منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148278.html)

نيو فراولة 14-09-10 10:24 PM

أتجه أليها ثم قال :
" أؤكد أنك تجدين فيه رفيقا مسليا فأنتما من بيئة واحدة ,وتملكان القيم ذاتها.
وأظنك تدركين أن لنا منصبا علينا المحافظة عليه في هذا المجتمع , أنت وأنا , اللورد والليدي فوكس , من فوكس هول وهو منصب مرموق تربطه ألتزامات معينة , وبما أنك تحبين الأقوال السامية فأنني سأغادرك بعد أن أترك لك لك قولا مأثورا تمعنين التفكير فيه :
من ينل الكثير يطلب منه الكثير".
بقيت تامي محدقة لفترة باباب الذي أغلقه وراءه , لا شك أن كلماته المعسولة كانت تنطوي على التهديد .
" أما أن تنصاعي وألا .......".
مرة أخرى فرض بارون المستنقعات القانون على فتاة ثائرة من آل ماكسويل.
منتديات ليلاس
ثمة باعث دفعها ألى الغرفة الخشبية حيث كانت منذ بضعة أيام تبحث عن أدوات للرسم , فعثرت على لوحة زيتية يعلوها الغبار ووجهها ألى الحائط وكأنها وضعت هكذا عقابا , ثمة ما أثار أهتمامها في الوجه المرسوم على القماش وعندما رفعتها ألى النور أدركت ما هو .
نظرت ألى الصورة وكأنها تنظر ألى نفسها .
كان شعر ميغ ماكسويل كشعرها هي , ألا أنه يفوقه طولا وعلى شفتيها أبتسامة لأمرأة لم تعرف الندم , ولم يكن في العينين المرحتين ظل للجفاء أو العار.
أطلقت تامي زفرة يأس وقالت تطلب الأرشاد :
" ماذا تفعلين يا ميغ لو كنت مكاني ؟ هل تتحدّين مولاك وسيدك لأستثارة أهتمامه أم تكونين وديعة مطيعة؟".
لم تتغير ملامح اللوحة ولا صدر جواب عن الشفتين الجامدتين , ألا أن ضحكة ساخرة رنت في مسامع تامي عندما أنطلقت نفحة ريح من المدخل المفتوح وتلاعبت ببعض الأوراق في طريقها , خيل ألى تامي أنها تسمع نغما موسيقيا , ترديدا خافتا لأغنية قديمة تتغنى بها العمة هونور دائما :
عندما يريد الجمال سجانا.
وعندما يبدأ القتال والغزو
نحن , أبناء الحدود
لا تزال لنا قلوب الغزاة.

نجمة33 15-09-10 04:25 AM

قصه رائعه شكرا لك

نيو فراولة 15-09-10 12:27 PM

11- شجرة الأعدام

في الثامنة ألا ربعا من المساء التالي تسللت تامي من الباب الخلفي لفوكس هول وسلكت طريقها بحذر في ظلال الأشجار المصطفة على جانبي الطريق نحو البوابة الرئيسية.
لا شك أن فتيات الأمس كنّ يتصرفن هكذا , متحديات غضب عائلاتهن للقاء حبيب ممنوع , هذا هذا ما خطر لها وهي تفكر بالجبن الذي أعتراها بالرغم من عنادها وتصرفها الجنوني الطائش , كانت العمتان قد أوتا ألى غرفة الجلوس , وكان آدم مشغولا في مكتبه بأنجاز بعض الأعمال الكتابية التي هي آفة بالنسبة لحياة المزارع , أستأذنت تامي متذرعة بالصداع وصعدت ألى غرفتها ,وما أن دخلتها حتى راحت تستبدل ملابسها فأرتدت قميصا صوفيا أحمر وبنطلون أسود , كان ديرك قد أكد لها أنهما مناسبان للسهرة , ولكن الشجاعة خانتها لدى التفكير بالأسئلة والأعتراضات التي ستنتج عن مجيء ديريك ألى البيت , ولهذا لجأت ألى التسلل من الباب المؤدي ألى الدرج الخلفي.
برزت أنوار اليارة من الظلام لحظة وصولها وهي ألى الطريق الرئيسية , فراحت تلوّح بيديها بأنفعال شديد لتلفت أنتباه ديرك , صرير الفرامل مزق أعصابها المتوترة فألقت نظرة وجل حولها ثم أسرعت وفتحت باب السيارة وأنسلت ألى داخلها.
منتديات ليلاس
أنفجر قائلا:
" ماذا تعنين بظهورك المفاجىء على هذا النحو ؟ لو لم أبطىء للدخول في الممر الضيق لصدمتك بالسيارة".
ولكن غضبه تحول ألى قلق عندما رأى الخوف على محياها فقال:
" أنني آسف , أنت أيضا تولاك الفزع ,لماذا وقفت في وسط الطريق ؟ ألم تستطيعي أنتظاري في البيت؟".
صفقت الباب بعنف وقد أعتراها الخجل وهي توهمه أن الشوق دفعها ألى هذا التصرف.
قالت كاذبة وهي تلهث:
"أنني مستعدة منذ فترة طويلة فشئت أن أمشي ألى هنا لمقابلتك توفيرا للوقت".
شعرت بالأأرتياح عندما أبتسم وأدار محرك السيارة.
" كم متلهفة أنت , هذا لا يدهشني وأنت ربيبة لندن فأن هذه الحياة الجبلية تفزعك , أن هؤلاء الناس ذوي الأكتفاء الذاتي يكرهون المجتمع؟ هل هم وحوش أم هم فوق مستوى البشر ؟".
ولشدة دهشتها أستنكرت تامي هذا الأنتقاد اللاذع :
" أنهم بعكسنا غير أنانيين , لا يتذرعون بالأعذار لأختيار رفاقهم ".
رمقها بنظرة حائرة وقال بلهجة جافة:
" قد يكون لذلك علاقة بأختيارهم العيش في عزلة وسن القوانين الخاصة بهم".
فأجابت تدافع عنهم:
" أنهم من سلالة الغزاة ".
وقال بأستياء :
" مثلنا , لا تحذي حذو العديد من مواطنينا السكوتلانديين فينشأ لديك مركب نقص حيال الأقطاعيين الأنكليز , نحن , معشر السكوتلانيين , مرموقون لولا أرتباطنا بأنكلترا لعشنا كأمة لها ثقافتها الخاصة وقوانينها ومعاهدها , لعصور طويلة قاومنا أبتلاع الأنكليز لنا , تذكري ذلك يا تامي كلّما شعرت بخطر طغيان غطرسة آدم على معنوياتك".
كان ذلك كافيا لأنتشالها من هوة اليأس التي غاصت فيها , فشمخت برأسها وبان في عينيها بريق غريب عندما قالت بحدة:
" ما كان آدم ليوافق على خروجي معك , ومع ذلك فقد خرجت".
أنطلقا بالسيارة ما يقارب الساعة صاعدين تدريجيا في البداية , ثم أخذ المحرك يعمل جاهدا وهما يصعدان ببطء , كانت أشعة القمر الذهبية تمتد عبر القمم وتطل من بين الصخور فتصبغ المياه الرقراقة المتدفقة في أقنية شقتها في الصخور الصوانية وتنساب تحت الجسور وتختفي , ثم تظهر ثانية متراقصة في أنحدارها ألى البحيرة البعيدة في الأسفل .
وفيما كانت السيارة تطلق أنّاتها الأخيرة في الصعود أنبسطت الطريق أمام مبنى منخفض لنزل قديم , الأنوار تتدفق من نوافذه .
ترجلت تامي من السيارة وأتجهت نحو مدخل النزل مسترشدة بالضجيج وبخيط من النور , بينما داعبت أنفها رائحة الزهور البرية.
منتديات ليلاس
كان النزل يزدحم بشبان صاخبين يطلقون الضحكات عاليا , وبينما كان ديرك يشق طريقه نحو المقصف , ثعثر شاب يحمل صينية عليها أكواب المرطبات فيما كان يمر بالقرب من تامي فتشبث بكتفها فجعلها ترتطم بالجدار , وأطلق ضحكة وأستأنف طريقه متعثرا من دون أن يعتذر لها , فعضت على شفتها وأقرت بحكمة العمة هونور , لم تكن معتادة على معاشرة هذا النوع من الناس , مزيج للهجات متعددة لم تكن لأهالي الجبال , كان معظم الشبان يرتدون ملابس المشي , قمصانا صوفية سميكة تحت سترات زاهية الألوان وسراويل سهلة الأستعمال حشرت أطراف أرجلها في جوارب صوفية برزت من أحذية جلدية عالية ذات أزرار معدنية لماعة , كانت حقائب الصيادين مكدسة على جدران بيضاء وعليها صور قديمة للصيادين وبجانبها أبواق نحاسية طويلة وحيوانات قديمة مختلفة , أباريق من الصفيح تتدلى من السقف ينعكس عليها اللهب المتصاعد من كومة حطب ضخمة في وسط مدفأة مجوفة تحلقت حولها مجموعات من الفتيات والشبان جلسوا متربعين على الأرض.

نيو فراولة 15-09-10 12:40 PM


وفيما كان ديرك يقترب حاملا كوبين من المرطبات راحت أحدى الفتيات تداعب أوتار قيثارة , تجهم ديرك وهو يعطيها كوبها وقال:
"أنا آسف يا تامي , يقول صاحب النزل أن هذا المهرجان تقيمه مجموعة من الطلاب الراغبين في تبديد أموالهم ولا يمكن تشبيهه بحفلات المرح الأصيلة , عندما عارضت أحد منظمي المهرجان بلغت به القحة حد القول:
ما بك يا صديقي ؟ الحفلة على هذا النحو أفضل من حفلات الصيد".
وبدا عليه غم شديد جعل تامي تنفجر ضاحكة فشاركها الضحك وهو حائر.
" أنت من حجر يا تامي , لم تتفوهي بكلمة لوم , ما رأيم , هل نشاركهم الحفلة بعد أن أصبحنا هنا؟".
ألتفتت ألى الطلاب المتزاحمين , منذ فترة كانت في أحدى حفلاتهم مصممة على الأستمتاع بكل ما تأتي به الحياة , كانت الفتيات صريحات بشوشات وقلة ضئيلة من الشبان كانت تسعى وراء الأفراط في المرح .
منتديات ليلاس
أومأت برأسها موافقة بعد أن سمعت صوت المغنية يرتفع ناشرا البهجة وقالت:
" أجل , لم لا؟ يمكننا البقاء ساعة على الأقل".
لكن الساعة أمتدت ألى ساعتين ثم ألى ثلاث ألى أن أندمجا في الجو المرح المزدحم والرفقة الطيبة والجو الدافىء المريح , جاء منتصف الليل ورحل ولم يدريا به , أفسحول لهما مكانا بقرب المدفأة حيث الأزدحام جعل تحركهما مستحيلا , في البداية أزعجتهما الحرارة الزائدة المنبعثة من المدفأة ولكن عندما أخذت النار تخبو سيطر على تامي نعاس لذيذ وتدريجيا أخذ رأسها يكبو , ولما قدم لها ديرك كتفه دنت منه وبكل سرور أستعملته كوسادة.
أستفاقت على صوت قيثارة غير متناسق , أصلحت جلستها وفركت عينيها ورأت الطلاب حولها وقد أنهكهم التعب , قليلون كانوا نائمين حيث يجلسون وآخرون كانوا متعانقين يتمايلون على أنغام القيثارة الوحيدة , وفي أحدى الزوايا كانت مجموعة منهم منهمكة في الحديث بصوت منخفض لكي لا يفسدوا متعة الآخرين . كان المقصف قد أقفل منذ فترة طويلة , وفيما كانت تهم بالنهوض رمت ديرك بنظرة عتاب.
" لماذا لم توقظني ؟ كان يجب أن ننصرف منذ ساعات!".
هز كتفيه وقال:
" رأيتك مطمئنة راضية لأول مرة منذ أسابيع فلم أشأ أزعاجك ".
نظرت ألى ساعتها وأمتقع وجهها.
" تجاوزت الساعة الثانية , سيتولى القلق العمتين أذا أفتقدتاني , يجب أن أتصل بهما هاتفيا".
أصلح جلسته وقال:
" آسف يا عزيزتي , لا هاتف هنا , يجب أن تنتظري ألى أن نصل الوادي , في القرية كشك للهاتف".
وبنبرة مستعجلة يغلفها الخوف قالت:
" هلم بنا أذن".
سهرة مفتعلة في الخارج , تصرف جرىء جدا , ولم تستطع تصور ردّة الفعل لدى آدم أذا أكتشفها تتسلل ألى فوكس هول في ساعات الفجر الباكر.

سفيرة الاحزان 15-09-10 01:25 PM

we love uuuuuuuuuuuuu


الساعة الآن 03:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية