منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   من عيون الشعر العربي والعالمي (https://www.liilas.com/vb3/f289/)
-   -   طلب [ ديوان معروف الرصاصي ] (https://www.liilas.com/vb3/t146624.html)

bendada 07-08-10 04:30 PM

طلب [ ديوان معروف الرصاصي ]
 
الرجاء من لديه ديوان معروف الرصافي..مع جزيل الشكر

سموة المعالي 18-08-10 10:24 AM

أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا
( معروف الرصافي )
أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا

بياناً منك يُخبِرُنا اليقينا

كأن العالم العُلْوِيَّ سِفرُ

نطالعه ولسنا مفصحينا

نحاول منه إعراب المعاني

بتأْويل فنرجع مُعْجمِينا

كواكب في المجرة عائمات

حكت في بحر فسحتها السفينا

سرت زهر النجوم وما دراها

فلالسفة مضت ومنجمونا

شموس في السماءِ علت وجلّت

فظنوا في حقيقتها الظنونا

سوابح في الفضاءِ لها شؤُون

ولما يعلموا تلك الشؤونا

وما ارتجفت بجنح الليل إلاَّ

لتضحك فيه مما يزعمونا

لعل لها بهذا الجو شأناً

سِوَى ما نحن فيه مرجمونا

تلوح على الدجى متلألئات

فتبهج في تلألوءِها العيونا

وأني يدرك الرائي مداها

وان ألفقى لها نظراً شفونا

تودّ الغانيات اذا رأتها

لو انتظمت لها عِقْداً ثميناً

تقلدّه على اللبات منها

وتطرح الدمالج والبرينا

ألكنى يا ضياءُ إلى الدراري

رسالة مُسهِرِ فيها الجفونا

لعلك راجع منها جواباً

يزيل عماية المتحيرينا

فقل انى تحّير فيك فكري

كذاك تحير المتفكرونا

فيا أم النجوم وأنتِ أمُّ

أيولد فيك كالأرض البنونا

وهل فيك الحياة لها وجود

فيمكن للردى بك أن يكونا

وهل بكِ مثل هذه الارض ارض

وفيها مثلنا متخالفونا

وهل هم مثلنا خُلقاً وَخَلقاً

هناك فيأكلون ويشربونا

وهل هم في الديانة من خلاف

نصارى أو يهود ومسلمونا

وهل طابت حياة بنيكِ عيشاً

ففوق الارض نحن معذبونا

وهل حُسِبت بك الأيام حتى

تألّف من تعاقبها اتلسنونا

وهل بالموت نحن إذا خرجنا

عن الأجساد نحوك مرتقونا

فتبقى عندك الارواح اذاً واجب

بها إن كان سُلْمك المنونا

فاحبب بالمنون يا دراري

فنحن نخالة بعداً شَطونا

أيبنى ما وراءَكِ يا دراري

قد اتسع الفضاءُ لك اتساعاً

فهل أبعاده بك ينتهينا

وصغرك ابتعادك فيه حتى

اليك استشرف المتشوفونا

فهل كان ابتعادك من دلالٍ

علينا أم بعدت لتخدعينا

خوالد في فضاءك أنت؟ أم قد

يحل بك الفناءُ فتذهبينا

وقالوا ما لعدتك انتهاءٌ

فهل صدقوا أو ارتكبوا المجونا

وقالوا الأرض بنتك غيرَ مَيْن

فهل أبناءُ بنتك يصدقونا

وقالوا إن والدك المفدّى

أثيرٌ في الفضاءِ أَبى السكونا

ترصَّدك الانام وما اتانا

بعلم كيانك المترصدونا

فهرشل ما شفى منا غليلا

ولا غاليلُ أنبأنا اليقينا

وكبلرقد هدى أو كاد لما

أبانك يا نجوم تجاذبينا

الى كم نحن نلبس فيك لبساً

ومن جراك ندَّرع الظنونا

لعل النجم في احدى الليالي

سيبعث للورى نوراً مبيناً

تقوم له الهواتف قائلات

خذوا عني النهى ودعوا الجنونا

سموة المعالي 18-08-10 10:25 AM

أرى عيشنا تأبى المنون امتداده
( معروف الرصافي )
أرى عيشنا تأبى المنون امتداده

كأنا على كيس المنون نعيش

وما زال وجه الأرض يوسعه الردى

لِطاماً وهاتيك القبور خدوش

كأن انقلاب الأرض ماء كأننا

على الماء من ريح الحياة نقوش

لحا الله دنيا كل يوم بأهلها

تهدّ حصون اوتثل عروش

تروح سهام العيش فيها طوائشاً

ولِلموت سهم لا يكاد يَطيش

نمد إلى قطف المنى وهي جمة

من العمر كفا لا تكاد تنوش

ونرجو ومن سيف الردى في رجائنا

جراحات بأس مالهن أروش

وأجمل بوجه العيش لو لم يكن به

حنانيك من ظفر الخطوب مريش

لعمرك ان الدهر تغلي خطوبه

وان عويل الصارخين نشيش

وما الدهر الا للخلائق منضج

له مرجل بالحادثات يجيش

كأن جيوش الموت رافقة بنا

نجيف بأدواء الحياة مَريش

ومن نظر الدنيا بعين اعتباره

تساوت مهود عنده ونعوش

سموة المعالي 18-08-10 10:26 AM

أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع
( معروف الرصافي )
أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع

ضجيجاً به الافراح تمضي وترجعُ

صباح به تُبدى المسرة َ شمسها

وليس لها إلا التوهم مطلعُ

صباح به يختال بالوشى ذو الغنى

ويعوزُ ذا الإعدامِ طمر مرقَّع

صباح به يكسو الغنيُّ وليده

ثياباً لها يبكى اليتيمِ المضَّيع

صباح به تغدو الحلائل بالحُلى

وترفضُّ من عين الأرامل أدمع

الاليت يوم العيد لا كان انه

يجدد للمحزون حزنا فيجزع

يرينا سروراً بين حزن وانما

به الحزن جد والسرور تصنُّع

فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم

نحوس بها وجه المسرة اسفع

قد ابيضَّ وجهُ العيد لكنَّ بؤسهم

رمى نكتاً سوداً به فهو ابقع

خرجتُ بعيد النحر صبحاً فلاح لي

مسارحُ للأضداد فيهنَّ مرتع

خرجت وقرص الشمس قد ذرّ شارقا

ترى النور سيالاً به يتدفع

هي الشمس خَوْدٌ قد أطلَّت مصيخة

على افق العلى تتطلع

كأن تفاريق الأشعة حولها

على الافق مرخاة ً ذوائب اربع

ولما بدت حمراء أيقنت أنها

بها خجل مما تراه وتسمع

فرحت وراحت ترسل النور ساطعاً

وسرت وسارت في العُلى تترفَّع

بحيث تسير الناس كل لوجهة

فهذا على رسلٍ وذلك مسرع

وبعضٌ له أنفٌ أشمٌ من الغنى

وبعض له أنف من الفقر أجدع

وفي الحيّ مذمار لمشجي نعيره

غدا الطبل في دردابه يتقعقع

فجئت وجوف الطبل يرغو وحوله

شباب وولدان عليه تجمعوا

ترى ميعة الاطراب والطبل هادرٌ

تفيض وفي أسماعهم تتميع

فقد كانت الافراح تفتح بابها

لمن كان حول الطبل والطبل يقرع

وقعت اجيل الطرف فيهم فراعني

هناك صبى بينهم مُترعرع

صبى صبيح الوجه أسمر شاحب

نحيف المباني أدعج العين أنزع

يزين حجاجيه اتساعُ جبينه

وفي عينيه برق الفطانة يلمع

عليه دريسٌ يعصر اليتم ردنه

فيقطرُ فقر من حواشيه مُدقِع

يليح بوجهٍ للكآبة فوقهُ

غبارٌ به هبت من اليتم زعزع

على كثر قرع الطبل تلقاه واجماً

كأن لم يكن للطبل ثمَّة مَقرع

كأن هدير الطبل يقرع سمعه

فلم يلف رجعاً للجواب فيرجع

يرد ابتسام الواقفين بحسرة

تكاد لها احشاؤه تتقطع

ويرسل من عينيه نظرة مجهش

وما هو بالباكي ولا العين تدمع

له رجفة تنتابه وهو واقف

على جانب والطقسبالبرد يلسع

يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد

على البرد من برد به يتلفع

فكان ابتسام القوم كالثلج قارساً

لدى حسرات منه كالجمر تلذع

فلما شجاني حاله وافزّني

وقفت وكلِّي مجزع وتوجع

ورحت أعاطيه الحنان بنظرة ِ

كما راح يرنو العابد المتخشع

وافتح طرفي مشبعاً بتعطف

فيرتد طرفي وهو بالحزن مُشبَع

هناك على مهل تقدمت نحوه

وقلت بلطف قول من يتضرع

أيابن أخي من أنت ما اسمك ما الذي

عراك فلم تفرح فهل انت موجع

فهبَّ أمامي من رقاد وُجومه

كما هبَّ مرعوبُ الجنان المهجِّع

وأعرض عني بعد نظرة يائس

وراح ولم ينبسْ الى حيث يهرع

فعقَّبتهُ مستطلعاً طلعَ أمره

على البعد اقفو الاثر منه واتبع

وبيناه ماشٍ حيث قد رحت خلفهُ

أدبُّ دبيب الشيخ طوراً وأسرع

لمحت على بعد إشارة صاحب

ينادي أن أرجع وهو بالثوب مُلمع

فاومأت أن ذكرتهُ موعداً لنا

وقلت له اذهب وانتظر فسأرجع

وعدت فابصرت الصبي معرجاً

ليدخل داراً بابها متضعضع

فلما اتيت الدار بعد دخوله

وقمت حيالَ الباب والباب مُرجَع

دنوت إلى باب الدُّوَيرة مطرقاً

وأصغيت لا عن ريبة أتسمَّع

فحرْت وعيني ترمق الباب خلْسة

وللنفس في كشف الحقيقة مطمَع

سمعت بكاء ذا نشيج مردّد

تكاد له صمُّ الصفا تتصدّع

أأرجع ادراجى ولم اكُ عارفاً

جلية هذا الامر ام كيف اصنع

فمرّت عجوز في الطريق وخلفها

فتاة يغشِّيها إزار وبُرقع

تعرضتها مستوقفاً وسألنها

عن الإسم، قالت إنني أنا بوزع

فأدنيتها مني وقلت لها اسمعي

حنانيك ما هذا الحنين المرَّجع

فقالت وانت انة ً عن تنهدً

وفي الوجه منها للتعجب موضع

أيا ابني ما يعنيك من نوح أيم

لها من رزايا الدهر قلب مفجَّع

فقلت لها اني امرؤ لا يهمني

سوى من له قلب كقلبي مروّع

واني وان جارت على َّ مواطني

فؤادي على قطَّانهن مُوَزَّع

أبوزع مني عمرك الله بالذي

سألت فقد كادت حشاي تمزّع

فقالت أعن هذي التي طال نحبها

سألت فعندي شرح ما تتوقع

ألا إنها سَلْمى تعيسة ُ معشر

من الصيد أقوت دراهم فهي بلقع

وصارعهم بالموت حتى أبادهم

من الدهر عجَّار شديد مُصَرِّع

فلم يبق الا زوجها وشقيقها

خليلٌ واما الآخرون فودّعوا

ولم يلبث المقدور ان غال زوجها

سعيداً فأودى وهي إذ ذاك مرضع

فربي ابنها سعداً وقام بأمره

أخوها إلى أن كاد يقوى ويضلع

فاذهب عنه الخالَ دهرٌ غشمشمٌ

بما يوجع الايتام مغرى ً ومولع

جرت تنهٌ منها خاله انطوى

بقلب رئيس الشرطة الحقدُ أجمع

فزجَّ به في السجن بعد تجرُّم

عليه بجرمٍ ما له فيه مصنع

عزاه الى ايقاعه موقعاً به

وما هو يا ابن القوم للجرم موقع

ولكن غدر الحاقدين رمى به

إلى السجن فهو اليوم في السجن مودع

فحَقَّ لسلمى أن تنوح فإنها

من العيش سما ناقعاً تتجرع

فلا غَرو من أم اليتيم إذا غدت

ضحى العيد يبكيها اليتيم المضيَّع

فعُدْتُ وقلبي جازع متوجع

وقلت وعيني ثرَّة الدمع تهمع

الاليت يوم العيد لا كان انه

يجدد للمحزون حزناً فيجزع

وجئت إلى ميعادنا عند صاحبي

وقد ضمه والصحب ناد ومجمع

فأطلعتهم طِلْعَ اليتيم فأفَّفوا

وخبَّرتهم حال السجين فرجّعوا

فقلت دعوا التأفيف فالعار لاصق

بكم واتركوا الترجيع فالأمر أفظع

ألسنا الألى كانت قديماً بلادُنا

بأرجائها نور العدالة يسطع

فما بالنا نستقبل الضيم بالرضا

ونعنوا لحكم الجائرين ونخضع

شربنا حميم الذل ملء بطوننا

ولا نحن نشْكوهُ ولا نحن نَيجع

فلو أن عير الحيّ يشرب مثلَنا

هواناً لامسى قالساً يتهوع

نهوضاً الى العز الصراح بعزمة

تخرُّ لمرماها الطُّغاة وتركع

الا فاكتبوا صك النهوض الى العلى

فإني على موتي به لموقِّع

سموة المعالي 18-08-10 10:45 AM

أقم في الارض صرحاً من ضياء
( معروف الرصافي )
أقم في الارض صرحاً من ضياء

بحيث يمس كرسي السماءِ

وبعدُ فجسم العرفان شخصا

تردى المجد فضفاض الرداء

وفي يسراه ضَع لوح المعالي

وما وفي الثناء عليك مئن

وأجلسه على الكرسي يمحو

ويثبت ما يشاء من العلاء

وقف وارفع اليه الطرف وانظر

ألا يا كعبة الفضلاء يا من

فضائله عظمن بلا انتهاء

أهِم بأن أحيط بهن وصفا

ومن لي بالإحاطة بالفضاء

وأقدِم أن أتِم عُلاك مدحاً

فيرجعني عُلاك إلى الوراء

وما وفّى الثناء عليك مثنٍ

لأنك فوق توفية الثناء

وما اتقدت ذكاء بما يداني

ذكاءك يا امام الاذكياء

ولو كانت أشعتها تحاكي

شعاعك ماانكسرن من الهواء

بفكرك دوحة العرفان تنمو

كذا الادواح تنمو بالضياء

واقسم لو تكون من الذراري

لكنت الشمس في كبد السماء

ولولا الصبح يطلع كل يوم

لقلت الصبح انت بلا مراء

سموة المعالي 18-08-10 10:46 AM

أقول لهم وقد جدّ الفراق
( معروف الرصافي )
أقول لهم وقد جدّ الفراق

رويدَكم فقد ضاق الخِناقُ

رحلتم بالبدور وما رحِمتم

مَشُوقاً لا يبوخ له اشتياق

فقلبي فوق ارؤسكم مطار

ودمعي تحت ارجلكم مراق

اقال الله من قود لحاظاً

دماء العاشقين بها تراق

وابقى اعيناً للغيد سوداً

ولو نُسيتْ بها البيض الرقاق

متى يصحو الفؤاد وقد أديرت

عليه من الهوى كأس دهاق

وليس الناس الا من تصابي

لهوج الرامسات بها اختراق

كأن لم تصبني فيها كعاب

ولم يُضرب بساحتها رواق

فعُجتُ على الطلول بها مُكِباً

أسير عَضَّ ساعده الوَثاق

حديد بارد في اللوم قلبي

فليس له اذا طرق انطرق

سموة المعالي 18-08-10 10:51 AM

أقوى مَصيفُ القوم والمربعُ
( معروف الرصافي )
أقوى مَصيفُ القوم والمربعُ

فالدار قفر بعدهم بلقعْ

سارت بنا الارض الى غاية

لنا وللأرض هي المرجع

ونحن كالماء جرى نابعاً

لكن علينا خفي المنبع

والعلم قد أنكر مِنهاجنا

كناّ ارتديناه فهل ترقع

فجعتنا يا علُم في أمرنا

أمعتِبٌ أنت إذا تجزع

لقد طغت حيرة أهل النهى

هل فيك يا علم لها مردع

كم نشرب الظنّ فلا نرتوي

ونأكل الحَدْس فلا نشبع

والناس ويل الناس في غفلة

ترتع والموت بهم يرتع

والكون قد لاح بمرآته

للعيش وجه شاحب أسفع

وإن في البدر لخطبا به

في البدر لاحت بقع اربعْ

فالعين ما يورث حزناً ترى

والشمس من مشرقها تطلع

حتى اذا ما بلغت شوطها

لاحت نجوم في الدجى تلمع

وهكذا الظلمة تتلو الضيا

والضوء للظلمة يستتبع

ونحن في ذاك وفي هذه

بالنوم واليقظة نستمتع

ما بين مسعود يميت الدُّجَى

نوماً ومنكود فلا يهجع

ومسرع يسبقه مبطىء

ومبطيء يسبقه مسرع

وشامت يضحك من حادث

حلَّ بباك قلبه موجع

أو كان للقسوة عين وقد

رأته كانت عينها تدمع

والكل في شغب لهم دائم

لم يقلعوا عنه ولن يقلعوا

والماء تجري وهي ريدانة

حيناً وحيناً عاصف زعزع

وبعضهم تُمرع ودِيانه

وبعضهم واديه لا يُمرع

قد يحسب الانسان آماله

والموت مصغ نحوه يسمع

حتى إذا أكمل حُسْبانها

وافاه ما ليس له مدفع

فخر للجنب صريعاً به

وأي جنب ما له مصرع

وظل فوق الأرض في حالة

يزور عنها الحسب الأرفع

لا تعمل الاقلام في كفه

وكان من قبل بها يصدع

ولم تعد تقطع اسيافه

من بعد ما كان بها يقطع

فاستُلّ مثل السيف من مطرف

طرائق الوشى به تلمع

ولُفَّ في ثوب له واحدٍ

ليس له رقم ولا مِيدع

ماهاً له ثوب البلى انه

لم ينج لا كسرى ولا تبَّع

ودُسَّ حيث الأرض أمست له

ملحودة ضاق بها المضجع

حيث البلى يرميه حتى اذا

والأرض في منقلب بالورى

خالط ترب الارض جثمانه

مطحونة منه بها الأضلع

لله دَرَّ الموت من خطة

فيها استوى ذو العيّ والمصقع

يخون فيها القولُ مِنطيقه

كما تخون البظلَ الأدرع

ما أقدر الموتَ فمن هوله

يا رافع البنيان كم للردى

من سُلَّم يدرك ما ترفع

ويا طبيب القوم لا تؤذهم

ان دواء الوت لا ينجع

لا بدَّ للغرور من مندم

بالعض تدَمى عنده الأصبع

وما عسى تغني وقد حشرجت

ندامة ليست اذاً تنفع

يا يرقع الخلقة واهاً لما

فيك وآهاً منك يا بُرقع

قد زاغت الابصار فيما ترى

اذ فات عنها سرك الموجع

وليس في الإمكان عند النهى

أبدع مما خلق المبدِع

سموة المعالي 18-08-10 10:53 AM

أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا
( معروف الرصافي )
أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا

بهائم في بغداد اعوزها النبت

علَتْ أمَّة الغرب السماءَ وأشرقتْ

علينا فظَلنا نَنظر القوم من تحت

وهم ركضوا خيلَ المساعي وقد كبا

بنا فرَس عن مِقنَب السعي مُنْبَت

فنحن اناس لم نزل في بطانة

كأنَّا يهود كلُّ ايامنا سبت

خضعنا لحكام تجور وقد حلا

بافواهها من مالنا مأكل سحت

وكم قامرتنا ساسة الامر خدعة ً

فتم علينا بالخِداع لها الدسْتُ

لماذا نخاف الموت جبناً فلم نقم

إلى الدَّب عنا من أمور هي الموت

اذا كنت لاالقى من الموت موئلاً

فهل نافعي أن خِفتهُ أو تهيَّبتُ

وللمَوت خير من حياة تشوبها

شوائب منها الظلم والذل والمقتُ

سموة المعالي 18-08-10 11:03 AM

أيوسف ما إن أنتَ من فحل هجْمة
( معروف الرصافي )
أيوسف ما إن أنتَ من فحل هجْمة

ولكن من الشول الطوالب للفحل

لئن كنت تَنْمَى للعطاء فإنه

عطاء الذي تزكو الورى فيه بالبخل

وان كنت قد كفَّرتني بجهالة

فبالبهت كم كفرت من مسلم قبلي

وانك في تكفيرك الناس كافر

تهاون بالله الذي جل عن مثلِ

رويدك قد كفرت يا وغد مؤمناً

وكذبت فيما تدعى سيد الرسل

وأنت امرؤ لم تجهل العلمَ وحده

بل اتلجهل ايضا وجهلك بالجهل

وانت من الاسلام في كل حالة

بمنزلة من يهذي وينكق بالبطل

ألست الذي اعطى اللئام كرامة ووترت

عليك القسيّ الماس ياجعبة النبل

فيا عِلج أقصِر عن نهيقك إنه

أضل كإضلال الخوار من العجل

أنزّه عنكَ السيف في قتلك الذي

تحتم لكن يا مخنث بالنعل

سموة المعالي 18-08-10 11:08 AM

أيّ مضنى يمدّها باكتئاب
( معروف الرصافي )
أيّ مضنى يمدّها باكتئاب

أنة ً تترك الحشا في التهاب

يتشكى والليل وحف الاهاب

ضمن بيت جثا على الاعقاب

صفعتْه فمال كفُّ الخراب

تسمع الأذْن منه صوتاً حزيناً

راجفاً في حشا الظلام كمينا

يملأ الليل بالدعاء أنينا

ربّ كن لي على الحياة معينا

ربِّ إن الحياة أصل عذابي

وجعٌ في مفاصلي دقَّ عظمي

ودهاني ولم يرِق لعُدمي

عاقني عن تكسبي قوت يومي

ربِّ فارحم فقري بصحة جسمي

أن فقري اشد من اوصابي

يا طبيباً وأين منيّ الطبيب

حال دون الطبيب فقرٌ عصيب

لا أصاب الفقيرَ داء مصيب

إن سقم الفقير شيء عجيب

بطلت فيه حكمة الأسباب

رجل معسر يسمى بشيرا

طرفها كالسها يَبين ويخفي

كاسبا قوته زهيداً يسيرا

مالكاً في المعاش قلباً شكورا

راجياً في المعاد حسن المآب

عانساً جاوز الزواج سنيها

لزمت بيت أمها وأبيها

مع أخيها تعيش عند أخيها

مثله في طعامه والشراب

كلّ يوم له ذهاب ومأتى

في معاش من كدّه يتأتى

هكذا دأبه مَصيفاً ومشتى

فاعتراه داء المفاصل حتى

عاقه عن تعيش واكتساب

بينما كان في فواه صحيحاً

ساعيا في ارتزاقه السقام طريحا

جسمه من سقامه في اضطراب

بات يبكي إذا له الليل آوى

بعيون من السهاد نشاوى

فترى وهو بالبكا يتداوى

قطرات من عينه تتهاوى

كشهاب ينقض أثر شهاب

إن سقماً به وعُقماً ألمَّا

تركاه يذوب يوماً فيوما

فهو حيناً يشكو الى السقم عُدما

وهو يشكو حيناً إلى العدم سقماً

باكياً من كليهما بانتخاب

ظل يشكو للأخت ضعفاً وعجزاً

اذ تعزيه وهو لا يتعزى

أيها الأخت عزَّ صبرَى عزّا

إن للداء في المفاصل وخزا

مثل طعن القنا ووخز الحراب

قد تمادى به السقام وطالا

في فِراش به على الموت أوفى

اذ قلاباً به السقام استحالا

كانَ هيناً فصار داء عضالا

ناشباً في الفوآد كالنشاب

ظلَّ ملقى واعوزته المطاعم

موثقاً من سقامه بالداهم

منفقا عند ذاك بعض دراهم

ربحتها من غزالها الاخت فاطم

قبل أن يبتلى بهذا المصاب

قال والأخت أخبرته بأن قد

كرَبت عندها الدراهم تنفَدْ

اخبري السقم علَّه يتبعَّد

أيها السقم خلّ عيشي المنكد

لا تعقني مرضيني

او على الناس للمبيع اعرضيتي

أنمشَّي بشارع «المَيْدان»

رام خبزاً والجوع أذكى الأوارا

في حشاه فعلَّلتهُ انتظارا

ثم جاءت بالماء تبدي اعتذارا

وهل الماء وهو يطفىء نارا

يطفىء الجوع ذاكيا في التهاب

خرجتْ فاطمٌ إلى جارتيها

وهي تُذرى الدموع من مقلتيها

فأبانت برقَّة حالتيها

من سَقام ومن سعار لديها

وشكت بعد ذا خلوَّ الوطاب

فانثنت وهي بين ذل وعزّ

تحمل التمر في يد فوق خبز

وبأخرى دهناً وبعض أرزِ

منحوها به وذو العرش يجزي

من أعان الفقير حسن الثواب

ليلة تنشر العواطفُ ذعراً

ثكلت روح أمه وأبيه

ذا هزيمٍ يمجّ في الاذن وقرا

حين تبدى صوالج البرق تتري

فبدا لوح أبؤس واكتئاب

مدّ فيها ذاك المريض الأكفا

يا أخي أنت ساكن أفجوعا

حيث يغضي طرفاً ويفتح طرفا

عاجزاً عن تكلم وخطاب

فدعته والعين تُذرى الدموعا

اخته وهي قلبها قد ريعا

يا أخي أنت ساكت أفجوعا

ساكت أنت يا أخي أم هجوعا

فاشفني يا أخي برجع الجواب

فرأت منه أنه لا يجيب

فتدانت والدمع منها صبيب

ثم أصغت وفي الفؤاد وجيب

ثم هابت والموت شيء مهيبُ

ثم قامت بخشية وارتياب

خرجت فاطم من البيت ليلا

حيث ارخى الظلام سدلا فسدلا

وهي يبكي والغيث يهطل هطلا

مثل دمع من مقلتيها استهلا

او كما جرى من الميزاب

رب ادرك بالللطف منك شقيقي

وامنع الغيث ربّ إثرَ بريق

فعسى أهتدي به في ذهابي

قرعت في الظلام باب الجار

وهي تبكي الأسى بدمع جار

ثم نادت برقة وانكسار

أُمَّ سلمى الا بحق الجوار

فافتحى إنني أنا في الباب

فأتتها مُعْدى وقد عرفتها

وعن الخطب في الدجى سألتها

ثم سارت من بعد ما أعلمتها

تقتفيها وبنتها تبعتها

فتخطين في الدجى بانسياب

جئن والسحب اقلعت عن حياها

وكذاك الرعود قلَّ رغاها

حيث يأتي شبه صداها

غير ان البروق كان ضياها

مومضاً في السماء بين الرباب

فدخلن الملَّ وهو مخيف

حيث إن السكوت فيه كثيف

وضياء السراج نزر ضعيف

وبه في الفراش شخص نحيف

دب منه الحِمام في الأعصاب

قالت الاخت أُمَّ سلمى انظريه

ثكلت روح التردد فيه

ثم قد غاله الردى باقتضاب

وجمت حيرة وبعد قليل

رمقت فاطماً بطرف كليل

فيه حملٌ على العزاء الجميل

فعلا صوت فاطم بالعويل

وبكت طول ليلها بانتحاب

فاستمرت حتى الصباح توالي

زفرات بنارها القلب صال

فأتاها ودمعها في انهمال

بعض جاراتها وبعض رجال

من صعاليك أهل ذاك الجناب

وقفوا موقفاً به الفقر ألقى

منه ثِقلا به المعيشة تشقي

فرأوا دمع فاطم ليس يرقا

واخوها ميت على الارض ملقى

مدرج في رثائث الاثواب

فغدت فاطم ترَنّ رنينا

ببكاء أبكت به الواقفينا

ثم قالت لهم مقالا حزينا

أيها الواقفون هل ترحمونا

من مصاب دها وأيمصاب

ايها الواقفون لاغ تهملوه

دونكم أدمعي بها فاغسلوه

ثم بالثوب ضافياً كفنوه

وادفنوه لكن بقلبي ادفنوه

لا نواروا جبينه بالتراب

بعد ان ظل لافتقاد المال

وهو ملقى الى اوان الزوال

جاد شخص عليه بعد سؤال

بريالٍ وزاد نصف ريال

رجل حاضر من الأنجاب

كفنوه من بعد ما تم غُسلا

وتمشوا به إلى القبر حملا

فترى نعشهُ غداة استقلا

نعش من كان في الحياة مقلا

دون سِتر مكسِّر الأجناب

ناحت الاخت حين سار وصاحت

اختك اليوم لو قضت لاستراحت

ثم سارت مدهوشة ثم طاحت

ثم قامت ترنو له ثم راحت

تسكب الدمع ايما تسكاب

أيها الحاملوه لامشى ركِض

ان هذا يوم الفراق الممض

فاسألوه عن قصده أين يمضي

انه قد قضى ولم يكُ يقضي

واجبات الصبا وشرخ الشباب

إن قلبي على كريم السجايا

طاح واللَّهِ من أساه شظايا

قاتل الله يا بن امي المنايا

أنا من قبل مذ حسبت الرزايا

لم يكن زرء موتكم في حسابي

إن ليلى وليس من رافديهِ

كلما جاءني وذكرنيهْ

قلت والدمع قائِل ليَ إيهِ

يا فقيداً أعاتب الموت فيه

ببكائي وهل يفيد عتابي

رحت يوماً وقد مضت سنتان

اتمشى "بشارع الميدان"

مشي حيران خطوه متدانِ

اثقلته الحياة بالاحزان

وسقته كأساً كطعم الصاب

بينما كنت هكذا أتمشى

عرضت نظرة ٌ فابصرت نعشا

بادياً للعيون غير مغشَّى

نقش الفقر فيه للحزن نقشا

قلت سراً والنعش يقرب مني

ايها النعش أنت انعشت حزني

للأسى فيك حالة ناسبتني

أنا للحزن دائماً ذو انتساب

رحت أسعى وراءه مذ تعدّى

مسرعاً في خطايَ لم آل جهداً

مع رجال كأنجم النعش عدا

هم به سائرون سيرا مجدا

فتراه يمر مر السحاب

مذ لحدنا ذاك الدفين وعدنا

قلت والدمع بلَّ مِنَى ردنا

ان هذا هو الذي قد وعدنا

فأبينوا من الذي قد لحدنا

فتصدى منهم فتى لجوابي

قال إن الدفين أخت بشير

اخت ذاك المسكين ذاك الفقير

بقيت بعده بعيشٍ عسير

وبطرفٍ باكٍ وقلبٍ كسير

وقضت مثله بداء القلاب

قلت أقصِر عن الكلام فحسبي

منك هذا فقد تزلزل قلبي

ثم ناجيت والضراعة ثوابي

ربِّ رحماك ربّ رحماك ربّ

ربِّ رشداً الى طريق الصواب

رب إن العباد أضعف أن لا

وإذا مسك الطَّوى فارفضيني

فاعف عن أخذهم وإن كان عدلا

انت يا ربّ انت بالعفو اولى

منك بالأخذ والجزا والعقاب

قد وردنا والأرض للعيش حوض

واحدٌ كلنا لنا فيه خوض

فلماذا به مشوب ومحض

عظمة حكمة الإله فبعض

في نعيم وبعضنا في عذاب

ايها الاغنياء كم قد ظلمتم

نِعم الله حيث ما إن رحِمتم

سهر البائسون جوعاً ونمتم

بهناء من بعد ما قد طعمتم

من طعام منوع وشراب

كم بذلتم اموالكم في الملاهي

وركبتم بها متون السفاه

وبخلتم منها بحق الله

ايها الموسورون بعض انتباه

أفتدرون انكم في تباب

سموة المعالي 18-08-10 11:10 AM

إذا انقضى مارْتُ فاكسر خلفه الكوزا
( معروف الرصافي )
إذا انقضى مارْتُ فاكسر خلفه الكوزا

واحفل بتموز ان ادركت تموزا

اكرم بتموز شهرا ان عاشره

قد كان للشرق تكريما وتعزيزا

شهر به الناس قد اضحت محررة

من رق من كان يقفوا اثر جنكيزا

سل اهل باريز عن تموز تلق لهم

يوما به كان مشهودا لباريزا

كانت لهم فيه لما ثار ثائرهم

بسالة هَدَّتِ البستِيل مبزوزا

وان تموز شهر قام فيه لنا

على اليفاع لواء العز مركوزا

في شهر تموز صادفنا لما وعدت

بيض الصوارم بالدستور تنجيزا

هي المساواة عمتنا فما تركت

فضلا لبعض على بعض تمييزا

أمست لنا قسمة بالملك عادلة

حكما وكانت علاتها ضيزى

كنا من الجور عميانا وليس لنا

من قائدين ولم نملك عكاكيزا

حتى نهضنا إلى العلياء تقدمنا

عصابة برزَت في المجد تبريزا

ان تلقهم تلق منهم في الوغى جبلا

أو هجتهم للمنايا هِجت راموزا

قوم إذا طَعِموا في حومة تخذوا

قصاعهم من قحوف القوم لا الشيزى

قمنا على الملك الجبار نقرعه

بالسيف منصلتا والرمح مهزوزا

حتى تركناه في هَيجاءَ معضلة

ألقت ضِراما على الطاغين مأزوزا

إنا لنأبى على الطاغي تهضمنا

حتى نهوِّز في الهيجاء تهويزا

ونأكل الموت دون العز نمضغه

كمضغنا التمر برنيا وسهريزا

لا عاش من لا يخوض الموت مرتضيا

بقاءَه بعصيّ الذل موكوزا

راعت سلانيك دار الملك فانتبهت

من ذاك طهران تخشى امر تبريزا

حتى غدت وهي في تمور ناكسة

رايات شاه رماه الخلع مجنوزا

فالشاه في شهر تموز هوى وكذا

عبد الحميد هوى في شهر تموزا

يا شهر تموز لا راعتك رائعة

ولالقيت من الاحداث ارزيزا

يا شهر تموز قد زينت رايتنا

بالعدل توشية فيها وتطريزا

من لي بانجم هذا الافق انظمها

قصائداً فيك مدحا أو أراجيزا

او انحت الماس اقلاما معرضة

امدها ذهبا في الطرس ابريزا

واجعل الجو في تموز امدحه

طرساً أجادته كف النور ترزيزا

سموة المعالي 18-08-10 11:14 AM

إياك والبصرَّة المُضنى توطُّنها
( معروف الرصافي )
إياك والبصرَّة المُضنى توطُّنها

فلا تمرَّنَّ فيها غير مظطعِن

لا تعجبنك بالأشجار خُضرتها

حسناً فما هي الا خضرة الدمن

ما ان اقام صحيح في مساكنها

إلا وسافر عنه صحة البدنِ

ماء زُعاق وجو قاتم وهوى

نَتن وشدة ُ حر غير مُؤتمَن

انظر تجد كل اهليها كأنهم

من السقام استحقوا الدرج في الكفن

صفر الوجوه قد امتصت دماءهم الـ

ـحمَّى وقد حرَمتهم لذة الوَسَن

سموة المعالي 18-08-10 11:16 AM

اذا شئت ان تسرى بكافرة الصوى
( معروف الرصافي )
اذا شئت ان تسرى بكافرة الصوى

يدَوِّي بقطريها هزيمُ الرواعدِ

وتذهبَ مِحيار الظلام تخبطاً

وتعثر في ظلمائها بالجلامد

وتمشي فما تدري إلى قعر هُوَّة

تروح بها ام للمدى المتباعد

فطالع أراجيف الجرائد إنني

ارى الويل كل الويل بين الجرلائد

جرائد في دار الخلافة أضرمت

لهيب خلاف بينهما غير خامد

ولم يكفها هذا الخلاف وانما

أطافت بنقص في الحقيقة زائد

فما بين مكذوب عليه وكاذب

وما بين مجحود عليه وجاحد

ترى في فروق اليوم قراء صحفها

فريقين من ذي حُجة ومعاند

جِدال على مَرِّ الجَديدين دائم

بتنفيد رأي أو بتنقيد ناقد

فذائد سهم عن رميّ يرده

وآخر رامٍ سهمه نحو ذائد

وهذا الى هذى وذاك لغيرها

من الصحف يدعو آتياً بالشواهد

وما هي إلا ضَجَّة كل صائت

بها مدّ للدنيا حِبالة صائد

أضاعوا علينا الحق فيها تعمدا

وعُقبى ضياع الحقُ سود الشدائد

ولم أر شيئاً كالجرائد عندهم

مبادئه منقوضة بالمقاصد

يقولون نحن المصلحون ولم اجد

لهم في مجال القول غيرَ المفاسد

وكيف يبين الحق من نفثاتهم

وكل له في الحق نفثة مارد

فاياك ان تغتر فيهم فكلهم

يَجر إلى قرصية نار المواقد

وكن حائداً عنهم جميعاً فانما

يضل امروء عن غيهم غير حائد

على رسلكم يا قوم كم سمعوننا

مقالة محقود عليه وحاقد

ألا فارحموا بالصفح عن نهج صُحفكم

فقد اوردتنا اليوم شر الموارد

وما الصحف إلا أن تدور بنهجها

مع الحق انى دار بين المعاهد

وان تنشر الاقوال لا عن طماعة

فتأتي بها مشحونة بالفوائد

وان لا تعاني غير نشر حقائق

وتنوير افكار وانهاض قاعد

أتبغون في تلفيقها نفع واحد

وتغضون عن اضرارها الف واحد

ألا إن صحف القوم رائد نجحهم

وما جاز في حُكم النُّهيِ كذب رائد

لعمري ان صحف مرآة اهلها

بها تتجلى رُوحهم للمشاهد

كما هي ميزان لوزن رقيهم

وديوان أخلاق لهم وعوائد

الاننظرون الغرب كيف تسابقت

به الصحف في طُرق العلى والمحامد

بها يهتدي القراء للحق واضحا

كما يهتدي الساري بضوء الفراقد

ولكن ابى الشرق التعيس تقدماً

مع الغرب حتى في شؤون الجرائد

فلا تحملوا حقداً على ما أقوله

فإني عليكم خائف غير حاقد

وما هي الا غيرة وطنية

فان تجدوا منها فلست بواحد

سموة المعالي 18-08-10 11:18 AM

اسمعي لي قبل الرحيل كلاما
( معروف الرصافي )
اسمعي لي قبل الرحيل كلاما

ودعيني أموت فيك غَراما

هاك صبري خذِيه تذكرة ً لي

وامنحي جسمي الضنى والسقاما

لست ممن يرجو الحياة إذ فا

رق أحبابه ويخشى الحِماما

لك يا ظبية َ الصريمة طرفٌ

شدَّ ما اوسع القلوبا غراما

حبّ ماء الحياة منك بثغر

طائر القلب حول سمطيه حاما

شغل الكاتبين وصفك حتى

لا دوياً ابقوا ولا اقلاما

كلما زاد عاذلي فيك عذلا

زدت في حسنك البديع هُياما

أفأحْظى بزَوْره منك تشفِي

صدع قلبي ولو تكون مناما

رب ليل بالوصل كان ضياء

ونهار بالهجر كان ظلاما

قد شربت السهاد فيه مداماً

وتخِذتُ النجوم فيه ندامى

ما لقلبي اذا ذكرتك يهفو

ولعيني تُذرِي الدموع سِجاما

إن شكوت الهوى تلعثمتُ حتى

خلتني في تكلمي تمتاما








اشر فعل البرايا فعل منتحر
( معروف الرصافي )
اشر فعل البرايا فعل منتحر

وأفحش القول منهم قول مفتخر

ان التمدح من عجب ومن أشر

والمرء في العجب ممقوت وفي الاشر

يا راجي الأمر لم يطلب له سبباً

كيف الرماية عن قوس بلا وتر

ليس التسبب من عجز ولا خور

وانما العجز تفويض الى القدر

دع الأناسيَّ وانسبني لغيرهمِ

إن شئتَ للشاهِ أو إن شئت للبقر

فإن للبشر الراقي بخلقته

من قد انفت به أني من البشر

ألبس حياتك احوال المحيط وكن

كالماء يلبس ما للظرف من جدر

وان ابيت فلا تجزع وانت بها

عار من الأنس أو كاس من لبضجر

إن رمت عزاً على فقر تكابده

فاستغن عن مال اهل البذخ والبظفر

اذانظرت الى الجزئي تصلحه

فارقبه من مَرقب الكلي في النظر

فان نفعك شخصاً واحد ربما

يكون منه عموم الناس في الضرر

قد يقبح الشئ وضعاً وهو من حسن

كالنعش يدهِش مَرأى وهو من شجر

فالقبح كالحسن في حكم النُّهى عَرَض

وليس يثبت إلا عند معتبر

لا تعجبن الذي عقل يروح به

لينتج الشرُّ خيراً غير منتظَر

فانما لمعات الخير كامنة

بين الشرور كمون النار في الحجر

سبحان من أوجد الأشياء واحدة

وانما كثرة الاشياء بالصور

هَبْ منشأ القوم يبقى مبهماً أبداً

فهل ترى فيه عقلاً غير منبر

الحب والبغض لا تأمنِ خداعهما

فكم هما أخذا قوما على غرَر

فالبغض يبدي كدورا في الصفاء كما

أن المحبة تبدي الصفو في الكدر

واشنع الكذب عندي ما يمازجه

شئ من الصدق تمويهاً على الفكر

فان ابطال هذا في النهى عسر

وليس إبطال محْض الكذب بالعسر

قالوا عشقت معيب الحسن قلت لهم

كفوا الملامَ فما قلبي بمنزجِر

ما العشق إلا العمى عن عيب منْ عشِقتْ

هذي القلوب ولا اعني عمى البصر

قالوا ابْنُ مَنْ أنت يا هذا فقلت لهم

أبي امرؤ جَدُّه الأعلى أبو البشر

قالوا فهل نال مجداً قلت واعجبي

اتسألوني بمجد ليس من ثمري

لا در در قصيد راح ينظمه

من ليس يعرف معنى الدر والدُّرَرِ

يبكي الشعور لشعر ظل ينقده

من لا يفرق بين الشعر والشعر

قالتنواروقد انشدتها سحراً

ممن تعلمت نفْثَ السحر في السحَر

فقلت من سحر عينيك الذي سحرت

به المشاعر من سمع ومن بصر

سموة المعالي 18-08-10 11:19 AM

اعرني لساناً ايها الشعر للشكر
( معروف الرصافي )
اعرني لساناً ايها الشعر للشكر

وان تطق شكراً فلا كنت من شعر

وجئني بنور الشمس والبدرِ كي أرى

بمَعْناك نور الشمس يُشرق والبدر

وحُم حول أزهار الرياض تطيبا

بها مثلما حام الفراش على الزهر

وقم في مقام الشكر وانشر لواءهُ

برأس عمودٍ خذه من غرة الفجر

فإن لبيروت حقوقاً جليلة

على َّ فنب يا شعر عنيَ في الشكر

فإني ببيروت أقمتُ لياليا

وربَك لم أحسب سواهن من عمري

وقضيتُ أياماً إذا ما ذكرتها

غفرت الذنوب الماضيات من الدهر

لئن تك في بغداد يا دهر مذنباً

على ففي بيروتَ كم لك من عذر

قرأت بها درسَ المكارمِ مُعجبا

بكل كبير النفس ذي خُلق حر

فكنت بها من باذخ العز في الذرى

ومن سرواتِ القوم في أنجم زهر

وداعاً وداعاً ايها القوم انني

مُفارقكم لا عن صدود ولا هجر

لئن ازف الترحال عنكم فان بي

إليكم لأشوَاقا أحر من الجمر

اودعكم والشوق بالصبر فاتك

كفتك الملوكِ المستبدين بالأمر

أحبكم قلبي اعترافا بفضلكم

وانكر في يوم النوى حكمة الصبر

ولا غرو ان اكرمتم الضيف شيمة ً

توارثتُموها عن جُدود لكم غر

ألستم من العرب الألى طار صيتهم

إلى حيثَ يَبقَى تحته طائر النسر

اعاريب نهاضون في طلب العلى

غطاريف سباقون في حلبة الفخر

سأذكركم ذكر المحبِّ حبيبه

وأشكركم شكر الجدوب ندى القطر

فلا تحرِموني من رضاكم فإنني

اليكم اليكم ما حييت لذو فقر












الا لفت منا إلى الزمن الخالد
( معروف الرصافي )
الا لفت منا إلى الزمن الخالد

فتغبِط من أسلافنا كل مِفضال

تَلونا أناساً في الزمان تقدمُوا

وكم عِبرَة فيمن تقدم للتالي

ألا فاذكروا يا قوم أربع مجدكم

فقد درست إلا بقية أطلال

تطلبتمُ صفوَ الحياة وأنتمُ

بجهل، وهل تصفو الحياة ُ لُجهال؟

وما أنتم إلا كسكران طافح

تحسى من الصهباء عشرة أرطال

مشي بارتعاش في الطريق فتارة

يقوم وأخرى ينهوي فوق أو حال

يمد إلى الجدران كف استناده

فتقذفه الجدران قذيفة أذلال

ويفتح للطراق مقلة حانق

فيغمضها خزيان عن شتم عذال

رمى الدهر قومي بالخمول فلمتهم

وأوسعتهم عذلا فلم يُجد تعذالي

فهاج البكى يأسي فلما بكيتهم

بدمعي حتى بل دمعي سِربالي

نظرت إلى الماضي وفي العين حُمرة

كأن على اماقها نضح جريالي

سيروا البرق بينهن رسولا

فشمتُ بروق الأولين منيرة

على أفق من ذلك الزمن الخالي

"تنورتها من أذرعات وأهلها

بيثربَ أدنى دارها نظر عال»

وقلبت طرفي في سماء رجالها

وهم فوق عرش من جلال محلال

فآنست آتارا وهم سِلك درها

وأبصوت أعمالا وهم جيدها الحالي

ولما طويت الدهر بيني وبينهم

على بعد أزمان هناك وأجيال

قعدت بأوساط القرون فجاءني

"أبو بكر الرازي"فقمت لإجلال

فتى عاش أعمالاً جساما وإنما

تقدر أعمار الرجال بأعمال

حكم رياضي طبيب منجم

أديب وفي الكمياء حلال أشكال

أني فيلسوفا للنفوس مهذبا

بأفضل أفعال وأحسن أقوال

لقد طبب الأرواح من داءِ جهلها

كما طبب الأجسام من كل إغلال

تولد عامَ الأربعين الذي انقضى

لثالث قرن ذي مآثر أزوال

إلى زكريا ينتمي إنه له

أب تاجر في الري صاحب أموال

على حينَ كانت بلدة ُ الري عادة

إلى العلم تعطو جيدَها غيرَ مِعطال

مدارسُ بالشبان تزهو ودونها

كتاتيب للتعليم تزهو بأطفال

بها جل درس القوم طب وحكمة

وفلسفة فيها لهم أي إيغال

وكانت نفيسات الصنائع عندهم

يحاوالها ذو الفقر منهم وذو المال

بل الحال في البلدان طرا كذا الحال

فإن هدى الإسلام أنهى فتوحه

وآصلها للحد أحسن إيصال

وبدل أبطال الحروب من الورى

بأبطالِ علْم للجَهالة قُتال

فدارت رحى تلك العلوم وقطبها

ببغدادَ مركوزُ بربوة إجلال

وكانت يد المأمون في ذاك أخجلت

لسان العلي في شكره أي إخجال

تدرّج في تلك المدارس ناشئا

مترجمنا يسعى بجد وإقبال

تعلم فن الصوت باديء بدئه

ومارس تفصيلاً به بعد إجمال

فكانت بموسيقى اللحون دروسه

تغَنَّى بأهزاج وتشدو أرمال

وقد جاوز العشرين سنا ولم يكن

بشئ سوى فن الغناء بميال

فرام أبوه منه تحويل عزمه

بجذب إلى شغل التجار وإدخال

فقال له دعني مع العلم إنني

إذا ما أمَتُّ الجهلَ أحييتُ آمالي

وهل يستطيع المرءُ شغلا إذا غدا

له شاغل بالعلم عن كل أشغال

هنالك استقى الرازي من العلم شربه

فجاد بإعلال له بعد إنهال

سعى سعيه نحو التعلم بادئاً

بعلم لدى أهل التفلسف ذي بال

وقد كان مفتاح العلوم تفلسف

تُفكُّ به من جهلهم كلُّ أغلال

فزاول أنواع العلوم تنقُّلا

نضا همَّة ً في العلم مشحوذة الشَّبا

جلت ما لحرب الجهل من ليل قَسْطال

وقد أكمل الطب المفيدَ قراءة ً

على الطبريِّ الحبر أحسنَ إكمال

ومذ جاوز الرازي لثلاثين واغتدى

مُدلا على أقرانه أيّ إدلال

رأى من تمام العلم للمرء أنه

يَسيح بضرْب في البلاد وتجوال

وما العلم إلا بالسياحة إنها

لمن عملوا في علمهم درس أعمال

فقام وشدّ الرجل والغرزَ وامتطى

لقطع الفيافي متن هوجاء شملال

فجاء بلادَ الشام توّا وجازها

إلى مصر في وخد حثيث وإر قال

وخاض عُباب البحر للغرب قاصدا

مواطناً للإسلام لم يسلها السالي

ففيها احتلاه العز مذ لاح طالعاً

لها كهلالِ يُجتلى عند إهلال

وحل حلول البدر في السعد نائلاً

بقرطبه آماله ناعم البال

وهب هبوب الريح ثمة ذكره

يطير على صيت من العلم جوال

وودعها من بعد ذلك راجعاً

إلى مصرَ لا توديعَ مُستَكره قال

ومنها إلى بغداد سافر قاطعاً

إليها الفلا ما بين حَلْ وترحال

فأرقى عصر التسيار من ***اتها

بمغرس عرفان ومَنبِتِ إفضال

وبغداد كانت وهي إذ ذاك جنه

بها العلم أجرى منه أنهار سلسال

كأن رجالَ العلم في غُرُفاتها

بلابل تشدو غدوة بين أدغال

فكم محفل للكتب فيه خزانة

وكم مَرصد دان وكم مَرقب عال

ولما غدا الرازي ببغداد باسطاً

أقيم لمارستانها عن كفاءة

رئيساً بتطبيب وتدبير أحوال

فرتب مرضاه وأصلح شأنه

بما كان لم يخطر لسابق أجيال

وضل به يسعى طبيباً ممرضاً

ويبذل جُهدا لم يكن فيه بالآلى

لدى سُرُر المرضى تقرر في الحال

فقد كان يلقيها على القوم ناطقاً

بأوضح تبيان وأحسن إملال

لقد أشغل الرازي ببغدادَ شغلهُ

عدا الطب في الكِمْياء أعظم إشغال

فقضى بها أيامه في تجارب

وواصل أبكاراً لهن بآضال

فلقب فيها بالمجرِّب حرمة

تفردَ مخصوصاً بها بين أمثال

وأصبح مشهوراً بأسنى مآثر

من العلم لم يُسْبَق إليها وأعمال

فإن أبا بكر لأولُ مفصح

إلى الناس بالدرس السريري مقوال

وأولُ من أبدى لهم كيف يبتنى

ويُفرش مارستانهم قصد إبلال

وألف في المستشفيات مؤلفاً

تقصى به في وصفها دون إغلال

ولا تنس للرازي الكحول فإنه

يجدد طول الدهر ذكراه في البال

ومن عمل الرازي انعقاد لسكر

وما كان في محصوله غيرَ سيَّال

أرى العلم كالمرآة يصدأ وجهه

وليس سوى حُسن الخلائق من جال

أخو العلم لا يغلو على سوء خلقه

وذو الجهل إن أخلاقه حسنت غال

ولو وازنَ العلمُ الجبال ولم يكن

له حسنُ خُلق لم يَزن وزَن مثقال

وإن المساوي وهي في خلق عالم

لأقبح منها وهي في خُلق جُهال

«لعمري وما أدري وقد آذن البلى

بأحسن أخلاق وأشرف أفعال

خلائق غُرّ إن أردت بيانها

بدأتُ بحرف الحاء والميم والدال

بكل هزيل الجسم من سقم إقلال

ويفتقد المرضى بفحص وتسال

وتيهم بالمال والعلم مسعداً

لتطبيب أوجاع وتأمين أوجال

وما كان يقنو المال إلا لبذله

لتعليم علم أو لإعطاء سُؤَّال

وكان حليف الجد لم يأل جهده

بدحض خصوم العلم من كهزال

فكم راح مخذولاً به متطبب

سعى كاذباً في طبه سعي إضلال

وكان سليما في العقيدة قلبه

وخلِّ تفاصيل الألى ينسبونه

لزيغ فقد أغناك عنهن إجمالي

ولما قضى الرازي ببغدادُ بُرهة

مضى قافلاً للري شوقاً إلى الآل

وألف للمنصور إذ ذاك بأسمه

كتاباً حوى من الطب أحسن أقوال

ولم تصف للرازي أواخر عمره

وعاد أخاهم شديد وبالبال

فقد عمِيت عيناه من بَعد واغتدى

يجول من الفقر الشديد بأسمال

وإن عدا الدهر شنشنة له

يصول بها قهراً على كل مفضال

ولما انتهى نحو الثمانين عمره

قضى نحبه من غير مال وأنسال

ولكنه في الناس خلف بعده

من العلم آثاراً قليلة أمثال

فكم كتب أبقى بها الذكر في الورى

وألفها نسجاً على خير منوال

وما ضر من أحيا له العلمُ بعده

على الدهر ذكراً أنه مَيت بال

وإني وإن طنبت في بحر علمه

لمقتصر منه على بعض أوشال

وها أنا أنهي القول لا لتمامه

ولكن لعجزي عن نهوض بأجبال

وأجعل هذا الشعر مسكاً ختامه

بما قال في بيتين معناهما حال

"بعمري وما أدري وقد أذن البلى

بعاجل ترحال إلى أين ترحالي»

«وأين محل الروح بعد خروجهم

من الهيكل المنحل والجسد البالي"

سموة المعالي 18-08-10 11:20 AM

البحرُ رهو والسماء صاحية
( معروف الرصافي )
البحرُ رهو والسماء صاحية

والفخت في الليل شبيه السديم

والبدر في طلعته الزاهيه

قد ضاحك البحر بثغر بسيم

والصمت في الانحاء قد خيما

فالليل لم يَسمع ولم يَنطق

والبدر في مفرق هام السما

تحسبه التاج على المفرق

اغرق في أنواره الأنجما

وبعضها عام فلم يغرق

والبحر في جبهته الصافيهْ

قام طريق للسنا مستقيم

وقفتُ والريح سرت سجسجا

وقفة مبهوت على الساحل

انظر ما فيه يحار الحجى

ورد سحبان إلى باقل

ما أنت إلا صحف عالية

كم حار في حكمتها من حكيم

اذا وعتها أذن واعيه

فقد خير كتاب كريم

وزان عرض البحر ما قد بدا

من زورق يجرى بمجدا فتين

عام بذوب الماسِ أو قد غدا

يسبح في لجة ذوب اللجين

في صامت الليل جرى مفردا

وبين جنبيه حوى عاشقين

من غادة في حسنها غانيه

تبسم عن لألاء دُرّ نظيم

ومن فتى أدمعه جارية

قد صافح العشقَ بجسم سقيم

قابلها والحب قد شفه

وقابلت طلعة بدر السما

وظل يرنو تارة خلفه

وتارة ينظرها مُغرما

ثم تدانى واضعاً كفه

في كفها يطلب ان يلثما

وخر من وجد على الناصيه

وقلبه يركض ركض الظليم

وهي غدت من اجله جاثيه

واحتضنه كاحتضان الفظيم

ثم رمى نظرة مُسترحم

في الكون عن طرف له حائر

وقال قولَ الكلف المغرم

في حب ذات النظر الساحر

أيتها الأرض قفى واسلمي

من أجل هذا المشهد الزاهر

حتى ارى ليلتنا باقيه

محفوفة من وصلنا بالنعيم

فان هذي ليلة حاليه

تزهو ببدرين وطلق نسيم

وأنت يا بدرُ اللطيف السنا

في الجو قف وقفة غير الرقيب

ما ابهج النور وما احسنا

اذا دنا منك لوجه الحبيب

نحو المعالي يبتغيها النصيب

فحاز منها جملة وافية

ما حازها من أحد من قديم

وصار يدعى الرجل الداهيه

في الفكر والمجد وخلق عظيم

يا آل مطران لكم «ندرة »

وأكرم الناس هو النادرُ

لكن معاليكم لها كثرة ٌ

يعجز أن يحصرها الحاصر

من أجلها أمست لكم شهرة

عمّ البرايا صيتها الطائر

حيث معاليكم غدت قاضيه

لكم على الناس بضل عميم

فراية المجد لكم عاليه

و"ندوة " الشهم عليها زعيم

يا من بَنى المجدَ فأعلى البنا

اقبل من العبد جميل الثنا

وإن يكن قصر عن حده

ومره ثم احكم به ان ونى

ما يحكم السيد في عبده

إذ أنت بالمنقبة السامية

قد خصك الله العزيز العليم

فاهنأ ودم في عيشة راضيه

رغم المعادي وسرور الحميم












الدهرُ بيَّن في كتابِ شهادة ٍ
( معروف الرصافي )
الدهرُ بيَّن في كتابِ شهادة ٍ

بالنورِ فوق جبينهِ مكتوبِ

إن السماحة ِ والشجاعة والعلى

جمعت لعمري في ابي عبعوب

شهم تولع بالعطاء بنانه

مثل الرياح تولَّعت بهبوب

اسد نمته لآل قيس في لبعلى

آباءُ مجدٍ ليس بالمكذوب

ورث المكارم عن أبيه ولم يزَل

يسمو بصارم عزمه المرهوب

ما زال يوقد كل يوم في الورى

نارين نار قرى ونار حروب

يهدِي جموعَ المُدلجين لِسيبه

في الليل ضوءُ لهيبها المَشبوب

خُلقت من الحسب الصميم اكفه

لعنان سابقة وكشف كروب

حَمِدت وقائِعه السيوفُ بكفه

والخيل كل مطهم يعبوب

إن شنَّ فوق ظهورهن إغارة

ترك العدو بلوعة المَحروب

يَلقي الفوارسَ والسكينة ُ دِرعه

ويخوض غمر الموت غير هيوب

فخرُ الكرام على المكارم والندَى

قامت دعائم بيته المضروب

للجود مغلوباً تراه ولم يكن

للجيش في الغزوات بالمغلوب

يتفقد الأضياف ملءَ دياره

عند الصباح وعند كل غروب

كالعبد يخضع للضيوف وانه

في القوم أكبر سَيد معصوب

عمَّ الارامل واليتامى سيبه

فغدت تعيش بماله الموهوب

خلق الكريم ابن الكرام محمد

لسرور محزون وجبر قلوب

تالله لو كان الكرام بلاغة

كان الكريم المعجز الاسلوب

سموة المعالي 18-08-10 11:21 AM

الشعر مفتقر مني لمبتكر
( معروف الرصافي )
الشعر مفتقر مني لمبتكر

ولست للشعر في حال بمفتقرِ

دعوت غُرَّ القوافي وهي شاردة

فأقبلت وهي تمشي مشي معتدل

وسَلمتني عن طوع مقادتها

فرحت فيهنَّ أجري جرى َ مقتدرِ

إذا أقمت أقامت وهي من خدمي

وأينما سرت سارت تقتفي أثري

صرَّفت فيهن أقلامي ورحت بها

أعرف الناس سحر السمع والبصر

ملكن من رقة رقُّ النفوس هوَى

من حيث أظربنا حتى قاسى الحجر

سقيتهن المعاني فارتوين بها

وكنَّ فيها مكان الماء في الثمر

كم تشرئب لها الأسماع مصغية

إذا تنوشدن بين البدو والحضر

طابقَت لفظي بالمعنى فطابقه

خلوا من الحشو مملوءاً من العبر

إني لأنتزع المعنى الصحيح على

عرى فأكسوه لفظاً قد من درر

سل المنازل عني إذ نزلت بها

ما بين بغداد والشهباء في سفري

ما جئت منزلة إلا بنيت بها

بيتاً من الشعر لا بيتاً من الشعر

وأجود الشعر مما يكسوه قائله

بوشي ذا العصر لا الخالي من العصر

لا يحسن الشعر إلا وهو مبتكر

وأي حسن بشعر غير مبتكر

ومن يكن قائل شعراً عن مفاخرة

فلست والله في شعر بمفتخر

وإنما هي أنفاس مُصعَدة

ترمي بها حسراتي طائر الشرر

وهن إن شئت مني أدمع غزر

أبكى بهن على أيامنا الغُرر

أبكى على أمة دار الزمان لها

قَبْلاً ودار عليها بعدُ بالغير

كم خلد الدهر من أيامهم خبراً

زان الطروس وليس الخُبر كالخَبر

ولست أدكر الماضين مفتخر

لكن أقيم بهم ذكرى بمدكر

وكيف يفتخر الباقون في عمه

بدارس من هدى الماضين مندثر

لهفي على العُرب أمست من جمودهم

حتى الجمادات تشكوا وهي في ضَجر

أين الجحاحد ممن ينتمون إلى

ذوابة الشرف الوضاح من مضر

قوم هم الشمس كانوا والورى قمر

ولا كرامة لولا الشمس للقمر

راحوا وقد أعقبوا من بعدهم عقباً

ناموا عن الأمر تفويضاً إلى القدر

أقول والبرق يسري في مراقدهم

«يا ساهر البرق أيقظ راقد السمرِ»

يا أيها العرب هبوا من رقادكم

فقد بدا الصبح وانجابت دُجى الخطر

كيف النجاح وأنتم لا اتفاق لكم

والعود ليس له صوت بلا وتر

مالي أراكم أقلّ الناس مقدرة

يا أكثر الناس عدًّا غير منحصر














اللؤم داءٌ في النفوس عياء
( معروف الرصافي )
اللؤم داءٌ في النفوس عياء

لم يَشفِ منه سوى الحمامِ دَواءُ

لو كان في الدأماء كل عيوبه

بل بَعْضهن لأنتنَ الدأماء

ولوَ أنّ في كرَة الهوا طباعة

فسدت فمات بنتنها الأحياء

ألقتْ عليه يدُ الزمان مخازيا

منها تلوح بوجهه الفحشاء

وجه أقام الدهرُ فيه من الخنا

سمة ً فعاد وليس فيه حياء

يا ماشياً يختال في غلوائه

«أطرِقْ كرَى » ما هذه الخيلاء

هب غفلة الجهلاء عنك طويلة

أفَلَيْسَ تعلمِ خِزيَك العقلاء

سموة المعالي 18-08-10 11:25 AM

الى كم انت تهتف بالنشيدِ
( معروف الرصافي )
الى كم انت تهتف بالنشيدِ

وقد أعياك إيقاظ الرقود

فلست وان شددت عرى القصيد

بمجدٍ في نشيدك أو مفيدِ

لأن القوم في غي بعيد

إذا أيقظتهم زادوا رقادا

وإن أنهضتهم قعدوا وثادا

فسبحان الذي خلق العبادا

كأنَّ القوم قد خلقوا جمادا

وهل يخلو الجماد عن الجمود

أطلت وكاد يعييني الكلام

ملاماً دون وقعته الحسام

فما انتبهوا ولا نفع الملام

كأن القوم اطفال نيام

نهز من الجهالة في مهود

اليكِ اليكِ يا بغداد عني

فإني لستُ منكِ ولستِ مِني

ولكني وان كبر التجني

يعزّ على َّ يا بغداد أني

أراك على شَفَا هول شديد

تتابعت الخطوب عليكِ تترى

وبدل منك حلو العيش مرّ

فهلاً تُنجِبين فتى أغرا

أراكِ عقمت لا تلدين حُرا

ألا يا هالكين لكم أَجيج

اقام الجهل فيك له شهودا

ليهلك فيه من عبث ويُفدَى

متى تبدين منك له جحودا

فهلا عدتِ ذاكرة عهودا

بهنَّ رشدت ايام الرشيد

زمانَ نفوذِ حكمكِ مستمرُّ

زمانَ سحاب فيضكِ مستدرُّ

زمانَ العلم أنت له مَقرُّ

زمانَ بناءُ عزك مُشمَخِرُّ

وبدرُ علاك في سعدِ السعودِ

برَحتِ الأوجَ ميلا للحضيض

وضفت وكنت ذات على ً عريض

وقد أصبحت في جسم مريض

وكنتِ بأوجه العز بيض

فهل هذي البلادُ سوى ضياع

ترقى العالمون وقد هبطنا

وفي دَرك الهوان قد انحططنا

وعن سنن الحضارة قد شحطنا

فقَطنا يا بني بغداد قَطَنَا

الى كم نحن في عيش القرود

إذن لنضوتُ جلبابَ الوجود

بناءً للعلوم بكل فن

لماذا يا اسرى التأني

أخذنا بالتقهقرِ والتدني

وصرنا عاجزين عن الصعود

مشوا في منهج جهلوه نهجاً

يجوبون الفلا فجاً ففجا

إلى حيثُ السلامة لا ترجى

فيا لهفي على الشبان تزجى

على عبث الى الموت المبي

وكلٌّ مذ غذوا للبيت أما

فودع أهله زوجاً وأما

وضم وَليدَه بيد وشما

بكى الوَالدُ الوحيدُ عليه لما

غدا يبكي على الولد الوحيد

فقال موجهاً لوماً إلينا

فقال ودمعه بادي الرشاشِ

وَكلتكُم إلى الرب الودُودِ

عساكر قد قضوا عُرياً وجوعا

بحيثُ الأرضُ تبتلع الجموعَا

إلى أن صار أغناهم رُبُوعاً

لِفرط الجوع مرتضيا قنوعا

بقدٍّ لو اصاب من الجلود

هناك قضوا وما فتحوا بلادا

هناك بأسرهِم نفذُوا نفادا

فتبرَز منه في وضع جَديدِ

هناك لروعهم فقدوا الرقادا

أناديهم ولي شجنٌ مهيج

وأَذكرهم فينبعثُ النشيج

ودمعُ محاجري بدم مزيجُ

ذكا بحشاي محتدم الوقود

سكنا من جهالتنا بقاعا

يجور بها المؤمر ما استطاعا

فكدنا أن نموت بها ارتياعا

وهبنا أمة هلكت ضياعا

تولى امرها عبد الحميد

أياتحرية الصحف أرحمينا

فانا نزل لكِ عاشقينا

متى تصلين كيما تطلقينا

عِدينا في وصالكِ وامطلينا

فانا منك نقنع بالوعود

فانت الروح تشفين الجروحا

يحرج فقدك البلد الفسحا

وليس لبلدة لم تحو روحا

وإن حوت القصور أو الصروحا

حياة تستفاد لمستفيد

قد التفعوا بأسال بوال

لسلطان تجبر واستبدا

تعدى في الامور وما استعدا

ألا يا أيها الملكُ المفدّى

أنم عن أَن تسوس الملك طرفا

أقم ما تشتهي زمراً وعزفا

أطل نكرَ الرعية خل عُرفا

سُم البلدان مهما شئت خسفا

وأرسل من تشاء الى اللحود

ملكت أو العباد سوى عبيد

تنعم في قصورك غير دارِ

أَعاش الناسُ أَم هم في بوار

فإنك لن تطالب باعتذار

وهب ان الممالك في دمار

أَليس بناء «يلدزَ» بالشيد

جميع ملوك هذى الارض فلك

وأنت البحر فيك ندَى وهُلكُ

فأنى َّ يبلغوك وذاك إفكُ

لئن وهبوا النقود فانت ملكُ

وَهُوب للبلاد وللنقود

سموة المعالي 18-08-10 11:26 AM

الى كم تصب الدمع عيني وتسكب
( معروف الرصافي )
الى كم تصب الدمع عيني وتسكب

وحتام نار البين في القلب تُلهبُ

أبيت ولي وجد يشب ضرامه

ودمع له في عارضي تصَبب

وهل لمشوق خانه الصبر عنكم

سوى دمعه فهو الدواء المجرب

ألا إن يوماً جَرد البيْنُ سيفه

على به يوم شديد عصبصب

فياليتَ شعري هل أفوز برؤيتي

مُحيًّا له كل المحاسن تُنسب

وعينيك لا أسلوكِ أو يصبح السها

وشمس الضحى في ضوئه تتحجب

فإني كما شاء الهوى بك مُغرم

وانت كما شاء الجمال محبب

احنّ الى رؤياكم كلما سرى

نسيم وأبكي كلما لاح كوكب

وأذكركم للشمس عند طلوعها

ويعزُب عني الصبر أيان تغرب

لقد بان صبري يوم ببنيك إذ قضى

به صرف دهر لم يزل يتقلب

تبصر خليلي في الزمان فهل ترى

صفا فيه من وقع الشوائب يتحلب
















اليك ما شاهدت عيني من العجب
( معروف الرصافي )
اليك ما شاهدت عيني من العجب

في مسرح ماح بين الجدّ واللعبِ

خافوا به أن تقومَ الأسدُ واثبة

حتى بَنوا حاجزاً فيه من الخشب

وحصنوه من الاعلى بمشتبك

من الحبال جديل غير منقضب

به الأسود تمطى في مرابضها

والنمر يخطر بين الخوف والغضب

والذئب يبصر جدى المعز مقترباً

منه فيرجع عنه غير مقترب

اما الكلاب فجاءت وهي كاسية

يرقصن منتصباً في إثر منتصب

قامت على أرجل تمشي معلمة

مشي المليحة في ابرادها القشب

تخشى مؤدبها والصولجانُ له

في الكف فرقعة كالرعد في السحب

ترنو إليه بعين الخوف فاعلة

ما كان يُصدِر من أمر ومن طلب

خضعن للسوط حتى إن أعقدَها

لو يأمر السوط يغدو مرسلَ الذنَب

وكانت الاسد تجرى في اطاعتها

مجرى الكلاب بحكم الخوف والرَهب

كأنما الليثُ لم يُخلق أخا ظُفر

محدد الناب قذافاً الى العطب

شاهدته مشهداً بدعا علمتُ به

أن الغرائز لم تطبع على الشغب

وان ليث البرايا الشرى ما صيغ مفترساً

لكن احالته فرَّاساً يد السغب

وكم من الناس من راح مندفعاً

بدافع الجوع نحو القتل والسلب

وان تربية الانسان يرجعه

اكسيرها وهو من تُربْ الى الذهب

هذا إذا حَسُنَتْ أما إذا قبحت

فالمَندَليُّ بها يمسي من الحطب

فكل ما هو في الانسان مكتسب

فلا تقل شئ غير مكتسب

انى ارى اسوأ الآباء تربية

للابن أحرى بأن يُدعى أعقَّ أب

والمرءُ كالنبت ينمو حَسْب تربته

وليس ينبت نبعٌ مَنبِتَ الغرَب

من عاش في الوسط الزاكي زكا خلقاً

حتى علا في المعالى ارفع الرتب

فاحرص على أدب تحيا النفوس به

فانما قيمة الانسان بالادب

سموة المعالي 18-08-10 11:27 AM

اما آن ان يغشى البلاد سعودها
( معروف الرصافي )
اما آن ان يغشى البلاد سعودها

ويذهب عن هذي النيام هجودُها

متى يتأتى في القلوب انتباهها

وأعجب من ذا أنه يرعبونها

اما اسد يحمي البلاد غضنفرٌ

فقد عاث فيها بالمظالم سيدُها

برئت إلى الأحرار من شر أمّة

أسيرة حكام ثقال قيودها

سقى الله أرضاً أمحلت من أمانها

وقد كان رُوّاد الأمان ترودها

جرى الجور منها في بلاد وسيعة

فضاقت على الاحرار ذرعاً حدودها

عجبت لقوم يخضعون لدولة ِ

يسومهم بالموبيقات عميدها

واعجب من ذا انهم يرهبونها

واموالها منهم ومنهم جنودها

اذا وُليتْ امرَ العباد طغاتُها

وساد على القةم السراة مسودها

واصبح حرُّ النفس في كل وجهوٍ

يرد مهاناً عن سبيل يريدها

وصارت لئام الناس تغلو كرامها

وعاب لبيداً في النشيد بليدها

فما انت الا ايها الموت نعمة ٌ

يعزّ على اهل الحفاظ جحودها

ألا إنما حرية العيش غادة

مُنى كل نفس ووصلها ووفودها

يُضىء دجناَّتِ الحياة جبينها

وتبدو المعالي حيث أتلع جيدها

لقد واصلت قوماً وخلت وراءها

اناساً تمنى الموت لولا وعودها

وقد مرضت أرواحنا في انتظارها

فما ضرها والهفتا لو قعودها

بنى وطني مالي أراكم صبَرتُم

على نُوَبٍ أعيا الحُصاة َ عديدُها

أما آدكم حمل الهوان فإنه

اذا حملته الراسياتُ يؤودها

فعدتم عن السعي المؤدي إلى العلى

على حين يُزري بالرجال قعودها

ولم تأخذوا للأمر يوماً عتاده

فجاءت امور ساء فيكم عتيدها

ألم تروا الأقوام بالسعي خلّدت

مآثر يسقصى الزمان خلودها

وساروا كراماً رافلين إلى العلى

باثواب عزّ ليس يبلى جديدها

قد استحوذتْ يا للخسار عليكم

شياطينُ إنس صال منكم مَريدها

وما اتَّقدت نار الحمية منكمُ

لفقد اتحادٍ فاستطال خمودها

ولولا اتحاد العنصرين لما غدا

من النار يذكو لو علمتم وَقودها

إذا جاهل منكم مشى نحو سُبَّة

مشى جمعكم من غير قصد يريدها

كأنكم المعْزَى تهاويْنَ عندما

نزا فنزتْ فوق الجبال عتودها

وماثَلَّة ٌ قد أهملتها رُعاتها

بمأسدة ٍ جاعت لعشر أسودها

فباتت ولا راعٍ يحامي مراحها

فرائس بين الضاريات تبيدها

بأضيعَ منكم حيث لا ذو شهامة

يذبّ الرزايا عنكم ويذودها

اتطمع هذي الناس ان تبلغ المنى

ولم تورَ في يوم الصدام زنودها

فهل لمعت في الجو شعلة بارقٍ

وما ارتجست بين الغيوم رعودها

وادخنة النيران لولا اشتعالها

لما تمَّ في هذا الفضلء صعودها

ومن رام في سوق المعال تجارة

فليس سوى بيض المساعي نقودها
























انظر الى تلك المعلقة التي
( معروف الرصافي )
انظر الى تلك المعلقة التي

سترتْ ظلامَ الليلِ بالأضواءِ

قِطع من البلورِ مُحدِقة بها

يَحكين شكلَ أصابع الحسناء

فكأنها بدر تلألأ في الدجى

وكأنهن كواكبُ الجَوْزاء

بل قد يُمثلها الخيالُ كأنها

قمر احيط بهالة بيضاء























بدت كالشمس يحضنها الغروب
( معروف الرصافي )
بدت كالشمس يحضنها الغروب

فتاة ٌ راعَ نضرتها الشحوبُ

منزّهة عن الفحشاء خَوْد

من الخفِرَات آنسة عروب

نوارٌ تستجدّ بها المعالي

وتبلى دون عفتها العيوب

صفا ماء الشباب بوجنتيها

فحامت حول رونقه القلوب

ولكنَّ الشوائب ادركته

فعاد وصفوه كدر مشوب

ذوى منها الجمال الغض وجداً

وكاد يجفّ ناعمه الرطيب

اصابت من شبيبتها الليالي

ولم يُدرك ذوائبها المشيب

وقد خلب العقولَ لها جبين

تلوح على اسرّته النُّكوب

ألا إن الجمال إذا علاء

نقاب الحزن منظره عجيب

حليلة طيّب الاعراق زالت

به عنها وعنه بها الكروب

رعي ورعت فلم تر قط منه

ولم يرَ قط منها ما يريب

توثق حبل ودهما حضوراً

ولم ينكث توثقه المغيب

فغاضت زوجها الخلطاءُ يوماً

بامر للخلاف به نشوب

فاقسم بالطلاق لهم يميناً

وتلك ألية خطأ وحوب

وطلقها على جهل ثلاثاً

كذلك يجهل الرجل الغضوب

وأفتى بالطلاق طلاق بتّ

ذوو فتيا يعصبهم عصيب

فبانت عنه لم تأتِ الدنايا

ولم يعلق بها الذام المعيب

فظلّت وهي باكية تنادي

بصوت منه ترتجف القلوب

لماذا يا نجيب صرمت حبلي

وهل أذنبت عندك يا نجيب

وما لك قد جفوت جفاء قال

وصرتَ إذا دعوتكَ لا تجيب

أبنْ ذنبي اليَّ فدتك نفسي

فإني عنه بعدئذ أتوب

اما عاهدتني بالله ان لا

يفرق بيننا الا شعوب

لئن فارقتنى وصددت عني

فقلبي لا يفارقه الوجيب

وما ادماءُ ترتع حول روضٍ

ويرتع خلفها رشأ رَبيب

فما لفتت اليه الجيد حتى

تخطّفه بآزنتيه ذيب

فراحت من تحرقها عليه

بداءٍ ما لها فيه طبيب

تشمّ الارض تطلب منه ريحاً

وتنحب والبُغام هو النحيب

وتمزع في الفلاة لغير وجه

وآونة ً لمصرعه تؤوب

باجزع من فؤادي يوم قالوا

برغمٍ منك فارقك الحبيب

فأطرق رأسه خَجلا وأغضى

وقال ودمع عينيه سكوب

نجيبة ُ اقصري عني فاني

كفاني من لظى الندم اللهيب

وما والله هجرك باختياري

ولكن هكذا جرت الخطوب

فليس يزول حبك من فؤادي

وليس العيش دونك لي يطيب

ولا اسلو هواك وكيف اسلو

هوى كالروح فيَّ له دبيب

سلى عني الكواكب وهي تسري

بجنح الليل تطلع أو تغيب

فكم غالبتها بهواك سهداً

ونجم القطب مطلع رقيب

خذي من نور رنتجنٍ شعاعاً

به للعين تنكشف الغيوب

وألقيه بصدري وانظرينى

ترَى قلبي الجريح به ندوب

وما المكبول ألْقي في خِضَم

بهى الامواج تصعد أو تصوب

فراح يغُطُّه التيار غطاً

إلى أن تم فيه له الرسوب

باهلك يا ابنة َ الامجاد مني

إذا أنا لم يعدْ بك لي نصيب

الا قل في الطلاق لموقعيه

بما في الشرع ليس له وجوب

غلوتم في دنيانتكم غلواً

يضيق ببعضه الشرحُ الرحيب

أراد الله تيسيراً وأنتم

من التعسير عندكم ضروب

وقد حلَّت بامتكم كروبٌ

لكم فيهنَّ لا لهم الذنوب

وهي حبلُ الزواج ورقَّ حتى

يكاد اذا نفخت له يذوب

كخيطٍ من لعاب الشمس أدلتْ

به في الجو هاجرة ٌ حلوب

يمزقه من الافواه نفثٌ

ويقطعه من النسيم الهبوب

فدى ابنَ القيم الفقهاءُ كم قد

دعاهم للصواب فلم يجيبوا

ففي اعلامهللناس رشدٌ

ومزدجر لمن هو مستريب

نحا فيما اتاه طريق علم

نحاها شيخه الحبر الأريب

وبين حكم دين الله لكن

من الغالين لم تعه القلوب

لعلَّ الله يُحدث بعدُ أمراً

لنا فيخيب منهم من يخيب

سموة المعالي 18-08-10 11:31 AM

بدتْ في مسرح رَحْب البلاطِبدتْ في مسرح رَحْب البلاطِ
( معروف الرصافي )
بدتْ في مسرح رَحْب البلاطِبدتْ في مسرح رَحْب البلاطِ

بقُضْبان مُشَبِّكَة مُحاطِ

فجالت من ضفائرها بتاج

وماست غير ضافية الزياط

ولا انسى تورد وجنتيها

وقد برزي تميس على البساط

فقلنا وهي تخطِر في وَقار

مليك الحسن يخطر في البلاط

وقد سجدتْ لها الأنظارُ لما

أرَتنا الحُسر يَرْفُل في القَباطِي

وكبرنا المهمين حين راحت

تصول على الضياغم بالسياط

سقتْ أعصابنا خَدرا وطارت

مرفرفة باجنحة النشاط

مشت مشى َ الحمامة فوق سِلك

تهُولُ عليه أن تخطو الخوَاطي

وبارت فوقه خفقان قلبي

بحالتيارتفاع وانحطاط

فَخلْناها وقد خلَبت نُهانَا

تعلمنا الجواز على الصراط

أرَتنا الحُسر يَرْفُل في القَباطِي
























برزت تميس كخطرة النشوان
( معروف الرصافي )
برزت تميس كخطرة النشوان

هيفاء مُخجلة غصونَ البان

ومشت فخف بها الصبا فتمايلت

مرحاً فاجهد خصرها الردفان

جال الوشاح على معاكفها التي

قعدَت وقام بصدرها النهدان

تستبعد الحُر الأبي بمقلة

حبا أذبتُ بناره سُلواني

وإذا بدت تهفو القلوبُ صبابة

فيها وتركع دونها العينان

أخذ الدلالُ مواثقا من عينها

أن لا تزال مريضة الاجفان

تمشي فتنشر في الفضاء محاسناً

بسط الزمان لها يدي ولها

ويلوح للنظر القريب بوجهها

عقل الحليم وعصمة الصبيان

لم انس في قلبي صعود غرامها

اذ تحن نصعد في ربى لبنان

حيث الرياض يهز عطف غصونها

شدوُ الطيور بأطرب الألحان

لبنان تفعل بالحياة جنانه

فعل الزلال بغلة الظمآن

وترد غُصن العيش بعد ذبوله

غضاً يميد بفرغه الفينان

فكأن لبنانا عروس إذ غدا

يزهو بنشر غادائر الاغصان

وكأنما البحر الخضم سجنجل

في وجه كل حُلاحل ديان

أم ليس يعلم أنني أحببته

تحت البسيطة راسخ الاركان

تهفو الغصون به النهلر وفي الدجى

تهفو عليه ذوائب النيران

من فوقه دُرر على تيجان

من فوقه درٌ على تيجان

لله لبنان الذي هضباته

شيئاً يُضيع كرامة البُلدان

يجري النسيم الغض بين رياضه

مُرحى الذيول مُعطر الأردان

جَلت الطبيعة في رُباه بدائعاً

تكسو الكهول غضاضة الشبان

يا صاحبيَّ أتذكران فانني

لم انس بعد كما سوى النسيلن

اذ كان يغبطنا الزمان ونحن ظلامه

يرنو لهن بمقلة ِ الغَيران

متجاولين من الحديث بساحة

ركض البيانُ بها بغير عِنان

والليل يسمع ما نقول ولم يكن

غير الكواكب فيهمن آذان


























بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات
( معروف الرصافي )
بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات

أو ما تمضّك هذه النكبات

وَلعت بك الاحداث حتى اصبحت

ادواء خطبك ما لهن أساة

قلب الزمان اليك ظهر مجنّه

أفكان عندك للزمان ترات

ومن العجائب أن يمسك ضره

من حيث ينفع لو رعتك رعاة

إذ من ديالة والفرات ودجلة

أمست تحل بالهلك الكربات

ان الحياة لفي ثلاثة انهر

تجري وأرضك حولهنَّ مَوات

قد ضلَّ اهلك رشدهم وهل اهتدى

قوم أجاهلهم هم السروات

قوم أضاعوا مجدهم وتفرّقوا

فتراهم جمعاً وهم أشتات

لقد استهانوا العيش حتى أهملوا

سعياً مغبة تركه الإعنات

يا صابرين على الأمور قسومهم

خسفاً على حين الرجال أباة

لا تهملوا الضرر اليسير فانه

ان دام ضاقت دونه الفلوات

فالنار تلهب من سقوط شرارة ٍ

والماء تجمع سيله القطران

لا تستنيموا للزمان توكلاً

فالدهر نزَّاء له وثبَات

فتناطحا وتوالت الهجمات

فوضى وفيكم غفلة ُ وأناة

تالله إن فعالكم بخلافه

نزل الكتاب وجاءت الآيات

أفتزعمون بان ترك السعي في

وترِف فوقك للهدى رايات

إن صحّ نقلكم بذاك فبيِّنوا

او قام عندكم الدليل فهاتوا

لم تلقَ عندكم الحياة ُ كرامة َ

في حالة فكأنكم اموات

شقيت بكم لما شقيتم ارضكم

فلها بكم ولكم بها غمرات

وجهلتم النهج السوي الى العلى

فترادفت منكم بها العثرات

بالعلم تنتظم البلاد فإنه

لرقي كل مدينة مرقاة

ان البلاد اذا تخاذل اهلها

كانت منافعها هي الآفات

تلك الرُّصافة والمياه تحفها

والكوخ قد ماجت به الازمات

سالت مياه الواديين جوارفا

فطفحن والاسداد مؤتكلات

فتهاجم الماء إن من صفتَيهما

فتناطحها وتوالت الهجمات

حتى إذا اتصل الفرات بدجلة

وتساوت الوَهدات والربوات

زحفت جيوش السيل حتى أصبحت

بالكرخ نازلة لها ضوضاة

فسقت بيوت الكرخ شر مُقيء

منها فقاءت اهلها الابيات

واستنقعت فيها المياه فطحلبت

بالمكث ترغو تحتها الحمآت

حتى استحال الكرخ مشهد أبؤس

تبكي به الفتيان والفتيات

طرقاته مسدودة ودياره

مهدومة وعراصه قذرات

ياكرخ عز على المرؤة انه

لجج المياه عليك مزدحمات

فلئن أماتتك السيول فإنما

أمواجهن عليك ملتطمات

من مبلغ المنصور عن بغداده

خبراً تفيض لمثله العبرات

مست تناديه وتندب اربعاً

طمست رسوم جمالها الهبوات

وتقول يالأبي الخلائف لو ترى

اركان مجدي وهي منهدمات

لغدوت تنكرني وتبرح قائلاً

بتعجب ما هذه الخربات

اين البروج بنيتهن مشيدة ً

اين القصور علت بها الشرفات

اين الجنان بحيث تجري تحتها

الانهار يانعة بها الثمرات

أترى ابو الامناء يعلم بعده

بغداد كيف تروعها النكبات

لا دجلة يا للرزية دجلة

بعد الرشيد ولا الفرات فرات

كان الفرات يمد دجلة ماؤه

بجداول تسقى بها الجنات

اذ بين دجلة والفرات مصانع

تفتر عن شنب بها السنوات

يا نهر عيسى أين منك موارد

عذبت واين رياضك الخضلات

ماذا دهى نهر الرفيل من البلى

حيث المجاري منه مندرسات

اذ قصر عيسى كان عند مصبه

وعليه منه أطلَّت الغرُفات

ام اين بركة زلزل وزلالها

السلسال تسرح حوله الظبيات

تا نهر طابق لا عدمتك منهلاً

اين الصراة تحفها الروضات

ام اين كرخايا تمد مياهه

نهر الدجاج فتكثر الغلات

ام اين نهر الملك حين تسلسلت

فيه المياه وهنَّ مطردات

قد كان تزدرع الحبوب بارضه

فتسح فيه بفيضها البركات

ام اين نهر بطاطيا تأتيه من

نهر الدجيل مياهه المجراه

وله فروع أصلهنَّ لشارع الْـ

الكبش المجاري منه منتهيات

تنمو الزروعِ بسقيه فغلاله

كل العراق ببعضها يقتات

لهفي على نهر المُعلى إذ غدت

لا تستبين جنانه النضرات

نهر هو الفردوس تدخل منه في

قصر الخلافة شعبة وقناة

كالسيف منصلتاً تضاحك وجهه

الانوار وهي عليه ملتمعات

إذ نهر بين عند كلواذي به

مُلد الغصون تهزها النسمات

وبقربه من نهر بُوق دارة

تنفي الهموم مروجها الخضرات

يا قصر باب التبر كنت مقرِّنا

والنفي يصدر منك والاثبات

أيَّام تطلعك العدالة شمسها

وترف فوقك للهدى رابات

أيام تبصرك الحضارة في العلى

بدراً عليك من الثنا هالات

أيام تنشدك العلوم نشيدها

فتعود منك على العلوم صلات

أيام تقصدك الأفاضل بالرجا

فتفيض منك لهم جدا وهِبات

أيام يأتيك الشكى بأمرهِ

فيروح عنك وما لديه شكاة

تمضي الشهور عليك وهي انيسة

وتمر باسمة بك الساعات

ماذا دهاك من الهوان فأصبحت

اثار عزك وهي منطمسات

قد ضيعت بغداد سابق عزِّها

وغدت تجيش بصدرها الحسرات

كم قد سقاها السيل من أنهارها

ضرا وهن منافع وحياة

واليوم قلت بجانبيها ارخوا

دفق السيول فماجت الازمات

سموة المعالي 18-08-10 11:32 AM

بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ
( معروف الرصافي )
بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ

حديث بصير بالحقيقة عالم

جُبِلنا على حب الحياة وإنها

مخيفة أحلام أطافت بحالم

سعى الناس والاقدار مخبوءَة لهم

وناموا وما ليل الخطوب بنائم

جرت سفن الايام مشحونة ً بنا

على بحر عيش بالردى متلاطم

تأملت في الاحياءِ طراً فلم اجد

بهم باسماً إلا على ألف واجم

وربَّ سعيد واحد تمَّ سعده

بالف شقيّ في المعيشة راغم

وما المرءُ إلا دَوْحة في تنوفة

مُلَوَّحة ُ أغصانها بالسمائم

لها ورَقٌ قد جف إلا أقله

وعيدانها بين النُّيوب العواجم

ولا بد أن تُجْتَثَّ يوما جُذورها

وتَقلعها إحدى الرياح الهواجم

ارى العمر مهما ازداد يزداد نقصه

إذن نحن في نقص من العمر دائم

ولولا انهدام في بناء جسومنا

لما احتيج في تعميرها للمطاعم

لحى الله بأْساءَ الحياة كأننا

نُكبَّلُ من حاجاتها بالأداهم

نروح كما نغدو تجاهد دونها

أموراً دعتنا لارتكاب الجرائم

فلو كنت في هذا الوجود مخيراً

وفي عدمي لاخترته غير نادم

هل الموت إلا سالك وحياتنا

إليه سبيل مستنبين المعالم

وما زال هذا الدهرُ غضبانَ آخذاً

على الناس من سيف النون بقائم

تبصّر تجد هذه البسيطة منزلاً

كثير اليتامَى عامراً بالمآتم

وليس الذي آسى له فقد هالكٍ

ولكن ضياع المفجّعات الكرائم

أراملُ تستذرى الدموع وحولها

يتامى كأفراخ القطا والحمائم

وكائن ترَى مخدومة في جلالها

سعتْ حيث أبكاها الردَى سعي خادم

فليت المنايا حين قوَّضن بيتها

بدا خُلبَّا والشرّ ضربة َ لازم

أرى الخيرَ في الأحياء ومْضَ سحابة

إذا ما رأينا واحداً قام بانيا

هناك رأينا خلفه ألفَ هادم

وما جاء فيهم عادل يستميلهمْ

الى الحق الا صدَّه الف ظالم

جهِلت كجهل الناس حكمة َ خالق

على الخلق طراً بالتعاسة حاكم

وغاية جهدي انني قد علمته

حكيما تعالى عن ركوب المظالم

دأبت لنفسي في الحياة كأنني

من العيش مُلقى ً في شدوق الضراغم

يخاصمني منها على غير طائلٍ

اناس فابدي الصفح غير مخاصم

وأقنع بالقوت الزهيد لطيبه

حذار وقوعي في خبيث المطاعم

وأترك ما قد تشتهي النفس نَيْلَه

وما انا في شئٍ عليه يجارم

إذا جئت بالقلب السليم يجيئني

بقلب له من كثرة الحِقد وارم


















تجنب من سقيم الرأي قرباً
( معروف الرصافي )
تجنب من سقيم الرأي قرباً

ولا تغتر بالبدن الصحيح

ولا ترض الصديق لحسن خلق

إذا ما كان ذا خُلق قبيح

وذى سفه اكبَّ على المخازى

وما قبل النصيحة من نصيح

زوج المخزيات لديه حتى

تباع اليه بالثمن الربيح

أطاف بغيِّه وأباح شَتْمِي

وكان الشتمُ أجْدَر بالمُبيح

وأغراه الضلال فكان مني

كما كانم اليهود من المسيح

فمت في نار غيظك مستشيطاً

فلستَ من الهجاء بمستريح

سأضرم فيك يا لُكعُ الأهاجي

كنيران تُشب تجاهَ ريح

تجمعت المخازى فيك حتى

يعدّ الهجو فيك من المديح





















تحرّ إذا صادقتَ مَن رُدُّه مَحض
( معروف الرصافي )
تحرّ إذا صادقتَ مَن رُدُّه مَحض

يُصان لديه المال والدين والعِرض

فكل خليل منئٌ عن خليله

كما عن شئون القلب قد انبأ النبض

وبالصدق عامل من تحب من الورى

والاّ فذاك الحب آخره بغض

وسامح صديقاً قد أساءَ بفعله

ثلاثاً عسى عن ذلك الفعل ينفض

وبعدَ ثلاث دعه غير مسامِح

فرَفضُ الذي دامت إساءته فرْض

وقو اساس الود بالصدق فالذي

على جرف هار يؤسس ينقض

وإن ومضت للخلّ منك سحابة

فلا يَكُ منها خلَّباً ذلك الومض

سموة المعالي 18-08-10 11:34 AM

تذكرت في أوطاني الأهلَ والصحبا
( معروف الرصافي )
تذكرت في أوطاني الأهلَ والصحبا

فأرسلت دمعاً فاض وابلهُ سكبا

وبتُّ طريد النوم أختلس الكرَى

بشاخص طرف في الدجى يرقب الشُّهبا

كئيب كأن الدهر لم يلق غيره

عدُوًّا فآلى لن يهادنه حربا

يِقل كروباً بعضها فوق بعضها

إذا ما رَمى كربا رأى تحته كربا

وإني إذا ما الدهرُ جرَّ جريرة ً

لتأنف نفسي ان اكلمه عتبا

وقد علم القوم الكرام بأني

غلام على حب المكارم قد شبا

وأني أخو عزم إذا ما انتضيتُه

نبا كل عضب أو انكر الضرب

وأني أعاف الماء في صفوه القَذى

وان كان في احواضه بارداً عذبا

ولكن لي في موقف الشوق عبرة

أولى الأنام بعطف الناس أرملة

وقاطرة ترمي الفضا بدُخانها

بدت نغمات ترقص الدمع منصبا

وقاتطرة ترمي الفضا بدخانها

وتملأ صدر الأرض في سيرها رعبا

لها مَنخر يبدي الشواظَ تنفساً

وجوف به صار اليخار لها قلبا

تمشت بنا ليلاً تجرّ وراءها

قطاراً كصف الدوح تسحبه سحبا

فطوراً كعصف الريح تجري شديدة

أشارك الناس طُرّاً في بَلاياها

تساوى لديها السهل والصعب في السرى

فما استسهلت سهلا ولا استصعبت صعبا

تدكُّ مُتون الحَزن دكّاً وإنها

لتنهب سهل الأرض في سيرها نهبا

يمر بها العالي فتعلو تسلقا

ويعترض الوادي فتجتازه وَثبا

اذا ولجت في جوفه النفق الرحبا

لها صيحة عند الولوج كأنها

تقول بهلا يا طود خلّ لي الدربا

وتمضي مُضي السهم فيه كأنما

ترى افعواناً هائجاً دخل الثقبا

تغالب فعل الجذب وهي ثقيلة

فتغلب بالدفع الذي عندها الجذبا

طوت بالسير الارض طياً كانها

تسابق قرص الشمس ان يدرك الغربا

وما إن شكت أينا ولا سُئمت سرى

ولا استهجنت بعدا ولا استحسنت قربا

عشية سارت من فروق تقلنا

وتقذف من فيها بوجه الدجى شهبا

فما هي إلا ليلة ونهارُها

وما قد دعونا من سلانيك قد لبى

فجئنا ولم يُعي السفارُ مطينا

كأن لم نكن سفراً على ظهرها ركبا

تغالبت يا عصر البخار مفضلا

على كل عصر قد قضى أهله نحبا

يا ربُّ ما حيلتي فيها وقد ذَبلت

يذلل ادنى فعلها المطلب الصعبا

تمشي بأطمارها والبرد يَلسعها












ترى مقلتي ما ليس تملكه يدي
( معروف الرصافي )
ترى مقلتي ما ليس تملكه يدي

وما زلت اسعى منفض الكف محوجا

ارى باب رزقي من بعيد مفتحاً

فآتية ولاّجاً فألفيه مُرتجا

وأيأس احياناً وارجو فلم اكن

لأملكَ من شيء سوى اليأس والرجا

















تصور حدائق في بهجة
( معروف الرصافي )
تصور حدائق في بهجة

ترةق وفي نضرة تعجب

ترَقرَقُ فيها مياه العلومِ

جداولَ تجري ولا تنضُب

وهبَّ عليها نسيم الفنون

يروح ويغدو بها يلعب

فأضحت وأرض كمالاتها

بنبت الحقائق تعشوشب

وأمست وإن ثمارَ العلاء

لأشجارِ عِرفانها تُنسب

وطار الفخار بأرجائها

بلابل تغريدها مطرب

فللمجد وجه طليق بها

غذاء النفوس وطب العقول

وحفظ الجشوم بها يطلب

فتلك اذا ما تصورتها

جلياً لعمري هي المكتب





















تيقَّظ فما انت بالخالدِ
( معروف الرصافي )
تيقَّظ فما انت بالخالدِ

ولا حادث الدهر بالراقدِ

فخلَّد بسعيك مجداً يدومُ

دوام النجوم بلا جاحد

وأبق لك الذكر بالصالحات

وخل النزوع إلى الفاسد

وردْ ما يناديك عنه الصدور

ألا دَرَّ درُّك من وارد

وسر بين قومك في سيرة

تميت الحقود من الحاقد

فان فتى الدهر من يدّعي

فتأتي اعاديه بالشاهد

ولا تك مرمى بداء السكون

فتصبح كالحجر الجامد

وكن رجلاً في العلى حُوَّلا

تفنن في سيره الراشد

اذا اطَّردتْ حركات الحياة

ومرت على نسق واحد

ولم تتنوع افانينها

ودامت بوجه لها بارد

ولم تتجدد لها شملة

من السعي في الشرف الخالد

فما هي إلا حياة السَّوام

تجول من العيش في نافذ

وما يرتجي من حياة امرىء

كماءٍ على سَبخة راكد

وليس له في غضون الحياة

سوى النفس النازل الصاعد

يغضُّ على الجهل اجفانه

ويرضى من العيش بالكاسد

فذاك هو الميت في قومه

وان كان في المجلس الحاشد

وما المرءُ إلا فتى يغتدِي

إلى العلم في شَرَك صائد

سعى للمعارف فاحتازها

وصاد الانيس مع الآبد

وطالع أوجه أقمارها

يعين بصيرٍ لها ناقد

فأبدى الحقائق من طيها

وألقى القُيود على الشارد

اذا هو اصبح نادى البدار

وشمرَّ للسعي عن ساعد

فكان المجلَّى َ في شأوه

بعزمٍ للسعى عن ساعد

وإن بات بات على يَقظَة ٍ

بطرف لنجم العلى راصد

واحدث مجداً طريفاً له

واضرب عن مجده التالد

وما الحمقُ الا هو الاتكالُ

على شرفٍ جاء من والد

فذاك هو الحيُّ حيَّ الفخارِ

وان لحدتهُ يدُ اللاحد

سموة المعالي 18-08-10 11:35 AM

خبرٌ في الارض اوحته السما
( معروف الرصافي )
خبرٌ في الارض اوحته السما

وكذا في البر ألقى العلمَا

أنّ هذي الأرض كانت أولا

ما ترى بحراً بها أو جبلا

أو سهولاً أو رُباً أو سُبلاً

أو رياضاً زهرها الغض نما

من سحاب جاده بالمطر

إنما كانت كتلك الأخواتْ

من نجوم سائرات دائرات

حول شمس هي إحدى النيرات

كنَّ من قبل عليها سدما

ثم بعدُ انفصلت من ذا السديم

قِطعٌ منها صغير وجسيم

ضمن أفلاكٍ بها الدور يديم

فاستقر الكل فيها أنجما

أولاً الزهرة باتاشمس اقتدى

ولها أقربَ سيار غدا

وهي سارت خلفه طول المدى

فأمام الأرض ذان انتظما

أرضنا كانت لظى ً مشتعله

مذمن الشمس غدت منفصلهْ

لم تزل في دورها منتقله

كتلة ً فيها اللهيب احتدما

وهي ترمي في الفضا بالشرر

وهجاً في الجو عنها مبعدا

وهي بالإشعاع يخبو حرّها

وانثنى يبرد من ذا ظهرها

فاكتست قشراً يحاكي الأدما

واستمرت بطنها في سعر

ثم قد صار على مر الزمان

قشرها يغلط آناً بعد آن

بيد أن النار عند الهيجَان

قد أعادت قشرها منخرما

بصدوع مدهشات البصر

شَخصت أطراف هاتيك الصدوع

بحبال شمخت منها الفروع

ولها في العين أشكال تروع

تقذف الافواه منها حُما

صار منهن ركام الحجر

حصلت من قذف هاتيك المواد

حيث يجمدنَ جبال ووهاد

وركاز وصخور وجماد

بعضها دقَّ وبعض عظما

وهو صلب الجسم صعب المكسر

وهناك انعقدت فيها الغيوم

من بخار كان في الجو يعوم

ردّه البردُ مياها في التخوم

فجرى السيل عليها مفعماً

عمها السيل فغطى حين سال

سطحها محترفاً منها الرمال

فطما الماء ولكنَّ الجبال

شخصت في الماء لما أن طَمَا

وعلتْ كالسُّفْن فوق الأبحر

غمر الماء بها ما غمرا

ثم خلَّى بعضها منحسرا

محدثاً بالسطح منها جُزُرا

أنزل الماء بها ما حطما

من طُفال وحتات المدر

بسيول الماء كم أرتكم

من رمال رسبت فيها أكم

ولكم خدَّت اخاديد وكم

قد بنت من طبقات علما

نضدت فيه صفيح المَرمَر

ثم صارت وهي من قبلُ موات

تصلُح الأقطار منها للحياة

فانبرت تنبت في البدء النبات

ثم أبدت من قوامها النسما

وارتقت فيها لنوع البشر

فغدت إذ ذاك تزهو بالرياض

وبها الادواح تنمو في الغياض

ثم ترميها أكف الانقراض

بانحطام حيث تمسى فحما

حجرياً بمرور الأعصر

من حطام الخلق في الأرض هضاب

كونتهن أكف الانقلاب

ما تراب الأرض والله ترابْ

إنما ذاك حُطام قدُما

من جسوم باليات الكسر

كم على الأرض رُفات بالياتْ

من جسوم طحنتها الدائرات

فاحتفر في الارض تلك الطبقات

تجد الانقاض فيها رمما

هي للاحياء أو للشجر

كل وجه الارض للخلق قبور

خفف الوطء على تلك الصدور

والعيون النجل منهم والثغور

إنما أنت ستفنى مثلَمَا

قد فَنُوا والموت دامى الظفُر

تبحر الاجبل فيها والبحور

فوقها تجبل والماء يغور

وعلى ذاك استدل الحكما

بجبال السمك المستحجر

علماء الأرض لم تبرح ترى

حيوان البر لما داثرا

منه في الابحر ابقى اثرا

وكذا في البر الفى العلما

اثرا من حيوان الابحر

كل ما في الارض من فقر وبيد

وجبال شَهقت فوق الصعيد

عن زهاء الربع منها لا يزيد

وسوى ذلك منها انكتما

تحت ماء البحر لم ينحسر

في صعيد الأبحر المنغمسِ

مثلُ ما يوجد فوق اليبسِ

من جبال ناتئات الأرؤس

ووهاد تستزل القدما

وَرُبا مختلفات القَدَر

ما نرى اليوم من الماء الحميم

والبراكين التي تحكي الجحيم

ومن الزلزال ذي الهول العظيم

دل ان الارض فيما قدما

ذات جِرم ذائب مستعر

كل ما كان بحال السيلان

فهو يغدو كرة بالدوران

وكذاك الأرض في ماضي الزمان

كروياً قد غدا ملتئما

جرمها من سيلان العنصر

ثم إن الأرض من قبل الجمود

ولدت منها وليست بالولود

قمرا دار عليها بسعود

وجلا في الليل عنها الظلما

فهي بنت الشمس أمُّ القَمر




















خليليّ قوما بي لنشهد للربى
( معروف الرصافي )
خليليّ قوما بي لنشهد للربى

بجانبي البسفور مهد اسرار

أجِيلا معي الأفكار فيها فإنها

مجالُ عقول للأنام وأفكار

خليلي ان العيش في ماء شرشرٍ

اذا الشمس تستعلي وفي ماء خنكار

سفوحُ جبال بعضها فوق بعضها

مكللة حافاتهنّ باشجار

يروق بجنبيها خرير االرطب فيها كأنه

تبختر بيضاءِ الترائب معطار

معاهد زُرْها في الهواجر تلقها

موشحة ً فيها برقة اسحار

نزلنا بها والشمس من فوق أرسلت

على منحنى الوادي ذوائبَ أنوار

وقد ظل من بين الغصون شعاعها

يوقِّع ديناراً لنا جنب دينار

كأن التفافَ الدوح والنور بينها

جيوب من الأنوار زرت بأزرار

تميل بأسماع إليها وأبصار

فتأتي بظل في الجوانب موار

ترانا اذا ما الطير في الدوح غرّدت

رياض تنسمنا بها الريح ضحوة ً

فنمَّت لنا من طيبهن باسرار

بلوح بها ثغر الطبيعة باسماً

فيفتر منها عن منابت أزهار

مشاهد في تلك الربى ومناظر

تجلت على اطرافها قدرة البارى

سموة المعالي 18-08-10 11:37 AM

ذكرتُ ولستُ في الذكرى بناس
( معروف الرصافي )
ذكرتُ ولستُ في الذكرى بناس

ليالي بِتهنَّ مَبيتَ حاس

بنادٍ تزدهيك به انتظاماً

مقابلة الاسرَّة بالكراسى

به اجتمعت غطارفة كرام

أبوا شيم التخالف والشماس

يطوف عليهمُ رَشأ رَخيم

يُغازل مُقلتيه فمُ النعاس

براح فيك تبتعثُ ارتياحاً

وتنسف طود همك وهو راس

يشب لمزجها بالماء وقدٌ

تكاد تهِمُّ منه إلى اقتباس

تميت همومَ شاربها سرورا

فتدفنهن في حفر التناسى

وصاحٍ وجه الندماء كأساً

إليه فقال لست لها بحاس

وغالى في الآباء فما رسوه

فلان أبيُّه بعد المِراس

فقال وقد مشت فيه ودَبت

دبيب الماء في ورق الغراس

لعمرك ان الصهباء معنى

دقيقاً ليس يُعرف بالقياس
















ذهبتُ لحى في فروق تزاحمتْ
( معروف الرصافي )
ذهبتُ لحى في فروق تزاحمتْ

به الخلق حتى قلتُ ما أكثرَ الخلقا

ترى الناس افواجاً اليه وانما

الى التلعات الزهر في درج ترقى

يضئ به ثغر الحضارة باسماً

بلامع نور علم السحبَ البرقا

رأيت مبانيه وجلت بطرفه

فما أحسن المبنى وما أوسع الطرْقا!

فكم فيه من صرح ترى الدهر متلِعا

يمد الى ادراك شرفته العنقا

قصور علت في الجو لم تلق بينها

وبين النجوم الزهر في حسنها فرقا

هنالك للأرضين أفق بروُجه

تُضاحك أبراج السموات والأفقا

بروج ولكن شارقاتُ شموسها

تدور بافق يجمع الغرب والشلارقا

بحيث ترى حُمر الطرابيش خالطت

برانيط سوداً كالسلاحف أو ورقا

وتلقى الوجوه البيضُ حُمراً خدودها

وتلقى العيون السودَ والأعينَ الزرقا

خدود جرى ماء الشبيبة فوقها

ففيه عقولُ الناظرين من الغرْقى

محاسن كالأزهار قد طلها الهوى

وان كان فيها الشعر ممتلئاً عشقاً

ومن ذي دلال رنح الحسنُ عِطفه

وكم مسرح فيه الحسان تلاعبت

تمثل كيف الناس تسعد أو تشفى

حِسان علت في الحسن خُلقا وخلقة

وهل خِلقة تعلو إذا سفلت خُلقا

تمثل ما قد مرَّ منا وما حلا

وما جل من امر الحياة وما دقا

فتلقى دروساً لو وعتها حياتنا

لبدل كذبٌ في سعادتها صدقا

إذ مثلت شكوى الحزين بكت لها

عيون البلايا والزمان لها رقا

وإن صورَت حقا هوَى كل باطل

على رأسه حتى تجدل مندقا

وما ذا ترى فيه اذا زرت حانة ً

ترى الانس يشدو في فم يجهل النطقا

سَكوتٌ على قرع الكؤوس مُغرّد

بلحن سرور يترك الهم منشقا

عليهم سحاب الاحتشام يظلهم

متى هم ارادواسح من قبل ودقا

اوانس قد نادمن كل غرانقٍ

فمنهن من تَسقى ومنهن من تُسقى

فمن ذا يراهم ثم لم يك واغلا

عيهم وان امسى يعد الفتى الاتقى

الست بمعذور اذا انا زرتهم

وساجلتهم شوقا فقل ويحك الحقا

فقد لامني لما رآني بحبهم

فتى ً منه قحف الرأس ممتلئ حمقا

فقال أفي الحي الذي شاع فسقه

تجول ألم تمنع عمامتك الفسقا

فقلت اجل ان العمائم عندنا

لتمنع في لوثاتها الفسق والزرقا

ولكنني ما جئت الا توصيلا

لذكرى شقاء في العراق به نشقي

شقاء تمطى في العراق تمطيا

وألقي جِرانا لا يزحزحُ واستلقي

فان العراق اليوم قد نشبت به

نيوب الدواهي فهي تعرقه عرقا

تمشت به حتى اعادت سواده

بياضاً ومدت للبَوار به رِبقا

فلهفي على بغداد اذ قد اضاعها

بنوها فسحقاً للبنين بها سحقا

جَزوها عقوقاً وهي أم كريمة

والأم أبناء الكريمة من عَقا

أدامت لها الأحداث مخضا كأنها

قد اتخذتها الحادثات لها زقا

سأبكي عليها كلما جلت سائحاً

وشاهدت في العمران مملكة ترقى

واندبها عند الاغاريد شارباً

من الدمع كأساً لا اريد لها مذقا



















رقت بوصف جمالك الاقوال
( معروف الرصافي )
رقت بوصف جمالك الاقوال

ورأتك فافتتنتبك العذال

وهب الآله بك الجمال تجملاً

حتى كأنك للجمال جمال

كل العيون إذا برزتِ شواخص

كيما تراك وغضهنَّ محال

وإذا الخَلِيّ رآك عاد بمهجة ٍ

للوجدِ مخترق بها ومجالُ

كم قد سفرتِ ففي القلوب قوله

لما رأوْكِ وفي العقول خيال

فرَموكِ بالأبصار وهي كليلة

من نور وجهك نورهنّ مُذال

ربطوا الأكفَّ على ضلوع تحتها

بين النواظر والقلوب جدال

لو كنت في ايام يوسف لم تكن

بجمال يوسف تضرب الامثال

ولطَّعتْ دون الأكف قلوبَها

شوقاً إليك مع النساء رجال

كم قد يجور على جفونك سقمها

كسرا وتُجهِد خَصرَكِ الأكفال

عجباً لطرفِكِ رهو أضعف ما أرى

يرنو فترهَب فتكه الأبطال

سموة المعالي 18-08-10 11:41 AM

سقتنا المعالي من سلافتها صرفاً
( معروف الرصافي )
سقتنا المعالي من سلافتها صرفاً

وغنت لنا الدنيا تهنئنا عزفا

وزفت لنا الدستور أحرار جيشنا

فأهلا بما زفت وشكراً لمن زفا

فأصبح هذا الشعب للسف شاكراً

وقد كان قبل اليوم لا يشكر السيفا

ورحنا نشاوى العز يهتف بعضنا

ببعض هتافاً يُصعق الظلم والحيفا

ولاحت لنا حُرِّية ُ العيش عندما

أماطت لنا الأحرار عن وجهها السجفا

أتت عاطلاً لا يعرف الحلي جيدها

ولا كحلت عيناً ولا خضبت كفا

جاءت بمطبوع من الحسن قد قضى

على الشعر أن لا يستطيع له وصفا

فلما نرض غير العلم تاجاً لرأسها

ولا غير شنف العدل في أذنها شنفا

ولم نكسها إلا من العرف حلا

وهل يكتسي الديباج من يكتسي العرف

نشرنا لها منا لفيف اشتياقنا

ونحن لأناس نحسن النشر واللفا

ويحتاج للتفكير من موَّه الحلفا

وقمنا على الأقدام صفاً لها صفا

عقدنا لها عقد الولاء تعشقاً

فكنا لها إلفاً وكانت لنها إلفا

رفعنا لواء النصر يهفو أمامها

ورحنا على صرف الزمان لها حلفا

فلما تر غير الرفق فينا سجياً

وإن كان بعض القوم أبدى لها عنفا

تحمل أعباء الصدارة كامل

فناء به ما لم يخف وما خفا

طوى كشحه منها على غير لطفها

وأظهر من وجه الخِداع بها اللطفا

نحا أن يتم الدست فيها لحزبه

علينا وضن الأمر فيما نحا يخفى

وقد فاته أنا أول المعية

بها نخطف الأسرار من قلبه خطفا

وأنا نرى من قد تأبط شره

بعين تقدُّ الإبط أو تخلع الكتفا

لنا فطنة نرمي الزمان بنورها

فيبدو حجاب الغيب منه وقد شفا

رماناً بشزر اللحظ نزور طرفه

فصحنا به أن غض يا كامل الطرفا

فما نحن بعد اليوم مهما تنوعت

عناصرنا من أمه تحمل الخسفا

مددنا إلى كف الإخاء أكفنا

نصافحه شوقاً فمدّ لنا الكفا

فطاب لنا منه العناق وضمنا

إليه فقبلناه من عينه ألفا

أذلاً وهذا العز صرح سابغاً

علينا إذن فالعز أن ندرك الحتفا

إذا نحن قمنا محنقين رأيتنا

ندك جبال الظلم ننسفها نسفا

ونحن إذا ما الحرب أفنت جيادنا

قتالاً ركبنا الموت في حربنا طرفا

تربع في صدر الوزارة كامل

فخط من النقصان في وجهها حرفا

وأنحى عليها بالجفاء مشتتاً

نجاحاً بركنيها الركينين ملتفا

لقد أغضب الدستور فعلاً ونيه

ومن أعلنوا الدستور والشعب والصحف

فأعياه إيضاح الحقيقة فاستعفى

ولم يطلب الإمهال إلا لأنه

رأى عذره إن لم يطل سبكه زيفا

كذالك من صاغ الكلام ملفقا

تمهل حيناً يكثر الخط والحذفا

ومن قال حقاً قاله عن بديهة

ويحتاج للتفكير مكن موه الخلف

فيا أيها "الصدر" الجديد أتعظ به

فإياك أن تطغى وأن تثنى العطفا

ويا مجلس النواب سِر غير عاثر

إلى المجد لا تلقى كلالاً ولا ضعفا

ودع عنك مذموم التجافي فإنما

لغير التجافي اختارك الشعب

ألم ترَ أرجاء البلاد مَحولة

من العلم فاستمطر لها الديمَ الوُطفا

بلاد جفاها الأمن فهي مريضة

فحقق لها من طب رأيك أن تشفي

فإن لأهليها عليك لذمة ً

ومثلك من راعى الذمام ومن

وما أنت إلا أمة َ قد تقدمت

أماماً وقد خلت تقهقرها خلفا

ولا تنس مغبر العراق وأهله

فإن البلاءَ الجم من حوله احتفَّا

فدجله أمست كالدُّ جيل شحيحة

فلا أنبتت زرعا ولا أشبعت ظلفا

وإن "الفرات" العذب أمسى مرنقاً

به الماء يجفو أو به الماء قد جفا

سل "الحلة " الفيحاء عنه فإنها

حكت شهداء الطفّ إذ نزلوا الطفا

فيا ويلَ قوم في العراق قد انطوَوْا

على الذل إذ أمست قلوبهمُ غُلُفا

ولم يذكروا مجداً لهم كان ضارباً

رواقاً على هام كواكب قد أوفى

وكانوا به شُم العرانين فاغتدَوا

يقاسون أهوالا به تجدع الأنفا

يرجون من أهل القبور رجاءهم

ومن يحمل الدبوس أو يضرب الدُّفا














سكناّ ولم يسكن حراك التبدد
( معروف الرصافي )
سكناّ ولم يسكن حراك التبدد

مواطن فيها اليوم ايمن من غد

عفا رسم مغنى العز منها كما عفت

«لخولة أطلال ببرقة ثهمد»

بلاد أناخ الذلّ فيها بكلكل

على كل مفتول السبالين اصيد

معاهد عنها ضلّ سابق عزها

فهل هو من بعد الضلالة مهتد

أحاطت بها الأرزاء من كل جانب

إلى أن محتها معهداً بعد معهد

وحلق في آفاقها الجور بازياً

مطلاً عليها صائتاً بالتهدد

وينقضّ أحياناً عليها فتارة

يروح وفي بعض الأحايين يغتدي

فيخطف اشلاء من القوم حية ً

ولم يقد المقتول منها ولم يدِ

ويرمى بها في قعر أظلمَ موحش

به أين تسقطْ جذوة الروحُ تخْمدُ

هو السجن ما ادراك ما السجن انه

جلاد البلايا في مضيق التجلد

بناءٌ محيط بالتعاسة والشقا

لظلمّ بريء أو عقوبة معتد

زُرِ السجن في بغداد زورة راحم

لتشهد للأنكاد افجع مشهد

محل به تهفو القلوب من الاسى

فان زرته فاربط على القلب باليد

مرَّبعُ سورٍ قد احاط بمثله

محيط بأعلى منه شِيدَ بقَرمد

وقد وصلوا ما بين ثان وثالث

بمعقود سقف بالصخور مُشيَّد

وفي ثالث الاسوار تشجيك ساحة ٌ

تمور بتيار منالخسف مزبد

ومن وسط السور الشمالي تنتهي

إليها بسدود الرّتاجين مُوصد

هي الساحة النكراء فيها تلاعبت

مخاريق ضيم تخلط الجِدَّ بالدَّد

ثلاثون متراً في جدار يحيطها

بسمك زهاء العشر في الجوّ مصعد

تواصلت الاحزان في جنباتها

بحيث متى يَبلَ الأسى يتجدّد

تصعَّد من جوف المراحيض فوقها

بخارٌ اذا تمررْ به الريح تفسد

هناك يودُّ المرء لو قاء نفسه

وأطلقها من أسر عيش مُنكد

فقف وسطها وانظر حواليك دائراً

إلى حُجَر قامت على كل مقعد

مقابر بالأحياء غصت لحودها

بخمس مئتين انفس أو بازيد

وقد عميت منها النوافذ والكوى

فلم تكتحل من ضوء شمس بمردود

تظن إذا صدرَ النهار دخلتها

كأنك في قطع من الليل اسود

فلو كان للعباد فيها اقامة ٌ

لصلوا بها صلاة التهجد

يزور هبوبُ الريح إلا فِناءَها

فلم تحظ من وصل النسيم بموعد

تضيق بها الانفاس حتى كأنما

على كل حيزوم صفائح جلمد

بحبل اختناق محكم الفتل مُحصد

بها كل مخطوم الخشام مذلل

متى قِيد مجرورا إلى الضَّيم ينقد

يبيت بها والهم ملءُ اهابه

بليلة منبول الحشا غير مقصد

يُميت بمكذوب العزاء نهاره

ويحيي الليالي غير نومٍ مشرد

ينوء باعباء الهوان مقيداً

ويكفيه ان لو كان غير مقيد

وتقذفهم تلك القبور بضغطها

عليهم لحر الساحة المتوقد

فيرفع بعض من حصير ظلالة

ويجلس فيها جلسة المتعبد

وليست تقيه الحر الا تعلة ً

لنفس خلت من صبرها المتبدد

وبالثوب بعض يستظل وبعضهم

بنسج لعاب الشمس في القيظ يرتدي

فمن كان منهم بالحصير مظللاً

يعدونه ربَّ الطراف الممدد

تراهم نهار الصيف سُفعاً كأنهم

اثافيُّ اصلاها الطهاة بموقد

وجوه عليها للشحوب ملامح

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

وقد عمَّهم قيد التعاسة موثقاً

فلم يتميز مطلق عن مقيد

فسيدهم في عيشه مثل خادم

وخادمهم في ذُلِّه مثل سيد

يخوضون في مستنقع من روائح

خبائث مهما يزدد الحر تزدد

تدور رؤُوس القوم من شمّ نتنها

فمن يك منهخم عادم الشم يحسد

تراهم سُكارى في العذاب وما هم

سكارى ولكن من عذاب مشدَّد

وتحسبهم دوداً يعيش بحمأة

وما هو من دود بها متولِّد

ألا ربِّ حر شاهد الحكم جائراً

يقود بنا قود الذلول المعبد

فقال ولم يجهر ونحن بمنتدى

به غيرُ مأمون الوشاية ينتدى

على ايّ حكم أم لا ية حكمة

ببغداد ضاع الحق من غير منشد

وقلت لأن العدل لم يتبغدد

رعى الله حياً مستباحاً كأنه

من الذعر أسراب النعام المطرد

وما صاب البيت الحقير بناؤه

بافزع من رب البلاط الممرد

وما ذاك إلا أنهم قد تخاذلوا

ولم ينهضوا للخصم نهضة مُلبد

فناموا عن الجلّي ونمت كنومهم

سوى نوحة مني بشعر مغرد

وهل أنا إلا من أولئك إن مشوا

مشيت وان يقعد اولئك اقعد

وكم رمت إيقاظاً فأعيا هبوبهم

وكيف وعزم القوم شارب مُرقدِ

نهوضاً نهوضاً ايها القوم للعلى

لتبنوا لكم بنيان مجد موطد

تقدمنا قوم فابعد شوطهم

وقد كا عنا شوطهم غير مبعد

وسدَّ علينا الاعتساف طريقنا

فأجحف بالغوريّ والمتنجِّد

أفي كل يوم يزحف الدهر نحونا

بجند من الخطب الجليل مجند

فيا ربِّ نفِّس من كروب عظيمة

ويا ربِّ خفف من عذاب مشدَّد

سموة المعالي 18-08-10 11:43 AM

سيوف لحاظ أم قسي حواجب
( معروف الرصافي )
سيوف لحاظ أم قسي حواجب

تَريشُ إلى قلبي سهامَ المعاطبِ

ورُبَّ كعاب أقبلت في غلائل

وقد لاح لي منها حُلِي الترائب

لها جيد ظبى واعتدال وشيحة

وعين مَهاة وائتلاق الكواكب

ولا عيبَ فيها غيرَ أن أولى الهوى

ينادونها في الحسن بنت العجائب

نضتْ عن محياها النقاب عَشية

فاسفر صبح الحسن من كل جانب

ومذ نشرب سودَ الذوائبِ أولجت

نهار محياها بليل الذوائب

تناسبَ فيها الحسن حتى رأيتها

تفوق الدمى في حسن ذاك التناسب

مفترة الاجفان تدمى بلحظها

قلوبَ أُسودٍ مدمياتِ الكتائب

فلم انسها والله يوم تعرضت

لنا بين هاتيك الظباء السوارب

وما كنت أدري ما الصبابة قبلها

ولا هِمت يوماً في الحسان الكواعب

فأصبحتُ فيها ذا غرام ولوعة

ووجد وتهيام وهم مواظب

وما الصبر إلا غائب غير حاضر

وما الشوق إلا حاضر غير غائب





















شكراً لفضل ممجد
( معروف الرصافي )
شكراً لفضل ممجد

أهدي إليه نظيم شعري

فاق الاماجد وامتطى

بالعز صهوة كل فخر

اني اختبرت بني الزمان

جميعهم في عسر ويسر

وسبرتُ غورَهم لدى الـ

الحالين من عسر ويسر

وبكف تجربتي لهم

قلبتهم بطناً لظهر

فوحق من لأرجوه في

وقع الخطوب وكل ضر

ما ان رأيت بهم فتى ً

حسن السريرة مثلشكرى

المرتقى في المكرمات

ت إلى المقام المشمَخر

يرعى الذمار على كلا

الحالين من سر وجهر

ياذا الاخاء المستقر

ـر وذا الوفاء المستمر

جاءَ الكتاب إلى منـ

به شفيت غليل صدرى

فإليك يا شكري على

هذا الصنيع عظيم شكري


























شوقي إليك قريب لا ينائيني
( معروف الرصافي )
شوقي إليك قريب لا ينائيني

والصبر عنك بعيد لا يدانيني

يا راحلا وفؤادي في حقيبته

رهناً لديه ولكن غير مضمون

تركتني في شجوني للورى مثلاً

يميتني الوجد والأشواق تحييني

أقْفو الملاحَ لكي أسلو هواك بهم

فيرجعُ الحسن منهم فيكِ يغريني
































طرب الشعر أن يكون نسيبا
( معروف الرصافي )
طرب الشعر أن يكون نسيبا

مذ أجالت لنا القوام الرطيبا

وتجلت في مرسح الرقص حتى

أرقصت بالغرام منا القلوبا

أقبلت تنثي بقدِّ رَشيق

ألبسته البرد القصير قشيبا

قصرتْ منه كمِّه عن يديها

وأطالت إلى الهنود الجيوبا

حبسَ الخضرَ حيث ضاق ولكن

من تزيا به، وفي الطيب طيبا

خطرت والجمال يخطر منها

في حشا القوم جيئة وذُهوبا

وعلى أرؤس الأصابع قامت

تتخطى تبخترا ووثوبا

يعبس الانس أن تروح ذهابا

ويعيد ابتسامه أن تئوبا

فهي إن أقبلت رأيت ابتساما

وهي إن أدبرت رأيت قطوبا

نحن منها في الحالتين ترابا

نرقب الشمس مطلعا ومغيبا

تضحك الحموَّ في الصباح طلوعا

ثم تبكيه في المساء غروبا

أظهرت في المجال من كل عضو

لعبا كان بالقلوب لعوبا

فأرتنا من الجين صباحا

فعجيبا من رقصها فعجيبا

شابهت عطفة الغصون انثناء

ما حيات أنوارهن الجُدوبا

تلفِتُ الجيد للرجوع انصياعا

كفطيم رأي على البعد ذِيا

تثب الوثبة الخفيفة كالبرق

صعودا في رقصها وصبوبا

حركات خلالها سكنات

يقف العقل بينهن سليبا

وخطاً تفضح العُقود اتساقاً

نظمتها تسرُّعاً ودبيباً

بسمت كوكبا ومرت نسيما

وشدْت بلبلا وفاهت خطيبا

لهف نفسي على نضارة بغدا

لتغني بوصفها عند ليبا

او غدا الحسن شاعرا ينظم العشق

قريضا ابدى بها التشبيبا

هي كالشمس في البِعاد وإن كا

ن إلينا منها الشعاع قريبا

عمتِ الناسَ بالغرام فكل

قد غدا عاشقا لها ورقيبا

زَهرة تبهج النواظر حسناً

ورُواءً وتُنعش الرُّوح طيبا

هي دائي اذا شكوت من الداء

وطبي اذا اردت طبيبا

وأتت بعدها من الغيب أخرى

يقتفي إثرَها الجمال جنيبا

فأرتنا من الجبين صباحا

ومن الخد كوكبا مشبوبا

حملت بُندقية صوبتها

نحو مستهدف لها تصويبا

واستمرت رميا بها عن بنان

لطفه ضامن له ان يصيبا

تحسن الرمي تارة مستقيما

وإلى الخلف تارة مقلوبا

وانكبابا الى الامام واقعاسا

كثيرا الى الوراء عجيبا

وهي في كل ذا تصيب الرمايا

مثلما طرفها يصيب القلويا

لو أرادت رمي الغيوب وأغضت

لاصابت خفيها المحجوبا

مشهد فيه للحياة حياة

تترك الواله الحزين طروبا

قد شهدناه ليلة ً جعلتنا

نحمد الدهر غافرين الذنوبا

بين رهط شمَّ العرانين ينفي الـ

عنى حديثهم والكروبا

كرموا انفسا وطابوا فعالا

وسموا محتدا وعفوا جيوبا

كل ذي نجدة تراه لدى الفعل

كريما وفى المقال اديبا

تلك والله ليلة لست أدري

في بلادي قضيتها ام غريبا

كدت أنسى بها العراقَ وإن أنـ

ـقى ندوبا بمهجتي فندوبا

يا سواد العراق بيضك الدهر

فاشبهت مقلتي يعقوبا

شملت ريحك العقيم وقد كانت

نت لُقوحاً تهب فيك جنوبا

أين أنهارك التي تملأ الارض

غلالا بسيحها وحبوبا

اذ حكت ارضك السماء نجوما

دَ استحالت كذُورة وشحوبا

أين بغداد وهي تزهو علوما

وزروعا واربعا ودروبا

أَقفرْت أرضها وحاق بها الجهـ

فجاشت دواهيا وخطوبا

سموة المعالي 18-08-10 11:45 AM

علام حرمنا منذ حين تلاقيا
( معروف الرصافي )
علام حرمنا منذ حين تلاقيا

أفي سفر قد كنت أم كنت لاهيا

عهدناك لا تلهو عن الخِل ساعة

فكيف علينا قد أطلتَ التجافيا

ومالي اراك اليوم وحدك جالساً

بعيداً عن الخلان تأبى التدانيا

أنابك خطب ام عراك تعشق

فإني أرى حُزنا بوجهك باديا

وما بالُ عينيكَ اللتين أراهما

تديران لحظا يحمل الحزنَ وانِيا

واي جوى قد عدت اصفر فاقعاً

به بعد أن قد كنت أحمر قانيا

تكلم فما هذا الوجوم فانني

عهدتك غِرّبدا بشعرك شاديا

تجلد تجلد ياسليم ولا تكن

بما ناب من صرف الزمان مباليا

ولا تبتئس بالدهر ان خطوبه

سحابة صيف لا تدوم ثوانيا

فقال ولم يملك بوادرَ أدمع

تناثرن حتى خلتهن لياليا

لقد هجتني يا أحمدُ اليوم بالأسى

وذكرتني ما كنت بالامس ناسيا

اتعجب من حزني وتعلم انني

قريع تياريح تشيب النواصيا

ترحلت عنها لا علي ولا ليا

وقد كنت اشكوا الكاشحين من العدى

فأصبحت من جَور الأخلاء شاكيا

ومارحتُ استشفى القلوب مداوياً

من الحقد الا عدت عنها كما هيا

وداريتُ حتى قيلَ لي مُتعلق

وما كان من داءِ التملّق دائيا

وحتى دعاني الحزمُ أن خل عنهمُ

فإنّ صريح الرأي ألا تداريا

ورُبّ أخِ أو قرُتُ قلبي بحبه

فكنتُ على قلبي بحبيه جانيا

أراد انقيادي للهوان وما درى

باني حر النفس صعب قياديا

إذا ما سمائي جاد بالذل غيثها

أبيتُ عليها أَن تكون سمائيا

الا فابك لي يااحمد اليوم رحمة

ودعنى وشأني والاسى وفؤاديا

فان احق الناس بالرحمة امروء

أضاع ودادا عند من ليس وافيا

وما كان حظي وهو في الشعر ضاحك

ليظهر إلا في سوى الشعر باكيا

ركبت بحور الشعر رهواً ومائجاً

وأقحمتُ منها كلِّ هول يراعيا

وسيرت سفني في طلاب فنونه

وألقيتُ في غير المديح المَراسيا

وقلتُ أعصني يا شعرُ في المدح إنني

ارى الناس موتى تستحق المراثيا

ولو رضيت نفسي بامر يشينها

لما نطقت بالشعر الا اهاجيا

وكم قام ينعى حين انشدت مادحاً

الي الندى ناع فانشدت راثيا

وكم بشرتني بالوفاء مقالة

فلما انتهت للفعل كانت مناعيا

وقالت بكى امسكت فضل ردائه

وكفكفتُ دمعاً فوق خدّيه جاريا

وقلتُ له هون عليك فإنما

تنوبُ دواهي الدهر من كان داهيا

فكنت الفتى الاعلى وكانو الادانيا

لعل الذي أشجاك يُعقب راحة

فقد يشكر الإنسان ما كان شاكيا

ألا رُبَّ شر جر خيراً وربما

يجرُّ تجافينا إلينا التصافيا

فلو أن ماء البحر لم يك مالحا

لرُحنا من الطوفان نشكو الغواديا

ولولا اختلاف الجذب والدفع لم تكن

نجوم بأفلاك لهن جواريا

وكيف نرى للكهرباء ظواهراً

اذا هي في الاثبات لم تلق نافيا

تموت القوى ان لم تكن في تباين

ويحين ما دام التباين باقيا

فلا تعجبن من أننا في تنافر

ألم تَغنَ عنهم أن ملكت القوافيا

فِطر في سماوات القريض مُرفرفا

وأطْلِع لنا فيها النجومَ الدرَّاريا

فانت امروء تعطي القوافي حقها

فتبدو وان ارخصتهن غواليا

يُجيبكَ عفوا إن أمرتَ شرودها

وتأتيك طوعاً إن دعوتَ العواصيا

فقال وقد ألقى على الصدر كفَّهُ

فتشدّ بها قلباً من الوجد هافيا

لقد جئتى بالقول رَطْبا ويابساً

فداويت لي سُقما وهيَّجت ثَانيا

فإني وإن أبدى لي القومَ جفوة

أمنى لهم مما احب الامانيا

وما انا عن قومي غنيا وان اكن

أطاولُ في العز الجبالَ الرواسيا

إذا ناب قومي حادث الدهر نابني

وان كنت عنهم نازح الدار نائيا

وما ينفعُ الشعرُ الذي أنا قائل

اذا لم اكن للقوم في النفع ساعيا

ولستُ على شعري أروم مَثُوبة

ولكن نصح القوم جل مراميا

وما الشعرُ إلا أن يكون نصيحة

تُنشِّط كسلاناً وتهِض ثاويا

وليسَ سرى َّ القوم من كان شاعرا

ولكن سريُّ القوم من كان هاديا

فعلَّمهم كيف التقدمُ في العُلى َ

ومن أيِّ طُرقِ يبتغون المعاليا

وابلى جديد الغي منهم برشده

وجدّد رشدا عندهم كان باليَا

وسافر عنهم رائداً خصْب نفعهم

يشق الطواقي أو يجوب المواليا

























فتنت الملائك قبل البشر
( معروف الرصافي )
فتنت الملائك قبل البشر

وهامت بك الشمس قبل القمر

وسر بك السمع قبل البصر

وغنى بك الشعر قبل الوتر

فانت بحسنك بنت العبر

ترفّ لمرآك روح الغرام

ويهوَى طلوعك بدر التمام

ليطلع مثلك في الاحتشام

ويرْقبَ خَطرَة هذا القوام

لكيما يَهبُّ نسيم السحر

تميلُ بقدِّك خمرُ الدلالْ

فيضحكُ في مَيله الاعتدال

وفيك ارتقى الحسنُ عرش الجلال

ومنه العقول غدت في عقال

وكم قد نهاها وكم قد أمَر

إذا الوجه منك بدا للعيان

له سَجَد العشقُ يرجو الأمان

ويخجل من نوره النيران

ويعنو له جبروت الزمان

ويخضع حتى القضا والقدر

بك الحسن أُلبس ثوب الكمال

ولو صزروك بلوح المثال

لكنت مليكة كل الصور

يروح الشتاء وتصحو السَّما

ويأتي الربيع بما نَمنَما

فيطلع فوق الثرى انجما

ويبتسم الزهر بعد النما

فانت ابتسامة ذاك الزهر

فطرْفك بالفَتْر كم قد روى

نشيدَ غرامٍ يَهُد القوَى

وما انت شاعرة في الهوى

ولكنما الشعر فيك انطوى

فآية حسنك إحدى الكُبَر

لسانك يسحر في ظرفه

وجفنكِ يفتن في ضعفه

وقدُّكِ يخطِر في لطفه

فيطنب ردفك في وصفه

ويوجزه خَصُرُك المختصَرْ

سقتك الكعابة صفو الشباب

وغطى محيَّاك منها نِقاب

فانت اذا قمت للانسياب

تبخترت في خفر والكعاب

تضيء كعابتها بالخَفَر
































قامت تميسُ بأعطافٍ وأوراكِ
( معروف الرصافي )
قامت تميسُ بأعطافٍ وأوراكِ

رقصاً على نغماتِ المِقْوَل الحاكي

حوراءُ جاءت وكل في مسرته

لاه وراحت وكلٌ طرفه باك

شكوت من خصرها ضعفاً وقلت لها

مليكة الحسن هل عطف على الشاكي

فاستضحكت وهي تجني الورد قائلة ً

ما احسن الورد قلت الورد خالك

وقلت: أهوَى فقالت بالدلال: ومن

تهوى ؟ فقلت لها إياك إياك

واستحلفتني على قلبي فقلت لها:

يهواك إي وجلال الحسن يهواك

سحر بعينيك يستهوي القوب وما

ينفك في هتك عباد ونساك

ياربة الحسن هلاّ تعطفين على

من بات سهران مشغولا بذكراك

ما أطيبَ العيشَ في الدنيا لو اتصلت

أسباب دنياي مع أسباب دنياك

الحُسن يفتنُ والألحاظ فاتكة

واحيرتى بين فتان وفتاك

تهفو بقلبي اشواقي فامسكه

لما أراك وهل يشفيه إمساكي

إني وعندي بكنهِ الحسن معرفة

ما راقني قط من شئ كمرآك

أمسى غرامُك يجري في عروق دمي

كالكهرباء التي تجري بأسلاك

























قد كاد بالحرِّ هذا اليوم يَصهرنا
( معروف الرصافي )
قد كاد بالحرِّ هذا اليوم يَصهرنا

اذ قد بدا فيه للرمضاء تسعير

كأنما الشمس جاعت فهي من سَغب

تشوي الجسوم لها والأرض تنور

سموة المعالي 18-08-10 11:46 AM

قد يطفح اللؤم حتى ان صاحبه
( معروف الرصافي )
قد يطفح اللؤم حتى ان صاحبه

ينسى الحياء فيغدو يدعي الكراما

ان الجهالة ان كانت قذى بصر

رأى الضلال هدى واستسمن الورما

ما للغواة ارعواء عن غوايتهم

إن لم يك السيفُ يعلو منهم القِمما

كم من أراذلَ أطْغتْها سَفاهَتُها

حتى ادّعتْ وهي أذناب لها الشمَما

ان عدت الوحش ما كانت ولا بقرا

او عدت الطير ما كانت ولا رخما

والناسُ كالناس في خَلق وبينهمُ

في الخلق بَون فذا أرض وذاك سَما

مثل الحديد وما امتازت حقيقته

والقين يطبع منه السيفَ والجَلما






















قرأتُ وما غير الطبيعة من سِفرِ
( معروف الرصافي )
قرأتُ وما غير الطبيعة من سِفرِ

صحائفَ تحوي كل فن من الشعر

أرى غرر الاشعار تبدو نضيدة ً

على صفحات الكون سطراً على سطر

وما حادثات الدهر الاَّ قصائد

يفوه بها للسامعين فم الدهر

وما المرء إلا بيت شعر عروضه

مصائب لكن ضربه حفرة القبر

تنظّمنا الايام شعراً وانما

تردُّ المنايا ما نَظمن إلى النثر

فمنا طويل مُسهب بحر عمره

ومنا قصير البحر مختصَر العمر

وهذا مديح صيغ من أطيب الثنا

وذاك هجاء صيغ من منطق هُجر

وربَّ نيام في المقابر زرتهم

بمنهلّ دمع لا يُنهنهُ بالزجرِ

وقفت على الاجداث وقفة عاشق

على الدار يدعو دارس الطلل القفر

فما سال فيض الدمع حتى قرنته

إلى زفرات قد تصاعدن من صدري

أسكان بطن الأرض هلا ذكرتم

عهوداً مضت منكم وأنتم على الظهر

رضيتم باكفان البلى حللاً لكم

وكنتم أولى الديباج والحللِ الحمر

وقد كنتم تؤذِي الحشايا جنوبَكمْ

أمين أبي التدليس في القول حاكياً

ألا يا قبوراً زرتها غير عارف

بها ساكن الصحراء من ساكن القصر

لقد حار فكري في ذويك وانه

ليحتار في مثوى ذويك أولو الفكر

فقلت وللأجداث كَفى مشيرة

ألا ان هذا الشعر من أفجع الشعر

وليل غُدافيَّ الجناحين بته

أسامر في ظلمائه واقع النسر

وأقلع من سفن الخيال مَراسياً

فتجري من الظلماءِ في لُجَج خُضرِ

أرى القبة الزرقاء فوقي كأنها

رواق من الديباج رّصع بالدر

ولولا خروق في الدجى من نجومه

قبضت على الظلماء بالانمل العشر

خليليَّ ما أبهى وأبهج في الرؤى

نجوماً بأجواز الدجى لم تزل تسري

إذا ما نجوم الغرب ليلا تغورت

بدت أنجم في الشرق أخرى على الإثر

تجوّلت من حسن الكواكب في الدجى

وقبح ظلام الليل في العرف والنكر

إلى أن رأيت الليل ولَّت جنوده

على الدُهم يقفو إثرها الصبح بالشُّقْر

فيالك من ليل قرأت بوجهه

نظيم البها في نثر أنجمه الزهر

فقلت وطرفي شاخص لنجومه

ألا إن هذا الشعر من أحسن الشعر

ويوم به استيقظت من هجعة الكرى

وقد قدّ درعَ الليل صمصامهُ الفجر

فأطربني والديك مُشج صياحه

ترنمُ عصفور يزقزق في وكر

ومما ازدهى نفسي وزاد ارتياحها

هبوب نسيم سَجْسَج طيّب النشر

فقمت وقام الناس كلٌّ لشأنه

كأنا حجيج البيت في ساعة النفر

وقد طلعت شمس النهار كأنها

مليك من الأضواء في عسكر مَجر

بدت من وراء الافق ترفل للعلى

رويداً رويداً في غلائلها الحمر

غدت ترسل الأنوار حتى كأنها

تسيل على وجه الثرى ذائب التبر

الى أن جلت في نورها رونق الضحى

صقيلا وفي بحر الفضاء غدت تجري

وأهدت حياة في الشعاع جديدة

إلى حيوان الأرض والنبت والزهر

فقلت مشيراً نحوها بحفاوة

ألا ان هذا الشعر من ابدع الشعر

وبيضة خدر ان دعت نازح الهوى

أجاب ألال لبيك يا بيضة الخدر

من اللاء يملكن القلوب بكلمة

ويحيين ميت الوجد بالنظر الشزر

تهادت تريني البدر محدقة َ بها

اوانس إِحداق الكواكب بالبدر

فلله ما قد هجن لي من صبابةة

ألفتُ بها طيَّ الضلوع على الجمر

تصافح احداهن في المشي تربها

فنحر الى تحر وخصر الى خصر

مررن وقد أقصرت خطوي تأدُّباً

وأجمعت أمري في محافظة الصبر

فطأطأنَ للتسليم منهنَّ أرؤساً

عليها أكاليل ضُفرن من الشعر

فألقيت كفي فوق صدري مسلّماً

وأطرقت نحو الارض منحني الظهر

وأرسلت قلبي خلفهن مُشيعاً

فراح ولم يرجع إلى حيث لا أدري

وقلت وكفى نحوهن مشيرة

ومائدة نسجُ الدِّمقس غطاؤُها

بمحلس شبان همُ أَنجم العصرْ

رقى من أعاليها الفنغراف منبراً

محاطاً باصحاب غطارفة غُر

وفي وسط النادي سراج منوّر

فتحسبه بدراً وهم هالة البدر

فراح باذن العلم يُنطق مقولاً

عرفنا به ان البيان من السحر

فطوْراً خطيباً يحزن القلب وعظه

وطوراً يُسرُّ السمع بالعزف والزمر

يفوه فصيحاً بالُّلغا وهو أبكم

ويسمع ألحان الغنا وهو ذو وقر

أمين أبى التدليس في القول حافظاً

تمر الليالي وهو منه على ذُكر

فيالك من صنع به كل عاقل

أقر لا ديسون بالفضل والفخر

فقلت وقد تمت شقاشق هدره

ألا إن هذا الشعر من أعجب الشعر

وأصيد مأثور المكارم في الورَى

يريك اذا يلقاك وجه فتى حر

يروح ويغدو في طيالسة الغنى

ويقضي حقوق المجد من ماله الوفْر

تخوَّنه ريب الزمان فأُولعت

باخلاقها ديباجتيه يد الفقر

فأصبح في طُرْق التصعلك حائراً

يجول من الاملاق في سملٍ طمر

كأن لَم يُرح في موكب العز راكباً

عتاق المذاكي مالك النهى والامر

ولم تزدحم صِيدُ الرجال ببابه

ولم يَغْمُرِ العافين بالنائل الغَمْرِ

فظل كئيب النفس ينظر للغنى

بعين مُقِلٍّ كان في عيشة المثرى

إلى أن قضى في علة العُدم نَحْبه

فجهّزه من مالهم طالبو الاجر

فرُحتُ ولم يُحفَل بتشييع نعشه

أشيّعه في حامليه إلى القبر

وقلت وأيدي الناس تحثوا ترابه

ونائحة تبكي الغداة وحيدها

بشجو وقد نالته ظلماً يد القهر

عزاه الى احدى الجنايات حاكم

عليه قضى بُطلاً بها وهو لا يدري

فويل له من حاكم صُبَّ قلبه

من الجوْر مطبوعاً على قالب الغدر

من الروم أما وجهه فمشوَّه

وَقاح وأما قلبه فمن الصخر

أضرَّ بعفّ الذيل حتى أمضَّه

ولم يلتفت منه الى واضح الغدر

تخطّفه في مخلب الجور غيلة ً

فزجَّ به من مظلم السجن في القعر

تنوء به الأقياد إن رام نهضة

فيشكو الأذى والدمع من عينه يجري

تناديهِ والسجانُ يُكثر زجرها

عجوز له من خلف عالية الجُذْر

بُنَى َّ أظنّ السجنَ مسِّك ضُرُّه

بنيَّ بنفسي حلَّ ما بك من ضرّ

بُنى َّ استعن بالصبر ما أنت جانياً

وهل يخذل الله البريء من الوزر

فجئت أعاطيها العزاء وأدمعي

كأدمعها تنهلّ مني على النحر

وقلت وقد جاشت غوارب عَبرتي

ألا إن هذا الشعر من أقتل الشعر

































قسَماً بالإله عزَّ وجلاَّ
( معروف الرصافي )
قسَماً بالإله عزَّ وجلاَّ

إن قلبي عن حُبكم ما تخَلّى

لا ولا عن هواك لي من سُلِوٍّ

طردت مهجتي السلوَّ فوَلى

أنكر العاذلون ثابتَ حبي

وكفى شاهداً بدمعي عدلات

ما عسى ان يضر انكار شئ

وهو كالشمس في العِيان تجلى

عذلوني فما سمعت فقالوا

انت سال عم حبهم قلت كلا

كيف يسلو عن حبكم ذو فؤاد

قد تلاشى في حبكم واضمحلا

لم يزل في الوداد يرقب قلبي

ذمة َ فيكم وعهداً والاّ

ايها الممتطي متون المعالي

فائزاً من قِداحِها بالمعلَّى

نسمات من المسرة هبت

وهلال من السعادة هلا

يوم وافى الى ّ منك كتاب

فيه آياتُ فضلك الجمْ تُتلى

قيل لي: هاك ما يزيدَك شوقاً

قلت اهلاً بما أتيت وسهلا

قال: نلت المنى ، فقلت: جميعاً

قال لولا فراقهم قلت لولا

سموة المعالي 18-08-10 11:48 AM

قضت المطامع أن نطيل جدالا
( معروف الرصافي )
قضت المطامع أن نطيل جدالا

وأبَيْنَ إلا باطلا ومِحالا

في كل يوم للمطامع ثورة

باسم السياسة تستجيش قتالا

ماض من سلسوا البلاد لوانهم

كانوا على طلب الوفاق عيالا

أمِنَ السياسة أن يقتل بعضنا

بعضا ليدرك غيرنا الآمالا

لادر در اولي السياسة انهم

قتلوا الرجال ويتموا الاطفالا

غرسوا المطامع واغتدروا يسقونها

بدم هريق على الثرى سيالا

تثروا الدماء على البطاح شقائقا

وتوهموها الروضة المحلالا

واعلم بأني لا أخاف مَنيَّتي

سبقت ولاترة ولا اذحالا

قالوا كرهت الحرب قلت لأنها

دارت لتغصب الحقوق الالا

وأجلت فكري في الحروب فلم أجد

إن الهوائفَ لا تزال بمسْمع

طاشت منافعها الصغار عن الورى

ورست مآثمها الكبار جبالا

ما اجشع الحرب الضروس فانها

تحسو النفوس وتأكل الاموالا

كم سح من رهج الحروب على الربى

وبل الدماء فزادها امحالا

لولا الحروب ومحرقات صواعق

منها لابقلت الربي ابقالا

قبحت بنا الأرض الفضاء وما حوت

في غير ما زمن الفطحل جمالا

أبني السياسة ان سلكتم بالورى

طرق الرشاد فعلموا الجهالا

ان جرت حرب الكمال لامة

إن الحياة كثيرة أعمالها

ان الحيلة كثيرة اعمالها

فدعوا الانام وحاربوا الاعمالا

وتقحموا حرب الحياة فانها

واستلئموا زرد الوفاق واشرعوا

فيها تعاونكم قناً ونصالا

وأقْنوا لكم بيض المساعي شُزَّبا

تجري رعالا المُنى فرعالا

واعلُوا على صَهواتهنَّ رواكضا

للمَكرمات تُسابق الآجالا

ودُعوا صيالا في المَلاحم إن في

هذي الحياة مَلاحما وصيالا

او كلما طمع القوي شراهة

اكل الضعيف تحيفا واغتالا

لا غرو أن يلَد الزمان بمرِّه

كأبي دُلامة من بنيه رجالا

اذراح يقتل بالعواطف قرنه

قتلا ادام حياته واطالا

اذ جهز"المنصور" جيشا قاده

"روح" يريد من "الشراة " قتالا

فمضى وفيه أبو دُلامة مُكرَها

للحرب أخرج كي يُصيب نكالا

حتى إذا التقت الجيوش وعُبِّئت

صفا فصفا يمنة وشمالا

برزَ الكميِّ من الشُّراة مُجرِّداً

للسيف يطلب من يطيق نزالا

فأجال روْحٌ في الجنود لحاظه

والقوم ينتظرون منه مَقالا

فدعا اليه ابا دلامة قائلا

يا ليثُ دونَك ذلك الرِّئْبالا

فجرى اليه ابا دلامة هازلا

ثم استقال فلم يكن ليقالا

فشكا لروح جوعه فازاده

بدجاجتين وحثه استعجالا

فانصاع من عجل وسمط زاده

ومضى يُخبّ لقرْنه مختالا

فأتى وقد شهر الكميُّ بوجهه

سيفا يروع غراره الاغوالا

فدنا اليه ابو دلامة قائلا

مَهْلا فأغمد سيفَك القصالا

اني اتيت وما اتيت مقاتلا

من لَسْت أطلب عندهَ أذحالا

فاسمع مقالة من أتاك ولم يكنْ

فيما يقول مخادعا محتالا

واعلم اني لا اخاف منيتي

جُبنا ولا أتهيَّب الأبطالا

لكن ارى سفك الدماء محرما

وأعيذ رأيكَ أن تراه حلالا

أمن المروءة أن نريق دماءَنا

سَفها لمطمع طامع وضلالا

هل كنتَ من قيل اللقاء رأيتني

يوما وهل مني لقيتَ نكالا

أمْ هل طرقتُ خيام قومك جانيا

أم هل خَرْبتُ بحيِّهم آبالا

ماذا جرى بيني وبينك قبل ذا

مما يجر خصومة وجدالا

حتى شَهرتَ عليَّ سيفك تبتغي

ضَربا يُقطِّع مِني الأوصالا

فاربأ نفسك ان تكون من الاولى

زحفوا جنونا للوغى وخَبالا

فرأى الكمي مقالة متعاليا

حقاً وكل حقيقة تتعالى

سيفا أجادته القيون صِقالا

ولوى العنان من المطهم قائلا

رح بالامان فلا لقيت وبالا

فمشى اليه ابو دلامة مخرجا

زادا تعلق بالسموط مشالا

ودعاه يا بن أولي المكارم راشدا

اكرم اخاك بة قفة امهالا

إني لأرجو أن تكون مؤاكلي

في ذا الشواء الا تحب إكالا

فتدانيا متخالفين واقبلا

حتى إذا أكلا شواءً أدبرا

بعد الوداع ووليا الاكفالا

رجعا فسار أبو دلامة طافرا

والمهر يُجفل تحته إجفالا

حتى اذا وافى الامير وقام عن

كَثب ترجَّل دونه إجلالا

وغدا يقول وكان روح ضاحكا

إني كفيتُك قِرْنيّ الرِّئبالا

وقتلته بالقول لا بمهنّدي

والحربُ أحرى أن تكون مَقالا

وأخذتُ في الهيجا عليه مواثِقا

ألا يعود يُنازلُ الأبطالا

مِنِّي تقول إذا شكوت الحالا

لا تَيأسَن فللزمان تنفسُّ

فارقبه ان يتبدل الابدالا

والدهر طاهِ سوف يُنضج أهله

بالحادثاتِ يزيدها إشعالا

ان الدهور وهن امهر سابك

سترد أضداد الوَرَى أشكالا

حتى كأني بالطباع تبدلت

غير الطباع وزلزلت زلزالا

وكأنني بيني الملاحم أصبحوا

لابي دلامة كلهم امثالا































قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ
( معروف الرصافي )
قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ

ولا اهل لديه حميمُ

قضى في غير موطنه قتيلا

تمجُّ دمَ الحياة به الكلوم

قضى من غير باكية وباك

ومن يبكي إذا قتل اليتيم

قضى غض الشبيبة وهو عفٌ

مطهّرة مآزره كريم

سقاه من الردى كأساً دهاقا

عَفاف النفس والعِرضُ السليم

تجرّعها على طربٍ ولكن

بكفِّ اليتم ليس له نديم

على حينَ الربابة في نواح

يساجلها به العود الرخيم

بحيث رقائق الألحان كانت

بها الاشجان طافية تعوم

كأن ترنم الأوتار نعي

وصمت السامعين لها وجوم

فجاء الموتُ ملتعفاً بخزْي

وملءُ إهابه سَفَه ولومُ

فأطلَق من مسدَّسه رصاصاً

به في الرمى تنخرق الجسوم

فخر إلى الجبين به «نعيم»

كما انقضّت من الشُّهب الرجوم

فبان مودعاً بعد ارتثاثٍ

حياة لا تُناط بها الوصوم

لئن لم تبك من أسف عليه

سفاهتنا بكت الحلوم

ولو دَرَت النجوم له مصاباً

بكتْه على ترفعها النجوم

عسى الشهباء تثأره فتبدي

إلى الزوراءِ ما يبدي الخصيم

ولم يقتله "ابراهيم" فيما

ارى بل ان قاتله "سليم"

اليس سليمٌ الملعون اغوى

«نعيما» فهو شيطان رجيم

وجاء به الى بغداد حتى

تخرَّمه بها قتل أليم

سأبكيه ولم أعبأ بلاح

وانديه وان سخط العموم

ولما ان ثوى ناديت ارخ

ثوَى قتلا بلا مَهل «نعيمُ»
























قلبي عليك حليف الوجد يا عود
( معروف الرصافي )
قلبي عليك حليف الوجد يا عود

كم شنفت أذُني منك الأغاريدُ

كنت افديتك لو يفدى الذي حكمت

فيه المقادير أن يلقاه تنكيد

فكم بدت نغمات منك مطربة

هُزت بها طرباً حتى الجلاميد

تُعيد يا عود بالأوتار إن نطقت

مَيتَ المَسرة حياً وهو ملحود

كأن ارواحنا عند استماعك من

لطف لهن الاجسام تجريد

فكيف نالتك ايدي الدهر كاسرة

وانت في الدهر بالآذان معبود





























قوض الدهر بالخراب عمادي
( معروف الرصافي )
قوض الدهر بالخراب عمادي

ورَمتْني يداه بالأنكادِ

كم انادي وليس لي من مجيب

واضياعاه جهرة كم انادى

ضعضع الدهر من بنائي اركا

نا شدادا طالت على الاطواد

طالما رفرفت من العلم رايا

ت فخار مني على بغداد

كنت للعلم روضة باكرت از

هارها الغر بالعهاد الغوادي

وجميع الأنام تضرب أكبا

د المظايا كي تجتني اورادي

فالغزالي سله بي وابا اسحق عما حويت من ارشاد

ـاق عما حويت من إرشاد

سَلهَ إذ في طلابيً الإبلُ النُّجْـ

ـبُ تُحفَّي مَضروبة الأكباد

فرمتني صواعق الدهر فانهد

بنائي وصرت بعض الوهاد

فبكتني من السماء دراريها

ـا وكانت تعَدّ من حُسادى

أهل بغدادَ ما لأعينكم تغْـ

ـمِض عني كأنكمْ في رُقاد

أهلَ بغداد هل ترقّ قلوبٌ

منكم راعها انقضاض عمادي

رق حتى قلبُ الجماد لفقدِي

فلتكُوننْ قلوبكم من جَماد

أفلا تنجدون مدرسة العلم

ـلمْ وعهدي بكم أوِلى إنجاد

اين ما شيد من نظامي ربعي

فلقد كان نُجْعة المرتاد

اين تلك العلوم وهي التي كانت

ربوعي تذيعها في البلاد

كيف قضت خيامها زعزع الدهر

ـر وكانت رصينة الأوتاد

أقفرْتُ سوحها وقد نعى العـ

ـلم فلاحت تجرُّ ثوبَ الحِداد

وتواْرت بالجهل ظلما وكانت

خافقا فوقها لواء الرشاد

ايها الدهر كلما شئت فافعل

إذ حدا في ركائبي غير حاد

ورعاني من راح من ظلمه العدل

ل فقيداً مِيعاده في المَعاد

فرقوا جمع امة قبلهم كانت

لعمري وحيدة الاتحاد

سموة المعالي 18-08-10 11:49 AM

كأن البدرَ صحن من لُجَيْنِ
( معروف الرصافي )
كأن البدرَ صحن من لُجَيْنِ

بدا فجلا برونقه الهموما

به ارتقت الملائك للاعالي

وراحت فيه تلتقط النجوما
















كأن الشمسَ باخرة ٌ مخور
( معروف الرصافي )
كأن الشمسَ باخرة ٌ مخور

تجد السير في بحر الفضاء

ستغرق بعد حين باصطدام

يمزق جرمها أو بانطفاء















كأن حياتنا جبل مُطِل
( معروف الرصافي )
كأن حياتنا جبل مُطِل

على مهواتِه وهي المَمَات

مشيْنا فوقه عُمياً فظلَّت

تَهاوَى نحو هُوَّته المشاة

كأن فضاء هذا الكون مجر

تموج فيه هذي الكائنات

تبين تارة وتغيب اخرى

فشأناها التفرق والشتات



















كأني بهذي الارض قد حان حينها
( معروف الرصافي )
كأني بهذي الارض قد حان حينها

فطاحت بابعاد الفضاء شظايا

ونادت بأصوات الفناءِ فجاجُها

وناحت على أطوادِها هَملايا



















كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات
( معروف الرصافي )
كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات

لهنَّ ينقاد في كل الإرادات

يجرى عليهن فيما يبتغيه ولا

ينفكُّ عنهن حتى في الملذات

قد يستلذُّ الفتى مااعتاد من ضرر

حتى يرى في تعاطيه المسرات

عادات كل امرئٍ تأبى عليه بان

تكون حاجاته إلا كثيرات

أني لفى أسر حاجاتي ومن عجب

تعودي ما به تزداد حاجاتي

كل الحياة افتقار لا يفارقها

حتى تنال غناها بالمنيات

ولو لم تكن هذا العادات قاهرة

لما أسيغت بحال بنت حانات

ولا رأيت سكارات يدخنها

قوم بوقت انفرادٍ واجتماعات

ان الدخان لثان في البلاءِ اذا

ما عدت الخمر اولى في البليات

وربَّ بيضاءَ قيدِ الأصبع احترقت

في الكف وهي احتراق في الحشاشات

ان مرَّ بين شفاهِ القوم اسودُها

ألقى اصفراراً على بيض الثنيات

وليتها كان هذا حظّ شاربها

ولو أتتهُ بحدّ المشرقيات

عوائد عمت الدنيا مصائبها

وانما انا في تلك المصيبات

إن كلَّفتني السكارى شرب خمرتهم

شربت لكن دخاناً من سكاراتي

وأخترت أهون شر بالدخان وإن

احرقت ثوبي منه بالشرارات

وقلت يا قوم تكفيكم مشاركتي

إياكم في التذاذ بالمضرات

إني لأمتصُّ جمراً لُفَّ في وَرَق

إذ تشربون لهيباً ملءَ كاسات

كلاهما حُمُق يفتر عن ضرر

يسم من دمنا تلك الكريات

حسبي من الحمق المعتاد أهونه

إن كان لابد من هذي الحماقات

يا من يدخن مثلي كل آونة

لمني ألمك ولا ترض اعتذاراتي

إن العوائد كالأغلال تجمعنا

على قلوب لنا منهنَّ أشتات

مقيَّدين بها نمشي على حذر

من العيون فنأتي بالمداجاة

قد ننكر الفعل لم تألفه عادتنا

وان علمناه من بعض المباحات

ورب شنعاء من عاداتنا حسنت

في زعمنا وهي من أجل الشناعات

عناكبُ الجهل كم ألْقت بأدمغة

من الأنام نسيجاً من خرافات

فحرَّموا وأحلوا حسب عادتهم

وشوَّهوا وجه أحكام الديانات

حتى تراهم يرون العلم منقصة

عند النساء وان كن العفيفات

وحجوبهن خوف العار ليتهم

لم تحصِ سيئة َ العادات مقدرتي

مهما تفننت منها في عباراتي

فكم لها بدع سود قد اصطدمت

في الناس منهن آفات بآفات

لو لم يك الدهر سوقاً راج بأطلها

ما راجت الخمر في سوق التجارات

ولااستمر دخان التبغ منتشراً

بين الورى وهو مطلوب كاقوات

لو استطعت جعلت التبغ محتكراً

فوق احتكار له أضعاف مرات

وزدتُ أضعافَ أضعاف ضريبته

حتى يبيعوه قيراطاً ببدرات

فيستريح فقير القوم منه ولا

يبلى به غيرُ مثرِ ذي سفاهات

الحُرُّ مَن خرق العادات منتهجاً

نهج الصواب ولو ضدِّ الجماعات

ومن إذا خذل الناسُ الحقيقة عن

جهل أقام لها في الناس رايات

ولم يخفْ في اتباع الحق لائمة

وعامل الناس بالإنصاف مدرعاً

ثوب الاخوة من نسج المساواة

فاغبى البرية أرفاهم لعادته

وأعقل الناس خُرَّاق لعادات

سموة المعالي 18-08-10 11:51 AM

لا تشك للناس يوماً عسرة الحال
( معروف الرصافي )
لا تشك للناس يوماً عسرة الحال

وان ادامتك في همّ وبلبالل

وجانب اليأس واسلك للرجا طرقاً

فالدهر ما بين إدبار وإقبال

واركب على صهوات الجد مغترباً

فيما تحاول ذا حلّ وترحال

واطلب على عزّه بيض الانوف ولا

تطلب لعَمْرُك أن تُحظى بمفضال

لم يبق غيرُ الذي غُلت أنامله

اما باغلال شح أو باقلال

كم قد غدوتعلى الايام منتدباً

قوماً أضعت بهم شعري وآمالي

افعالهم دون ان يُعرى الرجاء بها

لكنّ أقوالهمَ أقوال أقيال

من كل هَيّ ابن بي لا ثباتَ له

جَعْد اليدين قَئول غير مِفعال

كم بات ذا الحمق خلوا في مضاجعه

وبات ذو العقل فيها كاسف البال

هذا يميس بابراد مفوقة

وذا يخيط شظايا طمره البالى


























لعمرك ان قصر البحر قصر
( معروف الرصافي )
لعمرك ان قصر البحر قصر

به يسلو مواطنه الغريب

وتمتلئ العيون به ابتهاجاً

اذا نظرت وتنشرح القلوب

أحاط به فكان له رقيباً

مناظر دونها العجب العجيب

فمن شمس يصافحها طلوع

ومن شمس يعانقها غروب

ومن سُفن تجيء بها شمال

ومن سفن تروح بها جنوب

وأخرى حوله خمدت لظاها

وأخرى في الفؤاد بها لهيب

أطل على المياه فقابلته

بوجه لا يمازجه شحوب

يقبل جانبيه البحر حتى

كأن البحر مشغوف كئيب

وهذا القصر بينهم خطيب

ومغناه الانيق له حبيب

وما هذا التموج من هواء

ولكن من هوى ً فهو الوجيب

كأن الموج في الدأماء رجال

مهذا القصر تصفيق مهيب

تلمُّ به المسرات ازدياراً

فتعرفه وتجهله الكروب

وما انفردت به بيروت حسنا

ولكن القصور بها ضروب

فها هو من تكاسل قاطنيه

تجرّ عليه كلكلها الخطوب

إذا تدعو الرجالَ به لخير

يجيبك من تخاذلهم مجيب

فيا لهفي على بغداد امست

من العمران ليس لها نصيب

سأبكي ثم استبكي عليها

اذا نضبت من العين الغروب

أيا بغداد لا جازتك سحب

ولا حلّت بساحتك الجدوب

تطاول ساكنوك على َّ ظلماً

فضاق على َّ مغناك الرحيب

وكم نطقوا بالسنة حداد

يسيل بها من الأشداق حُوب

رماني القوم بالالحاد جهلاً

وقالوا عنده شك مريب

ألا يا قوم سوف يجد جِدى

وسوف يخيب منكم من يخيب

فمن ذا منكم قد شق قلبي

وهل كُشفت لكم فيَّ الغيوب

فعند الله لي معكم وقوف

إذا بلغت حَناجرَها القلوب

يقيني شرّ فريتكم يقيني

بأن الله مطلع رقيب

ولم تُخفر لكم عندي ذِمام

ولكن عادة الريح الهبوب

























لقد سمعوا من الوطن الأنينا لقد سمعوا من الوطن الأنينا
( معروف الرصافي )
لقد سمعوا من الوطن الأنينا لقد سمعوا من الوطن الأنينا

فضجوا بالبكاء له حنينا

وأنبأه بصارمه اليقينا

جميعاً للدفاع مسلَّحينا

وثاروا من مرابضهم أسودا

بصوت الاتحاد مُزمجِرينا

شبابٌ كالصوارم في مَضاءٍ

يُروْنَ، وكالشموس مُنوِّرينا

سلانيك الفتاة حوت ثراءً

بهم فقضت عن الوطن الديونا

لقد جمعوا الجموع فمن نصارى

ومن هود هناك ومسلمينا

فكانوا الجيش الف من جنود

مجندة ومن متطوعين

وشاهت أوجه المتمردينا

وما هم فيه متحدين دينا

هي الاوطان تجعل في بنيها

وتتركهم أولي أنف كبارٍ

يرون حياة ذي ذل جنونا

وأن الموت خير من حياة

يظل المرء فيها مستكينا

مشوا والوالدات مشيعات

يقلن وهن من فرح بواك

وهم من حزنهم متبسمونا

على الباغين منتصرين سيروا

وعودوا للديار مضفرينا

ولا تبقوا الذين قد استبدوا

وراموا كيدنا وتخونونا

فإن لم تنقذوا الأوطان منهم

فلستم يا بنين لنا بنينا

فقد هاجوا على الدستور شراً

بدار الملك كي يستعبدونا

هم الاشرار باسم الدين قاموا

فعاثوا في المواطن مفسدينا

فما تركوا من الدستور شُورَى

ولا أبقَوا لنغْمته طنينا

وكم قد قلن من قول شجى ٍّ

ومذ حان الوَداع دنون منهم

فقبلْن الصوارمَ والجفونا

وما أَنسى التي برزَت وقالت

وقد لفتوا لرؤيتها العيونا

ألا يا راحلين لحرب قوم

خذوني للوغى معكم خذوني

ممرضة لجرحاكم حنونا

وان لم تفعلوا فخذوا ردائي

به سدوا الجروح اذا دمينا

ولما جد جدهم استقلوا

على ظهر القطار مسافرينا

فطاروا في مراكبه سراعا

باجنحة البخار مرفرفينا

وظل الجيش صبحا أو مساء

تسير جموعه متتابعينا

فلم يتَصرّمِ الأسبوع إلا

وهم برُبا فروقَ مخيّمونا

هنالك قمت مرتحلا اليهم

لأبصر ما أؤمل أن يكونا

تكادُ به تظن الماء طينا

ركبت بها على اسم الله بحرا

غدا بسكون لجته رهينا

يعز على الطبيعة ان يهونا

ومرأى البحر أحسن كل شيءٍ

اذا لبست غواربه سفينا

اتينا دار قسطنطين صبحا

وقد فتحت لهم فتحا مبينا

وظل الجيش جيش الله يشفي

بحد سيوفه الداء الدفينا

فأزهق أنفس الطاغين حتى

سقاهم من عدالته المنونا

احلهم المقابر والسجونا

وحطوا قصر يلدز عن سماء

له فانحط أسفل سافلينا

واصبح خاشع البنيان يغضي

عيونا عن تطاوله عمينا

خلا من ساكنيه وحارسيه

هوى عبد الحميد به هويا

إلى درَك الملوك الظالمينا

وانزل عن سرير الملك خلعا

وأفرد لا نديمَ ولا قرينا

فسيق الى سلانيك احتباسا

له كي يستريح بها مصونا

ولكن كيف راحة مستبد

غدا بديار اسرار احرار سجينا

يراهم حول مسكنه سياجا

ويعجز ان ينيم لها عيونا

وموت المرء خير من مقام

له بين الذين سقوه هونا

لقد نقض اليمين وخان فيها

وقد كانت به البلدان تشقى

شقاء من تجبره مهينا

فكم اذكى بها نيران ظلم

وكم من اهلها قتل المئينا

وكان يدير من سفه رَحاها

بجعجعة ولم يُرِها طحينا

وقد كانت به الايام تمضي

شهوراً والشهور مضت سنينا

ولما ضاق صدر الملك يأسا

وصار يردد الوطن الانينا

اتى الجيش الجليل له مغيثا

فصدَّق من بني الوطن الظنونا

واضحى سيف قائده المفدى

على الدستور محتفظا أمينا

حماه من العداة فكان منه

مكان الليث اذ يحمي العرين

واسقط ذلك الجبار قهرا

فقرت اعين الدستور امنا

وشاهدت اوجه المتمردينا






































لقد طوَّحتني في البلادُ مُضاعَا
( معروف الرصافي )
لقد طوَّحتني في البلادُ مُضاعَا

ظوائح جاءت بالخطوب تباعا

فبارحت ارضاً ماملأت حقائبي

سوى حبها عند البراح متاعا

عتبت على بغداد عتب مودع

أَمضَّته فيها الحادثات قِراعا

أضاعتنيَ الأيام فيها ولو دَرَت

لعز عليها ان اكون مضاعا

لقد أرضعتني كل خَسفِ وإنني

لأشكرها أن لم تُتم رَضاعا

وما انا بالجاني عليها وانما

نهضت خصاماً دونها ودفاعا

وأعملت اقلامي بها عربية

فلم تبد أصغاء لها وسماعا

ولو كنت أدري انها أعجمية

تخذت بها السيف الجراز يراعا

ولو شئت كايلتُ الذين انطوَوْا بها

على الحقد صاعا بالعداء فصاعا

ولكن هيَ النفس التي قد أبت لها

طباعَ المعالي أن تسوءَ طِباعا

أبَيت عليهم أن أكون بذلّة

وتأبى الضواري أن تكون ضباعا

على أنني داريتُ ما شاء حقدَهم

فلم يجدِ نفعاً ما أتيت وَضاعا

وأشقى الورى نفساً وأضيعهم نهى ً

لبيبٌ بداري في نُهاه رعاعا

تركت من الشعر المديح لأهله

ونزهت شعري أن يكون قذاعا

وأنشدته يجلو الحقيقة بالنُّهى

ويكشف عن وجه الصواب قناعا

وأرسلته عفواً فجاءَ كما ترَى

قوافي تجتاب البلاد سراعا

وقفت غداة البين في الكرى وقفة

لهاكربت نفسي تطير شعاعا

أودَّع أصحابي وهم محدِقون بي

وقد ضقت بالبين المشت ذراعا

أودَعهم في الكرخ والطرْف مرسل

إلى الجانب الشرقي منه شعاعا

كأن برأسي يا أُميم صداعا

وكنت أظن البينَ سهلا فمُذ أتى

شَرَى البينُ مني ما أراد وباعا

وإني جَبان في فِراق أحبتي

وأن كنت في غير الفراق شجاعا

كإني وقد جد الفراق سفينه

أشالت على الريح الهجوم شِراعا

فمالت بها الأرواح والبحر مائج

وقد أشكت الواحها تتداعى

فتحسبني من هزة في أفدعاً

ترى هضاباً زلزلت وتلاعاً

فما أنا إلا قومة وإنحناءة

وسر أذاعته الدموع فذاعا

رعى الله قوماً والرصافة كلما

تذكرتهم زاد الفؤاد نزاعا

أبيت وما أقوى الهموم بمضجع

تصارعني فيه الهموم صراعا

وألهو بذكراهم على السير كلما

هبطت وهاداً أو علوت يفاعا

هم القومُ أما الصبر عنهم فقد عَصى

وأما اشتياقي نحوهم فأطاعا

لقد حكَّموني في الأمور فلم أكن

لأنطق إلا أمراً ومطاعا

زجرت كلاباً أم قحمت سباعا

سلام على وادي السلام وإنني

لأجعل تسليمي عليه وداعا

له الله من واد تكاسل أهله

فباتوا عِطاشا حوله وجياعا

رآهم عبيداً فاستبد بمائه

جرى شاكراً صنعَ الطبيعة إنها

أبانت يداً في جانبيه الصناعا

وما أنْسَ لا أنْسَ المياهَ بدَجلة

وإن هي تجري في العراق ضَياعا

ولو أنها تسقي العراق لما رَمَت

وما وجدت ريح وإن قد تناوحت

مَهباً به إلا قُرى وضِياعا

سأجري عليها الدمعَ غير مضيع

وأنوب قاعاً من هناك فقاعا

وأذكر هاتيك الرباع بحسنها

فنعمت على شَحط المَزارِ رباعا

سموة المعالي 18-08-10 11:53 AM

لله يومُ جاءَ يَلسعُ بَردُه
( معروف الرصافي )
لله يومُ جاءَ يَلسعُ بَردُه

فكأنَّ ذرَّاتِ الهواءِ عَقاربُ

لم تلقَ شيئاً فيه ليس بجامِد

الا احتمال فيه فذائب











لمن الديار يلحن في الصحصاح
( معروف الرصافي )
لمن الديار يلحن في الصحصاح

لعِبَت بهن روامس الأرواحِ

عبثت بها ايدى البلى فتركنها

في العين أخفى من دريس نِصاح

ولقد وقفتُ بها المطيّ مسائلا

شجرات واديها وهن ضواح

أقتافُ آثاراً لهن دوارساً

كانت اليها غدوتي ورواحى

لما تبينتُ المعالم هُمَّداً

هَطلت مدامع طرفي السفاح

فسقاك مرتكز الغمائِم صَوْبه

غدقاً بكل عشية وصباح

حيَّ الديار وان تحمل اهلها

عنها وأمست مُوحِشات بطاح

عهدي بها والعيش أخضر ناعم

والشملُ تجمعه يد الأفراح

مَغنى أنيقاً للحسان وروضة

نبيي بكل عرارة واقاح

كم قد لثمت بها المراشف آخذاً

بهضيم خصر جال تحت وشاح

ولكم لهوتُ من الحسان بغادة

لمياء ترشفني شمول الراح

هل عائد زمن أتيت مع المها

ماشئت من لعب به ومزاح

قد بت فيه من ضجيع كل غريرة

رُوِد الشباب من الْجرادِ رَداح

أيام تحضرُ بي بمضمارِ الصِّبا

فرَسُ الشبيبة ِ وهي ذات جِماح

ركضوا بميدان التحاسُدِ خيلهم

وسبوا من الاعراض غير مباح

لبسوا النفاق لهم دروعاً واغتدوا

يتطاعنون من الخنا برماح

أضحوا كماة وشاية وسعاية

ومن الضغائن هم شُكاة ُ سلاح

كالجاهلية غيرَ أن مُغارهم

في نهبِ كل خطيئة وجناح

إصلاحُهم أعيا العقولَ لأنهم

خلقت مفاسدهم لغير صلاح

من كل مرتكب الشنِيعِ ولم يكد

يثنيه عنه اذا لهاه اللاحي

أهدي بطرق المُخزيات من القطا

واضل ممن آمنوا بسجاح



















لمن القصر لا يجيب سؤآلي
( معروف الرصافي )
لمن القصر لا يجيب سؤآلي

آهلات رُبوعُه أم خوالي؟

مشمخر البناء حيث ترآءى

باليا مجده بلح الاطلال

لم تصبه زلزال الارض لكن

قد رمته السماء بالزلزال

وكسته الأيام بالصمت لمَّا

نطقتْ فيه حادثات الليالي

فتراءت ابكاره شاحبات

باكيات بأعين الآصال

ايها القصر ايه بعض جواب

لا تكن ساكتاً على تسْآلي

ليت شعري والصمت فيك عميق

ذاكر انت عهدهم ام سال

ما تداعى منك البناءُ ولكن

قد تداعى بناء تلك المعالي

كنت كل البلاد في الطول والعرض

وكل العباد في الاعمال

كنت مأوى العلى مثار الدنايا

مَهبط العز، مصدر الإذلال

كنت جُباً وأيَّ جُب عميق

بالعا للنفوس والاموال

مَورِدا الخائنين كنت وكانت

منك تدلي مطامع العمال

قصرُ عبد الحميد أنت ولكن

اين يا قصر اين عرش الجلال

اين خاقانك الذي كان يدعى

قاسمَ الرزق، باعثَ الآجال

ما ارى اليوم ذلك المجد الا

كخيال تمر بعد خيال

هل وقوفي على مبانيك إلا

كوقوفي على الطلول البوالي

قد تخونتنا ثلاثين عاماً

جئت فيها لنا بكل محال

تلك اعوام رفعة للاداني

تلك الاعوام حطت للاعالي

يَثِب العدل طافرا كلما مـ

ـرّ عليها مشمِّرَ الأذيال

ملأت خطة الزمان شنارا

فأبتها كل العصور الخوالي

وكأني أرى اضطراب نفوس

كنت تغتالها وأي اغتيال

أسمع الآن فيك ما كان يعلو

من أنين لها ومن إعوال

وترقت الى ذؤابة اعلى

كوكب في سمائه جوال

وهي اليوم أحرقتك بشُهب

قذفتها عليك ذات اشتعال

لم يضع مجدها وان هي امست

ضائعات الاشلاء والاوصال

كيف ننسى تلك الخطوب اللواتي

لقحت منك حربها عن حيال

يوم كنا وكان للجهل حكم

خاذل كل عالم مفضال

آمر من عتوه كل امر

يغرس البغضَ في قلوب الرجال

أفأصبحتَ نادماً أيها القصـ

ـرُّ تبالي بالقوم أم لا تبالي؟

لم تفدك الندامة اليوم شيئاً

قضى الامر فاصطبر باحتمال

وعزاء فلستَ أولَ قصر

نكس الدهر من ذراه العوالي

قد تداعى من قبلُ إيوان كسرى

بعد ان طال شاهقات الجبال

وكأين من قصر ملك ترَامى

ساقطا بالملوك والاقيال

فابق يا قصر عابس الوجه كيما

يصبحَ الملك باسم الآمال

ولسنا "وإن كانت كباراً قصورنا"

وتعثر فلا لعا لك حتى

ينهض العدل ناشطا من عقال

إنما نحن أمة تدرأ الضيـ

ـم وتأبى أن تستكين لوالي

امة سادت الانام وطابت

عنصرا من أواخر وأوالي

فإذا ما غلا الغشومِ نهضنا

فقذفناه سافلا من عال

نملأ الارض ان مشينا لحرب

بزئير الغضنفر الرئبال

واذا ما غل المليك رددناه

ذليلا يقال بالاغلال

نحن من شعلة الجحيم خلقنا

لأولى الجوْر لا من الصلصال

يا ملوك الانام هلا اعتبرتم

حائمات على الذي فيك أبقيـ

ليس عبد الحميد فردا ولكن

كم لعبد الحميد من أمثال

فاتركوا الناس مطلقين والا

عشتم موثقين بالاوجال

هل جنيتم من التجبر الا

كل اثم عليكم ووبال

فمشى اليه ابو دلامة مخرجا

زادا تعلق بالسموط مشالا



























معارفُ بغدادَ قد جاءها
( معروف الرصافي )
معارفُ بغدادَ قد جاءها

مدير من الطيش في مسرح

حمار ولكنه ناطق

وطفل ولكنه ملتحى

فيا ايها العلم عنها ارتحل

ويأيها الجهل فيها اسْلحِ

سموة المعالي 18-08-10 11:54 AM

من أين من أين يا ابتدائي
( معروف الرصافي )
من أين من أين يا ابتدائي

ثم إلى أين يا انتهائي؟

أمن فناء إلى وجود

ومن وجود الى فناءِ

أم من وجود له اختفاءٌ

الى وجود بلا اختفاءِ

خرجت من ظلمة لأخرى

فما امامي وما ورائي

ما زلت من حيرة بامرى

معانق اليأس وارجاءِ

إن طريق النجاة وعر

يكبويه الطرف ذو النجاءِ

يَأيها المترف المهنّا

يهدي إلى ناجع الدواء

لاي امر ذه الليالي

تأتني وتمضي على الولاءِ

فتطلعُ الشمس في صباح

وتغرب الشمس في مساء

ارى ضياءً يروق عيني

ولست أدري كنه الضياء

وما اهتزاز الأثير إلا

عُلالة نزرة الحملاء

نحن على رغم ما علمنا

نعيش في غيهب العماء

نشرب ماء الظنون عبا

بهنَّ يُدعى يابن الثراء

تأتي علينا مشاهدات

نروح منهن في مراءِ

وكم نرى فعل فاعلات

من القوى وهي في الخفاءِ

يا ويلة الحس انه عن

حقيقة الامر في غطاءِ

فان اجزاء كل جسم

مبتعدات بلا التقاءِ

وفي دُقاق الجماد عَرك

يا قوة الجذب أطلقيني

من ثقلة اوجبت عنائي

لولاك لولاك يا شكالي

انتَ عماد السماءِِ لكن

خفيت عن عين كل راءِ

ربطت كل النجوم فيها

بعضاً ببعض ربط اعتناء

فدرن في الجوّ جاريات

كأنها السفن فوق ماءِ

نحن بني الارض قد علمنا

باننا من بني السماء

لو كنت في المشتري لبانت

ارضي سماءً بلا امتراء

فليس فوق وليس تحت

ولا اعتلاءٌ لذي اعتلاءِ

وانما نحن فوق نجم

فليت شعري أي ارتقاء

للروح يبقى أيُّ ارتقاء

وأنت يا كهرباء سرٌّ

بدا وما زال في غِشاء

عجائب الكوزن وهي شتى

فيك انطوت أيما انطواء

رضأت ان شئت كل داج

لنا وأدنيت كل ناء

فأنت للكائنات روح

إن كانت الروح للبقاء

وكم تقاضاك فيلسوف

حقيقة ً صعبة الاداء

فقال والقول منه ظن

ما الكون إلا بالكهرباء

وليلة بتها أنادي

نجومها ابعد النداء

آخذ منهن بالتداني

فكراً ويأخذنَ بالتنائي

فانثني باكياً بشعري

وربما كرّ بعد وهن

فكري فالفى بعض الشفاء؟

فأرجع القهقرى أغنِّي

وما سوى الشعر من غناء

أقول والنسر فوق رأسي

وطالع النجم في إزائي

يا أيها الأنجم الزواهي

لله ما فيك من بهاء

اما كفاك النعش السنى جمالاً

حتى تجللت بالسناء

امات ذو النعش بانطفاء

اني اذا كنت في حداد

اليك اهدي حسن العزاء

أخوك هل طائر لو كر

أم قاصد منتهى الفضاء

كأن أم النجوم سيف

سُلَّ على الليل ذو مَضاء

رصع متناه بالدراري

فراق في الحستن والرواء

كأن نجم السها اديب

في أرض بغداد ذو ثَواء

كأن خط الشهاب مُدلِ

لاسفل البئر بالرشاء

كأنما انجم الثريا

في شكلها الباهر الضياء

قفار كف به فصوص

من حجر الماس ذيالصفاء

برئت للموت من حياة

مانكبت مهيع الشقاء

لم يكفها أنها احتياج

حتى غدت حَومة البلاء

يمرح في ثوب كبرياء

مهلا أخا الكبر بَعض كبر

الست تقني بعض الحياء؟

انت ابن فقر الى أمور

بهن تدعى يا ابن الثراء

















من كان يأرق بالهموم
( معروف الرصافي )
من كان يأرق بالهموم

فقد ارقت من السرور

وطربتُ من صوت يجي

ء إليّ من غرَف القصور

صوت كأن الغانيا

اعرنه هيف الخصور

ونضحن من ماء الحياة

ة عليه في شنب الثغور

سرى الهموم عن الفؤاد

يجوف حالكة الستور

والعود ينطق باللحون

ن بلهجتي نمٍّ وزير

يرمي به الصوت الرخيم

ـم على الدجى لمعاتِ نور

ملأ الظلام توقداً

كالكهرباءة في الأثير

يحكى الزلالَ لدى العطا

او الثراء لدى الفقير

أصغيتُ منقطعاً إليـ

ـه عن المُواطن والعشير

فحسبت نفسي في الجنان

ن بغير وِلدان وحور

وطفِقت أدّكر العرا

ق فعاد صفوي ذا كدور

فرجعت عن ذاك السماع

وغبت عن ذاك الشعور

وذكرت من يبكي هناك

على َّ بالدمع الغزير

تستوقف العجلان ثمـ

بالرنين عن المسير

وتقول من مضض الفراق

ق مقالَ ذي قلب كسير

أبُنى سر سيرَ الأما

من الطوارق في خفير

ياأم لا تخشي فان الله

يا أمي مجير

ودعي البكاءَ فإن قلـ

ـبيَ من بكائك في سعير

أعلمتِ أني في دمشـ

ـق أجر أذيال الشرور

بين الغطارفة ِ الذيـ

تخافهم غير الدهور

من كل وضاح الجبين

ـن أغر كالبدر المنير

حرّ الشمائل والفعائل

والظواهر والضمير

سموة المعالي 18-08-10 11:56 AM

ناح الحمام وغرّد الشحرور
( معروف الرصافي )
ناح الحمام وغرّد الشحرور

هذا به شجن وذا مسرور

في روضة ِ يُشجى المشوق ترقرق

للماء في جنباتها وخرير

ماء قد انعكس الصفاء بوجهه

وصفا فلاح كأنه بَلور

قد كاد يمكن عنذ ظني أنه

بالماس يوشر منه لي موشور

وتسلسلت في الروض منه جداول

بين الزهور كانهن سطور

حيث الغصون مع النسيم موائل

فكأنهن معاطف وخصور

ماذا أقول بروضة عن وصفها

يعيا البيان ويعجز التعبير

عني الربيع بوشيها فتنوعت

للعين أنوار بها وزهور

مثلت بها الاغصان وهي منابر

وتلت بها الخطباء وهي طيور

متعطر فيها النسيم كأنما

جيب النسيم على شذا مزرور

للنرجس المطلول ترنو أعين

فيها وتبسم للاقاح ثغور

تخذت خزاماها البنفسج خدنها

وغدا يشير لوردها المنثور

وكأن محمر الشقيق وحوله

في الروض زهر الياسمين يمور

شمع توقد في زجاج أحمر

فغدا حواليه الفراش يدور

وتروق من بعد بها فوارة

في الجو يدفقُ ماؤها ويفور

يحكى عمودُ الماء فيها آخذا

صعدا عمود الصبح حين ينير

ناديت لما ان رأيت صفاءه

والنور فيه مغلغل مكسور

هل ذاك ذوب الماس يجمد صاعدا

أم قد تجسم في الهواء النور

تتناثر القَطرات في أطرافها

فكأنما هي لؤلؤ منثور

ينحل فيها النور حتى قد ترى

قوس السحاب لها بها تصوير

كم قد لبست بها الضحى من روضة

فيها علتني نضرة وسرور

فاجلت في الازهار لحظ تعجبي

ولفكرتي بصفاتهن مُرور

فنظرتهن تحيراً ونظرنني

حتى كلانا ناظر منظور

فكأن طرف الزهرِ ثمة ساحر

لما رنا وكأنني مسحور

إن الزهور تكهن براعم

مثل العلوم تجنهن صدور

وتضوُّع النفحات منها مثله

تبيينها للناس والتقرير

وبتلك قلب الجهل مصدوع كما

ثوب الهموم بهذه مطرود

والزهر ينبته السحاب بمائه

يزهو فذلك في النهَى تنوير

او كان هذا لا يدوم فان ذا

ليَدوم ما دامت تكر عصور




























نجيت بالسد بغداداً من الغرق
( معروف الرصافي )
نجيت بالسد بغداداً من الغرق

فعمها الأمن بعد الخوف والفرَق

قد قمتَ بالحزم فيها والياً فجرتْ

أمورها في نظام منك متسق

لقد نجحت نجاحاً لا يفوز به

من خالق الحزم الا حازم الخلق

ويح الفرات فلو كانت زواخره

تدري بعزمك لك تطفح على الطرق

ولا غدت تجرُفُ الأسدَاد قاذفة

منها بسيل على الانحاء مندفق

حيث"الحويوة " امست منك طالبة

رَتقاً لسدّ بطامي السيل مُنفتق

باتت تجيش بتيار وبات لها

أهلُ العراقين في هم وفي قلق

حتى إذا أيقنت أرض العراق بأن

تفنى من الظلم اليها متلع العنق

فكدت تملأ فرغ الواديين بما

حشرت مِن طبق يأتيك عن طبق

لما خرجت وكان الخرق متسعاً

والناس ما بين ذي شك ومتثق

قالوا: نحا شُقة قصوَى وما علموا

بأن عزمك يدني أبعد الشقَق

فصدَّق الله ظنا فيك أحسنه

قوم وكذَبَ ظن الجاهل الخَرِق

اذ جئت والسد تحت الغمر مكتسح

والنهر يرغو بموج فيه مُصطفق

وثلمة السد كالمواة واسعة

يهوي بها السيل من فوق الى العمق

سَللتَ صارم رأي قد أزلت به

ما كان في السيل من طيش ومن نزق

فما تموج ماء النهر من غضيب

وانما اخذتهرعدة الفرق

ثبّت عزمك في أمر يذِلّ به

عزم الحصيف لما يحوي من الزاق

تقضي النهار برأب الثأي مجتهداً

وتقطع الليل بالتدبير والأرَق

حتى بنيتَ وكان النهرُ منفلقا

سَدا عليه رَصينا غير مُنفلق

أرسيته جَبلا قامت ذُراه على

أصل مع الموج تحت الماء معتنق

فراحت الناس تمشي فوقه طَربا

والنهر ينساب بين الغيظ والحنق

وصار معكس فخرانت مرجعه

من كل أحمرَ قانٍ وَسطه قمر

يتلوه نجم بلون ابيضٍ يقق

فظلَّ حاسدك المغبون منطويا

على فؤاد بنار الجهل محترق

ودَّ الفرات حياءً منك يومئذٍ

لما اقتدحتَ زناد الرأي مفتكرا

في الخطب الهبت منه فحمة الغسق

فأدبرَ الهم وانشقت غياهبه

كما قد انشق سَجف الليل بالفلق

انّ الامور اذا استعصت نوافرها

أخذتهن من التادبير في وهق

وان تصاممت الايام عن طلب

أسمعتهن بصوت منك صهصَلق

تنحلّ بالرأي منك المشكلات لنا

كالنور ينحلْ ألواناً من الشرَق

وكلما زدت تفكيراً بمعضلة

زادت وضوحاً لنا حتى على الشفق

فالفكر منك كأبعاد الفضاء بلا

حدّ يسابق خطف البرق في الطلق

يحكى الأثيرَ إذا أجرى تلاطمه

ابدى سواظع نور منه منبثق

لك الثناء علينا ان نخلده

نقشاً على الصخر لا رقماً على الورق

تالله لو بلغت زهر النجوم يدي

مكن كل جرم بصدر الليل مؤتلق

رتبتها حيث كل الناس تقرؤها

سطراً بمدحك مكتوبا على الافقِ























نحن من أرضنا على مُنطاد
( معروف الرصافي )
نحن من أرضنا على مُنطاد

جائل في شواسع الأبعادِ

طائرٍ في الفضاءِ عرضاً وطولاً

بجناحٍ من القوى غير باد

ايها الارض سرتِ سيرك مثنى

ذا نتاجين في زمان أُحاد

فتقلّبت في نهار وليل

ذا مضلٌ وذاك للناس هاد

في بلادٍ يكون سيرك تأْويـ

ـباً على أنه سُرى في بلاد

فيك دفع وفيك يا أرض جذب

لك ذا سائق وذا لكِ حادي؟

فلك دائر على الشمس طوراً

في اقتراب وتارة في ابتعاد

ليت شعري وما حصلت من الآ

راء إلا على خلاف السداد

لبقاء تُقلنا الأرض في تسـ

ـيارها أم تقلنا لنفاد

نحن في عالم تقصف فيه

عارض النائبات بالرعاد

شأننا العجز فيه نوجد أني

قذفتنا يد الخطوب الشداد

ضاع جَذر الحياة عنا فخِلنا

انها كالأصمّ في الاعداد

شغلتنا الدنيا بلهو ولَعب

فغفلنا والموت بالمرصاد

ضل من رام راحة في حياة

نحن منها في معرك وجلاد

إنما هذه الحياة جروح

اثخنتنا والموت مثل الضماد

كلّ اسرٍ يهون ان أُطلقت أَر

واحنا الموثقات بالأجساد

لا تلمني اذا جزعت فاني

ما ملكت الخيار في ايجادي

واللبيب الذي تعلم إتيا

مثلما طال مطلها بمرادي

كدّرت عيشيَ الحوادث حتى

لا أرى الصفو غير وقت الرقاد

صاح ما دلّ في الامور على الأشـ

ـكال إلا تفحص الأضداد

فاعتبر بالسفيه تمس حليماً

وتعرّف بالغي طرْق الرشاد

نَ المالي من خسة الاوغاد

ايها الغرّ لا تغرّك دنيا

ك بكون مصيره لفساد

خف من غاص في الغرور كما في

لجة الماء خف ثِقل الجماد

يا خليلي والخليل المُواسى

منكما من يقوم في اسعادي

خاب قوم أنوا وغى العيش عُزلا

من سلاحي تعاون واتحاد

قد جفتنا الدنيا فهلا اعتصمنا

من جفاء الدنيا بحبل وِداد

لو عقلنا لما اختشى قطّ محسو

دون وقع الأذاة من حساد

فمتاع الحياة احفر من ان

يستفزّ القلوب بالأحقاد

أنا والله لا أريد بأن أو

قِع شرًّا ولو على من يعادي

إن لي إن سمعت أنَة محزو

نٍ أنيناً مُرَجعاً في فؤادي

من نفسي عن همها ذات شغلٍ

بهموم العباد كلِّ العباد

لا أحب النسيم إلا إذا هب

على كل حاضر أو باد

ايها الناس ان ذا العصر عصر الـ

ـعلم والجد في العلى والجهاد

عصر حكم البخار والكهربائيـ

ـية "والماكينات" والمنطاد

بُنيت فيه للعلوم المباني

وأقيمت للبحث فيها النوادي

فاض فيض العلوم بالرغم ممن

ضربوا دونهن بالأسداد

إن للعلم في الممالك سيراً

مثل سير الضياءِ في الأبعاد

اطلع الغرب شمسه فحبا الشر

ق اقتباساً من نورها الوقاد

إن للعلم دولة خضعت دو

ما استفاد الفتى وان ملك الار

ضَ بأعلى من علمه المستفاد

لا تُسابق في حَلبة العزّ ذا العلـ

ـم فما للهجين شأْوُ الجواد

إن أموات أمة العلم أحيا

ءٌ حياة الأرواح والأجساد

ساكناً والضمير منِّي ينادي

صار بالعلم كعبة القصار

ربَّ يوم وردت دجلة فيه

مورداً خالياً عن الورّاد

حيث ينصبّ في سكوتٍ عميق

ماؤها لاثماً ضفاف الوادي

وهبوب النسيم يكتب في الما

ءِ سطوراً مُهتزَّة ً في اطراد

يَمَّحى بعضها ويظهر بعضٌ

فهي تنسب بين خاف وباد

وتئنّ المياه لي بخرير

كأنين السقيم للعوَّاد

قمت في وجهها أُردّد طرفي

واقفاً تحت سرحة ٍ ناح غريزيـ

ـاً حزيناً كأنه انشادي

جاويتهُ افنانها بأنين

من حفيف الأوراق والأعواد

ايها الطائر المرجع فوق الـ

طائر فوق غصنها الميَّاد

بين ماءٍ جارٍ ولحن شجيّ

منك يا طائرُ استطار فؤادي

يا مياهاً جرت بدجلة تجتا

رز مروراً بجانبي بغداد

ان نفسي الى الحقيقة عطشى

افتشفين غلة من صاد

كنت تجرين والرُّصافة والكر

خ خلاء من رائح أو غاد

أيها الماءُ أين تجري ضَياعاً

وحواليك قاحلات البوادي

فمتى تفطن النفوس فيحيا

بك سقياً موات هذي البلاد

لو زرعنا خليج فارس ما ذا

فمه معك بالع بازدراد

انت والله عسجد ولجين

لو أتينا الأمور باستعداد

فاجر يا ماءُ إن جريت رويداً

باناة ٍ ومهلة ٍ واتآد

علَّنا نستفيق من رقدة الفقـ

ـر فنغنى بفيضك المزداد

سلكتك السما ينابيعَ في الأر

ض امدّتك ايما امداد

فتفجَّرتَ في السفوح عيوناً

نبعت من مخازن الاطواد

وذا ما انتهيت في جريان

عُدت للبدءِ في مُتون الغوادي

هكذا دار دائر الكون من حيـ

ـث انتهى عاد راجعاً للمبادي



























نزلت تجر إلى الغروب ذيولا
( معروف الرصافي )
نزلت تجر إلى الغروب ذيولا

صفراءُ تشبه عاشقا مَبتولا

تهتز بين يد المغيب كأنها

صب تململ في الفراش عليلا

ضحكت مشارقها بوجهك بكرة

وبكت مغاربها الدماء اصيلا

مذحان في نصف النهار دلوكها

هبطت تزيد على النزول نزولا

قد غادرت كبد السماء منيرة

تدنو قليلا للافول قليلا

حتى دنت نحو المغيب ووجهها

كالورس حال به الضياء حيولا

وغدت باقصى الافق مثل عرارة

عطِشت فأبدت صفرة وذبولا

غَرَبت فأبقت الشُّواظَ عَقيبها

شفقا بحاشية السماء طويلا

شفق يروع القلب شاحب لونه

كالسيف ضمخ بالدما مسلولا

يحكى دم المظلوم ما زَجَ أدمعاً

هملت به عين اليتيم همولا

رقت اعاليه واسفله الذى

في الأفق أشبِعُ عُصفراً محلولا

شفق كأن الشمس قد رفعت به

ردنا بذوب ضيائها مبلولا

كالخود ظلت يوم ودّع إلفها

ترنو وترفع خَلفه المِنديلا

حتى توارت بالحجاب وغادرت

وجه البسيطة كاسفاً مخذولا

فكأنها رجل تخرم عزه

قرع الخطوب له فعاد ذليلا

وانحط من غُرف النباهة صاغراً

وأقام في غار الهوان خمولا

لم انس قرب الاعظمية موقفي

والشمس دانية تريد افولا

وعن اليمين أرى مُروج مَزارع

وعن الشمال حدائقا ونخيلا

وتروع قلبي للدوالي نعرة

في البين يحسبها الحزين عويلا

ووراء ذاك الزرع راعي ثلة

رجعت تؤم الى المراح قفولا

وهناك دون برذونتين قد اثنى

بهما العشيَّ من الكراب نحيلا

وبمنتهى نظري دخان صاعد

يعلو كثيرا تارة وقليلا

مد الفروع الى السماء ولم يزل

بالارض متصلا يمد اصولا

وتراكبت في الجوِّ سُود طباقه

تحكي تلولا قد حملن تلولا

فوقفتُ أرسل في المحيط المدَى

نظرا كما نظر السقيم كليلا

والشمس قد غربت ولما ودعت

ابكت حزونا بعدها وسهولا

غابت فأوحشتِ الفضاء بكدرة

سقِم الضياء بها فزاد نحولا

حتى قضت رُوح الضياء ولم يكن

غير الظلام هناك عزرائيلا

وأتى الظلامُ دُجنة فدجنة

يُرخي سدولاً جمة فسدولا

ليل بغيهبه الشخوصُ تلفعت

فظَلِلت أحسِب كل شخص غولا

ثم انثنيت اخوض غمر ظلامه

وتخِذت نجم القطب فيه دليلا

إن كان أوحشني الدجى فنجومه

بعثت لتؤنسني الضياءَ رسولا

سبحان من جعل العوالم أنجما

يسبحن عرضا في الاثير وطولا

كم قد تصادمتِ العقول بشأنها

وسعت لتكشف سرها المجهولا

لا تحتقر صِغر النجوم فإنما

ارقى الكواكب ما استبان ضئيلا

دارت قديما في الفضاء رحى القوى

فغدا الاثير دقيقها المنخولا

فاقرأ كتاب الكون تلق بمتنه

آيات ربك فصلت تفصيلا

ودع الظنون فلا وربك انها

لم تغن من علم اليقين فتيلا

سموة المعالي 18-08-10 11:58 AM

نهيتكِ عن هواكِ فما انتهيتِ
( معروف الرصافي )
نهيتكِ عن هواكِ فما انتهيتِ

ولكن قد فعلتِ كما اشتهيتِ

فيا نفسي عن الشهوات كفيّ

فأنت عليك يا نفسي جنيْتِ

وما امارة بالسوء يوماً

سعت في المنكرات كما سعيت

إذا ما حَلبة الحسنات جاءت

رأيتك أنت صاحبة السُّكيت

فان اسدى الآله عليك عفواً

والاّ يا فجار فقد هويت


























هو الدهر لم يرحم إذا شدّ في حرب
( معروف الرصافي )
هو الدهر لم يرحم إذا شدّ في حرب

ولم يتئد إما تمخض بالخطب

يزمجر أحيانا ويضحك تارة

فيظهر في بردين للجد واللعب

فلا هو في سَلم فنأمَن بطشه

يسالم حتى تأخذ القوم غرة

فيهجم زحفاً في زعازعة النكب

أرى الدهر كالميزان يصعد بالحصى

ويهبط بالموزون ذي الثمن المربي

أدالَ من العُرب الأعاجم بعدما

أدالَ بني عباسها من بني حرب

ولم أرَ للأيام أشنع سُبة

لعمرك من ملك العلوج على العرب

صفت لبني العباس أحواض عزهم

زماناً وعادت بعدُ مخلبة الشرب

عنت لهم الدنيا فساسوا بلادها

بعدل أضاء الملك في سالف الحُقب

فكانوا طفاح الارض عزاً ومنعة

خلائف ساسوا بالسيوف وبالكتب

لقد ملكوا مُلكا بكت أخرَياته

بدمع على المستعصم الشهم مُنصب

تشاغل بالذات عن حوط ملكه

فدارت على ابن العلقم رحى الشغب

أطال هجودا في مضاجع لهوه

على ترف والدهر يقظانُ ذو ألب

لقد غره أن الخطوبَ روابض

ولم يدر أن الليث يربض للوثب

فكان كمروانَ الحمارِ إذا انقضت

به دولة مدّت يدَ الفتح للغرب

جرت فتنه من شيعة الكرخ جلحت

نرد هُلاكو بالقتال على العقب

فقامت لدى ابن العلقم ضغائن

تحجرن من تحت النياط على القلب

فأضمر للمستعصم الغدر وانطوى

على الحقد مدفوعا إلى الغش والكذب

وخادعه في الأمر وهو وزيره

مواربة إذ كان مستضعفَ الإرب

فأبعد عنه في البلاد جنودَه

وشتتهم من أوب أرض إلى أوب

ودس إلى الطاغي هُلاكو رسالة

مغلغلة يدعوه فيها الى الحرب

وقال له إن جئت بغداد غازياً

تملكنها من غير طعن ولا ضرب

فثار هُلاكو بالمغول تؤمه

كتائب خضر تضرب السهل بالصعب

وقاد جيوشا لم تمر بمخصب

من الارض إلا عاد ملتهب الجدب

جُيوش ترد الهضب في السير صفصفا

وتعرُك في تسيارها الجنبَ بالجنب

فما عتّمت حتى بنت بغبارها

سماء على ارض العراق من الترب

ولما أبادت الجيش بغداد هالكاً

على رغم فتح الدين قائده الندب

أقامت على أسوار بغدادَ بُرهة

تعض بها عض الثقاف على الكعب

فضاق عليها بالحصار خناقها

وغصت بكرب ياله الله من كرب

وقد حم فيها الامن بالرعب فانبرت

له رخصاء من عيون أولى الرعب

هناك دعا المستعصم القوم باكيا

بدمع على لحييهِ مُنهمِل سكب

فابدى له ابن العلقم تحزناً

طَوى تحتهُ كشحاً على المكر والخلب

وقال له قد ضاق بالخطب ذرعا

وأنت ترى ما للمغول من الخطب

فكم نحن نبقى والعدو محاصِر

نذل ونشقى في الدفاع وفي الذب

وماذا عسى تجدي الحصون بأرضنا

وهم قد أقاموا راصدين على الدرب

فدع "يا أمير المؤمنين" قتالهم

على هُدنة تبقيك ملتئم الشعب

ولسنا "وإن كانت كباراً قصورنا"

فهادنه وأخرج في رجالك نحوه

وصاهره واشدد منه أزرك بالقرب

وإلا فإن الأمر قد جد جده

وليس سوى هذا لصدعك من رأْب

فلما رأى المستعصم الخرق واسعاً

وأن ليس للداءِ الذي حل من طب

مشى كارها والموتُ يُعجل خطوه

يؤم لفيفا من بنينَ ومن صحب

وراح بعقد الصلح يجمع شمله

فأمسكه رهنا وقتَّل صحبه

هلاكو ولم يسمع لهم قط من عتب

وأغرى ببغدادَ الجنود كما غدا

بأدماء يغرى كلبه صاحب الكلب

فضلت بهم بغداد ثكلى مرنه

تفجع بين القتل والسبي والنهب

وصبوا عليها بطشهم أيما صب

وأمسى بهم قصر الخلافة خاشعا

مهتكة أستاره خائف السِّرْب

وباتت به من واكف الدمع بالبكا

عيون المها شتراء منزوعة الهدب

وراحت سبايا للمغول عقائل

من اللاء لم تمدد لهن يد الثلب

لقد شربوا بالهون أوشال عزها

وما أسأروا شيئاً لعمرك من القعب

فقلص ظل كان في الملك وارفاً

وأمحل الملك كان مغلولب العشب

لقد بات إذ ذاك الخليفة جاثما

على الخسف مرقوباً بأربعة غلب

وخارت قواه بالسعار لمنعه

فقال وقد نقت ضفادع بطنه

إلا كسرة يا قوم اشفى بها سغب

فقال هلاكو عاجلوه بقصعة

من الذهب إلا بريز واللؤلؤ الرطب

وقالوا له كل ما بدا لك إنها

ألست لهذا اليوم كنتَ ادّخرتها

فدونك فانظر هل تنوب عن الحب

وكنتَ بها دون المماليك معجباً

وفاتك أن المقت من ثمر العجب

ولو كنت في عز البلاد أهنتها

وأنزلت منها الجند في منزل خصب

لما أكلتك اليوم حربي وإن غدت

سأبذلها دون جنودي تزيدهم

صيالاً بها فوق المطهمة القب

وسوف وإن لم يبق إلا حديثنا

تميز ملوك الارض دأبك من دأبي

هنالك والطوسي أفتى بقتله

قروءة بقتل أدب أفجع الادب

أشار هلاكو نحو علج فتله

فخر صريعاً لليدين وللجنب

فأدرج في لبد وديس بأرجل

إلى ان قضى بالرفس ثمة والضرب

وقد أثخنت بغداد من بعد قتله

جروح بوار جاء بالحجج الشهب

وما اندملت تلك الجروح وإنما

ببغداد منها اليوم ندب على ندب






































هي الاخلاقُ تنبتُ كالبنات
( معروف الرصافي )
هي الاخلاقُ تنبتُ كالبنات

اذا سقيت بماء المكرماتِ

تقوم إذا تعهدها المُربي

على ساق الفضيلة مُثمِرات

وتسمو للمكارم باتساقٍ

كما اتسقت أنابيبُ القناة

وتنعش من صميم المجد رُوحا

بازهارٍ لها متضوعات

ولم أر للخلائق من محلِّ

يُهذِّبها كحِضن الأمهات

فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ

بتربية ِ البنين أو البنات

واخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً

باخلاق النساءِ الوالداتِ

وليس ربيبُ عالية ِ المزايا

كمثل ربيب سافلة الصفات

وليس النبت ينبت في جنانٍ

كمثل النبت ينبت في الفَلاة

فيا صدرَ الفتاة ِ رحبت صدراً

فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات

نراك إذا ضممتَ الطفل لوْحا

يفوق جميع الواح الحياة

اذا استند الوليد عليك لاحت

تصاوير الحنان مصورات

لأخلاق الصبى بكُّ انعكاس

كما انعكس الخيالُ على المِراة

وما ضَرَبانُ قلبك غير درس

لتلقين الخصال الفاضلات

فأوِّل درس تهذيب السجايا

يكون عليك يا صدر الفتاة

فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً

اذا نشأوا بحضن الجاهلات

وهل يُرجَى لأطفالِ كمال

اذا ارتضعوا ثديّ الناقصات

فما للأمهات جهلن حتى

أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة

حَنوْنَ على الرضيع بغير علم

فضاع حنوّ تلك المرضعات

أأمُّ المؤْمنين إليك نشكو

مصيبتنا بجهل المؤمنات

فتلك مصيبة يا أمُّ منها

«نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ»

تخذنا بعدك العادات ديناً

فأشقى المسلمون المسلمات

فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ

وصدّوهنَّ عن سبل الحياة

بحيث لزِمْن قعرَ البيت حتى

نزلنَ به بمنزلة الأدَاة

وعدّوهن اضعف من ذباب

بلا جنح وأهون من شذاة

وقالوا شرعة الاسلام تقضي

بتفضيل «الذين على اللواتي»

وقالوا إن معنى العلم شيء

تضيق به الصدور الغانيات

وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً

عن الفحشا من المتعلمات

لقد كذبوا على الاسلام كذباً

تزول الشمُّ منهُ مُزَلزَلات

اليس العلم في الاسلام فرضاً

على ابنائه وعلى البنات

وكانت أمنا في العلم بحراً

تحل لسائليها المشكلات

وعلمها النبيُّ اجلَّ علمٍ

فكانت من اجلّ العالمات

لذا قال ارجِعُوا أبداً إليها

بثلثيْ دينكم ذي البينات

وكان العلم تلقيناً فأمْسى

يحصل بانتياب المدرسات

وبالتقرير من كتب ضخام

وبالقلم الممَدِّ من الدواة

ألم نر في الحسان الغيد قبلاً

أوانسَ كاتبات شاعرات

وقد كانت نساء القوم قدماً

يرُحْنَ إلى الحروب مع الغزاة

يكنَّ لهم على الأعداء عونا

ويضمِدن الجروح الداميات

وكم منهن من أسِرَت وذاقت

عذاب الهُون في أسر العُداة

فما ذا اليوم ضرّ لو التفتنا

الى اسلافنا بعض التفات

فهم ساروا بنهج هُدى وسرنا

بمنهاج التفرق والشتات

نرى جهل الفتاة لها عفافاً

كأن الجهل حصن للفتاة

ونحتقر الحلائلَ لا لجرمٍ

فنؤذيهنَّ انواعَ الاذاة ِ

ونلزمهن قعر البيت قهرا

ونحسبهن فيه من الهَنات

لئن وأدوا البنات فقد قبرنا

جميع نسائنا قبل الممات

حجبناهن عن طَلب المعالي

فعشن بجهلهنَّ مهتلكات

ولو عَدمت طباع القوم لؤما

لما غدت النساء محجبات

وتهذيب الرجال أجل شرط

لجعل نسائهم مُتهذبات

وما ضر العفيفة كشفُ وجه

بدا بين الأعفّاء الأباة

فِدى لخلائق الأعراب نفسي

وإن وُصفوا لدينا بالجُفاة

فكم برزت بحيهم الغواني

حواسر غير ما متريبات

وكم خشف بمربعهم وظبي

يَمرُّ مع الجداية والمهاة

سموة المعالي 18-08-10 12:06 PM

وخرساء لم ينطق بحرف لسانها
( معروف الرصافي )
وخرساء لم ينطق بحرف لسانها

سوى صوت عِرق نابض بحشاها

حكت لهجة َ التمام لفظاً ولم تكن

لِتفصحَ إلا بالزمان لغاها

لها ضربان في الحشاقد حكت به

فؤاداً تغشاه الهوى وحكاها

جرت حركات الدهر في ضربانها

وبانت مواقيت الورى بعماها

على وجهها خُطت علائم تهتدي

بها الناس في أوقاتها لمناها

مشت بين آناتِ الزمان تقيسه

وما هو إلا مشيها وخُطاها

بها يتقاضى الناس ما يُوعدُونه

ويرشد ضُلال الزمان هُداها

غدت كأخي الإيمان تأكل في معي

وما أكلها إلا التواء مِعاها

تدور عليها عقرب دَورَ حائر

بتيهاء غُمّت في الظلام صواها

تُريك مكان الشمس في دورانها

إذا حجبت عنك الغيوم ضياها

فأعجب بها مصحوبة جاء صنعها

نتيجة أفكار الورى وحِجاها

بنتها النهي في الغابرين بسيطة

فتم على مر الزمان بِناها

تنادي بني الأيام في نقراتها

أن اسعوا بجِدّ بالغين مداها

ولا تهملوا الأوقات فهي بواتر

تقطع أوصالَ الحياة شباها



























وشامخ الانف ما ينفك مكتسياً
( معروف الرصافي )
وشامخ الانف ما ينفك مكتسياً

ثوب التكبر في بحبوحة النادي

قد لازم الصمتَ عيًّا في مجالسه

كأنما هو من نواب بغداد


























وظبي جاء يطلب جلنارا
( معروف الرصافي )
وظبي جاء يطلب جلنارا

يحاكي لون وجنته احمرارا

وقد ملك الخلائقَ ملك أسْر

وأوثقَ في قلوبهم الإسارا

بقد اخجل السمر اعتدالا

وطَرْفٍ أوجَل البيض اقتدارا

فقلت وما الكليم سوى فؤادي

وقد آنستْ في خديه نارا

فديتك كيف تطلب جلنارا

وفي خديكَ أبصِر جلنارا































وظلت لها أبكي بعين قريحة رمتْ مِسمعي ليلاً بأنه مؤلم
( معروف الرصافي )
وظلت لها أبكي بعين قريحة رمتْ مِسمعي ليلاً بأنه مؤلم

فألقت فؤادي بين أنياب ضيغم

وبانت توالي في الظلام أنينها

وبت لها مُرْمى بنهشة أرقم

فيهفو بقلبي صوتها مثلما هفت

بقلب فقير القوم رنة درهم

إذا بعثت ذي أنة عن توجع

إذا بعثت لي أنة عن توجع

تقطع في الليل الأنين كأنها

تقطع أحشائي بسيف مثلمِ

يهز نياط القلب بالحزن صوتها

إذا اهتزَّ في جوف الظلام المخيِّم

تردده والصمت في الليل سائد

بلحن ضئيل في الدجنة مبهمِ

كأن نجوم اليل عند ارتجافها

تصيخ إلى ذاك الأنين المجمجمِ

فما خفقان القلب إلا لأجلها

وما الشهب إلا أدمع النجم ترتمي

لق تركتني موجعه القلب ساهراً

آخا مدمع جارٍ ورأس مهوَّم

أرى فحمة الظلماء عند أنينها

فأعجب منها كيف لم تتضرم

فأصبحت ظمآن الجفون إلى الكرى

وإن كنت ريَّان الحشا من تألمي

وأصبح قلبي وهو كالشعر لم تدع

له شعراءُ القوم من متردِّم

وبيت بكت فيه الحياة نحوسة

ولاحت بوجه العابس المتجهم

به القت الإيامُ أثقال بؤسها

فهاجت به الأحزانُ فاغرة الفم

كأني أرى البنيان فيه مهدَّماً

وما هو بالخاوي ولا المتهدّم

ولكن زلزال الخطوب هوى به

إلى قعر مهواة الشقاء المجسم

دخلت به عند الصباح على التي

سقاني بكاها في الدُّجى كأس علقم

فألفيتُ وجهاً خدَّد الدمع خده

ومحمَّر جفن بالبكا متورِّم

وجسماً نحيفاً أنهكته همومه

فكادت تراه العينُ بعض توهم

لقد جثُمت فوق التراب وحولها

صغير لها يرنو بعيني ميتمَّ

تراه وماإن جاوز الخمس عمرُهُ

يدير لحاظ اليافع المتفهِّم

بكى حولها جوعاً فغذته بالبكا

وليس البكا إلا تِعلَّة مُعْدم

وأكبر ما يدعو القلوب إلى الأسى

بكاء يتيم جائع حول أيِّم

وقفت وقد شاهدت ذلك منهما

لمريم أبكي رحمة وابن مريم

وقفت لديها والأسى في عيونها

تكلني عنها ولم تتكلم

وساءلتها عنها وعنه فأجهشت

بكاء وقالت أيها الدمع ترجم

ولما تناهت في البكاء تضاحكت

من اليأس ضِحك الهازيء المتهكم

ولكن دموع العين أثناء ضحكها

هواطل مهما يسجم الضحكُ تسجم

فقد جمعت ثغراً من الضحكُ مُفعَماً

إلى محجر باك من الدمع مفعم

فتذري دموعاً كالجمان تناثرت

وتضحك عن مثل الجمان المنظم

فلما أر عيناً قبلها سال دمعها

بكاء وفيها نظرة المتبسم

فقلت وفي قلبي من الوجد رعشة

أمجنونة يا رب فارحم وسلم

ومذ عرضت للابن منها التفاتة

أشارت إليه بالمدامع أن قم

فقام إليها خائر الجسم فانثنت

عليه فضمته بكف ومعصم

وضلت له ترنو بغين تجوده

بفذ من المع الغزير وتوأم

فقال لها لما رآني واقفاً

أرّددُ فيه نظرة المتوسم

سلى ذا الفتى يا أمُّ أين مضى أبي

وهل هو يأتينا مساء بمطعم

فقالت له والعين تجري غروبها

وأنفاسها يقذفن شعلة مضرم

أبوك ترامت فيه سفرة راحل

إلى الموت لا يرجى له يوم مقدم

مشى أرمنياً في المعاهد فارتمت

به في مهاوي الموت ضربة مسلم

على حينَ ثارت للنوائب ثورة

أتت على حَزازات إلى الدين تنتمي

فقامت بها بين الديار مذابح

تخوض منها الأرمنيون بالدم

ولولاك لاخترت الحمام تخلصاً

بنفسيَ من أتعاب عيش مُذَمم

فأنت الذي اخرت أمك مريماً

عن الموت أن يودي بأمك مريم

أمريمُ مهلا بعضَ ما تذكرينه

فإنك ترمين الفؤاد بأسهم

أمريمُ إن الله لا شك ناقم

من القوم في قتل النفوس المحرّم

أمريم فيما تحكمين تبصري

فإن أنت أدركت الحقيقة فاحكمي

فليس بدين كلِّ ما يفعلونه

ولكنه جهل وسوء تفهم

لئن ملئوا الأرض الفضاءَ جرائماً

فهم أجرموا والدين ليس بمجرم

فما خفقان النجم إلا لأجلها

تمسوا بمطموس العلائم مبهم

وقد سلكوا تيهاء من أمر دينهم

فكم منجد في المخزيات ومتهم

ولما رأيت اللوم لؤماً تجاهها

سكتُّ فلم أنبس ولم أتبرّم

وأطرقت نحو الأرض أطلب عفوها

وما أنا للجاني ولا بالمتيم

وظلت لها أبكي بعين قريحة

جرت من أماقيها عصارة عندَم

بكيتُ وما أدري أأبكي تضجراً

من القوم أم أبكي لِشقوة مريم

سموة المعالي 18-08-10 12:07 PM

يا ساكناً وهو مشنوق على عمد
( معروف الرصافي )
يا ساكناً وهو مشنوق على عمد

لأنت أبلغ من نادى ومن خطبا

كم فيك يا ايها المصلوب من عبر

للناس حيَّرن من أمْلى ومن كتبا

اذ قمت تطلب شيئاً انت جاهله

طوْعاً لمن خان أو سمْعاً لمن كذبا

طالبت بالشرع حتى قد قتلت به

كذاك من جهل الشئ الذي طلبا

ولو اجبت الى ما انت طالبه

لاصبح الشرع يدعو الويل والحربا

يا ظالم الشعبِ مظلوماً بفعلته

عليك ام منك يبكي الشعب منتحبا

قد قمتَ للشر لا للشرع منتصبا

حتى علوت به في الجوّ منتصبا

فاشكر عُلوَّك إذ يعلو به وطن

قد كدت تورده من فعلك العطبا

يا مُفسدا قام تحت الدين مستترا

ليجعل الامر في البلدان مضطربا

انظر الى ذلك المصلوب متعضاً

فانما قتله في الشرع وجبا

وآية الله في التنمزيل قائلة

من كان يفسد في اوطانه صلبا




















يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك
( معروف الرصافي )
يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك

وزال عنك وعن آفاقك الحلك

أضحى بك القوم أحراراً قد اعتصموا

من النجاة بحبل ليس يَنبتك

ناد به القولُ عن أهليه مستمَع

والحق متبع، والأمر مشترك

ناد اذا نفرت عنا الامور به

إن لم يتمَّ له من شأوه الدرَك

يصطاد فيه شرودُ الحق عن كثب

كالماء يصطاد في ضحضاحه السمك

إن السحائب لم تظهر بوارقها

ما لم يكن للقوى فيهن معترك

وللتدابير حرب لا يخيب بها

قوم بمستنقع الآراء قد بَركوا

هذا هو المجلس الرحب الذي وسعت

احكامه الناس من عاشوا ومن هلكوا

هو السماء التي نعلو السماء بها

تبدو من العدل في آفاقها حُبك

دارت بها شمس عز الملك حيث لها

حرية العيش برج والنهي فلك

قد أصبح الأمر شورى بيننا فبه

على الرعية لا يستاثر الملك

واصبح الناس في قربى وان بعدت

اديانهم من بهم حقد ولا حسك

هذا الذي جاءنا الدين الحنيف به

وحياً من الله مبعوثاً به الملك

هذا به نهض الاسلام نهضته

من قبلُ إذ قام يستولي ويمتلك

يا قوم قد حان حين تسخرون به

ممن بكم سخِروا من قبلُ أو ضحكوا

مات الزمان الدي من قبل كان به

يحيا امرؤ لم يكن في السعي ينهمك

هلا نظرتم لما في الغرب من سَنَن

كل به سائر طَلقاً ومُنسلك

لم تلق للحق وجهاً فيه محتقرا

ولم تجد حُرمة للعلم تنتهك

في الغرب أصوات عل يبعثون بها

من في القبور فهل قي سمعكم سكك

فشمروا يا رجالَ الشرق عن هِمم

حجابها عند اهل الغرب منتهك

ولست أطلب منكم فعلَ ما فعلوا

ولا أحاول منكم ترك ما تركوا

بل فاذكروا اوليكم كيف قد سلفوا

ثم اسلكوا في المعالي أية سلكوا

واستخلصوا عسجد المجد الذي بلغوا

سبكا على قالب العلم الذي سبكوا

لاعذر للشرق عند الغرب بعدئذ

واستنجدوا العلم ان العلم شكته

في حومة العيش تبلى دونها السنكك

اما المدارس فلترفع قواعدها

حتى تقوم وطود الجهل مؤتفك

منابع العلم إن غاضت بمملكة

فاضت بسيل الدواهي حولها برك

من شاد مدرسة للعلم هد بها

سجنا لمن أفسدوا في الأرض أو فتكوا

وكم أَثارت رياح الجهل من سحب

تهطالهن دم في الارض منسفك

فالعلم والجهل كل البون بينهما

هذا الفسوق وذاك الفوز والنسك

ضد ان ما استويا يوما ولا اجتمعا

وهل ترى يتساوى النور والحلك

نادوا البدارَ البدارَ اليوم إنكم

يا قومُ ساهون حيث الأمر مرتبك

كم رددت كلمات الناصحين لكم

حتى لقد مل من مضغ لها الحَنك

يا قوم قد طلعت شمس الهدى وبها

للناس قد وضحت من رشدهم سكك

وانشد الشرق مسرورا يؤرخها

«حرية المُلك أهدى شمسها الفلك»

سموة المعالي 18-08-10 12:08 PM

يا عدل طال الانتظار فعجلِ
( معروف الرصافي )
يا عدل طال الانتظار فعجلِ

يا عدل ضاق الصبر عنك فاقبل

يا عدل ليس على سواك معوَّل

هلا عطفت عن الصريخ المعْول

كيف القرار على امور حكومة

حادث بهن‍َّ عن الصريخ المعول

في الملك تفعل من فظائع جورها

ما لم تقل، وتقول ما لم تفعل

ملأت قراطيس تباع وتشترى

فغدت تفَوَّض للغنيِّ الأجهل

تُعطى مؤجلة ً لمن يبتاعها

ومتى انقضى الأجل المسمى يُعزَل

فيروح يشري ثانياًوبما ارتشى

قد عاد من اهل الثراء الاجزل

فيظَلَّ في دار الخلافة راشيا

حتى يعود بمنصب كالاول

سوق تباع بها المراتب سميت

دار الخلافة عند من لم يعقل

أبت السياسة أن تدوم حكومة

خصت برأي مقدّسِ لم يسأل

مثل الحكومة تستبدُّ بحكمها

مثَل البناء على نقا متهيِّل

يا أمة ً رقدت فطال رُقادها

هبي وفي امر الملوك تأملي

أيكون ظل الله تارك حكمه الـ

ـمنصوص في آي الكتاب المنزل

أم هل يكون خليفة لرسوله

من حاد عن هَدي النبي المرسل

كم جاء من ملك دهاك بجوره

ولواك عن قصد السبيل الأفضل

يقضي هواه بما يسومك في الورى

خسفا وينقم منك ان لم تقبلي

ويروم صبرك وهو يسقيك الردى

ويريد شكرك وهو لم يتفضَّل

وقد استكنْت له وأنت مُهانة

حتى صَبِرت لفتكه المستأصل

بات السعيد وبت فيه شقية

تستخدمين لغية المسترسل

تلك الحماقة لا حماقة مثلها

حمقاً هو من صحيح تعقل

ان الحكومة وهي جمهورية

كشفت عماية قلب كل مضلل

سارت الى أوج العباد بسيرة

أبدت لهم حُمق الزمان الأول

فسموا الى أوج العلآء ونحن لم

نبرحْ نسوجُ إلى الحضيض الأسفل

حتى استقلوا كالكواكب فوقنا

تجلو الظلام بنورها المتهلل

وَعَلوا بحيث إذا شخصنا نحوهم

من تحتهم ضحكوا علينا من عِل

لبسوا ثياب فخارهم موشية ً

بالعز وهي من الطراز الأكمل

نالوا وصال منى النفوس وانها

حرية العيش الرغيد المُخضل

حتى أقيم مجسماً تمثالها

بين الشعوب على بناء هيكل

تمثال ناعمة الشمائل وجهها

تزداد نوراً منه عينُ المجتلى

أفبعد هذا يا سراة مواطني

نرضى ونقنع بالمعاش الأرذل

الغوث من هذا الجمود فإنه

تالله أهونُ منه صُمَّ الجندل

قد أبحرت شمُّ الجبال وأجبلت

لجج البحار ونحن لم نتبدل

ما ضركم لو تسمعون لناصحٍ

لم يأت من نسج الكلام بهلهل

حتّام نبقي لُعبة لحكومة

دامت تجرّعنا نقيع الحنظل

تنحوا بنا طرق البوار تحيُّفا

وتسومنا سوءَ العذاب الأهول

هذا ونحن مُجَدَّلون تجاهها

كالفار مرتعدا تجاه الخيطل

ما بالنا منها نخاف القتال ان

قمنا اما سنموت ان لم نقتل؟

يا عاذلاً فيما نفثت من الرُّقى

وعزمت فيه على الصريع المهمل

انظر لصرعة من رقيب وطولها

فإذا نظرت فعند ذلك فاعذُل


























يَلقى النزيلَ بوجه قد من حجر
( معروف الرصافي )
يَلقى النزيلَ بوجه قد من حجر

لولا العبوسة ُ لم يُفرَق من الوَثن

أفيك يا غمر يلقى الشعر مأمله

يا خيبة الشعر بل يا ضيعة اللسن

مالي أراك على الكرسي منتفخاً

إن كان فيك احتباس الريح فاحتقن

سموة المعالي 18-08-10 12:10 PM

وبث ^_^
خلصو الي عندي
ان شاء الله يعجبووك خيوو

واي شي بدك ياه خبرني ok


اختكـ : سموة المعالي

تقبل مني جزيل الشكر ...~

بوح قلم 18-08-10 07:23 PM

سموه المعالي

الف شكر ختيه

ما قصرتي


الساعة الآن 06:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية