منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   88- لو كنت حبيبي - ربيكا ونترز ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t137227.html)

مجنونة قلبها 03-03-10 01:05 PM

88- لو كنت حبيبي - ربيكا ونترز ( كاملة )
 
لو كنت حبيبي

لـــ "هي من روايات احلام القديمه للكاتبه..ربيكا ونترز "

الملخص

هل هذا هو الرجل الذي تزوجته ؟
بالنسبه لمارسي نعم ,فمازال بلايك الحبيب الوحيد الذي
يخفق له قلبها ,ولن ترضى بغيرة شريكا للعمر
لكن بلايك يعيش الان في عالم اخر قاس يشاركه فيه ظلام ابدي قال لها
"اتمنى لو استطيع ان اخنقك بيدي"فهل يستطيع حبها ان يقاوم هذا الحقد؟
وماذا ينفعها كل عطائها لرجل ليس عنده مايعطيها اياه الا تذكرة سفر كي ترحل عنه الابد؟
منتديات ليلاس

Rehana 03-03-10 07:17 PM

بانتظار الرواية حبيبتي

ويعطيك العافية

مجنونة قلبها 03-03-10 09:25 PM

1- سجين الظلام

- ايها الدكتور هارمان ..اتقول ان عمى زوجي دائم؟
قاومت مارسي سايمور لتسترد رباطة جأشها فقد تمسكت طوال الرحله الليله من لندن الى نايروبي بأمل ان تكون مؤقت
رد الطبيب بهدوء ,ليطمس بصيص النور الذي رفض ان ينطفئ حتى الان
- اخشى ان هذا الواقع ..
مال الى الامام في كرسيه واخذ يشرح لها
- حين انهار سقف المنجم اخترقت شظية معدنيه جمجمة زوجك ..وانا مقتنع بأن العصب في جهاز البصر
مصاب فهو لايميز الضوء اطلاقا ..انا اسف
هزت راسها فتناثر الشعر الاسود البراق حول كتفيها
- لااصدق ..ايعرف بلايك ان عماه دائم ؟
- اجل ..لقد اصر على معرفة الحقيقه حالما استعاد وعيه
- لقد مر اسبوعان على الحادثه ولا افهم لماذا لم يتصل احد بي لو اخطرني احدهم لهرعت الى نيروبي
على اول طائره لاأكاد اقبل فكرة بقائه في المستشفى هذه المده كلها وانا جاهله بما حدث
رد الطبيب
- اعتقدت انه على اتصال مع عائلته ..ولكنني لما علمت قبل ليلة البارحه انه لم يتلق زيارات الا من بعض
موظيفه في شركة مناجم سايمور سمحت لنفسي بالاتصال بمكتبه لأحصل على رقم هاتف احد
اقاربه ..فقيل لي ان والده السيد وايلي هو في لندن فاتصلت به فورا
عبست مارسي "ألم يأت بلايك على ذكري قط ؟لاافهم "
تفرس الطبيب وجهها البيضاوي الدقيق التكاوين وقد بان على وجهه الانزعاج بسبب الاضطراب البادي في عينيها
- لم اكن اعلم حتى لحظه ظهورك في العنبر منذ دقائق ان السيد سايمور متزوج هذا عدا ان يكون متزوجا من امرأه جميله
مثلك ..ظل زواجك طي الكتمان لانه لم يكن اي شخص في شركته على علم به ..منذ متى تزوجتما ؟
سحبت مارسي انفاسها بحده
- منذ ثلاثة اسابيع فقد اضطر بلايك الى العودة بعد مراسيم الزفاف فورا من اجل امر طارئ في احد المناجم
وقد قرر ان ابقى في لندن حتى عودته ظنا منه ان المسأله لن تطول الا اياما قليله لنتابع شهر عسلنا ..
ولم اتلق رساله منه منذ ذلك الحين
ارتجف صوتها وهي تردف
- قال انه قاصد منطقه لايمكن الوصول اليها من الاراضـ ي الجبليه اونه سيتصل بي في اول فرصه سانحه
كان اتصالك بوالده الاتصال الوحيد الذي تلقيناه
اجتاحت وجهها موجة ألم جديده لانها شعرت بجرح عميق بسبب كتمان بلايك امر زواجهما
ابتسم بلطف "ليتك تعلمين سيدتي مدى سروري بوجودك ..اظنك قدمت لي قطعه مفقوده من احجيه
- اية احجيه ايها الطبيب هارمان ؟
- زوجك رجل متكبر ..ولكن رغبته الشرسه في الاستقلال امام خسارته اقلقني وبعدما رأيتك الان بت افهمه
سألته بإلحاح وعيناها مثبتتان على عينيه "ماذا تعني ؟"
وضع يديه خلف راسه "لو كان لي عروس جميله تنتظرني وفقدت بصري لكان اول مافكرت فيه الانتحار "
صاحت "اتقول ان بلايك يرفض العيش؟ألهذا امتنع عن الاتصال بي؟"
- ابدا ..بل مافعله هو الانزواء اذ لم يستطيع تحمل فكرة الاعتماد على شخص اخر خاصه انت انه ذكي وناجح وهو معتاد
على تحمل مسؤولياته كامله لقد بنى لنفسه مستقبلا باهراً في عالم المناجم في كينيا ..والاهم من هذا انه تزوج من امرأه يريد ان يكون
بالنسبه لها كل شيء في حياتها ثم فجأه يصدمه عماه فيشعر بالعجز عن تقديم الحمايه لك كما يشعر بالعجز لانه لن يكون معيلك ..حبيبك ..
تهدج صوتها انفعالا وهي تقاطعه
منتديات ليلاس
- بلايك هو كل ماتذكر بالنسبه لي سواء اكان اعمى ام مبصرا ظننتك اتصلت بوالده لعجزك عن الوصول إلي ..
ولم اكن اعرف ان بلايك لم ..اهذه هي ردة فعل معظم الناس؟ايديرون ظهورهم لمن يحبهم ؟
اشاح عينيه عنها ومرر ابهامه على حافة الملف امامه ..
- يشعر المصاب بالاحباط في هذه الحاله ولكن ردة الفعل تختلف بين شخص واخر ولكنه كمعظم الرجال يريد ان يكون الزوج الكامل..
وهاهو العمى المجهول بالنسبه له الشيء الخارج من سيطرته ..انه خائف
اغرورقت الدموع في عينيها "لااتصور بلايك يخاف من شيء"
ارتفع حاجبه "ولن يستطيع.."
اجفلتها معاني الكلمات ...انه الليل الدامس بالنسبه لبلايك ..
وهي لاتستطيع فهم ماسيكون عليه ..والتاع قلبها من اجله وهذا ما زادها اسفا وحزناً
رفعت راسها بجهد "اهو متألم ؟"
- انه لايشكو الا من صداع خفيف بين الفنيه والاخرى وفي الواقع اراني قلقا لانه يلوم نفسه على الحادث الذي تسبب بموت شخصين
شهقت مارسي بصوت منخفض ..لم تكن تعرف هذا بل لم تفكر الا في زوجها
- لم ارغب في اخراجه من المستشفى قبل ان يأتي صديق حميم له او فرد من افراد العائله ليرعاه فهو حتى الان رفض اي مساعده
كما رفض معظم الزيارات وكما شرحت لك اتصلت بوالده لأرى ماذا يستطيع ان يفعل واستطيع القول ان حضورك طمأن نفسي
خاصه بعد اصراره على ترك المستشفى اليوم ..اعرف انه سيرفضك ولكنه سيحتاج اليك بيأس ..فهل انت مستعده؟
ونظر اليها بلهفه !
سحبت مارسي نفسا عميقا ثم رفعت ذقتها قليلا
- انا بحاجه اليه اكثر من حاجته إلي انا زوجته التي لها حق العيش معه بكل مافي الكلمه من معنى
غمرت ابتسامه ارتياح وجه الطبيب
- احسنت صنعا ..انه رجل محظوظ بك وآمل ان يدرك هذا سريعا
بعثت كلمات الطبيب الخوف الى قلب مارسي ..لقد بدأ بلايك ببناء الحواجز منذ اسبوعين ..وكان اول حاجز رفضه الاتصال بها ..
قالت بتصميم وهي تقف "اود رؤيته حالاً واشكر لك اهدارك وقتك الثمين معي واهتمامك ببلايك"
وقف يصافحها"حظاً سعيدا سيدة سايمور ..سألحق بك بعد قليل لأرى زوجك ولأرد على ماتودين طرحه من اسئله
لماذا لاتحملين اليه طعام الغداء؟شهيته الى الطعام قليله وهذا امر غير طبيعي ولكن ربما تنجحين حيث فشل غيرك
تضاعفت مخاوف مارسي "سأحاول"
- هل لي ان اسألك سؤالاً خاصاً؟
نظرت اليه متسائله عن سبب اهتمامه هذا "طبعاً"
- متى تم تعارفكما؟
- منذ ثلاث سنوات تقريباً ..التقيته حين ابتاع زوج امي مزرعه مجاوره لأملاك عائلته ..لماذا تسأل ؟
ضاقت عيناه على وجهها "اشعر بالراحه لان زواجكما لم يكن وليد زوبعه من الغرام فأنت على الاقل تعرفين ماسيواجهك"
تركت مارسي مكتب الطبيب واقفلت الباب ثم اتكأت اليه في الخارج ..اتعرف بلايك كما يعتقد الطبيب ؟
لم يكن غرامهما زوبعة صيف ولكن بسبب وجوده الدائم في كينيا وبقائها في المدرسه العالميه في جينيف لم يمضيا كثيرا من الوقت
معا ..وطالما انتظرت عودته وعندما وجدت نفسها عاجزه عن ابتعاده عنها مره اخرى طلب يدها للزواج واعدا اياها بأن يحل زواجهما
كافة الاشكالات
سرت قشعريره في جسمها وهي تتذكر ماهمس به بلايك وهما في المطار بعد الزفاف "الان وبعد انتهاء مراسم الزفاف
ستتحقه الخطوة الثانيه وهي الاهم"
كان عناقة الحار هو السبب في هدوئها في الاسبوعين المنصرمين
ابتعدت عن الباب تهيئ لمواجهة زوجها شعرت بأنها ستجد وسيلة مالاقناعه بان زواجهما سيبقى كاملا رغم عماه
أليسا متحابين ؟سيكون حبهما اقوى رباط فسرعان ماينجبان طفلاً لأنهما يحبان الاطفال الا اذا غير رأيه
وقفت مارسي تحت المصباح تتأمل الخاتم في يدها اليسرى انه الدليل الملموس على زواجهما ..اطار عريض من الذهب يحيط
بأجمل جوهره ان الذهب والحجر الكريم من مناجمه تذكرت انه قال لها ان لون الحجر البنفسجي يذكره بلون عينيها فجأه رغبت
في العدو في الممر لتغرق في احضانه ولتشعر بذراعيه حول قدها
حملت صينيه طعام بلايك ثم ولجت الى غرفته الخاصه التي سرعان ماتردد فيها صوته العميق
- اعيدي الصينيه من حيث اتت ..سأغادر بعد دقائق المستشفى احمليها للمسكين في الغرفه المجاوره فهو من يعاني من حميه قاتله
ترددت مارسي في التعريف عن نفسها وتقدمت ببطء في الغرفه
- قلت انني لست جائع !وللمره ..
صمت فجأه وارتفع راسه متوترا "هذا العطر ,اعتقدتك للوهله الاولى .."
وتلاشى صوته ثم اشاح بوجهه ممرا يدا مرتجفه في شعره الاسود
ارتجفت يد مارسي فسمعت قرقعة فنجان الشاي وانزلاق غطاء الابريق ..وضعت الصينيه بحذر على الطاوله الصغيره قرب السرير
ثم استدارت لتشبع بصرها من صورته الحبيبه كان يرتدي بيجاما وروبا من الحرير هل احضرهما له صديق او موظف من المزرعه ؟
هل هو من اختار هذا اللون البني ام سكرتيرته ؟

مجنونة قلبها 03-03-10 09:26 PM


اهتزت مره اخرى ثقتها بنفسها وكادت لاتفهم بلايك الذي يعيش في هذا الجزء من العالم ..
صدمتها ملامحة الغريبه في الوقت الراهن فقد تعمقت الخطوط حول شفتيه ولكن وسامته مازالت مدمره كحاله دائما من الواضح
انه يصر على حلاقة ذقنه بنفسه فلقد ترك عدة ثغرات شعره اطول بقليل ووزنه اقل مما عهدته ..
لكنه مازال رائعا بالنسبه لمارسي
راقبته بافتتان وهو يحاول توضيب حقيبته ..كان يضع الاغراض بطريقة فوضويه ..ثم شتم بعنف عند وقوع بعض الشرائط المسجله
عن السرير ..عصرت اصابع جليديه قلب مارسي وهي تراقبه يتحسس حافة السرير لينحني على يديه وركبتيه بحثا عما اوقعه
تحركت لاارديا تساعده فتراجع راسه الاسود الى الوراء وكأنه جواد اصيل غير أليف وشهقت مارسي غصبا عنها حدقت عيناه الى الامام
مباشرة فبان لونهما البني المخملي الجميل ولم تصدق انه لا يراها
قال بلهجه حادة لاسعه
- ماذا تريدين الله عليك؟لست السيده كورلي ..فهي اكثر حكمه من ان تحاول اجباري على تناول الطعام
ارتجفت مارسي ..وطافت عيناها عليه ..لااثر لجرح عليه ..قال الطبيب ان شظية صغيره خرقت الجمجمه
اضفى عليه اللون الاسمر الاحمر الذي اكتسبه عبر مر السنين عافيه وصحه
صاح بها ساخرا فقفزت مذعوره
- هل شاهدت مايكفي ..كائناً من كنت ؟الا ترين ان من قلة الادب التحديق الى رجل اعمى ؟
اصاب مارسي الهلع ..انها لاتعرف هذا الرجل الذي يسكن جسد بلايك تصبب العرق من جبينها فنهرت نفسها لانها تتصرف
بعكس ماكانت تريد
- بلايك ؟
وارتجف صوتها
بدت الشهقه التي خرجت من رئتيه اشبة بتمزيق الحرير ثم همس بصوت اجش تحشرجه الصدمه ممزوج بما هو غير معروف
- يالهي ..هذه انت ..
ظهر البياض حول فمه المشدود "مارسي"
خرج اسمها وكأنه آهه حاره او كأنه اخرجه بالقوه من جزء معتم خفي ..ولكن في نطق الاسم عاطفه عميقه فضحت توتره
وهذا ما يجب ان تراه في نفسها
هرعت اليه "اجل بلايك ..كان من المفترض ان تعود الى لندن ..ولكنني سامحتك"
همست بهذه الكلمات همسا ثم عقدت ذراعيها حول عنقه تعانقه بشغف ولدته العواطف التي اختبرتها في اليومين الماضيين ..ولكن
جسمه حافظ على تشنجه مع انها لم تلحظ هذا في اللحظه الاولى التي تجاوب فيها ثم دفعها عنه وارتد الى السرير مصطدماً به فعاد يشتمه
ولكنها رأت صدره يرتفع وكأنه يكتم انفاسه
قال بصوت عدائي بارد اجفلها "ماذا تفعلين هنا مارسي ؟"
ابتلعت ريقها "اي سؤال هذا الذي تطرحه على زوجتك ؟"
دس قبضتيه في جيبي روبه ثم نظرت الى قسمات وجهه التي قدت من حجر
- تعرفين انني لااريدك هنا ..قلت لك كل شيء في رسالتي
خفق قلبها بشدة واقتربت "اية رساله؟"
- الرساله التي امليتها في المستشفى على سكرتيرتي التي اكدت انها ارسلتها
- اقسم لك بلايك انني لم استلم رساله
تبع هذا صمت طويل يقوم فيه مدى صدق كلامها
- فلنفترض انك تقولين الحقيقه اذن كيف افسر وجودك هنا ؟لقد كان اتفاقنا ان اتصل بك
- اتصل الطبيب هارمان بوالدك امس واخبره بما اصابك فسارع والدك الى الاتصال بي ومااناستطعت ترتيب الامر حتى سافرت على اول طائره
شحب وجهه وامسك سياج السرير حتى ابيضت عقد اصابعه ..
اردفت "بلايك لماذا لم تخبرني بماحدث؟انت تعلم انني كنت سأهرع اليك في الحال"
مدت يدها تمسك يده القريبه منها غير انه ماان ضغطت على اصابعه بلطف حتى انتزع يده منها مبتعدا عنها فشعرت بألم شديد
تمتم متجهما ويده تلوح فوق الاشياء المبعثره في حقيبته
- ماكان عليك المجيء ارسلت لك تلك الرساله مع مرسال خاص ..ولكن تدخل الطبيب هارمان غير مجرى الامور
وحال دون استلامك الرساله التي شرحت فيها سبب رفضي مجيئك ذاكرا ان زواجنا لن ينجح
سحبت نفسا عميقا تحاول بائسه الحفاظ على هدوئها
- حسنا ..بما انني الان هنا فهل لك ان تقولي لي ماتريد وجها لوجه
راقبت يده تفتش عن مقبض الحقيبه ..كان نبض عنيف يخفق عند فوديه
- عودي الى بيتك مارسي ..ليس لك في هذا المكان شيء
واقفل الحقيبه ولكنه لم يستطع تثبيتها لان طرف منشفة حلاقته كانت عالقه
لقد هيأت نفسها للتغيرات التي طرأت عليه ولكنها لم تتوقع هذه القسوة وهذا الجفاء تحول الى غريب مخيف لايطاق ..
شعرت بأنها لو اقتربت منه لدفعها بقوة واوقعها ارضا
همست "انا في بيتي ..نحن متزوجان منذ ثلاثة اسابيع وفي يدي الخاتم الذي يثبت صدق قولي !
ألم يبن هذا الزواج على البقاء معاً في السراء والضراء حتى يفرقنا الموت؟"
- ولكنني اصبحت اعمى ..وهذا مايغير الامور!
- لكنك حي ! ان اهم مافي المسأله انك حي ترزق ..ومهما كان لاانكر فظاعة العمى ولكنني سأفعل مابوسعي وسننجح نحن معا
سمعته يشتم من بين اسنانه "مخطئه مارسي "
وتابع

مجنونة قلبها 03-03-10 09:28 PM

- ليس هناك مااسمه "نحن"..لقد قلت للطبيب هارمان انني لا اريد زواراً
قالت بإصرار "لكن الزوجه ليست زائره لما لم تخبر الطبيب بزواجك ؟اثقتك بي معدومه الى هذا الحد ؟
اتظن انني قد احرجك امام اصدقائك ومساعديك؟"
مرر كلتا يديه في شعره البني القاتم دليل احباطه وغضبه
- ليس هذا هو السبب لايمكنك ان تفهمي مارسي
قالت بصوت متوسل تحدق اليه
- ساعدني اذن!احبك بلايك ..فدعني اكون زوجتك ارجوك ضمني اليك ..
ضاقت عينا بلايك
- توقفي عن هذا مارسي ..لقد غيرت الحادثه كل شيء
- حتى حبك لي ؟
طغى على وجهه ظل ألم سرعان مااختفى ..
- لم اعد الرجل الذي تزوجته ,اذ يغير فقدان البصر حالنا فنشعر بأننا غير الشخص الذي كان يوما ,علي ان امضي في هذه الحياه
وحدي ,ويؤسفني الا تصلك الرساله في الوقت المناسب فلو استلمتها لما تكبدت مشقة السفر الذي لانفع منه
- لانفع منه؟لايمكنك تغيير واقع زواجنا بلايك انا هنا الان وهذا يعني ان الرساله بدون فائده اسمع ارفض التخلي عن زواج لم يبدا بعد !
- ولن يبدأ !سأغادر المستشفى واقصد شقتي اما انت فسأوقف لك سيارة اجره تقلك الى المطار لتعودي الى لندن على اول طائره
- لست جاداً!
استقامت هامته وتصلب فكه غضبا
- لم اكن قط جاداً كحالي الان
اقنعتها خشونة نبرته انه يعني مايقول فسارعت تقول اول مابدر على خاطرها
- لا رحلات الى لندن حتى الغد ولكن ان كنت ملهوفا للخلاص مني فسأستقل سيارة اجره تقلني الى فندق ما
جاءها رد غير متوقع
" لامارسي ..لن اسمح بإقامتك في فندق وانت بمفردك اذ لاتعرفين "نايروبي"كما انك اجمل من ان تبقي وحيده"
دلك عنقه وتمتم بما هو غير مفهوم
- ارى ان لاحل سوى اصطحابك الى الشقه ..وغدا لكل حادث حديث ففي الصباح الباكر سأطلب سيارة اجره لتقلك الى المطار
- بلايك انا في الثالثه والعشرين ..ولست طفله تأمرها بما تشاء !
انسلت الكلمات من فمها قبل ان تتمكن من منعها فتصاعد عبوس خطر الى وجهه
- وماذا عن الرجل الذي تزوجته؟ألم يعد له وجود ؟
تقدم الى الحمام ثم صفق الباب وراءه ..فصاحت بغضب
- توقف عن الاشفاق على نفسك !
- سيدة سايمور؟
التفتت مارسي الى صاحب الصوت متوردة الخدين
- سيد هارمان ..
- لماذا لاترافقيني لحظه الى الردهه ؟اريد محادثتك
لحقته مارسي الى الممر مستنده الى الحائط لتدعم نفسها ..لقد ارهقتها مواجهة بلايك
- لابد انك سمعت شجارنا ..انا خجوله من نفسي لانني فقدت اعصابي ونسيت للحظات انه اعمى فلم افكر الا في انه يرفض منح نفسينا فرصه
- عرفت ان شيئا كهذا سيحدث انما عليك ان تدركي انه لم يتقبل عماه اذ لايستطيع ان يصدق انه لن يرى مره اخرى ..
هذا عدا الصدمه التي سببها وجودك هنا ان ذلك كله هو سبب تصرفه المخزي
دفعت مارسي راسها "وحتام سيبقى على هذه الحال ؟فأنا زوجته التي تحبه حباً جماً "
هز الطبيب رأسه "ليتني املك الجواب عليك منحه بعض الوقت "
- لكن الوقت ينفذ مني ..انه يتوقع عودتي الى لندن صباح الغد
- لكن هذا اليوم لم ينته بعد ..ماهي خططك الاتيه ؟
رفرفت مارسي عينيها لتمنع تساقط الدموع
- قال اننا ذاهبان الى شقته غير انني اود لو يصحبني الى المزرعه ..حين افكر في الخطط التي وضعناها ..
وتلاشى صوتها
- لاتتخلي عن خططك فهذا اليوم الاولى فقط ..ارجو منك الاتصال بي متى شئت سأترك لك رقما يخولك الاتصال بي في اي
وقت اردته وتذكري ايضا ان رئيسة الممرضات السيدة كورلي هي خبيرة في العمل مع المعاقين بصرياً
وستعلمك كيف تساعدين زوجك في التكيف مع الروتين اليومي اتصلي بها وتواعدي معها
ارجعت مارسي خصلة من شعرها من خدها ..انها لاتفكر ابعد من الغد الذي ينوي فيه بلايك أرسالها على اول طائره الى لندن
- شكرا لك ايها الطبيب هارمان ..اشكر لك نصائحك
ربت على ذراعها "حظاً سعيداً"
نظرت مارسي اليه وهو يبتعد ثم عادت الى الغرفه ثانية فيما كانت تحدث الطبيب ساعد ممرض عجوز بلايك على ارتداء جينز
ضيق وقميص مماثل وهذا زي طالما ارتداه عندما كانا يمتطيان صهوة الجواد
بدا لها بعدما فقد شيئا من زونه اطول قامة واوسم محيا
- بلايك ؟
- اين كنت؟
كانت تتمسك بقشة الغريق..ولكنها ظنت انها سمعت في صوته شيئا من اللهفه الممزوجه بحزن فقالت
- اراد الدكتور هارمان توديعنا وتمنى لنا السعاده
التوى فمه لكنه لم يعلق فتابعت
- ماذا عن غدائك ؟ألن تأكل قبل ان نخرج ؟
- الا تفهمين انني سأختنق بهذا الطعام
- اذن هل تعترض ان اكلته انا اذ لم اتناول شيئا منذ ظهر الامس ..اعرف ان هذا سخيف ولكنني لم اكن على مايرام بالامس
ازداد الدوار الذي شعرت به في الممر منذ قليل سواء فلجأت الى كرسي قرب الخزانه وموجات الغثيان تغمرها والعرق يتصبب منها
- مارسي ؟
لم تتوهم ماتسمعه في صوته من اهتمام ولهفه ولكنها تشعر بسقم تعجز معه عن التجاوب تلمس طريقة نحوها ودس يده الدافئه في شعرها
حتى مؤخرة عنقها
- بشرتك مبلله ..ضعي رأسك بين ساقيك
عندما نفذت نصيحته تلاشى الطنين في اذنيها ثم رفعت رأسها تستمتع بملمس يده على بشرتها ..وتسللت اصابعه الى شعرها يدلك
جلدة رأسها بإصرار لطيف
- افضل حالاً الان ؟
رأت اثر الابتسام حول فمه ..فهزت رأسها ايجاباً ولكنها ادركت انه لايراها ..لقد نسيت الامر للحظات
- اجل ..افضل كثيرا ..شكرا لك
- لاتتحركي
راقبته بقلب ملؤه الحب وهو يحاول ان يجد طريقه الى الطاوله بحثا عن شيء تأكله ..بعد اخطاء عدة تمكن من العودة اليها حاملا
كوب عصير تناولته من يده وسارعت تنهله دفعه واحدة
- طعمه لذيذ
سألها بعدما جلس الى جانبها "بالله عليك لماذا لم تأكلي شيئا؟"
وجدت يده ذراعها فأنزلها حتى المعصم تجس نبضها فارتجفت ..ولكنها قاومت اندفاعاً يدفعها الى احتضان رأسه الاسود
- هو السبب نفسه الذي منعك من الاكل ..لكنني بخير الان بلايك
سمعته يتنهد تنهيده عميقه "انت بحاجه الى الطعام سأطلب صينيه اخرى"
- لا,رجاء لاتزعج احدا سأنهي طعامك
وقفت على ساقين ماتزالان وهنتين ثم جذبت يدها على مضض من يده وسارت متعثره الى الطاوله وبدأت تأكل الخبز والدجاج
وقف بلايك مترددا والتردد ليس من عاداته وبدا يبحث عن الهاتف المعلق على الجدار حتى وجده
تمتم شاتما حين وقعت السماعه ولكنه اخيرا تمكن من الاتصال بسنترال المستشفى طالبا سيارة اجره ثم مالبث ان اجرى
اتصالا اخر وعندما سمعته يتكلم غير الانجليزيه افترضت انه يتكلم لغة الساحل الافريقي التي يتقنها بجودة اهل البلاد..
اعاد السماعه الى مكانها في اللحظه التي دخلت فيها امرأه متوسطه السن الى الغرفه
- نحن جاهزون سيد سايمور ..الكرسي المتحرك وراءك تماما
لاحظت مارسي كيف اشتدت قبضتاه
- استطيع الخروج سيرا على قدمي
- اعرف بماذا تشعر سيدي ولكنها سياسة المستشفى
قاطتهما مارسي قبل ان يتطور الجدال
- بلايك ..لقد توجهت مباشرة من المطار الى المستشفى وقد تركت حقائبي في قسم الاستقبال ..سأذهب لأحضرها
ثم ألقاك عند الباب الرئيسي
- كم حقيبه احضرت ؟
اغمضت عينيها "حملت كل اغراضي الا جوادي كينغ الذي سيصل في اسبوع "
اسودت عيناه واراد ان يقول شيئا ولكنها خرجت من الغرفه قبل ذلك في الطريق الى مكتب الاستقبال تذكرت كلمات زوج امها
"لقد انعم الله على بلايك بنعمة اكبر من بصره انها حبك له عزيزتي"..
ولكن مااسهل القول ! فبعد موت ابيها الحقيقي تزوجت امها من ارمل لم يرزق بأولاد والذي حدث ان مارسي ملأت عليه حياته
فتعلق بها الى حد الشغف ..وكانوا عائله سعيده يغمرها الحب ولكنها عرفت الان انها بحاجه الى اكثر من الحب لمساعدة بلايك

* * *


انتهى الفصل الاول

مجنونة قلبها 04-03-10 12:38 PM

2- الاعمى الخطير

خرج رجل من سيارة الاجره وخاطب مارسي "هل اسمك سايمور؟"
- اجل سيحضر زوجي عما قريب
حك الرجل راسه وهو ينظر الى كمية الحقائب التي تحيط بها "هذا كل شيء؟"
- لا ..فمع زوجي حقيبه اخرى
تمتم السائق بلهجته المحليه واخذ ينقل الحقائب الى ظهر السياره البيجو الطويله ومالم يستطع وضعه هناك وضعه على المقعد الامامي قربه
- اصعدي الى الخلف وسأضع حقيبه بين قدميك
فعلت مارسي ما قاله لها وماهي الا لحظات حتى رات بلايك يخرج من الباب الامامي على كرسي نقال
انعكست شمس الظهيره
على شعره فزادت من الخصلات الكستنائيه في شعره البني ..بدا لها مبصرا بهذه النظاره ولكنها شعرت بانقباض
بسبب التوتر الذي يمسك خناقه ..انه بحاجه الى شجاعه نادرة في هذا الوقت الراهن كما انه بحاجه الى الامان الذي تقدمه له
بدات نتائج عاهته تظهر تأثيرها ..واحست بالغضب على عماه الذي افرغ علاقتهما من حرارتها السابقه
منتديات ليلاس
فهو الان يعيش عالمه الخاص الذي لاتفهمه ابدا
- هذه عكازك سيد سايمور ..مع تحيات الجناح الذي كنت فيه !
وضعت المرأه العجوز العصا على ركبتي بلايك ولكنه نحاها عنه فورا
- لااحتاج اليها افضل اللجوء الى مذياع لأعلم الناس بعماي بدل استخدام هذه العصا
احست مارسي بالهلع بسبب فظاظة بلايك ولكن المرأه لم تتأثر ..خرج بلايك من الكرسي ليضع يده على اطار الباب المفتوح واخذ
يستوي جالسا الى مقعد السياره الخلفي مرت يده الاخرى عفوا على ظهرها فشعرت بحرارة يده فوق القماش القطني وتصاعدت نبضات
قلبها حين ظلت يده عليها وكأنه بحاجه الى ان يتلمسها بدون ان يتمكن من منع نفسه ..خرجت هذه اللحظه آهه خفيفه منها والمؤسف
انه سمعها لانه سارع بسحب يده واستوى في جلسته بعد اقفال الباب ثم تجنب بعد ذلك اية ملامسه بينهما
لم تستطع مارسي نزع نظرها عنه ..فقد ملأت ملامحه الجميله السمراء بصرها وشغلتها عن اي شيء اخر وزدادت شوقا الى احتضانه
كانت اعصابها ترتجف شوقا اليه وكانت تعلم انه يريدها كما تريده ولكنه يحاول بسبب اصابته تلك اخراجها من عالمه المظلم
انطلق السائق الى الطريق المزدحم يحاول المناوره ليتجاوز ما يعيق طريقه وسط همهمات كثيره يتبادلها سائقو اخيرا مدت يها
الى ذراعه البرونزيه
- بلايك ..يبدو ان الجميع غاضب
اجفلته لمسة اصابعها فسارعت تبعدها اما بلايك فجلس يحدق امامه مباشرة
- ان السكان يستخدمون لغتهم بطريقه عفويه وستعتادين على سماعها هكذا
بدا لها رغم قربه منها بعيدا جدا عنها
قاد السائق السياره كالمهووس ..ولكنها حال الجميع وهذا ما عليها اعتياد لانها ترفض الرحيل مهما قال بلايك
بعد دقائق توقف التاكسي في قلب المدينه امام مجمع سكني حديث مؤلف من خمس طبقات قال بلايك لها مره ان مكاتب شركته
تقع على مقربه من شقته
قال لها بلايك "سيحمل السائق الحقائب الى الردهه ثم يراقفك الحارس الى الشقه "
شعرت بالاحباط "الى اين ستذهب؟"
اشعرها قراره غير المتوقع بالدمار فأرادت ان تصيح احتجاجا على هذا الاجحاف بحق حبها فقبل الحادثه لم يكن يطيق ابتعادها عن ذراعيه لحظه
لأي سبب كام اما الان فهو لايطيق صبرا على التخلص منها
- لدي بعض الاشغال في المكتب مارسي ..ولااعرف متى اعود الليله فلا تنتظرني ..طلبت من حارس البناء وضع
بعض الاطعمه في المطبخ لاتخرجي من المنزل اذا احسست بالقلق بل شاهدي التلفاز عند الضجر لااريد
ان تتجولي في نيروبي بدون ان يكون لديك مرافق افهمت هذا ؟
طالما اجهد نفسه بحمايتها ولكن اهتمامه الان بدا تملكاً ..ولم تشأ ان تضيف الى قلقه قلقاً
- سأوي الى فراشي لقد اثر في السفر وتغيير الوقت لكنني وعدت اهلي بالاتصال بهم حال وصولي هل تعترض ان اتصلت
بوالدك لاطمئنه على احوالك؟
تنهد ساخطا"لاارى ضرورة الى ذلك فأنت مسافره غدا انما لا بأس باخطارهم حتى يذهبوا الى ملاقاتك في المطار"
رفعت عجرفة صوته وتسلطه من وتيرة غضبها مره اخرى
فسارعت تتناول حقيبة المكياج اما السائق فنقل الاغراض حتى بوابة المبنى وهناك ظهر رجل عرفت انه الحارس اشار اليها
بأن تلحق به ..التفتت بلهفه الى بلايك وكبحت رغبة جامحه كادت تدفعها الى تحذيره لينتبه لنفسه ولكن منعها من ذلك وجهه العنيد
المتصلب انه الوجه الذي يقدمه لعالم الاعمال ..رجل السلطه القوي الماكر ..غير انه بدون الصفات القياديه لما تمكن من شق طريقه
ومن انشاء امبراطورتيه على هذه الارض تعرف مارسي ان له وجها رقيقا وهو الوجه الذي عرفته فيما مضى
احست بالالم يسري في عروقها وتساءلت متى سترى من جديد ذلك الوجه
وضعت يدها فوق عينيها لتبعد الشمس عنهما ونادته
- سأبلغ فنسنت تحياتك وحبك ..اراك فيما بعد
ولكن بلايك لم يرد عليها
حثت الخطى خوفا من الانهيار امام الحارس الذي رافقها في المصعد الى الطابق الثالث وهو يقول لها
- للبنايه ترتيبات امنيه سيدة سايمور ..مامن احد يستطيع الدخول بدون مفتاح خاص وبناء على هذا ستكونين في أمان
شكرته بسرعه ثم اقفلت باب الشقه واسندت جسمها الى الباب في اللحظه التي انهمرت الدموع الخانقه وهناك على الباب استسلمت
لليأس منحنيه باكيه تبكي الظلم الذي نزل بها وبحبيبها فقد سلبه العمى قدرته على التواصل مع احد خاصه زوجته
راجعت تلك اللحظات في غرفة المستشفى حين رمت ذراعيها حوله وعانقته ..لقد تجاوب تجاوبا ملؤه الشوق القديم والحب المشبوب
ولكن ما ان تذكر عماه تقوقع على نفسه وابعدها عنه في تلك اللحظه شعرت ان بلايك الذي وقعت في حبه مازال هنا ولكنه مدفون
تحت طبقات كثيفه من الالم والمرارة ..والان مالسبيل لإيجاد ذلك
الرجل مجددا ؟
عليها ان تجده ان كانت تريد تذوق طعم السعاده مره اخرى ..
مسحت عينيها بعزم ثم تحركت مبتعده عن الباب تعي فجأه ما يحيط بها ..قامت بتأمل الشقه المؤلفه من غرفتي نوم المؤجره المفروشه
خلعت صندلها وسارت نحو المطبخ لتسخن حساء جاهزا ولكنها لما باشرت بارتشاف الحساء فقدت شهيتها فعدلت عن الطعام
وتوجهت الى الحمام لتستحم ..ثم لما خرجت منه عمدت الى الاتصال بعائلتها وبوالده
تعلم ان غلالة النوم الحريريه الشفافه الفرنسيه الصنع غير ذات جدوى امام بلايك ومع ذلك شعرت بالحاجه الى التظاهر
بأنها عروس ..لقد هشم احلامها المتعلقه بشهر عسلهما ..ولم تنس انه كان من المفروض ان تكون مستلقيه بين ذارعيه تنعم بحبه
ولكن تصميمه على تنحيتها عن حياته يعذبها ويؤريقها
اخيرا استسلمت دافنه وجهها في الوسادة التي تعبق برائحة عطره وتدفقت دموع سخيه على وجنتيها
عندما استيقظت بعد ساعات كانت الغرفة تغرق في ظلام دامس ازعجها صوت مافهبت في فراشها جالسه ..هل عاد بلايك؟
ارهفت السمع فإذا به يصطدم بشيء ثم سمعته يشتم بصوت منخفض ..رمت الغطاء ونهضت من السرير تسرع الى الردهه
لتضيء النور وعندها رأت بلايك مستقرا في الغرفه الاخرى المخصصه للضيوف ولكن رأسه الاسود الشعر كان يتحرك بقلق فوق الوساده
في محاولة للحصول على وضع مريح ..
ذاب قلب مارسي حبا به فدنت منه بعزم ووضعت يدها على ساقه "بلايك"
هب من مكانه اخذا قسما من الغطاء معه
- ماذا تفعلين هنا؟
سرعان ماارتدت مارسي فقد فتح غضبه الجرح الذي انزله بها منذ وقت
- جئت اقول انك في الفراش الخاطئ ..ألم تعدني بالخلود الى مكان منعزل حيث لن تتركني فيه بعيدا عن احضانك؟
ومنذ وعدك ذاك وانا اعيش على هذا الامل لقد اشتقت اليك ..
خرج كالبرق من سريره وارتدى الروب نفسه الذي كان يرتديه في المستشفى "يستحسن ان نتكلم مارسي ,تعالي الى الغرفه الاخرى"
لم تستطع رغم كل شيء تقبل رفضه فصارعت الدموع وهي تلحقه الى غرفة الجلوس وفي الطريق ارتطم ببعض الاثاث قبل الوصول الى مقعده
..بدا لها متعبا ..حتى درجة العذاب مرر يدا مرتجفه في شعره الاسود ولكن قلقها على مصلحته كان اهم عندها من ألمها ..
سألته "اتشعر بالجوع بلايك؟"
ارتفع صدره وهبط "ان اخر ماافكر فيه هو الطعام "

مجنونة قلبها 04-03-10 12:40 PM


- كان يومك مرهقا ولكن ذلك لاينفي حاجتك سأعد لك عشاء
اسرعت الى المطبخ قبل ان يرد وماهي الا دقائق حتى كانت اعدت بعض السندويشات ..
لم تسمعه حين وصل الى باب المطبخ
- قلت لك انني غير جائع
- ربما انت لست جائعا ..اما انا جائعه
وضعت طبقا من سندويشات اللحم والطماطم على الطاوله ثم اتبعته بالقهوه التي تفضلها على الشاي مازال بلايك واقفا في مدخل
المطبخ اما هي فجلست مركزه اهتمامها عليه ..كان يبدو رغم اسمراره رجلا مثقلا بهموم العالم
لقد اقلقتها ملاحظة الدكتور هارمان المتعلقه بالاحباط الذي يمر به
اخيرا قالت له "ألن تجلس على الاقل وانا آكل ؟تبدو مرهقا"
دلك مؤخرة عنقه وهي حركه اعتادت على رؤيتها في حالات السخط وانشغال التفكير
- هل زار احد الشقه اثناء غيابي؟
- لاادري لانني غفوت بعد فتره قصيره من الدخول الى الشقه هل توقعت زائراً؟
لوح بيده بغموض يصرف النظر عن سؤالها ثم وضع كلتا يديه في جيبي روبه
- اتشعرين بالدوار والغثيان عادة ؟
تغلبت عليه نزعته الى حمايتها فتضاعف حبه في قلبها
- لاابدا اعتقد ان السبب انخفاض مستوى السكر في الدم وقلة النوم اما قلقي فعليك انت فلم تكد تخرج من المستشفى ولو علم الطبيب ...
قاطعها بوحشيه "لاتضيفي كلمة اخرى ..تبدين قلقه كزوجه ..كيف افهمك انني شخص مختلف عن ذاك الذي عرفته ؟
اراك تتعاملين مع ماحدث وكأنه نكسة مؤقته ولكنني اؤكد لك ان اصابتي دائمه"
ارتفع ذقنها تحديا
- لااذكر انني قلت الشيء نفسه منذ سنتين عندما وقعت عن صهوة جوادي "كينغ"الذي اجبرتني على امتطائه مجددا ..لقد كسرت ضلعين
من ضلوعي وكدت اموت ولكن ماان شفيت حتى اجبرتني على الذهاب الى الاسطبل لأعتلي صهوته لقد تجاهلت في ذلك الوقت مشاعري
وألححت على حتى اجد الشجاعه لمواجهة الخوف ..كنت مرعوبه بحيث لاجرؤ على الاقتراب من "كينغ"مره اخرى
ولكن بلايك الذي كنت اعرفه لم يدعني استسلم !
كان وجهه مغلقا وهو يتقدم الى المطبخ يتحسس اول كرسي امامه ..ثم قال بانفعال عنيف
- انا اعمى مارسي ..اعمى! لم لاتدركين الان مايعني هذا ؟نحن لانتحدث عن عظام مكسوره بل عن عجز كامل
الا ترين انني لن اتمكن بعد اليوم من قراءة مخطوطه لمشروع ومن مراقبة العمل ومن القيادة ؟
كيف تشعرين وانت تعرفين ان زوجك عاجز عن حماية شعرة واحده من خصلات شعرك؟
تحركت يده اثناء قوله ذاك بعنف فأطاحت بكوب القهوه القريب اليه فوقع ارضا عندئذ هبت مارسي من مكانها واسرعت الى المغسله لإحضار
قطعة قماش لتنظيف ماانسكب
وقف بلايك مرتبكا يتحسس طريقه اليها حتى لامست يده ذراعها
- يالهي ..!هل احرقتك ؟
سارعت تطمئنه مصغيه الى رنة العذاب في صوته
- لم اصب بأذى كما ان القهوه بارده
احست بجوع ويداه تمران على ذراعيها صعودا ونزولاً ..وقفا متلاصقين تندمج رائحة عطرها ورائحة بشرته ليؤلفا رائحه مثيره
منبهه للاعصاب ارسلت انفاسه الدافئه دفئا الى قلبها فهمست
- وقعت بضع نقاط على غلالة نومي
انحنى رأسه اليها فتوقعت منه عناقا ولكنها مالبثت ان سمعت انفاسه الحادة قبل ان يدفعها بعيدا عنه
خرجت آهه حاره من حنجرتها فلقد مرت اللحظه غير المتوقعه وتركتها تعاني من حرمان شديد اما هو فوقف قرب الكرسي
يصغي الى حركتها وهي تنظف الارض من السائل المسكوب ..
قال بصوت مشبع بكراهية النفس
- لست عاجزا فقط ..لكن قد اكون خطرا
استسلمت الى رغبة شديده دفعتها الى ضمه من وراء ظهره
- لاتقل هذا بلايك !
ولكنه تحرك مبتعدا فهوت ذراعاها الى جنبيها
- طالما اشعرتني بالامان ولكن لاشأن لعماك بهذا الشعور ..
اخذ يعلن بصوت منخفض وهو يستدير اليها
- لكنني الان لااستطيع ان اجدك !
- مضت الحادثه فأعط نفسك مهله بل اعطنا مهلة
جلجلت ضحكه خشنه في حنجرته
- مهلة ؟لاراك تفهمين مارسي ..لن يتبدل عماي وهاهو زوجك رجل غير كامل متى ستواجهين هذا الواقع ؟
- هاانت تعود للاشفاق على نفسك مره اخرى !
كان يقتلها ماتقوله ومع ذلك اجبرت نفسها على ان تضيف
- حسن جدا ..لقد فقدت بصرك ..ولكن يبدو انك فقدت شجاعتك وسحرك معه كذلك
امتقع وجهه بلون احمر
- من علمك طعن الرجل في كرامته ؟ماكنت لاشك انك قادره على ذلك
- ثمة امور كثيره تجهلها عني ومن سوء الحظ ان هذه الحادثه كشفت اللثام عن صفات لم اعرف انك تملكها ان جل مااتمناه الا تعامل
موظفيك كما تعاملني ..فلديك سمعه تحسد عليها ..لقد اخبرني الطبيب عن مدى نجاحك في مضمار العمل وقد اخبرني ان الجميع
ينظرون اليك على انك رجل مسؤول ..وقد يكون لصالحك ان يستمر الجميع بتصديق هذا! لاتقلق لن ادع احد يعرف بأنك استسلمت بسرعه
رد بشراسه يضرب قبضته على الطاوله بقسوة جعلت طبق السندويشات يقفز من مكانه
- هذا صحيح ..لانك لن تكوني هنا
انكمشت امام غضبه
- لاارى لاسبيل الى اختراق دماغك والوصول اليك املت ان نتمكن من التفاهم ولكنني اخطأت
صاح وهي تمر به مسرعه "مارسي"
لكنها اكملت طريقها الى غرفة النوم لتصفق الباب وراءها ولم يكن بعيدا عنها فقبل ان تلتقط انفاسها انفتح الباب وقال بصوت ملؤه الوعيد
- لاتتركيني وتهربي هكذا مره اخرى ..فأنا لم انته منك
ارتدت على عقبيها
- ظننتك انتهيت ..لماذا تزوجتني اساسا ؟لقد اقسمنا على الاخلاص امام الله ..اليس لهذا القسم معنى عندك؟
- لم نقسم امام المذبح مارسي
صدمها قوله فدنت منه والدم قد ارتحل عن وجهها
- اترى ان زواجنا غير ملزم لاننا لم نعقده في الكنيسه ؟كيف تجرؤ على هذا القول؟
غشى عينيها السواد واكملت تصيح وهي تسحب خاتم خطوبتها وزواجها وتضعهما في جيب روبه "خذ"
ماان تلامس جسديهما تقريبا حتى شاهدت شحوبه المفاجئ واكملت
- ابق هنا وحدك يازوجي الحبيب ..انغمس في عالمك المظلم وتمتع ببؤسك ..ولاتخاطر ابدا ولاتسمح لأحد وعلى الاخص
لزوجتك بالاقتراب منك
واقفلت الباب في جهه نادمه على تصرفها الارعن
كان ذلك الخاتمين جزءا منها فمنذ ان سافر الى سويسرا ليفاجئها بخاتم الخطوبه عرفت عمق حبه لها ..وهاهي الان قد رمت
له الخاتمين ولم يمض على مغادرته المستشفى سوى ساعات اصر بلايك على دفعها للاستسلام وكان تركته يؤثر فيها ألن تتعلم ابدا؟
ظلت مارسي طوال الليل تراجع ماتبادلاه من حديث لقد قال كل منهما كلمات كان الهدف منها جرح الاخر في الصميم ولكن كيف استطاعت
هي ذلك؟شعرت بذنب شديد فكيف تجرأت عل ان تقول له تلك الكلمات ؟أما كانت ستفعل مافعله لو كانت هي مكانه؟
اما كانت ستسعى الى ابعاده عنها لتحرره من الارتباط بامرأه عاجزه ؟ولكن الم تكن لترغب في ان يحارب من اجلها ؟الن يصيبها
الاحباط المدمر لو استسلم بسهوله ؟
نهضت في الصباح من فراشها وهي تشعر بالصداع ولم تكن تلك الليله قد اغمض لها جفن فشعرت بعينيها مشتعلتين
شعرت بغثيان شديد هل ظل مستيقظاً طوال الليل ينتظر الصباح ليتمكن من اعادتها الى انجلترا ؟..
بعد ترتيب السرير ارتدت سروالاً قطنيا وبلوزه بلون الزبرجد الاخضر وربطت شعرها بمنديل حريري ثم اعدت نفسها للخروج
وملء نفسها بالعزم على انجاح زواجها

مجنونة قلبها 04-03-10 12:41 PM


ماان خطت خطوة الى الردهه حتى سمعت اصواتا قادمه من غرفة الجلوس كانت الاصوات منخفضه بحيث لم تميز الكلمات
ولكن ميزت ان الصوت صوت رجل تصاعد الغضب الى نفسها كمد حارق ..لقد فعل بلايك هذا عامدا متعمدا ليحول دون اي جدال اخر
قد يجري بينهما لقد اتخذ الاحتياطات ليتأكد من سفرها قاطعا بذلك اخر امل لهما بالتواصل ..ماذا تفعل الان؟اتدعي المرض؟
لن يصدقها بلايك ابدا ..انه حاضر لأي نقاش مقنع ..الطريقه الوحيده امامها ان تنفذ مايريد ..ولكن ذهابها الى المطار لايعني بالضروره
السفر لم يفهم بلايك ان الحياه بدونه هي اسوأ من العمى بالنسبه لها
عندما دخلت مارسي الى الغرفه رات رجلا ضخم البنيه اشيب الشعر
قدرت انه في الاربعينات من عمره ..وهذا يعني انه اكبر من زوجها الذي يبلغ من العمر الحاديه والثلاثين وكانت نظرته تقومها ..
وهذا مالم يدهشها لان بلايك لم يخبر احدا عنها واكمل الرجل يعرف عن نفسه
- انا غرانت يونغ ,انوب عن الرئيس حتى يعود الى المكتب تسرني مقابلتك
ومد يده الضخمه ليصافحها ..فهزت له يده
- كيف حالك؟
اخذت تنقل بصرها بينه وبين زوجها الذي تسارعت نبضاتها ما ان حطت عيناها عليه كان يقف وسط الغرفه منفرج الساقين
يرتدي جينزا ازرق وكنزة خضراء قاتمه ..بدا مسترخيا لطيفا وكأنه ليس الرجل الكريه الذي رأته ليله امس
اردف الرجل "انا اسف لتطفلي عليكما في شهر العسل ..بلايك شديد التكتم هل استطيع تهنئتكما لزواجكما ؟
لم يكن لدي فكرة حتى لحظات مضت ان لبلايك زوجة يعود من اجلها الى المنزل "
اتجه نظرة الى الرجل الاطول منه وهذا مااعطاها فرصة لدراسة الرجل الثاني بعد بلايك في السلطة التي اولاها بلايك خير زواجهما ..
ابتسم لها عندما عاد نظره اليها
- ذوقك رائع ياصديقي العزيز ..لااستغرب مثابرتك على السفر سويسرا
تمتم بلايك بعاطفه صدمت مارسي "احمدلله انها الان هنا ..حبيبتي "
مد يده اليها فلم تصدق مارسي ان هذا يحدث ولكنها لم تكن بحاجه الى التقليل من المسافه التي تفصلهما ..واطبقت يده بتملك
على يدها حالما لامسته ..
همس "هل ايقظناك من النوم؟"
وطبع قبله على وجنتيها فكادت لاتصدق تبدل احواله ردت عليه
- لا ..الواقع ان الشقه بدت صامته حتى ظننت انك خرجت ..
عقد ذراعيه حول كتفيها النحيلتين وضمها اليه
- لن افعل هذا سيدة سايمور
ثم انحنى اليها يعانقها عناقا طويلا قاسيا مادت الغرفه بمارسي وجعلتها المفاجأه تترنح ولكن سرعان مااحست بذراعه الاخرى تدعمها
تنحنح غرانت ضاحكا "من المستحسن بي الانتظار خارجا في اللاندروفر او الذهاب الى العمل والعودة ظهرا لاصحبك ؟
ماكان علي ان اتطفل"
تمهل بلايك حتى رفع راسه
- لاتعتذر غرانت ..فلم تكن تعرف انني احتفظ بمارسي لنفسي ..ومن حسن الحظ انه سيكون لي زوجتي الجميله الوقت
الذي تريده حين نصل الى المزرعه
اختنقت شهقة ذهولها بعناقه الذي سعى فيه الى تجاوب اخر اقوى من الاول كان بلايك يريد ان يشهد الرجل الاخر
عرض مشاعره الزوجيه ..وكان يطالب بتعاونها
جذبها معه عميقا الى دوامة من المشاعر فنسيت كل شيء ..الألم والقسوة والرفض ..تركها مترددا ثم همس بعدما رفع رأسه عن رأسها
- اذهبي لتناول الفطور فكفانا احراجا لغرانت لقد عرض ان يقلنا الى المزرعه فإن كانت حقيبتك جاهزه حملها الان معه الى السياره
لولا ذراعه القابعه حول كتفيها لتهاوت ارضا
اشاحت نظرها عن عيني غرانت وقالت "سأسرع"
اتجهت الى المطبخ في حالة وهن وكان رأسها يعج بأسئله لارد لها ..ولكنها ترى ان بلايك مهما كانت دوافعه غير راغب في ابعادها
حمصت التوست وصبت الحليب ولكن افكارها انصبت على تبدل حال زوجها المفاجئ
ترى هل ندم هو الاخر على ماتبادلاه من كلمات ليلة امس ؟هل استيقظ هو راغب في بداية جديده ؟ لم تكن تتصورذلك الجوع
في عناقه لقد نسي في لحظة من اللحظات الرجل الاخر كما حصل لها وهذا يعني بدون ادنى شك ان بلايك راغب في جعل زواجهما
زواجا حقيقا وانه ادرك ان من القسوة الاستمرار في انكار ما يريدانه بقوة ..ان منزل المزرعه بمثابة البيت المؤهل لبداية جديده
حين انهت طعامها نظفت المطبخ ..خرجت فإذا بها تجد ان الحقائب كلها قد اخرجت من الشقه رافق غرانت بلايك الى اللاندروفر
وفي هذه المره صعد الى المقعد الخلفي قبل صعود مارسي ..وعندما جاء دورها امسك بمعصمها ليشدها اليه
- ضع الاغراض الاخرى على المقعد الذي بقربك غرانت ..لانني اريد الاستمتاع بصبحة زوجتي طوال الطريق
- افهم هذا تماما ..
ضحكته ضحكة رجل لرجل ولكن مارسي ضبطته احيانا يختلس النظر اليهما من الواضح ان زواجهما صدمه ..وربما يحس
بالمهانه لان بلايك اخفى عنه الامر
اثناء انشغال غرانت استغل بلايك خلوتهما القصيره ..فأمسك يد مارسي وشدها اليه ولكن لهجته هذه المره بدت متحفظه
ورسميه تقريبا
- النقاش الذي اردته بالامس معك افلت من يدي ..ثمة امور نتباحثها بطريقه عقلانيه ولهذا سنذهب الى المزرعه حيث الجو
مناسب لمثل ذاك النقاش الذي يدور في ذهني ..سأقدر لك الامتناع عن الاسئله حتى نصبح على انفراد ..فأنا افضل ان اترك حياتنا
الخاصه طي الكتمان
طمست كلماته آمالها مره اخرى واظهرت لها سبب ذاك الشغف الذي بادرها به يالقسوته !
ولانها لم تشأ ان تقاسي هي وحدها قوقعت نفسها بين ذراعيه وراحت تعانقه
- كم تبعد المزرعه ؟
تصاعد صدره وهبط بشكل ظاهر "على مسافه ساعة من نيروبي"
- مااروع هذا !
قالت كلماتها وانفاسها تلفح وجهه ومااشد ماكان رضاها عندما شعرت بجسده يتوتر
قال لغرانت "غرانت هل تصحبنا اثناء خروجنا من المدينه الى سوق الاعشاب الطبيه في "بانتو"اذ لااحب ان يفوت مارسي شيئا ؟"
كتب لها بلايك مره عن السوق المحليه التي يباع فيها كل شيء
من جماجم القرده الى لحم القنافذ المقليه ...
وضمت نفسها اليه براحه ان كانت الرحله لاتبعث الرضى الى نفسها فجلوسها قربه هو ماتنشده وماتريده وهاهي تشعر الان
بأنها تلك العروس الصغيره المفعمه بالامل والتي تتظاهر بأخذ دورها ..

* * *



انتهى الفصل الثاني

مجنونة قلبها 05-03-10 09:22 PM

3- الامل الصريع


ترتفع هضبة "ما"تسعة آلاف قدم عن سطح البحر وتقع المزرعه على مستوى ستة آلاف قدم حيث الهواء اقل كثافه
مرت بضع غيمات بيضاء فوق الرؤوس ومع ذلك كان صباحا جميلا منعشا
ماان اقترب اللاندروفر من جهته حتى لاحظت مارسي غياب القرى وظهور مساحات من الغابات الخضراء والواسعه
رفعت مارسي رأسها عن كتف بلايك العريضه لتتأمل قسمات وجهه الشبيهه بملامح الصقر ..
منتديات ليلاس
كان يغط في النوم مسندا رأسه الى ظهر المقعد ..ادركت من خلال الظلال السوداء تحت جفنيه انه تقلب في فراشه قلقا طوال الليل
كما حصل لها ..بدا لها ضعيفا معرضا للاخطار
احست بالسعاده لانه بقربها كما تريد وتشتهي فاستقرت عيناها على يديها المتشابكتين قرب خصره فهو في منامه لم يترك يدها
بدت مرارة الليله السابقه متلاشيه ولكنها تعلم ان ماتراه الان مؤقتا
استيقظ بلايك حين انعطف غرانت في منعطف حاد شدت مارسي على يده ونظرت الى الخارج حيث الحقول المزروعه
وحيث الاشجار المزهره اقتربت السياره فرأت منزلاً ابيض كالثلج مبنيا على الطراز الهولندي
ذكرها المنزل بمخازن الغلال التي تشاهدها في هامبشاير في انجلترا وشرح لها بلايك ان مزارعا هولنديا جاء الى كينيا في اواخر
القرن التاسع عشر ودمج بين منزل المزرعه المحلي الطراز المؤلف من طابق واحد مع الطراز "الامستردامي"كان السقف
المثلث رائعا ..اما ماوراء المنزل فشاهدت ابنيه محاطة بزهور برية
صاحت عندما اوقف غرانت السياره
- يالجماله الباهر !
ابعد بلايك قبضته عنها فترجلت من السياره لتشاهد مملكتها الجديده
سحبت انفاسا عميقه "آه بلايك لم اعرف انه بهذا الجمال "
استرعى نظرها نافذه تواجه الغرب بزجاجها المشبوك بالحديد حيث كانت ستائر حريريه تتطاير منها الى الخارج ..لاشك ان بلايك
انجز الكثير منذ خطوبتهما ..غمرتها موجة جديده من الحب ..وسعت عيناها الى زوجها ولكنه كان مشغولاً في مساعدة غرانت على
حمل الحقائب
بقيت مارسي حيث هي بلا حراك تنعم بتأمل وجه هذا الرجل الطويل الاسمر ذي السلطه المتأصله في نفسه جالت عيناها عليه متلهفه
الى وجهه الحبيب
قالت وهي تلتقط بعض المؤن من مؤخرة السياره
- لااقوى صبرا على رؤية الداخل
كانت تتضور شوقا الى ضمه بين ذراعيها ومع ذلك لم تجرؤ ..لقد اشعرها مايقوم به لمساعدة غرانت بالرضى ..لم تكن راغبة في
التدخل او التأثير في تقدمه خاصه امام رجل اخر ..وان لم تكن عيناها تخدعانها بدا انه يتحرك بتصميم كان يفتقر اليه بالامس
ربما يتبنى هذا الجو من الثقه بالنفس امام غرانت ..لكن النتائج رائعه ..
- مارسي ؟
توقف بلايك في الشرفه عند المدخل
- هل تعذريني ان تركتك لأتكلم مع غرانت على انفراد قبل ان يعود الى نيروبي ؟اعدك الا نطيل الحديث
تقدمت اليع تعانقه بقسوة
- لاتقلق علي ..اموت شوقا الى رؤية المنزل
ظهر غرانت في اللحظه التي كاد فيها بلايك يواجه مارسي التي ابتسمت للرجل
- شكرا لك لانك اوصلتنا الى هنا سيد يونغ ..لاتعرف مدى امتناني لوصولي الى منزلي ..والان سأترككما لتتحدثا عن الاعمال ..
رفعت نفسها على اطراف اصابعها لتقبل زوجها بخفه
- ارجو ان تناديني غرانت سيدة سايمور فنحن لانستخدم الرسميات في هذا المكان سنرسل انا وزوجتي لكما دعوة للعشاء في
وقت قريب ..هذا ان كان يرغب بلايك في مشاركتك
التفتت مارسي الى زوجها "سنترقب الدعوة بسرور اليس كذلك بلايك ؟"
رد بلايك "فال طاهيه ماهرة "
ضغطت مارسي يد زوجها واكملت المسير الى داخل المنزل
كان اول مالفت نظرها مساحة المنزل الواسعه والجدران البيضاء التي برزت بسبب الخشب الاسود الرائع ان هذا الديكور هو ما
خططت له مع بلايك ولكن الواقع فاق الخيال
تقع الردهه الاساسيه قرب غرفة الجلوس والمكتبه اما الى جهة اليمين فهناك غرفة الطعام التي يقع خلفها
المطبخ واما غرف النوم فكانت في الخلف
عرفت مارسي ان بلايك قلب الارض رأسا على عقب ليطلي الجدران بهذه السرعه ..كانت غرفة النوم الوحيدة المعدة للسكن
غرغتهما احست بإثاره كبيره وهي تتصور الداخل مكتملا واغرورقت عيناها بالدمع فلكم اشتاقت الى هذه اللحظه ..
شعرت بانفعال شديد وهي تجر حقيبتها الصغيره الى غرفة النوم الرئيسيه ..كان للغرفه ستائر من الحرير المخرم على الطراز
السويسري وهذا دليل على انه كان مهتما بها حتى قبل وقت طويل من اعلان الخطوبه ففي احد الايام ذكرت انها تحب هذا النوع من القماش
وهاهي تراه معلقا امامها
غرقت في السرير المزدوج تنظر بذهول الى ماحولها تنظر الى الخزانه الكبيره ذات الاقسام الاربعه والى طاولة الزينه المثبته الى الجدران
والى البساط الافريقي الاصلي الذي اختاره بلايك اخضر زاهيا
لفت نظرها صوره على طاولة الزينه انها احدى الصور التي التقطها لها عندما زارها في "لوزان"..كانت تقف تحت قنطره جرمانيه
في "شانو دوشيلون "يومذاك كان شعرها الاسود طويلا وفي ذاك اليوم طلب يدها ..لدى مارسي دزينه من الصور المفضله
لديها لبلايك تريد ان تضيفها الى تلك التي على طاولة الزينه
فاجأتها غرفة النوم الاخرى ..فالجدران بحاجه الى اصلاح فهناك اثار حريق لاتعرف متى وقع ..لقد اشترى بلايك المنزل والمزرعه
عندما قدم الى كينيا ولكنه لم يباشر بالاصلاحات قبل ان يطلب يدها ..فكان ان بقي المنزل فارغا لعدة سنوات
عرفت ان المطبخ سيكون مكانها المفضل ففيه موقد ضخم مكسو بالسيراميك وكسوة خزفيه اصليه زرقاء تغطي احد الجدران
منظرها جذاب بحيث تبدو اشبه بحي من احياء امستردام
نظرت من النوافذ المقنطره الى مشهد خلاب هو لأشجار الفاكهه المزهره الممتده على مد البصر ..لقد عثر بلايك على جنته
في هذا المكان وقرر ان تشاركه اياه سحبت نفسا عميقا ثم نظرت لترى ما يمكن ان تفعله بدايه كان غرانت قد ادخل الصناديق
المحتويه على الاطعمه المعلبه

مجنونة قلبها 05-03-10 09:25 PM


جهز المطبخ بإمدادات صحيه جديده وصقلت الارض الخشبيه حتى اصبح لونها اصفر ضاربا للحمره فكرت في ان بلايك
كان يسعى الى الكمال لقد اوجد غرفة مجهزه بأكفأ المعدات ثم اعاد اليها الدفء والحراره والسحر الذي كان قد صممه مالكها الاول ..
يالسخرية القدر ! كيف لرجل يملك هذا الذوق الفني الرفيع ان يفقد بصره ..
عندما افرغت مارسي محتويات الصناديق كان الوقت قد اصبح ظهرا ولانها املت ان يكون بلايك قد استعاد شهيته
بدات بتحضير الغداء ثم تقدمت الى المكتبه بحثا عن الرجلين لاشك غرانت بحاجه الى الطعام قبل عودته الى نايروبي ..لكن
حينما وصلت الى الردهه الاماميه سمعت صوت محرك اللاندروفر وكان بلايك على وشك اقفال الباب الامامي
- بلايك كنت قادمه لأقول لكما ان الغداء جاهز
اجفله صوتها "عليه العودة بسرعه ..وهانحن الان وحدنا مارسي"
في صوته ماارسل قشعريرة خوف الى ظهرها ..فقد اختفى المحب المتودد الذي كان في الصباح ..
قالت "اخشى الا يكون الغداء مثيرا للاهتمام ..ولكنني اعد بأن انصفك في وجبة المساء"
حين لم يرد ارتدت على عقبيها عائده الى المطبخ فلحق بها متحسسا الجدران وهناك في المطبخ وجد كرسيا جلس عليه
حركت طبقا من الطعام امامه قائله
- استخدمت ماتبقى من اللحم المعلب الذي اكلت منه بالامس اظنه لن يروقك
- لااهتم بما اكله ..اعرف انك طباخه ماهره فتوقفي عن اللف والدوران
ابتعلت ردا حادا حين راته يلتقط سندويشا بدا يلتهمه ولم يلتهمه فقط بل بدا مستمتعا به يأكله بشهيه واضحه وكانت قد بدأت تتساءل
كم سيقوى على البقاء بدون طعام
سألت تفتح الحديث معه "هل انهيت وغرانت بعض الاعمال؟"
- لسوء الحظ لا ..وجد انك اهم من العمل فلم ينفك عن ذكرك
سحبت نفسا عميقا "لماذا لم تخبره بزواجك ؟فقد وضعه عدم اطلاعه على الامر في موقف حرج"
وضع الشوكه من يده ..
- لقد تم الزواج كما تعلمين بسرعه بحيث يصعب علي اخبار الجميع واضيفي الى ذلك
انني كنت اريد تقديمك الى كافة الموظفين في هذا الموضوع
نظرت مارسي الى زوجها غير قادره على فهم مزاجه
- كل شيء جميل هنا لاأكاد اصدق عيني
قست قسمات وجهه
- وفري هذا مارسي ..الان بعدما زالت الخطوات التمهيديه من الطريق اريد محادثتك ولكنني قبل ذلك اريد وعداً بالا تقاطعيني حتى انتهي
- لك وعدي ..
قال بصوت كئيب "آمل ان تلتزمي به لانني اخشى الا يعجبك ما سأقول ..حين وصلت الى غرفتي في المستشفى
يوم امس كنت على وشك ان اخنقك بيدي الاثنتين "
جعلها الحقد في صوته ترتجف ونظرت الى طبقها الفارغ ..كيف له ان يتغير من محب الى مبغض بهذه السرعه ؟
- صدقتك حين قلت انك لم تستلمي رسالتي ..مع انني اعتقد ان الرساله ماكانت ستؤثر فيك بل كنت ستقلبين الدنيا رأسا على عقب
حتى تتكلمي إلي
اكمل بلهجه ساخرة كريهه "كان مجيئك الى المستشفى بهذه الطريقه سببا في خلق المزيد من الخطر عليك وعلي وعلى شركتي"
رفعت رأسها عاليا "ماذا؟"
- لقد وعدتني
ارتجف جسم مارسي ولم يتوقف عن الارتجاف
ابعد بلايك نفسه عن الطاوله ثم عقد ذراعيه على صدره
- لدي عدو مارسي ..شخص من الشركه يحاول تدميري ولربما نجح هذا كان انهيار المنجم تخريبا مقصودا اما نتائجه فقتيلان
وفقداني البصر
لم تحرك مارسي عضلة من جسمها ..لكن ماتسمعه جعل عينيها بحيرتين من الحبر الارجواني
- عقد وصولك الامور لانه اصبح بمقدور عدوي استخدامك هدفا ومن المؤسف ان غرانت اتصل بالطبيب هذا الصباح ليسأل عن
حالتي فعرف بوصول زوجتي ..لاشك الان ان الخبر قد انتشر في ارجاء نايروبي بما انني اعرفك انك شاهدت غرفة النوم الخلفيه
..لقد اشعل احدهم فيها النار قبل زواجنا بليلة وكان الحريق احد الاسباب التي قطعت علينا شهر العسل عزوت الحريق الى احد عمال
البستان الناقمين ولكنني لم اشأ ان اخاطر بتكرار ماحدث بعد وصولك للسكن هنا املت ان اصلح الغرفه قبل ان اقبض على الفاعل
ولكننا كنا نواجه مشاكل في المنجم في الوقت نفسه وتفاقمت المشاكل اما الباقي فتعرفينه
توقف هنيهه عن الكلام ثم اردف
- عندما تقع كارثة المنجم يجتمع مجلس للتحقيق في الامر وان اثبتوا ان السبب الاهمال سحبوا رخصة الشركة فأن حدث هذا
حرمت من العمل في كينيا بل حرمت من العمل في القارة الافريقيه كلها
سمعته يتنهد تنهيده عميقه تثير الشفقه
- عندما فقدت بصري اتضح لي انني المستهدف ومما لاشك فيه ان المسؤول عن اصابتي مسرور بما جرى لي ولكن مالايعرفه
هو والجماعه التي تدعمه انني انوي محاربتهم ..لدي شركة ضخمه تعيل مئات العائلات الذين لن اخذلهم مادام في رمق من حياة
ان هذا النوع من الحوادث يمهر المناجم بسمعه سيئه في كينيا
تأملت مارسي زوجها مذهوله بما تسمع لم يكن لديها فكرة عن هذا ..ابدا
نظر اليها وكأنه يراها فعلا وقال "ليتني لم اتزوجك"
كان صوته قاسيا وخاليا من الادعاء
- اريد ابطال الزواج في اسرع وقت ممكن ولكنني الان اريد منك خدمه اولاً
ساد الصمت الغرفه للحظات طويله فقد شتت موقفه البائس احلامها الورديه وخدر جسمها بحيث لم تستطع الكلام
- مارسي ؟
نبض عرق صغير في زواية فمه
سحبت نفسا عميقا "طلبت الا اقاطعك"
- لقد اتصلت بكارل هيريون من المستشفى حالما استطعت التفكير بوضوح ووافق على ايقاف اعماله حتى يأتي الى هنا ليمثلني
- شكرا لله !
لم تتمكن من منع نفسها عن الكلام ..فإذا كان هناك من يستطيع مساعدة بلايك فهو كارل الذي يكبر زوجها بعشرين سنه
والذي كان اشبين زواجهما
- ليست الاستعانه بكارل ضمانه مارسي ولكنه الشخص الوحيد الذي اثق به والذي يقدر على تفسير هذا الكابوس ولقد تحادثنا
اكثر من مره هاتفيا وخططنا لما سنفعل ..ولكن وصولك غير مجرى الامور ..
صمت وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبه
- ماكان يعرف احد بأمر زواجنا وكان في نيتي اقامة حفل استقبال رسمي لإعلان الزواج بعد عودتنا من شهر العسل ولكن الحادثه
اوقفت كل شيء ..ولم اشأ ان يعرف مخلوق انني متزوج لان من يريد بي سوءا قد يستغلك وسيلة للانتقام مني ..فالزوجه
تجعل الرجل ضعيفا ونظرا للظروف لم ارغب في مجيئك وذلك من اجلك ومن اجلي
فهمت مارسي امورا كثيره ولم تستطع البقاء جالسه فوقفت على قدميها
- هل شرحت لي هذا كله في رسالتك؟
- اجل انما بشكل مقتضب
- انت تعني بكلمات اخرى ان وصولي الى هنا وضع في ايديهم سوطا اخر
واختنق صوتها فهي بحاجه الى المزيد من الوقت لتنظر الى الموقف من هذا المنظور الجدي
دعك مؤخرة عنقه "بالضبط بعدما اويت الى فراشك ليلة امس اتصلت بكارل لأعلمه بوصولك ووافق على ان السر
قد انكشف ثم اقترح علي تغيير الخطة "
حبست مارسي انفاسها :ماذا يقول؟
- لوعدت الى لندن الان لساءت الامور ولشاع بين الناس ان زوجتي هربت مني عندما علمت بأن الخطر يحدق بي
واشاعة كهذه ستقع على رأسي كالكارثه اذ ستقوم جبهه متحدة عائليه على بث النقمه في نفوس العائلات التي تعتمد علي
فللزوجه تأثير كبير في زوجها
- لم اقصد تعقيد مشاكلك
نهض عن الكرسي ليتقدم الى الامام
- ماحصل حصل ولكن مايساعدني في هذه المرحله ان لااحد سوى كارل يعرف انني اشك في مؤامره تحاك ضدي وان ظل وعدي
على جهله هذا لاستطاع كارل القيام ببعض التحقيقات الخاصه

مجنونة قلبها 05-03-10 09:28 PM


التفت اصابعه على قبضة السكين
- وهذا يقتضي منا الاستقرار والتنعم بالزواج ..علي ان امثل دور العريس المفتون امام الجميع انني لااحمل هما خاصه وان بين
ذراعي احمل عروسي ..سيكون زواجنا اسميا فقط مارسي غير انه لن يعرف احد سوانا وسوى كارل بذلك
تصاعدت المرارة الى حلقها
- طبعا
ضاقت عيناه "في الاسبوع القادم يصل كارل الذي سيكون ضيفا علينا هنا في المزرعه"
نظرت مارسي امامها مباشرة "فهمت"
- ستكثر التساؤلات لو ظهرت في المكتب وبقيت انت هنا في المزرعه ..غرانت يعرف اننا هنا وحدنا ومن رنة صوته اعرف التأثير
الذي تركه وجودك فيه هو عادة غير هادئ هكذا لقد قال لي انه لو كان لدي عقل لبقيت معك هنا في سبات عميق ..بعد ساعه سيعلم
من في المكتب انني استمتع بشهر العسل ان القرار الان قرارك ..فهل مااطلبه منك كثير علي مارسي؟
ارادت ان تصيح :اجل !
انه يجلس هنا قريبا منها وبعيدا عنها في آن واحد فكيف تتحمل ذلك ؟اتحبه الى درجة التضحيه بحاجاتها الشخصيه ؟
ارتجفت شفتاها وهي تحاول ايجاد الكلمات المناسبه ..ألم تكن راغبه في ان تكون زوجته تحت اية ظروف ؟
اتسخر منها الاقدار الان ؟
نظرت مارسي الى الرجل الذي يملك قلبها في راحة يده وتصاعدت المشاعر في صدرها بسبب ماترى على وجهه من كآبه سوداء
..هل الوقت كفيل بتحطيم مقاومته ؟لقد احبها حبا كبيرا دفعه الى الزواج بها
- افهم ان امامك شركة تفكر فيها ..والان بعدما شرحت لي الامور انا مستعده لتقديم يد العون
تعالى صدره متنفسا الصعداء
- شكرا لك مارسي ..سأتخذ الاحتياطات اللازمه لحمايتك وعندما ينتهي الامر سأعوضك عن كل شيء
اوشكت ان تقول له ان هناك طريقة واحدة للتعريض عليها ولكنها قالت
- والان هل تسمح لي بالاستحمام ؟
- سيكون هذا المنزل منزلك مادمت فيه افعلي فيه ماشئت لذا لا داعي الى استئذاني في شيء انما هناك شيء واحد اطلبه منك
ارتفع رأس مارسي وهو يمد يده الى جيب قميصه
- من المهم ان يظهر زواجنا حقيقا لذا فانا مضطر الى وضع هذين الخاتمين في اصبعك ..
ووضعهما على الطاوله
- انا في المكتبه ان احتجتني
وترك المطبخ متلمسا طريقه بواسطة الجدرا
التقط الحجر الكريم اشعة الشمس فتشظى منه على السقف آلاف اقواس قزح ..فهمت الان سبب تمسك بلايك بيدها اليسرى طوال
الطريق الى المزرعه ..فهو لم يجرؤ على ان يلاحظ غرانت وضع علاقتها على حقيقتها
فتحت مارسي يدها ودست الخاتمين في مكانهما ..لقد سبق ان ندمت على تصرفها في الليله السابقه ..ولو كان لها ماارادت لما خلعتهما ابدا
بعد غسل الصحون سارعت الى الحمام المحلق بغرفة نومهما فاستحمت بسرعه ..ثم راحت تجفف جسمها بالمنشفه وبعد ذلك ارتدت جينزا
وقميصا قطنيا ثم مالبثت ان ابعدت شعرها عن عينيها فضفرته ثم رمته على كتفها ..
امضت جزءا من العصر في توزيع الحقائب وفي تعليق الثياب في الخزانه ماان انتهت من تفريغ اغراضها حتى توجهت الى المطبخ
لتعد عشاءً خاصاً كانت تحس براحه لان بلايك موجود على بعد امتار منها لا على بعد آلاف الاميال في قاره اخرى
فكرت ان كارل لن يستطيع الوصول الى هنا بالسرعه المطلوبه ..وبلايك يحتاج الى مساعدة يائسه ..كانت سعيده لان غرانت يونغ
يدعمه لكنها فكرت لماذا لم يأت على ذكر ريتشي شادويك وهو احد المديرين الاخرين من الشركة تعود صداقتهما الى مقاعد الدراسه الجامعيه
التقت مارسي مره في لندن ريتشي في حفله اقيمت في منزل عائلة سايمور ويومذاك رات ان صداقة الرجلين حميمه ..ومع ذلك
طلب بلايك من كارل ان يكون شاهد زواجه الاول وحين سألته عن سبب هذا الاختيار قال لها ان ريتشي لايستطيع المجيء وقتذاك لم
يرضها الرد المبهم ولكنها كانت مشغوله بحيث لم تعلق على الامر أما الان وبعد ان استقرا في المزرعه فقد تجد الفرصه المناسبه لتسأل
بلايك عن ريتشي
ارتدت للعشاء فستانا من اللينو الاصفر الخفيف الوزن وسرحت شعرها فوق كتف واحد ثم وضعت القرط الذهبي الذ اهداها اياه في العام
السابق تعلم انه لايستطيع رؤيتها ولكنها تشعر بأنها افضل حالاً عندما تكون انيقة
- بلايك ...؟العشاء جاهز
كان يجلس على كرسي دوار وراء مكتبه الضخم يسجل صوته على آلة تسجيل
- لااهتم كثيرا بالطعام ..تناولي العشاء بدوني
قالت بإصرار "انه عشاء خفيف ,وانت بحاجه للراحه
فرك عينيه براحتيه ..وبدا متعبا "انتظر مكالمه هامة"
- انتظرها في المطبخ ..سأخرج صينية الطعام من الفرن فلا تتأخر
ارتدت على عقبيها خارجه وراحت تترقب قدومه
كانت السلطة الخضراء مع الخل والثوم جاهزه في البراد اضافة الى ابريق من عصير الاناناس بعد اخراجها لصينية الطعام من الفرن
خرجت الى الحديقه لتقطف باقة من الزهور البرية وضعتها بكل اناقة في مزهريه من البورسلان الابيض
مرت الداقائق فشعرت بأن البهجه التي اعتملت قلبها في وقت سابق قد خبت بعد ان بدأت بتناول السلطه وحيده
عندما ظهر بلايك فجأه في المطبخ خفق قلبها خفقات سريعة لقد قرر اخيرا الانضمام اليها وليس عليها الا ان تمنع نفسها من الوثوب
عليه لاحتضانه
قال وهو يجلس في الكرسي الذي استخدمه وقت الغداء
- لقد وضعت الزهور على الطاوله اشم رائحة النعناع البري
- اجل ..والاضاليا والبتونيا كذلك المنثور والحبق ..اوه ..بلايك ..هناك مكان رائع لزراعة الاعشاب خارج نافذة المطبخ وسيكون
الزرع بهجه لنفسي
تمتم يلتقط شوكته "تبدين سعيده مارسي"
لكن نظره مضطربه كانت تتقاطع على وجهه
- ولماذا لا اكون سعيده ؟لقد حولت الحديقه الى مكان يخطف الاعجاب لااستغرب سبب عدم رغبتك في العودة الى انجلترا ..
لااقوى صبرا على استكشاف الاملاك ..دعنا نخرج في نزهه على ظهور الخيل في الصباح
ابتلع اول لقمة من الطعام ثم قال "هذا مستحيل"
- لماذا ؟قال الطبيب هارمان انك في صحه جيده وانك قادر على متابعة نشاطك العادي ..اضف الى ذلك اشتياق جوادك "ديابلو"
اليك انا واثقه انه بحاجه الى التمرين ..
شد على شفتيه حتى اصبحتا خطا رفيعا وعادت الى وجهه نظرة التشتت والضياع
- يعتني مدير المزرعه بالخيول مارسي ..ان كنت ترغبين في التنزه فخذي السياره الجيب وقوديها على الطرق
المتشابكه بين بساتين البرتقال
- لكنني افضل ركوب الخيل سأطلب تحضير "ديابلو"
- ديابلو شرس جدا ..
- اذن رافقني على ان اركب على الجواد امامك ألم تفعل ذلك عشرات المرات ..سنسير ببطء هل هذا الطلب صعب؟
ساد صمت مطبق قبل ان يمد يده الى كوب العصير ويشمه وقال معلقا
- توقعت عصير البرتقال فيس لدينا اناناس
-وجدت علبه اناناس بين المعلبات فأردت ان اقدمها مع الطعام احتفاء بأول عشاء نتعشاه بمفردنا في منزلنا الجديد
التمع خداه بحمره قاتمه
- كما قلت لك سابقا انت موهوبه في المطبخ .. كل شيء لذيذ كالعادة
دفعت طبقها الذي لم تنهه بعد
- شكرا لك ..اتحب ان تصغي الى بعض الموسيقى بعد العشاء ؟
حملت معي شريطا مسجلا لكونسرتو براهمز ..واظنك ستحب عزف غرافمان لها
- ليس الليله مارسي
هبت عن المائده قائله بلهجه خفيفه "ماذا تريد ان تتناول بعد العشاء؟التين ام المانغا؟
- لااريد شيئا لي
نظرت الى كوب قهوته الفارغ ثم تقدمت اليه لتملأه من جديد تدلى عن غير قصد منها شعرها فلامس خده عندئذ سمعت تسارع انفاسه
قبل ان يقف فجأه على غير توقع ليرمي فوطة المائده على الطاوله فانسكب كوب العصير ..وقال متمتماً
- تصبحين على خير
اصطدمت كتفه في غمرة عجلته بإطار الباب فراح يشتم بعد انتهاء غسل الصحون مرت مارسي بالمكتبه ووجدت ماكانت تخشاه الاريكه المواجهه
لمكتبه معدة كفراش ربما ساعده مدير المزرعه في تحضيرها كان مستلقيا تحت الغطاء وان لم يكن نائما فقد تظاهر بأنه نائم
تابعت المسير على رؤوس اصابعها الى غرفتهما وحضرت الفراش ألن يتنازل ابدا يتركها تقدم له يد المساعده
..ألن يتركها تمنحه الراجه التي تتمنى ان تمطره بها ؟بللت الدموع الساخنه وسادتها ..يالسخريه الاقدار التي جعلتها تنتظر ثلاث سنوات لتصبح
زوجته ثم تجد نفسها بعد تلك المدة وذاك الانتظار وحيده في فراشه تحس بفراغ وضياع لم يسبق ان شعرت بمثلهما قط

* * *

مجنونة قلبها 07-03-10 02:27 PM

4- حريق تحت المطر


ايقظ طرق خفيف على باب غرفة النوم مارسي من سبات عميق ..ولكنها لما ألقت نظرة الى الساعه
وجدت ان الوقت تجاوز العاشرة
صباحا فلم تصدق انها نامت حتى هذا الوقت المتأخر جلست في السرير تدفع شعرها
منتديات ليلاس
الى الوراء "بلايك؟هل انت بحاجه الى شيء؟"
قال من وراء الباب "يؤسفني ازعاجك ولكنني خارج بعد بضع دقائق ولااريد ان تستيقظي لتقلقي علي"
نهضت من السرير بسرعه وتوجهت الى الباب تفتحه
- ظننتك لاتريد الظهور في المكتب
- لن اذهب الى نايروبي
- الى اين اذن؟
- سأزور عائلتي الرجلين اللذين قتلا خلال انهيار المنجم ..لم استطع حضور جنازتهم وهما يعيشان في قرية "بانتو"
-وكيف ستصل الى هناك؟
- بالسياره طبعا
بدا صوته الساخر المزاح الذي دفن في نفسه منذ الحادثه
- اعني من سيقود السياره ؟
- كورتني ..مدير المزرعه
- دعني ارافقك بنفسي
- لامارسي .. قلت لك انني اريد ان تظلي بعيده عن الانظار حتى نصل الى نتجيه
- ولكن مالضرر في مرافقتك ؟اليس من الافضل ان تشاهدك العائلتان المفجوعتان مع زوجتك ؟
هناك مسأله اخرى وهي معرفتهم بأمر زواجنا فإن ذهبت بدوني بدا من الغرابه عدم مرافقتي لك ارجوك
بلايك ..اريد الخروج لأرى شيئا من هذه البلاد ..مالضير في هذا ؟
بدت عليه نظرة جافه نظرة رجل فقد صبره
- يجب ان اذهب قبل تساقط المطر لان الطريق بعد سقوط الامطار تصبح مستنقعاً
- سأكون جاهزه في بضع دقائق
مرر يده البرونزيه في شعره
- احملي معك كنزة فالهواء يبرد كلما ارتفعنا خاصه اذا رفق الضباب المطر
اغمضت عينيها مسروره بشكل غير عادي لموافقته على اصطحابها
- سأسرع !
- اعددت القهوه والتوست ..الافضل ان تأكلي شيئا اولاً ..وفيما تحضرين نفسك سأطلب من كورتني جلب الجيب امام المنزل
بعد حمام سريع ارتدت الجينز وبلوزه زرقاء شاحبه عززتها بكنزة اسكندنافيه الطراز وبعد ذلك سرحت شعرها حتى استقر على كتفيها ..
رات السحب الخفيفه البيضاء التي شاهدتها بالامس تزين السماء عندما اخرجت الجيب من طريق المزرعه الى طريق
رئيسيه معبده انها معتاده على قيادة اللاندروفر والشاحنات التي تجر وراءها المركبات في مزرعة والدها
- هل نستديرالى اليسار الان بلايك؟
هز رأسه "سيري في هذا الطريق تسعة عشر ميلا ثم لما تصلين الى مفترق طرق اعطك التوجيهات الاخرى هل تأكدت من الوقود؟"
- تشير الاشارة الى انها ممتلئه
- عظيم ..هيا بنا
شاهدت المزيد من المناظر التي رأتها بالامس فها هي اميال من الغابات الخضراء لم تشاهد حتى الان ناسا
وهذا مااشعرها بالعزله ولكن وجود زوجها معها طمأن قلبها فهي عندما تكون مع بلايك مستعده لمواجهة كل المخاطر ولايغير احساسها هذا شيء
حتى عماه ولكن ليته يتفهمها
كانا قد اجتازا حوالي عشرة اميال فوق الطريق الرئيسيه عندما سمعت مارسي صوتا كدوي الرعد عرف بلايك ماتفكر فيه فوجه رأسه اليها
- لاتجزعي ! ثمة قطيع من الغزلان يرعى في هذا الجانب من الغابه اضافة الى حمار وحشي والى حيوانات اخرى
تنهدت مارسي "هل هناك مايجب ان اعرفه ايضا؟"
طاف شبح ابتسامه حول شفتيه الجميلتين
- لن نلتقي الاسود او الفهود في هذا الجزء من الغابه لان تلك الحيوانات تفضل الاراضي الجافه الشائكه الواسعه ..ان رغبت في
رؤية هذا النوع من الحياه البرية المتوحشه فعليك زيارة محمية "ماساي الباسولي"
اراحها تعليقه الذي اراد منه بعث الطمأنينه اليها ولو اطاعت تهورها لأوقفت السياره ولتعانقه بشغف على قارعة الطريق ..لكنها لا
تريد البدء بما يعود عليها بالضرر فهي لاتريد افساد الرحله
عندما وصلا الى النقطه التي اشار اليها شاهدت مارسي مرتفعا صخريا اجرد ثم لاحظت انخفاضا طفيفا في حرارة الجو بسبب الغيوم
التي كانت تتلبد استعداد للعاصفه
- ان امعنت النظر مارسي رايت ممرا بين الطريق التي نحن فيها وبين الطريق التي تستدير الى اليسار ..اتخذي هذه الطريق
رأسا الى الغابه لاننا بعد خمسة اميال ستطالعنا اكواخ متعدده
لم تشاهد الممر الترابي الا عندما اشار بلايك اليه بيده ..
اجتازت مارسي الطريق الرئيسيه نحو الممر الذي لايستحق ان يطلق عليه اسم طريق لم تكد تراه بسبب العشب المرتفع وبسبب
الغيوم المتلبده التي جعلت الغابه مظلمه وكأنما اسدل الليل سدوله
قالت "حدثني عن الرجلين الذين قتلا"
نقل بلايك ثقله من جانب الى اخر فوق المقعد
- كانا عاملين نشيطين باشرا العمل معي عندما افتتحت منجم "نايفانا"فغالبا مايمر بكينيا مواسم جفاف ..وهذا مايجبر الرجال
على التفتيش عن عمل اخر
صمت قليلا ثم اردف
- قرر هذان الرجلان تعلم صناعة المناجم وبقيا فيها لانها كانت تعني لهما راتبا ثابتاً ورعاية طبيه اضافه الى منحة نهاية الخدمه اما سبب
زيارتي لزوجتيهما فتقديم العزاء وشرح ان الشركه ستدفع لهما معاش التقاعد كاملا
نظرت مارسي اليه مفكره ..انه كريم حقا ولكن كيف لأنسان ان يحقد على بلايك وان يحسده على نجاحه ؟
راحت تتضرع الى الله حتى يقع السؤول عن الانهيار في قبضة العدالة
وصلت بهما السياره الى مساحة فيها عشرات الاكواخ وطالعتهما جماعة من الاطفال المرتدين الثياب القطنيه البراقة اللون
صاح بلايك من النافذه "جامبو"
فردوا عليه بلغتهم ثم تبادلوا معه الحديث فسألت
- ماذا تقول لهم ؟
- ذكرت للأولاد سبب مجيئي وطلبت منهم اخبار المرأتين ..فالنساء هنا خجولات ومن الافضل تركهن يقمن بالخطوة الاولى
راقبت مارسي بإعجاب ذاهل الاطفال يركضون ويتحدثون فيما بينهم ..ولم يطل الوقت حتى عادوا وعندها دار حديث اخر بينهم وعندما
عبس بلايك فهمت مارسي ان هناك خطبا ما
- مالامر بلايك؟
- يقولون انه غير مرحب بي هنا ..فالنسوة لن يكلمن قاتلا ..هذا ماكنت اخشاه
- وهل يتكلمون الانجليزيه ؟
هز رأسه فأكلمت
- اذن ربما تكلمت معهما ..هل يعرفن انك فقدت بصرك في الحادثه؟قد يكون لهذا تأثير في مشاعرهن
- انسي هذا الامر مارسي
- بلايك الاتفهم انهما مفجوعتان ؟ان فهمتا ان مصابنا واحد اصغتا اليك الا يستحق الامر المحاوله؟
ضرب يده على ساقه ساخطاً
- ماكان علي اصطحابك الى هنا فأنت زوجتي وهذا يعني انك نذير سوء طالع
- لن يكون هذا شعورهما اذا ماتحدثت اليهما لقد جئت الى هذا المكان لتقديم العزاء وعليك تقديمه
مد يده بسرعه البرق ليمسك بمعصمها
- اسمعي مارسي ..تشعر الزوجتان بالعداء تجاهي انت لاتعرفين عادات اهل البلد او معتقداتهم لذا ارفض ان اضعك في موقف حرج
اشتدت قبضته ووضعت يدها الاخرى فوق يده "اسأل الاولاد ان كانت المرأتان مستعدتين للتحدث إلي "
ترك معصمها ثم راح يتحدق الى الاولاد اللذين سرعان ماركضوا لم يطل الوقت حتى عاد الاولاد مره اخرى واشار المتحدث باسمهم الى مارسي
- انت تدخلين اما انت فلا ..
قال بلايك بسرعه "لايعجبني هذا مارسي ..افضل الا تذهبي "

مجنونة قلبها 07-03-10 02:28 PM


خفق قلبها بعنف "اريد الذهاب ..اعترف انني متوتره ولكن لدي فكره عن مشاعر المرأتين "
طغى على وجهه تعبير قلق
- عند اول دليل على المتاعب ..ابدئي بالصراخ ولا تتوقفي
- اعدك
ترجلت من الجيب قبل ان يغير رأيه ولحقت الاطفال الى احد الاكواخ ..وفيما كانت تدور حول المكان خرجت امرأه ترتدي فستان ملوناً
وهي تحمل طفلا وتمسك طفلا اخر بيد ثانيه ثم وقفت امرأه اخرى بالباب ..عيونهما السوداء تحدقان اليها بدون ترحيب ومع ذلك
لم تشعر مارسي بالخوف بل شعرت بالأسى عليهما ..
بدات تقول وهي تضع يديها في جيبي سروالها
- انا مارسي سايمور
لم تردا ..وتنحنحت ..
- اعرف ان زوجيكما قد رحلا الى الابد ولكن زوجي يريدكما ان تعرفا ان الشركة ستدفع لكما اجرهما حتى اخر العمر
وقفت المرأتان بلا حراك ..ولم يكن لديها فكرة عما اذا كانتا قد فهمتاها
- نعم مازال زوجي حياً ولكن الحادثه اذته كثيرا فقد فقد بصره ولانه فقد بصره يظن انه رجل غير كامل ولانه لايظن نفسه رجلا يريد
ان يعيدني الى بلادي ليبعدني عنه ..اما انا فأريد البقاء لانني احبه كما احببتما زوجيكما ..
تقدمت المرأه الواقفه خطوة فتنفست مارسي الصعداء واردفت
- زوجي يتعذب وان تركتماه يساعدكما خففتما عنه مايشعر به لم يستطع المجيء قبل الان لانه ظل في المستشفى حتى الامس
وكان اول ماارد القيام به هذا الصباح هو مقابلتكما للتأكد من سلامتكما وليقول لكما الا تقلقا بشأن المال
قالت احدى الزوجتين
- يقول بعض الناس ان الحادثه وقعت بسببه
- ايعقل بأن يكون هو السبب في حادثه تودي بعينيه ؟
حدقت مارسي الى المرأه بقوة حتى اشاحت المرأه بوجهها
- انه يحاول البحث عن المسبب وحين يجده فسيتأكد من انزال العقاب به
سألت المرأه الاخرى "واين اولادك؟"
ابتلعت مارسي ريقها بشده
- لن يكون لي اولاد مادام زوجي قلقا عليكما وعلى الشركه
تبادلت المرأتان النظرات ثم قالتا
- اترغبين في الاولاد ؟
اجابت بلهفه "كثيرا جدا ..اريد ابناء وبنات رائعين كأولادكما"
- الا يرى زوجك عينيك ؟
- لا ..فهو يعيش في ظلام دامس
ابتسمت المرأه الاخرى "ولكنه لايحتاج الى النظر لينجب الاطفال"
- انت على حق لكن السيد سايمور رجل فخور ..اتعرفين ما يعني هذا؟
هزت المرأتان رأسيهما بتفهم
- السيد سايمور في السياره ..وهو يريد ان يتحدث اليكما عن مسألة المال بنفسه فهل تحلقان بي ؟
عادت مارسي الى الجيب بدون ان تنتظرهما كان بلايك واقف امام مقدمته وذراعاه معقودتان على صدره
تمتمت له وهي تضع يدها على ذراعه
- سارت الامور على مايرام بلايك
زال بعض التوتر من جسده حين لامسته ثم رأته يلف ذراعه حول كتفيها بطريقه عفويه
لم تكن المرأتان بعيدتين عنهما سرعان ماراحتا تكلمانه بلغتهما فرد عليهما بحراره ثم مالبث ان اطال الحديث لم تحتج مارسي الى الترجمه
لان مايشعر به بلايك واضح في عينيه وحركاته ..اخرج مغلفين من جيب قميصه وحثهما على اخذ المال ..بعد تردد يسير قبلتاه
اشتدت يد بلايك على كتفها
- يبدو انهما معجبتان بك وقد دعتانا لتناول الطعام ..لانستطيع ان نرفض ..
تمتم من بين اسنانه لئلا يسمعه احد سواها "تذوقي كل مايقدمونه"
في تصرفه مااوحى لها بانها ستواجه مفاجأه ثم شعرت بأنه يجد الموقف مسليا فوضعت ذراعها حول خصره
- سآكل كل ماتأكله انت
جلس بلايك على الارض الصلبه ثم جذب مارسي لتجلس الى جانبه ..سرعان ماوضعت امامها اطباق خشبيه مع ادوات
طعام وملأت الاطباق بأنواع من الطعام لم تتعرف مارسي على شيء منها
- علينا ان نغادر المكان حالا فأنا اشم رائحة المطر ..
بعدما انهيا طعامهما شرحا للمرأتين ان عليهما الرحيل قبل هبوط العاصفه ..
سقطت اول قطرة ماء على زجاج السياره عندما ادارت مارسي المحرك ..ثم مالبث ان تدفق المطر بغزاره حتى قبل ان تتقدم ميلا واحدا
..لم يبالغ بلايك فيما قاله اذ كان تحت العشب الخفيف مستنقع من الاوحال الكثيفه مضت السياره وكأنها تسير فوق ساحة تزلج وكان
كل مااستطاعت فعله هو منع الجيب من الانحراف عن الطريق
قالت والذعر في صوتها "اجدني غير قادره على السيطره على السياره"
- في هذه الحاله توقفي جانبا واطفئي المحرك ..سننتظر حتى تذهب موجة المطر
ردت بارتباك "سأحاول"

مجنونة قلبها 07-03-10 02:29 PM


ولكن عندما حاولت دار الجيب فيهما نصف دائره فعمدت الى تصحيح مسارها ولكنها اخطأت في توجيهها واصبحت فجأه خارج الطريق
صاحت "بلايك ..سنتهشم!"
قبل هنيهه من الاصطدام احست مارسي بذراعيه تضمانها وتخبئان وجهها ..واخذت تنتظر تحطم الزجاج
ولكنها لم تسمع الا صوت الاشواك التي حفت بالسياره
تمتم بلايك بصوت اجش ضاما جسمها اليه بشدة ليوقف ارتجافها
- نحن بخير مارسي ..ولكننا عالقان في غيضة من اشجار الصنوبر
سرت رجفه في جسدها وتعلقت به
- لم اخف قط كما خفت الان
- هس ..لقد انتهى الامر ..لاتفكري في ماجرى
ثم انحنى اليها يعانقها بشوق يصعب عدم التجاوب معه ..اشعلت الحادثه مشاعرهما ..ولم تستطع مارسي الحصول على
مايكفي منه فأن تكون بين ذراعيه لأمر تجاوز احلامها وذكرياتها
همست "احبك"ثم راحت تبادله عناقه بشغف مضاعف
فجأه سحب نفسا عميقا ثم ارتد الى الوراء مبعدا اياها عنه
- ارى انك استعدت وعيك من حادثتنا الصغيره ..سأخرج الان لأعرف الى اي مدى انغرزت السياره في الوحل
احتاجت مارسي الى دقائق لتستجمع شتات نفسها ..فانتقالها الفظ من الجنة الى الواقع صدمه فاقت صدمة الحادث ..ربما اراد فقط
تطمينها ولكن شغف عناقه البدائي اشعل نيران عواطفها وحولها الى حريق ملتهب ..
كان المطر مايزال منهمرا حين صعد بلايك الى الجيب خلع سترته الواقيه من المطر ورماها الى الخلف ثم مسح يديه
الموحلتين بمنديل ورقي قدمته له مارسي
- نحن عالقان حتى يتوقف المطر ..ماان تتمكنين من الرؤية حتى تقومي بإرجاع الجيب الى الوراء اما انا فسأدفعك من المقدمه
- وحتام سيبقى المطر ؟
- لن يطول تساقطه علينا ونحن في انتظار انقطاعه توفير الراحه اديري المحرك لأشغل جهاز التدفئه
لم يطل الوقت قبل ان يصبح داخل السياره دافئا ومريحا ..مد بلايك يده ماوراء مقعدها باحثا عن حقيبه فتحها واخرج منها وعاء قهوه حافظ للحرارة
- الاترغبين في قليل من القهوه ؟
صب بحذر بعض القهوه في الغطاء بدون ان يسكب منها شيئا الى الخارج ..كانت على وشك ان ترفض لكنها عدلت عن رأيها
وقبلت ..لتبعد عنها شعورها بقربه ..
قالت له "شكرا لك"ثم راحت ترتشف القهوة ببطء
فيما بعد شعرت بأن المطر توقف فقالت "بلايك"
- نعم
- هل ابدأ بالمحاوله ..لقد توقف المطر
- بعد دقيقه
- ولكن الوقت يمضي والظلام يوشك ان يسدل ستارته
قال بصوت جاف "الظلام دائم عندي فلا تجزعي"
سحبت نفسا عميقا ثم قالت "لا اشعر بالخوف عندما اكون معك"
- اذن عليك ان تخافي
وامال رأسه الى النافذه ليغط في نوم عميق
لم تدر مااذا كان عليها البكاء ام الضحك لقد اظهرت لها تجربه اليوم وجها اخر لزوجها ان كان حبها يعني مبيت الليل في حفرة
موحله في مرتفعات جبال كينيا فليكن هذا لن يتمكن من انكار وجودها الى الابد ..وسيأتي يوم يخفض فيه درعه وهي تريد عندئذ ان تكوت بالانتظار
..ادارت رأسها تنظر اليه ثم مالبثت ان اثقل جفناها شيئا فشيئا
لم تستيقظ الا على صوت بلايك الذي كان يهزها "مارسي"
عندما رفعت رأسها دهشت ذلك انها وجدت نفسها على كتفه ..
سألها "كم الساعه ؟"
فركت عينيها وجلست"الحاديه عشر الا ربعاً"
تمتم بما هو غير مفهوم"اعتذر لانني غفوت هكذا "
- لابأس
صاح بصوت حاد ملؤه الكره لنفسه
- بل هناك بأس ..كان علي ان اجثو امامك شاكرا لك تمهيدك طريقي امام المرأتين اليوم فهذا يتطلب شجاعه
مد يده ليأخذ سترته من الخلف
- استعدي لإرجاع السياره حين اقول لك اضغطي دواسة السرعه اصبح الوحل اصلب حالاً وقد نتمكن من اجتراح المعجزه المطلوبه
بعد عشرات المحاولات تمكن بلايك من تحريك الجيب الى طرف الطريق وقفز الى الداخل متحمساً
- فلنذهب الى البيت
البيت؟سواء اكانت هذه زلة لسان ام لا اطاعت مارسي اوامره بسعادة عارمه


* * *

csi 07-03-10 10:39 PM

الرواية بجد روعة:D
تسلم ايدك عليها و بليييييييييييييييز ما تخلينا ننتظر كتييير:o

مجنونة قلبها 08-03-10 06:28 PM


5- على حصان الشوق

مر الاسبوع الاول بسرعه فاستقرت فيه مارسي وانست الى رتابة معينه اما بلايك فلم يذهب بعد اتفاق ضمني الى مكاتب نيروبي ..
كان يتناول الفطور مع مارسي ويصغيان الى الاخبار عبر الراديو ..ثم يقضي سائر يومه مع مدير المزرعه ولايعود
الا وقت الغداء كانت مارسي تشغل نفسها ايضا بالغسيل وبتنظيف المنزل وبتحضر الطعام الطعام وكانت تعتز بأمسياتها مع بلايك
في المساء يأتي بلايك فيستحم ثم يغير ثيابه وبعد ذلك يجلس معها على الشرفه قبل ان يتناولا العشاء
منتديات ليلاس
وفي بعض الاحيان كانا يمضيان بقية الامسيه بهدوء وهما يصغيان الى الموسيقى الكلاسيكيه وفي بعض الليالي كان يدور بينهما
حديث فكري مثير غير شخصي فكانا يتحدثان عن كل شيء الا عن نفسيهما ومشاعرهما ومستقبلهما ..ولكنها تدرك انها بدايه جيده
فمن يراهما يظن للوهله الاولى انهما ينعمان بزواج هانئ ولكن ما من احد يستطيع ان يعرف ان علاقتهما تفتقر الى الحرارة والحب
منذ تلك الليله في الغابه بذل بلايك جهد ليبقى جسديا وعاطفيا على مسافه منها وعرفت مارسي انه متى بدا يرتاد المكتب ستتغير معه
حالهما المستقرة وعندئذ لن تجد بلايك الا مشغولاً
استيقظت مارسي صباح الاحد وهي تدرك انه يومه الاخير في المنزل فسرعان ماسيعود الى المكتب مره اخرى ..
كانت قد طلبت منه موافاتها الى الاسطبل للقيام بنزهه على ظهور الخيل ولكنه لم يجب الى طلبها وهذا ماخيب آمالها بقضاء يومهما معاً
ارتدت جينزاً وقميصاً قطنياً لانها قررت الخروج لامتطاء الخيل وحدها بعدما تناولت فطورا خفيفا انطلقت الى الاسطبل
لم تكن تعرف مااذا كان بلايك مستيقظاً او نائماً وحتى تعرف كان عليها المرور بالمكتبه لقد مضى وقت طويل منذ تخليها عن هذه العادة
..فهو سيقطع رأسها ان شك في انها تتأكد من سلامته
ازدادت الايام دفئا وجمالاً اذ صفا الجو واشرق وجدت "ديابلو"في اخر قمرة من الاسطبل ..وكان هناك جوادان للحراثه يأكلان التبن
الطازج تنسمت بسرور رائحة الجياد والجلد والتبن المألوفه لها واحست بوخزة حاده من الشوق الى جوادها "كينغ"لكنها تاقت ايضا
الى اعتلاء صهوة جواد بلايك
صهل الجواد عندما اقتربت منه وراح يشمها وتحدثت اليه بلطف
- حسنا ديابلو ..مضى زمن طويل ايها الجميل ..اتريد الخروج في نزهة؟لايظني بلايك قادرة على كبح جماحك ..ولكنني قادرة اليس كذلك؟
انتزعت لجام معلق على الجدار ثم ادخلت الرسن الى فمه ..ما ان انتهت من هذا حتى قادته الى الخارج فبدا لها اكثر دواعه
- ألم اقل ان عليك الا تعتلي صهوة ديابلو بمفردك مارسي !
التفتت اليه مذعوره فرأته واقفا قرب المدخل ويده على اطار الباب ..استوعبت عيناها مايرتديه بأناقه فقالت لنفسها انه رجل وسيم
- املت ان تكون هنا ..لقد جاء ديابلو إلي رأسا ..عرف صوتي فوراً..انت تعرف انه يموت شوقاً الى العدو في البراري ..ألن تشاركني بنزهه قصيره؟
- يبدو ان لاخيار لدي
اشتم ديابلو رائحة سيدة فتقدم نحوه يتحسس صدره ..راح بلايك يتكلم مع ديابلو بلهجه هادئه ثم امتطاء برشاقة فريده وبعد ذلك
مد لها يده اليسرى
- اصعدي مارسي
توقف الزمن لحظة وهي تعود بالذاكرة الى الماضي ..سرت رعشة في جسدها وهي تمسك يده الممدودة لتعتلي صهوة الجواد حيث
ستجلس امام بلايك ..
وثب ديابلو في مكانه فرحاً وكله شوق الى العدو الصباحي ..التفت ذراعا بلايك القويتان حول خصرها وتركت نفسها تستند الى الخلف
على صدره حيث تحس بخفقات قلبه التي تناغمت مع خفقات قلبها ومع مشاعر مختلفه كالاثاره والفرح والحنان والحب ولهذا الرجل الرائع
..اغمضت عينيها تحاول تصور مايشعر به المرء وهو اعمى ثم سألته "الى اين نذهب اولاً..؟"
- اتجهي نحو الشمس
وربت على عنق ديابلو ..وكأن الجواد احس انه يحمل حملا ثميناً فأخذ يسير فوق الممرات بخطى وئيده ..كانت المزرعه مستكينه في حضن
واد قريب من اشجار البرتقال ..مرت هي وبلايك امام بساتين جديده من الدراق والخوخ والاجاص متثاقله الاغصان
بالازهار التي تعطي اريجا يدير الرؤوس
بدا ان ديابلو قد شعر بالحريه بعدما خرجا من البساتين فازدادت بسرعته ..كان الجواد الاصيل يستجيب الى اخف لمسة من لمسات
بلايك اما مارسي فأمسكت بالزمام فقط وهي تريح رأسها على صدر زوجها
لقد ركبا هكذا مرات عديده من قبل ومع ذلك لم تشعر قط بمثل هذا الاحساس الرائع ..ولكن ماهي منطقه "وايت اوكس"في انجلترا
حتى تقارن بهذه البراري الشاسعه
شد بلايك بعد وقت طويل زمام ديابلو الذي استجاب لسيده فخفف سرعته لم يكن اي منهما قد شعر بالحاجه الى الكلام وكانت
تعرف انه استمتع بالنزهه من الطريقه التي استرخى فيها جسده وراءها انستها النزهه المنعشه ان زوجها اعمى وتساءلت
عما اذا كان يعاني من الاضطراب
سألته وهي تدير رأسها الى جانب واحد
- مارأيك لو انطلقنا نتابع الريح؟
مررت شفتيها عن غير عمد على فكه فأحست بقشعريره تجتاح جسده ولكنها لم تقصد ان تثيره ..فقد جربت غضبه بل جربت رفضه
اكثر من مره منذ غادر المستشفى وكان كلما اجفل من لمستها تحس بجرح كبير قالت ووجهها الى الامام تقاوم ليبقى صوتها ثابتاً "بلايك؟"
رد بصوت متكاسل سارع من جنون خفقات قلبها
- ان كنت ستسألين عما اذا كان ركوبي معك الان يختلف عن اخر مره ركبنا فيها الجواد ..فالرد لا لانني في ذاك الوقت
لم اكن أرى شيئا ايضا خاصة بوجود هذا الحرير الاسود الكثيف الذي يسد علي الرؤية ..ومسرور انا لانك لم تقصيه ولانك لم تغيري
نوع عطرك ..فما اروع ان اعرف ان شيئا مالم يتغير حتى الان
في صوته رنه خشنه لم تسمعها منه منذ زمن طويل جعلتها تحس بأنها تكاد تتخدر من الشوق
توقف ديابلو امام مرجة راح يقضم عشبها ..رفع بلايك وجهه الى السماء ثم سحب نفسا عميقا وقال
- استطيع القول اننا ابتعدنا كثيرا يستحسن بنا ان نعود فأنا اتوقع مخابرة هامه عند الظهر
تمردت مارسي "مازال الوقت مبكرا هل تعترض ان ترجلنا بضع دقائق ؟اريد ان اريح جسمي "
صمت لحظات ثم قال بصوت ملؤه الاهتمام والقلق
- هل انت مريضه ؟
شجعتها هذه الاشارة التي تدل بوضوح على انه مهتم بها لم ترد ان ينتهي هذا الصباح لانها تعرف انه حالما يصل الى مكتبه سيقفل
على نفسه
- لم اشعر قط بأنني افضل حالاً ..ولكنني لم اركب الخيل منذ فترة ..وهاهي عضلات ساقي تؤلمني
احست بأنفاسه تنحبس توترا ولكنه لم يقل شيئا ..فجأه ترجل ..نظرت الى زوجها من عن صهوة الجواد فرأته يرفع ذراعيه ليساعدها على الترجل
انزلت قدميها بقوة لا لزوم لها ربما السبب بريق عينيه البنيتين او حاجتها الى ان تكون بين ذراعيه ولكنها في اندفاعها هذا
وقعت على وجهها فوق بلايك وكان ان ادى ارتطامها الى قوعهما فوق العشب حيث صدر عن حنجرة بلايك آهه قصيره
صاحت مذعوره وهي جاثيه على ركبتيها
- بلايك !
مالت فوقه تمسك بوجهه تحتضنه بين يديها ..احتضنته الارض الطريه ولكن رأسه ارتطم بصخره ناتئه فأغمي عليه
- حبيبي ؟هل انت بخير؟...ارجوك ..ارجوك ..كن على مايرام ..
خنقتها العبرات والنحيب ثم راحت تمرر يديها بلطف ورقه على شعره البني فاكتشفت كدمة صغيره قرب صدغه الايمن ..مازال مغمض
العينين ولكنه مايزال يتنفس ولله الحمد
تأوهت ثم صاحت "انها غلطتي ..بلايك "
وغمرت وجهه بقبلاتها محاولة بذلك اراحته بالطريقه الوحيده التي تعرفها ..تفاقم رعبها عندما ادركت ان الاصابه الجديده
وقعت في الجانب نفسه الذي اصيب سابقا
- استيقظ بلايك .. ارجوك .. استيقظ ..
لقد اوصلته رغباتها الانانيه الى هذا اجتاح الألم كيانها وحارت ماذا تفعل فهما بعيدان عن المنزل
- مارسي ؟
ارتفعت يداه الى ذراعيها العاريتين واخذ يدلكهما بحركات بطيئه متعمده فرفعت رأسها عن عنقه المبلل بدموعها بدت لها عيناه نصف
مفتوحتين تحدقان اليها وهي تنظر اليه ..سألها "هل اصبت بأذى ؟اخبريني الحقيقه!"
لم تصدق انه قلق على سلامتها فابتلعت ريقها بصعوبه
- انا بخير بلايك ولكنك انت المصاب فعلى جانب رأسك كدمة وللاسف وقعت هذه الكدمة قرب الاصابه القديمه ..انها غلطتي ..
حاولت الترجل بسرعه كبيره
حجر لمعان الغضب تعابير وجهه
- اخبريني الحقيقه مارسي ..لم تكوني بخير منذ لحظات ..لا تدعي انك بخير !
- اقسم انني بخير بلايك ..اردت ان امنح ديابلو فرصه للراحه كما اردت ان احرك عضلاتي المتشنجه
بدا وكأنه مذعور من القلق
- ليتني استطيع رؤيتك لأتأكد من صحة قولك
لم تكن مستعده لما اقدم عليه بلهفه فقد راحت يداه تتحسان اطرافها وكأنما يريد ان يثبت لنفسه انها سالمه ..ثم اصبحت فجأه لمساته مختلفه
- ماذا ترتدين؟

مجنونة قلبها 08-03-10 06:29 PM


كان هذا الاحساس الجديد مختلفاً جدا فانسلت من بين شفتيها شهقة سرور ثم شعرت بأنه يحب تلمس بشرتها المخمليه
وقال هامساً
- اقسم انني لم اكن اريد ان يحدث هذا..
ولكنه جذبها اليه متأوها آهة كراهيه للذات
- مارسي ..
واطبق عليها يعانقها بلهفه وجوع
تلاشت الارض تحتهما بعد استسلام مارسي لشوقها المكبوت ..واصيبت بهذيان الشوق فقد اشعل عناقه احتياجات قلبها
كان يفعل بقلبها وروحها وعقلها مايريد ..كانت مخدره تخديرا عجزت معه عن سماع صهيل ديابلو القلق على بعد ياردات منهما
بدا الجواد الاصيل يشخر ويصهل بشراسه ..واخذت حوافره تضرب العشب الاخضر بحركات متوتره بدت الاصوات التي كان يصدرها
اشبه بأصوات انسان في تلك اللحظه دحرجها بلايك معه فوق العشب بقوة تفوق قوة البشر وبسرعه سحبت منها انفاسها
وضع يده على فمها "لاتتحركي ..لاتصدري صوتاً !"
تسمرا في مكانهما وكان رأس مارسي في صدره حيث تضهما ذراعاه ..ولانها عاشت بين الخيول معظم حياتها عرفت مارسي ان ديابلو
غارق في معركة مع شيء قاتل معاد تعلقت بقوة اكبر بالجسد المتوتر الذي يحميها من الخطر ..
اخيرا هدأت حركات ديابلو المحمومه ..ثم سمعت صوت صهيله الناعم وهذا يدل على ان الخطر الذي كان قد ولى
- ارفعي رأسك ببطء مارسي وانظري من فوق كتفي ..اظن ان ديابلو صارع افعى لقد سمعت فحيحها قبل ان يضربها ديابلو ..اخبريني ماذا ترين!
فعلت كما قال لها "انت على حق ,انها افعى"
واختنق صوتها
- صفيها لي
لعقت شفتيها الجافتين وشعرت بأسنانها تصطك
- لست متأكدة ..طولها ثلاثة اقدام رأسها كبير ..انها ميته ..كما اعتقد
- لونها ؟
- ليت متأكدة ..بني رمادي ..ربما ؟
- هذا ماتصورته لازمي مكانك
نهض بلايك بخفه واطلق صفيرا ..صهل ديابلو وتقدم الى سيده ..الذي راح يتحدث اليه بصوت منخفض يربت قوائمه ويمسح العرق
عن عنقه الضخمه
- اصعدي على ظهره فيما اقوم انا على تهدئته لقد عانى من عرب كبير
وقفت مارسي واعتلت صهوة ديابلو الذي ارتجف تحتها ونظرت مارسي الى الافعى الراقده دون حياة فوق العشب المهشم فارتجفت
وكأن تيارا كهربائيا سرى في جسدها وماهي الا لمحة بصر حتى كان بلايك جالسا قربها يوجه الجواد الى المزرعه هامسا في اذنها "فلننطق الان"
- سأخبر كورتني عن الافعى ..سيرسل الرجال للتخلص منها ..وللتفتيش عن سواها ..لم اشاهد افعى في هذه المنطقه منذ سنتين ..
اذ نادرا ماتظهر اعتبري ماحصل انذاراً وتجنبي الخروج بمفردك عديني بذلك ..افعى الكوبرا سامة وهي تلسع الانسان في عينيه ..
سمها يعمي في لحظات
احست مارسي انها على وشك الاغماء "لن اخرج بدونك"
- تفاهمنا اذن
- اجل
- الشكر لله لانك لم تذعري ..انت امرأه فريده من نوعها مارسي
كان صوته متهدجا من التوتر
- ولكنك لم تعطني الفرصه لأخاف ..لم اكن ادرك اين انا...اعني ..
وفتشت عن الكلمات وهي تتذكر ماجرى ..فلولا خوف ديابلو من الافعى لكانت ماتزال بين ذراعي بلايك
- لاتفسري شيئا انسي كل ماحدث هناك مارسي ..فلن يتكرر ماحدث مره اخرى
اودى بها قراره المتجهم الى جهنم التي شعرت بأنها ستبتلعها وهي حيه
راجعت ماجرى اثناء الاستحمام ان بلايك رغم عماه كان المسيطر منذ لحق بها الى الاسطبل ولكن الا يعرف ان عماه لم يسلبه رجولته
او قدرته على حمايتها ؟ بل على العكس ..لقد اصبحت حاسة سمعة ادق وارهف فمارسي لم تسمع ابدا فحيح الافعى اما هو فسمعه وهذا دليل
على ان بلايك قادر على ان يكون فعالا ..في عالمه المظلم الجديد
وجدت ان عليها المسارعه للعنايه بكدمته فتحت صندوق الاسعافات الاوليه فتناولت منه حبوبا مضادة للألم وكيسا للثلج ملأته فورا
ثم توجهت به الى المكتبه
- بلايك ؟معي دواء لرأسك ..هل لي ام ادخل ؟
- لااريد دواء مارسي
لم تنتظر اذنه بل دخلت الى الغرفه تقول "سأكون انا الحكم"
لم تكد تصدق انه الرجل الذي كان معها منذ نصف ساعه الرجل الذي احتضنها بين ذراعيه فوق العشب ..يالله كيف يقدر على الجلوس
هادئا بعدما جرى بينهما؟
- لااذكر انك طلبت منى الاذن لتبعدني عن الخطر تفرض بعض الاوضاع على المرء تصرفه وبما انني ارى هذه الكدمه بوضوح اجد
نفسي مضطره الى معالجتها ..استلقي بلايك وضع كيس الثلج على رأسك ..ثم تناول هذه الاقراص التي وصفها لك الطبيب هارمان ..
لم تنتظر حتى تسمع رده بل توجهت الى الحمام لتحضر له كوب ماء وعندما عادت وجدت انه عمل بنصيحتها فاستلقى على الاريكه ممسكاً
بكيس الثلج الذي وضعه على صدغه ..كان وجهه قناعاً من خطوط متوتره واحست بألم لانها مسؤوله عن ألمه
لامست يده بالكوب "هاك الماء ..خذ الاقراص ..يخف ألمك"
مد يده الى الدواء وابتلعه بدون جدال ثم وضع الكوب الفارغ على الطاوله بدون مساعدتها لاحظت شحوباً خفيفاً على بشرته السمراء
فازداد قلقها ..كانت الغرفه باردة ربما يجب ان تدثره بدثار قطني خفيف
تمتم وهي تقف هناك حائره
- انت تتعمدين البقاء مارسي ..فلننه الامر ..غطيني ثم ضعي لي الوسائد هيا العبي دورك حتى النهايه
ارتفعت يداها الى خصرها ..كان بلايك عاجزا وغاضبا كنمر دخلت في قائمته شوكة وضعت عليه الغطاء ويداها ترتجفان ..من قال
ان الكلمات لاتجرح لايعرف شيئا عما يتكلم! سحبت انفاسها بقوة وغادرت الغرفة وهي تكاد تصفق الباب وراءها ولكنها لم تشأ ان تعطيه هذا الرضى
توجهت الى المطبخ لتحضر مايقيم بأودهما وعندما جهزت الطعام عادت الى غرفته فوجدته يغط في النوم وكيس الثلج على الارض
انحنت تلتقطه عابسه لتعيده الى صدغه ..وفيما كانت تنحني شاهدت قطرات عرق على جبينه وعلى شفته العليا ..
فتحسست جبينه ..انه ساخن! وكان على لمستها ان توقظه ولكنه ظل يغط في النوم سارعت مذعورة الى الهاتف تتصل بالطبيب هارمان
الذي راحت تقص عليه ماحدث بالتفصيل
قال لها "لااظن ان الامر خطير سيدة سايمور ..كما لااظنه يعاني الا من صدمة بسيطه ان اية ضربه على الرأس قد ينتج عنها ورم
او حمى في بعض الاحيان او تقيؤ لقد احسنت صنيعا انما حتى تطمئني تحسسي حرارته وتنفسه في الفترة القادمه فإن نام كثيرا
ووجدت ان نومه غير طبيعي اتصلي بي ليلاً اونهاراً اريد رؤيته في المستشفى صباحا ..افهمت هذا؟"
- شكرا لك دكتور ..سأسعى جهدي ليكون عندك
لانها تعلم انها لن تستطيع التركيز على شيء وبلايك في حالته هذه اخذت سندويشاً الى غرفته واختارت قصه من بين كتبه وستكون
بهذا قادرة على القراءه وعلى مراقبة اي تغيير يطرأ عليه
استحوذ الكتاب على اهتمامها ولكنها لما سمعت بلايك يتحرك وضعته من يدها ..استيقظ بعد ثلاث ساعات ثم جلس..
تقدمت مارسي الى السرير تغمرها الراحه العارمة
- هل انت افضل حالاً؟

مجنونة قلبها 08-03-10 06:30 PM


تمتم وكأنه لم يستعد وعيه ثم سأل بلؤم "مارسي , ماذا تفعلين؟"
- ارتفعت حرارتك ولانك لم تستيقظ اتصلت بالطبيب و ..
صاح بصوت راعد يقاطعها "ماذا فعلت ؟"
- لاتغضب بلايك ..كان علي ان اتأكد من سلامتك ..يريد الطبيب رؤيتك في الصباح
لمعت عيناه غضبا "كيف تجرؤين على استلام المبادرة بنفسك؟"
- تجرأت لانك كنت بحاجه الى مساعدة ولانني كنت سبب سقطتك تلك
- سمحت لك باعتبار هذا المنزل منزلك ولكنني لم اسمح لك بالتدخل في حياتي مارسي .. هذه الغرفه خارج نطاق حدوك
انا من سيقرر الموعد مع الطبيب وذلك في الوقت الذي اريده هل هذا واضح ؟
خرج غاضبا من المكتبه متوجها الى الحمام ..فقالت
- هل اتصل به وألغي الموعد ام تتصل به انت؟انه ينتظر مكالمة من احدنا
صاح "دعي الامور على حالها مارسي ولا تتدخلي ..لقد فعلت مافيه كفايه حتى الان "
تراجعت بغضب الى المطبخ واعادت الغداء الى البراد ..ولانها بحاجه الى متنفس لغضبها لملمت الشراشف وبدات الغسيل ..لكن
هذا لم يفدها بشيء ..وحين وقه نظرها على الجيب في الخارج لم تتردد في الخروج لتقوده بعيدا ..لقد جعلها بلايك تستشيط غضبا
فكرت في قضاء الليل خارجا فلن يضيره ان يقلق عليها
لم تكن لديها فكره اين تذهب ..ولما قطعت مسافة الطريق ادركت انها وقعت في الفخ مره اخرى وتركت بلايك ينال منها ..توقفت في القريه
التاليه لتتسوق ثم توقفت على الطريق لتشتري الاناناس الطازج وبعد ذلك قفلت عائده الى المنزل وفي نيتها اعداد طبق سويسري يحبه بلايك
عندما وصلت الى المنزل راحت تنقل الاغراض الى دفعات وفيما كانت تنقل الاغراض في رحلتها الثالثه الى المطبخ سمعت صوت زوجها
الذي لم يكن فيه غضب وهذا غريب ولكن على مايبدو ان عزلته في العصر بعثت اليه الهدوء كان يجب ان تكون راضيه ولكن جزءا منها
امل ان يكون قد اشتاق لها اتجهت عيناها الى صدغه فلم تجد اثر للكدمة ..وكان قد ارتدى سروالاً قصيرا خمريا زاد من سمرته
- لم استطع مقاومة الاسواق المحليه اذ يستحيل دخول دكان او الخروج منه بدون شراء شيء
- هذا مايقوله معارفي من المتزوجين المساكين
ضحكت مارسي فشاركها ضحكتها وقالت "اعدك ان لااضعك في خانة المساكين ..امنحني عدة سنوات على الاقل"
امسكت نبته مزروعه في وعاء فخاري بيد وكيس شبكي مليء بالخضار باليد الاخرى
- سأحضر العشاء
- لكنه جاهز
حينما دخلت المطبخ شمت رائحة البطاطا والبصل المقلي اللذين وضع فوقهما اللحم المشوي ..وهذا دليل على تصميمه وارادته التي لاتلين
..عندما يتخلى عن غضبه تكون النتيجه خطوة حقيقه الى الامام
وضعت الاغراض على رف المغسله ..وقالت
- سأذهب لأغتسل ثم انضم اليك بعد دقائق
- سأكون بانتظارك مع ابريق من العصير البارد
- يبدو لي ذا رائعا ..سأسرع
- مارسي ...؟
اجفلتها لهجته المتسرعه "نعم"
- انا اعي ماتبذلينه من جهد منذ قدومك الى المزرعه في الواقع لم ارد ارهاقك بالعمل المنزلي ولكن كما سبق ان وعدتك سأعوضك عن هذا
- لاتقلق بلايك ..
كان العشاء صامتا ..ولم يكسر بلايك الصمت سوى لعرض المزيد من اللحم عليا ..فردت
- لااستطيع تناول لقمة اخرى ..لقد سكبت مرتين من كل شيء ..ستكون يوماً زوجا ممتازا بلايك
- انت كنت تحاولين القول اني رجل اعمى ذو فائده فلا تحاولي ..كورتني هو من قام بمعظم التحضيرات
وضعت فنجان قهوتها بحذر
- كنت اطريك على هذا العشاء الفاخر اللذيذ ولكنك لاتعرف الاطراء ولو تقدم منك ليصافحك
رد ساخرا "ربما انت على حق "
نهضت عن المائده
- سأوصلك الى عملك غدا ..أما الان فعلي تحضير غرفة لكارل هل تفضل نوعاً معيناً من الاثاث للغرفه الشماليه ؟
مسح فمه بالمنديل "سأكلم كورتني ليقوم بطلي الغرفه اما الاثاث فليكن من اختصاصك لدي حساب في محلات "كولدير"التي ستجدين فيها مايعجبك"
- عندما انتهي هل نلتقي لتناول الغداء ؟
هز رأسه
- لدي جدول مليء بالاعمال غدا عودي الى المزرعه وسأطلب من احد الرجال في المكتب ان يوصلني فقد أتأخر واعلمي انني
فتحت بأسمك حساباً في مصرف "لويد"فاسحبي منه ماتحتاجين من مال
رفعت حاجبا رقيق تسأل "الا تخاف ان افر بالمال كله؟"
املت استرداد لحظة المرح النادره التي كانت سائده منذ قليل لكن الغضب دخل الى عينيه "مااخافه فعلا هو العكس "
اشتدت يداها في قبضتين "مابالك بلايك؟اتجد انك عاجز عن التعامل مع هذا الزواج المهزله ؟ربما انت بحاجه الى الاتصال
بكارل لعقد اجتماع قمة اخر ..قل له انك تعبت من لعب دور العريس المفتون ..ربما .."
- كفى مارسي ..ماكان علي ان اتفوه بكلمه ..اكره فكرة توريطك في هذ الامر الكريه ..خاصه اننا لانعرف ماينتظرنا
سحبت نفسا عميقا"وهل يعرف احد؟"
- نحن نتكلم عن رجل او عن جماعه قد يرتكبون جريمة قتل ليحصلو على مايريدون ..
نهضت عن المائده وشرعت تنظفها
- سألتني المساعدة فوافقت ان شركتك برمتها تنظر اليك على انك قائد وبعد لقاء المرأتين عرفت طبيعه الخطر المحدق
مد بلايك قامته منتصباً "حسنا لاتفكري في الذهاب الى المكتب ..لااريد ان تظهري ابدا امام الموظفين
قومي بما لديك في نايروبي ثم عودي رأساً الى هنا ..يعرف كورتني الوضع وقد اعطيته تعلميات ليراقبك عندما اكون في المدينه ..
اما اذا اردت الاتصال بي فاستخدمي رقم هاتفي الخاص المدون في المكتبه"
اصغت مارسي اليه بقلبها وعقلها معاً لقد اصبح وجودها عقدة ولاتريد ان تضيف الى قلقه ماتستطيع تجنبه
قطب بلايك ومرر يده في شعره وقال بصوت ملح
- مارسي ..افضل ان تبقي بعيده عن نايروبي قدر المستطاع وقد اضطر الى ان تقليني الى المكتب احياناً ولكنني اريد
ان تعودي فورا الى المزرعه ..فأنت آآمن فيها من اي مكان اخر ..وقد اضطر الى غياب ليلة وسيترك كورتني كلبه "تشليو"
الدانمركي الضخم للحراسه ..لقد حرسا هذا المكان اثناء وجودي في المستشفى
طمأنته مارسي ووعدته بأن تكون حذره وكتومه ..اتفقا ان تقله في الاسبوع المقبل الى نايروبي بعدما اتفقا ذهب بلايك ليستلقي مره اخرى
وبدأت مارسي بغسل الصحون
ادركت وهي تمسح رف المغسله مدى حاجتها البائسه الى من تحادثه ولكن هل يمكنها الافضاء بهمومها لأي كان
ربما تتوقف في المستشفى بعد ايصال بلايك الى المكتب ..لقد ذكر الطبيب هارمان ممرضه تدعى السيده كورلي وقال لها انها معتاده على العمل مع
فاقدي البصر من المرضى ..ربما تستطيع هذه المره ان تقول لها مايساعدها على مساعدة بلايك والوصول اليه

* * *

مجنونة قلبها 08-03-10 06:32 PM


6- الجميله والوحش



قالت السيدة كورلي لمارسي تنصحها
- من السهل عليه ارتداء ملابسه وانتعال حذائه لكنك مضطره الى اختيار الطريق المناسبه لتوجيهه
لاشك انه سيتجاهلك او يصيح غاضبا ولكن عليك ان تمهليه بعض الوقت
سحبت مارسي نفسا عميقا
- وماذا عن العكاز؟فمازال يصطدم بالاشياء سيدة كورلي
- لاتأتي على ذكره لانه سيستخدمه في الوقت المناسب ..ربما بعدما يكسر ساقا ..
وضحكت على نكتتها ولكن لم مارسي لم تستطع تصور نكته اسوأ من هذه ..نظرت المرأه الانجليزيه المرحه الى مارسي
- وماذا عندك ايضا سيدة سايمور ؟
- لاادري من اين ابدأ
بدا القلق على وجه المرأه العجوز
- اذن عودي الى زيارتي ثانية تجدي النصيحه التي تريدين
- شكرا لك سيدة كورلي سأزورك طبعا ففي الايام القادمه سأوصل بنفسي بلايك الى العمل كل صباح ولن يعرف ان زرتك او لم ازرك
- سأتوقع قدومك ..اما نصيحتي الاخيرة لك فهي البقاء على حبه كحالك دائما فالحب خير دواء
وماذا تستطيع غير هذا ؟
ولكنها تركت الممرضات بمزاج رائق خفف حديثها مع السيدة كورلي من وطأة الحمل الثقيل
امضت اليوم في المزرعه تقلب الصور التي احضرتها من بريطانيا ..كان بينها صور لوالدة بلايك المتوفاة منذ سنوات عديدة ..
وصورا لأبيه في ايام شبابه يومها كان مهندسا في كينيا
سحبت صورا لوالديها ولأفضل لأصدقائها ..امضت ساعات تفرز الصور لتضع بعضها في اطار والاخرى في الالبوم ارادت
ان تحيط نفسها وبلايك بالذكريات وبلمسات شخصيه مازال يفتقر اليها منزلهما الجديد
في اليوم التالي تجولت في المنزل تدون افكارا لتغيير الديكور ..وجدت ان الابواب الزجاجيه الانيقه والسقوف العاليه في غرفة الجلوس
بحاجه الى ماهو تقليدي انها تملك في مخزن بريطانيا منضدة كتابة فرنسيه الصنع ومقاعد ذات ذراعين ورثتها من عائلة امها ..
سترسل في طلبها ..اضافة الى عدة لوحات معلقه في غرفة نومها في منزل ذويها ستكون هذه الاشياء محط الانظار ..ثم ستختار من الفن
الافريقي ماسيمتزج مع جمال مشروعها ..لكنها بحاجه الى رأي بلايك قبل البدء في ترتيب غرفة الطعام
يوم الاربعاء طلبت الاثاث
من محلات "كولدير"ووصل بعد يومين ..وضعت مارسي السريرين في الغرف المطليه حديثا ثم امضت
ماتبقى من يومها تفتش عما تضيفه لتجعل جوها دفئاً
لم تكن مارسي تشاهد زوجها الا وقت الفطور واثناء قيادة السياره الى نايروبي صباحا اما في المساء فكان يقل زوجها احد
الموظفين ولكنه كان يسارع حال وصوله الى التواري في مكتبته طالبا منها عدم ازعاج نفسها بطعامه لانه تناول مايكفيه
بدا لها اكثر تصميما على ابعاد نفسه عنها ..وهذا ماجعلها اكثر تصميما على ان تصبح بالنسبه له ضرورة لا غنى عنها رفضه المستمر
لما تقوم به من تودد كان يثبط عزيمتها ولكن السيدة كورلي قالت ان ذلك سيتغير مع مضي الوقت
منتديات ليلاس
تجشمت عناء تحضير عشاء خاص تلك الليله ..فربما تغري رائحة الخبز الطازج واللحم المطهو زوجها فيطيل البقاء وهو يتناول الوجبة
وبذلك تستطيع محادثته والتواصل معه
كان العشاء جاهزا منذ نصف ساعه شعرت بالقلق عليه لانه تأخر في العودة فالجو ينذر بعاصفة وشيكة وهي تكره ان يعود تحت
المطر الغزير حتى لو كان هناك من يقلة
اشعلت النار سعياً الى مايشغلها فكان ان غمر الدفء المطبخ وعندما رن جرس الهاتف وضعت السماعه على اذنها وقالت متوترة "نعم"
- مارسي ؟انت بخير؟
انعشها سماع صوته "اجل طبعا وماذا عنك؟"
- لقد صحبني احد رجالي الى المنجم بعد ظهر اليوم ..ومن سوء الحظ ان المطر يوحل الارض بحيث يستحيل على المرء المرور
بالسيارة واخشى ان نبقى عالقين معظم الليل
ابتلعت خيبتها "فهمت"
ساد صمت عميق
- لااقصد تركك بمفردك الليله
وبدا لها قلقا بالفعل "بالطبع لا"
- ان كنت قلقه اتصلي بكورتني
- انا بخير ..حقا ..ارجوك اعتن بنفسك وعد الى البيت سريعا
- مارسي ان لم نستطع العودة قبل الغد فلا تتوقعي عودتي قبل المساء لان طائرة كارل ستصل في السادسه مساء وسأقوم باصطحابه الى المزرعه
اشتدت قبضتها على السماعه وهي تشعر بالامتعاض ذلك انها كانت متمسكه بالبقاء وحدهما فهي لاتريد ان يشاركها احد بزوجها ولكنها سرعان ماوبخت
نفسها لان شعورها هذا يظهر مدى انانيتها ..فبلايك بأمس الحاجة الى كارل
- مارسي؟
ردت بسرعه"جهزت له غرفته وها انا اوشك على اعداد ضلع خروف للعشاء "
- كارل لايهتم كثيرا بالطعام فلا تتعبي نفسك يجب ان انهي المكالمه ..تصبحين على خير مارسي
ردت بصوت اجش "تصبح على خير"
واعادت السماعه الى مكانها ببطء بدا لها الغد على مسافة سنوات ضوئيه ..انها الان تفتقده فعلى الرغم من تباعدهما الجسدي تراه جزءا
متجذرا فيها ..وهي تخاف من امسيه واحده بعيدا عنه فما بالك بحياة كامله بدونه ؟
وقت المغيب عندما توقفت سيارة لاندروفر وعليها اسم مناجم سايمور امام المنزل هرعت مارسي الى الخارج وعيناها الجائعتان المشتاقتان
تحطان على زوجها بشغف ..بلايك مرتب وانيق دائما ولكن قميصه الكاكي اليوم يبدو اشعث وملطخاً وكأنه لم يعرف طعم النوم
فتحت عينيه ظلال قاتمه جعلتها حالته تتساءل عن العوائق التي اعترضته بالامس ..في الواقع كانت تشتعل فضولاً لماذا ذهب الى المنجم
فالعودة الى مسرح الكارثة تجربة قاتمه ..
مسحت راحتيها بجنبيها لتمنع نفسها من احتضانه بين ذراعيها
- مارسيلا ..اراك تزدادين جمالاً في كل مرة
تحول نظرها الى كارل الجالس وراء مقود اللاندروفر ترجل ليقبلها بحرارة على وجنتيها المتوردة
- بلايك ستيفان محظوظ ..اتعرفين هذا؟
ابتسمت له محاوله تجاهل الألم الذي اعتصر قلبها بسبب استدارة بلايك عن تعليق كارل ومباشرته بتحسس طريقة الى مؤخرة السيارة
قال كارل بصوت منخفض لم يسمعه سواها
- كان يشتكي من صداع حين قابلني
هزت رأسها وعيناها على بلايك وقالت هامسه
- يبدو متعبا ..انه محظوظ لانك ستمثله ياكارل ..وانا شاكرة لك مجيئك
كان شعر المحامي الشهير رماديا ومه انه ليس طويلاً كبلايك الا ان بنيته قويه وملامحه مهيبه مؤثره لم تكن عيناه الرماديتان الماكرتان
تفوتان اقل تفصيل وكان قد احتفل مؤخرا بعيد ميلاده الخمسين ومع ذلك يتحرك وكأنه اصغر من عمره بعشر سنوات
راقبت كارل بلايك وهو ينزل حقائب ضيفة من مؤخرة اللاندروفر شاقا طريقه الى الباب الامامي ..واحست بضغط على معصمها
- انه رجل رائع ..امهليه بعض الوقت وسيصبح مثال الزوج
رفع كارل ببضع كلمات ثقلا عن قلبها واكتسب محبتها لقد فهم بأن زواجهما غير طبيعي ويعرف كذلك الاسباب فتعلقت بيده
- انه بحاجة اليك كارل
هز الكهل رأسه "انه يحتاجني فعلاً"
وضع يده على خصرها ثم رافقها الى البيت وهو يقول
- لتعاونك الاهميه العليا في هذه المرحله من اللعبه فهل لي ان اعتمد عليك؟
- لوكان الامر بيدي لوهبت بلايك حياتي
تعاقد حاجباه الرماديان "فلنتضرع الله الا نحتاج الى ذلك هل اخبرك بالمخاطرة المحدقه به ؟"
- اجل
مط شفتيه "عظيم"
رافقته الى غرفة الجلوس فقعد على كرسي من الخيزران كانت قد نقلته من الشرفه في اليوم السابق وهناك عرضت عليه القهوه
لان بلايك قد اختفى فظنت انه قصد الحمام ليستحم وليحلق لحيته قدمت مارسي فنجان القهوة الى كارل ثم جلست قبالته
- عرفت اننا سنراك قريبا ولكنني لم اتصور ان يتم التلاقي في مثل هذه الظروف ..
ملس كارل شاربه "تعرفين مايقال عن الحياه تواجهك امور تخالف مخططاتك وتعرقلها "
ارتفعت بسمه حزينه الى ثغرها
- هذا صحيح ..ومؤلم عندما اتيت الى نيروبي لأكون مع بلايك لم اتصور ان يكون مجيئي سببا في جلب المتاعب عليه
- على العكس ياعزيزتي لانني ارى ان مجيئك سيخدم مصالحنا

مجنونة قلبها 08-03-10 06:33 PM

ارجعت خصله من شعرها عن وجهها "اتعني حقا ماتقول؟"
- الحب معجزة بحد ذاته ..يعرف بلايك في اعماقه بقوة حبك وهذا ماسيغير عالمه ..وماسيجعله اقوى مما يظن نفسه
اغرورقت عيناها بالدمع "اشكرك على ماقلته كارل"
- هل اقاطع حديثا خاصاً؟
استدرات مارسي من مقعده دهشه لانها لم تشعر بدخول بلايك الى الغرفه ..لقد استحم وغير ملابسه وهاهو يرتدي جينز وقميصا اسود ..
ليبدو جذابا ومع ذلك بعيدا عن متناولها مازال وجهه البرونزي يحمل ظلال التعب وهذا يشير الى انه مريض
- لقد ادخلت اثاث الشرفه الى هنا بلايك ..على بعد خطوات منك كرسي من الخيزران ..اتريد قهوة ؟
- لا ..شكرا
تبادلت النظرات مع كارل ثم قالت
- استريحا ريثما ألقي نظرة على الطعام الذي سنتناوله في المطبخ في الوقت الحاضر
قال كارل ممازحاً "بلايك يابني ..كنت اقول لها انني لو كنت اصغر بعشرين سنة لاختطفتها لنفسي "
لم يرد بلايك فيما نهضت مارسي بسرعه متجهه الى المطبخ ولم تستطع ان تتخلص من الاحساس ان هناك خطبا ما ..
هل تفاقم صداعه ؟تساءلت بخوف عما اذا كان لوقوعهما عن الجواد يوم الاحد علاقة بحالته
حالما جهز الطعام نادت الرجلين اللذين سارعا الى الجلوس حول المائده كان بلايك قد استوى جالسا الى كرسيه بدون صعوبه اما كارل فلحق
به وهو ينظر الى المائده بإعجاب
- جميله ..رائعه قد لاتستطيع ان ترى مايفوتك يابني ..لكنك تعرف ان لديك افضل امرأه في الكون
رأت مارسي ان مزاح كارل اصاب هدفه ..فقد جلس زوجها مسترخيا لكن يده كانت تمسك بإبريق الماء البارد بقوة ..حتى خشيت ان ينكسر في يده
تنهد كارل اثناء العشاء "انها افضل فطيرة لحم تذوقتها في حياتي يجب ان تعطي زوجتي الوصفه "
والتفت الى بلايك "ارى ان في منزلك منجم الذهب الوحيد الذي يستحق ان تعيش من اجله "
قاطعته مارسي عندما رأت تجهم قسمات وجه زوجها
- انت تجترح المعجزات لمعنويات المرأه ..كيف تتحمل زوجتك الفراق عنك فترة طويله ؟
ضحك "صدقي او لاتصدقي هي تشعر بسعادة عامرة عندما تتخلص مني لان الفراق يجعل جمع الشمل من جديد متعه"
- اذن يجب ان نحسدك
واختنق صوتها فنهضت عن المائده لتحضر القهوه ولكنها لاحظت وجه بلايك المتعب ..
التفتت الى كارل "اتفضل العودة الى غرفة الجلوس لأحتساء القهوة كارل؟"
ابتسم لها ويداه معقودتان على بطنه
- افضل البقاء حيث انا لأنني غير قادر على الحركه
جلست مره اخرى "سأعتبر قولك مديحاً"
- ماذا تعرفين عن حادثة المنجم مارسيلا ؟
نظرت الى زوجها ثم الى كارل "لااعرف الا ان رجلين قتلا فيه"
وضع كارل مرفقه على المائده
- بلايك ..آن لها ان تعرف كل الوقائع
رد بلايك بعد تردد "انت على حق ..لقد ارسلت لجنة التحقيق خبراء للكشف عن بقايا الانهيار ولكنهم لم يجدوا خشبة واحد تثبت
ادعائي بأن الدعائم الخشبيه كانت موجوده لدعم سقف المنجم ..حين نستخدم طريقة التفريغ يجب وضع دعامات في المكان"
- الا تثبت الخرائط انكم وضعتموها ؟
- ليست المشكله في الخرائط مارسي ..فمن واجب المهندس ان يتأكد من تنفيذ الخرائط بحذافيرها بالعودة الى رئيس العمال
وقد راجع رتشي شادويك كل شيء مع رئيس العمال دوغلاس عدة مرات ..ودوغلاس يصر ان الدعامات موجودة ومع ذلك
لم نجد خشبه واحدة في مسرح الحادثه
- يتعمد احدهم الكذب اذن او ..
- ربما قام احدهم بإزالة الاخشاب قبل الانهيار ..ان تحقيقاتي تثبت رأيي بدون ادنى شك
- اذن هي عملية قتل اجراميه
تدخل كارل "صحيح ومهما حدث او سيحدث تقع المسؤوليه على كاهل بلايك حتى يقع المجرم في قبضة العداله "
صاحت بصوت متألم "ولكن هذا ظلم"
مال كارل الى الامام ووضع يديه على الطاوله
- انت على حق ..وبعدما عرفت الحقائق الاساسيه سأطلب مساعدتك
- تعرف انني سأفعل مابوسعي لتبرئة اسم بلايك
- عظيم ..اريد ان تقيمي حفلة استقبال بمناسبة زواجكما ..يجب ان تبدو امام المدعوين جميعهم غارقين في الحب
كما يجب الا يشك احدهم انكما في وضع حياة او موت او في انكما تشكان في وجود مؤامرة دعي الامر يخرج عن طوره ولا تقلقي
بشأن النفقات التي سيتحمل اعباءها بلايك
ضحك وكأنه مستمتع بما قال ..ثم اكمل
- وفيما تستقبلان ضيوفكما وتتبادلان احلى الكلمات ادور انا بين الجموع الذين لن يعرفون سوى انني مدعو للحفله وستدهشان مما
سأتمكن من التقاطه حينما يغفل الناس عن الحذر فالحفلات الصاخبه طريقه غريبه في فك عقدة الألسن
نظرت مارسي الى زوجها ..وتصورت مايدور في رأسه
- متى نقيم هذه الحفله ؟
- في اسرع وقت ممكن ..يجب ان تشمل لائحة المدعوين جميع العاملين في الشركة ومن اجل المزيد من الامان
سندعو اصدقاء من خارجها
لم تر على وجه بلايك اي ارتياح وهو يقف
- لااحب تعريض مارسي بهذه الطريقه كارل
ادفا قلقه عليها قلبها فودت لو تلقي ذراعيها حول عنقه وترتمي في احضانه في هذه اللحظه
اجاب كارل "ولا انا احب تعريضها ولكنها فرصه رائعه اذ سينخدع من له يد في عملية التخريب بسهوله ..لن يتوقع احد منهم ان
يتصرف رجل مستقبله العملي على المحك كعريس شاب منفعل "
مرر بلايك يده في شعره
- لاادري ..
طمأنته مارسي
- لابأس علي فماذا سيحدث لي وانا في منزلك بلايك "مادمنا معاً في كل دقيقه من الوقت فلن اتعرض للمشاكل
رفع كارل نظرة شكرا لدعمها له
- مارسيلا على حق ..فليس احتفال كهذا الموقع المناسب لإثارة المشاكل خاصة بوجود شهود لا حصر لهم اضف الى هذا ان هذه
الحفله فخ يولد حالة ذهنيه خرقاء ..فلا اظننا نتعامل مع مجرم بارع التفكير ..بل مع شخص يحمل الغيره في نفسه او يسعى للانتقام
او للحصول على السلطه اريد ان اراقبه او اراقبهم وهم غير حذرين مما يحيط بهم فستسبب حفله كهذه بعد المأساة احباطا لاحدود له في
نفسية المتأمر وربما تجبره على فضح نفسه بطريقه ما ..وسأراقب ردات الفعل وسأصغي الى القصص المتضاربه
هوت يد بلايك الى جنبيه
- فليكن ..اظننا قادرين على اقامة حفلة يوم الثلاثاء او الاربعاء لقد قمت مراراً يامارسي باستخدام عاملين من مؤسسه تشرف
على تقديم الخدمات من طعام وشراب وهؤلاء العمال قادرون على انجاح حفله بهذا الحجم سأبدا بالاتصالات لنشر الخبر

مجنونة قلبها 08-03-10 06:34 PM

مرت الايام القليله التاليه بسرعه وماان انتشرت الداعوات حتى اغلق كارل وبلايك على نفسيهما ابواب المكتبه يراجعان ملفات العمال
وتاريخهم ويدققان في الوثائق وفي ملفات الموظفين السابقين كان بلايك وكارل يعملان حتى وقت متأخر من الليل اما مارسي فكانت
تشغل نفسها بالتحضر لحفلة الاستقبال
وصل العاملون من مؤسسة الخدمات في سيارات "فان"يوم الثلاثاء اي قبل الحفله بيوم وهم يحملون معهم طاولات ومقاعد وطعام وشراب
للاحتفال قامت مارسي بمراجعة قائمة الطعام مع رئيس الطهاة ..وقررت اقامة حفل شواء في العراء ومن بين ماوصل قالب حلوى كبير كان الهدف
منه اضافة اللمسة الاخيره على الحفل كله
ما ان حلت الساعه الرابعه من بعد ظهر اليوم التالي حتى تغيرت ملامح المنزل والارض المحيطه به ارتدت مارسي ملابسها بعناية فائقه
ولم تنته من التبرج الا قبل وصول اول المدعوين بلحظات ارادت ان يشعر بلايك بالفخر بها لقد اعترف لها منذ بداية تعارفهما انه يفضل
شعرها مسترسلاً وكان يدعوها بغجريته الساحرة لذا ارسلته هذه الليله حراً على كتفيها ثم ارتدت فستاناً اشترته للاحتفال العائلي الذي
كانا قد خططا لأقامته في لندن ..كان فستاناً يصل طوله الى حدود الركبة وهو من الحرير الخالص لونه ليلكي شاحب تحلت بالقرطين
الازرقين اللذين اهداها اياهما بلايك كهدية زواج لينسجما لوناً مع خاتم الزفاف
اخيرا وليس اخراً ثبتت باقة من "الغاردينيا"على كتف الفستان كانت الزهور هديه من كارل والبطاقه تقول
"حظا سعيدا ..فلتكسب افضل زوجة على الارض"
خرجت تفتش عن كارل لتشكره ولكنها تسمرت في مكانها لدى رؤية بلايك الخارج لتوه من الغرفه الاخرى ..تلك الغرفه التي تخيلتها
غرفة اطفال لقد انتقل اليها حالما انتهى العمال من اصلاحها
ارتدى بذلة بنية جديده وقميصاً ابيض ووضع ربطة عنق ملونه بدا وسيما في بذلته وساحراً في وقفته
استحوذت على مارسي رغبة قويه في عناقه فخرجت منها اهه حارة
ارتفع رأسه "مارسي"
- كيف عرفت ؟
- اميز عطرك ورائحة الغاردينيا نحن لانزرع منها هنا في المزرعه فهل افترض احدهم ارسلها لك ؟
بدا لها غير راض عن هذا ..فقالت "قدمها لي كارل "
- هذا حق محصور بالعريس على ماعتقد ولكن بما ان هذه العروس هي ضمن واجباته سارع لأنقاذ الموقف
- انني اضع هدية الزواج بلايك ..القرطين ..هما رائعان ولكن ان كانت باقة الغاردينيا تغضبك انتزعها
تطلع اليها ساخراً"لم اقل ان الزهور اغضبتني ..بل العكس اقتربي مني مارسي"
سرى في كيانها خوف مافهو يبدو خطيرا كما لم يكن يوماً
تقدمت اليه مرتجفه"مالامر؟"
ارتفعت يدان البرونزيان الى عنقها والتفتا عليه وقفت بلا حراك وهو يمرر اصابعه على عظام كتفيها
- رائحتك مذهله كحال العروس عادة ..اتشعرين بأنك عروس مارسي ؟
التوى فمه في خط قاسً ..بدا وكأنه ينوي معاقبتها معاقبة نفسه بطريقه ما
- فلنر مدى حبك المجنون لحبيبك الفاقد البصر لزوجك الذي لا يستطيع شق طريقه من كيس ورقي لزوجك العاجز عن الدفاع عنك
امام مجنون غير معروف ؟
- توقف عن هذا بلايك ..
زاد ضغط يديه على عنقها النحيل ثم اردف
- انها حقيقه مؤلمه اليس كذلك مارسي؟مع ذلك فعلينا اقناع الجميع بأننا لانستطيع الافتراق لحظة ..فاقنعيني بهذا ..سيدة سايمور
وحجب رأسه عنها وراح يعانقها بشراسه قضت قوته على اية مقاومة قد تقوم بها ولكنها لم تقاومة لانها تريده بشوق عارم هي ترحب
بعناقه حتى وان كان وليد المرارة سحقتها ذارعاه وعندما رسخ في ذهنه انها ترحب بوحشيته ابعدها عنه وانفاسه متهدجه
- يالك من ممثله بارعه ! هل نجد كارل لنقول له اننا مستعدان لإلقاء التحيه على ضيوفنا ؟
امسك يدها وشدها بقوة آلمتها وقال ساخرا مع ضحكه قاسيه "الجميله والوحش"
سار امامها يجرها خلفه وكأنها طفل مشاكس ولكن المعجزة انه بدا عارفا تماماً بوجهته وكانت مارسي تركض تقريبا
لتلحق بخطواته الواسعه وما ان هما بالخروج الى الفناء حتى حذرها
- لاتفارقيني لحظة طوال الامسية مارسي وان اثار احدهم ريبتك فأعلميني ..اني انتظر بفارغ الصبر انقضاء هذه الامسيه
ماان حلت الثامنه مساء حتى كانت مارسي قد قابلت اكثر من ثلاثمئة مدعو ..يؤلف موظفو شركة منجم سايمور مدينه مصغره ..
ومااذهلها ان بلايك رئيسهم جميعهم وانه اس س شركته الخاصه بماله الخاص وقادها الى النجاح كان جميع المدعوين ينظرون اليه نظرة
تقدير فشعرت بالفخر وهذا ماجعل الابتسامه تعلو ثغرها طوال الامسيه
تجمع الضيوف واقترح احدهم شرب نخب العروسين السعدين ..وهلل الجميع تحية لهما كان الاستقبال الحار حقيقا جدا ومؤثراً ولكنها احست
ان ضباباً خفيفا يغشي عيني بلايك من وقت لآخر ..وبعد خمود الضجه الاوليه وضع بلايك يده على كتفها فأنست بوجودها عليها
قال ممازحا بصوت مرتفع

مجنونة قلبها 08-03-10 06:36 PM

- اذن لن يشعر الجميع بالفضول بعد الان ..سأعلن بشكل رسمي اننا تجاوزنا العاصفه وان الاعمال ستستمر كالعادة
كان على وشك ان يتابع لكن التصفيق تعالى مع صيحات الاستحسان فاضطر للانتظار
- انتم الان تعلمون انني لم اهدر وقتي سدى في رحلتي الاخيره الى انجلترا ! وعندما كنت هناك دخلت في شراكة جديده
تسللت يده بطريقه حميمه الى خصر مارسي النحيل
- ارجو ان تتعرفوا جميعا الى زوجتي مارسي التي جعلتني اسعد رجل في العالم
مرر اصابعه في شعرها الاسود قبل ان تلثم شفتاه عنقها برقة
دفع عرض التملك هذا الايداي الى التصفيق بحرارة وارسل التورد الى جسمها كله وهو تورد لم يفت انظار الحاضرين وصاح الجميع
- خطاب ..خطاب !
- عندما عدت الى انجلترا في اجازة منذ بضعة سنوات اكتشفت ان عائلة جديده تسكن الاملاك المجاوره لأملاك ابي الذي دعاهم الى حفل كوكتيل
..كنت على استعداد لتحمل هذا فترة قصيره قبل ان ارحل ولكن ما ان دخلت مارسي الى غرفة الاستقبال حتى خطفت انفاسي
التي لم استطع التقاطها منذ تلك اللحظه
تعلقت مارسي به مذهوله بما يقول لان مااصابه اصابها ايضا بالقوة ذاتها فلم يعد لأحد سواه وجودا منذ تلك اللحظه التي وقعت فيها عيناها عليه
تعالت التعليقات المعتاده اللاذعه عن الازواج الجدد وحده تلو الاخرى ..وشد بلايك عليها مره اخرى وعانقها ولكن تودده اليها
بعدما جرى بينهما امام غرفته صدمها
كان بلايك قد حذر الجميع من التحدث عن الاعمال ورغم ذلك سرعان ماحوصر بأسئلة عن السياسه والمعطيات التقنيه ومشاكل خاصة
لايمكن لسواه الرد عليها ..لقد عاد الرئيس رئيساً ..وبدا الجميع مطمئناً ولم يؤثر عماه في سلطته وخبراته وان كان لدى بلايك شك ما
فقد تخلص منه الى الابد وليس عليه الا ان يخطو الى اي مكان ليصبح بشكل آلي القائد المسؤول ..
فيما كانت تراقبه مارسي وهو يتحدث عن الاعمال حتى مع استمرار الحفله اقتنعت اكثر فأكثر بأن حفل الاستقبال بدا يشفى بعض جراح زوجها ..
كان القائد الذي استوى من جديد الى دفة القيادة يناقش المشاريع الجديده بطريقه لايشعر معها بأن سيف الغدر معلق فوق رأسه
ستذكر وان لم يجعلها زوجة حقيقه هذه الساعات بفرح شديد
تضاءل عدد الجموع في الحاديه عشر ولكن مارسي لم تر اثراً لكارل ..كان يجلس على الشرفة قرب مقصف الشراب
مستعدا للوثوب عند اول اشارة تمر به
همست "بلايك يشير إلي رئيس السقاة ان احضر المزيد من الشراب ..ابق حيث انت سأعود فوراً"
همس في شعرها الحريري "دقيقتان فقط "
ارسلت كلماته قشعريرة لذيذه في كيانها فكان ان ابتعدت على مضض عن ذراعيه اللتين كانتا حول كتفيها واتجهت الى الشرفة الخلفيه
تاركه اياه مع احد المهندسين الشبان واخرجت الشراب من الصندوق وحثت الخطى الى غرفة الطعام لتضعها في الثلج
نادها من وراءها صوت غير مألوف "سيدة سايمور"
التفتت بسرعه فأردف "الا تذكرينني؟"
نظرت الى رجل الاحمر الاسمر كزوجها ..
- ألست ريتشي شادويك؟
ابتسم لها "تذكرينني اذن في المره الاخيره التي التقيا بها لم تستطيعي انتزاع عينيك عن زوجك ايضا"
سألت مبتسمه "هل ملامحي شفافة الى هذا الحد؟"
- هذا مااخشاه اذكر اننا تعارفنا في المسبح ولكنك كنت تراقبين بلايك وهو يلعب البولو فعلمت ان تفكيرك بعيد عني
- كان تفكيري على الارجح كما تصف ولكنني استمتعت بالحديث مع زوجتك لوسي .. اين هي ؟
ملأ الحزن عينيه
- انها في "بيرث"في استراليا مع عائلتها فنحن منفصلان
- لم اكن اعرف هذا
نظر اليها وكأنه يزن كلماتها
- ولماذا تعرفين ؟ان هذه الليله هي ليلتك فهل تراقصينني ام تظنين ان زوجك سيعارض ؟
لن يعارض بلايك القديم اما الجديد فلا تعرف مافي نفسه ..شعرت بأن ريتشي شادويك يتصرف معها بحذر شديد ..فلماذا ؟اليس هو بلايك
صديقين حميمين منذ زمن طويل ؟
قال بفظاظه "انسي اني سألتك"
- ارجو منك الا تظن انني فظه ..ولكنني وعدت بلايك بالا اطيل غيابي ..لماذا لانرقص اثناء توجهنا اليه ؟
اخفى دهشته جيدا وقادها الى منتصف الغرفه حيث الحشد الراقص وقال بلهجه كئيبه
- انت اجمل مما مضى ..يحتفظ بلايك بإحدى صورك في مكتبه ..انها لمأسة ان يعجز عن رؤيتك
لو بدر هذا التعليق عن شخص اخر لغضبت مارسي
قالت بلطف "ليس ماحدث نهاية العالم فأنا وبلايك نتشارك ما هو اعمق بكثير من الامور الحسيه"
- ان كنت لاتعترض شادويك ..سأمارس وزوجتي شيئا حسياً حالاً اليس كذلك حبيبتي ؟
كادت مارسي تشهق بسبب الغضب المكبوت في صوت بلايك فتساءلت للمرة الثانيه عن سبب التوتر القائم بين الرجلين ..وعما اذا
كان لها علاقه بذلك ؟

* * *

رز باللبن 10-03-10 05:49 AM

to7faaaaaaaaaaaa gedan

thnx w bentezar el takmela

:)

مجنونة قلبها 11-03-10 12:51 PM

7- الخروج من الجنة

اخفض ريتشي رأسه يحييها بصمت اما بلايك فأبعد مارسي بسهوله عن ناظري الرجل ..تعلقت مارسي ببلايك وهما
يرقصان بتناغم مع الموسيقى
- اكان ريتشي يتقرب اليك ؟
توقفت عن الرقص ترفع نظرها اليه بدهشه "لا ..اي شيء الا هذا"
عبس "يخرج عادة عن طورة امام النساء ..فلو ظن انه قادر على النجاة بفعلته لتودد اليك بدون شك"
رفرفت عينيها "اظنك تشتبه بينه وبين شخص اخر لانني لم ارد يتصرف بطريقه مخالفة للادب"
لمس خصرها بأصابعه ربما بدون وعي :
- هذا امر غريب انه يقبل بأية امرأه حتى وان كانت متزوجه كفال يونغ عليك الا تثقي به
- لاافهم ,كان صديقا حميماً لك وقد زارك وزوجته لوسي في اتجلترا هل وقع بينكما خلاف؟
- اسألي لوسي ,فهي التي هجرته
- بلايك ليست عادتك التحدث بهذه الطريقه انهما زوجان رائعان
- اعرف انها احبتك ولذلك طلبت منك مرافقتها الى السوق في لندن وكانت غايتي ابعادك عن ريتشي وعن فتنته التي لاتقاوم
- ماذا؟
لم تستطع تصديق ماتسمع ..فأكمل
- لقد اولاك اهتماماً غير عادي في تلك الليله
- انت تبالغ ..لو ازعجني لتذكرت ..انا قادرة على معرفة العابث حين اراه !
اشتدت قسوة فمه "انا اتفهم ردة فعله امام جمال كجمالك "
- بلايك ..عم تتحدث ؟
- ثقي بكلامي فقط ..اراد ريتشي اصطيادك تلك الليله ..لقد كنت كحالك دوما امرأه مغريه ..ولكنك لم تكوني بمتناول يده
واعتقد ان عدم تجاوبك معه اصاب كبرياءه بضربة صاعقه
لم تظن مارسي ان بلايك يحمل في نفسه هذه الغيره ..
- لماذا تركته موظفا عندك مادام هذا شعورك نحوه ؟
تابع رقصة "سؤال جيد ..لانه كان افضل اصدقائي لمدة ولانه مهندس لامع بحيث يستطيع ان يكون رئيسا لشركة خاصه به
فكرت في احدى المرات بالتشارك معه لكن عبثه مع النساء شاع كثيرا وعندما تركته لوسي رغب في فرصه اخرى ..
فاضطررت الى وضعه تحت الاختبار لعدة اشهر ..مع ذلك .."
ابتعدت مارسي عنه مايكفي لتتطلع اليه "مع ذلك ,ماذا؟"
اسود وجهه وتفصد العرق من جبينه ومن شفته العليا ..فاضافت
- بلايك ؟مالامر؟
مال بثقله عليها وهمس
- لااريد ان يلاحظ احد شيئا مارسي ..تابعي الرقص باتجاه الباب ..انه الصداع ..هذا كل شيء
سألت بلهفه "هل يشبه ذاك الصداع الذي شعرت به عندما جئت مع كارل الى البيت؟"
ساعدته الى حد كبير وهي تتوجه معه نحو غرفة النوم ..لم يلاحظ اي من المدعوين دخولهما الى غرفة النوم
- استلقي ..سأستدعي الطبيب هارمان
تمدد على السرير مغطياً عينيه بذراعه
- بالله عليك لماذا اصاب بالصداع احياناً ؟
- لابل انت تصاب به منذ تلك السقطة كان من المفترض بك زيارة الطبيب في الاسبوع الماضي ..لقد قلقت عليك
منذ ذلك الوقت
- فلنوضح شيئا ..انا من يقرر متى احتاج الى رؤية طبيب ..عودي الى الحفله ولازمي كارل ..واشرحي له حالتي ..ولكن ان سألك
شخص اخر فقولي انني ساتغيب بضع دقائق واياك ان تذكري الصداع
- سأتعاون ان تعاونت انت معي
دخلت الى الحمام لتحضر له الدواء الذي وصفه الطبيب عند الضروره
- خذ ..
انتظرت حتى ابتلعه ..وبدا لها مريضا فعلا
- ارجوك لاتنهض ثانية بلايك ..لقد بدا الناس بالرحيل
رد بتوتر"سنرى "
- اعدك ان ارجع بسرعه
اوقفتها جماعة من الرجال في طريقها الى الشرفة ليشكروها على الحفله وقد اراد بعضهم توديع بلايك ولكنها قالت
- سيحضر بعد دقائق ..
تقدم كارل
- قولي له انني سأراه قريبا ..انا ذاهب الى منزل غرانت ..لقد دعا مجموعة منا لأكمال السهرة عنده
رد غرانت يونغ
- هذا صحيح لقد وعدت فال بألا أتأخر انها تحس بالتعب في الايام الاخيره
هزت مارسي رأسها "قم يزيارتنا قريبا غرانت واجلب معك فال ..انا اسفه لانها متوعكه
ربما نتناول العشاء معاً في ليلة مافي الاسبوع المقبل "
- ستحب هذا ..قولي لبلايك انني سأتكلم معه في الصباح ..الامر مهم ..
تمتم كلماته بحيث لم يسمعها سواها كانت عيناه مسلطتين على ريتشي شادويك الواقف على بعد ياردات منها اولاً بلايك
والان غرانت ..ترى لماذا مايزال ريتشي في الشركة مادام الحال سيئا؟
- سأخبره بهذا .. تصبحو ن على خير
تعالت عدة اياد تودعها ثم تورات المجموعه خلال الفتره التاليه اختلطت مارسي مع بقية الضيوف وعندما كان يسألها
احدهم عن بلايك كانت تخبره بأنه في مكان ما ..وبدا لها ان ريتشي قد رحل
شعرت مارسي بعد مغادرة الضيوف بالارهاق لان الامسية ارهقتها جسديا وعاطفيا بعد منتصف الليل كان موظفو مؤسسة الخدمات قد غادروا المنزل
بعدما رتبوا كل شيء فشعرت بالراحه
خلعت حذاءها العالي الكعبين وسارت على رؤوس اصابعها الى غرفة بلايك حيث وجدت النور مضاء ..رأت زوجها قد خلع سترته وغط في النوم
وذراعه فوق عينيه اصغت بحذر لكنه تنفسه بدا لها طبيعا ..
استيقظت مارسي باكرا في الصباح التالي فأسرعت الى غرفة بلايك التي وجدت سريرها مرتبا ..لاشك في ان من رتبة هو كورتني ..
ماآلم مارسي ان بلايك يلجأ الى مدير مزرعته لا اليها لمساعدته ولكن كورتني يدخل ويخرج بهدوء حتى كادت لاتحس بوجوده
منتديات ليلاس
شعرت بخيبة الامل لانها لم تتحدث الى بلايك وتوجهت حافية القدمين الى المطبخ لشرب كوب عصير وفي المطبخ وجدت رساله صغيره ..
لقد صحبه كورتني الى نايروبي وان احتاجت اليه فلتتصل بالشقة
ثم شكرها في رسالته على الحفله الرائعه واكد لها انه سيرد لها معروفها في يوم ما كانت المذكره بخط يده الواضح ولكنها كانت
مبعثره على الورقه ككتابة الاطفال
اعادت مارسي قراءتها قبل ان ترميها في سلة المهملات ..ثم شرعت تنظف المنزل علها بذلك ترهق جسمها فتخفف من آلمها ..
خلال النهار اتصلت بعائلتها وبعائلة بلايك متجنبه ذكر مشاكل الشركة ..
عاد بلايك مع كارل في الثامنه مساء اعملتها نظرة واحده الى زوجها بأن هناك خطباً ما فقد قال حالما تحسس طريقة الى الردهة الداخليه
- تناولا العشاء بدوني
انخلع قلبها لانه لم يجبها ..
- تبدو متعباً كالاموات بلايك ..اعرف ان اصداعك يزداد سوءا
توقف امام باب غرفة الجلوس
- لقد عاودني في الطريق الى المنزل سأتناول بعض الاقراص ولن يلبث ان يزول الألم وعندها انضم اليكما
صدمها توتر صوته اذ كانت كل جمله يتفوه بها تتطلب جهدا اضافياً ..
نظر كارل الى مارسي نظرة مشبعة بالكلام
- كنا في الشقة معظم النهار وقد تعرض لنوبتين صداع
اهتز صوتها "صداعه رهيب ..واخشى ان ينهار يوماً "
- ماذا قال الطبيب حينما خرج بلايك من المستشفى ؟
مررت يدها النحيله في شعرها "قال انه من الطبيعي ان يتعرض لبعض الالم ولكنني لاارى في هذه النوبات ماهو طبيعي من الافضل ان
اخبرك بما حدث منذ بضعة اسابيع لقد وقع فيما كنا نقوم بنزهة على ظهر الجواد ورفض رؤية الطبيب ..ربما تستطيع التحدث اليه
حتى يغير رأية بشأن زيارة الطبيب فهو لا يصغي إلي"
وابتسم لها تعاطفا ثم وقف
- ربما نتناول عشاء خفيفا ثم نخلد الى النوم لانني لم اذق ليلة امس النوم قبل الثالثه صباحاً غداً يوم راحه وسأخبرك بكل ما اكتشفته حتى الان
احست بالراحه لان كارل يرغب في انهاء الامسيه بسرعه فهي غير قادرة على التركيز على اي شيء خاصه وهي تعرف ان بلايك يعاني من الالم
ليس هذا فقط بل ثمة امر اخر يزعجها ..امر ضبابي طاف في اعماق تفكيرها ولا تستطيع ان تضع اصبعها عليه ..لكنه موجود امر ما لاحظته
ليلة امس ..عادت باندفاع الى غرفة بلايك فلم تسمع الا انفاسه المنتظمه الرتيبه
لاتدري لماذا اضاءت النور في الغرفه لم تتوقف لتحلل السبب ولكنها عندما اضاءت تكررت ردة فعل ليلة امس فقد رفع ذراعه ليغطي
وجهه وكأنه يحمي عينيه من النور!
اقشعر جيمها كله وعندما اطفأت النور عادت ذراعه ثانية الى جنبه غطت فمها بيدها لتخنق شهقة ثم اسرعت الى غرفة كارل
وقرعت الباب فأجابها بسرعه ولكنها رفعت اصبعها الى شفتها هامسة
- تعال معي .. منك رؤية شيء ما ..سأشرح فيما بعد ..ثق بي فقط ولاتصدر صوتاً
لحق بها الى الغرفة الاخرى فوجداه مستلقياً على ظهره نظر كارل اليه ثم الى مارسي متسائلاً
- راقب ماسيحدث حين اضيء المصباح ..
واضاءته ..في هذه المره تأخر ثلاث ثوان قبل ان تتحرك ذراعه الى عينيه ..الدليل بالنسبه لمارسي واضح نظرت الى كارل
- يتكرر هذا كلما اضاءت النور ..والان ..لاحظ !
اطفأت النور وماهي الا لحظات حتى هوت ذارع بلايك الى جنبه
بدا كارل مصدوما فمد يده الى زر المصباح وادراه فتأوه بلايك ثم انقلب على وجهه ودفن رأسه في الوسادة عندها امسك كارل بذراع مارسي ..
واسرع يطفئ النور فخرجت تنهيدة خفيفه من بلايك ...

goo_goo 11-03-10 06:33 PM

thanks sooooooo much
raw3aaaaaaaa

رز باللبن 12-03-10 05:10 AM

thanx kteeeeeeeeeeeeer
bel entezar
:)

al7eeloh 14-03-10 09:25 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مجنونة قلبها 21-03-10 01:37 PM

قاد كارل مارسي الى خارج الغرفه ثم الردهه والمكتبه "عليك الاتصال بطبيبه فوراً"
- سأفعل
اخذت تفتش عن رقم المستشفى في دفتر العناوين الجلدي الصغير وقال كارل بصوت متهدج
- لولا مشاهدتي ردة فعله بأم عيني لما صدقتك
وارتجفت يد مارسي وهي تطلب رقم هاتف منزل الطبيب الذي رد عليها عند الرنه الثالثه
- هنا الطبيب هارمان
- دكتور ؟ انا مارسي سايمور ..لقد حدث مااريد ان تعرفه ..
ثم شرعت تسرد عليه كل شيء بكلمات مرتجفة ..وكان كارل يجلس على حافة الطاوله يصغي اليها
- اريد رؤيته في الصباح الباكر في العيادة ..وهذا امر في غاية الاهميه ولكن لااريد منك ان تبلغيه باكتشافك قد يعني
هذا شيئا وقد لايعنيه ابدا ..هل ازعجه الصداع ؟
- اجل يبدو ان الالم يزداد سوءاً لااستطيع المضي في التظاهر بان الامر غير خطير
- اوافقك الرأي افعلي ماشئت ولكن على زوجك ان يكون عندي صباح الغد
- اعدك بأن اقنعه
اعادت السماعه الى مكانها ثم نظرت الى كارل مبتسمه ولكن البسمه غابت عن وجهها حالما رأت بلايك واقفا في الباب
- لمن قطعت هذا الوعد مارسي ؟
جف اللون من وجهها ووقف كارل يمسك يدها وساد صمت رهيب في الغرفه
- للطبيب هارمان
- حقا ؟
- انت تعاني من الصداع منذ وقوعك قلقت عليك لانك لم ترغب في العشاء الليله فاتصلت به ..اريد ان اعرف ان كان صداعك
امرا طبيعيا وقد قال انه امر طبيعي ولكنه يريد ان يراك في عيادته صباحا رافضا منك اقل اعتراض
سارع كارل لانقاذ الموقف بصوته الرهيب
- لقد دفعتها للاتصال به بلايك ..لن استطيع القيام بتحقيقات ملائمه ان كنت دائم القلق على حالتك الصحيه
تعرف انهم سيطلون افادتك في جلسة التحقيق ولانني اظن ان اسئلتهم سترهقك اريد ان اتأكد من صحتك الجسديه والعقليه
ضغطت مارسي يده شاكرة ..وقالت
- ليس ارتجاج الدماغ بأمر يبعث على السخريه يابلايك لقد كان الطبيب غاضبا لانك لم تحضر في الموعد الذي
حدده لك سابقا معي ويلومني على رفضك لذا ارفض تحمل اللوم مره ثانيه
تقدم بلايك الى الغرفه ويداه في جيبه
- عانيت من بضع صداعات لكن ليس في الامر ماهو خطير
كان تصرفه عدائيا ..فرد عليه كارل بهدوء
- ربما ليس فيه ماهو خطير ولكنني انظر الى صحتك بجديه خاصة وانت موشك على مواجهة التحقيق
فرك عنقه "اوضحت وجهة نظرك جيدا حسنا سأتصل بالطبيب لموعد "
ربت كارل على كتف مارسي بمحبه
- هذا مايدعو الى الراحه اتمنى لكما ليلة سعيده ..في نهاية هذا الاسبوع اريد اخبار مارسيلا بكل المعلومات التي
توصلت اليها في الحفله ..احس اننا نحن الثلاثه قادرون على الخروج بشيء مالحل القضيه في وقت قصير
رد بلايك "هذه اخبار جيده ياكارل ولكن هل يمكن تأجيل حتى وقت بعيد قليلا ..فانا لااخشى ان اقول ان عقلي يتعطل بعد
ساعات من التفكير "
نظرت مارسي اليه بريبه لان ماقاله كذب واضح فله عقل من فولاذ لاينفك يعمل ليلا ونهاراً
بعد رحيل كارل بدا لها بلايك اكبر من الحياه بوقفته تلك كان جسده متشنجاً وكأنه يضبط اعصابه بصعوبه لم تصدق
انه لايريد الكلام عن جلسة التحقيقات مع كارل ..وواقع انه يريد البقاء معها وحدها ليس دليلا طيباً ..فقد بدا
انه يحاوله خداعها ..فلماذا ؟
بدا يقول بهدوء"انا اعمى ..ولكنني اعرف عندما يكون هناك ماهو غير صحيح ..ماذا يجري مارسي ؟اريد ردا
حتى لو ابقيتك هنا طوال الليل "
- لاادري عما تتحدث لقد اخبرتك انا وكارل بكل شيء ..كنا قلقين عليك فاتصلنا بالطبيب ..
هز راسه مبتسما بتجهم
- لا ..انت قادرة على خداع الجميع انما ليس انا ..اتذكرين هذا ؟اعرف كل مزاج وكل وجه من اوجه شخصيتك انت تخبئين شيئا عني
ارتدت عنه فاصطدمت بسلة المهملات
- لاتكن سخيفا ..
قال بصوت منخفض
- انت خائفه ..وقد شعرت بكارل يغطي خوفك بكلماته
صدمها اتهامه المجنون بأنها وكارل يخفيان عنه شيئا فصمتت
تقدم اليها خطوة مهددا "ألست على حق ؟يحق لي ان اعرف لماذا اتصلت بالطبيب ؟سمعتك تقولين له ان الالم يزداد سوءا ..ألم من ؟..ألمك؟"
- ألمي ؟
- هل تأذيت يوم وقعنا ؟وهل تحاولين الان الادعاء ؟لا لن تنجحي اين موقع اصابتك ؟اخبريني !
كان يطلق السؤال تلو السؤال وعندما علمت ان انفعاله هو لخوفه عليها تلاشى قلقها ..وتنفست الصعداء
- انا بخير بلايك
- لااصدقك
- اذن علي ان اقنعك
اجتازت المسافة الفاصلة بينهما ووضعت ذراعيها حول عنقه ..وقالت هامسه تذوب عليه
- تحسس بنفسك
احست به يرتجف ولكنه تماسك
اردفت "لم احس قط بأنني افضل حالا"
راحت تتمر يديها على ذراعيه وصدره العريض ..وبدافع من حاجة لم تعد قادرة على كبحها رفعت نفسها على اطراف اصابعها تعانقه
فقلقه الذي اظهره لها برهان اكيد على مدى اهتمامه بها
تأوه بصوت منخفض ثم تحركت يداه بلهفه وحب وامتلاك على كتفيها فأظهرت شوقا اليها ثم مالبث ان سحقها بين ذراعيه في عناق عاصف
همست له "هل تأكدت من انني بخير؟"
رد بصوت متحشرج
- تعالي إلي حبيبتي ..اريدك لي طوال الليل

مجنونة قلبها 21-03-10 01:38 PM


كانت يداه تمسدان شعرها الاسود الطويل ..فخرجت انفاسها في شهقات قصيره
- لقد احتجت الى الشعور بك على مقربه مني منذ وقت طويل ..منذ سنوات ..
وارتجف صوته بانفعال فصاحت بصوت منخفض
- بلايك ..احبني ..احبني ..
وغطت وجهه بيديها تقبل عينيه ثم تدفن رأسها في شعره تمتم
- لااظن انك بحاجه ان تطلبي ذلك ..بشرتك كالحرير ..هاانا اشعر بخفقات قلبك واحس بأنفاسك تتهدج من يدي ..مااكثر عدد الليالي
التي تخيلتك فيها هكذا بين ذراعي ..تطلبين حبي ! احتاج اليك حتى لايبقى فيك جزء غير مملوك لي
اشعل عناقه موجات من الحب والشوق في كيان مارسي وشعرت بالنعيم بين ذراعيه فذابت حبا وشوقا اليه ..ومضى الليل رائعا ساحرا
كانت فيه دموع الفرح خير دليل على سعادتها
في وقت ما ..قبل الفجر بقليل سمعته يتمتم باسمها ..وقد حرك الشوق في صوته قلبها مجدداً فتصاعدت انفاسها بإثاره وسعت
اليه فضمها اليه بحماسه شرسة كانت تتوق اليها ثم مالبث ان استكانت بين يديه لتعود الى النوم الغني بأحلام عن الرجل الذي تحبه
- بلايك ؟
عندما لم تتلق رداً مدت يدها الى زوجها بحثاً عنه ..لكن يدها احست ببرودة الفراش فاستيقظت فجأه ..لقد ذهب
نظرت الى الساعه قرب السرير ..يكاد ينتصف النهار بدا لها مستحيلا ان تنام حتى هذا الوقت المتأخر ..لمحت عيناها كومة الثياب
التي مازالت في مكانها قرب السرير ..اغرقتها ذكريات حبهما المشبوب في الحب والشوق ..ليس في الكون كلمات قادرة على وصف
الفرح الذي شعرت به لانها اصبحت معه ..اخيرا ..
تسللت من السرير وارتدت روب الحمام ..ثم لما قامت بجولة سريعه في المنزل تأكدت مخاوفها
لقد غادر بلايك وكارل المنزل .. ان ليلة امس ليلة مميزة ولكنها بحاجة الى كلمة تطمين من بلايك ولو انتظرت حتى يعود
من عمله لجننتها افكارها ومشاعرها
طوال الليل فرض بلايك عليها وعليه جواً من السحر والفتنه ..شعرت مارسي بالرضى العميق لانها جعلته سعيدا ..
لكن مع قدوم الصباح بدا لها كل شيء مختلفا لقد ترك فراشهما بدون كلمة ..انها تعرف مافي قلبه ولكنها بحاجة الى معرفة مايدور في رأسه ايضا..
وهذا مالا يمكنهما مناقشته عبر الهاتف ..لو فاجأته في المكتب لتمكنا من الخروج الى العشاء ولقضيا الليل ربما في فندق ..
فأمامهما مستقبل كامل يتكلمان عنه
شعرت بالثقه بعد هذه الليلة التي مرت لذا ظنت انه لن يعترض على ظهورها في المكتب لقد اصر على ان تبقى بعيده عن الانظار
حتى يوم الحفله والحفله مضت وانتهت واصبحت تجد ان لاداعي للبقاء بعيده ..ارادت ان ترى مكاتب شركته وان تحس بانها جزء من
حياته وهاهي لاتطيق صبرا حتى يضمها ثانية بين ذراعيه
عند العصر كانت مارسي جاهزه فتوجهت بالجيب الى نايروبي ومعها حقيبه تكفي حاجيات ليلة واحده وضبت بعض الثياب وادوات الزينة
على امل ان يرضى بلايك الذهاب الى فندق ما كانت قد استحمت وارتدت ملابسها بعنايه وكان مااختارته فستاناً فرنسي الصنع لونه ازرق خلاب
.. وفي سبيل التغيير عقدت شعرها فهي تريد ان تظهر جميلة امام زوجها حتى وان كان غير قادر على رؤيتها
بعد ثلاثة اميال على المسير ارتفعت حرارة السيارة فعضت شفتها احباطاً ..وخففت سرعتها ثم توقفت كان الماء في جهاز التبريد
يغلي بصوت مسموع فعزت السبب الى الحادثه التي وقعت عند سقوط المطر منذ اسابيع عادت الى الجيب وانطلقت به حتى وصلت به
الى اول محطه وقود صادفتها
اكتشف الميكانيكي ان جهاز تنظيم الحرارة الآلي بحاجة الى تغيير ثم قال انه لايمكن تركيب القطعه الجديده حتى اليوم التالي ..
لم تجد تحت ظل هذا الظرف الطارئ بدا من استدعاء سيارة اجره لتقلها الى مكتب بلايك ..حملت معها الحقيبه الصغيره رافضه
ان تثبط عزيمتها اعاقة بسيطه
تحتل شركة مناجم سايمور مجمعاً من الشقق التي تقبع فيها مكاتب فخمه بعد رحله قصيره في المصعد وجدت مارسي نفسها في
الطابق المخصص لجناح بلايك لأعضاء مجلس الادارة صدمها اول الامر حجم المكان والزجاج والكروم والنباتات الخضراء المجتمعه
قرب لوحة افريقيه رائعه تحتل قسم الاستقبال لمحت احدى السكرتيرات مارسي وهي تخطو من المصعد فصحبتها الى جناح بلايك
الخاص ولكن مارسي وضعت يدها على ذراع السكرتيرة وسألت "هل زوجي بمفرده؟"
- اجل سيدة سايمور
- اذن اريد مفاجأته فهل من مانع؟
- بالطبع لا
ابتسمت السكرتيرة وعادت الى مكتبها تنظر الى مارسي باهتمام شديد
حاولت السيطره على خفقان قلبها ثم تسللت الى مكتبه بخفة كان بلايك وراء مكتب خشبي يجلس في كرسي دوار كبير
وضعت اغراضها من يدها وتسللت اليه ثم انحنت تلثم قبله على عنقه وقالت هامسه
- افتقدتك هذا الصباح بحيث لم استطع البقاء بعيدا
استدرات لتجلس قربه ولكنها توقفت مسمرة ..فالرجل الذي يتضور ألما امامها لايشبه زوجها الذي كان يغلي شوقا
بين ذراعيها ليلة امس
كان مستلقيا الى الخلف في كرسية الجلدي شاحب الوجه مغمض العينين لقد شاهدت هذه النظرة على وجهه عدة مرات في الاسبوع
الاخير انها نظرة الألم المبرح ايقظته شهقتها الخفيفه فاستوى في مقعده وظللت قسمات وجهه قسوة
- ألم اقل لك ان هذا المكتب هو خارج نطاق حدودك !
افقدها غضبه توازنها ولكنها اقتربت منه قائله
- لاارى مايدفعني الى الابتعاد بعدما تعرفت الى جميع موظفيك منذ متى وانت على هذه الحال؟انت مريض لايمكنك الاستمرار هكذا!
- اعود فأكرر ان صحتي هي شأني الخاص ..آه تصيبني شفقتك بالغثيان مارسي
- شفقة ؟
كان لصوته الرسمي رنين متسلط
- توقفي عن التمثيل لقد لاحظت تضحياتك ..فقد قمت ليلة امس بتنازل بطولي لرجل اعمى ..ولكن لاتخشي مني فلن اطالبك
بتكرار العرض واعلمي انني ارفض الزواج القائم على الشفقه
لو صفعها صفعة قوية لما استطاع ايلامها الى هذا الحد
- اتدعو معاشرة زوجك تنازلاً؟
ارعبتها ابتسامته الميته
- وماذا تسمينها اذن؟اسداء خدمة لرجل اعمى ؟هل قلت لنفسك فلأدعه يظن لبعض الوقت انه كامل الاداء ..!
يجب ان اعترف انك ممثله حقيقه مارسي ..حتى وبعد معرفتي بما انت قادرة عليه مازال جزء كبير مني يستجيب لتلك المشاعر
- توقف عن هذا بلايك!
- اعترف انني فقدت عقلي بين ذراعيك لقد بعتك نفسي فترة قصيره ولكن لحسن الحظ انه جاء مع الصباح التعقل والرشد
تمسكت بحافة احد المقاعد وكأنه طوق نجاة وقالت بصوت مرتجف
- كيف تتمكن من قول هذا ؟
رد دون رحمة
- وكيف لااتمكن ؟قلت لك انني لااريدك هنا اصلا ..وماحدث بالامس هو نتجية فترة طويله من الخداع لصاالح شركتي ..ولكنك
وفيت بالغرض المطلوب منك وحصل كارل على معلومات قيمة ..لذلك يمكننا التوقف عن الادعاء ..لقد انتهى زواجنا الذي ماكان يجب ان يعقد اساساً..
- اليس لي قول في هذا ابدا؟
انحنى الى الامام في مقعده يضع راحتي يديه على المنضده
- سأطلقك ..اما كارل فسيقوم بشرح كافة التفاصيل لك لقد توصلت الى تسوية ملائمه لتعويضك عن كرمك نحوي ليلة امس ..
اقر انك تماديت اكثر ممايستدعيه الواجب مارسي ..ومن اجل ماقدمته ستنالين مكافأة كبيره
- مكافأة ؟
رنت الصيحه في الغرفه واكملت
- كيف تجرؤ على التفوه بهذه الكلمات ؟كيف تجرؤ ؟لابأس ..لن اوافق على الطلاق ..!
شعرت بدوار اجبرها على الاتكاء الى المقعد لتدعم نفسها ولكن رده الهادئ سلبها ماتبقى من قوة اعصابها
- اظنك ستوافقين لقد حجزت لك تذكرة لمغادرة نايروبي صباح الغد وغدا مساء ستكونين في "وايت اوكس "وضبي ماتحتاجين اليه
في الوقت الحاضر وسأرسل ماتبقى من اغراضك بالباخرة الى لندن
- وماذا ان غادرت كينيا وانا احمل طفلك؟
انتفض عرق في صدغة فلم يفكر احد منهما في ماقد ينتج عن ليلة البارحه
- ان حملت بطفلي خصصت له وديعه مالية ..فأنا لااتخلى ابدا عن مسؤولياتي
قفز قلبها خوف ما
- تنكر على نفسك الرغبة في ضم طفلك بين ذراعيك؟والمتعه في ان تكون اباً؟
- سأكون ابا اعمى على اية حال نحن نتكلم عن امكانيات لاعن وقائع وربما حان الوقت لأقول لك انني عرضت المزرعه للبيع
سبق ان وعدت غرانت بأن تكون له ان قررت بيعها سيأتي هو وفال يوم الاحد لمعاينة المنزل قبل اتمام الصفقه لقد اعطاني العربون لها
ولهذا السبب اريد ان تغادري في الصباح
لم تستطع مارسي استيعاب ماقال
- المزرعه هي فخرك وفرحك بلايك ..فكيف تتخلى عنها ؟بالله عليك لماذا تفعل كل هذا ؟
- ألم تلاحظي انني اعمى ؟اعتقد انه تكفيني الشقه في مستقبل ايامي الممله ان قرب الشقه من مكاتبي يهون علي صعاب العمل
هذا ان بقيت الشركة اصلا وباختصار اقول انني ماعدت بحاجة اليك في حياتي
- تتكلم وكأنني موظفه تطردها من عملها ..ولكنك لن تستطيع التحرر مني بالطريقة ذاتها
- بل اظنني قادراً ..فأنا لن امنحك فلساً واحدا حتى تمنحيني الطلاق كما ارى ان لاخيار امامك بعدما قررت بيع المنزل الا الرحيل
هذه هي تذكرة سفرك
اخذ مغلفا من درج مكتبه ورماه على المكتب
- سيحضر كارل الى المزرعه في السابعه صباحاً ليقلك الى المطار غدا وليناقش معك تفاصيل الطلاق اظن ان هذا هو كل شيء
- قل لكارل انه يضيع وقته
وارتدت على عقيبها تتجه الى الباب ثم التفتت
- لن اغادر كينيا بلايك ..حينما تعود الى رشدك اتصل بي في فندق "نيوستانلي"
وخرجت من المكتب باتزان وقور فهل تكون بهذا قد خرجت من حياته ايضا؟

* * *

قماري طيبة 25-03-10 12:58 PM

رواية جدا رائعة بانتظار التكملة على احر من الجمر
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه... موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
:)

نونا المجنونه 27-03-10 11:46 PM

التكمله يا قمر بليز

rana_rana 06-04-10 11:14 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مجنونة قلبها 16-04-10 03:22 PM


8 - من يكشف السر ؟


- سيدة سايمور ؟
التفتت مارسي وهي تنتظر امام باب المصعد فرأت ريتشي شادويك واقفا قربها
- هل انت بخير ؟انت شاحبة كالاموات
لم تبلغ ابتسامتها عينيها
- لانني جائعه كان علي تناول الغذاء قبل المجيء الى المدينه ..مالطف ان تهتم لأمري !..كيف حالك؟
انفتح باب المصعد فدخلا اليه
تنهد قلقا :اتريدين الحقيقه ؟انه يوم متعب كرية لم ينته بعد
نظرت الى ساعتها "لكن الساعه تجاوزت الخامسه "
دفع قبعته الى الوراء "علي السفر الى منجم "نايفاتا"للقيام بعمل طارئ"
- وهل انت مسافر حالاً؟
ارتفع حاجباه "اجل ..لم تسألين ؟"
- لانني اريد ان اعرف ان كان بمقدورك اصطحابي الى خارج المدينه فقد اضطررت الى ترك الجيب في محطة لخدمة السيارة
بغية تغيير جهاز ضبط الحرارة ..بلايك مشغول وانا بحاجة الى العودة الى المنزل
- انت ضيفتي ..على اي حال يجب ان احذرك من انه ليس في شاحنة الشركة ماهو مرغوب ..عليك القبول برفاص مكسور
والجلوس فيها بهذه الثياب التي لن تناسب ابدا خشونتها
كان ملء نظرته الاعجاب "سأخاطر"
انفتح باب المصعد في الطابق الارضي
- فليكن ..ان انتظرتني في البهو اسرعت بإحضار الشاحنة امام الباب
- شكرا لك سيد شادويك
اتسع فمة بابتسامة ودودة "اكرة الرسميات ..الا يمكنك مناداتي ريتشي ؟"
- هذا سلاح ذو حدين نادني مارسي اذن
هز راسه راضيا "سأعود حالاً"
اثناء خروج ريتشي دخل غرانت يونغ الذي راحت نظراته تنتقل من ريتشي الى مارسي ..
- يالها من مفاجأة سعيدة سيدة سايمور هل جئت لرؤية بلايك ...؟
لم تمل الى محادثته "انا عائدة الى المنزل"
لم تعجبها الطريقة التي تجاهل فيها ريتشي وتساءلت ماطبيعة هذا الرجل الذي يتحفز بشوق للانتقال الى منزل رجل اخر
ولو كان صديقا لزوجها فعلا اما كان يحاول على الاقل اقناعه بالاحتفاظ بالمزرعه لابالتخلي عنها
منتديات ليلاس
- على فكرة ألم يقل لك بلايك انني وفال اتيان يوم الاحد لنلقي نظرة على المزرعه؟
سحبت نفسا عميقا "بلى ذكر لي الامر"
ضحك بتوتر"لانصدق حظنا السعيد لاننا.."
قاطعته "اعذرني سيد يونغ ولكن السيارة بانتظاري وانا اسفه لاننا لن نستطيع اتمام الحديث"
رد برضى ولكن بلهجة باردة "لامشكلة سنتكلم في وقت لاحق"
- وداعاً..
وهرعت الى الشاحنة ولكنها احست به يراقبها ادار ريتشي المحرك وعندما لم ينطلق التفت اليها عابسا
- لست الشخص المفضل عند زوجك مارسي ..ومنذ الان انذرك بأن غرانت سيخبره بأنك برفقتي هذا لايقلقني لكنني اريد
ان تعرفي الوقائع حتى ان كان ذلك سيغير رايك في
ردت بهدوء "اعرف اكثر مما تعتقد لقد اخبرني انكما كنتما افضل صديقان يوماً"
صمت ثم قال"ربما كان ماتقولينه صحيحاً فيما مضى ولكن منذ ذلك الوقت حدثت امور كثيرة لقد قامت ايادي محددة.."
صمت ثم اردف"اسمعي مارسي ..سيجلب ايصالي لك الاقاويل"
احست مارسي ان ريتشي تلقى جرحا مؤلماً بطريقة ما ..جعلها ترددة في المخاطرة بإيصالها تريد معرفة المزيد بحثاً
عما حدث بينه وبين بلايك وسألته
- انت قلق على سمعتك ام على سمعتي ؟
- سمعتك طبعا ..فلا يمكن لسمعتي ان تزداد سوءاً وفوق هذا كله انا المشتبه به الاول في كارثة المنجم لانني ابعد مااكون عن نظافة اليد
..لن يوافق زوجك على وجودك معي ..
استراحت مارسي في جلستها على المقعد متذكرة فجأة انها نسيت حقيبتها في مكتب بلايك ..
- لن ادعي انني لااعرف عما تتكلم ..ولكنك مازلت موظفاً في شركة بلايك وهذا بدون شك يعني شيئاً ..لقد قال لي ان الامور لم تجر في مجراها بينكما
- هذا يدهشني !
وفتش عن ثغرة في زمام السير وادخل الشاحنة بين الصفوف
- هل ذكر لك ان لوسي تركتني؟
- اجل ..وانا اسفة لان زواجك لم ينجح
اشتدت قبضته على المقود "شكرا لك ..وانا اسف لهذا كذلك مع انني لم اعترف بهذا امام احد من قبل"
وصدقته
- اتجيبني عن شيء بصراحة تامه ؟
- وهل ستصدقيني ؟
- اجل ..ذكر بلايك انك كنت تلاحقني لتغويني في تلك الامسية في لندن يوم كنت مع لوسي ..اصحيح هذا؟
ضحك "اجل ..بالفعل حاولت "
ذهلت لصراحته "ولماذا لااذكر هذا ؟فأنت لم تفعل ماازعجني "
- لانك لم تشعري بوجودي ..كنت مسلوبة اللب امام بلايك
- ريتشي ..لماذا فعلت هذا؟
- انا وبلايك صديقان منذ امد بعيد وطالما تساءلت عن سبب امتناعه عن الزواج او الاستقرار او عن العيش مع امراة ما ..
تلك الليلة في لندن ضبطته يختلس النظر اليك قرب البركة ولانني لم اشاهدة قط ينظر الى امراة بتلك النظرة تولاني الحمق
وقررت الاهتمام بك لارى ردة فعله ولاختبر صحة نظريتي يومذاك اخبرت لوسي بما انوي فعله فحثتني عليه لان الفضول استحوذ عليها ايضا
ولكن لسوء الحظ انقلب السحر على الساحر ..لم اظن ان بلايك قد يتأثر بشيء او بأحد بهذا العمق
دهشت مارسي "لم يكن لدي فكرة"
- وكان بلايك متمدنا معي بما يكفي بعد ذلك لكنه لم يسامحني مطلقا وانا لم اشرح له وبعد مافكرت في ماحدث وجدتني مجنونا ..
كان عملا غير ناضج
احست مارسي بالانفعال لانها عرفت انه كان لدى بلايك منذ ثلاث سنوات مثل هذا الاحساس القوي نحوها
..من ناحية اخرى استطاعت بسهولة ان تتخيل الجرح الذي اصاب ريتشي حين نبذة بلايك وتذكرت ماجرى في مكتب بلايك
فاغمضت عينيها متألمه ..ماذا ستفعل ؟
تابع غير مدرك لمشاعرها المشتته
- طلبت لوسي منك الخروج معها للتبضع على امل ان تعرف ردة فعلك على توددي اليك اردنا ان نسترضيكما لاننا كنا نعتبر بلايك
اعز اصدقائنا ولاننا كنا فرحين بسبب وجود حب سري في قلبه لكن مابدا مزاحا انتهى كارثة فبين ليلة وضحاها اندثرت الصداقه وتلاشت
وكما حدث للمنجم انهار كل شيء على رأسي انا
نظرت مارسي اليه "عرفت ان هناك تفسيرا ما ..عندما يأتي الوقت المناسب سأخبر بلايك بالحقيقه"
انسلت من بين شفتيه ضحكة خافته ملؤها التحفظ
- لن يصغي اليك خاصة اذا دافعت عني
- ريتشي ..انا لااعرف ان بلايك دعا الى منزله شخص من كينيا سواك ومن الواضح انه كان يهتم بك وبلوسي كثيرا ولذا استضافكما
تأوه"اما ادركت ان توددي اليك كان صفعه على وجهه ؟لقد اسأت استخدام ثقته"
- لكن كان عليه ان يعطيك الفرصه لشرح الامر ..ولولا عمى قلبي لتمكنت من معرفة الموقف قبل ان يتفاقم ..ريتشي ارجوك تذكر
انه لم يتخل عن صداقتك والا لما استبقاك في الشركة
- انه نادم على هذا الان ..يستولي غرانت على اذنية هذه الايام ..لقد حذرة بأنني ..اوه ..انا اثرثر اكثر من اللازم
..اين هذه المحطه ؟

مجنونة قلبها 16-04-10 03:23 PM

اعطته التعليمات ..وعندما وصلا لم تبد دهشة لان العامل لم ينة تصليح الجيب وقد تمضي ساعه اخرى قبل ان تتمكن من اخذه والعودة الى المزرعه
- لن اتركك بمفردك هنا فلنذهب الى فندق قريب ولنتناول عشاء مبكرا اثناء انتظار الجيب
- لااريد ازعاجك اكثر من هذا
- يجب ان آكل ..لو عرف بلايك انني تركتك وحدك لكان من حقة الشعور بالغضب لو كانت لوسي مكانك لحذا حذوي
قبلت لانها تعرف انه يقول الحقيقه توجها الى فندق الهيلتون القريب ..مرت الساعة التاليه برضى وهما يستمتعان بطعم السلمون المشوي
وسلطة الهليون الطازج والبطاطا
اخذت مارسي تصغي باهتمام الى ماكان يقصة ريتشي عن ايام الجامعه حين التقى ببلايك ..كان تزداد اقتناعاً كلما مضى في الحديث
بأن بلايك حرم نفسه الكثير عندما سمح لصداقتهما بالانهيار بسبب شيء له علاقة بها حاولت ان تتذكر تلك الليلة في مزرعة سايمور
في انجلترا ..لو كان ريتشي خبيثاً او تعمد مغازلتها لصدته ..ولكن هذا لم يحدث
وجدت نفسها اثناء تناول الحلوى نصف مصغية لان افكارها عادت الى بلايك والى عزمة على انهاء زواجهما ..ثم قال ريتشي شيئاً استرعى
اهتمامها الكامل فسألت
- وهل فقدتما طفلاً؟
رمى منديلة فجأة ..واردف يسرد عليها التفاصيل
- اسمعي مارسي ..انا لااقصد استدرار عطفك
- لا ..لا ..لاشك في ان ماكان حدث عذابا لك
- ولكنه ليس عذابا يفوق ماتمرين به انت وبلايك الان انه يخفي الامر جيدا ولكن العمى هو الجحيم على الارض بالنسبه له
احست بالدموع تكاد تطفر من عينيها فحاولت حبسها
قال ريتشي وقد بدا عليه الاسى "انا اسف ماكان علي تذكيرك بالامر"
هزت رأسها "بل يسرني ماحدثتني عنه لقد اخبرتني امورا اقنعتني بأن لادخل لك في مشاكل الشركة ولكنك ألمحت الى انك تنوي شيئا"
- صحيح ..ولكنني غير مستعد الى طرح قضيتي امام بلايك حتى أتأكد من الوقائع على اي حال اشك ان يمهلني الوقت لهذا ولكن
لاشأن لك بهذ ..فلنذهب ؟
اسندت رأسها الى نافذة الشاحنه خلال الرحله القصيرة الى محطة الخدمات ..واحست انها ممزقه فعدا مشاكل ريتشي هناك مشاكلها مع بلايك
الذي يريد اخراجها من منزلة ومن حياته غداً
- هاقد وصلنا سالمين معافين ..ويبدو ان الجيب جاهز
- شكرا لك على كل شيء ريتشي ..اظن ان التقاءنا صدفة في المكتب هبة من الله
التوى فمة بابتسامة لطيفة مدهشه "اشكرك لانك اصغيت الي فهذه صدفة نادرة"
- انا مستعده للاصغاء متى شئت
- اظنك تعنين هذا
قفزت من مقعدها في الشاحنه مبتسمه له
- سأكلم بلايك
هز رأسه ملوحاً بيده ثم انطلق اخذت مارسي السيارة بعدما سددت الفاتورة وانطلقت نحو المزرعه قبل ان يهبط الظلام
ما ان ادرات الجيب الى الطريق الترابي حتى تناهى الى خياشيمها اريج ازهار البرتقال ..كيف له ان يفكر في التخلي عن المزرعه؟
وكيف ستتحمل الرحيل عنها ؟انه بيتهما تشعر الان بعد ليلة امس الرائعه بأن فكرة الطلاق تمزق قلبها وجسدها ..ترى هل كان سيطلب
الطلاق اليوم لو لم يحدث ماحدث البارحه ؟
- اين كنت؟

مجنونة قلبها 16-04-10 03:24 PM

فتح بلايك الباب الامامي عن غير توقع فارتدت مصدومة ..كان ينتظرها ..اذن لابد ان غرانت اخبره بأنها خرجت مع ريتشي ..
جعلها التعبير الغريب على وجهه مرتبكه
- في محطة خدمات نايروبي انتظر اصلاح الجيب
حاولت تجاوزه لتدخل ولكنه امسك يدها بسرعه وقبل ان تعرف مايحدث ثبتها على الباب المقفول يمسك بذراعيها
- وهل كنت بمفردك طوال الوقت؟
كان وجهه قريبا منها فاستطاعت ان تشم عطرة وان تشاهد عرقا نابضا في زواية فمة ..تشاركا ليلة امس تجربة عاطفيه عنيفة
ماتزال ترتجف لذكراها اما اليوم فقد بلغا الطريق المسدود
- لم يضع غرانت يونغ وقته اذن ؟لقد كان ريتشي على حق
علمت ان ذكر اسمه سيدفع زوجها الى الجنون ولكنها لم تعد تكترث ..فلن تسوء الامور اكثر من هذا
اصبح فمه خطاً ابيض مستقيما من الغضب
- تزداد الادلة التي تدين ريتشي في كل دقيقه اتعرفين انه لايملك دليلاً عن مكان وجودة ليلة حريق هذا المنزل ؟الاتدركين ان من الخطر
ان تكوني معه نظرا للظروف الحاضرة ؟قلت لك ليلة الحفل انني لااثق به ..اما غرانت فاخبرني بأمر ذهابك مع ريتشي لانه قلق عليك
ولاسباب مهمه وهذا كثير على زوجة مخلصة عاقلة
التوى فمة سخرية
ثم انفجرت عواطفه بشكل مفاجئ فضمها اليه واحنى رأسه ليخنق اي رد كانت ستقوله كان عناقه يأس وكأنه يقاوم شيطاناً يعذب روحه ..
او كأنه مصمم على تعذيب نفسه تعذيبها معه ..ولكن قربة الحميم منها نحى اي شيء اخر من تفكيرها ..ان هذا العناق هو مارغبت فية
بشدة منذ استيقظت صباحاً لقد رغبت وارادت واحتاجت الى الاكتفاء الذي يستطيع وحده ان يمنحها اياه ..اندفعت اليه لتتكيف مع عناقة
ولكنه احس بتجاوبها فدفعها بسرعه عنه وراح يسحب انفاسا ثقيلة ليهدئ نفسه اما مارسي فاستندت الى الباب تحاول استرداد انفاسها من خيبة
الامل الرهيبه بسبب ردة فعله غير المتوقعه
وضع بلايك يديه على جنبية "انت تحترمين سلامتك بشكل رائع؟"
- ان كنت تشير الى ريتشي فعلي ان اشرح لك كيف حدث ما حدث كان قرب المصعد حيت تركت مكتبك ولانه قال انه ذاهب الى المنجم
سألته ان كان قادرا على ان يقلني الى محطة الخدمات ..وعندما قال ان ذلك لن يعجبك اضطررت الى اقناعه
صاح عابسا"الا تدركين انك ترمين نفسك بين يديه ؟لقد اقنعك بالذهاب معه مع انه يعلم ان عمله هذا لن يعجبني لاضمير لهذا
الرجل اسمعي انا الان اكثر من اي وقت مضى اريدك خارج نايروبي لماذا لم تقولي انك بحاجة الى من يقلك الى مكان الجيب ؟"
- عندما غادرت مكتبك لم اكن افكر في الجيب وعندما رآني ريتشي ظن انني مريضة فعرض علي بلطف مساعدتي ولكنني لااظن ان له دافعا خفياً
- اتدافعين عنه مارسي؟
- شرح لي ماحدث في منزلكم في انجلترا منذ ثلاث سنوات ..واظن ان هناك ماعليك معرفته
- اتقولين انه لم يقم بأقصى جهد له ليغويك تلك الليله ؟كنت هناك وشاهدت كل شيء ..لم اعرف انني قد اكون مخطئاً في تقديري لشخص ما
- اجل ..شاهدت كل شيء ولكنك لاتعرف سبب مافعل
تلبد وجهه "عم تتحدثين"
- قد فعل مافعل مزاحا بلايك وكانت لوسي شريكته لقد تساءلا عما اذا كنا متحابين وظن ريتشي انه يعرفك اكثر من اي شخص اخر
ادهشه الظن بأن مايراه حقيقي فاتفقا على ان ينفذ تجربته
اغمض عينيه ولكنها عرفت انه بدا يصغي اليها
- بدأت المشكلة حينما عرف ان شكة صحيح وبسبب فضوله خسر احترامك وصداقتك الاتدرك ذلك ؟لهذا صحبتني لوسي للتسوق في لندن
ارادت ان تشرح لي الامر غير انها عدلت عن ذلك عندما ادركت انني لم انتبه لشيء
همهم ببعض الكلمات ثم قال "لقد اثر فيك فعلا"
- لاتعرف اي خطأ وقعت فيه لولا سؤالي اياه عن تلك الليلة لما اتى على ذكر الحادثه ..لماذا لم تترك له مجالاً لشرح ماحدث؟
لقد جرحته وجرحت نفسك بعدم السماح له بالدفاع عن نفسه ..ارى ان ذنبه الوحيد هو القيام بمزحه بريئه انقلبت عليه بطريقة ما ..
لم يتحرك بلايك من مكانه "بمقدورك ان تكوني محاميه من الطراز الاول اهنئك لمسة معلم ..لقد وجد لنفسه محامي يا زوجتي الغاليه"
ارجعت خصلة من شعرها عن جبينها
- انه بحاجة الى من يصغي اليه ..ومن الواضح ان اللجوء اليك امر غير مجد
- قد تنير زوجة غرانت دربك بشأن ريتشي شادويك ..
ارتفع ذقن مارسي "اعلم ان ريتشي مازال يحب زوجته ..الرجل يتألم بلايك لقد امضى وقت العشاء وهو يستعيد ذكريات زواجهما و .."
- العشاء؟

مجنونة قلبها 16-04-10 03:25 PM

- اجل ..تناولنا العشاء فيما كنت انتظر اصلاح الجيب ..ورفض ان يتركني بمفردي وفي اثناء الحديث اخبرني عن الطفل الذي خسراه و ..
دعك عنقه متعجبا وقاطعها "طفل ؟اي طفل؟"
- لقد اجهضت لوسي في الشهر السادس ..وهو يقول ان الاجهاض دمرهما فترة
ملأ الصمت الردهه "ومتى حدث ذلك؟"
طوت ذراعيها متذكرة حزن ريتشي
- لااعرف بالضبط ..اظنه قال منذ سنتين تقريبا ولكن قد اكون مخطئه ..بصراحة استغرب بقاءه معك في الشركة لديك ..وهو يقوم
الان ببعض التحقيقات المتعلقه بانهيار المنجم
رفع رأسه نحوها
- لقد سيطر عليك حقا ..يريد شيئا منك مارسي ..تذكري كلامي ..ولن اصاب بالدهشه لو مر الى هنا في طريق عودته من المنجم ليرى
ان كنت وصلت بخير او ليتخذ سببا اخر للنيل مني
- الا يمكن التحدث اليك بمنطق ؟الرجل يعترف بخطأه ..الا يستحق محاكمه عادلة ؟فكر يابلايك انه اعز اصدقائك
- كان ..هي انسب كلمة
اغمضت عينيها يائسه من عناده وكانت سترد ولكن طرقا على الباب الامامي منعها من قول شيء فضحك بلايك ..
- ماذا قلت لك ؟اعز الاصدقاء لم يستطع البقاء في المنجم فعاد ..ولماذا لايعود؟يعرف انك سترحبين به هنا ..
دفعها بغضب شديد وفتح الباب بحدة
- ماذا تريد شادويك...؟
قال مدير المزرعه المذهول الواقف بالباب وقبعته بيده ..
- انا كورتني سيد سايمور اسف على ازعاجك ..ولكن قائمة ديابلو الخلفية متورمة وحرارته مرتفعه
عالج بلايك غلطته برباطة جأش رائعه ولكن مارسي لاحظت امتقاع لونه
- اسف على مابدر مني كورتني اراك في الاسطبل بعد قليل
هز الرجل رأسه ثم احناه محيياً مارسي
التفت بلايك اليها يضيف
- مازالت الامسية في مستهلها ..ونحن لم ننته من هذا الحديث
عندما خرج كالعاصفه من المنزل قررت مارسي الرحيل الى نايروبي فورا لانها مقتنعه بأنه لن يكتفي ويرضى حتى يرافقها شخصيا الى الطائرة
ويشد حزام مقعدها
ذهبت الى غرفتها لتوضب حقيبة تكفيها اسبوع كامل وذلك بانتظار ان تضع خطة ادارت الجيب للمرة الثانية وقفلت راجعة الى المدينة تفكر
في الذهاب الى الهيلتون ان لم تجد غرفة شاغرة في فندق "نيوستانلي"ان التقاءها بريتشي زاد بلايك تصميما على ترحيلها والرحيل هو
اخر ماتنوي فعله


انتهى الفصل الثامن

مجنونة قلبها 18-04-10 09:35 PM



9- خسارة قلب

رددت مارسي الكلمة الوحيدة التي تعلمتها امام موظفة الصندوق في المصرف "جامبو"
ردت المرأه مبتسمه ابتسامة دافئه "جامبو"
اكملت مارسي كلامها بالانجليزيه ثم سرعان ماقبضت المال الذي ابرقت في الليلة السابقة لزوج امها بإرساله اليها
في طريق العودة الى الفندق دخلت الى السوق الرئيسيه ..ولفت اهتمامها بعض المنحوتات اليدوية وانتهى بها الامر لشراء واحدة منها
كان في حقيبتها كتيباً عن الجامعه اخذته خلال جولتها الصباحية التي قامت بها قرب منطقة الجامعه ..وكانت تنوي دراسة المناهج
الدراسيه المتوفرة للاجانب ولم تكن ترى سبباً يدعو بلايك الى الاعتراض على تعلم اللغة الافريقية فهي في كل الاحوال خريجة المعهد العالي في اللغات
وتعلم هذه اللغة يملأ اوقات فراغها بانتظار ان يغير بلايك رأية ..
ذهبت الى مكتب عقاري ليساعدها على ايجاد شقة تستأجرها فلن يكون العيش في غرفة الفندق باهظ التكاليف فحسب بل هو غير
موضوعي كذلك لان الشقة ستشعرها بالراحة وستظهر لبلايك انها تريد لزواجهما النجاح
دخلت مارسي الى ردهة فندق "نيوستانلي"بعد السادسه بقليل وسألت مكتب الاستقبال ان كان لها رسائل ..كانت قد تركت رسالة كانت
قد تركت رسالة لكارل مع حارس المبنى الذي يسكنه بلايك ليتصل بها ..فعلى شخص ما ان يتأكد من ذهاب بلايك الى الطبيب
عندما دخلت غرفتها سمعت صوتاً اجفلها
- آن لك ان تعودي ..لقد اوصلني كورتني منذ ساعات !
كان جسد بلايك الفارع الطول يحتل غرفة الفندق وفي الواقع لم تدهشها رؤيتة لانها حضرت نفسها من قبل لأسوأ الاحتمالات
- كان عليك ليلة امس التحلي ببعض الادب لتعلميني بعزمك على مغادرة البيت
بدا لها غاضبا مع انه يسيطر على اعصابة
- لم اجد ضرورة الى ذلك وفي الحقيقه انني فضلت الرحيل على الشجار امام كارل هذا الصباح
لم تتحرك عضلة في وجة بلايك وكأنما قد وجهه من صخر
- اين كنت طوال النهار؟قال مدير الفندق انك خرجت قبل الثامنة صباحاً
خفق قلبها قليلاً .. هل شعر بالقلق عليها ؟
- قررت تأمل مناظر نايروبي
- بمفردك ؟
- لا بل قضيت الوقت مع جماعة من السائحين
نبض عرق عند صدغة
- لقد فاتتك طائرة اليوم ولكنني حجزت لك على طائرة الغد
مد يده الى جيبة واخرج تذكرة السفر الكريهه واكمل
- اتوقع ان تكوني عليها سيرافقك كارل ويساعدك في حمل حقائبك ثم سيستغل الفرصة لبحث مر طلاقنا
اخذت التذكرة منه واعادتها الى جيب سترته
- احتفظ بها لانني لن احتاجها
كان كقنبلة موقوته على وشك ان تنفجر
- ان لم تسافري بقيت وحيدة في بلد غريب
- انا امرأه ناضجة بلايك ومتزوجة ايضا
- ليست نايروبي بالمكان المناسب لامرأه جميلة مارسي انت لاتعرفين المدينة ابدا وبناء على ذلك ستكونين صيدا سهلا
- هذ شأني انا
- لست في لندن يامارسي
- لقد ذكروا لي في مكتب التسجيل في الجامعة ان العديد من العزباوات يسكن في شقق قرب الجامعة ..ومن الواضح انهن على مايرام
في هذه المدينة الكبيرة الشريرة
انعقد حاجباه بشدة "هل تعنين ..؟!"
جعله قرع مفاجئ على الباب يصمت اسرعت مارسي لترد شاكرة في نفسها صاحب هذه المقاطعه
صاحت بابتهاج "كارل ادخل"
- عظيم ..انتما هنا
ابتسم مشجعاً مارسي ثم ربت على كتف بلايك اخذت مارسي منه حقيبة ارواقه ووضعتها على السرير ..
قال "لدي اخبار هامة ..لكن ان كنت اقاطعكما عدت لاحقاً"
- لا ..لا ..ابدا..اجلس ..كنت انتظر اتصالك بي ..لماذا لااستدعي خدمة الغرف لنطلب العشاء؟استخدم الحمام ريثما اطلب الطعام
- شكرا لك عزيزتي
واتجه الى الحمام اما مارسي فرفعت السماعه لتطلب العشاء ولكنها في الوقت نفسه راقبت بطرف عينها بلايك وهو يتحسس طريقة نحو الكرسي حيث خلع
سترتة ..ثم فك ربطة عنقه ..اعادت مارسي السماعه مكانها تتمتع بمنظرة ولكن خفقات قلبها تضاعفت فقربها منه يؤثر فيها دائما
منتديات ليلاس
- لم ننه حديثناً مارسي ..ذلك لاتفكري في انني مغادر مع كارل حين يريد الذهاب
- ولماذا افكر في ذلك ؟فأنا على العكس اريد ان تبقى !
شعرت بالرضى لانها رأت اصابع يديه تتحول الى بيضاء وهو يشد على ظهر الكرسي
- تركت حقيبة في مكتبي بالامس ولقد حملتها اليك انها في الخزانة ..ومادمت ترفضين مغادرة نايروبي فلماذا حضرت تلك الحقيبة ؟
- عندما قصدتك بالامس املت ان نتناول العشاء في فندق لنرقص ونتكلم ولنمضي بعد ذلك ليلتنا فيه
قبل ان يرد عاد كارل الى الغرفة مشمراً عن ساعدية ..عرفت مارسي من خلال ملامح وجه بلايك ان ما قالته هو اخر شيء توقع سماعه ..
ردتها كلمات كارل الى الحاضر"هل اخبرت مارسيلا بما اكتشفناه ؟"

مجنونة قلبها 18-04-10 09:36 PM

ساد صمت قصير "لا لم اخبرها"
ارتفع حاجبا كارل الكثيفين بتساؤل واضح اما بلايك فأردف سائلا
- هل تمكنت من الاستماع الى تسجيل ماكماهون؟
- فعلت اكثر من هذا ..اسمعتها للجنة التحقيق قبل مجيئي الى الفندق
كانت عيناه الرماديتان تشعان اثارة وهو يجلس في مقعد قبالة مارسي واكمل
- اتضح كل شيء بأسرع مما توقعت الفضل يعود اليك مارسيلا ..متاعب بلايك على وشك الانتهاء
مالت الى الامام وعلى وجهها ذهول
- وماذا فعلت ؟
- اخبرها بلايك ..على اي حال لولا المعلومات التي ذكرتها امامك لظللنا في ضلالنا اسابيع اخرى
بدا لها من تعبير وجهه المضطرب انه لايحبذ فكرة شرح شيء لها ..
اخيرا قال
- هل تذكرين حديثنا عن ريتشي ليلة امس لقد اخبرتني في خضم الموضوع عن طفله الذي فقده وماان قلت ان الحادثه وقعت منذ سنتين
حتى برق شيء مافي ذاكرتي فقررت الاتصال بلوسي في "بيرث"
احنت مارسي رأيها منتظرة بقية القصه في ترقب وانقطاع انفاس
- لم تكوني فقط صادقه في كل ماقلته عن ريتشي بل اكتشفت كذلك لما تركته لوسي ..لقد تشاجرا بمرارة بسبب ابتزاز غرانت
يونغ له هذا اضافة الى ماهو اهم ..خسارة الطفل من لوسي فتركت نايروبي فترة للتجربة ولتوضيح الامور
دارت عيناها ذهولاً
- ابتزاز ؟غرانت يبتز ريتشي ؟
مرر يديه في شعره قلقا وكأنه يجد صعوبة في الاعتراف
- قوانيني في الشركة صارمة جدا مارسي ..ممنوع العبث خلال دوام العمل في احدى الامسيات منذ سنتين خرج ريتشي ساخطاً لانه علم بأن
الجنين قد اسقط وكان ان قضى الليل ساهرا في احدى الحانات ولكن الوقت لم يكن جزء من دوام العمل بل حدث امر طارئ في المنجم
استدعى وجود رئيس المهندسين لانني يومذاك كنت في لندن ويبدو ان غرانت وجده في الحانة فلما اخبره بما جرى سارع ريتشي لحل المعضله
على الرغم ممايعانيه ثم حدث ان فاجأ غرانت يونغ في مكاتب الشركة يطلع على بعض الخرائط التي لادخل له فيها ..وكانت خرائط منجم "نايفانا"
الذي لايحق لأحد الوصول اليه الا لي ولريتشي عندما واجهه ريتشي سارع غرانت يهدده بفضح امره امامي واخباري بالمكان الذي وجده
فيه ليلة الحادث الطارئ وكان يعلم انني سأطردة ان عرفت ..او آمن انني سأطرده
اتضح لمارسي كل شيء ..
اردف بلايك "لم يبلغ ريتشي عن غرانت ولكنه اخبر لوسي بما حدث فتوسلت اليه ان يبلغني "
- وهل فعل ؟
- لا ..كان خائفاً جداً
يعرف كلاهما سبب خوفه
- ولم يخبرني عن الليلة التي ارسله فيها غرانت في مهمة فاشلة لا وجود لها ليلة احتراق منزل المزرعه
- ان هذا لرهيب بالنسبة لريتشي
- هذا صحيح ..بعد ذلك بدا غرانت يثير الشكوك حول تصرفات ريتشي وانتشرت الشائعات كالنار في الهشيم
اضافت مارسي "وهو بريء من كل التهم"
دفع بلايك نفسه بعيدا عن الطاولة وعلى وجهه العذاب
- عرفت لوسي مايجري وتوسلت الى ريتشي ان يتقدم إلي ولكنه رفض ..لانه شعر بأنه لو راقب غرانت عن كثب لضبطه بالجرم المشهود
- آه ! بلايك ..ياللرجل المسكين
هز رأسه "ادعى غرانت ان ريتشي تحرش بزوجته فال وكان ان صدقته كالغبي "
- كما صدقت انه تحرش بي ..ياللمأساة
نهض بلايك عن الطاولة وتمسك بالكرسي يسند نفسه واكمل
- عندما حان وقت الترقيه رقيت غرانت واعطيته منصب رئيس المهندسين ووضعت ريتشي تحت الاختبار بعدما اخفضت درجته
حتى يبرهن عن جدراته مره اخرى غضبت لوسي منه في ذلك الوقت لانه يرفض ان يفعل مايساعد نفسه ..وهددت بتركه على امل ان يدفعه
هذا الى التحرك ..ولكنه رفض لانه امل ان تنتصر الحقيقه في النهاية
تهدج صوته بالعاطفه ..فصاحت مارسي متهللة فرحا "ولقد انتصرت!"
ادار رأسه اليها
- انما لم يحدث النصر بدون عواقب
- شعر ريتشي على الارجح بالاحباط وظن ان لوسي ستكون افضل حالاً بدونه
- هذه كلمات لوسي بالضبط ..انت امرأه سريعة البديهة مارسي
ضحكت بحزن "لست سريغة البديهه ولكنني من خلال خبرتي بالحياة تبين لي ان الناس يميلون الى الهرب وقت الشدة"
التقت عيناها بعيني كارل الذي كان شاهدا صامتا فترة طويلة
جعلت طرقة مرتفعه على الباب بلايك يرد قبل ان تتمكن مارسي من الوقوف ادخل احد السقاة العشاء ثم راحت تراقب مارسي بلايك
وهو يكرة الرجل ويرافقه الى الخارج ان زوجها يتصرف كرجل مبصر وبدا لها انه قد يتكيف مع عالمة ..لو تزول نوبات الصداع
تمتم كارل وهو يصب العصير في اقداح طويلة الساق
- يبدو لي الطعام لذيذا ..الجميل في الامر مارسي ان لوسي سمحت لبلايك ان يسجل مكالمتهما ..وهي ستعود الى نايروبي لتشهد في الجلسة الرسميه
- هذا رائع ..ايعرف ريتشي هذا ؟
تمتم بلايك
- يعرف .. فقد امضينا الليل كله في الحديث وكان ان تصالحنا ..ويجب ان اشكرك على هذا مارسي ..وعلى ماهو اهم من هذا ..
من الواضح ان حقدا ترعرع في نفس غرانت منذ بضع سنوات ..لقد قلبت كل شيء رأساً على عقب حين دافعت عن ريتشي
وعندئذ عرفت بغيرة غرانت المرضية مني

مجنونة قلبها 18-04-10 09:37 PM


اغرورقت عيناها بالدموع
- مااسعدني ! يحبك ريتشي كثير ويهتم بك اعتقد انه رجل رائع
تنحنح بلايك "اوافقك الرأي ..واشكر الله لانك دافعت عنه"
وكان هذا اعترافا بجميلها
اضاف كارل "اشكر الله على هذا كذلك ..فبسبب شهادة لوسي وريتشي مجتمعين سأتمكن من كشف متأمرين اخرين في الشركة واضف
الى هذا ان هناك تناقضات اكتشفتها اثناء دوراتي في قسم الاستقبال ويبدو لي ان الطرق كلها تقود الى "رجل واحد"
قالت مارسي بهدوء"الى غرانت"
هز بلايك رأسه "نعم والى بيلي واورايلي واخرين سأشعر بمتعة كبيرة عندما اضبطهم بالجرم المشهود"
امسكت مارسي يده ناسية مابينهما من عداء
- لابد انك الان اسعد مخلوق على وجة الارض بلايك
وتدفقت الدموع الى وجنتيها ولكنها لم تهتم لرؤية كارل لها واكملت
- لم تكن تريد فعلا بيع المزرعه لغرانت
بعد صمت قصير جذب بلايك يده منها مدعيا انه يرغب في شرب العصير
- بلى مارسي ..الان انا اعمى لاجد مايدعو للاحتفاظ بها لااستطيع العمل فيها او التمتع بها كما كنت في الماضي على اي حال بالنسبة لغرانت
مازال عرضي بأن يكون له الخيار الاول قائماً ..فأنا لااريد ان يشك في شيء في الوقت الراهن وبعدما يستدعى هو الاخرون الى الشهادة
وتوجه التهم اليهم اطرح المزرعه مجددا للبيع ..لقد وثقت به مدة طويلة وعلى تحملة مدة اطول
سمعت القرار الحاسم في صوته فداخل قلبها حزن جديد ولكنها سألت محاولة اخفاء ألمها
- هل لديك دليل قاطع يثبت انه مسبب الكارثة ؟
قاطعها كارل "اجل لدينا الدليل القاطع كان ماكماهون مسؤول العمال في الخدمة ليلة الحادث وشاهد بيلي واورايلي يدخلان الى المكتب
بغير اذن ولم تكن المره الاولى لقد هدده غرانت بأذية عائلته ان تكلم وماكماهونشاهد غرانت يدخل المنجم قبل الانهيار مباشرة ولكنه خشي
ان يتقدم بشهادة خوفا من الانتقام لقد ذهب ريتشي الى المنجم ليلة امس وتحدث الى ماكماهون واقنعه بكشف الحقيقه وسجل له كلامة ..
لقد اوقعنا به عزيزتي .."
غطت ابتسامة عريضة وجه كارل ..وتحرك بلايك بقلق
- ازال غرانت الدعائم الخشبيه قبل ان تتحرك اللجنة ..وظن ان الملامة ستقع على كاهل ريتشي
اردف كارل "ارتكب غرانت اخطاء كثيرة ..اتذكرين مارسي انني ذهبت مع جماعة من الضيوف الى منزله ليلة الحفله ؟في تلك الليلة
اطلق العنان لكراهيته لشادويك ..لم يمدحة ولو بكلمة وكاد يخدعني لولا انغماسة في الحديث عن اخطاء ريتشي وعيوبة وتحرشة بالنساء
..وعندما اتى على ذكرك ياعزيزتي مارسيلا عرفت ان الرجل كاذب"
قال بلايك بصوت مرتفع ملؤه العذاب
- كان يجب ان اكتشف الامر منذ وقت طويل ..ماكان اشد غبائي !
التقت عينا مارسي بعيني كارل في تفاهم تام ..وقالت مترددة
- بصراحة بلايك لو كان الموقف معاكسا ورايت لوسي تحاول التودد اليك لسممت شرابها
اطفأت ضحكة كارل العميقة فتيل لحظة متفجرة ..
اضافت "اتعلم ..استغربت تصرف غرانت في المرة الاولى التي التقيت به فقد ظل يحدق إلي وإلي بلايك بإمعان ولكنني عزوت الامر
الى احساسة بالجرح لان بلايك كتم عنه خبر زواجنا هذا ..والان بعد معرفتنا الحقيقه ارى انه يغار منك ليس بسبب انجازاتك
بل لاسباب اخرى كذلك منها الاحترام والحب اللذان تنتزعهما من الناس وهذا مالايستطيع منافستك فيه ..لقد رأى ان عماك لم يؤثر
في احترام الناس وفي محبة زوجتك اليك فصدمة مارأى
مد كارل يده يمسك يد مارسي بشدة
- ماكنت لأقدر على تحليل الموقف افضل منك ..لقد قاده حسده الى الجريمة ..وسيدفع هو وشركاؤه الثمن باهظاً
كانت لهجته قاسية وكأنه يقسم فارتجفت مارسي وتابع كارل وهو ينهض عن الطاولة متمطياً
- هذا صحيح ..طلبت على سبيل الاحتياط من لجنة التحقيق وضع كل المشبوهين تحت المراقبة حتى يوم الجلسة ..وسيكونون في
عداد الاموات ان حاول احدهم التحرك
اخذ كارل سترته وحقيبة اوراقه "اعذراني سأعود الى الشقة لأتصل بزوجتي وازف لها بشرى براءتك بلايك وبشرى عودتي الى الوطن بعد وقت قصير .."
ربت على كتف بلايك ثم اردف "لقد عشت وقتاً عصيباً ولكن الامور العصيبه اصبحت وراءنا"
وقفت مارسي لترافقه الى الباب"سأرافقك "
ظل بلايك جالساً منتظراً عودتها حتى يهاجمها
تمتم كارل لها "اراك في الصباح ..كوني جاهزة في السابعة "
وقبلها على خدها ثم سار بخطوات رزينة الى المصعد فعرفت انه سينفذ تعلميات بلايك من باب الولاء فقط
اقفلت الباب خلفة لايستطيع كارل ان بفعل شيئاً ان لم يجدها في الصباح وعندئذ لن يتمكن بلايك من لومة ...!
ارتدت على عقبيها تنظر الى زوجها بخبث ..يتطلب الموقف تكتيكاً مختلفاً
- لقد رحل
- اجل ..لقد سمعت ان وجودك الى جانبي اصبح غير ضروري سأطلقك مارسي ولو حاولت مقاومتي لندمت على ذلك
سحبت نفساً عميقاً ثابتاً "لن اقاوم بعد الان ..لك ان تطلب الطلاق واعلم انني سأوافق على ماتريد
لم تلح على وجهه بارقة ما ولكن اللون جف من وجهه ..وسألها بصوت متحشرج
- اتعنين ماتقولين؟
- نعم شرط الا تطلب مني اعادة خاتم الخطوبة انه الذكرى الوحيدة الباقية لي
انتزعت خاتم الزواج الذهبي وتقدمت اليه تضعه في يده ..وعندما نظرت الى وجهه لم تشاهد اي تعبير اطلاقاً
تشنج لبرهة قبل ان تطبق يده على الخاتم الذي وضعه في جيب قميصة فكان ان قضت هذه الحركة المتشنجة على بصيص الامل الواهي
فقد كاد تصميمة على المضي في طريقة بمفردة يخنقها
اخيرا سألها يكسر الصمت الطويل المؤلم
- ماذا ستفعلين مارسي ؟
ارتفع ذقنها "لا شأن لك في ماسأفعل لاحقاً لقد زودتني بتذكرة سفر ولم يعد بيننا شيء ابدا "
راقبت كيف اشتدت قبضته على حافة الطاولة ..واكملت
- ان نتج طفل عن ليلتنا اليتيمة فهل تريد ان اخبرك ؟
- مارسي !

مجنونة قلبها 18-04-10 09:38 PM

سحبت نفساً عميقاً مسروره برؤيته عاجزاً عن السيطرة على نفسة
اردفت "كما قلت انت انه مجرد احتمال ..انا احاول فقط افتراض الاحتمالات لانها المره الاخيرة التي يرى احدنا فيها الاخر"
نهض ببطء ووقف على قدمية ومد يده الى ماوراءه ليتناول سترتة ولكنه يتحرك كرجل ازداد عمره ثلاثين سنة
- ان كنت حاملاً فاتصلي بكارل لانني عندما اعلم سأفتح حساب ائتمان من اجلة
اخذت زمام شجاعتها بين يديها وقالت
- وعندما اتزوج مره اخرى فهل تريد ان يحمل الطفل اسمك ام اسم زوجي ؟
اصبح فمة خطاً رفيعا من فرط الغضب
- لماذا هذا الهوس كله بطفل لاوجود له حتى الان ؟
ابتسمت " لم تجب على سؤالي ..اريد كل الامور القانونية ان تنتهي بلايك ..لااريد ان اقوم برحلة لالزوم لها الى هذا المكان في المستقبل بسبب امر كهذا"
كان وجهه الشاحب ابرز مثال لغضبة "سيهتم كارل بكافة الامور القانوينة "
وبدا يتحسس طريقة الى الباب
- اذن لم يعد بيننا مايقال وداعاً بلايك
امسك مسكة الباب "مارسي ..قبل ان اذهب أسألك ان كنت بحاجة الى شيء؟"
نظرت الى زوجها بدهشة "حريتي تكفيني "
ارتفع صدره وهبط "هل ستعيشين في لندن مع والديك ؟"
- ربما لا ..ولكن لاشأن لك بمستقبلي الا ان كنت بهذا تطلب مني الا اتركك ..
فتح الباب بحدة ..ثم ابتعد عنها يتحسس الجدار بخطوات غير ثابته حتى وصل الى المصعد اما مارسي فظلت واقفة في الباب تراقبة
حتى اختفى عن ناظريها دفعها قلقها على سلامته الى الاتصال بمكتب الاستعلامات والطلب اليهم ان يساعدوا السيد سايمور للحصول على تاكسي ..
لم تكن تعرف ما اذا كان لونه الرمادي الشاحب عائد الى احدى نوبات الصداع ام الى رحيلها ولكنه في اي حال بدا لها مريضا جدا
لم تتعمد حتى هذه الليلة قط خداع بلايك ..لقد صدقها حين قالت انه راحلة غدا ولكنها لن تستطيع الرحيل انه حياتها والمستقبل موحش بدونه
سارعت الى الخزانه تسحب حقائبها ولم يطل بها الوقت حتى وضبت ملابسها ثم بعد ذلك مزقت تذكرة السفر ودفعت اجرة الغرفة
وانطلقت خارج الفندق
ماهي الا نصف ساعه حتى كانت في فندق الهيلتون تتناول العشاء مع ريتشي ..كانت الغرفة الوحيدة المتوفرة جناح عروس ..يا لها من سخرية
..ولكنها قبلت بها ..
طلبت العصير الى غرفتها ثم خرجت الى الشرفة الملحقة بجناحها الليلة بادره ولكنها مريحة وفيما كانت تجلس على كرسي طويل
تطلعت الى المدينة من علو خمس طبقات فشعرت بوحشة رهيبة
ظلت مارسي مدة ساعة تحدق الى الظلام تفكر في طريقة ما لتتقرب من بلايك آه ! لن تبتعد عنه مهما فعل انه بحاجة اليها مع انه مازال يرفض الاعتراف
او التصديق بحاجته تلك والاوهم من ذلك من ذلك انها تحتاجة اكثر مما يحتاجها
اوت الى فراشها وهي تفكر في البحث غدا عن شقة ولكنها قررت الاتصال بكارل قبل ذلك لتشرح له سبب تركها الفندق بدون علم احد ..
فكارل الان هو املها الوحيد الذي قد يدفع بلايك للانصياع الى المنطق بشأن صحته
وفي الصباح التالي تناولت فطورها في غرفتها ثم اتصلت بكارل ولكنها لم تتلق ردا فحاولت بعد نصف ساعه ولم تتلق ايضا ردا
حاولت في الساعتين التاليتين الاتصال به ولكن بدون جدوى ترى هل ذهب الى المكتب ليقول لبلايك انها اختفت .. لن تجرؤ مهما
كانت الظروف على الاتصال به هناك
عند الظهر استقلت سيارة اجرة وتوجهت الى نيوستانلي على امل ان تجد رسالة منه

مجنونة قلبها 18-04-10 09:39 PM

عرفت شعره الرمادي الحديدي اللون واسرعت اليه ..فإذا هو يتحدث الى الموظف والانزعاج باد على وجهه
- كارل ؟
تلاشى عبوسه حالما سمع صوتها وصاح "مارسي!"
وضع حقيبة اوراقة من يده وحضنها بقوة
- اين كنت ؟بحثت عنك في كل مكان "في المطار وفي محطة القطار وفي امكنة تأجير السيارات ..لم اتصور ماقد تتعرضين له
حينما عرفت انك غادرت الفندق ليلة امس ..بافتاتي العزيزة ..لقد عانيت بسببك من اسوأ حالات القلق
اجتاحتها امواج من الاقرار بالذنب ..كان وجه كارل شاحباً شحوباً لم تشاهد مثلة من قبل فقالت بأنفاس مقطوعه
- انا اسفه ..ولكنني رفضت العودة الى لندن هذا الصباح او مناقشة امر الطلاق ..يظنني بلايك رحلت ولكنني لن استطيع تركه ابدا
احبه كارل ..و ..و ..لااريد ان يلومك على عصيان اوامره..لذلك فكرت ..
تمتم وهويضمها بين ذراعيه "مارسي!"
استرخت بين ذراعيه وراحت تنتحب بصمت على كتفة غير مبالية بنظرات النزلاء
- لقد جعلك تعانين ..اليس كذلك؟
لم يكن ينتظر ردا على سؤالة اعطاها منديلاً ابيض ناصعاً
- استخدمي هذا
قالت وهي تمسح عينيها
- اعرف انه يحبني كارل ..آه ليته يمنح زواجنا فرصة ..وهناك مسألة صداعه التي تقلقني كثيرا ..لم استطع النوم ليلا ..انه بحاجة
الى معاينة طبيب لكنه عنيد ..وان ثابر على هذا المنوال فلن يقدر على ادراة شركته ..تزداد نوبات الصداع سوءاً وان لم تستطع اقناعه اضطررت
للاتصال بأبيه الذي سيسارع الى المجيء على بلايك ان يصغي الى احد ما
ربت كارل رأسها "تعالي سنجلس الان"
رافقها الى المقاعد المثبه على جدار البهو يمسك يديها الباردتين بين يديه ..رفعت مارسي رأسها اليه فرأت الشفقة والعطف في عينيه
- لدي مااقوله لك مارسي ..سأبوح لك بسر مؤتمن عليه لكن يحق لك معرفة الحقيقه ليطمئن بالك فما من احد يستحق راحة البال اكثر منك
صاحت وقلبها يخفق خوفاً
- هل اصابة مكروه ؟لاتخفي شيئا عني كارل !
- مارسي ..بلايك دخل المستشفى في وقت متأخر من ليل امس
بدأت الدموع تتساقط مره اخرى
- علمت ان شيئا كهذا سيحدث ..
تحركت تريد النهوض ولكنه امسك يديها بحزم وقال بلطف
- اسمعيني اولاً ..منذ ايام اصيب بنوبة صداع قاسية في الشقة فغاب عن الوعي لدقائق وعندما قلت له انني سأطلب سيارة اسعاف
قال انه ذهب الى الطبيب وانه يعرف سبب صداعه لقد اجريت له صورة اشعة جديدة ووجدوا ان الشظية التي في رأسة قد تحركت من مكانها
ولهذا يشعر بهذا الالام المبرحة لقد قال الطبيب انه بسبب الوضع المستجد قادر على اجراء عملية جراحية لاستخراج الشظية ..
بلايك الان يخضع للعملية
هزت رأسها مذهولة تحاول ان تستوعب قولة
- لاصدق
ابتسم لها ثم ترك يديها
- انها الحقيقه ولم يشأ بلايك ان تعرفي شيئاً جعله ماحدث بينكما ليلة امس يقرر اجراء العملية وعلى مايبدو ان الطبيب اراد اجراءها منذ ايام
اغمضت عينيها تتساءل ماذا يعني هذا كله
اردف كارل "خضع بلايك للتخدير هذا الصباح وهو مؤمن انك عائدة الى لندن ..وان عرف انك مازلت هنا وانك تعرفين بالعملية
فقد يؤثر هذا في شفائه اتفهمين قصدي "
- اذن يظنك رافقتني الى الطائره هذا الصباح ؟ألم تخبره بالحقيقه؟
هز رأسه الرمادي
- كذبت عليه كما كذبت انت عزيزتي هو مؤمن بأنك ستمنحينه الطلاق وانك خرجت من حياته للابد..عندما لم اعثر عليك في
غرفتك هذا الصباح عرفت انك اختفيت عامدة متعمده ..وكنت متلهفا للاتصال بك لأخبرك بما جرى لبلايك
نظرت اليه بعينين متوسلتين
- ماذا سأفعل ؟لااستطيع تركه!
تنهد "لم اظن لحظة انك قد تتركينه ولكن عليه في الوقت الراهن الا يعرف بوجودك هنا انصحك بالبقاء قريبة وبالمقاتله واعلمي
انك في النهاية ستفوزين "
رفعت نحوه وجهاً محطماً
- كيف تقول هذا وهو يعتقد انني موافقه على الطلاق؟
- اقول هذا لانني اعرفة منذ سنوات طويلة ..عندما اتصل بي بعد الحادثة لم اقدر لزواجكما النجاح وبصراحه لم اتوقع رؤيتك
في كينيا خاصة بعدما اخبرني بأمر الرسالة الفظة التي ارسلها اليك
- كنت سأتجهل الرسالة واهرع اليه وفوراً
رد ضاحكاً"اصدقك ..ولكنه رغم كل شيء كان عازماً على انهاء زواجكما ..ثم اكتشفت استقراركما في المزرعه ثم علمت انه طلب منك المساعدة"
ارتجف صوتها "سمح لي البقاء لانك طلبت منه ايهام الجميع باستقراره"
امسكت يداه القويتان بكتفيها ليجبرها على النظر اليه
- في هذه النقطه تخطئين لانني لم اطلب منه شيئاً بل في الواقع لم ارغب ان تكوني في نايروبي فقد خشيت عليك مما قد يحدث
ولكنه وجد حجة ليبقيك معه هذا دون الاعتراف بأنه يريدك زوجة له
نظرت اليه دقيقه كاملة فراح مغزى ماقاله ينغرز في عقلها ارتسمت ابتسامة على وجهها الذي شع فجأه
احتضنت كارل بشدة
- شكرا لاخباري هذا كارل ..كنت بحاجة ماسة الى هذه الكلمات
تلاشت ابتسامته "سيطيح بلايك برأسي مارسي "
- اعرف
طافت نظرته الخبيثه على قسماتها الرقيقه
- عليك معرفة امر اخر انما على الدكتور هارمان ان يخبرك به بنفسك ..لماذا لاتذهبين الى المستشفى الان على ان انضم اليك ساعه تقريباً؟
- شكرا لك كارل
وطبعت قبلة على خده ثم اسرعت الى الخارج لتستقل سيارة كان قلبها يخفق بشكل مؤلم في صدرها ..ماهو الذي تجهله حتى الان؟
ان كان الطبيب يريد رؤيتها فلا بد انها اخبار سيئه غطت وجهها بيديها متجمدة من الخوف ..هل حياة بلايك في خطر؟
لا يمكنها ان تخسره الان ..لايمكنها !


* * *

مجنونة قلبها 23-04-10 12:11 AM

10- ينتهي العالم على بابه

تقدم رجل يضع قناع الجراح نحو مارسي التي كانت تذرع غرفة الانتظار جيئه وذهابا "سيدة سايمور"
لم تعرفه حتى نزع القناع
منتديات ليلاس
- اوسيد هارمان ..شكراً لله !
- ظننت انك عدت الى انجلترا
- هذا مايظنه بلايك اريد ان اسألك عن حالته اخبرني كارل بأمر العملية الجراحية ولكنه اضاف ان لديك ماتقوله لي ..ارجوك ..كيف حاله؟يجب ان اعرف
- كانت الجراحة ناجحة
همست "الحمدلله ..لقد توسلت الية حتى يزورك في الاسبوع الماضي ولكنه لم يصغ إلي ..واستمر صداعه يزداد سوءاً"
- هذا افضل والآ لفات الوقت
احست بالدوار "فات الوقت ؟اتعني انه كان سيموت؟"
اسندت نفسها الى الذراع التي التفت على كتفيها
- تعالي اجلسي
قادها الى اقرب كرسي "يبدو ان زوجك لم يشأ اخطارك بحالته ماذا قال لك ؟"
- لاشيء ..ولكن حتى الاعمى قادر على رؤية الآلآم المبرحة التي كان يعاني منها
- ألم يذكر امامك نتائج الفحوصات التي اجراها في الاسبوع الماضي ؟
- لم اعرف بأنه زارك حتى اخبرني كارل اقصد السيد هيريون
ضاقت عيناه"هذا يعني ان السيد هيريون شرح لك ان الضربة التي تلقاها على رأسة حركت الشظية من مكانها ولهذا اخذ يعاني
من تلك الآلآم كلها ..اترين ..عندما كانت الشظية في مكانها الاصلي كانت في موضع حساس لانستطيع معه اجراء عملية لاستئصال الشظية
التي كادت تتلف عصب البصر نهائيا ولكن حينما تحركت من مكانها كشفت صورة الاشعة ان العصب قد يشفى وبدأ بعض النور يؤثر في العصب
وقفت مارسي على قدميها تصيح "هذا يعني ان العصب لم يصب بأذى"
- هذا صحيح سيدة سايمور ..ولكنني لم اتأكد قبل اجراء العملية فيما اذا كان العصب سليما ام متلفاً فقد كانت نسبة بقائه سليما متدنية
وشرحت لزوجك ..في البداية لم ير مايدفعه للخضوع الى عملية غير مضمونة النتائج اما ليلة امس فعدل عن رأية وقرر اجراء
الجراحة في اسرع وقت ممكن
ضمت مارسي يديها الى صدرها وسألت بصوت مخنوق
- قل لي ..ماذا وجدت؟
نهض عن الكرسي :مااملت ان اجده بالضبط..لست على حق دائما ولكن في هذه المرة حدث امر نادر الوقوع لم يصب عصب العين بسوء اما
نسبة حدوث هذا الامر فواحد على مليون اتدركين هذا ؟
- ايها الطبيب !
- مدي يدك سيدة سايمور
عندما مدت يداً مرتجفة اليه تناول شظية من جيب بذلة الجراحة
- اظنها ذكرى تودين الاحتفاظ بها
نظرت اليها ثم اطبقت يدها عليها ..لقد دخلت هذه القطعه المتناهية الصغر الى جمجمة بلايك فحرمته من بصره وهاهي الان
تمسكها في كفها انه لأمر لايصدق ! لم تكن تعرف ماذا ستفعل بها فرفعت رأسها الى الطبيب
- وهل تقصد انه سيسترد بصره؟
تنهد الطبيب تنهيدة عميقه
- علينا الانتظار كان عصب العين ملتوياً منذ شهر لذا اضطررت الى تقومية ..سيمضي بعض الوقت قبل ان يعود
الى طبيعته وقد لاتتجدد خلاياه وبكلمات اخرى قد يبقى اعمى
- متى نعرف النتيجة ؟
- يصعب الجزم ربما بعد اسبوع او عشرة ايام ..سنبدأ منذ الان لعبة الانتظار ولكن تذكري انني لااضمن شيئاً
- اعرف ..ولكن مجرد الامل معجزة
- المعجزة هي الاصابة التي تلقاها على رأسه فلولا السقطه لبقيت الشظية في مكانها تضغط بشكل دائم على العصب ..
ولولا اسراعنا في اجراء العملية لفات الوقت ..اكاد اقول ان يدا خفية دفعتك من فوق الحصان على زوجك ..ويالحظه!
- لااكاد اصدق ماتقول ..لقد تركني بلايك جاهله بما حدث
- اعرف هذا ..لااريد بسبب دقة الوضع ان يعرف بوجودك لانني لاارغب في ان يتعرض في هذه المرحلة الى اي خطر عاطفي
مهما كان يعلب العقل والارادة دورا في عملية الشفاء ..قد يذكره وجودك بما سيخسره ان فقد بصره وقد يسبب له هذا الشعور احباطاً
وضع يده بلطف على ذارعها "اهلا بك في المستشفى وفي غرفته ولكن بدون ان يصدر عنك صوت يدله على وجودك
سأطلب من الممرضات تجاهلك حين ننزع الرباط ونرى النتيجة النهائية ..والان اعذريني ؟
امسكت يده الضخمة بين يديها
- شكراً لك ..ولكن الشكر لايعبر عن شعوري
- سيبقى في غرفة الانعاش حتى التاسعه لماذا لاتأكلين في هذه الاثناء لقمة ؟امامك انتظار طويل
ربت كتفها واستدار الى قسم التمريض في اخر الردهه
قبلت نصيحة الطبيب فتوجهت الى الكافتيريا لتتناول العشاء علها تعزز قواها
فجأه شعرت بأنها لاتستطيع اخفاء الامر السعيد فتركت الكافتيريا بحثاً عن هاتف ..لم يعد يهمها ان توقظ الجميع فبلايك
يحتاج الى دعوات من يحبه ..
في البداية اتصلت بأبيه ثم اتصلت بوالديها وكان ان وعدتهم بالاتصال حين حدوث امر جديد
كان كارل يذرع مكتب الانتظار حين عادت مارسي الى طابق العمليات ..فأمسكت يده بسرعه ..ظل كارل معها عدة ساعات كانا خلالها يتحدثان
بهدوء بين الفنية والاخرى ولكنهما قضيا معظم الوقت في صمت قلق في التاسعه اعلن كارل عزمة على الرحيل شارحاً انه بحاجة الى تحضير
بعض الوثائق لليوم التالي ..عانقته بقوة وقلبها مفعم بالعرفان بالجميل
في التاسعه والنصف تناهى اليها صوت من الغرفة الخاصه ..فوقفت في ترقب متوتر تنظر الى الممرضات وهن يجررن عربة زوجها الذي
هرعت اليه عيناها رأته مضمد الرأس مغمض العينين وشمت رائحة غرفة العمليات تفوح من جسده ومن الشراشف التي تغطيه ..
ولولا تأكيد الطبيب ان العملية ناجحة لذعرت لمرآه
حوالي منتصف الليل لاحظت دلائل تشيرالى اقتراب موعد يقظته ..كانت الممرضه قد عاينته ولكنه ظل بلا حراك ..اما الان فقد بدا قلقا
يصدر همهمات غير مفهومة ..ضغطت ماسي زرا على الحائط تستدعي رئيسة الممرضات وماهي الا لحظة حتى دخلت
السيدة كورلي في زيها الابيض وتقدمت بسرعة الى بلايك تمسك يده بين يديها
- لابأس عليك سيد سايمور ..سترى
اتضح كلامة بالتدريج وتعلقت يده بيدها مما ملأ صدر مارسي بحسد كبير ..وهمس
- مالذي يحدث ؟ماهذه الالوان التي تعج في رأسي ..مارسي ؟مارسي؟
كانت صيحته لجوجة كادت معها اعصابها تتدمر ..ارادت ان تضمة بحب وحنان
عاد يتمتم بانفعال ظاهر
- مارسي ..حبيبتي ..هذه الالوان ..
ردت السيدة كورلي بلطف "لابأس عليك ..انت بخير"
رمت نظرة بليغة الى مارسي التي كانت واقفه الى جهة السرير الاخرى ثم اكلمت
- لقد انتهت العملية الجراحية سيد سايمور وكانت ناجحة ..ستكون بخير وقريبا سترى
مسحت يده بحنان فهدأ روعه وعاد الى النوم
استطاعت في الايام الثلاثة التالية الوقوف على قدميها لانه ناداها باسمها في اول لحظة وعى فيها ..كانت مجبرة على البقاء صامته كما امرها الطبيب ..
كانت تنام في الفندق ثم تعود الى غرفته قبل ان يستيقظ في الصباح ..ولكنها رغم بقائها معظم الوقت معه لم تكتف منه ولاحظت مارسي
انه بدا يسترد صحته كان يتحدث عن صور وألوان تمر دائما في رأسه ..وشرح لها الطبيب هارمان سرأ ان هذا يعني عودة عصب البصر الى طبيعته ..
وفي وقت ما خلال الاسبوع ازال الطبيب الضمادة فجلست مارسي على كرسي ويداها في حجرها
- حسنا بلايك ..سأزيل اخر الضمادات الان ولكن لا تتوقع رؤية شيء في الوقت الحالي فما زال امامك بعض الوقت سأعطيك نظارة خاصة تضعها
على عينيك نهارا وتخلعها ليلاً هل من اسئله ؟
- ابداً

مجنونة قلبها 23-04-10 12:12 AM

عبرت هذه الكلمة المختصره عن شدة قلقه وتوتره ..لقد بدا الانتظار ..
عاين الطبيب جرحة ثم وضع فوقه القطن واللصوق وبعد ذلك اعطى بلايك النظارة التي وضعها فوراً عندما قاس له نبضة سأله
- كيف تشعر؟
- وكأن حملاً ازيح عن رأسي
- الرأس عادة حساس جدا لأي ثقل زائد او ضغط ..تحرك ببطء في الساعتين القادمتين ..حتى تعتاد على خفة وزن الرأس
سمعت بلايك يتنهد ثم يسأل
- كم من الوقت سيمر قبل حصول تغيير في بصري؟هذا اذا حصل
عضت مارسي شفتيها متمنية لو تستطيع تشجيعه
- انه امر الله اذ يختلف الوقت بين شخص واخر سترافقك الممرضة بعد الظهر لتتمشى في الممر وعندما يعود جسمك الى طبيعته
ستعود عيناك الى طبيعتهما ايضا انها اصعب الاوقات بلايك ..فلا تفقد الصبر ولاتتسرع ولاتفكر كثيرا ..اصغ الى الراديو او التلفزيون
..اطلب من اصدقائك ان يقرؤ لك كتابا ما
رد بلايك بعجرفته القديمة
- اظنني سأستغني عن الاقتراح الاخير
ابتسمت مارسي واستدار الطبيب نحوها يحييها
هكذا بدا الروتين لمدة ثلاثة ايام متتالية ..كان خلالها الطبيب يعاين بلايك صباحاً ومساء ولكن لم يطرأ اقل تغيير ..كانت شهيته ضعيفه
مع انه قام بجهد بطولي لئلا توبخه الممرضات في اليوم التاسع راح يتحرك في الغرفة كما كان يفعل قبل الجراحه مستخدماً العكازين ليشق طريقه
كان يحافظ على ثقته بنفسه غير ان مارسي شعرت بعدم راضاه وبخوفه
في التاسعه من ذلك المساء جاء الطبيب لرؤيته ..كان متمددا على كرسي امام التلفاز مزيلاً نظارته فبدا لمارسي شخصا طبيعياً مبصرا
نام بسبب السأم
هزه الطبيب بلطف "بلايك ؟اصعد الى السرير اريد ان افحصك "
نهض بلايك ببطء على قدميه وتوجه الى السرير رافعاً نفسه الى الفراش ثم استسلم لفحص الطبيب الذي اطال التفحص على غير عادة ..ثم قال
- شفاؤك رائع بلايك ..صحتك ممتازة ..هل من تغيير ؟
- لا
- لايدهشني هذا تلك الاعصاب تأبى العمل ..انها مخلوقات صغيره لعينة
امسك بلايك يد الرجل بشدة
- لاتمازحني باري ..! اسمع نبرة المزاح في صوتك
- اذن انت ترى مالا ارى ..مازلت ضمن المهلة الطبيعيه للشفاء ..بعد عشرة ايام بالضبط سأبدا بممازحتك
سمعت مارسي تنفس بلايك الحاد "انا اسف"
وترك يد الطبيب
- لاتكن اسفا ..اراك صباحاً قبل ان تنام سأرسل لك ممرضتين لتدلكا ظهرك فالتدليك سيساعدك على الاسترخاء
استغلت مارسي الفرصة وخرجت مع الطبيب الى الخارج
- اتسمح ان اكون احدى الممرضتين هذه المره فقط؟ سأترك كل شيء للسيدة كورلي
- لااعارض ابدا
بعد بضع دقائق دخلت ورئيسة الممرضات الى غرفة بلايك تحمل المناشف ووسائل التدليك
- حسن سيد سايمور ..حان وقت التدليك ..اخلع النظارة واستدر
اطلق تنهيدة قبل ان يضع النظاره على الطاولة الجانبية ثم مالبث ان انتزع سترة بيجامته عابساً وتمدد على وجهه فوق الفراش ..سمر
ظهره العريض مارسي في مكانها ..عصرت بعض السائل بحذر ثم بدأت بتدليك جانب من ظهره وذراعه اليمنى اما السيدة كورلي
فاهتمت بالجانب الاخر
- هذا رائع سيدة كورلي
- من المفترض ان يكون رائعا ..حاول ان تنام
اخذت تهدئه وتحدثه كأم حنون وهي تدلك عضلاته بلمسات خبيره اما مارسي فكانت تدلك مؤخرة عنقه لتدلك الاوتار المتصلبه
حتى استرخت ..كان شوقها الى احتضانه بين ذراعيها اقوى من قدرتها على الاحتمال فارتدت مبتعده بعدما اكتشفت ان فكرة تدليكة غير صائبة
على اي حال
تأوه "لاتتوقفي الان سأدفع لك حتى تستمري اعطيك راتب يوم كامل مقابل نصف ساعه اخرى"
رنت ضحكة السيدة كورلي في الغرفة وجلبت ابتسامة خفيفه الى شفتي مارسي
- استمر سيد سايمور ..لدي مرضى اهتم بهم تعالي ياممرضة
رمت مارسي بنظرة متفهمة وتركت الغرفة
رابت مارسي من موقعها على الكرسي في الزواية بلايك وهو يلبس سترة بيجامته قبل ان يستقر بين الاغطية لينام ..سمعته يتنهد من وقت لآخر
..لاشك ان التدليك افادة اذ لم يعد مضطرباً كانت تعود عادة الى الفندق بعدما يخلد الى النوم اما الليلة فأطالت المكوث لانه قد يسترد بصره في اية لحظة
ولكنها رغم شوقها الى البقاء بقربة عندما تحين الساعه قررت الانتظار في الفندق ..سيبلغها كارل والطبيب هارمان بأى طارئ لاتستطيع البقاء معه
في الغرفة نفسها فيما كل قلبها يصرخ مطالباً احتضانه وحبه كما انها لاترغب في ان تكون مسؤوله عن اية نكسة ومع انها تكره التفكير في بقائه
اعمى فقد احست انه يستحق ان يكون بمفرده ماان يغادر المستشفى حتى تقرر ماهي افضل وسيلة تتخذها لتعود جزءاً من حياته مجدداً
..كانت غارقة في افكارها بحيث لم تلاحظ انه ترجل عن السرير يبحث عن عصاه ..متى استيقظ ؟
عاد الى الغرفة بعد دقيقه يحمل علبة مرطبات وتلحق به السيدة كورلي بحرارة
- والان سيد سايمور عليك ان تخلد الى النوم فمن الخطأ السهر
ضحك للمرأه القصيره "لابأس علي ياسيدتي "

مجنونة قلبها 23-04-10 12:13 AM

فرقعت بلسانها توبخه كان يقف على بعد اقدام من مارسي في صحه وعافيه وبدا مظهره القاسي غريباً وقد ازداد بروزاً في ثياب النوم
كان يبدو على حاله ولكن عليه ملامح جديده كان في بعض الاحيان ينظر اليها فلا تستطيع التصديق انه لايراها ..
مامن احد يستطيع ان يعرف انه اعمى وحدقت مارسي اليه ..انه يمضي فترة الانتظار بصبر مميز..مع مضي الوقت كانت تراه اقل كآبه
اما هي فكانت معنوياتها تحبط شيئا فشيئاً ..ربما انتظر بلايك اكثر مما يجب ربما ارادت ان يعود بصره اكثر مما ينبغي ولكنها لاتريده مبصرا من اجل
نفسها بل من اجله هو
كانت السيدة كورلي تراقبة وهو يحتسي المرطب ثم لما انهى شرابة امرته بالعودة الى فراشة وحذرته من الخروج ثانية تبعتها ضحكته الساخرة
السعيده وهي تخرج وهي ضحكه لم تسمع مثلها منذ زمن بعيد
جلست في هدوء مطبق مرت نصف ساعه كانت خلالها تستمع الى انفاسه المنتظمه ..لقد نام
امسكت حذاءها بيدها ثم سارت على اطراف قدميها حتى السرير لتنظر اليه ..كان مستلقيا على جنبة والوسادة مطوية تحت رأسه ..
ارادت ان تمد اصابعها لترجع الخصلة البنية المتدليه من شعره على جبهته ..ترقرقت عيناها بالدمع من فرط حبها له انه شجاع وقوي
تمتمت قبل ان تستدير "ارجوك يالله !"
- مارسي ؟
شهقت وادارت عينين دهشتين نحوه ..نهض ثم انزل قدمية الى الارض ..كان نور برتقالي من المصباح الصغير يرمي ظلاله على قسماته المستقرة
- اظننت حقا انني لن اعرف لمسة يديك او انني لن اعرف رائحتك ؟عندما يغازل الاعمى امرأته التي يحبها تستيقظ فيه حواسه الاخرى ..
وفي الليله التي قضيناها تركت لمساتك الساحرة تأثيرا لايمحي من رأسي ..وكم رغبت في الاحساس بلمساتك مره اخرى ..تعالي الى هنا مارسي
اذهلتها كلماته واربكتها ..ان كان يريد معاشرتها مره اخرى لينبذها بعد ذلك فلن تتحمل ذلك وعصر الخوف قلبها وتساقطت الدموع السخية من عينيها
- بلايك اقسم بالله انني لم اشأ ان تعرف بوجودي هنا سامحني ..لم اكن اقصد ايلامك بل اردت ان اكون قربك ..كان بمقدور الجميع
رعايتك والتكلم معك سواي لم اطق ذلك ..انا اسفه ..سأذهب ..
وابتلعت ريقها بشدة ..
- لاتخافي مني حبيبتي
انتزع حنانه مقاومتها كلها وشاهدته يضم يديه بين ساقية دليل هزيمة وعجز ..
- هل اذيتك الى درجة ان تخافي مني؟هل يساعدني لو قلت لك ان الحياه بدونك لاتستحق الاستمرار سواء اكنت اعمى ام مبصراً؟
وان التفكير في مواجهة لحظة اخرى من دون ضمك بين ذراعي هو اسوأ عشرات آلاف المرات من فقدان البصر ؟
لم تستطع مارسي التنفس وبدا لها انها انتظرت طوال حياتها هذه الكلمات ..تسللت آهه من بين شفتيها
- احبك مارسي واحتاج اليك اكثر مما احتاج الى الحياة نفسها .. ان اعطيتني فرصه اخرى كنت زوجاً حقيقياً لك حبنا موجود بحد نفسه ..
ولقد برهنت لي هذا ..ليس للوقت او الظروف اي اثر على مانشعر به وماطالما شعرنا به من حب متبادل
قطعت مارسي المسافة القصيرة بينهما راكعة قربه تضم رأسه الى صدرها ولتهمس في شعره البني القاتم
- احبك حباً جماً آه بلايك ..ان لم يرتد اليك بصرك ارج منك الا تدع هذا يؤثر فيك ..فأنا احتاجك ..وسأفعل ماتريد اعبدك
اطبقت ذراعاه على قدها النحيل وتعلق بها للحظات ابديه
- لم يعد يهمني شيء مارسي ..سامحيني لانني رميت قسم زواجنا في وجهك واشكر الله على بقائك
حضنته بقوة غير قادره على الكلام ..وتساءلت عما اذا كان من الممكن ان يموت المرء من فرط السعادة المتفجره في اعماقه واشتدت يده
على شعرها
- حينما تلاشى المخدر لم افكر في احد سواك ثم تذكرت انك على متن الطائره متجهه الى لندن ..فشعرت بأن تلك اللحظه كانت اشد وطأ
على من اللحظه التي اكتشفت فيها انني اعمى كاد يفقدني صوابي مجرد التفكير في ان رجلاً اخر قد يفوز بحبك او ينعم بعواطفك
فتضرعت الى الله ان تعودي إلي مارسي
داعبت عنقه ياقتها
- لكنني لم اسافر
اهتز جسده "لقد قمت بتمثيليه مقنعه سيدة سايمور ..عندما قلت انك موافقة على الطلاق احسست بأن حكماً بالموت الدائم قد صدر بحقي"
- كذبت عليك لانني كنت مضطره اذ لم استطع التفكير في حل اخر في ذلك الوقت ولكني اعدك وعداً قاطعاً الا اكذب عليك عمداً بعد اليوم
عانقها بحب
- لاتتركيني ابدا ..عندما شعرت بيديك على كتفي منذ قليل خلتني احلم ..فبعد تصرفي المقيت ذاك خشيت ان اصدق
ان دعواتي استجيبت
جلست بين ذراعيه تنعم بدفئهما
- لم استطع تركك بلايك ..الحياه بدونك بلا طعم او نكهه لاادعي انني اعرف مايشعر به المرء عندما يعرف انه فقد بصره ولكنني
استطيع القول صادقه انه ليس اسوأ من ان اعيش بدونك في لقائنا الاول في المستشفى يوم طلبت مني العودة الى بلادي لانك لاترغب
في وجودي احسست بأنني محكومة بأسوأ انواع البؤس ..
- سامحيني على ماكبدتك اياه من معاناة
- ليس لدي مااسامحك عليه لانني احبك
ثم عانقها عناقاً جائعاً حنوناً دفعهما الى اعماق احضان الحب رفعها بين ذراعيه ووضعها على السرير بقربه
- ماان يسمح الطبيب بمغادرة المستشفى حتى نسافر لنمضي مدة شهر كامل بل مدة اشهر عديدة عسل لااريد ان يشاركني فيك
احد اذ اسأحتاج الى وقت طويل حتى اصدق ان هذا يحدث لي حقا ..لكن هذا حقيقه وانت حقيقة ..اليس كذلك ؟انت حبيبتي الجميلة
الخلابة الى درجة الألم
باتت غير قادرة على احتواء السعادة ولكنها ذكرت نفسها بأنهما في غرفة مستشفى ..وهي الان على وشك ان تنسى كل شيء
تمتمت بصوت اجش "بلايك ..قد يدخل علينا احد "
- انا ادفع اجرة هذه الغرفة فإن اردت احتضان زوجتي فهذا شأني انا لاشأن احد سواي
تذكرت بلايك الذي تعرفه منذ زمن بلايك الواثق من نفسه المغرور
- انتظري فقط ريثما نرجع الى البيت سيدة سايمور
ضمته اكثر فأكثر "احبك عندما تناديني هكذا"
- مارسي ماان تصدر التهم رسمياً ضد غرانت والاخرين حتى نسافر الى اي مكان تختارينه انت
- لااريد الا ان استقر في المزرعه
- المزرعه؟
رفع حاجبه مظهرا الذهول والعجب
- انهااجمل مكان في العالم ارجوك ..ارجوك لاتبعها ..لااستطيع تحمل بيعها
جلجلت قهقهة من حنجرته
- آه! مارسي ..مارسي ..انا لااستحقك
وضمها مجدداً فهمست "لما تقول هذه الكلمات؟"
- نحيت عني اعظم قلق اشعر به لقد تساءلت منذ البداية عما اذا كنت محقاً معك
رفعت رأسها تنظر اليه "بلايك ماذا تعني بقولك؟"
طأطأ رأسه يعانقها "انت لاتعرفين ماشعرت به عندما رأيتك اول مره لولا وجودك في مجتمع متمدن لخطفتك من غرفة استقبال ابي ولحملتك
الى مرتفعات نائيه وعندما انتقلنا الى المزرعه بدوت لي سعيدة جدا ولكنني لم اجرؤ على التصديق وفي ظني انك تتظاهرين بالسعادة
من اجلي ..فلأضمك مارسي ..ولأحبك الى اخر عمرنا"

مجنونة قلبها 23-04-10 12:14 AM

* * *

تسللت اشعة الصباح البنفسجيه من نافذة غرفة المستشفى حتى وصلت الى السرير ..واحست مارسي بدفء نور الصباح على وجهها
وتحركت لكنها كانت عالقه بين ذراعي زوجها
ماان فتحت عينيها حتى اكشفت ان بلايك مستيقظ يتلمس قسمات وجهها ..في الطريقه التي ينظر اليها شيء ماجديد لم تره
في عينيه منذ فقد بصره انحبست انفاسها في حلقها
- بلايك؟
همس "لاتتحركي ..استلقي بلا حراك ودعيني أتأملك ..مارسي .. ان لم تكن عيناي تخدعاني فأنت ترتدين تنوره زرقاء وبلوزة كحليه
على ياقتها اطار ابيض ..هل احلم ؟"
امتزج القلق بعدم التصديق في صوته
اغرورقت عينا مارسي بالدمع وهي تنظر الى زوجها
- انت لاتحلم ..لقد ارتد اليك بصرك !
رفعت يدها الى وجهه تتلمس جبينه بأصابعها
- متى حدث هذا ؟
ابتلعت ريقها تدعو الله الا يكون مايعيشانه حلماً .. تمتم يرفع نفسه ليجلس
- لاادري ..اسفقت قبل قليل وانا ارى ماحولي من خلال ضباب اغمضت عيني ثانية اتساءل عما يعنيه ذلك ولما فتحتهما ثانية شاهدت وجهك
واضحا كأشعة الشمس ولكن مشكلتي ان صورتك مطبوعه في ذهني وقلبي منذ زمن طويل ..ظننت بل افترضت ..آه مارسي هل استطيع حقا رؤيتك؟
يازوجتي الحبيبه الجميله !
جالت نظرته المشتاقه في كل حدب وصوب ورأى حالة شعرها وتبعثره
- اتعرفين ان عينك ساعة الاثاره تلمعان بنار قرمزيه وان شفتك السفلى ترتجف ؟
انحنى يعانقها ثم اردف
- لقد اجترح ايمانك معجزه مارسي
وارتسمت ابتسامة مشرقه على وجهها
- قال الطبيب هارمان ان يدا مادبرت حادثة وقوعنا في ذاك اليوم
رفع لها يديها ولثم راحتيها بحنان وصل الى قلبها
- ماكان سيصيبني لو تخليت عني ؟ماذا لو سافرت الى لندن منذ اليوم الاول على وصولك ؟
ضمها بين ذراعيه مره اخرى
- لاتتركيني ابدا ولاتتوقفي يوما عن حبي
- صباح الخير سيد سايمور ..
فاجأه صوت السيدة كورلي الرنان التي دخلت الى الغرفه
- انه يوم جميل ..
وتوقفت في منتصف الطريق تقول شاهقة
- سيد سايمور!
سحبت مارسي نفسها من بين ذراعي بلايك ونهضت عن السرير تحاول تمليس تنورتها المتجعده وبلوزتها وبدا بلايك يضحك ضحكة ساحره
- انه صباح رائع سيدة كورلي ..لم اكن اعرف ان عينيك زرقاوان
ومضت عينا المرأه
- اذن ارتد اليك بصرك؟حسن نظرا لهذه الظروف ..لن ابلغ عما رأيته ..لكن تذكر ان الطبيب هارمان قادم بعد دقائق ..ولا تريد
للرجل المسكين ان يصاب بنوبة قلبية ..ليس بعد مافعله من اجلك
طوى يديه على صدره وابتسم لمارسي
- لا ..سيدة كورلي ..لانني سأصحب عروسي من المستشفى هذا الصباح لذا سأودعك الان واقدم لك شكري لانك اعتنيت بي
كما لو كنت والدتي
ابتسمت بخجل كطفله صغيره
- اوه ..اغرب عن وجهي سيد سايمور ..ان امثالك يسحرون الطير في وكره ..كن طيبا مع عروسك الجميله هذه ..لقد وقفت كالحارس فوقك
تراقبك وتتضرع الى الله من اجلك ..لم تترك جانبك لحظة ..وهي من كانت ترعاك وتتحملك عندما يعجز الاخرون عن مساعدتك
في بلادي نقول لمثيلاتها موهبة الجنيه الطيبه
- واية موهبه هي هذه سيدة كورلي ؟
- قلب مخلص ثابت سيد سايمور ..وهذا امر نادر حقا
امسكت مارسي اليد التي مدها اليها عندما غادرت السيدة كورلي الغرفة ..وعادت الى احضانه الى حيث تنتمي
نظر اليها بشوق اسرها
- مارسي انت وحدك من اخرج رجلاً اعمى من اعماق الجحيم المظلم الى النور لذا اريد ان اهبك مافي الدنيا مقابل ذلك
تحولت عيناها الى جمر قرمزي اللون
- لقد وهبتني الدنيا عندما طلبت يدي للزواج ولكنني اريد ان انسى العالم فتره واكون معك وحدي كنت افكر في انجاب طفل ..واريد ان يحدث هذا بسرعه
دفعتها اصوات خارج الباب للابتعاد عنه ولكنه امسك بوجهها المتورد بين يديه
- هذا مااملت سماعه سيدة سايمور ..لانني لن اتركك تبتعدين لحظة عن ذراعي

* * *



تمت

sassou 26-04-10 06:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

redroses309 06-05-10 01:53 AM

مشكووورة حبيبتي على الرواية اللي تجنن
تسلم ايدك و الله يعطيك العافية

lona-k 06-05-10 02:26 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الهيفاء 12-05-10 04:10 PM

رواية مذهلة ورائعة جدا جدا، ألف ألف شكر وسلمت يداك على روعة الاختيار...

لمسة حب 25-05-10 07:18 PM

:flowers2::flowers2::flowers2::55::55::55::rdd12zp1::rdd12zp 1::rdd12zp1:واووووو الرواية اكتر من رائعة مؤثرة وممتعة و مثيرة :welcome_pills3::welcome_pills3::Supercool::Supercool::Super cool::Supercool::Supercool:

deemaah 26-05-10 01:56 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حجر فيروزي 27-05-10 02:01 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .الاقاك

علــــوش 02-06-10 02:00 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ..

نوره1425 19-06-10 04:32 PM

اين بقية الروايه

نوره1425 20-06-10 11:58 AM

الى الاخت الي نزلت رواية لوكنت حبيبي:55:شكرا لك وارجو ان تكمليي الروايه

نوره1425 20-06-10 05:16 PM

السعوديه
 
الله يعطيك العافيه الروايه ممتعه ومشوقه:flowers2:
لكن تكفين كملي الروايه

moura_baby 21-06-10 05:57 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

tootty 22-06-10 01:20 PM

very nice thank u

Midnight 25-07-10 11:28 AM

يسلمو روعه

جوريات111 20-09-10 04:53 PM

الرواية بجد روعةتسلم ايدك عليها

منبع اشواقي 25-09-10 01:33 AM

مشكوره يالغاليه على الروايه

nadafha 01-10-10 12:12 AM

:rdd17ns5::flowers2::flowers2::flowers2:

asmaa_amr 11-10-10 12:00 PM

جميلة جدااااااااا شكرا ويعطيك العافية

شووقهـ 13-10-10 04:41 PM

مره روووعة

يعطيك العافية خيتووو

مودتي لكِ

charouza 03-11-10 12:56 PM

yeslamooooooooooooo rewaya raw3a

charouza 03-11-10 04:24 PM

waaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaw

charouza 03-11-10 11:08 PM

yeslamooooooooooooooooooooooooooooooooooooo

زهرة منسية 08-01-11 05:23 PM

الروايه روعه يعطيكى العافيه

La PrInCeSsE De NuIt 15-02-11 05:25 PM

يا يمه روعة يسلم يديك

هدىgb 16-02-11 04:57 AM

وااااااااااااااو روايه حلوه

تسلم ايدك عليها

طيف السما 18-02-11 01:58 AM

رائعه شكرا على مجهودك:8_4_134:

بحيرة الدموع 06-05-11 10:03 PM

شكرا الرواية روعة

عصافير الجنة 02-01-12 05:05 AM

:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1:

ندى ندى 14-01-12 04:54 AM

رووووووووووووووووووووعه

سومه كاتمة الاسرار 20-02-12 07:23 PM

[جميله جداااااا ومختلفه وده احسن ما فيها شكرا لاختيارك
:8_4_134:

ملك فارس 14-07-12 03:41 AM

وووووووووووووووووووووووووووووواووووووووووووووووووووووووووووو ووووو روعه وتسلم الايدى

الجبل الاخضر 18-07-12 02:45 PM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

بهوج 01-09-12 03:53 PM

حلوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووة جددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددد دددددددددددددددددددددددددددا يسلموووووووووووووووووو:peace:

انطونيا 07-09-13 04:22 PM

رد: 88- لو كنت حبيبي - ربيكا ونترز ( كاملة )
 
:55::55::55::55::55::55::55::55:مش قادرةاوفىحقك فىالشكر لان بجدبجدبجدده احلىروايةمن المجموعةكاملة شكراكتييييييييييييرعلىمجهودك

غنجة بيا 01-02-14 08:47 AM

رد: 88- لو كنت حبيبي - ربيكا ونترز ( كاملة )
 
قمة في الروعة يعطيكي العافية حبيبتى وسلمت اناملكي:welcome3:

منى على سيد 23-08-15 11:32 PM

رد: 88- لو كنت حبيبي - ربيكا ونترز ( كاملة )
 
تسلم ايديك الملخص جميل جدا


الساعة الآن 04:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية