منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t141252.html)

اماريج 16-05-10 11:05 PM

67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 

سلاااااااااااااااااااام
:flowers2::flowers2::flowers2:
اليوم راح انزلكم رواية من
رويات احلام
بتمنى انو تنال رضاكم ياحلوين
:f63:
للامانة الرواية منقولة

اسم الرواية :انت قدري
الكاتبة:ليندسي ارمسترونغ

:flowers2::liilase:
:flowers2:
قراءة ممتعة للجميع


اماريج 16-05-10 11:11 PM

انت قدري
الملخص
************
كانت ترايسي زهره في ربيع العمر ولم يكن ذنبها انها تقع دائما في المشاكل خصوصا عندما يتعلق الامر بكريس غاليهار.
ولكن كريس قررانه تحمل منها ما يكفي وان الحل الوحيد لمشاكلها هو الزواج بها
علمت ترايسي ان هذا الزواج لن يكون فراشا من ورورد,
فقلب كريس يعيش في خريف دائم منذ ان اضاع حبه السابق
منتديات ليلاس
اما قلبها فما زال عطشا لاولي قطرات الحب ولكنها لم تجد طريقه اخري للحياه سوي مع حبه.
ثم ذاقت طعم العذاب في ان تحب ولا تحب, فهل ينتهي دورها عندما تعود حبيبته السابقه ؟ اليس الحب هو التضحيه من اجل من نحب
***********************

اماريج 16-05-10 11:29 PM

1-غريبان في المصعد

نظرت ترايسي تشسترثون الي الاعلي بارتباك تاركه اصبعها علي الزر المكتوب عليه الرقم سبعه ؛ ولكن كما حدث مرات عده في المره الاخيره
اضئ الرقم سبعه علي اللوحه فوق الباب,وتوقف المصعد بنعومه ثم عاد ينزل
من جديد بدون ان تنفتح الابواب, والاسوأ من هذا انه تصرف التصرف ذاته في الطابق الثاني .. توقف المصعد ثم وقبل ان تنفنح الابواب عاد يرتفع حتي توقف في الطابق السابع مجددا.. ولكن الابواب هذه المره انفتحت وفيما كانت ترايسي علي وشك الخروج منه ممتنه دخل رجل طويل بسرعه وكاد يوقعها.
شهقت عندما عادت الابواب تنغلق علي ذاتها
-اوه.. لا !
شهقت عندما عادت الابواب تنغلق علي ذاتها:
اوه... لا! انظر.. انظر الان ماذا فعلت
كانت تصيح وقد ابيض وجهها ذعراخاصة وهي تري تنورتها عالقه بين الابواب الموصده.

رد الرجل :
-ماذا فعلت انا؟ آه؛ فستانك... مهلك لحظه, لاداعي.
ثم توقف عندما شدت ترايسي تنورة فستانها بعنف فانسلت من بين الابواب مرفقه بصوت تمزق حاد.
قال بلطف وهو ينظر الي التنوره الممزقه من الخصر حتي الاطراف.
ولم يكن السبب الا تصرف ترايسي المذعور.
-لم تكوني بحاجه لهذا
-بلي . فانت لاتفهم.. ان هذا المصعد يصعد وينزل كما يحلو له سنري انه سينزل من جديد, لو ظل ثوبي عالقا بالابواب ..... لكنت ,اصابني اي شئ.
منتديات ليلاس
كانت قانعه بما جري لفستانها ولكن لم يلبث ان اشتد شحوبهاوخرت علي ركبتيها, فقد شعرت بالمصعد ينحدر بقوه قبل ان يتوقف فجأه . ابتلعت ريقها بصعوبه ورفعت يدها الي فمها تتمتم:
-احس بالغيثان


اماريج 16-05-10 11:31 PM

قال لها مرافقها بشئ من التسليه , وهو يركع الي جوارها:
-لو كنت مكانك لحاولت الا افكر في الامر.

رفعت بصرها الي العينين السودواين الناعستين المظللتين بشعر اسود موشي بالرمادي والي الوجه الاسمر. وسالت مرتجفه:
-اين نحن الان ؟ في اي طابق؟
رفع راسه ينظر الي اللوحه الموجوده فوق الباب:
اننا بين الثالث والرابع؛ فالرقمان كلاهما مضاءان ويبدو اننا عالقان..

صاحت ترايسي متاثره:
اكره المصاعد . وطالما كرهتها .. كنت احس دائما انني ساعلق في مصعد يوما...
رفع الرجل حاجبيه بحيره ولكنه قال بلطف:
-لو ينظر المرء الي الاحصائيات لوجد ان ركوب المصعد آمن من معظم وسائل النقل
قالت بحماس وهي تلتفت اليه:
ربما انت علي حق. ولكنني اخشاه هو مع العلم انني مستعده لركوب الطائره او لاعتلاء صهوة جواد دون اقل وجل في مطلق الاوقات
ثم انني لا اري كيف لك ان تفكر في الاحصائيات ونحن في موقف كهذا, فمن الممكن ان ننتهي كرقم في احصائيه, فلربما انقطعت الكابلات ولعل هذا هوسبب تصرفه الغريب.. كما من الممكن ان ينزلق بنا المصعد الي القعر فنتحطم.

قال بهدوء:
هاي صدقيني.. هذا غير معقول... فلا تخافي
كان يجلس ارضا وجذبها الي حجره كطفل صغير لكنها قاطعته
- نعم انا خائفه . الا تري لقد علقت هنا منذ فترع طويله, و
قاطعها بحزم:
لن نقع اونتحطم . المشكله لا تتعدي عطلا في الكهرباء وسرعان ما يعرف احد بهذا لانني ضغطت جهاز الانذار.. ماذا قلت اسمك
- ترايسي.. علي الاقل انا لم.
منتديات ليلاس
- ترايسي ... يعجبني الاسم فله وقع رائع وقوي
نظرت اليه بحراره:
ليتك تعرف كم من الغضب يثيره فيك مناداة الناس لك بترايسي باربره.....
صمتت فجاه ؛ وهي تشعر به يمرر يده علي شعرها كما كان يفعل والدها... ثم عضت شفتيها وقالت بصوت منخفض:
- اسفه .... الاابدو سخيفه؟ المساله كل المساله انني خائفه
- اعرف ؛ ولكن لخوفك مبررا ؛ فانت تخشين المصاعد ولست الوحيده التي تعاني من هذا


اماريج 16-05-10 11:33 PM

ردت دهشه:
- اعتقد ان السبب الخوف من الاحتجاز! اليس الامر غريبا؟
استرحت في افكارها قليلا وفكرت في الامر فتحول مسار تفكيرها عن هذه الافكار ؛ وجدت نفسها تشعر بالامان والراحه وهي في حضن رجل تلتف ذراعاه حولها..
انتفضت مذعوره وكان يمكن ان تنزل عن ركبتيه لو سمح لها بذلك ,التوي فمه وهويلاحظ تورد وجهها وعمت عينيه الناعستين البسمه.

تمتم: ما الخطب الان؟
عرفت انه يعرف تمتما " ما الخطب" كما عرفت انه يستطيع قراءة افكارها وكانها مكتوبه علي وجهها؛ همت بالكلام ولكنها عادت فامتنعت عن ذلك
-كم عمرك ... ترايسي؟
ردت بسخط:
_ ثمانية عشر عاما. ولماذا تريد معرفة عمري؟.

-لابين لك انني بعمر يصلح لاكون اباك
-هذا .. لايعني...... شئ
-حسنا بل يعني . ولكن لا تظني انني كبير جدا كما اعتقد انك قدرت,علي اي حال, هذا لايعني ان المرء حين يبلغ عمري؛ يكون قد تعلم شئيا من السيطره علي النفس... اذن ؛ ان كنت تخشين من ان اتحرش بك؛ فانس خشيتك هذه استرخي يا طفلتي....
وعبث بشعرها ملاطفا فاستكانت .. ولكنها سرعان ما شعرت به يعيدها الي الثانية عشرة من عمرها فتوترت... نظرت الي فستانها ثم طفقت تمرر اصبعها علي الشق الممزق ولم تلبث ان تنهدت بلا وعي
فسالها:
- لماذا هذه التنهيده ترايسي؟ اعدك باننا سنخرج من هنا
امسكت بيده عندما تحرك المصعد:
- اوه ليس الامر هكذا . كنت افكر في فستاني الذي احبه كثيرا... انه افضل فساتيني
كانت تتكلم بسرعه لتبعد تفكيرها عما يفعله المصعد. فقد توقف مجددا وبقيت الابواب موصده ...واكملت:
ارتديته... حسنا ...... لاؤثر في الشخص الذي كنت في طريقي الي مقابلته. وها انا مضطره للعوده الي المنزل ... لاستجمع شجاعتي مجددا.

انهت حديثها متنهده فقال:
لم لاتشرحين لي ما حدث؟
فكرت قليلا... ثم :
_انا متردده بعض الشئ... لا... سيظن انني خرقاء...اعني لسوء حظي غالبا ما ازج نفسي في كافة انواع المتاعب... فان رأني اصل اليه علي هذا ا
لحال ممزقة الثوب ... بشعه المظهر لا

سألها رفيقها وشفتاه ترتجفان تسليه:
- اهي زيارة عمل.. تلك التي كنت تنوين القيام بها؟
- ليس بالضبط... انها امر شخصي ايضا.. المشكله انه رجل مشغول جدا اعني انني اتصلت عدة مرات ولكنهم رفضوا حتي تمرير المخابره له........ ولا اظنهم كانوا قادرين علي هذا...ولكن... علي اي حال كان فعلهم ذاك السبب في قراري القاضي بان امسك الثورمن قرنيه اليوم....

-امر احيانا بظروف كهذه فاتمني لو اني لم اغادر فراشي
-صحيح
ضحك:
_ الايصيب هذا الناس جميعا؟ اما بشان فستانك فهل يمكن اصلاحه؟ لست خبيرابذلك
امسكت يده بقوه
فقال ببطء:
_اظن انهم علي وشك انقاذنا
نظرت ترايسي فراته يمعن النظر فيها بفضول
-ما الامر ؟
رد مقطبا:" لا ادري"

حرر يده من بين يديها بلطف ومد يده الي جيبه ليخرج ورقتين من فئة الخمسين دولار
- اعتبريني اداة للعنايه الالهيه ترايسي
ودس المال في يدها
حدقت ترايس الي المال ثم اليه والصدمه باديه في عينيها
- لااستطيع !لم اكن اعني... هل ظننت... اوه يا الله.... لاتضرج وجهها حرجا ولكنه قاطعها بحزم:
-بلي ... اترين .. اكره ان افكر فيك فاتصورك بدون فستان جميل خاصة وانه سيمنحك الثقه بالنفس عندما تجرين المقابله الغامضه
انفتحت ابواب المصعد ولكن الرجل لم يلاحظها .. ثم اطلت من عينيه نظره خبيثه شيطانيه قبل ان يقبل راسها بلطف وتابع:
- اكره ان اعترف بما ساقوله الان.... فانا اشك في ان رجلا ما في هذا الكون قادر علي ان يشعر تجاهك بالابوه فانت اجمل بكثير من هذا

تطلعت ترايس اليه مصدومه مقطوعة الانفاس.. ثم ادارت راسها فرات انه ليس الميكانيكي وحده ينظر اليهما بل جماعه مؤلفه من حوالي عشرة اشخاص يتطلعون الي المصعد وتعابيرهم مختلفه منها الدهشه ومنها الذهول فهمست تحاول اعادة المال اليه

-اوه
ولكنه لم يقبل المال ؛ بلا رفعها عن الارض يربت علي راسها من جديد ثم اختفي متمتما:
اسف لانني اسرع في تركك هكذا ولكنني تاخرت
-ولكن... لااستطيع قبول هذا

رفعت يدها بالمال ولكنه في هذا الوقت بالذات اختفي رفيقها السابق خلف باب الردهة.. ثم تركز اهتمامها علي المراقبين المهتمين بما يرونه اهتماما كبيرا.
ونظرت الي تنورتها الممزقع ومنها الي الوجوه ثانيه فرات بعض الغمزات والابتسامات العارفه فقالت بصوت متحشرج:
- ليس الامر كما تظنون ... انها... اوه يا الهي

وهرعت هي ايضا عبر الردهه نحو الباب
تفكر في الصياح: اتركوني اخرج من هنا فقط.. كيف استطاع ان يفعل بي هذا
*****
بعد ساعه علي هذه الحادثه عادت ترايسي الي بيت السيد نيوتن وراحت تقص ما حدث علي السيده نيوتن ا لتي اصغت بدهشه . وكان السيدنيوتن صديق والد ترايسي وهذا ما جعله يدعو ترايسي للاقامه عندهم
قالت السيده نيوتن بعد ان انهت ترايسي كلامها:
-حسنا... لا اري اين المشكله فلله امور غامضه في تنفيذ مشيئته ترايسي
- اعرف هذا

- اذن ما المشكله؟ يمكنك تسديد المبلغ علي دفعات حين تحصلين علي عمل
- ولكنني لا اعرف اسمه!
- الم تفكري في ان تساليه؟
-لا
منتديات ليلاس
تفرست السيده نيوتن فيها لحظات قبل القول:
-يا عزيزتي... اري من خلال ما ذكرته انه تصرف تصرف السيد المهذب
ردت ترايسي ببطء تفكر في العينين السوداوين الناعستين
- اجل.. نعم كان مهذبا. ولكن بعد ترك المئه دولار في يدي احسست بان الامر غريب حقا
دخل السيد نيوتن ليسالها:
-وما هو الغريب ؟ منزلك ترايس؟ هل ذهبت لرؤيته؟


اماريج 16-05-10 11:40 PM

- لا...بل علقت في المصعد.. ومزقت افضل فساتيني؛ وقابلت رجلا اعطاني المال لاشتري فستانا جديدا ولمعلوماتك لم يسبق ان شعرت قط بمثل هذا الاذلال.. لقد قبلني امام الجميع فظن الجمع المحتشد امام الباب اننا كنا نتبادل الغرام في المصعد

تبادل السيد نيوتن وزوجته النظرات قبل ان تباشر السيده نيوتن بالقول:
ترايسي... عزيزتي لا تكدري نفسك من اجل قبله عابره. وربما فقط شعر بان في هذا الموقف ما هو فكاهي. علي الاقل لم يقبلك اعني كان يمكن ان يكون الامر اسوا من ذلك لولا وجود احد معك بطريقه ما
اما المال فبامكانك التبرع به للكنيسه,
وسنكون انا وثيو سعدين قي مساعدتك علي شراء فستان جديد..... اليس كذلك ثيو؟

هز السيد نيوتن راسه بحماس ونظرة ارتباك شبه مضحكه علي وجهه
فرفعت ترايسي راسها والدموع ترقرق في عينيها فجاة
- لاشكرا لكما ... انتما في غايه اللطف انما انا حاجه الي هذا المال حاجه الكنيسه اليه ولهذا ساستخدمه

ابتسمت من بين دموعها ووقفت:
-علي فكره ...انا من سيطبخ العشاء الليله
احتجت السيده نيوتن :
_ عزيزتي انت ضيفه.
لكن السيد نيوتن وضع يده علي يد زوجنه:
-افعلي ما شئت ترايسي .. فطالما وجدت هذا مساعدا
قاطعته زوجته بحنق:
ولكنك لم تطه عشاء قط ثيو

ابتسم ثيودور نيوتن لزوجته الساخطه:
- هذا لانك لم تطلقي يدي يوما في مطبخك, وكنت اعني ان العمل يساعد المرء علي احزانه... اسمعي قبل ان اموت فضولا,ارجو ان تخبريني ماذا حصل بعد ظهر اليوم

ردت الزوجه ضاحكه:
- اوه عزيزي ساحاول لكنني مشوشه الافكار قليلا
*****

نظرت ترايسي الي نفسها في مرآة غرفه القياس الصغيره تقول لنفسها: هكذا افضل
استدارت جانبا تتامل باعجاب انسدال الثوب الوردي علي قدها الرشيق كما لاحظت ان لونه يضفي رونقا علي نشرتها الحريريه الشاحبه
وعلي عينيها الرماديتين وعلي الشعر الاسود البراق كما القماش رقيقا ناعما حتي يكاد يشبه الحرير كما موضته تعود الي اخر صيحه في عالم الاناقه الهادئه كان القسم العلوي متينا له ياقه تشبه ربطة العنق ,اما اكمامه فتبلغ المرافق تضيق عنده في رباط ضيق اما التنوره فكانت ضيقه محتشمه ....
تمتمت لنفسها:
انه آ نق من الاخر.. وربما سيصبح عزيزا اكثر

نظرت الي السعر المدون علي البطاقه المعلقه فيه. حسنا انه فستان استطيع ارتداءه في اي مكان ؛ وان كنت محظوظه استطعت شراء حذاء يناسبه ثم حين ينظر المرء الي ما حوله يجد ان التسعه والتسعين دولارا لاتشتري له شيئا هذه الايام خاصة هنا في سيرفرز باراديز ومن المهم ان تعطي الانطباع الجيد من المقابله الاولي
ضحكت علي التعبير الذي ظهر علي وجهها في المرآه وقالت لصورتها:
- اعترفي ... ترايسي ما دام في جيبك مئة دولار فلن تستطيعي مقاومه هذا الفستان
تغيرت ملامح وجهها ثم راحت تفكر بحبها القديم للملابس الجميله ذاك الحب الذي لم تستطيع قط تحقيقه.
وربما يجب ان اضبط نفسي. الم يقل لي ابي دائما يجب الا تحكمي علي الانسان من خلال ثيابه؟
ثم لقد كان دائما صاحب حضور وما من احد نظر اليه مرتين الي ما يرتدي .. ولكن اذا كان الامر يتعلق با ستثمار لمستقبلي
مررت اناملها علي طرف ربطه العنق ووجدت افكارها تتجه فجاه في اتجاه مختلف في اتجاه تينك العينين السوداوين وتساءلت عما اذاحصل في اليوم السابق .... ثم اومض في عينيها السخط الذي شعرت به بعدما ترك المئه دولار في يدها وفي اليد الاخري فستانها الممزق
- ساشتري الفستان....

خلعته بحذر ثم مدت يدها الي تنورتها وبلوزتها ولكنها قفزت هلعا عند دخول الباعه الي الغرفه الصغيره:
-ما بك عزيزتي ....... الم يعجبك ؟
استعادت ترايس شجاعتها :
-بل اعجبني وساشتريه
- هذا ما ظننته انه يناسب شبابك ولكنه في الوقت ذاته انيق يتناغم تناغنا تاما مع جسدك النحيل وثناياه الرائعه
توقفت ترايس عن تزرير بلوزتها
- اتظنين هذا حقا؟
منتديات ليلاس
ضحكت البائعه وامسكت بمعصم ترايسي ترفعه:
- بل اعرف هذا ..........اراه في كاحليك ومعصميك وفي هاتين الساقين الرائعتين . اه استطيع معرفه مقايس الجمال ولوعلي بعد اميال ... اتشترينه لمناسبه خاصه

- بل آمل ان يكون لمناسبات خاصه عديده
*****
وقفت ترايسي بعد ظهر ذلك اليوم في الردهة التي كانت الشاهده علي اذلالها في اليوم السابق؛ تفكر :لن اسمح لنفسي الان ان اكون جبانه ولكنني اتمني على الله الا يتعرف علي احد... وساستخدم المصعد وصولا الي الطابق السابع.


غرشوه 17-05-10 06:07 AM

بدايه حلوه ومشوقه ننتظر التكمله‏‏
لاخلا ولاعدم

اماريج 17-05-10 05:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرشوه (المشاركة 2309871)
بدايه حلوه ومشوقه ننتظر التكمله‏‏
لاخلا ولاعدم

غرشوه الاحلى ياحبيبتي
هو مرورك العطر نورتي الروايةياعسل
تحيااااتي


اماريج 17-05-10 05:37 PM

اطلقت دعاء قصيرا ثم دلفت الي المصعد
لم تستطع منع نفسها من الارتجاف ولكن المصعد تحرك بطريقه طبيعيه وتوقف في الطابق السابع ..فخرجت الي الردهة وراحت تنظر الي اين تتجه ووجدت بغيتها علي شكل لوحه مدهونه علي احد الابواب تقول ببساطه:
(غريسبن كاليهار - تجاره ماشيه واملاك) سحبت نفسا عميقا ثم ولجت الباب
-هل لي بمساعدتك؟

سالتها موظفة استقبال بدهشه تطلعت ترايسي الي الغرفه الجميله الانيقه ثم الي الموظفه الجميله
-اريد رؤية السيد كاليهار اسمي
قاطعتها موظفة الاستقبال بحزم:
- انا اسفه جدا ... ان لم تكوني علي موعد معه فهذا مستحيل
وراحت تنفر علي مكتبها بالقلم فعلمت ترايسي ان هذه المراه تكبح نفاذ صبرها ؛ فرفعت راسها قليلا:
- هذا ما قلته دائما علي الهاتف ؛ ولم تنفكي تقولين ( اتصلي بعد بضعة ايام
ولكن مرت اسابيع الان ولا اظنه علي هذه الدرجه من الانشغال واعرف انه سيتفهم موقفي حين يراني).
رفعت الموظفه عينيها الزرقاوين الي السماء... وتمتمت وكانها تعد الي العشره في نفسها:
- اخشي انه فعلا مشغول الي هذه الدرجه .عنده معرض سنوي بعد بضعة ايام... ومن سوء الحظ ان نظام عملنا اضطرب قليلا عن غير توقع ولهذا ترك تعليمات صارمه؛ تفيد بالا اسمح لاي ش له طابع شخصي

قاطعتها ترايسي:
ليس ما اريده شخصيا اعني انه شخصي بطريقه ما .... لكن ليس في الواقع...
ان كنت تعرفين ما اعني ... ما اعنيه.... انا لم اقابله قط
-اذن من الافضل ان تتركي مقابلته الي ما بعد...الا اذا كنت قادمه من وكاله التوظيف؟
كان سؤال موظفة الاستقبال مرفقا بوميض امل في عينيها:
-لا..... لكن...
منتديات ليلاس
وصمتت حين انفتح باب داخلي ؛ثم توقف الدم في عروقهاعندما خرج رجل طويل ؛ لم يع للوهله الاولي وجودها
- ايلينا.... احتاج الي بقية الاوراق بسرعه ..... هل انهيت طبعها .... يالله

رفع راسه واستقرت عيناه علي كومه الاوراق التي كانت تعبث بها الفتاه منذ قليلا ثم نظر الي ترايسي فيما كانت ايلينا ترد متوتره:
_ليس بعد سيد غاليهار.....هذه السيده تصر علي رؤيتك وقد قلت لها...
حرجت ترايسي من جمودها وقالت بصوت دهش وقد وجدت نفسها مره اخري تحدق الي العينين الناعستين السوداوين
- انت!
-ترايسي..... تقابلنا مجددا


اماريج 17-05-10 05:38 PM

اطبقت ترايسي فمها ثم فتحته بصوت ينبئ عجب:
-لست افهم .... هل انت كريسبن غاليهار... هل لك اب؟ اعني..

- كان لي اب ..... اسمه ادوارد..... علي فكره ان كان هذا الفستان الجديد فاعرفي انه يعجبني كثيرا
اغمضت ترايسي عينها وهي تشعر بالخزي والعار . كيف يحدث هذا لي ؟
فتحت عينيهابحده حين تمتمت الفتاه :
- انا اسفه ...لم اعرف انك تعرف السيده ؛سيد غاليهار... قالت...
قاطعتها ترايسي بسرعه: "انا"
لكن كريس غاليهار قاطعها:
- اردت رؤ يتي ترايسي بخصوص ما حدث بالامس؟

- اه... لا.. انا.. حسنا.. لقد قال لي ابي انك صديق قديم له وقد طلب مني ان اذكرك بهذا قبل وفاته, قال : حينما تلتقين بكريس غاليهار ترايسي ؛ فذكريه بالجياد التي روضنها في "باركو....."

استولي جمود مفاجئ علي كريس غاليهار؛ وقست عيناه وهويحدق الي وجه ترايسي ثم قال بهدوء:
_بالطبع ..عرفت ان هناك شيئا ما حولك؛ ولكن لم استطع معرفته ...اما الان..
فلا افهم كيف لم .. انت تشبيهينه جدا.. ولا يمكن الا ان تكوني ترايسي تشسترتون

مسحت دمعه :
- اجل ...انا اسفه.. خلتني تجاوزت احزاني
حاولت الابتسام قبل ان تردف:
- كان يكلمني عنك احيانا؛ وكان واثقا انني ساقابلك يوم ما ولكنني لسبب ما لم التق بك
وكنت في المدرسه عندما رآك في المره الاخيره
-كنت مسافر حين مات ولم اسمع بموته الا منذ شهر تقريبا وقد ظننت ان الوقت متاخر علي تقديم التعازي وهذا ما يثبت انني لا افكر جيدا
ردت بارتباك:
-اه .كنت علي حق فعلا ... لن اعطلك وقتا طويلا
استدارت نحو الباب ؛ فصاح :
- انتظري ترايسي ... سارافقك . فمن المستحيل ان نتحدث هنا بدون ان يقاطعنا احد
منتديات ليلاس
التفت الي ايلينا الفاغرة الفم بذهول:
- ان احتاجني احد فقولي له انني راجع بعد ساعه.... لا تقلقي سنجتاز المحنه بطريقه ما ..الله سيكون في عوننا
سالت ترايسي بارتباك:
_ولكن الي اين ؟ ولماذا؟.
- الي مكان هادئ ..هل صعدت بالمصعد؟
- اجل..ولكن...
رافقها وابتسم لها
-هذه شجاعه منك.. سنذهب الي مكان ما لنستعيد الماضي يبدو ان امامي الكثير اسال عنه ... كان والدك ..افضل صديق
ولم تعد ترايسي متردده
*****

اماريج 17-05-10 05:59 PM

قال كريس غاليهار فيما بعد:
-قصة حياتك طويله جدا ترايسي. الم تفكري قط في انها حياه غريبه بالنسبة لفتاه صغيره امضت العمر في سفر دائم مع والدها
ردت بصراحه:
- اوه.. لا! انا لم اندم الا علي الاوقات التي كنت فيها بعيده عن ابي. اه ليتني كنت مثله.
منتديات ليلاس
ابتسم:
_ولماذا تشكين في انك مثله.
- والا ؛ لانه لا يبدو انني ورثت عنه عدم اكتراثه بالامور الدنيويه الماديه.. كان الامر اسهل علي حين كان حيا؛ ولكنه مات منذ ثلاثه اشهر فقط؛ وهذا الصباح تركت نفسي علي هواها فدفعت تسعه وتسعين دولارا ثمنا لهذا الفستان.. اوه
اصبحت بشرتها ورديه عندما انفجر ضاحكا وودت يائسه لو يخفي الضوء الخافت في المطعم الصغير وجنتيها المتوردتين. ثم وجدت انها مضطره للابتسام ؛ ولو علي مضض:
-كنت اعرف انه ما كان علي استخدام ذلك المال.. ولو عرفت انني سألتقي بك ثانية لما استخدمته .. صدقني. فانت بالامس احرجتني حرجا عظيما.
ابتسم ثانية:
- اسف علي ذلك. فانا لم استطع مقاومتك. ولكنك الان بت تعرفين هويتي وارجو ان اكون عند حسن ظنك بي

-طبعا ... فأي صديق لوالدي... هو.....
- فوق الشبهات ! حديثني عن دراستك.. فانت لا تدركين انك تبدين حزينه كلما ذكرت المدرسه.
-لا عجب في هذا... نظرا الي كراهيتي للاوقات التي امضيتها فيها ولو كان الخيار بيدي لما ذهبت اليها قط؛ فلم اجد فيها ضروره. فقد تعلمت من مدرسة الطبيعه ومما علمني اياه ابي اكثر مماتتعلمه الفتيات طوال حياتهن في المدارس

_ولمااذا سمحت لنفسك بالذهاب الي هناك.
تنهدت ترايسي:
- كان من سوء حظي ان بعض السيدات اقنعن ابي عن طيب نيه بأن ادخل الي مدرسه لان لا ام ترعاني؛ وانت تعرف ان ابي كان اكثر من طبيب بالنسبه للناس الذين كان يقدم لهم يد المساعده. وقد اقدمت هؤلاء النسوه اللاتي كن اكثر من شاكرات لابي علي وضع خطه يستطعن من خلالها رد الجميل له لما يفعله لهن.. وكانت الخطه ان ارسل الي مدرسه داخليه وقد اقنعته بانني هناك ساتعلم كيف اصبح" سيده" وسيكون لي اصدقاء وما الي ذلك... وكان ان وقع تحت تاثيرهن

قال كريس باشفاق:
-مسكينه ترايس.أكان تعلم ان تصبحي سيده سيئا الي هذا الحد ؟
- حسنا ... في الواقع ؛ كان سبب ذلك غلطتي ؛ ليس لانني لم اكن ارغب في الذهاب فقط؛ ولكن ... حسنا ... ان الانتقال من بيئه الي اخري امر يبعث المرء علي التوتر ؛ وحينما كنت اشعر بالتوتر كان يسوء حالي فاصبح ذات لسان سليط. اتفهم ما اعني؟
هز راسه:" تابعي"

-وكان السبب الثاني اعتيادي علي تلاقي العلوم بطريقه حره طليقه وهذا ما كنت اؤمن به فعندما قلت لهم في المدرسه ان ابي خريج جامعه اوكسفورد؛وهو مؤهل اكثر منهم لتعليمي ؛ لم يعجبهم هذا ؛ لكنهم اضطروا لابتلاع كبريائهم حين نلت جائزه التاريخ في الفصل الدراسي الاول.
ضحك بصمت:
- لابد انهم تسالوا عما اصابهم ... هل اقمت صداقات؟
- اجل .. ولكن الامر لم يكن سهلا . كنت مضطره دوما للدفاع ؛ وهذه خطيئه كبيره ولكنني كنت احيانا اجد صعوبه في القتال ؛ فاعمد عوضا عن ذلك الي اطلاق رايي صريحا بنظامهم وماديتهم الكامله
وبشخصياتهم المحافظه المتعجرفه.وكان ان اكتسبت لقبا كانت الفتيات ينادينني به بهزء:" صاحبة السمو"
منتديات ليلاس
- صاحبة السمو؟ يا للمسكينه.
- وباسم امي "باربره" وهذا ما اضافه ابي الي اسمي.
- اتذكرين امك ترايسي؟ التقيت بها مره واحده... قبل ان تولدي


اماريج 17-05-10 06:01 PM

- اذكرها انما بشكل ضبابي... فلم اكن قد تجاوزت السادسه حين ماتت... اتعلم ان ابي لم يستطع تجاوز محنة موتها . صحيح انه لم ينهر او ييأس طوال الوقت . ولكنه في بعض الاحيان كان يبدو ... وحيدا مستوحشا؛ وكنت اعرف انه مشتاق اليها.. حين مات فكرت في انهما سيجتمعان ثانية في مكان ما اخيرا...

بعد دقائق صمت ؛ وبعض ان استعادت رباطة جأشها قال:
- كان رجلا عظيما ... والدك ... الم يخبرك يوما ماذا فعل لاجلي؟
- لا... لم يحدثني الاعن صداقتكما الحميمه.

- لم نكن صديقين في لقائنا الاول فقد كنت انا شابا فجا قليل الخبره؛ منكبا علي طريق جهنمي مدمر ؛ كان يقودني اكثر من مرة الي سجن "باركالدين" واصلاحيات اخري في الغرب.... وارسل مره ليعالجني ... اظنني كنت في الخامسه عشره وكنت يومذاك اتعاطي المخدرات... فانا واحد من عشرة من الاطفال العاطل اباؤهم عن العمل.علي اي حال ؛ ارسلوه ليكلمني وليحاول معالجتي ولكنني رفضت ان اقابل طبيبا يحاول ابعادي عما اعتدت عليه. وحاول معالجتي ولكنني قمت بعمل استفزازي ضد املاكه الخاصه وكان ما فعلته فظا وغير مهذب؛ وحين افكر فيه الان لا اصدقه ؛ في ذلك الوقت ظننت ان لامجال امامه يثبت انني الفاعل ؛ ومع انني اهتممت بان يعرف ولكنه لم يحاول اثبات هذا . بل قام بحشري في اسطبل مهجور مغبر ؛ وضربني حتي كاد يزهق انفاسي وهذا ما اثار دهشتي الشديده . ثم نظفني ؛ وعرض علي ان يعلمني كل ما يعرفه عن الجياد وكان يعرف عنها اكثر مما ظننت ؛ وهذا سبب وصولي الي ما انا عليه الان
وبقيت معه ثلاث سنوات ؛ لم اتعلم خلالها عن الجياد فحسب بل تعلمت حب التعلم؛ وكبرت في كل الاتجاهات جعلني اري ما وراء عالمي المحدود القاسي الضيق

-اظنه كان مولعا بك جدا.... اوه؛ هذا لا يصف الامر جيدا ..... لم يكن لدي فكره كيف حدث هذا؛كنت اظن انكما صديقين فقط.
نظر كريسبن غاليهار الي شرابه ثم قال ببطء:
-لقد آ منت بان الفضل الاول والاخير في جميع انجازاتي يعود اليه ولكن ما كان اعظم من كل انجازاتي حصولي علي صداقته, وكانت صداقه استمرت رغم عدم التقائنا اكثر من عشر مرات..في السنوات الماضيه.... كم عمرك؟ ثمانية عشرة؟ اذن في السنوات الثمانيه عشرة الماضيه.

تهلل وجه ترايسي بالبهجه:
- كدت اذهب الان دون ان اقول لك من انا ... ولكنني سعيده الان انني لم.....
صمتت لعبوس الفضول علي وجهه.
-وهل جئت الي هنا لتقولي لي هذا فقط؟ ام انك تعيشين هنا الان؟
-انا ... انا اقيم مع اصدقاء ابي
-وحتام؟
- اوه...لست واثقه كذلك
-الديك وظيفه؟
منتديات ليلاس
- لا....لا ليس بعد... لكن لدي عروض كثيره
- اي نوع من الوظائف؟
- يتعلق معظمها بان اكون معلمه خاصه
تفرس فيها مفكرا:
-اهذا ماترغبين فيه؟ ان تكوني معلمه لاولاد شخص اخر؟
نظرت ترايسي الي يديها تتساءل لماذا تجد صعوبه في الكذب ولكنها طبعا ستجد صعوبه في الكذب .... عادة لا تجد في هذا مشكله في حياتها الشابه؛ ولكنها وجدت الان صعوبه في ان تخبر هذا الرجل انها انما سعت اليه بناء لتوصية ابيها . صحيح انها لم تشك قط في كلمة والدها؛ لكنها لم تستطع منع نفسها من الاحساس بأن كريسبن غاليهار؛ كان خيارا غريبا فكيف اختاره ليساعدها في الوقوف علي قدميها. ولكنها تذكرت شيئا ذكره لها يوما.. قال لها؛ وشفتاه جافتان ؛ قبل نهايته:
(انت لاترغبين في دفن نفسك في هذه البراري القفرة ترايسي.)
ردت بعناد:" لكنه مكان مناسب لك"
(هذا لانني كنت ذا تجربه كبيرة قبل الانخراط في العيش هناك.. عليك ان تجربي وبعد التجربه انظري ان كنت ما تزالين راغبة في العودة فعودي.)
-لكنهم سيظنوني ساذجه غريبة الاطوارهناك...
(لا... ليس الناس الحقيقيون... لن يظنوا بك هذا.اذهبي وقابلي كريس غاليهار ؛ سيساعدك علي ايجاد وظيفه ؛ كما سيعينك علي امور اخري... انه انسان حقيقي ؛ اضف الي هذا انه مدين لي)

حسنا..... هذا ما فعلته ؛ متخليه عن العروض اللطيفه التي عرضت عليها وسافرت الي هنا وكلها عزم علي ايجاد وظيفه ؛ ولكن عوضا عن ايجاد الصوره الابويه ؛ وجدت شيئا اخر؛ شيئا لم تفهمه...... شيئا يجعل من المستحيل ان..... ان... ماذا؟
رفعت راسها فجاة تنظر الي العينين السوداوين اللتين سال صاحبهما
-وماذا علمتك مدرستك ايضا؟
-الطباعه ..... والقواعد الاساسيه للسكرتاريا؛ والخياطه والطهو وطريقة السير السوي واللباس الانيق وتنظيم حفلات العشاء؛ وفن الحديث... وكل هذه الانواع...
ضحك وتمتم:
-ربما هذه امور مفيده اكثر مما تظنين ترايسي... مع انها غير ضروريه ان دفنت نفسك في السهول وانت تربين اولاد شخص اخر. اخبريني؛ الم تفكري في الاستفاده من التعليم ؛ خصوصا الجانب التجاري منه.

عبست لانها تذكرت انها قدمت طلبات في اماكن عديده اثناء اقامتها هنا... واجابت :
-بلي ...فعلت... لكن نقص الخبره كان اكبر عائق لي,وكيف للمرء ان يحصل علي الخبرة وهو ما يزال في الثامنه عشرة من عمره ولم يترك المدرسه الا منذ امد قصير؟

- تترك معظم الفتات المدرسه في الخامسه او السادسه عشرة؛ وحتي يصبحن في الثامنه عشرة ؛ يكن قدسبقن فتاه مثلك علي اي حال ؛ انا واثق ان لديك موهبة جيده ...اذا كنت تشبهين اباك.

- ماذا تعني؟
-اتعرفين شيئا عن الجياد ترايسي؟
- الكثير .... لقد..... علمني الكثير عن الجياد... وانا احبها..... لماذا تسأل؟
صمت كريس فترة ثم قال بسخرية:
-حسنا ... لن اسخر من تدابير القدر ثانية........ اتذكرين انك لاقيت صعوبه في الوصول الي ؛ كما لاحظت الفوضي العامرة في المكتب؟
- اجل.
- السبب في هذا كله انني خسرت فردا مهما من الموظفين منذ فترة قصيره . كنت اسميها " فتاة الجمعه" وكانت في الخمسين من عمرها؛ لكنها معتادة علي القيام بالكثير مما تفعله ايلينا الان ؛ لكن في المنزل... اترين ... لدي ذلك المكان في " نيرانغ" حيث يجري البيع الحقيقي... وهي تشرف علي ادارة المنزل برمته مع انها لاتعيش فيه.... اما انت فيمكنك العيش فيه.

-انا .... اتعني انك تعرض علي وظيفه؟
- اجل ... كنت كلفت وكالة توظيف بالتفتيش عن موظفه؛ولم افلح في ذلك حتي الان.... اعني انني قادر ان اضطرني الامر الامر علي الحصول علي طابعة لافكرة لديها عما تطبع لطبع كاتالوج عن الجديده مثلا؛ او الحصو ل علي فارسات استعراض عاطلات عن العمل لايعرفن الطباعه؛ ويعرفن الجياد بالمقلوب..... اما انت فلديك المهارتان اضافه الي مهارة اخري هي مقدرتك علي المساعده حين استقبل ضيوفا فاذا اشتغلت عندي تمكنت من استخدام مواهبك كلها
وابتسم ...
فقالت ترايسي بوهن بعدما استردت صوتها:
-انا...اعني... انني مذهوله.
-صحيح ؟ اتعيدين التفكير؟ لا استطيع نسيان ما قلته لي في المصعد.
سألت بصوت متوتر:ما ...ماذا؟
مد ساقيه المديدتين ؛ والتمعت عيناه بخبث قبل ان يقول بوقار:
-قلت شيئا عن.... انك تحاولين رؤيه شخص .عرفنا الان انه انا... ولكن ليس علي اساس عملي محض .... ايعني هذا ان السبب شخصي وغير شخصي؛ ام نصف نصف؟
عضت شفتيها ولازمت الصمت... فتمتم:
-قلت شيئا اخر... عن ارتداء افضل ثيابك للتاثير... في علي ما اظن؟اكنت تريدين ان اساعدك في الحصول على عمل ترايسي؛ وبسبب ما حدث بالامس غيرت رايك؟

ردت ترايسي اخيرا ؛ وهي تكبح اندفاعا لقضم اظافرها؛ وهذه عادة ظنت انها شفيت منها.
-اوه ... اجل ولكن ؛ لم اتوقع ان اعمل عندك
-ولماذا لا؟ مادامت عندي وظيفه شاغره . اؤكد لك ترايسي ان ما حدث في المصعد ليست الطريقه التي انفذ بها اعمالي؛او الطريقه التي احلم بها لمعاملة
ابنة براين تشسترتون. ولكني لم اكن اعرف في الواقع
منتديات ليلاس
لمع الضحك في عينيه قبل ان يردف:
- انا لااقوم بمثل هذه الامور ابدا. ولا بد ان لما فعلته علاقه بمسألة احتجازنافي المصعد .... ربما نتج ذلك اندفاعا متهورا في الناس!
فكرت ترايسي بردة فعلها المذعورة واضطرات ان تضحك:
-اجل

ثم نظرت اليه بطريقه جادة:
-اقبل شرط الا يكون العمل بناء علي الاحسان
رد ضاحكا:
-اسألي ايلينا في الواقع ان احببت قضاء بضعة ايام في المكتب معها اولا؛ لتفكري في العمل قبل الانتقال الي عملك الجديد فقديعطيك ذلك فكرة واضحه عن كيفية تسيير الامور عندنا

نهاية الفصل الاول

اماريج 17-05-10 06:03 PM

2-طفلة تريد ان تكبر

قالت ترايسي للسيدة نيوتن ذلك النهار:
- حسنا ..انه يعيش في "نيرانغ" حيث يملك مجمعا كبيرا ومكانا يبيع فيه جياده الاصيله واصطبلات لايواء الجياد القادمة للعرض والبيع؛ وحلبة تدريب خاصه؛ ومؤسسه تدريب كذلك ؛ وقد استطعت ان افهم ان المكان في الواقع اشبه بمجموعة تؤلف "مجتمعا" صغيرا.لديه منزل خاص ومجموعة اكواخ صيفيه للمدربين والموظفين الاخرين

التفتت السيده نيوتن الي زوجها
-بالطبع ! وانت تعرف المكان عزيزي ... واستطيع القول انه مكان مؤثر فهو في قلب الريف؛ ولكنه لايبعد سوي نصف ساعة...هيا تابعي ترايسي

-حسنا ... كان عنده من يقوم بالاعمال المكتبيه التي تشمل الجياد المارة في المكان..... وكانت تنظم له الادارة ولكنها اضطرت لترك عملها فجاة ويريد من يحل مكانها انه يطلب شخصا يعرف كيف يتعامل مع الجياد ويعرف كيف يستقبل الناس من المشترين الجنوبيين ؛ والمختصين بالسباقات ؛ وسيكون جزءا من العمل المساعده علي ترتيب المعارض والسباقات.
وبامكاني العيش هناك؛ مع ان الموظفه السابقه لم تكن تعيش هناك بل في قرية نيرانغ نفسها

ساد صمت قصير سأل نيوتن بعده:
-اهو متزوج؟
-لم اسأله ولكنني لا اعتقده متزوجا ولو كان لذكر لي الامر... سيكون لي كوخي الخاص الي كوخ مدرب خيوله الخاص؛ المتزوج الذي عنده خمسة اطفال؛ ويقول السيد غاليهار ان لديه مديرة منزل ..... فما رايكما؟

درس السيد نيوتن وجهها المترقب؛ وفكر كم سيكون سعيدا بعدم وجود ابنه في الثامنه عشرة في منزله. خاصة من تبدو نضرة بريئة مثل ترايسي؛ ثم فكر في امر يقلقه : لو ان كريسبن غاليهار رجل متزوج لوافق حالا مع ان مثل هذه الموافقه قد لا تعني شيئا في مثل هذه الايام...... فماذا احاول اقناع نفسي؟انا لا اعرف شيئا عن الرجل ولكنني اعرف نوع المجتمع الذي يعيش فيه...المجتمع الثري والطبقه المتحذلقه ..... خرج من تاملاته فجاة فرأي ترايسي تنظر اليه ؛ واحس انها كانت تقرأ افكاره وهذا ما تأكد منه حين قالت بشئ من التردد:
-كان يعتبره والدي صديقا عطيما...لذا لا تقلق بشان اخلاقه

سألها بهدوء :
- اتردين هذه الوظيفه ترايسي؟
-اظن هذا .. اود ان اثبت انني قادرة علي القيام بها ....في الواقع ستكون اشبه بحلم تحقق

-لو قلت لك ان هذ ا لعالم يختلف عن الذي اعتته فهل ستعتقدين انني رجل متأخر؟
-لا ... بل سأعتقد انك محق ؛ ولطيف؛ ورائع؛ وانك تقلق علي مع انني اعتقد ان علي القيام بالاندفاع يوما
- اذن ؛لك ما تريدين يا بنيتي شرط ان تعتبريني وزوجتي عائلتك فتعاميليننا علي هذا الاساس
منتديات ليلاس
بعد دقائق طويله من مغادره ترايسي التي راحت تمسح بعض دموع الفرح ؛ نظرت السيده نيوتن الي زوجها فقالت له:
-ستذهب لتراه علي ما ااعتقد... لكن هذا قد لا يعجبها
-لا داعي الي ان تعرف
-اتظن من الحكمه التدخل ثيو؟ اظنها تناضل بقوة لتكون ناجحه ومستقله
-لن اتدخل عزيزتي ... سأ زوره فقط لاقدم له نفسي وليعلم ان ترايسي ليست وحيده في هذه الدنيا ولا اظن ان في ذلك ضيرا. قد يكون صديقا لابيها . ولكنه رجل في كل الاحوال.

تنهدت السيده:
-ما زلت لااصدق ان ترايسي نضجت واحلوت الي هذه الدرجه لكنني لا اظنها تعي جمالها ونضوج جسمها او التاثير الذي تتركه في الناس
-ان لهذا الامر جانبا حسنا... فهي ليست شابة سخيفه لاتفكر سوي في جمالها .اليس كذلك ؟
-بل هي بعيده عن ذلك كل البعد ؛ وانما هناك شيئا لاحظته خلال حياتي الطويله ان لمثل هذا النوع من الفتيات البريئات جاذبيه خطيره بحد ذاتها ؛ ولن اقول المزيد لئلا تركض وتشتري مسدسا ... ما علينا سوي ان نثق بحكمة المولي
ابتسم السيد نيوتن ؛ ولكم خداها مداعبا :
_نعم علينا الاعتماد علي المولي
*****

اماريج 17-05-10 06:04 PM

بعد شهرين ؛ استيقظت ترايسي وهي تشعر بانها تتآلف مع حياتهاالجديده بشكل رائع..حتي صعب عليها تخيل حياة اخري
استلقت جامده في سريرها تصغي الي غناء العصافير وتفكر في الشمس المتسلله عبر اوراق شجر الصمغ وصولا الي الندي العالق علي الاعشاب المرتفعه
وفكرت في الاخضرار الغامض الذي يبدو فوق التلال القابعه خلفها تلك التلال التي ترتفع لينما كان وكيفما كان ثم ؛ استرعي انتباهها وقع حوافر جياد؛ وعلمت انها تاخرت في الاستيقاظ لترتيب السباق الموسمي الذي يجري في مؤسسة غاليهار؛ والذي يجري ستة ايام في الاسبوع بلا انقطاع.

انها المرة الاولي التي تمهل نفسها في الاستلقاء في السرير والتفكير في امور عديدة. نظرت الي حلبة السباق ذات السياج المطلي باللون الابيض ؛ ثم الي الطريق الخاصة التي تمتد من الحلبة بعيدا ثم نظرت الي المنزل الكبير والي شجرة الفلفل القديمة المحيطه بها الاكواخ الرئيسيه الثلاثه التي تعيش هي في كوخ منها.

لو القي احد الناس علي المكان نظرة من الجو لحظي بمنظر مثير من الروعه
مزيج من الاخضرار والابيضاض. فكل المباني مطليه بلون ابيض ثم هناك المرجات الخضراء المحيطه بحلقة البيع وبالحظائر العشر المسيجة بل انها اكثر من ذلك .

انها مجتمع بحد ذاته ... او بالاحري؛ عائله كبيرة؛ ولو كانت (فتاة جمعه) ناجحه لاصبحت اكثر من فتاة جمعه..... لاصبحت واحدة من افراد هذه العائله ؛ المتعددة الاشكال والالوان؛ والمثيره للغموض في آن!
فكرت في جيرانها بحب: جاك ولولا فوكس ... جاك هو مدير اسطبل كريس ومدرب خيوله؛ انه رجل هاديء ذو وجه مرح وهو اب لخمسة اولاد اعمارهم تتراوح بين السادسه والسادسة عشرةاما زوجته المتهورة لولا فهي طفلة اكثر من جميع اولاده.
منتديات ليلاس
يعيش واراء منزل ال فوكس مايكل وهيلين يونغ اللذان انجبا طفلين ثم هناك الجوكي المفضل لدي جاك؛ كيلي هنتر ... كان مايكل يونغ بيطريا بالخبرة : وخبير اسنان الجياد ورجل الاعمال الصعبه. وكان نحيلا قوي الجسد عكس زوجته هلين الضخمه المهيبة الطلعه والشخص الوحيد الذي يخشاه كيلي هنتر علي هذ الارض

اما اخر فرد من الموظفين الدائمين فهي السيده بريتونز ؛ انها التي تدير المنزل الرئيسي ؛ ولها فيه جناح ؛ وهي تشعر بانها ارفع قدراا من الاخرين ؛ ولكن لولا قالت لترايسي انها بعد ان تتعرف اليها ستجدها لطيفه محبوبه


اماريج 17-05-10 06:08 PM

جلست ترايس في الفراش ؛ ثم تمطت تفكر بمخدومها وعملها وكان لها مكتب في المنزل الرئيسي مجاور لمكتب كريس وهي تعتقد انه حتي الان راضيا عن عملها الذي ينصب في معظمه علي تنسيق ادارة كل اوجه النشاطات في الممتلكات .

وهذا ليس بعمل يسير كما يبدو ان اول عمل تقوم به عادة ميزانيه مخطوطه سلفا تلتزم بها ؛ اضافه الي الاعمال الحسابيه المرتبطه بهذه الميزانيه ... وهناك فواتير الاطعمه التي تتناولها الجياد والاطعمه التي يتناولها العمال ...
وكانت هي علي علاقه مع السيده بريتونز في ما يتعلق بالاستقبالات كما تقوم بالاشراف علي الجياد التي تمر بمختلف مراحل البيع لتتمكن من عرضها علي المشترين بطريق عارفه في غياب جاك ومايكل في الواقع هناك عمل كاف يشغلها من الفجر حتي الغروب.

وثمة عمل اخر تقوم به دائما مع ان الوقت تاخر عليه هذا الصباح وهو اعتلاء صهوة الجباد بناء علي طلب من جاك
اما بالنسبه لكريس غاليهار,
فكان عليها معرفته بطريقه افضل وفي هذا السياق اكتشفت بعض خصائله التي لم تكن ظاهره للعيان احدي هذه الخصال قدرته علي تغيير شخصيته لتناسب مع كافة المواقف,
فهو بين المراهنين ليس سوي مراهن وبين القرويين قرويا وهو في مكتبه مختلف كل الاختلاف فهو يمض بعض الوقت قي قراءة كتب كتلك التي كان يحبها والدها .

وقد امضت ترايسي بعض امسيات معه؛ يتحدثان عن الغرب الذي تعرفه خير معرفه وقد عرض عليها في احدي الامسيات اللوحات التي بحوزته وهي لمشاهير الرسامين كما اراها اشياء اخري اشتراها من الخارج اثناء تجوله عبر البحار
وثمة جانب اخر لم تكتشفه الا بالتدريج .

كان غالبا ما يمضي ليلة خارج منزله علي غير توقع . ولم تتضح لها الاسباب الاصدفه . يوم كانت في البلدة في يوم عطلتها فوجدته مع شقراء جميله ؛ كانت تنظر اليها بطريقه غريبه ؛ كما اتضحت لها نظرات السيده بريتونز المعارضه التي كانت تراها دائما علي وجهها عقب قضاء ليله خارج البيت وكان كريس يتجاهل النظرات او يتقابلها بمرح بارد.

لا شك انها حبيبته ؛ ولا تدري ترايسي لماذا حسدتها ولكنها لم تحسدها لانها حبيبته بل حسدتها علي اناقتها وترف مظهرها
اما الجانب النهائي من شخصية كريس غاليهار؛ فكان ذلك الذي واجهته مرارا
تذكر انه في صبيحة ذاك اليوم وقع اول اصطدام مع مخدومها وكان سبب الاصطدام كلبا شاردا . يومذاك قال لها:
- ترايسي ! ان كنت مسؤؤله عن وجود هذا الحيوان الشارد؛ فهلا تخلصت منه حالا. اعتقد ان والدك كان سيقول لك ذلك.

نظرت ترايسي الي الكلب الصغير المرتجف بين ذراعيها... لقد انقذته منذ برهة بمساعة الموظفين من احد كلاب الحراسه الالزاسيه الشرسه التي تحرس الاسطبلات ؛ ورفعت راسها لتقول بوضوح:
-ما كان والدي ليقول شيئا كهذا . الكلب ضائع ولا منزل له.

-اذن اتصلي بجمعية الرفق بالحيوان فلا يمكنه البقاء هنا.
-لماذا ؟ ساعتني به فلقد احببته.
بدا الاستياء علي شفتيه والتفت الي جاك فوكس :
جاك... اليس هذا هو الكلب نفسه الذي ركض فوق حلبة السباق هذا الصباح
وكاد يوقع الفرس تيرا تاهيتي؟
قاطعه كيلي هنتر :
- طبعا هو ولم اعرف كيف استطعت ابقاءها واقفه علي قوائمها
رد عليه كريس ببرود:" كنت اكلم جاك"
عض جاك شفته وقال :"حسنا... هذا ما فعله"
منتديات ليلاس
لكنه كان يتسأل عما ستقوله زوجته لولا التي لا تخفي دعمها لترايسي وقد شاركت في تهريب الجرو الي مسكنهم .. سارعت ترايسي تقول:
-جاك ... الايمكننا تدريب الكلب؟
كشر جاك وجهه:
-اشك في هذا ترايسي... واظنه سيبقي مصدر ازعاج لنا انه من النوع الذي لا يفهم الخيول... تعرفين ان بعض الحيوانات غير حذرة فهي تهرع الي منتصف الطريق عند سماعها هدير سياره قادمه ؛ ثم تبدو مذهوله حين تصدمها.. وهذا الكلب منها.

ردت بعناد ؛ تربت الجسد المرتجف الصغير بلطف:"لا"
قال كريس:
- جاك علي حق ترايسي ... ستزجينه وتزجين نفسك بحياة بائسه الا ترين هذه؟
-انه ...بائس... محروم ..ويثق بي اعرف هذا.
-ولكنه لا يثق بك ثقه تجعله يطيعك.
-كيف يمكن ان تكون قاسيا الي هذا الحد وقد تتخلص منه جمعية الرفق بالحيوان


اماريج 17-05-10 06:09 PM

نظر كريس الي الكلب وفي عينيه نظره تؤكد امكانيه فرضيتها ولعل هذه النظره كانت السبب في انفعالها حينما قالت:
- ان اجبرتني علي ذلك ؛ فلن اكلمك ثانية! انا...
دوي صوت كريس كالصوت:
- ترايسي!
ثم ادار راسه الي الموظفين الملتفين حولهما وقال:
- لا افهم سبب تحلقكم حولنا . ان لدينا اعمالا مـتأ خره اكثر مما ينبغي

سرعان ما غادروا تاركين ترايسي لمصيرها ولنظره تينك العينين الباردتين القاسيتين
-يجب ان تتخلصي من الكلب ترايسي؛ وسأتصل بالجمعيه بنفسي طالبا منهم ايجاد مأوي له. اعطيني اياه
سالته والدموع في عينيها:
-اتعني ما تقوله؟ اتعدني؟

رفع عينيه الي السماء قائلا:"اعدك"
نظرت الي الكلب ثم اعطته اياه فتناوله منها وراقبها وهي تهرول مبتعده
ولكن المواجهه الثانيه كانت اكثر حرجا لها من الاولي.... ليس لانها زجت نفسها في موقف سخيف فقط؛ بل لان ما قامت به بعث اليها توبيخا عنيفا كذلك... تسالت؛ وهي في الفراش ؛ ما اذا ككانت قادره علي نسيان مهانة الاتصال بمخدومها مره اخري ومن المكان ذاته
جاء صوت كريس يومذاك ليجيب علي الهاتف:
-ترايسي ! اين كنت؟ احاول الاتصال بك منذ ساعات . لدي وفد من المشترين سيصل بعد الظهر من هونغ كونغ ... هل عدت الي المنزل الان؟

- لا... في الواقع انني في مركز الشرطه
-ماذا تفعلين هناك؟ مهما كان السبب فاتركيه واسرعي بالعوده حلا ؛ فالسيده بريتونز ليست هناك ايضا
ردت بصوت منخفض:
-اعرف هذا كريس. وهنا المشكله لا استطيع العوده.
ساد صمت متوتر ثم قال لها:
-حسنا......اصدميني بالخبر

- فيما كنت اقود السياره الي نيرانغ هذا الصباح شاهدت رجلا يسئ معاملة جواده... اظن ان الجواد كان يحاول ان يرميه عن ظهر ولكن الرجل كان يضربه علي عينيه بسوطه وفوق راسه فتوقفت وحاولت التكلم مع الرجل؟ وهذا ما زاده غضبا وحدث ان مرت في هذه الاثناء سيارة الشرطه مع انني لم ارها.

صمتت تعض شفتها ؛ فقال ببرود:
_ هيا... تابعي
نظرت الي السماعه ؛ ثم اعادتها الي فمها
-حسنا التفت الرجل الي ؛ ومع انه يقسم انه لم يكن ينوي فعل شئ ؛ الا انني واثقه انه اوشك ان يضربني بالسوط في تلك اللحظه توقفت سياره الشرطه
_ ولم تلاحظيها ايضا.. هيا تابعي

-هربت منه ؛ فوقع الرجل وفقد وعيه اما الجواد فتحرر منه ووقف وسط الطريق يسده
-فهمت.وكم شخصا اصيب اوقتل ام ان الاصابه لم تتعد الجواد؟
_ما من احد اصيب او قتل ! والجواد بخير او فلاقل بخير بمقدار ما يمكن ا ن يكون مع مالك كذلك الرجل
-ما المشكله اذن؟
تنهدت :
- كان هناك سياره اخري مارة حين شرد الجواد فحاولت تجنبه واصطدمت بمؤخرة سياره الشرطه
منتديات ليلاس
عم صمت ثقيلا هذه المره حتي قال:
- حسن جدا... وبماذا اتهموك؟
برقت عيناها في وجه رجل الشرطه الواقف قربها:
- لم يستطيعوا ايجاد ما يتهمونني به؛ بل انهم لم يتهمو الرجل حتي بالقسوه علي الحيوان.. كل ما قالوه لي؛ ان علي في المستقبل ان اهتم بما يعنيني فقط... لكن انتهي بنا الامر جميعا الي المركز هنا ودفعوني لمرافقتهم الي مركز الشرطه

_اذن ما زالت تسير؟
-اجل ولكن منيت بصدمه كبيره في مؤخرتها انا لا احمل المال وليس في المنزل من يساعدني حسنا فكرت في الاتصال بك في المكتب كنت ذاهبه لاحمل البريد انا اسفه لانني ازعجتك


اماريج 18-05-10 06:05 AM

رد بشئ من الضحك المكبوت في صوته:
- وهذا ما يجب ان تشعري به... حالما نصل الي المنزل ستضطرين للعمل بجنون لان زبائني من هونغ كونغ سيبتون ليلتهم في منزلي... انهم ثلاثه.....
منتديات ليلاس
رغم رنة الضحك التي ظنت انها سمعتها في صوته ؛ تلقت منه محاضره لاذعه
عندما كانوا راجعين والمحاضره كانت تتعلق بعدم التدخل بشؤون الناس؛ اصغت اليها مرغمه ولكنها حافظت علي رايها بالموضوع لنفسها؛ ولكن يبدو انه ادرك ما تفكر فيه فقد قال وكأنه يوجه الرصاصه الاخيره:
-بدأت احس بالشفقه علي تلك المدرسه التي كنت فيها ؛ كما بدأت افهم سبب ضرورة ارسالك اليها.....
استفاقت من ذكرياتها .. لتقول لنفسها ان احدي ميزاته هي انه لايحمل ضغينه في قلبه مع انه يعاملها معاملة طفله في العاشرة احيانا؛ ولكن فرصتها الكبيره
لاثبات نفسها ستكون الان في هذا الموسم بالذات لانه اكبر المواسم حتي الان.

قطعت افكارها هذه طرقه علي الباب ووقع اقدام تشير الي ان صاحبها قد نفذ صبره
-ترايسي! الم تستيقظي بعد ! ايتها الكسوله!
نظرت ترايسي الي الوجه المشرق الصغير والي خصلات لوسيا فوكس التي لم تتجاوز السادسه عشر ة والتي تبدو طفله في ثوبها المدرسي.
-اعرف ... اشعر بالكسل هذا الصباح ؛ولا ادري السبب. مع انني اراك نشيطه ومنتعشه.
كشرت لوسيا في وجهها:
-... قال ابي لامي ليلة امس ان المنزل يبدو كالماخور بسبب حاجته للتنظيف؛ فسالته كيف يعرف ما هو الماخور.... وحصل بينهما شجار طويل عريض. وهذا الصباح لم يتبادلا الكلام ؛ ولكنه اخرجنا جميعا من الفراش فجرا لمساعدتها وهذا ما تراه أسوأ من العمل بمفردها.... في الواقع لا ادري لماذا يزعجان نفسيها بالامر؛ بعد يوم او يومين سيعود المنزل الي سابق عهده من القذاره..... ما اردت قوله لك ان اليوم هو الجمعه ؛ وتقول امي ان بامكاننا اقامة حفل شواء قرب النهر الليله ؛ فهل ترافقيننا؟
-انا...
- اوه... لا تقولي انك مشغوله في المنزل...... فانا آمل ان تحملي معك الجيتار والهيرمونيكا فالسيده يونغ ستأخذ معها الاكورديون ترايسي؛ ان كنت لا تستطيعين المجئ فسأذهب لرؤية كريس و....
-لا حاجة للذهاب اليه ؛ فانا الليله في عطلة
- اوه ... عظيم . انما لدي فكره . سااطلب من كريس مرافقتنا انه مرح جدا....

صمتت عندما سمعت صرخه بعيده:
-هذه لي.... امي تصيح من الافضل ان اعود ..... هل تطلبين منه مرافقتنا ترايسي؟ اراك لاحقا؛ ايتها الكسوله ولا تنسي ان تساليه

تركت المنزل تصيح لامها انها قادمه بصوت حاد ؛ جعل ترايسي تصم اذنيها
لم يكن طلب دعوة كريس مفاجنا لها ؛ فلم يطل بها الوقت حتي اكتشفت ان له طريقه خاصه في معاملة الاولاد؛ احست يوما بالدفء يغمر قلبها حين هنأها علي طريقة معاملتها لهم.... فقد قال لها ؛ وكان قد مضي علي وجودها قرابة هناك الشهر:
- كيف حالك ... ياعازفة المزمار؟
-من؟ انا؟
ابتسم:
_كلما رايتك وجدت خلفك قطارا طويلا من الاولاد. الا تشعرين بانك اشبه بعجوز تعيش في حذاء قديم؟

ردت مبتسمه:
- احيانا... ولكن هذا يمنح امهاتهم فرصه للراحه وانا احبهم
- اري ان الحب متبادل .. يبدو ان لك سحرا مع الاولاد مع انني اسمع نغمات متنافره تتصاعد من منزلك احيانا.. وكأنك والاولاد تخنقون القطط
- اوه. يا الهي هل الامر بهذا السوء؟ المسأله انهم جميعا يريدون تعلم العزف علي غيتار وهرمونيكا ابي. وقد يكون الامر أسوأ من هذا بكثير
منتديات ليلاس
-كيف؟
ردت مازحه:
_ كان سيكون أسوأ لو كان عندي طبل
- لاسمح الله
ابتسمت لنفسها تفكر: اجل ؛ سيكون الامر اسوا انما هذا ان لم اخرج حالا من الفراش ؛ وتحركت علي الفور.
دار كريس في كرسيه الكبير لينظر الي خارج نوافذ مكتبته المرتفعه التي توفر له منظر واسعا لاملاكه؛ وقال:
- اظنك تمسكين بكل شئ في يدك ترايسي؟
كانت ترايسي تجلس علي جانب المكتب ؛ تتصفح دفتر ملاحظاتها

كانا يتناقشان عملية بيع مجموعه افراس مشهورة للاستيلاد ستجري يوم الثلاثاء القادم... كانت الافراس والجياد قد وصلت يومي الاحد والاثنين ومؤسسة غاليهار ستفتح ابوابه للعموم وسيتمكن المشترون من التفرج علي ما يرغبون من الجياد


اماريج 18-05-10 06:07 AM

قالت ترايسي وهي تسجل ملاحظه:
- انا...... اظن هذا.. نظمت امر توزيع المرطبات ؛ واقامة السرادق ليوم الثلاثاء؛كما استدعيت متعهدي الطعام ؛ وتشاورت مع السيده بريتونز بشأن الغذاء الخاص الذي ستقيمه ؛ اوه علي فكره طلب مني كيلي ان اعلمك بان هناك تغييرات في الكاتلوج... فثمة فرس اسقطت حملها ليله امس واخري كان المفروض ان تكون حاملا ؛ وبدا انها ليست حاملا. ولقد طبعت التصحيحات

ابعد نظره عن النافذه وابتسم لها
-كفؤة جدا ؛ انسه تشسترتون
-شكرا لك... ولكنني اعتقد ان الرهان سيكون في تقديم الحلوي اعني؛ اذا استطعت قول هذا فيما بعد سأكون قد تجاوزت الامتحان الحقيقي.
منتديات ليلاس
ضحك:
-اعتقد انك محقه.... اكنت تعانين متاعب مع معجب جديد؟
اشاحت بوجهها لانها شعرت بالاحمرار يرتفع الي وجنتيها لاسباب خارجه عن ارداتها . كان كيلي هنتر يحس بميل نحوها ؛ مع انه اصغر منها بسنه تقريبا واقصر منها بعشرة سنتمترات ؛ ولكن لم يغير هذا شيئا قالته او فعلته.

فهو يدأب علي ملاحقتها لتوافق علي مرافقته الي السينما المكشوفه في سيارته؛ وهو يحمل اليها غالبا باقات من الزهور يجمعها من المساكب التي تحد الطريق الداخليه الموصله الي المنزل كما يصفر لها كلما مرت به وقد حدث مره ان اثارها فصفعته

وقد ازعجها ذلك كله فهي لم تلق قط صعوبه في ابعاد الشبان عنها واضطرارها الي صفعه لايتماشي مع الصورة الانيقه التي تحاول احاطة نفسها بها

ولعل اكثر ما ازعجها ان كريس كان شاهدا علي تلك الصفعه فقد كان مختبئا ولم يكشف عن نفسه الا بعد ابتعاد كيلي فخرج مقهقها حتي اضطرت الي مماشته
ردت باختصار:
لا... ثم الا تعلم ان من سوء الاخلاق استراق السمع
-اتسمين ما حدث يومذاك استراق السمع. كنت اظن العكس . اشك في انك كنت ستختارين مكانا اقل علنيه كان بامكان مطلق شخص ان يكون علي مرمي السمع وهذا لو لم يسمع صدي الصفعه لكان اصم.

شدت ترايسي فكيها ونظرت اليه ساخطه كانت تحس احيانا بما يثير اعصابها وهذا ما ادركت ان سببه جاذبيته ورجولته ربما هو في عمر والدها وربما الشيب يخالط شعره الاسود وعيناه ناعستان دائما ولكن في جسده الرشيق شيئا يخطف منها انفاسها وفي بعض الاحيان كانت تشعر بان رؤيه يديه الرشيقتين السمراوين تبعث فيها التاثير نفسه ولكنها كانت تظن ان جميع الفتيات يشعرن بهذا الشعور لذا لم تتوقف عنده وكان يثير اعصابها ان تراه يتسلي وبطريقه متغاليه بما تمر به مع كيلي
فيما كانت تفكر في ذلك استغل سكوتها ليقول:
- الا تظنين انك قاسيه عليه؟

فغرت فمها دهشة ؛ فاستغل هذا كذلك ليضيف:
-قيل لي ان الوقوع في الحب يحول الحياه الي جحيم. ولكن المرء لا يتعرض للصفع مع عذابه.

وتراقصت عيناه بخبث....
اقفلت ترايسي فمها ؛ بصوت ظاهر ؛ ثم سحبت نفسا عميقا وقالت بعذوبه:
-ان كنت تعتمد فقط علي سماع ما يقال يذهلني ان تشعر بنفسك قادرا علي تقديم النصيحه لي؛ ولو مكرها.
قهقه قائلا باعجاب:
- اصابه موفقه ترايسي... ولكنني رغم ذلك كله لا استطيع الاالشعور بالاسي علي كيلي... كان يجب ان يجد فتاه تناسبه؛ فتاه حلوه صغيرة يمكن ان تبادله اعجابه عوضا عن ان تبادله مخلوقه اخري كلمات في لسان لاذع وصفعة من يد
احست بغضب شديد ؛ وقاومت نفسها لئلا تنقض عليه بقبضتيها اللتين يصفهما.. وليزيد الامور سوءا ارتد في مقعده يراقب معركتها الداخليه بنظره اهتمام متحفظه

وعندما تمكنت من العد حتي العشرة كان قد قال:
- حكيمه جدا
-ماذا تعني؟
منتديات ليلاس
رفع حاجبه ساخرا:
- لم تجدي من السهوله ايقافي عند حدي كما فعلت بكيلي
-انا ...حسنا!
ووقفت بغضب:
-يجب مع هذا ان اقول انني دهشه لانني اسمعك تعترف بانك بحاجه لمن يوقفك عند حدك... اتفضل لو شجعته؛ ثم صفعته؟ لو سمعت ما كان يقول لي
- سمعته كان يطري هبه محددة في تركيبة جسدك بكلمات غامضه... ولكنه لم يكن يهذر بل كان يقول الحقيقه فقط.... فلك فعلا جسد جميل ترايسي ولكن قبل ان تنفجري غيظا اوافقك الراي فهذا شأنك الخاص حتي تختاري العكس....
ولكنني دهش نظرا لشفقتك المتطرفه تجاه الكلب الشريد والجواد الذي سيئت معاملته؛ لا افهم طريقتك في معالجة الامر ولكنك علي ما يبدو لا تدركين ان المرء حين يكون شابا في السابعه عشرة ولا يزيد طوله عن المتر ونصف يكون ضعيفا جدا مع ان كيلي يفضل الموت علي ان يعرف احد هذا.


اماريج 18-05-10 06:09 AM

كانت ترايسي علي وشك الخروج ؛ ولكنها ارتدت لكلماته وسعت عيناها لعينيه فصدمتها جديتهما فجلست ثانية وقالت ببطء شديد:
لم افكر في الامر علي هذا المنحي ... اتظنه يشعر بهذا فعلا؟
تفرس فيها عن كثب مفكرا:
- لا اظن انه سيعاني من الوحد طوال حياته...مع ان الحب الاول يكون مميزا بشكل ما ويجب ان تمنحيه التقدير لمثابرته امام صعوبات عظيمه

رد ت ساخره:
-شكرا لك....ماذا سافعل ؟ انا .... اعني ..... لم يسبق ان حدث معي شيئا كهذا قط
-قط؟
-لا... لم يجرؤ احد من الصبيان الذين عرفتهم علي التحرش بي بسبب صداقة وحزم ابي كما انه لم يكن هناك احد يملك عقلا راجحا ينظر الي مرتين
منتديات ليلاس
رفع كريس حاجبيه دليل علي عدم التصديق ولكنها اردفت تفضي اليه:
-هذا صحيح ... كان لدي دعامات علي اسناني؛ وانظر اليها علي انها تكفي لحراسة قلعة"فوت نوكس" ولم اكن ابدو سوي يدين وقدمين .. اتعلم كنت خرقاء غير مترابطه اقول دائما ما افكر فيه؛ اضافة الي ايقاع كل شئ علي الارض ؛ والتعثر بكل ما يمر بطريقي..و
صمتت مضرجه الوجنتين قليلا... فقال:
-تابعي.
- كنت شديدة النحول... عندما كنت في الخامسه عشرة ؛كانت الفتيات اللواتي اعرفهن شابات فعلا اما انا فكنت كلوح خشب

تمتم يلوي شفتيه:
- وانا كنت كلوح خشب في السن نفسها. فما الذي غير الحال برايك؟
- لا اعرف .. ربما تاخر نموي كالبطه " كلينغ" ولكن فلنعد الي موضوع كيلي.... اعتقد انه كان بامكاني ان اكون اكثر لباقه ؛ الا انني لكنك محق... فانا.....
قاطعها بفضول:
- ماذا كنت تنوين القول بعد"الا انني"؟

- كنت سأ سأل عما اذا كان هناك طريقه لبقه لمعالجتة امور كهذا دون...دون..
-دون ان يساء فهمك؟
-اجل ...فما هو رايك؟

تراجع مستندا الي ظهر كرسيه؛ فاحست لبرهة انه ينظر اليها بدون ان يراها... ثم ظهر المرح في عينيه السوداوين ؛ وتركت اصابعه القلم الذي كان يمسكه وقال:
- انا واثق انني لوكنت اباك؛لنصحتك ان تحذري من ان يساء فهمك ؛ خاصة في مثل هذا الموضوع. لان الفتاه في هذه المسأله بالذات عرضةلكافه انواع المتاعب ولكن كيلي ليس خطرا حقيقيا عليك لتحذري منه... في الواقع حين لايحاول مغازلتك اثناء اعتلائكما الجياد تبدوان متفيقين؛ اليس كذلك؟ اعني ان له روحا مرحة.....

-اجل ...اذن فانت تعتقد ان علي ان اتخذه صديقا؟
- ولم لا؟
ادار كرسيه ثانية نحو النافذه ؛ثم عاد يستدير اليها وفي عينيه شئ من الرصانه الغريبه
-ولكن ..سيكون هناك اخرون غيره ترايسي.... وسيكونون رجلا لا اولادا لقد
لاحظت بعضهم ينظر اليك بشغف.

انتفضت فابتسم بخبث:
- وفري طاقتك لمقاومتهم ترايسي .. فالثامنه عشرة عمر صغير للتورط مع اي كان؛ ولكنك لست صغيره الي حد الاتقعي في الحصار خاصة في العالم الذي تدورين فيه الان ومع الرجال الذين تقابليهم اضيفي الي هذا كرهي الشديد لخسارة سكرتيرتي التي دربتها
استوعبت ترايسي ما قاله بصمت؛ وبنظرة قلق... ثم قالت:
- اشعر حقا بالاسي لما فعلته بكيلي.. ليتني تصرفت معه بطريقه اخويه فربما اراد ان يتعلم العزف علي الغيتار وفي الحديث عن الغيتار انت مدعو الي حفل شواء الليله....
وشرحت له الامر مضيفه بخشونه:
_اعتقد ان جاك يلعب دور الاب القاسي كذلك لذلك ستكون الحفله نوعا ما راحة للاولاد فهل ستأتي ؟

- وانا ايضا اقوم بدور الاب القاسي؟
عبست ترايسي فاحمر وجهها
-لم اعن بقولي ذلك ؛ فانا اقدر نصيحتك واهتمامك حقا لكن لا اظن ان هناك خطرا في ان اقع لمجرد انني اتمتع بحياتي كما هي. احس انني احقق شيئا.. اكسب عيشي. وما الي ذلك ... فانت محق في شئ واحد ...وهو انه من الغلط الجسيم عدم الاهتمام بالبشر.
منتديات ليلاس
صمتت تنظر اليه وفي عينيها خبث ما:
-اتود ان اراهنك؟
نظر اليهابدهشه:"فيم تفكرين"؟
-اراهنك ان كيلي هنتر سينساني في المستقبل القريب؛ وذلك بعد ان استخدم طريقه لطيفه ...اتري...يبدو لي الامر تحديا وانا لااقوي علي مقاومة التحدي.
وقفت تبتسم له وتكمل:
-لم تخبرني هل سترافقنا الليله؟
التوي فمه وهوينظر اليها؛وتجاهل سؤالها قائلا:
- انت قطعه رائعه من الكتله القديمه التي اعرفها ؛ترايسي اجل... سأ رافقكم الليله ولكن ربما اصطحبت شخصا اخر .. ولا اظن هذا سيسبب المتاعب؟
ردت بخفه:
-لا اظن هذا . هل لي ان اذهب لتناول الغداء؟

تركته يحدق الي الباب ولكنها لم تر البسمه القلقه التي ارتسمت علي وجهه

نهاية الفصل الثاني


غرشوه 18-05-10 10:52 AM

الرواايه مشوقه وننتظر الفصل الثالث

يعطيج العافيه الغلا لا خلا ولاعدم

اماريج 21-05-10 01:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرشوه (المشاركة 2311361)
الرواايه مشوقه وننتظر الفصل الثالث

يعطيج العافيه الغلا لا خلا ولاعدم

شكرا لمرورك ياعسل
نورتي ياحلوة
تحيااااااااااتي لك


اماريج 21-05-10 01:51 AM

3-يقظة قلب

قالت لولا فوكس مفكرة:
-أتساءل من سيصحب معه؟
تخلت عن انهماكها بتنظيف البيت بدعوةمن ترايسي.وبناء عن تأكيدها بأن "سيدها ذهب الي "ساوثبورت" ولن يعود قبل بضع ساعات؛ وافقت علي ان تشارك ترايسي غداءها.

صبت ترايسي الشاي وهي تسأل:
-من؟ جاك لن يصحب معه احد. قلت لك انه ذاهب الي.....
قاطعتها لولاغاضبه:
-ليس جاك... اصنعي لي معروفا ولا تذكري اسمه فترة فما زلنا علي خصام يظن الجميع ان الغلطه غلطتي لانهم يرونه الشخص الوحيد النظيف في هذا العالم! لا... انا اعني كريس... وأتساءل من سيصحب معه الي حفل الشوء؟
ردت ترايسي تنظر الي جارتها المتعبه بمحبه:
لم يقل لي.. علي فكره ؛ اظنك رائعه... وقادره علي تدبير امرك بشكل رائع... وانا واثقه ان جاك مثلك تماما ؛ وفي اعماقه...

كادت لولا تتفوه برد لاذع ؛ولكنها غيرت رايها وضحكت:
-اتعلمين ما الذي جعل الامور تسوء هكذا؟ هذا الصباح ؛لم يجد فرشأة او مشط علما ان في البيت دزينه علي الاقل... بدا بالفعل مضحكا بشعره الاشعث فضحكت وهذا ما جعله يرغي ويزبد ! ولكن لنعد الي كريس؛ اظن ان في حياته سيده جديدة ؛ويظن جاك انها كانت معه ومع دان رانكين في السباق ؛منذ بضعة اسابيع
تركت لولا رنة كراهيه تتسلل الي لسانها عندما فاهت باسم دان رانكين . فسألت ترايسي:
-دان... اهو ذلك الرجل الاحمر الشعر؛ الذي يحضر الي هنا دائما؟او مؤخر علي الاقل؟

-انه نذل مع النساء.
-لماذا يدأب علي المجئ الي هنا؟
ردت لولا:
-انه يملك نصف الفرس "تياراتاهيتي" قبل اي شئ...
وبدأ انها ستضيف شيئا عنه؛ ولكنها عادت الي موضوع كريس وصديقته الجديده ؛ثم انهت كلامها:
-المشكله ان قليل من النساء يستطعن مقاومة كريس ؛ اتعلمين .... لكن ؛ ما لا يدركنه هو انه خسر قلبه مره منذو وقت طويل ولا ينوي استرداده مره اخري
سألت ترايسي بفضول :"ماذا تعني"؟
منتديات ليلاس
-كان الامر هكذا: حين قدم من الغرب لم يكن امامه ما يفعله سوي السعي نحو الافضل . وما ان مرت عليه سنتان؛ حتي اصبح رئيس عمال في اسطبل للسباق. ولكنه لسوء الحظ وقع في حب ابنة احد المالكين ؛ ووقعت هي ايضا في حبه غير ان والديها ؛ ولا يمكن ان تلوميهما ؛كان لديهما مخططات اخري..... فطردا كريس؛ واصطحباها الي اوروبا مدة سنه؛ وحين عادوا . زوجاها من شاب ثري ورث امبراطوريه من المراعي والمواشي ونال كل التعليم المناسب ؛ حسنا .. صعب الامر كثيرا علي كريس غير انه كان لما حدث جانب حسن فقد بات اشد تصميما علي النجاح ... وهذا ما فعله ...منذ ذلك الحين ؛ ولم يترك نفسه يقع في الحب مع ان في حياته عددا هائلا من النساء.

-اما زال يحبها؟
-اظن ذلك ... لكن ؛ لا يمكن ان نفكر ان مدة خمسة عشر عاما مدة طويله لبقاء جذوة الحب مشتعله مهما كان المحب . ولكن حين تلاحظين لطفه مع الاولاد يتملكك العجب . يقول جاك ان المره الوحيده التي مني بها بالاكتئاب الي درجه الضياع... كان يوم قرأ في الصحيفه ان لينورا سينكلر تزوجت رجلا اخر.


اماريج 21-05-10 01:52 AM

جلست ترايسي هادئة . تفكر في هذا الجانب غير المتوقع عن رئيسها.. ولم تستطع منع الارتجاف من اختراق اوصالها خاصة عندما تذكرت كلماته هذا الصباح, قد يكون الحب الاول احيانا مميزا جدا. اذن فهو يعرف عما يتحدث .. قالت ببطء:
- ربما انت علي حق. وهل عرفته منذ ذلك الوقت؟

-منذ تزوجت ولكن جاك عرفه قلبي فقد ترعرعا مما تقربيا في الغرب.... كان طائشا متهورا بمقدار ما قد يكون الولد طائشا؛ حسب قول جاك.. امر مضحك ..صحيح؟ ولكن في بعض الاحيان عندما يجن جنونه ؛ تشعرين ..... صعب ان افسر لك .. تشعرين بانه قادر علي فعل اي شئ... مع انه لا يفعل شيئا ولكنك تشعرين بأن فيه جزاء لم يروضه احد حتى الان.

-كم عمر كريس ؟ لم استطيع معرفة هذا .
-ستة و ثلاثون عاما .
-هذا ما ظننته لكننى لم اكن واثقة.. حسنا.. ذكر مرة امامى انه فى عمر يخوله ان يكون والدى.
منتديات ليلاس
وروت الامر للولا و ما حصل لها معه فى المصعد. حين انتهت من الضحك على الذكرى قالت لها لولا:
-يا للمسكينة! ان هذه الحادثة سيئة كحادثة الجواد و الشرطة. اسفة؛ما كان يجب ان اذكرك بهاذا ... ما انت بحاجة اليه ترايسى هو حارس دائم.
و غرقت فى الضحك لتبتسم لها ترايسى و تقول:
- شكرا لك
- عمليا انه محق فهو فى عمر يصلح ليكون أبيك.
-انه يتصرف فعلا وكأنه ابى او كأنه حارسى احيانا ... انه والسيد نيوتن؛ يشكلان فريقا رائعا
قالت لولا:
-اه... حسنا. ان هذا يصب في خانت مصلحتك خاصة وانا اري الطريقه....
وصمتت... فسألت ترايسي بذهول:"ماذا"؟

ردت ببطء:"لا شئ"
ثم غيرت رأيها وقالت بندفاع:
- ترايسي... يجب ان تحذري حبيبتي. لا تظني انني متزمته حين اقول هذا ولكنك ما زلت صغيره ولا تفهمين كيف,,, لنقل هذا.. ربما لا تعرفين من هو تماما؛ ولكنني رأيت دان رانكين ينظر اليك عن كثب ذلك اليوم حين ظن ان احدا لا يراه...
-ثم ماذا؟
- احذري منه ...كان في عينيه نظرة ... لا يمكنني ان اخطئها .انه سئ الاخلاق ترايسي؟.


اماريج 21-05-10 01:54 AM

بدا الذهول علي ترايسي :
- اظنك تتصورين الاشياء فلا تقلقي ؛ حقا ...فانا لن ازج نفسي في امر كهذا بل لا ارني افكر فيه حتي.. اتفهمين ما اعني؟

لوت لولا راسها الي جانب واحد وقالت بعد تفكير عميق:
-اجل ... وهنا تكمن المشكله ؛ ان الرجال يستهويهم الظن بانهم اول من سيعرفك علي اسرار وعذوبة الحب . ان هذا يشكل مهمازا او تحديا لهم
منتديات ليلاس
فتحت ترايسي فمها لترد؛ ولكنها عادت فاطبقته فورا لاندساس فكرتين في راسها؛ الاولي كلماتها المتعلقه بالتحدي والثانيه عدم صدقها مع لولا او مع نفسها.فهي تفكر احيانا في هذه الامور.
فقد راح يتسلل هذا الموضوع الي حياتها بصوره دائمه هذه الايام عن غير قصد منها ولكن لم يكن لما تفكر فيه علاقه باي من الرجال؛ او الشبان الذين ينظرون اليها خفيه بل له علاقه احيانا بكريس غاليهار......
وهذا امر غريب فعلا .... قالت تحدث نفسها فهو لا ينظر الي نظرتي اليه. انه يعتبرني ابنه عهد اليه امر رعايتها وفي احيان اخري يراني ابنه مثيره للمشاكل

فجأة اعتلي وجهها نظرة قلق وارتباك؛ وهذا ما دفع لولا لتشعر بالامومه نحوها.... ثم شاهدت ذقن ترايسي يرتفع ؛ ولمعان عناد يشع في عينيها وهي تقول:
- استطيع العنايه بنفسي لولا... لقد تدربت بطريقه او باخري في السنوات الماضيه ؛ لذا لا اري سببا لقلقك خشية ان اصبح متوفرة لاول رجل يتقدم مني

هزت لولا كتفها:
-ليست الاخلاق بامر ملموس ياحبي. خاصة حين يحاول شخص بارع اغوائك. انا لا اظن انك ستكونين متوفره لاول من يتقدم اليك من الرجال ولكنني احذرك من الاخطار ...فانا اعرف...
وتنهدت ؛فهبت ترايسي واقفه:
-سئمت من هذا ؛ فهذه المحاضره الثانيه التي اتلقاها في الاخلاق خلال ساعتين..فلننس الامر الان. ولنتكلم عن حفله الشواء..
انصاعت لولا لها مبتسمه مع انها لم تستطع سوي ان تتسأل عما اذا كانت قالت الكثير؛او ان ماقالته غير كاف

*****

اماريج 21-05-10 01:55 AM

نظرت ترايسي حولها علي ضوء الموقد الكبير الدافئ؛ الذي يلون جذعي شجرتي الصمغ العتيقتين والذي يرمي شبكه متراقصه من الالوان ذاتها فوق النهر المتدفقه مياهها بسرعة وصمت نحو الظلام.

كان جميع المتحلقين مبتسمين فرحين ؛ وكان ميتشل يونغ؛الصبي ذو الخمس سنوات؛وصاحب الوجه الملائكي قد تسلل الي حضنها يتوسل اليها الا تتوقف عن العزف بعد ان انهارت ضاحكه وهي تقول: كفي! لقد قطعت انفاسي!
نجحت حفل الشواء نجاحا منقطع النظير؛ فقد خلف الجميع وراءهم التوتر وانضموا الي المرح.

كان مايكل يونغ قد اقام موقدا فوق حفرة في الارض ووضعت فوقها اللحم والنقانق التي تتلظي مرسله رائحتها الذكيه في الجو.... وكان ان اكلت فيما بعد مع السلطه والبطاطاالمشويه بشره.

اقام الاولاد مسابقات الركض حتي اشتد الظلام ؛ ثم اخذوا يحاولون اخافة بعضهم البعض. برواية اقاصيص عن الجن والاشباح.... اما ذروة السهرة فكانت حين اقتنعت ترايسي يالعزف علي الغيتار والهرمونيكا علي ان يشاركها مايكل علي اكورديونه... ورقص الجميع؛ كبارا وصغارا... وكانت هيلين يونغ قد اظهرت براعة وخفه في الحركه رغم حجمها وضخامتها؛ ثم اتحفت ترايسي الحفله بعزف منفرد علي المزمار؛ وهذا ما الهم كيلي هنتر علي ان يقنع هيلين بالرقص رقصه انجليزيه قديمه وقد نالا علي ما قدماه استحسانا وتصفيقا حادا؛ خاصة حين رفعته هيلين عن الارض ودارت به مرات ومرات.

كان الماهر الاخر في الرقص كريس غاليهار الذي جاء وحده فراقبته ترايسي باعجاب وهو يعلم لوسيا بعض الخطوات المعقده.

ثم تعثرت اصابعها للحظه علي اوتار الغيتار حين شاهدت الطريقه التي نظرت فيها لوسيا اليه... وفكرت....ياالهي! ها قد وقع قلب اخر.... ولكنها نهرت نفسها متسأله ماذا تعني بقلب اخر.....
حين قال جاك ان عزفها رائع وان من حقها الرقص ايضا ردت ضاحكه انها تمرح بمقدار ما يمرح الجميع ؛ والتزمت بما قالت ؛رغم خيبة امل كيلي هنتر التي بدت واضحه للعيان ولكن ربما سبب رفضها هو عدم رغبتها في مراقصة كريس؛ولكن ميتشل قال لها وهو يلامس وجهها:
-هيا ترايسي.

فقبلت راسه الاشقرقائلة:
-اوه.. حسن جدا.... لانك صبيا طيبا الليله.....
ابتسمت لهيلين وتابعت:
-لانك كنت طيبا سأعزف لحنك المفضل
فتأوه كيلي:
- لقد عزفت لحن الفالس ست مرات حتي الان ترايسي.... نحن نحتاج الي لحن هائج وخطوات صاخبة....
منتديات ليلاس
فقز الصغير ميتشل مشتعلا حماسة:
-انا ساقود اللحن الهائج ... والخطوات الصاخبه...
واخذ يدور حول النار فامتد حماسه الي رفاقه الصغار ومن ثم الي الكبار وراحو جميعا يدورون في قطار راقص قبل ان تضطر ترايسي ومايكل الي التوقف عن العزف لشدة استغراقمها بالضحك علي تصرفات الكبار قبل الصغار.

جلس كريس الي جانب ترايسي يقول:
- من الجيد ان تضحكي؛ فانت لست ضمن المجموعه لتتصرفي بحماقه.

مسحت عينيها :
-ولكنك كنت رائعا ظننتك ستقفز في الموقد؛ولن تخرج حيا.... ولقد احب الاولاد هذا
نظر اليها متفرسا:
-اشك في انك عزفت ذلك اللحن لتتمتعي برؤيتنا نتعثر حول النار كالبلهاء.


اماريج 21-05-10 01:57 AM

انكرت ترايسي:"اه.. ابدا"
لكنها انفجرت بنوبة ضحك واكملت:
-حدث الامر صدفه.....يا الهي .... احس بالالم لفرط ما ضحكت.
-تستحقين الالم

رمي ذراعه حولها بعفويه وضمها اليه:
-كنت عظيمه الليله......
-شكرا لك.... كانت سهرة رائعه....

لكن رد فعلهالم يكن عفويا كتصرفه؛ بل وجدت انفاسها تنقطع وحمرة الخجل تغزو وجنتيها.
بعد فتره بدا عقد الحفله يتفرق وبعد المساعده في وضع مجموعه من الاولاد في اسرتهم وبعد رؤية انوار الجيران تنطفئ ؛وجدت ترايسي نفسها متعبه ولكنها غير نعسي فجلست علي شرفتها ؛ تصغي للاصوات الليله..... واكتشفت اكتشافا مذهلا.... انها تحس بالوحده بشكل غريب وكرهت الدخول الي غرفتها الفارغه
هذا امر مجنون ؛ قالت لنفسها : انا محاطه باناس احبهم ؛ يهتم بعضهم بي اهتماما كبيرا .

ولكنني في الواقع لا انتمي لاحد وليس لي من ينتمي الي !اعني ؛ ليس لدي اقارب من جهة والدي وليس لدي اقارب ايضا من جهة امي . ومن المؤسف ان لا اخ لي او اخت
سمعت صوتا يقول لها:
- اتتكلمين مع نفسك ترايسي؟

شهقت وكاد يغمي عليها ذعرا ؛ عندما خرج طيف طويل من الظلام.
-من.....؟ كريس !ماذا تفعل هنا؟
استند الي حاجز الشرفه ؛ فالتقط نور القمر ما في شعره من لون فضي ؛ ولكن وجهه بقي في الظل .... وقال:
-قررت ان اعاين الجياد وظننتك نائمه

-وانا كذلك ظننتك نائما .... لا ادري السبب ؛ ولكنني لااشعر برغبة في النوم
-اذن ؛ تعالي معي لنحتسي شرابا ساخنا قبل النوم.... فانا لا ارغب في النوم ايضا.
منتديات ليلاس
فكرت لحظه ؛ ثم وقفت :"حسنا جدا"
سارا في بستان الليمون الحامض ؛ ثم توقفت وسط الاشجار تتنشق رائحتها
- أ أ نت من اقترح غرس اشجار البرتقال والليمون في هذا المكان؟
-اجل...لماذا؟

-لانها فكره رائعه. اقف هنا دائما لاتنشق الرائحه التي يعبق بها الهواء واتخيل نفسي في مكان استوائي حيث اريج البساتين ؛ والاسماك الطائرة والسماء الخضراء الشاحبه.... هل فكرت في ذلك حينما غرست هذه الاشجار؟
-اجل...
-اذن...كنت هناك؟
-اجل ترايسي....
مد يده يمسك يدها ...


اماريج 21-05-10 01:59 AM

-هل هذا احد طموحاتك ؟ الذهاب الي افريقيا؟
-اوه .... اجل ...وليس افريقيا فقط؛ فطالما حننت الي اسيا احب ان اري جبل"ايفرست"
وازهار"نيبال" ونراتيل المصلين علي الطرقات الجبليه ؛ وقمة "ديكان" المشتعله, وساسافر يوما.
منتديات ليلاس
كانت تتكلم كحالمه منجرفه في عالم رومانسي تحت ضوء القمر حيث الاريج عابق في الجو.
-لقد انجرفت.....لم اخبر احد من قبل باحلامي .... لكن ؛لو كنت انت هناك.......
-لكنني لم ار من قبل قمة "ايفرست"

- اوه .......... لا اعتقد ان اناسا كثيرين زاروها؛ ولكن المستحسن ان يحلم المرء.

تابعا المسير مجددا..... وقال لها بعد قليل:
-اهذا ما تفكرين فيه حين تنظرين احيانا الي الناس بدون ان تعي وجوهم؟
- وهل اسرح حقا في عالم اخر؟ لم اكن اعرف....
-احيانا
-ربما لانني اكون مركزه علي فهم الامور كما هي ؛ كان ابي يقول لي انني لا افكر الافي اتجاه واحد . وكان يضحك علي لهذا السبب لكنني اظن ان ذلك عجز.

نظر الي شعرها الاسود البراق ؛ثم ابتسم لنفسه:
-اهذا "تنين" اخر تتغلبين عليه ترايسي؟
رفعت راسها اليه:
_اجل... امامي لائحه كبيره منها..اليس كذلك؟ مشكلتي انني اعامل الكلاب معامله البشر واعامل البشر معاملة الكلاب ومشكلتي الثانيه انني افكر في اتجاه واحد فقط ؛ كان لك يوما مثل هذه المشاكل؟

وقطعت ابتسامه خشنه وجهها ...فضحكت عيناه لها:
-ان قصدت ان تسالي عما اذا كان عندي خطايا فنعم طبعا .لا وزن لخطاياك امام خطاياي ؛ لدي طبع حاد كما كان والدك يقول لي دائما
-حسنا ...كان يراه لانه طبعه كان مماثلا لطبعك غير انني لم الاحظ ان عندك طبعا حادا.صحيح انني شاهدتك غاضبا باردا ولكن لم ار الغضب الشديد يستولي عليك ؛اعتقد ان للعمر اثره في هذه المساله فهو القادر علي ان يخلصك منه
ضحك ساخرا
-عزيزتي ترايسي...احيانا اشعر وانا برفقتك بانني اب عجوز.

توقفت عن السير لتلتفت اليه:
-اتعلم انها اكبرمشكله علي مواجهتها؟ احس احيانا انني ناضجه ولكن شخص ما يحجمني فاشعر بانني طفله ساذجه؛ وانت خير من يفعل بي هذا في الواقع حجمتني مرتين هذا اليوم ؛ وهذا ما فعلته ايضا لولا فهل انا طفله...الي هذا الحد؟
اظهر نور القمر وجهه فشعرت بالراحه خاصة وهي تري عينيه تضيقان وشفتاه تلتويان ولم يلبث ان رفع يدا لمس بها جهها ؛ وقال برقه غريبه:
-اجل لست طفله ولكنك ساذج ؛ واظن انك ستبقين ساذجه دائما لان والدك كان هكذا بطريقه ما وهذه السذاجه ستكون ميزة ثمينه عندما تكونين شديدة الدقه فلا تقلقي ترايسي

سحبت نفسا عميقا ؛ ولم تعلم ما الذي دفعها لتقول
-هل احسست قط بالوحده . هل هذا امر ..طفولي؟ هذا هو حقا سبب عدم رغبتي في النوم الليله...
تحركت اصابعه علي وجهها ؛ ثم تغير بريق ما في عينيه .ثم ترك يدها قائلا :"اعرف"
-وكيف تعرف؟
منتديات ليلاس
-ليس صعبا التكهن .... وليس الليله بشكل خاص ... لكن حين وجدت صعوبه بالتخلي عن ذلك الكلب ؛ ادركت تماما ما احسست به
قالت بصوت خفيض:
-اوه.... ولكن... يكون الامر احيانا اكثر مما يثيره كلب صغير....
هزت كتفيها تبتسم ابتسامه مرتجفه :
-في الواقع .... لااشعر هكذا دائما... وسانجو, فانا قاسيه جدا داخليا . لااشك في ان ضوء القمر ورائحه زهر الليمون هما من جعلاني جياشه العاطفه.
تثاءبت فجأة فابتسمت:
-هاك ...اظنني سأنام نوما عميقا بعد هذا كله


اماريج 21-05-10 02:00 AM

نظر اليها مفكرا؛ ومد يديه ليمسك بكتفيها ؛فرفعت راسها اليه بتساؤل فقال برزانه:
-اعتقد انه مسموح لي ان اقبلك قبله ابويه متمنيا لك ليله سعيده ولكن بامكانك المجئ لشراب ساخن مع ذلك

هزت راسها نفيا ؛ وبدا لها انهما تبادلا النظرات فتره طويله قبل ان يضمها بين ذراعيه ويحني راسه معانقا
لم يكن عناقه سوي لمسه خفيفه ولكنه صدمها بشكل غير مألوف وجدت ان انفاسها انقطعت كما حدث في المرة السابقه ؛ولكن في هذه المره اضيف الي ما شعرت به احساس مذهل بحنايا جسدها ؛ وخفته ونعومته امام قساوة جسده وقوته
احست للمرة الاولي في حياتها بارتباك مفاجئ واحساس بانوثتها ويتفهم لطبيعتها النسائيه كما احست ان الفوارق والحدود التي طالما فكرت فيها ؛ قوة جعلتها تشعر بدوار غريب ؛ رافقه شعور خاص من الحزن ...والسبب انا في الوقت الذي كانت تختبر فيه يقظة عجائبيه كانت مجرد طفله بالنسبه اليه.

ثم ؛تركها وارتد الي الخلف ؛فرفعت يدها الي وجهها بحركه لا واعيه تقلص شئ ما في وجهه وهوينظر اليها ؛فاحست بقلق وارتباك كبيرين فانتزعت يدها منه ؛وتورد وجهها بشده ثم بدا لها ان قدميها فقدتا القدرة علي اطاعة اوامر عقلها الذي كان يامرهما بالركض ؛ وظلت علي هذه الحال حتي قال بصوت متعب اجش:
اذهبي الي النوم ترايسي...

ثم ارتد علي عقبيه مبتعدا وعندها تحررت من السحر الذي استحوذ عليها والذي سمرها وكان ان عادت اي كوخها متعثره فدخلت الي فراشها وعقلها متعب اجوف

*****

بعد عدة ايام اضطرت للاعتراف بان عالمها البراق السعيد اصبح مكانا رحبا للتوتر والضيق.... كانت قد حاولت يائسه الاتفكر في ذاك العناق الذي كان تحت ضوء القمر ولكن عدم التفكير فيه كان المستحيل عينه.
منتديات ليلاس
كافحت بشدة لتتصرف وكأن شيئا لم يحدث ولكنها ظلت عاجزه عن منع نفسها من التفكير في تلك اللحظات وكانت كلما تذكرت وجدت نفسها ترتجف ؛وتحس بالبروده وبالحراره معها

تساءلت هل فكر في الامر هو ايضا . ولم تكن قد رات عليه ما يدل علي ذلك وعندما رات عليه بعض الامعان في التفكير عزت ذلك الي اسباب اخري . احست ان جوا محددا احدق به واقنعت نفسها ان السبب هو عروض البيع السنويه التي تجعلهم جميعا متوترين
كان هناك امر اخر يقلق نفسها الا وهو دان رانكين الذي تمنت لو ان لولا لم تقل شيئا عنه فقد اصبحت مطاردته لها واضحه ولعل ابرز ما اظهر تصرف دان الغريب هو كيلي الذي كان يظهر كراهية غير عاديه تجاه الرجل الطويل الاحمر الراس الشريك في "تيار تاهيتي" وكانت هذه الكراهيه غير عاديه
كانت كراهية كيلي لدان وملاحقة دان الدؤوب لها سببا اخر في توتر اعصابها ففهمت ما عناه كريس حين تحدث عن الوقوع تحت الحصار.


اماريج 21-05-10 02:02 AM

ولكن دان رانكين رغم هذا كله لم يكن مزعجا فلم يقل ما وترها ؛بل علي العكس كان يدفعها احيانا للضحك بمزاجه الجلف ولم يكن هناك ما يجعلها تشك في دان هذا سوي تلك النظره الغريبه المزعجه المطله من عينيه
وتابعت الحياة مسيرتها ؛واكتشفت مع مسيرتها انها لا تستطيع السيطره علي افكارها او منع نفسها من التمني لو انها اكبرسنا وفي احد الايام .بعد بضعة اسابيع وجدت نفسها تعتبر الاوقات المزعجه والمتعبه التي قضيتها في العمل جنه اذا ما قورنت مع...

بدا ذلك اليوم كأي يوم عادي كان الجو صافيا والجياد في حركه دؤوب ونوافير المياة ترش العشب والمروج الخضراء
يومذاك وقعت فتاه صغيره عن دراجتها فجرحت ركبتها وكانت ترايسي في هذا الوقت راكبه بسيارتها تريد الوصول الي "نيرانغ" لاحضار البريد ...كانت الفتاه قد مزقت ثوبها المدرسي وارتجفت ارتجافا شديد جعلها لاتذكرا عنوان منزلها
بل لم تكن هذه الفتاه متأكده تمامت من اسم عائلتها .فوضعتها ترايسي في سيارتها .

وخبأت الدراجه خلف اجمه؛ علي ان تتخذ تدابير اخر بشأنها لانه لم يكن للدراجه مكان في سيارتها الصغيره ثم اصطحبت الفتاه الناجيه الباكيه الي المنزل وفي المنزل غسلت لها ركبتها ورثت ثوبها ثم قدمت لها كوبا من الحليب ثم صحبتها لمشاهدة قفص طيور عائلة فوكس الذي يحتوي علي مجموعة ملونه من الببغاوات الاوستراليه وطيور الحب والكناري.... فلما رات الفتاه الطيور نسيت مشكلتها وامضت ترايسي وقتا طويلا تقنعها بالابتعاد
ولكن مر الوقت ؛ولم تدرك ترايسي مرورالوقت الا حين عادتا الي السياره وشغلت الراديو استعداد للانطلاق ؛ ولكنهاسرعان ما توقفت مصعوقه عند سماعها تحذيرا مذاعا من الشرطه

كان القدر وحده هو من جعل جاك ولولا يغيبان و من جعل كيلي ومايكل يختفيان ولهذا لم تجد سوي كريس للاستعانه به
وهكذا وقفت في مكتبه الكبير ومعها الفتاه المرتبكه فسمعت كريس يقول بملل لا متناهي وهو ينقل بصره بين الطفله الباكيه وبينها:
-ماذا اري بالله..... عليك؟ طفله شريده؟
-اجل ...لا !حدث امر...
منتديات ليلاس
سحبت نفسا عميقا قبل ان تشرع في شرح ما حدث ... فسأل بنفاذ صبر:
-حسنا ؟ وما المشكله؟ كان من الافضل لو اصطحبتها الي مدرستها وتركتها عندهم لئلا يفتقدوها ؛ او لئلا يطلقوا الريف كله بحثا عنها ولكن....
قاطعته بجفاء:
-هذه هي المشكله .انهم يبحثون عنها ...وانا... سمعت في الراديوا من نشره الشرطه بان الفتاه نسيت غداءها في المنزل فقصدت امها وجارهم المدرسه تحمل اليها الطعام وبالطبع وجدت ان الفتاه لم تصل الي المدرسه فعادت وفتشت عنها ووجدت الدراجه ... فاستدعت الشرطه وها هم يذيعون تحذيرا ويهددون الخاطف والانكي ان من يقود حمله التفتيش هو ذلك الشرطي الذي كنت السبب في اصطدام سيارته

وقف كريس بسرعة فذكرتها حركته الرشيقه بنمر يوشك علي الانقضاض علي فريسته فارتدت خطوة الي الوراء وهو يقول:
-يا الهي ... لا اصدقك احيانا ترايسي ! منذ متي الفتاه معك؟
شحب وجهها اما م غضبه المستعر :انا؛انا....
- لاباس ...اسرعي الي السياره وساكون معك بعد دقيقه
واستدار الي الهاتف.

واعقب هذا اكبرحدث درامي في حياة ترايسي ولم يخفف من وقع الامر عليها حتي مساعدة كريس ودعمه عندا راح يشرح للضابط المتوتر الاعصاب الذي جعلها تشعر بانها كبرت عشر سنين في ظرف ساعات... والانكي انها ظلت تري غضب الضابط المطل من عينيه وهذا ما اخافها وارعبها
حين عادا الي المنزل خرجت من السيارة


اماريج 21-05-10 02:08 AM

وكانت علي وشك الفرار عندما قال لها:
- لا... لاتهربي..... لدي ما اقوله لك ترايسي
اختار المكتبه مكانا لما سيقوله . ولم يكن ما قاله جديدا عليها ولكن كريس في هذه المره كان اعنف ؛ واقسي فارتجفت داخليا واحتاجت الي قوة ارادتها لتحول بينها وبين انهمار دموعها بسبب قوة كلماته وخشونتها
اخيرا اصبح ما يقوله فوق طاقتها فرفعت راسها تنظر بعينيها الرماديتين نظرة الم وقالت بجفاء:
-لا اهتم بماتقول ...ان الفتاه اصغر من ان تركب الدراجه وحدها للوصو ل الي المدرسه ...انها مجرد طفله ولا يحق لك ان توبخني هكذا ...فانا....


-وما شأنك انت ان كانت كبيره ام صغيره ثم لماذا لا اوبخك ؟انت قادره علي استفزاز نبي او قديس
-لماذا توبخني ؟ لم يحدث ان وبخني ابي يوما؟
-لم يكن ابوك يوبخ احد...ومن المؤسف انه لم يستثنك في القاعده

احست بشفتيها ترتجفان:
-بم اخطأت؟ وهل كان خطئي جسيما فعلا ؟ كان ما جري اليوم حادثه منكوده .فلولا نسيان الطفله لطعامها في المنزل لما حدث شئ من هذا القبيل ..وانا مازلت افكر ...
-المشكله انك لا تفكرين ترايسي ولهذا تزجين نفسك في مشاكل لا حصر لها .. لقد سئمت من ان اكون ملاكك الحارس ... فأنت لا تحتاجين الي اب !بل الي زوج يشغلك في الفراش وخارجه؛ويجعلك تنجبين الاولاد ليرضي غرائز الامومه عندك وعندها فقط لن تجدي وقتا تنفيقيه علي كلاب الناس وجيادهم واولادهم

فغرت فاها ولكنه لم يكن قد انهي حديثه .فقدابتسم بغير لطف امام تعابيرها وصدمتها وقال بخشونه:
-وعندها سننعم جميعا ببعض الهدوء ؛ وهذا ما ينقصنا في الوقت الحاضر بسببك
صاحت غاضبه ؛تمسح الدموع التي تساقطت :
-اوه! انا...حسنا من الافضل ان افعل شيئا بهذا الخصوص

وارتدت علي عقبيها تنزع يدها من اليد التي مدها ليحول بينها وبين الخروج ولكنها هرعت الي الخارج لا تلوي علي شئ

اكرهه...اكرهه كانت تكرر هذا الكلمات عندما ركبت سيارتها الصغيره ؛وقادتها بجنون كادت معه لا تتجنب احد اعمدة المدخل همست بسخط:
-كيف استطاع ان يقول لي ذلك ؟ كيف استطاع؟

طوت بضع اميال قبل ان تفكر في ماذا تفعل ثم لم تلبث ان حولت مسير السياره الي منزل السيد نيوتن وزوجته
حين وصلت ؛لم تجد احدا في المنزل وحمد الله ...علي ذلك لان عدم تواجدهما منحها بعض الوقت لاسترداد جأشها ؛وتنظيف وجهها ... وفيما كانت بغرفة الجلوس بانتظار آل نيوتن فكرت في انهما لن يمانعا ابد في ان تستخدم المفتاح الذي يتركانه عادة تحت احد اوعيه النبات علي الشرفه
منتديات ليلاس
حين عادا السيد نيوتن وزوجته اخير وجدت من المستحيل ان تخوض فيما بدا لها الان مجرد وهم لا منطق له
بقيت معهما حتي شعرت بالهدوء وعندما بلغت الساعه الخامسه فكرت انها استعادت عافيتها لتقفل راجعه الي الكوخ ولكنها لم تستطع تصور ردة فعل كريس حين سيراها ثانيه
ولم يكن لديها دليل علي ان هذا اليوم الكارثه قد انتهي

نهاية الفصل الثالث


اماريج 21-05-10 02:15 AM

4-هل تقبلين هذا الرجل؟

كانت في منتصف الطريق عندما تداعت سيارتها وتوقف المحرك عن الحركه كالميت؛ نظرت ترايسي الي عداد الوقود بقلب واجف وعرفت فورا سبب توقف السياره ....كانت ستملأ الخزان هذا الصباح؛ ولكنها في خضم ما حدث نسيت.

والانكي انها سلكت طريقا مهجورا . ماذا تفعل الان؟ فهي وان استطاعت الحصول علي سياره او دراجه ناريه تقلها الي اقرب محطه فهي لاتملك النقود
القت رأسها فوق المقود متأوهة:
اوه...لا ! ماذا سأفعل الان؟ سأسير ولكن امامي ميلين علي الاقل حتي اصل الي اقرب منزل استطيع استخدام هاتفه و....
لكن المصيبه ستكون اعظم واجل عندما ستضطر لشرح هذه الحادثه السخيفه لكريس وهذا ما لا تطيقه.

ثم قفزت مذعورة عندما سمعت صوتا رهيبا فأطلت برأسها الي الخارج فاذا السماء ملبده بغيوم ضخمه دكناء ؛تنذر بعاصفه شريرة؛ اغمضت عينها واستندت بتعب وهي تشعر بعجز كامل شامل وكأن اثقال العالم كله تضغط علي كاهلها
بقيت هكذا فتره تصغي الي الرعد؛ ثم فتحت الباب وخطت الي الخارج ؛ولكنها سرعان ما قفزت الي الوراء عند مرور سياره مسرعه؛ توقفت فجأة مصدرة صريرا مزعجا ثم عادت اليها..
كانت مرسيدس قد سبق ان شاهدتها وامام عينيها المذهولتين توقفت السياره ؛وخرج منها دان رانكين؛قائلا بابتسامه:
-ترايسي ....ياللصدفه ! ما الخطب؟

-انا ...لقد نفذ وقود السياره ....فهل.... تحمل معك وعاء وقطعة خرطوم لاستطيع سحب القليل من خزانك؟ وسأدفع لك....
-اخشي انه ليس لدي مطلبك ... ولكن سأقلك الي المنزل.
-اوه... لا يمكنني ان اطلب منك هذا الطلب انت ذاهب في الاتجاه المعاكس...ولكن يمكنك ان تقلني الي اقرب مكان ما علي طريقك لاتصل....

واضطرت لرفع صوتها عندما بدأت اولي بوادر الريح بالصفير واولي قطرات المياه بالانهمار.
-ترايسي....انها عاصفه هوجاء ولا اظنك ترغبين في ان تكوني في خضمها. وعلي ما يبدو انت مضطره لقبول عرضي
-لكن؛ ماذا عن السياره؟

-هناك شئ واحد اكيد وهو انه لن يستطيع احد قيادتها .هل حذرك احد مؤخر من قبول دعوات الغرباء لتوصيلك ؟ انا لست غريبا صحيح؟
-لا....لا....اعني.....
ابتسم:
-اذن ؛ ثمة من حذرك مني شخصيا .....فهل تتصورين انني اقدم علي خطفك لاحمللك الي قصري حيث مصير اسوأ من الموت!
كان يتكلم بهدوء ؛ مع ان المطر ثقل والريح اشتدت ...فقالت بغضب:
-انا لا اتصور شيئا من هذا القبيل.

ايقظت كلماته الخوف الهاجع الذي كانت تشعر به نحوه ولكنها في الوقت ذاته بددت مخاوفها السخيفه تلك عضت شفتها؛ وتورد لونها. واحست بالغباء خاصة عندما قال لها :
-نحن نتبلل ترايسي...
-اوه...اجل....حسنا شكرا لك ....اعتقد انها فكرة جيده
-لا شكر علي واجب

لكن كان في عينيه تلك التسليه التي شاهدتها في عين كريس من قبل.... فقبلت وصعدت الي المرسيدس .
تمتم دان وهو ينطلق بالسيارة :
- بالمناسبه كان رئيسك يبحث عنك في وقت مبكر
تطلعت اليه بعصبيه ؛فابتسم لها قائلا:
-اه؛خلتك تتنصلين من العمل علي ما يبدو اخطأت.
-اتنصل...؟

-نعم ؛ بدون ان تطلبي اذنا .فلم يكن كريس في مزاج جيد عندما كان يبحث عنك
استوعب هذا بصمت ؛ ولم تستطع كبح ارتجافها ,....
تابع دان يسأل بطريقه عفويه:" هل وقع بينكما شجار؟"

-نعم ؛يمكنك ان تقول ذلك.
-اتريدين اخباري بالامر؟
وانفتحت ابواب السماء؛ فتساقط المطر وكأنه شلال متماسك؛ جعل الرؤيه معدومه فردت ترايسي بصوت ضعيف:
-لا ....شكرا لك....كانت غلطتي ..
منتديات ليلاس
تلاشي صوتها ؛ وما ارعبها ان دمعتين كبيرتين انسلتا من بين اهدابها المرتعشه...فسارع دان يوقف السياره جانبا :" يا طفلتي العزيزه"
انتفضت ترايسي واستدارت اليه قلقه:"ماذا تفعل؟"

-لا استطيع ان اقود في مثل هذه العاصفه...سأكون كمن يدعو الحوادث اليه عمدا ولكن سرعان ما ستمر ؛فهذه العواصف الغيميه لا تدوم... اضيفي الي هذا اننا لانبعد سوي ميل عن المنزل؛ وفي هذه الاثناء بامكانك البوح بكل المشاكل التي تجثم علي صدرك ؛ فالبوح لشخص اخر بما يعتمل في صدرك مفيد ؛ وانا كتوم يعتمد عليه ....اكان متوحشا معك؟


اماريج 21-05-10 02:22 AM

انه هكذا احيانا.
تحركت ترايسي في مقعدها غير مستريحه وتمنت لو يغير الموضوع . ثم قالت بلهجه هادئه وهي تحاول كبح دموعها
-لا...لكنني وضعت نفسي في موقف مربك هذا الصباح ؛ وهذا ما جعله يساعدني للخروج منه
-اخبريني بالامر

واخبرته وان علي مضض؛ ولكن لم تذكر شيئا مما حدث في المكتبه؛ فابتسم دان رانكين باشفاق ؛ وكبح ضحكه قبل ان يقول :
-لا اري مشكله .كان يمكن ان يحدث هذا لاي كان
منتديات ليلاس
استدارت اليه:
-هذا ما قلته ...اوه ... لكن يجب ان اعترف ان مثل هذه الامور تحدث معي دائما ...واظن انني ....اخطئ عادة مع الناس ...وفي الواقع ؛افكر احيانا في ان اصبح راهبه....ويبدو ان هذا الطريق هو الباقي امامي

ضحكت في اعماقها وهي تقول له ذلك فالم تتصورقط نفسها راهبه . وفيما كانت مبتسه نظرت الي رفيقها الطويل الاحمر الراس متوقعه منه احساسا مرحا كاحساسها ولكنها منيت بصدمه عندما لم تجده ضاحكا او مشاركا في رحله خيالها الصغيره هذه.
بل كان ينظر اليها بتركيز مميت نظره سرعان ما عرفتها لانها شاهدت مثلها قبل الان ؛مع انها كانت من قبل مرفقه بابتسامه .... الا ان لا مجال للخطاء فيها الان ؛فحبست نفسا عميقا.
-انا...
تسللت ذراعه الي كتفها وسال بشفتين لا تكاد تتحركان:
-انت ماذا؟ اتعرفين ان ثغرك اجمل ثغر وانه لا يشبه ابد ثغر راهبه؟ وسيكون من العار الصارخ رؤيتك مسجونه في دير.... فانت خلقت للحب؛ والدلال.

تضرج وجهها بشده فهمست :"لم اكن جاده"
تمتم:
_ان لتورد وجنتيك تاثير مدمر في, والانكي انني كنت اراقب هذا التورد من بعيد وها انا اري نفسي عاجز عن المقاومه لحظه اخري.
اقترب منها ببطء يلفها بذراعه..بعد هذا ؛لم تكن ترايسي واثقه من السبب الذي حرك ذعرها. كانت تفكر حتي تلك اللحظه بان هناك طريقه ما للتعامل مع مايحدث ؛ولكن تفكيرها السليم تخلي عنها فجاه .
وتركها في قبضة رعب هائل وهذا ما دفعها الي معاملته بالطريقة التي عاملت بها كيلي هنتر منذ اسابيع.
فقد ابعدت راسها عنه واطلقت صفعه علي وجهه فدوي صداها دويا.. ولكنها ازدادت رعبا لانها رات ان صفعتها تلك زادت متعته فقد قال بصوت منخفض اجش :
-ايتها القطه الشرسه ...ستدفعين ثمن هذا .وستحبين كل دقيقه الهذا السبب صفعتني؟
شهقت باكيه:
-لا...لا.... ارجوك ...دعني ....دعني اذهب

واخذت تتلوي بين ذراعيه بياس
مرر اصابعه في شعرها:
-ليس بعد ياحلوتي ...اقسم بالله ان لك روح مقدامه وهذا ما يعجبني .

وشدها اليه ثانيه ؛مطلقا يدا عابثه امسكت شعرها بطريقه اثارت احساسا حادا بالالم كان يجب ان تكون هذه اللحظه مناسبه للتوقف عن المقاومه فقد استرخت في اشمئزازها ولم يكن الاشمئزاز وحده هو ما ظهر عليها بل رافقه غضب شديد جعلها تصيح به
- اه كان الجميع علي حق في ما قالوه عنك.. كيلي هنتر يساوي عشرة منك
منتديات ليلاس
استرخت قبضته برهة ثم قال وكانه لا يصدق :
-كيلي هنتر؟
-اجل
ضحك:
-ظننتك تحبين كريس ...في الواقع كنت واثقا من هذا ...فقد حذرني منك وكانك ابنته ... لكن يجب ان احذرك حبيبتي ؛بان لا قلب لكريس .. فقد فقده منذ سنوات ووضع مكانه قطعه صوان...اما كيلي فهو يشبه القرد الممسوخ الذي يحاول العزف علي الكمان . علي حسب قول القصه ....هكذا كان يتقرب منك ...لذلك نسيت امره
نظرت اليه بكراهيه وازدراء شديدين ولكنه ضحك ثم شد ذراعيه حولها ....اعقبها دقائق من العنف عضته وخربشته ولم تلق اي نجاح يذكرا


اماريج 21-05-10 02:27 AM

ثم سمعا ضربه تثير الرعب قذفت بهما الي الامام ودفعت دان الي الشتم قائلا:
-لقد صدمنا احدهم من المؤخرة...
استغلت ما حدث ؛ففتحت الباب في لمح البصر وتسللت الي الخارج وكانها سمكة" الانقليس" علي الرغم من سبابه العنيف الهادر ويده الممدوده نحوها.. ثم اخذت تركض تحت المطر ولكنها سمعت اثناء فرارها صوتا غريبا غاضبا يستمطر غضب الله علي دان رانكين

شجعت نفسها وهي تجر قدميها علي المضي قدما رغم تعبها الشديد المطر المنهمر.
-انه ميل فقط يالهي كان يمكنه التغلب علي بسهوله في سيارته ...ارجوك يا ربي لا تجعله يلحق بي ثم شهقت شهقه راحه عندما شاهدت عواميد البوابه البيضاء والمصابيح المضاءة فوقها وكانت تمر بالبوابه ؛ حين اضطرت للوقوف بسبب وخزه عنيفة في خاصرتها ؛ولم تع ان هناك سياره قادمه نحوها حتي رفعت راسها ولكنها حالما رفعت عينها اعمت الانوار الباهرة بصرها وسمعت صرير الاطارات وهي تتوقف علي بعد انشات منها
من خلال ضباب الالم الذي لفها ؛والمطر النصب عليها عرفت ان من وجدها في هذه الحاله المرزيه هو كريس وكانت واثقه من ذلك حتي قبل ان يشرف عليها جسده الطويل وقبل ان ينطق باسمها بطريقه لم تترك لها مجالا للشك في حالته العصبيه
وجدت ان كل ما كانت قادره عليه هو القعود جالسه فوق الاسفلت الرطب ووجهها بين يديها
*****
قال لها كريس:
-والان....هل لك ان تشرحي ما حدث و تبرري نفسك ؟

نظرت ترايسي عاجزة الي فنجان الشاي الساخن بين يديها ؛ ولم تستطع التفكير كيف ستبدأ حتي مع ذلك؛ فقد كانت هذه اللحظه مسلطه فوق رأسها طوال الساعه الاخيره وبالتحديد منذ حملها كريس الذي وضعها امام السيده بريتونز الدهشه طالبا منها تنظيفها.
وهذا ما فعلته فقد دفعتها الي الحمام فاستحمت وارتدت ثيابا نظيفه ثم راحت تضع المطهر الاحمر علي الخدوش والجروح التي اكتسبتها ترايسي من عدة مصادر معظمها من الانزلاق فوق الارض المبلله عدة مرات... وقالت لها السيده وهي لاتصدق ماتري:
-ولديك كدمات كذلك. علي عنقك وكتفيك وكأنك كنت ...... لكن بكل تأكيد هذا غير معقول...
نظرت ترايسي الي نفسها في المرآه لاول مرة وارتجفت ,ثم ردت عليها بهدوء:
-ارجوك؛لا تضعي المزيد من هذا الدواء علي.... ابدو فيه كمهرج ارقط.
منتديات ليلاس
-ان ما تحتاجينه بالفعل هو ضمادات بارده .ماذا اصابك حبيبتي؟
انقذها من الردود وصول كريس الي غرفة النوم المجاورة للحمام كان يحمل فنجانين من الشاي ولكنه سارع يستغني عن السيده بريتونز بجفاء فنظرت الي غرفة النوم المخصصه للضيوف ؛وقالت:"هنا"
رد ساخر:"اجل هنا"

نظر اليها وهي ترتدي بيجاما ضخمه من بيجامات السيده بريتونز القطنيه ثم الي عينيها ...فغاصت خوفا في اريكه ذات مقعدين .ثم سمعته يقول:
- مازلت انتظر ردك ترايسي!
كانت الكلمات هادئه ولكنها لم تشك في اللؤم المستتر وراءها
فارتشفت قليلا من الشاي لتهدئ اعصابها وقالت مترددة:
-قمت بعمل احمق


اماريج 21-05-10 02:36 AM

قال ساخرا:
-ادهشتيني
وقف امام النافذه فتأملت ثيابه التي ارتداها منذ قليل ؛ ثم نظرت الي شعره الكث الاسود الذي ما زال رطبا. بدا لها طويلا يثير الخوف. وجذابا بشكل لا معقول ...عندما رفع عينيه اليها اجتاح وجنتيها احمرار شديد وعقلها ارتباك رهيب ...كيف لي وانا اكرهه واخافه ان اشعر بالمشاعر ذاتها نحوه دائما؟
كيف لي ان احس بالعذاب حين اكون قربه خاصة بعد ما تفوه به هذا الصباح ؟ لكن هل احاول اخفاء مشاعري ؟ ربما لا..... فما دام دان رانكين قد استطاع ملاحظه هذه المشاعر....
اه ...يا الله وانتزعت نظرها عنه ....هل هذا عدل ؛خاصه حين افكر في مدي سيطرتي علي كيلي

-ترايسي ....انظري الي
قطع صوته عليها افكارها ؛ فابتلعت ريقها واجبرت نفسها علي رفع بصرها اليه ...فقال:
-والان.... هلا اخبرتني كيف وصل بك الامر الي ان تكوني عرضه لحادثة وضحيه اغتصاب في آن واحد .ابدئي من البدايه ؛وهذا حسب ظني بعد مغادرتك منزل السيد نيوتن
اتسعت عينها دهشه:
-وكيف عرفت؟

-عندما تواريت عن الانظار طوال النهار ؛بدا لي اخيرا انه المكان الوحيد الذي قصدته . اتصلت بهما فقالا انك خرجت منذ مدة وتوقعا ان تكوني تخطيت العاصفة وهذا ما لم يحصل لذلك خرجت ابحث عنك

وتسألت بحزن مرة اخري عن أسوأ ما منيت به اهو وقوعها بين براثن دان رانكين؟ علي اي حال انه صديق وشريك
-اين السيارة الان؟
-اوه.... لم يحصل الحادث في سيارتك
-تابعي ترايسي
سحبت نفسا عميقا؛ بعدما ادركت ان لا خيار امامها؛ فاخبرته كل شئ تقريبا؛ حين انهت كلامها كان هناك صمت متوتر ؛ انهاه بسؤال بارد:
-قبلت من غريب ان يوصلك؟ كنت اظنك اكثر حكمه

-لم يكن....حسنا....اعني لم اكن اعرف ما افعل...
-كان يمكنك المسير حتي اقرب منزل والاتصال بي
ردت تدافع عن نفسها:
-لم يكن اقرب منزل قريبا كما تظن ....اضف الي هذا ان السماء كانت توشك ان تصب جام غضبها ...ثم بعدما قلته لي صباح اليوم اصبح طلب المساعده منك اخر ماقد ارغب فيه ... اسمع انا متعبه ؛ وما زال علي ان اعيد سيارتك الي هنا ....هلا اجلنا حديثنا؟ اعترف انني مذنبة في كل شئ فهل استرحت؟
......انا حمقاء ولكنني رغم اقحام نفسي في المشاكل استطيع الخروج منها انما مع بعض العون من الله
منتديات ليلاس
برقت عيناه غضبا؛واستقام في وقفته ثم تقدم منها فاضطرت الي التراجع والجلوس من جديد .... قال بصوت ملؤه الاحتقار:
-لن تذهبي الي اي مكان ؛فليس الامر بهذه البساطه
تمتمت :"ماذا.....ماذا تعني ؟

منعت نفسها بقدرة قادر من التقوقع في المقعد ؛شد فمه حتي اصبح خطا ابيض ونظر بحده الي شفتها التي تعض عليها خوفا؛ثم اجبر نفسه علي الاسترخاء قليلا وجذب كرسيا اخر ليجلس قبالها
-اولا تقولين بفخر انك تخرجين نفسك من المشاكل ولكن فتاه اخري قد لاتكون محظوظه في يوم من الايام.....وهذا يعني ؛ان لا خيار امامنا سوي ان نخبر الشرطه؛ولا شك في انك قادرة علي التعرف الي نوع تلك السياره وتفاصيل وجه مهاجمك
فتحت ثغرها وقالت بارتباك:
-اوه....... لكن...اعني... ما اعنيه.... اظنني مسؤوله جزئيا عما حدث.
-كيف؟


اماريج 21-05-10 02:42 AM

ابتلعت ريقها :
-حسنا ....لا اظنه كان يريد سوي العناق..... لكن.......اصابني الذعر
-ايعني هذا انك تظنين انه يحق لمطلق غريب ان يعانقك؟
-لا طبعا لا....لكن...
-وما الالهام الذي اوحي اليك بانه لم يبغي سوي العناق
-لا ادري

وهبت واقفه ولكنه كان اسرع منها فامسك بذراعها وقال بصوت مهدد:
-اخبريني ترايسي.....لماذا تحاولين حماية من فعل بك هذا؟
صاحت وهي تكاد تبلغ ذروه التحمل:
-ليس الامر هكذا ....ليس كما تظن علي اي حال ...لكن ..... لكن
لمع نور الفهم في عينيه , وقاطعها بخشونه:
-انه شخص تعرفيه .اليس كذلك؟
ردت متهوره :" اه .... اجل"

وارتجفت حين رفعت نظرها اليه فرأته ينظر اليها وكأنه لا يراها ثم تمتم:
-أكان دان رانكين ؟ كان يجب ان اعرف...انت حمقاء اكثر مما ظننت ترايسي ...الا تعلمين انه يرغب فيك منذ اسابيع؟

_انا .....لم اكن اعرف في ما افكر او في ما افعل ...كنت في ورطه الا تري ..و..... ولولا تصرفك المرعب هذا الصباح لما وقعت في هذه الورطه اصلا ؛ولما كنت تفوهت بتلك الكلمات التي اثارت غريزته وهي كلمات ذكرت فيها انني ارغب في ان اصبح "راهبه
وتجمعت دموع البؤس والارتباك في عينيها
ضحك انما بدون مرح :
-راهبه؟ انها غلطتي الان.....صحيح ؟ اذن ؛ يجب ان نفعل شيئا اليس كذلك؟سنتاكد من عدم وقوعك في ورطه بسبب اشخاص اخرين ولانني اكره ان احمل ضميري وزرك ساقوم بهذا الامر ..واعلمي انك ما ان تعتادي علي الفكره حتي تجدينها غير غريبه عنك ....علي اي حال

-انا ....ليس لي ادني فكره عما تتكلم
احتوتها ذراعاه وسألها مبتسما :
-اليس لديك فكرة ,عجبا ...اتكلم عن زواجنا ...عزيزتي ساعتئذ علي الاقل ؛ساتمكن من حمايتك من نفسك ومن العالم البشع الكبير الذي تجدين صعوبه في التعامل معه وستتمكنين من انجاب اطفال ترضين بهم حاجة قلبك
منتديات ليلاس
خرجت من جمودها لتقول بسخط :
-توقف عن هذا...لا تقل هذا ....لست ....لست جادا.
-ولماذا لااكون جادا؟ يري بعض الناس ان هذا سبب وجيه للزواج
سحبت نفسا عميقا ؛ وحاولت التفكير ؛ثم قالت:
-انا لست احد اولئك الناس .....فانا اؤمن بالحب
ابتسم ؛ورفع يده الي مؤخرة عنقها بلطف:
-لن تتعرفي اليه ؛حتي ولو وقع علي قمه راسك ....مثلا: لماذا تظنين انني عانقتك في بستان الليمون؟ اكان عناقي من اجلك فقط؟

تصاعدت موجه مؤلمه حاره من الاحمرار من عنقها الى وجهها فغضت طرفها عنه وحاولت الخلاص من بين ذراعيه بحرقات خرقاء لكنه قاومها:
-انظري الي....


اماريج 21-05-10 03:06 AM

-لا ...لا استطيع ...ولا استطيع الزواج بك كذلك . شكرا علي اي حال ؛ولكنني لن استطيع.
-علي اي حل ستتزوجينني عزيزتي
-كريس...
تنفست بياس ثم راحت تجهش بالبكاء فانهمرت الدموع حاره وعجزت عن السيطره عليها كما لم تستطع منع جسدها من الارتجاف ؛من ردة الفعل والاحاسيس .

رفع يديه ببطء يمسك وجهها ؛ ويمسح دموعها باصابعه ؛ ثم وجدت نفسها تتكئ عليه وتبكي علي كتفه تحاول في الوقت نفسه الاعتذار عن غبائها .
عندما ضمها اليه شعرت بالامان والدفء يتسلل اليها حتي هدأت اخير ونظرت اليه بعينين مغرورقتين بالدموع والدهشه .... ثم تنهدت تنهيدة عميقه وتركت نفسها تسترخي كل الاسترخاء
-ترايسي باربرة....

ادارت ترايسي راسها ورفرفت عينها فقد ادركت انها هي من لفظ اسمها اثناء الحلم كانت الغرفه غارقه بنور الشمس وكانت الريح تفتح الستائر وتدفعها الي الداخل حاملة معها اريج الليمون وعبير الارض الرطبه...فاستلقت بهدوء تعرف ان الشمس الحاره ستبخر المياه التي انهمرت ليل امس

ثم تساءلت كم الساعه ؛ وفكرت ان الوقت متأخر؛ وتساءلت لماذا تحس بهذا الشعور الذي صعب عليها للوهلة الاولي وصفه ثم تذكرت انها استيقظت واسمها علي فمها ؛فعبست ؛واسرعت تستوي جالسة لانها تذكرت ما كانت تحلم به وما كانت تقوله في منامها : ترايسي باربرة تشسترثون اتقبلين هذا الرجل ....
عادت احداث الليله الماضيه تبرز امامها ؛فاحمر وجهها ..يالهي! ماذا فعلت؟ عادت تستلقي فوق الوسادة ووجهها يكاد يحترق ويداها ترتجفان فقد تذكرت موافقتها علي الزواج وانتحابها علي صدره
-لكن كيف اتزوجه. لا يمكنه ان يكون راغبا حقا في الزواج بي ...انه يريد فقط....اه يالله

فيما كانت تهبط درجات السلم قالت لها السيدة بريتونز:
-اه ... هذا انت ترايسي ....طلب مني كريس ان اتركك نائمه ؛ولكنني تركت لك بعض الطعام للفطور ...حسنا تبدين الان افضل حالا حبيبتي ...ما اعجب ما يفعله النوم بالجسد
منتديات ليلاس
ابعدت ترايسي وجهها وقلبها خافق ثم قالت :
-لا ارغب في الفطور ....شكرا لك سيده بريتونز
- فنجان قهوة اذن ....انا لا احب الفطور ايضا اسمعي احملي فنجان القهوه الي المكتبه ؛فكريس يريد رؤيتك

ابتلعت ترايسي ريقها بصعوبه وشدت قبضتيها كانت نوافذ المكتبه مفتوحه علي مصراعيها ؛ فبان المنظر خارجا مغلقا ببخار من الحرارة ؛رفع كريس راسه ينظر اليها وهي واقفه عند الباب قلقه حامله في كلتا يديها فنجانا من القهوة التي يتصاعد البخار منها


اماريج 21-05-10 03:13 AM

تسللت ابتسامه كسول الي عينيه ....وجعلها الارتباك تشيح بوجهها عنه عاجزة تتساءل كيف لها ان تشعر بهذا الارتباك ؛والخجل؛ بعد موافقتها علي الزواج به.
وقف متكاسلا ودار حول المكتب لينقذ فنجاني القهوة من الانامل المرتعشه.

-صباح الخير ايتها السيده غاليهار العتيده.... تبدين افضل حالا هذا الصباح.
تنفست نفسا عميقا بسرعه:"كريس....."

رفع حاجبيه متسائلا ولكن كان فيهما بريق الضحك ؛ فاحست احساسا غريبا بانه يعرف تماما ما جاءت تقوله وان لا طائل مما ستقوله ولكن يجب ان اتحدث يجب ان ادفعه الي التعقل ؛ رفعت كتفيها وتحركت مبتعده عنه ؛تقول بجفاء:
-لا استطيع الزواج بك كريس ؛ واظن ان من الافضل ان ارحل الان
-الافضل لمن؟

عبست ؛تحذر نفسها؛ثم فكرت في ان رحيلها افضل بالنسبه له فاستدارت اليه لتواجهه:
-الافضل لكلينا .....اسمع ....كنت افكر منذ استيقظت ..... قلت لي مره ان طباعك رهيبه ؛واظنها شبيه بطباع ابي كنت اظنك البارحة غاضبا لانني مصدر ازعاج لك ؛وهذا ما كان يقوله ابي ايضا حين يكون المرء في ذروه الغضب يقول اقوالا يندم عليها فيما بعد.....
هجرها النطق فجاه فقد راته ينظر اليها مفكرا وكأن شيئا يدعو للسخريه قد ظهر له ؛ولكن كان كل ما قاله :"هيا اكملي"
منتديات ليلاس
ابتسمت بخجل ؛ثم تنهدت :
-حسنا ....اظن ان الامر سخيف ....نظرت الي نفسي في المرآه هذا الصباح فلما رايت الكدمات احسست انني ابدو امراة ناضجه ولكنني في الواقع انا...اعني انك تظنني....
قاطعها:
-ترايسي ...لننظر الي الناحيه التقنيه فقط؛ انت امراة ناضجه وليس لديك خيار سوي الزواج بي

صاحت :
- بل لدي خيار اخر فلا اظنك تجبرني ؛اه
احست بالدموع تترقرق في مآقيها ؛فامسك يدها يقبل راحتها ؛ ثم لف اصابعه حولها:
-ولكنك تريدين ان يتم هذا الزواج؟
تدفقت الدموع الي وجهها وساد صمت قطعته بقولها:
-اجل ؛ اريد هذا . وكنت افكر بك ؛ ولكن الفتيات يعانين من هذه الافكار....
-ليس الفتيات فقط

-ولكنك حتي ليله امس ؛ لم تظهر ما يدل علي انني لست سوي طفله مثيرة للازعاج ؛وما اعرفه انك تريد ان تتزوجني بسبب .....ما حدث... وهذا لا يساعدني ابدا علي اتخاذ قراري
انتفضت حين قال لها باهتمام بارد:
-وهل ستصدقيني لو قلت لك لانني احبك ترايسي ؟

-انا ....لا ! وهذا ما احاول قوله لك!
-اذن .. اتظنين اننا قادران علي ان يتعلم كل منا كيف يحب الاخر
فتحت شفتيها؛واسرت عيناه عينيها ؛وكانه قادر علي ان يري روحها.
قال لها:
-ترايسي انت تدهشينني ! ظننتك لا تستطيعين مقاومه التحدي؛وظننتك لن تمانعي في ان يتعلم كل منا ان يحب الاخر .كما ان هذا الامر ذو اتجاهين.
-كيف؟
-قلت بنفسك انك مصدر ازعاج لي ... لكن يجب ان تعترفي انني غالبا ما غضبك
-اجل....لكن لا اري....
_ربما سيعلم احدنا الاخر ....لديك مميزات تعجبني كثيرا.
-صحيح؟
ابتسم لها :
-اجل ....وليس اقلها صراحتك المؤلمه....علي فكره حين تتعلمين اكثر ستفهمين انه ليس لديك خيار اخر؛فلا تعذبي نفسك اكثر من هذا
طال بها الوقت لتستجمع افكارها؛ولتقول:
-لكن لدي خيار.....اليس كذلك؟
-لا
همست يائسه بعناد:"بلي"
-لا
مرر اصبعه علي ثغرها ثم اردف :
-ثمة امر لم تأخذيه بعين الاعتبار والا هو ربما كنت احبك

اجفلت بعنف ؛وارتسم شبح ابتسامه علي وجهها ولعقت شفتيها تبتلع ريقها بصعوبه:
-فكرت في ذلك ولكنني وجدته مستحيلا .
بدا عليه التعقل فجأة ؛ثم قال بهدوء ورصانه:
-ترايسي الا ترين انني اشعر بالسعاده لانني سأتزوجك كما اشعر بانني سأنتظر بفارغ الصبر رؤيه اطفالنا.
وحدقت اليه مذهوله
*****
نهاية الفصل الرابع


غرشوه 22-05-10 11:01 AM

روايه مشوقه ننتظر التكمله‏
يعطيج العافيه الغلا لا خلا ولاعدم

لمسة حب 22-05-10 08:19 PM

الرواية مبلشة بشكل كتير حلو و انا كتير فضولية لاعرف شو رح بيصير :f63::f63::f63::f63:ما تطولي علينا وتكملي تنزيلها بسرعة :Thanx::Thanx::Thanx:للمجهود الكبير :Supercool::Supercool::Supercool:

رشارشا 26-05-10 12:18 AM

الرواية مبلشة بشكل كتير حلو و انا كتير فضولية لاعرف شو رح بيصير ما تطولي علينا وتكملي تنزيلها بسرعة للمجهود الكبير

اماريج 31-05-10 04:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرشوه (المشاركة 2316702)
روايه مشوقه ننتظر التكمله‏
يعطيج العافيه الغلا لا خلا ولاعدم

الله يعافيك حبيبتي
تسلمين وشكرا لمرورك يالغلا
تحيااااااتي لك

اماريج 31-05-10 04:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمسة حب (المشاركة 2317272)
الرواية مبلشة بشكل كتير حلو و انا كتير فضولية لاعرف شو رح بيصير :f63::f63::f63::f63:ما تطولي علينا وتكملي تنزيلها بسرعة :Thanx::Thanx::Thanx:للمجهود الكبير :Supercool::Supercool::Supercool:

شكرا يالمسة حب على الاطراء الحلو
وشكرا لمرورك
وانا اسفة عن التاخير يلي صار(النت كان فاصل)
وان شاءالله خلال هذا اليومين بتكتمل
وتحيااااااتي لك ياعسل


اماريج 31-05-10 04:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشارشا (المشاركة 2321640)
الرواية مبلشة بشكل كتير حلو و انا كتير فضولية لاعرف شو رح بيصير ما تطولي علينا وتكملي تنزيلها بسرعة للمجهود الكبير

شكرا لمرورك نورتي الرواية حبيبتي
وان شاءالله هذا اليومين بكملها
تحياااااتي لك ياحلوة

اماريج 31-05-10 04:50 AM

5-السيدة ماما والاسد
.........................
تزوجا بعد عشرةايام كان احتفالا خاصا ....فمن الاسهل ؛كما قال كريس مبتسما ان يواجه الجميع بالامر الواقع ..ووجدت ترايسي نفسها توافقه
قررا التوجه الي منزل السيده نيوتن ليخبراها وكان كريس من قام بشرح الامر للسيد نيوتن قائلا انه وترايسي اتفقا علي الزواج .
وقائلا ايضا بينما كانت يد ترايسي ترتجف في يده ان لا سبب يدعو لتاخير الزفاف؛فهما يعرفان بعضهما منذ ستة اشهر
بدا السيد ثيو مذهولا مرتبكا ؛ الا انه حين استدار الي ترايسي ليتأكد ؛احمر وجهها برقه ؛وقالت له:
-اعرف ان هذا مفاجأة لك.. ولكن ؛ هذا ما اريده

اقنع السيد نيوتن كريس ان يترك ترايسي في منزله لتنتظر قدوم السيدة نيوتن الغائبه؛فتزف لها الخبر بنفسها .
ثم قال بعد مغادرة كريس :
-والان ترايسي....يجب ان اعترف انك طالما اربكتني! هل انت واثقه مما ستقدمين عليه؟
ردت بهدوء ادهشه كما ادهشها:
-اجل

ولكن ربما لم يكن مدهشا الي هذا الحد فهي في اليومين الماضيين ناقشت كل شئ مع نفسها آلاف المرات وفي كل مره كانت تخرج باجوبه مدهشه.
مثلا : اكتشفت ان املا صغيرا رقيقا قد استيقظ في قلبها ؛املا بانها يوما ما ستجعل كريس ينسي لينورا سنكلير .....ثم كان هناك مسألة الاولاد ولكنها رفضت فكرة ان يكون الهدف من الزواج انجاب الاطفال لان ذلك سيجعل الاطفال كبش محرقه
وكان هناك الاوجه التي لم تكن عجيبه في الموضوع ؛وهي واقع حبها لكريس الذي لن يغيره شئ
منتديات ليلاس
ومما توصلت اليه اثناء مناقشة ذاتها انها لن تندم ابدا علي الزواج ولهذا السبب بالذات لم تجادله بشأن الزواج حين قال لها كريس انه يريد اطلاع السيد ثيو علي موضوع زواجهما
شعرت بعد ان اخبرت السيد ثيو بالامر بان حملا ثقيلا نزل علي كاهلها
سمعت ثيو نيوتن يقول:
-سامحيني عزيزتي ....انا اعتبرك الابنه التي لم ارزق بها ولذلك اشعر بان علينا ان نتحدث قليلا ..ففي بعض الاحيان تخوننا مشاعرنا ونقع في جاذبيه جسديه نظنها الحب ...فهل فكرت في هذا الامر؟


اماريج 31-05-10 04:51 AM


فكرت ترايسي قليلا ؛ثم قالت :
-لكن ؛ايمكن للمرء الفصل بين الجاذبيتين ؟ كما انني بعد اشهر اكتشفت ان كريس يجعلني غاضبه احيانا وحزينه اخري ولكن لم يحدث ان فعل ما افقدني الثقه به او يجعلني لا ارغب في ان اكون معه ...انا ...انا ...احبه كثيرا.
-لكنه ...اكبر منك بكثير ترايسي

-اعرف ...ولعل هذا خير لي ؛ فانا لا احب الشبان الصغار ....الا يعجبك؟
-في الواقع ... يعجبني ..لكنني اشعر بانني يجب ان اشير اليك ان الزواج لم يكن قط فراشا من ورود ...وفارق السن قد يصعب من الوضع.

ذعرت ترايسي داخليا ولكنها قالت بثبات:
-اعرف اننا في اوقات معينه سنجد صعوبه في حل بعض المسائل؛كما اعرف انني سأكون مصدر ازعاج للجميع .ولكنني مع كريس اشعر بالامان
-ترايسي...

ترددقليلا ثم اكمل:
-لا تنظري الي نفسك بازدراء ...فان كنت تحبينه حقا ؛فكوني فخورة بحبك...فعلي المتحابين ان يكونا متساويين ...فهل انت قلقه من الا تكوني ...كيف اقول هذا ...من الا تكوني متساويه معه في بعض الاوجه؟
نظرت الي يديها طويلا ؛ثم اعترفت:
-احيانا ...اظن ان علي ان انضج بسرعه في بعض الامور ...واعلم انني لن اندم ابدا علي الزواج به
صمت السيد ثيو ثم قال:
-هل انت واثقه من هذا؟
-اجل

-اذن اقدم لك تهاني الحارة
حين عاد كريس ليصطحبها نظر اليها متسائلا فقالت له وهما في السيارة:
-اطمئن ؛لم اغير رأيي
-وهل حاول اقناعك بتغيير رأيك؟
-لا...
-وهل شعرت بانك تخدعينه؟

صمتت ؛فامسك بيدها التي وضعها علي المقود مع يده:
-ثقي بي ...ترايسي
تلك الليله ؛مدت السيده نيوتن يدها تضئ نور المصباح القريب من السرير عندما سمعت زوجها يتمتم:
-ولكنني رغم هذا كله ما زلت لا اعرف.
وسألته :"لا تعرف ماذا عزيزي؟"

لقد علمتها سنوات من الخبرة الاتحاول دفع زوجها الي النوم اذا كان مشغول البال بشأن امر ما لانه من المستحيل عليها ايضا ان تنام قبل ان يفضي بكل ما في صدره.
-لا اعرف امورا كثيره عن كريس غاليهار؛ اعني انه يعجبني حقا لكن...
-قلت لي مره انه يعجبك كثيرا

-هذا قبل ان اعرف انه يريد الزواج بترايسي!
-واين الفرق في ذلك ؟ فانت بكل تاكيد لا ترغب في ان تتزوج ترايس ممن لايعجبك
-بالطبع لن ارغب في هذا!لكنني لااعرف مااذا كان الشخص المناسب لها

- الانه اكبرمنها سنا؟ لو سألتني لقلت ان هذا بالضبط ما تحتاجه ترايسي
-وهذا ما تظنه ترايسي ايضا!
-لا تسخر مني ثيو .ان الاباء جميعهم يواجهون المشكلة نفسها
-انا لست...
منتديات ليلاس
-اظنك تعتبر نفسك ابا ؛ ولو بالتكليف ..ومن المعروف ان الاباء لا يجدون ان هناك من هو مناسب لبناتهم..
-ما كنت لاناقشك في هذا الموضوع لوعرفت انك ستكونين لئيمه الي هذا الحد
-انا؟ انا لئيمة؟
وضحكت :
-لاباس عليك ؛سأتركك لتعود الي النوم
واستدارت ؛فصاح بها ضاحكا:
-اه ؛عزيزتي انا اسف ؛لكنني لا استطيع منع نفسي من الاهتمام والقلق ...اعني ؛ ان ما حدث كان مفاجأة لي !
-ولكنني اعترف بانه لم يكن مفاجأة لي
التفت اليها وهو لا يصدق ما سمعه :"هل اخبرتك ترايسي شيئا؟"


اماريج 31-05-10 04:53 AM

-لا...لكن المرء يستشف بعض الامور من خلال حديث الشخص الاخر .
-ولماذا لم الاحظ شيئا! حسنا....لا تقولي شيئا ؟ اظنني مجرد رجل لا يلاحظ شيئا ....اما انت فلا...الست قلقة بشأن الزواج مثلي؟
تاخرت السيده نيوتن في الرد ؛ثم قالت :
-ثيو...لا احد يعرف حقيقة ما يجري بين رجل وامراه . لذلك لا استطيع القول ان هذا الزواج مثالي ...الزمن وحده قادر علي ان يكشف ذلك. لكنني احب واحترم كريس غاليهار ؛ وانا اشعر بان ترايسي بين ايد امينه ...مع انني لا اشك ابد في اخلاقها ؛بل الواقع انني احس انها ضعيفه امام ضميرها ؛اتري هذا ...لاتطلب مني شرحا لانني لن استطيع !فهذا ما احس به فقط .لذلك انا سعيده في زواجها من كريس فهي بامس الحاجه الي مرفأ امان

فكر ثيو طويلا ؛ثم قال:
-وهل هوالمرفأ المناسب لها بحسب رايك؟
-اظنه راى نفسه ملاذها الامن والا لما رغب في الزواج بها .انه ليس باحمق او صغير

_اتظنين ....اعني ؛اتذكرين متي وقعنا في الحب؟ اتظنين ان الامر مشابه لهما؟ فها نحن ما زلنا متحابين رغم مضي كل تلك السنوات؟
رق صوت السيده نيوتن :
-لا ادري ....ستكون فتاه مخظوظه ان كانا متحابين مثلنا ؛ انا مضطره لتحمل الكثير
ونظرت نظرة ذات دلاله الي الساعه الصغيره القابعه قرب السرير؛ فسارع ثيو يقول:
-ما رايك لو احضر لك فنجان شاي؟ وهل سيعوض ذلك عن بعض الامور التي تضطرين الي تحملها؟
-ربما ..هذا ممكن
*****
في الايام التي سبقت حفل الزفاف ؛ تابعت ترايسي حياتها كالسابق..
اولا لان كريس كان مشغولا بتنظيم امور شهر العسل المفاجئ مع ان ترايسي لم تعرف المكان الذي قرر قضاء شهر العسل فيه.
لم يلحظ احد اي تغيير في حياة ترايسي الا لولا التي قالت لها انها تبدو مشغوله البال ... فاحست ترايسي بالذنب ولكنها لم تستطع شرح الامر لها لان شرح الموقف بدا لها امر طبيعيا.
وجدت نفسها بسبب العجله في ترتيب الامور لا تري كريس كثيرا ولعلها غالبا ما كانت تراه حين تعمل معه . وكانت مسروره بهذا فقد اكتشفت ان اتخاذ القرار والدفاع عنه في نفسها امرا؛ ومواجهة زوجها العتيد الواثق من نفسه امر اخر

في الواقع كانت متأرجحه بين الذعر وبين الاحساس باللاواقعية فهي لا تصدق
ان هذا يحدث لترايسي تشسترتون
والاسوء من كل هذا ؛ان محنتها المعنويه كانت تظهر عليها كما حدث في تلك المناسبه عندما كان كريس يملي عليها في مكتبه رساله وتوقف فجأه عن الكلام ؛وادار كرسيه نحو النافذه ...فانتظرت بصبر وقلمها جاهز ولكنه استدار ثانية وقال:
-لا اعتقد ان لديك جواز سفر؟

-بلي ......عندي
-ساري المفعول؟
-اجل ...كان ابي يخطط للسفر قبل ان يموت مباشره؛ لماذا تسأل ؟
نظر اليها مفكرا ؛ثم ابتسم :
-افكر ان نستخلص جواز اخر باسمك الجديد . كما اعتقد ان علينا تلقيح انفسنا في الايام القادمه ......اتمانعين ؟
-لا.....لكن لماذا؟
-حسنا ....كنت افكر في الابتعاد عن البلاد اقضاء شهر العسل
-اين؟
-لست واثقا ؛ان الامر منوط باشياء عديده والمهم ان تروق لك الفكرة ام تراك تنظرين الي زواجنا علي انه نوع من الابتعاد عن العالم ترايسي؟
منتديات ليلاس
لعقت شفتيها " لا ادري قصدك
-انت لم تطرحي سؤالاعن شهر العسل او عن شئ عن حياتنا.... بل لم تتفوهي بما هو جديد
امتقع وجهها فجأة ؛وتسألت لماذا تحس انها خائفة من فكرة قضاء شهر عسل مع هذا الرجل
-كنت اظن اننا سنعيش حياة بسيطه كالحياة التي نحياها الان وبامكاني الاستمرار في عملي فانا اتمتع به حقا
نظر اليها بكسل ؛ثم قال:
-حسنا؛ في سياق شهر العسل ؛لماذا لاتخبرينني عما سترتديه اثناء حفل الزفاف ؟
-انا ...انا لم افكر في الامر
وتسألت بقلق عما سترتديه حقا
اتحبين الذهاب للتسوق بعد الظهر ؟لشراء ثوب الزفاف؟

سرعان ما تصورت ترايسي ثوبا ابيض ناصعا ؛ وعضت شفتها ؛ لتقول بارتباك:
-لا....شكرا لك...لا اعتقد ان علي ارتداء ثوب....اعني؛ ثوب زفاف حقيقي ...اليس كذلك؟
-لا بأس ان كنت لا تريدين ارتداءه .وان كنت متردده بارتداء اللون الابيض فليس عليك ذلك لانك برئيه طاهرة في اعماقك اكثر من اي فتاة تدعي البراءة
-لااظنني سأتمكن من هذا
-اذن ارتدي ثوبا ورديا


اماريج 31-05-10 04:54 AM

-اوافقك الرأي ؛ فهو افضل لونا من الابيض
-ترايسي ....لم يكن لاقتراحي مغزي....وما كنت لاتزوجك لولا ايماني بانك تملكين تعقلا كافيا لارتداء ما تحبينه من الوان للزفاف ؛وانت شامخه الرأس
نظر اليها فأسرت عيناه عينها ثم امتد بينهما شئ لم تستطع تسميته شئ اشبه بخيط فضي غير مرئي منحها شجاعة
_حسنا جدا
منتديات ليلاس
-عظيم وستعجبينني مهما ارتديت ...وبامكانك توضيب بعض ثياب النوم التي لن تحتاجي الا اليها....علي فكرة معي بعض الاوراق الرسميه عليك توقيعها ؛وسأحتاج الي جواز سفرك
فتحت فمهالترد ؛ولكن رنين الهاتف اصمتها وما ان انهي مخابرته حتي كانت فقدت الدافع للسؤال.فقد بدا لها ان تفكيره عاد الي العمل ثانية
بعد اربعة ايام ؛عادت الي الحيره من جديد ....ولكنها ساعتئذ كانت متزوجه وعلي متن الطائره المتجهة الي "بيرث" علي شاطئ استراليا الغربي المطل علي المحيط الهادئ وذكري حفل زفافها ما تزال حيه في عقلها
انما مع بعض التشوش الغريب ؛كانت ذكري ازهار الكنيسه وذكري الشموع المضيئة رائعه.

لم تحدث المراسم علي عجله وتكتم كما توقعت بل كانت رزينه غير انها تحولت الي احتفال عندما دخلت جماعه من السواح الي الكنيسة وجلسوا بهدوء حتي انتهت ثم توسلو ليتصوروا مع العروسين

زادت السيده نيوتن علي الاحتفال توزيع الشراب والحلوي والكايك المحشو بالفاكهة في غرفة الطعام الملحقة بالكنيسة.....
حين اصبحت الطائرة فوق "نولابور"سألته:
-لماذا بيرث؟
مد يده الي يدها اليسري التي حملت الخاتم الذهبي وخاتم الخطوبه الماسي وقال:
-ستعرفين لماذا.....لم اكن اعرف انك تأكلين اظافرك

-لا اكل اظافري عادة انما اعمد الي هذه العادة احيانا مع انني اعتقدت انني تخلصت منها .يوما ما سأتخلص منها
-ايعجبك الخاتم؟
-اوه...اجل ولا ادري كيف اشكرك.....هل عرف الجميع في المنزل؟
-اجل ....وهم يتوقعون عودتنا......استطيع تصور المكان في هذه اللحظات
كان الظلام قد ارخي سدوله عندما حطت الطائرة في "بيرث" عاصمة "اوستراليا الغربيه" وعندما انتقلا الي جناح في فندق فخم فكرت فجأة ان من الغرابه فعلا ان تقطع القارة الاوستراليه وهي لا تحمل سوي ثياب النوم وجواز السفر الجديد ....اين يمكن الذهاب من" بيرث"؟

ولكن كريس لم يمهلها حتي تفكر....فقد اتصل لحجز طاوله في مطعم وحين قالت علي عجل ان ليس لديها ما ترتديه طلب منها الا تقلق لانها تبدو في هذا الثوب رائعه .فاطرقت تنظر الي نفسها وتضحك
-ما الامر؟

-حين اشتريت هذا الفستان فكرت لايام وليال كثيرة خاصة....ولم يكن لدي فكرة ان هذا سيتحقق.
-اوه.....سنعتني بمسألة الثياب غدا .اما الان فتعالي.......... لا بد وانك جائعة ؛فانت لم تأكلي شيئا علي متن الطائرة
-اجل ....اجل.....لاشك انني جائعه
ولكنها كانت تشعر بانها غير جائعة فتوترها يشتد كرفاص مشحون باكثر من طاقته .ولكنها رغم ذلك تمكنت من التماسك ساعتين اخريين لا بل اقنعت نفسها بان تأكل شيئا يساعدها علي جو المطعم المعتم وعلي الموسيقي الهادئه ....وقد وبخت نفسها قائله لها انت لاتعرفين عن الامر شيئا ترايسي .فلماذا التوتر في ليلة الزفاف.....اهي غامضة الي هذا الحد؟
منتديات ليلاس
حين عادا الي جناحهما ذي الانوار الخافته وذي المنظر الرائع المطل علي سماء بيرث؛جف لسانها كما يجف الينبوع الصغير في صحراء واسعة ..ووقفت وسط الصالون ؛تلوي يديها بقلق
تقدم نحوها يحمل كأسين من العصير المثلج :"ما بك"؟
تمتمت :"لا؛لاادري"

واحمر وجهها بشدة تحت نظرته الممتعة ؛ثم قالت:
-ارجوك ...لا تظن انك مضطر...ل..اعني..

تحركت شفتاه في شبه ابتسامه:
-الاتريدين مني ان اظهر حبي لك ترايسي؟ اهذا ما تحاولين قوله؟
-لا....نعم....لاادري........


اماريج 31-05-10 04:55 AM

استدار ليضع كوبه من يده ثم استقام ؛فتراجعت عن غير وعي الي الوراء ولكنه لم يتقدم منها .....بل خلع ربطة عنقه ؛ ووضع يديه في جيبيه ينظر اليها بتعبير غريب.
قال اخير بصوت عادي:
-اخبريني ترايسي .....اهذا ما تحاولين قوله؟

همست محاوله استجماع شجاعتها :
-اذا كان هذا ما تريد ....لا ادري لماذا ؛لكنني اشعر بالخجل ...وكأن الامر حقيقي ....بطريقة ما
تقدم نحوها باخذ منها كوبها ويرفع ذقنها بيده :
-اسف لهذا....اسف لانك تشعرين بأن هذا غير حقيقي ؛اما انا فلست اسفا ابدا؛لانك خلابه في خجلك ؛علي اي حل يمكننا معالجة هذا.....تعالي نجلس هناك معا حملها بين يديه وجلس علي الاريكه واجلسها قربه
-مستريحة ؟

حركت راسها بحركه ايجابا ؛فالتوت شفتاه وقال بصوت غريب لطيف:
-من المفيد دائما ان تفعلي شيئا بيديك في اوقات كهذه....لذلك عليك فيما افك ازرار ثوبك ان تفكي ازرار قميصي ! علي اي حال مجتمعنا مبني علي التساوي بين المراه والرجل ...اليس كذلك؟

ضحكت بدون ان تعرف السبب ؛وقالت اول ما خطر علي بالها:
-النساء في اليابان يفعلن شيئا كهذا
-هذا صحيح..... ولا يبدو انهن بسبب ذلك عرضة لخطر المهانه ربما يفهمن هذه الامور اكثر مما نفهمها نحن ...لماذا لانجرب؟
ردت بارتجاف:
-حسنا ....لاادري لماذا اتغابي هكذا ....لم اقصد
-هل تظنين لانني لم احاول لمسك حتي الان انني غير مهتم بك؟

كان طوال الوقت الذي يتحدث فيه يكمل ما يفعل؛ ثم تسللت يده الي كتفيها ليعانقها فجعلته لمسته ترتجف ووجدت نفسها غير قادره علي الرد؛ لان هذا بالضبط قد يكون سبب توتر بينهما .. في اعماق قلبها ؛ تمكنت من كبح فكرة تثير البرد في اوصالها ؛وهي انها وفي صدمة قبولها بالزواج به ؛وسعيها الوجل الي بعض الدفء والسلوان والارتياح والرفقه علي صدره جعلته لا يرغب في مغازلتها
-ترايسي.....اهذا ما ظننته ؟ (قطع عليها افكارها)

مرر اصابعه علي جانب عنقها علي البشرة الرقيقه وراء اذنها ؛ فحركت رأسها موافقه ولكنها انتفضت حين ضحك:
-ليس السبب عدم اهتمامي بك بل اعتقادي بانك تفضلين البقاء علي عفتك حتي ليله الزفاف ...اضف الي هذا انني فكرت في ان هذا الامتناع سيفيدني روحيا ... ثم هذا يعني انه ستكون هذه الليله اول ليله زفاف فانا لم اعانقك قط كما ينبغي ؛اتدركين هذا؟
اترغبين في التجربة ؟اعدك الا يكون عناقنا كالذي اختبرته معي يوما....

نظرت اليه مذهوله ؛وعينها دهشتان فقد تذكرت غزو دان رانكين الخشن العنيف......وعرفت لماذا لم يحاول كريس ان يقبلها او يغازلها تلك الليله
ردت غير واثقة من قرارها:"انا...."
منتديات ليلاس
لكنه اسكتها بحزم ؛واحست باصابعه تتسلل الي شعرها فعنقها ثم جذب رأسها اليه ليقبل جفنيها فوجنتيها واخذت نبضات قلبها تبطئ وكأنما لمساته الناعمه تبعث اليها الهدوء
فيما بعد ؛وفيما بدا انه دهر ؛رفع رأسه ينظر اليها ؛وابتسم لعينيها الناعستين ...ففكرت باستغراب في كل مشاعرها نحو كريسبن غاليهار كانا وكأنهما علي ارض متساويه وهي تتعلم منه ؛حتي تلاشي كل شئ اخر كل مخاوفها ؛كل قلقها
كانت غرفة النوم مظلمة قليلا ؛لا تنيرها سوي الانوار الخارجيه ؛ والقمر المشرق الذي حول الشرفه خلف الابواب الزجاجيه الي ملاءة فضيه . كانت انفاسهما قد بدات تسكن ؛واستلقيا اخيرا بهدوء فاستدار اليه تضع راسها علي كتفه لتنام

*****

صاحت ترايسي :"افريقيا"
هبت من فراشها ولكنها لم تلبث ان عادت اليه لتشد الغطاء الذي انزلق بسبب حركتها المفاجئه تلك
كان يوما براقا مشعا والشمس المنيرة تصب اشعتها علي الشرفه وكانت قد استيقظت منذ دقائق فقط ؛فوجدت انها وحيده في الفراش ولكنها سمعت خرير المياه الاتيه من الحمام
تمطت بكسل ؛وفكرت ان تعود الي النوم ثانيه لانها تحس بنعاس وكسل غريبين ؛وكانت اطرافها مخدرة .
ثم انقطع خرير المياة في الحمام ودلف كريس الي الغرفه وهو لايضع سوي منشفه علي خصره .
وكان شعره الاسود شديد اللمعان ؛تتقطر منه المياه الي كتفيه فتسمرت ترايسي وعرفت ان وجنتيها توردتا بدون ان تستطيع فعل شئ بهما
جلس علي حافة السرير ثم راحت عيناه تمازحانها بانزعاج
لم يلبث ان وضع يديه علي خصرها وطبع قبلة خفيفة علي رأسها وقال :
-تبدين وانت نائمه ابنه خمسة عشرة عاما ترايسي....اتعرفين هذا؟ لقد شككت في انني ممن تستهويهم الفتيات المراهقات .....


اماريج 31-05-10 04:56 AM

-لكنني لا اشعر بانني في الخامسة عشره.....
ابتسم وكأنه يضحك علي سخرية ما ؛ثم قال:
-كيف تشعرين؟ تملكين القوة الكافيه للسفر الي افريقيا؟
ووقف فصاحت:
-افريقيا ؟هل ....قلت ؛افريقيا ؟
ثم جلست مرة اخري ولكنها في هذه المرة كانت تمسك بالغطاء
رد بتكاسل :
-حسنا ....اظن ان هذا ما قلته...لكن الطريقه التي ترفعين فيه هذا الغطاء توحي الي بفكرة اخري

ردت بارتباك:"اه..."
واخفضت الغطاء انشين ثم اردفت :
-لكن ....اكنت.....هل انت....جاد
-جاد كل الجد .تبدين تعبه ومتزمته وشديده التكلف....وهذه دعوه للتخلص من كل هذا
قالت مقطوعة الانفاس :"كريس؛انا...."

رفع حاجبيه وعاد للقعود قربها:
-انت ماذا ؛ترايسي ؟اتظنين ان المعاشرة الزوجيه تتم فقط في ساعات الليل المظلمه ؟اتجهلين مدي جمالك ؟الا تعلمين ان الازواج يحبون النظر الي زوجاتهم في اي ساعة من ساعات اليوم؟
احمر وجهها ؛وقالت مرتجفه:
-ربما هذا ما علي ان اعتاد عليه
لمعت عيناه ....ثم التقط يدها يلثمها ويقول:
-ربما ....عم كنا نتحدث ؟
-عن افريقيا....سألتني ان كنت املك القوة الكافيه للسفر الي افريقيا لكنني ظننتك تمازحني

ابتسم :
-في الواقع كنت امازحك وانما ليس بشأن السفر .قبل استيقاظك تلقيت مخابرة تنصحني بان امامي ثلاثة ايام فقط قبل ان يلغي حجز مقعدين علي خطوط افريقيا الجنوبيه الي جوها نسبرغ ...وان كنا محظوظين تمكنا من انهاء المعاملات الرسميه في الوقت المناسب ...ويمكننا بعد جوها نسبرغ السفر الي نيروبي ومن هناك يمكننا استكشاف اماكن مثل مومباسيا؛ماليندي. زانجبار؛دار السلام...انا لااعرف شيئا عن "السيشل "واسف لاننا لن نسافر الي الهند .....وما اسمها.

توسلت اليه:
-توقف ....لا تفعل بي هذا .....لا استطيع ان اصدق اتعني اننا جئنا الي بيرث علي امل ان نحصل علي رحله؟
-صحيح .....لكن بيرث ليست مكانا رديئا علي اي حال
-اعرف ....الهذا لقحنا تلك اللقاحات ....؟
-قلت لك اننا قد نسافر الي الخارج
-صحيح ؛لكنني فكرت في مكان قريب ؛مثل فيجي
-اتفضيلينها....
-لا ....اه كيف يمكنني ان اشكرك
منتديات ليلاس
تمتم ينظر الي شفتيها :"لا تقولي هذا"
احست بذراعيه تضمانها فرفعت رأسها اليه
كادت تذوب ثانيه بين ذراعيه ؛ولكنه سارع الي رفع رأسه قائلا:
-ربما من الافضل ان نسرع ...امامنا امور مثيرة نفعلها في اليومين القادمين....ما رايك؟
ردت ببطء وبجد:
-اظن....اظن انك عل صواب؟
انسلت من بين ذراعيه وانتقلت الي جانب السرير الاخر ولكنها تعثرت بثوبها الملقي علي الارض وانتهي بها الامر ان اصبحت كتله ضاحكه فوق السجاد ....ثم شهقت قائله:
-لن اتمكن يوما من الفرار منك فرار مشرفا
*****
افريقيا!
قالت ترايسي بحماس:
-دفتر مذكرات ....احتاج الي دفتر مذكرات وكاميرا .....لا استطيع التصديق..اوه.اعرف الان بما شعر به الدكتور ليفنغستون والسيد ستانلي هنا!
-صحيح؟
-حسنا ....القليل

-اذن سنري دون شك كيف ستحصلين عليهما .......في الواقع ؛انا لااسافر بدون كاميرا ولكن....يبدو انني نسيتها ؛لانني كنت مشغولا باشياء اخري.
ضحك ؛ثم لما لاحظ تضرج وجنتيها لف ذراعه حول كتفيها
-متي ستتوقفين عن الاحمرار كلما تفوهت بكلمات كهذه؟ قد ابدا بمناداتك "الورده الحمراء" قريبا

ردت ساخطه:
-اياك ومناداتي بهذا اللقب ابدا
لكن ؛في اعماق قلبها ...كانت تتساءل عما اذا كان قادرا الي الابد علي دفع الاحمرار الي وجنتيها انها حتي الان لاتصدق ان هذا الرجل الوسيم المديد القامه الذي يظهر لها حبه ليلا ؛ ويعاملها معاملة طفله نهارا هو زوجهاكانت تفكر في هذا دائما .


اماريج 31-05-10 04:58 AM

ولم تكن تعارض معاملته لها معاملة طفلة صغيره لانها بذلك تستطيع التصرف بحريه كما انها تخشي ان تخسر نفسها ؛جسدا وفكرا ؛وروحا امام كريسبن غاليهار....... السبب انها مازالت لا تصدق انه يرغب في ان يمضي عمره معها .
احست باصبع باردة تلامس قلبها .وهذا الشعور هو ما ستشعر به حين ياتي ذلك اليوم.....
كانت تهز دائما رأسها لتبعد عنه هذه الافكار ؛ولتدفع نفسها الي كسر حواجز الخجل الذي ما زالت تحس به
شعرت وهي تجول افريقيا بان ما قرأته عنها خيالا شاحبا اذا ما قورن مع الواقع وهذا ما جعلها تتصرف كطفله مسحوره تركت طليقه في عالم اخر .....وهل هناك من لايسحره مثل هذا المكان ؟ كانت زانجبار مثلا ؛ اشبه بجوهرة وسط المحيط الهندي ؛ بشواطئها المرجانيه البيضاء واشجار "الفرانجيباني" الرائعه الاريج ؛وماضيها القاسي الغامض من تجارة العبيد ومزيجها من الاعراق المختلفه .....ولذا من الصعب الا تتأثر بها اوتنساها

هناك بلغت ذروة السعاده ؛التي لاحت لها بشكل غامض ليلة زفافها كان قد استأجر مركبا لقضاء اليوم في البحر ؛ووجدا شاطئا معزولا مهجورا ؛سبحا فيه وتناولا الطعام؛ ونام عند الهاجرة ولكنها استيقظت علي يده التي ضمت خصرها ثم نظرت اليه.
قالت لنفسها من بين اسنانها فيما كان كريس نائما الي جانبها:
-لم اكن اعلم ما الامر......كنت كمن يكبر فجأة في يوم واحد وكأن ما حصل لي يضع الختم الفعلي علي حبي له.....واعرف الان ان لا طريقة اخري امامي للحياة سوي في حبه......ولكنني عندما اكون سعيدة ؛ اكون اكثر سعاده مما اظن.....وعندما اكون حزينه ؛اكون اكثر حزنا......وكأنني لم اكن حيه قبله .....ولم يهيئني احد لهذه الحياه....لم يذكر احد امامي شيئا عن عذاب الحب ؛وعن العذاب الناتج عن عدم معرفة ما اذا كنت محبوبه فعلا ام غير محبوبه

راقبت القمر الذهبي ......المبحر في سماء متنهدة لم تخفف حالتها الجديده من التبصر الذهني عن قدرتها علي الوقوع في المتاعب . ووجدت نفسها تتساءل عما اذا كانت ستخسر يوما هذه القدرة المزعجه ؛ فما حدث لها جعل ما سبق ان حدث لها غير مهم ابدا ودفع بكريس الي فقدان صوابه معها للمرة الاولي منذ زواجهما بدا ذلك اليوم كسائر الايام بل كان افضل من غيره ؛ولماذا لايكون جيد وانت في رحلة "سافاري" الي قلب افريقيا الشرقيه؟
منتديات ليلاس
قالت ترايسي لنفسها بصوت مرتفع :
-اوه .....كأنني في حلم تحقق
نظرت الي موقع المخيم الواقع علي جرف مرتفع يطل علي سهول "سيرنجيتي " وكان الجو رطبا ضبابيا تحتهم ؛ والسحب البيضاء تقف ثابته بكسل فوق الارض التي يلونها القمح الذهبي والورود
ستحل بعد ايام الحرارة محل الرطوبه الضبابيه
كانت الرحله الي"السافاري" فكرة كريس ؛وقد سلبت لبها منذ البدايه .

قال لها هناك طريقتان للسفر اما الانضمام الي رحله منظمه تؤمن كل وسائل الراحه مثل المياه الساخنه للاستحمام ؛الي المياة الباردة علي العشاء؛ او كما وصف .... الطريقه التي يجب ان تكون .....الطريقه الشاقه


اماريج 31-05-10 05:00 AM

قالت ضاحكة :
-اه لتكن الشاقه انني افضلها ؛اضف الي هذا انني معتادة علي السفر الشاق...ولطالما سافرت من "كايب يورك" الي "بيروزفيل" مع ابي

نظر كريس الي وجهها المشرق المتحمس بدون ان يبتسم وقال:
-ثمة مخاطر كثيره ستحدق بنا
ظنت ساعتئذ ان ملاحظته غريبه ولذا نسيتها .

وكان ان استاجرا دليلا من معارف كريس وهو رجل هادئ مرح ؛يملك معرفه كبيره عن افريقيا وحيواناتها ....استاجرا سيارتا لاندروفر وادوات المخيم اضافه الي مساعدين افريقيين ....وفي غضون ثلاثة اسابيع تمكنا من رؤيه مناظر خلابه ليس فقط في البراري بل في القري والناس .

وانطلقت الكاميرا مع ترايسي بلا حدود ..وكذلك سعادتها ...وكانت تضطر احيانا الي ان تقرص نفسها عندما تلتقط الصور لجبال كينيا ؛وكامانجارو وكانت مسيرتهما تكمل طريقها نحو "ريفت فالي" وحول "نيغورنغو كارتر" والي شواطئ بحيرة فيكتوريا.....

كانت في كل الامكنه التي يتوقفون فيها تصادق المحليين وتصورهم وتصر علي ان تجمع الاولاد حولها ليصورهم كريس معها
حتي اطلق عليها الافريقيان المسافران معهما اسم"السيده ماما"
منتديات ليلاس
وكان هذا هو اليوم الاخير فراحت توضب صندوق الطعام بعد الفطور غدا سيعودون الي نيروبي للبدء برحله العوده الي الوطن ...اما الليله فمدعوان الي "برايي فيلز "التي تعني بالافريقيه حفل شواء
ايمكن ان ينسي المرء ابدا سحر "برايي فليز"؟ هل من الممكن ان ينسي المرء الشجيرات المتناثره ورائحه اللحم المشوي فوق النار المفتوحه التي تعطي طعما مختلفا عن شوائه علي صفيحه "الباربكيو "المعروف .

كان يحدق بهما قطعان الحمير الوحشيه ولكنها كانت مختبئه كما كانت قطعان الغزلان والزرافات وافراس النهر وكان يعبق حولهم رائحة حيوانات لم تصدق انها موجوده ولكنها كانت تعرف انها لن تنسي نظرتها الاولي لفهد كان مستلقيا علي جذع شجرة او القردة او النمر الذي شاهدوه في الصباح الباكر ....ثم الفيله والاسود والثيران البريه ووحيد القرن لذا اضطر توم ومساعداه للقيام بحراسه الليله ليلتين متواليتين اتقاء لشرها

قطع كريس حبل افكارها:
-هل ترافقيينا ترايسي؟ام نتركك هنا
تنهدت مبتسمه :"اتيه"
ودست يدها في يده الممدوده
وفيما كانوا في الطريق انثقب اطار فاطاح بنشاط ترايسي فرأت الرجال الاربعه ياخذون ادوارهم يلهثون ويشدون . ويستخدمون لغه لا يستحب سماعها فقد انكسر مقبض المفتاح ولم يبق امامهم سوي استخدام مفتاح عادي صغير...

اخفت ترايسي ابتسامتها ثم ابتعدت عن الرجال مقررة ان من الافضل استغلال الكاميرا لتصوير المناظر ....وهكذا راحت تتجول .....وفي خضم هدوء الدغل وحرارته نسيت الرجال وتوترها .
انه اخر يوم تقضيه هنا فغرقت في هذا العالم الساحرولم تنتبه الي ابتعادهاعن اللاندورفر ....كانت تخفض الكاميرا حين كادت تتعثر بشبل اسد ..شهقت ثم حدقت الي فرائه الناعم وفمه الواسع واسنانه الحادة ةلسانه الوردي
فجأة توقف العالم من حولها وصمت فشعرت ببرد قارس لانها ادركت معني هذا .....نظرت الي الاشجار الصغيره الشائكه ؛واحست بشلل تام وهي تحدق الي عيني اللبوءة الضخمه الواقعه علي بعد عشرة اقدام
ابتلعت ريقها .....يالله ! ادهشها ان تقدر علي ابتلاع ريقها ....وعلي الهمس ياالله ماذا فعلت بنفسي جاء صوت كريس من خلفها
-ترايسي ....ارتدي الي الوراء كما انت ببطء

نضج العرق البارد من جسدها ولكنها نفذت ما قيل لها ...اغمضت عينيها عندما امتد ذنب اللبوءة خلفها كقضيب مستقيم ؛ ثم زمجرت بصوت مرعب راعد ....جاء صوت توم من مكان ما الي يمينها:
-تابعي السير ترايسي

وتابعت المسير وكان يرافق كل خطوة تخطوها عذاب وخوف خاصة بعدما سمرتها في مكانها العينين الصفراوين...ثم اصطدمت بشئ ..... انه كريس الذي امسكها ودفعها الي ما وراءه وتابع المسير قائلا بهدوء:
-لاتذعري .....تابعي المسير
تنفست بصوت متحشرج :"ماذا عن؟
-نفذي ما اقول ؛ترايسي

بدا لها ان دهرا قد مر ولكنها كانت دقائق .فيما بعد حملتها خطواتها الي جانب اللاندورفر وحملتها ذراعان سوداوان اليه

ثم اخذكريس يتراجع ؛ ووقفت اللبوة مطأطئة تحرك ذنبها من ناحيه الي اخري ببطء ...لم تكن تركز نظرها علي كريس وحده بل ايضا علي توم الذي كان يتراجع ببطء وبندقيته مصوبه اليها .
ورغم مظاهر استكانه القطه المتوحشه كانت ترايسي مقتنعه انها علي وشك الوثوب علي احد الرجلين ولكن ثمة ما الهاها عنهما فقد تثاءب الشبل وراح يركض متعثرا ليرمي نفسه تحت قوائم امه في الوقت نفسه وصل كريس وتوم الي اللاندورفر ....وزمجرت اللبوءة وكشرت عن انيابها ثم اخفضت رأسها والتقطت شبلها باسنانها وارتدت الي الدغل
مسحت ترايسي العرق عن وجهها وبدأت ترتجف فتسلق كريس الي السيارة عيناه تلمعان غضبا
-ايتها الحمقاء....ايتها الغبيه ....حمقاء صغيره ....الن تتعلمي ابدا التعقل ؟انت هنا منذ ثلاثه اسابيع ولم تفهمي حتي الان ابسط قاعده وهي الا تتجولي وحدك ...لااستطيع ان اشيح نظري عنك لحظه ...انت لا تحتاجين الا الي جلد بالسياط ترايسي لانك لم تعرضي فقط حياتك للخطر. بل حياتي وحياة توم وحياة اللبوءة .فيما لو اضطر توم الي اطلاق النار عليها وعلي شبلها كل هذا بسببك ترايسي باربرة تشستوثون! لانك لا تتوقفين هنيهة للتفكير

نظرت ترايسي اليه ؛وجهها شاحب ودموعها منهمرة علي وجنتيها
-انا اسفه
-اسفه ...الم يحن الوقت لتكبري وتتوقفي عن الاعتذار للناس ؟
امسكها بكتفيها يهزها حتي اصطكت اسنانها وهمست :
-ارجوك ....احس بالغيثان

وتقيات خارج اللاندورفر لكن حين انتهت بدا ان كريس قد صب جام غضبه عليها وانتهي فحمل اليها منشفه رطبه وطفق ينظف لها وجهها بنفسه ؛وكانها طفله مع ان عينيه كانت باردتين وعرفت انه لم يسامحها بعد الحادثه احبطت عزيمتها طوال اليوم مع انه يذكر اي منهم ما حدث وتصرفوا وكأن شيئا لم يحدث

تلك الليله ؛اوت ترايسي الي سريرها باكرا كسيرة الفؤاد متعبه بشكل لا يصدق ؛ولكنها وجدت نفسها غير قادرة علي النوم فاستلقت مدة طويله علي الفراش المنفوخ بالهواء الذي تشاركه مع كريس ؛تراقب النار المنعكس وهجها علي جوانب الخيمة
ربما لانها كانت في غايه التعب لم يخطر علي بال كريس وتوم اخفاض صوتيهما فسمعت توم يقول:
- يارجل ...الاسود غريبه الاطوار ....انها مخلوقات لا يمكن النبؤ بتصرفها ....يكمنني كتابه روايه عنهم ......وسأكتب فعلا بعدما حدث اليوم مع ترايسي

-ربما علي انا ذلك ؛ فترايسي تدأب علي ان تجذب المتاعب
تالمت ترايسي مما سمعته
قال توم :
_بكل تاكيد .....لقد فكرت لاول وهلة قبل ان اضع يدي علي البندقيه انها هالكه ولكنها لم تقصد اي اذي
-انها لاتقصد شيئا ابدا
-كنت قاسيا جدا عليها .... اتعرف ما اظن اعرف انه يجب علي الا اتدخل ..لكنني احس بانها بحاجه الي اولاد .....انظر فقط الي الطريقه التي تجذبهم اليها حيثما تذهب وليس البشر فقط ....انها ولدت لتكون اما "السيده ماما"
منتديات ليلاس
مضي وقت طويل قبل ان يتكلم كريس وحين تكلم كان يختار كلماته بحذر :
-انها صغيره جدا ....اتساءل احياناعما اذا كان من العدل لها ان ننتظر
-ليست صغيره الي هذا الحد ....انها ناضجه ....علي اي حال ليس الامر من شاني ....ياللعجب كم شبل كان لهذه اللبوءة في الدغل
استمرت ترايسي تصغي اليهما وقتا طويلا .تركز بحذر لئلا تفكر في ما قاله كريس عنها....ولكن سرعان ما جرفها النوم بدون ان تعي.

استيقظت باكرا في الصباح فوجدت كريس مستيقظا الي جانبها يراقبها تحت نور الفجر الرمادي ...لم يقل شيئا ؛بل حدق الي عينيها فقط ثم لاح ظل ابتسامه علي شفتيه وقال:
-هل سنكون صديقين اليوم "سيده ماما"
مد يده ليمسك بخدها ...
ابتلعت حشرجه علقت في حلقها وقالت :
-اجل ؛اه اجل ارجوك...

.........نهاية الفصل الخامس.........


اماريج 31-05-10 05:01 AM

6-العلاقة المستحيلة
..........................

قالت لولا فوكس وهي تنظر الي غرفة الطعام في المنزل الكبير:
-اوه..... حسنا.... اعتقد ان علينا مسامحتكما لتسللكما من وراء ظهورنا كما نسامحكما لانكما جلبتكما الينا هذه الهدايا كلها .ما رايكم يا رفاق..؟

ابدي جميع افراد عائله فوكس وعائلة يونغ وكيلي هنتر موافقتهم حتي السيدة بريتونز ابتسمت ولم يبق سوي ميتشل يونغ ليبدي عدم موافقته ؛اذ قال بحزن:
-لم احضر قط حفل زفاف
رد كريس متظاهرا بحزن مماثل:
-اسف ميتشل ....لكن ؛هل اعجبتك هديتك؟
-اجل
قالت امه توبخه:
-ميتشل ...من المفروض ان تقول شكرا ....وليس اجل....
قاطعها كريس :
-انا وترايسي نشكركم جميعا علي هديتكم الجميله

نظر كريس الي الفضيات المحفورة المستقره بفخر فوق الطاوله واكمل:
-انها عظيمه ....وهذه الحفله المفاجئه للترحيب بعودتنا رائعه وهي اشبه بحفل زفاف.اتوافقينني الرأي ترايسي؟
-بكل تأكيد
فكر ميتشل هنيهة قبل ان يقول:
-ايعني هذا انك ستسمحين لي بتقبيلك ترايسي؟

صاحت به عدة اصوات :"ميتشل"
لكن كريس تجاهل الجميع ؛وادار ترايسي نحو ميتشل ليقبلها ؛ ثم قال:
-هاكم ...هل انتم راضون الان؟
منتديات ليلاس
هلل الجميع دليل رضاهم الا كيلي الذي اشاح بوجهه لانه ما يزال يحمل في نفسه حرجا طبيعيا ؛ ولكنه فكر في امر وحيد مفيد وهو ان كريس ابعدها عن يدي ذلك النذل دان رانكين!
لاحظت ترايسي تعابير وجهه فاطمأن بالها الا انها حين كانت تراجع البريد في الصباح اكتشفت سبب ارتياح كيلي ... كانت" تيرا تاهيتي " والافراس الاخري التي يملكها دان رانكين شراكه مع كريس قد اصبحت ملك كريس وحده ....عضت شفتها لانها ادركت كم كلف هذا كريس من مال ؛وكم كانت ستكون خساره لو ان دان رانكين رفض التخلي عن حصته في الفرس"تيراتاهيتي "..... ولم تكن لتدري ان المتهجم الاحمر الرأس ؛ حين واجه الغضب البارد من كريسبن غاليهار قرر امام اهتمامه بالبقاء حيا ان يتخلي عن حصته بملء رضاه

تلاشي قلق ترايسي ؛ومعه اسباب قلقها المتعلقه بارتياب لولا فوكس في اسباب زواجها
ولكن لولا رغم شكوكها لم تظهر ما يدل عليها بل ظلت تعامل ترايسي كما كانت تعاملها دائما ؛كصديقه وكابنة .وهكذا راحت ترايسي تسترخي خاصة بعدما تخلصت السيدة بريتونز من سوء تصرفاتها ؛فقد ادركت ترايسي ان المدبرة لاتظهر جفاء بسبب اذدراء اخلاقي بل لاظهار عدم موافقتها علي ان تكون فتاة في الثامنه عشرة السيدة التي تلقي عليها الاوامر

اماريج 31-05-10 05:05 AM

وهكذا انسابت الحياة في مسار رتيب يختلف كثيرا عما كان قبل وقوع الفتاة الصغيرة عن الدراجه ولكن كان هناك فروقات غير مرئية فقد وجدت من الصعب عليها الاحتفاظ بجزء بسيط من نفسها لا يصل اليه ؛كحمايه لها ازاء يوم قد يتعب فيه منها ؛ويبتعد ...

بطريقه ما كان هذا امرا جيدا كما لو انها تلقي سلاحها له؛ وهذا ما حول لها فيه ولا قوة ؛ولكنه حمل معه احساسا غريبا بالسلام والطمأنينه وهذا ما جعلها تشعر بانها متساويه مع زوجها كما انها راحت تكتسب جمالا اضافيا وكأنها زهرة تتفتح يرنو اليها الجميع
ثم ؛حدث شيئان : احدهما لم يكن مفاجئا ؛اما الثاني فكان مفاجأة مذهله ارسله اليها الغيب ..ففي صبيحة احد الايام تناولت الطعام مع كريس وتكلمت اليه مرتين ولكنها في المرتين لم تلقي منه سوي ردين قصيرين.

ثم نهض وخرج قبل ان يكمل فطوره ؛تاركا ترايسي تعيد التفكير في ما فعلته في الايام القليلة الماضيه وكانت النتيجه انها لم تفعل شيئا احمق بل كانت مثال الرزانه
ثم تصاعد قلقها بشأن المال الذي دفعه ثمنا لحصة دان رانكين في الافراس وثمنا للرحله التي قاما بها في رحله شهر عسلهما .
ولم تكن لتشك في ثراء كريس ولكن بعد ان قضت حياتها في عوز لم تستطع سوي القلق .
التقطت الصحيفه التي كان يقرأها والتي تركها علي الطاوله لتري ما اذا كان فيها اخبار ماليه مزعجه كانت الصحيفه مفتوحه علي الصفحه الاجتماعيه ؛وكادت تقلب الصفحه حين طالعها اسم مطبوع امامها ....لينورا بارتلميو ....المولوده سينكلير ...
قالت بصوت مرتفع وعبوس تركيز علي جبينها:
-لينورا.... سينكلير ؟ لينو....اوه!

اتسعت عيناها وهي تعود الي الاسم المنشور تحت صورة امراة جميله نحيله شقراء ....وقرأت :" لينورا بارتلميو سينكلير خرجت من عزلتها بعد وفاة زوجها اثر مرض عضال نادر ....ريتشارد بارتلميو وقع ضحية المرض منذ ثلاثة اشهر ؛ولكن لم يعرف الكثير من الناس المأساة التي حلت علي الزوجين الوسيمين الا منذ ايام .اما صورة السيده بارتلميو فقد التقطت اثناء الاجازة التي قضتها علي الشاطئ الذهبي وقد صرحت بأنها تريد التقاط خيوط حياتها ثانية ؛لان تلك رغبة زوجها . كما قالت انها ستمول ابحاثا عن المرض الذي اودي بحياة زوجها والذي لم بعرف عنه سوي القليل
تركت ترايسي الصحيفة تقع من يدها ثم حدقت الي الجدار المقابل .

بعد ساعتين كانت لولا تحتسي الشاي مع ترايسي وقالت لها:
-جئت الي منزلك لاستعير الجريدة فقد كانت جريدتنا نهايتها غرقا
سألت ترايسي وهي تضع فنجانها ببطء علي الطاوله :
-غرقا؟

-وجدتها غارقه في المغطس انما لم اعرف علي يد من فقد ادعي الجميع البراءة .ولم يكن لدي الطاقه الكافيه لاستكشف الحقيقه
-اظنها ....هنا في مكان ما ....لماذا تريدينها؟

-حسنا ستجري حفلات "الروديو" في نيرانغ في الاسبوع المقبل وهو حدث كبير ....هل حضرت واحد من قبل؟
-لا ....اعني ليس هنا مع انني حضرت بعضها في الغرب... حسنا اعتقد ان الاولاد يحسون بالاثارة ...لكنني لا اظن ان هناك شيئا عن هذا في الصحيفه ....علي الاقل لم ار شيئا
منتديات ليلاس
هزت لولا كتفيها واستمرت في الحديث وكأنها لا تدرك ان في الامر شيئا خاطئا ....لكنها قالت وهي تغادر:
-هل انت علي ما يرام؟
-بخير تماما!
-تبدين متوترة قليلا ...هناك نوع من الجراثيم في الجو ....ويجب ان امنع لوسيا من الذهاب الي المدرسة
-اوه ؟ ارجو الا يكون هذا خطيرا؟
-لا اظن هذا....اراك لاحقا حبيبتي

فيما كانت ترايسي تتنفس الصعداء مرارا في ذلك اليوم ؛ولم تكن تعلم ان لولا ذهبت الي هلين يونغ تستعير صحيفتها ....وهذ ما ادي الي وصول جاك الي منزله لتناول الغذاء ليجد زوجته تحدق الي الصفحه الاجتماعيه وفي عينيها نظره ارتباك انقلبت الي نظرة رعب عندما رفعت نظرها اليه فسألها :
-ما الامر الان؟
-اظن ؛انه كان علي سد فمي بقدمي ...لكنني لم اكن اعرف
-تعرفين ماذا؟
-عن ترايسي وكريس
*****


اماريج 31-05-10 05:09 AM

مرت عدة ايام علي اكتشاف ترايسي لما ورد في الصحيفه ؛وكانت غارقه في التفكير حين فاجأها كريس بسؤاله:
-ما الخطب ترايسي ؟
كان كريس قد اوي الي فراشه وراح يراقب ترايسي وهي تسرح شعرها .
سعت عيناها الي عينيه عبر المرآه فرأت ان عينيه لا تبديان شيئا
-لماذا تسأل؟
وتابعت تسريح شعرها ؛فرد بعد لحظات :
-لا ادري ..ربما لانك لا تبدين ترايسي التي اعرفها فانت في غلاله النوم هذه خلابه وساحرة

اخفضت فرشاة شعرها ؛ونظرت الي غلاله نومها الزرقاء ذات الياقه المفتوحه وذات طبقات "التنتنا" المخرمه المصطفه فوق بعضها البعض
كانت قطعه من جهاز العرس الذي اشترياه قبل سفرهما الي افريقا وكان كريس قد اختاره لها بسبب لونه الذي قال انه يماثل لون عينيها وسألت:
-ماذا تعني؟انه كثير الاناقه علي؟

ابتسم :
-ابدا .... انه رائع عليك في الواقع جميل نضر لا يكشف الكثير بل يكاد يكون متزمتا ....ولكني لم اقصد هذا ....فأنت تبدين جادة جدا مؤخرا وكأنك كبرت سنوات ....اتريدين اخباري بالامر؟
عضت شفتها ثم قالت بهدوء :
-انا ....ربما كبرت فعلا ..اخيرا اكاد ابلغ التاسعة عشرة
لم يقل شيئا ولم تستطع كذلك اجبار نفسها علي النظر اليه في المرأة
وضعت الفرشاة من يدها بحذر ووقفت فجأة يدفعها دافع متهور الي اطفاء النور ليعم الظلام الغرفه وقفت مرتبكه وسط الغرفة حتي سمعته يتحرك ؛ويقول:
-لما لا تأتين الي الفراش لاري كم كبرت؟ والا ظللت افضل ما كنت عليه قبل ان تحملي ثقل عشرين صيفا وقبل ان تصبحي علي هذه الدرجه من الرصانه والجد

احست بقلبها يخفق فضغطت يديها وكان كل ما فكرت في قوله
-ظننتك تريدني ان اكبر ...الم تقل ذلك دائما؟
امرها بهدوء:
_تعالي الي هنا ترايسي
تحركت نحو الفراش وجلست ...فتمتم :
-اعني هنا .....حقا....
ومد يده يجذبها الي جانبه ويكمل :
-بين ذراعي حيث احس بك فعندها قد اعرف ما يجري وراء هذا التجهم الذي اشاهده منذ ايام في عينيك
منتديات ليلاس
دفع اصابعه الي شعرها ورفع رأسها الي الوراء فاغمضت عينيها واجبرت نفسها علي التفكير ؛ولكن الحقيقه انها لا تعرف في ما تفكر
فهو كان يتصرف معها بطريقه طبيعيه منذ ذلك الصباح وكأنه لم يحدث لعالمه حدث مدمر مع انها موقنه انه تاثر كثيرا عندما قرأ المقاله المتعلقه بلينوار سينكلير ولكن ماذا يمكنه ان يفعل ؟ ايتخلص مني؟ لانني اعرفه جيدا اعلم انه لن يتركني اذن ربما يحاول الاستفادة من موقف ساخر ومرعب دون ان يدرك انني اعرف ان حبه الكبير الوحيد في حياته قد عاد حرا وحين لا يعرف
-ترايسي ؟


اماريج 31-05-10 05:13 AM

فتحت عينها بحدة وهمست:"نعم"؟
مد يده يضئ المصباح الصغير قرب السرير :
-انا الان قلق فعلا .لقد كلمتك مرتين ولم تسمعيني هل لي منافس ؟اهذا هو الامر؟
اتسعت عيناها:
-ماذا ؟اوه....لا

-اذن ما الذي يشغل تفكيرك يا طفلتي الحبيبه الجميله ؟ قلت لي مرة ان عقلك لا يسلك الا اتجاها واحدا في التفكير ؛واري الان انك علي حق ...ام تراك تحاولين القول لي انك لا تحبين حياتنا ؟ لانني سأجد هذا بعيدا عن التصديق

استحوذت عليها افكار لاذعه هل سأبقي طفلة بالنسبه اليه دائما ؟لكن كيف سأتحمل فقده ؟ وكيف اكون طفله وانا اشعر تجاهه بهذه المشاعر كلها؟
-ترايسي ......

اخرجها صوته الحاد من تشوش افكارها و لأول مرة منذ بدأ هذا الحوار المستحيل وجدت في صوته توترا جعلها تخاف وتتوتر واحست انه لن يتركها تتهرب من الحقيقه
خرجت كلماتها بانفاس مقطوعه ولم تدرك الا فيما بعد كم كان يمكن ان يساء تفسير كلماتها ...لعقت شفتها
-فلنقل ولنفترض اننا سئمنا من بعضنا بعضا فماذا ستفعل . ان سئمت مني يوما فهل .....هل ستقول لي ؟

تغضن جبينه من اثر العبوس ثم اشتد ضغط شفتيه وحفرت اصابعه عميقا في كتفيها ثم قال:
-ماذا تعنين بقولك؟
تلعثمت وهي تقول:
-لا ....لا....شئ حقا ...اردت فقط ان اعرف
-ترايسي .....الاحمق وحده هو من يسأل مثل هذه الاسئله بدون ان يكون لديه دافع حقيقي علما انك في اغلب الاحيان تقومين باشياء غريبه ولكنك لا تتحدثين ابدا بغباء ...لذا اود ان اعرف ماذا يجري....لا....لاتديري رأسك ......اريد ان اعرف كل شئ.....وسأعرف ؛ولو اضطررت الي انتزاع الحقيقه منك انتزاعا
منتديات ليلاس
تسمرت في مكانها؛وقد تلاشي اللون من وجهها تاركا عينيها قائمتين وتصاعدت شهقة مريرة قالت بارتجاف:
-اكرهك احيانا كريس .....تعاملني دائما كطفلة
سألها ببرود:
-هل اعاملك كذلك حقا؟ سامحيني اذن ....لكن يجب ان اعترف انني مرتبك؛لانني اظن انني اعاملك كامرأة ...ربما امرأة صغيرة وغير ذات تجربه ولكنك فعلا صغيرة وظننت انك تفضلين البقاء طفلة! مع اننا قادران علي التغيير ولكنني مازلت مصرا علي معرفة سبب رؤيتك للامور بطريقه مختلفة
-الامر ....انا ...انت لا تفهم
-ترايسي ...اتحاولين القول لي ؛بطريقه ملتويه انك سئمت مني ؟

همست برعب:
-لا!ليس الامر هكذا ...حسنا ...لا
لكنها لم تستطع ان تكمل ؛فسألها بدون ان يشفق عليها
-لماذا تغيرت اذن ؟ لم تتصرفي بطريقه غريبه الليلة فقط بل لاحظت ذلك منذ ايام .....هل قابلت رجلا اخر؟
-لا...


اماريج 31-05-10 05:22 AM

-اذن هل استنتجت بأنك ستكونين افضل حالا بدوني ..وهذا ما يظهر ياطفلتي العزيزه التي لا تحب هذه التسميه ...يالغبائك

نسيت ترايسي بؤسها وارتباكها امام الغضب العاصف الذي عصف بها وكان هذا الغضب منفسا لها ووجدت لها متنفسا اثار دهشتها ...فقد انتزعت نفسها منه
ضربته علي وجهه ثم رفعت يدها لتكرر ما فعلت شاهقة بغضب ولكنه امسك بقبضة قاسيه وجرها بلا رحمه اليه قاومته قليلا ولكنها استسلمت خاصة بعدما رأت في عينيه ....مع ذلك تكلم بهدوء:
-جيد جدا ...اذن لك طبع عنيف ايضا .....ترايسي ....وهذه خطيئة اخري مقلقة تضاف الي لائحتك .....لو اننا سألنا والدك في هذا الامر ؛لقال بلا شك انه عليك احيانا ان تدفعي ثمن خطيئتك .ربما لن يكون هذا غير مناسب في ضوء ما لا تريدين ان تعترفي به .ولكن ربما هذا ما تريدينه
منتديات ليلاس
ترك يدها بحركات متعمدة ...واخذ يمعن النظر فيها بتكاسل وسخريه وعندما عادت عيناه تنظران الي وجهها تمتم:
-كنت لطيفا جدا معك ترايسي نظرا لصغرك وبراءتك .لكن ربما حان الوقت لانهاء هذا الوجه....ربما هذا ما تحتاجين اليه لئلا تبقي مصدر ازعاج
همست برعب:"كريس"

لكنه نظر اليها قليلا وشدها اليه.علي اي حال ؛حاولت الا تتجاوب معه ؛ وجعلت كل عضلة في جسدها تتوتر بعناد ؛ولكنه اخترق دفاعاتها واحدة تلو الاخري حتي ادركت يائسة ان تشنج جسدها السلبي لم يكن الرد بل فخ لها في الواقع ....اذا سرعان ما احستت بالاسترخاء وسيطرت عليها احاسيس غير ملائمة ولما رفع رأسه رأت السخرية في عينيه
ولكن هذا لم يغير من واقع ان مشاعرها كانت تسير الي حيث يقودها هو فتحركت بين دائرة ذراعيه بتناغم مع رغبته
مضي وقت طويل ؛قبل ان تتمكن من العودة من المرتفعات التي رفعتها اليها مشاعرها ...ولم تتحرك بل ظلت مستلقيه وعيناها متسعتين انما بغير دموع ؛شعرت بأطرفها كليلة وكأنها اطراف لعبه قماش ؛ وبانفاسها عالقه ولم تكن تظن في الواقع انها قادرة علي الحركه ولم ترغب في التفكير ....ولكن اخيرا طرد صوت واهن الكلل عن اطرافها فادارت رأسها ببطء ووجدت كريس يتكئ علي ذراعه ينظر اليها بتجهم

تسللت موجه احمرار الي وجنتيها وهي تفكر في الطريقه الوقحة غيرالخجولة التي تصرفت بها معه في الوقت الذي تعرف فيه انه انما بفعل ذلك بسبب الغضب .تسلل فجأة شئ مما قاله لها دان رانكين مره الي تفكيرها المتردد وهو حديث يتعلق بقرد يعزف الكمان ....ولكن ذلك كان معاكسا فهي ليست سوي ساذجه بين يدي معلم تلاعب بها بدون رحمه عن قصد حتي اصبحت مشلوله التفكير والقدرة
اغمضت عينها ولم تتذكر انها شعرت في يوم من الايام بانها ضعيفه الي هذا الحد او مرهقه هذا الارهاق
-ترايسي ؟
ادارت رأسها بعيدا واحست بالدموع تتسلل الي خديها
-لا تبكي ...الم يكن هذا ما اردته؟

لم ترد بل حركت رأسها بطريقه قد تدل علي يأس ولعقت الدموع عن شفتيها ؛ثم انتفضت مذعورة عندما دس ذراعيه حولها وضمها اليه ليقول بهدوء:
-يا الهي ....انا اسف....اعرف انك لست مستعدة بعد لهذا ستفهمين يوما ما ....لا تبكي

لكنها لم تستطع ايقاف دموعها .وبكت علي كتفه .... فتركها تبكي ثم راح يمسح شعرها ؛وعندما انقطعت عن البكاء عاد يحدثها بلطف:
-اتذكرين مطار "نيروبي" ترايسي؟ اتذكرين ذهولك عندما عرفت انه وسط محميه حيوانات اتذكرين كل حفلات الشوء التي اقمناها تحت ضوء القمر والسفر الي البراري والطريقه التي كان القمر يشع فيها فوق كليمنجارو تلك الليلة ؟وذلك الطفل الاسود الذي اردت ان تخطفيه وابن ذلك القبيلة الذي اراد خطفك ....اتذكرين

واثار في نفسها جيشان ذكريات ؛احيانا بمزاحه واحيانا بنبرة صوته الغريبة التي لم تستطع فهم كنهها ولكنها اخيرا وجدت انها تسترخي لاارادياوابتسمت له .
ثم نامت بين ذراعيه بدون ان تدري انه ظل يتحدث اليها فترة ممسدا شعرها حتي تأكد انها لن تستيقظ .ثم حدق الي الجمال الضعيف طويلا قبل ان يغمض عينيه
تاخرت في الاستيقاظ في الصباح التالي .فكان ان خرج كريس قبل ان توقظها السيدة بريتونز اخيرا قائله:
-حسنا ترايسي ...ايام الكسل تمهد لعمل كسول ...وانت تجعلين من هذا اليوم يوم كسل طلب مني كريس ان اتركك نائمه قليلا ولكن حدث شئ مثير للاهتمام.
-اوه...؟
نظرت الي الفطور الذي حملته اليها السيده بريتونز :
-ما كان يجب ان تزعجي نفسك ...ماذا تعنين ؟ وما الذي حدث ؟

-تلقيت مخابرة هاتفيه من مراسل صحفي بعد مغادرة كريس مباشرة ...هل اصب لك الشاي ام تنتظرين الي ما بعد الفطور؟
-انا ....شكرا....صبي لي الشاي ؛فلا اشعر بالجوع ....ماذا اراد المراسل ؟
منتديات ليلاس
-اراد ان يعرف ما اذا كان هناك شئ من الحقيقة في الشائعه التي تقول ان املاك بارتلميو برمتها ستباع في المزاد العلني وما اذا كان كريس سيتولي بنفسه هذا البيع؟ يبدو ان المراسل حصل علي هذا الخبر من مصدر موثوق ؛كما يبدو ان الارملة عرضت الاملاك للبيع ؛علي الاقل بين يدي كريس ...ما رايك بهذا ؟ استطيع القول ان هذا سيسبب بعض الاثارة... فاسلاف ريتشارد بارتلميو هم من فتحوا تلك النطقه ...الا تعرفين هذا؟ وليس هذا فقط بل ابدي افراد الاسرة امتعاضا من مسألة البيع ...تصوري هذا
كانت السيده بريتونز تنظر اليها نظرة المرأة التي لاتحب شيئا اكثر من القيل والقال ؛وحاولت ترايسي التفكير في ما تقوله لكنها اخفقت فارتشفت الشاي ؛وهي تشعر بقلبها يهوي وتابعت السيدة بدون ان يعيقها احد
-انه يعرفها ...اعني الارملة ....كانت من عائلة سينكلير وهي اجمل امراة قد تقع عيناك عليها وبحسب قول....
صمتت فجأة واحمر وجهها حرجا وعندما سمعت رنين جرس الهاتف انقطعت عن الكلام


اماريج 31-05-10 05:28 AM

-اوه ...اذا كان المتصل ذلك المراسل مرة اخري ...فماذا اجيب ؟ ام تراك تعرفين شيئا عن هذا الموضوع؟
كان يمكن لترايسي ان تتخلي عن اي شئ مقابل اظهار معرفتها بالامر ولاسباب عديدة قالت بثبات:
-لا...لااعرف هل اخبرك كريس الي اين سيذهب؟

هزت السيده رأسها نفيا فتابعت ترايس:
-اذن من الافضل ان تحليه الي المكتب في المدينه .وسأنزل حالا لاساعدك
مضي وقت طويل قبل ان تنزل ترايسي ...فقد وضعت الشاي من يدها بعد خروج المرأة واستلقت في السرير تحدق الي السقف وقالت لنفسها هامسة "والان هذا ؛وعلي قمة ماحصل ليلة امس ماذا يعني ؟ من الواضح انه يراها ويتحدث اليها ...الم اكن انا فقط سبب غضبه ليلة امس ؟اكان يشعر بالاحباط ايضا؟"
استلقت طويلا تحاول ان تفكر ...ثم سمعت جرس الهاتف مجددا فنهضت من السرير بجهد لتستحم
دفعتها رؤية صورتها في مرآة الحمام الطويله الي التماسك قليلا عندما حدقت الي صورتها في المرآة ارتجفت لانها تذكرت المعاملة الخشنه التي عاملها بها كريس ليلة امس ...وعندما لمست كدمة كانت علي ذراعها من اثر اصابعه القويه غزاها احساس غريب او بالاحري مزيج من الاحاسيس وتنهدت ....وكان من بين هذه الاحاسيس احساس بالاذلال لانها تجاوبت معه ولكن في الوقت نفسه رافق هذا الاحساس شعور بالفخر ؟فلماذا ؟اما كان علي ان اكرهه لتعمده القسوة في معاملتي لانه ما يزال يراني طفلة

رفعت صوتها في وجه صورتها :"ولكن الحقيقة انني لست طفلة بل اشعر بانني اصبحت امراة "

حين عاد كريس الي المنزل متأخر؛كانت في الفراش فصعد فورا الي غرفة النوم وجلس الي جانبها علي السرير يحيطها بذراعيه فارتجفت تفكر في المقاومه لكنها القت راسها علي كتفه في النهايه فقال لها:
-اسف لتأخري ...انت بخير؟
هزت راسها ايجابا دون ان تنبت شفة
رفع راسها يدرس وجهها وقال بابتسامة ماكرة خفيفة :
-انت لاتبدين ...بخير ...بل ...قلقه ...ابسبب ليلة امس ترايسي؟
اتخلي عن اي شئ لامحو ما حدث ولكنك تعرفين ان عندي طباع سيئة ...ولم استطع فهم ما تحاولين الوصول اليه ...الن تخبريني الان؟

همست :"اظن.."
ثم سحبت نفسا عميقا ووجدت انها لن تستطيع ان تبوح له بالحقيقة
-اظن انني لا زلت لا اصدق ان ما بيننا امرا حقيقيا
وكان ما قالته بطريقه من الطرق حقيقة ...فقال بهدوء:
-اذن علي ان اثبتها لك ...لكن قبل هذا يجب ان اقول لك انني احبك ترايسي ....ويجب الاتشكي في هذا ابدا
-لست مضطرا لقول هذا

-ولماذا لا اقول ؟انها الحقيقة
خبأت وجهها في كتفه وفكرت:" انها الحقيقة بطريقه ما ولكن هل هو ذات الحب الذي تكنه له؟
-ترايسي ؟

رفعت رأسها وهي تعرف ان عليها ان تقول له ؛فان لم تكن قادرة علي البوح بمخاوفها الحقيقية فماذا غير ذلك يمكن ان تفعل؟
قالت بحزن :"وانا احبك ايضا"
-اذن .....اتمانعين لو حاولت التعويض عن ليلة امس؟
-لا
منتديات ليلاس
وهذا ما فعل ولكن بلطف كبير صحيح انها بكت مرة اخري انما هذه المرة بسبب دفئه وبسبب احساسها بانه يعاملها معاملة مميزة
في اليوم التالي .وفي سياق الامور العادية اخبرها عن مسأله بيع املاك بارتلميو وكيف انه قرر اطلاق دعايه واسعه في طول البلاد وعرضها .نظرا لقيمة الاملاك التاريخيه كما حدثها كذلك عن المعارضه التي تواجهها لينورا بارتلميو من العائلة بصدد البيع
قالت ترايسي مترددة:
-اليس ....اليس عندها اولاد ؟فلو كان لها اولاد لورثوا جزء من الميراث

-لا في الواقع ليس هناك وريث شاب في العائله الان ...بل مجرد عمات واعمام عجائز وابنائهم الذين يحبون امتلاكها ولكنهم يرتجفون من فكرة ادارتها خاصة وثمة موسم جفاف يلوح في الافق ولكنها صاحبة اكبر الاسهم فيها ولها الرأي النهائي ومن سوء الحظ ان الجفاف المترقب لن يجعل عملية البيع سهلة ...لذلك فانا مضطر الي قضاء وقت طويل بالعمل فيها

وهذا ما كان ...في الواقع ان الوقت الطويل الذي امضاه في ترتيب عمليه البيع مكن ترايسي بعد عدة اسابيع من اكتشاف انها حامل وكانت الوحيدة التي تعرف بامره في الوقت الحاضر


اماريج 31-05-10 10:18 PM

7-امل ضاع في النهر
............................

كانت لولا فوكس اول من عرف فقد اتت لتمضية السهرة مع ترايسي فوجدتها تتقيا ما اكلته وقت العشاء بطريقة مؤلمة اما كريس فكان في سيدني
قالت ترايسي تمسح العرق عن جبينها :
-يبدو انني تناولت طعام لم يتفق مع معدتي ....ولكن هذا حدث بالامس ايضا..

ضاقت عينا لولا مفكرة ...ثم قالت بحذر:
-يعني ذلك في بعض الاحيان متاعب
-وماذا تعنين بذلك؟
-الطفل
رفعت ترايسي نظرها ووجدت ان لامجال لاخفاء الحقيقة
-هل يتحول غيثان الصباح المعتاد الي المساء؟
-هذا يحصل لكثير من النساء

-اذن لماذا يدعي"غيثان الصباح" ؟وكيف عرفت؟
-لم اكن اعرف ...مع انني شككت فيه ؛فثمة حالات معينه تظهر علي المرأة في الحمل الاول انها تشعر بالكسل والدوار والضياع خاصة...
قاطعتها بسخط:
-خاصة انا...؟ اهذا ما ستقولين؟
ردت بعنف:
- هراء خاصة وانت ما زلت في الثامنة عشرة

ابتسمت ترايسي ؛ثم قالت بهدوء:
-اكاد ابلغ التاسعة عشرة وهذا يعني انني عند الولاده سأكون في العشرين وهوعمر مناسب لانجاب طفل ...اليس كذلك؟
-ايعرف كريس ؟
-لا
عبست لولا:
-ثمة خطب ما؟ اعتقدت انك في شوق لاطلاع العالم علي هذا الخبر
ادارت ترايسي وجهها عما كانت تراه في عيني لولا منذ اسابيع...وعرفت ان موضوع لينورا سينكلير هو ما يجعل لولا قلقة ...فحاولت تغيير الموضوع ولكن لولا لم تتراجع هذه المرة
-ترايسي ....لن اتجاهل الامر اكثر خاصة وانا اراك مشوشة الفكر وتعسة
-لست كما تقولين

-اذن لماذا لم تطلعي كريس علي الحمل؟
-انا...
-ترايسي ...صدقيني ليتني فقدت اثمن ما لدي قبل ان اتحدث عن كريس ولينوراسينكليرلكنني لم اعرف الا ان عدم المعرفة ليس بعذر

صمتت ترايسي قليلا ثم قالت:
-وكيف كان لك ان تعرفي وانا نفسي لم اكن اعرف .ان يتزوجني كريس لاخر امر توقعته
ردت لولا متألمة:"اذن لااريد التطفل"
منتديات ليلاس
-هل ستسألين لماذا تزوجته ؟لانني احببته...وقعت بالضبط فيما حذرتني منه
وفيما كنت واثقه انه لن يحصل لي ...ثم حدث ما اقنع كريس بانني غير قادرة علي الاعتناء بنفسي ؛و...قرر الزواج بي واظن ان دافعه كان احساسه بالواجب تجاه ابي ...ولكن لسخرية القدر اننا في يوم زواجنا بالضبط تحررت لينورا سينكلير ...
-ترايسي ...تبدين واثقه من انه لايحبك... ولكن كل من له عينين في رأسه يري انه مولع بك اشد الولع

-اوه...انه يحبني ...لكن بطريقة ما
-وكم من طريقه للحب؟
-اظن ان هناك طرقا مختلفة كثيرة فمن يفقد قلبه يرضي باي شخص اخر ....وانا اعرف ان كريس لن يهجرني لانه يحس بالمسؤولية نحوي ....والان بوجود الطفل

صمتت تهز كتفيها بحيرة فتنهدت لولا وقالت:
-فلنكن واقعيتين ...اوه....يالله لن اسمح لنفسي بالانغماس في القيل والقال ولكن الاترين ترايسي انت تفترضين امورا كثيرة واولها ان كريس ما زال يشعر بذات المشاعر بعد مضي خمسة عشر عاما ...ام ان لديك برهان علي هذا؟


اماريج 31-05-10 10:20 PM

-لا...لا...ومن اين اجد البرهان الملموس ؟وهو اخر ما قد احصل عليه من كريس
-لكن الا ترين ان هذا اشبه بادانة شخص ما بدون دليل ؟هذا ليس عدلا لذلك عليك حتي تجدي الدليل العودة الي ما كنت عليه قبل ان تقرئي ذاك المقال في الصحيفة ...اوه ....اجل ...لقد شاهدت تلك الصحيفة ولقد خدعتني يومذاك انما عليك ان تعودي الي ما كنت عليه
منتديات ليلاس
ردت بانفعال مفاجئ :
-اتظنين انني لا اريد ذلك؟ اتظنين انني لا احاول ؟ اتعلمين انني حين عرفت بامر حملي لم اشعر بالسعادة لانه لانه سيكون رباطا حقيقيا بيننا ...هل لديك فكرة عن الافكار الرهيبه التي تساورني احيانا؟
اخذ صوتها يرتعش وينخفض :
-وهل تعتقدين انني مسرورة لانها خسرت فرصتها...اريد ان تسنح فرصه اخري مع انها لاتستحق كريس ...وانا اكره نفسي لانني افكر في هذه الطريقه

-حبيبتي انت لا تعرفين انهما.....
قاطعتها بقلق:
-لولا ....يجب الا تلومي نفسك ؛اترين لم تكوني الوحيدة التي اخبرتني عن قلبه الذي فقده
اتسعت عينا لولا:"من؟"
-لايهم....
بد التعب علي لولا:
-ترايسي ...انت علي حق في شئ واحد وهو ان هذا الطفل سيكون الرباط
نظرت ترايسي الي يديها:
-انه....كريس ؛يظنني اصغر من ان احمل طفلا ولدي دليل علي قولي هذا فقد سمعته يقول...

ولكن الغريب في الامر انها بعد عدة ايام علي محادثة لولا فكرت في انها قد لا تكون قارة علي خداع لولا ولكنها تخدع كريس ؛ام تراه مشغولا جدا مؤخرا فلم يلاحظ ان الامور اختلفت منذ تلك الليلة ليله حملها بالطفل علي ما تظن .
وهل يعتقد انه قام بما في وسعه ليطمئنني وان الامر بات عائد لي ؟وهذا امر صحيح انه عائد لي فعلا وهكذا بذلت جهدا لتترفع عن عذاب روحها ؛ومع ذلك لم تطلع كريس علي الحمل ...وقالت لنفسها في احد الايام انها ستخبره الليلة وكان كريس قد سافر الي سيدني للاشراف علي عمليات بيع متفرقة علي ان يعود بعد الظهر
عندما اتخذت هذا القرار شعرت براحة لم تشعر بها منذ فتره ....وحدث في هذا اليوم ان اتت لوسيا فوكس تزورها وكان ان خبزت بضع قوالب كايك وبعض البسكويت الذي يحبه اولاد فوكس ويونغ كثيرا.
وكان الاولاد قد تحلقوا علي المرجه الاماميه متوسلين الي ترايسي العزف علي الغيتار والهرمونيكا

بعدما قدمت للجميع الشراب عزفت لهم ولم يمض وقت طويل علي عزفها حتي توقفت فجأة:
-اين ميتشل ؟ انه بدون شك شم رائحة الشوكولا في الكايك ؟ فاين هو؟
كشر شقيقة الاكبر تود بسخريه:
-لديه زميلته من المدرسه ...انهما يلعبان في المخزن الفارغ واعتقد انهما سيبقان هناك طوال بعد الظهر .....من المفترض ان اراقبها...

تلقي تود بعض تمتمات الاشفاق لقاء هذا فسألته ترايسي :"واين والداك"
_ذهبا الي ميدان السباق مع كيلي وجاك ...وصلتنا اربعة جياد ..ليتهما اصطحبا ميتشل ...فهذا الولد يحتاج الي جهاز ارسال ملتصق به لمعرفة المهمة التي يتوجه اليها
ضحكت ترايسي :
اعرف ما تعني ...ربما يجب ان تذهب لتتفقد احواله واحوال زميلته فقد يقعان في مشكله كبيره ؛اتذكر ما حدث الاسبوع المنصرم؟
تـأوه الجميع بأسي فالسيد ميتشل يونغ سكب مزيجا من الماء والتراب في خزانات الوقود لكل عربات المزرعه
وهذا ما جعلها تتعطل ....وقال مدافعا عن نفسه بانه شاهد ذلك علي التليفزيون ؛واراد التأكد من انها عمليه ناجحه؛فصاح والده الغاضب:
-ناجحه في ماذا؟
منتديات ليلاس
-في تعطيل العربات كان البطل ملاحقا من قبل عصابه من اشرار واراد ايقاف سيارتهم عن العمل ...ونجح في هذا
ولكن كان يجب ابعاده عن ابيه الغاضب فترة طويله ...اجل....من الضروري الصاق جهاز ارسال في ذلك الجسد الصغير.... بعد دقائق نظرت من نافذة المطبخ فرأت فرقه تفتيش علي رأسها تود...فتنهدت لانها كثيرا ما شاركت في مثل هذه الفرقه بحثا عن ميتشيل ؛وهذه مهمة شاقه خاصة اذا لم يكن راغبا في ان يجده احد
مع ذلك ؛ولسبب مجهول احست بالخوف يسري في عروقها ووجدت نفسها تفكر في النهر دون ان تعرف السبب ؛فميتشيل ما كان ليتخلي بأرادته عن سماع عزفها الذي يصل الي اطراف المزرعه كلها ولكن العزف لا يكمن ان يصل الي النهر
وقالت لنفسها بصوت مرتفع :
-....بككل تاكيد لا

فقد منع علي الصغار من ارتياده ما لم يكن يرافقهم شخص كبير .ولكن الفكرة ظلت تلح عليها بطريقه مخيفه فمع وجود صديقه لا تعرف ان للنهر قانونا قد يقتنع بالذهاب الي هناك ...حسنا لا ضير من التأكد واذا كانا هناك فلا شك في انهما يرسمان القصور علي الرمال او يفعلان ما لا ضرر منه

ولكن بعد ربع ساعه ثبت لها ان ذاك الامل كان واهيا فما ان مرت بالدغل الحار الرطب قرب ضفة النهر حتي سمعت صراخا واهيا فراحت تعدو وتعدو والعرق البارد يتفصد من جبينها وعندما وصلت الي الضفه وشاهدت سرعة تدفق النهر صاحت:
-ميتشيل


اماريج 31-05-10 10:22 PM

عادت تلك الصرخه الواهيةعن يمينها فاستدارت في ذلك الاتجاه تتعثر في عدوها
المنظر الذي طالعها عندما سلكت احد المنحنيات كاد يخطف انفاسها كان ميتشيل راكعا بشكل اخرق علي طرف من الاخشاب التماسكه وسط التيار يحاول بيأس الوصول الي غصن شجرة كانت تمده له الطفله الاخري الوافقه في المياه الضحله ...ولكن الغصن لم يكن طويلا وفيما كانت مسمرة في مكانها من الخوف مد ميتشيل نفسه قدر ما يستطيع الي الامام ولكن الطوف تفكك وهوي في الماء
سارعت ترايسي الي الحركه فصاحت للطفله :
-اذهبي واطلبي المساعده

لم تخلع سوي حذائها قبل ان تغوص الي المياه تحت الطوف كانت المياه معكرة ومشبعه بالوحل وبالحطام المندفع من النبع ثم شاهدت شعرا اشقر علي بعد امتار منها انه ميتشيل الذي كان يشهق ليتنفس ولكن التيار عاد يخطفه سبحت اليه بيأس كما لم تفعل يوما مستخدمة كل طاقتها ووصلت اليه....لكن بقي امامها ان تعود به
الي الضفه عكس التيار ..ولم تدر كيف سبحت ولكن ربما ما دفعها للنجاح احساسه بجسد ميتشيل المسترخي بين ذراعيه
ثم وعن غير انتظار وفيما كانت تقف علي قدميها في القعر امسكت بهما يدان قويتان تشدانهما الي الارض علي الضفه ..وبدا لها ان الناس في كل حدب وصوب عندما شهقت تطلب الهواء شاهدت كريس ينحني فوق ميتشيل

صاحت:"اه الحمدلله"
وراحت تتقيأ
--ترايسي ...ترايسي ....هل انت بخير ترايسي؟

كانت لولا تمسك راسها وتردد اسمها بألحاح فحاولت ان تقول :انا...بخير ولكنها لم تستطع فقد احست فجاة بانحراف شاذ لم تعرف له مثيلا لاشك في انها رده فعل ...هذا ماخطر لها ظننت اننني فقدته ...ولكن ربما فقدته ؟

حاولت الخلاص من لولا في اللحظه التي تحرك ميتشل فيها بين ذراعي كريس ليجلس قليلا ويبدأ بتقيؤ المياه التي ابتلعها
احست ترايسي بعضلات صدرها تسترخي وحين استدار كريس اليها حاولت ان تقول له انها سعيده برؤيته لكن الاحساس الغريب المتصاعد كان يستولي عليها وادركت انها تتفصد عرقا وعادت تتقيأبالم
شاهدت كريس ولولا يتكلمان معا ثم قال كريس بحده:
-ما الامر ترايسي؟
منتديات ليلاس
-اجل ...لا ...اه لم احس بمثله قط
راته عبر المها الشديد ينظر الي وجه لولا الشاحب ثم قرأت القلق في عيني هذه المراة فعرفت ما اصابها وراحت تشهق:
-اوه..... لا ارجوك ...لا.....
قاطعها كريس بصوت متهجم حار :
-ما الامر لولا ؟ لماذا انت علي هذه الحال؟

ترددت لولا ثم قالت بصوت هامس :
-اظنها ....حاملا....
-ماذا؟
همس السؤال بصوت اجش,فركت لولا يديها يائسه
-اوه اعتقدت انها اطلعتك عليه .لكن هذا غير مهم الان ...الاهم هو؟...
*****


اماريج 31-05-10 10:23 PM

حدقت تلرايسي بارهاق الي الجدار المقابل للسرير ....انه سرير مستشفي قديم ...ولاول مره منذ اربع وعشرين ساعة وجدت انها قادره علي التفكير فرغم جهود الاطباء فقدت الطفل فقد اجهضت ؛واجهضت معها ادعيتها البائسه كان الطبيب قد قال لها:
-امامك فرص اخري عزيزتي ....وقد تبين لي مما اخبروني انك تصرفت بشجاعه ؛ولا داعي للوم نفسك..
فكرت : لكنني الوم نفسي ليس لانني انقذت ميتشل ؛بل لانني اشركت بهذا شخصا اخر وقتلته .ليتني فكرت هنيهة في الامر
-ترايسي؟

التفتت فرأت كريس واقفا الي جانب السرير :
-لم اسمعك تدخل
جذب لنفسه كرسيا ليجلس:
-لا....كيف تشعرين الان؟
ردت بتعاسه :
-انا....لا ادري ...بخير علي ما اعتقد ولكنني افهم ما تشعر به انت...
شهقت تمسح دمعه براحة يدها ..فقال ببط ء وهو يمد يده ليدير وجهها اليه
-هل تعرفين حقا بما اشعر ؟ اخبريني

عندما نظرت اليه احست بان خنجرا يدور في قلبها بسبب الشحوب والتعب اللذين لم تشاهدهما من قبل علي وجهه ...لعقت شفتيها الجافتين وتمتمت :
-اظنك تقول لنفسك انك غير قادر علي اشاحة بصرك عني بدون ان ازج نفسي في ورطه حمقاء
ضاقت عيناه وقطعت تقطيبه جبينه وصمت يتأمل وجهها المغروروق بالدموع ...ثم بدأ يتنهد ؛وقال بهدوء واستسلام :
-لا ترايسي .....لم تقومي بما هو احمق ؛ورايت انسانا في خطر فانقذته .في الواقع انقذت شخصين فمن كان يعلم ماذا سيحدث للطفله الاخري ....انت مخاطرة اضطررت للقبول بها وهذه ليست حماقه بل شجاعه تامة وكان يمكن ان تغرقي انت ايضا

-اوه ........لا اعرف شيئا عن هذا ....كل ما استطعت فعله
صمتت وهزت كتفيها وارتدت عنه:
-ترايسي
اصبح صوته فجأة صارما ؛واعاد مسك ذقنها يجبرها علي النظر اليه:
-ما كان بامكانك القيام بشئ اخر . لم يتوقع احد وقوفك مكتوفه الايدي تاركه ميتشل بين عباب الماء ...اسمعي ؛اعرف انني غضبت منك لانك قمت ببعض الامور غير الحكيمه ولكن هذه الحادثه ليست احداها كانت مخاطرة عليك خوضها ولا الومك عليها
منتديات ليلاس
انخفض صوته عن غير توقع ثم صدمتها الكآبه في عينيه ؛كان كمن وضع برقعا ليخفي به افكاره وقال بهدوء :
-يجب الا تعذبي نفسك
-لست آسفه لما فعلت من اجل ميتشيل وكيف اكون كذلك ؟في الواقع انه يذكرني بنفسي فهو مثلي غالبا ما يقع في المشاكل ؛ولكن ليتني فكرت في اني اعرض حياه اخري للخطر ...ليتني فكرت
غطت وجهها بيديها وانتحبت تذكر نفسها بانها لو توقفت لتفكر لما فقدت الذي كان بالنسبه لها افضل ما في حياتها
وجدت بسبب ضعفها الشديد انها غير قادرة علي ايقاف تدفق الدموع التي انهمرت كالمد العظيم في هذه المرة لم تفلح ذراعاه او صوته الهادئ في بعث الراحه اليها فمد يده لرن الجرس طلبا للمساعده ولكنها لم تشعر يوخز الابره تدخل ذراعها ولم تسمع الطبيب يقول لكريس:
-انها تجريه عاطفيه شديده سيد غاليهار ....لكنها ستتغلب عليها
ولم تسمع كذلك رد كريس عليه :"اود لو ابقي معها"
-بكل تاكيد
*****
مر اسبوع قبل ان يسمح لها بترك المستشفي.. اسبوع لم تتحسن فيه كثيرا ولكن الحياه كانت تسير حولها بشكل طبيعي ...فجاءها زوار كثر منهم آل يونغ ؛الممتنون لها بعمق القلقين بشكل خاص عليها ولولا وجاك والسيد نيوتن وزوجته وكيلي هنتر ؛الذي وصل حاملا باقه ورد ضخمه اشتراها هذه المره من محل زهور ....وكان كريس يمضي معظم الوقت معها ولم تعد تلمح في عينيه ما شاهدته فيهما اثر عملية الاجهاض مباشرة ولكنها كانت تعلم ان السؤال سيطرح اخيرا وعندها لن تعرف كيف تجيب عنه وفي هذا الاسبوع بالذات بلغت التاسعة عشرة وتلقت قلادة من اللؤلؤ هديه من كريس .قالت له معترفه بالجميل:
-اه ...شكرا لك


اماريج 31-05-10 10:25 PM

رفعت عينيها اليه واكملت بخجل :
-شكرا لك لكن ما كان يجب ان تفعل هذا
-ولماذا لا؟الم تعجبك؟
-انها جميلة جدا ولكنها كثيرة علي
-لماذا تقولين هذا؟
-لا ادري
بدا مرحا:
-جريبها ...ستبدو رائعه علي بشرتك مع انها قد تجد تحديا لاشعاعاتها

احمر وجهها ؛فهي لم تكن تعرف ما ان كان جاد ام غير جاد
-لكن بشرتي ليست مشعه في الوقت الحاضر....شعري فقط .الن يسمحوا لي بالخروج من هذا المكان ؟
تفرس في وجهها الناظر اليه ثم تنهد وقال لها:
-هكذا افضل ....بدأت اشك في انك فقدت الاهتمام بكل شئ...
-لا....لا...لم تشك في ذلك؟
هز كتفيه :
-لانك كنت في غاية الهدوء والكبت

كان هذا صحيحا ...فمنذ ان اجهشت بالبكاء ذاك اليوم لم تعد الي ذرف الدموع بل كانت تركز فقط علي ان تمضي الساعات تلو الساعات قالت له:
-انا اسفة ....لابد انك شعرت بملل رهيب ...لقد امضيت وقتا طويلا في هذا المكان ولابد انك...
قاطعها :
-لم اكن احس بالملل؛بل بالقلق .....وانا الان سعيد برؤيتك تتغلبين علي المحنه ترايسي .لاادري ما اذا كان هذا هو الوقت الملائم للقول: ليس هناك ما يمنعك من الحمل ثانية وكان هذا ما قاله الطبيب لي ....ايعجبك هذا؟

قالت بدون ان تنظر اليه ولكن خالج صوتها بعض الارتعاش :
-اه اجل ....ولكن علي ان اتعلم العنايه بنفسي ! هل يعرفون ؟ اعني الاولاد خاصة تود ؟فميتشل اصغر من ان يفهم ...اما تود فكان من المفترض به ان يكون مسؤولا عنه
قال بهدوء:
-لايعرفون .....يظنونك في المستشفي بسبب كدمات وكسور
-ما اسعدني بهذا الخبر ...وكيف حالهم؟
-مشتاقون لك

-اوه وانا ايضا مشتاقه لهم ....انت لم....اعني اعرف ان ميتشل مخطئ ولكن كان برفقته صديقته وقد فكرت في ان ميتشل انما فعل ما فعل من اجل ابراز نفسه امام صديقته ....فهل فكرت في هذا؟
-لا....لم افكر فيه اطلاقا

ابتسمت ابتسامة راحه ولكنها عادت الي العبوس:
-وماذا فعل مايكل؟
-لم يفعل شيئا كذلك سوى نهره بشده كلاميا بحدة ....اترين ؛كان ميتشل شديد الذهول والاضطراب حين علم انك في المستشفي وامضي اسبوعه قلقا قلقا شديدا ....واظنه كان قلقا عليك ....ولن ادهش ان اصبح ملاكا لفترة
صمتت قليلا ثم قالت:
-من المستحسن لو اسرع في العودة من اجل خير الجميع ....يجب ان اشهد هذا بنفسي ..هل استطيع العودة اليوم؟
ملس شعرها:"غدا"
منتديات ليلاس
وكانت عودة مشهورة فقد علقت فوق البوبات الخارجيه لائحه تقول "اهلا بعودتك الي منزلك ترايسي"
واقيمت علي شرفها حفله ذكرتها بالحفلة التي اقيمت بعد عودتهما من شهر العسل .....وانهمرت دموع السعادة من عيون بعض الحاضرين بمن فيهم ترايسي؛ وبقي ميتشل ممسكا بيدها وكأنه يحاول اقناع نفسه بانها حقيقيه ؛ثم قرر كريس ان هذا يكفي ووضع حدا مبكرا للحفله واصر علي ذهاب ترايسي الي فراشها
لكنها اعترضت :
-لكنني بخير الان

قالت لولا بلهجة آمره:
-نفذي ما يقوله...سأصعد مع لوسيا لمساعدتك
وكان ان تم ما اراده كريس ...وما ان اصبحت في الفراش ..حتي اعترفت انها متعبه فعلا ..وكان قلبها احساس دافئ لم تشهد مثله منذ ان فقدت جنينها وبدا ان في هذا الدفء احساسا
وبدا ان في هذا الدفء احساسا غريبا آخر عجزت عن وصفه,اهو استسلام للقضاء والقدر؟ ربما هذا جزء من التجربه برمتها....واقنعت نفسها انها ستتغلب عليها ....كان هذا الدفء الداخلي مستمرا حين دخل كريس الفراش لينام وهو يضمها بين ذراعيه قائلا بابتسامة لامست شفتيه فقط:
-اشتقت اليك
استرخت بين ذراعيه متنهدة ؛وردت بصوت عميق منخفض رزين:
-وانا كذلك


اماريج 31-05-10 10:27 PM

بعد قليل قالت بنعس:
-في بعض الاحيان نكون صديقين رائعين
ملس شعرها:"اجل"
-اتظن ان هذا امرا غريب كريس؟
-لا ...وماذا عنك؟
-لا ادري لكنني سعيده

-وانا كذلك ..وليتنا نبقي دائما صديقين لكن ما الذي اثار هذا الموضوع؟
حاولت التركيز لكنها وجدته صعبا خاصة وان دماغها شبه نائم وجسدها مسحور بسبب وجوده قربها..وقالت:
-لا ادري انه يريحني فقط

لم يتفوه بكلمة فترة طويله ثم لما كانت علي وشك الاغراق في النوم قال:
-انا مستعد للقيام بما يريحك ترايسي مهما كان .ليس لدي خيار اخر حلوتي البريئة

زادت كلماته في نعاس ترايسي مهما كان ثم حاولت بعنف ابعاد سحابة النعاس التي كانت تلفها فقد وجدت ان من المهم لها ان تستفهم ما يعني ان تسأله لماذا لا خيار اخر له ولكن اليوم كله كان قد ارهق جسدها الذي ما يزال ضعيفا واستسلمت للنوم
منتديات ليلاس
بقي هذا الاحساس بالاستسلام للقضاء والقدر يغلفها في الاسابيع التاليه اضافه الي اقوال كريس التي طالما فكرت فيها وتساءلت عنها تري لماذا كانا يتناولان الطعام
-ترايسي باربرة تشسترتون
-اسفه كنت بعيده بافكاري اميالا ...هل ارتكبت غلطا؟

-ولماذا تتصورين انك ارتكبت غلطا
-حسنا ...لقد ناديتني مرة من قبل
بترايسي باربرة تشسترتون "وفي تلك المرة لم تكن راضيا عني
رفع حاجبيه بتساؤل:
-ربما كنت ساعتئذ غاضبا

-جدا
ارتجفت قليلا وهي تحدق الي طبق الطعام الذي لاح فيه عينان صفراواين ثم رفعت رأسهابخوف:
- لكن يجب ان اعترف ...انه كان لك اسباب وجيهة .....ولذلك سألت الان هل ارتكبت غلطا
-لا.....الا اذا وصفت انغماسك في التفكير غلطا
راقب ردة فعلها بعينين ضيقتين ؛وكأنه يمازحها .....السؤال طبعا ما زال هناك ولم يتلاشي قط لكنه كان لطيفا معها لتتعافي...
نظرت اليه فاغرة فاها ؛ولكن عقلها رفض التفكير بكل حماقه حتي رفض ما يشبه نفاذ الصبر في عينيه قبل ان يقول:
-كنت احاول القول لك اننا سنستقبل زوارا اليله للعشاء ....انها لينورا سينكلير وقد ابدت رغبتها في رؤيتك واظنك ستعجبين بها انها وحيدة وتحس بالوحشة في الوقت الحاضر كما تعلميين
ابتلعت ترايسي ريقها بصعوبة:
-اوه ...اجل...اجل...اتصورهذا

نهاية الفصل السابع


اماريج 31-05-10 10:29 PM

8-احزان من نوع اخر
...........................

ارتجفت السيدة بريتونز من فرط الاثارة حين ابلغتها ترايسي الخبر بعد الفطوروقالت:
-اوه...تصوري هذا لقد تساءلت عما اذا كان سيصطحبها الي المنزل ام لا ...اعني ...حسنا كانت ابنة عم لي تعمل عندها وقد اخبرتني ان كل شئ كان يتم بشكل رائع عندهم
ردت ترايسي بهدوء:
-اظن اننا نقوم بالاشياء بشكل رائع نحن ايضا ...لكن دعينا ....
ترددت فهي حتي الان لم تحاول التدخل في مجال سيطرة السيدة بريتونز علي ادارة المنزل لكن للسيده قدرة هائلة ....فلماذا ازعج نفسي ....
سألت السيدة :"ماذا؟"

-كنت سأقول دعينا نطلق العنان لانفسنا فلدي بعض الوصفات الرائعةبدت السيدة بريتونز مصدومة لكن وجهها اشرق بابتسامة :
_لماذا لا فلنرهم!
فيما بعد قالت باعجاب متصاعد:
-لم اكن اعلم انك طاهية ماهرة ترايسي كان يجب ان تخبريني
-لست مدربة كفايه وربما نجاحي هو من قبيل حظ المبتدئين
_حسنا .....لاادري فطائرك خفيفة والان اظن اننا انهينا كل ما نستطيع عمله .....الطعام جاهز للفرن والحلوي وقوالب الفاكهة والكريما ايضا .....اين الكريما ؟لا تقولي اننا نسيناها

-انت لا تنسين شيئا ....انها مخفوقه وموضوعة في البراد
نظرت السيدة الي ساعتها:
-طبعا ....انت علي حق ولقد انتهينا قبل الموعد هنا لذا لما لاتصعدين الى غرفتك فيما انظف البيت نفذي مااطلبه منك تراسي فلو كان كريس هنا لقال الشئ نفسه وما كنت لتجادليه فكما تعملين لم يمض وقت طويل علي اجهاضك

انتفضت ترايسي من وخز الم دخلي تساءلت عما اذا كانت ستتغلب يوما علي هذا الالم الذي يخزقلبها كلما فكرت في ما فقدت وغطت في النوم وهي تفكر في الموضوع
منتديات ليلاس
استيقظت بعد ساعة فوجدت ان آخر اشعة الشمس تلملم فلولها وان زهرة الليمون يعبق في الهواء ...بقيت مستلقيه مدة ما وهي تشعر بشئ من الفزع في معدتها بسبب ما تترقبه الليله ثم فكرت لا اراديا في والداها الميت الذي فقد ايضا حبيبا ووجدت في تذكره سلوانا وعزاء
تمهلت ما وسعها من وقت لانتقاء ملابسها من بين المجموعة التي اصبحت واسعه الان وكان ان استقرت اخيرا علي فستان رمادي لا ارداف له وهو من الحرير الناعم فيه ازهار خفيفة ملونه بالليلكي والاخضر الشاحبين وله ياقه ضيقه مرتفعه وحزام فضي عريض
كانت المرة الاولي التي ترتديه فيه وتفرست في صورتها في المرآه واعجبها ما رات ....فالحزام الفضي كان يبرز نحول خصرها والالوان الفاتحة تظهر بشرتها لامعة مثيرة وبدت عيناها رماديتين ساحرتين ولاحظت بسعادة ان الخيوط الؤلؤيه تبدو جميلة جدا امام الرمادي والليكي والاخضر ....واكمل شكلها الرائع حذاء فضي مرتفع الكعبين

لوت رأسها الي جانب واحد وتمتمت عاليا:
-ليس سيئا ....ليتني ابدو....قليلا....
-في الواقع تبدين جميله جدا


اماريج 31-05-10 10:31 PM

قطع عليها صوت تناهي اليها من الخلف افكارها فاستدارت وقلبها يغوص واحمرار خفيف يتصاعد الي وجنتيها فرأت كريس يستند الي حافة الباب وسألها مبتسما :
_"ماذا تتمنين؟"
كانت ستقول انها تتمني لو انها اكبرسنا....ولكنها قالت له بسرعه:
-لا شئ ...لم اسمعك عندما عدت...

استقام في وقفته وتقدم اليها يتأمل الفستان
-كان اختيارا موفقا
رفع نظره الي عينيها فحبست انفاسها لما شاهدته في عينيه لقد شاهدت مثيلا لهذه النظرة سابقا مرة ليلة زواجهما كما راتها في مرات اخري لكنها ما عادت تراها منذ الليلة التي كان غاضبا منها واجبرها علي التجاوب معه الامر الذي يدفعها الي البرودة والحرارة المنتاوبين كلما تذكرت وادركت ان هذا كان اساس مخاوفها المختبئه ان ما يبعث مخاوفها هو انها خيبت امله تلك الليله واظهرت صدمه فيما بعد وهي ....حسنا ربما ما تزال هاويه اما لينورا فلا تصنف بالهاويه وهي متأكدة من هذا
منتديات ليلاس
قبل ان يكون عندها الوقت للاستجابه لتلك النظرة او حتي للتساؤل عما اذا كانت تتخيلها ارتد عنها وبدأيفك ازرار قميصه ويقول بعفويه :
-احتاج الي الحمام لن اتأخر لماذا لا تنزلين وتحضرين لنا كوبين من العصير البارد؟
واختفي في الحمام نزلت الي تحت ببطء ....فجأة لم تعد واثقه من نفسها ثم تنهدت واجبرت نفسها علي التركيز علي العمل الذي امامها
*****
قالت لينورا بارتلميو متنهدة بسعادة والابتسامة الدافئه تلوح علي شفتيها :"ما الذه"
اجالت نظرها بين السيدة بريتونز التي كانت تنظف المائدة وبين ترايسي ثم اردفت:
-لمن اقدم التهنئة علي هذا الطعام المعد بشكل رائع؟ ام انه مجهود مشترك.؟
قاطعتها السيده بريتونز:
-لا ....سيدتي .....يجب ان اعترف انه من صنع ترايسي تقريبا ....وهذا ليس كل شئ فلما حضرته من حلوي الجوده نفسها
قال كريس وقد اقفلت السيده بريتونز الباب وراءها :
-هذا تقدير عظيم لك ترايسي .....التأثير علي لينورا امر والتأثير في السيدة بريتونز امر اخر ....والاهم اضطرارها للاعتراف بكامل ارادتها


اماريج 31-05-10 10:32 PM

ضحكت لينورا فبانت اسنانها البيضاء الناصعة:
-اوه عزيزتي ....اهي هكذا ؟السيده بريتونز ؟
قالت ترايسي ضاحكه:
حسنا ....ليس في الواقع ....ومن الصعب الشرح
قال كريس:
-ترايسي تحاول التواضع .....انها موهوبه في اختراق قلوب الناس
قالت لينورابهدوء:
-استطيع تصديق ما تقول ....سعيدة بالتعرف اليك عزيزتي
-وانا ايضا

ودت الا يظهر الارتجاف في صوتها لانها كانت تقول الحقيقه
فقبل ان تري هذه المرأة لم تعرف بما ستشعر تجاهها ولكنها بعد ان قابلتها وجدت نفسها معجبه بها وصافحتها حقا
فلينورا لم تكن رائعة فحسب بل كانت دافئه وودودة وعندها طريقه خاصة يستحيل معها الا تشعر جليسها بالراحه
كانوا يجلسون علي الشرفه يتناولون القهوة ووجدت نفسها تدرس ضيفتهما بطريقه غير مباشرة
كانت تقريبا بطول كريس ولكنها نحيله كفتاة صغيرة وكانت بشرتها صافيه وجميله وعيناها خضرواين فيهما بريق محدد لكن هذا قليل فهي تشع حيويه وحولها هالة من الذكاء ,.....لكنها كانت احيانا تبدو حرة من دفاعاتها فيظهر الحزن والتعاسه في عينيها فتلمس بنظرتها قلب من يراها
سألت ترايسي نفسها بعجب:الهذا لا اشعر تجاهها بالراحة فلا اثر يدل علي انها ما زالت تحب ....لا شئ يجعلني غير مطمئنه او محرجه ....لا شئ .....ثم تهاوي كل عالمها متحطما

كانت قد دخلت لتحضر المزيد من القهوة بعدما اعفت السيدة من واجباتها بعد العشاء وعادت بصمت فوار الي غرفة الجلوس لتقترح عليهما القهوة الايرلنديه لكن كلمتين اوقفتاها مسمرة في مكانها
كانت لينورا تقول بنعومه لكن بيأس :
_اه كريس
ثم سمعتها تردف:
-افكر في ما اضعناه علي انفسنا ..... علي الاقل انا اضعت الكثير من الوقت .....وانتهي بي الامر علي ما انا عليه
منتديات ليلاس
رد كريس بصوت هادئ جاف :
-اعرف ....وانا اسف...
-لا تكن آسفا فما من احد كان يمكنه ان يعرف ....فلنتكلم عن ترايسي بدلا من هذا ....انها جميلة حلوة.....
لا.....
وضعت ترايسي يديها علي اذنيها وعادت بسرعة كما اتت لا تتكلما عن ترايسي ...لا اطيق ان تتكلما عني فكلامكما لم يكن لاجل ترايسي


اماريج 31-05-10 10:33 PM

وقفت في المطبخ واتكأت علي الباب خافقة القلب يضج في اذنيها رنين غريب .... اه يا الله آه لا, لا استطيع ان اصدق ولا اريد ان اصدق الان ....لكن ....ماذا قالت لولا ؟ نعم قالت حين تجدين الدليل سيقع علي رأسك ....وها هو الان قد وقع علي رأسي
همست لنفسها تحس بالدموع تتدفق علي خديها :
-لكنني كنت اعرف هذا واعرف ان الدليل سيقع علي راسي كنت احس بذلك خاصة حينما فقدت الطفل . اجل .....اظن انني عرفت ساعتئذ ان امام خيار واحدا ...وانني لم اعد قادرة علي الادعاء لنفسي بأن لا خيار لي فيما يخص كريس

حين عادت للظهور تحمل القهوة سألها كريس:
-هل انت علي ما يرام ترايسي؟
-عظيمة آسفه علي التأخير ....هل ظننتما انني ذهبت الي البرازيل لاحضار حبوب البن؟
*****
بعد اسابيع ...تعجبت ترايسي من سهوله الابتعاد عن كريس بعدما اتخذت قرارها .وكان القدر الي جانبها ؛مثلا :بعد اتخاذها القرار وعدم معرفتها سبيل تطبيقه كانت تنظر في قسم الاعلانات عن وظائف شاغرة في الصحيفة فوجدت اعلانا يقول:تم لثلاثة اطفال تطلب يائسة مربية ومعلمة في آن واحد لفترة مؤقته ....اعمار الاطفال تتراوح بين الثامنه والثالثة والرابع علي الطريق ...
نحن نعيش في منطقة زراعيه معزوله ؛ولكن من ستتقدم للعمل وتنجح ؛ستعامل كفرد من افراد الاسرة ؛الرجاء الاتصال علي رقم منطقة "كايرنز" والمكالمه مدفوعه

واتصلت ترايسي وحصلت علي الوظيفة فقد كانت المربية قد اضطرت لترك عائلة "بادمان "لفترة ما بسبب مرض احد افراد عائلتها
وفي اليوم نفسه لوت السيده بادمان كاحلها فساءت الامور اكثر ....وانشغل والد العائله في امور طارئه قبل بدء موسم الامطار ...وبهذا احتاجت العائله الي شخص ما مدة ثلاثة اشهر .كانت ضربة اخري موفقه من القدر
وهكذا دبرت ترايسي امر سفرها الي "كايرنز "ومن هناك سيصطحبها احدهم في رحله الي داخل البلاد.... وهذا ما حدث فقد غادرت البيت بعدما تسللت الي حامله الجياد كانت تقل بعض الجياد للبيع لصالح بارتلميو ووصلت بهذه الوسيله الي المدينه ...لكن الامر لم يكن بهذه السهوله فكلما فكرت في الرساله التي تركتها؛والاكاذيب التي كتبتها كانت ترغب في ان تدفن نفسها في حفرة وتموت...
منتديات ليلاس
بعد اربع وعشرين ساعة ؛كانت تطل من نافذة شاحنه عملاقه متجهة الي غلف كونتري كانت ستقلها الي املاك عائلة بادمان ولم يكن معها سوي ثيابها الخاصة ولم يتبق لها من زواجها سوي خاتمها الذي علقته في سلسة رافيعه حول عنقها وصور شهر عسلها ....
لم تكن تصدق ما فعلت حتي وهي جالسة ساكته تنظر الي حقول القصب حولها وهي الدليل الحي علي انها في شمال كوينزلاند النائي وعلي بعد الف ميل من كريس ولكن بعدها هذا لم يحررقلبها وروحها من الالم الرهيب بل باتت تشك في انها قد تتحرر ابدا
يجب ان اتعلم كيف اتوقف عن البكاء كلما فكرت فيه.....واجهشت بالبكاء ؛حتي ان سائق الشاحنه التفت اليها مبتسما كي يفهم ما بها وقال بلطف:
-اظنك بعيده جدا عن بيتك طفلتي ...لكن سأقول لك شيئا ...افراد عائلة بادمان طيبو القلب وعطوفون فلا تخافي سيحسنوا معاملتك


اماريج 01-06-10 06:33 PM

اكتشفت ترايسي انه لم يكن مخطئا ....فقد كانت مارلين بادمان مرحه دافئه ولم يمض وقت طويل حتي كانت تعامل ترايسي كما ذكرت في الاعلان كواحد من افراد العائله.....وكانت تلك المرأة بحاجه فعلا اليها لانها اسيرة الجبيرة واسيرة حملها الثقيل
تآلفت ترايسي مع هذه العائلة ولكنها لم تستطع ان تتخلص من الامل بان يلحق كريس بها مقتفيا اثرها مطالبا بها وليس ذلك فحسب بل كانت تحلم بذلك وتتصوره ينكر انه احب لينورا يوما ..ولكن حتي ذلك الامل السري تلاشي ومات مع مرور الايام ولم يعد عندها سوي الذكري

فقدت الكثير من وزنها فقلقت عليها مخدومتها التي لم تفتها الدوائر الزرقاء حول عيني ترايسي ولكن حين قررت مارلين بادمان ان تفاتح مربيتها الجديدة ؛لتكشف اللثام عما تهرب منه حدث ما بعث ذعرا وخوفا
في الواقع بدأ الامر عندما كانت مارلين تراقب ترايسي وهي تقرأ قصة للاولاد قبل النوم ....كانت تبدو لها صغيرة جدا وجميله جدا وحزينه فكرت مارلين في نفسها وهي تترك ثوب الطفل الذي تحيكه من يدها ان عليها الاتترك الامور علي ما هي عليه الان ولكنها فجأة شعرت بالم
ما هذا الامرغريب مازال امامي اسابيع قبل ان ألد....ونسيت ترايسي وأمرها لم يسبق ان ولدت طفلا قبل الاوان
تبين ان الطفل كان مستعجلا لدخول الدنيا ؛ولا يمكن ردعه عن هذا.....وانقلبت تلك الليلة الي ليلة لن تنساها مارلين او ترايسي ابدا
لن تنسي ترايسي بكل تأكيد ما احست به في اعماقها بعدما ادركت الموقف... وكان ان تمكنت من الاتصال بروبن بادمان بواسطه الراديو وكان الزوج في مكان ناء يكمل عملية جمع المواشي وكان قد اقام منذ برهة المخيم للنوم .فسارع الي الرد قائلا ان امامه ما لا يقل عن خمس ساعات في السيارة حتى يصل الي منزل اقرب جيرانهم علي بعد اميال كما اكتشفت ان الخدمة الطبية المعتمده علي الطيران لن تتمكن من الوصول قبل ساعات
قال لها صوت مطمئن عبر الراديو :
-يمكننا ان نأتي لنوصلكما الي اقرب طبيب ...لكن الاهم هو ان لا تذعرا ....ان الولادة تقتضي وقتا طويلا علي اي حال....ولمارلين معرفة قديمة بهذا
فكرت ترايسي:حمدا لله علي هذا؛لكنها قالت بريبة:
-لا اظن الولادة ستتأخر وهذا رأي مارلين

رد الصوت المريح :
-اذن سنكون معكما خطوة خطوة
كانت مارلين قلقة علي الاولاد وعلي ترايسي .اما الاولاد فخشية ان يخافوا,اما ترايسي فلما ستلقيه علي عاتقها
منتديات ليلاس
نظرت ترايسي اليها بعطف ومحبه ؛ تلاحظ قطرات العرق علي شفتيها العليا ...سحبت نفسا عميقا وقالت مبتسمة:
-اذا استطعت تحمل هذا .فسأتحمل انا كذلك ..وهذا اقل ما استطيع فعله...
ثم اجالت نظرها في الاولاد الغارقين في النوم
- كان روبن يريد مني الذهاب الي البلده قبل شهر ...ولكنني اعتقدت ان اسبوعا يكفي ...اوه
امسكت طرف السرير وتأوهت مجددا ثم استلقت مجدا متنهدة
فقالت ترايسي بلطف:
- لاتفكري في هذا الان.... امامنا امور اخطر لننجزها

غسلت وجه مارلين بقماش رطب وهي تشعر بالدهشة بسبب هدوء اعصابها ...ثم عادت الي الراديو تصف للطبيب حاله مارلين فأتاها رد الطبيب بان الولادة ستتأخر ساعات وان المساعدة قد تصل قبل الوضع
لكن مارلين قالت بقلق ان الاطباء يخطئون عادة في هذا وكانت علي حق ...فبعد ساعة بالضبط مسحت ترايسي العرق عن وجهها وقالت لها بصوت مرتجف:
-انه صبي ....ما اجمله! والان كل ما علي فعله هو....اوه...لا
وبدأ الصبي بالصراخ ؛فاكملت:
-ها قد بدأ بالصراخ بمفرده


اماريج 01-06-10 06:35 PM

قالت مارلين بسعادة :
-صبي !هذا سيسوي الامور ....اوه..... شكرا لك ترايسي...
-لا تشكريني
وانخرطتا معا بالضحك والبكاء معا .....واكملت ترايسي:
-قمت انت بمعظم العمل ...لكن علينا الان ان نتعامل مع الحبل السري والمشيمة

احست بالضعف وهي تصغي للطبيب الذي راح يملي عليها تعليماته ....وسألها:
-افهمت هذا ترايسي ...سأكرر لك اذا اردت
-اجل ارجوك ....اظن ....لا ادري لكنني لا اشعر انني
-اعرف ما تعنين وانها ردة فعل طبيعبه ...ولكن قمت بعمل رائع ترايسي

بعد عشر دقائق ؛وضعت الطفل بجانب امه :
-هاك ...اليس جميلا ؟ انظري الي هذه الخدود السمينه .....اطفالك رائعون مارلين
نظرت مارلين اليها وقالت موافقة:
-ماذا ستسميه ؟لو كان فتاة لسميتها ترايسي على اي حال اختاري الاسم انت....ارجوك
-انا ....اتريدين هذا حقا؟
-عزيزتي ترايسي....اجل.

-حسنا ....ما رايك بهذين الاسمين, براين او كريسبن. براين اسم والدي وكريس اسم.....اعني احب هذا الاسم

-وهذا ما سأسميه ...كريس ...... اوه! اسمعي هذا ...انها طائرة
وكانت طائرة ولكن مارلين كانت بخير وعلي افضل ما يرام والطفل صحيح الجسم ؛ فقرر الطبيب عدم نقلهما الي المستشفي في "كايرنز " خاصة وترايسي معها

وهكذا كانت اخر اسابيع من اقامة ترايسي مع العائلة نوع اخر من العذاب ....كريس بادمان عمد وكانت ترايسي عرابته وازدهرت صحة الطفل برعاية امه وترايسي .وكانت كلما حملته تشعر بالم رهيب في قلبها لانها تتذكر ماخسرته
قبل انتهاء مدة اقامة ترايسي معها وبعدما استشارت مارلين قلبها انه لايحق لها ان تستوضح منها اخبارها مادامت ترايسي ترفض ذلك لكن هذا لايعني انها لن تبذل ما بوسعها من اجلها .

وبعد ما استفهمت عما اذا كان لديها خطط مسبقة تقدمت باقتراح
-لدينا كوخ صغير قرب "موسمان "وهوليس كبيرا لكنه جميل رائع للراحه واوقات العطلة .ونحن انا وروبن نود لو تستخدميه متي شئت وقدر ما شئت من الوقت
منتديات ليلاس
توقفت ترايسي التي كانت تطوي الحفاضات ونظرت الي مخدومتها ...ثم قالت
-انا ...لا استطيع في الواقع التفكير في ما يمكنني ان افعله لكن....
قالت مارلين بحزم :
-دون لكن ...اتفقنا سيدبر روبن امر توصيلك وسنؤمن لك كل شئ فلا تقلقي فهناك ثلاجه في المكان...لكن ثمة امر واحد آخر اياك وعدم الاتصال بنا ترايسي

ردت بتوبيخ ساخر:
-اتظنين انني قادرة علي عدم مراسله اهل طفل كنت انا اشبينته؟
وتقدمت لتعانق مارلين وتقبلها بحرارة قائله:
-شكرا لك ...اسمعي ....لقد تكلمنا عنه واظنني اسمعه... وبما انه نام اربع ساعات فهو لاشك الان غاضب وجائع
ضاحكت مارلين:
-لست مخطئة في هذا
*****

اماريج 01-06-10 06:37 PM

-ترايسي!
تسمرت ترايسي ؛ثم نظرت الي ما حولها وهي لا تصدق؛كان الشارع الرئيسي في مدينه "كايرنز"يلمع بالالوان والحركه ؛وكان هذا اليوم صافيا حارا .كانت وسيله النقل التي استخدمتها شاحنه جبارة تتجه الي "كوكتاون" وهي الان تشتري بعض المؤن وامامها ساعة قبل الانطلاق مجددا من "كايرنز" الي "موسمان"
-ترايسي؟
ناداها المنادي مجددا باسمها في الشارع المزدحم العريض ؛ وما هي الا لحظات حتي كان السيد نيوتن امام ناظريها يجتاز الطريق بين السيارات غير مهتم بحياته
سحبت نفسا عميقا ؛وما هي الا دقيقة حتي كان قربها علي الرصيف وكانت اولي كلماته:
-يجب ان انفض الحياة من انفاسك ترايسي تشسترتون ...اين كنت؟ ولماذا؟

لمعت عيناه ؛الساكنتان عادة بشراسة في وجهها وامسكها بالفعل من كتفيها ولكن حين شحب وجهها اجبرنفسه علي الاسترخاء وطواها في عناق دافئ
-اه....ايتها الفتاة السخيفة الحمقاء ! ما اشد سروري برؤيتك

بكت ترايسي علي كتفه رغم النظرات الحارة الفضوليه
-وانا كذلك
تمتم :"هاي ....لا تبكي .....تعالي
تركها وامسكها من يدها ليقودها الي مقهي مجاور
اكملت ترايسي قولها بعد كوبين من القهوة :
-ولهذا فعلت ما فعلت....الا تري....
قاطعها السيد نيوتن:
_حسنا عزيزتي ....اري بالفعل لكنني لا استحسن ما فعلت .لقد وضعتنا جميعا في موقف عظيم خاصة كريس
-لكن...

-ترايسي ....انا .....حسنا...انا لا اصدق انه سيشعر بالسعادة وانت وحيده في هذا العالم سواء اكان يحب تلك المرأة ام لايحبه
قالت ترايسي بتردد:
-انا.... قلت في الرساله التي تركتها ؛انني سئمت الزواج ؛واننا اريد ان اكون حرة مره اخري ؛لأري العالم وما الي ذلك .....ولا يمكنه لوم نفسه علي هذا ؛الاتري....كنت بذلك اريد ان اترك الطريق مفتوحا امامهما؛حتي اذا مرت سنه يمكنهما الارتبطا بضمير مطمئن قلت انني سأتصل بواسطة محامي ليرتب الطلاق وقلت كذلك انني طننت انني احبه ولكنني عدت فاكتشفت انني كنت مسلوبة اللب به كما قلت له انني كنت صغيرة جدا لاعرف ما هي حقيقة مشاعري ....لو عرف حقيقة شعوري نحوه لما تركني ارحل .....ولكنني لم اتحمل التفكير في ارتباطه بي بينما قلبه مع غيري.....ارجوك قل انك تفهمني

عبس تيو نيوتن متمنيا لو يفهم ؛وقال:
-بطريقة ما ....اذا كان ما سمعته صحيحا لكن يجب ان اعترف انه بدا مخبولا يوم جاء يراني .....مع انني لم استطع مساعدته ......واعرف انه طاف المنطقه كلها بحثا عنك
قالت مبتسمه ابتسامه حزينه صغيرة:
-هذا لانه لا يؤمن بقدرتي علي الاعتناء بنفسي ...لكنني اعنتيت بها جيدا
منتديات ليلاس
نظر اليها يلاحظ وزنها والظلال الزرقاء المحدقه بعينها واوشك ان يقول شيئا لكنه غير رايه وقال:
-اكنت علي اطلاع بامر المرأة قبل الزواج ....ترايسي؟
-اجل .....ولهذا عرفت سبب زواجه بي
-اذن خدعتني ترايسي

-اعرف.....ولكن لم اخدع في الواقع لانني كنت اريد هذا
قال وكأنه يوبخها:
-كنت اعلم ان في المسأله خطبا ما....ويجب ان اخبرك ؛عزيزتي انه عندما جاء كريس ليراني بعد اختفائك بساعات تصرفت معه بطريقه غير لائقه ....فيالواقع استمطرت عليه لعنة السماء علي رأسه واتهمته باساءة معاملتك
-لكنه لم يسئ معاملتي
-حسنا ...وهل يعرف بانك تعرفين كل شئ عن المرأة الاخري؟
-لا.....هو لايعرف.....الا اذا.....


اماريج 01-06-10 06:39 PM

توقفت عن الكلام فجأة تتساءل عما فعلته لولا فوكس بعض رحيلها وما هو تأثير الامر فيها؟
_لا.....لم يكن يعرف ساعتئذ واشك في انه بات يعرف الان
صمت السيد نيوتن هنيهة وكان في الواقع في صراع مع ضميره ومشاعره المتناقضة نحو كريس غاليهار ....ثم قال ببطء وربما بطريقه لا اراديه :
-عزيزتي....يجب ان تعودي اليه...لا ....دعيني اكمل ....ليس فقط لانني لا اؤمن بالطلاق الافي ظروف متطرفه بل لانني طوال حياتي آمنت بان الصدق هو افضل وسيلة..... لهذا اري ان عليك ان تعودي اليه لتكشفي اوراقك .كنت تعرفين ان هذا الزواج سيكون صعبا وللاسف الزيجات بمعظمها صعبه في هذ الايام لكن الزواج ليس حاله يمكنك الانسحاب منها بسهولة كما تحاولين فعله ......انا آسف ولكنك مدينه له بالشرح عزيزتي

-لكن ضع نفسك مكاني فما ان اصدقه القول حتي يأبي تركي فما رأيك؟
ضحك السيد نيوتن:
-لن يعجبك ما سأقول ....لكنني اري انه رغم ما ستكون عليه مشاعرك .انت زوجته ويجب ان تبقي
ردت ساخرة :
-علي امل ان يحبني يوما وينساها
-قد يحصل هذا .عندما ستعودين ستعرفين ان كان فعلا مهتما بك
قالت بحزن:
-اعرف انه يحبني بطريقه ما اما السبب الاول فانني ابنه ابي .هل رايته مؤخرت؟
رد بجفاء :
-لا.....قلت لك ما كنت اشعر نحوه غير انني اعتقد ان زوجتي تتصل به

بدا الامتعاض علي وجهه ففي الواقع تشاجر هو زوجته بعنف بشأن الطريقة التي عامل بها كريس ...وهما الان يتجنبان الموضوع ! يا الهي كم اصبحت شخصا مشاكسا مجادلا ...ربما حان الوقت لامارس شيئا من التعقل
-هل ستخبره بانك قابلتني؟
جذبته كلمات ترايسي من افكاره ...وقطب:
-انا ....لم افكر في المسأله ...لا.....اظن ان الامر عائد اليك .....ماذا تفعلين في "كايرنز" علي اي حال؟
منتديات ليلاس
قالت له ثم ابتسمت:
-كنت سأطرح عليك السؤال ذاته
-انا في طريقي الي جزيرة "نورزداي" لاحضر افتتاح معرض لبيع الجياد
فجأة ساد صمت قصير متوتر ؛وفكرت في ما قاله صديقها العزيز وعرفت انه مازال ينتظر ردها
-انا ....سأحاول ....سأفكر في امر
جيد ....اثق بك ثقة عمياءترايسي ..اعرف انك ستجدين الشجاعة لتفعلي ما هو صواب
تمتمت باحراج:
-هذه ضربه ممنوعه ....لاادري ان كنت املك الشجاعه هذه ...مع ذلك اعدك بان افكر في المسألة وشكرا لك لانك لم .....تعاملني كطفلة

-اه ...لكنني لن ادعك تخرجين من هنا دون ان انتزع منك واعد اخر وهو ان تتصلي بي وبزوجتي مهما كانت الظروف
-اعدك بالاتصال,اه كدت اتاخر....
بعد دقائق راقبها السيد نيوتن تشق طريقها بين الطاولات وتنهد يسأل نفسه :افعلت ما هو صواب ؟ اكان يجب ان اتركها تبتعد مجددا ؟ ولكنني اؤمن بان عليها اتخاذ قرارها بنفسه .....لقد نصحتها نصيحه
نظر امامه ولم يشاهد وعاء الملح او الفلفل او وعاء السكر الخاص الذي يخرج منه ملعقه اثر ملعقه ونادرا ما ينجح ....بل شاهد امامه السيده يوتن بعينها الهادئتين وفكر مجددا بالعرض في جزيرة "تورزداي كطفاذا هو اخر ما قد يفكر فيه وهوعلي خلاف معها

يقول البعض ان الحب امر مخادع ..ولكن كان كلانا علي حق كنت علي حق حينما قلقت وكانت علي حق حينما قالت ان ترايسي تثقل ضميرها اذن لماذا لا اتصل بها واقول لها انني احبها مع انني عنيد ومشاكس ؟مد يده الي جيبه ليخرج النقود المعدنيه الصالحه للاتصال بالهاتف

نهاية الفصل الثامن


اماريج 01-06-10 06:42 PM

9-هل تعودالسيدة ماما
.............................

استغرق الوصول الي قرار ستة ايام من التنعم بالهدوء وبجمال منطقة "موسمان"
كان الكوخ الصيفي يقع في مكان منعزل ؛لا تري فيه احدا؛ وكانت ممتنة لهذا ....فقد فاجأها الاحساس بسكون الحديقة الاستوائية ذات السلالم الحجريه المؤديه الي الشاطئ ؛ما اشد تعبها كانت تنام ساعات في النهار ؛هذا عدا النوم ليلا....وكانت تسبح في الصباح الباكر ؛حين يكون البحر ازرق كالزبرجد الشاحب؛ او بعد الظهر حين تكون الحرارة ثقيلة الوطء فوق اليابسة ؛وقد نهبت بدون خجل شجرة مانجا وجلست ساعات تحت ظلها الكثيف الحامي تحدق الي البحر الساحر

فكرت مرارا,هل يمكنني العيش هنا؟ ربما ان استطعت ايجاد طريقة اكسب منها رزقي .ايمكن ان اجد عملا في البلدة ؟ لكن ؛من غير الممكن العيش في الكوخ الي الابد
كانت هذه الافكار التي تساورها ولكنها لم تستطع اجبار نفسها علي التفكير بكريس رغم وعدها
ثم ؛وفي اليوم السادس ؛حلت المسألة لها بطريقة غير متوقعة....
كانت قد ارسلت رسالة الي مارلين بادمان تخبرها انها وصلت بسلام ؛وبعد خمسة ايام تلقت رد في رساله مطولة ؛مليئة باخبار اولادها لكن الجزء المفاجئ ؛ جاء بعد هذه الاخبار فقد ذكرت ان صديقة مارلين بحاجة الي سكرتيرة ومرافقة
-كنت و آلين في مدرسة واحدة .....وبقينا علي اتصال دائم ربما سمعت بها انها كاتبة قصص اطفال وهي مشهورة في هذا المضمار والخلاصة انها اتت تراني يوم سفرك واثناء الزيارة ذكرت انها تبحث عمن تعمل عندها .وفكرت فيك لانني تذكرت قولك بانك تعرفين الطباعة وحين اخبرتها ابدت السرور .....وبالطبع , القرار النهائي عائد اليكما ...ولكن نظرا لمعرفتي بكما اتصور انكما ستتفقان .ولكن ان كان لديك خطط اخري....

تخطت عينا ترايسي اسطرا قليلة حتي وصلت الي النقطة الاهم :آلين تريفور ستعود الي "موسمان بعد اسبوعين ؛بعد رحلة الي سيدني وستكون سعيدة بمقابلتك
منتديات ليلاس
تركت الرسالة تسقط الي حضنها ؛وحدقت الي المحيط شاردة الذهن .بدا لها هذا امرا مكتملا ....واحست وهي تفكر بحزن ...انه الرد المناسب لحياة غير مكتمله منذ تركت كريس
علي حين غرة ؛ وكأنما ابواب سد داخلي قد انفتحت ؛وجدت نفسها تغرق في التفكير فيه وفي نصيحة السيد نيوتن ....كانت تفكر ؛وتحاول تقويم كل شئ وانتقاده لاول مرة فوجدت في النهاية ان هناك مخرجا واحدا....وجوابا واحدا وهذا الجواب جعل الدموع تتدفق من عينيها
ظلت جالسة هناك حتي حل الظلام وظن دوري احمق يعيش في السقف ان املاكه لم تعد مشغولة فغط علي الشرفة علي بعد قدم واحد منها
وتصاعد البدر كهالة ضخمه ذهبية ؛يمتد حولها شعاع شاحب راح ينعكس فوق الماء ورغم هذا السحر كله لم تتحرك ولم تر الثعالب الراكضة كالاشباح التي تقفز حول الحديقة قبل ان تستقر في شجرة المانجا
اخيرا قطع صوت مختلف احساسها الاعزل ...ربما لانه غريب فعلا فلا سبب يدعو الي ان تقف سيارة قرب باب الحديقة فهذا الكوخ هو المنزل الوحيد القابع في نهاية الطريق الترابي ....احست ببعض الارتباك وهي تدير رأسها نحو الصوت فرأت انوار السيارة الاماميه ؛والنور الداخلي حين انفتح الباب ؛ونزل السائق....


اماريج 01-06-10 06:45 PM

هبت واقفة لكنها تمسكت بطاولة الشرفة لتدعم نفسها وطفق قلبا يضرب كالطبول ؛وجف حلقها هل هذا هو حقا ؟ لا
ولكنه كان هو .ولم تخطئ في التعرف علي ذلك الطيف الطويل القادم علي مهل كما ان القمر لم يكن يتلاعب ببصرها ولم تكن هي تحلم ايضا
لم تستطع سوي الوقوف جامدة متمسكة بغباء بالطاوله ؛ حتي اصبح امامها يلقي عليها نظراته
ابتلعت ريقها بصعوبة ؛ثم قالت بضعف :"كريس"؟
-مرحبا ترايسي
- كيف....كيف وجدتني ؟.هل اخبرك؟
-اهذا ما يقلقك ؟ كيف وجدتك ؟ حسنا سأخبرك .حدث بالامس انني كنت اقرأ مجلة اسمها"حياة الريف" وفيها قصة عن السيدة مارلين بادمان التي وضعت طفلها قبل الاوان والتي اشرفت علي ولادتها مربيتها...وتابعت القصة تقول: المربية المعروفه في البراري النائية هي ابنة الطبيب براين تشسترتون....
صدر عن حنجرة ترايسي صوت مسموع فسألها بسرعة:
-ماذا قلت ؟
منتديات ليلاس
-لا شئ ..ارجوك لا تغضب علي ....لكن
-اغضب ؟ الغضب لا يصف ابدا ما اشعر به
حاولت الابتعاد عنه ولكنه صاح بها يمسك ذقنها:
-الي اين ؟ استطيع قتلك ترايسي ؛لما فعلته جلت بحثا عنك طول "كوينزلاند "وعرضها ثم تجاوزتها الي اماكن اخري ...واقسم انك ان اعدت الكرة سأضعك علي ركبتي واضربك حتي تعجزي عن رؤية نور النهار

نظرت اليه ؛بوجل ممزوج بعناد مذهل وقالت بجفاء:
_لا افهم .كما انك لاتستطيع اجباري ان ابقي زوجتك ان كنت لا اريد,ان كنت تظن ان ضربي سيغير رأيي ؛فانت مخطئ .انا اسفه لانني سببت المتاعب ...لكنك لو فكرت مره واحدة انني راشدة لادركت انني قادرة علي العناية بنفسي ؛ولما احتجت الي ازعاج نفسك .اياك وتهديدي كما فعلت منذ برهة فلست طفلة صغيرة في المدرسه .....والان عد من حيث اتيت

رغم كلماتها الشجاعة احست ان نبض قلبها تضاعف ثلاثة اضعاف عندما شاهدت لمعان الغضب في عينه ثم تلاشي ليقول بلطف هادئ :
-اوه؟ اذن ....علي ان اجد وسيلة اخري او طريقه اخري استخدم فيها الرقة للالتفاف علي الاشياء
ترك ذقنها ثم طافت عيناه في وجهها فحاولت ان تتكلم ولكنها وجدت انها غير قادرة فابتسم لها لكنها لم تكن ابتسامة مرضيه وكان صوته ساخرا حين قال :
-وسأفعل ترايسي اردت ذلك ام لم تريدينه وفي الواقع يجب الا اكون قاسيا لاجعلك تريدين . وما كان الامر بهذه القسوة حتي حين كنت غاضبة مني كما اذكر


اماريج 01-06-10 06:46 PM

نظر الي شفتيها مفكرا ثم الي طول جسدها وفي الواقع لو استخدم يديه لاستطاع نزع ثيابها بدون ان تبدي اقل اعتراض
والانكي انه كان يري في ضوء القمر احمرار وجهها وضحك لارتباكها وحرجها ..فقالت هامسة:
-اوه....وهل تظن انك تمتلكني ؟ لكنك لا
--حاولي الهرب ثانية تجدي ان الامر مختلف ....والان
نظر الي ساعته...فصاحت :
-لا الان لا شئ .....لن اعود معك .لا الان ولا ابدا
نظر اليها ساخرا :
-لم يكن هذا ما افكر فيه ...كنت أتساءل ما اذا كان بامكانك تقديم بعض الطعام فلم اذق طعاما هذا اليوم وكنت ساقترح عليك الهدوء لنناقش موضوعنا برويه

اختبرت ترايسي احساسا فظيعا بالظلم مسح كل احساس اخر فصاحت به
-ليس بيننا ما نناقشه .....فأنا ....اكرهك واحتقرك ؛وكان افضل ما فعلته في حياتي هو الهرب منك......فأنا....
صمتت تتراجع الي الوراء حين تقدم اليها ثم قالت بصوت مختلف اللهجة ؛منخفض ومرتجف :"كريس...."
-بلي ترايسي لا تقاوميني
ولكنها قاومته ؛حاولت الفرار؛لكنهاتعثرت واحست بذراعيه حولها فصاحت: لا.....

وتلوت بين يديه لكنه امسكها واستدار بها الي الوراء وما ان اصبحا داخل الكوخ حتي القاها علي الاريكة دون ان يزعج نفسه في البحث عن غرفة النوم
التقطت انفاسها ؛وتحركت بعنف ولكنه جلس الي جانبها وسمرها فوق الاريكه بحيث عجزت عن القيام بشئ ولكن دموعها هطلت علي وجهها مع انها حاولت الاتجعله يشعر بالرضي وهو يراها باكيه..... فجأة استرخت وتلبد احساسها .....عضت علي شفتيها واغمضت عينها فهي لم تعد قادرة علي رؤيته ينظر اليها باكتئاب .وعرفت انها لن تستطيع مقاومته .....لكن مقاومة ماذا؟

فكرت بيأس ربما لهذا السبب لا استطيع ان اجد السلاح الذي احاربه به ....لانني في الواقع لا اريد ان احاربه ابدا؟ ولكنني قاومته .....قاومته ...اه ؛لا تفعل بي هذا كريس
استعت عيناها عندما شعرت باصابعه وقالت بصوت مرتفع ما قالته في سرها:
-ارجوك لا تفعل بي هذا ؛ولا تعاملني بهذه الطريقه مرة اخري ارجوك ....لا تفعل فانا

لكنها وجدت نفسهاغير قادرة علي المتابعة ....ونظر اليها طويلا فقد آلمه منظر جسمها المسترخي امامه
ارتفعت عيناه الي عينيها:
_حسن جدا.....لن اعاملك بهذه الطريقه شرط ان تقنعيني بان كل ما كتبته في رسالتك صحيح هلا اقنعتني ترايسي؟
منتديات ليلاس
جمدت تحت يديه ؛وتبادلت عيونهما النظرات ثم لم تلبث ان سحبت نفسا عميقا مرتجفا وفكرت في ان هذا الموقف يشبه الغرق .وهمست:
-لا؛لا؛استطيع
-لماذا؟
ابتلعت ريقها:
-لانني كذبت .....وانا اسفه....غير انني وجدت في الكذب خير وسيلة
حدقت الي السقف وراح نبض سريع ينبض في اسفل عنقها فتحركت يداه بلطف اليها وقال بصوت مضطرب :"لا ترايسي"
-بلي

نظرت اليه بوهن .ما السبيل لافهمه موقفي؟ ربما السيد نيوتن علي حق ان الحقيقة وحدها قد تنجح
رفعت يدها عن غير وعي تمسح وجهه ؛وسحبت نفسا عميقا:
-اتري ....اعرف كل شئ عن لينورا سينكلير وعندما عادت ....حسنا ...ظننت ان رحيلي هو افضل حل لك ولها ولكنني اعرف الان انه كان افضل حل لي ؛حقا فانا لم استطع ان اكون شخصية ثانوية في حياتك ربما تظن انني ابالغ في الامر واعرف ان السيد نيوتن يفضل لو ادفن هذه الافكار واحاول ان اكون زوجه صالحة لك .ولكنني لا استطيع .ولا اظن انني كنت سأستطيع حتي وان لم يظهر لينورا ....فها السبب الكبرياء . لا ادري ربما الكبرياء خطيئة ولكنني لا اريد ان اكون بالنسبة لك ابنه صديق عزيز وطفلة توقع نفسها في المتاعب دائما بل اريد ان اكون حبيبة قلبك


اماريج 01-06-10 06:49 PM


لوي ما يشبه الابتسامة علي شفتيه:
-ستبقين كل هذا بالنسبة لي ؛ولن استطيع تغيير شئ...انما
قاطعته بصوت متوتر تحاول يائسة ان تحول ما في روحها الي كلمات:
-اذن ....اتري لماذا لااستطيع العودة؟ ارجوك قل انك تفهم ! ولنبق صديقين .ألم نتفق مرة علي ان نكون صديقين طيبين ؟ واظن ان هذا قدرنا اما الحب فليس جزءا من هذا القدر

آه يالله ! هل سيكون لي القدرة علي مثل هذا ؟ لكن ربما تكون هذه الطريقه الوحيده التي ستتركني فيها وشأني .....بعد لحظات قال:
-ترايسي.....ثمة ما لا تفهمينه

عندما مسح شعرها اجبرت نفسها لئلا تتألم ؛وهمست :
-بلي افهم ....واعرف ما ستقول .تظن لانك الاول في حياتي ؛انني سأظل خائفة حتي آخر العمر...لاننا لم....لان...
سحبت نفسا عميقا سعيا للكلمات ؛فسألها:
-الن تخافي؟
دس ذراعه حول خصرها وجرها الي حضنه فقالت :"لا"
ولكنها دفنت وجهها في كتفه .
فقال :
_"حسنا ؛انا من سيخاف !"
وامسك يديها ليمنعهما من الارتجاف ثم اردف :
-لانني لن اتحمل فكرة الايكون لي الحق بان احبك ؛ولن استطيع العيش ابدا مع فكرة ان تعيشي مع شخص آخر يحبك .هذا ما اكتشفته في ليلة الغضب المشتعل .ولهذا السبب كنت اؤلمك حينما كان علي ان اؤلمك ...لانني اردت ان يكون لي الحق الوحيد والحصري في ترايسي باربة تشتسرتون .....في الفراش وخارجه
منتديات ليلاس
تسمرت عيناه السوداوان علي شفتيها اللتان انفرحتا بذهول ؛ثم تحركتا الي عينيها النجلاوين وابتسم:
-ولهذا يجب ان تعودي الي....اترين سيدة ماما؟ هل شككت ابدا في هذا؟

استلقت ترايسي مخدرة بين ذراعيه لا تقوي علي الحراك فاخذ يمرر اصبعه علي شفتيها وقال:
-لماذا هذه الصدمه علي وجهك ؟
لعقت شفتيها:
-انا....انا....لكن لماذا لم تبح لي بذلك من قبل ؟ ولماذا لم تحدثني عن لينوراسمعت....
صمتت عندما رأت ان شيئا ما تغير في عينيه
قال "اذن ..لقد سمعت شيئا"


اماريج 01-06-10 06:51 PM

هزت رأسها ايجابا وببؤس ؛وقالت باكيه:
-لم اقصد التنصت ...كنت عائدة لاسأل اذا كنتما تفضلان القهوة الايرلندية....
قال وكأنما يحدث نفسه:
-لولا كانت علي حق ....ما اشد غبائي

رفع رأسه مفكرا ؛ثم نظر اليها:
-لقد اسأت فهم ما سمعت ترايسي...
وضع اصبعه علي فمها يسكتها:
-لا....لم تكن غلطتك بل غلطتي .مع ان لولا تشعر بذنب فظيع ولكنها لم تكن تعرف كانت المشكله مشكلتي ايضا اترين ؟ لم اكن علي معرفة باطلاعك علي علاقتي بلينورا سنكلير ....وفي الواقع لم اكن لاعرف انني ولينورا وفرنا ماده لمثل القيل والقال والا لاعترفت لك ربما علي ان اخبرك في جميع الاحوال

-اذن .....لم يكن ......؟ اعني القيل والقال؟
لاشك في انني اري في منامي ولا ريب في انني سأستيقظ قريبا
-اوه.....بل كانت صحيحة
لعقت شفتيها ....ها هي الحقيقه قادمة
-وقعنا في الحب .....لكن ما لاتعرفه الشائعات اننا تخلصنا من هذا الحب .ربما لم تكن علاقتنا صحيحة منذ البدايه ولو قال لي احدهم هذا يومذاك لنا صدقته لكنني استطيع الان ان افهم ان لبعض المسائل الاخري وزنا ايضا .....في ذاك الوقت احسست بالمرارة وبالذل لان عائلة آل سينكلير رفضوني لانهم لم يجدوني اهلا لابنتهم واحست لينورا بالمرارة ايضا بسبب الطريقه التي عالج فيها الموقف ....فقد هددوني بالويل والبثور وبالعواقب الوخيمة ان تزوجنا وكان ان استسلمت وتزوجت بريتشارد بارتلميو ......لانها لم تعد تهتم بمن تتزوج .ولكنها اكتشفت انه خيار صائب .....مع ان الوقت طال بها لتتأقلم مع الموقف
فغرت ترايسي فاها
فمسح شعرها واكمل:
-اجل .....ولم تمض فترة حتي وقعت في حب زوجها .وحين مات كان من الطبيعي ان يلاحقها الذنب علي ما اضاعته من وقت وما اجبرها اهلها عليه ليعذبها من جديد

مسحت ترايسي دموعها وابتلعت ريقها بألم:
-اه...لا...ياللمسكينه هذا ما قصدته بقولها انها اضاعت وقتا طويلا وقلت انت لها"اسف"؟ظننت ....ظننت....
-اعرف .....علي الاقل ارتبت بالامر
همست :"كيف؟"

-الشكر للولا ..بعد هروبك اخبرتني بانك عرفت بقصتي مع لينورا منذ البدايه واصرت لولا ان امرا ما حدث فظننت ....وهذا ما جعلني اعيد ذكريات ما جري بدقه......وتذكرت ذهابك لاعداد القهوة والوقت الطويل الذي احتجته لاعدادها كما تذكرت وجهك الكئيب وملامحك الغريبة وتذكرت ما كنا نتبادل من اقوال .وكيف وبناء علي ما قالته لولا وكيف يمكن ان يبدو ما قلناه لك.....وحده الامل منعني من الجنون في هذه الاشهر الاخيرة

مرر اصابعه علي عنقها وترك راحة يده تستقر حولها .....واردف بصوت هادئ:
-فيما بعد لم اصدق كلمه علي الرغم مما قالته غريس....
-لكنك صدقت .....اعني

-صعب علي في بعض الاحيان الا اصدق فلم اكن اعرف انك ممن يكذب ؛ولكنني لم افهم سبب اخفائك امر الطفل مثلا .....لذلك فكرت في ما تعرفينه عن حبي للينورا وقلت ان سبب رحيلك هو هذا الوهم بانني احب غيرك ثم تصورت صدمتك عندما حملت بين احشائك ذاك الجنين المسكين ...اعني من الجيد ان يحلم المرء بالاطفال لكن في الواقع قد يكتشف انه وقع في فخ

تحركت ترايسي بقلق:
-لم يكن الامر كما تصف ....اردت الطفل اكثر من اي شئ اخر لكنني كنت اعرف انك تظنني غير مستعدة بعد له وعندما خسرته احسست بان القضاء والقدر يضع حدا للامور وكأنما كان هو هذا سبيل الخلاص للجميع
-لماذا فكرت في هذه الطريقة .اعني بالنسبة للطفل وعدم استعدادك لانجاب

اخبرته انها سمعته يتحدث الي توم ليلة حادثة اللبوءة
سألت :"الاتذكر هذا"؟
-ترايسي حبي لم اقصد ما فهمته بقولي
_ظننت هذا في ثورة غضب
-اجل....كنت غاضبا ولكن السبب شعوري بانني كنت اوشك ان اخسرك والتفكير في هذا يفعل لي امور غريبة لكن عندما تحدثت عن الموضوع فيما بعض كان لاسباب اخري ربما من بينها عقدة الذنب التي لازمتني منذ عرفتك ....سألتني منذ برهة لماذا لم ابح بمشاعري التي اكنها لك .....في الواقع اعترفت مرة بحبي ولم تصدقيني
-لا اذكر هذا
منتديات ليلاس
في صوته ما جعلها ترتجف :
-الاتذكرين انك جئتني صباح يوم تحاولين اقناعي بعدم الزواج؟
-اجل ....لكن....
-وهل تذكرين انني سألتك اذا كنت ستصدقيني لو قلت لك انني وقعت في حبك؟
حبست انفاسها وبقيت جامدة فمسح الدموع عن وجنتيها واردف:
-لو كنت حبيبتي تقرئين الافكار لعرفت انني .اثناء نقاشنا الذي دار حول كيلي هنتر .وحول الرجال عامة كنت منجذبا اليك ..وكان انجذابي وضعا ساخر وهذا ما يجب ان تعترفي به .....اجل ....كنت في محنة حقيقية .مع انني اعترف بانني حتي تلك اللحظات كنت اعتقد انني اعالج الامور بشكل صحيح واقنعت نفسي بانك صغيرة جدا لتعرفي شيئا عن الحب وانك دون شك ستذعرين ان عرفت كيف افكرا فيك احيانا وكنت اري انك بحاجة الي الوقت والي فرصة لتفردي فيها جناحيك بل قلت لنفسي انك بحاجة الي لتتعلمي المزيد عن الرجال قبل ان اتوقع منك النظر الي قلبك واتخاذ القرار في الحب وعدمه لكنني اكتشفت ان مجرد التفكير في انك تتعلمين من سواي لم ترق لي


اماريج 01-06-10 06:58 PM

-لكنني....
-اعرف...لم يكن هناك مجال لتعرفي لانني اخذت الحيطه والحذر لئلا تعرفي .....لكنني لم اكن اعرف انني سأقع في شر اعمالي ثم الاترين انني اعاني مشاكلي الخاصة ايضا ....فقد كنت في السنوات الماضية فخورا بعزلتي وبابتعادي عن اقامة العلاقات الجادة مع النساء ليس لانني كنت ما ازال علي حب لينورا بل لانني كنت ...متعبا كما اظن ....
وعندما وقعت في حبك علمت انني تخطيت حاجز التعب هذا وامتلا قلبي بهجة لانني وجدت الحب الحقيقي مع انني لم انس المازق عندما دخلت حياتي حاولت اقناع نفسي بانني لا اقع في الحب ....وفكرت انني بعد هذه السنوات وبعد اولئك النساء اللاتي عرفتهن لايمكن ان اقع في الحب وصدقت هذا الوهم ولكن عندما عدت من العاصفة تلك الليلة ورايت ما فعله دان رانكين بك عرفت انني احبك ....
شعرت بتلك اللحظه بان علي ان اقتله وعرفت ان علي ان احميك من هذا الشر لانني لن اقوي عليه صبرا.ومن سوء الحظ كان لدي ميل .....لا ادري ما قد تسمينه ولكن والدك كان يعرف مني هذا الجانب
همست:"تقصد ميلا غير مروض"
منتديات ليلاس
ابتسم :
-ربما ....ولكنه سيبقي موجودا اترين لم آسف فيما بعد....وكنت اعلم منذ عانقتك في بستان الليمون ان نفسي ترعي حلما رائعا لكني لم اكن آسفا لم اكن اسفا علي زواجنا ولم اشعر بالاسف الا لانك لم تعرفي حقيقة مشاعري ولم تصدقيها ايضا

_ظننت ان مشاعري التي اكنها لك مشاعر فتاة مراهقة ولكن هذه المشاعر تتغير كريس
-لاتجعليني اشعر بانني اسوأ حالا
- لا ....كنت سأقول انني في بعض الاحيان احسست بانني صغيرة جدا بالنسبة لك واحسست بالخجل والسذاجة ....وفي تلك الليلة اثبت لي انك قادر علي امتلاك مشاعري حتي وانا في غضب شديد وعندها تملكني اليأس

امسك بيديها :
-ترايسي ....تلك الليلة غضبت غضبا شديدا وسيطر علي يأس كبير وعوضا عن الاعتراف بحبي العميق لك بالكلمات قررت ان اظهره لك بالافعال لابالاقوال ومع مرور الوقت ظننت انني نجحت ...ثم تغيرت ولم اعرف السبب فعزوت الامر الي صغر سنك والي رغبتك في فرد جناحيك لذلك كنت غاضبا ومحبطا ولكن ما لم يعلمك اياه الوقت هو ان العلاقة بين رجل وامرأة طريقه مميزة للتعبير عما في نفسيهما من حب
لذلك فهذه العلاقه الحميمية عادة تعبر عن توترهما ومخاوفها اضافة الي حبهما وحنانهما وهي مسألة ليست ثابته ويجب الايشعر المرء بعقدة الذنب من اجلها حتي وان كان التجاوب اثر غضب شديد كنا غاضبين تلك الليلة ولكن كان كل منا متأثر بالاخر وهذا هو اهم الاشياء

- اتعني انك ماكنت لتفعل هذا لو انك....لو انك...
-لا ....لولا ذلك الاحساس المريع بانك تتسللين بعيدا عني ....لا
بقيت ساكنه بين ذراعيه فترة ثم قالت بصوت مرتجف :
-اذن انت لا تمانع في ان تكون معلمي وصديقي ووصيي في هذه الامور كلها؟
-لم ارغب في سوي هذا ترايسي ....صدقيني لانك ان لم تصدقيني اضطررت الي متابعة المحاولة حتي تصدقي
همست :"اه..كريس ما اشد غبائي
-لا ليس انت

تعلقت به تبكي علي كتفه :"افكر في المدي الذي مضيت فيه في الكذب وفي مشاعري تجاهك"
همس لها:
-ترايسي ....انظري الي
شهقت:
-لا اظنني قادرة اشعر انني مثقلة بالخطايا _...لماذا؟

-لانني اريد ان اعانقك
حين رفعت رأسهاابتسم لها بحب وحنان ورغبة فارتجفت بين ذراعيه وقال:
-ليتك تحبينني كما احبك الاتظنين اننا قادران علي وضع خطايانا وراء ظهرينا من الان فصاعد ا؟ خطاياك الخالية وخطاياي الحقيقية
-او...اذا ....حسنا.....اجل ....ارجوك

وكانت هذه اخر كلمات متلعثمة تفوهت بها فترة طويلة عدا اسمه ظلا جالسي تحت ضوء القمر فوق الاريكة وكانت تلك الليله تشبه ليلة الزفاف لان ملؤها الرقة والحنان والحنين التي جعلتها تتلظي بالشوق والتجاوب كما كان يحدث دائما ولكن في هذه المرة كان هناك حب كبير وفرح كثير ظلا علي هذه الحال متعانقين . صامتين ينعمان بوجودهما معا لانهما كانا سيفقدان هذه العلاقة حتي قال:
-هناك شئ واحد اود ان اطرحه عليك
-ما هو هذا الشئ؟

ضحك بهدوء:
-ليس شيئا يزلزل الارض المسألة ان السيد نيوتن استمطر الجحيم علي رأسي وكان يعني كل كلمة قالها واظن ان صورتي تحتاج الي تصحيح في نظره
عضت ترايسي شفتها تحس بالذنب:
-اوه ..انا آسفه ....سيكون هذا اول ما افعله حين نعود ويجب ان تعرف انني اخبرته بانك تحب غيري
رد بمرح:
-وهذا امر كاف بالنسبة له ....لكن لا ....احب ان استرد احترامه لي
منتديات ليلاس
ردت بسعادة:
-سيكون سعيدا ....كريس هذا اشبه حلما تحقق ربما يجب الا اقول هذا ولكن انا بحاجة الي ان تذكرني انها حقيقة بشكل دائم .لذلك لن اغضب حين تغضب علي بسبب حماقة ارتكبتها
قال:
-قبل ان ابدا بانقاذك من المتاعب التي تزجين نفسك فيها لم اكن احس بانني حي ارزق حبيبتي ...ومع انني غضبت منك احيانا . الا انني ادركت ان سبب وقوعك في المشاكل هو ضميرك الحي الذي يأبي ان يسلك الطريق السهل كما يفعل معظم الناس .....وهذه ميزة احبها فيك

لمعت عيناها :
-هذا الطف ما قلت حتي الان ....احس اننا متساويان ....مع انني ....
-مع انك ماذا حبيبتي؟
-ربما من الافضل ان اشرح هذا كتابة

النهاية


اماريج 01-06-10 06:59 PM

تمت والحمدلله
قراءة ممتعة لللجميع
بتمنى انو تكون نالت رضاكم ياحلوين:flowers2:


سفيرة الاحزان 05-06-10 02:28 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

اماريج 05-06-10 10:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيرة الاحزان (المشاركة 2332764)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

شكرا كتير ياسفيرة انتي اول وحدة
بتشكرني على الرواية نورتي ياعسل ربي يسعدك
ودمتي ياحلوة بالف خير
:flowers2:


Rehana 07-06-10 06:51 AM

ربي يعطيك العافية..حبيبتي

ماننحرم من عطاءك المميز

دمتي بخير


http://www.commentsyard.com/graphics...hank-you36.gif

اماريج 07-06-10 07:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمــر الليل (المشاركة 2335033)
ربي يعطيك العافية..حبيبتي

ماننحرم من عطاءك المميز

دمتي بخير


http://www.commentsyard.com/graphics...hank-you36.gif

الله يعافيك ياقمر
وشكرا لمرورك العطر والمميز
:flowers2:
ودمتي بالف خير
:0041:

deemaah 08-06-10 04:57 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

اماريج 10-06-10 05:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة deemaah (المشاركة 2336068)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ديمة اسعدني مرورك الحلو
منورة حبيبتي
تحيااااااااتي العطرة لك

3boor 02-07-10 12:26 AM

شككككككرا مرره حلوه الرواية

اماريج 18-07-10 11:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 3boor (المشاركة 2364638)
شككككككرا مرره حلوه الرواية

الاحلى كان مرورك المميز والعطر
وتعليقك الحلو منورة
لك ودي

ليلى3 21-07-10 05:12 PM

الرواية كثير حلوة اماريج شكرا:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

hayam o 21-07-10 05:24 PM

:55:روعه لك الشكر

2no 2na 7ra 24-07-10 11:21 AM

thxXxx alt 7bibte
2lrwaya 2ktr mn rw3a
S0 kip it up sweety

اماريج 26-07-10 05:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى3 (المشاركة 2389179)
الرواية كثير حلوة اماريج شكرا:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hayam o (المشاركة 2389203)
:55:روعه لك الشكر

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 2no 2na 7ra (المشاركة 2391544)
thxXxx alt 7bibte
2lrwaya 2ktr mn rw3a
S0 kip it up sweety


مراحب
العفوووووووووووو يالغوالي
ياهلا ومرحب بكم وشكرا لمروركم وردودكم الحلوة واللطيفة :flowers2:
شكرا لمروركم الكريم تحياااتي
:liilas:


rosi 01-09-10 08:33 PM

روووووو عة واااااااااااااو يسلموااااااااا يااحلى امارج دوما بتمتعينا بااحلى الروايات مرسي خالص لك

little angle2 02-09-10 09:42 PM

مرحبا مشكورة يا غالية على المجهود ...
اماريج انا اعرف اني قلت هذا من قبل لكن من بين كل قصصك الرائعة هذه ثاني اروع قصة بعد حادثة حب .
تسلمي .ودمت دوما متميزة

اماريج 03-09-10 06:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rosi (المشاركة 2432340)
روووووو عة واااااااااااااو يسلموااااااااا يااحلى امارج دوما بتمتعينا بااحلى الروايات مرسي خالص لك


الاروع تواجدك فيها
والله يسلمك ياحياتي وشاكرة لك مرورك حبيبتي
دمتي بود:flowers2:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة little angle2 (المشاركة 2433374)
مرحبا مشكورة يا غالية على المجهود ...
اماريج انا اعرف اني قلت هذا من قبل لكن من بين كل قصصك الرائعة هذه ثاني اروع قصة بعد حادثة حب .
تسلمي .ودمت دوما متميزة


ياهلا وغلا باالحلوة
والعفوووووووو ياغاليتي
نورت الرواية فيك وربي ماانحرم من هالطلة الحلوة
والله يسلمك حبيبتي كلك ذوق وربي يسعدك
لك كل الود:flowers2:

:liilas:

شووقهـ 20-09-10 02:57 PM

اماريج يالغلاااا

يعطيك العافية

قمة في الروعة

مودتي لكِِِِِِِ

:flowers2:

اماريج 26-09-10 05:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 2449940)
اماريج يالغلاااا

يعطيك العافية

قمة في الروعة

مودتي لكِِِِِِِ

:flowers2:


الله يعافيك يارب
وشاكرة لك مرورك وتعليقك الحلو وسعيدة لانها اعجبتك
دمتي بكل الود
:flowers2:

rofidah 31-10-10 01:39 AM

:flowers2:[PHP][/PHP]

شاهد 01-11-10 08:12 AM

شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا

زهرة منسية 14-01-11 11:42 PM

يسلم ايدكى الروايه حلوه كتير كتير كتير كتيييييييييييييييييييييييييير كا المعتاد منك ذوقك فوق فوق الرائع

اماريج 22-01-11 07:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rofidah (المشاركة 2504390)
:flowers2:

ثانكس ياحلوة على الوردة الحلوة منورة حبيبتي الرواية فيك:flowers2:
:liilas:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهد (المشاركة 2506292)
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا


العفووووو ياعمري الرواية صدقا نورت فيك ياعسولة:flowers2:
:liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2600018)
يسلم ايدكى الروايه حلوه كتير كتير كتير كتيييييييييييييييييييييييييير كا المعتاد منك ذوقك فوق فوق الرائع



الله يسلمك ياقلبي
الاحلى ياعسولة هو مرورك وتواجدك العطر فيها وثانكس على التعبير يلي اكثر من رائع :c8T05285::rdd12zp1: وربي ااتحرم من هالطلة الحلوة ابدااااااا ياغالية:flowers2:
:liilas:

زهرة منسية 22-01-11 11:46 PM

دى مش بيوفيكى حقك لان فعلآ ذوقك راقى جدآ وده بيدل على رقى مشاعرك ربى ما يحرمنى من طلتك انتى ويعطيكى الف الف الف عافيه ويحققلك كل اللى تتمنيه:rdd12tf:

wedad r 23-01-11 09:52 AM

روووووعه جدا شكرالك

كشخه زود 25-01-11 12:05 PM

رووووووعه

ثآنكس عزيزتي

الدلوعة بنو 25-01-11 05:41 PM

قصة رووووووعة يا وردة
سلمت اناملك

سومه كاتمة الاسرار 25-01-11 11:52 PM

تسلمين احلى اماريج الروايه رائعه وانت اروع دائما تحياتى ياقمر
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

اماريج 26-01-11 04:26 PM


شاكرة لكم مرورك وتواجدكم فيها ياحلوين
وسعيدة كتيررررر انو اختياري لها نال اعجابكم ياامورات المنتدى
دمتم بكل الود والحب يااحلى واطيب ناس:flowers2:


طيف السما 03-03-11 08:54 AM

شكرااااااااااااااااا

شهريارا 03-03-11 07:26 PM

تسلمي ياقمر
الرواية أكثرر من رائعة
شكراااااااااااااااااااااااااااااااا
تحياتي:lol:

اماريج 05-03-11 10:24 PM

ياهلا فيكم ياحلوين
الرواية دوما منورة فيكم يااحلى ليلاسيات
وشاكرة لكم تعليقاتكم الرائعة
تحيااااااتي العطرة لكم:flowers2:
:liilas:

ندى ندى 06-03-11 02:41 AM

رووووووووووووووووووووووووعه

kawtara 23-03-11 04:58 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية:Welcome Pills4:

ايدن 24-03-11 05:40 PM

[شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا:l iilas:

اماريج 25-03-11 08:24 PM



العفوووووو وشاكرة لكم مروركم وتواجدكم فيها ياامورات المنتدى

منورين ياغوالي

:liilas:

hoob 29-03-11 10:33 PM

بجد حلوه اوى شكراااااااااااااااااااااا

قلب حائر 02-04-11 09:33 AM

الرواية رائعة اماريج يسلمو عزيزتي

اماريج 07-04-11 11:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoob (المشاركة 2692624)
بجد حلوه اوى شكراااااااااااااااااااااا


الاحلى هو انتي وبطلتك العطرة فيها يالغلا كله منورة حبيبتي :flowers2:
:liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب حائر (المشاركة 2697597)
الرواية رائعة اماريج يسلمو عزيزتي

ياهلا وغلا بالامورة
منورة حبيتبي والله يسلمك ياعمري وسعيدة لطلتك العطرة فيها:flowers2:
:liilas:

هدىgb 12-05-11 10:54 PM

يسلموووووو ع الروايه الحلوه

سماري كول 15-05-11 11:13 PM

تسلمين ع الروايه الحلوه تقبلي مروري

fatma alaa 19-09-11 06:46 PM

[تسلم ايدك الرواية تحفة خالص :55:

sara00 27-09-11 08:53 PM

مشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة

ام سلمي 01-10-11 07:53 PM

السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا حبيبتي اماريج
ماشاء الله رواية رائعة كعادتك
والله اصبحت ابحث عن اسمك قبل ان اقرا الرواية لتاكدي من انها ستكون رواية رائعة
شكرا لك حبيبتي على كل ما تقومين به من مجهود في الكتابة والاختيار
شكرا لك
سلام وفي امان الله

ملك فارس 02-05-12 04:20 AM

دائما مميزه اماريج:8_4_134:

one star 25-01-13 11:02 AM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ (كاملة)
 
تسلم يدك يا عسسسل

الجبل الاخضر 22-11-13 12:36 AM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ (كاملة)
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

جوهرة الدانة 22-11-13 09:42 PM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ (كاملة)
 
واو اعجز عن التعبير فعلا الرواية اكثر من رائعة فشكرا :8_4_134:

العنكبوتة الحمراء 24-11-13 03:57 PM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ (كاملة)
 
جميييييلة يسلمو اناملك

afifa33 24-04-15 01:59 AM

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

amal chaine 24-04-15 10:53 AM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
iloooooove you

najjwa 02-06-15 05:38 PM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘

سكر عبده 05-06-15 11:12 AM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
تسلمى وبارك الله فيك وبجد اختيار موفق

omsara 27-12-15 10:59 PM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
بالتوفيق لكم

ورق الجنه 24-05-17 10:09 AM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
يسلموووو كتير والله يعطيكي العافيه كانت روعه كتير حبيتها للروايه 👍😊

احساس غير 29-01-18 06:09 PM

شككككككرا مرره حلوه الرواية

paatee 24-02-19 11:37 AM

رد: 67 _ انت قدري _ ليندسي ارمسترونغ ( كاملة )
 
يعطيك العافيه ننتظر جديدك

وردة الصداقه 11-09-23 12:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2309639)
انت قدري
الملخص
************
كانت ترايسي زهره في ربيع العمر ولم يكن ذنبها انها تقع دائما في المشاكل خصوصا عندما يتعلق الامر بكريس غاليهار.
ولكن كريس قررانه تحمل منها ما يكفي وان الحل الوحيد لمشاكلها هو الزواج بها
علمت ترايسي ان هذا الزواج لن يكون فراشا من ورورد,
فقلب كريس يعيش في خريف دائم منذ ان اضاع حبه السابق
منتديات ليلاس
اما قلبها فما زال عطشا لاولي قطرات الحب ولكنها لم تجد طريقه اخري للحياه سوي مع حبه.
ثم ذاقت طعم العذاب في ان تحب ولا تحب, فهل ينتهي دورها عندما تعود حبيبته السابقه ؟ اليس الحب هو التضحيه من اجل من نحب
***********************

روووعة شكرا وبارك الله فيك


الساعة الآن 08:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية