منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   438 - فتاة الزنبق - سارة كريفن ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147868.html)

سفيرة الاحزان 29-08-10 11:55 AM


توقفت قليلاً قبل أن تتابع : ( إنه يصغرها بسنوات عديدة ) .
ساد الصمت بينهما ، وبعد قليل قال دان مفكراً : ( يمكنني أن أفهم ما يجري إن تناولت فنجان قهوة سوداء ، فلنذهب ونعد القهوة ) .
عندما جلسا قبالة بعضهما إلى طالوة المطبخ الكبيرة القديمة الطراز ،
واضعين فنجانين من القهوة أمامهما ، قال دانيال : ( أخبريني ما الذي يجري حقاً هنا لاين .
أريد أن أعرف كل شيء ) .
حاولت لاين أن تبقي صوتها هادئاً كي لا يعبر عن خيبة أملها القوية :
( سنذهب للعيش في إسبانيا ، في أحد المنتجات التي بنيت حول ملاعب الغولف ) .
- أنت أيضاً ؟
منتديات ليلاس
هزت رأسها وقالت : ( عندما تباع آبوتسبروك ستستثمر أمي أموالها هناك بشراء أسهم في المنتجع .
سيتابع جف تعليم الغولف ، فيما تعمل هي في الإدارة ، وأنا سوف أساعدها ) .
- منذ متى عملت بهذا المشروع ؟
رفعت لاين كتفيها وقالت وهي تحاول أن تبتسم : ( أخبرتني بذللك بعد عدة أيام من عيد ميلادي * .
- هممم . . . فهمت . وهل وافقت ؟
عضت لاين على شفتها وقالت : ( ليس لدي أي خيار آخر ) .
عاد دانيال يسألها : ( هل تخطط أمك للزواج من تانفيلد ؟ )
- لا أعلم . مع أنني سمعت شجاراً دار بينها وبين سيمون قبل رحيله .
وأنا واثقة أنني سمعت أسم تانفيلد .
قال ببطء : ( إذاً ، سيمون كان على علم بالأمر . حسناً !
هذا يفسر أشياء كثيرة ) .
سألها بعد قليل : ( ما رأيك بزوج أمك العتيد ؟ )

قالت ببطء : ( أعتقد أن . . . لا بأس به ) .
لكنها سرعان ما اندفعت تعترف بالحقيقة :
( إن أردت الحقيقة ، عندما قتل سيمون ، اعتقدت أن هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث في الحياة ،
لكنني كنت مخطئة . فجأة بدأ كل شيء ينهار من حولي ،
وأنا لا أستطيع القيام بأي شيء للحؤول دون ذلك ) .
ساد الصمت لفترة ، ولم يقطعه غير سماع صوت سيارة تقترب .
سألها دان بهدوء : ( أهذه أمك ؟ ) .
تنهدت قائلة : ( لا ! هذه سيارة أجرة من المحطة . إنها كنديدا ، فهي تأتي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ) .
رفع حاجبيه ، وقال مستغرباً : ( هذا يفاجئني ! هل تفعل ذلك بصورة دائمة ؟ )
هزت رأسها وقالت : ( من المفترض أنها تحزم الإغراض التي تخص سيمون لتأخذها
إلى دور الإحسان ، لأن أمي لا تستطيع القيام بذلك .
لكي لا يبدو أنها ستنجز هذه المهمة في القريب العاجل ) .
نهضت وهي تقول : ( من الأفضل أن أحضر الفرن للإستعمال ، فقد جهزت
طبقاً من اللحم البارحة ، وأحتاج إلى تسخينه فقط ) .
تابعت بعد قليل : ( هناك ما يكفي للجميع ، إن رغبت في البقاء أيضاً )
منتديات ليلاس
قال دانيال : ( لا ! لا أعتقد ذلك . لدي خطة أفضل . لِمَ لا أصطحبك إلى العشاء بدلاً من ذلك ؟ )
فتحت لاين فمها بإندهاش .
في تلك اللحظة فتح باب المطبخ ، ودخلت كنديدا وهي تبدو منزعجة .
فقالت متذمرة : ( خدمة القطارات كابوس فعلي . تعمدت القدوم باكراً ، مع ذلك وجدت القطار مكتظاً بأكثر الناس إزعاجاً ) .
ما إن رأت دانيال حتى توقفت عن الكلام على الفور ، وظهرت ابتسامة كبيرة على وجهها الذي غاب عنه فجأة كل آثر للإستياء والتعب ،
وتابعت تقول : ( دان ! حبيبي . . . لم تكن لدي فكرة أنك ستأتي إلى هنا ) .
أجابها دانيال بصوت ناعم كالحرير : ( يمكنني أن أقول الكلام نفسه عنك أيضاً . كيف حالك كاندي ؟ )
- آه ! ما زلت أقاوم . أنت تعلم كيف تجري هذه الأمور . فأنا أحضر إلى هنا معظم العطل الأسبوعية لأبقى قرب المسكينة أنجيلا .

سفيرة الاحزان 29-08-10 11:57 AM

توقفت عن الكلام لتتنهد قبل أن تتابع : ( نحاول أن نكون معاُ لمساعدة بعضنا البعض ) .
علق دانيال بصراحة مطلقة : ( إذاً ، يدهشني أنك لم تتوجهي مباشرة إلى نادي الغولف . لكن من الجيد أنك وصلت باكراً ) .
تابع بالنبرة الحازمة نفسها : ( أتوقع أنها ستكون متعبة وجائعة بعد قضاء فترة بعد ظهر مضنية ي ممرات الغولف ،
لذا يمكنك البدء منذ الآن بإعداد العشاء لكليكما . لأننا أنا ولاين سنخرج لتنازل العشاء ) .
قالت كنديدا وهي تنقل بنظرها بينهما ، ثم تبتسم من جديد إبتسامة واسعة :
( آه ! هذه فكرة رائعة ، لِمَ لا نجرج جميعاً ؟ )
أجابها بهدوء : ( لأنني دعوت لاين بمفردها كتعويض عن عدم حضور ي حفلة عيد ميلادها ) .
التف من وراء الطاولة ، ثم شد لاين إليه ن وطبع قبلة ناعمة على شعرها ،
وهو يقول بنعومة : ( أذهبي ورتبي مظهرك من أجلي عزيزتي .
سأعود عند الساعة السابعه . )
أدركت لاين أنها ترتجف في أعماقها ، وأنها تكاد تترنح .
أخيراُ قررت أن تركض إ لى غرفتها مادامت ساقاها قادرتين على حملها .
منتديات ليلاس
ما إن ركضت على الدرج حتى وجدت نفسها تكرر كلماته ( سأعود عند السابعة ) مراراً وتكراراً بصوت تكاد لا يسمع ،
وكأنها تعويذة لجذب الحظ .
ما زالت تتذكر كي أمسكت بكل قطعة ثياب في خزانتها وهي تحاول أن تجد شيئاًُ يتلاءم مع المناسبة ،
وتذكر نفسها في الوقت ذاته بأن هذا ليس موعداً غرامياً ، دانيال يتصرف بلطف فقط .
فكرت لاين بحزن : ( علمت ذلك حبها ، فلماذا لم أتذكره في ما بعد ، عندما أصبح الأمر مهماً بالفعل ؟
في النهاية قررت ارتداء أفضل ثوب لديها ، وهو عبارة عن تنورة فيروزية اللون وقميص بيضاء اللون عالية القبة .
فكرت بأسى أن ثيابها لا تبدو أنيقة .
لكن القرطين اللذين أهداهما إياهما سيجعلان منها أكثر ملائمة في الدقيقة الأخيرة
قررت وضع قلادة حجر القمر مع السلسلة الذهبية الرفيعة ، وهما هديته لها في عيد ميلادها السابع عشر .
تساءلت إن كان دانيال سيلاحظ ذلك ، إلا أنها أوقفت تدفق أفكارها على االفور ،
إذاً أدركت أنها تسير بها نحو أوهام خطيرة جداً ،
ذكرت نفسها أن تلك القلادة سبب لها ما يكفي من المتاعب حينها ،
ففي ليلة عيد ميلادها ، ركضت نحو ذراعيه لتشكره ، وبطريقة ما وجدت أنها تعانقةبلهفة ،
وقد راودها إحساس غريب بعدم القدرة على الإبتعاد عنه .

بدأ ذلك تصرفاً خاطئاً لاحظة كل من في الغرفة ، لا سيما أنجيلا التي وبختها بكلام
قاس جداً ، قائلة إنها أصبحت كبيرة جداً لترمي بنفسها على دانيال كما فعلت .
فيما هي تستعد للقاء داينال تلك الليلة ، تذكرت ذلك العناق ،
وشعرت أنها شابة صغيرة جداً ومرتبكة جداً ، فكرت أن من الأفضل لها إلا يكون هذا موعداً غرامياً حقيقياً ،
إذ لن تكون هناك أية فرصة ليتعانقا أ ولتتوقع أي شيء منه .
في تلك اللحظة الحاسمة أمرت نفسها بحزم أن تتوقف عن التفكير .
أمسكت حقيبة يدها ، وتنفست بعمث قبل أن تنطلق متجهة نحو الدرج .
لم تكن أنجيلا قد عادت بعد .رأت كنديدا في غرفة الجلوس تقلب صفحات مجلة بطريقة تظرها كأنها تفضل تمزيقها ورمي أحدهم بها .
حدقت بلاين بغضب ، وقالت : ( أتنوين حقاً ارتداء هذه الثياب للخروج مع دانيال فلاين ؟ )
تظاهرت لاين بالتأكد من محتويات حقيبتها ، فيما شعرت أن ثقتها الضعيفة بنفسها قد تحولت إلى رماد .
جاءها الإنقاذ على الفور بسماع طنين جرس الباب ، فاتجهت لترى مت الطارق ،
منتديات ليلاس
ووجدت دانيال منتظراً عند درج المنزل ، بدأ أنيقاً جداً في بذلته السوداء وربطة عنقة الياقوتيه اللون .
بادرته بالقول : ( أهذا أنت ؟ ) .
- كم عدد الرجال الذين ستقابلينهم الليلة ؟
أجابت معترضة : ( لكنك لم تقرع الباب من قبل مطلقاً . )
نظر إلى الداخل من فوق كتفيها ، ولوى شفتيه تبرماً ثم قال :
( ربما . . . لأنني أرغب الآن في المغادرة بسرعة ) .
ثم أمسك بيدها ، وتابع : ( لنذهب ) .
رأت لاين سيارة طويلة ، منخفضة السطح ولماعة . غاصت في المقعد
الجلدي المريح ، وهي تخنق تنهيدة من الفرح ( هل هي جديدة ؟ )
اعرتف دانيال قائلاً : ( سيارتي هي دائماً من الماركة نفسها ، لكنني ببساطة أجدد الطراز كل سنة ) .
سألها بعد قليل : ( هل تعلمت قيادة السيارة ؟ )
أجابت : ( لا . ليس بعد ) .
من المحتمل إلا يحدث ذلك مطلقاً . لا يمكنها أن تتصور أن أمها مستعدة لدفع الفاتورة ،
أو حتى السماح لها بإستعمال سيارة العائلة الوحيدة .
نظرت إليه وعلقت بخجل : ( تبدو بخير ، كما أنك شديد السمرة ، اعتقدت أنه فصل الشتاء في أوستراليا ) .

سفيرة الاحزان 29-08-10 11:59 AM


- هذا صحيح ، لكنني توقفت في أميركا وأنا في طريق عودتي .
صديقي يملك منزلاً في كيب كود حيث أمضيت عدة أسابيع .
هناك الكثير من الشواطئ حيث يمكن للمرء أن يتنزة ويستغرق في التفكير .
ويبدو أنه أراد التفكير الآن أيضاً .فكرت بذلك بحزن ما إن غرق في الصمت .
على أي حال ، ربما هو يركز فقط على القيادة في ذلك الطريق الريفي الضيق .
في الواقع لم يزعجها ذلك الأمر مطلقاً . يكفيها أن تجلس بقربة فقط ،
أخيراً ، انعطف بسيارته عبر بوابة ضخمة من الحديد المزخرف ،
فجلست بإستقامة على الفور . قالت بصوت أظهر صدمتها : ( لكن . . . هذا قصر لانغ بو .
هل سنتناول العشاء هنا ؟ )
- ألديك شيء ما ضد هذا المكان ؟
بدأ مندهشاً وهو يتابع : ( بدأ لي أنه مقبل جداً عندما قمت بالحجز من جناحي في وقت سابق ) .
- لم أزر المكان من قبل . لكن أليس الطعام فيه غالي الثمن جداً ؟
رماها بإبتسامة صغيرة وهو يرجع بالسيارة إلى مكان معد للوقوف .
منتديات ليلاس
- لا أسمع هذا الأعتراض عادة عندما أصطحب فتاة لتناول العشاء .
قالت وقد تورد خداها من الإحراج : ( لا . . . بالطبع لا . . أنا آسفة ) .
شعرت بكلمات كنديدا تلسعها من جديد ، فتابعت : ( كل ما في الأمر انني لا أرتدي ثياباً مناسبة ) .
استدار دانياب أمام السيارة ، وفتح لها الباب وهو يقول بنعومة : ( لا شك لدي أنني سأكون موضع حسد كل رجل في هذا المكان ) .
إطراؤه هذا جعل اللون يندفع أكثر فأكثر إلى خديها .
ما إن اجتازت لاين عتبة المطعم حتى شعرت بالرعاية والإهتمام .
قادها دانيال إلى غرفة جلوس رائعة الجمال بمقاعدها الطويلة المغطاة بقماش زاهي الألوان ، والكراسي المرتبة حول طاولات مستديرة صغيرة .
بعد قليل وصل طبق من الفطائر الهشة التي تحتوي على مختلف أنواع المذاقات الشهية والفريدة .
قالت لاين وهي تتنهد : ( لن أتمكن من تناول أي شيء آخر ) .
ضحك دانيال وقال : ( أعتقد أنك ستفعلين ) .
وكان على حق ، فنعدما قدمت لهما الكريما المخفوقة مع بقلة الماء ثم القرديس بالمايونيز وجدتها شهية ،
حتى إنها لم تبق على شيء منها .
أخيراً اختتمت عشاءها بتناول الحلوى وهي عبارة عن قظعة من التارت المغطى بالفريز .
قالت وهي تنظر حولها بعينين تشعان بالفرح : ( هذا مكان ساحر ) .
أضافت بنبرة رسمية أكثر : ( سأتذكر هذا المكان دوماً . لا أعتقد أنني سأجد في إسبانيا مكاناً مثله ) .
علق دانيال : ( لا أعتقد ذلك أنا أيضاً ، إذاً لمَ تذهبين ؟ )
قالت : ( أنت تتحدث وكأن لدي خياراً آخر ) .

أجاب بهدوء : ( في الواقع ، نعم لديك خيار آخر . يمكنك البقاء معي في إنكلترا ) .
بدأ لها أن العالم توقف عن الدوران فجأة ، ووجدت نفسها غير قادرة على التنفس :
( هل تعرض علي عملاً لديك ؟ )
- لا ، ليس بالتحديد .
ابتسم لها عبر الطاولة ، ، من فوق ضوء المصباح الصغير الموضوع في وسط
الطاولة ، وتابع قائلاً : ( أسألك إن كنت توافقين على الزواج بي ) .
ساد الصمت لفترة ، ثم قالت لاين بصوت فيه بعض الإرتعاش :
( إن كانت تلك مزحة ، فهي ليست لطيفة على الإطلاق ) .
مدّ دانيال يده وراح يداعب أصابعها النحيلة وهو يقول : ( هل من عادتي أن أكون عديم اللطف ؟ )
هزت رأسها بصمت ، وهي تحاول أن تمحو من رأسها ذكريات الفتيات الشقراوات اللواتي بدأ لها أن عددهن لا ينتهي .
- حسناً ! ماذا ؟
سادت فترة من الصمت من جديد بينهما ، بعدئذ قال لها بنبرة ملؤها المرح :
( عزيزتي ! هذا التردد من قبلك يسيء إلى ثقتي بنفسي .
اعتقدت أنك معجبة بي ) .
- بالطبع !
أنا أحبك . . . أحبك ! أحببتك دائماً ، وسأحبك إلى الأبد !
- لكن ليس بم يكفي كي تتزوجي بي . أهذا هو السبب ؟
شعرت لاين أنها غير قادرة على النظر إليه ، فأبقت رأسها منخفضاً فيما قالت :
( لم أظنك يوماً من الرجال الذين يرغبون بالزواج ) .
قال دانيال ببطء وبنبرة رقيقة : ( يمكنني القول إنني انتظرتك إلى أن تكبري لكنني أشك في أن تصدقي هذا الكلام ،
لا سيما أنك رأيتني مع العديد من الفتيات . . )
وعندما رآها تعض على شفتها ، تابع : ( . . . اهذه هي المشكلة حبيبتي ؟
منتديات ليلاس
. . . الماضي ؟ إلا نستطيع أن نتفق على دفنه ، فنركز على المستقبل ؟ )
شعرت لاين بوجهها يتوهج من الحرارة ، فقالت : ( آه ، بالطبع ) .
كل ما في الأمر هو أنني لا أعرف ماذا أقول لشخص حول أغرب أحلامي وأجملها إلى حقيقة في لحظة واحدة !
نظر إليها دانيال للحظة ، ثم أضاف برقة ونعومة : ( سببت لك الرعب .
أليس كذلك عزيزتي ؟ لم أقصد ذلك ، لكنني أعتقدت أن حدسك الأنثوي سيعلمك
لماذا أردت الخروج برفقتك هذا المساء ) .
ببساطة وبصورة تلقائية ، أدار دانيال يدها وبدأ يرسم دوائر وهمية على راحتعا بإبهامه .
على الرغم من رقة لمساته ، شعرت لاين كأنها تخترقها وتحولها
إلى لهب متقد . حتى إنها كادت تصرخ بصوت عال من التأثر .
وصلها صوته هامساً بنعومة : ( تزوجي بي ، لاين ) .
شعرت بجفاف في فمها ، وبأن أنفاسها باتت عالقة في صدرها .
إلا أنها تمكنت بطريقة ما من الهمس : ( أجل ) .

رأته يحني رأسه في تسليم مؤكد ، وما لبث أن ترك يدها ، ولوى شفتيه وقد ظهرت عليه ملامح حزن طفيفة ،
ثم قال : ( والآن ، من الافضل أن نذهب لننقل الخبر إلى أمك ) .
أرادت لاين أن تصرخ كالأطفال : ( لا أريد الذهاب الآن . . .
أريد البقاء بمفردي معك . . . لكنها بالطبع لم تقل كلمة من ذلك ،
بل ابتسمت وهزت رأسها موافقة .
حاولت أن تخفي الشعور بالخوف الذي تردد في داخلها ، آملة ألا يكون هناك مبرر له .
إلا أن أملها هذا راح أدراج الرياح !
حدقت أنجيلا بدانيال وهي تقول : ( هل تريد الزواج بإيلينا . . .
هذه الطفلة ؟ إنه أمر غريب حقاً . لا أستطيع الموافقة على أمر كهذا ) .
وقفت لاين قربه ويدها بيده . تمنت في تلك اللحظة أن تختفي تحت الأرض من شدة شعورها بالإذلال .
لاحظت أن كنديدا أن تجلس مستقيمة الظهر ،
وقد بدأ وجهها كقناع محفور في الصخر ، بينما وقف جف تانفيلد فاتحاً فمه من الدهشة .
قال دانيال بهدوء : ( أنا لا أطلب موافقتك سيدة سنكلير ، فأنا لست بحاجة إليها .
أنا أخبرك عما قررناه بدافع الإحترام فقط .
وقد قررنا الزواج خلال الأسابيع القليلة القادمة .. )
حركت أنجيلا يدها بعصبية : ( هذا أمر مستحيل . علي أن أبيع هذا المنزل وأن أنظم أموري للإنتقال إلى إسبانيا ،
فلا يمكنني أيضاً أن أحضر لزفاف كامل ) .
قال دانيال بضيق : ( لا أحد يطلب منك ذلك . سأتحدث إلى كاهن القرية لتحديد موعد في منتصف الأسبوع .
سنقيم حفل استقبال هنا بعد مراسم الزفاف ، وسأحجز الطعام والشراب بنفسي .
كل ما عليك فعله هو مساعدة لاين في إختيار ما سترتديه ، و . . . أرسلي الفاتورة إلي ) .
استدار لينظر إلى الفتاة الواقفة بجانبة ، ثم رفع يدها التي يمسك بها إلى شفتيه وتابع :
( أريد أن تصبح لاين زوجتي في أسرع وقت ممكن ، ويبدو أن هذا ما تريدع هي أيضاً ) .
وجدت لاين صوتها بطريقة ما ، فقالت : ( أجل . . . هذا ما أريده ) .
تقدم جف تانفيلد نحوهم كأنه قادن على شن حرب ما ،
ثم قال : ( أنجيلا تعتمد على مساعدة إيلينا الفعالة في مشروعنا الجديد في إسبانيا .
منتديات ليلاس
ستعمل كفريق واحد ، وهكذا ستحظى بتجربة عمل قيمة ومثيرة ، وبالفرصة لترى مكاناً جديداً في هذا العالم ) .
نظر دانيال إليه وقد لوى شفتيه بإنزعاج .
- لا أشك في أنها ستؤمن لكما خادمة ممتازة .

على أي حال ، أعتقد أن لاين ستجد العيش والسفر معي أكثر متعه من المناظر التي توفرها غرفة الغسيل في إسبانيا .
ضحكت أنجيلا بصوت مرتفع : ( إنها قصة سندريلا كما يبدو .
أليس كذلك ؟ غير أنني لا أستطيع أن أتصورك أمير الأحلام ،
عزيزي دانيال . أتمنى أن تعرف ابنتي ما هي قادمة عليه ، وذلك من أجل مصلحتها ) .
- إن لم تكن تعلم ، فأنا متأكد من أنك ستخبرينها .
نظر إليها بإزدراء وإنزعاج ، قبل أن يستدير وينظر إلى لاين .
ظهرت ملامح من الرقة على تعابير وجهه وهو يتابع :
( سيارة الأجرة بإنتظاري عزيزتي ، والسائق لديه عمل آخر الليلة . لذا علي الذهاب ) .
رآى خيبة الأمل في عينيها ،فإبتسم لها مشجعاً وقال : ( لكنني سأكون معك بعيداً من هنا . . . من فضلك ! )
قالت أنجيلا بصوت مليء بالعدائية : ( لدى إيلينا عمل يوم غد ، فنحن بحاجة إليها كي تتجول مع الزبائن
الذين يرغبون برؤية المكان ) .


سفيرة الاحزان 29-08-10 12:01 PM


نصحها دنيال بصوت بارد : ( أستخدمي وكيل المنطقة العقارية .
لهذا السبب أنت تدفعين له . كما أنني سأتصل بمكتب الإستخدام للتعاقد مع مديرة منزل لتقوم مكان لاين بإعمال المطبخ ) .
وضع يده حول خصرها ، وتابع : ( والآن تعالي معي ،لتقولي لي عمت مساء عزيزتي ) .
كل الليل دافئاً ، لكن لاين ارتجفت وهي تقف قربه عند الباب الرئيسي .
قالت : ( بدأ الأمر مرعبــــاً ) .
علق دانيال بنبرة لا تخلو من الإستياء : ( لم أتوقع أن يكون أكثر سهولة من ذلك . صدقيني ! )
قالت بصوت ملؤه الحزن واليأس : ( دان ! يمكنني أن أتابع القيام بالإعمال المنزلية ،
فقد تقدر أمي ذلك . كما أنني لا أمانع فعلاً ) .
- أنا أمانع . أريد أن تكون يداك ناعمتين من أجل شهر العسل .
ابتسم لها عندما رآى تورد خديها ، وأحنى رأسة وعانقها عناقاً سريعاً مشبعاً بالعاطفة ،
ثم تمنى لها أحلاماً سعيدة ورحل .
لم تستطع لاين مواجهة الجميع بالعودة إلى غرفة الجلوس ،
لذا صعدت مباشرة إلى الطابق العلوي كي تستعد للذهاب إلى سريرها .
ما إن أوشكت على إطفاء المصباح حتى فتح باب غرفتها ودخلت أمها .
- حسناً ! من المؤكد أنك بدوت مفاجأة السهرة ،. لا بد أنك أخبرته بعض القصص الحزينة . أليس كذلك ؟
ضاقت عيناها قبل أن تتابع : ( أم أن هناك سبباً آخر لهذا الزواج السريع ؟
هل قمت بتصرف خاطئ ؟ هل أنت حامل ؟ )
شعرت لاين بوجهها يتقد ناراً من الإحراج .
قالت : ( أنت تعلمين أن ما تقولينه غير صحيح ) .
رفعت أنجيلا كتفيها وقالت : ( لا أستطيع التفكير بأي سبب آخر يجعله يزعج نفسه بك .
أعرف أن الفتاة البريئة الشابة لا تزال تحظى بجاذبية كبيرة حتى من قبل شخص
مترف مثل دانيال فلاين ، لكن الزواج . . . ؟ )
ضحكت بخشونه وتابعت : ( . . . هذا أمر لايحدث هكذا ببساطة في هذا العالم ، عزيزتي ) .
جلست لاين مستقيمة الظهر وهي تشعر بجفاف مؤلم في حلقها ، إلا أنها قالت :
( ألم يخطر ببالك أنه قد يكون مغرماً بي ؟ )
- لا ! بصراحة . . . لم أفكر بهذا الأمر . أهذا ما قاله لك ؟
- بالطبع !
شبكت لاين أصابعها تحت الغطاء . لأنها أدركت فجأة أن دان لم يذكر مطلقاً كلمة ( حب ) .
لاعندما طلب يدها للزواج ولا في طريق العودة إلى آبوتسبروك ، ولاحتى عندما تمنى لها ليلة سعيدة .
بعد أن غادرت أنجيلا وبقيت لاين بمفردها ، راحت تلك الفكرة تعذبها مراراً وتكراراً طيلة الليل .

سفيرة الاحزان 29-08-10 12:03 PM


7- رسالة !
ظل دانيال متغيبا معظم الوقت, وعندما كان يأتي لزيارتها كان يقيم في قصر لانغ بو . حيث تتناول لاين العشاء برفقته هناك في المطعم , الا انه لم يقترح مرة ان يصعدا الى جناحه ليحضيا ببعض الخصوصة .
سألتها امها يوما يوما بنبرة ساخرة مدمرة :
- اين هو حبيبك ؟ يبدو انه سيغيب هذا الاسبوع ايضا .
اجابت بهدوء :
- لديه الكثير من الاعمال , فالشركة بصدد مناقشة مناقصة لشركة تملك مجلة ألمانية , وهناك العديد من المشاكل , لذلك يحتاج الى البقاء هناك .
ثم رفعت ذقنها وتابعت :
- لدينا ماتبقى من العمر لنكون معا .
علقت انجيلا وهي ترفع كتفيها :
- اذا كان هذا ما تقولينه !
منتديات ليلاس
على الرغم من تغيبه المستمر بدا دانيال صادقا ورائعا . جرت ترتيبات الزفاف من دون أي شجار او فوضى , ووجدت لاين ان هناك حسابا مصرفيا فتح بأسمها , فيه مبلغ من المال يوما ان بإمكانها انفاقة .
بالاضافة الى ذلك تم التعاقد مع السيدة غودمان لتعمل مدبرة منزل لديهم في هذه المرحلة المؤقته . من جهة اخرى تلقت لاين اتصالا من مكتب محلي لتعليم قيادة السيارات
طالبا منها تحديد الاقات المناسبة التي يمكنها خلالها تلقي دروس في القيادة للحصول على الرخصة .
فكرت لاين : كل ما فكرت به او تمنيته يتحقق باستثناء شيء واحد هو الاكثر اهمية والأكثر حسما . انه معرفة شعوره الحقيقي نحوي .
سمحت لاين لنفسها بأن تنساق في موجة من النشاط الدائم , من دون ان تشغل نفسها بالتفكير بالأمر بتمعن . من بين الاعمال التي كان عليها انجازها تفحص اغراضها الشخصية وكتبها , ونقل ما ترغب في الاحتفاظ به الى شقة دانيال في لندن .
هذا بالاضافة الى الخاتم الرائع المرصع بالماس والياقوت , وهو خاتم لفت انظارهما في الوقت عينيه بين عدد كبير من الخواتم التي احضرت كي يختارا من بينها . ابتسما لبعضهما وقالا معا :
- هذا هو المطلوب .
لطالما فكرت لاين وهي تلمس الخاتم بنعومة , انه الدليل الملموس على ان دانيال سيتزوج بها . حاولت ان تأخذ فقط الاشيائ التي تهمها لترافقها في حياتها الجديدة , فقدمت ما تبقى لدور الاحسان.
اذ لم يكن باستطاعتها ترك أي من اغراضها في منزل العائلة , لأن آبو تسبروك قد بيعت في ذلك الوقت , والمشتري يريد المكان خاليا .
قالت لداينال في احدى المناسبات وهي تتناول العشاء معه :
- سيتحول المنزل الى دار للمسنين ,عذوووب, وسيكون فخما وباهظ الكلفة . من الواضح ان المالك لديه سلسلة من هذه الاماكن .
- وانت , الا يعجبك ذلك ؟
تنهدت لاين وقالت :
- لقد بيع المنزل الآن , وامي سعيدة جدا , وهذا امر جيد . لكنني تمنيت دوما ان يبقى منزلا حقيقيا . وان يعيش فيه اطفال غيري , يكبرون فيه ويحبونه كما احببته .
ظل دانيال صامتا لفترة ثم قال :
- هل كانت ذكرياتك فيه سعيدة حقا ؟
- هناك الكثير من الذكريات الحلوة , حتى لو لم تكن جميعها كذلك. ومعظمها تتعلق بك حبيبي !
علق دانيال بطريقة عرضية :
- أرجو ان تكون امك قد حصلت على سعر جيد , فهي ستحتاجه من اجل دفع فواتير تجميل الاسنان للشاب الفاتن السيد تانفليد .
كادت لاين تختنق لأن فمها كان مليئا بسمك الترويت . قالت بعد قليل معترفة وهي تحاول كبت ضحكتها :
- ابتسماته تبهر حقا , لكنني اعتقد انهما سعيدان معا .
قال دانيال باستياء :
- انه مجرد انفعال عاطفي , ومن المحتمل ان يكون مؤقتا . هل فكرت في اجراء عقد قبل الزواج ؟
نظرت لاين الى الطبق امامها , وهي تدرك ان وجهها قد توهج بسبب الاحراج . وقالت :
- لا ! لا اعتقد ذلك.
ياللصدفة ! امي قدمت لي النصيحة نفسها ليلة البارحة , وهذا احد الاسباب التي جعلتنا نتشاجر . اما السبب الآخر فهو انها دعت كنديدا لحضور الزفاف .
قالت لها انجيلا :
- عندما يتخلى عنك ... عندما تزول تلك لاعاطفة المتألقة , ما الذي سيحدث ؟ انه رجل ثري جدا عزيزتي , وهو قادر على دفع ثمن ما يسعده .
اجابت لاين وهي ترتجف من فداحة ما سمعته :
- اذا تخلى عني , فالمال لن يتمكن من جعل الامور افضل بالنسبة لي . صدقيني !
أما ما لم تتوقعه لاين ولا امها بالطبع , فهو ان تتخلى هي عنه وترحل .
في صباح يوم زفافها تساقط المطر , لكن الغيوم انقشعت عن سماء زرقاء صافية تماما قبل ان تنطلق الى الكنيسة . قالت لها سيليا التي كانت تساعدها في اعداد نفسها , ان ذلك يعتبر بشارة خير .
سألتها :
- هل تعلمين الى اين ستذهبان في شهر العسل , ام انه ترك الأمر مفاجأة لك ؟
- لايمكننا الذهاب الى مكان بعيد ما دامت لديه أعمال معلقة .
نظرت لاين الى نفسها من كل الزوايا في المرآة , لتتاكد من ان بذلتها البيضاء الغالية الثمن المصنوعة من الساتان لم تتعرض لأي تجعد اثاناء الليل .وتابعت :
- ... لذلك استأجر دانيال مكانا معزولا في الريف .
سألتها سيليا باستغراب :
يا الهي ! وهل المكان مجهز بوسائل الراحة ؟
ضحكت لاين واجابتها :
- اعتقد ذلك . فيه بركة سباحة , لذا لايمكن ان يكون مكانا بدائيا . مع ان كوخا صغيرا في حديقة ما كاف , ما دام دانيال معي .... عندما تستقر الامور في الشركة سيأخذني الى مكان رومنسي رائع .
قالت سيليا وعيناها ترقصان :
- اليس لدى دانيال اخ او ابن عم او حتى ... قريب ما ؟ ع
ابتسمت لاين لها وقالت :
- آسفة , عزيزتي ! لكنني حصلت على افضل رجل في الدنيا , وهو من دون اقارب .
منتديات ليلاس
تنهدت سيليا بطريقة مبالغ فيها , وقالت :
- اذا , ببساطة عليّ ان اخفض سقف توقعاتي .
سارت عبر الغرفة نحو حقيبة لاين الكبيرة الموضوعه على السرير , ومررت يدها بوقار وتبجيل فوق ثنيات رداء ليلي ناعم من الفوال الابيض , ثم قالت :
- آه ! انه شديد الروعة , لكنه مضيعة للمال .
ركزت لاين باهتمام على نقل خاتمها الى اليد الاخرى .
-آه ! اعتقدت ان من الافضل ان اشتري رداء للنوم , لربما حصل امر طارئ.
ساد الصمت لفترة قصيرة , بعدئذ قالت سيليا بصوت لطيف جدا :
- لايني, ما من سبب يجعلك تشعرين بالقلق .
نظرت لاين اليها مندهشة وقالت :
- آه ... يا الهي ! هل يبدو بوضوح انني قلقة ؟
اجابتها بنبرة قوية :
- لابأس عليك ! تمكنت من تجنب الضفادع وتوصلت الى تقبيل الأمير .
حملت لاين الباقة المكاونه من الورد الابيض , وسارت نحو الباب قائلة :
- حان الوقت لتذهب .
كان جيمي بانتظارها في القاعة . قال لها بعاطفة اخوية صادقة :
- هاي! تبدين جميلة جدا . انت تجسيد رائع لفتاة الزنبق . ربما دان ليس احمق كليا في النهاية .
شهقت لاين وسألته :
- ماذا تعني بكلامك هذا بحق السماء ؟
اجاب وهو يساعدها لتصعد الى المقعد الخلفي في السيارة التي كانت تنتظرها :
-لم يبد دان يوما من النوع الذي يرغب بالزواج , وانا متاكدة ان الخبر سقط على امي كالصاعقة , مع انها ... .
توقف عن الكلام فجأة , ثم تابع الحديث في موضوع مختلف تماما:
- هل تعلمين انها اصرت على ان ندعو ذلك الشاب تانفيلد الى حفلة توديع العزوبية الخاصة بدان ؟ غاي , اشبين العريس اصر على ان تانفيلد يضع شعرا مستعارا , ولو اننا بالغنا في اللهو والمرح واطالة السهرة لتأكدنا من ذلك .
اضاف وهو يبتسم :
- ... لكن السهرة ظلت ضمن حدود جدية في النهاية واعتقد ان صهري العتيد ينوي حقا ان يكون زوجا وفيا .
قالت لاين بهدوء :
- هل يمكننا ان نبدل الموضوع , من فضلك .
وافق جيمي على الفور :
- بالطبع , لأنني بحاجة للتحدث اليك في مسألة مهمة .
شهقت قائلة :
- الآن , ونحن في الطريق الى الكنيسة ؟
- لم لا ؟ انها اخبار جيدة لايني . قررت عائلة بيومونت ان تتقاعد وترحل الى البرتغال , وقد ارسلت لنا ملاحظة بشأن الشقة تعلمنا انه سيتم اخلاؤها في نهاية هذا الشهر , وانا ارغب في الانتقال للعيش فيها . لكن بما انك تملكين نصفها ايضا فأنا بحاجة الى موافقتك الخطية .
نظر اليها بقلق للحظة وهو يتابع :
- لن تثيري المشاكل بشأنها , أليس كذلك؟ ففي النهاية انت لن تحتاجي الى الشقة في حياتك كلها .
- لا, بالطبع ! ارسل اليّ ما تريدني ان اوقعه عندما اعود من شهر العسل .
وجدت لاين ان عدد الذين ينتظرون في الكنيسة اكثر مما توقعت , لكنها لم تشعر ان الجميع يتمنون لها الحظ والسعادة , هذا ما فكرت به وهي تحس بغصة اثناء وقوفها قرب دانيال في المذبح.
سمعته يقسم بان يحبها حتى يفرق بينهما الموت , واقسمت بدورها على القيام بالمثل , دفء عناقه جعلها تشعر ان زواجهما , كما جعلها ترتجف من الداخل . ذ
ما ان جلسا معا في السيارة وهما في طريق العودة الى آبو تسبوك من اجل حفل الاستقبال , حتى جذبها دانيال اليه , وراحت شفتاه تطبعان قبلا ناعمه على شعرها . قال بنعومه والابتسامة واضحة في صوته :
- حسنا , سيدة فلاين ! اخيرا اصبحنا معا .
حدقت لاين بخاتم زفافها , وهي تشعر بالفرح يتفتح داخلها كتفتح البراعم في فصل الربيع .
ما ان شرب الحاضرون نخب العروسين , وتم قطع قالب الحلوى , حتى تسللت لاين الى غرفتها لتبدل ثيابها . رأت سيليا تتحدث بمرح مع اشبين العريس , وبدا من الواضح انها لاترغب في ان يزعجها احد .
فيما كانت ترتدي فستانها الاصفر الباهت اللون , الذي قررت ارتداءه في رحلة شهر العسل , سمعت طرقة على الباب . فكرت : انه دانيال ! وشعرت بقلبها يقفز في صدرها قالت:
- ادخل !
وعندما رأت زائرها شعرت بوخزة من خيبة الأمل . قالت :
- كنديدا ! سا لهذه المفاجأة !
أجابت المرأة الأكبر سنا :
- انه يوم مليء بالمفاجآت فعلا .
سارت عبر الغرفة ,وجلست من دون دعوة على حافة السرير , بالقرب من الحقيبة التي اقفلتها لاين للتو . تابعت تقول :
- اذا مضى دانيال قدما في هذه المسآلة ... انني منذهلة .
اكملت لاين ارتداء فستانها ثم قالت بهدوء :
- اذا كنت قد اتيت الى هنا بقصد ازعاجي انصحك بان تغادري .
اجابت كنيندا بنبرة ساخرة :
- آه ... يا للكبرياء ! انت الآن زوجة المليونيرصاحب دار النشر العالمية ... ربما , لم يكن دانيال يرغب في الزواج بك , لكنك على الاقل ستقومين بالدور ما دام معك .
سارت لاين نحو الباب وفتحته , ثم قالت بنبرة صوت قاسية كالحجر :
منتديات ليلاس
- هذا يكفي ! والآن , ارحلي !
- سأرحل عندما اصبح جاهزة للرحيل , وبعد ان اقول ما اتيت لأقوله ,لذلك اقترح عليك ان تعودي الى هنا وتسمعيني . انا اقصد ذلك حقا .
تابعت ما ان اقفلت لاين الباب وسارت لتجلس على مقعد طاولة الزينة :
- هذا افضل . اتعلمين ايلينا ؟ انا حقا اشعر بالاسى عليك . اليوم عندما قال دانيال اريدها زوجة لي . لابد انك اعتقدت انك ربحت الجائزة الكبرى في اليانصيب.
ابتسمت كنديدا ببطء واكملت:
- لكن ماسمعته طفلتي المسكينة هو كلام رجل يتحمل عن مضض مسؤولية صديقه المتوفي . اجبر دان نفسه على تحمل عبء الاعتناء بشقيقة سيمون الصغرى البائسة والوحيدة , تماما وعده . وهو وعد قطعه رغما عن ارادته , لأنه لم يؤمن للحظة انه سيجبر على الوفاء به . كان يراهن على عودة سيمون ليحله من ذلك الوعد , ويخلصه من الشرك , غير ان سيمون لم يعد .
صاحت لاين بقوة :
- انا لااصدقك !
رفعت كنديدا كتفيها وقالت :
- بالطبع انت لن تصدقيني , وانا لا ألومك , لو كنت مكانك لفضلت ان اقنع نفسي بأن دانيال مغرم بي , غير ان مقصده لم يظهر ابدا اثناء الخطوبة او قبل ذلك .
ضحكت ضحكة ساخرة بصوت مرتفع وهي تتابع :
- في الواقع , تفاجأت كثيرا عندما علمت انكما قلما تتبادلان العناق ... لكنني واثقة من انه سيقوم بواجبه كاملا الليلة .
رفعت لاين ذقنها بازدراء , محاولة ان تخفي حقيقة ان قلبها يخفق بقوة بين ضلوعها :
- اتعتقدين ان هذا كل مافي الأمر ؟
حدقت كنديدا بها بهدوء وقالت :
- انت لا تصدقينني . أليس كذلك ؟ هل تريدين برهانا ؟


الساعة الآن 08:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية