منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   حب في زمن المقاومة ، من فلسطين / متوقفة من 2009 .. (https://www.liilas.com/vb3/t115470.html)

sivda 26-07-09 01:09 PM

حب في زمن المقاومة ، من فلسطين / متوقفة من 2009 ..
 
اعجبتني هذه الروايه اوالقصه
احببت ان انقلها لكم
لتعلمو ان الحب موجود في كل زمان ومكان
لكن لكل منا ظروفه وطريقته في التعبير عن الحب
الكاتبه المبدعه (نور القمر)
صورت الحب في زمن المقاومه بصوره رائعه راقيه طاهره ونقيه
نقل تصوره جميله للحب للأعضاء ولمن يتسأل عن الحب في فلسطين
اطلت عليكم اترككم مع اجزاء الروايه
















بعد اذنك... افسحي الطريق قليلا امام المارة ولا تقفي هكذا في وسط الطريق
- اسفة.. لم اعي حقيقة وقوفي في وسط الطريق
- لا داعي للأسف...أردت تحذيرك فقط..

ومشى في طريقه.....
كان ظاهر كلامه الأدب والاحترام.. ولكن باطنه كان عبارة عن سخرية لاذعة مغلفة بالقسوة... ففكرت في نفسها.... أيستدعي وقوفها في وسط الطريق كل هذه القسوة؟ فكرت لدقائق.. ومن ثم قررت ان تنسى هذه المحادثة ... فلن يفسد نهارها رجل غاضب مغرور..

وأكملت طريقها... وأكمل الدمار طريقه.. فمهمتها كمعلمة في المخيم لم تكن سهلة ابدا...فهي تقطع مسافة طويلة جدا بالنسبة لمكان اقامتها... وطلبات التحويل التي قدمتها لوزارة التربية " علام يبدو" ذهبت سدى...ولكنها الان لن تفكر بهذا الامر... ولن تفكر في اي زاوية قذرة كان مصير طلباتها... بل ستفكر بأهمية مهمتها كمعلمة في مدرسة المخيم التي تفتقر للكثير من الامكانيات... وستفكر بطرق جديدة وابداعات.. فهي لم تنل شهادتها لتضعها على الرف.. وانما...ستترك بصمتها ...كان هذا جل ما تفكر به...

- مرحبا مس...
قطع صوت طالبة من طالباتها حبل افكارها.. فقد دخلت الان الى المدرسة في الوقت الذي بدأت به الطالبات بالاصطفاف للطابور الصباحي..

- الم اقل لك بأنني لست "مس" ...فأنا اعلمك العربية يا فتاة.... ناديني معلمتي...
- اه.... حاضر يا معلمتي...
ويا ليتها حاضر...فكل يوم تضطر لتكرار هذا الدرس الصباحي...حتى انها قد فكرت بكتابته على ورقة لترفعها في وجه الطالبات قبل الدخول للمدرسة....

- مس رانيا....رافقيني الى مكتبي...........لو سمحت...
كان هذا صوت مديرة المدرسة...وقد فهمت رانيا سبب استدعائها "الرسمي"...ولكن جل ما كان يدور بخلدها جملة "مس رانيا" فاذا كانت مديرة المدرسة تناديها "مس" فما بال الطالبات..... يالسخرية...

وعندما سمعت صوت صفق الباب.... بادرت رانيا بالكلام.....
- انا اعلم ان حضرتك غاضبة... ولكني لا اتحكم بسرعة السيارة.... ولا بنقاط التفتيش الاسرائيلية... ولا اتحكم بطوابير الناس التي تكون امامي... ارجوك....قدري ظروفي....
- مس رانيا.... انا اسمح لك كل يوم بالتأخير... ولكن اليوم... اليوم يوم مناوبتك... وعليك ان تكوني حاضرة وهذا .......
لماذا سكتت؟؟؟؟ كان هذا اول ما تبادر الى ذهن رانيا.... ولكنها سرعان ما ادركت السبب...فقد سمعت صرخات الطالبات الهستيرية الاتية من ساحة المدرسة... فركضت الاثنتان الى هناك...ووجدتا شاب مضرج بالدماء...يحاول الزحف على ارض المدرسة.... فبادرت رانيا الى مساعدته واعطت اوامرها لاحدى الفتيات بأن تذهب بسرعة الى الممرضة لتناديها هي وادواتها الطبية... وتعاونت المعلمات لرفع الشاب الى غرفة الادارة...وهناك... وصلت الممرضة وبدأت عملية تطهير الجروح... وبعد خمس دقائق....افاق الشاب وكانت اول كلماته....
- يجب ان اذهب من هنا....... وجودي خطير جدا..... ارجوكم...دعوني.....
فأجابته رانيا...
- لا نستطيع....فحالتك صعبة....فهناك رصاصة في يدك.... واخرى في قدمك التي علام يبدو انها قد كسرت ايضا... ولكن.... من انت؟؟؟؟ وما الذي اوصلك الى هنا؟؟؟؟
- انا.......انا......
- من انت ايها الشاب....اخبرنا....وما هو الشيء الخطير..؟؟؟؟
- انا...... انا قد قتلت خمسة مستوطنين الان.................
- ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت عيون جميع المعلمات تحدق فيه بطريقة جنونية....
- أفهمت الان ما هو الشيء الخطير....سيأتي الاسرائيليون الان.....وستدمر هذه المدرسة فوق رؤوسكم ان علموا بوجودي.....
يا الهي.... انه مقاوم...لقد قتل خمسة من قوم القردة والخنازير لتوه...يا له من شجاع مغوار...نعم.... المقاومة لم تنته بعد....
كانت هذه افكار رانيا..... ولكن الان....
- علينا اخلاء المدرسة.....حالا
- ما الذي تقولينه يا مس رانيا؟؟؟؟
اجابتها المديرة...
- أقول بأنه علينا اخلاء المدرسة حالا يا حضرة المديرة.... فالمدرسة معرضة للقصف....
- و ما الذي سأقوله للطالبات؟؟
- يا حضرة المديرة... اخبريهم اي شيء...فالوقت سينفذ..وستتحول هذه المدرسة الى ساحة جثث...ارجوك...تصرفي بسرعة...
وبالفعل...عمت حالة الطوارئ المدرسة.... وبدأت أفواج الطالبات بالركض خارج المدرسة... وبعد عشر دقائق...عادت المديرة وقالت لرانيا:
- لم يبق الا انا وانت والممرضة وهذا الشاب...
- اذهبي انت يا حضرة المديرة... فأنا سأبقى معه... واذهبي انت ايضا يا ام احمد...
- ولكن..... يا مس رانيا....
- لا تقلقوا...فقد اتصلت مع الاسعاف وقالوا بأنه في غضون خمسة عشر دقيقة سيصلون....فاذهبوا انتم....
- هل انت متأكدة؟؟؟
- نعم...
- اذن... الى اللقاء مس رانيا... ارجوك اتصلي بي عندما تصلين الى بيتك...
- سأفعل...
- الى اللقاء.....
ولم يبق الا رانيا.... وهذا الشاب...... فقال لها:
- انت شجاعة جدا يا مس رانيا...بالمناسبة.... انا حازم...
- اهلا حازم...... ارجوك.... لا تناديني "مس" .. وقل لي... هل انت وحدك...؟؟؟ اليس معك احد في هذه العملية...؟؟؟؟
- لا.... ولكني عضو في مجموعة "لأجلك وطني".... هل سمعت بها؟؟
- لا....
- هذه مجموعة صغيرة...كلنا فيها مقاومين....ونحن نؤمن بأنها ستكبر...فالنضال والمقاومة يجب ان تعود من جديد...وانا هنا لا اقول بانها قد توقفت لتعود....ولكن يجب ان يكون هناك نضال منظم.....اليس كذلك؟؟
- بالطبع يا حازم....كيف هي حالتك الان؟؟؟؟
- احسن و ....
وسكت حازم.... وحدق بذعر نحو الباب........

وسكت حازم.... وحدق بذعر نحو الباب........
فخافت رانيا...وتوقعت بأنها حين ستدير رأسها...ستجد مجموعة من الجنود متربصين بهما بالباب بانتظار الانقضاض عليهم... فأغمضت عيناها..........
ولكن حازم تكلم:
- مرحبا ابو رامي... ظننتك لن تأتي ابدا...
ابو رامي؟! ... من ابو رامي....هل اصبح اسم الجنود ابو رامي؟؟!! ... أهو اسم حركي جديد؟؟!! .... ولكن ما هذه الافكار الغبية... فتجرأت رانيا وأدارات رأسها لتواجه المسمى بأبو رامي...
وكان هو... كان ذلك الرجل المتعجرف الذي طلب منها التحرك من وسط الطريق..كان هو... ولكن بملابس اخرى... وبشعر مشعث...و...و مع بندقية على كتفه...
- ابو رامي... هذه رانيا... قامت بإخلاء المدرسة و اصرت على البقاء معي لحين وصول المسعفين...
- اهلا رانيا...
- اهلا سيد ابو رامي..
- نضال... اسمي نضال..
- اهلا سيد نضال
وأخذ نضال ينقل بصره في أرجاء الغرفة.. فكانت النتيجة... مكتب و كرسيان وبضع لوحات على الحائط وكان حازم ممد على الارض وبضع كتب تحت رأسه ورانيا بجانبه مع صندوق الاسعافات الاولية.... وقطع نضال تأمله هذا ومشى نحو النافذة لتفقد الاوضاع...بينما كانت رانيا تحاول قدر الامكان التخفيف من جروح حازم... ومسح عرقه...وهنا أحست بوخزة...لماذا لم تصل سيارة الاسعاف بعد؟؟؟ لقد أخبرتهم بأنها حالة طارئة... أيعقل انهم لم يصدقوا بلاغها... أم ماذا... لماذا تأخروا بحق الله....؟؟؟
وأملت بأن تسمع صوت صفير سيارة الاسعاف...ولكن أذناها لم توفق بسماع شيء الا الصمت...
- هيا يا حازم... علينا ان نخرج من هنا...فيبدو ان سيارة الاسعاف "المزعومة" لن تصل ابدا...
- مزعومة؟؟!! .... رددت رانيا
- نعم مزعومة... فلربما لم تتصلي بالطوارئ من البداية.... يا ....رانيا
لماذا يتكلم باحتقار؟؟ تساءلت رانيا... ماذا فعلت له..؟
- ما هذا الاتهام يا سيد...
- اتهام ؟؟.. دعيني اسرد لك الحقائق.. معلمة تنتظر بجانب جريح مقاوم.. وهي تعلم مغبة ذلك... وتسارع باخلاء المدرسة...وتقوم بدور الممرضة... والانكى من ذلك... تتصل بالاسعاف... الا تبدو لك هذه الاعمال بانها اعمال بطلة خارقة منظمة... فاحتمال ان يدك الجميلة.. أخطأت بطلب رقم الطوارئ...و طلبت رقم المخابرات الاسرائيلية....احتمال.. كبير ... و وارد..
حدقت به رانيا بطريقة مخيفة... ايتهمها بالعمالة... وهي التي كان دافعها شريفا... ونبيلا الى اقصى الحدود... ما هذا الانسان؟؟؟ وكيف يحكم عليها.... لا بل كيف يشكك في اخلاقها وانتمائها و مبادئها ووطنيتها....؟؟؟
- انا اسفة..... اسفة عليك يا سيد... فأنا معلمة لي مبادئ واخلاق... ولا اسمح لأي مخلوق بأن يضع نفسه موضع تحكيم ومساومة على وطنيتي او انتمائي... فأنا لم اعمل اعمال خارقة كما اشرت... فهذه كانت اعمال كانت لتفعلها اي فتاة فلسطينية في موقفي......
وسكتت.... ومن ثم أكملت:
- حمدا لله على سلامتك يا حازم... هناك الان من يعتني بك...
وأخذت حقيبتها... وهمت بالخروج...الى ان سمعت نضال يقول لحازم...
- علينا ان نذهب الان يا حازم.... فبما انها خرجت... فهذا لتؤمن على حياتها...وهذا يعني ان الجنود قادمون...
ووقفت... وكأنما عاصفة جليدية عصفت بها.. وسمرتها... وحولتها الى تمثال جليدي....ما هذه الاتهامات؟؟؟؟؟ بل كيف يجرؤ؟؟؟
- الان ... الان فقط عرفت لماذا تحرير الوطن يبدو بعيد المنال.... لأن امثالك يدعون الدفاع عنه....



- الان ... الان فقط عرفت لماذا تحرير الوطن يبدو بعيد المنال.... لأن امثالك يدعون الدفاع عنه....



وذهبت.... ولم يعد يهمها شيء....فهل طيبة القلب والوطنية اصبحت تختم بختم العمالة...وهل من حق اي انسان....ان يحكم ويعطي اتهامات مسبقة قبل التعرف على الانسان الذي يتهمه... ولماذا يعمم الناس احكامهم؟؟؟ اسئلة كثيرة كانت تتضارب في رأسها...فهذه كانت اول مرة تقابل هذا النوع من البشر...النوع الذي كانت تشكك في وجوده...
....

.......
ولكن ما هذه الاصوات... كانت الان تمشي في ممرات المدرسة في الطابق الثاني...فتجرأت والقت نظرة من النافذة... ويا ليتها لم تنظر...كان هناك خمس دوريات ودبابتان في ساحة المدرسة...وطائرة تحلق بالاجواء...والعشرات من الجنود الواقفين بتأهب خارج اسوار المدرسة....وبدأت الافكار والخطط تتوارد في ذهنها... فهي تعلم انه ليس هناك مكان للذعر في مثل هذه الحالة... ولكن حازم... حازم الجريح... ماذا سيفعل؟؟ فركضت عائدة اليه... ورأت نضال يركض وحازم محمول على كتفه...

- حازم.... اليهود في كل مكان .... ماذا ستفعل....
- لا اعلم يا رانيا...

قال هذه الكلمات بألم..... فقال نضال:

- علينا الخروج من هنا حالا....هيا تعالي ولا تقفي هنا كالحائط...

- انت لا تعرف كيف تتعامل بتهذيب يا سيد... وبالمناسبة انت تمشي بالاتجاه الخاطئ...فبطريقتك هذه ستسلم نفسك لليهود...هناك ممر تحت غرفة الحارس...فهذه المدرسة اقيمت بجانب القصر الروماني ... وكما هو معروف... القصور الرومانية كان بها ممرات تحت الارض حتى يخرج منها الحاكم في وقت الازمات...ونحن ان سلكنا هذا الممر سيصل بنا الامر الى داخل القصر..وهناك... كل واحد سيسلك طريقه... واتمنى ان لا يكون اليهود قد فكروا بهذه الفكرة قبلنا... والان.... أقادمون؟؟؟

- يبدو انه الحل الوحيد يا نضال...

كانت امارات التردد تعلو وجه نضال... فهو لا يثق برانيا... ولكنه سمع صوت مكبرات الصوت الاسرائلية التي تطالبهم بتسليم انفسهم...فآثر ان يذهب معها... ويموت وهو يحاول... فذلك احسن من الموت وهو مكتوف اليدين..

وبدأت رانيا بالركض باتجاه غرفة الحارس..وكان نضال يركض خلفها... ووصلوا الى الغرفة.. وفتحت رانيا الباب...وابعدت سرير الحارس... وتراءى لهم باب حديدي... فحاولت رانيا فتحه..ولكنها لم تنجح... فقد كان صدءا ولم يفتح منذ زمن...فوضع نضال حازم فوق السرير.. وفتح الباب... ونزلت منه رانيا اولا... ثم نضال... ثم حازم... والذي سارع نضال الى حمله...وبدأوا بالركض...وكانت رانيا تبعد شباك العناكب وهي تحاول الركض بسرعة... وشكرت حظها في سرها... اذ انها لبست حذائها المنخفض الكعبين... فيالهول المصيبة ان غيرت رأيها في صباح هذا اليوم المشؤوم ولبست حذائها الاخر... وكانت تحاول نسيان امر العقارب والافاعي التي تعشعش في هذا النفق...وتحاول الاهتداء قدر الامكان الى الطريق... حتى لا تصدم رأسها بأي حائط او حاجز...اذ كان الضوء المنبعث من هاتفها النقال الذي استخدمته لانارة الطريق.. خافتا... ولم يكن كافيا لانارة كل الطريق امامها...ووصلت الى النهاية...وكان هناك سلم اخره بوابة مثل التي دخلوا منها... فتقدمها نضال ... وفتح البوابة:
- سأخرج انا اولا... حتى اتأكد من خلو المنطقة...
قالت رانيا هذه الكلمات بعفوية...
- لا ... لا تكملي افعالك الخارقة لأجلنا يا انسة.... انا من سيخرج...
- لا يا سيد... بل انا من سيخرج... وانت ستحمل حازم... فالله وحده يعلم عدد العقارب المعشعشة هنا....
وخرجت... ولم يكن هناك احد... غير بيوت شامخة بالافق... وصوت العصافير... وكان المكان خال كفاية ليتبين لها انه لا وجود لدوريات او دبابات... فسارعت الى النفق... وساعدت نضال وحازم بالخروج منه...
- اين نحن الان....؟؟؟؟
سأل حازم...
- نحن الان في ساحة القصر الروماني....او ما تبقى منه...
اجابته رانيا...وسكتت ... وسكت حازم... لسماع نضال الذي كان يجري اتصالا عبرهاتفه النقال...
- اسمع... نحن في القصر الروماني... لا لسنا اثنان... ثلاثة...نعم ثلاثة... لا تسأل... ابعث السيارة الان... بسرعة....... لا ليس الجيب... السيارة الزرقاء... بسرعة.. لا تتأخر...
كانت كلماته أوامر....تجعله يبدو وكأنه رئيس هذه الحركة المقاومة...ويبدو انها حركة منظمة...ولكنه متعجرف... وينظر اليها وكأنها حشرة.. او عقبة في طريقه... وكأنها السبب!!... او كانه يحاول نسيان حقيقة انها السبب في نجاتهم سالمين...وانها هي التي انقذتهم...
كانت هذه افكار رانيا... والتي سرعان ما وبخت نفسها على هذه الافكار... فهي لاتنتظر تقدير احد...فهي تتصرف وفقا لما يمليه عليها دينها... وماتمليه عليها مبادئها ووطنيتها... وما يريح ضميرها...
.....
وجاءت السيارة... وكانت قديمة نسبيا... ذات لون ازرق مهترئ...وكان يقودها شاب...في اوائل العشرينيات...فحمل نضال حازم واجلسه على المقعد الخلفي... وطلب من رانيا الجلوس بجانبه...وجلس هو بالامام... وقال للسائق....
- الى مركز "ج"
فهمست رانيا لحازم...
- مركز "ج"؟؟؟؟
فأجابها....
- انه مقر الحركة...
- واين هو..؟؟؟
- لا اعلم... فأنا جديد على هذه الحركة... وكنت امر باختبارات الولاء منذ ثلاثة شهور للانضمام اليهم... وكان اختبار اليوم .. هو الاخير
- اه.... فهمت....
- اه يا رانيا... واخيرا جاء اليوم الذي سأرى فيه القاعدة... واليوم الذي سأشعر فيه اني واحد من المقاومين فيها... لأجل فلسطين....انا سعيد... سعيد جدا... بالرغم من ألمي....
وفكرت رانيا... اختبارات ولاء لمدة ثلاثة شهور... واخر اختبار كان اختبار الموت المحتم... يا الهي... انها احتياطات مشددة....
- يا انسة... انا مضطر لأخذك معنا... لانك بت الان مهددة... اذ انه لا شك ان الاسرائيلين قد علموا بوجودك معنا... وبمساعدتك العظيمة لنا.....
رباه....ما زال يشك بها.... بعد كل ما فعلته....
- شكرا يا سيد....
- لا... انا لا اصدق... الن تقولي... والاولاد من سيطعمهم... وزوجي ماذا سيقول.... وامي ستجن... وابي سيقتلني ثم سيقتل نفسه ......
فقاطعته...
- انا لست متزوجة... وابي وامي...توفيا...
وسكت...اذ يبدو انه قد ادرك فداحة سخريته...
- اسف...
قالها على مضض...
- لا داعي يا سيد....
وأكملت السيارة طريقها...وكانت قد تخطت المخيم...وبدأت بالسير باتجاه الجبال العالية المزدانة بشجر الزيتون...ثم انتقلت الى طريق ترابي وعر...وفجأة ... توقفت السيارة....
- وصلنا....
قال نضال...
- وصلنا..؟؟؟!!!!
ردد حازم ورانيا في دهشة...فلم يكن هناك بناء ...بل اشجار واشجار...... واشجار...
- نعم وصلنا..... انظروا...
واشار نضال بيده الى باب خشبي مهترئ...اذ انه يبدو باب لبئر... او لمخزن تحت الارض...وفتح الشاب الذي كان يقود السيارة الباب... ودخل... وخرج بعد دقيقة مع شاب اخر... وتعاونا على حمل حازم الى الداخل.... وبقي نضال ورانيا بالخارج....
- الا تظن يا سيد ان هذا كفاية....فانا لا استطيع الدخول الى مكان لا أعرفه... ثم ... ثم انتم كلكم رجال...وانا لا اريد البقاء وحدي بينكم... ارجوك دعني اذهب...
- لقد مر وقت الخوف يا انسة...فانت هنا الان...وانت تعلمين انه لا مجال أمامك للذهاب الى مكان اخر...و...اطمئني... فواجبنا الوطني كاف للالتهاء عن جمالك...
فغضبت من سخريته....
- ولكن يا ....
فقاطعها...
- ليس هناك مجال للاعتراض...
- وسكت.... ومرت دقائق من الصمت...وكانت رانيا تحاول سبر اغوار هذا الرجل...ولكنها فشلت... فعيناه كبحر لا قرار له...اه لو انها تستطيع قراءة افكاره في هذه اللحظة بالذات....
- هيا ... انزلي.....
كانت كلماته اوامر مرة اخرى... فقد كان يتكلم بلهجة لا تحتمل النزاع...فنزلت.... ووجدت نفسها في غرفة...لا بل غرفتين او اكثر... فقد كان هناك ابواب...وكان هناك العديد من الصناديق بالزوايا...وحاسوبان محمولان...وغاز قديم.. وثلاجة...وطاولة خشبية... وكراسي...ومراتب كمراتب السجناء.........
ولكن الاهم من كل هذا ....العيون التي كانت تحدق بها... بعدم تصديق...وباستنكار... وبعضها بفرح.... فقد كان هناك... سبعة اشخاص بالاضافة الى حازم والى الشاب الذي كان يقود السيارة....وقد كان واضحا على محياهم عدم قبول فكرة وجودها...... بتاتا...
- من هذه....؟؟؟؟؟
سأل شاب قوي البنية... اخضر العينين...
- نعم .. من هذه يا "ريّس"...؟؟؟
- اخبرنا....
- فتاة ؟؟؟!!؟!؟!؟
وتعالت الاصوات... وكلهم كانوا يتكلمون بنفس الوقت...وتمنت رانيا لو تنشق الارض وتبلعها في هذه اللحظة بالذات..... ولكن نضال نظر اليها... ومن ثم ركز نظره على حازم وقال......
- انها زوجتي..........


يتبع .....

اللؤلؤة المضيئة 27-07-09 12:32 PM

يسلمو علي الرواية وننتظر الباقي

درر النور 27-07-09 06:48 PM

يسلموووووووووو

ننتظر التكملة

sivda 27-07-09 07:31 PM

ولكن نضال نظر اليها... ومن ثم ركز نظره على حازم وقال......
- انها زوجتي..........

وفتح حازم عينيه بنظرة استهجان...وأذعن الشاب..وكأنها اصبحت بشكل اتوماتيكي... القائدة... او مساعدة نضال الرئيسية... فكادت تقع مغشيا عليها لهول هذا التصريح الخطير..الا ان نضال قام بسندها...

- نعم انها زوجتي... اسف ان لم اخبركم من قبل ... وهي تعمل بالمدرسة التي استنجد بها حازم..واصرت على البقاء بجانبه...ولا بد أن الاسرائيلين قد علموا بأمر مساعدتها له... فأحضرتها الى هنا.. حتى اعرف انها امنة...

وتصاعدت صيحات الاعجاب.. وسمعت احدهم يقول..

- زوجة نضال... وماذا تتوقعون منها غير ذلك... فالوطن اهم عنده من اي شيء... ويبدو ان العدوى انتقلت اليها...
وبدأ بالضحك...
- لا يا عزيزي... فهناك شيء اهم بكثير من الوطن بالنسبة لنضال...

ونظر الى رانيا .. والتي بدورها كانت مدركة لمبلغ احمرار وجنتيها... فأكمل...

- اهلا بك ... ما اسمك؟؟ انا اسمي هاشم ....

- رانيا...

- تشرفنا يا اختي... والله لم نكن نعرف بأنه متزوج... هل عندكم اولاد..؟؟

- لا...
قال نضال بصوت قاطع...
- والان ارجوكم .. افرغوا الغرفة الثانية لرانيا... وتجمعوا في هذه الغرفة...... حازم.... كيف حالتك الان..؟؟؟
- احسن...
كان الشباب قد اخذوا على عاتقهم معالجة حازم..... واطعامه !!
- اريد التحث معك.... على انفراد... رانيا تفضلي بالجلوس.....
وابتعد الشباب عن حازم... وذهب نضال وجلس بجانبه...

- بصدق... كيف اصبحت؟؟

- بصدق... احسن... ولكني اتألم قليلا....
- كم قتلت؟؟
- خمسة...أرديتهم قتلى ...ولو ان اسرائيل ستعترف بوجود جريح ...
وضحك... ومن ثم سكت...وأكمل...
- ولكن .. ماذا بالنسبة ل .....
- لرانيا....
قاطعه نضال...
-انا ارى ان هذا أأمن ترتيب لها...فأنت تعلم وان كنا مناضلين... نبقى رجال...وهي ...هي ليست قبيحة كما ترى.....
وسكت.... ثم قال بلهجة قاطعة:
- اسمع يا حازم... هذا الامر سيبقى سرا... ولن يعلم اي أحد غيري وغيرك ورانيا بالحقيقة.... علم؟
- بالطبع...
- والان خذ قسطا من الراحة يا فتى... فأنت قد اصبحت رسميا ... واحد منا...

وذهب نضال ليتحدث مع بقية الشباب .. وبقيت رانيا جالسة على كرسي بجانب الباب... ونظرة فارغة ممزوجة بالدهشة كانت تعلو وجهها.... يا الله...ما الذي افعله هنا ... وما الذي حصل معي..... كانت هذه افكار رانيا... ومع هذا كانت تحمد ربها وتشكره.. لأن اباها و امها قد توفيا... وانها تسكن لوحدها من بعد رحيلهما... فهكذا لا يوجد شيء يقلقها..ولكن... جلوسها هنا .. في هذا المكان... مع كل هذه الوجوه الجديدة...يقلقها... وحقيقة انها بحاجة الى الاستحمام... والى النوم ... والى......

- رانيا......

قطع نضال حبل افكارها.........كعادته !!
- نعم..
- سأرشدك الى غرفتنا...

غرفتنا !!!!؟؟؟؟! ...... استنكرت رانيا في نفسها...... غرفتنا ؟؟؟؟؟ أجنّ هذا الرجل؟؟

- اسمع ......

ولكنه لم يسمع... بل امسك يدها.. وأوصلها الى الباب الكائن في اخر الغرفة التي يجلس الجميع فيها... وأدخلها هناك.. ودخل وأغلق الباب... ولما جالت رانيا بنظرها في انحاء الغرفة وجدت انها احسن حالا من التي كانت بها... اذ انها كانت مدهونة بدهان ابيض نظيف .. وبها سرير كبير نسبيا بالنسبة للمراتب .. ومرآة كبيرة .. وباب اخر يبدو انه باب لحمام...
- اسمعي....

- لا ... انت الذي سيسمع ...

- لا... فأنا "الريّس" هنا ... وعليك ان تتذكري هذا جيدا !!!! .. اسمعي ... اعتقد ان عدم ثقتي بك هو امر واضح بالنسبة اليك ...واعتقد ايضا ان قضية خروجك من هنا هي رهن للظروف... فأرجوك .. لا تبدأي بالنحيب...

- نحيب؟؟

- اقبلي بالامر الواقع ... هذا كل ما اطلبه منك... فقضية خروجك من هنا... مستحيلة....

- تطلبه ؟؟ انت تأمر وتأمر منذ رؤيتك لي .... ثم ... لقد قلت لك ... انا لا اعمل مع الصهاينة ... ارجوك ... صدقني... فأنا.... أنا عندي عائلة...

- عائلة... ؟؟؟؟ لقد قلت لي ان والداك قد توفيا ... وأنك لست متزوجة... ولم تغيبي عن ناظري منذ ان اخبرتني هذه الحقائق.. فعن اي عائلة تتحدثين؟؟... فهل عندك اخوة او اخوات...
- لا...
- اعمام ... اخوال... عمات.. خالات ......؟؟؟؟؟؟
- لا.....
- اذن ؟؟؟
- لا... لا يوجد لدي عائلة.....أمرتاح الان ؟؟؟..... ولكني اريد الخروج من هنا.... حالا ....
وهمّت بالخروج ... ولكنه امسك بمقبض الباب...
- ولكن وجودك هنا ليس رهن بارادتك...بل هو رهن بأمري...
- ولكن ... ولكن هذا يسمى اختطاف....

- سميه ما شئت ....فوجودك هنا... مثلما قلت ... أمر واقع....وأرجوك ... علي القيام بمناقشة امور "أهم" من مناقشة أمر محتوم...... وهمّ بالخروج .... ولكنه تراجع....


- اه .... كدت أنسى .... ارجوك اكتبي قائمة بالحاجيات التي ستحتاجينها للمبيت هنا... وستتكلف اخت هاشم باحضارها لك...وأرجوك .... لا يوجد مجال للخجل... فأنت ستمكثين هنا ما لا يقل عن اسبوعين... فاكتبي كل ما انت بحاجة اليه ... من ملابس.... او أدوات استحمام ... او ... كل ما تحتاجينه ......... لان هاشم سيذهب للبلد اليوم .. وسيرجع غدا... ولن يذهب اي منا الى هناك... طوال الاسبوعين القادمين.... ولكن لا حاجة لطلب مستحضرات تجميل او عطور... لانه ... تذكري الوضع هنا... فهذه ليست رحلة سياحية...

- ولكني لا أضع مواد تجميل يا سيد...

ونظرت اليه بتحد... فبادلها نظرتها.....

- انا احذرك فقط.... وتذكري انهم يعتقدون انك زوجتي..... مما يشملك باحترامهم وتقديرهم... فبادليهم هذا التقدير والاحترام ... وتصرفي وفقا لهذه الحقيقة .....



انا احذرك فقط.... وتذكري انهم يعتقدون انك زوجتي..... مما يشملك باحترامهم وتقديرهم... فبادليهم هذا التقدير والاحترام ... وتصرفي وفقا لهذه الحقيقة .....

و خرج نضال.... ولم يعطها مجالا للاعتراض على مسمّاها... "زوجته"... والمشكلة بالأمر انه يقولها بشكل طبيعي وسلس... وكأنهما متزوجان حقيقة..... وجالت ببصرها بالغرفة... فوجدت ورقة وقلم... فأخذتهما وبدأت بالكتابة...

بنطال جينز عدد 2...

بلوزة عدد 3

فرشاة اسنان + معجون

ليفة..

سائل استحمام...

شامبو شعر مع بلسم ( ألم يقل انه لا مجال للخجل!!)

بيجاما..

ملابس داخلية...

وكتبت حذاء... ومن ثم شطبته ... فحذائها في حالة جيدة..

وكتبت بجانب كل شيء القياس المناسب... وتذكرت حقيقة انها نسيت تدوين .. حجابات .. حجابات ...يا الهي... الان ... الان فقط خطر على بالها انها محجبة... وبأنها ستضع الحجاب طوال الاسبوعين القادمين... ليلا ونهارا...يا الهي...انه لسجن على كل شيء...على الحياة.. والتصرفات... وحتى على التفكير.... ولكنه ليس وقت النحيب...فكتبت...

حجابات عدد 3

وطوت الورقة... ولم تنس كتابة عبارات الشكر الى اخت هاشم في اخر الورقة... وأملت في نفسها ان تكون ذات ذوق رفيع وقريب من قلبها... فهي تكره لبس الملابس ذات الذوق المتكلف...وتحب الملابس المريحة... وعندما همّت بالخروج لتعطي نضال الورقة... وجدت حازم يهمّ بالدخول الى غرفتها...فانفرجت اساريرها لرؤية وجه بشوش...ولربما مساند لها...

- اهلا حازم... لماذا تحرّكت؟؟؟ انا واثقة بأن رقودك بالسرير أحسن لك.. وأقرب لشفائك...

- لا... فالاطمئنان عليك أنت اهم...فأنا اعلم بأن نضال قاس...او يحاول ان يبدو كذلك... ولكن قلبه طيب...وانا متأكد من ان حالتك النفسية الان ليس مستقرة... بسبب التغيير والترتيبات المفاجئة...ولكن ارجوك... تقبلي الوضع الحالي...فهذا سبيلك الوحيد للنجاة...

- ما بالكم... تقبلي الوضع... تقبلي الوضع.... أأنا مجنونة... أألطم على وجنتي... انا متقبلة للوضع يا ناس...

- أنا أقصد...

- أبعثك نضال ليطمئن على انني لن اهرب.. ولن افضح كذبته المريبة... والخسيسة امام رجاله.... أأصبحت في صفه الان.. من بعدما رأيت كل ما فعله بي..

- لا... بالطبع لا... والأمر ليس أمر في صف من انا..
.
- يا الله لو...

فقاطعها حازم...
- نعم... أعلم... أعلم انك تتمنين لو انك لم تبق بقربي...ولكن...

فقاطعته بدورها..
- لا .. لا ليس هذا ما قصدته...أنا أقصد.. لو .. لو انه يتركني اذهب..وان مت.. فانا من سيتحمل النتائج...وان اعتقلت... فوالله لن اعترف على اي واحد منكم...ارجوك ..ثق بي...

- ولكني أثق بك يا رانيا... فأنا رأيتك بالمدرسة... ولكن نضال...انه متشدد من هذه الناحية...

- اه... يا الله ... سهّل علي هذان الاسبوعان...ولكن .. انت.. كيف اصبحت... فقد سمعت آهاتك اثناء محاولاتهم لاخراج الرصاصات من جسدك...

واقتربت منه غريزيا لتطمئن عليه... ووضعت يدها على ذراعه لتبعد الضمادات قليلا.... وفي ذات اللحظة دخل نضال الى الغرفة...ونظر اليها نظرة صاعقة.. جعلتها تفكر بالمثل... " لو ان النظرات تقتل" ... بالطبع ... كان أرداها قتيلة منذ زمن.....وقال لحازم...

- لقد بح صوت محمد وهو يناديك....

- اه ... انا ذاهب... رانيا .. أتريدين اي شيء؟؟

- لا رانيا لا تريد شيئا...
اجابه نضال بعصبية... فانسحب حازم خارج الغرفة واغلق الباب.. وترك رانيا وحدها لتواجه غضب نضال...اللامبرر..!!!

- ماذا فعلت الان؟؟؟؟

- ماذا فعلت؟؟؟ عندك الجرأة لتسألي


- ..... ما الذي حدث؟؟

- ألم أقل لك بأنك زوجتي هنا... وبأنك ستتصرفي وفقا لهذا الاساس؟؟

- نعم ... وانا لم اخرج من غرفتي بعد لأفعل اي خطأ...

- لا لم تخرجي بل كنت داخل غرفتك... لو جاء احد الرجال الى هنا ورأى الوضع الذي كنتما فيه .. ماذا سيحدث.. وماذا سيقولون؟؟؟

- أي وضع... كنت اطمئن على جراحه فقط...

- وهل انت ممرضة؟؟؟

قال بسخرية...
- لا .. ولكن قد أخذت دورة بالاسعفات الاولية...وانا اردت ان اطمئن عليه فقط...و ارجوك...كف عن التشكيك بي...او في تصرفاتي...كما انك لست مسؤول عني لتحاسبني بهذا الشكل...أحمد الله على انني لست زوجتك حقيقة...

- لن تنالي هذا الشرف..

ونظر اليها نظرة تقيميّة..... فشعرت بالاهانة.... فضحكت بسخرية....وقالت....

- ومن قال لك انه شرف بالنسبة لي... ؟؟


يتبع...

sivda 27-07-09 07:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة المضيئة (المشاركة 2016278)
يسلمو علي الرواية وننتظر الباقي

اهلين حبيبتي الله يخلكي
انشاء الله الروايه تعجبكم

sivda 27-07-09 07:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة درر النور (المشاركة 2016501)
يسلموووووووووو

ننتظر التكملة

الله يخليكي حبيبتي
وانشاء الله تعجبك الروايه

sivda 27-07-09 07:38 PM

مساء الخير
البارت صار بين ايديكم انشاء الله يعجبكم
واشوف الردود والتفاعل مع الروايه
لانو عنجد الروايه رائعه

sivda 29-07-09 10:38 AM

أحمد الله على انني لست زوجتك حقيقة...

- لن تنالي هذا الشرف..

ونظر اليها نظرة تقيميّة..... فشعرت بالاهانة.... فضحكت بسخرية....وقالت....


- ومن قال لك انه شرف بالنسبة لي... ؟؟

فنظر اليها نظرة قاتلة... وخرج ... وصفق الباب....

فجلست... وحاولت ان تهدئ اعصابها... ولكن محاولتها باءت بالفشل... فلماذا يعاملها بمثل هذه الطريقة...فهي

لم تعامله بجفاء مذ قابلته... ولكن... للصبر حدود... وكما تدين تدان...فلن تبق مكتوفة اليدين امام محاولاته

الدائمة للتصغير من شأنها....ولكن .. لماذا غضب عندما رآها وحازم؟؟؟ ... فلم يكن هناك مبرر للغضب

ابدا..... وبقي هذا السؤال عالق في بالها الى ان وجدت طريقها نحو السرير... وخلعت حذائها... وأبقت على

حجابها... ونامت... نوم بلا أحلام... لأنه نوم ناتج عن ارهاق ما من بعده ارهاق.....

.............

....................

وعند الساعة الثامنة... اي بعد 3 ساعات من نومها... دخل نضال الغرفة " لأنه زوجها.." ليخرج بها الى

الغرفة الثانية.. من اجل العشاء... ووجدها نائمة... فاقترب من سريرها... وتأملها ... تأملها جيدا لأول مرة...

فرأى وجه جميل ... وأهداب طويلة ... وفم جميل... وأنف متوسط... تقاطيع وجه جميلة... ورقيقة.....

فتساءل... لماذا لم يتركها تذهب..؟؟؟ لماذا ورطها في هذه الدوامة... ألأنه لأول مرة جرب خفقان ذلك القلب...

ذاك القلب الذي قرر تعطيله منذ ترئسه في هذه الحركة المقاومة... منذ ان عاهد نفسه على الدفاع عن

فلسطين .. وكرامتها ... بكل قوته...ذلك القلب الذي عطله بيده.. اذ انه لم يرد ان يظلم اي فتاة معه ويتزوجها ..

ومن ثم يظلم اولاده... اذ انه لن يكون معهم معظم وقته... و استشهاده امر مؤجل لحين وقوعه... وبيته معرض

للهدم والقصف في اي هنيهة... فلذلك ... كان احتمال وقوعه بالحب امر بعيد...كبعد الارض عن

القمر...ولكن ... رانيا .. أمر اخر... فجلوسها بجانب حازم... وشجاعتها المنقطعة النظير... ومجرد فكرة عدم

اغمائها او ذعرها... فتنته... واعادت قلبه الى الحياة........ولكنه .. لا ... لن يحبها... وسيكون أقوى من قلبه
هذا...

- رانيا .... استيقظي....

قال بحنان ... فأدهش نفسه....

- ممممممم

- استيقظي لتأكلي ... فأنت لم تأكلي شيئا اليوم....

- لا اريد.... اريد ان انام فقط....
.
فنظر اليها... وأمسك بالبطانية... وأسدلها عليها ... وألقى عليها نظرة اخيرة ... وخرج....

- لن تأكل رانيا .. فهي متعبة جدا...

- انها لشجاعة حقا يا ابو رامي...

قال شاب اسمه مصطفى...

- شكرا ... والان ....لنضع مخطط العملية القادمة.....

و ضاع صوت نضال مع اصوات الشباب... فكل واحد لديه خطة... وكل واحد لديه رأي.... وهو يؤمن بانه عليه

سماع افكار واقتراحات الجميع....حتى تنجح هذه الحركة وتدوم... فمركزه هنا.. يحتّم عليه لعب دور الاب

والصديق والاخ والرئيس....فتتابعت الاقتراحات والمخططات حتى ساعات الصباح الاولى...ومن بعد ذلك ...

قاموا جميعا وصلوا صلاة الفجر جماعة... وخلدوا الى النوم....


....

.........

.... واستيقظت رانيا ... وسرعان ما بحثت عن ساعتها... فوجدت ان الساعة قد قاربت على السابعة صباحا...

فذهبت الى الحمام .. وغسلت وجهها ... وأعادت ترتيب هندامها...وتمشت قليلا في غرفتها وهي تفكر...أحلمت

به... لا يعقل..؟؟ فهي تكرهه ... تكرهه بشدة .... فأجابها صوت اخر في نفسها... اه... تابعي اقنا ع

نفسك....فأسكتت هذا الصوت وقالت... لا ..اكرهه وأكرهه...ولكن لماذا حلمت به... بل أقسم بانه حلم اقرب الى

الحقيقة......... فأنصتت لتسمع اي صوت بالخارج... فلم تسمع الا صمتا...فتشجعت... وخرجت ...

فوجدت جميع الشباب ... ولكنهم كلهم كانوا نيام... وفتشت عنه... فتشت عن نضال ...فلم تجده....

ولكنها رأت الصحون الغير نظيفة والكؤوس... وبقايا الطعام... فبدأت بالترتيب.... وحاولت قدر الامكان عدم

ازعاج الشباب النائمين...وأخذت الصحون والكؤوس الى حوض الغسيل الكائن في نفس الغرفة... وبدأت

بالجلي... وهي تتذكر مطبخها الصغير في شقتها التي تحب....وكأنها قد فارقتها منذ زمن طويل....

....

......

وسمعت صوت الباب...وصوت نزول اشخاص على السلم......

- رانيا ....صباح الخير....

قال هاشم.... والذي كان يحمل حقيبة سفر في يده.....

- صباح الخير... كيف حالك.....؟؟؟

- بخير...

وظهر نضال والذي قال...

- صباح الخير ...

- صباح النور...

- رانيا .. هذه حقيبة بالاشياء التي أوصيتي بها.. سأضعها في غرفتك...

- شكرا يا هاشم....

وذهب هاشم الى الغرفة الثانية.....

- أتودين لو تتمشي قليلا بالخارج......

قال نضال.... فتفاجئت رانيا.... ماذا؟؟؟؟ أهذا نضال......

- أرجو عفوك.....

- لقد اقترحت عليك هذا الاقتراح لظني انك لربما مللت او احسست بأنك مسجونة هنا... ولكن ان

كنت تفضلين الوقوف هنا... فأنت حرة...

قال نضال هذه الكلمات بصوت خافت... وغاضب...

- لا... لا.... طبعا اود الخروج..... شكرا لك....

فابتسم....وكانت اول ابتسامة تراها على وجهه....و يالهول ما غيرته هذه الابتسامة.... فقد غيرت الكثير....

وصعد نضال السلم... وصعدت بعده... وعندما همّت بالخروج ... مدّ لها يده...ولكنها تجاهلتها.... وصعدت

بمفردها....

- كيف كانت اول ليلة لك هنا...؟؟؟

- مريحة...

- لقد تفقدت الاوضاع ... اسرائيل لم تصدر اي بيان رسمي بعد بخصوص احداث البارحة....

- اها... وما العمل..؟؟؟

- سننتظر صدور البيان... وسنتقصّى الاخبار...وعندها لكل حادث حديث...

وسكت.. ولم تسأل بدورها...بل حّركت قدميها بحركة متناغمة مع حركة قدميه...ومشت.. تتمتع بصوت

العصافير.. وبنسيم الهواء العليل... وبظل الاشجار الوارفة....

- سنعود الان....

- كما تريد....

فغضب من لهجتها... والتي تعمدت وضعها في قالب المغلوبة على امرها...

- رانيا... انا لست سجانك... فلا تتعاملي معي على هذا الاساس...

- لست سجاني.. كيف ذلك بحق الله؟؟...تتهمني بالعمالة... وتأخذني الى مقرك.. وتدعي باني

زوجتك....و ...و...

- كل ما افعله هو لمصلحتك.. ولمصلحة هؤلاء الشبان المسؤولين عن عائلات... والذين يضعون

الوطن على قمة أولوياتهم.. حتى قبل انفسهم.....رانيا... اسمعي...لا اريد اي اعتراض...اليوم سيعمل الشباب

حفلة صغيرة بسبب الانجاز الذي حققناه بقتل المستوطنين.. وبسبب انضمام حازم الينا.. فأرجوك احضري

الحفل... وراعي شعورهم ... ولا تنسي بأنك زوجتي...

- سأفعل هذا لأجل حازم.....

- افعليه لأجل من تشائين..

قال بغضب... وفتح الباب الخشبي...وقال لها بصوت خافت...

- كما أرجو ان لا تعترضي على دخولي الى الغرفة دون استئذان... فهم لا يتوقعون مني الاستئذان

قبل الدخول الى "غرفتنا"...
.
ودخلت رانيا الى الغرفة... ثم دخل نضال واغلق الباب خلفه باحكام...

- رانيا .. رانيا.....

نادها صوت لم تتعرف اليه بعد...

- انا اسمي احمد... وقد جمعت الكتب المشوقة التي نملكها هنا لأجلك... حتى لا تشعري بالملل....

فابتسمت..


- شكرا لك يا احمد........

ونظرت الى نضال...والذي كان مشغول بدوره بحديث مع هاشم ....وأكملت...

- فيبدو اني لن اشعر بالملل هنا قط.....

يتبع.....

اللؤلؤة المضيئة 30-07-09 12:50 PM

جزاك الله الف خير
وننتظر البارت القادم
شكرا علي مجهودك الرفيع

sivda 01-08-09 12:36 PM

- شكرا لك يا احمد........

ونظرت الى نضال...والذي كان مشغول بدوره بحديث مع هاشم بدوره....وأكملت...

- فيبدو اني لن اشعر بالملل هنا قط.....

وذهبت الى غرفتها وهي محملة بالكتب التي اعطاها لها أحمد... ووضعتهم على السرير... و فتحت الحقيبة

التي احضرها لها هاشم...ووجدت ما طلبت.. وكانت الملابس ذات ذوق رفيع وناعم... كما أملت... ووجدت ايضا

زجاجة عطر ... ففتحتها وقربتها من انفها... فكانت ذات رائحة جميلة...ووجدت ايضا فرشاة شعر ومنشفة...

وشكرت في سرها اخت هاشم.. اذ انها نسيت ذكرهما في قائمتها....فأخرجت قميص وردي ذو "كم طويل"...

والمنشفة .. و"الشامبو" وسائل الاستحمام... وجلست تطالع الكتب... وبعد مرور ما يقارب الثلاث ساعات ...

ذهبت لتستحم....

في هذه الاثناء كان الشبان في الغرفة الاخرى يجهزون الاطعمة والأشربة التي احضرها هاشم معه من البلد...

كما انهم بالاضافة الى ذلك صنعوا كعكة جميلة وزينوها بالكريمة البيضاء...

- معنا سيدة هنا يا شباب... فأتقنوا صنع الطعام...

قال شاب اسمه وسيم..

فضحكوا جميعهم... وتابعوا اعمالهم ... فهناك من يقطع السلطة.. وهناك من ينتبه على الطعام .. وهناك

مسؤولون عن الحلوى...وكل يحاول بذل قصارى جهده ...حتى تنال اعمالهم رضاء "السيدة".... وحتى يثبتوا

بأن الرجال قادرون على منافسة النساء... حتى في الطبخ.....

وعندما شارفوا على النهاية ... استئذنهم نضال ... حتى يذهب لينادي "زوجته"... فدخل الى الغرفة ... ووجدها

فارغة... فخفق قلبه بشدّة.... اين ذهبت؟؟؟؟.... ولكنه ... عندما وصل الى جانب السرير... وجد حقيبتها

الخاصة هناك... ووجد الحقيبة الجديدة...ووجد حجاب ابيض مطوي بعناية على جانب السرير.... وفي اثناء

تأمله ... فُتح باب الحمام ...

و سبق حضورها صوتها.. اذ كانت تدندن................

ورآها.....وكأنما الاغنية التي كانت تدندنها قد بدأت بالتلاشي... وحلت مكانها قصيدة نزار قباني...." بحياتك يا

ولدي امرأة... عيناها سبحان المعبود... فمها مرسوم كالعنقود... ضحكتها أنغام و ورود.................والشعر

الغجري المفرود...يسافر في كل الدنيا......".... كانت تلبس قميصا بلون الورود.... وبنطال "جينز"...

ولكن...شعرها ... شعرها.... غير مظهرها بالكامل... فان نعتها بالجميلة من قبل ... فقد كان قليلا عليها ...

قليل جدا...فمظهرها هذا ... الكلمات تقف عاجزة عن وصفه....ولكنه أدرك ... لا بل تذكر انه ممنوع عليه

رؤيتها هكذا ...فهو يمثل امام الناس دور الزوج... ولكنه لا يستطيع ادعاء ذلك امام الله.... فأدار وجهه.....

- اسف.....

وكانت رانيا تكاد تموت خجلا... فقد نسيت حجابها على السرير....فجاهدت لاخراج صوتها.....

- لا...انا الآسفة... فقد نسيت حجابي....

فتابع محادثتها ووجهه بمقابلة الباب....

- لقد جئت لأناديك... فكل شيء جاهز...

- اه...سآتي... امهلني دقيقة واحدة فقط...

وخرج.... فتلمست طريقها لأقرب كرسي ...وجلست لتتمالك اعصابها قليلا..... فنظرة نضال... تلك النظرة التي

رمقها بها في تلك الثانية...نظرة التواصل تلك.... أدهشتها... فلم تكن كأي نظرة من نظراته ... كانت

نظرة...ح... لا ...لن تقولها... فكيف يحبها ... ومعاملته لها تعكس تلك النظرة ... فأقنعت نفسها بأنها واهمة.....

ولبست حجابها ... وخرجت ....فوجدت الطاولة الخشبية الكبيرة... مليئة بأنواع الطعام... فمن المقبلات الى

الكبسة... والدجاج ... والكعكة الكبيرة... وكانت الصحون موزعة بترتيب... وبجانب كل صحن.. ملعقة

وشوكة...وكأس مليئة بالعصير...وجاء نضال وأمسك بمرفقها... وأزاح لها كرسيا لتجلس...فجلست وجلس

بجانبها ... وجلس الشباب... فقال ...

- قبل ان نأكل هناك امران مهمان علينا فعلهما... اولا...ارجو من كل واحد منكم التعريف عن

نفسه... فبلأمس لم تسنح لكم الفرصة لذلك....

فبدأوا....

- احمد ... متزوج... مهندس ميكانيكي....لي ابنة واحدة...

- مصطفى... أعزب... عامل بناء...

- هاشم... أعزب... طالب جامعي

- محمد ... متزوج ... لي خمس ابناء......وأعمل كصيدلي...

- ابراهيم ... متزوج حديثا... محامي...

- طارق... أعزب... وأعمل كمعلم للجغرافيا...

- عمر ... متزوج ... وعندي بنت وولد... مدير شركة للحديد والصلب..

- وسيم ... خاطب... وانا سكرتير عمر..

- حازم... أعزب... خريج من كلية التجارة... ولم أجد عملا بعد...

- تشرفت بلقائكم جميعا.....

فقال لها وسيم...

- وانت..

- اسمي رانيا وأعمل مدرسة للّغة العربية....

فأكمل وسيم...

- ومتزوجة بالطبع....

فقال طارق...

- انت زميلة اذن...

وتصاعدت اصوات الترحيب بها..... فقال نضال.....

- شكرا لكم يا جماعة... والان ..قبل ان يبرد الاكل....اريد أن اقول ان هذا الاحتفال الصغير قد اقيم

على شرف حازم.... اذ انه قد قتل خمسة مستوطنين...وعاد سالما الينا... مع اصابات ليست بدائمة... والاهم...

انه انضم الينا واصبح واحد من اسرتنا... فأهلا بك بيننا يا حازم....

وتصاعدت الاصوات .... اهلا بك يا حازم...

- تفضلوا.. ابدأوا بالاكل...

وبدأوا بالاكل... وبالاحاديث الممتعة... والمضحكة... فقد كانوا فخورين بما حقق حازم... وكأنما كل واحد منهم

هو حازم....فأعجبها هذا الترابط... لا بل جعلها فخورة أكثر و أكثر بأبناء بلدها....

وأنهت طعامها... وجلست لتنظر اليهم ... فهذا يأكل وهذا يضرب كتف ذاك بضربة ودودة... واخر يأخذ حلوى من

بجانبه بحركة شقاوة... وعندما وصلت الى نضال... وجدته ينظر اليها... فبادلته نظرته... وعندما شعرت بأن

جميع وجهها يحترق خجلا... وليس وجنتيها فقط... نظرت الى صحنها الفارغ... وتراءت لها صورتها وهي

خارجة من الحمام..... مما زاد اكثر من خجلها....

- رانيا... احكي لنا كيف تعرفت بنضال....

قال ابراهيم هذه الكلمات اثناء توزيع هاشم للشاي... الامر الذي ادى الى استدعاء انتباه الجميع....و الى

ارتسام نظرة ترقب على وجهوهم... فنظرت الى نضال نظرة استجداء... ولكنه ابتسم لها... وكأنما يقول لها....

أبدعي... فالساحة لك..... ولكنها لم تكن مستعدة لهذا السؤال... وبدأت بتذكر القصص الرومانسية التي قرأتها

في حياتها... ولكن ذاكرتها خانتها .. وكان عقلها في هذه اللحظة كالصفحة البيضاء.... فقالت....

- عبر العائلة...

- اوووه... لا.... ألم يكن هناك قصة حب عاصفة....

علق ابراهيم بخيبة امل.... فنظرت رانيا مرة اخرى الى نضال... والذي قرأ استجداء عنيف وصامت في

عينيها... فقال نضال... ونظره مركز على عينيها العسليتين....

- لا.... فحبنا قد تبلور..... بعد الزواج....

وسمع صوت صرخات الاستحسان... والصفير....مما أدى الى غرقان رانيا في مقعدها... فقال لتجنيبها احراج

اكبر...

- يا شباب...صحة وعافية...على من الدور اليوم لجلي الصحون...

فقاموا جميعهم يتعاونون على ترتيب المكان وعلى تنظيف الصحون...واستئذنهم نضال ليأخذ رانيا الى

غرفتها... فألقوا عليها تحية المساء....

وعندما وصلوا الى الغرفة...

- رانيا ... اسف لاحراجك...

- لا عليك...

- سأذهب الان ... تصبحين على خير...

- نضال....

- نعم؟؟

- تجنبا للاحراج ... أنت لم تقل لي... ما هو عملك؟؟

- شهادتي الجامعة كانت بالهندسة المعمارية...ولكني لم ازاول مهنتي كمهندس... بل استلمت اعمال

العائلة كمدير لشركة مقاولات بعد وفاة ابي...وليس لي اخوة او اخوات... فأنا وحيد امي مثلما يقولون...

- اهااا... شكرا لمشاركتي هذه المعلومات...

- عفوا.. تصب..

- اسفة على مقاطعتك... ولكن .. هناك سؤال يجول في خاطري... كيف تزاولون اعمالكم وانتم هنا...

وكيف تعيلون عائلاتكم مثلما قلت لي..؟؟

- نحن لا نبقى هنا طوال السنة يا رانيا... بل نجلس هنا لمدة اسبوعين على الاكثر بعد كل عملية

نقوم بها... من اجل الاطمئنان على الاوضاع... ومن ثم نذهب الى عائلاتنا واشغالنا... فنحن... اثنين في واحد...

قال ضاحكا.... و أكمل...

- اناس طبيعية... تعيش حياتها كباقي الناس.... ومقاومون...

- انتم فخر لكل الفلسطينين... بل للعالم اجمع... يا نضال....

- شكرا... والان... تصبحين على خير....

- وانت من اهل الخير....

وخرج... وكأنما خرجت قطعة من قلبها معه.....فمعاملته لها قد تغيرت... ونظراته ايضا... وكانما ذهب نضال

التي تعرفت عليه بالبداية.. وحل مكانه نضال اخر... اااه... وتثائبت... فخلعت حذائها... واستلقت على السرير...

ونفسها تعدها باحلام جميلة..... ووردية ... و " نضالية" ...


يتبع.....

الشموع السوداء 13-08-09 11:34 PM

http://www.omaniyat.com/vb/avatars/avatar267_5.gif


السلام عليكم....
أشكر الاخت على نقل هذه الرواية...
أود التعريف بنفسي..
انا الكاتبة نور القمر...
وقالت لي اختي بأن روايتك منشورة في موقع ليلاس ففرحت جدا... لأني احب هذا الموقع كثيرا...واعشق الروايات التي فيه.. خصوصا روايات احلام هههههه
عزيزتي شكرا على نقلك للرواية.. الامر الذي سيتيح لعدد اكبر قرآتها...
تعليقاتكم تهمني كثيرا....


وشكرا مرة اخرى لنقل الرواية عزيزتي...

دمتم بود

الشموع السوداء 13-08-09 11:42 PM

لول

رديت من اسم اختي..

ما علينا...

sivda 20-08-09 08:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشموع السوداء (المشاركة 2028544)
http://www.omaniyat.com/vb/avatars/avatar267_5.gif


السلام عليكم....
أشكر الاخت على نقل هذه الرواية...
أود التعريف بنفسي..
انا الكاتبة نور القمر...
وقالت لي اختي بأن روايتك منشورة في موقع ليلاس ففرحت جدا... لأني احب هذا الموقع كثيرا...واعشق الروايات التي فيه.. خصوصا روايات احلام هههههه
عزيزتي شكرا على نقلك للرواية.. الامر الذي سيتيح لعدد اكبر قرآتها...
تعليقاتكم تهمني كثيرا..


وشكرا مرة اخرى لنقل الرواية عزيزتي...

دمتم بود

مساء الخير
بدايتا اود ان اعتذر منك لاني نقلت الروايه دون ادن منك
صدقاا انرتي صفحات الروايه وزدتي من جمالها
شكراا لمرورك ...
اعتذر مره اخرى وارجو ان تقبلي اعتذاري
تحياتي لك
وكل عام وانتي بخير
اعاننا الله على ذكره وشكره وحسن عبادته

sivda 20-08-09 08:07 PM

وخرج... وكأنما خرجت قطعة من قلبها معه.....فمعاملته لها قد تغيرت... ونظراته ايضا... وكانما ذهب نضال

التي تعرفت عليه بالبداية.. وحل مكانه نضال اخر... اااه... وتثائبت... فخلعت حذائها... واستلقت على السرير...

ونفسها تعدها باحلام جميلة..... ووردية ... و " نضالية" ...

.....

............

وعندما خرج نضال...أخبر هاشم بأنه عليه الذهاب الى البلد للاطمئنان على الاوضاع ... لان امتحانات هاشم

على الابواب... بالاضافة الى حقيقة اشتياق الجميع الى عائلاتهم... والى ضرورة وجودهم لمتابعة أشغالهم.....

فودعهم نضال... وطلب منهم عدم ازعاج رانيا... وذهب....

....

......

وعند الساعة الثانية عشرة ليلا... اي بعد مرور أربع ساعات على مغادرة نضال.. استيقظت رانيا.... اذ كانت

تشعر بعطش شديد... فلبست ملابسها...وذهبت الى الغرفة الاخرى... فوجدت الشبان يقظين... فحيتهم... وعندما

وصلت الى الثلاجة ... وشربت الماء... جعلت تنقل بصرها بينهم ... فلم تجد ضالتها... فجاء هاشم ... وقال

وهو يبتسم...

- لقد ذهب...

- ذهب؟؟؟؟؟ الى اين؟؟؟

- الى البلدة.... ليطمئن على الاوضاع... حتى نخرج من هنا...

- اهااا.... ولكن.... أسيكون بخير..؟؟

- ان شاء الله.... اذ انه لا يوجد عند اليهود اي دليل يؤخذ على حازم... وبالتالي نضال بأمان...

فاطمئني...

- يا رب....

قالتها بتنهيدة..... وتلذذت بهذا الشعور الجديد... بقدر ما تألمت لذهاب نضال... فقد تلذذت بشعور الخوف على

أحد.... والوحدة من دون وجود هذا "الاحد".... والدعوة الى الله كل هنيهة لحماية هذا " الاحد"......

فاستئذنت هاشم... وذهبت الى غرفتها... واخرجت كتاب من الكتب ... وبدأت تقرأه ... فعلّ القراءة تشغل بالها...

او تسرع مضي الوقت!!

.....

........

وبعد نصف ساعة تقريبا.... سمعت جلبة بالغرفة المجاورة... فخرجت ... ووجدته.... وجدت "نضالها" وحوله

الشبان.... وبعفوية تامة... ركضت اليه... وعيناها كلها لهفة وشوق اليه... وكأنما غاب عنها سنين....وعندما

وصلت الى جانبه.....وجدت يده يدها...وشعرت بقوة تلك اليد... وكأنما تقول لها... كل شيء بخير.... و كأنما

تطمئنها بأنه لن يتركها... فاطمئنت ... واستكانت دقات قلبها.....

- كل شيء بخير يا جماعة......

- أصدر بيان من الاسرائلين؟؟؟؟

- نعم...

- وماذا فيه...

- انه شاب ... اطلق النار على مستوطنة "معالي ادوميم".. ولم يقتل احدا بل جرح جندي

واحد...وانهم بصدد البحث عن هذا الارهابي المخرب.... بمعنى اخر... حازم والحركة خارج الصورة... والوضع

امان..ومثلما توقعت... لم يعلنوا عن وجود اي قتلى..... واليوم.. كل واحد منا سيذهب الى بيته... بانتظار

العملية القادمة....

فتصاعدت اصوات الاستحسان.. وتنهيدات الاشتياق.... وكل واحد انصرف الى تجهيز نفسه... والى ترتيب

حقائبه...اما رانيا.... فتركت يد نضال بهدوء بينما كان طارق يكلمه... وذهبت الى غرفتها.... لا لتجهز نفسها...

وانما لتستوعب الصدمة قليلا... فهي سوف تذهب من هنا... ولن ترى نضال ابدا....وبما انه يعلم ذلك... لماذا

مسك يدها؟؟؟ لماذا جعلها تمني نفسها بحبه...؟؟ لماذا نظر اليها تلك النظرة الحنونة المزدانة بالحب....

لماذا؟؟؟ ولماذا؟؟؟؟

آلاف الاسئلة تواردت الى ذهنها.... ولا جواب... فصاحب الاجابة بالخارج يكلم احد اصدقائه... وهي ...

جالسة... تتقاذفها الاسئلة والافكار... وتدور في رأسها دوامة من الشكوك.... وتشتعل الفرضيات في رأسها...

وهو... بكل برود... يكلم واحد من اصدقائه .....

ودخل نضال الى الغرفة....

- رانيا.....

- نعم...


قالت بصوت مخنوق...

- أردت ان اطمئن عليك...

- انا بخير...

- أمحتاجة لمساعدة...؟؟

- لا...

- أعتقدت بأنك سوف تكوني أسعد انسانة هنا.. لرحيلنا... ولتحريرك من سجنك الاجباري...

قال بلهجة ظاهرها السخرية وباطنها الأسى... فأجابته...

- انا سعيدة...

وخرج... وصفق الباب خلفه... بسخط صامت... ووضبت اشيائها .. ووضعت الاشياء التي احضرتها اخت هاشم

بالحقيبة التي احضرها هاشم... ونظرت الى الغرفة ... وتفحصت كل جزء فيها.. وكأنما تطبعه في ذاكرتها...

ليبقى فيها... للأبد...

وخرجت .. واعطت الحقيبة الى هاشم... والذي تمنع بالبداية... ولكن... ولإصرار رانيا... اخذها على مضض

ليرجعها الى اخته...وجلست رانيا على احد الكراسي.. بانتظار انتهاء الشباب من توضيب اشيائهم...وبعد عدة

دقائق... كانوا جميعهم على اتم الاستعداد لمغادرة المكان.. فقال لهم نضال...

- سنمشي اولا...لحين وصولنا الى مكان السيارات... رجاء.. المشي سيكون بصمت... وكلكم

تعرفون الطريق..... عدا رانيا بالطبع..السيارة الزرقاء سيكون فيها.. انا ورانيا وهاشم وحازم و احمد... اما

الجيب...فمحمد وعمر وطارق وابراهيم ومصطفى ووسيم.... و أرجوكم ... عندما يصل كل واحد منكم الى بيته

سالما... فليبعث لي برسالة نصية على الجوال... وان قابلتم حاجز اسرائيلي.. فتصرفوا بكل هدوء..... مفهوم...

فقالوا جميعا... مفهوم... وانطلقوا الى الخارج... في الظلام...... ليكون نضال ورانيا اخر من

بالمجموعة.....فأمسك بيدها ...ولما حاولت الاعتراض...وهي لا تعلم لماذا ستعترض... فقد امسك بيدها من

قبل...ولكنه سيذهب.... بلا عودة......

- الظلام دامس هنا.... ولا نريد استخدام اي اضواء....

فاستكانت يدها في يده...ومشت بجانبه... وبعد مسافة قصيرة...رأت الشارع العام ... واضواء السيارات

البعيدة... وكأنما الشارع واد... والسيارت ماؤه...فأدركت أنها ما زات على الجبل...فتابعوا التقدم... ووصلو الى

السيارت ... وكل واحد منهم ذهب الى موقعه بالسيارة او الجيب...وكان ابراهيم مسؤول عن قيادة

الجيب..ونضال مسؤول عن قيادة السيارة الزرقاء...وجلست رانيا بالمقعد الامامي بجانبه... وانطلقت

السيارات... تشق الظلام... بلا اضواء ايضا...

وعندما وصلوا الى الشارع الرئيسي أشعلوا الاضواء... وزادوا السرعة ... وسبق الجيب السيارة

الزرقاء...وذهب نضال من طريق فرعي اخر...وأوصل أحمد اولا الى بيته ... ثم حازم... والذي حذره نضال مرة

اخرى من الذهاب الى المشفى... ونصحه بالذهاب الى طبيب يعرفه... وشق نضال طريقه باتجاه بيت

هاشم....وعندما وصلوا الى بيت هاشم... نزل هاشم من السيارة وقال...


- نضال... ارجوك لا تحرك السيارة... فاختي فداء تود التعرف الى رانيا...

- بسرعة يا هاشم...

ونزل هاشم من السيارة و ذهب الى بيته والذي كانت انواره مشعلة... اذ كان اهله ينتظرون عودة بطلهم...

واثناء ذهابه التزم كل من رانيا ونضال الصمت.....

ونزل هاشم... ولم يكن وحده... بل كان معه امرأتان... واحدة صغيرة بالعمر واخرى كبيرة... فقال...

- هذه امي.. وهذه اختي فداء..

- مرحبا بكم... كيف حالك يا ولدي يا نضال...

- الحمد لله يا خالتي... ها قد وصلت امانتكم سالمة...

قال مبتسما... وكانت ابتسامته مدمرة... انها الابتسامة التي تعشقها رانيا....

- والان علينا الذهاب يا خالتي....

- تذهب؟؟؟؟ لا .. هذا مستحيل... فقد جهزت وليمة بالاعلى.. كما ان فداء قد جهزت غرفة لكما...

- لا...لا يا خالة ...لا نستطيع...

هذه كانت كلمات رانيا...

- والله لن تذهبوا... و اعتبروها ليلة اخرى خارج منزلكم... وانتم لن تخذلونني... والان هيا الى الداخل

فالساعة الواحدة ليلا... فادخلوا قبل ان نثير فضول الجيران....



يتبع....

sivda 20-08-09 08:09 PM

والله لن تذهبوا... و اعتبروها ليلة اخرى خارج منزلكم... وانتم لن تخذلونني... والان هيا الى الداخل

فالساعة الواحدة ليلا... فادخلوا قبل ان نثير فضول الجيران....

فلم يجد كل من نضال ورانيا مجال للفرار من الامر الواقع ... وخصوصا بعدما شاهدوا عدة انوار اشعلت عند

بيوت الجيران...فنزل الاثنان من السيارة وتبعوا ام هاشم.... بصمت!!!


- لقد جهزت العديد من "السندويشات" كمقبلات... و طبخت "مقلوبة" ... فأرجو ان تكونوا جائعين...

قالت ام هاشم هذه الكلمات بحنان بالغ...و بحماس.... ولما رأى نضال ان رانيا لن ترد عليها ولن تجاملها...

وانها ملتزمة بصمتها... قال...

- انا جائع جدا...

ومشى بمحاذاة ام هاشم ... ومشت رانيا بالخلف مع فداء....

- شكرا لكل ما فعلتيه لأجلي...

قالت رانيا...

- لا شكر على واجب يا عزيزتي....

ووصلو الى المنزل... ثم الى غرفة الجلوس... حيث جلس نضال ورانيا... وذهبت ام هاشم وفداء لوضع

اللمسات النهائية على الغداء... او العشاء... او "الله اعلم" فالساعة الواحدة ليلا!!! اما هاشم فذهب لتبديل

ملابسه...ثم جاءت فداء لتدل كل من رانيا ونضال الى مكان الحمام... ليقوموا بغسل ايديهم ... ومن ثم للذهاب

الى المائدة...

فذهبوا الى المائدة ... وبدأوا بالاكل... ولاحظت رانيا ان نضال يأكل بشهية...ولكن ... كيف؟؟؟؟... وهو

سيتركها... وسوف لن يراها مرةاخرى... يا الهي... أكانت متوهمة عندما أحست بانه أزال عنه شكوكه فيها...

اذ انه يبدو فرحا لمغادرتها ... ولتركها... وكأنه يحصي الثواني لذلك...فانسدت نفسها عن الطعام ... وتحججت

بالتعب وبالنعس... و طلبت من فداء ان تدلها الى غرفتها... وألقت تحية المساء على الموجودين... وذهبت هي

و فداء الى الغرفة....

- شكرا يا عزيزتي... فقد أتعبتك كثيرا....

- لا تقلقي... فنحن معتادون... و نضال مثل اخي...

- اتعرفون نضال منذ زمن بعيد..؟؟؟

- نعم... فنضال كان صديق اخي سمير... رحمه الله.....

وترقرقت دمعة في مقلة فداء...واكملت..

- فقد استشهد سمير منذ سنتين... اذ كان في الحركة مع نضال.. بل كان مؤسسها معه...ولكنه

استشهد في احدى العمليات ... وحزن نضال عليه حزنا شديدا... وفي تلك الفترة كان هاشم يقدم امتحانات

الثانوية العامة .. وعاهد نفسه على ان ينتقم لسمير... ولكن نضال لم يسمح له... وجعله يتابع دراسته...

ووعده بان ينضم للحركة عند دخوله للجامعة... ولذلك هاشم يعتبر نضال... اخا وابا وصديق... انه متعلق به

بشدة....

وسكتت لهنيهة... ثم اكملت ضاحكة...

- أتعلمين... أراهن بحياتي على ان نضال يخضع الان للاستجواب من امي... اذ ان خبر زواجه قد

فاجئها... ولكنها سعيدة جدا... فنضال بمكانة سمير عندها... انا اتكلم كثيرا... اليس كذلك؟؟؟؟

- لا .. بالعكس....

- انا اعلم انك تعبة... سنتكلم بالصباح ان شاء الله.... تصبحين على خير يا حلوة...

- وانت من اهل الخير....

وخرجت فداء... واغلقت الباب خلفها... فجلست رانيا على حافة السرير... تفكر... وتحاول تصفية ذهنها....

وبدأت تستعد للنوم ... ولكنها ادركت بانها ونضال سيتشاركون هذه الغرفة... ولا مفر من عدم مشاركتها له

الغرفة اليوم كما في مقر الحركة...


فهناك...

نضال كان ينام مع الشباب.. و كان يترك لها الغرفة بأكملها... بحجة ان الكل بعيد عن منازلهم... وأولادهم ..

وزوجاتهم... فما يطبق عليهم يطبق عليه ايضا... واقتنع الشباب... ولكن اليوم... لا توجد اي حجة... فمهما

كانت قوية وخبيثة .... لن تقنع ام هاشم بالطبع...

فأخذت رانيا البطانيات الموجودة على السرير المزدوج الكبير ووضعتها على الارض... واخذت وسادة ...

ووضعتها هناك ايضا... وخلعت حذائها... واستلقت على السري........ الذي صنعته... فنضال له الحق بالمبيت

على السرير الكبير... اذ انها باليومين الماضيين قد امضت ليلتها على سرير... ... وهو ... على مرتبة حديدية...

ومرت الدقائق... خمس... عشر ... خمسة عشر.......... ودخل نضال الى الغرفة....بهدوء...

- رانيا !!!!

- نعم؟؟؟

- لماذا ... لماذا أنت على الارض!!!!

وكادت تقول... لأني أحبك....ولأني مستعدة حتى للنوم على الجمر لأجلك ... ولكنها لجمت لسانها باللحظة

الاخيرة...

- لانك لم تنم على سرير منذ يومين...

- ارجوك... أبدلي الاماكن....

- لا والله لن اقبل....

واعتدلت في جلستها...واكملت..

- فانا بالرغم من معاملتك لي ... احترمك لأجل ما تفعله من اجل الوطن... كما انني املك حس عال

بالعدالة... فاليوم.. ولأجل الظروف القاهرة ... لك السرير لتنام عليه....

فضحك... وكانت ضحكة جميلة... و من القلب...

فقد بلغ به التعب مبلغ كبير... ولذلك لم يكن مستعد للجدال.. فأجابها...

- حاضر يا سيدتي العادلة... لك ما اردت...

وأطفأ الانوار... فغرقت الغرفة بالظلام الموشح باللون الفضي القادم من ضوء النجوم الاتي من النافذة....


- نضال....؟؟

- نعم...؟؟

- كنت اتساءل... الم يسأل عني احد بالمدرسة..؟؟؟

- لا....

- اهاااا...

تنهدت رانيا بخيبة امل... فأكمل نضال...

- يا رانيا .. لم يسأل احد لاني بعثت للمديرة برسالة تفسر انك مضطرة للغياب لأسباب مرضية...

- شكرا لك....

- لا شكر على واجب... فقد تكبدت عناء جسدي ونفسي في هذين اليومين... بسبب وطنيتك

ورحمتك... انا جد اسف يا رانيا..

يا الهي... نضال!! نضال يتأسف لها... لا .. لا تريد هذا الاسف.... فهذا الاسف يعني الوداع....

- لا داعي.. ..

قالت وهي تجاهد لحبس دموعها.. ولاخراج الكلمات من فمها بصورة طبيعية....

- تصبحين على خير.. يا رانيا...

- و انت من اهل الخير.....

وانتظرت ..... الى ان مرت عدة دقائق .....فسمعت صوت تنفسه المنتظم.... فعلمت ان الوقت قد

حان ....لاطلاقها لعنان دموعها الحبيسة........
يتبع...

sivda 22-08-09 02:19 PM


تصبحين على خير.. يا رانيا...

- و انت من اهل الخير.....

وانتظرت ..... الى ان مرت عدة دقائق .....فسمعت صوت تنفسه المنتظم.... فعلمت ان الوقت قد

حان ....لاطلاقها لعنان دموعها الحبيسة.........

وبعد وقت قدرته بأنه ساعة او اثنتان... استيقظت... او بالأحرى قامت من على فراشها الارضي... وسمعت

صوت تنفس نضال.. وتعجبت من قدرته على النوم...وهي لم يغمض لها جفن...ولذلك.. اضائت المصباح ذو

اللون الابيض القوي...فلعله يستيقظ... ولكن... لم يستيقظ... وحتى لم يتحرك...فبدأت تتحرك بالغرفة بعصبية...

فهي لا تعرف ماذا سيحدث غدا...ولا تعلم ان كانت ستراه مرة اخرى او لا....والاهم من ذلك... حقيقة ان حياتها

كلها قد قلبت رأس على عقب في هذا الاسبوع... هي حقيقة مؤلمة و جميلة و .... مربكة حقا..

وعندما نظرت الى الساعة وجدت عقاربها تشير الى الرابعة والربع... فنقلت نظرها الى المرآة ... وكانت

النتيجة عينان منتفختان وحمراوان... يا الهي... هذا الذي جنيته... بكاء وسهر وعدم راحة... يا رب...ولكن

لا...فهي لن تضعف اما احد ولن تضعف امام هذا الحب الذي جاءها من اللامكان... فهي كانت دائما قوية ...

وستبقى...

ومشت الى السرير... وامسكت بالوسادة التي ينام نضال عليها... وشدتها فجأة من تحت رأسه... فاستيقظ

مفزوعا...

- اريد الذهاب الى بيتي... حالا...

- ماذا؟؟ كم الساعة؟؟ ما بك؟؟

- اريد الذهاب الى بيتي.. الان.. فأنا لم استطع النوم هنا.... وانا تعبة جدا... اريد الرجوع الى حياتي

الطبيعية ... ..... وأجهشت بالبكاء.......

انها تبكي.. تبكي بحرقة... فكر نضال... لماذا؟؟؟ الهذا الحد وجودي غيرمحتمل... الهذا الحد اثير في نفسها

مشاعر الاستنفار ؟؟ وهي طالبت بالرجوع الى حياتها الطبيعية.. ولها الحق في ذلك... فقد ابقاها عنده اكثر من

اللازم .. على امل ضعيف... على امل ان يستجيب قلبها لنداء قلبه... ولكن يبدو ان صوت قلبه العالي لم يكن

كافيا لاختراق جدران قلبها....فنهض من على سريره وذهب الى الحمام الملحق بالغرفة... و غسل وجهه ...

وكان بكائها قد تحول الى شهقات متفرقة... ولبس قميصه.... وقال لها..

- هيا... الى بيتك....

- ماذا؟؟؟

- الم تطلبي الذهاب الى بيتك؟؟؟؟؟

- نعم...

وتمالكت نفسها... فيبدو انه يتوق للتخلص منها اكثر مما توقعت...

- ارجوك...قم بتوصيلي فقط الى منزلي...

وحملت حقيبتها ووقفت بجانب الباب... فالتقط مفتاح سيارته... واقترب من الباب... ففتحته ومشت الى الخارج

بهدوء...حتى لا تزعج النائمين... فسألته بهمس..

- اليس من عدم التهذيب المغادرة دون توديعهم؟؟

- لا... فأنا افعل هذا دائما.... وفي الصباح اشكرهم على استضافتهم.. فأم سمير وهاشم متفهمة

جدا...

وتابعوا مشيهم المتلصص الى ان وصلوا الى الباب الرئيسي... ونزلوا الدرج ووصلوا الى السيارة...


- تفضلي يا رانيا.. سأخلصك من عذابك .. وسأقوم بتوصيلك الى منزلك العزيز..

قال نضال بسخرية..


فنظرت اليه بغضب... وفتحت باب السيارة بغضب ايضا....و قالت له ..

- انا اسكن خارج المخيم...

- اعرف اين تسكنين...

- وكيف تعرف ذلك؟؟

- وهل ظننت انني سأبقيك بيننا دون عمل تحريات عنك... فأنا مؤتمن على ارواح...

- اهااا....

وسكتت واحست بغيظ شديد....

وعندما اصبح المخيم خلفهم قالت....

- نضال؟؟

- تفضلي....

- ماذا ستقول لأصدقائك؟؟؟ أستقول انك طلقتني؟؟؟

- لا اعلم... لم افكر بالموضوع بعد...

- اهااا...

وبعد فترة هدوء... قالت...

- هناك سؤال اخر؟؟

- امطريني بإبداعاتك...

- سأسكت ان كانت اسألتي تضايقك... ولكني اسأل اسئلة منطقية برأيي...

- اسف... تفضلي يا رانيا...

- هل استطيع العودة الى عملي...؟؟

- بالطبع...

كانت رانيا تشد على ايديها لتمنع نفسها من تسديد قبضة الى فمه الساخر... فهي تحاول بكل قوتها التلميح عن

بعدها عنه... وهو يقوم بطردها عنه... و باغلاق اي موضوع تحاول اثارته بالنسبة لفراقهما...

وعندما وصلوا الى العمارة السكنية التي فيها شقتها.... امسكت بحقيبة يدها اذ لم تأخذ بالطبع الحقيبة التي

اعدتها لها فداء... وقالت له..

- شكرا يا نضال...

وشقت طريقها نحو باب العمارة... ولم تلتفت الى الخلف... وانتظرت سماع صوت السيارة... ولكنها سمعت وقع

اقدام نضال بدلا من ذلك...
- رانيا...
فاستدارت وهي تحاول مغالبة دموعها..
- نعم؟؟
- انا.......
وكدت تقول له ... انت ماذا... انت ماذا يا نضال... ولكن دموعها غلبتها وبدأت تتساقط كالمطر واحدة تلو الاخرى...

- لماذا تبكين يا رانيا؟؟...

ولكن لا اجابة... فدموعها الخائنة تابعت السقوط....فيبدو ان بكاؤه امامه قد اصبح عادة...... وفقدت تحكمها في

نفسها... وبدأت تشهق ... و اندهشت من نفسها.. فمنذ وفاة والديها العزيزين لم تبك مثل هذا البكاء...... ولكن

لماذا تبكي... لماذا... ألأنها عندما فارقت والديها.. فقدت شعورها بالأمان...واليوم ... ذلك الشعور.. ذلك

الشعور المؤلم.. شعرت بأنه يتكرر.. وبأن الأمان الذي شعرت بأنها استعادته ...بدأ بالتلاشي السريع... كزوبعة

سكر تذوب في كأس شاي...

- رانيا... ما الذي حصل... ان كنت ضايقتك باي كلمة فانا اسف...


- لا تكمل يا نضال... انا... انا فقط مشتاقة لشقتي...


- اهااا.. سأوصلك الى الاعلى..

- لا يا نضال.. اذهب ... اذهب فقط ارجوك... فأنا... أنا عندي جيران ...

-
اسف... اردت التأكد من انك بخير..
-
انا بخير.... شكرا لك..

وذهب...

.......

.......


..............

ذهب نضال...

ذهب الانسان الذي خطفها وخطف قلبها في ان واحد..

ذهب ... وتركته يذهب...

وعادت دموعها للتحرر من بين جفونها...لدرجة انها فتحت باب شقتها بعد عدة محاولات بسبب الغشاوة التي

تركتها الدموع امام حدقتيها...

ودخلت الى شقتها... ورمت حقيبتها وذهبت الى الحمام... وفتحت المياه الباردة ووضعت رأسها تحتها....عل

دموعها تجف... وعل افكارها تذهب... وعل مشاعرها تتحول درجتها الى مثل برودة هذه المياه......

.........

...............

فهي تحبه... وتحبه جدا... وهو عزيز وغال على قلبها... اكثر من اي انسان بالوجود...

هو الانسان الذي اطمئنت له من بعد زمن طويل...

طويل جدا...

ولكنه هو... هو .. لا يحبها... وهي تعرف تماما مغبة هذا الحب...الحب من طرف واحد... فهو حب اوله العذاب

واخره العذاب... وحتى ذكراه تسبب الألم... ولكن ما هذا الكلام الذي تقوله لنفسها... فهي قد أحبته وانتهى

الأمر... وكأنما في لقائهم الأول... ذاك اللقاء الذي طلب منها فيه التحرك من وسط الطريق... قطع قلبها على

نفسه وعدا بأن يحب قلب نضال... وبأن ان لا يقبل الا بقلب نضال....

ولكن نضال ... ذهب...

ذهب بغير عودة...

ذهب.... الى الابد....

.................................................. ........................

sivda 22-08-09 02:22 PM

ولكن نضال ... ذهب...

ذهب بغير عودة...

ذهب.... الى الابد....

اضائت الانوار في كامل الشقة...عل بعض الضوء يتسلل الى قلبها...وعل هذا الظلام الدامس الذي ادخله قلبها

الى ذاتها عنوة.. يختفي كما أتى.. ثم غيرت ملابسها .. وغسلت وجهها مرة اخرى... ورفعت شعرها الذي

اشتاقت له... وبدأت بتنظيف شقتها بطريقة جنونية... وكأنها غابت عنها سنوات...وبالفعل كان الغبار قد ملأ

اثاثها ... اذ انها قد نسيت نافذة غرفة نومها مفتوحة...

وتابعت التنظيف"العنيف" ... اذ انها ارادت ابعاد نضال عن تفكيرها بأي طريقة ممكنة.... وارادت ان تغرق

جسدها بالتعب والاجهاد... حتى ينتهي بها الامر بالاستلقاء على السرير لتنام نوما لا احلام فيه....

ولكن شبح نضال أبى الذهاب... وبدأت توبخ نفسها... لماذا احبه... لماذا انا حزينة... بل اكاد اموت حزنا

لفراقه... لماذا... فهو لم يحاول حتى معاملتي بلطف... ولم يلمح عن انه يحبني... ولكنها احبته... احبته لأنه

نضال... لتصرفاته... لرجولته... لحنانه...لطيبته... وان لم تكن موجهة اليها...

ولكنها احبته...

يا الهي ... لماذا اتابع تعذيب نفسي...

فكرت رانيا ...بعصبية....

وانتهت من تنظيف شقتها... ونظرت الى الساعة.... فوجدت انها تشير الى السادسة والنصف صباحا...

السادسة والنصف.... يا الهي... يوم كامل... يوم كامل لم تنل فيه اي قسط من الراحة الجسدية... ولا حتى

راحة "البال"....


ماذا ستفعل...؟؟؟ أستذهب لى المدرسة... أسيكون يومها عاديا... أستذهب وتعطي دروسا .. وتتكلم مع

المعلمات... وتخالط الناس... وتبتسم.. وتجامل....

أسيكون يومها عاديا؟؟؟... استحضر بيضا وحليب وبعض الفواكه والخضار... لتطهو لنفسها...

أسيكون يومها عاديا.؟؟؟؟.. وسوف تبدأ بتحضير الدرس لليوم التالي... او تحضير امتحان لطالباتها...

ولكن لا... فهي لن تستطيع احتمال الاسئلة او الابتسامات او المجاملات اليوم.... لا.... ستجلس مع نفسها

قليلا... ستعيد ترتيب اولوياتها... ستحاول استعادة حياتها.... وستؤجل الذهاب الى المدرسة ليوم واحد بعد...

فذهبت الى المطبخ... وفتحت الثلاجة... ووجدتها تفتقر حتى الى البيض...ولأنها لم تتخيل نفسها تموت

جوعا...ذهبت الى غرفتها ولبست ملابسها لتذهب الى البقال والذي املت ان يكون محله مفتوحا...ولم تنس

ايضا التخطيط للذهاب الى المخبز....

ونزلت وتبضعت ... وهي تشعر بانها مسيرة... او "ربوت" الي... عقلها معطل.. وقلبها محطم... تمشي فقط

لتعيش...... ويا لها من حياة... تلك التي ستعيشها...

ورجعت الى المنزل وحضرت فطورها ... واكلت بنفس تلك الحركة الالية... ثم قامت بتظيف الصحون...

واحضرت كتاب اللغة العربية للصف الثامن.. وبدأت بتحضير الدروس التي فاتتها لتعيدها للطالبات...

وغرقت في تفكيرها... وفي تحضيرها للدروس ولأوراق العمل... وللنشاطات التي ستطلب من الطالبات

عملها... ونظرت الى الساعة فوجدتها تشير الى الثانية عشرة والنصف... وفكرت في نفسها... أتكرهني هذه

الساعة... لماذا ترفض المشي بسرعة... لماذا ترفض الركض...

فتركت الكتب واخذت "الريموت كنترول" وبدأت تقلب قنوات التلفاز.. علها تجد برنامجا او مسلسلا او حتى

فيلما...لتتابعه ولتنسى متابعة افكارها...وبالفعل... ضاع بعض الوقت اثناء تقليبها للقنوات...ووجدت فيلما كانت

قد شاهدته من قبل...وبدأت بمتابعته....

وفجأة.... دق جرس الباب...

ودق قلب رانيا...

ودق ناقوس الخطر في عقلها...

أيعقل ان يكون هو؟؟؟ ....

يا رب....

وذهبت بسرعة ووضعت حجابها... ووضعت عينها على "العين السحرية"...

وشعرت بأن ومضة الامل تلك..

... انسحقت ... كانسحاق نملة صغيرة تحت حذاء احد الاشخاص..

فقد كانت جارتها... ام احمد على الطرف الاخر من الباب...

تلك الجارةالثرثارة...التي تعلم اخبار الجميع... والله وحده اعلم بطرقها...

ولكن ما الذي اتى بها... الان... وهنا...

فرانيا لم تزرها ولا حتى مرة واحدة في حياتها... ولكن هذه المرأة..ما تفتئ تزرورها... وتتكلم معها... ويبدو ان

اشارا ت رانيا العديدة لها بأنها لا تفضل التزاور...لم تصلها... او انها وصلتها... واختارت تجاهلها...

ففكرت...


أأفتح الباب.. ام أدعي عدم وجودي بالبيت...ولكنها سمعت صوتي... وأنا متأكدة من انها رأتني بالصباح... يا

الهي...

ففتحت الباب... فبادرتها المرأة بالكلام...

- عزيزتي المحبوبة رانيا.... كيف حالك؟؟؟

- الحمد لله...نشكر الله يا ام احمد..

- عزيزتي رانيا... انا غاضبة منك بجد...

أستبقى تردد عزيزتي الى الابد... فكرت رانيا....

- لماذا؟؟؟

- اوه... وكأنك لا تعلمين...

- للأسف...

- يا الهي... أتتزوج رانيا العزيزة... التي اعتبرها بمثابة ابنتي... دون دعوتي او حتى اخباري بذلك....

عقدت الدهشة لسانها...ماذا؟؟؟ مااذا؟؟؟ ماذا؟؟؟؟؟

من اين علمت هذه المرأة بأمر زواجها والذي يفترض به ان يكون سري واضطراري... ومزيف...

- أرأيت يا عزيزتي... لا ..لا تبحثي عن اعذار.. فقد مر الامر.. أسنبقى واقفات هنا... هيا الى

الداخل... لتخبري جارتك ام احمد بالتفاصيل كاملة.. فمنذ ان اعلمتني مس هدى... مدرسة التربية الرياضية

بذلك وانا اضرب اخماس باسداس... كيف تعرفت عليه.. ؟؟؟ واين هو؟؟ كيف شكله؟؟ ولماذا ما زلت هنا....

يا الهي.. ما هذه الورطة... فبما ان "مس" هدى تعلم ... فهذا يعني ان كل "المسات" يعلمون بالامر...اي ان

الخبر ما عاد كذبة بيضاء وبريئة اختلقت لانقاذ موقف... وانما اصبح .. زواج حقيقي.. والكل يعلم بشأنه...ولكن

من اين علمت هدى... ومن اخبرها...؟؟

وأدركت انها ما زالت واقفة بالباب... وان ام احمد مازالت تنتظر الدخول.. وكلها لهفة وفضول....

وبدأت تفتش في عقلها عن منفذ لهذا الموقف الحرج...

- ام احمد.. لا اعلم ماذا سأقول لك...ولكن زوجي ينتظرني لأحضر بعض الاشياء من شقتي لأذهب

لملاقاته...... اسفة جدا...

علت امارات الاسف والخيبة وجه ام احمد...ولكنها قالت...

- بالطبع عزيزتي...اذهبي.. ولنا لقاء اخر... اليس كذلك؟؟

- اها... طبعا...

وذهبت ام احمد... ودخلت رانيا الى شقتها والتي اصبحت مظلمة اكثر من الاول...كيف ستواجه الناس؟؟

واسألتهم؟؟؟وافتراضاتهم؟؟؟وكيف ستواجه المديرة عندما ستطلب منها عقد زواجها لتدرجه في

ملفها؟؟؟وصورة جديدة لهويتها المعدلة من انسة... الى متزوجة؟؟؟ كيف.. وكيف... دوامة عظيمة من الاسئلة

اخذت مساحة اخرى من عقلها...


وبدأت دموعها تتساقط... وبدأت تحارب لابقاء تلك الدموع في مكانها...ولكن كالعادة... لا فائدة...

فقد انهمرت كشلال....لا قرار له...


....

.......

"وبحبك وحشتيني... بحبك وانت نور عيني... لو انت مطلعة عيني... بحبك موت... لفيت قد ايه لفيت"

رن هاتف رانيا النقال.... فضغطت على زر الاغلاق...

"وبحبك وحشتيني...بح...."

فضغطت على زر الاغلاق مرة اخرى... فهي لا تعرف هذا الرقم...ولا تريد معرفة المتصل.. اذا انه مرجح ان

تكون المعلمات قد بدأن بعملية التحريات عنها وعن اخبارها الشخصية...

"وبحبك..."

- "ألو".....

ردت رانيا بعصبية...

- اهلا رانيا....

نضال؟؟؟؟

- ماذا تريد؟؟

يا الهي لماذا تتكلم معه بفظاظة...

- اريد التكلم معك ...

- لأجل ماذا...

- لأجل أمر لا استطيع مناقشته على الهاتف.. سآتي لأقلك بعد خمس دقائق من امام عمارتك...

وأغلق الخط....


نضال...!!

نضال...

لم يستطع قلبها ترجمة المفاجأة...

ولكن عقلها... فكر... نضال.. نضال كلمك يا رانيا.. نضال يريد مقابلتك يا رانيا... نضال يريد التكلم معك عن امر

مهم... نضال يريد ان يقلك من هنا بعد خمس دقائق.. عليك ان تكوني جاهزة...

فذهبت الى غرفتها بسرعة.. وبدلت ملابسها.. وأغلقت نوافذ شقتها... وخرجت ... واغلقت الباب بالمفتاح..

ونزلت الى باب العمارة... ولم تسمح لنفسها بالتفكير بالامر الذي يريد مناقشته معها...

ووجدته... او بالاصح وجدت تلك السيارة الزرقاء...فذهبت بثقة...أتتها لم تعرف من اين.... وفتحت بابها

الامامي...وجلست بجانبه...وانطلقت السيارة دون كلمة واحدة...

فنظرت رانيا الى جانبها لتتأكد من انها لم تخطئ بالسيارة.. وبأن نضال هو الرجل الذي يقود هذه السيارة...

فرأته.... ورأت كل احلامها... ووجدت ذكراياتها وافكارها التي حاولت طمسها تعود للطفو على السطح من

جديد....

..... ولكنه لم يتكلم.... وهي بدورها لم تتكلم.... بل لم ترد الكلام... حتى لا تستيقظ من هذا الحلم الجميل الذي

يجمعها ونضال...

وتوقفت السيارة...فنظرت من النافذة... ووجدت نفسها بجانب الطريق العام من جهة... وسفح الجبل المزدان

باشجار الزيتون من الجهة الاخرى....


والتفتت الى نضال... فوجدت انه قد عدل من جلسته خلف المقود ليواجهها...

فرأته... ورأت ملامحه التي تحب... ولاحظت ان شعره الاسود مرتب.. وليس مشعث كالعادة... وكان حليق

الذقن...اما عيناه... فبقيت على حالها...عندما تواجهها...لا تخرج بنتيجة الا... طلاسم...

- رانيا.....

لم ترد... بل بقيت تحدق به... وكأنما تحديقها به.. سيكون كافيا لحل تلك الطلاسم...

- رانيا.....

- نعم يا نضال...


قالت بصوت خافت... مرتجف...

فأجابها وعيناه لا تفارق عينيها.......

- تزوجيني........


يتبع...

sivda 26-08-09 07:21 PM

[CENTER]


ولكن نضال ... ذهب...

ذهب بغير عودة...

ذهب.... الى الابد....

اضائت الانوار في كامل الشقة...عل بعض الضوء يتسلل الى قلبها...وعل هذا الظلام الدامس الذي ادخله قلبها

الى ذاتها عنوة.. يختفي كما أتى.. ثم غيرت ملابسها .. وغسلت وجهها مرة اخرى... ورفعت شعرها الذي

اشتاقت له... وبدأت بتنظيف شقتها بطريقة جنونية... وكأنها غابت عنها سنوات...وبالفعل كان الغبار قد ملأ

اثاثها ... اذ انها قد نسيت نافذة غرفة نومها مفتوحة...

وتابعت التنظيف"العنيف" ... اذ انها ارادت ابعاد نضال عن تفكيرها بأي طريقة ممكنة.... وارادت ان تغرق

جسدها بالتعب والاجهاد... حتى ينتهي بها الامر بالاستلقاء على السرير لتنام نوما لا احلام فيه....

ولكن شبح نضال أبى الذهاب... وبدأت توبخ نفسها... لماذا احبه... لماذا انا حزينة... بل اكاد اموت حزنا

لفراقه... لماذا... فهو لم يحاول حتى معاملتي بلطف... ولم يلمح عن انه يحبني... ولكنها احبته... احبته لأنه

نضال... لتصرفاته... لرجولته... لحنانه...لطيبته... وان لم تكن موجهة اليها...

ولكنها احبته...

يا الهي ... لماذا اتابع تعذيب نفسي...

فكرت رانيا ...بعصبية....

وانتهت من تنظيف شقتها... ونظرت الى الساعة.... فوجدت انها تشير الى السادسة والنصف صباحا...

السادسة والنصف.... يا الهي... يوم كامل... يوم كامل لم تنل فيه اي قسط من الراحة الجسدية... ولا حتى

راحة "البال"....


ماذا ستفعل...؟؟؟ أستذهب لى المدرسة... أسيكون يومها عاديا... أستذهب وتعطي دروسا .. وتتكلم مع

المعلمات... وتخالط الناس... وتبتسم.. وتجامل....

أسيكون يومها عاديا؟؟؟... استحضر بيضا وحليب وبعض الفواكه والخضار... لتطهو لنفسها...

أسيكون يومها عاديا.؟؟؟؟.. وسوف تبدأ بتحضير الدرس لليوم التالي... او تحضير امتحان لطالباتها...

ولكن لا... فهي لن تستطيع احتمال الاسئلة او الابتسامات او المجاملات اليوم.... لا.... ستجلس مع نفسها

قليلا... ستعيد ترتيب اولوياتها... ستحاول استعادة حياتها.... وستؤجل الذهاب الى المدرسة ليوم واحد بعد...

فذهبت الى المطبخ... وفتحت الثلاجة... ووجدتها تفتقر حتى الى البيض...ولأنها لم تتخيل نفسها تموت

جوعا...ذهبت الى غرفتها ولبست ملابسها لتذهب الى البقال والذي املت ان يكون محله مفتوحا...ولم تنس

ايضا التخطيط للذهاب الى المخبز....

ونزلت وتبضعت ... وهي تشعر بانها مسيرة... او "ربوت" الي... عقلها معطل.. وقلبها محطم... تمشي فقط

لتعيش...... ويا لها من حياة... تلك التي ستعيشها...

ورجعت الى المنزل وحضرت فطورها ... واكلت بنفس تلك الحركة الالية... ثم قامت بتظيف الصحون...

واحضرت كتاب اللغة العربية للصف الثامن.. وبدأت بتحضير الدروس التي فاتتها لتعيدها للطالبات...

وغرقت في تفكيرها... وفي تحضيرها للدروس ولأوراق العمل... وللنشاطات التي ستطلب من الطالبات

عملها... ونظرت الى الساعة فوجدتها تشير الى الثانية عشرة والنصف... وفكرت في نفسها... أتكرهني هذه

الساعة... لماذا ترفض المشي بسرعة... لماذا ترفض الركض...

فتركت الكتب واخذت "الريموت كنترول" وبدأت تقلب قنوات التلفاز.. علها تجد برنامجا او مسلسلا او حتى

فيلما...لتتابعه ولتنسى متابعة افكارها...وبالفعل... ضاع بعض الوقت اثناء تقليبها للقنوات...ووجدت فيلما كانت

قد شاهدته من قبل...وبدأت بمتابعته....

وفجأة.... دق جرس الباب...

ودق قلب رانيا...

ودق ناقوس الخطر في عقلها...

أيعقل ان يكون هو؟؟؟ ....

يا رب....

وذهبت بسرعة ووضعت حجابها... ووضعت عينها على "العين السحرية"...

وشعرت بأن ومضة الامل تلك..

... انسحقت ... كانسحاق نملة صغيرة تحت حذاء احد الاشخاص..

فقد كانت جارتها... ام احمد على الطرف الاخر من الباب...

تلك الجارةالثرثارة...التي تعلم اخبار الجميع... والله وحده اعلم بطرقها...

ولكن ما الذي اتى بها... الان... وهنا...

فرانيا لم تزرها ولا حتى مرة واحدة في حياتها... ولكن هذه المرأة..ما تفتئ تزرورها... وتتكلم معها... ويبدو ان

اشارا ت رانيا العديدة لها بأنها لا تفضل التزاور...لم تصلها... او انها وصلتها... واختارت تجاهلها...

ففكرت...


أأفتح الباب.. ام أدعي عدم وجودي بالبيت...ولكنها سمعت صوتي... وأنا متأكدة من انها رأتني بالصباح... يا

الهي...

ففتحت الباب... فبادرتها المرأة بالكلام...

- عزيزتي المحبوبة رانيا.... كيف حالك؟؟؟

- الحمد لله...نشكر الله يا ام احمد..

- عزيزتي رانيا... انا غاضبة منك بجد...

أستبقى تردد عزيزتي الى الابد... فكرت رانيا....

- لماذا؟؟؟

- اوه... وكأنك لا تعلمين...

- للأسف...

- يا الهي... أتتزوج رانيا العزيزة... التي اعتبرها بمثابة ابنتي... دون دعوتي او حتى اخباري بذلك....

عقدت الدهشة لسانها...ماذا؟؟؟ مااذا؟؟؟ ماذا؟؟؟؟؟

من اين علمت هذه المرأة بأمر زواجها والذي يفترض به ان يكون سري واضطراري... ومزيف...

- أرأيت يا عزيزتي... لا ..لا تبحثي عن اعذار.. فقد مر الامر.. أسنبقى واقفات هنا... هيا الى

الداخل... لتخبري جارتك ام احمد بالتفاصيل كاملة.. فمنذ ان اعلمتني مس هدى... مدرسة التربية الرياضية

بذلك وانا اضرب اخماس باسداس... كيف تعرفت عليه.. ؟؟؟ واين هو؟؟ كيف شكله؟؟ ولماذا ما زلت هنا....

يا الهي.. ما هذه الورطة... فبما ان "مس" هدى تعلم ... فهذا يعني ان كل "المسات" يعلمون بالامر...اي ان

الخبر ما عاد كذبة بيضاء وبريئة اختلقت لانقاذ موقف... وانما اصبح .. زواج حقيقي.. والكل يعلم بشأنه...ولكن

من اين علمت هدى... ومن اخبرها...؟؟

وأدركت انها ما زالت واقفة بالباب... وان ام احمد مازالت تنتظر الدخول.. وكلها لهفة وفضول....

وبدأت تفتش في عقلها عن منفذ لهذا الموقف الحرج...

- ام احمد.. لا اعلم ماذا سأقول لك...ولكن زوجي ينتظرني لأحضر بعض الاشياء من شقتي لأذهب

لملاقاته...... اسفة جدا...

علت امارات الاسف والخيبة وجه ام احمد...ولكنها قالت...

- بالطبع عزيزتي...اذهبي.. ولنا لقاء اخر... اليس كذلك؟؟

- اها... طبعا...

وذهبت ام احمد... ودخلت رانيا الى شقتها والتي اصبحت مظلمة اكثر من الاول...كيف ستواجه الناس؟؟

واسألتهم؟؟؟وافتراضاتهم؟؟؟وكيف ستواجه المديرة عندما ستطلب منها عقد زواجها لتدرجه في

ملفها؟؟؟وصورة جديدة لهويتها المعدلة من انسة... الى متزوجة؟؟؟ كيف.. وكيف... دوامة عظيمة من الاسئلة

اخذت مساحة اخرى من عقلها...


وبدأت دموعها تتساقط... وبدأت تحارب لابقاء تلك الدموع في مكانها...ولكن كالعادة... لا فائدة...

فقد انهمرت كشلال....لا قرار له...


....

.......

"وبحبك وحشتيني... بحبك وانت نور عيني... لو انت مطلعة عيني... بحبك موت... لفيت قد ايه لفيت"

رن هاتف رانيا النقال.... فضغطت على زر الاغلاق...

"وبحبك وحشتيني...بح...."

فضغطت على زر الاغلاق مرة اخرى... فهي لا تعرف هذا الرقم...ولا تريد معرفة المتصل.. اذا انه مرجح ان

تكون المعلمات قد بدأن بعملية التحريات عنها وعن اخبارها الشخصية...

"وبحبك..."

- "ألو".....

ردت رانيا بعصبية...

- اهلا رانيا....

نضال؟؟؟؟

- ماذا تريد؟؟

يا الهي لماذا تتكلم معه بفظاظة...

- اريد التكلم معك ...

- لأجل ماذا...

- لأجل أمر لا استطيع مناقشته على الهاتف.. سآتي لأقلك بعد خمس دقائق من امام عمارتك...

وأغلق الخط....


نضال...!!

نضال...

لم يستطع قلبها ترجمة المفاجأة...

ولكن عقلها... فكر... نضال.. نضال كلمك يا رانيا.. نضال يريد مقابلتك يا رانيا... نضال يريد التكلم معك عن امر

مهم... نضال يريد ان يقلك من هنا بعد خمس دقائق.. عليك ان تكوني جاهزة...

فذهبت الى غرفتها بسرعة.. وبدلت ملابسها.. وأغلقت نوافذ شقتها... وخرجت ... واغلقت الباب بالمفتاح..

ونزلت الى باب العمارة... ولم تسمح لنفسها بالتفكير بالامر الذي يريد مناقشته معها...

ووجدته... او بالاصح وجدت تلك السيارة الزرقاء...فذهبت بثقة...أتتها لم تعرف من اين.... وفتحت بابها

الامامي...وجلست بجانبه...وانطلقت السيارة دون كلمة واحدة...

فنظرت رانيا الى جانبها لتتأكد من انها لم تخطئ بالسيارة.. وبأن نضال هو الرجل الذي يقود هذه السيارة...

فرأته.... ورأت كل احلامها... ووجدت ذكراياتها وافكارها التي حاولت طمسها تعود للطفو على السطح من

جديد....

..... ولكنه لم يتكلم.... وهي بدورها لم تتكلم.... بل لم ترد الكلام... حتى لا تستيقظ من هذا الحلم الجميل الذي

يجمعها ونضال...

وتوقفت السيارة...فنظرت من النافذة... ووجدت نفسها بجانب الطريق العام من جهة... وسفح الجبل المزدان

باشجار الزيتون من الجهة الاخرى....


والتفتت الى نضال... فوجدت انه قد عدل من جلسته خلف المقود ليواجهها...

فرأته... ورأت ملامحه التي تحب... ولاحظت ان شعره الاسود مرتب.. وليس مشعث كالعادة... وكان حليق

الذقن...اما عيناه... فبقيت على حالها...عندما تواجهها...لا تخرج بنتيجة الا... طلاسم...

- رانيا.....

لم ترد... بل بقيت تحدق به... وكأنما تحديقها به.. سيكون كافيا لحل تلك الطلاسم...

- رانيا.....

- نعم يا نضال...


قالت بصوت خافت... مرتجف...

فأجابها وعيناه لا تفارق عينيها.......

- تزوجيني........


يتبع...







- نعم يا نضال...

قالت بصوت خافت... مرتجف...

فأجابها وعيناه لا تفارق عينيها.......

- تزوجيني........

ماذا؟؟ ما الذي يقوله؟؟؟ أيهذي هذا الرجل؟؟ أم ان عقلها ولشدة توقها لسماع هذه الكلمة منه.. صور لها

ذلك؟؟

فابتلعت ريقها... وجاهدت لاخراج الحروف..

- ماذا؟؟؟

قالتها بصوت خافت...

- أريد ان اتزوجك يا رانيا...

ولكن لماذا يقولها وكأنه مرغم... ولماذا هو عابس...ولماذا امارات الغضب تعلو وجهه...

- لماذا؟؟

سألته ... وكان صوتها لا يزال عاجزا...

- لأنني مضطر...

- عفوا...

- نعم يا رانيا ... انا مضطر...فأنا من ورطتك منذ البداية في هذه المشكلة... وانا المسؤول الوحيد

عن تقويم هذه الغلطة...

- لم أفهم..

- رانيا بات جيرانك الان ومدرستك بأكملها يعلمون بأمر زواجك...بالاضافة الى اصدقائي واهل

هاشم... والانسان الوحيد الذي يعلم بالحقيقة غيرنا هو حازم...ولذلك سيكون شاهدا على عقد زواجنا..

- ما الذي تقوله يا نضال؟ انا لن اتزوج بك...

- هذا ليس عرض يحتمل القبول او الرفض يا رانيا... انه فقط اشعار للتنفيذ...

فضحكت من غضبها...

- ولكني لا احبك...

صرخ قلبها.. كاذبة....

- ومن قال اني احبك...ولكنه محتم علي اخراجك من مأزقك..

فشعرت باهانة كبيرة...

- لا .. لا شكرا ... فأنا استطيع حل مشاكلي بنفسي...

- اها... وما الذي ستفعلينه بجيرانك... والمعلمات... والاهم من ذلك مديرة المدرسة التي ستطلب

منك وثيقة الزواج...اجيبيني ايتها المرأة الخارقة...

- أتستهزأ بي وانت الذي ورطتني بكل هذه الامور... فلو انك عندما اتصلت بالمديرة لتخبرها بامر

غيابي لم تذكر انك زوجي لما كان احد يعلم.... او.. لا... لو انك صدقتني منذ البداية ولم تشك بي لما كان حدث

لي شيء اصلا...

فصرخ...

- اسف.... قلتها لك مئة مرة...

- وهل ستحل اسف مشاكلي..

- ولكني عرضت عليك للتو حل لمشكلتك...

- أتسمي هذا حل... انه هدم لمستقبلي... ولأحلامي..

- لا يا رانيا... فلن يستمر زواجنا طويلا... انه فقط حل مؤقت لمشكلتك..

- ولكن...

- فكري... فكري جيدا.. واعلمي ايضا بأنك لم تكوني المتضررة الوحيدة جراء هذا الادعاء... فأمي

قد قاطعتني منذ ان علمت بأمر زواجي دون علمها... فأم هاشم لم تقصر...

اهااا... لأجل امه اذن... يا له من انسان مغرور ومتكبر...فهو لم يكن مراعيا لمشاعري قط... انه يريد

مصلحته فقط....وانا كالحمقاء لم اجد احد بالعالم الا هذا النضال لأقع بحبه..

فأكمل..

- رانيا... انت فتاة طيبة وشجاعة... والله يعلم اني لم أرد ان اسبب لك اي ضرر... وحل الزواج هذا

يصب في مصلحتك وفي مصلحة سمعتك......

ولكن رانيا لم تجب..

- رانيا؟؟

- أتعلم يا نضال... اني غاضبة من نفسي لاني وافقتك على تلك المسرحية الغبية...فأنا وحيدة في هذه

الدنيا... وحيدة بكل ما للكلمة من معنى...ولكن هذا لم يمنع كثير من الشبان من طلب يدي...وكنت أرفض..أتعلم

لماذا؟؟؟ لأني اؤمن بزواج الحب... واؤمن بالزواج لمرة واحدة... واكره الطلاق... وكنت ارفضهم تمسكا مني

بمبادئي...ولكن ... ولكني الان ارى تلك الاحلام تتحطم واحدة تلو الاخرى امام ناظري...

وكادت تقول... لو انك تحبني بمقدار حبي لك.... لكان طلب الزواج هذا..أروع حدث بالكون...

واكملت...

- يا الله... ماذا سأفعل........

- تزوجيني....

حازم بانتظار مكالمة مني... ليحضر الشاهد الاخر... ولنذهب الى المحكمة الشرعية..

- لماذا يراودني ذاك الشعور... بأنك متأكد من موافقتي...

- انا رجل يحب اخذ احتياطته..

فأطرقت رانيا قليلا... وتشجعت لتسأل ذاك السؤال المحرج الذي ما فتىء يرسل شرارات الى عقلها وقلبها....

- نضال..

- نعم...

قالها بلهجة خبيثة... وكأنه متوقعا لسؤالها..

- زواجنا هذا... أسيكون حقيقيا... انا اعلم بانه سيكون شرعيا... ولكن.... أعني... فيما بيننا.....انا...

يعني....

- أفهمك يا رانيا...و اعلمي بأن زواجنا امر مؤقت...وبأن جميع اهتمامي موجه لأجل حصولك على

وثيقة الزواج تلك... وبعد حصولك عليها " سيحلها الحلاّل"

- لا... لا ... لن "يحلها الحلاّل"... اريد وعد منك بأن يبقى زواجنا صوريا يا نضال...

فقال وهو يضحك تلك الضحكة الخبيثة...

- وعد يا رانيا... والان... أأتصل على حازم..؟؟

- نعم....

وعندما تخرج نضال هاتفه النقال من جيبه...

- لا.... انتظر...

- ماذا الان...؟؟

- سأبقى مقيمة في شقتي...أليس كذلك؟؟

- نعم؟؟؟؟؟؟؟؟

- سأقيم في شقتي؟؟

- للأسف سأضطر الى هدم احلامك الجميلة.....بالله عليك... كيف أسكن في مكان وزوجتي في مكان

اخر...

قال نضال هذه الكلمات بعصبية و انفعال...

- رانيا... ستسكنين في منزلي.. مع امي...وسنتصرف امام الجميع و كأننا نعيش بسعادة... لحين

طلاقنا... مفهوم...؟؟؟

- ولكني معتادة على العيش وحدي...

- رانيا... بالنسبة لي.. فلن تواجهي وجهي الا قليلا... وبالنسبة الى امي... فهي سيدة عجوز...

وطيبة جدا...ولذلك لن تواجهي اي صعوبة بالسكن معنا... وبيتي واسع جدا... ومجهز بكل شيء يا رانيا.. فلن

يكون عليك الا توضيب حقائبك وحاجياتك......والامور التي ستحتاجينها.....أأتصل على حازم الان....؟؟؟

فأطرقت قليلا... وأمالت برأسها... وقالت...

- نعم...

وكادت تبكي... فهذه "النعم" ستجعلها ترسم مستقبلا جديدا ... وهذه "النعم" ستنهي احلامها التي خططت... منذ

زمن طويل... وهذه "النعم" ستجعلها زوجة الرجل الذي تحب... وسترهن حياتها بحياته... ولو لفترة زمنية

قليلة...

وبالفعل... هاتف نضال حازم... والذي بدوره كان صوته مسموعا على بعد مترين... ولو كان عبر الهاتف.....

لشدة فرحته... وكأنه عرسه هو...

وبعد ذلك... انتهى نضال من مكالمته.... وقال لرانيا...

- سيكلم حازم الشيخ ليأخذ لنا موعدا لكتب الكتاب في المحكمة الشرعية....

- ومتى سيكون الموعد؟؟؟

- اليوم...

ففتحت عيناها في دهشة.... اليوم؟؟؟؟؟

ورن هاتف نضال مرة اخرى ... فسمعت رانيا...

- اهلا حازم.... اها.... نعم.... ممتاز... سنكون هناك.... من ستحضر معك؟؟؟... سليم؟؟؟ ممتاز...

لا .... سأراك هناك...بالطبع يا حازم... البس بذلة نظيفة....

وضحك... و أكمل..

- هذا يوم زواجي بحق الله... فلتتأنق لأجلي... ولأجل رانيا....

وأنهى المكالمة...

- ما الامر المضحك..؟؟؟

- لا شيء...

- بالطبع لا شيء... فأنت تضحك وتضحك وانا اتمزق من الداخل...

وصرخ قلبها... "والذي اعتاد على معارضتها" ... كاذبة....كاذبة كبيرة...

- رانيا... لقد تحدد الموعد... اليوم على الساعة الرابعة...

ونظر الى ساعته .. وقال..

- مما يترك لك اربع ساعات فقط لتوضبي أغراضك... ولتجهيز نفسك...اما أنا فسأذهب الان لأطمئن

امي بأننا سنصل اليوم الى البيت...لأنها بدأت تكلمني عندما علمت بأنك ستسكنين عندها....و...

فقاطعته...


- أمك... ماذا سأقول لها؟؟

- أمي يا رانيا تعلم بأننا متزوجين منذ فترة...وبأنه تم كتب كتابنا بسرعة... وذلك ...

ونظر اليها...نظرة خبيثة... وأكمل..

- ذلك لأننا وقعنا بالحب بسرعة اثناء ظروف اختابئنا... أرأيت... ان هذه "الديباجة" أقرب الى

الحقيقة...ولكن هناك فرق توقيت... وطبعا كل ذلك باستثناء امر الحب... أليس كذلك؟؟

- بالطبع...

ردت رانيا بسرعة...وظهر ارتباك طفيف على وجهها.. فسارعت الى اخفاءه بسؤال...

- متى ستأتي لتأخذني...؟؟

- الساعة الثالثة والنصف...

- اذن... أوصلني الى شقتي الان...لأبدأ بتوضيب اموري...

وحرك السيارة.... وتوجه مباشرة الى شقة رانيا... وكان الصمت لغتهم...فرانيا كانت تحدق بالمناظر المحلقة

بهم... اذ ان الاشجار والسيارات والغيوم تمشي بسرعة... بسرعة كبيرة.... وتساءلت...أترى... حياتها ستمشي

بمثل هذه السرعة...ستتزوج وتتطلق... وسيبقى الشيء الثابت هو ذلك الجرح الذي سببه حبها ذو الطرف

الواحد..


وعندما أوصلها الى المبنى الذي فيه شقتها....قال لها....

- أتمنى ان يكون الخير مصير كل أمورنا يا رانيا...

- وأنا كذلك... وأنا كذلك يا نضال...

وانطلقت سيارته بسرعة... انطلقت وهي تقطع عليها وعدا... وعدا مبهم... وعد يتأرجح ما بين السعادة

والتعاسة...

فهرولت الى شقتها....

وهي تحسب الدقائق..... لا بل الثواني.... لموعد الرابعة....


يتبع.....[/
CENTER]

روان الامورة 02-09-09 04:32 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الواثقه بربها 02-09-09 07:37 PM

يا أختي متى بتنزلي البارت الجديد...؟؟؟

نحن في الانتظار ع أحر من الجمر

emey_90 08-09-09 07:33 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك علي هذه القصه الجميله بس يا ريت ما تتاخري علينا

اللؤلؤة المضيئة 11-09-09 01:22 PM

يعطيكي العافية
بانتظار البارت

جيرمون111 14-09-09 10:58 PM

القصة عموماً رائعة ...
ولكن هناك بعض الأخطاء الاملائية التي أتنى ألا تكون حاضرة في مواضيعك القادمة ...

sivda 17-09-09 10:48 PM

http://majdah.maktoob.com/vb/up/0014.jpg

فهرولت الى شقتها....

وهي تحسب الدقائق..... لا بل الثواني.... لموعد الرابعة..

ولكنها قبل ان تصل الى شقتها.. رن هاتفها النقال... فردت عليه... وكان نضال...

- رانيا... لقد هاتفني حازم وذكرني بضرورة وجود فحوصات الثلاسيميا وانفلونزا الخنازير...

- اهاا... لقد نسيت امرها انا ايضا...

- هل تستطيعين النزول الان لنذهب الى العيادة..؟؟

- بالطبع..

فنزلت ... وذهبا الى العيادة.. ولم يكن امامهما الا رجلين... فلم يطول انتظارهما... وعملا الفحوصات.. وقال

لهما الطبيب بأن النتائج ستجهز بعد ساعة... فاتفق نضال مع حازم بأن يذهب حازم لاحضار النتائج.. وبأن

يحضرهما الى المحكمة الشرعية...

وبعد ذلك أوصل نضال رانيا الى شقتها...

.... والتي بينما كانت ترتقي الدرجات الى شقتها... حاولت قدر الامكان التلصص الى هناك... حتى لا تقابلها

الجارة " العزيزة" ... ذات الاسئلة "اللطيفة"...وعندما وصلت الى شقتها... بدأت بالتخطيط حتى لا تضيع اي

ثانية من الساعات المتبقية القادمة... وحتى تستغل وقتها جيدا... أخرجت حقيبة السفر الكبيرة... والتي تحتفظ

بها تحت سريرها... وبدأت بتوضيب ملابسها فيها...ثم بدأت تدور بالمنزل لتأخذ ما لا تستغني عنه... فأخذت

صورة ابيها وامها... واخذت الشمعة الزرقاء التي تحب.. ووضبتهم بالحقيبة... واخذت الفستان الذي ستلبسه

اليوم لتكويه... وبعدما انتهت من كيه... ذهبت الى الحمام واغتسلت... ثم نظفت اسنانها... واحضرت فرشاتها

معها لتضعها هي الاخرى بالحقيبة...وبعدما انتهت من تجفيف شعرها ... وجدت ان الساعة قد اصبحت تشير

الى الثانية والنصف...

عندها... أصبحت تجول بالبيت مرة أخرى علها تتذكر اي شيء قد نسيته...ثم أدركت بأنه عليها ان تبدأ بارتداء

ملابسها.... والسبب لبدئها بارتداء ملابسها في وقت مبكر... هو ان اليوم كتب كتابها...على الرجل الذي تحب...

فعليها ان تبدو بأبهى حلة.... وعليه ان يدرك بأنها ستأخذ أمر زواجهما على محمل الجد... وان كانت قد أخبرته

بالعكس.....

فتوجهت الى مرآتها... وتفحصت نفسها... وبدأت باعداد خطة برأسها للمكياج الذي ستضعه...فهي تعشق اللون

الاسود... ولكن لون فستانها... خمري.. فاستقرت بالنهاية على الدمج بين اللونين... ثم بدأت "بالعملية" ...

وضعت كريم الاساس... فالبودرة المضغوطة... ثم ظلال العينين... فالكحل... فالمسكارا... وقليل من احمر

الشفاه اللامع على شفتيها... وختمت بقليل من البودرة المائل لونها للون الزهري.. على خديها... ثم لبست

فستانها الخمري ذو التفاصيل البسيطة..... الضيق عند الخصر... والمتسع عند الاقدام... ثم لبست حجابها

الابيض والموشح بلون خمري... وانهت العملية بانتعال حذائها الاسود العالي...

ثم نظرت الى نفسها بالمرآة... وشعرت...شعرت بشعور جميل.... أحست وكأنها عروس حقيقية....وأحست بانها

جميلة... فنظرت الى الساعة... ووجدت انها تشير الى الثالثة والخمس دقائق... فأغلقت حقيبة السفر

الكبيرة.... ووضعت أحمرشفاهها وهاتفها النقال...و محفظتها في حقيبتها السوداء الصغيرة... ووضعت هناك

ايضا شهادة وفاة كل من ابيها وامها.. تحسبا ان يطلبهما الشيخ...

وتذكرت بأنها لم تضع عطرا....فأخرجت عطرها الذي تحب... ووضعت منه القليل على معصميها ...ثم حاولت

وضع العطر في حقيبتها... لكنها لم تتسع.. ففتحت الحقيبة الكبيرة مرة اخرى ووضعت العطر فيها... ثم أغلقتها

مجددا...

وعندما انتهت من اغلاق الحقيبة..سمعت صوت رنين جرس الباب.... فخفق قلبها... لا بل شعرت به يتخبط تحت

اقدامها...فذهبت ونظرت نظرة سريعة في المرآة...ثم هرولت الى الباب... وهي تتمنى ان لا تظهر مشاعر

الشوق على وجهها.... ولكن قلبها قال لها... وما الفائدة من محاولتك لاخفاء مشاعرك... فاستعدادك قد

فضحك...... فضحكت من نفسها.... ونظرت من " العين السحرية" تحسبا من هجوم مفاجئ من قبل ام احمد....

وعندما تأكدت من انه نضال... أخذت نفس عميق.... وفتحت الباب.......

وحمدت ربها بأنها قد اخذت ذاك النفس العميق... فبدونه لخرجت عينيها من مقلتيها لهول المفاجأة…فبقدر

تأنقها… كان تأنقه… مع انه لم يلبس بذلة….والكلمة الوحيدة التي كان عقلها يرددها في هذه اللحظة…. هي

… وسيم … وسيم جدا….

فقد كان يلبس نصف بذلة…. "اذا صح التعبير" … مع انها أملت بأن تراه ببذلة كاملة… فحينها سيبدو كبطل

من ابطال السينما… وكانت تلك "النصف بذلة" عباة عن … بنطال أسود.. قميص ابيض… وحذاء اسود

لماع… دون "جاكيت" البذلة… ودون ربطة عنق…وكان شعره الاسود ….القصير نسبيا…. لامعا … أما

ذقنه .. فقد كان حليقا… وكانت رائحة عطره تسبقه… ولكن… لماذا ينظر اليها بهذه الطريقة؟؟؟

- مرحبا….

نطقت رانيا بكلمة الترحيب... عله يكف عن النظر اليها وكأنه يراها لأول مرة... فقد كانت عيناه تأسرانها...

- اهلا...

أجابها نضال...وهو محدق فيها... ما أجملها!! ... فلم يسبق له بأن رآها بمثل هذه الأناقة... فهي تبدو فعلا

كعروس... ولكنها تبدو مرتبكة من وجوده.... او بالاصح من تحديقه بها... ما باله يحدق بها هكذا... فأسدل

رموشه على عينيه... ثم قال لها...

- جاهزة.. ؟؟

فأجابته بسرعة...

- ألا تريد ان تشرب اي شيء؟؟؟

مسكينة رانيا... فكر نضال... انها تحاول التشبث ولو بذرة امل صغيرة لتحاول تأخيره او احباط عزيمته...ولكن

لا...

- لا يا رانيا... سنتوقف بأي مطعم لنشرب عصير منعش...

- ولكن الناس سيشاهدوننا مــ...

وكانت ستقول... سيشاهدوننا معا... ولكنها سكتت ....

- رانيا...سنتزوج انا وانت... لذا فليشاهدوننا... وليشبعوا مشاهدة...

- اها..

- هيا ... أعطيني حقيبتك.... ولا تنسي ان تقفلي شقتك جيدا...

- لقد اغلقت كل شيء...وأزلت جميع اسلاك الكهرباء من الاباريز.. ولم يبق الا اغلاق الباب من بعد

خروجنا....

فحمل نضال الحقيبة الكبيرة... وحملت حقيبتها...ثم اغلقت الباب... و نزلا سويا على الدرج...

وهي واثقة من ان عينان ام احمد... ترعاهما....

وعندما وصلا الى السيارة... وضع الحقيبة على الارض..ثم فتح بابها... ثم فتح صندوق السيارة ووضع الحقيبة

فيه... وجلس على مقعده... وانطلق بالسيارة... وكل تركيزه على رانيا... رانيا وحدها... فحاول جاهدا استدراج

بعض تركيزه الى الطريق...

- انا عطشى...

قالت رانيا هذه الكلمات بصوت منخفض... فضحك نضال في نفسه... فلو انه يملك مترجما للمشاعر لترجمت

كلماتها ل ...انا متوترة... انا خائفة... او انا مرعوبة...!!!

فركن نضال السيارة عند "كوفي شوب الربيع" وفتح باب رانيا... وأمسك يدها التي كانت ترتجف ... وقادها الى

باب "الكوفي شوب"... وجلسا على طاولة تطل على الحديقة الخلفية "للكوفي شوب" ... وبعدما استقر كل

واحد في مقعده .. جاء النادل...

- مرحبا.... ها هي قائمة الطعام...

فأجابه نضال...

- لا داعي... نريد اثنين كوكتيل... بلا اضافات....أمناسب هذا الطلب يا رانيا؟

- اها... مناسب..

- خمس دقائق ويكون الطلب جاهز... أتريدون اي شيء اخر؟؟

- شكرا...

وذهب النادل... و عندها أعطى نضال كل تركيزه للمخلوقة البديعة الجالسة امامه...والتي لشدة ارتباكها

اصبحت تحرك اصابعها بتوتر على غطاء الطاولة..

- سنشرب الكوكتيل... وسنذهب فورا الى الشيخ ...

- ان شاء الله...

- رانيا.. أأنت حزينة؟؟

- لا... ابدا يا نضال... ولكني... متوترة قليلا...

- هذا شيء طبيعي... فكل عروس تكون متوترة..

- ولكني لست بعروسة عادية... أليس كذلك؟

قالت رانيا هذه الكلمات .. ونظرت اليه بمرارة... فرأى نضال انه لا سبيل له للرد... فآثر التزام الصمت...وجاء

النادل...وبدأوا بشرب الكوكتيل...وعندما انتهوا... وضع نضال النقود داخل الفاتورة.. وانطلق هو ورانيا الى

السيارة... وأدار نضال المحرك... فانطلقت السيارة الى داخل المدينة.. وبالتحديد الى المحكمة الشرعية ...حيث

سيكون حازم منتظرا لهما..مع صديقه....

وعندما وصلا... رأت رانيا حازم مع رجل اخر وهما يتحادثان...فتيقنت ان ساعة الصفر قد حانت...وتيقنت بأن

طريق اللاعودة أصبحت امامها...وما عليها الا ان تختار... فاما طريق العذاب... فتتزوجه... او طريق

الندم..فتهرب...وبما ان قلبها يتخبط بين الامرين...تناسته... وقررت ان تتفاجأ بما سيعده القدر لها....

و عندما أوقف نضال السيارة ..شعرت بان قلبها توقف مع السيارة... وبما انها قررت تناسيه... أسكتت صوت

عقلها وذكرت نفسها بان تبقى متناسية لقلبها...

وعندما قرأ نضال مشاعر رانيا الواضحة على وجهها... قال لها قبل خروجهما من السيارة...

- كل شيء سيكون على ما يرام... توكلي على الله...

فلم تجب.... فنزل من السيارة وفتح الباب الخلفي... وحمل علبة كانت على المقعد الخلفي... ثم فتح لها

الباب...فنزلت .. وتوجهت هي ونضال الى حازم وصديقه...والذي استقبلهم بابتسامة عريضة...

- اهلا بمنقذتي....

- اهلا حازم... كيف اصبحت حالك؟؟؟

- كالحصان... ولكن... حصان يعرج قليلا...

فضحك الجميع .. واحست رانيا ببدء انسحاب التوتر من أطرافها...

- أتعلمين يا رانيا... مذ رأيتكما معا.. وانا اعلم بان شرارة الحب ستشتعل وبأنكما مقدران لبعضكما...

فأجابه نضال بلهجته الساخرة.. "المعتادة"...

- سبحان الله....

- أتسخر مني يا نضال... لطالما كانت حاستي السادسة صحيحة...

ولم يكمل حازم كلامه ... اذ وصلت سيارة الشيخ... وتأهب الجميع...

- السلام عليكم....

فرد حازم السلام بفرح...

- اهلا اهلا بالشيخ الكريم....وعليك السلام...

- تفضلوا.. اصعدوا الى الاعلى...

فصعد الشيخ وحازم وسليم اولا... ثم نضال ورانيا... وكان صوت حازم يعم الاجواء... مما أراح نضال ورانيا

من مهمة الكلام....

وعندما وصلوا الى مكتب المحكمة الشرعية... سأل الشيخ عن فحوصات الثلاسيميا وانفلونزا الخنازير...

فأعطاه اياهما حازم.. ثم سأل عن المهر فحمل نضال العلبة التي اخرجها من السيارة وفتحهها امام رانيا…

فكان فيها طقم ذهب جميل...… مكون من عقد وخاتم واسوارة وقرطين… فقال لرانيا…

- أتقبلين بهم كمهر لك…

فابتلعت رانيا ريقها.. وقالت..

- نعم...

فقال نضال للشيخ...

- المهر هو طقم ذهب بقيمة.. الفين دينار...

- والمؤخر؟؟

فاقتربت رانيا من نضال وهمست له...

- لن اطالبك بالمؤخر... فاطمئن...

فابتسم نضال وقال للشيخ...

- عشرة الاف دينار...

ففتحت رانيا عيناها بدهشة...فأمسك نضال يديها وهمس...

- لا تعترضي...

وعندما دوّن الشيخ هذه الامور سأل عن وكيل رانيا... فوضحت له الامور.. وأعطته شهادة وفاة والديها ....

واخبرت الشيخ بان لا أقارب لها... عندها.. .. سمى الشيخ بالله... وتلى الاية التالية..." ومن اياته ان خلق لكم

من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" ثم سأل رانيا ان

كانت موافقة على هذا الزواج... فهزت برأسها.. ثم قام بكتب عقد الزواج... ووقع الشاهدان... ثم هنأ الجميع

رانيا ونضال... وذهب حازم... ورجع ومعه علبة شكولاتة.. ووزعها على الموجودين... ثم نزلوا جميعهم الى

الاسفل... وبارك لهم سليم... وذهب... ثم بقي حازم ونضال ورانيا... والذي كان على وشك الذهاب.... ولكن

نضال قال له...

- حازم... ليس هناك حاجة للتذكير بأن الناس يعتقدون بأننا متزوجون من قبل...

- لا توصي حريصا يا نضال... ثم...

فرن هاتف حازم النقال... والذي لم يقل الا .. "ألو"...و فجأة تغيرت ملامحه وانقلبت الى الجد....

- نضال... علينا الذهاب حالا....

وعمل اشارة بيده .. لم تفهمها رانيا... فأخرج نضال هاتفه النقال .. و مشى بعيدا عن حازم ورانيا ...

- ماذا حدث يا حازم؟؟؟

- لا شيء...

- بل هناك شيء ...

- فلتسألي زوجك.. فأنا لست مخولا بالاجابة...

فجاء نضال وهو على عجلة من امره... وقال..

- حازم.. اسبقني الى هناك... رانيا .. الى السيارة.. بسرعة ارجوك...

فهرولت رانيا الى السيارة...وبدأ نضال بقيادة السيارة... او بالاصح بمسابقة الريح... فتمسكت رانيا بمقعدها...

وشعرت بشعور الانسان المتواجد في مدينة الملاهي...وفجأة توقفت السيارة...

- وصلنا....

- ماذا؟ الى اين؟؟؟

- الى بيتنا... رانيا .. لا يوجد هناك مجال للكلام...أمي بانتظارك... هناك ظرف طارئ مما يحتم علي

الذهاب فورا... سأنزل لك حقيبتك...وأرجوك يا رانيا لا تسألي اي سؤال...فأنا مستعجل للغاية...ولو سمحت

أخبري أمي بأني اضطررت للذهاب...وأخبريها بأني أطلب رضاها....

فأنزل حقيبتها... وقبل ان يجلس على مقعده.. وقف أمامها... وأمسك بيدها.. وقربها من شفتيه... وطبع عليها

قبلة رقيقة... ونظر اليها نظرة أرّق...

ثم جلس على مقعده... وانطلق بسيارته... وترك رانيا خلفه .. والدهشة تغلفها........


يتبع...

emey_90 18-09-09 01:33 AM

ايه ده انا اول واحده اعلق علي الجزء الجديدالروعه ده
كل الي هقوله ربنا يعدي الامور علي خير علشان انا حسيت ان قلبي وقف حاسه ان في حاجه هتحصل ربنا يستر

الواثقه بربها 19-09-09 06:49 AM

أختي مشكوررة

وياليت ما تتأخرين علينابالبارت الجديد

أرجووووك

تحيااااااااتي

no507ur 22-09-09 01:46 PM

thank you so much on this lovely story.
can't wait to finish it

نوف بنت نايف 02-08-10 01:48 AM

http://www.utsc.utoronto.ca/~msa/iss.../palestine.jpg

ثم جلس على مقعده... وانطلق بسيارته... وترك رانيا خلفه .. والدهشة تغلفها........

......

.........
- ألو... حازم ... اين انت؟؟؟

فأجاب حازم من على هاتفه النقال...

- انا بالمقر يا رئيس... الحالة مزرية هنا....

- أطلب من الجميع التجمع بالمقر... خمس دقائق واكون عندك...

و أغلق السماعة... ولكن الدوامة التي بدأت بالدوران في رأسه وعقله لم تغلق... فكيف يحدث

هذا الامر... ولماذا الان بالذات...

فوصل الى المكان الذي يضع سيارته فيه كالعادة... وقطع باقي الطريق بسرعة الى المقر...

وعندما وصل... صدم لهول المفاجأة...

فقد قلب المكان رأس على عقب...

ذلك الباب الخشبي الذي كان مدخلا للمقر.. اختفى... واصبح مكان المقر مكشوفا... وعندما

دخل... وجد حازم هناك .. هو و عمر و وسيم... وكانت الاسرة الحديدية مقلوبة على الارض...

وخزائن المطبخ الصغير مفتوحة ومحتوياتها بالخارج... والأرض... او بالاصح البلاط.. كان كله

مخلعا... ومحفور تحته... وأما الغرفة التي كانت تبيت بها رانيا .. فقد " نالت من الحب جانب" ...

وكان بلاطها مخلعا هي الاخرى... وأما حمامها الداخلي فقد كان منظره وكأن عاصفة قوية مرت

به.. وخلعت كل شيء ...

كان الصمت سيد الموقف في هذه اللحظات... فقد كان كل واحد منهم ينظر الى الخراب ...

ويحاول تحليل الامر... وعندما تتابع وصول افراد المجموعة.... وبدأت الاصوات تقطع حبال

الصمت... قال أحمد...

- ما الذي حدث يا جماعة..؟؟

فأجابه حازم...

- الله أعلم....

فأجاب عمر بدوره...

- لقد كنت بطريقي الى بيتي... ورأيت "الجيبات" الصهيونية وهي تنزل متتابعة عبر

طريق الوادي... فاتصلت على نضال.. ولكن هاتفه كان مغلق...ولذلك اتصلت على حازم والذي

بدوره اخبر نضال... وها انا جئت الان واحضرت وسيم .. ولكن يا الله... كيف علموا بمكاننا ... وما

الذي يبحثون عنه...و....

فجال نضال بنظره في انحاء المقر... وفكر...

اولا يأتي اليهود الى المقر ليدمروه وليفتشوا عن اي معلومة قد تدل على اي عضو من اعضاء

الفريق..

ثانيا.. كيف علم اليهود بأمر المقر اصلا..فحقيقة وصولهم الى المقر تثبت بأنهم يعلمون بأمرهم ..

او بأمر بعضهم...

ثالثا... كيفية ايجادهم للمقر.. وتفتيشهم الدقيق فيه.. تثبت حقيقة خاف نضال من سردها حتى

لنفسه... فهي تثبت او بالاصح تثير شكوك كبيرة حول امكانية وجود جاسوس بينهم...

ولكن الان... وضعهم هنا..... كوضع فأر في قفص تملك مفتاحه قطة جائعة...

ولو كانت شكوكه صحيحة فلسوف يتم القضاء عليهم جميعهم " بالجملة" بين دقيقة و

اخرى...وقبل ان يقول اي شيء... أعطىنضال لمحمد رقاقة الكترونية تحوي معلومات سرية

ومهمة بالنسبة لحركة" لأجلك وطني " وطلب منه الحفاظ عليها بحياته ... ثم قال....

- ايها الشباب... علينا الخروج من هنا ... حالا.. فاليهود قادمون... أركضوا بسرعة باتجاه

الجبال المجاورة... هيا.....

كان نضال يصرخ بهم بطريقة جنونية ... فبدأ الجميع بالخروج من المقر وأطلقوا سيقانهم للريح...

وبالفعل صدق توقع نضال وكانت الجيبات اليهودية تصعد متتابعة من على سفح الجبل باتجاه

المقر.. فزادوا من سرعة جريهم...ولكن...

محمد... الصيدلي... والاب لخمسة اولاد... تعثر بجذع شجرة قديمة على الارض... و وقع...

- محمد... انهض بسرعة...

صرخ نضال.. والذي كان على بعد عدة امتار من محمد.. اذ انه لم يلاحظ وقوعه فورا..

وعندما حاول محمد الوقوف.. لم يستطع..فأطلق آهة ألم معذبة.... وقال...

- يبدو ان ساقي مكسورة يا ابو رامي.... اذهب انت ...أرجوك...

ولكن نضال لم يرد عليه.. بل ركض باتجاهه وأمسك بذراعه ووضعها على كتفه ... وبدأ بجر

محمد بأقصى سرعة استطاع تدبيرها لحمل جسمين في آن واحد...

و بعد عدة دقائق وصل كل من هاشم و مصطفى وعمر وبين ايديهم صناديق خشبية متوسطة

الحجم...

- مصطفى... خذ محمد الى الطبيب .. وخذ منه "الرقاقة" واحفظها في مكان آمن...

وفجأة كسى وجه محمد ذعر هائل...

- أبو رامي... لقد أضعت الحقيبة التي فيها الرقاقة...

- ماذا؟؟؟

صرخ عمر....

- يبدو انها ضاعت مني عندما وقعت... يالغبائي...

قال محمد بصوت منكسر يملؤه الندم...

وسكت الجميع... او بالاصح.. احس نضال وكأن المشهد من حوله قد تجمد...ولكنه قال...

- اذهب يا مصطفى بمحمد الى الطبيب... الان... وهيا يا شباب افتحوا الصناديق...

ففتحوا الصناديق.. فكان الصندوق الاول يحتوي على ثلاثة قنابل والثاني على بندقيتان والثالث

على ثلاثة مسدسات..

وانضم كل من طارق واحمد ووسيم لهم...ولكن نضال أخذ بندقية وقال....

- انا ذاهب لأعيد الرقاقة... هاشم يعرف التعليمات....و ...

ولم يستطع نضال اكمال حديثه... فقد بدأ اطلاق النار... فاختبأ الرجال خلف الشجر ... وبدأت

المعركة...

فعمل نضال حركة بيده الى هاشم.. تدل على انه سيذهب ليحضر الرقاقة...وبالفعل وقف

نضال.... واختفى بين الاشجار...

...

........

أطلق الشباب العنان لرصاص بنادقهم... وكان هاشم حكيما... فعرف كيف يستغل القنابل الثلاث

اللواتي بحوزته... وانتهت المعركة.. بانسحاب اليهود... وبعدم اصابة اي احد من

المجموعة...وبتأكدهم انه... و بعون الله قد اصابوا عدد لا يستهان به من اليهود...

ركعوا جميعهم وسجدوا لله ... ثم بدأوا بتهنئة بعضهم بعضا.... ولكن بال هاشم كان مشغولا....

وكان في عقله اصوات كأصوات صفارت الانذار....

أين نضال بحق الله؟؟؟

وهل يكون سبب استسلام اليهود.. وعدم استدعائهم للتعزيزات هو اعتقال نضال؟؟؟

ولكنه ابعد هذه الفكرة من رأسه بسرعة و طلب رقم هاتف نضال الخلوي...

وبعد عدة محاولات ..... كان الجواب هو صوت الرنين... فازداد قلق هاشم... وشارك أصدقاءه

قلقه هذا... فانطلقوا جميعهم ليبحثوا عن نضال...

...

.....

واستمر البحث طويلا... وبالتحديد.. استمر البحث لثلاث ساعات... وعندها.....انقشعت الشكوك...

وهبطت الامال...

و تأكدت حقيقة اختفاء نضال.........



يتبع....

نوف بنت نايف 02-08-10 01:51 AM

http://rm.6rbmasr.com/other/monaw3at...009/4v018x.jpg

و تأكدت حقيقة اختفاء نضال.........

.........

- عزيزتي.... لماذا تقفين على ناصية الطريق... اصعدي الى هنا...

صرخ صوت على رانيا واخرجها من حالة الصدمة التي ألمّت بها من بعدما قبّل نضال يدها...كان الصوت...

رخيما وفيه شيء من الوقار والترحيب....

فعندما سمعت رانيا هذا الصوت... رفعت رأسها الى الاعلى...لترى شرفة مزدانة بأحواض للزهور ذات اللون

الاصفر والزهري...ورأت وسط هذه الالوان.. لون شال ابيض لأمراة كبيرة بالسن لم تستطع تمييز ملامح

وجهها... فابتسمت و توجهت نحو باب المنزل... وجاهدت لرفع حقيبتها.. وعندما وصلت الى الباب.. لم تفتح لها


الباب تلك المرأة... بل فتحته امرأة اخرى متوسطة العمر...


- أنت رانيا؟؟؟

- نعم...

- اهلا يا عزيزتي.. انا عمة نضال.... اهلا بزوجة الغالي.....ام نضال تجلس بالطابق العلوي..

تفضلي.. تفضلي... دعيني اساعدك بحمل هذه الحقيبة... لقد جهزنا لكما غرفتكما....

- شكرا...

- اه لو تعلمين يا رانيا كم افرح خبر زواجكما ام نضال... وكأنه اعطاها محفز جديد للحياة.....

- الحمدلله....

- هيا يا عزيزتي... فلنضع هذه الحقيبة هنا.. ولنذهب لرؤياها .. فهي متشوقة جدا للقائك...

وبالفعل ارتقت العمة ورانيا الدرجات الى الطابق العلوي...وكانت صور نضال تملئ الجدران...صوره وهو حامل

لشهادته الجامعية.. وصورة تجمعه مع عدة شباب واخرى مع فتاة صغيرة... والعديد العديد من الصور...

وعندما وصلو للطابق العلوي... تسللت الى انف رانيا.. رائحة كرائحة المستشفى.. تلك الرائحة الممزوجة

بالنظافة ورائحة الادوية... وكأنها منعشة و مزعجة في ذات الوقت...

وبعدما قطعوا الممر المدهون باللون البيج المائل للزهري... وصلوا الى غرفة نوم فسيحة... فجالت رانيا

بنظرها في انحاء الغرفة.. فرأت خزانة ملابس كبيرة.. ومقاعد كبيرة... وطاولة ... وكانت النوفذ كبيرة جدا..

ومزدانة بستائر جميلة... وكان هناك منضدة عليها ادوية كثيرة موضوعة بشكل مرتب.... ولكن؟؟؟ أين

السرير؟؟... فهذه الغرفة تبدو كغرفة نوم.. ولكن بلا سرير...

وفجأة فتح باب في زاوية من زوايا الغرفة....وخرجت منه سيدتان... واحدة منهما كانت شابة صغيرة...

والاخرى عجوز كبيرة...تجاهد لتمشي... فيدها .. او بالاصح ذراعها الايمن كان مقطوعا... وكان جلدها

محروق.. ولكنها حروق حدثت منذ زمن ليس بقريب.. مثلما قدرت رانيا...وعندما جلست السيدة على المقعد...

دعت كل من رانيا والعمة للجلوس ... وركزت عيناها على رانيا.. وقالت..

- اهلا بك عزيزتي... انا ام نضال..... نضال كلمني عنك كثيرا... والشهادة لله اني احببتك من

كلامه... وان كنت معارضة لطريقة زواجكما... ولكني لست معارضة لاختياره.. فأنت جميلة يا بنيتي...

- شكرا يا خالتي....

- هذه ممرضتي منى...وهي بالفعل ملاك رحمة... وأرى انك قد تعرفت على سمية... عمة نضال...

- تشرفت بمعرفتكم جميعا...

أجابت رانيا بصدق...

- لا شك انك يا عزيزتي متعبة....لقد جهزت لكم سمية غرفة الضيوف... ارجوك ارتاحي بها...

وعندما جهزت رانيا نفسها لتبدأ بعبارات الشكر.. استحوذ على ام نضال سعال متواصل.. وانتهى برشفة ماء..

كانت منى قد جهزتها...

وعندما همت رانيا بالوقوف لتمشي وراء سمية لتدلها الى غرفتها.. ذهبت الى المكان الذي تجلس فيه ام نضال

وقبلت جبينها...

- انه لشرف كبير لي ان اتعرف عليك ... فقد كلمني نضال عنك كثيرا ... وقد اراد مني ان اقول لك

بأنه يطلب رضاك...

فترقرقت الدموع في عيني ام نضال من بعدما تبعت رانيا سمية لترشدها الى غرفتها ... فهي تعلم بأن هذه

الفتاة " مقطوعة من شجرة" ... وقد أحست بأنها تفقتقر لحنان الام... و ايضا... هي مشتاقة جدا لابنها

العزيز.... لنضال... ولكنها مسحت الدمعة التي جاهدت لتجد طريقها عبر وجه هذه المرأة التي واجه السنين ..

والمتاعب.. والحريق... وطلبت من منى ادخال السرير المتحرك من على الشرفة.... لتنال قسطا من الراحة..


........

وعندما وصلت رانيا الى غرفتها...جلست على السرير .. ولم تبدأ باخراج ملابسها من حقيبتها.. وحتى انها لم

تخلع حجابها... بل جلست.. جلست لتفكر بهذا اليوم المنهك.. وبوضعها الجديد... كزوجة.... وزوجة ابن...

وكرانيا جديدة لم تكن تعرفها....

وفكرت به.. فكرت بالمسبب الاساسي لهذا التغيير.. فكرت بنضال... الشاب الشهم الذي اعتقد انه بزواجه منها

سوف ينقذها... وبالفعل... أنقذها... ولكنه ورط قلبها في مشاكل جمة... ووضع مشاعرها على حافة هوة

عميقة... وجعلها بين نارين....فاما الوقوع بحبه.... او.. الوقوع بحبه ايضا....!!!

وعندما ادركت بان افكارها لن تغير شيئا.. وبانه عليها ان تغير ملابسها وتستحم لتقابل عائلتها الجديدة....

حاولت طرد افكارها وبدأت باخراج ملابسها من الحقائب... وعندما انتهت من ترتيب ملابسها.... اختارت بنطال

جينز.. وبلوزة زهرية.. وذهبت لتستحم...

.......

سرحت رانيا شعرها.. وأسدلته على كتفيها....ثم خرجت من الغرفة وتوجهت الى غرفة الجلوس.. ووجدت

العمة سمية هناك... تتصفح مجلة عن الديكور...

- مرحبا عمتي....

- اهلا عزيزتي...

- اين الخالة ام نضال....

- بالاعلى... تأخذ قسطا من الراحة...

فبدأت رانيا بالتفتيش عن موضوع لتقطع الصمت....

- اها... أعجبتني صور نضال...

- انها جميلة.. وام نضال تهوى وضع جميع صوره في انحاء البيت.. انها تحبه كثيرا يا رانيا....

وفكرة فقدانه تؤرقها دائما...

وكادت تقول... ان كانت تؤرقها... ففكرة فقدانه تعذبني ..لا بل...تمزقني.....

- انت معلمة.. أليس كذلك؟؟

- نعم.. أعلم اللغة العربية.. ولكني في اجازة الان لمدة اسبوع...

- هذا جميل... فهكذا...سيتاح لنا التعرف اليك بشكل مريح...

وغرقت الاثنتان في حديث تعارف.... وكان هناك... بالطابق العلوي... قلب ضعيف يدق... وعجوز واهنة....

تدعو الى شاب مناضل.. تدعو الى نضالها....عل الله يرجعه اليها سالما......


......

وبعد حديث طويل... قامت كل من سمية ورانيا ليحضرا المائدة... وعلمت رانيا ان ام نضال لا تأكل الا على

الشرفة.. وهي على سريرها المتحرك... فحضرت الاثنتان الطعام وصعدتا الى الاعلى ليتشاركا و ام نضال

المائدة....


وبعد الانتهاء من الطعام.. وبعد تنظيف الطاولة الصغيرة الموجودة على الشرفة...جاء موعد دواء ام نضال

فنزلت كل من سمية ورانيا.. وتركا منى مع ام نضال.... فاعتذرت سمية لتذهب لتستريح... واما رانيا... فذهبت

الى غرفتها هي الاخرى....

وأخرجت كتابا كانت قد عزمت على قرآته....

وبعد ساعة....

أخرجت هاتفها النقال... بعدما تذكرت بأنها وضعته بالوضع الصامت...وتخيلت وجود العديد من المكالمات التي

لم يرد عليها...من نضال بالطبع..


... ولكن لا شيء...

فشعرت بوخز في قلبها...


أيكون نضال متعمدا لتجاهلها... ام انه في ورطة ما... فلمعت كلماته الاخيرة كوميض البرق في ذاكرتها.....

فأمسكت هاتفها النقال... وتناست تساؤلاتها... وطلبت رقم نضال......

ورن الرنة الاولى.....

فالثانية...

فالثالثة.....


وبدأ قلبها يدق بعنف. .....

وعند الرنة الرابعة.... فتح الخط.... فقالت بنبرة متسائلة...

- نضال؟؟؟؟

ولكن لا رد.....

- نضال... اجبني... ارجوك.......

- رانيا.....

وسمعت صوته متعبا واهنا.......

- رانيا ساعديني.....

وانقطع الخط...... وكاد قلب رانيا يخرج من قفصه الصدري... نضال... حبيبها.. العزيز الغالي.... صوته واهنا لا

يكاد يسمع... ويطلب المساعدة.....؟؟؟

فأعادت طلب الرقم... ولكن....

كانت الاجابة....

"الهاتف الذي تحاول الاتصال عليه مغلق حاليا... يرجى المحاولة فيما بعد......"....

عندها..... سقط الهاتف من يد رانيا..... وهوت على الارض......


يتبع....



♫ معزوفة حنين ♫ 22-04-11 01:56 PM




متوقفة ، تُنقل للآرشيــف ..




الساعة الآن 11:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية