منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t163836.html)

dede77 01-07-11 08:45 PM

69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
اليوم راح انزلكم رواية من روايات احلام القديمة 0

رقم الرواية 69

اسم الرواية . همس الظلال 0

اسم الكاتبة . كاثرين جورج 0

اتمنى ان تنال اعجابكم . وهى للمشاركة فى المسابقة 0

الملخص 0

***عندما قابلت جوليا رئيسها الجديد بيرس هارتويل ، كانت فى الرابعة والعشرين ، متلهفة للحياة وفى قلبها احلام حب ماتت صغيرة .....

***لكن اللقاء الاول شكل صدمة لها فقد كان لدى بيرس انطباع سئ عنها . وعرفت بالضبط ما يظنه بها : امرأة ماكرة صائدة ثروات تسعى وراء ابيه المغفل .... وهى ايضا متزوجة ؟ وهذا كثير .....

***لم يكن رئيس جوليا الجديد مستعدا لتغيير رايه بها ، ولم تستطع ان تلومه .....

لا احل بنقل مجهودى الا بذكر اسمى او اسم المنتدى

dede77 01-07-11 08:48 PM

عدد فصول الرواية :- 11فصل


1-السيد الشّاب 0
2-ارجوك لا تبكى 0
3-رغبات الرئيس اوامر 0
4-الارملة المرحة 0
5-الفراشة والضوء 0
6-لا وقت للنوم 0
7-امرأة ورجلان 0
8-جحيم الرجال 0
9-عد الىّ 0
10-شعاع الحب 0
11-مليكة الثلج 0

dede77 01-07-11 08:54 PM

:besm8dg4:

( الفصل الاول )


1-السيد الشّاب 0


عندما كانت جوليا تناور بحذر لتدخل سيارتها القديمة الى الموقف الذى لم يتبق منه سوى مساحات قليل لم تكمن تعى جمال ذلك الصباح الازرق النضر . دق جرس ساعة الكنيسة معلنا ان الوقت قد اصبح التاسعة والربع فتاوهت ثم اقفلت سيارتها ، وانطلقت بسرعة نحو الساحة المزدحمة ، ومن هناك اخذت سبيلها الى شارع "وستغايت" . كانت تعدو تقريبا عندما وصلت الى بناء المحكمة ، وظلت تعدو حتى وهى ترتقى سلالم احد المنازل الجورجية الطراز حيث كانت تلمع اشعة شمس الصباح على لوحة مذهبة تحمل اسم "هارنويل وويكهام ، استشارات هندسية" مثبتة على نافذة مروحية تعلو الباب . عجت الردهة الانيقة ، التى كانت ردها من الزمن مركزا لحفلات صاخبة واستقبالات مسائية ، بنشاط تشهده عادة ايام الاثنين الصاخبة . كانت تسمع وهى تكمل ارتقاء السلالم ، رنين اجراس الهاتف ، وتكتكات التلكس وكادجت تصطدم باوليفيا جيتى ، سكرتيرة السيد ويكهام ، التى مدت لها يدا تساعدها على الثبات : تاخرت جوليا . مشكلة مع السيارة مجددا ؟

ردت جوليا بانفاس مقطوعة : اهذا سؤال ؟ !! هل وصل السيد هارتويل ؟

-جاء قبل الثامنة والنصف هذا الصباح ، على ما يبدو 0

-يا الهى ! شكرا اوليفيا . اراك فيما بعد 0

واسرعت جوليا تجتاز السلالم بمقدار ما ساعدها عقب حذائها العالى . بعد ذلك دخلت الى غرفة ملابس الموظفين الصغيرة متجاهلة المكان الذى تعلق فيه معطفها ، فرمت سترتها على مشجب ، وراحت تتامل وجنتيها المتورمتين فى المرآة بنظرة استنكار ، ثم ملست شعرها البنى اللامع ، والقت نظرة على وجهها الخفيف السمرة ذى الذقن المدبب والوجنتين العاليتين اللتين ترزحان تحت عينين نجلاوين سوداوين تلمعان الان بفعل التمرين الاجبارى 0

تاملت انفها القصير المستقيم تجنبا لوجود اى لمعان عليه ، واضافت لمسة من احمر الشفاة على الثغر المكتنز ، ثم وقفت جامدة تعد للعشرة ... وما ان استعادت هدوءها حتى خرجت الى الممر لتقف امام باب كتب على لوحته الشريك الاكبر ... وعندما دخلت رات لوفيل هارتوبل واقف امام النافذة الطويلة ، ينظر الى الشارع المزدحم فى الاسفل ، والعبوس على وجهه ... كان رجلا ضخما طوله يتجاوز المئة والثمانين سنتمترا ، قوى البنية ذا شعر ابيض كثيف ، يدل على سنواته التى طرقت ابواب الستين 0

قال وعيناه الزرقاوان تومضان : صباح الخير جوليا .... تعالى واجلسى ... لا ، لا تحضرى دفتر الملاحظات . اريد التحدث اليك 0

-صباح الخير سيد هارتوبل ، اسفة على تاخرى 0

قاطعها : لا داعى للاعتذار يا فتاتى . تمتعت بمراقبتك تركضين فى الشارع ... اعتقد ان تلك اللعينة التى تملكين رفضت السير هذا الصباح ... اتعرفين جوليا . لو كانت هذه التعسة كلبا ، لاعدمته منذ زمن بعيد 0

ضحكت بحزن : اعرف ... اعرف ! ولولا ماكس ، ججار صاحبة المنزل ، لما جئت اليوم . فقد قام بشئ غامض تحت غطاء المحرك ، وطلب منى ان اقود السيارة بلا توقف حتى اصل وكان من حسن حظى ان انزوار المرور على الطريق كانت خضراء . اعطيته المفاتيح الاضافية ووعد ان ياتى لتقلها الى الكاراج الذى يعمل فيه وقال انه سيرى ان كان بالامكان اعطائى شيئا لقاء ثمنها ، مع اننى لا اظنها تعطى اكثر من ثمن خردتها . ولكننى ساحتفظ بالثمن لاسدد اجرة الباص ... فلن ابدا عملى يوميا وانا اشعر بالغضب والاحباط 0

نظر اليها مخدومها نظرة تفهم 0

dede77 01-07-11 08:57 PM

-انت لا تريدين الافتراق عنها ، اليس كذلك ؟

-انت على حق سيد هارتوبل ، واكرر اعتذارى على تاخرى الدائم مؤخرا ... لن يحدث هذا بعد الان 0

جلس لوفيل هارتوبل بتثاقل خلف طاولته ، ونظر اليها بضع لحظات ، ثم تنهد 0

-لا فائدة من التجاهل اكثر من هذا جوليا ... هناك ما اريد ان ازيحه عن صدرى ، وعلى ان ازيله حالا 0

ارتفع راس جوليا بحدة وقدحت عيناها قلقا ، فتابع : ليس للامر علاقة بك عزيزتى ... لن يطلب رجل سكرتيرة افضل منك . لا ... المشكلة مشكلتى . وباختصار ، انا مجبر على الراحة والتزام الهواء الطلق . انها اوامر الطبيب ... فانا اعانى منذ فترة ممن ضغط الدم ولذلك بت مضطرا للتخلى عن الامساك بزمام العمل واستبداله بالعناية بالحديقة وبالتنزة مع انغريد والكلب 0

جلست جوليا مصعوقة ثم قالت بهدوء : سيد هاتوبل ... انا مرتبكة ... سامحنى على الهذر الذى كنت اتفوه به فبينما انا اتحدث عن سيارتى السخيفة كنت انت تنتظر لتطلعنى على خبر مرضك . لم اكن اعرف انك تعانى من علة ، فطالما كنت انشط من اى انسان عرفته . هل لى ان اعرف من سيتولى شؤون العمل مكانك ؟

-انت تعرفين ان ابنى بيرس يدير المكتب فى لندن ، ويتولى الاعمال الخارجية . فى الوقت الحالى سيقسم وقته بين لنددن وبين ميدلاند حتى تسوى الامور . وفى هذه الايام لا يشكل السفر من مكان الى اخر اية مشكلة فهو قادر على الوصول الى هنا فى غضون ساعتين تنهب خلالهما سيارته السريعة الخارقة الطريق . انها سيارة جميلة ولكنها سريعة ، كما انه سيبقى فى البدء هنا ، مدة اسبوعين متواصلين 0

احست جوليا فجاة بالبرد وبعدم الامان ... وقالت بهدوء : لكن هذا القرار اتى مفاجئا جدا سيد هارتوبل ، حتى يكاد المرء لا يقوى على استيعابه . اتعنى اتك لن تاتى الى المكتب ابدا بعد اليوم ؟ الن تشارك ابنك العمل فترةو زمنية معينة حتى يعتاد على العمل هنا ؟

ضحك لوفيل هارتوبل : يا الهى ... لا ! بيرس اخر من قد يحتاج الى من يمسك بيده ... وانا اتوقع منه الكثير ، فهو رجل رائع صاحب هعزيمة قوية وراى سديد ولكنه لن يدير العمل بالطريقة الروتينية المعتادة ولا الومه . وان اضطر لمعرفة بعض الامور فيستطيع محادثتى فيها عند المساء ، فهو سيقطن معنا فى المنزل بضعة ايام ... تقول انغريد ان تصليح ديكور منزله الصيفى لم ينته حتى الان 0

صمتت جوليا ، والغصة تسيطر عليها ، فقد بدا الرجل ينظر اليها بحب ثم قال كانه يعتذر : قالت انغريد انه كان على اخبارك منذ البداية ... ولكننى لم ارغب فى ان تقلقى على من ازمة قلبية كلما رايتنى اسعل ... لا يا فتاتى . هكذا افضل ثم اننى لن اهجر المكان بالضبط ، فسازوره بين الاونة والاخرى 0

استقامت جوليا وفردت كتفيها وهى عادة مميزة يعرفها لوفيل هارتوبل جيدا ويراقبها دائما بمحبة لكنها سالت بحدة : حسنا يا سيد ... هل سيرغب ابنك فى ابقائى سكرتيرته ؟

هب رب عملها على قدميه يلوح باصبعه ليلومها : الديك الديك اى شك فى هذا ؟ لا ارجوك هذا ابدا يا فتاتى . لن يجد سكرتيرة ماهرة مثلك بسرعة . اضيفى الى هذا انه بحاجة الى من يعرف طريقة سير العمل جيدا وقد دربتك احسن تدريب 0

-ولكن رغم هذا قد يرغب ابنك فى ان يختار سكرتيرته بنفسه . قد لا اعجبه ... وقد لا انسجم مع متطلباته الخاصة 0

نظر اليها بذهول ... ثم قال بصبر : جوليا ... بيرس رجل ذكى . انه مهندس ماهر ، وحكمه جيد على الشخصيات . اعرف انه سيجدك مناسبة وان حدث العكس فلن يكون سوى احمق . وهو ليس احمق ، انه اشياء اخرى كثيرة ، ولكنه ليس احمق ابدا 0

بعثت كلمات لوفيل الاخيرة الطمانينة الى قلبها ، ولكنها بعثت فى الوقت ذاته احساسا بالارتباك 0

dede77 01-07-11 09:01 PM

-حسن جدا سيد هارتوبل ... سافعل ما بوسعى . لكننى سافتقدك كثيرا . كانت السنوات الثلاث الماضية تجربة رائعة لا تقدر بثمن ... وانا اسفة جدا لان الامور لن تستمر على ما كانت عليه 0

رد بصوت متجهم : لست اسفة اكثر منى يا فتاة ... لقد كنا فريقا ناجحا . عندما اتيت الى المؤسسة كنت فتاة هادئة ومتحفظة بدون خبرة ولكننى عرفت منذ البداية انك مناسبة للوظيفة . وهذا ما قلته لانغريد . على اى حال يا فتاتى ، هذا لن يكفى 0

اخرج من جيبه ساعة ذهبية : الوقت يمر ، وعلى ان اقابل الطبيب فى العاشرة والنصف . لذلك يجب ان اذهب ... سيصل بيرس فى الثانية ... ابدئى الان بفض البريد فان انهيته لن يبقى امامك سوى مراجعة تقرير "ماكريفور" 0

دار حول الطاولة وامسك يدها بضغطها بقوة ، ثم خرج 0

عادت جوليا الى مكتبها الصغير وكانها منومة . جلست الى طاولتها تنظر بشرود ... ثم تنهدت تنهيدة عميقة . ان هذا اليوم انقلب واصبح اهم يوم اثنين مع انه ما كاد يبدا . راحت تفض البريد وتفرز الرسائل بشكل آلى ، فقد كان التفكير فى ابن لوفيل هارتوبل رئيسها الجديد يطغى على تفكيرها . كانت تعلم انه يزور عائلته احيانا ، ولكنه نادرا ما زار المكتب فى وستهايت ... وعندما زاره اخر مرة كانت جوليا فى اجازتها السنوية ... لاشك فى ان بيرس هارتوبل ، شخص مميز ليتمكن من ملء مركز لوفيل هارتويبل 0

تابعت عملها المعتاد برتابة ، وانهت كل ما تستطيع عمله بمفردها ، ثم دخلت الى مكتب السيد هارتوبل فتاكدت ان الغرفة المتناسقة الجمال مرتبة 0

ثم نظفت الطاولة ورتبتها وبعد ذلك تركت سلة مليئة بالرسائل ليوقعها بيرس هارتوبل . عندما عادت الى طاولتها ، كان بانتظارها ذلك التقرير الذى ذكره سابقا فشرعت بطباعته مسرورة به لانه سيشغل افكارها عن التفكير فى المستجدات الطارئة 0

كانت اكثر من سعيدة للترحيب باوليفيا التى ظهرت فى تماما الحادية عشرة وهى تحمل كوبين من القهوة وعلى ملامحها نظرة فضول 0

-الديك فكرة عن السيد هارتوبل المسكين ، جوليا ؟ لقد اخبرنى السيد ويكهام منذ برهة . وقال ايضا ان الوريث الوحيد سيتولى شؤون هذا المكتب منذ الان . متى سيبدا ؟

ردت جوليا بقنوط : بعد ثلاث ساعات . اتعرفينه اوليفيا ؟ لم اره قط من قبل حتى عندما كان يقوم ببعض الزيارات النادرة الى هذا الفرع 0

-حسنا حبى ... اولا ستكونين محط حسد الجيران ... على الاقل الاناث منهم 0

ردت جوليا باستسلام : ما اروع قولك ! اهو من هذا الصنف ؟

-طبعا ... لن تعرفى ذلك ان لم تقابليه . حين كان اصغر سنا ، كان حبيب كل الشابات فى البلدة ثم خطب امرأة ما ، فتساقطن عن اللائحة 0

-حقا ؟ ... وماذا يفعل بزوجته اثناء سفره ، ايجرها معه ؟

-اوه ... لم يتزوج وكان هذا مثار اهتمام الناس فترة طويلة ، فقد اشترى منزلا ريفيا جميلا ، انه احد تلك المنازل المنتشرة فى ضواحى "كاسل ريتش" ولهذا المنزل حديقة رائعة تصل الى النهر وتطل على الكاسل ... فرشها كما ارادت هى ، وكان كل شئ جاهزا للزفاف . ثم تخلت عنه لتذهب مع عجوز ثرى يملك مالا وفيرا . يقال ان بيرس اصبح يعامل النساء بازدراء منذ ذلك الوقت وليس ازدراؤه ذاك بمستغرب 0

-يبدو لى انه مشروع رب عمل مذهل اوليفيا ... تركيبة مؤلفة من ولد يعتبر صفقة رابحة ومن شخص يمقت النساء . وهذا ما يبعث عسر الهضم لمعدتى 0

-ولكنه ليس ولدا يا جوليا ... انه فى اوائل الثلاثينات من عمره . اتعلمين ... تبدين فعلا متعبة هذا الصباح 0

-توتر عصبى ... هيا الان اوليفيا اليك عنى . لدى ما يكفينى من الاعمال 0

ردت اوليفيا بشفقة : حسن جدا حبى ... تعالى لتناول الغداء فى مطعم "ماريو" 0

dede77 01-07-11 09:13 PM

-لا ... شكرا ... لكن هل تحملين الى سندويشا ؟ ساعمل وقت الغداء فانا اريد ان اكون على اتم الاستعداد عندما ياتى الرئيس الجديد 0

ثم تثاءبت بقوة : يا الهى ! يجب ان انام الليلة باكرا ... ان قضاء العطلة الاسبوعية عند شقيقتى يتعبنى ... حياتها الاجتماعية ترهقنى 0

ضحكت اوليفيا : ولكنك تحبين زيارتها فى كل عطلة اسبوعية وتكرهين العكس 0

-انت محقة ولكننى لا استطيع الا ان امنى النفس بقضاء عطلة ما بمفردى . ان اختى بالنسبة لى نعمة من الله ! ولكننى لا استطيع ان انكر مدى الارهاق الذى اشعر به وانا ارعى ابنتها وابنيها المفعمين بالنشاط . انهم جميعا يرهقوننى حتى الصغيرة فى مهدها ولكن لذاك التعب لذة خاصة . هيا اوليفيا ... اذهبى ! اريد فعلا اتمام عملى 0

ارتدت صديقتها ضاحكة ، ثم اطلت براسها من الباب 0

-نسيت ان اقول ان بيرس طبق شهى ، انما بطريقة صارمة سوداء 0

-وهل من المفترض ان يواسيبنى قولك هذا ؟

هربت اوليفيا ضاحكة 0

بعدما اكلت جوليا سندويشها ، القت نظرة اخرى سريعة على المكتب . فسوت وضعية الكراسى ثم رتبت سلال الرسائل ، ولكن ذلك لم يمنعها من التوتر الشديد . اخيرا ذهبت الى غرفة الملابس فاطلقت العنان لشعرها الطويل حتى تسرحه ، وهذا ما جعلها تهدا قليلا ، ثم ردت شعرها البراق الى عقاله من جديد . بعد ان القت نظرة ممعنة طويلة فى المرآة وجدت ان تنورتها المصنوعة من التويد البنى ، وبلوزتها العاجية اللون الموشاة باللون البنى ذاته تبدوان انيقتين مؤثرتين ... ولكنها كانت تشك فى حذائها البنى الطويل الذى يكاد يبلغ حدى ركبتيها فقد وجدت انه يمكن ان يبدو عابثا ... ولكن ماذا تفعل ؟

فليس امامها من خيار اخر الا اذا ارادت مقابلة رئيسها الجديد حافية القدمين . ضحكت للفكرة ، ثم قررت ان لا فائدة من اطالة التفكير فاستقامت جيدا ثم خرجت لتقابل العدو ... احست بشئ من الراحة وببعض خيبة الامل حين رد عليها لوفيل هارتوبل الذى طلب منها الدخول 0

ابتسم لها بخجل من خلف المكتب 0

-مرحبا جوليا ، نسيت بضع اشياء شخصية . وفكرت ان اترك الادراج فارغة من اغراضى لتكون جاهزة لاغراض بيرس . سيصل بعد دقائق ، تركته يتحدث مع جايمس ويكهام 0

-ظننتك هو ... لقد حضرت كل شئ له 0

-لاحظت هذا يا ابنتى 0

دار حول طاولة المكتب وراء الطاولة واعطاها هدية صغيرة ، ثم لف يده على كتفيها : فى الواقع عدت لاقدم لك هدية جوليا ... انه تقدير صغير للساعات الاضافية التى عملت فيها معى . لقد اوصت عليها انغريد فى ذلك المحل فى شارع (هاى ستريت) . واحضرتها بنفسى وقت الغداء 0

فتحت جوليا الهدية ، ثم نظرت بغباء الى محتويات علبة المجوهرات فى يدها ... كان حول الوسادة المخملية سلسلة ذهبية ملتفة ، يتدلى منها قطعة ذهبية صغيرة تحمل حرف "الجيم" المرصع بالياقوت الاحمر 0

-السيدة هارتوبل تذكر حتى نوع الحجر الكريم المرتبط بموعد ميلادى 0

كان صوت جوليا مرتجفا ... فجاة خانتها سيطرتها على نفسها فاستدارت تضع وجهها على كتفه غير قادرة على منع بضع دموع ليس من عادتها ذرفها . فقال السيد هارتوبل بدهشة : حسنا يا فتاتى ... هدئى روعك . اين ذهبت السيطرة التى اشتهرت بها ؟ خذى جففى دموعك بهذا المنديل 0

اطاعته مبتسمة تحاول شكره ولكنها فجاة سمعت صوتا عميقا باردا جعلها تبتعد بسرعة عن كتف رب عملها وتنظر الى الباب 0

-اعذرنى لتطفلى ابى ... لكن ، ان لم تكن مشغولا كثيرا ، فربما استطعت ان تقوم بالتعريف الضرورى 0

dede77 01-07-11 09:17 PM

احست جوليا وهى تنظر الى الرجل الواقف بالباب ... بان قطعا ثلجية تتساقط على ظهرها . كان بيرس هارتوبل طويلا كابيه ولكنه كان اشد نحولا وحوله جو من الاناقة المصقولة المحكمة 0

لاحظت بسرعة بذلته الرمادية المفصلة باتقان ، وشعره الاسود المقصوص فوق ياقته مباشرة ، ووجهه الملوح بسمرة اشعة الشمس وانفه المتعجرف المعقوف كمنقار النسر ، ورات فى عينيه الكثيفتى الاهداب تعبيرا عدائيا واشمئزازا 0

وعت ان لوفيل هارتوبل كان يتحدث الى ابنه بصوت ملؤه المرح المكبوت : هذا يكفى بيرس ... انت تعرف جيدا ... انت تعرف جيدا انها جوليا ، جوليا دراغونر ، افضل سكرتيرة عرفتها ، انها الان لك . فارجو ان تعتنى بها 0

ثم ارتد اليها يغمز بعينه : واثق انا من انك وبيرس ستتفقان عزيزتى ... تاكدى من شرح كل شئ له ، مع انه قد يميل الى الظن بانه يحسن الامور اكثر مما تحسنينها . اراك الليلة بيرس ، وداعا عزيزتى 0

ربت على كتف ابنه ، ثم خرج يصفق الباب خلفه بحدة تاركا وراءه جوا خاليا من الود 0

سار بيرس هارتوبل فى الغرفة ببطء ممعنا النظر فى جوليا التى كانت وكانها مسمرة بفعل كابوس . كانت قدماها مسمرتين فى السجادة ، وكل ما فيها يصيح بها ان اهربى ، وكانت اصابعها مشدودة حول علبة المجوهرات الصغيرة التى اصبحت فجاة جزءا لا يتجزا مما شاهده ... انخفضت عيناه اليها وهو يمد يدا بفضول بارد ، وسرعان ما عادت الحياة الى جوليا فنقلت الهدية غير المتوقعة ، وغير المرحب بها الى اليد اليسرى للتمكن من مصافحة يده الممدودة بيمناها . بعد مصافحة بدائية سريعة ، ترك يدها وقال بصوت اجش عميق وبلهجة باردة : تعلمين طبعا اننى بيرس هارتوبل ... كيف حالك انسة دراغونر ... ارجو ان تجلسى قليلا لنضع انفسنا فى الصورة 0

تحركت جوليا الى الكرسى امام الطاولة فيما دار هو حولها وجلس فى مقعد ابيه ... فكرت جوليا بامتعاض : المغتصب ! ولكنها جلست تحافظ على هدوئها امام عيناه الباردتان فراحتا تحدقان اليها قبل ان يبدا حديثه : اذن انت مثال ابى الاعلى انسة دراغونر ، انه فعلا ثعلب ماكر ... حين كان يتحدث عنك كان يتمكن بطريقة تجريدية ماكرة من ترك انطباع فى النفس عن كفاءة فريدة وعن امرأة متقدمة فى العمر تضع نظارة سميكة وترتدى بزة لا شكل لها 0

انتفضت جوليا لان كلمة مثال تصدر من ذلك الفم المتعجرف بطريقة ملؤها الازدراء ، واحست بوجنتيها تتضرجان . ثم اردف وعيناه لا تفارقان وجهها 0

-تبدين فى الحادية والعشرين من عمرك ، ولا ارى نظارات . كما انه لا يمكن لالد اعدائك ان يصف ما ترتدينه بانه بلا شكل . وهذا ما اراه بنفسى ، طبعا . اما الكفاءة انسة دراغونر فستثبتين مقدارها اثناء العمل 0

حاولت بتوتر ان تسيطر على الغضب الذى راح يهدد بجرفها ، ونظرت ببرود اليه 0

-سيد هارتوبل ... انا اعرف ان والدك سلمك اياى رغما عنك . فان لم يعجبك الترتيب وان شئت استخدام سكرتيرة تختارها انت ...

قاطعها بحدة : الا ترغبين فى العمل تحت اشرافى ؟

-لم اقل هذا . كنت احاول ان اوضح ان بامكانك استبدالى ان شئت كنت ساقول اننى سابقى حتى تجد من تناسبك 0

اسند نفسه الى الكرسى وقال بتشدق : عزيزتى الانسة دراغونر ... لن اسمح بان ينزعج ابى من ترتيب كهذا فان عدت الليلة الى البيت احمل له خبر تخلصى من مثاله الاعلى ، فساواجه ازمة ، نرجو جميعا الا تحصل ، هذا دون ذكر والدتى التى قد تقطع راسى ان اصيب ابى بنوبة ما 0

dede77 01-07-11 09:20 PM

راحت كلمة المثال تفرض الما بين كتفى جوليا ... لكنها سالت بهدوء : اذن ... تريد منى الاستمرار فى عملى كالمعتاد ؟

-فعلا ... وارجو ان تكونى طيبة لترينى مدى كفاءتك ومواهبك ... وما الى ذلك ... كان والدى غامضا معى من هذه الناحية ، مع اننى عرفت انها وظيفتك الاولى 0

-اجل . التحقت بهذا العمل حالما تخرجت من الكلية ، فقد نلت درجة امتياز باللغة الانكليزية ولكننى قررت ان اضيف اليها درجة فى التجارة كما اننى لم اكن اميل الى الكتابة او الصحافة ... واخترت البرتغالية لغة ثانية وانا اطبع ستين كلمة فى الدقيقة واعرف الاختزال ، علما اننى افضل الاملاء البطئ . اما خطابات التعريف فاتت من جامعتى ومن اساتذتى ومن طبيب القرية التى كنت اعيش فيها 0

نظر اليها بسخرية وتمتم : مؤثر جدا ، جدا . لا يستطيع المرء ان يطلب اكثر ... اكان والدى يملى عليك بطريقة مباشرة ام كان يستخدم الشرائط المسجلة ؟

-بطريقة مباشرة وكان يحب ان يتمشى فى الغرفة ، ولكن ان فضلت استخدام الالة . فانا معتادة عليها 0

-عزيزتى الانسة دراغونر ... لم اشك فى هذا لحظة !

كانت السخرية واضحة ولكن جوليا سيطرت على نفسها ، وضبطت اعصابها كالمعتاد وشعرت انها منيعة ضد السخرية التى يطلقها 0

-والان الى العمل . ربما توضحين لى سبب وجود هذه الكمية الهائلة من الاوراق على مكتبى وتخبريننى كيف السبيل الى التعامل معها 0

-الرسائل كثيرة دائما يوم الاثنين بالطبع . وهذه الرسائل مؤلفة من بريد شخصى ، وسرى ، والسرى عادة اتركه لتفضه بنفسك . اما الباقى فرسائل اقوم بفضها وبالرد عليها ثم اتى بها لتوقيع عليها ، اما الرسائل الاخرى فرسائل روتينية ارسلها الى قسم الطباعة ، وتعاد الى للتوقيع ، كما اننى اطبع تقاريرك ولكن ان كثر العمل امرر بعضا من الرسائل التى لا تشكل سريتها خطرا على قسم الطباعة وذلك بعد ان اراجعها شخصيا . وهذا يتم عادة بموافقتك او علمك طبعا 0

-طبعا ... مع انك اظهرت الامر وكاننى شخص لاضرورة لوجوده 0

ابتسمت بادب ، وانتظرت وهو يراجع حصتها من البريد 0

-هذا انصاف كاف انسة دراغونر ... خذى حصتك من الغنيمة وتعاطى بها بطريقتك المعهودة ... واتركى لى ما تبقى ... متى اتوقع الشاى ؟

-فى الثانية والنصف 0

-جيد ... حين تحملين صينية الشاى احملى معك فنجانك ودفتر ملاحظاتك لاملى عليك الرسائل 0

اطرقت جوليا براسها ووقفت تلتقط سلة البريد ... فوقعت علبة االمجوهرات الى الارض مصدرة صوتا خفيفا ، فالتقطتها على امل الا يكون قد لاحظها ولكن هذا ما لم يحصل فقد سالها بصوت خال من التعابير : هدية تقدير من ابى ... انسة دراغونر ؟

ردت جوليا ببرود مماثل : بل هدية وداع 0

وتقدمت على غير عجلة الى مكتبها . ولكن قبل وصولها الى الباب توقفت لحظة ، ثم التفتت تواجه بيرس هارتوبل الذى ما تزال عيناه مسمرتين عليها ، وقالت ببرود : ثمة تفصيلان صغيران اريد توضيحهما سيد هارتوبل ... اولا انا فى الرابعة والعشرين ، وثانيا انا السيدة دراغونر 0

وانتفض الرجل وراء مكتبه وراح يحدق الى الباب وهى تقفله بلطف فحال دون ان يرى الجسد الصغير المستقيم الظهر لسكرتيرته التى تعرف اليها منذ قليل ... ثم هز كتفيه بغضب ، ووجه اهتمامه الى الرسائل 0


*****


انتهى الفصل الاول 0

هدية للقلب 01-07-11 10:20 PM

بالتوفيق فى كتابتهاحبيبتى
باين عليها حلوة كتيير
انابقرأها بعد ما تكمل
بس حبيت اكون أول من تتمنى لك التوفيق يا عسل :356:

هدووش 02-07-11 07:29 AM

الرواية رائعة
تسلم ايديكي

dede77 02-07-11 07:18 PM

( الفصل الثانى )


2- ارجوك لا تبكى 0


ما ان حلت الساعة السابعة والنصف من مساء ذلك اليوم حتى خلا المبنى من الموظفين فى هذا الوقت بالذات كانت جوليا تهبط الدرج المستدير ضجرة ، كانت الردهة الانيقة بمثابة قاعة استقبال ومعرض للشركة ، جدرانها مكسوة بالخشب وفى هذه الردهة نماذج خشبية ملونة لمشاريع ناجحة وعلى جانبيها اصطفت كراسى مريحة تسمح للزبائن المنتظرين برؤية مجسمات ثلاثة : مجسم لمحطة خطوط جوية ، واخر لفندق ضخم امامه مسيج جميل ، وحدائق غناء رائعة ، وثالث لمصفاة نفط بدا فيه ادق تفاصيل الانابيب 0
منتديات ليلاس
فى هذه الامسية مرت جوليا بهذا كله بدون ان تراه اقفلت الباب الكبير خلفها بالمفتاح ، وتوجهت الى موقف الباص ، لتنظر بلا مبالاة وصول الباص وصلت الى راس شارع "كلارنس" وسارت فيه بسرعة مرتجفة قليلا من برودة المساء ... ما ان دخلت المنزل الذى يحمل لوحة رقمها : 12 حتى برزت صاحبة المنزل من غرفة الجلوس ، ووجهها اللطيف طافح بالقلق : يبدو ان يومك كان متعبا جوليا ... اكان سيئا عزيزتى ؟

-سيدة هيكنز ، هذا وصف قليل عليه . اكاد اهوى ارضا ! ساخبرك كل شئ فى الغد . اما الان لا افكر الا ان اهوى فوق مقعدى 0

-ارجو ان تتناولى شيئا من الطعام اولا ! على اى حال ، لديك زائر ... لا ... لا ... ترتعبى . انها شقيقتك ، وقد ادخلتها الى جناحك منذ عشر دقائق . اما سيارتها فركنتها فى الكاراج 0

-آه ، لقد اقلقتنى للحظات ! على فكرة ، هل ترك ماكس الشاب رسالة بشان سيارتى ؟

-طبعا ! كدت انسى . سيدفع الكراج ستين جنيها فقط كما قال ... فهل يرضيك هذا ؟

-يرضينى ! هذا افضل خبر سمعته اليوم ! قد لاارى ماكس لذا اشكريه نيابة عنى وقولى له اننى ساذكره فى ادعيتى . اراك فيما بعد 0

كان باب جناحها الفوقى مفتوحا ، ورائحة تفتح الشهية تنساب من المطبخ وتناهت اليها انغام موسيقية ناعمة صدحت من المسجلة ، ورات على الطاولة المنخفضة الموجودة امام الاريكة ادوات الطعام وخبزا فرنسيا مقطعا وابريق عصير . نادت جوليا وهى تخلع معطفها : ليديا ... لقد وصلت الى البيت !

خرجت شقيقتها من المطبخ مبتسمة لجوليا المتسائلة : فكرت ان افاجئك حبيبتى ... لم نتمكن من الانفراد بانفسنا طوال نهاية الاسبوع . وحين اتصلت بك لم اجدك ، وضبت سلة ماكولات ... وها انا ذا ....

تهاوت جوليا متعبة فوق الاريكة ، تراقب شقيقتها وهى تتنقل بسرعة من المطبخ الى غرفة الجلوس 0

ليديا فى الرابعة والثلاثين وهى ما تزال بهجة للنظر ... شعرها كستنائى يتدلى مسترسلا بلا قيد على كتفيها وعيناها بنيتان كبيرتان مفعمتان بالحيوية والحب لكل شئ ، لزوجها ولاولادها ولشقيقتها ، وللحياة عامة . كان جسدها نحيلا لكنه قويم وهو يبدو رائعا مهما ارتدت وها هى ترتدى ثيابا مخملية سوداء وقميصا من الموسلين الاصفر ، وتضع فوقها مبدعة للطبخ سوداء من البلاستيك مكتوب عليها بالاحمر الفاقع "التقبيل لا يدوم ، اما الطبخ فيدوم" 0

-ليديا ... من يرعى الاطفال ؟ ولكن حتى بوجود من يرعاهم اتساءل عن سبب هذه الزيارة فلم يمر يوم على رؤيتك لى ... اضيفى الى كل هذا اننى لا اراك عادة فى غضون الاسبوع الا فى الحالات الطارئة 0

-وهذه حالة طارئة ... جئت الى البلدة لاتبضع بعد ظهر اليوم وقابلت السيدة هارتوبل ... فتناولنا الشاى معا فى ذلك المكان الخاص ، واخبرتنى كل شئ عن زوجها اعنى ما يتعلق بقلب لوفيل . يا للرجل المسكين انه مضطر للتقاعد ، وسيحل ابنه بيرس محله . كانت فى غاية القلق لانها خشيت ان تتكدرى بسبب الوضع الجديد ، وتامل ان تعتادى على العمل عند بيرس و ....

dede77 02-07-11 07:27 PM

-بالله عليك ليديا ، التقطى انفاسك ! لم تقولى حتى الان من يعتنى بالاولاد 0

-هنرى ... وضعت كارول فى الفراش ، واطعمت ترايسى ، اما فيليب ومايك ، فلا شك انهما الان يحضران البرنامج العلمى فى التليفزيون . وما على هنرى سوى مراقبتهما حتى ياويا الى الفراش . وربما يملا غسالة الصحون ... من الواضح انه ليس فى سجل الخدمة هذه الليلة 0

-اراهن انه يتمنى لو كان هناك . ان الرائحة اللذيذة توحى الى بانك احضرت معك الحساء .

-حساء دجاج مع الكراث ، واحضرت هذا معى 0

صبت ليديا بعض العصير فى كاس وضعته فى يد جوليا 0

-اشربى هذا وساحضر العشاء ... حملت معى طبق قريدس لما بعد الحساء ... فقليل من الدلال لن يضيع بك اليوم ، ومقابل ذلك ستخبريننى بكل شئ 0
منتديات ليلاس
احتست جوليا بعض العصير ، اما ليديا فاحضرت قصعة من حساء الدجاج الذى تصاعد منه البخار اللذيذ 0

-يا لها من سلة طعام ! هل حملت هذا الطعام كله معك ، ايعلم هنرى بهذا ؟

-طبعا ... يا الله جوليا ... ما هذا الذى اراه حول عنقك ؟ انه جميل !

-انه هدية وداع من السيد هارتوبل ... تقديرا لـ... آه ... لا ادرى ... ربما للعلاقة الطيبة التى كانت تجمع بيننا ... وقد تاثرت اى تاثر حتى بكيت على كتفه 0

تسمرت عينا ليديا على ملعقة الحساء التى رفعتها الى مستوى فمها لتقف فى منتصف الطريق : بكيت ... جوليا ... هذا امر غير عادى !

-وتحول الامر الى اكثر من غير عادى ... فقد فاجانا بيرس هارتوبل ونحن على هذا الوضع . وكان ان ابتعدت السكرتيرة على كتف رب عملها القديم والذنب يلوح على وجهها متمنية لو تنشق الارض وتبتلعها 0

-يا لسوء الحظ ! خذى بعضا من المرق 0

-بل كان موقفا ماساويا ، تمتع به لوفيل العجوز كثيرا ... ولم يحاول حتى التفسير . ولكننى والرئيس الجديد توصلنا اخيرا الى ما يشبه الهدنة ... كان فى غاية التهذيب بالطبع ... انسة دراغونر هذا ، انسة دراغونر ذاك ، واستمر فى الاشارة الى اننى مثال ابيه الاعلى 0

-وهل اطلعته اخيرا ؟ الم يلاحظ خاتم زواجك ؟

-كان الخاتم فى اليد التى تحمل علبة المجوهرات التى حاولت اخفاءها بين طيات تنورتى اثناء مناوشتنا التعارفية ... وعلى ما يبدو اننى صائدة ثروات واننى اسعى وراء ابيه ... وحين قلت له ان عليه مناداتى "بالسيدة دراغونر" ارتسم على وجهه تعبير غريب ولاشك عندى انه اضاف الى لائحتى زوج متساهل ، سعيد بما تفعله زوجته 0

ذهلت ليديا : ما اروع هذا الوصف ! جوليا : الفتاة الماكرة الفاسقة ! سيموت هنرى من الضحك 0

-ترين الامر الان مضحكا ولكنه فى ذاك الوقت كان مقيتا على نفسى . لا اذكر اننى غضبت الى ذلك الحد منذ سنوات ... مرت بى لحظات كنت مضطرة فيها لمقاومة اندفاع غامر الى ضربه بكرة كريستالية كانت فوق اوراقه ... لقد بدا هذا الرجل باستخدام السوط حالما وصل . لا تنتظرى زيارتى فى الاسبوع القادم ليديا ... فمن المحتمل ان اعمل يوم السبت 0

لملمت ليديا الصحون مفكرة : استريحى حبى ... ساقوم انا برفع الاطباق . اتودين احتساء القهوة الفورية ؟ لم تصفى لى حتى الان شكله ؟

-افضل الشاى ... شكرا لك ... انه طويل ، اسمر ، رائع المظهر ... عيناه شبه ناعستين وانفه اشبه بمنقار صقر وكانه انف امبراطور رومانى ، ذكى ، واثق من نفسه ، لاذع اللسان وقاسى فى وقت واحد 0

dede77 02-07-11 07:35 PM

اتت ليديا بصينية الشاى ووضعتها امام جوليا : حسنا حبى ... يبدو انه اثر فيك عظيم الاثر . هل اعجبك ؟

سكبت جوليا الشاى بحذر 0

-لا اظن الاعجاب كلمة تنطبق على بيرس هارتوبل ... فقد ناصبنى العداء وجعلنى ارتبك . اتعلمين ليديا اظن ان الامور ستكون مختلفة منذ الان فى الشركة ... انه اشبه بمد يندفع الى الشاطئ ليعيد ترتيب كل شئ فيه ... يا الله ، لا تهتمى بما اقول ، فانا متعبة وخيالى جامح . احتسى الشاى ثم عودى الى عائلتك ... سانام باكرا لاحاول تحضير نفسى للغد 0

ثم انتقلا الى موضوع الاولاد ولم تلبث ليديا ان هبت واقفة : حسنا ، ساذهب حبى . ساحضر السلة من المطبخ 0

-هيا اذهبى قبل ان يتصل هنرى مطالبا بعودتك ... تعرفين كم تتوتر اعصابه حين تقودين السيارة فى الظلام . قولى له اننى تمتعت بصحبة زوجته . لقد استرحت فعلا وخفت وطاة متاعبى ، واظننى سانام طوال الليل 0
منتديات ليلاس
ردت ليديا ساخطة : حبيبتى ... انه لا يحتجزنى فى قفص ! على اى حال ما كنت لاكتفى بمجرد اتصال هاتفى ... واظنك كنت ستأوين الى فراشك بدون ان تاكلى شيئا 0

ضحكت جوليا واعطت اختها السلة اما ليديا فاخذت تلف الوشاح الصوفى الاحمر حول كتفيها ، وقالت جوليا ممازحة : يا الهى ليديا تبدين بالوشح الاحمر وسلة الطعام وكانك ذات الرداء الاحمر !

-انه جميل اليس كذلك ؟ تصبحين على خير ، وحظا سعيدا غدا . مع اننى يجب ان اقول انك تبدين مشتتة الفكر ، ولكنك ما زلت على قيد الحياة . ساذهب الان ... اتصلى بى خلال الاسبوع ، وبالله عليك لا تنسى تناول الطعام 0

كانت جوليا تقف تحت الرشاش تفكر فى ليديا وعاطفتها التى اظهرتها لها بعد وفاة والديهما . كانت امها ماتت قبل والدها بسنة ومنذ ذلك الحين وضعت ليديا على عاتقها مسؤولية شقيقتها وهى لا تتذكر انها حرمتها يوما من العطف والحنان والرعاية .ولكن الغريب ان وجه ليديا لم يكن ما ارتسم فى ذهنها بل وجه اسمر عدائى 0

استيقظت جوليا فى الصباح ابكر من المعتاد وكانت عازمة النية على تناول فطور لائق قبل الانطلاق الى الخارج لانتظار الباص الذى لم تعتد على ركوبه ... قامت بجهد خاص لتكون انيقة اكثر من العادة . نظرت الى نفسها مبتسمة وهى فى كامل ملابسها ... كانت ترتدى تنورة رمادية ، ومعطفا قصيرا ، فوق قميص مخطط بالابيض والاسود ، وتنتعل حذاء اسود جميلا ... بعد لحظات من التردد وضعت السلسلة الجديدة فى عنقها على امل ان تكون طلسما يجلب لها الحظ 0

حين وصلت الى ردهة الشركة ، ابدت الاعجاب بنفسها كالمعتاد امام المرآة ، وتوقفت لتبادل الحديث مع ايملى امام طاولة الاستقبال المثبت عليها جهاز التوزيع الهاتفى . وابتسمت ايملى : انت مبكرة اليوم جوليا ... لقد وصل البريد واصبح فى مكتبك 0

-من اخذه ايملى ؟ لم تكد تبلغ الساعة الثامنة والنصف 0

ضحكت ايملى : انه السيد هارتوبل ، السيد بيرس هارتوبل ، دخل كالاعصار ، يريد معرفة اسمى ومعرفة متى يبدا الجميع بالعمل ومتى يصل البريد . بالاختصار اراد معرفة كل شئ 0

-اذن ، حان وقت صعودى 0

كانت صوت جوليا منتعشا اكثر مما تحس به ... ضبطت بحزم اندفاعا للركض فوق السلالم وكان ان ارتقتها بسرعة معتدلة ثم تاخرت دقيقتين فى غرفة الملابس لتتامل مظهرها ، وبعد ذلك خرجت الى ردهة الدرج ومنه انطلقت الى مكتبها الصغير . القت نظرة على ساعتها فادركت انها بكرت عشر دقائق ولكنها كانت مصممة على ان تكون فى مكتبها قبل ان يلحظ احد وجودها 0

dede77 02-07-11 07:40 PM

نظرت الى طاولتها بسخط فقد رات عليها كمية كبيرة من المغلفات على اختلاف احجامها . فجلست وانطلقت تتعامل معها بسرعة ، تضع كل منها فى سلته الخاصة ، بعد خمس دقائق رن جرس الهاتف الداخلى ، فالتقطت السماعة بوجل وكانها قنبلة موقوتة 0

-السيدة دراغونر ... صباح الخير 0

-صباح الخير ... تعالى الى مكتبى ارجوك 0

كان الصوت العميق يحمل رنة متعجرفة ، ولكنه لم يكن عدائيا . اغلقت جوليا دفتر الملاحظات ووضعته مع القلم فوق البريد الخاص ، ودخلت مكتبه عبر الباب المشترك 0

كان بيرس هارتوبل ، يقف فى المكان الذى اعتاد والده على الوقوف فيه فاحست جوليا بامتعاض بسيط من رؤية الجسد النحيل والمتوتر الذى استدار لدى تقدمها الهادئ الى الغرفة . ونظر اليها مقوما : تصلين باكرا سيدة دراغونر . قالت موظفة الاستعلامات ان العاملات يبدان العمل فى التاسعة 0

-اجل سيدى ... هذا صحيح ... ولكننى افضل الوصول باكرا لارتب اعمالى قبل ان يبدا الهاتف بالرنين 0
منتديات ليلاس
--هذا جدير بالثناء ... اذن ارجو الا تخسرى هذه الميزة سيدة دراغونر . اولا ، اريد منك اعلام شريكى والشركاء المساعدين والمحاسبين الثلاثة الرئيسين وجميع ممثلى الشركة ، بالقدوم الى مكتبى فى الحادية عشرة من اجل عقد اجتماع . اطلبى منهم تناول القهوة قبل ان يصلوا الى هنا ... وعليك حضور الاجتماع لتسجيل ما يجرى فيه ، ليس تفصيليا انما على شكل تقرير ، ولا اتوقع ان يدوم الاجتماع حتى موعد الغداء . وان حدث اى تاخير تستطيعين التاخر فى العودة الى العمل بعد الظهر 0

-اجل سيدى . اتريد منى الاتصال بهم هاتفيا ام عبر توزيع مذكرات ؟

-هاتفيا ارجوك . وشددى على اننى ساكون ممتنا ان حضر الجميع بغض النظر عن اية التزامات سابقة 0

-حسن جدا سيدى ... هل افعل هذا حالا ، ثم اعود لاملى الرسائل بعد نصف ساعة ؟

-لا ... شكرا لك . ساتحدث قليلا مع جايمس ويكهام قبل الاجتماع وحينما احتاج اليك اطلبك ، فانا واثق ان عندك ما يكفى من العمل 0

-فعلا سيدى 0

-سيدة دراغونر ....

كان صوته منخفضا فيه رنة تهديد ... فتصلب ظهر جوليا استعداد للدفاع ونظرت اليه ببرود تسمعه يردف : بالله عليك ... توقفى عن مناداتى "سيدى"0

ردت بوجه يخلو من التعبير : طبعا سيد هارتوبل 0

وعادت الى مكتبها ولكن عندما اصبحت بمفردها متعت نفسها بابتسامة صغيرة مرحة 0

فى تمام الحادية عشرة ، كان كل المدعوين الى الاجتماع متحلقين حول الطاولة الاثرية الفاخرة ، يصغون الى الصوت الحازم المتحدث بنبرة متسلطة واضحة 0

كانت جوليا تجلس على كرسى صغير ، الى يسار الطاولة تصغى باهتمام الى الكلمات المتسارعة التى توحى بطريقة حياة جديدة فى شركة هارتوبل وويكهام . حدد رئيس الشركة الجديد بوضوح ان مكتب الميدلاند يعانى من الركود الاقتصادى ومن وفرة العمال وقارنه مع مكتب لندن الذى يتعاطى مع الالتزامات الخارجية بتوسع والذى يحتاج الى موظفين جدد 0

-لا حاجة بى يا سادة ، الى المضى فى الكلام بدون ان تفهموا ما افكر فيه ... اننا نحتاج فى لندن على الاقل لثلث اليد العاملة الموجودة هنا . اما ان كان هذا الثلث يرغب فى الانتقال او يرفضه فامر نتباحثه فيما بعد ومن الضرورى طبعا ان نقرر من يجب ان ينتقل ، خاصة من مكتب المحاسبة ومن قسمى الكهرباء والميكانيكا ... معظم المراكز المطلوبة هى على المستوى الصغير ، واتصور ان بالامكان عرضها على غير المتزوجين من الموظفين . او على المتزوجين الذين ليس لديهم عائلة او على الاقل ليس لديهم اولاد فى عمر يخولهم الالتحاق بالمدرسة .

dede77 02-07-11 07:46 PM

وهذا ما يبسط لنا مسالة السكن . ساعطى لائحة بالمراكز المطلوبة لكل منكم ، واتوقع منكم لوائح بالمرشحين على ان استلمها ان امكن قبل الخامسة مساء غدا وحتى نهاية الاسبوع ، ساحدد مواعيد اللقاء معهم . وبعد اسبوعين امل ان انتهى من تسوية اوضاع الموظفين فى هذه القاعدة ، وان اكمل العدد المطلوب فى لندن 0

اصغت جوليا دهشة ولكن قلمها كان يسرع فى تسجيل ما يقوله صاحب الصوت العميق الحازم ... واصبح من الواضح ان بيرس هارتوبل سيدير فى الوقت الحاضر عمليات مكتبى لندن وميدلاند ولكن ، فى مطلع السنة الجديدة ، سيعود الى لندن بشكل دائم وسيتولى جايمس ويكهام ادارة مكاتب ميدلاند 0

اخيرا انفض الاجتماع وذلك قبل الواحدة بالضبط . جمعت جوليا اوراقها استعدادا للخروج .... ولكن بيرس هارتوبل قال بعدما اقفل الباب وراء اخر الموجودين : لحظة من فضلك ... اعتقد ان ما سمعته صدمك 0
منتديات ليلاس
توقفت امام الباب : لن اكون صادقة ان انكرت ... طبعا لم اتوقع ان تبقى المسؤول هنا دائما ، ولكننى احيى فيك فكرة نقل اليد العاملة الى لندن 0

جر كرسيا لها : عودى الى هنا واجلسى لبعض الوقت 0

جلس على حافة طاولته : كيف برايك سيتلقى المعنيون بالانتقال الخبر ؟

فكرت جوليا برهة ثم رفعت نظرها اليه قائلة : مبدئيا بارتياح ، على ما اظن . فالجميع يعرف اننا لا نعمل كثيرا هنا مؤخرا ، فالكود ملموس ، وانا واثقة ان بعض الموظفين الصغار كانوا يحسون بالقلق ، واظنهم عموما سيتمسكون بالفرصة ... فلا يسهل الحصول على وظائف فى مثل هذه الايام 0

تسمر فجاة ، ينظر اليها مطولا : هل فكرت فى هذا من وجهة نظر شخصية ؟

حاولت جوليا الا تبدى تاثرا : اتقصد هل فكرت فى مركزى ؟ ادرك انه لن يكون لى مكان بعد ان يستلم السيد ويكهام السلطة ... فلديه سكرتيرة كفؤة ممتازة 0

تابع النظر اليها ، وجفناه نصف مغمضين ....

-فى الواقع لا ادرى ما افعله بك سيدة دراغونر . ان نقل موظف امر هين نسبيا حين يكون رجلا ... ولكنك مشكلة مختلفة 0

فتحت جوليا فمها لترد ، ثم اقفلته ، واخفضت عينيها الى يديها ووقفت : لا داعى الى القلق على سيدى . فما دمت مستعدا لاعطائى كتاب توصية ، فانا واثقة اننى لن اجد مشكلة فى الحصول على عمل حين ياتى الوقت 0

ارتفع حاجبيه وهو ينتصب واقفا : الن تفكرى فى البحث عن عمل منذ الان ؟

-لا سيدى ... اشعر بولاء شخصى للمؤسسة . اظنك ، وبدون ان ابالغ فى قيمة نفسى ، بحاجة الى فى هذا الوقت المخصص لاعادة التنظيم ... ساترك العمل حين تتم كافة التغييرات ... هذا بالطبع اذا كنت موافقا 0

تحرك بسرعة ، يفتح لها الباب ويبتسم لاول مرة ابتسامة دافئة سمح لنفسه بان يطلقها 0

-اقدر لك تصرفك اكثر مما استطيع وصفه سيدة دراغونر 0

كان صوته العميق اكثر جاذبية ، رغم رنة البرودة فيه . سارعت جوليا لاستجماع نفسها وقالت بسرعة : لا داعى لذلك سيدى . هذا اقل ما استطيع فعله بعد اللطف الذى اظهره لى والدك 0

تلاشى كل الود عن الوجه النسرى المظهر وقال ببرود : هكذا اذن ... ارجو ان تكونى طيبة كفاية لاعطائى تقرير الاجتماع مطبوعا قبل الساعة الثالثة على ان ترفقى به نسخا لجميع من حضر ثم اضيفى نسخة اخرى لوالدى 0

-طبعا سيدى 0

dede77 02-07-11 07:52 PM

انسحبت بسرعة تقفل الباب خلفها بهدوء . لكن الباب انفتح بحدة بعد لحظات ووقف بيرس هارتوبل ينظر اليها ، وقال ساخطا : طلبت منك التوقف عن مناداتى سيدى فانت لست خادمة منزل لعينة !

جلست جوليا وراء مكتبها غير مضطربة : كما تشاء سيد هارتوبل 0

وابتسمت بادب ، ثم وضعت بعض الاوراق فى الالة الكاتبة 0

-الن تذهبى الى الغداء ؟

--كيف اذهب وقد طلبت منى طبع التقارير قبل الثالثة سيد هارتوبل . فالساعة الان الواحدة والنصف كما اننى معتادة على تناول سندويش اثناء العمل 0
منتديات ليلاس
شرعت تطبع ما دونته على دفتر الملاحظات بسرعة وسخط مكتوم ، استدار ليخرج ، مقفلا الباب وراءه بهدوء مبالغ فيه .

ضحكت جوليا وهى تخرج سندويشا من درجها ... فى الواقع ستنهى العمل فى غضون ساعة ، ولكنها تمتعت بتمثيل دور الضحية ، فلربما احس بشئ من الندم 0

كان سير العمل فى الاسبوعين التاليين سريعا الى حد التطرف . هذا عدا اضطرارها الى انتظار الباص ، وكانت نادرا ما تصل الى منزلها قبل السابعة والنصف مساءا وكانت تشعر بانه لا يكاد يغمض لها جفن يرن جرس المنبة منذرا ببدء يوم جديد ... واخذت السيدة هيكنز تزداد قلقا عليها يوما بعد يوم ، وكذلك كان حال ليديا خاصة بعدما ازداد تاخر جوليا فى الوصول الى المنزل . عندما حل مساء الجمعة فى الاسبوع الثانى كانت السيدة هيكنز بانتظارها قلقة فقد تجاوزت الساعة الثامنة ولم تصل بعد وعندما وصلت اخيرا قالت لها : اسمعى عزيزتى ... لا يمكنك الاستمرار على هذا الحال فستقعين مريضة 0

-انا لا اتمتع بهذا الوضع سيدة هيكنز ولكنه امر مؤقت ... وستكون الامور اهدا مما هى عليه فى الاسبوع المقبل 0

كان وجه السيدة هيكنز اللطيف مشبعا بالقلق : هذا ما اتمناه ! حضرت لك وجبة طعام فى الفرن فى مطبخك . انها مؤلفة من الستايك والكبد والفطر ... يجب ان تاكليها . اظنك تعيشين فى هذه الايام على القهوة والبسكويت فقط . وهذا امر غير صحى بالنسبة لامرأة تعمل حتى ساعة متاخرة 0

قبلتها جوليا : سيدة هيكنز ، حبيبتى ... انت ملاك !

اشرق وجه المرأة : وكذلك انت ! اصعدى الان وارفعى قدميك ... او اتصلى بالسيدة مايسون ... اتصلت بك مرتين هذا المساء 0

ارتقت جوليا الدرج ببطء ، وخلعت معطفها . حينما شمت الرائحة اللذيذة المنبعثة من المطبخ راحت معدتها الفارغة تخور ، ولكنها تناستها واتصلت بشقيقتها ليديا 0

رد صوت صهرها الهادئ : الدكتور مايسون 0

-مرحبا هنرى انا جوليا ، ان كنت مشغولا اقفل الخط 0

-لا ... ليس الليلة ... على اى حال ، بما اننى الطبيب فى هذه العائلة فهل لى ان اسال عن الوقت الذى تعودين فيه من العمل ؟

تنهدت جوليا : لاتبدا بهذا ...! يكفينى ما القاه من معاتبة من مالكة المنزل وما تتنبا به ليديا كل مساء فى الهاتف بشان مصيرى . صدقا حبى .... صدقنى ان الجهد فى الشركة مضاعف فى الوقت الحالى ... انه عذاب متواصل ، ومن المحتمل ان يبقى هذا حتى تتم التغييرات اللازمة ... اظن ليديا اخبرتك عن الرأس الجديد فى الشركة ؟

-نعم اخبرتنى . ولكن عليك رغم كل شئ ان تختصرى ساعات العمل والا كانت العاقبة وخيمة عليك ، ليديا تغلى سخطا قربى ، سامرر الهاتف لها 0

dede77 02-07-11 07:56 PM

صاحت اختها غاضبة : جوليا ... اتنوين قتل نفسك ؟

-لست مضطرة لهذا ... فبيرس هارتوبل يقوم بجهد مشكور فى هذا السباق 0

-على انسان ما ان يقوم بشئ بهذا الخصوص . ماذا دهاه ؟ هل يعمل الجميع حتى هذه الساعات المجنونة ؟

-لا ... انا والسيد فقط ... اظنه اختبارا لقدرتى على التحمل . انه يريد ان يرى ان كنت ساستسلم طالبة الرحمة 0

-والان جوليا ... هل ستظلين عنيدة ؟ قولى له ان يذهب ووظيفته الى الجحيم !

-لا تكونى غير مؤدبة ليديا ... عليك ان تكونى المثال الاعلى لاولادك ! اظن ابنتك فى مهدها الان ؟

-اجل ... انما لا تغيرى الموضوع ... يجب ان تستريحى قليلا ... على اى حال يا حبى ... سياتى هنرى لاحضارك صباح الغد بعد انتهاء اوان العيادة 0
منتديات ليلاس
سحبت جوليا انفاسا عميقة لتحضر نفسها : الان ... لا تنفجرى غضبا ليديا ... فانا ساعمل فى الصباح 0

-جوليا ! ليس بعد الاسبوعين اللذين تحملتهما 0

-بل رغم ذلك كله . ليديا ارجوك ، لا تسيئى فهمى ... افضل ان ابقى هنا هذا الاسبوع ايضا 0

وما ادهش جوليا ان ليديا صمتت بهدوء لحظات . ثم جاء الصوت مفعما بالحب والقلق : ولكنك متعبة حبيبتى ؟

ابتلعت جوليا ريقها بصعوبة قبل ان تجيب : بعد عودتى من العمل غدا ساخلد الى الراحة ليديا ... ثمة قصة بدات بقراءتها منذ اسبوعين ، وساشاهد بعض البرامج التليفزيونية . على الارجح اننى لن ارتدى ثيابى يوم الاحد ، واعدك ان اطهو لنفسى وجبة جيدة 0

-حسنا حبيبتى . اعرف ان عصابتى لن تهدا بدونك ، ولكننا سننتظرك فى الاسبوع القادم ، ففى العطلة القادمة سنقيم حفلة تضم الجيران والاطباء الذين سيكون بينهم طبيب متمرن يشرف عليه هنرى . ما رايك لو تؤنسى جلسته لئلا يشعر بالوحدة 0

ضحكت جوليا : انت لا تستسلمين ابدا . اليس كذلك ؟ قبلاتى الحارة لصبيانك ولطفلتك عنى . ساتصل بك مساء الاحد 0

مضت نهاية الاسبوع كما خططت لها جوليا ... واشترت ما يلزمها من طعام وذلك عند عودتها من المكتب ظهر يوم السبت ، ولم تتحرك من المنزل حتى حان وقت العمل صباح الاثنين 0

وفيما كانت تجلس فى الباص ، فى طريقها الى البلدة ، تساءلت ما الذى سيحمل معه هذا الاسبوع . من الصعب ان يكون متعبا اكثر مما سبقه او على الاقل هذا ما تامله ، كان صباحا مكفهرا رطبا ، سارعت فيه راكضة من موقف الباص تستظل بمظلتها الحمراء وتستعين بالمعطف الواقى من المطر . كانت قدماها تحاولان تجنب برك الماء التى تعترض طريق حذائها الجلدى العالى . وصلت الى المكتب قبل الوقت بنصف ساعة ورغم ذلك وجدت بيرس وراء طاولته حين ادخلت البريد 0

-صباح الخير سيدة دراغونر ... الديك لائحة بمقابلات اليوم ؟

-صباح الخير سيد هارتوبل ... لقد سجلت لك كل شئ فى مفكره المواعيد 0

-شكرا لك . اتمنى ان انتهى من هذا الامر فى نهاية الصباح . بعد الظهر ساقابل المرشحين الذين يرغبون فى الانتقال ... وستتكرمين بالحضور لتسجيل التقارير 0

-اجل سيد هارتوبل 0

-ساترك بريد اليوم الى ما بعد الاجتماع 0

كانت عيناه الزرقاوان الثاقبتان لا تفارقانها ولكنها لم تتاثر 0

-حسن جدا سيد هارتوبل ... اهذا كل شئ الان ؟

dede77 02-07-11 08:02 PM

هز راسه باقتضاب ، فعادت الى مكتبها لتجلس لحظات وهى قابضة بشدة على يديها تحاول استنشاق الهواء . اجل سيد هارتوبل ، لا سيد هارتوبل ، ثلاثة اكياس مملوءة سيد هارتوبل ... كان بامكانه ان يملى عليها ما يريد ، فثمة ساعة كاملة قبل ان يجرى المقابلة الاولى . صرت على اسنانها ، ثم اتصلت بقسم الطباعة لترسل اليهم حصتهم من مطبوعات اليوم 0

تقدم اليوم على المنوال الذى اصبح روتينا منذ وصول بيرس هارتوبل . مرت سلسلة متواصلة من الشباب تمر بالمكتب الرئيسى وعلى وجوههم القلق وكانوا يخرجون بتعابير مختلفة تتراوح بين الراحة والسخط ... وكان يتلقى السيد هارتوبل مكالمات بعيدة المدى معظمها من الارجنتين ومن الكويت ، وكل منها تكمل تقدم برنامج اليوم ... واخيرا بدا الاجتماع المقرر فى الساعة الثانية ، فى الثالثة والربع . وانتهى فى الخامسة والنصف . حيث قال بيرس وتعبير خبيث يلمع فى عينيه : حسنا ... هل انت مستعدة للبدء بتسجيل البريد حالا سيدة دراغونر ؟

جعلت جوليا صوتها بلا طعم قدر المستطاع : اجل سيد هارتوبل 0

كان قلمها يطير بلا توقف فوق صفحات دفترها اثناء الاجتماع الذى دام ساعتين . والان ترى من كثرة الرسائل المكدسة ان من المحتمل ان يستمر رئيسها بالاملاء ساعة اخرى على اقل تقدير . الخنزير القذر !...

احضرت قلما جديدا واوراقا اخرى ، وسرعان ما غرقت فى عالم التقديرات والارقام والارقام والاتفاقات المختلفة . وعندما حلت الساعة السابعة وكادت تشعر بان عقلها توقف عن العمل قال : اظن ان علينا انهاء عملنا اليوم سيدة دراغونر 0

-اجل سيد هارتوبل ... عمت مساء 0
منتديات ليلاس
-لحظة من فضلك ، عودى الى الجلوس 0

جلس مستريحا فى مقعده الجلدى الوثير ، يقلب قلم حبر بين اصابعه ، ينظر اليها نظرة زرقاء متحفظة ... وانتظرت 0

-الا تقلب هذه الساعات غير المنتظمة من العمل ترتيباتك المنزلية راسا على عقب سيدة دراغونر ؟

هيات نفسها للخروج : ابدا 0

-ادرك اننى اهملتك فى الاسبوعين الماضيين ... اعتقد ان والدى كان يصطحبك للعشاء حين تتاخرين فى العمل ويبدو ان زوجك كان سعيدا بهذا ربما تسمحين لى بالامتياز ذاته هذا المساء ... وهاك الهاتف ان احتجت للاتصال بالمنزل لشرح الموقف 0

كانت عيناه تاسران عينيها بتحد فردت جوليا نظرته بكراهية بارزة : سيد هارتوبل ، انت تعرف والدك اكثر مما اعرفه انا ... وانا واثقة ، انك تعرف ميزته الخاصة فى المرح ، اما التفاصيل الدقيقة التى كان يهتم بها بشان دعوات العشاء فكانت تاتى فى موقعها ... وحين كانت تواجهنا مثل هذه المواقف ، كانت امك تصر على ان انضم اليهما فى المنزل للعشاء ، لاننى برايها ساكون متعبة بحيث لن اقوى على تحضير الطعام لنفسى . ويجب ان تعرف اكثر من غيرك ، انها الطف الناس فهى كانت تشعر بالقلق عندما اشاطرهما الطعام 0

ساد صمت غريب بعد توقف جوليا عن الكلام لتكبح الشعلة المتقدة من الغضب التى كانت تهدد بالانسلال من بين يديها 0

-اما بالنسبة لزوجى سيد هارتوبل فهو لسبب ماساوى ليس فى مركز الموافقة او الاعتراض ، فقد مات منذ ست سنوات 0

شعرت بارهاق شديد واستولى عليها غضب بارد فلم تشعر الا بالدموع تنحدر على وجنتيها فهبت من مكانها واقفة وارتدت عن غير وعى الى الباب فلم تر تعبير وجه بيرس الذى وثب عن كرسيه . وفيما كانت تبحث عن مقبض الباب ، احست بيده على ذراعها . فنظرت نظرة ذات معنى الى يده التى سرعان ما ابعدها 0

-سيدة دارغونر ... جوليا ... ارجوك ... لا تبكى 0

كان صوته لاول مرة منذ وصوله خاليا من البرودة فاصيبت جوليا بالدهشة : ابكى ؟ ظننت اننى نسيت كيف يكون البكاء ... وما بكائى الا من جراء الغضب والتعب .

dede77 02-07-11 08:06 PM

اريد الذهاب حالا الى منزلى ، الا اذا رغبت فى ان اطبع هذه الرسائل قبل ان ارحل 0

مرر بيرس اصابعا مرتجفة فى شعره الاسود باضطراب : با لله عليك ، لا تواجهى الى نصل السكين ! احس باننى خسيس . لماذا لم تخبرينى انك ارملة ؟

-ولم كان سيهمك الامر ؟ ثم اننى ابغض الكلمة ... فهى تحمل لبعض الرجال مضامين محددة المعالم . فان كانت ارملة شابة يضيفون اليها كلمة مرحة ، ويظنون انها بحاجة الى مواساة جسدية وان عابرة . لذلك لا اذكر الامر الا اضطرارا 0

بقى مسمرا فى مكانه يسد عليها طريقها ، رفعت اليه نظرها بغضب ، ولكنها لم تكن مستعدة لحركته المفاجئة حين ضمها بين ذراعيه ، يشدها اليه . ذهلت ذهولا زاده التعب والارهاق ، فاستندت اليه لهنيهة فاقدة التوازن فكان ان وضع اصابعه تحت ذقنها ورفع وجهها اليه ... قاومته بذعر ، ثم ركلته بحذائها على ساقه ، فارخى قبضته عنها ، وسرعان ما انتزعت نفسها من بين ذراعيه ووقفت متقطعة الانفاس تنظر الى وجهه الذى ما زال قريبا من وجهها ...

ثم قالت بحدة ومرارة : قمت بعملى جاهدة طوال اليوم وفى كل يوم منذ وصلت الى هنا . وانظر ماذا قبضت اجرا عليه . لكننى لا اتحمل ابدا ان تعاملنى بخشونة ! ارايت الى اى حد كنت على حق ؟ فما ان ذكرت لك كلمة ارملة حتى سارعت بتطبيق الفكرة 0

-انت تبرهنين عن وجهة نظرك بتركيز مذهل ... كان هدفى الوحيد اراحة اعصابك اما ما حدث بعد ذلك فاتى عن غير قصد ، اؤكد لك اننى كنت صادق النية والان اعتذر عن تصرفى الهمجى وعن ريبتى بك وبأبى . اعتقد ان بصيرتى كانت مشوشة منذ قابلتك ... واعتذر اكثر عما قلته عن زوجك ، وليس عندى من عذر سوى جهلى بموته . يبدو ان ابى ولسبب مجهول غريب اختار ان يبقينى على جهلى ... ويجب ان تشعرى بالرضى التام لانك كدت تقعديننى ، واشك فى ان اتمكن من الذهاب الى العشاء هذه الليلة 0

ردت بجفاء : اسفة لاننى ركلتك سيد هارتوبل 0

-ارجوك ... نادينى بيرس 0
منتديات ليلاس
-لا ... بكل تاكيد ... والان ، اذا سمحت ، اريد حقا الذهاب الى منزلى .... لدى عمل كثير غدا 0

امسك بيدها : جوليا ... ارجوك لا تتقوقعى على ذاتك لتجنبى . لن اعود الى ازعاجك مرة اخرى . اريد ان اعرف فقط ان كنت سامحتنى على تصرفاتى القذرة فى الاسبوعين المنصرفين ... اعرف انك ستجدين صعوبة فى التصديق ولكننى اعتقد ان سبب تصرفاتى تلك الغيرة 0

تجاهلت جوليا كلامه : اوه ... حسن جدا . سامحتك ولكن يجب على فعلا الذهاب الى منزلى والا فاتنى الباص 0

قال بسرعة : ساقلك بنفسى ، اذهبى واحضرى معطفك 0

نظرت اليه بريبة ، تبعد خصلة انحدرت الى جبينها ...هذا الرجل المقنع وصاحب هاتين العينين الزرقاوين لا يشبه ابدا ذلك الطاغية المستبد الذى عرفته فى الاسبوعين المتصرمين . سمعته يردف بصوت منخفض : ارجوك جوليا ، كونى لطيفة معى ، وامنحينى فرصة للتعويض عما فعلته بك 0

ابتسمت ، ثم هزت كتفيها : لا باس ... لكننى متعبة 0

انتظرها حتى ارتدت معطفها ، ثم انطلقا يهبطان الادراج المهجورة ، قاصدين موقف السيارات . اجتازا فى طريقهما الى سيارة بيرس مستنقعات المياة الصغيرة . اخذت جوليا تتامل السيارة باحترام وهى تغوص فى مقاعدها الوثيرة 0

-بورش ... لا اكثر ولا اقل ! ان هذا لمؤثر !

dede77 02-07-11 08:11 PM

-انها تكمل صورتى ... اين تسكنين ؟

تراجع بالسيارة قليلا ، فاجابت : كلارنس ... قرب الحديقة العامة 0

تمت الرحلة القصيرة فى صمت ودود معقول . وحينما توقفت السيارة امام المنزل الحامل رقم 12 قالت جوليا باشراق : شكرا لك . جاءت الرحلة اسرع بكثير من رحلة الباص ... كيف افك هذا الحزام ؟

مال بيرس ليفك حزام الامان ومقبض الباب معا ... ولكنه ظل مائلا نحوها ينظر الى لون وجهها الملتفت اليه : هل ستعضينى او ترفسينى ان عانقتك عناقا سريعا ؟

كانت تعرف ان عليها الرفض ، ولكنها صمتت ورات وجهه يقترب منها فعانقها بسرعة ولكنه تسمر فى مكانه لحظات قبل ان تلتف ذراعاه حولها ... واشتد عناقه عصف بها فارتجفت بين ذراعيه ... وسمعته يهمس : لا تخافى جوليا ... لن اؤذيك 0

واشتد احتضانه لها حتى انطلقت تقاومه غريزيا ... فتركها بسرعة يحنى راسه مجددا لاثما طرف انفها ، ثم خرج من السيارة ليفتح لها الباب 0

-تصبحين على خير جوليا ... اراك فى الصباح 0

-تصبح على خير 0
منتديات ليلاس
صعدت جوليا بسرعة الى ممر الحديقة بدون ان تنظر الى ما وراءها ...دخلت المنزل ، وتهاوت على اريكتها ، قبل ان تسمع صوت محرك البورش القوى يهدر بصمت مبتعدا فى الشارع 0

جلست تحدق فى الفضاء ، وهى غير قادرة على استيعاب ما جرى فى الساعة الاخيرة ... وفكرت فجاة : انا لا اكرهه ابدا ولم اكرهه قط . بدات بعزم تحضر ما تاكله ، مقررة التفكير من جديد فى تصرفاتها مع بيرس هارتوبل ... قطعت الطماطم ببرود وهدوء فقالت هكذا يجب ان اكون باردة وهادئة . فلن تسمح له بالظن بانها متاحة له للعبث والمداعبة متى اراد . مع ذلك شعرت بان غزله لم يكن عبثيا . ابعدى عنك هذه الافكار حالا يا فتاة ...

حملت صينية العشاء الى غرفة الجلوس ، تراقب البرنامج التليفزيونى وهى تاكل 0


*****


انتهى الفصل الثانى 0

قراءة ممتعة للجميع 0

Rehana 03-07-11 09:54 AM

صباح الخير على احلى ديدي

احس اني اشتقت لك كثيرررررررررررررررر ^-^

يعطيك العافية ياقلبي على الرواية ..وبذكرك ماتنسي تضعي رابط ليلاس فيها
موفقة في الكتابة والتنزيل

dede77 03-07-11 08:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2798531)
صباح الخير على احلى ديدي

احس اني اشتقت لك كثيرررررررررررررررر ^-^

يعطيك العافية ياقلبي على الرواية ..وبذكرك ماتنسي تضعي رابط ليلاس فيها
موفقة في الكتابة والتنزيل

صباح النور على احلى قمر .

وانت وحشتينى كتير . ويعطيك الف عافية حبيبتى . ان شاء الله انزل الرابط فى المشاركات 0

لك كل قبلاتى 0


:98yyyy: :98yyyy:

dede77 03-07-11 08:44 PM

( الفصل الثالث ) 0

3-رغبات الرئيس أوامر 0


حين استيقظت جوليا باكرا فى الصباح التالى غاصت معنوياتها ... فالمطر كان ينهمر بغزارة على النافذة ... وللمرة الاولى منذ باعت سيارتها تتمنى لو تستطيع الذهاب الى العمل بالسيارة . كان الطقس بالطبع باردا فارتجفت وهى تبحث فى خزانتها عما يدفئها من ثياب . حين ارتدت كنزة صوفية حمراء ارجوانية وتنورة مماثلة ، احست انها افضل حالا .

فجلست تاكل التوست وبعد ذلك ارتدت معطفها الواقى من المطر ، وحملت مظلتها وانسلت بهدوء نزولا على السلم لئلا تزعج السيدة هيكنز 0
منتديات ليلاس
شهقت عندما واجهتها الريح والمطر بحدة فهرعت راكضة الى ممر الحديقة ، رافعة ياقة معطفها حول وجهها . ومخفضة مظلتها فوق راسها حتى الكتفين . كانت تسسير على الرصيف قبل ان تشاهد السيارة السوداء الطويلة امام المنعطف ، وادركت ان بيرس هارتوبل يمسك لها بابها مفتوحا كى تصعد 0

جلست على المقعد المنخفض شاكرة ، تشهق لالتقاط انفاسها ، ثم نظرت الى الرجل الجالس الى جانبها بتساؤل ... كان يرتدى بذلة بنية دكناء وقميصا حريريا عاجيا زاد من تاثير اسمرار وجهه ، وبدا اكثر فتنة من ذى قبل 0

-صباح الخير 0

جاء صوته وقورا ولكن وجهه كان مفعما بالمرح . ردت جوليا : صباح الخير ، اكنت مارا من هنا ؟

-لا ... سياستى دائما هى الصدق . فكرت بما ان الصباح عاصف ان اصطحبك ، فلم اكن اعلم حتى ليلة امس انك تستخدمين النقل العام 0

dede77 03-07-11 08:52 PM

ردت مبتسمة : ان العديد من المخلوقات البشرية العادية تستخدمه ... الا تعلم ؟ فى الواقع هذا ترتيب اضطررت اليه مؤخرا ... سيارتى العتيقة الصغيرة قضت بفعل الزمن منذ اسبوعين ... ولا اشعر برغبة فى شراء اخرى ... احس بالراحة لاستخدام الباص ... يجب ان تجربه يوما 0

ادار بيرس نظرة اعتذار اليها 0

-لقد زاد من احترامى لك ليلة امس ، معرفتى ان عليك اللحاق بالباص فى وقت متاخر من المساء . تناولت العشاء مع والدى ليلة امس ، وكان عليك ان تسمعى ما قالته امى فى هذا الصدد . لقد كادت تسلخ جلدى حيا لتضحيتى براحة مثال ابى !

غضبت جوليا : بدات اتوتر ... اسمع ! ان عدت الى استخدام هذه الكلمة ولو مزاحا فساستقيل من عملى !

رفع يدا من على المقود بحركة اعتذار 0

-اسف ! لم اكن اعلم انك تكرهين هذه الكلمة ... فى هذه الحالة ، قد يسعدك ان تعلمى اننى ساتركك بسلام طوال الاسبوع ... فساسافر الى لندن لانهم يحتاجون الى هناك بضعة اسابيع وبناء عليه ساراجع بريد الصباح بسرعة واسافر ... وان كان بالامكان ان احصل على تقرير اجتماع الامس قبل ان اذهب . فانا اريد السفر قبل الحادية عشرة 0
منتديات ليلاس
ردت جوليا عن غير وعى : اجل ، طبعا ....

ادهشها ان تشعر بعدم الترحيب بغيابه كما ظنت 0

-على فكرة ... كيف عرفت انك ستجدنى فى مثل هذا الوقت من الصباح ؟

ضحك : لم اكن اعرف . امضيت عشر دقائق اترقب قدومك 0

عبست : انا قلقة ... فبعد الصقيع الذى كنا نعيشه فى الاسبوعين الماضيين ... اجد هذه الرقة كلها مريبة قليلا ... اتحاول هدهدتى لاشعر بامان زائف ؟

انعطف بيرس الى موقف السيارات ، واوقف البورش ... ثم التفت اليها واضعا يده على ذراع جوليا التى كافحت لتفتح قفل الحزام : لا تستعجلى جوليا ، لقد وصلنا باكرا .

وقبل ان يبدا العمل النشيط اريد تعنيف نفسى مرة اخرى بسبب تصرفى معك بشكل عام وبسبب العمل الزائد الذى القيته على عاتقك . حاولى ان تفهمى ، اننى حين شاهدتك للمرة الاولى بين ذراعى ابى شعرت باننى غير سعيد ، وما زاد غيظى انك تركتنى اظن انك متزوجة ...

ذهبت الى المنزل تلك الليلة غير سعيد ، ضجرا ، لا اشعر بالرضى عن الحياة كلها . ايمكن ان تتنازلى وتقبلى قضاء سهرة معى لتخبرينى القليل عنك ؟

حين هدات وفكرت فى الامر مليا صدمنى انك كنت مجرد طفلة حين مات زوجك منذ ست سنوات 0

ظلت جوليا هادئة للحظات تحدق الى المطر المنهمر على زجاج السيارة الامامى . اخيرا التفتت اليه 0

-ليس عندى فى الواقع اقوال كثيرة ... ولكن اذا رغبت ، فلن امانع فى سرد قصة حياتى عليك 0

امسك يدها : ساحب الاصغاء اليها . ساعود صباح السبت ... فتناولى العشاء معى فى المساء 0

-اسفة بيرس لاننى ساكون مشغولة 0

اعاد يدها الى ركبتها ، وقال باكتئاب : طبعا ... هذا غباء منى ... فبعد ست سنوات لاشك فى ان لشخص اخر الحق باوقات فراغك 0

ضحكت جوليا ، فنظر اليها شذرا 0

-انت على حق . لكن هذا الشخص ، او الاشخاص هم شقيقتى وزوجها الطبيب ، وصبيانها الثلاثة الصغار وطفلتها الرضيعة . ليديا تترك يدى على غاربها فى غضون الاسبوع اما فى العطلة فتشدد على قضائها معهم . انهم يعيشون فى "ثولمارستون" فى الطريق الى"كوفنترى" 0

dede77 03-07-11 08:59 PM

ادار وجهها اليه باصابع طويلة ونظر اليها متفرسا : اليس فى حياتك رجل ؟

احمر وجهها حين التقت عيناه الزرقاوان واجابت : عدا الذكور الاربعة الذين ذكرتهم ، ليس هناك احد 0

-الن تسمح لى شقيقتك بقضاء عطلة اسبوعية واحدة معك ؟

-طبعا ستفعل ولكننى فى الاسبوعين الماضيين كنت مرهقة ارهاقا جعلنى لا اقوى الا على الاستلقاء كالميتة وحدى وكان ان بقيت فى شقتى . وانت تعلم اننى اعمل حتى الموت فى المكتب .
منتديات ليلاس
فى نهاية هذا الاسبوع قررت شقيقتى دعوة بعض الاصدقاء ومن عادتى ان اساعدها فى اعداد الطعام وفى وضع كارول فى مهدها ... ومثل هذه الامور ...

ابتسمت على نظرة الاسى التى باتت على وجهه ، وترددت قليلا : بيرس ؟

رنا اليها بطرف عينه : نعم 0

-اتحب ان تاتى ؟ ستسعد ليديا وهنرى بك ... انهما زوج مضياف . الا اذا كنت تجد مثل هذه التجمعات مملة ... اعنى ... ارجوك لاتتردد بالرفض ان كنت لا تريد 0

رد بيرس بسرعة : ساكون هناك فى الوقت الذى تحددينه . ما هو العنوان ، وما اسم المضيف ؟

-هيدجروز ... ستونى لاين ... تولمارستون ... دكتور هنرى مايسون . المنزل هو الثالث الى اليسار وفى حديقته عواميد فيكتورية الطراز 0

سجل بيرس العنوان على دفتر ملاحظات صغير واعاده الى جيبه ، ثم تطلع الى المطر 0

-اعتقد انك تدركين الان ، ان معظم الموظفين وصلوا الان . وهم يحترقون فضولا لمعرفة سبب وجودك فى سيارتى فى الصباح الباكر ... واعتقد ان سمعتك قد ساءت الى درجة ستعجزين عن اصلاحها ... انتظرى ، سامسك المظلة اثناء خروجك . يا الهى ما هذا الصباح !

تسللت جوليا من السيارة بسرعة : ربما من الافضل ان ادخل وحدى 0

-اتشعرين بالخجل لاننى معك ؟

امسك بمرفقها بقبضة قاسية ، وقادها الى الباب الخلفى فى الداخل . وعندما اصبحا امام الاستعلامات طالعهما وجه ايملى الدهش من رؤيتهما معا 0

-صباح الخير جوليا ، صباح الخير سيد هارتوبل 0

رد بيرس بمرح وهو ما يزال ممسكا بذراع جوليا : صباح الخير ايملى ... الم يصل شئ بواسطة التلكس ؟

-لا سيدى ، ولكن السيد ويكهام يريد التحدث اليك متى استطعت 0

هز راسه موافقا ، وارتقى السلم متابطا ذراع جوليا . فتمتمت : دعنى اذهب وحدى 0

برقت عيناه الزرقاوان بضحك مكبوت فنظر اليها حين توقفا فى منبسط الدرج 0

-محرجة ؟

-واى احراج . لم اعتد ان اكون محط الانظار . ولا اريد بوجه خاص ان ابدا بهذا الان 0

-رويدك ، رويدك . اذهبى واخلعى معطفك ، ثم ادخلى الى كل ما هو مستعجل لنبدا بالعمل 0

واخذ يخلع معطفه ، فاجابته تريد التخلص منه على عجل : حاضر ... سيدى !

فى الحادية عشرة والنصف انهت التقرير والكثيرة من رسائل الامس ثم ارسلتها الى بيرس الذى وقعها وهو يشرب القهوة ...

ثم قال مشيرا الى عدد من الرسائل : بامكانك انهاء امر الرسائل المتبقية بنفسك ، فانت تبدلين اشياء كثيرة على اى حال 0

-هذا فقط حين تكرر نفسك 0

dede77 03-07-11 09:19 PM

-حسن جدا ... لا تغضبى ... فالنسخة الاخيرة تكون مصقولة دائما لكن يجب ان تكون هكذا يا انستى الذكية ... انت حاملة درجة جامعية فى الادب الانكليزى ...

وقف بيرس متمطيا : حسنا ... من الافضل ان اذهب الان . انا واثق ان لديك ما يشغلك فى اليومين القادمين 0

-اجل ، فقد تاخرت فى انهاء بعض الامور الروتينية ... وما اشد ما ستكون سعادتى حين انهيها 0

لوح باصبعه فى وجهها وهو يدور حول المكتب 0

-ستذهبين الى البيت فى الخامسة كل يوم لتنامى فى التاسعة ، وحذار المبالغة فى العمل . ثمة بعض الدوائر حول عينيك ...

-ان قولك للطيف حقا ! انت تعنى بكلمات اخرى اننى ابدو كعجوز شمطاء 0

جذبها عن كرسيها ، وامسكها بحزم من كتفيها : ارجوك لا تسيئى فهمى جوليا دراغونر ... ما قصدته فعلا هو ما ساخوض فى بحثه حين يسنح لى الوقت 0

حررت نفسها بسرعة منه ، واعطته معطفه الجلدى وحقيبه اوراقه : قد سيارتك بحذر ... فما زال المطر يتساقط ولا شك فى ان الطرق مليئة بالمستنقعات 0

رمى معطفه حول كتفيه : تقولين هذا وكانك قلقة على حقا 0

-بالطبع قلقة عليك . فما تقوده آلة قوية ، فلا تنطلق بجنون على الطريق العام 0

امام الباب التفت بيرس اليها : ساكون معك ليلة السبت جوليا ... ماذا تتوقع اختك ان ارتدى ؟

-آه ، يرتدى الرجال الملابس العادية اما النساء فيحافظن على المظهر الانيق . اعتقد انها سترحب بك مهما ارتديت 0

نظر اليها مباشرة ، ملء عينيه التساؤل : وهل سترحبِ بى ... جوليا ؟
منتديات ليلاس
عيناها السوداوان لم تفارقاه عندما هزت راسها ايجابا . ابتسم فجاة واختفى تاركا جوليا قلقة ، اهى مستريحة ام منزعجة لسفره ؟

احست جوليا بعد يومين من الراحة النسبية وبعد انهاء الاعمال المتراكمة بانها استعادت نفسها 0

سارت بعد الغداء مع اوليفيا ظهر الجمعة تتمتعان باشعة شمس تشرين الثانى التى وهنت قوتها ... اثارت اوليفيا فجاة موضوعا يشغل حيزا كبيرا من تفكير جوليا فى الاسبوعين المنصرمين 0

-ثمة ما يزعجنى حقا جوليا ... لاارى من الانصاف ان تفقدى عملك بسبب النظام الجديد 0

-لا تقلقى ، فانا واثقة من ايجاد عمل اخر بدون صعوبة تذكر . فانا مؤهلة والسيد هارتوبل بدون شك سيعطينى شهادة عمل ممتازة ...

ازداد اضطراب وجه اوليفيا : اليس هناك مركز لك فى لندن ؟

ضحكت جوليا : يا الله ... لا ! فلندن اخر مكان قد ارغب فى الذهاب اليه ... انا سعيدة بمخباى الصغير هنا ... ويجب ان اقول اننى اتوق شوقا لرؤية ليديا هذا الاسبوع . ولئلا ياتى هنرى لاصطحابى فى الصباح ساستقل الباص مبكرا 0

-بالطبع ... ليس لديك وسيلة نقل ... نسيت امر السيارة ... لماذا لا تذهبين هذا المساء ؟

-لم افكر فى الامر . ولكن ما المانع ؟

-ساذهب الى كوفنترى لاصطحب ايف من قطار السابعة القادم من لندن ... استطيع اصطحابك وايصالك الى منزل ليديا فى طريقى 0

-رائع ... شكرا لك اوليفيا . اذن موعدنا فى السادسة 0

عملت جوليا بقلب منفتح طوال الظهيرة وانهت اعمالها فى الثالثة والنصف ثم توجهت الى مكتب اوليفيا ، واطلت براسها من الباب 0

-ساذهب الان ... اريد ان استحم على مهل 0

ابتسمت اوليفيا فى وجهها 0

dede77 03-07-11 09:27 PM

-شعرك يحتاج الى وقت ليجف ... لماذا لا تقصيه ؟

-هكذا اسهل ، فانا اقلق لمجرد التفكير فى الجز والتجعيد ... طالما تمنيت لو كان شعرى ناعما كشعر ليديا ... اراك فيما بعد ... وشكرا مرة اخرى 0

عادت ادراجها لتتاكد من ان مكتب بيرس فى حالة لائقة ليوم الاثنين ... غريب كيف اصبح المكان بسرعة مكتب بيرس ... ثم عادت الى مكتبها عند سماع رنين الهاتف ... سرعان ما اطلق الصوت العميق فى الهاتف نبضات قلبها فتسارعت : لماذا لم تذهبى حتى الان الى المنزل جوليا ؟ طلبت منك الخلود للراحة حتى اعود !

-لو ذهبت ، لما تحدثت اليك الان ... اهناك ما تريد منى القيام به من اجلك ؟

-ربما اطلبك بهذا ليلة الغد !

استطاعت ان تتصور ابتسامته 0

-وحتى ذلك الوقت ، فكرت فى تذكيرك باننا على موعد ... فهل سها الامر عن بالك 0
منتديات ليلاس
-لا ... لم انس 0

-عظيم ... ولكن ربما ساتاخر قليلا فى الوصول ، فامامى اعمال كثيرة انهيها غدا 0

-عظيم ...

-اذن ... اذهبى الى البيت ... الان ، هذا ليس طلبا بل امرا 0

ضحكت جوليا بعذوبة : رغباتك اوامر لى ... سيدى ... انا فى طريقى الى البيت 0

-الى الغد اذن ... الى اللقاء 0

تركت جوليا المبنى واحساس بالدفء المترقب يلفها 0

فى الطريق الى محطة الباص اشترت حلوى وكتبا للاطفال وكرة مخملية ناعمة للطفلة 0

ثم وهى فى المغطس راحت تغنى بفرح وبعد ذلك جلست تحتسى فنجانا من القهوة وتجفف شعرها بفرشاة كهربائية . ما ان تمت العملية الطويلة ، حتى ضفرت شعرها البراق فى ضفيرة سميكة ، وارتدت جينز اسود وكنزة صفراء شاحبة ، وانتعلت مداسا عاليا يصل الى حد الركبة .

ثم وضبت ملابس داخلية ، وملابس خاصة بالنوم فى حقيبة صغيرة مخصصة للعطل الاسبوعية وبعد ذلك فتشت فى خزانتها عن ثوب ترتديه فى الحفلة . ولكن ، لم يعجبها اى ثوب من الاثواب ووجدت نفسها تقرر فجاة امرا ما . اقفلت الخزانة والحقيبة ، ونزلت تودع السيدة هيكنز 0

وصلت اوليفيا فى الوقت المحدد فاقلتها الى اخر شارع " ستونى لاين " ثم اطلت بوجهها خارج النافذة تصيح بجوليا 0
-يجب ان تبقى هذه الضفيرة على ظهرك دائما ... انت تبدين بها رائعة 0

لوحت جوليا لها مودعة ، وانطلقت تهبط الشارع المنحدر نحو منزل شقيقتها فى شارع هيدجكروز ... كانت قد قررت الا تتصل بهم ، على امل ان يفاجؤوا . دخلت من الحديقة الكبيرة الى منزل واسع بنى قبل الحرب ، من احجار صخرية ...

ضغطت على الجرس القابع قرب باب سنديانى ضخم وانتظرت بترقب . فتح الباب ترايسى ذو الثمانية اعوام ، وسرعان ما اضئ وجهه واشرق ، ورمى بنفسه عليها 0

-خالتى جوليا ... ظنناك قادمة غدا 0

وسرعان ما انضم اليه اخواه الصغيران وكلباهما الكبيران الصاخبان ولم يلبث ان احاطها الجميع بصخبهم . الكلبان ينبحان ، والصبيان يثرثرون بلا انقطاع يجرونها الى الردهة الداخلية اما ترايسى فاهتم بوقار بحقيبتها 0

هبطت ليديا السلالم عدوا ثم مدت ذراعيها 0

-جوليا ! ما هذه المفاجاة الرائعة ! كيف وصلت الى هنا ؟

-عرضت على اوليفيا جيتى ان تقلنى ، فجئت هذا المساء بدلا من الغد ... فهل اربكتك ؟

-وكيف تربكيننى ايتها الحمقاء ؟ انت مدينة لنا بوقت اضافى على اى حال بعدما تخليت عنا فى الاسبوعين الماضيين 0

dede77 03-07-11 09:29 PM

وصل الجميع الى غرفة الاستقبال وهناك اجلست جوليا على اكبر الارائك وعلى كل جانب جلس صبى من ابناء اختها كما جلس اخر فى حضتها اما الكلبان فقبعا فوق قدميها . تنهدت حين قدمت لها ليديا العصير 0

-اشعر بان اجيالا مرت منذ كنت هنا اخر مرة . اشتقت اليكم جميعا ... اين كارول ؟

-فى مهدها . لو عرفت بقومك لما اخلدتها الى النوم . ولكننى مسرورة لاننى لم اعرف ، فالمفاجاة كانت سارة 0

ارتدت ليديا فى مقعدها قليلا ، ولوت راسها الى الجانب ، تنظر الى جوليا بامعان 0

-تبدين مختلفة 0

-لم ارغب فى رفع شعرى بعد الاستحمام . واظن ان بعض التغيير جيد لى 0

قالت ليديا عن غير اقتناع : ربما ... لكنك تبدين ... دعينى ارى ... مزهرة ، كما اظن 0

ضحكت جوليا ، تحس بخجل غريب 0

-انه تاثير الشامبو الجديد ... انه كفيل بان يحول المرأة الى امرأة مختلفة ... مايك ما بك ؟

كان ابن الاربع سنوات على ركبتيها ، ينظر اليها بعينين ملهوفتين يشد ضفيرتها للفت اهتمامها ... تظاهرت جوليا بانها لم تفهم : عجبا مايك مايسون ، ماذا تريد ...

سالها بانفعال : الم " تذلبى " لنا " ثيئا " خالتى " ذوليا " ؟

وبخه فيليب صاحب السلطة على اخوته : لا يفترض بك ان تسال 0

استسلمت جوليا ، ووجهت ترايسى الى حقيبتها ... فحملها وفتحها على الارض . وتشارك الثلاثة الحلوى وكتب الاطفال ،
منتديات ليلاس
وسرعان ما عاد السلام 0

اخيرا قالت ليديا لجوليا : هيا ، فلنصعد الى غرفتك ، يا اولاد . يمكنكم مشاهدة التليفزيون قليلا ... واعلمونى متى وصل والدكم 0

نظرت جوليا حولها برضى وهما ترتقيان الدرج . كان منزل ليديا مزيجا بين القديم والحديث . كسيت الارض بسجادة برونزية قبعت فوقها مقاعد مكسوة بقماش قطنى وكراسى مخملية . سحبت جوليا انفاسا عميقة تشم رائحة الزهور الموضوعة فى مزهريات 0

رمت ليديا الحقيبة فوق السرير فى الغرفة الاضافية ، وجلست قربها تنظر الى جوليا نظرة ترقب : حسنا ... كيف الاحوال فى مناجم الملح ؟ يبدو انك نجوت بحياتك 0

-فى الواقع ... الامور اهدا الان ... بيرس فى لندن منذ يومين وقد وجدت خلالهما بعض الراحة 0

ارتفع حاجبا ليديا حتى كادا يختفيان تحت شعرها : بيرس ؟ هل اصبحتما تتبادلان الاسماء الاولى الان ؟ حين حدثتك عنه فى المرة الاخيرة لم تتحدثى عنه بود اطلاقا 0

عبثت جوليا بشعرها هنيهة ثم قالت بلا اكتراث : اتمانعين فى حضور ضيف اخر ليلة الغد ... ليديا ؟

قفزت ليديا واقفة ، وعيناها تبرقان : هل دعوت احدا حبيبتى ؟ طبعا لا امانع ... من هو ؟

-بيرس هارتوبل ... حقا ليديا ... اقفلى فمك المشدوه ! انت فاغرة فاك !

كررت ليديا بذهول : بيرس هارتوبل ؟ لكننى اعتقدت ان الخناجر مرفوعة بينكما . الم تقولى انه يظنك عابثة تسعين وراء ابيه ؟

-ليديا من اين تاتين بهذه الالفاظ السوقية ؟ حسنا انه الان يعرف اننى لست فتاة عابثة ويعرف اننى ارملة وهو نادم على ما بدر منه ... كان الامر صعبا فى البداية 0

dede77 03-07-11 09:32 PM

بدات ليديا تفتح حقيبة اختها ، وقالت ساخطة : صعب ! انك تهونين من الامر بوصفك هذا جوليا ... على فكرة ... لا اجد فى الحقيبة الا ملابس داخلية وغلالة نوم . لدينا حفلة غدا انسيت ؟

-فكرت ان لم يكن هنرى مشغولا فى الصباح ، ان نذهب الى "كوفنترى" ... اريد شراء ثوب ارتديه ... سئمت من الملابس البسيطة 0

ضحكت ليديا : لا ... هنرى ليس مشغولا ... ونعم سارافقك ... احب ان ابذر مال الاخرين ... اهذا كله بسبب قدوم بيرس هارتوبل غدا ؟

ردت جوليا ببساطة " اجل ، اظن هذا 0

-اكل شئ على ما يرام جوليا ؟ اعنى الن تتالمى ؟

-اياك وهذه الكلمات يا شقيقتى ... انا فتاة كبيرة الان ... واريد شيئا جديدا ... وللمرة الاولى منذ وفاة باتريك اتواعد مع رجل وكنت انا من حدد الموعد . كان بيرس يريد منى ان اتناول العشاء برفقته مساء السبت ، ليعوضنى عما سببه لى ... وبما اننى لم اشا العودة الى عدائنا السابق ، فكرت انه قد يرغب فى المجئ الى هنا وكان ان قبل الدعوة بحماس 0

ضحكت ليديا : وهذا ما ظننته ... فالدعوات الى حفلات آل مايسون لاتأتى بسهولة ... وهذا يبدو لى عجرفة بطريقة ما ... اليس كذلك ؟ آه ... يا الهى ... هذا الضجيج ينبئ بمجئ هنرى 0

لحقت جوليا ببطء باختها التى هرعت الى زوجها الضخم الاشقر تعانقه : مرحبا حبيبى ... اليس الامر جميلا ؟ جاءت جوليا الليلة عوضا عن الغد . ولا اظنك تمانع فى رعاية الاولاد صباحا ... فهى تريد الذهاب الى كوفنترى لشراء ثوب جديد ، لانها دعت بيرس هارتوبل الى حفلتنا ... و ...
منتديات ليلاس
ثم التفت ليعانق جوليا ، التى راح يمعن النظر فيها باحتراف ساخر 0

-من المفترض بك ان تكونى شاحبة مرهقة الى حد الشفقة او بالاحرى هذا ما اوحته حكايات الويل والثبور التى ما انفككت اسمعها من ليديا كل ليلة ... ولكن مظهرك هذا وبضفيرتك المتدلية على ظهرك ، تبدين فى الخامسة عشرة 0

احمر وجه جوليا واسرعت تتطوع فى وضع مايك فى الفراش وسرد قصة عليه . حملته على ظهرها فوق السلم تصيح الى ليديا : الن يؤثر وجودى على ترتيباتك ؟ فربما الطعام غير كاف 0

-بالطبع لا ... لقد حضرت طعاما كثيرا الليلة ، ساضيف اليه بعض الفاصوليا والبطاطس . كما انك لا تاكلين كثيرا 0

-لا تعتمدى على هذا ، لاننى فى الواقع اتضور جوعا ... تمسك جيدا مايك ، انت تنزلق قليلا 0

تبادل الزوجان النظرات بحواجب مرفوعة ، اما جوليا فاختفت هى وحملها الخفيف . قال هنرى : وماذا عن رئيسها القادم الينا ليلة الغد ؟ اعتقدت انه لم يكن على لائحة معجبيها 0

-يبدو ان الامور تغيرت هذا الاسبوع ، حبى ، ولكننى امل ...

تلاشى صوت ليديا ، ونظرت الى زوجها بقلق ، فلف ذراعه حولها وقبل خدها 0

-لا يمكنك حمايتها من كل شئ ليديا ... انها راشدة وهى عاقلة ... والاهم انه لن ينفذ مآربه الشريرة حين يوصلها الى البيت ، فهى باقية هنا ... والان ماذا عن العشاء ... اتضور جوعا !
*****

انتهى الفصل الثالث 0

dede77 06-07-11 08:31 PM

( الفصل الرابع )


4- الأرملة المرحة 0


استيقظت جوليا باكرا فى الصباح التالى ، وتسللت على رؤوس اصابع قدميها الى الغرفة المجاورة فوجدت كارول ، ابنة الثمانية اشهر تجلس فى مهدها ، رافعة ذراعيها استعطافا . حملتها جوليا وهى تقول : لاباس يا فاتنتى ، سالبسك ثيابك ثم نتناول بعد ذلك الفطور 0

تمتعت بتلبيس الجسد الصغير الدافئ المتلوى ثيابها المؤلفة من سروال صوفى وكنزة . وبعد ان انهت عملها هذا اصبحت مستعدة لتناول الفطور فى المطبخ المشرق الذى فيه خزانة خشبية معدة لادوات الطعام وستائر قطنية صفراء ونباتات اصطفت على حافة النافذة 0

وضعت جوليا الطفلة فى مقعدها المرتفع وسالتها : ماذا تفضلين ... الدجاج ؟ ما رايك بالعصير يتبعه بيضة مسلوقة ؟

-عظيم !

كان هذا رد ليديا التى تثاءبت اثناء دخولها الى المطبخ : اعدى فطورا لثلاثة . كيف حالك هذا الصباح ... ؟

-بخير ، شكرا ... لقد نمت كلوح الخشب . حضرى القهوة اما انا فساحضر ما تبقى 0

بتعاونهما سرعان ما وجدتا نفسيهما تاكلان وتطعمان كارول الصغيرة 0

-سنصحبها معنا جوليا ... انها لا تسبب المتاعب ... ولو خرجنا باكرا لاستطعنا ان نوقف السيارة اما ذلك المتجر الذى اكتشفته 0
منتديات ليلاس
-وماذا عن اسعاره ؟ انها باهظة دون شك 0

-يحصل المرء على ما يدفع ثمنه حبى ... ثم انا لا اذكر انك اشتريت ثوب سهرة منذ اجيال ... ماذا ستختارين ؟

-تعرفين ما احب ليديا ؟ اريد ثوبا جنونيا غير عملى ... لا ادرى بالضبط ما هو ، ولكننى اريده من الحرير الانيق . مؤخرا كنت ارتدى ثيابا بسيطة 0

وقفت ليديا تغسل الصحون بسرعة 0

-فلننطلق اذن ... انا واثقة ان لدى سيليسيت ما يعجبك . لا اظنها فرنسية حقا ... انها صورة تحاول اظهارها ولكنها تملك ذوقا رفيعا 0

وسرعان ما انطلقتا الى كوفنترى فى سيارة ليديا المينى الحمراء ، وكانت معهما الطفلة التى راحت تثرثر بلا توقف فى مقعدها الخاص 0

قالت جوليا بطريقة عفوية ، وهما تقتربان من المدينة : لدى بيرس سيارة بورش 0

-رائعة ! هل ركبت فيها ؟

-اقلنى الى المنزل فى احدى الليالى ، ثم عاد واصطحبنى فى الصباح الى العمل ، لان الطقس كان عاصفا 0

بدت ليديا متاثرة بما سمعت مع انها حاولت عبثا الا تبدى دهشتها وهذا ما جعل جوليا تغرق فى الضحك ... غضبت ليديا : آه جوليا ... لم تخبرينى شيئا عن هذا ليلة امس . ايتها اللئيمة ! لقد تغير مستوى علاقتكما جذريا عن الاسبوع الماضى ...

-انه فى الواقع فاتن ساحر حين لا يكون ساخرا . وانا الان اعرف لماذا كان هدفا للنساء العزباوات وربما المتزوجات منهن ايضا ...

عبست ليديا وهى تخفف سرعة السيارة وسالت بوقاحة : هل وقعت فى حبه جوليا ؟

-لا ... ولكننى بدات ارى انه من السهل الوقوع فى حبه . على اى حال ، لقد دعوته للمشاركة بحفلتك فقط ، ولا اعتقد ان كارثة ستحل على وانا فى غرفة تعج بالناس ... اظنه يريد التعويض عن شكوكه فى وفى ابيه ...

-ولكن رغم ذلك علينا ان نجهزك بدرع ما ... والثياب الرائعة قد تكون دعما معنويا جيدا لك 0

حين وصلتا الى المتجر ترددت جوليا خاصة وهى ترى مدى اناقة المتجر وفخامته 0

dede77 06-07-11 08:33 PM

-كم ستكلفنى هذه المناوشة الصغيرة ليديا ؟ اسعار المحل على ما يبدو غالية 0

ردت ليديا بحزم : سنصرف المال ...لقد اشتريت فستانى الذى سارتديه الليلة من هنا الاسبوع المنصرم . وقال هنرى اننى ابدو فيه مذهلة 0

-هنرى يعتقد انك مذهلة مهما ارتديت . اذن هذا ليس مقياسا 0

دفعت ليديا بعربة ابنتها الى المدخل العابق بالعطر ، تاركة جوليا فى المؤخرة ، حيت المرأة المتزمتة المرتدية ثوبا اسود بسيطا : صباح الخير مدام سيليسيت ... اعرف انك لا تعترضين لاننى اصطحبت معى ابنتى التى سرعان ما ستنام . هذه شقيقتى السيدة دراغونر وهى تريد شيئا مميزا 0

-سيدة مايسون تسرنى رؤيتك من جديد . كيف حالك سيدة دراغونر ... ارجوك ... اخبرينى ماذا تريدين . فانا واثقة من اننى قادرة على تلبية ذوقك 0

ترددت جوليا : لا اريد الا فستانا قصيرا ربما اسود ، ولكننى لا اريد شيئا معقدا فانا لم اقرر حتى الان ما اريد بالتحديد 0

حدجتها المرأة بنظرة شاملة : مقاسك عشرة ... على ما اظن ؟

هزت جوليا راسها ايجابا 0

بعد ساعة خرجت الشقيقتان ، ليديا منتصرة وجوليا مسحورة . فقد اقنعتها سيليسيت ، بكل لباقة ، بان الحرير الخالص ذى اللون العقيقى سيبدو رائعا على بشرة جوليا السمراء 0

كان الفستان الذى احضرته لها ضيقا مستقيما ، له كتفان رفيعتان وسترة قصيرة مماثلة مصنوعة من قطع تشبه النقود وهى تحمل اللون الاحمر القاتم ذاته . فى هذا الوقت ، كانت جوليا قد نسيت كل ما يتعلق بالتوفير فقالت : ايمكننا البقاء بضع دقائق اخرى ليديا ، اريد حذاء جديدا يليق بالفستان 0

وافقت ليديا بسرعة وما هى الا فترة وجيزة حتى عادتا الى السيارة ، وذراعا جوليا مليئتان بالمشتريات . وعندما قفلتا راجعتين الى المنزل اخذت الشكوك تراود نفس جوليا ، فقالت : تدركين اننى مفلسة تقريبا الان ليديا 0
منتديات ليلاس
-هراء ! هذه الملابس تستحق كل ما صرف عليها . الغريب ان الفستان رغم بساطته يبدو مثيرا جدا 0

-مثيرا ؟ اتظنين ان اثارته واضحة ؟

-بالله عليك يا جوليا ... انت ترتدين ثياب السكرتيرة النموذجية كل يوم ... لذا يحق لك ان تتالقى بين الحين والاخر كما بامكانك ترك شعرك مسترسلا ايضا . ثم عودى وضفريه ، فهذا يناسبك 0

لكن جوليا كانت تشك فى ان تضفيره مناسبا للحفلة ، ولكنهما كانتا قد وصلتا الى المنزل ، وسرعان ما احاط بهما الاولاد والكلبان فضاع شكها فى الحركة الدؤوب التى استمرت حتى اخر النهار 0

بعد الغداء جلست جوليا واجلست كارول على ركبتيها ، اما الاولاد فراحوا يلعبون فى الحديقة فيما راح الكبار ثلاثتهم يرتشفون القهوة ببطء . كانت ليديا تصف فستان جوليا الجديد لهنرى ، الذى نظر الى وجه جوليا الحزين : اتعيدين التفكير جوليا ؟

ردت بخشونة : نعم ربما . لا افهم سبب دعوتى له ، فانا لا اتهور عادة ولكننى شعرت بانه تالم عندما قلت له اننى مرتبطة وهذا غريب اليس كذلك ؟

ردت ليديا بسرعة : لا تعقدى المسالة يا حبى . فسيحضر الحفلة اناس كثر وبامكانك تسليمه الى ... سافرين ويبلر مثلا ... فهى قادمة 0

ضحكت جوليا 0

-سافرين محبوبة فعلا ... ويمكنك الاعتماد عليها دائما فهى لا تاتى الا مرتدية ما يذهل الضيوف 0

dede77 06-07-11 08:36 PM

بدات ليديا تلملم اغراض القهوة وتقول : لديها هدفان رئيسيان فى الحياة ... الرجال ، والجياد . اتعلمين ؟ اتت لتناول القهوة فى صبيحة اجتماع "انقاذ الطفولة" وهى مرتدية الجينز المكسو بالقش وسماد الخيل ، وكان يعلوه كنزة مشقوقة الاكمام . والسبب انها امضت الليل مستيقظة امام فرسها التى كانت تلد وقد اتت بثيابها تلك . ثم فى المساء شوهدت مرتدية قميصا من الشوفين وسروالا جلديا ضيقا لماعا مع مداس عال يصل الى حد الركبة . فى الواقع انها طيبة القلب ولكنها تبدو زوجة مذهلة لمستشار 0

تمتم هنرى ضاحكا وهو يساعد زوجته : بل حتى لاى شخص اخر 0

-على اى حال جوليا ، بامكانك تسليم بيرس اليها اذا احسست بالتوتر 0

-انه ليس حزمة شاى ! بيرس ليس ممن يسهل التخلص منه 0

ما ان حلت السادسة من ذلك المساء ، حتى كانت ليديا وجوليا قد حضرتا كل ما يلزم من طعام . ثم جمعت جوليا الاولاد وارسلتهم الى غرفتهم اما ليديا فاهتمت بالطفلة . قالت جوليا للاولاد : ترايسى ، فيليب ، اذهبا الى الحمام الكبير ، اما مايك فساصحبه الى حمام امكم ، ثم نلعب بعد ذلك لعبة هادئة حتى تستعد امكم واباكم للحفلة 0

رد مايك بحزم : سنلعب لعبة الافاعى والسلالم 0

تذمر ترايسى : نلعب هذه اللعبة باستمرار 0

قالت جوليا : سنلعب لعبة الافاعى والسلالم اولا ... ثم اضع مايك فى فراشه ، وبعد ذلك العب انا وترايسى وفيليب لعبة اخرى 0

سرعان ما كان الصبيان الثلاثة يلتهمون كمية كبيرة من الحساء والبيض المخفوق المقلى ، فى هذا الوقت كانت جوليا تتلهى باعادة الكرة المخملية التى تستمر الطفلة فى رميها الى خارج مربع اللعب وهى تضحك عاليا 0

كانت الساعة السابعة ، حين بدات جوليا بارتداء ثيابها ، وكانت قد وضعت الصغيرين فى الفراش ، اما الاكبران فسمح لهما بمشاهدة التليفزيون حتى يحين موعد وصول الضيوف 0

استحمت جوليا بسرعة ، ثم ارتدت الفستان الاحمر القاتم ، وراحت تنظر الى نفسها بريبة . لا يستطيع احد ان ينكر انه يلائمها كثيرا . ولكنها املت الا يكون انسجامه مع قدها الرشيق مبالغا فيه ثم زينت وجهها بعناية اكثر من المعتاد ،
منتديات ليلاس
مستخدمة لونا احمر ابرز عينيها السوداوين النجلاوين واحمر شفاه جديد ، كان رائعا ، وحينما انهت وضع اخر اللمسات كشرت فى وجهها امام المرآة 0

اما شعرها فرفعته ، ولم تعمل بنصيحة ليديا التى نصحتها بتركه مسترسلا ، ثم تزينت بالسلسة التى تحمل الحرف الاول من اسمها وعطرت نفسها بعطر شذى الرائحة وانتعلت حذاءها ، واضافت السترة المعدنية اللماعة ، ونظرت نظرة اخيرة الى نفسها فى المرآة ... حسن جدا جوليا ... هكذا يجب ان تكونى ... نظرا للمواد الاساسية المستخدمة تعتبر النتيجة مذهلة 0

دخلت ليديا بسرعة مرتدية فستانا من الشوفين القرميدى المحلى بالتوليب الاسود : جاهزة حبيبتى ؟

-ما هذا الفستان الساحر ليديا ... هنرى على حق !

-لا تهتمى بى يا حبى ودعينى انظر اليك . استديرى ....

صمتت ليديا هنيهة طويلة حتى شعرت جوليا بالقلق فسالت : هل ابدو غريبة ؟ لا تقفى صماء بكماء !

اطلقت ليديا نفسا طويلا 0

-كنت احاول ان اجد الكلمة المناسبة ... فانت تبدين ... مشرقة مضيئة ، وكأن بشرتك ، وشعرك ، قد التقطا لمعان السترة ... اعتقد ان عليك العودة الى سيليسيت لاعطائها المزيد من المال ... فقد حظيت بصفقة ممتازة !

ضحكت جوليا على كلام اختها المبالغ فيه : ارجوك لا تتحيزى 0

امسكت ليديا بيد اختها تقودها الى خارج الغرفة 0

-تعالى لنشرف على الموسيقى التى يضعها هنرى فى المسجلة . اريد شيئا صاخبا يعج بالحركة ويطيح بنا عن الارض 0

dede77 06-07-11 08:38 PM

استدار هنرى عندما سمعهما تنزلان : هاى جوليا ... تبدين مذهلة ... لا ...فانا اعنى ما اقول . ما اروع ان نكون قريبين !

ضحكت جوليا : كلام مهذار ! وهل ترى احدا سوى ليديا عندما تكون بقربك ! شكرا لك على اى حال حبى ... اعطنى كاسا وهو سيكفينى طوال السهرة 0

سرعان ما ارسلت ليديا ولديها الى النوم بعد وصول اول الضيوف ، وما هى الا برهة قصيرة حتى عج المنزل بالموسيقى والضحك . كانت جوليا تعرف معظم المدعوين . فراحت تدور من مجموعة الى اخرى ، تقدم المقبلات والشراب ... كانت تتحدث الى شريك هنرى وزوجته ، حين رات صهرها يشير اليها ، فاعتذرت منهما وانسحبت ... كان يتحدث الى شاب طويل اشقر نظر اليها مذهولا حينما تقدمت منهما ، وامسك بيدها بحرارة 0

فقال هنرى : هذا بيتر لاين ... الطبيب المتمرن الجديد ... بيتر هذه شقيقة زوجتى ، جوليا دراغونر ... اهتمى به جوليا وقومى بتعريفه الى المدعوين 0

قادها الشاب الاشقر الطويل الى زاوية هادئة فى القاعة المستطيلة الشكل ووقف ينظر اليها ، بارتباك وذهول 0

-اسف لانصعاقى هذا ... قابلت منذ برهة السيدة مايسون ... وقبل ان استفيق من صدمتى ، قدمنى هنرى اليك . هل هناك المزيد من الشقيقات المذهلات ؟

-ليس هناك سوانا 0

امسك يدها اليسرى ، ثم رفع يده الاخرى يغطى بها عينيه بطريقة درامية وقال بلهجة ماساوية : كان يجب ان اعرف انك مرتبطة !

آه ... يا الهى ... ها قد عدنا من مجددا . فقالت بصوت مستسلم : انا ارملة ... سيد لاين ؟
منتديات ليلاس
-اعتقد ان على القول اننى اسف لهذا . ولكننى لست اسفا ... آه ... يا الهى احدث الامر مؤخرا هزت راسها نفيا ، فتنفس الصعداء ثم اردف : لست ممن عرف باللباقة لذا لاتحملى اقوالى ضدى 0

-حسنا سيد لاين ... والان ، من تحب ان تقابل ؟

-رجاء نادينى بيت ... وفى هذه اللحظات ، انا اكثر من سعيد لبقائى حيث انا بالضبط ، فلا تبعدينى عنك بعد فترة قصيرة 0

مدت له كاسها مبتسمة : ربما تحب ان تملا لى هذا وتضيف اليه شيئا من المياة الغازية ، واملا كاسك ايضا ثم ارجع 0

تحرك طائعا بين المجموعة الصاخبة اما جوليا فنظرت الى ساعتها . فاذا الوقت يكاد يبلغ التاسعة ومع هذا لم يصل بيرس ... تنهدت ... ثم ابتسمت لبيتر الذى قدم حاملا كاسها . وفيما كانت ترشف كاسها سالها عن نفسها وعن طبيعة عملها 0

اذعنت جوليا لسؤاله وراحت تخبره عن عملها ، ثم سالته عن نفسه ، ومن اين جاء . واخبرته جوليا بكل ما تعرفه عن الضيوف الموجودين ، والاماكن المحلية الجديرة بالزيارة ، واكتشفت فيه حبا مشتركا للمسرح . ثم قالت فجاة : كان من المفروض ان اعرفك الى المدعوين 0

-اعرف الجهاز الطبى الموجود ولكن بصراحة انت من اريد التعرف اليه ... اتعيشين هنا ؟ الديك التزامات ؟

ابتسمت جوليا : رويدك ، رويدك . اهدا ... اوه . انظر لقد وصلت سافرين ويبلر . يا الهى انها فعلا تاسر الانظار ! زوجها خلفها وهو مستشار المجلس التشريعى 0

كانت السيدة ويبلر ، المشغولة بعناق ليديا وهنرى ، ترتدى ما يبدو بذلة وردية اللون وتنتعل حذاء يصل الى الكاحلين . اما شعرها فكان ذهبيا شاحبا خصلة منسدلة بجنون الى اذنيها 0

dede77 06-07-11 08:41 PM

التفت بيتر لاين الى جوليا مصعوقا : كنت اظن ان زوجات المستشارين يرتدين بذلات من قطعتين مع الحلى ، او على الاقل فساتين سوداء 0

-سافرين فى غاية اللطف . ولكنها تبالغ قليلا فى ملابسها 0

-تعنين انها تبالغ فى ابراز نفسها . على اى حال ، فستانك مذهل ... هل استطيع رؤيتك غدا لاصطحبك الى الغداء ، او العشاء ، او الى اى شئ ترغبين فيه ؟

هزت جوليا راسها مبتسمة : اسفة ... انا هنا لقضاء عطلة الاسبوع ، وغداء يوم الاحد مخصص لاولاد شقيقتى 0

لكن عينيه البنيتين كانتا مصممتين : وماذا عن وقت اخر فى غضون الاسبوع ؟

بدات جوليا تحس بانها مطوقة ، فقد كان يقف مسندا ذراعه الى الحائط على مقربة شديدة منها . حاولت تغيير الموضوع : فى الواقع ، احب ان اتناول كاس عصير اخر 0

اجاب صوت عميق : ما هذه المصادفة السعيدة ... قالت اختك انك تشربين العصير مع المياة الغازية جوليا ....

استدر بيتر فوجد بيرس واقفا هناك وفى كلتا يديه كاسان من عصير يتصاعد منهما رذاذ المياة الغازية . اخذت جوليا الكاس من يده ، واعطت الفارغ لبيتر ، الذى راح ينظر الى الوافد الجديد بلا ترحاب : مرحبا بيرس ... لم ارك تصل . هذا بيتر لاين ، طبيب متمرن جديد لدى هنرى ... بيتر ، هذا رئيسى ، بيرس هارتوبل 0

تمتم الرجلان كلمات ترحيب مهذبة ، ثم نقل بيتر نظره من احدهما الى الاخر بتفهم كئيب ، وقال بهدوء : ساخذ كاسك الفارغ جوليا ... اشكرك لانك اشفقت على ... سررت بمعرفتك هارتوبل 0

ثم خط طريقه بين الضيوف 0

راقبته جوليا باشفاق ، ثم ارتشفت جرعة سريعة من شرابها ونظرت الى عينى بيرس المتاملتين ... ثم قالت تكرر قولها : لم ارك حين وصلت 0

-وهذا ليس مستغرب ، فلاين الشاب ... كان يشغل بالك عن سائر الحاضرين . وهو على حق ولا الومه لان مظهرك الليلة لايصدق 0

-كلامك غامض 0

اقترب منها حتى التصقت كتفاهما 0
منتديات ليلاس
-تعرفين جيدا ما اعنى ... فسكرتيرتى المثالية ذات الكفاءة العالية نهارا تنقلب الى حورية فائقة الجمال ليلا . وهذا الشاب اصيب بالدوار انما ليس فقط بسبب هذه الملابس المتالقة التى ترتدينها 0

نظرت اليه جوليا من فوق حافة كاسها مفكرة : انت ايضا تبدو مختلفا قليلا 0

فقد استبدل بذلة العمل المتزمتة التى يرتديها فى المكتب . باخرى رائعة ، وكانت النتيجة واضحة من خلال النظرات النسائية التى كانت تنصب عليه 0

-ايعجبك ؟

-اوه ، اجل ... جذاب جدا ... ينضح بالجاذبية 0

كل صديقات ليديا يتلظين من فضولهن 0

نظر اليها بحدة : ماذا اصابك ؟

-لا شئ ... اتلمح الى اننى متوترة ؟

-لست متوترة كل التوتر حبيبتى ، لكنك غريبة الاطوار قطعا 0

ابتسمت له بسعادة : انه احساس لذيذ ... لم اختبر مثله من قبل ... على فكرة ، ما رايك بشقيقتى ليديا ؟

-سيدة فاتنة جدا ... وصهرك رجل محظوظ 0

-اتعجبك بيرس ؟

dede77 06-07-11 08:44 PM

-لا تكونى سوقية ... فلست معتادا على الاعجاب بزوجات الاخرين 0

انسلت ذراعه حول قدها الرشيق ثم اردف : مع اننى لا امانع عن الارامل الجميلات عينى 0

تشنج جسم جوليا ، ثم استرخت مبتسمة : بيرس ... اتحاول العبث بى ؟

-لم اظن ان هناك من يستخدم هذه الكلمات فى هذه الايام ، حسنا وما دمت سالتنى فاجل سيدة دراغونر ، انا احاول العبث بك . فهل من اعتراض ؟

هزت راسها نفيا ، واسندت راسها الى ذراعه ...

-متى عدت ؟

نظر الى ساعته : وصلت منذ ساعة تقريبا . اغتسلت ثم ارتديت ملابسى ، وها انا ذا 0

-بيرس ... ! انت دون شك جائع . فلنذهب ولنحضر بعض الطعام قبل الزحام 0

-هذا ان وعدت بايجاد مكان منعزل ناكل فيه 0

-يجب ان اعرفك الى الجميع ... سافرين ويبلر تكاد تستشيط غيظا من الفضول 0

-ان كنت تعنين تلك الشقراء المرتدية تلك الثياب القصيرة . فقد قابلتها حالما وصلت ... قدمتنى اختك اليها ، ولزوجين اخرين من الاطباء ... وهذا يكفينى فى الوقت الحاضر ... شكرا لك . لماذا اراك مصممة على تجاهل الموضوع الاساسى جوليا ... لكن فلنكن واضحين ... انا لم ات الليلة الا لاراك 0

كان كلامه فى غاية الصراحة فازدردت جوليا ما فى كاسها دفعة واحدة ... وقالت : لا تقل اقوالا كهذه بيرس 0

امسك بيدها : ولم لا ؟ انا اوضح دائما موقفى . قودينى الان الى مائدة العشاء ، فلست الوحيد الجائع لاننى اراك بحاجة الى بعض الطعام ايضا 0

دخلا الى غرفة الطعام التى كانت فيها ليديا تعيد النظر فى ترتيب المائدة ، ورفعت راسها مبتسمة تحيى بيرس 0

-وجدتها اخير سيد هارتوبل ؟
منتديات ليلاس
-اجل ... وجدتها ... كان رجل ضخم يخبئها فى زاوية القاعة وقد بذل جهده ليحتفظ بها لنفسه . على فكرة ... يسعدنى ان تنادينى بيرس 0

-طبعا ... وانا ليديا ... والان خذ قليلا من الروستو الذى اشتهر بصنعه ، واضف اليه ما تريد ، وتاكد من ان تاكل جوليا شيئا كذلك ... لافائدة من العبوس جوليا ، فمن عادتك ان تنشغلى بالناس وتنسى نفسك ... آه هذا هو هنرى ... استئذنكما 0

ملا طبقيهما باللذائذ المختلفة ... واخذت جوليا تفكر فى مكان تصحب اليه بيرس ... بعد استشارة هنرى ، اصطحبته الى مكتبة هنرى التى تقع فى مؤخرة المنزل . فجلسا حول الطاولة وكانهما يتامران خلسة 0

قالت جوليا وفمها ملان بالطعام : انه عمل غير اجتماعى حقا 0

-وهل من اعتراض ؟

-لا . لا . ابدا 0

-اذن فلنتمتع بطعامنا ... ليس لانها فطائر من صنع يدى شقيقتك بل لاننى جعت جوعا كدت معه اكل باقة الازهار فى الردهة ... لقد تاخرت كثيرا فى لندن فلم اجد الوقت لتناول الغداء ... ثم اضطررت للقيادة بسرعة مجنونة على الطريق الرئيسية ... ولم اتوقف لتناول وجبة سريعة 0

وضعت جوليا سكينتها وشوكتها ، لترتشف قليلا من العصير ، تنظر الى بيرس مفكرة . فتوقف عن الاستمتاع بالطعام لينظر الى العينين السوداوين الواسعتين المحدقتين اليه 0

-تنظرين الى نظرة غريبة جوليا 0

-كنت افكر بردة فعل ليديا وهى تسمعك تصف الروستر بالفطائر ! ثم ... ولاكون صادقة ، كنت افكر فى تبدل مزاجك تبدلا مذهلا . فى الاسبوع الماضى ، كنت مستعبدا ساخرا لا رحمة فى قلبه . وهذا الاسبوع ، انقلبت الى ....

dede77 06-07-11 08:46 PM

-الى معجب متحمس او الى مرشح وحبيب او الى صديق ملؤه الامل ؟

-انها كلماتك لا كلماتى . ولكن مهما بررت تبدل مزاجك اجد صعوبة فى فهم تبدلك من موقف متطرف الى اخر . فى الاسابيع الثلاثة الماضية كنت مستبدا عدائيا وفى بعض الاحيان لا تطاق 0

ابعد بيرس عنه طبقه الفارغ متنهدا ثم استند الى كرسى هنرى الدوار 0

-والان جوليا ... ايروقك احد اقتراحاتى ؟

-لست واثقة تماما ... ولكننى ارغب فى ان نصبح صديقين 0

مال الى الامام يمسك بيدها : فى البداية ظننتك امرأة متزوجة عابثة تستغل والدى . وقد كانت هذه الفكرة مهمازا قاسيا وهذا ما جعلنى ادفعك وادفع نفسى الى عمل مضن . فقد تصورت اننى باغراقك فى العمل ساعات طويلة اغل يديك عن تنفيذ شرورك ... والامر بكل بساطة اننى كنت غيورا وهذا ما كرهت نفسى من اجله . واصبح العمل معى صعبا ، فالغيرة شعور جديد على . الا يمكنك مسامحتى على كل هذا ؟

نظرت اليه بحزن هنيهة ، ثم هزت راسها ايجابا فتراجع فى كرسيه : شكرا لك . والان ... اترغبين فى التحدث عن ترملك وانت صغيرة فى العمر ؟

حاولت جوليا ان ترد بصوت خال من الانفعال : قتل باتريك فى شهر العسل . بدا تعارفنا منذ الطفولة فقد كان ابن الجيران ، ولكن منزله كان اكبر منزل فى القرية ، منزل العمدة ... وكان لمنزله سور يحاذى سور ارضنا التى هى مقر منزل الكاهن ... اتريد حقا سماع القصة ؟

هز راسه مبتسما ومؤكدا ... فاردفت : ابتعد باتريك ليكمل دراسته فى المدرسة الدااخلية ... ولكننا فى العطلات كنا ننطلق فى البرارى ... كان اهله يمنعونه من اللعب مع صبيان القرية ، ولاننى ابنة الكاهن سمح له بمخالطتى . علمنى السباحة فى النهر واصطياد السمك فيه ... مع اننا لم نصطد كثيرا منه . وعلمنى كيف العب التنس وكيف اركب الدراجة ، واعطانى دروسى الاولى فى قيادة السيارة ... نال درجته الجامعية فى السنة التى نلت فيها الشهادة الثانوية . وفور تخرجه عرضت عليه وظيفة فى شركة للمحاسبة ، فقد كان لامع الذكاء .منتديات ليلاس ثم مات ابى فجاة فاصر باتريك الا اذهب الى الجامعة ، وقرر الزواج بى وكانت هذه الفترة من الفترات النادرة التى كنت فيها مع ليديا على طرفى نقيض ... فقد ارادت ان اتابع دراستى الجامعية لانال درجة علمية مرموقة اما الزواج فطلبت الى ان اؤجله الى ما بعد تخرجى وكان ان تمزقت بين اتجاهين ولكننى فى النهاية استسلمت لباتريك تاركة وراء ظهرى رغبة ليديا ، ومعارضة عائلته الشديدة . وبعد الزواج مباشرة قتل ، والتقطت ليديا وهنرى اشلائى الممزقة ... ولملما جراحى ، واصرا على ان اعود الى الجامعة . والباقى تعرفه 0

وقف بيرس وادارها حول الطاولة ، ليضمها بخفة وحنان ، بذراعين رقيقتين 0

-لقد تعرض نضوجك لضربة مؤلمة جوليا 0

احست جوليا بدوار وتعب من شدة المشاعر التى ثارت فى داخلها عندما روت قصتها الصغيرة ... وبدا لها الان ان هذا كله حدث لفتاة اخرى منذ زمن بعيد جدا 0

-اتعلم بيرس ... كنت مخلوقة ذكية طائشة تطير بخفة فى الحياة كالفراشة ، ثم بين ليلة وضحاها انتهت ايام الطفولة . وبدات فجاة مرحلة جديدة لم يعد فيها باتريك ، او ابى ، او منزل ياوينى ... ربما تفهم الان شدة امتنانى لليديا وهنرى . ارادا ان اعيش معهما واذهب الى الجامعة ، ولكننى رفضت العيش عندهما فاستاجرت شقة تشاطرتها مع فتاتين اخريين وهذه الشقة هى التى اعيش فيها الان . بيرس يكفى ما سردته من قصة حياتى ، ففى الخارج حفلة ولاشك ان ليديا وهنرى قد دفعا الجميع الان للرقص ، لانه بوجود الاطباء قد نمضى الامسية فى احاديث طبية 0

تنهدت قليلا ، ثم عادت تنظر الى بيرس ... رد لها الابتسامة ، وانحنى يلثم وجنتيها بسرعة 0

dede77 06-07-11 08:48 PM

-فلنذهب ولنقل لاختك كم تمتعنا بطهيها الرائع ... ثم نحاول التظاهر باننا نغسل الصحون 0

-حقا ... بيرس ... انا واثقة انك لا تعرف شكل منشفة الصحون ؟

-ساثبت لك اننى خبير فى ذلك . اتظنين ان بامكانى عرض خدماتى على ليديا ؟

-يا الله ... لا ! فلديها جلاية كهربائية . هيا فلنعد الى الواجبات الاجتماعية . واعلم انك ستضطر لمراقصة سافرين وابنة الدكتور لارسون الشابة ، التى كانت ترمقك وكانها تدعوك ، منذ قليل 0

فتح لها الباب ، يتمتم فى مؤخرة عنقها : اقسم بحياتك انى لن افعل ! اتظنين اننى اخاطر بك لينتزعك منى ذلك الطبيب الشاب ؟ لن اسمح لك بالابتعاد عن ناظرى لحظة !

نادتهما ليديا ما ان برزا الى القاعة 0

-جوليا ، اصطحبى بيرس لاحتساء القهوة ... ثم عودا للرقص0

هنأها بيرس بنعومة على جودة الطعام ، فشكرته بعذوبة ونظرت الى جوليا لحظة ، ثم ابتعدت وعلى ملامحها الاطمئنان وسرعان ما انخرطت بين الهازجين على انغام الموسيقى الصاخبة 0

جر بيرس جوليا الى وسط الراقصين فوجدت انه يرقص بمهارة كما هو ماهر فى كافة الامور . وما هى الا لحظات حتى تغيرت الانغام الى انغام رومانسية هادئة ، فوضع ذراعه حول خصرها وشدها باليد الاخرى الى صدره ... كانا لا يكادان يتحركان مع النغم فقد التصقا تقريبا واسترخيا بلين 0
منتديات ليلاس
استسلمت جوليا للموسيقى يتبع جسمها خطواته وتحس بشفتيه على شعرها ... فجاة انتزعت من غفوتها فقد تسارعت النغمات وصدحت . وتركته يقودها بعيدا عن الراقصين الى حيث كان هنرى يوزع العصير . قال لها هنرى مرحبا : مرحبا حبى ... اتريدين المزيد من العصير ؟ وانت هارتوبل 0

تقبل بيرس كوب اناناس مع الصودا ، اما جوليا فقنعت بالوقوف مع رجلين يتحدثان عن توقعات الكريكت الانكليزى فى جولته الى اوستراليا 0

فجاة ادركت ان بيرس يحدثها 0

-اظن من الافضل ان اذهب الان جوليا ... فساتناول الغداء غدا مع امى وابى ... ووعدتهما ان امضى الصباح عندهما لاخبرهما عن رحلتى الى لندن . وكما ترين احتاج الى النوم لاهيىء نفسى لمقابلة الرجل الكبير ....

كان هنرى قد انطلق يبحث عن ليديا ، اما جوليا فوقفت تنظر الى بيرس حالمة 0

-شكرا لقدومك 0
منتديات ليلاس
-على انا ان اشكرك . ولكننى اسف على امر واحد هو عدم قدرتى على ايصالك الى منزلك ، فهذا الجزء من السهرة هو الافضل 0

ابتسمت جوليا لكنها قالت بلهجة جافة : اظننى ساكتفى بهذا القدر ايضا . فابنة شقيقتى ستوقظنى فجرا وهؤلاء الجماعة مستعدون على ما يبدو للسهر ساعتين اخريين . وانا نادرا ما ابقى ساهرة حتى نهاية مثل هذه الحفلات 0

وصلت ليديا مع هنرى تمد يدها ، بابتسامة دافئة : سررنا بقومك بيرس ... قم بزيارتنا ثانية فاهلا بك متى شئت 0

انحنى يلثم اليد الممدودة اليه ، وقال : شكرا لكما لاستقبالى . فى الواقع ... ان لم يكن لديكما مانع ، اود المجئ لاصطحاب جوليا بعد ظهر الغد الى منزلها 0

نظرت جوليا اليه بدهشة : بيرس لا داعى الى ذلك 0

رد بحزم : بل اود ان اقلك 0

ابتسمت ليديا : طبعا بيرس ... وستتناول معنا الشاى قبل ان تنطلقا ... لم تتح لنا فرصة كبيرة للمسامرة الليلة . اسمع ، يجب ان اعود للقيام بواجب الضيافة . هنرى ! يحتاج بعض الضيوف الى شراب . اراك غدا بيرس ، على الذهاب الان 0

نظر الى جوليا بعينين زرقاوين مقنعتين : رافقينى الى السيارة جوليا 0

dede77 06-07-11 08:51 PM

خرجا معا دون ان يلحظهما احد ... فى الخارج كان القمر صغيرا والليل هادئا وباردا فارتجفت جوليا لان الهواء البارد تسلل الى جسمها عبر حرير فستانها الرقيق . فانتزع بيرس سترته الدافئة ولفها حولها ، وهذا ما اشعرها بانها بين ذراعيه . وفيما هما سائران فى الحديقة طغى عليهما جمال الليل وسمعته يسالها : اتمانعين لو اتيت غدا ؟

-لا . بل يعجبنى عرضك الذى اقترحته وهو لطف منك 0

وصلا الى البورش ، التى كانت تلمع تحت نور الشارع الضئيل ... واستند بيرس الى مقدمتها : لا تحسنى الظن بى كثيرا ... فانا انما انفذ ما اريد 0

تمتمت تحاول تغيير الموضوع : ستبرد بدون السترة 0

-ادفئينى اذن 0

دس ذراعيه تحت سترته وشدها اليه وكانهما مازالا يرقصان . ثم استند الى السيارة ، يحملها قليلا ففقدت التوازن واستندت اليه بدون مقاومة ، وعندما كان يضمها بدفء وحنان تسارعت انفاسها ولم يعد جسدها متوترا بين ذراعيه .
منتديات ليلاس
شدها اليه بقوة حتى بات من الصعب معرفة قلب من الخافق بشدة مضاعفة 0

همس فى اذنها : اجلسى معى فى السيارة قليلا 0

ردت هامسة : لا 0

-لماذا لا ؟

-استطيع ان اذكر عشرة اسباب ... مع اننى لا استطيع التفكير فى واحد الان . فى الواقع ، لا استطيع التفكير بوضوح الان 0

اخذت تضحك مرتجفة : بيرس ... كنت اكرهك كثيرا فى الاسبوع الماضى لذا لا ارى ان من الانصاف ما اشعر به فجاة 0

قال بصوت اجش مرتجف : فليذهب المنطق الى الجحيم 0
منتديات ليلاس
استقام ليوقفها منتصبة ، وضع اصبعا تحت ذقنها ورفع لها راسها لتواجهه 0

-فكرى فى ما ستشعرين به فى الاسبوع المقبل ! عودى الان قبل ان يخترق البرد عظامك . واحتفظى بالسترة وغدا استردها منك . توجهى مباشرة الى النوم . ولا تتسلى مع اى طالب طب فى طريقك 0

-سافكر فى الامر ... تصبح على خير 0

صعد الى سيارته ، ملوحا لها ، ثم انطلق ... وعادت جوليا بسرعة الى المنزل ، فوجدت ليديا لتتمنى لها ليلة سعيدة ... ثم توجهت الى غرفتها فورا 0



*****

انتهى الفصل الرابع 0

زهرة منسية 08-07-11 05:01 PM

زى ما معودان دى دى الروايه من ملخصة باين أنها حلوة كتير يسلما أيدتكى

dede77 08-07-11 09:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2803973)
زى ما معودان دى دى الروايه من ملخصة باين أنها حلوة كتير يسلما أيدتكى


تسلمى حبيبتى من كل شر . وان شاء الله عندما تقراينها كاملة تعجبك

فى انتظار رائك بعد نهايتها 0

dede77 08-07-11 09:50 PM

( الفصل الخامس )


5- الفراشة والضوء 0


عندما استيقظت وجدت الشمس الساطعة تتدفق فوق سريرها ، وترايسى واقف فى الاسفل يحمل بكل حذر كوبا يتصاعد منه البخار ، وينظر اليها منفعلا : طلبت ماما الا اوقظك ولكنها طلبت منى ان وجدتك مستيقظة ان اعطيك هذا 0

قاومت جوليا النعاس وجلست لتتناول كوب القهوة شاكرة 0

-شكرا ترايسى . اعتقد انك ايقظتنى فعلا ... ولكن اذا كان اوان الفطور قد حان فلا باس بهذا 0

ضحك وجه ترايسى حتى برزت غمازتان : لقد تاخرت قليلا خالتى . الساعة الحادية عشرة ، وليس الوقت وقت الفطور . اراك فيما بعد!

خرجت جوليا بسرعة من السرير ، وشهقت حين تاكدت ان الوقت فعلا قد تجاوز الحادية عشرة . لقد نامت كالميتة فلم تشعر بالضيوف عندما غادروا المنزل كما لم تستيقظ على اصوات الاولاد . اسرعت الى الحمام لتستحم بسرعة ثم ارتدت ملابسها فى دقائق قليلة ... كانت معتادة على ترك بعض الثياب فى منزل اختها ، وسرعان ما ارتدت جينزا عتيقا وقميصا صوفيا ازرق واخضر ، ثم انتعلت حذاء خفيفا وسرحت شعرها بسرعة قبل ان تربطه 0

كانت ليديا تخفق الزبدة لصنع قالب حلوى على طاولة المطبخ حين دخلت جوليا وعلى وجهها عقدة الذنب 0

-ليديا انا اسفة ! لم اتاخر فى النوم من قبل ... لا ادرى ما اصابنى ! لقد غفوت عشر ساعات دون ان يرف لى جفن .

-لا تقلقى ! كنت بحاجة الى النوم على ما يبدو . اتريدين ان تاكلى شيئا ؟
منتديات ليلاس
-وقت الغداء قريب ، شكرا . اين الجميع ؟

اصطحب هنرى الصبيان الى " تولمارستون وود " لبعض الوقت . اما كارول ففى قفص اللعب ... اتريدين المزيد من القهوة ؟

-اجل ... ارجوك ... متى غادر الضيوف ليلة امس ؟

-اوه ... فى الثانية ... كانت السهرة ناجحة . واعتقد انك تمتعت ؟ هيا ... اخبرينى ... هل كان بيرس كما توقعته ؟ لم يسمح بان تبتعدى عنه لحظة واحدة . من الواضح يا جوليا انه لا ينوى اللف والدوران 0

اسندت جوليا مرفقها الى الطاولة ، ونظرت الى خارج نافذة المطبخ : كانت امسية خيالية ليديا ... اخبرته كل شئ عن باتريك عندما كنا ناكل . هل ازعجك انسحابنا الى مكتبة هنرى ؟

-لا .... يا سخيفة ! بالطبع لم انزعج 0

-ما رايك فيه ؟

ابعدت القصعة وجلست ، تحمل فى كل يد كوب قهوة : بكلمة مختصرة ، يا اختى الصغيرة ... واو ! كادت المسكينة سافرين تنفجر احباطا ، فقد وصل تقريبا حينما وصلت . فلم استطع تجنب تقديمهما ... انه ذكى جدا ... فبعد اكثر المجاملات الكلامية اختصارا ؟ المح بطريقة ما ، ان عليه الانسحاب لسبب ضاغط . وحين تبين ان السبب الضاغط هو ابعادك عن بيتر لاين كادت عيناها تقفزان من محجريهما . انه من الصنف الممتاز جوليا ... اواثقة انك قادرة على التعامل معه ؟

-التعامل مع ماذا ؟ قبل ان تتمادى اكثر ... اجل ، اظننى قادرة على التعامل معه . شكرا لك 0

وقفت تتمطى : لقد نمت نوما هنيئا لم اذق مثله منذ سنوات . وهذا ما يعطينى الحماس لتقشير البطاطا فناولينى السكين 0

-لن ارفض عرضا كهذا . آه ... ها قد بدات كارول تبكى ، ساتفقدها 0

dede77 08-07-11 09:53 PM

جلست جوليا تقشر البطاطا بسرعة . وكانت قد حضرت الكرنب والقرنبيط لحين عادت ليديا تحمل كارول الصغيرة التى مدت ذراعيها فورا لجوليا 0

جلست جوليا بعدما وضعت الطفلة على ركبتيها اما ليديا فراحت تتم اعداد الغداء . جذبت رائحة الروستو الرائعة الكلبين ، ولم تحظ ليديا بالراحة الا بعد ان اطعمتهما ... عندما كانت جوليا تهم بالوقوف سالتها اختها 0

-من اين حصلت على هذا القميص ... جوليا ؟ ظننت اننى ارسلته الى سوق الكنيسة الخيرية 0

-كان فى درج خزانتى . ارتديته لاننى لم احمل معى سوى كنزتى الصوفية الصفراء وظننت ان هذا مناسب للالعاب التى سيقوم بها الاولاد بعد الغداء 0

-لست بحاجة لملاعبتهم جوليا انت لا تحتاجين الى الدفع مقابل طعامك ومنامك 0

ردت جوليا بسخط : لكننى اتمتع بملاعبتهم . على اى حال ، بيرس لن يحضر قبل موعد الشاى وعندها سارتدى شيئا رزينا 0

وقفت تسير الى النافذة وكارول على خصرها : هاى ، حضرى العصير والشراب . لقد وصل رجال البيت 0

صاحت ليديا : الرجال 0

واقتحم المطبخ ثلاثة صبيان ملطخين بالوحل ولحقهم والدهم بخطوات متثاقلة . فاردفت صائحة : اخلعوا احذيتكم جميعا فى الخارج ، ثم توجهوا الى الحمام للاغتسال وتبديل الثياب 0
منتديات ليلاس
صاح فيليب بانفاس مقطوعة : كان الامر رائعا ... لقد تدحرجنا فوق التل ...

قاطعه مايك : وكان هناك وحل لزج فى الاسفل . وتقلبت وتقلبت وتقلبت فيه 0

ردت الام بحزن : وهذا ما اراه جيدا . واين كان دادى فى هذه الفترة من المرح الصاخب ؟

قال ترايسى ضاحكا : اوه ... كان يراقب الطيور بمنظاره ... فانشغل عنا دقائق 0

ربت له والده على راسه ، وارسله مع الاخرين ، ثم دس ذراعه حول خصر زوجته النحيل : اسف حبيبتى . لكن الطيور كانت رائعة . اؤكد لك اننى لم انتبه للوحل 0

ردت ليديا بغيظ : انت ... كان عليك ان تحافظ على هندامهم نظيفا 0

لكن سرعان ما مات غيظها واحتجاجها عندما عانقها . فسالت جوليا تتصنع البراءة : هل احمل كارول الى مكان اخر ، ام انكما قادران على الادعاء باننى لست هنا ، وتتابعان ما تريدان بغض النظر عن وجودى ؟

ترك هنرى زوجته على مضض ، وتقدم الى البراد ليصب العصير : كفى وقاحة يا فتاة ... اتريدين شرابا ؟

نظرت ليديا الى الساعة : نعم ان اسرعت 0

فيما مكان هنرى يقدم الى جوليا شرابها لاحظ ما تلبس : اليس هذا قميصى الرياضى القديم ؟ يبدو مختلفا عليك ... ظننت ان امره انتهى منذ سنوات ... اسمعى لا اريد ان ابدو فظا . ولكن ، الن ياتى هارتوبل لاصطحابك بعد الظهر ؟ ثيابك غير مناسبة لهذا اللقاء جوليا 0

-اجل ... انه قادم ... كما ان ثيابى غير مناسبة للقاء اى كان . ولكنه سيقلنى الى البيت فقط . واعدك ان ارتدى ثيابى قبل هذا الوقت ، مع ان لا حاجة بى الى الاناقة 0

قالت ليديا تواسيها : لا تهتمى له حبى ... خذى كوب عصير اخر ريثما تنضج الخضار

dede77 08-07-11 09:55 PM

-لا... لا اريد ... فى الواقع انا جائعة بعد النوم عشر ساعات 0

قال هنرى : فى الواقع يا جوليا ، اظن انك كنت تبالغين فى العمل مؤخرا الى درجة الارهاق فكان ان اخذت الطبيعة مجراها ، وصرعتك. لكن النتيجة رائعة ، فانت تبدين مشرقة هذا الصباح 0

ردت ليديا ساخرة : يا له من تحليل طبى ! تعالى ، فلننه هذا الغداء ، قطع شرائح اللحم هنرى ، وانت جوليا حضرى مرق اللحم اما انا فاتولى الباقى . سنتناول الغداء هنا اليوم ، لكى نسرع 0

سرعان ما كان كل واحد منهم يستهلك كمية كبيرة من اللحم والخضار ... تبع هذا بعض الحلوى التى بقيت من الحفلة ، ورفضت ليديا عرض جوليا بالمساعدة فى غسيل الصحون فيما بعد 0

-لا حبيبتى ، اذا كان لابد ان تلعبى مع الاولاد فليكن هذا الان . قد تعانين من عسر هضم ، ولكن عليك ان ترتدى ثيابا محترمة فى اسرع وقت ممكن . لان هذا القميص ضيق جدا 0

ضحكت جوليا ، ووضعت كارول فى كرسي متحرك ثم اخرجتها الى الحديقة لتشاهد انجازات خالتها فى لعبة كرة الركبى ... كان ترايسى يتعلم اللعبة فى مدرسته الجديدة فراح يصدر بافتخار سلسلة من التعليمات ... "آوت" ... "باس" "اوف سايد" . اخيرا تحولت اللعبة الى خليط غير مفهوم انتهى بارتماء الاربعة المشاركين فوق المرج ...

وشهقت جوليا : ساعدونى لاقف يا اولاد ... لقد انتهيت ... يجب ان احصل على تدريب صارم قبل ان افكر فى تاسيس فريق ما !

ولكن اليدين اللتين ساعدتاها كانتا اكبر واقوى من ايادى ابناء اختها . جرها بيرس لتقف ، واخذ يبتسم لها ، وصمت الاولاد بخجل على الفور . احست جوليا بالشئ نفسه عندما التقت عيناها لمعان عينيه اللتين كانتا تطوفان عليها من راسها الى اخمص قدميها 0منتديات ليلاس

قال لها الصوت العميق المشبع بالضحك : لن تنجحى ابدا فى مركز الهجوم جوليا ... من الافضل ان تجربى مركز الجناح 0
ضحكت جوليا بخشونة ، تحاول عبثا تمليس شعرها : مرحبا بيرس ، بكرت فى المجئ . ستخنقنى ليديا . كان على ان اغير ثيابى وانظف نفسى قبل ان تاتى ... صافحوا السيد هارتوبل يا اولاد ... بيرس ... هذا ترايسى ، فيليب ، ومايك ....

صافح بيرس كلا منه بطريقة رسمية . وقال : ما رايكم لو اكون بديلا عن خالتكم التى تود تبديل ملابسها ؟ كنت اعتبر جناحا مفيدا فى المدرسة ... وربما استطعت ان اعلمكم شيئا جديدا 0

استقبل عرضه بحماس ، لكن جوليا نظرت بريبة الى ملابسه ...كان يرتدى جينزا وكنزة ذات ياقة مثلثة وتحت الكنزة قميص ابيض ...

سالت : الن تتسخ ؟منتديات ليلاس

-معقول ... لكن لا تقلقى ، يمكننا غسل ما يتسخ . اذهبى الان واتركينا نهتم بالامور المهمة للذكور 0

صفعها على كتفها ، ثم انخرط بسرعة بين الفريق 0

هرعت جوليا الى المنزل ، فالتقت بليديا التى كانت تهم بالخروج من المطبخ 0

-وصل بيرس ، والافضل ان اغير ملابسى 0

تاوهت ليديا : هل راك على هذه الحال ؟ ... اين تركته ؟

-لم اتركه فى اى مكان ، انه يعلم الصبيان اصول لعبة الركبى فوق المرج ! ليديا ، هل لى ان اقترض منك وشاحا ؟

-فتشى فى درج خزانة ملابسى ، يجب ان اجد هنرى بسرعة لاطلب منه استدعاء وحوشه 0

عدت جوليا الى غرفة شقيقتها فوجدت الوشاح الاسود الذى تريده ، ثم عادت الى غرفتها لتستبدل الجينز والقميص ، بسروال من الكتان الاسود وكنزة صفراء ثم بعد ذلك طفقت ترتب شعرها ، فكت ضفيرتها بسرعة فائقة ، وسرحتها ثم عادت فربطت الشعر الكثيف على مؤخرة العنق بالوشاح الاسود ، الذى تركت اطرافه تختلط بشعرها 0

dede77 08-07-11 10:01 PM

ثم زينت عينيها بالكحل وثغرها باحمر شفاه ولم تلبث ان هرعت الى السلم فوجدت الرياضيين قد دخلوا ، واستقروا فى غرفة الجلوس . الرجلان واقفان والصبيان يصغون الى مختلف وسائل اللعب . كانت ليديا جالسة وعلى ركبتها كارول التى تحاول فهم شئ من النقاش الدائر 0

ابتعد بيرس عن المجموعة حالما دخلت جوليا الى الغرفة وجلس الى جانبها على الاريكة ... سرعان ما خرج الصبيان الى اللعب ثانية ، اما الكبار فانخرطوا فى تبادل اطراف الحديث حتى نامت الطفلة على كتف امها فناولتها لوالدها وخرجت جوليا لتحضير صينية الشاى 0

بعد التمتع بسندويشات اللحم ، وحلوى الفاكهة الغنية ، والتوست ، ودعت جوليا وبيرس ليديا وهنرى والاولاد ، وسرعان ما كانا فى البورش ، ينطلقان بسرعة الى الريف ....

قاد بيرس السيارة بصمت فترة ثم قال : جو الهناء الذى تعيشه عائلة اختك مؤثر جدا وهو كاف ليغير راى اقسى الساخرين فى الحياة 0

-حياتهم رائعة لان الوالدين يقومان بالتزاماتهما . انت تدرك بان ليديا تعتبر وظيفة الزوجة والام مهمة لها كمهنة هنرى 0

-من الواضح انها تتمتع بما تفعل ولكن رغم قصر معرفتى بهما ، لاحظت شيئا اخر اجده غريبا ... وهو المقوم الرئيسى لزواجهما كما اعتقد 0

نظرت اليه جوليا باهتمام : آه ، وما هو ؟

-هنرى يحب زوجته كثيرا رغم سنوات زواجهما . واظنها كذلك تحبه ... وهذا بالضبط ما يشيع جو الدفء 0
منتديات ليلاس
-اظنك على حق . اما انا فكنت انظر الى حياتهما وكانها من المسلمات فهما كانا دائما على هذه الحال . مع اننى لست غبية لاؤمن ان كل الزيجات كزيجتهما 0

-هذا صحيح ... فانا آمنت مرة بكل صدق باننى قد احقق نجاحا كهذا . ولاشك انك سمعت بالامر 0

-قيل لى انك خطبت امرأة تزوجت سواك 0

-من اعطاك المعلومات اغفل واقع ... انها اخبرتنى بان كل شئ انتهى بيننا قبل اسبوع على مراسم الزفاف ... فقد وجدت صيدا ثمينا افضل منى بكثير 0

استقرت عينا جوليا على انوار المدينة 0
منتديات ليلاس
-لا ... لم اكن اعرف هذا . لا شك فى انها كانت تجربة مرة 0

ضحك بيرس بلا اهتمام : فى الواقع ، بعدما امعنت التفكير ادركت اننى كنت محظوظا لاننى تخلصت منها . كنت يومذاك اصغر سنا ، وكنت امل ان اكون قد نضجت فى هذه الفترة . ولكننى حين التقيتها اخر مرة فى احدى المناسبات وجدتها على حالها شعر اشقر وضحكه عابثة 0

صمتت جوليا ، تحاول تصور بيرس عندما كان اصغر سنا واقل قسوة فابتسمت للصورة المملة التى تراءت لها ، فنظر اليها بيرس وقد رفع حاجبيه : ما الذى يضحك جوليا ؟

-اضحكتنى صورتك وانت مرفوض من امرأة ، مهما كانت فاتنة ... ولدى انطباع بان ظنك سئ ببنات جنسى عامة 0

ناور ليدخل "كلاونس" ، ثم قال : ثمة تعويضات كثيرة ... فلدى هذا الصنف من النساء عروضا كثيرة ولكن فكرة الارتباط باحداهن هى ما تقزز الروح 0

ردت جوليا بخفة ، تجمع اغراضها عندما اتخذ اتخذ المنعطف المفضى الى منزلها : تعوزك اللباقة ولكنك صادق 0

امسك بيرس ذراعها : لا تذهبى بسرعة جوليا . املت ان ترافقيننى الى العشاء . ثمة اشياء كثيرة اريد بحثها بشان العقد البرازيلى 0

نظرت اليه بثبات : مساء الاحد بيرس ؟ الا يمكن ان ينتظر الامر حتى الصباح ؟

dede77 08-07-11 10:04 PM

-لا 0

-حسنا ... بصراحة ، بعد غداء ليديا الدسم ، اضافة الى ما تناولناه وقت الشاى ، لا اظننى بحاجة الى طعام اخر اليوم ... ربما نتوصل الى اتفاق 0

-وماذا تقترحين ؟

ترددت قليلا ، ثم رمت الحذر ادراج الرياح 0

-يمكنك الصعود معى اذا شئت ... ساعد ما نشربه ، وفيما بعد احضر البيض المقلى وبعض السلطة ... اتعجبك الفكرة ؟

لمعت عينا بيرس وهو يميل اليها : جدا ! اتوافق صاحبة المنزل على زائرين من الرجال ؟

-لا ادرى ... لم اتباحث معها هذا الموضوع من قبل 0

رفع يدها يقبلها معتذرا 0

-سامحينى ... نسيت ان لك قواعد اخرى فى الحياة ... هل ستصبرين على ؟

-صبرت عليك فى الاسابيع الثلاثة الماضية ، ولا ادرى ما يجعلنى لا اصبر الان 0
منتديات ليلاس
فتحت الباب وخرجت ، فلحق بها بيرس حاملا حقيبتها ، وعلبة كرتونية . حين وصلا الى المدخل ، لاحظت ان الظلام يعم المنزل . فاعطته المفتاح قائلة : يبدو ان السيدة هيكنز فى الكنيسة 0

وفى الشقة ، نظر بيرس حوله باعجاب الى غرفة الجلوس البسيطة ... كانت جوليا تغطى الكراسى والصوفا بقماش خشن بنى اللون ، يتناقض مع سجادة السيدة هيكنز الذهبية . كان احد الجدران مكتظا بالكتب ، وبشرائط التسجيل وكان هناك آلة تسجيل متوسطة الحجم ... قال وهو يتامل الكتب ويقرا عناوينها : اذن ، هذا معقلك . هل وضعت اثاثه بنفسك ؟

-ليس فى الاساس ... ولكننى وصاحبة المنزل ، توصلنا الى تفاهم : هى تهتم بالدهان وتؤمن السجاد والاثاث . وانا افعل ما اشاء بالستائر والاغطية ، وما الى ذلك ، ثم فى الصيف . اساعدها فى الحديقة مساء ... واذا كان هناك ما يكفى من شمس ، اجلس فى الحديقة لاتمتع باشعتها احيانا 0

-اتحبين الشمس ؟

-احبها وانا اكتسب اللون الاسمر بسرعة . تصرف وكانك فى بيتك . يجب ان انزل الى المطبخ لارى اذا كان لدى السيدة هيكنز حليب 0
منتديات ليلاس
نزلت جوليا بسرعة فاضاءت الانوار قبل ان تدلف الى المطبخ لتاخذ قنينة حليب من البراد ، وعندما كانت تغلق باب البراد لاحظت رسالة ملصقة عليه : ذهبت الى شقيقتى حتى يومك الاثنين ، جوليا خذى ما تحتاجين اليه 0

ركضت جوليا عائدة الى شقتها فوجدت بيرس يفتش بين شرائط التسجيل ... التفت اليها مبتسما . كان طوله ورجولته ، يسيطران على غرفة جلوسها الصغيرة : كل شئ مرتب ترتيبا هجائيا ... مثلك مثل "المثال" الصغير الذى انت هو ... هل لى ان استخدم شيئا ؟

-تفضل 0

دخلت جوليا الى مطبخها تحمل الحليب وعلبة الكرتون التى اعطتها لها ليديا ... كانت تحتوى على مختارات من اللذائذ ، بينها علبة بلاستيكية فيها سلطة جاهزة ورغيف اسمر خشن وبعض الجبن والفاكهة ... ابتسمت لما شاهدته ونادت : بيرس ... ماذا تريد ان تشرب ؟منتديات ليلاس

انضم بيرس اليها فى المطبخ 0

-اريد القهوة بدون سكر او كريما ... وانتِ ؟

-اريد القهوة مع الحليب . هل لك ان تفتح الزجاجة ارجوك ؟

عادا الى غرفة الجلوس . بيرس يحمل صينية القهوة وجوليا تشعل مدفاة الغاز . بعدما اشعلتها تكورت الى جانبها ، مسندة ظهرها الى احد المقاعد واشارت لبيرس ان يجلس على الاريكة ثم قالت : ما هى المسالة الملحة التى تريد مناقشتها بيرس ؟

dede77 08-07-11 10:08 PM

مدد ساقيه امامه باسترخاء ، ونظر اليها 0

-ساسافر الى البرازيل بعد اسبوعين ... عقد انشاء الفندق الذى امل ان اعقده تابع لشركة ، نصفها فرنسى ونصفها برازيلى . لديهم فندق فى "كوباكوبانا " ويرغبون فى بناء اخر فى "لاغواآزول " وهو مكان يبعد قليلا عن الساحل . سامكث هناك بضعة ايام للقيام بمحادثات مع غاستون تريدان الفرنسى ، وهو اهم رجل فى الشركة ، ومع فرناندو سانتوس ومع سبيرو ماريتينز البرازيليين . اريد منك ان ترافقينى ، فوالدى يؤكد لى ان لغتك البرتغالية ممتازة ... طبعا ! وسيمتن فرناندو سانتوس العجوز لهذا ، فانكليزيته سيئة . من الواضح ان من المهم توضيح كافة جوانب الاتفاق ، وهنا ياتى دورك فعليك الجلوس لتسجيل جميع النقاشات ولمساعدتى فى الجانب الترفيهى 0

مال بيرس الى الامام ، حين لم تتفوه جوليا بكلمة : حسنا جوليا ... ما قولك ؟

-يا الله ، بيرس ... لماذا تطرح السؤال مرتين ؟ لم اتخط حدود البرتغال ولم اتخيل سفرى الى البرازيل 0

قفزت واقفة فجاة وهى غير قادرة على البقاء فى مكانها : متى سنذهب ؟

وقف معها مبتسما بوجهها المشرق بالاثارة : الاسبوع القادم ، نهار الثلاثاء . هل تحملين جواز سفر صالح ؟
منتديات ليلاس
هزت راسها ايجابا 0

-عظيم ... سنمكث هناك اربعة او خمسة ايام ، فهذا وقف على سير الامور . انا اعرف غاستون تريدان وزوجته سوزيت اللذين يملكان شقة فى "ابيانيما"0

تنهدت جوليا جذلا 0

-اهذا اسم مكان حقا ؟ ظننته اسم اغنية فقط . هل الطقس حار هناك فى مثل هذا الوقت من السنة ؟ ماذا احمل من الملابس ؟

-يبدا الحر فى شهر تشرين الثانى . تحتاجين الى فساتين قطنية فى النهار ، والى ما هو رائع كفستان الامس للسهرات والى ثوب سباحة ... سنقيم فى "اوروبراتو" فى "كوباكابانا" وهو فندق اصحابه فرنسيون ، لهم علاقة مع غاستون . بامكانك الخروج من الفندق بثياب السباحة ، وعبر "افانيدا اتلانتيكا" تجدين الشاطئ مباشرة 0

كانت عينا جوليا مشرقتين بالترقب ثم تذكرت واجبات الضيافة : رافقنى الى المطبخ بيرس ... سنتحدث وانا اعد بعض الطعام 0

لحق بها قائلا : هل استطيع تقديم المساعدة ؟

-لا ... شكرا لك ... المكان ضيق نسبيا بالنسبة لشخص مثلك . سلينى فقط وانا احضر الطعام ، اتحب القريدس ؟

-اجل ... على فكرة ... ماذا قالت صاحبة المنزل عن ضيف ذكر يتعشى معك ؟منتديات ليلاس

ركزت جوليا على فتح علبة قريدس مبقية نظرها الى الاسفل : لا شئ ... انها غائبة . هى فى منزل اختها لقضاء عطلة الاسبوع . تركت لى رسالة على باب البراد 0

ساد صمت قصير ... فرفعت نظرها اليه فاذا هو يحدق اليها ، وارتسمت ابتسامة صغيرة على فمه . استند الى ظهر كرسى المطبخ متوازنا وسال : اكنت دعوتنى لو عرفت انها غير موجودة ؟

فكرت جوليا لحظات : على الارجح ... لا . ولكن بما انك هنا ، فلا باس ببقائك . خاصة بعد رميك فخ رحلة البرازيل ...

صمتت وقد اصبح لونها قرمزيا ، ورمى بيرس راسه الى الوراء مقهقها 0

-حبيبتى ... لا اظن ان عرض السفر فى اجازة عمل حتى الى البرازيل سبب فى ان اكسب الاذن بمغازلتك ... صحيح ؟

ردت بحدة : لا ....

تابعت عملها بسرعة ، وسرعان ما كان القريدس مغمسا بالزبدة وممزوجا بالطماطم والبصل بعد ذلك راحت تقطع الخبز الاسمر ، وتنقل السلطة الى القصعة ، واعطت بيرس ادوات المائدة والصحون 0

dede77 08-07-11 10:10 PM

-حضر الطاولة ريثما اخفق البيض ... اتعترض ان اكلنا هنا ؟

-ابدا ... كنت افكر فى منظر هذا البيت ودفئه 0

رفعت خصلة من شعرها عن جبينها مبتسمة ثم راحت تملا ابريق الشاى وتضعه على النار ....

-كن حذرا ... لا تفكر فى امور كهذه ... التفكير بعائلة واولاد قد يصيبك بعسر هضم !

راقبها بيرس بسعادة ظاهرة وهى تسكب البيض فوق الزبدة . كانت تحركه بحذر وهى تضع لسانها بين اسنانها من شدة التركيز . ثم سكبت المزيج فى فى صحن واضافت مزيدا من الزبدة ، وصبت ما تبقى من البيض ... ما هى الا لحظات حتى كان البيض المخفوق جاهزا ومزيج القريدس موزعا بين الطبقين . ساد صمت مطبق بينهما وهما ينكبان على الطعام بحماس 0
منتديات ليلاس
قال بيرس وفمه ملان : انت سيدة متعددة المواهب ... سكرتيرة كاملة وطاهية ممتازة وخالة محبوبة ، وامرأة انيقة ولكن لا شك فى ان عندك ثغرة ما 0

وضعت جوليا الزبدة على قطعة الخبز مفكرة : اجد صعوبة فى انشاء صداقات جديدة ، على ما اعتقد . فانا لا اميل الى العلاقات العابرة 0

جعلتها ابتسامته الدافئة لا تطمئن بالا : انا لا اطلب منك علاقة عابرة جوليا 0

سارعت تتناول طبقه الفارغ : طبعا ... فانت رب عملى ، وهذا امر مختلف . اتحب بعض الجبن ؟

-اجل ... شكرا لك ... من دون بسكويت ، ساكل المزيد من هذا الخبز ... لقد كان طبق البيض رائعا . اهنئك 0

احنت راسها شاكرة ثم قدمت اليه الجبن : هل اصب لك الان الشاى ، ام بعد انتهاء الطعام ؟

-بعد غسل الصحون . وانا اصر على هذا ... فلنتناول الشاى فى الغرفة الاخرى 0

رفض كل احتجاجاتها ، وما هى الا فترة قصيرة حتى كان المطبخ فى افضل حال ، وجلسا معا على الاريكة يحتسيان الشاى . ويتبادلان بالتفصيل رحلة البرازيل 0

-من سيتولى عملى الروتينى اثناء غيابى ؟
منتديات ليلاس
-اوليفيا جينى . مع مساعدة مؤقتة اذا لزم الامر . وان شعرت بان عليها ان تترك شيئا ما لك ، فلتتركه حتى نعود ... فلن تدوم غيبتنا سوى اسبوع 0

صب لها وله المزيد المزيد من الشاى . ثم اقترب منها ووضع ذراعه حولها وهما يحتسيان الشاى . احست جوليا بالتشنج فى البدء ولكنها لم تلبث ان استرخت . وعندما رفع فنجانه من يده ، وجرها الى الخلف ، ليسندها اليه بحزم 0

-هكذا يا فتاتى الطيبة !

كان لصوته العميق المداعب تاثير مقلق ، فقالت بصوت مخنوق : هذا ما انوى ان اكون عليه 0

اشتدت ذراعه حول قدها : يا فتاتى الحبيبة ... لا ادرى ما هى القصص التى سمعتيها عنى ، ولكنك تبتعدين عنى وكاننى معتاد على الاغواء والاعتداء 0

ضحكت جوليا غصبا : وهل نطلق على الاعتداء صفة عادة ؟

-قد يكون الاغواء عادة جوليا اما الاعتداء فلا . صحيح ؟ تعالى ، يا مثالى الصغير ، وواجهى الواقع ... بيننا تيار مميز ولد منذ ان وقعت عيناى عليك ... هل ستنكرين هذا ؟

هزت راسها ببطء وعيناه ما تزالان تاسران عينيها ، ثم انخفض جفناها حالما انحنى اليها يعانقها ... لم تع اليد التى امتدت لتفك شعرها من عقاله ولم تشعر الا باصابع تعبث بشعرها الذى انسدل كستارة حريرية . وعندما ضمها الى ذراعيه لم تعترض اقل اعتراض . ازداد ضغط يديه حتى استرخت وازدادت دقات قلبها سرعة لتماثل سرعة دقات قلبه ... ثم سحبت نفسا عميقا مزجه البهجة والخوف 0

dede77 08-07-11 10:13 PM

فى غمرة الذعر والسعادة لم تلاحظ انها تنزلق وتنزلق حتى احست بالذعر لانها اصبحت مستلقية على الاريكة ... انتزعت ذراعيها منه وقاومته بذعر تدفعه عنها فى محاولة لاخفاء وجنتيها الملتهبتين خلف شعرها ....

فهمس لها : انا اسف ... اسف ... لا تنزعجى بالله عليك ! ... امجرد لمسك اهانة لك يا جوليا ؟ ان كنت تجديننى كريها ، فقولى هذا 0

ردت بصوت اجش وهى تنسحب بعيدا ، تدفع شعرها الى الوراء : هذه ليست المشكلة ابدا ... بل العكس ... بيرس ، انا خائفة 0
منتديات ليلاس
-يا الهى ! ... منى ؟

ردت بياس : لا ... لا ... بل من نفسى ! انا اخاف من كل جنوح له علاقة بالعاطفة بيرس ... ارجوك ... لا تظننى غير متعقلة ... اتنزعج ان طلبت منك الذهاب الان ؟ لاتظننى باردة متحفظة ... كل المسالة اننى مضطرة لتعويد نفسى على هذا تدريجيا ، ولاشك فى انك تخالنى بلهاء !

وقف يشدها لتقف معه ثم ضمها اليه 0

-انه احساس لا يمكنك مقاومته الى الابد جوليا ... خارج برجك العاجى امور كثيرة تجرى . اظن ان الوقت قد حان لانضمامك من جديد الى بقية الناس فى العالم الخارجى ...

ردت بحزن ، تدفعه عنها بلطف 0

-انت اسوا من هنرى ... يقول اننى املك مظهر الاميرة النائمة . اترى مدى جموح خياله ؟

ابتسم لها : بل انه محق ... وانا افهم ما يعنيه . حان وقت النوم اميرتى ... ستنامين بمفردك ، قبل ان تبدئى بالتفوه بشكوكك ... اراك فى الصباح 0

رافقته جوليا الى منبسط الدرج ، وقال لها : شكرا للعشاء ، ساتاكد من اقفال الباب فى الاسفل ... جوليا ؟

-نعم بيرس ؟
منتديات ليلاس
-الا استحق عناقا قبل ان اقول تصبحين على خير ؟

رفعت راسها مطيعة 0

-لا جوليا ... اريدك انت ان تعانقينى 0

فعلت نظرة عينيه اشياء غريبة فى داخلها . ولكنها وقفت على اطراف اصابعها وعقدت ذراعيها حول عنقه تعانقه بحرارة . فوقف جامدا لحظات يتلقى ضغط عناقها الخجول ولكنه لم يلبث ان اطبق ذراعيه حولها بشوق وتركها مقطوعة الانفاس فترة طويلة بعد رحيله 0

عادت الى المطبخ فى حالة ذهول ، تحضر القهوة ثم سكبت القهوة فى فنجان وحملته الى غرفة الجلوس لتسترخى فوق الاريكة ، تحدق بشرود الى السنة نيران مدفاة الغاز الاصطناعية . تلاشى تدريجيا الوهج ، وعادت الشكوك الى راسها كالضباب 0

فكرت فى نفسها ساخرة تتساءل عما اذا كانت ستعود الشخص الذى عرفته سابقا .... وقفت فجاة بنفاذ صبر مقررة الاستحمام . كان للماء الساخن على بشرتها التاثير المهدئ المطلوب ، اخيرا جففت نفسها ، وجلست امام طاولة الزينة تمشط شعرها الطويل 0

الفتاة التى طالعتها فى المرآة ... كانت غريبة كل الغرابة . فقد اختفى قناع التحفظ الذى اعتادت عليه وبغياب هذا القناع ظهر وجهها نشيطا مشرقا ، فى عينيه السوداوين الوامضتين تغيير غير مالوف لصاحبتهما . كانت تحس وكانها فراشة تنطلق من شرنقتها ... هذا الاحساس الغامر الخطير اعاد اليها وساوسها من جديد . فى خضم سعادتها الغامرة التى شعرت بها حين دعاها للسفر الى الريو نسيت ان تمعن النظر فى ما يمكن ان يتوقعه منها . ربما يتصور انها وافقت على اكثر بكثير من العمل .. ربما كان معتادا على سكرتيرات مستعدات لنشاطات اخرى ، هى غير مستعدة للقبول بها . ربما ... ربما من الافضل لك الانتظار حتى يطلب منك ايتها البلهاء الحمقاء الكثيرة الشكوك . هذا ما صاحت به بصوت مرتفع ساخط قبل ان تجذب غلالة نومها فوق راسها بنفاذ صبر 0

dede77 08-07-11 10:16 PM

بالله عليك ، انه لا يطلب سوى سكرتيرة ماهرة تتقن اللغة البرتغالية ، فتوقفى عن التصرف وكانك بطلة رواية ميلودرامية تعود الى العصر الفيكتورى ... قد لا تسنح لك فرصة مماثلة مرة اخرى 0

بعد ما درست حالتها النفسية شعرت بانها افضل حالا فاطفات النار والنور واستقرت فى الفراش . ولكن جسمها رفض الراحة وراح الشك يتغلغل الى عقلها . فجاة مزق سكون الليل رنين الهاتف فاراحها ذلك فجلست مستقيمة واضاءت مصباح السرير ثم رفعت سماعة الهاتف القريب منها فتناهى اليها صوت بيرس المطمئن : هذا انا 0

ردت بحدة : شكرا لله على هذا . لقد افزعتنى ... الساعة تقارب الحادية عشرة 0

-اعرف ، غير انه انتابنى احساس بان الوساوس تساورك بشان رحلة الريو 0

نظرت جوليا الى السماعة باستغراب ، تشعر بما شعر به علاء الدين حين خرج المارد من المصباح 0

-اجل ... بالفعل ، وكيف عرفت ؟

-اوه ... اعرف ! كان على فى البدء ان اوضح ان ليس للدعوة مآرب اخرى 0

ساد صمت قصير مشحون ، وردت جوليا : انا ... لست واثقة مما تعنى 0

-بلى ، تعرفين ... ساقول بصراحة : لا اتوقع منك الا العمل ولا اطلب منك الا خبرتك ومساعدتك لى فى اللغة . ولا انسى سعادتى التى لن توصف لوجودك برفقتى فى الامسيات . اما ما عدا هذا فى شئ . هل قولى واضح ؟ ام تريدين التوضيح كتابة ؟

ابتسمت جوليا حالمة ، تنظر الى السقف وتتمطى بكسل تحت الاغطية : كلمتك تكفينى بيرس . شكرا لك ، وساكون صريحة صادقة ، واعترف باننى شعرت بتردد كبير 0

-هذا ما ظننته ، الان نامى بسلام ... نسيت ان اقول لك تصبحين على خير ساعة خرجت يا اميرتى ... احلام سعيدة 0

-تصبح على خير بيرس واشكرك لانك اوصلتنى الى المنزل 0

-ارجو الا اكون دقيقا ان قلت اننى وحدى من شعر بالسعادة . جوليا "تشاو" 0

وضعت جوليا السماعة من يدها وحدقت بسعادة طافحة الى الظلام واستسلمت لنوم شعرت اثناءه بانها تطفو غمامة وردية 0

*****


انتهى الفصل الخامس


قراءة ممتعة للجميع

فداني الكون0 09-07-11 04:46 PM

يسلمو ياقلبي رووعه

dede77 10-07-11 07:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداني الكون0 (المشاركة 2805057)
يسلمو ياقلبي رووعه



تسلمى حبيبتى من كل شر . الاروع وجودك فى المنتدى 0


:toot: :toot:

dede77 10-07-11 07:51 PM

( الفصل السادس )


6-لا وقت للنوم 0


بعد عشرة ايام ، كانت جوليا تجلس متوترة فى مقعد طائرة "ترانس اطلانتيك" اما بيرس فغرق فى النوم قربها ، ابتسمت لنفسها وهى تنظر الى وجهه الحازم حتى فى رقاده . ما كانت لترى هذا لو حذت حذوه فنامت ، ولكنها اكثر من منفعلة فكيف تنام والريو دوجانيرو على مسافة قريبة 0

كانت الايام القليلة الماضية تعج بالعمل الشاق الذى كان الهدف منه ترك الامور منظمة قدر الامكان بين يدى اوليفيا ...

استرخت جوليا تفكر بمرح فى وجه ليديا عندما اطلعتها على خبر الرحلة . لقد تلقت منها صيحة اثارة وكان ان نزلت عليها الاسئلة كالمطر منها ومن زوجها ثم اعقب الاسئلة القيام بجولة تسوق مع ليديا نهارا اما مساءا فشاركت بيرس العشاء انما هذه المرة فى مطعم فاخر . وفى اليوم التالى سافر بيرس الى لندن لانهاء بعض الاعمال قبل السفر . صعب عليها ان تصدق انهما يحلقان الان فوق المحيط الاطلسى ، وانهما بعد وقت قصير سيشاهدان خليج "غواناباربا" قبل ان تحط الطائرة على مطار "غالبو"0
منتديات ليلاس
كان بيرس قد حذرها من الاحباط لان هذا المنظر غالبا ما يستره ويخفيه الضباب الصباحى . وقد شعرت جوليا بخيبة الامل لانها وجدت ان ريودوجانيرو ليست مشرقة دائما بل هى غالبا ما تكون رطبة 0

تحرك فى مرقده قربها ، متمطيا متثائبا ثم سالها : الا يمكنك النوم قليلا جوليا ؟ ستعانين من تاثير السفر حين ننزل 0

ابتسمت معتذرة : لا استطيع ، احس بالتوتر . وهذا تصرف غير ناضج منى ...

-المرطبات ... ها هى المضيفة قادمة ... اتريدين القهوة ام العصير ؟

-القهوة ارجوك ، فانا احس بالتوتر والاثارة 0

بعد القهوة ، دخلت جوليا الى حمام الطائرة لتنعش نفسها استعدادا للهبوط . كان وجهها يبرق بالترقب وهى تتلمس زينتها فى المرآة . ثم ملست شعرها بحزم فى ربطته ورشت بعض العطر على عنقها ومعصميها قبل العودة الى بيرس 0

فيما كانت تهم بالجلوس لمعت اضواء التحذير وراح الجميع يربطون احزمتهم وتقلصت عضلات معدة جوليا ولكنها ابتسمت لبيرس ، ثم التفتت تحدق الى الفضاء الخارجى لتتامل الطائرة فى هبوطها 0
منتديات ليلاس
-بيرس ، انا محظوظة لان الضباب متوار فالسماء زرقاء صافية ، والمياه تبرق تحت اشعة الشمس 0

امسك بيدها ، يتمتع بمظاهر السعادة والترقب التى كانت تطوف على وجهها ... وسالها : هل استطعت رؤية "الكوركوفادو" 0

-وما هذا ؟ آه ، انظر الى هذه الجزيرة الصغيرة انها كجواهر فى البحر ... بيرس هل هذا الجبل هو "كوركوفادو" ؟

مال اليها تتعقب نظرته اشارة يدها 0

كانت قمة "كوركوفادو " المرتفعة تلمع تحت اشعة شمس الصباح ، يعلوها تمثال السيد المسيح الكبير المسمى "ريد مبتور" اى المخلص ...

التفتت جوليا الى بيرس بوجه ابيض وعينين براقتين 0

-انه جميل بشكل لا يصدق ! كيف لى ان اشكرك على هذه الرحلة ؟

-لا تستعجلى ! ستجدين وسيلة ، والان ماذا ؟

كانت عيناها قد اتسعتا عندما نظرتا الى المياه الزرقاء 0

-بيرس ... وكاننا سنحط فى البحر !

-ليس تماما فالمطاران الداخلى منهما والعالمى يقعان على حافة المياه ... هاك ... اترين ، افتحى عينيك الان ، فالاطارات بدات تلامس الارض 0

dede77 10-07-11 07:54 PM

عندما كانا يغادران ابتسمت المضيفة الرائعة الجمال لبيرس فصدمت جوليا ونظرت الى بيرس والى بذلته الخفيفة فقارنتها مع فستانها العاجى اللون وشعرت بانه يعانى من الحر اكثر منها 0

-الحرارة مرتفعة بيرس ... ثم ما هذه الرائحة وكانها مزيج بين العطر وبين دخان السيكار ...

-انها ليست سيكار بل رائحة السكائر هنا ... والرجال يستخدمون هنا العطور اكثر من النساء ، بسبب الطقس 0

اجتازا الجمارك بسرعة ثم انطلقا الى الخارج والحمال يجر لهما عربة الحقائب . كانت جوليا تنظر حولها بشوق وانفعال وتحاول استيعاب التفاصيل المتعلقة بالناس حولها . كانت ترى السيدات الانيقات المعتدات بانفسهن ، يرتدين ثيابا براقة اما من لا يملكن من الغنى حظوة فقد كن يرتدين الاسود ، ورات العديد من الرجال المرتدين البذلات البيضاء والسواح المرتدين الملابس المبهرجة ، من السهل التعرف عليهم لوفرة الكاميرات المعلقة فى اعناقهم ... وكان هناك الراهبات المتعذر اجتنابهن والفتيات الشابات الفاتنات بدون استثناء 0

-بيرس ... انظر الى هؤلاء الرائعات ، انهن جميعهن يشبهن ملكات جمال العالم !

-انهن كذلك فى هذا العمر فقط ... وهن يملن الى زيادة الوزن متى تزوجن وبدان بانجاب اعداد كبيرة من الاولاد . آه ... اخيرا ... هذا هو غاستون وهو متاخر كعادته 0
منتديات ليلاس
كان رجل اسمر نحيل يشق طريقه بين الجموع ، وعلى وجهه ابتسامة عريضة ... عانق بيرس ، ولكن عينيه السوداوين استقرتا على جوليا ، وكان ملؤهما تعبير مبالغ فيه : بيرس ... "بين فنى" ، من الواضح انك على ما يرام . لقد جعلتننى اعتقد ان هذه السيدة سكرتيرتك ؟ من اين لك هذا الحظ الرائع الذى جعلك تجد امرأة مثلها ؟

-انها ارث من ابى ... جوليا ، هل لى ان اقدم اليك غاستون تريدان ...غاستون هذه جوليا دراغونر 0

-انشانتيه مدموزيل ...

رفع الفرنسى الانيق يدها الى شفتيه ، وعيناه السوداوان تومضان اعجابا . ردت برباطة جاش رافقها قليل من التورد : كيف حالك سيد تريدان ؟منتديات ليلاس

قال بيرس وهو يرنو اليها عامدا متعمدا : فى الواقع ... ثمة تفصيل بسيط ايها الصديق العجوز ... انها السيدة دراغونر 0

هز غاستون كتفيه متاثرا : وكيف لا تكون سيدة ، الا اذا كان الانكليز عميان !

امسك مرفق جوليا ، يقودها بعناية بين الناس وصولا الى المخرج وكان يلحق بهما بيرس والحمال الذى يجر الحقائب ...

رات جوليا ان من واجبها ايضاح الامور : انا ارملة سيد تريدان 0

تسمر فى مكانه وكان توقفه سببا فى توقف الجميع فجاة ... نظر اليها باستغراب وعدم تصديق : صغيرة مثلك ... وارملة ؟ بوفربوتيت !

بدا بيرس متوترا عندما عادا الى المسير مجددا وقال : الا يمكنك ايقاف السحر الفرنسى قليلا حتى نصل الى السيارة غاستون ؟ فانا بحاجة الى حمام وغداء ، وانا واثق ان هذا ما تحتاج اليه جوليا 0

ادخلها غاستون معتذرا الى سيارته "السيتروان" المنتظرة فى الخارج وراقب الحمال وهو يضع الحقائب فيها ثم نقده مبلغا وسرعان ما كانوا يسيرون بسرعة فى المدينة الجميلة 0

dede77 10-07-11 07:57 PM

جلست جوليا الى جانب غاستون فى المقدمة ، تلتفت من هذه الناحية الى تلك لرؤية مناظر الريو المذهلة . كانت الارصفة ، المرصوفة بالموزاييك الابيض والاسود ، مغطاة بين مسافة واخرى بالمظلات البراقة التى قبعت فوق طاولات تعود ملكيتها الى عدد هائل من المقاهى والمطاعم وكانت المبانى مزيجا من الطراز البرتغالى الاستعمارى ، ومن الطراز الحديث بناطحاته العملاقة . وكان فوق هذا كله اشعة الشمس التى تصب شعاعها الاصفر الذهبى على الارض والناس الذين تدرجت بشرتهم بين الابيض والاسود وسرعان ما جتازت السيارة المدينة واتجهوا الى " كوباكابانا " . منتديات ليلاسكان الطريق هنا وهناك يدخل فى انفاق قصيرة تحت الجبال ... وعندما كانوا يمرون بـ"بلوبلون " اشار بيرس الى جبل ( شوغرلوف ) او رغيف السكر ، والى العربات المعلقة من القمة الى الاسفل ، فانتشت جوليا مرحا وتخلت عن هدوئها كله ... وقالت وهى تشير بمنتهى السعادة : انه منظر خرافى ... غير قابل للتصديق ... اعلم اننى ابالغ فى وصفى ولكن ، كيف يمكن للمرء ان يصف مثل هذا المنظر ؟

اخيرا وصلوا الى خليج كوباكابانا الابيض والذهبى ذى الفنادق الفخمة التى تغتسل اقدامها دائما بالزبد الابيض . وقد تبين لها ان فندق اوروبراتو هو من اقدم المبانى ... واذهلتها واجهته الرائعة المزينة هنا وهناك بشرفات جميلة تتدلى منها نباتات استوائية . كانت الشرفة الكبيرة تعج بالناس الذين يتناولون الغداء 0

رافق غاستون جوليا وبيرس الى طاولة الاستقبال ، وقدمهما الى المدير الذى استدعى غلاما حمل حقائبهما الى الغرف .

قال غاستون : ساحجز طاولة على الشرفة اثناء القائكما نظرة على الغرف ، وبعد ان تمعنا فيها النظر انضما الى 0

امسك بيرس ذراعا جوليا : عظيم سنكون معك بعد عشر دقائق 0

قادهما الحمال الى المصعد ومنه الى الطابق الخامس ، ففتح لهما باب غرفتيهما الملاصقتين المتصلتين بباب مشترك ، وتركهما مبتسما نظرا لضخامة المبلغ الذى اعطاه له بيرس . وقال بيرس مرحا : غاستون هو من حجز لنا الغرفتين ، فلا تحملينى تبعة هذا ... مع اننى اعترف اننى لا اعترض على تقاربنا 0

دخل قبلها الى غرفتها ، ولحقت به ، تشهق اعجابا ... كان فى الجناح حمام صغير مجهز بترف وكانت غرفة النوم كبيرة مفتوحة على غرفة الجلوس حيث تفضى ابواب زجاجية الى احدى الشرفات ... خرجت الى الشرفة تحدق الى المنظر الرائع بذهول ، ثم ضحكت ونادت بيرس . انضم اليها بسرعة ، ولحق باصبعها الى حيث تشير ، وبدا فورا بالضحك ... وقال : اظنك لاحظت ان فى الباب المشترك مفتاحا ، ولكن ماذا ستفعلين بالشرفة المشتركة ؟
منتديات ليلاس
ردت ساخرة : سادعو الله الا تسير فى نومك 0

-تعالى ، امامك خمس دقائق فقط 0

حين تركها هرعت الى الحمام الذى راحت فيه تغسل يديها ووجهها بسرعة ، ثم تبرجت بعض الشئ قبل ان تمرر فرشاة على مفرق شعرها ... وكانت تشعر بشوق غامر لتناول اول وجبة برازيلية وعندما طرق بيرس الباب كانت على اهبة الاستعداد فنزلا بسرعة يفتشان عن غاستون . كان يجلس الى طاولة قرب نهاية الشرفة الكبيرة المظللة ... وهب واقفا ليجلس جوليا بوقار ، قبل ان يفرقع اصابعه ليستدعى الساقى . وما هى الا لحظات قليلة حتى كانت جوليا تحتسى عصير الكرز مع الصودا ، وتغرق فى قراءة لائحة الطعام باللغتين الفرنسية والبرتغالية 0

dede77 10-07-11 08:00 PM

كان كلا الرجلين يتسليان وهما يريانها حائرة امام الخيارات الواسعة من الطعام المعروض . اخيرا قالت متوسلة : ساعدنى بيرس ... كنت هنا من قبل ، فماذا تظننى سأحب ؟

انحنى بيرس اليها يتفحص اللائحة ... وضحك غاستون لهما بخبث ، وقال : ركز تفكيرك على الطعام بيرس !.... غارسون !

تقدم الساقى بسرعة فساله غاستون بالبرتغالية : ما هو افضل طبق لديكم ميترو ؟

-وهل السنيورا ضيفتنا ؟ ساحضر لكم مجموعة من الذ الاطباق سنيور تريدان 0

ردت جوليا على الساقى بالبرتغالية : حسنا ... "اغروبا باراميم " مجموعة مختارة اذن ، "بورفافور" ارجوك 0

شهق غاستون بطريقة مبالغ فيها ، ونظر الى بيرس بذهول : انها تبدو ملاكا وهى تتكلم البرتغالية ايضا ... يا لها من موهوبة !منتديات ليلاس

-لماذا ترفقنى اذن ؟ ثم عليك استخدام كلمة ضليعة بدلا من موهوبة ... فمثالى الصغير يميل الى العنف اذا تعرضت مزاياها الى التساؤل 0

عبست جوليا فى وجهه باستياء ، اما عينا غاستون السوداوان فانتقلتا من احدهما الى الاخر باهتمام . ثم لم يلبث ان نظر الرجلان الى وجهها الدهش من كل ما يقع عليه نظرها ... كان الشاطئ مكتظا بالمظلات المختلفة الالوان ، تتخلله هنا وهناك مجموعات من الشباب الذين يلعبون كرة القدم المحبوبة جدا فى البرازيل ... وكانت فوق الرؤوس طائرات الورق الملونة ، السابحة فى الفضاء وكانها طيور ملونة براقة 0

حين اتى الساقى حاملا الطعام ، اتسعت عينا جوليا .. فقد كان من الصعب عليها تصور ما يمكن ان يكون عليه السمك الممزوج بصلصة القريدس مثلا ، فالصلصة على عكس مثيلتها الانكليزية كانت وجبة كاملة بحد ذاتها . اما فيليه السمك فقد كانت مختفية تحت طبقة ساخنة من القريدس المطهو مع التوابل والبهارات والبصل والطماطم والثوم ... واخذوا ياكلون بشهية ويتباحثون فى فى الوقت ذاته فى ترتيبات الايام القليلة القادمة 0

اصغت جوليا الى الرجلين وهى تاكل وتشرب العصير ، تراقب باهتمام التباين الواضح بين الرجلين : غاستون فرنسى اصيل اسمر ، وبيرس انكليزى اصيل اسمر 0

نظر الرجلان الى طبقها الذى تركته نصف فارغ ، ولوح غاستون باصبعه : ماى شيرى جوليا ... جسدك رائع فلما الحمية ؟

تنهدت جوليا اسفا : انا اسفة الطعام لذيذا جدا ، اعترف ولكنه يكفى ثلاثة اشخاص 0
منتديات ليلاس
اشفق بيرس عليها وغير الموضوع : على فكرة غاستون ، كنت مهملا جدا ولم اسالك عن سوزيت ... كيف حالها ؟

-آه ... سوزيت جميلتى ! ... انها لا تحب الحياة فى الريو . تشتاق الى باريس ، لذلك قررت العودة عند امها لفترة وجيزة 0

دهشت جوليا من نظرة بيرس الساخرة التى حلت محل العطف ، وتمتم وهو يقف : مؤسف جدا ايها العجوز ... اظن ان السيدة تحتاج الى القيلولة . الافضل ان نلقى نظرة على موقع لاغواآزول بعد الظهر ، ثم نتركها تستريح 0

وقفت جوليا وهى مستعدة لاطاعته ، فقد تركها الغداء الضخم وحرارة الجو ، والرحلة الطويلة متعبة . رافقها الرجلان الى المصعد ، وقبل غاستون يدها باناقة ثم ادخلها الى المصعد ... فى غرفتها استولى عليها الارهاق حتى عجزت عن خلع فستانها وحذائها بشكل لائق 0

وكان ان رمت نفسها على السرير وغرقت فى نوم عميق 0

dede77 10-07-11 08:03 PM

اخيرا استيقظت على رنين الهاتف . كانت الغرفة مظلمة فجلست مشوشة الذهن تبحث عن الهاتف . كلمة الو الذاهلة ، لاقتها ضحكة مرحة من الطرف الاخر 0

-انهضى واصحى ، يا نائمة ... انا بيرس ... على فكرة 0

-يا للعار ... تمنيت لو تكون "روبرت ريدفورد " 0

اضاءت مصباح السرير ... ورد عليها : عرفت من مصدر موثوق انه غير قادر على الاتصال بك الليلة ... لذلك انهضى من السرير ، ثم ارتدى ثوب السهرة ... سامهلك نصف ساعة قبل ان اطرق بابك فى التاسعة والنصف 0

تثاءبت جوليا : اليس الوقت متاخرا للعشاء ؟

-ابدا ... انه وقت مبكر بالنسبة للمقاييس البرازيلية . اراك لاحقا 0

استلقت جوليا خمس دقائق ... تستجمع احاسيسها المرتبكة . ثم دخلت الى الحمام ووقفت طويلا تحت المياه الفاترة . جففت نفسها وتعطرت ثم ارتدت بسرعة الفستان الوردى والعاجى الخالى من الارداف ثم وضعت بعض الظلال البنفسجية فوق عينيها واضافت احمر شفاه ورديا ، ثم مشطت شعرها كله ، وضفرته فى ضفيرة واحدة ، رفعتها كتاج على راسها ، تاركة خصلتين تلتفان حول اذنيها بحرية . عندما سمعت طرقا على الباب التقطت حقيبتها الصغيرة ، وتقدمت لتفتح 0
منتديات ليلاس
كان بيرس يتكئ بصبر الى اطار الباب ، يرتدى بذلة خفيفة لونها رمادى فضى وتحتها قبع قميص حريرى احمر غامق ، مفتوح الياقة ... لمعت عيناه اعجابا حينما وقعتا على مظهرها 0

-ليست الفتيات البرازيليات وحدهن رائعات الجمال اميرتى ... فقد فعلت بك القيلولة الاعاجيب 0

اقفل الباب خلفها ، يقودها الى المصعد وقالت ترد عليه : كنت غارقة فى النوم حين اتصلت بى . وكان من الممكن ان انام حتى الغد لو تركتنى 0

ابتسم ممازحا : ربما كان على ان اتركك 0

هزت راسها باصرار : لا اريد تفويت دقيقة من الزمن اثناء وجودى هنا . استطيع النوم حين اعود الى وطنى . هل سيتعشى غاستون معنا ؟

لم يرد بيرس فقد وصل المصعد الى الطابق الارضى ، ودلفا الى غرفة الطعام الصغيرة الجميلة التجهيز التى كان جداران من جدرانها من الزجاج الذى يسمح للموجودين بمنظر بهى متالق هو لخليج افاندا اتلانتيكا المنتشى بالقمر المتلالى على زبد البحر 0
منتديات ليلاس
قادهما كبير الخدم المحترم الى طاولة فى الزاوية ... ضحكت جوليا وهى تجلس ثم استلمت لائحة طعام فخمة من احد السقاة الاقل مقاما الذى استدعاه كبير الخدم بوقار 0

اختارت بناء على نصيحة بيرس شرابا اسمه كوبالبير تبين لها فيما بعد انه عصير اناناس مع الكولا وكمية من الحامض والكثير من الثلج ... وجالا معا فى قراءة جزء كبير من اللائحة قبل ان يجيب بيرس عن سؤالها المتعلق بغارستون 0

-ربما سيخيب املك ، فانا لم اشجع صديقنا تريدان على الانضمام الينا هذا المساء رغم رغبته فى ذلك فقد اثرت فيه عظيم الاثر 0

ردت ساخرة : هراء ! ان ما بدر منه من اطراءات وتقبيل يد ليس سوى عدة العمل المتوقعة من فرنسى 0

نظر الى عينيها بثبات : ظننت انك تمتعت بها 0

-طبعا تمتعت . كانت تسلية لى . ولكن من الصعب ان احملها على محمل الجد ، فلست بلهاء بيرس 0

غير دفء ابتسامتها مزاج بيرس الكئيب : اعتذر يا اميرتى ... والان ماذا سناكل ؟

dede77 10-07-11 08:07 PM

استدعى بيرس كبير الخدم الذى يجيد الانكليزية قليلا ، واهتم بوقار باختيارهم . بدات الوجبة بطبق افوكادو مع الخل والثوم . اما الطبق الرئيسى فكان اسمه ( كاماريوس اغريغا ) وهو عبارة عن قريدس ضخم يصطف حول البصل واللحم المقلى المغموس بالزبدة اللذيذة ، والمقدم على طبق من الارز الممزوج بمختارات من الخضار المعروف بعضها والمجهول بعضها . اما الحلوى فكانت "كومبوت" وهى عبارة عن تين طازج مثلج وكريمة غارقة بعصير الفريز 0

تنهدت جوليا من التخمة وهى ترتشف القهوة البرازيلية المرة من فناجين صغيرة ... ونظرت حالمة الى بيرس بعينين نصف مغمضتين 0

-لا اكاد اصدق اننا هنا . هنا ، فى الريو ... رؤية كوباكابانا من النوافذ يبدو خياليا . اتظن اننا نستطيع الذهاب للتمشى على افانيدا ؟منتديات ليلاس

هبا واقفين ثم غادرا الفندق للتجوال فوق الرصيف المرصوف بالموزاييك الذى اصبح مالوفا لهما الان 0

رغم الوقت المتاخر بالنسبة للمقاييس الانكليزية كان الافانيدا محتشدا بجماعات من الناس المرتدين ثيابا ملونة ، المتمتعين بالليل الدافئ وبالهواء المالح المندفع من امواج البحر 0

امسك بيرس ذراع جوليا وهما يسيران امام الفنادق المشعة بالانوار . واخذت سرعة خطواتهما تخف تدريجيا حتى لف بيرس ذراعه حولها وادارها بلطف باتجاه اوروبراتو 0

-هل ستكونين على اهبة الاستعداد للتعامل مع السيد البرازيلى فى الصباح ؟

-طبعا ... متى ؟
منتديات ليلاس
-سيسمح لنا المدير باستخدام غرفة فى الفندق كمكتب ... وسنبدا الاجتماع فى التاسعة ، ونعمل حتى الواحدة تقريبا وبعد ذلك يكون الغداء والاستراحة على ان نعود الى العمل حتى السادسة ، اما المساء فسيكون لنا 0

ابتسمت جوليا للوجه الاسمر القريب من وجهها : لا يشبه يوم عمل فى الميدلاند ... صحيح ؟

لامس فمه راسها ، غير آبه بالمارة فتسارعت نبضات جوليا خاصة وان ذراعه تشتد حولها . ولكن سرعان ما قادتهما خطواتهما البطيئة الى الفندق ، حيث تركها على مضض ليطلب المفاتيح . كان المصعد فارغا وعندما دلفا اليه وقفا فى مواجهة بعضهما بعضا فمد يده الى كتفيها بحنان جعلها ترتجف ، اما هى فضغطت نفسها عليه فى عناق رائع . جعلهما توقف المصعد المفاجئ يبتعدان وهما يتبادلان النظرات الحالمة ثم لم يلبثا ان سارا يدا بيد فى الممر نحو غرفتها 0

فتح بيرس الباب ، والتفت اليها ثانية ، يعطيها المفتاح 0

-حبيبتى ... ارغب فى ان ادخل ولكننى لن اطلب حتى ... ولا تخافى من الشرفة فلن اتسلل منها ، اعدك 0

اخرجت جوليا صوتا صغيرا هو خليط من الضحك والاستغراب 0

-شكرا لك بيرس ... لكن لماذا اشكرك ، السبب غامض قليلا ... تصبح على خير 0

رفعت نفسها لتقبل خده بسرعة قبل ان تتمكن ذراعاه من الوصول اليها ، وفى الغرفة راحت توبخ نفسها بقوة لانها لاتريد ان تكون فيها بمفردها 0

*****

انتهى الفصل السادس 0

dede77 12-07-11 08:26 PM

( الفصل السابع )


7-امرأة ورجلان 0


ايقظتها الشمس التى كانت تتسلل من ابواب الشرفة باكرا ، واومات اليها باغراء لتخرج طلبا للتمتع بمنظر "كوباكوبانا " الصباحى الباكر . استحمت وارتدت ملابسها ، قبل ان تحمل اليها خادمة سمراء مبتسمة ، الفطور الذى تناولته قرب النافذة المفتوحة ، وتمتعت بالقهوة والحليب ، والخبز بالسكر المقدم مع الزبدة غير المملحة والمربى الكثيف من السفرجل . فى الثامنة والنصف ، فتحت الباب ردا على طرق خفيف فوجدت وجه بيرس الضاحك امامها 0

-صباح الخير ... انمت جيدا ؟

-جدا ...

احضرت دفتر الملاحظات والحقيبة ثم انطلقت معه الى الطابق الثانى حيث ادخلها الى غرفة متسعة فيها طاولة وعدة مقاعد ... ما ان رتبت اغراضها فى المقعد المجاور لمقعد بيرس حتى وصل غاستون مع رجلين احدهما شاب نحيل ، والاخر يميل الى السمنة وهو اكبر سنا . كان كلاهما ادكن اللون ، اسود الشعر ، ولكن الاكبر سنا كان يشوب شعره اللون الرمادى . وقد ابديا سرورهما بلقاء جوليا ، امسك اكبرهما سنا بيدها يرفعها الى شفتيه : انا مسرور جدا سنيورا ، انا فرناندو سانتوس ، بخدمتك 0

كانت انكليزيته ركيكة ولكن فيها لكنة اميركية قوية ... وارتفع حاجباه حين اجابت جوليا بالبرتغالية : اوتاميوم سنيور ، تشرفنا ... موتشو برازى ، شكرا كثيرا . انا جوليا دراغونر 0

انطلق فى سيل من اللغة البرتغالية ، يقدم زميله الاصغر منه سبيرو مارتيتيز الذى انضم الى الحديث ، الذى تمكنت جوليا من متابعته بسهولة وتركيز ، تاركة غاستون يستدير الى بيرس بذهول : كنت حكيما عندما احضرت هذه الفاتنة معك . انهما الان ياكلان من يدها ، كما يقال 0
منتديات ليلاس
رد بيرس بحدة : اقترح ان نبدا العمل 0

وجذب المقاعد للبرازيليين ، وسارع غاستون فى اجلاس جوليا فى مقعدها متباهيا . ومضى الاجتماع بسرعة كبيرة ، فى جو من المودة . كان يصر فيه السيدان اللاتينيان على مناداة جوليا " بالدونا هيلانة " مما اسعدها كثيرا . وكانا يتشاوران معها بالبرتغالية ويتعاملان مع بيرس وغاستون بالانكليزية . وقد استمر العمل ولم يقطعه الا فترة قصيرة لاحتساء القهوة لذلك ما ان اصبحت الساعة الواحدة حتى اعلنوا ان اجتماع ما بعد الظهر لم يعد ضروريا 0

انحنى السنيور فرناندو على يد جوليا وقال بالانكليزية لمصلحة بيرس : والان دونا هيلانة سنتناول طعام الغداء جميعا ، فى ماتشاروس التى تقع على مسافة قريبة من البرايا وسيسمح لنا السنيور هارتوبل بان نقدم اليك بهجة التمتع بالكركند الذى تتناولينه تحت اشعة الشمس وانت تتاملين الموتشاس يرتدون المايلوتس ماذا تسمونها : اثواب السباحة ؟

ابتسم غاستون بخبث : مع ان الكثيرين لا يسبحون وهم يرتدونها ، انها فقط لاجتذاب الذكور من الجنس البشرى !

تجاهلت جوليا هذا المزاح والتفتت الى بيرس بتساؤل ، فقال بلطف : تبدو فكرة رائعة ايها السادة ... هل سترافقنا غاستون ؟

غمز غاستون بعينيه السوداوين : لن تستطيع ابعادى !

-ولن امانع فى ان اجرب ... واياك وارتكاب غلطة ، ايها الشجاع ... فلست راهبا 0

dede77 12-07-11 08:28 PM

ضحك غاستون ثم صفع بيرس على كتفه ، ولحقا بالرجلين اللذين كانا يرافقان جوليا وهى تهبط الدرج 0

قرر الجميع السير الى الموتشاروس تحت اشعة الشمس الحارة وقت الظهيرة ، مع ان البرازيليين ابديا قلقا من ان تجد جوليا اشعة الشمس قوية ...

فضحكت جوليا : اوه ... ارجوكما يا سادة . انا لن احترق ، ثم لن يكون لدى متسع من الوقت للتمتع بالشمس حين اعود الى انكلترا ...

لم يمر وقت طويل حتى كان الجميع يتحلقون فى العراء حول طاولة فى مطعم الماتشاروس فاستمتعوا باحتساء العصير الاستوائى الشهير من اكواب رفيعة طويلة ويقضموا اللوز والبندق والزيتون الذى الهى معداتهم حتى وصل الطعام . وكان بيرس متاثرا بمقدار ما كانت جوليا متاثرة وعندما وصلت الاطباق كانت تحتوى على الكركند وعلى سلطة الخضار المتنوعة 0

-تبدو لذيذة ! سنيور سبيرو ، ما هذه ؟
منتديات ليلاس
-انها بالاميتو ( لب النخيل ) ... لذيذة اليس كذلك ؟

كان ينظر اليها مسرورا بتمتعها بالطعام : دومياس ! جدا . وهذا المايونيز ممتاز . بيرس ما الذى يسليك هكذا ؟

-كنت افكر فى ان مقهى ماريو فى ساحة السوق سيكون مزريا قليلا بعد هذا 0

-ابدا ، فذاك فى وطنى . اما هذا ففرصة فاصلة رائعة 0

ابتسمت له عيناها ، فانحنى اليها بطريقة لا ارادية ولكنه تراجع حين تدخل غاستون متعمدا 0

-بيرس ، يقترح فرناندو وسبيرو ان نلتقى هذا المساء لنعرفكما الى التشاريكو ... لا اظنك عرفت واحدا فى رحلتك الاخيرة 0

لم يستطع بيرس الا شكره على الدعوة وابتسم للبرازيليين بعدما نظر الى جوليا للتاكد من موافقتها ... فسالت باهتمام : ما هو التشاريكو بالضبط ؟

-انه مطعم يقع فى الناحية الاخرى من كوباكوبانا فيه يطهى اللحم على نار الفحم وامام انظار الزبائن . ماذا تختارين من اللحم ؟ آه .. اظنكم تسمونه الباربكيو او الشواء ... اذ يوضع فوق اسياف رفيعة للشواء ثم تاكلينها مع صلصة متنوعة فيها الفاصوليا السوداء والارز ...

صاحت جوليا : توقف ! يجب ان انام العصر كله لاسترد نشاطى بعد هذا الغداء وبعد ان استيقظ حدثنى عن الشواء لاحكم عليه بانصاف 0
منتديات ليلاس
بعد ان تفرق الجميع ، عادا الى الفندق سيرا على الاقدام . فنظر بيرس الى ساعته : هل عنيت ما قلت بشان النوم جوليا ؟ ام انك تحبين الاسترخاء تحت مظلة على الشاطئ مدة ساعة ؟ الساعة الان توشك ان تبلغ الرابعة وفى مثل هذا الوقت تكون الحرارة خفيفة 0

-رائع ! كنت اتساءل متى ستتاح لى فرصة الاستلقاء تحت اشعة الشمس 0

زودهما الفندق بمظلة وبفراشين من قش ليستلقيا عليهما ثم ارشدا الى مصعد خاص يمكنهما استخدامه متى شاءا العودة الى الفندق هذا فى حال رغبا فى عدم ارتداء ملابسهما ثانية . واخرجت جوليا ثوب سباحة مرجانى اللون ، وروبا مماثلا ، وكانت جاهزة قبل ان يجهز بيرس الذى انضم اليها وهو يرتدى ثوب سباحة اسود اللون . اوصلهما المصعد الخاص مباشرة الى جانب المبنى وسرعان ما عبرا "الافانيدا" اى الشارع العريض واستقرا على الشاطئ وفوق الفراش وتحت المظلة التى ظللتهما من الشمس الحارقة 0

دلكت جوليا ذراعيها وساقيها بالزيت الواقى ثم استلقت على ظهرها ، تضع حقيبتها تحت راسها تنعم بحرارة الشمس ، واستلقى بيرس الى جانبها وظلا مستلقيين برضى كامل وقتا طويلا . اخيرا استدارت جوليا ، فمد يده الى زجاجة الزيت ليدلك لها كتفيها وظهرها حتى الوسط ... وقال بصوت اجش مخنوق كاد لا يسمع بسبب هدير البحر : ربما لم يؤثر فيكِ تدليكى ولكنه ترك فى اثرا مدمرا 0

dede77 12-07-11 08:31 PM

بقيت بلا حراك ، ثم استدارت لتنظر اليه ... كان مستلقيا ووجهه بين ذراعيه ... وقالت : لكننى لم ابتعد عنك بيرس 0

-اتظنين اننى لم الاحظ هذا ؟ كان احساسى ببشرتك تحت لمستى وقبولك بتدليكى هما ما حالا بينى وبين الابتعاد . وانه لمن حسن حظك وجودنا فى مكان عام 0

عندما مدت جوليا يدها بلطف تلامس ذراعه التفت نحوها وامسك يدها بشدة ثم ابتسم لها وتعبير جاد يبدو واضحا على وجهه : ما دمنا على انفراد يا ملاكى ، هل لى ان اطلب شيئا ؟

ابتسمت بكسل : اطلب انما ضمن المعقول 0
منتديات ليلاس
-احس انك تظهرين ودا لغاستون ، بل الواقع انك تشجعينه قليلا ... فهلا اوقفته عند حده من فضلك ؟ فعين هذا الفرنسى الطوافة لا تبارح وجهك ابدا ، ان اعطيته املا ولو بسيطا فستواجهين المتاعب ... فليس هناك اخطر من زوج مهجور 0

تسمرت جوليا فى رقدتها فترة طويلة ، حتى اعتقد انها لم تسمع شيئا . ولكنها احست ان المرح والخفة اللذين شعرت بهما قد تلاشيا الى درجة الاحساس بالبرودة رغم حر الشمس . اضطجعت على ظهرها ، ثم جلست تخرج نظارة كبيرة وضعتها فوق انفها ، وبقيت جالسة ، تحتضن ركبتيها وتنظر الى البحر والسعادة قد تلاشت تماما . وساد صمت يكاد يكون ملموسا 0

جلس بيرس ايضا ، وعيناه الزرقاوان قلقتان : الن تقولى شيئا جوليا ؟

ابتسمت له ببرود : اتعلم ... اظن اننى اكتفيت من حرارة الشمس للمرة الاولى ، فمن الغباء المكوث طويلا . ساعود الى الفندق لاستحم . وارجوك ، لا تجبر نفسك على مرافقتى 0

وقفت دونما استعجال ، تلف روبها حول جسمها ثم تركته يجلس حيث هو وتعبير قاتم يعلو وجهه 0
منتديات ليلاس
حين وصلت الى غرفتها ، احست انها مريضة من جراء السيطرة الحديدية التى مارستها على اعصابها ، سحبت عدة انفاس عميقة لتهدئ روعها ثم نظرت الى المرآة باستياء ... فوق الشاطئ استلقت لحظات وهى تنعم بقربه ، وكانت تدرك انهما لو كانا على انفراد لرمت بنفسها بين ذراعيه ، ولاستجابت له بدون ان يردعها تحفظها الطبيعى المعتاد . ولكن الطلب الذى اتى فى اوان غير اوانه جفف مشاعرها وجعلها تشعر فجاة بالمرارة ، فلم يحدث ان حظى غاستون باى تشجيع يتعدى العادى الذى يبدر من موظفة تحاول خدمة مخدومها ليساعده على ربح المقعد الذى قطع هذه المسافة من اجله 0

خلعت ثوب السباحة ، ثم فتشت حقيبتها عن كتاب ، ودخلت الى الحمام تملا المغطس بمياه فاترة ، استلقت فيها وهى تجبر نفسها على التركيز على قراءة القصة . راحت تدريجيا تسترخى وتهتم بحبكة القصة ، اخيرا غسلت شعرها ، ووضعته فى منشفة ثم استلقت فى الفراش وكان ان غرقت فى النوم . وكما حدث فى الليلة السابقة ايقظها رنين الهاتف ولكن المتكلم هذه المرة كان غاستون ، ذا الصوت الاجش 0

-بونسوار شيرى ... ! سى غاستون ... بيرس معك ؟

-مساء الخير سيد تريدان ... لا ... ليس هنا 0

صوتها بارد جاف ... فقال بسرعة : آه ... ! باردون ... هلا اخبرتنى اين اجده فهاتف غرفته لا يرد ؟

-لا ادرى ... لم اره منذ العصر 0

-نو ؟ قولى له اننى ساكون فى المقهى فى التاسعة والنصف ... سارافقكما الى " التشاريكاريا غاوتشو "0

-شكرا لك ... الى اللقاء اذن 0

اقفلت جوليا الهاتف ، ثم قفزت من سريرها بحدة حين ادركت كم تاخر الوقت .

dede77 12-07-11 08:34 PM

بعد ثلاثة ارباع الساعة ، كانت قد استحمت من جديد وارتدت فستانها الاحمر الحريرى ، ولكنها قررت ان حرارة الجو لن تسمح لها بارتداء السترة ... الفترة القصيرة التى تمتعت فيها باشعة الشمس اضافت رونقا لطيفا الى بشرتها السمراء . فى الواقع بدت سليمة الجسم ربما شعرها لم يكن قد جف تماما فقد تلوى فى عقدة غير مستوية فوق راسها . حين سمعت الطرقة المتوقعة ، تقدمت الى الباب وهى لا تعرف كيف تواجه بيرس ، ، ولكن قرارها انتزع منها حين دخل فجاة ، يركل الباب وراءه ... وقبل ان تحتج كان يمسك بها بين ذراعيه يعانقها بوحشية ... اصيبت جوليا برهة بالدهشة فلم تقاومه ، ولكن حين احست انها بحاجة الى التنفس ، انتزعت نفسها منه ، وسحبت انفاسا عميقة وبرقت عيناها بغضب بارد ... لكنه قطب وقال بسرعة : جوليا 0

قاطعته ببرود وادب وكأن تهجمه لم يكن : مساء الخير بيرس 0

وقف مترددا وعلى وجهه الارتباك واردفت : اتصل غاستون منذ قليل لانه لم يجدك ظن انك معى هنا . قال انه سينتظرك فى المقهى فى التاسعة والنصف ... وها الساعة قد تجاوزت ما ذكرت . فهل لنا اذن ان ننضم اليه ؟

التقطت حقيبتها ومفتاحها ، واعطته المفتاح ، ثم غادرت الغرفة على غير عجل فلحق بها يقفل الباب خلفه ، ثم امسك ذراعها عندما كانا ينتظران المصعد 0
منتديات ليلاس
-سامحينى جوليا ... لم اقصد مهاجمتك . قولى شيئا بصدد الامر بحق الله ! لا تعاملينى وكأن لا وجود لى !

حين وصل المصعد ، دخلت اليه جوليا واستندت الى جداره تنظر الى بيرس بامعان وتفكر . ثم قالت : اعتقد ان من الافضل تجاهل ما جرى بيرس ... خاصة وانه لن يفيدنى الظهور بمظهر المرأة التى تشجع الرجال 0

اسود وجهه : آه ... هكذا اذن ! مازلت منزعجة مما قلته لك على الشاطئ . اللعنة جوليا ... لم اقصد سوى التوقف عن تشجيع غاستون ... ولا حاجة بك الى تحجيمى بهذا الشكل 0

ردت بكلام مقنع عذب : لاشك اننى اصبحت فى هذا المكان مشوشة الفكر ... اترى لم اكن اعتقد اننى اشجع احدا ... كنت اتصرف فقط باحترام طبيعى مع الاسياد الثلاثة . على اى حال ، لا حاجة للقلق ... سابذل قصارى جهدى لتغيير تصرفاتى الودودة تجاه الجميع بلا استثناء 0

لم يستطع بيرس قول المزيد لانهما وصلا الى الطابق الارضى فى تلك اللحظة ، فاضطر للحاق بها عبر الفناء الداخلى للمقهى ، حيث كان غاستون بالانتظار 0

قال بيرس له ببرود : بكرت بالوصول 0

رفع الفرنسى يد جوليا الى شفتيه : كنت تواقا للوصول فى الوقت المحدد .. على اى حال ، مازال البرازيليون يهتفون احيانا " هورا انكليز " حيوا الانكليز حين يسالون عن الدقة ... اليس كذلك ؟

اقترحت جوليا بسرعة المغادرة حالا الى تشاريكاريا غاوتشو للقاء البرازيليين لان الجو لم يكن ودودا بين الرجلين 0
منتديات ليلاس
فى تلك الليلة ، عندما عادت جوليا الى غرفتها فكرت ان ما من احد يستطيع القول انها لا تلقى بثقلها على الرحلة كلها . كانت الوجبة رائعة ، والبرازيليين سروا عندما راوا اتساع عينيها لدى وصول قطع اللحم المشوى على الفحم . حاولت بجهد ان تماشى الرجال فى استيعاب كمية كبيرة من اللحم ، ولكن بالها اطمان حين اخذ الساقى من امامها نصف اللحم المتبقى ... وبدت التسلية والمرح على وجوه الرجال حين عاد الساقى بعد قليل حاملا اليها اللحم الذى اخذه وذلك بعدما سخنه لتاكله ثانية ....

مع مضى الوقت مال البرازيليين الى هجر الانكليزية ، وراحا يتحدثان بالبرتغالية مع جوليا . وبدا راسها يؤلمها للجهد الذى تبذله لاستيعاب ما يقولانه بسرعة وثبت لديها بشكل مدهش انه مضن ، خاصة وهى تحاول احيانا ان تسمع ما يقوله بيرس وغاستون ... وكانت راحتها عظيمة عندما علمت ان حديثهما كان تقنيا بحتا ، ولاحظت ان غاستون لجا الى الفرنسية التى بدا ان بيرس لا يجد صعوبة فى فهمها 0

dede77 12-07-11 08:38 PM

كانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل حين رافق الرجال الاربعة جوليا الى الفندق ، حيث اعتذرت منهم ، متجنبة عينى بيرس الساخرتين 0

جاء الصباح بسرعة كبيرة . وما هو الا وقت قصير حتى كانت تتناول الفطور قبل البدء بالاستعداد لجلسة الصباح . كان مازال لديها فستان واحد للعمل لم تستعمله حتى الان . فستان ابيض وبنى قصير ، يشبه القميص الرجالى . ولكن وحينما كانت تصارع شعرها مرة اخرى ، فكرت بجد ان تقصه ... فى موطنها لم يكن يشكل لها مشكلة ، ولكنه هنا يتطلب منها عملا شاقا . تخلت عن كل محاولة فى رفعة واكتفت بتضفيره ، ثم انتظرت وصول بيرس . ولكنه لم يصل قبل التاسعة وكانت قد بدات تتساءل عما اذا كان قد نسيها لذا عندما قرع الباب سارعت الى فتحه 0

-صباح الخير 0

كان يقف وهو لا يبتسم فتناول منها المفتاح ورافقها الى غرفة الاجتماع بصمت ولم يسالها سوى سؤال مهذب عما اذا كانت قد تمتعت بسهرة الامس 0

كان الرجال بانتظارهما حين دخلا فرحبوا بهما تبادلوا التحيات المعتادة ثم غاص الجميع فى تقويم وتوضيح اخر بنود الاتفاق . وما ان حلت الظهيرة حتى كانت كل النقاط قد سويت ، ولم يبق سوى انتظار تقرير بيرس بعد عودته وجوليا الى المملكة المتحدة 0
منتديات ليلاس
اصر سنيور فرناندو والسنيور سبيرو على جوليا للانضمام اليهما على الغداء ، فهما غير قادرين على المشاركة بالعشاء هذا المساء فابتسمت بدفء لهما ورفضت ثم شرحت لهما بلباقة انها تعرف ان الرجال يحبون قضاء اللقاء الاخير بدون صحبة النساء كما ذكرت انها لا تستطيع مغادرة بلادهما الجميلة بدون شراء بعض الهدايا لعائلتها ...

كان بيرس حازما ، وهادئا حين قال : يجب ان تاكلى شيئا اولا 0

-ساطلب سندويشا الى غرفتى 0

-استقلى سيارة اجرة الى الريو ، وزورى " روا افيدور " انه المكان المناسب للتسوق فى الريو ... مثل " بوند ستريت " فى لندن . وان كنت لم تتاخرى فاطلبى من السائق ان ينتظرك لتعودى بسرعة 0

اخرج بيرس حزمة نقود من جيبه : الافضل ان تستخدمى الكروزيرو البرازيلى على ان تسددى لى ما تصرفينه بعد انما بالاسترلينى طبعا 0

كانت ابتسامته خبيثة ، وكانا قد تاخرا عن الجميع فنظرت جوليا الى المال بريبة : يبدو مبلغا كبيرا 0
منتديات ليلاس
-ستحتاجين اليه . كونى جاهزة الليلة فى التاسعة ... اظن ان غاستون سيدعونا الى مطعم فرنسى ... وسنتمكن الليلة عكس البارحة من تبادل الاحاديث بالانكليزية . انا اقدر لك جهودك 0

-شكرا لك بيرس . انت فى غاية اللطف 0

-امامك انا اكون لطيفا جوليا ... احاول جهدى !

اقفل باب المصعد على تعابير وجهه الغاضب ، ابتسمت جوليا لنفسها ... لديها احساس ان الرحلة قد انقلبت الى شئ يختلف عما خطط بيرس له 0



*****


انتهى الفصل السابع 0

فتاة 86 13-07-11 03:11 PM

:8_4_134:
كلعادة مشرقة بطلاتك
يعطيكي العافية يا قمر
كل ما شوف اسمك مكتوب على أي رواية بعرف أنو الرواية رح تكون مميزة
موفقة حبيبتي

:55::peace::55:

dede77 14-07-11 08:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2809207)
:8_4_134:
كلعادة مشرقة بطلاتك
يعطيكي العافية يا قمر
كل ما شوف اسمك مكتوب على أي رواية بعرف أنو الرواية رح تكون مميزة
موفقة حبيبتي

:55::peace::55:

:hR604426:
وانت كالعادة رقيقة فى مجاملتك كما تعودت منك .

التميز فى الرواية ان احلى فتاة86 موجده بها 0

dede77 14-07-11 08:58 PM

( الفصل الثامن )


8- جحيم الرجال 0


حين وصلت السندويشات والقهوة ، سالت جوليا الساقى اذا كان يعرف محلا لتصفيف الشعر يستقبلها بدون موعد مسبق 0

-كابليرو سنيورا ؟ طبعا !

كانت ابتسامة الشاب البيضاء فى وجهه الادكن تلمع وهو يشرح لها ان شقيقته تعمل مع اشهر مصفف شعر فى الفندق ، السنيور كابليرو ، وسياخذ لها موعدا اذا سمحت له السنيورا باستخدام الهاتف ؟

وسمحت السنيورا ، وبعد سيل متدفق من الكلام البرتغالى لم تتمكن من فهم الا نصفه عاد اليها منتصرا وابلغها ان الموعد بعد نصف ساعة ، وهذا اكثر بكثير مما كانت تامل به ، فنقدته مبلغا سخيا 0

-موتشى اوبريغارو سنيورا 0

وانحنى لها بسعادة 0
منتديات ليلاس
انهت جوليا غداءها ثم زينت وجهها وتوجهت الى صالون الحلاقة . كان السنيور كابليرو ، رجلا شابا نحيلا انيقا ، مستعدا لاى شئ ليرضى السيدة الانكليزية ، خاصة وانها تتحدث لغته بمثل هذا السحر . بعدما غسلت فيولينا شقيقة الساقى شعرها بالشامبو وصلت الى يدى الرئيس الذى ادار وجهها الى هنا وهناك وبقى صامتا فترة يتاملها ، ثم اقترح ان تترك له كل شئ ... حين سمح لها اخيرا ان ترى النتيجة النهائية فى المرآة ، احست جوليا انها تحولت . كان شعرها قد التف حول راسها فى طبقات مسترسلة وصلت الى كتفيها فقط ... وكانت غرتها قد قصت على شكل اهداب ناعمة فوق جبينها ، بدت التسريحة متلائمة مع جمال وجهها واحست جوليا انها اخف وزنا واصغر سنا كما شعرت بانها طائشة لعوب . وحين سمع كابليرو برحلة التسوق ، طلب من احدى الفتيات الاتصال بصديق له يملك تاكسيا ، واكد لها بانه جدير بالثقة . كانت السيارة بالانتظار حين خرجت الى اشعة الشمس وسرعان ما كانت فى طريقها الى المدينة والى "كتوز اوفيدور" 0

حين وصلا ، ابدى السائق استعداده لانتظارها ساعة . وثبت لها ان "روا اوفيدور" كان زقاق حديثا ضيقا وكانه ممر مقوس فراحت تجوب الزقاق جيئة وذهابا من جانب الى اخر ، غير راغبة فى ان يفوتها شئ من جمال الاشياء المعروضة ... اخيرا اجبرت نفسها على التوقف لاختيار ما تريده فاشترت محفظة نقود من جلد التمساح لهنرى وفستانا ابيض مطرزا بالفراشات لكارول ، وبغلا خشبيا من صنع يدوى لكل ولد . وبعد توقف قصير ، وجدت مناديل شاى مطرزة للسيدة هيكنز ، ثم اطالت التفتيش عن شئ مميز لاختها ، اخيرا اقرت رايها على سوار ذهبى ، يحمل طلسم الفيفا وهو طلسم الحظ السعيد فى البرازيل 0
منتديات ليلاس
لم يبق امامها الا بعض الوقت قبل ان تعود الى التاكسى المنتظر ، فارادت ان تشرب العصير لانها ظماى ولكن فيما كانت تبحث عن مقهى لمحت فى احدى الواجهات ما اسر نظرها ، ففى الواجهة عرض فستان من الساتان نارى اللون . كان الفستان من الحرير الاسود الضيق فوقه وشاح ابيض منقط بالاسود ، وامتلات نفس جوليا رغبة فاندفعت الى المحل الانيق وما هى الا لحظات حتى كان الفستان منزوعا عن الواجهة وجوليا تجربه . وكلفها الفستان الصغير كل ما تبقى معها من شيكات سياحية تقريبا ، فخرجت وهى تشعر بالذنب الى حيث كان التاكسى منتظرا 0

تاخرت جوليا فى الوصول بسبب ازدحام السير . حينما دخلت اوربوبرانو ، سلمها الشاب فى الاستعلامات مغلفا مع مفتاحها وقد وجدت فى المغلف مذكرة صغيرة بخط مالوف " ذهبت الى لاغوا آزول " مع غاستون ... سنكون فى المقهى فى التاسعة ... لاقينا هناك ... بيرس " 0

dede77 14-07-11 09:00 PM

صعدت جوليا الى غرفتها فوضعت مشترياتها ثم تاقت الى تعليق فستانها الجديد الذى ما ان القت عليه نظرة ثانية حتى نسيت عقدة الذنب التى شعرت بها عندما اشترته . فجاة لمحت نفسها فى المرآة فتسمرت فى مكانها ، فقد نسيت كل شئ عن شعرها الكثيف : ستبدى ليديا دهشتها دون شك . خرجت الى الشرفة لتتامل الانوار المتلالئة على الخليج . واخذت تتعجب كيف انه فى لحظة من اللحظات كانت الشمس مشعة ، وفى اللحظة الاخرى كانت المظلمة المخملية تسود المكان كعباءة محلاة بالجواهر المرصعة بالنجوم . فجاة لمحت احد محبى الطائرات الورقية ، يلف خيطانه فوق الرصيف الموازييكى ، على بعد قليل من الفندق . فحملت محفظة نقودها ومفتاحها ، وركضت الى المصعد ومنه الى الخارج ... كان الطيار الصغير الاسمر البشرة سعيدا جدا لبيعها ثلاثة طيارات ملونة ارادت ان تشتريها من اجل الصبيان الثلاثة ... وقالت لنفسها بحزم ، هذا يكفى جوليا لقد بت مدينة لبيرس بثروة . اذن ما من مزيد من المشتريات . ولكن ، من يعلم متى ستزور مكانا رائعا كهذا مرة اخرى ؟

جاءها خادم الغرف يحمل ابريق شاى كبيرا ، ودهشت لرؤية الحليب الساخن الذى قدم معه . جلست براحة تحتسى عدة فناجين على الشرفة ، تتمتع بالمنظر الرائع الممتد امامها وتصغى الى هدير البحر الدائم . ارادت الليلة ان تمهل نفسها الوقت الذى تريد وليتحل الرجلان بالصبر فلا باس ان خالفت عادات الانكليز فى المواعيد . ورغم نيتها بالتاخير قدر المستطاع وصلت فى التاسعة والربع ، وكانت قبل ذلك قد استحمت وتعطرت وتزينت بعناية فائقة ثم تاملت صورتها فى المرآة وهى فى فستانها البسيط الرشيق الصغير . مع ان الفستان كان بدون حمالات للكتف الا ان الوشاح الشفاف كان يستر كتفيها وصولا الى عنقها . كان الفستان يسترسل على جسدها ويتطاير بحرية مع كل حركة تقوم بها ... مرت جوليا المزهوة بشئ من التحول الجذرى ... فحاذرى ان تعودى فى منتصف الليل الى بيتك سندريلا ... وضحكت ثم التقطت حقيبتها الصغيرة وخرجت لتنضم الى بيرس وغاستون 0
منتديات ليلاس
ترددت جوليا قليلا امام مدخل المقهى ، ثم اختفت وراء شتلة مطاط ضخمة . كان الرجلان غارقين فى النقاش ، وبدا بيرس اشد اسمرارا من السابق بعد قضائه الظهيرة تحت اشعة الشمس ، وقد ابراز اسمراره بذلته البيضاء التى سبق ان ارتداها فى حفلة ليديا . كان الفرنسى الاصغر حجما يؤمى بيديه للتركيز على نقطة ما فى حديثه . بدا فى غاية الاناقة بسترته السوداء وبسرواله الابيض . رات جوليا بيرس ينظر الى ساعته ، ثم ينظر بنفاذ صبر الى المدخل ، ولكن حالما لمحها تغيرت تعابير وجهه وعمها الدفء فسارع بين الناس المحتشدين اليها والابتسامة تلوح على وجهه وقد تركتها هذه الابتسامة مخطوفة الانفاس 0

قالت بتوتر : لقد قصصت شعرى ... ايعجبك ؟

سحب نفسا عميقا : تبدين ... احاول ان اجد كلمة مناسبة ، ولكن ربما ليس هناك من كلمة محددة تناسب صورتك ... ساكتفى بالساحرة ، خاطفة الانفاس ، الخلابة والمذهلة ... وهذا غيض من فيض . فلننضم الى غاستون ... لم قصصت شعرك ؟
منتديات ليلاس
شبكت ذراعها بذراعه بمرح 0

-الطقس حار ، وقد سبب لى شعرى متاعب انا بغنى عنها فاحسست فجاة برغبة فى التغيير ، ايعجبك ؟

-فاتن جدا . لكننى سافتقد الى تلك الضفيرة الكبيرة التى كانت تسترسل على ظهرك 0

عندما انضما الى غاستون ، رفع يدها الى شفتيه : بيل جوليا ... كوم فوزيت شارمان ! ما هذا الفستان البهيج ! لقد امضيت وقتا ناجحا بعد الظهر ، اليس كذلك ؟

ضحكت جوليا ثم ارتشفت قليلا من عصير الاناناس والصودا الذى اعطاها اياه بيرس : لقد اصبت بوصفك اياه بالناجح 0

dede77 14-07-11 09:07 PM

التفتت الى بيرس : كان يجب ان ترى المحلات ، انها تغرى النفس الى حد الخطيئة . اشتريت هدايا رائعة لعائلتى ، واحسست باغراء شديد حين شاهدت هذا الفستان فاستسلمت له بدون اقل مقاومة 0

تمتم بيرس وفمه على طرف كاسه ، يبتسم بسخرية : ليس من عادتك التهور . ولكن هذا الفستان لم يصنع ليبقى بدون ان يراه احد ، لذلك سنصحبك بعد العشاء الى الرقص ... انا واثق ان غاستون يعرف ناديا ليليا يناسبك جوليا 0

-بكل تاكيد ، ولكن يا اولادى فلنذهب اولا الى "لوبيك فان " لان مالكه صديق قديم 0

رافقهما الفرنسى الى سيارته ، وانطلقوا الى الجهة الاخرى من كوباكوبانا . وبعد وقت قصير ، كانوا جالسين فى مطعم فى حجيرة فوق مقاعد طويلة جلدية امامها طاولة مدثرة بغطاء احمر وابيض عليه شموع مضاءة وضعت فى شمعدانات زجاجية ... كانت لائحة الطعام ضخمة ولكنها مكتوبة بخط اليد ... واكد لهما غاستون ، ان كل شئ يطهى طازجا عند الطلب . بعد مشاورات مطولة اختارت جوليا سمك السلمون المدخن كمقبلات اما الرجلان فاختارا المحار . اما الوجبة الرئيسية فكانت مؤلفة من لحم العجل مع صلصة 0
منتديات ليلاس
كان غاستون طوال الوقت يوجه نظراته المتسائلة بين جوليا وبيرس ... بعد فترة تقدم رئيس الخدم ليتاكد من ان كل شئ على ما يرام ، ثم عرض عليهم القهوة ... كان الجو المرح اشبه بعباءة دافئة يحيط بهم ، عندما قرروا المغادرة ودعوا رئيس الخدم وتوجهوا الى سيارة غاستون الذى اصطحبهما الى ملهى " كارلينو " وهناك نزلو درجا منحدرا وصولا الى غرفة صغيرة مظلمة حارة ومكتظة بالناس 0

تنهد بيرس حين جلسوا على طاولة صغيرة كادت لا تتسع لاكواب العصير التى طلبها غاستون ... وقال بيرس : لا اظننى قادرا على شرب المزيد بعدما قدمه لنا اولئك البرازيليون فى لاغوا آزولا ظهر اليوم ... يا الهى جوليا ، كان يجب ان تتذوقى الشراب الذى قدموه لنا ... ما اسمه غاستون ؟

-اسمه بينغا 0

ضحكت جوليا : وهل اعجبك غاستون ؟

-شيرى ... انا مضطر بحكم عملى للمشاركة بغداء او بعشاء عمل ، وبعد وصولى الى الريو بوقت قصير اكتشفت ان بالامكان ان افى بالتزاماتى بدون ان اتناول شرابا لا تستسيغه معدتى ... ولكننى الليلة ساتجاوز هذه القاعدة ... يقدمون هنا كوكتيلا لايقدم فى اى مكان اخر 0
منتديات ليلاس
استدعى الساقى وطلب الشراب ... كانت مقاعدهم نظرا لحجم الطاولة الصغيرة ملتصقة ببعضها ، للضرورة ... ولكن جوليا احست بان بيرس يحاول ان يلصق ساقه بها متعمدا كما شعرت به يلقى ذراعه وراء كرسيه حتى كاد يلمس بها كتفيها 0

-هل استمتعت بعد الظهر ؟

عندما تكلم داعبت انفاسه عنقها بحرارة فتنهدت بسعادة 0

-آه بيرس ، كان رائعا ... مع اننى ترددت كثيرا فى قص شعرى . واخشى ان اكون قد انفقت مالى كله ايضا 0

-هذا ما كنت اقصده ... ان لشعرك ملمس الريش البنى اللامع ورائحة العطر المذهلة ايضا 0

استدار غاستون اليهما متجاهلا عن قصد حديثهما الصغير : والان ، يا صديقاى ... جربا هذا الكوكتيل ... وتذوقا طعم القصب الطازج . انه لذيذ اتوافقان ؟

تكره جوليا عادة طعم عصير القصب ، لكنها اضطرت للاعتراف بان هذا الكوب الملئ بعصير القصب وبعصير الحامض رائع جدا ... نظر بيرس الى كاسه بارتياب : قد يكون هذا اخر ما اتناول ... اما انت غاستون ، فقد كنت ذكيا فى عدم تناولك الكاشاسا بعد الظهر 0

-اذن اجلس هنا واسترح حتى اراقص جوليا ، فانت توافق على ضرورة عرض هذا الفستان المذهل 0

dede77 14-07-11 09:10 PM

بدا بيرس اقل من مبتهج وهو يراقبهما يتحركان ببطء فوق باحة الرقص الصغيرة ... شاهدته جوليا يحدق اليهما بغضب ، فحاولت الابتعاد عن غاستون اثناء الرقص 0

-انت تدفعيننى عنك ايتها الجميلة جوليا . اخائفة من ان يغار بيرس ؟

-لن يغار بل قد ينزعج وهذا ما تقصده من مراقصتى ، ومن اظهار سحرك الفرنسى . اعتقد انك تتحدث الانكليزية بدون تردد متى شئت غاستون ... لذا لا داعى الى اغوائى بكلامك الفرنسى ... فانت تعلم اننى محصنة ضده 0

برقت عيناه بخبث ، قبل ان يتظاهر بالبراءة المبالغ فيها 0

-لكن ... جوليا ، انت شابة فاتنة جدا ... وحولك جو مميز ... كيف اعبر عنه ، نعم ان حولك هالة من الحزن تشعر الرجال برغبة فى حمايتك ... وهذا ما لا يقاوم ابدا 0
منتديات ليلاس
-هذه الهالة التى تحدق بى غير مقصودة ولكن شكرا ايها السيد ، واظن ان حول بيرس ايضا هالة من الحزن . فلنعد الى الطاولة ... وشكرا لك على الرقصة 0

وفيما كانا يتقدمان سارع بيرس بالوقوف وامسك جوليا من يدها ليقودها بدون كلمة الى الرقص ثانية . وفى هذا الوقت كانت الفرقة الموسيقية تعزف لحنا هادئا مؤثرا . تحركا ببطء ، ذراعه تحتضن جسمها وذراعاها معلقتان بعنقه همست له : اعرف هذه الاغنية بيرس ... ما اسمها ؟

-انها اغنية قديمة ... اللحن الرئيسى فى " بلاك اورفيوس " فيلم برازيلى قديم ، اتذكرينه ؟

هزت راسها ثم القته على كتفه ، مستسلمة للموسيقى ولعناقه ... توقفت الموسيقى ، حين رفعت راسها قال لها : اظن ان الوقت حان للعودة الى الفندق ... لقد تاخر الوقت 0

حين وصلوا الى اوربوبرانو توقفت جوليا امام المدخل المظلم ومدت يدها الى غاستون تشكره على الامسية الممتعة فقبل يدها ، ولكن عندما التفتت الى بيرس تودعه ايضا ابدى الفرنسى دهشة . اما بيرس فتحجر وجهه فورا 0
منتديات ليلاس
-تصبحين على خير جوليا ... ولا تنسى ان غاستون سيصطحبنا فى السادسة صباحا 0

وعدته بان تكون جاهزة فى الوقت المحدد ثم اتجهت الى المصعد تلوح للرجلين . ابتسمت بخبث لنفسها وهى تدخل الى غرفتها ، فهى لن تسمح لبيرس لقاء اى شئ فى الدنيا بالدخول الى المصعد معها امام عينى الفرنسى الماكر 0

علقت فستانها بعناية وحب ... ثم راحت تفكر فى الامسية التى تمتعت بها كثيرا رغم اهتمام غاستون بها ولكنها تعرف انه يفعل ما يفعل ليثير غيرة بيرس لا لسحرها . ولقد نجح ... بعد الحمام ، قررت توضيب الهدايا ، ثم قررت كذلك توضيب ملابسها ... وكادت تنتهى من هذا حين سمعت طرقة هادئة على الباب جعلت ظهرها يقشعر ويتصلب . وتكررت الطرقة فتقدمت الى الباب لتسال بحذر من الطارق 0

-هذا انا ... غاستون ... لحظة من فضلك جوليا 0

فتحت الباب مترددة ، فتقدم الى الغرفة مبتسما : لا تنظرى الى بريبة شيرى ... وجدت هذه حين عدت الى السيارة 0

اعطاها حقيبتها ببرود رسمى : كان لطفا منك ان تعيدها الى ... كان بامكانك تركها فى مكتب الاستعلامات او تركها معك حتى الصباح 0

بدت البراءة على وجهه 0

-لكن ربما فيها ما هو ضرورى لك . اعطنى قبلة صغيرة كمكافاة فانسحب 0

احست جوليا بغضب بارد يجتاحها : بالله عليك غاستون ... ليس هنا احد لتتظاهر امامه . شكرا لك على الحقيبة ، والان اذهب ارجوك 0

dede77 14-07-11 09:12 PM

ولكنه لم يتحرك بل جلس على ذراع احد المقاعد يلوح بساقه ويقول بخفة : على اى حال شيرى ، كانت سوزيت زوجتى تحب بيرس القوى الصامت ... كانت تجده جذابا ، ولم تفعل شيئا لاخفاء هذا الواقع ابدا ... اظن ان من العدل ان اسرق قبلة صغيرة من صديقته العزيزة ... للتعويض 0
منتديات ليلاس
هب عن المقعد فجاة ليمسك بذراعيها ، وليحنى راسه نحوها . لكن ، قبل ان يتمكن من القيام بشئ اخر ، انتزعت يد حديدية جوليا من قبضة غاستون ، ورفعت نظرها برعب ، فرات ان بيرس دخل من الشرفة ، وهو يرتدى روبا قصيرا . كان وجهه قرمزيا من شدة الغضب عندما صاح بالفرنسى : اخرج من هنا غاستون قبل ان يغلبنى غضبى واخرجك بقبضتى ؟

رفع الرجل يديه برشاقة ونظرته المتفهمة تنتقل من روب بيرس الى ثوب جوليا الحريرى ...

-ميل باردون ... لم اتوقع ان اجد نفسى متطفلا ... تمتعا بالنوم اطفالى الى الغد 0

ثم انحنى انحناءة ساخرة وغادر الغرفة ولكن لم ينس ان يغلق الباب وراءه بحذر مبالغ فيه 0

ساد صمت متوتر غير لطيف بعد رحيله ... نظرت جوليا بحذر الى بيرس تريد الدفاع عن نفسها بشرح ما جرى قبل قليل ولكنها لاحظت ان بيرس يبدو مرهقا ارهاقا لا يكاد معه يقوى على الوقوف تقريبا وبادرت الى الهجوم : كان بامكانى الخلاص من زائرى غير المرغوب فيه بلا مساعدة . لماذا اقتحمت غرفة نومى بشكل درامى هكذا ؟

قال ساخرا : كان يبدو لى ان المكان مفتوح للعموم . كنت على الشرفة انعم ببعض الهواء النقى حين سمعت الاصوات . احسست بضرورة التحقق فى حال وجود امر ما ... سامحينى ان كنت قد قاطعت لقاء سبق ان رتبته !

-آه ، لا تتكلم وكانك احدى الشخصيات فى رواية عاطفية . والان ان كنت لا تمانع ، اريد ان انام 0

-لا اظننى احب ان اتركك خائبة الامل شيرى ... فان كان مزاجك يسمح بقليل من العبث ، فساكون اكثر من سعيد بان اكون البديل 0

ارتدت جوليا الى الوراء وعيناها واسعتان من الارتباك ولكنه بحركة واحدة سريعة اوقعها بين ذراعيه اللتين اصبحتا يدين من حديد عندما راح يجذبها اليه 0

بدات جوليا تتلوى وتقاوم بطريقة مميتة واخذ اللذعر يستولى عليها . دفعته فى صدره بقوة فتلقت ضحكة خالية من الرحمة ارعبتها . راحت تضربه بجنون لتكسب لحظة من الراحة وهو يمسك بكلتا يديها بيده 0

قالت بتوسل وخوف من حرارة المشاعر التى حولت عينيه الى سائل ازرق : بيرس ... ارجوك !

-علام تتوسلين يا حلوتى ؟

كان الصوت العميق قد فقد نعومته ، واصبح شهيقا مقطوع النفس ، وكانت يداه تشدانها اليه بقسوة وكأن الغيرة والغضب اعمياه عن كل شئ فاصبح رجلا غريبا شريرا 0
منتديات ليلاس
-لن اتحمل المزيد من هذا التقلب بين الحار والبارد ... انت تتعمدين اثارتى مع ذلك الفرنسى اللعين ... وانا الان ساخذ المبادرة بيدى 0

-بيرس ....

قامت جوليا باخر محاولة تعقل معه ولكنه كان قد تجاوز كل حدود التعقل . ثم راح صوت صغير فى راس جوليا يكرر برتابة : ( لا ... ليس هكذا ... ارجوك ليس هكذا ...) ولكنه حملها الى السرير الذى القاها عليه بخشونة فاسرعت الى الجهة الاخرى لكن يدا رادعة امسكت كتفها وادارتها بقوة اليه ثم رفع كلتا يديها فوق راسها 0

dede77 14-07-11 09:15 PM

فكرت جوليا ان هذا لا يحدث فعلا . فجسدها الخائن اراد ان يستجيب بعنف ، للمعاملة الخشنة التى يتلقاها ، لكن فيما كان يقترب منها بادرته بركلة الى الاعلى فاجاته بها ... فى الجولة الثانية من المعركة سمعت صوت طقطقة مخيفة ، صوت تمزق . وما هى الا هنيهة حتى تهاوى السرير تحتها . استلقيا برهة بصمت تام ، ثم هبت جوليا من بين ركام السرير واسرعت الى روبها تدثر به جسمها والتفتت الى بيرس الذى كان مستلقيا مذهولا يتطلع الى الحطام حوله وعلى وجهه تعابير غريبة . كان السرير عكس مثيله الانكليزى يتالف من فراش يوضع فوق الواح خشبية يسندها اطار خشبى ، مع لوح امامى ولوح خلفى وهذا ما جعله يتهاوى فهو لم يتحمل الضغط الذى تلقاه 0

لاشك فى ان التعقل والتفكير السوى قد عادا الى بيرس حالا . وامام غضب جوليا بدات كتفاه تهتزان فقد انهار امام ضحكات لا حول له فيها ولا قوة ، وطفقت دموع الضحك تتدفق على وجهه 0

قالت جوليا بصوت بارد كالثلج 0
منتديات ليلاس
-ارجو الا تعتبرنى بلا كياسة ان امتنعت عن مشاركتك مرحك ! والان هل ستكون لطيفا فتعود الى غرفتك لتبقى فيها ما تبقى من الليل ؟

سيطر بيرس على نفسه بجهد جبار ، ثم حول اهتمامه عن السرير فتلاشى المرح من عينيه ولما نظر الى ثوبها الممزق تحت الروب الرقيق اشتعل القلق فى عينيه فخلل اصابعه فى شعره : لا ادرى فى الواقع كيف ابدا اعتذارى جوليا ... ولكن اولا ، انا اسف على تمزيق ثيابك ... ساعوضك عنها بالطبع 0

ردت جوليا بمرارة : اوه ... لا تعتذر لى ... اما التعويض فليكن من نصيب ليديا لانها هى التى اقرضتنى هذه الثياب 0

-يا الهى !

-لا فائدة من الاستغاثة بالله فى هذه المرحلة . والان ... ارجوك ... اخرج من هنا حالا !

-اسمعى جوليا نامى فى سريرى اما انا فسانام على احدى الارائك هنا 0

-اتظننى بلهاء الى هذا الحد ؟ اخرج الى حيث تنتمى ، وسانام انا على الاريكة ... علما اننى لا اظن نفسى ساخلد للنوم سبيلا . ساكون مشغولة جدا فى محاولة تجميع ما يكفى من معرفتى للبرتغالية لشرح سبب تحطم السرير 0

اتجه بيرس الى الباب المفضى الى الشرفة ، ثم ارتد على عقبيه قبل ان يصل اليه وملء وجهه اعتذار متعمد : ان كنت ستلقين اللوم على هذا السرير بعنف حبيبتى فقد اشك فى انك ندمت على انهياره ، حين انهار 0
منتديات ليلاس
بعد خروج بيرس وقفت جوليا عدة لحظات مغمضة العينين قابضة اليدين وكأن راسها وجسدها فى عذاب مماثل ، ففكرت بوحشية : اللعنة على كل الرجال ! ... رمت الوسادة والاغطية على الاريكة ... لن تفكر فى رجل بعد الان ، هذا ان استطاعت ! ولكن هذه الفكرة لم تدفع النوم الى جفنيها 0


*****


انتهى الفصل الثامن 0

dede77 16-07-11 08:49 PM

( الفصل التاسع )


9- عد الىّ 0


كانت رحلة العودة الى الوطن امرا فضلت جوليا ان تنساه وقد ساعدها الحظ لان الطائرة اكتظت بالركاب لم يتسن لبيرس ان يجلس قربها . ما ان انطلقت الطائرة حتى استندت الى ظهرمقعدها مغمضة العينين مرهقة ولعل اهم ما سبب ارقها وارهاقها شرح امر السرير المحطم للخادمة الدهشة اولا ومن ثم للمدير المهذب . تمت الرحلة الى المطار فى ما بعد بصمت مطبق من جهتها ، مع ان بيرس وغاستون تبادلا الحديث ، وكان شيئا لم يحدث ليلة امس ... وقد عمدت الى مواجهة تودد بيرس ببرود وبعدم اكتراث دفعاه اخيرا الى ان يلوذ الى صمت مطبق يشبه صمتها 0
منتديات ليلاس
وصلا فى وقت متاخر من مساء السبت فاستقبلهم طقس انكلترا المشبع بالضباب . ارتجفت جوليا عندما مرا بالجمارك ولكن بعدما انتهت المعاملات وبعدما وضعت الحقائب فى البورش المنتظرة فى موقف المطار شعرت جوليا بالبرد يحرق عظامها .

فكان ان رمى بيرس حراما على حجرها بدون ان يعلق ولو بكلمة فتدثرت به ثم انطلق بالسيارة الى خارج منطقة المطار وصولا الى الطريق العامة باتجاه الميدلاند 0
منتديات ليلاس
لم يحاول بيرس ان يسال الا ذاك السؤال المتعلق بان كانت تشعر بالدفء . وكانت جوليا شاكرة لهذا ، ولكنها جلست حزينة فى السيارة الجبارة التى كانت تطوى الاميال . كانت تحس بصداع قوى وبخوف من ان تصاب بالرشح . كان عليك الا تغادرى بلادك ! ورفعت راسها تنظر الى بيرس ... بعد ان سالها الى اين تريد الذهاب اوقف السيارة اخيرا امام شقتها فى كلارنس وساعدها على الخروج ، ثم حمل حقائبها حتى الباب اما هى فجرت قدميها وهى تمسك كيسا كبيرا مليئا بالطائرات الورقية . اخذ بيرس المفتاح منها ووضعه فى القفل ، ثم التفت ينظر اليها 0

dede77 16-07-11 08:55 PM

-اتصور ان لا فائدة من الاعتذار مرة اخرى على تصرفى الذى بدر منى ليلة امس . لم اكن واعيا لتصرفاتى مع اننى اعلم ان هذا العذر واه 0

-لتنس الامر كله ... امحه من السجلات 0

احست جوليا بحرج حقيقى . فانحنى اليها وكانه يريد تقبيلها ولكنه استقام بحدة عندما راها تتراجع بطريقة لا ارادية 0

-ليس بيننا ما يقال اذن جوليا ... اراك صباح الاثنين 0
منتديات ليلاس
هزت راسها ايجابا ثم فتحت الباب لتدخل فاطلت السيدة هيكنز من فناء المنزل الخلفى تصيح بدهشة لرؤية جوليا 0

-تبدين مرهقة حبى ... هل امضيت وقتا ممتعا ؟ اظنك قد تعرضت للشمس قليلا ، اكانت الرحلة متعبة ؟

تركت جوليا نفسها بين يدى هذه المرأة فجلست فى مطبخ صاحبة المنزل ممتنة لها وراحت تاكل ما قدمته لها من الحساء والبيض المقلى والشاى القوى بعد ذلك قدمت لها مناديل الشاى وغطاء الطاولة التى اشترتها وتمنت لها ليلة سعيدة .

عندما اصبحت فى جناحها توقفت لتسخن الماء لتضعه فى الكيس البلاستيكى الذى تريد ان تضعه فى فراشها سعيا للراحة والنوم . ولكن صوتا لجوجا راح يوبخها على غبائها لانها لم تسمح لبيرس بان يفعل بها ما يشاء ليلة امس ، فغضبت على نفسها لان هذا ما كانت تريده فعلا 0

ذهبت جوليا الى تولمارستون فى الصباح التالى فاوصلت هداياها التى تلقوها بانفعال ملحوظ وعندما ارادت الاختلاء بليديا وجدت صعوبة . بعدما القت عليها شقيقتها نظرة امتنعت عن ان تسال عما يشغل بالها واكتفت ان سالتها عن الرحلة ان كانت موفقة . عند انتهاء الزيارة اقلها هنرى اللبق بسيارته واعطاها نصائح لتعالج به رشحها ، ثم عانقها بسرعة قبل ان يتركها ، وفى المنزل ابتلعت بضع حبوب دواء وشربت الماء ثم دست نفسها فى الفراش تطلب الدفء والعرق لتتخلص من بؤسها الجسدى والنفسى 0

عندما وصلت الى مكاتب هارتوبل وويكهام صباح يوم الاثنين كانت فرائصها ترتعد خوفا من مواجهة بيرس مع انها عندما خرجت الى الشارع تمنت لو يكون منتظرا ليقلها منعه الى الشركة وهذا ما لم يحدث . فى الشركة ابدى الجميع استحسانه لمظهرها الجديد فقد اجتذب شعرها اهتمام العديد من الموظفين وتنهدت ايملى على مكتبها تحسد جوليا على الرحلة التى قامت بها وقد رفضت ان تتضاءل حماستها بعد ان سمعت جوليا تستهين بالرحلة ... كانت اوليفيا تنتظر فى مكتبها فتلقت جوليا منها الاهتمام ذاته غير ان عينيها الثاقبتين لاحظتا الظلال تحت عينى جوليا : امضيت وقتا مرهقا ، كما ارى . ولكن لا تتوقعى منا ابداء الشفقة وانت قد قمت برحلة الى بلاد اجنبية ! اكانت رحلة مذهلة ؟
منتديات ليلاس
ابتسم جوليا ابتسامة باهتة : نعم كانت مذهلة ، والان اعانى من الرشح 0

-ارجو الا تكونى قد تعرضت لعمل شاق اوليفيا 0

ردت اوليفيا بحبور : ابدا ... تركت لك بعض المراسلات اما ما سوى ذلك فكان غير صعب . حسنا يجب ان اكمل عملى ... اراك لاحقا 0

قامت جوليا بجهد مقصود لتغرق نفسها فى اتون العمل . راحت اصابعها تفض البريد بشكل آلى ، ولكن اذنيها كانتا مشنفتين بانتظار سماع صوت او رنين ، او اى حركة من المكتب المجاور . صعب عليها ان تبعد ناظريها عن الباب المشترك ، وتقلصت معدتها بالم حين انفتح اخيرا . ولكن من وقف فيه كان لوفيل هارتوبل العجوز الذى ابتسم لها ابتسامة حقيقية . فهبت واقفة ومشاعرها تتارجح بين الراحة وخيبة الامل 0

-سيد هارتوبل ! ما اجمل رؤيتك معافى !

-مرحبا عزيزتى 0

امسك بيديها ينظر اليها متفرسا : ليتنى استطيع قول الشئ نفسه عنك . لونك اشد اسمرارا بسبب شمس اميركا الجنوبية ولكنك انحف يا فتاة ، وهذا دون ذكر الدوائر القائمة حول عينيك 0

dede77 16-07-11 09:07 PM

تورد وجه جوليا تحت نظرته المتفحصة ، وابتسمت 0

-هبوطى من السماء الى الطقس البريطانى اصابنى بزكام مزعج . وقد امضيت اياما مرهقة فى الريو ، مع اننى واثقة من انك سعيد بالنتيجة 0

-ان خبر مشروع بناء الفندق سارا . ولكن بيرس بدا كاسد محبوس فى قفص . وها انت تبدين كشبح لوحته الشمس . لا شك فى ان هناك ما هو غير سوى 0

عاد لوفيل ينظر اليها متاملا ، ثم اردف : فكرت انغريد ان على المجئ بنفسى ... لا تنظرى الى كفرس مذعورة . اضطر بيرس للسفر الى لندن باكرا . انهم بحاجة اليه مدة يوم او يومين . ما الخطب جوليا ؟ لاحظت انك وبيرس على وئام بعد تلك البداية المشبعة بالجفاء 0

-لا شئ حقا ... ان السبب السفر وما يجلبه من ارهاق والحياة الرغيدة التى لم اعتد عليها ، اما فى ما يتعلق ببيرس فلا اجد ردا 0
منتديات ليلاس
صاح صوت فى داخلها كاذبة ! واكملت : هل ستبقى لتساعدنى اليوم سيد هارتوبل ؟

-لا ... كما اخشى ... سمحت لى انغريد بساعة فقط ... انها تراقبنى كالصقر ... الا تظنين اننى افقد بعض الوزن ؟

ضرب على معدته باعتداد : اثقل طعامى الخس ، واخفه البطاطا . ولقد نجحت ، يجب ان اعترف 0

ردت صادقة : تبدو رائعا ... وهذه دعاية كبيرة لعناية السيدة هارتوبل واهتمامها بك ... انقل اليها حبى وتحياتى 0

-كلامك المهذب اشبه بامر بالانصراف يا فتاة ....

برقت عينا العجوز كعينى ابنه ... وتابع : اعرف ان امامك عملا جما ، وساكون مهتما بقراءة التقرير البرازيلى بعد اطلاع بيرس عليه ... والان يا فتاتى ، عالجى هذا الرشح 0

لوح بيده الضخمة ثم غادر المكان تاركا جوليا لعملها الذى ينتظرها شعرت ببعض الراحة لانها لن تضطر الى مواجهة بيرس ، على الاقل فى الوقت الحاضر . فى الايام القليلة التالية عانت من صداع مؤلم ومن عطس عنيف ومن قلة النوم بسبب انفها الذى لم يستطع سحب الانفاس اللازمة ولكن السبب الاهم هو الم القلب المشتاق الى بيرس . نهارا كانت قادرة على ابقاء شوقها هادئا بالعمل ولكنها كانت كلما سمعت رنين الهاتف ترد بشوق متوقعة سماع صوته العميق المالوف ... ولكن بيرس ظل صامتا وراح بؤسها يزداد مع مضى الايام 0
منتديات ليلاس
كانت شهيتها للطعام قد تلاشت كليا فابدت السيدة هيكنز قلقها . واصرت على ان تقوم نيابة عنها بشراء حاجياتها وبصنع الليمونادة لها . اما ليديا فراحت ليليا تتصل بها وتتوسل اليها ان تلزم المنزل والفراش وتترك العمل . ولكنها رغم رغبتها فى الاستسلام وفى اطاعة اوامرها كانت مصممة على انهاء التقرير البرازيلى ، اضافة الى عملها الروتينى الذى تمكنت من انهائه . وعملت بعناد ... عندما حل صباح الخميس ، كانت اسوا مرحلة من مراحل زكامها قد تلاشت ، ولكنها تركتها فاترة الهمة ، راغبة عن الطعام .... لم تكن قادرة على مواجهة اكثر من فنجان قهوة قبل الذهاب الى المكتب ، اما وقت الغداء فكانت ترفض بتصميم كل محاولات اوليفيا لجرها الى المطعم ... وكانت تكتفى بفنجان شاى وبقطعة بسكويت تاكلها على مكتبها ، ولكنها ذلك المساء عادت الى المنزل بعدما انهت نسخة غير نهائية عن التقرير البرازيلى ، الذى اصبح جاهزا ليقراه بيرس . متى اختار الظهور 0

كان هدفها الوحيد قبل ان تصل الى الشقة ان تنهار على الاريكة وتتناول حساء وسندويشا امام اى برنامج تليفزيونى مهما كان سخيفا . ولكنها حينما وصلت وبعدما نزعت ملابسها ، تملكها احساس قلق ... ولم تعد فى مزاج للجلوس على الاريكة طلبا للراحة فارتدت بنطلون جينز قديم وتى شيرت ، ثم قررت تنظيف جدران المطبخ وهو عمل كانت تؤجله باستمرار منذ وقت طويل ... نزلت الى الطابق السفلى لتستعير سلما من السيدة هيكنز التى ابدت معارضة شديدة 0

dede77 16-07-11 09:11 PM

احدث الفرك العنيف والغسل النتيجة المرجوة . ولكن سرعان ما عاد تفكيرها الى بيرس 0

فكرت باحباط ان لا طائل من تجاهل الامر ! مهما فعلت سيعود تفكيرى الى بيرس ... بيرس ... بيرس ... وكاننى تلميذة تقع فى الحب لاول مرة . ربما هنا تكمن المشكلة ، فهى لم تعان فى مراهقتها من الحب . اما باتريك فكان رفيق طفولتها ، وتحول بشكل طبيعى الى حبيب قلبها ... ولم تشعر بالعذاب الذى كانت تعانيه زميلاتها فى الكلية ، والذى كن تعتبرنه جزءا ضروريا من الحياة . اما حياتها فتمزقت اربا فى وقت كان اترابها يتدرجون للازدهار الكامل لمعرفة حقائق الحياة ... لقد حل بنضوجها صاعقة جعلت مشاعرها تعيش حبيسة فى نفسها فقد كانت تخشى ان تعانى من جديد من الالم والاذى 0

اعادت جوليا ملء الدلو بالماء والصابون النظيف ، وعادت ترتقى الدرج لتهاجم سقف المطبخ . يصعب ان تصدق انها منذ شهر واحد كانت تعيش حياة منظمة مرتبة ، لا يكدرها سوى تلك المشاعر التى تكنها لليديا وعائلتها . كان بيرس هارتوبل مجرد اسم لابن رب عملها . وليته بقى كذلك ! نزلت عن السلم لتحركه نحو قسم جديد من السقف ... لم يكن ما كانت معتادة على التفاخر به من الاتزان وضبط النفس سوى جبن تام . كان خوفا من ان يقترب احد لهز الحاجز الذى امضت ست سنوات فى بنائه ولكن بيرس دمره منذ اللحظة الاولى التى وقعت عيناها عليه ... آه ، اللعنة !
منتديات ليلاس
كان سبابها بسبب دخول الطابون الى عينها عندما عصرت ممسحة التنظيف ... هذا يكفى ... نزلت عن السلم وابعدت الدلو ثم فرشت الممسحة لتجف ...

ثم صبت اهتمامها على الطعام . ساتمتع بالاكل مرة اخرى . تفحصت محتويات البراد بقرف ... ولكن كان عزاؤها الوحيد ان التقرير البرازيلى جاهز وهو بانتظار بيرس ، هذا اذا عاد . ثم تسمرت جوليا فجاة فقد عنت على بالها فكرة مزعجة 0

ان الوثائق السرية تحفظ فى خزائن الشركة ، اما التى يحتاجونها فى الوقت الحالى الوقت الحالى فهى فى درج فى طاولتها . ولكن ماذا عن التقرير البرازيلى ؟ احست بقلبها يغوص لانها خشيت ان تكون قد تركته عرضة للانظار ... فكرت مذعورة وكانت كلما امعنت التفكير اكثر كلما شعرت بالقلق . اخيرا تنهدت احباطا ، ومررت فرشاة فوق شعرها ، وارتدت سترة حمراء واقية من المطر ، ثم اتصلت لتحصل على سيارة اجرة . نزلت الى الاسفل لتقول للسيدة هيكنز عن المكان الذى ستذهب اليه . بعدما اقلها التاكسى الى شارع ويست غايت دخلت الى المكاتب المظلمة وهى تحس بالقلق ، فالمبنى فى النهار لا يبدو مهجورا كما هو حاله الان . ارتقت الدرج على اطراف اصابعها ولم تضئ سوى مصباح واحد 0

عندما وصلت الى المكتب اضاءت المصباح الرفيع على طاولتها ، وتفقدت ادراج مكتبها فاذا هى جميعها مقفلة كالعادة ، وحين فتحت الدرج المخصص للوثائق الهامة ، وجدت التقرير البرازيلى ، امنا سالما . اعادت وضعه فى الدرج واقفلته ، تلعن نفسها بسبب غبائها . عندما مدت يدها لتطفئ المصباح سمعت صوتا خفيفا جعلها تلتفت بسرعة مذعورة ... كان طيف مجهول يقف بالباب المظلم فصاحت صيحة رعب وقد بدا لها ان الدم قد جف فى عروقها ثم وقعت على الارض مغمى عليها 0
منتديات ليلاس
حين فتحت عينيها ببطء كان الشئ الوحيد الذى ملا نظرها ، وجه بيرس الحانى راسه فوقها بقلق وعذاب . وعندما راى نظرة الفرح التى لم تخفيها فى عينيها سحب نفسا طويلا مضطربا ، واحنى راسه يقبل راسها ثم تمتم بحب بين خصلات شعرها : ماذا تفعلين هنا فى مثل هذه الساعة بالله عليك ؟ ظننتك لصا مقتحما 0

-بيرس ... لا استطيع التنفس 0

ارخى عناقه عنها قليلا : اسف حبيبتى ... لا تفعلى هذا ثانية ، لقد اخفتنى حتى كادت انفاسى تزهق من بين جنباتى 0

قاومت جوليا قبضته بلا جدوى ، وقالت بسخط : اخفتك ؟ ظننتك شبحا او لصا ... ولا ادرى ما الذى اخافنى اكثر ... لكن اين انا ؟

dede77 16-07-11 09:28 PM

تحرك بيرس ليريحها اكثر : انت فى حضنى وانا على الارض قاعد وظهرى الى طاولتك وبين ذراعى قدك الرشيق 0

-يا لهذه البراعة ! كان يجب ان اعرف ، والان لماذا انت قاعد على الارض ! ومتى وصلت من لندن ؟

-لقد امسكت بك عندما كنت تهوين الى الارض وقد وصلنا الى الارض كما ترين الان ، اما بالنسبة لرجوعى المفاجئ من العاصمة ، فقد كنت اعمل كالمجنون ، لاعود الى هنا فى اسرع وقت يستطيعه بشر . والان ، انهضى لارى ما اذا كنت قادرة على الوقوف بمفردك 0

انزلها عن حضنه ثم هب واقفا ولم يلبث ان مد يديه ليجذبها . فاحست بساقيها وكانهما مصنوعان من القطن الرقيق ... لكن راسها توقف عن الدوران بسرعة ما ان استوت مستقيمة 0

-اتركنى الان بيرس ... انا باتم عافية شكرا لك 0

-ربما ... ولكننى سابقى ممسكا بك فى الوقت الحاضر ، خاصة وانت اضعف من ان تقاومى ... ايغمى عليك غالبا ؟
منتديات ليلاس
-انها المرة الاولى ... مع ان السبب غير غامض ، انا لم اكل شيئا طوال النهار بل منذ ايام عديدة 0

هزها بيرس قليلا : ولماذا بالله عليك ؟

-منذ عدنا من الريو ، اصبت برشح ثقيل جعلنى افقد شهيتى 0

سحبت نفسا مرتجفا ...

-انفى يؤلمنى ولم اكن استطيع النوم و ... و ... اوه ... بيرس !

وبدات تنتحب بجنون على سترته : ما كان اشد بؤسى هذا الاسبوع !

ضمها اليه بيد واحدة ، ودس يده الاخرى فى جيبه الداخلى ليخرج منديلا وراح يجفف دموعها التى ظلت تتدفق ... حاول ان يجعل صوته هادئا : حبيبتى ... ارجوك ... لا تبكى والا شاركتك البكاء . لقد كنت اتعذب مثلك تماما بل اكثر منك ، لاننى ظننتك لن تغفرى لى تهجمى المسعور فى الريو . لقد نعت نفسى بكافة النعوت الموجودة على وجه الارض . ومعظم هذه النعوت اكره ان اكررها امامك ... كنت اركل نفسى من هنا حتى لندن . فهل سامحتنى ؟

ماتت تشنجات جوليا وما ادهش بيرس سماعه ضحكة صغيرة تخرج من تحت ربطة عنقه ، فادار وجهها اليه 0

-ما الذى يضحك ؟
منتديات ليلاس
-لم يكن اعتداؤك على هو ما ازعجنى كثيرا بيرس ... بل اضطرارى لشرح سبب تحطم السرير بمثل هذه الوحشية !

ضحك بخبث : كان المدير يتقن الانكليزية ، وعندما طلبت منه ان يضيف ثمن السرير الى الفاتورة لم يحرك ساكنا . على اى كان على غاستون ان يسددها ، وظننت هذا سيجعله يتساءل بحيرة فترة طويلة 0

استند كل منهما الى الاخر بدون قيد ... وبعدما غادر المرح وجه بيرس انحنى يعانقها ، التفت ذراعاها حوله ، وتعلق كل منهما بالاخر فى مواساة مريحة . بعد فترة طويلة خفف عناقه عنها 0

-بما انه اغمى عليك من الجوع ، فساصحبك الى منزلى لناكل شيئا 0

-بيرس ، لا استطيع الذهاب الى اى مكان وانا على هذه الحال . كنت اغسل جدران المطبخ حين ظننت فجاة اننى لم احكم اقفال الدرج الذى وضعت فيه التقرير البرازيلى 0

-اذن هذا سبب وجودك . لقد شغلتنى عن سؤالى الاصلى ... لا يهمنى ابدا كيف تبدين ، ارى ان عينيك حمراوان وانفك لامع وثغرك شهى حتى الموت . فان لم نسرع بالخروج من هنا اكملت ما بداته فى الريو !

امتلات نفس جوليا بالبهجة لهذا الاطراء ، وابتسمت له حالمة وهى تزرر سترتها الواقية من المطر 0

-حسن جدا بيرس ... سافعل ما تشاء 0

dede77 16-07-11 09:31 PM

نظر اليها بحدة وفى عينيه عدم التصديق : وكانك تعنين ما تقولين 0

مدت يدها تقول ببساطة : بالطبع اعنيه 0

سحب نفسا عميقا ثم امسك يدها يقودها الى خارج المكتب مطفئا الانوار وراءهما . طارت جوليا بسعادة فوق الدرج ، ونسيت رشحها ورضيت بان تحس بيده الدافئة تمسك بيدها ، ورضيت اكثر بان تحس بان عالمها قد اصلح نفسه مجددا .... كان بيرس المحور الذى يدور عليه عالمها . ولا فائدة من محاولتها طمس الحقيقة اكثر من هذا . لا فائدة بكل تاكيد من خداع نفسها بعد الان ... وكانه احس بما تفكر فيه ، فتوقف وهما يقطعان الردهة المظلمة ليسالها : ما بك حبيبتى ؟

جعلها تحفظها المعتاد تتردد فى كشف مكنونات قلبها فكان ان ابتسمت بحياء : كنت افكر فى رشحى الذى اختفى فجاة منذ اغمى على ... علما اننى لا اجد بين الامرين علاقة 0
منتديات ليلاس
اقفل الباب الخارجى وراءهما ، وقادها الى سيارته تحت وابل من المطر المنهمر ... اقعدها فى البورش ، ثم قعد وراء المقود وشغل المحرك 0

-اود كثيرا لو اعتقد ان هناك سببا اكثر شاعرية جعلك تستردين عافيتك . ويجب ان اقول صادقا اننى كدت لا اعرف سبب هذا الاستسلام المفاجئ ... هل انت واثقة انك على ما يرام ؟

ابتسمت جوليا ، تنظر برضى الى المطر المنهمر على زجاج السيارة المنطلقة ، المتارجح امام انوارها الامامية ... واجابت : انا مسرورة فقط برؤيتك ليس الا . ظننتك ستتصل بى وانت فى لندن ، ولكننى اظنك كنت مشغولا 0

-حاولت هذا مرة . وقد اتصلت بشقتك مرة ، لكننى اعدت السماعة الى مكانها قبل ان يرن هاتفك . كنت اخاف ان اسمع صوتك باردا غير مهتم فتركت الامر حتى اتمكن من مخاطبتك وجها لوجه . يا الهى ما كان افظع هذا الاسبوع على ؟

جعلها صدق نبرته تميل ايضا للصدق : كنت كلما رن جرس الهاتف امل ان تكون انت 0

نظر بيرس الى راسها المحنى ، وسمعته يضحك ، ثم مد يده ليضعها على ركبتها : اوه ... يا لغبائنا ! الاحظ انك قادرة على قول اشياء مثيرة فى وقت لا استطيع فيه فعل شئ 0

غيرت جوليا الموضوع بسرعة : كيف صادف ان مررت بالمكتب فى هذه اللحظات ؟ طريقك الى منزلك بعيد عن الشركة 0
منتديات ليلاس
-حين اعود من رحلة ما اتناول الطعام عادة مع والداى . ولكننى اتصلت بهما متوسلا ان يسامحنى الليلة قائلا ان شيئا هاما يدفعنى الى اتمامه ، وجئت راسا لرؤيتك قبل الذهاب الى المنزل ... كنت انوى فرض نفسى على باب منزلك لئلا تكونى قادرة على رفضى . خفت ان اتصل اولا فتقفلين السماعة فى وجهى ... وفيما كنت امر بشارع ويستغايت رايت النور فى المكتب وفكرت ان اطلع على السبب ، وها نحن 0

اوقف السيارة ثم قفز منها تحت المطر الثقيل ليفتح لها الباب ... كان الظلام شديدا فلم تر شيئا خارج منزله الريفى الذى كانت واجهته ملاصقة للرصيف . ولكن فيما كان يفتح الباب على عجلة ليدخلها الى الداخل ، وقفت مسمرة تسحب نفسا عميقا اعجابا بما رات حين اضاء النور فرات ما فى الداخل 0

كانت الجدران الداخلية قد ازيلت ليحل محلها طابق ارضى اصبح غرفة جلوس واسعة جدرانها مطلية بالابيض بحيث تنافرت مع دعامات سقف القاعة الانيقة ، وكانت الارض مغطاة ببساط يشبه قماش التويد ذى لون برتقالى دافئ قاتم اكثر بقليل من الوان الستائر الثقيلة المخملية . وفى زاوية من الغرفة موقد لها لون احجار جبال كوتسولد فى الميدلاند ، وهذه الموقد مبنية فوق مدفاة حديدية مليئة بما يشبه الحطب الذى يشتعل فيها الغاز بمجرد

dede77 16-07-11 09:37 PM

لمسة واحدة ، فيشعر المرء بانها جمر حقيقى . وعلى جانبى الموقد مغارتان صغيرتان كالنوافذ الصغيرة ، بينهما رفوف . وفلا مؤخرة الغرفة نافذة كبيرة تحتها طاولة جلدية السطح وفوق الطاولة مصباح يدوى ... بدا واضحا انها زاوية يتخذها بيرس عندما يعمل . وامام المدفاة اريكتان من الجلد البنى الفاتح متواجهتان وبينهما طاولة جلدية منخفضة 0

اعطت جوليا سترتها الى بيرس بصمت وهى ما تزال تتامل ما حولها بذهول ... اما السلم الاصلى فازيل واستعيض عنه بسلم حديدى لولبى يفضى الى الطابق العلوى . وخلف السلم ستارة خشبية تقسم غرفة الجلوس عن المطبخ وعن حجرة الطعام ....

سالها بيرس بعد قليل : حسنا ما رايك ؟

لمعت عيناها حماسا : لم تكن لدى فكرة ان المكان على هذه الروعة . تصورت الواح السقف بالطبع ولكنى تصورت ان فى كل مكان نحاسا وقماشا ملونا 0

ابتسم : كان فى المنزل نحاس وقماش ملون ... فبدا يشبه العالم القديم بجدرانه الاصلية ، وبالنحاس الموجود فى كل مكان ، وبالاثاث المغطى بالقماش الملون ، ولكننى قررت ان اتخلى عن كل شئ لاحوله الى ما اريد ... هل اعجبك ؟
منتديات ليلاس
-وكيف لا يعجبنى ! وهل التقسيم هو ذاته فى الطابق العلوى ؟

-تقريبا ... كان فيه غرفة صغيرة فوق المطبخ حولتها الى حمام ، وغرفة النوم جعلتها غرفتين صغيرتين ... لا اقصد ان اعرض عليك رؤيتهما الان ...فما حصل لنا فى غرفة النوم لا يسر النفس حتى الان 0

ضحكت جوليا 0

فاردف : فلاريك المطبخ عوضا عنها . الن ترغبى فى ما ناكله ؟

فتشا فى البراد فوجدا ان السيدة هارتوبل قد ملاته بالحاجيات الى اقصى حد . كان هناك قطع روستو وكتلة لحم جاهزة للتقطيع ، وسلطة جاهزة للخلط وبطاطا مسلوقة باردة . نظر بيرس الى الطعام بذهول ، ثم نظر الى جوليا : يا الهى اتظن امى اننى قادر على فعل شئ بهذا كله ؟

ضحكت ، يا لك من رجل عاجز ... اعطنى مقلاة وساطهو لك بعض البطاطا واللحم 0

وضعت المقلاة على النار ثم اردفت : ثمة حساء منظره يغرى النفس ، حساء بصل فرنسى ... حضر الطاولة فيما احضر الطعام 0
منتديات ليلاس
استطاعا فى وقت سريع ان يتناولا افضل وجبة اكلتها جوليا فى حياتها وظهر فى البراد ، بعد فراغه الجزئى . احدى فطائر التوت البرى التى تشتهر بها السيدة هارتوبل ، فقعدا متقاربين قدر الامكان فوق مقعد خشبى طويل يقبع امام طاولة صغيرة من خشب الصنوبر ... كان الحديث سريعا سهلا حين بدا بيرس يصف اسبوعه فى لندن ، ويستعلم عن العمل وعن التقرير البرازيلى فى مكتب الميدلاند 0

اخيرا اسندت جوليا ظهرها متخمة ... ونظر اليها بيرس بتسامح وهى تربت على معدتها 0

-اتشعرين بالتحسن الان ؟

-انها الذ وجبة ذقتها فى حياتى كلها بيرس ، شكرا كثيرا لك . لم يكن لدى فكرة عن مدى جوعى حتى بدات بتناول الطعام . تعال ، لنغسل الصحون 0

وقف بسرعة يهز راسه بحزم : ليس الليلة ... ساضع ما تبقى من طعام فى البراد ، اما الصحون فساضعها فى المغسلة ، وليس عليك الا ان تتوجهى الى المسجلة لتضعى شيئا فيها وفى هذه الاثناء اعد انا ابريق القهوة الكهربائى 0

لم تحتج جوليا ، فرغبات بيرس الليلة اوامر . وبينما كان يحضر الفناجين كانت تفتش عن المسجلة ولم تجدها 0

-اين المسجلة بيرس ؟

-اترين ما يبدو لك صندوقا من عهد الملكة آن ، قرب النافذة الصغيرة !

dede77 16-07-11 09:44 PM

انه فى الواقع صندوق يحتوى على معدات الهاى فاى والجوارير مزيفة ، اما الشرائط فهى على الرف تحت النافذة اليسرى 0

فتشت جوليا بين كومة الشرائط بسعادة ، وانتقت اخيرا شريطا عليه موسيقى لهنرى ماتشينى فقال بيرس معقبا وهو يضع صينية القهوة على الطاولة المستديرة : موسيقى مزاجية ، ليس لدى حليب للقهوة ، لم اكن اتوقع زيارة احد هذا المساء ، فلاضع الشريط عنك 0

-شكرا لك ، فالجهاز معقد على ما يبدو 0

بعدما احتسيا قهوتهما بصمت متجانس تناول بيرس منها فنجانها فوضعه على الصينية ، ثم شدها اليه واستلقيا على ظهر الاريكة مسترخيين ، راسها على كتفه واذانهما تصغى الى الموسيقى الرائعة التى تنساب فى جو الغرفة بهدوء 0

-جوليا 0

تحركت على كتفه بكسل : نعم بيرس 0

-هل احببت معتزل عزوبيتى ؟
منتديات ليلاس
رفعت راسها اليه تبحث فى وجهه الذى بدا لها اكثر شحوبا 0

-رائع تماما ... ولن ارغب فى تغيير شئ فيه 0

ضمها اليه اكثر ، ودفن وجهه فى شعرها 0

-ايعجبك الى حد ان تشاركينى فيه عطلة الاسبوع على الاقل ؟

حررت نفسها منه بلطف ، وجلست هادئة مسمرة للحظات ... تحدق الى قدميها وعندما التفتت اليه قالت بصراحة : اجل 0
تنهد تنهيدة عميقة ، فادركت انه كان يكتم انفاسه : انت واثقة من هذا حبيبتى ؟

هزت راسها ايجابا ورفعت وجهها اليه 0

ومضى وقت طويل لم يكن يسمع فيه سوى الموسيقى المنسابة التى انقطعت عندما انتهى الشريط ... كانا ملتصقين يداه تمران بلطف على كتفيها ولم تكن تقاوم ولكن عندما ابعد نفسه عنها نظرت اليه بعينين مغشيتين لا تفهمان . كان وجهه مشدودا وعيناه تشعان باحاسيس كبحها 0

همست : لا 0

ابتسم ابتسامة محطمة : لا ؟ كيف استطيع الرفض ؟

-هل فعلت شيئا خاطئا ؟ بيرس ... اتظن اننا سنتمكن يوما من قول نعم فى وقت واحد ؟

ضمها وهو يضحك باضطراب : يجب ان تكونى مؤمنة بهذا ، اما الان فاريد ان اقدم لك شيئا اشتريته لك من الريو 0
منتديات ليلاس
وقف يمد يده الى جيب سترته التى رماها على الاريكة الاخرى . اخرج علبة صغيرة فتحها ، ثم امسك بيدها فى يده وعمد بكل لطف الى انتزاع خاتم الزواج من يدها واستبداله بالخاتم الذى كان فى العلبة . نظرت جوليا بدهشة الى الياقوتة المستطيلة المحدبة الظهر المحاطة بثلاثة الماسات صغيرة ... تلالات الحجارة الكريمة سابحة فى بحر من الدموع التى ترقرقت فى مقلتيها قبل ان تتدفق الى يدها رغما عنها . فادار بيرس وجهها المبلل اليه : ظننت اننى جففت دموعك كفاية الليلة حبى . هل الزواج منى محزن ؟

برقت ابتسامتها بين الدموع : لم اعتقد انك تفكر فى الزواج 0

قال مؤنبا : جوليا ... جوليا ... وهل وافقت على الاقامة معى بلا رباط حقيقى ؟

هزت راسها ايجابا ، والدماء تضرج وجهها 0

-ولكننى اريد ان تتم علاقتنا بالطريقة التقليدية . فانت على اى حال ابنة كاهن ، هذا دون ذكر رد فعل والداى وليديا وهنرى ... الا بالطبع اذا كانت تجربتك الاولى قد جعلتك قلقة ... لن احاول ان احل مكانه بل ساحاول فقط ان اسعدك انما على طريقتى 0

دفعت جوليا بشعرها عن وجهها الندى ، وما ادهش بيرس وابهج قلبه انها قبلته ، ثم ابتسمت : ساكون صريحة تماما حبيبى ... لم افكر فى اى شئ من هذا القبيل .

dede77 16-07-11 09:51 PM

اعتقدت انك تعرض على الاقامة معك وكنت مستعدة للقبول مهما كانت شروطك . صحيح ان هذا يبدو مخجلا تماما ولكن لا اريد ابدا ان امر بفترة عصيبة كالتى مررت بها منذ عودتنا من الريو ... كانت اسوا ايام حياتى ، بل هى اسوا من الايام التى تلت موت باتريك . اعتقدت اننى خسرت فرصتى الثانية ، وانك لم تعد تريدنى 0

صمتت تمسح المزيد من الدموع بقبضة يديها : لا استطيع التعبير عن سعادتى لمعرفتى انك ترغب فى الزواج بى بيرس . فانا اريد ان امضى سنوات عمرى معك 0

ازداد احمرار وجه بيرس ، واختطفها مجددا بين ذراعيه ، فكانت عيناه مغمضتين ووجه كل واحد منهما مشدود الى الاخر بقوة . كانا حبيبين لا يتحركان من فرط السعادة والحب المتبادل الذى يصل الى حد العذاب الجسدى 0
منتديات ليلاس
بعد فترة طويلة ، طويلة ، ابعدها عنه بلطف . ووقف 0

-ساعيدك الى منزلك حبى ... غدا سنخبر امى وابى وليديا وهنرى وكل من يهمه الامر بموضوع زواجنا 0

زرر لها سترتها كطفلة صغيرة وبعدما انتهى قبل جفنيها 0

-لا تجعلينى انتظر طويلا جوليا ... كونى رحيمة ووافقى بسرعة 0

فكرت قليلا : اليوم هو الخميس ... احتاج الى ما ارتديه ، واعتقد ان علينا ترتيب حفل استقبال ... فى الواقع بيرس ، لا اظن ان الامر ممكن قبل سبت الاسبوع القادم 0

-اتعنين هذا ؟

-بالطبع لا حبيبى ... كنت امازحك . على اى حال ، هناك اعلان زواج او على الاقل ترخيص خاص 0
منتديات ليلاس
كانت جوليا تضحك ممازحة ، ولكن وجهها عاد الى رصانته حين لاحظت تجهم بيرس 0

-لا ارى سببا للتاخير ، خاصة اذا كنت راغبا فى هذا قريبا 0

-لم ارغب فى شئ كما رغبتى فى هذا الزواج 0

كان صوته هادئا ، لكنه تكلم كلمات مقنعة جعلت جوليا تسحب نفسا عميقا وتبتسم له : اراك فى الكنيسة اذن ، اذا استطعت الحصول على الترخيص 0

-اتركى كل شئ لى ... واعتقد ان امى وليديا قادرتان على تنظيم ما تبقى 0

التقطها بين ذراعيه يرفعها ويديرها بجنون 0

-فتاتى الحبيبة ... من الافضل ان اصحبك الى البيت فورا ... امامنا الكثير قبل سبت الاسبوع المقبل 0

-ولكننى لا اعرف ان كان رب عملى سيعطينى اجازة ... مع اننى مستعدة للعمل الاضافى 0


*****


انتهى الفصل التاسع 0

dede77 18-07-11 07:59 PM

الفصل قبل الاخير


( الفصل العاشر )


10- شعاع الحب 0


استيقظت جوليا فى الصباح التالى فجاة ، تدرك دونما سبب معروف ان شيئا خطيرا قد حدث . اضاءت مصباح غرفتها لتنظر الى الساعة ، ولكنها حبست انفاسها حالما رات عيناها بريق الاحجار الكريمة فى اصبعها ... كانت الساعة الخامسة ... فعادت لتغوص بين الوسائد ، ويدها مرفوعة امامها لتتمكن من تامل الخاتم الانيق . اطالت النظر اليه ثم راحت اولى اشعاعات السعادة الذهبية تتضاءل ، وبدات الشكوك تساورها لتحل مكان تلك السعادة 0

لقد كانت مندفعة جدا ليلة امس . ما الذى استحوذ على تفكيرها بحق الله لترمى بنفسها عارية الروح بين يدى شخص ما زال غريبا جزئيا عنها ؟ هذا دون ذكر استسلامها الكلى له ولولا ردع بيرس لنفسه فى اللحظة المناسبة لحدث ما لا تحمد عقباه . احترقت وجنتاها عندما تذكرت تلك الدقائق العاصفة ، حيث لم يكن فى العالم سوى بيرس وعناقه ، وصوته القائل لها اقوالا ستظل محفوظة فى كيانها الى الابد ... ادارت راسها تدفنه فى الوسائد 0
منتديات ليلاس
كيف سامضى فى هذا ؟ لقد كنت مستقلة فى حياتى . فترة طويلة اما الفترة التى كنت فيها زوجة لباتريك فلا تكاد تحسب فى حياتى ومن ناحية اخرى ان استطاعت لملمة شجاعتها لتقول لبيرس انها غيرت رايها فماذا يبقى عندها لتتمناه ؟ ما دام لم يجتذب اى رجل اهتمامها قبل لقائها ببيرس ، فمن المستحيل ان ينجح احد بهذا فى المستقبل ... عليها اذن ان تكيف نفسها لنعيم العزوبية السرمدى ، وللعب دور الخالة العانس الدائمة 0

ارتجفت جوليا من هذه الصورة فاغمضت عينيها وسرعان ما طالعها وجه بيرس صاحب النظرة الزرقاء المميزة التى لم ترها قبل ليلة امس ... فهمت ببطء بالضبط ما هى تلك النظرة ... انها نظرة رجل عاقد العزم ، رجل الحب ... دفع هذا الاكتشاف دموعا ساخنة الى جفنيها المغمضين ، وكان ان شقت الدموع طريقا حارا على وجنتيها 0

كيف فكرت يوما فى ان فكرة قضاء حياتها امنة فى شقة صغيرة ، وسط كتبها وتسجيلاتها ، قد تكون افضل من الزواج ببيرس . سارعت لتجد منديلا نفخت به انفها ، ثم مسحت عينيها بقوة ... لماذا القلق وهى ستسلم نفسها جسدا وروحا ؟ ولكن اليس هذا ما تفعله غالبية النساء رغم النضال الذى يقمن به من اجل تحرير المرآة ؟ اليس الزواج هو غايتهن منذ ان يعرفن ان فى الحياة جنسين ؟
منتديات ليلاس
عاد اليقين الكامل يندفع اليها بموجة دافئة مطمئنة . انسى كل شئ عن كبتك النفسى ايتها الحمقاء ... فانت محظوظة لان رجلا ذكيا محبا يريدك زوجة ، وعما قريب ستمضين ايام حياتك معه حيث لا مزيد من الشكوك او الريبة ... اركعى على ركبتيك واشكرى الله على منحك فرصة ثانية فى حياتك ... فلا تتاح لاشخاص كثيرين حتى الفرصة الاولى 0

وراحت تستحم وهى تغنى بصوت اجش ثم ارتدت ثيابها بترو ولم تلبث ان حضرت نفسها لتناول فطور لائق ... كانت ثقتها مع مرور كل دقيقة تزداد وعندما ان اوان الانطلاق الى العمل تركز اهتماها على واقع واحد مهم فى الحياة ، وهو انها بعد خمس دقائق تقريبا سترى بيرس 0

كانت نظرة واحدة من نافذة غرفة جلوسها كافية لترى السيارة السوداء الطويلة المنتظرة قرب البوابة . رمت معطفها على كتفيها ، ثم التقطت حقيبتها ، وهرعت تنزل الدرج ناسية لاول مرة الرصانة والهدوء . حثت الخطى فى الممر الخارجى واسرعت الى المقعد المجاور لمقعد بيرس فى السيارة ، ثم القت بنفسها كحمامة زاجلة بين ذراعى بيرس المنتظرتين .

بعد عناق مرضى ، ابعدها عنه ليتامل وجهها المتالق : تبدين نشيطة ومضيئة الوجه 0

-شخص ما وجد الزر الذى يضيئنى ... وانت تبدو رائعا كذلك ...احبك ... وانت تحبنى ... فلماذا لا اقول لك كم تبدو جذابا ؟

مد يده يمسك بيدها : انا لا اتذمر ... ولكننى اتمنى لو اننا فى مكان يسمح لى باكثر من امساك يدك ... ثم اننى لست معتادا على سيدات يبدين الاعجاب بى 0

تصاعد الدم الى وجهه فتناقض اللون الاحمر مع ياقه قميصه الابيض ...

كان يحاول جاهدا تركيز اهتمامه على قيادة السيارة 0

dede77 18-07-11 08:14 PM

-ساصحبك للغداء انت وابى وامى اليوم . انهما يتوقعان حضورى للتباحث فى ما جرى فى لندن ... لذلك رايت انها فرصة مناسبة لافاجئهما بك وبخبر خطوبتنا 0

-وهل اقتحام ضيف غير متوقع على امك امر صائب ؟

-ان لامى هفواتها ولكن قدراتها على توفير الطعام ليست من هذه الهفوات ، اوكد لك 0

ابتسم فبدا لها طفلا ثم سمعته يردف : ثم ... اننى ساسعد كثيرا وانا ازف اليهما مفاجاتنا ، مع انه يتملكنى شعور بان ابى لن يفاجا كثيرا 0

ازالت جوليا خاتمها واعادته الى علبته ثم وضعته فى مكان خاص من حقيبتها . لاحظ بيرس ما فعلت فصاح بها : هاى ! الن تحتفظى به فى اصبعك ؟

-يعذبنى ان اخبئه ... ولكننى افضل الانتظار ريثما نخبر امك واباك ... وعلى ذكر هذا الموضوع بيرس اتصحبنى هذا المساء الى منزل ليديا ؟ احب ان نزف لها البشرى معا كذلك 0
منتديات ليلاس
-اتصلى بها حالما نصل الى المكتب ، ورتبى الزيارة ... واعلمى اننى اريد خاتم ملكيتى فى اصبعك فى اسرع وقت ممكن ، ولكن هل سيزعج قرارى مبادئ المرأة الحرة فيك ؟

-ابدا ... فانا ملكك . ان قولك يعجبنى فلماذا اتظاهر بالعكس ؟

ترك بيرس يدها قبل ان يدخلا الى مبنى الشركة . اجتازا الردهة برصانة وتلقيا التحيات المعتادة ولكنهما لم يكونا واعيين للنظرات المبتسمة المتفهمة التى تلاحقهما 0

ما ان انهت جوليا التعامل مع البريد الصباحى ، حتى اتصلت بليديا ، التى صاحت بها بصوت مستاء : اين كنت ليلة امس ؟ قالت لنا السيدة هيكنز قصة غريبة عن عودتك الى المكتب ... ولا اعرف لماذا لا تحتفظين بسرير هناك فينتهى بذلك الامر ...

-نسيت ان اقفل درجا فيه وثائق هامة . اما الجزء الاخير فاظننى قادرة على القول اننى اصبحت احسن حالا 0

-هذا ما اراه من خلال صوتك . هل ستاتين غدا لقضاء عطلة الاسبوع ؟

صمتت جوليا لحظات ... ثم سالت : ايمكننى المجئ الليلة ؟ وهل لى ان اصطحب بيرس معى للعشاء ؟

طال الصمت فى الجهة الاخرى حتى ظنت ان الخط انقطع ... ولكنها سمعت اخيرا ليديا تقول : طبعا جوليا . ولكننى ظننت ان علاقتكما لم تكن على ما يرام بعد عودتكما من الريو . وقد منعت نفسى لئلا اسالك عما اذا وقع بينكما شجار ، فلقد بدوت مخطوفة اللون تقريبا 0

-لاحظت هذا ، وكنت بالطبع محقة . لقد تشاجرنا حقا ... ولكننا تصالحنا ... اراك اذن فى الثامنة ... لا تحضرى شيئا خاصا ليديا ، ولا ترهقى نفسك 0

-لا تتحدثى بهذه الحماقات جوليا اراك الليلة حبى 0

ازدادت ابتسامتها دفئا حين شاهدت بيرس واقفا فى الباب يراقبها . كان يبدو رسميا جذابا وهو يرتدى هذه البذلة الكحلية وربطة العنق الزرقاء فوق القميص الناصع البياض ... وقالت اننى اقرص نفسى لاتاكد من اننى فى يقظة لا فى حلم 0
منتديات ليلاس
قطع الغرفة لينحنى فوقها ويقبل راسها : ان اردت الاقتناع ملاكى ، فهذه الطريقة افضل ، ولكننى اؤكد لك ان الامر حقيقى ... والان ورغم عدم رغبتى فى ان انزلك من علياء احلامك ساطلب منك التقرير 0

مر اليوم بسرعة ومعظمه بسبب ساعة الغداء التى قضياها مع هارتوبل الكبير الذى ابدى سرورا كبيرا للخبر وهذا ما جعل جوليا تبكى فرحا . خاصة حين اقترحا احتفالا بهذه المناسبة ، وقال يغمز بعينيه : كنت اعرف ان كل واحد منكما يليق بالاخر وذلك منذ ان رايتكما معا 0

اصبح الخاتم الان رسميا فى اصبعها . واحست جوليا انها وبيرس اصبحا فعليا مخطوبين خاصة بعد اصراره على اعلان الخبر امام موظفى الشركة وكان ان خصص فترة بعد الظهر لتلقى التهانى . كانت اوليفيا سعيدة سعادة جعلتها تبكى وهى تعانق جوليا وتهنئ بيرس ، وسالت مبتسمة : كم من الوقت ستمهلاننا لجمع ثمن هدية من الموظفين ؟

-حوالى الاسبوع ، اذا امكن 0

عندما راى انتفاضتها ضحك ثم نظر الى جوليا نظرة واضحة للعيان : لا ارى ما يدعو الى الانتظار اكثر من هذا 0

dede77 18-07-11 08:21 PM

احست جوليا بالاحمرار يغزو وجهها ، ولكن النظرة التى ردتها بثبات جعلت بيرس يتحرك ليمسك يدها ، وجعلت اوليفيا تبتلع غصة فى حلقها ... وتقول بمرح : حسنا حسنا ماذا ترغبان ... آلة لتحميص التوست ، ام مرطبان مخلل ، ام مظلة للحديقة ؟

-اى شئ 0

لكن تفكير بيرس كان مركزا على امور جعلت اوليفيا تتسلل هاربة وتبتسم لنفسها بدون ان يشعر بيرس وجوليا بما يجرى حولهما 0

حين اوقف بيرس البورش امام منزل آل مايسون بعد الثامنة بقليل من ذلك المساء كانت جوليا قد بدات تعتاد بسرعة على تغيير نمط حياتها الهادئ المنظم 0

-اتعرف بيرس ... اشعر اننى سندريلا . بالامس فى مثل هذا الوقت كنت محطمة ... اما الليلة فانا فى مزاج للاحتفال خاصة وان هذا الخاتم الرائع فى يدى والاهم من هذا كله ان امير الاحلام برفقتى 0
منتديات ليلاس
ضحك لكلامها ينظر اليها بعينين مشبعتين بالحنان 0

-الفرق الوحيد يا اميرتى ، ان السيارة لن تتحول الى يقطينة ... واعدك الا يحدث اى تحول فى منتصف الليل ... والان فلاضمك جيدا قبل الدخول 0

اطاعته جوليا بحرارة ولكنه ابتعد عنها مكرها ودار لينزل حقيبتها الصغيرة من صندوق السيارة ، وفى هذه الاثناء اطلت ليديا 0
ادخلتهما الى الردهة الدافئة ، وقدمت لهما القهوة وعيناها تتنقلان بين بيرس وجوليا وشفتاها تعتذران عن تاخر هنرى فى العودة من عيادته : انه يغير ملابسه 0

اشارت الى الاريكة فى غرفة الجلوس ... كانت تنظر باهتمام الى فستان جوليا الاحمر والى سترتها البراقة ، ثم الى ما ترتديه هى من بنطلون مخملى اسود وقميص قطنى ، قالت وعيناها تبرقان بشر ما وكلامها موجه الى هنرى الذى كان يدخل الى الغرفة : اتسمح بان اغير ثيابى ؟ شكرا لله لانك تانقت بشكل معقول حبيبى ، خلتك ستنزل مرتديا كنزة الغولف القديمة . انظر الى جوليا ... والى بيرس المرتدى هذه السترة المخملية الرائعة ...

ولكن هنرى لم يرتبك وسارع الى مصافحة بيرس والى تقبيل جوليا : لا اظن ان ضيفينا سيهتمان بما نرتدى ليديا ما دام طعامنا وشرابنا لذيذين 0

قال بيرس مبتسما بشكل جعل ليديا ترفرف بعينيها : تقول جوليا انه الفستان الاحمر الوحيد الذى تملكه ... ومن الواضح انه الليلة ضرورى ليتماشى مع هذا 0

قال قوله ثم ابتسم ابتسامة عريضة قبل ان يرفع يد جوليا ، التى تمكنت حتى الان من اخفائها ، واظهر بفخر للزوجين الياقوتة الحمراء الجميلة التى كانت تستقر فى اصبعها 0

سمعت صيحة ليديا على بعد اميال ... ثم رمت نفسها عليهما فى عناق مجنون حار . وكانت تهانى هنرى الاقل استعراضا صادقة ايضا حتى وان ابدى امتعاضا لانهما لم يقولا هذا مسبقا لتحضير احتفال بالمناسبة . سرعان ما اتصلت ليديا بلوفيل وانغريد هارتوبل ، تصر على ان ينضما اليهم للاحتفال بالمناسبة وانطلق بيرس فورا لاحضارهما ... وكانت مجموعة مرحة تلك التى استقرت حول المائدة للعشاء تلك الليلة ... كان وجه جوليا مشعا اشعاعا جعل ليديا تلجا الى المطبخ اكثر من مرة لتمسح دموع الفرح بحجة الاهتمام بالطعام ...
منتديات ليلاس
فى نهاية السهرة ، ترك الجميع بيرس وجوليا بلباقة متمنين لهما ليلة سعيدة ، فضمها اليه بشدة وعانقها بدون تحفظ . وقال يهمس فى شعرها : لن تطول ليالى التمنيات فما هو الا اسبوع حتى اصبح مالكك الحصرى 0

تنهدت : آه بيرس ليت الزواج يتم غدا !

-وهذا ما اتمناه انا ايضا حبيبتى ... نامى جيدا جيدا ولاكن الوحيد فى احلامك 0

حين اقفل الباب وراء بيرس وابويه ، نظرت جوليا الى ليديا التى مدت لها ذراعيها لتحتضنها ، ولاول مرة لف هنرى ذراعيه برقة حولهما ، ورافقهما ببطء الى النوم . بغض النظر عن احتجاجاتهما المتعلقة بالتنظيف ، وقال بثبات : فى الغد ... فانا لا انوى ان اضيع سعادتى بغسيل الصحون !


******


انتهى الفصل العاشر 0

فتاة 86 19-07-11 03:26 PM

:ttf4555::98yyyy::ttf4555:
تسلم أيادي الحرير يلي أسعدتنا
يعطيكي العافية حبيبة القلب
و مستنيين البارت الأخير

:re4:

dede77 20-07-11 10:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2816056)
:ttf4555::98yyyy::ttf4555:
تسلم أيادي الحرير يلي أسعدتنا
يعطيكي العافية حبيبة القلب
و مستنيين البارت الأخير

:re4:

تسلمى يا اجمل فتاة على كلامك الجميل كله . وعلى كل هذه القلوب 0

وعلشان عيونك هذا هو البارت الاخير يا رب يعجبك 0

فى انتظار رايك فيه 0

dede77 20-07-11 11:01 PM

( الفصل الحادى عشر والاخير )


11- مليكة الثلج 0


صباح يوم الزفاف ، فتحت جوليا عينيها ببطء تتمطىء وتتثاءب ثم نهضت لما رات ليديا تتقدم اليها وهى تحمل صينية ملأى بالاطعمة 0

-صباح الخير حبيبتى ، الطقس بارد قليلا ... ولكن الشمس تحاول البروز ... ظننتك ستبكرين فى الاستيقاظ . الساعة الان التاسعة يا نائمة . هيا ... ستتزوجين فى الساعة الثانية عشرة !

ابتسمت جوليا ردا . وتمطت ثانية فاسرعت ليديا تضع وسادة خلفها واخذت الصينية عن الطاولة ووضعتها على ركبتى جوليا 0

-لم يغب هذا عن بالى ! فلقد استيقظت فى الخامسة ، ومنذ ذاك الوقت وانا اصحو واغفو ويبدو اننى غفوت فى الثامنة ، وليس هذا بتصرف عروس . اليس كذلك ؟ امن المفترض ان اكل هذا كله ؟ لن يناسبنى ثوب العرس ان اكلته كله !
منتديات ليلاس
-بل تستطيعين اكله كله ... لا اسمح ان تقعى مغمى عليك بسبب الجوع فى الكنيسة . اظننى ساشاركك القليل ... فقد كانت عصابتى منفعلة انفعالا جعلتها تاكل كل ما وضع على الفطور هذا الصباح ... وكان على ان افعل المستحيل لامنعها من غزو غرفتك مع اطلالة الفجر الاولى . اسمعى ساكل طبق السيريل وانت تاكلين اللحم والبيض ... اعددت الكثير من التوست لاننى عرفت اننى ساشاركك فيها ، وحملت كوبين لاحتسى بعض الشاى معك كذلك 0

جلست ليديا براحة براحة على طرف السرير ، تقضم التوست وتنظر الى جوليا بامعان : حسنا ... كيف تشعر العروس ؟ الا تشعرين بالانفعال والتوتر التقليديين ؟

صمتت جوليا لحظات 0

-ما عدت اشعر بهما ، ويجب ان اعترف بالشك الغريب المعذب الذى احسست به حتى بعد قولى نعم 0

-وهل يتعلق الشك فى مشاعرك تجاه بيرس ؟

-لا ... ليس هذا ابدا ... صدقى او لا تصدقى ، رغم حرب العصابات التى دامت طويلا فى البداية كانت القصة ، نظرة واحدة ، وضربة صاعقة ... وحدث الشئ نفسه لبيرس الذى اخبرنى ذلك مرارا 0

عندما تضرج وجهها الهت نفسها بصب المزيد من الشاى ، واطلقت ليديا نفسا عميقا كانت تحتجزه 0

-شكرا لله ! اقلقتنى ... وبماذا احسست ... الحب ؟

-لست مراهقة ليديا ومن المفترض ان اكون ناضجة . ولكنى لم احظ بخبرة كافية مع الجنس الاخر ... اليس كذلك ؟

-اظن بيرس سعيدا بهذا ... بكل تاكيد !
منتديات ليلاس
-لم اقصد هذا بالمعنى الجسدى ... انا لم اوضح لك المعنى تماما ... ما احاول شرحه ليديا ، هو اننى احبه حبا يجعلنى خائفة من ان افقد واجهتى الخارجية التى جاهدت لتغليف مشاعرى بها . ومن المخيف الشعور بان مستقبل المرء وسعادته يعتمد ان على شخص واحد 0

صمتت ليديا قليلا قبل ان ترد ونظرت الى جوليا مباشرة : هذا يعتمد على ذلك الشخص الواحد ، لقد فعلت انا الشئ ذاته ولم اندم يوما ... وهذا هو سر الزواج : الالتزام الكامل ولكنه فى الوقت نفسه نوع من المقامرة ، ربما كان يمكن لباتريك المسكين ان يكون لك الشريك المثالى . لا ادرى ، لاننى لم اقنع يوما ان ما بينكما كان اكثر من علاقة اخ باخته . اما بيرس فشئ اخر ... اليس كذلك ؟

هزت جوليا راسها موافقة وفى عينيها نظرة حب غير خفية ولكن هذه النظرة لم تغب عن عينى ليديا التى قالت بمرح سرى : ثمة امر اخير جوليا ، الزواج علاقة ذات اتجاهين . لا تنسى انك تملكن السيطرة على سعادة بيرس ايضا ....

dede77 20-07-11 11:05 PM

لقد وقع هذا الرجل فى حبك راسا على عقب . انت لم تلاحظى النظرة التى تبدو على وجهه عندما يعتقد انك لا تنظرين اليه . اليوم فى الكنيسة ستقسمان على الحب والعناية . وانا واثقة ان ايا منكما لن يجد صعوبة فى الحفاظ على هذا القسم ... وهنا ينتهى الدرس الاول والاخير !

ابتسمت جوليا لاختها بعرفان للجميل : ان هذا اخر ما يشغل بالى حقا ... فبيرس هو كل ما قد ارجوه فى زوج . انا فتاة محظوظة جدا 0

-وهو رجل عظيم جدا حبيبتى ... ولكننى لا اظنه يماثل هنرى 0

رمت جوليا الوسادة على اختها احتجاجا ولكن ليديا ابتعدت والتقطت الوسادة بسهولة وصاحت : ستقلبين هذه الصينية ايتها الحمقاء !

-لا تابهى للصينية ... كيف اصبحت تسريحة شعرى ؟

نزلت من السرير لتجلس على طاولة الزينة 0
منتديات ليلاس
-تبدو رائعة ... مصففة الشعر فى البلدة ماهرة كذالك الرجل فى الريو ... وقد قامت بعمل رائع لشعرى ايضا 0

-ادعى ربك لتبقى قبعاتنا على رؤوسنا ... آه ... لا تلتفتى الان ليديا ولكننى اعتقد ان نبوءتك على وشك ان تتحقق ، فالباب ينفتح شيئا فشيئا 0

صاحت الام باستسلام : ادخلوا جميعا ... واسالوا خالتكم ان كان بالامكان ان تاخذوا منها قليلا من التوست ... وارجوكم ، ضعوها فى افواهكم لا على السجاد ... اين كارول ؟

-انها فى كرسيها المرتفع تكلم السيدة هيكنز ... الا تمانعين يا خالتى ان اكلنا ما تبقى من طعامك ؟

-لا امانع ابدا ... خذوا حريتكم ، كلوها كلها . لقد انتهيت 0

وجد فيليب ان الواجب عليه ان يقول : كارول لا تعرف كيف تتكلم 0

قال الشقيق الاكبر ساخطا : اعرف هذا ... ولكنها والسيدة هيكنز تتفاهمان 0

ردت جوليا : على فكرة ليديا ، كانت فكرة مبيت السيدة هيكنز هنا ليلة امس مبادرة رائعة منك ... كادت تطير الى القمر حين طلبت منها 0

-انها لا تقدر بثمن ، لقد ساعدتنى هى والمرأة التى احضرها لمساعدتى عادة خير مساعدة ... ولهذا لا امانع فى وجود العصابة كلها معنا هنا 0
منتديات ليلاس
قال مايك متفاخرا : السيدة هيكنز تحبنى ...

صعد الى الفراش واندس قرب جوليا ونظره على اخر لقمة توست ، واكمل : ... تعطينى شيئا اكله 0

قالت امه : يكفى ان يقدم لك احدهم بسكويتة واحدة لتحبه . حذار ان تفسد تسريحة خالتك !

ضمت جوليا الجسد الصغير : لا تقلقى ، فسيصمد امام اقوى من هذا العناق 0

-ايتها الساحرة ... السحر يناسبك الليلة !

-يكفى ليديا ... ليس امام الاولاد 0

-هراء ! يجب عليهم ان يعتادوا على حقائق الحياة اولا واخيرا ، والان اظن ان من المستحسن البدء بتحضير الطعام . ارسلت السيدة هارتوبل اطباق كركند تسيل اللعاب ، وقالب حلوى ضخم الحجم ، هذا دون ذكر الديك الرومى العملاق ، الذى وصل ليلة امس . انها حقا سعيدة بالمناسبة ، واظن ان لوفيل سعيد وكانه هو من هندس الامر كله بينكما بنفسه 0

-انه واثق من هذا ! ليديا ليتك تسمحين ان اقيم حفل الاستقبال فى فندق ، او فى اى مكان اخر . اخشى ان يرهقك الحفل رغم المساعدة 0

وقفت ليديا بالباب وعلى وجهها امارات الجد : لن تستطيعى تصور مدى سعادتى بما اقوم به . كان زواجك فى المرة الماضية مناسبة عابرة ليس فيها ضيوف او حفلة حتى ظن الجميع اننا كنا نخجل مما يحصل ...

dede77 20-07-11 11:11 PM

اما هذه المرة فالامر مختلف ... والان ، هيا تحركى ... استحمى ... الا تدركين ان الساعة توشك ان تبلغ العاشرة ؟ هيا يا اولاد من الافضل ان ابدا بترتيبكم انتم ايضا 0

استلقت جوليا بهدوء بعدما اخرجت ليديا اولادها . وكان من المحتم ان تتجه افكارها بعيدا ، الى يوم زفافها السابق وقتذاك تم الامر على عجلة وفى اطار ضيق ، فقد تجاهلها ابواه ... ولم يشارك بالحفل سوى ليديا وهنرى وزميل باتريك ، اما تجمعهم فكان فى الكنيسة القديمة المالوفة لها حيث زوجهما بسرعة الكاهن الجديد الذى لم تكن تعرفه ، كى يتمكنا من الاسراع فى سيارة باتريك القديمة للحاق بالسفينة من دوفر الى اسبانيا ، وهناك انفقا كل ما ادخراه حتى ذلك الوقت على شهر عسلهما الذى دام اسبوعين وارتدت جوليا يومها اجدد فستان صيفى تملكه مع قبعة لليديا التى لم تستطع اخفاء الدموع لرحيل الشابين ... ولكن ما خفف عنها الان تاكدها بان باتريك كان ينوى اسعادها ... اما اليوم فاخذت تعد نفسها لهذا الزفاف وهى مقتنعة بان شيئا ما لن يخيم على سعادتها من جديد 0
منتديات ليلاس
على الرغم من حذر ليديا واضطرابها لان جوليا لن تنتهى من تحضير نفسها فى الوقت المحدد ، كانت الساعة الحادية عشرة والنصف عندما القت جوليا النظرة الاخيرة على نفسها فى المرآة فوجدت انها مستعدة ... كانت سرا تحب ارتداء الستان الابيض الطويل والبرقع المخرم ... ولكنها عوضا عن ذلك ارتدت فستانا قصيرا ذا ياقة عالية وارداف طويلة من الصوف الناعم وفوقه سترة تصل الى وركيها ، اكمامها واسعة يحيط بها فراء السنور الثلجى . ولكنها رفضت محاولات ليديا لجعلها تعتمر قبعة من الفراء ، ووضعت فوق شعرها البراق الناعم ، قبعة صغيرة لا حوافى لها كان الهدف الوحيد منها تثبيت البرقع الذى لم يكد يلامس حاجبيها . امسكت قفازا بنيا ليتلاءم مع حذائها الناعم ، واخيرا ثبتت الزهرتين اللتين ارسلهما لها بيرس : وكانتا زهرتين عاجيتى اللون من الاوركيديا 0

نزلت جوليا السلم فوجدت العائلة منتظرة فى الردهة ... كان الصبيان الثلاثة مرتدين السترات الرسمية وعلى وجوههم السرور لانهم يرون اباهم يعتمر قبعة رمادية مرتفعة ، اما كارول فكانت ترتدى معطفا من الفراء الابيض وتجلس بهدوء بين ذراعى السيدة هيكنز التى كانت ترتدى افضل معطف لديها وهو معطف تخصصه عادة للكنيسة فقط ثم اتت ليديا بسرعة من غرفة الطعام وهى ترتدى معطفا مخمليا اسمر ، وتعتمر قبعة حمراء من فراء الثعالب . وقفت جامدة حين شاهدت جوليا تقف مترددة على قمة السلم ، فرفع الجميع انظارهم وساد صمت قصير ، ثم تقدم هنرى ليلقاها بترحاب 0
منتديات ليلاس
-عربتك بالانتظار يا مليكة الثلج ...

قبلت جوليا اختها بحذر : آه ، ليديا مذهلة ولن ابكى ، لئلا افسد زينتى . وانت سيدة هيكنز لا تجرؤى على البكاء 0

اخرجت ليديا الجميع ، ثم تركت جوليا وهنرى ليرافقها الى الخارج ... قال هنرى : هنيئا لك يا اختنا الصغيرة ... وعسى ان يكون طريقك هذه المرة مفروش بالورد 0

رفعت حاجبيبها : لكن لن يكون خاليا من بعض الاشواك ، فقد يقع عراك او اكثر ...

-هذا طبيعى ... ولو لمجرد التمتع بالصلح ، وحتى انا ارى كل واحد منكما يناسب الاخر . وهذا افضل وصفة لزواج سعيد ... هيا اذن يا حبى لتخطى الخطوة الاولى 0

dede77 20-07-11 11:17 PM

بعد السادسة بقليل من ذلك المساء ، كان بيرس وجوليا فى البورش يتوجهان الى كونسولد بسرعة كسولة . لوح لهما عند الانطلاق ضيوف الزفاف الذين ما زالوا مستعدين للاستمرار بالاحتفال بالمناسبة حتى اخر الليل ... ما ان تركا ضواحى البلدة حتى انعطف بيرس واوقف السيارة فى ساحة صغيرة 0

ابتسمت جوليا له بحب : انسيت شيئا حبيبى ؟

-لا لم انس شيئا 0

مد يده اليها يجذبها الى ذراعيه معانقا ، ثم مرر انفه بلطف فوق انفها 0

-فى الساعات الماضية ورغم الحفلة التى لا تصدق والاستقبال الرائع كان يواجهنى عمل شاق فى ابعاد تفكيرى عن هذا ... وهذا ... وهذا ...
منتديات ليلاس
كان يؤكد كلامه بقبلات صغيرة سريعة : هل من اعتراض ؟ سيدة هارتوبل ؟

-اوه بيرس ... اتدرك ما قلت لتوك ؟

-ان كنت تعنين الواقع المؤسف بان تفكيرى لم يكن يخلو لحظة من رغبتى فى معانقتك 0

-لا ايها الاحمق ... على اى حال ، هذا الامر لا يستحق الاسف ، بل الواقع ان ما عنيته هو مناداتك لى بالسيدة هارتوبل ... بدا لى الاسم رائعا ... بيرس 0

-اوافقك الراى ... !

كان يبدو على وجهه الرضى والاعتداد بالنفس 0

-تبدو كقطة شربت الحليب لتوها 0

-هذا ما احس به فى الواقع ، مع انك كنت قادرة على ايجاد وصف اكثر رومانسية . ما يدهشنى هو حفل الزفاف وروعته وانا الذى كنت اعتبره تجربة مخيفة 0

-كانت ليديا مصممة على ان يكون من اسعد المناسبات ، واظنها نجحت ... فلقد بدا الجميع مستمتعا بوقته ... وهنرى مضيف رائع ، طبعا ولكن والدك كان فى غاية النشاط ، وابن عمك كان افضل اشبين ... مع ان ليديا سحرته 0
منتديات ليلاس
ضحك بيرس : وهذا ما كان عليه حال جايمس ويكهام وحال الرجال الاخرين . لقد صرعتهم جميعا . ولكن حتى ليديا اليوم كانت فى الظل امام اشراق العروس ... حين تقدمت نحو المذبح احسست اننى اكثر الرجال فخرا على وجه الارض 0

كانا يتجهان الى قرية لا تبعد كثيرا عن برودواى وتشينغ مابدن . فى البدء اراد بيرس السفر الى منطقة استوائية لقضاء شهر العسل . لكن جوليا رفضت بهدوء وحزم ، واصرت على مكان قريب . فاقترح بيرس مكانا معزولا وكان ان اتجها الى كوخ صيفى يملكه صديق لهارتوبل الكبير وهو يقع عند اطراف قرية كليف بريور الصغيرة ... وصلا اليه قبل السابعة بقليل ... قاد بيرس البورش بحذر على الطريق غير الممهدة المخصصة لعربات الخيل ...

كان الكوخ يوما منزلا لاحد المزارعين العاملين فى الاراضى الزراعية الواسعة القريبة ، وقد حافظ عليه خير المحافظة فيه غرفة جلوس واحدة ومطبخ فى الاسفل ، وغرفة نوم وحمام فى الاعلى 0

حمل بيرس الحقائب فوق السلم الشديد الانحدار ، يكاد راسه يبلغ حدود السقف فوقه ، اما جوليا فراحت تستكشف الطابق الارضى ... لحقت به وهى تضحك عليه لانه يلعن ويشتم . قالت وهى تنضم اليه فى غرفة النوم : لدينا آنية نحاسية وقماشا وفيرا هنا حبيبى ! واتوقع ان نجد منظرا سماويا حولنا فى الصباح . يجب ان اقول اننى اتمتع بالدفء ، فالتدفئة هنا مركزية وهذا عكس الاثاث !

ابتسمت بسرور واسرعت الى ذراعيه الممدودتين ترفع راسها اليه : كان من المفترض ان تحملنى فوق العتبة 0

حملها بيرس الى الفراش ضاحكا على ما يراه من تورد وجنتيها . وقال لها وهو يستلقى الى جانبها : انا رجل احب ان ابدا اولا بالاولويات ... اتعرفين جوليا ...

dede77 20-07-11 11:22 PM

اتعرفين جوليا ... من الغريب ان اراك مستسلمة لا تقاومين . ايعنى هذا انك استسلمت اخيرا بلا قيد او شرط ؟

استلقت لحظات ، تنظر الى العينين الزرقاوين المشرفتين عليها من فوق ، ثم تقلبت فوق الفراش ونزلت عنه : لقد تخليت عن المقاومة منذ طلبت منى الزواج بيرس هارتوبل ولكنك كنت حذرا منذ ذلك الوقت ، علما اننا لم نجد فرصة للاختلاء فى الاسبوعين الماضيين 0

اتجهت الى طاولة الزينة تجلس اليها ... فلحق بها ووضع ذراعيه حولها من الخلف ، ينظر اليها فى المرآة ، وذقنه على كتفها 0

-بلغت مقاومتى ادنى درجاتها تلك الليلة جميلتى ... لذلك حرصت على الا اضعها قيد الاختبار مجددا ... على الاقل ليس قبل هذه اللحظة الثمينة من الزمن 0
منتديات ليلاس
كانت عيناه تاسران عينيها فى المرآة ، ولكن تعابيرهما جعلت نظرها ينخفض ودفعت الحرارة الى جسدها وكان يرافقها احساس بالخجل . فقال بخشونة : تعالى ... انها ليلة جميلة ، فلنقم بنزهة الى فندق ويتشيف فى القرية ... سنشرب القهوة هناك اذا احببت 0

ابتسمت جوليا شاكرة 0

-انت رجل رائع بيرس ... هذا بالضبط ما احب القيام به . وهذا ما سيفتح شهيتنا للعشاء . اعنى ... لا تنظر الى على هذا النحو . هل ساحتاج الى معطف ؟

كان كلا منهما يرتدى جينز وكنزة ، وبما ان الليل كان لطيفا على غير عادته ، انطلقا الى القرية بملابسهما ... سارا متكاتفين الى القرية الصغيرة ، التى لا يزيد عدد منازلها عن حفنة اكواخ ، وعن مركز بريد ومخزن بيع عام وكنيسة صغيرة قديمة ومن المفترض ان فندق ويتشيف هو احد الاماكن التى اقام فيها شيكسبير 0

جلسا فى المقهى الصغير قرب نار هادرة . كان المكان هادئا فى مثل هذا الوقت المبكر من المساء . اكتفت جوليا بالقهوة والبسكويت ، وجلس بيرس يلف يده على كتفيها يلثم شعرها ... وبدات جوليا تسترخى خاصة وان توتر هذا اليوم واثارته تلاشيا ليحل محلهما احساس بالدفء والرضى ... مالت اليه حالمة وقالت : اتظن ان مالك الفندق يعرف اننا فى شهر العسل بيرس ؟
منتديات ليلاس
-وهل من اعتراض ان عرف ؟

-ابدا ... اود ان اركض الى القرية لاصيح نحن متزوجان اتظن ان الناس سيهتمون ؟

انهى بيرس فنجانه بسرعة ، وتناول منها فنجانها : لاحظت بعد الظهر انك لم تاكلى جيدا حبيبتى !

-كانت اكمام الفراء تلك تقيدنى . هذا اولا اما ثانيا فكنت منفعلة اشد الانفعال حتى احسست بالعطش طوال الوقت . هل يبدو على الجوع ؟

ابتسم ببطء ، وتعبير عينيه يذيب عظامها 0

-ساتاكد من الا يغمى على عروستى . لذلك علينا ان نعود فورا لناكل 0

يجب ان ناكل عشاء ضخما ... لقد حملت لنا امك وليديا طعاما يكفينا طوال الشهر . يبدو انهما تتوقعان بقاءنا طوال هذا الوقت 0

وقف بيرس ثم اعطاها يده وقادها الى الخارج 0

dede77 20-07-11 11:26 PM

-ربما ظننا اننا قد لا نرغب فى ازعاج نفسينا بالاعمال الرتيبة . علينا الاسراع جوليا ... يا الهى ... السماء تنذر بالمطر 0

عندما كان يتكلم انفتحت ابواب السماء فاسرعا مستمتعين بالهرب من امواج الامطار المتدفقة . وصلا الى الكوخ مقطوعين الانفاس ضاحكين يبدوان وكانهما كانا فى نهر ، ثم راحا تحت انوار غرفة الجلوس يتبادلان النظرات ويحاولان التقاط انفاسهما ... كان جينز بيرس وكنزته مشبعين بالماء ، وكذلك كان حال جينز جوليا وكنزتها فصاحت : اوه بيرس ... تسريحة شعرى 0

دفعها الى الدرج واقتادها امامه الى فوق : لا تهتمى بشعرك ايتها الصغيرة ... اخلعى ثيابك المبللة ثم استحمى فانا لم انقذك من الجوع لتصابى بنزلة صدرية 0
منتديات ليلاس
اطاعته فورا وما هى الا فترة غير طويلة حتى نزعت ملابسها المبللة وتركتها فى خزانة الحمام حتى تجف ثم وقفت عدة دقائق تحت الدش وجففت نفسها بقوة حتى احمرت بشرتها . اما شعرها فاصبح اشبه بغيمة مبللة ، ففتشت حولها عما تدثر نفسها به لانها لم تحضر معها شيئا الى الحمام اثناء سرعتها 0

لفت جسمها بمنشفة حمراء وعقدتها تحت ذراعيها ، ثم عادت الى غرفة النوم وهناك وجدت بيرس لا يرتدى سوى الجينز المبلل ، نظر الى جوليا ثم تسمر فى مكانه ، فابتسمت بخجل : لم احمل معى ما ارتديه 0

ظل مسمرا ينظر اليها فقط ... وعرفت انها كانت تهذى لكنها اضطرت لمتابعة الكلام : اشترت لى ليديا اجمل غلالة نوم واجمل روب فضفاض ... اعنى لا يمكنك القول انه ثوب نوم ... انه عسلى اللون ومن الحرير الناعم ... كان يجب ان احمله 0
تلاشى صوتها عندما وضع المنشفة التى كان يحملها من يده وتقدم اليها ببطء . وعندما نطق جاء صوته اجش واعمق من عادته : ربما الوصف كما تصفينه تماما ولكننى لا ارى ما هو اجمل مما ترتدينه الان 0
منتديات ليلاس
طافت عيناه بكسل على قدميها الحافيتين ، فاردف : اظن ان اكثر ما يجذبنى الان هو جو عدم الامان الذى يحيط بك 0

تحرك بسرعة ليضمها بذراعيه الفولاذيتين فشعرت بالصمم بسبب دقات قلبها المتناغمة مع دقات قلبه . مدت ذراعيها اليه بدون ان تشعر بالخجل وتبادلا عناقا عاصفا 0

فى هذه المرة لم يكن هناك تراجع ، ودخلت جوليا الى عالم لم يكن فيه سوى بيرس ... كان راسها يطير عن الارض فرحا تاركا المكان حرا لمشاعرها ، حتى هزتها زاوية صغيرة من وعيها فسحبت نفسها قليلا عنه : بيرس ... اريد قول شئ ...

امسك وجهها بين يديه ، ونظر فى عينيها نظرة حب ورغبة صامتة ، ثم قال بصوت مرتجف غير ثابت : حبيبتى ... ساصغى اليك ، واتحدث اليك طوال عمرنا . اما الان ... فاريد ان احبك فقط . واعتنى بك جسدا وروحا ، قلبا وقالبا . اريد بشدة ان تشعرى بما اشعر به 0

ضاعت جوليا ، وعادت الى عناقه ، تتمتم بين حين واخر فقط ما يريد ان يسمع ... كان تفكيرها مشلولا ....

dede77 20-07-11 11:31 PM

اخيرا راحت خفقات قلبيهما وانفاسهما تتباطا فضمها اليه ووضع راسها على صدره ... ثم قال : لقد حاولت قول شئ لى لكننى لم اصغ ، وكان اخر ما توقعته ان تكونى عذراء . اتشعرين برغبة الان لاخبارى بما رفضت بفظاظة ان اصغى اليه ؟

ضمت نفسها اليه اكثر ، وبدات تتحدث بقليل من التردد : تزوجت باتريك بسرعة ... وسافرنا الى دوفر لنلحق بالعبارة التى ستنقلنا الى اوروبا . كانت سيارته قديمة ، فانفجرت الاطارات على الطريق وتحطمت بنا السيارة ... ولكن قبل تحطم السيارة كنت قد تسلقت الى المقعد الخلفى لافتح سلة الطعام ، وهذا انقذ حياتى .... نجوت باعجوبة وخرجت من السيارة مع بعض الرضوض وبكسر فى معصمى ... اما باتريك فقد قتل فورا ... حدث هذا ... بعد ساعتين من الزفاف 0
منتديات ليلاس
اشتدت ذراعاه حولها تحميانها : كنت يومذاك فى الثامنة عشرة ولاشك فى ان رجالا كثرا تمنوا اقامة علاقة معك !

-كان الجميع فى الكلية يعتقد اننى متزوجة ... وما اسهل ترك الامور على ذاك الحال ... ومنذ ذلك الوقت وهنرى وليديا يدفعان كل اعزب ليتعرف الى لكننى لم اهتم باحد منهم . حتى نظرت من فوق كتف ابيك فرايتك تنظر الى بكراهية ... وكان الذى كان 0

رد ممازحا : وهذا ما ظننته ... اتعلمين ملاكى ، انا ارفض ان يحل محلى اى رجل على وجه الارض ... لقد قدمت لى هدية زواج لم اكن اتوقعها قط يا جوليا هارتوبل 0

-يجب ان تعترف ان هذه المعلومات يصعب البوح بها فى سياق حديث عادى ! ... ضع نفسك مكانى ... اوه ... حسنا ... طبعا لن تستطيع ايمكنك ؟ لكن كيف كان على ان اقول لك ليلة عرسى اننى مازلت اسيرة عذريتى 0
منتديات ليلاس
-اهزئى بى لا باس ، فهذا ما جعلنى اشعر اننى شامخ القامة ... الى اين انت ذاهبة ؟

-اكسو نفسى ، وافعل شيئا لاطعامك 0

كانت قد وقفت ولكنه شدها ليرجعها اليه 0

-فيما بعد ، وسيكون هذا بعد وقت طويل 0

اسرها من جديد بين ذراعيه ... فقالت بصعوبة : بيرس 0

-ما الامر حيبيبتى ؟

-ثمة كثير يقال بشان تشجيع اليد العاملة الوطنية على اى حال 0

رفع نفسه على مرفقه ينظر اليها بذهول : يا لوطنيتك ! لكن لماذا بالله عليك تثيرين موضوعا كهذا فى مثل هذا الوقت ؟ من المفترض ان تكون العروس متعاونة وذائبة من الحب 0

-حسنا ... فلاصغ ما اريد قوله بكلمات اخرى حبى ... آه ، بيرس ارجوك ... انتظر لحظة ، لا استطيع التفكير وانت تفعل هذا . اريد فقط ان اقول اننا احسنا صنيعا بعدم الذهاب الى الريو لقضاء شهر العسل ، فخبرتى الاخيرة علمتنى الا اثق باسرتهم . التى ما كانت لتصمد ونحن فيها 0

واغرقا معا فى الضحك ثم تعلق كل منهما بالاخر ومات صخبهما ، ونسيا كل شئ وما عادا يشعران اكانا فى الريو ام فى كوتسولد او فى القمر 0


*****


تمت 0

اتمنى قراءة ممتعة للجميع 0

مهندسة الرى 21-07-11 03:40 AM

رائعة تسلم ايدك على الرواية الحلوة دى

فتاة 86 21-07-11 01:22 PM

:98yyyy:
ديدي إنت بتعملي إيه فينا
رواية روعة و نهاية أروع مليئة بالحب و الشغف
:765fd:
شكراً حبيبتي لمشاركتنا بمتعة قراءة هلرواية
و طبعاً مستنيين جديدك
ما تطولي علينا ما فينا على فراقك

:hR604426:

هدية للقلب 22-07-11 01:22 AM

رواية روعة شكرا للانامل اللى كتبتها
وعلى اختيارك الرائع وذوقك :winking_doll:
وربنا يعطيك العافية واتمنى لك:shokrn:السعادة مثل ما اسعدتينى بهذه الرواية
ودى وردة لاحل وردة :4redf54r::4redf54r::4redf54r:

deemaah 22-07-11 05:46 AM

روعه سلمت يداكي

saba_samim 22-07-11 05:30 PM

روووووووووووووووووووعة

hoob 23-07-11 12:58 AM

بصراحه حلوه اوى اوى بجد من زماااااااااااااااان مقرتش روايه شدتنى حتى اخلصها كده جمييييييييييييييييله تسلم ايديك

زهرة منسية 27-07-11 05:11 AM

‎دايمن حبيبتى بتأكديلى أن ذوقك راقى جدا بصراحه أنا مش عارفه أعبر ولسانى أقصد أناملى عجزت عن إيجاد حروف تبين لك مدى أمتنانى وتقديرى لمجهودك الروايه أكثر من رووووووووووووووعه بكتير بارك الله فيكى يا قمر‎

sara00 31-07-11 04:20 PM

مشكووووووووووووووووووورة

سنيفير 01-08-11 01:47 AM

:0041::0041::0041:

اماريج 01-08-11 12:21 PM

يعطيك العافية حبيبتي
وتسلم اناملك الناعمة على كتابتها وان شاءالله في وقت قريب راح اقرئها
باين عليها حلوة كتير
بس يلي كتبتها احلى بكتيررررررررررررررر
وكل عام وانت بالف خير ياقلبي
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13121940841.jpg

كن فيكون 01-08-11 07:37 PM

الله يعطيك الف عافيه

nounoucat 08-08-11 02:46 PM

تسلم يديك إن شاء الله
رواية رائعة شكراً لك وفي إنتظار جديدك

ندى ندى 30-10-11 02:24 AM

رائعه وممتعه وشيقه جدا جدا

امبراطورية ع 01-11-11 09:29 PM

رووووووووووووووعه
روايه تجننننننننننننننننننن
تسلمى ياقمر

نجلاء عبد الوهاب 03-11-11 05:47 PM

:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55
:congrats::congrats::congrats::congrats::congrats:
:0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041:
حقيقى الروايه تجنن

شووقهـ 11-11-11 04:59 AM

يعطيك العافية يا قمر


قمة في الروعة

مودتي لكِ

سماري كول 23-06-13 11:14 PM

رد: 69- همس الظلال - كاثرين جورج (كاملة)
 
تسلمين ع الروايه الحلوه فديتج اتجنن وااااااايد

الجبل الاخضر 24-08-13 03:57 AM

رد: 69- همس الظلال - كاثرين جورج (كاملة)
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

انطونيا 29-08-13 11:07 PM

رد: 69- همس الظلال - كاثرين جورج (كاملة)
 
:dancingmonkeyff8:تسلم الايادىياقمروشاكرين المجهودالرائع

انطونيا 30-08-13 03:50 AM

رد: 69- همس الظلال - كاثرين جورج (كاملة)
 
:55::55::55:شكراكتييييرحبيبتىعلىالقصةالرائعةده

همس عدن 24-11-14 05:56 AM

رد: 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
واوووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
حبيبتي سلمت انااااملك الذهبيه على الروااية الاكثر من رااائعه ااااااااااااه قلبي
مهانش عليا ااانام قبل ما اقراها للنهااايه رؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعه قليله عليها
والبطل اااااااااااااااااااااااااااه

سومه كاتمة الاسرار 25-12-14 02:07 AM

رد: 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
:lol: :55: :55:

منى على سيد 15-01-15 12:40 PM

رد: 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
تحفة شكرا على مجهودك

زهرة البحر 27-02-15 02:56 PM

رد: 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
رووووووووووووووعة

زهرة البحر 27-02-15 02:58 PM

روووووووووووووووووووعة

زهرة البحر 27-02-15 02:59 PM

روووووووووعة شكرااااااااا

الخنساء الشاعره 22-10-15 11:09 AM

رد: 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
روعهههه شكراااا على مجهودك ❤️🌹❤️🌹❤️❤️

روميساء على 23-10-15 10:23 AM

رد: 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
روعه شكرا كتير على المجهود الرائع

صفاء القلوب الحزينه 26-09-17 06:37 PM

رد: 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
شكراااا للمجهود الرائع

paatee 12-03-19 02:25 AM

رد: 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
يعطيك العافيه ننتظر جديدك

paatee 12-03-19 10:12 PM

رد: 69 - همس الظلال - كاثرين جورج ( كاملة )
 
ياعطيك العافيه ونتتظر جديدك


الساعة الآن 01:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية