منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   (رواية) 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t152239.html)

rosalindas 06-12-10 04:11 PM

135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
رواية ( الخطوة الاخيرة )


الملخص

- انت منذ الآن قد اصبحت شاناً من شؤوني... وإذا اثبت انك مطيعة فاسأسعى إلي تزوجيك برجل يليق بك...
- مالذي سيحدث إن كنت لا اريد الزواج؟
- كل النساء يردن الزواج، لست اعتزم ان ابقيك عندي الى الابد...
كانت هذه معركة إزادت بين جوليا وارد وغاي جيرارد، فهل يستطيع ان يفرض عليها الزوج الذي يظن انه يناسبها، او انها ستختار من تريد؟
وماذا سيفعل بها غاي إذا قررت جوليا انه هو العريس المناسب؟ بل ماذا ستفعل بها صديقته الحميمة فورين؟



قنفذ صغير مزعج


حدقت جوليا وارد الى الرجل الفرنسي الطويل القامة, ذي الشعر الاسود, الذي ملأها حضوره القوي بشعور من التمرد والرهبة. لقد شعرت بتسلطه حتى قبل ان تفتح له الباب, وذلك من طريقه طرقه على الباب.
تجولت عيناه عليها, وبعدما تأكد انها الفتاة التي يبحث عنها قدم نفسه باقتضاب, غاي جيرارد. تجاوزهاقبل ان تدعوه الى دخول شقتها المؤلفة من غرفه واحده. ثم ألقى عليها وعلى الغرفة نظرة استخفاف.
منتديات ليلاس
_ أقفلي الباب يا آنسة.
تكلم يلطف فأطاعته جوليا,ولكن اعترى وجهها التورد لأنها ادركت انها قد تكون أشبه بسمكة وقعت في الشباك. عرفت من هو غاي جيرارد مع انها تقابله للمرة الاولى. تزوجت خالتها منذ ثلاثين عاما أرمل كان عنده ولد يبلغ السابعه من عمره, ومن الواضح ان الرجل الذي يقف امامها هو ذلك الابن. ارتعشت جوليا غصبا عنها. كانت امها كريستين وارد فرنسية الاصل ولانها تزوجت رجلا انجليزيا غضلت عليها عائلتها وحرمتها من الميراث.
أصبح إيف جيرارد كوالديها,في عداد الاموات وتساءلت جوليا في نفسها عما اذا كان يشبه ابنه غاي جيرارد في لغته الانجليزية المتقنة وأناقة ملابسه التي تجعله أشبه بابن مدينة منه بابن راعي بقر من كامارغ يملك هكتارات لا تعد ولا تحصى من الاراضي. سحبت جوليا نفسا بحدة وهي ترمق قسمات وجهه القاسية.
لم يكن عندها فكرة عن سبب وجوده هنا ولكنها تمنت فجأة لو أجابت على رسالة خالتها الأخيرة.
قطع غاي جيرارد الصمت المشحون فجاة وكـأنه يفكر في الأمور ذاتها وسألها..
منتديات ليلاس
_ لقد كتبت مافيز اليك, لماذا لم تردي عليها؟

_كنت مريضة.
وقعت نظراته الجلدية على وجه جوليا الشاحب فتبين لها أنه لا يعتبر عذرها شافيا.

_لو اجبت عن الرسالة لأعفيتني ربما من هذه الرحلة.. ألم تدركي أنها كانت قلقة عليك؟ انها في غاية الانزعاج منذ فقدت والديك, وهي لم تعد شابة يا آنسة.
أصبح وجه جوليا أحمر من الأستياء فهو يعيد على مسامعها ما قالته لها خالتها سابقا, ولكنها اصيبت بأنفلونزا قوية جعلتها تعجز عن النهوض نت القراش بسهولة ورغم تحسن صحتها ما تزال تبدو وكأن لا قوة لديها للقيام بأكثر من الأعمال الضرورية. امتعضت من تأثير حيوية غاي جيرارد عليها وشكت في انه عرف يوما ما هو شعور المرء اذا ما فقد القوة.
تمتمت( أنا آسفة) مع أنها تعرف أن لا جدوى من محاولة افهامه الأمر.

Eman 06-12-10 04:19 PM

هلا عزيزتي..
شكرا الك على هالرواية..اتوقع هاي العدد 135..
تنقل لقسم روايات أحلام المكتوبة..

الزين فينا والشين حوالينا 06-12-10 04:55 PM

الروايه شكلها خيال ..انتظرش على أحر من الجمر

rosalindas 06-12-10 06:54 PM

قسا صوته: لقد طلبت منك القدوم للاقامة غي فرنسا.
وافقت جوليا بتردد: " لقد كان ذلك لطفا منها.
رمقها بصرامة باردة..
-- أوافقك الرأي, وعليه يا آنسة أفضل أن تحزمي حقائبك وتجهزي نفسك للرحيل معي حالا.
اسودت عينا جوليا وأجفلت مرتبكة, لم تستطع أن تأخذ كلامه على محمل الجد, ولكنها شعلات باعياء أجبرها على الجلوس. لقد ظنت أن ساقيها قد أصبحتا قوية لذا جزعت عندما وجدت أنهما لا تزالان واهنتين ضعيفتين.
اهترضت على ما قاله لها..
_ أنا... لا يمكنني القيام بذلك ياسيدي, حتى ولو قبلت دعوة خالتي. علي القيام ببعض الأعمال, فلا يمككني ترك مل شئ والرحيل.
أجابها ببرود:
- لا, بالتأكيد لا.. سأمهلك ساعة للقيام بكل ذلك.
منتديات ليلاس
فغرت جوليا فاها وتقطعت أنفاسها. رمقت خطوط وجهه المهيمنة وفمه القاسي المستقيم, وشعرت بهبوط في صدرها. كان واضحا من الطريقة التي طرح بها جانبا اعتراضاتها أنه لن يصغي اليها.
أجبرت نفسها على التكلم بهدوء وكانت في الوقت ذاته تحاول أن تقاوم شخصيته المسيطرة :
_ أرجوك سيدي كن عاقلا ! ان قررت السفر الى فرنسا فباستطاعتي معرفة الطريق بمفردي ولا داعي لازعاج نفسك بي, لقد سبق أن سافرت بمفردي.
_ فقط مع والديك على ما أظن.
رفت عينا جوليا..
_ هذا غير صحيح.. فطالما اعتدت على اللحاق بهما في العطل المدرسية عندما يكونان خارج البلاد.. وكنت أسافر أكثر الأحيان بمفردي.
تمتم " ياالاهي‘‘ وكأنه وجد ذلك متعذرآ على الفهم.
_ من الأن وصاعدآ يجب أن تأخذي رأيي أولآ عندما ترغبين في الذهاب الى اي مكان.
نظرت اليه جوليا وقد اكتشفت فجأة أن غاي هو الذي سمح لخالتها بأن تدعوها للاقامة معهما, وأن ليس هنالك من شخص في مزرعته يستطيع القيام بأي شئ دون اذن صريح منه. كانت أمها قد أخبرتها بأن نظام الاقطاع القديم ما يزال قائما في بعض مناطق فرنسا, ان مظهر غاي جيرارد المتمدن جعل غريزتها تحذرها منه, فلو ذهبت معه حالآ لما استطاعت الهروب منه أبدآ.
تحركت بعدم ارتياح وهو يستطرد على المنوال ذاته:
_ يظهر أن والديك ارتكبا أخطاء بأمور كثيرة, ولكن لحسن الحظ أن الأوان لم يفت, فأنتي لم تبلغي العشرين من عمرك, وما أن تصبحي في منزلي حتى أبذل قصارى جهدي لأعيد التوازن الى حياتك,
_ التوازن.. ماذا تقول يا سيدي ؟
تأملها بحدة: سمعتني يا آنسة. يظهر أن ذكاءك من النوع العادي ولكننا سنعيد في فرنسا تثقيفك.
لم تعرف نا الذي يقصده, ولكنها كانت منأكدة من أن الأمر لا يعجبها. وهذا لم يقربها من فكرة الرحيل معه, فأجابته بتحد وبصوت مرتفع:
- ليس عندي رغبة في الاقانة في منزلك يا سيدي, وليس باستطاعتك فرض ارادتك علي.
أجابها بصوت حاقد:
_ وأنت لا تستطيعين الاقامة هنا, فلندن ليست المكان المناسب لاقامة فتاة شابة بمفردها خاصة وهي تسكن في غرفة مزرية بلا عمل أو مال.
شهقت جوليا بعنف واجابته بحدة: " كيف عرفت كل هذه الأمور‘‘ ؟
_ لقد قمت بتحريات كاملة.
همست بعدم تصديق: هذا غير ممكن !
منتديات ليلاس
ابتسم قليلأ فاستطاعت أن تلمح أسنانه البيضاء القوية ولكن ذلك لم يشر الى ارتياحه, فقد انتفض وبدا أن صبره قد عيل.
_ كل شئ ممكن! سأكون شاكرآ ان تلطفت وتوقفت عن الجدل وفعلت ما يطلب منك. من الطبيعي أن تقلق خالتك بشدة عليك, وما جئت الى هنا الأ لأخذك اليها, ولكن يجب أن أتأكد أولآ من عدم وجود شئ بك يزيد حزنها بدل أن يخففه.
نظرت جوليا اليه وقد اجتاحها اليأس . أي دفاع تملكه في مواجهة هذا الردل الذي تعتقد أن أفعاله مل كلماته قاطعة؟ أعادت الكرة بعناد:
_ لا يمكنك أن تفرض ذلك.

rosalindas 06-12-10 08:35 PM

نظر اليها ساخرآ:
_ لقد أخبرتني صاحبة الشقة أنك تدينين لها بايجار.
لم تقابل صاحبة الشقة منذ أسبوعين, لقد قرعت السيدة لوند باب الشقة ولم تستطع النهوض لفتح الباب بسبب شدة مرضها. لن تخبر غاي جيرارد بذلك فاو علم مدى مرضها لاتخذه مبررآ اضافيآ لاستعمال سلطته.
أجابته بغضب: ’’ليس نت شأنك بحث أموري معها ’’
عاد اليه الصبر وقال لها:
_ أنت من العائلة يا جوليا ولهذا أعتبرك شأنا من شؤوني.
_ لست من عائلتك, ولا صلة قربى حقيقية بينك وبين خالتي, فهي زوجة أبيك فقط.
أجابها ببرودة: ان لم تكن مافيز أمي فهي زوجة أبي, وهذا الوضع لا يلغي واجباتي تجاهها أو مسؤوليتي عنك.
كان يتكلم بصرامة وتوقف قليلآ وكأنه يفسح لها المجال لتستوعب ما يقوله, ثم استطرد قائلأ:
_اذا برهنت عندما نصبح في فرنسا أنك مطيعة فسأقدم لك دوطة كبيرة تخولك الزواج برجل مقتدر.
فتحت جوليا فمها دهشة ورمقته ببرود:
_ دوت..؟ هل تقصد بذلك الدوطة ؟
منتديات ليلاس
رفع حاجبيه الغامقين ورد باستخفاف:
_ بالتأكيد ! فلن تتمكني من الزواج برجل ذي مركز بدون دوطة.
تأتأت جوليا: ’’ وهل أنت الذي سيدبر لي هذا الزواج؟ ’’
_ بالطبع
لم تستطع جوليا النطق, ومع أنها عرفت أن من الحكمة طرح هذا الموضوع جانبآ لم تستطع التوقف, فردت عليه بتشنج:
_ ما الذي سيحصل ان كنت لا أريد أن أتزوج ؟
لوى فمه وتأملتها عيناه ببرودة:
- كل النساء يردن الزواج, ولست أعتزم يا آنسة أن أبقيك عندي الى الأبد. قليلآ من اللحم على عظامك في بعض الأماكن ولون العافية على وجنتيك, وتصبح قسمات وجهك البيضاء الزهرية رائعة لا تقاوم.
ولكنها لن تكون أبدآ رائعة لا تقاوم بنظره. أحست جوليا عندما تلاقت أعينهما وكأنه ينظر اليها كامرأة للمرة الأولى, وشعرت أن نظرته العميقة الثاقبة تحرك شيئآ في أعماقها لم تعه قط. وبالفعل كانت تشعر بالوخز في أعصابها, اعترتها الحيرة من جراء هذا الاحساس الذي تزايد عندما سمعت تفسها تقول من غير تعقل:
_ لا خبرة عندي بهذه الأمور.
رد عليها ضاحكآ: لا تتوقعي مني أن أزودك بها أيضآ.
منتديات ليلاس
شعرت بالاحمرار يصل الى منابت شعرها. خبت ضحكته ولكنها شعرت أنه مازال يتسلى بها, فقالت:
_ هل تظن أن باستطاعتك أن تكلمني بهذه الصراحة لأنني ابنة خالتك ؟
_ أنت لست ابنة خالتي يا آنسة.
تثاءبت جوليا:
_ لقد ظننت, تبعآ لما قلت لي ومن اهتمامك بشؤوني, أنك تعتبرني ابنة خالتك.
تمتم وقد نفذ صبره:
_ جوليا ! أنا أقوم بذلك من أجل خاطر خالتك وليس هناك من سبب آخر. والأن هل ستتعقلين وتحزمين ملابسك ام تريدين مني القيام بذلك ؟
استسلمت جوليا فجأة, والحقيقة أنه لم يكن عندها من القوة ما يكفيها للاستمرار في هذا الجدال.
لقد خبت ومضة القوة القصيرة وتركتها ضعيفة بصورة تدفعها الى الاجهاش بالبكاء. قد تكون الزيارة الى فرنسا جيدة ولو كانت أمها على قيد الحياة لأرادت منها أن تذهب.
ومع ذلك, وعلى الرغم مما قاله غاي جيرارد, فهي غير مضطرة للبقاء هناك طويلآ. ولم تعتقد, في أي وقت, أن خالتها تريد منها أن تبقى معها بصوره دائمة, خاصة وأن لها ابنة.

rosalindas 06-12-10 09:14 PM

وصلا في المساء الى باريس التي لم تشاهدها من قبل, ونظرت حولها بدهشة و هما في طريقهما من المطار. كانت أمها تتردد دائما في العودة الى فرنسا ولم يكن والدها يحاول دفعها الى العدول عن رأيها لأنه طالما أفصح عن كراهيته لفرنسا بسبب ما فعلته عائلة زوجته بها.
لم يصحبها مباشرة الى بروفنس حيث يقطن لأن غاي جيرارد كان ملتزمآ بلقاء عمل في العاصمة عند الصباح. أمر سائق التاكسي أن يقلهم الى فندق مشهور جدآ. كان قد حجز فيه جناحآ مسبقآ. قال لها:
_ ستقلنا الطائرة الى الجنوب غدآ.
سببت لها العجلة التي اتسم بها سفرهما جهدآ لم تكن تتوقعه ولم تشأ أن تعترف به, ولكنها لم تضعف حتى وصلا الى الفندق. لم تتذكر كيف أغمي عليها في صالون الجناح المخصص لهما ولم تدر بشئ قبل آن تستيقظ وتجد نفسها في الفراش.
منتديات ليلاس
فتحت عينيها على وسعهما, دهشة وحائرة, عندما رأت غاي واقفآ فوقها وبيده كوب ثم جلس الى جانبها يدني الكوب من فمها ويطلب منها بلطف: اشربي هذا .
أغمضت جوليا عينيها بشدة ثم فتحتهما ثانية لتتأكد أنها لا تحلم ولكنها وجدته ما يزال جالسآ قربها. أطاعته وجلست, ثم اكتشفت, ويا للدهشة, أنها ترتدي قميص النوم. صرخت وهي تلف الشرشف عليها:
_أين ثيابي؟
أجابها بصوت جاف:
_ لا تقلقي, لم أقم برهنها. انها هناك في الزاوية.
أيتعمد أن يكون بليد الحس ؟ نقلت بصرها الى حيث الكرسي الذي ألقيت عليه تنورتها وقميصها, وحدقت اليه بضعف:
_ من خلع عني ثيابي وألبسني رداء النوم ؟
_ لست من فعل ذلكبل الخادمة. وهل توقعت أن أفعل أنا ذلك ؟
لم يكن عند جوليا أي رد, ولكنها تمنت أن تتوقف خفقات قلبها التي جمحت لأنها تصورت أنه الفاعل.

Rehana 06-12-10 10:00 PM

اهلين عزيزتي ..منورة القسم

:flowers2::flowers2::flowers2:

بس حبيبتي ياليت المرة القادمة تعلني عن الرواية على هذا الرابط

http://www.liilas.com/vb3/t105977.html

لحتى تتأكدي ان الرواية غير متوفرة في القسم و مافي احدحجزها قبلك
بالتوفيق في الكتابة وتنزيل

تحياتي لك

rosalindas 06-12-10 11:38 PM

شكرا أختي rehana على تنبيهك
بصراحة هذه اول مشاركة لي في كتابة الروايات اتمنى القى التشجيع من الجميع
وان شاء الله اكمل الرواية الى الـآخر

rosalindas 07-12-10 12:42 AM

لا أعرف!
زم شفتيه وهو يرمق الاحمرار الذي اعتلى وجهها:
_ هل تظنين يا جوليا أنني لو ألبستك بنفسي ثيابك لاستغليت الموقف ؟
أجابت نفيآ وأحنت رأسها في محاولة لاخفاء حرجها الذي سببه سوء ظنها به. تمتمت: ’’ أنا آسفة ’’ عندما بدا أن غاي جيرارد ينتظر اعتذارآ.
أحست بعدم مبالاته وهو يقول:
_ كان عليك اخباري بشدة مرضك يا جوليا.
_ كيف عرفت؟
_ أكون غبيآ ان لم ألاحظ مدى هزالك وما آل اليه شكلك, فأنت تبدين هيكلاً عظمياً وشرايين زرقاء اللون.
_ انه من جراء إصابتي بالفلو.
هز رأسه عابساً:
_ أتقصدين الأنفلونزا؟ هذا يوضح الأمر. من اعتنى بك؟ أهي صاحبة الشقة الضخمة ؟
حاولت جوليا أن تكون صادقة:
_ لم يعتن بي أحد, ولا أظن أن السيدة لوند عرفت بمرضي.
_ ربما هذا يوضح لماذا تترددين في قبول مساعدتي, أنت أشبه بقنفذ صغير مزعج يا طفلتي, ولكن لا أحد قد يكون مستقلاً الى هذه الدرجة.
قالت موافقة ’’ أعتقد ذلك ’’ وفاتها أن تعترض عندما طوقتها ذراعه بلطف وحزم ليرفعها ويدني رأسها من كوب الشراب الذي كان يحمله.
أرخت جسمها على ذراعه بطواعية لم تعهدها مع أحد, ثم تجرعت الدواء وتركته يسندها خلال مرور الشراب المر إلى عروقها.
_ هل تشعرين بتحسن ؟
منتديات ليلاس
هزت رأسها إيجاباً فيما كان يضع الكأس جانباً, ثم أخذ يدلك رقبتها بعناية. كان لحركة يده مفعول مخدر وأحست أن عضلاتها المتشنجة تسترخي. منحته ابتسامة امتنان, وعندما انتهى شعرت أن إحساسها بالدوار اختلط مع إحساس آخر غير مفهوم.
كادت تعترض على شعورها الغريب بالحرمان عندما أعاد رأسها إلى المخدة, وتساءلت عن سبب انقباض فمه وهو يبتعد عنها
سألها بحدة مفاجئة: ’’ هل أنت جائعة’’ ؟
أجابت بصدق: ’’ لست متأكدة ’’.
_ لقد رفضت أن تأكلي في الطائرة, هل أكلت شيئاً طوال اليوم ؟
لسعتها أسئلته الباردة وهزت رأسها بالنفي, فعاد الصبر إلى عينيه الزرقاوين واستطرد بلطف:
_ لهذا السبب أغمي عليك, سأطلب منهم أن يرسلوا لك العشاء بعدما تأخذين قسطاً من الراحة, وأتمنى أن تتحسن صحتك لتتمكني من السفر.
أكدت له بسرعة:
_ ستتحسن صحتي, فأنا لا أرغب أن أكون مصدر إزعاج.
هز كتفيه: حياتي مليئة بالمشاكل التي أتمنى عدم حدوثها يا آنسة, ولكن الواحد منا يعتاد عليها ولم أعد أعتبرها إزعاج.
كان على جوليا أن تشعر بالاستياء لاستمراره بالتحديق بها, ولكنها عوضاً عن ذلك شعرت بالقلق, وبطريقة ما زال إحساسها بالعداء تجاهه. ولأنها لم تشأ إفساد أمسيته استفهمت منه بتواضع:
_ هل ستخرج للسهرة الليلة ؟
ارتد إليها وأجاب:
قد أنزل إلى المطعم لتناول العشاء, وبعد ذلك سأعمل قليلاً. سأكون في الردهة إن احتجت إليُ.

rosalindas 07-12-10 01:28 AM

رن جرس الهاتف فيما كان يهم بالخروج من غرفتها, ولم يبال بإغلاق الباب وراءه فكان أن سمعته جوليا وهو يلتقط السماعة, وبعد لحظة سمعته يردد بالفرنسية: أوه, مساء الخير يا عزيزتي! كيف حالك ؟
كانت جوليا تتكلم الفرنسية بطلاقة فتساءلت عما إذا لاحظ غاي جيرارد ذلك. من الواضح أنه كان يتحدث مع امرأة. لاشك أن المتكلمة على الطرف الآخر كانت تعرف تحركاته, وإلا كيف عرفت أنهما ينزلان هنا. لقد قال أنه لن يخرج الليلة ولكن هذه المرأة قد تجعله يعدل عن رأيه.
منتديات ليلاس
كانت مستعدة لرؤية علامات السرور على وجهه عندما أنهى المكالمة وعاد إلى غرفتها وأوضح لها من دون أن تكون هنالك ضرورة لذلك:
_ تلك صديقة قديمة ويظهر أني سأخرج للسهر يا آنسة.
بعدما غادر الفندق وهو متألق بسترة بيضاء, انتظرت جوليا عشاءها بفارغ الصبر وهي جالسة في الردهة. شعرت بالوحدة بعد ذهابه ولكنها لا تستطيع أن تدعي أنه لم يبال بها. لقد أبى الذهاب قبل أن تستحم وقبل أن تستكين إلى كرسي مريح وهي مرتدية قميص نوم دافئ, ولم يكتف بذلك, بل تعدى اهتمامه بها إلى حد الإصرار على أن يتأكد أنها جففت شعرها جيداً بتمريره يده عليه.
قال وهو يحدق إليها بتمعن فيما كانت ترمقه بتعجب:
_ قد تعتقدين أني أقلق أكثر مما يجب يا جوليا, ولكن من الواضح أنك بحاجة لمن يعتني بك.
ترددت قبل أن تعترف برقة:
_ يعطيني ذلك شعوراً بالأمان جميلاً, فطالما تمنيت قضاس الكثير من الوقت مع والدي.
أحست أن كلمتها هذه أجفلته لأنه ألقى عليها نظرة حادة للحظة عندما قالت ذلك ثم تكلم بنبرة ثابتة:
_ لدي الكثير من النصائح الأبوية كما اكتشفت با آنسة, وبالتأكيد أملك الخبرة الكافية.
لم يخطر على بال جوليا أن كلامه قد يعني أنه متزوج إلا بعد مغادرته, وإن لم يكن متزوجاً فثمة احتمالات أخرى, قد يكون مطلقاً أو منفصلآ عن زوجته, ولا بد أن يكون لديهما أطفال. حاولت أن تتخيل كيف هم أولاده الصبيان, أهم ذو طوال القامة سمر.. نسخ صغيرة طبق الآصل عنه ؟
كلما أطالت جوليا التفكير في كلماته كلما زاد اقتناعها بأن لدى غاي جيرارد زوجة في مكان ما, وما يؤكد ذلك عزمه الواضح على تدبير زوج صالح لها.

rosalindas 07-12-10 02:53 AM

عندما جلبوا لها العشاء الذي قدمه نادلان مهذبان للغاية شعرت بكآبة أفقدتها شهوتها إلى الأكل.. كانت ستمتنع عن تناول الطعام لو لم يتبادر إلى ذهنها أن عدم تناول الطعام سيشعرها بمزيد من الإعياء الذي قد يمنعها من السفر غداً, الأمر الذي سيغضب غاي جيرارد.
احتست الحساء بنهم وتصميم قوي, وحاولت التوقف عن تساؤلها فيما إذا كانت زوجته جميلة.
حاولت عوضاً من ذلك التركيز على المشاكل التي تواجهها. لو أتقنت مهنة ما لكان وضعها أفضل بكثير مما هو عليه الآن. باستطاعتها الإقامة عند عائلة جيرارد, ولكنها ترفض أن تحشر في زواج لا تريده ولن ترضى بالإقامة في فرنسا إلى الأبد, ففرنسا ليست موطنها, وهي لا تعتقد أن بإمكانها الإقامة في بلاد اجنبية بين أناس غرباء بصورة دائمة.
منتديات ليلاس
لقد فقدت والديها. تمتمت لنفسها بصوت مرتفع ’’نقطة على السطر ’’ ثم دفعت بعيداً صحن العشاء بعدما سقطت فيه دمعة.. لم يبتع والديها لأنفسهما بيتاً في أنجلترا لأنهما نادراً ما أقاما فترة طويلة فيها, بل لم يمتلكا قط بيتاً شرعياً في أي مكان لأنهما كانا لا يمكثان طويلاً في مكان واحد. لقد عزما على الإقامة في أنجلترا عندما يتقاعد والدها الجيولوجي.
وطالما سمعتهما جوليا وهما يضعان الخطط التي لم تثمر أو تغني عن جوع. أرسلا لها المال لتستاجر غرفة بعدما تركت المدرسة وطلبا منها أن تبحث عن عمل, والواضح أنهما لم يسألا نفسيهما عن كيفية الحصول على عمل, وهي غير مؤهلة لذلك.
أسعدها الحظ بالعثور على غرفة, وهي غرفة لن تجدها عندما تعود من فرنسا لأن غاي جيرارد ألغى العقد, ومع أنها ما تزال تشعر بالأسف على فقدان هذه الغرفة بالذات.
عند شروق الشمس في الصباح التالي, أحست جوليا بارتفاع معتوياتها وأحست بالقدرة على مرافقة غاي الى المطار. لقد بدأت تفكر فيه باسمه الأول فقط , غاي, ولكنهاما زالت تناديه بالسيد.
ساعدها في إعادة حزم أمتعتها, واستمرت دهشتها وهي تراقب حركاته القديرة والرشبقة. لم تستطع أن تتوقف عن التساؤل عما إذا كانت حياته محكومة بهكذا ذكاء وتصرفات مدروسة أو أنه يتصرف أحياناً بلا روية وعلى هواه.
قرع باب غرفتها مساء البارحة, بعد عودته الى الفندق. فوجدها مستيقظة أمر لها بكوب من الحليب الساخن, ولما جلبوه أضاف إليه جرعة من الدواء. لم يسندها هذه المرة ليساعدها على شربه كما فعل في المرة السابقة, بل جلس بشكل عادي على طرف السرير ليتأكد من أنها تشرب الحليب, وجدت بعد ذلك صعوبة في إبقاء عينيها مفتوحتين, وعزت ذلك إلى إحساسها بالأمان الي وفره له حضوره. عندما حاولت أن تشكره قال ساخراً:
_ هذا ما يفعله أي والد يا آنسة.

rosalindas 07-12-10 01:27 PM

بدا هذا الصباح محتفظاً بمزاجه الطيب, ولكنها لم تستطع أن تستجمع الشجاعة الكافية لتسأله عن زوجته حتى أصبحا في السيارة على الطريق وهما متوجهان من مطار مرسيليا إلى وجهتهما الاخيرة.
كان يقود سيارة فيراري قوية فأجابها من دون أن يلتفت إليها:
_ أنا لست متزوجاً يا آنسة.
أحست بالارتباك لأته لم يسألها لماذا ظنت أنه متزوج. لم تستطع أن تستشف شيئاً من صمته ولم يكن ذلك مشجعاً, لقد أجاب عن سؤالها ولكن من الواضح أنه لا يرغب في إرضاء فضولها وإخطارها بسبب امتناعه عن الزواج وقد بلغ هذا العمر.
تمنت أن لا يحزو أبداً كم من الوقت أمضت وهي تتساءل بينها وبين نفسها عن شكل زوجته. خبا شعورها بالرضى بالسرعة التي أحست به عندما أخبرها بأنه مايزال أعزباً ثم حلت مكانه أفكار أخرى عصفت بها.
_ربما أنت مرتبط يا سيد.
_ مرتبط ! أتعنين إذا كنت عاقداً خطوبتي على امرأة.. لا, لست كذلك أيضاً يا آنسة.
_ لقد فهمت.
التوى فمه بمرارة وهو يحدق إلى وجهها المليء بالشكوك :
_ ما الذي ترمين إليه يا جوليا؟ أعتقد أن خيالك الجامح هو وراء شكوك وتخميناتك ؟ أليس من الافضل التفكير في أشياء أخرى؟
منتديات ليلاس
اعترى وجنتي جوليا شيء من الاحمرار فأرغمت نفسها على التسليم بالأمر.
_ ربما أنت على صواب. وأعترف أنك أثرت فضولي عندما سمعتك تتكلم مع امرأة على الهاتف ليلة البارحة.
أجابها بكسل: ’’ أؤكد لك أن أموراً كثيرة ستحصل في حياتك في الأيام القادمة وهي أمور ستثير فضولك. ولكني أنصحك يا عزيزتي بأن تأخذي الأمور بتأن وعلى مراحل وإلا يحدث لك عسر هضم عقلي’’.
بدا أن مخاطبته إياها بكلمة عزيزتي خففت من قسوة كلماته الساخرة ولكنها أحست بتحذير مبطن.
حاولت تركيز بصرها على المناظر الطبيعية على جانب الطريق وهي تشعر كأنها أرنب مذعور ...
تذكرت ما كانت أمها تخبرها به وسألته بحماس :
_ هل تربون حقاً الثيران والخيول البرية هنا يا سيدي ؟
لم يتردد هذه المرة في الإجابة, ولم يبد عليه الاستغراب لأنها لم تذكر معرفتها بهذه الأمور حتى الآن.
_ أملك مزرعتين يا آنستي وأنا أربي في إحداهما الثيران والخيول, أما الخيول البرية فهي تسرح على هواها وهي حرة كالريح.
_ ماذا في المزرعة الأخرى؟
_ أرضها غنية وتحتوي على حقول الكرمة والذرة وبساتين الفاكهة المختلفة. ستجدين يا عزيزتي الأضداد تتعايش في منطقة كامارج والمناطق المتاخمة لها وستجدين ما يسرك في كل شيء.
هزت جوليا رأسها وتركت حماسته المتزايدة تدفئ الجو بينهما أحست أن في أعماقه حباً قوياً للأرض التي ترعرع فيها.

rosalindas 07-12-10 02:33 PM

سيعتبر أن سماحه لها بالقدوم والإقامة هنا بمثابة امتيازات منحت لها والويل لها إذا فعلت ما يسيء إلى ضيافته!
سألته على عجلة: في أي من المزرعتين تقيم يا سيدي ؟
هز كتفيه بلا مبالاة.
_ أنا وخالتك نفضل الإقامة قرب الثيران والمستنقعات, ربما لن تفضلي ذلك في البداية ولكنك سرعان ما ستعتادين عليها.
بدا أنها مضطرة للاعتياد على ذلك لأنها لا تملك حق الإختيار.
راوغت ثانية حتى لا تعلق مباشرة على كلامه وقالت :
_ أنا في شوق لرؤية خالتي مافيز.
رد عليها : ستقابلين ابنة خالتك أيضاً, اختي غير الشقيقة, فإيمي متزوجة وعندها أولاد وهي تقطن في مدينة ينس, ولكنها ستزورنا في الأسبوع المقبل.
عضت جوليا على شفتيها:
أعرف أن لدي ابنة خالة ولكنني لم أعرف أنها تزوجت.
أكد لها غاي بحفاوة.
_ لقد أرسلنا لوالديك دعوة لحضور زفافها.
تنهدت جوليا:
_ أعتقد أنه بسبب أسفارهما الدائمة لم يستطع البريد أن يلحق بهما وإلا لحضرا حفل الزفاف بالتأكيد.
هز كتفيه بشكل مفاجئ وكأنه ما حصل وقع منذ زمن طويل ولم يعد يهمه:
_ هذا لا يهم. أنا متأكد أنك ستحبين توأمها, إنهما في السادسة من العمر وهما كالعفاريت الصغار.
ابتسمت جوليا لأنها تحب الأطفال.
_ هل يمكثون عندكم كثيراً يا سيدي ؟
أجابها متثاقلاً:
_ أجل يمكثون, وأعتقد أن الأوان قد آن لتنادينني بآسمي الأول, غاي. فإن لم نكن في الحقيقة أقرباء فثمة نوع ما من أواصر القربى.
قالت شكراً باللغة الفرنسية وشعرت بأن معنوياتها قد ارتفعت قليلاً, لأن ذلك بدا برهاناً على نوع من المحبة يكنها لها.
قال وفي صوته قليل من الدهشة:
_ أتتكلمين الفرنسية ؟
__ كثيراً من الناس يتكلمونها.
_ أعرف ذلك.
رد عليها بنزق وهو يزيد من سرعة سيارته على الطريق, وما إن تسارعت سيارته القوية بنعومة حتى استطرد: منتديات ليلاس
ظننتك لاتعرفين الفرنسية لانك لم تحاولي التكلم بها.
لقد تعلمت اللغة الفرنسية في المدرسة كما علمتني والدتي إياها في البيت أيضاً.
طلبت عيناها السماح منه لأنها تكلمت معه بحدة, ورمقها بنظرة وهو يهز برأسه قليلاً وكأنه أدرك أنها نادمة . اعتلى وجهه دفء خافت عندما انطلق لسانه سريعاً باللغة الفرنسية وازداد رضاه عندما فهمت ما قاله بسهولة وردت عليه باللغة ذاتها. ثم علق:
_ لهجتك جيدة, ستنفعك إن لم أتوفق في العثور على زوج لك يتكلم الإنجليزية.
تحول الخنوع الذي شعرت به والذي سرُ به غاي إلى غضب عارم واستوضحت:
لست جاداً! أعرف أنك تحدثت عن تزويجي عندما تقابلنا للمرة الأولى البارحة, ولكني اعتقدت أن ذلك يعود إلى انزعاجك مني!
_ هل ظننت أني أشاكسك فقط؟
رمق وميض الغضب في عينيها ببرودة عندما تقابلت نظراتهما قلا أن يعود ويركز اهتمامه على قيادة السيارة.
_ أنا لا أتكلم عبثاً يا جوليا, لقد سبق أن قلت إن لدي مسؤوليات جساماً وأجد بعضها مضجراُ للغاية, وليس لدي رغبة في إضافة مسؤولية أخرى إليها. وتعتبر فتاة شابة مثلك مسؤولية كبيرة, وهذا لا يعني أنه مطلوب منك أن تتزوجي أول رجل أقدمه لك ويبدي اهتماماً بك, وكما تعرفين فأنا لا أفتقد إلى الأحاسيس الإنسانية.

rosalindas 07-12-10 05:52 PM

أجابته بصوت لاذع:
_ هذه ربما مسألة رأي يا سيدي. ربما أنت قانع بعاداتكم البالية ولكنني أعتبرها من مخلفات عصور الظلام! هل دبرت زواج أختك أيضاً؟
موهت البرودة الدائمة في صوته غضباً يماثل غضبها:
زواج أختي أمر لا يعنيك, وقبل أن تنتقدي عاداتنا عليك أن تتأملي عاداتكم التي تشير الاحصاءات بصورة عامة الى معدل نجاح الزيجات في فرنسا هو أعلى من المعدل في المملكة المتحدة, ومن المؤكد أن ذلك يبرهن على شيء ما.
تنهدت جوليا وهي تدرك أن موضوع الحديث الدائر بينهما موضوع قد يطول نقاشه,وفضلت أن تتركه حتى وقت تكون فيه غير متعبة وسريعة البديهة. كانت تعرف تماماً أن معظم الزيجات في فرنسا هي زيجات مدبرة, ولكنها لم تستطع أن تتخيل نفسها متزوجة برجل لا تحبه, فردت عليه بتمرد:
_ أنا على ما أخشى اسير على منوال والدتي.
_ لولا فرار أمك, لكانت على قيد الحياة يا آنستي.
منتديات ليلاس
انتفضت جوليا وهي تحس بقسوة غاي جيرارد التي تمرس في استعمالها. ردت عليه بصوت جاف:
_ أنا متأكدة أن أياًً منا في وضع لايمكنه من الحكم على ذلك, ألا تراودك فكرة الهرب مع من تحب وترغب الزواج بها إن كانت عائلتك معارضة للأمر .
رد عليها بلياقة:
_ لن تراودني فكرة التخلي عن كل شيء من أجل أي إمرأة.
عضت جوليا على شفتيها وأمسكت عن الرد بتعليق لاذع كما فعلت منذ لحظات, فقد أدركت أن لا جدوى من هذا الجدال.
في هذا الرجل شيء من البدائية, شيء لم يروض وغير قابل للترويض وقد سبب لها إزعاجاً لم تظنه ممكناً.
لاذ بالصمت عابساً بعدما اعتقد أن الكلمة الأخيرة في الموضوع كانت له, وترك جوليا غارقة في أفكارها.
شعرت براحة لا متناهية عندما عبرا مرتفعا خفيفاً وشاهدا أمامهما قصراً ضارباً في الأرض ومحاطاً بالجنائن والأشجار.
سألت وقد اتسعت عيناها:
_ أهذا منزلك يا سيدي ؟
صحح لها : بيتي !
سألت من دون أن تعي الرهبة التي اعترت صوتها:
_ كم يبلغ عمر هذا المنزل ؟
أجابها: مايكفي لتعشش فيه بعض الأشباح يا آنسة.
التفتت إليه جوليا دهشة وعيناها الرماديتان تتساءلان: حقاً ؟
ابتسم برقة وأجاب : لا ! على الأقل لم أشاهد بنفسي أي شبح. يعود تاريخ البيت الى عدة قرون, وقد امتلكته عائلتي منذ أجيال. وأعتقد أن أصلنا من الساسان الغزاة.
ضحكت وهي تحس بزكزكة خفيفة كرهت أن تعتبرها نوعاً من الكبرياء وقالت:
_ أو ربما البرابرة أو الأتراك ؟
نظر إليها بسخرية:
_ أحقاً ما تقولين يا آنسة ؟ من يسمعك يظنك ملمة بتاريخنا القديم!

rosalindas 07-12-10 07:23 PM

سحرتها عيناه السوداوان المسمرتان عليها, واعتراها الخوف عندما أحست أن نبضات عروق رقبتها البيضاء أخذت تتصارع بشدة. شعرت بالتشوش وتلعثمت.
_ بما أن والدتي فرنسية, أعتقد أن بعض هؤلاء البرابرة هم أسلافي القدماء أيضاً.
انتقلت نظراته للحظة الى الطريق ثم اتفت إليها بأهتمام:
_ من دون شك. إظهارك هذا الإهتمام بأسلافنا لأمر جيد.. وسيكون ممتعاً لي أن أكتشف أيهما الأقوى دمك الفرنسي أم دمك الإنجلزي يا جوليا.
انتهت رحلتهما عندما وصلت السيارة إلى فناء ممتد أمام المنزل, وشعرت جوليا بالراحة.
أحرجتها ملاحظات غاي الماكرة وشعرت أنها لن تأسف للإبتعاد عنه بعض الوقت ولم تكن لتصدق أن أفراد العائلة الآخرون يشبهونه بأي شيء.
ترجل من السيارة في الوقت الذي كانت يدها فوق عينيها تمسح وجهها. سحبها بلطف من مقعدها:
_ هيا يا جوليا تعالي, قد يتخيل أي كان أنك لم تشاهدي منزلا كهذا من قبل.
فيما كانت تعترف أنها لم تشاهد مثله من قبل تعثرت في سيرها فاندفع يشد قبضته حول ذراعها.
قال لها بصورة رسمية: أتمنى أن تستمتعي بالإقامة هنا.... أما تعابير وجهه فكانت تقول لها إن لم تفعلي فعليك أن تتعاملي مع هذا الوضع بالتي هي أحسن.
منتديات ليلاس
رمقته بريبة, ولكن قبل أن يتسنى لها الوقت كي ترد عليه اندفع صبيان صغيران من البيت وهرعا إليهما.. سرعان ما عرفت أن هذين الصبيين هما توأما أخت غاي, فهما يشبهان بعضهما بعضاً كثيراً. كانا يافعين ذوي بشرة سمراء وعيون راقصة وشعر أجعد وحيوية متدفقة.
تكلما بالفرنسية مؤكدين لجوليا صحة تخمينها:
_ مساء الخير يا عمي غاي, نحن الآن في عطلة.
سمعته جوليا يسحب نفساً عميقاً ويسأل بصرامة: منذ متى ؟
أخبراه فيما كان ينحني ليداعب شعرهما بحنان.
_ لقد جئنا مع لورين, لقد اضطر البابا والماما إلى السفر.
_ يا إلهي, ليس ُثانية ؟
أطبق غاي على شفتيه بصورة تنذر بالويل, لكنه تمالك نفسه عندما سمع صوتاً مفرحاً ينطلق بسرعة:
_ غاي, عزيزي , لقد اضطر ليون للذهاب إلى ألمانيا وتوسل إلى فايمي لتذهب معه. أنت تعرف هذه الأمور فما يزالان متحابين بقوة ولكن فايمي لم توافق على الذهاب معه إلا عندما عرضت عليها المجيء للإعتناء بالولدين. وكنا متأكدين أنك لن تمانع.
رفعت جوليا رأسها عم تأمل الولدين لترى امراة شابة يدل منظرها على سحر يفوق سحر صوتها, كانت تحدق إلى غاي جيرارد وفي عينيها نظرة تعبر عن تملكها له.

************************************

rosalindas 08-12-10 12:37 AM

2__ سيدي!


كانت الفتاة التي اقتربت منهم بهدوء طويلة وسمراء ورائعة الجمال, في أواخر العشرينات من عمرها. رانت لحظة قصيرة من الصمت المفاجيء شعرت جوليا خلالها بتشنج غاي جيرارد الذي ما لبث أن استرخى .
أفلت ذراع جوليا وأمسك بيد الفتاة الغريبة الممدودة إليه ( مساء الخير يا لورين) ورفعها إلى فمه.
_ إن أختي مغرمة بترك أولادها لتتعب الآخرين, يجب أن أحادثها في هّذا الأمر.
ابتسمت لورين له بشكل حميم متجاهلة جوليا:
_ أؤكد لك أن لا مانع عندي.
_ وعلينا نحن أن نتأكد من أن لا مانع عندك.
أجابت لورين ضاحكة:
_ شكراً, إن ذلك من دواعي سروري لأنني مغرمة بالأطفال.
ارتفع أحد حاجبي غاي قليلاً وهو يشدها إليه.
_ يجب أن تتعرفي إلى ابنة خالة فايمي التي اصطحبتها معي من لندن, لقد أتت لتعيش معنا هنا.
قام بالتعارف بكل برودة ثم قدم جوليا للتوأم.
هزت لورين رأسها لجوليا بصورة جافة قبل أن تحول انتباهها إلى غاي وقالت:
_ لقد حدثتني السيدة عنها.
تمنت جوليا لو تتوقف الفتاة عن الكلام وكأنها غير موجودة, كما أن نبرة صوتها غير لائقة, ومع ذلك لم يبد أن غاي لاحظ أي خطأ.
تساءلت جوليا فيما إذا كان جمال لورين قد سحره وأعماه عن التنبه لقلة ذوقها؟ كان يبتسم لها وعيناه السودوان تكادان تلتهمانها. تكلمت جوليا مع التوأم بسرعة لئلا ترى كيف باستطاعته أن يكون ساحراً عندما يختار ذلك.
منتديات ليلاس
أظهر الصبيان, فورتش وفيتز, اللذان تعلما كيف يكونان ودودين إعجاباً فورياً بجوليا وهذا ما أثلج صدرها. كان من عادتهما أن يتكلما معاً ووجدت ذلك مربكاً. في الوقت ذاته رمقاها بفضول وسألاها:
_ هل شعرك حقيقي يا آنسة ؟ إنه أشبه بحرير ذهبي اللون.
_ كفى يا أولاد..
قاطعتهما لورين بحدّة فيما كان غاي يقتادهما إلى المنزل, فالواضح أنه إذا ما كان هناك ثمة مديح فليكن لنفسها.
ردت جوليا بسرعة عندما رأتهما يطأطئان رأسيهما:
أنا متأكدة أنهما لم يقصدا أية إساءة.
قاطعهم غاي بلطافة:
_ جوليا متعبة يا أولاد, إذا ذهبتما إلى المطبخ الآن فستجدان العشاء جاهزاً ويبدو أن الوقت سيحين للاستحمام والخلود للفراش وباستطاعتكما التحدث إلى جوليا في الصباح.
أطاعاه بدون تذمر, قالا (( إلى اللقاء )) وهرعا بعيداً.
لم تقم لورين بمحاولة مرافقتهما كي تشرف على ميعاد نومهما. ومع أن جوليا شعرت فجأة بالتوتر لأنها تطلع إلى ملاقاة خالتها, لم تستطع إلا التساؤل عن مدى جدية لورين بالوفاء بتعهدها لأخت غاي, قفد بدا عليها الاهتمام بغاي أكثر من اهتمامها بالتوأمين.
أمسكت لورين بيد غاي وظهر أنها نسيت التوأم فيما كانت تحدق إلى غاي بتوسل:
_ هل باستطاعتنا الذهاب إلى مكان ما والتحدث بعد ما ترافق الآنسة وارد إلى السيدة, يا غاي ؟
ابتسم غاي لها بلطف:
_ سيكون ذلك من دواعي سروري ياعزيزتي ولكن أخشى أن ينتظر ما تريدين حتى وقت العشاء.:Welcome Pills4:

Rehana 08-12-10 05:07 AM

يعطيك العافية .. روزاليندا
بانتظار التكملة:flowers2:

rosalindas 08-12-10 11:57 AM

:8_4_134:
شكرا لمرروركم عزيزاتي

rosalindas 08-12-10 06:02 PM

قطبت الفتاة الفرنسية حاجبيها ولكن سرعان ما عادت لها ابتسامتها البراقة.
_ طبعاً, أرجو أن تسامحني ياعزيزي. لم أرك منذ ثلاثة أسابيع وهذا يجعلوني عديمة الصبر.
لم تستطع أن تعرف ما كان سيكون رد غاي الذي قطعه دخول امرأة إلى القاعة الكبيرة من الباب الذي يقع في الطرف الأخر منها. كانت امرأة لطيفة الملامح في منتصف العمر ذات شعر رمادي. مشت نحوهم ببطء ولاحظت جوليا أنها تعرج. انفرجت أساريرها عندما اقتربت منهم ثم علتها مسحة من الحزن.
مدت ذراعيها ثم اغرورقت عيناها بالدموع:
_ أنت جوليا, أليس كذلك ؟ لماذا لم يعلمني أحد بوصولك, كنت سأعرفك على كل أي حال يا صغيرتي فأنت تشبهين أمك العزيزة كثيراً.
منتديات ليلاس
اصطحبت , فيما بعد, هورتنس, مدبرة المنزل العجوز, جوليا إلى غرفتها وكانت ما تزال حائرة في ترتيب دوامة أحداث الساعة الأخيرة.
كان من الواضح أن لورين مهتمة بغاي جيرارد وإذا كانت تحيي آمالاً يأن يتزوج به فلا يعقل أن تعتقد أن جوليا تشكل تهديداً على مخططاتها. ولا يعقل أن تعرف لورين خطط غاي في تزويج المزعجة الصغيرة القادمة من انكلترا ! وتساءلت جوليا فيما إذا كان سيخبرها عن ذلك.
كان الدرج الذي ارتقته دائرياً. توقفت هورتنس أمام باب عريض أبيض اللون وقالت مبتسمة بلطف:
_ستنامين هنا يا آنسة. لقد حللت أمتعتك وموعد العشاء هو الثامنة والنصف.
دخلت جوليا الغرفة يعد ذهاب هورتنس ونظرت إلى ما حولها بشوق. كانت الغرفة كبيرة ومريحة ولكنها ليست أنثوية تماماً.
علت الإبتسامة وجهها عندما فكرت بالتوأم, ترى ماذا يفعلان الآن ؟ يغطان في نوم عميق من دون شك. ليتها تحب التفكير في لورين بمقدار نصف ما تحب التفكير فيهما ؟ هي امرأة جميلة بلا شك ولكن فيها شيء من القسوة. من الممكن أن تكون زوجة مناسبة لغاي ولكن هل باستطاعتها أن تجعله سعيداً.
أغمضت جوليا عينيها خجلى من هذه الأفكار التي لا شأن لها بها. استفاقت بعد الوقت لتجد أحداً يهزها بلطف, تلوت متهربة من اليد التي كانت توقظها لأنها كانت راضية عن وضعها.


:Welcome Pills4:

rosalindas 08-12-10 07:06 PM

وجدت بعدما أجبرت نفسها أخيراً على فتح عينيها الرماديتين والزائغتين أنها تحدق مباشرة إلى غاي جيرارد.
_ يبدو أن ذلك قد أصبح عادة يا صغيرتي.
كانت لمحة من السرور تومض في عينيه الزرقاوين المحدقتين إليها.
اعتراها الحرج وجاهدت كي تجلس وسألته بقلق:
_ هل نمت طويلاً ؟
كانت يده ما تزال على كتفها وهو يجلس على حافة السرير وبدا أن من الطبيعي جداً أن يدنيها منه بلطف لتسند رأسها على كتفه.
_ هذا ما لا أستطيع الإجابة عنه, عندما رأيتك آخر مرة في الطابق الأرضي كانت عيناك متعبة وقد شعرت ما الذي أنت في صدده. كنت نائمة مثل الملاك ولكن إن لم أوقظك لما سامحتني على تفويت العشاء عليك.
تنهدت وقالت : أنا غير جائعة كثيراً.
_ أنت متعبة أكثر منك جائعة لأنك ماتزالين مريضة. يجب أن تستريحي لبعض الوقت. سأرافقك غداً إلى الطبيب وسأطلب من لورين التأكد من عدم إزعاج الأولاد لك حتى أتمكن من الإتصال بأختي طالباً منها العودة.
أمسكت جوليا بطرف ثيابه وتوسلت إليه:
_ أرجوك لا ترسل في طلب فايمي بسببي. التوأمان في غاية اللطف وأنا أستمتع كثيراً بالمساعدة في العناية بهما.
اخشوشن صوته فجأة وقال:
_ يجب أن تعتني بنفسك وأمنعك من إرهاق جسمك.
_ حسناً, ولكن لا أحتاج إلى طبيب!
_ اتركي لي الحكم على ذلك يا جوليا ولو كان ذلك من باب الحذر والوقاية.
رفعت رأسها غاضبة وابتعدت عنه:
_ كي تستطيع التخلص مني وتزويجي بسرعة ؟
تقلصت ذراعيه بغضب ونظرت إلى وجهه القريب من وجهها وانتقل نظرها إلى فمه القاسي المشدود. وشعرت فجأة بالدنيا تدور بها وأخذت تنهمر دموعها على خديه وسمعته يتمتم مستوضحاً عندما رأى الدموع.
_ أنا آسفة يا غاي.
وبالسهولة التي أثارت فيه غضبه استطاعت أن تكظمه عندما وضعت رأسها على كتفه وقال برقة وهو يمرر أصابعه في شعرها:
_ إن البكاء مجد يا جوليا . أنا أعرف مدى الصدمة التي خلفها موت والديك, أما قدومك إلى هنا فزاد من حزنك ولم تتسن لنا الفرصة لنحاول الترويح عنك. من الأفضل أن تدعي الدموع تغسل البؤس الموجود في قلبك حتى يكون باستطاعتك تدريجياً التأقلم مع السعادة ثانية.
منتديات ليلاس
تنفست جوليا بثبات. لم تكن تعرف أنه بعذا التفهم. مسحت وجهها بالمنديل الذي وضعه بين يديها وابتسمت له بوداعة وقالت ( شكراً). أما هو فانحنى ليعانقها.
كان عناقاً أبوياً إلا أن ذلك أصابها بالهلع وكان كافياً لإذابة اليأس الذي سكنها لأسابيع عديدة. تسارع شعورها بالخوف وهي تعي بشكل متزايد رجولته المربكة.
شعرت أنها يجب أن تقاوم ولكنه أبعدها عنه في ثوان قليلة ووجدت جوليا مذهولة أن تصرفه صدمه وقد زهر ذلك من خلال وجهه الذي شحب. ولكن بدا المرح في صوته عندما تكلم.
_ قد يفقد الرجل تماسكه عندما يتعلق الأمر بالإعتناء بنساء شابات وجميلات . كان يجب أن أدرك ذلك.
شعرت جوليا بالألم من ضحكته, ولكن هذا الألم جعلها تتمالك نفسها . وسمعت نفسها ترد عليه ببرودة:
_ على ما أعتقد كنت تحاول مساعدتي فقط, لكن كان ذلك لطفاً منك.
سألها وهو ينظر إلى وجنتيها التين اعتراهما الاحمرار:
_ هل تستطيعين ارتداء ملابسك؟ أنا متأكد أن لورين ستكون مسرورة في مساعدتك على ذلك.
_ بالطبع يا آنسة فأنا هنا للمساعدة.. قاطعهما صوت لورين وهي تدخل من الباب وبدا كأن صوتها زعيق.

اماريج 09-12-10 03:16 PM

يعطيك العافية حبيبتي
وتسلم اناملك الذهبية يلي عم بتمتعنا برواية حلوة
وفي انتظارك التكملة ياعسل :flowers2:
:liilas::liilase:


rosalindas 10-12-10 04:44 PM

شكرا على مروركم
وقريبا ان شاء الله اكمل الرواية

rosalindas 10-12-10 10:19 PM

قالت جوليا من دون أن تعي.
- أتمنى من الناس أن يقرعوا الباب قبل دخولهم إلى غرفتي.
رد غاي فوراً غير راض على ملاحظتها :
- إن لورين مهتمة لأمرك فقط يا جوليا,وأنا اؤكد لك أن ليس من عادتها أن تكون غير مهذبة.
هزت لورين كتفيها غير مبالية مما زاد شعور جوليا بالذنب.
- لقد أرسلتني السيدة لأنها كانت قلقة,تريد أن تعرف إذا كنت تفضلين تناول العشاء في غرفتك هذا المساء.
- أنا شاكرة, ولكن لا نية عندي في أضافة حمل آخر عليكم. إذا استطعت الحصول على قليل من الخصوصية أنضم إليكم على العشاء خلال بعض دقائق.
تقلصت أسارير غاي وهو يقود لورين خارجاً.
- حسناً يا جوليا ! إذا كان هذا ماتريدين فسنكون بانتظارك في غرفة الطعام.
تناولت جوليا من خزانة الملابس أحد فساتينها القديمة وارتدته. بعدما ألقت نظرة على نفسها تمنت لو تمتلئ كل أجزاء جسمها, فعلى الرغم من تناسق الجزء السفلي من جسمها كان خصرها رقيقاً وساقاها رفيعتين وطويلتين وكانت كتفاها ورسغاها هزيلة.
منتديات ليلاس
عندما نزلت إلى غرفة الطعام حذرت نفسها من التمادي في التفكير. تساءلت عما إذا كان واقعاً في حب لورين التي شكل جسمها غير متناسق ولكن وجهها جميل وحضورها راق حسدتها عليه جوليا.
لم تشارك جوليا كثيراً في الأحاديث التي دارت حولها و اكتفت بتقليب محتويات صحنها من السمك اللذيذ. ولم ترفع رأسها حتى تكلم غاي معها بلبلقة أجفلتها.
- أكل شيء حسب ما تشتهيه نفسك جوليا ؟
هزت برأسها وهي تبتلع اللقمة بسرعة وقد اعتلى وجهها غضب مفاجيء. إن مظاهر قوته لا يستهان بها وهو مرتد البذلة الرمادية الغامقة والقميص الأزرق الحريري, ولكن ما صدمها أكثر من أي شيء هو برودة عينيه. ولم تستطع أن تتذكر ما الذي فعلته لتستحق مثل هذا العبوس إلآ إذا كانت فظاظتها مع لورين هي السبب.
- أنت لا تأكلين.
- لم نكد نبدأ يا سيد.
- لقد تركت نصف صحنك.
هلا أمهلتني بعض الوقت ياسيد.
بدا على مافيز أنها تتساى بهذا الحديث ولكن القلق اعتراها وقالت:
- دع الصغيرة وشأنها يا غاي, اسكب لها قليلاً من الحساء. قد يحين من شهيتها ويجعلها تتحسن.
لم تكن دوليا تريد المزيد ولكنها لم تكن سريعة لتمنعه من تنفيذ مت طلبته زوجة أبيه منه.
- هذا لطف منك ولكني لا أرغب في المزيد.
رد عليها وقد بان عليه مظهر من فقد الاهتمام:
- إن ذلك يسعد خالتك ويضفي قليلاً من اللون على وجهك الشاحب.
انتقلوا إلى الصالون بعد الانتهاء من العشاء لتناول القهوة وبعد ذلك وضعت لوريت موسيقى حالمة ورقصت مع غاي.

rosalindas 10-12-10 11:37 PM

دهشت جوليا عندما ر أت غاي يرقص بسهولة كما أدهشها أن ترى غاي وشريكته متناسقين في الرقص كلياً.
لاحظت مافيز جوليا تلرقب الآخرين وقالت لها:
- أحياناً نرقص على الشرفة. فايمي تحب الرقص كثيراً ولكن غاي لايحبه مثلها.
- هل يدير المزارع بنفسه؟
شعرت جوليا بالذنب بسبب هذا السؤال ولكن فضولها كان أقوى منها. هزت خالتها برأسها وأجابت:
- نعم, يساعده رجالون ماهرون لأن لديه أعمالاً في أماكن أخرى ولكن غالباً هو الآمر الناهي هنا. ترك زوجي الراحل له كل شيء بعدما تأكد من أنني وابنتي نملك كل ما يسد حاجاتنا وأكثر وهو كان عند ثقة والده دائماً.
كان كأبت لي وأتمنى أن يجد في يوم ما امرأة فاضلة يتزوجها لأني متأكدة أنه سيكون زوجاً صالحاً.
- لورين.
انتقل بصر جوليا إلى الفتاة الأخرى بسرعة ولكنها أدركت أن لا شأن لها في طرح هذا السؤال.
- ربما.
بدأت جوليا تفهم أن خالتها في بعض الأحيان كتومة فتمتمت وهي لا تشعر بالرضى:
- ليس من شأني أن أطرح هذا السؤال.
ربتت مافيز على يدها:
- لايقلقنك ّذلك يا عزيزتي فليس من الخطأ أبداً إظهار الاهتمام. والواقع أني أفضل أن يكون الناس على سجيتهم. لقد ذهبت لورين الى المدرسة مع فايمي ونعرفها منذ سنوات طويلة وهي تزورنا بانتظام. من المفترض أن تكون زيارتها الحالية لرعاية أولاد فايمي, ولا أستطيع إخبارك أكثر من ذلك.
هزت جوليا برأسها وحاولت ألا تدع منظر لورين وهي ترقص مع غاي يزعحها. كانا يجلسان في الطرف الآخر من الغرفة ولم يطلب منها مراقصته. كانت تعلاف أنها سترفض لو طلب منها ذلك ولكنها قالت في نفسها بمرارة إن ذلك سيكون تصرفاً لطيفاً منه.
تبادلت ومافيز أطراف الحديث وكان معظمه عن التوأم حتى لاحظت خالتها شحوبها المتزايد وأرسلتها إلى الفراش.
منتديات ليلاس
فيما كانت جوليا تنهض أمسكت مافيز احدى يديها بيديها الاثنتين وتمتمت بحزن:
- غداً ياصغيرتي إذا سمح الطبيب بذلك سنتكلم عن والديك.
صممت جوليا أن تستيقظ وتنهض في اليوم التالي قبل ان يصل الطبيب الذي لم ترغب في رؤيته, ولكنه أتى أبكر مما كان متوقعاً. صحبه غاي إلى غرفتها حتى قبل أن يتسنى لها فتح عينيها. انتظر غاي خارجاً عندما كان الطبيب يعاينها ولكنه دخل الغرفة حالما انتهى من فحصها والتعابير الصارمة تغطي ملامحه وسأل باقتضاب:
- حسناً كيف حالها يا اليروي ؟
- الإرهاق!
كان الطبيب رجلا طويلاً يتكلم الانجليزية والفرنسية بلباقة وشكت جوليا في أنه طبيب العائلة فقط. لاشك أنه اختصاصي. أصابتها الرجفة وهي تفكر كم ستكون أتعابه كبيرة ونظرت إلى غاي عساها تعرف شيئاً.
- هل يجب أن تبقى في الفراش ؟
- كلا يا صديقي ليس هذا ضرورياً. تأكد فقط من نيلها كفايتها من الراحة والهواء النقي. لقد خسرت والديها وأصيبت بالانفلونزا مع أن مصيبة واحدة منهما كافية لطرحها في الفراش, ولكنها فتاة صبية قوية ستشفى قريباً.
رجع غاي اليها بعدما ودع الطبيب. كانت منشغلة بالنهوض من السرير عندما عاد فاصيبت بالهلع واسرعت تغطي نفسها بالشراشف. انزعجت عندما راته يضحك.
- لقد رأيتك ياعزيزتي من قبل في ثياب النوم, أعرف أنك محتشمة.
تأملت الرجل الطويل القامة ذا الملامح الصمراء الجذابة وردت عليه بشموخ:
- أعتقد أنها العادة ياسيدي.
جلس على حافة السرير:
- لماذا تخاطبينني بالسيد في أكثر الأحيان؟ اسمي غاي.
- لأنك.. لأنك تزعجني أحياناً.
كادت تضيف أيضاً أنها تقول سيدي في محاولة غير واعية منها لتذكير نفسها بالفرق بينهما.
- أنت تجعلني أنسى كم كنت رقيقاً معي.
قبل اعتذارها الأجوف بجفاف ثم بدأ بوضع تعليماته بشأن ما يجب أن تفعله وما يجب ألا تفعله: يجب أن تتناول الفطور في السرير والقهوة على الشرفة تحت أشعة الشمس, وعليها أن تمشي بعد الغداء على أن تستريح بعد ذلك.
اعترضت قبل أن يكمل كلامه:
- قف ! أنا لن أستطيع أبداً أن أتذكر كل ذلك.
قال مهدداً:
من الأفضل لك أن تتذكري أو والله سأتولى بنفسي تنفيذ هذه الأوامر.
صرخت وقد آلمتها القسوة في صوته: أنت رهيب !

أجابها متوعداً بلباقة :
- وأكثر من ذلك ! ربما تتحسرين على عدم قرب والدك منك ليدللك ولكنك بحاجة أيضاً إلى والد يضربك كي بجعلك مطيعة أكثر. ربما لم تذق قدماك الجميلتان طعم الجلد على يد رجل ولكن ذلك سيحدث قريباً !
اعترتها موجة غضب عارمة سرت في أوصالها فيما كان يحدق إليها بسخرية متفحصة.
- يضفي الغضب على وجهك لوناً جميلاً يا جوليا وأستطيع التأكيد أني لن أواجه صعوبة كبيرة في البحث عن زوج لك حالما يستقر هذا اللون يصورة دائمة على وجهك مضيفاً الجاذبية إلى ملامحك الجميلة.
قال غاي ذلك ثم قام وغادر الغرفة.

rosalindas 11-12-10 02:24 PM

كانت جوليا غاضبة كثيراً ولم تكن لديها النية في إطاعة غاي, ولكن كلما قررت عدم الاذعان له تتذكر تهديده وتخونها الشجاعة لتقوم بذلك. وجدت نفسها في الايام القليلة التالية تنفذ أوامره بحذافيرها, واحتقرت نفسها لانها أذعنت كثيراً.
وعلى الرغم من ذلك فعندما أعلن الطبيب عن سروره لتحسن صحتها اعترفت لنفسها بأن غاي كان على حق.
عندما استجمعت اخيراً قوتها ورباطة جأشها غامرت في الخروج من المنزل وتعرفت إلى بعض العاملين في المزرعة. رعاة البقر الذين يعتنون بالماشية والخيل في كامارج. أعجبيت بهم جوليا كثيراً وتمنت أن يحبوها. تعلمت منهم الكثير عن المنطقة المحيطة بهم وبدا أنهم دائما على استعداد للتفرغ لها لتوضيح ما تريد أن تعرف عنه شيئاً.
منتديات ليلاس
اقترب منها غاي وهي في الحديقة بمفردها صبيحة يوم حار, فوجئت ولكنها سرت للقياه. كانت ترتدي فستاناً صيفياً مصنوعاً من القطن أصفر اللون كان والداها قد اشتراه لها في إحدى رحلاتهما الخارجية, لونه يزيدها جمالا. أدركت أن نظراته مسلطة عليها وكما يحدث دائماً عندما تجده ينظر إليها بهذه الصورة يعتري وجهها الرقيق الاحمرار الخفيف.
- إن صحتك تتحسن بسرعة يا جوليا.
التفتت إليه بشوق وكان يجلس الى جانبها على المقعد الذي كانت تجلس عليه.
- نعم! إني أشعر بتحسن كبير.
- أتمنى أن يكون قلبك قد برأ أيضاً من الحزن ؟
أومأت إيجاباً وكانت قد بدأت تدرك مؤخراً أنه لم يعد يؤلمها التفكير في فقدانها أمها وأبيها وحرك مشاعرها بقوة أن تكتشف اهتمام غاي بهذا الامر ولئلا تاخذها هذه المشاعر الخطرة وتسيطر عليها فضلت أن تسأله بصورة مفاجئة عن عمال الماشية.
قال لها بفظاظة:
- لا شك أنك تشعرين بالتحسن لتبذلي الجهد في التعرف الى رجالي.
كادت ترد عليه وتقول إنها على الاقل لا تمضي وقتاُ معهم أكثر مما يمضيه هو مع لورين ولكنها ادركت أن جوابها ليس منطقياً فهو ولورين صديقان منذ بعيد اما هي فغريبة بينهما وهو قد يشعر ان من واجبه تحذيرها من الاقتراب من الرجال الغرباء. أخبرته بصوت هادئ وهذا ما كانت تفعله دائماً للمحافظة على الانسجام بينهما :
- لقد قدمني فورتش وفيتز إلى بعضهم عندما كانا يجولان بي حول أبنية المزرعة, وهو أمر لم يكن باستطاعتي القيام به بمفردي.
- هل يتصرف الولدان معك بلياقة؟ لقد أخبرتهما أن لا يلحقا بك أينما ذهبت.
- ولكنهما لا يسببان لي أي إزعاج ! أرجو ألا تكون قد أخبرتهما أني أشتكي منهما, فهما لا يجدان الرفقة إلا عندي.
ابتسم لها من دون أن تبدو عليه علامات السرور:
- إنها ليست غلطة مافيز في عدم استطاعتها الاعتناء بهما أكثر لأن صحتها ليست على ما يرام.
ردت جوليا بتحد وهي تغلق عينيها قليلاً :
- يفترض بلورين أن تكون الشخص الذي يعتني بهما . لقد سمعتها بنفسي تقول إن ذلك هو سيي وجودها هنا.

rosalindas 11-12-10 05:27 PM

تمنت لو لم تقل هذا الكلام عندما سمعت صوت غاي الغاضب:
- إنها لاتركهما أبداً إلا إذا كانت إحدى الخادمات معهما والأفضل ألا تنتقدي ضيوفي.
قالت له إنها متأسفة بصوت هامس من دون أن تجرأ على النظر إليه لأن دفاعه عن لورين اصاب قلبها بالبرودة.
تنهد قليلاً وكأن صبره قد نفذ وقال لها " لا عليك ".
عندما امتنعت عن الكلام بعد ذلك انحنى نحوها ووضع إصبعاً على ذقنها ورفع رأسها المطأطأ ولاحظت أن الدموع تكاد تنهمر من عينيها فحاولت أن ترف عينيها بسرعة كي تمنع ذلك.
سألها برقة: لماذا ؟
هزت جوليا رأسها وهي تشعر بالعجز. لم تكن تريد أن تعترف أنه كلما تكلم معها بحدة تشعر بالألم لأن ذلك يكشف عن حالة مشاعرها الغريبة ومع ذلك يمكن الاعتذار بأي شيء. همست تقريباً صادقة : لا أعرف.
قربها منه برقة حتى كادت تسمع صوت تنفسه:
- أنا قاس يا جوليا . بدأت تستعيدين قوتك ولكنك ماتزالين هشة ويجب ألا انسى ذلك.
لم تحاول التملص منه لان قربها منه يجعلها تحس بالراحة ولم تنس كيف شعرت عندما جلس قربها على السرير لاعطائها الدواء فقد أحست وكأنها سفينة وصلت إلى مرفأ الأمان بعد عاصفة هوجاء. بدا وكأنه لا يريد أن يفلتها ثُم أخذ يمسح شعرها المنسدل على وجهها الشاب.
- إن شعرك جميل يا جوليا ومنذ أن بدأت صحتك بالتحسن اكتسب بريقاً ممتعاً للنظر.
سرعان ما اختفى دمعها وابتسمت له :
- سوف تدير رأسي يا غاي.
- هل هذا ممكن ؟
ضحك وكأنه يحاول ايجاد جملة أخرى ولكنه انحنى عليها فجأة وأخذها بين ذراعيه ولم تقم بأي محاولة لتجنب ذلك.
منتديات ليلاس
لامست يده شعرها برقة ولكن ذلك سرعان ما تغير لأنها كانت تشعر بقوة الأحاسيس التي جعلت قلبها يقفز, ابتلعت ريقها فهي خائفة قليلا من هذه المشاعر. كانت تشعر بنبضات قلبه وبيده التي تداعب شعرها وأحست فجأة أنها أصبحت في غير عالم.
رفع رأسه فجأة وقد عادت البرودة إلى عينيه ةأفلت من بين ذراعيها وقفز على قدميه مبتعداً عنها :
- يجب أن أذهب يا جوليت , لقد نسيت أني مرتبط بموعد.
- حسناً يا غاي.
بعد ذهابه بقيت جوليا في مكانها تحس بنوع من الدوار . وصلت لورين فيما كانت تفرك جبينها مطلقة تنهيدة حيرة,.
سألتها ببرودة :
- هل كان ذلك الشخص الذي رأيته مغادراً هو غاي ؟
هزت جوليا رأسها بالإيجاب وعصت على شفتيها فهي تعرف بدون شك أنه غاي.
ومضت عينا الفتاة الاخرى بالكراهية وراحت تنظر الى مظهر جوليا المضطرب :
- هل تشعرين بالتوعك ثانية ؟ إن الاحمرار الشديد يغطي وجهك.
- ذلك من جراء حرارة الشمس.
عبست لورين في جوليا بحدة ثم قالت :
- ستجدين أن الشمس ليست الشيء الوحيد الحار في فرنسا يا آنسة وارد وأشعر أم من واجبي تحذيرك.
حاولت جوليا أن تفهم ما الذي تعنيه لورين عندما أردفت :
- إن عواطف الرجال هنا حارة مثل الشمس. أعرف أن قلة من الرجال الانجليز تجري في عروقهم دماء حارة ولكن نادراً ما يمكن مقارنتهم بالرجال الفرنسيين.
- أنا لا أعرف ما الذي ترمين إليه .
لم أظنك قليلة الحيلة وساذجة يا جوليا . ما احاول قوله يصب في خانة مصلحتك . قد يجد غاي أن براءتك مغرية. إن كان هناك فتاة ستكون زوجته يا جوليا فأنا هي هذه الزوجة!

************************************************************ ***

rosalindas 11-12-10 09:02 PM

انتظر دعمكم وتشجيعكم

rosalindas 11-12-10 09:08 PM

الفصل الثالث ---- لمن االكلمة الاخيرة

rosalindas 11-12-10 09:45 PM

فيما كانت جوليا تحدق وهي تشعر بالحرج الشديد لان الكلام خانها ارتدّت لورين كما فعل غاي وتركتها.
حاولت جوليا توقف لورين : (( انتظري من فضلك انتظري !)) ولكن لورين تجاهلتها بحركة مسيئة من رأسها. كانت جوليا ترغب في أن تقول لها إنها لاتهتم لامر غاي, وإن لا نية عندها للبقاء في هذا المكان أكثر من ذلك.
منتديات ليلاس
مشت جوليا بتؤدة عائدة إلى البيت وكانت ضائعة في أفكارها لاتعي إلى أين هي ذاهبة. سرت كثيراً عندما خرج التوأمان يتسابقان بحثاً عنها وقطعا عليها حبل افكارها.
انضمت إليهما في لعبتهما ضاحكة. أحست بالراحة لأنهما استطاعا أن يجعلاها تنسى خالهما لدقائق قليلة.
- الغداء جاهز, أرسلتنا هورتنس للبحث عنك.
ابتسمت جوليا وهي تنظر إلى وجهيهما الصغيرين المفعمين سعادة. راحا يشدانها إلى داخل البيت.
- إذن يجب ألا ندعها تنتظر, أليس كذلك؟
سمعت جوليا للمرة الاولى أنه ستقام حفلة عشاء عندما ذكرت مافيز أن غاي سيقيم الحفلة مساء الغد وكان ذلك بعد أسبوع من حادثة الحديقة فشعرت بالإستياء قليلاً لأن احداً لم يخبرها قبل ذلك.
سألت بعفوية من دون مراعاة اللياقة والتهذيب :
- لماذا ؟ هل هناك مناسبة خاصة ؟
ظهلرن الحيرة على وجه مافيز بسبب استياء جوليا غير العادي:
- لا ! كان يجب ان أخبرك قبل الآن ولكن غاي لم يقرر إقامة الحفلة إلأّ منذ أيام قليلة. وقد ارتآى أن تبدئي بالتعرف الى بعض جيراننا , خاصة منهم بعض الشبان. لقد مضى على وجودك معنا حوالي شهر أو شهرين.
- لقد فهمت !
- أنا أحب وجودك معنا هنا وكأن ابنتي فايمي عادت إلى المنزل ثانية ونشعر بأن علينا أن نوفر الافضل لك.
لاحت لجوليا فرصة سانحة عليها عدم تفويتها لإعطاء خالتها لمحة صغيرة عن المستقبل فقالت بمرارة :
كنت في غاية اللطف معي وسأكون دائما شاكرة لك ذلك ولكن يجب أن أفكر في إيجاد ما أقوم به. أنا لا استطيع البقاء هنا إلى ما لا نهاية.
- ولم لا ؟ أما علمت أن بيتك سيكون هنا معنا ؟ وبالتأكيد أنت لا تريدين العودة إلى انكلترا, أليس كذلك ؟

rosalindas 12-12-10 12:05 AM

- لا , في الواقع لا . لقد دعاني غاي للإقامة هنا إنما لا أظنه أراد مني أن أحمل كلامه على محمل الجد. على أي حال أنا لا أستطيع البقاء بأي عمل طوال حياتي, فما هذا بأمر جيد لي.
- ولكنك است كذلك ! أنت تقومين بأعمال كثيرة . وهنالك أمر آخر ربما علي الآ أخبرك به, فأنا لا أعرف ماذا كنت سأفعل بالولدين لولاك.
لم تأت مافيز على ذكر لورين. فلم تأت جوليا على ذكرها أيضاً.
- ستأت أمهما قريباً, حتى وإن كانت غائبة فلديك الكثيرات من الخدم,
شعلات مافيز بالغصة وردت على جوليا :
- آه! ولكن إنما ليس الأمر ذاته. إن خادماتنا جيدة ولكنهن ليس مثل من هو من لحمهم ودمهم . لا لا كفي عن هذا الهراء واطردي فكرة تركنا من رأسك, وستتزوجين بسرعة.
اختار غاي لسوء الحظ هذه اللحظة, ليدخل عليهما وانزعجت جوليا عندما كررت له كل ما قالته. لم تبدُ متحمسة فقط بل استطاعت أن تظهر مدى انزعاجها إذ راحت تتوسل إلى غاي كي يقنع جوليا.
ظهرت علامات القسوة على وجه غاي عندما كان يحاول تهدئة مافيز ثم جر جوليا معه إلى مكتبه.
- لديك موهبة في إزعاج الناس. أنت تزعجين لورين دوماً.
ما قاله كان غير صحيح وهذا ما جعل جوليا تعجز عن الكلام. دفعها إلى داخل المكتب الصغير الحجم وأغلق الباب وراءه بعنف. منتديات ليلاس
- يجب أن أضربك من أجل ذلك حتى أفقدك الوعي وحتى أجد متعة في التنفيس عن غضبي فقط.
اعتذرت منه وهي تأمل أن يرضيه ذلك مع أنها شعرت بأنها بأنها لم تفعل شيئاً يوجب الإعتذار.
- ماخطبك يا جوليا؟ تعمل جميعاً على راحتك ولكن ربما تشعرين بأننا لا نقوم بذلك بصورة كافية.
- أنت أدرى ! لا أشكو من أي شيء.
- إذاً ما الذي يزعجك ؟
تأملها بدقة وكأنه يقلب الأمور في عقله.
- تبدو صحتك في تحسن مستمر وتمضين وقتاً كثيراً مع الولدين وعلمك عمالي ركوب الخيل. وإن أخذت كل ما يحدث بالحسبان لأقسمت أنك بدأت تستمتعين معنا.

rosalindas 12-12-10 01:35 PM

تسعت حدقتا عينيها . لم تكن تظن فقط أنه يلاحظ كل ما تفعله :
- كيف اكتشفت أنني أتعلم ركوب الخيل ؟
- إن معرفة كل ما يجري على أرضي هو شأن من شؤوني.
توردت جوليا خجلاً وشعرت بسذاجتها , فرجل مثله لن يكون إلا بهذه الدقة.
- كان يجب أن أخبرك قبلاً, أتمنى الا تكون غاضباً على عمالك. لقد كنت أراقب الخيل ذات يوم مع الولدين عندما ذكرت أنني لا أجيد ركوب الخيل فعرض العمال بأن يقوموا بتعليمي. ربما لم يكونوا جادين ولكنني لم أعطيهم الفرصة كي يبدلوا رأيهم.
- أتظنين أنهم لم يطلبوا الإذن مني أولاً ؟
- كان يجب أن أعرف.
ابتسم غاي وظهرت أسنانه البيضاء وانفرجت أسارير وجهه القاسي والاسمر اللون.
- لا تقلقي يا صغيرتي, أنا سعيد من أجلك ولا اعتراض على قضاءك الوقت معهم أحياناً. لن يفعلوا ما يؤذيك.يبدو أنه افتتنوا بك
- لقد اخبرتني أنك ستقيم غداً حفلة على شرفي.
- نعم هذا صحيح !
- لقد ذكرت حفلة العشاء لأني لا أريدك أن تتكبد النفقات لتقدمني الى أشخاص قد لا قابلهم ثانية إن عدت إلى انكلترا.
- انسي هذا الموضوع لأنك لن تعودي الى هناك ولن أسمح لك بإزعاج مافيز من غير ضرورة.
- لقد حان الوقت لتقابلي الشبان والشابات من عمرك. وإقامة حفل عشاء من أسهل الطرق للقيام بذلك.
ماذا عنى بالشبان والشابات ؟
( أنا راضية)- وكادت تقول وهي دهشة من نفسها_ معك ولكنها منعت نفسها من ذلك وأضافت _ كما أنا.
- ليس لوقت طويل.
سألته بحدة وهي تاقب بيأس خطوط وجهه القاسية:
كيف تعرف ذلك ؟ أنا لم أهتم بالشبان الذين هم من عمري.
أجابها ساخراً مما جعلها تحمر خجلاً:
- هل ذكرت الشبان بالتحديد ؟
منتديات ليلاس
- لا, لا لم تفعل, ولكني لم أنس أنك تنوي تزويجي.
- إذا كففت عن تذكيري بهذا الموضوع كثيراً فلربما أنسى.
كان لديها اقتناع مخيف أنه إذا قدمها إلى بعض الشبان فستقارنهم به وستجدهم لا يرتقون إليه.
- سأذهب وأبحث عن خالتي مافيز وأعتذر لها عن قلة إدراكي.
أمسك ذراعها ثانية وكأنه ظن أنها ستهرب:
- تستطيعين أن تقومي بذلك فيما بعد. هل لديك سروال جينز؟
- نعم عندي واحد, لماذا ؟
حاولت أن تسيطر على الحيرة التي تعتريها دائما يلمسها وشعرت بالرعشة عندما شدد أصابعه على ذراعها.
- واحد فقط ؟
أنت تدهشينني يا جوليا. كنت أعتقد أن سراويل الجينز تشكل جزءاً هاما من لباس الفتاة العصرية.
- أنا أحب ارتداء الجينز, لقد سافرنا بالطائرة ولذلك لم أستطع أن أجلب عدداً منها.
برقت عيناه وقال:
- لقد وضعت كثيراً من أغراضك في صندوق زطلبت من مالكة البيت أن تهبها للجمعيات الخيرية لأنني سأعوض عليك. كان يجب أن تذكريني.
- لم أفتقدها كثيراُ لأن الجو لطيف وحار.
- تبدين جميلة جداً في فساتينك القطنية .اذهبي وارتدي سروال جينز وقابليني في الخارج بعد خمس دقائق.
- ماذا عن لورين ؟ هل نسيتها ؟ هل أذهب وأخبرها؟
- تقولين لها ماذا يا طفلتي ؟
- أخبرها أننا ذاهبان في نزهة واسالها إذا كانت ترغب في المجيئ؟
- كلا لا تهتمي للامر, على أحد ما أن يرعى الولدين.
شعرت بسعادة عارمة وهي معه داخل الشاحنة الكبيرة.

gaviotta 12-12-10 04:07 PM

أحداث الرواية مشوقة
اتمنى لك التوفيق في كتابتها
مع جزيل الشكر والتقدير

rosalindas 12-12-10 06:05 PM

فكرت في قيادة غاي. كثير من الرجال يحسن قيادة السيارة مثله ولكن قلة منهم يعطونها الشعور بالأمان مثله.
- أنت تذكرني بسائقي التاكسي في لندن.
- مرسي.
- أتشعر بالإهانة ؟
- بل اشعر بالثناء لأن سائقي التاكسي في لندن هم أمهر السائقين في العالم.
عندما التقت عيناه هينيها الساهيتين تقلص فمه بلمحة سرور:
- فيم تفكرين الآن ؟ أما زلت حانقة لأني وبختك ؟
ازداد تورد وجهها ولم تحاول الادعاء أنه لم يلاحظ ذلك.
- لا ! أنا فضولية فقط.
- بشأني أنا ؟ لقد أثرت فضولي أيضاً.
- كنت أتساءل لماذا لم تتزوج , وأعلم أن ذلك ليس شأناً من شؤوني.
- ربما كنت أنتظر الفتاة المناسبة.
- وهل وجدتها ؟
بدأ الامتعاض يظهر على وجهه:
- أعتقد ذلك, ولكني غير متأكد من كونها الفتاة المناسبة لي أو العكس.
كان يتكلم عن لورين ولسبب ما كان متردداً.
- تبدو ذا دم بارد لأنك تتكلم وكأنك تقوم بصفقة عمل... وأنا أعتقد أن الشخص إما يكون واقعاً في الحب وإما غير واقع.
- لاشيئاً بهذه السهولة بتاتاً يا جوليا.
- حسناً, لوكنت مكانك لسألتها فقد تكون على موعد مع مفاجئة سارة.
- أعتقد أنها هي التي ستحصل على مفاجئة سارة, فأنا لست متأكداً من مشاعري لحد الآن.
(فهمت), كانت على وشك أن تفشي السر وتقول إنها متأكدة أن لورين ستوافق إذا ما طلبها لازواج, ولكن الموضوع تغير كلياً عندما أظهر أنه غير متأكد من مشاعره نحوها.
أشار غاي بعدما عبروا مستنقعاً كبيراً إلى طيور البجع والفلامينغو وغيرها ولكنه لم يتوقف حتى وصلا الى مرتفع تظلله الأشجار وقال لها: إذا صبرنا كفاية فقد يمر رعيل من الخيول البيضاء, لأن الخيول البرية دائمة الانتقال إلى المراعي الخضراء وربما يحالفنا الحظ اليوم.
منتديات ليلاس
رحبت جوليا بهذا التوقف القصير, راقبت باهتمام بعض الأرانب التي أسرعت بالفرار حالما ظهر ثعلب جائع ولكنها لم تشعر بالاثارة حتى ظهر خنزير بري مع قطيعه. تأبطت ذراع غاي:
- أنظر! إنها تبدو متوحشة. هل نحن بأمان منها ؟
- قد أشعر بالأمان معها أكثر مما أشعر به معك خاصة إذا استمريت بالتعلق بذراعي.
اندفعت الحرارة إلى وجنتي جوليا وأبعدت يديها عنه وكأن شيئاً قد لسعها .
- أنا آسفة! كنت أقصد ..هل هي خطرة ؟
وعندما لاحظت آثار أصابعها على ذراعه مدت يدها إلى ذراعه ومسحتها.
- كفي عن القيام بذلك.
قالها بقسوة, ومع ذلك بدا أنه يرمقها ويتأملها من رأسها إلى أخمص قدميها.
اعتذرت ثانية عندما وجدته عابساً . أمسك بذقنها مستوضحاً وحرك وجهها لئلا تستطيع تجنب النظر إليه مباشرة.
- أنا شرس, تعالي إلى هنا.

rosalindas 12-12-10 09:32 PM

كانت مقدمة السيارة واسعة ولكن مقبض تغيير السرعة وأشياء أخرى فصلت بينهما. كانت هناك أسباب كثيرة لتجنب ما حدث, ولكن جوليا كانت من الضعف بحيث لم تستطع منع حدوثه. حاولت المقاومة من دون جدوى وكأن يديها أخذتا تتصرفان على هواهما فلمست وجهه وشعره قبل أن تعقدهما حول عنقه.
ظلا على هذه الحالة عدة دقائق تبادلا فيه العناق وامتلأت جوليا بأحاسيس كانت غريبة عن وجدانها.
ثم صهل حصان في مكان قريب تبعه صوت حوافر, وتشنج غاي. ابتعد عنها وعيناه تومضان كالنار الأمر الذي قطع أنفاسها. استقام في جلسته وأخذ وحهه تعبير اللامبالاة, أما هي ففغرت فمها دهشة من قدرته على إعادة السيطرة على نفسه.
- تعالي ياجوليا, ليس لنا سوى دقائق قليله لنشاهد الخيول.
- الخيول البرية ؟
- نعم.
شدت على أصابعها ثم أرختها وشاهدت خلف الشاحنة رعيلاً من المخلوقات الغريبة البيضاء اللون يركض وتنساب من خلفها الذيول مثل جداول المياه.
- حسناً, ماذا تظنين بهذه المخلوقات ؟
- لست متأكدة. لم يتسنّ لي الوقت لمشاهدتها بصورة أفضل.
- كثيراً من الناس يحصلون على وقت أقل.
شعرت أنه يسخر منها وعاد اللون الأحمر إلى وجهها مجدداً.
- لماذا عانقتني؟
- بعض الأمور لا تحتاج دائماً إلى سبب, أليس كذلك؟ ألقي اللوم على الظروف إذا أردت ذلك, المكان المنعزل والحرارة أو هفوة فقط.
- هفوة !
- أنت فتاة جميلة يا جوليا, ربما فقدت السيطرة على نفسي.
- ولكنك تستطيع السيطرة على نفسك دائماً.
- نعم, ومع ذلك لا أعتقد أن أي شخص معصوم عن الخطأ. عندما عانقتك كنت عن غير وعي أحاول أن أنزع حذا التحفظ الذي ترتدينه مثل الدرع. إذا كنت ستقابلين شباناً آخرين فلا أريد أن يظنوا أنك غير قادرة على أن تكوني ودودة. ما الذي أصابك يا جوليا وجعلك انعزالية؟
- أنت تتخيل الأشياء.
- أنا لا أتخيل. حتى خالتك مافيز لاحظت موعاً من الخجل وتلوم أمك على ذلك.
منتديات ليلاس
وجدت جوليا نزهتها اقل مما توقعته ولكنها لم تتقدم بشكوى. التزم غاي الصمت طوال رحلة العودة.
كانت لورين بانتظارهما عندما وصلا الى البيت وانطلق صوتها بغضب بلهجة فرنسية استحال على جوليا متابعتها, لكنها استطاعت أن تفهم أن لورين غاضبة من غاي لأنه خرج وتركها بالبيت.

rosalindas 13-12-10 12:59 AM

انتقت في الليلة التالية ليلة العشاء ملابسها باعتناء. ارتدت فستاناً أسود اللون وهو فستان ابتاعته امها امها لنفسها ثم تخلت عنه. تركته في لندن عندما زارتها آخر مرة واحتفظت به جوليا لأنه كان تقريباً الشيء الوحيد الّي بقي لها من ذكرى أمها وأيضاً لأنه غالي الثمن. قامت بتحعيد شعرها ووضعت ماكياجاً ثقيلاً على عينيها وأحمر شفاه براق أخذته من إحدى الخادمات. عندما انتهت وجدت ان مظهرها أصبح مقرفاً.
لم يكن عندها شك في أن أمهات الشبان اللواتي سيأتين معهم, سيبذلن جهدهن لسحب أولادهن بعيداً عن الخطر الواضح المتمثل فيها. ولم تسمح جوليا لنفسها أن تشعر بالحرج وهي ترش على جسمها عطراً ثقيلاً اشترته في القرية الكبيرة عند الظهيرة.
منتديات ليلاس
فيما كان كل شيءيسير على مايرام, لم تظن البتة أن القدر سيوجه إليها ضربة قاضية. شاهدت فيما كانت تهم بالخروج من غرفة نومها غاي وهو يهم أن يقرع الباب.
بغت للحظة وتجمدت يده في الهواء وكأن قوة الغضب البارد سمرته في مكانه.
-لا تقولي إنك نازلة إلى صالة العشاء بهذا المظهر !
ابتسمت برقة: كنت في طريقي الى الصالة.
- من أين أحضرت هذا الفستان يا جوليا, انه لايناسبك. هل عندك فساتين أخرى؟
- وماذا إذا كانت عندي ؟
ارتكبت غلطة عندما تراجعت بتحدّ أمام بريق عينيه المحير ولسوء حظها لحق بها إلى غرفتها.
- هذا فستان أسود جميل جداً. كل شخص في فرنسا يرتدي الاسود.
- حباً بالله كفي عن تعميم الأمر! وماذا فعلت بشعرك ؟ إنه أشبه بكومة قش !
- حسناً لقد جعدته قليلاً.
- قليلاً ؟ يا إلهي أنت أشبه بكعكعة.
تحول لون وجهها قرمزياً.
- كيف تجرأ على تشبيهي بالكعكعة؟
- والعطر الذي تضعين..تفه.. بدل أن أقدمك إلى أصدقائي كزوجة عتيدة مناسبة يجب أن أرسلك إلى ملهى الفولي بريجر.
سألت ببرودة وقد قررت بعد كل هذه الإهانات ألا تناديه باسمه الأول:
- ما الذي كنت تريده يا سيدي ؟
رفع علبة صغيرة كانت بيده ولكنها لم تلحظها.
لقد جلبت لك هّا العقد.
فتح غاي العلبة التي انبغث من داخلها بريق أحجار جميلة.
- هل العقد الذي معك من الألماس ؟
أمسكت جوليا أنفاسها واعترفت:
- لا, لم أشاهد قط شيئاً بهذه القيمة ولكن أخشى ألا يتماشى مع ثوبي,
برقت عيناه بدهاء:
- أوافقك الرأي. صنعت قطعة المجوهرات هذه لتتزين بها فتاة لم تفعل بنفسها ما فعلته بنفسك في الساعة الأخيرة!
ردت عليه بأدب:
- حسناً! أنا لا أريده !

samahss 13-12-10 05:21 AM

الروايه جميله جدا تسلمى على هذا المجهود فى انتظار باقى الروايه على احر من الجمر:LgN05096::c8T05285:

Rehana 13-12-10 05:21 AM

حماس ماشاء الله عليك ..عزيزتي روزليندا
بانتظار بقية احداث الرواية

rosalindas 13-12-10 11:23 AM

شكراً عزيزاتي على مروركم وتشجيعكم الدائم

rosalindas 13-12-10 12:36 PM

أجابها بشراسة: ( سبق أن قلت لك إنك امرأة ذات استقلالية تفوق الحد. هل ستطيعينني؟ هلا كنت عاقلة ونزعت عنك هذا الفستان وأزلت الماكياج المبتذل؟ سأمهلك فرصة ثانية لتغيري رأيك ويجب ات أذكرك أننا بانتظار الضيوف وليس أمامنا المزيد من الوقت).
ابتلعت جوليا ريقها وتقلصت عضلات رقبتها وهي تحاول التعلق بأي شجاعة تستطيع أن تستجمعها.
- حسناً؟
هزت رأسها بشموخ وهي تدرك أنها ترتجف على الرغم من جرأتها الواضحة وعزمها على تحديه: لا !
- أهذه كلمتك الأخيرة ؟
- نعم.
قال( حسناً) وقفز, ولكنه بدل أن يغادر المكان ويأمرها بعدم حضور الحفلة أقفل باب غرفتها وأمسك بها.
وقبل أن تعرف ما الذي بجري وجدت فستانها الأسود ممزقاً.
صرخت بوحشية: ما الذي تفعله؟
- انتظري تري.
- سأصرخ إذا لم تفلتني.
- هيا اصرخي ولكني أنصحك أن توفري جهدك إلى ما بعد فقد تحتاجين إليه.
أغمضت عينيها بتوسل صامت. أدركت أنها لاتملك القوة لتجابه قوته الخارقة ولا تمرد أحاسيسها التي ذهبت بكل مقاومة عندها. مد إحدى يديه إلى وعاء يحتوي على الكريم وأخذ يضعه على وجهها.
- من شأن هذا أن يحسن هيئتك.
تلعثمت بهدوء وكان مايزال هندها بقية من الحكمة فأدركت أنها انهزمت. إن لم تذعن فسترى أن شعرها قد اقتلع من جذوره.
- أستطيع أن أفعل ذلك بنفسي.
رد عليها ردّ من فقد الثقة بها: إذا بدأت لعمل فسوف أنهيه.
- إن قتلي لن يجدي نفعاً!
أجابها ببرودة:
- ليس في نيتي أن أصل إلى ذلك.
عادت الشراسة الى جوليا.كان هناك جانب منه لم تستطع فهمه, ملامح من العظمة تعبر بوضوح عن ايمانه بأنه ليس هنالك من امرأة حية لا يستطيع التعامل معها. حامت الشتائم على طرف لسانها ولكنها لم تستطع نطقها. كان أفضل ما استطاعت ان تنطق به بعد صمت طويل:
- ألم تنته؟
أمرها بالصبر وراح يزيل طبقات الكريم بمنديل ورقي حتى أصبح نظيفاً.
- هذه هي المرحلة الاولى فقط.
منتديات ليلاس
ازدادت مخاوفها وقبل أن تتمكن من سؤاله عما يعني حملها بخفة الى الحمام ووضعها لا مبالياً تحت الدوش. فيما كانت تناضل لإعادة توازنها وتنفسها تساقطت قطرات الماء الساخن عليها فللت شعرها وانسابت عليها. وضع غاي على شعرها كمية من الشامبو وأخذ يفركه بقسوة من دون أن يأخذ في الاعتبار توسلاتها بسبب دخول الصابون في عينيها. صرخت (كفى يا غاي).
- وفري غضبك إلى وقت آخر يا صغيرتي, فعندي الآن من الغضب ما يكفينا نحن الاثنان.
- ستدفع ثمن فعلتك.
كادت الامبالاة الي بانت على وجهه تطهر لها ماذا تعني تهديداتها له. رفعها ثانية من دون إنذار إنما في هذه المرة من تحت الدوش.
كانت الضربات التي حاولت توجيهها إليه بيديها غير فعالة لأنه استطاع تفاديها. أمسك بشعرها المبلل بسهولة وبخبرة مقاتل وأخذ ينشفه بقسوة مستعملاً منشفة كبيرة. كانت قطرات الماء تتساقك على ملابسها فصرخت به:
- أنظر إلى حالتي ؟
- هل هذه دعوة ؟
تأوهت وشفتاها ترتجفان:
- دعني أذهب ! ماذا سيظن بنا الناس ؟
عادت إليه ملامح البروده وفي لمحة بصر:
- لاتقلقي! لن يشاهدك أحد على هذه الحالة, وعادة لايهتم أحد بكتفين عاريتين في الفصل الحار.

نونْ ! 14-12-10 05:32 PM

akmmmmmleee

rosalindas 14-12-10 07:57 PM

دفعها مجدداً لبرهة ثم عاد للنظر الى وجهها. عندما تلاقت نظراتهما شعرت بثقل الهواء حولها, وظهرت على وجهها الحيرة وفجأة بدأت تتحرك مشاعرها كاندفاع مياه من النافورة. ووجدت نفسها تتجاوب مع مع نظرات غاي من دون أن تعرف ما الذي يحدث لها. همست باسمه وعبرت ملامح وجهها عن العجز.
اقترب غاي منها ببطء وضمها إليه برقة لم تكن تتوقعها فشعرت كأن شحنة كهربائية قد سرت في أوصالها وهذا ما جعلها تطلق صرخة.
ارتد غاي فوراً وعلامات الاستفهام ونفاذ الصبر ظاهرة على وجهه حتى كادت تشك أنه ضمها إليه.
- يجب أن تسرعي. يا إلهي, كل النساء يتلكأن.
وضع المنشفة التي كان يستعملها لتجفيف شعرها على كتفيها بعنف, ولاحظت أن نبرة صوته لا تنم عن السرور.
منتديات ليلاس
التقط فرشاة وأخذ يمشط الشعر الكثيف الأشعث وبدا أن تأوهات الألم التي تكلقها تجلب له نوعاً من الرضى.
حالما انتهى من شعرها جرها من الغرفة وتوقف اما خزانة ملابسها والتقط فستاناً أبيض ناعماً.
- هيا أعتقد أن هذا الفستان يليق بك.
إن اللون الأبيض هو لونها المفضل ومع ذلك تحدته:
- هل تظن أني ذاهبة إلى صبحية ؟
- هذا ما يناسب فتاة شابة في ظروف كهذه لأنه يدل على البراءة والصفاء.
- أنت تدفع بي إلى الشبان.
- بالحلال, لا بشيء آخر.
تحدته مرة أخرى بنبرة ملؤها البؤس والحنق:
- هل كنت ستهتم لو كان الأمر((بشيء آخر)) فيصبح أحدهم مجبراً على الزواج بي.
شحب وجهه بصورة تدعو للأستغراب ولكنه لم يتراجع:
- ليس عليك بالتأكيد أن تتصرفي معهم هكذا.
- هل تظن أني لا أفعل ؟
قست عيناه أمام بريق التحدي في عينيها.
- خذي! هلا كففت عن الكلان وارتديت هذا الفستان ؟
ترك القستان بين ذراعيها وارتد بعفوية وفتح جاروراَ بقوة:
- هيا خذي منه ما تحتاجين إليه.
- لاشك أن عندك خبرة بهذه الامور يا سيدي. هل تقدر لورين هذه الخبرة؟
- لا تثير لورين غضبي بتاتاً.
- ولكنك على علاقة معها.
- يا الهي!
- حسناً.. أعلم أنكما ستتزوجان.
شعرت بالخوف حقيقة عندما اقترب منها شاداً قبضتيه. تنفست الصعداء عندما توقف ليسحب نفساً عميقاً جعلها ترتجف, وجاء صوته عادياً عندما تكلم ببرودة:
- أنت تعرفين أكثر من اللازم يا صغيرتي. والآن هل في نيتك أن تقومي بارتداء ثيابك بنفسك أم تريدين أن أقوم بذلك نيابة عنك؟
شدت بيديها على الفستان وقالت(لا,لا) ثم التقطت الملابس الملقاة على السرير باليد الأخرى, وفيما كانت تدخل إلى غرفة الحمام وهي تعاني الهوان صرخت بوحشية:
- انتصرت هذه المرة يا سيدي ولكنك لن تنتصر دائماً.

rosalindas 15-12-10 01:25 AM

عادت من غرفة الحمام بعد خمس دقائق وهي ترفل بالفستان المصنوع من القطن وكان شعرها ينسدل إلى كتفيها بصورة طبيعية. كان وجهها خالياً من الماكياج إلا من أحمر شفاه وردي أظهر صفاء بشرتها وتناسق عظامها بصورة تضيء القلب. ولكن جوليا شعرت أن هيئتها باهتة وشاحبة وعلى الرغم من أنها تفضل أن تترك بشرتها بدون ماكياج, فهي تعتقد أن الماكياج في بعض المناسبات ضروري. سألته بوقاحة وهي تتحداه أن يعترض ثانية:
- هل ذلك نافع؟
كان غاي يراقبها عن كثب ولكنه أدار بصره عنها ورأت أن عضلات وجهه مشدودة.
- نعم هذا نافع!
اقتربت منه وهي تحاول أن تكون رابطة الجأش:
- سأحاول يا غاي أن أتصرف بطاعة.
أومأ برأسه من دون أن تشير ابتسامته غلى أي شيء. رفع يده ووضعه على شعرها المبلل وتمتم وقد غير موضوع الحديث كلياً:
- هذا سيعطينا العذر لسبب تأخرنا, إن شعرك من الكثافة بحيث لايجف بالطرق العادية بسهولة.
حدقت إلى قميصه المبلل وإلى عضلاته المفتولة متجنبة النظر إلى عينيه. ثم همست متلعثمة:
- عندما أقابل ضيوفك.. سأكون مهذبة معهم, يجب أن تعذرني إذا بدر مني بعض التصرفات الخرقاء.
بدا وكأنه يستمتع بحديثها:
- لا تكوني يائسة يا جوليا. إن تصرفت على سجيتك لا أعتقد أن أحداً سيشكو من ذلك.
نظرت إليه بريبة ثم أذعنت. لا أحد يستطيع بتاتاً معرفة ما يدور في بال غاي.
- هل ستنزل إلى صالة العشاء؟
خبا بريق السخرية في عينيه وركز بصره على أسنانها التي تعض بعصبية شفتها السفلى.
- طبعاً, ولكن كما أخبرتك لا داعي للذعر. أتريدين مرافقتي الآن ؟ إنما عليك أن تنتظرين حتى أبدل قميصي.
كان الضيوف قد بدأوا بالتوافد عندما نزلا إلى الصالة وشعرت جوليا أنها وغاي محط الأنظار.
كان غاي ممسكاً بذراعها بقبضة محكمة خشية أن تخونها أعصابها في اللحظة الأخيرة فتحاول الفرار.
دهشت جوليا لقدرته على مراقبتها طوال الأامسية مع أنه كان يلعب دور المضيف الراقي لعدد كبير من الناس.
منتديات ليلاس
لم تجد بين المدعوين من هم في مثل عمرها إلا أربعة شابين وفتاتين.
أحد الشابين, بيار بوتان الذي لاحقها بجرأة, كان لطيفاً, مدّعياً نوعاً ما مثل والديه, ووجدت أن إشاراته الدائمة إلى ثروة والده مزعجة قليلاً.
- في أحد الأيام يا آنسة ستؤول لي كل ممتلكات والدي.
- هذا جيد.
لم تعرف جوليا ما الذي قد تقوله أكثر من ذلك. لا شك أنه كان محترماً و يتصرف بلباقة ولكنها شعرت بصورة ما أن من الصعب أن تعجب به, أما أن تحبه فأشبه بالمستحيل.

شووقهـ 15-12-10 09:24 AM

رووعة روزاليندا

اسمتعت وبانتظاار بقة الرواية ياعسل

متابعاكِ

rosalindas 15-12-10 11:37 AM

شكراً لمرورك عزيزتي شووقها
وربنا يوفقني وأكمل الرواية

rosalindas 15-12-10 12:54 PM

لم يكن غاي بعيداً عنها وكانت تعي أنه يراقبها بنظراته حتى وهو يتكلم مع الضيوف الآخرين, وقد لاحظت بشيء من التمرد أنهم لايبدون مملين مثل بيار.
نظرت أم بيار, التي أخذ منها بيار ملامحه إلى جوليا بريبة ولكن بالطريقة ذاتها التي رمقت بها فتيات أخريات اللواتي تقربن من ابنها. وقد تعجبت عندما أخبرها غاي في اليوم التالي أن مدام بوتان أعجبت بها.
- لا تنسي أنها دعتك لشرب الشاي عندها!
أدارت جوليا له وجهها الصافي والخالي من العيوب:
- ألا تدعني وشأني؟ على أي حال لقد قبلت دعوتها.
- فقط عندما تجبرين على ذلك.
أجابته فيما كان وجهها يصطبغ بالألوان بسبب ما كان يجري في رأسها من أفكار.
- أنا لست من دون عزيمة بالكامل.
- كنت إلى من يشد من عزمك.
رفعت نظرها من ذلك الذقن ذي الالتواء العميق إلى الوجه الجذاب القاسي فطارت صورة بيار من مخيلتها. كادت تهم بالحديث ولكن غاي وصع اصبعه على شفتيها بلطف وكأنه توقع الاعتراضات التي ستنطق بها, وشعرت برعشة تسري في عروقها من جراء لمسته.
أرجعت رأسها إلى الوراء فهوت يد غاي وتكلمت وكأنها تبذل جهداً لذلك:
- أنا..أنا, في الحقيقة لا أريد أن ألبي دعوتها.
راقبته وهو يضع يديه في جيب سرواله ووجهه يبدو عليه تصميم شرس أطاح بكل تعابير الرقة عن وجهه فأردفت يائسة:
- كيف أستكيع الوصول إلى منزلهم؟
- سأقلك بالسيارة.
- أنت ستقلني؟
- نعم, ألم تدركي يا صغيرتي مقدار عزمي على مساعدتك خاصة عندما لا تعانديني؟
لم تصدق جوليا أنه سيقلها بسيارته ولكن عندما حان وقت الدعوة أخذها. كان بيت عائلة بيار غني بالتحف النفيسة وكثيراً منها لا يقدر بثمن.
سألتها مدام بوتان عما إذا كان غاي قد سمح لها بمشاهدة مجموعته من التحف كانت لأمه, تركتها له.
قال لها بيار فيما بعد:
- يبدو أن أمي معجبة بك.
سألته جوليا ببرود:
- ما الذي يجعلك تعتقد ذلك؟
تعجب من نبرتها اللامبالية:
- لانها لا تسمح لأي فتاة برؤية كنوزها.
اكتشفت سريعاً أن بيار كان مملاً ومدعياً وهو كأمه يفتقد إلى روح المرح. أدركت أنها لن تستطيع الزواج من رجل غير قادر على السخرية من نفسه من وقت لآخر.
منتديات ليلاس
لم يقم غاي في الحقيقة يدفع صداقتها مع بيار الى الامام ولكن أبدى موافقته عليها, ومع أنه لاحظ أنها ترفض الخروج مع بيار بمفردهما إلا أنه لم يعقب على ذلك. اعترفت لنفسها أنها لن تتردد إذا دعاها غاي إلى أي مكان وقد أتتها هذه الفكرة وهي تراقبه ذات مساء يرافق لورين المتأبطة ذراعه حول الحديقة.
كانت لورين تشع وتبدو عليها مع مرور الأيام علامات الانتصار. واعتبرت جوليا الأمر مسألة وقت قبل أن يعلن غاي عن شيء هام وأدركت أنه لن يكون باستطاعتها البقاء في فرنسا إذا حدث ذلك.
دهاها غاي إلى مكتبه ذات ليلة بعد العشاء حيث أشار إليها بالجلوس وقال لها بصراحة:
- أنت تفقدين من وزنك ثانية.
- قد يكون سبب ذلك الحب يا سيدي.
دهشت عندما سمعت نفسها تقول ذلك مع أنها أدركت بصورة مفاجئة أنها لم تنطق إلا بالحقيقة ولم تستطع أن توضح أن بيار ليس الشخص الذي تحبه مع أنه الاستنتاج الذي سيصل إله غاي.
وهذا ما فعله وبدا عليه الذهول إنما ليس كما توقعت. دهشت عندما رأت كيف شحب لونه, أإلى هذا الحد يشعر بالراحة؟
- هل أنت متأكدة أنك واقعة في الحب؟
جاء جوابها أجوف وهي تتمنى لو كان باستطاعتها الإنكار.
- أعتقد ذلك.
علق على اجابتها من دون نبرة وكان الشحوب ما يزال بادياً عليه.
- عواطف الفتاة الشابة لا تكون مستقرة أبداً.
دفعها شيء ما فيه إلى قول:
- وإذا كنت أعتقد أن عواطفي مستقرة؟
سحب نفساً عميقاً وكأنه تنهيدة يأس:
- إن بيار شاب يملك زمام نفسه وإذا كنت تشعرين بالاهتمام فلا أعتقد أن باستطاعتك الحصول على أفضل من ذلك.
حقاً! شحن قوله قلبها بالغضب, ما هي الفكرة التي كونها غاي عنها ليحكم أن شخصاً مثل بيار يشرفها بأن تحمل اسمه؟
صرخت : إنه مدّع.
- هل تقولين إن بيار مدّع ؟
- وأمه كذلك !
صرفها الغضب على غير هدى وراحت عيناها الرماديتين تبرقان بعناد غبي في وجه غاي.
- بيتهم مليء بتحف سخيفة من الأفضل التبرع بها للجمعيات الخيرية,فهناك يخاف الشخص من التنفس خشية ان تحطيم أي شيء, وتلمح مدام بوتان إلى أنه يجب النطر إلى السجاد عوض المشي عليه, و..
- كفى يا جوليا .
انطلق صوت غاي كالسوط فاندفع اللون الاحمر إلى وجنتيها بوحشية.
إن مجموعة مدام بوتان مشهورة وليست شيئاً يهزأ بها.
- لم أكن أهزأ به.
- هذا الانطباع الذي أخذته.
- آه, اللعنة على انطباعاتك.
ترك مقعده وأمسك بها من كتفيها وجرها نحوه وبدا أنه غير قادر على أن يزهق روحها.
- الأمر الوحيد الذي لا أتحمله هو الإهانة!
- لم يكن سبب ذلك فقط ما قلتيه ولكن بسبب النظرة في عينيك.
يدأت يداه تؤلمان كتفيها. تلعثمت:
- ليس الأمر بيدي إن لم أحب بيت بيار.
- إذا كنت تحبينه يجب أن تحاولي. تذكري أنه قد يكون الرجل الذي تتزوجينه في فرنسا, لذا عليك أن تتعلمي كيف تحتملين أقاربه.
ردت عليه بحدة: ( لن تتحمل لورين أقاربك. خذني أنا على سبيل المثال..إنها تكرهني).
- أنت لست فعلياً من الأقرباء.
خرج منها صوت أشبه بالنحيب ثم طأطأت ؤأسها:
- لا.. لست فعلياً أي شيء. أليس كذلك ؟
تصلبت ملامحه ولكن وجهه يدا ساخراً:
- أنت مجنونة, مراهقة مضطربة ذات مخيلة واسعة, ستصبحين يوماً ما ذات أهمية. نحن جميعاً نحبك.

gaviotta 15-12-10 08:05 PM

يسلمو ... متابعينك للأخير
منتظرين التكملة
شكرا عزيزتي

نونْ ! 15-12-10 11:30 PM

يسلمو ... متابعينك للأخير
منتظرين التكملة
شكرا عزيزتي















<<< قآلت االللي في خآطري هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه

rosalindas 16-12-10 01:30 AM

كادت جوليا تنطق( ما ألطف ذلك)! ولكنها لما رفعت بصرها ورأت نظراته المحدقة إليها بإصرار تجمدت الكلمات في حلقها.
تمتمت عن غير وعي أنها تفشي سرها:
_ إن المسألة ليست بيت بيار فقط. أنا معجبة بك أكثر بكثير مما أنا معجبة بيار.
أجابها بصوت خافت:
- ولكنك أخبرتني بأنك واقعة في حبه!
عضت جوليا على شفتيها لتوقف ارتجافها. إن لم تنتبه سيجعلها في ثانية تعترف باسم الشخص الذي تحبه حقيقة.
- لقد أخطأت.
- أخطأت؟
حاولت ألا تعير امتعاضه اهتماماً ولكنها شعرت أنها حوصرت:
- ما أعني..حسناً, قلت لك إني غير متأكدة. ألم تكن عندك شكوك بالنسبة لأي أمر أبداً, خاصة في مسألة وقوعك في الحب؟
قال صارخاً: لا, فأنا لا أؤمن بالحب.
شحب وجهها ثانية:
- أوه, هل سيكون زواجك عندما يحدث مجرد ترتيب عملي؟
- هذا ممكن, ولكن الزواج أمر مختلف عن الأعمال. ولا يحتاج الشخص للوقوع في الحب ليتزوج.
طحن البؤس قلبها وهي تبوح بأسرارها.
- كيف لي أن أعرف ذلك؟ أعتقد أنه من الأفضل لي أن أتعلق ببيار إذا كان يريدني. لا شك أنه ينتمي للفريق الذي أنا منه.
- نعم ألن تكملي؟
- على الأقل بيار لطيف وهو ليس مثلك. لم يحاول خداعي, لم يحاول حتى أن يعانقني..
قلص الغضب عضلات فم غاي.
- أعترف أن لديك ما تشتكين منه الآن ولكني عادة لا أعانق الفتيات اللواتي هن في مثل عمرك إلا إذا أثرن غضبي. ومن الأفضل لك أن تتذكري ذلك.
- هذا عذر..!
- اضبطي لسانك يا آنسة. أعتقد أني أخبرتك قبلاً بأنني لا أبحث أبداً عن عذر لأبرر تصرفاتي. عندما تثير فتاة غضب الرجل فإنه على الارجح أمام حالتين إما ضربها وإما معانقتها.
منتديات ليلاس
- لقد استعملت الطريقتين.
ومضت عيناه ببرودة:
_ إذاً عليك أن تقرري أي عقاب تفضلين أنت وفي المرة القادمة وضحي ماهو العقاب المفضل عندك.
إذا كان في نيته أن يصدمها قليلاً فقد نجح كلياً في مسعاه. ومع ذلك كانت تدرك بألم بأنها لو عرفت أنه سيعانقها إن أثارت عضبه ثانية لفعلت.
ردت عليه بحدة:
- لقد كنت متوحشاً, وأنا متأكدة أني لا أثير غضباً كثيراً ولا أفعل ذلك عن قصد بتاتاً.
ظهر الضجر عليه:
- ربما أنت على حق وربما خرجت المسألة عن حدودها. أعتقد يا جوليا أن عليك التروي بالنسبة لمسألة بيار ولا داعي للعجلة. أنا لا أود أن أشعرك بأننا نريد التخلص منك فوراً.

************************************

نهــــــــــــــــــــــايـــــــــــــــــــــــــة الفـــــــــصل الثالت

شووقهـ 16-12-10 12:01 PM

يعطيكِ العافية ياعسل

بارت رااائع

اتوقع انو جوليا راح تحاول تثير غيرة غاي وهي تواعد بيار

بنتظارك على احر من الجمر ياعسل

مودتي لكِ

rosalindas 16-12-10 12:43 PM

:55:شكرا يا حلوين
الاحداث التالية ستكون جد مشوق
وحالا ابتدأ الكتابة

rosalindas 16-12-10 01:42 PM

الفصل الرابع

كيف تسدد ديونهـــــــــا


جلبت الأيام القليلة التالية مشاكل بسيطة للعائلة. وحولت جوليا تفكيرها وقتاً قصيراً عن مشاكلها الخاصة. أصيبت ابنة خالتها فايمي التي كانت حاملاً مرة أخرى بوعكة صحية بعد عودتها من المانيا, ولم يكن باستطاعتها المجيء لاصطحاب توأميها. كان على الولدين البقاء عند جدتهما لأن الطبيب أمر أمهما بالراحة التامة وقد جاء زوج فايمي ليخبرهم شخصياً بهذا لأن نقل الخبر اليهم عبر الهاتف سيزعج مافيز كثيراً.
كان ليون باكيت رجلاً لطيفاً ومتقدماً في العمر, وكانت جوليا تتصوره اصغر سناً.
أكدت له لورين أنها باقية للاعتناء بهما كما كانت تفعل من قبل. وجدت جوليا صعوبة في منع نفسها من إخباره عن الشخص الذي يعتني بهما في الواقع. ولكن غرور لورين كان يجعل الشرر الأحمر يتطاير من عينيها.
في أحد الأيام التالية, كانت لورين مستريحة في غرفتها بسبب الصداع. هبت عاصفة مفاجئة فتضطرت جوليا والولدين للدخول إلى البيت. كانت مافيز قد ذكرت أن بيا ووالدته آتيان لتناول الشاي, ولم تكن تتوق إلى استقبالهما. لو كان الطقس جميلاً لبقيت في الخارج وادعت أنها نسيت هذه الزيارة حتى يغادرا. إن بيار اكثر ما يكون مضجراً عندما تكون أمه حاضرة إذ يشعر أن كم واجبه استشارتها قبل أن يتحرك او يتكلم.
منتديات ليلاس
استغل الولدان حقيقة تركيز جوليا اهتمامها على أمور أخرى واقتاداها إلى إحدى التي تستعمل قليلاً. كانا يعرفان أنه ليس من المفترض بهما دخوله ولكنهما كانا يحبان الأستكشاف. كانت الغرفة مريحة فيها كراسي وأرائك يعود طرازها الى عصر قديم. وكان هناك الى جانب الجدران خزائن من زجاج تحتوي على قطع زينة قيّمة مصنوعة من الزجاج والبورسلين. تذكرت جوليا أن مافيز أشارت الى أن هذه الغرفة كانت فيما مضى الصالون المفضل لدى ام غاي ولهذا تركت على حالها منذ وفاتها.
ترددت في الدخول لأنها لم تأخذ الاذن من غاي, ومع أن مافيز أكدت لها أن باستطاعتها الدخول لألقاء نظرة شاملة .
انزعجت الآن من نفسها لأن بقاء الولدين في الغرفة غلطة . كانا ينظران إلى الأشياء ولا يلمسانها.. وكانت تحذرهما وتطلب منهما أن يحسنا التصرف. عندما لفتت انتباهها لوحة فنية من القرن التاسع عشر من رسم جان سازان, وحرك شيء ما فيها مخيلتها.
كانت مأخوذة كثيراً لذا انتفضت مذعورة عندما سمعت باب إحدى الخزائن يفتح وصوت فورتش يعلو مستوضحا:
- أوه! هذه قطعة خالي غاي المفضلة!
كانت جوليا تظن أن الخزائن مقفلة وقد تجمدت من شدة الهول وهي تشاهد فورتش يأخذ بيده آنية أزهار مرسوم عليها باليد أشكال جميلة ويكاد يلوح بها. انزلقت من يده قبل أن تستطيع الكلام أو الوصول إليه فتهشمت أي تهشم.
صرخت يصوت مرتفع فهرب الولدان الى طرف الغرفة الآخر:
- أوه يا فورتش, ماذا سأفعل الآن ؟
جاءها صوت غاي منادياً عند الباب ( جوليا؟) فذعرت ثانية.
كان بيار وأمه واقفين قربه فشعرت أن وضعها أسوأ مما لو كانت في مواجهة فرقة عسكرية من العدو. صرخ فيما كانت تحارل من دون جدوى إخفاء قطع الآنية:
- ما الذي يحدث هنا بحق الله؟
- أنا...
همت بالكلام ولكنه قاطعها بقسوة عندما اقترب منها وشاهد بوضوح ما حدث:
- يا الهي ! هل لديك فكرة عن قيمة هذه القطعة؟
رمت جوليا نظرة ملؤها الرفب الى الولدين اللذين يرتعبان بوضوح. رأت الخوف الحقيقي في أعينهما: همست :
- أنا آسفة.

rosalindas 16-12-10 04:29 PM

حدقت إلى الآنية المحطمة وهي تدرك عدم إمكانية أن تعرض التعويض فلا مال عندها ولا عمل. وكل ما عليها أن تفعله هو ادعاء الندم جداً وليس عليها أن تجهد كثيراً في الادعاء, لانها تشعر فعلاً بالندم الشديد على هذه القطعة الجميلة التي تحطمت. وهي نوعاً ما مسؤولة عن ذلك..
كان غاي ينظر إليها بعينين مليئتين بالشرر ولكنه كان ينظر إلى وحهها الشاحب لا إلى الآنية المحطمة. كسرت مدام بوتان حاجز الصمت لعد اعتذار جوليا المتقطع.
- هذا إهمال وغباء ! لو كانت هذه الفتاة أقل شأناً لنصحتك بطردها فوراً.
ظهر على بيار الذهول وجاء كلامه صدى لما قالته أمه بصورة لا تصدق.
- ماما, قلة من الفتيات الفرنسيات عندهن عدم الحس بالمسؤولية.
نقلت نظرتها المرعوبة من ابنها إلى جوليا.
- تخيلها وهي تجول بين تحفي الثمينة.
تدخل غاي فجأة وكأنه اكتفى مما سمعه:
- لو سمحت هلا رافقت أمك إلى الصالون الآخر, فأنا سأهتم بهذا الأمر.
- يجب أن تفهم يا غاي أني لن أجرؤ على السماح لهذه الفتاة بدخول بيتي ثانية. لن أخاطر أبداً.
توسل اليهم غاي بلؤم : من فضلكم.
ردت عليه مدام بوتان بالطريقة ذاتها :
- أنا آسفة يا غاي, وكما تعرف ليس من عادتي أبداً إهانة أحد ضيوفك, ولكن هذا الوضع غير عادي وأشعر بالانزعاج, لقد قلت ماعندي ولا أستطيع البقاء لتناول الشاي. أرجو أن تقدم اعتذاري إلى خالتك زوجة أبيك العزيزة. تعال يا بيار.
منتديات ليلاس
تنهد غاي تنهيدة عميقة ولحق بهما ثم عاد بعد خمس دقائق كانت خلالها قد أرسلت الولدين بعيداً وكانت ما تزال جاثية على ركبتيها تلملم البقايا.
- اتركي ذلك واذهبي الى غرفتك.
كان مايزال غاضباً مع أنه بدا متمالكاً نفسه, لكنها رفضت أن تصرف مثل ولد شقي.
قالت بعصبية: هل ذهبا حقاً؟
- ما الذي تتوقعينه؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وتابعت التقاط البقايا على غير هدى.
- كنت مستعدة لفعل أي شيء لأمنع حدوث ذلك.
رد عليها بقسوة وتلاقت نظراتها بنظراته الباردة.
- لا أريد سماع المزيد. أفهم أنك لن تقابلي بيار ثانية ولكن عندما تريدين في المرة القادمة التخلص من عريس ما فاستعملي طريقة أقل كلفة.
- هل تعني...
لو ضربها لما شعرت جوليا بانزعاج أكثر من هذا الذي تشعر به ! كيف يظن للحظة أنها نذلة إلى هذه الدرجة وقاسية؟ شعرت أنها لن تستطيع أبداً أن تسامح غاي, أبداً!
صرخت به:
- أنت على خطأ.. وقد أهنتني, لم أكن حينئذ أفكر في بيار.
لم يبال غاي بهذا الجدال إذ هز كتفيه مستاءً ونظر إلى القطعة المحطمة وأمرها أن تغرب عن ناظره في الحال.
أطاعته وهي تشعر بالألم في قلبها.

الهواجر 17-12-10 11:55 AM

سلمت يداك ياغالية ومازلنا ننتظر

rosalindas 17-12-10 12:43 PM

شعرت بالبؤس الشديد فلو اهتم قط بدراسة شخصيتها لما حكم عليها بهذه السرعة. فلم تنسى كيف نظر إليها ولم تنسى الامتعاض الكامل في عينيه.
أصيح من الواضح في الايام التالية أن ليس عند غاي وقت لها إذ تركها في وحدة مؤلمة وأكثر ما كان يؤلمها هو طريقته في تجاهلها. أصبح الولدان هادئين بصورة غريبة بعد حادثة تحطم الآنية وهذا أمر أثار الإنتباه وظنت مافيز أن السبب هو افتقادهما الى أمهما.
ذكرت مافيز حادثة الآنية على نحو سريع ولم تذكر بيار أو أمه. قالت إنها متأكدة أن الأمر حادثة عرضية وعلى جوليا عدم التفكير فيها كثيراً. أخبرت جوليا بلطف:
- لقد وضع غاي قفلاً على باب عرفة التحف.. والآن لا أحد يستطيع أن يتجول فيها. من عادة الخادمات أن ينسين إقفال الخزائن بعد تنظيفها من الغبار, ولكن من الآن فصاعداً ستهتم هورتنس بهذا الأمر.
عادت تصرفات جوليا تقريباً إلى طبيعتها في النهاية ولكن نوعاً من البرود استمر فوجدت جوليا أن من الصعب عليها تحمل هذا. افتقدت وقوفه معها ليحدثها كما كان يفعل في أكثر الاحيان حتى عندما يكون منشغلاً كثيراً.
دهشت عندما لحق بها باحثاً صباح يوم في الاسطبلات حيث كانت بمفردها تعتني بأحد الخيول.
توقف قربها ثم راح يخبرها بأن بيار وأمه سافرا الى مقاطعة بريتاني لزيارة أصدقائهما ومن ثم سيسافران الى باريس.
منتديات ليلاس
انتقلت نظراته من الحصان إلى وجهها وادركت جوليا بغريزتها أنه أتى على ذكرهما عامداً منعمداً كي يراقب ردة فعلها. أرادت بصورة مفاجأة أن ترضيه بأي شكل كان, ولو كان ذلك على سبيل إعادة الأمور بينهما إلى سابق عهدها فقط.
استعلمت بحذر: أتمنى أن يمضوا وقتاً طيباً.
لم تقل على ما يبدو الشيء المناسب لأنه هبس وقال:
- هل وراء هذه الملاحظة قصد معين؟
هزت جوليا رأسها نفياً وحاولت أخذ جانب الحذر عندما شاهدت انقباض وجهه وهمست:
- هل يجب أن تكون كذلك؟
تنهد هذه المرة معبراً عن نفاذ صبره.
- ظننت أنك بدأت تحبين بيار على الرغم من تصرفات أمه ولكن يبدو أن قلبك من حجر.

- في عمري هذا ؟
- وهذا ما لم أفهمه, لا شيء يعيب قلبك, أنت فتاة شابة طبيعية وظننت أن قلبك قد تحطم عندما هجرك بيار بهذه السهولة.
أجابت جوليا بغضب:
- أنت متعجرف مثله, من أنت لتحكم عليّ؟ لم أقع في حب بيار إذا كان هذا ما ترمي إليه, ولم أسمح له قط بمعانقتي.
بدا أن عضلات وجه غاي استرخت ولكن الشرر ما زال يتطاير من عينيه:
- اطلقي علي من النعوت ما شئت ولكن لا تنعتيني بالمتعجرف.
لم يكن ذلك عدلاً ولكنها أخذته على حين غفلة وهو أمر لم تظنه ممكناً. قالت له إنها آسفة وإنها لا تعني ذلك. رد إليها الإساؤة بأشر منها:
- لو سمحت لبيار بمغازلتك وشجعته عوضاً عن تجاهله لاكتشفت وسيلة للتجاوب معه, فأنا مثلاً تلقيت منك التجاوب عندما كنت أقوم بعناقك.
لا أحد يستطيع أن يناقش أمراً كهذا بمثل هذه البرودة! ولكن إذا كانت قواعد النقاش بدون حدود فالأحرى أن تلعب بالطريقة ذاتها!
- ربما اخترت أنت أن تفعل ذلك وأنا في غفلة من أمري يا سيد, فأنا عادة لا أتجاوب مع شخص مثلك. في المرة القادمةــ إذا كان هناك من مرة قادمةــ يجب أن تحذرني وبعدئذ ستجدني مستعدة لمواجهتك.
بدا من الاحمرار الذي اعترى وجهه ومن صوته الأجش أنه يستمتع ساخراً بفورة غضبها.
- هل تعنين أن لديك وسائل دفاع ستستعملينها ؟
ابتلعت جوليا لهابها بصعوبة وراحت تنظر إلى أرض الاسطبل. لماذا اتخذت المحادثة هذا المنحنى؟ إنها خطرة. كان غاي منتظراً كما ينتظر القط الفأر لينقض عليه. أدركت أنها بموافقتها على مجرى الحديث كانت ترمي بنفسها بين يديه, ولكن ما البديل عندها؟
أجابته بتحدّ: نعم.
فيما كان بريق عينيه يزداد عمقاً وضع يديه على كتفيها وثبتها على الجدار الأبيض اللون, وكانا في ظل الاسطبل وكأنهما بمفردهما في العالم كله.
- إذن هل نحاول القيام لتجربة صغيرة؟
صاحت به ( لا ) وأخذت تعي أنها ترتعد.
لقد كان ذلك غباءً منها فهو يستطيع السيطرة عليها في ثوان معدودة. يعرف كلاهما ذلك ولكنها لم تعترف بالحقيقة همست بصوت أجش وفي عينيها توسل:
- أرجوك غاي لا موجب لتبرهن لي أي أمر. إن أمهلتني بعض الوقت فأنا متأكدة بأني سألقي برجل آخر وستتطور مشاعري بصورة طبيعية, وعندئد تتخلص من مسؤوليتي.
- ليس عندي هذا الوقت..
رفعت عيناها وهي غير متأكدة مما سمعته, فإن كان صحيحاً ما سمعته فكيف تتصرف إزاءه؟ اغتنمت فرصة توقفه ليلتقط أنفاسه التي سحبها بقوة فأردفت:
- لن أبقى هنا أطول مما يفترض بي.
- ليس هذا ما نحاول أن نبرهنه.

rosalindas 17-12-10 12:48 PM

ايـــــــــــن ردودكــــــــــــــــــــم اعـــــــزائي

بيشو الحربي 17-12-10 02:30 PM

حباَ بالله اكملـي ,,

يسلملي هالذووووووووق والله ..

مررررررررره روعه الروايه .. بلييييز كمليهآ باقرب وقت .. حدي متحمسـه ..

شووقهـ 17-12-10 03:40 PM

يعطيكِ العافية ياقمرةة

متابعتك

rosalindas 17-12-10 05:26 PM

طوقها بذراعيه فشعرت أنه يسخر منها في أعماقه. وفيما كانت تذعن له أدركت بيأس أنه يبرهن لها مدى سيطرته عليها المرة تلو المرة. بدت وكأن كل احتجاجاتها قد تحشرجت في حلقها وعندما حاولت التملص منه رفض السماح لها بذلك.
كانت دقات قلبها أشبه بالصراخ وهو يشدّ أكثر فأكثر عليها.
هذا كثير! كاد عقلها يفقد السيطرة على جسمها الذي وهن في مواجهته فعثدت ذراعيها حول عنقه لأنها فقدت كل قدرة على متابعة الصراع. لم تستطع أن تصدق أنه غير قادر على السيطرة على المةقف. تمتمت:
- أرجوك, هلا توقفت؟
اخترق صوته طبلة أذنها وهو يؤنبها.
- أنت مدينة لي. لقد غزوت منزلي, وسلبت راحة بالي وحطمت ممتلكاتي. ألم تسمعي قطّ بدفع التعويض؟
- ليس من هذا النوع.
- هل تستطيعين التفكير في طريقة أخرى لتسددي ديونك؟
ردت عليه بشراسة: ( نعم) .
ضاقت حدقتا عينيه ورمقها لبرهة قبل أن يفلتها وبقول ساخراً.:
_ على الأقل لن تتوقي للجدال معي ثانية.
كرهته فهي غير قادرة على التظاهر بعدم فهمه. وضعت يديها خلفها واستندت إلى الجدار لانها كانت خائفة ألا تحملها ساقيها المرتجفتين.
ارتد مبتعداً وقال لها:
- سألاقيك ساعة الغداء.
منتديات ليلاس
أدركت جوليا باستياء أن عينيها كانتا تحومان عليه باستمرار عند تناول طعام الغداء. كانت نظراتها تتحول باستمرار إليه فيما كان يتكلم مع لورين ومافيز. كان قد استحم وبدل ملابسه وفيما كانت ترفع كأس المرطبات إلى فمها تلاقت عيناهما بثبات ومع أنها لم تقرأ شيئاً في عينيه الداكنتين ارتجفت عندما تساءلت إذا استطاع أن يقرأ ما في عينيها. عندما كانت تحاول صبّ اهتمامها على التصاميم المرسومة على صحنها عوضاً عن التحديق إلى وجهه القاسي والوسيم لاحظت أن الولدين يتشاجران على لعبة ما. كان فورتس وهو الأقوى بين الولدين ينكر بقوة أنه كسر شيئاً. فجأة تجمدت لأنها سمعت فيتز يصر بعناد.
- أنت الذي كسرتها كما كسرت آنية خالي ووضعت اللوم على جوليا.
ران ذلك النوع من الصمت القصير غير المفهوم على الجميع. قالت جوليا التي ذعرت (فيتز) ولكن الأوان كان قد فات.
رأت نظرة غاي الذي أخذ غضبه يتسارع, ينتقل بسرعة من وجهها المتورد والبائس إلى وجه فورتس المعبر عن الشعور بالذنب.
استغلت لورين الفرصة وكانت من قبل قد اضطرت للاتصال هاتفياً بمدام بوتان بصورة سرية لتعرف القصة الكاملة عن تحطم الإناء. كانت قدد استغلت بذكاء سقوط جوليا من عليائها ولم يكن عندها رغبة أن تراها بريئة. قاطعت الولدين لرقة متظاهرة بالتعاطف مع فورتس الذي انهمرت دموعه فجأة:
- أعتقد أن علينا أن ننسى هذه المسألة يا عزيزي غاي, فنحن لا نريد إزعاج الأولاد ومن يعرف على من يقع اللوم في الحقيقة؟
أخرسها غاي بنظرة جعلتها تتجهم.
- أرجوك يا لورين.
هبّ على قدميه رافضاً تناول القهوة وتكلم إلى جوليا:
- أريد أن أراك في مكتبي بعد انتهائك من تناول الطعام.
لم يسألها بل أمرها لذا لم تجرؤ على عصيانه. رفضت تناول قهوتها أيضاً واندفعت إلى الطابق العلوي لتغسل يديها من العرق وانتظرت بضع دقائق حتى زال شعورها بالإعياء ثم عادت إلى الطابق السفلي لتنضم إليه.
قال لها عندما قرعت أخيراً باب المكتب وسمح لها بالدخول: أريد معرفة الحقيقة.!

بيشو الحربي 17-12-10 07:31 PM

يلا اكملي بليز ..



نزلي الاجزاء مع بعضهآ عشان مانتلخبط .. وشكررررررررا ياقلبي

بانتظارك واحنا معاك ......

rosalindas 18-12-10 12:59 AM

تلعثمت بعصبية:
- أريد أن أشكرك أولاً لأنك لم تغضب على فورتش.
ذكرها بلطف وكانت عيناه خاليتين من أي تعبير ووجهه شاحب:
- أنا خاله, ولكن إن لم أؤنبه فوراً, فهذا لا يعني أنني لأن أؤنبه لاحقاً. أعترف أني وددت لو وضعته فوق ركبتي وأوسعت قفاه ضرباً ولكني تمالكت نفسي حتى أسمع القصة بكاملها.
حدقت إليه وهي ترتجف من البرودة في نبرة صوته, البرودة التي بدت تهديداً لها أكثر منه تهديداً لفورتش.
بدأت الكلام وهي تبذل جهداً:
- ربما يجب أن نأخذ بنصيحة لورين وننسى الأمر برمته.
- جوليا!
ابتلعت لعابها وخارت قواها فجأة.
- اوه.. حسناً, إذا كنت تصر.
أجابها بنفاذ صبر:
- نعم أصر على ذلك!
كانت تعض على شفتها حائرة عندما انتفضت لأنه اقترب منها ليمسكها بوحشية ومرر يده على ذراعها. استرخت قبضته على كتفيها وأصبحت أشبه باللمس. استكشفت أصابعه وجهها الحائر, فسحبت جوليا أنفاسها بشدة وأدركت أن لمسته الرقيقة هي في سبيل اقناعها ولم تجد قوة لتعترض.
تمتم برقة: منتديات ليلاس
- هيا! قوليها!
لم يستطع هذا أن يجعلها تتمالك نفسها. همست بتردد:
- لقد هرع الولدان إلى الغرفة وعندما أدركت أين هماــ في غرفة أمك الخاصةــ رحت أتأمل اللوحات فانشغلت عنهما ولم أطلب منهما الخروج حالاُ.
أكمل عنها:
- عندما أوقع فورتش الإناء هرعت إليه فهرب مبتعداً عن الحطام. لقد تصرفتما بشكل طبيعي ولكن كان من الخطأ أن تجعليني أعتقد أنك كسرت الإناء عمداً.
تجرأت على النظر إلى عينيه الزرقاوين الملتهبتين:
- لا! بل أنت من استنتج ذلك من تلقاء ذلك.
وافقها الرأي:
- ربما, ولكن يجب أن تعرفي أن الإثباتات جميعها كانت ضدك وأن استنتاجي كان منطقياً.
- بل يجب أن أقول إنه غير منطقي.
لم يبد التأثر على غاي. سألها ببرودة: لماذا؟
- كنت أحاول أن أغطي عن فورتش.
- كلا, أنا أعتقد يا جوليا أنك انتهازية. لقد لاحت لك فرصة التخلص من بيار ولم تضيعيها.
- أنت تمزح يا غاي. ما أسرع ما أسأت الظن بي. تصرفت هكذا لأني لم أعد أهتم...
ضاقت عيناه وهوينظر إلى عينيها المليئتين بالحنق.
- أنت مقتنعة بأني أسأت إليك ولكني لن أقدم اعتذاراً, إذا نظرت إلى قلبك لربما اكتشفت الأسباب الاخرى.
همست وهي تشعر بالإعياء:
- أعتقد أني فعلت ذلك من أجل فورتش!
أ

rosalindas 18-12-10 03:13 PM

- إنه هكذا بصورة جزئية. ولكن يجب أن تتريثي وتدرسي دوافعك الداخلية قبل أن تتصرفي باندفاع.
لم تستطع إلا ان تشعر بالهوان والحيرة.
- حسناً, ماذا عن أمر فورتش؟
- هل تعنين ما الذي أريد أن أفعل به؟ لا شيء.
- ألم تقل إنك ستقوم بضربه؟
- قلت إني وددت أن أفعل ذلك.
- ولكنك لن تفعل.
ابتسم بمرارة وأرخى يديه عن كتفيها:
- أعتقد أن مخاوف هذا الشاب كانت إيلاماً من إي عنف جسماني كنت سأنزله به. أعتقد أنه عانى مافيه الكفاية.
تلعثمت وهي دهشة من اللين الذي خرج من رجل غير متسامح كثيراً:
- أهذا كل ما في الأمر؟
تنهد غاي وكأنه يعاني من قلة فهمها:
- إن ابن أختي غير مهمل بطبيعته ولا أحد يتوقع بصورة منطقية أن تكون حياته خالية من الحوادث.
قالت جوليا بينها وبين نفسها: ما أروعه من أب! إنها تحسد المرأة التي ستحمل أولاده, قد يغضبها ويثير حنقها ولكنها تشعر بعاطفة في داخلها واعماقها تشك في أنها الحب.
ابتسمت في وجهه:
- أنا متأكدة أن الولدان سيصبحان أسعد حالاً عندما تتحسن صحة أختك.
- لقد تحسنت صحة فايمي كثيراً, سأصحبك في أحد الأيام لتتعرفي إليها.
منتديات ليلاس
كانت جوليا تود أن تذهب ولكنها لم تأخذ اقتراح غاي على محمل الجد كثيراً. أصابتها الدهشة عندما جاءت لورين في مساء أحد الأيام تسألها إذا كانت ترغب لأن تذهب مع فاي في الغد لزيارة أخته.
- غاي سيذهب في عمل وقد طلبت منه المدام أن يعرج ويزور أخته وترغب المدم أن أرافقه لأنها من الطراز القديم فهي تعتقد أن وضع فايمي الحساس يجب ألا يناقش إلا بين النساء. ولكني بتّ أشعر بالضجر من هذا الوضع بسرعة. الأولاد ! طالما كرهتهم, حتى الحديث عنهم أكرهه. أنا لن أنجب أطفالاً بالتأكيد.
كان هذا أمراً لم تتوقعه. ولعل ما أصابها بالدهشة هو أن تعبر لورين عن وجهة نظرها بهذا الوضوح. وتساءلت إن فعلت ذلك في حضور غاي. وما دامت كانت قد ضجرت من الذهاب إلى نيس بصحبة غاي فلماذا لم تقل شيئاً من قبل؟
أضافت لورين بحدة وكأنها قرأت أفكار جوليا:
- أنا أتمتع برفقته في العادة ولكني أشعر بأني سأصاب بصداع الشقيقة لذلك طلبت منك أن تذهبي بدلاً عني.
تصاب لورين بصداع الشقيقة عندما يناسبها ذلك في أكثر الأحيان.
- ربما يفضل غاي الذهاب بمفرده. ردت عليها لورين:
- أنت لا تعرفين الكثير عن عائلة فايمي, أليس كذلك؟
هزت جوليا رأسها نفياً.
- لا على ما أعتقد, ولكني قابلت زوجها.
- هل تعرفين أنه مخرج مشهور ؟
- مخرج سينمائي؟
- بالطبع. يجب ألا تدهشي. هذا ما كان يقوم به في ألمانيا عندما أصيبت فايمي بالمرض.
علقت جوليا وهي تشعر أن هذا ما تتوقعه منها: إن هذا لمثير.
تأتأت لورين : في الواقع, لقد مثلت في أحد أفلامه ولم تفصح في أي فيلم بالذات.
كادت جوليا تسألها عن اسم الفيلم ولكنها أدركت أنها لا تعرف شيئاً عن الأفلام الفرنسية.
راقبت لورين وجه جوليا الحائر بسرور:
- في الواقع يبحث ليون عن مواهب جديدة .
أخفضت صوتها وكأنها تفشي سراً مع أنهما كانتا بمفردهما في الغرفة. أردفت: ( في الواقع, سألني عندما كان هنا إذا كان لديك أي خبرة. قال إن نوع جمالك هو ما يبحث عنه).
همست جوليا بعدم تصديق:
- أنا ؟ لم يذكر لي أي شيء مطلقاً.
_ لم تكن الظروف مناسبة وقد نصحته بالتريث ولكنه سألني عنك مرة ثانية ــ غاي لا يعرف ذلك ــ حدث ذلك في آخر مرة كنا في نيس.
رمقتها جوليا وهي تشعر بعدم الراحة.
- ولكني لا أعرف شيئاً عن التمثيل.
- قلة هم الذين يعرفون ولكن بعضهم ربح من فيلمه الأول ما يكفي ليعيش ببحبوحة لبضعة أشهر.
وافقتها جوليا وهي تشك في الأمر.
- قد يكون ذلك ممكنًا لبعض الأشخاص ولكن ذلك هو الإستثناء على القاعدة وأنا لم أتخيل نفسي يوماً ممثلة.
- سيساعدك ذلك على الاستقلال المادي. لا أعتقد أنك تريدين الاعتماد على إحسان غاي لبقية حياتك. إن أخذك ليون فستكونين حرة لتفعلي ما تشائين.
شعرت جوليا فجأة برعشة من البرد تسري في عروقها:
- هل طلب منك غاي أن تخبريني بذلك؟
ردت لورين عليها بعفوية جعلت جوليا تصدقها: لا !
وفيما كادت تشعر براحة هائلة أردفت لورين:
- ربما لن يوافق. لو كنت مكانك لما أخبرته بالأمر قبل أن تقابلي ليون. إذا كان لديك عمل فأنا متأكدة أنه لن يحاول أن يبقيك هنا. صدقيني, سيكون مسروراً كثيراً.

************************************************************ *************************

نهــا يـــة الــفصل الـــرابــع

rosalindas 18-12-10 06:40 PM

الفــــصل الخــــامـــــس
***********************
******************
**********
****

لــــــــم تـــــعــد طــفــاــة
*************************
**************

كانت جوليا تفكر حائرة فيما قالته لورين عندما كانت في الطريق إلى نيس التي تبعد كثيراً عن أرليس, أقرب بلدة إلى منزل غاي. تعرف أن غاي اكتشف أنها غارقة في تفكيرها, وتشعر بالخجل كلما شردت أفكارها بعيداً لانها كانت تلاحظ مدى لطفه.
لم يذكر غاي أو مافيز شيئاً عن مهنة ليون وهي لا تريد أن تخبره بما سمعت من لورين . لم تعرف لماذا تظن أن لورين خدعتها, فكثيراً ما شعرت بأن لورين غير أهل للثقة.
منتديات ليلاس
رفع غاي حاجبيه وهو يرمقها واستفهم منها:
- لماذا أنت صامتة؟
توردت وجنتاها قليلاً ثم أجابت بدون أن تنظر إليه:
- أنا آسفة. كنت منهمكة بمشاهدة المناظر الطبيعية.
التوى فمه وبدا أنه صدقها.
- سأسامحك لأن هذه المناظر أشهر امتداد شاطئ في العالم.
- أتسامحني؟
- نعم, أقصد على شرودك.
رمقته هذه المرة ولكن السخرية التي واجهتها جعلتها تشيح بوجهها عنه بسرعة.آه! ليته لا يرى ما في داخلها به

rosalindas 18-12-10 08:49 PM

فغرت جوليا فاها عندما رأت الفيلا التي تقيم فيها أخته وزوجها ووجدتها كبيرة وعصرية على عكي مزرعة غاي في كامارج.
جاءها صوت غاي بارداً وساخرا عندما توقفا أمام الفيلا, والتفت إليها ليرى تعابير وجهها المرتعدة.
- مؤثر, أليس كذلك؟
لم تستوعب هذا المزاج ولم تحاول أن تستكشف ما وراءه. كان لطيفاً للغاية عند بدء رحلتهما ولم تستطع أن تعرف ما الذي أغضبه. تجنبت النظر إلى وجهه القاسي وتركت نظراتها تتجول باتجاه المكان الذي صدرت منه أصوات. لمحت من خلال الاشجار ماء بركة السباحة الأزرق.
منتديات ليلاس
دهشت عندما رأت عدداً من الأشخاص الذين على مايبدو يستمتعون على الرغم من مرض فايمي. أمسك غاي بذراعها وقد بدا عليه الاستياء عوضاً عن الدهشة.
- هل ندخل؟ أريد أن أعرف ما الذي يجري هنا.
وجدا أخته جالسة في الصالون عندما قادهم إلى الغرفة خادم وقور. ولم يكن هناك من علائم المرض على فايمي إلا وضع قدميها على الأريكة.
كشف الحبور الذي ظهر في عيني فايمي وفي صوتها أنها سرت لؤيته.
- غاي! ما أروع هذا!
رمق أخته بنظرة وفهمت جوليا نبرته الحريرية:
- لقد نهضت. أعتقدت أن من المفترض بك ملازمة الفراش.
ردت وابتسامة عريضة على وجهها وكان من الواضح أنها معتادة على طريقته في الحديث.
- منذ ثلاثة أيام قال لي طبيبي إني أستطيع النهوض من الفراش. إنه مسرور بتحسن حالتي, وقد بشرني فيما لو اعتنيت بنفسي, أستطيع جلب الولدين بعد أسبوع أو اسبوعين.
- إذا اعتنيت بنفسك ! لماذا لم تخبرينا بالامر؟ لو أخبرتني لما ظلت مافيز قلقة إلى هذا الحد.
- كنت أريد ذلك لكن ليون نصحني بالتريث حتى أتأكد من تحسن صحتي.
تنهد غاي ثم قدمها إلى جوليا وكأنه تذكر للتو أنها موجودة معهما.
تكلمت فايمي بحرارة باللغة الفرنسية ولأنها بدت مسرورة جداً بمقابلتها ووجدت جوليا نفسها وهي ترد باللغة ذاتها.
- صباح الخير يا ابنة خالتي القادمة من انجلترا: هذا رائع, لقد ظننت لوهلة أنك واحدى من صديقات غاي الجميلات. هذه مفاجئة ممتعة.
تجاهل غاي تعليقها برقة:
- سأترك جوليا معك بسبب ارتباطي بالعمل وأعتقد أن الفرصة سانحة للتعارف.
- بالتأكيد يمكنك أن تترك جوليا معي, ما الذي يجعلك تعتقد أنك لا تستطيع؟
نظر باتجاه الآخرين الموجودين في الحديقة وقال: عندك زوار.
لوحت بيدها استخفافاً.
- زوار؟ أوه, كل ما في الأمر أن ليون بقوم ببروفات على بعض اللواتي يأملن بالعمل في آخر أفلامه.
عبس غاي: هل سيدخلون إلى البيت؟
أجابت فايمي بدلال:
- لا. هل أنت قلق على جوليا؟ اطمئن يا أخي فهي لن تصاب بأذى, وأنت تعرف أن ليون ليس عديم الضمير. إنه يقدر تماماً وضع زوجته الصحي ولا يرمي بالحملان إلى الذئاب.
دهشت جوليا عندما وجدت نفسها لا تتقبل نبرة الانتقاد في صوت ابنة خالتها وأجابتها بسرعة:
- إنه يقدرك كثيراً.
- أعرف ذلك, مشاعره العائلية في غاية القوة. هذا ما اعتدته منه ولكن يبدو أنه سلّط غريزة الحماية ذاتها عليك أنت.
لاحظت جوليا حقيقة ذلك مع علمها أنه سيكون مسرزؤاً بالتخلص منها.
- إنه يشعر بالمسؤولية مع أن لاحاجة به إلى ذلك.

بيشو الحربي 18-12-10 09:08 PM

رووووووووووووووووووعه

كمليي بانتظارك,,,

الهواجر 18-12-10 09:24 PM

نحن بالانتظار أيتها العزيزة
وأخشى أن ذهني مشتت بين الروايات الغير مكتملة

الهواجر 18-12-10 09:33 PM

نحن بالانتظار أيتها العزيزة
وأخشى أن ذهني مشتت بين الروايات الغير مكتملة

rosalindas 18-12-10 09:51 PM

شكراً عزيزاتي على متابعتكم وردودكم الجميلة
وان شاء أكمل الرواية قريباً

تحياتي للجميع

rosalindas 18-12-10 11:02 PM

تكلمت فايمي قليلا عن المشاكل التي تجعل حملها صعباً ولكن بدا أنها أكثر شوقاً للتحدث عن توأميها وكان ظاهراً أنها تفتقدهما كثيراً. سرت جوليا لانها استطاعت أن تعلمها بأخبارهما أولاً بأول ولكنها لم تأت على ذكر حادثة تحطم الإناء بل اكتفت بالتحدث عن شقاوتهما وألاعيبهما الصغيرة فأغرقت فايمي بالضحك.
اشتكت فايمي:
- لم يكن بوسع لورين أن تخبرني عنهما هكذا بتاتاً.
ردت جوليا عليها بحذر:
- ربما لان أخاك يأخذ الكثير من وقتها.
- بل العكس هو الصحيح, فطالما أعجبت لورين بغاي ولكن هذه الشرارة غير موجودة عنده.
- الشرارة؟
نعم, أنت مازلت بريئة كثيراً؟ عندما تعرفت على ليون شعرت بها على الفور. إنها كشعلة نار, وهي ما تزال في قلبي وهذا شعور يصعب تفسيره.
- لا, ليس من السهل تفسيره.
تسببت موافقة جوليا الصامتة بتورد وجهها ودفعت حدقتا فايمي لتضيقا ثم أغرقت فايمي في التفكير وكانت على وشك أن تقول شيئاً لكنها عدلت عن رأيها لان زوجها دخل الغرفة من النافذة وكان واضحاً من القلق البادي على وجهه أنه جاء ليطمئن على زوجته.
- هل أنت بحالة جيدة يا حبيبتي؟
استفهم منها وهو يرمي الفتاة الأخرى الجالسة إلى جانب زوجته بنظرة حادة, وظهر أنه دهش وسر في آن.
- جوليا! هل أتيت مع لورين ؟
- لقد أتت مع غاي.
ارتفع حاجبيه ورمق زوجته بسرعة قبل أن يصب اهتمامه من جديد على جوليا.
- غاي! لا تقولي إن ابن عمي قد أتى بك هنا ثم غادر وتركك؟
تذكرت ملاحظة غاي عن الذئاب ولكنها لم تر شيئاً من الذئاب في وجه ليون الناعم.
استغل ليون غياب غاي وتقدم منها بعرضه:
- آمل ان أبدأ بفيلم في غضون شهرين وأنا أبحث عن فتاة مثلك, شابة وجميلة وبريئة.
توردت وجنتا جوليا من جراء صراحته وقالت متلعثمة:
- ولكن ليس لدي أي خبرة ياسيدي!
ـجابها بصوت جاف:
- ناديني ليون. هذا ما أريده, فتاة من دون خبرة. إنه ليس دوراً كبيراً ولكنه مهم.
اعترفت من دون إبداء الأسباب: منتديات ليلاس
- إنه عرض مغرٍ .
شجعتها فايمي:
- لوكنت مكانك لما ترددت. سوف تقيمين معنا بالتأكيد . أنا أعرف أن ولدي سيسران بوجودك. ستكونين عوناً كبيراً لي إذا خففت عن عاتقي حملهما أحياناً, وسيكون عندك الوقت اللازم لتلقي التدريب المناسب.
حاولت جوليا أن تشعر بالحماسة لأنها ستصبح ممثلة.
- وماذا إذا فشلت؟
أجابتها فايمي قبل أن يتدخل ليون:
- لن يحدث ذلك ولكن إن حدث وفشلت فسيتمكن ليون من ايجاد عمل لك في مكان ما, أو تستطيعين البقاء معنا دائماً والإعتناء بالمولود الجديد. عندنا الكثير من الخدم ولكن ليس عندنا مربية.
كان على جوليا أن تقبل وقد شعرت أن ثقتهما الصادقة قد غمرتها. بحثت تفاصيل الاتفاق الصغيرة, واعتبرت أن الشروط التي وضعها ليون تدل على كرم زائد واتفقا أن ترجع إلى هنا في نهاية الاسبوع. ولكنهما ويا لسوء الحظ لم بأخذا بعين الإعتبار رفض غاي الشرس.

rosalindas 19-12-10 01:25 AM

عاد غاي ذلك اليوم متأخراً ولكنهم أقنعوه بالبقاء لتناول العشاء, تساءلت جوليا, قبل دخولهم إلى غرفة الطعام إن كانت تلك هي اللحظة المناسبة لإعلامه بأنها ابتداء من نهاية الإسبوع ستعمل مع ليون . جلب لها غاي كأساص من العصير وبدا أنه نسي أن ذراعه مازالت على كتف جوليا. حارت كيف استطاعت أصابعه الباردة أن تجعل الحرارة تسري في عروقها وعرفت أنه لاحظ ردة فعلها وشدد قبضته عليها.
قابلت جوليا في فترة بعد الظهيرة بعض الموجودين ومن بينهم ابن عم ليون الذي اضطر للمغادرة باكراً ولكنه كان هنا لسبب مختلف عن الآخرين. لم يكن أندريه تيسيه من العاملين في حقل الأفلام ولكنه يستمتع يصحبة النجوم. يملك والده كرماً غير بعيد عن كامارج ويدير أندريه الأعمال لأن والديه مسافران. كادت جوليا تحس بالزهو لأن أندريه أعجب بجمالها ووعدها بالإتصال بها قريباً.
منتديات ليلاس
تناولت فايمي بحذق موضوع وظيفة جوليا الجديدة بعد الإنتهاء من العشاء. كان الطعام مطهواً ومقدماً بعناية ولكن طعمه بدا لجوليا كنشارة الخشب.
بدأت فايمي الكلام بعدما لفتت انتباهه عندما كان يحدق إلى عيني جوليا وكأنه أحس باضطرابها.:
- جوليا ترغب في ايجاد عمل يا غاي.
- أهذا صحيح؟
لم يبد في صوته أي اهتمام وانتبهت جوليا إلى تورد وجنتيها بسبب الشعور بالذنب الذي كان واضحاً له خاصة وعيناه لا تفارقان وجهها.
- أنت تعرف ذلك!
تناولت كأس الماء وهي تدرك أن صوتها جاء خاوياً ثم وضعته ثانية بسرعة.
حرك غاي فمه دلالة عن الاستخفاف.
- لقد سمعتك تذكرين الأمر من وقت لآخر ولكني اعتقد أنك أصبحت على معرفة بوجهة نظري في هذا الموضوع.
حدقت جوليا إليه فبدا أن هناك معركة ما بين إرادته وإرادتها ثم أحنت رأسها منهزمة. وتحفظت فايمي:
- لقد عرض عليها ليون دوراً في أحد أفلامه.
أكمل ليون الحديث عن زوجته:
- إن الفيلم على مستوى جيد يا غاي وستبقى معنا لنعتني بها.
نهض غاي وتكلم ببرودة:
- أنا متأكد من ذلك, هيا ياجوليا لقد حان وقت الذهاب.
رفض حتى التكلم في الموضوع ! توسلت جوليا التي اعتراها الغضب فجأة:
- ولكن, أوه أرجوك, يجب أن أنتظر.. دع ليون يوضح...
صرخ غاي: - هل تظنين أني بحاجة لذلك؟
أخضعت سطوته الجميه فوراً وتكلم إلى جوليا وصوته ينطق كالرصاص:
- العرض صادق ولكن ليس لك. عندي خبرة في الحياة السينمائية وأعرف ما الذي قد تفعله فتاة شابة, فلن يكون معك ليون كل الوقت.
اعترض ليون فيما كان غاي يجر جوليا إلى السيارة:
- يجب أن تنضج يا غاي, وهي بالغة على كل حال.
- أتقصد ليغويها أحد العاملين في فريقك؟
- أهذا رأيك بي؟
فتح غاي باب السيارة ودفع جوليا إلى داخلها ونظر إلى زوج أخته بسخرية:
- ليس بك شخصياً مع أني أشك في دوافعك... دعني أخبرك أني أقدر لك ما تؤمنه لأختي من حياة رغيدة.

شووقهـ 20-12-10 02:59 AM

روز

واااااااااو انا جد متحمسة ياعسل

متابعاك

rosalindas 20-12-10 03:10 AM

هدرت السيارة وهي تخرج من ممر الفيلا.. حاولت جوليا التقاط أنفاسها. كانت تغلي من فرط الاستياء فلم يسمح لها بأن تنبس بحرف دفاعاً عن موقفها. أخافها حتى الموت الغضب الجامح الذي اعترى غاي, ولكن يجب أن تأخذ موقفاً من أجل كرامتها. ابتلعت ريقها بصعوبة وذكرت نفسها أن الأنجليز حاربوا مراراً الفرنسيين وانتصروا عليهم.
- ألا تظن أنك كنت جلفاً بصورى رهيبة؟ ليون وفايمي لطيفان, وأنا متأكدة أنهما لا يستحقان أن تخرج عن طورك معهما.
- ماكان علي اصطحابك إلى هنا أبداً. إنها غلطتي ولن أسمح لك بالإعتراض على ما اقوله..
تبخر الغضب من صوتها وفقدت القدرة على مجادلته.
- أرجوك يا غاي.
زاد من سرعة السيارة حتى بدا أنهما يطيران في الظلام الدامس.
- هل تستطيعين أن تهدئي؟ سأجد مكاماً للتوقف وعمدئد نتحدث.
إن ذلك تهديد بلا ريب,فمن المؤكد أنه لن يتوقف ليعتذر.. ارتعدت فرائص جوليا عندما انعطف بالسيارة إلى طريق فرعية مهجورة .. همست عندما توقف في وسطها:
- لماذا هنا ؟ ماذا تفعل إن أرادت سيارة أخرى المرور؟
- لن تأتي سيارة أخرى. كان عندي بعض الأملاك في هذه المنظقة وهذا الطريق يقود إلى أرض عشبية فقط.
سألته وهي تحدق إلى ما حولها بجزع:
- ألا تستطيع الانتظار حتى نصل إلى البيت؟
منتديات ليلاس
كانت أعصابها مشدودة إنما ليس خوفاً من الظلام . قال بعناد وعدم تنازل:
- لا ! إذا وجب علينا التكلم بهذا الموضوع فسنقوم بذلك بلا المخاطرة بأن تسمعنا مافيز وتنزعج. وأنت معتادة على اللجوء إلى غرفة نومك عندما لاتوافقين على أمر ما ولا أنوي اللحاق بك إلى هناك.
أيظن أنها تشجعه؟ وما هذه التعابير التي يستعملها عندما لايوافقك ذلك وكأنها طفل مدلل.؟
- أعتقد أنك حقير.
- كفى.
- أنت لا تملك حق التدخل في شؤوني.
- بل عندي كل الحق.
- ليس لك ان تمنعني من اختيار ما أريد أن عمله.
- هل هذا حقاً ما تريدين عمله؟ أن تصبحي بين ليلة وضحاها نجمة صغيرة مبتذلة.
صرخت وهي غير راغبة في الرد:
- هذا ليس عدلاً. التمثيل مهنة محترمة وكثير من الناس ينجحون بممارستها.
- يجدث ذلك بعد دراسة سنوات في معهد التمثيل وبعد الموت من الجوع تقريباً. هل نسيت الإرهاق الذي يحصل بسبب انتظار الإثارة؟
كيف له أن يكون رهيباً على على هذا النحو! رفعت جوليا رأسها وعيناها تنذران بعاصفة: أي إثارة؟
- أن يأخذك بطل الفيلم بين ذراعيه.
اشتعل غضبها بسبب سخريته:
- أنا غير مهتمة بهذه الأمور.
- غير مهتمة؟ باستطاعتي إعطاؤك العناق والحنان.
- كفى.
ليس من السهل التخلص منه. حاولت جوليا التملص عندما همّ بمعانقتها ولكن محاولتها باءت بالفشل لأنه كان ممسكاً بها بكل قوته. فجأة ابتعد قليلاً ثم قال: هذا خطأ.
- أما زلت تعتبرني طفلة؟
كان يحدق إليها بعينين ملتهبتين.
- لم أعد أعتبرك طفلة منذ وقت طويل. أنت امرأة شابة عديمة الخبرة ولأنك جميلة أنت معرضة للمخاطر.
حاولت أن تتشجع وتنظر إليه مباشرة:
- أنا ...آسفة لأني قبلت عرض العمل بدون استشارتك أولاً.
نظر إليها غاي مفكراً:
- ليتك تعنين ذلك حقاً يا جوليا فأنا لا أريد منك أن تشغري بالنفور.
ابتسمت بمرارة:
- لا أعتقد أني صالحة لأكون نجمة سينمائية ولكن أختك قالت لي أستطيع مساعدتها على الاعتناء بالولدين وبالمولود القادم
- سننظر في هذا لاحقاً, ولكني في الوقت الحاضر لا أنوي تعريضك لقدرات ليون في الاقناع.
سألها بمكر:
- هل كان عندك فكرة مسبقةعن عرض ليوم؟
- قالت لورين...
- هذا ما ظننته.
شعرت حوليا فجأة أنها مضطرة للكلام دفاعاً عن لورين لأنها خانت ثقتها بغباء.
- لا تلم أحداً. ظنت لورين أني أبحث عن عمل وكانت تحاول مساعدتي فقط.
رفع غاي يده وقال :
- أرجوك أعفيني من ذلك!
تلعثمت جوليا ولم ترغب في المشاكسة.
- حسناً.. ولكني سأضطر للبحث عن مكان آخر أقم بعدما تتزوج وسيكون من السهل ذلك إن استطعت أن أجد عملاً جيداً.
تنهد ثم شغل محرك السيارة التي أرجعها إلى الوراء وانطلق ثانية إلى الطريق الرئيسي.
- إن ظلّ هذا هو شعورك بعد ستة أشهر فسنتكلم عن كيفية تدريبك على عمل مناسب. ولكن حتى ذلك الحين عليك أن تحصري نفسك في المزرعة.

rosalindas 20-12-10 12:14 PM

عندما وصلا إلى البيت كان الوقت قد أصبح متأخراً والكل نائمون بمن فيهم لورين التي تسهر إلى ما بعد منتصف الليل.
نظر غاي إلى وجهها الواهن بعين متفحصة:
- لو كنت مكانك لخلدت إلى النوم مثلهم, إلا إذا كنت تريدين قليلاً من القهوة!
شكرته جوليا رافضة دعوته مع أنها ودّت لو شاركته موعد منتصف الليل في المطبخ .
- أفضل ألا أتناول القهوة ومن الأفضل أن أستحم فلا شك أن مظهري رهيب.
وضع غاي سده على شعرها وهو يرمقها ساخراً:
- هل تبحثين عن الإطراء والمديح؟ يجب أن تعلمي أنك جميلة دائماً.
ارتدت هنه بحدة لأنها لا تثق بنفسها عندما تكون على مقربة منه.
- عمت مساءً يا غاي.
منتديات ليلاس
فةجئت بيده تمسك بها فيما كانت ترتد عنه وأرجعها:
- نسيت أن أسألك. مَن مِن الآخرين قابلت عند فايمي؟
نظرت إلى صدره العريض ولم يساعدها ذلك في تمالك نفسها. سحبت نفساً ونطقت باسم المرأة التي ظلت تفكر فيها طوال السهرة.
- امرأة تدعى كلويه, كانت راغبة لتلتقي بك ثانية.
- كلويه هيرف؟
كانت جوليا قد نسيت اسم عائلة المرأة واحتقرت نفسها لأنها سألته:
- نعم, هل هي صديقة خاصة؟
- لا.
اختلط الشك والشعور بالراحة عندما رفعت عينيها لتتأمل وجهه.
- قالت إنها تناولت العشاء برفقتك.
- تناولنا العشاء مع آخرين. أما المناسبة فكانت افتتاح فيلم سينمائي على ما أذكر, ولأن ليون يقيم الحفلات كثيراً رجتني فايمي أن أحضرها. مثلت كلويه هيرف الدور الرئيسي وقد أعجبني تمثيلها, وهذا كل ما في الأمر.
لم تحاول جوليا إخفاء شعورها بالراحة, عندما لاحظت ابتسامة غاي الماكرة توردت وجنتاها وعلقت:
- كنت أفكر في لورين.
غابت الابتسامة عن وجهه وصرخ:
- لماذا تفكرين في أي وتحدة منهما؟ تصبحين على خير ياجوليا.
أيقظها في الصباح التالي والآخرون ما يزالون نائمين. شبك يديه في خصلات شعرها الجميل والكثيف ورفع رأسها ثم مال إليها قائلاً:( صباح الخير), أما هي فكانت تفتح عينيها بصعوبة.
- أتنامين دوماً هكذا؟
أدركت فجأة أين هي ومن يجلس على سريرها. حدّقت إليه باعتراض صامت, همست:( ما الذي تريده؟)
- أشياء كثيرة, آمل في الحصول عليها بالصبر والعناق الودود.
تشنجت إذ خشيت أن تشجعه تعابير وجهها:
- غاي! كن جاداً!
تنهد ثم ارتد بعيداً وعلا وجهه فجأة الشرود,
- وأنا كذلك, ابقي تحت شرشفك يا صغيرتي البريئة, فلم آت لأؤذيك.
وقف أمام النافذة التي فتحتها على مصراعيها في الليلة السابقة ومال إلى خارجها, سمعته يسحب نفساً عميقاً من هواء الصباح العليل وكأنه بحاجة ماسة له.
- إنه أمر نسيت أن أذكره لك ليلة أمس. أعتقد أن من الحكمة عدم ذكر عرض ليون لمافيز, فهي لن توافق ولن تحصلي إلا على محاضرة أخرى.
أيحاول الاعتذار بطريقة ملتوية؟ سألته:
- ألن تخبرها فايمي؟
- لا, سأكلمها هاتفياً قبل الفطور, وهذا ماجئت أحدثك به. سأغادر حالاً ولكن لم أشأ الخروج بدون رؤيتك.
تلعثمت وهي تكاد تذكر لورين.
- من الأفضل أن تحذر فايمي لئلا تذكر الأمر إلى أي شخص آخر.
قال لها وهو يخرج من الباب:
- لا تقلقي واتركي الأمر لي.

rosalindas 20-12-10 03:34 PM

كان غاي قد غادر عندما نزلت لتناول الفطور. جلبت هورتنس القهوة لها وذكرتها أن هنالك أمور كثيرة عليها أن تهتم بها.
سألت جوليا هورتنس عن غاي.
- إنه يربي الثيران والخيول وهي بحاجة إلى عناية وإدارة, وهو يملك مزرعة أخرى في الرون الأعلى.
هزت جوليا رأسها وابتسمت هورتنس:
- لم أشاهد قط مصارعة الثيران ولا أعرف إن كنت أريد أن أشاهدها.
- ‘ن بقيت هنا فلا مناص من مشاهدة هذه المصارعة. المصارعات تجري كل يوم أحد في الصيف, وهي مشهد مؤثر.
- أستطيع أن أتخيل ذلك.
- يجب أن تقنعي السيد غاي باصطحابك في أحد الأيام.
- هل أشاهدها؟
- نعم, لقد كان في السابق رازاتور رائع.
- تقصدين... مصارع ثيران ؟
- لا تجزعي يا آنسة, كان ذلك قبل أمد بعيد عندما كان في مثل سنك على ما أعتقد.. وهو لم يمارس هذه اللعبة إلا سنة أو سنتين.
لم تستطع جوليا إخفاء شعورها بالراحة.
تكلمت هورتنس بفخر: --- سيبلغ الأربعين بعد سنوات قليلة, ولكن الأوان لم يفت بالنسبة له فهو قادر على العودة للمصارعة.
منتديات ليلاس
حاولت أن توقف ارتعاشها الذي سببه تخيلها غاي وهو يواجه خطراً كهذا.
أجبرت جوليا نفسها على الانتظار حتى عادت إلقوة إلى ساقيها قبل أن تهرع إلى الطابق العلوي وتتحدث مع مافيز.
- لقد عادني غاي باكراً. كان يعلم أني أنتظر أخبار فايمي. ليتك تعرفين كم شعرت بالراحة عندما عرفت أنها شفيت تقريباً.
شعرت جوليا بالخجل واستاءت لأن غاي سرق الأضواء منها.
- أنا مسرورة, سأفتقد الولدين عندما يرجعان ولكني لا أريد أن أكون انانية.
ابتسمت جوليا: لاشك أن فايمي ستصحبهما كثيراً لتريهما.
- ليس أكثر مما أرغب فيه. يعيش فايمي وليون حياة صاخبة كما رأيت.
أومأت جوليا برأسها من دون أن تعلق.
سمعت مافيز تتمتم: -- أستطيع أن أزورهم. لقد طلبوا مني ذلك مراراً,باستطاعتك مرافقتي, لقد أخبرني غاي أن فايمي أحبتك.
شعرت بالراحة عندما دخل الولدين ركضاً. ولما لاحظت بعد دقائق قليلة أن حيويتهما الدائمة أرهقت جدتهما العزيزة, اقتادتهما إلى خارج الغرفة.
- أراك وقت الغداء.
ألقت عليها مافيز نظرة حانية ملؤها الامتنان لأنها اقتادت الصبيين إلى خارج الغرفة, فشعرت بغصة لأن خالتها محبة كثيراً.
كان مزاج الولدين متقلباً. أرادا الخروج بالخيل إلى المروج فوافقت على ذلك لأنها تشعر بمزاجها متقلب أيضاً. كانت غير متمرسه كثيراُ في ركوب الخيل كلورين ولكنها كانت تحب ركوبها وتأمل أن تجيد الفروسية.
دهشت عندما انضمت إليهم لورين في الاسطبل. كانت في غاية الأناقة ترتدي لباس الفروسية.
تعرف جوليا أن لورين لا تتريض إلا إذا كان هناك هدف من وراء ذلك, وهدفها كالعادة هو غاي الغائب.
- حسنا,ً كيف جرت الأمور معك؟
تنهدت جوليا لأنها لم تستشف الامور. ردت عليها بأدب وتعمدت أن تتفادى الموضوع.
كل شيء على ما يرام, شكراً لك.
ظهر على لورين نفاذ الصبر.
- تعرفين قصدي. هل عرض عليك ليون العمل؟
ارتدى وجه جوليا ابتسامة لا مبالية.
- نعم ولكني رفضت.
بدا على لورين الغضب:
- رفضت؟ لماذا بحق السماء رفضت؟
شعرت جوليا بأن الفتاة الأخرى فقدت عقلها, فمع أن لورين أول من أخبرها عن ليون اعتبرت جوليا أن ما جرى في نيس أمر لا يخصها بالفعل. فردت عليها بلا مبالاة:
- لم أشعر برغبة في ذلك.
- هذا هراء!
- حسناً, لقد فات الأوان الآن.
أصبحت لورين غاضبة حقاً:
- إذن ماذا تنوين أن تفعلي الآن؟ لا يمكنك البقاء هنا.
أتى كلامها صريحاً ومشبعاً بالانتقام, ارتعشت جوليا وهي تلمح الكراهية العميقة في وجه لورين. أما الرد بهدوء فتطلب من جوليا الكثير من الشجاعة.
- ربما لا, ولكن يجب أن أبقى حتى أعثر على عمل يعجبني.
لم تجرؤ على على ذكر وعدها لغاي بأنها باقية ستة أشهر أخرى . شدت لورين لجام حصانها العربي الاصيل بقسوة.
- أنت فتاة مستحيلة, أنا ذاهبة لأبحت عن غاي. هل يعرف أحد أين هو؟
التفت إليها فورتش عندما كان يعتلي فرسه بمساعدة جوليا:
- خالي غاي؟ عندما رأيته آخر مرة كان في غرفة نوم جوليا.
اتسعت عينا لورين بغضب جامح:
- غرفة نوم جوليا؟ هل ما تقوله صحيح؟
- تعم, كان يميل إلى خارج نافذتها. رأيته أنا وفيتز من الحديقة. أضاف عندما انطلقت لورين على حصانها ةالغضب باد عليها:
- لماذا لورين غاضبة يا جوليا؟

rosalindas 20-12-10 08:50 PM

استطاعت تمالك شتات نفسها ولكنها كانت تشعر بعدم القدرة على الكلام بسبب ما كشفه فورتش. على كل حال لم تكن تعرف ما الذي قد تقوله ولم يكن باستطاعتها تبرير وجود غاي في غرفتها ولم يكن عندها الوقت الكافي للتفكير في حجة ملائمة.
- ليتك لم تذكر شيئاً عن خالك.
- ولِمَ لا؟
تنهدت جوليا ثم هزت رأسها.
أمضى غاي وعماله الصباح في اختيار الثيران المناسبة للمشاركة في الإحتفالات القادمة على حلبة المصارعة, وبعدما أتموا ذلك باتوا جاهزين للعودة وتناول طعام الغذاء. لم تمنع جوليا نفسها من التحديق إلى غاي الذي ألقى التحية عليها عندما وصلت مع التوأم. كان غاي برفقة لورين وكانا ممتطين خيولهما. كان يرتدي سروالاً أسود ملتصقاً به وكأنه جلده الثاني وقميصاً قطنياً بدا أشد اسمراراً من جميع رجاله ورجولته بارزة بشكل مشع.
منتديات ليلاس
سألها وهو ينظر إلى قميصها الحريري:
- هل استمتعت بركوب الخيل؟
- كنت سأستمتع أكثر و كنت متمرسة بركوب الخيل .
- أين ذهبتم؟
- أراد الولدان مشاهدة الخيول البرية وقد شاهدنا رعيلاً منها قرب المستنقعات.
عبس غاي:
- كان يجب أن تنتظري حتى يتسنى لي الوقت لمرافقتكم.
- لم تقل إنها خطرة.
- الخيول البرية غير خطرة عادة, ولكن من المحتمل أن تكون فحولها خطرة عندما تقوم لأسباب خاصة بها بحراسة إناثها.
ضحكت لورين برقة ومالت إليه ممررة يدها على ذراعه.
- أليس الذكور جميعهم على شاكلة بعضهم بعضاً يا حبي؟
لم ينزعج غاي من صراحتها ولاحظت جوليا أنه قد يكون متجاوباً معها. لاشك أنه يهتم كثيراً بلورين.
- أنت تحرجين ابنة خالتي.
قالها يسخرية ولكن ما أغضب جوليا هو ادعاؤه صلة القربى التي طالما أنكرها. عندما ضحكت لورين ثانية بصوت يعبر عن الرضى الكامل صرّت جوليا على أسنانها. سبقهم الرجال ولكنهم أخذوا الولدين معهم, أدار غاي ولورين خيلهما ولحقا بهم أما جوليا فجرّت نفسها وراءهما. إن وسعت المسافة بينها وبينهما فستوفر على نفسها الألم من جرّاء سماعهما يتحادثان برقة. لم يكن باستطاعتها أن تسمع ما يقولانه ولكنها شعرت بأنه يأسف لوجودها معهما وقد تبين لها ذلك من النظرات التي كان يلقيها عليها من غوق كتفه.

ريماس27 20-12-10 11:10 PM

كمليهااااااااااا الله يرضى عليج لاطولينهاااااااااااااااااااا

شووقهـ 21-12-10 03:18 AM

حميييييييييييس

روووعة ياعسل

بنتظاارك

rosalindas 21-12-10 02:08 PM

أخذها أندريه بعيداً وقد ظهر أنه يعتقدها تعني ما قالت:
- كنت أحاول الاتصال بك ولكن كلما اتصلت بالهاتف رد غاي أنك غير موجودة.
- ربما كنت في الخارج فعلاً.
- كيف لي أن أعرف؟ لم أجد عنده الرغبة في التوضيح ولولا وقوعه بغرام هذه السيدة لورين لاعتقدت أنه يغار عليك.
أنكرت جوليا وجهدت لتضع ابتسامة على وجهها .
- حسناً, شاءت الظروف رغم أنف غاي أن نلتقي ثانية مع أني لم اتوقع أن أجدك هنا.
ستشعر بالخلاص إن ابتعدت عن غاي ولو لعدة أمسيات وإلا لن تنسى حبها له أبداً.
لم تكن قد شاهدته في أي مكان, وكانت وتيرة غزل أندريه قد تضاعفت بحيث اضطرت للبحت عن متسع للتنفس على إحدى الشرفات وهناك وجدت غاي.
مال عليها: ارقصي معي.
ترددت غير راغبة بأن تكون قربه.
- لقد أتيت إلى هنا لأستنشق الهواء البارد.
ابتسم لها وعندما يستعمل غاي جيرارد سحره تصبح جوليا غير قادرة على مقاومته.
- إذن سيري معي.
سألها بعدم اهتمام: اين قابلت أندريه تيسيه؟ لا أظن أن لورين من عرفتك به.
- كان موجوداً في بيت فايمي .
توقف قليلا فشعرت أن عينيه تبحثان عن عينيها في الظلام.
- هل أنت معجبة به؟
حافظت ثبات نظرتها لأنها لا تريد أن يعرف أنها لا تبالي بأندريه.
- كيف لي أن أعرف؟ يجب أن أتعرف عليه أكثر.
- هل تريدين ذلك؟
منتديات ليلاس
تنهدت وتذكرت كيف طرح عليها الأسئلة ذاتها عن بيار ولكنها لا ترغب في تضييع لحظات غالية في التحدث عن رجال آخرين.
- ربما!
انقبض فمه وقال ساخراً: << حسناً لقد أتتك الفرصة لتبسطي جناحيك, فلن تجدي حفلات أرقى من هذه, وهنالك الكثير من الرجال لتختاري بينهم فلماذا تكتفين بأندريه؟
شحب وجهها: لا تبدأ يا غاي, سبق أن قلت لك إني لا أريد الرجال, فرجل واحد يكفي....
سألها بحدة:<< من؟>>
سحبت نفساً مرتعشاً :
- ماذا لو كنت أنت هذا الرجل؟

rosalindas 21-12-10 02:59 PM

تصلب فكه وتجمدت أساريره قبل أن يقرر بوضوح أن يعتبر ما قالته مجرد مزحة.
- هل تحاولين مغازلتي يا جوليا؟
ارتدت كشخص جبان ولم تقدر على النظر إليه.
- لا أجرؤ على ذلك. أحياناً عندما تضايقني اقول اشياء فقط لأزعجك.
ضحك وكأنه لا يميل إلى تصديقها:
- لماذا لا تكونين شجاعة؟
آلمتها سخريته ولكنها وقفت في مكانها. تعمدت أن تميل عليه وأخقضت صوتها ووضعت يدها خلف عنقه:
- غاي ؟ ما الذي يجب أن أفعله؟
لم تتوقع أن يأخذ تصرفاتها عى محمل الجد. ولكن لما حاولت التملص وقد أصابها جزع بالغ, لم يسمح لها بأفكار ثانية.
كان عناقه لها مختلفاً وبدا أن مشاعرهما قد التحمت بقوة. شدد عناقه لها ولكنهما قوطعا عندما نادته لورين:
- غاي حبيبي ! أين أنت؟
منتديات ليلاس
ارتعشت جوليا عندما خطا مبتعداً عنها. فضحت سهولة تحركه مدى حرجه وأشعرها ذلك بالهوان.
اندفعت إليهما لورين وهي تثرتر بقصة عن رغبة مضيفهم في التحدث إلى غاي. عندما عادا وجد ان ليه برون محاطاً بضيوفه ولكن لم يبد أنه تذكر أي أمر مستعجل يريد أن يناقشه مع أحد!
لاحظت جوليا أنه حين اكتشف دوافع لعبة لورين استغل الفرصة شاكراً.
عندما اتصل أندريه بها ثانية ليدعوها لى حفلة قبلت الدعوة وقد عرفت أخيراً أن هناك طريقة واحدة تستطيع بها مساعدة نفسها, وإن لم تنجح في ذلك فغلى الأقل تعرف أنها حاولت.
- هل استمتعت بالحفلة؟
بعدما أرجعها أندريه إلى المنزل, أوقفها صوت غاي في الساعة الثانية من بعد منتصف الليل قاطعاً عليها الطريق فتوقفت في أسفل الدرج. وضعت يديها على شعرها المتناثر بحركة دفاعية. ولاحظت أنه غير مرتب بسبب سيارة اندريه الرياضية المفتوحة ونسيانها الوشاح الذ تضعه على شعرها.
- أحمر الشفاه بحاجة إلى التصليح أيضاً.
تورد وجهها وحدقت إليه باشمئزاز .
- السبب أني لم أجدد وضعه منذ تركت المنزل.
- أليس السبب وداع أندريه المشبوب؟
كانت نظراته مسلطة عليها بنفور. امتعضت وفي الوقت ذاته ثار غضبها.
- إن ذهاب لورين لا يعني أن نعيش جميعاً مثل الضفادع.
- يا الهي! إن كنت أظن أنك تتكلمين بجد!-
- أنا تعبة يا غاي,
- اتساءل عن السبب.
إنه يعرف كيف يؤذي , صرخت به وقد أعماها الغضب:
- يجب ألا تحكم علينا جميعاً حسب معاييرك.
- ماذا تقولين أيتها الصغيرة...
امتدت يده لتمسك بها بغضب واضح. هرعت هورتنس إلى أعلى الدرج وأشارت بيدها:
- سيدي غاي لقد انتابت المدام أوجاع الرأس. تركتها للتو وهي تنام عميقاً ولكن لا أعرف كم سيطول إذا استمرت النوبة.
عندما وصلت إلى غرفتها تساءلت جوليا كم سيطول نومها, وكانت قد استغلت فرصة وجود مدبرة البيت لتهرب من قوة غضبه.
شعرت فجأة بالإرهاق فبدلت ثيابها وارتمت على فراشها وأجهشت بالبكاء.
************************************************************ *************************************

rosalindas 21-12-10 03:04 PM

الفـــــصـــل الــــســـا دس

انتهـــــى الــــــــدرس يــا غبـــيـة

لوجيان 21-12-10 05:26 PM

حمااااااااااااااااااااااااااااااااااس كمليهاحبيبتي

rosalindas 21-12-10 05:48 PM

من عيني عزيزتي
وشكرا للجميع على المتابعة

rosalindas 21-12-10 06:37 PM

بعد رحيل لورين والولدين أصبح المنزل هادئاً هدوءاً يجعل شخصاً قلقاً يغرق في أفكاره. شغلت جوليا نفسها في مساعدة هورتنس وخالتها.
تزايد اهتمام أندريه بها وهي شجعته ولاحظت أنها تستغله كسلوى في الوقت ذاته. ظلت تخرج معه رغم عدم موافقة غاي. عند أندريه القليل من وقار بيار ولكنه لم يعترض عندما كانت ترفض معانقته. ما أظهره من احترام لها جعلها تشك في أنه يفكر فيها بشكل جاد. في إحدى الأمسيات قال لها برقة وثقة كشفت أن آماله كلها معلقة بقبولها:
- أوراق اعتمادي يا عزيزتي جيدة وأستطيع أن أكون زوجاً صالحاً يا حبيبتي.
فغرت فاها وغمزته وهي تأمل أن يكون ذلك مجرد حلم:
- كم االساعة؟
ابتسم أندريه: هل الوقت مهم عندما يتقدم الرجل بطلب يد فتاة ما ؟
اعترضت: - لم أقابل والديك حتى الآن.
منتديات ليلاس
ضحك أندريه : يرضى والدي بأي فتاة. المهم عندهما أن أستقر وأنجب لهما أحفاداً يحفظون ذريتنا.
هذا ما كان يعجبها في أندريه, روح المرح مع أنها بعض الأحيان تكون فير لطيفة.
- أمهلني بعض الوقت!! بماذا لا ننتظر حتى عودة والديك إلى البيت؟
- أنت لم تشاهدي بيتي. إنه قريب من مزرعة غاي الأخرى في وادي الرون .
كان غاي ذاهباً إلى مزرعته الأخرى لبضعة أيام. قال لها أندريه على الهاتف عندما أخبرته:
- لماذا لا تأتين معه وتبقين معنا؟ سيكون والدي قد رجعا .
فكرت في أنها إذا ذهبت فسيطلب منها جواباً شافياً على طلبه, وهو قرار استمرت في تأجيله كثيراً.
- سأسأل غاي.
رفض غاي بشدة: < لا!>
توسلت جوليا وهي تمسك أعصابها :لِم لا ؟
- لأسباب لا اريد أن أوضحها. لم يقابلك والداه حتى الساعة وهما مسافران.
- إنهما في طريق العودة.
ربما, ولكن ذلك ليس مؤكداً. لذا لن أعرضك إلى هذا النوع من المخاطرة.
تذمرت وهي تتساءل ببؤس لماذا لايعرف أنها تفعل كل ذلك من اجله.
- تتصرف كأخرق.
أساءت اختيار كلماتها بوضوح وكنه لم يؤنبها مباشرة.
- لا, لا أستطيع توفير الوقت أو المال الذي يتطلبه حفل زواج فوري الأمر الذي سيحصل إذا أمضيت الليل بمفردك مع أندريه تيسيه.
- لن يحدث شيئ من هذا. ماذا تظنني؟ لست امرأة فاسقة.
- هذا ما سيظنه الناس لو قضيت ليلتك في بيت رجل أعزب.
- أنت رجل رجعي التفكير.
- ربما أنا هكذا, ولكن لو حدث وأشار جميع من في المقاطعة إلى تصرفاتك اللا أخلاقية لتمنيت حينها لو أخذت بنصيحتي.
سحبت نفساً عميقاً وعيناها تطلقان الشرر:
- عكذا إذن! إن عاندتك وبقيت عند أندريه فقد أوصم بالعار؟
لان صوته قليلاً:
- ليس تماماً. وأنا آمرك بألا تفعلي.!

mira001 21-12-10 08:42 PM

courage:dancingmonkeyff8:
et merci pour ce merveilleux roman

rosalindas 21-12-10 09:29 PM

كان عليها أن تخبر غاي هذا الصباح أن أندريه طلبها للزواج. يجب أن تستجمع كل ما تستطيع من شجاعة وتستعملها إلا إذا كانت تريد البقاء هنا ومشاهدة غاي يتزوج بلورين. بحثت عنه ووجدته في أحد مخازن الحبوب,واقفاً مستنداً إلى أحد الأعمدة :
- غاي!
- جوليا ! هل تبحثين عني؟
تقدمت ببطء وتوقفت قربه ولكنها شعرت فجأة أن حرارتها قد ارتفعت: يجب أن أحادثك.
منتديات ليلاس
أجابها بلا مبالاة: أنا مشغول, ألا يمكن لهذا الأمر الذي تودين التحدث به إلى الانتظار؟ اشك بعدما حدث هذا الصباح أن نكون في مزاج لنتعاطف.
وافقت جوليا الرأي ولكنها قررت أن تخبره بقرارها.
- لقد قررت أن أتزوج أندريه يا سيد.
ظلَّ صامتاً وقد تجاهل طريقة كلامها الرسمية التي تستعملها. لاحظت جوليا أن وجهه شحب شحوباً شديداً... حدق إليها للحظة مشحونة ثم قال: لا أعتقد ذلك.
غلبت حيرتها غضبها واتسعت عيناها:
- أنت... لا تعتقد ذلك؟ ولكن يا سيد, ألم يكن تزويجي فكرتك أنت؟
قاطعها بصوت حاد كالسكين:
- هل تكلمت مع أندريه اليوم؟
- لا..
- إذن أظنك تخترعين هذه القصة وإلا ذكرت الموضوع قبل الآن.
اعترضت: ولكنه طلب يدي, وكنت أفكر في الأمر.
- إذن أعيدي التفكير في الأمر ثانية.
- يا سيد...
- لا تناديني بهذا اللقب السخيف, وكفي عن محاولة استغبائي. لقد لزمت غرفتك ساعات ولم تنزلي لتناول طعام الغداء. أعتقد أنك كنت منهمكة في تخطيط تحركك القادم.
- كيف تجرؤ على قول هذا؟ لقد طلب أندريه يدي فعلاً...وطلب مني أن أزوره أيضاُ. باستطاعتك أن تهينني كيفما شئت.
- ألا تظنين أني كنت سأحقق في الأمر؟
- أعطيك الإذن لتحقق كما تريد. لقد أسأت فهم كل شيء.
برقت عيناه فيما كان يدفع يدها بعيداً ويمشي متجاوزاً إياها.

ريماس27 21-12-10 10:51 PM

اتكملييينهااااا اتكمليييينهاااااااااااااااااااااااااااااا مااااااااااااااااااااااااااااااااالي شغلللللللللللللللللل


:Please::Please::Please::Please:

rosalindas 21-12-10 11:21 PM

ـفي الأيام التالية دفع اليأس جوليا إلى ابتكار خطة لم تكن لتفكر فيها لولا ذلك. كان غاي مغادراً في اليوم التالي إلى مزرعته الأخرى في وادي الرون فقررت أن تذهب معه بدون علمه. ستختبأ في مؤخرة الشاحنة التي سيقودها بعدما تتظاهر أنها ستمضي الليل مع صديقة لها . ثم عندما يصلون إلى بيته هناك ستتسلل وتختبئ.
تمنت ألا تخونها أعصابها عندما تتسلل إلى سرير غاي بعد خروجه وتفسح المجال لزوجة المراقب أن تراها في هذه الحالة عندما تأتي لترتيب غرفته بعد الفطور.
كانت غير متأكدة مما ستفعله بعد ذلك ولكن إذا كان كل ما قاله غاي صادقاً, فسيترتب عليه إما أن يتزوجها وإما يتخلص منها. ابتسمت جوليا لنفسها بتجهم وهي تشعر بشيء من الانتصار.
منتديات ليلاس
تحدثت إليها مافيز في اليوم التالي عن حفلة أملت أن تقيمها بمناسبة مهرجان أفينيون الشهير في تموز.
- ستتمتعين بها يا عزيزتي, أنا سعيدة لأنك ستكونين موجودة.
- أعتقد أن لورين ستذهب مع غاي هذه السنة, ويخيل إلي أنه لن يمضي وقت طويل قبل أن تعلن خطوبتهما.
كان هذا كافياً ليزيل آخر الشكوك من ذهن جوليا بالنسبة لحكمة ما خططت له .تظاهرت فيما بعد أنها ستعبر الطريق لملاقاة الصديقة التي ستقلها. اختارت وقتاً كانت تعرف أن العمال سيكونون فيه غائبين وهذا سيسمح لها بالعثور على شاحنة غاي والاختباء فيها تحت كومة من الأكياس القديمة .
خططت لكل شيء إلا التوتر الذي أصيبت به من جراء انتظار وصول غاي. شعرت أن الساعة التي انتظرتها كانت خمس ساعات.. بدأت تندم على ما تفعله قبل أن يقطعا مسافة طويلة بسبب أعصابها المشدودة ووضعها غير المريح وخوفها من أن تصاب بتشنج عضلي.
قاد السيارة بدون توقف, ومع ذلا كان الوقت متأخراً عندما وصلا إلى ايجيان. قاومت جوليا كل رغبة للنظر إليه خشية أن يسمعها إذا تحركت.
ما كاد غاي يترجل من السيارة حتى انطلقت أصوات ترحب به. تجرأت على فتح ثغرة بين الأكياس التي تغطيها وسمعت رجلاً يتحدث إليه.
ارتعشت جوليا بسبب الفرح الذي شعرت به عندما استفهم عن إنزال حمولة الشاحنة ورد عليه غاي أن لا شيء هناك لا يمكن تأجيله إلى الصباح.
تحركت بتروِِِ عندما تلاشى الصوت ونظرت إلى ما حولها بحذر. انتظرت حتى من ذهاب غاي وبرنار ثم تسللت إلى البيت.

rosalindas 21-12-10 11:31 PM

عزيزاتي أنا آسفة جداًًًًًًًًًًً لن أستطيع اتمام الروايه الليلة
رأسي يوجعني كثيراًًً

لكن أوعدكن اكملها غداًً إن شاء الله
تحياتي للجمـــــــيع

samahss 22-12-10 03:41 AM

:yellow:فى انتظار باقى الروايه

ema mohamed 22-12-10 03:19 PM

ارجوكىىى فى انتظار الباقى

rosalindas 22-12-10 09:08 PM

عثرت على غرفته, لحسن الحظ, أولاً. وكان واضحاً أنها غرفة النوم الرئيسية, السرير مرتب والشراسف مطوية كأنها تنتظره. ثم عثرت على غرفة صغيرة لنفسها تقع في الطرف الآخر من الردهة قربها حماما. كانت ترتعش ثانية من توتر أعصابها عندما انتهت من الاستحمام , وكانت من الخوف بحيث جلست على الارض واستندت باب غرفتها خشية أن يخطر على باله إلقاء نظرة على البيت قبل أن يأوي إلى الفراش.. شعرت الآن وقد ذهبت بعيداً في خطتها أن شجاعتها تضمحل بسرعة ولم تعد متأكدة أن عندها ما يكفي لتستمر في خطتها حتى الصباح.
سمعته يدخل إلى البيت بعد منتصف الليل,وتنفست الصعداء عندما أغلق باب غرفته خلفه واستلقت على الفراش وقد التفت ببطانية دافئة.
منتديات ليلاس
لاحقاً عندما اوقظها يء ما, لم تعِ فوراً أين هي. لم تعِ إلا شعورها بالخطر. كانت عيناها ما تزالان مغمضتين. عندما فتحت عينيها شاهدت غاي واقفاً بالباب يراقبها فتقابلت نظراتها المذعورة مع نظراته .
سألها بصراحة: - هل لي أن أعرف تفسيراً مناسباً لهذا؟
ابتلعت ريقها عدة مرات قبل أن تستطيع الإجابة, بدا أن كل جزء فيها قد تجمد وللحظة بدا أن لا صلة لسؤاله بالموضوع, وجدت نفسها تسأله بصوت أجش عوضاً عن أن تجيبه:
- كيف اكتشفت أني هنا؟
أجابها عن سؤالها أولاً مع أن غضبه واضح.
- حدسي! لقد استيقظت يتملكني شعور بوجود شيء ما غلط, وفجأة ادركت أني لست بمفردي في البيت, وعندما فتحت باب غرفتي سمعت شخيراً أكد لي شكوكي. لا بد أن الغبار الذي استنشقته في مؤخرة الشاحنة يزعجك.
تجولت نظراته عليها باشمئزاز فتذكرت كم هي صغيرة. لفت نفسها بالبطانية.
- ما دمت تعرف هذا فلماذا تكلف نفسك السؤال ؟
وضع غاي يده في جيبي سرواله واستند بجسمه الصلب إلى أكرة الباب بدون أن يزيح نظرته المحدقة إلى وجهها.
- أنا أسأل لماذا.. وليس كيف.
نظرت إليه بغضب من فوق البطانية. كان يرتدي ملابساً قديمة تظهر عضلاته المفتولة, بدأ قلبها بالخفقان غير المنتظم وكأن رجولته السمراء ضربتها على رأسها.
تمتمت وهي تحاول أن تخفي مشاعرها بهز كتفيها بلا مبالاة:
- ربما أتيت للتنزه.
فكرت أن لغاي كل الحق في ان يغضب منها. لو كان عندها ذرة إدراك لبقيت مستيقظة وعلى الأقل طمرت نفسها تحت البطانية وكتمت الصوت.
قال لها بلطف مخادع:
- إذن أتيت من أجل التنزه؟
- لِمَ لا؟
لقد أخبرت مافيز أنك ذاهبة إلى حفلة يقيمها أهل رينود وأنك ستمضين الليل هناك.
- أعرف ذلك....
شعرت حقاً بالخجل من هذا التصرف ولكن ما كان يشغل بالها أكثر من أي شيء في هذه اللحظة هو مشكلة إيجاد مبرر مقنع, ليس لخداع مافيز بل لوجودها هنا.
- إذا كان يجب أن تعرف ... اعتراني الفضول لأشاهد طبيعة المكان الذي تملكه هنا.
- هل تظنين أني غبي؟
أخرسها اتهام غاي الذي أخذها على حين غرة.
- لقد أتيت لرؤية تيسيه, أليس كذلك؟ هل ستذهبين إلى منزله؟
- لا!
فغرت فاها ثم تساءلت إن كان سيحاول منعها لو توسلت إليه ليسمح لها بالذهاب إلى غرفة الحمام, لتقفل الباب عليها وتتسلق النافذة وتهرب بكل بساطة.
- لو كنت مكانك لما حاولت.
لم يكن لديها وسيلة لتعرف كيف قرأ أفكارها, فنظرت إليه بصمت. عندما لم ترد عليه واكتفت بالتحديق إليه بكسل, انحنى عليها وعيناه الكبيرتان تغطيان وجهها زقال موبخاً:
- لماذا تريدين الذهاب إلى منزل أندريه ؟ أمن أجل الحب أو الإثارة أو العبث؟

rosalindas 22-12-10 09:27 PM

لا تقلق! ليس هناك ما يدعو للقلق. لم آت إلى هنا من أجل العبث وما شابه. اسمع قراري الأخير يا غاي سأرحل من هنا فإياك أن تعترض.
تكلم برقة ولكن لهجة الأمر في صوته أخرستها:
- جوليا, اصغي إليّ من فضلك. سنرحل كلينا والأفضل أن نسرع .. هل تظنين أني قد أسمح لك بالذهاب بمفردك؟ أنا نازل إلى الطابق السفلي فاتبعيني إلى هناك.
عندما وصلت إلى الطابق السفلي شاهدته يخرج من المطبخ وبيده كوب من القهوة الساخنة:
- اشربي هذا, لا بد أنك بحاجة إليه فأمامنا رحلة ثانية طويلة.
منتديات ليلاس
أمسكت الكوب بيد مرتجفة ونظرت إليه: نحن؟
أخذ بعناية ورقة من جيبه ووضعها على طاولة قريبة.
- هذه مذكرة إلى مونيك ستجدها في الصباح عندما تأتي لترتيب البيت. كتبت لها فيها أنني قررت العودة إلى المزرعة لأسباب خاصة حيث سأتغيب عدة أيام قبل أن أعود إلى هنا..
توقف عن الكلام ثم تابع وهو يحدق مباشرة إلى جوليا:
- وأضفت أيضاً... لأقضي شهر العسل.

rosalindas 22-12-10 10:11 PM

ترنحت جوليا ةوال اللون عن وجهها, يا إلهي! انتحبت في داخلها, لقد قرر أن يتزوج لورين أخيراًوسيعود معها إلى هنا.
همست: " تعود مع لورين؟ ""
رد عليها منتفضاً: بل معك أنت.
تألمت بصورة لا تصدق على هذه النكتة القاسية:
- معي أنا؟ هل أنت مدرك لما تقوله؟
- أنا مدرك ذلك كل الإدراك. يجب أن تفهمي أنك ستصبحين عروسي . سنعود إلى المزرعة حالاُ وهناك سأدعي أني أخذتك من حفلة آل رينود ثم سأوضح أنني لا أستطيع البقاء بدونك أكثر من ذلك وأننا سنتزوج فوراً.
كان هذا كثيراً جداً.
-لماذا ؟ لماذا تري الزواج بي؟
- إنه الحل الوحيد لأبعدك عن العار الذي تسعين إليه بعلاقتك مع أندريه.
- العار؟ أي عار هذا ؟ صدقني ما كنت لأفعل ما يسيء إلى سمعتك.
- أشك في هذا.
- وماذا عن لورين؟
- لم أبحث قط أمر الزواج مع لورين.
كادت الهستريا تسيطر عليها وقاومت لاحتواءها.
- هذا لا يعني أنك لا تعتزم ذلك.
قاطعها بحدة وكانت عيناه تبرقان عندما التفت إليها:
- من فضلك يا جوليا لا أريد أن أسمع المزيد. نحن سنتزوج وأفضل عدم الإصغاء إلى قصص مفبركة. أنت كالأخريات جبانة حتى الموت.
- ولكن لهذا الأمر علاقة بك.. لست مضطراً للإلتزام بزوجة لا تعجبك حتى..
- كفي عن استنتاجات خاطئة.
تنهدت باستخفاف:
- أعرف أنك ترفض التحدث في الموضوع ولكن أتمنى عليك أن تمهل نفسك وقتاً لتعيد التفكير.
- لن أبدل رأيي, وليس لدي رغبة بذلك.
أغمضت عينيها عندما اقترح عليها أن تأخذ قسطاً من الراحة.
منتديات ليلاس
لم يكن يحبها, ولكن بسبب سوء ظنه بها قرر أن يتزوجها. كان يحميها طول الوقت وهو أمر مسلم به ولكنها لم تلاحظ في الوقت ذاته إلى أي مدى يأخذه الحس بالمسؤولية. لم تعتقد أنها ستغفر لنفسها أبداً لتغاضيها عن هذه الحقيقة. لقد ذهبت إلى إيجيان هذا المساء واندفعت في مخطط غبي أوقعت نفسها به, ولدى غاي كل الحق في إساءة الظن بها ويجب أن تكون مستعدة لتدفع ثمناً غالياً.
ما حيرها عندما وصلا أن الجميع لم يرتابوا بقصته عن وقوعه في غرام جوليا إلى درجة لا يمكن الإنتظار, وقد مرت حتى إشارته إلى أنه خطفها من حفلة آل رينود بدون أن تثير ريبة أحد.

rosalindas 22-12-10 11:59 PM

لقد حاولت, توسلت إلى غاي حتى اللحظة الأخيرة أن يفكر ثانية, أخبرته الحقيقة ولكنه اكتفى بالضحك عليها وهو يسألها:
- هل تطلبين مني أن أصدق أنك وجدت الشجاعة لتأوي إلى سريري؟
حدق إليه بإحساس متزايد من الإحباط.
- منت أفكر في ذلك حتى تتركني أرحل.
ضحك كثيراً:
- سيسأل الكثيرون يا حبيبتي عن مدى رجاحة عقلك وليس عن دوافعك.
ايتكاعت أن تصرخ في وجهه من جراء الغضب السريع الذي شعرت به .
- إن ندمت في الأسابيع القادمة فلا تلمني بعد ذلك.!
فار غضبه بالسرعة ذاتها ولكنه كبته:
- كوني متأكدة أني أعرف دائماً ما الذي أفعله يا جوليا! وأنا لست مثلك أتصرف بتهور. سنتزوج غداً يا صغيرتي, أعجبك ذلك أم لم يعجبك. لقد برهنت بتصرفك الأخير أنك بحاجة لمن يسهر عليك, وأنا بحاجة إلى زوجة. وبما أننا نرتبط من خلال أفراد عائلة واحدة فأنا أعتبر ذلك ترتيب مناسبيا عروس.
كان قد أكد لجوليا أن زفافهما سيعقد بهدوء ولكنها لم تكن تتوقع أن يكون هادئاً إلى هذه الدرجة. ذهبا بمفردهما إلى الكنيسة ورافقهما صديقان لغاي ليشهدا على العقد. خلال حفل الإستقبال بذلت جهدها لتظهر سعيدة وهذه هي تعليمات غاي المبطنة.
منتديات ليلاس
سافرا إلى إيجيان بعد ساعتين تقريباً من زواجهما. علق غاي بصراحة وهما يلوحان بأيديهما مودعين:
- لا جدوى من إطالة شيء لا يتمتع به أحد.
ردت عليه جوليا بقسوة:
- من الطبيعي أن تكون خالتي مافيز حائرة, لابما تزوجنا بسرعة ولكنها عاجلاً أم آجلاً ستتقبل الأمر.
إذاً لاحظ هو أيضاً أن مافيز كانت منزعجة؟ ولعل ما أزعج مافيز هو لا مبالاته الواضحة.
- ربما استراحت إن سمحت لها بإخبار فايمي.
هز كتفيه: - إذن ترينني موحشاً لأني أبعدت أختي عن زفافي؟
- ولكن ذلك بيت القصيد ! إنها أختك ومن المحتمل أن تلقي باللوم علي! وتتساءل عن السبب.!
- السبب أني لا أطيق أن يأتي ليون برفقة فريق من المصورين والصحافة.
- الحقيقة الأكثر احتمالاُ هو أنك محرج مني!
صحح لها: - الحقيقة أني كنت أحاول إنقاذك من حرج غير ضروري. هل كنت سأهتم لو حضرت كل وسائل الإعلام في العالم أيتها الغبية الصغيرة؟
لقد استحقت ذلك. سلمت بالأمر وأحنت رأسها وهي تتمتم معتذرة. استشاط غضبها ثانية عندما سمعته يقول لها ببرودة:
- عندما يتزوج ابننا قد تغفرين لي.
لاشك أن الكلام عن الأبناء هو توبيخ إضافي لأنها متأكدة أنه لا ينوي إنجابهم ما بقي متزوجاً بها.

rosalindas 23-12-10 01:18 AM

علقت جوليا تماشياً مع مجرى أفكارها:
- هل لك أن تخبرني كيف سنجعل الناس يصدقون أننا زوجان يعيشان بصورة عادية؟
- بأن نكون فعلاً هكذا.
- أنا آسفة ولكني لم أفهم.
ابتسم لها بتعاطف:
-لن يكون ذلك صعباً إذا تعاونت معي.
دق قلبها بشدة لأنها لم تأخذ ذلك بالحسبان. أجابته بسرعة: أنا غير بارعة بالتظاهر.
نسيت أن هذا ما كانت تفعله في الأسابيع الماضية. تذكرت أنها تحب غاي وستمضي حياتها وهي تتظاهر بأنها لا تحبه.
ذكرها بقسوة: - كنت تعتزمين أن تصبحي ممثلة.
- كانت فكرة مجنونة.
أعجبها الدفء البادي على وجه برنارد عندما قدمها له. كانت مونيك على شاكلته إذ هرعت من داخل المطابخ :
-أهلا بك في إيجيان. نتمنى لكما السعادة الدائمة.
صافحت جوليا بحرارة ثم أخبرتهما أن طعام العشاء جاهز وبعد ذلك أمسكت بيد غاي وأخذته بعيداً .
منتديات ليلاس
تثاءبت جوليا باحتراس عندما أغلق الباب وراءهما: ماذا كانت تقول لك؟
- اوه. لقد كانت تهنئني على عروستي الجميلة.
كانت طاولة الطعام جاهزة. راقبها غاي طوال فترة العشاء بصورة لا تسر. بدا متعباً واجتاحتها موجة من العطف عليه وهذا إحساس جديد عليها, ارتجفت عندما أدركت مدى عمق عواطفها.
نهض غاي عندما امتنعت عن أكل الحلويات والقهوة قائلاً إنه سيلاقيها في غرفتها.
- أنت على وشك النوم على الكرسي ولكن هنالك أماكن مريحة أكثر.
- غرفتي, أنا ؟
جاء صوته بارداً وهو يشيح بصره عنها:
- نعم, إنها مجاورة لغرفتي . تعتقد مافيز أن الانجليز يفضلون الغرف المنفصلة ولذلك أمرت مونيك بتجهيز الغرفتين, والأمر يعود لنا بالنسبة للغرفة التي سنأوي إليها.
لم تجب جوليا, كانت في حيرة من أمرها. أعتلى الاحمرار وجنتيها وتسارعت دقات قلبها بشدة بحيث أصبح التفكير السليم مستحيلاً. لو أعطاها غاي إشارة لارتمت بين أحضانه حالاص ولكنه بدا ممتنعاً.
تعثرت وهي تسير خلفه إلى غرفتها. ما إن أصبحت في الداخل حتى أغمضت عينيها وهي تشعر بالعجز. لذا لما عاد إليها مالت إليه.
- أنت على وشك السقوط.
قال هذا ثم حملها وألقاها على السرير.
اعتقدت جوليا التي تسارعت دقات قلبها بجنون أنه سيعانقها وعندما رأته ينتصب على قدميه لم تحتمل الأمر فرفعت ذراعيها إليه ونادته باسمه وكان التوسل البادي على وجهها غير مفهوم ولكنه أوصل الرسالة.
تريث وقد ضاقت عيناه وكأنه لا يصدق دعوتها الصامتة: نعم ؟
كانت تشعر بخجل شديد ومع ذلك قالت:
- ألن تعانقني متمنياً لي ليلة هانئة؟
تجاوبت معه عندما عانقها وتدفقت كل أحاسيسها. لقد أدركت الآن فقط أن لا داعي لإخفاء مشاعرها لأنها اصبحت زوجته ومع ذلك انتابتها غريزة عذرية مجنونة في الهروب منه.
ارتجفت وهي متعلقة به وسمعت ضربات قلبه القوية وقسوة ذراعه.
فجأة نهض وكأنه عاد إلى رشده للتو وابتعد عن السرير قبل أن تدري ما يحصل, وقال لها بحدة:
- أنا آسف يا جوليا, لا اريد أن أؤذيك.
توقف هنيهة ثم اردف:
يجب أن تتذكري أنه من السهل إغواء الرجل حتى وإن لم تتدخل مشاعره يصبح الأمر أشد خطراً.

************************************************************ *************************



نهــــــــــــــــــــــا يـــــــة الـــــفصل الســــادس

rosalindas 23-12-10 01:29 AM

الفـــــــــصــــــــــــــل الأخـــــــــــــير


أرجــــــــــــــــــــــــــــوك أن تسمــــــــــــعنـــــــــــــــــــــــــي

ريماس27 23-12-10 02:31 AM

ياروزالينداااااااااااااااااااااا لازم تحرقين اعصااااب ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

rosalindas 23-12-10 11:05 AM

سلامة أعصابك عزيزتي ريماس
لا تزعلي مني سوف أبدأ حالا بكتابة الفصل الأخير لعيونكم جميعاً
تحياتي لكل من تتبعت الرواية منذ البداية:
:flowers2::flowers2::flowers2:flowers2:

rosalindas 23-12-10 12:05 PM

أبعدت جوليا يديها عن وجهها لتحدق إلى غاي الذي كان يهم بإغلاق الباب خلفه. كان واقفاً بقامته الطويلة وبكتفيه العريضتين أمام عينيعا بجنون ولم يمنعها من الجري خلفه إلا الكبرياء.
لقد أدرك غاي أنها سترضى أن تكون له مع أنها تعلم أنه لا يحبها, ولن تحصل منه إلا على الإحتقار. أخذت ترتب السرير بعينين جافتين ثم دخلت إلى الحمام وأنعشها الإستحمام , كيف ستحصن نفسها من رجل هو زوجها منذ أقل من اثني عشرة ساعة؟
منتديات ليلاس
في الصباح عندما نزلت لتناول الفطور كان غاي قد خرج وأصيبت بشيء من خيبة الامل. حيتها مونيك وهي تدخل إلى المطبخ ثم ابتسمت بعدما رأت وجه جوليا المتجهم.
قالت لها برقة قبل أن تسأألها: - أتشعرين بالشوق إليه كثيراً يا آنسة ؟ أوه, أنا آسفة كان يجب أن أقول يا سيدتي ولكنك تبدين شابة جداً.
ردت جوليا لها الابتسامة: - ولماذا تزعجين نفسك بالألقاب؟ اسمي جوليا.
برقت عينا مونيك بالتقديروهي ترفع وعاء القهوة من الموقد:
- قهوتك جاهزة وكنت على وشك أن أجلبها لك.
جلست جوليا بعدما أشارت مونيك بيدها إلى الطاولة وأخذت تسكب القهوة الساخنة في كوبين.
- ألا تمانعين إذا شاركتك شرب القهوة؟
ضحكت جوليا:
- بالتأكيد لن أمانع, ولكن لا اريدك أن تدلليني.
- يجب أن تدلل كل عروس قليلا. لقد ذهب برنارد مع غاي بعدما تناولا الفطور.
شعرت جوليا بالذنب.
- كان علي أن أنهض باكراً لأتناوله.
- ولماذا؟ أنا هنا, ولهذا السبب أقبض راتباً.
لم تستطع جوليا أن تصدق أن مونيك خادمة عادية. قضمت فطيرة ساخنة من مربى الكرز وانتظرت لحظة قبل أن تسأل بحذر:
- هل تعملين وزوجك مع غاي منذ مدة طويلة؟
- منذ عشر سنوات تقريباً, والد برنارد صديق حميم لغاي. عرض عليه العمل في إيجيان عندما عبر عن رغبته في زراعة الكرمة.
- ألم ترغبي في امتهان مهنة ما؟
ضحكت مونيك: ولكن عندي مهنة كزوجة لبرنارد وأم لأولاده. نحن نحب الإقامة هنا كحبنا لبعضنا بعضاً.
جالت جوليا في أرجاء البيت بعد الانتهاء من شرب القهوة.
- لقد عزمت على فتح بعض غرف الطابق السفلي لأنك لن تستطيعي العيش في المطبخ.
- يجب أن تسمحي لي بمساعدتك.
- ولكنك في شهر العسل.
- وقد هجرني زوجي منذ الآن.
- لا, أنا لا أصدق ذلك. كل ما في الأمر أنكما تزوجتما على عجلة وفي وقت يجب أن تنزج فيه أمور كثيرة, ولكنه سيكرس نفسه لك كلياً بعد يوم أو يومين.
عاد غاي إلى البيت ساعة الظهيرة وكانت مونيك قد اضطرت للعودة إلى بيتها لأن المدرسة أرسلت أحد أولادها إلى المنزل بسبب وعكة صحية. جالت عينا غاي على وجهها الشاحب, ولكنه لم يقل إلا أنه غيرجائع. تلعثمت جوليا واستحوذ عليها شعور بالاحباط من جراء نظراته الباردة.
ابتعد عن حوض الجلي وجفف يديه:
- سنخرج هذا المساء فيوفر عليك ذلك هناء الطبخ. ومن المفترض أن تأتي مونيك غداً.
- أنا لا أمانع في ذلك.
لولا التوتر الذي بينهما لاعتقد أي شخص أنهما يتقابلان للمرة الأولى.
- يجب أن أخرج ثانية بعد الظهر, أخشى....
- هل أنت مشغول كثيراً؟ هل أستطيع المساعدة.؟ على كل واحد أن يتعلم.
- إنها مزرعة كبيرة يا جوليا. وليس هناك ما يمكن أن تفعليه.
استعد للخروج من دون أن ينظر إليها:
- تجملي لهذا المساء.
عندما ذهب غاي رن جرس الهاتف, فردت جوليا التي راعها سماع صوت لورين وهي تسأل بحدة: هل غاي موجود؟
- لا...
- لا عليك, لا داعي للبحث عنه فأنت من أريد التحدث إليها.
حثتها غريزتها على إقفال السماعة في وجهها وتمنت لاحقاً ذلك. ولكنها تجاهلت صوت الإنذار في داخلها لأنها كانت تشعر بالذنب. أدركت أنها حطمت حياة لورين وغاي.
لم يكن في توبيخ لورين العنيف ما لم يسبق ان سمعته من ذي قبل إلا شيئاً واحداً جعلها تشعر بأسوأ مما كانت عليه.
- لا أعرف كيف استطعت أن تجري غاي أمام الكاهن. تم ّ الامر على عجل فاستنتج الناس أموراً كثيرة.
- إنهم على خطأ.
- ألا تستطيعين الكلام بصوت عال؟ لقد حذرت غاي عندما وعد والدك بالاعتناء بك وبحراستك ولكن غلطة الشاطر بألف, على أي حال ينوي غاي أن يطلقك.
لم تدر جوليا متى وقعت السماعة من يديها المرتعشتين فتوقف صوت لورين الحقود عن أذية أذنيها المخدرتين. تألمت عيناها من دموع لم تذرف. كيف استطاع والدها أن يفعل شيئاً كهذا؟ هذا يوضح الشيء الكثير خاصة زواجه بها.

شووقهـ 23-12-10 12:36 PM

حزنتني جولياا بكيت عشانها

وهذا الغبي غاي ما يعرف يتعامل معاها

متابعاكِ ياعسل

مودتي لكِ

rosalindas 23-12-10 03:40 PM

دهشت جوليا كيف استطاعت أن تستحم وترتدي ملابسها, لم يخبرها غاي ما يجب ان ترتديه فاختارت عشوائياً ثوباً من الحرير يصلح للمناسبات الرسمية. سألته وهما في طريق الخروج من البيت: إلى أين سنذهب ؟
ـ انتظري تري.
كانت مستعدة لذلك فقد ظهر أنه من غير المهم إلى أين سيذهبان أو كم من الوقت ستستغرق الرحلة. كانت تفكر في أفضل طريقة لتفتح معه موضوع والدها, ولكنها فضلت الانتظار حتى تهدأ ثائرتها لانها كانت تشعر أنها ستهاجمه عوضاً عن مناقشة المسألة بهدوء.عندما توقفا أخيراً أمام بيت هالها ما سمعته من أنغام الموسيقى وضحكات الحاضرين.
التفتت نحو زوجها حائرة وخائفة: أين نحن؟
ــ عند صديق,لقد دعينا إلى حفلة يقيمها. هل تظنين أنني ممن يقتحمون الأبواب؟
ــ ولكنك لم تخبرني.
ــ اليس مسموحاُ أن أفاجأك؟ على أي حال لقد فكرت أنه سيكون أكثر تسلية من التحديق الأحمق ببعضنا بعضاً من فوق مائدة في مطعم.
دفعها بقسوة نحو زوجين في منتصف العمر.
ــ من يقيم هنا؟
ــ ألم تلاحظي بعد؟
تمهل لحظات قبل أن يقدمها لمضيفيهما, السيد و السيدة تيسيه : زوجتي.
دهشا وسرا لقدومهما.
يا أهلا بغاي, لقد أرسلنا دعوة وكنا نشعر أن أملنا بمجيئك كأمل إبليس في الجنة.
ــ خطر على بالي أن أمر بكم بضع دقائق, لقد غبتما فترة طويلة.
وفيما هي تفكر في مدى دهائه لإحضارها إلى هنا, جرها برشاقة قبل أن تتعرف إلى أي شخص آخر.
انتفض قائلاً: ــ هاهوالرجل العظيم يأتي بنفسه.
بدا الوضع أشبه بكابوس عندما رأت أندريه برفقة لورين, وفشلت في استيعاب كيفية وجود لورين في هذا المكان ولم يمض وقت على محادثهما الهاتفية.
قالت لورين:ــ لقد وصلت هذا الصباح, لم يكن في وسع فايمي المجيء فتوسلت إليّ أن أحل مكانها.لقد عانت أختك الكثير من جراء زواجك يا غاي.
ــ لا أظنها ستعاني طويلاً.
اجتاح الغضب والبؤس جوليا, فعلى الرغم من برودة أعصابه فهمت أنه أكد للورين ان زواجهما أمر مؤقت.
عندما بدا أن أندريه على صوته بعد طول انتظارطلب من غاي أن يسمح له بمراقصة العروس فلما أذن له شعرت ببؤس لم تشعر بمثله قط. لاريب أن غاي سعيد بالتخلص منها لأنها لاحظته سارع يراقص لورين.. راحت نظراتها المنهزمة تلاحق خطواتهما وتراقب بعجز كيف جرها من الغرفة إلى باب يقود إلى الحديقة. صعقها تصرفه بصورة جعلتها تلاحظ كيف قام أندريه بمناورة أوصلتها إلى الخارج ولكن في الاتجاه المعاكس.
نظرت إليه بسخط محذرة عندما توقف في القسم المظلل من الشرفة. لم تكن لديها الرغبة في التواجد مع اندريه على انفراد, كيف يمكنها أن تنتقد غاي لخروجه مع لورين وهي في الوقت ذاته تفعل مثله؟
ــ أرجوك يا أندريه أريد العودة إلى الداخل.
ــ سيكون لك ذلك بعدما تخبريني لماذا فعلت ذلك يا جوليا؟
ــ أتقصد لماذا تزوجت غاي؟
ــ نعم.
لم تشعر بالغضب لأن أدريه سبق وطلب يدها, وله الحق أن يسألها لماذا اختارت رجلاً آخر. كان لديها جواب آخر ولكنها ترددت في قوله لأنها ستكون المرةالأولى التي تنطق به عالياً:
ــ أنا أحبه يا أندريه.
رد عليها بوجه شاحب ومتجهم:
ــ لقد تكهنت ذلك, ومع ذلك صدمني الأمر عندما أصبح مؤكداً.ولولا اهتمامي بك كثيراً لكان مستحيلاً أن أغفر لك.
ـ أنا آسفة.
ــوأنا أيضاً, لأن لا أمل لدي بالفوز. تعالي لنرقص لآخر مرة يا صغيرتي ثم اتركيني غارقاً في أحزاني.
كيف لها أن ترفض هذه الدعوة؟ خاصة وهي لا ترى غاي في مكان ولم تشأ البحث عنه خشية أن تجده يعانق لورين.

rosalindas 23-12-10 04:25 PM

تحلق حول الموائد مدعوون أكثرهم من الشباب المرح وشكرت جوليا ربها لأنها لم تقابل من يعرفها ومع ذلك أحست بالراحة عندمااقترح عليها أندريه انتظاره بجانب بركة السباحة. ثم حدث ما لا يصدق, فبعد ابتعاده اقترب منها شابان يتمازحان ببراءة وصخب فدفعاها إلى البركة عن غير عمد.
منتديات ليلاس
سمعت جوليا التي كانت تغوص في المسبح صرخات استغاتة.. رمى أندريه نفسه وراءها وانتشلها وحملها بين ذراعيه وهي تكاد تختنق. لم تدر ما الذي يحدث حتى وجدت نفسها ملقاة على سرير أندريه.
ــ أنا آسف يا عزيزتي, تكلمي معي, أخبريني هل أنت بخير؟
فيما كانت تزدرد وتومئ برأسها أخذ أندريه بنزع عنها ثوبها المبلل وأشاح بصره عنها نحو الخزانة:
ــ سأجلب لك ما ترتدينه.
ــ لا يستحسن أن أكون هنا.
ــ لم أستطع تركك في الأسفل على هذه الحالة.
عندما كان ينحني لالتقاط ثوبها عن الأرض عانقها وفي اللحظة ذاتها خلع الباب ودخل غاي.
انفجر صوته بغضب مدمر:
ــ يا إلهي ما الذي يحدث هنا ؟

rosalindas 23-12-10 07:49 PM

وضع أندريه ذراعه حول كتف جوليا ليحميها:
ــ انتظر, لا أعرف ما الذي تظنه..
بدا غاي وكأنه على وشك أن يرتكب جريمة. قاومت جوليا الوهن في ركبتيها.
ــ كنت على وشك النزول...
ــ بعد ماذا؟
ــ هدئ روعك, أنت تذهب بعيداً باستنتاجاتك.
ــ ليس أبعد مما ستحصل عليه لوكان عندي وقت أكثر.
تقدم غاي من أندريه الذي تراجع خائفاً.
كان غضب غاي أحد من سكين فارتدت جوليا مثل أندريه ووقعت على السرير,الأمر الذي أشعل غضبه أكثر.انتزعها عن السرير بوحشية وحملها إلى سيارته.
شعرت جوليا التي سحقتها بقوة ذراعاه وتجمدت أوصالها من البلل بالعجزالتام. همست باسمه<<غاي<< والدموع في عينيها ولم تتلق جواباً.
منتديات ليلاس
ــ هل لك أن تصغي ؟
توسلت إليه وقد بذلت جهداً لتتكلم فهي لم تره قط بهذا الغضب.
ــ اخرسي .
حاولت مرة ثانية: أنا ...
ــ إذا نطقت بكلمة واحدة فقط , وليساعدني الله, فقد أقتلك.
تساءلت ما الذي سيحصل الآن؟ هل غاي سيطردها وينهي زواجهما؟ ربما عنده الحق في أن يغضب خاصة وقد وجدها في غرفة أندريه.
استطاعت أن تدخل إلى البيت رغم الاجهاد الذي عانته من الرحلة الصامتة. هدأت أعصاب غاي ولكنها أحست أن عينيه تكادان تحرقانها من الخلف وكم أخافها هذا التحكم بأعصابه.
انتفض بها قائلاً:
ــ انزعي عنك هذاالروب حالاً.
لم يكن عندها نية في استعراض نفسها عليه وهي على هذه الصورة.
ــ سأفعل ولكن في الطابق العلوي,
ابتسم لها أو ربما مط شفتيه فقط, مزق عنها الروب المشؤوم وألقى به في الموقد فارتاعت جوليا وهي تراقب ألسنة النار تلتهمه قبل أن يغلق باب الموقد.
ــ هذا الروب لأندريه.
ــ سأدفع له ثمنه.
جزعت فجأة وحاولت الالتفاف بعيداُ عنه ولكنه أمسك بها.
ــ لن تذهبي إلى أي مكان بدوني الليلة.. وللأبد..ربما سأكتشف إلى أي مدى ذهب أندريه في التعدي على شرفي.
ــ لم يفعل.

زهرة منسية 23-12-10 09:18 PM

اوه يا روزالنداااااا وقفتى فى اجمل اجزاء الروايه يا ريت تكمليها

rosalindas 23-12-10 09:47 PM

قطع احتجاجها بوضع يده على فمها وجرها بسهولة على الدرج. لم تستطع أن تلتقط أنفاسها حتى وصلا إلى غرفته. رماها في وسط السرير الكبير من دون أن ينبس بحرف ثم شدها إلى ذراعيه بقسوة وأدار وجهها لتنظر إليه. كانت ترتجف من شدة الخوف ولم تستطع المقاومة. ارتعدت أوصالها عندما أمسك رأسها بطريقة جعلت الفرار منه مستحيلاً. فجأة شعرت أن العاطفة سيطرت عليهما بعدما عانقها وحاولت بيأس أن تسيطر على ردة فعلها لتجد القوة الكافية لتدفعه عنها. شعرت أنه يعانقها لكي ينتقم منها لأنها اضطرته إلى ترك لورين والحفلة ولمحاولتها تلطيخ سمعته. وضعت يديها على صدره وأحست بدقات صدره المضطربة.
منتديات ليلاس
ــ غاي. اسمعني من فضلك.
ــ لا .. إن كنت سأعلمك شيئاً واحداً فسأعلمك كيف تكونين زوجة وفية.
رن جرس الهاتف الموضوع إلى جانب السرير, ولما استمر بالرنين انطلق صوت غاي بالسباب والتقط السماعة وصرخ ( نعم)
وقال بعد لحظة: يا إلهي, هل تجرِؤ على ذلك؟
عرفت جوليا أن المتكلم هو أندريه,شعرت بالبرودة تسري في عروقها وهي تلاحظ عودة الغضل إلى غاي.
انتفضا عندما سمعته يصرخ:
ــ أتقول إن أحداً أوقعها في البركة وأنها كانت نصف غائبة عن الوعي عندما أخرجتها, لماذا لم تقل لي ذلك؟
توقف قليلاً ثم استطرد:
ــ نعم,أنا أوافق,إنها غلطتي لأني لم أصغ, ولكن يبدو أني أصبح مجنوناً عندما يتعلق الأمر بجوليا. لا.. أنا أثق بكلامك وأعتذر, وأنا أشكرك. والآن أرجو أن تعذرني لأن علي أن أعتذر من جوليا ايضاً.
أضاف أندريه شيئاً آخر قبل أن ينهي المكالمة, شيئاً أخرس غاي.
نسيت جوليا أمر الفرار وهي تراقب تقلصات عضلات فكيه وسمعته يستعلم بتثاقل:
ــ هل فعلت ذلك؟
كان تأثير ما قاله أندريه على غاي غريباً لأته بدا ضائعاً وهو يضع السماعة في مكانها.
ــ غاي؟
لم يرد على توسلها الخفيض بل نهض عن السرير وابتعد. وجدت جوليا صمته مخيفاً أكثر من ذي قبل فهمست: ــ ماذا قال اندريه لك؟

rosalindas 23-12-10 10:51 PM

وضعت بدها على ذراعه لتخفف عنه فراح يحملق إلى يدها وتشنح وجهه بالألم.
ــ لقد قال إتك تحبينني.
<< اوه<< طأطأت جوليا رأسها وهي ترتعش كلياً, شعورها بالفرح جعلها تترنح.كيف سيضحكعليها في سره؟
تكلمت بدون أن تستطيع النظر إليه وسمعت أنفاسه الثقيلة.
ــ إنه ينطق بالحقيقة.لقدأحببتك منذ البداية تقريباً, ولأني أحببتك كثيراً حاولت أن أتركك.
حاول مقاطعتها ولكنها لم تدعه بل أكملت والدموع تنهمر من عينيها:
ــ وبدل أن أتركك وأترك لك الحرية لتتزوج لورين, أجلرتك على الزواج بي, أنا عبء وضع على كاهلك بصورة دائمة.
منتديات ليلاس
ناداها (جوليا) وأجبرها على السكوت لأنه أمسك بها فجأة بتصميم ويأس:
ــ أنت لا تعرفين عما تتكلمين. أنا لم ارغب في لورين أو في أي امرأة أخرى غيرك. لا تبكي يا حياتي. أنت الوحيدة التي احببتها ورغبت أن أحمل عبئها دائماً.
ــ ولكن كيف تقول إنك تحبني وبعد الظهر أخبرتني لورين على الهاتف أنك تسعى للطلاق؟
حدق غاي إلى وجهها الشاحب بوجه منجهم:
ــ لماذا لم تقولي لي شيئاً لقد اخترعت لورين هذه القصة.
شعرت بقوته عندما تعلقت به لتجعله يرى الشوق الكبير في عينيها.
ــ أنا أحبك يا غاي. أنا أريد...
وضاعت الجملة عندما وضع يده على فمها وعانقها بقوة وشغف...ز
تاشدته بصورة فجائية وهي تدرك أنها لن تستطيع أبداً فقده:
ــ لا تتركتي.
عانقها مراراً قبل أن يجيبها:
ــ على ما أذكر أنك أنت من كان يخطط لتركي. لم أعتزم قط أن اتركك فأنا أحبك حباً جماً.
ــ هل أنت متأكد؟
ــ نعم.
انهمرت دموع الندم من عينيها:
ــ لو عرفت ذلك فقط لوفرت عليّ وعليك عناءاً كبيراً.
ــ كنت قاسيا معك, لا أطنني أسامح نفسي.
همست بصوت مرتجف من قوة العواطف:
ـــ لماذا كنت مصمماً على عدم الافصاح عن مشاعرك؟
ــ كنت خائفاً. أولا لأنك شابة يافعة فيما أنا أقترب من منتصف العمر. كنت أعرف أنك منجذبة إلي, ولكني أحسست كلما عانقتك أني أستغل سذاجتك. ولكن رؤيتك مع أندريه كادت تدفعني إلى الجنون و هذا ما جعلني ادرك انني لن استطيع ان ادعك ترحلين. كنت سأعود في اليوم التالي لأتوسل إليك حتى تصبحي زوجتي.
صرخت به:
ـــ لم تكن بحاجة للتوسل, لأني أحبك كثيراً.
تمتم بصوت أجش: وأنا أحبك أيضاً.
طوقت عنقه بذراعيها وسمعت دقات قلبها التي أرادت أن تذوب به.
ــ يجب أن نتكلم عن أمور كثيرة.
ــ لاحقاً, كل ما أريد أن أعرفه الآن هو أنك لن تتوقفي عن حبي إلى الأبد.
لقد عرفت الآن قمة العاطفة والرضى. أما القمة الأخرى فستعرفها عندما تنجب له ولداً في المستقبل وهذا ما تستطيع مواجهته بمنتهى الشجاعة. فحبهما سينمو ويزدهر ولن يكون هناك من يقدر على تحطــــــــــــــــــــيمــه.


النــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــــا يـــــــــــــــــــــــــــــة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

rosalindas 23-12-10 10:55 PM

اتمنى أن أكون قد وفقت في الكتابة
واسفة جداً عزيزاتي على التأخير
تحياتي لكل من تابع الروايه وشكرا جزيلا على ردودكم وتعقيباتكم على الموضوع

:flowers2::flowers2::flowers2:

lafloufa 23-12-10 11:25 PM

:55:كتير كتير كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير حلوة يسلمووووو

rosalindas 23-12-10 11:44 PM

ميرسي عزيزتي على مرورك

زهرة منسية 24-12-10 12:53 AM

كتيييييييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييييييييييييير حلوه تسلم ايديكى انا مبسوطه انك كملتيها فى انتظار المزيد منك

ريماس27 24-12-10 01:45 AM

يااااااااااااااااااحبيبتي يارووووووووزااااااااااااا اشكرك على ردك لي وعلى ى ى ى اهتمااااااااااااااامك باعصاااابي هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

بتمنى تقبلينهاااااااااااااااااااااااااااااااا

rosalindas 24-12-10 01:59 AM

لاشكر على واجب عزيزاتي
انا اللي لازم اشكركم على تشجيعكم لأن هذه أول مشاركة لي في المنتدى
وإن شاء الله ستكون روايات أخرى مشوقة



:29ps:

شووقهـ 24-12-10 02:30 AM

يعطيك العافية روزي

رواية جميلة ورائعة

مودتي لكِ

rosalindas 24-12-10 11:12 AM

يعطيك العافية عزيزتي
وأنا سعيدة بمرورك


:103gi:

جننوني 25-12-10 12:18 AM

شكرا يعطيـــــــــــــــك العافيـــــــــــــــــة

rosalindas 25-12-10 01:27 AM

:besm8dg4:


شكرا لك عزيزتي على ذوقك

samahss 25-12-10 07:55 AM

:55::rdd17ns5:

rosalindas 25-12-10 01:05 PM

:rdd12zp1:

سعـــــــــــــــيـــــدة بـــمـــــــرورك عــــــــــزيــــــــــــــــزتــــــــي


:0041::0041::0041:

Rehana 25-12-10 08:31 PM

تسلم اناملكـ الى تعبت في كتابة الرواية
يعطيكـ الف عافية وبانتظار روايتك القادمة:flowers2:
http://as7apcom.com/bilo/icons/thank...ks%20(131).gif

rosalindas 26-12-10 12:21 AM

:29ps:

شــكـــراً عـــز يـــز تـــي لمـــرورك



:rdd2lq9:

saba_samim 26-12-10 08:52 PM

جدا حلوة الرواية مشكورة

charouza 27-12-10 10:22 AM

yeslamoooooooooooooooooo rozalinda

rosalindas 28-12-10 05:03 PM

شــــــــــكــرا عــزيــزتي على مــــــــرورك

لك مني الف تحية

charouza 31-12-10 10:46 AM

machkoura ya 3asal raw3aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa

نجلاء عبد الوهاب 01-01-11 01:29 AM

:55:رائعة للغاية

rosalindas 02-01-11 04:26 PM

مــــر سـي عــز يــز تي نــجــلا ء علـى مـرورك


كل سنة و الجمــيــع بـخــيــر

ندى ندى 22-01-11 07:11 PM

شكرا على الرواي الحلوه

rosalindas 26-01-11 02:39 AM

لا شكر على واجب عزيزتي ندى
سعيدة بمرورك
لك مني الف تحية

ملك محمد 05-02-11 05:32 AM

ميرسى كتير على الروية الجميلة وعلى فكرة دى اول مرة اشترك فى منتدى
وشكرررررررررررررررررررررررررررررررا:dancingmonkeyff8:

سومه كاتمة الاسرار 09-02-11 12:47 AM

يعطيك العافيه الروايه كانت رائعه منتظرين جديدك ياقمر لالا تتاخرى علينا
:flowers2::flowers2::flowers2:
:8_4_134:

sara00 09-02-11 02:51 PM

عن جد الرواية روعة مشكورة

hoob 27-02-11 04:42 PM

:dancingmonkeyff8: روايه روعه ونتمنى المزيد من الابداع :dancingmonkeyff8:
:flowers2:

طيف السما 02-03-11 04:26 AM

شكراااااااااااااااااااااااااااا تسلم ايديك

صداقة للابد 04-03-11 02:26 AM

يسلموا رواية رائعة
شكرا على مجهودك الرائع
وفى انتظار المزيد
:dancingmonkeyff8::flowers2:

شاهد 27-03-11 09:46 PM

مشكووووووووورة

انجلى 03-04-11 07:21 AM

:flowers2::55:الرواية ممتعة ورائعععععععععععععععععععععععععععع شكرا لك على مجهوداتك

المغتربه 11-04-11 05:23 AM

مشكووووووووووووووره من اجمل الروايات احلام اللي قريتها.

سماري كول 17-05-11 06:33 AM

تسلمين الغاليه ع الروايه

سهر اليل 19-05-11 09:43 PM

يسلمو كتييييييييييييييييييييييييييير موفقة بهالرواية

دلوعة فلسطينيه 10-06-11 04:45 AM

روووووووووووووووووووووعه:55::55::55:

نجلاء عبد الوهاب 15-06-11 09:56 PM

:Welcome Pills4::LgN05096::rdd12zp1::welcomepirate2::welcome_pills3:: friends:رواية ممتعة جدا وسبق لى قرائتها اكثر من مرة:8_4_134::party0033:

بهوج 22-06-11 05:35 PM

حلووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووة شديييييييييييييييييييييييييييييييييييييد تسلمييييييييييييييي

rosalindas 08-07-11 03:29 AM

اسعدني جداَ مروركم عزيزاتي وأتمنى القاكم قريبا في رواية جديدة

:8_4_134:

wedad r 12-07-11 07:59 AM

رووووووووعه جدا وشكرا لك

nounoucat 17-08-11 04:57 PM

merci pour ce roman, l'histoire est vraiment émouvante
bravo pour ton choix
:55:

سنوويت 17-08-11 05:07 PM

:liilas::liilas::liilas:

نونا المجنونه 19-08-11 10:06 PM

بجد تحفه اوووووووووووووووووووي

أسيرة الاحزان 21-08-11 03:15 AM

يسلموووووووووووا

afifa33 21-08-11 04:20 PM

mericiiiii:55:

أميرةالاحساس 12-09-11 09:09 AM

شكرا على الرواية الحلوة ويعطيكي العافية على الكتابة المميزة
جزاك الله خير

وردة الزيزفون 16-09-11 02:31 AM

يسلمو على الرواية جدا جميلة بس حسيت انها ممم ناقصة شي او الاحداث مو مترابطة .........مع اني حبيت جوليا وكرهت لورين وتمنيت انو غاي يشرشح هالورين عديمة الكرامة بس اهم شي النهاية كانت جميلة ننتظر جديدك

أميرة الحزينة 19-09-11 11:48 AM

shoukran rewaya jamila

ملك فارس 02-05-12 12:21 AM

رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررروعه وشيقه جدا وشكرا لكى :liilas::liilas:

نجلاء عبد الوهاب 19-06-14 11:47 PM

رد: 135-الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة)
 
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::110::110::110::110::110::110::We lcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::band1::band1 ::band1::band1::congrats::congrats::congrats::welcome5::welc ome5:

جوهرة الدانة 24-06-14 02:59 AM

رد: 135-الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة)
 
شكرًا عزيزتي الرواية جميلة جداً وتنم ع ذوق رفيع شكرا

الجبل الاخضر 07-07-14 06:54 AM

رد: 135-الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة)
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

ايدن 20-07-15 03:43 PM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
روايه مشوقه شكراً

اميرة مورا 29-07-15 12:05 PM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
روايه رااااائعة مشكورة

marrhsa 02-08-15 10:03 PM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
شكرًا جزيلا لم

شاديتي 03-08-15 01:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة marrhsa (المشاركة 3547663)
شكرًا جزيلا لم

رواية رائعة جدا

bose cat 03-08-15 08:01 AM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
شكرا علي رواية

امبراطورية ع 03-08-15 03:00 PM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
روايه رائعه من النوع اللى بحبه
سلمت اناملك

jamila hind 13-04-16 08:08 PM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
Bravo hbiba raha vraiment swina besafffffffffffffffffff
bonne continuation sweety

tahanyskr 12-03-17 05:37 PM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
روايه فى غايه الجمال شكرا

فرحــــــــــة 13-03-17 02:21 AM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
غاليتى
rosalindas
قصة جديرة بالقراءة
سلمت يداكى على حسن الاختيار
ولك منى كل الشكر والتقدير
دمنى بكل الخير
قيض ودى

الوردة بيضاء 17-11-17 11:08 AM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
:55::55: رواية رائعة ، شكرا على كتابتها :55::55:

ام رجوان 18-11-17 02:56 PM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
رواية جميله 💋🌷

paatee 19-02-19 01:35 PM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
يعطيك العافيه تسلم الانامل ننتظر جديدك

نجلاء عبد الوهاب 25-08-23 11:40 PM

رد: 135 - الخطوة الاخيرة - مارغريت بارغيتر ( كاملة )
 
:ma1::ma1::ma1::ma1::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::ma1 ::ma1::ma1::ma1:


الساعة الآن 12:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية