منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   442 - و ضاعت الكلمات - آن ميثر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t161652.html)

Books_king 20-05-11 03:55 PM

تملكها الغضب وانغرزت أظافرها في راحتيها: "لماذا ظننت ذلك بينما نحن لسنا على اتصال، يا ديميتري؟"
هز كتفيه وكأنه يسلم بصحة ما تقول: "أصيب مارك بذات الرئة عندما كان عمره اياما فقط. جاول الاطباء انقاذه لكنه كان صغيراً للغاية بعد ان ولد قبل اوانه فلم يعش".
حبست جين انفاسها وقالت باخلاص: "مسكينة لانت".
فقال موافقا وفي صوته مرارة: "نعم، مسكينة لانت ابنها لا يستحق ذلك!"
هزت راسها وهي تتناول فنجان قهوتها وقالت بطريقة حاولت ان تبدو عفوية: "أظنكما قررتما الزواج اخيراً، ستبتهج امك بذلك"
لوى شفتيه عابسا وقال بخشونة: "كلا. لم تهمني لانت يوماً، بعكس ما ظننته. انا انوي الزواج من اريادن بافلوس. لعلك تتذكرين اسرة بافلوس. انا واريادن صديقان منذ الطفولة، وقد عادت مؤخراً من رحلة طويلة الى الولايات المتحدة".
فقالت جين محاولة ان تخفي مشاعرها: "ما احسن هذا!"
كانت صوفيا والدة اريادن صديقة لوالدة ديميتري، وهي أيضا لم تكن موافقة على زواجهما.
وبللت شفتيها: "هل تعلم اريادن عن طفل لانت، هي ايضا؟"
أجابها باختصار، مدركا انه يغوص في مياه عميقة: "انها تعلم ما يكفي".
الماضي هو الماضي، ولا فائدة من نبشه الآن. ما كان له ان يحضر الى هنا. كان عليه ان يأخذ بنصيحة محاميه ويدعه يعالج الامر، لكنه لم يكن يدرك مدى حطورة لقائه جين مرة اخرى. وعندما اصبح الصمت لا يحتمل، قال: "اسمعي. علي ان اذهب"
وأخذ نفسا عميقا قبل ان يضيف: " انا واثق من انك تكرهينني الآن. لكنني حقا لم اكن انوي ان...ان ..."
ـتغويني؟
فغضب: "كلا لم يكن ذلك اغراء .المسؤولية تقع على كلينا"
أظلم وجهه جين: لا بأس. لعل وصفي لم يكن عادلا لكنها ليست المرة الاولى التي تستعمل فيها ذللك ضدي"
شتم ديميتري ثم قال: "ما الذي تتوقعين مني ان اقوله، يا جين؟ جئت الى هنا لانذرك بالنسبة الى الطلاق، وهذا كل ما في الامر.لم اتوقع ان اراك نصف عارية".
سهقت جين وقالت بصوت مختنق: "ماذا؟ هل انا مغرية الى هذا الحد حتى اغويك؟"
ـ شيئا كهذا.
ادرك انه لا يخدم نفسه بقوله هذا فوقف وسار نحو الباب: "سابلغ المحامي بان يتصل بك لمناقشة التفاصيل بالرغم من...حسنا بالرغم من وضعك لن اعترض على اي مبلغ يطلبه محاميك"
قفزت جين من الاريكة فكادت تهرق قهوتها وهتفت بغضب: " سبق واخبرتك بانني لا اريد نقودك يا ديميتري انا قادرة تماما على اعالة نفسي.شكراَ"
ـ ولكن...
ـ انس ذلك!
ومن دون ان تمنحه مزيدا من الوقت ليدافع عن نفسه اسرعت نحو الباب الخارجي وفتحته بعنف قائلة: "اخرج من هنا يا ديميترين قبل ان اقول ما اندم عليه"


عاد ديميتري الى كاليثي ذلك اليوم.
كان مدعوا لحضور اجتماع "اتحاد منتجي البترول" لكنه جعل مساعده يتصل بهم ويقدم اعتذاره عن الحضور.
لن يعجب ذلك والده الذي كان مسروراً للغاية لحصول شركته على مثل هذا الاحترام في البلاد النتجة للبترول. كما اثبت ذلك انه كان حكيما حين سلم مقاليد الشركة لابنه.
لكن ديميتري لم تكن لديه مثل هذا الثقة. على كل حال، لقد ادرك ان ترؤسه مؤسسة مثل شركة "سوفاكيس الدولية" ستأخذ من وقته الكثير ويمكن ان يقال حتى ان المسؤوليات التي تحملها منذ ثماني سنوات لعبت دورا غير صغير في تحطيم زواجه. لو كان لديهما، هو وجين، مزيد من الوقت ليتحدث عما حدث. مزيد من الوقت ليقنعها بانه بريء من التهمة التي اتهمته بها، لما تركته. كانت قد صدقت انه المسؤول عن حمل لانت ولم يستطع ان يقنعها ببراءته.
عندما حطت الطائرة في الجزيرة، كان الوقت ليلا. كان المهبط الطائرات خاصاُ ومن ممتلكات الاسرة. فرغم ان الجزيرة تجذب السياح، الا اتهم يأتون اليها بواسطة المعديات التي ترسو في الميناء كاليثي جنوب الجزيرة.
الأنوار التي تضيء مدرج المطار دليل على ان والده استلم الرسالة التي ارسلها لابلاغهم بحضوره.
كان مساعده الخاص، ثيو فازيليس، يرافقه وهو اول من نزل من الطائرة، لينظم مسألة نقلهما الى قرية سوفاكيس. رأى سيارة رباعية الدفع تقف الى جانب الطريق تنتظر ان تحط الطائرة. وعندما وصل ديميتري اليها ليستقلها، اكتشف ان السائق ليس سائق أبيه بل كانت اريادن بافلوس. وكانت شفتاها المصبوغتان منفرجتين عن ابتسامة هي مزيج من الترحيب والغرور. عندما صعد ديميتري وجلس بجانبها، قالت: "ايه...مفاجاة لطيفة، أليس كذلك؟"
توتر فكه لحظة اذ كان يفضل ان لا يواجه اريادن بافلوس الليلة، لكنه ارغم نفسه على ابتسامة، ثم مال يعانقها ويقول كاذباُ:
"مفاجاة لطيفة جداً هل انتظرت طويلا؟"
ردت بمكر: "انتظرت ست سنوات فقط. هل اشتقت الي؟"
أخذ يربط يربط حزام الأمان، متجنباً اي اجابة مباشرة: "ما رايك؟"
ثم سألها مغيراً الموضوع: "كيف حال أبي؟ لا أظنه مسروراً لأنني لن أحضر مؤتمر اتحاد منتجي البترول".
قالت بعدم مبالاة:"انه لا بأس به".
ونظرت من حولها بشيء من فروغ الصبر عندما القى مساعده ثيو فازيليس بامتعتهما الثقيلة داخل صندوق السيارة، ثم ازداد اتساع عينيها عندما فتح ثيو باب السيلرة الخلفي وصعد. التفتت الى ديميتري بسرعة: " هل يجب ان ياتي معنا؟"
ـ لماذا لا؟
كان جواب ديميتري بريئاً نسبياً، لكنه لم ينكر شعورا بالارتياح لأن ثيو سيرافقهما. اومأ الى الى الكومبيوتر المحمول الذي بحوزة الرجل الاخر: "أبي بنتظر مني تقريرا عن الاجتماع الذي حضرناه اثناء وجودنا في لندن".
ـ الاجتماع مع زوجتك؟ نعم يهمني ان اسمع التفاصيل انا ايضا.
وتوهجت عيناها السوداوان حقداً لكن ديميتري زفر طويلا وقال: "ليس ذلك الاجتماع. انه عن اجتماعنا مع شركائنا في العمل".
ـلكنها اجتماعات مملة للغاية، اليس كذلك؟ أخبرني عن زوجتك، ما رايك؟ هل ستصعب الامور؟
تصعّب الأمور! وكبح ديميتري آهة احباط تصاعدت من أعماقه، لكنه اجاب: " ما من صعوبات"
والتفت الى ثيو يسأله: "هل جمعت كل الاوراق من الطائلرة؟"
ما يعنيه كان واضحاً تماماً، وكان اريادن أذكى من انتستمر في النقاش. سيكون لديهما من ما يكفي من الوقت في ما بعد. وكاد يسمع افكارها. تبا لذلك! لماذا لا؟ فبسببها وبسبب مرض ابيه ذهب ليرى جين.
سارت بهم السيارة في الطرقات الريفية الضيقة التي تفضي الى قرية سوفاكيس. لم يرَ على ضوء السيلرة سوى الحشائش التي تنمو على جوانب وبعض اشجار السرو.لكن ديميتري كان يعلم ان كثبان الرمال تمتد بموازاة الطريق، ومن خلفها المياه الفيروزية اللون لبحر "ايجه".كان الفصل ربيعا حيث يحلو للمرء ان يستيقط ويسمع هدير البحر بدلا من الضجيج وزحمة السير. لكن التفكير في لندن ليس بالامرالحكيم. في فهو يذكره كثيرا بما حدث في بداية هذا النهار. ولم يستطع الا ان يقارن بين حسن مظهر اريادن الاسمر والمثير نوعا ما ،وبين جمال زوحته النحيلة الاشقر. كانتا مختلفتين تماما بحيث لا يمكن ان تقوم بينهما مقارنة . فاريادن ممتلئة الجسم وشهوانية بينما جين طويلة ونحيلة، وهي تخفي طبيعتها الشهوانية خلف مظهر هادئ منضبط. طرد تلك الافكار من ذهنه وسالها: "هل حضرت عرس ابنة عمك؟".
ـ جوليا؟ طبعاً.
وهزت كتفيها عندما ظهرت امامهما البوابة الخشبية المرتفعة التي تمثل المدخل الى الضيعة. أضاءت مصابيح السيارة، فظهر رجل من منزل البواب الابيض، وهرع يرفع المزلاج، بينما كانت اريادن تتابع :" وبطبيعة الحال، كنت المراة الوحيدة التي بدون مرافق قالت ثيا ثيرميا انه ما كان ينبغي لي ان ادعك ترحل في ظرف كهذا".
توترت شفتاه. لم يكن يهمه ما تقوله ثيرميا ادونيدس عنه. انها والدة لانت ايضا ولهذا كانت تكرهه. وقد حيره انها لم تحاول ان تحبط علاقته باريادنن ولكن يبدو ان فؤائد ثرائه كفيلة بان تمحو اية شكوك قد تنشرها.
رفع ديميتري يده يحيّي البواب "جورجيوس"، لتتابع السيارة بعد ذلك طريقها حتى وصلت بهم الى باب المنزل الرئيسي. الفيلا التي كانت تنتصب على هضبة صغيرة تشرف على البحر ما زال يسكنها والداه. وكان ديميتري قد بنى بيته الخاص في الاملاك. ولكن منذ فارقته جين، مال الى الاقامة معظم الوقت في مكان آخر.
دوما كانت امه تشكو من انهما لا يريانه كثيراً وكان ديميتري لا بمضي من الوقت في البيت الا قليلا، فقد كان يجهد نفسه ولا ينكران ان عمله قد انقذ صحة عقله. ولو كان اجهد نفسه في اللعب ايضا ،لحدث نفسه بانه يستحق ذلك. وكان واثقا من انه لن يستسلم الى اغراء امراة اخرى، ولم يفكر في الزواج الا بعد ان مرض والده وايقن هو ان مرضه مهلك.
وكانت اريادن هي المرشحة الكاملة الصفات، فقد كانت يونانية وامه موافقة عليها.
اوقفت اريادن السيارة وأطفات المحرك. ولكن عندما قفز ثيو الى الخارج وهمّ ديميتري بان يفتح الباب امسكت بذراعه قائلة بصوت اجش: "انتظر. تحدث الي يا ديميتري قل لي انك لم تغير فكرك".
حدق اليها، وكانت اضواء الفناء تكشف القلق على ملامحها وفجأة شعر بالذنب. فقال وهو يلامس وجنيتها: "أغير فكري يا حبيتي؟ ما الذي أعطاك هذه الفكرة؟.

Books_king 20-05-11 03:57 PM

4ـ دعوة مفاجئة

حسنا...انها حامل.
حاولت ان تفكر بشكل عملي، فأخذت نفساً عميقاً ثم أعادت الاختبار التي اجرته الى حقيبة يدها. انه ثالث اختبار حمل تأتي نتيجته ايجابية. ومهما حاولت ان تقنع نفسها بان هذه الاختبارات قد تخطئء، لم تستطع ان تصدق ان الخطأ قد يتككر ثلاث مرات. تباً!
كبحت دمعة وهي تتساءل كيف حدث هذا؟ عندما كانت تعيش معه لم تترك شيئا للصدفة. في البداية، اتفقا على ان انجاب الاطفال يمكنه ان بنتظر لعام او لعامين على الأقل. وبما ان جين ارادت ان تستمر في العمل، فتح لها ديميتري معرض فنون في مدينة كاليثي نفسها. وبقيت على اتصال بأولغا التي سرّها ان تتبادل اللوحات الفنية والآثار القديمة مع تلميذتها السابقة.
مضت الامور بنجاح تام. وبما انها تمتلك المعرض استطاعت ان ترافق ديميتري في رحلات العمل كلما شاءت. كانت حياة شاعرية ملأنها سعادة.
منتديات ليلاس
وفجأة، كشفت لانت انها حامل، لينهار بيتها الكرتوني فوق رأسها. ولم تستطع جين ان تغفر لديميتري لكن عزاءها الوحيد هو انها لم ترزق بأولاد يتألمون من تحطم زواج والديهما.
وتنهدت.....عندما عانفها ديميتري لم يخطر في بالها، ان تتخذ اي احتياطات لئلا تحمل .كانت تريده بقدر ما يريدها هو ايضا، وكان سهلا عليها للغاية ان تقنع نفسها بأنه لا يستغلها لهدف ما. لم تفكر في ذلك حتى اسبوعين فقط، عندما لاحظت ان عادتها الشهرية انقطعت. مضت خمسة اسابيع منذ جاء ديميتري الى شقتها تلقت بعدها اشعاراً بأنه اتصل بمحاميه يشأن الطلاق. يا الهي...ماذا ستفعل الآن؟وصول مخدومتها حعلها ترجىء المشكلة الى وقت لاحق.
كانت اولغا ايفانوفتيش في السبعين من عمرها تقريباً، لكنها دخلت مكتب جين في المعرض بحيوية الشباب.
في تنورتها الطويلة والكاب القصير الذي يموج حول قامتها الطويلة الممتلئة، راحت راحت اولغا تتنقل في انحاء المعرض بينما جين تراقبها باسمة.
مشطت أولغا باصابعها شعرها الاحمر وقالت بفروغ صبر:" هل جاء".
أجابت جين وفد أدركت على الفور من تعني أولغا بسؤالها: "جاء".
كانتا تتحدثان عن جامع مشهور للآثار القديمة أعرب عن رغبته في شراء مجموعة من البرونز احضرتها جين معها من بانكوك. وكان قد وعد بزيارة المعرض في ذلك الصباح فسألتها أولغا بلهفة: "ثم؟".
فأجابت جين بجفاء: "ثم اشتراها. انه يريد ان نرسلها الى بيته في سافولك".
ـ رائع! ستحصلين على عمولة كبيرة أيضا. لقد قمت بعمل جيد. يجب ان ارسلك في رحلة أخرى فانت بارعة في العثور على كنوز في اماكن لا يتوقعها أحد.
منحتها جين ابتسامة باهتة وقد عجزت عن التفكير في اي شيء آخر عدا نتيجة الفحص الموجودة في حقيبة يدها. وتحسست يدها بطنها غير مصدقة. هل ينمو طفل ديميتري في داخلها؟ كم سيحتاج من الوقت كي يمكن للآخرين ملاحظته وقبل ان يتملك اولغا الشك في وجود تغيير ما؟.
وشعرت أولغا بذهول جين، فجلست على زاوية المكتب وقالت لها: "تبدين شاحبة، هل تنالين قسطا كافيا من النوم؟ ام ان فتاك يبقيك مستيقظة حتى منتصف الليل؟".
ـ ليس لدي فتى يا اولغا. لطالما أخبرتك بذلك، أنا واليكس هانتر مجرد صديقين.
ـ هل يعرف هو ذلك؟
بعد ان اطمأنت اولغا الى اخبار المجموعة البرونزية تحوّل اهتمامها الى مساعدتها. ماذا ستفعل عندما تعلم ان جين حامل؟
كيف سيكون ردة فل اليكس بعد لن اخبرته ان علاقتها بديميتري انتهت؟
وسألت اولغا، تريد كسب الوقت: "آسفة لم اسمع".
ـ السيد هانتر. سألتك ان كان يعلم انك لا تكنين له سوى مشاعر الصداقة؟
ـ علاقتنا ليست جادة الى هذا الحد. اليكس يعجبني فه رفيق طيب لكننا لم نعرف البعض الا منذ وقت قصير.
فقالت اولغا باصرار: "بل منذ وقت كافٍ. انني قلقة عليك يا جين. متى ستضعين الماضي خلفك وتتلبعين حياتك؟"
ـ آه...أنا...
منتديات ليلاس
كانت جين لا تزال تبحث عن جواب عندما عادت اولغا تقول: "ألم يحن الوقت بعد للتفكير في الطلاق؟"
قوة الملاحظة عند اولغا مخيفة للغاية احياناً. وربما كان هذا ليعجبها في وقت آخر لكن ليس الآن. وهي تريد ان تحتفظ بافكارها لنفسها. وفيما اولغا تنتظر جواب جين، اخرجت من جيبها علبة سكائرها المفضلة، ووضعت سيكارة في فمها ثم أشعلتها. لم تحب جين قط رائجة السكائر،
لكنها وجدتها هذا الصباح تثير الغثيان. وشعرت بالقيء يصعد الى حلقها فاندفعت الى خارج الغرفة بعنف.
وفي الحمام الصغير أخذت تتقيأ بشدة ثم استندت الى الجدار واضعة منديلاُ ورقياً على فمها، وهي تفكر في انها لم تشعر بمثل هذا منذ وقت طويل.
ما الذي أكلته؟ لم تتناول بعض "التوست".
لم تشأ ان تتناول، وقد شعرت بوعكة حالما نزلت من الفراش.
وشعرت بغبائها فما تحس به ليس تسمماً غذائياً أو تقززاً من رائحة سجائر اولغا، با بداية القيء الصباحي. واذا كانت بحاجة الى برهان جديد عن حالتها، فهذا هو البرهان.

Books_king 20-05-11 04:00 PM

نبهها طرق متردد على الباب: "جين، جبن، هل انت بخير؟.
جاهدت للتحكم في نفسها، واستطاعت ان تقول: " انا بخير يا اولغا، أظنني أكلت طعاماً فاسداً وعندما اشتممت رائحة سيجارتك".
فقالت اولغا: "يا الهي، هل جعلتك سيجارتك مريضة؟.
ـ لا، لا هذا غير صحيح.
وشعرت جين بالخجل. لا يمكنها ان تلوم أولغا على اقترفته هي. فتحت الباب فوجدت المرأة تنتظر خارجاً وهي تعتصر يدها بقلق: : آسفة لهذا".
قالت اولغا كلاما لم تفهمه جين، ثم احاطت كتفيها بذراعها.
سألتها باهتمام واضح: " هل انت واثقة من انك والسيد هانتر مجرد صديقين؟".
ـ ماذا تعنين؟
حاولت ان تتصنع عدم الفهم لكنها لم تستطع. وتنهدت اولغا ونظرت اليها بامعان: " لأنني...لأنني أتساءل عما اذا كان ثمة سبب آخر خلف شعورك بالمرض هذا".
ـ سبب آخر؟
وابتلعت ريقا فقالت اولغا وهي تمسك بكتفيها ما جعلها عاجزة عن تجنب نظراتها الحادة: "لعلك تخدعين نفسك".
ـ أخدع نفسي؟
ونتهدت متسائلة عما اذا كان عليها ان تدعي انها لم تفهم ثم اذعنت وقالت: "هل تشيرين الى اني قد اكون حاملاً؟ هل هذا ما تظنينه؟"
هزت اولغا راسها: اقول ان عليك وضع ذلك في الاعتيار...لا؟ لن تكوني اول شابة يفتتنها شاب وشيم مثل السيد هانتر".
أشاحت جين براسها، وهتفت يغضب: "أخبرتك ان لا شيء بيني وبين اليكس".
فقالت اولغا بارتياب: "ابداُ"
فردت جين بخشونة: "ابداُ والآن، هل يمكننا ان نتحدث في موضوع آخر؟".
ومسحت فمها لآحر مرة، ثم سارت متوجهة الى المكتب وهي تسأل: "هل فكرت من اين يمكن ان نحصل غلى قطع أخرى يريدها السير جورج؟".
هزت اولغا كتفيها وتتبعها ببطء وادركت ان المرأة العجوز ما زوالت غير مقتنعة بجوابها.
على اي حال، لم يكن لديها القدرة على ان تناقش وضعها مع أحد حتى تقرر ما ما عليها ان تفعله فهي نفسها لم تتعوّد بعد على فكرة انها حامل.
لكن خلال النهار، وجدت جين افكارها تنحصر في المأزق الذي تواجهه ماذا عليها ان تفعل؟.
متى عليها ان تقرر ما اذا كانت ستحتفظ بالطفل ام لا؟ فعلى الرغم من راتبها الكبير لم تتمكن من توفير الرعاية اللازمة للطفل وحدها في لندن.
كان البديل هو ان تخبر ديميتري عن الطفل لكن كيف يمكنها ان تخبر زوجها انها حامل فيما هو يستعد للطلاق؟ كما ان عليها ان تراعي الاخرين، خصوصاً المرأة التي سيتزوجها. يمكنها ان تتخيل رد فعل امه ماريا سوفاكيس عندما تعلم ان ابنها اصبح اباُ لطفل آخر من الفتاة الانكليزية التي تحتقرها.
جمعت جين حوائجها باكرا وغادرها متجهة الى بيتها بعد ان اخبرت اولغا بانها تشعر بالبرد آملة ان يحوّل ادعاها هذا ذهن محدومتها عن شكوكها. لكنها شعرت بنظرات المرأة تنصب عليها وهي تنزل السلام خارجة من المعرض، فادركت انها لم تنجح. كان الجو ماطرا فاستقلت الحافلة. وتملكها ارتياح بالغ وهي تدخل الى شقتها الفسيحة. ما اجمل ان تجلس على الاريكة مع فنجان من الشاي! لم تجلس طويلاً لأن رنين الهاتف تصاعد. وافترضت ان امها اتصلت بالمعرض فأخبرتها اولغا انها عادت الى المنزل، لكنها املت الا تكون مخدومتها قد اسرت الى امها بهواجسها.
بقيت عشر ثواني تفكر في عدم الرد،لكن احتمال ان يكون المتصل شخصاً آخر جعلها ترفع السماعة وتقول واعية الى نبرة الجفاء في صوتها: "نعم".

Books_king 20-05-11 04:04 PM

وكادت السماعة تسقط من يدها عندما سمعت صوت ديميتري العميق يقول بجفاء: "ارى ان طبعك لم يتحسن ما الذي كدّرك هذه المرة؟"
حبست انفاسها ثم تمالكت نفسها وقالت: "ما من أحد كدّرني يا ديميتري فانا لم اتحدث معك منذ أسابيع"
شخر قائلاً: "تعليقاتك اللاذعة جاهزة دوماً فكرت في انك تتوقعيت ان اتصل"
وتساءلت غما اذا أغفلت رسالة ما في بريد اليوم، رسالة تتعلق بالطلاق، فما سبب آخر يجعل ديميتري يتصل بها
ـ لقد تحدثت الى امك لم يكن لدي رقم هاتف المعرضن فاضطررت الى الاتصال بها لقد اعطتني الرقم انما بشيء من النفور انت امرأة مراوغة، يا جين ارجو ان تكون صحتك قد تحسنت
بللت جين شفتيها وأخذت تتساءل بشيء من الخشية عما اخبرته به اةلغا لكنها طمأنت نفسها بان ليس ثمة ما يستوجب الخوف
ـ أظن ان اولغا اخبرتك انني عدت الى البيت بعد ان شعرت بوعكة
ـ شيء كهذا ارجو الا يكون الامر خطراُ
بل حطر بما يكفي، لكن ديميتري لم يتصل لكي يتحدث غن صحتها وقالت: "مجرد رشح"
وغيرت مجرى الحديث فسألته: "ما الذي تريده يا ديميتري؟"
وخطرت لها فكرة فاضافت: "هل ساءت حالة أبيك؟"
ـ لا في الحقيقة، يبدو أحسن حالاً يبدو ان الدواء الذي وصفه له الطبيب أفاده
ـ يسرني هذا ارجو ان تبلغه تمنياتي حين تراه انني افكر فيه كثيرا
ـ أحقاً؟
ـ نعم حقاً
أزعجتها نبرة عدم التصديق في صوته فأضافت: "ان يأخذ رجل ما يريد من دون اي اهتمام بالنتائج، لا يعني ان والده يستحق ازدرائي"
سمعته يتنفس بغضب: "ما زلت تتحدثين عن لانت، كما اظن"
فازدردت ريقاً: "ومن غيرها؟"
ـ لا ادري ظننتك تذكرينني بما حدث عندما ذهبت الى شقتك كان صوته ساخراً الآن فتوترت اصابعها حول السماعة وقالت: "وهل تحتاج الى تذكير؟"
شتم ديميتري وقال: "كان ذلك جيداَ يا جين، لكن ليس تماماً اذا ظننت ان هذا ما اريد ان احدثك عنه، فانت تضيعين وقتك سدى"
شهقت: "يا لك من يا لك من "
فقال يكمل كلامها ببرودة: "نغل؟ اعرف رايك فيّ، يا جين لست بحاجة لأن تعيديه على مسامعي"
ـ لما تتصل بي اذن؟ ان لم يكن للاعتذار فلا اظنني اريد ان اسمع ما تريد ان تقوله
همت ان تضع السماعة لكنه قال لها بسرعة: "انتظري"
ترردت، فسارع يقول: "أبي أبي يريد ان يراك لا تسأليني لماذا لكنه يريد ذلك فها ستأتين؟"
تملكها الذهول: "إلى اليونان؟"
ـ الى كاليثي، طبعاً
لك تستطع ام تصدق: " انت لست جاداً"
ـ لماذا لا؟ اذا قبلت دعوته فسيعتبر ذلك كلاما منك
ـ ولكن
ثمة موانع كثيرة لم تجرؤ على التفكير فيها: "لن توافق أمك على ذلك ابداً
ـ ليس لديها الخيار
ـ كما انك لا تريدني هناك
ـ هذا غير مهم
ـ لا يمكنني ان اترك عملي فاولعا تعتمد عليّ
ـ خذي اجازة مرضية اذا كان المال ما يهمك؟
قالت على الفور، مشمئزة من فكرة ام المال يمكن ان يحلّ كافة المشاكل: "هذا غير صحيح"
ـ ما من مشكلة اذن، الا اذا كنت خائفة من ان لا يوافق حبيبك على ذلك لم تخبريني بان لديك حبيباً، يا جين منذ متى؟
حبست جين انفاسها ارادت ان تقول ان هذا ليس من شأنه، لكنها فضلت ان تعتمد الصدق:" اليكس هانتر صديق وليس حبيباً اظن ان اولغا اخبرتك عنه حسنا انها حريصة جداً على ان اجد شخصاً يهتم بي"
ـ وهل يفعل هذا؟
أجفلت وتكلكها الاضطراب: يفعل ماذا؟"
ـ يهتم بك؟ قالت لي مخدومتك انه محاسب ولديه وظيفة جيدة جدا لا استطيع ان اراك مع محاسب يا صغيرتي
وجدت جين مضطرة الى الدفاع عن هانتر فقالت : "من اختار كصديق ليس من شأنك هل تريدني حقاً ان اقبل دعوة أبيك؟ لماذا يريد ان يراني؟ هل تعرف؟"
وهزت راسها غير مصدقة، فقال بكآبة: لعله يريد ان يودعك ارجو ان تضعي حلافاتنا جانبا خلال الايام القليلة التي ستمضينها في الفيلا وساحرص أنا على الابتعاد عن طريقك"

Books_king 20-05-11 04:14 PM

5ـ عودة وحنين

كان الوقت عصراً عندما رست المعدية في كاليثي. استغرقت الرحلة من اندروس المطار الذي وصلت جين اليه من انكلترا ثلاث ساعات. وعندما وصلت الى الشاطىء كانت مرهقة جداً.
مضى على اتصال ديميتري أسبوع وخمسة ايام وقد أكد الطبيب حملها. لم تخبر احداً عن حملها بالرغم من ان غثيان الصباح لم يخفّ. وكانت تعلم ان اولغا لم تنخدع حين اصرت على انها التقطت جرثومة. اما امها التي اعلمتها بسفرها فافترضت ان حالة ابنتها ناتجة عن توجسها من رؤية اسرة زوجها مرة أخرى. ورأت ان على جين ان ترفض الدعوة، فهي مدعاة للسخرية ما دام ديميتري وجين يخططان للطلاق.
وكان هذا رأي أولغا ايضاً وبما انها لم تعلم بزيارة ديميتري، فكان طبيعيا ان تعتقد ان مسؤولية حمل جين يقع على اليكس. لحسن الحظ ان اليكس االذي يعمل في الشركة المسؤولة عن حسابات اولغا، لا يعلم شيئا عن شكوكها. وكان يعارض فكرة سفرها كلياً. وعندما اتصلت لتعلمه، هتف قائلاً: " يبدو لي مضحكاً انه وبعد أسابيع من ابلاغك بأنه يريد الطلاق، ها هو يقترح عليك الذهاب الى هناك لرؤية أبيه. أتثقين به؟ الا تظنين ان هذه مجرد الخدعة لاستعادتك؟".
ـ أرجوك!
منتديات ليلاس
بعد يوم مرهق، وجدت جين صعوبة في ان تحافظ على صبرها. وكانت قد أجرت مثل هذا النقاش مع أولغا التي لم يسرّها ان تأخذ مساعدتها اجازة من دون سابق إنذار. وتابعت جين تقول لأليكس: "اخبرتك ان ديميتري يريد الطلاق لكن...حسنا، ان والده مريض جداً يقول انه يريد ان يراني"
سارع اليكس يقول عند سماعه هذه الكامة: "هو يقول؟ اذن لديك كلمته فقط بأن ليو سوفاكيس مريض؟"
ـ لن يكذب ديميتري في الموضوع كهذا.
أحابته جين بحزم، متسائلة عن سبب تأكدها من صدق ديميتري بينما سبق له ان كذب عليها. تابعت تقول: كما ان لديه صديقة سيتزوجها بعد ان يتحرر وهي يونانية".
ـ فهمت
جوابها جعله يهدأ، لكن جين تساءلت عما اذا كانت أولغا على صواب في ظنها انه يضمر لها أكثر من مجرد مشاعر صداقة بريئة.
فالصديق العادي لا يستجوبها بهذا الشكل، ولا يتصرف كما لو ان له حقاً عليها. وعندما سالها كم ستطول اقامتها في اليونان، أجابته بغموض.
وها هي الآن تسير على تراب اليونان مرة اخرى، متسائلة عما اذا كانت حكيمة في قدومها الى هنا.
ما الذي ستشعر به، وهي ترى ديميتري مرة أخرى، عالمة انها حامل بطفله؟ فعلى الرغم مما قاله، كانت واثقة من انها ستراه، فهو لن يهمل والديه فقط لمجرد انها تريده ان يبقى بعيداً.
كان لديها حقيبة واجدة هي كيس ضخم يمكنها ان تعلقه في كتفيها. لم ترَ اي اثر لديميتري، لكنها لم تستطع ان تمنع الشعور بالحذر الذي ساورها. كانت تعلم ان المسافة بين الميناء الصغير وقرية سوفاكيس تستغرق عشرين دقيقة بالسيارة. لكنها لم تتذكر انها رأت مرة سيارة أجرة أو احتاجت واحدة، فقد أعطاها ديميتري السيارة الرياضية الصغيرة لاستعمالها الخاص.
كانت تتسكع بجانب اكياس الغلال التي انزلت من المعدية عندما رات امرأة تنظر اليها. لم تتذكر انها رأتها من قبل، ومع ذلك لفتها شيء مألوف فيها. كانت معتدلة الطول ذات ملامح أجنبية قوية ما جعلها كالكثيرات من نساء اليونان اللواتي رأتهن جين في الماضي. لكن ملابسها ووقفتها جعلا قلب جي يخفق بعنف عندما اتجهت هذه نحوها: "هل انت جين؟".
لكنتها جعلت كلماتها صعبة الفهم، او لعل نطقها باسم جين بذلك الاستخفاف هو ما جعله مختلفاً.
وبما ان جين كانت متعبة ولا تشعر نحوها بمودة، أجابت: "هذا صحيح هل ارسلوك لتستقبليني؟".
نظرت اليها المرأة من راسها الى اخمص قدميها قبل ان تجيب: "بل انا جئت لكي استقبلك. رات ماريا سوفاكيس ان من الافضل ان نتعارف، انا اريادن بافلوس. انا وديميتري سنتزوج بعد ان يتحرر من زواجه بك".
فوجئت جين رغم ادراكها ان هذه عادة والدة ديميتري في التصرّف. ارسال جبيبة ديميتري الجديدة وخطيبة المستقبل لتستقبلها. وتساءلت ان كان ديميتري بعلم هذا وافترضت ان عليه ان يعلم فما يحدث هنا من دون علمه نادر للغاية.
ـ ما أحسن هذا!
لم تشأ ان تدع اريلدن تدرك انها ازعجتها. ونظرت من حولها: "هل لديك سيارة؟"
ـ طبعا، انها هناك هلا رافقتني؟ا



الساعة الآن 01:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية