منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   (رواية) 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t152239.html)

rosalindas 07-12-10 02:53 AM

عندما جلبوا لها العشاء الذي قدمه نادلان مهذبان للغاية شعرت بكآبة أفقدتها شهوتها إلى الأكل.. كانت ستمتنع عن تناول الطعام لو لم يتبادر إلى ذهنها أن عدم تناول الطعام سيشعرها بمزيد من الإعياء الذي قد يمنعها من السفر غداً, الأمر الذي سيغضب غاي جيرارد.
احتست الحساء بنهم وتصميم قوي, وحاولت التوقف عن تساؤلها فيما إذا كانت زوجته جميلة.
حاولت عوضاً من ذلك التركيز على المشاكل التي تواجهها. لو أتقنت مهنة ما لكان وضعها أفضل بكثير مما هو عليه الآن. باستطاعتها الإقامة عند عائلة جيرارد, ولكنها ترفض أن تحشر في زواج لا تريده ولن ترضى بالإقامة في فرنسا إلى الأبد, ففرنسا ليست موطنها, وهي لا تعتقد أن بإمكانها الإقامة في بلاد اجنبية بين أناس غرباء بصورة دائمة.
منتديات ليلاس
لقد فقدت والديها. تمتمت لنفسها بصوت مرتفع ’’نقطة على السطر ’’ ثم دفعت بعيداً صحن العشاء بعدما سقطت فيه دمعة.. لم يبتع والديها لأنفسهما بيتاً في أنجلترا لأنهما نادراً ما أقاما فترة طويلة فيها, بل لم يمتلكا قط بيتاً شرعياً في أي مكان لأنهما كانا لا يمكثان طويلاً في مكان واحد. لقد عزما على الإقامة في أنجلترا عندما يتقاعد والدها الجيولوجي.
وطالما سمعتهما جوليا وهما يضعان الخطط التي لم تثمر أو تغني عن جوع. أرسلا لها المال لتستاجر غرفة بعدما تركت المدرسة وطلبا منها أن تبحث عن عمل, والواضح أنهما لم يسألا نفسيهما عن كيفية الحصول على عمل, وهي غير مؤهلة لذلك.
أسعدها الحظ بالعثور على غرفة, وهي غرفة لن تجدها عندما تعود من فرنسا لأن غاي جيرارد ألغى العقد, ومع أنها ما تزال تشعر بالأسف على فقدان هذه الغرفة بالذات.
عند شروق الشمس في الصباح التالي, أحست جوليا بارتفاع معتوياتها وأحست بالقدرة على مرافقة غاي الى المطار. لقد بدأت تفكر فيه باسمه الأول فقط , غاي, ولكنهاما زالت تناديه بالسيد.
ساعدها في إعادة حزم أمتعتها, واستمرت دهشتها وهي تراقب حركاته القديرة والرشبقة. لم تستطع أن تتوقف عن التساؤل عما إذا كانت حياته محكومة بهكذا ذكاء وتصرفات مدروسة أو أنه يتصرف أحياناً بلا روية وعلى هواه.
قرع باب غرفتها مساء البارحة, بعد عودته الى الفندق. فوجدها مستيقظة أمر لها بكوب من الحليب الساخن, ولما جلبوه أضاف إليه جرعة من الدواء. لم يسندها هذه المرة ليساعدها على شربه كما فعل في المرة السابقة, بل جلس بشكل عادي على طرف السرير ليتأكد من أنها تشرب الحليب, وجدت بعد ذلك صعوبة في إبقاء عينيها مفتوحتين, وعزت ذلك إلى إحساسها بالأمان الي وفره له حضوره. عندما حاولت أن تشكره قال ساخراً:
_ هذا ما يفعله أي والد يا آنسة.

rosalindas 07-12-10 01:27 PM

بدا هذا الصباح محتفظاً بمزاجه الطيب, ولكنها لم تستطع أن تستجمع الشجاعة الكافية لتسأله عن زوجته حتى أصبحا في السيارة على الطريق وهما متوجهان من مطار مرسيليا إلى وجهتهما الاخيرة.
كان يقود سيارة فيراري قوية فأجابها من دون أن يلتفت إليها:
_ أنا لست متزوجاً يا آنسة.
أحست بالارتباك لأته لم يسألها لماذا ظنت أنه متزوج. لم تستطع أن تستشف شيئاً من صمته ولم يكن ذلك مشجعاً, لقد أجاب عن سؤالها ولكن من الواضح أنه لا يرغب في إرضاء فضولها وإخطارها بسبب امتناعه عن الزواج وقد بلغ هذا العمر.
تمنت أن لا يحزو أبداً كم من الوقت أمضت وهي تتساءل بينها وبين نفسها عن شكل زوجته. خبا شعورها بالرضى بالسرعة التي أحست به عندما أخبرها بأنه مايزال أعزباً ثم حلت مكانه أفكار أخرى عصفت بها.
_ربما أنت مرتبط يا سيد.
_ مرتبط ! أتعنين إذا كنت عاقداً خطوبتي على امرأة.. لا, لست كذلك أيضاً يا آنسة.
_ لقد فهمت.
التوى فمه بمرارة وهو يحدق إلى وجهها المليء بالشكوك :
_ ما الذي ترمين إليه يا جوليا؟ أعتقد أن خيالك الجامح هو وراء شكوك وتخميناتك ؟ أليس من الافضل التفكير في أشياء أخرى؟
منتديات ليلاس
اعترى وجنتي جوليا شيء من الاحمرار فأرغمت نفسها على التسليم بالأمر.
_ ربما أنت على صواب. وأعترف أنك أثرت فضولي عندما سمعتك تتكلم مع امرأة على الهاتف ليلة البارحة.
أجابها بكسل: ’’ أؤكد لك أن أموراً كثيرة ستحصل في حياتك في الأيام القادمة وهي أمور ستثير فضولك. ولكني أنصحك يا عزيزتي بأن تأخذي الأمور بتأن وعلى مراحل وإلا يحدث لك عسر هضم عقلي’’.
بدا أن مخاطبته إياها بكلمة عزيزتي خففت من قسوة كلماته الساخرة ولكنها أحست بتحذير مبطن.
حاولت تركيز بصرها على المناظر الطبيعية على جانب الطريق وهي تشعر كأنها أرنب مذعور ...
تذكرت ما كانت أمها تخبرها به وسألته بحماس :
_ هل تربون حقاً الثيران والخيول البرية هنا يا سيدي ؟
لم يتردد هذه المرة في الإجابة, ولم يبد عليه الاستغراب لأنها لم تذكر معرفتها بهذه الأمور حتى الآن.
_ أملك مزرعتين يا آنستي وأنا أربي في إحداهما الثيران والخيول, أما الخيول البرية فهي تسرح على هواها وهي حرة كالريح.
_ ماذا في المزرعة الأخرى؟
_ أرضها غنية وتحتوي على حقول الكرمة والذرة وبساتين الفاكهة المختلفة. ستجدين يا عزيزتي الأضداد تتعايش في منطقة كامارج والمناطق المتاخمة لها وستجدين ما يسرك في كل شيء.
هزت جوليا رأسها وتركت حماسته المتزايدة تدفئ الجو بينهما أحست أن في أعماقه حباً قوياً للأرض التي ترعرع فيها.

rosalindas 07-12-10 02:33 PM

سيعتبر أن سماحه لها بالقدوم والإقامة هنا بمثابة امتيازات منحت لها والويل لها إذا فعلت ما يسيء إلى ضيافته!
سألته على عجلة: في أي من المزرعتين تقيم يا سيدي ؟
هز كتفيه بلا مبالاة.
_ أنا وخالتك نفضل الإقامة قرب الثيران والمستنقعات, ربما لن تفضلي ذلك في البداية ولكنك سرعان ما ستعتادين عليها.
بدا أنها مضطرة للاعتياد على ذلك لأنها لا تملك حق الإختيار.
راوغت ثانية حتى لا تعلق مباشرة على كلامه وقالت :
_ أنا في شوق لرؤية خالتي مافيز.
رد عليها : ستقابلين ابنة خالتك أيضاً, اختي غير الشقيقة, فإيمي متزوجة وعندها أولاد وهي تقطن في مدينة ينس, ولكنها ستزورنا في الأسبوع المقبل.
عضت جوليا على شفتيها:
أعرف أن لدي ابنة خالة ولكنني لم أعرف أنها تزوجت.
أكد لها غاي بحفاوة.
_ لقد أرسلنا لوالديك دعوة لحضور زفافها.
تنهدت جوليا:
_ أعتقد أنه بسبب أسفارهما الدائمة لم يستطع البريد أن يلحق بهما وإلا لحضرا حفل الزفاف بالتأكيد.
هز كتفيه بشكل مفاجئ وكأنه ما حصل وقع منذ زمن طويل ولم يعد يهمه:
_ هذا لا يهم. أنا متأكد أنك ستحبين توأمها, إنهما في السادسة من العمر وهما كالعفاريت الصغار.
ابتسمت جوليا لأنها تحب الأطفال.
_ هل يمكثون عندكم كثيراً يا سيدي ؟
أجابها متثاقلاً:
_ أجل يمكثون, وأعتقد أن الأوان قد آن لتنادينني بآسمي الأول, غاي. فإن لم نكن في الحقيقة أقرباء فثمة نوع ما من أواصر القربى.
قالت شكراً باللغة الفرنسية وشعرت بأن معنوياتها قد ارتفعت قليلاً, لأن ذلك بدا برهاناً على نوع من المحبة يكنها لها.
قال وفي صوته قليل من الدهشة:
_ أتتكلمين الفرنسية ؟
__ كثيراً من الناس يتكلمونها.
_ أعرف ذلك.
رد عليها بنزق وهو يزيد من سرعة سيارته على الطريق, وما إن تسارعت سيارته القوية بنعومة حتى استطرد: منتديات ليلاس
ظننتك لاتعرفين الفرنسية لانك لم تحاولي التكلم بها.
لقد تعلمت اللغة الفرنسية في المدرسة كما علمتني والدتي إياها في البيت أيضاً.
طلبت عيناها السماح منه لأنها تكلمت معه بحدة, ورمقها بنظرة وهو يهز برأسه قليلاً وكأنه أدرك أنها نادمة . اعتلى وجهه دفء خافت عندما انطلق لسانه سريعاً باللغة الفرنسية وازداد رضاه عندما فهمت ما قاله بسهولة وردت عليه باللغة ذاتها. ثم علق:
_ لهجتك جيدة, ستنفعك إن لم أتوفق في العثور على زوج لك يتكلم الإنجليزية.
تحول الخنوع الذي شعرت به والذي سرُ به غاي إلى غضب عارم واستوضحت:
لست جاداً! أعرف أنك تحدثت عن تزويجي عندما تقابلنا للمرة الأولى البارحة, ولكني اعتقدت أن ذلك يعود إلى انزعاجك مني!
_ هل ظننت أني أشاكسك فقط؟
رمق وميض الغضب في عينيها ببرودة عندما تقابلت نظراتهما قلا أن يعود ويركز اهتمامه على قيادة السيارة.
_ أنا لا أتكلم عبثاً يا جوليا, لقد سبق أن قلت إن لدي مسؤوليات جساماً وأجد بعضها مضجراُ للغاية, وليس لدي رغبة في إضافة مسؤولية أخرى إليها. وتعتبر فتاة شابة مثلك مسؤولية كبيرة, وهذا لا يعني أنه مطلوب منك أن تتزوجي أول رجل أقدمه لك ويبدي اهتماماً بك, وكما تعرفين فأنا لا أفتقد إلى الأحاسيس الإنسانية.

rosalindas 07-12-10 05:52 PM

أجابته بصوت لاذع:
_ هذه ربما مسألة رأي يا سيدي. ربما أنت قانع بعاداتكم البالية ولكنني أعتبرها من مخلفات عصور الظلام! هل دبرت زواج أختك أيضاً؟
موهت البرودة الدائمة في صوته غضباً يماثل غضبها:
زواج أختي أمر لا يعنيك, وقبل أن تنتقدي عاداتنا عليك أن تتأملي عاداتكم التي تشير الاحصاءات بصورة عامة الى معدل نجاح الزيجات في فرنسا هو أعلى من المعدل في المملكة المتحدة, ومن المؤكد أن ذلك يبرهن على شيء ما.
تنهدت جوليا وهي تدرك أن موضوع الحديث الدائر بينهما موضوع قد يطول نقاشه,وفضلت أن تتركه حتى وقت تكون فيه غير متعبة وسريعة البديهة. كانت تعرف تماماً أن معظم الزيجات في فرنسا هي زيجات مدبرة, ولكنها لم تستطع أن تتخيل نفسها متزوجة برجل لا تحبه, فردت عليه بتمرد:
_ أنا على ما أخشى اسير على منوال والدتي.
_ لولا فرار أمك, لكانت على قيد الحياة يا آنستي.
منتديات ليلاس
انتفضت جوليا وهي تحس بقسوة غاي جيرارد التي تمرس في استعمالها. ردت عليه بصوت جاف:
_ أنا متأكدة أن أياًً منا في وضع لايمكنه من الحكم على ذلك, ألا تراودك فكرة الهرب مع من تحب وترغب الزواج بها إن كانت عائلتك معارضة للأمر .
رد عليها بلياقة:
_ لن تراودني فكرة التخلي عن كل شيء من أجل أي إمرأة.
عضت جوليا على شفتيها وأمسكت عن الرد بتعليق لاذع كما فعلت منذ لحظات, فقد أدركت أن لا جدوى من هذا الجدال.
في هذا الرجل شيء من البدائية, شيء لم يروض وغير قابل للترويض وقد سبب لها إزعاجاً لم تظنه ممكناً.
لاذ بالصمت عابساً بعدما اعتقد أن الكلمة الأخيرة في الموضوع كانت له, وترك جوليا غارقة في أفكارها.
شعرت براحة لا متناهية عندما عبرا مرتفعا خفيفاً وشاهدا أمامهما قصراً ضارباً في الأرض ومحاطاً بالجنائن والأشجار.
سألت وقد اتسعت عيناها:
_ أهذا منزلك يا سيدي ؟
صحح لها : بيتي !
سألت من دون أن تعي الرهبة التي اعترت صوتها:
_ كم يبلغ عمر هذا المنزل ؟
أجابها: مايكفي لتعشش فيه بعض الأشباح يا آنسة.
التفتت إليه جوليا دهشة وعيناها الرماديتان تتساءلان: حقاً ؟
ابتسم برقة وأجاب : لا ! على الأقل لم أشاهد بنفسي أي شبح. يعود تاريخ البيت الى عدة قرون, وقد امتلكته عائلتي منذ أجيال. وأعتقد أن أصلنا من الساسان الغزاة.
ضحكت وهي تحس بزكزكة خفيفة كرهت أن تعتبرها نوعاً من الكبرياء وقالت:
_ أو ربما البرابرة أو الأتراك ؟
نظر إليها بسخرية:
_ أحقاً ما تقولين يا آنسة ؟ من يسمعك يظنك ملمة بتاريخنا القديم!

rosalindas 07-12-10 07:23 PM

سحرتها عيناه السوداوان المسمرتان عليها, واعتراها الخوف عندما أحست أن نبضات عروق رقبتها البيضاء أخذت تتصارع بشدة. شعرت بالتشوش وتلعثمت.
_ بما أن والدتي فرنسية, أعتقد أن بعض هؤلاء البرابرة هم أسلافي القدماء أيضاً.
انتقلت نظراته للحظة الى الطريق ثم اتفت إليها بأهتمام:
_ من دون شك. إظهارك هذا الإهتمام بأسلافنا لأمر جيد.. وسيكون ممتعاً لي أن أكتشف أيهما الأقوى دمك الفرنسي أم دمك الإنجلزي يا جوليا.
انتهت رحلتهما عندما وصلت السيارة إلى فناء ممتد أمام المنزل, وشعرت جوليا بالراحة.
أحرجتها ملاحظات غاي الماكرة وشعرت أنها لن تأسف للإبتعاد عنه بعض الوقت ولم تكن لتصدق أن أفراد العائلة الآخرون يشبهونه بأي شيء.
ترجل من السيارة في الوقت الذي كانت يدها فوق عينيها تمسح وجهها. سحبها بلطف من مقعدها:
_ هيا يا جوليا تعالي, قد يتخيل أي كان أنك لم تشاهدي منزلا كهذا من قبل.
فيما كانت تعترف أنها لم تشاهد مثله من قبل تعثرت في سيرها فاندفع يشد قبضته حول ذراعها.
قال لها بصورة رسمية: أتمنى أن تستمتعي بالإقامة هنا.... أما تعابير وجهه فكانت تقول لها إن لم تفعلي فعليك أن تتعاملي مع هذا الوضع بالتي هي أحسن.
منتديات ليلاس
رمقته بريبة, ولكن قبل أن يتسنى لها الوقت كي ترد عليه اندفع صبيان صغيران من البيت وهرعا إليهما.. سرعان ما عرفت أن هذين الصبيين هما توأما أخت غاي, فهما يشبهان بعضهما بعضاً كثيراً. كانا يافعين ذوي بشرة سمراء وعيون راقصة وشعر أجعد وحيوية متدفقة.
تكلما بالفرنسية مؤكدين لجوليا صحة تخمينها:
_ مساء الخير يا عمي غاي, نحن الآن في عطلة.
سمعته جوليا يسحب نفساً عميقاً ويسأل بصرامة: منذ متى ؟
أخبراه فيما كان ينحني ليداعب شعرهما بحنان.
_ لقد جئنا مع لورين, لقد اضطر البابا والماما إلى السفر.
_ يا إلهي, ليس ُثانية ؟
أطبق غاي على شفتيه بصورة تنذر بالويل, لكنه تمالك نفسه عندما سمع صوتاً مفرحاً ينطلق بسرعة:
_ غاي, عزيزي , لقد اضطر ليون للذهاب إلى ألمانيا وتوسل إلى فايمي لتذهب معه. أنت تعرف هذه الأمور فما يزالان متحابين بقوة ولكن فايمي لم توافق على الذهاب معه إلا عندما عرضت عليها المجيء للإعتناء بالولدين. وكنا متأكدين أنك لن تمانع.
رفعت جوليا رأسها عم تأمل الولدين لترى امراة شابة يدل منظرها على سحر يفوق سحر صوتها, كانت تحدق إلى غاي جيرارد وفي عينيها نظرة تعبر عن تملكها له.

************************************


الساعة الآن 11:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية