منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t168100.html)

فداني الكون0 27-09-11 09:41 PM

116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171524061.gif

فداني الكون0 27-09-11 11:01 PM



http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171530711.jpg


الملخص
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171570081.gif

- ماذا افعل ..... لابد اننى جننت ....... ارجوك دعنى اذهب
نظر اليها بسخرية فتمتمت :
- انت لاتفهم ...... انا مخطوبة
قال ببرود :
- مازال بامكاننا ان نتكلم لو احببت
وضعت يدها على فمها فاكتشفت ان الدموع على خديها ...... غمرتها موجة سوداء من الياس فارتدت لتبدا بالركض
لم تنم حتى ساعات الفجر الاولى فقد غزاها احساس غريب بالشؤم وعندما سارعت متعثرة الى الشرفة آيقنت ان الاحساس المشؤوم قد تحقق فالمجهول الذى لم تكن تعرف اسمه كان قد رحل


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171570081.gif

فداني الكون0 27-09-11 11:16 PM



http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171570081.gif

مرحبااااااااا ياحلوين
اليوم راح انزل رواية حلوة وايد من روايات احلام وكلي امل انها تعجبكم تنال رضاكم ياحلوين
للامانة الرواية منقولة وكل الشكر والتقدير لكاتبة الرواية


اسم الرواية: سارق الذكريات
الكاتبة: ليندسي ارمسترونغ

قراءة ممتعة للجميع

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171570081.gif


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171570082.gif

فداني الكون0 27-09-11 11:19 PM

1 - عناق الغريب

بدت صخرة العشاق كبيرة تمتد فى البحر بين شاطئين , احدهما طويل ابيض بينما يستدير الاخر حول خليج ضغير مكتمل عبر الطريق تناثرت منازل , لاترى معظم اصحابها سوى فى اوقات العطلة .
من مبنى مؤلف من اربعة طبقات مواجه لصخرة العشاق خطت كولين فوربز نحو الصباح المشرق ...... كانت فى الثانية والعشرين لها شعر اسود لماع يلامس كتفيها , عينان زرقاوان رمادتيان , ووجه كلاسيكى الجمال . انقذه من مظهر التكبر ثغر جميل وابتسامة عريضة .
كانت ترتدى ثوب سباحة بلون اخضر زمردى من قطعة واحدة تحت بلوزة بيضاء فبرزت معالم جسدها النحيل بدون افراط وقفت وفى يدها منشفة زرقاء ناعمة تحدق طويلا الى البحر ...... وتتلفت حولها انها وحدها ..... فتنفست عميقا واسترخت ليس هناك عطلة مدرسية ولا اعياد ليكثر الناس فى هذه القرية الساحلية الضغيرة الواقعة على نهر ( كلارنس ) .
بدا الارتياح على وجه كولين فيما كانت تنزل السلم الحجرى الشديد الانحدار المتلوى باتجاه الشاطئ حيث رمت اشياءها على الرمال وسارت نحو الامواج .
كانت المياه جميلة منعشة القت بجسدها فى اليم وعلى مسافة منها كانت مجموعة دلافين تلعب فى المياء .
سحبت نفسها من بين الامواج الخفيفة الهادئة بعد حوالى النضف ساعة , ابعدت الشعر الاسود المبلل عن ووجهها وجبينها ونظرت الى البحر خلفها كان يمتد الى البعيد نحو الافق وكأنه فراش حريرى ازرق شاحب متموج جرح جماله قلبها , لكنها تذكرت ان قلبها سربع التقلب والتاثر ولهذا آثرت العزلة تريد ان تقرأ مافيه .
فى هذا الوقت بالذات استرعت انتباهها صخرة العشاق وقررت ان تستكشفها , كان عليها ان تعبر كثيبا رمليا , وما ان وصلت حتى رأت مايسميه السكان المحليون صخرة العشاق انها قبة خضراء ناعمة معشوشبة يحيط بها رف صخرى مسطح تشكل حدا مابين التلة الرملية الضيقة والاجمة المنخفضة من الشجيرات حيث تقع .
منتديات ليلاس
وقفت عدة دقائق متدردة بين السير حول الرف الصخرى المنبسط الحى حيث احتشد النورس ليستمتع بالمد المرتفع وبين التوجه فورا الى الوسط ولكن واقع انها لاترتدى حذاء حسم المسالة واختارت الطريق الى الوسط فسارت بحذر وترقب . فجاة ترنحت وسقطت ارض مطلقة صيحة الم حادة اتسعت عيناها رهبة حين وجدت شظية خشب قد انغرزت بعمق فى كعب قدمها فحاولت اقتلاعها بجلد وثبات ولكن الشظية انكسرت وبقى جزء منها تنهدة ساخطة وقررت التنقل على قدم واحدة حتى المنزل حيث تملك ملقط شعر تستطيع بمساعدته اقتلاع الشظية . آلمها السير على اصابع قدمها المصابة فصارت تمشى بضع خطوات ثم تجلس لترتاح متمتة
- اوه ...اللعنة ...... هذا امر سخيف
ثم تعود للسير مجددا وسرعان ماتنهار من الالم فجاة برز من بين الشجيرات رجل يحمل سلة وقصبة لصيد السمك فشهقت :
- اوه .....
فوجئ الرجل بها فوضع حمله على الارض وتوجه اليها , فصاحت :
- لقد ارعبتنى
قال الغريب موافقا بالتواء فمه :
- هذا مايبدو.... دعينى اساعدك لن اؤذيك ...... ثقى بى
وجدت كولين نفسها تبتسم قليلا :
- ليت الامر هكذا فقط ان قدمى يشلها الالم , ولا اظن ان معك ملقط شعر ؟
لاشك انها تمازحه فهو لايرتدى سوى بنطلون قصير ومن المستحيل ان يحمل معه شيئا كهذا , لاحظت بسرعة انه قوية البنية عريض الكتفين وقد وقف امامها وفى عينيه بريق التقدير والاعجاب وهو يحدق الى قدها الرشيق وثوب السباحة الاخضر الذى يلف جسدها تحت بلوزتها المبللة , فى نظرته شئ ما أسرها لفترة وجيزة , ابتسم لها فتجعدة زاويتا بجذابية جعلتها تشهق دون توقع منها , وقال :
- ليس فى جيبى ملقط شعر , لكن قد يكون معى شئ آخر فى علبة الاسعاف ...... لنر
ركع الى جانبها وامسك بقدمها , فأحست بقشعريرة غريبة وهى تتفحص خطوط ظهره القوى الاسمر الذى كان يديره اليها
سألت :
- هل ترى شيئا ؟
انزل قدمها بلطف
- اجل ........ هل يمكنك السير ام احملك ؟
ضحكت :
- لست خفيفة الوزن ...... لكن هل يمكننى التوكأ عليك ؟

قال بسهولة :
- طبعا .....
لف ذراعيه بسهولة حول خصرها ورفعها بحركة مرنة , وحاولت الاحتجاج ولكنه نظر اليها وقد ملأت ابتسامة كبيرة عينيه اللوزيتين فوجدت نفسها تبتسم هى الاخرى كطفل وضع ثقته بمن يحمله وقالت :
- وماذا عن اشيائك ؟
- ساعود لاخذها لاحق
دفع الشجيرات بكتفه فادارت وجهها نحو جسده اتقاء الاشواك .... انتابتها رغبة غريبة فى ان تضع خدها على كتفه .... حقا كولين ...... وضحكت فى سرها , وفجاة رفعت وجهها ولكنها تشنجت بشكل ظاهر ...... فسألها :
- مابك ؟
- انت ذاهب فى الاتجاه الخاطئ ...... الطريق من هناك
نظر الى عينيها الزرقاوين وقال :
- لاحاجة بك الى القلق لن اخطفك
أحست كولين باحمرار وجهها :
- انا ..... ما اعنيه ....... اننى .....
وصممت عاجزة فقال :
- اعرف ماتعنين
عرفت انه يضحك منها فى نفسه , وفيما هى تتصلب امتصاصا قال :
- اننى اخيم على الصخرة , أترين هاقد وصلنا
انزلها على الارض لكنه ابقى ذراعه حولها فوقفت على قدم واحدة تنظر حولها , كانا فى تجويف صخرى ضغير , وكان تحت اقداهما عشب كثسف , وامامهما خيمة كاكية اللون مع مظلة زرقاء متصلة بها وقد ربطت بمجموعة شجيرات قصيرة , راحت تتطلع حولها فاذا بها تشاهد منظرا رائعا للبحر والموج , والساحل الممتد بعيدا الى ما لانهاية ....
صاحت مستغربة :
- آه ...... يالها من فكرة رائعة هل انت هنا منذ مدة طويلة ؟
- منذ بضعة ايام .... ليتك تجلسين
ساعدها فجلست على كرسى قماش تحت المظلة , ثم فتش فى حقيبة ظهر واخرج علبة اسعاف ضغيرة , رفع نظره اليها وابتسامة تتراقص على وجهه قائلا :
- لم اضطر لاستخدام هذا من قبل ... لذا فلست واثقا ... اوه ... اجل ملقط , مطهر , ورباط كل ماتحتاجينه هو قماش سميك لتعضى عليه .
ضحكت :منتديات ليلاس
- اوه ... لا , شكرا ....... ساعتمد على شفتى العليا ..... اعضها , فانا بارعة فى هذا كما قيل لى .
وماهى الا دقائق حتى تلاشت قدرتها على التحمل , وكان قد اخرج شظية بطول انش على الاقل وبراس مددب حاد فيما اغرورقت عيناها بالدموع , ابتلعت ريقها وهى تنظر الى الشظية فى راحة يده ثم مسحت أنفها بظاهر كفها :
- آسفة ...... انا عادة لست ضفيعة كطفلة
اجاب وهو يصب المطهر على قدمها :
- لقد لاحظت انك شجاعة
وضع الرباط الاصق :
- مارأيك بشئ نشربه الان ؟
هزت راسها موافقة فصب قليلا من القهوة من ابريق حافظ للحرارة وأعطاها كوبا , وارتشفت القليل منه فأحست بالدفء يسرى فى جسدها وتنهدت ثم نظرت اليه مبتسمة :
- انت رجل طيب ..... وانا آسفة لانى قد آسأت الظن بك

فداني الكون0 28-09-11 12:11 AM


رفع حاجبيه متسائلا :
- من أين لك ان تعرفى ..... أترغبين فى البقاء للغداء ؟
نظرت اليه متسائلا ايضا فاضاف :
- فى سلتى اربع سمكات (شبوط) طازجة وهناك موقد جاهز , مارأيك ؟
قالت ببطء :
- يبدو .... هذا ..... ساحرا
- عظيم , ابقى حيث انت سيدتى ..... سيكون الغداء جاهزا خلال لحظات
جلست كولين فى اشعة الشمس المنخفضة تتمتع بقهوتها , يغمرها مزيج من الاحساس بالابتهال والخيال , وهى تراقب منقذها يحضر الطعام , وقد اشعل موقدا ضغيرا وماهى الا لحظات حتى وكانت سمكات الشبوط تغلى فى الزيت , وفيما هى تراقبه ياخذ بعض الجبن من براد يدوى ويقطعه بسكين حاد , خطر لها ان تمازحه فقالت له :
- ارجو ان التقى بك مرة اخرى اذا انغرزت شظية فى قدمى
هز كتفيه :
- ولكننى ارجو الا تكون شظية كهذه
سألت وهى تميل راسها جانبا :
- هل انت ....... جوال محترف ؟
قلب السمكة قبل ان يرد , ثم رش الجبن فوقها ونظر اليها بعينين خضراوين وهو يقول :
- غالبا ...... لماذا تسألين ؟
- حسنا .... تبدو مكتفيا وكأنك تعيش فى منزلك
- الم تخرجى لتخيمى من قبل ؟
- مرة واحدة , استطاعت أمى ان تجعل المناسبة خليط من رحلة (سفارى ) فاخرة ومن عذاب تدريب لقد جرت بطريقة خاطئة , لم اكن اعرف ان الامر بهذه البساطة .
نظرت حولها كان فى الخيمة اقل مايمكن وجده من معدات : كيس نوم , فراش , وسادة , مجموعة كتب , وكيس ملابس ضغير تحت المظلة بالاضافة الى طاولة مخيم والكرسى الذى تجلس عليه كان هناك قصعة ووعاء طبخ والبراد الضغير النقال , وقنديل فهزات راسها :
- كنا يومها مرهقين بالمعدات بشكل لايصدق
وراحت تتأمل وجهه انه ليس وجه جوال محترف , او على الاقل ليس كما تتصوره ملتحيا مشعث الشعر , والارجع انه .... كيف يمكنها ان تصفه ؟ انه يعطى انطباعا بان صاحبه رجل محنك , يتمتع باكتفاء ذاتى , وناضج جدا , انه وجه رزين منكب على ملاحقة الثراء او ملاحقة جاره الاقرب : السلطة .... او كليهما .
لكن جسده ناعم , قوى , يناسب باناقة , لم يكن ذلك الدمث الانيق , المدلل , المتخم قليلا من العالم الذى تجول فيه . انه رجل قانع ببساطة بالتجوال .
- مابك ؟
اجفلها سؤاله , فانتزعها من افكارها وقد احست انه كان يراقبها , فاجابت وقد علت الحمرة خديها :
- لا شئ ...... نحن لم نتعارف حتى الان ...... اسمى كولين
- كولين ........ يناسبك بطريقة ما
- صحيح ؟ اسم غريب لشخصية غريبة ؟
وضع السمكات فى طبقين , ثم قدم احدهما الى كولين
- حقا ؟ اهكذا تنظرين الى اسمك ؟
ضحكت :
لا ...... مع ان بعضهم يرى هذا ..... فى الواقع انا فخورة باسمى ..... وما اسمك ؟
- جوناش ......... معروفة عادة باسم ناش , وهو اسم غير رومانسية كاسمك
- انه اسم مأخوذ من التوراة
تناولت لقمة من السمك :
- همم .... هذا رائع
- انا مسرور لاعجابك به كولين
اكملا الطعام بصمت للحظان , ثم قالت وفمها ملئ بالطعام :
- الى اين تنوى الذهاب ؟ هل لديك خطط مسبقا ؟ او لعلك تذهب الى حيث صيد السمك ؟
- تبدين وكأنك تحبين ان تفعلى هذا انت ايضا
- انا حقا افكر بهذا ...... قد تكون نقلت لى العدوى .....ماأجمل هذا وابسطه
تساءل :
- آوه ..... يبدو انك تحاولين الهرب من شئ ما
أخرجت لولين شوكة من فمها , ونظرت اليه ولكنه كان مشغولا باكل سمكته وهو جالس على الارض متقاطع الساقين
- لماذا تقول هذا ؟
- تبدين ...... خائبة الامل
وضعت سكينها وشوكتها من يدها باعتناء وقالت ببطء :
- قد يكون هذا صحيح ........ فاتا احس ......كأننى مطوقة . وقد اتيت الى هنا لافكر , ليس سهلا ان لا تفهم نفسك ......... هل احسست بهذا يوما ؟
تاخر فى الاجابة وبدات تحس بالقلق , تصورته يتساءل عما اذا كانت غريبة كاسمها ...... ثم ضحك وتجعدت عيناه بتلك الطريقة الجذابة الآسرة للقلب , وقال :
- لاتنظرى الى بقلق هكذا , انه احساس بشرى , هل هذا بسبب رجل ما ؟
ترددت كولين ثم قالت ببهدوء :
- بل بسبب نفسى ... لماذا يفترض الرجال دائما انهم مسببو المتاعب للنساء ؟
هز كتفيه :
- لا ادرى ... يقال ان هذا يجعل الدنيا تدور
فكرت : لكن ليس دنياى ابدا , هذه هى المشكلة , ثم تنهدت تربت على معدتها شاكرة , وتدفع الطبق الفارغ بعيدا عنها قائلة :
- اتمانع لو ..... لو توقفنا عن الكلام غنى ؟ انه موضوع ممل جدا , ولايستأهل وجبة طعام رائعة
- حسن جدا ...... عن اى شئ ترغبين ان نتحدث ؟
- دعنى اقول لك شيئا , لو لم اتطفل على مخيمك فكيف كنت ستكمل بقية هذا اليوم الرائع ؟ بالمزيد من الصيد ؟
- فيما بعد ..... اجل ......... لكننى الان افضل ان اقضى بضع ساعات متكاسلا وربما فى القراءة , ثم انزل للسباحة , ثم الغوص قرب الصخور للتفتيش عن سرطان للعشاء .... ثم بعد العشاء
وهز كتفيه :
- استمع لبعض الموسيقى على ضوء النجوم , اقرأ المزيد ثم انام
نظرت كولين اليه فاغرة فاها فاكمل :
- ربما ترغبين فى الانضمام الى ؟
- الن .... الن افسد هذا عليك ؟
نظر اليها مفكرا :
- ربما ..... تزيدنها جمالا
قاطعته :
- اعنى ..... اعرف كيف تشعر وانت ترغب حقا فى ان تكون بمفردك .... وبشكل غريب هذا ماكنت اريده اليوم ..... لكن الان ..
وصمتت .... فاكمل قائلا ببساطة :
- لاتفعلى اذن

* * * * * * * * * * * * * *

فتاة 86 28-09-11 12:35 AM

هلا يا لغلة
 
فديتك حبيبتي
يعطيكي العافية
أكيد رح تعجبنا


:0041:

فداني الكون0 28-09-11 01:02 AM


كانا يجلسان امام النار , وغطاء مطرز بالنجوم فوقهما , وصوت المحيط حولهما , فى عرض البحر انوار متلالئة ضغيرة تتارجح مع التقاء اسطولين ضغيرين من قوارب الصيد على الطرف الاخر من فم النهر
كانت كولين قد وضعت سترة كبيرة فوق ثوب السباحة ... شعرها مشعث كما لو انه لم يسرحه المشط منذ زمن فقد سبحت مرتين , وريح البحر قد تلاعبت به ... لكن وجهها كان يتوهج فى اشعة النار وكأن اليوم الذى مر بها شئ ثمين جدا .
وهكذا كان بالفعل .... فقد سبحا معا وتحدثا عن كل شئ تحت الشمس الا عن نفسيهما , ثم علمها مبادئ الغطس تحت الماء , وأفتتنت بما تعلمت حتى انها أهتمت كثيرا بعملية طهو ثلاثة سراطين منكودة الحظ التقطاها.
منتديات ليلاس
كان العشاء وجبة لذيذة , سرطان , بعض الهليون المعلب , سلطة بطاطا معلبة كذلك لكن مع خس طازج وطماطم من البراد الضغير النقال , بعض الجبن والبسكويت كنهاية للعشاء , ثم جمعا معا الحطب لنار المخيم وفرش ناش بساطا حيث جلسا يستمعان الى موسيقى موزارت عبر مسجلة تعمل بالبطاريات .
نظرت اليه وهو متمدد يستند الى مرفقه يحتسى القهوة , كانت قد عرفت فى النهار انه دائما يتاخر فى الرد , أصبحت تعرف اشياء لاباس بها عنه , وأهمها انه يحيط نفسه بهالة من التحفظ , تبقى مسافة بينه وبين الاخرين , ثم هناك دائما وميض تسلية فى عينيه اللوزيتين وكان يمكن لهذا ان يثير اعصابها , لكن لم يحصل هذا ابد , اما ماتبقى فقد عرفت من حديثه وطريقة كلامه انه مثقف جيدا , وقد اخبرها انه فى السابعة والثلاثين ردا على سؤالها , ثم قدر عمرها فاصاب , وقال لها انه سافر الى اماكن بعيدة , وانه نشأة فى فيكتوريا
قالت له :
- اخبرنى عن كل الاماكن التى زرتها
- اماكن كهذه ... ام مدن ؟
- مثل هذه ........ فانا لا اتصورك تستمتع بالمدن
نظر اليها :
- سرعان ما تضجرين من البرية كولين
تنهدت تحرك القهوة فى كوبها :
- اعتقد هذا........ انها مسالة استغناء عن الناس اليس كذلك ؟ كيف تتمكن من هذا ؟ أكان الدرب قاسيا طويلا قبل .......ان يحدث هذا ؟
- ولماذا تفترضين اننى اود الاستغناء عن الناس ؟
- لست ادرى ...... شئ فى حياتك ...... وانت قلت لى انك جوال , وهذا يعنى شخصا لايحتاج كثيرا للناس من حوله
صمت يحدق الى النار ... ثم قال :
- لست محقة كليا فانا احتاج ...... الناس
- اتعنى النساء ؟
ارتفعت عيناه اللوزتيان اليها :
- من وقت لاخر؟
قالت بجفاء :
- ولكنها حاجة جسدية .... اليس كذلك ؟ لا حاجة روحية
قال :
- هذه مسالة تتوقف على اشياء كثيرة ... فاذا كانت الامرين معا , فهى بكل تاكيد اكثر من حاجة جسدية , الم يحدث معك مثل هذا من قبل ؟
- الامر .....
وصمتت تعض شفتها , ثم رفعت كتفها فى أشارة قلق غريبة , ثم ابتسمت لتضيف :
- انا مشغولة الافكار قليلا فى هذا الموضوع
- لكن ........ لست عديمة الخبرة ابدا
اشاحت وجهها عنه ثم اعادت النظر اليه
- لا
حدق الى عينيها بشدة , حتى اخفضت رموشها على عينيها الزرقاوين المخضرتين ثم قال اخيرا :
- اترغبين فى المزيد من القهوة ؟
منتديات ليلاس
علقت تنهيدة ارتياح فى حلقها , وهزت راسها بصمت , اعطته الكوب لكنها لم تستطع منع نفسها من النظر اليه وهو ينحنى فوق النار ليجلب ابريق القهوة , كان هو كذلك يرتدى سترة بحار قديمة فوق سرواله القصير , شعره الاشقر الكثيف مشعث وقد علق به الملح , وادركت فى لمحة احساس مفاجئ خطفت انفاسها , انها تحس بوجود هذا الرجل كما لم تشعر قط والواقع ان هذا الاحساس كان ينمو طوال النهار وكأنه شوق سرى ولكنه شوق بلا تفسير وهو الى ذلك محرج بشكل لايصدق .
ثم احست به يقف امامها , يقدم لها كوب القهوة فاخذته منه بيدين مرتجفتين فجاة ووضعته على الارض , انما ليس قبل ان تسكب القليل منه وتحرق اصابعها .
قالت بطريقة مفككة , مسرعة :
- انا ....... انا ...... بعد هذا ........ يجب ان اذهب ...... حقا لاشك ان الوقت متاخر جدا
لم تجرؤ على رفع بصرها اليه , واحست بخفقان بائس فى قلبها . لكن صوته كان هادئا رزينا حين قال :
- لماذا لاتبقين هنا كولين ؟
أجفلتها الصدمة لحظات , ثم قالت عن غير تفكير:
- ماذا ...... لماذا ؟
- ظننتك تعرفين .... ظننت نفسى اؤثر فيك كما تؤثرين فى ؟
رفعت نظراتها اليه :
- وهل هذا صحيح ؟ لم اكن اعرف ........
صمت تعلق سفتيها فاجاب بسرعة :
- أجل ...... انت تؤثرين فى
ومد يده
أمسكتها ببطء وتركته يوقفها على قدميها , ثم همست وقد توردت وجنتاها :
- كيف عرفت ؟ انا لم ...... وهل انا شفافة لهذه الدرجة ؟
لف اصابعه حول معصمها :
- وهل الامر مهم ؟
وضع يده الاخرى تحت ذقنها وأدار وجهها اليه :
- أيجب ان تخفى هذا ؟
تمتمت :
- لكنك تمكنت من اخفاءه
- هذا لاننى لم ارغب فى اخافتك ...... ولو كنت تذكرين تساءلت كثيرا عنى
- اعرف .....
- والان ؟
رفرفت جفنيها بحيرة :
- الان ؟ أيمكن لهذا ان يحدث هكذا ؟ أحس اننى احلم
رفعت اصابعه ذقنها
- يمكن ان يحدث كما ترغبين كولين
حبست انفاسها :
- ماذا ....... تعنى ؟ انا لا ....... انا لاافهم ؟
- اعنى ........ ان بمقدورك ان تقول لى ماذا تريدين وسافعل او بامكانك .... بامكاننا التحدث ......او ...... يمكن ان نستغنى عن الكلمات ....... الامر عائد اليك
انزل يده عن ذقنها ووقف ينظر اليها , ارتجفت كولين من راسها حتى اخمص قدميها , وارتفعت يداها من غير وعى منها وعقدتهما لتبد بقول شئ , لكنها امتنعت بارادتها الكاملة , وهذا ماستذكره الى الابد . تحركت الى مابين ذراعيه .
كان عناقا طويلا بطيئا لايشبه شيئا عرفته من قبل , تعانقا وذابا معا , كانت نبضاتها تخفق بنغم رتيب مهتاج , ثم عادا الى العناق بجوع غريب .
امسك بيديها خلف عنقه ونظر الى عينيها بارتباك , بحركة غير واعية آرخت تشابك اصابعها لتتمكن من الغبث بالخاتم الذى كان عادة فى اصبعها اليمنى .
كان هذا كاطلاق النار .... انزلت ذراعيها من عنقه وهمست بصوت مدمر وقد امتقع وجهها :
- ماذا افعل ؟ لابد اننى جننت .....آه ........ ارجوك دعنى اذهب
نظر اليها بثبات فترة بدت عمرا ........ وضاقت عيناه بسخرية
فتمتمت :
- انت لاتف.......تفهم .... انا نخطوبة ........ وكل ترتيبات الزواج تامة
اجفلتها ابتسامته وقالت :
- لا ادرى ماذا تظن بى
تركها وارتد الى الوراء , قال ببرود :
- كان علينا ان نتحدث اولا لكن مازلا بامكاننا ان نتكلم لو أحببت
وضعت يدها على فمها واكتشفت ان الدموع على خديها ..... فظاعة ماكادت تقدم عليه مع فظاعة محاولة ان تشرح غمرتها بموجة سوداء من اليأس فارتدت على عقبيها لتبدا الركض , لم تكن متاكدة انه يلحق بها وبعد ان خفت الظلمة امامها ارتدت لتعرف السبب فاذا بها ترى نور مصباح يدوى يتحرك خلفها , وأدركت انها فقدت كل احساس بالاتجاه , ولاتعرف الى اين تذهب , فابتلعت ريقها وتنفست بعمق .
لقد تاخر الوقت , سمعته يناديها وقد تلاعب نور المصباح عليها , وقفت مسمرة وكأنها التمثال عندما دنا منها تساءلت بخوف عما ينوى ان يغعل , لاشك انه غاضب .
حين توقف أمامها , كان الذى راته يعتم عينيه هو الغضب , قال ببرود :
- انت مجنونة

فداني الكون0 28-09-11 01:18 AM

مجنونة
- اعرف ..... لكن ارجوك لا
- لا .... ماذا ؟ انا لا اخذ من المراة شيئا بالقوة .... فى هذه اللحظات بالذات لااستطيع التفكير فى هذا ياحلوتى , فاطمئنى بالا
حدجها بنظراته الساخرة من راسها الى اخمص قدميها فتوردت وصرت على اسنانها :
- اذن ..... لماذا لحقت بى ؟
- لانك قد تدقين عنقك , وهذا الامر لن استطيع اصلاحه بسهولة كما حدث مع الشظية وثمة اسباب خاصة تجعلنى لا ارغب فى ان تدقى عنقك ..... اشعر باننى مدين بهذا لخطبيك
أغمضت عينيها وابتلعت ريقها عدة مرات , ثم قالت ببطء :
- حسنا جدا ....... هل ارشدتنى الى الطريق ..... فانا ضائعة
كانت رحلة غريبة صامتة , وتنفست ساخطة حين ادركت انها لم تكن بعيدة كثيرا حين لحق بها
قالت فجاة :
- شكرا لك ..... استطيع تدبرامر نفسى من هنا
لوح بالمشعل ثم تركه يسكب نوره على سيارة لاندروفر متوقفة هناك , وقال فجاة ايضا :
- هذا لى اذا كان طريقك بعيدا , فلا تتظاهرى بالبطولة لن تعرفى ابدا ماقد يواجهك فى مثل هذاالوقت من الليل ربما تواجهين رجلا غير متفهم مثلى
خنفت العبرة التى ارتفعت الى حلقها , واشارت الى الطريق :
- المكان قريب هناك ....... صدقا
تفرس فيها , ثم هز كتفيه وارتد مبتعدا :
- وداعنا اذن ....... كان لقاؤنا ....... مثيرا للاهتمام
ذبلت ببؤس امام سخريته :
- انا ....... آسفة ..... انا ..
ثم صمتت وهى ترتعش فعقدت ذراعيها حول صدرها :
- انا .... آوه مازلت ارتدى سترتك ........ هاك .....
ارتد قليلا :
- فلتبق معك
ترددت وتكورت شفتاها لتقول شيئا او ربما لتلفظ باسمه متوسلة , ولكنه سارا مبتعدا عنها حيث ابتلعه الظلام , ولم تعد ترى منه سوى نقطة الضوء التى يلقيها مصباحه , راقبته حتى غاب عن ناظريها ثم ارتدت مبتعدة لتتابع الطريق الى المنزل , ولكنها لم تنم حتى ساعات الفجر الاولى , وكان نوما قلقا مضنيا يغزوه احساس غريب بالشؤم , حين اخرجت نفسها اخيرا منه سارعت مترددة الى الشرفة , فاحست ان ذلك الاحساس المشؤم قد تحقق فالاندروفر كان قد ذهب


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171650871.gif

فداني الكون0 28-09-11 01:50 AM



2 - عينان ساخرتان

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171650871.gif

بعد ستة اسابيع من هذا , تسلقت كولين آخر بضع درجات باتجاه باب دارها تبحث بياس عن المفتاح , ثم دخات كالعاصفة لترد على رنين الهاتف الحاد وتقول مقطوعة الانفاس :
- آلو ؟
- كولين ؟ اهذه انت ياحبيبتى ؟
- اجل امى لقد وصلت لتوى وقد سمعت الهاتف يرن وانا اقطع الممر الخارجى
- كنت ساحاول مرة ثالثة , أكان يومك حافلا ؟
كشرت كولين :
- بل كان تافها .... ماذا تفعلين وابى هذا المساء ؟
- نقيم حفل عشاء
انزلت كولين حقيبة يدها من كتفها , وانتزعت قرطها :
- آه
قالت امها باشراق :
- اجل ..... المدعو شريك عمل لوالدك ....... انه رجل مثير للاهتمام .......نتمنى لو تاتى ......... ولهذا اتصلت بك
نظرت كولين الى ساعتها وقالت على مضض
- امى ........ تاخر الوقت قليلا ........ ولا احس برغبة للاجتماعات
قالت تيسا فوربز بقلق :
- حبيبتى .......منذ عدت من رحلتك الغامضة الى ( نيو ساوث وايلز) وانت فى مزاج غريب ....... فهل من خطب ؟ هل هناك ماترغبين فى البوح به ؟ لن اضغط عليك , انما ..... الغاء موعد الزفاف مثلا , صحيح اننى لا اريد منك ان تتزوجى الا اذا كنت واثقة كل الثقة ........ لكن ........ هل فعل لوكاس
قاطعتها كولين :
- لاشأن للوكاس بالامر ....... بل اشعر اننى ........ لست ادرى .......... ولا اعرف كبف اصف ما احس به ..... قلقة
كانت نبرة صوتها غريبة ملؤها المرارة , فسألت الام :
- وهل حدث ما يجعلك تشعرين هكذا ؟
فكرت كولين : اجل ليتنى استطيع ان انسى
قالت بقلق :
- لست فى الواقع
تسألت لماذا لا تستطيع الافضاء لامها بمقابلتها لذلك الرجل الذى تعلق به قلبها
قالت تيسا ولو بشئ من القلق :
- حسنا اذن ......... لقد احسنت عملا ......... ومن حسن الحظ ان لوكاس صبور جدا
- عندما يكون مرشحا للزواج بوريثة ثروة فوربز يمكنه تحمل الصبر
صمتت امها فترة طويلة , ثم قالت بشئ من الارتباك لا يشئ من الزجر
- حبيبتى ......... ليس لوكاس هكذا ...... كما تصفين
اغمضت كولين عينيها :
- لا ....... لا ....... انه ليس كما وصفت ....... ماكان على ان اقول هذا
- كولين لماذا لاتاتين الليلة على العشاء ؟ ستكون مناسبة للتغير من الضجر ...... على الاقل
تنهدت كولين :
- انا ........ حسن جدا
كانت الساعة قبل السابعة والنصف حينا أوقفت كولين سيارتها الضغيرة الرياضية تحت قنطرة المنزل الرائع الذى طالما اعتبرته بيتها , يقع منزل والدها على حنية من حنايا نهر ( نيراغ ) وهو عزبة اراضيها واسعة , جلست للحظات تحدق امامها ثم ترجلت من السيارة تنفض تنورتها , كان فستانها بلون اللافندر الازرق , بلوزته دقيقة التثنية , وتنورته ملتصقة ومع ذلك فيها ياردات من القماش الناعم , كان كتفاها ترتفعان برقة , ولم يكن يزين عنقها شئ اما الحلية الوحيدة التى تتزين بها فخاتم خطوبتها الالماسى , كان شعرها الاسود منسدلا ليغطى كتفيها , وكانت قد امضت بضع دقائق زائدة لتعتنى قليلا بوجهها , والنتيجة رائعة لكنها دون المطلوب .
منتديات ليلاس
حياها ستايسى مستقبلا عند الباب كما كان يستقبل الجميع فلانت تعابير وجهها , فستايسى هو فرد من افراد منزل فوربز كان هو ووالدها جندين نظاميين , ويعرفان بعضهما البعض منذ تخرج والدها من الكلية الحربية الملكية , بينما ترقى سايمون فوربز الى رتبة مايجور جنرال واصبح يحمل رتبة فارس ظل ستايسى قانعا بان يكون مرافقا له .
ما ان تقاعد السيد سايمون من الجبش , ليصب اهتمامه على رعاية الاعمال العائلية حتى انتقل ستايسى معه الى منزله وقام بعدة ادوار مختلفة , حارس شخصى . سائق مثلا ... وكان من الصعب تصور العائلة بدون ستايسى , حيا كولين بحرارة وقال لها ان والديها ينتظرانها فى غرفة الجلوس .
كانت غرفة عظيمة فيها سجاد عاجى اللون , ومقاعد مفروشة بقماش عاجى ايضا , ومقاعد عادية ذات لون اخضر ناعم فيها اطارات مطرزة وقوائم محفورة انها غرفة تجعل المرء يلتقط انفاسه , وهذا مافعلته كولين , لكن لسبب مختلف فقد رأت وهى واقفة عند العتبة والديها يقفان على الشرفة خلف الغرفة متشابكى الاذراع وامها تضع راسها على كتف ابيها .
منتديات ليلاس
أحست بقلبها يخفق بحدة لرؤية الشخصين اللذين تحبهما اكثر من أى شئ فى الدنيا الشخصين اللذين هما اكبر من الوالدين التقليديين , ربيها باهتمام كبير وحب كثير , والدها لطيف مثقف , وامها ذكية محبة , التفتت امها فلما شاهدتها لمعت عيناها بحرارة , لكن كولين لاحظت وهى تتقدم لتقبلهما ان والدها يبدوا متعبا , فقالت بلهفة :
- أبى ....... ماذا كنت تفعل ؟ تبدوا وكأنك ........
سألها مبتسما:
- عجوزا ؟ انا اتقدم فعلا فى السن ياحبيبتى........ اترغبين فى شراب ما ؟
- شكرا ... لكننى لم اقصد .....
وصمتت تتقبل كوب عصير من والدها , ثم رن جرس الباب بنغم موسيقى , ادركت ان لا فكرة لديها عما من يقيم والدها الحفلة على شرفه
- على فكرة..... من ........
ظهر ستايسى فى الباب متمتما :
- السيد مودراون ....... ياسيدى
تنحى جانبا ليدخل رجل طويل اشقر الى الغرفة , فى الوقت ذاته كادت كولين تشرق بشرابها
لايمكن هذا ..... انها لاتصدق ......سعلت وارتدت مبتعدة فسارعت امها محاولة ربت ظهرها ....... آه ...... يالله
تمتمت لامها :

فداني الكون0 28-09-11 01:52 AM


- لا ....... انا بخير
ارتدت على مضض كبير فرأت والدها مادا يده لاستقبال ضيفه , اما جوناش مودراون فكان ينظر اليها مبتسما ابتسامة خفيفة ولكن فى عينيه نظرة سخرية ثم تلاشت تلك البسمة وتلك النظرة حين التفت اليه والدها وقال بطريقتة الوقور القديمة الطراز :
- اهلا بك فى منزلنا ناش , هل لى ان اقدم لك زوجتى .... تيسا , وابنتنا ...... كولين , اؤكد لك انها غير معتادة على استقبال الضيوف بهذه الطريقة .
ابتسم بخبث ثم سأل كولين :
- هل انت بخير الان ....... حبى ؟
- بخير .......
ولكنها وجدت ان عضلات حنجرتها متشنجة , مدت يدها كما فعلت امها ولكنها لم تستطيع النظر اليه , وقالت :
- كيف حالك ؟
ماتخشاه قادم لاشك انه سيقول : لقد سبق ان تقابلنا او انها وقعت ارضا فى المرة الاخيرة التى حيتنى فيها .
لكن ناش مودراون لم يردد شئ من ما تخيلته , بل اكتفى بان امسك يدها حتى اضطرت الى رفع بصرها اليه ثم قال :
- ياله من اسم غريب ... كيف حالك كولين ؟
فيما كان جزء منها يتنفس الصعداء , كان جزء آخر يجد نفسه فى بؤرة من المشاعر المختلفة التى تتحدى كل الوصف , مع ان السخط المرير كان احد هذه المشاعر وكانت تشعر به خاصة عندما تستقر العينان اللوزيتان الساخرتان على وجهها .
قالت الام :
- انه غريب فعلا ...... اليس كذلك ؟ اسمها فى الواقع كلودالين , لكننى الوحيدة التى لاتختصره , وقد ظللت عدة سنين اقول ان الاسم بدائى ولكننى لم اجد قط معناه
قال ناش وكأنه لم يسمع كل هذا من قبل :
- حقا ؟
ابتسمت تيسا ودست ذراعه بذراعها بطبيعية :
- اجل ...... حقا ....... والان تعال ......... دعنى اقدم لك شرابا
راقبتهما كولين وهما يبتعدان , راسه محنى باهتمام نحو امها , اغمضت عينيها
قال ناش مودراون بعدما عادوا الى غرفة الجلوس لتناول القهوة بعد العشاء :
- كان عشاء لذيذا لايدى فوربز
فكرت كولين بجفاء : لا لم يكن لذيذا واخذت تعبث بخاتم الخطوبة وتضغى بنصف انتباه الى الحديث , كان الطعام فى فمها كنشارة الخشب , ولن تصدق ان هذا ليس كابوسا يتراءى لها ..... جوال محترف .... هه ؟
نظرت الى الاريكة التى تتشاركها امها مع الضيف , بدا وكأنه فى منزله , وكأنما بذلة العشاء السوداء صنعت خصيصا له , وهذا ماهو صحيح على الارجح , ومقدمة قميصه الابيص الناصع مكوى ومنشى , شعره الاشقر الكثيف ناعم ومرتب , بدا وكأنه اى شئ سياسى ناجح او قطب من اقطاب المناجم , اى شئ الا جوال محترف قانع بالسفر الى البعيد هاربا من الاضواء والثروة .....آه ........ كولين ... ما اشد غبائك فكرى انك فى الاسابيع الستة الاخيرة كنت تعيسة كل التعاسة وتتساءلين بالفعل عما اذا كان يجب عليك ان ترمى كل شئ من اجله , من اجل اسبوع او سنة او اى مدة كان يريدك فيها .
خرجت من افكارها المؤلمة منتفضة لترى ان امها تنظر اليها باستغراب , فقالت بهدوء :
- انا آسفة ....... كنت احلم
قالت الام :
- كنت اخبر ناش عن لوكاس
تقوقعت كولين من الداخل , ولكنها تمكنت من التقاء النظرة اللوزية بهدوء وسمعته يتمتم :
- لك افضل تمنياتى
فى صوته سخرية لم يلاحظها احد الا كولين :
- شكر لك
- ومتى اليوم الكبير ؟
سارعت الام تقول قبل ان تتمكن كولين من الرد :
- لم نقرر حتى الان
ابتسم لكولين ورفع حاجبيه متسائلا :
- آوه
ارتد راسه عن تيسا فوربز وكان فيه الكثير من الوقاحة . فعضت كولين شفتها وكبحت رغبة فى النهوض لتصفعه
اضاف :
- حسنا جدا , هذا من حق السيدة كما اعتقد
قالت تيسا بحبور :
- لاتشجعها ..... قل هل انت متزوج ؟
- لا
قالت والدة كوالين بصراحتها المعهودة :
- الان ...... هذا مايدهشنى ....... اعنى انك استطعت المرواغة , ظننت ان الفتيات يقفن فى الصف انتظارا لهذا الشرف , ولكن كثيرا ما اخطى فى مثل هذه الامور , اليس كذلك سايمون ؟
قال السيد سايمون ممازحا :
- اعتقد ان هذا هو سبب اختيارك لى
- بالتاكيد ولكننى اخترت افضل رجل
تحركت كولين بقلق فى مقعدها , لكن ناش مورداون ضحك وتابع الحديث بسهولة , مع ان من يعرفها جيدا يعرف انها هادئة على غبر عادة , تابع لعبة الادعاء بانه لايعرفها بشكل رائع , ولكن نظرات غريبة كانت تتحدث كثيرا اليها , لو يظهر اى دليل على اضطرابه لصمتها الذى لم تكن قادرة على الخروج منه , فى الواقع كان الضيف المثالى يظهر الاهتمام بحياة والدها العسكرية , عارفا بامورفن عصر النهضة الذى هو هوس امها .
ماصدم كولين انه لم يجرى اى نقاش على صعيد العمل لكنها تعرف ان اباها مستمسك بالنظرة القديمة الطرازالتى تقول ان على الرجل عدم مناقشة مثل هذه الامور امام السيدات , وهذا ما كان مثار غضبة زوجته وابته عادة .
لكن الضربة القاضية حلت حين تحرك ناش مودراون ليغادر , فقد امسك يده وترك عينيه تتجولان عليها من راسها الى اخمص قدميها .
قالت كولين لامها فيما كان ابوها يرافق الضيف الى سيارته :
- لا افهم ....... من هو ؟
ردت تيسا مفكرة :
- رجل فى غاية الثراء
وتنهدت بطريقة غير عادية
- وماذا فى هذا ؟
املت كولين الا تنتبه امها للسخرية التى بدت فى كلامها لكنه امل ضائع فقد غاصت تيسا فى مقعد
- لايعجبك .... اجد هذا غريبا ؟
تحركت كولين بقلق :
- وهل هذا مهم ؟ انا ..........
صمتت قليلا ثم اردفت باسف :
- كان على البقاء فى منزلى ...... لم اقصد ان اكون فظة مع ضيفكما ....... لو عرفت المزيد عنه .....
وجلست صامتة فسألها والدها وقد عاد الى الغرفة :
- عن ناش مودراون ؟ وماذا تريدين من معلومات عته ؟
قالت عاجزة :
- حسنا ........ اى نوع من الشريك هو ....... ومنذ متى تعرفه .......... ولماذا ؟
قاطعها بابتسامة متوترة :
- انه يتراس عدة مجموعة ضخمة من الشركات , لواحدة منها علاقة وطيدة بعملى , لم اعرفه منذ مدة طويلة مع انه مشهور ليس فقط بسبب صيته الذائع بل بسبب ابيه ......... ويجب ان اعترف انه اعجبنى
فتحت كولين فاها لتقول انها لم تسمع بالاسم من ذى قبل , لكن شيئا ما فى الطريقة التى ارتد فيها والدها عنها , اوحى لها بانه لاريد الكلام فى هذا الموضوع فترددت وقالت :
- ابى ....... انا آسفة
ارتد اليها ونظر اليها متفهما :
- لاباس عزيزتى فكل منا اخطاؤه
ثم أضاف :
- مارأيك بفنجان ساخن يساعدك على النوم يافتاتى ؟ أظنك بحاجة الى شئ ما قبل ان تذهبى
قادت كولين سيارتها الى منزلها وهى تحس بعقدة الذنب هذا عدا ذكر الغضب والارتباك , كانت غاضبة ليس فقط من ناش مودراون ونظرته المهينة لها , بل من القدر الذى وجد من المناسب رميه لى وجهها هكذا وهو القدر نفسه الذى جعلها من القلائل الذين لم يسمعوا باسم جوناش مودراون او ابيه , وجهت سياتها الى مدخل74102 كراج المجمع السكنى الذى يحوى شقتها واطفأت السيارة ثم اسندت راسها الى ظهرمقعدها وقالت مفكرة لنفسها : اعتقد ان افضل ما افعله هو نسيان كل شئ , لايمكن الغاء ماجرى ..... انسى , وهل نسيت اننى لم اتوقف لحظة عن التفكير فيه فى الاسابيع الستة الماضية ؟ اتظنين ان اكتشافك خداعه قد يغير ماتشعرين به تجاهه
تمتمت بصوت مرتفع :
- ولم لا ؟ فانا لم اتعمد خداعه
صمتت وهى تحس بالتورد المألوف يتصاعد على خديها وهى تفكر فى عناقه الشغوف , ثم صرت على اسنانها فى محاولة منها لاحضار صورة لوكاس الى علقها , لوكاس مديد القامة كناش ولكن جسده انحل وهو ذو عينين رمادتين تومضان بفتنة عندما يتحدث عن حياته العملية التى يحبها بشغف فهو باحث كيمائى .
ولكن مااستطاعت رؤيته فى خيالها عينان لوزتيان باردتان واحساس غريب فى قلبها , وهذه اشارت تعرفها خير معرفة , ترجلت من السيارة بسرعة صافقت الباب خلفها .
فى اليوم التالى تناولت كولين الغداء مع صديقتها فيوليتا آشلى المعروفة باسم (ليتا ) , كانتا فى المدرسة معا لكن فيوليتا متزوجة الان بمهندس يعمل احيانا مع قسم الديكور الداخلى فى المؤسسة التى تعمل كولين فيها . بعد التحيات المعتادة والسؤال عن المنزل الذى تبنيه ليتا ونويل سمعت كولين نفسها تقول :
- ليتا , هل سمعت بشخص اسمه جوناش مودراون ؟
ضاقت عينا ليتا مفكرة :
- ومن لم يسمع به ؟
عبست كولين :

فداني الكون0 28-09-11 01:54 AM


- انا ..... علمت ان والده شهير ايضا
- اجل ....... ريتشارد مودراون , كان سائق سيارت سباق شهير وكان لا منازع له وقد بدد ثروة العائلة عدة مرات , وكان من حسن حظه ان رزق بابن تمكن من استرداد الثروة , خاصة بعد هرب الاب مع صديقته وزواجه بها
رفرفت كولين عينيها عدة مرات :
- كررى ما قلت ؟
ابتسمت ليتا :
- اين كنت طوال هذه السنوات ؟
ردت كولين صادقة :
- لا استطيع تصور هذا ........ اننى اكره سباق السيارات ولعله السبب الذى جعلنى لا اسمع به
- حسنا ...... بوصفى زوجة مجنون سيارات فانا انسب شخص لاعطيك ماتريدين من معلومات , الوضع ان ريتشارد مودراون كان ينظر بازدراء الى اهتمام عائلتة بالتجارة , فانطلق بعدما ورث ارثه الكبير وهو الابن الوحيد , الى تبديد ثروته على السيارت السريعة والنساء , مع انه كان متزوجا من امراة انجبت له ابنا وهو جوناش بعد موت زوجته اغرم ريتشارد بصديقة ابنه ناش , ومن حسن الحظ ان ريتشارد لم يرث كل ما حققته عائلة مودراون صناعيا عبر السنيين فقد كان له عمة عانس ذات بعد نظر لم تورثه حصتها بل اورثتها لابنه , تقول الروايات ان ناش مودراون ضاعف تلك الثروة الضغيرة اضعافا مضاعفة , واصبح الان اكثر ثراء من ما كان والده يوما , وتمكن من التشامخ عليه وعلى صديقته السابقة التى هى الآن زوجة ابيه
صمتت ليتا قليلا ثم قالت بلطف :منتديات ليلاس
- حبيبتى ..... ستدخل فمك ذبابة ان بقيت فاغرة فاهك هكذا
اقفلت كولين فمها ثم سألتها ليتا :
- أخبرينى ...... لماذ يأسر كل هذا اهتمامك ؟
- انا ........ انا ...... التقيته مؤخرا .......... هذا كل شئ
ابتسمت ليتا :
- اعتقد على الرغم من الاختلاف البين بين الاب وابنه ان بينهما شيئا واحد مشترك تاثير مدمرفى النساء
قالت كولين :
- اذن هو يعلق ويهجر ...... اليس كذلك ؟
هز ليتا كتفيها :
- كان فى حياته الكثير من النساء حسب قول الجميع , ولكن لم تتمكن احدهن من ايقاعه فى شباكها ..... كيف التقيت به ؟
رددت ببطء :
- عبر والدى
انهت ليتا قهوتها :
- كيف حال لوكاس ؟
- بخير
تمتمت ليتا :
- عظيم
كانت تهم بقول شئ ما ولكنها غيرت رأيها وقالت :
- ستاتيان معا الى حفلة تدشين منزلنا الجديد , اليس كذلك ؟ لا استطيع تحديد الموعد بالضبط ولكن ذلك سيكون بعد حوالى ستة اسابيع , هذا اذا لم يغير نويا رأيه ويقرر هدمه والبد من جديد
ضحكت كولين :
- لن يفعل هذا ...
- صدقينى عزيزتى انه مهوس بجعله منزلا كاملا
قالت كولين بحرارة :
- وانا اراهن انه سيكون كاملا
نظرت الى ساعتها ثم اضافت مبتسمة :
- حان وقت عودتى الى العمل على اخشى
رفعت ليتا حاجبيها :
- خلتك تحبين عملك
- احبه ........ احبه

فداني الكون0 28-09-11 02:01 AM

لكن عندما عادت الى وظيفتها المحببة اضطرت للاعتراف انها تشعر بالقلق حتى فى العمل . وهذا مازاد من قلقها فهى تحب عملها فعلا
تمتمت : اللعنة عليه , لكنها توقفت عن النفكير فى ما سمعته عنه لتوها . فكرت : لم انضم على الاقل الى صف العشيقات المنبوذات , يبدو ان على المراة الابتعاد عن هذه العائلة , واتساءل عما اذا كان هذا كله صحيحا , لكان ليتا لاتستسلم لاشاعات عابرة ..... انما ...... هذا يبدو .....يبدو شاذا , على اى حال الامر لا يعنينى والحمد لله ...... ربما معرفتى بالنساء فى ماضيه سيساعدنى على النسيان
مرت الايام دون ان يحدث تغير كبير فى حالتها , وكان هناك لوكاس لتتعامل معه , ليس كمجرد صورة ذهنية من الصعب استحضارها . حضرت له العشاء فى احدى الامسيات , واتفقا على قضاء يوم الاحد التالى معا , امضيا امسيتهما بهدوء ولم يذكر فيها خطط الزفاف المتوقع , ولكن عانقها مودعا بحرارة غير عادية , ووجدت انها متاثرة بشكل لا يصدق ومستعدة للتفكير فى الزفاف مجددا , ووجدت انها انها تحاول كذلك تحليل علاقتهما .
انها تشعر بالامان مع لوكاس , هذا امر مهم لها , فهو يعرف كل شئ عن الاوقات العصيبة التى مرت بها مع خطيبها السابق ديك , لكن ما كان يقلقها احيانا هو عدم ثقتها باى علاقة جسدية , مع انه كان قانعا بالانتظار حتى يتزوجا . فكرت ان هذا ماتتصوره عن تودد ابيها لامها , وماتحمله زواجهما بكل تاكيد , وتابعت تفكيرها الثاقب : فى الواقع هناك اشياء بشأن لوكاس تذكرها كثيرا بوالدها , طباعه , تربيته التى كان يفتقر اليها ديك ...
اذن لماذا تحس احيانا بهذا الشك ؟ لماذا تحس ان هناك مخاطرة كبيرة فى الزواج برجل لاتحبه حقا ؟ هكذا يجب ان يتم الزواج , فان كان هناك من يعرف مدى الخداع الذى يصل اليه الحب ... فهى اعلم الناس بذلك .
ثم هناك قناعة لوكاس الهادئة فى انه يحبها . ماذا دهانى ؟ يبدو اننى على وشك ان اجن , ربما تعانى العروس عادة من لحظات ذعر , ان ناش مودراون يمثل شيئا حرا غير مقيد غير موقع , وغير مختوم , اجل هذا جزء من الجاذبية , ارتعشت فجاة وعادت للتفكير من جديد فى لوكاس .
كان يوم الاحد حارا ورطبا , اتفقا مع بعض الاصدقاء على الذهاب الى حفلة (روديو ) بعد الظهرفى بلدة (نيرانغ ) , ثم بعدما توجه لوكاس بها الى منزلها قالت باندفاع فورى :
- خذنى الى منزل والدى , اظن ان السباحة فى مسبحهما هو الشئ الوحيد المفيد فى هذه الحرارة , ففى البحر ستكون الرياح شديدة
غير لوكاس اتجاه سيارته بسرور , وسألته :
- امتاكد انك لاتريد السباحة معى ؟ أضمن لك ان يقدما لنا المرطبات الباردة , وقد يطعماننا
ضحك لوكاس :
- يبدو هذا مغريا , ولكنى وعدت ان العب لعبة اسكواش وقد اجلتها عدة مرات , كما اننى بحاجة للتمرين
ضحكة كولين :
- من يسمعك يظنك بدينا
- الوقاية خير من قنطار علاج , فالبدانة قد تصيب حتى النحيفين
نظر اليها بوقار ولكن عينيه كانت تومضان وراء نظارته , فاحست كولين بموجة حب تغمرها وقالت بصوت أجش :
- انت النحيف المفضل عندى ....
تغير لون عينيه , فظنته سيوقف السيارة ولكنه اعاد تركيزه على الطريق وتابع القيادة , كان فى الطريق الداخلية الى منزل ذويها سيارة رولز رويس زرقاء فعبست , توقف لوكاس قائلا :
- اهو شخص تعرفينه ؟
- لا .... ولكن اذا كانا هنا يوم الاحد فهذا يعنى المرح , فامى تحافظ على نظام متزمت يوم الاحد وان استقبلت احدا فهذا يعنى انها تستمتع بصحبة هذا الضيف , هل سنذهب الى السينماء مساء الثلاثاء ؟
وبدأت تجمع اغراضها ثم نظرت اليه متسائلة , فمال نحوها يلثم وجنتها
- ولم لا ؟ ....... احبك كولين
كان يوم الاحد يوم عطلة ستايسى فكان ان دخلت كولين الى المنزل مستخدمة مفتاحها , تعرف ان والديها والضيوف يقضون وقتهم قرب المسبح على الجانب الاخر من المنزل , ترددت قليلا ثم وجدت انها مغبرة مشعثة ومن الافضل لها ترتيب نفسها وترتدى ثوب سباحة .
مازالت تحتفظ بغرفة نومها حيث فيها بعض الملابس , الثوب الذى ارتده كان من قماش مطاطى ذى لون وردى مشطت شعرها , ثم حملت منشفة بيضاء ناعمة وخرجت من الغرفة .
كانت فى منتصف الطريق نزولا فى الممر المغطى بالسجاد السميك الذى يقود الى شرفة المسبح , حين انفتح الباب الخرجى وسد المدخل شخص طويل , غير واضح الشكل وغير معروف تقريبا بسبب وهج الشمس خلفه
تقريبا . انما ليس تماما .


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171650871.gif

فداني الكون0 28-09-11 02:05 AM


3 - على صفيح ساخن
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171650871.gif
- ماذا تفعل هنا ؟
خرجت الكلمات من كولين قبل ان تتمكن من ايقافها , مع انها اوقفت سيرها وكأنها اصيبت بطلقة نارى .
لكن ناش مورداون لم يظهر مثل هذه الدهشة , مع انه توقف وقد استند الى الباب يرفع حاجبيه متسائلا , ثم شبك ذراعيه على صدره , لاحظت كولين انه لايرتدى غير شورت قصير كحلى اللون , تابع تأمل قدها الرشيق بصمت .
لعقت كولين شفتيها وانتقلت من الصدمة والغضب المفاجئ الى الاحساس بحرج ابله .
قالت :
- ارجو عفوك ..... انها فظاظة منى .......... ولكننى لم اتوقع ........ انت آخر من توقعت رؤيته ........
وصمتت , تكره نفسها لانها واقفة هكذا عاجزة عن الافصاح عما تريد قوله , لوت ابتسامة خفيفة شفتيه وكأنه قادر على قراءة افكارها .
سأل برقة :
- لم تتوقعى رؤيتى أم أملت عدم رؤيتى ثانية ؟
ردت وقد عادت اليها روح التحدى :
- اجل ..... هذا ما قصدته
لكن كتفيها هبطتا فالامر كله مربك , علمت ان والديها سيكتشفان وجودها وهذا يعنى الا طريق للهرب , استقام ناش مورداون , وتقدم اليها مباشرة حتى اضطرت الى رفع راسها لتنظر الى عينيه اللوزيتين بعينيها النجلاوين القلقتين
تمتم :منتديات ليلاس
- اعتقد اننا مضطران الى الاستفادة من وجودنا ... اما .... سرك ..... سرنا ففى امان معى ....
- اى سر ؟
وكادت تصيح احباطا بسبب سخرية عينيه :
- يومك الضائع معى كولين .....ذلك اليوم الذى نسيت فيه كل شئ عن لوكاس ...... اليس هذا اسمه ....؟ ........ اجل ....... وهو شاب لطيف كما تؤكد أمك .... ايعلم مدى ضعفك امام جاذبية العبث مع غرباء ؟
ضاع جوابها لحسن الحظ بسبب دخول امها التى وقفت مذهولة ثم اندفعت بكلام غير مترابط :
- خلت اننى سمعت اصوات حبيبتى ........ ولم اعرف انك هنا ...... يالها من مفجاة , ماالطف هذا , سنتناول عشاء بارد حول المسبح , وها نحن الان اربعة .
صمتت وكأنها ساعة انهت دورانها وبدأت تبطئ لتتوقف اخيرا , ابتسمت كولين فليس من عادة امها ان تكون عاجزة , اجل هذا هو الوصف المناسب , او ان يكون فى عينيها نظرة توسل ؟ يالله ... يبدو اننى كنت اسواء بكثير مما ظننت تلك الليلة , وامى خائفة من اظهار المزيد من الفظاظة , وهذا فى عرفها لا يمكن التغاضى عنه خاصة ايام الاحد .
سحبت نفس عميقا متجاهلة نظرة الترقب فى عينى معذبها ...... اجل.......... هذا ماهو عليه , تمكنت من القول باشراق :
- كم احب ان اتناول العشاء معكم , وانا اموت شوقا للسباحة و .........
توقفت قليلا ثم اجبرت نفسها على القول :
- ربما على ان اظهر للسيد مورداون الجانب الحسن منى
نظرت اليه مباشرة ثم اردفت :
- يجب ان اعتذر عن تلك الامسية ....... كنت ...... منحرفة المزاج
فكرت بتحد : افهم من هذا ماشئت وابتسمت
رد الابتسامة :
- نادنى ناش , كولين
وتنهدت امها براحة ظاهرة , كان المسبح كالجنة والشمس تغوض فى الافق , واولى النجمات الشاحبة تبرق فى السماء الزرقاء المخملية .
قال والدها :
- هذه هى الحياة .......هه ناش ؟
كانت كولين بمفردها فى المسبح , تنهدت بآسى وقررت ان الوقت قد حان للخروج من الماء فعليها ان تكون اجتماعية او ان تساعد امها , ولكن لم يكن سهلا الخروج من المسبح تحت ناظرى ناش مورداون , مع ذلك حين نظرت اليه بطريقة غير مباشرة , وجدته مستلقيا على مقعد طويل , ينظر ام الى كوب عصيره او الى ابيها .
لماذا هو هنا مجددا؟ لقد توصل كونه شخص غير معروف بالنسبة اليها الى مركز الضيف المكرم , لكنها اعترفت انه بسبب وجود مكتب ابيها والمكاتب الرئيسية لاعمال مختلفة انواع التوابل المزدهرة التى أسسها جدها والتى جعلت من اسم فوربز اسما معروفا فى كل بيت من بيوت اوستراليا فليس من غير العادة ان يتعاطى بامور العمل والعقود من مكتبه فى المنزل , ومن الممكن ان يكونا قد امضيا وقتهما هناك بعد الظهر .
لكن .......... يوم الاحد ؟
مما يبدو انهما معجبان كثيرا بناش مورداون , عضت شفتها ثم هزت كتفيها , الامر لا يعنيها انه غير مناسب ابدا وحرج , خرجت من المسبح تقول بحبور :
- السباحة رائعة فهى ما كنت احتاجه بشدة , ساساعد امى
وصل صوت امها من جهة المطبخ :
- ابقى حيث انت كلودالين ....... كل شئ جاهز .....
ترددت كولين ثم جلست فى مقعد , وتقبلت كوب عصير من ابيها , ابعدت شعرها المبلل الى الوراء وقالت :
- اذن ........ انت .......... هل تعيش على الساحل .......... ناش ؟
تسسل شبح ابتسامة الى عينيه ورد بادب :
- فى الواقع انا دائم الترحال .......... كالغجر ........... والمكان الذى ادعوه بيتا لى , لا اراه الا قليلا لسوء الحظ
سألته بادب مماثل :
- واين هو ؟
يالك من جرئ لانك ذكرت عبارة الغجرى
رد باقتصاب :
- فى ( التويد ) .........واما الان فقد اصبح لدى قاعدة على الساحل
- هاكم ....
منتديات ليلاس
أتى صوت امها التى كانت تحمل صينية الطعام , مرت الساعتين التاليتين بلطف وهم ياكلون الدجاج البارد اللذيذ والسلطة التى تبعها كيك الجبن والمرطبات .
فى الواقع ذهلت كولين لانها وجدت نفسها طبيعية , وتعتقد ان ناش مورداون سهل عليه الامور , فمنذ مقابلتهما فى الممر وملاحظته عن التجوال لم يرمقها بنظرة ساخرة , هكذا اصبح من السهل ان تفهم لماذا تعلق والدها بالصديق الجديد .
فكرت : كما تعلقت به انا , وحبست انفاسها فللحظات نقلتها الذاكرة الى ( صخرة العشاق ) فى ليلة آخرى أضاءتها النجوم . اغمضت عينيها قليلا وهى غيرقادرة على نسيان ذلك المساء الرائع , وكبف انها وقعت فريسة له , لماذا وقعت فريسته , انه شخص غامض , رفعت اهدابه لتنظر الى ناش , ماذا بفعل هنا على اى حال ؟ وكيف له ان يجعلها تشعر الان بالراحة او بعدم الاضطراب علما انه خدعها هكذا ؟
ذكرت نفسها : نعم خدعها , توقفت عن التفكير للتساءل عما كانت ستشعر به لو التقته ثانية فى ظروف آخرى , تنهدت مدركة ان الجميع يرمقونها بنظراتهم مع درجات متفاؤتة من التسلية .
قال والدها :

فداني الكون0 28-09-11 02:08 AM

:
- تبدو هذه التنهيدة وكأنك تحملين ثقل العالم على كاهلك ...حبيبتى
ردت :
- لا انا متعبة فقط
ثم أضافت بفظاظة :
- ارجو الا تظن اننى فظ مجددا ناش ........ ولكننى ساعمل غدا وعلى العودة الى شقتى الان
نهضت ثم قالت :
- آوه
سألتها تيسا :
- ماذا ؟
- نسيت ........ لقد اوصلنى لوكاس , لكن لاباس ساتصل لاطلب سيارة اجرى
وقف ناش مورداون قائلا :
- لا ........ لا حاجة لهذا ........ لدى عمل غدا باكرا لذا يمكن ان اقلك فى طريقى الى منزلى هذا ان عذرنى والدك .
فتحت كولين فاها , لكن والدها سبقها الى القول :
- انه لتصرف نبيل منك
كانت السيارة الزرقاء الكبيرة تنضح برائحة الفخامة , بدا ان فيها مساحات كبيرة من الجلد العاجى اللون لكنها رغم ذلك شعرت ان ناش مورداون قريب منها بشكل غير مريح .

قالت :
- لم تكن مضطرا الى ذلك
قال موافقا اياها الرأى :
- لا ...... لكننى اعتقد ان هذا ......... امر عملى
ران صمت مسافة ربع ميل , ثم نظر اليها وقال مبتسما ابتسامة كسول :
- فهمت من النظرات القاتمة التى رمقتنى بها تلك الليلة انك تشعرين باننى تعمدت خداعك ونحن فى ( بامبا )
تورد وجه كولين ليس فقط من الازعاج , بل لانه قرأ مافكرت فيه
قالت ببرود :
- ولقد خدعتنى
سألها مفكرا :
- لو عرفتى هويتى لكنت اشد حذرا منى ؟
شددت كولين على شفتيها ثم قالت :
- ما اراه الان ان مادعاك الى اقلالى الى منزلى هو اكثر من مسالة عملية , ربما هى فرضة ذهبية لاستغلال وجودى معك
ضحك بهدوء لكنه قال بجفاء :
- ليس استغلال وجودك بالامر السهل ....... اظن ان لوكاس يعانى من المشكلة ذاتها
ردت بجفاء :
- دع لوكاس خارج الموضوع
- اذن ....... هناك موضوع ....
همست :
- لا , ليس هناك ........
قال برقة :
- غريب قولك هذا , فمازالت اذكر طعم عناقك
كانا متوقفين عند مفترق طرق تحكمه اشارات ضوئية , تطلعت كولين الى الامام , لكن اللون الفاضح ارتفع الى وجنتيها مرة آخرى واخذ عرق فى منتصف عنقها ينتفض
اردف :
- كان سحرك ........
ولكنها سمعت مافيه الكفاية , فصاحت :
- توقف

فداني الكون0 28-09-11 02:11 AM


ووجهت اليه عينين زرقاوين ملؤهما العذاب :
- كان يمكن ان تكون مجرد مصادفة لك , كنا سنقضى ربما بضعة ايام ثم نفترق انا........ استطيع فهم مشاعرك ...... اعرف اننى تصرفت بشكل غير منطقى ..... اعترف .......... لكن ماكان على التصرف على ذلك النحو
رفع حاجبه لها . وانطلق بالسيارة بعد تغير انوار المرور , ثم ابتسم :
- بامكانك شرح سبب تصرفك ........ وفى الوقت نفسه شرح سبب تاكدك من انها مجرد مصادفة عابرة بالنسبة لى فهذا افتراض غريب
- بدوت وكأنك تتملص مما هو اكثر دواما
سرعان ما شعرت بالندم على قولها , وتساءلت اى شيطان شرير دفعها الى هذا القول
لكنه اجاب ساخرا :
- قد يكون الامر فقط اننى لم اجد الشخص المناسب
نظرت من النافذة الى الخارج :
- انا ,,,,,,,انها ......... آوه ......... اللعنة
- اتعنين ان اللعنة كانت امراة
صاحت به لانه كان يضحك مرة آخرى :
- اجل ........ اسمع لا انوى قول كلمة اخرى فى هذا الموضوع , انعطف يسارا شقتى فى ذلك المبنى آخر الشارع ......... المبنى الطويل
ساد الصمت حتى توقفت الرولز , وتهيأت كولين للخروج ولكنه مد يده ليمسك معصمها ويقول :
- آوه لا ......... لن تذهبى ,,,,,,,, ليس الان ياحلوتى ........ مادمت رفضت ان تشرحى لى فلا ارى ما يجعلنى اتركك
قالت من بين اسنانها وعيناها تومضان بجمال مهيب :
- دعنى اذهب .....
ولكن غضبها لم يزده غير تسلية , أضاء النور الداخلى وترك نظره يجول فيها بطريقة مهينة وهو يقول :
- اجل ....... يبدو لى انه احد امرين ......... اما ان تكونى احد تلك الطيور الجبانة التى تلحق العاصفة ثم تنسحب مذعورة , واما ان العزيز لوكاس لايكفيك فى اشياء محددة
منتديات ليلاس
شهقت كولين ولكنه استمر يقول مفكرا :
- وهذا مايقودنى الى التساؤل عما اذا اصابك شئ يوما ما جعلك تقررين زواجا عاقلا بشخص يتركك تشعرين كقطة على صفيح ساخن
صدمتها كلماته صدمة جعلتها لاتفعل الا التحديق اليه بدهشة , ثم لاحت ستارة حمراء من الغضب امامها , وحاولت فعلا ان تلكم ناش مورداون على فمه , لكنها وجدت معصمها الاخر اسير قبضته :
- انت ......انت بغيض ........ حقير ......... انت .........
قال بهدوء :
- دعينى انهى كلامى , هناك الكثير من الزيجات غير الكاملة ولكن الزواج بشخص غير مناسب بالنسبة لفتاة دمها حار مثلك قد يدفها للذهاب الى اى شئ آخر
انهمرت دموع الغضب والثورة :
- انا لست هكذا ....... لو تعرف فقط .........
ترك معصمها فجاة وقال :
- لكننى اعرف
وضعت كولين يديها على خديها , وذهلت من الحالة التى وصلت اليها , انها تبكى وترتجف , همست متوترة فجاة :
- اكرهك
واخذت تجمع اغراضها :
- ليس هذا فقط ....... ولكننى مسرورة لما فعلته بك , لم اسلمك نفسى ولله الحمد ....... ففى الواقع كل مافعلت اننى مرغت كبرياءك بالتراب ......... وهذا قليلا مما تستحقه , اعلم ان مايثير قرفى هو ان افكر فى ان تكون على علاقة بوالدى ..... ارجو من الله الاتقع عيناى عليك مرة آخرى ....... انما لاتظن ابدا اننى ساترك كل شئ للصدف
منتديات ليلاس
فتحت باب السيارة والقت نظرة اخيرة ملتهبة عليه , وكانت هذه غلطة , فقد كان فى عينيه اللوزتين مايوحى بالقول : سنرى , احست بتوق الى القول : آوه ..... لا ...... لن نرى شيئا , لكن تلك النظرات ذهبت فكان ان اقنعت نفسها بصفق الباب امام تمنياته المؤدبة المتجهة لها بنوم هنئ .
لكن لم تساعدها الصدف او جهودها وهى تقف فى مدخل البناء تطلب المصعد بنفاذ صبر وبعنين ملتهبتين فى الواقع كان الافضل لها لو ادخرت انفاسها بدل التهديدات الفارغة كما قالت لها ربتة خفيفة على كتفها .
ارتدت فرأت ناش مورداون يمسك بمفاتيحها التى وقعت من حقيبتها عندما ترجلت من السيارة غاضبة .
قال محذرا وقد راى تعبيرا صارما على وجهها :
- لا تقولى شيئا

فداني الكون0 28-09-11 02:13 AM


كان هناك مزيج غريب من الغضب و التهور والغباء والكراهية واحساس غامض عميق بانها تتصرف على نحو سخيف , وهذه المشاعر جميعها تجمعت وجعلتها عاجزة عن الكلام , لكنها حاولت انتزاع المفتاح من يده وهذه غلطة اخرى .
اطبقت يداه على المفاتيح وقال برقة وعيناه تبرقان خبثا :
- اعصابك .......... اعصابك ........... عزيزتى كولين ....... اتسمحين لمشاعرك دوما بهذا الجموح الحر ؟
احست لبرهة بصعوبة قضوى فى منع نفسها من الاجهاش بالبكاء , ولكن الجهد الشديد تركها مرهقة , فهزت كتفاها واغمضت عيناها , فتحت عينيها بدهشة عند احساسها بذراعيه تلتفان حولها , وانفرجت شفتها بدهشة ولكن لم يخرج منها سوى احتجاج خفيف , ولكن حتى هذا مات حين نظرت الى عينيه نصف المغمضتين ورأت الابتسامة تتراقص على شفتيه , قبل ان يضمها اليه ويخفى وجهه عن نظرها .
ما ان خف ضغط ذراعيه عنها حتى كانت ساقاها ترتعشان وكان عليها تحمل مهانة ايقاء ذراعيه حول كتفيها وهو يدخلها الى المصعد الذى وصل ثم رحل ثم عاد خلال العناق اعطاها المفاتيح وارتد الى المصعد محييا اياها تحية ساخرة ضغيرة , حدقت كولين الى الباب الموصد وسحبت نفسا , ادركت ان احدا استدعى المصعد من فوق وانها للحظات لم تعد تذكر الطابق الذى تقع فيه شقتها . لا ........ لم ابادله العناق ............ لم يكن الامر هكذا .... لقد كان ماكرا ولم اكن مستعدة ........ وهذا ما لن يحدث ثانية .
استيقظت فى منتصف الليل مرتعشة عرقة , ففى حلمها عادت اليها ذكرى ذراعيه حولها , والاحساس به قريها .
فى الصباح عرفت انها تكره ناش مورداون اكثر مما مضى , هذا ان كان من الممكن ان تكرهه اكثر من هذا , تكرهه لانها على الارجح قادر على اثارة الكثير من النساء بخبرته , لكن اكثر ما جعلها تكرهه هو انتقادته المتعلقة بلوكاس , فكرت ببرود : ساقتله من اجل ما قال
امضت الاسبوع مستريحة تقريبا , فى احدى الايام كانت تتصفح صدفة القسم الاقتصادى من صحفية فى محاولة منها لايجاد اعلان عن مزاد علنى قيل لها انه يعرض بعض التحف الاثرية المثيرة للاهتمام , حين لفت نظرها عنوان ضغير يقول ( لغز البهارات ) , كادت لا تقراء المقال ولكنها عادت وقرأته ففيه يتحدث المقال عن مستقبل شركة بهارات كتم اسمها بحذر , عبست وفكرت فى ان هذا يعنى زوال منافس آخر من وجه شركة فوربز .
لكن ماهى الا نصف دقيقة حتى خفق قلبها فجأة بضخب وجف حلقها اذ تذكرت ان والدها بدا متعبا بشكل غريب هذه الايام , ثم تذكرت الطريقة التى كان والداها يتوددان فيها ؟ اجل ...... يتوددان الى جوناش مورداون الرجل الذى له علاقة بالتجارة .
همست بعينين مذعورتين :
- لا ..... آوه .... يالله .... لا .........ارجو الا يكون هذا صحيحا ؟
قالت لوالديها برعب وهى تقف امامهما وهما جالسان جنبا الى جنب فى غرفة جلوسهما الجميلة ذلك المساء يمسكان بايدى بعضهما بعضا :
- لكن..... لماذا لم تخبرانى ؟
قالت تيسا بلطف :
- حبيبتى اردت ان اخبرك , لكن والدك احس ...... لم يرغب فى تحميلك عبء التفكير فى هذا ............. خاصة وانت ........
قاطعتها كولين بمرارة :
- مهتمة بنفسى .......... لابد اننى كنت عمياء ..........آوه ......... سامحانى .......... ابى ......... امى
بعد دقائق عاطفية استعادة كولين رباطة جأشها قليلا وطفق والدها يشرح لها ما حدث
- كان كل شئ تقريبا غلطتى
- ابى
- هذا صحيح كولين لقد تماديت ......... فى بعض الامور ...... وظننت ان شركة فوربز قد تكتفى بالاعتماد على اسمها وسمعتها , ولكن قسما كبيرا من السوق الان , بات فى يد شركات منافسة حديثة تعتمد على الاعلان ....... ومنذ بعض الوقت وانا انفق راسمال الشركة
قالت كولين بسرعة :
- هنالك المنزل ........ وشقتى ......اى شئ
- كولين ......... هذا مانحاول فعله الان , وهذا كل ماتبقى لنسدد ما علينا الى دائنينا لكنه لايفى بالحاجة للخروج من هذا الانهيار بشرف وكرامة
قفزت كولين واقفة :
- لكن .......
قالت امها برقة :
- حاولنا كل شئ حبيبتى ....... الجو المالى ضدنا ..... انما لدينا امل آخير ...... ناش مورداون , لم نخسر كل شئ بعد حبيبتى , لو استطاع والدك اقناعه بتوظيف ما يكفى من مال لوقفت الشركة مجددا على قدميها ولحافظنا على اسمنا
ارتعش صوت كولين :
- كيف ؟ ..... اعنى .......... كيف وصلتم اليه ؟
قال والدها :
- تنتج احدى شركاته زجاجات نستخدمها , والى هذه الشركة ندين بالكثير , وان كان بامكان احد انقاذ شركة فوربز فهو القادر ......... ونحن نأمل ان يبدو له هذا عملية تخفف من خسارت شركته كذلك
تأوهت كولين فقال والدها بلطف :
- حبيبتى
فهمست :
- ليتكما اخبرتمانى بذلك فى تلك الليلة التى جاء فيها الى العشاء
- كانت تلك فكرت امك ..... ظنت ان هذا يقدمنا اليه كعائلة
قالت تيسا بقلق :
- طالما أمنت بسلطة الشخصية على الشكل البارد القاسى ....... واردت اخبار كولين ياسايمون , لكنك لم تسمح لى ...... ارجو يوما ان تدرك ان النساء فى العائلة قادرات على تحمل كل عبء ...
قال السير سايمون وعيناه رقيقتان وهو ينظر الى زوجته :
- ادرك هذا الآن ....... لقد كنت رائعة
ثم ارتد الى ابنته :

فداني الكون0 28-09-11 02:17 AM


- اما بالنسبة لك عزيزتى , فقد عوضت كل شئ يوم الاحد لكن فلنبتعد الآن عن خداع انفسنا ......... فى مثل هذه الامور سيكون التعامل مع الوقائع الباردة القاسية وارقام الحسابات
انتفضت كولين داخليا وفكرت : حقا ؟ ثم قالت :
- اذن .......... لم يتخذ قراره حتى الآن ؟
- لا , ولكننى اعطيته الضوء الاخضر ليفعل مايشاء فى المصنع والحسابات ...... وقد وعدنى بالقيام بشئ ما فى غضون اسبوع
- هكذا اذن
نظرت امها اليها بقلق :منتديات ليلاس
- كولين ......... الن تبقى هنا الليلة ؟ تبدين شاحبة حبيبتى ...... ولكن مهما يكن الامر سننجو بطرقة ما ..... قد نصبح من الغجر الرحل ونعيش فى خيمة رومانسية
بقيت كولين مهما ذلك المساء , ولكنها تمنعت عن قضاء الليل , فى طريق العودة الى منزلها كان عقلها يتعذب , فكرت مثلا كيف لم يخطر ببالها ان والدها لم يرث ربما فطنة والده التجارية , لماذا لم تتساءل عما اذا كان قلبه وروحه يميلان الى عالم التجارة او النجاح او التوابل الفرنسية والبهارات , لكن اسواء مافى الامر كان انشغالها بنفسها بحيث لم تفكر الا فى مشاكلها وذاتها .
ثم فكرت فى ناش الذى ذاق منها اهانات كثيرة كافية لتسد الباب امام والدها , اكملت طريقها الى الشقة والدموع تتدفق على خديها واكثر من علامة استفهام تطرا ببالها


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13171650871.gif

euforia 02-10-11 02:50 AM

:band1:
منتظرين على احر من الجمر

فداني الكون0 03-10-11 12:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة euforia (المشاركة 2889325)
:band1:
منتظرين على احر من الجمر

اهلين حبيبتي اسعدني مرورج

انشاء الله راح اكمله اليوم

فداني الكون0 03-10-11 03:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2885025)
فديتك حبيبتي
يعطيكي العافية
أكيد رح تعجبنا


:0041:


الله يعافيج حياتي
انشاءالله اختياري للروايه يعجبج

حبيبتي يسلمو علي مرورج وردودج

فداني الكون0 03-10-11 03:08 AM


4– ترويض النمرة
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13176035511.gif


كانت غرفة الجلوس التى جلست فيها كولين فى الصباح التالى هادئة الاثاث انما فخمة , الباب الذى دخلت منه كان يحمل اسمه باحرف من ذهب , مجرد النظر اليه كان كافيا ليجعل قلبها يخفق خوفا .
ثم استغرقها بعض الوقت لافناع موظفة الاستقبال الشابة بان السيد مورداون سيتقبل الانسة فوربز عن غير موعد سابق اذا ذكرت له الاسم فقط , مع انها لم تكن متاكدة من هذا , ولكن الفتاة رفعت السماعة اخيرا وتحدثت فيها بتردد , لم يغب عن ناظرى كولين ملاحظة وميض عينى الفتاة ترقبا وهى تعيد السماعة وتقول :
- سيراك السيد مرداون آنسة فوربز ان لم تمانعى فى الانتظار قليلا .
وهذا ماتفعله الان , تتصفح فى المجلات التجارية ولا ترى منها شيئا , وتزداد عصبية وتوترا مع مرور كل دقيقة , لانها تظن انه مخطئة فيما تفعل , وتظن ايضا انه يتعمد ابقاءها منتظرة .
منتديات ليلاس
يعرف الآن انك هنا وقد تبدين سخيفة ان تراجعت , ولكنك محظوظة لانك فكرت فى طلب الاجازة اليوم كله , لم يخفف شئ من احساسها بالكآبة , واخذت تمسد تنورة البذلة الصيفية القطنية الرمادية التى ترتديها , اختارت هذه البذلة عامدة متعمدة لانها تظهرها عملية وآملت ان تخفف من بعض الانطباعات الموحية التى يفكر ناش مورداون فيها , لكنها كانت تعرف ان هنالك ظلالا تحت عينيها , وهى شهادة على عدم نومها ليلا ....مع انها لم تعلم ان هذه قد زاد من فضول الموظفة الشابة التى كانت تتساءل عن طبيعية زيارة كولين لرب عملها , ام لعلها قررت ان كولين مغرمة به ؟ ثم رن جرس هاتف داخلى خفيف قرب الفتاة فوقفت تقول لكولين بتعاطف ان السيد مورداون سيرأها الآن , لحقت كولين بها عابسة , ولكنها نسيت كل شئ ما ان فتحت الفتاة الباب وتنحت جانبا :
- الآنسة فوربز ......... سيد مورداون
لم يقف ناش مورداون بل انتزع نظارة ذهبية الاطار وارتد فى كرسية وهو يراها تدخل الغرفة , توقفت اخيرا وهى تشد راحتيها العرقتين فجأة الى جانبيها , ثم قال بجفاء :
- هذا مفاجأة كولين ........... اجلسى
جلست كما تعلمت ان تجلس , ظهر مستقيم , يدان مضمومتان بارتخاء , كاحليها متقاطعان , تنظر عبر الطاولة المليئة بالاوراق بينهما لترى انه كان ينظر دون تعبير على وجهه , ابتلعت ريقها ثم بتهيدة خفية ضغيرة قالت :
- لست ادرى من اين ابدا ؟
رد بسخرية :
- وهل عرفتى يوما ؟
احمر وجهها قليلا وعضت شفتها تتساءل بسخرية بدورها اين ذهب كل توهجها , لكن هذا امر مختلف ومخيف , انه كمواجهة رجل مختلف كليا , رجل العناق الذى سرقه منها , وتلقى ردا عليه لايعنى شيئا , كنت اعرف هذا ..... ولكننى لم اكن اعرف نوع السلطة التى بماكنه ممارسها ...... اما الآن فاعرف .....
لعقت شفتيها وهو يرفع حاجبه ببرود منتظرا , ثم قال :
- ربما استطيع مساعدتك ....... هل قرر والداك اخيرا اطلاعك على الوضع
قالت بصوت مرتعش :
- لا , بل قرأت شئ فى الصحيفة ..... و .....واجهتهما
- برافو كولين تقدمت خطوة الى الامام ايضا , جئت الى هنا لتطلب منى انقاذ اسم فوربز , مااشجعك ؟ ايعلمان بوجودك هنا ؟
سحبت كولين نفسا عميقا مجفلة من هذا البرود الظاهر فى عينيه وصوته , قالت بهدوء :
- لا .... جئت فقط اطلب اليك الا يؤثر ما حدث بيننا من عدم وفاق فيك ...... فسيكون هذا .......
قاطعها :منتديات ليلاس
- اتظنين اننى قد اتاثر بتصرفك الجلف والمهيم معى ؟
ردت مترددة :
- لاادرى ما اظن
ادركت باحساس بارد عميق انها ارتكبت غلطة بمجيئها الى هنا , قال برقة :
- اعتقد انك تعرفين ........ الن تشعرى بسعادة كبرى لو أشرت كم ساكون قاسيا لو اوقفت اتصالى المقرف بابويك , على ضوء ما تعرفين الان ؟ اتعرفين لو جئت الى اليوم لتعرضى على المتابعة معى من حيث توقفت فى المرة الماضية لانقاذ والديك من الافلاس لفعلت هذا ربما ......... ولايعنى اننى كنت ساقبل ....... ولكنك لعبت اللعبة الخاطئة مرة آخرى حلوتى
- لم اقصد ان يبدو الامر كما جعلته ........
- بل قصدت

فداني الكون0 03-10-11 03:10 AM


ردت بمرارة :
- حسنا , وماذا لو قصدت ؟ اما بالنسبة للعبة الخاطئة فاتخيل مدى اختيالك غرورا , وبما اننا نتاول هذا الموضوع اتساءل أتخرج من كل هذه الروائح برائحة الورد سيد جوناش مورداون ايها الجوال المحترف الذى انقلب فاصبح قطبا تجاريا شهير ؟ اتساءل منذ متى وانت تستمتع بخداعى ؟
صمتت فجأة رافعة يدها الى فمها , فقال مبتسما :
- اذن عدنا الى هذه النغمة , الم يخطر ببالك اننا معنا كنا مخادعين ؟ وان مايناسب صورة الفتاة الثرية المسكينة هو بناء حلم رومانسى حول رجل وجدته مخيما فى مكان ما ؟
- لست فتاة مسكينة ...........
- اما قلت انك تشعرين انك ........ مطوقة , اعرف الان ان لا علاقة لهذا بعائلة فوربز ..............اما بالنسبة لوصف الفتاة الثرية المسكينة , فلماذا يخاف والداك اذن ان يخبراك الحقيقة عن الكارثة التى حلت بهما ؟
انتفضت كولين وتورد وجهها فاردف :
- ثم هناك لوكاس ... الذى لايزال معلقا بحبال الهوى
استقامت كولين وصرت اسنانها
- ان انهيت ماتريد قوله فساخرج ......... ولكنك مخطئ فى شئ واحد ..... السبب الوحيد الذى جئت الى هنا من اجله هو خوفى على والدى ........... فلم آت .......
ابتلعت ريقها وراحت تبحث عن كلمات , ثم نظرت اليه مباشرة وقالت بهدوء :
- هل الوقت متاخر على التوسل اليك حتى تغير رأيك من اجلهما ؟
لم يرد فورا , بل تفرس فيها بوجه خال من اى تعبيرثم ارتد فى كرسيه لينظرمن النافذة الى الخارج قليلا
- ثمة طريقة واحدة للوصل الى اتفاق بهذا الصدد كولين
وارتد مجدد لينظر اليها بعنين ضقتين , احست كولين بتحذير مجنون يستولى عليها ثم فكرت : لا ....... لقد قال انه لن يفعل ........ لكن ماذا ؟
سارعت تقول بلهفة :
- سابيع كل ماملك , شقتى والسيارة والحلى .........
التوت شفتاه :
- اتظنين ان هذا قد ينقذ اسم العائلة ؟ وكيف تعيشين ؟
هزت كتقيها :
- لست عاجزة كما يتراءى لك , لدى عمل يعيلنى
- وماذا تعملين ؟
- أعمل فى مؤسسة ديكور داخلى
- وهل انت خبيرة فى الديكور
ردت بجفاء :
- درست فن اليكور....... وماذا فى هذا ؟
- لاشئ لكن ماذا تعملين حقا ؟
- اجمع قطعا فنية للمؤسسة ........... لدى سمعة بان لى عين خبير واحساسا بالقيم
كانت تتحداه غير عابئة فى انها سمحت لشئ من العدائية باختراق دفاعاتها مرة آخرى ... لان .... آه ....... اللعنة
ابتسم بلطف :
- اهو جدير بالثناء كولين ....... ولكن المال سيكون نقطة فى محيط ....... وعلى ايه حال لم يكن هذا ما افكر فيه
تحركت بقلق :
- ليس لدى ما اعرضه غير ما ذكرت
- ليس تماما فلديك نفسك
تسمرت فى مكانها , ثم قالت عبر شفتين جافتين :
- لااظننى سمعتك بشكل صحيح
رفع حاجبا :
- بل سمعتنى جيدا ......... كولين
انفجرت :

فداني الكون0 03-10-11 03:21 AM


- لكنك ...... قلت ........ قلت ........
ولم تستطع ان تتابع فتراجع فى كرسيه :
- كان ذلك امرا مختلفا
- ماذا تعنى ؟ اعذرنى ........انما لدى انطباع باننا ننقاش امر علاقة مخزية من اجل انقاذ اسم عائلة فوربز
لوى شفتيه وعادت التسلية القديمة الى عينيه :
- كلام صريح كولين .....
هبت واقفة :
- لا .......... ليس هكذا .........اللعنة ماذا تعنى اذن اذا كنت لا ...
صمتت لان كل عصب فيها كان يرتجف , ماتمر به كابوس لذا قد تبدا فى اى لحظة الصياح فى وجه
سالته :
- ماذا تعنى ؟
- كنت اتحدث عن امتلاك ......... قدك الجميل بشرف ياعزيزتى كولين ........ كنت اتحدث مقابل مساهمتى فى انقاذ اسم العائلة , عن زواجى بك

منتديات ليلاس
ابتسم قليلا وقد فغرت فاها :
- انها فكرت قديمة ........ أتعلمين ...... كانت البنات خاصة الجميلات منهن , نوعا من صفقات المقايضة منذ قرون ...... وكلما كن اكثر جمالا كن اغلى قيمة
نظرت اليه كولين ببلاهة ثم تراجعت الى كرسيها لتقول بضعف :
- لا اصدق هذا ........ انا ......... نحن لا نعيش فى العصور الوسطى , وان اعتقدت ان والدى قد يحلم ....... قلت لك ......... ليس لديه فكرة عن وجودى هنا
هز كتفيه :
- واثق بان الفكرة سترعبه.......... مع انه قد يحس بالراحة ان عرف انك ...... آمنة ......... لكننى فكرت ان تقومى انت بالتلميح , هذا ان كان افلاس ابيك يعنى الكثير لك
أحست بالدوار فجأة وسالت :
- آمنة ؟ مع رجل يبتزنى لاتزوجه ...... مع رجل لا اعجبه ......... مع رجل يظننى شاذة مجنونة ؟
قاطعها بتسلية ظاهرة :
- فى الواقع يا كولين , ربما على ان اذكرك ان لديك ما اهواه
وتوقفت عيناه اللوزتيان على وجهها ثم هبطتا الى ثنايا قدها الرشيق
قالت ساخطة ووجهها يحترق :
- آه
ووضعت راسها بين يديها :
- لا اصدق هذا .......... على اى حال انا مخطوبة
- هذا ماتدابين على قوله ........ على اى حال لا اظن ان لوكاس وان لم اقابله الشخص المناسب لك كولين ...... ولكن سبق وان ذكرت لك هذا , لا تسألينى لماذا انا مقتنع بهذا , فالامر واضح على اعتقد
رفعت كولين عينين مغروقتين بدموع خائنة :
- اكرهك ...... لما قلته عن لوكاس ..... انه يساوى عشرة رجال منك .......... انه ... انه ألطف رجل عرفته , وانا احبه
منتديات ليلاس
تلاقت نظراتهما وتشابكت ... حين تكلم ناش كانت لهجته مختلفة كليا :
- ربما أسات فهم الدفء والود .......... وهذا ما لا انكره ....... ولكنه امرا مختلف عن الالتزام الحقيقى الكامل بين الرجل والمراة
كتمت كولين انفاسها , وأحست وكأن سهما نفذ الى قلبها ......... سهم الحقيقة
همست :
- كيف يمكنك قول هذا ؟ كيف يمكنك الحديث عن التزام حقيقى كامل , وانت تحاول اجبارى على الزواج منك من اجل الانتقام ؟
عاد الى لهجته الكسولة :
- كولين ........ اؤكد لك انه فى غصون ستة اسابيع من زواجك بى ستنسين كل ما يتعلق بالانتقام والمقايضة
- آوه .......... من بين كل ......... آوه
اضاف :
- اما بالنسبة للالتزام الحقيقى الكامل فلدينا اشياء كثيرة نبنى علاقتنا عليها , فكل منا منجذب للآخر, الم تشعرى بالسعادة وانت بصحبتى ؟
- ليوم واحد ؟
- قد تحدث اشياء كثيرة فى يوم واحد
وضعت كولين يدها على راسها عاجزة :
- ولكن ........ الزواج ........
- لقد أشرت الى منذ مدة اننى تملصت منه طويلا ......
- لم اقل هذا .....
رفع حاجبه بتساؤل :
- فهمت انك تشعرين بالمرارة بهذا الصدد
- انا ........

فداني الكون0 03-10-11 03:22 AM


واقفلت فاها ثم حاولت مجددا :
- لست ........ لايمكن ان تكون .......... جادا
- لكننى جاد
- لكننى ........ لن افيدك بشئ .......
وصمتت متوردة الوجه بسبب الابتسامة الضغيرة التى لاحت على شفتيه
- حسنا ....... ولكن ........ حين يذبل .........هذا .....فماذا بعد؟
تمتم :
- هذا اذا ذبل ............ سنفعل ما يفعله معظم الازواج , ممن لهم اهتمامات ثابتة ببعضهم بعضا
صاحت :
- لكن ........ الاترى ......... ماهى الاهتمامات الثابتة التى ستكون لك حين تفقد اهتمامك بمشاطرتى الفراش ؟
قال :
- آوه .... حتى ذلك الوقت سيكون لنا عللا الارجح عائلة , وعندئذ ستحظين بالاحترام لانك ام اولادى
نظرت اليه غير قادرة على الكلام , فتابع :
- فى الواقع , هنا تقع بعض الاشياء التى ساستفيد بها منك , تملكين على الرغم من ارتباكك من الرجال ياعزيزتى كولين خلفية محددة واسما شهيرا يليق بها .... اما ماضى فلقد كان ملوثا قليلا ........ وهكذا يمكن ان اؤكد لك ان الاتفاق سيتم ان أحسنت لعب دورك
قاطعته بضعف :
- لا اصدق ما اسمع
هز كتفيه ونظر اليها بلا اكتراث , نظرة تقول بوضوح : اقبلى العرض او ارفضى
- متى ..... يجب ان اقرر ؟
أشار الى كومة الاوراق امامه :
- فى اسرع وقت ........ اكره ان اشعر باننى اقوم بكل هذا العمل من اجل لاشئ
- لكن .......... لولا مجيئى الى هنا الان فماذا كنت ستفعل ؟
- عزيزتى كولين ......... عرفت انك آتية ان لم يكن اليوم .........
- فلنقل اننى لم اعرف بالامر الابعد اتخاذك القرار
- لايمكن ان تبقى جاهلة اكثر من هذا
همست :
- انت تقرفنى
ضحك :
- اتصور اوقاتا اكثر اشراقا بيننا كولين
شدت على شفتيها التين اصبحتا خطا رقيقا , وسالت عبر اسنانها
- ماهو اسرع وقت بالنسبة لك ؟
نظر الى المفكرة على طاولته :
- فلنر , على الرغم من ان هناك الكثير على المحك الان , فمن حقك الترتيب للتفكير ......... لماذا لاتدعينى الى العشاء مساء الغد ؟ بامكاننا بحث التفاصيل
أغمضت عينيها مجددا , ولكن السبب فى هذه المرة شعورها بانها توشك على ان تقع مغميا عليها من شدة الغضب وعدم التصديق , بطريقة ما وجدت القدرة على الوقوف والقول بحزم :
- جيد جدا ........ فلنقل فى السابعة والنصف ؟
دار حول طاولة المكتب وصولا اليها
- جيد ........ هناك شئ آخر ........ من الحكمة لو الغيت خطوبتك بلوكاس قبل القبول بالزواج بى
- القبول ؟
- سمى الامر كما تريدين , لا يهم , قد يساعدك التفكير فى اليوم الذى امضيناه معا بسعادة على اتخاذ القرار الصائب
ردت وهى تبتعد عنه :
- اتظن هذا ؟ ولكننى افضل التفكير بالمستقبل
استند على مكتبه وعقد ذراعيه مفكرا :
- اخبرينى عنه ؟
- عمن ؟

فداني الكون0 03-10-11 03:24 AM


- عن اول رجل مرة بحياتك ......... اعتقد ان هناك واحدا على الاقل , غير لوكاس ....... والآن ........ انا
عضت كولين شفتيها :
- انه ميت ........ ولكننى لا انوى ابدا التحدث عنه .......... فهذا ليس من شأنك
ابتسم ساخرا :
- قد يصبح كل مايتعلق بك شأنا من شؤونى ......... قريبا
همست :
- انا .......... انا .......... آه ........ اللعنة دعنى اخرج من هنا
- لاشئ يمنك الى مساء الغد اذن
سار ليفتح لها الباب , وقفت حيث هى مسمرة فى مكانها , تنظر اليه بعجز , فرد النظرة بابهام , ثم قال وهو ينظر الى ساعته :
- لدى على ما اخشى موعد آخر بعد عشرة دقائق , انا آسف كولين ........ لكن ...
سحبت نفسا عميقا ثم نظرت اليه :
- آوه
تجاوزته دون ان تضيف كلمة آخرى رافعة الراس ولكن هذا لم يمنعها من رؤية بسمته الجافة
كانت الامسية التالية خانقة رطبة , مع ان غيوما كثيفة تبلدت فوق البحر منذرة بمطر منعش لكن تلك الغيوم ظلت تلازمة البحر.
فى السابعة وعشرين دقيقة وقفت كولين فى غرفة الاستقبال فى شقتها واثقة ان كل شئ جاهز , وهذا كل ما كانت واثقة منه , ولكن لماذا كان من المهم ان تقدم عن نفسها صورة كاملة ؟
كانت ترتدى فستان عاجى اللون لا خصر له , قصير الاكمام , وعلى جيدها خطين من اللؤلؤ مع حجر كريم متعدد الالوان مربع الشكل فيه لمسة نار زرقاء , ذهبت الى المزين بعد الظهر وها هو شعرها الاسود يبرق تحت الانوار كحرير سميك يحيط بوجهها , ويكاد يلامس كتفيها , وكانت قد طلت اظافرها , ولكن لم يكن هذا سبب تطلعها الدائم الى يديها بل السبب هو خلو اصابعها من خاتم لوكاس , وكلما نظرت الى يدها أحست بالم يطعن قلبها .
منتديات ليلاس
فى طريق العودة الى المنزل , استثمرت ثروة ضغيرة على عطر جديد , جديد بالنسبة لها ولكنه شهير جدا , وبملبغ غير كبير اشترت باقة اقحوان وردية .
صدمها فى آخر لحظات ان هذه الصورة الرزينة عن نفسها كانت متنافرة ولكنها وآست نفسها بانها بحاجة ياسئة للرصانة على اى حال , ما لم تفعله هو تحضير خطة حقيقة للمعركة , فى الواقع وعت جيدا انها لم تسطيع اجبار تفسها حقا على التصديق بان ناش مورداون ينوى حقا اجبارها على الزواج , كانت تعيش على امل ان تكتشف الليلة ان كل هذا خداع , نعم يجب ان يكون خداعا , بامكانه الحصول على اية امراة يريدها ....... فلماذا هى ؟ ........ ولماذا هكذا ؟
تنهدت عندما اعلنت ساعة الردهة عن تمام السابعة والنصف , ثم دق جرس الباب , فسحبت نفسا عميقا وحاولت مسح كل دليل عاطفى على وجهها وهى تقدم لترد .
وقفا للحظات يتبادلان النظرات , ولكن كولين لم تدرك انها لم تنجح فى ازالة آخر لمحة عداء من عينيها الزرقاوين الرمادتين , بدا ناش مورداون متزمتا , غامضا , يرتدى بزة سوداء وقميصا ابيض , ثم انتبهت ان فى يد يحمل علبة ذهبية الغطاء وباقة ورد اصفر فى الاخرى . فتمتمت :
- ورود وهدية ؟ ماألطفك ... تفضل ...... انت اول رجل يحمل الى شيئا كهذا
رفع حاجبه بسخرية :
- كنت اظن اننى انضممت لتوى الى صف طويل
قالت مدافعة :
- اعنى حمل الورد بيده بدل ارسالها
- اذن انا مغتبط لاننى فعلت هذا ....... فى السنوات التالية يمكننا ان نتذكر ان هذا واحدا من ا.......
شدت كولين على شفتها , واخذت الازهار والعلبة منه :
- تصرف وكأنك فى بيتك , ريثما اتعامل مع هذه
عادت بالورود فى مزهرية , وكان واقفا فى منتصف غرفة الاستقبال يحدق الى المنظر الذى يزداد عتمة عبر الابواب المفتوحة , ارتد ما ان وضعت الورود على الطاولة , وعندما استقامت قال :
- تبدين مذهلة ......... كولين .
- شكرا لك , اتود احتساء شئ ما ؟ أيمكن ان اخذ سترتك ؟
- اجل , شكرا
فى اللحظة التى كانت كولين فيها مشغولة بهذه الرسميات نظر حوله فى الغرفة , ثم خرج من تأملاته وهى تقدم له كوب عصير بارد . قال :
- رائع جدا كولين

فداني الكون0 03-10-11 03:26 AM

شكرا
قالتها بشئ من السخرية ليس من اجل ان تظهر له انها لاتحتاج الى اعجابه , بل لانه بدا لها وسيما بشكل مزعج , وكأنه فى منزله بقميصه الطويل الاكمام , وربطة عنقه المرخية , قالت لنفسها لو كنت اعلم انه سياخذ راحته هكذا لتركته يختنق بسترته .
اخذ يلامس زهور الاقحوان الوردية باصبعه , فاحست انه ينقل ملمسها الناعم البارد الى اصابعها , سأل :
- هل ارسل احدهم هذه لك ؟
- لا , لقد اشتريتها ل........
وصمتت فاضاف :
- لتبهجى نفسك
- اجل
وتامل وجهها بصمت , ثم انزلقت نظرته الى يدها , ورفع حاجبه ليقول برقة :
- هكذا اذن ؟
- اجل ..... اعنى ..... لم اشترها بسببك
لوت ابتسامة خفيفة شفتيه :
- لماذا ..... اذن ؟
ارتشفت قليلا من كوب العصير ثم تنهدت :
- فى النهاية ...... هو من فعل لا انا , جاء ليرانى ليلة امس .....وحين بدات اقول له شيئا ما ....
صمتت ترفرف عينيها , فقال بهدوء :
- اكملى
- قال انه كان يعرف منذ فترة اننى غير سعيدة و ......... مرتبكة .......... وان السبب عدم استعدادى للزواج به .... ثم قال انه يحلنى من الخطوبة لانه فهم اننى لست له ... ليتك تعرف ما شعرت به وقت ذاك
قال متجهما :
- على اى حال ....... انا سعيد لحدوث هذا بهذه الطريقة فهذا يعنى انه يفهمك ...... ولولا شعورك بانك فى ورطة لعمت الراحة قلبك
نظرت اليه بيأس تريد ان تخالفه الرأى , فتمتم :
- لم لا تجلسين ؟
جلس قبالتها ومد ذراعيه على مؤخرة الاريكة اما كولين فوجدت انها تناضل لتحصل على المزيد من رباطة الجأش , حدقت اليه فى هذه المرة بريبة وتساؤل عاجز , كيف يمكن لها ان تساويه بذلك الرجل الغريب الذى انتزع لها الشظية من قدمها عند صخرة العشاق .
سحبت نفسا عميقا وهى تلتقى نظرته اللوزية لكن .... لا ......... ارجوك ابى ..... لا ,لاتدعنى...... كيف اكون منجذبة اليه ...الآن ؟
سألها فجأة :
- اكنت تفكرين ؟
أجبرت نفسها على البرود :
- انا ....... اجل .......كنت اتساءل متى ستنتهى هذه المهزلة
- ايه مهزلة ؟
ملست كولين تنورتها , ثم تمنت الا يلاحظ ارتعاشة يديها
- تلك التى أشرت اليها على انها ورطة وجدت نفسى فيها , الا تظن انك حصلت على ما يكفى من التعويض منها ؟
- تعويض ؟ لا ....... فالامر ليس مهزلة كولين ..... فاما ان تتزوجينى واما ان يقلس والدك ... وفى عرضى هذا ما اسميه صفقة ......
- صفقة ؟ لا استطيع موافقتك الرأى , ففى عرف اى شخص كان ليست سوى خطة انتقام لنفسك ولاذلالى
قال بكسل :
- كولين ... لقد قلت كل هذا ...... دعينا لانكرر انفسنا ....... اليس هناك موضوع جديد تودين خوضه ؟
اغمضت كولين عينيها ورفعت يدها الى فمها
- حسنا لاافهم سبب وجوب الزواج . الايمكن ....... ان تبتزنى لاصبح ...... عشيقتك ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وأشاحت بوجهها ثم اردفت :
- قد يكون هذا اكثر ارضاء لك
مال ناش الى الامام ونظر الى كوبه ثم رفع راسه لينظر اليها نظرة شيطانية ساخرة :
- اتعرضين على ان تكونى عشيقتى ؟
قالت بسرعة :
- لا .... ولكن ....
انتظر قليلا ثم ابتسم :
- لا ارى ان كنت قادر على قراءة افكارك , هل خطرت ببالك هذه الفكرة كبديل قابل للتطبيق ؟ هل تصورت انك شهيدة فى سبيل هذه القضية ؟
همست :
- توقف عن هذا
ارتد الى الوراء :
- اذن انت لم تخططى لتعرضى على هذا بل كان ذلك محاولة آخيرة للخلاص باقتراح ما هو اقل ديمومة ...... وانا سعيد لهذا كولين كنت ستجدين صعوبة فى التنفيذ
توردت وجنتاها بجنون , واسودت عيناها الزرقاون الرمادتيان باحراج لانه قراء ماتفكر فيه , ثم أحست برغبة غامرة تدفعها للاساءة اليه
- اتظن انك هبة الله للنساء ؟ كيف انخدعت بك ؟
ضحك :
- لم اراك تعترضين موهبتى ..... مع النساء ...... وانا آسف ان كان الامر يزعجك الآن , ولكننى اظن انك ستكونين ممتنة فى النهابة كولين
وقفت ساخطة :
- آوه
وكانت آهة عدم تصديق ويأس

فداني الكون0 03-10-11 03:28 AM


- انا .... فلتناول الطعام قبل ان يصيبنى الغثيان , اعتقد ان لافائدة من التوسل الى مشاعرك الشريفة
قال برقة :
- هذا ما اخشاه ...... هل لى بمساعدتك ؟
- لا
عبست فجأة وكادت تقول شيئا , ولكنها غيرت رأيها واتجهت الى المطبخ وفيما كانت تصب اول طبق تصاعدت الى عقلها علامات استفهام كبيرة
- هل هو جاد ؟
طول وجبة الطعام سار على منواله بالحديث السلس بعيدا عن التطرق الى الخصوصيات , ولكن ذلك لم يشعرها بتلك الراحة التى شعرت بها معه يوم صخرة العشاق , فكرت لو بقيت طبيعية لكان حظها اوفر فى حل بعض الالغاز التى لاتفهمها عنه , لكن ما ان سمعت تعليقه على الوجبة حتى ادركت انها ماتزال تأمل ان يكون كل هذا مجرد حلم
قال :منتديات ليلاس
- كانت وجبة عظيمة ....... انت مضيفة من الطراز الاول ...... هل ذكرت لك اننا حين نتزوج سازوال حياة اجتماعية اكثر خصبا مما عهدته حتى الان
نظرت كولين اليه من فوق طبق سلطة الفاكهة فاردف :
- مع منزل كبير مناسب ...... اعتقد انك تفضلين العيش هنا بدل ملبورن او سيدنى ؟
لعقت شفتيها :
- اظن اننى سمعت صوت غليان ابريق القهوة هلا عذرتنى لحظات ؟ سنتناولها فى غرفة الجلوس
- طبعا
لكنها فعلت اكثر من تحضير القهوة , توجهت الى غرفتها لتجدد زينتها واحمر الشفاه وتضع المزيد من العطر ثم اسندت جبهتها الى المرآة تهمس :
- ارجوك يالله ... لا تدع هذا يحصل لى
كان جالسا فى غرفة الاستقبال حين عادت حاملة صينية القهوة , صبت فنجانين من وعاء فضى انيق وسألته ان كان يرغب فى بعض الحليب مع القهوة لكنه رفض , آخيرا لم يعد امامها ماتفعله غير الجلوس قبالته مرة آخرى ومحاولة تحويل افكارها الى كلمات
- هل لى ان ..... اطلب منك خدمة ؟
حركة قهوته :
- اطلبى
- لو طرحت عليك بعض الاسئلة فهل تجيب عنها بصدق ؟
- اجل
ترددت قليلا ثم انطلقت :
- هل هناك سبب محدد لكل هذا واجهله ؟
- ماذا تعنى ؟
- سبب محددا لزواجك بامراة تكرهها بدلا من ....... امراة تحبها ....... امراة تشاركها التزاما حقيقيا كاملا ؟ اعنى .......... هذه كلماتك لذا لابد انك تعرف ان من الممكن وجود سبب
سألها ببرود :
- كما كان هناك سبب يوم خطبك لوكاس ؟
تورد وجهها قليلا لكنها قالت بثبات :
- ارتكبت تلك تاغاطة بنية طيبة او ربما بحماقة , انما كان هناك على الاقل محبة ..... اما هذا ...... ليس علينا ان ننفذ فكرة الزواج حتى , ارجو منك الا تذكر لى اليوم الذى قضيناه على صخرة العشاق مرة آخرى , فلننظر الى الامر من زوايا اخرى , فانا ......... متعبة من التفكير ........ اشعر كأننى طير خائف او قطة على صفيح ساخن
لوى شفتيه :
- اعتذر عن هذا التشبية الذى سبق ان نعتك به
نظرت الى عينيه مباشرة ثم تابعت :
- الا تظن انك قد تجد امراة تحبها ؟
صمت فترة ثم قال :
- أردت منى ان اكون صادقا ...... لا ........
ارتجفت كولين فلاحظ هذا , تمتم :
- ايزعجك هذا ؟
- اجل ......... بل اجد من الصعب ان يتلاءم هذا مع ......... زواجك بى ........
قال بهدوء :
- انا لا ادفع الناس غصبا
عضت شغتها , ثم دهشت عندما سمعت نفسها تقول :
- ربما عبر ارتكاب اخطاء محددة .............. تعبر عن مشاعرك الحقيقية
ابتسم ببرود :
- ربما .......... الا اذا دفنتك رمال مشاعرك المتحركة الخاطئة
- اذن انت غير مستعد للمخاطرة ؟
- وانت ؟ يجب ان اقول لك ان امك اخبرتنى رواية مختصرة عن خطوبتك الاولى , كولين ........ كان صائد ثروات اسمه ديك
شحب وجه كولين ولعنت امها الحبيبة
اردف يصوت هامس :
- الايمكنك القول ان لوكاس كان الضمان لعدم تكرار ماحدث سابقا ؟
- حسنا , هذا مايجعلنا م
- انا .... فلتناول الطعام قبل ان يصيبنى الغثيان , اعتقد ان لافائدة من التوسل الى مشاعرك الشريفة
قال برقة :
- هذا ما اخشاه ...... هل لى بمساعدتك ؟
- لا
عبست فجأة وكادت تقول شيئا , ولكنها غيرت رأيها واتجهت الى المطبخ وفيما كانت تصب اول طبق تصاعدت الى عقلها علامات استفهام كبيرة
- هل هو جاد ؟
منتديات ليلاس
طول وجبة الطعام سار على منواله بالحديث السلس بعيدا عن التطرق الى الخصوصيات , ولكن ذلك لم يشعرها بتلك الراحة التى شعرت بها معه يوم صخرة العشاق , فكرت لو بقيت طبيعية لكان حظها اوفر فى حل بعض الالغاز التى لاتفهمها عنه , لكن ما ان سمعت تعليقه على الوجبة حتى ادركت انها ماتزال تأمل ان يكون كل هذا مجرد حلم
قال :
- كانت وجبة عظيمة ....... انت مضيفة من الطراز الاول ...... هل ذكرت لك اننا حين نتزوج سازوال حياة اجتماعية اكثر خصبا مما عهدته حتى الان
نظرت كولين اليه من فوق طبق سلطة الفاكهة فاردف :
- مع منزل كبير مناسب ...... اعتقد انك تفضلين العيش هنا بدل ملبورن او سيدنى ؟
لعقت شفتيها :
- اظن اننى سمعت صوت غليان ابريق القهوة هلا عذرتنى لحظات ؟ سنتناولها فى غرفة الجلوس
- طبعا
لكنها فعلت اكثر من تحضير القهوة , توجهت الى غرفتها لتجدد زينتها واحمر الشفاه وتضع المزيد من العطر ثم اسندت جبهتها الى المرآة تهمس :
- ارجوك يالله ... لا تدع هذا يحصل لى
كان جالسا فى غرفة الاستقبال حين عادت حاملة صينية القهوة , صبت فنجانين من وعاء فضى انيق وسألته ان كان يرغب فى بعض الحليب مع القهوة لكنه رفض , آخيرا لم يعد امامها ماتفعله غير الجلوس قبالته مرة آخرى ومحاولة تحويل افكارها الى كلمات
- هل لى ان ..... اطلب منك خدمة ؟
حركة قهوته :
- اطلبى
- لو طرحت عليك بعض الاسئلة فهل تجيب عنها بصدق ؟
- اجل
ترددت قليلا ثم انطلقت :
- هل هناك سبب محدد لكل هذا واجهله ؟
- ماذا تعنى ؟
- سبب محددا لزواجك بامراة تكرهها بدلا من ....... امراة تحبها ....... امراة تشاركها التزاما حقيقيا كاملا ؟ اعنى .......... هذه كلماتك لذا لابد انك تعرف ان من الممكن وجود سبب
سألها ببرود :
- كما كان هناك سبب يوم خطبك لوكاس ؟
تورد وجهها قليلا لكنها قالت بثبات :
- ارتكبت تلك تاغاطة بنية طيبة او ربما بحماقة , انما كان هناك على الاقل محبة ..... اما هذا ...... ليس علينا ان ننفذ فكرة الزواج حتى , ارجو منك الا تذكر لى اليوم الذى قضيناه على صخرة العشاق مرة آخرى , فلننظر الى الامر من زوايا اخرى , فانا ......... متعبة من التفكير ........ اشعر كأننى طير خائف او قطة على صفيح ساخن
لوى شفتيه :
- اعتذر عن هذا التشبية الذى سبق ان نعتك به
نظرت الى عينيه مباشرة ثم تابعت :
- الا تظن انك قد تجد امراة تحبها ؟
صمت فترة ثم قال :
- أردت منى ان اكون صادقا ...... لا ........
ارتجفت كولين فلاحظ هذا , تمتم :
- ايزعجك هذا ؟
- اجل ......... بل اجد من الصعب ان يتلاءم هذا مع ......... زواجك بى ........
قال بهدوء :منتديات ليلاس
- انا لا ادفع الناس غصبا
عضت شغتها , ثم دهشت عندما سمعت نفسها تقول :
- ربما عبر ارتكاب اخطاء محددة .............. تعبر عن مشاعرك الحقيقية
ابتسم ببرود :
- ربما .......... الا اذا دفنتك رمال مشاعرك المتحركة الخاطئة
- اذن انت غير مستعد للمخاطرة ؟
- وانت ؟ يجب ان اقول لك ان امك اخبرتنى رواية مختصرة عن خطوبتك الاولى , كولين ........ كان صائد ثروات اسمه ديك
شحب وجه كولين ولعنت امها الحبيبة
اردف يصوت هامس :
- الايمكنك القول ان لوكاس كان الضمان لعدم تكرار ماحدث سابقا ؟
- حسنا , هذا مايجعلنا متساويين ......... كلانا خائف من الجرح مرة اخرى ........ هل انا محقة ؟
هز كتفيه :
- لاشك بانك سمعتى بقصة ابى و .......تساويين ......... كلانا خائف من الجرح مرة اخرى ........ هل انا محقة ؟
هز كتفيه :
- لاشك بانك سمعتى بقصة ابى و .......

فداني الكون0 03-10-11 03:30 AM


- اذن كان ماسمعته صحيحا ؟
- آوه .......... صحيح على كل حال , انا آسف على تخيب املك ان كنت قد تصورت اننى اعرضك لسخريتى من اجل هذا الموضوع ....... فلقد تجاوزته منذ سنوات كنت يومئذ فى الحادى والعشرين , وكانت اكبر منى سنا , وكنت بلاشك امر بتلك المرحلة التى تكون فيها النساء الكبيرات فى السن ساحرات
- اذن لماذا كل هذه السخرية ؟ ...... لابد من وجود سبب , واياك الانكار
- لن انكر , واما السبب فانا اعتقد ان هذا مجرد وهم ........ فهناك تجاذب بين الرجال والنساء , صداقة اما كل شئ اخر فوهم وخيال .
جلست كولين صامتة لحظات ثم وضعت راسها بين يديها فتابع :
- ولهذا السبب طلب يد عملى وجاف , مع شئ من التجاذب الجسدى , يفيدنى اكثر من ذاك الشئ الاخر ...... وقد تتعجبين من عدد النساء اللواتى سيوافقننى الراى
همست بصوت اجوف :
- يوافقنك الرأى ؟
- اجل ......... فانا اكسب الكثير من المال , وكن دائما يتقدمن الى بابى باقتراحات عمل
رافعت راسها وقالت بفظاظة :
- لايمكنك اتهامى بهذا
ابتسم بلطف :
- لقد جئت الى وفى راسك شئ ما فهل تذكرين ؟ وما كنا نتحدث الان لولا امتلاكى المال لانقاذ ابويك
- ولكن الفكرة فكرتك
فكر قليلا ثم قال بصوت ملؤه التسلية :
- انت على حق ...... أتعلمين اعتقد اننى كنت قد بدات بالملل , وكان تقدمك جديدا على استطيع بكل تاكيد ان ازيد بعض البهارات ان تمكنت من المتابعة هكذا ......... لكننى اظن ان مايروق لى فعلا هو فرضة قلب الطاولات لاول مرة .
بد لها غير جاد , لايمكن ان يكون , فحاولة محاولة اخيرة بالقول هامسة :
- اتؤمن حقا ان لا وجود للحب ؟ ألم يسبق ان رايت شخصين متحابين بقيا على هذا الحب بعد سنوات من الزواج ؟
نهض ليسير نحو ابواب الشرفة المفتوحة :
- بلى ......... رايت هذا مؤخرا ......... فى الواقع هناك الكثير من الحب الذى يجمع بين والديك , لكنه واحد بالالف فلماذا لاتتوقفين عن المرواغة كولين ؟ وقولى تعم
- لاننى لا استطيع تصديق ..........
- صدقى ....... فانا انظر الى الامر على انه مفأجاة من مفاجآت الحياة ...... على الرغم مما مر بك من علاقات ............ كانت حياتك ساحرة حتى الان ......... لكن القليل من الناس ينجون من مفأجآت الحياة , كم يعنى لك والداك ؟
اشاحت بوجهها بعيدا وفكرت فى ابيها وهو يسمع ان آخر امل له فى الخروج بكرامة من الكارثة قد ولى , فكرت فى امها المشرقة الشجاعة , وكيف خذلتهما لانها لم تعرف بما اصابهما عندما احتاجا اليها , تذكرت ايام الازمة بعد ديك , فعلى الرغم من مخالفتها لنصيحتهما ساعدها بحب للملمة قطعها المتبعثرة
قالت :
- حسنا ........ ان كنت تصف الامر هكذا ....... فنعم
- عظيم ........ مارأيك بمزيد من القهوة الان ؟ يبدوا انك بحاجة اليها
- اهذا كل ماتسيطيع قوله ؟
- وماذا توقعت ؟ ان اجثو على ركبتى و ........
- آوه
هبت واقفة , تتابع سيرها لتتجاوزه ولكنه امسك معصمها :
- من ناحية آخرى لولا تاكدى من اقدامك على المقاومة لاستطعنا ان نفعل هذا ..
ترك معصمها وجذبها الى ذراعيه كانت عيناه اللوزيتان تلمعان سخرية , وهو يرى تعبيرها الساخط , ويحس بتوترها , ثم اضاف بهدوء وشفتاه لاتكادان تتحركان :
- انه نصف السحر الذى فيك كولين ......... انها السعادة التى ساحصل عليها ......... فى ترويض النمرة الشرسة
همست :
- انت......... شيطان خبيث , ولاتتصور ابدا اننى لن اقاؤمك

فداني الكون0 03-10-11 03:33 AM


- لم اتصور هذا قط ........ ليس منذ ان التقينا مرة اخرى ......... اذن قاومى ياعروسى الجميلة , فانا لااتوقع اقل من هذا
اغمضت كولين عينيها واسترخت عامدة متعمدة بين ذراعيه , لكن جفنيها ارتفعا عندما سمعته يضحك بصوت منخفض , ثم حملها الى الاريكة حيث اجلسها عليها ثم جلس قربها عند الحافة , وتمتم :
- يجب ان احذرك ......... يصعب الحفاظ على هذه السلبية ضد عاشق ولهان .
تصادمت نظراتهما احست باللون الوردى يتسلل الى خديها , وبدات اطراف اعصابها تخزها وكانما تترقب ماسيفعله العاشق الولهان , راقب كل هذا بعينين ضقتين وبوجه متجهم متباعد متحفظ , احست كولين بانها تنكمش تحت ثقل ما افصح عنه دون وجل وكأنها زهرة ذابلة . ثم قال وعيناه الوزيتان غامضتان كل الغموض :
- من حسن الحظ انه ليس لدى الوقت الكافى الان ........ لذلك انت آمنة الليلة .......... فلا تتظاهرى بمثل هذه الكآبة .
اطبقت كولين شفتيها على شهقة ياس , وتساءلت عما اذا كان هناك ماتستطيع القيام به لطعن تعجرفه العفوى الفائق الرجولة , سال :
- ماذا اردت ان تقول لى ؟
اجبرت نفسها على التكلم :
- لاشئ ....... عدا ......... ماذا سيحدث الان ؟
- نستطيع وضع بعض الخطط
قاومت لتعدل جلستها , تأرجح شعرها الى الامام فرفعت يدا لتبعده الى ما وراء اذنيها ...... لعقت شفتيها ونظرت اليه , كانت عيناها الزرقاوان الرماديتان مظللتين وخاليتن من اى تعبير :
- اذا شئت ........ لكننى لا اعرف كيف نخبر والدى بكل هذا
- لن نخبره فورا , وبل سنمهد له بالتدريج ......... حتى يصبح امرا واقعا بعد توقيع كل الاوراق
- وكم سيستغرق هذا ؟
- مايكفى من وقت ....... هناك عقود يجب ان تحرر ..........فى الوقت نفسه قد تكون فكرة صائبة اقامة حفل لاعلان الاندماج بيننا ....... وبالامكان ابراز ........ فلنقل ........ اهتمامنا الوليد ببعضنا بعضا
- اتعنى .......... البدء بتحضير المشهد ؟
- شئ من هذا القبيل
- حسنا .......... لو سمحت انا متعبة حقا الان
تمتم :
- لا امانع ابدا ........ امامنا حياة كاملة .......... ساتصل بك .......... احلام هنيئة كولين
تناول سترته عن المشجب ثم تركها .
ظلت كولين فى مكانها وقتا طويلا , ثم نهضت وصبت لنفسها كوب قهوة من الغلاية الكهربائية وعادت به الى الاريكة حيث احتبت فى زاويتها , لترتشف القهوة ببطء وتفكير .
لا اصدق ان هذا يحدث لى , لا استطيع بعد الان الا الاعتراف بان هناك نوعا من الافتتان الخطير به .
حدقت الى الفراغ فترة طويلة ثم تابعت حديثها لنفسها : لكن ...... لابد من وجود طريقة للوصول اليه ......... آوه ....... يالهى ماشد ارهاقى , انه ارهاق يمنعنى من التفكير السوى

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13176035511.gif

فداني الكون0 03-10-11 03:37 AM


5 - النحلة والعسل

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13176035511.gif

بعد اسبوع كان عند وعده , استأجر غرفة استقبال فى فندق ( غولد كوست انترناشنال ) , ورتب امر حفل كوكتيل , كان الهدف الاول منها اعلان الاندماج المقترح بين شركتى فوربز ومورداون .
وصلت كولين مع ابويها وكانت بثوبها الاسود الجميل , مرشحة لتكون فى صحف يوم الاحد , وفى المقالات الاجتماعية , بدا ناش مورداون مميزا وسيما استقبلهم فى ردهة الفندق , منذ تلك اللحظة حاول جهده ان يفتن تيسا اكثر , ثم القى خطابا ببساطة لم يذكر فيه اى تلميح لانقاذ بل بدا وكأنه يتشرف بهذه الشراكة مع السير سايمون فوربز .
لم تستطيع كولين الا الامتنان بسبب الراحة التى شعر بها والداها مع انهما تمكنا من اخفائها عن الجميع اسعدها ان اباها بدا اكثر نشاطا , وقد تمكن مدة ساعتين من التوقف من القلق عليها بسبب فسخ الخطوبة مع لوكاس .
منتديات ليلاس
استغلت كولين الفرصة ايضا لمراقبة ناش مورداون وهو ينشط اجتماعيا , لم يكن الجمع كبيرا , ولكنه بضم مديرى شركات اعلانات ومراسلى صحف فى مجال المال والتجارة , وفريق تلفزيونى , وبعض الممثليين القانونين والمصرفيين , خطرببال لكولين انها لم تشاهد من قبل اى شخص يوفق بين كل هذه الاختلافات بين الاشخاص سوى زوجها المستقبلى .... جعلتها الفكرة ترتجف .
كان كما لاحظت يآسر اهتمام النساء الشابات , اما بالابتسام او بالنظر اليه خلسة الا واحدة كانت حمراء الشعر كثيرة الحركة , حيته بوقار وفى عينيها نظرة تحدى , حين التقت كولين المرأة فى غرفة زينة السيدات وجدت انها تتلقى نظرات خضراء حاقدة , فاستنتجت ماوراء تصرفها .
كانت الحادثة الاخرى الوحيدة عندما تقدم رجل طويل شديد النحول فى بذلة فاخرة نحو ناش وربت كتفه بقوة وقال بمرح :
- ما أروع ان ارأك بنى .......... مرت عشرة او خمسة عشرة عاما ؟
- على الاقل ........ ماذا تفعل هنا تشيسنى ؟
رأت كولين تغييرا فى تعبير وجهه , وضيقا فى عينيه , وقسوة لاتكاد تظهر على فمه , نظرات الى الرجل الاخر بدهشة , ووجدت ان مظهره يدل على انه شخص مرواغ , قال تشيسنى :
- اكسب لقمتى ناش ........ انا فى مجال الاعلان هذه الايام ......... اذن انت توسع امبراطوريتك الى ( كوينزلاند ) هه ؟ لا الومك ؟
التفت الى كولين :
- يقال ان الطيور هنا اجمل بكثير ؟
رد ناش بنظرة باردة حادة , لم تشاهد كولين مثلها من قبل , قبل ان يرتدا متعمدا :
- لم يكن صديقك مهذبا يوما تشيسنى
هز تشيسنى كتفيه وابتعد , كانت اللحظة الحاسمة بعدما بدا المدعوون بالانصراف اذ قال ناش لوالديها :
- لقد اقنعت كولين بتناول العشاء معى , فهل تمانعان ان انسحبنا الان ؟
كانت كولين تهئ النفس لمثل هذه اللحظة , ما ان التفت اليها والداها حتى ابتسمت قائلة :
- هذا صحيح
- يمكنكما الانسحاب بالتاكيد ....
تحدث السير سايمون واللايدى فوربز معا ثم تبادلا النظرات والضحكات , قالت تيسا ملوحة :
- هيا اذهبا .........سنهتم بمن تبقى من الضيوف
اخذ ناش ذراع كولين وقادها بعيدا , نظرت الى الخلف مرة فرأت انهما كانا يتبادلا النظرات بطريقة تكاد تكون كوميدية فى ظروف اخرى .
كان المطعم فخما ومعتما , استقبل كبير السقاة ناش بالاسم , ثم تعرف على كولين فظهرت السعادة عليه :منتديات ليلاس
- سيد مورداون والانسة فوربز ........ يا لها من ليلة سعيدة
ضحك ناش :
- ارجو ان نجد لديك مائدة بعيدة عن الاضواء جيرارد
- اطمئن بالا لدى ما تطلب ...... لن يعرف افضل اصدقائك بوجودك هنا , كما لن يعرف به اى مراسل فى قسم الشائعات اذا كنت ترغب فى هذا
- فى الوقت الحاضر .......... اجل , وربما سنرقص فى وقت لاحق
لم تقل كولين شيئا حتى انتهى السقاة من فرش الغطاء الابيض ووضع ادوات الطعام , وتقديم لائحة الطعام .
قالت :
- لا افهم كيف لم اسمع باسمك من قبل ....... من قبل ان .......
- قبل ان تلتقى بى فى المرة الثانية ......... الم تسمعى بى ؟
- لا ............. ثم اضطررت الى ( عصر ) صديقة لاحصل على المعلومات عنك
- آه .......... هى مصدر معلوماتك عن ابى كما اعتقد ؟
هزت راسها :
- زوجها مغرم بسباق السيارات , الا تطمح بالسير على خطى والدك ؟
نظر اليها عبر شعلة الشمعة , ولاحظت وميضا اخضر فى عينيه :
- لا

فداني الكون0 03-10-11 03:40 AM


ابتسمت كولين وقالت :
- هذه نهاية الموضوع ؟
- ليس والدى موضوعا اهتم بالتفكير فيه , ولكن ان كنت تتساءلين اخبرك اننى تحررت من وهمه منذ كنت فى السادسة , لقد ذاقت والدتى المر بسببه وجرنى وراءه فى كل مضمار سباق عالمى بصحبة قتيات ضاحكات مهتمات به
- ومتطفلين مثل تشيسنى
ضاقت عيناه اللوزتيان ثم قال :
- انه يعد نظر منك كولين
هز كولين كتفيها :
- وهناك الصهباء ذات العينين الخضراوين هل لنا ان نقول انها تعرفك من ذى قبل ......... خطر ببالى فى الواقع ان اتساءل ......... كم ساصطدم بنساء ......... سيدات مثلها
- لتستطيعى شطب اسم كل واحدة عن اللائحة ؟
- لا ......... بل لاكون مستعدة ........ هناك اغنية تقول ( على الفتاة ان تكون برعما تتذوقها نحلة واحدة .......... وعلى الرجل ان يعيش كالنحلة , ويجمع قدر ما يستطيع من العسل ........... وان يطير من برعم الى آخر ......... فعلى النحلة ان تكون حرة ......... لكن البرعم لن يطير ابدا من نحلة الى نحلة الى نحلة , اهكذا سيكون زواجنا ؟
لم تتحرك عيناه عن وجهها , فظنت انها رأت وميض اعجاب فيهما , وهذا ما اكده مع انه جعلها ترغب فى ضربه اذ قال موافقا :
- انت فى مزاج رائع الليلة كولين , وانا مسرور لان بامكاننا ان نسلى بعضنا بعضا فكريا
قالت ساخرة :
- ام ترد على سؤالى ؟
رد مفكرا :
- اظن ان ذلك وقف على حالة زواجنا ومدى كماله , قد ارتكب بعض الهفوات , ولكننى عموما اجد السعادة مع امراة واحدة فى وقت واحد ......... لذا لا تنطبق على نظرية النحلة
ايتسمت ابتسامة ضغيرة ملؤها السخرية ثم قالت :
- ربما .......... ان كان الامر كما تقول .............. ما احاول حقا الوصول اليه هو ان اصبح زواجنا غير كامل , حسب تقديرك وجدت التبريرات التى تخولك ان تكون غير مخلص لى , فهل تسمح لى بالحق ذاته ؟
رفع حاجبه :
- وهل ترغبين فى هذا ؟ يبدو انها نظرية تعاكس مبادئك عن الحب
ضحكت كولين برقة :
- هذا صحيح ........هل فكرت يوما انك تشبه اباك اللعوب اكثر مماتعتقد ؟
عرفت كولين بسبب الصمت الذى ران انها اصابت منه وترا او على الاقل وجدت نقطة ضعف فى دفاعات جوناش مورداون . فللحظات بدا ان العالم كله قد تجمد , وفى هذه اللحظات تصادمت نظراتهما , وجاء دورها لتتلقى نظرة باردة حادة قبل ان يشيح وجهه عنها , وعندما اعاد النظر عليها كانت عيناه اللوزيتان صافيتان ولكن فيهما ماجعلها ترتجف , شيئا من الشدة الغامضة جعلتها تظن انها ستعانى الزجر بسبب ماقالته , واكتشفت فيما بعد انها لم تكن مخطئة على اى حال , وفى هذا الوقت قال لها :
- علينا ان ننتظر لنرى .......... اليس كذلك ؟ فانا واثق ان وقتا طويلا سيمر قبل ان تفكرى فى جمع المعجبين حولك
منتديات ليلاس
تمتمت كولين محافظة على اعصابها بصعوبة :
- سبق ان ذكرت لى هذا , اتعلم ان تقديرك للمراة يوقع الاشمئزاز فى النفس ؟
- حقا ؟
- اجل ............ فلسنا كلنا فاسقين مثلك
- صحيح ؟
- نعم ...... فالامر فى هذه الايام بحاجة الى اكثر من الارتباط بالاولاد وبمتاعب البيت ........... وقبل ان اصل الى هذه المرحلة انا واثقة اننى قادرة على الاحساس باننى مسجونة فى الفخامة التى تفكر فيها
- كالسجين فى قفص من ذهب , هل انتهيت كولين ؟
نظرت اليه بدهشة فاردف :
- لاننى اظن انك قمت بمافى وسعك بمقاتلتى بكل فخر الليلة ............. استريحى فترة , فقد تكون معدتك ممتنة لهذا
همت بقول لم تلفظه بسبب وصول الطعام , فكرت : اعصابك ........ اعصابك ..... كولين لاتكونى حمقاء ........فلن يجدى ذلك نفعا ........
التقطت السكين والشوكة وتنهدت المسالة اننى لازالت اجد صعوبة بالتصديق بان هذا ليس كابوسا ساستيقظ منه عما قريب
قالت :
- حسنا .......... اختر شيئا نتحدث عنه
ابتسم قليلا :
- فلنرى ....... يليق بك اللون الاسود ويجعل بشرتك مثيرة الشفافية
- شكر لك
- هل لديك ماتفعلينه غى نهاية الاسبوع ؟
- انا .......... لا .........
- هل اخبرتك اننى املك منزل فى ( تويد )
- اجل .......... ذكرت لى هذا
- اترغبين فى رؤيته فى عطلة الاسبوع ؟
- وهل لدى خيار ؟
- بيننا ...... اتفاق ......... كولين
- طبعا .......... مااشد حماقتى لاننى نسيت ........ اجل ساتى معك
نظرت اليه وجهها شاحب وعيناها مظللتان ومتوترتان ثم وضعت السكين والشوكة من يدها على طبق السلمون المدخن الماكول نصفه
- انا آسفة ......... لكنك على حق فى شأن معدتى ...........يبدو انها معقدة او ان فيها ماهو معقد
اشار ناش الى الساقى الذى سارع الى رفع الاطباق ثم تمتم له شيئا عن تاخير الوجبة الرئيسية ونظر اليها :
- اشربى بعض المرطبات
وهذا مافعلته , وعندما احتست نصف الكوب شعرت انها استردت شئ من لونها وقالت :
- آسفة , انا بخير الان
منتديات ليلاس
على الرغم من اجبارها نفسها على تناول معظم الوجبة المقدمة اليها , وعلى الرغم من تجاوبها معه فى الحديث , فقد لاحظ انها تبذل جهدا , لذا لم يحاول اطالة وقت شرب القهوة , ولا اقترح عليها الرقص , خاب امل جيرارد لرحليهما المبكر ولكنه لم يظهر شئ بل انحنى لهما مودعا بكل وقار .
اطلقت كولين تنهيدة مع انطلاق الرولز الزرقاء باتجاه ( ماين بيتش ) , لكن امد راحتها كان قصيرا , اذ اوقف ناش السيارة ودار ليساعدها على الترجل فعرفت انه ينوى الصعود معها الى الشقة , فكرت فى قول شئ ما ولكنها لم تستطيع ايجاد ماهو غير طفولى , احست كذلك بالارهاق والتوتر الشديد , اخذ مفتاحها منها وفتح الباب , وتراجع الى الوراء تاركا اياها تدخل ترددت قليلا ثم سارت الى غرفة الاستقبال حيث اضاءت مصباحا ارسل بركة نور وردى ناعم , رمت حقيبتها على طاولة ذات سطح زجاجى وقالت بفظاظة اول مابدا انها قادرة على قوله

فداني الكون0 03-10-11 03:41 AM

:
- الان ........... ماذا ؟
تقدم اليها يمسك ذقنها بيده وكرر :
- ماذا الان ؟ اظن من واجبى كونى زوجك العتيد ان اريحك كولين ....... هكذا
اصدرت ضرخو احتجاج ولكنه تجاهلها , وتحركت متشنجة بسبب ماراته فى عينيه , وعرفت فجأة ان مقاومته ستكون عبثا وانه سيتقلب عليها بسهولة , وان هذا سيكون انتقامه , لكن لابد من وجود طريقة لمقاومة هذا , اخذت تفكر وهو يجذبها بين ذراعيه , انها ترفض ان يعاملها احد هكذا .
اكتشفت فيما بعد ان تمنياتها كورقة فى مهب الريح امام القوة التى اختار ان يمارسها عليها , اخذت اصابعه تداعب شعرها بلطف , فازال ذلك توترها وبدد ارتباكها , لاحظت ان جسدها استراح عليه وان راسها وجد له وسادة على صدره . آوه يالله ..... اننى انسى هذا دوما ....... كيف لى ؟ يجب الا استسلم ........ ربما كانت افكارها المعذبة تنعكس فى عينيها , لانه ابتسم ابتسامة ضعيفة باردة قبل ان ينحنى ليعانقها .
كان عناقا لم تستطع ابعاد نفسها عنه لانهائه , ولم تستطع سوى ان تتقبله وكأنها مخدرة , عادت ذكريات عناقه الاولى فتذكرت كيف غردت روحها له , لكن ان كان هناك بصيص من امل بدا لها فى عينيها فقد سارع الى اطفائه بقسوة
- لترين الان انك تتفوهين بهراءات كثيرة كولين ؟
اغمضت عينيها للحظات ثم دفنت وجهها فى كتفه وهمست :
- اجل
رفعت بصرها فرأت ان وجهه جاف صارم ووجدت انها تتمسك بصدر سترته الجميلة التفضيل وكأنها فتاة مراهقة , فتحت يدها ووضعت ظاهرها على قدها ثم اردفت :
- انا ... اجل ......
تركها فجأة :
- تصبحين على خير اذن .......... ساتى فى العاشرة من صباح السبت لاصطحابك .......... بامكاننا ساعتئذ البد من جديد بعلاقتنا علاقة الحب والكره .
راقبته يخرج ثم ترنحت وهى تتجه الى غرفة النوم لتجلس على سريرها حيث ضمت يديها وعضت شفتها بقسوة تكاد مها تنزل الدماء منها , فقد ثبت لها اخيرا ان ناش مورداون غير واهم , لانه سيزوجها مهم كلف الامر .

فداني الكون0 03-10-11 03:43 AM


لم تكن الطريق الى ( تويد هيدز ) مثيرة للاهتمام , اذ لم تكت الشواطئ السياحية ظاهرة للعيان من الطريق العام , كان هناك مراكز تسوق مكتظة على طول الطريق , وحركة سير دؤوب ولكن كولين سبق ان قادت سيارتها على هذا الطريق مرارا بحيث باتت لا تهتم بالتفرج على مايحيط بها .
لكن كان عليها ان تعترف انها لم تسافر على هذا الطريق من قبل فى سيارة فخمة زرقاء رولز رويس مكشوفة ذات غطاء جلدى عاجى , فكرة مرة اين يترك اللاندروفر العتيق .
كانت تعانى من اعصابها الملتهبة التى لم تتحمل محنة الايام الفاصلة جيدا , فى الواقع لزمها ارادة لئلا تفعل احد امرين : الاعتراف لوالديها بالورطة التى هى فيها , او الفرار من البلاد , وماساعد اعصابها على الهدوء , منظر معذبها فى العاشرمن صباح هذا السبت , كان وسيما يقف اما بابها الامامى مرتديا سروالا من الجينز وقميصا قطنيا ابيض , يبدو حليقا ولكن فى عينيه اللوزيتين ذلك التعبير الكسول الغريب وكأنه لم يستيقظ منذ وقت طويل .
وهذا صحيح , فقد وصل الى منزله من رحلة عمل الى ( ملبورن ) فى وقت متأخر من الليلة السابقة وتأخر فى الاستيقاظ .
منتديات ليلاس
ولان سقف السيارة الجلدى كان مقفلا ولان ازدحام السير كان يؤخرهما بصورة مستمرة , احست كولين بان الانظارتتجه دائما اليهما , مما دفعها الى القول عند ضوء احمر على الطريق :
- يعتقد والدى ان هذا النوع من السيارات مثير للمتاعب اكثر مما تستحق , فالناس يستمتعون فى خدشها , ومحاولة سرقة علاماتها المميزة , كما انها غالية الثمن بشكل جنونى فى استراليا , وليست سوى رمز للثراء
رد ناش :
- هو على حق , لكننى لا املك جياد سباق او يخوت , ولا اميل لشراء القصور او المنازل الريفية , وليس لدى عشيقة تكلفنى غاليا , وليس لى طائرة خاصة , لذا تصورت ان من حقى ان امتلك واحدة , وهناك امر آخر ان هذا النوع من السيارت استثمار جيد فهى تحافظ على ثمنها وقيمتها اكثر من اى سيارة آخرى , اما بالنسبة الى رمزها فهى تحمل نوعا محددا من المنزلة الاجتماعية
- كنت اتردد فى ذكر هذا .... وبمناسبة الحديث عن المنزلة الاجتماعية هل تعتبرنى رمزا طبقيا ام استثمارا جيدا
فكر قليلا :
- كلاهما ........... واظن كذلك انك تبدين رائعة والريح تعبث بشعرك , وهذا امر هام مع مثل هذه السيارة , فقد تفسد فتاة تضع منديلا على راسها الصورة
صرت كولين على اسنانها سر , فقد توصلت الى اتفاق يقضى بعدم جر نفسها الى الطعم الذى يلقيه , مع ذلك ها هى تخالف هذه القاعدة بسرعة , لذا اقسمت ان تكون صما بكما فى الفترة القادمة .
ولكن لم يزعجه هذا وتابع القيادة براحة تامة وكأنه غافل عن كل مايثيره وجودهما معا , ولكن ما ان انعطف الى طريق ( تويد هيدز ) مخافا ازدحام السير وراءهما حتى ضاعف السرعة فراحت السيارة تنهب المسافات بسرعة تخطف الانفاس .
تقع بلدة ( تويد هيدز ) السياحية على تخوم ( كوينزلاند ) ولكن ما ان تتركها وتتجه الى الداخل حتى يستولى سحر النهر على كل شئ , وعندئذ تمتد الطريق وتلتف حول صفافه العريضة الهادئة ثم تنفصل الطريق عن الطريق العام قرب ( توميذلم ) القرية الضغيرة الساحرة ثم تقطع النهر من فوق الجسر .
كانت مسافة شديدة الانحدار قطعتها السيارة الكبيرة بسهولة وسرعة , وماهى الا مسافات قليلة حتى انعطفت عن الطريق ودخلت عبر بوابة ذات عمودين ابيضين .
سالت كولين وهى تنظر حولها :
- اهذا هو المكان ؟
- اعجبك ؟
توقفت السيارة على مقربة من مزرعة قديمة , ولكن المنظر والموقع اسرأها بعض الوقت , قالت بصوت هامس :
- آوه

فداني الكون0 03-10-11 03:44 AM


كانا فوق تلة ضغيرة تشرف على منظر النهر وعلى بلدة ( مورويلمياء ) القابعة تحت اقدام جبل ( وارتنغ ) تلة تشرف على طول مجرى النهر الذى يشكل الحدود مابين حقول قصب السكر , وهى على مايبدو تلته الخاصة
ارتدت اخيرا اليه :
- انه منظر لايصدق
- انا مسرورا بقولك هذا
فى صوته ماجعل عينياها تضيقان , ماحرك وترا حساسا فيها , لكنها لم تستطع وضع اصبعها عليه , صبت اهتمامها على المزرعة والمنزل الذى لم يبدو قديما بل حديثا , مبنيا من خشب الارز الاحمر الذى تحول بفعل الريح الى لون فضى رمادى كان يشبه الكوخ فهو مؤلف من طابقين وله نوافذ بارزة وزوج من المداخن الحجرية وشرفة ملتفة , وكان هناك شرفة حجرية مسقوفة تحت الشرفة الامامية فيها موقد حجرى لم ترى حديقة رسمية بل مساحة مسطحة من المروج فوقها عدة دجاجات ملونة تلتقط الحبوب باطمئنان.
خلف المنزل اسطبل , ومابد مرسم فنان , سالته وهو يفتح لها الباب :
- هل ترسم ؟
تبع نظرها :
- لا ......... هناك تعيش فيفى ......... انها نحاتة رائعة .......... لذ أمنت لها مكانا خاصا ............ لاشك انها فى مكان ما
- فيفى ؟
- انه اختصار لاسم فيفيان الذى اطلقه عليها والدها ........ وهى تعيش هنا ......... ومقابل الاستديو تعتنى بالمنزل والمكان
بدت الدهشة والارتباك على كولين :
- بمفردها ؟ الا تشعر بالوحشة ؟
- تحب فيفى الوحدة من وقت لاخر , ولن تبقى هنا الى الابد ....... ها هى
انفتح باب جرار على الشرفة وخرجت منه امراة طويلة جذابة ذات شعر اسود قصير جدا , فيما كانت تقترب لاحظة كولين انها فى الثلاثينات من عمرها , جسدها نحيل ورشيق , ترتدى سروالا قصيرا ازرق اللون وقميص ورديا , بدت عيناها زرقاوان تشعان ذكاء فاستيقظ شئ من الشك فى راس كولين .
ثم اخذ ناش يقوم بواجب التعارف , تلقت كولين نظرة تقويم من راسها الى اخمص قدميها قبل ان تقول فيفى بحرارو :
- اهلا بك كولين , ناش على حق ........ انت جميلة فعلا
تورد وجه كولين ولم تستطع الا التمتمة :
- كيف حالك ؟
ولكن فيفى اكتشفت ارتباكها , فاردفت تقول انها حضرت لهما الغداء , وانها هيات ايضا كل شئ من اجل شواء العشاء ثم طلبت من كولين ان تستدعيها متى احتاجت الى اى شئ كان
سال ناش :
- الن تنضمى الينا للشواء ؟
- ليس الليلة ....... فانا غارقة فى الهاماتى الان ....... ولكن ان اردتما الصحبة فى غداء الغد فستجدانى
وسارت مبعتدة بخطى بطيئة نحو الاستديو تلوح بيدها بود , قال ناش مبتسما :
- لاتتغير فيفى ابدا ................ هل ندخل ؟
حمل حقيبتهما الى الداخل وهناك عاد التاثر الى كولين فالمكان من الداخل اجمل بكثير , الجدران مغطاة بخشب الارز لكن هذه المرة بلون عسلى دافئ , والارض كذلك , يتكون الطابق السفلى من ثلاثة غرف : غرفة استقبال مفتوحة , وغرفة طعام وقسم المطبخ عند منعطف ثم درج خشبى يؤدى الى غرفة نوم وحمام , وثمة اريكة امام الموقد الحجرى وطاولة طويلة وكراسى خشبية محفورة قديمة الطراز , لم تكن غرفة النوم كبيرة ولكن لها مدفأتها الخاصة وسرير نحاسى القوائم , كان الطابق العلوى اجمل من السفلى , فيه علية حقيقية وغرفة واحدة كبيرة ونوافذ تفتح الى الخارج ومقاعد حول النوافذ البارزة .
سمعت كولين نفسها تقول بصدق وهى تعود الى الطابق السفلى :
- انه ملاذ حقيقى للراحة
- شكرا لك ............ هذا ثناء مميز لانه يصدر منك
- ولكننى اعنى ما اقول
رفع حاجبه متسائلا بسخرية فقالت :
- انا اعنى ماقلت فعلا
- هل افهم من هذا ان مزاجك السئ هذا الصباح قد اختفى ؟
مررت اطراف اصابعها على درابزين الدرج , واحنت راسها ليخفى شعرها وجهها ثم قالت بهدوء :
- لو كنت مكانك لما اخذت شيئا موكد عنى ........ لاننى احاول قضاء كل لحظة بلحظتها
- حاضر ياسيدتى
رفعت راسها ونظرة اليه بثبات فاردف :
- هل لنا ان نتناول الغداء ؟ لا ادرى شيئا عن جوعك ولكننى اتضور جوعا
كان الغداء الذى حضرته لهما فيفى رائعا بالنسبة ليوم حار وهو مؤلف من شرائح لحم بقر باردة , مع سلطة الجرجير والفجل , والهليون الطازج والطماطم والبيض المسلوق , اما التحلية فطبق ملئ بالتفاح والبرتقال والعنب ثم صنع ناش الشاى .
بعد ذلك قال :
- لماذا لا ترتدين ثوب سباحة تحت الجينز ؟ هل تجيدين ركوب الخيل ؟
هزت كولين راسها ايجابا فاردف :
- اترغبين فى الركوب حتى التهر والسباحة هناك ؟
هزت راسها مجددا :

فداني الكون0 03-10-11 03:48 AM


- انما سانظف المكان هنا اولا
- ستشكرك فيفى على هذا اذ تحضر منحوتة الآن , ساغير ملابسى واحضر الجوادين
سمعته يتحرك فوق , بعدما انهت تنظيف المائدة , توجهت الى غرفة النوم فى الطابق الارضى حيث وضعت حقيبتها واقفلت الباب وراءها , افرغت منها بعض الاغراض وارتدت ثوب سباحة ورديا وفوقه ارتدت الجينز وربطت شعرها الى الخلف .
قالت وهى تمضغ ساق عشب ندى :
- هذه هى الجنة
كانت السباحة منعشة , والنزهة على الجياد مرضية , ليس فقط بسبب المناظر بل بسبب مطيتها التى كانت فرسة كستنائية حسنة الاخلاق تدعى ماريون تأثرة بمنظرها حالما رأتها :
- آوه ............ اليست جميلة ؟
هز ناش راسه وساعدها على الركوب , وظل يراقبها بحذر من فوق جواده البنى المرتفع فى الدقائق الاولى ثم اقترب منها ليتمكن من الامساك بلجام فرسها فيما لو وقع خطب ما .
اخيرا قالت كولين ساخطة :
- لا حاجة بك الى مراقبتى على هذا النحو , قلت لك اننى اجيد ركوب الخيل , كما ان بامكان اى انسان امتطاء هذا الفرس فما اسهل التعامل معها
قال :منتديات ليلاس
- لكن قد يفشل اى انسان آخر , فهى تستجيب للركوب السئ واليدين الثقلتين كآية انثى آخرى لكنك ناجحة معها
وتحرك مبتعدا
تمتمت كولين لماريون انها لم تصدق كلمة مماقال , اوليس الذكور متشابهين ؟ ثم سيطرت عليها لذة الركوب , ......... وهاهى الان مستلقية على منشفتها غير قادرة على عدم الاستمتاع بهمسات النهر الهادئة .
قالت لنفسها اننى مجنونة , فانا على وشك دخول اخطر حقبة مجهولة فى حياتى ولم استطيع حتى الان الوصول لخطة عمل , لكننى استمتع بتغريد الطيور وبازيز النحل .
جلست تنظر الى ناش الجالس على منشفة وذراعاه على ركبيته يحدق الى المياء , كان شعره مبللا منسدلا على جبهته , قال لها فجأة :
- حديثينى عن خطيبك السابق
شدت كولين شفتيها اما ناش فنظر اليها بثبات , ثم اردف بعفوية :
- لا اتطفل عادة على ما مر من قبل ......... ولكن اظن من الافضل ان تخبرينى شيئا عنه ......... يبدو لى انها اساء اليك كثيرا , الواضح انه دفعك للاعتقاد بانه يحبك من اجل ذاتك لا من اجل ثروة والديك , صحيح ؟
فغرت كولين فاها ثم لجأت الى السخرية :
- لقد حرزت ... احسنت ..... كان رجلا مثاليا , غارقا فى انجازات رياضية , لكنه لم يكن قادر على تأمين احتاجاته الكثيرة .......... وكان بهى الطلعة وسيما له القدرة على اخفاء زيف مايدعيه ......... كانت النساء يلاحقته و ....... كان قلبى يدق بقوة كلما اقترب منى , ......... ولكنه دأب على تذكر مدى تاثيرى فيه ........ ما كان يجب ان انخدع ولكننى كنت فى غايى السذاجة
- كم كان عمرك ؟
- تسعة عشر عاما
- وما الذى فجر الوضع ؟
- سمعته يوما يتحدث الى صديقه , وكنت صدفة على مرمى السمع , كان ......... بل كانا يتناولاننى فى حديثهما بطريقة حميمة .......
ارتعشت ثم اردفت :
- فهمت من حديثه اننى لست من مستواه فى بعض الامور ولكننى قد اتحسن مع الخبرة ........... وضحك قائلا اننى ارفض العلاقات الجسدية قبل الزواج واننى عديمة الخبرة فى هذا المضمار , وانه قد يضطر الى التفتيش عن هذا النوع من السعادة فى مكان آخر بعد الزواج , ولكن حتى نتزوج عليه ان يكون حذرا معى .......... وكما قال انها مجرد عقبة بسيطة امام ما سيحصل عليه ووالداى سيدفعان ( دوطة كبيرة ) ........ الخ ......... الخ .....
- آوه .......... عزيزتى ........
قال مكتئبة :
- هناك المزيد .......... قال ايضا انه يشك فى ان يكون مخلصا لاى امرأة , وان من حسن حظه اننى اعتقد ان الشمس تشرق من اجله
ران صمت قصير ثم قال ناش :
- ماذا فعلت ؟ هل قطعتى علاقتك به فورا ؟
- لا .......... فقد اصبحت ...... عاجزة عن الكلام , لم استطيع تصديق ما سمعته , ليس هذا فقط بل لم استطع تصديق البرودة التى يمثلها قوله ..... كنت منذهلة , كان ماكرا ووجدت اخيرا ان والدى على حق بشآنه , فمع انه كان يفتن معظم الناس الا انه لم يستطع خداعهما ...... هكذا صممت على الذهاب الى البيت وكتابة رسالة لانهاء كل مابيننا لئلا اضطر الى رؤيته مرة آخرى , لكنه فى اليوم التالى قتل فى حادث تزلج على الماء , بعد سماعى الخبر تساءلت عما اذا كنت قد تمنيت له هذا المصير ........ ثم واجهتنى مشكلة افتراض الجميع ان قلبى تحطم من اجله , فى الوقت الذى كنت فيه مذعورة ......... ولكن ........
- اعرف قصدك
- اتعرف حقا ؟
- اجل ........ فلا جدوى ولا طعم فى اساءة الحديث عن الاموات , لذا فالمرء مضطر لتقبل كل الاشفاق , والاحساس بانه مخادع , الم تخبرى احدا ؟
- اهلى فقط فى البداية , ثم افضل صديقة لى , ليتا , , واخيرا لوكاس ....... الذى كان يعرف ديك ويكرهه........... كان ........
صمتت متنهدة فسالها :
- تابعى ......... اخبرينى عن لوكاس , اود ان ازيل اى وصمة تلطخ اسمى بالنسبة للوكاس من ذهنك , اتظنين انك كنت قادرة على الزواج به ؟
تحركت كولين بقلق وقالت صادقة :
- لا ادرى ........ لقد كان من القلة الذين لم يفتنهم ديك ........ وقد حاول تحذيرى ولكننى لم اهتم له ........ لانه كان يفهمه واعتقد اننى انجذبت اليه لهذا السبب ........ ثم كان فى غاية اللطف معى وكان يحبنى .....
- نه نقيض ديك
- اعتقد هذا
- لكن ........ عوضا عن الاعتراف بهذا لنفسك رحت تؤخرين امر الزواج , عندما التقيتك للمرة الاولى كنت تحملين موضوع الزفاف على محمل الجد ؟
- آوه ....... اجل كنت اتساءل عما اذا كان على ان افرض نفسى عليه ....... الا يمكنك فهم سبب شعورى بالتشوش ؟
جلس عابسا :
- اعتقد اننا جميعا نمر بصدمة او صدمتين , مع الجنس الآخر لكنك الآن فى الثانية والعشرين , فتاة ناضجة كولين ......... وبامكانك النظر الى الهفوات الاخرى التى ارتكبتها فى اوخر مراهقتك بطريقة موضوعية فتضحكين من نفسك , فلماذا تضعين هذا العبء على كتفيك ؟
نظرت اليه بفم مشدودة ثم تمتمت :
- انت آخر من على مناقشة هذا الموضوع معه
- بل على العكس انا افضل من تناقشينه
ارادت ان تغير الموضوع فقالت :
- اخبرنى عن فيفى
لوت ابتسامة شفتيه :
- عرفتها منذ ........ منذ ستة عشر او سبعة عشر عاما
- صديقة قديمة ؟

فداني الكون0 03-10-11 03:56 AM


- كانت اكثر من هذا ........ فى وقت ما .......
فغرت كولين فاها :
- انت ........... اتعنى ؟
هز راسه :
- كان ذلك منذ زمن بعيد .......... وحين انتهى مابيننا تمكنا من البقاء صديقين
همست بعينين مصدومتين :
- لماذا تخبرنى بهذا ؟
- لقد سالتنى ........ ثم هذا مارتبت به اليس كذلك ؟
- مع ذلك .....
ضحك منها :
- لقد اخبرتنى لتوك كل اسرارك , وبما انك قابلتها الآن , فمن الافضل ان تعرفى بالامر , لئلا يكون هناك سوء تفاهم بالمستقبل , انا واثق انك ستعجبين بها , انها لطيفة وعاقلة
قاطعته بمرارة :
- لماذا لم تتزوجها ؟ ........... انا لا اكرهك فقط ....... بل احتقرك احيانا
ارتعش صوتها وهبت واقفة لتعدو الى النهر , لكنه لحق بها وشدها الى ذراعيه وهى عند حافة الماء
قال برقة وعيناه تطوفان بها :
- أمازلت تقاومين ؟
قالت :
- لو تجرأت على معانقتى الآن بعد الطريقة التى تستعرض فيها حياتك الغرامية السابقة امامى ف .......... ف ......
قاطعها وعيناه تبرقان بخبث :
- تغارين ؟ لا حاجة للغيرة ....... لقد فات هذا وانقضى منذ زمن بعيد
- لا ........ هل تتوقع ان اصدق انك تغار من لوكاس ؟
- آوه ....... لو تزوجته لشعرت بالغيرة
اتسعت عيناها بعدم تصديق فقال وكأنه يخاطب طفلا متمردا :
- كولين ......... حتى اغار على ان اتاثر بك ....... وهذا غير صحيح . لا جدوى من الزواج بك لو كنت اغار
تمتمت ساخرة :
- لا اؤثر فيك ........ يالى من محظوظة
ضحك :
- ربما كان على ان اشرح هذا بطريقة اخرى ...... هكذا مثلا ......
حاولت المقاومة للخلاص من بين ذراعيه , فوقعا معا فى الماء , حيث ارسلا رذاذا مترفعا فوقهما , وكان كل ما حققته البقاء مسمرة بين ذراعيه نصف غائصة فى ماء النهر , , بشرتها منتعشة نظيفة وشعرها قاتم يتموج
حين انتهى من معانقتها التقطها لتقف , وحملها الى خارج الماء , كان يتنفس بصعوبة وهو يضعها على قدميها , ويلف يده حول خصرها وسال :
- أمازلت تكرهيننى ؟
- انا .......
ملس شعرها المبلل بعيدا عن وجهها :
- هل نعود الى الجياد ........ز ماريون قلقة
ركبا جواديهما ومرا بحدود الاملاك , ثم غسلا الجوادين معا حين عادا ووضعاهما فى الاسطبل مع طعامهما لم يكن هناك اثر لفيفى , لكن كولين شاهدت اللاندروفر العتيق تحت سقيفة .
قال ناش وهو يلاحظ نظرتها الى السيارة القديمة :
- والدك على حق , احتفظ بها لان الرولز فى بعض الاوقات مصدر ازعاج
ابتسمت :
- يجب ان اكون صادقة , يحب والدى اقتناء الرولز لكن امى لا تحسن القيادة مع انها لاتعترف بذلك ....... آوه .......... لاباس بها فى الازدحام لكن الاشياء الثابتة تتعبها ...... كالجدران , السياج , الاشجار
ضحك ناش :
- تعجبنى امك
قالت بهدوء وهى تنظر مجددا الى اللاندروفر :
- وهى بالتاكيد معجبة بك
ثم ارتدت اليه :
- هلا اخبرتنى شيئا ؟ ماذا كنت تفعل فى (يامبا ) هل تفعل اشياء كهذه دائما ؟
- انا ......... أيمكن ان نستحم ونغير ملابسنا اولا ؟ ثم اشعل النار للشواء
قاطعته :
- الن تجيبنى ؟
- ليس ذلك بالسر العميق القاتم , ثم نعم , ساحاول ان اشرح لك نزواتى الطارئة فى التجوال كولين ........ انما خلال العشاء ..... هل تأتين ؟
- انا ........... اجل


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13176035511.gif

فداني الكون0 03-10-11 03:58 AM

نهاية الفصل الخامس

قراء ممتعه

شووقهـ 27-10-11 12:30 AM

فداني الكون

رووووعة يعطيك العافية يا عسل ع الرواية

متحمسة ع التكملة

بنتظارك يا قمر :>

سومة الامورة 27-10-11 03:54 PM

بالانتظار على احر من الجمر
:55:

أنس إسلام 28-10-11 02:49 PM

ماتطوليش علينا الغبية احنا في انتظارك

فداني الكون0 08-11-11 12:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 2915445)
فداني الكون

رووووعة يعطيك العافية يا عسل ع الرواية

متحمسة ع التكملة

بنتظارك يا قمر :>


حبيبتي الله يعافيج

الروايه حلوه بوجودج يا قلبي

انشاءالله راح اكمله بس تاخر لانه كان عندي ظروف

يسلمو يا قلبي علي مرورج

فداني الكون0 08-11-11 12:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومة الامورة (المشاركة 2915856)
بالانتظار على احر من الجمر
:55:

هلا يا قلبي

راح اكملها اليوم انشاءالله

يسلمو علي ردوج

فداني الكون0 08-11-11 01:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس إسلام (المشاركة 2916599)
ماتطوليش علينا الغبية احنا في انتظارك

اهلين حبيبتي

سوري تاخرت عليكم صار عندي ظروف

اليوم انشاءالله راح اكملها

مشكوره علي مرورج

فداني الكون0 08-11-11 02:11 AM



6 – هل مرت العاصفة

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13207106931.gif

بعد الاستحمام ارتدت كولين فستانا رماديا واسعا عليه زهور ربيعية بيضاء وصفراء , ثم عقصت شعرها الى الوراء بشريطة رمادية وانتعلت صندلا .
كانت قد دلكت جسدها بسائل مرطب ولم تختدم اى نوع آخر من ادوات التجميل , سمعت موسيقى تصدح ثم تبين لها انها لموزارت , بعد انتهاء المعزوفة ساد الصمت , ولم يعد هناك مايدعوها لتاخير خروجها من غرفة النوم التى فى الطابق السفلى . ومع ذلك ظلت بضع دقائق آخرى غارقة فى التفكير فبعض الامور تتعقد ويصبح التفسير معها صعبا بشكل غير معقول مثلا كيف لها الاستمتاع بعناق رجل معجب بجسدها فقط والا لما تفاوض معها وكأنها قطعة اثاث مرغوبة
والانكى انه حشرنى فى اصعب زاوية بحيث بت لا استطيع التفكير فى طريقة للخلاص الا حبس نفسها هنا حتى يعدنى باعادتى الى منزلى او الاضراب عن الطعام , لماذا لم افكر فى هذا ؟ ابتسمت متجهمة لماذا اشعر انها سيزيل هاتين العقبتين من طريقه ايضا ؟
قطعت طرقة على الباب افكارها فهبت ترد :
- ادخل
لكنه لم يدخل بل فتح الباب , وحاول قول شئ لكنه توقف عابسا , ولم تتمكن كولين من انتزاع عينيها بعيدا عنه , كان يرتدى سروالا من الجينز وقميصا مخططا بالابيص والاسود
قال بلا مقدمات :
- ما بك ؟
توردت وجهها ثم صوبت اليه نظرة غضب , فى الواقع هو غضب القطة التى تلاحق ذنبها
قالت ساخرة :
- لاشئ ........... انا بخير
دخل الغرفة وتوقف ينظر اليها متفرسا :
- لو استطعت الاسترخاء فقد نتمكن من احرز تقدم
ردت بنظرة ساخرة :
- نحو ماذا ؟ لا تقل لى اننى قادرة على التكهن
- نحو الكمال وانا اعنى ( رفقة )
- ناش ........ يجب ان احذرك اننى على عكس مايوحى به تاريخى ......... لست بارعة فى لعبة الالغاز
- وهل تلعبين الالغاز ؟
- اجل ........ لعبة القط والفار ................ وانا الفار
ابتسمت بفظاظة ثم تمتمت ساخطة :
- ليتنى استطيع اتخاذ قرار
نظر اليها متسائلا , ولكنها استعادت رباطة جاشها بسرعة , واردفت :
- المسالة انك تجبرنى على الزواج بك , ثم تعمد الى استغلال تجاربك الكثير وخبرتك مع النساء دون خجل لتثبت لى قدرتك على دفعى الى التجاوب معك وبتقديرى ان تصرفك هذا لايجعلك افضل من ديك ....... مع اننى لن اكون محقة ان نعتك بالانتهازى النذل بل الانسب ان انعتك بالمليونير النذل
قال وعيناه تومضان خبث :
- برافو كولين ...... هذا ..... النذل يتحمل التوبيخ كليا ..... ولكنك مثيرة وانت غاضبة ....... اتعرفين هذا
قالت ساخطة :
- آوه ......... لماذا لا اسجن نفسى ؟
- هذا تصرف طفولى منك ........ انا افضلك عندما تطلقين النار بلا رحمة , ستشعرين انك افضل حالا بعد تناول الطعام ...... الطقس جميل فى الخارج والنار متقدة .
شوى لهما شرائح اللحم والنقانق , وتناولاها مع السلطة اضافة الى طبق مكرونة حضرته فيفى سابقا , وكان هناك ايضا قالب حلوى مع الايس كريم .
كان المكان على قمة تلة ناش مورداون الخاصة هادئا بشكل غير معقول , ارتشفت كولين عصير الفاكهة الطازجة الباردة , وهى تراقب الدخان يتصاعد من النار , وبدا ان فى السماء ملالاين النجوم وهلالا يتوجه نحو المغرب . اخيرا قالت :
- اخبرنى عن نزوة التجوال التى تسيطر عليك احيانا
هز كتفيه قليلا :
- يعود منشأ هذه العادة الى طفولتى اذ كنت اقرا كتب المغامرات واحلم ........ وكانت اكبر طموحاتى ان اصبح صياد كبيرا او مشرفا على رحلات الصيد
رفرفت كولين عينيها وفكرت فى انه لو قال لها انه حلم ان يكون مهرج فى سيرك لم دهشت اكثر من هذا قالت :
- انه طموح غريب لفتى اوسترالى
- كانت امى من جنوب افريقيا
نظرت اليه متسعة العينين :
- اخبرنى عنها
- التقت ابى فى ( كيالامى ) وهو المكان الذى تقام فيه عادة سباقات السيارات العالمية خارج ( جوهانسيورغ ) وكان ان انبهرت به حتى العمى , مع انها نجحت بالزواج به ربما لان لها اقارب اقوياء محافظين على الاخلاق , كانت ابنة مزارع وظلت هكذا دائما فى قرارة نفسها , ان لا اعنى انها لم تكن مثقفة بل كانت قادرة , مخلصة , عنيدة , عائلية الطراز , وكانت ذات صلة بالارض وزراعة الاشياء ....... لقد دفعت غاليا بسبب غلطة حياتها الوحيدة
- وهل اشتاقت الى افريقيا الجنوبية ؟
- اجل ............ انما الامر لم يكن هكذا فقط ......... فقد كانا غير منسجمين , كانت مزاياها جميعا تمثل شئ واحدا لابى وهو انه مربوط بها ...... اظن ان هذا ماجعل الحياة محمولة قليلا بالنسبة لها , كانت تشبه كثيرة عائلة مورداون .......... ولقد احبتها العائلة واعجبت بها ...
- هل اعادتك الى افريقيا ؟
- كانت تصحبنى كل بضع سنوات , كان خالى وهو احد اشقائها , مسؤول رحلات صيد ......
- لماذا لم تطلب امك الطلاق ؟
- كانت متكبرة ......... ربما اكثر تكبرا من من ان تعترف بفشل زواجها ...... على اى حال كان قد اقسم على عدم الافتراق عنى ......... ولم استطع فهم السبب فى ضغرى ......... ولكننى فهمت الامر اخيرا ....... كنا انا وهى صلته الوحيدة بعائلته ....... او ماتبقى من العائلة ........ ولولانا لغسلوا ايديهم منه منذ زمن بعيد ....
ارتجفت كولين :
- لاعجب اذن ان تكون ساخرا هكذا
نظر اليها ثم ضحك :
- فى الواقع ان سخريتى بالنسبة للامر خفت الآن منذ استعدت ثروة العائلة او على الاقل فرعنا منها ... و ....... والدى وحب حياتى السابق المفترض , مازالا معا سعيدين وياللغرابة
- لابد انها ....... قلت انها كانت اكبر منك سنا ولكنها بلا ريب اضغر منه بكثير
- اضغر منه بعشرين سنة ....... يبدو انها جددت له شبابه ............ غريب كيف يؤثر الحب بالنسبة لبعض الاشخاص
- وانت ....... اتتجول من وقت لاخر لتذكر والدتك ؟
- شئ من هذا .......... اجل
منتديات ليلاس
راقبته كولين بصمت فترة كان ينظر بعيدا يحدق الى الظلام , وضو النار يتراقص على وجهه ازدادت الخطوط على جانبى فمه عمقا فكرة فى صخرة العشاق , وتذكرت كيف اسرت ابتسامته قلبها , ابتسامة لم تشاهد مثلها من ذلك الوقت . قالت :
- لا اعرف الكثير عن افريقيا الجنوبية , لكن بعد رؤيتى لفيلم ( الخروج من افريقيا ) قرأت الكتاب ووجدته مذهلا ساحرا ليس فقط بسبب افريقيا ولكن بسبب طريقة عرض الكتاب
نظر اليها :
- بما انك احببتها فلا شك كنت ستحبين امى
- ايمكن ان ...... لا .....
- تابعى
قالت ببطء :
- خطر ببالى ان فيك وفى والدك شيئا من حب المغامرة
قال :
- ربما ........ كنت اتساءل احيانا عما اذا كانت المرواغة الغامضة التى تحيط بابى هى التى كانت تربط امى به رغما عنها ....... اعنى ........ كانت قادرة على تركه ........ قد يبدو هذا جنونا ........ لكن .......
- اعرف ما تعنى ......... وانا واثقة ان شئ كهذا يحدث احيانا
احست بالبرودة من الفكرة , لكن فى الواقع كان الهواء يشتد والنار تخبو فتنهدة وقالت :
- سانظف المكان
- ساساعدك
انهيا تنظيف المكان فى وقت قصير وفيما كان يشغل آلة غسل الصحون وقفت كولين وسط المطبخ تتساءل عما قد تفعله بعد هذا . استقام ناش ينظر اليها ثم قال فجأة :
- اظنك تريدين الايواء الى فراشك
- شكرا لك ....... استمتعت يالشواء
- تصبحين على خير ....... هل ستتمكنين من النوم ؟
- اجل
وقف على مقربة منها بحيث رأت النار الخضراء فى عينيه , فكرت بعذاب انها سيضمها وستشعر بانها حالمة بلهاء .
ولكنه لم يفعل , بل مد يده يلامس شعرها وقال :
- هيا ..... اذهبى ........

فداني الكون0 08-11-11 02:17 AM


مر وقت طويل قبل ان يطرق النوم جفنيها , لم يكن هذا بسبب الفراش الغريب عنها او بسبب اصوات الليل الصادحة , بل بسبب الافكار الغريبة التى ما انفكت تخطر ببالها مثلا لماذا بدلا الاحساس بانها افلتت من الصنارة تحس بشئ مختلف ؟
كان صباح الاحد ازرق وذهبيا , خرجا فى نزهة على الخيول بعد الفطور متجهين الى الاعلى نحو الجبل حيث الهواء نقى صافى , لم يعلق بكلمة على الدوائر الزرقاء الخفيفة حول عينيها , وتجنبت بدورها ذكر ماهو غير عادى .
ثم وجدا بحيرة ضغيرة فى تجويف تحيط به الاشجار , ترجلا عن جواديهما ليريحانهما ويسقيانهما , اسندت ظهرها الى شجرة مطاط وراحت تضغى الى همهمة الحشرات الطائرة , ثم قالت عن غير تفكير :
- المكان جميل جدا هنا ....... لو كنت اعيش فيه لم تركته ابدا
- ولن تتركيه اذا كان هذا ماتشعرين به
تنهدت باضطراب وفكرت : لقد دخلت الى هذا الفخ بقدمى ..... فلماذا لا اتقدم خطوة اخرى ؟
- لن نتمكن من قضاء وقت طويل هنا
كان يربط الجوادين الى شجرة , تقدم ليتمدد على العشب قرب قدميها , ومرر يده على شعره ثم نظر اليها متسائلا :
- انها مشكلتنا فى اى مكان عشنا فيه ........ لكن من الطبيعى بسبب وجود زوجة واولاد ان احاول فى النهاية اختصار مدة اى سفر , او قد ترغبين فى مرافقتى ......... ثمة ميزات خاصة فى عودة المرء الى بيته
- اجل
- وبامكاننا توسيع البيت من اجل الاولاد
لاذت بالصمت فسال :
- هل لديك شئ ضد الاولاد كولين ؟
- لا ....... لكن لم يكن لى صلة بالاولاد من قبل
واشاحت بوجهها عنه , هل يتوقع حقا ان .......
- لن اتوقع منك الاندفاع لانجاب فرق منهم كولين
- اتعرف بماذا تذكرنى ؟ بذلك القول القديم بان المياة تفتت الصخر
ابتسم ابتسامة خفيفة ثم قال :
- انزلى الى مستواى فترة
ومد يده اليها فاخذتها بعد لحظة ترددوانزلقت مستندة الى جذع الشجرة
قال لها برقة :
- لم تنامى جيدا ؟
- لا
- اتعرفين بماذا افكر ؟ ثمة طريقو واحدة نفهم فيها بعضنا بعضا كولين ......... ومن الغباء مقاومتها
توقفت انفاسها فى حلقها وارتجفت تحت وطاة هجوم التجاذب القائم بينهما , فكرت ما اسهل ان تذوب بين ذراعيه الى الابد
همست :
- اذا كان لى خيار فساقاوم
- حتى بعد زواجنا ؟
اغمضت عينيها :
- لا اعرف ......... لا استطيع تصور هذا لكننى لن انكث بوعدى ........ وحتى ذلك الوقت , اكأن هباء ام لا افضل ان اقاوم
- اتظنين انك قادرة
قتحت عينيها تنظر الى يديها ثم رفعت رموشها غير متاكدة مما سترى
[/CENTER]

فداني الكون0 08-11-11 02:18 AM


ليلة امس كانت تفكر ان كانت تقاوم نفسها اكثر مما تقاومه , ثم فكرت فى امه المعلقة باوهم الكرامة والحب والالم , فى عمق الليل استنتجت انها لن تستطيع بعد الآن ان تتحمل عدم التصديق والذهول , ولايمكنها كذلك ان تسمح لنفسها بالخضوع للقيضة التى يفرضها عليها دون ان تتنازل عن شئ من كرامتها , ان كان عليها ان تدفع بسبب والديها وراحة بالهما يجب ان تقاوم من اجل الحصول على حق التعبير عن عدم ثقتها بدوافعه .
قالت :
- اظن .......اننى مضطرة الى هذا
ومضت عيناه بسخرية باتت معتادة عليها :
- فليربح الاقوى ؟ لن اوفر لك فرضة رمى خبرتى وتجربتى مع النساء فى وجهى
غضت طرفها مجددا ثم رفعته وكانت نظرتها الزرقاء الرمادية ثابتة لكن مع شئ من الازدراء وهذا ما دعاه للتوقف عن الكلام ثم قال بعد تفكير :
- لماذا احس ان بيننا لعبة كرة قدم جديدة ؟
- سبق ان قلت لك اننى غير بارعة فى اى لعبة ....... صدق او لا تصدق ولكنها الحقيقة
سألها مبتسما ابتسامة جافة :
- أيهمك ان تخبرينى عن هذا القرار الجديد ؟
- لا
- لكن ........ يبدو انك خرجت بسلاح جديد عزيزتى كولين
تمتمت :
- ربما
وتساءلت عما اذا كان عليها ان تقول له انها تحس بانجذاب غريب الى شخص لم تعرفه وهذا الشخص هو والدته وان هذا ما اعطاها هذا القرار
قالت تهز كتفيها :
- ربما اعرف عنك المزيد الآن
حذرها بهدوء :
- لا تسيئى تقديرى كولين ....... او التاثير الذى يتركه كل واحد منا على الآخر
- ليس الامر هكذا بل على العكس ....... وهذا لا يعنى ان على التوسل ليك لارضاء رغباتى
نظر اليها بدهشة لانها انتقت هذه الكلمات الصريحة ثم قال اخير :
- فليكن ماتريدين
وقف ليمد يده ليساعدها على الوقوف , لم تراجعه فيما قاله , ولم يحاول التعبير عن اى اهتمام بها بعد ذلك انتزع منديلا من عنقه وبلله فى ماء البحيرة وقدمه اليها مسحت وجهها ومعصميها واعادته اليه فحذا حذوها ثم ركبا مطيتيهما وعادا الى المنزل صامتين , لكنها وجدت انها تتساءل عما اذا كان كل ما حققته سيضيف الزيت الى نار التحدى

ليلة امس كانت تفكر ان كانت تقاوم نفسها اكثر مما تقاومه , ثم فكرت فى امه المعلقة باوهم الكرامة والحب والالم , فى عمق الليل استنتجت انها لن تستطيع بعد الآن ان تتحمل عدم التصديق والذهول , ولايمكنها كذلك ان تسمح لنفسها بالخضوع للقيضة التى يفرضها عليها دون ان تتنازل عن شئ من كرامتها , ان كان عليها ان تدفع بسبب والديها وراحة بالهما يجب ان تقاوم من اجل الحصول على حق التعبير عن عدم ثقتها بدوافعه .
قالت :
- اظن .......اننى مضطرة الى هذا
ومضت عيناه بسخرية باتت معتادة عليها :
- فليربح الاقوى ؟ لن اوفر لك فرضة رمى خبرتى وتجربتى مع النساء فى وجهى
غضت طرفها مجددا ثم رفعته وكانت نظرتها الزرقاء الرمادية ثابتة لكن مع شئ من الازدراء وهذا ما دعاه للتوقف عن الكلام ثم قال بعد تفكير :
- لماذا احس ان بيننا لعبة كرة قدم جديدة ؟
- سبق ان قلت لك اننى غير بارعة فى اى لعبة ....... صدق او لا تصدق ولكنها الحقيقة
سألها مبتسما ابتسامة جافة :
- أيهمك ان تخبرينى عن هذا القرار الجديد ؟
- لا
- لكن ........ يبدو انك خرجت بسلاح جديد عزيزتى كولين
تمتمت :
- ربما
وتساءلت عما اذا كان عليها ان تقول له انها تحس بانجذاب غريب الى شخص لم تعرفه وهذا الشخص هو والدته وان هذا ما اعطاها هذا القرار
قالت تهز كتفيها :
- ربما اعرف عنك المزيد الآن
حذرها بهدوء :
- لا تسيئى تقديرى كولين ....... او التاثير الذى يتركه كل واحد منا على الآخر
- ليس الامر هكذا بل على العكس ....... وهذا لا يعنى ان على التوسل ليك لارضاء رغباتى
نظر اليها بدهشة لانها انتقت هذه الكلمات الصريحة ثم قال اخير :
- فليكن ماتريدين
وقف ليمد يده ليساعدها على الوقوف , لم تراجعه فيما قاله , ولم يحاول التعبير عن اى اهتمام بها بعد ذلك انتزع منديلا من عنقه وبلله فى ماء البحيرة وقدمه اليها مسحت وجهها ومعصميها واعادته اليه فحذا حذوها ثم ركبا مطيتيهما وعادا الى المنزل صامتين , لكنها وجدت انها تتساءل عما اذا كان كل ما حققته سيضيف الزيت الى نار التحدى

فداني الكون0 08-11-11 02:19 AM


كانت فيفى هناك خرجت لتحييهما ضاحكة ملوحة :
- ارجو ان تكونا جائعيين ......... لقد طهوت غداء يوم احد تقليدى
اغتسلت كولين بسرعة ومشطت شعرها ثم جلس الجميع لتناول لحم الخروف المقلى مع السلطة بالنعناع والبطاطا المشوية , واللوبياء الطازجة والجزر وفطيرة جبن , كانت فيفى فى مزاج رائق فراحت تتحدث بحماس عن تغلبها على قطعة خشب صعبة المراس , وتحويلها الى الشكل الذى خططته لها فكان ان مر عدم التواصل بين ناش وكولين دون ان تلحظه .
ووجدت انها امراة لطيفو وتساءلت عما اذا كانت تعرف الحالة الحقيقية لمستوى العلاقة بينها وبين ناش ؟ وتساءلت ايضا عما اذا اخبرها انه يوشك ان يتزوجها ؟ لابد انها تشعر بالفضول على الاقل , او ربما اعتادت على اصطحابه النساء الى هنا .
بعد الغداء اظهرت فيفى فضولها , كان ناش قد اختفى نحو الاسطبلات , وكانت كولين تساعدها بالتنظيف حين قالت لها :
- انتما ......... لم تتعارفا منذ وقت طويل ........ اليس كذلك ؟ آه لا تظنى اننى اتطفل
رفعت عينيها الى السماء ثم عبست وقالت بصدق :
- ربما انا متطفلة ...... فانا ....... اعرف ناش منذ زمن طويل
ترددت كولين :منتديات ليلاس
- لقد اخبرنى كل شئ عنك
تجمدت يدا فيفى عن العمل فى المغسلة قليلا ثم بدأت تمسحهما لتقول بهدوء :
- انا مسرورة لهذا الافضل ان تعرفى الآن بدل ان تكتشفيه فيما بعد ........ اذا كنت تتساءلين عما يعنيه لى الآن , اؤكد لك اننى ساحب ناش دائما بطريقة ما , انما ليس بتلك الطريقة
ظهر على وجهها الالم فجأة واردفت :
- فتلك الطريقة محفوظة لرجل لن استطيع الحصول عليه ........ ولهذا انا هنا ....... احاول جمع شتات نفسى ...... بتصور ناش اننى اديت له خدمة مرة , وهذه طريقته فى رد الجميل ..... ربما تجدين الموقف شاذا ...... وقد حاولت شرح هذا له حين اتصل ليخبرنى انه أت بصحبة امراة
صمتت بعجز ثم اردفت بهدوء شديد :
- انت الفتاة الاولى التى يصطحبها الى هنا , لذا فكرت ان الامر جاد حقا , وآخر ما اردت فعله هو التدخل
- لا انت لا تتدخلين ابدا , هذا الرجل ............ هل هو متزوج ؟
قالت فيفى بحذر:
- سيتزوج قريبا ..... لكنه من فترة غير بعيدة ......... كان زوجى
حبست كولين انفاسها , وتوقفت فيفى عن مسح يديها اخيرا , تبادلتا النظرات بتواصل فجائى لامراتين فى عذاب .
قالت فيفى مترددة :
- كولين
تمكنت كولين من الابتسام مرتجفة :
- انا ........ لست واثقة من نفسى احيانا فيفى ...... هذا كل شئ
- انا واثقة ان ناش ...... سيساعدك على التغلب على هذا , من الواضح اننى معجبة به ...... ولكن على اى حال .......... انا واثقة انه لا يحتاجنى للكلام عنه ...... اترغبين فى رؤية عملى ؟
- بل احب ان اراه ...... قد اتمكن من التعليق عليه , او قد اجد لك مشتريا اذا كان لديك شئ للبيع
وطفقت تشرح لها طبيعة عملها , فرمت فيفى قماشة المغسلة وقالت بطريق مرحة :
- سيدتى ......... قد تكونين الرد على دعواتى , تعالى قبل ان تغيرى رأيك
اشترت كولين ثلاثة من عمال فيفى فورا تمثالين وزوج من مساند الكتب المحفورة , ناقشتها فى طبيعة العمل الذى ستهتم فيفى باعداده فيما لو استطاعت كولين بيعه لها .
قالت كولين :
- مثلا , قد يبدو لك هذا تجاريا كثيرا , لكننا نقوم بديكور منزل جديد , والمالك يريد الواح خشب محفور عليها دلافين تسبح حول ......... الجاكوزى ........ أكان علىان ذكر لك هذا ؟
قاطعتها ضاحكة وقالت اخيرا :
- عزيزتى كولين ...... يفهم معظم الفنانين حقائق الحياة ........ ان استطعت ارسال بعض القياسات اكن مسرورة بالبدء بحفرها
غادرت كولين المشغل بعدما وضبتا بحذر المشتريات , وتركت فيفى تحبث فى كتبها عن صور للدلافين , لم يكن هناك اثر لناش , واستحمت كولين ثم غيرت ملابسها , وارتدت تى شيرت احمر وجينز نظيف ثم وضبت حقيبتها .
عندما لم يظهر ناش تجولت فى الطابق السفلى فترة ثم ارتقت باندفاع متهور الدرج متوجهة الى غرفته .
ترددت فى اعلى الدرج تنظر حولها , كان السرير الكبير مرتبا والغطاء الارجوانى ناعما , بدا سطح طاولة المكتب منظما , وحقيبته مفتوحة على كرسى فى انتظار التوضيب , وفى الغرفة مدفأة حجرية يحيط بها رفوف كتب فتقدمت نحوها تتفحص ذوقه الادبي الذي بدأ كلاسيكياً وكان هناك رف عليه كتب تعود الي ايام طفولته .
منتديات ليلاس
التقت كتاباً منها،وتصفحت صفحاته الصفراء ، فسمرتها الصور ورسوم الحيوانات .
ثم تقدمت الي احدي النوافذ البارزة فجلست علي معقد خشبي ورفعت قدميها اليه لتنعم بالمنظر امامها ، لم تدرك كم جلست ، راح الجو يظلم وتلبدت الغيوم في السماء كلقيه ظلالاً علي كل شئ .
ما إن هطلت اولي قطرات المطر علي احجار الشرفة حتي سمعت الباب الخارجي ينفتح ثم ينغلق.
لسبب ما لم تتحرك . . . وتساءلت عما إذا كان الذي دفعها الي هذا هو الاحساس بالتحدي .
أشاحت بصرها عن المنظر في الخارج أخيراً فرأت ناش في أعلي الدرج يتوقف إذ ادرك انها هناك .
ارتفع حاجبيه وقال :
- ظننتك مع فيفي
- كنت معها
حاولت الوقوف لكنه تقدم الى النافذة , كان المطر الآن ينهمر بغزارة واسوات البرق تشق الفضاء سالها وصوت الرعد يرجف المنزل :
- ألست خائفة ؟
هزت راسها :
- طالما احببت العواصف
- ابقى هنا اذن ........... من الافضل ان اوضب حقيبتى ....... سنغادر متى خفت العاصفة
ابتعد عنها ليضئ مصباحا بدد نوره الظلام من الغرفة , راقبت كولين العاصفة فترة , ثم ردت راسها الى الخلف تراقبه , رتب ملابسه بدقة , ثم اقفل الحقيبة ورفع راسه , فتلاقت نظراتها سألها :
- هل صعدت الى هنا لسبب محدد كولين ؟
هزت راسها :
- ليس فى الو اقع ...... بل كنت احاول فهم دوافعى للدخول الى هنا ؟
- ربما مجرد فضول ؟
- ربما تنظرين الى احيانا بطريقة غريبة
- صحيحا
جلس فى مقعده ثم مد ساقيه الطويلتين :
- هل لى ان اقترح شيئا ؟
- اذا كان الاقتراح حب بدل حرب ........... لا
ضحك ونظر الى الفراش الناعم
- هناك ميزة محددة للحب وسط عاصفة رعدية داوية ........ هل جربته يوما ؟
اشاحت بصرها عنه , وقد اجتاحت موجات من الحر ساد صمت حتى قالت :
- اظن ان الاسوأ انتهى الآن
- اسوأ ماذا ؟
وعرفت ان عينيه لم تفارقها لحظة , وهذا يعنى انه رأى خجلها الذى ظهر عليها
قالت بهدوء :
- لقد مرت العاصفة
لكنها كانت تفكر : ساكون معلونة لواعترفت بشئ
- فلنذهب اذن
نظرت اليه :
- ان اردت

فداني الكون0 08-11-11 02:21 AM


لكنها لم تستطيع اخفاء نظرة التحدى من عينيها
قطعت كولين الصمت المتوتر الذى ساد رحلة العودة بقولها فجأة :
- اللعنة
بدا ناش مشغول اميال لكنه التفت رفع حاجبه :
- أنسيت شيئا ؟
نظرت الى ساعتها :
- لا ..... اعنى ان اليوم هو الاحد ....... فلا تقلق
- صحيح ....... انه الاحد وانها الساعة الخامسة والنصف ...... فهل لديك موعد
- ان دايف والسيد فوليك أتيان فى الساعة السادسة ل...
- دايف ؟ السيد فوليك ؟ هل لى ان اعرف عنهما شيئا ؟
نظر اليها نظرة ضاحكة فقالت :
- دايف فى العاشرة وهو يعيش فى الشقة المجاورة لشقتى مع والديه وكلبه السيد فوليك , لدينا موعد لعب الورق الليلة ....... فهل من اعتراض ؟
- ابدا .... سنصل الى هناك قبل الوقت ........ اما قلت انك لاتتعاملين مع الاولاد ؟
- قلت اننى لم اتعامل معهم كثيرا ...... ان مجالسة طفل فى غياب والديه احيانا ولعب ورق مع ولد لايعنى اننى ذات خبرة بالاولاد
رد برزانة :
- فهمت
- جيد
- لماذا ؟
- انا سعيدة لانك قادر على التفهم هذا كل شئ
- لابد انك افضل حالا الآن ...... اما هذا واما ان فى سيارتى مايدفع روح القتال عندك للوثوب
عضت شفتها محاولة اجبار نفسها على الاسترخاء , لكنها ادركت وهى تدير وجهها الى النافذة , ان هذة العطلة الاسبوعية أثرت فيها كثيرة , علما انها قررت عدم الغرق فى المزيد من التكلف والمناورات المذعورة , فى الواقع احست وكأن اعصابها على شفيرة هاوية .
قالت بجفاء حين اوقف السيارة خارج المبنى :
- لست مضطرا للصعود معى
رد والضحكة تكاد تثب من عينيه :
- لا انوى فرض نفسى عليك وانت فى هذا المزاج ......... لكنلديك اغراضا كثيرة فكيف تحملينها ؟
لقد نسيت منحوتات فيفى فسارعت تقول :
- آوه ....... شكرا
وهما يخرجان من المصعد , ارتد طيفان غير واضحين فى نهاية الممر بلهفة , وبدا ذنب بالتحرك بجنون ثم حوصرت كولين .
صاح دايف بحماس :
- لم تنسى

فداني الكون0 08-11-11 02:22 AM


- بل لقد نسيت دايف ........ ارقد سيد فوليك
تجهم وجه دايف :
- اذن القى الموعد
سرعان ما اضاء الامل فى عينيه :
- بامكان صديقك اللعب معنا .......... دورة واحدة ....... واحدة فقط
نبح السيد فوليك , الضغير الحجم , الاسود اللون , فقال ناش :
- انا لاعب ورق ماهر
نظرت اليه كولين وقالت باستسلام :
- حسنا ادخلوا جميعا
قال دايف لناش بعد بعض الوقت :
- اعرف من انت
- آوه ؟
- انت صاحب الرولز المذهلة .......... رأيتك برفقة كولين بالامس .... فهل انت ...... آوه ....... باالهى لم تتح لى فرضة استخدام الجوكر معى
, وكانت كولين قد كسبت الجولة فقالت له مواسية :
- ستستخدمه فى المرة التالية ....... اليوم دورى فى الرربح
قال دايف وكأنه يقول سرا لناش :
- انها بارعة فى هذه اللعبة ............ هل ستتزوجك بدل لوكاس ؟
تورد وجه كولين وتجنبت نظرة ناش وقالت :
- دايف ......
لكن ناش قاطعها مجيبا :
- ربما
كشر دايف :
- أملت الا يتزوجها احد حتى اكبر واتزوجها انا ...... لكن لايبدو اننى قادر على منافسة من يملك رولز رويس ....... هل اقدر ؟
صمتت كولين مجددا وامتقع وجهها مرة آخرى ....... ولكن دايف اصبح قرمزى اللون فجأة وبدا وكأنه يتمنى من كل قلبه لو تنشق الارض وتبتلعه هكذا استغنت عن كل تعليق لتقول بوقار وهى تعبث بشعره :
- اشكرك على هذا دايف
- ات لا .....
وصمت
- اظننى فى الواقع اعرف ...... كل الفتيات يسعدن بالثناء حتى حين يكون الامر مستحيلا...... حقا
بدا على دايف الراحة , ثم رن جرس الهاتف مرة اخرى وهذه اشارة متفق عليها من والديه بان وقت العودة الى المنزل قد حان فكان ان غادر هو والسيد فوليك .
منتديات ليلاس
اغلقت كولين الباب خلفهما واسندت نفسها اليه وهى تحس بالارهاق , مازال هناك ناش لتتعامل معه , فقد ارسل لها اخبث النظرات من خلال ما كشف دايف عنه , ولم تجرؤ على النظر اليه منذ ذلك الوقت , كان واقفا وظهره اليها ينظر الى الخارج , فالتقطت صينية المرطبات , وحملتها الى المطبخ ثم ارتدت على عقبيها عائدة الى غرفة الاستفبال حيث اصطدمت بمسبب توترها الذى كان واقفا عند الباب
- رويدك
ولف يده على خصرها
قالت وفى عينيها عاصفة :
- دعنى
- بعد لحظة .......... اذن لديك معجب آخر
- وربما معجب حقيقى
شدها البه قليلا :
- سنعرف معا الوقت
- واثقة انك على حق ....... هل لى ان اطلب منك شيئا
فكر لحظات ثم قال :
- بالتاكيد......... لدى عقل منفتح لاى طلب
حاولت الخلاص منه لكنه شدها اكثر, واستند الى الباب ونظر الى وجهها المتمرد :
- هيا .......... قولى ماتشائين
- ارجو ........ ارجو ان تبتعد عنى وتدعنى وشأنى فترة ما
- هل وصل التاثر الى اعصابك كولين ؟
- انا .......

فداني الكون0 08-11-11 02:24 AM


- ام لعلك بحاجة الى بعض الوقت ....... للتفكير ؟
فقالت قبل ان تستطيع منع نفسها :
- اجل
ارتفع جفناه بكسل وبدا قلبها بالخفقان سربعا ولكنه ابتسم وقال :
- ساكون شديد الاهتمام بما ستتوصلين اليه حتى يوم الجمعة ساكون فى ( ملبورن ) حتى يوم الخميس ولكننى فكرت فى الخروج يوم الجمعة
رفع حاجبه لها فقالت بعجز :
- ان .... اردت هذا
- آوه ...... اريد ........ اى نوع من الخواتم تريدين لخطبتك ....... الثالثة ؟ هل تحبين ( الزفير ) ؟
- بل اكرهه ...... كان اول خاتم خطبة تلقيته من الزفير
- آوه ........ عزيزتى ...... لم يخطر هذا ببالى ولكن يبدو ان هذه مشكلة لسيدة خطبت مدة .... فلا نرى ان ابعدنا الماس والزفير ماذا يبقى ؟ الياقوت ؟ او الزمرد ؟
- لدى فكرة افضل بكثير ... لماذا لا توصى لى بصنع خاتم يمثل سلسلة وكرة حديدية ؟
ضحك برقة ثم احنى راسه يلثم وجهها :
- هدف لك ارأك يوم الجمعة
تركها وذهب بدون ان يضيف كلمة آخرى
قالت لامها عبر الهاتف مساء الاربعاء :
- حبيبتى ........ ساكون على مايرام ....... اظنها فكرة رائعة , ارى ان تاخذا اجازة للراحة , فان كان موافقا عليك ضرب الحديد وهو حام فقد يغير رايه
- حسنا لقد خطرت ببالى هذه الفكرة فانا اظنه بحاجة للسفر ........ لذا فكرنا فى ركوب السيارة صباح الغد لتقلنا الى حيث يقودنا مزاجنا
قالت كولين بحرارة :
- يبدو هذا رائعا ........ انما لا تفسدى الامر بالقلق علىٍِِ او على اى شئ ..... فلا سبب للقلق بعد الآن
ردت تيسا :
- صحيح .... ولكننى اشعر ان من الصعب ان افهم ........ اذا كنت نفهمين ما اعنى
- امى ....... بالتاكيد .... لم يتم حتى الآن ترتيب الامور المالية .... اعنى .... ثمة وقت لكتابة العقود وماشابه
كتمت انفاسها وهى تنتظر فضحكت تيسا :
- فى الواقع كل شئ موقع ومختوم حبيبتى , والاكثر من هذا ان ناش وضع فعلا مبلغا ضخمة فى راس مال الشركة ......... معروف فى عالم الاعمال انه متى قرر شيئا سارع بتنفيذه ...... لكن يجب ان اقول ان والدك اصيب بالدهشة بسبب السرعة التى تمت فيها الصفقة .... لكن على اى حال ........
نظرت كولين الى نفسها فى المراة فرأت انهاشاحبة بيضاء فقاطعتها :
- امى .... متى ....... انت لم تذكرى لى هذا
- عن العقود ؟ الم نذكر لك ؟ لكنك لم تكونى قلقة على اى حال كلودالين ؟ انه.... رجل من ذلك النوع عزيزتى ........ و ........ حسنا اعتقد اننا عرفنا انك لن تكونى خائفة
لم تسمع كولين ماتبقى من كلام امها , وماتذكرت وهى تضع السماعة من يدها ماذا قالت ردا عليها لكن يبدو ان ماقالته طمأن امها لان كلمات وداعها كانت مرحة , وهذا كل ماتعرفه .
فيما كانت تنظر الى وجهها الشاحب المصدوم فى المرآة , تسللت موجة فهم اليها رافقتها موجة غضب

فداني الكون0 08-11-11 02:29 AM


7- الى اين تهرب
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13207106931.gif

ابتعدت اخيرا عن الهاتف وهى تتنفس بصعوبة ثم اكتشفت ان يديها ترتعشان وافكارها تتطائر فى مختلف الاتجاهات .
انها لعبة ........ لعبة انتقام باردة مدروسة بكل قسوة لكن لابد انه كان يعرف اننى ساكتشف الامر فى النهاية ....... وماكان ليهتم ربما كان يعد الايام التى تمر وانا ماضية فى جهلى , وكأنها جائزة له بعد الرعب الذى سببه لى , وكان يخفى الامر عنى يضعة اسابيع على اى حال .....آه ....... وكان ذكيا بحيث لم ادرك ان والدى المتزمتين بافكارهما سيثقان بكلامه اكثر من ثقتهما بالاوراق ...... وكان ممكنا ان امضى فى جهلى لاسابيع آخرى .... لكن لماذا ؟
وقفت فى وسط غرفة الاستقبال تمعن النظر فى الافكار التى تراودها ..... انه ساخر كثير الشك ....... ويجب ان يكون هكذا فما قمت به لايقارن بكل هذا ....... لكن ... ماذا فعلت له على كل حال ؟ تركت نفسى انجرف فى تياره ؟ لكن هذا .
بدات تذرع الغرفة بسخط محاولة ان تنظم افكارها المشوشة الغاضبة وان تضع شيئا من المنطق لتصرفها .... همست :منتديات ليلاس
- وان من ظننت اننى بدات اقع فى حبه ..... آه ..... فهمت .... اللعنة عليك جوناش مورداون ؟ هذا ما كنت تخطط لتحقيقه , ليس لتقييدى بالزواج بك ,بل حتى تتمكن من تركى ........ ما اخبثك لكن لاتتصور ........
رن جرس الهاتف للحظات ففكرت ان تتجاهله , ثم تناولت السماعة بنفاذ صبر , كانت مخابرة خارجية , سالت عاملة الهاتف عن الانسة فوربز , ثم اوصلتها بالسيد مورداون .
احمرت عينا كولين بنار الغضب ... ثم ضاقتا .... سمعت صوته اخيرا :
- كولين ؟
كانت تفكر بقسوة , وارتجفت قائلة :
- آ......... آلو ؟
- اكنت نائمة ؟
- لا
- تبدين ....... مرتبكة
- لم اكن اعرف انك تعرف رقمى
- لم اكن اعرفه ........... لكن من السهل ان اجده ........ فهل تعترضين ان اتصل بك ؟
- انا ..... أمازلت فى ملبورن ؟
- اجل ......... وافكر فيك
صمتت كولين مذهولة لان جسمها رغم كل ماتعرفه يقشعر , ليس بسبب ماقاله لها , بل لانها شعرت انه متعب
- كولين ؟
تننحنحت :
- انا هنا ....... اكنت منشغلا ؟
- اجل ....... وانت ؟
- لا ........ آوه ....... كالعادة فقط
- هل توصلت الى استنتاجات بشأننا ؟
شدت كولين قيضتها لكنها تمكنت من القول :
- وماذا اجنى من ذلك غير ازعاج نفسى
- انا مسرور بما اسمعه ........ بعد لقاءنا الاخير خلتك ستقررين مغادرت البلاد
- ماذا ستفعل لو غادرت البلاد ؟
- اظنك تعرفين الرد
- بالتاكيد , وددت التاكد فقط
- لو كنا معا لكن التاكد ..........
قاطعته :
- لاتقل شيئا
- قد يكون مبهجا جدا وهذا مايعرفه كلانا , انا مشتاق اليك
كادت تقول كذاب لكنها قالت :
- ماذا يفترض بهذا ان يعنى ؟
تاخر قليلا فى الرد :
- يعنى اننى اود ان اكون معك , ان اضمك , واعانقك ....... هذا كل شئ
- هذا كل شئ ؟
لم يرتعش صوتها بسبب السخرية بل بسبب كلماته التى حركت اعصابها ...... اللعنة عليه مجددا
سال :منتديات ليلاس
- وهل من مزيد ؟ هل من شئ نسيته ؟
سحبت نفسا :
- انت ......... لماذا لاتذهب الى الفراش ؟ تبدو متعبا
- وانت ايضا تبدين متعبة ومشاكسة ......... ربما نشتلق الى بعضنا بعضا ........ اظننى باقيا مستقيظا لاعمل ...... ان كانت الساعة السادسة تناسبك ارأك فى ذلك الوقت ......... احلام حلوة كولين
وتكتك الهاتف فى اذنها
وضعت السماعة ببطء وحذر ضائعة فى افكارها , ثم نهرت نفسها وتوجهت الى فراشها ولكنها لم ترى فى منامها احلاما جميلة بل مشاكل ومشاكل .
فكرت ان عليها الا تتغير كثيرا ..... فلو اصبحت فجأة مثيرة مغرية فسيشك فى شئ ما .... لا كولين ..... انه دورك فى المكر .
لم يخطر ببالها مدى سخرية الموقف حتى ساعات الفجر الاولى وبعدما دار راسها بسبب التعب , غدت عدوانية التصرف يائسة , عازمة على الانتقام .
سالت نفسها وهى تضع خدها على الوسادة , انما لماذا لا انتقم ؟ لماذا يجب ان اقبل ان اكون غبية ضعيفة وخاضعة .
فى تمام السادسة من مساء الجمعة رن جرس الباب

فداني الكون0 08-11-11 02:30 AM


. كانت تهم بمغادرة الدوش عندما سمعت الرنين لقد تاخرت ولكنها لم تتوقع ان تشتغل فى هذين اليومين الى هذا الحد فقد تاخرت فى العمل وشعرت بحاجة للبقاء تحت الدوش اطول مدة ممكنة . هرعت الى الباب لتفتحه وكان شعرها يتقطر ماء . على الرغم من هذا فاجاها فقالت :
- مرحبا ....... آوه
رفرفت عينيها وهى ترى انه يرتدى بنطلون شورت وحذاء يصلح للرمال ومحمل بالحقائب ليس هذا فقط بل كان يبدو عفويا خاليا من الهموم , اضغر سنا , ولكنه لم يبدو اطلاقا ذلك الوحش الشيطانى الذى صوره خيالها المفرط فى التفكير .
رفع حاجبه متسائلا :
- تبدين دهشة برؤيتى كولين
- لست دهشة ....... فانا ........ وصلت للتوى الى المنزل والطقس حار جدا .... ادخل
ارتدت عن الباب تاركة له مهمة اغلاق الباب بقدمه , كان هناك دلائل على تاخرها فى الوصول الى المنزل فهناك حقيبتها المفتوحة , ومحتةياتها المبعثرة , وهناك النظارة الشمسية الموضوعة باهمال على الطاولة والبريد المتروك ارضا حيث تركته فى عجلتها , فانحت لتجمعه .
حين استقامت كان قد تخلص من حقائبه ووقف خلفها وهذا مادعاه للتمتمة بشئ آخر وهى تستدير للتصدم به , امسكها بكتفيها والتوت شفتاه وقال متمتما :
- يوم عمل حافل على مايبدو
امسكت بريدها وهزت راسها :
- ساذهب ل ...... ارتدى ملابس لائقة
- لائقة ؟
اخذت عيناه اللوزتيان تتاملان قوامها الممشوق ابتلعت كولين ريقها بصعوبة , وعرفت ان بامكانها فعل شئ من اثنين اما الخلاص واما التظاهر بالانجذاب وترك المجال له ليعانقها , رفعت بصرها تتمنى على الله الا يظهر اى ارتباك فى عينيها ........ مع ذلك كان تتسائل عما يتوقع ان يراه ......... كيف يمكنها ان تدعى استسلاما عاجزا ؟
امسك كتيفيها فهبت احاسيسها واتسعت عينيها ذهولا واوقعت البريد من يدها .
سالها :
- ايعجبك هذا ؟
كان يدلك كتفيها برقة , اغمضت كولين عينيها ثم القت لا اراديا راسها على ذراعيه
- اجل
- وهذا ؟
همهمت شئ غير مفهوم ... ربما هو همسة ياس ...... فقد شعرت انها تلين امامه ....... لكن عقلها كان يتحرك ببطء شديد وكان من المستحيل تقريبا ان تركز الا على الاحاسيس التى كانت تتراكض بداخلها .
راحت ترتعش بين ذراعيه ...... كان عنافا تركها متالمة ,كأن قوة بدائية تطوف فيما بينهما لايمكن نكرانها وما ادهشها بشكل مبهم غامض غياب نظرة الانتصار التى كانت تتوقعها
- كولين
بالكاد تحركت شفتاه فهمست ترد :
- ماذا ؟
لكنها كانت تعرف بالضبط طبيعة سؤاله , كانت انفاسه ثقبلة , رأت هذا بل احست به , وكان هناك عرق ينبض على فكه , وكان يتمسك بها قريبا منه وكأن الاحساس بها امر لايستطيع مقاومته .
تسللت فكرة الى راسها لقد امسكت به حيث اريد , لكن الفكرة تبعتها فكرة صادقة تقول : نحن فى المركب ذاته وماافعله الان هو ما كنت سافعله قبل ان اعرف وللسبب ذاته .
اخفضت راسها لتريح جبينها على كتفه للحظات قصيرة ....... ثم استرخى جسدها واسبلت يديها الى جانبها .... تطلعت عليه بعنيين زرقاوين رمادتين ترد على نظرته باكتئاب .
اشتد فمه الذى اصبح خط قاسيا للحظة ثم تركها فجأة مرتدا عنها ليقول :
- هل هذاهو وقت اللجوء الى حمام بارد ؟
لعقت شفتيها ونظرت الى اسفل :
- بامكاننا السباحة
ابتسم دونما مرح :
- فى الظلام ؟
- لن يحل الظلام قبل نصف ساعة
قال بسخرية :
- ليتنى كنت بعيد النظر فجلبت معى بعض الثياب
- ماذا .......... ماذا جلبت معك اذن ؟
- عشاء ......... عشاء ايطاليا جاهزا يمكننا تسخينه ... حسن ... ان لم تمانعى ان اخرج معك فى بنطلون شورت مبلل ... فهيا بنا
- انا .....
- انها فكرتك كولين
شاهدت البريق الذى لا رحمة فيه فى عينيه اللوزيتين فارتدت عنه وكأنها تدافع عن نفسها .
كان الطقس جميلا على الشاطى ....... سارا معا فترة قبل ان يغطسا , كانت المياة باردة ثم اصبحت ضربات الامواج منعشة ومريحة ......... اخيرا خرجا والافق الغربى كتلة نار ملتهبة برتقالية مخططة بغيوم سوداء , لفت كولين منشفة حولها . ووجدت انها متوترة مع انهما لم يتبادلا كلمة حتى الان .
اخذت تتطلع حولها فيما كان ناش يجفف نفسه , ثم وضع المنشفة حول عنقه ..... تساءلت عما اذا حققت السباحة شئ بالنسبة له .
فتحت شفتيها بعدما تملكها خوف مفاجئ اعتصر قلبها , نذير مسبق جعلها تتوسل الى نفسها .. لا ...... آوه ........ لا ....... ليس هذا ...... تذكرى كل ما جعلك تمرين به
- كولين ؟
رفرفت عينيها , ورفعت بصرها اليه , فاخذ ذقنها بيده ...... عينيه غريبتان تلتهمانها ........ الخوف الذى احست به من ان يتمكن من رؤية اعماق روحها او ان يضوغ مخاوفها وترددها فى استنتاج تعرف انها ستندم عليه , اعاد اليها روح التحدى والعداء .
قالت بفظاظة :
- لا اعرف ان كنت جائعا اما انا فبلى لاننى لم اتناول طعام الغداء
ضاقت عيناه واشتدت اصابعه على ذقنها ارتجفت قليلا لكن من الداخل ..... فقد عرقت انه التقط التحدى الذى رمته , كما عرفت ان ماتبقى من الامسية سيكون معركة شجاعة وارادة قد تخرج منها مجروحة نفسيا نازفة ان لم تكن باردة حذرة , عرفت وهذا ما اعطاها لحظة تردد ان احد الاسباب التى تدعوهما للقتال فى هذه المعركة هو تقدمهما فى معرفة اهواء الاخر بشكل جيدا جدا .
لكن لم تكن واثقة لماذا يزعجها على اى حال الفكرة مرواغة , وعليها ان تتركها تمر انتظرت بصبر ردة فعله
ترك ذقنها :

فداني الكون0 08-11-11 02:33 AM


- اذن ........ فلناكل انسة فروبز
قالت بعفوية ما ان وصلا الى المنزل :
- اظننى بحاجة الى دش آخر كى اغسل الملح عن شعرى ......... أترعب فى دش ؟
- لا ....... بل منشفة جافة فقط ... شكرا
نظرت الى شورته المبلل :
- اوه ... ان أعطيتنى الشورت وضعته فى النشافة الكهربائية ……. لن يطول الامر
نظر اليها ساخرا :
- شكرا لك ....... ولكن الن تصاب مبادئك الاخلاقية بالتراجع ان بقيت فترة مدثرا بالمنشفة فقط ؟
ردت بخفة متعمدة :
- لا .... لن يحصل هذا ....... ولكن اتظن ان كرامتك الرجولية المسكينة المجروحة ستستعيد عافيتها ؟
لم تستطيع غير الابتسامة سرا بسبب النظرة اللوزية الحادة التى رمقها بها ولكن ان ظنت انها سجلت ضربة موفقة ضده فقط اخطأت لانه سرعان ما استرد وعيه ثم ابتسم قائلا :
- أعرف الان مايشعر به السيد فوليك
رفعت حاجبيها فاردف :
- اجل ..... ماذا قلت له يومذاك ؟ أرقد ايها الكلب أهذا هو الاسلوب الذى تعاملت به مع لوكاس ؟
عضت شفتها وردت بهدوء :
- لوكاس ....... اتركه خارج هذا
هز كتفيه :
- حسنا ......... لاباس ....... لماذا لا تذهبى لتستحمى ؟ سابدا بتسخين العشاء
تردد لكنه تمتم :
- انا معتاد على العمل المنزلى
منتديات ليلاس
فارتدة على عقيبها تاركة اياه . ارتدت سروالا ابيضا قصير وبلوزة بيضاء ثم تركت شعرها مسترسلا ليجف فيما كانت ترتب غرفة النوم سمعت صوت النشافة الكهربائية فانزعجت لانه يتصرف وكأنه فى بيته مستخدما غسالتها ومطبخها , ولكنها الغت كل دليل على غضبها , وأخذت تفكر فى كل ما انجزته الليلة وخطر ببالها ان رفض ناش هو كاللعب بالنار ...... لكن كيف السبيل للاستمرار ؟
ما ان خرجت من غرفة النوم حتى رأت على الطاولة فى غرفة الاستقبال ادوات الطعام , ومندلين , وطبق جبنة وسطلة , رفعت حاجبا ودخلت المطبخ كان قد اشترى الكانيلونى الذى كان يسكبه من وعاء بلاستيكى , شمت الرائحة اللذيذة فسال :
- أرائحة الطعام لذيذة ؟
- نعم
- هل تمانعين ان تناولنا الطعام فى غرفة الاستقبال ؟
- ابدا ........ بل يمكننا ذلك مع مشاهدة الاخبار او أى برنامج آخر على التلفزيون
جلسا جنب الى جنب على الاريكة ....... حتى تمكنت كولين من الاسترخاء لمشاهدة برنامج مسل فى التلفزيون , قالت وهى تبعد طبقها لتحمل كوب العصير :
- انه برنامج قديم لكنه مسل
وقف ناش يحمل الاطباق فقالت :
- ساغسل الصحون فيما بعد
ولكنه لم يرد سمعت الماء يجرى فى المغسلة وهو ينظف كل شئ نهضت هى ايضاء بعد دقائق لتغير محطة التلفزيون ولكن لم يرق لها شئ , فأطفاته وأخذت تضغى الى الصمت حولها لم يكن يكسر هذا الصمت سوى باب النشافة الذى انفتح فتساءلت عما ان كان يهم بالمغادرة الان .
عاد اليها وهو مرتدى السروال القصير ولكن ما ان تلاقت نظراتهما وتصادمت حتى شعرت ببشرتها تقشعر , وبالتوتر يتصاعد مجددا , عرفت ان الجولة الثانية ام هى الثالثة على وشك البد أحنت راسها قليلا ثم رفعته وقالت :
- ماذا الآن ؟
تقدم نحو الاريكة وصب لنفسه المزيد من العصير وجلس :
- اختارى انت ....... انا مستريح هكذا
حاولت كولين السيطرة على افكارها ثم دفعت شعرها الى الوراء وقالت :
- ما أروع ان نسترخى فقط
رفع حاجبه :
- اتظنين ان هذا ممكن ؟
قالت بشئ من التوتر المباغت , أدهشها :
- انا ........... يجب ان يكون ممكنا

فداني الكون0 08-11-11 02:36 AM


أيمكن ان تجلسى لتفكرى
- اذا كنت تنوى ان ........ ان .........
- انا لا انوى ان افرض نفسى عليك كولين
عضت شفتها باحباط , ثم جلست وعرض الاريكة كلها بينهما
- ربما ما احاول قوله هو هذا .......
نظرت الى كوبها ثم رفعت عينيها اليه :
- اذ لم يكن زواجنا من ضنف زواج والديك المدمر فعلينا ان نجد اوقاتا نسترخى فيها معا بحنان ومحبة , وتسامح ومرح
- بالتاكيد ........ بعد الحب ....... اذ بالامكان وجود هذا الاشياء بين المرأة والرجل خارج الزواج
- نحن لا نتكلم عن هذا
- اذا كنت اتكلم عن هذا فلاجعلك تدركين اننى قادر عليه
قالت بسخرية :
- لكن فقط بعد الحب , او لاكون اكثر تحديدا ....... بعد العلاقة الحميمة
هز كتفيه :
- انها العادة التى تولد مثل هذه المشاعر
قالت ببطء :
- لو أوينا الى الفراش الآن مثلا ثم ان هذا لم يولد لنا شيئا ..... فهل ...... تحلنى .... من الاتفاق ؟
- لا
- مجرد لا ؟
- هذا ما اخشاه
- الا تخاف ان يكون زواجنا زواجا مدمرا ملؤه الخراب ؟
فكر لحظات ثم قال :
- العوامل التى ادت الى تدمير زواج والدى غير موجودة فى زواجنا كولين . لاننا سنلتزم بالزواج
أرجعت راسها تسنده الى ظهر الاريكة :
- ليس من اجلنا بل من اجل المؤسسة الن يكون الامر غريبا ان اغرمنا ببعضنا البعضا يوما ؟
صمت طويلا فالتفتت اليه ففوجئت بنظرة غريبة ضاحكة فى عينيه
ثالت بجفاء :
- طبعا انت لاتؤمن بهذا ......... اليس كذلك ؟ انها مجرد قصة خيالية عاطفية بالنسبة لك ....... اما بالنسبة لى .... أتعرف الفرق الرئيسى بيننا ؟ انت لاتثق بالجانب العاطفى من الحب وانا لااثق بالجانب الجسدى ........ز واذا قدر لهذا الثنائى يوما ان يلتقى ..... فمن يعلم ما قد تكون النتيجة
فقطب حاجبيه قليلا :
- ماذا تحاولين القول كولين ؟
- أحاول فقط ان أتامل ما نحن مقدمان عليه , ان افكر مليا بالعلاقة الزوجية وما اذا كنت قادرة على قلب قلة خبرتى الى نوع من المشاعر لتتماشى معك
- ثمة طريقة واحدة لمعرفة هذا
- اجل ........ لكن هل فكرة يوما انه سيكون عليك تحمل مسؤلية أمرأة ؟ هل فكرة يوما بالامر هكذا ؟
- وهل فكرتى انت ؟
- اجل ........ فكرت ........ مؤخرا فكرت مليا فيه ........ ربما ليست افكارا متحررة تفكر المرأة فيها ....... ولكن فى مثل حالتى الامر مختلف اذ لست حرة تقريبا ...... فانت تتوقع منى ان ........ اضع حياتى بين يديك , وان انظر اليك وكأنك مرساة حياتى ومخلصى واب أطفالى ....... ان فكرة المرور بهذا كله دون ان اتوقع منك ان تجد سعادة او فرحا حقيقا معى يجعلنى .........
صمتت مرتجفة , واستوت فجأة فى جلستها قال بصوت أجش :
- كولين .......... كنت مستعدة لفعل هذا منذ اشهر
نظرت اليه نظرة حزينة ثم همست :
- اجل .......... بطريقة او اخرى علمتنى بضع دروس عن نفسى ناش ولكنها كانت قاسية . هل ترغب فى فنجان قهوة ؟
مد يده يمسك معصمها :
- لا .......... لا تهربى الآن
- انا لا اهرب ....... واين لى ان اهرب ؟
نظر اليها نظرة طولية ثم قال :
- انا مسافر الى ( اديلايد ) بضعة ايام ...... ساتصل بك حال عودتى ........ هل هناك كلمات آخرى تريدين رميها فى وجهى ؟
- لا ........ وانت ؟
ضاقت عيناه وهما تتأملان وجهها الشاحب , ثم بعدما قال ان لا افكار لديه أحست كولين انه على وشك اضافة كلمات أخرى ولكنه غير رأيه , فاقشعرت بشرتها مرة أخرى , وعادت الافكار المرواغة التى أحست بها على الشاطئ تطرق باب تفكيرها , ولكنها ظلت مرواغة غامضة .
غادر الشقة بدون ان يلمسها مع انها شعرت بان بينهما شيئا كان يتدفق . .. تيار لا تعرف كيف تصفه سوى بانه اضطرار عدوين للتعايش فى مكان واحد , رغم كراهيتهما ومشاكلهما .
حملت افكارها معها الى الفراش تقلبها بحثا وتفكيرا , تسأل نفسها لماذا يجب ان تشغل نفسها بها , بدل التفكير فى مدى نجاحها فى قلب الطاولات فى وجهه .
مر الاسبوع بدون ان تتلقى كلمة منه فشعرت بانها قلقة ومتوترة , وبدأت تتساءل ان كان يلعب لعبة صعب المنال ....... ولكن لماذا يشغل هذا بالها الى درجة القلق ؟ وما ان اتصلت سكرتيرته لتكلمها بغطرسة حتى خطرت ببال كولين امكانية أخرى
وكان ان أثارت الفكرة سخطها مؤقتا

فداني الكون0 08-11-11 02:45 AM


8- معركة لاجل الحياة

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13207106931.gif

دق جرس الهاتف فبل ان تغادر كولين عملها :
- الانسة فوربز ؟ الانسة كولين فوربز ؟
- اجل
- انا جولى نايتلى , سكرتيرة السيد موردوان الخاصة ..... طلب منى ابلاغك بانه سيتاخر فى ( اديلايد ) هذا دون ذكر توعكه صحيا
- توعكه صحيا ؟
- أوه ....... اجل ...... انه فيروس ما , ومايحتاجه هو اجازة ولكنه لايبالى ابدا بنصيحتى ....... قال انه سيتصل بك حالما يستطيع
لاتتصلى بنا ...... سنتصل بك .......... عجبا ..
سألت :
- هل هو على الساحل ؟
- سيصل وقت الغداء
- شكرا لك ..... اتساءل عما اذ كان بالامكان ان احصل على عنوانه
يا لها من سخافة , لا اعرف حتى أين يعيش , قالت جولى نايتلى بجفاء :
- لا يحق لى ان أعطى عنوان السيد مورداون
- فكرة فى ارسال بعض الفاكهة له ........ لاسعاده
- ان أحببت أرسالها الى المكتب , آنسة فوربز فلا باس فى هذا
- حسنا شكر لك
بذلت جهدا لتمنع نفسها من اقفال السماعة بقوة لكن السبب كان اكثر من تصرفات جولى نايتلى ....... مع ان كولين فكرة بحدة : كيف تجرؤ على التحدث معى بهذه العجرفة ؟ من تظن نفسها ؟ وهذا ما اشعل عينيها ووجها بالغضب , والواقع ان الفكرة هى التى دفعتها للغضب , الفكرة بانه يحاول انهاء المهزلة قبل ان تتمكن من الانتقام .
همست لنفسها : حسنا حسنا .... سنرى ....... والتقطت الهاتف مرة آخرى لتتصل بستايسى :
- ستايسى ........ هل سجل والداى عنوان منزل السيد مورداون ؟ لقد دعيت الى حفلة واود ان اطلب منه مرافقتى
وهذا صحيح الى درجة ما , انها حفلة تدشين منزل لينا ونويل الجديد ..... ليلة الاحد ..... وسيكونان مسرورين ان رافقها جوناش مورداون مع انهما لم يعرفا بامر خطوبتهما .
- اعرفه كولين ......... ارسلنى والدك لانقل بعض الاوراق يوما يقع منزله فى بناية ( بيارتيز ) شارع ( اولد يورلاى) والرقم ........
دونت كولين العنوان والرقم بحذر وتمتمت :
- ما رأيك ........... اعرفه جيدا
ثم شكرت ستايسى وقالت انها تلقت بطاقة بريدية من ابويها ويبدو انهما يستمتعان باجازتهما .
كان مبنى ( بيارتيز ) السكنى بعيدة قليلا عن غابة ( سورفيرز ) المرتفعة ...... مع غياب الشمس دخلت كولين الى الردهة الفخمة وتوجهت الى المصعد الذى حملها الى الطبقة الرابعة عشرة ثم خرجت من المصعد .
منتديات ليلاس
دقت الباب وانتظرت وهى تتساءل عما ستفعله ان كان غير موجود , لكنه كان موجودا .
يصعب الجزم من كان مصدوم اكثر حين فتح الباب , فقد كانت كولين مذهولة قطعا لما بدا عليه ........ بدت عيناه مثقلتين , وجهه متغضن , حتى بدا انه اكبر سنا ..... واحاطت فكيه ظلال زرقاء ...... كانت اكمامه مرفوعة بغير ترتيب وربطة عنقه مرخية .
بدا وكأنه لا يرحب بها فدفعها هذا الى الغضب
- كولين ........ ماذا تفعلين هنا ؟
- علمت انك ....... متوعك
- ومن اعلمك بهذا ؟
- الانسة نايتلى ......... او لعلها السيدة نايتلى ؟ بدت غاضية لانك لا توافق على نصيحتها القاضية بالتعطيل فترة
بدا متوترا كثيرا :
- انها تحاول العناية بى ...... ولكننى لم اطلب منها ان تخبرك باننى مريض ....... لاننى لست مريضا
- ولكننى لاارأك بصحة جيدة
- لا شأن لها ...... ثم ........
- أوه ........ لاتقلق ....... لم تذكر لى عنوانك ........ أضطررت للبحث عنه ... ولكنك لاتبدو فعلا .......
- لا تبدئى كولين
- وهل سنكمل حديثنا عند الباب ؟ نحن خطيبان على اى حال
نظر اليها ثم تنحى جانبا لتمر كانت حقيبة اوراق جلدية على الارض قرب مائدة الطعام التى تكدست عليها الاوراق , والى جانبها قلمه الفضى ونظارته الذهبية الاطار مرمية بغير أباة
سالته :
- امازلت تعمل ؟
- ولما لا ؟ ان جئت لتعلبى دور ملائكة الرحمة اقل لك اننى ......
سالته ببرود :

فداني الكون0 08-11-11 02:48 AM


- وهل كنت مريضا ؟
هز كتفيه بلا اكتراث :
- كان فيروسا يعانى منه المرء مدة اربع وعشرين ساعة
- وهل يتركك وكأن الموت يدفنك ؟ ......... ثم هل تناولت طعاما هذا المساء ؟
- ليس ......... بعد
قالت بهدوء :
- ساطهو لك شيئا اذن ......... وأياك ان تجادلنى ........ أرجوك لقد أخرجت الشظية من قدمى وأطعمتنى ولم تجد فى ذلك ضيرا فلماذا لا اعتنى بك الآن قليلا لارد جميلك
كشر ثم ابتسم بطريقة ملتوية :
- لا اعرف ان كان لدى مايخولك لاعداد شيئا
وقامت حقيبتها المعلقة فى كتفها ووضعتها على رف مغسلة المطبخ وقالت بهدوء :
- جئت وانا على أهبة الاستعداد , لن يطول الوقت شرط ان تنهى ماتفعله وتنظف الطاولة
تردد قليلا ثم قال بفظاظة :
- حاضر ...... ياسيدى
كانت كولين قد اشترت صدور دجاج متبلة قلتها هذا عدا الارز المطبوخ الذى سخنته ....... صنعت سلطة طازجة , ثم فتشت فى لوح الجبن لكنها اضطرت للرضى بما اشترته هى ..... كانت حالة خزانته وبراده تروى الكثير .
عندما كانت تضع الوجبة على المائدة سالها مفكرا :
- وكأنك تعرفين طريقك جيدا هنا كولين
- فعلا .......... لاننى ساعدت فى تصميم ديكور الشقة
فتح منديله الذى القاه اليها بنظرة كسولة :
- أذن ...... كنت أعيش مع جزء منك منذ أشتريت الشقة ....... كان ديكورها جديدا يومذاك .... اليس غريبا ؟
- لم افعل كل هذا بمفردى .... ولكننى اشتريت الكراسى الصينية والمصابيح .... و ....... واللوحة الموضوعة فى غرفة النوم , هذا ان كانت ماتزال هناك
منتديات ليلاس
صمتت فجأة فتلك اللوحة جريئة قليلا , ولكنها لمست نصف مزحة منها .
للمرة الاولى ذلك المساء فى عينيه قرأت التسلية الحقيقة
قال بصوت هامس :
- مازالت هناك لتعذبنى من وقت لاخر
تورد وجه كولين ولتغطى خجلها نفذت الجزء الثانى من خطتها :
- أتظن انك ستصبح على مايرام يوم الاحد ؟
- طبعا ...... لماذا ؟
- لقد دعيت الى حفلة
دفع طبقه عنه :
- كان هذا لذيذا ....... شكرا
سالته بتحد لم تستطيع اخفاؤه :
- حسنا ؟
استند الى ظهر كرسيه ويده على المائدة تتلاعب بالملعقة :
- اى نوع من الحفلات ؟
- حفلة أنيقة ...... انها حفلة تدشين منزل يقيمها صديقان عزيزان على قلبى ....... هو مهندس وهى صديقة قديمة
- هل أخبرتهما عنا ؟

فداني الكون0 08-11-11 02:56 AM


- لا
- وهل تنوين ؟
- ليس مساء الاحد , هل من سبب يمنعك من الحضور ؟ انهما يعرفان اناسا ارستقراطيين
ظنت لوهلة انه رأت وميض ازدراء فى عينيه , ثم توارى اللمعان ... مع ذلك قال مبتسما ابتسامة جافة :
- أرى انك غيرت خططك كولين ........ وان بدوت مترددا فالسبب هو تساؤلى عما ترمين اليه
قالت برقة وان بشئ من الغضب :
- خطط ؟ لا اعرف لماذا لم أفكر فى استخدامها قبل الآن ؟ ومع ذلك فانا أتعلم ومعلمى سيد التخطيط وهو انت
لم يقل شيئا بل أخذ يتفرس بها بهدوء .... ثم قال متجهما :
- اذا كنت تندمين على التقارب الذى نحققه رغم اختلافتنا ........
قاطعته :منتديات ليلاس
- آه انا نادمة فعلا ....... لقد أصبت الهدف
لم يرد بل ظل يقلب الملعقة بين أصابعه مرارا ومرارا ..... ثم رماها ليدلك جبهته قليلا
سالته على مضض :
- أتعانى من صداع ؟
هز كتفه فاردفت :
- هل تناولت شيئا مضادا له ؟
- سأتناول ..... حسنا سارافقك الى الحفلة .... متى ترغبين ان أتى لاصطحابك آنسة فوربز ؟
عضت شفتها ورمقته بنظرة قاتمة :
- فى السابعة ...... هذا اذا كنت قادرا ؟
وقامت لجمع الاطباق :
- الديك شيئا هنا ...... مثل الاسبرين ؟
أشار الى خزانة المطبخ , فأحضرت له قرصين مع كوب ماء وحذرته :
- لاتجادل ...... فقط لا تجادل ...... أنرغب فى شئ آخر ؟ فنجان شاى مثلا ؟
هز راسه موافقا
كانت تصب له الفنجان حين سمعت كرسيه يتراجع . , وأحست بالتوتر وهو يدخل الى المطبخ ...... لكنه لم يلمسها بل استند الى رف المغسلة عاقدا ذراعيه ...... ثم قال مبتسما :
- اذن ...... لقد جئت الليلة لتقاتلينى كولين ...... لا لتعتنى بى بحنان الحب .....
- لكننى طهوت لك وجبة طعام ...... هاك الشاى ........ لماذا لاتحمله الى غرفة الجلوس فيما أنظف الاطباق ؟
- لن افعل شيئا آخر وانت بهذا المزاج المشاكس ...... ولكننى اؤكد لك اننى ساكون بخير وعافية يوم الاحد وعندئذا ساسترد قدرتى على القتال
نظرت اليه نظرة فارغة ثم قالت :
- خذ الشاى واذهب
بعد عشرة دقائق نظرت من المطبخ فرأته متممدا على الاريكة , أنهت عملها بهدوء ثم انتقلت لتطفئ الانوار , وتركت مصباحا واحدا ثم وقفت تحدق اليه.
وجدت ان النوم أرخى خطوط التعب والارهاق عن وجهه , وبدأ لها ان مشاعرها المليئة بالشك فى غير محلها , الواضح انه مريض ومتعب كثيرا ....... ربما هو رجل لا يحب الضجيج حوله وهو مريض .
ثم اكتشفت انه تجد صعوبة فى انتزاع نظرها عنه , وبدأ قلبها بالخفقان مسرعا ..... فجلست على كرسى قرب الاريكة لتراقبه ...... للمرة الاولى تعترف لنفسها بانها عالقة فى شرك أو بكلمات آخرى انها تقاتل فى هذا المعركة ليس لتنتقم لنفسها بل لانها كانت تقع اكثر واكثر فى حبه ....... انها تقاتل من أجل حياتها .
تحركت بقلق ثم نظرت اليه بلهفة لكنه لم يتحرك , فسألت نفسها كيف ولماذا ؟ الرد واضح ..... والا لماذا كنت اشبه بقط فوق صفيح ساخن طول الاسبوع المنصرم ؟ لماذا كنت ملهوفة الى عدم الانضمام الى لائحة النساء اللواتى يحتقرهن , والى فهم أسباب تصرفها معه وكراهيتها ...... ولكن لم تكرهه هو ؟
همست : يالله ....... هذا ما كان يرواغنى ....... فانا أقاتل هذا حقا ...... أيعرف ؟ أيدرك اننى لا استطيع تغير هذه المشاعر الخطيرة ؟ ام لعله لا يزال يلاعبنى وكأننى سمكة عالقة فى صنارة ؟
أغمضت عينيها على دموع الارتباك واليأس , ثم غادرت الشقة بسرعة
* * * *

فداني الكون0 08-11-11 03:05 AM


كان الاحد يوما متوترا غير مريح .
بعيدا عنه عاودها ترددها قليلا , فحاولت ان تقنع نفسها بانها لم تقع فى حب هذا الرجل الذى لايؤمن بالحب .
ولكن مع مطلع الظهر أدركت فجأة انها نسيت شراء هدية لليتا ونويل فراحت تفتش عن حل لهذه المشكلة , حتى تذكرت سنأدتى الكتب الخشبيتين اللتين أشترتيهما من فيفى ..... فأسرعت الى المكتب تتضرع الى الله ان تجدهما فى مكانهما ....... ووجدتهما , فتركت مذكرة انها اخذتهما وسارعت فى العودة .
لكن لم العجلة ؟ كان العصر فارغا أمامها وطويلا ...... فكل ما حولها فارغا لا نغم له ..... وهى خائفة ان يكون هذا بسبب ........
لن تسمح لنفسها بهذه الفكرة ........ لا تسطيع ........ الصورة مذلة .
بدأت تستعد مبكرا , بل أبكر من اللازم والسبب رغبتها فى أشغال نفسها باى شئ ... لم تدرك ما الذى دفعها لارتداء ما ارتداته , ولكنها عادت فادركت انها تريد ان تبدو بافضل حلة .
أغتسلت جففت شعرها , وتغيرا عن العادة عقضت شعرها فى أعلى راسها فوجدت انها تبدو أنيقة , ناضجة وذات مظهر جاد اما عيناها فبدتا أكبر.... واذا كانت العينان نافذة الروح , فهذا لاشك له تأثير مضاد .
كان الفستان الذى أرتدته أزرق يحتضن الجسد برقة له شق ضغير على الصدر , لقد سبق ان ارتدت هذا الفستان وهى لا تعتبره جريئا .
هكذا ما ان بلغت الساعة السابعة حتى كانت قد حولت نفسها من العدائية والسخط
قالت وهى تفتح له الباب :
- ادخل
منتديات ليلاس
ألقت نظرة سريعة عليه فلاحظت بذلته الرمادية الجميلة التفصيل والقميص الابيض المخطط بالرمادى الفاتح وريطة عنق الزرقاء واكملت :
- لدينا وقت لتناول القهوة ان شئت
لحق بها الى غرفة الجلوس :
- لا ........ شكرا ....... لكن .......
قاطعته :
- ساجضر حقيبتى اذن
أمسك يدها وهى تمر به :
- ان ذهبنا الآن وصلنا باكرا كثيرا
- ومن يهتم ؟
- مادام هذا هو الحال ..... فلماذا نزعج نفسينا بالذهاب اصلا ؟
- لا الذهاب افضل من الجلوس هنا , والاحساس بالسجن
- السجن ؟ ام ....... الرغبة فى القيام بشئ آخر؟ مثل هذا
ترك يدها ليشدها الى مابين ذراعيه .
ارتجفت كولين بمزيج من الارتباك والغضب , وأحس بها فشدها اليه أكثر فاكثر مع ابتسامة ساخرة :
- نظيفة .... ذكية الرائحة ...... انيقة ..... وغاضبة كنمرة جميلة ترغب فى ان تروض , ترغب ان تنهى الامر , ترغب ان تقاتل ...... ترغب على ان تغلب على امرها بالقوة ..... وتؤخذ
همست وهى تمد أصابعها كالمخالب تريد اقتلاع عينيه :
- أنت ...... هذا وصف مقرف
تركها ثم راح ينظر اليها بخبث :
- صحيح ؟ لكننى اعتقد انها طبيعة الاشياء بين الرجل والمراة , أحببنا هذا ام لم نحبه ....... الحب عادة متوحش
- أنت تتكلم عن الرغبة الفجة
- سمها كما تشائين ولكن لا تحاولى انكار وجودها بيننا
- الآن انا مستعدة لانكارها .. انا أفضل ان أتناغم مع ........ مع
- أفعى
أدارت وجهها بحد فاردف :
- هيا اجلبى حقيبتك
ذهبت وكل عصب فيها يضج بجنون يكاد يوقف قلبها وكانت تفكر وياللمذلة فى انه قد يكون محقا .......... وان مشاعرها قد انحطت الى مستوى الرغبة البدائية المتوحشة .
يعد فترة لحق بها فوجدها شاردة رفعت راسها فتلاقت نظراتهما وتشابكتا أحست وكأنها منومة مغناطيسيا تحت وقع عينيه اللوزيتين , ثم اجبرت نفسها على اختراق تلك اللحظات , مسدت تنورتها جيدا ثم رفعت ذقنها تنظر اليه ببرود , فيما كان يمشى على السجادة باتجاهها ندمت على ترفها المتغطرس انه لن يترك أهانتها له تمر بلا انتقام ........ ولم تكن مخطئة .

فداني الكون0 08-11-11 03:07 AM


توقف أمامها مباشرة ...... حتى اضطرت الى رفع راسها الى الوراء لتنظر اليه ..... رفع يده ليمررها على كتقها حيث أعاد الحمالة الى مكانها :
- عندما نتزوج فستحتاجين الى ملابس جديدة
جعلتها الدهشة ترفرف بعينيها ....... راقبها بشفتين ملتويتين بابتسامة باردة :
- أجل .......ز لاننى لن استمتع برؤية الرجال ينظرون الى كتفك , وقدك الجميل .......... ليس من وجهة نظرى فقط , بل من وجهة نظرك ايضا ....... انت التى تكرهين هذا ....... اوهذا ما تقولينه لى
جعلتها الصدمة تتسمر فى مكانها لكن هذا حمل ابتسامة باردة آخرى الى عينيه , ثم قال :
- هل لنا ان نذهب ؟
* * * * *
همست ليتا فى اذن كولين بعد وقت قصير من وصولهما :
- حبيبتى ........ لماذا لم تخبرينى ؟
- اخبرك ماذا ؟
- لماذا كنت مهتمة باخبار جوناش مورداون ؟
- آه ......... ذلك الامر
- نعم ....... ذلك الامر ....... هل أفهم ان هناك جو غامضا فى تصرفاتكما ؟
عضت شفتها :
- ابدا
- انه ..... حسنا ..... يتحدى اى وصف ...... اليس كذلك ؟
فكرت كولين بمرارة : انه فعلا كذلك ...
اكملت ليتا :
- أو على الاصح كولين ..... عندما يتخبط المرء فى غابة الحياة قد يقابل من وقت لآخر ملك الغابة , رجلا بين الرجال من اجله ترغب المرأة فى بيع روحها بكل سرور .
لم تستطيع كولين الا الابتسام , ليس على وصف ليتا المبالغ فيه بل لان ليتا كانت نحيلة طويلة أنيقة بينما نويل قصير , وقصير النظر كذلك , مرح لعوب ولايحمل اى شبه للملك النمر ..... لكن ابتسامتها كانت قصيرة الحياة
راقبت ليتا تعابيرها تتغير وقالت ببطء :
- ربما هو ليس برجل تسهل معرفته .... أتودين اخبارى كيف ........ هى الامور بينكما ؟
- آوه ..... ليتا ........ ليتنى اعرف
بدأ القلق على ليتا :
- ان احتجت يوما الى من يضغى اليك , فأنا مستعدة دائما , لماذا لا تسترخين وتستمتعين الآن بالحفلة ؟
وكانت حفلة ناجحة .
كان المنزل الجديد حلما , وما أدهش اكثر الموجودين هو جمال الديكور ودقته .
ولكن ما أدهش كولين أن معظم الرجال يعرفون ناش ...... أما زوجاتهم وصديقاتهم كن سعيدات وراضيات بالتعرف اليه .
منتديات ليلاس
زارت كولين أحدى الحمامات فى المنزل وفى أثناء العودة وقفت فى غرفة الاستقبال تشاهد ناش على الشرفة يراقص شقراء رائعة الجمال ..... راته يقول شيئا للشقراء جعلها تضحك .
أذلك بسبب خبرته أم بسبب دماثته ؟ أنه لايشعرها بالتاكيد بانها ساقطة , ولكننى أراهن انه لن يفرقع أصابعه حتى تقفز الى ......أوه ....... اللعنة كولين ...... أنت لاتشعرين بالغيرة بالتاكيد ؟
بعد منتصف الليل ازدادت الحفلة حيويا وضخبا , لكن تعب كولين تضاعف وبلغ توترها أشده وهى ترقص مع ناش , مع انها أحست بالتوتر لدى مراقصتها اى واحد آخر , تساءلت بينها وبين نفسها .... ألن تنتهى هذه الليلة ابدا ؟
أختار هو النهاية , فى حوالى الواحد والنصف قال :
- يبدو أنك أكتفيت ؟
هزت راسها غاضة طرفها , للمرة الاولى فى ذلك المساء ابدى بعض التملك نحوها اذ أمسك يدها ولم يتركها حتى وهو يودع الموجودين , أيقى يدها فى يده وهما يسيران نحو السيارة ثم رفع حاجبه لها وأشار الى السقف :
- الى فوق أم الى تحت ؟
- آوه الى فوق على ما اعتقد فالليلة جميلة .
لم تعترض عندما بدا واضحا انهما لا يتوجهان مباشرة الى المنزل , ولم تقل شبئا عندما أوقف سيارته قرب شاطئ ممتد يضيئه القمر جلست فترة تراقب وتسمع تلاطم الامواج , ثم رفعت يدها الى شعرها لترخى الدبابيس منه , تنهدت مسرورة ثم مررت أصابعها فيه وأرجعت رأسها الى الوراء .
التفت اليها يمد ذراعه على مؤخرة المقعد :
- كنت هادئة جدا اليلة كولين

فداني الكون0 08-11-11 03:09 AM


- ربما ذلك عائد الى تأثير جو المنزل الرائع
- أذن لا علاقة له بما قلته لك قبل الحفلة ؟
أدارت وجهها دون أن ترفع راسها وقالت :
- له علاقة بالتاكيد
- أنا آسف
همست بعد وقت طويل :
- هل أنت آسف حقا
- ألم يساعدك هذا ؟
قالت ببطء وهدوء :
- لم يساعد فى شئ ....... هل اقتربت من تحديد اليوم ؟
لم سألته هذا
- ساراجع مفكرتى
منتديات ليلاس
أغمضت عينيها وفكرت : كنت آمل ان تكون صادقا معى , وأن تنهى هذه المهزلة فورا ..... لهذا السبب طرحت هذا السؤال ...... لكن لماذا لا أنهيها أنا ؟ بم آمل ؟ بمعجزة ؟
جلست فى مقعدها :
- هلا أوصلتنى الى المنزل حالا ؟
- كولين
- أرجوك ....... انا متعبة
كان صوتها أجش ملوه الحاح مفاجئ
أمسك ذقنها يجبرها على النظر اليه ....... لكن يعض بقايا التحدى جعلها تخفض جفنيها وتضم شفتيها معا حتى أبتسم بقسوة ثم تركها ليدير محرك السيارة .
كانت العودة الى المنزل رحلة سريعة صامتة , لم يخرج ولم يطفئ المحرك فى فناء المبنى بل كان كل ماقاله :
- ساتصل بك
خرجت من السيارة وهرعت الى الداخل دون ان تلقى نظرة الى الوراء

فداني الكون0 08-11-11 03:14 AM


9– واخيرا كان القرار ........
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13207106931.gif

فى الصباح التالى فاجأتها فيفى بقدومها اليها ... أطلت براسها فى مكتب كولين وقالت بمرح :
- لقد أنتهيتا ........ أكملتها وأرجو من الله ان تعجبك .... فأن لم تعجبك حملتها الى البحر لاغرقها
- فيفى ياالهى كان عملا رائعا ادخلى , ما أروع رؤيتك انا واثقة انك لن تغرقيها .... فكيف لك أن تغرقى الدلافين على اى حال؟
ضحكت فيفى :
- لقد وجدت طريقة , وها انا احمل اليك ماتريدين
كانت تحت ذراعها لفافة ثقيلة الشكل , أردفت :
- الاغراض الاخرى فى السيارة
كانت دلافين فيفى ناجحة , فكان أن أوكلت اليها مهمتين أخريين فى الحال وقالت لها باندفاع :
- تعالى لتناول الغداء معى
- هذا من حقى بعد .....
- هراء قمت انت بكل العمل فى المرة الاخيرة التى التقينا فيها لذا من حقى ان ادعوك
تحدثتا فترة وهما تتناولان الغداء ثم قالت فيفى :
- كيف حال ناش ؟
- بخير ...... لم تريه منذ ...؟
- لا ......الامر دائما هكذا احيانا لا أراه اشهرا ... هل انت ..... هل هو ..... أمازلتما معا ؟ ؟
تنهدت كولين :
- نعم مازلنا معا ما ان كان ينطبق علينا هذا القول
قالت فيفى بلطف :
- أترغبين فى التحدث عن الامر ؟
ترددت كولين فاضافت فيفى :
- لن أقول شيئا لناش قد يكون صديقى ولكننى أعتبرك صديقتى ايضا
أبتسمت كولين لها وقالت بهدوء :
- شكرا .... حسنا ....
ووجدت نفسها تخبرها كل شئ :
- حين أكتشفت ان العقود موقعة وانه كان يتلاعب بى أحسست ..... أحسست ..... هناك مثل قديم عن ان غضب الجحيم لا بقاس بغضب امرأة مهانة
- هذا لانك وقعتى فى حبه ؟
- هذا ما لم أعترف به لنفسى الا مؤخرا ..... كان من السهل الادعاء بالعكس خاصة وانا أراه يجبرنى على الزواج ...... كم تمنيت لو اكرهه ولكن للاسف ماحدث هو العكس اذ اشعر ان كيانى كله يتمحور عليه .... ومن الصعب ان اشرح ...... وكأنه هو وجودى ....... حين لا يكون قربى لا استطيع الاستقرار على شئ ..... ومتى كان قربى أحار بين ...... الرغبة فيه بيأس وبين شعورى بالحاجة الى قتله .
ظهرت علامات الالم على وجهها , فاشاحته وحين عادت لننظر الى فيفى قالت بصوت مرتعش :
- آسفة ..... لم أقصد الظهور بمظهر المرأة الدرامية ...... ولا أشعر دوما باننى عنيفة فى أحاسيسى .... لكننى أظن ....... ان هناك شيئا واحد استطيع القيام به الآن , أن أضع قدر ما استطيع من مسافة بينى وبينه
- هناك ما لاافهمه ..... مادام الامر كما تقولين فانا أرى انه قد تمادى الى درجة غير عادية , اما لتلقينك درسا , واما للانتقام لكرامته كرجل ....... الاتظنين هذا ؟
هزت كولين كتفيها :
- ربما فكر انها احد الطيور الجبانة التى استطيع تلقينها درسا
سألت فيفى برقة :
- أتصدقين هذا حقا ؟
- لو كنت أعرف ما اصدق لما كنت فى هذه الورطة , كل ما أفكر فيه ان لا مقام رفيع للمرأة فى نظره
- هذا صحيح .... بالنسبة لصنف معين من النساء ....... وعلى الارجح السبب هو السبب العادى الذى يتعب الرجل الثرى الوسيم ...... لكن ها أنا , المثال الحى الذى يثبت عدم كراهيته لجميع النساء ...... أتساءل احيانا عما اذا كان يكره نفسه
نظرت اليه كولين فاغرة فاها فاضافت فيفى :
- لانه ...... ورث فتنة أبيه الفتاكة ...... يكره نفسه ... وهذا سبب سخريته ....
- آوه
- أجل .....
صمتت كولين ثم قالت , كانها تكلم نفسها :
- المرة الوحيدة , او احدى المرات النادرة التى تمكنت فيها من التاثير فيه كانت عندما ذكرت والده مرة لقد قال لى انه لايحبه ولماذا ........ ولكننى ظننت ان هنالك المزيد فى الامر ...... معا اننى لم استطيع وضع يدى على الحقيقة .....ز من ناحية آخرى ..... لم يخرج عن عادته بان يقوم باشياء مغايرة لما كان يفعله والده ...
تمتمت فيفى :

فداني الكون0 08-11-11 03:15 AM


- ألم بفعل ؟ لم يلتزم باحد لذا تلاعب بمن يريد من النساء بخفة وعدم اكتراث وربما كان ذلك مجرد اختبار ...... أو نوعا من التراجع الى الخلف والقول : كل مافى الامر مجرد خبرة جسدية ...
صمتت قليلا ثم أردفت :
- لا أصدق هذا ... ولا اصدق ان عدم الاكتراث هو الذى دفعه ليفعل هذا بك كولين ...... بل أظنك أصبت فيه وترا
رفعت كولين يدها الى فمها :
- وان تفهمت وضعه فهل اتمكن من أختراق دفاعاته
- ربما ليس بامكانك غير الوقوع فى حبه
فكرت كولين فيما قالته فيفى برؤية بعد الظهر ....... ذلك المساء لازمت المنزل لانها توقعت من ناش اتصالا ولكنه لم يتصل
بيد انه فى اليوم التالى أصطحبها للغداء ....... ظهر ببساطة أمام باب مكتبها كما فعلت فيفى فى اليوم السابق ...... تفاجأت برؤيته كثيرا وهذا ما دفع التورد الى وجنتبها , بدأت نبضاتها تتسارع ووقفت بحدة . فأوقعت وعاء شاى خزفى كان على طاولتها , فسارع يلتقطه قبل ان يرتطم بالارض .
سحبت نفسا عميقا :
- آوه ...... شكر لله
- وهل هو ثمين
- جدا..... وقديما جدا ........ لا ادرى كيف تصرفت بحماقة هكذا
قال بوقار :
- لم اقصد أجفالك
- لم تجفلتى
منتديات ليلاس
ثم تورد وجهها مجددا لان ما قالته غير صحيح لكنها لم يعلق , وأعاد الوعاء بحذر الى مكانه ثم أرتد ينظر اليها مفكرا
قالت بحماقة :
- هل أردت رؤيتى لسبب ما ؟
لوت ابتسامة ضغيرة شفتيه :
- أردت فقط رؤيتك ........ هل أشترى لك الغداء ؟
نظرت اليه فشعرت ان معدتها تتحرك لعلمها بان هناك فرضة لتقوم بما يجب عليها القيام به
قالت بهدوء :
- شكر لك ....... يصدف اننى حرة بعد الظهر
أصطحبها الى مطعم يدعى ( نيكوليتى ) وهناك جلسا فى الخارج على الشرفة تحت المظلة , المياه مترامية أمامهما وأشعة الشمس تتراقص عليها وفى المرفأ قوارب ثمنها ملايين الدولارت , وهى راسية جميعا ..
أختار القريدس المشهور عند نيكولينى مع السلطة لم تسطيع كولين التفكير فيما تقوله أو فى طريقة تبدا بها كلامها ...
وما قام هو بدور او بحركة او مبادرة للحديث حتى أصبحا فى منتصف وجبة الطعام ..... حيث قال وهو يراقب نظرتها تستقرعلى يخت براق :
- أتودين مركبا هدية زواج ؟
وجهت نظرها اليه بسرعة :
- لا ...... شكرا

فداني الكون0 08-11-11 03:17 AM


- أمر مؤسف كان باماكننا تسميته ( اللايدى كلودالين ) ....... ماذا تحبين أذن ؟ بامكانك الحصول على ماتريدين انما ضمن المعقول
أرتعش صوتها :
- ألهذا السبب طلبتنى للغداء معك ؟ لاهانتى ؟
تصادمت عيونهما ....... وكانت عيناها تميلان الى اللون الازرق أكثر منه الى اللون الرمادى
- كان يجب ان اقول لتتابع اهانتى
رفع حاجبه :
- أعتقد اننا هنا سنتعامل مع الحقيقة ....... ما الذى جعلك تقررين المواجهة اخيرا
سألته بعدم تصديق :
- اتعرف اننى أعرف ؟
تمتم :
- حرزت ذلك كان عليك ان تعرفى عاجلا ام آجلا
- يالبرودة دمك التى لايمكن تصديقها
- صحيح ؟ لكن العرض مازال قائما على فكرة , هل تتزوجينى ..... كولين ؟
- ان كان هذا نوعا آخر .....
- لا ....... ليس كما تقولين كولين ....... فهل تتزوجينى ؟
- لا أفهم
- لماذا اريد أن اتزوجك ؟
- اجل ...... لا أفهم
- الا ترين أن كل واحد منا يناسب الاخر ؟
- هل انا ...... هل مررت بنوع من الامتحان دون ان أدرك ؟
قال بهدوء شديد :
- ربما
آلمها النظر اليه ليس لانها أحبته ولايمكنها نكران حبها هذا , بل لانها تعرفه الان كما لم تعرف اى رجل آخر, ولكن ماتعرفه ايضا انها لاتستطيع تغيره
أخذت تتلاعب بالمعلقة تقلبها بين أصابعها النحيلة الجميلة :
- قل لى شيئا ناش ....... لماذا أصدرت ذلك الانذار رغم زيف ادعائه ؟
أرتد الى الوراء فى كرسيه :
- فعلت هذا بوحى من تلك اللحظة ....... كنت متغطرسة ...... وجميلة ....... فظننت انها الطريقة الوحيدة لاكتشف حقيقتك كولين
- والان وقد عرفت أننى لن اذهب معك الى الفراش ...... أكان هذا هو الامتحان الذى مررت به ؟
صمت ولكنها رأت وميض سخرية فى عينيه فأغمضت عينيها قليلا فسأل :
- أيزعجك هذا ؟
نظرت كولين الى يديها , والى سمكتين تعرف كولين انها لن تسطيع ان تاكلهما ...
همست :
- اجل يزعجنى كثيرا
- يبدو ان الامر مهم لك
- كان ...... على اى حال كنا على مفترق طرق ومازلنا .... فانا لا اصدق ان لامتحانك دافع غير عدم اكتراث ساخر عميقا , متجذر فى نفسك ....... الامر الذى لم تحاول يوما ان تنكره ....... لكننى لا استطيع معايشته ....... وهنا الاهمية بالنسبة لى
قال مبتسما ابتسامة متجهمة ضغيرة :
- من ناحية آخرى كولين الاتجدين اننا شكلنا نوعا من الوحدة فى كل هذه الصراع ...... ان شئت تسميته ؟ كل من يريد الاخر ولا يريد احد سواء ...... نحن ..... نحن قادران على قراءة أفكار بعضنا بعضا ...... عرفت ليلة اتصالى من ملبورن انك ستعرفين ان العقود وقعت ........ وعرفت انت اذا كنت مستعدة للاعتراف باننى اضغط عليك
تساءلت بعذاب داخلى : وهل عرفت حقا ؟ ولكنها كررت سؤاله وفى عينيها مرارة :
- وهل عرفت حقا أنك تضغط على ؟
- لاتقولى انك لم تعرفى ان اللعبة لم تعد لعبة
تورد وجهها ولكنها قالت بهدوء :
- أعتقد انها كانت لعبة بالنسبة لك
ظهرت السخرية فى نظرته فاردفت بهدوء :
- حسنا .... أظننى عرفت وان لم أعترف امام نفسى بانها لعبة انما ليس بالنسبة لى على الاقل
- ولا بالنسبة لى
قالت بصوت مرتعش :
- على اى حال .......... لااستطيع الزواج بك ناش ...... فانا اريد أكثر مما تستطيع اعطائى اياه
- لكنك لاتعرفين ما استطيع اعطيك اياه ....... كولين

فداني الكون0 08-11-11 03:20 AM


همست :
- بلى ........ اعرف ........... زواج كله اختبارات ......... وانا فيه مرشحة للفشل عاجلا ام آجلآ
مسحت دمعة من رموشها :
- لقد قمت باشيئاء سخيفة منذ لقاى بك ناش , ولكن كما ذكرت سابقا , تعلمت أمورا كثيرا لذا الرد هو لا , لن يغير شئ تقوله رايى ... انا ..... أعتقد ان من الافضل ان اذهب الآن
وضع المال على المائدة ثم تاهب قالت بفظاظة :
- استطيع طلب تاكسى
لكنه مد يده يساعدها , ولم يترك ذراعها حتى وصلا الى السيارة , ولكنه لم يقل شئ اثناء العودة الى شارع ( ماين بيتش ) .
ثم أطفأ المحرك وارتد اليها :
- اذا كان ماتريدين منى اعلان حبا ابدى لا يموت , فعلى ان اعترف ان الكلمات وحدها لا تعنى شيئا ....... ان كان احدهم قد ادعى حبك فهذا شأن لاعلاقة لى به ....... فانا لم أقسم بشئ لك , وما حاولت قطع عهود زائفة ...ولكننى أظن اننى أعرفك أفضل من اى رجلا سيعرفك
خرج نفسها بحدة لتماثل كلماته مع أفكارها السابقة
أردف :
- بالنسبة لى هذا هو المهم ....... وانا آسف ......... فهنا يكمن خلافنا
مد يده يلامس شعرها , ثم التوت شفتاه وأشاح بوجهه بعيدا ثم عاد اليها لبقول ببساطة :
- وداعا كولين
- وداعا ناش

* * *
منتديات ليلاس
بعد ساعات على هذا , كانت جالسة فى شقتها تحس بالحرمان بشكل غير معقول , استرجعت كل ماقام به وماقاله لها , وكل ردات فعلها وتجاوبها , وكأنها تفتش عن حقيقة مازالت ترواغها ...... مثل القناعة بانهما يفهمان بعضهما بعضا أكثر من اى شخص أخر , فهل يكفى هذا لبناء التزام يدوم مدى الحياة ؟ وهل قناعتها بالعكس تنبع من نظرة عاطفية مبالغة عن الحب ؟
همست لنفسها أخيرا وهى تحضن وسادة :
- مهما يكن , لقد أتخذت القرار ........ لاننى لا استطيع تغير نفسى
أخيرا هطلت الدموع ........ ولكنها لم تشف أحساسها بالخسارة وتساءلت عما اذا كان هناك ماقد يشفيها
– واخيرا كان القرار ........
.
فى الصباح التالى فاجأتها فيفى بقدومها اليها ... أطلت براسها فى مكتب كولين وقالت بمرح :
- لقد أنتهيتا ........ أكملتها وأرجو من الله ان تعجبك .... فأن لم تعجبك حملتها الى البحر لاغرقها
- فيفى ياالهى كان عملا رائعا ادخلى , ما أروع رؤيتك انا واثقة انك لن تغرقيها .... فكيف لك أن تغرقى الدلافين على اى حال؟
ضحكت فيفى :
- لقد وجدت طريقة , وها انا احمل اليك ماتريدين
كانت تحت ذراعها لفافة ثقيلة الشكل , أردفت :
- الاغراض الاخرى فى السيارة
كانت دلافين فيفى ناجحة , فكان أن أوكلت اليها مهمتين أخريين فى الحال وقالت لها باندفاع :
- تعالى لتناول الغداء معى
- هذا من حقى بعد .....
- هراء قمت انت بكل العمل فى المرة الاخيرة التى التقينا فيها لذا من حقى ان ادعوك
تحدثتا فترة وهما تتناولان الغداء ثم قالت فيفى :
- كيف حال ناش ؟
- بخير ...... لم تريه منذ ...؟
- لا ......الامر دائما هكذا احيانا لا أراه اشهرا ... هل انت ..... هل هو ..... أمازلتما معا ؟ ؟
تنهدت كولين :
- نعم مازلنا معا ما ان كان ينطبق علينا هذا القول
قالت فيفى بلطف :
- أترغبين فى التحدث عن الامر ؟
ترددت كولين فاضافت فيفى :
- لن أقول شيئا لناش قد يكون صديقى ولكننى أعتبرك صديقتى ايضا
أبتسمت كولين لها وقالت بهدوء :
- شكرا .... حسنا ....
ووجدت نفسها تخبرها كل شئ :
- حين أكتشفت ان العقود موقعة وانه كان يتلاعب بى أحسست ..... أحسست ..... هناك مثل قديم عن ان غضب الجحيم لا بقاس بغضب امرأة مهانة
- هذا لانك وقعتى فى حبه ؟
- هذا ما لم أعترف به لنفسى الا مؤخرا ..... كان من السهل الادعاء بالعكس خاصة وانا أراه يجبرنى على الزواج ...... كم تمنيت لو اكرهه ولكن للاسف ماحدث هو العكس اذ اشعر ان كيانى كله يتمحور عليه .... ومن الصعب ان اشرح ...... وكأنه هو وجودى ....... حين لا يكون قربى لا استطيع الاستقرار على شئ ..... ومتى كان قربى أحار بين ...... الرغبة فيه بيأس وبين شعورى بالحاجة الى قتله .
ظهرت علامات الالم على وجهها , فاشاحته وحين عادت لننظر الى فيفى قالت بصوت مرتعش :
- آسفة ..... لم أقصد الظهور بمظهر المرأة الدرامية ...... ولا أشعر دوما باننى عنيفة فى أحاسيسى .... لكننى أظن ....... ان هناك شيئا واحد استطيع القيام به الآن , أن أضع قدر ما استطيع من مسافة بينى وبينه
- هناك ما لاافهمه ..... مادام الامر كما تقولين فانا أرى انه قد تمادى الى درجة غير عادية , اما لتلقينك درسا , واما للانتقام لكرامته كرجل ....... الاتظنين هذا ؟
هزت كولين كتفيها :

فداني الكون0 08-11-11 03:24 AM


- ربما فكر انها احد الطيور الجبانة التى استطيع تلقينها درسا
سألت فيفى برقة :
- أتصدقين هذا حقا ؟
- لو كنت أعرف ما اصدق لما كنت فى هذه الورطة , كل ما أفكر فيه ان لا مقام رفيع للمرأة فى نظره
- هذا صحيح .... بالنسبة لصنف معين من النساء ....... وعلى الارجح السبب هو السبب العادى الذى يتعب الرجل الثرى الوسيم ...... لكن ها أنا , المثال الحى الذى يثبت عدم كراهيته لجميع النساء ...... أتساءل احيانا عما اذا كان يكره نفسه
نظرت اليه كولين فاغرة فاها فاضافت فيفى :
- لانه ...... ورث فتنة أبيه الفتاكة ...... يكره نفسه ... وهذا سبب سخريته ....
- آوه
- أجل .....
صمتت كولين ثم قالت , كانها تكلم نفسها :
- المرة الوحيدة , او احدى المرات النادرة التى تمكنت فيها من التاثير فيه كانت عندما ذكرت والده مرة لقد قال لى انه لايحبه ولماذا ........ ولكننى ظننت ان هنالك المزيد فى الامر ...... معا اننى لم استطيع وضع يدى على الحقيقة .....ز من ناحية آخرى ..... لم يخرج عن عادته بان يقوم باشياء مغايرة لما كان يفعله والده ...
تمتمت فيفى :
- ألم بفعل ؟ لم يلتزم باحد لذا تلاعب بمن يريد من النساء بخفة وعدم اكتراث وربما كان ذلك مجرد اختبار ...... أو نوعا من التراجع الى الخلف والقول : كل مافى الامر مجرد خبرة جسدية ...
صمتت قليلا ثم أردفت :
- لا أصدق هذا ... ولا اصدق ان عدم الاكتراث هو الذى دفعه ليفعل هذا بك كولين ...... بل أظنك أصبت فيه وترا
رفعت كولين يدها الى فمها :
- وان تفهمت وضعه فهل اتمكن من أختراق دفاعاته
- ربما ليس بامكانك غير الوقوع فى حبه
فكرت كولين فيما قالته فيفى برؤية بعد الظهر ....... ذلك المساء لازمت المنزل لانها توقعت من ناش اتصالا ولكنه لم يتصل
بيد انه فى اليوم التالى أصطحبها للغداء ....... ظهر ببساطة أمام باب مكتبها كما فعلت فيفى فى اليوم السابق ...... تفاجأت برؤيته كثيرا وهذا ما دفع التورد الى وجنتبها , بدأت نبضاتها تتسارع ووقفت بحدة . فأوقعت وعاء شاى خزفى كان على طاولتها , فسارع يلتقطه قبل ان يرتطم بالارض .
سحبت نفسا عميقا :
- آوه ...... شكر لله
- وهل هو ثمين
- جدا..... وقديما جدا ........ لا ادرى كيف تصرفت بحماقة هكذا
قال بوقار :
- لم اقصد أجفالك
- لم تجفلتى
ثم تورد وجهها مجددا لان ما قالته غير صحيح لكنها لم يعلق , وأعاد الوعاء بحذر الى مكانه ثم أرتد ينظر اليها مفكرا
قالت بحماقة :
- هل أردت رؤيتى لسبب ما ؟
لوت ابتسامة ضغيرة شفتيه :
- أردت فقط رؤيتك ........ هل أشترى لك الغداء ؟
نظرت اليه فشعرت ان معدتها تتحرك لعلمها بان هناك فرضة لتقوم بما يجب عليها القيام به
قالت بهدوء :
- شكر لك ....... يصدف اننى حرة بعد الظهر
أصطحبها الى مطعم يدعى ( نيكوليتى ) وهناك جلسا فى الخارج على الشرفة تحت المظلة , المياه مترامية أمامهما وأشعة الشمس تتراقص عليها وفى المرفأ قوارب ثمنها ملايين الدولارت , وهى راسية جميعا ..
أختار القريدس المشهور عند نيكولينى مع السلطة لم تسطيع كولين التفكير فيما تقوله أو فى طريقة تبدا بها كلامها ...
وما قام هو بدور او بحركة او مبادرة للحديث حتى أصبحا فى منتصف وجبة الطعام ..... حيث قال وهو يراقب نظرتها تستقرعلى يخت براق :
- أتودين مركبا هدية زواج ؟
وجهت نظرها اليه بسرعة :
- لا ...... شكرا
- أمر مؤسف كان باماكننا تسميته ( اللايدى كلودالين ) ....... ماذا تحبين أذن ؟ بامكانك الحصول على ماتريدين انما ضمن المعقول
أرتعش صوتها :
- ألهذا السبب طلبتنى للغداء معك ؟ لاهانتى ؟
تصادمت عيونهما ....... وكانت عيناها تميلان الى اللون الازرق أكثر منه الى اللون الرمادى
- كان يجب ان اقول لتتابع اهانتى
رفع حاجبه :
- أعتقد اننا هنا سنتعامل مع الحقيقة ....... ما الذى جعلك تقررين المواجهة اخيرا
سألته بعدم تصديق :
- اتعرف اننى أعرف ؟
تمتم :
- حرزت ذلك كان عليك ان تعرفى عاجلا ام آجلا
- يالبرودة دمك التى لايمكن تصديقها
- صحيح ؟ لكن العرض مازال قائما على فكرة , هل تتزوجينى ..... كولين ؟
- ان كان هذا نوعا آخر .....
- لا ....... ليس كما تقولين كولين ....... فهل تتزوجينى ؟
- لا أفهم
- لماذا اريد أن اتزوجك ؟
- اجل ...... لا أفهم
- الا ترين أن كل واحد منا يناسب الاخر ؟
- هل انا ...... هل مررت بنوع من الامتحان دون ان أدرك ؟
قال بهدوء شديد :
- ربما
آلمها النظر اليه ليس لانها أحبته ولايمكنها نكران حبها هذا , بل لانها تعرفه الان كما لم تعرف اى رجل آخر, ولكن ماتعرفه ايضا انها لاتستطيع تغيره
أخذت تتلاعب بالمعلقة تقلبها بين أصابعها النحيلة الجميلة :
- قل لى شيئا ناش ....... لماذا أصدرت ذلك الانذار رغم زيف ادعائه ؟
أرتد الى الوراء فى كرسيه :
- فعلت هذا بوحى من تلك اللحظة ....... كنت متغطرسة ...... وجميلة ....... فظننت انها الطريقة الوحيدة لاكتشف حقيقتك كولين
- والان وقد عرفت أننى لن اذهب معك الى الفراش ...... أكان هذا هو الامتحان الذى مررت به ؟
صمت ولكنها رأت وميض سخرية فى عينيه فأغمضت عينيها قليلا فسأل :
- أيزعجك هذا ؟
نظرت كولين الى يديها , والى سمكتين تعرف كولين انها لن تسطيع ان تاكلهما ...
همست :
- اجل يزعجنى كثيرا

فداني الكون0 08-11-11 03:27 AM


- يبدو ان الامر مهم لك
- كان ...... على اى حال كنا على مفترق طرق ومازلنا .... فانا لا اصدق ان لامتحانك دافع غير عدم اكتراث ساخر عميقا , متجذر فى نفسك ....... الامر الذى لم تحاول يوما ان تنكره ....... لكننى لا استطيع معايشته ....... وهنا الاهمية بالنسبة لى
قال مبتسما ابتسامة متجهمة ضغيرة :
- من ناحية آخرى كولين الاتجدين اننا شكلنا نوعا من الوحدة فى كل هذه الصراع ...... ان شئت تسميته ؟ كل من يريد الاخر ولا يريد احد سواء ...... نحن ..... نحن قادران على قراءة أفكار بعضنا بعضا ...... عرفت ليلة اتصالى من ملبورن انك ستعرفين ان العقود وقعت ........ وعرفت انت اذا كنت مستعدة للاعتراف باننى اضغط عليك
تساءلت بعذاب داخلى : وهل عرفت حقا ؟ ولكنها كررت سؤاله وفى عينيها مرارة :
- وهل عرفت حقا أنك تضغط على ؟
- لاتقولى انك لم تعرفى ان اللعبة لم تعد لعبة
تورد وجهها ولكنها قالت بهدوء :
- أعتقد انها كانت لعبة بالنسبة لك
ظهرت السخرية فى نظرته فاردفت بهدوء :
- حسنا .... أظننى عرفت وان لم أعترف امام نفسى بانها لعبة انما ليس بالنسبة لى على الاقل
- ولا بالنسبة لى
قالت بصوت مرتعش :
- على اى حال .......... لااستطيع الزواج بك ناش ...... فانا اريد أكثر مما تستطيع اعطائى اياه
- لكنك لاتعرفين ما استطيع اعطيك اياه ....... كولين
همست :
- بلى ........ اعرف ........... زواج كله اختبارات ......... وانا فيه مرشحة للفشل عاجلا ام آجلآ
مسحت دمعة من رموشها :
- لقد قمت باشيئاء سخيفة منذ لقاى بك ناش , ولكن كما ذكرت سابقا , تعلمت أمورا كثيرا لذا الرد هو لا , لن يغير شئ تقوله رايى ... انا ..... أعتقد ان من الافضل ان اذهب الآن
وضع المال على المائدة ثم تاهب قالت بفظاظة :
- استطيع طلب تاكسى
لكنه مد يده يساعدها , ولم يترك ذراعها حتى وصلا الى السيارة , ولكنه لم يقل شئ اثناء العودة الى شارع ( ماين بيتش ) .
ثم أطفأ المحرك وارتد اليها :
- اذا كان ماتريدين منى اعلان حبا ابدى لا يموت , فعلى ان اعترف ان الكلمات وحدها لا تعنى شيئا ....... ان كان احدهم قد ادعى حبك فهذا شأن لاعلاقة لى به ....... فانا لم أقسم بشئ لك , وما حاولت قطع عهود زائفة ...ولكننى أظن اننى أعرفك أفضل من اى رجلا سيعرفك
خرج نفسها بحدة لتماثل كلماته مع أفكارها السابقة
أردف :
- بالنسبة لى هذا هو المهم ....... وانا آسف ......... فهنا يكمن خلافنا
مد يده يلامس شعرها , ثم التوت شفتاه وأشاح بوجهه بعيدا ثم عاد اليها لبقول ببساطة :
- وداعا كولين
- وداعا ناش

* * *

بعد ساعات على هذا , كانت جالسة فى شقتها تحس بالحرمان بشكل غير معقول , استرجعت كل ماقام به وماقاله لها , وكل ردات فعلها وتجاوبها , وكأنها تفتش عن حقيقة مازالت ترواغها ...... مثل القناعة بانهما يفهمان بعضهما بعضا أكثر من اى شخص أخر , فهل يكفى هذا لبناء التزام يدوم مدى الحياة ؟ وهل قناعتها بالعكس تنبع من نظرة عاطفية مبالغة عن الحب ؟
همست لنفسها أخيرا وهى تحضن وسادة :
- مهما يكن , لقد أتخذت القرار ........ لاننى لا استطيع تغير نفسى
أخيرا هطلت الدموع ........ ولكنها لم تشف أحساسها بالخسارة وتساءلت عما اذا كان هناك ماقد يشفيها
* * *

فداني الكون0 08-11-11 03:33 AM


10 – ارجوك
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13207106931.gif

مرت ثلاثة أشهر
عادت كولين الى المنزل لتأخذ ملفا رفيعا من حقيبتها , ثم جلست لتدرس محتوياته : كراسات , وملصقات , وتذكرة سفر , ....... الوجهة ( هونغ كونغ ) و( سنغافورة ) , تاريخ السفر بعد اسبوعين ,
درستها بضعة دقائق ثم ابعدتها متنهدة , فهى تعرف ان الرحلة لن تسعدها لانها محاولة يائسة للنسيان .
لم تكن قد سمعت أو رأت ما له علاقة بناش , مع انها سمعت بعض الاخبار عنه من والديها , وكانت عرضة لاسئلتهما المتعلقة بخبو وهج تلك البداية الواعدة بسرعة وهذا ما ردت عليه بهدوء , وقامت بما فى وسعها لاخفاء مافقدته من وزن لم يكن قليلا , وبعد ثلاثة أشهر لم تكن تنام جيدا , ولكن كان هناك أوقات تنظر فيها أمها اليه وتهم بقول شئ ما , ولكنها تعود وتغير رأيها فى آخر لحظة .
عندها آخيرا قررت كولين الابتعاد ....... وقالت لنفسها :
- حسنا .... انا مسافرة
وقفت لتسدل الستائر فى وجه أمسية خريفية باردة , ثم أردفت :
- طالما أردت رؤية هونغ كونغ وسنغافورة

* * *
كان بهو فندق ( ماندرين ) فى هونغ كونغ سيمفونية من اللونيين الذهبى والاسود ...... تأثرت كولين بجو الاناقة , وبالاخص بغياب الضجيج الموجود فى شوارع هونغ كونغ , نظرت بعينين واسعتين الى الخارج من نافذة السيارة التى أقلتها من مطار ( كاى تاك ) الى الفندق عبر نفق الميناء ولم يكن الازدحام ما أدهشها فقط بل أكتظاظ الشوارع بالناس , تساءلت عما اذا كانت ستتجرا على مغادرة فندق الماندرين .
لكن ربما هذا هو ما احتاجه بالضبط ..... التحدى شئ ما يجعلنى أعمل مجددا او بشكل لائق صحيح ....... ولو بعد نوم طويل جيد ..... فانا أحس وكأننى كنت على الطائرة مدة تسع عشرة ساعة لا تسع ساعات
- آنسة فوربز ؟
أرتدت عن طاولة الاستقبال حيث سجلت أسمها بقليل من الدهشة
- نعم
- آنسة فوربز ...... هل لى ان اقدم نفسى ؟ انا المدير وكان لى شرف استقبال السير سايمون واللايدى فوربز فى الماندرين عدة مرات
أبتسمت كولين :
- آوه ....... أعرف هذا , اصرا على حتى أقيم هنا ....كيف حالك ؟
- آنسة فوربز .....
بدا التردد على الرجل فتلاشت ابتسامة كولين
- هل من خطب ؟
- انا آسف لانى مضطرا لى حمل هذا الخبر ...... أمك مريضة آنسة فوربز
- مريضة ؟ أهى فى وضع خطر ؟
- اجل ....... ولكن أرجوك ...... تعالى الى مكتبى , نستطيع ......
- ولكن يجب أن أعود ......حالا ....... آوه ......... أرجوك .....أنا .....
- هذا ما ارجو ترتيبه معك ....... ارجوك تعالى من هنا آنسة فوربز .
لقد بدت رحلة الذهاب الى هونغ كونغ طويلة ولكنها لاتقارن بما بدت عليه رحلة العودة الى الوطن بعد ثمانى ساعات من الاقامة فى هونغ كونغ , لم تستطيع النوم أو تناول الطعام ......... وللمرة الاولى فى حياتها عانت من الخوف على الطائرة .......... لم تستطيع التركيز على اى شئ الا على صورة أمها التى كانت ضحية نوبة قلبية والتى هى الآن فى غرفة العناية الفائقة .
كان آخر من توقعت رؤيته امام بواب الدخول المتحركة هو ناش ......
ناش المرتدى بزة سوداء وقميص ابيض
صاحت :
- هل ...... جئت لملاقاتى ؟
- اجل
همست :
- كيف حالها ؟
تدفقت الدموع الى وجهها ......... أدركت بحرج انها تتمسك بسترته
قال بهدوء :
- انها متمسكة بالحياة كولين ....... تعالى
ووضع ذراعه حولها , فأخفت وجهها فى كتفه ثم تماسكت :
- كيف حالك ؟
رد باقتضاب :
- بخير
منتديات ليلاس
وفيما كانا يتبادلان النظرات تصاعد الى قلبها من جديد كل ما فتنها وعذبها اليه فى موجة حية من البؤس, بدا كما كان منذ البداية , وتذكرت كيف كانت تمتع نظرها بمظهره, مع ان نظرتها اليه كانت زائفة ....... لكنها منذ البداية عرفت انه وحيد ...... قليبا .
أنتزعت بصرها عنه وأنحنت تلتقط حقائبها , لكنه أخذها منها وعلق على خفة وزنها , قالت :
- قيل لى ان على ان اذهب الى هونغ كونغ بالثياب التى ألبسها فقط ..... لان هنالك كل شئ رخيص ....... وصدقت ما قيل لى .
أبتسم قليلا , وأقتادها نحو سيارته .
كانت رحلة سريعة نحو الساحل ........ محا قلق كولين اليائس على أمها من نفسها اية مشاعر أخرى ...... أخبرها ناش كل مايعرفه عن حالتها .. فى منتصف الطريق سألها :
- هل تناولت الطعام مؤخرا ؟
- لم استطيع
- يجب ان تأكلى ....... لن تساعد احدا بانهيارك
أوقف السيارة قرب مطعم على الطريق , جلب منه سندويش دجاج محمص ولوح شوكولا ...... وماأدهشها انها أكلتهما , ثم شربت زجاجة المرطبات التى جلبها أيضا ,
تمتمت :

فداني الكون0 08-11-11 03:35 AM


- شكرا ...... أشعر باننى أقوى حالا قليلا الآن
أبعد يده عن المقود ووضعها فوق يدها
ربما كانت تلك أطول ليلة مرت بحياة كولين , كانت فيها هى وأبوها يواسيان بعضهما بعضا ويدعوان من أجل شفاء أمها وظل الاب يقول :
- لا أدرى ماذا سافعل بدونها ؟ ........ أنها تعنى لى الكثير
وظلت ترد :
- أعرف ........ أعرف
لكن ساعات الفجر الاولى حملت اليهما أخبارا سارة , قال لهما الطبيب :
- أنها محظوظة سير سابمون ........ قد تصاب ببعض الشلل الخفيف لكنها بكل تاكيد خرجت من دائرة الخطر الآن .
تعلقت كولين بأبيها تذرف دموع الفرح وتنهد ناش براحة ظاهرة وهو الذى ظل بعيد لئلا يزج أنفه فى مآساتهما ثم طفق يتحدث الى السير سايمون بهدوء فترة بعد ذلك جاء والدها اليها ثم قال :
- عزيزتى ........ ناش سيصحبك الى المنزل
- لكن .......
- حبييتى ......... لا شك انك مرهقة
- وأنت أيضا
أبتسم بتعب :
- أنا لم أجب نصف العالم بالطائرة ذهابا وايابا فى غضون يومين ........ لكنهم سيحضرون لى فراش هنا , أذهبى الى البيت ونامى ........ حينما تستفيقين ستكونين منتعشة ومرتاحة
كانت السماء تمطر فى الخارج وكادت تقغو وهى فى السيارة , ولكن حين صعدت الى شقتها أحست بانها مستيقظة مجدد , قالت متوترة وهو يفتح لها الباب :
- شكرا ...... لست مضطرا الى البقاء
رد بنظرة منتقدة :
- بلى ....... لماذا لا تستحمين ؟ ساعد لك الفطور
- حسنا ولكنك متعبا أيضا , وليس لدى هنا ماتصنع منه فطورا
- كولين ........ لاتجادلى ......... نفذى فقط ما أقوله لك . سأخرج لاجلب شيئا .
كان الحمام نعمة . فيما كانت مستلقية فى المغطس حيث المياه العطرة الزكية أحست أعصابها تتفكك ......... وأخذت تشم رائحة اللحم المقلى التى كانت تسلل الى الحمام .
تناولا اللحم والبيض فى تناغم تام , وكأنهما معزولان عن كل ما حدث بينهما , أخبرته عن أنطباعها المرتبك عن هونغ كونغ , وأخبرها انه أحتاج الى سفرتين ليعتاد على جو المكان ...... ذكر لها ان فيفى قررت الخروج من عزلتها وقالت كولين بحرارة أنها سعيدة بهذا الخبر , ثم سألته ماذا سيفعل بالمنزل والجياد , وقال أنه سيرسل الجياد الى جيرانه وسيقفل المنزل
كل هذا طبيعى ...... هذا ما قاله لها عقلها .
صنع القهوة ...... وجلست مغمضة العينين تشربها ........ ثم قال بهدوء :
- الى النوم الآن
تمتمت وهى تجد صعوبة فى أبقاء عينينها مفتوحتين:
- أجل
- هيا أذهبى ......... سأنظف المكان
وقفت تنظر اليه للحظات طويلة دون ان تدرى ماستقول ........ وفى النهاية قالت :
- شكرا
لم يرد بل أشاح بوجهه اولا

* * * *

فداني الكون0 08-11-11 03:36 AM


سرعان ما غفت تقريبا ......... ولكن لتستفيق بعد دقائق خافقة القلب متوترة الاعصاب .... ما أن تمكنت من تهدئة نفسها قليلا حتى عرفت انها لن تستطيع النوم وانه ما كان عليها القبول بالمنوم الخفيف الذى عرضه عليها الطبيب .
وجدها ناش جالسة وراسها بين يديها ...... جعلها أنفتاح الباب بهدوء تنظر الى أعلى
سألها وهو يتقدم الى السرير :
- ما الامر ؟
همست بعجز :
- لا استطيع النوم ...... أنا ......... كتلة توتر
أدركت انها تبكى فجلس الى جانبها يضمها بين ذراعيها ويلمس شعرها متمتما :
- بل تستطيعن النوم .......... سأساعدك
بكت :
- أحس أننى غبية
- لماذا؟ أنت فقط متعبة
- أعرف هذا ...... لكن .......
تركها ليمسح خصلة شعر عن وجهها :
- أستلقى
- الى ....... أين ......... ستذهب ؟
- لن أذهب الى أى مكان
جلس على سريرها ودثرها بالاغطية
- أنا متعب أيضأ ........ رائحتك كرائحة الورد
- أنهارائحة زيت الحمام
- أتشعرين بالراحة ؟
- أجل
- أغمضى عينيك أذن
- أنا ......... خائفة ....
- لا ....... لست خائفة , فكرى فى شئ جميل ...... فى الورود التى هى عطرك دوما ......أنت نحيلة كزهرة حمراء ملفوفة بالسيلوفان ...... فكرى فى زهور بيضاء متفتحة حولها يطير النحل
لم تدر كولين فيما بعد هل هى الورود والزهور التى حملتها على النوم أو صوته الرخيم الهادئ .
عندما أستيقظت كان المطر قد توقف , والشمس مشرقة والوقت بعد منتصف النهار ....... وكانت بمفردها .
أو هكذا ظنت عندما نظرت الى حيث كان ناش جالسا على سريرها , ولكنه كان واقفا مستندا الى أطار الباب , سترته معلقة على كتفه وعقدته محلولة ........ وشعره على جبينه .
نطقت أسمه باضطراب , فاستقام وبدا يتكلم ....... ولكنها قاطعته غاضبة :
- لاتذهب أرجوك
كانت عيناها حزينتين وهو ينظر اليها , الى شعرها , الى جمالها , ثم عاد الى عينيها :
- يجب أن اذهب ...... فلو بقيت لفعلت شئ ما قد نندم عليه
غضت طرفها وقالت :
- ناش لا أعرف ما اقول انما لا اريد ان تبتعد عن حياتى

فداني الكون0 08-11-11 03:41 AM


11 – بانتظار الكلام
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13207106931.gif

قال المصور بحماس :
- انتبهو
- رائع ....... والآن أن كان بالامكان ان آخذ صورة أخيرة للسيدة مورداون والطفل .
كانت حفلة عمادة ضغيرة تضم والدى كولين ليتا ونويل فيفى ومرافقها الذى هو رجل ضخم واضح انه يحبها كثيرا وستايسى الذى صنع بنفسه قالب الحلو واصر ان يكون الساقى والممرض الرئيسى للعناية بتشارلز مورداون الذى هو فى الشهر الثالث .
كان جمعا قليلا تجمع فى المنزل الذى يعلو التلة المطلة على نهر ( التويد ) التفتت كولين حولها بمحبة عميقة وهى تأخذ تشارلز من جدته التى خرجت من النوبة القلبية بعرج بسيط .
لم تلحظ ستايسى وهو يعيد ملء الكوس بالشراب المنعش , فى الواقع نقلت بصرها الى أبنها النائم الذى كان يشبه اباه كثيرا , وكانت أفكارها مشغولة به اذ يوشك ان يستيقظ مطالبا بطعامه باصرار وعناد يذكرها بوالده .... ولم ترفع بصرها حالما ومضت انوار الكاميرا للحظات .... لم يقل احدا كلمة كان الجميع يراقبونها جالسة فى فستانها الازرق وشعرها مسترسل على كتفيها .
ثم تنحنح السير سايمون , واقترح نخبا :
- نخب كولين
رفعت بصرها اخيرا مجفلة . وتورد وجهها لان الجميع كانوا يرددون قول أبيها , نظرت مباشرة الى ناش , الشخص الوحيد الذى لم يشارك فى النخب ولكن ما ان تلاقت عيونهما حتى رفع كوبه بصمت , فى تحية مطولة , ورأت فى عمقهما اللوزى نظرة أصبحت مألوفة لها ... نظرة تقول لها انه سرعان ما سينتهى الحفلة بدبلوماسية كبيرة , وبعدما ترضع ابنها ..... سيحملها الى الفراش ويعاملها بطريقة تبتهج كلما تذكرتها حتى بعد سنتين من الزواج .
كانت الشمس قد تسللت الى ما وراء أفق جبل ( وارتنغ ) عندما أستعدت كولين للصعود بعدما قامت باحمام تشارلز وارضاعه .
كانت ترتدى قفطان من حرير عاجى أحمر اللون ذى أطراف ذهبية اشتراءه لها ناش فى هونغ كونغ حيث أمضيا جزءا من شهر عسلهما بعد زفافا جرى بعد بضعة أيام على عودتها من رحلة الفرار الاولى ...... ولكنها تأخرت قليلا وهى تفكر فى زواجهما , وكيف تم باتقان مشترك وبدون كلام .... وكأنه أمر محتوم ...... ونتيجة لا يمكن استبدالها بحل أخر ......... وتفكر كذلك ان ما بينهما مازال حتى الآن بعيدا عن أى كلام ...... باستثناء القسم الذى أطلقاه بوم الزفاف لم يقوما باعلان عن مشاعرهما , ولكنه كان يربطها به بطريقة امتن مع مرور الايام .كانت أحيانا تتساءل عما اذا كان سينطق بالكلمات يوما , الكلمات التى طالما تاقت الى سماعها . كانت احيانا تشتاق الى البوح بها بنفسها ...... لكنها لم تبح بها قط وبدل ذلك بادلته شغفه ورعايته وحنانه الذى ظهر بقوة فى ايام الحمل والولادة .... قالت لنفسها انها لاتحتاج الى كلام ..... انها قانعة مطمئنة ...... ولن تضغط عليه ...... وهكذا كانت طبيعة الاشياء بينهما .
كان بانتظارها فى غرفة الجلوس مع صينية من سندويشات السلمون المدخن الموضوعة على طاولة قرب الموقد الحجرى وكان قد غير ملابسه ايضا ليرتدى جينزا وقميصا رياضيا كحلى اللون.
سألها رافعا حاجبه :
- نام ؟
- أجل .... لا أظن ان حفلة عمادته قد أثر فيه
قال ضاحكا :
- انه رجلا يفكر باتجاه واحد كما لاحظت الغريب اننا نشاركه ذلك الاتجاه
تمتمت :
- لاحظت هذا ....... لابد انه ذلك القول القديم : من شابه أباه ما ظلم
مد يده الى يدها وشدها لتجلس قربه :
- كيف تشعرين وانت تملكين نسختين متماثلتين لرجلين يفكران فى اتجاه واحد ؟
تسمرت كولين , وعندما نظرت اليه , كانت عيناها واسعتين مذعورتين
- ليس عليك ....
تنحنت قليلا :
- ان تقول هذا
- اليس على ؟
أحنى راسه ينظر الى خاتم زواجها الذهبى وتابع :
- أظن ان هذا ما كان على قوله قبل مدة
همست وهى تحس انها ترتعش :
- ناش ...... انا ....... لماذا الآن ؟ أبسبب تشارلز ؟ أم بسبب ...... ؟
صمتت لان قبضته أشتدت على يدها بشكل لا يحتمل تقريبا , قال :
- الامتحان الوحيد بيننا هو تعقلى وقدرتى على فهم أن لا شئ قد يمنعنى عن حبك , قلت لى مرة شيئا عن الفرح ..... عندما كنت أراقبك اليوم عما نفسى الفخر والفرح ...... وشئ آخر ....... هو معرفتى باننى لا استطيع الاستغناء عنك ...... هكذا صدقت ما أشعر به أخيرا , وأصبحت شخصا متملكا موسوسا , وكل تلك الاشياء التى أقسمت الا اكونها ..... أتمانعين ان كنت هذا الشخص ؟
قالت بصوت متحشرج والعبرة تخنق صوتها :
- يا الهى ...
- لم اقصد ان ابدو مهذارا ....... لاننى جادا فعليا ...... أحبك كولين ...... وان طال الامد حتى أعترفت فانا آسف ..... آسفا جدا ..... لقد رأيتك بعد ولادة تشارلز مرهقة , متألمة تنظرين الى لحظة , وكأنك تفتشتين عن شئ ........ وعندما لم تجدى هذا الشئ أغمضت عينيك ...... ثم نظرت الى ثانية وأبتسمت ...... ساعتئذ عرفت ان ما حدث حدث ....... عرفت اننى أحببتك ليس لانك جميلة ومتكبرة فحسب , بل لانك قوية وملتزمة ومخلصة
- لماذا ....
- لماذا لم أعترف بحبى يومئذ ؟
تنهد :منتديات ليلاس
- لقد عرفت الحقيقة ولكننى لم أعرف كيف أضوغ هذا بالكلمات ...... وحتى الان , ما أحس به تجاهك أعمق مما تقوله الكلمات ........ سألتك ان تتزوجينى عدة مرات وبطرق عدة , وعندما تزوجنا لم نقل الكثير لبعضنا بعضا ....... فهل تظنين اننى مجنون ان قلت لك ان هذه المرة كانت حقيقية ؟
نظرت اليه فاغرة فاها :
- لا ...... حبيبتى كولين ........ انا لم أجن .......... ولكننى أكتشفت دافعا عاطفيا صافيا , ولهذا أظن ان المناسبة صالحة لاعطيك هذا ..........
أخرج من بين الوسائد علبتين مخمليتين ..... وأتسعن عيناها ...... فأردف وهو يعطيها العلبة الضغيرة :
- فى هذه خاتم الخطوبة , أفتحيها

فداني الكون0 08-11-11 03:43 AM


ضغطت على المزلاج , ولم تستطع منع شهقة ابتهاج وهى ترى الخاتم القابع وسط ساتان ابيض ...... لم يكن كبيرا او ملفتا للنظر ...... ولم يكن من الالماس او الزفير بل كان ذا اطار ذهبى مزينا بدمعتين ضغيرتين بلون الحليب , ولكن كان يومض مع بياضهما لون اخضر وذهبى ووردى كلما أنصب عليهما الضوء
- انه رائع
- أعجبك ؟
- جميل جدا .... شكرا لك
ومسحت دمعتين فقال بمكر :
- ظننتك تفضلينه على السلسلة والكرة ....... مع اننى جلبت لك ماترتدين ..... للذكرى
نظرت اليه ثم الى العلبة الثانية المفتوحة حيث قبع حجر كريم آخر من الجمشت الارجوانى على شكل كرة يحيط بها اطار ذهبى مربوط بسلسلة ذهبية رفيعة
سحبت نفسا بصعوبة :
- آه ...... ناش
التقطته بين أصابعها فقال وهو يمسك وجهها بين يديه :
- لو كنت حكما ...... لكان هذا ذكرى خاصة جدا ... سأريك ما أعنى بعد لحظات ....... اما الان , هل استطيع وضع الخاتم فى يدك ؟
رفعت يدها اليسرى حيث دسه امام خاتم الزواج ثم رفع بصره اليها :
- هل تشعرين الآن بانك متزوجة منى بكل ما فى الكلمة من معنى ....... كولين ؟
نظرت اليه وحبها كله طافح على وجهها وفى عينيها وقالت :
- أجل
وضمته بشغف وحب
كان الوقت متأخرا حين تحركت بين ذراعيه , ققالت :
- كنت سترينى شيئا
- آه ... أجل
مد يده وأضاء المصباح ثم التقط حجر الجمشت الارجوانى ووضعه حول عنقها ثم راح يعبث بالقفل قليلا , ثم بعدما انتهى اصلح مكان الحجر فى السلسلة بحيث تتدلى بشكل ساحر .
أخيرا نظرت كولين اليه , ثم الى عيني ناش :
- هل أستطيع ان أقول ما أفكر فيه ؟
- ارجوك قولى
- لم أكن مخطئة لانك انت من أجترحت المعجزة , ولاننى أحببتك ....... وساحبك دوما
- كولين ....... حبيبتى ...... هذا مااريده
ومضت عيناه قليلا , قبل ان يشدها بين ذراعيه ويمسكها وكأنه لا يريد ان يتركها ابدا

فداني الكون0 08-11-11 03:45 AM


سفيرة الاحزان 08-11-11 12:01 PM

thanks sweety

فداني الكون0 08-11-11 08:57 PM

العفو حبيبتي

Rehana 12-11-11 10:02 AM

يعطيك عافية فداني على نقل الرواية
بإنتظار جديدك من يديك الحلووة

فداني الكون0 13-11-11 04:00 AM

اهلين حبيبتي ريحان

الله يعافيج يا قلبي

وانشاءالله يا حياتي

ربي اسالك الجنة 14-11-11 03:46 AM

حبيبتي تسلميييييين على هاالروايه الرائعه واتمنى لكي دوام التوفيق ودمتي في حفظ الله

حنان محمد ابراهيم 21-11-11 11:58 AM

الرواية رائعة جدا تسلم ايدك

نجلاء عبد الوهاب 23-11-11 11:07 PM

:110::110::110::110::110::110::110::110::110::110::110::110: :110::110::110::110::110::110::110::110::110::ostrich_liam:: ostrich_liam::ostrich_liam::ostrich_liam::ostrich_liam::ostr ich_liam::ostrich_liam::ostrich_liam::ostrich_liam::85::85:: 85::85::85::85::85::85::85::85::85::85::85::85::85::85::85:: 85::85::85::85::85::85::85::85::85:

فداني الكون0 25-11-11 02:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربي اسالك الجنة (المشاركة 2928184)
حبيبتي تسلميييييين على هاالروايه الرائعه واتمنى لكي دوام التوفيق ودمتي في حفظ الله



حياتي الله يسلمج

واجمعين انشاءالله

الحمدالله الروايه عجبتكم

فداني الكون0 25-11-11 02:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان محمد ابراهيم (المشاركة 2933712)
الرواية رائعة جدا تسلم ايدك

الله يسلمج حياتي

الاروع مرورج

صاصا 83 29-11-11 02:21 PM

رواية رائعة جدااااااااااااااا تسلم يدك
:peace::peace::peace:

ملك فارس 12-04-12 12:09 AM

جميله وتسلم ايديكى

فداني الكون0 13-04-12 08:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاصا 83 (المشاركة 2939221)
رواية رائعة جدااااااااااااااا تسلم يدك
:peace::peace::peace:


مشكوره حبيبتي الاروع وجودج

الله يسلمج يا قلبي

فداني الكون0 13-04-12 09:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك فارس (المشاركة 3066243)
جميله وتسلم ايديكى

الله يسلمج

والاجمل مرورج يا قلبي

زينة الوجود 18-07-12 03:44 PM

رواية جد رائعة جدا جدا
عجبتني جدا ، تسلم الأيادي . .

ندى ندى 17-02-13 10:41 PM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة)
 
تسلم ايدك حبيبتي وشكرا على المجهود

روايه رائعه وجميله جدا جدا

غرشوه 19-02-13 01:30 PM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة)
 
نااااايس يسلمووو ع الروايه الحلوه وبانتظار روايات حلوه ومشيقه مثلها

الجبل الاخضر 28-04-13 03:31 PM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة)
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

خلود الحياة 28-10-14 12:13 PM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
الرواية جميلة حقا ششششششششششششششششكككككرا

لبني سرالختم 15-08-15 11:01 PM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
جميييييييببيييييله

hajartfq 17-08-15 03:37 PM

رائعة جدا،شكرا على المجهود

سكر عبده 17-08-15 06:47 PM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
بجد بارك الله فيك

منى على سيد 20-08-15 09:27 PM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
تسلم ايديك جميلة جدا

ميما الشربيني 03-09-15 01:11 AM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
:peace::55::peace:

ميرين 12-09-15 11:26 PM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
روعة شكرا الك تسلمين جزاك الله خير

مرتفعة 08-07-16 11:55 AM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااا

فرحــــــــــة 19-08-16 08:04 AM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
غاليتى
فداني الكون0
قصة جميلة مثيرة
لك منى كل الشكر والتقدير
على حسن الاختيار
ننتظر جديدك القادم
دمتى بكل الخير
فيض ودى

paatee 23-07-18 01:52 AM

رد: 116- سارق الذكريات - ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعه تسلم الانامل ننتظر جديدك


الساعة الآن 04:17 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية