توقفت قليلاً قبل أن تتابع : ( إنه يصغرها بسنوات عديدة ) . ساد الصمت بينهما ، وبعد قليل قال دان مفكراً : ( يمكنني أن أفهم ما يجري إن تناولت فنجان قهوة سوداء ، فلنذهب ونعد القهوة ) . عندما جلسا قبالة بعضهما إلى طالوة المطبخ الكبيرة القديمة الطراز ، واضعين فنجانين من القهوة أمامهما ، قال دانيال : ( أخبريني ما الذي يجري حقاً هنا لاين . أريد أن أعرف كل شيء ) . حاولت لاين أن تبقي صوتها هادئاً كي لا يعبر عن خيبة أملها القوية : ( سنذهب للعيش في إسبانيا ، في أحد المنتجات التي بنيت حول ملاعب الغولف ) . - أنت أيضاً ؟منتديات ليلاس هزت رأسها وقالت : ( عندما تباع آبوتسبروك ستستثمر أمي أموالها هناك بشراء أسهم في المنتجع . سيتابع جف تعليم الغولف ، فيما تعمل هي في الإدارة ، وأنا سوف أساعدها ) . - منذ متى عملت بهذا المشروع ؟ رفعت لاين كتفيها وقالت وهي تحاول أن تبتسم : ( أخبرتني بذللك بعد عدة أيام من عيد ميلادي * . - هممم . . . فهمت . وهل وافقت ؟ عضت لاين على شفتها وقالت : ( ليس لدي أي خيار آخر ) . عاد دانيال يسألها : ( هل تخطط أمك للزواج من تانفيلد ؟ ) - لا أعلم . مع أنني سمعت شجاراً دار بينها وبين سيمون قبل رحيله . وأنا واثقة أنني سمعت أسم تانفيلد . قال ببطء : ( إذاً ، سيمون كان على علم بالأمر . حسناً ! هذا يفسر أشياء كثيرة ) . سألها بعد قليل : ( ما رأيك بزوج أمك العتيد ؟ ) قالت ببطء : ( أعتقد أن . . . لا بأس به ) . لكنها سرعان ما اندفعت تعترف بالحقيقة : ( إن أردت الحقيقة ، عندما قتل سيمون ، اعتقدت أن هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث في الحياة ، لكنني كنت مخطئة . فجأة بدأ كل شيء ينهار من حولي ، وأنا لا أستطيع القيام بأي شيء للحؤول دون ذلك ) . ساد الصمت لفترة ، ولم يقطعه غير سماع صوت سيارة تقترب . سألها دان بهدوء : ( أهذه أمك ؟ ) . تنهدت قائلة : ( لا ! هذه سيارة أجرة من المحطة . إنها كنديدا ، فهي تأتي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ) . رفع حاجبيه ، وقال مستغرباً : ( هذا يفاجئني ! هل تفعل ذلك بصورة دائمة ؟ ) هزت رأسها وقالت : ( من المفترض أنها تحزم الإغراض التي تخص سيمون لتأخذها إلى دور الإحسان ، لأن أمي لا تستطيع القيام بذلك . لكي لا يبدو أنها ستنجز هذه المهمة في القريب العاجل ) . نهضت وهي تقول : ( من الأفضل أن أحضر الفرن للإستعمال ، فقد جهزت طبقاً من اللحم البارحة ، وأحتاج إلى تسخينه فقط ) . تابعت بعد قليل : ( هناك ما يكفي للجميع ، إن رغبت في البقاء أيضاً )منتديات ليلاس قال دانيال : ( لا ! لا أعتقد ذلك . لدي خطة أفضل . لِمَ لا أصطحبك إلى العشاء بدلاً من ذلك ؟ ) فتحت لاين فمها بإندهاش . في تلك اللحظة فتح باب المطبخ ، ودخلت كنديدا وهي تبدو منزعجة . فقالت متذمرة : ( خدمة القطارات كابوس فعلي . تعمدت القدوم باكراً ، مع ذلك وجدت القطار مكتظاً بأكثر الناس إزعاجاً ) . ما إن رأت دانيال حتى توقفت عن الكلام على الفور ، وظهرت ابتسامة كبيرة على وجهها الذي غاب عنه فجأة كل آثر للإستياء والتعب ، وتابعت تقول : ( دان ! حبيبي . . . لم تكن لدي فكرة أنك ستأتي إلى هنا ) . أجابها دانيال بصوت ناعم كالحرير : ( يمكنني أن أقول الكلام نفسه عنك أيضاً . كيف حالك كاندي ؟ ) - آه ! ما زلت أقاوم . أنت تعلم كيف تجري هذه الأمور . فأنا أحضر إلى هنا معظم العطل الأسبوعية لأبقى قرب المسكينة أنجيلا . |
توقفت عن الكلام لتتنهد قبل أن تتابع : ( نحاول أن نكون معاُ لمساعدة بعضنا البعض ) .
علق دانيال بصراحة مطلقة : ( إذاً ، يدهشني أنك لم تتوجهي مباشرة إلى نادي الغولف . لكن من الجيد أنك وصلت باكراً ) . تابع بالنبرة الحازمة نفسها : ( أتوقع أنها ستكون متعبة وجائعة بعد قضاء فترة بعد ظهر مضنية ي ممرات الغولف ، لذا يمكنك البدء منذ الآن بإعداد العشاء لكليكما . لأننا أنا ولاين سنخرج لتنازل العشاء ) . قالت كنديدا وهي تنقل بنظرها بينهما ، ثم تبتسم من جديد إبتسامة واسعة : ( آه ! هذه فكرة رائعة ، لِمَ لا نجرج جميعاً ؟ ) أجابها بهدوء : ( لأنني دعوت لاين بمفردها كتعويض عن عدم حضور ي حفلة عيد ميلادها ) . التف من وراء الطاولة ، ثم شد لاين إليه ن وطبع قبلة ناعمة على شعرها ، وهو يقول بنعومة : ( أذهبي ورتبي مظهرك من أجلي عزيزتي . سأعود عند الساعة السابعه . ) أدركت لاين أنها ترتجف في أعماقها ، وأنها تكاد تترنح . أخيراُ قررت أن تركض إ لى غرفتها مادامت ساقاها قادرتين على حملها .منتديات ليلاس ما إن ركضت على الدرج حتى وجدت نفسها تكرر كلماته ( سأعود عند السابعة ) مراراً وتكراراً بصوت تكاد لا يسمع ، وكأنها تعويذة لجذب الحظ . ما زالت تتذكر كي أمسكت بكل قطعة ثياب في خزانتها وهي تحاول أن تجد شيئاًُ يتلاءم مع المناسبة ، وتذكر نفسها في الوقت ذاته بأن هذا ليس موعداً غرامياً ، دانيال يتصرف بلطف فقط . فكرت لاين بحزن : ( علمت ذلك حبها ، فلماذا لم أتذكره في ما بعد ، عندما أصبح الأمر مهماً بالفعل ؟ في النهاية قررت ارتداء أفضل ثوب لديها ، وهو عبارة عن تنورة فيروزية اللون وقميص بيضاء اللون عالية القبة . فكرت بأسى أن ثيابها لا تبدو أنيقة . لكن القرطين اللذين أهداهما إياهما سيجعلان منها أكثر ملائمة في الدقيقة الأخيرة قررت وضع قلادة حجر القمر مع السلسلة الذهبية الرفيعة ، وهما هديته لها في عيد ميلادها السابع عشر . تساءلت إن كان دانيال سيلاحظ ذلك ، إلا أنها أوقفت تدفق أفكارها على االفور ، إذاً أدركت أنها تسير بها نحو أوهام خطيرة جداً ، ذكرت نفسها أن تلك القلادة سبب لها ما يكفي من المتاعب حينها ، ففي ليلة عيد ميلادها ، ركضت نحو ذراعيه لتشكره ، وبطريقة ما وجدت أنها تعانقةبلهفة ، وقد راودها إحساس غريب بعدم القدرة على الإبتعاد عنه . بدأ ذلك تصرفاً خاطئاً لاحظة كل من في الغرفة ، لا سيما أنجيلا التي وبختها بكلام قاس جداً ، قائلة إنها أصبحت كبيرة جداً لترمي بنفسها على دانيال كما فعلت . فيما هي تستعد للقاء داينال تلك الليلة ، تذكرت ذلك العناق ، وشعرت أنها شابة صغيرة جداً ومرتبكة جداً ، فكرت أن من الأفضل لها إلا يكون هذا موعداً غرامياً حقيقياً ، إذ لن تكون هناك أية فرصة ليتعانقا أ ولتتوقع أي شيء منه . في تلك اللحظة الحاسمة أمرت نفسها بحزم أن تتوقف عن التفكير . أمسكت حقيبة يدها ، وتنفست بعمث قبل أن تنطلق متجهة نحو الدرج . لم تكن أنجيلا قد عادت بعد .رأت كنديدا في غرفة الجلوس تقلب صفحات مجلة بطريقة تظرها كأنها تفضل تمزيقها ورمي أحدهم بها . حدقت بلاين بغضب ، وقالت : ( أتنوين حقاً ارتداء هذه الثياب للخروج مع دانيال فلاين ؟ ) تظاهرت لاين بالتأكد من محتويات حقيبتها ، فيما شعرت أن ثقتها الضعيفة بنفسها قد تحولت إلى رماد . جاءها الإنقاذ على الفور بسماع طنين جرس الباب ، فاتجهت لترى مت الطارق ،منتديات ليلاس ووجدت دانيال منتظراً عند درج المنزل ، بدأ أنيقاً جداً في بذلته السوداء وربطة عنقة الياقوتيه اللون . بادرته بالقول : ( أهذا أنت ؟ ) . - كم عدد الرجال الذين ستقابلينهم الليلة ؟ أجابت معترضة : ( لكنك لم تقرع الباب من قبل مطلقاً . ) نظر إلى الداخل من فوق كتفيها ، ولوى شفتيه تبرماً ثم قال : ( ربما . . . لأنني أرغب الآن في المغادرة بسرعة ) . ثم أمسك بيدها ، وتابع : ( لنذهب ) . رأت لاين سيارة طويلة ، منخفضة السطح ولماعة . غاصت في المقعد الجلدي المريح ، وهي تخنق تنهيدة من الفرح ( هل هي جديدة ؟ ) اعرتف دانيال قائلاً : ( سيارتي هي دائماً من الماركة نفسها ، لكنني ببساطة أجدد الطراز كل سنة ) . سألها بعد قليل : ( هل تعلمت قيادة السيارة ؟ ) أجابت : ( لا . ليس بعد ) . من المحتمل إلا يحدث ذلك مطلقاً . لا يمكنها أن تتصور أن أمها مستعدة لدفع الفاتورة ، أو حتى السماح لها بإستعمال سيارة العائلة الوحيدة . نظرت إليه وعلقت بخجل : ( تبدو بخير ، كما أنك شديد السمرة ، اعتقدت أنه فصل الشتاء في أوستراليا ) . |
- هذا صحيح ، لكنني توقفت في أميركا وأنا في طريق عودتي . صديقي يملك منزلاً في كيب كود حيث أمضيت عدة أسابيع . هناك الكثير من الشواطئ حيث يمكن للمرء أن يتنزة ويستغرق في التفكير . ويبدو أنه أراد التفكير الآن أيضاً .فكرت بذلك بحزن ما إن غرق في الصمت . على أي حال ، ربما هو يركز فقط على القيادة في ذلك الطريق الريفي الضيق . في الواقع لم يزعجها ذلك الأمر مطلقاً . يكفيها أن تجلس بقربة فقط ، أخيراً ، انعطف بسيارته عبر بوابة ضخمة من الحديد المزخرف ، فجلست بإستقامة على الفور . قالت بصوت أظهر صدمتها : ( لكن . . . هذا قصر لانغ بو . هل سنتناول العشاء هنا ؟ ) - ألديك شيء ما ضد هذا المكان ؟ بدأ مندهشاً وهو يتابع : ( بدأ لي أنه مقبل جداً عندما قمت بالحجز من جناحي في وقت سابق ) . - لم أزر المكان من قبل . لكن أليس الطعام فيه غالي الثمن جداً ؟ رماها بإبتسامة صغيرة وهو يرجع بالسيارة إلى مكان معد للوقوف .منتديات ليلاس - لا أسمع هذا الأعتراض عادة عندما أصطحب فتاة لتناول العشاء . قالت وقد تورد خداها من الإحراج : ( لا . . . بالطبع لا . . أنا آسفة ) . شعرت بكلمات كنديدا تلسعها من جديد ، فتابعت : ( كل ما في الأمر انني لا أرتدي ثياباً مناسبة ) . استدار دانياب أمام السيارة ، وفتح لها الباب وهو يقول بنعومة : ( لا شك لدي أنني سأكون موضع حسد كل رجل في هذا المكان ) . إطراؤه هذا جعل اللون يندفع أكثر فأكثر إلى خديها . ما إن اجتازت لاين عتبة المطعم حتى شعرت بالرعاية والإهتمام . قادها دانيال إلى غرفة جلوس رائعة الجمال بمقاعدها الطويلة المغطاة بقماش زاهي الألوان ، والكراسي المرتبة حول طاولات مستديرة صغيرة . بعد قليل وصل طبق من الفطائر الهشة التي تحتوي على مختلف أنواع المذاقات الشهية والفريدة . قالت لاين وهي تتنهد : ( لن أتمكن من تناول أي شيء آخر ) . ضحك دانيال وقال : ( أعتقد أنك ستفعلين ) . وكان على حق ، فنعدما قدمت لهما الكريما المخفوقة مع بقلة الماء ثم القرديس بالمايونيز وجدتها شهية ، حتى إنها لم تبق على شيء منها . أخيراً اختتمت عشاءها بتناول الحلوى وهي عبارة عن قظعة من التارت المغطى بالفريز . قالت وهي تنظر حولها بعينين تشعان بالفرح : ( هذا مكان ساحر ) . أضافت بنبرة رسمية أكثر : ( سأتذكر هذا المكان دوماً . لا أعتقد أنني سأجد في إسبانيا مكاناً مثله ) . علق دانيال : ( لا أعتقد ذلك أنا أيضاً ، إذاً لمَ تذهبين ؟ ) قالت : ( أنت تتحدث وكأن لدي خياراً آخر ) . أجاب بهدوء : ( في الواقع ، نعم لديك خيار آخر . يمكنك البقاء معي في إنكلترا ) . بدأ لها أن العالم توقف عن الدوران فجأة ، ووجدت نفسها غير قادرة على التنفس : ( هل تعرض علي عملاً لديك ؟ ) - لا ، ليس بالتحديد . ابتسم لها عبر الطاولة ، ، من فوق ضوء المصباح الصغير الموضوع في وسط الطاولة ، وتابع قائلاً : ( أسألك إن كنت توافقين على الزواج بي ) . ساد الصمت لفترة ، ثم قالت لاين بصوت فيه بعض الإرتعاش : ( إن كانت تلك مزحة ، فهي ليست لطيفة على الإطلاق ) . مدّ دانيال يده وراح يداعب أصابعها النحيلة وهو يقول : ( هل من عادتي أن أكون عديم اللطف ؟ ) هزت رأسها بصمت ، وهي تحاول أن تمحو من رأسها ذكريات الفتيات الشقراوات اللواتي بدأ لها أن عددهن لا ينتهي . - حسناً ! ماذا ؟ سادت فترة من الصمت من جديد بينهما ، بعدئذ قال لها بنبرة ملؤها المرح : ( عزيزتي ! هذا التردد من قبلك يسيء إلى ثقتي بنفسي . اعتقدت أنك معجبة بي ) . - بالطبع ! أنا أحبك . . . أحبك ! أحببتك دائماً ، وسأحبك إلى الأبد ! - لكن ليس بم يكفي كي تتزوجي بي . أهذا هو السبب ؟ شعرت لاين أنها غير قادرة على النظر إليه ، فأبقت رأسها منخفضاً فيما قالت : ( لم أظنك يوماً من الرجال الذين يرغبون بالزواج ) . قال دانيال ببطء وبنبرة رقيقة : ( يمكنني القول إنني انتظرتك إلى أن تكبري لكنني أشك في أن تصدقي هذا الكلام ، لا سيما أنك رأيتني مع العديد من الفتيات . . ) وعندما رآها تعض على شفتها ، تابع : ( . . . اهذه هي المشكلة حبيبتي ؟منتديات ليلاس . . . الماضي ؟ إلا نستطيع أن نتفق على دفنه ، فنركز على المستقبل ؟ ) شعرت لاين بوجهها يتوهج من الحرارة ، فقالت : ( آه ، بالطبع ) . كل ما في الأمر هو أنني لا أعرف ماذا أقول لشخص حول أغرب أحلامي وأجملها إلى حقيقة في لحظة واحدة ! نظر إليها دانيال للحظة ، ثم أضاف برقة ونعومة : ( سببت لك الرعب . أليس كذلك عزيزتي ؟ لم أقصد ذلك ، لكنني أعتقدت أن حدسك الأنثوي سيعلمك لماذا أردت الخروج برفقتك هذا المساء ) . ببساطة وبصورة تلقائية ، أدار دانيال يدها وبدأ يرسم دوائر وهمية على راحتعا بإبهامه . على الرغم من رقة لمساته ، شعرت لاين كأنها تخترقها وتحولها إلى لهب متقد . حتى إنها كادت تصرخ بصوت عال من التأثر . وصلها صوته هامساً بنعومة : ( تزوجي بي ، لاين ) . شعرت بجفاف في فمها ، وبأن أنفاسها باتت عالقة في صدرها . إلا أنها تمكنت بطريقة ما من الهمس : ( أجل ) . رأته يحني رأسه في تسليم مؤكد ، وما لبث أن ترك يدها ، ولوى شفتيه وقد ظهرت عليه ملامح حزن طفيفة ، ثم قال : ( والآن ، من الافضل أن نذهب لننقل الخبر إلى أمك ) . أرادت لاين أن تصرخ كالأطفال : ( لا أريد الذهاب الآن . . . أريد البقاء بمفردي معك . . . لكنها بالطبع لم تقل كلمة من ذلك ، بل ابتسمت وهزت رأسها موافقة . حاولت أن تخفي الشعور بالخوف الذي تردد في داخلها ، آملة ألا يكون هناك مبرر له . إلا أن أملها هذا راح أدراج الرياح ! حدقت أنجيلا بدانيال وهي تقول : ( هل تريد الزواج بإيلينا . . . هذه الطفلة ؟ إنه أمر غريب حقاً . لا أستطيع الموافقة على أمر كهذا ) . وقفت لاين قربه ويدها بيده . تمنت في تلك اللحظة أن تختفي تحت الأرض من شدة شعورها بالإذلال . لاحظت أن كنديدا أن تجلس مستقيمة الظهر ، وقد بدأ وجهها كقناع محفور في الصخر ، بينما وقف جف تانفيلد فاتحاً فمه من الدهشة . قال دانيال بهدوء : ( أنا لا أطلب موافقتك سيدة سنكلير ، فأنا لست بحاجة إليها . أنا أخبرك عما قررناه بدافع الإحترام فقط . وقد قررنا الزواج خلال الأسابيع القليلة القادمة .. ) حركت أنجيلا يدها بعصبية : ( هذا أمر مستحيل . علي أن أبيع هذا المنزل وأن أنظم أموري للإنتقال إلى إسبانيا ، فلا يمكنني أيضاً أن أحضر لزفاف كامل ) . قال دانيال بضيق : ( لا أحد يطلب منك ذلك . سأتحدث إلى كاهن القرية لتحديد موعد في منتصف الأسبوع . سنقيم حفل استقبال هنا بعد مراسم الزفاف ، وسأحجز الطعام والشراب بنفسي . كل ما عليك فعله هو مساعدة لاين في إختيار ما سترتديه ، و . . . أرسلي الفاتورة إلي ) . استدار لينظر إلى الفتاة الواقفة بجانبة ، ثم رفع يدها التي يمسك بها إلى شفتيه وتابع : ( أريد أن تصبح لاين زوجتي في أسرع وقت ممكن ، ويبدو أن هذا ما تريدع هي أيضاً ) . وجدت لاين صوتها بطريقة ما ، فقالت : ( أجل . . . هذا ما أريده ) . تقدم جف تانفيلد نحوهم كأنه قادن على شن حرب ما ، ثم قال : ( أنجيلا تعتمد على مساعدة إيلينا الفعالة في مشروعنا الجديد في إسبانيا .منتديات ليلاس ستعمل كفريق واحد ، وهكذا ستحظى بتجربة عمل قيمة ومثيرة ، وبالفرصة لترى مكاناً جديداً في هذا العالم ) . نظر دانيال إليه وقد لوى شفتيه بإنزعاج . - لا أشك في أنها ستؤمن لكما خادمة ممتازة . على أي حال ، أعتقد أن لاين ستجد العيش والسفر معي أكثر متعه من المناظر التي توفرها غرفة الغسيل في إسبانيا . ضحكت أنجيلا بصوت مرتفع : ( إنها قصة سندريلا كما يبدو . أليس كذلك ؟ غير أنني لا أستطيع أن أتصورك أمير الأحلام ، عزيزي دانيال . أتمنى أن تعرف ابنتي ما هي قادمة عليه ، وذلك من أجل مصلحتها ) . - إن لم تكن تعلم ، فأنا متأكد من أنك ستخبرينها . نظر إليها بإزدراء وإنزعاج ، قبل أن يستدير وينظر إلى لاين . ظهرت ملامح من الرقة على تعابير وجهه وهو يتابع : ( سيارة الأجرة بإنتظاري عزيزتي ، والسائق لديه عمل آخر الليلة . لذا علي الذهاب ) . رآى خيبة الأمل في عينيها ،فإبتسم لها مشجعاً وقال : ( لكنني سأكون معك بعيداً من هنا . . . من فضلك ! ) قالت أنجيلا بصوت مليء بالعدائية : ( لدى إيلينا عمل يوم غد ، فنحن بحاجة إليها كي تتجول مع الزبائن الذين يرغبون برؤية المكان ) . |
نصحها دنيال بصوت بارد : ( أستخدمي وكيل المنطقة العقارية . لهذا السبب أنت تدفعين له . كما أنني سأتصل بمكتب الإستخدام للتعاقد مع مديرة منزل لتقوم مكان لاين بإعمال المطبخ ) . وضع يده حول خصرها ، وتابع : ( والآن تعالي معي ،لتقولي لي عمت مساء عزيزتي ) . كل الليل دافئاً ، لكن لاين ارتجفت وهي تقف قربه عند الباب الرئيسي . قالت : ( بدأ الأمر مرعبــــاً ) . علق دانيال بنبرة لا تخلو من الإستياء : ( لم أتوقع أن يكون أكثر سهولة من ذلك . صدقيني ! ) قالت بصوت ملؤه الحزن واليأس : ( دان ! يمكنني أن أتابع القيام بالإعمال المنزلية ، فقد تقدر أمي ذلك . كما أنني لا أمانع فعلاً ) . - أنا أمانع . أريد أن تكون يداك ناعمتين من أجل شهر العسل . ابتسم لها عندما رآى تورد خديها ، وأحنى رأسة وعانقها عناقاً سريعاً مشبعاً بالعاطفة ، ثم تمنى لها أحلاماً سعيدة ورحل . لم تستطع لاين مواجهة الجميع بالعودة إلى غرفة الجلوس ، لذا صعدت مباشرة إلى الطابق العلوي كي تستعد للذهاب إلى سريرها . ما إن أوشكت على إطفاء المصباح حتى فتح باب غرفتها ودخلت أمها . - حسناً ! من المؤكد أنك بدوت مفاجأة السهرة ،. لا بد أنك أخبرته بعض القصص الحزينة . أليس كذلك ؟ ضاقت عيناها قبل أن تتابع : ( أم أن هناك سبباً آخر لهذا الزواج السريع ؟ هل قمت بتصرف خاطئ ؟ هل أنت حامل ؟ ) شعرت لاين بوجهها يتقد ناراً من الإحراج . قالت : ( أنت تعلمين أن ما تقولينه غير صحيح ) . رفعت أنجيلا كتفيها وقالت : ( لا أستطيع التفكير بأي سبب آخر يجعله يزعج نفسه بك . أعرف أن الفتاة البريئة الشابة لا تزال تحظى بجاذبية كبيرة حتى من قبل شخص مترف مثل دانيال فلاين ، لكن الزواج . . . ؟ ) ضحكت بخشونه وتابعت : ( . . . هذا أمر لايحدث هكذا ببساطة في هذا العالم ، عزيزتي ) . جلست لاين مستقيمة الظهر وهي تشعر بجفاف مؤلم في حلقها ، إلا أنها قالت : ( ألم يخطر ببالك أنه قد يكون مغرماً بي ؟ ) - لا ! بصراحة . . . لم أفكر بهذا الأمر . أهذا ما قاله لك ؟ - بالطبع ! شبكت لاين أصابعها تحت الغطاء . لأنها أدركت فجأة أن دان لم يذكر مطلقاً كلمة ( حب ) . لاعندما طلب يدها للزواج ولا في طريق العودة إلى آبوتسبروك ، ولاحتى عندما تمنى لها ليلة سعيدة . بعد أن غادرت أنجيلا وبقيت لاين بمفردها ، راحت تلك الفكرة تعذبها مراراً وتكراراً طيلة الليل . |
7- رسالة ! ظل دانيال متغيبا معظم الوقت, وعندما كان يأتي لزيارتها كان يقيم في قصر لانغ بو . حيث تتناول لاين العشاء برفقته هناك في المطعم , الا انه لم يقترح مرة ان يصعدا الى جناحه ليحضيا ببعض الخصوصة . سألتها امها يوما يوما بنبرة ساخرة مدمرة : - اين هو حبيبك ؟ يبدو انه سيغيب هذا الاسبوع ايضا . اجابت بهدوء : - لديه الكثير من الاعمال , فالشركة بصدد مناقشة مناقصة لشركة تملك مجلة ألمانية , وهناك العديد من المشاكل , لذلك يحتاج الى البقاء هناك . ثم رفعت ذقنها وتابعت : - لدينا ماتبقى من العمر لنكون معا . علقت انجيلا وهي ترفع كتفيها : - اذا كان هذا ما تقولينه !منتديات ليلاس على الرغم من تغيبه المستمر بدا دانيال صادقا ورائعا . جرت ترتيبات الزفاف من دون أي شجار او فوضى , ووجدت لاين ان هناك حسابا مصرفيا فتح بأسمها , فيه مبلغ من المال يوما ان بإمكانها انفاقة . بالاضافة الى ذلك تم التعاقد مع السيدة غودمان لتعمل مدبرة منزل لديهم في هذه المرحلة المؤقته . من جهة اخرى تلقت لاين اتصالا من مكتب محلي لتعليم قيادة السيارات طالبا منها تحديد الاقات المناسبة التي يمكنها خلالها تلقي دروس في القيادة للحصول على الرخصة . فكرت لاين : كل ما فكرت به او تمنيته يتحقق باستثناء شيء واحد هو الاكثر اهمية والأكثر حسما . انه معرفة شعوره الحقيقي نحوي . سمحت لاين لنفسها بأن تنساق في موجة من النشاط الدائم , من دون ان تشغل نفسها بالتفكير بالأمر بتمعن . من بين الاعمال التي كان عليها انجازها تفحص اغراضها الشخصية وكتبها , ونقل ما ترغب في الاحتفاظ به الى شقة دانيال في لندن . هذا بالاضافة الى الخاتم الرائع المرصع بالماس والياقوت , وهو خاتم لفت انظارهما في الوقت عينيه بين عدد كبير من الخواتم التي احضرت كي يختارا من بينها . ابتسما لبعضهما وقالا معا : - هذا هو المطلوب . لطالما فكرت لاين وهي تلمس الخاتم بنعومة , انه الدليل الملموس على ان دانيال سيتزوج بها . حاولت ان تأخذ فقط الاشيائ التي تهمها لترافقها في حياتها الجديدة , فقدمت ما تبقى لدور الاحسان. اذ لم يكن باستطاعتها ترك أي من اغراضها في منزل العائلة , لأن آبو تسبروك قد بيعت في ذلك الوقت , والمشتري يريد المكان خاليا . قالت لداينال في احدى المناسبات وهي تتناول العشاء معه : - سيتحول المنزل الى دار للمسنين ,عذوووب, وسيكون فخما وباهظ الكلفة . من الواضح ان المالك لديه سلسلة من هذه الاماكن . - وانت , الا يعجبك ذلك ؟ تنهدت لاين وقالت : - لقد بيع المنزل الآن , وامي سعيدة جدا , وهذا امر جيد . لكنني تمنيت دوما ان يبقى منزلا حقيقيا . وان يعيش فيه اطفال غيري , يكبرون فيه ويحبونه كما احببته . ظل دانيال صامتا لفترة ثم قال : - هل كانت ذكرياتك فيه سعيدة حقا ؟ - هناك الكثير من الذكريات الحلوة , حتى لو لم تكن جميعها كذلك. ومعظمها تتعلق بك حبيبي ! علق دانيال بطريقة عرضية : - أرجو ان تكون امك قد حصلت على سعر جيد , فهي ستحتاجه من اجل دفع فواتير تجميل الاسنان للشاب الفاتن السيد تانفليد . كادت لاين تختنق لأن فمها كان مليئا بسمك الترويت . قالت بعد قليل معترفة وهي تحاول كبت ضحكتها : - ابتسماته تبهر حقا , لكنني اعتقد انهما سعيدان معا . قال دانيال باستياء : - انه مجرد انفعال عاطفي , ومن المحتمل ان يكون مؤقتا . هل فكرت في اجراء عقد قبل الزواج ؟ نظرت لاين الى الطبق امامها , وهي تدرك ان وجهها قد توهج بسبب الاحراج . وقالت : - لا ! لا اعتقد ذلك. ياللصدفة ! امي قدمت لي النصيحة نفسها ليلة البارحة , وهذا احد الاسباب التي جعلتنا نتشاجر . اما السبب الآخر فهو انها دعت كنديدا لحضور الزفاف . قالت لها انجيلا : - عندما يتخلى عنك ... عندما تزول تلك لاعاطفة المتألقة , ما الذي سيحدث ؟ انه رجل ثري جدا عزيزتي , وهو قادر على دفع ثمن ما يسعده . اجابت لاين وهي ترتجف من فداحة ما سمعته : - اذا تخلى عني , فالمال لن يتمكن من جعل الامور افضل بالنسبة لي . صدقيني ! أما ما لم تتوقعه لاين ولا امها بالطبع , فهو ان تتخلى هي عنه وترحل . في صباح يوم زفافها تساقط المطر , لكن الغيوم انقشعت عن سماء زرقاء صافية تماما قبل ان تنطلق الى الكنيسة . قالت لها سيليا التي كانت تساعدها في اعداد نفسها , ان ذلك يعتبر بشارة خير . سألتها : - هل تعلمين الى اين ستذهبان في شهر العسل , ام انه ترك الأمر مفاجأة لك ؟ - لايمكننا الذهاب الى مكان بعيد ما دامت لديه أعمال معلقة . نظرت لاين الى نفسها من كل الزوايا في المرآة , لتتاكد من ان بذلتها البيضاء الغالية الثمن المصنوعة من الساتان لم تتعرض لأي تجعد اثاناء الليل .وتابعت : - ... لذلك استأجر دانيال مكانا معزولا في الريف . سألتها سيليا باستغراب : يا الهي ! وهل المكان مجهز بوسائل الراحة ؟ ضحكت لاين واجابتها : - اعتقد ذلك . فيه بركة سباحة , لذا لايمكن ان يكون مكانا بدائيا . مع ان كوخا صغيرا في حديقة ما كاف , ما دام دانيال معي .... عندما تستقر الامور في الشركة سيأخذني الى مكان رومنسي رائع . قالت سيليا وعيناها ترقصان : - اليس لدى دانيال اخ او ابن عم او حتى ... قريب ما ؟ ع ابتسمت لاين لها وقالت : - آسفة , عزيزتي ! لكنني حصلت على افضل رجل في الدنيا , وهو من دون اقارب .منتديات ليلاس تنهدت سيليا بطريقة مبالغ فيها , وقالت : - اذا , ببساطة عليّ ان اخفض سقف توقعاتي . سارت عبر الغرفة نحو حقيبة لاين الكبيرة الموضوعه على السرير , ومررت يدها بوقار وتبجيل فوق ثنيات رداء ليلي ناعم من الفوال الابيض , ثم قالت : - آه ! انه شديد الروعة , لكنه مضيعة للمال . ركزت لاين باهتمام على نقل خاتمها الى اليد الاخرى . -آه ! اعتقدت ان من الافضل ان اشتري رداء للنوم , لربما حصل امر طارئ. ساد الصمت لفترة قصيرة , بعدئذ قالت سيليا بصوت لطيف جدا : - لايني, ما من سبب يجعلك تشعرين بالقلق . نظرت لاين اليها مندهشة وقالت : - آه ... يا الهي ! هل يبدو بوضوح انني قلقة ؟ اجابتها بنبرة قوية : - لابأس عليك ! تمكنت من تجنب الضفادع وتوصلت الى تقبيل الأمير . حملت لاين الباقة المكاونه من الورد الابيض , وسارت نحو الباب قائلة : - حان الوقت لتذهب . كان جيمي بانتظارها في القاعة . قال لها بعاطفة اخوية صادقة : - هاي! تبدين جميلة جدا . انت تجسيد رائع لفتاة الزنبق . ربما دان ليس احمق كليا في النهاية . شهقت لاين وسألته : - ماذا تعني بكلامك هذا بحق السماء ؟ اجاب وهو يساعدها لتصعد الى المقعد الخلفي في السيارة التي كانت تنتظرها : -لم يبد دان يوما من النوع الذي يرغب بالزواج , وانا متاكدة ان الخبر سقط على امي كالصاعقة , مع انها ... . توقف عن الكلام فجأة , ثم تابع الحديث في موضوع مختلف تماما: - هل تعلمين انها اصرت على ان ندعو ذلك الشاب تانفيلد الى حفلة توديع العزوبية الخاصة بدان ؟ غاي , اشبين العريس اصر على ان تانفيلد يضع شعرا مستعارا , ولو اننا بالغنا في اللهو والمرح واطالة السهرة لتأكدنا من ذلك . اضاف وهو يبتسم : - ... لكن السهرة ظلت ضمن حدود جدية في النهاية واعتقد ان صهري العتيد ينوي حقا ان يكون زوجا وفيا . قالت لاين بهدوء : - هل يمكننا ان نبدل الموضوع , من فضلك . وافق جيمي على الفور : - بالطبع , لأنني بحاجة للتحدث اليك في مسألة مهمة . شهقت قائلة : - الآن , ونحن في الطريق الى الكنيسة ؟ - لم لا ؟ انها اخبار جيدة لايني . قررت عائلة بيومونت ان تتقاعد وترحل الى البرتغال , وقد ارسلت لنا ملاحظة بشأن الشقة تعلمنا انه سيتم اخلاؤها في نهاية هذا الشهر , وانا ارغب في الانتقال للعيش فيها . لكن بما انك تملكين نصفها ايضا فأنا بحاجة الى موافقتك الخطية . نظر اليها بقلق للحظة وهو يتابع : - لن تثيري المشاكل بشأنها , أليس كذلك؟ ففي النهاية انت لن تحتاجي الى الشقة في حياتك كلها . - لا, بالطبع ! ارسل اليّ ما تريدني ان اوقعه عندما اعود من شهر العسل . وجدت لاين ان عدد الذين ينتظرون في الكنيسة اكثر مما توقعت , لكنها لم تشعر ان الجميع يتمنون لها الحظ والسعادة , هذا ما فكرت به وهي تحس بغصة اثناء وقوفها قرب دانيال في المذبح. سمعته يقسم بان يحبها حتى يفرق بينهما الموت , واقسمت بدورها على القيام بالمثل , دفء عناقه جعلها تشعر ان زواجهما , كما جعلها ترتجف من الداخل . ذ ما ان جلسا معا في السيارة وهما في طريق العودة الى آبو تسبوك من اجل حفل الاستقبال , حتى جذبها دانيال اليه , وراحت شفتاه تطبعان قبلا ناعمه على شعرها . قال بنعومه والابتسامة واضحة في صوته : - حسنا , سيدة فلاين ! اخيرا اصبحنا معا . حدقت لاين بخاتم زفافها , وهي تشعر بالفرح يتفتح داخلها كتفتح البراعم في فصل الربيع . ما ان شرب الحاضرون نخب العروسين , وتم قطع قالب الحلوى , حتى تسللت لاين الى غرفتها لتبدل ثيابها . رأت سيليا تتحدث بمرح مع اشبين العريس , وبدا من الواضح انها لاترغب في ان يزعجها احد . فيما كانت ترتدي فستانها الاصفر الباهت اللون , الذي قررت ارتداءه في رحلة شهر العسل , سمعت طرقة على الباب . فكرت : انه دانيال ! وشعرت بقلبها يقفز في صدرها قالت: - ادخل ! وعندما رأت زائرها شعرت بوخزة من خيبة الأمل . قالت : - كنديدا ! سا لهذه المفاجأة ! أجابت المرأة الأكبر سنا : - انه يوم مليء بالمفاجآت فعلا . سارت عبر الغرفة ,وجلست من دون دعوة على حافة السرير , بالقرب من الحقيبة التي اقفلتها لاين للتو . تابعت تقول : - اذا مضى دانيال قدما في هذه المسآلة ... انني منذهلة . اكملت لاين ارتداء فستانها ثم قالت بهدوء : - اذا كنت قد اتيت الى هنا بقصد ازعاجي انصحك بان تغادري . اجابت كنيندا بنبرة ساخرة : - آه ... يا للكبرياء ! انت الآن زوجة المليونيرصاحب دار النشر العالمية ... ربما , لم يكن دانيال يرغب في الزواج بك , لكنك على الاقل ستقومين بالدور ما دام معك . سارت لاين نحو الباب وفتحته , ثم قالت بنبرة صوت قاسية كالحجر :منتديات ليلاس - هذا يكفي ! والآن , ارحلي ! - سأرحل عندما اصبح جاهزة للرحيل , وبعد ان اقول ما اتيت لأقوله ,لذلك اقترح عليك ان تعودي الى هنا وتسمعيني . انا اقصد ذلك حقا . تابعت ما ان اقفلت لاين الباب وسارت لتجلس على مقعد طاولة الزينة : - هذا افضل . اتعلمين ايلينا ؟ انا حقا اشعر بالاسى عليك . اليوم عندما قال دانيال اريدها زوجة لي . لابد انك اعتقدت انك ربحت الجائزة الكبرى في اليانصيب. ابتسمت كنديدا ببطء واكملت: - لكن ماسمعته طفلتي المسكينة هو كلام رجل يتحمل عن مضض مسؤولية صديقه المتوفي . اجبر دان نفسه على تحمل عبء الاعتناء بشقيقة سيمون الصغرى البائسة والوحيدة , تماما وعده . وهو وعد قطعه رغما عن ارادته , لأنه لم يؤمن للحظة انه سيجبر على الوفاء به . كان يراهن على عودة سيمون ليحله من ذلك الوعد , ويخلصه من الشرك , غير ان سيمون لم يعد . صاحت لاين بقوة : - انا لااصدقك ! رفعت كنديدا كتفيها وقالت : - بالطبع انت لن تصدقيني , وانا لا ألومك , لو كنت مكانك لفضلت ان اقنع نفسي بأن دانيال مغرم بي , غير ان مقصده لم يظهر ابدا اثناء الخطوبة او قبل ذلك . ضحكت ضحكة ساخرة بصوت مرتفع وهي تتابع : - في الواقع , تفاجأت كثيرا عندما علمت انكما قلما تتبادلان العناق ... لكنني واثقة من انه سيقوم بواجبه كاملا الليلة . رفعت لاين ذقنها بازدراء , محاولة ان تخفي حقيقة ان قلبها يخفق بقوة بين ضلوعها : - اتعتقدين ان هذا كل مافي الأمر ؟ حدقت كنديدا بها بهدوء وقالت : - انت لا تصدقينني . أليس كذلك ؟ هل تريدين برهانا ؟ |
الساعة الآن 08:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية