منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   79_اين المفر؟ _لوسي جيلين _روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t154161.html)

اماريج 24-01-11 04:39 PM

" لن أمكث هنا بل توقفت في طريقي الى البيت".
" آه بارني أنني........".
" هل كنت تهمين بالصعود الى الفراش , لا تدعيني أعيقك ".
" أنني....".
" طابت ليلتك يا سام".
أستدار ودخل البهو ثم أقفل الباب وراءه.
وقفت سامنتا في مكانها لحظات مدهوشة وقد أذهلتها سرعة تتابع الأحداث وشعرت بالدموع الغزيرة تتدفق على خديها فهرعت الى غرفتها ,أدركت أن بارني قرر الرضوخ أخيرا لرغبتها والتوقف عن محاولاته لأقناعها بالعدول عن قرارها بعدم الزواج منه وقد أنزل بها هذا التحول المفاجىء صدمة عنيفة.
خلعت ملابسها وأستلقت على الفراش ثم دفنت وجهها في الغطاء لكتم تنهداتها وراحت تنصت لا شعوريا الى قرع محتمل على بابها لكن دون جدوى , سمعت لاحقا بعض الأصوات والهمس في الممر فجلست تصغي اليها الى أن أختفت ثم زالت نهائيا.
أختارت لا شعوريا فستانها الأخضر الفاتح الذي يحبه بارني وصففت شعرها بالأسلوب الذي يفضله , كان منظرها جميلا جدا حين دخلت قاعة الطعام وأبتسمت لها السيدة كولنز بأعجاب ثم قالت:
" ها قد لحق بك شابك كما توقعت أنه سيفعل".
هزت سامنتا رأسها وقالت:
" ليس فعلا كما توقعت , فهو في طريقه الى البيت ولم يأت بمفرده أيضا".
" هل تعنين الرجل والمرأة اللذين قدما برفقته ليلة البارحة".
" نعم أنهما الشخصان اللذان أخبرتك عنهما".
" لقد غادرا باكرا".
" لقد... لقد غادروا الفندق".
منتديات ليلاس
" نعم , تناولا الأأفطار باكرا ثم رحلا في ثياب المشي رأيتهما من نافذة غرفتي".
" آه فهمت ".
ثم نظرت اليها وقد أتسعت عيناها خوفا وسألتها متوسلة:
" وبارني؟".
" أطمئني فهو لا يزال هنا , فلم ينزل لتناول أفطاره بعد , هل ستعودين برفقته الى البيت يا عزيزتي؟".
كان بود سامنتا أن تعرف الجواب لهذا السؤال لكنها هزت رأسها ببطء وقالت:
" قد لا تسنح لي الفرصة , أخشى أن تكون الأمور قد تغيرت يا سيدة كولنز".
" تغيرت.... لا يمكن أن تكون تغيرت كثيرا يا عزيزتي , فبارني موجود هنا وهو في طريقه الى البيت ويتوقع حتما أن يأخذك معه".
" لا أظن ذلك".
كان من الصعب عليها مواجهة الواقع الأليم لكنه واضح بعد ليلة البارحة أن بارني لم يعد مهتما بما تفعله أو تقوله.
كانت على وشك التكلم حين رأت بارني يدخل ويحييها ببرودة مؤدبة ثم يجلس الى طاولة منعزلة وينهمك بلائحة الطعام ,لاحقته السيدة كولنز بنظرها وتفحصته بتمعن لبرهة ثم ألتفتت نحوها وأبتسمت قائلة:
" لا تحملي الأمور محمل الجد , كل شيء سوف يسير على ما يرام ".
" كلا , أنا أعرفه يا سيدة كولنز فهو عنيد جدا وأن كان قد قرر أنه أنتهى من علاقته بي فسوف ينفذ قراره".
أبتسمت السيدة بلطف وكأنها تسألها عن ردة فعلها ثم قالت:
" ولكن ألم تخبريه أن هذا مطلبك؟ لا يمكنك لومه أذن أن كان يتقيد بكلامك , أليس كذلك؟".
" آه , لست أدري ما العمل الآن , أتمنى لو لم آت أبدا الى هذا المكان بل أن أكون قصدت البيت مباشرة عند عمي نيكولاس".
" أنت مضطربة جدا الآن وهذا طبيعي ولم تأكلي أي شيء , لماذا لا تتناولين بعضا من هذا الطعام الشهي ثم تقومين بنزهة هادئة وجميلة على ضفاف البحيرة بين الأشجار؟".
" لا أريد أي طعام".
هزت السيدة رأسها وأبتسمت بلطف وقالت:
" تجويع النفس بسبب الحب , من العادات القديمة والسخيفة يا عزيزتي".
بسبب الحب , ألقت سامنتا نظرة على ملامح بارني الداكنة فيما جلس وكأنه غير معني أبدا بالأمر وعضت على شفتها بيأس , فات الأوان الآن لتكتشف أنها واقعة حقا بحب بارني.
منتديات ليلاس
أخبرتها السيدة كولنز أن لديها بعض الرسائل للكتابة ولن تستطيع مرافقتها في نزهتها لكن سامنتا كانت تفضل الذهاب بمفردها.
أذهلها ما لمسته من حقيقة شعورها نحو بارني رغم أنها أدركت أنه كان بوسعها الأنتباه الى العلامات الداكنة والتعرف عليها منذ وقت طويل أما الآن فقد فات الأوان.
راحت تمشي ببطء وتقذف الأوراق المتساقطة بقدمها وتتأمل صفحة الماء بتأثير النسيم المنعش وفكرت أنه لا يحق للمرء ألا يكون سعيدا في موضع رائع الجمال كهذا.
جلست على أحد المقاعد الخشبية تمزق أوراق غصن ألتقطته وتنظر الى الأفق محاولة أيجاد حل لمشاكلها , لم تعر الوقت أنتباهها الى أن لاحظت فجأة وجود شخص على مسافة ثلاثين أو أربعين مترا وقد أتكأ على أحد الأشجار وراح يقذف بالحصى في الماء.
حدقت به غير مصدقة وقلبها يخفق بسرعة جنونية ثم نهضت بسرعة وأتجهت نحوه , وحين أقتربت منه فوجئت به يستقيم ويبدأ بالسير في الأتجاه المعاكس دون أن ينظر اليها.
" بارني".
أستدار ببطء وحدقت بها عيناه الداكنتان من غير أن ترحبا بها أبدا , أنتظر بصمت وصولها اليه فوقفت مترددة ترتعد فرائصها وقالت:
" مرحبا ".
وشعرت بثقل دموع البارحة في جفونها حين نظر اليها قائلا:
" مرحبا يا سام!".



اماريج 24-01-11 04:40 PM

أدركت سامنتا أنه غير راغب في مساعدتها وغار قلبها:
" أنني .... قالت لي السيدة كولنز أن أدوارد وباتسي غادرا الفندق في الصباح الباكر".
" هذا صحيح".
" هل قررا العودة الى المنزل سيرا على الأقدام؟".
" نعم".
أنكمشت يداها لا شعوريا وقد بدأت تنزعج لبرودته:
" لا أظن أن باتسي سرّت بهذا المشروع".
لم تكن مسرورة لكنها تفضله على خسارة أدوارد".
أنتبهت الى المعنى المبيت في تلميحه فنظرت اليه بسرعة وجوبهت ببرودة عينيه القاسية:
"بارني........هل تعرف سبب رحيلي؟".
" لقد رحلت , وهذا يكفي!".
" لكنك يجب أن تعرف السبب".
" يجب؟ أعرف أنك جعلت أدوارد وارن يساعدك على الهرب من دون علمي وأعرف كذلك أن باتسي غوردن فاجأتك في غرفته في الواحدة صباحا , أظن أن هذا سبب رحيلك".
حدقت به سامنتا مذعورة وغاضبة في الوقت ذاته.
" هي أخبرتك ذلك؟".
أكتفى برميها بنظرة خاطفة وكأنه يتحداها أن تكذب الخبر .
" وصدقت كلامها , طبعا تصدق كلامها فأنت تحكم علي من خلال أفعالك أنت".
أدركت أن كلامها حرك فيه أخيرا وترا حساسا وسألها:
" ماذا تقصدين ؟.
" تلألأت الدموع في عينيها وأنقبضت يداها بقوة ثم قالت:
" لقد رأيتها".
منتديات ليلاس
سكت لبرهة ثم مد يده وكاد أن يلامس خدها لكنه سحبها في آخر لحظة وقال:
" لقد رأيتها؟ وهي تغادر المبنى حيث غرفتي؟".
أومأت أيجابا وعجزت عن التكلم لتألمها من تلك الذكرى وسمعته يقول لها:
" هل هذا سبب رحيلك؟".
وأومأت من جديد ودموعها على وشك الأنهمار ثم قالت:
" وفي الصباح التالي كنت قد حققت رغبتها في أعادة ترتيب طاولة الأفطار فما عدت أستطيع الأحتمال".
" لكنني لم أقم أنا بالترتيبات بل أدوارد , هو الذي طلب أن يعاد ترتيب الطاولتين , وليس أنا".
" لم أعلم بهذا الشيء".
شعرت سامنتا أن المسألة فقدت من أهميتها الآن ولم تكتسب أهمية وقتها ألا لكونها واحدة ضمن سلسلة من الكوارث حلت بها تباعا.
" كانت تعرف أنني شاهدتها عائدة من المبنى حيث غرفتك وكانت تعرف أيضا أنني لن أخبر أدوارد كي لا أؤذيه فأستغلت الفرصة لأذلالي ولم أعد أستطيع التحمل".
" هل شعرت بالغيرة؟".
نظرت اليه لأستنكار ما قاله لكنها سارعت الى أخفاض عينيها مجددا معترفة بصحة أفتراضه فأنتبهت الى أنه عاد الى أبتسامته المألوفة وسمعته يسألها بصوت ناعم:
" هل كنت في غرفته؟".
أومأت أيجابا :
" لماذا؟ أو يجدر بي ألا أسألك عن السبب؟".
" طبعا يمكنك أن تسألني – ظننت أنني دخلت غرفتها وكنت عازمة على ..... على التكلم معها ولم أر سوى شعاع نور تحت باب الغرفة رقم ثلاثة فدخلت ".
" ووجدت نفسك في غرفة أدوارد".
أدركت أنه بدأ يضحك فرمته بنظرة غاضبة وقالت:
" لا أرى ما يدعو الى الضحك يا بارني , كدت أن أموت لشدة أرتباكي ثم وصلت باتسي وأزدادت الأمور سوءا".
" أعرف شعورك ".
" تعرف- وكيف يمكنك أن تعرف ؟ أنا رأيت باتسي غوردن عائدة من مبناك تتسلل وكأنها لص , وقد أعترفت أنها كانت هناك , وكانت فخورة بذلك".
" فاجأتك داخل غرفة أدوارد لكن لم يكن في نيتك أن تكوني فيها أليس كذلك؟".
" طبعا لا".
" ولماذا لا تمنحيني شهادة براءة الذمة نفسها".
" آه بارني , أود ذلك , لا أريد تصديق أنك كنت معها , عجزت عن النوم في تلك الليلة لشدة تعاستي".
مد يده ولمس خدّها بلطف فأدارت وجهها ولامست أنامله القوية وسمعته يقول:
" أتت تطرق بابي وحين أدركت أنها هي طردتها , ظننت للحظة أن الطارق أنت".
نظرت اليه سامنتا وشعرت برعشة تعتريها وقالت:
" هل كنت طردتني لو طرقت أنا بابك؟".
" طبعا- ألا تدرين أنني أنسان طاهر وشريف؟".
" آه بارني".
أقترب منها وضمها بين ذراعيه ولامست شفتاه جبينها وعينيها بلطف لكنها همست:
" قد يرانا أحد".
" أن رأتنا صاحبتك السيدة كولنز فهنيئا لها".
ثم ضحك حين نظرت اليه متسائلة:
" ماذا تعني؟".
" أعني أنها أخذت مشروع سعادتك على عاتقها لا شك في أنك أخبرتها عن مغامراتنا بالتفصيل وقد علمت أن العم نيكولاس يوافيني بأخبارك وبمكان وجودك".
" أجل , لقد أخبرتها , كنت بحاجة للتحدث الى شخص ما وكانت لطيفة جدا معي ومتفهمة وهي تعرفنا أيضا , لقد تذكرتني رغم أنها لم ترني منذ زمن بعيد".
" أعرف ذلك فهي خابرت العم نيكولاس وأخبرته أنك هنا علما منها أنه سوف يطلعني بالخبر وقد سر للحصول على بعض المعلومات عنك , ومنذ لحظات قليلة أتت الي بعد أن تأكدت أنك تتنزهين خارجا وحدثتني عن الماضي وأشارت بدهاء متناه الى أنك تمشين بين الأشجار في هذا المكان".
" آه , وكنت عازما ألا تكلمني أليس كذلك؟".
ضحك ثم قال:
" أجل , قررت أنه حان الوقت كي أعاملك بالمثل وأن أهرب منك , هل أحببت ذلك؟".
رمته سامنتا بنظرة معاتبة ثم قالت:
" كلا , لم أحب ذلك أبدا".
" تعرفين الآن بماذا شعرت طيلة هذه الرحلة".
" أنني – أنني آسفة".
ضحك بارني ثم قبّل طرف أنفها وقال:
" أعرف أنك آسفة".
كانت تشعر بسعادة متناهية وهو يضمها الى صدره ونظرت اليه تسأله:
" بارني أما زلت تريد الزواج مني؟".
" ألا أذا كنت تفضلين العيش في الخطيئة!".
" كلا أريد أن نتزوج".
" حسنا , لا يزال أمامنا متسع من الوقت قبل الثاني عشر من الشهر ,كنت متأكدا أننا سنتفق عاجلا أو آجلا وكان بأمكانك أن تبقي في المنزل".
وأبتسمت ثم هزت رأسها وقالت:
" لو لازمت المنزل لما كنت تعرفت على بيل وبيتر وأدوارد وما كنت أدركت أنني أفضلك عليهم جميعا , أضافة الى أنني سررت لتجميعي بعض المعجبين أيضا".
منتديات ليلاس
" لقد جعلتني أمر بلحظات قاسية جدا أثناء تكوينك لمجموعتك هذه وسوف أضطر الى مراقبتك عن كثب في المستقبل لتدارك تكرار حالتك".
" لن تعاودني هذه الحالة أبدا يا حبيبي".
" أرجو ألا تعاودك , لكنني سأحاول جهدي ألا أدفعك في المستقبل الى التصرف بهذا الشكل".
" يمكنك مثلا أن تكف عن معاملتي وكأنني عبدة بين يديك".
وضمها الى صدره بلهفة ثم همس في أذنها:
" لن أعاملك هكذا أبدا يا حبيبتي , أبدا".



اماريج 24-01-11 04:41 PM


تمت والحمدلله
قراءة ممتعة للجميع للاعضاء وللزائرين :flowers2:
:liilase::liilas::liilase:

hoob 24-01-11 10:11 PM

بصراحه حلوة اوى وشكرا ولكن فى روايه بتكتبيها متنسيهاش
:flowers2::flowers2::flowers2:
:friends:

Rehana 25-01-11 03:28 PM

يعطيك العافية حبيبتي ..والله لايحرمنا من عطاءك المميزة
دمتي في رعاية الله

http://www.marriagecarriageandmore.c...nk_you_2.0.jpg


الساعة الآن 05:05 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية