منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   182 - على حد السيف - مارغريت روم - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t150437.html)

نيو فراولة 07-12-10 07:19 PM

لاحظت روزالبا فورا مدى أنزعاج جدها , وأنفعاله الصامت , فهو يفضل التحدث مع أمثاله من أفراد الطبقة الأرستقراطية الثرية , الذين يتمتعون بقدرة فائقة على التخاطب بذكاء ودهاء في أي موضوع يطرح عليهم , أما رد العجوز القروية , المتسم بالصدق والصراحة المتناهيين , فقد أثار سخطه وأزعجه ألى درجة كبيرة , وظهرت معالم الأستياء في نبرة صوته , عندما وجه حديثه ألى سلفاتوري قائلا:
" أعطيت أوامري قبل يومين لتجهيز قصري الواقع على شاطىء البحر , بكافة وسائل الراحة والرفاهية , لتمضيا فيه شهر العسل بسعادة وهناء , يمكنكما البقاء فيه ألى ما شئتما , والحصول على أي شيء أضافي تريدانه , وعندما تصبحان مستعدين للذهاب , سأطلب من أليساندرو نقلكما بسيارتي".
ضرب سلفاتوري الطاولة بيده , بقوة أفزعت روزالبا وأذهلتها , ثم قال بحدة بالغة:
" لا , أيها الكونت , لن أفعل ذلك أكلاقا! فزوجتي ستذهب ألى حيث أريد أنا , ومتى أريد , وبوسيلة النقل التي سأختارها بنفسي !".
منتديات ليلاس
وجّه الرجلان ألى بعضهما نظرات مشبعة بالحقد والعداء , في أول مجابهة عنيفة تحدث بينهما بعد المصاهرة , أصر سلفاتوري على ممارسة حقه كاملا , في التصرف كرجل يتمتع بسلطة مطلقة في بيته .... وعلى زوجته , ومع أن الكونت لم يوافق على ذلك بصورة فورية , ألا أن التقاليد الصقليّة الصارمة التي يتقيد بها... جعلته يعترف بالهزيمة أمام سيد عائلة ديابولو , ولكن رضوخه لم يأت عاديا وأنهزاميا , بل قال لعدوه الشاب بلهجة مشبعة بالحقد والكراهية .... أثارت أزدراء روزالبا وأشمئزازها :
"تسللت ألى قصري في بداية الأمر , كخفاش يستعين بظلام الليل وظلاله , عرفت عندئذ أن وجودك نذير شؤم وشر , وبأنك ستحدث الكثير من المتاعب والمشاكل , أعتن بحفيدتي جيدا , يا ديابولو .... لأنه لو مست شعرة في رأسها بأذى , فسوف أجد لذة بالغة وسعادة فائقة في معاملتك بالطريقة ذاتها .... التي يطبقها رفاقك المتوحشون مع الخفاش الذي يحتقرونه , سوف يلقى القبض عليك ... وتقتل بعد تعذيب مرير , ثم تدق ألى باب حظيرة الحيوانات بالمسامير ... ورأسك نحو الأسفل!".

الجبل الاخضر 08-12-10 03:58 PM

ننتظرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررر على احر من الجمر:dancingmonkeyff8:

ام الاولاد الثلاثه 09-12-10 04:28 PM

نحن فى الانتظااااااااااااااار وشكرآآآآآآآآآ لك

نيو فراولة 09-12-10 06:19 PM

13- هديل الحمام

لم تتوقف أبريل , حتى في اللحظات الأخيرة , عن القيام بمحاولة يائسة لتثني أبنة خالها عن الذهاب مع سلفاتوري ديابولو , قالت لها , وهي تودعها على بوابة القلعة:
" وعدت بأن تكون مراسم الزواج نهاية لهذه اللعبة السخيفة , فلماذا تذهبين معه الآن ؟ ألا تعرفين أنك ستصبحين ملكه , ولن يسمح لك بعد ذلك أطلاقا بمغادرة صقلية ؟".
حثّت روزالبا أبنة عمتها على فهم مشكلتها بصورة أكثر جدية , قائلة بلهجة هادئة :
" لست مضطرة للمي قدما في هذه التمثيلية المزعجة , ألا لفترة قصيرة جدا , فهذان الرجلان يكرهان بعضهما ألى درجة مذهلة .... ولن أشعر بالأطمئنان التام لأعود ألى بريطانيا , قبل التأكد من وجود سلفاتوري بعيدا عن متناول جدي , لا تقلقي , يا أبريل فسوف أعود خلال ساعات قليلة".
أحست روزالبا في تلك اللحظة , بأن سلفاتوري ديابولو يتعمد أثارة غضب الكونت وسخطه .
برقت عيناه بالأرتياح والرضى التامين , عندما تطلع نحوها وقال بلهجة ساخرة :
" أبتسمي لجدك , يا ذات الوجه الملائكي ! أكّدي له بأنك سعيدة ولست ذاهبة ألى الجحيم , كما يتصور ويعتقد !".
أغضبتها تلك العبارة الهازئة القاسية , ولكنها سيطرت على أعصابها وجلست في مؤخرة العربة .... فيما قفز سلفاتوري ألى مقعد القيادة , بعد أن أجلس عمته قربه , أما الكونت , الذي لم يتفوه بكلمة واحدة , أو يرفع يده مودعا , فقد بدا في وضع بالغ الصعوبة .... لأنه يحاول جاهدا كبح جماح حنقه وحقده.
وصلت العربة ألى الطريق العام , فبدأ الحصان يعدو بسرعة مذهلة , تقوقعت روزالبا المنهكة القوى والمرهقة الأعصاب , في زاوية العربة الصغيرة... وغطت في نوم عميق , ذلك لأنه لم يغم لها جفن طوال الأيام الثلاثة الماضية , هل نامت خلال تلك الفترة الوجيزة , لأنها شعرت بالأرتياح لتجاوز العقبات الأكثر صعوبة وخطرا في مهمتهما الدقيقة والحاسمة ؟
أنتفضت جالسة في مكانها , بعد مي ساعتين على مغادرتهم القلعة , لتفاجأ بتوقف العربة على أحد المنعطفات القاسية , شاهدت سلفاتوري , عبر عينيها شبه المغمضتين , وهو يقفز من العربة .... بعد أن سلّم الرسن ألى عمته وقبّلها على خديها , ثم أقترب من روزالبا ورفعها من العربة , قائلا:
" هيا بنا , أيتها الزوجة الناعسة !".
منتديات ليلاس
تثاءبت رغما عنها , قبل أن تسأله بصوت ضعيف هادىء:
" ألى أين سنذهب؟".
" ألى عش الغرام وشهر العسل , أيتها العروس الطفلة! وهل من أي مكان نذهب أليه , يا صغيرتي؟ سنفترق هنا عن العمة جيوسبينا , لأننا سنتابع رحلتنا بالسيارة".
لم يبد على عجلة من أمره لأنزالها ألى الأرض , فتصارعت الأفكار في رأسها وتضاربت المشاعر في قلبها , لاحظت أنها طوقت عنقه بذراعها , بصورة عفوية وغبية , عندما رفعها من العربة... وبأنها تشعر بأرتياح لا يمكن تفسيره أو تبريره , وهي مستلقية بين ذراعيه القويتين , كان وجهه قريبا جدا منها ,بحيث راحت أنفاسه الدافئة والناعمة تداعب وجنتيها , أحنى رأسه فوق وجهها وأخذ يحدق بها , فيما أختفت أبتسامته الساخرة بسرعة مخيفة.
أنتبهت روزالبا فجأة ألى النظرات المرحة التي وجهتها العمة جيوسبينا , فتملصت من بين ذراعيه وأبتعدت عنه بسرعة ... وهي تعاتب نفسها بعنف شديد على هذا الشعور الغريب المستهجن , أمسك بيدها وسارا نحو اللاندروفر , فرفعت العجوز السعيدة يدها مودعة وقائلة بسرور واضح :
" تمتعا بشهر العسل , ألى أقصى درجة ! لا تتوقفا عن أغضاب بعضكما , فغضب الحبيبين يجدد حبهما ويعزز قوته وثباته !".
أطلق سلفاتوري العنان لسيارته , دون أي تعليق على كلام عمته , تصورته روزالبا في تلك اللحظات الحساسة , كأنه خفاش ينطلق من الجحيم , أمسكت بباب السيارة بكل قوتها , كيلا يرتطم رأسها أو جسمها بأي مكان .... نتيجة السرعة الجنونية التي لا مبرر لها , وبخاصة على تلك الطرقات الجبلية الوعرة.

نيو فراولة 09-12-10 06:27 PM

لم يتحدث أي منهما ألى الآخر , طوال الساعات الثلاث التي أستغرقتها رحلتهما نحو الطرف الآخر من الجزيرة , كانت شمس المغيب تودعهما بأشعتها البرتقالية الخلابة , عندما وصلا ألى منطقة ساحلية جميلة ... يشرف عليها بهيبة وقوة مخيفتين جبل أتنا , لاحظت روزالبا فورا تلك القرى الصغيرة وأراضيها الزراعية الخصبة , على السفوح المنخفضة لجبل البركان ,ولكنها شعرت بالرعب والهلع , عندما أمتد نظرها ألى المناطق العالية.... وشاهدت تلك الصحارى الشاسعة التي لا يغطيها ألا الرماد , لا شك في أن الحمم البركانية الحارقة والمدمرة , التي يطلقها البركان الثائر بين الحين والآخر , تحرم تلك المنطقة بكاملها من أي أشجار أو نباتات .
توقفت السيارة ... أخيرا! النجوم البراقة منتشرة في السماء الصافية , كحبيبات اللؤلؤ التي سلطت عليها أنوار قوية كاشفة , شمّت رائحة البحر , وسمعت صوت أمواجه الخفيفة تتراقص على شاطىء قريب جدا , ثم لاحظت أن البيت الذي توقفا أمامه , يقع على حافة خليج صغير يعج بزوارق صيادي الأسماك وقواربهم , نزلت من السيارة ولحقت به نحو ذلك المنزل المربع الشكل , فكادت تتعثر في الرمال الناعمة ... بسبب توتر أعصابها وذهولها , فتح سلفاتوري الباب وأضاء القاعة , ثم أشار أليها لكي تدخل.
تأملت روزالبا ذلك المنزل الصيفي الصغير , الذي أثث بطريقة عادية جدا وبمفروشات قليلة لا تتطلب أكثر منها أي أجازة قصيرة قرب الشاطىء , ولاحظت أن البيت مؤلف من تلك القاعة المتوسطة الحجم وغرفتين صغيرتين محاذيتين لها , بالأضافة ألى مطبخ وحمام صغيرين وفجأة .... سمعته يقول لها , لأول مرة منذ بضع ساعات :
" أنه منزل صغير , أعارني أياه أحد الأصدقاء , ومع أنه لا يشبه أطلاقا القصر الذي حاول جدك أرغامنا على الأقامة فيه , ولكنه يكفينا ويفي بحاجاتنا".
منتديات ليلاس
أرتجف جسمها خوفا , وسألته بعصبية وأنفعال :
" هل تعني بأننا سنمضي الليلة هنا؟".
هز كتفيه ببرودة , وقال :
" سنمضي ليلة , أو أسبوعا , أو شهرا! من يدري!".
ثم أبتسم , وأضاف قائلا:
" ستعتمد فترة أقامتنا هنا , بصورة كلية , على مدى تجاوب كل منا مع الآخر".
حبست أنفاسها لحظة , ثم تنهدت وقالت له :
" أحاول منذ أيام , يا سلفاتوري , أن أشرح لك أمرا بالغ الأهمية ... ولكنك رفضت الأصغاء ألي , فهل تسمح الآن , بأن تستمع ألى ما سأقوله لك؟".
أستدار بسرعة نحو المطبخ , وهو يقول لها:
" أنا الآن جائع جدا , بحيث أنني لست قادرا على الأستماع ألى أي ثرثرة سخيفة , لماذا التسرع؟ ألا يمكننا التحدث بعد تناولنا الطعام؟".
لا! فأي تأخير بسيط سيزيد من صعوبة أيجاد مكان آخر , لأقامتها بقية هذه الليلة! ولكنها قررت التصرف بحكمة وروية لدى مرورها قرب السرير المزدوج , وتأجيل الحديث أل ما بعد العشاء ... ذلك أن الرجل المتعب والجائع لن يكون هادئا ومنطقيا ! ستنتظر حتى يأكل ويرتاح , ويصبح في وضع أكثر تقبلا لسماع معلوماتها المذهلة.
تبعته ألى المطبخ الضيق , وهي تفكر بالأسلوب الذي ستستخدمه في أبلاغه الحقيقة المرعبة , أحتكت أكتافهما في تلك الفسحة الصغيرة , فشعرت بخجل عميق ... وبتسارع مدهش في ضربات قلبها , تطلّع نحوها في تلك اللحظة الحرجة , بعينين ساحرتين أشعلتا النار في جسمها , وسألها :
" هل تحبين البيض المقلي بالزبدة , أم بزيت الزيتون؟".
أجابته بصوت مرتعش ألى حد ما , وهي تحاول السيطرة على مشاعرها :
" بالزبدة ..... شكرا".
" عظيم! هذا دليل خير وعافية بالنسبة ألى زواجنا ... فثمة شيء واحد على الأقل , مشترك فيما بيننا !".


الساعة الآن 01:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية