منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   438 - فتاة الزنبق - سارة كريفن ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147868.html)

سفيرة الاحزان 29-08-10 12:30 PM

تذمرت لاين من إصراره ، إذ ما الذي يمكنها قوله . هي ما زالت ترفض أن تكون حملا ثقيلا عليه ، لكنها لا تريده أن يخرج من حياتها إلى الأبد .لقد جربت ذلك من قبل ، وعاشته جحيما .
- آه ! ألا يمكننا التوقف عن الكلام والاستمتاع بوجودنا معا .
- آه ، حبيبتي ! أنا لا أصدق أذني . لطالما حلمت بهذه اللحظة.
توقف عن الكلام ليضمها في عناق محموم مغرقا إياها في بحر من المشاعر القوية التي كبتها في داخله منذ سنتين .
مر بهما الوقت دون أن يشعرا وهما مستمتعان بالغف واللهفة اللذين يحملاتهما لبعضهما البعض . عندما توجهت لاين إلى غرفتها لتنام أخيرا ، أحست كأنها تطير على أجنحة السعادة ، ما جعلها تنام ليلتها بهدوء وتغط في نوم عميق .
عندما فتحت عينيها ثانية كان ضوء النهار يملأ الغرفة . أدركت أنها بمفردها في الشقة ، فالصمت الذي يسود المكان أعلمها أن دان ادر إلى عمله . ضحكت بنعومة لنفسها وهي تتذكر مصالحتهما ليلة البارحة . وجدت نفسها تتساءل في الوقت نفسه كيف تمكن دانيال من النهوض باكرا ،وكيف ارتدى ثيابه ورحل من دون ان تشعر به .
جلست ونظرت إلى المنبه ، ثم شهقت عندما رأت أن الساعة قاربت العاشرة . وهذا يعني أنها تأخرت كثيرا على عملها . رمت الأغطية عنها وأسرعت إلى المطبخ لتسخن الشاي قبل أن ترتدي ملابسها ، وهكذا يمكنها كسب بعض الوقت . لكن ما إن عبرت غرفة الجلوس ،حتى لاحظت ان هناك ورقة مطوية موضوعة على الطاولة في وسط الغرفة . فتحتها لاين ، فإذا هي رسالة من مقتضبة جدا .
(( حبيبتي ! اتصلت بالشركة التي تعملين بها ، وقلت لهم إنك لن تذهبي اليوم إلى العمل . لدي لقاءات عمل هذا الصباح ، لكني سأصبح حرا عند الغداء . أريد أن نلتقي في سافوي عند الساعة الواحدة والنصف . هناك أمر أريد أن أخبرك به ))
بدت الرسالة خالية من أي تعابير للحب كما فكرت لاين باستياء وهي تقرؤها مرة ثانية . لكن من قال إنها رسالة حب ؟ طوت الورقة ببطء ، وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع وتضطرب ، فعلى الرغم من عناقهما المحموم ليلة البارحة ، لم يذكر دانيال كلمة حب ولو لمرة واحدة .
ليس من الحكمة أن تقرأ الكثير في موعد الغداء ، فربما هو مجرد بادرة لطيفة . في الواقع هي ليست متاكدة من شيء . لكن ربما بإمكانها أن تأمل ولو قليلا .
حسنا ! ما الذي سترتديه للذهاب إلى سافوي للقاء حبيبك ؟ سألت نفسها ، بعد أن استحمت وغسلت شعرها . وراحت تتفحص ثيابها . في النهاية اختارت ثوبا معلفا بغطاء من النايلون . إنه الفستان الأصفر الذي ارتدته لتبدأ به رحلة شهر عسل .
منتديات ليلاس
غادرت باكرا غدائمها ، فاستقلت الحافلة لتصل إلى وست إند . شعرت بحرارة الشمس قوية وهي تتجول في المكان ، فراحت تراقب واجهات المتاجر بعينين لا تركزان على شيء . فكرت أن استعراض السلع على هذا النحو لا يعجبها مطلقا . بعدئذ بدأت تتساءل ما الذي يريد دانيال أن يتحدث عنه وفي مكان عام كهذا . لو ان هناك شيئا هاما يحتاج إلى التحدث بشأنه ، لأيقظها هذا الصباح ليخبرها به .
سارت لاين وهي غارقة في أفكارها ، وكادت أن تتعثر بشخص خارج من أحد المتاجر . قفزت جانبا وهي تتمتم معتذرة ، غير أنها سمعت صوت فتاة تقول : (( عفوا .......... لكن ، ألست لاين ......... لاين سنيكلر ؟ ))
أدركت لاين وهي تشعر بالرعب أن المرأة التي تبتسم لها بإشراق هي ..... بليندا . تابعت هذه الأخيرة قائلة : (( كم يسعدني أن أراك من جديد . ألديك عطلة هذا الصباح ؟ أفكر في تناول شراب ما ، لم لا تنضمين إلي ؟ ))
فكرت لاين باستياء : لكثير من الأسباب التي لا تستطيعي أن تتخيليها . لكنها وجدت نفسها تندفع بدون اي مقاومة نحو مقهى مجاور .

في مدينة يعيش فيها الملايين ، لماذا علي أن أصطدم بك ، وإنت آخر أمرأة في هذا العالم أريد رؤيتها أو حتى التفكير بها ؟ مع ذلك كان عليها أن تفكر ببليندا .
اعترفت بذلك بيأس ما إن جلستا إلى أحدى الطاولات وأمسكت كل واحدة منهما لائحة الطعام . فكرت أنها بتقربها من دانيال تطمع بما يخص بليندا . مع أنها لم تفكر بذلك للحظة واحدة ليلة امس أثناء عناقهما ، لكن يبدو أن جلوسها مع بليندا الآن والابتسام لها والتحدث معها هو نوع العذاب أو الثمن الذي عليها أن تدفعه .
عندما وصل النادل طلبت لاين فنجان كابتشينو لم تكن راغبة فعلا في شربه ، بينما طلبت بليندا فنجانا من الشاي .
- سأصاب بالغثيان قبل أن أنهي شرب الشاي .
تنهدت بليندا ونظرت إلى حقيبة لاين الصغيرة الذهبية التي وضعتها على الطاولة ، وتابعت : (( هل كنت تشترين شيئا مميزا ؟))
لمست لاين حقيبتها : (( إنه فقط عطري المفضل ، مع أنني لن أستطيع شراءه بعد الآن )).
- أن أضع العطر نفسه طوال حياتي ، والآن فجأة لم أعد استطيع تحمل رائحته . أليس ذلك غريبا ؟
رفعت لاين كتفيها وقالت : (( أتراك سئمت منه ؟ ))
- آه ، يا إلهي ! أعلم أننا بالكاد نعرف بعضنا ، لكن مع ذلك علي أن أتحدث عن الأمر وإلا فإنني سأنفجر . أنا حامل ، ولهذا السبب تخليت عن شرب القهوة في هذه الفترة ، فانا انتظر مولودا .
سمعت لاين أزيزا غريبا في أذنيها ، وفجأة بدا لها وكانها تنظر إلى بليندا من خلال الطرف الآخر للتلسكوب .
صوت تعرفت عليه كأنه صوتها قال بطريقة عادية جدا ، بل حتى باهتمام وفرح : (( هذا خبر رائع ! تهاني )).
تنهدت بليندا بفرح : (( إنه أجمل ما يحدث لي . بالطبع ، نحن لم نخطط لذلك مطلقا ، لكني سعيدة جدا بالأمر )).
هناك أمر أريد أن أخبرك به . آه ! دانيال ......... دانيال .........!
نظرت لاين إلى بليندا وقالت : (( لا بد أن حبيبك سعيد جدا أيضا )).
- حسنا ! ردة فعله الأولى لم تكن مشجعة في الواقع .
تجهم وجهها قبل أن تتابع : (( من المؤكد ......... على الأقل ليس الآن . لذا بدا الخبر كالصدمة بالنسبة إليه )).
ثم ضحكت قبل أن تتابع : (( لكنه اعتذر بالشكل المناسب ، وقرر أن يظهر حماسه بشأن الموضوع كله ، وهكذا قررت أن أسامحه )).
بدت بليندا كالحالمة وهي تكمل : (( أنا أعلم أنه سيكون والدا رائعا . أقصد ......... أنت تعلمين كيف تجري الأمور )).
قالت لاين بهدوء أدهشها : (( أجل ، بالطبع )).
هذه الأخبار جعلتها تشعر أن مذاق الكابتشينو مر جدا . وأدركت أنها إن شربته ستصاب بالغثيان بل ربما بالمرض الشديد . ربما ستمرض حتى الموت ، وبعد ذلك لن تحتاج للتفكير من جديد ببليندا وبطفلها من دانيال ، وبأنهما سوف يتزوجان ويستقران معا كعائلة . فكرت والألم يعتصر قلبها ، كيف تمكن أن يعانقني بشغف وحرارة ليلة البارحة وهو يعلم بهذا الشان؟ .
منتديات ليلاس
آه ! لأنها رمت بنفسها عليه . هذا هو السبب بالطبع . إراد دانيال أن يبدو لطيفا إلا يسبب لها الإذلال . ذلك لن يشكل أي فرق حقيقي بالنسبة لخططه على المدى البعيد ، ولا بد ان هذا ما يرغب في إخبارها به أثناء تناولهما الغداء في سافوي . إنه مكان عام حيث يستطيع ان يثق انها ستتصرف بشكل راق ، ولن تقوم بمشهد درامي مزعج . على الأقل كان صادقا بما فيه الكفاية كي لا يتظاهر بأنه يحبها . ربما يأتي وقت تشعر فيه لاين بالامتنان لذلك ، لكن ليس الآن .........
استمرت بليندا بالتحدث بفرح : (( بالطبع يمكن للجميع القول إن إنجاب الأطفال أمر متعب ، لكنني لست متأكدة من أنني أريد ان اعلم بذلك ، هل أنت مثلي ؟ ))
- أنا لست متأكدة من ذلك ربما لا .
دفعت لاين فنجانها بعيدا ، وهي تشعر أنها ستتقيأ من شدة الألم الذي يعتصر معدتها . نظرت إلى ساعتها ، ونهضت على الفور قائلة : (( يا إلهي ! هل أصبحت الساعة الواحدة ؟ سيبدأ عملي بعد قليل ، لذلك عليكي أن تعذريني على ما أخشى )).
قالت بليندا بخيبة أمل : (( آه ! هل عليك أن ترحلي ؟ أتمنى ان لا تكون ثرثرتي هي السبب الذي دفعك للرحيل ، فأنا لا أتحدث إلا عن الطفل ؟ )).
- بالبع لا !
وضعت لاين كمية من النقود على الطاولة ونهضت ، بالكاد ابتسمت لبيلندا قبل أن تقول : (( أسعدتني جدا رؤيتك من جديد . اتمنى لك أفضل الأمنيات في المستقبل .... لك ولزوجك )).
بطريقة ما تمكنت من الخروج ، فأخذت تتجول كالعمياء بدون أي هدف ، فتاة مرتدية فستانا أصفر اللون في يوم مشمس ، وليس هناك إلا الظلام في داخلها ، فيما قلبها يتحطم من الحزن واليأس .

سفيرة الاحزان 29-08-10 12:33 PM


11 - لـِـــــــمَ لا ترحليـــــن ؟
تمنت لاين لو أنها تختفي ببساطة ، فلا تظهر ثانية ولايُسمع عنها أي شيء من جديد ،
تماماً كما رغبت أن يحدث لها عندما رحلت إلى فلوريدا .
لكن ذلك لم يحدث حينها ـ وهو بالطبع لن ينجح هذه المرة ،
فهذه هي طريقة الجبناء .
كما أنه ليس لديها أي مكان آخر تذهب إليه .
عوضاً عن ذلك ، عادت إلى الشقة ،
فبدلت ثيابها وارتدت زي العمل ،
تاركة الفستان الأصفر على الأرض ، وذهبت إلى عملها .
قالت دنيز : ( اعتقدت أنك أصبت بفيروس ما ) .
رفعت لاين كتفيها ، وقالت : ( شيء من هذا القبيل ، لكنه رحل بسرعة ) .
عندما انتهى النهار كان عليها أن تعود لمواجهته ، فليس لديها أي خيار آخر .
عليها أن تضع نهاية لهذا الأمر وتدعه يرحل ،
منقذة ما تبقى من كبريائها . في الواقع ،
لايمكنها إلقاء اللوم على أي شخص سواها بالنسبة لما حدث بينهما .
إلغاء زواجهما أطلق سراح دانياب فبات حراً في إقامة أية علاقة يريدها ،
وإن كان سيجد السعادة مع بليندا ، فذلك يعني أنها خسرت كل حق في الوقوف في طريقة .
بطريقة ما ، شعرت لاين أن ما حدث بينهما وضع حداً لأمر لم ينته منذ سنتين .
بدأ أشبه بإقفال قضية عالقة . عليها أن تنظر إلى الأمر من هذا المنظار بعض النظر عن شعورها نحوه .
من جهة أخرى ، لا شيء أسوأ من الجلوس إلى طاولة في مطعم فاخر ، وهي تصغي إلى دانيال وهو يقول لها بلطف إن علاقتهما
لا مستقبل لها ، ويخبرها بنفسه عن السبب .
هكذا وجدت لاين نفسها مرة ثانية مضطرة لمواجهته قبل أن تبتعد من جديد .
منتديات ليلاس
وبينما راحت تنظف الأرضيات وتلمعها بسرعة بدون أي تفكير بالعمل ،
توصلت إلى أفكار جديدة لخطة ما .
وصل دانيال إلى الشقة قبلها .
عندما وصلت وجدته قرب المدفأة ، وقد رمى سترته وحقيبة عمله على أحد المقاعد ،
وعندما ترددت بالدخول عند الباب رفع رأسه ونظر إليها .
قال بهدوء : ( لماذا لم تأتي إلى سافوري ؟ ) .

قالت بسرعة : ( تركت لك رسالة . ألم تصلك ؟ ) .
- علمت أنك لن تذهبي إلى لقائي ، والآن أنا بإنتظار معرفة السبب .
قالت : ( لم أستطع أن أتغيب . لا يمكنني أن أتخلى عن عملي ، فأنا بحاجة إلى المال كي أعيش ،
لذلك عليّ أن أقوم بما هو مهم لي ) .
- و أنا لست في لائحة أولوياتك كما هو واضح ؟
وهذا يعني كما أفترض ، أن تقاربنا ليلة البارحة لم يشكل أي فرق لديك .
رفعت لاين ذقنها قائلة : ( ماذا تريدني أن أقول ؟ حسنا! إنها مجرد معانقة ،
ومن الحماقة أن تعلق أية أهمية عليها ) .
كرر دانيال ببطء : ( مجرد معانقة ؟ ! )
شعرت كأن هناك خطراًُ محدقاً في الغرفة ، لكنها قالت وقد أجبرت نفسها على الإبتسام :
( دان ! أنا فتاة ناضجة الآن ، وأعلم كيف تسير هذه الأمور ) .
- إذاً ربما بإمكانك أن ترشديني ، لأنني اعتقدت أن ما حدث البارحة هو البداية لا النهاية .
فكرت بعيني بليندا المشعتين . آه ، دان ! كيف يمكنك أن تقول ذلك .
كيف ؟ لديك بداية آخرى وارتباط جديد ، وهي بحاجة إلى إخلاصك !
أردت أن تصرخ به . . . أن تلقي عليه الإتهامات . . .
وأن تنعته بالكاذب ، وبكل الأسماء المذلة لأنه وغد .
لكنها تعلم أن هذه ليست هي الطريقة المثلى لإبعاده ،
وأن عليها أن تحتفظ بشجاعتها من أجل البقاء والإستمرار ، لهذا قالت :
( كيف يمكنني أن أفسر لك ؟ هل تريد الصراحة ؟ شعرت أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة ، وأن كلاً منا
سيذهب في طريقة . واعترف أنني كنت دائماً أتساءل ، ولو بخجل ، ماالذي سأشعر به لو عانقتني ، وبدأ لي أن تلك هي الفرصة الأخيرة ) .
توقفت عن الكلام للحظات قبل أن تكمل : ( والآن أشبعت فضولي وانتهت القصة ) .
سألت نفسها والألم يعتصر قلبها ، كيف يمكن لي أن أفعل ذلك ؟
كيف يمكن أن أحول ذلك التعاطف والجمال والرقة إلى السخرية والهزء ؟
كيف لذلك أن يحدث ؟
تقدم خطوة نحوها وقال بقسوة : ( طلبت منك الذهاب إلى سافوي لتتحدث . ألست مهتمة ولو قليلاً بما كنت أريد قولة ؟ )
أحنت لاين رأسها ، وقالت : ( مهما يكن فإنه لا يشكل أي فرق لدي ،
لأن لا علاقة لي بالأمر . كلانا يعلم أننا سننتقل إلى مكان آخر ، وأن حياة كل منا ستأخذخ إلى ممر مختلف ،
وأن أتقبل ذلك ، فِلمَ لا تفعل مثلي ؟ )
- لأن هذه ليست الحقيقة الكاملة ، لاين .

استدار إلى الجهة الأخرى ، فبدأ وجهه قاسياً كالحجر وهو يتابع :
( كنت ذاهبة لملاقاتي ، أعلم أنك فعلت ذلك ، لأنني عندما وصلتني رسالتك أتيت إلى هنا باحثاً عنك ،
فكرت أنك ، بعدما حدث ليلة البارحة ، قد تخجلين من رؤيتي في ضؤ النهار في مطعم مليء بالناس . . )
مرر أصابع يده في شعره وتابع : ( . . . فوجدت في غرفتك فستاناً مرمياً على الأرض . . .
فستان أتذكره جيداً . لا بد أنك رغبت في ارتدائه ثم بدلت رأيك ، وأنا أريد أن أعرف السبب ) .
قالت : ( لا يمكن أن يكون هناك أي شيء آخر . هذه المرة تمكنت من تبديل رأيي قبل أن أقدم على غلطة كبرى آخرى ) .
قال دانيال بنبرة لاذعة : ( ألا تعتقدين أنه كان عليك الإحتفاظ بإندفاعك وعاطفتك من أجل الرجل الذي تحبينه ؟ ) .
ارتجفت لاين في أعماقها ، وأجابت : ( لم يعد الرجل الذي أحبه موجوداً قربي . . . أنا التي أبعدته عني . . )
نظرت إلى الأرض خشية أن تلتقي عيناها بعينيه ، فيرى الحقيقة فيهما ،
ويدرك أنها تتكلم عنه ، ثم تابعت : ( . . . وهو لن يعود أبداً ) .
قال دانيال بهدوء : ( أتقولين لي إنك بالرغم من كل شيء ، مازلت تحبينه وتهتمين به ؟ )
منتديات ليلاس
- أقول لك إنك لا تستطيع اختيار من تحب . وربما اكتشفت أنني امرأة لرجل واحد ، وأن لا شيء سيغير ذلك ؟
أصبح الصمت بينهما بارداً وثقيلاً كالثلج ، وبدأ كأنه يمتد حتى اللانهاية .
أخييراً قال : ( فهمـــــــت ! ) .
ثم التقط سترته وحقيبته ، وسار نحو غرفته .
ابتعدت لاين عن الباب ، وهي تشعر بساقيها ترتجفان .
شعرت بالحزن والكآبة ينتشران في أعماقها وفي كل حواسها .
يبدو أن خطتها نجحت ، وقد يسبب لها الإنهيار أمامه .
عندما عاد دانيال كان قد بدل ثيابه ، وهو يحمل بيده حقيبة السفر ، مع حقيبة عمله وجهاز الكومبيوتر النقال .
قال بصوت قاس : ( أخذت معي ما أحتاج إليه لهذه الليلة فقط ، وسأرسل من يأخذ بقية أغراضي يوم غد ) .
- إلى أين أنت ذاهب ؟
خرج السؤال من فمها قبل أن تتمكن من منعه ، وهذا تصرف طائش وغبي من قبلها ، لأنها تعرف الجواب مسبقاً .
كان دانيال قد وصل إلى الباب ، لكنه استدار ونظر إليها والمرارة في عينيه تلفح بشرتها .
قال بصوت ناعم : ( أعطيني استراحة قصيرة لاين . فما همك إلى أين أذهب ؟ )
ورحل . . .

سفيرة الاحزان 29-08-10 12:36 PM


قالت لها دنيز : ( أنت تخسرين الكثير من وزنك .
إذا ما استمريت كذلك يجب أن تطلبي من السيدة موس أن تعطيك زياً أصغر مقاساً ) .
ثم سألتها بعد لحظات قليلة : ( لكن كيف تفعلين ذلك ؟ )
أجابت لاين بخفة : ( الأمر بسيط جداً ، أنا فقط أراقب ما آكلة ) .
عليك ببساطة أن تقرري أن تكوني معذبة وتعيسة ، فتراقبين طعامك ،
وتحركينه في الطبق ، ثم ترمينه في سلة المهملات . . . آه !
وأن تنامي نوماً متقطعاً مليئاً بالسهاد . ذلك ينجح تماماً كوسيلة لإنقاص الوزن .
هذا الوضع أجبرها على أتخاذ قرار بشأن الشقة .
مادام جيمي وساندرا قررا الإستقرار في نيويورك .
وهما يخططان للزواج ، ولا رغبة لديهما في العودة ، فإن بيع الشقة واقتسام المبلغ مع جيمي بدأ لها فجأة عملاً منطقياً .
منذ أن رجل دانيال ، أي منذ ثلاثة أسابيع ، تحولت الشقة إلى مكان لا تستطيع تحملة .
أخذ دانياب كل ما يملكه ، كما أن الشركة التي أستخدمها عمدت إلى إزالة كل ما يخصه حتى المبالغة ،
فأزالت كل ما قد يذكرها به . آه ! كم أحبته . . . وما زالت تحبه !
حتى إن لاين لم تستطع أن تعود إلى غرفة نومها السابقة ، بعد أن بدأ لها الأمر مؤلماً جداً .
فالغرفة نفسها عابقة بالذكريات به أو تقرأ عنه تقريراً ، أو ترى صوراً لزفافه ،
لذلك فكرت أن من الأفضل لها أن تعرض الشقة للبيع بأفضل سعر ممكن ، علها بذلك
تتمكن من البدء من جديد .
عندما عادت لايم ودنيز إلى المكتب لتسجيل ما حدث معهما أثناء النهار ،
منتديات ليلاس
حيت السيدة موس لاين من دون أن تبتسم لها .
قدمت لها مغلفاً وهي تقول :
( ترك شاب لك هذا المغلف . لكن . . . كما تعلمين ، نحن لسنا وكالة للمواعدة ) .
قالت لاين بصوت هادئ طبيعي : ( أؤكد لكِ أنني لم أعط هذا الإنطباع لأي شخص ) .
أخذت المغلف ، ثم فتحته ، ونظرت بإمعان إلى السطور القليلة المكتوبة على آلة الطباعة .
( نحن بحاجة إلى اللقاء مجدداً كي تتحدث . سأكون في مطعم بلايكس بيسترو في شارع جورغان الليلة منذ الساعة الثامنة .
من فضلك ، كوني هناك ) .
ولم تكن الرسالة موقعة .
استدارت لاين نحو السيدة موس ، وسألتها بلطف : ( هل ذكر الشاب أسمه ؟ )
قالت المرأة المتقدمة في العمر وهي تهز رأسها : ( طلب مني فقط أن أتأكد من تسليمك إياها ) .
زفرت بضيق قبل أن تتابع : ( وقلت له إنه شديد الوقاحة ) .
أصرت لاين على معرفة صاحب الرسالة ، فقالت : ( حسناً ! كيف يبدو ؟ )
دانيال . . . لا بد أن دانيال ! لا أحد غيره يعلم أين أعمل . لكن لماذا يريد رؤيتي فجأة ، بعد مرور شهر من الصمت المطبق ؟
- لم ألا حظ ؟
ثم فكرت السيدة موس للحظة ، وتابعت : ( يبدو وسيماً . . . على ما أعتقد . . .
إن كنت تحبين هذا النوع من الرجال ) .
ضربت دنيز لاين في ضلوعها ، وعلقت : ( لديك معجب سري . أليس كذلك ؟ )
قالت لاين بتعب : ( لا معجبين على الإطلاق ، حسب علمي . )
حاولت دنيز المساعدة : ( ربما هو الشاب الذي يقطن الشقة ذات الرقم أحد عشر ،
فهو لا يستطيع أن يبعد نظرة عنك )
على الرغم من صراعها الداخلي ، رفعت لاين كتفيها وقالت : ( شكراً ) .
علقت السيدو موس بصوت لاذع : ( أي إختلاط ودي مع الزبائن هو مناف لأنظمة الشركة ) .
قالت لاين بضيق : ( يسعدني سماع ذلك ) .
ذهبت إلى منزلها ، والملاحظة الصغيرة تحرق المكان الذي وضعتها فيه الحقيبة .
لم تكن لديها أية فكرة كيف ستتعامل مع الأمر .
أمضت الساعة التالية وهي تتجول في الشقة . شعرت بالإرتباك والرعب
وهي تتشاجر مع نفسها .
تساءلت أي أذى سيحدث إن رآته مرة ثانية .
فقط لمرة واحدة ، ثم تذكرت أن ( تلك المرة) هي كلمة محظورة في قاموسها ،
فهي تعلم أن عليها أن تمزق الملاحظة وترحق آثارها .
لاشيء يلزمها بالذهاب للقائة .
لكن . . . لماذا يريد رؤيتها ؟
هذا ما كررته لنفسها مراراً وهي تكوي الفستان الأصفر ، متسائلة إن كانت المرة الثالثة هي ضربة الحظ لها .




لم تتوقف عن تذكير نفسها أنه لم يفت الأوان كي تستدير وتعود إلى شقتها حتى
وهي تدخل عبر الباب الزجاجي لمطعم بيسترو .
تقدم منها نادل سألها عن أسمها ، ثم طلب منها أن تتبعه إلى الطاولات المنفصلة الموضوعة خلف نباتات
عليه كأنها غرف صغيرة معزولة .
منتديات ليلاس
قال : ( وصلت الآنسة سنكلير ، سيدي ) .
وسار مبتعداً . . . في اللحظة نفسها رآت لاين غير مصدقة عينيها الشخص الذي ينتظر أن يصافحها .
بادرها بالقول : ( مرحباً ! جميلتي ) .
بدأ آندي رشيق القوام ، ذهبي البشرة . حياها بحرارة وبإبتسامة صادقة ما زالت تتذكرها جيداً .
أضاف بكبرياء : ( تسعدني رؤيتك من جديد ) .

سفيرة الاحزان 29-08-10 12:39 PM


حولت الصدمة الممزوجة بألم خيبة الأمل ساقيها الى مادة لزجة , لذلك كان عليها الجلوس قبل ان تقع ارضا . قالت وقد ارتفع صوتها من الغضب :
- انت ...؟ انت ...؟ لا استطيع تصديق ذلك .
- اعتقدتِ انني بذلك اتحايل عليك قليلا , لهذا السبب لم اوقع الرسالة .
سألته :
- ما الذي تريده ؟
وتابع مستغربا :
- مع ان هذا ... ليس الانطباع الذي وصلني . لكن كما تشائين .
- أبدو سعيدة ؟!
حدقت لاين به كأنما له فجأة رأس آخر:
- ابعد ان سرقت مالي وتركتني لذلك الحقير القذر ؟
تنفست بعمق لكي تتمكن من المتابعة :
- كان من الممكن ان اتعرض للاعتداء , ثم ارمى في البحر كي اموت غرقا . هل فكرت بذلك للحظة ؟
رفع كتفيه وقال :
- تعرفين المثل القائل ان المرأة دائما اسرع بالهرب من الرجل , كما ان استعادة مالي استحق تلك التضحية , لاين .
- مالنا ! على ما اعتقد ... ان فكرت قليلا .
- بالمناسبة , مادمنا نتحدث عن المال .
مد آندي يده الى جيب سترته , وسلمها قطعة من الورق مطوية . اخذتها لاين بتردد , وسألته :
- ماهذه ؟
- هذه حواله من المصرف بقيمة حصتك في السفينة . فكرت انك لن تثقي بحوالة من رصيدي الخاص .
حدقت لاين بالرقم المطبوع على الحاولة , وقالت بصوت مرتجف :
- يا آلهي !
منتديات ليلاس
- والآن اصبحنا متعادلين .
انحنى آندي الى الأمام , وتابع بصوت منخفض :
- لاين , لم اقصد ان اتركك تائهة . اقسم لك ! لكنني وجدت نفسي في وضع سيء جدا , واضطررت الى المغادرة بسرعة الى مكان آخر . ع
- ياللغرابة ! عانيت من التجربة نفسها تقريبا , وفي الوقت نفسه .
ثم وضع الحواله في حقيبتها , وتابعت :
- يبدو ان الرغبة في الذهاب الى مكان ىخر تلح علي الان ايضا , لذلك اتمنى لك ليلة سعيدة .
قال آندي بصوت أجش مملوء بالعاطفة :
- لاين , لا تذهبي ! لديك كل الحق لتكوني غاضبة , لكنني اود ان نتصالح , انا اعدت الى سابق عهدي ونهضت من جديد على قدمي , والان ابحث عن مشروع جديد لأستثمر فيه , لاسيما ان استطعت ان اجد شريكا . ففي النهاية كنا فريق رائعا من قبل , وهذه المرة سنكون افضل .
نظر الى عينيها مباشرة وقد لمعت عيناه بالنصر وهو يتابع :
- لنصبح اقرب , ربما ؟ ولننتهي كشريكين فعليين ... تمام كما كنت ارغب دائما . ما رأيك بذلك ؟ ما الذي تقولينه ؟
- لا شيء . ولا اهتم ان قلت رأيي علانية في مطعم محترم كهذا .
هزت رأسها قبل ان تتابع :
- آندي ! كنت حمقاء لأنني وثقت بك , ولا اعتقد انني اعجبت بك يوما , وما كنت لأرضى بك ولو قدمت لي على طبق من الماس . هذا هو الجواب المهذب , واتمنى ان يكون واضحا بما فيه الكفاية .
ذاب السحر من صوت ىندي ليظهر مكانه غضبه ومكره فقال :
- آه ! اجل . لكن كان عليّ ان اسأل , وهذا مافعلته . فذلك جزء من الاتفاق ... والآن بعد ان رفضتني , قدمي لي خدمه اخيره , قولي لصديقك كي يتركني بسلام .
كررت لاين ببطء :
- صديقي ...؟ لا اعرف عمن تتحدث .
- الزعيم .. صاحب اكبر مؤسسة للنشر وعصابته من التحريين .
امتلأ وجهه بالغضب وتابع :
- هل تعتقدين حقا انني كنت لأدفع لك درهما واحدا لو لم يقترفوا اثري ويمسكوا بي ؟ سألوني العديد من الاسئلة المحرجة , باحثين في اتفاقات مضت , ومهددين بالادعاء عليّ امام مكتب الاستخبارات الدولية , بل اسوأ من ذلك ايضا .
ضحك ضحكة غاضبه قبل ان يتابع :
- وفوق ذلك كله , ادعى صديقك انك مغرمة بي , وانك قد تكونين مستعده للمسامحه والنسيان ان تقربت اليك , بطريقة صحيحة . يا الهي ! هل فهم ذلك الاحمق الأمر بطريقة خاطئة ؟
رماها بنظرة وقحة واكمل :
- امر مؤسف حقا ! شعرت بالزهو لفكرة انك مغرمة بي , وما كنت لأمانع ان اعود معك الى الفندق لنستمتع برفقة بعضنا مع انك اصبحت نحيلة جدا بالنسبة الى ذوقي بالنساء .
ضاقت عيناه وهو ينظر اليها باهتمام :
- مع انني اشك انك مازلت ساذجة كالسابق . صديقك المليونير اقام علاقة معك , أليس كذلك ؟
ضحك بسخرية واكمل :
- مسكينة انت لاين ! لابد انك لم تؤثري به مطلقا ما دام مشتاقا ليقدمك الي. والآن سأرحل بنفسي , باحثا عن رفقة اكثر مرحا .
نهض وهو يتابع :
- لكن لاتغادري بسببي . احتفلي بالكسب غير المتوقع . سأطلب ان تقدفعي الفاتورة بنفسك , واتمنى الا تمانعي . كما اتمنى لك حياة سعيدة . ذ
لم ترقبه لاين حتى وهو يغادر , تراجعت الى الوراء واغمضت عينيها , فيما كاد رأسها ينفجر من تسارع افكارها وهي تحاول ان تستوعب ما قاله , صديقك الزعيم .. صاحب اكبر مؤسسة نشر ...
دانيال فعل ذلك لأجلها ؟لاحق ىندي , الرجل الذي اعتقد انها تحبه , وطلب منه ان يتفاوض معها , حتى انه اقترح عليه ان يدعوها للعودة اليه , لأنها هي من اخبرته بذلك , وهو حقا صدقها .
لماذا كلف نفسه عناء ذلك كله ؟ لماذا ؟ اتراه يشعر بالذنب بسببها ؟ أ لأنه حظي بالحياة التي ريدها بينما هي ماتزال وحيدة ؟ ام انه لا يزال يشعر بالمسؤولية نحو الحمل الذي القاه عليه سيمون ؟
فكرت لاين : اردت ان اطلق سراحه , لكنني فشلت في القيام بذلك .
اشارت الى النادل , ودفعت الفاتورة ثم سارت نحو المدخل بانتظار ان تصل سترتها . فجأة شعرت بيد تلمس ذراعها .
قالت لها امرأة :
- لاين ... لاين , رأيناك تدخلين , ثم رأينا صديقك يغادر . هل انت بخير ؟
استدارت لاين لتنظر الى وجه بليندا الجميل الذي تعلوه ملامح الاهتمام الصادق , فتمنت لو انها تموت في تلك اللحظة .
منتديات ليلاس
آه , يا الهي ! لابد ان دانيال هنا يراقب , ويتأكد ان المصالحة تمت وانها وجدت اخيرا الحب الحقيقي الذي تبحث عنه . ياله من امر مثير للضحك , ان لم تقل امرا مثيرا للغثيان !

استجمعت شجاعتها , وقالت :

- كل شيء بخير , انه مجرد شخص عرفته في الماضي , وقد اكتشفنا ببساطه انه لم يعد هناك ما يجمعنا معا .

بدا تعاطف بليندا حقيقيا وكبيرا جدا :

- مسكينه لاين ! لاتغادري , من فضلك . زوجي هناك , ويسعدنا ان تنضمي الينا .

نظرت لاين الى اليد التي تمسك ذراعها , ورات انب ليندا تضع خاتما بسيطا من الذهب . اذا لقد تم الزواج , لم اعرف به !

- لا ! حقا , لا استطيع .

قالت بليندا تلاطفها :

- لكن لماذا ؟ ففي النهاية , انتما تعرفان بعضكما ولستما غريبين .

هذا هو بالتحديد سبب رفضها . ارادت لاين ان تصرخ بها . لهذا السبب لا استطيع القيام ببعض اللياقات الاجتماعية . لا استطيع ان اجلس مع حبيبك واتذكر انه كان حبيبي ايضا .

لهذا السبب لا استطيع ان اضحك واتكلم , وآكل واشرب كان شيئا لم يكن .

- عليّ الذهاب حقا .

وصل النادل وهو يحمل سترتها , فأخذتها منه وشكرته , ثم نظرت الى بليندا قائلة :

- في مرة اخرى ... ربما ؟

قالت بيليندا تستمهلها :

- على الاقل تعالي لتقولي له مرحبا .

شعرت لاين بمعدتها تكاد تتمزق من التوتر , لكنها اجبرت نفسها على الابتسام وقالت :

- حسنا ! فقط للحظة .

سفيرة الاحزان 29-08-10 12:40 PM

تبعت بليندا الى طاولة موضوعه خلف نبته كبيرة , وهذا يفسر لماذا لم تلاحظ وجودهما من قبل بالاضافة الى صدمة مواجهتها لآندي .
قريبا ... قريبا جدا سينتهي هذا الكابوس المرعب , وعندها يمكنها الذهاب الى منزلها .
ضغطت على اعصابها بقوة وهي تستعد لمقابلة زوج بليندا . نهض الرجل باحترام لايخلو من الاستياء ليصافحها , فرأت رجلا بدينا ذا شعر بني اللون ووجه لطيف اكثر منه وسيما .
رجل راته مرة منذ سنتين ونصف , في حفل زفافها حين راح يتحدث الى سيليا ويغازلها . فكرت , آه ... يا الهي ! هذا صديق دانيال ...
قالت بصوت عال غير واثق :
- غاي ... غاي لاوسن ؟ أأنت زوج بليندا ؟
ثم هزت رأسها وتابعت :
- انا لا افهم .
عيناه الزرقاوان بدتا باردتين وهو يسألها :
- ماذا تريدين ان تفهمي ؟
شعرت بجفاف في فمها وقالت :
- اعتقدت انها ستتزوج من دانيال .
حدقا بها معا , وقالت بليندا اخيرا :ووو
- لايمكن ان تفكري بذلك , هذا امر مستحيل .
- لكنني رأيتك في الشقة , وقد امضيت الليل هناك ...
وضعت لاين يدها على فمها , ثم نظرت الى غاي برعب وتابعت :
- آه ... يا الهي ! اقصد ... .
قالت بليندا :
- اسمعي ! يومها وجدني دان اعرج في الشارع تحت المطر , لأني كسرت كعب حذائي . كنت اهذي من الغضب لأني تشاجرت مع غاي اثناء العشاء , فخرجت مبتعده عنه , تاركة حقيبتي على الطاولة في المطعم , لأجد نفسي بدون مفاتيح وبدون مال ايضا .... دانيال انقذني , وهذه واحدة من الامور التي ينجح بها جدا . جرني الى داخل السيارة , وعندما رفضت ان اعود الى المنزل اخذني الى شقته , جيث جعلني أهدأ واستمع الى كلامه , شرح لي كم من السهل ان نترك الحب ينزلق من بين ايدينا , ثم نمضي حياتنا ونحن نشعر بالندم . اعارني سريره لما تبقى من الليل , بينما نام هو على الاريكة . وفي ذلك الوقت , وبينما كنت في غرفة الحمام , اتصل بغاي, ونصحه ان يتركني كي اهدأ ويذهب لأصطحابي عند الصباح , وهذا ماحدث بالتحديد ,
رفعت بليندا يديها بحركة يائسة وتابعت :
- لكنك تعرفين ذلك بدون شك ؟ ألم تسألي دان عما جرى ؟ ولماذا انا هناك ؟
قال غاي بسخرية ومرارة :
- بالطبع لا ! منذ متى وهي تهتم لما يجري في حياته ؟ كنت واحدا من الاشخاص القلائل الذين حاولوا ان يخففوا عنه عندما تخلت عنه في شهر عسلهما . وهو حتى الآن مازال يهتم بامرها .
هز رأسه وتابع :
- هذا امر لا يصدق !
منتديات ليلاس
قالت بليندا بصوت ناعم :
- غاي !
نظر غاي من جديد الى لاين , فيما بدا وجهه غاضبا وهو يتابع :
- حان الوقت ليخبرها احد ما بذلك . مادمت لا تريدينه , فلم لا تتركينه وشأنه ؟ هل كان عليك العودة لتدفعينه الى الرحيل بعيدا ؟
- انا ... لا اعلم عما تتحدث .
- سوف يرحل دانيال الى الولايات المتحده . سيبيع المنزل اللعين الذي كان ينهك مفسه لأجله .... سيبيع كل شيء ويرحل , بالطبع , امريكا هي المركز الرئيسي لشركته , لكن منزله كان دائما هنا . انكلترا هي المكان الذي يعود اليه دائما . والآن سيرحل بشكل دائما , ونحن سنخسره .
- وهل تلقي اللوم عليّ في ذلك ؟
شعرت لاين بدوار من جراء الكلمات التي انهالت عليها كال مطرقة . رفعت كتفيها , وواجهته بمرارة وهي تتابع : ب
- أ لأنني اريد من زواجنا اكثر مما يستطيع دان تقديمه لي ؟ أ لأنني ارد ان يغرم بي كامرأة , لا كقطة ضاله يحاول انقاذها من الغرق , وهي تحتاج الى منزل جيد لتكون سعيده ؟ هل ما اطلبه مستحيل ؟
كرر غاي كلماتها وكانه يبصقها من فمه :
- يغرم بك ؟ يا الهي , يا امرأة ! انه مجنون بحبك , من رأسه حتى اخمص قدميه . ما الذي تطلبينه اكثر من ذلك .
هزت رأسها وقالت :
- لا ! ليس الأمر كذلك . انت لا تفهم . انت لا تعرف شيئا .
توقفت عن الكلام , مدركة انها على وشك ان تقول المحظور . فجأة لم تعد تستطيع ان تفكر بطريقة سوية , ولم تعد تعلم ما الذي تفعله به بعد الآن , لن دان سيغادر ... سيرحل الى الابد .
شعرت با الأم يشتد في حلقها , فتمتمت :
- انني افسد امسيتكما ... من الافضل ان ارحل .
حاولت ان تبتسم ليليندا وهي تتابع :
- اتمنى ان تسير الأمور بشكل رائع في حياتك .
خرجت بليندا وراءها الى الشارع , وقد بدا وجهها شاحب . قالت :
- لاين , من فضلك لا تغضبي . انا آسفة جدا . لم يقصد غاي ان يغضبك , لكنه يقدر دان ويحترمه كثيرا . كلنا نفعل ذلك . وقد اصيب بالصدمة عندما علم انكما تعيشان معا . اما انا فلم اكن اعلم شيئا عن زواجكما وما حدث بعد ذلك . كل مافي الأمر , ان لا احد ذكر ذلك امامي .
شعرت لاين بالحزن , فاستدارت ثم ضمت بليندا اليها متمتمة بكلمات تعزية ودعم .
اما هي فأين عساها تجد الدعم والتعزية لقلبها المتألم ؟


الساعة الآن 05:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية