تجرأت تريسيا على رفع نظرها نحو راؤول لاول مرة خلال تناول العشاء . تفاجات كثيرا من تبدل ملامحة الساخرة التى حل مكانها حنان كبير نحو شقيقته الصغيرة . اكتشفت تريسيا ان هذا الرجل لا يحتفظ بالتعجرف والسخرية الا لها ، لتريسيا ماكسول الصحفية 0 واكتشفت فيه كنوزا من الحب بامكانه ان يمنحها لاولئك الذين بحاجة له . لشقيقته التى لا تزال متاثرة بعملية خطفها الماساوية . ولاخيه الاصغر الذى كان بدون شك غيورا قليلا منه ، لكنه معجب به كثيرا . ذات يوم سيمنح حبه ايضا لزوجته واولاده0 راؤول بالتاكيد يعلم هدف دخولها متنكرة كعارضة ازياء . صمته يشرح الرغبة فى عدم اثارة فضيحة امام غارى وبولى . كانه يريد ان يسوى المسالة بينه وبين تريسيا فقط . فكرة مواجهتها له الحتمية جعلتها ترتعش 0 تاملته وهو يتحدث مع شقيقته ، هذا الرجل تنبعث منه قوة كبيرة . تحت نور الكهرباء ، تبدو مقلتاه اكثر زرقة ، كا ابتسامة كانت تحفر خطوطا جذابة حول شفتيه . رغما عنها ، ظلت نظراتها معلقة بذلك الفم المبتسم الساحر ، كم من امرأة قبلت هاتان الشفتان ؟ منتدى ليلاس فاجاها راؤول وهى تنظر اليه حالمة ، انتفضت رغما عنها وخانتها انفعالاتها . اخفضت نظرها وتركت لرفاقها مهمة استئناف الحديث . لكن وجود راؤول كان يربكها حتى وهى تحاول التهرب من نظراته 0 -اوه ، بطاطا ايضا ! لا يمكننى ان اكل البطاطا دون ان افكر باختطافى .... قالت بولى بألم عندما احضر الخادم بقية الطعام 0 -عزيزتى . قاطعها راؤول بهدوء 0 -الم تشاهدى البرنامج التليفزيونى مساء امس حول السيراميك 0 -نعم . اجابته مولى وكانت تدرك انه يحاول تغيير الموضوع 0 بينما انطلقت بولى فى الحديث عن الديكور ، فكرت تريسيا باعجاب بشخصية راؤول الذى استطاع بكل سهولة ان يمنع شقيقته من الكلام حول عملية اختطافها 0 وبدون شك سيسهر على ذلك طوال هذين اليومين كى لا يترك لها مجالا بتسريب معلومات الى الصحافة 0 ازداد تريسيا تصميما على الرحيل ، سترحا صباح غد وستجد عذرا يرضى غارى وبولى وراؤول ايضا 0 -اتحبين القيام بنزهة حول المنزل . اقترح غارى عليها بعد العشاء 0 |
-بل افضل ان انام باكرا 0 -لكننا لم نمضى معا دقيقة واحدة منذ وصولنا ! اجابها الشاب بخيبة 0 التفتت الفتاة وحدها الى راؤول ، فرات فى نظراته تهديد مخيف ..... -لا يريدنى ان اخرج مع غارى . فكرت الفتاة التى لم تكن لترضى عن هذا التحذير الصامت 0 -لا اخاف منك ، راؤول فاران ، انا حرة فى التصرف واذا رغبت بالخروج مع غارى ، فانت لن تمنعنى ! لكنها لم تكن ترغب فى الخروج مع غارى والتنزة تحت ضوء القمر ، مع راؤول ، بالمقابل ..... لا ، لا كان راؤول لا يزال يحدق بها ، وقد فهمها كما فهمها منذ قليل وهى تحاول ان تتخيل قبلاته ، اهو شيطان ليفهم افكارها بهذه السهولة 0 الطرقات الخفيفة على بابها بعد قليل لم تفاجاها ابدا ، كانت لا تزال ترتدى ملابسها وتنتظر زيارة راؤول بامكان الوضع ان يسوى بقليل من الكلمات ، المهم ان لا تستلم لسحره ، وهذا مايبدو لها صعبا 0 دخل راؤول واغلق الباب وراءه بهدوء ، فحبست الفتاة انفاسها ، كان يبدو اطول واقوى واكثر خطرا .... لكنه اكثر جاذبيه 0 -اعتقد انك تريد الكلام معى ! -ايمكننى ان ارغب بشئ اخر ، برايك ؟ اجابها بجفاء 0 -حسنا ، لنتكلم . اجابته بعصبية . اتهمنى ، اطردنى .... لست بمزاج يسمح لى بتحمل سخريتك 0 منتدى ليلاس -اعتقد ان وضعك لا يسمح لك بفرض الشروط 0 كان يبدو وكانه يجد لذة بالسخرية منها ، لكنه سرعان ما عاد لوقاره قال : حسنا ، فلندخل فى صلب الموضوع مباشرة ، كلانا يعرف جيدا سبب وجودك هنا 0 -هل انت .... غاضب جدا ؟ سالته رغما عنها ، ودون ان تعرف سبب اهتمامها برايه0 -غاضب ! -انت لا تحب الصحفيين ، اعلم ذلك 0 -تجاربى معهم كانت كافية ، لكنى اعترف باننى تفاجات برؤيتك مستعدة للقيام بمثل هذه التمثيلية 0 -لم اكن اريد القبول بهذه المهمة 0 -هيا ، كفاك خداعا 0 -انها الحقيقة 0 -لا تكذبى ، انا متاكد انك ايضا حضرت نفس الحفلة وانت تعلمين بوجود غارى ، وانك سكبت الشمبانيا قصدا على ملابسه 0 -بماذا تريدنى ان اجيبك ؟ سالته بلهجة ملؤها الكره لهذا الرجل العديم الرحمة 0 -لا اعتقد انك قادرة على الاجابة باى شئ . ثم تقدم نحوها ، فتراجعت الى ان وجدت نفسها امام الحائط ، وبدت لها الغرفة الواسعة قد اصبحت ضيقة خانقة فجاة : كنت تعتقدين ان خدعتك الصغيرة هذه ستنجح ؟ ***** |
( 5 ) رفضت الكلمات ان تخرج من فمها ، كان الجو قد اصبح خانقا تهزه موجات من الغضب والكره ، ولكن ايضا وبشكل غريب ، موجات اخرى اكثر ارباكا وكأن راؤول وتريسيا يتكلمان لغة ، وجسداهما ينطقان لغة اخرى 0 -اذا ؟ الح راؤول . كنت تعتمدين على غيابى خلال عطلة الاسبوع ؟ -نعم ، مديرى كارل سامسون اكد لى انك لن تكون هنا .... كما اننى .... -لم تكونى تعلمين من انا ، لقد افترقنا فى المرة الاولى دون ان نتبادل اسماءنا 0 -كنا سنفعل لو لم تغضب عندما علمت باننى صحفية 0 -نعم ، انت لم تكونى تفكرين سوى بكتابة مقال عن حادثة ذلك الصبى ، ولكن اليوم ذهبت بعيدا جدا من اجل الحصول على اعترافات بولى . ثم نظر اليها باحتقار واضاف . الست خجولة من نفسك ؟ -ساشرح لك .... -لا ، لا اريد . قاطعها بحدة 0 -ولكن .... لو تعلم .... قال له برغبة قوية فى تحسين صورتها فى نظره 0 -اعلم تظاهرت انك عارضة ازياء ، ودبرت حفلة السيدة لافون لتلتقى بغارى ، الجميع يعلم ضعفه امام الجميلات ..... -راؤول ....... -كل صحفى المدينة حاولوا الحصول على اذن لمقابلة بولى ، لكنهم فشلوا ، ولكن انت ، لم تستسلمى كما فعلوا 0 -اذا قلت لك اننى لست من وضع كل هذا المخطط لن تصدقنى ، اليس كذلك ؟ -ولن اصدقك ابدا 0 -راؤول ، انا تصرفت تحت ضغط ، اجبرنى مديرى على قبول هذه المهمة 0 -الم يكن بامكانك ان ترفضى ؟ -حاولت ، ولكنى .... بحاجة للمال ، الا تصدقنى ؟ -لا . اجابها باحتقار 0 -اذا احكم على كما تشاء ، ماذا يهم ! على اى حال ، لن اكتب هذا المقال 0 -انت تدهشيننى . اجابها بسخرية 0 -حسنا ، سترى ، سارحل فى صباح غد بعد ان اكلم غارى 0 -لن ترحلى غدا 0 |
-ماذا ؟ سالته بدهشة . لا يمكننى البقاء بعد الان ، انت غاضب منى 0 -غاضب منك ! وضحك بسخرية . انا اسف لان غارى التقى بك ، لكنه فعل ، وانت هنا ، الان ، لا يمكننا نعيد الزمن الى الوراء 0 -من تريد ان تحمى ؟ غارى ؟ -لا ، بل بولى ، لقد مرت بتجربة صعبة ، يجب ان تستعيد توازنها 0 -بالتاكيد 0 -انها لم تعد الى طبيعتها بعد ، بل على العكس ، اصبحت منطوية جدا على نفسها 0 -لكنها لم تبد لى كذلك 0 -بالفعل ، كانت تشع بالحيوية اليوم ، ربما كانت تفتقد لرفيقة مثلك ! لم ارها بهذا المرح منذ مدة طويلة 0 -اعتقد انك لا تريد ان تسبب لها اى ازعاج ، اطمئن ، سارحل بكل هدوء 0 ساد الصمت الثقيل ، واجتاحت الغرفة تيارات كهربائية بينهما 0 -سا .... ساجد عذرا . قالت لتقطع الصمت 0 نظر اليها بطريقة غريبة وكان يقف قريبا منها تاخرت نظراته عند شفتيها ، فاخذت الفتاة ترتعش رغما عنها 0 -الاعذار والاكاذيب هما من اختصاصك ، اليس كذلك ؟ انهما اساس مهنتك 0 -اوه ، ارجوك 0 منتدى ليلاس -ربما لن ترحلى ابدا من هنا ، انسة ماكسويل 0 -لا يمكن ان تقرر عنى راؤول فاران ! -بلى . اجابها بنفس الهدوء 0 -باى حق ؟ سكتت فجاة وهى ترتجف هذا الرجل يملك كل الحقوق ، يجب ان تقاومه وتحمى نفسها منه .... -انت منتحتنى الحق عندما تسللت الى منزلى بطريق الخداع ، لا ضرورة للنقاش ، بولى معجبة بك كثيرا ، قد تنجحين فى التاثير ايجابا على نفسيتها 0 -ولكن الا ترغب اذا بان تمنعها بكل الوسائل من ان تفتح لى قلبها ؟ -اوه بالتاكيد ، مجرد التفكير بقراءة قصتها على صفحات الجرائد تجعلنى اجن عضبا ! انا قلق عليها ، خلال الايام التى تلت اطلاق سراحها ، لم تتكلم عن شئ ، اذا كان وجودك يساعها على تخطئ مشاكلها ، فانا مستعد للمجازفة 0 -تقصد انك تريدنى ان اكون وصيفة لها ؟ |
-لم اتخذ قرارى النهائى بعد 0 فكرت تريسيا بقلق انه لا يهتم ابدا لامرها شخصيا ، كل ما يريده هو ان يستخدمها ويستغلها 0 -سارحل غدا . اجابته بتحد . شئت ام ابيت 0 -اتعتقدين ذلك ؟ وضحك ضحكة وترت اعصابها 0 -لن تستطيع منعى 0 -ولكن بلى ، وانت تعرفين ذلك جيدا 0 ما ان تقدم نحوها ، حتى عرفت انه سيقبلها 0 بدا لها ايضا اكثر جنونا الاعتراف بانها ترغب بذلك ، ولكن مهما كلف الامر ، يجب ان تخفى ضعفها عنه 0 -لا ! وحاولت دفعه ومقاومته عندما ضمها اليه 0 -اوه نعم ! داعبت انفاسه وجهها بينما اطبق ذراعيه حولها ، عندما اخفض راسه ، ادارت وجهها ، فقبل عنقها واحرق حنجرتها ، ظلت تريسيا جامدة لكن قلبها يدق بجنون وفكرها يشهد فوضى كبيرة ، عندما لامست شفتاه شفتيها ، لم تكن قادرة على التهرب0 قبلها تقريبا بعنف وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر مثلها ، بفضل بقية من وضوحها الفكرى ، احتفظت بشفتيها مقفلتين ، فاخذ يداعب كتفيها حتى وصلت يداه الى خصرها وضمها اليه اكثر ، عندئذ لم تعد تفكر برفض ما كانت تقاومه ، تنهدت واستسلمت لشفتيه الحارتين 0 منتدى ليلاس -هكذا افضل . تمتم امام شفتيها وعاد ليقبلها بحرارة مضاعفة 0 على وشك فقدان الوعى ، عقدت تريسيا يديها حول خصره لكنه ابعدها عنه فجاة 0 -الى اللقاء غدا . قال بجفاف لم تصدقه 0 كانت تعتقد فى غمره عواطفها انه يشاركها احساسها الذى يلتهمها 0 -انا اكرهك . صرخت بينما كان يتجه نحو الباب 0 -هذا ليس صحيحا . اجابها بهدوء 0 -كيف سيتصرف غارى ؟ -لن يعلم شيئا ، لن تقولى له شيئا ... ساعلمك بقرارى صباح غد 0 |
الساعة الآن 04:50 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية