منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   134_ أتى ليبقى _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147802.html)

اماريج 03-09-10 07:11 AM


قالت تانيا انها تقترح المحل المخصص لبيع السكاكر والحلويات.وبعد ربع ساعة كان الاربعة يخرجون من ذلك المكان وهم يأكلون بسرور حلوياتهم المجففة.
وسأل داني والد صديقه اذا كان بامكانهم جميعا الذهاب الى تلك البقعة التي تمثل قرية للهنود الحمر.وعندها هز جايك رأسه موافقا
امسك داني بذراع جون وقال:
-هيا بنا. لنذهب الى الجسر المعلق.
منتديات ليلاس
سار جايك وتانيا وراءهما بتمهل وهما يتأملان ما يجري حولهما من ترفيه وتسلية ومرح,وشاهدا فتاتين مراهقتين تسيران نحوهما بسرعة وهما تضحكان وتتسامران,دون ان تنظرا امامهما.
كادت احدى الفتاتين ان تصطدم بجايك لو لم يضع يديه امامه ويوقفها.رفعت رأسها نحو وجهه بدهشة واحمرت وجنتايها بسرعة فائقة قبل ان تقول له متلعثمة:
-اعذرني!انا آسفة!

ترك كتفيها وغمزها بمرح وهو يقول لها ممازحا:
-كان ذلك من دواعي سروري,يا آنسة.
احست تانيا من نظرات الذهول التى رأتها تهيمن على وجه الفتاة,ان جذابية جايك وسحره سجلا انتصارا جديدا.
سمعت الفتاتين تتأوهيان باعجاب ظاهر وهما تبتعدان عنهما,وشاركتهما ضمنا كلمات الاطراء التي تبادلتاها عن جايك.

-ولماذا هذه الابتسامة الخبيثة,يا عزيزتي؟
ارادت ان تغيظه قليلا,فقالت بلهجة ساخرة بعض الشئ:
-اوه,ظنت هاتان الصبيتان انك وسيم جدا.
-وهل توافقينهما على رأيهما هذا؟

تظاهرت بأنها تتأمل وجهه بتمعن,وكأن صورته ليست مطبوعة في رأسها وخيالها,وقالت بتمهل مزعج:
-اعتقد...اعتقد انك متغطرس الى حد,مما يحرمك من الوسامة الحقيقية.
سمعت ضحكة خفيفة وراءها فيما كان يطوق خصرها بذراعيه ويقول مداعبا:
-تانيا لاسيتر,انت تغازلينني الان.

انطلقت من موضع يديه موجات حرارية قوية عمت كافة انحاء جسمها ولكنها امسكت بذراعيه في محاولة لابعادهما عنها
وقالت لاهثة:
-لا,لم اكن.
اجابها برقة وهو يحدق بشفتيها:
-لا بل كنت,وسوف تتحملين مسؤولية هذه .
-جايك,الناس يراقبوننا.
منتديات ليلاس
نظرت حولها بسرعة فلم تشاهد اى شخص قربهما
ولكنها مضت الى القول:
-كذلك...كذلك فانا لا ارى جون وداني.
وضع اصبعه على خدها الوردي وقال لها بهدوء:
-اذا كان الولدان السبب الوحيد لممانعتك,فسانتظر وقتا يكون مناسبا اكثر من الان.

لحقا بالولدين الصغيرين فيما كانا يرقبان نجارا ماهرا يحفر اشكالا خشبية جذابة.وشاهدا امام الباب تمثالا خشبيا لاحد الهنود الحمر يقف بشموخ وعنفوان وهو يضع ذراعيه على صدره.
سأل جايك ابنه بهدوء:
-هل تحب ان تراه يحرس حديقة البيت؟

اماريج 03-09-10 07:12 AM

-اعتقد انها فكرة رائعة,ولكني اتصور ان جدتي لن توافق على ذلك.
وضع جايك يده بحنان على رأس الصبي,وقال له ضاحكا:
-اظن انك على حق يا حبيبي.
ثم نظر الى تانيا وقال:
-اني احسد هذا الهندي.

ولما ابتسمت استغرابا وسألته عن سبب ذلك,قال:
-ليس لدي قلب خشبي مثله.
تسارعت دقات قلبها عندما سمعت تلك الكلمات المختارة بدقة وعناية,والتي صدرت عنه بنعومة وروية.
انه يغازلها كما كانت تغازله قبل قليل.وكان من حسن حظها ان الصبيين كان هناك,فحولت انتباها اليهما...
بعيدا عن ذلك البريق المزعج في عينيه.
سألتهما وهي تعرف مسبقا انها ستحظى برد ايجابي فوري:
-هل تريدان الان زيارة المنجم؟

ونظرت الى جايك باسمة وقالت:
-كنت سأقترح معمل الزجاجيات والخزفيات ولكنني اخشي ان يتصرفا كثورين هائجين يحطمان كل شئ حولهما.
سألهما جون وهو ينظر بأمل نحو والده:
-هل ستأتين معنا هذه المرة؟

كانت تانيا على وشك الموافقة
عندما وضع جايك يده فجأة على كتفها وقال:
-لا,اذهب انت وداني بمفردكما.
بعد دقائق معدودة,كانت تانيا تراقب الولدين وهما يدخلان النفق.كان جايك يقف وراءها مباشرة,والحرارة المنبعثة من جسمه اقوى من حرارة الشمس.
وسمعته يسألها بايجاز:
-هل لديك انت؟
-هل لدي ماذا؟
-هل لديك قلب خشبي؟
منتديات ليلاس
ضحكت تانيا فى محاولة لاظهار سؤاله كأنه نكتة طريفة,وقالت:
-طبعا لا.
-لو افترضنا انني اصبحت احبك,فماذا ستفعلين؟
اتسعت عيناها ذهولا وخوفا,فقال لها على الفور بلهجة ساخرة:
-لا تخافي ,يا عزيزتي.لم اتحدث عن الحب الا افتراضا.

استدارت عنه بسرعة وهي تبحث حائرة عن سبيل للتهرب من حديثه
ثم تمتمت قائلة:
-لم يخطر هذا الموضوع ببالي ابدا,وعليه فانني لا ادري ماذا سأفعل.
-لماذا لا يمكنك افتراض ذلك؟انت امرأة جميلة وجذابة, وعلاقتنا تسير على ما يرام منذ شهرين.اصبحت متأكدا الان من انك ام ممتازة,ومن ان لديك نظرة جدية بالنسبة للأمور التي اعجب بها واحترمها.وخلاصة القول ان لديك معظم الصفات التي اريدها في الزوجة.وانا اتحدث هنا عن زوجة حقيقية.

اماريج 03-09-10 07:13 AM

احست ان رجليها تجدان صعوبة بالغة في حملها,ولكنها مازحته قائلة:
-ها قد عدت لمغازلتي مرة ثانية.
-ربما.ولكن ما قلته لك هو الحقيقة بعينها.عدت الى الوطن والى البيت,واريد ان ابقى.تعجبني كثيرا فكرة وجود بيت وحياة وعائلة,وزوجة جميلة تعد لي الطعام وتحضر لي اوراقي وملفاتي.عندما انظر الى جون,اتصور بجدية انه سيفرح كثيرا بوجود شقيق... او ربما اخت صغيرة ذات عينين جمليتين وشعر اشقر جذاب.

-لا...لا تتحدث هكذا!
حاولت ان تبتعد عنه لالتقاط انفاسها,ولكنه امسك بكتفيها والصقهما بصدره.
ثم سألها هامسا:
-لم لا؟هل ما زالت تجدين صعوبة بالغة في مبادلتي الحب,حتي بعد هذه العلاقة الجميلة الرائعة التي قامت بيننا طوال الاسابيع الماضية؟
-لا...اعني...نعم...

شلت مداعبته لأذنها وعنقها جميع قدراتها على التفكير بروية وسكينة.
-اعتمدي جوابا واحدا.نعم ام لا؟
احست بحاجة يائسة للابتعاد عنه قليلا,وقالت له بصوت مختنق:
-ارجوك يا جايك.لا اقدر ان افكر بطريقة صحيحة وسليمة عندما تداعبني على هذا النحو.
منتديات ليلاس
-هذه خطوة في الاتجاه الصحيح.
-انها لاتعني شيئا.كل انسان يتجاوب مع المداعبة والمغازلة.
احست بفراغ هائل يعصر قلبها عندما لم تعد تشعر بلمساته ومداعباته,الا انها استجمعت قواها ومضت الى القول بهدوء مصطنع:
-انك تعجبني.اعتقد انك والد جيد,وكذلك رجل وسيم وجذاب.ولكنني لا اظن انني على استعداد لتعقيد حياتي بوقوعي في حبك.

-كيف يكون وقوعك في حبي سببا في تعقيد حياتك؟ من المؤكد ان هذا الامر سيجعل حياتك طبيعية وخالية من التعقيد,بما انك متزوجة مني.
وجدت تانيا نفسها في فخ من صنع يديها,فاحتجت بالقول:
-انك لا تفهم الموضوع.
-احاول ذلك قدر استطاعتي.ربما كان عليك ايضاحه بصورة افضل.

-لا...لا اظن ذلك.
تحولت نظرات الاستغراب في عينيهاالى حدة وانقباض,وسألها باستياء:
-لم لا؟
-لانني ببساطة,لا اريد ذلك.ليس الان,على اي حال.

اماريج 03-09-10 07:14 AM

-انا لاالعب معك يا تانيا.اني احدثك بجدية بالغة عندما اقول لك اني اريد انجاح زواجنا.لم يكن الامر سهلا, ولكننا تمكنا في الاونة الاخيرةمن تناسي الماضي الاليم. لا تحاولي التمسك بمرارة الماضي القديمة,لان ذلك لن يؤدي الا الى الحاق المرارة بالمستقبل وافساده.

تنهدت بحزن وقالت:
-اعرف ذلك.ولكن ثمة اشياء معينة لا يمكن للانسان ان ينساها بسهولة,مهما حاول جاهدا.
-يجب ان ننسى يا تانيا. يجب ان ننسى,والا ذهبت جميع محاولاتنا هباء.
-انت قلت بنفسك,يا جايك,ان هذه الامور تتطلب وقتا. التمني وحده لن يزيلها.

سألها بصوت ناعم وهويدير وجهه عنها:
-هل تعتقدين بان ثمة املا في النجاح؟
نظرت الى عينيه شبه المغمضتين,وتمتمت قائلة:
-احيانا.احيانا اعتقد ذلك.
ابتسم وقال لها بلهجة توحي بثقة كبيرة:
-اني مضطر لحملك على استبدال كلمة احيانا بعبارة افضل...معظم الاحيان.

-اتمني لو كان بامكانك ذلك يا جايك.
احنت رأسها قليلا ولكنه امسك بذقنها ورفع وجهها نحوه قائلا:
-كل ما عليك القيام به هو مقابلتي في منتصف الطريق. انا لم اطلب منك ابدا ان تكوني انت التي تعطي كل شئ وتقوم بكافة الخطوات الضرورية.ولكن الزواج ليس مشروعا يتقاسمه اثنان بنسبة خمسين في المئة لكل منهما,كما يقول بعض الناس.كي يكون الزواج ناجحا يجب على كل من صاحبي العلاقة ان يشارك بنسبة مئة في المئة.

-ألم تتصور ابدا انك ربما كنت تطلب الكثير من كلينا؟
-ألم تتصوري انت ابدا انك ربما كنت تصنعين من الحبة قبة؟اسمعي!لنأخذ هذا الموضوع بهدوء وروية,ونتوقف عن محاولة دفع الامور بسرعة لا تتحملها.
ابتسمت تانيا وسألته:
-هل لديك ثقة عمياء بالمستقبل؟
منتديات ليلاس
-ألا تعتقدين ان بامكاني ارشادك الى الهدف الصحيح والى شاطئ الامان؟
شعر انها غير راغبة في الاجابة,لانها سوف تضطر للاعتراف بشئ ليست مستعدة بعد تماما للاعتراف به.
امسك بيدها وقال بحنان:
-ها قد عاد الشابان الصغيران.اعدي نفسك لهجومهما. ارض النار هي محطتنا التالية.

قاموا بجولة كبيرة شملت ارض النار وبيت الشجرة والبيت العائم,وتوقفوا مرات عديدة للتفرج على كيفية بناء غرفة من جذوع الاشجار,وصنع الشموع.وشاهدوا عددا كبيرا من الحرفيين الموهوبين وهم يعملون امام حشد من المتفرجين.تعلموا كيف تصنع الادوات الفخارية والخزافية,وكيف تحاك الاغطية,وكيف تقطع الاخشاب.

ثم اعلن جون لأمه انه جائع,ووافقه داني على ذلك بسرعة ودون تردد.
نظر جايك باسما الى وجنتي تانيا الورديتين,وقال:
-وانا ايضا جائع,يا اماه.
ردت عليهم بمرح,وهي تحاول اخفاء الحياء الخجول الذي بدا على وجهها بسبب جملته:
-هيا بنا الى السيارة.

اماريج 03-09-10 07:15 AM

-اين سنتناول غداء النزهة يا تانيا؟
-على صخرة الالهام.
-الى صخرة الالهام اذن.
رفع جون رأسه بمجرد الانتهاء من أكله,وقال:
-لنصعد الى قمة التلة.
نظر جايك نحو تانيا بتحد مرح,وسألها:
-هل انت مستعدة لذلك,ام انك اليوم صعدت تلالا بما فيه من الكافية؟

-لن ارفض التمتع بهذه المناظر الخلابة مهما كنت متعبة او مرهقة.
وقف جون وداني صامتين وهما يتأملان ذلك المنظر الفريد.وقالت تانيا بصوت ناعم هادئ:
-انها رائعة,اليس كذلك؟
منتديات ليلاس
طوق خصرها بذراعيه وشدها نحوه قليلا,ثم قال:
-يقول العلماء ان هذه المرتفعات المسماة تلال أوزارك هي اقدم جبال او مرتفعات في هذه القارة.وانه لامر مثير للدهشة انها لا تزال تبدو غير متأثرة بالحضارة والمدينة على الرغم من هذه السنوات الطويلة.

-ابي,كم عمر هذا الممر الذي يقولون ان احدا لا يعرف قدمه؟
-اجبت سؤالك بنفسك,لان احدا في الحقيقة لا يعرف كم عمره.
-لماذا لا يعرفون؟

-عندما اتي المستوطنون الاوائل في القرن التاسع عشر, كان الممر موجودا ويربط بين منطقة ماثيور وديوبي بولد ثم ينطلق من هذه الاخيرة مئات الكيلومترات الى العالم الخارجي. قال هؤلاء المستوطنون ان الصيادين وتجار الفرو استخدموه قبلهم. وقال الصيادون ان المستكشفين الفرنسيين والاسبان تنقلوه عليه,وكان يرشدهم عدد من الهنود الذين استخدموه قبل المستكشفين.وقال الهنود ان الممر كان هناك قبلهم.ولذلك كما ترى,اطلقت عليه تلك التسمية الصحيحة...الممر الذى لا يعرف احد عمره.

هز جون رأسه وعاد يتأمل باعجاب بالغ ذلك المنظر الساحر.
وسمعت تانيا صوت زوجها يأتيها هامسا:
-انه صبي ذكي.
-ولكنه جدي كثيرا في بعض الاحيان.

-انه يبدو لي الان طبيعيا سليم العقل والجسم.انك تقلقين كثيرا بشأنه,يا حبيبتي.
قاومت رغبتها في الالتصاق به ومطالبته بعدم التوقف عن مداعبة شعرها وعنقها
وقالت له بهدوء مصطنع:
-اتصور ان ذلك صحيح.ولكن سبب هذا القلق هو نتيجة اضطراري لأكون الام والاب في نفس الوقت.

ضغط عليها بذراعه القوية وقال:
-لم تعد ثمة حاجة لذلك بعد الان.
نظرت اليه بارتياح ووجهت له ابتسامة سعيدة وهي تقول:
-اعرف ذلك.
-سيأتي يوم اقبل فيه الدعوة الصريحة من شفتيك,بغض النظر عما اذا كنا على انفراد ام لا.

ادارت وجهها عنه لتخفي احمراره المفاجئ واشارت الى شجرة قائلة:
-انظر,انظر الى تلك الشجرة المثمرة هناك.
-يجب ان نأتي لقطف ثمارها في الخريف القادم,بمجرد حلول اول موجة صقيع.
-اني احب ذلك كثيرا.
-ألا تعتقدين اننا نخطط لمستقبل بعيد نسبيا؟
منتديات ليلاس
تراجعت تانيا الى الوراء بدهشة
ولكنه ضحك ومضي الى القول:
-فات الاوان!ألزمت نفسك فعلا بمرافقتي لقطف هذه الثمار,ولن اسمح لك بالتراجع.هذه موعد بيننا,ايتها الحبيبة الصغيرة,واتوقع منك ان تحافظي عليه.
-انك لست منصفا.
-انه الانصاف بعينه.

-امي,امي!هل يمكنني اعطاء داني ساعتي الصغيرة هذه مقابل حصولي على هاري؟ارجوك,ارجوك!
ابتسمت تانيا وسألته بهدوء:
-اولا,من هو هاري؟
اجابها داني قائلا ان هاري هو حيوانه الملل.قال له جايك ممازحا:
-ولكنك بالتأكيد لا تريد التخلي عن صديقك المدلل هذا,اليس كذلك؟
-قالت لي امي ان علي التخلص منه بطريقة او باخرى.
-هل يمكنني,يا امي,الحصول عليه مقابل ساعتي هذه؟
-لا اعرف...


الساعة الآن 07:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية