منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   134_ أتى ليبقى _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147802.html)

اماريج 29-08-10 12:25 AM

-ربما لو فعلت ذلك, لما كان جون طلع بتلك الفكرة السخيفة بانه ليس لديه والد!
-كنت ستحبين ذلك.كان سيناسبك جدا لو اننى لم اعد.لابد انك تالمت كثيرا عندما اضطررت لكتابة الرسالة الاخيرة التى تذكريننى فيها بواجباتى كاب!

خافت تانيا ان ترد على كلماته القاسية.لم تثق بقدرتها على التحكم باعصابها. وامتنعت عن الرد,لان جوابها سوف يزيد الوضع السيئ سوءا.
ولكن عينيها كانت تقدحان شررا وهما تراقبان جايك يقترب منها ويقول لها بشكل جارح:
-لو اردت التخلى عن مسؤولياتى كوالد,لما كنت تزوجتك فى المقام الاول!ام انك نسيت ذلك فى محاولتك الاحتفاظ بصورة سوداء مشوهة عنى؟

تلاقت النظرات الحادة والغاضبة عبر المرآة,ولكن تانيا حافظت على برودة اعصابها المصطنعة وقالت له بهدوء:
-انا لم اقترح عليك الذهاب الى افريقيا,ولم اطلب منك مرة البقاء هناك.

_لماذا تزوجتنى,يا تانيا؟ لم يكن هناك شئ فى عينيك منذ البداية سوى الحتقار..والتمنى الصامت بزوالى الى الابد. لم تعطى زواجنا اى فرصة للنجاح.هل كان ثمة شئ يحملنى على البقاء؟ كان جون طفلا رضيعا يحتاج الى امه...وليس الى ابيه.كنت اشاهد بوضوح تام الاحتقار والاشمئزاز كلما نظرت الى.

قالت له ببرودة قاسية:
-دعنى اذكرك بامر هام جدا.انا لم اطلب منك ابدا ان تتزوجنى. لم اطلب منك سوى الاعتراف بابوتك لجون.
-لو اعطيتك مالى ,لكنت هربت الى ابعد مكان فى العالم ومعك ابنى كيلا اتمكن من رؤيته ابدا.سبب زواجى منك هو ذاته الذى يحملنى على عدم منحك الطلاق. انا اريد ابنى,حتى لو كان ذلك يعنى اضطرارى لتحملك.

احست تانيا التى احمر وجهها غضبا وحنقا قبل لحظات,بانه جاء دورها الان لتضحك بسخرية مماثلة:
-تريد ابنك؟ انه الان فى السابعة من عمره ولا يعرف حتى كيف تبدو او ما هو شكلك.انه ليس متاكدا من ان لديه والدا!فكيف تفسر هذا الامر وتوفق بينه وبين هذا الحب الابوى العظيم الذى تدعيه الان؟

توترت قسمات وجهه فجاة,فشعرت تانيا بان سهامها اصابت مرماها.
ثم سمعته يقول لها بجفاف:
-مضت سبع سنوات على زواجنا!وكما تقول احدى النكات الطريفة القديمة ,يبدو هذا الزواج وكانه حدث امس ...وانت تعلمين كم كان يوم امس تعيسا ومزريا.لا ادرى كيف يمر الزمن بمثل هذه السرعة.اعترف انى لم اكن انوى البقاء طويلا.ولكن جون اصبح الان بحاجة لوالديه معا,كما قلت فى رسالتك الاخيرة.
منتديات ليلاس
ثم طوق خصرها بذراعيه وقال:
-انت ايضا كبرت ونضجت,يا تانيا. وهذا الجسم الذى التصقت به اكثر من مرة لم يعد لفتاة صغيرة ,بل اصبح لانثى جذابة ومكتملة النضوج.
نظرت اليه بطريقة ارادت من خلالها ان يشاهد اشمئزازها من ملامسته لها,الا ان دقات قلبها كانت تقول لصدره وضلوعه اشياء اخرى.

-لاجدوى من هذا الحديث يا جايك.واظن ان الوقت قد حان كى اعود الى الحفلة.
ضمها بقوة اكبر وسالها بعصبية ظاهرة:
-هل اصبح باتريك راينز حبيبك؟
-لا!
جاء نفيها الصارخ باسرع مما كانت تريد,ورافق ذلك احمرار مفاجئ فى خديها.
-كانت الليلة اول مرة...

عضت على شفتيها لخنق بقية كلامها,وشعرت بغضب عارم لان جايك تمكن من استدراجها الى التوضيح والتفسير غير الضرورين.
ابتسم بزهو وانتصار قائلا:
-اذن عدت فى الوقت المناسب!
-انت لم تعد الا بسبب جون.

-تاكدى من اننى لن انسى وجودى هنا.
اخذ سترته التى كان وضعها على كرسى وارتداها بهدوء
ثم انحنى امامها بشئ من الاستهزاء وقال:
-لننضم معا الى الحفلة.

******نهاية الفصل الثاني*****

اماريج 29-08-10 12:27 AM

3-الهدنة
************
كانت جوليا اول من شاهدهما يخرجان من الباب الزجاجى.
هرعت نحوهما وامسكت بذراع ابنها,فيما كانت عيناها تنظران اليه بمحبة وحنان.
-هل شاهدت جونى؟
تدخلت تانيا على الفور قائلة:
-كان جون نائما...

وضع جايك يده على ذراعها برقة وقال مقاطعا بهدوء ومرح:
-شاهدته لدى وصولى. كان يغط فى نوم عميق حتى قبل وصول فرقة الخيالة لانقاذ بطله المفضل.
-قل لى بربك,يا جايك,اليس جونى صبيا جميلا للغاية؟انه نسخة طبق الاصل عن جايمى عندما كان صغيرا.انه لاستير قلبا وقالبا.
وافق جايك والدته على كلامها ثم نظر الى تانيا وقال لها بلهجة جادة:
-انه يبدو صبيا طيبا.

هل هذا اطراء لها او ثناء على حسن تربيتها واهتمامها؟ارادت ان تقول شيئا,ولكن الضيوف لاحظوا وجود جايك فتحول تركيزها الى امور اقل اهمية..رغما عنها.
كان جميع الرجال يرتدون سترات ورابطات عنق...باستثناء جايك.بدا قويا بينهم,متفوقا عليهم,وجذابا اكثر منهم.انه يرفض القيود التى تفرضها العادات والتقاليد.

لم تترك ذراعه خصرها لحظة واحدة طوال فترة تنقله بين الضيوف.كانت تذكيرا لطيفا وغير ضرورى بانها زوجته.
كانت تذكيرا ازعجها وضايقها, وبخاصة لدى سماعها التعليقات المختلفة على وصوله المفاجئ.
منتديات ليلاس
وفيما كانت تنظر الى باتريك وشقيقته وهما يقتربان منهما
سمعت احدى السيدات تقول لها:
-لا شك انك سعيدة للغاية بعودة زوجك بعد هذه الفترة الطويلة.

ارغمت تانيا نفسها على تحويل انظارها عن باتريك الى السيدة الواقفة امامها
وقالت:
-سوف تك,ن سعادة جون بالتاكيد ضعف ذلك.
-جون هو ابنك الصغير,اليس كذلك؟ هل يعلم بعودة والده؟

-عندما وصل جايك ,كان الصبى نائما.
حاولت تانيا التملص بهدوء من ذراع جايك,لانها لم تكن راغبة فى ان يشاهد باتريك كيف يطوق جايك خصرها بتلك الطريقة المتغطرسة.

الا ان صوت شيلا العالى سمرها فى مكانها.حيت السيدة التى توجهت الى مجموعة اخرى واستدارت لتفاجأ بالشابة السمراء الجميلة تضم جايك وتقول باغراء استفزازى:
-لماذا تحب المفاجآت الى هذه الدرجة يا جايك؟كان بامكانك ابلاغى بانك ستاتى, وكنت بالتاكيد ساحفظ لك هذا السر الصغير.

اجابها بمرح وحتى بشئ من السرور بسبب نظراتها التى تضج اعجابا واغراء:
-كنت لم اتخذ بعد قرارا بهذا الصدد.ولم اكن ادرك ما لدى من اسباب كثيرة ومتعددة تحملنى على العودة.

اماريج 29-08-10 12:27 AM

قالت تانيا لنفسها ان جايك وشيلا لم يلتقيا ابدا من قبل.
لم تكن شيلا سوى فتاة مراهقة فى الخامسة عشرة من عمرها عندما تزوج جايك.
كما انه ليس من المحتمل ان يكون التقاها فى رحلته الوحيدة الاخرى قبل اربع سنوات.
نظرت شيلا الى تانيا بمرح ظاهر نتيجة الارتباك البادى على محياها

وسالتها ببراءة مصطنعة:
-الم يقل لك باتريك؟رافقته فى الرحلة التى قام بها منذ شهر وشملت,كما تعرفين,القارة الافريقية.وعندها...التقيت جايك.
منتديات ليلاس
نظرت تانيا بسرعة الى وجه زوجها الذى لم يتحرك ولم يتبدل ملامحه.
ثم تطلعت نحو باتريك ساعية للحصول على تاكيد لما سمعته,وقالت:
-كنت اظن انها رحلة عمل.
-نعم كانت رحلة عمل.
-انا اقنعته بان يصحب معه اخته الصغرى كى تنعم باجازة قصيرة.

ثم نظرت بمحبة نحو شقيقها ومضت الى قول:
-كان باتريك بالطبع منهمكا فى التنقل بين افريقيا واوروبا, فقررت فى نهاية الامر التوقف عن مرافقته فى تلك الرحالات المكوكية والبقاء فى افريقيا.وكنت ساصاب بسأم قاتل لو لم يتمكن جايك من ترك عمله بضعة ايام.

شعرت تانيا بضيق وانقباض نتيجة الايحاء الخبيث الذى حملته كلمات شيلا.
-لا,لم يذكر باتريك شيئا من هذا القبيل.

ابتسمت شيلا لان هذه الجملة اوحت لها بان جايك ايضا لم يبلغ زوجته بالامر.
ارادت التعليق على ذلك,ولكن تانيا سبقتها الى القول:
-لاشك انك كنت محظوظة جدا لان جايك تمكن من الابتعاد عن عمله بعض الوقت.
ابتسم جايك بهدوء وهو ينظر الى شيلا
ثم قال:
-اتصور انه كان بامكان شيلا الترفيه عن نفسها,حتى لو لم اكن انا هناك.ولكن,بما ان العمل كان يسمح لى بمنح نفسى اجازة قصيرة,فقد وجدت ان من واجبى الاهتمام بشقيقة مدير الشركة بالوكالة.

سالته شيلا بغنج ودلال:
-وهل هذا ما كنت تفعله؟الاهتمام بى؟
شعر جايك بان تانيا اخذت نفسا عميقا للتخفيف من حدة غضبها وانفعالها الناجمين عن تصرفات شيلا وكلماتها.

ولكنه كان شبه متاكد من انها لا تهتم مطلقا ان كان اقام علاقة مع شيلا ام لا.وظن انها مشمئزة فقط من تلك الايحاءات المبطنة.
ابتسمت تانيا بخبث وقالت للفتاة الاخرى ببرودة:
-انى مسرورة جدا لانك وجدت رفقة زوجى لك بضعة ايام امرا مثيرا لاهتمام.من المؤكد انك كنت ستتعذبين كثيرا لو لم يتمكن احد من مرافقتك الى المعالم البارزة فى تلك البلاد الغريبة.

نظرت شيلا باغراء نحو جايك قبل ان تجيب تانيا بالقول:
-لم نقم بالعديد من الرحلات ذات الطابع السياحى .كنت اريد بالطبع ان اتجول فى مركز المشروع الكبير الذى يتولاه جايك. ولكنه شرح لى بان بعض العاملين هناك ام يروا امرأة منذ اسابيع, وليس من حاجة لاثارة غرائزهم عبثا لانهم سيعودون قريبا الى زوجاتهم وعائلتهم .انا سعيدة لان جايك لم يجد من الضرورى تطبيق هذه التعليمات والقيود على نفسه .
بالتاكيد,لم يقرر جايك العودة الى الوطن الا بعد مغادرتى افريقيا.
منتديات ليلاس
ثم نظرت اليه وسالته بدلال واضح:
-هل كنت حافزا لك لاتخاذ هذا القرار؟
-لنقل ان وجودك هناك ذكرنى ببعض ما ساخسره فيما لو قررت البقاء.
شعرت تانيا بغضب عارم ,زاد من حدته فشلها من التخلص من قبضته المحكمة .واحست باقتناع راسخ بان اهتمامه المزعوم بابنه لم يكن الامر الوحيد الذى اعاده الى البلاد.

اماريج 29-08-10 12:28 AM

فمن الواضح ان وجود شيلا كان عاملا مؤثرا ساهم الى حد بعيد فى اتخاذ قرار العودة.
وسمعت باتريك يساله بهدوءه المعتاد:
-كم ستبقى هنا يا جايك؟
-هل تسالنى بصفتك مسؤولا كبيرا فى الشركة ,ام كمراقب له اهتمامات معينة؟
-قليل من هذا وقليل من ذاك.

تامل الرجلان بعضهما بطريقة توحى بان ايا منهما قد ينقض على الاخر فى اي لحظة.ثم نظر جايك الى تانيا ووجه اليها ابتسامة حلوة لا تقارن ابدا بقساوة عينيه.

وقال بهدوء بالغ:
-يتمتع مساعدى دانفز بمهارة وخبرة تفوقان المطلوب لادارة مشروع الطريق. وعليه فلا حاجة للخوف ,يا راينز,من انى تركت هناك اى مشاكل او فوضى.
منتديات ليلاس
توقف لحظة ثم مضى الى القول:
-ثمة احتمالات كبيرة باننى سابقى هنا لفترة طويلة جدا.
شعرت تانيا بانه نطق بكل كلمة فى تصريحه الهام هذا بهدوء وعناية فائقتين كى يتاكد من ان الجميع يفهمونه تماما.
حدقت به وحاولت يائسة اختراق ملامح وجهه الجامدة لتعرف ماذا يجول فى رأسه.ألم يقل الى امه قبل اقل من ساعة انه لم يحدد بعد الفترة التى سيمضيها هنا؟
هل اثر وجود شيلا على قراره؟ يبدو ذلك واضحا,ولكن...هل هو فعلا كذلك؟لم يكن لدى تانيا ادنى شك فى ان شيلا عامل مؤثر فى اتخاذ هذا القرار...ولكنها ليست العامل الرئيسى والاساسى.وظهر جليا ان جايك لم يكن ينوى اطلاع احد على السبب الحقيقى لقراره المفاجئ.

وقررت تانيا ان تتصرف مرة اخرى كاحدى المضيفتين,وقالت:
-اظن ان بامكننا جميعا تناول بعض الماكولات الخفيفة.فما رايكم؟
اقترب باتريك منها بسرعة قائلا:
-بكل سرور,وساساعدك فى حمل الصحون.
ابتسمت شيلا ,التى بدت عليها السعادة لدى سماعها اعلان جايك
وقالت:
-اجعلا حصتى اكبر الحصص لانى جائعة كثيرا...وشهيتى منفتحة.

بدا باتريك يملأ الصحون الاربعة لانه شعر بان يدى تانيا كانتا ترتجفان غير قادرتين على حمل اى شئ فى الوقت الحاضر .
امسكت هى بالطاولة كيلا تقع وسالته بصوت منخفض,ولكن بعصبية ظاهرة:
-لماذا لم تخبرنى بان شيلا رافقتك فى رحلتك؟

-انها شقيقتى ,على الرغم من الفرق الشاسع فى السن.ارادت مرافقتى,فلم اجد سببا يحول دون ذلك.
ثم نظر اليها بجدية وكانه تذكر امرا هاما,ومضى الى قول:
-ما تريدين معرفته حقا هو لماذا لم اخبرك بانها...بانها... تعرفت الى جايك!بصراحة,كان لدى انطباع بانك لم تكونى مهتمة بما يفعله زوجك طالما انه بعيد عنك.اما الان ,فانى اعتقد ان على اعادة النظر فى هذا الرأى.
منتديات ليلاس
جاء نفيها سريعا وقويا
اذ قالت:
-انه لا يعنى اى شئ بالنسبة لى!شعرت باننى غبية جدا وانا وافقة هناك لا اعرف شيئا بينما يعرف الاخرون كل شئ.
-عندما كدت اقول له الاياة ان يختفى من حياتك,لماذا ذهبت اليه بمجرد ان طلب منك ذلك؟لماذا تركتنى اقف هناك كالمخبول بينما انت هرعت الى جانبه؟

وضعت تانيا يدها بعصبية على جابينها وقالت:
-كانت صدمة قوية...كابوسا مزعجا!لم اصدق انه حقا هناك. لم اتصور ابدا انه سيعود,حتى عندما كتبت له...
قاطعها باتريك بانفعال واضح وبلهجة قاسية:
-انت طلبت منه ان يعود؟

نظرت تانيا اليه بعينين تتوسلان تفهمه وتجاوبه,وقالت:
-كنت مضطرة لذلك.ليس من اجلى انا...ولكن من اجل جون.كانت لديه تلك الفكرة المجنونة بان جايك ميت او انه فى السجن.واصر على الكتابة اليه طالبا منه العودة.لم اتمكن من رفض طلبه,ثم...انت ذكرت لى بنفسك ان جايك منهمك جدا فى مشروعين مختلفين.كنت امل ...كنت اعتقد انه لن يتمكن من الحضور.

تنهد باتريك وقال لها بهدوء:
-نعم,اتذكر ذلك. ولكن ...عندما اتصورك معه على انفراد فى وقت لاحق الليلة ,احس...احس...
احمرت وجنتاها بسرعة نتيجة لما اوحى به,وسارعت لمحو صورتها بين ذراعى جايك قائلة:
-تقع غرفة نومه فى الجانب الاخر من القاعة.نحن لا...

اماريج 29-08-10 12:29 AM

-ألم تنته بعد,يا راينز,من تجهيز صحون اربعة؟
كان جايك يقف وراءها فاستدارت بسرعة لتواجه بنظرات حادة وقاسية.
ومما زاد فى سوء الوضع القائم,ما قالته شيلا بمرح ظاهر:
-أوه!انكما تبدوان مذنبين.عما كنتما تتهامسان؟

تجاهل باتريك كلام اخته عمدا وسأل جايك ببرودة اعصاب حقيقية:
-هل اكثرت لك قطع اللحم؟
-لا,هذا ما كنت اريده بالضبط.
قابلت تانيا نظراته المخيفة بتحد ظاهر,رافضة الشعور باى ذنب او خطيئة بسبب حديثها البرئ مع باتريك.وسمعت شيلا تقول لجايك بدلال
وهى ترفع قطعة من الجبنة الى فمها:
-قبل البدء بالاكل, اود ان نرحب جميعنا بعودتك الى الوطن.

-ليكن الموضوع اهم واشمل. ما رأيك لو تمنينا للجميع اياما أفضل ومستقبلا اكثر سعادة وهناء!

كان الاربعة واقفين قرب المائدة,وكان هناك دائما شخص يتوقف قليلا للتحدث مع جايك.
كانت تانيا تتعمد تجنب النظر الى زوجها,وتتمنى انها لم تكتب تلك الرسالة التى شجعته على المجئ.
اقترب منه رجل قائلا:
-الان وقد عدت يا جايك,فماذا ستفعل هنا؟

نظر الى تانيا بسرعة واجاب الرجل مبتسما:
-اول شئ سافعله هو تمضية بعض الوقت مع عائلتى, والتعرف بطريقة مناسبةالى ابنى.
تدخلت شيلا وتمتمت قائلة:
-من المؤسف انه دخل المدرسة الان.ستكون لديك ساعات طويلة من الفراغ التام كل نهار.
منتديات ليلاس
نظر جايك الى العينين الجميلتين اللتين تعدانه بامور كثيرة,وقال:
-سافكر بامورعدة لملء الفراغ.
لم ينتبه الرجل الى مغزى الحديث المتبادل بينهما,اذ ضحك وقال:
_اتصور ان للسيدة الجميلة خططا كثيرة يقتصر تنفيذها عليكما وحدكما.اليس ذلك صحيحا يا سيدة لاسيتر؟

اختفى اللون من وجنتيها عندما شاهدت ابتسامته الساخرة المرحة.ابتسمت وقالت للرجل ان جايك هو الذى يضع الخطط.
لم تهتم لانها بدت كزوجة مطيعة ترضخ لرغبات زوجها.فهو يعلم ان ما عنته حقا هو ان خططه لا تشملها.
ابتسم الضيف وقال معلقا على جملتها القصيرة:
-كم اتمنى لو ان زوجتى متساهلة معى الى هذه الدرجة!

رد عليه جايك وعينيه تشعان خبثا واستهزاء:
-لم اعتبر تانيا ابدا زوجة متساهلة.
-جايك,هل يمكنك المجئ لوداع جورج هاريس وزوجته؟ انهما ذاهبان.

ابتسم جايك لامه ورافقها نحو الحديقة بعد اعتذاره بتأدب للمجموعة التى كان يقف معها.وما هى الا لحظات
حتى امسك باتريك بذراع شقيقته وقال:
-هيا يا شيلا.اظن ان الوقت حان لذهابنا نحن ايضا.
ثم مال برأسه نحو تانيا وسالها هامسا :
-هل يمكننا ان نلتقى؟


الساعة الآن 01:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية