تذمرت لاين من إصراره ، إذ ما الذي يمكنها قوله . هي ما زالت ترفض أن تكون حملا ثقيلا عليه ، لكنها لا تريده أن يخرج من حياتها إلى الأبد .لقد جربت ذلك من قبل ، وعاشته جحيما .
- آه ! ألا يمكننا التوقف عن الكلام والاستمتاع بوجودنا معا . - آه ، حبيبتي ! أنا لا أصدق أذني . لطالما حلمت بهذه اللحظة. توقف عن الكلام ليضمها في عناق محموم مغرقا إياها في بحر من المشاعر القوية التي كبتها في داخله منذ سنتين . مر بهما الوقت دون أن يشعرا وهما مستمتعان بالغف واللهفة اللذين يحملاتهما لبعضهما البعض . عندما توجهت لاين إلى غرفتها لتنام أخيرا ، أحست كأنها تطير على أجنحة السعادة ، ما جعلها تنام ليلتها بهدوء وتغط في نوم عميق . عندما فتحت عينيها ثانية كان ضوء النهار يملأ الغرفة . أدركت أنها بمفردها في الشقة ، فالصمت الذي يسود المكان أعلمها أن دان ادر إلى عمله . ضحكت بنعومة لنفسها وهي تتذكر مصالحتهما ليلة البارحة . وجدت نفسها تتساءل في الوقت نفسه كيف تمكن دانيال من النهوض باكرا ،وكيف ارتدى ثيابه ورحل من دون ان تشعر به . جلست ونظرت إلى المنبه ، ثم شهقت عندما رأت أن الساعة قاربت العاشرة . وهذا يعني أنها تأخرت كثيرا على عملها . رمت الأغطية عنها وأسرعت إلى المطبخ لتسخن الشاي قبل أن ترتدي ملابسها ، وهكذا يمكنها كسب بعض الوقت . لكن ما إن عبرت غرفة الجلوس ،حتى لاحظت ان هناك ورقة مطوية موضوعة على الطاولة في وسط الغرفة . فتحتها لاين ، فإذا هي رسالة من مقتضبة جدا . (( حبيبتي ! اتصلت بالشركة التي تعملين بها ، وقلت لهم إنك لن تذهبي اليوم إلى العمل . لدي لقاءات عمل هذا الصباح ، لكني سأصبح حرا عند الغداء . أريد أن نلتقي في سافوي عند الساعة الواحدة والنصف . هناك أمر أريد أن أخبرك به )) بدت الرسالة خالية من أي تعابير للحب كما فكرت لاين باستياء وهي تقرؤها مرة ثانية . لكن من قال إنها رسالة حب ؟ طوت الورقة ببطء ، وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع وتضطرب ، فعلى الرغم من عناقهما المحموم ليلة البارحة ، لم يذكر دانيال كلمة حب ولو لمرة واحدة . ليس من الحكمة أن تقرأ الكثير في موعد الغداء ، فربما هو مجرد بادرة لطيفة . في الواقع هي ليست متاكدة من شيء . لكن ربما بإمكانها أن تأمل ولو قليلا . حسنا ! ما الذي سترتديه للذهاب إلى سافوي للقاء حبيبك ؟ سألت نفسها ، بعد أن استحمت وغسلت شعرها . وراحت تتفحص ثيابها . في النهاية اختارت ثوبا معلفا بغطاء من النايلون . إنه الفستان الأصفر الذي ارتدته لتبدأ به رحلة شهر عسل .منتديات ليلاس غادرت باكرا غدائمها ، فاستقلت الحافلة لتصل إلى وست إند . شعرت بحرارة الشمس قوية وهي تتجول في المكان ، فراحت تراقب واجهات المتاجر بعينين لا تركزان على شيء . فكرت أن استعراض السلع على هذا النحو لا يعجبها مطلقا . بعدئذ بدأت تتساءل ما الذي يريد دانيال أن يتحدث عنه وفي مكان عام كهذا . لو ان هناك شيئا هاما يحتاج إلى التحدث بشأنه ، لأيقظها هذا الصباح ليخبرها به . سارت لاين وهي غارقة في أفكارها ، وكادت أن تتعثر بشخص خارج من أحد المتاجر . قفزت جانبا وهي تتمتم معتذرة ، غير أنها سمعت صوت فتاة تقول : (( عفوا .......... لكن ، ألست لاين ......... لاين سنيكلر ؟ )) أدركت لاين وهي تشعر بالرعب أن المرأة التي تبتسم لها بإشراق هي ..... بليندا . تابعت هذه الأخيرة قائلة : (( كم يسعدني أن أراك من جديد . ألديك عطلة هذا الصباح ؟ أفكر في تناول شراب ما ، لم لا تنضمين إلي ؟ )) فكرت لاين باستياء : لكثير من الأسباب التي لا تستطيعي أن تتخيليها . لكنها وجدت نفسها تندفع بدون اي مقاومة نحو مقهى مجاور . في مدينة يعيش فيها الملايين ، لماذا علي أن أصطدم بك ، وإنت آخر أمرأة في هذا العالم أريد رؤيتها أو حتى التفكير بها ؟ مع ذلك كان عليها أن تفكر ببليندا . اعترفت بذلك بيأس ما إن جلستا إلى أحدى الطاولات وأمسكت كل واحدة منهما لائحة الطعام . فكرت أنها بتقربها من دانيال تطمع بما يخص بليندا . مع أنها لم تفكر بذلك للحظة واحدة ليلة امس أثناء عناقهما ، لكن يبدو أن جلوسها مع بليندا الآن والابتسام لها والتحدث معها هو نوع العذاب أو الثمن الذي عليها أن تدفعه . عندما وصل النادل طلبت لاين فنجان كابتشينو لم تكن راغبة فعلا في شربه ، بينما طلبت بليندا فنجانا من الشاي . - سأصاب بالغثيان قبل أن أنهي شرب الشاي . تنهدت بليندا ونظرت إلى حقيبة لاين الصغيرة الذهبية التي وضعتها على الطاولة ، وتابعت : (( هل كنت تشترين شيئا مميزا ؟)) لمست لاين حقيبتها : (( إنه فقط عطري المفضل ، مع أنني لن أستطيع شراءه بعد الآن )). - أن أضع العطر نفسه طوال حياتي ، والآن فجأة لم أعد استطيع تحمل رائحته . أليس ذلك غريبا ؟ رفعت لاين كتفيها وقالت : (( أتراك سئمت منه ؟ )) - آه ، يا إلهي ! أعلم أننا بالكاد نعرف بعضنا ، لكن مع ذلك علي أن أتحدث عن الأمر وإلا فإنني سأنفجر . أنا حامل ، ولهذا السبب تخليت عن شرب القهوة في هذه الفترة ، فانا انتظر مولودا . سمعت لاين أزيزا غريبا في أذنيها ، وفجأة بدا لها وكانها تنظر إلى بليندا من خلال الطرف الآخر للتلسكوب . صوت تعرفت عليه كأنه صوتها قال بطريقة عادية جدا ، بل حتى باهتمام وفرح : (( هذا خبر رائع ! تهاني )). تنهدت بليندا بفرح : (( إنه أجمل ما يحدث لي . بالطبع ، نحن لم نخطط لذلك مطلقا ، لكني سعيدة جدا بالأمر )). هناك أمر أريد أن أخبرك به . آه ! دانيال ......... دانيال .........! نظرت لاين إلى بليندا وقالت : (( لا بد أن حبيبك سعيد جدا أيضا )). - حسنا ! ردة فعله الأولى لم تكن مشجعة في الواقع . تجهم وجهها قبل أن تتابع : (( من المؤكد ......... على الأقل ليس الآن . لذا بدا الخبر كالصدمة بالنسبة إليه )). ثم ضحكت قبل أن تتابع : (( لكنه اعتذر بالشكل المناسب ، وقرر أن يظهر حماسه بشأن الموضوع كله ، وهكذا قررت أن أسامحه )). بدت بليندا كالحالمة وهي تكمل : (( أنا أعلم أنه سيكون والدا رائعا . أقصد ......... أنت تعلمين كيف تجري الأمور )). قالت لاين بهدوء أدهشها : (( أجل ، بالطبع )). هذه الأخبار جعلتها تشعر أن مذاق الكابتشينو مر جدا . وأدركت أنها إن شربته ستصاب بالغثيان بل ربما بالمرض الشديد . ربما ستمرض حتى الموت ، وبعد ذلك لن تحتاج للتفكير من جديد ببليندا وبطفلها من دانيال ، وبأنهما سوف يتزوجان ويستقران معا كعائلة . فكرت والألم يعتصر قلبها ، كيف تمكن أن يعانقني بشغف وحرارة ليلة البارحة وهو يعلم بهذا الشان؟ .منتديات ليلاس آه ! لأنها رمت بنفسها عليه . هذا هو السبب بالطبع . إراد دانيال أن يبدو لطيفا إلا يسبب لها الإذلال . ذلك لن يشكل أي فرق حقيقي بالنسبة لخططه على المدى البعيد ، ولا بد ان هذا ما يرغب في إخبارها به أثناء تناولهما الغداء في سافوي . إنه مكان عام حيث يستطيع ان يثق انها ستتصرف بشكل راق ، ولن تقوم بمشهد درامي مزعج . على الأقل كان صادقا بما فيه الكفاية كي لا يتظاهر بأنه يحبها . ربما يأتي وقت تشعر فيه لاين بالامتنان لذلك ، لكن ليس الآن ......... استمرت بليندا بالتحدث بفرح : (( بالطبع يمكن للجميع القول إن إنجاب الأطفال أمر متعب ، لكنني لست متأكدة من أنني أريد ان اعلم بذلك ، هل أنت مثلي ؟ )) - أنا لست متأكدة من ذلك ربما لا . دفعت لاين فنجانها بعيدا ، وهي تشعر أنها ستتقيأ من شدة الألم الذي يعتصر معدتها . نظرت إلى ساعتها ، ونهضت على الفور قائلة : (( يا إلهي ! هل أصبحت الساعة الواحدة ؟ سيبدأ عملي بعد قليل ، لذلك عليكي أن تعذريني على ما أخشى )). قالت بليندا بخيبة أمل : (( آه ! هل عليك أن ترحلي ؟ أتمنى ان لا تكون ثرثرتي هي السبب الذي دفعك للرحيل ، فأنا لا أتحدث إلا عن الطفل ؟ )). - بالبع لا ! وضعت لاين كمية من النقود على الطاولة ونهضت ، بالكاد ابتسمت لبيلندا قبل أن تقول : (( أسعدتني جدا رؤيتك من جديد . اتمنى لك أفضل الأمنيات في المستقبل .... لك ولزوجك )). بطريقة ما تمكنت من الخروج ، فأخذت تتجول كالعمياء بدون أي هدف ، فتاة مرتدية فستانا أصفر اللون في يوم مشمس ، وليس هناك إلا الظلام في داخلها ، فيما قلبها يتحطم من الحزن واليأس . |
11 - لـِـــــــمَ لا ترحليـــــن ؟ تمنت لاين لو أنها تختفي ببساطة ، فلا تظهر ثانية ولايُسمع عنها أي شيء من جديد ، تماماً كما رغبت أن يحدث لها عندما رحلت إلى فلوريدا . لكن ذلك لم يحدث حينها ـ وهو بالطبع لن ينجح هذه المرة ، فهذه هي طريقة الجبناء . كما أنه ليس لديها أي مكان آخر تذهب إليه . عوضاً عن ذلك ، عادت إلى الشقة ، فبدلت ثيابها وارتدت زي العمل ، تاركة الفستان الأصفر على الأرض ، وذهبت إلى عملها . قالت دنيز : ( اعتقدت أنك أصبت بفيروس ما ) . رفعت لاين كتفيها ، وقالت : ( شيء من هذا القبيل ، لكنه رحل بسرعة ) . عندما انتهى النهار كان عليها أن تعود لمواجهته ، فليس لديها أي خيار آخر . عليها أن تضع نهاية لهذا الأمر وتدعه يرحل ، منقذة ما تبقى من كبريائها . في الواقع ، لايمكنها إلقاء اللوم على أي شخص سواها بالنسبة لما حدث بينهما . إلغاء زواجهما أطلق سراح دانياب فبات حراً في إقامة أية علاقة يريدها ، وإن كان سيجد السعادة مع بليندا ، فذلك يعني أنها خسرت كل حق في الوقوف في طريقة . بطريقة ما ، شعرت لاين أن ما حدث بينهما وضع حداً لأمر لم ينته منذ سنتين . بدأ أشبه بإقفال قضية عالقة . عليها أن تنظر إلى الأمر من هذا المنظار بعض النظر عن شعورها نحوه . من جهة أخرى ، لا شيء أسوأ من الجلوس إلى طاولة في مطعم فاخر ، وهي تصغي إلى دانيال وهو يقول لها بلطف إن علاقتهما لا مستقبل لها ، ويخبرها بنفسه عن السبب . هكذا وجدت لاين نفسها مرة ثانية مضطرة لمواجهته قبل أن تبتعد من جديد .منتديات ليلاس وبينما راحت تنظف الأرضيات وتلمعها بسرعة بدون أي تفكير بالعمل ، توصلت إلى أفكار جديدة لخطة ما . وصل دانيال إلى الشقة قبلها . عندما وصلت وجدته قرب المدفأة ، وقد رمى سترته وحقيبة عمله على أحد المقاعد ، وعندما ترددت بالدخول عند الباب رفع رأسه ونظر إليها . قال بهدوء : ( لماذا لم تأتي إلى سافوري ؟ ) . قالت بسرعة : ( تركت لك رسالة . ألم تصلك ؟ ) . - علمت أنك لن تذهبي إلى لقائي ، والآن أنا بإنتظار معرفة السبب . قالت : ( لم أستطع أن أتغيب . لا يمكنني أن أتخلى عن عملي ، فأنا بحاجة إلى المال كي أعيش ، لذلك عليّ أن أقوم بما هو مهم لي ) . - و أنا لست في لائحة أولوياتك كما هو واضح ؟ وهذا يعني كما أفترض ، أن تقاربنا ليلة البارحة لم يشكل أي فرق لديك . رفعت لاين ذقنها قائلة : ( ماذا تريدني أن أقول ؟ حسنا! إنها مجرد معانقة ، ومن الحماقة أن تعلق أية أهمية عليها ) . كرر دانيال ببطء : ( مجرد معانقة ؟ ! ) شعرت كأن هناك خطراًُ محدقاً في الغرفة ، لكنها قالت وقد أجبرت نفسها على الإبتسام : ( دان ! أنا فتاة ناضجة الآن ، وأعلم كيف تسير هذه الأمور ) . - إذاً ربما بإمكانك أن ترشديني ، لأنني اعتقدت أن ما حدث البارحة هو البداية لا النهاية . فكرت بعيني بليندا المشعتين . آه ، دان ! كيف يمكنك أن تقول ذلك . كيف ؟ لديك بداية آخرى وارتباط جديد ، وهي بحاجة إلى إخلاصك ! أردت أن تصرخ به . . . أن تلقي عليه الإتهامات . . . وأن تنعته بالكاذب ، وبكل الأسماء المذلة لأنه وغد . لكنها تعلم أن هذه ليست هي الطريقة المثلى لإبعاده ، وأن عليها أن تحتفظ بشجاعتها من أجل البقاء والإستمرار ، لهذا قالت : ( كيف يمكنني أن أفسر لك ؟ هل تريد الصراحة ؟ شعرت أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة ، وأن كلاً منا سيذهب في طريقة . واعترف أنني كنت دائماً أتساءل ، ولو بخجل ، ماالذي سأشعر به لو عانقتني ، وبدأ لي أن تلك هي الفرصة الأخيرة ) . توقفت عن الكلام للحظات قبل أن تكمل : ( والآن أشبعت فضولي وانتهت القصة ) . سألت نفسها والألم يعتصر قلبها ، كيف يمكن لي أن أفعل ذلك ؟ كيف يمكن أن أحول ذلك التعاطف والجمال والرقة إلى السخرية والهزء ؟ كيف لذلك أن يحدث ؟ تقدم خطوة نحوها وقال بقسوة : ( طلبت منك الذهاب إلى سافوي لتتحدث . ألست مهتمة ولو قليلاً بما كنت أريد قولة ؟ ) أحنت لاين رأسها ، وقالت : ( مهما يكن فإنه لا يشكل أي فرق لدي ، لأن لا علاقة لي بالأمر . كلانا يعلم أننا سننتقل إلى مكان آخر ، وأن حياة كل منا ستأخذخ إلى ممر مختلف ، وأن أتقبل ذلك ، فِلمَ لا تفعل مثلي ؟ ) - لأن هذه ليست الحقيقة الكاملة ، لاين . استدار إلى الجهة الأخرى ، فبدأ وجهه قاسياً كالحجر وهو يتابع : ( كنت ذاهبة لملاقاتي ، أعلم أنك فعلت ذلك ، لأنني عندما وصلتني رسالتك أتيت إلى هنا باحثاً عنك ، فكرت أنك ، بعدما حدث ليلة البارحة ، قد تخجلين من رؤيتي في ضؤ النهار في مطعم مليء بالناس . . ) مرر أصابع يده في شعره وتابع : ( . . . فوجدت في غرفتك فستاناً مرمياً على الأرض . . . فستان أتذكره جيداً . لا بد أنك رغبت في ارتدائه ثم بدلت رأيك ، وأنا أريد أن أعرف السبب ) . قالت : ( لا يمكن أن يكون هناك أي شيء آخر . هذه المرة تمكنت من تبديل رأيي قبل أن أقدم على غلطة كبرى آخرى ) . قال دانيال بنبرة لاذعة : ( ألا تعتقدين أنه كان عليك الإحتفاظ بإندفاعك وعاطفتك من أجل الرجل الذي تحبينه ؟ ) . ارتجفت لاين في أعماقها ، وأجابت : ( لم يعد الرجل الذي أحبه موجوداً قربي . . . أنا التي أبعدته عني . . ) نظرت إلى الأرض خشية أن تلتقي عيناها بعينيه ، فيرى الحقيقة فيهما ، ويدرك أنها تتكلم عنه ، ثم تابعت : ( . . . وهو لن يعود أبداً ) . قال دانيال بهدوء : ( أتقولين لي إنك بالرغم من كل شيء ، مازلت تحبينه وتهتمين به ؟ )منتديات ليلاس - أقول لك إنك لا تستطيع اختيار من تحب . وربما اكتشفت أنني امرأة لرجل واحد ، وأن لا شيء سيغير ذلك ؟ أصبح الصمت بينهما بارداً وثقيلاً كالثلج ، وبدأ كأنه يمتد حتى اللانهاية . أخييراً قال : ( فهمـــــــت ! ) . ثم التقط سترته وحقيبته ، وسار نحو غرفته . ابتعدت لاين عن الباب ، وهي تشعر بساقيها ترتجفان . شعرت بالحزن والكآبة ينتشران في أعماقها وفي كل حواسها . يبدو أن خطتها نجحت ، وقد يسبب لها الإنهيار أمامه . عندما عاد دانيال كان قد بدل ثيابه ، وهو يحمل بيده حقيبة السفر ، مع حقيبة عمله وجهاز الكومبيوتر النقال . قال بصوت قاس : ( أخذت معي ما أحتاج إليه لهذه الليلة فقط ، وسأرسل من يأخذ بقية أغراضي يوم غد ) . - إلى أين أنت ذاهب ؟ خرج السؤال من فمها قبل أن تتمكن من منعه ، وهذا تصرف طائش وغبي من قبلها ، لأنها تعرف الجواب مسبقاً . كان دانيال قد وصل إلى الباب ، لكنه استدار ونظر إليها والمرارة في عينيه تلفح بشرتها . قال بصوت ناعم : ( أعطيني استراحة قصيرة لاين . فما همك إلى أين أذهب ؟ ) ورحل . . . |
قالت لها دنيز : ( أنت تخسرين الكثير من وزنك . إذا ما استمريت كذلك يجب أن تطلبي من السيدة موس أن تعطيك زياً أصغر مقاساً ) . ثم سألتها بعد لحظات قليلة : ( لكن كيف تفعلين ذلك ؟ ) أجابت لاين بخفة : ( الأمر بسيط جداً ، أنا فقط أراقب ما آكلة ) . عليك ببساطة أن تقرري أن تكوني معذبة وتعيسة ، فتراقبين طعامك ، وتحركينه في الطبق ، ثم ترمينه في سلة المهملات . . . آه ! وأن تنامي نوماً متقطعاً مليئاً بالسهاد . ذلك ينجح تماماً كوسيلة لإنقاص الوزن . هذا الوضع أجبرها على أتخاذ قرار بشأن الشقة . مادام جيمي وساندرا قررا الإستقرار في نيويورك . وهما يخططان للزواج ، ولا رغبة لديهما في العودة ، فإن بيع الشقة واقتسام المبلغ مع جيمي بدأ لها فجأة عملاً منطقياً . منذ أن رجل دانيال ، أي منذ ثلاثة أسابيع ، تحولت الشقة إلى مكان لا تستطيع تحملة . أخذ دانياب كل ما يملكه ، كما أن الشركة التي أستخدمها عمدت إلى إزالة كل ما يخصه حتى المبالغة ، فأزالت كل ما قد يذكرها به . آه ! كم أحبته . . . وما زالت تحبه ! حتى إن لاين لم تستطع أن تعود إلى غرفة نومها السابقة ، بعد أن بدأ لها الأمر مؤلماً جداً . فالغرفة نفسها عابقة بالذكريات به أو تقرأ عنه تقريراً ، أو ترى صوراً لزفافه ، لذلك فكرت أن من الأفضل لها أن تعرض الشقة للبيع بأفضل سعر ممكن ، علها بذلك تتمكن من البدء من جديد . عندما عادت لايم ودنيز إلى المكتب لتسجيل ما حدث معهما أثناء النهار ،منتديات ليلاس حيت السيدة موس لاين من دون أن تبتسم لها . قدمت لها مغلفاً وهي تقول : ( ترك شاب لك هذا المغلف . لكن . . . كما تعلمين ، نحن لسنا وكالة للمواعدة ) . قالت لاين بصوت هادئ طبيعي : ( أؤكد لكِ أنني لم أعط هذا الإنطباع لأي شخص ) . أخذت المغلف ، ثم فتحته ، ونظرت بإمعان إلى السطور القليلة المكتوبة على آلة الطباعة . ( نحن بحاجة إلى اللقاء مجدداً كي تتحدث . سأكون في مطعم بلايكس بيسترو في شارع جورغان الليلة منذ الساعة الثامنة . من فضلك ، كوني هناك ) . ولم تكن الرسالة موقعة . استدارت لاين نحو السيدة موس ، وسألتها بلطف : ( هل ذكر الشاب أسمه ؟ ) قالت المرأة المتقدمة في العمر وهي تهز رأسها : ( طلب مني فقط أن أتأكد من تسليمك إياها ) . زفرت بضيق قبل أن تتابع : ( وقلت له إنه شديد الوقاحة ) . أصرت لاين على معرفة صاحب الرسالة ، فقالت : ( حسناً ! كيف يبدو ؟ ) دانيال . . . لا بد أن دانيال ! لا أحد غيره يعلم أين أعمل . لكن لماذا يريد رؤيتي فجأة ، بعد مرور شهر من الصمت المطبق ؟ - لم ألا حظ ؟ ثم فكرت السيدة موس للحظة ، وتابعت : ( يبدو وسيماً . . . على ما أعتقد . . . إن كنت تحبين هذا النوع من الرجال ) . ضربت دنيز لاين في ضلوعها ، وعلقت : ( لديك معجب سري . أليس كذلك ؟ ) قالت لاين بتعب : ( لا معجبين على الإطلاق ، حسب علمي . ) حاولت دنيز المساعدة : ( ربما هو الشاب الذي يقطن الشقة ذات الرقم أحد عشر ، فهو لا يستطيع أن يبعد نظرة عنك ) على الرغم من صراعها الداخلي ، رفعت لاين كتفيها وقالت : ( شكراً ) . علقت السيدو موس بصوت لاذع : ( أي إختلاط ودي مع الزبائن هو مناف لأنظمة الشركة ) . قالت لاين بضيق : ( يسعدني سماع ذلك ) . ذهبت إلى منزلها ، والملاحظة الصغيرة تحرق المكان الذي وضعتها فيه الحقيبة . لم تكن لديها أية فكرة كيف ستتعامل مع الأمر . أمضت الساعة التالية وهي تتجول في الشقة . شعرت بالإرتباك والرعب وهي تتشاجر مع نفسها . تساءلت أي أذى سيحدث إن رآته مرة ثانية . فقط لمرة واحدة ، ثم تذكرت أن ( تلك المرة) هي كلمة محظورة في قاموسها ، فهي تعلم أن عليها أن تمزق الملاحظة وترحق آثارها . لاشيء يلزمها بالذهاب للقائة . لكن . . . لماذا يريد رؤيتها ؟ هذا ما كررته لنفسها مراراً وهي تكوي الفستان الأصفر ، متسائلة إن كانت المرة الثالثة هي ضربة الحظ لها . لم تتوقف عن تذكير نفسها أنه لم يفت الأوان كي تستدير وتعود إلى شقتها حتى وهي تدخل عبر الباب الزجاجي لمطعم بيسترو . تقدم منها نادل سألها عن أسمها ، ثم طلب منها أن تتبعه إلى الطاولات المنفصلة الموضوعة خلف نباتات عليه كأنها غرف صغيرة معزولة .منتديات ليلاس قال : ( وصلت الآنسة سنكلير ، سيدي ) . وسار مبتعداً . . . في اللحظة نفسها رآت لاين غير مصدقة عينيها الشخص الذي ينتظر أن يصافحها . بادرها بالقول : ( مرحباً ! جميلتي ) . بدأ آندي رشيق القوام ، ذهبي البشرة . حياها بحرارة وبإبتسامة صادقة ما زالت تتذكرها جيداً . أضاف بكبرياء : ( تسعدني رؤيتك من جديد ) . |
حولت الصدمة الممزوجة بألم خيبة الأمل ساقيها الى مادة لزجة , لذلك كان عليها الجلوس قبل ان تقع ارضا . قالت وقد ارتفع صوتها من الغضب : - انت ...؟ انت ...؟ لا استطيع تصديق ذلك . - اعتقدتِ انني بذلك اتحايل عليك قليلا , لهذا السبب لم اوقع الرسالة . سألته : - ما الذي تريده ؟ وتابع مستغربا : - مع ان هذا ... ليس الانطباع الذي وصلني . لكن كما تشائين . - أبدو سعيدة ؟! حدقت لاين به كأنما له فجأة رأس آخر: - ابعد ان سرقت مالي وتركتني لذلك الحقير القذر ؟ تنفست بعمق لكي تتمكن من المتابعة : - كان من الممكن ان اتعرض للاعتداء , ثم ارمى في البحر كي اموت غرقا . هل فكرت بذلك للحظة ؟ رفع كتفيه وقال : - تعرفين المثل القائل ان المرأة دائما اسرع بالهرب من الرجل , كما ان استعادة مالي استحق تلك التضحية , لاين . - مالنا ! على ما اعتقد ... ان فكرت قليلا . - بالمناسبة , مادمنا نتحدث عن المال . مد آندي يده الى جيب سترته , وسلمها قطعة من الورق مطوية . اخذتها لاين بتردد , وسألته : - ماهذه ؟ - هذه حواله من المصرف بقيمة حصتك في السفينة . فكرت انك لن تثقي بحوالة من رصيدي الخاص . حدقت لاين بالرقم المطبوع على الحاولة , وقالت بصوت مرتجف : - يا آلهي !منتديات ليلاس - والآن اصبحنا متعادلين . انحنى آندي الى الأمام , وتابع بصوت منخفض : - لاين , لم اقصد ان اتركك تائهة . اقسم لك ! لكنني وجدت نفسي في وضع سيء جدا , واضطررت الى المغادرة بسرعة الى مكان آخر . ع - ياللغرابة ! عانيت من التجربة نفسها تقريبا , وفي الوقت نفسه . ثم وضع الحواله في حقيبتها , وتابعت : - يبدو ان الرغبة في الذهاب الى مكان ىخر تلح علي الان ايضا , لذلك اتمنى لك ليلة سعيدة . قال آندي بصوت أجش مملوء بالعاطفة : - لاين , لا تذهبي ! لديك كل الحق لتكوني غاضبة , لكنني اود ان نتصالح , انا اعدت الى سابق عهدي ونهضت من جديد على قدمي , والان ابحث عن مشروع جديد لأستثمر فيه , لاسيما ان استطعت ان اجد شريكا . ففي النهاية كنا فريق رائعا من قبل , وهذه المرة سنكون افضل . نظر الى عينيها مباشرة وقد لمعت عيناه بالنصر وهو يتابع : - لنصبح اقرب , ربما ؟ ولننتهي كشريكين فعليين ... تمام كما كنت ارغب دائما . ما رأيك بذلك ؟ ما الذي تقولينه ؟ - لا شيء . ولا اهتم ان قلت رأيي علانية في مطعم محترم كهذا . هزت رأسها قبل ان تتابع : - آندي ! كنت حمقاء لأنني وثقت بك , ولا اعتقد انني اعجبت بك يوما , وما كنت لأرضى بك ولو قدمت لي على طبق من الماس . هذا هو الجواب المهذب , واتمنى ان يكون واضحا بما فيه الكفاية . ذاب السحر من صوت ىندي ليظهر مكانه غضبه ومكره فقال : - آه ! اجل . لكن كان عليّ ان اسأل , وهذا مافعلته . فذلك جزء من الاتفاق ... والآن بعد ان رفضتني , قدمي لي خدمه اخيره , قولي لصديقك كي يتركني بسلام . كررت لاين ببطء : - صديقي ...؟ لا اعرف عمن تتحدث . - الزعيم .. صاحب اكبر مؤسسة للنشر وعصابته من التحريين . امتلأ وجهه بالغضب وتابع : - هل تعتقدين حقا انني كنت لأدفع لك درهما واحدا لو لم يقترفوا اثري ويمسكوا بي ؟ سألوني العديد من الاسئلة المحرجة , باحثين في اتفاقات مضت , ومهددين بالادعاء عليّ امام مكتب الاستخبارات الدولية , بل اسوأ من ذلك ايضا . ضحك ضحكة غاضبه قبل ان يتابع : - وفوق ذلك كله , ادعى صديقك انك مغرمة بي , وانك قد تكونين مستعده للمسامحه والنسيان ان تقربت اليك , بطريقة صحيحة . يا الهي ! هل فهم ذلك الاحمق الأمر بطريقة خاطئة ؟ رماها بنظرة وقحة واكمل : - امر مؤسف حقا ! شعرت بالزهو لفكرة انك مغرمة بي , وما كنت لأمانع ان اعود معك الى الفندق لنستمتع برفقة بعضنا مع انك اصبحت نحيلة جدا بالنسبة الى ذوقي بالنساء . ضاقت عيناه وهو ينظر اليها باهتمام : - مع انني اشك انك مازلت ساذجة كالسابق . صديقك المليونير اقام علاقة معك , أليس كذلك ؟ ضحك بسخرية واكمل : - مسكينة انت لاين ! لابد انك لم تؤثري به مطلقا ما دام مشتاقا ليقدمك الي. والآن سأرحل بنفسي , باحثا عن رفقة اكثر مرحا . نهض وهو يتابع : - لكن لاتغادري بسببي . احتفلي بالكسب غير المتوقع . سأطلب ان تقدفعي الفاتورة بنفسك , واتمنى الا تمانعي . كما اتمنى لك حياة سعيدة . ذ لم ترقبه لاين حتى وهو يغادر , تراجعت الى الوراء واغمضت عينيها , فيما كاد رأسها ينفجر من تسارع افكارها وهي تحاول ان تستوعب ما قاله , صديقك الزعيم .. صاحب اكبر مؤسسة نشر ... دانيال فعل ذلك لأجلها ؟لاحق ىندي , الرجل الذي اعتقد انها تحبه , وطلب منه ان يتفاوض معها , حتى انه اقترح عليه ان يدعوها للعودة اليه , لأنها هي من اخبرته بذلك , وهو حقا صدقها . لماذا كلف نفسه عناء ذلك كله ؟ لماذا ؟ اتراه يشعر بالذنب بسببها ؟ أ لأنه حظي بالحياة التي ريدها بينما هي ماتزال وحيدة ؟ ام انه لا يزال يشعر بالمسؤولية نحو الحمل الذي القاه عليه سيمون ؟ فكرت لاين : اردت ان اطلق سراحه , لكنني فشلت في القيام بذلك . اشارت الى النادل , ودفعت الفاتورة ثم سارت نحو المدخل بانتظار ان تصل سترتها . فجأة شعرت بيد تلمس ذراعها . قالت لها امرأة : - لاين ... لاين , رأيناك تدخلين , ثم رأينا صديقك يغادر . هل انت بخير ؟ استدارت لاين لتنظر الى وجه بليندا الجميل الذي تعلوه ملامح الاهتمام الصادق , فتمنت لو انها تموت في تلك اللحظة . منتديات ليلاس آه , يا الهي ! لابد ان دانيال هنا يراقب , ويتأكد ان المصالحة تمت وانها وجدت اخيرا الحب الحقيقي الذي تبحث عنه . ياله من امر مثير للضحك , ان لم تقل امرا مثيرا للغثيان ! استجمعت شجاعتها , وقالت : - كل شيء بخير , انه مجرد شخص عرفته في الماضي , وقد اكتشفنا ببساطه انه لم يعد هناك ما يجمعنا معا . بدا تعاطف بليندا حقيقيا وكبيرا جدا : - مسكينه لاين ! لاتغادري , من فضلك . زوجي هناك , ويسعدنا ان تنضمي الينا . نظرت لاين الى اليد التي تمسك ذراعها , ورات انب ليندا تضع خاتما بسيطا من الذهب . اذا لقد تم الزواج , لم اعرف به ! - لا ! حقا , لا استطيع . قالت بليندا تلاطفها : - لكن لماذا ؟ ففي النهاية , انتما تعرفان بعضكما ولستما غريبين . هذا هو بالتحديد سبب رفضها . ارادت لاين ان تصرخ بها . لهذا السبب لا استطيع القيام ببعض اللياقات الاجتماعية . لا استطيع ان اجلس مع حبيبك واتذكر انه كان حبيبي ايضا . لهذا السبب لا استطيع ان اضحك واتكلم , وآكل واشرب كان شيئا لم يكن . - عليّ الذهاب حقا . وصل النادل وهو يحمل سترتها , فأخذتها منه وشكرته , ثم نظرت الى بليندا قائلة : - في مرة اخرى ... ربما ؟ قالت بيليندا تستمهلها : - على الاقل تعالي لتقولي له مرحبا . شعرت لاين بمعدتها تكاد تتمزق من التوتر , لكنها اجبرت نفسها على الابتسام وقالت : - حسنا ! فقط للحظة . |
تبعت بليندا الى طاولة موضوعه خلف نبته كبيرة , وهذا يفسر لماذا لم تلاحظ وجودهما من قبل بالاضافة الى صدمة مواجهتها لآندي .
قريبا ... قريبا جدا سينتهي هذا الكابوس المرعب , وعندها يمكنها الذهاب الى منزلها . ضغطت على اعصابها بقوة وهي تستعد لمقابلة زوج بليندا . نهض الرجل باحترام لايخلو من الاستياء ليصافحها , فرأت رجلا بدينا ذا شعر بني اللون ووجه لطيف اكثر منه وسيما . رجل راته مرة منذ سنتين ونصف , في حفل زفافها حين راح يتحدث الى سيليا ويغازلها . فكرت , آه ... يا الهي ! هذا صديق دانيال ... قالت بصوت عال غير واثق : - غاي ... غاي لاوسن ؟ أأنت زوج بليندا ؟ ثم هزت رأسها وتابعت : - انا لا افهم . عيناه الزرقاوان بدتا باردتين وهو يسألها : - ماذا تريدين ان تفهمي ؟ شعرت بجفاف في فمها وقالت : - اعتقدت انها ستتزوج من دانيال . حدقا بها معا , وقالت بليندا اخيرا :ووو - لايمكن ان تفكري بذلك , هذا امر مستحيل . - لكنني رأيتك في الشقة , وقد امضيت الليل هناك ... وضعت لاين يدها على فمها , ثم نظرت الى غاي برعب وتابعت : - آه ... يا الهي ! اقصد ... . قالت بليندا : - اسمعي ! يومها وجدني دان اعرج في الشارع تحت المطر , لأني كسرت كعب حذائي . كنت اهذي من الغضب لأني تشاجرت مع غاي اثناء العشاء , فخرجت مبتعده عنه , تاركة حقيبتي على الطاولة في المطعم , لأجد نفسي بدون مفاتيح وبدون مال ايضا .... دانيال انقذني , وهذه واحدة من الامور التي ينجح بها جدا . جرني الى داخل السيارة , وعندما رفضت ان اعود الى المنزل اخذني الى شقته , جيث جعلني أهدأ واستمع الى كلامه , شرح لي كم من السهل ان نترك الحب ينزلق من بين ايدينا , ثم نمضي حياتنا ونحن نشعر بالندم . اعارني سريره لما تبقى من الليل , بينما نام هو على الاريكة . وفي ذلك الوقت , وبينما كنت في غرفة الحمام , اتصل بغاي, ونصحه ان يتركني كي اهدأ ويذهب لأصطحابي عند الصباح , وهذا ماحدث بالتحديد , رفعت بليندا يديها بحركة يائسة وتابعت : - لكنك تعرفين ذلك بدون شك ؟ ألم تسألي دان عما جرى ؟ ولماذا انا هناك ؟ قال غاي بسخرية ومرارة : - بالطبع لا ! منذ متى وهي تهتم لما يجري في حياته ؟ كنت واحدا من الاشخاص القلائل الذين حاولوا ان يخففوا عنه عندما تخلت عنه في شهر عسلهما . وهو حتى الآن مازال يهتم بامرها . هز رأسه وتابع : - هذا امر لا يصدق !منتديات ليلاس قالت بليندا بصوت ناعم : - غاي ! نظر غاي من جديد الى لاين , فيما بدا وجهه غاضبا وهو يتابع : - حان الوقت ليخبرها احد ما بذلك . مادمت لا تريدينه , فلم لا تتركينه وشأنه ؟ هل كان عليك العودة لتدفعينه الى الرحيل بعيدا ؟ - انا ... لا اعلم عما تتحدث . - سوف يرحل دانيال الى الولايات المتحده . سيبيع المنزل اللعين الذي كان ينهك مفسه لأجله .... سيبيع كل شيء ويرحل , بالطبع , امريكا هي المركز الرئيسي لشركته , لكن منزله كان دائما هنا . انكلترا هي المكان الذي يعود اليه دائما . والآن سيرحل بشكل دائما , ونحن سنخسره . - وهل تلقي اللوم عليّ في ذلك ؟ شعرت لاين بدوار من جراء الكلمات التي انهالت عليها كال مطرقة . رفعت كتفيها , وواجهته بمرارة وهي تتابع : ب - أ لأنني اريد من زواجنا اكثر مما يستطيع دان تقديمه لي ؟ أ لأنني ارد ان يغرم بي كامرأة , لا كقطة ضاله يحاول انقاذها من الغرق , وهي تحتاج الى منزل جيد لتكون سعيده ؟ هل ما اطلبه مستحيل ؟ كرر غاي كلماتها وكانه يبصقها من فمه : - يغرم بك ؟ يا الهي , يا امرأة ! انه مجنون بحبك , من رأسه حتى اخمص قدميه . ما الذي تطلبينه اكثر من ذلك . هزت رأسها وقالت : - لا ! ليس الأمر كذلك . انت لا تفهم . انت لا تعرف شيئا . توقفت عن الكلام , مدركة انها على وشك ان تقول المحظور . فجأة لم تعد تستطيع ان تفكر بطريقة سوية , ولم تعد تعلم ما الذي تفعله به بعد الآن , لن دان سيغادر ... سيرحل الى الابد . شعرت با الأم يشتد في حلقها , فتمتمت : - انني افسد امسيتكما ... من الافضل ان ارحل . حاولت ان تبتسم ليليندا وهي تتابع : - اتمنى ان تسير الأمور بشكل رائع في حياتك . خرجت بليندا وراءها الى الشارع , وقد بدا وجهها شاحب . قالت : - لاين , من فضلك لا تغضبي . انا آسفة جدا . لم يقصد غاي ان يغضبك , لكنه يقدر دان ويحترمه كثيرا . كلنا نفعل ذلك . وقد اصيب بالصدمة عندما علم انكما تعيشان معا . اما انا فلم اكن اعلم شيئا عن زواجكما وما حدث بعد ذلك . كل مافي الأمر , ان لا احد ذكر ذلك امامي . شعرت لاين بالحزن , فاستدارت ثم ضمت بليندا اليها متمتمة بكلمات تعزية ودعم . اما هي فأين عساها تجد الدعم والتعزية لقلبها المتألم ؟ |
الساعة الآن 05:38 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية