منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   79_اين المفر؟ _لوسي جيلين _روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t154161.html)

اماريج 24-01-11 04:30 PM

أستقبلهما بارني بحفاوة لدى وصولهما الى الفندق وعبر عن دهشة لأنتعاش سامنتا , أما باتسي فقد بدت مستاءة بعض الشيء وكأن الأمور لم تجر وفقا لتمنياتها , سرت سامنتا لكون بارني خيب آمال باتسي وأبتسمت حين فكرت مجددا بمحاولة أدوارد لمعانقتها وكأنه من أن يتصرف أدوارد بأقدام وجرأة أكثر من بارني في هذه الظروف.
شعرت بتعب شديد من جراء السير فصعدت الى غرفتها ترتاح ساعة قبل العشاء , تمددت على السرير المريح وراحت تنعم بجو غرفتها المنعش وبمنظر التلال البعيدة والسماء الزرقاء فوق قممها.
منتديات ليلاس
لفت أنتباهها أصوات صادرة من الباحة تحتها وتعرفت الى صوتي بارني وباتسي وقررت أنه يحق لها التنصت لمحادثتهما خاصة أن أدوارد ليس معهما فأصغت جيدا وسمعت باتسي تقول:
" طلبت من أدوارد أن يحضر سيارة تاكسي هذا الصباح وذهبنا الى مدينة كبنفار وأشتريت فستانا جديدا , سوف تظن أنني لا أملك سوى فستان واحد أن أرتديت اليوم فستاني الأصفر لكن من الصعب حمل ثياب كثيرة أثناء السير , أما فستاني الجديد فهو رائع ويلفت الأنظار , أينما كنت لم أتوقع أبدا أن أجده في مدينة كبنفار".
علت ضحكة بارني فعضت سامنتا على شفتها حين سمعتها من دون أن تعرف السبب وسمعته يقول لباتسي:
" آه- لكن أهل أسكتلندا يعيشون في القرن العشرين أيضا".
ضحكت باتسي وقالت:
" أظن أنك على حق- لكن يخيّل ألي دائما أنهم مختلفون عنا بمئتي سنة على الأقل".
صمتت لبرهة ثم قالت:
" بارني , سوف تطلب أن تخصص لنا طاولة لأربعة أشخاص أليس كذلك؟ أعرف أن أدوارد لن يحرك أصبعا حيال الأمر هذا".
أصغت سامنتا بأنتباه كبير فهي معنية بالقضية هذه ويحق لها كل الحق أن تعرف رأي بارني في الموضوع وسمعته يقول:
" سأكلم صاحب الفندق- لكن لا أعرف أن كان يناسبهم هذا الشيء , لا يمكننا قلب الأمور رأسا على عقب ونحن لن نبقى في الفندق سوى أيام معدودة".
شعرت سامنتا بأرتياح كبير لجوابه وسمعت باتسي تلح.
" لكنك ستحاول؟".
" سأحاول".
ساد الصمت بينهما لبرهة وتبعه همس وضحك فأنقبضت يدا سامنتا بقوة وراحت تحدق بالسقف وتفكر بالآنسة باتسي التي بدأت تستعد للأنقضاض النهائي على بارني وتساءلت سامنتا عن خطوة عزيمتها المقبلة فالله وحده يعلم ما تحضره بعد الفستان الجديد والأصرار على الطاولة المشتركة.
أغتسلت سامنتا بتأن ثم فتحت خزانة الثياب لتختار فستانا , وقع نظرها لا شعوريا على فستان لم تكن قد أرتدته أبدا وشاءت الصدف أن يقع تحت يدها أثناء تحضيرها حقيبتها بسرعة فضمته الى ثيابها الأخرى.
ترددت عدة دقائق قبل أن ترتديه وتنظر الى صورتها في المرآة وتقطب حاجبيها , كان حتما يلفت الأنظار بلونه الأحمر الفاقع وبقماشه الرفيع الذي يلتق بجسمها ويبرز كل خط من خطوطه وله قبة منخفضة جدا ويرفرف بحرية حول قامتها النحيلة , وأدركت أن منظرها فيه وبشعرها الذهبي الأحمر ملفت للأنظار ولا يخلو من بعض الأثارة وهو يضاهي كل ما تستطيع أن تلبسه باتسي غوردن.
وضعت المساحيق على وجهها بدقة وزادت من أحمر الشفاه وتمنت لو أحضرت معها أحمر الشفاه الفاقع كي يتماشى مع الفستان وراحت تتأمل صورتها النهائية في المرآة.
سمعت وقع خطى في الممر وظنت أن باتسي عادت الى غرفتها لتحضير نفسها وأرتداء الثوب الذي تطمح أن يكسب لها قلب بارني , لكنها فوجئت بقرع على بابها وسمعت بارني يقول لها :
" هل يمكنني الدخول؟".
أنتابها ذعر شديد لأدراكها أن بارني سوف يراها بهذا الفستان الذي لن يعجبه حتما عليها برغم أدراكها أنه قد يسحر به لو أرتدته شقراء غيرها.
قرع الباب مجددا ظنا منه أنها نائمة ثم فتح الباب ودخل الغرفة ووقف مشدوها حين رآها , حدق بها لبرهة ثم ما لبثت عيناه أن أبتسمتا وتقدم نحوها بعد أن أقفل الباب وسألها بصوت هادىء:
" ماذا يفترض أن يكون هذا؟".
" هذا فستان".
وأستدارت على ذاتها دورتين فرفرفت التنورة حول قامتها ثم قالت:
" أرتديته لتناول العشاء".
" فهمت , لكنك لن تتناولي العشاء بهذا الفستان يا حبيبتي فهو مناف للأخلاق".
" أنه.........".
" لا يهمني ما هو , فهو لا يناسب مكانا كمطعم فندق ويمكنك أن تخعليه حالا".
" يمكنني ذلك لكن لا أنوي تبديله وسأنزل به".
منتديات ليلاس
" لا- ليس في هذا الفندق , فالمقهى يرتاده الصيادون ولسنا في مقهى ( الليدو) في باريس , أرتدي ثوبا أقل أثارة".
رمته بنظرة متسائلة وكأنها البراءة بعينها وأدركت في الوقت ذاته أنها بدأت تستمتع بالموقف وسألته:
"هل أثيرك؟".
ضحك بنعومة وقال لها بصوت منخفض أرتعشت له:
" أنت تعلمين جيدا أنك تثيريني لكنني أفكر بهذا العجوز الذي يجلس في زاوية المقهى والذي قد يصاب بنوبة قلبية أن رآك".
" سوف نعرف عن قريب لأنني مصممة على أرتدائه".
" لن ترتديه وأنت تعرفين ذلك".
" لن أخلعه فقط لأنك لا تحبه".
طاف نظره حول جسمها بحنان كبير ثم قال بصوت ناعم:
" آه- أنني أحبه, أنه......".
وعبر بحركة من يديه عن أعجابه الصادق ثم ضحك وقال:
" لكنك لن تتناولي العشاء به".
" سأتناوله به يا بارني".
هز رأسه ببطء ثم سحب المفتاح من القفل بسرعة خاطفة قبل أن يتسنى لها منعه من ذلك وراح يهز المفتاح أمام عينيها ثم سألها:
" ألن تبدليه؟".
" كلا".
" حسنا , ستحرمين نفسك من عشاء شهي , سأحتجزك في الغرفة الى أن تغيري رأيك".
" لن تجرؤ على ذلك".
" سأنفذ كلامي وأنت تعلمين ذلك , لن أدعك تظهرين وكأنك كليوباترا فتقفز عينا أدوارد وارن من محورهما".
" لا فرق بينه وبينك أن كنت تميل الى باتسي غودن في فستانها الجديد".
" آه- أنت على علم بهذا الأمر , لكن أطمئني فبعد أن شاهدتك في هذا الفستان لن يعجبني أي فستان آخر".
" سأرتديه ولن تستطيع منعي من ذلك".
"طبعا لا لكنني قادر على أجاعتك حتى تطيعي الأوامر , هذا أسلوب قديم وفعال جدا".
" نعم أنه أسلوب أستعمل في العصور الوسطى , سأصرخ أن أحتجزتني هنا , أقسم لك أنني سأصرخ".
" أن صرخت أضربك , أما الآن فأخلعي هذا الفستان وألا حرمت نفسك من العشاء".
" أنت وحش! وحش قاس ومعدوم الأحساس".
" معقول".
" لقد عرفتك منذ ثماني عشرة سنة ولم ألمس طيلة هذه الفترة هذه الوحشية الفظيعة المختبئة وراء تهذيبك المستعار".
" ليس مستعارا أنما صادق".
" أنت ظالم ومحتال".
" كالثعلب".
" آه...".
لم تجد الكلمات المناسبة للتعبير عن حنقها فقالت:
" لماذا توافق ذائما على كلامي؟".
" بسبب تهذيبي المستعار , لا حيلة لي".
منتديات ليلاس
وقفت في وسط الغرفة وشعرن بالجوع يقرص معدتها وأحتارت بين متابعة التحدي أو الأستسلام فقالت:
" أنني جائعة".
" أخلعي هذا الفستان يا عزيزتي كي ننزل ونتناول العشاء".
" لن...".
رفع المفتاح وسألها:
" ماذا تفضلين؟".
" أنني أكرهك – أنني حقا أكرهك".
وضع يديه بنعومة على كتفيها وراح يداعبها بلطف ثم ضمها الى صدره وعانقها بنعومة وهمس لها:
" لا أصدقك!".
وشعرت سامنتا برغبة جامحة في البكاء لكنها سمعته يهمس في أذنها:
" أنت أجمل بكثير في الفستان الأخضر".

نهاية الفصل السابع



اماريج 24-01-11 04:31 PM


8_ الفرار الأخير

خيّم سكون الليل على الفندق وباحته وراحت سامنتا تتأمل من نافذة غرفتها الةلال السوداء البعيدة وضوء القمر البدر يتلألأ على صفحة مياه البحيرة.
نادرا ما كانت تعجز عن النوم لكنها شعرت كأن صوتا أقلقها وحال دون عودتها الى الأحلام أضافة الى مشاكلها العديدة الأخرى .
كان قد أنتهى خلافها مع بارني بأستسلامها كالعادة ووجدت نفسها طيلة السهرة أمام فستان باتسي الأزرق الجديد الذي فاق فستانها أثارة بكثير.
كانت تشعر أيضا برغبة قوية في العودة الى البيت والحياة الطبيعية برغم أنكارها ذلك أمام بارني , وقد فكرت مليا في المسألة وخطر ببالها أن تخابر العم نيكولاس قبل أن تخبر بارني وأن توضح له أنها مستعدة وراغبة في العودة شرط أن يلغى الزواج وألا يضغط أحد عليها لثنيها عن قرارها , وكانت تدرك أنها ستخيب أمله وأمل العم روبرت لكن المسألة المطروحة تتعلق بحياتها ويحق لها التصرف بها كما تشاء , لربما تزوجت يوما لكنها ترفض الفكرة رفضا قاطعا حاليا , وأن تزوجت فلن يكون من بارني , أعتبرت سامنتا أن خطتها معقولة جدا وقد يتقبلها العم نيكولاس ويقف الى جانبها.
منتديات ليلاس
حاولت العودة الى النوم بعد أن أعتبرت أنها توصلت الى أيجاد حل للمسألة لكنها لم تفلح بل رقدت على السرير الواسع تحدق في جدران الغرفة المضاءة بنور القمر ثم نهضت وتوجهت نحو النافذة حيث راحت تتأمل النجوم الساطعة في السماء.
نظرت الى غرفة بارني في الجهة المقابلة للباحة وأبتسمت تلقائيا حين تذكرت وصفه لها بالأصطبل وأستياءه من أختيارها له , كانت هناك أحداث كثيرة عاشتها مع بارني تدعوها الى الأبتسام.
وعادت بذاكرتها الى كل تلك الأوقات الطيبة التي أمضتها برفقته منذ أن كانت طفلة وكانت تعتبره بطلا صنديدا لكونه أكبر منها سنا وثقة بنفسه.
لفت نظرها فجأة حركة في الباحة وكأنها ظل أبيض سطع في دكنة الليل وما لبثت أن أدركت أن الظل هو ظل أنسان يسير .
ولم تجد صعوبة في التعرف على شعر باتسي غوردن الأشقر الطويل وقامتها الممتلئة وقد لفت جسمها بثوب رقيق وفاتح اللون أضفى عليها شكل الأشباح.
وقفت سامنتا تراقبها لبرهة فيما تهافتت التخمينات على ذهنها وتسارعت خفقات قلبها , عبرت الفتاة الشقراء الباحة بخفة وحذر وتوارت عند باب الفندق الخلفي تحت نافذة سامنتا بالضبط.
شعرت سامنتا بيديها تنقبضان بشدة على حافة النافذة وبالدم يتدفق غزيرا الى رأسها فيما وقفت جامدة وقد صعقها ما رأته , فالمكان الوحيد الذي يمكن أن تكون باتسي آتية منه هو المبنى حيث غرفة بارني فلا أبنية أخرى في الباحة سوى قبو قديم يستعمل لتخزين المؤونة ومن الصعب جدا أن تكون باتسي قد قامت بزيارته في مثل هذا الوقت.
نظرت سامنتا الى ساعة يدها وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ثم أستدارت وأتجهت نحو السرير بخطى ثقيلة وأرتمت عليه منهارة , كثيرا ما كانت تتهم بارني بأقامته علاقات مع نساء أخريات لكنها لأول مرة اليوم لمست صحة أتهاماتها وقد ولدت لديها مرارة غريبة بعيدة كل البعد عن الشعور بالظفر الذي كانت تتوقعه.
منتديات ليلاس
خيل اليها سماع أصوات خافتة في الممر وأدركت أن باتسي غوردن عادت الى غرفتها , تصورتها تدخل غرفتها من دون أن يكتشف أحد أمرها ولربما كانت سعيدة بما أنجزته فلم تستطع سامنتا تحمل هذه الصورة , فنهضت بسرعة وتوجهت نحو باب غرفتها بعزم رغم أنها كانت تجهل ماتريد عمله.



اماريج 24-01-11 04:32 PM

كانت تعرف شيئا واحدا وهو أنها لن تدع باتسي غوردن تفكر أن أحدا لم يكتشف نزهتها الليلية هذه ففتحت بابها مصممة على موادهتها وأخبارها أنها رأتها خارجة من عند برني.
أثناء فتحها لباب غرفتها سمعت صوت باب يقفل فوقفت في الممر وقلبها يخفق بسرعة جنونية ويداها ترتجفان بقوة , كانت تعرف أن باتسي وأدوارد يشغلان الغرفتين رقم أثنتين وثلاثة , وراحت تقلب الرقمين في ذهنها حائرة تتساءل عن رقم غرفة باتسي الى أن رأت شعاعا طفيفا من النور تحت باب الغرفة رقم ثلاثة فتشجعت وفتحت الباب على مصراعيه ودخلت الغرفة.
ما كادت تخطو خطوتين حتى وقفت مصعوقة , كان أدوارد وارن متمددا على السرير ويهم بأطفاء نور الكهرباء حين فوجىء بزائرته تدخل الغرفة.
وبعد لحظات عدة من الجمود المتبادل أستدار أدوارد ليواجهها والدهشة لا تزال تفيض في وجهه ثم سمعته يقول بصوت غلب النعاس عليه :
" سامنتا.......سامنتا".
منتديات ليلاس
هزت سامنتا رأسها مبعثرة شعرها الذهبي على وجهها وهمست:
" لم.... لم أدرك , ظننت أن هذه........".
" هل أنت بخير؟ خيّل لي سماع صوت في الخارج".
أومأت أيجابا وبلعت ريقها بصعوبة وشعرت أنها على وشك الأختناق لكنها أستطاعت أن تقول:
" نعم أنا بخير- أنني آسفة- أنني آسفة جدا".
حدق بها لبرهة ثم نهض من السرير وقال لها بصوت خافت:
" تبدين وكأنك خارجة من صدمة , هل أنت من أولئك الذين يمشون أثناء النوم؟".
" كلا- لا أبدا".
تراجعت الى الوراء حين تقدم نحوها فقطب حاجبيه متسائلا لكنها تابعت:
" ظننت أن هذه.....دخلت الغرفة خطأ – أنني آسفة".
" أخطأت بالغرفة؟".
وقف يتفحصها وكأنه لم يصدق بعد ما يجري أمامه.
" كنت أبحث عن.......".
وأدركت فجأة أنه سوف يصاب بصدمة عنيفة أن أخبرته أن خطيبته كانت تزور رجلا بعد منتصف الليل فهزت رأسها بسرعة وقالت:
" ليس الأمر مهما , أنني آسفة".
وأدركت سامنتا أنه غير راغب في ترك الأمور على نصابها أذ تقدم نحوها ووقف أمامها وأمسك ذراعها في حركة مطمئنة وقال:
" لا أحب أن أراك مضطربة يا سامنتا , وأنت الآن مضطربة لسبب ما – ألا يسعني مساعدتك؟".
" لا , لا – شكرا , أنا بخير".
أستدارت على نفسها كي تعود الى غرفتها لكنه كان لا يزال يمسك بذراعيها حين ظهر شخص ثالث واقفا على عتبة الباب المفتوح".
نظرت اليهما باتسي غوردن بعينين ساطعتين وظافرتين وأبتسمت أبتسامة ساخرة ثم قالت:
" يا للوضع الحميم , هل أزعجتكما ؟".
كان من الصعب تحديد أي من سامنتا أم أدوارد ذهل لرؤيتها أكثر من الثاني لأن سامنتا لم تتوقع أبدا أن تجابهها في ظروف كهذه فأفلتت بسرعة من يدي أدوارد وقالت:
" حصل خطأ".
قهقهت باتسي ثم قالت:
" طبعا حصل خطأ".
" كنت أجهل أن هذه غرفة أد......عفوا , غرفة السيد وارن , لم أنتبه".
قرصت باتسي شفتها السفلى بأزدراء وسطعت عيناها غضبا وأدركت سامنتا أنه من الطبيعي أن تحاول باتسي رمي عصفورين بحجر واحد.
" هذه حيلة قديمة , ألا يمكنك أيجاد تبرير آخر؟".
" أنها الحقيقة".
تمنت سامنتا في هذه اللحظة لو لم تتهور في أتخاذ قرارها بمجابهة باتسي وأتهامها بزيارة بارني فهي الآن في وضع المنتصر وقد يصعب على أي كان تصديق أتهاماتها لباتسي الآن.
منتديات ليلاس
" هلا قلت لي غرفة من كنت قاصدة؟".
ترددت سامنتا للحظة ثم قالت:
" غرفتك أنت".
جمدت باتسي في مكانها وأدركت سامنتا أن أدوارد كان يحدق فيها بدهشة وسمعته يقول لها:
" يا لله ماذا تريدين من باتسي في مثل هذا الوقت؟".
قطبت باتسي حاجبيها وكأنها تستعد للأنقضاض دفاعا عن نفسها ثم قالت:
" هذا ما أود معرفته أيضا".
لم يكن في نية سامنتا أن تثير خلافا حادا بينهما وأحتارت بين البوح بما رأته وألتزام الصمت – أدركت أن باتسي غير مكترثة كثيرا بأحتمال أنكشاف أمرها فهي على عكس سامنتا لم يقبض عليها بالجرم المشهود ومن السهل عليها الأدعاء أن أتهام سامنتا لها نابع عن محاولة لأبعاد الشبهات عنها فقالت سامنتا:
" أردت مقابلتك , لا غير".



اماريج 24-01-11 04:33 PM

" كي نتحدث بقلب مفتوح؟".
أثارت سخريتها غضب سامنتا من جديد فقالت:
" أظن أنك تعرفين السبب".
بدت باتسي وكأنها فهمت أخيرا خطورة موقفها فرفعت كتفيها وأدعت التعب الشديد ثم قالت:
" الوقت متأخر جدا الآن ولا يلائم خوض نقاش طويل , أنني ذاهبة الى الفراش ونصيحتي لك أن تفعلي مثلي قبل أن نوقظ نزلاء الفندق جميعهم".
حدقت بها سامنتا للحظة وهي تشعر برغبة جامحة في أخبار باتسي أنها رأتها , لكنها عجزت عن أيجاد الكلمات المناسبة فأستدارت فجأة وعادت الى غرفتها ثم أقفلت الباب من دون أن تنظر اليهما كان بودها أن تعتذر مرة أخرى لأدوارد وارن لكنها لم تعد تتحمل مواجهتما مدة أطول وشعرت برغبة جامحة في البكاء.
أسندت ظهرها الى الباب وبدأت الدموع تنهمر على خديها وأدركت أن سبب الدموع لم يكن مقتصرا على أهانة باتسي لها حين فاجأتها في غرفة خطيبها بل شمل تلك الصورة المؤلمة لباتسي عائدة من غرفة بارني , شعرت وكأن بارني خانها فأرتمت على السرير وأجهشت في البكاء كطفلة صغيرة.
منتديات ليلاس
أفاقت سامنتا في الصباح التالي وقد أثقلت الدموع جفنيها وآلمها صداع رأسها لكنها شعرت بتحسن طفيف بعد أن أستحمت فأرتدت ثيابها وقررت النزول لتناول الأفطار.
فوجئت مفاجئة مزعجة حين رأت أدوارد وباتسي وقد جلسا الى طاولة تتتسع لأربعة أشخاص وأستنتجت أن بارني لبى رغبة باتسي بشأن الطاولة , حاولت جهدها التظاهر بعدم الأكتراث لكنه صعب عليها تحمل أبتسامة الرضى التي علت ثغر الفتاة الشقراء وخاصة بعد أحداث الليلة الماضية.
نهض أدوارد عن كرسيه حين وصلت , فيما بقيت باتسي جالسة ونظرت اليها مبتسمة ثم قالت بتهكم:
" هذا تغيير نحو الأفضل".
قطب أدوارد حاجبيه لبرودة أستقبال خطيبته لسامنتا وقال:
" أرجو ألا يكون لديك مانع يا سامنتا".
أكتفت سامنتا برفع كتفيها وأدركت أن لا أهمية لممانعتها أو عدمها لكون باتسي ستعتبر ممانعتها من باب الغيرة لا غير فتسر بها , لم يكن هناك أثر لبارني بعد وتساءلت سامنتا عما أذا كان تعمد التأخر كي يتجنب التبرير لها عن مطالبته بتغيير الطاولة وقالت:
"لا فارق عندي".
ثم رمقت ساعة يدها وقالت:
" تأخر بارني".
قهقهت باتسي وحدقت في سامنتا بعينيها الزرقاوين ثم قالت:
" لربما أقلقه شيء ما وهو يحاول تعويض ما خسره في النوم".
كان كلامها موجها لسامنتا فقط وشعرت بموجة من الغضب تعتريها وقد أزعجها قلة أكتراث الفتاة بأحتمال أفشائها لسرها وأدركت سامنتا أن أمامها نهارا قاسيا ورفضت تناول الأفطار مكتفية ببعض القهوة.
" لا أريد سوى بعض القهوة , لست جائعة".
"هل أنت مريضة؟".
" لا أبدا , أنا بخير يا أدوارد , شكرا".
وقالت لها باتسي بصوت معسول:
" أظنك تعانين من عوارض ما بعد الصدمة , فيا لها من صدمة حين يفاجأ المرء أثناء سيره خلال النوم".
" أنا مصابة بصداع , أظن أنه سيزول متى تنشقت هواء منعشا".
" أثناء السير؟".
" ربما".
شربت فنجانين من القهوة القوية , ثم جلست تفكر أنه عليها أتخاذ قرار بشأن باتسي غوردن , لن يجديها نفعا أن تخوض خلافا معلنا بل يكفيها أن تقطع شعرة بينها وبين بارني فتكون قد أنتقمت لنفسها- لن يسر حتما لتركها له مجددا لكنه سوف يدرك أن باتسي هي سبب رحيلها ولن يعود متلهفا لكسب ودها أو ربما فعل ذلك.
منتديات ليلاس
صعدت الى غرفتها قبل مجيء بارني وتكهنت أن باتسي سوف تبقى في أنتظار وصوله غير مكترثة برأي أدوارد في الموضوع , ولربما حالفها الحظ ونجحت في تنفيذ خطتها فجلست في غرفتها تنتظر سماع صوت الباب المقابل يفتح ثم يقفل.
وكما توقعت بعد عشر دقائق سمعت وقع خطى في الممر ثم صوت باب الغرفة رقم ثلاثة ينفتح , فخرجت بسرعة من غرفتها ورأت أدوارد على وشك أقفال باب غرفته فأبتسمت له وقالت:
" هل تسمح لي بمحادثتك لبضع دقائق يا أدوارد".



اماريج 24-01-11 04:33 PM

تردد لبرهة ثم أومأ أيجابا وخرج الى الممر مجددا وقال:
" طبعا , ما الخبر يا سامنتا؟ هل يمكنني مساعدتك؟".
" بأمكانك مساعدتي أن أردت ذلك".
" طبعا".
تقدم نحوها ووقف أمامها ثم تردد قليلا قبل أن يأخذ يديها بين يديه ويقول:
" كنت متأكدا ليلة البارحة أنك لست على ما يرام , وعرفت اليوم أنك بكيت- أريد مساعدتك يا سامنتا , أرجوك , قولي لي ما يمكنني أن أفعل".
أبتسمت سامنتا ثم قالت:
" أود أن تساعدني على الهرب من دون أن يدري بي أحد".
نظر اليها أدوارد بتعجب ثم قال:
ط الهرب , لا أفهمك جيدا يا سامنتا".
" آه!".
منتديات ليلاس
أخفضت عينيها بأتجاه يديها المتشابكتين ببعض الذنب لأستغلالها طيبته وأستعداده لمساعدتها برغم تأكدها من أن باتسي لن تحب أن يساعدها.
" أريد مغادرة هذا المكان , هذا كل ما في الأمر".
" لكن , بارني".
" أود الأبتعاد عن بارني بالذات , لا أريده أن يعرف أنني ذاهبة يا أدوارد ولهذا السبب طلبت مساعدتك , هل تقبل؟".
بدا مترددا وحتى أنها لمست بعض الخوف فيه وأستغربت أن يكون بارني يخيفه , وعادت الى ذاكرتها لحظة توسل منها ألا تخبر بارني أنه عانقها وهي الآن تطالبه بالكثير لكنها شعرت أنها لم تعد تتحمل الوضع بين بارني وباتسي فقالت له بصوت متوسل.
" أرجوك يا أدوارد".
" حسنا- حسنا – لا أفهم تماما ما يدفعك الى الرحيل من دون أخبار بارني لكنني سأساعدك أن أمكن ذلك!".
" آه , طبعا يمكنك مساعدتي , شكرا لك يا أدوارد , ألف شكر".
تطاولت وقبلته على خده مما زاد في أضطرابه فلمس خدها بأصبعه وقال:
" أخبريني الآن ماذا تودين أن أفعل , وأعدك أنني سأفعل كل ما بوسعي لمساعدتك".
" أطمئن فطلبي سهل التنفيذ , أظن أن بارني يتناول الأفطار حاليا أليس كذلك؟".
أومأ أيجابا وقطب حاجبيه حين عادت الى ذهنه صورة المشهد الذي عاشه لتوه في المطعم :
" أصرت باتسي أن تبقى برفقة بارني فتركتهما".
ونظر اليها لبرهة وكأن من واجبه الأعتذار عن تصرفات باتسي ثم قال:
" أظن أنك تريدين الرحيل بسبب ما يجري بينهما".
أخفضت سامنتا عينيها وقالت:
"نوعا ما".
منتديات ليلاس
" أنني آسف جدا يا سامنتا , أدرك تماما ما تشعرين لكن أرجوك ألا تتهوري بسبب هذا الشيء , أنا أعرف باتسي , وأعرف أن المسألة لن تدوم".
" ظننت أنا أيضا أنني أعرف بارني , ولكن.... لكنني أريد الرحيل يا أدوارد , أرجوك".
بدا تعيسا أكثر من أي وقت مضى لكنه قال:
" أنت بحاجة الى سيارة تاكسي , أتودين أن أطلب لك واحدة؟".
" أرجوك و.... وهل بأمكانك أن تطلب من السائق ألا يثير ضجة حين يصل لئلا يراه بارني؟".
" سأطلب منه ذلك برغم أنني لا أعرف مدى أستعداده للتقيد بهذا الأمر".
" حاول في أي حال".
أبتسمت له من جديد ثم سألته:
" هل ترافقني الى المحطة يا أدوارد؟ أكون شاكرة لك الى الأبد أن أتيت".
" نعم – طبعا سأرافقك".
" شكرا".




الساعة الآن 03:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية