منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 485 - قلب يحتضن الجراح - كارا كولتر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t159197.html)

قلب حائر 10-04-11 09:30 AM

"إنها عملية صعبة للغاية ومحفوفة بالمخاطر إذ يعتبر البحر هناك من أخطر البحار في العالم وأكثرها إثارة . والصياد الماهر هو من يتمكن من دخول الميناء ومركبه محمل بالسرطان وهو يشعر وكأنه فاز بجائزة اليانصيب . في شهر نيسان من تلك السنة ، عدنا من الصيد ومركبنا محمل بكمية هائلة من السرطان . كان الموسم قد شارف على الانتهاء والطقس ينذر بهبوب عاصفة . لم أشا العودة إلى عرض البحر من جديد ، لا سيما وأننا حققنا أرباحا طائلة فاقت الثلاثمائة ألف دولار . لم يكن والدي جشعا لكن صيد السرطان يبعث في النفس الكثير من الحماسة . كان والدي رجلا حريصا على التمسك بالحياة بكلتي يديه، واعتاد هو وشقيقي براين أن يفرضا رأيهما علينا ، أنا وأمي . وكانت والدتي ترافقنا دائما لتحضير الطعام والسهر على راحتنا. وعلى بعد 180 ميلا في عرض البحر ، غرق مركب " ملكة تريمونت" الذي أسميناه على اسم والدتي . ومات ركابه كلهم .. كلهم ..
وخيم السكون على المكان بينما بقي الثلج ينهمر بغزارة، خرقت كريستن الصمت وسألته هامسة :" ألم تكن على متنه ؟ ألم ترجع معهم إلى عرض البحر ؟"
"بلى، كنت برفقتهم لكنني بقيت على قيد الحياة بفضل سترة النجاة".
تمكن فريق الإنقاذ من انتشالي من المياه الهائجة بعد مضي ساعات لكن روحي قضت مع أرواحهم في تلك الليلة . كانوا روحي يا كريستن .
"فهمت" !
منتديات ليلاس
الغريب في الأمر هو أنه واثقا من أنها فعلت . صحيح أن الكثيرين كانوا يواسونه مدعين أنهم يقدرون ما يشعر به ، لكن أحدا منهم لم يتمكن من إدراك حقيقة مشاعره . عندما نظر في عينيها ورآهما مغرورقتين بالدموع التي ما لبث أن سالت على خديها ، أدرك أنها فهمت .
تملكته رغبة ملحة في مواصلة الكلام والإفضاء بكل ما كان يقل قلبه ويدفعه إلى الإنجراف نحو الهاوية
"لم أر احدا منهم في المياه تلك الليلة . لم أستطع أن أنقذهم . ولوأدركت حينها أنهم غرقوا جميعا ، لما بقيت صامدا في المياه . كم أسفت لبقائي حيا ، وكم كنت ساخطا عليهم" ..
كانت هذه المرة الأولى التي يعترف فيها بهذا الأمر . وبدلا من أن يشعر بالذنب ، شعر بنفسه حرا طليقا وغمره شعور بالارتياح بعد أن أفضلى لكريستن بما يختلج صدره ، حتى غضبه الشديد من أفراد عائلته الذين قضوا غرقا .
سألته هامسة :" ما هي الكلمة الأخيرة التي ترغب في أن تقولها لهم "؟
لو قدر له أن يتكلم معهم للمرة الأخيرة ، لعبر لهم عن مدى حبه لهم ..كلا .. كان مصمما على البوح بحقيقة مشاعره لكريستن .
"ماذا أقول لهم ؟ سأصرخ في وجوههم وأعاتبهم لأنهم رحلوا من دوني .. لم رحلتم جميعا وتركتموني وحيدا" ؟
منتديات ليلاس
أفضى مايكل بكل ما لديه فتملكه إحساس بالكآبة امتزج بشيء من الارتياح أيضا . كان يخشى ، إذا ما تكلم ، أن ينهار السد الذي شيده في أعماقه فتسيل انفعالاته المكبوتة وتدمر كل ما يقف في طريقها . إلا أن انهيار السد حمل معه مشاعر حب رقيقة تدل على قوة العلاقة التي كانت تربط بين أفراد العائلة .
وتذكر يد والدته الحنون وهي تستريح على جبينه في مرضه ، ويد والده المؤنبة على مؤخرته يوم كسر نافذة السيد ثيودور للمرة الثالثة على التوالي . وتذكر شقيقه الذي يكبره بسنتين وهو يمسك بيده ويصحبه إلى المدرسة في اليوم الأول .
وقفت كريستن على رؤوس أصابعها وضمته إلى صدرها فشعر بدموعها المشبعة بالملح . بادلها مايكل العناق باذلا ما في وسعه ليكون رقيقا ، غير أن مشاعر الأسى والغضب والفرح والذكريات المستعرة في داخله ما لبثت أن طغت على عناقه فتحول عنيفا جامحا .
وسارعت كريستن إلى الابتعاد عنه ، قأدرك مايكل أن لا أحد منهما يعلم ما إذا كانت كريستن مستعدة للتورط في علاقة مع شخص قاس مثل مايكل برويستر

قلب حائر 10-04-11 09:38 AM

غشت الدموع المترقرقة من عينها نظرها فأصبحت بالكاد تراه ..كيف تمكن هذا الرجل الذي ذاق المرين في حياته من أن يشتري لتلك الفتاة الصغيرة التي تحلم بزيارة ديزني لاند كل ما يلزمها ليتحول حلمها إلى حقيقة ؟ كيف استطاع أن يفعل هذا كله فيما أحلامه تحطم بقسوة تفوق الوصف ؟ كان قادرا على ذلك لأنه مايكل ..مايكل الذي زرع البسمة على شفاه الجميع ، مايكل الذي يكره أغاني الميلاد ، والذي شارك لولو الرقص ، ونجح في تغليف الهدايا الغريبة الشكل .. مايكل الذي حول حطام مركب قديم إلى مركبة حقيقية لبابا نويل. مايكل الذي يتحداها في كل يوم لتخفف من ضبطها لنفسها وتجازف بجزء وإن بسيط من قلبها .
قال لها إنه رجل مرتبط ، وبذلت قصارى جهدها لتصدق كلامه . لكن الثقة التي وضعها فيها الليلة جعلتها تشعر بولادة شيء جديد ، شيء لا يمكن إعادة إلى ما كان عليه إذا ما تغير ..
همس في أذنها : " آسف ، لكن علي أن أنصرف .. أفضل أن أنفرد بنفسي قالت لها النظرة البادية في عينيه إن لا علاقة لها برغبته الملحة في البقاء وحده . كان الأمر يتعلق به شخصيا وبذكريات الماضي الأليمة التي تتزاحم في ذهنه .
كانت كريستن تعي أن حاجتها إلى الانفراد بنفسها تضاهي حاجته إذ أرادت أن تفكرمليا في ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية والمشاعر المتضاربة في داخلها .
لم تشأ أن تطلق العنان لانفعالاتها ، بل أرادت أن تعيد النظر في مسار حياتها والمخاطر التي كانت مستعدة لتحملها . وعلىالرغم من أنها تدرك أن من الأفضل أن يعود كل واحد منهما إلى منزله ، لم تستطع ضبط نفسها وهي تنظر إلى وجهه المتشنج ، فسألته بنبرة لا تخلو من التردد :
"هل أنت واثق من أنك لا ترغب في مرافقتي لاحتساء القهوة "؟
"ليس هذا المساء . يمكننا أن نرجئ الأمر إلى وقت آخر" .
استدارت كريستن وتوجهت نحو سيارتها وهي تدرك أنه بقي واقفا يراقبها حتى فتحت الباب . كان مصرا على حمايتها حتى في تلك اللحظة العصيبة التي يحاول فيها احتواء نيران مشاعره المتأججة . شغلت مساحتي الزجاج لتزيل الثلج المتراكم عليه ، وانطلقت بسيارتها وقد تملكتها رغبة ملحة في الفرار من مشاعرها .
شاهدت في المرآة طيف رجل وحيد تائه وسط الثلوج ، فأحست بنفسها وحيدة أكثر منه . لم ائتمنها على أسراره ؟ ماالذي دفعه إلى الاعتراف بنقطة ضعفه لها ؟ أيعقل أن تكون مشاعره نحوها أقوى مما تتصور ؟ أتراها جديرة بالثقة ؟ أتراها مستعدة لتحملها
************************
انتهى الفصل السادس


http://photos.azyya.com/store/up1/080603095152n3BK.gif

هدووش 11-04-11 09:39 AM

مستنينك تكمليها يلا

قلب حائر 11-04-11 10:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدووش (المشاركة 2707021)
مستنينك تكمليها يلا

حاضر يا قلبي ننزل فصل جديد نورتي

قلب حائر 11-04-11 10:32 AM

7- ذكرى الحب الكبير


http://www.mazikao.net/vb/imgcache/61164.png

وقف مايكل يتأمل كرستين وهي تنطلق بسيارتها مبتعدة عنه, ثم دس يديه فى جيبي سرواله وشق طريقه وسط الثلج السميكه, متوجها نحو السيارة التي تشاركها مع أخيه في الأيام الخوالي .يمكنه الليله أن يفتح ألبوم الصور الذي تفاداه طويلاً ... يمكنه الليله أن يعود بالذاكرة الى الحب العظيم الذي أحاطته به عائلته منذ نعومة أظافره فمنذ اللحظة أصبح مستعدآ للعيش على ذكر هذا الحب بدلاً من التعلق بذكريات اللحظات الأخيرة المؤلمة. .
عندما قرر مايكل ان يشارك كرستين ذكرياته الأكثر عمقا وقسوة ،غمرها احساس بالارتياح وهو يتحدث اليها ،وشعر وكأنه بلغ بر الأمان بعد أشهر طويله من الضياع وسط العواصف الهائجه لقد وجد في كرستين ملاذآ امنا ..
منتديات ليلاس
كان يعشق تناقضتها فعيناها وعدتاه بملاذ آمن بينما أغراه شئ فيهما بمغامرة فريدة من نوعها ،مغامرة مغرية ومثيرة للرعب في آن معنا .
وهذا المزيج من الفضول والرعب جعل قلبه عاجزاً عن المقاومة..
أربعة عشر يوما قبل حلول عيد الميلاد..
في أحد الأيام ،قال لها مايكل بنبرة ودودة بينما يستعدان لمغادرة المكتب(اسمعى ماذا عن فنجان القهوة الذي وعدتني به؟)
منذ أن أفضى اليها بمكنونات قلبه،بات مايكل أكثراسترخاء وانفتاحآ .وافتر ثغره عن ابتسامه ساحرة عند رؤيته التعبير المرتسم على وجهها وهي تسأله (في منزلي)
بدا واضحاً أنها تقوم حال منزلها ما اذا كان مرتباً ونظيفاً.وكم تمنى الا يكون كذلك ،فقلة الترتيب تدل على جوانب كثيرة في شخصيتها!
-لابأس سأتبعك بسيارتي.
كان المبنى الذي يقع فيه منزلها تمامآ كما توقع :مبنى من طابقين من الحجر الأسمر ،غير مزود بمصعد كهربائي.
يؤدي الباب الأمامي الى غرفة جلوس مرتبة ونظيفة تجسد طبع كريستن الهادئ خير تجسيد.وكانت طاولة القهوة مزينة بغطاء من الدانتيل بينما وضعت بطانية محبوكة يدويا على أريكة بيضاء باللون الأبيض.
ولفت انتباهه كتاب مفتوح وموضوع على طاولة جانبية فاختلس مايكل النظر اليه ورأى امرأة في فستان أحمر قصير يعانقها رجل بشغف وكأنه أحد مصاصي الدماء.
لاحظت كريستن نظراته المتفحصه فأطبقت الكتاب على عجل ووضعته خلف ظهرها.
-هل اخترت الكتاب من النادي؟
أراد أن يذكرها بحقيقة ذاتها ،واذا بالحمرة الخفيفة العفوية المعهودة تعلو خديها.
-كلا أعارتني أياة لولو وأصرت على أن أقرأه لأنه الكتاب المفضل لديها ..ولكنني لست من هواة هذا النوع.
-يبدوأنك قرأت قسما كبيرآ منه.
-خشيت أن تسألني لولو عنه.
-نعم طبعآ .ربما كان علي أن ألقي نظرة عليه أيضآ بحثآ عن موضوع جديد أناقشه مع لولو.
منتديات ليلاس
حدقت فيه ساخطه وأشارت بيدها الى الأريكة قائلة بنبرة الأمر(تفضل بالجلوس ريثما أعد القهوة) خرجت من الغرفة وهي تشد الكتاب الى صدرها فكبت مايكل ابتسامة كادت ترتسم على شفتيه وراح يتأمل المكان.خيل اليه أنها المرة الأولى التي تستقبل فيها رجلآ الى منزلها .لاشك ان ثقتها به كبيرة جدآ لتدعوه الى هنا،مع انه لا يستحق هذة الثقة.فهذة المرة الأولى التي يدخل فيها شقة امرأة في هذة الساعة من الليل لاحتساء القهوة فقط.في الواقع ،لابد له من الاعتراف بأن كريستن ترغمه على حسن التصرف.


الساعة الآن 10:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية