منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   من عيون الشعر العربي والعالمي (https://www.liilas.com/vb3/f289/)
-   -   طلب [ ديوان معروف الرصاصي ] (https://www.liilas.com/vb3/t146624.html)

سموة المعالي 18-08-10 11:49 AM

كأن البدرَ صحن من لُجَيْنِ
( معروف الرصافي )
كأن البدرَ صحن من لُجَيْنِ

بدا فجلا برونقه الهموما

به ارتقت الملائك للاعالي

وراحت فيه تلتقط النجوما
















كأن الشمسَ باخرة ٌ مخور
( معروف الرصافي )
كأن الشمسَ باخرة ٌ مخور

تجد السير في بحر الفضاء

ستغرق بعد حين باصطدام

يمزق جرمها أو بانطفاء















كأن حياتنا جبل مُطِل
( معروف الرصافي )
كأن حياتنا جبل مُطِل

على مهواتِه وهي المَمَات

مشيْنا فوقه عُمياً فظلَّت

تَهاوَى نحو هُوَّته المشاة

كأن فضاء هذا الكون مجر

تموج فيه هذي الكائنات

تبين تارة وتغيب اخرى

فشأناها التفرق والشتات



















كأني بهذي الارض قد حان حينها
( معروف الرصافي )
كأني بهذي الارض قد حان حينها

فطاحت بابعاد الفضاء شظايا

ونادت بأصوات الفناءِ فجاجُها

وناحت على أطوادِها هَملايا



















كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات
( معروف الرصافي )
كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات

لهنَّ ينقاد في كل الإرادات

يجرى عليهن فيما يبتغيه ولا

ينفكُّ عنهن حتى في الملذات

قد يستلذُّ الفتى مااعتاد من ضرر

حتى يرى في تعاطيه المسرات

عادات كل امرئٍ تأبى عليه بان

تكون حاجاته إلا كثيرات

أني لفى أسر حاجاتي ومن عجب

تعودي ما به تزداد حاجاتي

كل الحياة افتقار لا يفارقها

حتى تنال غناها بالمنيات

ولو لم تكن هذا العادات قاهرة

لما أسيغت بحال بنت حانات

ولا رأيت سكارات يدخنها

قوم بوقت انفرادٍ واجتماعات

ان الدخان لثان في البلاءِ اذا

ما عدت الخمر اولى في البليات

وربَّ بيضاءَ قيدِ الأصبع احترقت

في الكف وهي احتراق في الحشاشات

ان مرَّ بين شفاهِ القوم اسودُها

ألقى اصفراراً على بيض الثنيات

وليتها كان هذا حظّ شاربها

ولو أتتهُ بحدّ المشرقيات

عوائد عمت الدنيا مصائبها

وانما انا في تلك المصيبات

إن كلَّفتني السكارى شرب خمرتهم

شربت لكن دخاناً من سكاراتي

وأخترت أهون شر بالدخان وإن

احرقت ثوبي منه بالشرارات

وقلت يا قوم تكفيكم مشاركتي

إياكم في التذاذ بالمضرات

إني لأمتصُّ جمراً لُفَّ في وَرَق

إذ تشربون لهيباً ملءَ كاسات

كلاهما حُمُق يفتر عن ضرر

يسم من دمنا تلك الكريات

حسبي من الحمق المعتاد أهونه

إن كان لابد من هذي الحماقات

يا من يدخن مثلي كل آونة

لمني ألمك ولا ترض اعتذاراتي

إن العوائد كالأغلال تجمعنا

على قلوب لنا منهنَّ أشتات

مقيَّدين بها نمشي على حذر

من العيون فنأتي بالمداجاة

قد ننكر الفعل لم تألفه عادتنا

وان علمناه من بعض المباحات

ورب شنعاء من عاداتنا حسنت

في زعمنا وهي من أجل الشناعات

عناكبُ الجهل كم ألْقت بأدمغة

من الأنام نسيجاً من خرافات

فحرَّموا وأحلوا حسب عادتهم

وشوَّهوا وجه أحكام الديانات

حتى تراهم يرون العلم منقصة

عند النساء وان كن العفيفات

وحجوبهن خوف العار ليتهم

لم تحصِ سيئة َ العادات مقدرتي

مهما تفننت منها في عباراتي

فكم لها بدع سود قد اصطدمت

في الناس منهن آفات بآفات

لو لم يك الدهر سوقاً راج بأطلها

ما راجت الخمر في سوق التجارات

ولااستمر دخان التبغ منتشراً

بين الورى وهو مطلوب كاقوات

لو استطعت جعلت التبغ محتكراً

فوق احتكار له أضعاف مرات

وزدتُ أضعافَ أضعاف ضريبته

حتى يبيعوه قيراطاً ببدرات

فيستريح فقير القوم منه ولا

يبلى به غيرُ مثرِ ذي سفاهات

الحُرُّ مَن خرق العادات منتهجاً

نهج الصواب ولو ضدِّ الجماعات

ومن إذا خذل الناسُ الحقيقة عن

جهل أقام لها في الناس رايات

ولم يخفْ في اتباع الحق لائمة

وعامل الناس بالإنصاف مدرعاً

ثوب الاخوة من نسج المساواة

فاغبى البرية أرفاهم لعادته

وأعقل الناس خُرَّاق لعادات

سموة المعالي 18-08-10 11:51 AM

لا تشك للناس يوماً عسرة الحال
( معروف الرصافي )
لا تشك للناس يوماً عسرة الحال

وان ادامتك في همّ وبلبالل

وجانب اليأس واسلك للرجا طرقاً

فالدهر ما بين إدبار وإقبال

واركب على صهوات الجد مغترباً

فيما تحاول ذا حلّ وترحال

واطلب على عزّه بيض الانوف ولا

تطلب لعَمْرُك أن تُحظى بمفضال

لم يبق غيرُ الذي غُلت أنامله

اما باغلال شح أو باقلال

كم قد غدوتعلى الايام منتدباً

قوماً أضعت بهم شعري وآمالي

افعالهم دون ان يُعرى الرجاء بها

لكنّ أقوالهمَ أقوال أقيال

من كل هَيّ ابن بي لا ثباتَ له

جَعْد اليدين قَئول غير مِفعال

كم بات ذا الحمق خلوا في مضاجعه

وبات ذو العقل فيها كاسف البال

هذا يميس بابراد مفوقة

وذا يخيط شظايا طمره البالى


























لعمرك ان قصر البحر قصر
( معروف الرصافي )
لعمرك ان قصر البحر قصر

به يسلو مواطنه الغريب

وتمتلئ العيون به ابتهاجاً

اذا نظرت وتنشرح القلوب

أحاط به فكان له رقيباً

مناظر دونها العجب العجيب

فمن شمس يصافحها طلوع

ومن شمس يعانقها غروب

ومن سُفن تجيء بها شمال

ومن سفن تروح بها جنوب

وأخرى حوله خمدت لظاها

وأخرى في الفؤاد بها لهيب

أطل على المياه فقابلته

بوجه لا يمازجه شحوب

يقبل جانبيه البحر حتى

كأن البحر مشغوف كئيب

وهذا القصر بينهم خطيب

ومغناه الانيق له حبيب

وما هذا التموج من هواء

ولكن من هوى ً فهو الوجيب

كأن الموج في الدأماء رجال

مهذا القصر تصفيق مهيب

تلمُّ به المسرات ازدياراً

فتعرفه وتجهله الكروب

وما انفردت به بيروت حسنا

ولكن القصور بها ضروب

فها هو من تكاسل قاطنيه

تجرّ عليه كلكلها الخطوب

إذا تدعو الرجالَ به لخير

يجيبك من تخاذلهم مجيب

فيا لهفي على بغداد امست

من العمران ليس لها نصيب

سأبكي ثم استبكي عليها

اذا نضبت من العين الغروب

أيا بغداد لا جازتك سحب

ولا حلّت بساحتك الجدوب

تطاول ساكنوك على َّ ظلماً

فضاق على َّ مغناك الرحيب

وكم نطقوا بالسنة حداد

يسيل بها من الأشداق حُوب

رماني القوم بالالحاد جهلاً

وقالوا عنده شك مريب

ألا يا قوم سوف يجد جِدى

وسوف يخيب منكم من يخيب

فمن ذا منكم قد شق قلبي

وهل كُشفت لكم فيَّ الغيوب

فعند الله لي معكم وقوف

إذا بلغت حَناجرَها القلوب

يقيني شرّ فريتكم يقيني

بأن الله مطلع رقيب

ولم تُخفر لكم عندي ذِمام

ولكن عادة الريح الهبوب

























لقد سمعوا من الوطن الأنينا لقد سمعوا من الوطن الأنينا
( معروف الرصافي )
لقد سمعوا من الوطن الأنينا لقد سمعوا من الوطن الأنينا

فضجوا بالبكاء له حنينا

وأنبأه بصارمه اليقينا

جميعاً للدفاع مسلَّحينا

وثاروا من مرابضهم أسودا

بصوت الاتحاد مُزمجِرينا

شبابٌ كالصوارم في مَضاءٍ

يُروْنَ، وكالشموس مُنوِّرينا

سلانيك الفتاة حوت ثراءً

بهم فقضت عن الوطن الديونا

لقد جمعوا الجموع فمن نصارى

ومن هود هناك ومسلمينا

فكانوا الجيش الف من جنود

مجندة ومن متطوعين

وشاهت أوجه المتمردينا

وما هم فيه متحدين دينا

هي الاوطان تجعل في بنيها

وتتركهم أولي أنف كبارٍ

يرون حياة ذي ذل جنونا

وأن الموت خير من حياة

يظل المرء فيها مستكينا

مشوا والوالدات مشيعات

يقلن وهن من فرح بواك

وهم من حزنهم متبسمونا

على الباغين منتصرين سيروا

وعودوا للديار مضفرينا

ولا تبقوا الذين قد استبدوا

وراموا كيدنا وتخونونا

فإن لم تنقذوا الأوطان منهم

فلستم يا بنين لنا بنينا

فقد هاجوا على الدستور شراً

بدار الملك كي يستعبدونا

هم الاشرار باسم الدين قاموا

فعاثوا في المواطن مفسدينا

فما تركوا من الدستور شُورَى

ولا أبقَوا لنغْمته طنينا

وكم قد قلن من قول شجى ٍّ

ومذ حان الوَداع دنون منهم

فقبلْن الصوارمَ والجفونا

وما أَنسى التي برزَت وقالت

وقد لفتوا لرؤيتها العيونا

ألا يا راحلين لحرب قوم

خذوني للوغى معكم خذوني

ممرضة لجرحاكم حنونا

وان لم تفعلوا فخذوا ردائي

به سدوا الجروح اذا دمينا

ولما جد جدهم استقلوا

على ظهر القطار مسافرينا

فطاروا في مراكبه سراعا

باجنحة البخار مرفرفينا

وظل الجيش صبحا أو مساء

تسير جموعه متتابعينا

فلم يتَصرّمِ الأسبوع إلا

وهم برُبا فروقَ مخيّمونا

هنالك قمت مرتحلا اليهم

لأبصر ما أؤمل أن يكونا

تكادُ به تظن الماء طينا

ركبت بها على اسم الله بحرا

غدا بسكون لجته رهينا

يعز على الطبيعة ان يهونا

ومرأى البحر أحسن كل شيءٍ

اذا لبست غواربه سفينا

اتينا دار قسطنطين صبحا

وقد فتحت لهم فتحا مبينا

وظل الجيش جيش الله يشفي

بحد سيوفه الداء الدفينا

فأزهق أنفس الطاغين حتى

سقاهم من عدالته المنونا

احلهم المقابر والسجونا

وحطوا قصر يلدز عن سماء

له فانحط أسفل سافلينا

واصبح خاشع البنيان يغضي

عيونا عن تطاوله عمينا

خلا من ساكنيه وحارسيه

هوى عبد الحميد به هويا

إلى درَك الملوك الظالمينا

وانزل عن سرير الملك خلعا

وأفرد لا نديمَ ولا قرينا

فسيق الى سلانيك احتباسا

له كي يستريح بها مصونا

ولكن كيف راحة مستبد

غدا بديار اسرار احرار سجينا

يراهم حول مسكنه سياجا

ويعجز ان ينيم لها عيونا

وموت المرء خير من مقام

له بين الذين سقوه هونا

لقد نقض اليمين وخان فيها

وقد كانت به البلدان تشقى

شقاء من تجبره مهينا

فكم اذكى بها نيران ظلم

وكم من اهلها قتل المئينا

وكان يدير من سفه رَحاها

بجعجعة ولم يُرِها طحينا

وقد كانت به الايام تمضي

شهوراً والشهور مضت سنينا

ولما ضاق صدر الملك يأسا

وصار يردد الوطن الانينا

اتى الجيش الجليل له مغيثا

فصدَّق من بني الوطن الظنونا

واضحى سيف قائده المفدى

على الدستور محتفظا أمينا

حماه من العداة فكان منه

مكان الليث اذ يحمي العرين

واسقط ذلك الجبار قهرا

فقرت اعين الدستور امنا

وشاهدت اوجه المتمردينا






































لقد طوَّحتني في البلادُ مُضاعَا
( معروف الرصافي )
لقد طوَّحتني في البلادُ مُضاعَا

ظوائح جاءت بالخطوب تباعا

فبارحت ارضاً ماملأت حقائبي

سوى حبها عند البراح متاعا

عتبت على بغداد عتب مودع

أَمضَّته فيها الحادثات قِراعا

أضاعتنيَ الأيام فيها ولو دَرَت

لعز عليها ان اكون مضاعا

لقد أرضعتني كل خَسفِ وإنني

لأشكرها أن لم تُتم رَضاعا

وما انا بالجاني عليها وانما

نهضت خصاماً دونها ودفاعا

وأعملت اقلامي بها عربية

فلم تبد أصغاء لها وسماعا

ولو كنت أدري انها أعجمية

تخذت بها السيف الجراز يراعا

ولو شئت كايلتُ الذين انطوَوْا بها

على الحقد صاعا بالعداء فصاعا

ولكن هيَ النفس التي قد أبت لها

طباعَ المعالي أن تسوءَ طِباعا

أبَيت عليهم أن أكون بذلّة

وتأبى الضواري أن تكون ضباعا

على أنني داريتُ ما شاء حقدَهم

فلم يجدِ نفعاً ما أتيت وَضاعا

وأشقى الورى نفساً وأضيعهم نهى ً

لبيبٌ بداري في نُهاه رعاعا

تركت من الشعر المديح لأهله

ونزهت شعري أن يكون قذاعا

وأنشدته يجلو الحقيقة بالنُّهى

ويكشف عن وجه الصواب قناعا

وأرسلته عفواً فجاءَ كما ترَى

قوافي تجتاب البلاد سراعا

وقفت غداة البين في الكرى وقفة

لهاكربت نفسي تطير شعاعا

أودَّع أصحابي وهم محدِقون بي

وقد ضقت بالبين المشت ذراعا

أودَعهم في الكرخ والطرْف مرسل

إلى الجانب الشرقي منه شعاعا

كأن برأسي يا أُميم صداعا

وكنت أظن البينَ سهلا فمُذ أتى

شَرَى البينُ مني ما أراد وباعا

وإني جَبان في فِراق أحبتي

وأن كنت في غير الفراق شجاعا

كإني وقد جد الفراق سفينه

أشالت على الريح الهجوم شِراعا

فمالت بها الأرواح والبحر مائج

وقد أشكت الواحها تتداعى

فتحسبني من هزة في أفدعاً

ترى هضاباً زلزلت وتلاعاً

فما أنا إلا قومة وإنحناءة

وسر أذاعته الدموع فذاعا

رعى الله قوماً والرصافة كلما

تذكرتهم زاد الفؤاد نزاعا

أبيت وما أقوى الهموم بمضجع

تصارعني فيه الهموم صراعا

وألهو بذكراهم على السير كلما

هبطت وهاداً أو علوت يفاعا

هم القومُ أما الصبر عنهم فقد عَصى

وأما اشتياقي نحوهم فأطاعا

لقد حكَّموني في الأمور فلم أكن

لأنطق إلا أمراً ومطاعا

زجرت كلاباً أم قحمت سباعا

سلام على وادي السلام وإنني

لأجعل تسليمي عليه وداعا

له الله من واد تكاسل أهله

فباتوا عِطاشا حوله وجياعا

رآهم عبيداً فاستبد بمائه

جرى شاكراً صنعَ الطبيعة إنها

أبانت يداً في جانبيه الصناعا

وما أنْسَ لا أنْسَ المياهَ بدَجلة

وإن هي تجري في العراق ضَياعا

ولو أنها تسقي العراق لما رَمَت

وما وجدت ريح وإن قد تناوحت

مَهباً به إلا قُرى وضِياعا

سأجري عليها الدمعَ غير مضيع

وأنوب قاعاً من هناك فقاعا

وأذكر هاتيك الرباع بحسنها

فنعمت على شَحط المَزارِ رباعا

سموة المعالي 18-08-10 11:53 AM

لله يومُ جاءَ يَلسعُ بَردُه
( معروف الرصافي )
لله يومُ جاءَ يَلسعُ بَردُه

فكأنَّ ذرَّاتِ الهواءِ عَقاربُ

لم تلقَ شيئاً فيه ليس بجامِد

الا احتمال فيه فذائب











لمن الديار يلحن في الصحصاح
( معروف الرصافي )
لمن الديار يلحن في الصحصاح

لعِبَت بهن روامس الأرواحِ

عبثت بها ايدى البلى فتركنها

في العين أخفى من دريس نِصاح

ولقد وقفتُ بها المطيّ مسائلا

شجرات واديها وهن ضواح

أقتافُ آثاراً لهن دوارساً

كانت اليها غدوتي ورواحى

لما تبينتُ المعالم هُمَّداً

هَطلت مدامع طرفي السفاح

فسقاك مرتكز الغمائِم صَوْبه

غدقاً بكل عشية وصباح

حيَّ الديار وان تحمل اهلها

عنها وأمست مُوحِشات بطاح

عهدي بها والعيش أخضر ناعم

والشملُ تجمعه يد الأفراح

مَغنى أنيقاً للحسان وروضة

نبيي بكل عرارة واقاح

كم قد لثمت بها المراشف آخذاً

بهضيم خصر جال تحت وشاح

ولكم لهوتُ من الحسان بغادة

لمياء ترشفني شمول الراح

هل عائد زمن أتيت مع المها

ماشئت من لعب به ومزاح

قد بت فيه من ضجيع كل غريرة

رُوِد الشباب من الْجرادِ رَداح

أيام تحضرُ بي بمضمارِ الصِّبا

فرَسُ الشبيبة ِ وهي ذات جِماح

ركضوا بميدان التحاسُدِ خيلهم

وسبوا من الاعراض غير مباح

لبسوا النفاق لهم دروعاً واغتدوا

يتطاعنون من الخنا برماح

أضحوا كماة وشاية وسعاية

ومن الضغائن هم شُكاة ُ سلاح

كالجاهلية غيرَ أن مُغارهم

في نهبِ كل خطيئة وجناح

إصلاحُهم أعيا العقولَ لأنهم

خلقت مفاسدهم لغير صلاح

من كل مرتكب الشنِيعِ ولم يكد

يثنيه عنه اذا لهاه اللاحي

أهدي بطرق المُخزيات من القطا

واضل ممن آمنوا بسجاح



















لمن القصر لا يجيب سؤآلي
( معروف الرصافي )
لمن القصر لا يجيب سؤآلي

آهلات رُبوعُه أم خوالي؟

مشمخر البناء حيث ترآءى

باليا مجده بلح الاطلال

لم تصبه زلزال الارض لكن

قد رمته السماء بالزلزال

وكسته الأيام بالصمت لمَّا

نطقتْ فيه حادثات الليالي

فتراءت ابكاره شاحبات

باكيات بأعين الآصال

ايها القصر ايه بعض جواب

لا تكن ساكتاً على تسْآلي

ليت شعري والصمت فيك عميق

ذاكر انت عهدهم ام سال

ما تداعى منك البناءُ ولكن

قد تداعى بناء تلك المعالي

كنت كل البلاد في الطول والعرض

وكل العباد في الاعمال

كنت مأوى العلى مثار الدنايا

مَهبط العز، مصدر الإذلال

كنت جُباً وأيَّ جُب عميق

بالعا للنفوس والاموال

مَورِدا الخائنين كنت وكانت

منك تدلي مطامع العمال

قصرُ عبد الحميد أنت ولكن

اين يا قصر اين عرش الجلال

اين خاقانك الذي كان يدعى

قاسمَ الرزق، باعثَ الآجال

ما ارى اليوم ذلك المجد الا

كخيال تمر بعد خيال

هل وقوفي على مبانيك إلا

كوقوفي على الطلول البوالي

قد تخونتنا ثلاثين عاماً

جئت فيها لنا بكل محال

تلك اعوام رفعة للاداني

تلك الاعوام حطت للاعالي

يَثِب العدل طافرا كلما مـ

ـرّ عليها مشمِّرَ الأذيال

ملأت خطة الزمان شنارا

فأبتها كل العصور الخوالي

وكأني أرى اضطراب نفوس

كنت تغتالها وأي اغتيال

أسمع الآن فيك ما كان يعلو

من أنين لها ومن إعوال

وترقت الى ذؤابة اعلى

كوكب في سمائه جوال

وهي اليوم أحرقتك بشُهب

قذفتها عليك ذات اشتعال

لم يضع مجدها وان هي امست

ضائعات الاشلاء والاوصال

كيف ننسى تلك الخطوب اللواتي

لقحت منك حربها عن حيال

يوم كنا وكان للجهل حكم

خاذل كل عالم مفضال

آمر من عتوه كل امر

يغرس البغضَ في قلوب الرجال

أفأصبحتَ نادماً أيها القصـ

ـرُّ تبالي بالقوم أم لا تبالي؟

لم تفدك الندامة اليوم شيئاً

قضى الامر فاصطبر باحتمال

وعزاء فلستَ أولَ قصر

نكس الدهر من ذراه العوالي

قد تداعى من قبلُ إيوان كسرى

بعد ان طال شاهقات الجبال

وكأين من قصر ملك ترَامى

ساقطا بالملوك والاقيال

فابق يا قصر عابس الوجه كيما

يصبحَ الملك باسم الآمال

ولسنا "وإن كانت كباراً قصورنا"

وتعثر فلا لعا لك حتى

ينهض العدل ناشطا من عقال

إنما نحن أمة تدرأ الضيـ

ـم وتأبى أن تستكين لوالي

امة سادت الانام وطابت

عنصرا من أواخر وأوالي

فإذا ما غلا الغشومِ نهضنا

فقذفناه سافلا من عال

نملأ الارض ان مشينا لحرب

بزئير الغضنفر الرئبال

واذا ما غل المليك رددناه

ذليلا يقال بالاغلال

نحن من شعلة الجحيم خلقنا

لأولى الجوْر لا من الصلصال

يا ملوك الانام هلا اعتبرتم

حائمات على الذي فيك أبقيـ

ليس عبد الحميد فردا ولكن

كم لعبد الحميد من أمثال

فاتركوا الناس مطلقين والا

عشتم موثقين بالاوجال

هل جنيتم من التجبر الا

كل اثم عليكم ووبال

فمشى اليه ابو دلامة مخرجا

زادا تعلق بالسموط مشالا



























معارفُ بغدادَ قد جاءها
( معروف الرصافي )
معارفُ بغدادَ قد جاءها

مدير من الطيش في مسرح

حمار ولكنه ناطق

وطفل ولكنه ملتحى

فيا ايها العلم عنها ارتحل

ويأيها الجهل فيها اسْلحِ

سموة المعالي 18-08-10 11:54 AM

من أين من أين يا ابتدائي
( معروف الرصافي )
من أين من أين يا ابتدائي

ثم إلى أين يا انتهائي؟

أمن فناء إلى وجود

ومن وجود الى فناءِ

أم من وجود له اختفاءٌ

الى وجود بلا اختفاءِ

خرجت من ظلمة لأخرى

فما امامي وما ورائي

ما زلت من حيرة بامرى

معانق اليأس وارجاءِ

إن طريق النجاة وعر

يكبويه الطرف ذو النجاءِ

يَأيها المترف المهنّا

يهدي إلى ناجع الدواء

لاي امر ذه الليالي

تأتني وتمضي على الولاءِ

فتطلعُ الشمس في صباح

وتغرب الشمس في مساء

ارى ضياءً يروق عيني

ولست أدري كنه الضياء

وما اهتزاز الأثير إلا

عُلالة نزرة الحملاء

نحن على رغم ما علمنا

نعيش في غيهب العماء

نشرب ماء الظنون عبا

بهنَّ يُدعى يابن الثراء

تأتي علينا مشاهدات

نروح منهن في مراءِ

وكم نرى فعل فاعلات

من القوى وهي في الخفاءِ

يا ويلة الحس انه عن

حقيقة الامر في غطاءِ

فان اجزاء كل جسم

مبتعدات بلا التقاءِ

وفي دُقاق الجماد عَرك

يا قوة الجذب أطلقيني

من ثقلة اوجبت عنائي

لولاك لولاك يا شكالي

انتَ عماد السماءِِ لكن

خفيت عن عين كل راءِ

ربطت كل النجوم فيها

بعضاً ببعض ربط اعتناء

فدرن في الجوّ جاريات

كأنها السفن فوق ماءِ

نحن بني الارض قد علمنا

باننا من بني السماء

لو كنت في المشتري لبانت

ارضي سماءً بلا امتراء

فليس فوق وليس تحت

ولا اعتلاءٌ لذي اعتلاءِ

وانما نحن فوق نجم

فليت شعري أي ارتقاء

للروح يبقى أيُّ ارتقاء

وأنت يا كهرباء سرٌّ

بدا وما زال في غِشاء

عجائب الكوزن وهي شتى

فيك انطوت أيما انطواء

رضأت ان شئت كل داج

لنا وأدنيت كل ناء

فأنت للكائنات روح

إن كانت الروح للبقاء

وكم تقاضاك فيلسوف

حقيقة ً صعبة الاداء

فقال والقول منه ظن

ما الكون إلا بالكهرباء

وليلة بتها أنادي

نجومها ابعد النداء

آخذ منهن بالتداني

فكراً ويأخذنَ بالتنائي

فانثني باكياً بشعري

وربما كرّ بعد وهن

فكري فالفى بعض الشفاء؟

فأرجع القهقرى أغنِّي

وما سوى الشعر من غناء

أقول والنسر فوق رأسي

وطالع النجم في إزائي

يا أيها الأنجم الزواهي

لله ما فيك من بهاء

اما كفاك النعش السنى جمالاً

حتى تجللت بالسناء

امات ذو النعش بانطفاء

اني اذا كنت في حداد

اليك اهدي حسن العزاء

أخوك هل طائر لو كر

أم قاصد منتهى الفضاء

كأن أم النجوم سيف

سُلَّ على الليل ذو مَضاء

رصع متناه بالدراري

فراق في الحستن والرواء

كأن نجم السها اديب

في أرض بغداد ذو ثَواء

كأن خط الشهاب مُدلِ

لاسفل البئر بالرشاء

كأنما انجم الثريا

في شكلها الباهر الضياء

قفار كف به فصوص

من حجر الماس ذيالصفاء

برئت للموت من حياة

مانكبت مهيع الشقاء

لم يكفها أنها احتياج

حتى غدت حَومة البلاء

يمرح في ثوب كبرياء

مهلا أخا الكبر بَعض كبر

الست تقني بعض الحياء؟

انت ابن فقر الى أمور

بهن تدعى يا ابن الثراء

















من كان يأرق بالهموم
( معروف الرصافي )
من كان يأرق بالهموم

فقد ارقت من السرور

وطربتُ من صوت يجي

ء إليّ من غرَف القصور

صوت كأن الغانيا

اعرنه هيف الخصور

ونضحن من ماء الحياة

ة عليه في شنب الثغور

سرى الهموم عن الفؤاد

يجوف حالكة الستور

والعود ينطق باللحون

ن بلهجتي نمٍّ وزير

يرمي به الصوت الرخيم

ـم على الدجى لمعاتِ نور

ملأ الظلام توقداً

كالكهرباءة في الأثير

يحكى الزلالَ لدى العطا

او الثراء لدى الفقير

أصغيتُ منقطعاً إليـ

ـه عن المُواطن والعشير

فحسبت نفسي في الجنان

ن بغير وِلدان وحور

وطفِقت أدّكر العرا

ق فعاد صفوي ذا كدور

فرجعت عن ذاك السماع

وغبت عن ذاك الشعور

وذكرت من يبكي هناك

على َّ بالدمع الغزير

تستوقف العجلان ثمـ

بالرنين عن المسير

وتقول من مضض الفراق

ق مقالَ ذي قلب كسير

أبُنى سر سيرَ الأما

من الطوارق في خفير

ياأم لا تخشي فان الله

يا أمي مجير

ودعي البكاءَ فإن قلـ

ـبيَ من بكائك في سعير

أعلمتِ أني في دمشـ

ـق أجر أذيال الشرور

بين الغطارفة ِ الذيـ

تخافهم غير الدهور

من كل وضاح الجبين

ـن أغر كالبدر المنير

حرّ الشمائل والفعائل

والظواهر والضمير

سموة المعالي 18-08-10 11:56 AM

ناح الحمام وغرّد الشحرور
( معروف الرصافي )
ناح الحمام وغرّد الشحرور

هذا به شجن وذا مسرور

في روضة ِ يُشجى المشوق ترقرق

للماء في جنباتها وخرير

ماء قد انعكس الصفاء بوجهه

وصفا فلاح كأنه بَلور

قد كاد يمكن عنذ ظني أنه

بالماس يوشر منه لي موشور

وتسلسلت في الروض منه جداول

بين الزهور كانهن سطور

حيث الغصون مع النسيم موائل

فكأنهن معاطف وخصور

ماذا أقول بروضة عن وصفها

يعيا البيان ويعجز التعبير

عني الربيع بوشيها فتنوعت

للعين أنوار بها وزهور

مثلت بها الاغصان وهي منابر

وتلت بها الخطباء وهي طيور

متعطر فيها النسيم كأنما

جيب النسيم على شذا مزرور

للنرجس المطلول ترنو أعين

فيها وتبسم للاقاح ثغور

تخذت خزاماها البنفسج خدنها

وغدا يشير لوردها المنثور

وكأن محمر الشقيق وحوله

في الروض زهر الياسمين يمور

شمع توقد في زجاج أحمر

فغدا حواليه الفراش يدور

وتروق من بعد بها فوارة

في الجو يدفقُ ماؤها ويفور

يحكى عمودُ الماء فيها آخذا

صعدا عمود الصبح حين ينير

ناديت لما ان رأيت صفاءه

والنور فيه مغلغل مكسور

هل ذاك ذوب الماس يجمد صاعدا

أم قد تجسم في الهواء النور

تتناثر القَطرات في أطرافها

فكأنما هي لؤلؤ منثور

ينحل فيها النور حتى قد ترى

قوس السحاب لها بها تصوير

كم قد لبست بها الضحى من روضة

فيها علتني نضرة وسرور

فاجلت في الازهار لحظ تعجبي

ولفكرتي بصفاتهن مُرور

فنظرتهن تحيراً ونظرنني

حتى كلانا ناظر منظور

فكأن طرف الزهرِ ثمة ساحر

لما رنا وكأنني مسحور

إن الزهور تكهن براعم

مثل العلوم تجنهن صدور

وتضوُّع النفحات منها مثله

تبيينها للناس والتقرير

وبتلك قلب الجهل مصدوع كما

ثوب الهموم بهذه مطرود

والزهر ينبته السحاب بمائه

يزهو فذلك في النهَى تنوير

او كان هذا لا يدوم فان ذا

ليَدوم ما دامت تكر عصور




























نجيت بالسد بغداداً من الغرق
( معروف الرصافي )
نجيت بالسد بغداداً من الغرق

فعمها الأمن بعد الخوف والفرَق

قد قمتَ بالحزم فيها والياً فجرتْ

أمورها في نظام منك متسق

لقد نجحت نجاحاً لا يفوز به

من خالق الحزم الا حازم الخلق

ويح الفرات فلو كانت زواخره

تدري بعزمك لك تطفح على الطرق

ولا غدت تجرُفُ الأسدَاد قاذفة

منها بسيل على الانحاء مندفق

حيث"الحويوة " امست منك طالبة

رَتقاً لسدّ بطامي السيل مُنفتق

باتت تجيش بتيار وبات لها

أهلُ العراقين في هم وفي قلق

حتى إذا أيقنت أرض العراق بأن

تفنى من الظلم اليها متلع العنق

فكدت تملأ فرغ الواديين بما

حشرت مِن طبق يأتيك عن طبق

لما خرجت وكان الخرق متسعاً

والناس ما بين ذي شك ومتثق

قالوا: نحا شُقة قصوَى وما علموا

بأن عزمك يدني أبعد الشقَق

فصدَّق الله ظنا فيك أحسنه

قوم وكذَبَ ظن الجاهل الخَرِق

اذ جئت والسد تحت الغمر مكتسح

والنهر يرغو بموج فيه مُصطفق

وثلمة السد كالمواة واسعة

يهوي بها السيل من فوق الى العمق

سَللتَ صارم رأي قد أزلت به

ما كان في السيل من طيش ومن نزق

فما تموج ماء النهر من غضيب

وانما اخذتهرعدة الفرق

ثبّت عزمك في أمر يذِلّ به

عزم الحصيف لما يحوي من الزاق

تقضي النهار برأب الثأي مجتهداً

وتقطع الليل بالتدبير والأرَق

حتى بنيتَ وكان النهرُ منفلقا

سَدا عليه رَصينا غير مُنفلق

أرسيته جَبلا قامت ذُراه على

أصل مع الموج تحت الماء معتنق

فراحت الناس تمشي فوقه طَربا

والنهر ينساب بين الغيظ والحنق

وصار معكس فخرانت مرجعه

من كل أحمرَ قانٍ وَسطه قمر

يتلوه نجم بلون ابيضٍ يقق

فظلَّ حاسدك المغبون منطويا

على فؤاد بنار الجهل محترق

ودَّ الفرات حياءً منك يومئذٍ

لما اقتدحتَ زناد الرأي مفتكرا

في الخطب الهبت منه فحمة الغسق

فأدبرَ الهم وانشقت غياهبه

كما قد انشق سَجف الليل بالفلق

انّ الامور اذا استعصت نوافرها

أخذتهن من التادبير في وهق

وان تصاممت الايام عن طلب

أسمعتهن بصوت منك صهصَلق

تنحلّ بالرأي منك المشكلات لنا

كالنور ينحلْ ألواناً من الشرَق

وكلما زدت تفكيراً بمعضلة

زادت وضوحاً لنا حتى على الشفق

فالفكر منك كأبعاد الفضاء بلا

حدّ يسابق خطف البرق في الطلق

يحكى الأثيرَ إذا أجرى تلاطمه

ابدى سواظع نور منه منبثق

لك الثناء علينا ان نخلده

نقشاً على الصخر لا رقماً على الورق

تالله لو بلغت زهر النجوم يدي

مكن كل جرم بصدر الليل مؤتلق

رتبتها حيث كل الناس تقرؤها

سطراً بمدحك مكتوبا على الافقِ























نحن من أرضنا على مُنطاد
( معروف الرصافي )
نحن من أرضنا على مُنطاد

جائل في شواسع الأبعادِ

طائرٍ في الفضاءِ عرضاً وطولاً

بجناحٍ من القوى غير باد

ايها الارض سرتِ سيرك مثنى

ذا نتاجين في زمان أُحاد

فتقلّبت في نهار وليل

ذا مضلٌ وذاك للناس هاد

في بلادٍ يكون سيرك تأْويـ

ـباً على أنه سُرى في بلاد

فيك دفع وفيك يا أرض جذب

لك ذا سائق وذا لكِ حادي؟

فلك دائر على الشمس طوراً

في اقتراب وتارة في ابتعاد

ليت شعري وما حصلت من الآ

راء إلا على خلاف السداد

لبقاء تُقلنا الأرض في تسـ

ـيارها أم تقلنا لنفاد

نحن في عالم تقصف فيه

عارض النائبات بالرعاد

شأننا العجز فيه نوجد أني

قذفتنا يد الخطوب الشداد

ضاع جَذر الحياة عنا فخِلنا

انها كالأصمّ في الاعداد

شغلتنا الدنيا بلهو ولَعب

فغفلنا والموت بالمرصاد

ضل من رام راحة في حياة

نحن منها في معرك وجلاد

إنما هذه الحياة جروح

اثخنتنا والموت مثل الضماد

كلّ اسرٍ يهون ان أُطلقت أَر

واحنا الموثقات بالأجساد

لا تلمني اذا جزعت فاني

ما ملكت الخيار في ايجادي

واللبيب الذي تعلم إتيا

مثلما طال مطلها بمرادي

كدّرت عيشيَ الحوادث حتى

لا أرى الصفو غير وقت الرقاد

صاح ما دلّ في الامور على الأشـ

ـكال إلا تفحص الأضداد

فاعتبر بالسفيه تمس حليماً

وتعرّف بالغي طرْق الرشاد

نَ المالي من خسة الاوغاد

ايها الغرّ لا تغرّك دنيا

ك بكون مصيره لفساد

خف من غاص في الغرور كما في

لجة الماء خف ثِقل الجماد

يا خليلي والخليل المُواسى

منكما من يقوم في اسعادي

خاب قوم أنوا وغى العيش عُزلا

من سلاحي تعاون واتحاد

قد جفتنا الدنيا فهلا اعتصمنا

من جفاء الدنيا بحبل وِداد

لو عقلنا لما اختشى قطّ محسو

دون وقع الأذاة من حساد

فمتاع الحياة احفر من ان

يستفزّ القلوب بالأحقاد

أنا والله لا أريد بأن أو

قِع شرًّا ولو على من يعادي

إن لي إن سمعت أنَة محزو

نٍ أنيناً مُرَجعاً في فؤادي

من نفسي عن همها ذات شغلٍ

بهموم العباد كلِّ العباد

لا أحب النسيم إلا إذا هب

على كل حاضر أو باد

ايها الناس ان ذا العصر عصر الـ

ـعلم والجد في العلى والجهاد

عصر حكم البخار والكهربائيـ

ـية "والماكينات" والمنطاد

بُنيت فيه للعلوم المباني

وأقيمت للبحث فيها النوادي

فاض فيض العلوم بالرغم ممن

ضربوا دونهن بالأسداد

إن للعلم في الممالك سيراً

مثل سير الضياءِ في الأبعاد

اطلع الغرب شمسه فحبا الشر

ق اقتباساً من نورها الوقاد

إن للعلم دولة خضعت دو

ما استفاد الفتى وان ملك الار

ضَ بأعلى من علمه المستفاد

لا تُسابق في حَلبة العزّ ذا العلـ

ـم فما للهجين شأْوُ الجواد

إن أموات أمة العلم أحيا

ءٌ حياة الأرواح والأجساد

ساكناً والضمير منِّي ينادي

صار بالعلم كعبة القصار

ربَّ يوم وردت دجلة فيه

مورداً خالياً عن الورّاد

حيث ينصبّ في سكوتٍ عميق

ماؤها لاثماً ضفاف الوادي

وهبوب النسيم يكتب في الما

ءِ سطوراً مُهتزَّة ً في اطراد

يَمَّحى بعضها ويظهر بعضٌ

فهي تنسب بين خاف وباد

وتئنّ المياه لي بخرير

كأنين السقيم للعوَّاد

قمت في وجهها أُردّد طرفي

واقفاً تحت سرحة ٍ ناح غريزيـ

ـاً حزيناً كأنه انشادي

جاويتهُ افنانها بأنين

من حفيف الأوراق والأعواد

ايها الطائر المرجع فوق الـ

طائر فوق غصنها الميَّاد

بين ماءٍ جارٍ ولحن شجيّ

منك يا طائرُ استطار فؤادي

يا مياهاً جرت بدجلة تجتا

رز مروراً بجانبي بغداد

ان نفسي الى الحقيقة عطشى

افتشفين غلة من صاد

كنت تجرين والرُّصافة والكر

خ خلاء من رائح أو غاد

أيها الماءُ أين تجري ضَياعاً

وحواليك قاحلات البوادي

فمتى تفطن النفوس فيحيا

بك سقياً موات هذي البلاد

لو زرعنا خليج فارس ما ذا

فمه معك بالع بازدراد

انت والله عسجد ولجين

لو أتينا الأمور باستعداد

فاجر يا ماءُ إن جريت رويداً

باناة ٍ ومهلة ٍ واتآد

علَّنا نستفيق من رقدة الفقـ

ـر فنغنى بفيضك المزداد

سلكتك السما ينابيعَ في الأر

ض امدّتك ايما امداد

فتفجَّرتَ في السفوح عيوناً

نبعت من مخازن الاطواد

وذا ما انتهيت في جريان

عُدت للبدءِ في مُتون الغوادي

هكذا دار دائر الكون من حيـ

ـث انتهى عاد راجعاً للمبادي



























نزلت تجر إلى الغروب ذيولا
( معروف الرصافي )
نزلت تجر إلى الغروب ذيولا

صفراءُ تشبه عاشقا مَبتولا

تهتز بين يد المغيب كأنها

صب تململ في الفراش عليلا

ضحكت مشارقها بوجهك بكرة

وبكت مغاربها الدماء اصيلا

مذحان في نصف النهار دلوكها

هبطت تزيد على النزول نزولا

قد غادرت كبد السماء منيرة

تدنو قليلا للافول قليلا

حتى دنت نحو المغيب ووجهها

كالورس حال به الضياء حيولا

وغدت باقصى الافق مثل عرارة

عطِشت فأبدت صفرة وذبولا

غَرَبت فأبقت الشُّواظَ عَقيبها

شفقا بحاشية السماء طويلا

شفق يروع القلب شاحب لونه

كالسيف ضمخ بالدما مسلولا

يحكى دم المظلوم ما زَجَ أدمعاً

هملت به عين اليتيم همولا

رقت اعاليه واسفله الذى

في الأفق أشبِعُ عُصفراً محلولا

شفق كأن الشمس قد رفعت به

ردنا بذوب ضيائها مبلولا

كالخود ظلت يوم ودّع إلفها

ترنو وترفع خَلفه المِنديلا

حتى توارت بالحجاب وغادرت

وجه البسيطة كاسفاً مخذولا

فكأنها رجل تخرم عزه

قرع الخطوب له فعاد ذليلا

وانحط من غُرف النباهة صاغراً

وأقام في غار الهوان خمولا

لم انس قرب الاعظمية موقفي

والشمس دانية تريد افولا

وعن اليمين أرى مُروج مَزارع

وعن الشمال حدائقا ونخيلا

وتروع قلبي للدوالي نعرة

في البين يحسبها الحزين عويلا

ووراء ذاك الزرع راعي ثلة

رجعت تؤم الى المراح قفولا

وهناك دون برذونتين قد اثنى

بهما العشيَّ من الكراب نحيلا

وبمنتهى نظري دخان صاعد

يعلو كثيرا تارة وقليلا

مد الفروع الى السماء ولم يزل

بالارض متصلا يمد اصولا

وتراكبت في الجوِّ سُود طباقه

تحكي تلولا قد حملن تلولا

فوقفتُ أرسل في المحيط المدَى

نظرا كما نظر السقيم كليلا

والشمس قد غربت ولما ودعت

ابكت حزونا بعدها وسهولا

غابت فأوحشتِ الفضاء بكدرة

سقِم الضياء بها فزاد نحولا

حتى قضت رُوح الضياء ولم يكن

غير الظلام هناك عزرائيلا

وأتى الظلامُ دُجنة فدجنة

يُرخي سدولاً جمة فسدولا

ليل بغيهبه الشخوصُ تلفعت

فظَلِلت أحسِب كل شخص غولا

ثم انثنيت اخوض غمر ظلامه

وتخِذت نجم القطب فيه دليلا

إن كان أوحشني الدجى فنجومه

بعثت لتؤنسني الضياءَ رسولا

سبحان من جعل العوالم أنجما

يسبحن عرضا في الاثير وطولا

كم قد تصادمتِ العقول بشأنها

وسعت لتكشف سرها المجهولا

لا تحتقر صِغر النجوم فإنما

ارقى الكواكب ما استبان ضئيلا

دارت قديما في الفضاء رحى القوى

فغدا الاثير دقيقها المنخولا

فاقرأ كتاب الكون تلق بمتنه

آيات ربك فصلت تفصيلا

ودع الظنون فلا وربك انها

لم تغن من علم اليقين فتيلا


الساعة الآن 12:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية