منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   79_اين المفر؟ _لوسي جيلين _روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t154161.html)

اماريج 11-01-11 01:38 AM

79_اين المفر؟ _لوسي جيلين _روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12947016891.gif


مراحب ياحلوين :Welcome Pills4:
اليوم راح انزل رواية حلوة كتير هي من روايات عبير القديمة
وكلي امل انو تنال رضاكم ياحلوين :flowers2:
للامانة الرواية منقولة

اسم الرواية :اين المفر؟
الكاتبة:لوسي جيلين

:liilas::liilase:
قراءة ممتعة للجميع :flowers2:



اماريج 11-01-11 01:39 AM

اين المفر؟
الملخص
http://www.liilas.com/vb3/../up/uplo...2947018471.gif
مسألة التسليم للأمر الواقع تجعل اكثر القلوب وداعة و بساطة و محافظة على التقاليد تجفل قليلاً , فكيف اذا كانت الفتاة تتمتع بميل الى المعرفة و المفاضلة و الحرية ؟
سامنتا ترعرعت قرب بارني , السنوات كرت و هي لا تسمع من عمها و من كل الذين حولها انها و بارني سيتزوجان عندما تبلغ السن المناسبة
منتديات ليلاس
فلم تعرف غيره و لم يخيل اليها ان شيئاً من هذا الواقع يمكن ان يتغير , قبيل موعد العرس اكتشفت انها لا تريد ان يفرض احد عليها شيئاً ...
فقامت تجول البلاد هاربة من بارني وظله , متعرفة الى اشخاص من كل نوع و جنس , الا ان بارني تبعها حتى وجد الشقراء باتسي غوردان , فأنصرف يغازلها بلا هوادة ...
تعال يا بارين , تعالي يا سامنتا , فأين المفر ؟
http://www.liilas.com/vb3/../up/uplo...2947018471.gif



اماريج 11-01-11 01:42 AM


1_ من قطار الى قطار

ألقت سامنتا نظرة الى الخارج عبر نافذة القطار وتنهدت بعمق ثم رمقت المسافر الآخر في مقصورتها خشية أن يكون قد أنتبه الى حالتها , لكنها رأته غائصا في قراءة اصفحة الأقتصادية من صحيفته اليومية مكتفئا على ذاته , على غرار غالبية المسافرين في قطارات الخطوط البريطانية , وكانت سامنتا في حالة من التحسر على ذاتها , لكنها لم تكن مستعدة أبدا للأعتراف بها ولو في قرارة نفسها.
لقد بدا زواجها من بارني وكأنه أمر محتم طبيعي , كان الجميع يسلّم منذ زمن بعيد أنهما سوف يتزوجان يوما ما حتى أن أيا منهما لم يفكر في البحث جديا بالمسألة , هذا لم يمنعهما من أقامة علاقات عابرة أحيانا , كل على حدة حتى أن بعض أصدقائهم المشتركين لقبوا بارني (بزير نساء).
وكانت تربط بين والد بارني وعمها وهو الوصي عليها علاقات صداقة وعمل منذ سنين عديدة, وكان برني قد عاملها معاملة طيبة منذ أيام الصبا حين كاا يلتقيان في الأجازات وفي النزهات.
منتديات ليلاس
صحيح أنه نجح مرة , أثناء عطلة أمضاها برفقة عمته , في أن يجعلها تضل طريقها وسط ريف أسكتلندا الموحش , لكنه كان أكثر أفراد مجموعة البحث عنها قلقا وعثر عليها مرتجفة من البرد , خائرة القوى والدموع تنهمر بغزارة من عينيها , وقدم لها دمية صغيرة تعويضا عما مرت به ,وهي لا تزال تحتفظ بها الى اليوم , ولم يخبر أحدا غيرها أنه تعمد تضليلها لكنها هي أيضا لم تتكلم في الموضوع لأحد.
أعتراها الخوف لدى أقتراب موعد الزواج فلاذت بالفرار , كانت تتفادى التفكير بردة فعل عمها نيكولاس وقد عرفته وصيا كريم الأخلاق, وطيلة الثمانية عشر عاما التي أهتم بها فيها كانت تدرك أن لتسامحه حدودا وقد بلغت الحادية والعشرين من العمر وهي سن أعتاد بارني على وصفها بأنها سن الهفوات.
ها هي الآن تثبت له صحة أدعاءاته وكانت تدرك أنها لربما أخطأت في الرحيل سرا خاصة أنه كان قد تم أنجاز الترتيبات للزواج وأختيار فستان الزفاف , والحقيقة أنها خلال تجريب فستان الزفاف عند الخياط , رأت صورتها في المرآة وأدركت أن الأمور على وشك الأطباق عليها فلاذت بالفرار.



اماريج 11-01-11 01:44 AM

أخبرها الخياط أنها تبدو رائعة الجمال في ثوب الزفاف وكانت تعلم أنه على حق
وجهها المتناسق الخطوط وعيناها الواسعتان ولونهما الأزرق الصافي تحت الرموش الطويلة والمكثفة كانت تلفت الأنظار أينما وجدت , وغالبا ما كانت ترخي شعرها الذهبي الأحمر الطويل وترفعه أحيانا في تسريحة متكلفة كتسريحتها اليوم التي تعطيها أكثر من عمرها , كان العديد من الرجال يعبرون لها عن أعجابهم بجمالها وذلك أما شفهيا أو عن طريق الأيماءة بالنظرات , أما بارني فهو الرجل الوحيد الذي يعتبر جمالها مجانيا ,وهي الآن مصممة أن تثبت له العكس.

نظرت مجددا من النافذة فتراءت لها محطة صغيرة وكأنها أستراحة لا غير وسط ريف ساري المشمس فنهضت بسرعة ولا شعوريا , لم تكن تدري وجهة سفرها حين وصلت الى المحطة بل كانت متلهفة للأبتعاد عن ليتل ديتوك وعن بارني وأستعدادات حفل الزفاف , فأبتاعت بطاقة لا تحدد نقطة الوصول.
ترجلت من القطار ووضعت حقيبتها على الرصيف وأستقبلتها نظرة أستياء رماها بها رجل يلوح براية , نظرت حولها تتساءل عما ينبغي أن تفعل , لم تكن معتادة أن تعتمد على نفسها وأدركت أنه أصعب مما تصورت.

منتديات ليلاس
نادرا ما كانت تسافر بمفردها ومتى فعلت كانت تكتفي بتحديد وجهة سفرها مسبقا فيتم تحضير جميع الوسائل لرفاهيتها.
وكانت مهمتها تقتصر عادة على طلب سيارة تاكسي وأعطاء السائق عنوان المكان الذي تقصده لكن الأمر مختلف تماما هذه المرة فهي بمفردها وتجهل تماما المكان الذي ستنزل فيه.
وقفت لبرهة تتأمل القطار الذي توارى متابعا رحلته وقد ساورها للمرة الأولى منذ مغادرتها المنزل أنها لربما تهورت في أتخاذ قرارها بالفرار , لكن الندم لا يجدي نفعا فتوجهت نحو المخرج مستسلمة لقدرها , ألتقت بالعديد من الناس وتساءلت أذا كان بأمكان أحدهم أن يرشدها الى مكان تنزل فيه ولو ليلة واحدة
فنظرت الى موظف البطاقات وأبتسمت له في محاولة لكسب مودته وقالت :
" ترى , هل تستطيع مساعدتي؟".
أشرق وجهه وفاض ثقة ثم أجابها قائلا:
" ربما أستطعت يا آنستي , ماذا تريدين ؟".
" هل من فندق قريب؟".
مد يده يحك مؤخرة رأسه حائرا ثم قال:
" لست أدري أن كان عندنا فندق بكل معنى الكلمة , أنما هناك نزل صغير يدعى الميرميد عند آخر الشارع وهو يستقبل بعض النزلاء من وقت لآخر".

لم تكن سامنتا متأكدة من أستقبال النزل لها , لكنها أستفسرت عن موقعه ثم شكرت الموظف مبتسمة وتوجهت نحو نزل المرميد , لم تجد أية صعوبة في العثورعليه وفوجئت مفاجأة سارة حين تبين لها أن مبنى النزل قديم جدا وجميل وتكهنت أنه يستقبل المسافرين منذ أكثر من ثلاثمئة سنة وأن كان عددهم أنخفض من قبل .
حولها رجل متوسط العمر وودود الى زوجته حين سألته عن غرفة , فأستقبلتها الزوجة بلياقة لم تخل من بعض الحذر , وفسرت لها أنها غير معتادة على أستقبال الفتيات الآتيات بمفردهن وبهذه الفجائية , وتحجز الغرف عادة مسبقا وقد حالفها الحظ اليوم أذ ألغي حجز أحداها في الصباح.

منتديات ليلاس
فقبلت سامنتا النقد غير المباشر الذي وجهته اليها المرأة وحمدت المصادفات التي جعلتها ترفع شعرها عن عنقها وألا لكان ظن الناس أنها مراهقة فارة من البيت العائلي , لم تحاول تفسير ظروف مجيئها , وقررت لعب دور المتمردة على أكمل وجه وعدم تبرير تصرفاتها لأي كان.



اماريج 11-01-11 01:46 AM

لم تستطع الأستحمام قبل العشاء وذلك لعدم وجود كمية كافية من الماء الساخن لكنها أغتسلت وبدلت ملابسها ثم هبطت السلم وأدركت أن العشاء يقدم في قاعة طعام عامة.
كان المطعم قديم الطراز , لطيف الجو , يحتوي على العديد من الطاولات الصغيرة التي تتسع لشخصين أو لأربعة أشخاص .
رأت سامنتا بعض نزلاء الفندق وقد جلسوا أزواجا يتناولون طعام العشاء وخصصت لها طاولة لشخصين في أحدى زوايا القاعة بجوار نافذة , أعلمتها صاحبة النزل أنها قد تضطر الى مشاركة طاولتها مع أحد النزلاء أن غص بهم المطعم فوافقت سامنتا بسرور.
منتديات ليلاس
بدأ الناس يتوافدون على المطعم أثاء تناولها العشاء , وأحست بشعور من الأثارة لكونها( فلتانة ) كما يحب أن يدعوها بارني , لكنها ما لبثت أن قطبت حاجبيها لتفكيرها ببارني .
ما الذي يدفع بها الى التفكير دوما بما يقوله بارني؟ فهي رحلت لتبتعد عنه وليس لتستمر في تطبيق أقواله على كل ما تراه وتسمعه .
أنتهت من تناول وجبتها الأساسية ثم طلبت بعض الحلوى وجلست تنتظر وولها , وراح نظرها يجول عل رواد المطعم , متسائلة بتحفظ عن هوية كل منهم وطبيعة عمله وعن العلاقات التي تربط بين بعضهم , وكانت هذه هي هوايتها المفضلة أثناء تناولها الطعام في الأماكن العامة وغالبا ما كان بارني يسخر من عادتها هذه , آه بارني! عضت على شفتيها بقوة وتشابكت يداها على الطاولة أمامها لتفكيرها به مجددا وقررت أن تمحيه من ذهنها.

أحضرت صاحبة النزل الحلوى فتناولت سامنتا ملعقتها ثم ألتفتت حين تراءى لها ظل غطى الطاولة ورأت صاحبة النزل مجددا برفقة شخص يبغي تناول العشاء وكانت تبتسم معتذرة حين سألتها:
" هل تمانعين أن يشاركك هذا السيد طاولتك يا آنسة داوليش؟".
وكادت أن تهز رأسها مبتسمة مشجعة صاحبة النزل حين قاطعها الدخيل قائلا:
" طبعا لا تمانع , أليس كذلك يا سامنتا؟".
" أنت!".
حدقت به سامنتا لبرهة مدهوشة ثم أدركت أنه لحق بها أو بالأحرى تقفى آثارها وأحست بموجة من الغضب تجتاحها .
" بلى أمانع!".

قالت سخطا مما أربك المرأة التي راحت تنقل نظرها بينهما .
تجاهل بارني أعتراض سامنتا برباطة جأشه المعهودة وجلس الى الطاولة وهو يهز رأسه معاتبا ثم خاطب صاحبة النزل مطمئنا:
"لا تقلقي , سوف أقبل بهذه الطاولة , هلا أحضرت لي لائحة الطعام؟".
" طبعا , طبعا يا سيدي".
هرعت تلبي طلبه رغم أرتيابها ,كان قد أقنعها أنه يعرف الآنسة معرفة وثيقة وأنها سترحب به وأذ بالعكس , وهذا يحدث ومن حق رواد المطعم أن ينفردوا بطاولتهم ما دام ذلك ممكنا , عادت الى الطاولة وبيدها لائحة الطعام وبدت لها الآنسة منزعجة جدا وقد تورد خداها فيما بدا القادم وكأنه غير معني بالأمر أبدا .
بعد أن أختار طعام عشائه خاطب بارني سامنتا قائلا:
" أنا سعيد بكوني فاجأتك مفاجأة سارة , كنت واثقا من أنك ستسرين لرؤيتي".

" أنت مخطىء لست سعيدة أبدا لرؤيتك".
وعبرت ملامح وجهها عن أستيائها الشديد .
" آه ما بك يا سامنتا؟".
مد يده بأتجاه يدها وأوشك أن يلامسها لو لم تسحبها بسرعة وحدقت به غاضبة ثم قالت:
" هربت للأفلات منك وهل أنت مضطر أن تلحق بي؟".
" لست مضطرا , لكن العم نيكوس كان قلقا لرحيلك المفاجىء فعرضت عليه اللحاق بك وأعادتك الى المنزل".
تناولت سامنتا القطعة الأخيرة من الحلوى وراحت تمضغها بتأن ثم أبتلعتها قبل أن تجيبه بصوت هادىء:
" لن أعود الى المنزل ".
" آه , وهل قررت أن تهاجري؟".
منتديات ليلاس
وأنزعجت سامنتا لأستخفافه بكلامها فأجابته بصوت حملته بكل الوقار الممكن:
" لم أقل أنني في صدد الهجرة بل كل ما أريد هو الأبتعاد عنك".
" آه فهمت ".
" أشك في ذلك".
أجابته سامنتا بحدة ورمت ملعقتها على الطاولة بعنف مما لفت أنتباه الرجل وزوجته الجالسين على الطاولة المجاورة فتبادلا نظرات متهكمة وقطبا حاجبيهما.
" أحاول فهمك".
ومد يده نحوها ونجح هذه المرة في ألتقاط يدها وتابع:
" أجهل سبب غضبك مني".



اماريج 11-01-11 01:47 AM

كانت تجهل السبب لكنها أكتفت بالأفتراض أنها مستاءة منه للحاقه بها , وأعترفت له:
" لست غاضبة فعلا منك".
" لكنك لا تريدين رؤيتي , هل يمكنك أن تقولي لي السبب؟".
حاولت أيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عما يخالجها لكن بدون جدوى أذ كانت تجهل حقيقة شعورها
فكيف لها أن توضحها له؟ فقالت:
" رغبت في الرحيل , هذا كل ما في الأمر , ولست مضطرة أن أوضح لك كل خطوة أقوم بها , أليس كذلك؟".
" بلى!".

" كلا! أعذرني الآن فأنني مرهقة".
لكن بارني ألح عليها محاولا الأبتسام:
" وما سبب أرهاقك؟ فلم تقطعي سوى بعض الأميال في القطار وليس في عربة خيل".
فقطبت حاجبيها متسائلة للمرة الأولى عن الطريقة التي أستعملها للعثور عليها فسألته:
" وكيف علمت بمكاني؟".
فأبتسم من جديد وقال:
" آه ليس من الصعب اللحاق بك يا عزيزتي , فالناس تلاحقك وخاصة الرجال منهم".
وأدارت سامنتا وجهها رافضة مواصلة النقاش فقالت:
" حسنا , أرجو أن تتوقف عن ملاحقتي".

" متى تنتهي رحلتك؟".
" هذا الأمر لا يعنيك".
" يعنيني , أن كنت مصممة على التغيّب يوم الزفاف".
" أريد.... أريد البقاء وحدي".
" هل أنت مضطربة بسبب أقتراب موعد الزفاف؟".
أحمر خداها من دون أن تفهم سبب ذلك فنهضت من كرسيها وقالت بثبات:
" كلا , أنما أريد التحقق من أمر قبل فوات الأوان".
سرت بالأسلوب المسرحي الذي خرجت به من القاعة رغم يقينها أن بارني سيهزأ منها , وقررت ألا تمكث هنا مدة أطول بعد أن علم بمكانها وفتشت عن صاحبة النزل لتوضح موقفها , وهذه بالطبع لن تسر بهذا التبديل , لكنها كانت عازمة على الرحيل أذ لا جدوى من البقاء بوجود بارني.
دفعت بعض المال تعويضا عن الأزعاج الذي سببته للمرأة وغادرت النزل الى المحطة.
أوضحت لموظف البطاقات أنها تلقت مكالمة غير متوقعة تطالبها بالعودة وراحت تتساءل عن سبب أبتسامته المتواطئة فتذكرت ما قاله بارني عن سهولة تقفي آثارها , ورجحت أن يكون يكون الموظف ساعد بارني على أيجادها وأرشده الى نزل المرميد وهو الآن مسرور لمعاودتها الهرب.
ركبت أول قطار وصل المحطة من دون أن تكترث لوجهة سيره لكثرة قلقها , وأسترخت في مقعدها بعد أن أقلع القطار وأيقنت أنها سوف تقضي نصف الليل في القطار عوضا عن سريرها المريح في نزل المرميد , وكل ذلك بسبب بارني.

كاد النهار الصيفي الطويل يشرف على نهايته حين توقف القطار في مدينة برايتون ,وتنهدت بعمق حين حملت حقيبتها مجددا وترجلت من القطار , كانت تود لو أستطاعت متابعة السفر الى مكان أبعد غير أن القطار لن يكمل رحلته وعزت نفسها بأن برايتون مدينة سياحية كبيرة مما يصعب على بارني العثور عليها فيها , هذا أن كان لا يزال مصمما على اللحاق بها , فقد يقنعه فرارها من النزل بجدية أقوالها.
أدركت سامنتا أنه من الصعب جدا العثور على غرفة خالية في منتجع سياحي في فصل الصيف , وفي مثل هذه الساعة أرشدها شرطي أخيرا الى فندق صغير فركبت سيارة أجرة وقصدت الفندق الذي كان بعيدا عن شاطىء البحر وخارج المدينة نفسها.
أستطاعت الحصول على غرفة بسهولة , وكانت صاحبة الفندق أمرأة ودودة تعاطفت معها حين أخبرتها أنها وجدت غرفتها المحجوزة في فندق آخر غير خالية ثم أخطأت في أختيار القطار المناسب مما تسبب في وصولها بهذه الساعة المتأخرة , أرشدتها صاحبة الفندق الى غرفة صغيرة ولكن مريحة تطل على حديقة خلف المنزل.
وقالت لها المرأة :
" تناسبك الغرفة تماما يا عزيزتي".
منتديات ليلاس
وأبتسمت سامنتا شاكرة ثم جلست على حافة السرير وقد غمرتها الراحة.
بعد دقائق قليلة كانت مستسلمة لنوم عميق لم تفق منه ألا لبرهة وجيزة على صوت خطى في الباحة تحتها لكنها عادت الى النوم مطمئنة الباب , بارني لن يستطيع العثور عليها هذه المرة مهما حاول.
أستيقظت في الصباح التالي وقد غمرت الشمس غرفتها وتثاءبت بكسل ورمقت ساعة يدها : الساعة تجاوزت الثامنة , وتذكرت أن الأفطار يقدم بين الثامنة والنصف والتاسعة والنصف وكانت تشعر بجوع شديد أزدادت حدته أثناء توجهها الى الحمام , أذ داعبت أنفها روائح البيض المقلي الشهي وقد فاحت من مطابخ الفندق.
قررت المكوث في برايتون ليوم أو يومين وربما لمدة أطول ان راقت لها المدينة لكنها عزمت الرأي على مكالمة عمها وطمأنته فمن الظلم أقلاقه بهذه الطريقة , وقد تستغل الفرصة لتطلب منه أن يردع بارني عن ملاحقتها وألا هددته بالتواري نهائيا.

أستحمت وأرتدت ثيابها ثم هبطت السلم متلهفة لتناول الأفطار فدخلت قاعة الطعام المزدوجة وأستقبلتها صاحبة الفندق بأبتسامة عريضة وقالت لها بحماس:
" المكان ضيق بعض الشيء لكنني أضفت لك طاولة صغيرة أرجو أن تناسبك".
أبتسمت سامنتا أبتسامة لم تخل من الأعتذار وقالت لها:
" غاب عن ذهني مدى أنشغالكم في مثل هذا الوقت من السنة وأنا آسف لهبوطي المفاجىء عليكم ليلة الأمس".
" آه لا تدعي هذا الأمر يقلقك من السهل عليّ التكيف مع الوضع ولا أحب رفض أي شخص في مثل هذا الوقت من السنة , فمن المؤسف أن تفسد عطلة أحدهم بسبب ألتباس في الحجز ".
" أشكرك على لطفك ".



اماريج 11-01-11 01:48 AM

وعادت المرأة منهمكة بعد بضع دقائق وقالت لسامنتا:
"والغريب أنه أتتني عنزة شاردة أخرى بعد قدومك".
قطبت سامنتا حاجبيها وتذكرت الأصوات التي سمعتها من الباحة ليلة أمس وسألت صاحبة الفندق بأرتياب:
" وصل شخص آخر بعدي".
وأومأت المرأة أيجابا وقالت:
" أجل قدم شاب ولا أقبل عادة أيواء عدد من الأشخاص يفوق طاقة أستيعاب الفندق لكن قلبي لم يطاوعني على طرده فوضعته في غرفة أبني جورج وهو المكان الخالي الوحيد المتبقي ولم يمانع أبدا و.......".
منتديات ليلاس
أنقطعت عن الكلام ونظرت الى البعيد مبتسمة وملوحة بيدها , فيما غار قلب سامنتا باليأس.
" ها هو قادم الآن , لا مانع عندك أن يشاركك طاولتك , أليس كذلك؟ فهو شاب لطيف جدا".
أدركت سامنتا أن لا فارق أن مانعت ورفعت نظرها لتشاهد أبتسامة بارني المشرقة تطل عليها , طوى قامته الطويلة وجلس الى الطاولة ولاحظت سامنتا نظرات الفتاة الجالسة الى الطاولة المجاورة تلحق بكل حركة من حركاته ,كان يلفت الأنتباه وخاصة أنتباه فتاة تمضي أجازتها وفي ذهنها شيء واحد لكن سامنتا لم تستطع كبح جماح موجة الغضب التي أعترتها حين ألتفتت نحو الفتاة وأبتسم لها شاكرا أعجابها به.
كان يبدو وكأنه رجل أعتاد تمضية أجازاته خارج البلاد وكان غالبا ما يفعل ذلك , وأكتسبت بشرته لونا أسمر داكنا يبرز بياض أبتسامته شبه الدائمة وقد ورث عن جدة أسبانية عينين عسليتين وشعر أسود أضفت عليه ملامح شرقية فاتنة وهو يجيد أستعمال سحرها متى أراد.
" صباح الخير يا سامنتا؟".

تحداها بأبتسامة من القيام بأي عمل متهور وقاومت رغبتها في النهوض حلا والأحجام عن تناول الأفطار , لكن لشدة جوعها وكرهها للمشادات العامة جعلاها تعدل عن ذلك".
وهمست بحدة :
" أنني أكرهك".
فضحك ثم قال:
" تعالي يا عزيزتي ودعينا من هذه المأساة ".
" ليست مأساة , أنما لا أقبل أن تلحق بي عبر البلاد وكأنني مجرمة ".
وقال لها بصوت عبر عن نفاذ الصبر:
" القلق والمشاكل التي تسببينها لنا هي من باب الأهتمام".
تمنت سامنتا لو كانا في مكان منعزل حتى تستطيع التعبير عن سخطها لكنها تماسكت وقالت:
" لا شيء يدعو للقلق , أرغب في العيش وحدي لبعض الوقت".
" بعيدا عني".
" نعم".
" لماذا؟".
منتديات ليلاس
لم تستطع تفادي نظراته لكنها أنتبهت في الوقت نفسه الى أن الفتاة الجالسة الى الطاولة المجاورة كانت تتفحصهما بأهتمام بالغ وكأنها أكتشفت أخيرا أنهما يعرفان بعضهما.
" وما ذنبي يا سامنتا؟".
صمتت سامنتا لبرهة وقد أشتبكت يداها على الطاولة أمامها ثم أعترفت:
" لست أدري بالتحديد".
سألها بلطف:
"ألا تريدين الزواج مني؟".
" لست أدري أيضا".
ألتزم الصمت الى أن قدم الأفطار فنظر اليها وأبتسم أبتسامة عبرت عن بعض التفهم لدوافعها.
" ألا تظنين أن مراجعة حساباتك أت متأخرة بعض الشيء؟".
عضت سامنتا على شفتها لكثرة أضطرابها ثم قالت:
" أنه.... آه لا أعرف كيف أوضح لك ,أشعر أنه من الأفضل ألا أتزوجك , أو بالأقل ما دمنا على هذه الحال".
" وما بنا؟".



اماريج 11-01-11 01:50 AM

شعرت سامنتا بأحمرار خديها بشدة ولكنها فوجئت بأفكارها تتجه نحو الفتاة المجاورة وتتساءل عن مدى تقييمها لوضعهما.
" أعني , آه لسنا كغيرنا من المقبلين على الزواج , أليس كذلك؟".
" وبم نختلف عنهم؟".
" أحست أنه يتعمد عدم التفهم لأدراكها :
" أعني أننا لسنا .... لسنا....".
فوجئت بالصعوبة التي لاقتها للتعبير له عن أسباب ترددها فالتكلم عن الحب سهل جدا متى تأكد الأنسان م وجوده , لكنها أدركت لتوها أنه الشيء الذي تفتقر اليه علاقتهما , لم يتفوه بارني مرة في حياته بكلمة أحبك وهي لم تفكر فيه سوى كونه شخصا أعتادته وأعتادت فكرة الزوا منه تحقيقا لتوقعات العديد من الأصدقاء.
منتديات ليلاس
وسألها وكأنه تكهن ببعض ما يجول في ذهنها:
" ماذا تحاولين أخباري يا سامنتا؟".
" أعني , أعني أنك لم تغازلن أبدا".
لم يستطع أخفاء الأبتسامة لسماعه لفظة المغازلة وقال بصوت ناعم:
"آه , فهمت ,تريدينني أن أغازلك أهذه هي امشكلة؟".
" وهل هذا بالطلب المستحيل ؟ أن معظم الفتيات يحظين ببعض الأهتمام من خطبائهن , أليس كذلك؟ ولم أحرم من ذلك أ نا؟".
" عليّ أذن أن أسرع في تقديم باقات الزهور وعلب الحلوى لك وأركع على ركبتي أكلمك عن لوعة حبي لك , أهذا ما يجول في ذهنك؟".
أيقنت سامنتا لتوها أنه يهزأ منها وشعرت برغبة جامحة في ضفعه رغم الفضيحة والفتاة المجاورة لكنها تماسكت وقالت له:
" أنني أكرهك".
" هذا الكره ليس قاعدة فضلى لزواج سعيد".
" أنا سعيدة لموافقتك رأيي لربما توقفت الآن عن ملاحقتي وتركتني أسافر بمفردي حتى تتبلور الأمور في ذهني".
" وأترك العجوز نيكولاس المسكين يتلوع قلقا عليك , لا , لا يمكنني ذلك".
" يمكنك ذلك , فلست طفلة وبأمكاني الأهتمام بذاتي على أفضل وجه , ولا داعي للعم نيكولاس أن يقلقمن أجلي وسوف أطمئنه عن حالي بين الحين والآخر".
" وما تنوين عمله أثناء رحلتك هذه عبر البلاد؟".
" الأستمتاع بكل ما حولي ولم لا؟".
منتديات ليلاس
" وحتى يتحرش بك كل الرجال الذين يؤمون المنتجعات السياحية بحثا عن النساء كهذا الجالس في الزاوية هناك الذي لم يتوقف عن رميك بنظرات هائمة منذ لحظة دخولك الى القاعة".
رفعت سامنتا كتفيها بنظرات غير مبالية وهي لم تكن قد لاحظت الرجل أبدا وسرها أن تكون ممسك بزمام الأمور في هذه اللحظة وقالت لبارني:
"ربما .... ولم لا؟ ما الفرق بينه وبين تلك الشقراء السمينة التي تغازلها بنظراتك؟".
وأبتسم بارني هازئا وقال:
" أراك تغارين منها".
وجاهدت على نفسها كي لا تصفعه ولمست لأول مرة قدرته على أغاظتها أحيانا فقالت له:
" لا أغار أبدا".
وهز رأسه ثم أبتسم مدعيا بعض الحزن:
" أذن فالجسور مقطوعة بيننا , لو كنت تشعرين بأي شيء أتجاهي لكنت مستاءة من مغازلتي لها".



اماريج 11-01-11 01:51 AM

وقالت بسرعة:
" لكن هذا الوضع ليس جديدا بالنسبة اليّ , فلقد أخبرني مارتن وسيلفيا أنك لا تضيع وقتك مع النساء في غيابي فلم تقلقني شقراء تزيد أو تنقص".
مقها بأرتياب ثم قال بعد لحظة:
" آه فهمت , لم أفكر في حياتي أنك تصغين الى هذا النوع من الأحاديث المفترية والتافهة يا عزيزتي".
وأحمر خداها وتمنت لو لم تتهور في الأجابة وتعطيه هذا الأنطباع الخاطىء عن ذاتها فقالت:
"أطلعت على وقائع ولم أبال أبدا لنشاطاتك".
منتديات ليلاس
ونظر الى وجهها المحتقن والغاضب ثم أبتسم وقال:
" أبدا؟".
" أبدا , أنت مستحيل يا بارني أرفض الجلوس هنا والخوض في نقاش معك , أفعل ما تشاء فأنني راحلة ولا يهمني أبدا ما تفعل ما دمت بعيدا عني".
" آه , فهمت , تريدينني أن أغاازلك أهذه هي المشكلة؟".
" لا تمانعين أذن في مجالستي لجارتي الشقراء اللطيفة هذه؟".
ولمعت عيناه بسخرية فحدقت به سامنتا وصاحت:
" أفعل ما تشاء فأنا لا أبالي".
" حسنا".
رمقته بأرتياب ثم سألته :
" هل تعني أنك ستكف عن ملاحقتي؟".
منتديات ليلاس
أبتسم قائلا:
" لم أقل هذا يا عزيزتي".
" هلا توقفت عن مناداتي ( عزيزتي) لم تكن تستعمل هذه الفظة أبدا من قبل وها أنت أستعملتها عشر مرات على الأقل منذ البارحة".
" هل أنت متأكدة ؟ لم يخطر ببالي أن أعدها لكنك طالبتني بمغازلتك يا عزيزتي فلربما هذه هي الخطوة الأولى ".
لم تجبه سامنتا بل نهضت بسرعة من كرسيها ومشت بخطى ثابتة الى باب القاعة وقد لحقت بها نظرات صاحبة الفندق الفضولية والقلقة في آن واحد , وأدركت سامنتا أن رحيلها سوف يشجع حتما الفتاة الشقراء على أستغلال الفرصة السانحة لها , ولكن لتفعل ما تشاء فسامنتا متأكدة أنها غير مبالية أبدا بمغامرات بارني العاطفية.

نهاية الفصل الاول:flowers2:
:liilase::liilas:


سومه كاتمة الاسرار 11-01-11 03:29 AM

روووووووووووووووعه تسلمين احلى اماريج بلييييييييييييز لا تتاخرى علينا بالتكمله منتظرين بشوق دومتى بود
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:liilase::liilas::liilase:

سومه كاتمة الاسرار 17-01-11 01:39 AM

وين التكمله ياقمر مستنين على ناااااااااااااار

اماريج 20-01-11 12:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 2595500)
روووووووووووووووعه تسلمين احلى اماريج بلييييييييييييز لا تتاخرى علينا بالتكمله منتظرين بشوق دومتى بود
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:liilase::liilas::liilase:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 2603052)
وين التكمله ياقمر مستنين على ناااااااااااااار


سوري حياتي نسيت انو كنت عم انزل رواية هههههههه:lol:
وهذه الاجزاء لعيونك الحلوة يالغلا ويارب تعجبك الرواية الى النهاية وثانكس على الوردات الحلوين ياحلوة
منورة الرواية فيك ياعسل:flowers2:
:liilas:

اماريج 20-01-11 12:18 AM


2- تلال برايتون

ما لبثت سامنتا أن أكتشفت أن حياة فتاة بمفردها في منتجع سياحي كبرايتون مليئة بالمحاذير , فهي تعطي أنطباعا خاطئا عن نواياها حتى أثناء التنزه سيرا على الأقدام لبعض الوقت.
وبعد عشرين دقيقة على سيرها شعرت أن مزاجها المتوتر في هذه اللحظة يتوافق والجو السائد , وأن كانت تكرهه في الأحوال العادية , تأملت الفنادق الكبرى والفخمة المواجهة للبحر فأعجبت بأحدها وقررت الدخول والأستفسار عن غرفة.
أقتربت من موظفة الأستقبال تبتسم آملة , فأجابتها الموظفة أن هنالك غرفة لشخص واحد خالية بسبب ألغاء الحجز.

فدفعت سامنتا عربونا عن الغرفة ووعدت الموظفة أنها سوف تحضر حقائبها لاحقا , وبعد أن شكرت المرأة هبطت سلم مدخل الفندق وعادت الى التنزه على الجادة المحاذية للشاطىء وقررت أن تذهب لأحضار حقائبها ثم تتناول الغداء في فندقها الجديد.
لكنها لم تكد تخطو بضع خطوات حتى شعرت بيد تمسك ذراعها فجأة وتوقف سيرها , ذعرت برهة لفجائية اللقاء هذا وكادت تتنفس الصعداء حين أدركت أنه بارني
لكن سرعان ما أنتقلت من الذعر الى الغضب وسحبت ذراعها من قبضته فيما قالت:
" كان علي أن أفهم أنه أنت".
" وهل خاب أملك؟".
رمقته بطرف عينها لبعض الوقت محاولة أحباط عزيمته لكنه ضحك وقال:
" حسنا , لا تنظري الي بهذا الشكل , لحسن حظك أنني أنا وليس غيري من أولئك الرجال الهائمين حولك , ولكن كان قصدك أن تعلقي في شباك أحدهم ؟ أن كان هذا قصدك يا عزيزتي فمن الأفضل لك أن تعتمري قبعة كتب عليها ( عانقني بسرعة) أو أية عبارة ترحيب أخرى!".
منتديات ليلاس
" وهل تظن أنني قد أقدم على عمل كهذا؟".
" أنك تحاولين جهدك لحملي على تصديق هذا , وأظن أنه من الأفضل لك أن تأتي وتتناولي الغداء برفقتي قبل أن تتفوهي بجملة سوف تندمين عليها لاحقا".
وقبض على ذراعها بقوة ودفعها الى السير وسط الجادة المزدوجة لكنها أفلتت منه مجددا وقالت له بثبات:
" لن أتناول الغداء معك بل سأتناوله في.........".
وتوقفت لتوها متفادية أعطاءه عنوانها الجديد وأخفضت عينيها .
نظر اليها بارني بصمت لبعض الوقت وتساءلت عما يجول في ذهنه في هذه اللحظة ثم سمعته يقول:
" أرى أنك لم تضيعي وقتك ,أليس كذلك؟".
وفهمت أخيرا قصده : لقد ظن أنها على موعد مع شخص ألتقته في الصباح , وهو فعلا يسيء الظن فيها وبذلك لن يستطيع لومها أذا ما جارت رأيه فيها.


اماريج 20-01-11 12:19 AM

أدارت رأسها بتحد وتفضت شعرها الذهبي الأحمر عن جبينها وقالت:
" لا يتطلب الأمر وقتا طويلا".
" هكذا يبدو لي".
خيل لها أنها لمست مسحة من الغيرة في نبرته ولم يكن بارني مرة هكذا في حياته وخاصة بالنسبة اليها ,وسألها:
" هلا قلت لي أين عثرت عليه؟".
وتمهلت سامنتا قبل الأجابة ثم قالت:
" في..... في فندقي الجديد".
" آه , فهمت , لقد هربت مني مجددا أليس كذلك؟".
" طبعا".
" آه...... آه".
منتديات ليلاس
تفحصته سامنتا بأرتياب وسألته:
" بما تفكر الآن؟".
أبتسم ساخرا ثم ضحك وقال لها:
" لا شيء , ومتى ستغادرين فندقك الحالي؟".
" أنني على وشك الذهاب لأحضار حقيبتي ولست بحاجة الى مساعدتك , شكرا لا أريدك أن تلحق بي مرة أخرى".
" آه , لا أنوي أبدا التدخل بينك وبين صديقك الجديد".
راحت تتساءل عن سبب أختلاقها لهذا الرجل وموعدها معه فلن يتأخر بارني عن أكتشاف كذبها وباشرت تقول:
" أنا.... أنا".
لكنها لم تستطع المتابعة فهي لم تعهد الكذب وتعلم أن بارني يملك موهبة خارقة تخوله معرفة الحالات التي تكذب فيها من غيرها.
" أن كنت ترفضين مساعدتي لك في أحضار حقائبك فمن الأفضل لي أن أبحث عن مكان أتناول فيه غدائي".
وسمعت نفسها تعتذر منه لا شعورها :
" أنا آسفة".
" ومما أنت آسفة؟".
" من..... آه دعني من هذا الأمر".

وهرعت الى موقف سيارة الأجرة وأطمأنت الى أنه لن يلحق بها مجددا.
كانت قاعة الطعام في الفندق الجديد أوسع من الفندق الأول ووجدت نفسها مجددا جالسة بمفردها اى طاولة لشخصين , ألى أن بلغت الجزء الثاني من وجبتها أذ رفعت نظرها ورأت أبتسامة مترددة تطل عليها.
كان الرجل حديث السن يكبرها بسنة أو سنتين , وسيم الملامح هادىء الشخصية , بني الشعر أزرق العينين , راح ينظر اليها وكأنه يعتذر عن تطفله , أبتسمت له سامنتا تشجعه فجلس.
" لم أدر أنني سأحظى ببعض الرفقة أخيرا؟ ما هذا المكان الذي وضعوك فيه".
وضحكت سامنتا ثم قالت:
" لا أدري كيف أستطاعوا تدبير هذا المكان لي , أظن أن الحظ حالفني لقد وصلت في الوقت المناسب بعد أن ألغي حجز أحدى الغرف".
" يا لحسن حظك".
منتديات ليلاس
وأبتسم أبتسامة ودية ولطيفة ثم تابع:
" هل تسمحين لي أن أعرّف عن نفسي".
ومد يده فوق الطاولة وقال:
" من الصعب أن تصدقي لكنني أنا فعلا بيل سميث".
وأبتسمت له سامنتا فيما شعرت أنه أبقى يدها بين يديه مدة أطول مما تفرضه مجرد اللياقة ثم قالت:
" سامنتا داوليش".
" سامنتا.... أحب هذا الأسم ولم أتعرف على شخص يحمله من قبل".



اماريج 20-01-11 12:21 AM

" لا أظن أنني تعرفت على شخص أسمه بيل سميث من قبل".
ضحكا سوية ,وفكرت سامنتا أن الأمور بينهما تسير على أحسن وجه.
قبلت دعوة بيل سميث للتنزه على التلال الجنوبية للمدينة من دون تردد وأعترفت لنفسها أنها نسيت بارني تماما , قادها بيل سميث في سيارة ضخمة ومريحة , وهو أسلوب السفر الذي أعتادته وتفضله على خطوط الحديدية البريطانية , ثم عادا الى الفندق لتناول العشاء.
رفض صديقها الجديد الأبتعاد عنها خاص بعد أن أنتبه الى نظرات أحد النزلاء التي حامت حولها طيلة العشاء فوافقت سامنتا على تمضية السهرة برفقته أيضا , رقصا سوية ثم تمشيا على الشاطىء يتحادثان في شتى المواضيع وعرفت سامنتا أخيرا أنه أسكتلندي .
منتديات ليلاس
عادا الى الفندق في ساعة متأخرة من الليل وشعرت سامنتا بمزيج من السعادة والأرهاق , دخلت غرفتها وأضاءت النور وأذ بها تقف مدهوشة وتحبس أنفاسها , رأت علبة من الحلوى على الطاولة المجاورة لسريرها , وقد تسبب واضعها في أزاحة سماعة الهاتف من مكانها , وكانت الحلويات من النوع الذي تفضله , أما السري فقد أكتسى بباقة من الزهور عبق جو الغرفة بعطرها.
وقفت لثوان عدة تتأملها وتكهنت بهوية مرسلها ولكن قبل أن يتسنى لهاالتحقق من ذلك سمعت قرعا على الباب.
كان بيل سميث هو الطارق وبدأ يعتذر لها حين فتحت الباب وكأنه ظن أنها منزعجة لقدومه وتطفله عليها وهمس قائلا:
" أنني آسف أن أطرق بابك في مثل هذه الساعة من الليل ولكنني تلقيت لتوي مكالمة من مكتب الأستقبال تعلمني أن هاتفك مشغول وهم عاجزون عن الأتصال بك وقد علموا بقدومنا سويا فأرادوا أخبارك أنك تلقيت بعض الأغراض هذا المساء".
وتخطاها بنظرة بأتجاه الأزهار ثم قال:
" آه , لا بد أنك علمت بالأمر".
" نعم , شكرا لك".
قطب حاجبيه لبرهة وكأنه مستاء للفكرة ثم قال:
" لا بد أن يكون قد أرسلها أحد المعجبين".
منتديات ليلاس
أبتسمت سامنتا وقالت:
" ليس فعلا , أنه صديق قديم كنت على وشك أن أقرأ البطاقة حين طرقت بابي".
وألقت نظرة لاشعوريا على البطاقة وتعرفت بسهولة على خط بارني العريض والجريء".
وقرأت بصمت ما كتب على البطاقة .
" عزيزتي , لم تبق سوى أيام قليلة تفصلنا عن الثاني عشر من الشهر يا حبيبتي , الأمضاء , بارني".
قلبت البطاقة بسرعة بين أصابعها لكنها لم تستطع منع بيل سميث من قراءة الكلمات , وسمعته يقول:
" أنه أكثر من صديق قديم طبعا".

تنهدت بعمق وكأن مشاكل الدنيا جميعها تراكمت على كتفيها :
" أنه , أنه نوع من حب قديم , لكنه يمتلك روح فكاهة غريبة".
" آه فهمت".
" شكرا لك لقدومك يا بيل".
رفع كتفيه وبدا أقل سعادة من قبل حين رافقها الى غرفتها وقال:
" لقد فعلت ما طلب مني , فهم عجزوا عن أخبارك أثناء صعودنا الى الغرف وأرادوا التأكد من أيصال الخبر اليك".



اماريج 20-01-11 12:22 AM

" شكرا لك مجددا يا بيل".
تردد لحظة ثم قال:
" أما زلت على رأيك في مرافقتي الى المنتزه صباح الغد؟".
" طبعا يا بيل".
" حسنا".
سمعته يتنفس الصعداء ثم قال:
" خشيت للحظة أن يفسد تدخل هذا الرجل مشاريعنا".
" لا , أبدا , أنني متلهفة لمرافقتك".
منتديات ليلاس
عاد بيل الى غرفته وأقفلت الباب بعد رحيله تتردد بين الغضب والأبتسامة , أدركت أنه بات من الصعب عليها التخلص من شبح بارني بعد أن شرع بالتصرف على هذا النحو , تناولت الأزهار وتنشقت عبيرها الممتع وأعترفت لنفسها أن بارني يعرف حقا مدى شغفها بأزهار الزنبق والريحان.
هبطت سامنتا الى صالة الطعام في الصباح التالي لتناول الأفطار وتفحصتها ببعض القلق لكنها لم تجد أثرا لبارني.
كانت تخشى أن يكون قد لحق بها بعد أن عرف مكان وجودها .
توقعت أن تجد شيئا الى جانب طبقها لأدراكها أن بارني مصمم على متابعة التودد اليها , وأرتاحت حين لم تجد أية أزهار أو هدايا أخرى لكنها حين عادت الى الفندق لتستعد للغداء ناولها موظف الأستقبال علبة صغيرة وأخبرها مبتسما أن رجلا قد تركها لها أثناء غيابها.
أحتارت سامنتا بين قبول الهدية أو رفضها لكنها كانت فضولية لمعرفة محتواها فأخذتها الى غرفتها وفتحتها.
كانت الهدية عبارة عن منجد من الذهب الدقيق السبك ينفتح ليظهر صورة شمسية غير ناجحة لبارني ظنت أنه أخذها خصيصا لهذه المناسبة , تأملت الصورة لبضع دقائق وعجزت عن السيطرة على أرتجاف أناملها أثناء قراءة الكلمة المرافقة للصورة والتي كتبها بارني بخط يده:
" مع حبي الخالص , بارني".
هزت رأسها وأعادت طي الورقة ووضعتها والمنجد في العلبة الجلدية ثم في حقيبة يدها ولم تزل مترددة بين قبول الهدية ورفضها.
لم تخبر بيل سميث عن الهدية حين لاقاها لكنه سألها عن أخبار ما سمته بحبها القديم , فأكتفت بهز رأسها وأنتقلت بسرعة الى موضوع آخر.
سألها أثناء العشاء أن كانت راغبة في الرقص ووافقت سامنتا بلهفة فهي شغوفة بالرقص لكن بارني لا يشاركهها شغفها هذا فنادرا ما كانت ترقص معه.
" سوف يسعدني أن أرقص".
وأبتسم مسرورا ثم قال:
" في مكان لطيف ورومنطيقي , أرجو ألا تظني أنني أستعجل الأمور لكن لم يبق أمامي سوى يومين قبل عودتي الى المنزل".

" تسكن في أسكتلندا أليس كذلك؟".
أومأ أيجابا ثم قال:
" في قرية صغيرة تدعى بارشيل أن ذهبت اليها لوجدت أنها قرية مملة للغاية".
لكن سامنتا هزت رأسها وقالت:
" أنا متأكدة من العكس , أحب أسكتلندا كثيرا ولقد أمضينا العديد من أجازاتنا فيها حين كنا أصغر سنا".
" برفقة عائلتك؟".
أخفضت عينيها مرتبكة فهي لا تحب الكذب لكنها ترفض التطرق الى موضوع بارني مجددا فقالت:
" مع بعض الأصدقاء ".
منتديات ليلاس
أنحنى بيل بأتجاهها وغطى أصابعها وهمس:
" أرجو أن تأتي لمشاهدة بارشيل يوما فأن كنت تحبين أسكتلندا فسوف تعشقين بارشيل".
وأبتسمت سامنتا وقد طرأت فكرة مفاجئة وجريئة على ذهنها فقالت:
" ربما أتيت في المستقبل القريب , مضى وقت طويل على زيارتي الأخيرة لأسكتلندا".
" هل أنت جادة؟".
" نعم".
" ولكن لم أكن متأكدا ..... هل لديك وظيفة أو عمل يضطرك الى العودة؟".

" كلا , فأنا ما يسمى عادة بسيدة متفرغة وفي الوقت الحاضر أكتفي بالسفر عبر البلاد على متن قطارات الخطوط البريطانية".
كان ما يزال محتفظا بيده على يدها لكنه راح ينظر الى غطاء الطاولة الناصع البياض ثم سألها أخيرا:
" هل تقبلين العودة برفقتي نهار الخميس؟".
وتسارعت خفقات قلب سامنتا كالمجنونة فيما فكرت في العودة فهي تجهل كل شيء عن هذا الرجل , صحيح أنه لطيف جدا وجذاب وصريح لكن من الغباوة أن ترافقه الى أسكتلندا بناء على معرفة يومين فقط , وتمتمت مترددة:
"لا أدري!".
شدد قبضته على يدها وقال لها متوسلا:
" أرجوك , لا تكوّني فكرة خاطئة عني , فعائلتي موجودة هناك وأنا متأكد من أنها سترحب بك , نادرا ما يزورنا أحد".

" لكن هل أنت متأكد من أنهم لن ينزعجوا لمجيئي؟".
بدأت تمل أكثر وأكثر نحو قبول الدعوة خاصة أنه لن يسهل على بارني اللحاق بها.
رفع بيل سميث كتفيه العريضتين وقال:
" ليس هناك سوى والدي وأبن عمي , وهما أبعد ما يكون عن النساك ونادرا ما نتلقى زيارة أمرأة بأستثناء السيدة ماغس وهي التي تعنى بشؤون المنزل".
" تبدو لي الفكرة رائعة".


اماريج 20-01-11 12:24 AM

" وهل تأتين؟".
نظرت اليه سامنتا وقد ساورها الشك برغم أغراء فكرة مرافقته وقالت له مبتسمة بحزن:
" لست أكيدة من صواب فكرة ذهابي معك فمعرفتي بك تعود الى يومين فقط يا بيل , وقد يكوّن الناس , وعائلتك بصورة خاصة أنطباعا خاطئا عني".
أمسك يدها بأسلوب صريح هذه المرة وألتفت أنامله حول راحتها وأعترف لها:
" هذه هي المرة الأولى التي أدعو فيها فتاة لمرافقتي الى المنزل يا سامنتا , أنت شخص فريد بالنسبة اليّ".
وأبتسمت ثم قالت:
" وأنت لطيف جدا".
منتديات ليلاس
لم تنتبه الى تقطيب حاجبيه أمتعاضا للصفة التي نعتته بها .
أخبرها بيل سميث فبي الصباح التالي أنه مضطر للذهاب الى لندن ل
حث في بعض القضايا المتعلقة بعمله والبقاء فيها النهار بكامله ولكن وعدها بالتفرغ لها نهار الغد بكامله وأقترح قائلا:
" بأمكاننا التنزه غدا في التلال مرة أخرى , ما رأيك؟".
" عظيم".
كانت الشكوك بدأت تساور ذهن سامنتا حول صواب قرارها بمرافقة بيل الى أسكتلندا لكنها كانت قد حصلت على عنوان منزله وأخبرت عمها نيكولاس أنها سوف تقصده قريبا.
شعرت أن أبتعادها عن بارني يتيح لها بلورة الأمور في ذهنها وأتخاذ القرار النهائي حول قضية زواجهما , وهي ترفض حاليا فكرة الزواج رفضا قاطعا , وقد أخبرت العم نيكولاس بذلك لكنها كانت تشعر بحنين غريب الى المنزل والعيش بالقرب من بارني وتجد صعوبة في تجاهل هذا الأحساس بخفة روح.
أعترفت في قرارة ذاتها أنها أشتاقت لبيل أثناء تغيبه وراحت تتنزه بمفردها على الشاطىء جاذبة أنظار الشباب كالعادة بفستانها الأزرق الفاتح اللون الذي كان يبرز بشرة ذراعيها وظهرها السمراء الناعمة وبشعرها الذهبي الأحمر المتدلي على كتفيها.

رأت مجموعة من الشباب تتجه نحوها وسمعت دوي صفارات الأعجاب التي أطلقوها نحوها , لكنها لم تجد سبيلا لتفاديهم وشعرت بالحرج الشديد حين أقتربوا منها وأمطروها بملاحظاتهم البذيئة .
شعرت فجأة بذراع تلتف حول خصرها ورأت تعابير وجوه الشباب الظافرة تتحول فجأة الى مرارة ساخرة , وتنفست الصعداء لأدراكها لا شعوريا أن بارني هو الذي أنقذها من هذا الموقف وسمعته يسألها:
" ترى ما حدث لصديقك هذا الصباح؟".
" تني بيل؟ لقد ذهب الى العاصمة لأنجاز بعض الأعمال ".
" وهل أسمه الحقيقي بيل سميث؟".
ثم ضحك لكن سامنتا عبست في وجهه وقالت:
ط أجل , ولا أدري ما هو مضحك في أسمه , فهو أسم كغيره".
" سمعت أنه أسكتلندي".
" يبدو لي أنك أتصلت بالعم نيكولاس".
" نعم , فقد كلمني هذا الصباح".
سارا سويا لبضعة أمتار وراحت تتساءل عما أذا كان لدى بارني أعتراض على ذهابها الى أسكتلندا مع بيل فمن المؤكد أن العم نيكولاس أخبره عن مشروعها , ولم يخطر في بالها أزاحة يده عن خصرها ,وقال لها فجأة :
" أود التحدث اليك".
ودفعها الى مبنى صغير يحتمي فيه الناس من المطر عادة وقال لها:
" أجلسي".

لم يترك لها المجال للعصيان فجلست في زاوية من المبنى ويداها متشابكتان على حضنها تتفادى النظر اليه وكأنها خائفة منه.
تراءى لها وجهه الداكن ولمست فيه مسحة من القساوة نادرا ما رأتها وأمسك بيدها وأرغمها على النظر اليه قبل أن يتكلم قائلا:
" هل أنت جادة في قرارك بمرافقة هذا الرجل الى أسكتلندا؟".
عضت سامنتا على شفتها لقساوة سؤاله وقالت:
" نعم , نعم أنا جادة".
" هل جننت؟ أنت تجهلين كل شيء عن هذا......".
" أن كنت ستطلق عليه أسماء على هواك , فلن أتكلم".
وقطبت سامنتا حاجبيها محاولة أخافته لكنه ضحك وقال:
" لا تحاولي أخافتي بعبوسك في وجهي , تشبهين قطة صغيرة لا تخيف أبدا".
" أتركني وشأني".
وسحبت يديها من قبضته.
" أن كنت عازمة على السفر الى مجاهل البلاد برفقة غريب أظن أن هذا من شأني أيضا , فلدي بعض الأفضلية عليك".
" لم يعد لك أي أفضلية عليّ".
" آه فهمت".
منتديات ليلاس
حدق فيها بثبات لبعض الوقت وقد فاضت عيناه الداكنتان جدية ثم قال:
" حسنا , لكنك لن تفلتي مني بهذه السهولة يا عزيزتي , فليس من عادتي التنازل عن أي شيء بهذه السهولة".
" أي شيء؟ أنت تنعتني بالشيء وكأنني جزء من مؤسسة داوليش وفوستر".
" نعم ".
" أنا لست شيئا يتداوله الناس كأسهم الشركة أريد أتخاذ القرار بذاتي يا بارني وأرفض الأنجراف بمخططات عمي ووالدتك التي تدعو الى زواجنا من أجل تأمين مستقبل الشركة".
نظر اليها بأستهجان وكأنما لم تخطر بباله هذه الفكرة أبدا وسألها:
" وهل هذا هو المنظار الذي تقوّمين من خلاله الأمور".
" نعم , طبعا , فالكل يتوقع منا أن نتزوج مذ بلغت سن الرشد ولقد سئمت هذه الحال".
" يبدو لي أنني أعتبرت أيضا حجرا من أحجار اللعبة , في هذه الحال ينطبق عليّ ما ينطبق عليك".
" أذن ينبغي أن تشكرني لأتاحتي لك الفرصة للأفلات من هذه اللعبة".
ومد يده نحو يديها وأمسك من غير أن تمنعه من ذلك وشعرت بحاجة ماسة الى البكاء في هذه اللحظة وسمعته يقول لها بصوت هادىء:
" أظن أنني لست راغبا في الأفلات منها".
منتديات ليلاس
صمتت سامنتا للحظة فيما تسارعت خفقات قلبها كالمجنونة وتمنت لو رافقت بيل الى لندن في الصباح وتفادت بذلك هذا اللقاء والشكوك التي ولّدها ,لكنها سمعت نفسها تقول ببطء:
" أنني ذاهبة الى أسكتلندا برفقة بيل يا بارني أنا بحاجة الى التفكير في العديد من الأمور".
" وهو لن يتوانى عن أستغلال الفرصة اتي سنحت له ,. آه! يا سامنتا لا تتصرفي بهذا المقدار من الحماقة ".
" كف عن التصرف وكأنك مالك أمري , سأرافق بيل وهذا قرار نهائي".
نهضت عن كرسيها فيما مكث بارني ينظر اليها بعينين قاسيتين فاضتا عزما وقال لها:
" ليس نهائيا يا عزيزتي , لم أنته منك بعد".

نهاية الفصل الثاني


اماريج 20-01-11 12:26 AM


3_ عنترة

" سوف أتوقف- عفوا نتوقف , لقضاء اللي في بلدة بوينز هل تعرفينها؟".
كان بيل يتكلم أثناء مرورهما على طريق عصفت بها الرياح .
" أنها في منطقة البحيرات أليس كذلك؟".
كانت سامنتا قد نسيت أن الرحلة الى أسكتلندا تستغرق أكثر من يوم وتقع منطقة البحيرات في منتصف الطريق ويرتاح فيها معظم المسافرين الى أسكتلندا.
" أنها قرية رائعة وهي أكثر هدوءا من غيرها في منطقة البحيرات وفيها مناظر طبيعية لا تقل جمالا عنها".
منتديات ليلاس
" آه- مضت سنوات عدة على زيارتي الأخيرة للبحيرات , وأظن أنها المرة الأولى التي أذهب فيها الى بوينز".
صمتت لوهلة تفكر لا بد أن يكون بيل قد حجز مسبقا غرفة له فيما قد تجد صعوبة في أيجاد غرفة لها فقالت:
" أتساءل أن كنت سأوفق بغرفة لنفسي أذ تحجز الغرف مسبقا عادة أليس كذلك؟".
ألتفت بيل للحظة نحوها ورأت ملامحه الوسيمة وقد فاضت بتعابير لم تعهدها من قبل ثم قال لها بلطف:
" ليس دائما , لكنني فضلت التأكد من الأمر فخابرت فندق ستاغ وحجزت لك غرفة فيه حالما أيقنت أنك سوف ترافقينني- لم أشأ أن تغيري رأيك في اللحظة الأخيرة".
" شكرا لك على أهتمامك بي".

لم تكن متأكدة من تحمسها لمحاولة بيل تولّي شؤونها بنفسه لكنها كانت عاجزة في الوقت الحاضر عن القيام بأي عمل حيال هذا الأمر وسمعته يقول لها:
" أهلا وسهلا بك".
لم ترق لها اللهجة التي أستعملها فقالت:
" لا- لن أنزل ضيفة عليك لكنني شاكرة لك حجزك غرفة لي".
" أرجو أن تعتبري نفسك ضيفتي يا سامنتا , فأنا الذي دعوتك".
" لكنني قادرة على دفع ما يتوجب عليّ , وأفضل ذلك يا بيل , أن كنت لا تمانع".
قطّب حاجبيه للحظة ثم رفع رفع كتفيه مذعنا , وقال:
" لك ما شئت , فالمهم لي هو رفقتك".
كان الفندق صغيرا وقديما وقد أضنى الجوع سامنتا بعد هذه الرحلة الطويلة فألتهمت وجبة الطعام المقدمة لها بشهية ثم خرجا سوية للتمتع بغياب الشمس فوق البحيرة , وراحت سامنتا تتأمل القوارب الصغيرة المتأرجحة على صفحة مياه البحيرة الهادئة وعلى متنها بعض السياح وقد جلسوا يتمتعون بجمال المناظر الطبيعية من وسطها ,ورغبت في أن تفعل مثلهم.
سمعت بيل يقول لها وكأنه قرأ أفكارها:
" ما رأيك في أن نلحق بهم؟".
منتديات ليلاس
أبتسمت سامنتا وأومأت أيجابا:
" عظيم- تبدو لي فكرة رائعة".
جلسا في مقاعدهم بين عدة رجال رجال ونساء آخرين , بدا كأنهم يبحثون عن جو رومنطيقي يعيش فيه كل واحد منهم أحلامه برفقة حبيبه , وأبتسم لها بيل حين لاحظت الأزواج ومد ذراعه بتردد على حافة القارب من ورائها.
لم تعترض على حركته لكن قلبها راح يخفق بسرعة جنونية حين راحت أنامله تداعب ذراعها بلطف بعد أن بحر الزورق الى عرض البحيرة , ألتفتت نحوه ونظرت اليه مرتبكة فقال لها:
" المنظر رائع أليس كذلك؟".
" أجل رائع".
عادت سامنتا الى تأمل الطبيعة من حولها وغرقت في سحر الجبال المحيطة بالبحيرة والمكسوة بالغابات الظليلة فيما أنعكست أشعةالشمس المطفأة تدريجا على صفحة الماء الساكنة وكأنها من الذهب الصافي وأرتاح جسم سامنتا لا شعوريا على ذراع بيل لكنها شعرت فجأة بأنامله تداعب أذنها اليمنى فألتفتت نحوه وصاحت :
" بيل".
صدمها فجائية حركته خاصة أنها كانت مسترسلة في التفكير ببارني تتساءل هل توقف عن ملاحقتها وعن حاله ومكانه , وأذ بوجه بيل الوسيم وأبتسامته تنتشلها من أحلام اليقظة وتعيدها الى الواقع ,وسمعته يقول لها بصوت خافت وهو يدل الى الناس من حولهم:
" يبدو لي أن الجميع يفعلون ما فعلت".



اماريج 20-01-11 12:27 AM

" لكننا مختلفان عنهم".
" أظن أنك على حق".
بدا خائب الظن وشعرت ببعض الذنب لتأكدها من أنها مستمرة في أعطائه الأنطباع الخاطىء عن نواهايا بمرافقتها له فأبتسمت ورأته يستجيب بسرعة أذ قال:
" هل أنت نادمة على مجيئك برفقتي".
" لا يا بيل , كنت بحاجة الى الأبتعاد الى مكان حيث........".
وكادت أن تكمل جملتها ب( الى مكان حيث لا يقدر بارني اللحاق بي) لكن تذكرت أن بيل يجهل تماما حقيقة علاقتها ببارني.
" رأيتك غارقة في الأفكار , هل من أمر يقلقك؟".
منتديات ليلاس
" لا أبدا فالعم نيكولاس يعلم بمكاني أو بالأحرى أنه يعرف أنني في طريقي الى أسكتلندا برفقتك".
" وهل من مانع في ذلك؟".
" كلا ,لم يمانع".
تفادت النظر اليه وهي تجيب فقد أعتراض العم نيكولاس بشدة على قرارها لكنها أصرت أنها لن تقبل الزواج على النحو المقرر , وأنها بحاجة الى التفكير به أولا ثم تقرر نهائيا أن كانت تريد الزواج من بارني أو لا , وهي تظن أن الجواب سيكون نفيا وأيقنت أن بارني سيلقى كل التشجيع على الأستمرار في ملاحقتها من قبل العم نيكولاس الذي كانت تعرف قوة أرادته وعناده.
سكت بيل قليلا برغم يقينها أنه لم يقتنع تماما بكلامها ثم ساعدها على الترجل من الزورق وعادا الى الفندق.
منتديات ليلاس
جلسا في البهو المريح وراحا يتكلمان عن مواضيع شتى لكنهما تفاديا الخوض في أسباب مجيء سامنتا الى أسكتلندا , وكانت تفضل عدم التطرق الى الموضوع في الوقت الحاضر رغم شعورها بتململ بيل لهذا الأمر.
صعدا الى الطابق العلوي في ساعة متأخرة ودعها بيل عند باب غرفتها وعانقها بلطف قائلا :
" طابت ليلتك يا سامنتا وأحلاما سعيدة".
" طابت ليلتك يا بيل".
دخلت غرفتها وأوصدت الباب وأتكأت لبعض الوقت عليه فيما راح قلبها يخفق بسرعة ولم يكن مجهود تسلق السلم هو سبب الخفقان الوحيد , شعرت سامنتا أنه ينبغي ألا تتعلق كثيرا ببيل قبل أن تنفصل نهائيا عن بارني , وعضّت على شفتها فيما راحت تطأطىء رأسها حائرة , تهورت في مرافقتها بيل الى أسكتلندا وهو لن يستطيع الأمتناع عن تفسير علاقتها به على أنها تتعدى مجرد صداقة عابرة وسوف تجد نفسها في وصع معقد من جديد.

و سمعت فجأة قرعا خافتا على بابها فقفزت لذهولها ووقفت مشدوهة لبعض الوقت تحدق بالباب قبل أن تقرر فتحه.
لم يكن بيل هو الطارق بل بارني الذي وقف في الباب يبتسم وكأنه يعتبر زيارته لغرفتها بعد منتصف الليل كأمر طبيعي جدا, وراح قلبها يخفق بشدة ولم تكن متأكدة أبدا أن كان الغضب أو الأنفعال وراء توهج خديها.
دفع بارني الباب محاولا دخول الغرفة لكنها تصدّت له قدر المستطاع فيما برقت عيناها بفورة الأحاسيس التي أجتاحتها تلك اللحظة , وهمست له بقوة خشية أن يسمعها نزلاء الغرفة المجاورة:
" أذهب عني".
" أردت أعلامك بوجودي هنا".
كان لا يزال يبتسم فهزت سامنتا رأسها وقالت متوسلة:
" أرحل وأتركني وشأني , وكيف بالله علمت بمكاني؟".

برغم غضبها, شعرت بفضول لمعرفة الأسلوب الذي أستعمله للعثور عليها بهذه السرعة.
" هذا سهل جدا , طلبت من بريغس أن يحضر سيارتي الى برايتون البارحة ولحقت بكما الى هنا".
" لا يحق لك ملاحقتنا".
" طبعا يحق لي ذلك حين يهرب برفقة خطيبتي".
وصمت لوهلة وكأنه أكتشف أمرا ما ثم تابع:
" وهل أخبرته عني؟".
" لا........ لا,طبعا لم أخبره".
وأبتسم بسخرية وقال:
" آه فهمت , أنا غرض من السهل تصريفه أليس كذلك؟".
" لم أعد خطيبتك".
أبتسم وراح يحدق بثغرها وكأنه مسحور به وقال:
" لم تعودي خطيبتي؟".
منتديات ليلاس
مد ذراعيه وضمها الى صدره يعانقها بقوة لكنها قاومته بشدة وأفلتت منه وقالت:
" أرجوك أن ترحل عني".
" الى غرفتي؟ طبعا........".
" كلا أريدك أن ترحل بعيدا عني , كف عن ملاحقتي يا بارني لا حق لك أن تلاحقني في وقت أحتاج فيه الى بلورة الأمور في ذهني".
" أن كانت بلورة الأمور في ذهنك تقتضي الأنفصال عني فأنني سألاحقك الى جميع أنحاء بريطانيا أن دعا الأمر يا عزيزتي , لن أدع هذا البطل الأسكتلندي يصطادك أمام عيني".



اماريج 20-01-11 12:30 AM

" أنت مخطىء يا بارني فهو يكتفي بمساعدتي على التفكير".
" آه!".
" أسكت".
" عفوا".
أبتسم لوهلة ورمق الممر الساكن ثم قال:
" طابت ليلتك يا حبيبتي , الى اللقاء في الغد".
" لا يا بارني لا".
سار في الممشى ثم ألتفت ولوّح لها بيده فشعرت بيأس شديد ينتابها.
حين نزلت سامنتا في الصباح التالي لتناول الأفطار كان بيل قد سبقها الى القاعة وراح ينظر اليها بفضول وما أن جلست حتى سألها:
" هل قضيت ليلة مريحة؟".
" نعم – شكرا".
منتديات ليلاس
صب بعض القهوة فيما راح ينظر اليها قائلا:
" ألم تسمعي ضجة في الممشى بعد أفتراقنا بقليل؟".
" ضجة؟".
" أصوات , سمعتها وكان مصدرها قرب غرفتك , بدا لي وكأنه جدل بين شخصين لكن لا أستطيع الجزم لأنهما كانا يتهامسان- ألم تسمعي شيئا؟".
ترددت سامنت لوهلة وشعرت أن بيل لا يزال رجلا غريبا عنها برغم موافقتها على السفر الى أسكتلندا برفقته والتعرف على عائلته , وما ستكون ردة فعله متى أخبرته عن بارني؟".
" أظن- أظن أننس سمعت شيئا".
" هم ... هم! ربما كان هذا الرجل وزوجته يتجادلان فهي تسكن في الغرفة المجاورة لك".
" ربما".

تمنت في قرارة نفسها لو تناسيا الموضوع لكنها شعرت طيلة الأفطار بالذنب حيال بيل , وكانت تراقب بقلق مدخل القاعة منتظرة دخول بارني الذي وصل لحظة أنتهائها من الأكل ,وأستغل بارني فرصة أستدارة بيل ليلوح لها بيده لكنها تجاهلت حركته.
لكن مجيء بارني حرّك من جديد شعورها بالذنب نحو بيل فتنهدت بعمق وقررت الغوص في صلب الموضوع فقالت:
" بيل".
نظر اليها نظرة متسائلة ثم قال:
" ما بك؟".
" لست متأكدة من صواب فكرة مرافقتي لك وخاصة الى بيتك".
تفحصها مطولا ثم قال:
" أنا متأكد الآن من أن هناك ما يقلقك".
منتديات ليلاس
" لا ليس فعلا , أنما أظن, آه , أظن أني لم أكن صريحة معك كليا يا بيل".
" صريحة؟ وما قصدك........؟".
" أنا..............".
وراحت تحدق بفنجان القهوة الفارغ أمامها تحاول جاهدة أيجاد الكلمات المناسبة للتعبير ومد بيل يده وأمسك أصابعها المرتجفة وقال:
" أنت مشغولة البال يا سامنتا , أدركت هذا الأمر منذ غادرنا برايتون البارحة".
" أنني آسفة ... لم تكن رفقتي مسلية أليس كذلك؟".
" لا بالعكس- لكن هناك شيء , يقلقك وأود المساعدة أن أمكن ذلك".
" أنت لطيف جدا يا بيل".

" لقد سبق أن قلت لي هذا".
وحدق بها يتفحصها لوهلة ثم قال:
" لا أظنك تفرين من زوج مزعج أليس كذلك؟".
" لا, معاذ الليه".
وأبتسم قائلا:
"آه ".
" أنه خطيبي بالحقيقة".
رمقها متعجبا وكأنه يحاول معرفة أذا كانت جادة أم لا ثم قال:
" خطيبك؟".
" نعم , أو بالأحرى كان خطيبي , وأنا فسخت الخطبة ".
" عظيم – وما سبب القلق أذن , فأنت حرة طليقة الآن وأين المشكلة؟".
" لست متأكدة من كوني أصبحت حرة......".
" لكنك قلت لي لتوك أنك فسخت الخطبة".
" صحيح".

صمتت لوهلة تتساءل عن الطريقة التي تمكنها من التفسير له أن بارني رفض فسخ الخطبة بينهما , وأدركت أن الأمور سوف تسوء أن قرر بارني اللحاق بها الى منزل بيل وهذا ممكن , فأصرت على كلامها قائلة:
"فسخت أنا الخطبة لكن بارني لا يقبل بهذا الأمر".
" بارني؟ آه أنه الرجل الذي أرسل لك الأزهار".
قال بيل وقد تذكر الأسم الذي قرأه على البطاقة في فندق برايتون.
" نعم , أنه الرجل ذاته".
" ولكن هل أفهم منك أنه كان موجودا هناك في الفندق في برايتون؟".
" لا, ليس في الفندق نفسه, أقتفى أثري الى بلدة صغيرة في مقاطعة ساري , وحين غادرتها لحق بي الى برايتون , تركت الفندق الأول لأه نزل فيه ولكن...".
منتديات ليلاس
ورفعت كتفيها مستسلمة:
" ولكن كيف عرف بمكانك وأرسل لك الأزهار".
وأومأت أيجابا ثم قالت:
" لا أعرف لماذا فهي المرة الأولى التي يتصرف فيها بهذا الشكب".
" آه فهمت ".
" آه يا بيل و أنني آسفة , ليس من العدل أن آتي معك من دون أن أقول لك السبب لكنني آمل أنه متى أدرك أنني عازمة على الذهاب الى أسكتلندا فربما توقف عن ملاحقتي".



اماريج 20-01-11 12:30 AM

" هل أفهم منك أنه لا يزال يتبعك ,يا للهول! هل تعنين أنه هنا الآن؟".
وأومأت سامنتا وقررت ألا تخفي عنه شيئا من الحقيقة فقالت:
" وصل ليلة أمس – لقد تبعنا أو بالأحرى تبعني من برايتون ".
وهز رأسه غير مصدق وقال:
" يا ألهي, ينبغي مكافأته على مثابرته ".
" أنه رجل عنيد جدا لا يستسلم أبدا".
أغاظتها نبرة الأعجاب التي لمستها عند بيل , ونظر اليها بيل وأبتسم قائلا:
" لا أستطيع لومه , فلو كنت أمرأتي لما تخليت عنك بسهولة".
" لكنني لست أمرأته , لقد سبق أن قلت لك أنني لن أعود اليه حتى ولو لحق بي الى نهاية الكون".

وشعرت في هذه اللحظة أنها واثقة كل الثقة بكلامها ,وسطعت عيناها وفاضتا غضبا محقا , ثم تابعت:
" لن أوافق على هذا الزواج مهما حاولوا أرغامي على ذلك".
ونظر اليها لوهلة مندهشا للحماس الذي أبدته ثم قال:
" وهل من أحد يفكر في أرغامك على الزواج؟".
" آه أنك لا تعرف بارني".
" ما سمعت عنه حتى الآن يجعلني غير متشوق أبدا للتعرف اليه لكن هل قلت أنه كان هنا ليلة أمس؟".
" نعم , لقد رأيته بعد قليل من أفتراقنا".
وضاقت فتحة عينيه حين تكلم قائلا:
" آه فهمت الآن فتلك الأصوات التي سمعتها لم تأت من جوار غرفتك بل من داخلها .... صحيح أم لا؟".
" ليس فعلا- أتى بارني وطرق بابي لكن لم أسمح له بدخول غرفتي".
" آمل أن تكوني قد فعلت ذلك , يا لجسارته على ملاحقته لك كل هذا الطريق".
ألقى بنظرة سريعة ومتكبرة على المطعم المزدحم حوله وسألها :
" وهل هو في المطعم أيضا؟".
منتديات ليلاس
" نعم وللأسف".
وأتجهت بنظرها الى حيث جلس بارني وحاول بيل متابعتها ثم سألها:
" وهل هو ذاك الرجل الذي يشبه عاشقا أسبانيا".
كادت سامنتا أن تنفجر ضحكا للتشبيه الذي أستعمله لكنها سيطرت على نفسها وقالت:
" أظن ذلك- فهو داكن الملامح".
" وهو يغازل بالنظرات تلك الفتاة الجالسة الى الطاولة المجاورة له".
" هذا هو حتما بارني".
نظر ليها معجبا وقال:
" لكن أن كان متلهفا الى أستعادتك فلماذا يتصرف على هذا النحو؟".
" هذا خارج عن أرادته , ولكن اللوم لا يقع عليه بكامله فالنساء يلاحظنه دائما وهو يظهر لهن أنه لاحظهن أيضا".
بدا بيل مستاء جدا وتساءلت سامنتا أذا كانت قد أعطته أنطباعا خاطئا عن بارني أذ سمعته يقول:
" أرغب في ضربه ضربا مبرحا".

" أظن أنه تعوّد على وجودي بالقرب منه وعلى أعتباري جزءا من الشركة".
" من الشركة؟".
" نعم , فالوصي عليّ ,عمي نيكولاس , ووالد بارني أسسا شركة تجارية للتصدير منذ سنوات وهما شريكان وصديقان ,وقد أصبح بارني الآن شريكا ثالثا لها والجميع يؤلفون عائلة كبيرة سعيدة وهنا تكمن المشكلة فالكل كان يعتبر أنني سوف أتزوج من بارني حالما أبلغ السن المؤهلة لذلك.
" ولقد بلغت السن الآن".
" لسوء الحظ , بلغت الواحدة والعشرين ولكنني لست حرة رغم ذلك".
" لا , مستحيل , في عصرنا وأيامنا هذه ألم يترك لك المجال للتعبير عن أرادتك الحقيقية؟".

" أظن أنني كنت أستطعت ذلك لو فكرت فيه لو لمرة لكنني لم أفعل , فكان الجميع يقولون أن سامنتا وبارني سيتزوجان يوما ما وأظن أنني كنت منجرفة مع التيار".
" الى أن ترددت وساورك الشك".
" نعم , منذ يومين وأثناء تجربتي لفستان الزفاف نظرت الى نفسي في المرآة وصحت: لا , أنهم يعبثون بي كقطعة من العجين , ولا أقوم بأي جهد للتفكير بذاتي وسوف أعيش حياة رتيبة مملة فأنتابني الذعر ولذت بالفرار".
" ولكن هذا الرجل لحق بك".
منتديات ليلاس
" نعم- وقبل أن يتسنى لي الأأبتعاد كثيرا فالمشكلة هي أنه يعرفني معرفة تامة وهو يستبق أفكري منذ ثماني عشرة سنة وتعود على تصرفاتي".
مد بيل بيده من جديد يحاول أن يؤاسيها وعصر أصابعها وقال:
" لا يحق لأحد أن يتعوّد عليك , فأذا كنت غير راغبة في الزواج منه فأنني سأضمن لك ذلك".
" أنت.........".
توقفت عن متابعة الكلام حين رأته يعبس في وجهها وهدها قائلا:
" أن قلت لي مرة أخرى أنني لطيف أضطررت الى أن أثبت لك العكس".
" أنني آسفة".
ضحك وهز رأسه ببطء ثم قال:
" بدأت أشعر وكأنني عنترة بن شداد , أحاول أنقاذك من الموت".
ونظرت سامنتا مجددا الى بارني الذي راح يتأملها بأبتسامة لطيفة وسرية على ثغره وكأنه يقول( كنت أجهل أن الأمر سيسوء الى هذا الحد)".

نهاية الفصل الثالث



اماريج 20-01-11 12:32 AM


4_سارق الزوجات

راح بيل ينظر الى سامنتا كما أعتاد بارني أن يفعل لكن عينا بيل كانتا أكثر تسامحا وتراءى لسامنتا أنها لمست فيهما محاولة جادة لتفهم دوافعها في هذه اللحظة أذ كانت تقول له:
" لا لأنني أرفض مرافقتك الى بيتك لكن ....... أظن أنه لا يحق لي أن أشركك في مشاكلي الخاصة".
كان بيل يقود السيارة على طريق ريفي مقفر مما أتاح له فرصة الألتفات نحو سامنتا بين الحين والآخر أثناء الكلام وقال يذكرها:
" لا تنسي أنني مزجوج كوني أساعدك على الهرب".
" وأنا شاكرة لك يا بيل".
منتديات ليلاس
كانت صورة بارني لاحقا بهما في سيارته السريعة تمنعها من التمتع بالطبيعة الخلابة من حولها وسمعت بيل يقول لها:
" لا ضرورة لشكري فأنا مسرور جدا بدور الفارس الذي أقوم به ما دام بارني لم يلحق بنا".
ورمق المرآة ثم أضاف:
" خيل لي رؤية سيارة وراءنا على مسافة قريبة".
" أنه حتما بارني".
قطب حاجبيه ثم قال:
" لقد سوي الأمر أذن , أن كان بارني أقترب منك الى هذا الحد فأنني لن أتركك بمفردك في النزل , عليك مرافقتي الى البيت".
" لا يا بيل أرجوك لا , أفضّل ألا آتي الى بيتك فأنت لا تعرف بارني , لا أريد أن يأتي ويقوم بعمل غير لائق في بيتك وفي حضور عائلتك".
" أتظنين أنه قد يقدم على عمل كهذا؟".
وهزت برأسها ثم أعترفت قائلة:
" لست أدري لكن أفضل عدم المجازفة يا بيل أرجوك".
" أنا أفضّل أن تأتي الى البيت حيث يمكنني مراقبتك عن كثب".
" كلا يا بيل , أنك تغمرني بلطفك لكنني لن أزج عائلتك في مشاكلي , أنا المسؤولة عن رعونة تصرفات بارني الحالية وأعرف كيف أواجهها بمفردي".

تمنت لو كان ما قالته صحيحا لكنها شعرت أنه لا حق لها في أشراك بيل وعائلته بخلافاتها مع بارني , فأبتسمت لبيل ووضعت يدها على ذراعه ثم قالت بصوت ناعم:
" سأكون على ما يرام في الفندق المحلي وبأمكاني اللجوء اليك عند الضرورة".
" أرجو أن تلجأي اليّ فقد غدوت شخصا مهما جدا في حياتي يا سامنتا".
أبتسمت مرتبكة بعض الشيء فهي تدرك أن بيل يتوقع شيئا واحدا منها مما يعني أحتمال أنتقالها من ورطة الى ورطة وهذا ما لم تكن مستعدة له أذ يكفيها ما تعانيه مع بارني.
" أنت فارس نبيل جدا يا بيل وأقدّر لك هذا كثيرا".
رمقها ثم أبتسم بمكر وقال:
" أرجو ألا تحسبي أن هوايتي هي القيام بهذا الدور , لا أدري ما أنتابني لكنني أدركت في اللحظة التي رأيتك فيها في فندق برايتون أنك أمرأة فريدة من نوعك".
منتديات ليلاس
" بيل".
وقاطعها بسرعة قائلا:
" حسنا , حسنا , يكفيك ما تعانين من مطاردةبارني لك فلن أستعجلك أكثر من ذلك لكنني لا أريدك أن تفكري أنني أساعدك الآن لدوافع أنسانية فقط".
تنهدت سامنتا وقالت:
" سأتذكر كلامك ".
كان نزل قرية بارشيل الصغير جميلا جدا أعجبت به سامنتا كما أعجبت بالقرية بكاملها , وقفت الى نافذة غرفتها تتأمل البيوت المتناثرة على الجبال الشاهقة ومن بينها منزل كبير من الحجر الرمادي وسط أشجار خضراء ظليلة
وهو المنزل الذي أشار اليه بيل أثناء دخولها القرية قائلا:
" لن أكون بعيدا أن أحتجت اليّ , وسوف أعطيك رقم هاتفي".



اماريج 20-01-11 12:33 AM

تساءلت سامنتا عن عدد النزلاء الذين يتسع لهم النزل وتمنت لو أمتلأت الغرف قبل وصول بارني.
سمعت دويّ محرك سيارة تتوقف أمام الفندق فألقت نظرة عليها وأكدت لها تشريف الأستاذ بارني ولم تمر دقائق قليلة حتى سمعت وقع خطى ثقيلة تصعد الدرج الخشبي وتمر أمام غرفتها فتنهدت.
أغتسلت وبدّلت ملابسها مستسلمة لقدرها وأدركت أن بارني مصمم على اللحاق بها أينما ذهبت وهي عاجزة تماما عن منعه وما كادت تنتهي من تصفيف شعرها حتى سمعت قرعا طفيفا على الباب فوقفت لا تحرّك ساكنا بل راحت تحدق في صورتها في المرآة ثم أستدارت ونظرت الى الباب حائرة.

" سامنتا".
أرتاحت لكونه يتكلم بصوت خافت لكنه عاود قرع الباب بقوة أكبر من قبل فسارعت الى فتحه قبل أن ينتبه الآخرون.
رأته واقفا أمامها بقامته الطويلة وبشرته الداكنة وقد أنارت أبتسامته ظلمة الممر وباردها بقوله:
" مرحبا يا حبيبتي".
شعرت برغبة عارمة في الضحك لكنها تماسكت وأتشح وجهها بتعبير من القساوة وقالت:
" أرحل من هنا , أرحل من هنا يا بارني وألا ناديت........".
منتديات ليلاس
عرضت أبتسامته ووضع قدمه على العتبة ثم قال ضاحكا:
" بيل سميث؟".
" سأنادي صاحب النزل وأقول له أنك دخلت غرفتي عنوة وأعتديت عليّ".
هز رأسه معاتبا وضحك ثم قال:
" هذه لعبة قديمة يا حبيبتي وهو لن يصدقك أبدا".
" طبعا سيصدقني".
لكنه أستمر يهز برأسه وقال:
" أنه على علم بكل شيء فلقد أخبرته".

" وبم أخبرته؟"
تراجعت مدهوشة حتى أنها لم تفكر في الأحتجاج حين دخل غرفتها وأغلق الباب:
"ماذا قلت له يا بارني؟".
أبتسم مجددا وراح ينظر اليها بتهكم مراقبا ردة فعلها:
" قلت له أن زوجتي فرّت مع رجل وأنا أحاول أقناعها بالعودة".
وأتسعت عينا سامنتا غير مصدقتين:
" زوجتك؟ زوجتك؟".

أومأ أيجابا من دون أن يتوقف عن الأبتسامة :
" أنت.... يا لك من كاذب".
" كلامي قريب الى الحقيقة , فبعد أيام معدودة ستصبحين زوجتي!".
" لست زوجتك ولن أصبح أبدا".
" أنا متأكد من العكس يا حبيبتي , بعد.... آه في أي يوم نحن؟".
" لا يهمني في أي يوم نحن – لن أتزوجك يا بارني لن أتزوجك".
وقال لها بصوت ناعم وهو يتقدم خطوة نحوها:
" لقد قطعت عهدا بذلك".
وقبضت على يديها حين رأته يتقدم وقد سطعت عيناه وفاضتا عزما , زاد من قلقها وتمنت لو كان بيل بجانبها يساعدها.
" لم أقطع أي عهد , بل..... بل....".



اماريج 20-01-11 12:35 AM

" أن قلت أنك أرغمت على ذلك فسوف أتصرف معك بعنف كما نصحني صديقنا صاحب الفندق".
" ماذا.... ماذا قال؟".
" نصحني بالتصرف بقساوة , يبدو أن ضرب الزوجات الفارّات من ضمن التقاليد المحلية ومن الأفضل لك أن تتذكري هذا الشيء حين تقررين أستبدالي ببيل سميث".
" لا أصدق ذلك".
منتديات ليلاس
" لا تصدقين ماذا؟ أنهم يضربون زوجاتهم؟ .... آه لا أدري يا حبيبتي فالأسكتلنديون رجال أشداء".
" لا أصدق شيئا مما تقوله".
" كما أنني لا أصدق أنك أرغمت على الزواج مني , لقد وافقت بملء أرادتك وأكره أن أترك في الكنيسة بمفردي في اللحظة الأخيرة".
" آه , فهمت , لقد جرح كبرياؤك , أنت لا تشعر بأي شيء نحوي , لكنك لا تحب أن تتخلى عنك أمرأة وهذا هو سبب ملاحقتك لي عبر البلاد , كان يجب عليّ أن أدرك هذا الشيء من قبل".
وسألها بصوت هادىء:
" وهل أنتهيت من التجوّل؟".

" أنتهيت , بأمكانك الآن العودة بمفردك الى المنزل".
" وأتركك مع البطل الأسكتلندي هذا, كلا يا حبيبتي ,لن أرحل ألا وأنت معي".
" عليك الأنتظار طويلا أذن ,وتوقف عن منادتي حبيبتي".
" لماذا؟ لا تنسي أنه يفترض بي أن أغازلك , وأن أحاصر قلعة قلبك القاسي وتعلمين أنني لا أستسلم بسهولة".
" آه , بارني أرجوك , لا , لا أريدك قربي".
بدا وجهه الداكن جديا كل الجد ودنا منها الى مسافة قريبة جدا مما جعلها تضطرب , كان تسارع ضربات قلبها شيئا جديدا لم تعرفه من قبل , وقد أربكها حدوثه مع بارني , فهي لم تشعر مع بارني من قبل بأي من العوارض التي تمر بها الفتاة العاشقة عادة .

هزت برأسها فمد يديه نحوها ولم تتمكن من تفاديهما وشعرت بذراعيه تلتفان حولها وتضمانها الى صدره:
" لا يا بارني لا.....".
لم يأبه لصيحة التوسل هذه بل عانقها لبعض الوقت ثم أرخى قبضته , ففتحت عينيها لترى وجهه وقد فاض منه تعبير لا تعرفه, كانت قد رأته جديا مرات عديدة وغاضبا أحيانا لكن التعبير هذا كان جديدا عليها وجعلها ترتعش.
" لن يأخذك مني, تبا لي أن سمحت له أن يأخذك مني".
" بارني!".
" حضّري أمتعتك , أنني عائد بك الى حيث تنتمين".
" كلا!".
منتديات ليلاس
ومضت عيناه سخطا كما لم ترهما من قبل وأرتعشت خوفا حين نظرت اليه
ثم تنهد بعمق وهز رأسه ببطء وقال:
" حسنا.... لك ما شئت !".
" تعني أنك ستعود الى المنزل وتتوقف عن ملاحقتي".
فوجئت بنفسها تشعر بمرارة لأستسلامه في هذه اللحظة وبهذه السهولة.
لكنه هز برأسه وأفتر ثغره بأبتسامة عريضة حين قال:
" لا يا حبيبتي , لن أعود الى المنزل , أذا كنت مصرة على متابعة الهرب فسألحق بك , أن كنت تودين تصعيب الأمور فلك ما شئت".
" لن يدعك بيل....".



اماريج 20-01-11 12:36 AM

لكنه أستمر في هز رأسه وبدا واثقا من نفسه الى حد كبير وقال:
" بيل سميث لديه شركة يديرها , وهو عاجز عن ملازمتك طيلة الوقت".
" هذا أستبداد!".
شعرت بالدموع تكاد تنهمر من عينيها وأنزعجت لأحتمال أكتشافه حالتها النفسية فهو سيعتبر الدموع علامة ضعف وهي لا تريد الظهور بمظهر الضعف أمامه بعد أن قطعت شوطا طويلا على طريق التحرر.
" لا أبدا".
" وأنت كيف تترك عملك في الشركة؟ فبأستطاعة بيل أن يتركه أيضا".
وحدق بها لثوان عدة ثم قال بصوت هادىء:
" لأسباب عدة أولها أنني حظيت بموافقة شريكي الكاملة , ثانيها أنني أشك في أن يهمل بيل شميث عمله من أجل قضية خاسرة".
منتديات ليلاس
وصاحت به:
" لست قضية خاسرة , ولن أقبل التصرف وكأنني ملكك ولن أعود معك أبدا , أنني باقية هنا".
" الى الأبد؟".
بدا كأنه عاد الى مزاجه الساخر كعادته وباتت تدرك أنها لن تستطيع كبت دموعها مدة طويلة , لكنها قالت:
" ما دمت راغبة في ذلك , حتى تعود أنت الى البيت".
رأته وقد شرع في الضحك بصوت ناعم وهو يهز رأسه ثم قال:
" لن أعود ألا برفقتك, أذهب متى تذهبين وليس قبل".
حين أتى بيل في الصباح التالي لزيارتها بادرته قائلة بصوت يائس:
" أنه مصمم على ملاحقتي أينما ذهبت".

شعرت ببعض الأستياء لعدم قدومه ليلة البارحة لكنها كانت تدرك أنه أضطر الى مجالسة عائلته بعد غياب طويل , وشرح أسباب عدم مرافقتها له الى البيت كما كان مقررا.
وكررت بأصرار:
" أنه مصمم يا بيل , فهو عنيد أنني أعرفه جيدا".
" أصدق ذلك".
" وهل تعتقدين فعلا أنه سيبقى هنا؟".
وأومأت سامنتا أيجابا:
" نعم سيبقى فهو ينفذ دائما ما يعلن عنه , آه بيل ما عساني أن أفعل؟".
لاحظت سامنتا في هذه المرة الأضطراب على وجه بيل وتساءلت عن أسباب التحول الذي طرأ عليه ثم تكلم بعد صمت طويل:
" سامنتا....".
كان واضحا أنه يجد صعوبة في التعبير عما يخاله وأرتعشت خوفا حين ألتمست ما يدور في ذهنه:
" كنت أتكلم لتوي مع السيد مالك وفوجئت بفتور أستقباله لي.......".

أخفض عينيه وراح يحدق في يديه وأيقنت سامنتا ما سيقوله.
" سامنتا .... بارني هذا يدّعي أنه زوجك!".
ولم تتمكن من أخفاء المرارة التي شعرت بها حين قالت:
" وأنت صدقته؟".
أدركت أن بيل مستاء حتما من أتهام الناس بأنه سارق زوجات الآخرين ,لكنه كان بأمكانه أن يصدقها هي عوضا عنهم وسمعته يحتج قائلا:
" لم أقل أنني صدقته...".
لكن كان واضحا لسامنتا أنه صدقه.
" لكن تصديق السيد ماك في للخبر يضعني في موقف حرج يا سامنتا".
" أظن أنك على حق".
منتديات ليلاس
" وهو لن يتأخر عن نشر الخبر ولن يطول الأمر حتى يعلم أهل القرية برمتها أنني جئت مع زوجة فارّة".
" لكنني لست زوجة فارّة وأنت تعلم ذلك يا بيل".
" أنا أعرف ذلك ولكن من غيري يصدق ؟ أنني أعرف أولئك القوم منذ زمن بعيد وأنا متأكد أنهم سيتخذون موقفا صارما حيال الأم هذا".
" ماذا تعني بالضبط يا بيل؟ هل تحاول أفهامي أنني بت مصدر أزعاج لك".
" لا ألومك يا سامنتا لكن ملاحقته لك من مكان الى آخر تشكل دليلا أضافيا على صحة أدعاءاته ,ألا توافقين على ذلك؟".
" لا أوافق على شيء".
شعرت بدموع الغضب والقهر تحرق عينيها فجلست مكموشة اليدين على وشك الأستسلام لأبتزاز بارني والعودة الى المنزل برفقته , لكنها سمعته يقول لها:
" هل أنت باقية هنا؟".
" لست أدري".



اماريج 20-01-11 12:37 AM

هزت رأسها ببطء ثم رفعت عينيها تتفحصه بصمت لبرهة فيما أخفض عينيه ثم ضحكت وقالت:
" أظن أن لا جدوى من بقائي بعد ما حصل".
نهضت من كرسيها ونظرت اليه مرة أخيرة وقالت:
" أراهن أنك مسرور الآن لأنني لم أرافقك الى بيتك , أليس كذلك؟".
" سامنتا.......".
" آه , لا تشغل بالك , فهناك حتما أماكن أخرى أستطيع الذهاب اليها , وهناك حتما فرسان آخرون متى أحتجت اليهم , شكرا لمساعدتي يا بيل".
نهض بسرعة عن كرسيه ورأت وجهه يلتوي تأسفا فيما حاول أمساك يدها:
" أرجوك يا سامنتا , لا ترحلي وفي ذهنك هذه الصورة السيئة عني".
منتديات ليلاس
ونظرت اليه فرأت أمامها رجلا لطيفا وعاديا- لربما هذا هو السبب الذي حال دون تمكنه من مجابهة أستياء الناس الذين عرفهم طيلة حياته , وذلك بغض النظر عما يدعي ,أنه يكن لها من حب ومودة , فمجابهتهم تتطلب حقا رجلا كبارني وهو رجل أبعد ما يكون عن اللطافة والأعتيادية.
كانت القاعة خالية من الناس حين نزلت في الصباح التالي لتناول الأفطار ورماها صاحب الفندق بنظرة عدائية حين بادرته قائلة:
"هلا أعطيتني فاتورتي؟".
ولم تفتها النظرة التي ألقاها الى الأعلى وكأنه فكّر ببارني وسألها:
"أنت راحلة أذن؟".
" نعم شرط أن أستطيع الحصول على سيارة أو أي وسيلة أخرى تنقلني الى أقرب محطة , هل هذا ممكن؟".
" هذا ممكن أن وجدت ويلي براون وأن لم يحالفك الحظ فعليك السير الى المحطة".

" وهل هي بعيدة؟".
كانت مصممة على الرحيل رغم محاولاته المفضوحة لثنيها عن قرارها.
" حوال الخمسة كيلومترات".
" خمسة كيلومترات".
راحت تحدق به غير مدقة وخيّل اليها رؤية أبتسامة تعلو ثغره حين عاد الى أعماله ,ثم سألها بعد لحظة:
" ألا تنوين تناول الأفطار قبل رحيلك؟".
" لا أستطيع قطع مسافة خمسة كيلومترات على الأقدام حاملة حقيبتي".
" أنها فعلا خطوة شاقة يا سيدتي".
لم تأبه للمعاني المبيتة في ملاحظته الأخيرة بل جلست حزينة وقالت:
" أظن أن لا خيار لي".
ألتفت نحوها ظافرا وكأنه خطط بدقة حواره معها وأبتسم قائلا:
" بأمكانكأن تطلبي من زوجك أن يقودك الى المحطة".

" لكنه ليس زوجي – ولا يحق لك أن تدعي أنه زوجي".
ألتفت نحوها , وراح يحدق بها بعينيه النافرتين وسط وجهه المحتقن وقال:
" بدا لي أنه رجل شريف وهو يدّعي أنك زوجته وأميل الى تصديقه".
" أما أنا فلست زوجته , وأنني راحلة الآن أن تناولت أفطاري أو لم أتناوله وأرفض البقاء ليلة أخرى في المكان ذاته معه- أرجوك أن تحضر لي فاتورتي".
هزّ كتفيه العريضتين ثم دخل الى الغرف الداخلية وعاد بعد دقائق وبيده الفاتورة فسددت قيمتها بسرعة وتسلمت وصلا منه من غير أن يتكلم أي منهما.
" سأحضر لك حقيبتك".
وصعد السلم قبل أن يتيح لها الأجابة.
" شكرا لك".

نظرت بقلق الى حقيبتها الثقيلة وأدركت أن حمل حقيبتها والسير بها على الطرق المقفرة والمتعرجة عمل شاق جدا أذا ما قورن برفاهية سيارة بيل ورفقته.
" هل لديك فكرة عن أسلوب ذهابك الى المحطة؟".
تجاهلت سؤاله رغم أنها لاحظت الأبتسامة الظافرة التي رافقته وخرجت من الفندق.
كانت الطريق سيئة التعبيد لكنها أستطاعت أن تسير على حافتها المكسوة بالعشب.
أشتدت حرارة الشمس بسرعة فاقت توقعاتها وشعرت أن وزن الحقيبة يزداد مع كل خطوة تخطوها , كانت قد توقفت في المقهى وخابرت العم نيكولاس الذي لم يشجعها أبدا فأكتفت بأخباره أنها غادرت الفندق وأتجهت نحو مكان آخر تجهله.
منتديات ليلاس
وضعت حقيبتها على الأرض ووقفت تمسد ظهرها من التعب وخلعت حذاءها لأراحة قدميها , خيل لها للحظة أنها تسمع صوت محرك سيارة فألتفتت لكنها لم تر شيئا.
وقفت عند حافة الطريق وسط الحقول الشاسعة وراحت الشمس تنعكس على شعرها الذهبي الأحمر الذي شعّ بألف لون وأنهمرت فجأة دموع الأرهاق والقهر على خديها وتأوهت:
" آه – لا – هذا بارني".



اماريج 20-01-11 12:39 AM

تعرفت بسهولة الى سيارة بارني الحمراء تسرع نحوها فأغمضت عينيها وكأنها تحاول طرد حلم مزعج ولما فتحتهما كانت السيارة قد أقتربت منها أكثر فجلست على حقيبتها مستسلمة لقدرها.
توقفت السيارة بعد قليل وأدركت حين رأت أبتسامته الساخرة أنه كان يتوقع أن يجدها في هذا الوضع المرهق , فتح باب السيارة وترجل منها ثم سار نحوها ووقف أمامها يتأملها لبعض الوقت واضعا يديه على خاصرتيه ثم سألها:
" هل أكتفيت؟".
أنفجرت سامنتا في البكاء , أسرع نحوها وضمها بين ذراعيه فدفنت وجهها المغبر ودموعها المنهمرة في قميصه الأبيض النظيف ,وسمعته يهمس في أذنها وبصوت متسامح وأن لم يخل من بعض التململ:
" لماذا تتصرفين بهذا العناء؟ أنت تعلمين أنه لم يكن ضروريا أن تفعلي هذا".
" أردت الأبتعاد عنك".
منتديات ليلاس
رفعت وجهها ثم فركت عينيها وتمنت لو كان لديها منديل تمسح به وجهها:
" تفضلي".
قدم لها منديلا أبيض فقبلته وتمتمت عبارة شكر , فيما راحت تمسح وجهها من دون أن تدرك أنها لا تزال واقفة بين ذراعيه.
" هل تشعرين بتحسن؟".
حين رأته يبتسم لها أنتبهت الى أنه ما يزال يضمها فأفلتت منه وقالت:
" نعم , شكرا لك".
" وهل أنت مستعدة للعودة الى رشدك والركوب معي في السيارة".
" كلا".
وضع يديه على خاصرتيه وراح ينظر اليها من جديد وكأنها طفل عنيد يرفض التعلم ثم قال:
" كفاك عنادا – لا يمكنك متابعة السير بهذه الحقيبة اللعينة وأنت تجهلين وجهة سفرك في أي حال".
" أقرر ذلك متى بلغت المحطة".
" أذا بلغت المحطة؟ لن تبلغيها أبدا على هذا المنوال".
" سأتدبر أمري".

ألقت نظرة على الطريق المتعرج أمامها وغاص قلبها , وأدركت أنها لربما فشلت في الوصول الى المحطة بمفردها ومن الأفضل قبول عرضه في الوقت الحاضر وقال ملحا:
" لن تنجحي – وأنت تعرفين ذلك!".
نظرت اليه ورأت أنه غير مستعد لقبوله أية معارضة منها وشرعت تقول:
" بأستطاعتي....".
لكنه أنحنى فجأة وحملها بين ذراعيه ونجح في الوقت ذاته في خلع حذائها ورماها على مقعد السيارة قائلا:
" لن أقف النهار بكامله أتجادل معك بل ستسمعين كلمتي ولو لمرة واحدة".

ثم ذهب وأحضر حقيبتها وشعرت بأرتياح عظيم لجلوسها أخيرا على مقعد مريح وأمتنعت عن الأحتجاج في الوقت الحاضر.
وضع الحقيبة في مؤخرة السيارة ثم جلس وراء المقود وأدار المحرك ثم ألتفت نحوها وقال:
" كل شيء على ما يرام؟".
أومأت أيجابا .
قطعا مسافة قصيرة بصمت الى أن بانت لهما مباني قرية صغيرة وراحت سامنتا تبحث عن محطة القطارات , وتجاوزا فجأة مبنى حجريا صغيرا فألتفتت اليه وصاحت:
" بارني".
لم يكلف نفسه عناء النظر اليها بل أبتسم وقال:
" أنها لقرية جميلة أليس كذلك؟".
"مررنا لتونا أمام المحطة يا بارني".
" أعرف ذلك- لكن لا حاجة للمحطة بعد الآن فأنا معك".
" لا أريدك معي".

نظر اليها وقطّب حاجبيه معاتبا ثم قال:
" لا تقولي هذا يا عزيزتي , فأنني أوفر عليك ثمن العديد من تذاكر السفر".
" لا أريد العودة الى المنزل يا بارني".
" سيتألم العم نيكولاس لسماعه ما قلت".
" أدركت الآن أن العم نيكولاس شرير مثلك فهو يحالفك وهذا ظلم".
" طبعا هو يحالفني رغم أنك تتصورين الأمر وكأننا عصابة".
" يريدني أن أتزوجك للغرض ذاته الذي تريده أنت والعم روبرت , فأنتم تؤلفون عصابة ضدي".



اماريج 20-01-11 12:39 AM

" آه , تتكلمين وكأنك طفلة يتيمة مرمية في الشارع , كفاك هذا فأنت تعلمين أن أبي ونيكولاس يحبانك بقدر ما أحبك أنا".
" هنا تكمن المشكلة ويا للأسف , يجدر بك على الأقل أن تشعر نحوي بطريقة مختلفة عنهما".
" وكيف لي ذلك ما دمت تصديني كل الوقت".
نظرت اليه لبعض الوقت حائرة وتساءلت أذا كانت تسيء الحكم عليه لكنها هزت رأسها بعزم وقالت:
" أنا متأكدة من أنك مهتم بي لأنه لربما تخيلت عن الزواج منك وأنت تكره هذه الفكرة وقد تفعل أي شيء لأتخلى عن قراري , وقد ترغمني حتى على الذهاب معك الى الفراش.......".
منتديات ليلاس
رأت يديه تنكمشان بقوة على المقود فتبيض المفاصل وأيقنت أنها تمادت في أستفزازه فقالت:
" ينبغي عليّ أن.....".
كان يحدق بصمت في الطريق أمامه وقد أنكمشت أسارير وجهه بتوتر وأدركت أنه يجاهد للتغلب على فورة أعصابه وبدأ بعد قليل بالعودة تدريجيا الى الهدوء ثم هز رأسه وكأنه يحاول التخلص من فكرة ما.
" أنت صعبة الأقناع , لكنني سأنجح في أقناعك حتى ولو قضيت العمر كله........".
صمتت لوهلة ثم ألقت نظرة خاطفة حولها وشعرت بفكرة جديدة بدأت تتكون في ذهنها وقالت أخيرا:
" أنني بحاجة الى أجازة , الى تغيير الأجواء".
" أنت في أجازة الآن".
" نعم".
ثم أضافت بعد أن ألقت نظرة متسائلة عليه:
" تريد أقناعي بصدق شعورك نحوي فهل أنت مستعد لمرافقتي حول البلاد؟ الى كل الأماكن التي أقرر زيارتها؟".
سكت لوهلة ثم قال:
" أفهم منك أنك عازمة على الأستمرار في حياة التشرد هذه".

ووافقت قائلة:
" أجل , فأنا سعيدة جدا بهذه الرحلة بأستثناء حالة أو حالتين".
" طبعا سعيدة للأزعاج الذي تسببينه لي وللطريقة التي جررت بها صديقك الفارس بيل من أنفه".
" لم أجره من أنفه".
" وكيف تمكنت من التخلص منه؟".
ترددت عن أخباره بحقيقة ما حصل لأدراكها أنه سوف يسر بها لكنها أعترفت قائلة:
" صدّق هذه القصة السخيفة التي أخبرتها للسيد ماك في , صدق أنني زوجتك".
أنفجر ضحكا كما توقعت وقال لها:
" وتخلى عنك وكأنك أفعى سامة وقعت بين يديه , آه يا عزيزتي المسكينة لقد خيّب فارسك النبيل أملك أليس كذلك؟".
" وأنت السبب , لو لم تنشر هذا الخبر الكاذب والشنيع لكانت الأمور سارت على أحسن وجه".
منتديات ليلاس
" الأمور تسير على أحسن وجه بالنسبة اليّ , نجحت في تحقيق أهدافي وفي حملك على مرافقتي حتى ولو أضطررت أن أعدك بالتجوال في أقطار البلاد".
ونظرت اليه سامنتا مبتسمة أبتسامة كان أرتاب منها لو رآها ثم قالت:
" من الأفضل لك أن تتريث قبل التصريح عن رغبتك في مرافقتي حول البلاد فأنني أشعر برغبة في بسط جناحيّ والتحليق بمفردي وقد لا تحسب ذلك".
رمقها لبرهة ثم أبتسم وقال:
" هذا أمر مستبعد- مستبعد جدا........".

نهاية الفصل الرابع



اماريج 20-01-11 12:41 AM


5_ كوخ الرسام

قررت سامنتا أنتهاز فرصة وجود بارني في مقهى الفندق للخروج بمفردها وأكتشاف الأماكن المحيطة بالفندق , أحبت قرية ( بريميرين) منذ لحظة وصولهما اليها , ورضخ بارني لقرارها بالبقاء فيها ولة لليلة واحدة رغم أنه كان يفضل الأبتعاد عن قرية بارشيل لمسافة أكبر , دخلت خلسة الى المقهى ورأت بارني محاطا بمجموعة من الرجال يتحادثون بجماس فخرجت من دون أن يلاحظها وتوجهت بعيدا عن القرية.
راحت تسير على درب من الحجارة المغطاة بالأعشاب يصل حدائق الفندق ببحيرة صغيرة , وما لبثت سامنتا أن وجدت نفسها على حافة الماء فشرعت تتأمل البحيرة الممتدة على طول الوادي الأخضر الخلاب.
منتديات ليلاس
وتراءى لها بيت صغير من الحجر الرمادي وسط غابة من الأشجار وكأنه حلم لا واقع ,توجهت سامنتا نحوه لا شعوريا برغم بعد المسافة- أختفى البيت عند منعطف من الطريق ولم تر نفسها ألا وقد دخلت الحرج الصغير المحيط به وألتفتت تتعجب للمسافة الشاسعة التي قطعتها وأذا بها تفاجأ بصوت يرحب بها:
" مرحبا بك – هل تهت؟".
أستدارت بسرعة وأبتسمت لاشعوريا لمخاطبها:
"" كلا , كنت أقيّم المسافة التي قطعتها".
" من الفندق؟".
ثم أضاف بعد أن أومأت أيجابا:
" أنها فعلا لمسافة بعيدة".
كان مطابقا لصورة الفنان التقليدية ,شعر أشقر طويل , يتدلى على الكتفين ولحية شعثاء وبقع دهان تلطخ يديه وثيابه , ولم تكن سامنتا قد رأت عينين بزرقة عينيه اللتين كانتا تتفحصانها بجرأة وتقدير صريح
وتجاوبا مع ما في أعماق ذاتها سارعت الى كبحه وسألته:
" هل تسكن في البيت؟".
منتديات ليلاس
" نعم".
" أنت أميركي؟".
تعجبت لجرأتها في الحديث وهو شيء لم تعهده مع الغرباء .
" تقريبا أنا كندي بالفعل , وأنت أيضا لست من هنا فأنني أعرف فتيات القرية جميعهن".
أدركت سامنتا قصده من ملاحظته الأخيرة لكنها لم تزعجها ربما لكونه رجلا جذابا برغم مظهره وتكهنت أنه لا يلاقي أية صعوبة في الحصول على المرأة التي يريدها.



اماريج 20-01-11 12:43 AM

كانت متأكدة أنه لحق بأفكارها أذ رأته يبتسم فهزت رأسها وراحت نبضات قلبها تتسارع حين صافحت يده الملوثة بالدهان التي مدها نحوها قائلا:
" بيتر روبرتس".
" سامنتا داوليش".
عصر أناملها بين يديه وأبقاها مدة أطول مما تطلبه المصافحة العادية ثم قال لها:
" والآن بعد أن تعارفنا أرجو أن تعاودي زيارتك".
" لا أدري مدة بقائنا هنا".
أدركت أنها مرتبكة جدا بحضوره وكأنها تلميذة مدرسة أمام رجل ناضج يربكها الى أقصى حد .
منتديات ليلاس
" آه فهمت , أنت برفقة شخص".
" هناك بارني أيضا".
نظرت اليه وأدركت أنه يجهل ولا يبالي من قد يكون بارني , فبيتر روبرتس مهتم بها الآن من دون سواها.
" آه .... لست من أسكتلندا – أخبريني المزيد عن نفسك".
لم تستطع كبح الأبتسامة التي شقت ثغرها لنبرة سؤاله السلطوية ولم تتردد في الأجابة:
" لا أظنك تعرف القرية التي أسكنها , فهي تدعى ليتل ديببستول في مقاطعة ساري".
" أعرف ساري لكنني لم أزر ديبستول , أظن أنه ينبغي عليّ أن أقصدها يوما لأن الفرص سانحة حتما فيها".
وشرع يتأملها أثناء التكلم ولم يخف معنى كلامه المبيّت عن سامنتا , لكنها قررت أن تتعمد عدم الفهم وقالت:
" أنها قرية جميلة , لكنها هادئة جدا ولا مجال للتسلية فيها , ولا يستطيع المرء الأستغناء عن السيارة هناك".
" أملك سيارة وأجد دائما أساليب للتسلية أينما وجدت , هل عشت فيها مدة طويلة؟".
" منذ أن كنت في الثالثة من عمري".
" أنت فتاة قروية أذن".

أنتبهت الى تهكم ملاحظته فأنزعجت منه ورمته بنظرة معاتبة وقالت:
"لندن على مسافة بضعة كيلومترات فقط من القرية , لست فتاة قروية يا سيد روبرتس".
" أذن لست فتاة قروية , هل تحبين أسكتلندا؟".
نظرت سامنتا حولها الى الوادي والتلال المحيطة به والى صفحة مياه البحيرة المتلألئة ثم قالت:
" أنها رائعة الجمال".
ثم رمقته وقالت:
" أنت فنان أليس كذلك؟".
" أحاول أن أكون , من لا يستطيع الرسم هنا فهو عاجز عن أي أبداع , أنها لمنطقة رائعة".
ثم أضاف بعد أن حدّق فيها مطوّلا وأبتسم:
" أرجو أن تمكثي فيها مدة كافية لكي تتوطد معرفتي بك".

أخفضت سامنتا عينيها بسرعة وقالت:
" آه , أظن أننا سنبقى هنا ليوم أو يومين على الأقل , أحب هذا المكان".
" حسنا , لا أريدك أن ترحلي قبل أن يحصل شيء ما بيننا يا سامنتا داوليش".
أمسك يدها اليسرى وشعرت للحظة بأنامله تفحص أصبعها الوسطى ثم رفع يدها الى شفتيه ولثمها ضاحكا:
" لا أرى أثرا لروابط تأسرك , وأن كانت موجودة فهي ليست ظاهرة على الأقل".
بدأت سامنتا تشعر بموجة من الذعر الغريب والمثير في آن واحد وشبكت يديها بقوة بعد أن أفلتها وأدركت أن الأمور تسير بسرعة تفوق قدرتها على الأستيعاب برغم تمتعها بها فقالت فجأة :
" من الأفضل أن أعود أدراجي قبل أن يفتقدني بارني".
لم يحاول ثنيها عن عزيمتها أو الألحاح عليها كي تبقى مدة أطول بل وقف ينظر اليها بعينين برّاقتين الى أن أستدارت وشرعت في السير ,وقبل أن تتوارى عن نظره عند منعطف التفتت من جديد ورأته واقفا بقامته النحيلة والطويلة وقميصه المفتوح وشعره الأشقر يتتبعها بعينيه , فلوحت له بيدها لا شعوريا لكنه لم يكلف نفسه عناء الرد على التحية.
منتديات ليلاس
كانت مرهقة حين بلغت الفندق وقد أحمر خداها لكنها قررت ألا تبوح لبارني بلقائها مع بيتر خاصة أنه لم يكن قد لاحظ خروجها , فسوف يؤنبها حتما لو أخبرته عن مقابلتها لغريب.



اماريج 20-01-11 12:44 AM

كان النهار رائعا وتمددت سامنتا بكسل وأغمضت عينيها تقيهما نور الشمس وأسترسلت في التفكير باليومين المنصرمين , شعرت بالأرتياح للهدوء الذي ساد بينها وبين بارني في الفترة الأخيرة حتى أنها فكرت أن بأستطاعتها قضاء العمر بكامله في هذه القرية الساحرة لولا وجود المشاكل التي عليها مواجهتها كمشاريع العم نيكولاس والعم روبرت المتعلقة بزواجها من بارني وموعد العرس وثوب الزفاف.....
كان بارني متمددا الى جانبها فألتفت نحوها وأبتسم من وراء نظارتيه الداكنتين وقال:
" لماذا لا تضعين نظارات شمس".
" لست بحاجة اليها ولن أستطيع رؤية كل تلك الألوان الرائعة أذا وضعت نظارات داكنة".
منتديات ليلاس
" لن تستطيعي رؤية أي شيء أذا ما أتلفت عينيك".
" آه- كفاك أبداء النصائح يا بارني , تتصرف وكأنك العم نيكولاس ".
" ربما لأنني أقوم بدوره الآن والله يعلم أنك بحاجة دائما الى وصي".
" تتصرف معي وكأنك مسؤول عني منذ الصغر , وتسمح لنفسك هذا لكونك تكبرني بثماني سنوات".
" يا للباقتك ,ما أبعدك عن لباقة السيدات".
" أنك تشكو من عقدة تفوق".
" وهل موجودة هذه العقدة ؟ سمعت بعقدة النقص".
" لن تتكون لديك عقدة نقص أبدا".
" لو كان لدي عقدة نقص لما تحملتني يوما واحدا".
وأستدارت مجددا لشدة أضطرابها وكأنها بدأت تشعر بالخجل نحوه أو بغيرة من الأحاسيس التي بدأ بارني يولدها فيها:
" كنت أنعم بالشمس ولا أفكر بأي شيء وها أنت تعكر مزاجي بأختلافك جدلا".
" لم أكن البدىء بل أنت".
" أحدنا البادىء".
راحت تتأمل صفحة المياه الهادئة وتذكرت فجأة البيت الرمادي الصغير على ضفة البحيرة وسط الأشجار.
لم تفكر ببيتر روبرتس طيلة هذين اليومين وأذ به يملأ ذهنها في هذه اللحظة بالذات الى أن باتت لا تستطيع مقاومة الرغبة في زيارته , بمفردها طبعا , فقالت:
" أرغب في السير بمحاذاة الماء".
منتديات ليلاس
ونهضت بسرعة ثم أضافت:
" لا أريدك أن ترافقني أبدا ".
" ليس في نيتي أبدا أن أرافقك فلا أظن أنك معرّضة لأي خطر أثناء سيرك على ضفاف البحيرة".
" لا أبدا , لا خطر عليّ".
لكن شيئا ما في نبرتها أنذره بالعكس فجلس ووضع ذقنه على ركبتيه وحدق بها يتفحصها لبعض الوقت وقد خلع نظارته ثم قال:
" أظن أنك تخبئين شيئا ما في جعبتك".
" وكيف لي ذلك وأنا لا أملك جعبة؟".
" كفاك مناورات , من أين لك هذا النشاط المفاجىء؟".
" أشعر أحيانا بالنشاط هكذا".
" لا- أشعر أنك تخبئين شيئا- ماذا يجول في ذهنك؟".
" لا شيء.... لا شيء أبدا".
لكنه لم يقتنع بل أمسك معصمها بقوة وأبتسم أبتسامة ساخرة وقال بصوت قاس:
" أن هربت مني مرة أخرى حطمت عنقك يا سامنتا , أقسم لك".

نظرت اليه بأحتقار , ثم أفلتت يدها من قبضته وراحت تمسد معصمها وقالت بثبات:
" أنا ذاهبة في نزهة ولا أظن أنه يلزمني نيل موافقتك على كل خطوة أقوم بها- لم نبلغ هذا الحد بعد".
" سامنتا".
بدا متألما من كلامها وغاضبا وكان بأمكانها أن تعود اليه وتوضح له أنها لم تعن ما قالته لكنها تابعت سيرها متجهة نحو البيت الصغير .
عضت على شفتها لشعورها بالأثارة لفكرة زيارتها البيت الصغير ومقابلة صاحبه , أحست برغبة جامحة في مواجهة تحدي عيني بيتر روبرتس مهما كانت النتائج , وكانت تشعر برغبة غامضة في الأثبات لبارني أنها لم تصبح مستعدة بعد للأستقرار في دور الزوجة.
تساءلت أثناء سيرها أذا كان الواقع الوحيد في زيارتها الحالية هو أثبات شيء ما لبارني , فكان الوضع بينهما يتطور بسرعة كبيرة وشعرت أنها كانت دائما تستبعد بارني عن الأحلام الرومنطيقية التي تنسجها كل فتاة في مخيلتها.
منتديات ليلاس
نادرا ما كانا يتجادلان بهذا الحماس من قبل وأدركت أن شعورا جديدا قد تولد في علاقتهما بات يدفعها الى الحياء منه عوضا عن التوجه اليه في كل شاردة وواردة كما كانت تفعل من قبل , لقد كتمت عنه خبر لقائها ببيتر روبرتس وزيارتها له الآن وهو رجل تعرفت عليه منذ يومين ولم يخف عنها كونه يفكر بشيء واحد حيالها.



اماريج 20-01-11 12:46 AM

لم تكن تجرؤ على التفكير بردة فعل بارني لهذا الشيء لكنها شعرت برغبة خفية في أن يكتشف أمرها , وكأنها تود أنتهاز الفرصة لأثبات له أن بيتر روبرتس بالنسبة اليها لا يختلف عن.... النساء اللواتي يعجبن ببارني ويستجيب لهن بسرعة.
وصلت أخيرا الى البيت الصغير وقد أتعبتها المسافة الطويلة ورأت الباب مفتوحا كما في زيارتها الأولى لكن قلبها راح يخفق بسرعة كبيرة حين رأت رأس بيتر الأشقر وقد أنحنى فوق لوحة رسم عند أحدى زوايا البيوت الخارجية.
أدركت أنه لم يفقد أيا من الجاذبية التي لمستها في زيارتها الأولى لكنها ترددت عن توقيفه عن العمل الذي أنكب عليه.
بدا لها وكأنه حيوان مفترس مشدود العضلات وقد جلس على كرسي عال لا يعير أهتمامه الا للوحته التي كان ينجزها , وكان يلون اللوحة التي تظهر مشاهد طبيعية صيفية الألوان زاهيتها فيضفي عليها ألوانا فاقعة وقاسية تزيد من جمالها.
منتديات ليلاس
لم ينتبه الى وصولها فأستدار بسرعة وحدق بها مدهوشا حين تكلمت وسرعان ما أبتسم مرحبا بها:
" أهلا بك , كنت آمل أن تأتي لزيارتي من جديد".
" كنت مارة صدفة من هنا فقررت أن أعرج عليك وأحييك".
تفحصتها عيناه الزرقاوان بتأن ثم أبتسم وقال:
" أنا مسرور لقدومك".
" أرجو ألا تكون منهمكا في أعمالك ".
رفع كتفيه ثم أشار الى اللوحة وقال:
" لن يصيبها أي مكروه ,ما رأيك فيها؟".
" أنها لوحة رائعة".

عبرت بصدق عن رأيها وأدرك بيتر ذلك فأبتسم :
" هل أنت متأكد من أنني لن ألهيك عن أعمالك".
ضحك بصوت ناعم ومرر أصابعه في شعره ثم قال:
" أظن أنك قادرة على ألهاء أي رجل- أن حاولت أو لم تحاولي".
فاقت جرأة مديحه هذا جرأة ألوان اللوحة وأدركت سامنتا لتوها أنه رجل مقدام لا يعرف التردد وبدأت الشكوك تساورها حول صواب قرارها بالمجيء لزيارته بمفردها.
" لا أريد مقاطعة صفاء حالتك".
منتديات ليلاس
" رؤيتك تزيد من صفائها , ما رأيك ببعض القهوة؟".
ترددت حيال قبول دعوته لكنه أصر قائلا:
" تفضلي , تفضلي سأحضر بعض القهوة".
لم يكن أمامها خيار آخر سوى قبول دعوته فدخلت البيت وأشار الى كرسي خال فجلست فيما قصد المطبخ وشرع في تحضير القهوة وكان بأمكانه متابعة التحديث اليها ورؤيتها لقرب المطبخ من الغرفة حيث جلست فقال لها مبتسما:
" الى أين قلت أنك متوجهة؟".

" ليس لدينا أية وجهة سفر محددة بل نكتفي بالتجول لبعض الوقت".
" وهل أنتما فارّان من العدالة؟".
أغضبتها وقاحة سؤاله فحدقت به حانقة:
"لا , طبعا لا".
لم يكترث لردة فعلها بل أبتسم وقال:
" أنها مجرد فكرة خطرت لي , أذن فهذه رحلة العمر أليس كذلك؟".
" تقريبا".
كان من الصعب تفسير الأمور لشخص غريب وشعرت بأرتجاف يديها في حضنها لكنها أضافت:
" شعرت .... عفوا , شعرنا برغبة في مشاهدة بعض أنحاء البلاد ليس أكثر".
منتديات ليلاس
" أنت وزوجك .... لقد لمست أثر الخاتم على أصبعك المتوسط وهو لا يزول ألا بعد زمن طويل".
وتفحصت لا شعوريا أصبعيها ولاحظت الأثر البسيط في مكان الخاتم الذي خلعته حين قررت مغادرة المنزل.
لم يحاول تبرير تطفله أو الأعتذار فأجابته:
" بارني ليس زوجي".
" فهو عشيقك أذن".
" كلا".
كانت أكيدة من أنه سيفكر في أن بارني عشيقها ولربما أعطى ألف تفسير لزيارتها له لكنه لم يكن مكترثا أن كان عندها عشيق أو عشرة عشاق وسمعته يقول لها:
" أنه مجرد تكهن......".
" أنني أعرف بارني منذ زمن بعيد وهو بمثابة أخ لي".
" أخ لك!".



اماريج 20-01-11 12:47 AM

أبتسم وعاد الى الأهتمام بالقهوة ثم أتى بها وأعتذر عن عدم وجود الحليب ثم جلس على كرسي فوق كومة من الثياب والأحذية وقال وهو يشرب من فنجانه.
" أذن أنت تسافرين من دون وجهة معينة برفقة أخيك هذا".
وأومأت سامنتا بالأيجاب وقد أربكها عدم تصديقه لها ثم قالت:
" نوعا ما".
" يبدو لي أنك من نوع النساء اللواتي أحبهن يا سامنتا .... عيشي يومك ولا قلق بشأن الغد , أليس كذلك؟".
منتديات ليلاس
وافقت مترددة فضحك من جديد وقال :
" غريب , فنادرا ما أحظى بالحكم على أمرأة لكنني صنفتك في عداد النساء التقليديات اللواتي لا يعاشرن ألا الرجل الذي يتزوجن منه".
" قد أكون أحداهن".
" وكيف لك أن تكوني أحداهن وأنت تتجولين في أنحاء البلاد برفقة هذا الرجل الذي تدعين أنه أخوك؟".
" نعم , فهو كذلك , بارني , آه...... أنه مختلف".
" حتما هو مختلف".
" سيد روبرتس!".
" آه لا داعي للصراخ ولا تضطربي لكلامي أرجوك أن تناديني بيتر فلا أحب من يناديني بكنيتي , لم أكن أفتري على أخيك هذا بل أدعو له بالتوفيق".
" أظن أنك مخطىء في فهمك لعلاقتنا".
وضعت فنجان القهوة على الطاولة كي لا تفضحها رجفات يديها ورأت وميضا في عينيه بعث فيها القلق وبدأت تتمنى لو كان بارني معها رغم أنها كانت تدرك أنها قامت بزيارتها هذه لتلقينه درسا, وسمعت بيتر يسألها:
" ألا تحبين قهوتي؟".
" أنها قوية جدا – لكن شكرا لك على تحضيرها لي".
أنحنى الى الأمام ووضع رأسه بين يديه وراح يتفحصها متسائلا ثم قال:
" لدي أنطباع أنك على وشك الفرار , أليس كذلك؟".
ترددت حيال تقبل ما قاله فلعلها مخطئة في شأنه لكنها شعرت بأرتخاء شديد في ساقيها وشعرت أن الشك الذي يساوره ظاهر بوضوح في عينيها فقالت:
" أظن أنه من الأفضل أن أعود الى الفندق لعل بارني بدأ يتساءل عن مكان وجودي".
منتديات ليلاس
" لو كان الأمر يهمه لرافقك".
" لكن هذا خطأ فهو يهتم بي".
" وهل قلت له أنك قادمة الى هنا؟".
" لا ليس فعلا أنما هو يعرف الأتجاه الذي سلكته".
" وهل سيلحق بك؟".
" لا أدري.... ربما".
وضع فنجانه على الطاولة ثم أنحنى مجددا وأبتسم قائلا:
" أنك فعلا تحيرينني يا سامنتا أنا عاجز عن التقرير أن كنت الفتاة الساذجة التي يدل عليها مظهرك أم أنك ممثلة بارعة؟".
" لست أيا منهما".
" آه , تعالي , ودعينا من هذا , أنت حتما أحداهما ,كنت أميل الى أعتبارك فتاة ساذجة لكن هذا لا يتماشى مع تجولك في أنحاء أسكتلندا برفقة رجل تدعين أنه ليس زوجك ولا عشيقك ولا أخاك كما أن هذا الوصف لا يطابق قدومك لزيارتي , ما هو سرك يا سامنتا؟".
" لا أسرار لدي".
نهضت من كرسيها وتوجهت الى الباب ووقفت لوهلة وقد سحرتها روعة المنظر الذي رأته وأنستها مشاكل الحاضر وقالت:
" كنت مهتمة بالتعرف اليك كونك فنانا , بكل بساطة".
" آه , فهمت الآن".

أقترب منها ووقف وراءها ولف خصرها بذراعه وهمس في أذنها:
" أود رسم صورتك يوما ما , لكن الآن هناك أشياء من الأفضل أن نفعلها".
وشدد قبضته على خصرها وأنحنى نحوها يحاول معانقتها وغار قلبها ذعرا بعد أن أدركت رعونة قرارها بزيارته وقالت له لاهثة:
" أتركني يا بيتر أرجوك لم آت لهذا الغرض".
لكنه لم يأبه وحاول معانقتها , فقاومته بشدة بيديها وقدميها وكادت أن تخور قواها حين فوجئت بيدين قويتين تقبضان على بيتر وتقذفان به بعيدا فيرتطم بحائط المنزل ويهوي على الأرض , جلس ينظر الى مهاجمه وعادت الأبتسامة الى ثغره ثم قال:
" أظن أنك بارني ولا أظن أنك أخوها كذلك".
بدا بارني أقل غضبا مما توقعت سامنتا ولم يسألها حتى أن كانت على ما يرام , مما أغضبها في تلك الظروف بل سمعته يقول له بصوت هادىء ومؤدب:
" ربما لأنني لست أخاها , وهل يفترض بي أن أكون أخاها؟".



اماريج 20-01-11 12:49 AM

رفع بيتر روبرتس كتفيه ولم يزل جالسا على الأرض وقال مبتسما:
" فهمت منها أنك بمثابة أخيها".
" وهل أدركت خطأك الآن؟".
وأومأ بيتر أيجابا وقال:
" حسنا يا صديقي , كنت أشك في ذلك من بادىء الأمر لكن فاتنتنا هذه أدعت أنك لست زوجها ولاعشيقها ولم أجد أي صفة أخرى تنطبق عليك".
" ما رأيك بخطيبها؟ سنتزوج في الثاني عشر من الشهر المقبل".
" آه , فهمت الآن".
وحدقت عيناه الزرقاوان بوجهها الغاضب وقال:
" لا تلعبين بصدق أيتها الفاتنة".
منتديات ليلاس
ثم أبتسم لبارني وقال:
" لكن أظن أن هذا التصرف من ضمن عادتهن أليس كذلك؟".
وشرعت سامنتا تقول:
" لم.........".
لكن بارني شدد قبضته على معصمها وضمها الى جانبه من دون أن ينظر اليها حتى حين تكلم:
" لا أظن أنا سنلتقي بعد اليوم يا سيدي , فأننا راحلان غدا صباحا".
" لا أريد.........".
لكن بارني رماها بنظرة حادة وقال لها:
" نحن راحلان , والى ذاك الحين أنصحك بعدم الأبتعاد عني حتى تتسنى لي مراقبتك".
كان هذا أسوأ ما يمكنه قوله في هذه اللحظة أذ أنفجر بيتر ضحكا وشعرت بكره شديد نحوه رغم أدراكها أنه غير مكترث أبدا بمصيرها.
لم يترك بارني معصمها ثانية واحدة أثناء عودتهما الى الفندق , وكأنه خشي أن تعود الى الهرب وألتزم بالصمت الى أن توقفا على مقربة من الفندق في مكان معزول ولاحظت أن الأرتياح باد على وجهه حين ألتفت نحوها يتفحصها بصمت ثم قال:
" لا تتعلمين أبدا من أخطائك أليس كذلك؟".
" أعرف تماما ماذا أفعل".
منتديات ليلاس
" آه لا أشك أبدا في ذلك ,فكنت تحاولين على طريقتك المتهورة الخاصة أن تثبتي لي أنني لست الرجل الوحيد في حياتك على غرار ما فعلت مع بيل سميث".
" كلا! لم...........".
" طبعا نعم , ما كنت تحاولين أثباته واضح تماما لكنك تختارين أغرب الأشخاص لأدوار تمثيلياتك , أخترت أولا دمية من دمى ملاكي الأراضي القدامى , وها أنت الآن تقعين على فنان فوضوي لكنني أهنئك على حبك للتنويع".
"توقف عن التصرف بالتعجرف هذا فأنت تجهل كل شيء عن شعوري ولست بحاجة الى حارس يتبعني الى كل مكان , لست بحاجة اليك".
" أهذا رأيك أذن؟ وكيف تتصورين أن الفصل بينكما كان سينتهي لولا تدخلي؟".
" كان بأمكاني أن أتدبر شؤوني بذاتي".

تمنت لو كان بأستطاعتها الصعود الى غرفتها لبلورة الأمور المبعثرة في ذهنها.
" كان بأمكانك أن تدبري شؤونك بذاتك! هل جننت يا سامنتا؟ لك يكن عاشقك الفنان هذا يمزح ألم تفهمي ذلك؟".
" لم يزعجك هذا الشيء كثيرا؟".
" لأنني لا أستطيع أن ألومه".
" ماذا؟ هل عليّ الأفتراض أن الذنب ذنبي؟".
" طبعا ذنبك- حين تذهبين لزيارة رجل يسكن وحده في مكان معزول فمن الطبيعي ألا يفكر ألا بشيء واحد".
" لم أدرك هذا".



اماريج 20-01-11 12:50 AM

ونظر اليها نظرة تعجرف أغضبتها ثم قال لها:
" لا أظنك بهذه السذاجة يا سامنتا بل أردت الأنتقام مني برغم أنكارك ذلك , ومقابلتك لصديقنا الفنان الملتحي تنبع من القرار ذاته , حسنا , أرجو أن تكوني راضية عن النتيجة".

زاد قلقها كونه أقترب من الحقيقة وتمنت لو توقف عن التحديق بها لكنها أعترضت على كلامه قائلة:
" لم يكن هنالك أية نتيجة , لم يحدث بيننا شيء سوى محاولته عناقي ولم تستطع الحؤول دونها".
" آسف أن خيبت أملك لكنني قلت لك أنني لا ألومه فهو كان يحاول أنتهاز فرصة لا تعوض".
" كما فعلت أنت مرارا حتما".
" ها قد عدنا الى الموضوع ذاته , أظن أنك ما زلت تشعرين بلسعة تلك العلاقات التي يفترض بي أن أكون أقمتها مع النساء؟".
" يفترض بك , لا غير؟".
وضحك فسطعت عيناه ثم ضمتها ذراعاه الى صدره الرحب وهمس:
" بت أصدق أنك تغارين يا حبيبتي".
وضحك مجددا حين هزت برأسها مستنكرة ثم قال ملحا:
" أنا متأكد من ذلك!".
منتديات ليلاس
" أنا لا أغار- أتركني الآن يا بارني- أتركني".
" لماذا أتركك , سنتزوج قريبا فلماذا تقاومينني بكل قواك كلما لامستك".
" لن أتزوج منك , أخبرتك بهذا مرارا – سأختار زوجي بنفسي متى رغبت في ذلك ولن أجبر على الزواج منك من أجل تلبية رغبة عائلتينا لا غير".
" أنا أيضا أرغب في الزواج منك , ألا تقيمين وزنا لهذا الشيء أبدا".
" كلا فأنت موافق على الزواج لأنه سيجمع شمل المؤسسة".
" يا لله يا عزيزتي تصورين الأشياء وكأننا في حرب داحس والغبراء".
" لا يهمني هذا , لن أتزوج منك يا بارني وهذا قرار نهائي".
" سوف نرى , من هو الرجل المقبل على لائحتك؟".
" يا لك من وحش , يا لك من وحش ظالم شيطاني وكريه".
" شكرا على لطفك".
" أنني أكرهك".

" يا للأسف أذ سوف تضطرين الى تحملي طيلة حياتك , بعد وقت قريب".
" أن كنت تظن أنني............".
" أعرف , أعرف".
وقطع عليها جميع أحتجاجاتها حين ضمها الى صدره وعانقها بلطف ولهفة.

نهاية الفصل الخامس


اماريج 24-01-11 04:21 PM


6_ آخران على الطريق

أمضت سامنتا ليلة هادئة وقد أدهشها هذا الأمر كونها تجادلت مع بارني من جديد أثناء تناولهما العشاء وخرجت لنزهة بمفردها بعد العشاء , فقدت السيطرة على أعصابها وداعبها بارني كعادته وكأنها طفلة مما زاد غضبها.
صعدت الى الفراش باكرا وتوقعت أن تعجز عن النوم طيلة الليلة لكنها ما لبثت أن غرقت في نوم عميق تخللته بعض الأحلام الغريبة رأت فيها بيل سميث وبيتر روبرتس يلحقان بها عبر ممرات طويلة ,وكلما فتحت بابا للتخلص منهما وجدت بارني واقفا خلفه ينتظرها , وأفاقت من حالة الأستياء لحتمية تواجد بارني أينما ذهبت.
وكما أعلن بارني , غادرا الفندق في الصباح بعد تناولها الأفطار لكنها فوجئت به يستشيرها حول وجهة سفرهما فقالت له أثناء توجههما نحو الطريق العام:
" يدهشني أن تكلف نفسك عناء أستشارتي!".
منتديات ليلاس
" لماذا؟ فالرحلة رحلتك وأنت تقررين وجهة سفرنا".
" بأستثناء بقائنا هنا , فهذا غير مقبول طبعا".
" طبعا , لكن مغادرتنا هذا المكان نابعة عن قرار حكيم , فلو بقينا هنا لكنت ذهبت الى منزل صديقنا الملتحي من جديد , وقد لا أصل هذه المرة في الوقت المناسب للحؤول دون قيامه بعمل غير لائق".
" لم يقم بعمل غير لائق".
ضحك لبرهة ثم قال :
" وكيف لا , كنت تقاومينه بكل قواك حين وصلت برغم أصرارك أن ما حصل هو مجرد عناق".
كان من الصعب عليها أنكار ما قاله لكنها لم تشأ الأعتراف بحقيقة شعورها في تلك اللحظة وخاصة بذاك الأرتياح العظيم الذي غمرها لوصوله في اللحظة الحرجة فقالت:
" كانت ردة فعل لا شعورية ".

" هل أنت متأكدة من ذلك ؟ لقد لاحظت أنك لم تقاوميني بهذه الضراوة حين عانقتك أنا".
" طبعا قاومتك".
" لا , لا ,حاولت جهدك أن تتفادي المعانقة لكنك تجاوبت كليا معها وكأنك أستمتعت بها حين حصلت".
" أنا!".
رمته بنظرة ساخطة بطرف عينيها , لكنه راح يضحك بصوت ناعم وكأنه يدرك تماما شعورها فقررت الأحجام عن الخوض في الموضوع خاصة أنها عاجزة عن تحديد حقيقة شعورها نحوه.
أدركت أنها باتت تجهل كل شيء عن مطاف الرحلة المستقبلي وتمنت لو أستطاعت ايجاد مخرج مشرف يخولها العودة الى المنزل بلا هزيمة , لو قبل بارني أن يتركها وشأنها لكانت توصلت الى قرار نهائي مهما كانت طبيعته لكنها باتت تدرك أكثر فأكثر مدى أعتمادها عليه وفي المواقف الحرجة خاصة وهي تجهل أن كانت تستطيع مواجهة أحداث السفر من دونه وسمعته يسألها فجأة :
" أين تريدين أن نذهب؟".

" لا أدري – الى أي مكان , لا فارق عندي".
" الى البيت؟ هل قررت الأستسلام أخيرا يا سامنتا؟".
هزت برأسها بثبات وقالت:
" كلا تابع القيادة وسوف نجد مكانا في طريقنا".
" عظيم!".
خيّل لسامنتا أنها لمست خيبة أمل طفيفة في نبرته.
سارت السيارة على طرقات ضيقة سيئة التعبيد مليئة بالحفر لكن الطبيعة الخلابة والشمس الدافئة غمرتا سامنتا أرتياحا فأسترخت في مقعدها وأغمضت عينيها وأسترسلت في أفكارها.
" بماذا تفكرين؟".
هزت برأسها وقالت:
"لن أخبرك, لا أود أشراك أحد في أفكاري".
" حسنا يا سيدة الأسرار , لكنك بديت لي وكأنك تخططين لشيء ما".
" أنت مخطىء , أهتم أنت بالقيادة ودعني أستمتع بالرحلة".
لفت أنتباهها شخص يسير على الطريق أمامها فرفعت رأسها وقالت:
" هناك شخص ينتظر سيارة تقله".
منتديات ليلاس
" هناك بالفعل شخصان , لكنني ظننتك نائمة ".
" لا أبدا , كنت أستمتع بالمناظر الطبيعية".
" كسيدة متفرغة".
" ولم لا؟".
باتت تستطيع التمييز بين الشكلين فأدركت أن هناك شخصا أطول من الثاني وكان الأثنان يجران أقدامهما تعبا فألتفت بارني نحو سامنتا وسألها :
" ما رأيك؟ هل نأخذ ركابا؟".
لم يكن من عاداته أقتراح شيء كهذا لكنها ما لبثت أن لاحظت شعرا أشقر طويلا يتدلى على كتفي الشخص الصغير القامة فرفعت كتفيها أذ شعرت أنها لن تنزعج من رفقة غرباء في هذه اللحظة خاصة أن الأرهاق باد بوضوح عليهما فقالت لبارني بتهكم:
" ولم لا , أظن أنهما بحاجة لمن يقلهما , وأتوقع أن تكون المرأة شاكرة لك في أي حال".



اماريج 24-01-11 04:22 PM

ضحك بارني ثم أوقف السيارة بالقرب منهما فألتفتا ونظرا اليهما وأبتسمت عينا الفتاة الزرقاوان حين وقع نظرها على بارني الذي سألها:
" هل تقصدان المكان الذي نقصده".
وأومأت الفتاة أيجابا بتلهف وقالت:
" نذهب الى حيث تذهبان".
وأمسكت لتوها مقبض الباب.
أبتسم لها بارني حين جلست في المقعد الخلفي وتذكرت سامنتا الفتاة الشقراء في فندق برايتون وأدركت أن هذا النوع من النساء الشقراوات لا يستطعن مقاومة أغراء بارني.

صعد رفيقها الى السيارة من دون حماس ولاحظت سامنتا أنه وسيم الملامح رغم تململه الواضح في هذه اللحظة وفسرت سامنتا ذلك على أساس أنهما تشاجرا حتما , وألتزم كل منهما بالصمت لبعض الوقت الى أن سألها بارني:
" الى أين أنتما ذاهبان؟".
تكلم الرجل قائلا:
" كنا نتمشى من دون هدف محدد".
" لكن المشي متعب في هذا الجو الحار".
وأجابت الفتاة من دون تردد وبنبرة متكلفة:
" طبعا , رفضت القدوم بادىء الأمر وأتمنى لو لم أدعه يقنعني بالعكس".
أبتسم بارني أبتسامة تفهم ونظر الى الفتاة الشقراء في المرآة ثم قال:
" لا بد أنك مرهقة الآن".
رماه الرجل بنظرة حادة وقال:
" كان بأمكاننا أن نتدبر شؤوننا بنفسنا".
منتديات ليلاس
" أنت تعبر عن نفسك فقط".
صاحت الفتاة ثم أستعادت بعضا من هدوئها وأبتسمت معتذرة لبارني وقالت:
" أنا آسفة , كنا نتجاجل كما ترون لكن لا يحق لنا أن نزعكما بخلافاتنا".
" لا عليك".
وأبتسم لها بارني في المرآة وفاض وجهها تحسرا وقالت:
" سئمت السير على الأقدام , أنني أكره أن أكون مرهقة , مغبرة وفي وضع غير مريح".
" أدرك شعورك تماما".
كانت المرة الأولى التي تتكلم فيها سامنتا وألتفتت نحوها الفتاة وكأنها تلاحظها للمرة الأولى أيضا , لكن الرجل قال:
" من الأفضل أن نعرفكما بأنفسنا , أسمي أدوارد وارن وهذه خطيبتي باتسي غودرن ".
" بارني فوستر وهذه خطيبتي سامنتا داوليش".

أوشكت سامنتا أن تحتج على كلامه لكنها أدركت أنه لن يجديها نفعا تفسير الأمور أذ سوف يظن الزوج أنهما في خلاف مثلهما , فصافحتهما وأنتبهت الى أن باتسي غوردن تفحصتها بتأن ولاحظت حتما غياب خاتم الخطبة عن أصبعها , وقالت تخاطب بارني مبتسمة:
"أشكرك كثيرا على توقفك ودعوتنا الى الركوب معكما فكنت موشكة على الهلاك".
وضحك بارني وقد بدأ يستمتع باللعبة ثم نظر اليها في المرآة .
" أدوارد رجل نشيط جدا وهو لا يدرك أنني لا أصلح للسير مسافات بعيدة على الأقدام ولقد أخبرته مرارا أنه بحاجة الى أمرأة قروية نشيطة لا الى حسنا من المدينة مثلي".
أبتسم بارني مترددا ثم قال:
" لا أتصورك أبدا من النوع الذي يهوى السير الطويل المدى".
منتديات ليلاس
" لست من هذا النوع أبدا وأضافة الى ذلك فأنا أكره السندويشات والقهوة المخزنة في الأوعية المبردة".
ضحك بارني وكان واضحا تعاطفه مع الفتاة وتساءلت سامنتا عن مدى أستعداده للأستمرار في موقفه المتعاطف هذا وتجاهله أستياء خطيبها الواضح , لكنها سمعته يقول:
" هناك فندق صغير نصله بعد قليل فما رأيكم أن نتناول الغداء أذا أمكن ذلك؟".
وصاحت باتسي قبل أن يتسنى لأي منهم التعبير عن رأيه:
" عظيم , فالجوع أرهقني".



اماريج 24-01-11 04:23 PM

ذكرها رفيقها بلهجة مستاءة:
"لدينا وجبة طعام معلبة وهي تكفينا".
تنهدت باتسي وكأنها مشرفة على الهلاك ثم قالت:
" قلت لك أنني سئمت السندويشات , أفضل وقعة ساخنة وأنني مصممة على ذلك , بأستطاعتك أنت أن تذهب وتأكل السندويشات في العراء أن أردت أما أنا فسأتناول طعاما شهيا وأستمتع به".
بدأت سامنتا تشعر بالأسى حيال أدوارد وارن لتمادي بارني والفتاة الشقراء في تجاهلهما شعوره وهو أضافة الى ذلك رجل وسيم وجذاب رغم تقطيبة حاجبيه المستمرة.
منتديات ليلاس
ألتفتت نحوه وأبتسمت قائلة:
" يسرني جدا أن تتناول الغداء معنا يا سيد وارن".
نظر الى الفتاة قبل أن يتجرأ ويبتسم لها ويقول:
" يسرني أيضا , أن كنت فعلا ترغبين ذلك".
رمته باتسي غوردن بنظرة متعجبة ومرتابة لكن تلهفها لتناول طعام شهي حال دون أبدائها أي أعتراض فقالت:
" لي فستان في حقيبتي- سوف أرتديه وأعود من جديد الى بعض التمدن".
قدم لهم صاحب الفندق وزوجته طعاما شهيا ولم يترددوا في طلب المزيد منه وأستغلت باتسي غوردون الفرصة لألتهام كمية كبيرة من الطعام وكأنها تخشى ألا تسنح لها فرصة مماثلة ألا بعد وقت طويل , وكانت قد أرتدت ثوبا أصفر يبرز جسمها ووضعت أقراطا في أذنيها وأنفردت بالحديث مع بارني طيلة الغداء تاركة سامنتا برفقة أدوارد الذي أنزعج لهذا بادىء الأمر لكنه ما لبث أن ظن أن الحظ قد يحالفه مع سامنتا فأعارها كل أنتباهه وسألها:
" هل تحبين المشي؟".
وأومأت سامنتا أيجابا فأنحنى بأتجاهها ووضع يده بتردد على يدها وقال:
" كان أفضل لي لو أتيت أنت معي في هذه الرحلة عوضا عن باتسي , فهي تكره المشي".
" لكن المناظر الطبيعية رائعة الجمال وخاصة في هذه المناطق".

" رائعة فعلا , أقول دائما لباتسي أنها لو أستطاعت التركيز على جمال المناظر لنسيت تعبها".
" لكن أظن أن السفر في السيارة يبقى أقل تعبا , أنني أتعاطف الى حد ما مع الآنسة غوردون خاصة أنها غير معتادة على المشي".
وألقى نظرة خاطفة على باتسي كي يتأكد أنها لن تسمعه لكنها كانت غارقة في حديثها مع بارني ثم عاد وألتفت نحو سامنتا وقال:
" أعتقد أنني ظلمت باتسي بعض الشيء , فهي لا تحب الريف كثيرا فيما أعشقه أنا".
" هذا يعقد الأمور أليس كذلك".
" آه , فقط أثناء العطل والأعياد وفيما عدا ذلك فنحن متفقان".
رمق باتسي التي كانت تتحدث مع بارني وتتودد اليه وقطب حاجبيه مستاء ثم قال:
" يبدو أنها أستلطفت رفيقك , أرجو ألا يتكون لديك أنطباع خاطىء عنها يا آنسة داوليش".
" كلا- حتما لا فأنا أعرف بارني".
" آه , فهمت فهو يحب رفقة النساء , وقد أوحى لي مظهره بهذا الشيء".
" بارني يتجاوب دوما مع المرأة التي تشجعه فهو يحب رفقة النساء ولا يتوانى عن أعلامهن بذلك".
منتديات ليلاس
" وأنت لا تمانعين في هذا".
أخفضت عينيها لأنها أدركت أنها مقدمة على كذبة أذ قالت:
" آه , لقد تعودت على تصرفاته وأنني أعرف تماما أن هذه الأمور لا تعني شيئا فلا أمانع؟".
" أنت فتاة عظيمة".
مد أدوارد يده وأمسك بيدها ثم قال:
" من المؤسف ألا يدرك حسن حظه".



اماريج 24-01-11 04:24 PM

سحبت سامنتا يدها بلطف وقالت:
" آه , بارني يدرك تماما من أنا".
وكانت تعرف تماما أنها تقول الحقيقة لكنها أضطربت لكون بارني نجح في أثارة غيرتها وقد صدمت لشعورها بالكره نحو باتسي غوردن لأستحواذها في هذه اللحظة على أهتمام بارني المطلق , كان شعور الغيرة هذا جديدا بالنسبة لها وقررت التخلص منه بأسرع وقت وسألت أدوارد:
" الى أين ستذهبان لاحقا؟".
رفع أدوارد كتفيه ثم رمق باتسي وقال:
" لست أدري , باتسي تفضل أن نعود الى البيت أما أنا فأود البقاء لمدة أطول".
" هل مضى وقت طويل على سيركما".
" ليس فعلا , نحن نسير منذ أربعة أيام".
روعتها الفكرة , لكنها حاولت أن تخفي عنه حقيقة شعورها فقالت:
"أنه وقت طويل لمن ليس متعودا على المشي , لماذا لا ترتاحان لبعض الوقت ثم تتابعان رحلتكما؟".
" أظن أنك على حق , بحيث يتسنى لباتسي ألتقاط أنفاسها".
" أعتقد أن الفندق هذا يستقبل النزلاء , لقد رأيت بعض الناس ينزلون الدرج هذا وراءك وكأنهم يقيمون هنا".
ألتفت الى الوراء وألقى نظرة على الدرج ثم قال:
" أنها لفكرة رائعة وأنني متأكد من أن باتسي ستسر بها".
" وأنا كذلك".
" وهل أنت والسيد فوستر باقيان أيضا؟".
" هذا جائز".
نظرت الى بارني وفاجأته بأبتسامة أربكته رغم محاولته لتجاهلها ومتابعة الحديث مع رفيقته وسمعت أدوارد يقول لها بلهفة:
" آمل ذلك , أود أن..... آه أنني آسف لا يحق لي قول ذلك".
" قول ماذا؟".
وأبتسمت تشجعه فأجاب:
" آمل أن تبقي أنت أيضا , أود ذلك كثيرا".
منتديات ليلاس
" أعتقد أننا سنبقى , فقرار البقاء يعود لي ولقد أحببت الفندق هذا فسوف نبقى فيه ليوم أو يومين , أذا وجدنا غرفا طبعا".
ورجع الى الوراء بغرور ثم قال:
" سأتحقق من وجود غرف وأفاجئها".
" عظيم وسأحجز غرفتين لي ولبارني أذا أمكن ذلك".
فوجىء بالفكرة وكأنه توقع أن تستشير بارني فيما شعرت سامنتا بسرور ماكر لفكرة حجزها غرفة لبارني من دون علمه أو مشاركته.
" هل ستحجزين غرفة له ولك ؟.
" أود مفاجأة بارني أيضا , هلم بنا".
ثم ألتفتت نحو بارني وباتسي وقالت:
" أرجو المعذرة منكما , لن يطول غيابنا".
برغم أهتمام باتسي ببارني عادت الى ذهنها توا حقوق الملكية على أدوارد وقطبت حاجبيها في وجهه حين نهض من كرسيه برفقة سامنتا فألقت عليه نظرة حادة وقالت:
" الى أين تذهب؟".
" لن أتغيب أكثر من بضع دقائق لا تقلقي".
" لكن......".
كانت على وشك الأحتجاج لو لم يمسك بارني يدها بين يديه ويبتسم لها بأقناع قائلا:
" ما رأيك أن تجلسي وتسامريني , أذا ينفع أحيانا تبديل الرفقاء".
ثم رمق سامنتا لبرهة حين وافقت باتسي على كلامه وأدركت سامنتا أنها أقتنعت بسرعة من دون أن تعلم أن بارني يستعملها لأغراض شخصية , توجهت مع أدوارد وارن الى غرفة الأستقبال الصغيرة حيث ألتقت بأمرأة عجوز جالسة وراء المكتب رمقتهما بأرتياب.
وسمعت أدوارد يهمس في أذنها حين بلغا المكتب:
" تفضلي أولا".
لكن سامنتا هزت رأسها بحزم وقالت:
" لا أرجوك- تفضل أنت وأسأل عن غرفتين لكما لأنه في حال وجود غرفتين فقط بأمكاننا الذهاب الى مكان آخر بسهولة أما أنتما فلا".
منتديات ليلاس
" هل أنت متأكدة".
" متأكدة – شكرا لك".
أبتسم لها شاكرا وألتفت نحو السيدة العجوز التي ما لبثت أن لبت طلبه قبل أن تلتفت نحو سامنتا وتقول لها:
" أخشى ألا يكون قد بقي لدينا سوى غرفة واحدة , وهي لشخصين أن كنت تقبلين بها".
" أريد غرفتين , أليس لديكم أية غرفة أخرى؟".
وقفت العجوز تفكر ثم دخلت الى غرفة داخلية وعادت بعد لحظات مبتسمة وكأنها ربحت جدالا وقالت:
" هناك غرفة صغيرة في الجهة المقابلة للباحة , لا كهرباء فيها لكنها مريحة جدا وفيها سرير مفروش فأن كان السيد يقبل بها أهلا وسهلا".




اماريج 24-01-11 04:25 PM

أبتسمت لها سامنتا شاكرة وقبلت بالغرفة لبارني من دون أي تردد ثم قالت:
" حسنا , سنأخذ الغرفة لكنني لا أعرف مدة بقائنا بالتحديد كوننا نسوح في أنحاء البلاد هل توافقين؟".
" طبها, لا تقلقي لذلك ".
ألتفتت سامنتا نحو أدوارد وقالت:
" والآن- بقي أن أزف الخبر لبارني بألطف طريقة ممكنة".
لم تتح لها الفرصة بأخباره عن الغرفة ألا حين نهضوا للرحيل وسأل بارني:
" هل يمكننا توصيلكما الى أي مكان؟".
وتبادل أدوارد وسامنتا نظرة خاطفة ثم تكلم أدوارد قائلا:
" شكرا لكننا سنبقى هنا".
منتديات ليلاس
ونظر الى باتسي يترقب ردة فعلها فقالت بأرتياب:
" ماذا تقصد؟".
" ظننت أنك سئمت من المشي فحجزت لنا غرفتين ليوم أو يومين".
حدقت به عيناها الزرقاوان لبعض الوقت ثم أبتسمت وضمت ذراعه الى جنبها وقالت:
" أنت رجل رائع يا أدي".
" أنها فكرة الآنسة داوليش في الحقيقة".
" آه فهمت".
أنقرصت شفتها السفلى تعبر عن بعض الأزدراء وكأنها لم تغفل عنها الدوافع التي حدت بسامنتا الى أقتراح فكرة بقائهما ثم قالت:
" آه- من الطبيعي أن تقترح شيئا كهذا".
وألقت نظرة عابقة ومتوددة نحو بارني ثم أبتسمت بغنج وقالت:
" ربما ألتقينا من جديد يوما ما".
" ربما".
أجابها وكأنه يفكر في أمور أخرى وأيقنت سامنتا أنه يتساءل في هذه اللحظة عما أذا كانت الغيرة هي التي دفعتها الى أقتراح فكرة بقائهما في الفندق وسرت مسبقا لخيبة الأمل التي سيصاب بها , فقالت له بخفة:
" آه , سنبقى نحن أيضا!".
قطب بارني حاجبيه بغضب وسألها:
" آه وهل صحيح هذا؟".
" نعم – ولكن أخشى أن أقول لك أنه لم نجد غرفا لنا جميعا في الفندق فأضطررت أن أقبل بغرفة صغيرة لك تقع في الناحية المقابلة للباحة".
" هل فعلت حقا هذا؟ وما هي هذه الغرفة , ترى؟".
" لست أدري لكن السيدة قالت أنها مريحة جدا وفيها سرير لكن بلا كهرباء".
" فهمت- لقد دبرت لي مكانا في الأصطبل مع الأحصنة".
ظن أدوارد وباتسي أنهما مقدمان على خلاف ففضلا الأنسحاب بسرعة واعدين باللقاء حول مائدة العشاء وما أن غادروا حتى أمسك بارني ذراع سامنتا بقوة ودفعها الى الباحة أمام الفندق.
" بارني.......".
" تابعي السير".
سارا لبضع دقائق حتى بلغا مكانا منعزلا نوعا ما وتوقف بارني فيما حاولت سامنتا أستعادة أنفاسها وشعرت بالغضب يجتاحها فسحبت ذراعها وصاحت به قائلة:
" ماذا تفعل بي.........؟".
" أنني أبعدك عن الفندق حتى لا يسمع صراخط أذا ضربتك , أما الآن أود معرفة ماذا فعلت ولماذا؟".
" قلت لك أنني حجزت لنا غرفتين في الفندق لبضعة أيام".
" حجزت لي غرفة في مكان ما في العلية ومن دون أستشارتي".
" ولماذا أستشيرك ؟ وهل تستشيرني أنت حول أي شيء بل تكتفي بأصدار الأوامر وتتوقع مني أن أنفذها , هذه المرة أخذت المبادرة بنفسي".
" هذا واضح – ولكن ألم يلعب أدوارد الوسيم دورا في قرارك المفاجىء هذا؟".
منتديات ليلاس
" تصور ما تشاء".
أمسك ذراعها من جديد وأرغمها على النظر اليه وقال:
" هل شعرت بميل نحوه , هل ستضمينه الى قائمتك".
" أنت تتخيل أمورا لا وجود لها , ولا أظن أنك مخول لأنتقادي وقد أحتكرت الفتاة اللعوب باتسي كل وقتك".
" كنت أتوقع أن تتطرقي عاجلا أم آجلا الى هذا الموضوع , لكنني أعتقدت أن ما حدث يشكل سببا أضافيا كي ترغبي في الرحيل".
" لماذا- لا تهمني تصرفاتك , ولقد قلت لك هذا من قبل".
" وأنا لا أصدقك".
نظرت اليه لبرهة عاجزة عن أيجاد الكلمات المناسبة للرد, ثم أستدارت وأتجهت عائدة نحو الفندق فيما بقي هو واقفا في مكانه غارقا في أفكاره:
" سامنتا!".


.

اماريج 24-01-11 04:25 PM

تجاهلت نداءه وتابعت السير متخطية الفندق وأتجهت نحو البحيرة , وكانت ترفض أن تلتفت نحوه وتعترف له بغيرتها.
وشعرت فجأة بأنامله تلتف حول ذراعها وراح يمشي الى جانبها بصمت تام , كان الجو رائعا والشمس دافئة ورحبت سامنتا بالنسيم العليل الذي جمد صفحة المياه , أنزلقت يده من ذراعها وأمسكت يدها بقوة فلم تحاول تفادي ملامسته , لكنهما تابعا السير بصمت , وراحت تقذف بقدمها بعض الحصى البيضاء , على شاطىء البحيرة وتتمنى لو وجدت مخرجا من الوضع هذا , ثم عادت الى الحالة الطبيعية كي يتسنى لها التمتع بجمال المكان وهدوئه وشاعرية سيرهما جنبا الى جنب ويدا في يد , لكن للأسف بدا لها وكأنهما في خلاف متواصل وقد تغير كل شيء بينهما وأكثر ما كان يربكها هو التحول الذي يشهده بارني في نظرها.
وسمعته يقول بصوت هادىء:
" يا لروعة هذا المكان".
" أنه مكان ساحر فعلا – أتمنى لو......".
" تتمنين ماذا؟".
" لا شيء".
" سامنتا....".
توقف وجعلها تستدير وتواجهه ثم نظر اليها بعينيه الداكنتين وقال:
"لماذا؟ لماذا تحولت الأمور بهذا الشكل بيننا".
" بهذا الشكل؟".
أبتسمت بحزن ثم نظرت الى صفحة المياه المتلألئة والى الأشجار الظليلة المتأرجحة وقالت:
" أحبها كما هي , هادئة وساكنة – ليتها تدوم العمر كله".
" لكن يا حبيبتي لا يمكن أن تدوم – وأنت تعرفين ذلك لا يمكنك العيش في عالم الأحلام طيلة الوقت , عليك أن تعودي يوما ما مهما حاولت المقاومة , يجب أن ننفذ المخطط المرسوم , هذه هي حال الدنيا وليس بوسعنا تعديل مجرى الأشياء".
" أستطيع المحاولة , لا شيء يضطرني للعودة , ليس لدي أي أرتباطات , لا وظيفة ولا........".
" ولا زوج.... أما زلت مصممة على العيش في عالم أحلامك؟ حاولي تفهم موقفي , أريد أن أتزوجك وأنت تعرفين ذلك وكنت موافقة على الزواج مني , فما سبب التحول المفاجىء؟".
" لست .... لست أدري أذا حصل تحول في ذاتي , لكنني رأيت نفسي في المرآة عند الخياط وأدركت فجأة أنني دمية أعيش نمطا واحدا من الحياة , أنني أقوم بالنشاطات ذاتها كل يوم , كتب لي أن أتزوجك من غير أن أقف ولو مرة واحدة وأفكر في حياتي وزواجي , وكأنني منجرفة لاشعوريا في تلك المشاريع وأجهل حتى أن كنت راغبة في الزواج منك أو من غيرك".
" آه – فهمت- أهذا ما تحاولين أثباته , أن كنت راغبة في الزواج من غيري؟".
" تقريبا".
" حسنا- لكنني أرجو أن تسرعي وتنتهي من تجاربك هذه فهي تضعنا على حافة بركان موشك على الأنفجار".
منتديات ليلاس
نظرت اليه ورأته يبتسم أبتسامة لطيفة ومتهكمة فقالت:
" أرى أنك تتحمل هذا الوضع بسهولة وأنت محاط بمجموعة من الفتيات الشقراوات المستعدات للأرتماء بين ذراعيك أينما ذهبت".
لامس طرف أنفها بأصبعه ثم أبتسم وقال:
" وأنت تغارين منهن جميعا , لا تنكري ذلك يا حبيبتي فالأمر واضح".
" أنكر ذلك بشدة , لكنني أكره أن تستعرض نفسك , فذلك يرتد علي متى أكون معك".
" سأحاول تذكر ما قلت يا حبيبتي".
" أشعر بالأسى نحو أدوارد وارن , فهو رجل لطيف أما رفيقته باتسي فهي.....".
قاطعها وهو يرفع يده محذرا ثم أبتسم:
" لا تنجرفي كثيرا في مؤاساته وألا أضطررت للتدخل".
" لا تتجرأ على ذلك , فالأمر لا يعنيك أبدا يا بارني".
" بلى يعنيني أذا ترك بين يدي فتاة شقراء تبكي وتنوح أو أذا فر في رحلة على الأقدام برفقتك".
" هذا مستبعد جدا".
" ومن قال لك هذا؟ لا أظن أنه رجل يترفع عن عمل كهذا أذا ما سنحت له الفرصة".
" لكن لا نية لي في التواري مع أي كان- فهناك قاسم مشترك بيني وبين باتسي غوردن وهو أنني لا أحب الأستغناء عن مصادر رفاهيتي وأستبدالها برحلات سير على الأقدام".
" لم لا تعودين الى البيت أذن؟ جميع أساليب رفاهيتك موجودة فيه بالأضافة الى تلهف العم نيكولاس لعودتك".
" كلا- لم يحن الوقت بعد لعودتي الى العش وقد لا أعود أبدا".
تنهد بارني وقبّل جبينها وكأنه في غيبوبة ثم قال:
" أرجو أن تتوصلي الى قرار بسرعة وألا فلا يبقى لدينا أماكن نزورها"

نهاية الفصل السادس


اماريج 24-01-11 04:26 PM


7_ أجمل من أي فستان

فوجئت سامنتا حين أدركت أنهما على طاولة منفصلة عن طاولة باتسي وأدوارد , وتساءلت عن هذا التدبير خاصة أن بارني أظهر ميلا واضحا نحو الفتاة الشقراء , وألقت نظرة عليهما فأبتسم لها أدوار بأرتياب ولاحظت أن باتسي متململة بعض الشيء , رغم أنهماكها بالطعام.
وسمعت بارني يسألها:
" هل خاب أملك؟".
" كلا- وأنت؟".
" قلت لك مرارا أنني أفضل ذوات الشعر الأحمر على الشقراوات , أعتقدت أنك أدركت هذا الأمر".
" يصعب تصديقك".
رمق شعرها الذهبي الأحمر المرفوع عن عنقها وأبتسم بأعجاب ثم قال:
" أحب تصفيفة شعرك هذه- فهي تضفي عليك رونقا جذابا".
"شكرا".
منتديات ليلاس
تابع تناول طعامه بصمت لبعض الوقت , ثم وضع شوكته في طبقه ومد يده ممسكا بأناملها ثم تنهد قائلا:
" ما أصعب كسب مودتك – توقعت أبتسامة بسيطة ردا على مديحي لشعرك".
سحبت سامنتا يدها بسرعة كي لا يكتشف شدة أرتجافها وتابعت تناول طعامها , أزعجها أسلوب بارني الأستعراضي خاصة أن عيني أدوارد وارن لا تفارقها لحظة أو ربما بسبب ذلك.
رمقت بارني وقد أحمر خداها وقالت:
" هذه أول مرة تعلق على تصفيفتي هذه- ما كنت كلفت نفسك هذا العناء لم لم تبتغ تحقيق غاية معينة".
" لاحظته من قبل لكنني لم أعلق عليه لأعتقادي أنك لا تقيمين وزنا لهذه الأمور".
" أنا أمرأة – أليس كذلك؟".
أبتسم ببطء ثم قال:
" بكل تأكيد".
" لكنك تعودت على معاملتي وكأنني أحد أصدقائك الشبان أو كأنني أختك الصغرى , ولن يجديك تغيير تصرفاتك الآن من أجل تحقيق أهدافك , أنني أعرف جيدا حقيقة شعورك نحوي يا بارني".
" لا تعرفين ما كانت حقيقة شعوري ولا ما هي عليه الآن , أعترف لك أنني لم أعرك القدر الكافي من الأهتمام من قبل لكن الأمر مختلف الآن- أريد حقا أن أقول لك أنك رائعة الجمال وأن شعرك جميل ,أنني أغازلك يا سامنتا وأتوقع منك أن تعطيني بصيص أمل بين الحين والآخر , أبتسمة أو كلمة لطيفة".
" لا تكن سخيفا يا بارني".
أدركت أن أرتباكها هو الذي دفعها الى أستعمال هذه اللهجة القاسية , وألقت نظرة خاطفة على طاولة باتسي وأدوارد.
" هل أقتنعت الآن أنك لا تعرفين التصرف حين أحاول أن أغازلك".
" فات الأوان يا بارني- أنني أعي تماما أسباب مغازلتك لي الآن ولا أحب من يهزأ مني".
منتديات ليلاس
تنهد بعمق وأنكمشت أسارير وجهه ثم تناول سكينا وقال:
" أنت أعند وأحمق حمارة صغيرة رأيتها في أسكتلندا – أرجو أن تخنقك السمكة التي تأكلينها!".
..... أمضيا معظم النهار التالي في التنزه في الريف المجاور , وأصرت سامنتا على التنزه سيرا على الأقدام مدعية أنه أفضل أسلوب للأستمتاع بالمناظر الطبيعية , وفاجأها بارني حين لم يعترض على أقتراحها فعادا مساء الى الفندق وقد أحمرت خدودهما وأنفتحت شهيتهما على الطعام وسمعت بارني يهمس لها:
" يمكنني ألتهام حصان بكامله".



اماريج 24-01-11 04:27 PM

ثم لوح بيده ردا على تحية باتسي غوردن بينما تجاهلتها سامنتا لكنها أبتسمت لأدوارد حين دخل قاعة الطعام وجلس الى مائدتهما ثم قالت:
" أنا أفضّل بعض السمك اللذيذ الذي قدم لنا البارحة".
" من هذا السمك الذي تم صيده ليلة البارحة في البحيرة".
" صحيح؟ ومن قال لك أنه أصطيد ليلة البارحة".
" لا أحد , لكن القمر ليلة البارحة كان مؤاتيا للصيد".
كانت قد صعدت باكرا الى الفراش الليلة الماضية وتساءلت عما فعل بارني بعد أن تركته , ربما لحق بباتسي وأدوارد الى مقهى الفندق وتناول برفقتهما بعض الشراب.
"ماذا فعلت الليلة الماضية يا بارني؟".
" طرب وشراب أمضيت وقتا طيبا".
" أصدق ذلك لكن هذا مستبعد في مكان كهذا".
" آه- ذهبت الى المقهى بعد رحيلك , وكان يعج بالناس كان عليك أن تأتي يا حبيبتي".
" هل جلست معهما؟".
منتديات ليلاس
أبتسم حين أشارت الى باتسي وأدوارد ثم قال:
" معها- كان أدوارد مرهقا وصعد الى الفراش باكرا كما فعلت أنت".
" فهمت".
وضحك بصوت ناعم ثم قال:
" تظنين أنك فهمت يا حبيبتي".
" آه- لا يصعب التكهن أن الآنسة باتسي لن تتركك تسهر لوحدك , فهي تؤمن بضرورة الفرص التي تسنح لها- أنا متأكدة من ذلك".
" عزيزتي سامنتا".
وأنحنى فوق الطاولة وقال لها بصوت منخفض وعينين براقتين:
"بدأت تتصرفين وكأنك قطة صغيرة ويا لسوء نيتك أن كنت تفكرين بما أظن أنك تفكرين".
" أنني أفكر بما هو بديهي".
" أصحيح هذا؟ أظن أن لي حقا مشروعا في أن يساورني الشك أيضا".
" ما.... ماذا تعني؟ تعلم جيدا أنني صعدت الى الفراش باكرا".
أومأ أيجابا من دون أن تفارق البسمة ثغره وقال:
" ورأيت أدي وارن يصعد الى غرفته باكرا أيضا هل ينبغي أن أقفز الى الأستنتاجات البديهية؟".
حدقت به سامنتا وقد أحمر خداها وصاحت به:
" يا لك .... يا لك من وحش شنيع ومشكك".

" ما ينطبق على زيد ينطبق على عمرو".
"لكنك تعلم جيدا أنني لا أفعل شيئا كهذا".
" أنا أظن أنك لا تفعلين شيئا كهذا , لكنني بدأت أتساءل أخيرا أن كنت حقا أعرفك جيدا".
" تعتقد أنني.........".
" لكنك تعتقدين أنني......".
أبتسم ثم عاد الى الأهتمام بطلب وجبة الطعام فيما رحت الخادمة تنظر اليهما بأرتياب ثم ألتفت نحوها وسألها:
" ماذا تريدين أن تأكلي؟".
هزت سامنتا رأسها وكأنها منهوكة القوى وقالت:
" أي شيء- أطلب لي ما تشاء".
لم يتكلما كثيرا أثناء الطعام لكنها رمقته مرة أو أثنتين بطرف عينيها محاولة التأكد من كونه يعني فعلا ما قاله عنها وعن أدوارد وارن أم لا , وكانت تتمنى ألا يكون جادا فهي تكره أن يسيء الظن بها رغم قرارها عدم الزواج منه.
" بارني".
" نعم".
" هل تعتقد فعلا أنني.......".
عضت على شفتها كي لا تتفوه بالكلمات من جديد لكنها نظرت اليه في ثبات الى أن قال:
" وهل تعتقدين فعلا أنني؟".
ترددت لحظة ثم هزت رأسها:
" كلا , ليس فعلا".
منتديات ليلاس
" سوي الأمر أذن- هيا بنا ننس القضية برمتها , أتوافقين ؟".
" أوافق".
قررا التوجه في السيارة الى بقعة تطل على مناظر خلابة وجلست سامنتا على مقعد خشبي تنتظر قدومه في السيارة وأذ بها تفاجأ بباتسي عوردن وقد أحتلت المقعد الخلفي وكأنها مصممة على مرافقتهما في النزهة , لم تشأ كتم أستيائها للوضع فرمت الفتاة الشقراء بنظرة غاضبة قبل أن تلتفت نحو بارني وتسأله:
" هل ستأتي الآنسة غوردن حقا".



اماريج 24-01-11 04:29 PM

" أن كنت موافقة – لقد ذهب أدوارد الى المكان الذي نقصده سيرا على الأقدام وبقيت باتسي بمفردها فعرضت عليها مرافقتنا".
" فهمت".
وتنهدت باتسي غوردن فيما رفرف جفناها بيأس أنثوي وقالت:
" لم يكن بوسعي مواجهة تعب المشي على الأقدام لهذه المسافة الطويلة فمضى أدوارد وحده وأظن أنه غضب مني لكنني متلهفة لزيارة المكان فهو يطل على مناظر خلابة , لقد أخبرونا عنه ليلة البارحة أليس كذلك يا بارني؟".
أكتفى بارني بالأبتسم وقال:
" هلم بنا نذهب اليه ونتأكد بأنفسنا".
صعدت سامنتا الى جانبه وفكرت أن قرار توزيع المقاعد أتخذه بارني وألا لكانت وجدت نفسها في المقعد الخلفي.
بعد بضع دقائق أتخذت السيارة طريقا جانبيا يتسلق الجبل بأنحدار قوي وما لبث بارني أن قال:
" لقد وصلنا".
وتنهدت باتسي ثم قالت:
"ما أسهل الوصول اليه بالسيارة وما أصعبه سيرا على الأقدام , آه لو كان أدوارد يملك سيارة".
" ما دمنا نتكلم عن أدوارد أظن أنني أراه يتسلق المنحدر".
وأشار بارني بأصبعه الى رجل يتسلق التلة بسرعة كبيرة وسألته سامنتا:
" هل تعتقد أنه سوف يرانا".
وأجابتها باتسي وكأنها غير متلهفة أبدا أن يلحق بهم أدوارد:
" أنا متأكدة من العكس فهو يدخل في نوع من الغيبوبة أثناء السير ولا يعود ينتبه الى أحد".
" سنتوقف ونلوح له".
منتديات ليلاس
نفذ بارني كلامه فورا فأوقف محرك السيارة ونزل من السيارة وأضطرت باتسي الى الأقتداء به برغم أنها لم تكن ترغب أبدا في اللحاق بأدوارد ,ووقفت على شفير الهاوية وكان همها الوحيد هو معرفة ردة فعل بارني حيال وضعها المتأرجح بين اليابسة والهاوية , ولاحظها أخيرا فمد يده وسحبها الى الأمان ثم قال لها:
" من الأفضل أن تتراجعي قليلا وألا تدحرجت نزولا الى حيث يسير أدوارد".
أمسكت باتسي بذراعه بيديها الأثنتين وصاحت خائفة:
" آه – لم أدرك خطر موضعي – شكرا على مساعدتك يا بارني".
" لا شكر على واجب".
أحتفظت بيديها على ذراعيه وراحت تحدق في الوادي وترتعش قائلة:
"يا لقوة أنحدار هذا الوادي- أشعر بدوار حين أنظر الى أسفل".
" لا تنظري أذن ال أسفل".
" يا لقساوتك يا بارني".
وسألت سامنتا:
" هل سنتنظر أدوارد؟".
وكانت قد بدأت تشعر بقرف شديد لتصرفات الفتاة الشقراء الأستعراضية.
ألتفت بارني نحوها وبرقت عيناه ضحكا فأحمر خداها حين أدركت السبب , لقد ظن أنها تغار من باتسي غوردن , ومد يده نحوها لكنها تفادتها وكأنها لم تنتبه لحركته فيما بقيت الفتاة الشقراء متم*** به.
" يمكننا أنتظاره , ربما شعرت باتسي برغبة في مرافقته الى الفندق فطريق العودة سهلة أذ لا صعود فيها , أليس كذلك يا باتسي؟".
" لا – لا تتخلّ عني يا بارني بهذه الطريقة".
" لا أنوي التخلي عنك لكن لربما سر أدوارد أن مشيت معه".
منتديات ليلاس
نظرت الى أدوار في أسفل الوادي وأكفهر وجهها ثم قالت:
" أعتقد أنه سيسر لذلك لكنني أفضل أن يأتي هو معنا على أن أسير كل هذه المسافة برفقته".
أنتبه أدوارد وارن أخيرا الى وجودهم ولوح بيده , لم يفاجأ بوجود باتسي معهما وتساءلت سامنتا أذا كان يتوقع أن تعود باتسي برفقته, وحين وصل الى مكانهم وقد أنهمر العرق من جبينه قال له بارني:
" أنك حقا تختار الطريق الشاق- أما نحن فلقد أتينا بالسيارة ".
" أرى أنكما أحضرتما باتسي أيضا , كنت أتوقع أن تأتي معكما حين قررت الذهاب بمفردي".
" لا أظنك توقعت أن أجلس في أنتظارك طيلة بعد الظهر".
" هل ستعودين برفقتي يا باتسي؟ العودة كلها نزول".
" كلا – أنني باقية مع بارني".
ولاحظت سامنتا أن باتسي قالت مع بارني وليس مع بارني وسامنتا وكأنها غير موجودة – وبدا الغضب على ملامح أدوارد وشعرت سامنتا بالأسى نحوه من جديد ولو تصرّف بقساوة أكبر مع باتسي لتغيرت الأحوال كثيرا بينهما وسمعت سامنتا نفسها تقول:
" سأرافقك أنا الى الفندق".



اماريج 24-01-11 04:29 PM

وتساءلت لتوها عما دفعها الى أقتراح كهذا , لكنها تكهنت أنه لربما كان صمت بارني وعدم تشجيعه لباتسي على مرافقة أدوارد هما اللذان دفعاها الى أقتراح مرافقته , لكنه كان قد فات الأوان وشعرت بعيونهم جميعا تحدق بها وقد بدا أدوارد مسرورا بأقتراحها فيما ظهرت علامات الصدمة على ملامح باتسي وبدا بارني متململا من الوضع وسمعته يقول لها:
" لا يمكنك العودة سيرا على الأقدام يا سامنتا".
" ولم لا؟".
" لست معتادة على السير – لن تتمكني من قطع نصف المسافة".
" أنت مخطىء يا بارني".
" لا تتصرفي برعونة".
شعرت سامنتا أن كلامه هذا هو الذي رجح كفة الميزان فألتفتت نحو أدوارد وسألته بلطف:
" هل يمكنني مرافقتك؟".
" طبعا , طبعا".
بدا وكأنه غير مصدق لما يحدث , أما باتسي فكانت حائرة بين تقبلها للفكرة ورفضها , فقد أتيح لها من جهة فرصة الوحدة مع بارني لفترة من الوقت لكن أدوارد يشكل عصفورا في اليد فيما لم يكن بارني متلهفا كثيرا للأنفراد بها, لكن سامنتا قالت بعزم:
" أذن , سأرافقك حالما أستعدت قواك , وأنا متأكدة من أن بارني وباتسي لن يمانعا أبدا".
" هل تمانع يا بارني".
" وهل يهمك أذا مانعت أم لا؟".
منتديات ليلاس
" ليس فعلا يا عزيزي".
لم يكن نزول التلة بالصعوبة التي توقعتها سامنتا بل كانت تشعر بدوار ممتع كلما وقفت على السفح وتأملت الفضاء الفسيح والوديان الخضراء والبحيرات الرائعة الجمال ,وقف أدوارد الى جانبها وكأنه مهتم بردة فعلها قدر أهتمامه بجمال المشاهد الطبيعية , وقال لها:
" أنه منظر رائع- أليس كذلك؟".
" غريب- أشعر برغبة في البكاء لجماله".
" أفهمك".
وصمت قليلا ثم وضع يده بتردد على كتفها ووقف ينتظر ردة فعلها لكنها لم تشأ أن تصده وسمعته يقول لها:
" نحن الأثنين نفكر بالطريقة ذاتها يا سامنتا".
بدأت تتساءل عن سبب تسارع خفقات قلبها , لربما كانت الطبيعة الغنّاء من حولها أو محاولة رفيقها المفضوحة للتقرب منها أو الأثنتان معا وسمعته يقول لها:
" لكننا حقا نتفق- آه لو كانت باتسي ترى الأشياء كما أراها أنا ولكن.......".
رفع كتفيه ثم أضاف:
" وهل يحب بارني هذا النوع من الأشياء".
" آه نعم- أنه يحبها كثيرا".
" آه فهمت".
كان واضحا أنه لم يتوقع هذا الجواب فألتزم بالصمت مجددا وتفادى النظر اليها حين تكلم قائلا:
" لم تمانعي في ذهاب باتسي برفقته؟".
ألتفتت سامنتا نحوه متعجبة وسألته:
" هل مانعت أنت؟".
صمت لبرهة ثم رفع كتفيه وأعترف قائلا:
" لست أدري ويخال ألي أحيانا أنه من الخطأ أن نستمر في علاقتنا".
" وهل تتجادلان كثيرا".
" لا نتجادل بكل معنى الكلمة , لست بارعا في فن المناقشة فتتململ مني باتسي وأدعها تفعل ما تشاء".
" آه فهمت".
عادت الى نزول السفح الى أن وصلت الى أسفلها تقريبا ولم تعد الطريق وعرة لكنها تحولت الى درب ضيق من الحصى فتقدم أدوارد الى الأمام وأمسك بيديها الأثنتين يساعدها على العبور.
أنزلقت قدمها وكادت أن تهوي الى الأرض فتمسكت بقوة بأدوارد الذي سارع الى ضمها بين ذراعيه متفاديا وقوعها وتراءى لها وجهه القريب من وجهها فيما سمعته يعتذر لها قائلا:
" أنني آسف".
نظر اليها للحظة وأنتبهت للمرة الأولى الى عينيه الرماديتين وقد فاضتا نعومة والى وسامته برغم أيحاء ثغره وذقنه ببعض ضعف الشخصية , وأدركت أنه كان ينبغي عليها ألا تطيل فترة بقائها بين ذراعيه لكنها كانت مسترسلة في تساؤلاتها حول طبيعة علاقته بباتسي فصدمت حين ضيّق قبضة ذراعيه حولها وعانقها.
" أدوارد يا سيد وارن!".
دفعته بعيدا عنها ولم يبد أية مقاومة وأدركت أنه يفكر حتما بباتسي في هذه اللحظة.
" أنني آسف , أنني شديد الأسف".
بدا في منتهى التعاسة والأرتباك فشعرت أنها عاجزة عن تأنيبه حتى ولو أرادت ذلك وأدركت أن وضعها معه ليس أسوأ من وضع باتسي مع بارني وأن بارني لن يتوانى حتما عن أستغلال فرصة مماثلة أن سنحت له فقالت لأدوارد:
" ليس الأمر بتلك الأهمية , لكنني كنت أفضل ألا تفعل ما فعلت".
" أرجو ألا تخبري بارني أذن".
فوجئت بكلامه , فلو توسل اليها ألا تخبر باتسي لكانت تفهمته لكن بارني؟ لماذا بارني؟ وسألته:
" بارني؟".
أومأ أيجابا ثم أخفض نظره وراح يحدق في قدميه وقال معترفا :
"أعتقد أنه لو عرف لضربني ضربا مبرحا".
وكادت سامنتا أن تنفجر ضحكا لكنها تماسكت وقالت:
" لا داعي للقلق من هذه الناحية , لكنني لن أخبره في أي حال".
" شكرا".
عاودها شعور الشفقة حيال أدوارد فأبتسمت ومدت يدها نحوه وقالت:
" هيا بنا".



اماريج 24-01-11 04:30 PM

أستقبلهما بارني بحفاوة لدى وصولهما الى الفندق وعبر عن دهشة لأنتعاش سامنتا , أما باتسي فقد بدت مستاءة بعض الشيء وكأن الأمور لم تجر وفقا لتمنياتها , سرت سامنتا لكون بارني خيب آمال باتسي وأبتسمت حين فكرت مجددا بمحاولة أدوارد لمعانقتها وكأنه من أن يتصرف أدوارد بأقدام وجرأة أكثر من بارني في هذه الظروف.
شعرت بتعب شديد من جراء السير فصعدت الى غرفتها ترتاح ساعة قبل العشاء , تمددت على السرير المريح وراحت تنعم بجو غرفتها المنعش وبمنظر التلال البعيدة والسماء الزرقاء فوق قممها.
منتديات ليلاس
لفت أنتباهها أصوات صادرة من الباحة تحتها وتعرفت الى صوتي بارني وباتسي وقررت أنه يحق لها التنصت لمحادثتهما خاصة أن أدوارد ليس معهما فأصغت جيدا وسمعت باتسي تقول:
" طلبت من أدوارد أن يحضر سيارة تاكسي هذا الصباح وذهبنا الى مدينة كبنفار وأشتريت فستانا جديدا , سوف تظن أنني لا أملك سوى فستان واحد أن أرتديت اليوم فستاني الأصفر لكن من الصعب حمل ثياب كثيرة أثناء السير , أما فستاني الجديد فهو رائع ويلفت الأنظار , أينما كنت لم أتوقع أبدا أن أجده في مدينة كبنفار".
علت ضحكة بارني فعضت سامنتا على شفتها حين سمعتها من دون أن تعرف السبب وسمعته يقول لباتسي:
" آه- لكن أهل أسكتلندا يعيشون في القرن العشرين أيضا".
ضحكت باتسي وقالت:
" أظن أنك على حق- لكن يخيّل ألي دائما أنهم مختلفون عنا بمئتي سنة على الأقل".
صمتت لبرهة ثم قالت:
" بارني , سوف تطلب أن تخصص لنا طاولة لأربعة أشخاص أليس كذلك؟ أعرف أن أدوارد لن يحرك أصبعا حيال الأمر هذا".
أصغت سامنتا بأنتباه كبير فهي معنية بالقضية هذه ويحق لها كل الحق أن تعرف رأي بارني في الموضوع وسمعته يقول:
" سأكلم صاحب الفندق- لكن لا أعرف أن كان يناسبهم هذا الشيء , لا يمكننا قلب الأمور رأسا على عقب ونحن لن نبقى في الفندق سوى أيام معدودة".
شعرت سامنتا بأرتياح كبير لجوابه وسمعت باتسي تلح.
" لكنك ستحاول؟".
" سأحاول".
ساد الصمت بينهما لبرهة وتبعه همس وضحك فأنقبضت يدا سامنتا بقوة وراحت تحدق بالسقف وتفكر بالآنسة باتسي التي بدأت تستعد للأنقضاض النهائي على بارني وتساءلت سامنتا عن خطوة عزيمتها المقبلة فالله وحده يعلم ما تحضره بعد الفستان الجديد والأصرار على الطاولة المشتركة.
أغتسلت سامنتا بتأن ثم فتحت خزانة الثياب لتختار فستانا , وقع نظرها لا شعوريا على فستان لم تكن قد أرتدته أبدا وشاءت الصدف أن يقع تحت يدها أثناء تحضيرها حقيبتها بسرعة فضمته الى ثيابها الأخرى.
ترددت عدة دقائق قبل أن ترتديه وتنظر الى صورتها في المرآة وتقطب حاجبيها , كان حتما يلفت الأنظار بلونه الأحمر الفاقع وبقماشه الرفيع الذي يلتق بجسمها ويبرز كل خط من خطوطه وله قبة منخفضة جدا ويرفرف بحرية حول قامتها النحيلة , وأدركت أن منظرها فيه وبشعرها الذهبي الأحمر ملفت للأنظار ولا يخلو من بعض الأثارة وهو يضاهي كل ما تستطيع أن تلبسه باتسي غوردن.
وضعت المساحيق على وجهها بدقة وزادت من أحمر الشفاه وتمنت لو أحضرت معها أحمر الشفاه الفاقع كي يتماشى مع الفستان وراحت تتأمل صورتها النهائية في المرآة.
سمعت وقع خطى في الممر وظنت أن باتسي عادت الى غرفتها لتحضير نفسها وأرتداء الثوب الذي تطمح أن يكسب لها قلب بارني , لكنها فوجئت بقرع على بابها وسمعت بارني يقول لها :
" هل يمكنني الدخول؟".
أنتابها ذعر شديد لأدراكها أن بارني سوف يراها بهذا الفستان الذي لن يعجبه حتما عليها برغم أدراكها أنه قد يسحر به لو أرتدته شقراء غيرها.
قرع الباب مجددا ظنا منه أنها نائمة ثم فتح الباب ودخل الغرفة ووقف مشدوها حين رآها , حدق بها لبرهة ثم ما لبثت عيناه أن أبتسمتا وتقدم نحوها بعد أن أقفل الباب وسألها بصوت هادىء:
" ماذا يفترض أن يكون هذا؟".
" هذا فستان".
وأستدارت على ذاتها دورتين فرفرفت التنورة حول قامتها ثم قالت:
" أرتديته لتناول العشاء".
" فهمت , لكنك لن تتناولي العشاء بهذا الفستان يا حبيبتي فهو مناف للأخلاق".
" أنه.........".
" لا يهمني ما هو , فهو لا يناسب مكانا كمطعم فندق ويمكنك أن تخعليه حالا".
" يمكنني ذلك لكن لا أنوي تبديله وسأنزل به".
منتديات ليلاس
" لا- ليس في هذا الفندق , فالمقهى يرتاده الصيادون ولسنا في مقهى ( الليدو) في باريس , أرتدي ثوبا أقل أثارة".
رمته بنظرة متسائلة وكأنها البراءة بعينها وأدركت في الوقت ذاته أنها بدأت تستمتع بالموقف وسألته:
"هل أثيرك؟".
ضحك بنعومة وقال لها بصوت منخفض أرتعشت له:
" أنت تعلمين جيدا أنك تثيريني لكنني أفكر بهذا العجوز الذي يجلس في زاوية المقهى والذي قد يصاب بنوبة قلبية أن رآك".
" سوف نعرف عن قريب لأنني مصممة على أرتدائه".
" لن ترتديه وأنت تعرفين ذلك".
" لن أخلعه فقط لأنك لا تحبه".
طاف نظره حول جسمها بحنان كبير ثم قال بصوت ناعم:
" آه- أنني أحبه, أنه......".
وعبر بحركة من يديه عن أعجابه الصادق ثم ضحك وقال:
" لكنك لن تتناولي العشاء به".
" سأتناوله به يا بارني".
هز رأسه ببطء ثم سحب المفتاح من القفل بسرعة خاطفة قبل أن يتسنى لها منعه من ذلك وراح يهز المفتاح أمام عينيها ثم سألها:
" ألن تبدليه؟".
" كلا".
" حسنا , ستحرمين نفسك من عشاء شهي , سأحتجزك في الغرفة الى أن تغيري رأيك".
" لن تجرؤ على ذلك".
" سأنفذ كلامي وأنت تعلمين ذلك , لن أدعك تظهرين وكأنك كليوباترا فتقفز عينا أدوارد وارن من محورهما".
" لا فرق بينه وبينك أن كنت تميل الى باتسي غودن في فستانها الجديد".
" آه- أنت على علم بهذا الأمر , لكن أطمئني فبعد أن شاهدتك في هذا الفستان لن يعجبني أي فستان آخر".
" سأرتديه ولن تستطيع منعي من ذلك".
"طبعا لا لكنني قادر على أجاعتك حتى تطيعي الأوامر , هذا أسلوب قديم وفعال جدا".
" نعم أنه أسلوب أستعمل في العصور الوسطى , سأصرخ أن أحتجزتني هنا , أقسم لك أنني سأصرخ".
" أن صرخت أضربك , أما الآن فأخلعي هذا الفستان وألا حرمت نفسك من العشاء".
" أنت وحش! وحش قاس ومعدوم الأحساس".
" معقول".
" لقد عرفتك منذ ثماني عشرة سنة ولم ألمس طيلة هذه الفترة هذه الوحشية الفظيعة المختبئة وراء تهذيبك المستعار".
" ليس مستعارا أنما صادق".
" أنت ظالم ومحتال".
" كالثعلب".
" آه...".
لم تجد الكلمات المناسبة للتعبير عن حنقها فقالت:
" لماذا توافق ذائما على كلامي؟".
" بسبب تهذيبي المستعار , لا حيلة لي".
منتديات ليلاس
وقفت في وسط الغرفة وشعرن بالجوع يقرص معدتها وأحتارت بين متابعة التحدي أو الأستسلام فقالت:
" أنني جائعة".
" أخلعي هذا الفستان يا عزيزتي كي ننزل ونتناول العشاء".
" لن...".
رفع المفتاح وسألها:
" ماذا تفضلين؟".
" أنني أكرهك – أنني حقا أكرهك".
وضع يديه بنعومة على كتفيها وراح يداعبها بلطف ثم ضمها الى صدره وعانقها بنعومة وهمس لها:
" لا أصدقك!".
وشعرت سامنتا برغبة جامحة في البكاء لكنها سمعته يهمس في أذنها:
" أنت أجمل بكثير في الفستان الأخضر".

نهاية الفصل السابع



اماريج 24-01-11 04:31 PM


8_ الفرار الأخير

خيّم سكون الليل على الفندق وباحته وراحت سامنتا تتأمل من نافذة غرفتها الةلال السوداء البعيدة وضوء القمر البدر يتلألأ على صفحة مياه البحيرة.
نادرا ما كانت تعجز عن النوم لكنها شعرت كأن صوتا أقلقها وحال دون عودتها الى الأحلام أضافة الى مشاكلها العديدة الأخرى .
كان قد أنتهى خلافها مع بارني بأستسلامها كالعادة ووجدت نفسها طيلة السهرة أمام فستان باتسي الأزرق الجديد الذي فاق فستانها أثارة بكثير.
كانت تشعر أيضا برغبة قوية في العودة الى البيت والحياة الطبيعية برغم أنكارها ذلك أمام بارني , وقد فكرت مليا في المسألة وخطر ببالها أن تخابر العم نيكولاس قبل أن تخبر بارني وأن توضح له أنها مستعدة وراغبة في العودة شرط أن يلغى الزواج وألا يضغط أحد عليها لثنيها عن قرارها , وكانت تدرك أنها ستخيب أمله وأمل العم روبرت لكن المسألة المطروحة تتعلق بحياتها ويحق لها التصرف بها كما تشاء , لربما تزوجت يوما لكنها ترفض الفكرة رفضا قاطعا حاليا , وأن تزوجت فلن يكون من بارني , أعتبرت سامنتا أن خطتها معقولة جدا وقد يتقبلها العم نيكولاس ويقف الى جانبها.
منتديات ليلاس
حاولت العودة الى النوم بعد أن أعتبرت أنها توصلت الى أيجاد حل للمسألة لكنها لم تفلح بل رقدت على السرير الواسع تحدق في جدران الغرفة المضاءة بنور القمر ثم نهضت وتوجهت نحو النافذة حيث راحت تتأمل النجوم الساطعة في السماء.
نظرت الى غرفة بارني في الجهة المقابلة للباحة وأبتسمت تلقائيا حين تذكرت وصفه لها بالأصطبل وأستياءه من أختيارها له , كانت هناك أحداث كثيرة عاشتها مع بارني تدعوها الى الأبتسام.
وعادت بذاكرتها الى كل تلك الأوقات الطيبة التي أمضتها برفقته منذ أن كانت طفلة وكانت تعتبره بطلا صنديدا لكونه أكبر منها سنا وثقة بنفسه.
لفت نظرها فجأة حركة في الباحة وكأنها ظل أبيض سطع في دكنة الليل وما لبثت أن أدركت أن الظل هو ظل أنسان يسير .
ولم تجد صعوبة في التعرف على شعر باتسي غوردن الأشقر الطويل وقامتها الممتلئة وقد لفت جسمها بثوب رقيق وفاتح اللون أضفى عليها شكل الأشباح.
وقفت سامنتا تراقبها لبرهة فيما تهافتت التخمينات على ذهنها وتسارعت خفقات قلبها , عبرت الفتاة الشقراء الباحة بخفة وحذر وتوارت عند باب الفندق الخلفي تحت نافذة سامنتا بالضبط.
شعرت سامنتا بيديها تنقبضان بشدة على حافة النافذة وبالدم يتدفق غزيرا الى رأسها فيما وقفت جامدة وقد صعقها ما رأته , فالمكان الوحيد الذي يمكن أن تكون باتسي آتية منه هو المبنى حيث غرفة بارني فلا أبنية أخرى في الباحة سوى قبو قديم يستعمل لتخزين المؤونة ومن الصعب جدا أن تكون باتسي قد قامت بزيارته في مثل هذا الوقت.
نظرت سامنتا الى ساعة يدها وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ثم أستدارت وأتجهت نحو السرير بخطى ثقيلة وأرتمت عليه منهارة , كثيرا ما كانت تتهم بارني بأقامته علاقات مع نساء أخريات لكنها لأول مرة اليوم لمست صحة أتهاماتها وقد ولدت لديها مرارة غريبة بعيدة كل البعد عن الشعور بالظفر الذي كانت تتوقعه.
منتديات ليلاس
خيل اليها سماع أصوات خافتة في الممر وأدركت أن باتسي غوردن عادت الى غرفتها , تصورتها تدخل غرفتها من دون أن يكتشف أحد أمرها ولربما كانت سعيدة بما أنجزته فلم تستطع سامنتا تحمل هذه الصورة , فنهضت بسرعة وتوجهت نحو باب غرفتها بعزم رغم أنها كانت تجهل ماتريد عمله.



اماريج 24-01-11 04:32 PM

كانت تعرف شيئا واحدا وهو أنها لن تدع باتسي غوردن تفكر أن أحدا لم يكتشف نزهتها الليلية هذه ففتحت بابها مصممة على موادهتها وأخبارها أنها رأتها خارجة من عند برني.
أثناء فتحها لباب غرفتها سمعت صوت باب يقفل فوقفت في الممر وقلبها يخفق بسرعة جنونية ويداها ترتجفان بقوة , كانت تعرف أن باتسي وأدوارد يشغلان الغرفتين رقم أثنتين وثلاثة , وراحت تقلب الرقمين في ذهنها حائرة تتساءل عن رقم غرفة باتسي الى أن رأت شعاعا طفيفا من النور تحت باب الغرفة رقم ثلاثة فتشجعت وفتحت الباب على مصراعيه ودخلت الغرفة.
ما كادت تخطو خطوتين حتى وقفت مصعوقة , كان أدوارد وارن متمددا على السرير ويهم بأطفاء نور الكهرباء حين فوجىء بزائرته تدخل الغرفة.
وبعد لحظات عدة من الجمود المتبادل أستدار أدوارد ليواجهها والدهشة لا تزال تفيض في وجهه ثم سمعته يقول بصوت غلب النعاس عليه :
" سامنتا.......سامنتا".
منتديات ليلاس
هزت سامنتا رأسها مبعثرة شعرها الذهبي على وجهها وهمست:
" لم.... لم أدرك , ظننت أن هذه........".
" هل أنت بخير؟ خيّل لي سماع صوت في الخارج".
أومأت أيجابا وبلعت ريقها بصعوبة وشعرت أنها على وشك الأختناق لكنها أستطاعت أن تقول:
" نعم أنا بخير- أنني آسفة- أنني آسفة جدا".
حدق بها لبرهة ثم نهض من السرير وقال لها بصوت خافت:
" تبدين وكأنك خارجة من صدمة , هل أنت من أولئك الذين يمشون أثناء النوم؟".
" كلا- لا أبدا".
تراجعت الى الوراء حين تقدم نحوها فقطب حاجبيه متسائلا لكنها تابعت:
" ظننت أن هذه.....دخلت الغرفة خطأ – أنني آسفة".
" أخطأت بالغرفة؟".
وقف يتفحصها وكأنه لم يصدق بعد ما يجري أمامه.
" كنت أبحث عن.......".
وأدركت فجأة أنه سوف يصاب بصدمة عنيفة أن أخبرته أن خطيبته كانت تزور رجلا بعد منتصف الليل فهزت رأسها بسرعة وقالت:
" ليس الأمر مهما , أنني آسفة".
وأدركت سامنتا أنه غير راغب في ترك الأمور على نصابها أذ تقدم نحوها ووقف أمامها وأمسك ذراعها في حركة مطمئنة وقال:
" لا أحب أن أراك مضطربة يا سامنتا , وأنت الآن مضطربة لسبب ما – ألا يسعني مساعدتك؟".
" لا , لا – شكرا , أنا بخير".
أستدارت على نفسها كي تعود الى غرفتها لكنه كان لا يزال يمسك بذراعيها حين ظهر شخص ثالث واقفا على عتبة الباب المفتوح".
نظرت اليهما باتسي غوردن بعينين ساطعتين وظافرتين وأبتسمت أبتسامة ساخرة ثم قالت:
" يا للوضع الحميم , هل أزعجتكما ؟".
كان من الصعب تحديد أي من سامنتا أم أدوارد ذهل لرؤيتها أكثر من الثاني لأن سامنتا لم تتوقع أبدا أن تجابهها في ظروف كهذه فأفلتت بسرعة من يدي أدوارد وقالت:
" حصل خطأ".
قهقهت باتسي ثم قالت:
" طبعا حصل خطأ".
" كنت أجهل أن هذه غرفة أد......عفوا , غرفة السيد وارن , لم أنتبه".
قرصت باتسي شفتها السفلى بأزدراء وسطعت عيناها غضبا وأدركت سامنتا أنه من الطبيعي أن تحاول باتسي رمي عصفورين بحجر واحد.
" هذه حيلة قديمة , ألا يمكنك أيجاد تبرير آخر؟".
" أنها الحقيقة".
تمنت سامنتا في هذه اللحظة لو لم تتهور في أتخاذ قرارها بمجابهة باتسي وأتهامها بزيارة بارني فهي الآن في وضع المنتصر وقد يصعب على أي كان تصديق أتهاماتها لباتسي الآن.
منتديات ليلاس
" هلا قلت لي غرفة من كنت قاصدة؟".
ترددت سامنتا للحظة ثم قالت:
" غرفتك أنت".
جمدت باتسي في مكانها وأدركت سامنتا أن أدوارد كان يحدق فيها بدهشة وسمعته يقول لها:
" يا لله ماذا تريدين من باتسي في مثل هذا الوقت؟".
قطبت باتسي حاجبيها وكأنها تستعد للأنقضاض دفاعا عن نفسها ثم قالت:
" هذا ما أود معرفته أيضا".
لم يكن في نية سامنتا أن تثير خلافا حادا بينهما وأحتارت بين البوح بما رأته وألتزام الصمت – أدركت أن باتسي غير مكترثة كثيرا بأحتمال أنكشاف أمرها فهي على عكس سامنتا لم يقبض عليها بالجرم المشهود ومن السهل عليها الأدعاء أن أتهام سامنتا لها نابع عن محاولة لأبعاد الشبهات عنها فقالت سامنتا:
" أردت مقابلتك , لا غير".



اماريج 24-01-11 04:33 PM

" كي نتحدث بقلب مفتوح؟".
أثارت سخريتها غضب سامنتا من جديد فقالت:
" أظن أنك تعرفين السبب".
بدت باتسي وكأنها فهمت أخيرا خطورة موقفها فرفعت كتفيها وأدعت التعب الشديد ثم قالت:
" الوقت متأخر جدا الآن ولا يلائم خوض نقاش طويل , أنني ذاهبة الى الفراش ونصيحتي لك أن تفعلي مثلي قبل أن نوقظ نزلاء الفندق جميعهم".
حدقت بها سامنتا للحظة وهي تشعر برغبة جامحة في أخبار باتسي أنها رأتها , لكنها عجزت عن أيجاد الكلمات المناسبة فأستدارت فجأة وعادت الى غرفتها ثم أقفلت الباب من دون أن تنظر اليهما كان بودها أن تعتذر مرة أخرى لأدوارد وارن لكنها لم تعد تتحمل مواجهتما مدة أطول وشعرت برغبة جامحة في البكاء.
أسندت ظهرها الى الباب وبدأت الدموع تنهمر على خديها وأدركت أن سبب الدموع لم يكن مقتصرا على أهانة باتسي لها حين فاجأتها في غرفة خطيبها بل شمل تلك الصورة المؤلمة لباتسي عائدة من غرفة بارني , شعرت وكأن بارني خانها فأرتمت على السرير وأجهشت في البكاء كطفلة صغيرة.
منتديات ليلاس
أفاقت سامنتا في الصباح التالي وقد أثقلت الدموع جفنيها وآلمها صداع رأسها لكنها شعرت بتحسن طفيف بعد أن أستحمت فأرتدت ثيابها وقررت النزول لتناول الأفطار.
فوجئت مفاجئة مزعجة حين رأت أدوارد وباتسي وقد جلسا الى طاولة تتتسع لأربعة أشخاص وأستنتجت أن بارني لبى رغبة باتسي بشأن الطاولة , حاولت جهدها التظاهر بعدم الأكتراث لكنه صعب عليها تحمل أبتسامة الرضى التي علت ثغر الفتاة الشقراء وخاصة بعد أحداث الليلة الماضية.
نهض أدوارد عن كرسيه حين وصلت , فيما بقيت باتسي جالسة ونظرت اليها مبتسمة ثم قالت بتهكم:
" هذا تغيير نحو الأفضل".
قطب أدوارد حاجبيه لبرودة أستقبال خطيبته لسامنتا وقال:
" أرجو ألا يكون لديك مانع يا سامنتا".
أكتفت سامنتا برفع كتفيها وأدركت أن لا أهمية لممانعتها أو عدمها لكون باتسي ستعتبر ممانعتها من باب الغيرة لا غير فتسر بها , لم يكن هناك أثر لبارني بعد وتساءلت سامنتا عما أذا كان تعمد التأخر كي يتجنب التبرير لها عن مطالبته بتغيير الطاولة وقالت:
"لا فارق عندي".
ثم رمقت ساعة يدها وقالت:
" تأخر بارني".
قهقهت باتسي وحدقت في سامنتا بعينيها الزرقاوين ثم قالت:
" لربما أقلقه شيء ما وهو يحاول تعويض ما خسره في النوم".
كان كلامها موجها لسامنتا فقط وشعرت بموجة من الغضب تعتريها وقد أزعجها قلة أكتراث الفتاة بأحتمال أفشائها لسرها وأدركت سامنتا أن أمامها نهارا قاسيا ورفضت تناول الأفطار مكتفية ببعض القهوة.
" لا أريد سوى بعض القهوة , لست جائعة".
"هل أنت مريضة؟".
" لا أبدا , أنا بخير يا أدوارد , شكرا".
وقالت لها باتسي بصوت معسول:
" أظنك تعانين من عوارض ما بعد الصدمة , فيا لها من صدمة حين يفاجأ المرء أثناء سيره خلال النوم".
" أنا مصابة بصداع , أظن أنه سيزول متى تنشقت هواء منعشا".
" أثناء السير؟".
" ربما".
شربت فنجانين من القهوة القوية , ثم جلست تفكر أنه عليها أتخاذ قرار بشأن باتسي غوردن , لن يجديها نفعا أن تخوض خلافا معلنا بل يكفيها أن تقطع شعرة بينها وبين بارني فتكون قد أنتقمت لنفسها- لن يسر حتما لتركها له مجددا لكنه سوف يدرك أن باتسي هي سبب رحيلها ولن يعود متلهفا لكسب ودها أو ربما فعل ذلك.
منتديات ليلاس
صعدت الى غرفتها قبل مجيء بارني وتكهنت أن باتسي سوف تبقى في أنتظار وصوله غير مكترثة برأي أدوارد في الموضوع , ولربما حالفها الحظ ونجحت في تنفيذ خطتها فجلست في غرفتها تنتظر سماع صوت الباب المقابل يفتح ثم يقفل.
وكما توقعت بعد عشر دقائق سمعت وقع خطى في الممر ثم صوت باب الغرفة رقم ثلاثة ينفتح , فخرجت بسرعة من غرفتها ورأت أدوارد على وشك أقفال باب غرفته فأبتسمت له وقالت:
" هل تسمح لي بمحادثتك لبضع دقائق يا أدوارد".



اماريج 24-01-11 04:33 PM

تردد لبرهة ثم أومأ أيجابا وخرج الى الممر مجددا وقال:
" طبعا , ما الخبر يا سامنتا؟ هل يمكنني مساعدتك؟".
" بأمكانك مساعدتي أن أردت ذلك".
" طبعا".
تقدم نحوها ووقف أمامها ثم تردد قليلا قبل أن يأخذ يديها بين يديه ويقول:
" كنت متأكدا ليلة البارحة أنك لست على ما يرام , وعرفت اليوم أنك بكيت- أريد مساعدتك يا سامنتا , أرجوك , قولي لي ما يمكنني أن أفعل".
أبتسمت سامنتا ثم قالت:
" أود أن تساعدني على الهرب من دون أن يدري بي أحد".
نظر اليها أدوارد بتعجب ثم قال:
ط الهرب , لا أفهمك جيدا يا سامنتا".
" آه!".
منتديات ليلاس
أخفضت عينيها بأتجاه يديها المتشابكتين ببعض الذنب لأستغلالها طيبته وأستعداده لمساعدتها برغم تأكدها من أن باتسي لن تحب أن يساعدها.
" أريد مغادرة هذا المكان , هذا كل ما في الأمر".
" لكن , بارني".
" أود الأبتعاد عن بارني بالذات , لا أريده أن يعرف أنني ذاهبة يا أدوارد ولهذا السبب طلبت مساعدتك , هل تقبل؟".
بدا مترددا وحتى أنها لمست بعض الخوف فيه وأستغربت أن يكون بارني يخيفه , وعادت الى ذاكرتها لحظة توسل منها ألا تخبر بارني أنه عانقها وهي الآن تطالبه بالكثير لكنها شعرت أنها لم تعد تتحمل الوضع بين بارني وباتسي فقالت له بصوت متوسل.
" أرجوك يا أدوارد".
" حسنا- حسنا – لا أفهم تماما ما يدفعك الى الرحيل من دون أخبار بارني لكنني سأساعدك أن أمكن ذلك!".
" آه , طبعا يمكنك مساعدتي , شكرا لك يا أدوارد , ألف شكر".
تطاولت وقبلته على خده مما زاد في أضطرابه فلمس خدها بأصبعه وقال:
" أخبريني الآن ماذا تودين أن أفعل , وأعدك أنني سأفعل كل ما بوسعي لمساعدتك".
" أطمئن فطلبي سهل التنفيذ , أظن أن بارني يتناول الأفطار حاليا أليس كذلك؟".
أومأ أيجابا وقطب حاجبيه حين عادت الى ذهنه صورة المشهد الذي عاشه لتوه في المطعم :
" أصرت باتسي أن تبقى برفقة بارني فتركتهما".
ونظر اليها لبرهة وكأن من واجبه الأعتذار عن تصرفات باتسي ثم قال:
" أظن أنك تريدين الرحيل بسبب ما يجري بينهما".
أخفضت سامنتا عينيها وقالت:
"نوعا ما".
منتديات ليلاس
" أنني آسف جدا يا سامنتا , أدرك تماما ما تشعرين لكن أرجوك ألا تتهوري بسبب هذا الشيء , أنا أعرف باتسي , وأعرف أن المسألة لن تدوم".
" ظننت أنا أيضا أنني أعرف بارني , ولكن.... لكنني أريد الرحيل يا أدوارد , أرجوك".
بدا تعيسا أكثر من أي وقت مضى لكنه قال:
" أنت بحاجة الى سيارة تاكسي , أتودين أن أطلب لك واحدة؟".
" أرجوك و.... وهل بأمكانك أن تطلب من السائق ألا يثير ضجة حين يصل لئلا يراه بارني؟".
" سأطلب منه ذلك برغم أنني لا أعرف مدى أستعداده للتقيد بهذا الأمر".
" حاول في أي حال".
أبتسمت له من جديد ثم سألته:
" هل ترافقني الى المحطة يا أدوارد؟ أكون شاكرة لك الى الأبد أن أتيت".
" نعم – طبعا سأرافقك".
" شكرا".



اماريج 24-01-11 04:35 PM

فكرت سامنتا أن تغيبه لبعض الوقت سوف يقلق حتما باتسي.
نزل أدوارد لأجراء المخابرة فيما أنتهت من تحضير حقيبتها وعاد بعد قليل فسلمته حقيبتها وسارت خلفه في الممر ثم نزلا الى الباحة وقلبها يخفق بسرعة جنونية , أدركت أنه أذا كان بارني ما زال مصمما على أقناعها بالزواج منه فسوف يلحق بها ,أما أذا كان يشعر أن توطيد علاقته بباتسي أهم بالنسبة اليه من زواجه منها فلن يكلف نفسه عندئذ عناء اللحاق بها , شعرت بموجة من الذعر تجتاحها لأحتمال عدم لحاقه بها
وسمعت أدوارد يسألها حين وصلا الى المحطة:
" هل أنت متأكدة من أن الأمور ستسير على ما يرام؟ لا أحب فكرة رحيلك بمفردك يا سامنتا".
منتديات ليلاس
" لن يصيبني أي مكروه- لا تقلق".
وتساءلت عن سبب صرفه سائق التاكسي وأصراره على العودة الى الفندق سيرا على الأقدام ,قد يكون فكر أيضا بأزعاج باتسي لبعض الوقت خاصة أن بارني سيكتشف أولا أختفاء سامنتا وحقيبتها فيطرح غياب أدوارد أيضا تساؤلات عديدة قبل أن يكتشفا أن حقيبته لا تزال في غرفته- لكن الخطوات هذه سوف تستغرق بعض الوقت وقد تستغل باتسي هذا الوقت كي تدرك أنه من الأفضل لها ألا تفقد أدوارد وأن تقلع عن تصرفاتها التافهة هذه خاصة أن بارني سيثور غضبه حين يكتشف هربها وسيعبر عنه بطريقة أو بأخرى
قطعت تذكرة سفر الى مدينة كارليل وقدّرت أنه بوسعها التوجه منها الى منطقة البحيرات من جديد والبقاء فيها لبعض الوقت , كانت متأكدة أن لن يسهل على بارني اللحلق بها هذه المرة كونه لا يعلم وجهة سفرها ولن يستطيع موظف البطاقات العجوز في قرية بنفار أرشاده اليها لعدم ملاحظته لها بعكس الموظفين الشباب في المحطات الأخرى.
كان القطار يسير ببطء لكن المناظر الطبيعية المحيطة بها كانت رائعة الجمال فشعرت سامنتا برغبة بالأرتخاء والأستمتاع بها ولم يكن في مقصورتها سوى أمرأة عجوز غارقة في حياكة الصوف ورجل يقرأ كتابا مما أراحها من عناء الخوض في أحاديث السفر التقليدية.
أحست برغبة في الهدوء والعودة الى نفسها للتفكير بخطوتها المقبلة , لربما تمكنت من مخابرة العم نيكولاس من مدينة كارليل وأخبرته أنها بخير وأنها عادت الى أنكلترا من جديد وأدركت أن عليها أقناعه أن زواجها من بارني غير وارد قطعا في الحاضر.
منتديات ليلاس
وفوجئت ثم ذهلت بدمعة ثقيلة تتدحرج على خدها ثم تبعتها ثانية وثالثة وكرت السبحة من دون أن تتمكن من السيطرة عليها , لم تكن في حياتها من النوع الذي يبكي بسهولة وها هي تجهش بالبكاء للمرة الثانية في أقل من أربع وعشرين ساعة.
تناولت منديلا ومسحت دموعها ثم وضعت نظارات شمسية داكنة لتخفي تورم جفنيها وأحمرار عينيها عن المسافرين في مقصورتها.
تذكرت أثناء ترجلها من القطار في كارليل أنها نسيت أن تدفع فاتورة الفندق وتصورت غضب بارني حين يكتشف ذلك أضافة الى غضبه لهربها ولم تستطع أن تتماسك عن الضحك .
خابرت العم نيكولاس من كشك هاتف وجدته أمام المحطة وما لبثت أن سمعت هدير صوته المألوف في أذنها وقد أرتاح كثيرا حين سمع صوتها وقال:
" حبيبتي سامنتا- آه يا حبيبتي هلا توقفت عن أخافتنا بهذا الشكل".
" آسفة يا عزيزي , صراحة , لم يكن في نيتي أن أخيف أحدا".
" خابرني بارني لتوه , وقال لي أنك عدت الى الهرب من جديد لماذا؟".
" ألم تسأله السبب؟ فالمفروض أن يكون أول العالمين بالسبب".
" طبعا سألته وقال لي أنه لا يعرف".
" يا له من...".
أمسكت آلة الهاتف بقوة وشعرت برغبة جامحة في تحطيمها على رأس بارني المتعجرف لكنها سمعت نيكولاس يقول لها:
" هل يعني ذلك أنكما أختلفتما من جديد".
" نعم من جديد".



اماريج 24-01-11 04:35 PM

" ولكن لماذا؟ ليس من عادتكما أن تختلفا , كنت في الماضي........".
" مرنة المزاج ؟ أهذا ما تريد قوله , حسنا , لكنني أعلمك أنني لم أ‘د كذلك".
" يبدو لي أنك تتصرفين بعناد وتهور وأتساءل صراحة كيف أستطاع بارني تحملك طيلة هذه الفترة من دون أن ينفد صبره".
" لقد نفد صبره مرات عديدة".
" لا عجب".
" آه يا عمي نيكولاس , لا تتحيز لبارني , أريد حقا العودة الى البيت لكن.... لكن لا أريد الزواج من بارني".
" ولكن لماذا يا حبيبتي؟".
" لأنني .... آه لأنني لا أحب أن تفرض علي الأمور . أرجوك أن تفهمني يا عمي نيكولاس".
" أنني أحاول فهمك يا حبيبتي , لكنك تعرفين بارني لمدة طويلة الآن وتعلمين حتما حقيقة شعورك نحوه".
" هنا المشكلة يا عمي فأنني لا أعرف , ومعرفتي به طيلة هذا الوقت لم تتح لي التعرف على أي رجل غيره , كل شيء كان مبرمجا في حياتي حتى الآن وشعرت برغبة في التحليق بجناحيّ لبعض الوقت والتطلع حولي كي أتحقق أن كان هناك أحد أفضله على بارني".
" سامنتا".
" ولم لا يا عمي .... لم لا؟".
" تقصدين رجالا كبيل سميث أو الفنان بيتر مجهول باقي الهوية أو هاوي السير على الأقدام".
منتديات ليلاس
شعرت بغضب شديد نحوه وكأنه يتهمها بأقامة علاقات وثيقة مع كل من أولئك الرجال ولا بد أن يكون بارني هو الذي أعطاه هذا الأنطباع المشوه عن الواقع.
" كان يجدر بي أن أعرف أن بارني قادر على أختلاق قصص وتعظيمها حسب مزاجه".
"لم يختلق أية قصة في الحقيقة".
" وما تسمي أذن تلك الأخبار التي أبلغك أياها؟ ولماذا لم يخبرك عن قوافل الفتيات الشقراوات اللواتي تركناهن جاثيات في كل أنحاء البلاد أو عن الآنسة باتسي غوردن التي أمضت جزءا من الليلة الماضية في غرفته؟".
" سامنتا".
" آه.... كنت متأكدة أنه لن يخبرك عن هذا التفصيل الصغير".
" يا حبيبتي , أنت حتما على خطأ فبارني يحبك".
" يا لغرابة أسلوبه في التعبير عن هذا الحب".
وذهلت بالدموع تعود الى الأنهمار على خديها لكنها تابعت قائلة:
" أنه يكره فكرة أفلاتي من بين يديه فلقد تعود أعتباري ملكا له ويتوقع أن أنفذ طلباته وكأنني كلب صغير مدرب على الطاعة وذلك بغض النظر عن نشاطاته ومغامراته العاطفية , أنني أرفض قضاء بقية حياتي مكتفية بأطاعة أوامره فيما يواصل نشاطاته النسائية مع كل فتاة شقراء يصادفها".
" آه يا حبيبتي أنت حقا مضطربة".
أدركت أنه قلق عليها وتمنت لو كانت في البيت برفقته وأستطاعت البكاء على كتفه الحنونة لكنها الآن في كشك حديدي في كارليل ومعرضة للأنهيار بين اللحظة والأخرى.
" أنا بخير , أنا حقا بخير يا عمي نيكولاس لا تقلق , كل ما في الأمر أنني غاضبة".
" غاضبة من بارني ".
" طبعا من بارني ألا يحق لي أن أغضب منه".
تنهد بعمق ثم قال:
" لا أدري ما أقول لك يا حبيبتي , هل ستعودين الى البيت؟".
قاومت الأغراء المعروض عليها بكل قواها وهزت رأسها وكأنه يستطيع أن يراها:
" كلا- ليس الآن يا عمي , أنني أفكر في الذهاب الى البحيرات من جديد وأمضي فيها يوما أو يومين حتى تتبلور الأمور في ذهني فهي منطقة رائعة وهادئة".
" أليست أسكتلندا أيضا منطقة رائعة وهادئة؟".
" لا هدوء حيث بارني وباتسي غوردن , سأكون بخير يا عمي نيكولاس لا تقلق بشأني أرجوك".
منتديات ليلاس
تنهد بعمق وكأنه رضخ للأمر الواقع ثم قال:
" حسنا يا حبيبتي لكن أرجوك ألا تنسي أن تتصلي بي بين الحين والآخر , أذ يقلقني أن تسافري بمفردك ومن دون بارني".
" سأتصل بك , أخابرك لحظة وصولي الى بونس , أعدك بذلك يا عمي نيكولاس".
" حسنا , وحاولي يا حبيبتي أن تعودي قريبا لقد أشتقنا اليك كثيرا".
أكتفت سامنتا بالتفوه بكلمة ( وداعا) أذ كانت الدموع الساخنة عادت الى الأنهمار وشعرت وكأن كتلة تسد حلقها , وتمنت لو كان بوسعها التخلص من تعاستها الحالية ومن تلك الفكرة التي ما لبثت ترافقها , أن بارني سيلحق بها من جديد.

نهاية الفصل الثامن



اماريج 24-01-11 04:37 PM


9_ فندق سعيد الحظ

تمكنت سامنتا من الحصول على غرفة في فندق ستاغ في قرية بونس , وقد دفعها حنين قوي الى الماضي لأختيار الغرفة ذاتها التي نزلت فيها على طريق الذهاب الى أسكتلندا.
خرجت من الفندق في الصباح التالي لنزهة على ضفاف البحيرة , كان الجو هادئا ومنعشا تحت الأشجار الظليلة ولا أحد يزعجها أو يتجادل معها لكنها بدأت تتوق الى من تتكلم معه.
أغاظتها الدموع التي عادت الى التجمع في عينيها من دون سبب فمسحتها بسرعة وعادت الى ذاكرتها ما كانت تكرره دائما لبارني من أن الدموع للأطفال والأولاد وهي لم تعد أيا منهما , بارني! ها قد عادت الى التفكير به وأدركت أنها لم تفكر به في حياتها بالقوة والأستمرارية كما هي هذه الأيام.
منتديات ليلاس
وبارني سعيد حتما الآن حيث هو ويستغل فرصة وجود باتسي غوردن معه وميلها الواضح نحوه خاصة أن أدوارد سيكتفي على الأرجح بدور المشاهد ولن يتدخل بينهما أبدا.
تراءت لها من جديد صورة باتسي وهي تتسلل عائدة من غرفة بارني فأزدادت غزارة دموعها في عينيها حتى أنها حجبت عنها الرؤية كليا.
أمضت الليلة الفائتة تراقب المسافرين الجدد وتنتظر ظهور رأس بارني الداكن المعروف , وحتى أنها حين صعدت الى الفراش بقيت مدة طويلة تنصت الى الأصوات في الممر لعلها تسمع صوته العميق والمطمئن أو قرعا على بابها لكن دون جدوى.
كانت قد تناولت العشاء في الليلة الماضية برفقة سيدة متقدمة في السن لم تحاول فتح أحاديث معها لأدراكها أن سامنتا تفضل الوحدة , كلمتها قليلا حول مائدة الأفطار ولاحظت سامنتا أنها سيدة لطيفة جدا وتشعر ببعض الوحدة , راحت تفكر أثناء سيرها أنه لربما أرتاحت قليلا أن وجدت شخصا تستطيع التحدث اليه عن مواضيع عامة فتنسى بارني قليلا أذ أدركت أنه تحول الى هاجس لا يفارقها لحظة.
سمعت وقع حطى على الأوراق الجافة فألتفتت وأبتسمت لا شعوريا حين رأت السيدة العجوز تتقدم نحوها وتجلس الى جانبها بالقرب من ضفة البحيرة.
" هذا المكان رائع الجمال , ألا توافقين؟".
أومأت سامنتا أيجابا وقالت:
" أنه ساحر".
" أنا أقصده منذ أكثر من ثلاثين عاما ولم أسأم منه بعد فهو يبدو لي مختلفا في كل مرة".
ثم ضحكت معتذرة وقالت:
" لربما ظننت أنني أناقض نفسي لكنني متأكدة من أنك فهمت قصدي".
" طبعا , يسعر المرء أنه مهما تغير الناس الوافدون الى هذا المكان ألا أنه يبقى وسيبقى حتى بعد أن نزول نحن".
أبتسمت المرأة بلطف وقالت:
" هذه ملاحظة يا عزيزتي صحيحة أيضا , هل تعلمين أنني أتيت للمرة الأولى الى هنا منذ ستة وثلاثين عاما وأمضيت شهر العسل فيه وأنني أعود اليه كل عام".
منتديات ليلاس
غصت عينا سامنتا بالدموع لسماعها قصة هذا الحب العاطفي وتساءلت عن مدة ترمل المرأة أذ كان من الواضح أنها فقدت زوجها وألا لما كانت الآن بمفردها وحاولت سامنتا أن تسألها:
" هل؟ كيف..........؟".
وفهمت المرأة قصدها فأبتسمت قائلة:
" عشنا سوية ثلاثة وثلاثين عاما في الهناء , وكنا نأتي أنا وزوجي شارلز كل سنة في عيد زواجنا وحين توفي منذ عامين شعرت أنه علي الأستمرار في القدوم لأظل على ذكراه".
ثم أبتسمت معتذرة وقالت:
" قد أبدو لك غريبة الأطوار خاصة أنك شابة في أول حياتك – أليس كذلك؟".
" لا أبدا أن قصتك رائعة الجمال , رائعة الجمال".
" هل أنت بمفردك أيضا؟".
" نعم".


اماريج 24-01-11 04:37 PM

مدت يدا رقيقة وأمسكت يدها بلطف وتفهّم ثم قالت:
" أنني آسفة يا عزيزتي , لا يحق لي التطفل , لكنك في عز الشباب وجمالك أخاذ فأستغربت كونك تسافرين بمفردك وأعترف لك أنني فضولية لمعرفة وضعك".
" لا أمانع في ذلك أبدا".
أبتسمت المرأة وقالت:
" أسمي أستر كولنز , أظن أننا لم نتعارف بعد".
" سامنتا داوليش".
أبتسمت ثم ألتفتت نحو المرأة فلاحظت نظرة تعجب في عيني أستر كولينز التي صاحت:
" لكن يا عزيزتي- يا للصدف- ألا تسكنين في قرية ليتل ديستوك في مقاطعة ساري".
" نعم , أنت على حق ولكن بالله كيف........؟".
" لأنه سبق أن ألتقينا ,لكن لا أظن أبدا أنك تذكرين ذلك كنت في التاسعة أو العاشرة من العمر وقتذاك".
" صحيح".
تفحصتها سامنتا لبرهة من غير أن تجد في ملامحها أي شيء مألوف وأعترفت:
" لا أتذكرك أبدا , أنني آسفة".
منتديات ليلاس
" ولم تأسفين؟ كنت طفلة يومها , كنت فتاة صغيرة وجميلة جدا".
أبتسمت سامنتا وقالت:
" يسرني سماع هذا , هل كنت تعرفين عمي يا سيدة كولنز؟".
" ليس معرفة شخصية , لكن شقيقي كان يعرفه وزوجي شارلز أيضا من خلال علاقات العمل , لقد تقاعد أخي حاليا وهو يكبر عمك سنا لكنني متأكدة من أنه سيتذكرك أن أخبرته عنك , أن ذاكرتي قوية جدا ونادرا ما أنسى شخصا قابلته , كان عمك أسمه نورمان ..... لا نيكولاس داوليش أليس كذلك؟".
" صحيح , عمي نيكولاس هو الوصي علي منذ أن كنت في الثالثة من عمري".
" أذكر ذلك لكنك لم تكوني برفقته ذلك اليوم في بيت أخي بل كنت مع روبرت فوستر وأبنه".
" بارني".
تفوهت سامنتا بأسمه وراح قلبها يخفق بسرعة جنونية وبدا وكأن قلبها لن يسمح لها أن تنساه ولو للحظة.
" صحيح , أذكر أننا ألتقينا به من جديد مرة أو مرتين , كان آخر لقاء بيننا بضعة أشهر قبل وفاة شارلز وأخبرنا يومها أنه...........".
أخفضت عينيها بسرعة تبحث عن خاتم خطوبة في أصبع سامنتا ولاحظت غيابه وفهمت.
وأدركت سامنتا أنها فهمت فقالت لها:
" كنا مخطوبين".
" صحيح- أخبرنا بهذا".
أيقنت سامنتا أن السيدة متلهفة لسماع بقية قصتها مع بارني لكن رقة أحساسها منعتها من السؤال فقالت لها:
" الأمر معقد قليلا أذن , أظن أننا فسخنا الخطبة".
" فهمت".
ورمت السيدة العجوز بنظرة خاطفة ففوجئت بها تبتسم أبتسامة طفيفة لم تخل من بعض السخرية فعضت سامنتا على شفتها وقد هددت الدموع بالأنهمار من جديد لكنها سمعت السيدة تقول لها :
" أنني آسفة يا عزيزتي , ولكن يا لغرابة الصدف من جديد , ولا يسعني ألا أن أبتسم لهذا الشيء".
" الصدف؟".
" ألست مصيبة في أفتراضي أنك أختلفت مع السيد فوستر الأبن؟".
" نعم , أختلفنا".
" وأنا أيضا أختلفت مع شارلز حين كنا مخطوبين وأتيت الى هذا المكان لأختبىء".
منتديات ليلاس
" فهمت , يبدو لي أنا في خلاف دائم في هذه الأيام ولم نكن هكذا من قبل".
" هذه علامة طيبة نوعا ما , أنتما تعرفان بعضكما منذ زمن بعيد أليس كذلك؟".
" منذ زمن بعيد جدا – أعرف بارني منذ كنت في الثالثة من عمري وهو كان في الحادية عشر".
" مثلي أنا وشارلز – أنتقلت عائلتي الى منزل قريب من بيت آل كولنز حين كنا أنا وشارلز في التاسعة من عمرنا وكبرنا معا نوعا ما".
تفحصت سامنتا وجه المرأة الرقيق الهادىء وفكرت أنها وجدت أخيرا من يفهم حالتها النفسية لمرورها بظروف مماثلة وسألتها:
" هل كنتما تتجادلان كثيرا؟".
أبتسمت أستر كولنز ثم أعترفت قائلة:
" كالكنة والحماة مما أذهل الجميع أذ كنا نتفق تماما حول كافة الأمور حين كنا أصغر سنا وما أن نضجنا قليلا حتى تحولت علاقتنا فلم تعد مجرد علاقة بين أخ وأخته بل بدأت الخلافات بيننا ولقد أغاظني يوما الى درجة حملتني للهرب والمجيء الى هذا المكان للأختباء بعض الوقت , وصرف المسكين شارلز جهدا حثيثا حتى عثر علي".



اماريج 24-01-11 04:38 PM

نظرت الى سامنتا بعينين فاضتا لطفا وتفهما ثم سألتها:
" هل أنت الآن في الوضع ذاته يا عزيزتي؟ هاربة؟".
" نعم , لكن حالتي كانت أسوأ من حالتك ..... هل كنت سعيدة في حياتك يا سيدة كولنز رغم أنك كنت تعرفينه لفترة طويلة قبل الزواج , هل كنت حقا سعيدة معه؟".
" كنت سعيدة جدا جدا يا سامنتا لأننا كنا نعرف بعضنا معرفة وثيقة حين تزوجنا وهذا نادر حصوله في حالات الزواج الأخرى , لم يكن هناك نواح مخبأة في طبعينا , لا نزوات ولا فضائل سرية تضطرنا الى مجابهتها لاحقا ,كنا قد تخطينا كل هذه العقبات قبل الزواج وقد ساعدنا هذا كثيرا".
" أصدقك , لكن بارني مختلف , فهو.......فهو يحب النساء , لا أعني بذلك أنه يقيم علاقات جنسية معهن كيفما أتفق لا , لا تظني هذا أرجوك لكن........".
ضحكت رفيقتها بصوت ناعم وهزت رأسها قائلة:
" أذكر أنه رجل وسيم للغاية وأتوقع أن يجذب عددا وافرا من النساء كحالك أنت مع الرجال يا عزيزتي , ولا سبب للخجل من هذا الأمر لكنني أعرف أنه يصعب على المرء تقبله حين يكون شابا ومغروما".
" ليتني أعرف ما العمل".
" هل يساعدك أن تخبريني عنه".
" ربما".
تعجبت سامنتا للسهولة التي لاقتها في البوح للسيدة اللطيفة بكل ما مرت به أثناء رحلتها الحالية من دون أن تشعر بالمرارة كما من قبل , حين أنتهت من قصتها ألتزمت أستر كولنز بالصمت ثم تنهدت وهزت رأسها قائلة:
" يا لعناء الرحلة التي فرضتها على هذا الشاب المسكين".
ثم أبتسمت مطمئنة وأضافت:
" لكنه سيعثر عليك – لا تقلقي سيجد سبيلا لعثور عليك أن كان يحبك فعلا".
" لكنني لست متأكدة من أنه يحبني , ليتني أعرف".
أرتاحت كثيرا لحديثها مع السيدة كولنز اللطيفة وأدركت ولأول مرة كم أفتقدت لمسة أنسانية في سني نموها وبدت لها هذه السيدة اللطيفة وكأنها مستعدة للأهتمام بها رغم كونها لم تلتق بها ألا مرة واحدة منذ سنوات عديدة.
تحدثتا كثيرا عن زيارات السيدة كولنز السابقة لقرية بونس برفقة زوجها وعن وجبات الطعام الشهية التي تقدم لهما وأدركت سامنتا أنها أرتاحت كثيرا لهذا النهارالذي قضته وفقا لتطلعاتها , ولم يزعجها سوى أنها وجدت نفسها في حال أنتظار مستمرة لوصول بارني وحين لم تره على العشاء أيقنت أنه ربما لن يأتي أبدا.
نظرت اليها السيدة كولنز أثناء تحريكها في قهوتها وسألتها:
" هل من أثر لصاحبك الشاب".
هزت سامنتا رأسها وقالت:
" لا تتصوري أن أتوقع قدومه , فهو وعدني أنه سيحطم هنقي أن هربت منه مرة أخرى لكنني أعتقد أنه فهم قصدي أخيرا".
" قصدك؟".
" نعم , أي أنني أريد الأنفراد بحالي ولا أريد رؤيته".
" آه , فهمت , لقد كلفت نفسك عناء شاقا لأفهامه هذا الشيء".
" حاولت المستطاع , آمل أن يعود الى البيت ويتركني وشأني".
" وماذا ستفعلين أنت عندئذ؟".
فوجئت سامنتا بسؤالها وقالت:
" أنا؟".
" نعم , أنت , هل ستعودين الى البيت أيضا؟".
كانت تشعر برغبة جامحة في العودة الى البيت لكنها أدركت أنه لن يسهل عليها ذلك خاصة أذا كان بارني قد سبقها اليه مؤكدا بذلك أنتهاء العلاقة بينهما وسوف تلاقي صعوبة جمة في مواجهة الجميع , عمها نيكولاس وعمها روبرت وحتى بارني ولن تعود الأمور الى سابق عهدها أبدا , وقالت فيما أحست بثقل كبير يضغط على صدرها :
" أعتقد أنني سأعود , نعم , طبعا سأعود".
منتديات ليلاس
جلست في البهو تنظر الى التلفاز من دون أن ترى أي شيء وقررت الصعود الى الفراش حين أنتبهت الى وصول بعض المسافرين فوقفت في الباب تراقبهم جامدة كالحجر وأذ ببارني يجري أمامها , نظر اليها وقد سطعت عيناه كالجمر في دكنة الممر لكنه لم يبتسم وقال:
" مرحبا يا سامنتا".
أنتابها ذعر شديد حين رأت برودة أستقباله ولم تستطع التفوه ألا بكلمة :
" مرحبا".
ظهرت باتسي غوردن خلفه وقد بدا عليها التعب الشديد فيما كان أدوارد وارن مقطب الحاجبين لكنه أستطاع أن يبتسم لها حين خاطبها قائلا:
" مرحبا يا سامنتا".
تجاهلت الفتاة الشقراء وحيّت أدوارد ثم أعتذرت قائلة:
" عفوا أنني أسد المدخل".
خيم سكوت ثقيل على الجو بينهم للحظة ثم تقدمت باتسي غوردن وتوجهت الى البهو من دون أن تبتسم وأعتذر أدوار ثم لحق بها تاركا سامنتا وبارني وجها لوجه في نور الممر الخافت وسمعته يقول لها:
" أعذريني أنا أيضا".
وتوجه بدوره الى البهو تاركا سامنتا مدهوشة لا تستطيع الحراك.
" بارني".
ألتفتت ونظر اليها متسائلا من دون أن يظهر أي أثر لأبتسامة على ثغره وفي عينيه حتى أنها شعرت وكأنها في حضور رجل غريب وقالت له بسرعة:
" أنا سعيدة بمجيئك".



اماريج 24-01-11 04:39 PM

" لن أمكث هنا بل توقفت في طريقي الى البيت".
" آه بارني أنني........".
" هل كنت تهمين بالصعود الى الفراش , لا تدعيني أعيقك ".
" أنني....".
" طابت ليلتك يا سام".
أستدار ودخل البهو ثم أقفل الباب وراءه.
وقفت سامنتا في مكانها لحظات مدهوشة وقد أذهلتها سرعة تتابع الأحداث وشعرت بالدموع الغزيرة تتدفق على خديها فهرعت الى غرفتها ,أدركت أن بارني قرر الرضوخ أخيرا لرغبتها والتوقف عن محاولاته لأقناعها بالعدول عن قرارها بعدم الزواج منه وقد أنزل بها هذا التحول المفاجىء صدمة عنيفة.
خلعت ملابسها وأستلقت على الفراش ثم دفنت وجهها في الغطاء لكتم تنهداتها وراحت تنصت لا شعوريا الى قرع محتمل على بابها لكن دون جدوى , سمعت لاحقا بعض الأصوات والهمس في الممر فجلست تصغي اليها الى أن أختفت ثم زالت نهائيا.
أختارت لا شعوريا فستانها الأخضر الفاتح الذي يحبه بارني وصففت شعرها بالأسلوب الذي يفضله , كان منظرها جميلا جدا حين دخلت قاعة الطعام وأبتسمت لها السيدة كولنز بأعجاب ثم قالت:
" ها قد لحق بك شابك كما توقعت أنه سيفعل".
هزت سامنتا رأسها وقالت:
" ليس فعلا كما توقعت , فهو في طريقه الى البيت ولم يأت بمفرده أيضا".
" هل تعنين الرجل والمرأة اللذين قدما برفقته ليلة البارحة".
" نعم أنهما الشخصان اللذان أخبرتك عنهما".
" لقد غادرا باكرا".
" لقد... لقد غادروا الفندق".
منتديات ليلاس
" نعم , تناولا الأأفطار باكرا ثم رحلا في ثياب المشي رأيتهما من نافذة غرفتي".
" آه فهمت ".
ثم نظرت اليها وقد أتسعت عيناها خوفا وسألتها متوسلة:
" وبارني؟".
" أطمئني فهو لا يزال هنا , فلم ينزل لتناول أفطاره بعد , هل ستعودين برفقته الى البيت يا عزيزتي؟".
كان بود سامنتا أن تعرف الجواب لهذا السؤال لكنها هزت رأسها ببطء وقالت:
" قد لا تسنح لي الفرصة , أخشى أن تكون الأمور قد تغيرت يا سيدة كولنز".
" تغيرت.... لا يمكن أن تكون تغيرت كثيرا يا عزيزتي , فبارني موجود هنا وهو في طريقه الى البيت ويتوقع حتما أن يأخذك معه".
" لا أظن ذلك".
كان من الصعب عليها مواجهة الواقع الأليم لكنه واضح بعد ليلة البارحة أن بارني لم يعد مهتما بما تفعله أو تقوله.
كانت على وشك التكلم حين رأت بارني يدخل ويحييها ببرودة مؤدبة ثم يجلس الى طاولة منعزلة وينهمك بلائحة الطعام ,لاحقته السيدة كولنز بنظرها وتفحصته بتمعن لبرهة ثم ألتفتت نحوها وأبتسمت قائلة:
" لا تحملي الأمور محمل الجد , كل شيء سوف يسير على ما يرام ".
" كلا , أنا أعرفه يا سيدة كولنز فهو عنيد جدا وأن كان قد قرر أنه أنتهى من علاقته بي فسوف ينفذ قراره".
أبتسمت السيدة بلطف وكأنها تسألها عن ردة فعلها ثم قالت:
" ولكن ألم تخبريه أن هذا مطلبك؟ لا يمكنك لومه أذن أن كان يتقيد بكلامك , أليس كذلك؟".
" آه , لست أدري ما العمل الآن , أتمنى لو لم آت أبدا الى هذا المكان بل أن أكون قصدت البيت مباشرة عند عمي نيكولاس".
" أنت مضطربة جدا الآن وهذا طبيعي ولم تأكلي أي شيء , لماذا لا تتناولين بعضا من هذا الطعام الشهي ثم تقومين بنزهة هادئة وجميلة على ضفاف البحيرة بين الأشجار؟".
" لا أريد أي طعام".
هزت السيدة رأسها وأبتسمت بلطف وقالت:
" تجويع النفس بسبب الحب , من العادات القديمة والسخيفة يا عزيزتي".
بسبب الحب , ألقت سامنتا نظرة على ملامح بارني الداكنة فيما جلس وكأنه غير معني أبدا بالأمر وعضت على شفتها بيأس , فات الأوان الآن لتكتشف أنها واقعة حقا بحب بارني.
منتديات ليلاس
أخبرتها السيدة كولنز أن لديها بعض الرسائل للكتابة ولن تستطيع مرافقتها في نزهتها لكن سامنتا كانت تفضل الذهاب بمفردها.
أذهلها ما لمسته من حقيقة شعورها نحو بارني رغم أنها أدركت أنه كان بوسعها الأنتباه الى العلامات الداكنة والتعرف عليها منذ وقت طويل أما الآن فقد فات الأوان.
راحت تمشي ببطء وتقذف الأوراق المتساقطة بقدمها وتتأمل صفحة الماء بتأثير النسيم المنعش وفكرت أنه لا يحق للمرء ألا يكون سعيدا في موضع رائع الجمال كهذا.
جلست على أحد المقاعد الخشبية تمزق أوراق غصن ألتقطته وتنظر الى الأفق محاولة أيجاد حل لمشاكلها , لم تعر الوقت أنتباهها الى أن لاحظت فجأة وجود شخص على مسافة ثلاثين أو أربعين مترا وقد أتكأ على أحد الأشجار وراح يقذف بالحصى في الماء.
حدقت به غير مصدقة وقلبها يخفق بسرعة جنونية ثم نهضت بسرعة وأتجهت نحوه , وحين أقتربت منه فوجئت به يستقيم ويبدأ بالسير في الأتجاه المعاكس دون أن ينظر اليها.
" بارني".
أستدار ببطء وحدقت بها عيناه الداكنتان من غير أن ترحبا بها أبدا , أنتظر بصمت وصولها اليه فوقفت مترددة ترتعد فرائصها وقالت:
" مرحبا ".
وشعرت بثقل دموع البارحة في جفونها حين نظر اليها قائلا:
" مرحبا يا سام!".



اماريج 24-01-11 04:40 PM

أدركت سامنتا أنه غير راغب في مساعدتها وغار قلبها:
" أنني .... قالت لي السيدة كولنز أن أدوارد وباتسي غادرا الفندق في الصباح الباكر".
" هذا صحيح".
" هل قررا العودة الى المنزل سيرا على الأقدام؟".
" نعم".
أنكمشت يداها لا شعوريا وقد بدأت تنزعج لبرودته:
" لا أظن أن باتسي سرّت بهذا المشروع".
لم تكن مسرورة لكنها تفضله على خسارة أدوارد".
أنتبهت الى المعنى المبيت في تلميحه فنظرت اليه بسرعة وجوبهت ببرودة عينيه القاسية:
"بارني........هل تعرف سبب رحيلي؟".
" لقد رحلت , وهذا يكفي!".
" لكنك يجب أن تعرف السبب".
" يجب؟ أعرف أنك جعلت أدوارد وارن يساعدك على الهرب من دون علمي وأعرف كذلك أن باتسي غوردن فاجأتك في غرفته في الواحدة صباحا , أظن أن هذا سبب رحيلك".
حدقت به سامنتا مذعورة وغاضبة في الوقت ذاته.
" هي أخبرتك ذلك؟".
أكتفى برميها بنظرة خاطفة وكأنه يتحداها أن تكذب الخبر .
" وصدقت كلامها , طبعا تصدق كلامها فأنت تحكم علي من خلال أفعالك أنت".
أدركت أن كلامها حرك فيه أخيرا وترا حساسا وسألها:
" ماذا تقصدين ؟.
" تلألأت الدموع في عينيها وأنقبضت يداها بقوة ثم قالت:
" لقد رأيتها".
منتديات ليلاس
سكت لبرهة ثم مد يده وكاد أن يلامس خدها لكنه سحبها في آخر لحظة وقال:
" لقد رأيتها؟ وهي تغادر المبنى حيث غرفتي؟".
أومأت أيجابا وعجزت عن التكلم لتألمها من تلك الذكرى وسمعته يقول لها:
" هل هذا سبب رحيلك؟".
وأومأت من جديد ودموعها على وشك الأنهمار ثم قالت:
" وفي الصباح التالي كنت قد حققت رغبتها في أعادة ترتيب طاولة الأفطار فما عدت أستطيع الأحتمال".
" لكنني لم أقم أنا بالترتيبات بل أدوارد , هو الذي طلب أن يعاد ترتيب الطاولتين , وليس أنا".
" لم أعلم بهذا الشيء".
شعرت سامنتا أن المسألة فقدت من أهميتها الآن ولم تكتسب أهمية وقتها ألا لكونها واحدة ضمن سلسلة من الكوارث حلت بها تباعا.
" كانت تعرف أنني شاهدتها عائدة من المبنى حيث غرفتك وكانت تعرف أيضا أنني لن أخبر أدوارد كي لا أؤذيه فأستغلت الفرصة لأذلالي ولم أعد أستطيع التحمل".
" هل شعرت بالغيرة؟".
نظرت اليه لأستنكار ما قاله لكنها سارعت الى أخفاض عينيها مجددا معترفة بصحة أفتراضه فأنتبهت الى أنه عاد الى أبتسامته المألوفة وسمعته يسألها بصوت ناعم:
" هل كنت في غرفته؟".
أومأت أيجابا :
" لماذا؟ أو يجدر بي ألا أسألك عن السبب؟".
" طبعا يمكنك أن تسألني – ظننت أنني دخلت غرفتها وكنت عازمة على ..... على التكلم معها ولم أر سوى شعاع نور تحت باب الغرفة رقم ثلاثة فدخلت ".
" ووجدت نفسك في غرفة أدوارد".
أدركت أنه بدأ يضحك فرمته بنظرة غاضبة وقالت:
" لا أرى ما يدعو الى الضحك يا بارني , كدت أن أموت لشدة أرتباكي ثم وصلت باتسي وأزدادت الأمور سوءا".
" أعرف شعورك ".
" تعرف- وكيف يمكنك أن تعرف ؟ أنا رأيت باتسي غوردن عائدة من مبناك تتسلل وكأنها لص , وقد أعترفت أنها كانت هناك , وكانت فخورة بذلك".
" فاجأتك داخل غرفة أدوارد لكن لم يكن في نيتك أن تكوني فيها أليس كذلك؟".
" طبعا لا".
" ولماذا لا تمنحيني شهادة براءة الذمة نفسها".
" آه بارني , أود ذلك , لا أريد تصديق أنك كنت معها , عجزت عن النوم في تلك الليلة لشدة تعاستي".
مد يده ولمس خدّها بلطف فأدارت وجهها ولامست أنامله القوية وسمعته يقول:
" أتت تطرق بابي وحين أدركت أنها هي طردتها , ظننت للحظة أن الطارق أنت".
نظرت اليه سامنتا وشعرت برعشة تعتريها وقالت:
" هل كنت طردتني لو طرقت أنا بابك؟".
" طبعا- ألا تدرين أنني أنسان طاهر وشريف؟".
" آه بارني".
أقترب منها وضمها بين ذراعيه ولامست شفتاه جبينها وعينيها بلطف لكنها همست:
" قد يرانا أحد".
" أن رأتنا صاحبتك السيدة كولنز فهنيئا لها".
ثم ضحك حين نظرت اليه متسائلة:
" ماذا تعني؟".
" أعني أنها أخذت مشروع سعادتك على عاتقها لا شك في أنك أخبرتها عن مغامراتنا بالتفصيل وقد علمت أن العم نيكولاس يوافيني بأخبارك وبمكان وجودك".
" أجل , لقد أخبرتها , كنت بحاجة للتحدث الى شخص ما وكانت لطيفة جدا معي ومتفهمة وهي تعرفنا أيضا , لقد تذكرتني رغم أنها لم ترني منذ زمن بعيد".
" أعرف ذلك فهي خابرت العم نيكولاس وأخبرته أنك هنا علما منها أنه سوف يطلعني بالخبر وقد سر للحصول على بعض المعلومات عنك , ومنذ لحظات قليلة أتت الي بعد أن تأكدت أنك تتنزهين خارجا وحدثتني عن الماضي وأشارت بدهاء متناه الى أنك تمشين بين الأشجار في هذا المكان".
" آه , وكنت عازما ألا تكلمني أليس كذلك؟".
ضحك ثم قال:
" أجل , قررت أنه حان الوقت كي أعاملك بالمثل وأن أهرب منك , هل أحببت ذلك؟".
رمته سامنتا بنظرة معاتبة ثم قالت:
" كلا , لم أحب ذلك أبدا".
" تعرفين الآن بماذا شعرت طيلة هذه الرحلة".
" أنني – أنني آسفة".
ضحك بارني ثم قبّل طرف أنفها وقال:
" أعرف أنك آسفة".
كانت تشعر بسعادة متناهية وهو يضمها الى صدره ونظرت اليه تسأله:
" بارني أما زلت تريد الزواج مني؟".
" ألا أذا كنت تفضلين العيش في الخطيئة!".
" كلا أريد أن نتزوج".
" حسنا , لا يزال أمامنا متسع من الوقت قبل الثاني عشر من الشهر ,كنت متأكدا أننا سنتفق عاجلا أو آجلا وكان بأمكانك أن تبقي في المنزل".
وأبتسمت ثم هزت رأسها وقالت:
" لو لازمت المنزل لما كنت تعرفت على بيل وبيتر وأدوارد وما كنت أدركت أنني أفضلك عليهم جميعا , أضافة الى أنني سررت لتجميعي بعض المعجبين أيضا".
منتديات ليلاس
" لقد جعلتني أمر بلحظات قاسية جدا أثناء تكوينك لمجموعتك هذه وسوف أضطر الى مراقبتك عن كثب في المستقبل لتدارك تكرار حالتك".
" لن تعاودني هذه الحالة أبدا يا حبيبي".
" أرجو ألا تعاودك , لكنني سأحاول جهدي ألا أدفعك في المستقبل الى التصرف بهذا الشكل".
" يمكنك مثلا أن تكف عن معاملتي وكأنني عبدة بين يديك".
وضمها الى صدره بلهفة ثم همس في أذنها:
" لن أعاملك هكذا أبدا يا حبيبتي , أبدا".



اماريج 24-01-11 04:41 PM


تمت والحمدلله
قراءة ممتعة للجميع للاعضاء وللزائرين :flowers2:
:liilase::liilas::liilase:

hoob 24-01-11 10:11 PM

بصراحه حلوة اوى وشكرا ولكن فى روايه بتكتبيها متنسيهاش
:flowers2::flowers2::flowers2:
:friends:

Rehana 25-01-11 03:28 PM

يعطيك العافية حبيبتي ..والله لايحرمنا من عطاءك المميزة
دمتي في رعاية الله

http://www.marriagecarriageandmore.c...nk_you_2.0.jpg

اماريج 25-01-11 11:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سلامه (المشاركة 2615278)
بصراحه حلوة اوى وشكرا ولكن فى روايه بتكتبيها متنسيهاش
:flowers2::flowers2::flowers2:
:friends:


الاحلى مرورك وتواجدك فيها حبيبتي
وان شاءالله راح اكفيها ولايهمك ياغالية بس عندي رواية في احلام عم اكتبها وهي من الاعداد الجديدة بس ان شاءالله راح اخلصها في اقرب فرصة ممكنة ياحلوة
وثانكس حبيبتي على الوردات الحلوين ياحلوة منورة الرواية بطلتك العطرة دمت بكل الحب والود يالغلا:flowers2:
:liilase::liilas:

اماريج 25-01-11 11:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2616284)
يعطيك العافية حبيبتي ..والله لايحرمنا من عطاءك المميزة
دمتي في رعاية الله

http://www.marriagecarriageandmore.c...nk_you_2.0.jpg


الله يعافيك ويسلمك قمورة
وشاكرة لك مرورك وتواجدك فيها حبيبتي وثانكس على الوردة الحلوة كتيررررررر راح اسرقها ياحياتي سامحيني هههه
دمت بكل الحب والود ياغاليتي:flowers2:
:liilase::liilas:

طيف السما 27-01-11 09:44 AM

شكرااااااااااااااااااااااااااااا ويعطيكى الف عافيه :friends::flowers2: ولى طلب عندك او رجاء ياريت تكملى روايه كيف احيا معك بسرعه :f63:

الجبل الاخضر 27-01-11 01:23 PM

:55:رررررررررررررروعه :55:برافو :55:ابرافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو:friends: :55:اختيار اكثر من ممتاز :8_4_134::flowers2:تسلم اناملك :flowers2:وننتظر جديك:Welcome Pills4::dancingmonkeyff8::lol:

قماري طيبة 31-01-11 09:06 PM

رواية جميلة جدا شكرا جزيلا لك عليها...بارك الله فيك ورحم الله والديك يعطيك ألف عافية

اماريج 01-02-11 06:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف السما (المشاركة 2618565)
شكرااااااااااااااااااااااااااااا ويعطيكى الف عافيه :friends::flowers2: ولى طلب عندك او رجاء ياريت تكملى روايه كيف احيا معك بسرعه :f63:


الله يعافيك يارب وثانكس على الوردات
وشاكرة لك مرورك وتواجدك فيها حبيبتي واكيد راح اكفي رواية كيف احيا معك عن قريب جدااااااا ولايهمك ياغالية منورة ياقلبي:flowers2:
:liilas::liilase:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2618641)
:55:رررررررررررررروعه :55:برافو :55:ابرافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو:friends: :55:اختيار اكثر من ممتاز :8_4_134::flowers2:تسلم اناملك :flowers2:وننتظر جديك:Welcome Pills4::dancingmonkeyff8::lol:




الاروع ياحلوة هو مرورك وتواجدك فيها ياعسولة
والله يسلمك حبيبتي وجديدي ان شاءالله راح انزله بس اخلص الرواية يلي عم اكتبها باذن الله منورة ياغالية:flowers2:
:liilas::liilase:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قماري طيبة (المشاركة 2623059)
رواية جميلة جدا شكرا جزيلا لك عليها...بارك الله فيك ورحم الله والديك يعطيك ألف عافية



الاجمل والاحلى ياحلوة هو طلتك الحلوة ويلي دوما بتسعدني ياغالية وربي مااتحرم منها ابداااااااااا ومشكورة على الدعوات الحلوة ياحلوة منورة ياغاليتي:flowers2:
:liilas::liilase:

ساكنه 05-02-11 12:46 PM

:dancingmonkeyff8::8_4_134:مشكوووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووووووووووووورة ولك كل الود ودمتي لي سكنة:friends::flowers2:

جنة الفواكه 06-02-11 04:32 PM

:55::55::55::55:إختياراتك دائما رائعة و أبحث عنها لأقرءها أولا شكرا:55::55::55:

زهرة منسية 15-03-11 11:47 PM

واو واو واو روعه يسلما اناملك الرقيقه ويسلم ذوقك يا قمر
:55::55::55::55::55::125::125::125::125::125::98yyyy::rdd25h n7:

ام سلمي 28-09-11 09:21 PM

السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا اماؤيج
ماشاء الله اختيار رائع وجميل جدا
الرواية اكثر من رائعة
تسلم يداك حبيبتي على مجهودك الرائع
شكرا لك
سلام وفي امان الله

ندى ندى 14-12-11 04:39 AM

جميله جدا جدا جدا

راية الاحزان 05-10-15 07:02 PM

رد: 79_اين المفر؟ _لوسي جيلين _روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
يسلموووووووووو

ميريهان 10-10-15 12:14 AM

رد: 79_اين المفر؟ _لوسي جيلين _روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
الحمد لله انها تمت دا البنت سامنتا زهقتني

Moubel 01-05-22 10:29 AM

رد: 79_اين المفر؟ _لوسي جيلين _روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
سامنتا بنت جد عنيدة
روايه جميلة شكرآ لك


الساعة الآن 10:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية