بهدوء : مساء الخير امي
نظرت اليه بقوة ونقلت نظرها الي صينية الطعام الموضوعة على المائدة الصغيرة ليشيح بوجهه بعيدا عنها
قالت بقوة : وبعد ياسين
نظر لها باستفهام : ستستمر على هذا الحال الي متى ؟
جز على اسنانه غضبا لتكمل : هل فنيت عمري كله على تربيتك وتربية اخوتك ليصبح بكري وابني الغالي هكذا ؟
زفر بقوة : ماذا تريدين مني امي ؟
__ اريدك رجلا
انتفض واقفا من الكلمة لتكمل بقوة : انهض واذهب الي زوجتك واتي بها ، لا ترتكن الي احزانك هكذا ، اريد ياسين العظيم كما يلقبونك وهم يرتجفوا من سيرتك
اين هذا الياسين .؟ اخبرني ، ما اراه شبح لك ، تنغمس على هذه الطاولة بالساعات تصمم مبانيك وتدخن بشراهة ، انت تدخن من قضيت سنوات شبابك كلها لم تجلس بمكان يدخن به احد اخر ، تفني صحتك وعمرك لماذا ، لأنها لم تريد مقابلتك ، اجبرها على مقابلتك والتكلم معك ، فهي زوجتك ايها الاحمق .
اخفض راسه وقال بصوت منخفض : لا تستحق امي .
زفرت بضيق وذهبت اليه : بل تستحق بني ، انها نور ابتسمت وهي تكمل : جنيتك الحبيبة .
احتضنت كفه بيدها وقالت: لقد سالت عنك.
التفت الي امه بسرعة : هل تكلمت امي ؟
ابتسمت : لا انا من اتصلت اسال عنها وعن عمر وعليا
وطلبت منها ان تأتي اليوم ولكنها رفضت بتهذيب وقالت انها ستاتي قريبا .
ابتسمت : وظلت صامته لبضع دقائق لتسال ببطء عنك وعن صحتك وهل عدت من سفرك ام لا ؟
عقد حاجبية : سفري ، لم اسافر.
__ من الواضح ان يوجد سوء فهم ياسين ، ولكنها وعدتني انها ستاتي قريبا ولكنها خائفة ان تأتي وانت هنا ، وطبعا تحافظ على كرامتها فهي اكيد تنتظر ان تذهب اليها وتصالحها .
انتفض واقفا : لن اذهب اليها امي الا عندما تتصل بي وتخبرني انها تريد مقابلتي ، فانا سئمت جملة عمر حول انه لن يجبرها على مقابلتي .
__ انه خائف على شقيقته ياسين .
__ هل سأؤكلها امي ، انها زوجتي ، زوجتي من حقي ان اقابلها ولو بالقوة ، ولكني لن افعل ذلك فلست انا من يفرض نفسه على احد لا يريده ، حتى لو حياتي بيده .
تنهدت بألم : حسنا بدل ملابسك واحلق ذقنك فنادين وصلت منذ قليل ونهى على وصول وسنتغدى اليوم كلنا معا فاليوم راس السنة واحتمال كبير ان يقضوا سهرتهم هنا .
تركته وخرجت ليتجه الي النافذة وينظر الي الحديقة ، الن ينتهى عذابه هذا ، تنهد بألم وارتسمت ابتسامة السخرية على وجهه وهو يعد نفسه لمقابلة عائلته .

*********************


__عمتي لا افهم اصرارك على البقاء هنا
هذه المرة الخامسة التي اتي اليك لأقنعك ان تأتي وتمكثي معنا ولكنك ترفضين ، اعطي لي سببا واحدا لبقائك هنا بمفردك
تنهدت السيدة صفية : لن استطيع ان انتقل بعد هذا العمر
يكفي اني انتقلت الي هذه الشقة التي استأجرتها انت وبعدت عن القصر الي تربيت به
نظرت اليه بلوم : فانت لا تريد اصلاح القصر
ابتسم بهدوء : لا والله عمتي ولكنه لن ينفع معه الترميم
فالقصر متصدع بشكل قوي واي عمل لترميمه سيؤدي الي انهياره الكامل ، اذا كنتي تريدين ان نهده ونبنيه من اول وجديد سأفعل ما تأمرين به
رتبت الي يده : اسمع عمر ، انت وشقيقتك تمتلكان كل شيء الان ، فافعل ما تريد
ابتسم بسخرية : لا عمتي بل نور من تمتلك كل شيء ، لا افهم ماذا كان يريد من فعلته هذه ، ان يجنب ورثك وورث ابي كودائع بالبنك ويكتب كل شيء باسم نور بيع وشراء ولا يؤول اليها الا بموته ، لماذا فعل ذلك عمتي ، لا افهمه
واشعر بالحيرة كلما فكرت بهذا الامر
نظرت اليه وابتسمت : كان ينقل امواله و إمبراطوريته الي ابنته عمر
جمد وجهه لتكمل بتأكيد : نعم عمر فهو كان مقتنعا بالفعل انها ابنته ومن صلبه ، منى نفسه بهذا الامر وكذب الكذبة ليصدقها ولأنه خبيث ماكر اقنعنا انها ابنته بالفعل واغشى ابصرانا فلم نرى حقيقة انها تشبه ابي لا اكثر ولا اقل
كان دائما ونحن صغار ينتفخ كالطاووس وهو يخبرنا ان حسنه وجماله عائدان الي والدته لدرجة ان نسينا انه يشبه ابي بشكل مرعب ، ومع تغيرات ابي التي تحدث على مر الزمن وترسيخ فكرة ان حافظ يشبه والدته ، اتت نور لتعلن عن صفات لم تكن بأي من والديك ، لن انكر اني كنت اتعجب من الشبه الكبير الذي يربطها بوالدتك وكنت أتساءل كثيرا الا تأخذ أيا من صفات محمد ، توقفت عند لون عيناها وشعرها وطابع الحسن لأتجمد ، كرهتها منذ شهورها الاولي لتبيني ان هذه ورثتها من صفات حافظ الذي كان يتباهى بها ، اخترت ان اصدق انها ابنته فانا كنت ابحث عن سبب يخدش كمال والدتك الذي يتغنى به محمد ، نظرت اليه بألم واردفت : كنت اشعر بالغيرة تمزقني من هذه الحسناء الصغيرة التي استولت على اخي الحبيب الذي يشملني بحنانه وعطفه و رعايته ، فاخترت ان اصدق انها خدعت محمد وانها لم تكن تستحق قلبه .
انهمرت دموعها : لم اتوقع ابدا انها تعرضت لهذا الموقف المروع .
تمتم بغضب : لم يكن احدا منا يتوقع ما فعله بها عمتي .
اريد ان اسالك عن شيء عمتي وارجو ان تجاوبينني
__ تفضل حبيبي
__ هلا أخبرتني بما حدث بين نور وعمي ؟
نظرت له في دهشه : لماذا الم تخبرك شقيقتك ؟
تنهد وهو يتذكر ذلك اليوم الذي اعطى لنور مذكرات امه لتقرأها وكيف قضت ليلتها تبكي ولم تفتح الباب له ولا لعلياء
، وجدها بالصباح التالي مرتدية ملابسها ومستعدة للخروج.
تلقى اتصالا من عليا بعد الظهر واخبرته ان يأتي سريعا فنور اتت من الخارج واغلقت غرفتها على نفسها ولا ترد عليها
وصل الي البيت وطلب منها ان تخرج من غرفتها لتتكلم معه
والعجيب انها خرجت وملامحها هادئة وكأنها كانت نائمة وعندما سألها اين ذهبت ردت بهدوء انها ذهبت لتراه ولكنها لم تقص له ما حدث بينها وبينه ليفاجئ باتصال عمته وهي تخبره ان حافظ مات وتريده معها لإكمال الاوراق وتجهيزات الدفن ، عندما اغلق الهاتف واخبرهم نهضت نور بهدوء ودخلت الي غرفتها ذهب وراءها ليجدها تصلي وسمع بكائها واضحا
لم يشأ ان يسالها ثانية عن هذا الامر المثير الي الشجون ولكن ما صعقه حقا ان المحامي ابلغه بوجود وصية لعمه
ولابد ان يجتمع الورثة لفتحها ، وهذه كانت الصاعقة بحق ، فعمه نقل كل شيء يملكه الي نور بيع وشراء بعد ان جنب ورث عمته وورثه هو كودائع بالبنك
تنبه على صوت عمته : عمر ، هل تسمعني ؟
التفت اليها : نعم عمتي
__ كنت اسالك الم تخبرك نور عما حدث ؟
هز راسه نافيا لتغمض عينيها وهي تقص له ما حدث



كانت انتهت لتوها من التحدث مع الطبيب الشاب المسئول جديدا عن حالة اخيها ، فلان حالة حافظ ميؤوس منها اخبرتها الممرضة ان رئيس القسم اسندها لأكفئ الاطباء الموجودين بالمشفى ، ذهبت اليه وتحدثت معه بشان حافظ
__ لا استطيع ان اعدك بشيء سيدتي ولكني سأفعل ما بوسعي ، والله يوفقنا ونستطيع ان نخفف عنه قليلا
تركها الطبيب وذهب لتتجه الي غرفة حافظ ، لا تنكر انها فزعت عندما راته فآثار الحروق شوهت وجهه الوسيم وغطت جزء كبير من جسده ، الطبيب السابق اخبرها انه لا يفهم كيف صمد جسده كل هذه المدة مع كل هذه الاضرار التي سببها الحريق لجسده ،وكانه ينتظر حدوث شيء ما وهو ما يجعله متمسكا بالحياة بهذه الطريقة .
تنهدت وهي تنظر اليه رغما عنها قلبها رق اليه فعندما تأتي اليه نوبات الالم تقفز الدموع من عينيها شفقتا وحزنا ، وتدعو الله بسرها ان يرحمه من هذه الالام ، فجسده لا يستجيب للمسكنات الا نادرا .
شهقت بخوف عندما راتها امامها واقفة وكأنها تبحث عن غرفته ، توجهت اليها بهدوء وحاولت الابتسام ولكنها لم تفلح
لتبتسم نور بتوتر وتقول بصوت مخنوق : اريد ان اقابله عمتي
اشارت لها لتتجه نور سريعا وتدلف الي الداخل
دلفت ورائها ووقفت تنظر من بعيد الي ابنة اخيها التي تجمدت واقفة امام جسد حافظ المستلقي على الفراش واستعمت الي همهمته الدائمة باسم نور ، خلعت نظارتها الشمسية ونظرت اليه بغضب وكره عميق نابع من روحها
نطقت نور بحده وهي تجلس على ركبتيها امامه وتنظر بعينيها المتورمتين من اثر بكاء ليلة البارحة وقالت بصوت قاسي : هل تريدني انا ام تنادي على امي ايها البغيض ؟
اتسعت عينا صفيه عندما رمش حافظ بعينه اليمنى فعينه الاخرى ذهبت من اثر الحريق ،
سالته نور مرة اخرى بصوت قاسي : هل تسمعني ام ان ربي رحمك من عذابي
ازدادت دهشة صفية وهي تراه يفتح عينه السليمة ويحاول ان يرسم ابتسامة ودودة على وجهه المشوه ليقفز الكره من عيني نور ويرتسم الاشمئزاز على وجهها وتقول بصوت منخفض الكره يقطر منه : كم انت بغيض عمي
رد بهدوء وتمهل : انتِ ابنتي
ضحكت ساخرة : لا لم اكن ابنتك يوما ، انه ابنة محمد المصري اسما وفعلا ولم انتمي اليك اطلاقا ، وما اشعر به ناحيتك هو الكره والنفور ، كما كانت مشاعر امي اتجاهك
كرهتك وبغضتك وانتمت الي محمد حتى بموتها ، فضلته عليك ، وانا جئت لأقل لك اني لن اسامحك يوما على ما فعلته بها ولا بي ، واخبرك اني سأظل اكرهك الي اخر يوم بعمري ، ايها البغيض
نطقت اخر جملة بكره شديد لتغادر الغرفة بقوة
واقفة بتجمد كالتمثال لا تصدق ان نور الرقيقة يصدر منها ما صدر تنبهت بعدها على صوت حافظ يعلو وهو ينادي باسم نور ، ليعلو طنين الاجهزة فجأة ويندفع الطبيب الي الغرفة ومن بعده الممرضات ويحاولون اسعافه ليصفر الجهاز صفارة طويلة لا تنقطع الي ان يغلقه الطبيب ويعلن وقت الوفاه
ارتفع حاجبي عمر بدهشه وعمته تكمل : مات بعد انصرافها مباشرتا عمر ، وكانه لم يحتمل كراهية شقيقتك له ولا اخبارها له بانها ليست ابنته وانها ابنة محمد
هز راسه بتعجب وهو يفهم الان سر ارتياح نور والهدوء النسبي الذي حاوطها بعد ذلك
نظر الي عمته : حسنا هيا عمتي ، تعالي معي اليوم فقط فاليوم راس السنة و غدا ستبدأ سنة جديدة ومن الطبيعي ان لا تقضي هذا اليوم بمفردك
ابتسمت بوجهه وربتت على وجهه بحنان : لا تشغل راسك بي بني ن اذهب الي زوجتك وشقيقتك ولا تهتم بي ، فانا قضيت عمري كله بمفردي
قال بإصرار : عمتي
نظرت له بحب : عمر اتركني على راحتي
نهض عمر وقال على مضض : : حسنا عمتي ، سأنصرف حتى استطيع الوصول قبل الليل
احتضنته بين ذراعيها : تعود سالما حبيبي ، ابلغهما سلامي
وطني عليك عندما تصل
انصرف ابن اخيها وهي تنظر اليه من النافذة ، تريد ان تكون بجواره ولكنها لا تستطيع ان تغادر بلدتها الحبيبة مسقط راسها ، قضت حياتها كلها هنا عاشت هنا وستموت هنا ، لتندفن بنفس المكان الذي اندفن به احبائها والديها ومحمد واخيرا صلاح
تنهدت وهي تتذكر عندما ابلغتها الممرضة ان حافظ نفل الي طبيب اخر واخبرتها بمكانه لتبحث عنه وتلتقي بأحمد شقيق صلاح الصغير الذي كان شابا يافعا عندما تزوجت صلاح
ابتسم بوجهها : السيدة صفية ، اهلا بك ، كيف حالك ؟
ابتسمت مرحبة : اهلا استاذ احمد ، كيف حالك انت وحال صلاح ؟
خفضت صوتها وهي تسال عن حاله ليخفض احمد راسه
ويقول بحزن : صلاح توفي سيدتي ، البقاء لله
اتسعت عيناها الما : متى ؟
هز راسه بحزن : السنة الماضية ،
اطرقت حزنا وهي تتمتم :البقاء لله .
رد بهدوء : ونعم بالله ، انتظري التفت الي غلام صغير واشار اليه بيده ليسرع الصبي اليه
ابتسم وهو يشير اليه : هذا صفي
نظرت الي الصبي الذي لا يزيد عمره عن الثالثة عشر وسالته : اسمك صفي
رد الصبي بمرح : نعم صفي الدين صلاح الدين
نظرت الي احمد الذي ابتسم بدوره : انه ابن صلاح الوحيد
وانا اقوم برعايته اكمل بحزن والدته توفت وهي تلده واخي توفي السنة الماضية لأقوم برعايته وسط ابنائي ولكنه يظل ابكر ابنائي
ابتسمت بحب للصغير لتلتف اليه : ماذا تفعل هنا ؟
اتسعت ابتسامته : اشهد ولادة طفلي الخامس والاخير
ابتسمت : ما شاء الله تبارك الله ، ربنا يحفظهم
سألها باهتمام : وانت سيدتي
ردت بهدوء : ازور احد اقاربي هنا
اكملت : مبارك لك بقدوم الطفل الجديد ، وارجو منك ان تطماني على صفي وعلى احوالك كل فترة
اعطت له عنوان الشقة التي استأجرها عمر وطلبت منه عنوانه ، وانصرفت وتركته ولكن قلبها تعلق بالصبي الصغير الشبيه بوالده الي درجة كبيرة
ومن حينها وصفي يأتي لها كل اسبوعين لزيارتها والجلوس مع السيدة العجوز التي يحبها ولا يعلم لماذا كما اخبر عمه
لذلك لن تستطيع ان تترك الاسكندرية فلبها متعلق بالصبي الصغير .
دمعت عيناها وهي تفكر هل الطفل الذي اجهض كان سياتي جميلا هكذا مثل صفي
حدثت نفسها : الان لا يهم ن كل ما يهمني الان هو عمر وطفله القادم ، وصفي وكيف استطيع ان اوفر له الحنان والرعاية الذي فقدهما بموت والدته واليتم الذي شعر به بموت صلاح ، الله يقدرني واعوضه عما فقده


******************


اجتمعوا ليلا في الصالة الواسعة ليتبادلو الحديث والصغار يركضون امامهم و يلعبون ، القصر يضج بالحياة وهو يبتسم على نكاتهم ويتبادل الاحاديث معهم ولكنه يشعر بالفراغ يتصاعد بداخله والحزن يكتنف حواسه
تكلم مع يوسف في امور تخص عملهم ، واعلنت نهى خبر حملها للجميع .الامر الذي جعله سعيدا حقا ، فهو حزن على شقيقته كثيرا المرة الماضية عندما مات طفلها الصغير
وها هي الان تعود كما كانت ، بارك لها ولعمرو وهو يبتسم
رن جرس الباب لينضم ياسر واسرته لهم ،واكتمل عقدهم بحضور معتز الذي جلس بجانب شقيقته يستعلم عن اخبارها وخاصة انها بشهرها الاخير
مع الوقت عادت الامور الي نصابها بينه وبين معتز ،
ابتسم ياسر وهو يقترب منه وهمس : ما اخبارك يا صديقي ؟
ابتسم بدوره وهز راسه : بخير الحمد لله
نظر له ياسر بنظرة عميقة ليكح الاخر ويشيح بوجهه بعيدا عنه مال الي الامام واخرج علبة سجائره ليضع احداها بفمه ويشعلها ، تنبهت له امه وزمت شفتيها وتأففت بصوت مسموع ليقول ياسر بهدوء ك تعال ياسين لنقف بالشرفة حتى لا تؤذي احدا من المتواجدين بدخان سجائرك هذا
سحبه ياسر من يده ليذهب معه مضطرا فهو لا يريد ان يتشاجر مع والدته والعائلة جميعها مجتمعه
بعد ان غادرا هتفت نادين بدهشة : اصبح مدخنا الان
ظهر الضيق على وجه يوسف لتلوي نهى فمها بضيق
وهزت نوارة هانم راسها ايجابا لتسال نادين : لماذا ؟ ماذا حدث لينقلب ياسين هكذا ؟
زفرت نهى بضيق نظرت الي شقيقتها التي اعتلى الضيق وجهها لتلف الي والدتها وسالت بصوت منخفض : هل نور لازالت غاضبة امي ؟
قالت نهى بنبرة يملاها الضيق : نعم ولا احد منا يدري ماذا حدث بينهما لتبقى بعيدا عنه كل هذه المدة
قال يوسف بهدوء : من المؤكد نهى ان اخاك اغضبها فعليا والا ما سكت عن غيابها كل هذا الوقت
اشاحت بوجهها ضائقة لتسال نادين : لماذا لم تتدخلي امي وتصلحي ما حدث بينهم
ابتسمت الام : ان شاء الله ستحل الامور قريبا واذا لم أتأكد من اخطاء ياسين بحقها والا ما كنت تدخلت ندى
قالت نهى بعصبية : اذن اريد ان اعلم ما فعله شقيقي لتعاقبه بهذه الطريقة متناسية كل شيء بينهما
زمجر يوسف بضيق : نهى ، اعتقد انك سالت ياسين نفسه وهو لم يشأ ان يخبرك بما يحدث بل طلب منك وبصرامة ان لا تتحدثي معه مرة اخرى في هذا الامر ، اليس كذلك ؟
قالت بضيق : ارى انك محامي السيدة نور الخاص يا استاذ يوسف
قال بهدوء : نهى ارجوك لا تدعي عاطفتك تسيطر على عقلك وتتحكم بك ، اعلم جيدا انك تحبين اخاك ومتحيزة له ، ومن منا لا يفعل ذلك ، ولكن نور لم تخطئ بحق ياسين الي الان ، ثم ان ياسين لم يذهب ليرضيها ويعيدها اليه ، هل تقبلين على نفسك عندما تغضبي من زوجك ان تعودي اليه من تلقاء نفسك
زمت شفتيها لتسال نادين : ولماذا لم يذهب اليها ؟
رد يوسف بضيق : لا نعلم ، ثم من فضلكم اغلقوا هذا الموضوع الممل الذي لا تنفك نهى ان تتكلم به لتوترنا وتحرق اعصابنا .
رد عمرو بمرح : لا تؤاخذها يوسف فهرمونات الحمل تتحكم بها ، غمز بعينه ليكمل : وانت ادرى
ضحك يوسف وهو ينظر الي انجي : نعم انا ادرى .
تأففت انجي بضيق: ماذا تقصد ؟ انا متعبه بما فيه الكفاية فلا استطيع التفكير بما تقوله ولا ما وراء المزحة
انفجر معتز بالضحك على شقيقته التي لم تعد تحتمل احدا
وقال من بين ضحكاته : يوسف هل تريد المبيت اليوم على الاريكة الخارجية ؟
ليضحك يوسف بانطلاق : وما الجديد منذ اسبوع وانا اقضي ليالي عليها فالفراش لم يعد يكفينا نحن الاثنان
انفجروا بالضحك لتلوي جيجي فمها غاضبه : ولدك السبب
نهض من مكانه وقبل راسها : اعلم حبيبتي ، يأتي على خير ، فانا ضقت به ذراعا ، اريد ان انام بفراشي
جلجلت ضحكة احمد : هل تريد النوم اذن اقبل بنومة الاريكة افضل من ان يأتي صغيرك فانت لن تستطيع النوم بسببه ابدا
شحب وجه يوسف لينفجروا ضحكا عليه
عمرو : نعم اذكر الي الان اول ايام يمنى كنا لا نذوق طعم النوم بسببها بكائها المتواصل .
احمد : نعم ، اعلم هذا جيدا ، اتعلم اسلام كان اهونا من شقيقتيه فعندما كانت تبدا احداهما بالبكاء تنفجر الاخرى معها
لف يوسف الي زوجته : لم نتفق على هذا جيجي
ضحكوا على وجه يوسف الشاحب ونظرته القلقة لتنظر اليه جيجي ضائقة ليبتسم لها فأشاحت بوجهها بعيدا عنه
معتز: اغضبتها حقا يوسف .
لم يحرك عينيه مع وجهها : تعلم جيدا اني امزح معها ، فانا على استعداد ان اسهر مع هذا القادم لتغفو عينيها هي
صفر عمرو بإعجاب لتقول ندى : انا لو منك اسجل له حتى لا يتملص بعد ذلك ويقول لكي انا متعب لا استطيع السهر اليوم مع ولدك ، اتذكر احمد .
نظر احمد الي السقف وقال : جميلة هذه الثريا امي .
انفجروا ضاحكين على المشادة المرحة التي نشأت بين احمد وندى وهو يؤكد انه كان يسهر بالصغيرتين وهي تنفى ما يقوله
قالت نوارة هانم : هيا يا أعزاءي لتتناولو العشاء
التفت الي مريم : اخبري ياسر وياسين ان العشاء جاهز
__ حاضر عمتي


***********************

سحب صديقه الي الخارج ونزع السيجارة من بين شفتيه بحنق : ماذا هناك ياسين ؟ انت تدخن ، لم اصدق عندما اخبرتني نوارة هانم
ضحك ساخرا : اذا اتصلت بك امي لتشتكي لك من بكرها الذي اصابه الجنون
تنهد ياسر : لا ياسين ، بل انا من اتصلت بها لأطمئن عن احوالك فمنذ اخر يوم كنت به عندي لم تتصل بي اطلاقا
وكنت اظن ان نور عادت اليك ولذلك نسيتني وانشغلت بها
زفر بضيق ليكمل : وفوجئت عندما اخبرتني والدتك انها لم تعود الي الان
نظر له : اذن انت من اخبرت امي انها كانت بالمشفى
هز راسه نافيا : لا طبعا
نظر الي امامه واتكئ بمرفقيه على حد التراس : اذن من اين علمت بهذا الامر ؟
__ لا افهم ياسين ، تكلم بوضوح
قال بحنق : لا اعلم ياسر ، اتت امي منذ ما يقارب الشهر واسمعتني ما لا يرضيني باني لم اخبرها بظروف نور الصحية وكيف اخفي عنها امرا كهذا ، وغضبت مني وخاصمتني ايضا
نظر له بدهشه : ولماذا لم تخبرها ؟
__ لم اخبر احد ياسر بماذا اخبرهم ، بان نور دخلت المشفى بانهيار عصبي من فعلة حافظ السوداء
لا طبعا لم اتكلم بهذا الامر مع احدا غيرك
ربت على ظهره : اذن اهدئ واخبرني بالمستجدات
زم شفتيه ليقول من بين اسنانه : لا شيء ،منذ خروجها من المشفى لم اراها
نظر له ياسر بتشكك : هل استطعت كل هذه المدة ياسين ، ان لا تذهب اليها
اشاح بعينيه بعيدا عن صديقه حتى لا يلمع السعادة التي تراقصت بهما وهو يتذكر كم كان سعيد الحظ عندما سنحت له الفرصة من خمسة ايام ان يبقى بجانبها طوال الليل
فعندما قرر اخيرا ان يذهب ليراها غصبا عن عمر
حتى لو ادى الامر الي ان يتشاجر معه وجد باب الفيلا مفتوح ليرتعب ان يكون حدث شيء لاحد منهم
دلف الي الداخل وهو يبحث بعينيه عن عمر لينادي بصوت مرتفع قليلا : عمر لم يرد احدا عليه ، فاستنتج ان لا يوجد احد هنا ، امره قلبه بان يصعد الي غرفتها ليشعر بتواجدها حوله حتى لو هي لم تكن موجودة ، دلف الي الغرفة ليشعر بالشوق يجتاح خلايا جسده كلها ليقفز قلبه من صدره عندما يراها نائمة امامه على الفراش ،صعق ليتجمد بوقفته ولا يعلم ماذا يفعل لينتبه على صوت عمر وهو يتكلم : كيف لا تتذكرين هل اغلقت الباب ام لا عليا
نطقت علياء بضيق : لا اذكر عمر ، انا متعبة جدا
__ خلاص عليا ، سأنزل لأتأكد
تحرك سريعا ليختبئ بظلمة الغرفة قبل ان يصل عمر الي باب الغرفة ويراه وهو واقف متجمد مكانه ، دعا بسره ان لا يدخل عمر الي الغرفة ويراه حتى لا تحدث مشكلة كبيرة بينهما ، ولكنه اندهش عندما مد عمر يده ليغلق الباب دون ان يدخل الي الغرفة
زفر بارتياح بعد ان سمع خطوات عمر الصاعدة ودخوله الي جناحه الخاص ليتحرك من مكانه ببطء شديد وهدوء اشد
وهو يكتم تنفسه خوفا من ان تفضحه انفاسه وتستيقظ صارخة كآخر مرة كان بجوارها ، نظر اليها بحب وشوق كتمه بداخله وجلس بجانبها على الفراش ،وأمضي ليلته وهو يتأمل ملامحها الجميلة التي اشتاق اليها ولكنه لا يعلم كيف غفت عينيه ليستيقظ بالصباح على صوت علياء الهادئ
وهي تخبره بانه لا بد ان ينصرف الان قبل ان يستيقظ عمر او نور وتحدث مشكلة اكبر من المشكلة الناشئة بينهما من الاساس
رتب على كتفه لينظر اليه : من الواضح انك رايتها من وقت قريب ياسين
ضحك ياسين بهدوء : الا استطيع ان اخفي عنك شيء ؟
هز ياسر راسه نافيا ليسمعا صوت مريم : العشاء جاهز يا شباب


**************************


اقترب من نادين عند انتهاء العشاء وسألها بهدوء : هل ما زلت غاضبة ندى ؟
ابتسمت بهدوء : لا معتز انا اخبرتك اني واقفة بجانب اخوتي
وها هما الاثنان مرحبان بوجودك بوسط عائلتنا ،وانا لن اعترض على استرداد صديقي
ابتسم بهدوء : ما اخبارك انت مع هذا الشقي ؟
ضحكت : بخير ، وانت ؟
تنهد : شقيقتي المصون وابنة عمتي الغالية اتفقا الاثنتين على ان يزوجوني ، وعندما حاولت الاعتراض بوزت انجي في وجهي وقالت بغضب حقيقي قل ان ذوقي لا يعجبك
فأنصعت اليهما ، فانا لا اريد مضايقتها هذه الايام ، يكفيها انها ضائقة من الاساس بسبب ثقل الحمل عليها
نظرت له باستنكار : هل ستتزوج من اجل الا تضايق انجي
ابتسم بمرح : لا طبعا ، لقد قابلتها مرتين وراقت الي
انها مرحة ومتفهمة ذكية لبقة لم تتزوج من قبل وفي الثلاثون من عمرها ، سنها مناسب الي
نظرت اليه بتردد ليبتسم : تريدي ان تسالني عن مشاعري اليس كذلك ؟
حولت نظرها عنه : لا بل اريد ان اعتذر لك فما فعلته كان بسببي ، خسرت زوجتك وطفلك بسببي
ابتسم : لا نادين لم يكن بسببك ، كان بسبب اخطاء جسيمة وقعت بها انا وحنان ، وعلى الرغم من اعترافي باني اخطأت في حقها الا اني اكتشفت مؤخرا عندما تكلمت مع السيد عبد العزيز ومع مريم ان حنان التي سعيت ورائها لم تكن من تخيلتها ولذلك قررت ان امضي بحياتي ، سأتزوج لاستقر بحياتي واؤسس اسرة وانجب اطفالا ، وداليا تريد ذلك ايضا ، نحن متفقان الي حد ما ولنا نفس الاهداف
ابتسمت بسعادة : اسمها داليا
هز راسه : نعم ، زميلة مريم بهيئة التدريس وطبعا لاقت استحسان انجي
عند نطقه باسمها دوت صرختها بأنحاء القصر
ليسرع اليها وجد يوسف بجانبها : ما بك ؟ ماذا حدث ؟
امسكت به بقوة : انا الد يوسف


***********************

__ هل ما زلت مستيقظة نور ؟
سالتها وهي تنظر اليها من اعلى السلم
__ تعالي تناولي فطورك
نظرت اليها لترى ما تفعله في المطبخ : لا اريد ان افطر ثم ماذا تفعلين ؟ لا تخبريني بانها احد المعجنات او الفطائر او الكعك ، فبطريقتك هذه ساصبح فيلا ضخما الي ان الد
ضحكت نور : ما افعله من اجلك حبيبتي لابد ان تتغذي جيدا حتى ياتي الطفل قويا ويتمتع بصحة جيدة
__سياتي ضخما بسبب عمته التي تهرب من مشاكلها الي طهو انواع مختلفة من الطعام
نظرت لها بلوم لتكمل علياء : لا تنظر الي هكذا ، الا ترين مظهرك بالمرآه ، لا تستطيعِ النوم الا بالمنوم ، تظلين مستيقظة بالثلاثة ايام الي ان تأخذي حبة دواء منومة فتغرقي في بئر النوم وان انهارت الدنيا فوق راسك لا تشعري بما يحدث حولك ، ثم لماذا لا تتفاهمين مع ياسين الي الان ، ولا تخبريني بخرافتك عن كونك قوية او ضعيفة ، فانا لا اصدقك ، انت بخير الحمد لله ، وتستطيعين التكلم معه كما تريدي وان تفهمي ما غيره هكذا ، ثم لا تقولي انه يريدك ان تبتعدي من حياته فهو كاد ان يقيم بالمشفى بسببك ولولا موقف عمر
منه لما كان ينصرف عندما يراه، ماذا تريدين منه اكثر من ذلك نور ، اخبريني
خفضت بصرها لتكمل علياء : لا ولم تقفي عند هذا الحد بل احرجت السيدة نوارة اكثر من مرة تتصل وتطلب منك ان تذهبي اليها لتتكلم معك فترفضي ، ثم اخيرا لا تذهبين لأنجي لتباركي لها على مولودها
نظرت اليها بدهشة : ماذا ؟ هل وضعت انجي مولودها ؟
نظرت اليها بلوم : نعم ليلة راس السنة ، الم يخبرك عمر ؟
هزت راسها نافيه لتنطق بهدوء : سأنتظر الي ان يذهب عمر وسأذهب معه
__ عمر ذهب البارحة ، لا تخافي نور فياسين لن يجلس برفقة زوجة اخيه في المشفى ، اذهبي وقومي بواجبك اتجاه انجي ويوسف فالاثنان اصدقاءك
هزت راسها موافقتا لتبتسم علياء بسعادة وتكمل : هيا اذهبي
تأنقي وتزيني لتصبحي مثل القمر
نظرت اليها بدهشة لتكمل علياء : هل تريدي ان يخبر يوسف اخاه بانك حزينة وتنتظري منه مكالمة تليفون لتعودي اليه
نظرت اليها بغضب لتبتسم : هل ضايقك كلامي نور ؟
انكري اذا استطعت ، انا صديقتك واكثر من شقيقتك فلا تكذبي علي
قالت بتردد : كنت سأتصل به اليوم ، ولكني مترددة ولا اعلم ردة فعل عمر
ربتت على كتفها : عمر يريد صالحك نور ، واذا اردت العودة الي ياسين لن يرفض ابدا ، هيا اذهبي حتى لا يفوتك موعد الزيارة الصباحية
انصرفت من امامها لتبتسم عليا وهي تتذكر يوم ما دخلت غرفة نور بالصباح الباكر لتطمئن عليها ووجدته نائم الي جوارها كطفل صغير ، كادت ان تشهق بقوة لولا انها وضعت كلتا يديها على فمها لتمنع شهقتها من الخروج حتى لا يستيقظ احدا منهم ، وقفت جامدة بمكانها وهي بحيرة من امرها ماذا تفعل الان ، فلا تعلم ماذا سيكون ردة فعل عمر اذا وجد ياسين هنا
ذهبت سريعا الي غرفتها وارتدت اسدال الصلاة وعادت الي الغرفة ونادته بهدوء واخبرته ان ينصرف قبل ان يستيقظ عمر وتحدث مشكلة بينهما
كانت تعلم ان نور لم تشعر به بسبب المنوم الذي تأخذه لتنام
فهي لا تستطيع النوم اطلاقا
والبارحة عندما كانت برفقة عمر ليباركوا ليوسف وانجي مولودها تناهى الي مسامعها ويوسف يخبر انجي ان ياسين سياتي غدا في الزيارة الصباحية ليبارك لها واكد عليه ان يكون الطفل مستيقظا فهو يريد ان يراه هذه المرة
حينها قررت انها ستضغط على نور حتى تذهب بنفس الوقت
ولن تخبر عمر حتى لا يخرب مخططها فتأخير نور كل هذا بسببه هو ، فهو يشعر نور انه لا يحبذ فكرة رجوعها لياسين
ولذلك هي مترددة وتنتظر ان يأتي ياسين اليها


*********************


ينظر الي هذا الطفل الجميل وهو مبهورا بجماله ورقته الاخاذة ،ليقول يوسف بمرح :الحمد لله انه يشبه انجي
نظر اليه : نعم ، فالعالم لا يحتمل اثنين منك جو
عاد الي الصغير ليقول يوسف بحماس : احمله ياسين لا تقلق
هز راسه نافيا : لا احبذ ان احمل الاطفال وهم بهذا الحجم
فانا اخاف ان اؤذيهم
وضع مظروفا صغيرا بجانب الصغير ليهتف يوسف : ياسين
قال بمرح: اخرس ، لا اريد ان اسمع صوتك اطلاقا
ولا تتدخل بيني وبين ابن اخي
ابتسمت انجي : شكرا ياسين ،
نظر اليها : علام جيجي ، ارجوكما ان تصمتا
نظر الي اخيه وقال بسخرية : لا يوجد للرجال اجازة للوضع يوسف ، اليوم اخر يوم لأنجي بالمشفى وارجو ان يكون اخر يوم بإجازتك انت ايضا
ابتسم : ان شاء الله سأذهب الي الشركة غدا لا تقلق ، ثم ان معتز مستلم الامور بدلا مني ، ولا تقلق فهو لم يعد متهورا كما كان
قطع حديثهم صوت طرقات رقيقة لتطل براسها الجميل من الباب وتقول وهي تبتسم : السلام عليكم

تأنقت كما طلبت منها علياء ووضعت قليلا من الزينة التي تظهر جمال عينيها ووجهها واخذت معها باقة من الورود وهدية من الذهب للمولود الجديد وذهبت الي المشفى
لم تسال عن الغرفة فعلياء اعطتها كل التفاصيل عن المشفى والغرفة بل وصفت لها المشفى من الداخل
طرقت الباب بهدوء وطلت وهي تبتسم : السلام عليكم
جمدت الابتسامة على شفتيها عندما راته امامها وكادت ان تتراجع وتخرج من الغرفة ولكنها ثبتت بمكانها ولكنها لم تستطيع ان تنظر اليه فخفضت بصرها على الفور
نهض يوسف مرحبا وهو ينظر الي شقيقة بطرف عينه
ابتسم باتساع : مرحبا نور ، كيف حالك ؟ تفضلي
ابتسمت بتوتر : الحمد لله ، مبروك ولي العهد يوسف
ضحك يوسف بسعادة حقيقية : الله يبارك فيكي
تقدمت باتجاه انجي وانحنت لتسلم عليها وتقبل وجنتيها
وقالت بسعادة حقيقية : مبروك جيجي ، اسفة لأني تأخرت عليك ولكني لم اكن على علم انك وضعت يوم راس السنة
ابتسمت انجي : لا تعتذري نور ، المهم عندي انك جئت لتباركي لي
تنحنح مقاطعا الجو الحميمي الذي نشا بينها وبين اخيه وزوجته : سأنصرف يوسف ، فانا تأخرت
جلست بهدوء على المقعد بجانب انجي وخفضت بصرها
نظر اليه يوسف بغضب وهو يقف خلف نور واشار له براسه ان يسلم عليها
لينظر اليه ياسين بقوة ويرفع له حاجبه الايمن وقال بجمود
__مبروك انجي ، اذا احتجت الي أي شيء فلتؤمري به
فانا بالخدمة ، سلام
خرج من الغرفة ليتبعه يوسف ويمسكه من ذراعه : هل جننت ياسين ؟
نفض ذراعه من يد اخاه بقوة وقال بجمود : يوسف احترم نفسك ولا تنسى ابدا اني اخاك الكبير
زفر بضيق : لم انسى ابدا ياسين ، ولكنك تعاملت مع زوجتك (شدد على كلمة زوجتك بقوة ) بقلة تهذيب وذوق
هدر بصوت منخفض : يوسف ، لقد طلبت منك من قبل الا تتدخل ، من فضلك لا تتدخل
تركه وذهب ليهز يوسف راسه بقلة حيلة وتمتم : لا افهمك ياسين ، ولن افهمك مهما حييت

دخل الي الغرفة ثانية ليجد نور تحمل الطفل بين ذراعيها
وتبتسم له : جميل انجي ما شاء الله تبارك الله ، ربنا يحميه ويحفظه ، ماذا اسميته ؟
رد يوسف بفخر : محمود
اتبعت انجي : على اسم جده فهو اول حفيد من الذكور ، اليس كذلك يوسف ؟
ضحك يوسف : اشعر انك ضائقة من اسمه
هزت راسها : لا اطلاقا
ضحكت نور ليقول يوسف بغيظ : الا يعجبك اسم والدي ؟
ردت سريعا : لا حبيبي ولكني كنت اريد له اسما مختلفا
صراحتا كنت سأسميه نور
صمتت نور عن الضحك ونظرت لها بدهشة لتتبع الاخرى
__ نعم كنت سأسميه نور الدين ، فاسمك يروق لي كثيرا
ردت نور بهدوء : لا اسم محمود افضل بكثير
هتف يوسف : أسمعتِ اتمنى ان تكوني اقتنعت ولو قليلا
ضحكت بمرح : انا اقتنعت من المرة الاولى ولكني احب ان اتشاجر معك
اقترب منها وجلس بجوارها : ستذهبين بما تبقى من عقلي جيجي
ابتسمت نور : الله يحفظك لها وتظل تتشاجر معك الي الابد
وضعت الطفل بين ذراعي انجي : مبروك انجي
وضعت العلبة المخملية بلفة الطفل الزرقاء
ليصيح يوسف : لا هذا كثير ، ما بالك انت وزوجك كل منكما يأتي بهدية للطفل
لكزته انجي بكوعها لينتبه الي ما قاله ونظر الي نور التي شحب وجهها فجأة : المعذرة نور لم اقصد
ابتسمت بمجاملة : لا يوسف لا عليك ، سأنصرف انا حتى لا أتأخر
نظرت اليها انجي وهي تسلم عليها : سأنتظرك بحفل السبوع نور
هزت راسها : ان شاء الله ، الي اللقاء يوسف


خرجت من الغرفة وهي تشعر بقلبها يئن الما ، الي هذا الحد ياسين اصبحت لا اهمية لي ، الي هذا الحد لم تشتاق لي ولا مرة ، تتساءل مرارا وتكرارا لماذا لم يأتي اليها ولا مرة بعد خروجها من المشفى تجمعت الدموع بعينها وبغمرة انفعالاتها
لم تنتبه الي الطريق فوقفت لترى الي اين المفروض ان تذهب لتشعر بيد قويه تسحبها معها الي داخل المصعد الذي كانت واقفة على مقربة منه



لا تحرموني من تفاعلكم وردودكم
ان شاء الله موعدنا السبت القادم
سوري والله مش بايدي بس عندي دور برد ومش قادرة اركز
القاكم على خير

سلافه الشرقاوي 05-10-11 10:49 PM

مساء النور والسرور عليكم ياصبايا
الحمد الله انا بقيت تمام
ولذلك قلت ملهاش لازمة نقعد لغاية السبت
ارجو ان البارت يكون عند حسن ظنكم
لا تحرموني من ارائكم
اراكم على خير
ان شاء الله
اترككم مع البارت




الجزء السابع والثلاثون




انصرف من امام اخاه وهو يشعر ان الغل يتصاعد بداخله فعندما سمع الطرقات كذب اذنيه وهو يؤكد لنفسه انها ليست جنيته ، لا لن تأتي لتبارك لآخاه على مولده ولكنها طلت بابتسامتها الأخاذة ليتيه وينسى نفسه بها ،وعندما تكلمت شعر انه يستمع الي احلى سيمفونية بالوجود ، لم يفته ارتباكها وخجلها من وجوده ولكنه شعر بالدم يقفز الي عقله بجنون عندما باركت ليوسف بسعادة على الطفل وشعر بقلبه يتمزق عندما انحنت تقبل انجي وتبارك لها بل وتعتذر ايضا على تأخيرها عليه ، جز على اسنانه وجمد وجهه وهو يفكر ، وهو الا يستحق الاعتذار عن كل الليالي الماضية التي لم تأت بها ، الا يستحق الاعتذار عن كل الدقائق الذي جلس يفكر بها ويشتاق اليها ، حدث نفسه : انصرف قبل ان تفقد اعصابك وتتشاجر معها امامهم ، او تندفع اليها وتأخذها بين احضانك وتخبرها بشوقك اليها ، لا لن يسمح لنفسه بان يظهر ضعفه امام الموجودين ، دعا الله ان لا تتكلم معه وقبل ان تلتفت اليه تكلم ليستأذن منهم وينصرف ويأخذ القليل من حقه منها
ثم غادر مسرعا قبل ان يتشاجر مع اخوه وينفث فيه النيران التي تعتمل بصدره ، وصل الي سيارته ليجلس امام المقود وهو يشعر بالغضب يتزايد ويتزايد بداخله ليخرج منها مسرعا وهو يفكر بانه لابد ان يتحدث معها ، وجدها خارجة من الغرفة ليتبعها بعينيه شعر بانها ضائقة فتقدم اليها تعجب انها لم تنظر ناحيته ووقفت مرة واحدة لتنظر بعينيها يمينا وشمالا نظر لها ليرى دموعها المتجمعة فمسكها من ذراعها بقوة ودخل بها الي المصعد الذي لحسن حظه كان فارغا
شهقت بقوة لترفع راسها وترى من الذي تجرأ ومسكها هكذا
لتراه ينظر اليها بمقلتيه الرماديتين ويهمس : مرحبا يا زوجتي العزيزة
تصلبت من قربه منها ليترك ذراعها ويبتعد عنها ويقف باخر المصعد ، وقفت لثواني بحالة من الذهول لتتنفس بقوة وتجبر دموعها على التراجع وتصيح بوجهه : ماذا تريد ؟
اندهش من صياحها بهذه القوة لتسال بصوت اعلى ونبرة اقوى : اخبرني ماذا تريد ؟ ومن سمح لك بان تمسكني هكذا؟
نظر لها وعقد حاجبيه ، ضغط زر التوقف بالمصعد
لتصيح مرة اخرى : انت ايها الجامد تكلم معي واخبرني بماذا تريد ، الم تعاملني منذ دقائق وكأني لم اكون موجودة قط ، عاملتني بإهمال ولا مبالاة ، ليس منذ دقائق بل منذ خروجي من المشفى ، اخبرني ماذا تريد الان ؟
صرخت : ماذا تريد ؟ اخبرني عن الاشياء التي تكتمها بصدرك ، اخبرني عما يجول بعقلك ، لا تقف كالجماد و تتصنع التسلط ، فبداخلك اشياء حية كثيرة ولكنك تتعمد ان تتجاهلها
صمتت وهي تتنفس بقوة، ليمط شفتيه ويقول بهدوء: انتهيت
نظرت اليه بغضب : لا لم انتهي
هز راسه وابتسم بهدوء : توقعت ذلك
ولكن بم اننا بمكان لا يصلح لمثل هذه الاحاديث ولا يمكننا تعطيل المصعد اكثر من ذلك ، فسنذهب الي مكان اخر لنتكلم فيه بهدوء وتعقل وصوت منخفض
نظرت اليه بتحدي : سأتكلم مثلما يحلو لي
ابتسم : تذكرت الان فتاه رقيقه اول مرة وقع نظري عليها كانت تلمع عيناها بهذا التحدي ، خطفتني من اول نظره
اشاحت بعينيها بعيدا عنه واخفت ابتسامتها ليقترب منها بهدوء : أتتذكرين جنيتي الحبيبة اخر مرة لنا بالمصعد ؟
دنا منها اكتر ليضع يديه على خصرها ويشدها اليه ويهمس وهو يجبرها ان تنظر الي عينيه : هل تذكرين حبيبتي ؟
نظرت اليه مطولا و فردت كف يدها على قلبه لتحافظ على ان لا تدنو اليه اكثر من ذلك : نعم ياسين اذكر ولكني لا اريد ان اذكر فهذا الياسين مختلف عمن تزوجته ومختلف عمن اغضبني
ابتسم بألم : لا انا واحد نور ولكنك لا تفهمين
هيا لنذهب ونتناول الغداء معا ونتكلم ولكن بهدوء نور

حبيبتي ليه تعاتبيني ؟
وقولتي الحب حريه وشيفاني يا نور عيني
في كل دقيقه شخصيه

وبتوتر وانا زعلان وبتنطط وانا فرحان
وطفل جميل بيضحك لك وتاخدي الضحكه بالاحضان

انا حنين وعرفاني .. وبالغيرة واحد تاني
باخد موقف وبتهور .. وبستسلم لاحزاني

بداوي الجرح مش عارف ف نور الصبح مش شايف
لاكن شايفك وانا مغمض ومش خايف اقول أسف




وصلا الي السيارة ليسالها بهدوء : اين سيارتك ؟
__ اتيت بسيارة اجرة
فتح الباب لها : هيا اركبي
دخلت الي السيارة وهي تشعر بان قوتها كلها ذهبت ، فعطره الرجولي المحبب الي قلبها يملئ السيارة ، ويدلف الي خلايا جسدها ليشعرها بانها عادت الي ملكيته ، نفضت راسها من هذه الافكار التي ستسيطر عليها ولن تجعلها تستطيع ان تتفوه معه بحرف واحد ، جلس بجانبها لتبتعد عنه تلقائيا نظر اليها بطرف عينه وتنهد بحزن فهو لم يفته حركتها ، امسك المقود وادار السيارة وقبل ان ينطلق بها
سال بصوت حيادي : هل ما زلت خائفة مني نور ؟
هزت راسها نافيه : لا ياسين ، لم اعد اشعر بالخوف
صرخ قلبها: كاذبة ، ليتحدث عقلها : لا لم اكذب هو يسالني عن الخوف ، وانا لم اعد اشعر بالخوف الذي يقصده ، بل انا خائفة منك انت . ان تخذلني وتركع عند قدميه بطواعية قبل ان اؤخذ حقي منه ، او على الاقل ان افهم ما يشعر به هذا المتسلط .
تنبهت على صوته بعد قليل : نور لقد وصلنا
نظرت الي المكان الذي اتى اليه لتفاجئ بمطعمها الحبيب
ابتسمت بتلقائية ولفت اليه : هذا ليس عدلا ، انت تغش ياسين
ابتسم ابتسامة صافية : كل شيء مباح نور ، في الحب والحرب
نظرت اليه وقالت بسخرية : والذي يدور بيننا اهو حب ام حرب ؟
نظر اليها وهو يحاول ان يدخل الي راسها ليفهم ماذا تريد من كلماتها لتبتسم بوجهه فأشار لها بالنزول : تفضلي
دخلا الي المطعم ليسرع احد العاملين فيقول ياسين
بهدوء : اريد طاولة هادئة بركن المدخنين
التفت اليه بحده : ركن المدخنين ، لماذا ؟
رفعت حاجبها وسالته بقوة : هل اصبحت من المدخنين الان؟ وانا من كذبت انفي عندما شممت رائحتك بالمصعد
ادار عينيه باستياء ، لتقول بنبره اقوى : اذا تريد ان تدخن فمن الافضل ان تتناول طعامك لوحدك وسأنصرف انا
مسك رسغها بهدوء : لا سأتنازل عن التدخين من اجلك ، فبقائك معي اهم من أي شيء اخر
نظرت اليه وقالت بغموض : اذن اعتاد على ان تتخلى عن تدخينك بقية العمر
تركته وهي تتبع النادل ليرشدها الي طاولة ما تقع ببقعه هادئة من المطعم ليقف هو متجمد للحظات وهو يحاول ان يفهم ما عنته بجملتها الاخيرة سال نفسه : هل حقا تعني انها ستعود اليه ؟
تبعها بصمت وجلس امامها ليبتسم : ماذا ستشربين ؟
قبل ان تتكلم ، التفت الي النادل : اثنين من القهوة
رفعت حاجبها متعجبة والتفت الي النادل : اريد عصيرا طازجا لو سمحت
انصرف النادل لتنظر اليه ، جز على اسنانه وسحب نفسا عميقا وابتسم : المعذرة فانت كنت تطلبين القهوة دائما
__ كلا منا تغير ياسين ، انت تدخن الان وانا اقلعت عن تناول القهوة
سال بهدوء : لماذا ؟
ردت بتلقائية : لأستطيع النوم فانا لم اعد اؤخذ كفايتي من النوم
ابتسم : وما الشيء الذي يؤرقك نور ؟
نظرت اليه بقوة : هو نفس الشيء الذي جعلك تدخن ياسين
قهقه ضاحكا لينظر اليها ويقول بهدوء : لن انكر نور ، غيابك اثر بشده في شخصيتي وانعكس على طباعي وافعالي ، فأصبحت لا اعرف من انا حقا ، هل انا المتسلط الجامد كما قلتي لي منذ قليل ، ام انا الحنون العطوف الغيور الذي تحدثت عنه ايضا
نظرت اليه قليلا لتحول نظرها عنه وتنظر من النافذة الي الخارج : ماذا تريد ياسين ؟
قال بهدوء : الا تعلمين حقا نور ؟
صمتت ليكمل : اريدك ان تعودي معي الي بيتنا ، فانا تعبت من الانتظار .
عضت شفتها السفلى بتوتر : وانا الاخرى اريد العودة الي بيتنا .
تهلل وجهه بالسعادة لتكمل : ولكن لا بد لنا من التحدث ياسين ، لابد ان افهم ماذا حدث لتتبدل بهذا الشكل وتعاملني سيئا .
تنحنح وعندما هم بالتحدث اقترب النادل ليضع القهوة والعصير شكره بلطف وعند انصرافه قال بهدوء وهو يدور بسبابته على كوب القهوة : اولا اريد ان اعتذر عن الليلة السخيفة التي ادت الي كل ما اتى بعدها لم اكن اقصد بالفعل ان اقسو عليك نور ، نظر الي عينيها : انا اسف سامحيني
شعرت بان الهواء سحب من رئتيها عند رؤية الاسف الحقيقي في لمعة عينية الرمادية ، بث بعينيه كلام اخر غير الاسف لتخفض بصرها بعيدا عنه فيبتسم على تورد وجنتيها
كح بهدوء ليكمل : ثانيا سأقص لكي ما حدث لتفهمي ما كنت اشعر به فعلا
قص عليها بهدوء ما فعله حافظ معه وكيف كان نادما عما فعله معها وانب نفسه كثيرا وانه توصل من قبل ان تتركه بانه لا يستطيع الاستغناء عنها
نظرت اليه بحزن : ثم ماذا حدث ياسين لماذا عاملتني بهذا الشكل ، شككت بأخلاقي لأنك رأيتني اتحدث مع يوسف واضحك معه ولم ترى انجي وهي برفقتنا ، فتشاجرت معي وعاملتني كما تعامل الجواري
ظهر الامتعاض على وجهه من التشبيه وقال باستياء : لا طبعا ، لم اقصد هذا المعنى قط من تصرفي ،ثم اني لم اشك بأخلاقك لحظة
رفعت حاجبها : اذا ، ما تفسير الموقف لديك ياسين ؟
بلل شفتيه وزفر ما بصدرة من هواء : كانت تنهشني الغيرة
اتسعت عيناها دهشتا : نعم ، الغيرة ؟!
ابتسم واذناه تحمر بشده : نعم انا غيور نور ، الم تلاحظي ذلك ؟ كنت انتفض من غيرتي كلما رأيت احدا يقترب منك
او تتكلمين مع احد ، واشعر ان الغضب يتصاعد الي راسي عندما تبتسمين والمح ان شخصا اخر يرى ابتسامتك الجميلة
نظرت اليه بدهشه لتساله بتعجب : واذا كنت غيور هكذا ، لماذا لم تطلب مني ارتداء الحجاب مثلا ؟
عقد حاجبية بتفكير وقال مرددا : ارتداء الحجاب ، هذه الفكرة لم تأتي الي ذهني اطلاقا ، فانا اعجبت باحتشامك واخلاقك ولم افكر ان اطلب منك ذلك ، من الممكن لأني نشأت بعائلة نساءها لا ترتدي الحجاب ، فأمي من وقت قريب ارتدته ، لم تكن ترتديه من قبل ، ثم انا لا ارى علاقة بين ذاك وتلك ، هل تخيلت انك اذا ارتديت الحجاب سأتوقف انا عن الغيرة . ضحك : لا طبعا ، الغيرة لا ترتبط بنوع ملابسك نور ، غيرتي ترتبط باقترابك من الاخرين، انا لا اريد ان افرض عليك شيء معينا ولكني طبعا ارحب بالفكرة ترحيبا جاما ، واذا كنت تريدين ارتداء الحجاب سآخذك الان ونشتري ملابس جديدة تليق بالحجاب الملتزم
ابتسمت : من الواضح اني اوحيت اليك بشيء لم يأتي على ذهنك وانت تنتهز الفرص
__لا نور ، ليس الامر هكذا ، لم اكن اريد ان اضغط عليك
حتى لا تنفري مني وتشعري اني جئت لأفرض عليك ارائي واوامري فتبتعدي عني بدلا من الاقتراب ، ولكنه امر سماوي ولابد ان تلتزمين به .
ابتسمت : هل هذا احد اوامرك ؟
ابتسم ابتسامته الجانبية لتشعر باضطراب في قلبها : لا انه طلب وبرجاء شخصي مني
لم تستطع اخفاء ابتسامتها ، شعر بقلبه يقفز كطفل صغير بشر بقدوم العيد فامسك يدها الموضوعة على الطاولة امامه
و فرك اصابعها بحميمية : اشتقت اليك نور ، بل ذبت شوقا
هل تعلمين قضيت شهر رمضان كله بالصلاة والدعاء ان تصبحي بخير وتعودي الي ، كنت اتى كل يومين لأطمئن عليك واراك فاصلي التراويح بالمسجد القريب من المشفى وبعد ذلك اقف لأرى خيالك من النافذة وانت تنظري الي ولا اراك ثم اصعد بعد نومك لأنظر اليك من وراء الزجاج لأمتع عينياي برؤيتك الي ان يؤذن الفجر ، اذهب لأصلي الفجر واعود الي القاهرة ، ابتسم وهو يكمل : امام المسجد سألني لماذا لا اتي كل يوم ، فهو يجدني كل يومين امامه ، كان رجلا ظريف وبشوش الوجه احببته ودخل الي قلبي واصر علي ذات مرة ان اتسحر معه
سالت بهدوء : لماذا لم تأت ولا مرة بعد خروجي ياسين ؟
نفخ بضيق : ولماذا هربتِ انتِ عند خروجك نور ؟
كنت انتظر ان اراك امامي وكنت متأكدا من عودتك معي ، كنت اريدك ان تثبتي لي و لآخاك انك تريدين العودة الي
عمر كان يعاملني بطريقة سيئة نور ، نعم هو معه حق ولكني كنت انتظر مؤازرتك لي ولكن رجفتك التي رايتها ودخولك الي سيارته سريعا لتحتمي به مني ، قهرتني
نطقت سريعا : بعد الشر عليك من القهر
ابتسم وضغط على اناملها بحب : ثم الم يخبرك اخاك العزيز اني كنت اتصل مرتين اسبوعيا لأطلب مقابلتك وهو يقول لي انك لست مستعدة بعد ؟
رددت : مرتين اسبوعيا ، بل ابلغني بعد ان عودتنا من الاسكندرية انك تريد مقابلتي وانا ابلغته اني سأتصل بك عندما اريد ذلك ، حتى لا اجعل بيننا وسيط ، وكنت بالفعل سأتصل بك اليوم او باكر لأتكلم معك .
__ ما الذي اخركم هكذا في الاسكندرية ؟
__ اولا عمر كان يتابع مشروع الشاليهات ، ثانيا كنا ننجز امور التركة التي تركها ، اغمضت عينيها وقالت بألم: عمي
شد على يدها مطمئنا لتكمل : لقد كتب كل أملاكه باسمي
رفع حاجبية تعجبا لتكمل بحزن : وانا لا اريدها ، فكنت انقل حق الإدارة لعمر
__ أتعلمين لي صديق بالشرطة ابلغني انهم قبضوا على احد القناصين المأجورين ووجدوا معه معلومات عن عمر وعنك وعن علياء وانه كان هدفه القادم وعندما ضغطوا عليه ابلغهم ان حافظ هو من استأجره لقتل عمر ، صديقي تعرف على عمر حينما راه وتأكد انه نسيبي فاتصل يبلغني
اتسعت عيناها رعبا : حمدا لله على انهم قبضوا عليه
لا افهم الي الان لما كان يكرهه بهذه الطريقة
رد بهدوء : كان يريد استعادتك وكان يعلم جيدا انه حتى لو ابلغك بكذبته لن تتركي عمر مهما حدث ، وهو لا يطيق ان يخسر امام عمر
قالت بصدق : الله يغفر له ويرحمه ، فذنوبه كثيرة لا اعلم كيف سيتحمل حساب الآخرة
رد بهدوء : الله كريم
ها نور ، ماذا ستفعلين الان ؟
اعتدلت واسندت ظهرها الي الخلف وقالت بقوة : لدي عدة شروط لأعود ياسين
رفع حاجبه وقال وهو يضع عينه بعينيها : حقا ؟
ابتسمت : اشم رائحة السخرية في كلمتك يا باش مهندس
ضحك واشار بيديه : لا اطلاقا ، تفضلي اريد سماع شروطك
ابتسمت بتلاعب : اولا ان تتوقف عن التدخين وتعدني انك لن تدخن مهما حدث ، فانا لا اريد رؤيتك هكذا ياسين فانت قوي دائما ، ابتسمت لتكمل : جامد ومتسلط
كح بإحراج وهز براسه موافقا: من الاساس لم اقضي فترة طويلة في التدخين ولم يصل الي مرحلة اني لا استطيع الاستغناء عنه ، ثم من اجلك افعل اي شيء.
اخرج علبه السجائر من جيبه ومزقها الي قطع صغيره بقوة
وهو يقول لها : حتى وانا ادخن لم اشعر بالراحة ، لم اكن استطيع النوم الا بعد اذان الفجر ، اصلي لأنام قليلا واستيقظ بعد ساعتين ليبدا يومي الطويل والممل بدونك
ابتسمت وشدت على يده ، لتكمل : ثانيا لا احبذ فكرة انك تخبئ افكارك وهمومك عني ياسين ،اريدك ان تتحدث معي وتخبرني عما يوجد بداخلك سواء حسنا او سيئا ، فنحن شركاء ياسين ومن الافضل ان نتشارك في افكارنا لا ان يبني كل منا جدارا عازلا حول نفسه ،ولذلك اطلب منك ان تتكلم معي باستمرار عما يشغل عقلك وفكرك
ابتسم : هذا امر صعب نور ، ولكني سأحاول ، ها وثالثا
__لا تلجا الي الصراخ او السخرية الباردة كرد فعل لغيرتك التي تتكلم عنها ، بل ابلغني بهدوء ان تصرفي لم يعجبك او ضايقك وانا سأخذ حذري ايضا ، صمتت ونظرت اليه لتتكلم بعد قليل : اذن معاملتك السيئة كلها قبل ان تعترف بحبك لي كانت من اجل امر الغيرة هذا
ابتسم باتساع وهز راسه ايجابا لتضحك بخفه : رابعا وهذه نقطة مهمة جدا ان تطلب لنا طعاما شهيا لأني اشعر بالجوع ولتسترد انت قليلا من صحتك ، فوجهك الجميل اصبح شاحبا وهذا يشعرني بالذنب
ابتسم باتساع : وانا اوافق على كل شروطك نور وخاصة هذا الاخير ، فانا ايضا شعرت بالجوع
نادى النادل ليطلب منه انواع الطعام المختلفة ، التفت اليها
ونظر يتأمل ملامحها وهي تنظر الي قائمة الطعام و ذهب معها الي عالم وردي اللون بلون شفاها ، رفعت عيناها لتجده ينظر اليها ، تخضب وجهها بحمرة الخجل وابتلعت لعابها فنظرته لن تخطئ فهمها ابدا ، ادارت عيناها بعيدا عنه لترى النادل ينظر اليهم وظاهر على وجهه الاستمتاع ، تنحنحت بقوة
ليقل بهدوء وابتسامة : ماذا ؟ الا يحق لي ان اروي ظمأي قليلا نور ؟
بعد جملته ، تحول وجهها الي الاحمر القاتم واشارت اليه بعينيها الي وجود احدا اخر يستمع اليهم ، ليبتسم على احراجها ، نظر اليه وطلب الطعام لينصرف النادل من امامه
نهض واقفا من مكانه ليذهب ويجلس بجوارها : ابتعدت قليلا لتفسح له مجالا يجلس الي جوارها ، اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليشدها من يدها برفق : انظري الي
نظرت اليه وقالت بقوة : نعم ، ماذا تريد ؟
__ اريد ان ارى عيني حبيبتي الجميلة
__ حبيبتك غاضبة بسبب انك احرجتها هكذا امام الناس
ازاح خصلة شعرها المتمردة من على عينيها : لم استطع ان اتحكم بقلبي نور ، ستاتين معي الان ، اليس كذلك ؟
شحب وجهها : لا طبعا ، سأعود غدا
ظهر الغضب على وجهه جليا وابتعد عنها : لماذا ؟
تنهدت ومررت يدها بشعرها بتوتر : لابد ان اتكلم مع عمر واخبره ياسين
انقلب وجهه لتكمل : اذا تريد الا تأتي او لا تريد مقابلته فسآتي انا اليك ولا تكلف خاطرك بالمجيئ
نظر اليها بقوة : لا طبعا سآتي لآخذك من هناك حتى لو لم يعجب هذا الباش مهندس عمر .
__ انه يريد صالحي ياسين ، لا اكثر .
نظر اليها مرة اخرى : ولماذا ليس اليوم نور ؟
عضت شفتها السفلى بتوتر : انتظرت كل هذا الوقت ياسين ، الا تستطيع الانتظار يوما اخرا ؟
هز راسه بهدوء : سأنتظر نور ، سأنتظر
نظر اليها بحب لتحمر وجنتيها وهمست بغضب : ياسين
ضحك بقوة على خجلها وهمس بأذنها : اشتقت اليك نور
نظرت اليه ولم تستطع النطق ليكمل هامسا : عيناك ابلغتني نور ، هذا الان يكفيني فلا اضمن رد فعلي اذا نطقت باي حرف مما تخبرني به عيناك


انا بدايتك وانا نهايتك وروحي بشوفها ف مرايتك
انا مجنون لاكن عاشق وبعشق حتي تكشيرتك
لمستي مشاعري م جوه انا هو ومش هو
و حتغير عشان خاطرك وحبك يديني القوة

انا حنين وعرفاني .. وبالغيرة واحد تاني
باخد موقف وبتهور .. وبستسلم لاحزاني

بداوي الجرح مش عارف ف نور الصبح مش شايف
لاكن شايفك وانا مغمض ومش خايف اقول أسف
كلمات د . نبيل خلف

**************************

صاح بضيق من اعلى السلم : اين نور ؟
نظرت الي زوجها بابتسامة هادئة : خرجت
نزل سريعا ليقف من خارج طاولة المطبخ : نعم ارى هذا ، الي اين ؟
ردت بهدوء : الي انجي ، لتبارك لها على مولودها الجديد
لماذا لم تخبرها عمر ؟
جز على اسنانه غضبا : وطبعا انت من وراء هذا الاقتراح العبقري ؟
هزت كتفيها ببساطة : اخبرتها ان تذهب لتبارك لهم فيوسف وانجي اصدقائها
نظر لها بغضب لتساله بهدوء : لماذا غاضب عمر ؟ هل لأنها ذهبت اليهم ،ام لأنك خائف من عودتها الي زوجها
نظر اليها مطولا لتعطي اليه ظهرها وتكمل عملها في المطبخ : اعتقد انك لا تريد عودتها الي ياسين ، واعتقد ايضا انك ترى انه اصبح لا فائدة لوجوده ، فمن كنت تريد ان تحمي شقيقتك منه مات ، اذن
لفت تنظر اليه وهي تعقد حاجبيها : لماذا يظل ياسين يحتفظ بشقيقتك ؟ لا فائدة من وجوده ولا فائدة من وجود نور معه
فانت تريد شقيقتك الي جوارك ، والان اصبح لا يوجد عمل لياسين فلنتخلص منه ،وتعود الامور الي طبيعتها ، اليس كذلك عمر ؟
فغر فاه وهز راسه نافيا : لا طبعا
رفعت حاجبيها بعدم تصديق : حقا ، اذن لماذا تبين لنور امتعاضك عندما تأتي سيرة ياسين من بعيد او قريب ؟
ام انك تشعر بالغيرة ممن امتلك قلب اختك ومن قبلها والدتك
ضرب طاولة المطبخ بقوة جعلتها تنتفض ليسال بصوت غاضب منخفض : من اين اتيتي بهذا الكلام علياء ؟
انتفضت من نظرة عينيه الغاضبة : لقد قراته في مذكرات والدتك
اقترب منها لتبتعد عنه وهو يهمس بفحيح : ومن اين لكي بها؟
__ نور اعطتني اياها فقراتها
زم شفتيه بغضب واضح وانصرف من امامها ليصعد الي الاعلى
لتتمتم من بين شفتيها : ما هذا الغباء علياء، الم تستطيعي ان تتحكمي بلسانك ولو قليلا ؟
خلعت مريلة المطبخ من عليها وقررت ان تصعد خلفه لتراضيه فالغضب ظهر على وجهه جليا


دخلت لتجده جالس امام التلفاز ولا ينظر اليه تعلم جيدا ان ليس منتبها الي ما يعرض على الشاشة الصغيرة ، تقدمت منه ببطء وجلست الي جواره ليشيح بوجهه غاضبا منها
مسكت يده بهدوء : لا تغضب عمر ، ولكني مستاءة من موقفك الذي اتخذته ضد ياسين
جز على اسنانه لتكمل : الم ترى كيف كان مقيما بالمشفى من اجلها كان ينصرف عندما يراك فقط ، ولكني علمت من الطبيبة انه كان يجلس الي اذان الفجر ثم ينصرف ، كان يسافر الي الاسكندرية كل يومين من اجل ان يرى نور ، وهو يعلم انها سترفض مقابلته ،
اليس هذا كافيا لتتأكد من حبه لشقيقتك؟
ثم هل يعجبك وضع نور هذا ، فهي تموت شوقا اليه كل يوم ، وكل يوم تنتظر مكالمته لها او يأتي ليراها وانت لا تريد ان تخبره حينما يتصل انها تريد رؤيته
قال بغضب : لم تخبرني علياء بانها تريد رؤيته ،
قالت بضيق : وانت اعمى عمر ، الم ترى كيف لا تستطيع النوم لأنها بعيدة عنه ، الم ترى كمية المجهود الذي تبذله لتشعر بالتعب وتتوقف عن التفكير ؟
هز راسه بضيق : لم اقتنع ان كل هذا بسبب ياسين
ضحكت بخفة : بل شعرت بالغيرة منه عمر ، فأجبرت عقلك على عدم الاقتناع بان كل التغييرات التي طرأت عليها بسببه
ثم انت غاضب لأني قرات مذكرات والدتك ،ام غاضب اني نبهتك انك شعرت بالغيرة من الطفل الجميل الذي احتل قلب والدتك قبل مجيئك
نظر لها بغضب ، لتكرر: افهمت جملتي عمر ، احتل قلب والدتك قبل مجيئك ، فانت طفلها عمر وتحبك اكثر من باقي الاطفال التي راتهم من قبلك ، ولكن ياسين كان مميزا بالنسبة اليها فهو ابن صديقتها الي كانت بمرتبة اختها ،
زفر بضيق لتقول بهدوء : لا تغضب مني عمر ، ولكن بصراحة شعرت بالفضول لأعرف والدة زوجي الحبيب
ابتسم بألم : ما رايك بها ؟
__ اعجبت بشخصيتها المرحة المنطلقة ، اعتقد انك تشبهها اكثر من نور
ابتسم وشرد ليقول بحزن : ظلمتها كثيرا عليا ، لم افهم ما حدث لها ، لأعيش عمري كله غاضبا منها وناقما عليها
ربتت على كتفه : اقرا لها الفاتحة واطلب لها الرحمة
وادعو لها ، فهذا ما تحتاجه منك الان
هز راسه ايجابا لتسال بصوت منخفض : ماذا ستفعل مع نور ؟
ابتسم وهو ينظر اليها : ما الشيء المطلوب مني عليا ؟ فانت تريدين مني ان افعل شيء محددا .
ضحكت بمرح : اذا لم تطلب منك نور اليوم ان تعود الي زوجها ، فلتتصل انت بياسين وتخبره انك منتظره يأتي ليشرب كوبا من القهوة معنا ويتفاهم مع زوجته
__ حاضر يا سيدتي ، أي خدمة اخرى
ابتسمت بدلال : الان لا ، دعني افكر قليلا
نظر لها يتأمل ملامحها الجميلة والتي تزداد جمالا يوما بعد يوم ليقول بخبث : لدي انا طلب هام
اقترب منها اكثر لتبتعد عنه وقالت بضيق : عمر انت تعلم بأمر الوحم .
زفر بضيق ونهض واقفا لتضحك : الم تخبرك وفاء ان هذا دليل على حبي لك ؟
نظر لها وقال بغيظ : من فضلك اكرهيني
دوت ضحكتها مجلجلة ليشاركها الضحك لتقول بمرح : لا استطيع حبيبي ، ثم هانت باقي اربعة ايام وادخل الي شهري الرابع ووفاء ابلغتني ان الوحم سينتهي حينها
نظر الي النافذة وهو يراقب شيء ما وقال بتلقائية : انتهى الوحم ام لم ينتهي لن استطيع الصبر اكثر من ذلك
همت بالرد لتشعر بتركيزه فسالت باهتمام : ماذا هناك عمر؟
نطق باقتضاب : ياسين
__ اين ؟
نظر اليها : بالأسفل مع نور ، اتت معه بسيارته
ارتدي شيئا ساترا وتعالي اذا اردت
غادر الغرفة مسرعا لتبتسم بسعادة : فمن الواضح ان خطتها نجحت ونور قابلت ياسين ،
اسرعت في ارتداء حجابها وتعديل ملابسها لتنزل الي الاسفل حتى لا يفسد عمر ما حدث ويسمع ياسين كلام غير لائق

ومن اعلى السلم شاهدت نور تدخل بمفردها ولكن عينيها لم تخطئ السعادة التي ظهرت على ملامح صديقتها
دخلت الي الفيلا وهي تشعر بانها تقفز من السعادة كالأطفال
فهي لا تصدق الي الان انها اتفقت مع ياسين ان يأتي اليها غدا مساءا لتعود الي بيتها
تجمدت عندما وجدت عمر بوجهها وابتسمت بتوتر : مرحبا
نظر لها مطولا وهو يفكر هل زوجته محقه فملامح نور هادئة ومطمئنه لونها عاد كما كان ليس شاحبا كالأيام الماضية ، ثم عيناها تلمعان ببريق عجيب استنتج هو انه بريق الحب والسعادة
نطق بهدوء : تأخرت نور ، هل جلست الي ما بعد موعد الزيارة
بللت شفتيها : لا ، لقد قابلت ياسين ودعاني على الغداء
__ آها ، وكيف حاله ؟
__ بخير الحمد لله ، اتمنى ان لا تكون غاضبا مني
__ لا ابدا ، لماذا لم يدخل معك اذن ؟
ابتسمت براحة : سياتي غدا لأعود معه
اقترب منها وهو يبتسم : اذن تفاهمت معه وتوصلتما الي اتفاق ما بينكما
هزت راسها بسعادة لتتسع ابتسامته وشدها الي حضنه
وربت على راسها بحنان : كل ما يهمني ان تكوني سعيدة نور
قبلته على خده : شكرا عمر على ما تفعله وما فعلته من اجلي
ظهر العتب على وجهه : هل تريدين اغضابي نور ؟
__ لا طبعا
__ اذن لا تشكريني مرة اخرى
ابتسمت وتحركت سريعا : بعد اذنك

وقفت مكانها لتشاهد ما يحدث بينهما وهي سعيدة بزوجها العاقل الحنون الذي يبحث عن مصلحة شقيقته دائما
انتظرت نور الي ان صعدت ونظرت لها بخبث لتبتسم الاخرى وتسحبها من ذراعها : تعالي معي ، انا اريد ان اتكلم معك

********************

وصل الي القصر ليصعد بخفة الي الدور العلوي فهو يريد ان يرى الجناح واذا كان يريد ان يرتب او ينظف لتاتي اميرته غدا ويكون كل شيء معدا لاستقبالها ، انتبه الي صوت مشغل موسيقى عال وصوت يوسف وهو يغني معه بصوت اعلى منه ، ومن الواضح ان اخاه العزيز اندمج مع الموسيقى ويصرخ بدلا من ان يغني
ابتسم لقد اعجبته الاغنية حتى وهو يستمع الي صريخ يوسف الذي شوه معالمها
طرق الباب بقوة قليلة حتى يسمعه يوسف من الداخل
صاح يوسف بقوة : تفضل
ضحك على اخاه المجنون ليدلف ويغلق المشغل : ايها المجنون هل تسمع ولدك الموسيقى وهو لم يكمل يومه الثالث؟
ابتسم : لا ، ولي عهدي لم يأتي بعد ياسين
نظر له بتعجب وهو يتقدم ليجلس الي الاريكة الممتلئة بأغراض الطفل الصغير : اين هو ؟ الم تخرج انجي بعد ؟
هز راسه نافيا : لقد تركتها برفقة معتز واتيت لأجلب لها بعض الاغراض التي احتاجتها
ثم لماذا اطفئت المشغل ؟ اديره من فضلك
انا لا احب هذا المغني ولكنه مغني انجي المفضل وانا استمع اليه حتى احفظ بعضا من أغانيه وارددها على مسامعها وهي غاضبة ، فهذا الامر يروق لها
اتسعت عينا ياسين بتعجب وانفجر ضاحكا على اخاه : انجي ستذهب بعقلك يوسف
ابتسم باتساع : اه نعم ، وانا اتنازل عنه لها بكل طواعية
غمز بعينه وهو يكمل : ارى انك هنا ، لم تعتصم بغرفتك العزيزة
رد بهدوء وهو ينظر الي ملابس الصغير ويتلاعب بها بين يديه : سمعت صوت الموسيقى وتعجبت فصعدت لأرى ماذا يحدث ، كنت اظن انك بالمشفى
نظر له يوسف والخبث يلمع بعينيه : حقا ؟
نظر له ليقول بقوة : نعم
ضحك ساخرا : هذا على اساس اني لا اعلم ان القصر الكبير هذا لا ينقل صوت مشغل الموسيقى
__ نعم لا ينقل صوت المشغل بينما صوتك النشاز يسري بأرجائه
ردد بسخرية : صوتي النشاز الم تقل من دقيقة واحدة انك صعدت لأنك كنت تظنني لست موجودا ؟
جز ياسين على اسنانه ليقول يوسف بتلقائية : اخبرني ياسين هل المصعد في المشفى مريحا من الداخل ؟
عقد حاجبيه بتفكير ونظر اليه باستفهام لينفجر يوسف ضاحكا
ورقص له حاجبيه : لقد رايتك يا اخي العزيز
زحف الاحمرار الي اذنيه لينفجر الاخر ضاحكا ويقلد صوته
__ لقد طلبت منك الا تتدخل ، من فضلك لا تتدخل
زمجر بحده : يوسف
ضحك بخفة ونظر الي اخيه : الم تستطع ان تخبرني بان لك طرقك الخاصة لمعالجة الموقف ؟
ابتسم ياسين ليصيح الاخر بفرح : يا الهي ، اخيرا رأيت ابتسامتك ، التي لم اراها منذ خمسة اشهر
قفز ليجلس بجانبه وقال بفرحة حقيقة : ارجوك ان تخبرني ان المشكلة بينكما انتهت .
ابتسم وهو يقول بهدوء : نعم ، وستاتي غدا
اطلق صوتا مفرحا ليضحك ياسين : يوسف تعقل ، كيف ستصبح قدوة لولدك بطريقتك هذه ؟
رفع له حاجبه : لا اريد ان اصبح قدوة له يكفيه عمه سيصبح قدوة له كما كان لي
ابتسم ليربت على ظهره : حسنا يا اخي الصغير اذهب لزوجتك فمن المؤكد انها تنتظرك
نظر الي الاشياء : نعم ، سأذهب حالا ، وانت حاول ان تفعل شيئا مميزا من اجل عودة نور
غادر جناح اخاه وهو يفكر فيما قاله يوسف ، ما المفروض ان يفعل من اجلها

********************

نظرت اليها وهي تضييق عينيها بعد ان قصت عليها ما حدث بينها وبين ياسين : اشعر انك كنت على علم بوجوده ولذلك دفعتنني للذهاب الي هناك اليوم
ابتسمت علياء بغموض لتكمل الاخرى : ما رايك فيما اخبرتك به ؟
ردت بسعادة : ممتاز ، تجاوزت حاجز الخوف وتكلمت معه بوضوح ، وهو الاخر اجاب عليك بوضوح ، انا ارى الان انك تحتاجين للذهاب لصالون التجميل لتستعدي لزوجك
ابتسمت : نعم ، اعلم ذلك ولذا اجلت عودتي الي الغد ، ولأني اريد شراء بعضا من الملابس الشتوية
اضافت علياء : وقمصان حريرية جديدة
نظرت لها نور بصدمة وقالت بدون تفكير : لماذا ؟ لم استعمل أي من القمصان التي اشتريتها على زفافي
نهضت علياء واقفة ووضعت يدها بخصرها : نعم
ارتبكت نور من ردة فعلها لتكمل : وينتظرك بعد كل هذا
هزت راسها بتعجب : لا احد يلومه اذا تزوج بأخرى
هتفت بغضب : علياء
لتنظر اليها الاخرى نظرة قوية وتجلس بجانبها : جلستي شهر عنده نور لم تحني عليه ولو ليوم واحد
احمر وجهها بشده : ، كلما كنت اقترب من هذا القسم من الدولاب اشعر بالخجل ولا اتخيل اني سأرتدي شيئا عاريا هكذا امامه
ابتسمت وضربتها على راسها بخفة : ايتها الحمقاء انه زوجك ، ولكن لا باس سنبدأ بداية جديدة ، انت الان قوية نور ، لا تخيم عليك اشباح الماضي ، تذكري ذلك جيدا ، ياسين يعشقك ويريدك بجواره دائما وما فعله الشهور الماضية اثبت ذلك وبجداره ، الان انهضي واذهبي لشراء ما تحتاجينه واذهبي الي صالون التجميل ايضا
والغد ترتاحين وتأخذي كفايتك من النوم لتكوني مستعدة للعودة الي منزلك
ابتسمت بسعادة وشعرت بالقوة تجري بخلاياها من كلمات علياء البسيطة وهزت لها راسها موافقتا : نعم سأنفذ وصاياك بالحرف


*****************


دخلت الي الجناح لتجده جالس على الفراش وضوء الشمس يغمر الجناح كله ، يستنشق الهواء بسعادة لم تخطئها عيناها ولا احساسها بولدها
__ لم اصدق يوسف عندما اخبرني انك هنا
التفت الي امه وابتسم باتساع : مرحبا امي ، تفضلي
ابتسمت : آها ، انت تبتسم بشرة خير ، هل تصالحت مع زوجتك ؟
هز راسه ايجابا لتقترب منه ووضعت راسه بحضنها لتربت عليه : اشعر انك سعيد ، ومرتاح البال
تنفس بقوة : نعم امي ، تخلصت من شعور الالم والحزن الذي كان يسيطر على قلبي
لعبت بخصلات شعره السوداء : متى ستاتي ؟
ابعد راسه من حضنها : غدا ، سأذهب لاتي بها
نظرت له بحب : هذا هو بكري الذي تعبت بتربيته ، نعم لابد ان تذهب وتأتي بها ، وتنهي الخلاف البسيط الناشئ بينك وبين عمر ،لا تخسر نسيبك من اجل مشكلة بسيطة
هز راسه موافقا ليسالها بهدوء : اخبريني امي ، من ابلغك ان نور بالمشفى ؟
ابتسمت السيدة نواره : صفيه هانم ، اتصلت بها بعد ان قرات خبر موت حافظ لتخبرني بما حدث ، غضبت منك كثيرا وقتها ، فنور كانت تحتاج وجودي بجانبها
هز راسه بألم : لم تكن تقابل احدا امي ، انها عنيدة حتى وهي مريضه
ابتسمت بحب خالص : انها فريده ياسين ، حافظ عليها وارعاها ، ولا تغضبها مرة اخرى حتى لا اغضب منك
قبل يدها باحترام : لا تخافي امي ، ادعي لي بالتوفيق
ربتت على خده بحنان : الله معك ويوفقك دائما بني


*********************

__ نور ، ياسين وصل
ارتجف جسدها غصبا عنها لتاتي علياء وتحتضن كتفيها وتهمس لها : ماذا قلنا ؟
ابتسمت نور ورددت الكلمات التي ترددها علياء على مسامعها من البارحة : سنبدأ بداية جديدة
ضحكت بمرح : ممتاز ، اكملي زينتك وانا سأصنع لهما القهوة ولكن اسرعي ، فانا لا اريد لعمر ان يستفرد بزوجك
هزت راسها : سآتي ورائك حالا


وصل الي الفيلا وهو يشعر ببعض التوتر ، فهو لا يعلم كيف سيقابله عمر ، رن الجرس لتفتح له علياء وترحب به ترحيبا جاما ، ابتسم لها وشكرها بهدوء ودلف الي الداخل
بعد قليل وجده ينزل اليه والهدوء يعم ملامحه ،
وقف من باب الذوق ليسلم عليه ليقف عمر امامه وينظر اليه قليلا مد له يده مصافحا : مرحبا
ابتسم ياسين : مرحبا عمر ، كيف حالك ؟
هز راسه : بخير ، الحمد لله ، نظر له وقال بهدوء : ستحافظ عليها هذه المرة ؟
كح ياسين بهدوء : سأحملها بداخل عيوني عمر ، بل بداخل قلبي ، لا تقلق
نظر له بتوجس ليبتسم ياسين : لا تخف ، تعلمت الدرس جيدا
ابتسم عمر : نعم ، اعلم ذلك ، ولن انكر اني دهشت من تصرفاتك وهي بالمشفى واتصالاتك الكثيرة لتسال عنها وتخبرني انك تريد مقابلتها ، كنت اظن انك ستمل سريعا وتتركها ، ولكنك خلفت توقعاتي ، سأطمئن عليها معك ياسين
ولكن ارجوك لا تغضبها مرة اخرى ، نور لن تحتمل أي صدمة اخرى تعصف بحياتها
ربت على ركبته : لا تقلق ، اخبرني ما اخبار مشروع الشاليهات ؟
زفر براحة : تمام ، كل شيء على ما يرام ، اعتقد ان حسام يخبرك اولا بأول
__ نعم ولكني اريد ان اسمع منك
__ نحن بالمرحلة الاخيرة ، سننتهي قبل بداية الموسم
هز راسه بأعجاب : ممتاز عمر
نهض عمر : تعال وانا اريك الماكيت في شكله النهائي
اتبعه ياسين لغرفة المكتب ونظر مبهورا : رائع عمر ، اذا كان على الواقع بهذا الشكل سيكون من اجمل المشاريع التي نفذت في هذه الفترة
ابتسم عمر بفخر ليصمت : اريد منك ان تصمم المبنى الاداري الذي سيكون به مطعم تناول الوجبات والاستقبال وبخلفيته المسرح
__ موافق ، ولكن امهلني بعضا من الوقت فانا الايام القادمة لن اكون متاحا
نظر له عمر بتعجب : لما ، هل توجد مشاكل بالشركة ؟
نظر له ياسين : لا ، سأخذ اجازة من الشركة ومنك ومن يوسف ومن العالم كله
ضحك عمر بقوة : هنيئا لك
ابتسم ياسين لينظر له عمر ويقول سريعا : سأنتقل الي الاسكندرية
اتسعت عيناه بدهشه : لماذا ؟
__ اريد ان ارعى عمتي ، و ما تركه جدي ثم انا اريد العودة الي مسقط راسي ياسين
هز راسه بتفهم : ما رايك ان تنضم الي الشركة عمر كما كان والدك ؟
نظر اليه ليكمل ياسين : معتز اضاف راس مال جديد وقمنا بتوسيع الشركة قليلا وتوسيع نشاطنا واذا انضممت انت الاخر سنكون كيان هندسي لا يستهان به في السوق
لمعت عينا عمر : موافق
__ حسنا اتفق مع يوسف قبل سفرك وتمموا كل شيء وفرع الاسكندرية يكون تحت مسئوليتك فحسام سيسافر الي الخارج لاستكمال دراسته
هز راسه موافقة : حسنا ، سأتفاهم مع يوسف ،
اكمل مازحا : واذا وجدت ان العقود لا تعجبني ، سأستشير نور
رد سريعا : لا افعلوا ما يحلوا لكم بعيدا عني وعن زوجتي من فضلك
ضحك عمر لينتبه الي علياء وهي تطرق الباب
ليقول مؤنبً : لماذا لم تنادي علي لأحمل هذه الصينية الثقيلة الم اطلب منك الف مرة الا تحملي شيء ثقيلا هكذا
اخذ من بين يديها الصينية الكبيرة الموضوع عليها القهوة واطباق من الحلوى ،ووضعها على الطاولة الصغيرة بالخارج
قالت بارتباك : لم يحدث شيئا عمر ، انها ليست ثقيلة الي هذا الحد
نظر لها بقوة لتبتسم وتنصرف من امامه تبعه ياسين لخارج غرفة المكتب ليجلسوا ،عقد ياسين حاجبيه وهو لا يفهم ما يدور حوله ليبتسم عمر ويهمس له : تعجل واتي بعروسه لولدي
ظهر الفرح على وجهه وضحك بإشراق : مبروك يا صديقي الف مبروك ،
جلس عمر على الاريكة الواقع بجانب تجويف السلم ليجلس هو على الكرسي الموضوع في محاذاة السلم
سال بدهشه : نور لم تخبرك ؟
هز راسه نافيا : لا ، لم تجلس كثيرا معي البارحة ، كانت خائفة ان تغضب منها
ابتسم بارتياح وناوله القهوة : تفضل ياسين
نظر اليه بتعجب لما لم يأخذ منه فنجان القهوة ليجد راسه الي الوراء وينظر الي شيء لا يراه هو
وقف من مكانه واتى بجانبه ليرى ما الامر الذي استرعى انتباهه هكذا وجعله لا يلتفت اليه ، ليكتم ضحكته حتى لا يسبب له الاحراج ويعود ويجلس مرة اخرى

وهو يتكلم مع عمر سمع صوت دقات كعبها بالأرض ليلتفت الي مصدر الصوت وينتظر نزولها ليراها تعلقت عيناه بها وشعر انه ينفصل عن هذا العالم ليذهب الي عالمها هي
تجولت عيناه عليها ليراها وهي ترتدي فستان ابيض اللون من الصوف يصل الي ركبتيها بصدر و اكمام ضيقة من الشيفون ورقبه عالية صوفيه ، ترتدي حذاء عالي الرقبة بنفس لون الفستان يصل الي منتصف ساقيها بكعب عالي ، شعرها الي ازداد طولا ووصل الي حد اكتافها مقصوص بشكل دائري من الامام
نظر الي وجهها الجميل وتأمله من شفتيها بلون الكرز الي عينيها المتسعتين يظهر بهما اللون الاخضر بوضوح ويعطيهما الكحل الاسود غموضا ساحرا
انتبه على صوت عمر وهو يهمس له : ستؤذي عنقك هكذا
التفت الي عمر بحده ليكمل الاخر ضاحكا : المعذرة لم اقصد وكنت لا انوي ان اتحدث معك ولكني اشفقت على عنقك من الالتواء
ابتسم ياسين بأحراج لتصل نور اليهم بخطوات هادئة
وتقول بهمس : السلام عليكم
قال عمر بابتسامة : وعليكم السلام تعالي ضيفي زوجك الي ان ارى علياء ، من الواضح انها غضبت عندما عاتبتها على حمل الصينية
هزت راسها وهي تجلس مكانه على الاريكة : هلا اتيت لي بحقيبتي ؟
__طبعا صغيرتي ،بعد اذنك ياسين
ابتسم ياسين : تفضل
نظر لها بأعجاب لم يستطيع اخفائه وهمس : هذا كله من اجلي
تلون وجهها وخمست بخجل : نعم
نهض ليجلس بجانبها سريعا : حقا ، طلبت مني ان انتظر من اجل ذلك
ضحكت بخجل وقال معاتبه : ياسين
مسك يدها : هيا لنذهب
شعرت بالخجل فعلا وسحبت يدها منه : انتظر الي ان يأتي عمر بحقيبة ملابسي
__ لا احتاج ملابسك ، اريدك انت
تحول وجهها الي الاحمر القاني وهتفت بغضب : ياسين
زفر بقوة : سأفقد عقلي نور ، جلس بجانبها : الم تشتاقي الي؟
تغاضت عن السؤال وناولته القهوة : هلا شربت قهوتك ؟
نظر اليها بعتب لتبتسم بوجهه : عندما نصل الي بينتنا نتكلم ياسين
جاء عمر ومن خلفه علياء لتبتسم نور : هل وجدتها غاضبة؟
__ لا بل كانت ترتب غرفتك المرتبة اصلا ولكن انت تعرفينها
اكملت بمزاح : نعم تعشق الترتيب
ابتسمت علياء وهي تجلس بجانب نور : ستتفق انت وشقيقتك علي
ليجلس عمر على الاريكة الصغيرة الاخرى : من حقي قبل ان تتركني وتذهب
قامت وجلست بجانبه : الي اين سأذهب حبيبي ، انا هنا بجانبك ، وعندما تريد رؤيتي اتصل وبي وستجدني عندك او تعال لتزورني ، انت من تبقى لي عمر
ضمها الي صدره : سأشتاق اليك نور
ابتعدت عنه ونظرت له بتفحص : هل انت مريض ؟
ضحك : لا ولكني اخبرتك سأنتقل الي الاسكندرية وستصبحين بعيدة عني .
اتسعت ابتسامتها : انها مسافة ساعتين بالسيارة عمر ، ثم لماذا اخترعوا الطائرات ، لاتي لك باقل من نصف ساعة
ضحك ورتب على راسها : اعتني بنفسك من اجلي نور
واكمل هامسا : واستوصي بزوجك خيرا
هزت راسها موافقتا لتقول علياء بمزاح : يا اهل الدار نحن هنا
شاكستها نور : تشعرين بالغيرة يا لولو
هزت راسها : نعم ، هيا ابتعدي عن زوجي من فضلك
اشارت لها بعينيها على ياسين لتنظر اليه وتجد وجهه محمر وظاهر عليه الضيق لتبتسم وتنظر الي علياء وتقول لها بعينيها : لن يتغير
وقفت وتنحنحت : حسنا سأذهب
نهض بسرعة كانه كان ينتظرها ليمسكها عمر من يدها
ويضمها الي صدره بقوة ويقبل جبينها : اذا احتجت الي شيء ، هاتفيني
ابتسمت وهي تطبع قبله على خده : اكيد حبيبي
التفت الي علياء وحضنتها بقوة لتمزح الاخرى : من سيعد الان المعجنات لأصبح فيلا كبيرا قبل ان الد
ضحكت نور : ساعدها انا وابعث بها في البريد ، سأشتاق اليك
ضمتها بقوة : وانا الاخرى ، همست لها بأذنها : لا تبكين وتخربين زينتك
ابتسمت نور لتكمل علياء : سنراك قبل ان نسافر اليس كذلك؟
رد ياسين : اكيد ، نظر الي عمر : ستاتي الي سبوع محمود
__ طبعا وقبل سفرنا سنبلغكم لنراكم
حمل الحقيبة التي وضعها عمر بجانب الباب وصافحه بقوة ليقول عمر : لن اوصيك ياسين
ابتسم : لا تقلق عليها
اتجه الي السيارة لتتبعه نور وقفت لتنظر الي شقيقها واشارت اليه مودعه لتركب بجانبه وتنطلق السيارة بهدوء


*******************

وصلا الي القصر ليبتسم لها ويفتح الباب
ويهمس بأذنها برقة : نورت قصرك حبيبتي
ابتسمت وهي تدخل من امامه ولكنها تشعر بالتوتر يتملكها
لا تعلم هل هو خوف ام مجرد توتر لأنها تغيبت عن البيت لمدة طويلة ، لفت براسها تبحث عن باقي العائلة ليبتسم لها
ويقترب : لا يوجد احدا هنا ، نادين ذهبت مع زوجها واولادها الي شرم الشيخ وسيعودون على حفلة سبوع محمود
ونهى وزوجها في بيتها كالعادة ويوسف وانجي لا يبرحان جناحهم بسبب البيك الصغير
ابتسمت ليقترب منها : ولكن امي تنتظرك بالصالون واوصتني بانها تريد ان تقابلك ، تعالي سنذهب لها
نادى على احد الخدم ليصعد بحقيبتها الي الاعلى ويأخذها لترى امي
طرق الباب وهو يشعر بتوترها ، مسك يدها بهدوء
ونظر لها بدفء : هل انت متوترة من مقابلة امي ؟
نظرت اليه بتوتر ليبتسم : لا تقلقي انها تحبك اكثر مني
همست : لا اصدقك طبعا
فتح الباب ليسحبها معه بالداخل وهو يضحك بمرح لتنهض نوارة هانم وتستقبلها بابتسامة واسعة مرحبة احتضنتها بدفء امومي وحنان : نورت بيتك حبيبتي ، اشتقت اليك نور
ابتسمت نور بسعادة وارتياح : وانا الاخرى امي ،اشتقت اليك كثيرا
جلست واجلستها بجانبها على الاريكة ليجلس هو بمفرده على احد كراسي الصالون
نظرت لها بعتب : لو كنت اشتقت الي حقا لكنت استجبت الي احد دعواتي الكثيرة واتيتي
احمرت خدودها حرجا ليقول ياسين بهدوء : خلاص امي انها هنا الان ، فلا داعي للعتاب
نظرت له امه بقوة : ماذا تفعل هنا ؟
نظر لها بدهشه لتبتسم نور عليه : انا اجلس مع زوجتي
قالت بهدوء : اذهب لآخاك لقد سئل عنك
هم بالاعتراض لتنظر اليه وتشير اليه بعينيها ليهز راسه
_ حاضر امي ، انحنى ليهمس لها : سأنتظرك بالخارج
هزت راسها ليخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه
ابتسمت لها نوارة هانم وقالت بهدوء : هل تذكرين نور اول يوم اتيتي هنا برفقة ياسين وانت زوجته
نظرت لها وهي تحاول ان تفهم ما ترمي اليه : نعم اتذكر
__ هل تتذكرين ماذا قلت لك حينها ؟
اردفت بهدوء : الم ابلغك اني بجانبك ضد ولدي وانه اذا اغضبك ابلغيني وانا سآتي لك بحقك منه
هزت نور راسها ايجابا لتسالها بهدوء : لماذا لم تخبريني بما يدور بينكم نور ؟ هل كنت تحسبين انني امزح معك ؟
لا حبيبتي ، ثم لماذا تتركين بيتك وتذهبين ، لا تفعلي هذا ابدا مرة اخرى، انه بيتك قصرك واذا لا تريدي ان تشركيني بمشاكلكم فتصرفي انت بقوة ، اغضبي منه وانت بجناحك وبغرفة نومك دون ان تخرجي منها ، اتركيه يعلم انه لا يقوى على بعدك وانت بجانبه ، ظلي بجانبه وهو لا يستطيع ان يقترب ليشم رائحة شعرك ، لا تتركيه وتذهبيه وكأنك تخبريه ان يعتاد على حياته بدونك
الرجال يملون سريعا نور ، اذا اعتاد على عدم وجودك لن يفرق وجودك من عدمه بعد فترة ، وسيعتاد على انك ستذهبِ وتتركيه وبعد فترة ستعودِ مرة اخرى
او يتأقلم على حياته بدونك ولا يريد عودتك .
نظرت لها بخوف لتبتسم لها مطمئنة : ياسين يحبك نور
وانا اعلم بولدي جيدا ولكن لا تأمني ردة فعله في معظم الاحيان ، اذا اغضبك مرة اخرى ، لا تتركيه بل ابقى بجانبه ودعيه يتعلم ان يفكر مائة مرة قبل ان يغضبك مرة اخرى
واذا احتاجت مساعدتي باي وقت اعلمي اني سأدعمك امامه فاذا كان مخطئا لن اتردد في معاقبته من اجلك
ضحكت نور بمرح لتحتضنها نوارة هانم بحب : انت ابنة الغالية تذكري ذلك جيدا ، وغلاتك من غلاة ياسين
ابتسمت نور بحب لهذه الانسانة التي تحاول ان تعوضها عن والدتها لتحتضنها بحب هي الاخرى : هيا اذهبي الي زوجك
نهضت : بعد اذنك امي
خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها لتلفت وتجده واقف خلفها ، شهقت بخوف ليسحبها بين ذراعيه
ابتعدت عنه بغضب : افزعتني ياسين
اقترب منها اكثر وشدها اليه : كنت انتظرك لنصعد معا
ابتسمت له ليمسك يدها : هيا
صعد لأخر السلم وهم بحملها ليجد يوسف امامه شعرت بالارتباك يغلفها لينظر الي اخاه بحده ، اخاه الذي ابتسم باتساع وهتف بسعادة : نور عندنا يا مرحبا يا مرحبا
اتسعت ابتسامتها : مرحبا يوسف ، كيف حالك ؟
__ بخير الحمد لله ، صاح بصوت عال : جيجي نور هنا
اشار لها بيده : تعالي نور ، انجي ستسعد انك جئت اخيرا
تبعته بصمت وطرقت الباب الخارجي بهدوء قبل ان تطل براسها : السلام عليكم
سمعت انجي تقول من غرفة المعيشة خاصتهم: تعالي نور ، تفضلي

واقف وهو يشعر انه سينفجر من الغيظ من يوسف الغبي
الم يستطع تمييز انه يريد ان يجلس مع زوجته بمفرده
طل عليه يوسف من الداخل : ارى انك مرتاح ياسين بوقفتك هذه ؟
نظر له بحده ليكمل : تعال لترى غرفة محمود بعد ان انتهينا من ديكوراتها ومعتز اتى له بأشياء جديدة ، ووضعنا له ما اتيت انت به ايضا ، تعال
نظر له بغضب وجز على اسنانه ليدهش يوسف : ياسين ، ما بك ؟ لماذا اشعر بانك غاضب من شيء ما ؟
نظر له وقال بحده : هل تشعر اصلا يوسف ؟
نظر لأخيه بتعجب ليزفر الاخر بضيق : تعال يوسف لأرى غرفة طفلك
دخل مع اخيه لتراه هي وهو يدلف الي الداخل وتقول لأنجي بسرعة : سأنصرف انجي وسآتي لك بالصباح
قبلت الطفل بحب ووضعته بفراشه المتحرك واشارت لها وخرجت مسرعة لتذهب الي جناحهم


نظر الي غرفة الطفل وهو يبتسم بسعادة : رائع يوسف الغرفة مكتملة لا ينقصها شيء ، مبروك يا اخي
__ عقبالك ياسين ، تعال لنجلس معهم
اتجه مع يوسف وهو يخبره بان عمر سينضم الي الشركة
وان الاتفاق سيكون معه وان يدرج بالاتفاق ان عمر سيصبح مسئولا عن فرع الاسكندرية
طرق الباب بهدوء وهو يدلف وراء اخاه ،
لتبتسم انجي : تفضل ياسين
سال يوسف : اين نور ؟
__ قبلت مودي وخرجت بعدها فورا لم تجلس اصلا
رفع ياسين حاجبية : حمدا على سلامتك انجي
اتجه الي فراش الصغير وابتسم له وانحنى يقبله : سأنصرف انا الاخر ، تصبحون على خير

خرج سريعا من الغرفة ليسرع خطواته الي جناحه ويفتح الباب وهو يشعر بسعادة بالغه ويبتسم باتساع وهو يتجه الي غرفة النوم لتتجمد ابتسامته وتعلو الدهشة ملامحه
ابتسمت بهدوء وارتجفت وقالت برعشه تبدو في صوتها
__ اشعر بالبرد ياسين
ردد بدهشة : تشعرين بالبرد ، هل تركت شيء بملابسك الشتوية لم ترتديه ؟
خفضت وجهها خجلا ونظرت الي روبه الثقيل الذي ترتديه فوق بيجامتها الواسعة الصوفية : اشعر بالبرد فعلا ياسين
ابتسم : لماذا لم تديرين جهاز التدفئة ؟
قالت بارتباك وصوت منخفض : لم استطيع الوصول اليه ، وضعت الكرسي ولم استطع الوصول اليه
اشارت بيدها الي الكرسي الموضوع لينفجر ضاحكا ويذهب ليشغل جهاز التدفئة المركزي ، خلعت روبه الثقيل وذهبت لتندس بالفراش ليشدها الي حضنه شهقت مرة اخرى
نظر لها بهدوء : انت لا تخافين مني نور ، اليس كذلك ؟
هزت براسها نافيه ليسالها بنبرة هادئة : اذن لماذا تشهقين هكذا ؟
__ لم اتوقع ان تقطع هذه المسافة سريعا
هز راسه متفهما لينظر الي بيجامتها الكاروهات الواسعة وابتسم : هل هذه بيجامتي ايضا ؟
احمر وجها بشده : لا انها بيجامتي
ابتسم ساخرا : حقا ، حسنا سأبدل انا الاخر ملابسي
تركها لتدخل الي الفراش وتندس بالأغطية واتجه الي الجانب الاخر وبدا يلعب بهاتفه سالته بهدوء : ماذا تفعل ؟
__ اضبط الهاتف ، لينبهني لصلاة الفجر
هزت راسها متفهمه و قبل ان يصل الي دورة المياه
نادته : ياسين
التفت اليها لتقول بهدوء : سأنام انا ، لا توقظني للصلاة فلدي عذر اكملت جملتها لتغطي راسها بلحاف السرير
يشعر بالغباء يخيم على راسه لا يفهم جملتها ، وقف ينظر اليها مطولا وردد بدهشه : عذر ، ليعقد حواجبه ويردد :عذر
واخيرا انعم الله عليه بنعمة الفهم لينفرج وجهه عن الذهول وهو يردد : عذر

لا تعلم كيف فعلت هذا ، ولكنها لن تستطيع ان تنتظر الي ان يقترب منها لتبلغه ، لا تنكر صدمتها عندما اكتشفت هذا الامر صباحا وخرجت من دورة المياه بوجه شاحب ، لدرجة جعلت علياء تسالها بفزع : ما بك ؟
نظرت اليها وهي لا تعلم بماذا تجيبها ، لتستنتج الاخرى وتنفجر ضاحكة وهي تقول بمرح : الله يعينه عليك

شعرت بالغطاء يتحرك من على وجهها ليسحبه من عليها بهدوء وينزل ذراعها الموضوع على راسها وهو يبتسم بوجهها : انظري الي بيجامتي انها اجمل من بيجامتك
نظرت اليه وقالت بإحراج : انها اغمق قليلا
__ نعم انها رجالية ، لذلك لونها اغمق
دنا منها اكثر وهو يسحبها من ذراعها الي احضانه
__ هلا شرحت لي موضوع العذر هذا
احتقن وجهها بالأحمر القاني لتقول بزمجرة رقيقة : ياسين
__ اذن كما فهمت ، وهل يمانع السيد عذر ان احتضنك بين ذراعي لأعرف انام وارتاح ؟
هزت راسها نافيه ليبتسم ويقبل جبينها برقه حانية
__ تصبحين على خير حبيبتي
قبلت خده بهدوء : وانت من اهل الخير
استكانت بين ذراعيه ليضع راسه بجانب راسها كما اعتاد ان ينام بالسابق ويقبل اذنها بهدوء ويحدث نفسه كم اشتقت اليك حبيبتي

*******************

وقفت تنظر الي نفسها بالمرآه وتعدل اخر لمسات زينتها
لحضور حفل سبوع محمود بك كما يناديه احمد
الثلاث ايام الماضية كانت من اجمل ايام حياتها ، فياسين تفرغ لها نهائيا و اعد لها برنامج ترفيهي يومي و يختلف كل يوم عن الاخر ، استمتعت بهذه الايام للغاية وابتسمت وهي
تتذكر المشادة الكلامية التي نشئت البارحة بين يوسف وانجي ، انجي تريد اقامة حفل سبوع لمحمود ويوسف يريد ان يقيم عقيقة للطفل على حسب السنة ، وفي الاخير قررت نوارة هانم ان يفعلا الاثنين
ابتسمت وهي تتذكر ياسين وهو يضحك عليهما ، لتجده واقف وراءها وينظر اليها وعيناه يشع منها الاشتياق
ابتسمت بخجل ، ليقترب منها بهدوء

دخل الي الجناح ليرى اذا كانت انتهت ام لا ، لتنزل وتكون بجانب والدته ، ليكتم انفاسه مبهورا بجمالها ، نظر اليها ودارت عيناه على تفاصيل جسدها المثير ، وهي ترتدي تنورة طويلة من القطيفة سوداء اللون بفتحتين من الجانبين ومزينة على الخصر بسلسال ذهبي اللون طرفيه يصلا الي نصف فخدها وترتدي عليها بلوزة قطنيه مشمشية اللون
بأكمام ولكنها نازلة من الاكتاف لتبين رشاقة وجمال رقبتها
شعرها ملموم الي الوراء على شكل ذيل حصان وقصتها تزين وجهها ، ارتدت وهو يناظرها حلق ذهبي طويل لتبدو رقبتها اجمل واطول
اقترب منها بهدوء ليقبلها بطرف عنقها ويخرج من جيبه علبه مخملية ويخرج منها سلسة ذهبية رفيعة قصيرة مزينه بحجر كهرمان صغير يستقر بالتجويف الواقع بطرف عظمتي الترقوة
شهقت بإثارة: جميلة ياسين، ما المناسبة ؟
نظر لها بحب ولهفه : مناسبتها ان حبيبتي عادت الي ورضت عني
ابتسمت بدلال مغري ووقفت على طرف اصابعها لتقبل شامته وتهمس بجانب اذنه : شكرا حبيبي
قفز قلبه بجنون من ابتسامتها ليغمض عينيه وهو يشعر بالسخونة تلم بخلايا جسده عندما قبلته لتقضي همستها على ما تبقى عنده من عقل ويضمها الي صدره بقوة : اشتقت اليك حقا
استمتعت بحلاوة عناقه وقوته ليتركها بعد قليل وهو يبتسم لها
__ هيا انتهي من استعدادك لننزل الي الاسفل
__ حاضر
جلست على الاريكة لترتدي حذائها ذو الرقبة العالية بنفس لون البوزة الذي يصل الي تحت الركبة .
نظر اليها وهي تجلس لتنكشف ساقيها البيضاء من فتحتي التنورة فيعقد حاجبيه وهو يفكر هل التنورة ستكشف عن ساقيها ليراها الحاضرون ولكن عند ارتدائها حذائها ذو الرقبة العالية ووقفت تبين له انه يغطي ساقيها تماما من فتحتي التنورة ابتسم بارتياح
قال بحب : لفي نور .
نظرت اليه بدهشه قال امرا مرة اخرى : لفي ، دوري حول نفسك اريد ان اراك جيدا .
ابتسمت ووقفت لتلف على رجل واحدة حول نفسها كراقصات البالية ليبتسم بسعادة ، دارت مرة اخرى ليعلق كعب الحذاء الطويل بالتنورة فكادت ان تقع ليلتقطها بين يديه
ويقعا الاثنين ارضا ، هو ظهره ارضا وهي تستلقي فوق صدره ، سالت بقلق : انت بخير .
ابتسم ابتسامته الجانبية : نعم ، اذا كنت بخير ، فانا بخير .
__ انا بخير الحمد لله .
شهقت بفزع : احمر شفاهي لطخ قميصك الابيض
قام واقفا لينظر الي المرآه ويجد مكان شفتيها ظاهر بوضوح عند ياقة القميص ليبتسم : سأنزل هكذا ليرى الناس مدى حبك لي
اتسعت عيناها رعبا ليضحك بقوة: لن افعل هذا طبعا
امزح معك ، سأرتدي شيئا اخر
خلع القميص امامها ليظهر جسده الاسمر القوي بعضلاته المفتولة لتخفض راسها ووجنتيها متوردتين ليأتي بقميصين من الدولاب ويقترب منها : ايهما افضل ، الازرق الفاتح ام الرمادي الفاتح
نظرت له بهدوء : الرمادي انه يطهر لون عيناك اكثر
رمى القميص الاخر من يده ليرتدي ما اختارته ويقف امامها
ويقول بهمس : اغلقيه ، هيا ساعديني
بدأت تغلق ازرار القميص بارتباك ليريح كفيه على خصرها
نظرت له بلوم ليهمس : كل شيء مباح نور ، الم نتفق ؟
نظرت له : ماذا تريد ؟
شدها اكثر اليه لتقترب وتلتصق بصدره العاري
العريض : اريد ان اعلم هل اشتقت الي ام لا ، تريدينني مثلما اريدك ام لا ؟ خائفة مني ام لا
صمتت ليتنهد : ابحثي عن الاجابات نور ، عندما تصلي اليها
اخبريني
اغلق باقي ازرار قميصه ، ليرتدي جاكيت اسود اللون عليه
نظرت اليه وهي تراه بمظهر غير رسمي يظهر قوته ووسامته ، بنطلونه الجينز وقميصه الرمادي الذي يبين جسده القوي و الجاكيت الاسود ليعطيه جاذبية فريده لم تقابلها من قبل ،شعره الطويل الي حد ما مصفف بعنايه بحيث يلامس رقبته ، ذقنه خفيفة الشعر وعيناه الواسعتان بمقلتيه الرماديتين المتألقتان دائما بحب ولهفه وشوق اليها
ابتسم بخفة: جاهزة ؟
هزت راسها بالإيجاب ليقول : هيا بنا


*************************

انتهى حفل السبوع الذي كان ممتعا واستأذن عمر بالانصراف فذهبت لتودعه وتودع علياء وتتفق معهم انها ستمر عليهم بعد غد لتوديعهم قبل انتقالهم الي الاسكندرية
خرجت مع اخاها للخارج القصر وودعته الي ان انصرف بالسيارة من امامها لتلتفت وتجد ياسين وراءها
ابتسمت ليمسكها من ذراعها ويهمس لها : تعالي معي
سارت بجواره لتفاجئ بانه ذاهب بها الي السيارة
ويقول لها : اركبي

وصلا الي مرفأ نيلي ابتسم وهو يقول : هيا انا اعددت لك رحلة نيليه ، اتمنى ان تعجبك ، ارتدي الجاكيت حتى لا تصابين بالبرد
ابتسمت وهي ترتجل من السيارة وترتدي الجاكيت
وتذهب معه الي المركب الجميل



تقلبت في الفراش بملل وتذكرت الرحلة النيلية الممتعة وقضاء الساعتين معه على ضوء الشموع وهو يتحدث معها عن الفترة الماضية التي مرت عليه بدونها ، حدثها عن العمل وعن مشكلته مع معتز واخبرها انه سيأخذها لترى المجمع التجاري الذي صمم مبانيه بنفسه ، وانتهت الرحلة ليعودا الي القصر وها هي تستلقى بين ذراعيه وهو يغط بنوم عميق ، وهي لا تستطيع النوم ، تفكر بأحوالهم الي الان لم تعد الامور الي طبيعتها بينهم ، وعلى الرغم من رؤيته لها وهي تصلي العشاء بعد عودتهما من الخارج الا انه لم يقترب منها مع انها رات نظرة عينيه الملهوفة ولكنه اخبرها ان تبحث عن الاجابات وتخبره ، هل بالفعل يريدها ان تخبره أنها اشتاقت اليه ، الا يشعر بها ، انها تذوب شوقا اليه
هل حالة التردد الذي تنتابه لأجل ان لا يخيفها ، الم يستوعب ان هذه الرجافات والشهقات لم تكن تنتمي للخوف بل تنتمي الي شيء اخر تشعر به يمتلكها عندما تشعر بدفء جسده قريب منها
نظرت اليه وهو نائم ،تشعر بالحب والشوق يملاها
تنهدت بشوق وهي ترى شامته الحبيبة ، رفعت حاجبها اذا كان لا يفهم ، سأفهمه اني بالفعل اشتقت اليه
وضعت طرف سبابتها بين شفتيها وهي تفكر كيف ستخبره انها اشتاقت اليه ، لوت فمها بخيبة امل
لتتذكر كلام علياء لها ، لتبتسم و عقلها يُضاء بفكرة عبقريه
كادت ان تصفق لها ولكنها امتلكت نفسها وكتمت تنفسها وهي تنهض من جواره وتتحرك بهدوء شديد
بدلت ملابسها الي ملابس عادية لتستطيع الخروج من الجناح ولبست شيء ثقيل ونزلت الي الاسفل

شهقت عند رؤيتها ليوسف عند دخولها الي المطبخ
الذي رفع حاجبيه ثم ابتسم : ما بك ؟ كأنك رايتي شبحا
ابتسمت بخجل وهي تقول بارتباك : لا ، ولكني لم اتوقع رؤية احدا مستيقظ الان
ضحك ساخرا : من لديه محمود بك لا يستطيع النوم يا نور
ضحكت بخفه : الله يحميه
سال بهدوء : ماذا تفعلي هنا ؟
__ شعرت بالجوع و نزلت لأعد شيء سريعا لأؤكله
__ أوقظِ احدا من العاملين ليعدوا لك العشاء
نظرت له بعدم تصديق وقالت : لا طبعا ، ساعد بعض الشطائر ، ماذا تفعل انت ؟
كح بهدوء : اعد رضعة محمود
ضحكت بتلقائية ليتبرم هو : انجي متعبه طوال اليوم وانا اساعدها
نظرت له بدهشه من تبرمه : عادي يوسف ، لا يوجد ضرر لتساعدها وبالفعل انجي بذلت مجهود كبير اليوم
ابتسم : لقد قابلت احمد وانا نازل و سخر مني ولذلك اشعر بالضيق
نظرت له بعتب : يوسف اذا كنت مقتنعا بما تفعله فلا تتأثر بآراء الاخرين
رص زجاجات الحليب المعدودة بالحافظة ليبتسم لها : طبعا مقتنع ، ثم كما قلت لا ضرر من ان اساعدها
سأصعد الان قبل ان يوقظ محمود بك القصر كله بصوت بكاءه ، تصبحين على خير
تركها وذهب لتعد هي بعض من الشطائر وترصصها بصينيه متوسطة الحجم ، وتصعد الي الاعلى


وضعت الصينية على الطاولة الموضوعة بردهة الجناح وذهبت لتقف امام الدولاب واختارت شيئا لترتديه
ثم ذهبت الي دورة المياه لتستحم وتبدل ملا بسها


اقتربت منه بهدوء وهزته بخفه : ياسين
همهم بكلمات غير مفهومه لترفع صوتها قليلا : ياسين
تحرك بجسده حركة قليله لتهزه بقوة اكبر وترفع صوتها
__ ياسين
رمش بعينيه ليجلس وهو عاقد حاجبيه : ماذا هناك ؟ هل انت بخير ؟
ابتسمت : نعم
تنهد بارتياح لتقول بارتباك : ولكنني جوعانة واريدك ان تستيقظ لتتناول معي الطعام فانا لا استطيع ان اؤكل بمفردي
نظر لها ببلاهة لتقول له : هيا انهض اغسل وجهك وتعال ، ستجدني بالخارج
نهض وهو يشعر بالتعجب منها : الم تكن تستطيع ان تنتظر الي الصباح ويتناولون الافطار معا ؟
تنهد بدهشه وتوجه الي دورة المياه ليفعل ما قالته
ويذهب اليها ، نظر بردهة الجناح فلم يجد احد صاح بضيق
__ نور ، اين انت ؟
جاء له صوتها من غرفة المعيشة : اجلس وانا سآتي حالا
زفر بضيق هذه المرة وهو يجلس ، تناول احد الشطائر وقضمها وهو يشعر بالغيظ منها ، ماذا تفعل ولماذا توقظه الان ، تنفس بقوه عند رؤيته لها وهي قادمه من الداخل
ليكح بعنف ولا يستطيع التنفس
اسرعت اليه : بسم الله الرحمن الرحيم ، اشرب قليلا من الماء
ناولته كوب الماء ليشرب من القليل ، استعاد تنفسه الهادئ لينظر لها مطولا وهي ترتدي قميصها الحريري الوردي ذو السلسلة الفضية ليشدها من يدها بهدوء ويجلسها بحضنه ويحيطها بذراعيه :هل انت حقيقية ؟
همست بتلاعب : ماذا ترى ؟
مرر اصابعه على ظهرها بهدوء : ارى شيئا تمنيته من اول زواجنا ، بل من قبل زواجنا ، عندما نسيت هذا القميص بالأسفل لأراه
نظرت له باستفهام ليكمل بهدوء : أتتذكرين يوم ان اتيت وانا متعب وراني عمر وانا نائما بحضنك
هزت راسها ايجابا : يومها طلب عمر منك ان ترينا ما بالأكياس فغضبتي ولممت الاكياس سريعا وصعدتي وصعد هو وراءك لأرى انا هذا القميص الحريري ومن يومها وانا اتمنى ان اراه عليك بالفعل
نظرت اليه بدهشه : اذن لم ترى اشيائي كما اخبرتني
ضحك وهو يهز راسه نافيا ، لتبتسم بوجهه : هل من الممكن ان تتركني لأتناول الطعام ؟
همس بأذنها : هل بالفعل تريدين تناول الطعام ؟
هزت راسها : نعم
__انظري الي عيني وقولي انك تريدين تناول الطعام
خفضت عيناها بعيدا عنه ليقول بلهفة وشوق : كما توقعت تماما

********************

ضحكت بقوة ومرح وهي تتلوى بين ذراعيه : توقف ياسين ، ارجوك توقف
دغدغها مرة اخرى وهو يضحك على ضحكتها المنطلقة
__ لم اكن اعلم انك تغارين بهذا الشكل
ضحكت مرة اخرى لتمسك بيده وقالت بدلال : ارجوك ياسين .
نظر اليها بحب ليمسكها من ذراعيها ويسحبها ليضعها فوق صدره العاري ، اراحت راسها فوق قلبه مباشرة وقالت بهدوء وهي تنظر اليه : احبك ياسين
ضمها بقوة الي صدره العاري وقبل راسها بهدوء
__ اتعلم ياسين ، عندما ذهبت الي هناك ، كنت استيقظ على صوت صراخ لا اعلمه مصدره ، اكتشفت بعد جلساتي مع الطبيبة انه كان صوت امي ، والاحلام التي كانت تزعجني كانت بسبب ما رايته وانا صغيره
دمعت عيناها ليربت على راسها ويضمها الي صدره بحنان
نظرت اليه : هل تعلم لماذا كنت اجفل منك قبل زواجنا وفي بدايته ؟
نظر لها وحثها على المتابعة ،لتكمل : لأني كنت اراك بأحلامي واسمع كلمات ساخرة بانك ستصل الي ما تريده ، كنت المح بعينيك نظرة ساخرة مريرة في الحلم فكنت اخاف ان اراها بالحقيقة ،
لم استوعب ما رايته وانا صغيرة ولكن عقلي على مدار السنوات ترجمه لخوف ورعب من أي علاقة تقربني من الجنس الاخر
ابتسمت ساخرة : ولأنك الرجل الوحيد الذي اقتحمت حياتي
واقتربت مني ، عقلي كان يخلط بينك وبين عمي ، و كنت اراك بوضوح بدلا منه في احلامي ولذلك كنت اخاف منك
كنت اشعر بالبرودة تمتلكني عندما تقترب مني واتذكر احلامي فيقشعر بدني واتصلب بين ذراعيك لتنهمر دموعي

ولهذا السبب ايضا كنت ارتجف منك بعد اخر ليلة لنا معا لان احلامي عادت مرة اخرى وبصورة يومية ، بل كنت اسمعك وانت تقول لي انك تريدني ان ابتعد عنك لأني اشعرك بالنفور ضمها بقوة : اسف حبيبتي ، سامحيني ، لم اكن اقصد ، لا تعذبيني نور
ابتسمت ودخلت الي حضنه اكثر ولكني حلمت يوما بانك تقبلني برقه وتتأسف لي وتحتضنني بحنان
ابتسم وهو يتلاعب بخصلات شعرها : لم يكن حلما نور
كان حقيقي ، ولولا غيرتي ذلك اليوم وانا اسمعك وانت تضحكين مع يوسف لكنت اعتذرت لك وما كان حدث ما حدث
ادارت اناملها على صدره ليبتسم ويقول : لا توقظي الوحش نور
ضحكت برقة ، لتكمل : ولكن في اخر فترة قضيتها في المشفى كنت اراك بأحلامي ايضا ولكنها كانت احلام جميلة تثير بنفسي شعور جميل
وعندما خرجت من المشفى ولم اكن استطيع النوم اخبرتني علياء انني لا استطيع النوم لأنك ليس بجانبي ، سخرت منها حينها ولكني لم اكن استطيع النوم فعلا الا عندما اتناول حبه مهدئ و كنت اراك بأحلامي عندما اذهب الي النوم لدرجة اني لم اكن اريد الاستيقاظ حتى تظل معي ، ولكن في يوم شعرت بالفعل انني احتضنك واستيقظت لأجد ان ملابسي مليئة برائحتك
ضحك بقوة : لم يكن حلما نور ، فانا بالفعل قضيت هذه الليلة بجانبك ، ولولا علياء لكنت استيقظت لتجدي نفسك بين ذراعي ،ولكان عمر قتلني عندما راني بجوارك
ضحكت بمرح : لماذا انت زوجي ؟
__ عمر كان يتعامل معي على اساس اني سأختطفك
ابتسمت : كان خائف منك ، خائف ان تؤذيني انت الاخر
نظر لها واتكئ على كوعه ليمرر ظهر سبابته على ذراعها العاري : ولكنك كنت ترتجفي مني الايام الماضية نور وتشهقي كلما اقتربت منك ، مع انك منذ قليل كنت رائعة معي
ابتسمت وهمست بدلال وهي تقترب منه : هل كنت تظن اني ارتجف خوفا ياسين ؟
نظر لها باستفهام لتبتسم وتهمس بغنج : كان شوقا حبيبي
كنت ارتجف شوقا حبيبي
نظر لها والرغبة تلمع بعينيه لتكمل : منذ ان خرجت من المشفى وتوقفت احلامي المزعجة وانا ارتجف شوقا اليك ياسين ، حتى عندما رأيتني وانا اركب السيارة بجانب عمر كنت ارتجف لأني كنت افكر بان ارتمي بين ذراعيك واخبرك بمدى شوقي اليك
قبلها بتطلب لينظر اليها : اذن لا مزيد من احلامك المزعجة نور
هزت راسها نافيه ليقول بمكر : هلا اخبرتني الان بمدى شوقك الي
ضحكت بسعادة لتقبله بشامته : بكل سرور حبيبي
****************

بعد خمس سنوات
جالسة تنظر الي الصور الاخيرة التي التقطوها في اجازة المصيف وتبتسم على العائلة الكبيرة التي اصبحت فردا منها



عمر الله رزقه بإسماعيل هذا الطفل الذي ذو الاربع سنوات جاء يحمل ملامح عمر وعينان علياء البندقية وعندما يضحك تشعر بان الشمس اشرقت بوجهها ،مرح كوالدته واباه ويتمتع بخفة ظل وشقاوة تقفز من عينيه . علياء الان حامل للمرة الثانية بشهرها التاسع ستلد قريبا ان شاء الله
مستقران مع عمتها في الاسكندرية بعد ان بنى عمر قصر جديد بلا من المحترق
وانضم الي عائلتهم فرد جديد الا وهو صفي الذي تبنه عمتها منذ اربع سنوات ، عمر يحبه كثيرا ويتعامل معه كانه اخاه الصغير وهي تحبه وتشعر بانه اخاها الصغير فالصبي ملامحه طيبة ورقيقة ومهذب وهي ترى ان الله رزق عمتها به ليعوضها عن سنين الوحدة التي قضتها في الماضي ويعوضها عن طفلها الذي فقدته

يوسف وانجي لازالا كما هما وكلما تمر السنين عليهما يزدادا حبا وجنونا ، رزقا بلجين من نفس عمر محمد تقريبا فتاه رائعة الجمال ببشرتها القمحية وعيناها الصافية كالعسل الابيض وشعرها البني الفاتح يزيدها جمالا ، هادئة لدرجة انها تشعرها انها لا تنتمي الي هذه العائلة الصاخبة
فمحمود اتي ليأخذ شخصية يوسف المرحة وجنون انجي وقوة وصلابه ياسين ، كم تعشق هذا الطفل بعيونه الزرقاء الصافية التي تذكرها بالبحر الهادئ ، وشخصيته الاسرة التي تذكرها بياسين ، فهو قوي وملامح رجولته تشع من عيناه

بسنت ومحمد رزقهما الله بتوأم ادهم وسارة يملئان حياتهما سعادة وفرح ولا نستطيع وصف فرحة بسنت عندما اخبرتها الطبيبة انها حامل للمرة الثانية ، فكل ما كانت تتمناه طفل واحد ولكن الله اعطاها من فضله ، الحمد لله

علي يعيش حياه سعيدة مع زوجته الحبيبة الجميلة وابنته الرائعة رزقه الله بمصطفى طفل جميل وهادئ الطباع كوالده
لا تنكر دهشتها من معاملة ايه الحسنة لها ولكن من الواضح ان الزمن يغير من لا يتغير

نادين واحمد واولادهم استقروا بمصر ، ويسكنوا معهم بالقصر نادين تحسنت معاملتها لأحمد كثيرا ولهم ايضا لم تعد مزاجية كما كانت بل وتهتم بأبنائها كثيرا وكفت عن مشاجرتها المستمرة مع ياسين

نهى الله رزقها بمهند طفل عوضها عما فقدته وتستقر مع عمرو و يمني في شقتهما جيران لعلي كما كانوا دائما ولكن نهى لم تعد معها كما كانت وهذا الامر يحزنها ولكنها لا تستطيع فعل شيء ، ياسين نفسه اخبرها ان لا تشغل راسها بهذا الامر فنهى مع الوقت ستعود كما كانت

ياسر ومريم وعائلتهم الكبيرة مازالا اصدقاء مقربين لياسين وبالتالي اصبحا اصدقاء مقربين لها هي ايضا
عائلة قائمة على الحب والصداقة والوفاء ولذلك هي عائلة مترابطة وقوية وهي تحب قربهم من عائلتها

معتز الشريك الجديد لزوجها تزوج بعد عودتها الي ياسين بفترة ورزقه الله بأحمد ذو الثلاث سنوات وفارس الرضيع الصغير ، اصبح صديقا مقربا لعمر بعد ان انتقل الي الاسكندرية واصبح مسئولا عن الفرع اداريا ويعاون عمر كثيرا ، وعمر معجب بإدارته للفرع وياسين يشيد بعمله


وفاء تعيش مع زوجها واولادها حياة هادئة ومستقرة
وتظلل على اخواتها البنات وعليها هي ايضا بدلا من الخالة عائشة

اليوم عائلتها الكبيرة ستتجمع عندهم فاليوم عيد ميلاد امنيه الرابع
ابتسمت عندما تذكرت ياسين من قبل ارع سنوات يوم ما بشرته بحملها في امنيه


جلست تنتظره، فهو تأخر اليوم كثيرا عن موعده اليومي
الشهران الماضيان مروا عليهما بسعادة وهناء تفاهما كثيرا وياسين سيطر على غيرته وغضبه ايضا ، لن تنسى رحلة لبنان الذي فجاءها بها ذهبا لحضور حفل زواج بسام وجميلة وقضوا خمسة عشر يوما في لبنان تعويضا لها عن شهر العسل الذي لم يتم المرة السابقة
سمعت خطواته تقترب لتتجه وتختبئ خلف باب الغرفة
دخل من الباب ولم يراها لينادي بصوت عال : نور ، اين انت ؟
مشت خلفه ببطيء وهدوء ليلتفت لها بسرعة ويحملها بين ذراعيه وهو يضحك ، لتصيح بغضب : اريد ان افزعك مرة واحدة بحياتي
قبلها بشوق : اشعر بك حبيبتي ، اشم رائحتك حولي
جلس على الفراش ليجلسها بحضنه ابتسمت وتوردت وجنتيها لتنظر اليه تلاعب بخصلات شعرها : ما بك حبيبتي؟ اشعر ان لديك شيء تريدي ان تبوحي به
مسكت يده ووضعتها على بطنها بهدوء لتتسع عيناها ويسالها
__ انت حامل ؟
هزت راسها ايجابا وعيناها تتراقصان بفرح لتتردد صيحاته الفرحة بأرجاء المكان ، وضعت يدها على فمها : هششش ، ستوقظ القصر كله ياسين
ضحك بقوة وحملها بين ذراعيه ودار بها وهو مستمر بالضحك ، لتشاركه الضحك لينثر قبلاته على راسها ووجهها ورقبتها لتشهق من بين قبلاته : ياسين
وضعها على الفراش بهدوء وجلس امامها على ركبتيه : حقا نور ، انت حامل
هزت راسها ايجابا مرة اخرى ليسالها : تأكدت
__نعم تأكدت اليوم
__ هل ابلغت امي ؟
__ بعد صياحك وضحكك هذا القاهرة كلها علمت بأمر حملي
ضحك لتلمع الدموع بعينيه لتنظر له بصدمة : ياسين
احتضنها بين ذراعيه بحب : لا اصدق نفسي ، كم مشتاق لطفل صغير يحمل ملامحك وروحك التي اذوب بها
وقف سريعا لتقول له : الي اين ؟
__ سأبلغ امي
ضحكت وهي تتذكر كم كان سعيدا عندما اخبرته وكم ازدادت سعادته بولادة امنيه وكم يدللها ويعشقها
وها هي الان بعد خمس سنوات حامل في شهرها السادس بطفلهم الثالث بعد امنيه ذات الاربع سنوات ومحمد ذو السنتين
امنيه اتت تشبهها كما تمنى ياسين ولكنها ورثت منه الشعر الاسود والعينان الرمادية ، ولكن محمد فشبه اباه بالضبط ما عدا عيناه العسلية الجميلة
الاثنان يحملان بهجة وسعادة لهما رددت بهمس وهي تضع يدها على بطنها الممتدة امامها : يا رب احفظهم لي ولا تحرمني من اباهم ابدا
وضع يده على يدها وجلس خلفها ،
ليقبل اذنها ويهمس بها: ولا يحرمني منك حبيبتي
التفت اليه : الن تتخلى عن طباعك هذه ؟
نظر لها وعيناه تدوران على تفاصيل وجهها بحميمية : الن تعتادي نور على طباعي هذه ؟
قبلت شامته : بل اعتدت حبيبي اعتدت
وقف ليشدها من يدها ويأخذها بين ذراعيه : هيا حتى لا نتأخر عنهم ، فهم ينتظرنا
ذهبت الي المرآه لتتأكد من وضع حجابها ليحتضنها من الخلف : قمر حبيبتي ،
لفها اليه ليقبلها برقه : احبك نور
ابتسمت اليه ولفت ذراعيها حول عنقه : وانا اعشقك ياسين


تمت بحمد الله
5/10/2011


الساعة الآن 06:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية