منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات أونلاين و مقالات الكتاب (https://www.liilas.com/vb3/f743/)
-   -   [قصة مكتملة] د. نبيل فاروق ..... الثورة .. كامــــلة (https://www.liilas.com/vb3/t156493.html)

عهد Amsdsei 18-02-11 08:38 AM

د. نبيل فاروق ..... الثورة .. كامــــلة
 
السلام عليكم

د. نبيل فاروق.... رؤى وآراء

http://up.liilas.com/uploads/liilas_13027923021.gif

تحميل قصة الدكتور نبيل فاروق رمضان

الثورة

على هيئة PDF كاملــــــــــــــــــــــــة

هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

http://up.liilas.com/uploads/liilas_13027923021.gif

**************************************
الفصل الأول

الثورة ... خالد

********************


الثورة.. خالد






"حاول ألا تتأخرّ يا خالد"..


هتفت أمه بالعبارة، وهو يقف عند مدخل المنزل، فالتقط نفساً عميقاً، وبذل جهداً أكثر عمقاً، للسيطرة على أعصابه، ودفع فيضاً من الهدوء إلى صوته، وهو يقول:

- إن شاء الله يا أمي.

كانت تقول شيئاً آخر، ولكنه دفع جسده عبر الباب، وأغلقه خلفه في سرعة، حتى لا يستمع إلى سيل النصائح التقليدي..

لم تكن عقارب الساعة قد تجاوزت التاسعة والنصف مساءً بعدُ، وسنوات عمره تجاوزت العشرين بشهرين وبضعة أيام، وما زالت أمه تتعامل معه باعتباره صغيرها، الذي يرتجف قلبها عليه كلما تأخرّ في العودة إلى المنزل..

المشكلة الرئيسية في حياته هي أنه ابن وحيد..

وبالنسبة إليها هو رجلها الوحيد؛ فقد تُوفّي والده رحمه الله، وهو بعدُ في التاسعة من عمره، وكافحت هي طويلاً، كأم وحيدة، كي تجعل منه ما هو عليه الآن.

إنه طالب نابِهٌ، في واحدة مِن كليات القمة، كما يطلقون عليها، ويقضي معظم أوقاته في استذكار دروسه، ولكن أوقات فراغه هي مشكلته الكبرى.

لسنوات طفولته كلها لم تكن أن تسمح له بالاختلاط بأطفال الشارع، أو باللعب معهم، مما جعله شاباً منزلياً، كما أطلقوا عليه في شارعه، ولكنه لم يكد يبدأ حياته الجامعية حتى تغيّرت هذه الصورة تماماً.

في الجامعة حياته اجتماعية، لم يعتدها من قبل قط..

وربما لهذا انغمس فيها أكثر مما ينبغي..

كانت ارتباطاته بصداقاته قوية، أكثر من اللازم..

كان يعطي..
ويعطي..
ويعطي..
ولا ينتظر أبداً أن يأخذ..
ولقد اعتاد أصدقاؤه هذا..
اعتادوا أن خالد للعطاء..
فقط للعطاء..

كان أكثر ذكاءً، على نحو ملموس، وأكثر رصانة أيضا، يتحدّث في العديد من الأمور السياسية والاجتماعية، وأحياناً الدينية، ولكن المشكلة الحقيقية أن أحداً منهم لم يكن يُشاركه حديثه على المستوى المطلوب..

لا أحد..
باستثناء علياء..
وحدها كانت تتابع أحاديثه في اهتمام بالغ، وتحاوره في بعض آرائه، أو تحاول الاستفسار منه عن البعض الآخر..
ولقد لاحظت المجموعة كلها اهتمامها الواضح به..
وربما قبل أن ينتبه هو نفسه إلى هذا..
لاحظوه.. واحترموه..

ومع مرور الوقت نضج جانب آخر من جوانب خالد..

الجانب العاطفي..

رويداً رويداً أيضا بدأ هذا الأمر يتخذ سمة شبه رسمية..

حتى عندما يلتقي الجميع، في كافيه بعينه، كانوا يتركون المقعد المجاور لخالد خالياً، حتى تصل علياء، أو العكس بالعكس..

هم اعتادوا هذا...
وهو اعتاد هذا..
وهي اعتادت هذا..
و..

"مرحباً يا بطل"..

قطع حديث أحمد حبل أفكاره، فابتسم له خالد، وقال في هدوئه المعتاد:

- مرحباً.. أأنت أوّل مَن وصل؟!

هزّ أحمد كتفيه، وقال:

- علاء وتامر في الطريق.

سأله في اهتمام:

- وماذا عن فتحي؟!

عاد أحمد يهز كتفيه، وكأنها عادة تلازمه، وهو يجيب:

- والده عاد اليوم من الكويت، وستجتمع الأسرة كلها على العشاء.

ابتسم خالد، قائلاً:

- عظيم.

وفي بساطة، ارتكن على مقدّمة سيارة أحمد، وهو يسأله:

- لماذا لا نجلس حتى يصلوا؟!

هزّ أحمد كتفيه، وقال:

- إنها ليلة شتاء دافئة، أحبّ أن أتمتع فيها بالهواء النقي.

ثم التفت إليه، يسأله في اهتمام:

- هل دخلت الموقع اليوم؟!

سأله بنفس البساطة:

- أي موقع؟!

تزايد حماس أحمد على نحو عجيب، وهو يجيب:

- موقع فيس بوك.. إنهم يتحدّثون عن شاب لقي مصرعه على يد أفراد من الشرطة..

سرت ارتجافة سريعة في جسد خالد، وهو يتساءل:

- حقا؟!

بدا أحمد شديد التوتر، وهو يقول:

- كان يجلس في مقهى للإنترنت، وحدثت مشادة بينه وبينهم، تطوّرت إلى اعتداء بالضرب، تصاعد بسرعة، حتى لقي مصرعه.

شعر خالد بامتعاض، جعله يقول في اشمئزاز:

- ولماذا تتطوّر الأمور إلى هذا الحد؟! ماذا كانت الاتهامات الموجّهة إليه؟!

عاد أحمد يهز كتفيه، قائلاً:

- لا شيء.

اتسعت عينا خالد، وهو يرددّ، في لهجة أقرب إلى الذهول:

- ماذا تعني بلا شيء؟!

مطّ أحمد شفتيه، وأشار بيده في الهواء، قائلاً:

- فقط اعترض على طلب هويته.

هتف خالد مستنكراً:

- فقط؟!

أومأ أحمد برأسه، مجيباً:

- فقط.

ظهر تامر وعلاء في هذه اللحظة، فتهللّت أسارير أحمد، وكأنما نسي ما كانا يتحدّثان فيه منذ لحظات، ولوّح لهما، هاتفاً:

- نحن هنا.

تصافح الأربعة، وبدا أحمد مرحاً، بما لا يتناسب مع الموقف، وشاركه علاء وتامر مرحه، واتجه الثلاثة نحو المكان، الذي اعتادوا الجلوس فيه، دون أن ينتبه الثلاثة إلى حالة الوجوم العجيب، التي انتابت خالد..

كان يبدو كالمصدوم، غير مصدّق لما سمعه منذ قليل..

شاب اعترض على طلب إبراز هويته، دون ذنب جناه، فاعتدى عليه أفراد من الشرطة، حتى لقي مصرعه!!!

أي منطق في هذا؟!
أي عقل يقبله؟!
ثم ماذا لو كان هو هذا الشاب؟!
ماذا لو حاول أن يمارس حقه كمواطن، في ألا يعترضه أحد، أو يضيق عليه الخناق، دون ذنب جناه؟!
أيصبح الموت عقابه حينذاك؟!
وعقاب على ماذا؟!
على أنه يطالب بحقه..
وحريته..
وكرامته..
مستحيل!!

"أين أنت؟!".

انتزعه تامر من أفكاره بعبارته المرحة، قبل أن يميل نحوه، مستطرداً:

- لا أسكت الله سبحانه وتعالى لك حساً... إنك لم تنطق حرفاً واحداً، منذ أن جلسنا.

أشار إليه علاء، متسائلاً، بالمرح نفسه:

- حقاً.. أين مناقشاتك الفلسفية، التي ترهق عقولنا دوماً.

رفع خالد عينه إليه، وسأله فجأة:

- ترى ما حقوقنا في وطننا؟!

بدت الدهشة على وجوه ثلاثتهم، وتساءل أحمد في حيرة:

– ما مناسبة هذا السؤال؟!

حمل صوت خالد حدة، لم يعتدها منه رفاقه، وهو يواصل تساؤله:

- هل قرأ أحدكم الدستور؟!

تضاعفت دهشتهم، قبل أن يطلق علاء ضحكة مرتبكة، قائلاً:

- إننا نقرأ مقرراتنا الدراسية بالكاد.

مال خالد نحوهم، وبدا صوته أكثر حدة، وهو يقول:

- كيف يمكن أن تطالب بحقوقك إذن، وليست لديك أية فكرة عنها؟!

هتف به تامر في استنكار:

- ماذا أصابك الليلة؟!

صاح فيه خالد في حدة:

- بل ماذا أصابكم أنتم؟!

قالها، وهبّ من مقعده، واندفع خارجاً، تاركاً ثلاثتهم في حَيرة من أمرهم، فمن المؤكّد أن أحداً منهم لم يُدرك أنه في تلك اللحظة بالذات، انقلبت حياة خالد رأساً على عقب..

وبقوة.


يُتبَع،،،،

صدر من هذه القصة حتى الآن :



alaagalal 19-02-11 01:11 AM

ميرسىىىىىىىىى لك يا عهد وانا فى انتظار البقية بس ليا استفسار هى قصة حقيقية

عهد Amsdsei 20-02-11 07:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alaagalal (المشاركة 2640556)
ميرسىىىىىىىىى لك يا عهد وانا فى انتظار البقية بس ليا استفسار هى قصة حقيقية

السلام عليكم

ألف شكر لك أختي

و الله مش عارفة

بس باين كده إن الأمور هتتوضح بشكل أكبر

في الفترة الجاية

بإعتقادي إنها حقيقية

شكرا على مرورك و خليك متابعة

يارب بس الدكتور نبيل لا ييغيب عننا كثيييير

سلاااااام

عهد Amsdsei 24-02-11 10:57 AM

السلام عليكم

الدكتور نبيل فاروق رؤى و آراء

الثورة - علياء

http://www.mediafire.com/imgbnc.php/...cd637b736g.jpg

التهبت كل خلية مِن أعصاب علياء، كما لم تلتهب مِن قبل، وهي تعاود الاتصال بهاتف خالد المحمول مرّة تلو الأخرى، دون أية استجابة..

لم تكن تدري ماذا أصابه؟!

منذ أسبوع كامل، اختفى مِن المشهد تماماً..

لم يأتِ إلى الكلية، على الرغم مِن الدورات العملية، والمحاضرات شديدة الأهمية..

ولم يظهر في ذلك الكافيه، الذي اعتادت المجموعة التواجد فيه، في أيام الإجازات..

ولم يجب على هاتفه، ولو مرّة واحدة..

في البداية، خشيت علياء أن يكون مريضاً، ولكن سامي أكّد لها أنه قد اتصل بمنزله، فأخبرته أمه أنه بخير، ولكنه ينام لأوقات طويلة..

كانت بدورها شديدة القلق على وحيدها، حتى إنها سألت سامي أكثر مِن مرة، عما إذا كان هناك ما أصابه، أو مَن أساء إليه، فأكّد لها سامي أن هذا لم يحدث، ورجاها أن تطلب من خالد الاتصال به، فور استيقاظه..

ولكن خالد لم يفعل..

وتضاعف قلق علياء..

وعبر أحمد، وعلاء، وفتحي، وتامر، تكّررت محاولة الاتصال بـخالد، ولم تنجح محاولة واحدة منها..

ولم يعاود خالد الاتصال بأحدهم.. أبداً..

وجُن جنون علياء بحق..

فـ"علياء" فتاة رقيقة، تقيم في أسرة هادئة، ومنزل جميل، من منازل الطبقة فوق المتوسّطة..

كانت الابنة الصغرى، في أسرة من أربعة أفراد.. أمها وأبيها، وشقيقتها الكبرى، التي تكبرها بثلاثة أعوام..

وطوال حياتها، كانت علياء، كما تربّت، اجتماعية، بسيطة، منفتحة.. وملتزمة.. كانت دوماً مثالاً للفتاة العصرية، وبكل المقاييس..

وعلى الرغم من انفتاحها التلقائي على الحياة الجامعية، لم يتفتّح قلبها، أو حتى حاول هذا، مع أي زميل..

حتى التقت خالد..

فجأة، وجدت نفسها أمام شاب من طراز جديد..

طراز مختلف..

كان رصيناً، هادئاً، وقوراً، على عكس أقرانه..

وكانت لديه ثقافة واسعة..

ثقافة مبهرة، من وجهة نظرها..

ثقافة، ربما كانت السبب الرئيسي لذلك الشعور العجيب، الذي تسللّ إلى قلبها البكر، لأوّل مرة في حياتها..

في البداية، وجدت نفسها شديدة الاهتمام بالاستماع إليه.. مبهورة بكل كلمة تسمعها منه، مشدوهة بفلسفته البسيطة، التي يطرحها في هدوء، دون حدة أو تشنّج.. شغوفة بسماع كلماته وتفسيراته لآرائه، وهدوئه في التعامل مع معارضيه، أو حتى الساخرين منه..

ثم طرأ تحوّل جديد عليها..

أصبحت سعادتها كلها في رؤيته..

فقط رؤيته..

كانت تنتظره في الكلية بشغف، ويتراقص قلبها كلما رأته قادماً، مع تلك الابتسامة التي تشعّ بالبساطة والطيبة والنقاء، على شفتيه، والتي لا تفارقهما أبداً تقريباً..

ومع اختلاجات قلبها، وحديثها مع شقيقتها الكبرى فيحاء، اعترفت بالحقيقة..

اعترفت بأنها تُحبّه..

ومِن أعمق أعماق شفاف قلبها..

ولأنها مِثله، بسيطة رقيقة، لم تُحاول إخفاء مشاعرها هذه أبداً..

لم تحاول أن تخفيها عنه..

أو عن المجموعة كلها..

ومن ناحيته، ارتبك في البداية، مع مشاعرها الواضحة، التي التقت بتلك التغيرات في مشاعره أيضا، ثم لم يلبث بفلسفته أن وجد أنه لا مبرر للارتباك، أو القلق..

وبدون أن يتحدّثا، أو يفصح أي منهما عن مشاعره للآخر.. التقيا..

وفهمت المجموعة كلها هذا..

وتقبّلته...

وذات يوم، قالت نهى -إحدى أبرز الناشطات في المجموعة- إنها لا تتخيّل أن يصلح أحدهما سوى للآخر..

وارتاحت الأمور، عند هذه النقطة، وسارت معها الحياة..

ولكن فجأة، حدث ما حدث..

واختفى خالد..

وفي تلك الليلة، سالت دموع علياء غزيرة، على وسادتها الحريرية، بعدما يئست من الاتصال بـخالد، دون إجابة..

ومن وسط دموعها، سمعت طرقات هادئة على باب حجرتها، أعقبها صوت شقيقتها فيحاء، وهي تسأل، في صوت يحمل نبرة قلق واضحة:

- علياء.. هل يمكنني الدخول؟!

نهضت في سرعة، تمسح دموعها، وهي تقول:
- بالتأكيد..

فتحت فيحاء باب الحجرة، وتطلّعت إليها في قلق، وغمغمت، وهي تغلق الباب خلفها:
- سمعتك تنتحبين.

أومأت علياء برأسها إيجاباً، ومسحت ما تبقّى مِن دموعها، وهي تغمغم:
- هل كان صوتي مرتفعاً، إلى هذا الحد؟!

ابتسمت فيحاء ابتسامة مشفقة حنونة، وهي تربّت عليها، مغمغمة:
- لم يكن كذلك.

استقرّت على طرف فراشها، وسألتها:
- أهو خالد؟!

أومأت علياء برأسها إيجاباً مرّة أخرى، وقالت:
- إنه لا يجيب على هاتفه أبداً.. حاولت الاتصال به أكثر من مائة مرة، ولم يعاود الاتصال مرة واحدة.

تردّدت فيحاء لحظة، ثم مالت عليها، تقول:
- لعله لا يريد الاستمرار.

أجابتها علياء، في سرعة متنكرة:
- ليس هذا أسلوب خالد.

ثم اعتدلت بحركة مفاجئة؛ لتكمل بشيء من الحماس، يحمل رنة حزن:
- خالد إنسان بسيط للغاية، لا يتعامل أبداً بهذه الأساليب غير المباشرة، ولو أنه لا يريد الاستمرار معي، لأخبرني بهذا، ولشرح لي أسبابه ومبررّاته.

تنهدت فيحاء، وتردّدت لحظات أخرى، ثم قالت في حنان:
- اسمعي يا علياء.. ربما أكبرك بسنوات قليلة، ولكن خبرتي بالحياة تفوقك إلى حد كبير، ولقد اعتدت مِن الشباب عدم القدرة على المواجهة، وهي سمة صارت للمجتمع كله تقريباً، فإذا ما شعر أحدهم بالرغبة في الابتعاد، فإنه لا يجرؤ على الإفصاح بهذا، وإنما يفعل ما فعله خالد... يختفي، ولا يجيب على اتصالاته.

هتفت علياء في حدة:
- ليس خالد.

مطّت فيحاء شفتيها، وتمتمت:
- مِن الواضح أنك شديدة الثقة به.

هتفت:
- أكثر مما تتصوّرين.

ربتت عليها شقيقتها مرة أخرى، وهزّت رأسها، متمتمة:
- أتعشّم أن يكون كما ترينه.

قالت علياء في حزم:
- سترين.

مع آخر حروف كلماتها، ارتفع رنين هاتفها المحمول، على نحو أفزعهما معاً، قبل أن تهتف علياء، بكل لهفة الدنيا، وهي تختطف هاتفها:
- إنه خالد.

تراجعت فيحاء في دهشة، في حين ضغطت علياء زر الهاتف، قائلة، بكل ما تراكم في أعماقها، مِن لهفة، ولوعة، وحُب، وقلق:
- خالد.. أين أنت؟!

أجابها صوته، حاملاً دفقة من الحزن، وهو يقول:
- اسمه خالد يا علياء.

لم تفهم ما قاله، فصمتت لحظة، أكمل هو خلالها:
- ذلك الشاب، الذي قتلته الشرطة، اسمه خالد.

انخفض صوتها، وهي تقول في قلق:
- ماذا بك يا خالد؟!

واصل، وكأنه لم يسمعها:
- كان يمكن أن يكون أنا.. أو فتحي.. أو أحمد.. أو علاء.. أو نهى.. كان من الممكن أن يكون....

صمت فجأة، واستغرق صوته لحظات، قبل أن يضيف، في مرارة مالها مثيل:
- أنت.

حدّقت فيحاء في ذلك الانطباع الملتاع، على وجه شقيقتها، ثم انسحبت من الحجرة في هدوء، مدركة أنه لم يعد يحقّ لها البقاء، وأغلقت الباب خلفها في حرص، وعلياء تقول، بصوت حَمِل اعتصار قلبها:
- ماذا أصابك يا خالد؟! أين كنت طوال الأيام الماضية؟!

مرة أخرى، لم يبد أنه قد سمعها، وهو يقول:
- لا بد وأن نفعل شيئاً.. أي شيء.. لا يمكن أن تستمر الحياة على هذا المنوال.. لا يمكن.

سألته مرة أخرى، في صوت أقرب إلى البكاء:
- أين كنت يا خالد؟!

أجابها، في صوت يوحى بأنه يحدّث نفسه:
- كنت أدرس.

سألته في حيرة:
- تدرس ماذا؟!

مضت لحظات من الصمت، قبل أن يُجيب في صوت عميق:
- الدستور.

وتضاعفت حيرتها..

ألف مرّة.

يُتبع

alaagalal 25-02-11 07:06 PM

ميرسىىىىىى ياريت متتاخريش بجد شوقتينى فى سماع بقية القصة


الساعة الآن 04:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية