منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   قطرات.. رواية من المستقبل (https://www.liilas.com/vb3/t146977.html)

متفائلة دوما 13-08-10 08:22 PM

قطرات.. رواية من المستقبل
 


بسم الله الرحمن الرحيم
~~ ( 1 ) ~~




اليوم 19/ 7 /2030




بدأت باستعادة وعيها ، كان شيئاً بارداً ما أيقظها.. لم تستوعب حتى الآن ما هو .. أهي أختها تزعجها بقنينة ماء بارد.. أم لعلها صديقتها كعادتها تحب إزعاجها إن هي تركت الشبكة الخاصة المتصلة بينهما مفتوحة "نسيت إغلاقها ثانيةً!" لامت نفسها..
لكن الصوت الذي بدأ يأتيها من بعيد ليس صوت أياً منهما، ولا يشبهه حتى..
ما هذا الصوت..؟!
هذه الفكرة أقلقتها لدرجة أنها بدأت ترغم باقي جسدها على الاستيقاظ ومحاولة استيعاب ما يحدث.. قبل أن تتمكن من فتح عينيها شعرت بشيء غريب.. شعور لم يسبق لها معايشته في حياتها..
هناك شيء يدغدغها بطريقة غريبة..
في ذلك الجزء الضئيل من الثانية كان عقلها يعمل بسرعة محاولاً أن يحلل ويكتشف ما يكون، في اللحظة التي كانت تفتح عينيها..
وقبل أن تستوعب المنظر الذي أمامها ، ازداد اندفاع تلك البرودة ، إنه المطر..
مطر حقيقي!
كان رذاذ متواصل من المطر يهطل عليها ، ازدادت قوة الهطول حتى بدأت تشعر كأنها تضرب بشيء دقيق.. وكان هناك تيار هواء قوي يدفعها ليجبرها للتحرك باتجاه معين..
لازالت الصورة ضبابية..
أين هي الآن؟ وما الذي يحدث؟!!
بدأت الرؤية تتضح لديها بالتدريج..
تحاول أن تستوعب المشاهد التي أمامها..
الصور لا زالت غير مفهومة، وإن اتضحت الرؤية!! "ماذا أرى!!"
عشرات الآلاف من الأجهزة المحطمة، بقايا أجهزة، مبعثرة في كل مكان.. على..!
لم تكن هذه هي الأرض التي ألفتها..!
إنها شيء آخر..
رمال حمراء، منثور عليها سجاد من الرمال البيضاء اللامعة..!
و..
قبل أن تمنطق ما ترى، استوعبت أنها تستمع لصياح وبكاء مختلط، أناس كثر يبكون ويصرخون هنا وهناك..
بعضهم هائم على وجهه، وبعضهم يرفع أجزاء من تلك الأجهزة والحاويات وينادي على اسم ما..
والدماء تغطي بعضهم..
والمطر يزداد غزارة وقوة في هطوله..
والهواء يشتد في دفعها ، وفي دفع الآخرين، وكلٌ يتشبث في ما تصل إليه يده..
و..
فجأة استوعبت ما يحدث وتذكرت كل شيء..
"هيفاء!"
صديقتها كانت تتحدث معها قبل قليل أين هي.
"هيفااااء" أخذت تصيح عليها وهي متمسكة بحد حاوية بارزة من بين أكوام أخرى لم تستطع استيعاب ما تمثل..
"لا فائدة لن تسمعني مع هذا الضجيج" حدثت نفسها..
"عليّ أن أفتش عنها، قد تكون في ورطة تحت بعض الأنقاض"
وصارت تفتش وتنادي على صديقتها، مثل ما يفعل الآخرون..
قبل عشرون دقيقة من الآن، كانت هند تتحدث مع هيفاء وهما تقضيان وقتاً ممتعا في التنزه في (حديقة الكائنات البحرية النادرة) ..
وكانتا تقرءان كل ما ذكر من معلومات عن هذه الكائنات النادرة عبر نافذة الألياف البصرية الافتراضية التي تظهر على الحوض الذي توجهان انتباههما إليه..
لم تعد الكائنات البحرية متوفرة هذه الأيام، ولم يعد البشر بحاجة إليها سوى للتمتع بجمالها.. فهذا هو أنسب مكان لها الآن!
هذه الحديقة ، كسواها من الحدائق، تحتوي على نظام تهوئة مختلف عن ما هو موجود في باقي الأماكن..
فدرجات الحرارة هنا، مع أنها تتشابه مع البقية في الخارج بتكيفها مع درجة حرارة أجساد الناس الموجودين في المكان وكذلك بضبط درجة الرطوبة ، إلا أن الحدائق الحالية تمتاز عن بقية الأماكن بإشعار مرتاديها بأجواء عطرية متنوعة مختلفة، تعبق للشخص حسب ما يجذبه من رائحة، بناء على نظام حساس يرسل نبضات معينة من مركز نظام التكييف نحو مركز الشم في الدماغ، ويستقبل منه الرائحة التي يفضلها من مخزن الروائح لديه، فيطلق هذا النظام الرائحة المحببة لكل شخص تتبعه ليستمتع بها كل على حده..
جاءت هند مع صديقتها هيفاء لقضاء يومان في الساحل الشرقي ، من باب تغيير الجو..
صحيح أنهما كثيراً ما تنزهتا معاً في أماكن رائعة في جزر المحيط الكبير، من خلال الشاشة الافتراضية ، وهما في غرفتيهما، إلا أن النظام الافتراضي لا يشبع أبداً الفضول البشري، خاصة إذا كان كفضول هاتين المشاكستين!
لم تكن والدتها سعيدة برحلتها هذه، ولا ترى لها أي داعي، إلا أن والدها أيدها، فكثيراً ما يشير لرأيه بأن العالم الافتراضي لا يمكن أن يكون هو كل حياتها
"الواقع أن العالم الافتراضي ليس كل شيء، وإن كان!" هذا ما كان يردد.
الآن تذكرت أن شيئاً غريباً حدث ، كأن العالم توقف معه لحظات، ثم غابت عن الوعي..
"هل هي صاعقة؟!"
مع أنها تعلم أن جدران الحاويات التي يعيش فيها المجتمع اليوم على امتداد جميع الأماكن المأهولة، كلها جدران مقاومة لجميع عوامل التخريب الطبيعية والصناعية، حتى القنابل لا تقدر عليها! فهي مصنوعة من مادة تم تكوينها بتركيبة شديدة البساطة لكن شديدة الصلابة أيضاً..
"هذا الرمل الأبيض هو المكون لجدران الحاويات التي نتنقل بداخلها!" الآن استوعبت.
استمرت هند في رفع ما تستطيع أن ترفع..
"أشعر بأني أحفر في الرمل الناعم" عاشت تجربة الرمل الناعم في ملعب الرمال عندما كانت صغيرة..
فلا يوجد في بيئتهم رمال حقيقية للعب بها..
قبل اليوم طبعا..!!
كانت أمها تخبرها عن بحار الرمال الساطعة كانت تعبرها كل يوم في بداية شبابها للوصول إلى مكان عملها..
"تقطعين الصحراء على مركبة مترنحة!" سألت هند والدتها عندما أخبرتها عن ذلك في المرة الأولى..
"وبأجواء مناخية لا تطاق، فضلاً عن انعدام وسائل السلامة" أخبرتها أمها.. "ومع ذلك ها أنا لا أزال على قيد الحياة" قالتها ضاحكة..
"لا أدري كيف كنتم تعيشون!" كانت هند تستغرب، بل تتعجب ويصعب عليها أحياناً تخيل بعض ما يصف لها من يكبرونها سناً.. وتلجأ إلى شاشتها الافتراضية وتطلب منها أن تعرض لها ما عصى عليها تخيله..

"قدرة الله فوق كل شيء" قالت لنفسها.. "قد نغتر بما وصلنا إليه من تقدم بالعلم إلى درجة تجعلنا ننسى قدرة الله تعالى" تذكرت شيئاً قرأته سابقاً حول هذا المفهوم.
لا تستطيع أن تحدد أين هي الآن على وجه التحديد..
بدأت تبحث عن المساعدة وتستجدي الآخرين تطلب منهم البحث معها..
تسألهم إن كانوا رأوا فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها ترتدي ملابس زرقاء..
"كلٌ يبكي على ليلاه"! لم يعرها أحد اهتماماً..
شعرت بالفتور والإنهاك..
بدأت هند تبكي ، تسرب إليها اليأس ، أين تبحث وكيف سترفع هذه الأكوام..
" ربما هيفاء الآن تبحث عني في مكان آخر" عززت نفسها بهذا الأمل..
قررت هند أن تلوذ في مكان يحميها من هذا المطر وتلملم شتاتها قبل أن تعاود البحث من جديد..


شبيهة القمر 13-08-10 09:12 PM

متفائله دوماا ..
حيااك الله بين كوكبه كاتبات منتدانا الغالي ليلاس ..
ونتمنى لك اقاامه سعيده ..واوقاات ممتعه ..
استمرارك ..هو سر نجاحك ..
بانتظاار الاحدااث المتبقيه من حكايه هند وهيفاء ..

دمتي بود ..

dew 14-08-10 02:59 AM

بداية غريبة جدا لقصة ..لكن أعجبتني حقا ..هذا يدل على خيال خصب جدا تمتلكينه ...أسلوبك جميل وسلس وأتمنى أن تتابعي لأنها ستكون قصة فريدة من نوعها في القسم ...أنتظرك بشوق ...

متفائلة دوما 14-08-10 04:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 2412558)
متفائله دوماا ..
حيااك الله بين كوكبه كاتبات منتدانا الغالي ليلاس ..
ونتمنى لك اقاامه سعيده ..واوقاات ممتعه ..
استمرارك ..هو سر نجاحك ..
بانتظاار الاحدااث المتبقيه من حكايه هند وهيفاء ..

دمتي بود ..

الله يحييك

وشكرا لك على دعمك وترحيبك

باذن الله سأستمر

لكني بحاجة لملاحظاتكم ونقدكم البناء

سعدت بتواجد :)

متفائلة دوما 14-08-10 04:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 2412969)
بداية غريبة جدا لقصة ..لكن أعجبتني حقا ..هذا يدل على خيال خصب جدا تمتلكينه ...أسلوبك جميل وسلس وأتمنى أن تتابعي لأنها ستكون قصة فريدة من نوعها في القسم ...أنتظرك بشوق ...


شكرا لك

هي فعلاً فيها شيء مختلف، أتمنى أن تتابعيها وسأكون سعيدة بملاحظاتك وتوجيهاتك

حياك الله :)

متفائلة دوما 14-08-10 04:18 AM




~~ ( 2 ) ~~



وجدت هند لوحاً مائلاً من حاوية دفنت أغلب أجزائها تحت الحطام، وقدّرت أنها يمكن أن تستوعب جسدها الصغير إن هي انحنت بعض الشيء.. دخلت تحته وضمت جسدها واستمرت تبكي..
كانت تشعر بمشاعر لم تعرفها من قبل في حياتها..
الخوف..!
الخوف من ما حصل.. ما الذي حدث!
الخوف مما يحصل الآن.. أين هيفاء، هل هي بخير!!
الخوف مما سيحصل.. لم يستطع عقلها أن يصور لها ما يمكن أن يحدث بعد هذه اللحظة!
المشهد أمامها يجعل المرء يعجز عن طرح التوقعات..
لا زال الناس في حالة الفوضى، بعضهم يصيح بأسماء يبحث عنها..
بعضهم يصرخ من الخوف أو الألم..
والبعض قد يأس من الحركة بلا هدف..
الدماء تغطي أغلبهم..
البعض ملقي ربما ميت أو مجروح.. لكن هيفاء ليست منهم.. الحمد لله !
"يا إلهي! هل يعقل!!!"
استوعبت أن ما تنظر إليه هو عضو بشري مبتور!!!
لم تحتمل المنظر.. غضت طرفها وأمسكت برأسها في محاولة لمنع نفسها من فقدان الوعي..
لم ترد أن تفقد أعصابها في هذا الموقف العصيب..
فشعور الأمان لديها الآن مرتبط بوجود هيفاء إلى جوارها..
كان هذا ما يشغل فكرها الآن..
للحظة، جاءتها حالة تأمل..
كل الناس مشغولون بطريقة أو بأخرى..
وكأن لا أحد منهم مستوعب وجود أحد سواه..!
جالت في خاطرها فكرة أن هيفاء يمكن أن تكون من ضمن ...
هزت رأسها واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم، وعقدت العزم على أن تباشر البحث من جديد الآن..
لأن حالة الانتظار هذه لم تجلب لها سوى الأفكار السيئة.
ربطت جأشها ومسحت دموعها بيديها وعادت تبحث حول المكان الذي استيقظت فيه أول الأمر..
تصيح باسم هيفاء..
ترفع ما تستطيع أن ترفع، وما تتجرأ أن ترفع ..
كانت تجد بعض المناظر السيئة أحياناً..
و عاودها الشعور بالوهن، ولكن كان الواهن هذه المرة جسدها، وليست عزيمتها..
قررت أن تطلب المساعدة، أو تسأل من يبحثون لعلهم رأوها..
بدأت تحاول إيقاف بعضهم لكن لم يعطها أحد فرصة..
واكتشفت أن صوتها كان ضعيفاً جداً لدرجة لن تجعل أحد يلتفت إليها..
كان ذلك من تأثير الصياح..
"ستأتي المساعدة قريباً وستكون هيفاء بخير" أخذت توحي لنفسها بإيحاءات إيجابية لتتمكن من الاستمرار..

*****

توقف المطر المنهمر..
اقترب المغيب، والناس على حالهم من التوهان..
لم تبد أي بادرة لوصول مساعدة حتى الآن..
يبدو أن الكل قد فقد الشعور بالوقت..
كانت كأنها لحظات من كابوس مزعج ينتظر المرء أن يستيقظ منها سريعاً..
لكنها كانت الواقع!
تنبه أحدهم أن أوقات فريضيتين قد مضت وسيحل وقت الثالثة ولم يصلوا بعد..
حاول أن يتوقع اتجاه القبلة بناء على خلفيته البسيطة حسب موقعه من الشمس..
استقبل ما ظن أنها القبلة وبدأ الآذان..
فعلاً.. الكثير منهم لم ينتبهوا لمضي كل هذا الوقت..
صار المؤذن كأنه قبلة لهم..
كثير توجهوا إليه..
وكأن لديه إجابات على أسئلة العالم بأسره..
تحلق من تجمعوا حوله وأخذوا يتساءلون..
بعضهم يسأله عما حدث..
والبعض يشكوا من فقد من كانوا معه..
والكل مستغرب "أين هي المساعدة؟؟!! لقد تأخروا"
لم تكن هناك أية إجابة..
اقترح أحدهم أن يوأدوا صلواتهم الفائتة قبل غروب الشمس، ثم يتباحثون عما يمكنهم أن يفعلوا..
كأن الجميع ألجم ولم يتمكن من فهم ما يقول!!
"كيف نصلي بدون وضوء؟!!" تساءل أحد الشبان..
لم يمروا بظرف حجب عنهم الماء فيه من قبل..!
من حسن حظهم أن البعض تذكر شيئاً عن التيمم.. وشرح للبقية ما عليهم فعله..
كان الظلام بعدها قد حل، وازداد وضوح شعورهم بالخوف..
صار خوفهم من المجهول هو الطاغي الآن..
بالرغم من أن القلة عادوا للبحث، إلا أن الأغلبية مالت للتجمع كمجموعات صغيرة هنا أوهناك..
أحد هذه المجموعات بدأت تتصاعد فيها نبرة صوت غاضب..
وارتفعت الأصوات..
كأن عراكاً سيقع الآن..

***

شعرت هند بالراحة بعد أن أدت صلواتها..
دعت الله كثيراً أن يفرج عليهم هذا الكرب وأن تجد هيفاء وهي بخير..
كانت قد سمعت من قبل عن التيمم، لكنها المرة الأولى التي تتيمم فيها..
انتبهت لصوت تلك الجماعة الغاضبة..
كانت قريبة منهم بدرجة تكفي لسماع بعض الكلمات التي تصدر عنهم..
لم تكن كلمات مريحة..الأمر مقلق..
سمحت لنفسها بالتطفل والانضمام إليهم.. شعور قوي بداخلها يقول لها يجب أن تتدخلي!
كان اثنان منهما يصرخان بغضب على بعضيهما، ويدفعان بعضهما أحياناً، أما الثالث فكأنه يعلن عما يخجل منه ، أو لعله يخشاه!!
لازال ذلك الشعور الداخلي يلح عليها بالتدخل..
"الآن" قالت دافعة نفسها..
"هل ترون الوقت مثاليٌ للعراك.." تشجعت ونطقت بتلك الكلمات بحزم وقوة، لم تدر بأن صوتها قد عاد إليها!
التفت إليها أحد الغاضبين وقال لها "لو علمت بما يقوله هؤلاء المجانين لعرفت سبب العراك"
تساءلت "ما الموضوع؟"
التفت الغاضب الآخر نحو الشاب الخائف وأشار إليه "تفضل وأعلن ما لديك"
تردد الشاب وكأنه ينتظر عقاباً من نوع ما، إلا أنه قال بعد أن عاود زميله يشجعه "يجب أن نغادر!"
استغربت هند من هذه السخافة، وأحست بأنها تشاطر ذلك الغاضب شعوره، همت بتركهم لأنها أحست بأن الأمر سخيف ولا يستحق منها لحظة تضيعها بينهم..
"إن ما حصل يعني أننا انعزلنا عن العالم تماماً، لا يمكن لأحد أن يصل إلينا، ولا أن نصل إلى أي مكان يخدمنا!!" أكمل الشاب، وكأنه خشي أن تذهب قبل أن تستمع للباقي
عادت هند وقد جذب اهتمامها هذه المرة "ما هذا الكلام الفارغ؟"
أزاح الشاب كل ذلك التردد ليكمل "صدقوني، أنا أعمل متخصصاً بيولوجياً للنانو في محطة النانو المركزية في المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات، وأعرف بأن تحطم هذه الجزئيات بالصورة التي حدثت ليس له سوى معنى واحد.. أننا تعرضنا لنوعية إشعاع فريدة من نوعها، بعضنا تمكن جسده من التوافق معها، والبعض الآخر لم يتمكن لظروف معينة يصعب شرحها الآن، لكن النقطة المهمة بالموضوع، هي أننا مجرد كوننا تعرضنا لتلك الأشعة تلك اللحظة وبهذه الظروف وما نتج عنها، فإن ذلك يعني استحالة عودتنا إلى نفس البيئة التي كنا فيها سابقاً، لسببين، أولاً لأنه سيقتلنا، فيكفي أجسادنا أنها تمكنت من تجاوز تلك الصدمة، ولا يمكن لجسد بشري مهما قدم له من تعزيزات خارجية أن يتحمل صدمة أخرى.."
شعر بأنه استحوذ على كامل اهتمامهم الآن، أخذ نفساً عميقاً قبل أن يكمل "السبب الثاني هو أن الإشعاع الذي انطلق لو اقترب منه أي إنسان لم يتعرض للحظة الانطلاق تلك فإنه سيقضي عليه بالتأكيد..!"
نظر إليهم وأكمل "والأهم من كل ذلك، أن هناك احتمال بنسبة 98% بأن ما حصل هنا حصل أيضاً في كل وحدات النانو حول العالم"!!
شعروا بأن هذا الشاب قد أزاح عن كاهله هماً ثقيلاً ألقاه مضاعفاً عليهم!!
انخفضت أكتافهم كما انخفضت معنوياتهم..
انتبهت هند بأن ثلاثة آخرون قد انضموا إليهم وسمعوا بما قال الشاب..
"سيجزع الجميع و ستعم فوضى لا نحتاجها!" قالت هند في نفسها..
قالت للجميع بحزم وبصوت منخفض "ما سمعناه الآن لن تخبروا أحداً به أياً كان ، لا يجب أن نجلب لأنفسنا المتاعب، علينا أن نبحث عن حل سريع للوضع الذي نحن فيه" شعرت بالمسؤولية عن الجميع..
قال أحدهم "كلما تجمعنا كلما شعرنا بالدف ، ويمكننا أن نبحث في الصباح عن المفقودين وعن الطعام"
"فكرة جيدة.." قالت له هند "فليتجه كل إلى جهة ولنجمع الناس قريبين من بعضهم هنا، ومن وجد جريحاً فليحضره هنا أيضاً، واطلبوا المساعدة من كل من له القدرة، كونواً مواسين ولا تنسوا أن ما سمعتم هنا غير قابل للإعلان في الوقت الحاضر، لمصلحة الجميع، أعاننا الله تعالى"
وانطلق كلٌ في اتجاه.. وكأنهم كانوا بحاجة لمن يدلهم ما عليهم أن يفعلوا الآن..!

***

انتابت هند نوبة من التوتر، سببها مزيج من الانفعالات..
"لا وقت للتوتر الآن يا هند" قالت محدثة نفسها..
عرفت أنها في موقف حساس الآن.. فهي ما بين خوفها وقلقها على هيفاء، وخوفها على كل من تحب إن صدق كلام المختص، وبين تحاملها على نفسها وإظهار رباطة جأشها حتى تمضي هذه الليلة على خير..
الموقف الذي حصل قبل قليل لم يمر عليها مرور الكرام.. كان أمراً مقلقاً بالنسبة لها.. وقد وضعها في موقف لا يمكنها التراجع عنه الآن..
استمرت بتجميع الناس في المنطقة المتفقة عليها ، وهي تأمل أن تجد هيفاء في أي لحظة، وفي نفس اللحظة لا تستطيع أن تمحو من ذهنها ذلك المنظر..
إنه ليس منظر طفل جريح، ولا أم تبحث عن ابنها، ولا حتى منظر العضو البشري الذي رأته ملقي قبل عدة ساعات..
إنه منظر آخر.. منظر هؤلاء الرجال..!
عندما ألقت إليهم الأوامر، تفاجأت بردة فعلهم العجيبة! لقد استسلموا لها وسمعوا ما أمرتهم بفعله، وها هم ينفذون ما طلبت منهم..
"يا الله يا ربي يا حبيبي، اهدني وسددني، ماذا علي أن أفعل الآن".. كانت هند تدعو في قلبها..
أخبرها شعورها بأنهم سيعودون إليها بعد قليل لتخبرهم بما عليهم أن يفعلوا بعد ذلك!

Nada Love 15-08-10 01:19 AM

لم اكملها بعد لكن اعجبتنى الفكرة
اعجبنى ايضا لفظ " تمنطق " اول مرة اقرأه .. هل هو مألوف ام ان ولادته كانت على يدك ؟
استمرى وان شاء الله الاحداث تتضح اكثر وباذن الله نتابعك
ورمضان كريم

متفائلة دوما 15-08-10 04:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nada Love (المشاركة 2413708)
لم اكملها بعد لكن اعجبتنى الفكرة
اعجبنى ايضا لفظ " تمنطق " اول مرة اقرأه .. هل هو مألوف ام ان ولادته كانت على يدك ؟
استمرى وان شاء الله الاحداث تتضح اكثر وباذن الله نتابعك
ورمضان كريم

يا هلا وغلا

وشكرا لتكرمك بالتواجد وابداء رأيك

بالنسبة للفظه فمعروفة ومستخدمه كثير

ان شاء الله راح تعجبك الرواية اكثر واكثر

والله يجعلنا واياك من صوام وقوام الشهر الكريم

متفائلة دوما 16-08-10 05:17 PM







~~ ( 3 ) ~~




كما توقعت هند..
تجمع كثير من الناجين قريبين من بعضهم، في المكان الذي حددته مسبقاً..
قدّرت عددهم بأنهم أكثر من المائتين وأقل من الثلاثة..
الآن، صار عليها أن تحدد الخطوة التالية..
فلا يبدو أن أحداً ينوي تحديدها سواها.!..

تطوع من لديهم خلفيات طبية بفحص المصابين، بطريقة بدائية طبعا..
ساعدوا من يمكنهم مساعدته، أو أمكنهم إبقاء حالته مستقرة..
أشارت عليهم هند بتصنيف المصابين، حتى تتضح لديهم أولويات المتابعة.
أخبرها الطبيب الوحيد الموجود معهم أن ذلك ما ينوي فعله، ليسهل على فرق الإنقاذ عملهم عند وصولهم وينقلون الحالات العاجلة أولاً..

"فرق الإنقاذ"!!
ذكرتها هذه العبارة بما تمنت أنها لا تعرف..
كانت تتمنى لو كان كلام الرجل من محطة النانو غير صحيح..
إلا أن لا إشارة لقدوم أحد..

كان الظلام قد حل، إلا أنها ليلة قمراء، من حسن حظهم..
طلبت هند من الرجال الأربعة الذي ساعدوها سابقاً أن يبحثوا عن كل ما يمكنهم من إشعال النار، وقد تدبروا أمرها..
الواقع أن هذه النار لم تكن فقط للدفء، إنما كانت تشعرهم بالأمان..
فقد تحلق الناس حول شعل النار..
ربما تحديقهم إلى لهبها المتراقص ساعدهم على تمضية بعض الوقت أيضاً..

صلت هند، ودعت الله تعالى أن يعينها على إيجاد هيفاء، صار همها الأول أن تجدها..
كل من كان مصاباً وأمكن تحريكه موجود هنا.. إلا أن هيفاء ليست هنا..!

طلبت من بعض (معاونوها!) أن يأخذوا معهم شعلاً من النار لمساعدتها في البحث عن هيفاء..
أخذتهم للمكان الذي خمنت أنهما كانتا فيه تقريباً..
بالرغم من الظلام فإن البحث يبدو أسهل وأكثر تحديداً..
و.. هناك من يبحث معها هذه المرة..
كانوا يرفعون بقايا الألواح والحاويات وما تناثر من بقايا الحادث..
وهي تنادي عليها..
وفي هدوء الليل..
وسط الصحراء..
وبعزلة عن كل العالم..
تهيأ لهند أنها تسمع صوتاً..

هتفت مسرورة "إنها هيفاء"

حددوا معها مصدر الصوت ، وتمكنوا من الوصول إليها أخيراً..
ها هي هيفاء.. بالكاد تفتح عينيها، والجروح في سائر جسدها..
بكت هند وهم يرفعون هيفاء ثم حضنتها بكل ما تبقى لديها من قوة..

كانت تستمد من هيفاء كل عزاء بقي لها في هذه الدنيا..
كانت كل ما تحتاجه الليلة.




***





بعد صلاة الفجر الثانية من بعد الحادث، كان الأمر قد اتضح للجميع..
لن يأتي لنجدتهم أحد!!!
ترددت هذه العبارة وعبارات أخرى مشابهة لها بين الجميع..
البعض أخذ في الصراخ، والبعض الآخر يبكي ويولول مما سوف يحل بهم..
"سنموووت" كانت هذه أكثر الكلمات تردداً..
والمشكلة الكبرى أن أحدهم قد أخبر البعض عن النظرية التي طرحها مختص النانو سابقاً..
البعض ثار وهاج وكأنه يشعر بالخيانة، وعمت الفوضى ...
هتفت بهم هند بضرورة تمالك أعصابهم، وبأنهم سيجدون حلاً بعون الله تعالى، وأن الله سبحانه معهم إن هم أبعدوا الشيطان الرجيم عنهم..
أحست أنها قوية بعد أن اطمأنت بوجود هيفاء معها..
ومن حسن حظها، أو بالأحرى حظهم جميعا، ثقة بعض الموجودين بها، ودعمهم إياها..
بالرغم من وجود بعض المحبطين..
اتفقت مع معاونيها على أن يكوّنوا مجموعات بحث، البحث عن حاويات الماء والطعام أو حبوب مصادر الطاقة.. كانت الحاويات متوفرة في كل مكان في المدن العصرية، فلابد من نجاة بعضها من الحادث..
كما أن عليهم البحث عن أي وسيلة اتصال تعمل ، تمكنهم من التواصل مع بقية العالم..
كما أن عليهم إعداد أماكن الاستظلال، فبعد ساعتين ستصبح الشمس قاتلة من شدة الحرارة التي تبعث بها، وأجسادهم لم تعتاد على التعرض لأشعة الشمس هكذا بدون حواجز..




***





لم تكن نتائج البحث سارّة..
فالقليل فقط من حبوب الطاقة تم جمعها، أما الطعام فكان أقل بكثير، نتيجة شدة الضرر الذي تعرضت له أغلب حاوياتها التي وجدوها..
الماء، لا نتيجة!
أما وسائل الاتصال فلم يعمل منها شيء حتى الآن..
أغلبها محطمة، وما لم يتحطم منها فلم يعمل..
"لا يوجد طاقةلتشغيل الأجهزة" قال أحد أعضاء مجموعة البحث " سنرتاح قليلاً ثم نعاود البحث في جهات أخرى عن أي شيء يمكننا الاستفادة منه كمصدر للطاقة" فكامل المدينة العصرية كانت تعتمد على مصدر الطاقة المركزي، لا وجود لبدائل معروفة!
النتيجة الأفضل كانت مع مظلات الإيواء البدائية التي تم إعدادها.. فباستخدام بقايا ألواح الحاويات، مع بعض قطع الملابس، كونوا ما يشبه الخيام الصغيرة، وابتدئوا بإيواء الجرحى والأطفال والنساء وكبار السن أولاً..
أحضرت هند لصديقتها حبة للطاقة، وجلست معها وهي تـُحكم الغطاء حول كتفي هيفاء..
"تدلليني كأني ابنتك الصغيرة التي ضاعت منك! لو كنت أعلم أنك تحبينني هكذا لاستغليتك جيدا منذ زمن طويل" قالتها مازحة
"أولم تفعلي؟!!" قالت هند ضاحكة، دفعتها هيفاء وهي تضحك أيضاً..
شعرت هند بأنها استعادت أحد الأيام الخوالي، وضحكت من كل قلبها، إلا أنها شعرت بقبضة مفاجأة في قلبها..
روح هيفاء المرحة شيء جميل الآن، لكن إلى متى يمكنهم الصمود؟!!
بقي السؤال معلقاً..
شعرت بها هيفاء، كما تفعل دوما، ثم قالت بنبرة حزينة "إن لم يقتلني الحادث، فسيقتلني العطش"!!
سرحت هند قليلاً ثم قالت "سنتدبر أمرنا" وغادرت..
كانت قد اتخذت قرارها الآن..





***





جمعت هند معاونيها ومعهم أخصائي محطة النانو..
"علينا أن نتحرك الآن لنجد مخرجاً سريعاً مما نحن فيه، فالانتظار لن يعني لنا سوى الموت، والله يعلم ما المسببات التي ستحل بنا طالما نحن مستسلمون هكذا" شعرت هند أنها حمستهم بقدر كافي بحديثها هذا..
"وما بيدنا أن نفعل؟"
سألتهم هند "من منكم يعرف المنطقة القديمة هنا؟"
ظهر التردد عليهم.. نظرت هند بإلحاح لمن بدوا الأكبر سنا..
قال أحدهما "انتقلت إلى هنا بعد أن تم توظيفي في أحد الشركات المشاركة في تطوير المدينة العصرية، لم أعرف المنطقة القديمة قط"
"وأنت؟" سألت الآخر بحزم
كان متردداً ثم قال "لست متأكداً بأني أعرفها، كنت صغيراً وقتها ولا أدري حتى كيف أصل إليها..."
قاطعته "كم كان عمرك؟"
رد عليها"ربما 16 أو أقل.."
قالت بحزم "هذا يكفي".. تابعت "يمكننا أن نعرف الاتجاه بسؤال الآخرين لابد من وجود من يعرف، لكن المهم أنك قادر على أن تتعامل مع المنطقة القديمة لتسهل التحرك بها والوصول للمطلوب منها..
قال بثقة هذه المرة "نعم أستطيع"..
قالت حاثة لهم بسرعة الحركة "أنا متأكدة أننا لو سألنا سنتمكن من تحديد الاتجاه، ما أريده منكم أن يذهب فريق منكم ويحضر لنا ما يكفي من الماء"!





***





مضت أكثر من ست ساعات على مغادرة الفريق ولم يعد بعد..
في أعماقها، علمت هند أنهم لن يعودوا..!





jen 18-08-10 08:54 PM

عزيزتى متفائلة دوما


ما شاء الله .. روايتك مميزة بفكرها المختلف وحدوتها المبتكرة وفصحتها السلسة
ووصفها الذى نقلتينا به الى عالم ثانى ودنيا غير ..

مدينة عصرية علمنا عنها قليلا وفجأة ينقلب العالم ليجد الابطال نفسهم قد عادوا الى المدينة القديمة التى لا يألفونها وبعضهم لم يراها يوما

فكرة جديدة وغنية جدا .. من اين اتتك تلك الفكرة التى تحتاج لخيال خصب وابداع لا نهائى لتروين علينا تلك التفاصيل الدقيقة التى لا نألفها .. العالم الافتراضى ! وتلك المجسات التى تستشعر مركز الشم لدى كل شخص لتدفع اليه برائحته المفضلة !! بصراحة عالم بكل تفاصيله غريب ومثير ومبدع



من النادر ان اقف امام الفاظ فلا اعرف ما تعنى .. فما تعنين بالحاويات ؟ ايلاء ؟
وما هى حبات الطاقة تلك ؟


ما حدث حقا وقلب العالم هكذا رأسا على عقب لم نستوعب سببه بعد حتى بعد كلام رجل الطاقة


وكيف كانت المدينة العصرية تلك ؟؟ وكيف سيواجهون المدينة القديمة ؟؟



احداثك كلها اثارة وعالما مبدعا خيالك الغزير صوره لنا وشدنا اليه



همسة :
عزيزتى اياكى ان ينقص تفاؤلك ولو شعرة لو خاب ظنك من التشجيع والمتابعة فيجب ان تتحملى عاقبة خيالك الخصب فالبعض قد لا يكون على قدر ذلك الخيال وقد لا يتقبله .. ثم ان رمضان الانشغال فيه يتزايد كثيرا



استمرى يا عزيزتى لنتابع معكى هند وحدوتة المستقبل الغامض معها !!

هل هناك موعدا محددا تنزلين فيه البارتات !


دمتى بكل الود
تحياتى


اختك
جين

متفائلة دوما 19-08-10 05:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenhoud (المشاركة 2417288)
عزيزتى متفائلة دوما


ما شاء الله .. روايتك مميزة بفكرها المختلف وحدوتها المبتكرة وفصحتها السلسة
ووصفها الذى نقلتينا به الى عالم ثانى ودنيا غير ..

مدينة عصرية علمنا عنها قليلا وفجأة ينقلب العالم ليجد الابطال نفسهم قد عادوا الى المدينة القديمة التى لا يألفونها وبعضهم لم يراها يوما

فكرة جديدة وغنية جدا .. من اين اتتك تلك الفكرة التى تحتاج لخيال خصب وابداع لا نهائى لتروين علينا تلك التفاصيل الدقيقة التى لا نألفها .. العالم الافتراضى ! وتلك المجسات التى تستشعر مركز الشم لدى كل شخص لتدفع اليه برائحته المفضلة !! بصراحة عالم بكل تفاصيله غريب ومثير ومبدع



من النادر ان اقف امام الفاظ فلا اعرف ما تعنى .. فما تعنين بالحاويات ؟ ايلاء ؟
وما هى حبات الطاقة تلك ؟


ما حدث حقا وقلب العالم هكذا رأسا على عقب لم نستوعب سببه بعد حتى بعد كلام رجل الطاقة


وكيف كانت المدينة العصرية تلك ؟؟ وكيف سيواجهون المدينة القديمة ؟؟



احداثك كلها اثارة وعالما مبدعا خيالك الغزير صوره لنا وشدنا اليه



همسة :
عزيزتى اياكى ان ينقص تفاؤلك ولو شعرة لو خاب ظنك من التشجيع والمتابعة فيجب ان تتحملى عاقبة خيالك الخصب فالبعض قد لا يكون على قدر ذلك الخيال وقد لا يتقبله .. ثم ان رمضان الانشغال فيه يتزايد كثيرا



استمرى يا عزيزتى لنتابع معكى هند وحدوتة المستقبل الغامض معها !!

هل هناك موعدا محددا تنزلين فيه البارتات !


دمتى بكل الود
تحياتى


اختك
جين


أختي الغالية جين

سعدت جدا بكل مشاعرك التي عبرت بها، وأشعر بالفخر لأن جهدي لقى استحسانك

صدقيني إن تشجيعك أعطاني دفعة قوية للأمام

ان شاء الله سأصمد ، امتناناً لمشاعرك الطيبة :)


ربما تبدو لك الفكرة غريبة بعض الشيء، لكن لو تأملتيها ستجدين أنها امتداد للحاضر..

فالتكنولوجيا تغير العالم من حولنا بسرعة ، وبتسارع قد نعجز عن استيعابها أحياناً

فما بالك ونحن مقبلون على عصر جديد اسميه (ثورة النانو)

سيقلب الموازين من حولنا


"لكن البشر هم البشر"
وهو مربط الفرس في الرواية!


نأتي للكلمات التي استغربتيها، والحمد لله أنك نبهتيني لـ(إيلاء) لأني قصدت بها (إيواء)
وتم التعديل :)


الحاويات، سأوضح نقطة هنا..
كانت المدن الحديثة معزولة تماما عن العالم الخارجي، وفيها كل ما يحتاجه الناس، هذه الحاويات هي التي تحتوي على الماديات الحقيقية، أقصد المحسوسة، كالأطعمة والمشروبات وأدوات النظافة والكتب (لازال البعض يتمسك بالماضي) والملابس وكل ما يحتاج لمكان يحتويه..
لكنها من مادة خاصة تم ابتكارها لتكون عملية ومتناسبة مع متطلبات هذا العالم..


حبوب الطاقة هي امتداد لفكرة النانو، فهي كبسولات يتناولها من لا يجد وقت لتناول الطعام من أجل أن يحصل على الطاقة التي تمده بها وجبة طعام كاملة.. وهي أيضاً فيها ميزة، أنها متوفرة بعدة نكهات بحيث يختار الشخص طعم الوجبة الذي يشتهيها..



عموما هناك توضيحات ستأتي حول المدن الحديثة والعالم الافتراضي عما قريب ان شاء الله



ونحن الآن يا جين لا زلنا لا ندري هل ما حصل حل بالعالم كله أم لا..


أشكرك على همستك الغالية، لا حرمني الله منك


بالنسبة لموعد التنزيل يصعب علي تحديده في هذه الفترة، لكن ان شاء الله بعد رمضان سيكون الأمر أسهل..


شاكرة ومقدرة لك مجددا

لا حرمني الله منك :flowers2:

jen 19-08-10 08:27 AM

عزيزتى متفائلة
عندك حق فى كون القصة ليست بتلك الغرابة وان العالم حقا يتغير بصورة كبيرة من حولنا لكن ربما لاننا نعيش تغيراته يوما بيوما فنكون بمعزل عن تقييمها اما قصتك فبقفزها اكثر من عاما الى الامام دفعتنى للاستغراب لكننى لا اعتقد اننى كنت لاستغرب لو عايشت التغير يوما فيوما كما عايشه الابطال وكما سنعايشه جميعنا بمر السنين
اعذرى خيالى الضحل .. واقعية مفرطة انا ههههههههه

اجمل شىء بروايتك انها تدفع للتفكير والاستفسار وتشغل العقل والخيال فاعيش فيها فى حالة منعشة والله لان المواقف امامى والاحداث لست معتادة عليها والمعلومات داخلها جديدة ومثيرة
احسنى بحصة او درس ممتع هههههههه

طب تعرفى والله وانا بقرأ اللفظة ايلاء حسيت انه لو كان مكانها لفظة ايواء كانت بتكون افضل بس قلت يمكن الكاتبة ادرى واللفظ لانه غريب علىّ بس الحمد لله انى لفت نظرك ليها .. كثير سيمرون عليها مرور الكرام بس انا دقيقة جدا واحب استفسر عن كل شىء .. تحملينى يا عزيزتى

التشجيع هو اكثر ما يدفع للامام ويقوى عزيمة الكاتب لكننى تعلمت انه طالما هناك قراء مميزين اوفياء للقصة نبهاء باقتراحاتهم ونقدهم البناء فهم خير من الف رد شكر

تحياتى عزيزتى
وعلى احر من الجمر بانتظار البارت الجديد
وتساؤل بسيط احسك مللتى منى بس معلش :
القصة عندك كاملة ام فى طور الكتابة

متفائلة دوما 19-08-10 08:48 PM

4
 





~~ ( 4 ) ~~






في اليوم التالي، كانت النفسيات منهارة تماما..
عطش، جوع، خوف..!
"عندما يفقد الإنسان احتياجاته الأساسية في الحياة، يفقد عقله معها!" قالتها هيفاء وهي خائفة مما يمكن أن يحصل من هذه الفوضى، وهي لا تلوم أحداً منهم..
"أنا خائفة" قالتها ثم نظرت لهند بعيون دامعة..
ضمتها هند لتواسيها، لكنها في الواقع كانت تواسي نفسها بها أولا..!!
قررت هند في حال عدم رجوع الفريق عند الفجر، ستنطلق بنفسها، ومعها كل ما تبقى لها.. هيفاء.





***







حاولت هند النوم قليلاً هذه الليلة، لتكون لديها بعض الطاقة لرحلة الغد..






***





في هدوء الليل والناس نيام، قطعت هذا الصمت صرخة فزع..
ثم صرخات!!
لم يكن أحد بحاجة لشحنة جديدة من الفزع..
تقافزوا ليكتشفوا ما يحدث..
كانت رائحة الجثث قد جذبت وحوش الصحراء..
طردها بعض الرجال بشعل من النار..
"إنها الضباع" قال أحدهم "علينا أن ندفن هذه الجثث فهي ستستمر في جلب المزيد إلينا"
كانت هند تعلم أنها مهمة شاقة، بل خرافية، وهم إلى الآن بدون ماء..
صار عليهم تدبر أمر مصادر إشعال النار بصعوبة أكبر أيضاً، لأنهم سيوزعون نيران صغيرة بحيث تحيط بالناجين من كل اتجاه ، لتخويف الحيوانات من الاقتراب منهم..








***








تحركت مجموعة هند باكراً قبل الفجر..
لم يعد للانتظار معنى سوى المزيد من المشاكل..
اتخذوا نفس وجهة المجموعة التي سبقتهم..
لم يكن لديهم أدنى فكرة عما يمكن أن يكون قد حل بهم..
كانوا يقطعون الطريق بالحديث حول ذلك..
وحول الحادثة التي حصلت ولم تفسر بعد..
وحول الإنقاذ الذي لم يصل..
إلا أن الصمت صار مطبقاً أغلب الوقت بعد ذلك..!
فبعد بضع ساعات من المسير، عرفوا ما الذي عطّل المجموعة التي سبقتهم..
لقد تاهوا!!!
لا يعرفون كيف يحددون وجهتهم الآن..
فلم يضطروا في حياتهم مسبقاً أن يقطعوا مثل هذه الفيافي..
ولا أن يسيروا اعتماداً على معرفتهم الشخصية..
لقد كانت التكنولوجيا توفر لهم كل شيء..
وتقوم بدلاً عنهم بكل شيء أيضاً..
كل شيء..!
حتى وجهاتهم والطرق التي عليهم اتخاذها..!
لم يعودوا يعلمون أين وجهتهم، ولا كيف يمكنهم أن يعودوا..
فضلاً عن أن العودة لا فائدة منها الآن..
سيموتون عطشاً في كلا الحالتين!

سيطر عليهم اليأس تماماً..
وأخذوا بالشجار وإلقاء اللوم على بعضهم البعض..
لم يكن ذلك إلا هدراً لما تبقى لديهم من طاقة..
كانت هند أول من سقط من شدة الإعياء..
شعرت بالرمال الساخنة وكأنها تشوي بشرة وجهها الرقيقة..
وبحبات الرمل المتطايرة من أثر السقوط وهي تندفع بعشوائية داخل تجويفات أنفها وفمها..
ساعدتها هيفاء مع أحدهم للوقوف على قدميها، لكن ذلك لم يدم طويلاً..
هيفاء كانت التالية..
ولم يبطئ الباقون عنها..
ستة أجساد ملقية على الرمال الساخنة، بينها مسافات لا تزيد عن بضع مئات من الأمتار..
تلعب بهم الرمال بعد أن ألعبتهم لعبة المتاهة وتغلبت عليهم..
إنها تسخر من عجزهم الآن!





***




حلمت هند بأنها تشرب ماء!!
لم يكن طعمه مستساغاً، لكنه ماء على أي حال..
"على الأقل شربت الماء في نومي" قالت ذلك لهيفاء في الحلم أيضاً..


متفائلة دوما 19-08-10 09:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenhoud (المشاركة 2418087)
عزيزتى متفائلة
عندك حق فى كون القصة ليست بتلك الغرابة وان العالم حقا يتغير بصورة كبيرة من حولنا لكن ربما لاننا نعيش تغيراته يوما بيوما فنكون بمعزل عن تقييمها اما قصتك فبقفزها اكثر من عاما الى الامام دفعتنى للاستغراب لكننى لا اعتقد اننى كنت لاستغرب لو عايشت التغير يوما فيوما كما عايشه الابطال وكما سنعايشه جميعنا بمر السنين
اعذرى خيالى الضحل .. واقعية مفرطة انا ههههههههه

اجمل شىء بروايتك انها تدفع للتفكير والاستفسار وتشغل العقل والخيال فاعيش فيها فى حالة منعشة والله لان المواقف امامى والاحداث لست معتادة عليها والمعلومات داخلها جديدة ومثيرة
احسنى بحصة او درس ممتع هههههههه

طب تعرفى والله وانا بقرأ اللفظة ايلاء حسيت انه لو كان مكانها لفظة ايواء كانت بتكون افضل بس قلت يمكن الكاتبة ادرى واللفظ لانه غريب علىّ بس الحمد لله انى لفت نظرك ليها .. كثير سيمرون عليها مرور الكرام بس انا دقيقة جدا واحب استفسر عن كل شىء .. تحملينى يا عزيزتى

التشجيع هو اكثر ما يدفع للامام ويقوى عزيمة الكاتب لكننى تعلمت انه طالما هناك قراء مميزين اوفياء للقصة نبهاء باقتراحاتهم ونقدهم البناء فهم خير من الف رد شكر

تحياتى عزيزتى
وعلى احر من الجمر بانتظار البارت الجديد
وتساؤل بسيط احسك مللتى منى بس معلش :
القصة عندك كاملة ام فى طور الكتابة




يا هلا والله وغلا بصديقتي جين :)

ما تتصورين مدى سعادتي بردودك وملاحظاتك واهتمامك وسؤالك..

صدقيني إنك بعثتي فيني دفعة قوية للاستمرار

وإذا كنت تظنين إن أتضايق فأكد لك العكس والله إن أفرح بالملاحظات والاقتراحات..

لأنها دليل على الاهتمام والمتابعة وبنفس الوقت تحسن العمل وتجيده..

وعشان تطمئنين أكثر بقولك حتى على مستوى حياتي العملية، استمتع جدا بالعمل مع من لديهم حس النقد البناء ويدققون بالعمل بهدف إخراجه بأحس صورة محققاً للهدف منه..

ودائماً لدي قناعة أن المجاملات لها مجالها، وتخدم بمواقف بسيطة، لكن ما يصح إلا الصحيح بالنهاية..


فاستمري بالتدقيق والنقد وابداء الملاحظات رجاااء
وأنت إلي تحمليني في هذي :)



سعيدة إنك استمتعتي بالتفكير مع الرواية..
وهذا هدف رئيسي بالنسبة لي عند كتابة هذه الرواية..

"التفكير"

لأنه يشعر الإنسان بقيمته.. فالله سبحانه وتعالى وهبنا العقل ، وعلينا شكر هذه النعمة، وشكرها يكون من خلال تفعيل هذا العقل والتفكير والتأمل ومحاولة فهم الأمور من كل النواحي ظاهرها وباطنها..




وطالما إنك حاسه نفسك في درس، فبقولك إنك ممتازة، لأنك وصلتي لأحد النقاط الي ترتكز عليها الرواية، إننا نعيش التغيير ولكن ما نستشعره..

وهذا التطور كالسيل يدفعنا معه ، دون أن نتأمل إلى أين يأخذنا؟ وهل هذا هو ما نريد أم يراد لنا؟



عزيزتي لا تشكي أبداً بخيالك ، فهذه الرواية واقعية جداً، وأنا مثلك إنسانة واقعية جداً ، وهذه الرواية وإن بدت خيالية إلا أنها واقعية جدا كذلك :)


هذه الرواية تحتاج لتفكير واقعي كي تفهميها وتصلين إلى مغزاها..



بالنسبة لسؤالك عن الرواية عما إذا كانت مكتملة، هي مكتملة بالأفكار وليس بالصياغة..

فكل الأحداث والشخصيات تم تحديدها ، لكن الصياغة جارية..


لذلك يصعب علي الآن تحديد موعد تنزيل الأجزاء حالياً..




غاليتي جين، لا حرمني الله منك
ومن كل متابعات الرواية

وبإذن الله سأكون عند حسن ظنكن

بوح قلم 19-08-10 09:59 PM

مرحبا ختيه حياج الله بين كوكبه كاتبات ليلاس

وان شاء الله تحصلين التفاعل اللي في خاطرج

متفائلة دوما 19-08-10 10:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح قلم (المشاركة 2418373)
مرحبا ختيه حياج الله بين كوكبه كاتبات ليلاس

وان شاء الله تحصلين التفاعل اللي في خاطرج



الله يحييك ويبقيك ويخليك يارب


أسعدني تشريفك الرواية بتوقيعك :)

jen 20-08-10 01:13 AM

عزيزتى متفائلة

تعودين من جديد لكن بدلال هذه المرة
لا ادرى اهو جزء صغير ام لاننى قرأت السابق دفعة واحدة فأشعر بصغره



يعجبنى وصفك الدقيق وتأنيك فى رسم اجواء القصة لتساعدينا على غرز اقدامنا اكثر فاكثر بعالمك الذى تشكليه امام عيوننا

تلك التفاصيل الدقيقة من حلم هند لندرك كم هى عطشانة وبحاجة الى الماء وفكرة الضباع التى هجمت على رائحة الجثث ..
لم تنسى تلك التفاصيل التى نشعر معها وكانه واقع نعايشه وليس رواية مخطوطة



تعبيراتك جذلة كالعادة
واعجبنى منها :

تلعب بهم الرمال بعد أن ألعبتهم لعبة المتاهة


شعرت بالرمال الساخنة وكأنها تشوي بشرة وجهها الرقيقة..
وبحبات الرمل المتطايرة من أثر السقوط وهي تندفع بعشوائية داخل تجويفات أنفها وفمها..




عندما اقرأ كلماتك اتذكر تلك الافلام الاجنبية التى يواجه فيها الانسان الطبيعة الموحشة احراش كانت او محيط او صحراء واتعجب ان الانسان بتلك الافلام يضيع وسط قسوة الطبيعة فما بال ابطالك وهم اصحاب عصر التكنولوجيا المتقدمة الذين لم يسبق ان خطوا باقدامهم على رمل من قبل


جو موحش واحداث مثيرة لا ادرى كيف سيتغلبون عليها
من سينقذهم .. كلهم عرضة للموت


وصدقت هيفاء عندما قالت ان الانسان عندما يفقد حاجاته الاساسية يفقد عقله كذلك
والحال هنا متأزم جدا ...

اتفق معكى تماما فيما قلتيه عن المجاملات وهى حقا مكانها ليس هنا وعلى الاقل ليس بصورة مستمرة

اتعلمين .. اعشق الكاتبة الذكية ذات الفكر المستنير التى تتمكن من تسخير قلمها لصياغة افكارها واكون على ثقة تماما اننى سأستمتع معها بكل حرف وهذا ما يجب ان تكون عليه الكتابة .. فالبعض يعتقد انها مجرد احداث وحوارات وسوالف وخاصة لو تم صياغتها بالعامية سردا وحوارا فما اسهل من ذلك لكن ما قرأته فى تعليقك على ردى و ما تصيغيه هو الذى يثبت اى كاتبة متمكنة ومميزة انتى ويجعلنى على ثقة بتميز روايتك وسعيدة حقا انكى تجدين فى كلماتى ثمة دفعة للامام ربما لا تحتاجينها لان كلماتك مميزة بطبعها لكن ان كانت تلك الدفعة ستدفعك لمزيد من الاجادة فما اجمل من هذا !

واصلى عزيزتى سطر الاحداث المثيرة
وبانتظار البارت الجديد


دمتى بكل خير
وشكرا لكى

غرور فتاة 20-08-10 04:24 AM



متابعه :yjg04972:

متفائلة دوما 21-08-10 12:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenhoud (المشاركة 2418551)
عزيزتى متفائلة

تعودين من جديد لكن بدلال هذه المرة
لا ادرى اهو جزء صغير ام لاننى قرأت السابق دفعة واحدة فأشعر بصغره



يعجبنى وصفك الدقيق وتأنيك فى رسم اجواء القصة لتساعدينا على غرز اقدامنا اكثر فاكثر بعالمك الذى تشكليه امام عيوننا

تلك التفاصيل الدقيقة من حلم هند لندرك كم هى عطشانة وبحاجة الى الماء وفكرة الضباع التى هجمت على رائحة الجثث ..
لم تنسى تلك التفاصيل التى نشعر معها وكانه واقع نعايشه وليس رواية مخطوطة



تعبيراتك جذلة كالعادة
واعجبنى منها :

تلعب بهم الرمال بعد أن ألعبتهم لعبة المتاهة


شعرت بالرمال الساخنة وكأنها تشوي بشرة وجهها الرقيقة..
وبحبات الرمل المتطايرة من أثر السقوط وهي تندفع بعشوائية داخل تجويفات أنفها وفمها..




عندما اقرأ كلماتك اتذكر تلك الافلام الاجنبية التى يواجه فيها الانسان الطبيعة الموحشة احراش كانت او محيط او صحراء واتعجب ان الانسان بتلك الافلام يضيع وسط قسوة الطبيعة فما بال ابطالك وهم اصحاب عصر التكنولوجيا المتقدمة الذين لم يسبق ان خطوا باقدامهم على رمل من قبل


جو موحش واحداث مثيرة لا ادرى كيف سيتغلبون عليها
من سينقذهم .. كلهم عرضة للموت


وصدقت هيفاء عندما قالت ان الانسان عندما يفقد حاجاته الاساسية يفقد عقله كذلك
والحال هنا متأزم جدا ...

اتفق معكى تماما فيما قلتيه عن المجاملات وهى حقا مكانها ليس هنا وعلى الاقل ليس بصورة مستمرة

اتعلمين .. اعشق الكاتبة الذكية ذات الفكر المستنير التى تتمكن من تسخير قلمها لصياغة افكارها واكون على ثقة تماما اننى سأستمتع معها بكل حرف وهذا ما يجب ان تكون عليه الكتابة .. فالبعض يعتقد انها مجرد احداث وحوارات وسوالف وخاصة لو تم صياغتها بالعامية سردا وحوارا فما اسهل من ذلك لكن ما قرأته فى تعليقك على ردى و ما تصيغيه هو الذى يثبت اى كاتبة متمكنة ومميزة انتى ويجعلنى على ثقة بتميز روايتك وسعيدة حقا انكى تجدين فى كلماتى ثمة دفعة للامام ربما لا تحتاجينها لان كلماتك مميزة بطبعها لكن ان كانت تلك الدفعة ستدفعك لمزيد من الاجادة فما اجمل من هذا !

واصلى عزيزتى سطر الاحداث المثيرة
وبانتظار البارت الجديد


دمتى بكل خير
وشكرا لكى



هلا وغلا بالغالية :flowers2:

اخجلتني بكلامك وتشجيعك الذي أفخر به حقا
يعجبني فيك صراحتك ودقتك في تعبيرك عن رأيك، دليل أن الأفكار في ذهنك واضحة ومحددة ما شاء الله

فأنت نعم الناقدة التي نحتاج

ً

أما سالفة الدلال فموتتني ضحك هههههههههه

هو فعلا الجزء هذا قصير، لأنه كان ضروري ليمثل نقله لمرحلة جديدة من الرواية

ولا أحبذ الإطالة بدون داعي، وبنفس الوقت وجوده ضروري، فمالي خيار :)



بالنسبة لتذكرك للأفلام الأجنبية التي تتناول تصرفات البشر عند حلول المصائب، أو عند عزلهم عن العالم الذي اعتادوا عليه دون سابق استعداد، هي بالنسبة لي أكثر الأفلام جاذبية، لأنها تشف الطبيعة البشرية بلا رتوش..

فأنا وأنت نتصرف الآن وفقاً لمحددات مسبقة موجودة، كما قد نتصرف وفقاً لقناعات نرى نحن أنها خاصة بنا..

وقد يكون بعضها مفروضا علينا بطريقة أو بأخرى، بشعور منا أو بلا شعور ..

لكن عندما تزول كل هذه المحددات، ويصبح المرء على المحك، هنا يظهر الإنسان على حقيقته..

هنا تظهر المعادن..


وتظهر أمور أخرى، أحب أن تكتشفيها معي من خلال الرواية ان شاء الله تعالى


وبإذن الله سيكون الجزء القادم أطول، وسأحاول أن أطيل الأجزاء بعد ذلك بعون الله سبحانه


على فكرة، سعدت جداً بطلب الصداقة، أفخر بك دوما :c8T05285:

متفائلة دوما 21-08-10 12:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرور فتاة (المشاركة 2418649)


متابعه :yjg04972:



سعيدة باهتمامك ومتابعتك

وان شاء الله تنال الرواية اعجابك حتى النهاية


:rdd12zp1:

نوف بنت نايف 21-08-10 03:20 AM

السلام عليكم
مرحبا متفائله
ووووووووووووووو وووووووووووو وووووووووووووو
حكايه مميزه وفكره غير مسبوقه في قصص النت
البدايه ذكرتني بقصص الساعه الزمنيه واله المستقبل
قراءت فقط اول مشاركه وردي سريع مؤكد ان لي عوده باذن الله
*************
لم استطع التوقف الابعد ان اكملت قراء ت جميع الاجزاء
وبصراحه شديده روايه من نوع ثاني جداااااااا مميزه لها فكر غير ومنطق غير وفعلا احسست اني اتابع فلم اكشن يتكلم عن مستقبل الكون ومصاعبه وفي لحظات انتقلنا الى عمق الطبيعه وفقد كل وسيله للراحه
جدا معجبه بقلمك وبفكرتك وطريقه سردك
سجليني متابعه لك باذ ن الله

متفائلة دوما 21-08-10 07:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف بنت نــــايف (المشاركة 2419467)
السلام عليكم
مرحبا متفائله
ووووووووووووووو وووووووووووو وووووووووووووو
حكايه مميزه وفكره غير مسبوقه في قصص النت
البدايه ذكرتني بقصص الساعه الزمنيه واله المستقبل
قراءت فقط اول مشاركه وردي سريع مؤكد ان لي عوده باذن الله
*************
لم استطع التوقف الابعد ان اكملت قراء ت جميع الاجزاء
وبصراحه شديده روايه من نوع ثاني جداااااااا مميزه لها فكر غير ومنطق غير وفعلا احسست اني اتابع فلم اكشن يتكلم عن مستقبل الكون ومصاعبه وفي لحظات انتقلنا الى عمق الطبيعه وفقد كل وسيله للراحه
جدا معجبه بقلمك وبفكرتك وطريقه سردك
سجليني متابعه لك باذ ن الله



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يا هلا ومرحبا

حياك الله أختي
سعيدة جداً بإعجابك بالرواية وبأحداثها وباستمتاعك فيها

وسعيدة أكثر بمتابعتك :)




ان شاء الله راح تكون الرواية عند حسن ظنك :flowers2:

متفائلة دوما 21-08-10 07:18 AM

الجزء الخامس
 





~~ ( 5 ) ~~





من مكان بعيد جداً سمعت هند أصواتاً مختلطة..
لم تميزها..
فجأة..
وبسرعة، ربط عقلها بين حالة ما بعد الحادثة تلك وبين هذه الحالة..
استيقظت خلايا عقلها وجسدها كلها دفعة واحدة..
فتحت عينيها وهي تنهض مفزوعة ..
أصدرت شهقة فزع..
كان أول ما قابلها وجه لا تبدو عليه أية مشاعر..
نظر إليها صاحب الوجه ثم غض طرفه ببطء وقال بلا اهتمام " أنتم بأمان هنا"..
لم تفهم ما يقصد..
ولا إن كان يحدثها أم يحدث غيرها..
لم يكن وحيداً، بل كان هناك آخرون..
نظرت إليهم..
كانت تبحث عن وجوه مألوفة..
تبحث عن أحد من أفراد المجموعة السابقة..
لم يكن أحد منهم هنا..
الإرهاق بادٍ عليهم جميعا..
بعضهم مصاب بجروح، لكنهم يبدون أصحاء بشكل عام، وإن كانوا جميعاً متجهمين..
يوجد عامل آخر مشترك بينهم..
كانت أجسادهم رياضية بحيث لفت ذلك انتباهها..
لم تكن هند قد اعتادت أن ترى أصحاب الأجساد الرياضية في مدينتهم ..
كانت طبيعة الحياة لا تجبر المرء على الكثير من الحركة..
ولم تكن الرياضة هواية شائعة أيضاً..
فأغلبية الناس منغمسون بالحياة الافتراضية..
كان اثنان من فريقها الذين جاءت معهم، مع هؤلاء الـ(غرباء) كما سمتهم في داخلها..
أما بقية الفريق فكانوا لا يزالون نائمين على الأرض..
واضح أنهم قد عزلوها هي وهيفاء تقريباً عن الرجال..
الأثاث المتوفر في هذا المكان كان بسيطاً ، إلا أنهم عموماً تدبروا الأمر بوضع بعض الصناديق الكرتونية كحاجز يعزلها وهيفاء عن البقية..
هذا التصرف جعلها تشعر بالاطمئنان تجاههم..
فهم محترمون إذن..
"تريدين ماء؟" سألها نفس صاحب تلك النظرة..
كانت تشعر بوهن شديد ، وبالذهول أيضاً، مما منعها من الكلام، ومن طرح فيض الأسئلة التي تتصارع في عقلها بحثاً عن إجابة..
افترضت أن يكون لدى (الغرباء) إجابات على أسئلتها..
لكنها لم تستطع أكثر من أن تهز رأسها، طمعاً بشرب الماء..
تذكرت حلمها حينها..
قام وأعطاها قنينة بلاستيكية فيها ماء..
شربته كله..
نفس الماء ذو الطعم الغريب..
"لم يكن ذلك حلماً" أخبرت نفسها..
أيقظت هيفاء وأعطتها ماء، كانت مذهولة هي الأخرى..
"من أنتم؟!" الآن تمكنت هند من فك أسر لسانها..
ولا زال هناك عشرات الأسئلة تنتظر دورها..
نظر إليها الشاب ذو النظرة باستغراب "نحن من سكان المدينة مثلكم!"
شعرت بالحرج لسخافة سؤالها، كان اختيارها غير موفق..
"أريد أن أفهم.." وانحبست الكلمات، كانت تحاول أن تجد تعبيراً مناسباً..
شرح لها الشاب باختصار كيف وجدوهم فاقدي الوعي ونقلوهم إلى هذه المحطة القديمة..
"نحن نبحث عن الماء، وهناك الكثير من الناس يحتاجونه وهم بانتظارنا الآن" كانت ترجوه..
تحدثوا جميعاً حول الموضوع..
الموضوع ليس بهذه السهولة..
فليس هناك الكثير من المياه..
ثم كيف يمكنهم العودة إلى هناك ونقل ما يحتاجون إليهم..
كان الحل الأخير عند (الغرباء) هو إما البقاء معهم ونسيان أمر الآخرين..
أو إذا أحبوا الذهاب فهذا شأنهم، ولن يشغلوا أنفسهم بهم..
أختار كل الرجال البقاء..
إنها رحلة مضيعة للوقت..
فلا أمل لهم بالوصول للآخرين..
هذا إن وجدوهم أحياء أصلاً!!
لم تكن هند تريد أن يتسرب لها يأسهم..
أمام عينيها الآن منظر الناس الذين تركتهم وآمالهم معلقة بهم ليحضروا لهم ماء..
أصرت عليهم وجادلتهم ، كيف تقسو قلوبهم هكذا..
وركزت اللوم على من جاؤوا معها..
حاولوا أن يقنعوها بأن ما تطلبه يعد انتحاراً..
"كوني عاقلة واتركي عنك العواطف، إن كنت مصممة فالصحراء أمامك" صرخ ذو النظرة على هند بهذه الكلمات بعد أن أرهقتهم بلومها..
كانت هند في قمة انفعالها "سأذهب، أفضل أن أموت في طريق العودة بدلاً من أن اختبئ كالنعجة هنا!"
مسكت يد هيفاء وسحبتها وهي خارجة من هذا المكان..
كانت هيفاء تود لو أمكنها أن تثني هند عن هذه الحماقة..
لكن حدث كل شيء سريعاً..
"انتظري" صاح بها الشاب..
توقفت، تسلل إليها أمل بأنه تأثر بحماسها وسينظمون الأمر معاً..
إلا أنه رجع يبحث عن شيء ما.. حقيبة..
وأخذ من صندوق عدداً من قوارير الماء وضعها فيها..
دفع بالحقيبة إلى هند وهو يقول "ستؤخر موتك بضع ساعات"!!
كان كبرياء هند يدعوها لرفض هذه الحقيبة، إلا أنها شعرت أنها فعلاً بحاجة إليها، وهو ليس أفضل وقت للتمسك بكبريائها!
خرجت مندفعة، يد بالحقيبة، ويد بهيفاء..
كان المكان يدل على أنه كان محطة للراحة والتزود بالوقود كان يستخدمها الناس في السابق..
أي أنهم الآن على طريق المدينة القديمة بلا شك..
لم يتبق على غروب الشمس سوى ساعة أو أقل..
حاولت هيفاء التحدث معها، تريد أن تعرف ما تنوي..
أين سيذهبون، وكيف..
كانت خائفة..
لقد كانت هند خائفة أيضاً..
لكنها غاضبة كذلك..
"إن كنت ترغبين فابقي معهم" قالتها هند بغضب لصديقتها، وانطلقت وكأنها تعرف إلى أين ستذهب!!..
صدمت هيفاء بما سمعت..
فقد شعرت بأن هند قد فقدت عقلها فعلاً ولم تعد تفكر باتزان..
كانت بين نارين..
إما تبقى وتتركها لتواجه مصيرها المخيف لوحدها..
أو تلحقها لتلقاه معها!!!
قررت أخيراً أن تذهب معها، وأياً ما سيحل بهما فهو مكتوب عليهما..
لحقتها وهي تناديها، وتسألها "إلى أين؟".. تحاول أن تهدئ هند ، لعل ذلك يعيدها إلى رشدها..
لم ترد عليها ومضت في طريقها..
بالواقع كانت هند غاضبة من نفسها قبل كل شيء..
فلم تواجه في حياتها تحدياً أصعب من هذا..
وهي الآن عاجزة عن التفريق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ..
ما عليها فعله وما عليها تجنبه..
عند نقطة ما توقف عقلها عن التفكير..
كانت تسير بلا هدف..
انتبهت على هيفاء وهي تجذبها وتهزها بعنف..
"توقفي يا هند أرجوك" كانت هيفاء تبكي والدموع قد غسلت وجهها..
استمرت هيفاء بالبكاء وقالت "أنا خائفة"..
سكتت هند وكأنها تحاول أن تفهم ما يحدث، ثم قالت هامسة "وأنا خائفة أيضاً"..!
ضمتها هيفاء وبكت الفتاتان معاً..
كانتا تخرجان انفعالاتهما في هذا البكاء الذي بدا أنه لن ينتهي، كالحال التي هم فيها الآن..
لم تعلما كم من الوقت فات وهما على هذه الحال..
همتا بالعودة، وبالرغم من أنهما كانتا تريان المحطة حيث تقفان، إلا أن الخوف تضاعف في نفسيهما..
فقد غربت الشمس تقريباً، وكان عليهما أن تسرعا لتصلا قبل الظلام..
ندمت هند على تصرفها الأحمق "هيفاء أنا آسفة، كنت حمقاء ولم أكن أفكر"
أجابتها هيفاء لاهثة نتيجة ركضهما باتجاه المحطة "أعلم أنت دوماً حمقاء، لذلك صادقتك" ضحكتا معاً..
كانت آخر خيوط الشمس تودعهم عندما شاهدت بعض من شبان المحطة (الغرباء) يركضون باتجاههن..
كان الموقف محيراً جداً لعقل هند..
هل بدأ عقلها يضطرب نتيجة الحادث أم ماذا؟!!
لم تكن قادرة على تقييم الموقف..
بدا قلق شديد على وجوههم، وكانوا متجهين ناحيتهن..
ترى لماذا؟!
"هل يضمرون لنا الشر؟!!" حدثت هند نفسها، ولم تشأ تخويف هيفاء بهذه الفكرة..
لكن تصرفاتهم معنا كانت مطمئنة..
ثم لم ينتظرون حتى الآن بينما كنا قبلها معهم..
هذا ليس منطقياً..
كل ذلك دار بعقلها في جزء يسير من الثانية..
من خلفهم خرج بقية الشبان من نفس غرفة المحطة وكانوا متجهين ناحيتهن أيضاً..!
لحظة..!
كانوا يصرخون بشيء ما..؟
وبأيديهم جميعاً عصياً أو ألواح معدنية..
وبمحاولة منها ترتيب الأمور بعقلها منطقياً..
حانت من هند التفاتة نحو الخلف وهي تركض..
شاهدت منظراً رهيباً..
مخيفاً إلى أبعد حد..
لابد أنها في كابوس..
مستحيل أن يكون هذا حقيقة..
أرادت أن تصرخ.. أن تقول شيئاً..
أن تفكر حتى..!!
لم تتمكن..
"اركضــــــــــــي"...
تردد صدى هذه الكلمة آلاف المرات في عقلها..
لقد كان الشباب قادمون لإنقاذهن مما يهجم عليهن..
كانوا يصيحون عليهن بالركض..
عندما حانت منها تلك الالتفاتة ، رأت عدة أزواج من العيون اللامعة في قلب الظلام..
كانت تقترب وتقترب وتقترب..
وبسرعة..
لتتضح أنيابها ومخالبها المتعطشة لدمائهما..
أوقعت هند حقيبة الماء وتشبثت بثياب هيفاء وهي تندفع باتجاه المحطة..
لم تكن تفكر..
كانت فقط تستجيب..!
عليها أن تصل إلى المحطة..
أو على الأقل، إلى الشبان المسلحون بالعصي والألواح..!
لكن الأمور لا تسير كما يريد المرء دوماً..
فإرادة الله تعالى فوق إرادة البشر..




***



في تلك اللحظة التي سحبت فيها هند صديقتها لتسرع..
رأت هيفاء في عيون هند رعباً رهيباً..
خافت..
لكن فضول الإنسان دفعها لترى ما الذي أخاف هند هكذا..
وبرغم الخوف الذي تشعر، وشعرت به هيفاء..
وبرغم نداءات الشبان المندفعون..
وبرغم قوة سحب هند لها باتجاه المحطة..
رغم كل ذلك..
التفتت هيفاء..!
ليشلها الخوف أخيراً..




***




توقفت هيفاء عن الحركة تماماً..
وهند تصرخ وتبكي وتسحبها بكل ما تبقى لها من قوة..
تريدها أن تتحرك معها، أن تستجيب، وما من فائدة..
يئست هند من نجاتهما..
فالعيون والمخالب غدت قريبة جداً..
هجم الذئب الأول على هيفاء التي كانت مستسلمة تماماً..
وتردد صراخ هند في الصحراء...



نوف بنت نايف 21-08-10 01:53 PM

يا الله متفائله لي كذا حرام عليك تموتي هند وتخلي نهايتها بطن الذئب
ياربي مو قادره اركز من القهر كان خليتيها من اول ضايعه لو غرضك تموتيها في الاخير

الشباب العضلات وش حكايتهم يمكن هم افراد اهلهم ضلو يكرهون التقدم وعلموهم على اهم سمات العهد الماضي
واللي من اهمها الرياضه
وطريقه العيش في طبيعه جرداء خاليه من مقومات الحياه
زاد حماسي وانتظر بشوق

متفائلة دوما 22-08-10 11:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف بنت نــــايف (المشاركة 2419883)
يا الله متفائله لي كذا حرام عليك تموتي هند وتخلي نهايتها بطن الذئب
ياربي مو قادره اركز من القهر كان خليتيها من اول ضايعه لو غرضك تموتيها في الاخير

الشباب العضلات وش حكايتهم يمكن هم افراد اهلهم ضلو يكرهون التقدم وعلموهم على اهم سمات العهد الماضي
واللي من اهمها الرياضه
وطريقه العيش في طبيعه جرداء خاليه من مقومات الحياه
زاد حماسي وانتظر بشوق


هلا فيك نوف

اممممممممممم
أعجبتني محاولتك توقع الأحداث
لكني لن أعلق عليها اليوم، سنرى ما يحدث معاً..


وأنا أنتظر ردةدك وتوقعاتك بشوق أكثر :)

متفائلة دوما 23-08-10 07:12 PM

الجزء السادس
 








~~ ( 6 ) ~~






انقض ذئبان على هيفاء أولاً، لأنها كانت الأقرب..
والآن الدور على هند..
تيقنت أن أمرها سينتهي الآن..
حاولت أن تنطق الشهادتين قبل الموت..
لكن لم يعد هناك متسع من الوقت!
أغمضت عينيها وانتظرت الألم..
انتظرت أن يطبق الذئب بأنيابه على ما اختار من جسدها..
وانتظرت..
وبدلاً من تمزق جسدها..
سمعت صرخة هجوم ..
تلتها صرخات عدة..
لم تشعر بالألم..
فتحت عينيها..
برغم انتشار الظلام إلا أن المشهد الذي أمامها كان واضحاً..
فقد التحم الشبان مع تلك الذئاب، وهم يضربونها بالعصي والألواح بكل بسالة وإصرار..
كان المشهد رهيباً..
تراجعت الذئاب وابتعدت عنهم..
"هيفاء!" تذكرتها هند وكلها أمل أن تكون بخير..
هيفاء مصابة بشدة، تنزف بغزارة، وكذلك أحد الشبان الذين حاولوا تخليصها من الذئبين الذين مزقا أجزاء من جسدها الصغير..!!
حملوهما وعادوا جميعاً إلى المحطة..






كان وضع هيفاء خطيراً جدا..
وكانت بحاجة ماسة إلى طاقم من الأطباء..!
أما هنا فلم يكن عندهم إلا حقيبة إسعافات أولية قديمة كانوا قد وجدوها سابقاً وجعلوها قريبة لوقت الحاجة..
في الحقيبة بعض الضمادات ومسكنات للألم منتهية الصلاحية بالتأكيد ويود مطهر..
استعانوا بأجزاء من ملابسهم التي أمكنهم الاستغناء عنها ومزقوها لإسعاف المصابين بها..
لكن المشكلة الأساسية أنه لم يكن معهم حقن للسعار..!
"هيفاء وطارق بحاجة لعلاج فوري لا يمكن تركهما يموتان هكذا" كانت هند تقاوم عبراتها وهي تتحدث لمن اعتبره الجميع قائدهم، والذي عرفت لاحقاً أن اسمه عمّار..






استشاط عمّار غضباً واقترب منها وهو يصرخ في وجهها وكأنه يتمنى أن تستوعب ما تسببت به من مشاكل حتى الآن "الأكيد أنك مجنونة، وجنونك هو الذي قتل صديقتك أيتها الرعناء!! وإن لم تكفي عن إزعاجي فإني أقسم أن أجعلك وجبة شهية لتلك الذئاب!!"
تفاجأت هند من صراخه، ومن كلماته، وخافت جدا..
خافت منه، ومما قال أيضاً..
"صديقتي لن تموت" قالتها وهي ترتجف كالطفلة التائهة وتتمنى أن تصدق ما تقول..
نظر إليها نظرة قاسية، لكنها كانت ذات مغزى..
كانت نظرة تحمل معنى "كفى، لا تستفزيني أكثر"..
لملمت هند نفسها واستندت إلى الجدار ووضعت رأسها على ركبتيها وأخذت تبكي وتنتحب..
حتى تعبت..
وسقطت على جانبها بنفس الوضعية..
واختلط بكائها بشيء من الأدعية التي تمكنت من النطق بها..
غلبها التعب حتى نامت..






***





لم يكن عمّار يقصد حقاً تخويف الفتاة..
ولم يكن ينوي أن يؤذيها أبداً..
كما لم يؤذ أحد في حياته..
لكنه كان واقع تحت ضغط شديد..
كان يعرف أنها خائفة..
وقد أنبه ضميره على تركها تبكي هكذا وهي وحيدة وخائفة على نفسها وعلى صديقتها..
أراد أن يحدثها ويهدئها..
لكنه خاف أن يزيد الأمر سوءاً..
فإن كان هناك شيء لا يتقنه عمّار فهو كيفية التعامل مع النساء..!
فبقدر ما لديه من ثقة عالية بنفسه..
بقدر ما يشعر بالضياع عندما يتطلب منه الأمر استخدام عواطفه..
كانت حياته قاسية..
والدته توفيت في حادث سيارة عندما كان في الرابعة من عمره..
والده كثير المشاغل بحكم عمله ضابطاً كبيراً في الجيش..
فاتفق والده مع عمته العقيم على أن تقوم هي بتربية عمّار..
وكان ذلك مصدر بهجة لها..
اعتنت به ورعته بأكثر مما ترعى الأم وليدها..
إلا أن الله تعالى ، العليم الحكيم قدّر أن تموت عمته بسرطان الرحم قبل بلوغه العاشرة..
ومن يومها وعمّار ينتقل من مكان إلى آخر..
أحياناً يبقى مع أبيه ، وأحياناً أخرى عند بعض الأقارب بصورة مؤقتة..
حتى شب عمّار وهو يعتمد على نفسه..
ويعبر عن نفسه بالكلمات قليلاً..
وباللكمات كثيرا..!
إلا أنه لم يكن شخص مؤذ أبداً..
لكن يده جاهزة دائماً..
باختصار عمّار (صاحب حق)..!
فهو مستعد لنصرة الحق حتى لو كان ذلك يعني أن يكون في صف عدوه..
بقدر ما تبدو شخصيته معقدة..
بقدر ما هي بسيطة جداً..
القليل جداً من الناس هم الذين تمكنوا من فهمه..
لذلك كانت علاقات عمّار محدودة جداً..
وقتها كان والده قد تسلم مهمة تترتب على مسؤولية كبيرة في الجيش..
بل في البلد كله..
كان والد عمّار ضمن المشرفين على الجانب الأمني للانتقال الإستراتيجي للبلاد إلى الحياة في المدن الحديثة ذات الطابع الافتراضي، في ظل ثورة تكنولوجيا النانو..
كان فخوراً بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه..
لم يكن يعلم أن تلك المهمة ستكون مصدر بلاء له ولابنه الوحيد..





***





كانت حالة هيفاء سيئة لدرجة أن الجميع كان موقنا أن موتها سيحين بأي لحظة..
اقترب منها عمّار وحاول أن يعيدها إلى وعيها ليلقنها الشهادتين..
لكنها كانت في حمى شديدة..






ومع طلوع الفجر..
كان هناك أمل جديد..
لكن ليس لهيفاء..!
فجعت هند..
أصيبت بهستيريا..
لم تصدق أن هيفاء ماتت..!!


متفائلة دوما 24-08-10 04:35 AM

عضوة حبيبة عملت لي إضافة صداقة وبالخطأ أقفلت المتصفح قبل أن أتأكد من قبول الإضافة

ولما رجعت أشوف قائمة الصداقة اليوم وجدتها لم تتم

والمشكلة مااتذكر الاسم

فالمعذرة يالغالية، وانتظر اضافتك مرة ثانية :)

jen 25-08-10 02:03 AM

كل المعذرة عزيزتى متفائلة على عدم وجودى معكى بالبارت السابق
ابتعدت يومين عن ليلاس لانشغالى
وعدت ففوجئت بوليمة لذيذة من كلماتك الشهية والمفجعة صراحة
هيفاء ماتت
هل هذا امر صريح ام فى الامر ان ؟؟
ان كان صحيحا فقد فقدت هند روحها واضحت وحيدة وسط الرجال وضائعة بدون شريكة خوفها

قرار هند فى البداية للعودة الى من تركتهم لتدفع بهم الحياة بالمياة حتى ان لا ادرى ان كان صحيحا ام خاطئا
ادرى دافعها بالمساعدة وتفكيرها انها كانت بذات الموقف لارادت ان يعود لها من وعدها بجلب المساعدة
هجوم الذئاب زاد الحياة تعقيدا وسلب منها هيفاء

عمّار
يبدو انه له قصة عميقة معنا
وبالتأكيد هو المرشح ليقوم بدور البطل
عانى الكثير فى الطفولة ونبذاتك عن شخصيته صورت لنا رجلا عانى وكافح

سنرى الكثير بالتأكيد مع هند وعمّار
ولا ادرى لماذا اتوقع لهما الكثير من الاختلاف بينهما !!

انتظر الاحداث القادمة بشوق شديد
لاعرف مصير هيفاء
وموقف هند
وحكاية عمار ورجاله
والى اين يتجه بهم العالم ؟؟

متفائلة .. لى استفسار بسيط .. كيف لونتى اسمك بهذا الشكل ؟؟

دمتى بكل ود حبيبتى

متفائلة دوما 25-08-10 04:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenhoud (المشاركة 2424447)
كل المعذرة عزيزتى متفائلة على عدم وجودى معكى بالبارت السابق
ابتعدت يومين عن ليلاس لانشغالى
وعدت ففوجئت بوليمة لذيذة من كلماتك الشهية والمفجعة صراحة
هيفاء ماتت
هل هذا امر صريح ام فى الامر ان ؟؟
ان كان صحيحا فقد فقدت هند روحها واضحت وحيدة وسط الرجال وضائعة بدون شريكة خوفها

قرار هند فى البداية للعودة الى من تركتهم لتدفع بهم الحياة بالمياة حتى ان لا ادرى ان كان صحيحا ام خاطئا
ادرى دافعها بالمساعدة وتفكيرها انها كانت بذات الموقف لارادت ان يعود لها من وعدها بجلب المساعدة
هجوم الذئاب زاد الحياة تعقيدا وسلب منها هيفاء

عمّار
يبدو انه له قصة عميقة معنا
وبالتأكيد هو المرشح ليقوم بدور البطل
عانى الكثير فى الطفولة ونبذاتك عن شخصيته صورت لنا رجلا عانى وكافح

سنرى الكثير بالتأكيد مع هند وعمّار
ولا ادرى لماذا اتوقع لهما الكثير من الاختلاف بينهما !!

انتظر الاحداث القادمة بشوق شديد
لاعرف مصير هيفاء
وموقف هند
وحكاية عمار ورجاله
والى اين يتجه بهم العالم ؟؟

متفائلة .. لى استفسار بسيط .. كيف لونتى اسمك بهذا الشكل ؟؟

دمتى بكل ود حبيبتى



يا هلا والله وغلا بالعزيزة جين

افتقدتك والله ، خلاص عودتيني على تفاعل مع كل جزء :flowers2:


بس صار من حظي عشان ما تلوميني على قصر الجزء السادس، إلي ما حسيتي فيه عشان قريتي جزئين مع بعض :)


معذوره يالغالية الله يكون في عونك وعوننا جميعا..


أرجع مرة ثانية وأقول إن ملاحظاتك ماشاء الله ذكية..


راح نتعرف على عمّار وقصته، وراح نعرف كيف راح يكون الوضع بينه وبين هند..


تقبلي موت هيفاء، فالدنيا كلها إلى زوال..

وإذا مات الأحباب لا تتوقف الحياة بدونهم، يبقون ذكرى تضيء حياتنا..

وحابه أنبه عليك إن الرواية واقعية..

طبعاً هند فقدت أهم داعم لها بالحياة الي هي فيها الآن..

يا ترى كيف راح تكون حياتها الآن، راح نعرف ان شاء الله بالأجزاء القادمة..



بالنسبة لتغيير اللون فلأني حملت البارتول من هذا الرابط

http://www.liilas.com/vb3/t142047.html

دعم لمنتدى ليلاس يعني



*****


أنا الآن مترددة، وحابه أعرف الآراء..

ما بين أكتب أجزاء طويلة ، لكن أحتاج لوقت أطول بين ما أنزل الجزء والي بعده لحد ما تنتهي الرواية..

أو ابقى على هالمعدل تقريبا لكن الأجزاء قصيرة زي منتو شايفين..




وأنا أفضل الأول بس حابه استأنس بآرائكم..

متفائلة دوما 25-08-10 06:02 AM

الجزء السابع
 







~~ ( 7 ) ~~







بعد أن صلوا على هيفاء ودفنوها قرب المحطة..
حملوا معهم ما أمكنهم من قوارير الماء وغادروا جميعاً..
كانت حالة طارق تزداد سوءاًَ..
وكان قد فقد الوعي من كثرة ما فقد من الدماء..
أما هند فكانت كأنها هي الميتة!
كانت وجهتهم نحو المدينة القديمة..
فقد تيقنوا بأنهم شاهدوا نيران ليست بعيدة في الليلة الماضية..
يبدو أن أناسا وصلوها قبلهم..
كان السير صعباً جداً..
فأرجلهم كانت تغوص في الرمال..
والجوع أنهكهم..
وثقل المياه التي حملوا معهم أتعبهم..
لكنها أملهم الوحيد في النجاة..





***





صارت المدينة القديمة أمامهم الآن..
أو ما تبقى منها..
كانت مهملة لسنوات عدة..
فقد هجرها الجميع بقرار ملزم من الحكومة..
وانتقلوا جميعاً للعيش في المدن الحديثة التي تم إعدادها ضمن مشروع نهضوي ضخم..
الواقع أن أغلب مدن العالم المتحضر فعل الشيء نفسه..
فيما عدا من لم تتحرك عجلة الزمان عندهم..
فلازالوا يعيشون الآن كما عاش أجدادهم وآباء أجدادهم من قبلهم..



هل يا ترى سيكون حالهم كذلك هم أيضاً؟!




***




اقتربوا وبدئوا بالنداء لعل أحداً يظهر لهم ..
ربما من سبقهم وجد مخزناً قديماً للطعام أو ما شابه ..
هذا كان أملهم ..
أرادوا التوغل في المدينة ..
لكن عمّار منعهم، كان لديه إحساس بأن هناك من يراقبهم ..
لم يكن ليخاطر بتقليص فرص نجاتهم ..
كان عليه أن يتخذ قراراً بما عليه أن يفعل، والأمر صعب ..
فلا معطيات لديه تدله على من سيواجه ..
ولا ما قدراته ..
فآثر التمهل ..



وجّه أصحابه بأن يتحركوا قريبين من بعضهم..
مع أن في ذلك مخاطرة، لكنها في نظره الآن أفضل من التفرق..
أشار لهم برأسه أن يتجهوا ناحية مجموعة من المباني القريبة..



لازال لدى عمّار ذلك الشعور بأنهم مراقبون..
الصمت رهيب..
حتى الرياح تخلت عنهم..
أبت أن تشاركهم رهبة الدخول إلى المجهول..
لدرجة أن كل واحد منهم ظن بأنه يسمع دقات قلبه!!




صاروا الآن في قلب تلك المجموعة الصغيرة من المباني..
متحفزون لأي هجوم سيفاجئهم..




فجأة..
ضج صوت أتى من داخل أحد تلك المباني..
التفتوا جميعا ناحيته..
متأهبين..
وربما خائفين من التالي..!





لمح عمّار ظلاً يتحرك في الطابق الثاني من ذلك المبنى من خلال النافذة ..
زأر عمّار كالأسد "اخرج إلى هنا، لقد رأيتك"
أراد أن تكون المبادرة منه، كي يقطع على الطرف الآخر فرصة التخطيط لأي شي..
كما لم يكن ليخاطر بدخوله أو دخول أحد من أصحابه إلى المجهول، قبل أن يستنفذ أي وسيلة أخرى لتقييم الموقف..




لم يجبه إلا الصمت..
كان متأكداً مما رأى..
"أقسم بالله العظيم إن لم تخرج خلال عشر ثوان من الآن أني سأدخل وأحطم رأسك" صرخ عمّار بهذه الكلمات بكل قسوة أمكنه تحميلها إياها..



انتفضت هند ..
هل ذلك بسبب ما قاله عمّار؟!
أم أن هناك شيء آخر..؟!!


كان هناك شيء في داخلها..
شعور ما..




مع أن هند عاشت بأصعب المواقف التي لم تتخيل في يوم أن تمر بمثيل لها..
وفقدت ثقتها بنفسها وبقدرتها على تقييم الأمور..
إلا أنها الآن تشعر بشعور قوي، لا يمكنها مقاومته..
شيء لم تتمكن من تحديده..
لكنه..
يدعوها للدخول إلى ذلك المبنى..!!



وبانقياد كامل لمشاعرها..
وكأنها منومة مغناطيسياً..
اتجهت هند نحو مدخل المبنى..!!





***




"عشرة..

تسعة..

ثمانية..

سبعة..

..."



كان عمّار قد بدأ يعد الثواني العشر التي هدد بها الموجود في الداخل قبل اقتحامه المكان..



لكنه تفاجأ بهند وهي تمر بجواره متجهة إلى هناك!!!


"المجنونة!!!" قال في نفسه..


كان متأكداً أنها فقدت عقلها بتأثير وفاة صديقتها بتلك الصورة الوحشية والمحزنة..

قبل أن تبتعد عنه مد يده وقبض على عبائتها من الخلف..

مما منعها من التقدم رغماً عنها..


وهو مستمر في العد


"أربعة..

ثلاثة..

..."


حاولت أن تفلت منه لكنه أبى تركها..

وسحبها لتصبح خلفه مرة أخرى..


"واحد.."





حينها، سُمع صوت صرير..


لقد قرر الخروج..

انتظروا خروجه وقد ذابت أعصابهم من التحفز..

ثم خرج صاحب الظل..!






***








جسد صغير يرتجف..
عينان واسعتان دامعتان..
شعر أشعث..






كانت طفلة في الثامنة من العمر..




اندفعت هند نحوها حتى اقتربت منها..
أرادت أن تطمئنها ..
"لا تخافي يا حبيبتي سأعتني بك تعالي" قالته بعاطفة جياشة..
اقتربت من البنت أكثر حتى وصلت إليها وضمتها ..




خالط الشبان شعور بالعطف مع الارتياح لانتهاء الموقف بهذا الشكل المطمئن..


لكن عمّار خشي أن يكون في الأمر فخ..



"أين البقية؟؟" سألها عمّار بقسوة وهو لا يزال واقف في مكانه..


نظرت إليه هند نظرة غاضبة، أرادت أن تقول ألا ترى أنها خائفة..


لكن البنت الصغيرة أجابت وأسنانها تصطك ببعضها "في الداخل"


لما رأت هند بأن لدى البنت استعداد للتحدث سألتها "لماذا لا يخرجون؟"

"لأنهم خائفون" ردت البنت وهي تنظر لهند برجاء..


نقلت هند تلك النظرة إلى عمّار..

هو لا يدري هل تصرف وفقاً لما أملاه عليه عقله في تلك اللحظة، أم وفقاً لنظرة الرجاء تلك..


توجه نحو ذلك المدخل الصدئ ..

دفعه ليتسع لمرور جسده..





ما أن دخل حتى وجد أجساداً أخرى صغيرة..

وعيوناً أخرى دامعة..

ورؤوساً أخرى شعثاء..






***





لما سمعت الفتيات الصغيرات تلك الأصوات التي تنادي، شعرن بخوف شديد..
طلبت منهن المعلمة آمال التجمع في الجزء الداخلي من المبنى وعدم إصدار صوت..


أثناء ذلك اصطدمت إحداهن بقطعة أثاث فوقعت محدثة صوتاً عالياً..

تردد صداه في رأس آمال آلاف المرات..

كأن هذا الصوت يأبى إلا أن يعلن عن وجودهم ..!

تجاذبها من المشاعر اثنان..




أملٌ بالقادم الجديد فقد يكون نجدة..
وخوف من هذا المجهول الذي يمكن أن يؤذي صغيراتها ويؤذيها..





تفقدت الصغيرات لتلاحظ غياب جمانه!
"أين جمانة؟؟" سألتهن وهي خائفة عليها..
"صعدت إلى الأعلى" أخبرتها إحداهن..


"جمانة.. جمانة.." حاولت آمال أن تناديها بصوت مسموع، لكنها تشك في ذلك..


فقد بح صوتها من الخوف، والعطش والإرهاق..


هذه الجمانة دوما تقلقها بتهورها..






فحتى قبل لحظات من الحادث الذي حل بمدينتهم، كانت تبحث عنها في مدينة الألعاب الترفيهية ، فقد ضاعت منها بالرغم من جهاز التتبع الذي يمكنها من تحديد مكان كل الفتاة، لكن جمانة تتفلت من الجماعة وتنقاد نحو فضولها..!! وقد تجاوزت المسافة التي تسمح للجهاز بتتبعها..! فهو مبرمج بحيث يتناسب مع عمر الطفل ونفسيته وظروفه ومستوى نشاطه، بالتالي يعمل وفقاً للتوقعات التي بناها بدقة حسب المعطيات..
لكن جمانة حالة استثنائية، فهي تفوق كل التوقعات العلمية بتصرفاتها وردود أفعالها..
والبرنامج لم يعد بحيث يستوعب الحالات الاستثنائية!!




كانت آمال قد وعدت طالبتها الصغيرات أن تأخذهن برحلة إلى مدينة الألعاب خلال الإجازة..


وكان الأمر مغرياً بالنسبة للفتيات..

فأغلب حياتهن تقوم على نشاطات افتراضية..

لكن ممارسة نشاط حركي ممتع ومع صديقات المدرسة، أمر مميز وجذاب..
كانت الطالبات يحببن معلمتهن لقدرتها على تفهم احتياجاتهن، وسعيها لإشباعها..







لكن الحادث المفجع لم يبقي لها منهن إلا سبعة ..!
وكان عليها الحفاظ عليهن ..
فهي كل ما تبقى لهن من رجاء في هذا الرعب الذي يعيشونه..





ما كانت آمال لتتمكن من فعل شيء لوحدها، خاصة بالوصول إلى هذا المكان..
لولا رحمة الله تعالى ثم مساعدة تلك العائلة لها ولصغيراتها..
شابان وأختهما وزوجة أحدهما..





إلا أن هذا المبنى كان آخر مكان رأتهم فيه..
فقد غادر الشابان بالأمس للبحث عن المؤن..
وعدوهم بالعودة قبل الليل..
لكن الزوجة قليلة الصبر صممت صباح اليوم بالخروج بحثاً عنهما، فاضطرت أختهم للذهاب معها..





وها هي مرة أخرى وحيدة مع صغيراتها..







نزلت جمانة الدرج..
أمسكتها آمال لتنضم إليهم..

وجمانة تقول لها "لم لا نخرج، لقد رأيتهم.."



وآمال تنهاها..



وينصتون لصراخ عمّار..



فتلح عليها جمانة ثانية..



وآمال تنهاها بشدة..




بدأ العد


"عشرة..


تسعة..


..."





قفزت جمانة واتجهت نحو الخارج..


شهقت آمال وقامت مرعوبة للحاق بها، كي تمنعها..


حاولت الإمساك بها لكن جمانة كانت أسرع منها..






كانت أفكارٌ تدور في ذهن آمال في باقي الثواني تلك..



هل جمانة تستعجل مصيرها..

أم أن الإنسان عدو ما يجهل!!


أ لأنها شاهدت من بالخارج شعرت بأنها تعرف ما تواجه فاطمأنت..

أم أنها شخصية جمانة التي تأبى الخضوع والاستسلام للخوف..




كانت جمانة قد وصلت إلى الباب..



"واحد.."




فتحت الباب..


تعالى صوته الصدئ..


أخرجت جمانه قدمها..





لم تدرك آمال بأن أنفاسها كانت محبوسة..

كان تفكيرها مشوشاً، كيف ستحمي صغيراتها، وكيف ستنقذ جمانة..





لحظات صمت..

سمعت أصواتاً..

كان صوت جمانة بينها..


تقدمت باقي الفتيات فقد بدا لهن الأمر ليس مخيفاً كما ظنوا..




وحينها أطل عليهم ذلك الرجل برأسه ونظر إليهن نظرة أسى..


وانتبه لتلك السيدة التي كانت تغطي وجهها باللثام لحظة دخوله..








***






أذّن أحد الشبان، اجتهد في تحديد القبلة دون أن يكون متأكداً..


أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً..

فهم في سفر لا يدرون متى سينتهي، ولا إلى أين سيقودهم!!




فتش عمّار ومن معه في المباني القريبة عما يؤكل..

كان هناك القليل جداً مما يمكن أكله..




فأغلب هذه المباني فارغة..

والقليل الذي يجدونه يكون غالباً غير صالح للأكل..




أما الماء الذي معهم فقد أغاث الصغيرات ، ولم يتبق معهم منه الكثير..




كان يجب البحث عن بدائل..


والوقت ليس من صالحهم..


لكن الآن الحركة في نظر عمّار صارت أسهل بداخل المدينة..


فيمكنهم السير معاً والبحث، والمبيت في أي مبنى متاح عند حلول الظلام..


ولا يضطر لترك أحد خلفه..






كان يشعر بأنه مسؤول عنهم جميعاً..

وإن لم يطلب منه أحد ذلك..

لكن واقع الحال فرض عليه هذه المسؤولية..


ولا يمكن أن يتخلى عن أحد هو في حاجة إليه..


لا يمكن..







***







ازدادت حالة طارق سوءاً..


مزق قلوبهم بأنينه وصراخه..


كان يتألم أيما ألم..


بكت الصغيرات ..





حملوه لمبنى آخر..



كان يعاني بشدة..




ولم يكتب الله تعالى له النجاة..







***








تحركوا جميعاً موغلين داخل المدينة..


ليبحثوا عن نجاتهم ..



والعجيب أنهم يبحثون عنها في ماضيهم..!

يفتشون فيه..

يقلبون صفحاته..


يبحثون في ملامح غريبة عنهم عمّا يمكّنهم من الاستمرار في العيش في حاضرهم!!




الماضي الذي تخلى عنه آباؤهم..


دون أن يهيئوا أبنائهم لتلك العودة..




هل خطر ببال أحدهم أنهم سيحتاجون لهذا الماضي الذي هجروه؟؟



جميعهم ظنوا بأنه لم يخطر في بال أحد ذلك حينها..



إلا أن عمّار يعلم أن هناك من خشي قدوم هذه الساعة..


وحذّر منها..


ورفع الصوت..


لكن ذلك الصوت لم يكن مطرباً للبعض..


فاختنق..!






***







مروا بكثير من المباني..


أحجام مختلفة، ألوان متباينة، بعضها عليها لوحات كتب عليها نوع الخدمة المقدمة بطريقة غريبة..




لو كانوا في ظرف غير هذا الظرف لرأوها مضحكة..

لكنهم الآن لا يبحثون عما يضحكهم..
ولكن عمّا يبقيهم أحياء..!





بنهاية النهار تقرر بقائهم في أحد المباني التي يبدوا أنها كانت محل تموين في يوم ما..
فأرففها توحي بذلك..
فضلاً عن بعض صناديق الكرتون المتبقية..
وجدوا في بعضها قوارير ماء..
واقتسموا بعضها فيما بينهم..
مع إعطاء الصغيرات الحصة الأكبر..




وفي صندوق آخر وجدوا نوعاً من الطعام المجفف الذي التهموه دون تردد..



أما باقي الصناديق فلم يكن فيها ما يخدمهم..



أذّن (مؤذنهم) إعلاناً بدخول وقت صلاة المغرب..





خطرت لهند فكرة..


خرجت إلى الشارع الإسمنتي الذي تغطى بالرمال..




شاهدها عمّار وتبعها مندهشاً..
"إلى أين تنوي الذهاب هذه المجنونة؟!" تساءل في نفسه..

شعر أنها ستكون مصدر تعب له..
تبعها..




رأها تتجه للناحية الأخرى من الشارع..

سألها "إلى أين؟"



"المكتبة" قالت بدون أن تتوقف أو تلتفت إليه..

"ولماذا تريدين الذهاب إلى المكتبة؟" سألها بعد أن تيقن أنها جنت..



"أظن أن فيها ما يمكن أن يسهل علينا الحركة والبحث"..



أراد أن ينهرها ، وأن يعيدها..

لكنه لم يرغب في ذلك..
فما يضيره إن مارست شيئاً من جنونها..
فهو يشعر بتعاطف كبير نحوها..




فما عانته ليس بالقليل..
بل ما عانته يصعب على أقوى الرجال احتماله..





ومادام معها فلن يقلق عليها..
على أن يعودوا قبل تمام غروب الشمس..
ثم إن شعورها وإن خاب مرة، فلم يخب في الثانية..
تذكر كيف شعرت بجمانة قبل أن تخرج من ذلك المبنى في منتصف النهار..






كان المبنى مقفل، والزجاج الخارجي متسخ إلى درجة لم يتضح ما بداخل المكان..
طلبت منه أن يكسر الزجاج..
أطاعها وكسر أحد الألواح الزجاجية مما أتاح لهما الدخول..
لا يدري كيف عرفت أنه مبنى مكتبة..
خطر له أنها تتعامل مع كل شيء بأحاسيسها..
لا يعلم بعد ما الذي تريده من المكتبة..





أخذت وقتاً وهي تبحث بين الأرفف..
استعجلها "سنتأخر على موعد صلاة المغرب"
"صلها مع العشاء جمع تأخير" ردت عليه دون تردد..
إذن هي لن تستعجل، عرف بأنها مصممة على الوصول لما تبحث عنه..
فلم يشأ أن يكسر خاطرها..





فانشغل في تفتيش الأدراج الخشبية الموجودة..
ربما يجد شيئاً مفيداً..
وفعلاً وجد كشافاً قديماً في نهاية درج أول مكتب..
وبعد عدة ضربات أضاء ذلك الكشاف..
فرحت هند "أحتاجه لو سمحت" سحبته من يده قبل أن يتمكن من قول شيء..
عاد يبحث في بقية الأدراج ووجد كشافات أخرى..
واستمر بالبحث عمّا يخدمه، وهند تبحث من جهتها..






***






أحبت هند الاطلاع على صور المدن القديمة في البلاد..
كانت تشعر بأن لها نكهة خاصة..
وقد عرفت شعار تلك المكتبة القديمة التي كانت مشهورة في ذلك الوقت..
قبل أن يستغني الناس عن الكتب ويستغنوا عن مكتبة للذهاب إليها..
فكل شيء يصلك في مكانك..






عندما وصلوا هذا الشارع في مسيرهم آخر النهار، شاهدت شعار المكتبة على تلك اللوحة شعرت بأنها تذكرها بشيء، لكن لم تسترجعه..
بعد قليل تذكرت ما يكون..
فقررت البحث عن أي شيء يمكن أن يدلهم في المدينة..
خريطة، دليل سياحي، أي شيء يجعلهم يعرفون كيف يتحركون..





ساعدها ضوء الكشاف كثيراً للتحرك أسرع..
"وجدتها" قالتها فرحة..
اقترب عمّار وهو يسأل "ماذا وجدت؟ " لا زال يشك بسلامة عقلها..
"خريطة هذه المدينة، يمكننا أن نحدد حركتنا الآن"
بداية شعر عمّار بأنه لم يفهم ما غير مزاجها هكذا فجأة..
استغرق بعض الوقت كي يستوعب ما تقول..
كانت فرحة باكتشافها..!






بالرغم من الحزن الذي يعصر قلبها على هيفاء، لكنها صارت الآن تفكر بجمانة، وبصديقات جمانة..
كان ظهور تلك البنت أمامها في تلك الصورة كالغيث لممشاعرها..
لا يمكنها أن تفكر الآن بأي شيء يوقفها عن حماية جمانة..
فهي أولويتها الآن..






***






سهروا تلك الليلة وهم يدرسون الخريطة، وحاولوا تحديد مكانهم عليها بالتقريب، حسب ما عرفوا من أماكن مروا بها..
وضعوا علامات بالقلم على الأماكن التي سيستهدفونها ، كانت أهدافهم المستشفى، والمخازن الغذائية ، و(برج الماء) الذي لم يفهموا بالضبط ما يكون لكن يكفيهم اسمه ليجذبهم إليه..





***





في اليوم التالي تحركوا يدفعهم الأمل..
وصلوا إلى أحد المخازن الغذائية أخيراً..



لكن كان هناك من سبقهم..
كان الزجاج الخارجي الذي يمثل واجهة المخزن مكسوراً..
والواضح أنه كـُسر حديثاً..
أشار عمّار لهم بالبقاء وحراسة الفتيات..
اتجه مع اثنين من أصحابه للاستكشاف..
دخل وهو ينادي على من بالداخل..
لم يكن متأكداً من وجود أحد، لكن الفوضى توحي بذلك..






من مكانها، رأت هند ذلك الذي تسلل من خلف عمّار وبيده شيء ثقيل..
"سيضربه!" قالت في نفسها..
"عمّااااااااار خلفك" صرخت هند..
مع أن مهاجم عمّار كان يملك عنصر المفاجأة، وكان يمكنه ضربه قبل أن يجد وقت الاستجابة للصرخة..
لكن الواضح أن هذا المهاجم متردد، خائف، لا يدري ما يفعل..
لذا عاجله عمّار بأن مسك ساعده ولفه وأوقع ما بيده ثم ألقاه على الأرض..
كان الشاب الصغير خائفاً..!!







***







بعد ثلاثة أيام وجد عمّار نفسه مسؤولاً عما يزيد عن سبعين شخصاً ممن وجدهم في المدينة القديمة..
واحتمالية زيادة العدد واردة..
فالمدينة كانت ملاذ الناجين ، بعد الله سبحانه وتعالى..
ولا يمكن لفرد ولا لجماعة صغيرة العيش لوحدهم والاعتماد على أنفسهم في مثل هذه المواقف..
كما لا يدرون كيف يتصرفون أصلاً..!!





كل هؤلاء بحاجة لوجوده، ليس للحصول على بعض احتياجاتهم الضرورية فحسب ، وإنما لإشعارهم بالأمان..
فالواضح أن البحث عن الأمان صار له الأولوية..
وذلك زاد عمّار حرصاً على البحث عن ملاذ آمن، حتى يُحدث الله تعالى بعد ذلك أمرا..






***






حددت هند على الخارطة مكاناً ما، كانت تشير إلى المكان الذي يجب أن يتجهوا إليه..
كان عمّار يعرف بأنها لا تعطي رأيها فقط، وإنما تعبر عن رغبتها..




فإن كان لدى عمّار مشكلة في التعبير عن نفسه ، فإن لدى هند القدرة على التعبير عمّا تريد، وبكل وضوح..!





إنها مقتنعة تماماً بهذا المكان، وإن لم يذهب بهم إليه، فلا يستبعد أن تذهب لوحدها بحماقتها التي ألف!!





لمسة جوري 25-08-10 09:49 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

دعيني بداية أقول أنا ما دفعني للتسجيل اليوم هو ما قرأته لك هنا.

لي زيارات خفيفة على هذا المنتدى من حين لآخر لكن ما قرأته اليوم لك أذهلني..

جعلني أشعر برغبة كبيرة بأن أكون ممن يسطر أحرفه هنا إعجابا ودعما لك..

فشكرا لك لنفضك عني غبار الكسل المريع :flowers2:

هذه الأيام يحيرني ويثير فضولي المستقبل وبالذات مع هذا التقدم التقني المذهل الذي نعيشه..

فقبل فترة شاهدت دراما اسيوية لا تعتبر قديمة نوعا ما فهي من 2004..

صعقت حينما شاهدتها بمقدار التطور الكبير الذي حصل خلال 6 سنوات..

ربما لك أن تتخيلي أن ما رأيته هو الجوال ذا الكاميرا الواحدة في أول ظهور

له مع الأخذ في اعتبار بانه كان رمز التطور وقارنته بأخر صيحاته الآن ربما

الأيفون مثلا..

أيضا هذا غير سوء التصوير وجودة الكاميرا الضعيفة..

إذا هذا حصل خلال 6 سنوات فماذا إذا بعد 4 سنوات..؟!

والقائمة تطول من ناحية التطور الطبي والفيزيائي وماإلى ذلك..

أعود لروايتك..

كما ذكرت جين أنك تتميزين بعدم غفلتك عن التفاصيل الصغيرة ..

التي ربما ينساها معظم الروائين فتشعرين بذلك الشعور بأن الرواية رائعة

لكن ينقضها شيء ما هو تلك النقوش الصغيرة الخفية..

وأسلوبك سلس جميل وفصحى سهلة يجعلني أتخيل كل شيء يحدث أمامي بمنتهى السهولة..


بدت لي هند فتاة ذات شخصية متزنة تعرف ما لها وما عليها قيادية وتغلبها

العاطفة كثيرا لكنها متعقلة..

فقدت أهم شيء كان دافع لها هيفاء وقد كانت بغير قصد هي المتسبب بذلك..

لم ارها تلوم نفسها بسبب ذلك ..؟

فهل هو لأن ما يحدث أقوى من استيعاب عقلها له أو أنها من أصحاب العقيدة

القوية فتعرف أن ما حدث كان قضاء وقدر....؟!


عمار هو من النوع الذي أحبذ عند قراءتي أو مشاهدتي لأي شيء روائي ان يكون

من ضمن أبطالها شخصية كمثله..

النوع المكافح وربما أكثر ما يشدني عندما لا يعرف كيف يتعامل مع عاطفته

أو النوع الذي لا يعرف التعامل مع النساء فهي تكون من ضمن الأشياء

الممتعة أثناء القراءة ربما لأني أنشد لمعرفة كيفية الخطوة القادمة التي

ستحدث..؟

عانى كثيرا في حياته مما قرأته واستشفيته أن والده هو ذلك الصوت الذي نادى

بعدم نسيان الماضي بل نقله إلى الأجيال القادمة ولكنه اغتيل فأظن هذا معنى

قولك اختنق أو ربما أقيل من عمله لكن في مجمل القول حدث له شيء ما..

المدينة وأمال والأيتام وما إلى ذلك كل ذلك يشد ويزيد الحماس لماذا سيحدث..؟

وذلك الشاب الذي هاجم عمار ..؟

بالنسبة لاقتراحك حول تنزيل الأجزاء..

فأنا لا أعرف بداية هل تنزيلك يوميا أم أسبوعيا..

فإن كان يوميا وعلى هذا النسق من طول الجزء فهو رائع..

أما إذا كان أسبوعيا يستحق الانتظار بطوله وأحداثه فهو خيار جميل

ففي النهاية يعود لظروفك الشخصية وطبيعة عملك..

وما لنا سوى شكرك لإتحافنا بخيالك الخصب عزيزتي..

نهاية اعذري لي ثرثرتي المملة..

وأتمنى ألا تحبطي من قلة متابعيك..


أختك.

لمسة جوري


jen 26-08-10 01:55 AM

متفائلة
جزيل الشكر عزيزتى على البارت الطويل والسريع فى آن واحد

استمتعت به كثيرا
وكل بارت ازداد يقينا انكى كاتبة متميزة جدا


فى بداية البارت تساءلت لم لم تظهر مشاعر هند على موت هيفاء وتصورت ان فى روايتك المكان للخيال العلمى اكبر من المكان للمشاعر

لكنى بعد حين عرفت السبب ومن جديد تأكدت انكى لستى فقط متميزة بخيالك لكن بواقعيتك

هند فى هذا الموقف الذى اصبحت فيه .. حاولت نفسها الا تترك الفرصة لاى انهيار يودى بها
فقامت نفسها بدور المناعة المقاومة للامراض وحولت تفكيرها الى الازمة التى يمرون بها ووجهت مشاعرها الى انقاذ الفتيات الصغيرات

لكنى على يقين ان هند لو لم تكن تجابه هذا الضياع لوقعت منهارة .. ربما عندما تنتهى تلك الاحداث ويصلون لبر امان تشعر فيه بالامان على نفسها ومن حولها ستفقد مناعتها تلك وتواجه الحقيقة المفجعة بانها فقدت رفيقة دربها فى الطريق الى الامان

هناك نوعان من الشخصيات يظهران فى تلك المواقف
الرئيس والمرءوس او القائد والمقود

وعمار هنا كما عرفنا قليلا عن خلفيته الشخصية اختار ان يكون قائدا دفع دفعا اليها
رغم انه لم يطلب منه شيئا لكنه وجد نفسه ملزم بالقيادة وبحماية كل من يلقى فى طريقه
شعر انه ملزم بايصال كل هؤلاء الى بر الامان .. هذا ما تفرضه عليه شخصيته التى تتضح لنا بمرور الاحداث

فكرة دوام الحال التى اعتقد فيها المسئولين خاطئة فدوام الحال من المحال ورغم كل التكنولوجيا والتطرو الذى وصلوا اليه الا انه لم يعدوا فى الحسبان انقلاب العالم هكذا واضطرارهم للعودة الى المدينة القديمة ..

من ذلك الصوت الذى نادى بتعليم سكان المدن الجديدة بالاستعداد للعودة الى المدن القديمة باى وقت وتحت اى ظرف ؟؟ هل هو والد عمار ؟؟ وماذا ناله على اصحاب الذين لم يطربوا لهذا الصوت ؟؟

ومن وراء انقلاب العالم ؟؟ هل هو تخطيطا بشريا ؟؟ ومن المسئول عنه ؟؟

اعجبتنى كالعادة تفاصيلك الدقيقة فى هذا البارت حول جهاز التتبع .. تثبتين من جديد ان خيالك واسع وعقلك علميا متفتح كثيرا

ما هو ذلك المكان الذى اختارته هند ليكون وجهة المجموعة ؟؟
عمّار يثبت كم هو رجل متحضرا وانسانا بحق .. اعتقدته سيهاجم هند ولن يسمح لها ابدا بابداء الرأى حتى بعدما تسبب قرارها فى موت اثنان الا انه يثق بها وبفطرتها ويسمح لها بالقيادة من حين لآخر

طبعا لا داعى ان اقول ان تسلسل كلماتك يشوقنى ويدفعنى الى وسط الاحداث
بالاضافة الى جمالية الوصف التى تتمتعين بها خاصة فى المشهد الخاص بآمال والصغيرات فى المبنى

على احر من الجمر بانتظار البارت التالى

وان كنتى فى حيرة بين بارت طويل من فترة لاخرى
او بارتات قصيرة يفصل بينهما وقت قصير نسبيا
فطبعا كما ترجحين
لكننى افضل كما رأيتك تفضلين الخيار الاول
لكن لكى كل الحرية وثقى فى متابعتنا

دمتى بكل ود

متفائلة دوما 01-09-10 11:48 AM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العشر علينا وعليكم مباركة
اسأل الله تعالى أن نكون من قوامه وأن يمن علينا بإدراك وقبول ليلة القدر

اللهم آمين

أعتذر لتأخير الجزء التالي وإن شاء الله سأعوضكم بجزء طويل بداية شوال ان شاء الله..



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمسة جوري (المشاركة 2424896)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

دعيني بداية أقول أنا ما دفعني للتسجيل اليوم هو ما قرأته لك هنا.

لي زيارات خفيفة على هذا المنتدى من حين لآخر لكن ما قرأته اليوم لك أذهلني..

جعلني أشعر برغبة كبيرة بأن أكون ممن يسطر أحرفه هنا إعجابا ودعما لك..

فشكرا لك لنفضك عني غبار الكسل المريع :flowers2:

هذه الأيام يحيرني ويثير فضولي المستقبل وبالذات مع هذا التقدم التقني المذهل الذي نعيشه..

فقبل فترة شاهدت دراما اسيوية لا تعتبر قديمة نوعا ما فهي من 2004..

صعقت حينما شاهدتها بمقدار التطور الكبير الذي حصل خلال 6 سنوات..

ربما لك أن تتخيلي أن ما رأيته هو الجوال ذا الكاميرا الواحدة في أول ظهور

له مع الأخذ في اعتبار بانه كان رمز التطور وقارنته بأخر صيحاته الآن ربما

الأيفون مثلا..

أيضا هذا غير سوء التصوير وجودة الكاميرا الضعيفة..

إذا هذا حصل خلال 6 سنوات فماذا إذا بعد 4 سنوات..؟!

والقائمة تطول من ناحية التطور الطبي والفيزيائي وماإلى ذلك..

أعود لروايتك..

كما ذكرت جين أنك تتميزين بعدم غفلتك عن التفاصيل الصغيرة ..

التي ربما ينساها معظم الروائين فتشعرين بذلك الشعور بأن الرواية رائعة

لكن ينقضها شيء ما هو تلك النقوش الصغيرة الخفية..

وأسلوبك سلس جميل وفصحى سهلة يجعلني أتخيل كل شيء يحدث أمامي بمنتهى السهولة..


بدت لي هند فتاة ذات شخصية متزنة تعرف ما لها وما عليها قيادية وتغلبها

العاطفة كثيرا لكنها متعقلة..

فقدت أهم شيء كان دافع لها هيفاء وقد كانت بغير قصد هي المتسبب بذلك..

لم ارها تلوم نفسها بسبب ذلك ..؟

فهل هو لأن ما يحدث أقوى من استيعاب عقلها له أو أنها من أصحاب العقيدة

القوية فتعرف أن ما حدث كان قضاء وقدر....؟!


عمار هو من النوع الذي أحبذ عند قراءتي أو مشاهدتي لأي شيء روائي ان يكون

من ضمن أبطالها شخصية كمثله..

النوع المكافح وربما أكثر ما يشدني عندما لا يعرف كيف يتعامل مع عاطفته

أو النوع الذي لا يعرف التعامل مع النساء فهي تكون من ضمن الأشياء

الممتعة أثناء القراءة ربما لأني أنشد لمعرفة كيفية الخطوة القادمة التي

ستحدث..؟

عانى كثيرا في حياته مما قرأته واستشفيته أن والده هو ذلك الصوت الذي نادى

بعدم نسيان الماضي بل نقله إلى الأجيال القادمة ولكنه اغتيل فأظن هذا معنى

قولك اختنق أو ربما أقيل من عمله لكن في مجمل القول حدث له شيء ما..

المدينة وأمال والأيتام وما إلى ذلك كل ذلك يشد ويزيد الحماس لماذا سيحدث..؟

وذلك الشاب الذي هاجم عمار ..؟

بالنسبة لاقتراحك حول تنزيل الأجزاء..

فأنا لا أعرف بداية هل تنزيلك يوميا أم أسبوعيا..

فإن كان يوميا وعلى هذا النسق من طول الجزء فهو رائع..

أما إذا كان أسبوعيا يستحق الانتظار بطوله وأحداثه فهو خيار جميل

ففي النهاية يعود لظروفك الشخصية وطبيعة عملك..

وما لنا سوى شكرك لإتحافنا بخيالك الخصب عزيزتي..

نهاية اعذري لي ثرثرتي المملة..

وأتمنى ألا تحبطي من قلة متابعيك..


أختك.

لمسة جوري






وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أختي العزيزة لمسة جوري
حياك الله في روايتك
ومع أني جديدة في المنتدى مثلك إلا أني أرحب بك في منتداك :friends:


لا تتصورين كم سعدت بكلماتك وبتشجيعك، وسعدت أكثر بأن ساهمت بطريقة ما على أن تكون مشاركتك الأولى هنا

والله ممتنة لك لمدي بهذا الشعور فشكرا لك ألف مرة :flowers2:



بمناسبة حديثك عن الدراما، لم أشاهدها لكن لي أن أتصور مقدار العجب الذي أصابك، فأنا مثلك يشدني هذا النوع من الأفلام..


لاحظي أنك تعجبتي مما حصل خلال 6 سنوات، ولكن الحاصل الآن والذي سيحصل، أن الأمر سيزداد ،لأن التقدم يحمل في طياته تقدماً أكثر وأشد قابلية للتغيير، بالتالي سيكون هناك (تســـارع) في التغيير (اقتبست المصطلح من فيزياء الحركة)..


أي أن سرعة التغيير ستكون عالية أكثر وأكثر مع الوقت، فما كان يتم بـ6 سنوات مثلا، سيكون التغيير الذي يليه والذي يمثل نقطة تحول، سيستغرق 3 سنوات مثلاً أو عام واحد، أو حتى ستة أشهر وربما أقل من ذلك بكثير!!!

وهكذا حتى يبدأ الإنسان غير قادر على استيعاب كل ما يحصل من حوله، فينساق مع هذه التقنية دون شعور منه..


هنا يأتي دور المفكرين غاليتي.. وهو ما هدفت الرواية للفت النظر إليه..



تحليلك لشخصية هند جاء خطيراً، فقد تمكنت من فهمها وتلخيصها في بضع كلمات ما شاء الله عليك..


لم تلم هند نفسها على ما حدث لهيفاء كما ذكرت لأنها تؤمن بالقضاء والقدر، ولأنها -كما ذكرت جين في طيات حديثها- علمت أن لها دور مهم في الحياة الآن، لا يحتمل أن تضيعه فيما لا يرد لها صاحبتها..




سررت لإعجابك بشخصية عمّار، فانا مثلك أحب مثل هذه الشخصية، كما أحب شخصية هند أيضاً..

سنعرف قريباً ما هو الصوت الذي تم خنقه، وما حكاية عمّار ووالده

وما حكاية آمال وما دورها في القصة



بالنسبة لذلك الشاب الصغير الذي هاجم عمّار فقد كان من الناجين الذين وصلوا إلى المدينة القديمة واختبأ خوفاً من القادم المجهول، وانضم إلى مجموعة عمّار بعد ذلك مثله مثل كثيرين غيره..


بالنسبة لوقت تنزيل الأجزاء فلم أحدده، وإنما سيكون عبارة عن أجزاء طويلة بإذن الله أنزلها كلما أتممت الجزء..

كنت أنوي أن أضع الجزء التالي اليوم لكنه يحتاج إلى مراجعة ولم يسمح لي وقتي في رمضان بذلك لذا آثرت أن يكون موعدنا القادم في شوال إن شاء الله ..


غاليتي الجوري، وأنا أشكرك على تشريفك إياي كما أشكرك على ثرثرتك الماتعة والتي بثت فيني روح الحماس..
وأتمنى أن يكون القادم بمستوى يرضيك بإذن الله تعالى



يكفيني متابعين مثل شخصك :flowers2:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenhoud (المشاركة 2425621)
متفائلة
جزيل الشكر عزيزتى على البارت الطويل والسريع فى آن واحد

استمتعت به كثيرا
وكل بارت ازداد يقينا انكى كاتبة متميزة جدا


فى بداية البارت تساءلت لم لم تظهر مشاعر هند على موت هيفاء وتصورت ان فى روايتك المكان للخيال العلمى اكبر من المكان للمشاعر

لكنى بعد حين عرفت السبب ومن جديد تأكدت انكى لستى فقط متميزة بخيالك لكن بواقعيتك

هند فى هذا الموقف الذى اصبحت فيه .. حاولت نفسها الا تترك الفرصة لاى انهيار يودى بها
فقامت نفسها بدور المناعة المقاومة للامراض وحولت تفكيرها الى الازمة التى يمرون بها ووجهت مشاعرها الى انقاذ الفتيات الصغيرات

لكنى على يقين ان هند لو لم تكن تجابه هذا الضياع لوقعت منهارة .. ربما عندما تنتهى تلك الاحداث ويصلون لبر امان تشعر فيه بالامان على نفسها ومن حولها ستفقد مناعتها تلك وتواجه الحقيقة المفجعة بانها فقدت رفيقة دربها فى الطريق الى الامان

هناك نوعان من الشخصيات يظهران فى تلك المواقف
الرئيس والمرءوس او القائد والمقود

وعمار هنا كما عرفنا قليلا عن خلفيته الشخصية اختار ان يكون قائدا دفع دفعا اليها
رغم انه لم يطلب منه شيئا لكنه وجد نفسه ملزم بالقيادة وبحماية كل من يلقى فى طريقه
شعر انه ملزم بايصال كل هؤلاء الى بر الامان .. هذا ما تفرضه عليه شخصيته التى تتضح لنا بمرور الاحداث

فكرة دوام الحال التى اعتقد فيها المسئولين خاطئة فدوام الحال من المحال ورغم كل التكنولوجيا والتطرو الذى وصلوا اليه الا انه لم يعدوا فى الحسبان انقلاب العالم هكذا واضطرارهم للعودة الى المدينة القديمة ..

من ذلك الصوت الذى نادى بتعليم سكان المدن الجديدة بالاستعداد للعودة الى المدن القديمة باى وقت وتحت اى ظرف ؟؟ هل هو والد عمار ؟؟ وماذا ناله على اصحاب الذين لم يطربوا لهذا الصوت ؟؟

ومن وراء انقلاب العالم ؟؟ هل هو تخطيطا بشريا ؟؟ ومن المسئول عنه ؟؟

اعجبتنى كالعادة تفاصيلك الدقيقة فى هذا البارت حول جهاز التتبع .. تثبتين من جديد ان خيالك واسع وعقلك علميا متفتح كثيرا

ما هو ذلك المكان الذى اختارته هند ليكون وجهة المجموعة ؟؟
عمّار يثبت كم هو رجل متحضرا وانسانا بحق .. اعتقدته سيهاجم هند ولن يسمح لها ابدا بابداء الرأى حتى بعدما تسبب قرارها فى موت اثنان الا انه يثق بها وبفطرتها ويسمح لها بالقيادة من حين لآخر

طبعا لا داعى ان اقول ان تسلسل كلماتك يشوقنى ويدفعنى الى وسط الاحداث
بالاضافة الى جمالية الوصف التى تتمتعين بها خاصة فى المشهد الخاص بآمال والصغيرات فى المبنى

على احر من الجمر بانتظار البارت التالى

وان كنتى فى حيرة بين بارت طويل من فترة لاخرى
او بارتات قصيرة يفصل بينهما وقت قصير نسبيا
فطبعا كما ترجحين
لكننى افضل كما رأيتك تفضلين الخيار الاول
لكن لكى كل الحرية وثقى فى متابعتنا

دمتى بكل ود




صديقتي العزيزة جيــــن :flowers2:

اتفائل بتواجدك وبردودك دوما

يا عزيزتي إنما كل هذا بفضل الله تعالى ثم بتشجيعك المتواصل وباقي الأخوات


لا حرمني الله منكن


دخلت في عمق مشاعر هند ماشاء الله عليك
لكن هل ستنهار هند بعدها.. نتابع معا لنرى



هنا أستطيع أن أقول أنك بالحرف حددتي جزءا هاما مما أردت إيصاله في طيات الرواية

اقتباس:

هناك نوعان من الشخصيات يظهران فى تلك المواقف
الرئيس والمرءوس او القائد والمقود

وعمار هنا كما عرفنا قليلا عن خلفيته الشخصية اختار ان يكون قائدا دفع دفعا اليها
رغم انه لم يطلب منه شيئا لكنه وجد نفسه ملزم بالقيادة وبحماية كل من يلقى فى طريقه
شعر انه ملزم بايصال كل هؤلاء الى بر الامان .. هذا ما تفرضه عليه شخصيته التى تتضح لنا بمرور الاحداث
قضية القيادة وظهورها أو خفوتها -إن صح التعبير- بحسب الظروف وبحسب الشخصيات المحيطة المتزامنة مع الأحداث والمواقف المختلفة..




اقتباس:

فكرة دوام الحال التى اعتقد فيها المسئولين خاطئة فدوام الحال من المحال ورغم كل التكنولوجيا والتطرو الذى وصلوا اليه الا انه لم يعدوا فى الحسبان انقلاب العالم هكذا واضطرارهم للعودة الى المدينة القديمة ..
جيــــــــــــــــــــن
تستحقين كل ورود العالم هدية لك :0041:
مكافأة لك لتمكنك من لمس أساس مشكلة المجتمع في تلك الحقبة..

والتي هي في الواقع ، انعكاس للمشكلة التي نعيشها الآن أيضاً.. :rolleyes:



سنعرف قريبا إن شاء الله من صاحب الصوت

وما قصة عمار ووالد عمار

وما المكان الذي اختارته هند


أعتذر لاضطراري لتأخير الجزء التالي هذه المرة، للظروف الخاصة برمضان


عزيزتي جين، ليتني أستحق حتى عشر إطرائك، لكن ارتفاع توقعاتك هذا يجعلني أخجل وأحرص على أن أسعى لجعل ما يأتيكم بعدها بمستوى يليق بكم بإذن الله تعالى


لا تحرميني دعمك المتواصل :flowers2:

jen 02-09-10 08:34 AM

عزيزتى متفائلة
سعدت جدااااا بردك
نعم لم يكن جزءا جديدا كما تمنيت لكن تواجدك كان كافى فلكم اسعد كلما لمحت طرف كلمة يقع منك هنا او هناك
انتى معذورة بالتاكيد .. وانا سبقتك واعرف ما تمرين به تماما واعلم ايضا وكلى ثقة انكى ستعودين بجزء ولا احلى
لا تتعجلين ولا تقلقين
من يلمس كلماتك ولا يفى لها !!
بانتظارك يا مبدعة

متفائلة دوما 06-09-10 07:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenhoud (المشاركة 2432989)
عزيزتى متفائلة
سعدت جدااااا بردك
نعم لم يكن جزءا جديدا كما تمنيت لكن تواجدك كان كافى فلكم اسعد كلما لمحت طرف كلمة يقع منك هنا او هناك
انتى معذورة بالتاكيد .. وانا سبقتك واعرف ما تمرين به تماما واعلم ايضا وكلى ثقة انكى ستعودين بجزء ولا احلى
لا تتعجلين ولا تقلقين
من يلمس كلماتك ولا يفى لها !!
بانتظارك يا مبدعة



:flowers2:

يـــــــــارب أكون عند حسن ظنك

لا حرمني الله دعمك المتواصل :friends:






****



لي طلب من جميع القراء..

فضلاً لا أمراً..

آمل منكم كتابة توقعاتكم للأحداث القادمة..

سأكون مسرورة جداً بها..



بانتظاركم

متفائلة دوما 06-09-10 07:14 AM

المعذرة الرد مكرر

jen 07-09-10 04:00 PM

عزيزتى كنت اتمنى
انا فاشلة جدا فى موضوع التوقعات هذا
خاصة ان هند اشارت الى مكان لا ندرى كنهه ؟

بانتظارك
عيد سعيد
وكل عام وانتى بخير

متفائلة دوما 10-09-10 03:04 AM

معايده
 




عيدكم مبارك

وكل عام وأنتم بخير

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال







برايفت
مشكورة يا جين :flowers2:

متفائلة دوما 13-09-10 01:27 AM

الجزء الثامن
 





~~ ( 8 ) ~~






الواقع أن اختيار هند كان منطقياً بعض الشيء..
فالمكان الذي أشارت إليه مجاور لبرج المياه ، الذي أثار اهتمامه واهتمام بقية الرجال سابقاً وأرادوا استكشافه، لعله يكون اسم على مسمى..



كما أنه قريب من المستشفى المركزي، الذي أيضاً طمعوا أن يجدوا فيه ما يمكنهم الاستفادة منه..




لكن ذات المكان الذي اختارته يبدو مجنوناً..
فقد كانت تشير إلى مكان يسمى (محطة الإذاعة والتلفزيون)..!
فما الذي تتوقع أن تجده هناك..؟!




لم يصل معها لنتيجة مقنعة من خلال المناقشة..
فلازالت الفكرة غير واضحة لديها هي نفسها..
لكنها تأمل، بل تكاد تجزم بأنهم سيعرفون ما عليهم فعله إذا وصلوا هناك..






على العموم، المياه والمستشفى يمثلان إغراءً كافياً بالنسبة لعمّار..




نظّم أمر تحركهم مع البعض، فعددهم صار كبيراً الآن، مع احتمالية ازدياد العدد فكل من يجدونه ينضم إليهم، فالحياة مع جماعة أكبر يجعل الحياة أسهل..



كما أن معهم أطفال ومرضى، لذا يحتاج تحركهم لترتيب ولتنسيق متابعة الجميع على شكل مجموعات يأتمر على كل مجموعة شاب يختاره عمّار..




بعد أقل من ساعتين، وصلوا إلى وجهتهم..
كان الشارع مليئاً بمبان ٍ عدة، لكن المبنى المعني كان أكبرها وأكثرها ارتفاعاً..





أخبرهم عمّار أنهم سيتفقدون المكان ليتأكدوا أنه مناسب ..





وجد أن المبنى كبير ومقسم بحيث يمكنهم العيش فيه كجماعات مع بعض الخصوصية -إن جاز التعبير- وبنفس الوقت لا يضطروا للافتراق فيصعب عليه رعايتهم..





ثم جاء دور برج المياه لاستكشافه..
كان المبنى عبارة عن جسم اسطواني مثبت على الأرض ومن الأعلى يكتمل شكله كمظلة..
دخلوا على أمل إيجاد المياه ، كما أوحى لهم الاسم على الخارطة..





لم يكن المبنى من الداخل يختلف كثيراً عن نمط المبنى السابق..
غير أنه أصغر..



يبدو أن الاسم غرر بهم..




كان الأمر محبطاً جداً..
فأنىّ لهم العيش من دون الماء..
إلى متى ستبقى لهم تلك القوارير..
فضلاً عن أنهم يقتصدون بها إلى درجة أنهكتهم..



فحرارة الشمس والهواء الجاف كلها عوامل تزيد من حاجتهم للماء..




لم يشأ عمّار أن يصدق أن هذا الأمل قد ضاع منهم..
أخذ يضرب الأبواب والجدران والمكاتب ليخرج شيئاً من غضبه..





حاول صديقه هيثم تهدئته وأن لا فائدة من هدر طاقته هكذا..




توقف عمّار..



ليس بسبب هيثم..




بل بسبب الباب المقفل..




ما الذي يجعل هذا الباب بالذات مقفلاً دون باقي الأبواب..




قرر كسره..



بحثوا عمّا يمكن أن يكسر هذا الباب الثقيل..



استعانوا بفأس الطوارئ المعلق..




وبعد جهد فُـتِـح الباب أخيراً..



كان المكان مظلماً في الداخل فاستخدم عمّار الكشاف..



نزلوا على الدرج اللولبي الذي أخذهم إلى الأسفل..



شعروا في هذا المكان بأن أنفاسهم مكتومة..!



لم يعلموا بأن ذلك كان بفعل الرطوبة إلا حين التمعت المياه بفعل ضوء الكشاف..!





كان المكان مليئاً بالمياه المكشوفة وكأنها بحيرة اصطناعية..








***








تبدلت حالهم مع المياه الآن..
يشربون..
يطهون بالماء ما يتيسر لهم من نباتات أو يجدون من طعام جاف هنا أو هناك..
يستحمون..




بعد أن كان مناهم، صار الآن جزءاً من حياتهم التي بدأوا اعتيادها..





لكن يا ترى..
هل يقنع بنو البشر ..
أم أنهم سيطمعون بما هو أكثر..







***





أكثر ما استفادوا منه في المستشفى هو الأغطية..
كان في المستشفى مخازن مليئة بها..



واستفادوا من المنظفات وبعض المتفرقات..
كما جمعوا بعض أدوات الإسعاف الأولية..





صنعوا بالأغطية مخادع لهم -أماكن للنوم- داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، الذي سماه عمّار (المخيم)..



بحيث يتم تثبيت أطراف الأغطية الكبيرة على الجدر فتشكل ما يشبه الخيمة الصغيرة..




منذ التقت جمانة بهند وهي تفرض نفسها على هند، حتى باتت هند تبحث عنها لو غابت عنها قليلاً..



حتى النوم، لا تنام إلا مع هند..

تشعر معها بالراحة، بالأمن..



وهند تمدها دوماً بأمل انتهاء المحنة قريباً..



وبأنها لن تسمح لسوء أن يصيبها بإذن الله ..



وتـُبـقي مسألة احتمالية اللقاء بوالدتها معلقة ً بمشيئة الله تعالى..



فلا هي التي تريدها أن تقطع الرجاء، ولا التي تريدها أن تتعلق بما قد لا
يتحقق..



وهو شأن هند كذلك!






***





تعجب عمّار من إصرار هند وعدم فقدانها الأمل..

عندما اختارت محطة الإذاعة كانت تأمل أن تجد وسيلة لطلب النجدة..

صحيح أن فكرتها مجنونة، لكن لا بأس فيبدو أن أفكارها المجنونة ذات جدوى أحياناً..



ومنذ انتقالهم إلى هذا المكان وهي تبقى لساعات في الطابق الخاص بالإذاعة، تزعم أنها تحاول تشغيل الإذاعة لعلها ترسل طلب نجدة يستمع إليها أحد..



ومعها آمال بالغالب، ويحاول البعض معهم أحيانا، ويرفض آخرون حتى مجرد الصعود إلى ذلك الطابق للمحاولة..





تعجب عمّار مصدره أمران..

أولهما، أن تشغيل أي شيء سيتطلب مصدر للطاقة، كالكهرباء..
وهو يعرف ذلك بحكم معايشته للحياة في المدن القديمة في صغره..
ثانيهما، حتى لو اشتغلت الإذاعة، من سيسمعها..
فقد هُـجرت هذه الوسيلة منذ زمن طويل..

ما عدا في البلدان المتخلفة، بلدان العالم الثالث التي لا يمكنها حتى تخيل ما وصلت إليه حضارتهم..
أو بالأصح، ما كان من حضارتهم..!






إلا أن هند لم تكن لتتوقف..
عدا أنه كان يـُـشكل عليها موضوع الطاقة..
فمن كلمات متفرقة من بعضهم فهمت أنه قد تتوفر مصادر صغيرة للطاقة..
(مولدات) هذا ما سمعت..




إذن إذا تم إيجاد المولد، فيمكن تشغيل الإذاعة..
صحيح أنها لا تدري كيف ستشغلها تقنياً..




لكنها أثناء تفتيشها لأيام وجدت ملفات تقدم تعليمات دقيقة بكيفية استخدام تلك الأجهزة..
وستستفيد منها عندما تتوفر الطاقة..




نقلت لعمّار فكرة أهمية إيجاد مولد كهرباء..

حاول أن يجادلها بأنه مضيعة للوقت..





"ما الضير لو تم تشغيل الإذاعة فعلاً؟" حاولت أن تحرجه..
"الضير أن الناس ستتعلق بأمل ثم ستنهار نفسياتهم من جديد، من الجيد أنهم تأقلموا قليلاً الآن، هل تودين انتزاعه منهم" كان يحاول محادثة عقلها..



"عمّار، أسألك بالله العظيم، لو كان هناك احتمال واحد من مائة، بل واحد من ألف، أن يصل نداء الإغاثة لأحد، ألا يستحق هذا الاحتمال الضئيل المحاولة وتحطيم النفسيات بعدها حتى؟!"



أطرق عمّار قليلاً ثم قال "بلى، يستحق"..!




انتصرت هند عليه مرة أخرى..


يا الله كيف تتمكن من إقناعه بسهولة في كل مرة..


وكأنه طفل يتم إغراءه بالحلوى..!



شعر عمّار بعدم اتزانه..




"المعروف أن كل الأماكن العامة، يكون فيها مولدات طاقة احتياطية.. لكن المستشفيات يتوفر فيها مولدات أكبر وتعطي قدر أكبر من الطاقة" أخبرها عمّار باستسلام..





تم إحضار المولد وصار موضوع البث الإذاعي أكثر جدية..
وأقرب للتحقق..
وتعلقت آمال البعض فيه..





لكن كانت هند تخاف من شيء واحد..
أن يكون الاحتمال أقل بكثير مما ذكرت لعمّار..!




ومع ذلك..
لن يثني هذا الخوف عزمها..



على الأقل ليس الآن..







***




أخيراً..
وبعد عدة محاولات..
استمرت أسبوعين متتالين..
تمت عملية البث الإذاعي الأولى للناجين..!





ضج المخيم بفرحة كبيرة، وكأن فرق النجاة فوق رؤوسهم الآن..
كان الأمل لذيذاً..




كان بإمكان كل المتواجدين بالمخيم الاستماع لكل ما يبث عبر الإذاعة، من خلال سماعات كبيرة موجودة بداخل المخيم..




تحدثت هند وآمال بحماس، كما تحدث غيرهما ، عبر لاقط الصوت المتواجد في غرفة البث الإذاعي..



بعضهم يذكر اسمه، والبعض يحاول توضيح أنهم الناجون من حادثة مدينتهم..
والأغلبية يطلبون سرعة وصول النجدة إليهم..




لم يكن عمّار يعجبه أي من هذا..

فهو خائف من عواقب هستيريا هذا الفرح..!







مرت ساعتان..
ثلاث ساعات..
أربع ..
خمس..!!!





يبدو أن الفكرة كانت من الأساس غبية!

تيقنوا أن لا أحد آتٍ لنجدتهم..

مهما حاولوا..




بدأت تفلت الأعصاب..

وهاج البعض..

وأخذ البعض يتعاركون لأسباب تافهة..





حتى أن الدماء سالت..!!

حدث ما خشي عمّار حدوثه..






***





بعد أن تم تهدئة الوضع نوعاً ما..

كان وقت صلاة العشاء قد حان..
فلما أذن المؤذن، طلب عمّار من الجميع ، رجالاً ونساء وأطفالاً المشاركة في الصلاة لعل النفوس تهدأ..




أمهم بالصلاة، واختار أن يتلوا آيات من سورة التوبة..
"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{51}"
أخذ عمّار يردد هذه الآية مراراً ..
حتى تعالى نشيج البعض..







***






أصاب هند ما أصاب الجميع من يأس بادئ الأمر..



لم تنم تلك الليلة..
كانت تشعر بالعجز..



ضايقها هذا الشعور..



وقررت أنها لن تترك الأمر كما هو..




إلى الصباح بإذن الله..






***




كان أبو خليل في نهاية الأربعينات من عمره..

بقدر ما سبب له فشل البث الإذاعي من إحباط، بقدر ما قرر أن يأخذ بزمام المبادرة ويكون عملياً ويفكر كيف يُحسّن حياته وحياة ابنته ندى في هذا المكان..



فالتفكير السليم يعني أن يتعايش مع هذا الوضع ..
كانت الأفكار في رأسه تختمر..



لكن الآن حان وقت خبزها..





***





عادت هند تغوص في بحر الملفات والأوراق وأدلة الأجهزة في قسم البث الإذاعي..
لعلها تجد شيئاً..




هذه المرة كانت وحدها..
فلم يعد أحد يود التعامل معها..




حتى عمّار بدا أنه غاضب جداً منها لما حدث البارحة، وكأنها هي السبب..!



هي لا تنكر أن ما حدث لم تسهم به، لكنه طبيعي..
فلابد من المحاولة..



لا يمكن البقاء هكذا وتوقع أن تحدث معجزة بدون اتخاذ الأسباب..

ثم لِـم نتوقع أن يأتينا ما نود بدون مشقة أو تعب..



أ لأننا اعتدنا ذلك في حياتنا..

ألم نرى أهوالاً في الأيام الماضية..



هزتنا حتى الأعماق..



هل نستسلم إذن..



"لا والله" قالت في نفسها..



إن هذا إلا دافع أكبر لإعادة المحاولة..



"لن تنال المجد حتى تلعق الصبرا.." ذكرت نفسها



ثم إن فشل التجربة لا يعني النهاية..




بل هي البـــدايـــة..!




قررت البحث عن جهاز راديو لتستمع بنفسها، كيف يتم التقاط موجتهم..



جربت التحدث عبر لاقط الصوت، وبنفس الوقت كانت قد ضبطت مؤشر الراديو على نفس الموجة..


وتحدثت تطلب النجدة..




نسيت هند أن تفصل الصوت من الوصول إلى مكبرات الصوت في المبنى..



بعد دقائق كان عمّار وبعض أصحابه قد وصلوا إلى هند..



والشرر الأحمر يتطاير من أعينهم غضباً..



حاولت أن توضح لهم..


أن تتحدث فقط..



لكن عمّار كان قد اتخذ قراره..


اتخذ قراره بشأن هند..






حملوها رغماً عنها وهي تصرخ وتحاول أن تستوضح..



أدخلوها في أحد المكاتب التي لا يوجد فيها سوى مدخل واحد، وأقفلوا عليها الباب..!



أخذت تطرق الباب بقوة وتناديهم وترجوهم أن لا يتركوها هنا لوحدها..


لم يجبها أحد..





فقد قرر عمّار أن يسجنها ..!








***








كان العميد عبدالله مكلفا ً في لجنة لتنظيم الانتقال المدني القائم في البلاد إلى الحياة في المدن الحديثة ذات الطابع الافتراضي ..

ونظراً لطبيعة مهنته الأمنية، فقد كان ضمن المسؤولين عن الجانب الأمني الاستراتيجي في مشروع الانتقال الضخم، وتحقيق الشروط الأمنية الدولية التي تم التوقيع عليها من قبل جميع الدول المتقدمة التي قررت الإقدام على هذا التغيير الثوري في حضارتها..



ففي اجتماع مؤتمرٍ دولي لن ينساه التاريخ أبداً، اتفقت أكثر من مائة دولة على إنشاء بنية تحتية تعتمد كلياً على تقنية النانو..


ترتبط هذه البنية في كل مدينة أو منطقة بمركز أو محطة مختصة بإنتاج طاقة نانويه تعمل على تشغيل المدينة وتوفير احتياجاتها المختلفة، من مياه وطاقة تشغيل الكترونية وتوفير بيئات افتراضية متنوعة واحتياجات صحية وغذائية وصناعية وبيئية واستهلاكية وتقنية، حتى نظام التهوية وضبط حركة سير الأفراد وتنقلاتهم ووسائل الاتصال ، كل هذا وأكثر يتم ضبطه وإدارته من خلال هذه المراكز...
أي كل ما يتصل بهذه المدن وسكانها..

وقد تم تجهيز هذه المراكز بأحدث التقنيات وأكثرها إبداعاً في تاريخ البشرية..

وتم تزويد هذه المراكز بأمهر العلماء والمختصين في مختلف المجالات التي تحتاج لإدارتها، كلٌ في مجال اختصاصه..


كانت الاتفاقية طويلة جدا ومتشعبة، لكنها واضحة لكل من يقرأها بتمعن..

وقد راجعها عشرات القانونيين والسياسيين أيضاً في البلاد قبل إعطاء الضوء الأخضر للتوقيع على بنود الاتفاقية ، فقد أكدوا سلامة الاتفاقية قانونياً وعدم مساسها بحقوق البلد أو الحكومة أو السكان ..

كما تم التشاور مع البلدان المجاورة والصديقة ، ليتم الإجماع على مناسبة هذا الالتزام للجميع..

ضمن تلك البنود كان هناك بند يتعلق بخلو المدن الحديثة من جميع أنواع الأسلحة النارية، أُطلق علي ذلك البند اسم "عالم بلا سلاح"..!


واندرج تحت هذا البند توضيحات تتعلق بتزويد المدن الحديثة بنظام أمني يكشف وجود أي سلاح ناري كان أو غيره..

وفي هذه الحالة تصل إشارات الإنذار إلى المركز الأمني ، المتمثل بنظام الشرطة، الذي تناط به مهمة ضبط النظام في المدينة..
ليتم ضبط عملية المخالفة..


وبنفس الوقت، ولأن الموضوع أكبر من أن يكون خاصاً بالبلد ، فإن هذا الرمز من الإنذارات تصل إلى مركز دولي ترتبط به جميع مراكز النانو في كل المدن الحديثة في العالم..


والحكمة من ذلك أن تشرف هذه الجهة الدولية ، من بعيد، على جدية التزام جميع البلدان التي وقعت على الاتفاقية ، بأداء دورها..


والتأكد من خلو العالم من السلاح فعلاً..

كل هذا، بزعمهم، بهدف تحقيق أمن عالمي..

إعلاناً بانتهاء زمن الحروب الذي أرهق العالم..

ومن ضمن مهام هذا المركز الدولي ، متابعة تخلص البلدان من الأسلحة ودفنها في أماكن ذات معايير خاصة..
فيما أطلق عليها اسم (مقابر النار الجماعية)..



في فترة انشغال العميد عبدالله تلك، زاره أحد المساهمين في إعداد المدن الافتراضية..

وقد انتهى دوره منذ عدة أشهر..

وهو صديق قديم متخصص في مجال أمن المعلومات..

"عبدالله ، يجب أن تساعدني في مقابلة رؤساء اللجنة الأمنية، عليّ أن أشرح لهم المشكلة بنفسي"

"أحمد، عليك أن تقدم لي ما يمكن أن أدعم به طلبك، فكيف تريدني أن أطلب منهم مقابلتك في أمر لا أدري ما هو ولا ما أهميته.. فقولك على عيني ورأسي، ولكن الأمر جدي ولا يحتمل مجاملات الأصدقاء.. أنت أعلم بذلك..."

"عبدالله! عبداالله! كم مرة أشرح لك الموضوع.. هذه المدن فيها ثغرة أمنية خطيرة، وقد جُعلت تظهر بمظهر قناة متابعة عادية.. عبدالله الخطورة ...."

قاطعه عبدالله "ألم تشارك في أحد اللجان سابقاً..؟ لـِـم لم ترفع تقريرك في ذلك الوقت؟"

بقي أحمد يأمل في التأثير على عبدالله "لم تظهر لي تلك الثغرة حينها، ولازلت أدخل على النظام وأتفحصه حتى وجدتها.. "

قاطعه عبدالله وقد تفاجأ لما سمع "هل تخترق النظام يا أحمد؟؟!!!"

حاول أحمد التخفيف من حدة الموقف "هل ليس خرقاً، إنما تركت لنفسي منفذاً لأتمكن من متابعة العمل، فلا يمكن الاطمئنان وترك النظام دون متابعة هكذا، وها هي الثغرة تظهر لي بعد حين، الأمر خطير يا عبدالله"
"أحمد أنت تخالف القانون و.."
"اسمعني، ما أقوم به هو لصالح البلاد وليس العكس، أنت تعرفني وتعرف أني لا يمكن أن أكون خائناً.."
"إذن توقف عمليات الاختراق هذه.."
"هي ليست اختراقاً ، صعبٌ عليّ أن أوضح لك وأنت تتحدث معي بعقليتك العسكرية هذه.."

قبض عبدالله على جيب أحمد وأخذ يهدده "سواء كنت صديقي أم لا، سأسلمك للجهات الأمنية لمحاسبتك على جرمك.."

خاف أحمد "والله لم أفعل جرماً، اسمعني يا عبدالله، سأعاهدك على أن لا أعاود ما تسميه خرقاً، مقابل أن ترتب لي موضوع عرض المشكلة على اللجنة.."

ازداد إصرار عبدالله وهو يقول "لن تملي عليّ شروطك، لكن لأني أعلم بأنك لست خائناً، سأعطيك هذه الفرصة فقط ، وسأعمل بنفسي على تخصيص فريق تقني لمراقبتك أنت بالذات،، و إن عاودت فعل ما فعلت فسأسلمك بيديّ هاتين، هل تفهم..!"
أطلقه أخيراً..

لامس أحمد عنقه وهو يقول باستسلام "لك ما تريد يا عبدالله، لك ما تريد.. لكن إن تبين لك أني على حق بعد فوات الأوان، فلا تلم إلا نفسك.."


حانت دقائق صمت بينهما..

حتى قطعه أحمد بقوله "عبدالله، فكر في أمر واحد، إذا كنت أنا أتجول في النظام كما أشاء منذ عدة أسابيع دون أن يكشفني أحد، ألا تخشى أن يكون النظام هشاً ليتحكم به شخص أو جهة ذات نوايا مختلفة عن نواياي.."

غادر أحمد وعبدالله غارق في حيرته..

بل في صدمته...





***





متفائلة دوما 17-09-10 02:33 AM


يا حبيباتي، ألا يستحق هذا الجزء شيئاً من النقد والتعليق


ففيه بدأنا ندخل في عمق الأمور ..
تمهيداً للقادم

بانتظار تشجيعكن وملاحظاتكن القيمة :friends:

AlGoma 17-09-10 07:05 PM



السلام عليكم ورحمة الله

عزيزتي متفائلة دوما
لقد قرأت من الروايات الكثير
ولم اقرأ في يوم رواية
تجمع مابين الخيال والحقيقة والإثارة والتشويق
كروايتك

أتمنى أن لا تعتبريها مجاملة
فهو ثناء يستحقه مجهودك

صدقيني عند قرائتها لا أشعر بنفسي
إلا أعيش القصة بتفاصيلها

لم أسمع من قبل قط بتقنية النانو
وفي البداية ظننتها من صنع خيالك
لكن عند البحث وجدتها حقيقة

وحقيقة مخيفة أيضا
ولكن كما ذكرتي وتذكرين انتِ في رائعتك
بأن لا مجال لإنفصال الإنسان عن حقيقته
و"طبيعته" مهما يتغلغل فينا التطور التقني

فبالتالي لا يغنينا التطور عن الماء والغذاء
ونظل نحن الإنسان الذي مرده لتلك الطبيعة الحقيقية

لدي أمنية وأتمنى أن تتحقق
لا تختصري رائعتكِ هذه في منتدى واحد فقط
ولا تكتفي بالنت

صدقيني تمنيتها رواية مطبوعة وأنا متأكدة من أنها
ستلاقي جمهور كبير

ولا أبالغ إن قلت لك بأني تمنيتها فيلم، لكني متأكدة
من أن منتجينا سيدمرون رائعتكِ

لدي الكثير لكني أعلم بأني ثرثرت كثيرا

لي عودة بعد الجزء الجديد


لك:i05Tulip:

jen 18-09-10 09:50 PM

عزيزتى متفائلة
كل العذر عزيزتى على تأخيرى الرهيب بالرد
وعلى تقصيرى الذى ستشهديه حتى بتعليقى
لكنى التمس منكى العذر فبعد العيد مباشرة بدأت العمل بعدما انهيت دراستى حمدا لله كما اننى منكبة على كتابة رواية جديدة لذا فاعذرى انشغالى وضيق وقتى

متفائلة
دوما ما تخطيه ينال اعجابى وتقديرى
هذه اصبحت حقيقة لا تقبل النقاش
وهذا الجزء من جديد يثبت تميزك وافكارك المميزة

مبنى الاذاعة والتليفزيون جدير بان تفكر فيه هند كحل للازمة التى يمرون بها
لكن يا للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن

لم يعجبنى موقف عمار عندما حبس هند
ربما حسب محاولتها الثانية مجرد هذيان واستخفاف بالوضع لكن اشد على يديها فى عدم استسلامها واصرارها على النجاح

انتظر القادم بشوق
واعدك بتعليق افضل فى المرة القادمة
واعذرى تعليقى الواهى اعلم انه لا يرقى الى مجهودك وتميزك

برايفت

العفو يا حبيبتى
لم افعل شيئا

AlGoma 19-09-10 10:39 PM

عزيزتي متفائلة

عسى أن يكون المانع خيرا
نتمنى أن تكوني بخير

ومازلنا
ننتظرك

متفائلة دوما 20-09-10 05:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AlGoma (المشاركة 2446510)


السلام عليكم ورحمة الله

عزيزتي متفائلة دوما
لقد قرأت من الروايات الكثير
ولم اقرأ في يوم رواية
تجمع مابين الخيال والحقيقة والإثارة والتشويق
كروايتك

أتمنى أن لا تعتبريها مجاملة
فهو ثناء يستحقه مجهودك

صدقيني عند قرائتها لا أشعر بنفسي
إلا أعيش القصة بتفاصيلها

لم أسمع من قبل قط بتقنية النانو
وفي البداية ظننتها من صنع خيالك
لكن عند البحث وجدتها حقيقة

وحقيقة مخيفة أيضا
ولكن كما ذكرتي وتذكرين انتِ في رائعتك
بأن لا مجال لإنفصال الإنسان عن حقيقته
و"طبيعته" مهما يتغلغل فينا التطور التقني

فبالتالي لا يغنينا التطور عن الماء والغذاء
ونظل نحن الإنسان الذي مرده لتلك الطبيعة الحقيقية

لدي أمنية وأتمنى أن تتحقق
لا تختصري رائعتكِ هذه في منتدى واحد فقط
ولا تكتفي بالنت

صدقيني تمنيتها رواية مطبوعة وأنا متأكدة من أنها
ستلاقي جمهور كبير

ولا أبالغ إن قلت لك بأني تمنيتها فيلم، لكني متأكدة
من أن منتجينا سيدمرون رائعتكِ

لدي الكثير لكني أعلم بأني ثرثرت كثيرا

لي عودة بعد الجزء الجديد


لك:i05Tulip:




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولا حياك الله وبياك

لا تتصورين قدر السعادة التي ادخلتيها إلى قلبي برؤية أول رد لك في المنتدى هنا..


وبقدر ما يسعدني حسن ظنك بي، بقدر ما أشعر بالخوف لزيادة حجم المسؤولية التي تقع عليّ حينها، محاولة مني للحفاظ على الأقل على درجة رضاك :)



عزيزتي، سأخبرك بسر، إن كنت شعرت بتفاصيل الرواية، فهذا عائد إليك، لأنك تمكنتي من فهم المغزى واستشعرتي ما تحاول الرواية الهمس به لقرائها ..


وهذا فن لا يجيده الكثير..

وأنت من تلك القلة..


بدأت الأخذ بنصيحتك، لكن مسألة الطباعة غير مطروحة.. على الأقل ليس قبل انتهاء فصولها جميعاً..


ولا تخافي ، إن شاء الله لن يكون هناك أي اختصار في القصة..

لكن قد يكون هناك تأخير في المتابعة..
ربما الكثير من التأخير :(

وهو أمر لا أرغبه لكنه اضطراري للأسف..


أما فكرة العمل الدرامي، فتماما كما تقولين، قد لا يسهم في توصيل الفكرة التي قصدها كاتبها.. وإن لم يكن هناك اتفاق بين جميع أطراف العمل الفني بالإيمان بالقصة فلن تظهر مترابطة..


أما من حيث الثرثرة التي تسمين، فأولاًً .. هذه الثرثرة بمثابة الوقود الذي احتاجه للمضي فيما بدأت..

أتصدقين، أني قرأت ردك أول مره منذ عدة أيام، ومن شدة تأثري لم أتمكن من الرد حينها :)

فأرجوك تابعي ثرثرتك..

ثانياً.. الرواية روايتك، فثرثري حولها كما تشائين..

بل يسعدني أن أجد تفاعلاً رائعاً كتفاعلك، نابعاً من روح طيبة كروحك
:flowers2:

وبانتظار عودتك دوما :)







اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AlGoma (المشاركة 2448992)
عزيزتي متفائلة

عسى أن يكون المانع خيرا
نتمنى أن تكوني بخير

ومازلنا
ننتظرك





أعتذر لك غاليتي، ولكل الغاليات على التأخير

تأخيري في الرد ذكرته لك سابقاً

أما تأخير الجزء فخارج عن إرادتي..

فالوقت ضيق والاجازة انتهت ..


لكن سأتدبر الأمر قريباً وسأعود إليكم بجزء جديد ان شاء الله..

وكلما تأخرت أكثر كلما عزمت على أن يكون الجزء المتأخر أطول ليكون معوضاً ان شاء الله


شاكرة لك غاليتي، وتذكري فالرواية روايتك والموضوع مفتوح لك في كل وقت..

متفائلة دوما 20-09-10 05:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenhoud (المشاركة 2447723)
عزيزتى متفائلة
كل العذر عزيزتى على تأخيرى الرهيب بالرد
وعلى تقصيرى الذى ستشهديه حتى بتعليقى
لكنى التمس منكى العذر فبعد العيد مباشرة بدأت العمل بعدما انهيت دراستى حمدا لله كما اننى منكبة على كتابة رواية جديدة لذا فاعذرى انشغالى وضيق وقتى

متفائلة
دوما ما تخطيه ينال اعجابى وتقديرى
هذه اصبحت حقيقة لا تقبل النقاش
وهذا الجزء من جديد يثبت تميزك وافكارك المميزة

مبنى الاذاعة والتليفزيون جدير بان تفكر فيه هند كحل للازمة التى يمرون بها
لكن يا للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن

لم يعجبنى موقف عمار عندما حبس هند
ربما حسب محاولتها الثانية مجرد هذيان واستخفاف بالوضع لكن اشد على يديها فى عدم استسلامها واصرارها على النجاح

انتظر القادم بشوق
واعدك بتعليق افضل فى المرة القادمة
واعذرى تعليقى الواهى اعلم انه لا يرقى الى مجهودك وتميزك

برايفت

العفو يا حبيبتى
لم افعل شيئا




صديقتي الوفيه جين..


أولاً وقبل كل شيء، ألف مبروك التخرج، وألف مليون مبروك الوظيفة..
اسأل الله تعالى أن يوفقك في عملك وأن يسخرلك ويعينك ، وأن يبارك لك في علمك وعملك.. اللهم آمين..

أهلا بك في روايتك..



وتعتذرين يا جين..؟!!

إن كان من أحد عليه الاعتذار، فهو أنا، لتقصيري بتأخيري، ولأني أعلم ضرورة أن أبذل مزيداً من الجهد لكن الظروف تحكمني أحياناً، وأخشى إن استمريت فلن أتمكن من الكتابة أصلاً، لأني سأضطر حينها لمجاراة حد أعلى مما أقدمه الآن..

فإما أن أقدم لك ولكل الحبيبات القارئات شيئاً متواضعاً، لعله يصيب الهدف..

أو أستمر بالانتظار.. والانتظار يجر انتظاراً آخر..

وبالنهاية لن يكون له وجود أصلاً..


وهو أحد أسباب تسمية الرواية بـ(قطرات)
فهي بداية..
وهي مفتاح..
وهي مدخل..


سأتوسع بالحديث عن مسمى الرواية وأسباب الاختيار بعد الانتهاء منها إن شاء الله..




بدأت كتابة رواية جديدة، وأنا متأكدة أنها راقية بقدر رقيك ..

عسى الله أن يوفقك فيها ويسدد خطاك ويأجرك ..


خلاصة القول هنا، لا تعتذري ، فمع هذا الازدحام الذي تتحدثين عنه، لا تلامين إن لم تجدي وقتاً لنفسك حتى..

وصدقيني أعرف وضعية ازدحام الوقت الآن، مع انتهاء الاجازة..

اللهم ارزقنا بركة الوقت والعمل..


أشكرك لدعمك المتواصل..
صرت أشعر بأن وجودك هو أهم من الأجزاء نفسها..
فاستشعارك للأحداث يجعلني أطمأن إلى وضوح الفكرة المبتغاه :)


وتعليقك يا جين قريب من نفسي، فأرجوك لا تتهميه بأنه واهي..



أشكرك مجدداً غاليتي

وفقك الله وأعانك
:flowers2:

jen 20-09-10 08:22 PM

حبيبتى
الجمتنى كلماتك والله ولا اعرف اى كلمات شكر تلك التى توفيكى حقك عن كل حرف سطرتيه فى حقى


حبيبتى متفائلة
لكى كل الشكر والتقدير يا عزيزتى لاحساسك الراقى ودعواتك الغالية



وتأكدى اننا الى جوارك وبانتظارك مهما طال لان ما لديك يستحق الانتظار
سأصوغ لكى مثلا
المانجو مثلا فاكهة لا تزرع وتحصد الا فى اوقات معينة من السنة ورغم انها معظم السنة لا تكون موجودة بالاسواق الا انها بمجرد نزولها يتسارع الجميع اليها لانهم يعلمون روعة مذاقها
ويقدرون انها اختفت طيلة هذا الوقت حتى تنضج ويكون طعمها بهذه الروعة التى تستحق الانتظار

متفائلة دوما 22-09-10 01:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenhoud (المشاركة 2450190)
حبيبتى
الجمتنى كلماتك والله ولا اعرف اى كلمات شكر تلك التى توفيكى حقك عن كل حرف سطرتيه فى حقى


حبيبتى متفائلة
لكى كل الشكر والتقدير يا عزيزتى لاحساسك الراقى ودعواتك الغالية



وتأكدى اننا الى جوارك وبانتظارك مهما طال لان ما لديك يستحق الانتظار
سأصوغ لكى مثلا
المانجو مثلا فاكهة لا تزرع وتحصد الا فى اوقات معينة من السنة ورغم انها معظم السنة لا تكون موجودة بالاسواق الا انها بمجرد نزولها يتسارع الجميع اليها لانهم يعلمون روعة مذاقها
ويقدرون انها اختفت طيلة هذا الوقت حتى تنضج ويكون طعمها بهذه الروعة التى تستحق الانتظار



عزيزتي جين

اعذريني، فلم أجد كلمات تعبر لك عن شعوري

لكني سأقول لا حرمني الله من اطلالتك الرائعة..

:flowers2:

AlGoma 29-09-10 06:03 PM



السلام عليكم

عزيزتي متفائلة دوما
قرأت ردكِ قبل أيام
لكنني لم أستطع المشاركة
فدخولي النت محدود جدا في هذه الأيام


وأيضا لم أكن أحب أن أضغط عليك
فشوقي لمعرفة الأحداث يحثني
على السؤال عن جزء جديد

و أشكرك على كلماتك الرائعة
لكن صدقيني بأني قلت ما تستحقه رائعتك

في النهاية أقول
تأخري كما تريدين لكن لا تتوقفي عن الكتابة

بإنتظارك
دوما :)


متفائلة دوما 09-10-10 10:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AlGoma (المشاركة 2461574)


السلام عليكم

عزيزتي متفائلة دوما
قرأت ردكِ قبل أيام
لكنني لم أستطع المشاركة
فدخولي النت محدود جدا في هذه الأيام


وأيضا لم أكن أحب أن أضغط عليك
فشوقي لمعرفة الأحداث يحثني
على السؤال عن جزء جديد

و أشكرك على كلماتك الرائعة
لكن صدقيني بأني قلت ما تستحقه رائعتك

في النهاية أقول
تأخري كما تريدين لكن لا تتوقفي عن الكتابة

بإنتظارك
دوما :)




جزاك الله خيراً وأسعدك كما تسعديني :)


أشكرك على مشاعرك الطيبة

وبإذن الله سيكون الجزء التاسع متاح قريباً

اعذريني، ولتعذرني كل العزيزات المتابعات على التقصير



:flowers2:

متفائلة دوما 01-01-11 11:16 PM

الجزء التاسع
 





~~ ( 9 ) ~~



لم ينم العميد عبدالله تلك الليلة..

فقد صدمه كلام أحمد وأشغله..

فعلا ً، مادام يستطيع أحمد الدخول على النظام ولم يرده شيء، ولم يُكشف هذا التسلل..

بل لم يشك أحد بذلك حتى..

فالأمر أخطر مما يمكن تصوره..

فلو تمكن شخص يحمل نوايا سيئة، أو حتى شخص غير مسؤول عن تصرفاته..
لو تمكن من الدخول على النظام الأمني الكترونياً، فلا يمكنه أن يتصور حجم الخراب الذي سيحدثه ذلك..


قبل الفجر بقليل صلى صلاة الاستخارة..

قرر أن يرفع إلى اللجنة يطلب منهم مقابلة أحمد لشأن أمني، ليشرح لهم بنفسه وجهة نظره..



***


بعد ست ساعات من رفع العميد عبدالله الطلب كان هو وأحمد يقابلان اللجنة لشرح الموضوع..

فقد كانت المذكرة التي رفعها عبدالله مختومة بسري وعاجل..

مما يعني أن يتم الاجتماع خلال أقل من ست ساعات من إرسال المذكرة..

افتتح العميد عبدالله الاجتماع بالتذكير بأهمية، بل محورية الدور الذي يقومون به، وعظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم..

وبأن عليهم التأكد تماماً من عدم ترك أي مجال للخطأ في أي حال..

ثم عرّفهم على أحمد ودوره السابق في أحد اللجان ، ووضح لهم أن لدى أحمد مخاوف أمنية في المدن الحديثة..


وقبل أن يطرح أيٌ من الحضور تساؤل عن ماهية هذه المخاوف، طلب من أحمد أن يشرح للجنة بالتحديد سبب تخوفه..

وأن يوضح لهم بالتفصيل ما حصل..

بدأ أحمد بالحديث..

وأثناء الحديث كان يشرح للحضور بعض الأمور من خلال شاشة العرض التي سمح العميد عبدالله بتوصيلها بحاسوب أحمد قبل بدء الاجتماع..

أخذ أحمد يشرح وهو يحاول تبسيط الأمور بقدر المستطاع، لعلمه بأن الغالبية هنا لا تفقه فعلياً في الأمور التقنية الفنية الدقيقة للأمن المعلوماتي..

أسهب أحمد بالشرح، حتى تململ أحدهم وقاطعه قائلاً "طيب يا أستاذ أحمد، فهمنا كيف يعمل النظام.. إلى أين تريد أن تأخذنا بحديثك هذا.."
كأن الآخر لم يصدق أن يجد أحد متضايق مثله ليقول "لا أتصور أن يتم استدعائنا بمذكرة من مستوى سري وعاجل من أجل هذه المحاضرة التثقيفية يا سيادة العميد.." حاول أن يحمل حديثه ما استطاع من تهكم، لعله يخفف من حدة ضيقه..!

تحرج العميد عبدالله، إلا أن أحمد لم يبد عليه أدنى اهتمام..

التفت العميد ناحية أحمد وحثه على أن يركز على صلب الموضوع..

ابتسم أحمد وهو ينظر إليه، ثم إلى بقية الأعضاء الحضور..
"سأصل الآن إلى صلب الموضوع، ومتأكد بأنكم لن تخطئوا أبداً ما أقصد..!"


"أمامكم الآن على الشاشة الجزء الشمالي الغربي من أكبر المدن التي تم الانتهاء منها تقريباً وسينتقل الناس للعيش فيها خلال أسابيع فقط.."

كان المنظر لتصوير عمودي ثلاثي الأبعاد، والبث مباشر من الموقع كما يظهر من الرمز على طرف الشاشة..

أكمل أحمد " والآن .."
ضغط على عدة أزرار في حاسوبه باحترافية عالية، ثم ...!!!


لم يعد يظهر لهم على الشاشة إلا الشظايا والدخان..!!

تجمد جميع أعضاء اللجنة، بما فيهم العميد عبدالله..

كان الصمت رهيباً، لا يسمع منه إلا أصوات ضربات القلوب التي علت!!!


لم يكن ما رأوا شيئاً مفهوماً لدى أحد منهم..

قد يكون مشهداً افتراضياً أعده أحمد لهذا العرض..

لا زالوا تحت الصدمة..

وينتظرون أن يوقظهم أحد ليخبرهم عن المشهد الافتراضي الذي شاهدوه قبل ثوان..

إلا أن أحمد أيقظهم من صدمتهم، ليتأكد من أنهم فهموا ما رأوا..

"سأعيد لكم المشهد هذه المرة بالتصوير البطيء.."

وظهرت لهم عملية الانفجار التي لم يشاهدوا مثلها من قبل..

لم يكن انفجاراً مركزياً مثل كل الانفجارات..

بل كان وكأن في كل سنتمتراً من المدينة قد انفجرت قنبلة صغيرة ، وفي وقت واحد..

فنتج عنه هذا الاندفاع الهائل لكل الجزيئات المكونة لغلاف المدينة الخارجي..

ثم أعاد لهم البث المباشر لنفس الموقع، بعد أن هدأ الوضع وتساقطت الشظايا..

ليشاهدوا المأساة التي خلفها الإنفجار..

الإنفجار الحقيقي!

بقايا مدينة كانت..!!!


أخذ أحمد يضحك بهستيرية، وهو يقول "عرفتم الآن بالضبط ما أرمي إليه..! أليس كذلك.." ويتابع ضحكه الهستيري..

لقد تحول ذلك الجزء من المدينة إلى لا شيء..!


***


تم إلقاء القبض على كلاً من العميد عبدالله والأستاذ أحمد، وتمت محاكمتهما بتهمة الخيانة الكبرى..
وأودعا السجن لفترة طويلة..


***


عندما تم القبض على عبدالله، لم يكن موضوع افتراق عمّار عن والده أمراً جديداً..

فوالده كان كثير التغيب بسبب طبيعة عمله..

لكن الذي أثار غضبه التهمة الموجهة إلى والده..

هو يعلم أن مقدار حب والده لدينه ولوطنه لا يمكن قياسه..

ويعلم أن إخلاصه لعمله يصل به إلى درجة أن يقدم نفسه على أي شيء آخر..

فأن يتهم والده بالخيانة..!

هذا ما لن يصدقه عمّار أبداً..
ولن يقف مكتوف الأيدي هكذا..


بالرغم من عدم تمكن عمّار من معرفة التفاصيل..
حيث تم التحفظ عليها..
حتى أن والد عمّار كان قد وقـّع على تعهد بعدم البوح بما حصل إلا لمن يمثله قانونياً فقط..


لذا قرر عمّار أن يتخصص بالقانون..
لأن قضية والده ستكون قضية حياته..


***



مضت عدة سنوات..

وفي المدينة الحديثة التي انتقل إليها سكان مدينة عمّار ووالده..

عمل عمّار كمتدرب في مكتب قانوني لمحامي كبير وذائع الصيت..

كان الأستاذ فريد ، صاحب المكتب القانوني، هو من تولى قضية والد عمّار..

وسعى جاهداً لتخليصه من الورطة التي وقع فيها..

بذل الكثير من الجهد والوقت..

ولا يزال..

منذ أن قرر عمّار أن يصبح محامياً، أخبر الأستاذ فريد بذلك..

تمنى له الأستاذ فريد التوفيق..

وكان داعماً له دوما..

تدرب عمّار في مكتب الأستاذ فريد ..

وبالرغم من تعاطف الأستاذ فريد مع عمّار ، إلا أنه كان يقسو عليه كما يقسو على القلة الذين يسمح لهم بالتدرب عنده..

فهو يريد لعمّار كل نجاح يمكنه أن يسهم في دفعه إليه..

لأنه وجد فيه روح الإصرار، وحب الحق والعدل..
والصبر..


وأهم ما تحلى به عمّار هو الصبر..

فهو مرتكز النجاح والوصول إلى الغايات..

فالشهادة وحدها ليست كل شيء، إن لم يكن معها اجتهاد وتعب لتصبح الشهادة متوجةً لجهوده..
لا أن تكون كالكماليات التي يتفاخر بها البعض..

وهذا ما يراعيه الأستاذ فؤاد عند تدريب طلاب القانون لديه..

***


كان عمّار يعمل ليل نهار، دون كلل أو ملل..

حتى حصل على رخصة مزاولة مهنة المحاماة، وصار عضواً في نقابة المحامين بتزكية من أستاذة..

صار عمّار قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ما يرنو إليه..

أو بالأصح، لمسك طرف الخيط ..

بالرغم من كل ما تحمله في مسلكه هذا، لم يتصور عمّار قدر التشابك الذي سيعلق به في خيوط قضية والده المعقدة..


***


عندما وصل خطاب عمّار إلى والده الذي يخبره فيه بنجاحه الأخير..

كان عبدالله سعيداً بقدر سعادته بقدوم ابنه عمّار إلى الحياة ..

بقدر ما يقهره حرمانه من ابنه، وحرمان ابنه منه في أيام الشدة وأيام الرخاء معاً..

وبقدر ما أفرحه نجاح ابنه، وتمكنه من مواجهة صعاب الحياة بإصرار..

لكن في نهاية الخطاب أمرٌ أقلق عبدالله كثيراً..

كتب عمّار "ستكون قضيتك هي القضية رقم واحد في حياتي، ولو تطلب مني ذلك حياتي المهنية كلها.."
"هكذا سيحطم ابني حياته..!" همس عبدالله لنفسه..

وأخذ يفكر للبحث عن مخرج..

يجب أن لا يتدخل ابنه في هذه القضية..

فالموضوع أكبر منه ومن ابنه..

فحتى لو أنه كان كبش فداء، لكنه لن يجعل ابنه يلحق به هو الآخر..

فالجهة التي ورطت عبدالله لن تسمح لأي كان بالوقوف في طريق تحقيقها لأهدافها..

لم يكن أمام عبدالله إلا أن يطلب مقابلة محاميه، ليتولى هو هذه المهمة..

يجب أن يبتعد عمّار عن هذا العالم الذي لا يرحم بأي ثمن..

***


لم يكن السجين عبدالله هو من منع ابنه من تولي القضية..

بل الجهات الرسمية، رأت في تسلم ابنه لقضيته زعزعة للأمن القومي..

فالعاطفة ستتدخل هنا وستجلب مشاكل لا يسع للبلد احتمالها..

لذا تم رفض طلبه دون إبداء الأسباب..

***

كاد عمّار أن يجن عندما رفض طلبه..!

وكيف له أن لا يفعل، وهو يرى جهد سنوات عمره..

كل ما خطط له في حياته..

بل حلمه..

ينهار بقرار مخطوط في ورقة واحدة..!!


شعر عمّار بمزيج من الغضب والقهر يعتصران قلبه..


لم يكن عمّار ليستسلم عن الوصول لما قضى شطراً من حياته لتحقيقه..

لن يعجزه رفض الطلب عن التوصل إلى طريقة أخرى..


***


بعد عدة أشهر، تم إلقاء القبض على عمّار..

بسبب وصوله إلى معلومات أمنية سرية بطريقة غير مشروعة.!

حكم على عمّار بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة..

في السجن، تعرف عمّار على هيثم الذي صار صديقه المقرب..

صديقه الذي هو في نفس الوقت، سجانه..!


***


كانت هند قد أثارت غضب عمّار بحق..

فقد تلاعبت بمشاعر الناجين بأكثر مما ينبغي..

كانت كمن رفعهم لأعلى سماء، ثم دفعهم إلى الأرض بكل قسوة..!

ثم، ها هي تعاود الكرة وكأنها تلعب بدمى!!

لن يسمح لها بتكرار ذلك، خاصة بعد حالة الإحباط التي أصابت الناس..

صحيح أنه غالباً ما تقنعه بما تريد، لكنه هذه المرة لم يعطها الفرصة حتى للتوضيح..

"هكذا أفضل للجميع" قال يقنع نفسه..

مع أنه كان يشعر بالغضب..

منها، ومن نفسه..


لماذا يقف كثيراً عند الأمور التي تتعلق بها..!

لم يشأ أن يفكر بتعليل لذلك، خوفاً من أن يجرفه التفكير لما لا يود معرفته..!


***


بدأ أبو خليل بتنفيذ خطته على نطاق ضيق..

لا يريد أن يتسرع فلا تأتي الأمور كما يريد..

إن هو بقي هادئاً ، وتروى في التنفيذ، فستنجح خطته بالتأكيد..

كان قد حدد الموقع المناسب مسبقاً من خلال استطلاعه للمدينة..

وقد حدد بذهنه مسبقاً من يريد أن يشرك معه من الناجين..

ورمى بشباكه عليهم..

الآن، حان وقت جذب الشباك..!


المعطيات من حوله أوحت له بأن الوضع الذي هم عليه سيطول، إن لم يستمر..

والذكي هو الذي يستغل الفرص أفضل استغلال..

كان في الطرف الشمالي من المدينة منزل كبير جداً..

مما كان يصنف كقصر في الماضي..

مبنى رئيسي كبير جدا، ملحق به عدة مبانٍ أخرى..

في وسط ساحة واسعة ، مليئة بأشجار النخيل وبعض الأشجار الأخرى المهملة..

وفيها بئر جوفي أيضاً..

وأهم ميزة في هذا القصر، السور العالي الذي يحيطه..


تلك ستكون مملكته..

وهؤلاء المغفلين سيكونون حاشيته..!!!


لكن البداية دائماً هي أصعب جزء، ولن يسمح لشيء بأن يتسبب في تعثر مخططه..

حتى لو كان حماسه الشديد..

بالرغم من أنه وضع خططه لأكثر من سيناريو محتمل..

كلها تقوده لتحقيق هدف واحد..

سيحكم هذا العالم الذي يحاول تكييف نفسه..

وسيجعل ابنته أسعد فتاة في العالم..


الم تكن والدتها – رحمها الله – تتهمه بإهماله لابنته الوحيدة..

بسبب انغماسه في الملاهي ، ثم فوات فرصة العمل الجيدة عليه..

الآن فرصته لإثبات حبه لابنته..

وإثبات استحقاقه للأبوه.. لنفسه قبل الآخرين!!!





khalid 2006 02-02-11 06:43 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا أريد أن أنبه أني فتاة وهذا فقط لقب لي

احييك أختي المتفائلة دوما ، لقبك رائع يعجبني المتفائلين واحب أن أكون منهم

سلمت يداك على قصتك الأكثر من رائعة
يعجبني الخيال العلمي لأني لا أراه دائما خيالا بل كثير منه فيه جانب من الحقيقة

مأعجبني في قصتك :
1. لغتك العربية الفصحى السلسة ( أعشق العربية )
2. الفكرة جميلة وإن لم تكن جديدة لكن صغتها بشكل جديد .
3. قصتك مميزة ومختلفة عن غيرها في أنها قصة خيال علمي إسلامي أي فخرك بكونك مسلمة كما أنك أتقنت إظهار عالمية ديننا وصلاحه لكل زمان ومكان ، استمري على هذا المنهج .

بانتظار الأجزاء الباقية على أحر من الجمر
:55:

بياض الصبح 15-05-12 03:26 AM

تنقل للأرشف

لــ تاخر الكاتبة


..
..
..


الساعة الآن 12:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية