منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتملة (بدون ردود) (https://www.liilas.com/vb3/f571/)
-   -   القلب الملائكي (https://www.liilas.com/vb3/t111734.html)

Blue Eyes 29-10-07 07:37 PM

القلب الملائكي
 
هالرواية التانية اللي راح انزلها بالمنتدى من بعد رواية وردة الحب و إن شاءالله تنال على إعجابكم و تكونوا من متابعينها.......راح انزللكم جزء إذا عجبتكم و شفت ردود إن شاءالله بكملها...:welcome_pills1:
رواية_The Angel heart
القلب الملائكي

المقدمة

هذه القصة مختلفة تماما عن القصة السابقة وردة الحب فيها احداث اكثر وتجمع بين الرومانسية والاجتماعية والواقعية أيضا وفيها الكثير من الاحداث الممتعة والمشوقة والتي اتمنى ان تعجبكم لاني بالفعل تعبت عليها وستكون أطول من قصة وردة الحب وبين فترة وأخرى سأحاول أن أضع جزءا ينال إرضاءكم.

الشخصيات:
Doctor Maria
الدكتورة ماريا
في السابعة والعشرون من العمر وهي طبيبة عامة باحد المستشفيات الخاصة في بلدتها الساحلية الجميلة والهادئة نوعا ما، اكتر من كونها طبيبة رائعة ومحبوبة من جميع المرضى الأطفال الذي يعالجون لديها وأيضا محبوبة من جميع الأطباء والممرضات في المشفى فهي ذات سمعة طيبة بين الجميع واكثر من ذلك فهي رقيقة وساحرة للغاية جميلة لدرجة كبيرة تملك عينان زرقاوان ساحرتان كلون البحر وواسعتان برموش كثيفة وناعمة واهداب رقيقة، وشعر ذهبي طويل وكثيف يحسدنها عليه الكثيرات، وبشرة بيضاء ناصعة كلون اللبن الصافي، ووجه ناعم جذاب جدا بخدود دائمة التورد بشكل ملفت ورقيق بالاضافة لضحكتها الجميلة والتي تظهر أسنانا ناصعة البياض وشفاه رقيقة وناعمة، تحب رياضة المشي وخاصة حينما تكون مرهقة ومتعبة بالاضافة لرياضة التنس التي غالبا ما تمارسها حينما تكون متفرغة وفي اوقات فراغها تمارسها مع شقيقتها كلارا او في النادي الترفيهي، لكن اكثر ما تحبه حقا هو السفر ليس تحبه فقط بل تعشقه ايضا لكن مضت فترة طويلة قبل ان تسافر لمكان ما، والدها هو كاتب شهير يدعى السيد ألين وهو معظم الوقت غائب عن المنزل إما منشغلا باحدى رحلاته الخاصة من اجل كتابة شيء جديد ومميز او من اجل النزهة. ووالدتها السيدة ماتيلدا فهي سيدة أعمال راقية وأنيقة تعمل في مجال الأزياء مصممة أزياء شهيرة تملك متجرا خاصا بها وأغلب وقتها تقضيه بين أعمالها الخاصة، ولها شقيقة صغرى مدللة العائلة هي كلارا ذات التاسعة عشرة من العمر وهي في الجامعة تدرس الآداب وتلقب بالجامعة بالحسناء لكونها جميلة جدا اكثر من ماريا ايضا...تملك قواما باهرا ورشيقا وهي طويلة القامة بشرتها رائعة بفضل عنايتها الفائقة لها،شعرها أسود طويل وناعم لكنه اقل كثافة من شعر ماريا ومع ذلك فهو جذاب، عيون رمادية ساحرة وجذابة وهي اكثر شبها بوالدها بينما ماريا تشبه والدتها جدا. كلارا فتاة طيبة لكنها دائما مشغولة تحب رياضة التنس وتحب الجري خاصة على الشاطئ القريب من المنزل وتحب الخروج بشكل دائم وتحب ايضا الحفلات وهي مرحة جدا....يقطنون في منزل فخم أشبه بالقصر بالناحية الجميلة والهادئة من المدينة والراقية أيضا بحيث يطل المنزل على البحر تماما ولكن بعيد قليلا عن الشاطئ والضجة ومع ذلك يمكن رؤية البحر من المنزل...
Lawyer Daniel
المحامي دانييل
في الثانية والثلاثين من العمر شاب طموح، في غاية الذكاء، مثقف، ووسيم أيضا، شخصية قوية جدا ويثق بنفسه لدرجة كبيرة لكنه في غاية الغرور..مع أنه محام معروف ومشهور ولديه مكتب فخم من اكبر المكاتب وافضلها وهو قد ورث والده في هذه المهنة العظيمة ، هو أرمل منذ أربعة أعوام، ولديه طفلة في غاية الجمال تدعى ريلينا فتاة جميلة جدا كوالدتها المرحومة الرائعة وهي في سن الرابعة تقريبا وتعيش مع والدتها وجدتها السيدة دوريس التي تحبها جدا وهما متعلقتان في بعضهما كثيرا والسيدة دوريس سيدة طيبة ولطيفة ودائما تلح على ابنها كي يتزوج من اجله نفسه اولا ومن اجل ابنته ثانيا لكنه يرفض ذلك رفضا تاما كان قد احضر العديد من المربيات لمساعدة ابنته لكنه لم يستطع تحملهن لانهن يقمن بضربها وتعذيبها لم يكن احد يشتكي له لكنه كان يدرك ذلك بالحال وبعد ذلك لم يجد بدا من ان تذهب ابنته لاحدى دور الحضانة الخاصة وكان هذا الحل الافضل فكانت تذهب وتعود مع باص المدرسة الخاص.
Teacher Lara
المعملة لارا
في السابعة والعشرين تقريبا من العمر وهي معلمة لغات باحدى المدارس الثانوية الخاصة بالفتيات، فتاة طيبة جدا ومحترمة وجميلة وهي مخطوبة لأستاذ التربية المهنية الأستاذ كارل، وهي صديقة حميمة لماريا منذ أيام المدرسة الثانوية ومع ان الاثنتين في اغلب اوقاتهما مشغولتان الا انهما تجدان دائما الوقت للقاء والتحدث معا ولا يمكنهما الا تفعلا ذلك ولارا أيضا هي عازفة بيانوا رائعة ذات أنامل ذهبية حقا والكثيرون يحبون الاستماع لعزفها الهادئ الساحر وكان يمكنها احتراف العزف وليس كهواية لكنها لم تشأ ذلك فقد احبت مهنة التدريس منذ صغرها.
Diana
ديانا
هي صديقة كلارا الحبيبة ودائما مع بعضهما سواء بالجامعة او بالنادي او اثناء التسوق وهي فتاة جميلة وجذابة ذات شعر حريري أشقر قصير يصل ما بعد كتفيها بقليل وتملك عيون خضراء واسعة وبشرة وردية ناعمة وهي ممتلئة قليلا ومتوسطة الطول، ودائمة الأناقة ،ومرحة أيضا ولديها الكثير من الامور المشتركة مع كلارا كما ان والدتيهما صديقتان حميمتان وتتشاركان في العمل وذلك ما قرب بين الاثنتين اكتر.
Oculist Ned
نيد طبيب عيون
وهو في التاسعة والعشرين من العمر شقيق ديانا الوحيد والاكبر وهو طيب جدا ووسيم ولطيف أيضا لديه عيادة خاصة به وهي معروفة ويأتيها الكثيرون.

Businessman Clark
رجل الاعمال كلارك
في سن الخامسة والثلاثين تقريبا الصديق المقرب من دانييل وهو أكثر من شقيق بالنسبة له وهو رجل اعمال قوي وذكي ايضا متزوج من دارلا ولديهما التؤام سارة وروزالين في سن الخامسة تقريبا من عمرهما ودارلا حامل في الشهر الثالث.

Nurse Mia
الممرضة ميا
فتاة شابة طيبة ولطيفة في سن الثانية والعشرون من العمر.

هذه أهم الشخصيات في الرواية ولكن من خلال الأحداث العديدة للرواية سوف ترون بقية الشخصيات الأخرى.

البداية

الفصل الأول
في منتصف شهر أيلول
كانت الغيوم ملبدة بالسحب الكثيفة المليئة بقطرات المطر التي على ما يبدوا فإنها على وشك السقوط وكان ذلك يدعو للإستغراب حقا ومع ذلك فهذا هو الجو في لندن العاصمة الضبابية....والتقلبات الجوية هنا غريبة بعض الشيء خاصة في فترات الصباح الباكر....نظر لساعة يده فوجدها تقارب التاسعة تقريبا وقفز من سريره بكل نشاط وقوة غريبان بعض الشيء في عمره ذلك الا ان ممارسته للرياضة باستمرار وتناول الطعام المفيد والابتعاد عن كل ما هو مؤذي جعله يبدوا اكثر شبابا فهو في سن التاسعة والأربعين من عمره تقريبا وهو كاتب معروف ومشهور بكتاباته الأدبية الرائعة...وكان يقضي فترة بسيطة في لندن يستجمع فيها أفكارا جديدة لروايته القادمة أو يقوم ببعض الأعمال الأدبية الأخرى الخاصة به وكان له العديد من الاصدقاء في لندن...
وقف قرب نافذة غرفة النوم المطلة على منطقة الحديقة العامة فقد كانت شقته الخاصة فخمة ورائعة حقا وموقعها جميل وجذاب وهي تناسبه وغالبا عندما يأتي مع عائلته للندن يقيمون فيها، رأى الناس اما المتجهين لاعمالهم وإما للشراء والتسوق وإما للقيام بالتمارين الرياضية كالجري والمشي وذلك ما جعله يقوم بتمارينه الرياضية بشكل سريع حينما تذكر بان لديه موعد مع صحفي شاب في الحادية عشرة،من أجل مقابلة ستنشر في تلك الصحيفة الشهيرة. قام بتمارينه الخاصة لمدة عشر دقائق أو أكثر بقليل كعادته دائما ومن ثم................
ذهب للمطبخ حيث قام باعداد كوب من القهوة بشكل سريع على الالة الكهربائية ومن ثم اخذ كوبه واخذ بتناوله في غرفة الجلوس الفخمة والفاخرة مع قطع من الخبز المحمص وكان هذا هو افطاره الخفيف في فترة الصباح وبما انه يقيم وحده حينما يسافر فانه يفضل تناول الطعام في المطاعم.
ألقى نظرة سريعة للأوراق التي تنتشر على الطاولة امامه وقام بعمل سريع على جهاز الحاسوب الخاص به وبعد ذلك تناول هاتفه الخاص وضرب رقم منزله كي يتحدث مع زوجته ويعرف اخبار العائلة في غيابه....وبالطبع فقد كان حديثه مع زوجته ماتيلدا مليئا بالبهجة والسرور فعلى الرغم من انشغالهما هو في عمله بالكتابة وهي في عملها في تصميم الازياء الا ان ذلك لا يمنع وجود الحب والتفاهم بينهما وبالطبع حدثته عن اخبارها واخبار العمل بايجاز وايضا عن الفتاتين ماريا وكلارا ابنتيهما اللتين يفخران بهما كثيرا ويفعلان كل شيء من اجلهما لانهما تستحقان ذلك....تحدثا قليلا ومن ثم اعتذر ألين من زوجته بأنه يجب ان يغلق بالحال لأنه لديه موعد خاص بالعمل وبالطبع هي أيضا كانت على عجلة من امرها للذهاب لمكان عملها وبعد ان اخبرها بان تبلغ تحياته وقبلاته للبنات اغلقا الهاتف معا....
إرتدى ثيابه على عجل واخذ بحقيبة يده التي يحملها معه بشكل دائم ومن ثم غادر بعد ان اغلق المنزل جيدا وبالمصعد الكهربائي التقى باناس يعرفهم فتحدث معهم قليلا بابتسامة لطيفة وبعدها خرج بكل هدوء وسار باتجاه سيارته الموضوعة في مرآب السيارات الخاص في تلك البناية وتحدث قليلا مع الحارس اللطيف بأمور عادية وركب سيارته وغادر.
********************
في تلك البلدة الساحلية والجميلة
وفي منزل عائلة السيد ألين

كانت السيدة ماتيلدا تبدوا في غاية الأناقة في بذلتها الرمادية وخصلات شعرها الحريرية القصيرة المنسدلة خلف اذنيها والأقراط الماسية اللامعة تبدوا جذابة عليها بالاضافة للعقد الماسي وكان مكياجها خفيفا ولامعا....
بعد أن تحدثت السيدة ماتيلدا مع زوجها قليلا ذهبت وارتدت ثيابها كي تغادر وبعد ان طلبت من السيدة روز مدبرة المنزل ان توقظ ماريا من اجل الذهاب للعمل فهي تبدأ عملها في المشفى عند الساعة العاشرة تقريبا وهكذا تناولت السيدة ماتيلدا وجبة افطار سريعة عبارة عن بيض مقلي ومربى وبعض الخبز المحمص والقهوة السريعة التحضير وكانت ستحمل حقيبتها للمغادرة حينما....رأت إبنتها ماريا نازلة الدرج الداخلي للمنزل وهي في بجامتها الوردية الحريرية وشعرها الذهبي الطويل كان منثورا حولها بفوضى ولكن بجمال وكانت تبدوا آية من الجمال فخدودها كانت موردة ولامعة وعيونها الزرقاء ما تزال مغمضة قليلا لكن مع تهدل رموشها الكثيفة كانتا تبدوان رائعتين...إقتربت ماريا من والدتها وقبلت وجنتها قائلة:صباح الخير أمي؟
إبتسمت السيدة ماتيلدا لإبنتها وقالت لها وهي ترتب شيئا ما في حقيبة يدها الصغيرة:صباح الخير عزيزتي
ماريا ألقت بنفسها متكاسلة على الأريكة الفاخرة وقالت:تبدين رائعة في هذا الصباح أمي.
السيدة ماتيلدا رفعت نظاراتها الشمسية على عيونها ذلك لان لديها حساسية من الشمس وقالت:شكرا لك حبيبتي وأنتي أيضا تبدين مشرقة مع انك بغاية الفوضى.,
إبتسمت ماريا:آه أمي أنتي تقولين لي ذلك دائما.
السيدة ماتيلدا:إذن تنتبهين لذلك؟
ماريا:أمي!!!!!!!!!!!!!
رفعت السيدة ماتيلدا يديها قائلة:حسنا حسنا لن نناقش هذا الأمر الآن يجب ان اغادر لدي الكثير من الامور التي يجب ان اقوم بها وانتي ايضا يجب ان تستعدي للذهاب لعملك حلوتي.
ماريا بتكاسل رفعت شعرها الجميل عن وجهها وسالت والدتها:هل غادرت كلارا للجامعة؟
السيدة ماتيلدا:أجل تقول بأنه لديها محاضرات قبل الظهيرة وهي وديانا متواعدتان ان تذهبا مبكرا.
هزت ماريا كتفيها قائلة:حقا؟ هذا غريب.
السيدة ماتيلدا:يجب ان اذهب الآن انتبهي لنفسك جيدا ولا تذهبي دون ان تتناولي شيئا على الاقل
ماريا:لا تقلقي امي سافعل ذلك.؟
إبتسمت السيدة ماتيلدا لابنتها فعلى الرغم من انها لم تعد طفلة صغيرة الا انها تعاملها بهذه الطريقة حتى الآن ومع ذلك ماريا لا تتضايق من اهتمام والدتها بها.
بعد ان غادرت والدتها خرجت ماريا ووقفت على الشرفة الخارجية المطلة على البحر والهواء الخفيف يعبث بشعرها ويطيره بجميع الأنحاء ويبدوا جميل جدا مع وقوع اشعة الشمس عليه كان يبدوا كالذهب تماما....
"آنستي"
إستدارت ماريا برقة بالغة للسيدة روز مدبرة المنزل اللطيفة والطيبة والتي تحبها ماريا كثيرا:أجل سيدة روز ما الأمر؟
السيدة روز:الطعام جاهز هل تريدين تناوله هنا.
ماريا بتفكير رأت بأن الجو مشمس وجميل وقالت:أجل بالطبع هنا سيكون أفضل سأصعد لأغتسل وأبدل ملابسي وأنزل بالحال.؟
السيدة روز هزت رأسها بالايجاب قائلة:كما تشائين آنستي.
صعدت ماريا الدرج بكل رقة وبساطة وذهبت لغرفتها اختارت ماذا ترتدي بشكل سريع بذلة وردية رقيقة عبارة عن قميص ذو اكمام قصيرة مع تنورة قصيرة ووشاح تلف به عنقها بشكل جذاب....اغتسلت بسرعة كي لا تتأخر لانها حينما تكون متعبة وتشعر بالتكاسل تتأخر احيانا.....اغتسلت ومن ثم ارتدت ملابسها على عجل وبدت رائعة جففت شعرها الطويل الكثيف بسرعة أيضا ولم تشأ ان تجمعه بأي شكل وفضلت ان تبقيه منسدلا على كتفيها وظهرها وإرتدت حذاءها الأسود المقتوح ذو الكعب العالي، وكالمعتاد وضعت فقط ساعة يدها الماسية الجميلة وارتدت خاتمها الناعم مع عقدها اللؤلؤي الذي يزيدها اناقة وجمال ومكياجها كان خفيفا جدا لانها لا تحب وضع المكياج الا في المناسبات فقط والمستشفى ليس بالمكان المناسب لوضع مكياج كثيف....أحمر الشفاه وضعته خفيفا بلون وردي مشرق به لمعة بسيطة وكذلك اللون الرمادي الخفيف حول عيونها اظهر جاذبيتهما وجمالهما....بالنهاية بدت اكثر من رائعة....اخذت نظاراتها الشمسية وحقيبة يدها السوداء الصغيرة ومفاتيحها الخاصة ومن ثم نزلت بعد ان وضعت القليل من عطرها المفضل لديها..
شكرت السيدة روز على اعدادها تلك الوجبة الخفيفة والتي بدت شهية وبدأت بعصيرها المفضل عصير البرتقال وتناولت بعض الفطائر اللذيذة والتي تجيد اعدادها الطباخة كاتي..انهت وجبتها بسرعة وهي تنظر لساعة يدها ومن ثم أسرعت بالخروج من المنزل وذهبت كي تركب سيارتها الحمراء اللون الجديدة والرائعة حينما أوقفها صوت قوي قبل فتحها باب السيارة" لحظة من فضلك"
إستدارت ماريا وإستدار شعرها معها فأبعدته بدون صبر وهي تنقل نظرها بين ساعتها وبين الشخص الطويل القامة الواقف أمامها وكان يبدوا في غاية الأناقة في بذلته الزرقاء وربطة عنقه المختلطة باللون الرمادي والأبيض ورفعت عيونها لتلتقي بعينان ساحرتان لونها عسلي وكانت ملامحه قوية وتنم عن ذكاء حاد وشخصية قوية وصعبة وكانت تلاحظ نظراته العميقة والممتعضة بشكل ما نحوها فأستغربت من ذلك وسألته:لكن..من انت وماذا تفعل هنا انه مكان خاص كما تعلم؟
نظر لها دانييل من رأسها حتى قدميها بالواقع كانت جميلة جدا لكن بهذا الوقت لم يكن هذا ما يهمه فقال لها بلهجة جادة:ادرك ذلك جيدا لكن اذا كان لكن تلك القطة البيضاء بالخلف فمن الافضل ان تاخذوها لانها تسبب الازعاج لي ولابنتي التي تعاني من الحساسية من القطط.
نظرت له ماريا باستغراب وسالته:هل أنت الجار الجديد؟
دانييل:وماذا ترين أنتي؟
ماريا لم يكن لديها وقت لحديث تافه وهو ادرك ذلك من خلال نظراتها لساعة يدها المتكررة وقال لها:قبل ذهابك خذي تلك القطة انها تقفر من فوق السور لمنزلنا.
ماريا بضيق فكرت"ياله من مغرور متعجرف من يظن نفسه الملك لير"
فقالت:حسنا واين هي الآن بالواقع هي قطة شقيقتي؟
دانييل هز كتيفه دون اهتمام قائلا:لا يهمني قطة من المهم ان تذهبي وتحضريها انها قطة مزعجة.
ابتلعت ماريا لسانها كي لا تريه ما هي حقا وقالت بابتسامة مهذبة وباردة تقريبا:بالتأكيد.
سارت أمامه كي تحضر القطة من ساحة منزله الرائعة بشكلها القديم والرائع اول مرة ماريا تدخل هذا المنزل وقد ادرك دانييل ذلك حينما رآها تبحث عن القطة وشعرها الجميل يتحرك مع كل حركة منها...كان هذا المنزل الجديد الذي قام دانييل بشراءه مؤخرا كي يقيم به مع والدته و إبنته الصغيرة التي احبت المكان كثيرا.
ماريا بابتسامة: واخيرا وجدتك تعالي هنا هيا يا حلوة"
نظرت القطة الصغيرة لماريا وكادت تهرب لولا ان قام دانييل بامساكها واعطاءها لماريا لكن حينما مس بيده يد ماريا تورد وجهها كثيرا وهو اكتفى بالاعتذار لها:آسف.
ماريا ابعدت شعرها بلهجة عادية:لا بأس؟
دانييل والذي كان يبدوا كأنه يجب ان يغادر لانه مشغول جدا قال لها وهو ينظر لساعتها:مع انه على ما يبدوا كلانا متعجلان للذهاب لكن ربما سيكون من الجيد ان نتعارف ولو قليلا فقد اصبحنا جارين الآن.
ماريا بلطف:انت محق...
إبتسم دانييل إبتسامته المهنية المهذبة وقال لها:أنا دانييل أليسون وأنا محام.
ماريا:سررت بمعرفتك وانا ماريا طبيبة أطفال وبالواقع اذا لم اغادر بالحال سوف اقع في مشاكل كبيرة.
دانييل بدى معجبا بها لكنه انكر ذلك في نفسه فما زال يذكر زوجته المرحومة فقال بهدوء:لا بأس دكتورة ماريا تستطيعين المغادرة لانني ايضا يجب ان اغادر لان لدي عمل.
اخذت ماريا القطة بسرعة واعطتها لاحدى الخادمات ومن ثم ركبت سيارتها وغادرت بها وهي لا تفكر بشيء بتاتا فهذه الحادثة البسيطة لم تكن لتعني لها شيئا فالرجال آخر اهتماماتها حقا.
أما دانييل فأيضا أبعد ماريا عن باله نهائيا فهو لم يكن ليهتم بوجود أي فتاة أخرى بعد وفاة زوجته وحتى لو كانت ملكة جمال ومع انها جارة جميلة ولطيفة وطبية أيضا الا انه قرر ان تكون علاقته بهؤلاء الجيران محدودة جدا بل مغلقة فهو يعلم بان والدته تحب الجيران وبالتأكيد ستسر بمعرفتهم لكنه لا يريد ذلك. ابعد تلك الافكار عن رأسه وغادر بسيارته متجها لعمله في مكتبه الخاص فقد كان لديه قضية عليه ان يعمل عليها كثيرا فهي قضية هامة جدا.
ماريا كانت تشعر بالضيق وهي في سيارتها فقد كان هناك أزمة مرورية خانقة وهي لا تريد التأخر أكثر على عملها في المستشفى لكي لا تسمع توبيخا من الدكتور راند وهو دكتور جراحة وشخصية معروفة في المشفى وهو بمنتصف الثلاثينات من العمر....وكان له هيبته في المشفى فقد كان يحب الدقة في كل شيء والنظام له اساسه ، وهو شقيق صاحب المشفى....نظرت من خلال النافذة وبنفاذ صبر أغلقتها وهي تنظر للسيارة المجاورة وتفكر بامتعاض"يا لك من شخص سخيف" وكانت تقصد شابا كان ينظر لها باعجاب وكانت تلك احدى المشاكل الكبيرة التي تعانيها دائما كونها جميلة وطيبة وايضا ابنة رجل شهير بالاضافة لعملها كطبيبة.
أوقفت سيارتها في ذلك المكان الهادئ ونزلت من سيارتها وهي تشعر بالدفء خاصة بشمس الصباح الجميلة والدافئة، أخذت صحيفتها اليومية المفضلة من البائع وأخذت تتصفح بها بينما هي تدخل باب المشفى الداخلي فكرت بهدوء وهي تتصفح بالصحيفة"لا شيء جديد...كالمعتاد نفس الأخبار ونفس الإعلانات التجارية..."
وبملل قامت بطي الصحيفة واخذتها معها وهي تصعد بالمصعد الكهربائي وقامت بتحية بعض الزملاء من الموظفين ومن الممرضات ومن بينهن الممرضة ميا وهي ممرضة حديثة العمل بالمشفى وهي فتاة طيبة ولطيفة واخذت بالحديث مع ماريا التي تعمل معها أحيانا وتساعدها حينما تحتاج المساعدة...أنهتا الحديث بتوجه كل واحدة منهما لعملها ميا ذهبت لقسم الممرضات كي ترتدي زي العمل الخاص بها اما ماريا فقد توجهت أولا لغرفة احد المرضى الأطفال الخاصة الذي يعاني من تسمم غذائي وسيقيم لفترة بالمشفى وهي تشرف على حالته الصحية فأبتسمت وهي تطرق الباب وتدخل:صباح الخير.
إبتسم الصغير يان والذي كان في حوالي العاشرة من العمر:صباح الخير دكتورة.
إقتربت منه ماريا وقامت بقياس درجة حرارته بنفسها مع ان ذلك من وظيفة الممرضة المسوؤلة فوجدت ان حرارته مرتفعة بعض الشيء فاعطته القليل من خافض الحرارة وهي تسأله بلطف:ألم تأتي والدتك بعد.
يان بتذمر:كلا لا بد انها مشغولة في ليزا.
إبتسمت ماريا وربتت على رأسه بلطف:لا داعي للقلق ثم ان والدتك تحبكما الاثنين انت وشقيقتك الصغيرة.
وحينما جاءت لتخرج قال لها يان بتردد:دكتورة ألا تستطيعين البقاء معي قليلا فأنا أشعر بالملل.
ماريا بهدوء:كنت أحب ذلك بالتأكيد لكن أنا آسفة لأنني الآن لا أستطيع ذلك فلدي عمل علي القيام به.
يان بخيبة أمل:آسف.
ماريا لم تعجبها نظرة الضيق في وجه الصبي فقالت بابتسامة:لكن بالطبع اذا توفر لدي الوقت لاحقا فسآتي للجلوس معك
يان بفرح:حقا؟.
ماريا هزت راسها بالايجاب:أجل لكن بشرط ان تعدني بان تبقى هادئا ومطيعا اخبرتني ستيلا بانك كنت مزعجا قليلا في الأمس.
يان بشقاوة:كلا ذلك ليس صحيح لقد كادت تقتلني بذلك الدواء.
اكتفت ماريا بضحكة خفيفة وهي تفكر" يا للاطفال "وخرجت بعد ان طلبت منه البقاء هادئا حتى مجئ والدته للبقاء قربه.
" صباح الخير دكتورة "
رفعت ماريا رأسها وبكل احترام ابعدت النظارات عن شعرها وقالت بابتسامة:صباح الخير.
كان الدكتور راند يرمقها أيضا بإعجاب كبير فقد كانت أناقتها ملفتة للنظر حقا وقال: تبدين مشرقة جدا هذا الصباح.
نظرت ماريا لساعة يدها وقالت بابتسامة لطيفة:شكرا لك...ورفعت رأسها وهي تقول:المعذرة يجب ان اذهب.
الدكتور راند:بالتأكيد
مرت ماريا من جانبه بينما هو وقف ينظر نحوها حتى دخلت غرفة مكتبها الخاصة بها.
وضعت حقيبتها الصغيرة مع نظاراتها الشمسية ومفاتيحها في دولابها الخاص ومن ثم إرتدت زيها كطبيبة الزي الأبيض والذي كان يبدوا جميلا عليها جلست على كرسيها الخاص بالمكتب وبدأت بتصفح بعض الملفات الخاصة بالمرضى وأيضا كان لديها عملا على جهاز الحاسوب عليها إنجازه قبل أن يأتي أي مريض.
*****************
في الجامعة
وعند الساعة العاشرة
وبالظبط في الكافتيريا الخاصة بالجامعة
كانتا تجلسان معا مثل دائما كل واحدة منهما كانت أكثر جمالا وجاذبية من الأخرى....ديانا كانت ترتدي ملابس عادية لكنها أنيقة الجينز الأزرق مع القميص الوردي الضيق والقصير وكان هواء الصباح الخفيف والمنعش قد جعل خدودها الناعمة تتورد برقة وخصلات شعرها الحريرية القصيرة تتحرك بخفة حول وجهها الرقيق الصغير وتعطيه جاذبية وجمالا وكانت عيونها الخضراء اللامعة تبدوان كالزمرد الذي يبهر الناظر له. أما حسناء الجامعة كلارا فقد كانت الأناقة كلها وبالطبع فكل ملابسها من تصاميم والدتها الرائعة جدا كانت ترتدي بذلة بلون الليلك تنورة قصيرة مع تي شيرت بنفس اللون وفوقه سترة خفيفة ورقيقة لونها أبيض وكانت تجمع شعرها بشريطة زرقاء فبدت كفتاة جامعية رقيقة وساحرة وبسيطة.
كانتا تتحدثان بصوت هامس لأن كلارا لا تحب الصوت العالي بتاتا وكذلك ديانا والسبب يعود لدراستها في مدرسة خاصة غريبة نوعا ما بحيث تعلمتا ان الهدوء والصوت الخفيف هما الافضل دائما.
لكن بهذا الوقت الذي كانتا تتحدثان به كان هناك شاب يدعى جيم وهو إبن محاضر كبير في الجامعة كان جالس بناحية ما مع صديقة ديفيد يتحدثان لكن عينا جيم كانتا فقط على كلارا التي كانت فتاة رائعة بنظر الجميع حتى بنظره هو لكنه كان بهذا الوقت يشعر بكثير من الضيق فجميع محاولاته للتقرب منها باءت بالفشل وذلك لأنه شخصية سيئة بنظر كلارا فهو سيء في دراسته وينجح بسبب نفوذ والده القوي بالجامعة بالاضافة لكونه لديه العديد من الصديقات وليس لديه هدف معين في الحياة على الرغم من انه وسيم جدا والعديد من الفتيات معجبات به فهو رياضي من الدرجة الأولى ويمكنه أن يحقق الكثير لكن هذه هي حياته....
عندما كانت كلارا وديانا تتحدثان وهما تضحكان بكل هدوء التقت عينا كلارا بعينا جيم الذي إبتسم وأشار لها بيده بالتحية فاكتفت بالقاء ابتسامة لطيفة له وعادت تنظر لديانا التي نظرت باتجاه جيم وضحكت قائلة لصديقتها:يبدوا أن صديقنا المعجب الولهان لم ييأس بعد!!!!!!!!!!!
كلارا بملل:أوه ديانا الأمر ممل جدا إنه لا يريد ان يفهم بأنني لا أحبه ولا أريده أن يكون قربي لقد أخبرته بذلك مئات المرات على ما أذكر...كلا بل آلاف المرات.
ضحكت ديانا وقالت وهي ترشف القليل من عصيرها:ربما انتي محقة.
"كيف أنتي يا جميلتي"
تنهدت كلارا بضيق ورمت برأسها على الطاولة وهي تعلق:يبدوا أن الأمر لن ينتهي أبدا.
روس شاب وسيم اشقر الشعر وازرق العينين وهو متوسط الطول ولطيف وطيب.
إكتفت ديانا بالضحك بينما جلس روس قرب كلارا وقال:ما الأمر حلوتي؟
نظرت له كلارا:من أنا؟
ضحك روس:كلارا أنتي مضحكة حقا ما بك؟ هل أنتي مريضة؟
نظرت كلارا لدينا نظرة بان تساعدها منهم لكن ديانا كانت تضحك فقط اذ ليس بامكانها فعل اي شيء أبدا.
كلارا:روس؟
روس:أجل
كلارا:أيمكن أن..................
وتوقفت كلارا عن الحديث حينما رأت الظل الطويل الذي يقف أمامها كان جيم وكان يبدوا غاضبا جدا وهو ينظر بإتجاه روس زميلهم في الجامعة وفي المحاضرات أيضا وفكرت ديانا بقلق وهي ترى الجو مشحون أمامها"يبدوا أن المشاكل قد وصلت إلينا"
جيم بصوت جاد وغاضب:هاي أنت؟
نظر له روس بتحد:أنا؟
جيم نظر له قائلا:ومن غيرك؟
وقف روس وهو ينظر بابتسامة جذابة لكلارا التي بدت خائفة في هذا الوقت ومن ثم عاد بنظره لجيم الذي قال له:ماذا تفعل هنا؟
روس بهدوء:وماذا ترى؟
جيم ألقى نظرة نارية على كلارا وقال:هذا ليس بمكانك.
روس:اهو مكانك اذن؟
جيم:ربما
روس:ولكنني لا ارى ذلك حتى الآن.
جيم:روس من الافضل لك الا تتحداني فانا.......
روس قاطعه قائلا:انتظر قليلا لا يمكن ان تقوم بتهديدي هنا وسط الجميع.
كلارا بدأت تشعر بالضيق والملل من الأثنين فوقفت قائلة بغضب:والآن مهلا.؟
نظر لها الاثنين فقالت لهما:أنتما لا اصدق بانكما تفعلان هذا لقد اعتقدت بان واحد منكما على الاقل سيكون سيدا مهذبا وينهي هذا النقاش السخيف بهدوء.
روس:كلارا انا....
كلارا بضيق:لا تقل شيئا قلت لكما من قبل واكرر ذلك الآن أنا لقد سئمت هذا الوضع حقا سئمته واذا بقي الحال على ما هو سأنتقل لجامعة أخرى..
جيم بدهشة:ماذا؟ كلا بالتأكيد انتي تمزحين؟
كلارا بجدية:كلا واعني ذلك فعلا والآن ماذا تقولان.
جيم:لكن كلارا انا
كلارا اخذت كتبها وخرجت برفقة ديانا من الكافتيريا وهي تشعر بضيق كبير بينما الفتيات اللاتي كن هناك كن تتهامسن وتقلن بانها مسكينة فعلا ولا تكاد تاخذ راحتها باي مكان في الجامعة.

في مكتب المحاماة الخاص في دانييل
كان العمل على تلك القضية معقد نوع ما فهي تخص ميراث احد العائلات الهامة........وكان عليه ان يعمل كثيرا على هذه القضية المزعجة والتي بها الكثير من الأمور المعقدة حقا....والتي لا يمكن سوى لشخص ذكي مثله حلها والتعامل معها.....وضع الاوراق الخاصة بالقضية جانبا وضرب رقم صديقه كلارك كي ياخذ نصيحته في بعض الامور بما انه رجل اعمال ويلم ببعض الامور الخاصة بالممتلكات وغيرها وكان اتصاله في مكانه لان كلارك اعطاه اكثر من معلومات مفيدة ستنفعه بالتأكيد في هذه القضية.

سأكتفي بكتابة هذا القدر من القصة واتمنى ان
ارى ردودا مشجعة للتكملة

Blue Eyes 31-10-07 02:14 PM

:welcome_pills1:
التكملة

رفعت ماريا رأسها بإرهاق عن مكتبها خاصة بأن العمل في المستشفى هذا اليوم كان مرهق حقا...كثير من الأطفال المرضى...حسنا هي تحب الأطفال جدا حتما لكن حينما يصل الامر بها لسماع بكاءهم طيلة الوقت من المرض فذلك مرهق ومتعب وبنفس الوقت مزعج جدا...
" أتريدين بعض الشاي دكتورة؟"
نظرت ماريا بإرهاق نحو الممرضة اللطيفة ميا وقالت لها بإبتسامة متعبة: قليلا من فضلك واذا كان مع النعناع فسيكون افضل بكل تأكيد.
إبتسمت ميا وقالت لها:كان اليوم متعب جدا بالنسبة لك دكتورة أليس كذلك؟
هزت ماريا رأسها قائلة:إنه نفس الحال دائما.
ميا وافقت ماريا بهزة رقيقة من رأسها وذهب لإحضار كوب من الشاي الحار والطازج للدكتورة ماريا فهي تبدوا متعبة حقا وبشكل واضح.
أخذ هاتفها الخاص يرن بشكل مزعج فلم تجد بدا من أن ترى من قد يكون على الهاتف رفعت الهاتف بيدها ورأت رقم صديقتها المقربة جدا منها لارا وبإبتسامة جميلة ومشرقة رغم تعبها أجابت على الهاتف قائلة:أهلا بك لارا..انا بخير....كلا كل ما هنالك انني متعبة قليلا.
لارا بجدية:ماريا انتي دائما متعبة والسبب العمل الكثيف طبعا بالاضافة الى عدم اخذ اجازة مثلما قلت لك.
ماريا بهدوء:لارا كل شيء على ما يرام صدقيني انه ضغط العمل فقط وانتي تعلمين كم احب عملي....
لارا:اوه ذلك مؤكد جدا....لكن يا عزيزتي ماذا بالنسبة لحياتك الخاصة؟ أليس لها مكان بين جميع الأشياء التي تحيط بك والأشياء المهمة بالنسبة لك؟
ماريا:بالتأكيد لها مكان لكن تعلمين ليس كثيرا.....
لارا:ماريا انتي فارغة من الداخل وانتي تعلمين ما اعني تماما.
ماريا بعناد وضيق قالت لصديقتها:اذا كنت تعنين الحب و ما يتبعه من زواج وغيره بالتأكيد ذلك اخر ما يهمني.
لارا بضجر:ماريا كم انتي سخيفة؟
ضحكت ماريا برقة وقالت:لارا ألا يبدوا لك بأنك قد القيت علي هذه المحاضرة بالسابق أيضا.
ضحكت لارا قائلة:في الحقيقة انتي تحتاجين لاكثر من محاضرة من هذا النوع لانك بالفعل عنيدة جدا.
ماريا:كلا كل ما هنالك انني سعيدة في حياتي العائلية فالهدوء هو ما يحيط في عائلتنا.
لارا:افهم ذلك جيدا لكن صدقيني قريبا وقريبا جدا ستحدث عاصفة ما في حياتك وتغير كل ذلك.....
ماريا لم تفهم مغزى كلام صديقتها جيدا وبدلت الموضوع كعادتها وقالت:دعك مني الآن واخبريني ما هي احوالك؟
ضحكت لارا:العامة ام الخاصة؟
ضحكت ماريا بهدوء:لارا تعرفين جيدا ما اقصد الاثنتين معا
لارا:حسنا حياتي بشكل عام تسير جيدا
ماريا:هذا جيد
لارا:وانا وكارل قررنا بان يكون العرس في فترة قريبة جدا..................
ماريا بسعادة حقيقية:حقا!
لارا بفرح:أجل أخبريني ما رايك بهذه المفاجأة أليست سارة؟
ماريا:بل رائعة يا عزيزتي كم انا سعيدة من اجلكما معا.
لارا بمرح:ولهذا أريد منك أن تكوني وصيفتي الخاصة بهذا الحفل؟.
ماريا بتردد:مع انني لا احبذ هذه الفكرة كثيرا ولكن من اجلك فقط سأفعل ذلك.
لارا فرحت جدا وشكرتها من كل قلبها وقالت:كنت اعرف بأنك لن تخذليني يوما ماريا انتي دوما رائعة.
ماريا اخذت كوب الشاي من يد ميا وشكرتها بابتسامة ساحرة وتابعت مكالمتها الهاتفية مع صديقتها لارا وقالت لها:كيف يمكنني ان افعل ذلك لارا انتي اكثر من صديقة بالنسبة لي اكثر بكثير,.
لارا والتي تأثرت بكلمات ماريا قالت لها:وانتي ايضا مثل شقيقة لي.
ماريا ضحكت قائلة:لارا هل ستجعلين الأمر يبدوا كمسرحية عاطفية؟
ضحكت لارا:كلا بالتأكيد فنحن على أرض الواقع
ماريا:هذا رائع. ونظرت لساعة يدها ثم سألت صديقتها:أخبريني كيف عملك؟
لارا:نوعا ما ممتاز
ماريا:إسمعي لارا سينتهي دوام عملي في المشفى بعد قليل ما رأيك اذا تناولنا الغداء معا وتحدثنا بشكل موسع اكثر اذا كنتي متفرغة الآن بالطبع؟
لارا:بالتأكيد ولم لا فأنا قد إنتهيت من الدروس هذا اليوم طالباتي رائعات حقا؟
ماريا:حسنا سنلتقي مثل المعتاد في مطعم النجوم هل هذا جيد؟
لارا:جدا لكن أخبريني لم ليس في النادي؟
ماريا:كنت أريد ذلك خاصة انني لم العب التنس منذ فترة بسبب انشغالي في عملي لكن ربما في مرة قادمة فاليوم انا مرهقة وأيضا لم احضر ثياب اللعب.
لارا:انتي محقة اذن نلتقي بعد ساعة
ماريا:بالطبع وداعا الآن
لارا:وداعا
أغلقت ماريا هاتفها بارتياح فهي تحب لارا جدا وترتاح دائما في الحديث معها لكن سعادتها واشراقها كله جاء من اجل سعادتها وفرحها لان صديقتها ستتزوج قريبا.

في متجر الأزياء الخاص بالسيدات

كانت السيدة ماتيلدا منشغلة جدا بإعداد تصاميمها الجديدة الخاصة بفصل الخريف خاصة انه على الأبواب وكانت الفتيات يساعدنها في الأمور الأخرى وكل شيء يسير بإنتظام وتفان في هذا المكان الأنيق والذي به الكثير من التصاميم والصور وأيضا مجموعة من اللوحات والتحف الجميلة والمرتبة بشكل متناسق ينم عن ذوق صاحبة المكان وسيدته.
رفعت السيدة ماتيلدا رأسهاعن احدى الرسومات لثوب غريب الشكل لكنه حينما تضع لمستها به على أرض الواقع سيكون أفضل بالتأكيد وأجمل...فدائما الرسوم تبدوا غير عن الحقيقة بقليل فقط.............
"سيدتي"
السيدة ماتيلدا وضعت القلم على المنضدة التي أمامها وقالت:أجل كاتي ما الأمر؟
كاتي:السيدة باتريسيا تسأل عنك؟
السيدة ماتيلدا بإستغراب:ماذا؟ أهي هنا حقا؟
كاتي هزت رأسها قائلة:أجل سيدتي حضرت قبل دقائق معدودة فقط؟
السيدة ماتيلدا بابتسامة عذبة:شكرا لك كاتي من الجيد ان اخبرتني بالحال أهي في المكتب الآن؟
كاتي:بالطبع سيدتي؟
ماتيلدا:حسنا اذن انتبهي لبقية الأمور هنا سأذهب لرؤيتها؟
كاتي:حسنا سيدة ماتيلدا.
ذهبت السيدة ماتيلدا لمقابلة هذه السيدة والتي تعتبر اكثر من مجرد سيدة عادية فهي زوجة رجل هام جدا يشغل منصب هام جدا في احدى الوزارات وهي لا تخرج الا برفقة حارس وذلك ما لاحظته السيدة ماتيلدا حينما رأت ذلك الشاب الضخم القوي الواقف قرب الباب الزجاجي الفاخر للمتجر.تأكدت السيدة ماتيلدا من شكلها وذهبت لرؤية السيدة باتريسيا والتي استغربت جدا حينما رأتها شابة وليست كما تصورت ان تكون كبيرة في العمر فهي على الاقل تبدوا في الثلاثين من العمر سيدة جميلة وانيقة رحبت بها كثيرا ودعتها للجلوس وطلبت من احدى الفتيات العاملات لديها احضار بعض القهوة البرازيلية الشهيرة واللذيذة فشكرتها السيدة باتريسيا على لطفها وقالت لها بابتسامة لطيفة:في الحقيقة سمعت كثيرا عن تصاميمك الرائعة والمميزة .
السيدة ماتيلدا شكرتها على كلماتها الطيبة والتي تمدحها بها وقالت لها:انا سعيدة جدا لانك زرت المتجر هذا تشريف لنا؟.
السيدة باتريسيا:شكرا لك بالحقيقة جئتك في طلب معين؟
السيدة ماتيلدا:بالتأكيد سيسرني ان اساعدك في ما تريدين؟أترغبين في شيء معين؟
السيدة باتريسيا:إبنة أختي لويزا ستتزوج قريبا ولهذا أريد منك أن تصممي لي شيئا غريبا ومميزا سواء من حيث الشكل والتصميم او من حيث اللون؟
ابتسمت السيدة ماتيلدا وقالت:بالطبع يسرني ذلك فهمت طلبك تماما لكن اخبريني ما هو اللون الذي تفضلينه؟
السيدة باتريسيا:أفضل الألوان المشرقة
السيدة ماتيلدا بذكاءها تصورت ماقد يعجب السيدة باتريسيا فقالت لها:أيناسبك الذهبي؟
السيدة باتريسيا:سيكون ذلك رائع حتما خاصة انه لوني المفضل
السيدة ماتيلدا:متى تريدين ان يكون جاهزا؟
السيدة باتريسيا:قبل حوالي الثلاثة أسابيع أيمكنك ذلك؟
السيدة ماتيلدا:بالطبع لكن أيمكننا قبل ان ناخذ مقاسك؟
السيدة باتريسيا:بالتأكيد وانا آسفة لأنني لن استطيع القدوم لقياس الثوب لكنني واثقة بانك ستنجزين العمل بشكل متقن وممتاز كما تفعلين دائما وسيكون الأجر مناسبا ولن نختلف اي أمر.
السيدة ماتيلدا بهدوء:انا واثقة من ذلك سيدتي.
شربتا القهوة ومن ثم سارت السيدة باتريسيا مع السيدة ماتيلدا من اجل القيام بالقياسات اللازمة وبكل صدق كانت السيدة ماتيلدا سعيدة بالقيام بهذا العمل من اجل السيدة باتريسيا التي اكتشفت بانها سيدة طيبة ولطيفة ايضا.....والسيدة ماتيلدا تعلم جيدا بان قيامها بهذا العمل من اجل السيدة باتريسيا سوف يجعلها مشهورة اكثر بكثير على الرغم من شهرتها في هذا المجال من قبل لكن خطوة للأمام لن تضر.....وفي الواقع هذا العمل سيفعل اكثر من ذلك بالنسبة للسيدة ماتيلدا فسوف تكون هناك مفاجآت جميلة جدا سترونها في الاجزاء القادمة كي لا احرق عليكم المفاجأة.

مكتب المحاماة الخاص

" ستيلا خذي ذلك الملف ونظمي أوراقه بشكل جيد فقد تبعثرت الأوراق أثناء بحثي عن تلك الورقة "
ستيلا السكرتيرة:بالتأكيد أستاذ دانييل هل من أمر آخر. قالت ذلك وهي تمسك جيدا بالملف الذي كان يبدوا في حال سيئة جدا بل اكثر من ذلك الاوراق في حالة كبيرة من الفوضى خاصة ان الملف كان كبير جدا وضخم ويحوي الكثير....
نظر لها دانييل ضاحكا تبدين منزعجة هل أنتي على ما يرام؟
ستيلا بابتسامة:أجل
دانييل وهو يعود لعمله:حسنا اذن خذي الملف فقط وقومي بترتيبه بشكل حسن وانا اسف لانني ساتعبك في ذلك.
ستيلا:لا بأس انه عملي.
وحينما استدارت للخروج والعودة لمكتبها قال لها:و لا تدعي احد يدخل الا اذا كان هناك موعد سابق لانني مشغول جدا وعلي العمل على هذه القضية؟
ستيلا هزت رأسها قائلة:حسنا سيدي
جلست ستيلا على مكتبها وهي تنظر للملف الضخم والقديم أمامها واخذت ترتبه هكذا هو الاستاذ دانييل دائما يحب العمل لدرجة انه يدمر كل شيء ويبعثره.
اما في مكتب دانييل الخاص فقد كان على وشك العودة لعمله حينما وقعت صورة زوجتة الراحلة فرفعها لينظر لها بالم وحزن كانت جميلة جدا رقيقة طيبة وساحرة.....لم تناقشه يوما على اي شيء فقد كانت دائما مطيعة تحبه وتريد فقط سعادته وذلك ما جعله يعشقها وليس يحبها فقط..........وابنتهما الصغيرة ريلينا هي نسخة عن والدتها الراحلة ابتسم دانييل بحزن واعاد الصورة لمكانها فهو منذ وفاتها لم يفكر باي امرأة أخرى أبدا........تراءت له صورة ماريا برقة وبسرعة كالبرق لكنه سرعان ما ابعد هذه الصورة الخيالية عن رأسه يجب الا يسمح لذلك بالحدوث...............؟

في الجامعة
قرب البوابة الضخمة
" أما تزالين منزعجة؟"
نظرت كلارا لصديقتها ديانا وقالت:ليس كثيرا.
ديانا:أشك في ذلك فطيلة اليوم كانت ملامحك يبدوا الضيق عليها واضح جدا.
كلارا:ربما قليلا انتي محقة اتعتقدين بانني اخطأت في شيء؟
ديانا هزت رأسها بالنفي قائلة:حتما لا لم تفعلي اي شيء خاطئ وكنتي في غاية الحزم مع الاثنين؟
كلارا بجدية:هذا ما يجب ان يكون عليه الحال آن الأوان كي يفهما بأنني لا اريدهما الاثنين معا في حياتي انني اشعر بالملل منهما يثيران غضبي حقا.
ضحكت ديانا:هيا كلارا اهدئي قليلا واضحكي انهما لا يستحقان ان تفكري بهما حقا
ضحكت كلارا التي اعادت التفكير بالامر وقالت:انتي على حق
ديانا:كلارا لم لا تأتي لزيارتي هذا اليوم؟
كلارا بتفكير: لم لا ربما بعد الغداء
ديانا:لم لا تأتين لتناول الغداء معنا؟
ابتسمت كلارا:كنت احب ذلك حقا لكنني لا اريد ان ابقي امي وحدها فاحيانا ماريا تتناول الغداء بالخارج اما بالمشفى او بغيره ووالدي مسافر الآن وامي حريصة دائما على تناول الطعام معنا.
ديانا:حسنا كما تشاءين اذن اراكي لاحقا
كلارا:حسنا
ذهبت كلارا في سيارتها الخاصة بينما ديانا ذهبت مع السائق الخاص لأنها لا تريد ان تدرس السواقة فهي تخاف من ان تقود سيارة وحدها.

لندن

في احدى شوارع العاصمة الراقية كان داخل سيارته يقودها باتجاه مطعمه المفضل لتناول وجبة الغداء وهو يفكر في هذا اللقاء الصحفي اللطيف الذي اجراه مع ذلك الشاب الطيب.....كان لقاءا ناجحا تحدث فيه عن بعض اعماله القديمة والحديثة ايضا..........
نزل من سيارته بعد ان اوقفها في مرآب المطعم الخاص وتوجه باتجاه صالة الطعام ذات الطراز الهندي الجميل وحينما كان على وشك الدخول تفاجأ برؤية صديق طفولته عالم الطبيعة دان الذي لم يره منذ زمن بعيد لكنه يعرف اخباره المنتشرة هنا وهناك فهو عالم طبيعة شهير ومعروف كان اللقاء جميلا بحق فالاثنان رغم اختلافهما في بعض الامر الا انهما كانا سعيدين برؤيتهما بعضهما وقررا تناول الطعام معا والحديث بنفس الوقت عن اخر اخبارهما واعمالهما بالاضافة للكثير...........

الجزء لم ينتهي بعد
لكني اتمنى ان ينال هذا الجزء على اعجابكم

Blue Eyes 02-11-07 09:47 AM

:welcome_pills1:
تتمة للجزء السابق

منزل المحامي دانييل

كانت طيلة الوقت تنتظر قدومه لتناول الغداء معها ومع جدتها تنتظره في حديقة المنزل الجميلة و المليئة بالأشجار الكثيفة والضخمة بنفس الوقت وأيضا العشب الأخضر الذي يملأ حول المنزل بالبهجة وهي منذ انتقالهم لهذا المنزل أحبت هذه الحديقة كثيرا جدا...كانت فتاة آية من الجمال كوالدتها الراحلة ذهبية الشعر بحيث يصل شعرها الناعم الكثيف إلى ما تحت خصرها على الرغم من عمرها الصغير ذاك، عيون بنفسجية رقيقة، بشرة بيضاء كأنها قطعة من الثلج هذه الصغيرة بمجملها كانت وردة في بداية تفتحها إنها ريلينا إبنة السيد دانييل المحامي.
كان إرتداؤها لذلك الثوب الأزرق القصيريزيدها جمالا بخدودها المتوردة ولمعان عيونها الجميلة ولون شعرها الذهبي الذي بخصلاته الناعمة كان أشبه بقطعة من حرير...أخذت تقفز بكل حرية ومرح في الحديقة وهي تنتظر قدوم والدها من أجل الغداء وهو دائما يتناول الطعام مع والدته وإبنته إلا ما ندر حينما يكون لديه عمل هام او غداء عمل عندها يخبر والدته وإبنته بعدم قدومه عن طريق الهاتف وكان ذلك متبعا دائما....
كانت بإنتظاره حينما سمعت صوت سيارته السوداء الرائعة تدخل للمرآب وحينما أوقف والدها السيارة..أسرعت ركضا نحوه وشعرها يتطاير برقة خلفها وهي تقول بصوتها الناعم: أبي أبي.......
ضحك دانييل الذي أغلق السيارة جيدا ومن ثم فتح يديه على وسعهما وإستقبل الصغيرة بكل ترحاب إنها تمثل كل شيء بالنسبة له الحياة نفسها أهم شيء في حياته ووالدته أيضا.
حملها دانييل لداخل المنزل وهو يلاعبها وهي تضحك بكل براءة وكانت تثرثر كثيرا عن الأشياء التي تعلمتها في المدرسة الخاصة ذلك اليوم وكان دانييل يستمع لها جيدا ويتحدث معها حتى لا تشعر بالإهمال او غيره كان مدركا لكل احتياجاتها وكان هذا الأمر الجيد بالتأكيد.
كانت والدته السيدة دوريس جالسة في الغرفة الزجاجية الواسعة واللطيفة والمليئة في الزهور وكانت هذه الحجرة من احب الحجر إليهم وكان يحلو لهم جميعا الجلوس بها أثناء النهار وحتى أحيانا في المساء.
" مرحبا أمي"
السيدة دوريس بإبتسامة: دانييل عزيزي أهلا بك.
قبل دانييل والدته وجلس قربها يستريح من عناء ذلك اليوم وتعبه الكثير وأجلس إبنته قربه وهي تتحدث بمرح وجدتها كانت تنظر لها بابتسامة حلوة...
ريلينا بدلال:أبي؟
نظر لها والدها ضاحكا:أجل حلوتي ما الأمر؟
ريلينا:أريد دمية جديدة مثل تلك؟
وأشارت بيدها للدمى الجميلة التي تعرض في جهاز التلفاز أثناء فترة الإعلان فقالت جدتها:ولكن حبيبتي لديك مثلها إثنتان؟
ريلينا هزت كتفيها وهي تشعر بالضيق:أريد مثل تلك ذات الشعر الأحمر.
ضحك دانييل وقال لإبنته:لكن ذهبية الشعر التي لديك أجمل ومع ذلك سأحضرها لك أرضيتي الآن.
فرحت الصغيرة كثيرا وتعلقت في والدها الذي نظر لوالدته ضاحكا بينما هزت السيدة دوريس رأسها قائلة:لكن عزيزي غرفتها مليئة في الدمى وقلما تلعب بها.
دانييل هز رأسه متفهما وقال:أدرك ذلك أمي لكنها إبنتي الوحيدة ولا أريدها أن تحتاج لأي شيء وكل شيء تريده حتى لو كان بسيطا يجب أن احضره لها لا اريدها ان تشعر بأي نقص,.
السيدة دوريس بجدية:عزيزي إنها تحتاج أكثر من ذلك تحتاج أما سيدة طيبة ولطيفة تعتني بها وليس فقط سيدة جميلة.
دانييل بضيق كبير:أمي؟
السيدة دوريس هزت رأسها قائلة:كلا دعني أكمل لن توقفني هذه المرة الصغيرة لم تعد صغيرة جدا وأنت أيضا منذ عدة سنوات بمفردك وأعتقد بأن الوقت مناسب جدا كي تجد فتاة مناسبة للزواج..عزيزي أفهم بأن الأمر صعب جدا عليك لكن يجب ان تتقبل الواقع أنت تحاول ان تقنع نفسك بأنك مرتاح هكذا لكن صدقني الأيام القادمة ستثبت لك العكس.
سادت فترة من الصمت الهادئ نسبيا...دانييل كان متفهما جدا ما قالته والدته لكنه بنفس الوقت مستصعب هذه الفكرة الزواج من أخرى ثم أين يجد فتاة طيبة ولطيفة وجميلة بنفس الوقت تناسبه وأيضا تحب إبنته ولا تؤذيها أين يمكنه أن يجد مثل هذا النوع من النساء؟ إنه يعتقد بأن الأمر في غاية الصعوبة ورغم أن الفكرة تجول في ذهنه أحيانا إلا أنه سرعان ما يخرجها من فكره تماما..الحيرة تربكه كثيرا...كلام والدته فيه الكثير من الصحة والإستقرار العاطفي ضروري أيضا من بعد وفاة زوجته وهو يشعر بفراغ عاطفي كبير في داخله بحيث لا يشعر بأي شيء تجاه أي احد الا ابنته ووالدته فقط...
"سيدتي الطعام جاهز"
السيدة دوريس: حسنا كولين سنأتي في الحال.
ذهبت الخادمة بينما قال دانييل:أنا لا أشعر بالكثير من الجوع أعتقد أنني.......
ريلينا:وأنا أيضا يا أبي لست جائعة؟
دانييل نظر لإبنته:ماذا؟
السيدة دوريس بجدية:دانييل أحضر الفتاة وهيا بنا لغرفة الطعام اذا فعلت هذا دائما فسوف لن تكبر هذه الفتاة أبدا بصحة جيدة اعتقد بأنها تتأثر بك جدا.
حمل دانييل إبنته وقال:لا تقلقي امي سنتناول الغداء جميعنا معا.
سارت والدته أمامهما وهي تقول:هذا جيد
وبالطبع الصغيرة تشجعت لتناول الطعام حينما رأت والدها يأكل...أثناء تناول الطعام كان هناك صورة واحدة تلوح في ذهن دانييل إنها صورة ماريا طبيبة الأطفال الجميلة وجارته الحسناء التي تعرف بها صباحا لكنه كان سيئا في حديثه معها كان باردا وجافا أيضا...حاول دانييل إبعاد صورتها عن خياله وهو يتسائل عن السبب الذي يجعله يفكر بها كثيرا طيلة اليوم..لا بد انه مرهق وبحاجة لنوم عميق فقرر ان يأخذ غفوة بعد تناول وجبة الغداء.
لكن أحقا سيستطيع إبعاد نفسه كليا عن التفكير في ماريا أم ستحدث أمورا أخرى؟ سنرى من خلال الأحداث القادمة للرواية.

قرب باب المشفى الخاص

كانت ماريا مرتاحة جدا بإنتهاء دوامها ذلك اليوم تأكدت من مظهرها جيدا وهي تعبث بمفاتيحها الخاصة وتفتح باب سيارتها وأسرعت في فعل ذلك حينما رأت الطبيب راند يحمل حقيبته ويبدوا انه يسير باتجاه سيرها وهي حقا لا ترغب في الحديث كما انها لا ترغب في التأخر عن موعدها مع صديقتها لارا لتناول طعام الغداء...
أسرعت بركوب السيارة والإنطلاق بها وهي تفكر" إنني أكن له الإحترام لكن ليس أكثر من ذلك أتمنى أن لا يفهم ويفسر كلامي معه بطريقة أخرى"
نظرت لساعة يدها ومن ثم عادت بنظرها للطريق أمامها وحينما توقفت قرب إشارة المرور رفعت هاتفها الخاص وهاتفت المنزل أخبرت والدتها بأنها لن تتناول الغداء معها ومع شقيقتها كلارا لأنها ستلتقي في لارا لتناول طعام الغداء والحديث أيضا..وكالمعتاد تفهمت السيدة ماتيلدا الأمر وأخبرتها بالا تقلق....
كان تفكير ماريا مشوشا قليلا ومرهقا ومن بين جميع الأفكار والصور تراءى لها الكثير في خيالها صور المرضى والأطباء والممرضات والأدوية والملفات ومن بين هؤلاء جميعا تراءت لها صورة ذلك المحامي دانييل جارهم في الواقع شعرت بقليل من الغضب حينما تذكرت كيف كان يتحدث معها...لم يتحدث معها أحد بهذه الطريقة الجافة والباردة بتاتا لكن من يظن نفسه رغم انه وسيم جدا لكنه سخيف..أبعدت ماريا هذه الصور عنها وهي توقف سيارتها قرب ذلك المطعم الجميل ونزلت بكل هدوء وسارت للداخل لتلتقي في صديقتها لارا فهناك العديد من الأمور التي عليهما ان تناقشاها معا ففي كثرة العمل ومشاكله الاثنتان لم تلتقيا منذ فترة وتكتفيان في المكالمات الهاتفية او الرسائل القصيرة...لكن ذلك ليس كاف حتما وهما تعلمان ذلك جيدا. وكان أمرا جيدا ان قامتا بتدبر امر مقابلتهما اليوم وتناولهما الغداء معا رغم ان لارا كان خطيبها يرغب في خروجهما معا لكنها اعتذرت منه وليفعلا ذلك في يوم اخر وهو لم ينزعج لانه مدرك مدى عمق صداقتها مع ماريا، حتى ماريا كان ترغب في العودة للمنزل للقيام بعدة امور كانت قد تكاسلت عن فعلها بالفترة الماضية لكنها قررت تأجيل ذلك لوقت لاحق فهناك ما هو اهم.
داخل المطعم
كان أنيقا كشكله الخارجي قديم وحديث بنفس الوقت وهناك في نهاية الصالة وقرب النافذة الزجاجية الضخمة المطلة على حديقة المطعم وخلف تلك الطاولة كانت لارا جالسة كانت انيقة كعادتها واللون الليلكي عليها كان يجعلها اكثر جاذبية بارتداءها هذه البذلة القميص والبنطال وبما انها كانت ممتلئة قليلا فقد كان ذلك يعطيها شكلا حلوا ورقيقا. ابتسمت بسعادة لرؤية ماريا وحينما اقتربت منها ماريا هي الاخرى رسمت ابتسامة فرحة لرؤيتها بدتا كأنهما لم تريا بعضهما منذ دهر وكان ذلك مضحكا خاصة من طريقة ترحيبهما في بعضهما.
لارا: وأخيرا إعتقدت في غمرة مشاغلنا بأننا لن نلتقي أبدا.
ضحكت ماريا: أجل أنتي محقة تبدين بخير.
لارا بمرح: هذا هي الحال ماذا بالنسبة لك؟
ماريا: جيدة نوعا ما
لارا رمقت صديقتها بكثير من الاعجاب قائلة:أتدرين لن اقوم بمدحك فأنتي دائما جميلة وليس في وقت معين فقط.
إبتسمت ماريا: لارا لا داعي لسخافاتك الآن
ضحكت لارا: يا إلهي أنتي حقا سليطة اللسان.
إختارتا أولا تناول الطعام وبعدها الحديث لان على ما يبدوا فإن معدة ماريا كانت فارغة وتبدوا جائعة مما جعل لارا تضحك كثيرا وتعلق اكثر....

في منزل عائلة ديانا

كانت فترة تناول الطعام مرحة جدا لأن ديانا وشقيقها نيد متفقان تماما فعلى الرغم من كونه طبيب وعمله مرهق نوعا ما الا انه ليس جامدا بل على العكس من ذلك تماما شخصية مرحة ولطيفة وبينه وبين شقيقته ديانا الكثير من الامور المشتركة والهوايات أيضا.
ديانا كانت تتحدث دائما عن صديقتها كلارا امام شقيقها نيد الذي بدأ يشعر حقا بالفضول لرؤيتها لان ديانا دائمة الحديث عنها بالاضافة للحديث معها على الهاتف وفي الجامعة كان هناك دافع يجعله يرغب في رؤيتها فقط لإشباع فضول لديه. وحينما سمع شقيقته تخبر والدته بأن كلارا ستأتي لزيارتها قبل المساء شعر بالفضول لديه يزداد كثيرا على غير عادته ومع ذلك لم يعلق بأي شيء.
ترى هذا الفضول إلى أين سيؤدي به؟ سنرى ذلك قريبا؟

في منزل عائلة السيد ألين

تناولت كلارا طعام الغداء مع والدتها بهدوء وكانت والدتها السيدة ماتيلدا متحمسة جدا لما ستقوم به وبالطبع فإن كلارا أبدت رأيها في الموضوع بالنسبة لوالدتها بأنها بالتأكيد ستفعل الأفضل والأجمل....
وأثناء تناولهما الطعام معا أخبرت كلارا والدتها بأنها ستذهب لزيارة ديانا ولم تمانع والدتها بتاتا لكونها صديقة حميمة لوالدة ديانا والعائلتين متقاربتين جدا.
وهكذا بعد إنتهاء كلارا من تناول طعامها أسرعت لغرفتها فعلت بعض الأشياء البسيطة والتي تفعلها عادة ومن ثم إختارت ملابسها في عناية فهي تحب أن تكون أنيقة حتى لو كانت في المنزل وكان هذا شيئا بسيطا من مميزاتها.
التنورة الوردية القصيرة المستديرة الأطراف بدت ملائمة جدا مع ذلك القميص الأبيض القصير والضيق بعض الشيء إرتدت ملابسها بسرعة وتاكدت من انها جميلة وجذابة كالعادة لم ترغب في جمع شعرها بأي شكل من الأشكال ففضلت تركه كما هو ينزل على ظهرها برقة وجمال ولم تضع سوى القليل جدا من المكياج فهي تحب ان تكون على طبيعتها دائما لكنها احيانا تحب وضع القليل من المكياج حينما يحلو لها ذلك...أنهت ما بدأت به بسرعة وإرتدت ذلك الحذاء الأبيض ذو الكعب المتوسط الإرتفاع فكونها طويلة القامة لا تفضل إرتداء أحذية ذات كعب عال كثير....نظرت حولها وهي تفكر" ماذا أيضا؟" نظرت ليدها وقالت لنفسها" أجل الساعة والسوار" وعلى عجل إرتدت ساعة يدها المفضلة وسوارها الذهبي المرصع والذي كان هدية غالية جدا على قلبها ليس بسبب ثمنها المرتفع ولكن أيضا لإنها كانت هدية لها من والدها يوم نجاحها في المدرسة الثانوية....وحالما تأكدت من أنها لم تنس شيئا نزلت الدرج الداخلي للمنزل بمرح وقبلت وجنتا والدتها ومن ثم أسرعت بالخروج وهي تدندن بأغنية ناعمة بصوتها الرقيق.

ركبت سيارتها الخاصة وأخذت تقودها بإتجاه منزل صديقتها ديانا والذي يقع على الجهة الأخرى من منزلهم على بعد شارعين وكان أكثر قربا من الشاطئ بقليل وموقعه جميل جدا حقا....كانت الطريق جميلة وهادئة فعلى الجهة اليسرى كان البحر الواسع بمياهه الزرقاء اللامعة يغري ايا كان بالتوجه نحوهه للسباحة. وعلى الجهة اليسرى كان هناك المنازل الفخمة والرائعة بالإضافة للفلل التي تكاد تشبه القصور. الشوارع الانيقة والتي تحيط بها الأشجار تلك المنطقة بالفعل كانت من ارقى واجمل المناطق...بالاضافة للفنادق الضخمة التي تقع على الجهة الأخرى من الشاطئ وهي خاصة بالسياح. كل شيء يبدوا مناسبا وجيدا...
وأخيرا لاح لها ذلك المنزل الكبير ذو القرميد الأحمر والبني والذي يتكون من ثلاث طوابق ونوافذه ضخمة وتبدوا لامعة لوقوع أشعة الشمس الساطعة عليه. حديقة المنزل أيضا كانت بمثل روعة المنزل مليئة بالعشب الأخضر الجميل والمشرق وكان هناك بركة خاصة بالسباحة يمكن رؤيتها وهي بالجهة الخلفية من المنزل تماما.
وبالحديقة الأمامية كان هناك عدة طاولات خشبية مستديرة ذات اللون الأبيض وحولها مجموعة من الكراسي والمقاعد..
إبتسمت كلارا بمرح ووضعت سيارتها في المرآب ومن ثم نزلت وكادت تقع على الأرض حينما قفزت ديانا من خلفها والتي ضحكت كثيرا حينما رأت بأنها أخافت كلارا والتي اخذت تضرب بها بقوة قائلة: سخيفة جدا سأريكي.
أخذت الإثنتان تلاحقان بعضهما وهما تضحكان تماما مثل الأطفال..وأخيرا وقعتا على العشب وهما تنظران كل واحدة للأخرى.
كلارا أخذت نفسا عميقا متعبا وقالت لها: أكان عليكي أن تظهري نفسك بهذه الطريقة؟.
ضحكت ديانا: مزحة صغيرة فقط.
هزت كلارا رأسها وأبعدت شعرها كله للخلف بدت رائعة,...لم تنتبه لذلك الشخص والذي كان ينظر لها منذ وصولها كان نيد شقيق ديانا جالس في شرفة غرفته بالطابق الثاني من المنزل.....وبدا كمن يرى ملاكا أمامه ساحرة رقيقة جذابة جدا كل هذا أثار إعجاب نيد في كلارا وبالحال خرج من غرفته...
ديانا أخذت بيد كلارا قائلة: لنذهب للداخل هيا بنا.
ضحكت كلارا وسارت مع صديقتها لداخل المنزل والذي كان أنيقا وحلوا...كخارجه تماما.
بهذا الوقت وأثناء دخول كلارا مع ديانا كان نيد ينزل الدرج الداخلي وكان يرتدي قميص أبيض اللون مع جينز أزرق وكان يظهره اكثر طولا وقوة وظهورا بدا انيقا ووسيما أيضا. كان ينزل الدرج وعيناه لم تفارقا كلارا الرائعة. كلارا توردت وجنتاها حالما لاحظت ذلك ولكنها لم ترفع نظرها نحوه ثانية بتاتا..
ديانا:نيد؟
نيد نظر لها ضاحكا:ماذا؟
ديانا:أليس لديك ما تقوم به غير التسكع هنا؟
نيد:لا ليس لدي ما اقوم به؟
ضحكت كلارا لأن نيد قام بتقليد ديانا في كلامها فضحك نيد أيضا اما ديانا فقد وضعت يديها على خصرها قائلة وهي تنظر للإثنين: حقا جميل جدا أنتما تسخران مني أليس كذلك؟
كلارا ونيد بنفس الوقت:كلا.
نظر نيد وكلارا لبعضهما فضحكت هذه المرة ديانا كثيرا عليهما..أما كلارا فقد شعرت بالاحراج وتورد وجهها بينما نيد اكتفى بابتسامة اعجاب واضحة جدا. فنظرت كلارا باتجاه ديانا بنظرة معينة وذهبتا معا لغرفة ديانا بعد ان قامت كلارا بالتحدث قليلا مع والدة ديانا التي تحبها جدا ونيد طيلة الوقت ينظر لها مع ان شقيقته كانت تنظر له.
نيد كان جالس في غرفة الجلوس وهو يفكر" إذن هذه هي كلارا التي لا ينفك لسان ديانا عن التحدث عنها"
إبتسم وهو يتذكر شكلها الناعم الحلو" إنها رائعة جدا "
ترى ماذا سيحدث؟ سنتابع ذلك من خلال الاحداث القادمة للرواية.

ماريا ولارا تحدثتا كثيرا بشتى المواضيع وحينما كانتا ستغادران تأكدت لارا من أن ماريا ستؤدي حقا دور الوصيفة يوم زفافها وبالطبع ماريا أكدت لها ذلك فغادرت لارا وهي تشعر بكثير من الراحة.
أما ماريا التي ركبت سيارتها مستعدة للعودة للمنزل فقد كانت تفكر في الكثير من الأمور وهي تفكر بالذهاب يوم اجازتها وقضاءه باكمله في النادي فهي منذ فترة لم تذهب لهناك كما انها بحاجة للراحة والاستجمام وللعب التنس هذه الهواية والرياضة المحببة لقلبها كثيرا.
حينما دخلت المنزل ووضعت السيارة في مكانها إستدارت لسماعها صوتا رقيقا جدا وصغيرا فألتفتت للسور الخشبي الصغير الذي يفصل منزل عائلتها عن منزل ذلك المحامي الجار الجديد. فرأت طفلة جميلة تنظر لها بعينان واسعتان بريئتان فأبتسمت ماريا وأقتربت منها قائلة لها:ماذا تريدين يا صغيرتي؟
على ما يبدوا فإن ريلينا أعجبت في ماريا فقالت لها بصوتها الطفولي البرئ:أنتي جميلة جدا أكثر من معلمتي انها قبيحة؟
نظرت لها ماريا وضحكت وقالت:شكرا لك يا حلوتي لكن لا يجب ان تقول عن الناس ذلك الكلام إنه ليس جيدا.
ريلينا:هل لديك أطفال؟.
ماريا إبتسمت على سؤال الصغيرة البرئ وقالت لها:كلا أنا لست متزوجة؟
ريلينا بمرح:هذا أفضل أنتي مثل والدي؟
ماريا باستغراب:والدك؟
ريلينا هزت رأسها الصغير قائلة:أجل انه يعمل في عمل هام انه محامي.
ماريا فهمت الأمر الآن بان هذه الصغيرة هي ابنة ذلك المحامي المتعجرف لكن الصغيرة جميلة حقا ولطيفة فسألتها ماريا:أين والدتك؟
ريلينا شعرت بالحزن وقالت:أنا ليس لي والدة؟
ماريا شعرت بالألم وإبتسمت وهي تملس شعر الصغيرة الذهبي الرقيق وقالت لها:لا بأس يا عزيزتي.
تابعت ريلينا:جدتي تعيش معنا؟
ماريا:فهمت الآن؟ لكن أخبريني ما هو اسمك؟
الصغيرة أخبرتها باسمها فابتسمت ماريا ابتسامة ساحرة وقالت لها:إنه اسم جميل جدا
ريلينا في شك: حقا؟
ماريا:أجل
ريلينا:صديقتي سارة تقول انه اسم غبي وليس جميل
ضحكت ماريا:لا تقلقي لا بد انها فكاهة منها فقط؟
ريلينا:وأنت ما هو إسمك؟
ماريا:أنا ماريا وأعمل طبيبة أطفال؟
ريلينا:هل بإمكاني ان أدعوكي ماريا؟
ماريا بلطف:بالتأكيد
ريلينا بتفكير محدود وبرئ:أيمكنك أن تكوني صديقتي؟
ماريا:لم لا سيكون هذا جميلا لكن قد يغضب والدك وأنا لا أريد المشاكل يا صغيرتي؟
ريلينا شعرت بالحزن وكأنها على وشك البكاء فقالت لها ماريا:لا داعي لهذا الحزن سنكون أفضل صديقتين بالعالم.؟
ريلينا فرحت كثيرا:حقا
ماريا:وهل سأكذب عليكي؟ بالطبع سنكون صديقتين؟
" وأنا لا أمانع بذلك حتما "
ماريا رفعت رأسها عن الصغيرة لتلتقي بتلك العينان الرماديتان الساحرتان فألتفتت ريلينا لوالدها وهي تقول بمرح:أبي إن ماريا جميلة جدا وهي ستصبح صديقة لي أليس هذا جميلا؟.
إبتسم دانييل لكلمات إبنته البريئة لكنه لم يلقي باللوم على ماريا فهي حقا جميلة كما انه كان في الحديقة وسمع كل الحديث الذي دار بين ماريا وابنته سمعها حينما قالت بانها لا تريد المشاكل.
ماريا رفعت شعرها الذهبي كله على جهة وقالت:سيد دانييل أنا.....
دانييلا بهدوء:لا بأس لا مانع لدي لكن أنا لا اريدها ان تتعلق بك كثيرا هذا كل ما في الأمر.
ابتسمت ماريا وهي تنظر للصغيرة وقالت:أخشى ان يحدث العكس وأتعلق بها أنا أكثر فهي تبدوا طفلة محبوبة جدا؟.
دانييل:شكرا لك وأريد أن اعتذر منك عما بدر مني هذا الصباح من كلام مزعج؟
رأت ماريا الاعتذار الصادق في عيناه فقالت له:لا بأس لم يحدث شيء كيف كان يومك؟
دانييل: جيد نوعا ما وأنتي؟
ماريا:يمكنني أن اقول بأنه ليس سيئا جدا.؟
ريلينا قفزت من فوق السور بخفة ووقفت عند ماريا التي قالت لها:لم فعلت ذلك؟ كنت ستؤذين نفسك؟
ريلينا:لا فأنا أستطيع القفز
دانييل بضيق:ريلينا يجب ان تسمعي الكلام انتي دائما عنيدة؟
ماريا:لا بأس لن تفعل ذلك ثانية أليس كذلك؟
نظرت لها الصغيرة لكنها لم تقل شيئا فقالت ماريا ثانية:ماذا ريلينا؟
ريلينا:حسنا لن اكرر ذلك؟
إبتسم دانييل:هذا حسن و الآن هيا تعالي سنذهب للداخل.
قبلتها ماريا وقالت لها:أراكي لاحقا حسنا.
ريلينا:لماذا لاحقا؟
ماريا:عزيزتي أريد أن أستريح وامور اخرى
نظر لها دانييل وهي احمر وجهها وتمتمت باعتذار ودخلت المنزل مسرعة بينما دانييل إبتسم وهو ينظر لها إنها جميلة للغاية وطيبة أيضا...وعلى ما يبدوا فهي تحب الاطفال جدا وذلك طبيعي كما فكر لانها تعمل طبيبة اطفال.
اخذ بيد طفلته وعادا لداخل المنزل وهو يشعر بالامل لتحسن العلاقة مع هذه الجارة الحسناء....لكنه لم يفكر بها باكثر من ذلك.....................




بتمنى تعجبكم التكملة وبالنسبة للاحداث من خلال الاجزاء اللي جاي ان شاءالله بتكون اكتر.

Blue Eyes 04-11-07 08:59 PM

:welcome_pills1:
الفصل الثاني

بعد مرور أسبوعين

"لا لا لا أبدا لن يحدث ذلك"
نظرت السيدة ماتيلدا لإبنتها كلارا بضيق: وماذا في ذلك يا عزيزتي؟
إكتفت ماريا بضحكة خفيفة من دون أن تعلق على الورطة التي ستقع بها شقيقتها كلارا أما هي فأمرها مفروغ منه لأنها مشغولة جدا بحيث لديها سبب لعدم الذهاب لهكذا مناسبة هامة جدا كما تقول والدتها....كحضور حفل زفاف إبنة شقيقة السيدة باتريسيا التي صممت لها السيدة ماتيلدا ثوبا مذهل للحفل ومن المؤكد أنه سيدهش الجميع حينما ترتديه السيدة باتريسيا في الحفل لأنه بالفعل كان رائعا فقد تعبت عليه السيدة ماتيلدا جدا واخذ من وقتها وجهدها الكثير وبالطبع كانت السيدة باتريسيا سعيدة جدا بهذه النتيجة المذهلة وبهذا الثوب الرائع ذو اللون الذهبي وكآفتها بما تستحق ثمن الثوب وثمن تعبها وجهدها أيضا بالإضافة لقيامها بدعوتها لحضور الحفل وأكدت عليها ذلك...وبالطبع السيدة ماتيلدا أحبت ذلك ووعدتها بالقدوم وفكرت السيدة ماتيلدا بإصطحاب البنات معها ماريا وكلارا فستكون أمامهما فرصة رائعة لكي تقدما للمجتمع المخملي الساحر والراقي وهي ترغب في ذلك على وجه الخصوص من أجل إبنتها ماريا التي ترفض التفكير مجرد التفكير في الزواج على الرغم من تقدم الكثيرين لها ومن أفضل الأشخاص لكنها تقول بأنها لم تجد من تتمناه ويتمناه قلبها حتى الآن والسيدة ماتيلدا تشعر بالقلق من أجلها وكم تود أن تراها سعيدة مع شخص يحبها ويقدرها وكم تتمنى رؤية أطفالها أيضا. ماريا رغم كل شيء ورغم سعادتها في عملها كطبيبة للأطفال إلا أن والدتها متأكدة مئة في المئة بأنها تعيش في حالة من الفراغ العاطفي والذي تحاول عبثا ان تخفيه ولا تظهره وها هي الآن غير مهتمة في الذهاب مع والدتها إلى هذا الحفل الذي سيقام بأكبر قاعة للحفلات في المدينة ليس لديها حتى الفضول لرؤية العروس أو الأشخاص المهمين في الحفل فما بقي أمام السيدة ماتيلدا إلا إبنتها كلارا الحسناء الرائعة والتي تبهر الكثيرين أينما ذهبت وأينما سارت. فأخذت تحاول معها علها تقتنع في الذهاب معها مع انها تعرف جيدا بأن كلارا تعاني كثيرا من كونها جميلة وكم من المرات التي طلب إليها الإشتراك في حفلات الجمال لكنها ترفض ذلك بأدب ووالدتها مع انها تعرف بأن ذلك سيجلب لإبنتها الشهرة إلا أنه أيضا يجلب المتاعب فلم تحاول تشجيعها على ذلك بتاتا وهي تفضل رؤيتها تتابع دراستها الجامعية مثل شقيقتها ماريا.
نظرت لها بإبتسامة لطيفة وقالت:حبيبتي أعرف جيدا أن ذهابك لأماكن كهذه توترك كثيرا لكن هذه المرة فقط من أجلي أطلب منك الذهاب ماذا تقولين؟
كانت كلارا بالفعل متضايقة جدا من الكثير مما يحدث معها خاصة بالآونة الأخيرة مما وتر أعصابها بشدة حتى أنها باتت لا تدرس بشكل جيدا بهذه الفترة أخت تلعب في خصلاتها النازلة برقة بالغة على وجنتيها الرقيقتين وفكرت بنفسها" ماذا سأخسر إن ذهبت مع والدتي وأرضيتها وعلى ما يبدوا فإنها مهتمة جدا في الذهاب لكنني حقا لا أرغب في ذلك، وأمي تعرف ذلك وتعرف بأنني لا أحب الخروج إلا لأماكن معدودة آه ماذا أفعل؟"
كانت كلارا تشعر في الحيرة فمن ناحية هي متضايقة ولا تريد الذهاب ومن ناحية أخرى هي تريد أن ترضي والدتها بما أن شقيقتها ماريا لا تحبذ فكرة حضور الحفلات إلا ما ندر منها في القليل جدا ما تفعل ذلك.
كلارا نظرت ناحية شقيقتها ماريا التي كانت تعبث في جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وكانت منسجمة مع أغنية كلاسيكية هادئة وتدمدم بها لنفسها فهزت كلارا رأسها وهي تفكر"يبدوا أنه لا يوجد أمل ماريا في عالم آخر"
السيدة ماتيلدا وهي تحتسي كوبا من قهوتها البرازيلية المفضلة قالت:إذن حلوتي هلا ستفعلين ذلك هذه المرة من أجل والدتك التي تحبينها كثيرا؟ أنتي تعلمين بأنني أريد مصلحتك فقط؟
كلارا بهدوء:أمي أنا أعرف ذلك بشكل تام لكن الأمر فقط .... لا أعرف ماذا أقول ؟ حسنا متى الحفل؟
السيدة ماتيلدا بابتسامة مليئة بالحماس: بعد يومين؟ هل يعني ذلك بأنك ستأتين؟
كلارا:إذا كان ذلك يفرحك أمي؟
السيدة ماتيلدا بسعادة:بالطبع يا عزيزتي إنه يفرحني جدا وسأكون في غاية الإمتنان لك لمرافقتي في هذا الحفل الجميل والبهيج؟
كلارا:هل تعرفين أحد غير السيدة باتريسيا؟
السيدة ماتيلدا:بالطبع هناك الكثير من السيدات المدعوات واللواتي صممت لهن الكثير من ملابس السهرة وغيرها..وبالحديث عن ملابس السهرة ماذا سترتدين للحفل؟
كلارا من دون إهتمام هزت كتفيها قائلة:أمي ذلك لا يهم سأرتدي أي شيء.
السيدة ماتيلدا بجدية:ماذا؟ كلا لن تفعلي ذلك؟ سترتدين ثوبا يليق بهذا الإحتفال ويظهرك بشكل حسن؟
كلارا:حسن كما تشاءين أمي؟
ماريا:أمن الضروري حضورك لهذا الحفل أمي؟
السيدة ماتيلدا:بالطبع يا عزيزتي سيكون فرصة جيدة جدا لي ولكما أيضا؟.
كلارا وقفت وهي تقول بكل ملل:ربما؟ عن إذنكما؟
وصعدت لغرفتها في الحال بينما نظرت السيدة ماتيلدا لإبنتها ماريا وسألتها:أخبريني ما بالها شقيقتك؟ إنها تبدوا على غير طبيعتها المرحة؟
ماريا:أمي لا تشغلي نفسك بالتفكير في هذا الأمر فأنتي تعرفين كلارا جيدا إنها تحب ألا تختلط في الناس كثيرا تحدثت معها في هذا الأمر لكنها مقتنعة بما تقوم به وأعتقد بأنها لديها بعض الحق فيما تفعل؟
السيدة ماتيلدا نظرت لإبنتها بإستغراب: حتى أنتي تقولين ذلك؟ يا إلهي ما بالكما؟ لا تبدوان كفتاتين طبيعيتين؟
ضحكت ماريا على جملة والدتها ولم تعلق حتى لا تتابع والدتها وتعيد النقاش ذاته التي كلما التقت في ماريا ورأتها وجلست معها حدثتها بموضوع الزواج وماريا لا تريد سماع أي شيء بهذا الشأن لأنها حاليا لا يهمها ذلك.
فتعللت بأدب بأنها بحاجة لبعض الهواء النقي والمنعش وكان الجو في الحديقة منعش حقا فخرجت بكل هدوء وكانت تبدوا جميلة وأنيقة ومرتاحة في ثيابها البسيطة هذه التي كانت عبارة عن تنورة قصيرة بلون الورد مع قميص أبيض ضيق قليلا وبأكمام قصيرة نوعا ما وكان شعرها الذهبي الحريري الكثيف الطويل يتطاير حولها بخفة وإشراق مع هبوب نسمة من هواء المساء الخفيف كانت الشمس على وشك المغيب فوقفت ماريا في الحديقة تتأمل ذلك المشهد الذي يبهر الناظر له وهي تتأمل الشمس تغرب من خلف البحر الذي كانت مياهه تلمع وتبرق بشكل مبهرحقا.
عيناها الجميلتان بدتا كأنهما أخذتا لونهما من البحر الرقيق الصافي والهادئ تماما كانتا تلمعان بكل رقة وسحر وهي تتأمل ذلك الجمال الساكن أمامها.
صوتا رقيقا وعذبا وكالملائكة ناداها بإسمها فأبتسمت وإستدارت بكل رقة وإستدار معها كل شعرها الحريري مرة واحدة فدفعته برقة للخلف وإقتربت من الصغيرة ريلينا التي كانت تقف قرب ذلك السور الخشبي الأبيض وهي تبدوا مثل أميرة صغيرة في ثوبها الأحمر الجميل جلست ماريا على العشب وقالت لها:صغيرتي ماذا تفعلين الآن هنا وحدك؟ سيقلق والدك وجدتك عليك؟
ريلينا بدلال إبتسمت لماريا وقالت:كلا لن يقلقا لقد أخبرت جدتي بالكثير عنك؟
ضحكت ماريا بفضول:حقا وماذا قلت لها؟
ريلينا ببراءة الأطفال:أخبرتها بأنك جميلة جدا مثل الحورية التي أشاهدها في التلفاز.
ضحكت ماريا عند سماعها جملة ريلينا اللطيفة والتي تابعت: وأخبرتها أيضا بأنك أصبحتي صديقة لي ألست كذلك؟
ماريا هزت رأسها بابتسامة جذابة:بالطبع أنتي صديقة لي؟.
ريلينا:لم لا تقومين بزيارتنا جدتي لن تمانع وهي أخبرتني عن رغبتها بأن تتعرف إليك وتراك؟
ماريا بهدوء:ربما في وقت لاحق يا عزيزتي سأفعل ذلك بلا ريب وأنا أرغب في رؤيتها أيضا.
ريلينا:أحقا ستفعلين ذلك وتأتين لزيارتنا؟
ماريا:اجل وحينما أقول شيئا أفعله؟.
ريلينا بحماس:أيمكنني أيضا أن أقوم بزيارتك؟
ماريا:ذلك مؤكد تماما لكن بشرط؟
ريلينا بحيرة من أمرها:وما هو؟
ماريا:أن تحصلي على إذن والدك إذا أردتي القدوم لزيارتي كي لا يقلق عليك ويعرف أين أنتي ستتواجدين حسنا؟
ريلينا:حسنا سأخبره ذلك؟
ماريا:هذا رائع والآن أخبريني ماذا فعلت اليوم بالمدرسة؟
ريلينا بحماسة أخذت تخبر ماريا بكل شيء وكأن ماريا والدتها أخبرتها بكل ما يحدث معها في المدرسة وبالطبع ماريا إستمعت بإهتمام لحديث الطفلة الصغيرة وأهتمت بكل شيء قالته وهي كانت تشاركها في الحديث وتسألها والصغيرة تجيبها وإستمتعت الإثنتان كثيرا في حديثهما معا وكانت ضحكاتهما تصل لكلا المنزلين...بحيث أن كلارا التي كانت تقف على شرفة غرفتها إستغربت لرؤيتها شقيقتها ماريا تتحدث مع تلك الطفلة إبنة الجيران. وبنفس الوقت كان دانييل يعمل في غرفة المكتب الخاصة به والتي كان لها باب زجاجي ضخم وكان مفتوح على الحديقة فوصله كل تلك الضحكات الرقيقة من كلتاهما ودفعه الفضول للوقوف قرب الباب فرآى إبنته تقف قرب السور الخشبي وتتحدث بكل سعادة ومرح وهي تضحك مع ماريا الطبيبة المذهلة الجمال والرقيقة والتي تتحدث عنها إبنته طيلة الوقت وبدت رائعة في نظره بتلك اللحظة...بأول الأمر خشي من أن تتعلق إبنته بها لإنه لم يكن يثق بأي كان بعدما فعلت المربيات الكثير بإبنته لكنه خلال الفترة الماضية إستطاع تكوين فكرة رائعة عن ماريا. فهي ترى ريلينا وتتحدث معها بلطف شديد ولم يبدر منها أي شيء قد يسيء لإبنته كما لاحظ هو ولأنه محام بارع وذكي فقد إكتشف بإن شخصيتها رقيقة جدا وتلك الشخصية تختفي خلف شخصيتها الظاهرة أمام الناس الشخصية القوية التي تحاول إظهارها للغير. لكن دانييل لا يرغب في أن يتعلق هو بها شخصيا لأنه من داخله ما زال متأثرا بوفاة زوجته الحبيبة فما زال فكره بها.خاصة حينما يشعر بالوحدة؟ هو لا ينكر بأنه بحاجة لزوجة تفهمه وتلبي طلباته وتكون بمثابة الأم الحقيقية لإبنته لكن أين ذلك؟ ومتى سيحدث؟ وكيف؟ لا يعلم وماريا لا يمكن أن يفكر بها على هذا النحو اذ لا بد انها تفضل الزواج من رجل أعزب غير مطلق أو أرمل وليس لديه أطفال رغم كونها طبيبة اطفال وتحب الأطفال.
كانت إبنته في أمان طالما لم تتعد السور وطالما أن هؤلاء الجيران ليسوا مزعجين ولن يفعلوا شيئا يؤذي إبنته فتركها تتحدث مع ماريا وهو واثق تماما بأنها ستكون بخير. منذ فترة طويلة لم تضحك هكذا او تشعر بالمرح هكذا...والآن كل شيء تغير للأفضل وشعر بأن شراءه لهذا المنزل قد جلب له الحظ بالفعل فقد ربح عدة قضايا كانت عالقة وتغيرت الكثير من الأمور وصحة والدته قد تحسنت كثيرا عن قبل. شعر بالتفاؤل يملؤه وعاد ليتابع عمله رغم ان خياله كان يلح في اظهار صورة ماريا أمامه.

.................................................. ...........

"ماذا ستخسرين إن أخبرتني؟"
ديانا بملل:لن أخسر شيئا حقيقي؟
نيد جلس قرب شقيقته وهو يحاول أن يعرف منها بعض الأمور التي تخص كلارا ولكن ديانا رغم محبتها لأخيها إلا أنها تعرف كلارا جيدا وتعرف بأنها ليست من ذلك النوع من الفتيات وهي أيضا لا ترغب بأن يتحطم قلب نيد فهو شقيقها الوحيد والكثيرون أغرموا في كلارا دون أمل. ولن تكون سعيدة بحدوث ذلك لشقيقها نيد الذي تحبه كثيرا وتتمنى سعادته بالتأكيد.
ولكن على ما يبدوا فإن نيد كان مصرا فنظرت له بجدية بالغة:نيد كلمة واحدة فقط لا غير دعك من كلارا؟
نيد: ديانا أنتي شقيقتي ويفترض بك مساعدتي بدلا من كل هذا التأنيب الذي لا داع له ثم كلارا ليست وحشا انها لطيفة جدا.
ديانا:نيد عزيزي أنا أعرف ذلك اكثر من اي كان فهي صديقتي منذ الطفولة ولا اريد ان ادمر العلاقة بيننا وهي لا تفكر بشيء إسمه الحب الآن أفهمت ما أعني؟
نيد حك رأسه قائلا:قليلا؟
ديانا:بتوضيح أكثر أو بمعنى أدق لا تفكر فيها اكثر من كونها صديقة لي فقط؟
نيد:أليس هناك من أمل؟
ديانا بعطف:نيد صدقني لو كان هناك أدنى أمل لكنت أخبرتك؟
تنهد نيد وهو يحدق في سقف الغرفة وقال:لماذا؟ يا له من حظ؟ في الوقت الذي أشعر به بأنني قد وجدت من يمكنها ان تملئ قلبي يجب علي ان أحاول إخراجها منه قبل ان تتعمق به اكثر من ذلك؟
ديانا بآسف وحزن:نيد أنا أسفة لم اكن اقصد ان اؤلمك حقا؟
نيد بابتسامة حزينة:لا بأس أنتي لم تفعلي شيئا فقط أخبرتني بألا اتعلق بوهما إسمه حب من طرف واحد.
نظرت له بدهشة:أنت تحبها؟ لكن....
نيد:أجل مع أنني رايتها فقط مرة واحدة؟ لا اعرف كيف؟. او ما الذي حدث؟ لكنني أشعر بأنني حقا أحبها ومن أعماقي أيضا؟
ديانا بألم نظرت لشقيقها وهي تشعر بالإستغراب حقا..لكنها لا يمكن أن تلومه فهو لم يفعل شيئا خاطئا فالقلب الشيء الوحيد الذي لا يمكننا التحكم به؟ مهما حدث؟ ومثلما نيد شقيقها كلارا أيضا صديقتها ولو كانت تشعر بشيء ما ناحية نيد لكانت كلارا قد اخبرتها مؤكد. لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث كما فكرت ديانا وهي ترى شقيقها يخرج من المنزل وهو يشعر بالاحباط..فقول الحقيقة احيانا قد يكون جارحا بعض الشيء لكنها تمنت ان يحدث شيء ما يساعد نيد أن يجد فتاة تبادله مشاعره النبيلة والقوية.

في احدى الشوارع الرئيسية في المدينة

أخذ نيد يقود سيارته وهو يفكر بها لقد سحرته منذ رآها حتى قبل ذلك بكثير سحر بها وأغرم بها بالواقع من كلام شقيقته ديانا عنها بشكل دائم ومستمر وأيضا من كلام والدته عن عائلتها وعنها وكل ذلك ساعده أكثر ليدرك حقيقة مشاعره حينما رآها في منزلهم بتلك الزيارة التي قامت بها لديهم مؤخرا....ومنذ ذلك الوقت وهو يفكر بها.......كان نيد مستغرقا في التفكير لدرجة أنه لم ينتبه لوجود فتاة ما تعبر الشارع وحاول ان يتفاداها لكن للأسف..................................حدث الامر السيء والغير متوقع...
لقد صدم الفتاة وبقوة....وبكل جنون وغضب من نفسه قبل كل شيء نزل من سيارته ورفعها بمساعدة بعض المارة ووضعها بالسيارة وذهب مسرعا للمشفى وهو لا يفكر بشيء بهذه اللحظة سوى بهذه الفتاة وما قد يكون قد حدث لها؟؟؟؟؟؟؟؟؟وذلك بسبب غباءه وشروده في القيادة مع أنه لم يفعلها قبل الآن. وهو لا يلوم كلارا لانه كان يفكر بها بل لام نفسه وبقوة ايضا اذ كان يتوجب عليه الانتباه اكثر وهو يقود......................
من هي هذه الفتاة؟ ما إسمها؟ ما قد يكون قد حدث لها؟ هل ستتضرر؟ هل سيكون لها دور ما في حياة نيد؟ نيد ماذا سيحدث له؟ كل هذا واكثر سنراه في خلال الجزء القادم.
كلارا وحضورها ذلك الحفل؟؟؟؟؟؟؟؟ماذا سيحدث من أمور ربما قد تغير مجرى حياتها بأكمله؟
ماريا ودخول هذه الصغيرة ريلينا في حياتها والذي قد بدأ يأخذ مجرى آخرا بدأ يتعمق في حياة ماريا؟ ما قد يحصل؟
دانييل هل يتغير من داخله ويوجه مشاعره الدفينة نحو شخص يستحقها؟ هل سيفعل ذلك أم سيبقى واضعا كل تلك المشاعر الدافئة في داخله؟
أتمنى أن ينال هذا الفصل على اعجابكم

Blue Eyes 06-11-07 09:52 AM

:flowers2:
"كم أنتي رائعة يا عزيزتي كلارا بل مذهلة" كانت ماريا تقول ذلك بذهول مع أنها تعرف جيدا بأن شقيقتها كلارا جميلة جدا دائما لكن بهذه اللحظة بدت بشكل آخر بدت مميزة جدا حقا........وواقع انه قد عرض عليها كثيرا الإشتراك في مسابقات للجمال كان شيئا حقيقي ومع ذلك فكلارا رفضت ذلك بشتى الطرق لأنها ترفض أن تكون فقط مجرد حسناء وهي تعتبر نفسها اكثر من مجرد فتاة جميلة لانها تريد الدراسة والنجاح وهذا ما زاد والدتها وشقيقتها ووالدها بها فخرا حقا.اذ غيرها من الفتيات كن إغتنمن هذه الفرصة وإشتركن في مسابقات للجمال لو كن تملكن نصف جمالها وكن كسبن الكثير من وراء ذلك. لكن كلارا غير عنهن تماما.
إبتسمت كلارا بتوتر وهي تمسك بطرفي ثوبها الأزرق الرقيق والذي صممته لها والدتها خصيصا من أجل الذهاب لهذه الحفلة التي تعدها حفلة هامة جدا بالنسبة لها في الواقع رغم أن كلارا كانت معترضة في البدء على الذهاب إلى حفلة الزفاف هذه لكنها بعد رؤيتها الثوب المدهش المصمم من أنامل والدتها الرائعة أصابها الفضول حقا للذهاب به للحفلة وبما أنها جميلة بطبيعتها فمن المؤكد أن الثوب سيزيدها أناقة وجمالا وجاذبية...كان الثوب جميلا ورقيق من الحرير ذو طبقتين الأولى بيضاء شفافة والأخرى بلون السماء الصافية وكان طويلا يميل برقة بالغة على خصرها النحيل الرشيق ويظهر طولها الرائع....وبما أنه لم يكن بأكمام فقد كان له وشاح في غاية الجمال مطرز بحباب لؤلؤة بالإضافة للمعة الفضية التي تعطي الوشاح والثوب تمييزا وأناقة حقيقية.العقد اللؤلؤي حول عنقها الرقيق زادها أناقة فوق أناقتها كذلك الساعة الكريستال والخاتم والسوار كل ذلك مجرد إضافات لكن مع بهاء وصفاء وجمال كلاريتا جعلها كل ذلك تبدوا كالأميرات حقا..........شعرها رفعت القليل منه لأعلى رأسها في بضع دبابيس فضية لامعة وبقية الخصل الحريرية إنتشرت بفوضى رقيقة حول كتفيها وعلى ظهرها.......مكياجها كان ساحرا بلون الورد والسماء أظهر جمال عيناها الناعستان الغامقتان ورموشها الكثيفة وأهدابها اللطيفة جدا.......
حينما نزلت السيدة ماتيلدا وهي أيضا كانت في منتهى الأناقة بثوبها البني والعاجي أبدت إعجابها الشديد في إبنتها كلارا التي بدت مختلفة جدا.......
ماريا:أمي تبدين رائعة؟
إبتسمت السيدة ماتيلدا:شكرا لك يا عزيزتي لكن كلارا هي الأجمل والأروع.
كلارا تورد وجهها وهمست بقلق:ألا تعتقدن بأن أناقتي مبالغ بها بعض الشيء.
ضحكت ماريا وأجابت والدتها:بالطبع لا يا عزيزتي أنتي هكذا مناسبة جدا أليس كذلك ماريا؟
ماريا هزت رأسها بهدوء:أجل أمي هذا صحيح..وتابعت وهي تنظر لشقيقتها:لا داع للقلق سيكون كل شيء على ما يرام.
كلارا بتوتر:آمل ذلك.
وقفت السيدة ماتيلدا ترتب نفسها قليلا أمام تلك المرآة الدائرية الأثرية المعلقة على الجدار في تلك الصالة الواسعة والجميلة فسألتها ماريا وهي تعبث في خصلات شعرها الذهبية المنثورة حولها بفوضى:أمي ألم يخبرك أبي متى سيكون هنا لقد طالت غيبته لم نعتد ذلك منه.
إستدارت السيدة ماتيلدا تنظر لإبنتها ماريا وقالت:لا لم يخبرني بذلك.
كلارا بملل:لقد إشتقنا له أمي.
السيدة ماتيلدا:وأنا أيضا مثلكما يا عزيزتي لكن تعرفان والدكما جيدا حينما يستغرق في فعل شيء ما او في كتابة رواية جديدة.
ماريا:هو مشغول إذن؟
السيدة ماتيلدا:هكذا فهمت من حديثي معه عند الظهيرة.
دخلت الخادمة ريتا وقالت لماريا:العفو آنستي.
ماريا:ماذا هنالك ريتا.؟
ريتا:هناك فتاة صغيرة تريد رؤيتك؟
السيدة ماتيلدا وكلارا بإستغراب:فتاة صغيرة؟
ضحكت ماريا وقالت بمرح:حقا لا بد أنها ريلينا؟
نظرت كلارا لشقيقتها وقالت:ومن تكون ريلينا هذه؟
ماريا:سأخبرك فيما بعد ألن تذهبا الآن سوف تتأخران.
السيدة ماتيلدا نظرت لساعة يدها فوجدت الوقت يشير للرابعة والثلث تقريبا فقالت:أنتي محقة يجب أن نذهب الآن لا نريد التأخر.........أما تزالين عند قرارك الأخير يمكنك الذهاب معنا والإستمتاع بوقتك؟.
ماريا هزت رأسها قائلة:كلا أمي شكرا لك تستطيعان الذهاب والإستمتاع بوقتكما وسأكون بخير صدقيني لدي الكثير لأفعله.
السيدة ماتيلدا هزت رأسها نفيا وقالت:يا إلهي كم أنتي عنيدة............
ضحكت كلارا وعلقت:مثل والدي تماما.....
وقبل أن تخرج كلارا خلف والدتها همست لها ماريا:أتمنى لك حظا طيبا.
ضحكت كلارا وقد فهمت ما عنت شقيقتها وقالت لها همسا:لا تفكري كثيرا لأنني لا أريد.
ضحكت ماريا:حقا؟ سنرى يا عزيزتي.
بعد مغادرة السيدة ماتيلدا مع إبنتها كلارا لحفلة الزفاف.....خرجت ماريا لمقابلة الصغيرة ريلينا التي كانت جالسة على العشب في حديقة منزل عائلة كلارا وكانت تبدوا جميلة جدا بتنورة وردية قصيرة مع تي شيرت بلون الثلج الأبيض وشعرها الطويل الجميل كان مرفوعا على هيئة ذيل حصان وللصدفة فقد تشابه لبسها مع لبس ماريا التي كانت ترتدي تنورة بلون الورد تقريبا قصيرة مع قميص أزرق رقيق وقصير وحتى شعرها كانت قد رفعته على هيئة ذيل حصان لذلك حينما رأت ريلينا اخذت كلتاهما في الضحك وهما تنظران لبعضهما كان ذلك شيئا مضحكا حقا...والأكثر واقعية وشبها بالواقع أنهما كانتا تشبهان بعضهما كثيرا وكأنهما أم وإبنتها فماريا بشكلها اللطيف ذاك وهي جالسة مع ريلينا الطفلة البريئة الرائعة بدتا كذلك بالفعل.
ماريا إبتسمت وقبلت وجنتا ريلينا وسألتها:هل يعلم والدك بأنك ستأتين إلى هنا؟
ريلينا بمرح:أجل لقد أخبرته جدتي رغم عدم إقتناعه في البدء.
ماريا بفضول:حقا وماذا قال؟
ريلينا أخذت تقلد حديث والدتها وماذا قال فضحكت ماريا من قلبها على حركات هذه الطفلة البريئة الصغيرة ورفعت رأس ريلينا وقالت لها:حلوتي هذا ليس جيدا.
ريلينا نظرت لماريا بإستفسار وحيرة فتابعت ماريا تقول وهي تملس شعر ريلينا الحريري:أن تقلدي حديث الكبار وبالأخص والدك هذا ليس جميلا أليس كذلك؟
ضحكت ريلينا وقالت:ولكن ذلك مضحك؟
إبتسمت ماريا وكتمت ضحكتها ولكن هذه الصغيرة يجب ان تتعلم وتابعت تقول لها:حسنا مضحك وبنفس الوقت لا يجوز فلا تفعلي ذلك ثانية حسنا؟.
ريلينا: سأحاول.
ماريا هزت رأسها نفيا:لا عديني بألا تكرري ذلك هيا.
ريلينا وعدتها فشعرت ماريا بالراحة وقالت لها:أترين هذا أفضل أن تكوني طفلة لطيفة ومطيعة عندها سيحبك والدك وجدتك أكثر بكثير.
ريلينا:حقا
ماريا:أجل...
وقفت ماريا وأخذت بيد ريلينا وقالت لها:هل تحبين الحلوى؟
ريلينا بمرح:جدا
ضحكت ماريا وقالت وهي تأخذها معها لداخل المنزل:إذن هيا بنا لنتناول ألذ حلوى تذوقتها في حياتك كلها.؟

في منزل المحامي دانييل

كان جالسا برفقة والدته التي كانت كانت تشاهد التلفاز وسألها قائلا:أتعتقدين بأنها ستكون على خير ما يرام هناك؟
نظرت له والدته بإبتسامة مطمئنة:بالطبع يا عزيزي فتلك الفتاة طيبة جدا لقد تحدثت معها في الصباح ودعوتها لتناول القهوة لكنها بأدب أخبرتني بأنها ستذهب لعملها وفي مرة أخرى ستفعل ذلك بالتأكيد.؟
دانييل سأل والدته بإبتسامة:وهل أعجبتك؟
والدته قالت وهي تتابع ذلك البرنامج العائلي المفضل عندها أجابته:كثيرا إنها ليست فقط طيبة بل حسناء جميلة جدا بكل معنى للكلمة.أتدري والدها ذلك الكاتب الشهير....
دانييل بدهشة:ماذا؟ حقا أهي أخبرتك بذلك؟
والدته:لقد حدثتني قليلا عنه لكنها بدت فخورة جدا به كوالد لها.
دانييل وما يزال مندهشا:حقا إن ذلك غريب هذه العائلة غريبة حقا
نظرت له والدته بإستغراب:ماذا تعني بذلك؟
دانييل:لا أعني شيئا سيئا أمي إنني أعني فقط أنها عائلة محترمة ومثقفة ماريا طبيبة أطفال بينما شقيقتها فتاة جامعية ووالدها كاتب شهير ووالدتها مصممة أزياء قلما يجد المرء عائلة كهذه؟
والدته:أجل هذا صحيح قليل جدا من هم مثلهم لكنها عائلة مميزة وقد أعجبتني وربما تعرفت عليهم عن قرب أكثر.
إبتسم دانييل ولم يعلق على حديث والدته كان سيفعل ذلك من قبل أما الآن وبعدما عرف الكثير عن هذه العائلة اللطيفة التي تسكن قربهم لم يعد يخشى أي شيء بخصوص إبنته أو أمه التي تحب الجيران دائما وغالبا ما تقوم بتكوين صداقات بينهم.............
وعلى حين غرة نظرت له والدتها وكان هناك نظرة في عيونها لامعة قالت له:لم لا تفكر بالزواج منها إنها رائعة ولا يوجد أفضل منها؟
دانييل بحيرة:من تعنين أمي؟
والدته ضحكت قائلة:أوه دانييل عزيزي لا تكن هكذا أنت تعرف من أقصد تماما أعني ماريا هذه الطبيبة الشابة والحسناء.
دانييل بإرتباك:أتزوجها؟
والدته هزت رأسها قائلة:أجل وما المانع في ذلك فهي لن تجد شخصا أفضل منك أبدا.؟
دانييل توتر من حديث والدته وقال لها:أمي هذه الفكرة غير واردة بتاتا؟
نظرت له بجدية وقالت:ما تعني بكلماتك المقتضبة هذه؟
دانييل هز كتفيه قائلا:الكثير أعني أمي فمثلا إنها فتاة شابة وجميلة ومن المؤكد أنها تحلم بالزواج برجل لم يتزوج من قبل وليس لديه أطفال.
والدته تفهمت ما قال لكنها قالت له:وما أدراك بأنها لن توافق أين يمكنها أن تجد رجلا مثلك يا عزيزي؟
إبتسم دانييل لمديح والدته له لكنه قال:ولا تنسي الحب أمي؟
نظرت له والدته بإستفسار فقال:أعني أنها قد تكون تحب شخصا ما وهكذا........
هزت والدته رأسها نفيا وقالت:لا هذا مستحيل؟
نظر لها بدهشة كبيرة جدا:مستحيل ولكن ماذا يمنع ذلك؟؟؟؟؟فهي........
والدته قالت بهدوء:الذي فهمته من حديثها بأنها ما تزال مستمتعة في عملها كطبيبة للأطفا ل ورغم تقدم العديد للزواج منها إلا انها تجد ان معظهم ذوي عقول فارغة ولم تجد من يستحق قلبها حقا................
كلمات والدته أخذت ترن في عقله وفي قلبه أيضا ولم يعرف لم هذا الشعور الغريب الذي إنتابه لسماعه تلك الكلمات لربما الأمل..................
تابعت والدته قولها:ولا تنسى بأنها تحب ريلينا جدا وقد تعلقت الإثنتان بسرعة كبيرة في بعضهما حتى أن ريلينا أصبح معظم حديثها فقط عن ماريا وأيضا أحبتها أكثر من معلماتها في المدرسة اللاتي تذمهن طيلة الوقت.
ضحك دانييل لكلام والدته وقال:سمعت هذا الكلام منها كثيرا...........
والدته قالت:أرأيت؟.
خرج دانييل من غرفة الجلوس تاركا والدته جالسة تشاهد التلفاز بينما هو شعر بأنه بحاجة لإستنشاق بعض الهواء العذب فخرج للحديقة التي عشقها جدا كونها أمام البحر بمرتفع صغير..................أخذ يسير بكل هدوء وهو يفكر في كلام والدته وفي ماريا التي بدأت تحتل مكانة بطريقة غير مباشرة في قلب عائلته.
وهو غارق في كومة الأفكار تلك سمع أصواتا مليئة بالمرح والبهجة والسرور وحينما رفع رأسه عن ذلك العشب الأخضر الندي رآه ماريا وريلينا تتسابقان وهما تضحكان وأعجبه شكل ماريا ذلك جدا....كان شعرها الذهبي تتخلله اشعة شمس الغروب كموجة من الذهب اللامع ونفس الشيء شعر إبنته ريلينا...وتبدوان لمن يراهما من بعيد كوالدة مع إبنتها.....هذه الفكرة جعلت دانييل يشعر بالحنين والقليل من الحزن أيضا إذ لو كانت زوجته الراحلة ما تزال على قيد الحياة لكان المنزل الآن أكثر بهجة ومرحا.............جال هذا في خاطره وعيناه لم تفارقا ماريا التي حينما إستدارت فجأة إلتقت عيناها في عينا دانييل الذي إبتسم لها أما هي فقد تورد وجهها أكثر بكثير وهي تبعد خصلا حريرية عن وجهها المتورد وريلينا حينما شاهدت والدها سحبت ماريا من يدها وإقتربت من السور الخشبي الأبيض ووقفتا هناك وريلينا تقول بمرح:أبي لقد لهوت كثيرا أنا وماريا.
إبتسم دانييل وربت من خلف السور الصغير على رأس إبنته وقال:حقا هذا جيد.....ورفع رأسه لماريا المبتسمة بإرتباك وقال لها:أرجو ألا تكون قد أزعجتك؟
ماريا بإبتسامة رقيقة ومرتبكة قليلا:لا بالتأكيد لم تفعل ذلك إنها طفلة رائعة جدا.
دانييل قال لها بعيناه"بل أنتي الرائعة"
وقرأت ماريا هذه الرسالة بعيناه وفهمتها جيدا فاحمرت وجنتاها اكثر بكثير وهو اكتفى بإبتسامة أما الصغيرة ريلينا والتي كانا يعتقدان بأنها لا تفهم شيئا فقد كانت تنظر لوالدها ولماريا وهي تضحك ومن ثم قالت ببراءة الأطفال وقد أحرجت الإثنان جدا ماريا ودانييل والدها قال:هل ستتزوجان؟
كانت كلماتها صدمة لماريا وكذلك والدها حيث اخذ الإثنان ينظران لبعضهما ومن ثم ينظران للصغيرة التي ما تزال تضحك ومستمتعة بما يجري ويحدث بين والدها وبين ماريا التي تحبها كثيرا.
ريلينا بدون صبر:ماذا أبي؟
دانييل إرتبك كثيرا وقال:ريلينا عزيزتي يجب..يجب ألا تتدخلي بهكذا أمور؟
ونظر لماريا المحمرة جدا وقال بشبه إعتذار:أنا حقا آسف إنها تعلمين صغيرة ولا اعلم من أين إختلقت قصة كهذه..........
قاطعته ماريا بهدوء وما زال وجهها يحترق:لا بأس لم يحدث شيء وأنا أتفهم ذلك لا بد انها تعتقد ذلك لانها ترانا نتحدث معا أليس كذلك حلوتي؟
ريلينا بمرح وعناد:ومع ذلك ستتزوجان؟
دانييل بغضب:ريلينا؟
ريلينا خافت من غضب والدها وإختبأت خلف ماريا التي قالت لها:لا بأس...لا عليكي.
ماريا:أستاذ دانييل من فضلك لا داع للغضب منها فكما قلت هي ما تزال صغيرة وغير مدركة لهذه الأمور؟.
دانييل في حيرة:ألست غاضبة؟
ضحكت ماريا بمرح مع انها ما تزال خجلة:لا لم الغضب إن هذا كلام أطفال فقط؟
إبتسم دانييل وقال:ألا تتمنين أن يصبح حقيقة؟
إحمر وجه ماريا وبدلت الموضوع بسرعة:في الواقع انا مستمتعة جدا في حريتي.
دانييل تنهد وهو ينظر نحوها وفي الحقيقة فمن داخله كان يتمنى أن يصبح ما قالته إبنته حقا فماريا حقا ستكون عروسا مذهلة جدا ومن يأخذها سيكون محظوظا جدا.
رفع دانييل إبنته من خلال السور وقال لماريا:لا أعرف كيف أشكرك على إهتمامك بها ومحبتك لها مع انها مزعجة صغيرة. وقرص الصغيرة في وجنتها وضحكت فقالت ماريا بابتسامة:لا داع لذلك فنحن صديقتان ألسنا كذلك حبيبتي؟
ريلينا بحماس:أجل وأنا أحبك كثيرا جدا
ضحكت ماريا لحماسها وكذلك دانييل وحينما عادت ماريا لداخل المنزل أخذ دانييل طفلته للمنزل أيضا بعد أن راقب ماريا حتى لحظة دخولها المنزل الحديث معها ممتع جدا ولطيف...........
أخذت ماريا تجفف وجهها بعد أن غسلته بماء بارد منعش بعد ذلك اللهو وبعد كلمات الصغيرة ريلينا الحارقة وحينما تذكرت وجه المحامي دانييل ضحكت كثيرا لقد صدما كلاهما..
جلست ماريا على حافة سريرها وهي تعبث في خاتمها وتنهدت بضيق وهي تفكر"إلى متى سأبقى هكذا أعتقد بأن أمي على حق لكن أنا لا أريد الزواج بهذه الطريقة السخيفة المعتادة أريد شخصا أحبه ويحبني ويكون الإحترام قائم في ما بيننا"
ذهبت بفكرها لدانييل إنه وسيم جدا حتى لو كان أرمل فمن المؤكد أن أي إمرأة أو فتاة سيعجبها بالتأكيد فهو يملك المؤهلات الرائعة ليكون زوجا لأحداهن.
والمزيد قريبا ان شاءالله وانا نزلت هالجزء حتى ارضيكم مع اني كنت ناوية انزله كامل بس ان شالله يعجبكم.

Blue Eyes 07-11-07 11:05 PM

التتمة

نظرت السيدة ماتيلدا لإبنتها كلارا التي كانت ما تزال جالسة في السيارة بينما والدتها قد نزلت وقالت السيدة ماتيلدا لإبنتها وهي تقف أمام ذلك القصر الجديد الرائع وكان هناك الكثير من المدعوين ذوي الشخصيات الراقية جدا قد وصلوا لحضور حفل الزفاف وكان رؤية كل اولئك الناس شيئا جميلا.
السيدة ماتيلدا همست لإبنتها قائلة:هيا بنا يا عزيزتي ليس جميلا وقوفي هكذا.
كلارا بارتباك:آسفة أمي لكنني حقا مرتبكة جدا لا احب ان اكون بين جمع كبير كهذا.
إبتسمت السيدة ماتيلدا وهزت رأسها قائلة:لا عليك أفهم ما تعانين تماما والآن هيا.
بهدوء خرجت كلارا من السيارة وهي مرتبكة في داخلها وبكل ثقة سارت مع والدتها لداخل القصر بينما كانت السيدة ماتيلدا للكثير من العيون المعجبة التي تنظر بانبهار نحو ابنتها الحسناء وذلك اشعرها بالسعادة والفرح.
لكن كلارا كانت مرتبكة جدا وهي تسير خلف والدتها بقليل فقد كان هناك مدعوون كثرقد جاءوا خصيصا لحضور هذا الحفل الذي يبدوا رائعا من بدايته......ولأن كلارا كانت تشعر بالخجل والإرتباك والحرج كانت تمسك بطرفي ثوبها الرائع وتنظر نحو البلاط الرخامي الجميل فجأة وبدون سابق إنذار إصطدمت بشيء ما أمامها أو بالأحرى شخص ما وكادت تقع لولا تلك الذراعين القويتين اللتان أمسكتا بخصرها الخجل قتلها فأغلقت عيناها لأنها متأكدة بأن وجهها قد احترق خجلا واحمر بشدة لكن ذلك لم يظل طويل فقد سألها صوت عميق النبرات قوي جدا وجميل أيضا:هل أنتي بخير يا آنسة؟
وهنا إضطرت كلارا لرفع رأسها نحو وشعرها بخصلة المتبقية على كتفيها وتناثرت بفوضى اكبر واجمل وإلتقت بهذه اللحظة بتلك العينان الساحرتان بل القاتلتان عيون سوداء جريئة وذكية وجميلة أيضا بملامح وجه قوية ومعبرة الأنف أرستقراطي بعض الشيء والجبهة كذلك والإبتسامة على تلك الشفاه كانت غريبة قليلا ذقنه كانت خفيفة بالمجمل كان في غاية الوسامة أي كان إسمه هذا الشاب الطويل القامة والذي كان في غاية الأناقة ببذلته الرمادية وربطة العنق اللطيفة تلك......
كلارا بخجل تراجعت قليلا للوراء وهو أبعد ذراعيه عنها بإبتسامة ساحرة كانت جميلة جدا جدا هذا ما تمتم به كارلوس لنفسه كما أنها تبدوا صغيرة وحاول معرفة عمرها بالنظر إليها أما هي فقد همست بخجل وإعتذار:أنا آسفة جدا كانت غلطتي.
كارلوس بإبتسامة إعجاب:لا بأس لم يحدث أي ضرر أأنتي بخير؟
كلارا هزت رأسها بالإيجاب وهمست:بالتأكيد.
كلارا نظرت حولها بقلق وهي تبحث عن والدتها التي إختفت من قربها فسألها كارلوس:أتبحثين عن أحد ما؟تبدين قلقة؟
كلارا وجدت به منقذها فقالت بابتسامة عذبة خجلة:أجل في الواقع جئت مع أمي.
كارلوس بإبتسامة:أتقصدين السيدة ماتيلدا؟
نظرت له بصدمة أكتر منها دهشة:أتعرف أمي؟
ضحك كارلوس وقال لها:بالطبع وفي الواقع انا سعيد جدا لأن شقيقتي باتريسيا قد دعت والدتك لحضور الحفل كي يتسنى لي رؤيتك أيتها الحسناء.
شعرت كلارا بالغباء وهذا ما لاحظه كارلوس وهي تنظر نحوه مع أنا تبدوا من الفتيات الذكيات جدا فقال لها بإهتمام:ليس هناك من داع للحيرة فالأمر بسيط جدا.
كلارا:أتعني بأن شقيقتك هي السيدة باتريسيا؟
كارلوس:أجل واليوم عرس إبنة شقيقتي الكبرى في الواقع اخبرتني شقيقتي عن تفاصيل معرفتها بوالدتك وها هما هناك تتحدثان مع جمع غفير من السيدات والفتيات المعجبات جدا بتصاميم والدتك الرائعة.
إبتسمت كلارا وقالت:هي هكذا دائما تحب العمل جدا.
هز كارلوس رأسه قائلا:إنها تستحق هذه الشهرة فالثوب الذي ترتديه باتريسيا لم أرى مثيلا له............
كلارا:إنه جميل جدا.
إبتسم وهو يوافقها ونظر لثوبها الرقيق باعجاب قائلا:هل هذا أيضا.......
قاطعته كلارا برقة:أجل إحدى تصاميم والدتي.
كارلوس:حقا أنه رائع ويناسبك جدا هل لي بأن أتشرف بمعرفة إسمك ليس جميلا أن نبقى نتحدث دون تعارف بسيط على الأقل أليس كذلك؟
كلارا:أنت محق. أدعى كلارا
كارلوس:يا له من إسم جميل وعذب يناسبك جدا.
شكرته كلارا بتهذيب كبير وهو قال:أما أنا فأدعى كارلوس
كلارا:سررت بمعرفتك والآن هل تسمح لي بالذهاب؟
كارلوس قطب حاجبيه:لا لا لا
ضحكت كلارا:ماذا هنالك؟
كارلوس:ستتناولين بعض العصير أولا وبعدها تذهبين ولكن بالتأكيد سنتحدث فيما بعد حسنا.
كلارا تناولت منه كوب العصير بهدوء وهي تقول:كما تشاء.
وقوف كلارا مع كارلوس الشاب المعروف بأنه وسيم جدا والكثير من الفتيات تتمنين لو نظرة منه وقوفهما معا جعل الأنظار تتجه نحوهما معظم الأنظار وخاصة من الفتيات اللاتي إنبهرن بجمال كلارا التي تبدوا مثل ساندريلا بينما كارلوس بدا كأنه أمير حقيقي.
وحينما تركت كلارا كارلوس وذهبت كي ترى والدتها بقيت عينا كارلوس تنظران نحوها فقط وأيضا عيون الكثير من الشبان كانت ترمقها باعجاب شديد.
حتى عندما قدمتها والدتها للسيدة باتريسيا وللمدعوات جميعهن مدحنها جدا ونالت على إعجاب الكثيرين. لكن صورة واحدة رسخت في خيالها صورة كارلوس إنه رائع أكثر شاب وسيم ولطيف قابلته في حياتها حتى هذه اللحظة.
العروس كانت رقيقة كملاك قادم بثوبها الأبيض المطرز وطرحتها الرقيقة التي كانت طويلة بعض الشيء وتغطي على ظهر الثوب من الخلف بما أنه كان مفتوحا.شعرها الأشقر القصير كان مشبكا بدبابيس صغيرة جدا بالتاج الفضي اللامع، وعيونها الخضراء الواسعة كانت تظهر مدى جمالها وحسنها وذلك ما ظهر من إبتسامة السعادة التي كانت مرسومة بوضوح على شفاهها الحمراء الصغيرة.وكانت تمسك باقة الورد البيضا الرائعة والتي تتمنى الكثير من الفتيات الموجودات الحصول عليها كي تتزوج من تحصل على الباقة بعد العروس تبعا لما يعتقد به.
أما العريس فقد كان أنيق ووسيم ببذلته السوداء الرسمية كما كان سعيد جدا بعروسه الفاتنة.
تم تناول العصير وسط بهجة الجميع بهما وكان الكل قد تمنى لهما السعادة والحظ الجميل في حياتهما وقبل ان تغادر العروس مع زوجها كان يجب ان تلقي بالباقة فتجمعت معظم الفتيات المتحمسات جدا للأمر ووقفن ينتظرن إلقاء الباقة...أما كلارا فكانت الوحيدة من تقف بعيدا وهي غير مهتمة في الأمر أبدا وذلك ما لاحظه كارلوس الذي كان يقف بعيدا وهو يتحدث مع صديق له وإستغرب ذلك وحينما جاء ليقترب منها رأى العروس تلقي بالباقة والفتيات جميعهن يحاولن إلتقاطها ولكن,,,,للأسف لم تكن من نصيب أي منهن ذلك أنها قد ألقيت بين ذراعي كلارا التي كانت ترتب ثوبها وكان ذلك مفاجئ جدا لها ولوالدتها التي فرحت كثيرا بذلك ومع أن الفتيات خاب أملهن إلا أنهن تمنين لها الحظ السعيد قريبا وكذلك العروس قبلتها وتمنت لها حظا رائعا مثلها فشكرتها كلارا بخجل شديد,.
"من سيكون سعيد الحظ بك كلارا"
إحمرت خدود كلارا بشدة وهي تعيد وضع الوشاح على كتفيها وقد سمعت ما قاله كارلوس الذي كان يبتسم ونظراته ما تزال عليها ورفعت رأسها بخجل قائلة:أنا لم أكن أريد ذلك حقا فالأمر لا يهمني؟
إبتسم وسحب الباقة من يدها وهو يقول:لا يمكنك الهروب من شيء سيحصل أليس كذلك؟
كلارا:ربما.
كانت كلارا ترغب بالهروب لأن وجوده قربها يوترها ويشعرها بالكثير من الاحاسيس التي لا ترغب بها وقرأ هو تلك الرسالة بعيناها وهو حقا لا يرغب بأن تبعد من أمامه قبل أن يعرف المزيد عنها. السيدة ماتيلدا كانت معجبة جدا في كارلوس كغيرها من السيدات اللاتي تردنه بشدة زوجا لبناتهن,,,,,,,,,,,,وتمنت ان يكون من نصيب إبنتها لأنها يناسبان بعضهما كثيرا وهذا ما ردده الكثيرون.
كارلوس في الثامنة والعشرون من العمر شاب وسيم ولطيف شخصية قوية ومختلفة مثقف ويطالع كثيرا يهتم بالفنون وبالعديد من الأمور وهو يعمل في شركة العائلة الضخمة ولديه شقيقتان باتريسيا وشقيقة اخرى هي من تزوجت إبنتها هذا اليوم.
ومن خلال الحديث الذي بدأه كارلوس عرف عدة أمور عن كلارا وإهتم بتلك المعلومات جدا عرف عن دراستها بالجامعة وهواياتها وماذا تحب وبم تطمح والكثير من الاشياء الممتعة التي تناولها حديثهما المشترك معا.

في ناحية أخرى

في المشفى الخاص

كان نيد يحمل باقة جميلة من الزهور الحمراء والبيضاء وهو يسير بهدوء بإتجاه تلك الحجرة حجرة الفتاة الي صدمها وأدى به ذلك للإصابة ببعض الرضوض لكنه لم يسجن فالسبب كان الفتاة نفسها التي مرت من أمامه وما أصابها فقط كان كسرا بسيطا لحسن الحظ في ساقها اليمنى وبعض الرضوض وكان ذلك من حسن حظه حتما.
الفتاة كانت تدعى مارغريت وهي فتاة جميلة بشعر أشقر طويل وناعم وبخدود موردة وعيون زرقاء لامعة وهي في العشرون من عمرها وتعمل بائعة زهور وبنفس الوقت تدرس بالجامعة التاريخ لأنها تريد أن تصبح معلمة لحبها الشديد لتلك المادة وهي فتاة وحيدة تعيش في سكن خاص بالطالبات في الجامعة وذلك ما يدعوها للعمل من أجل توفير المال لمعيشتها ووقت الحادث كانت قد أنهت عملها وخرجت مسرعة من أجل ان تلحق محاضرتها في الجامعة وحدث ما حدث. عرف نيد كل تلك الأمور منها حينما رآها بعد أن تحدث مع مفتش الشرطة قليلا...وأنتهى الموضوع بشكل هادئ ومع أن والدة نيد وشقيقته ديانا خافتا عليه كثيرا لكنهما أيضا خافتا جدا على الفتاة حتى أنهما زارتاها وإعتذرتا منها وكان ذلك بداية لصداقة جديدة بين مارغريت وديانا.
طرق نيد باب الغرفة بهدوء حينما سمع صوتا رقيقا يطلب منه الدخول فقام بفتح مقبض الباب ودخل..الغرفة التي كانت لطيفة وهو حقيقة يعتبر بأنه من واجبه أن يقوم بزيارتها من حين لآخر بسبب ما حدث قليلا منه كما يلوم نفسه ببعض الأحيان.
كانت مارغريت جالسة بتمدد على السرير ومريحة ساقها المكسورة على وسادة عالية بعض الشيء وكانت ترتدي زي المشفى الأزرق ومع أنها خجلت أن تبدوا به أمام نيد إلا أنه قد رآها وإنتهى الأمر.
"مرحبا مارغريت" قال نيد ذلك بإبتسامة وهو يقترب من السرير ويضع باقة الزهور الجميلة بين ذراعيها فرفعت رأسها وأبعدت الخصلات المتطايرة من شعرها عن وجهها وإبتسمت قائلة:أهلا نيد وشكرا على هذه الباقة اللطيفة.
نيد سحب كرسيا قريبا وجلس عليه:إذن كيف أنتي اليوم؟ هل أنتي أفضل؟
مارغريت وضعت الباقة قربها وقالت:أنا بخير وعلى أفضل ما يرام لكن...في الحقيقة أنا..........
نيد شعر بأنها تريد أن تقول شيئا لكنها مترددة بعض الشيء فقال لها:مارغريت هل تودين قول شيء كلي أذان صاغية.
مارغريت بإرتباك:حقيقة أنا لا اعرف كيف أشكرك على ما تفعله من أجلي فعلى الرغم من أنني المذنبة في عبور الطريق وقت الحادث إلا أنك تهتم بي وهذا ليس من واجبك حقا فمؤكد أنت مشغول و...........
قاطعها بهدوء:لم كل هذا الكلام؟ هل أنتي متضايقة من زياراتي لك؟
مارغريتا بسرعة:لا لا كيف تقول ذلك أبدا لست متضايقة فعداك لا يزورني أحد سوى صديقتي كيت وأيضا شقيقتك اللطيفة ديانا.
إبتسم نيد:ديانا هكذا دائما.
مارغريتا:إنها حقا رائعة مثلك فأنتما تتشابهان.
نيد بدون وعي منه:وأنتي أيضا رائعة مارغريت.
مارغريت أدهشتها عبارته جدا حسنا ربما لم يشعر بما قال لكنها شعرت بأن الكلمة قد قيلت بتعبير جميل جدا وقد دخلت لأعماقها أحست بها.
أما نيد والذي شعر أخيرا بما قال فقد توتر وإرتبك وحينما رأى نظرة الحيرة في وجه مارغريت الصافي الجميل وداخل عيناها الساحرتان أدرك أنها كانت بحاجة حقا لسماع كلمة لطيفة. لكنه لم يدرك لم قال لها تلك الكلمة حقا لا يعلم لم فعل ذلك؟
وقف بارتباك قائلا:آسف مارغريت يجب أن أغادر الآن كان بودي البقاء أكثر لكن لدي عمل هل تريدين أن أحضر لك أي شيء في الغد؟
هزت مارغريت رأسها بإبتسامة:لا شكرا لك على كل شيء. ولا تزعج نفسك بتاتا.
نيد بإبتسامة:كلا لا يوجد أي إزعاج بتاتا.
وحينما غادر نيد الحجرة كانت علامات التفكير العميق تغزو فكره وفجأة ذهب فكره لكلارا التي لا أمل له بها على ما يبدوا فأبعد صورتها عن فكره كي يستطيع القيادة وحتى لا يتسبب بالأذى لأحد آخر مجددا بسبب شروده بعيدا.
ترى هل سيكون لمارغريت دورا في احداث قصتنا أم ستمر مرورا عابرا فقط؟ هذا ما سنراه.

بالعودة إلى منزل عائلة ماريا

التي كانت جالسة في الصالة وهي تقلب التلفاز من مكان للآخر دون ان يعجبها شيء محدد وفجأة خطرت على بالها صديقتها لارا التي سيكون عرسها قريبا وبالطبع فإن ماريا هي من ستكون الوصيفة وذلك بعد أصرت وألحت لارا عليها في ذلك رغم أن ماريا لم تكن لتفعل ذلك أبدا في حياتها كلها كما كانت تفكر.لكن على ما يبدوا فإن أمورا كثيرة على وشك أن تتبدل في حياتهم............
تناولت الهاتف القريب منها وضربت الرقم بشكل سريع وأخذت تنتظر أن تجيب لارا على مكالمتها هذه وبعد الرنة الثالثة أجابت لارا والتي ضحكت كثيرا حينما سمعت صوت ماريا الغاضب لعدم إجابتها قبلا فقالت لها بسرعة:على مهلك قليلا.
ماريا بعد أن هدأت:حسنا أريد تفسيرا وبسرعة وإلا أنتي تعلمين.
ضحكت لارا:ماريا عزيزتي أتعرفين ماذا؟ أعتقد بأنك بحاجة للإسترخاء قليلا وأن تخبرينني لم أنتي متوترة هكذا؟
ماريا بعناد:لست متوترة كما أنه ليس هناك ما يشغلني تعلمين إنه فقط...........
قاطعتها لارا:لا ليس العمل وهو شيء آخر ما يشغلك وأنا على ثقة تامة من ذلك فآخر مرة كنا بها في النادي بدوت شاردة الذهن وكأنك تفكرين في أمر هام هيا ماريا لا يمكنك الإنكار.
تنهدت ماريا وقالت أخيرا:حسنا,,,,,,,,,,
لارا:حسنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماريا بإستسلام:هناك ما يشغلني هل إرتحتي الآن؟
لارا:لا يجب أن تخبرينني قد أستطيع مساعدتك؟
ماريا بإرتباك:لارا لا اعلم حقا صدقيني هناك الكثير من المشاعر الغريبة المختلطة داخلي والتي تربكني أنا أريد شيئا لكن هذا الشيء لا أريده أن يحدث هكذا.
لارا التي بدأت تفهم قليلا:أي أنك تريدين هذا الشيء أن يحدث بطريقة مميزة أليس كذلك؟
ماريا:أجل هذا صحيح؟
لارا:والآن هل ستخبرينني ما هو هذا الشيء؟
ماريا:على الهاتف ذلك لن ينفع؟
لارا:أنتي محقة إسمعي إذن غدا بعد العمل نذهب للنادي ونبقى هناك للمساء ما رأيك؟
ماريا بحماسة كبيرة:فكرة رائعة إذا لا تنسي إحضار زي اللعب.
لارا:سأفعل ذلك مؤكد فالتنس يجري في عروقي أيضا.
ضحكت ماريا:هذا صحيح وما هي آخر إستعداداتك أيتها العروس؟
لارا بتعب:سوف نقوم بتحديد الفندق الذي سنقيم فيه حفل الكوكتيل؟
ماريا:حسنا هذا رائع وماذا أيضا؟
لارا بسعادة:أولم أخبرك؟
ماريا:ماذا؟
لارا:شهر العسل سنقضيه في إيطاليا........
ماريا بإبتسامة:كما كنت ترغبين أليس كذلك؟
لارا:أجل وأنا سعيدة جدا لأنه قد وافق على رغبتي هذه.
ماريا:أنا سعيدة كثيرا لأجلكما الإثنين فكلاكما تستحقان السعادة
لارا بلطف:و أنتي أيضا تستحقين السعادة ماريا.
همست ماريا لنفسها"آمل ذلك" وقالت لصديقتها:إذن للغد.
لارا:بالطبع كما إتفقنا.
تحدثتا قليلا ومن ثم أغلقت ماريا الهاتف وإبتسامة شاردة بدت على وجهها ومن ثم ذهب فكرها لوالدتها وكلارا ماذا فعلتا في هذا الحفل؟ وكيف كان؟ وكلارا كيف تصرفت؟ كل تلك الأسئلة دارت في بال ماريا وهي تتناول وجبة العشاء وحدها خاصة أن والدتها وكلارا لا بد أنهما قد تناولتاه في الحفل الفاخر.......أخذت ماريا قطعة من الفطيرة الشهية وأخذت تتناولها وهي واقفة قرب النافذة وإنتقلت عيناها نحو البيت الجميل القريب منهم والذي كان مضاءا في بعض غرفه فأبتسمت ماريا وهي تفكر في ريلينا هذا اليوم حقا كانت مضحكة هذه الطفلة إنها تشبهها في طفولتها كثيرا لقد كانت مرحة وطفلة دائما مبتهجة...فكرت ماريا وهي تتنهد"ترى هل سيصبح لي أطفالا ذات يوم؟" تلك الفكرة أصبحت تلح عليها كثيرا بالآونة الأخيرة خاصة بسبب رؤيتها للكثير من الأطفال وأيضا بسبب ريلينا.......شعرت بقليل من الأسى وهي تفكر ثانية في المحامي دانييل فكرة الزواج منه فكرة صعبة جدا حقا وهي لا تريد فقط الزواج من أجل الزواج تريد شخصا أن يحبها و دانييل على ما يبدوا ما يزال متعلقا قلبه في زوجته الراحة والدة ريلينا وهذا ما يؤلمها قليلا فحتى لو أنكرت فهي تحمل القليل من المشاعر بداخلها نحوه. وقررت أن تقتل هذه المشاعر بأي طريقة كي لا تؤذي نفسها......وبقوة أغلقت الستائر الحريرية الزرقاء وإستدارت لدى سماعها صوت سيارة.............وعرفت بأن والدتها وكلارا قد عادتا فأصبح لديها الكثير من الفضول لمعرفة كل ما حدث بهذه الحفلة الخيالية...ضحكت لهذه الجملة التي طرأت على بالها........ونظرت نحو كلارا ووالدتها اللتان دخلتا من الباب الأمامي وكانتا تبدوان سعيدتان ومرتاحتان ونظرة من ماريا لشقيقتها كلارا جعلت كلارا تحمر وتسرع بالصعود لغرفتها وذلك لم يكن من عادتها فأكتفت ماريا بالضحك وهي متأكدة مئة في المئة بأنه قد حدث شيء ما مع كلارا فهي تبدوا مبتهجة جدا ومشرقة أكثر من المعتاد إذ أنها بالعادة حينما تعود من حفلة تكون متعبة وتشعر بالملل من الناس لكن هذه المرة مختلفة تماما كما لو أن هناك شيء سحري بها................
بعد حديث مختصر هادئ وجميل مع والدتها التي كانت متعبة وسعيدة بنفس الوقت وبعد أن صعدت والدتها لترتاح صعدت ماريا لرؤية شقيقتها كلارا.............
في غرفة كلارا
التي كانت جالسة قرب منضدة الزينة تنظف وجهها من المكياج جلست ماريا على السرير وهي تعبث بوشاح شقيقتها الخاص بالثوب وقالت بمرح:إذن؟
إحمرت وجنتا كلارا أكثر وهي ترى بالمرآة عينا ماريا تنظران نحوها بفضول فضحكت وقالت لها:أنتي لم تبدأي أليس كذلك؟
هزت ماريا رأسها قائلة بمرح أكبر:أبدا ومن الأفضل أن تعلمي بأنني سأكون ضيفة لديك هذه الليلة؟
ضحكت كلارا وقالت:حسنا سيكون مرحب بك ماذا لدي غير هذا؟
نظرت لها ماريا من طرف عيناها:رغما عنك؟
كلارا رمت الدبابيس وحررت شعرها لتشعر براحة اكبر ومن ثم وقفت وجلست قرب ماريا كي تتحدثان.....الحديث الذي لا ينتهي عادة بين الشقيقات..................

نهاية الفصل الثاني وإن شاءالله الأحداث اللي أكتر في الفصل الجديد

Blue Eyes 09-11-07 05:22 PM

الفصل الثالث
منذ أيام لم ترها لذلك هي حقا تشعر بالقلق يزداد في داخلها فقد دخلت هذه الطفلة قلبها بسرعة شديدة لم تتوقعها بل وتعلقت بها أيضا أحبتها وهي تعتبرها كطفلة لها فهي رائعة جدا هذه الطفلة الساحرة والمرحة. كانت ماريا تقف في شرفة غرفتها حائرة شاردة الذهن مستغرقة في التفكير هناك ما يؤرقها كثيرا أكثر من شيء مثل حديثها ذلك اليوم مع لارا في المطعم كان حديثهما طويلا بعض الشيء وإستغرق أكثر من ساعة لكن ما كشفته لها لارا وأوضحته لها أنا واقعة في غرام ذلك المحامي دانييل وذلك سبب تصرفاتها وأحاسيسها الغريبة تلك ومع أن ماريا قد حاولت الإنكار إلا أن لارا لم تصدقها وواجهتها بأنها لا يمكن أن تنكر هذه الحقيقة التي في داخلها والتي وجدت ماريا بالفعل أنها صحيحة تماما كيف أحبته ومتى ولماذا؟ لم تسأل نفسها هذه الأسئلة أبدا لإنها لا تعرف الجواب إنما تعرف فقط بأنه ليس لديها أدنى أمل في هذا الحب لأنها تظن بأنه من غير المحتمل أن يفكر دانييل في أي فتاة أخرى بعد زوجته الراحلة و هذا ما فهمته بشكل واضح من حديثها معه بعض الأحيان أثناء مصادفته لها في الحديقة مع إبنته ريلينا.
بكل ضيق جلست ماريا على حافة سريرها وهي تفكر"يا إلهي أكان يجب أن أحب شخص مثله إنه لا يفكر بي حتى أو ربما لست أعني أي شيء في وجوده" كانت ماريا تقول ذلك بقليل من الألم وتتمنى لو قليلا أن يحبها ويشعر بشعورها نحوه...طردت هذه الفكرة من رأسها وعادت للتفكير في الصغيرة ريلينا التي لم تشاهدها في الحديقة منذ أيام وإستغربت ذلك جدا وإعتقدت بأنهم ربما ليسوا في المنزل لكن حينما رأت سيارة دانييل خارجة عند الظهيرة عرفت بأنهم في المنزل ولم يغادروا لمكان فقلقت كثيرا على ريلينا التي إعتادت حقا على رؤيتها في الآونة الأخيرة وبشكل متكرر حتى أن ريلينا إستحوذت على قلب والدة ماريا السيدة ماتيلدا التي احبت الصغيرة كثيرا خاصة بانها تزورهم وكذلك كلارا أحبتها جدا وكونت معها صداقة لطيفة لكن ليس بقدر صداقة ريلينا لماريا ومحبتها الواضحة جدا لها.
ذهب تفكير ماريا بعيدا إلى حد أن فكرت بأنه ربما دانييل قد قام بمنع إبنته من لقاءها أو التحدث معها لكن أيضا هذه الفكرة ليست واردة ولن تحدث فدانييل ليس من ذلك النوع القاسي جدا من البشر كما كونت ماريا فكرتها عنه فقد عرفته مدة كافية لتدرك أنه ليس رجلا سيئا وبأنه لا يمكن أن يضمر السوء لها فهي لم تفعل شيئا أبدا.
فكرة أخرى وصلت لقلب ماريا وهي أن تكون ريلينا الصغيرة مريضة عندها فقد شعرت بذلك حقا فهي لا يمكن أن لا تخرج من المنزل للحديقة ولا للمدرسة إلا إن كانت مريضة فقط.
وفي الحال ومن دون ان تهتم ماريا لشكلها فقد كانت ترتدي بنطلون قصير مع قميص من غير اكمام وشعرها مبعثر كيفما شاء خرجت من غرفتها ونزلت السلالم الداخلية بسرعة ومن ثم توجهت للباب وخرجت من الحديقة دون ان تسمع نداء شقيقتها كلارا لها فقد كانت فقط تريد رؤية ريلينا والإطمئنان عليها وهذا ليس واجب تؤديه بل لأنها تحب ريلينا كثيرا جدا وتريد رؤيتها فقد إشتاقت لها حقا.
ومن دون تردد قامت ماريا في رن جرس الباب الخارجي والهواء العليل يعبث في خصلاتها الذهبية اللامعة المتدلية بشكل فوضوي عذب وتوردت وجنتاها من لسعات الهواء لوجهها الجميل وأخيرا فتح الباب شخص ما.
إبتعدت ماريا قليلا عن الباب ومع أنها تفاجأت قليلا في رؤية دانييل نفسه وكان أنيقا جدا في بذلة رمادية لكنه لم يكن يرتدي السترة الخاصة بالبذلة ربطة عنقه كانت ملائمة تماما لقميصه الرمادي اللطيف أما نظرة عيناه فكانتا رائعتين وهما تجولان على ماريا الجميلة الي شعرت بقليل من الخجل والحرج أما هو فقد رسم إبتسامة على وجهه دليل سعادة على رؤيتها في منزله خاصة أنها لم تفعل ذلك في السابق وفي الواقع هذه هي زيارتها الأولى لمنزله حتى الآن ماريا شعرت بأنها على وشك الذوبان في الواقع إنه رائع بل أكثر من ذلك فتمالكت نفسها وقالت بارتباك واضح:مرحبا.
دانييل بإبتسامة قام بفتح الباب اكثر:اهلا ماريا ما هذه الزيارة اللطيفة؟
ماريا تورد وجهها اكثر قليلا وابعدت الخصلات التي غطت على عيناها وقالت بقليل من الحرج:في الحقيقة انا قلقة جدا على ريلينا لأنني لم أرها منذ فترة وقد إستغربت عدم رؤيتها كالمعتاد في الحديقة أو أثناء ذهابها وعودتها من المدرسة فهل من خطب؟
دانييل:ماريا لا يمكننا التحدث هكذا على الباب هيا تفضلي ستسر والدتي كثيرا في رؤيتك.
ومع أنها كانت متشوقة لسماع أخبار ريلينا إلا أنها لم تستطع رفض دعوته للدخول خاصة أنها قد وعدت والدته ذات يوم في زيارتها ويبدوا أنه قد آن الأوان لذلك وليس هناك وقت أفضل من هذا كما فكرت ماريا وهي تسير خلف دانييل الذي كان مجرد وجوده قربها يثير بها الكثير من المشاعر والأحاسيس الجميلة والتي تتمنى أن يكون يشعر بها مثلها تماما فهل سيحدث ذلك يا ترى؟.
السيدة دوريس رحبت جدا في ماريا بل وأبدت سعادتها في قدومها رحبت بها كثيرا وشكرتها على زيارتها اللطيفة وحينما نظرت ماريا لدانييل في حيرة إبتسم بعذوبة لها وقال وهما يجلسان:في الواقع والدتي تشعر بالوحدة كثيرا فغالبا ما اكون في عملي بينما ريلينا في المدرسة وهكذا كما ترين.
أضافت والدته السيدة دوريس قائلة بسرور:وسأكون في غاية السعادة إن أكثرت من هذه الزيارات لنا دكتورة.
إبتسمت ماريا برقة قائلة:بالطبع سأكون مسرورة بفعل ذلك لكن حسب وقت فراغي لكن أين ريلينا لم أرها منذ أيام أهي بخير يا ترى؟
السيدة دوريس:إنها تقريبا بخير يا عزيزتي؟
ماريا بقلق:تقريبا؟لم ما بالها؟
دانييل جلس بشكل مريح وقال:إنها مريضة منذ أيام وحينما أحضرت الطبيب قال بأنها تعاني من إلتهاب في الحلق فقط وهذا كل ما في الأمر.
ماريا قلقت جدا وبدا ذلك واضح جدا على ملامح وجهها التي ذبلت قليلا ودانييل لاحظ ذلك فقالت السيدة دوريس:إنها في غرفتها هل تحبين رؤيتها؟
ماريا بلهفة وقلق:كثيرا إذا سمحتما لي؟
السيدة دوريس هزت رأسها بإبتسامة وقالت:ستكون بخير قال الطبيب ذلك عليها فقط بالراحة وتناول الدواء. ونظرت السيدة دوريس لإبنها دانييل وقالت:عزيزي من فضلك إصطحب ماريا لرؤية ريلينا فأنا كما تعلم لا أحبذ صعود السلالم كثيرا.
دانييل وقف وهو يقول:كما تشاءين أمي.
وصعدت ماريا مع دانييل بقليل من الحرج وخاصة حينما نظرت لنفسها ماذا ترتدي ولاحظ ذلك دانييل وقال لها ضاحكا:تبدين رائعا لم كل هذا القلق.
ماريا خجلت كثيرا وعللت قائلة:كنت قلقة جدا على ريلينا ولم أنتبه لملابسي.
دانييل:لا بأس. وقام بفتح باب الغرفة لها...كان المنزل رائع جدا من الداخل كما فكرت ماريا مع أن الجو العام للمنزل قليلا كئيب بسبب مرض ريلينا...غرفة الصغيرة كانت مميزة في لونها الوردي اللون المفضل لماريا كثيرا وإبتسمت لدى رؤيتها ذلك وحينما رأت ريلينا نائمة في سريرها قلبها رق كثيرا وكانت الدموع في عيناها لرؤية الطفلة بهذه الحال وإقتربت منها بهدوء كانت نائمة كالملاك تماما شعرها الأشقر مبعثر على الوسادة بشكل جميل وخدودها حمراء قاست ماريا درجة حرارتها وقالت لدانييل:أعتقد بأنها ستشفى قريبا فالحرارة قد إنخفضت.
تنهد دانييل براحة وجلس قرب إبنته ودعا ماريا للجلوس على المقعد القريب من السرير:آمل ذلك إنها كل ثروتي في هذه الحياة. ومن ثم نظر لماريا قائلا بإبتسامة:لقد نسيت بأنك طبيبة أطفال لو تذكرت ذلك كنت حتما لأحضرتك بدل ذلك الطبيب المعتوه.
لتلك الجملة ماريا ضحكت كثيرا رغم إحساسها بالخجل وضحك معها دانييل أيضا كانت هذه لحظة مميزة جدا وساحرة أن يكون بنفس المكان مع هذه الحسناء الرائعة وقريبا منها أيضا.
دانييل كان يراقب ماريا وهي تملس شعر إبنته بحنان شديد ولطف ورقة وقال:أتدرين ستكونين أما رائعة ذات يوم.
ماريا بمرح وإبتسامة شفافة صافية:أتمنى ذلك.
دانييل بإهتمام:ألا تفكرين في الزواج؟
كان سؤاله عادي جدا ولمجرد الفضول أيضا يريد معرفة جوابها بطريقة ما فقالت بذكاء ومرح:حينما أجد نصفي الآخر فمن المؤكد أنني سأريده وبشدة أيضا.
دانييل نظر لها من طرف عيونه قائلا وهو يقرأ كل تعابير وجهها الرقيقة:ألم تجديه بعد يا ترى؟
سؤاله كان في مكانه تماما فقد تغيرت ملامح ماريا كثيرا والخجل سيطر على وجهها وهي ذهبت بنظرها بعيدا عنه ولم تجب على سؤاله وفهم دانييل الأمر أخيرا لكنه لم يعلق بل إكتفى بإبتسامة هي ما زادت من عذاب ماريا وشعور سخيف يتملكها وحينما وقفت لتذهب وقف هو أيضا لكنه لم يكن يريدها ان تذهب أبدا وتلك الكلمات ما قرأتها في عيناه لكنها لم تفهم ماذا يعني بالتحديد وحينما جاءت لتمر قربه شعرت بذراع صغيرة تلامس يدها فإستدارت ورأت ريلينا تنظر نحوها ببهجة وسعدت جدا ماريا حينما رأتها مستيقظة ومالت نحوها عانقتها وقبلتها كثيرا وتعلقت الصغيرة بها قائلة:لا أريدك أن تذهبي.
ضحكت ماريا وقالت:لن أذهب الآن لكن بعد قليل يجب علي أن أفعل ذلك إشتقت لك كثيرا حلوتي؟.
تعلقت بها ريلينا أكثر وقالت:وأنا أيضا إشتقت لك وتمنيت رؤيتك أيضا ولهذا لن تذهبي من هنا أبدا.
ضحك دانييل وقال وهو ينظر بعينا ماريا المحرجة:أرأيتي هي أيضا تريد ذلك.
ماريا هزت رأسها قائلة وهي تنظر لريلينا فقط وتشعر بعيون دانييل عليها:حلوتي تعرفين بأنه لا يمكنني ذلك.
ريلينا بعناد: ولم فأنتي لست متزوجة؟.
في الواقع ريلينا بكلامها البرئ أحرجت ماريا جدا خاصة بأن دانييل كان يبدوا مستمتعا جدا في وقوفه قربهما وبتأمله لماريا وللصغيرة ويبدوا متسليا بما تقوله إبنته وتمنت لو يخرج قليلا من الغرفة علها تستطيع التحدث في راحتها مع ريلينا.
فهم دانييل ذلك من صمت ماريا فقبل وجنتي إبنته وقال لها:سأدعكما وحدكما حسنا حبيبتي؟
ريلينا:حسن جدا شكرا لك أبي.
إبتسم دانييل وهو يخرج من الغرفة قائلا:لا عليكي حلوتي.
بعد خروج دانييل من الغرفة بدت ريلينا فرحة حقا بوجود ماريا قربها وبالطبع أخذت ماريا راحتها اكثر بخروج دانييل من الغرفة وجلست قرب ريلينا على السرير وهي تتحدث معها بإستمتاع من دون شك كانتا تبدوان كام وإبنة بشكل حقيقي.
في غرفة الجلوس
جلس دانييل وهو ما يزال يبتسم منذ زمن لم يشعر هكذا بالهدوء والراحة والطمأنينة لا يعرف لم يشعر هكذا بوجود ماريا إنها تبدوا كالملاك الرقيق الخفيف الظل الذي ينشر المحبة والهدوء حوله.
شعرت به والدته وهو يفكر وعرفت تماما بما يفكر خاصة من نظرة عيونه الحائرة والتائهة واللامعة بنفس الوقت وهذه النظرة لم ترها لديه منذ فترة طويلة على الأقل منذ وفاة زوجته الأولى بعدها إختفى كل ما يربطه في الحياة من بهجة وسعادة ومرح سوى وجود إبنته ريلينا التي يكد ويعمل من اجلها دون ان ينتبه لنفسه وما يريده.
بعد قضاء نصف ساعة نزلت ماريا الدرج الداخلي بكل هدوء وقربها كانت ريلينا التي كانت ترتدي ملابس النوم الزرقاء وكانت ملتصقة في ماريا التي تقول لها بأن تصعد وترتاح لكنها عنيدة ولم تفعل أكثر من أن إزدادت إلتصاقا في ماريا الضاحكة حتى دانييل بدا كذلك وهو يقول:حبيبتي لا تكوني مزعجة لربما ماريا مشغولة.؟
ماريا:ليس الأمر كذلك لكنها يجب ان ترتاح تماما حتى تستعيد عافيتها وتستطيع الخروج واللهو في الحديقة أليس كذلك سيدة دوريس؟
السيدة دوريس:بالطبع يا عزيزتي...ونظرت السيدة لحفيدتها قائلة:هيا ريلينا مدلليتي يجب ان تستريحي فانتي بحاجة لقليل من الراحة ايضا حتى تشفي تماما وايضا يجب ان تسمعي كلام ماريا لانها طبيبة وتحبك كثيرا.
ريلينا شعرت في الحيرة من كلام جدتها ونظرت ببراءة لماريا التي قالت بابتسامة :أجل هذا صحيح واذا أردت أن احبك اكثر بكثير عليك إطاعة والدك وجدتك والصعود للإستراحة حتى تشفين تماما حسنا.
ريلينا بابتسامة:سأفعل ذلك؟
قبلتها ماريا وقالت:أحسنتي انتي طفلة مطيعة
ريلينا:ولكن هل ستعودين مجددا لزيارتي؟
ماريا:أجل وقريبا.؟
وزادت سعادة ريلينا وقبلت ماريا ومن ثم صعدت لغرفتها كي تستريح وتشفى تماما....وبعد كلمات لطيفة تبادلتها ماريا مع السيدة دوريس خرجت ورافقها دانييل للحديقة وتحدث معها قليلا عن ريلينا ولكن رغم ان كلامهما كان حول الطفلة إلا أن الأحاسيس التي كانت تدور في داخل كل منهما كانت تقرب قلبيهما نحو بعضهما اكثر من دون ان يدري اي منهما بذلك ولكن هما نفسيهما يعرفان ما يشعران به تماما وان كانا يرفضان الاعتراف بذلك...ماريا وكبرياءها ودانييل وتردده وحيرته ازاء مشاعره الجديدة التي كانت دفينة بداخله وما تزال قليلا فقط......
دانييل بابتسامة:لا اعرف كيف اشكرك ماريا كانت ابنتي منطوية جدا على نفسها حينما قدمنا لهنا وكانت ترفض تناول الطعام والكثير من الامور التي تغيرت بفضلك؟.
إبتسمت ماريا وقالت:لا داعي للشكر انها اجمل واروع طفلة اراها حقا ولا اقول ذلك فقط لانها تحبني وانا واثقة من ذلك ومتأكدة لكن حقا هي كذلك وقليل من العناية ستكون افضل.
ولم يكن هناك ما يمكن قوله اكثر ولاحظت ماريا انه كان يريد التحدث في شيء ما لكنه بدا مترددا وصمت وهي لم تحاول ان تخرجه عن صمته لانه ان كان يريد ان يقول شيئا يجب ان يكون نابعا من ذات نفسه دون ان يجبره احد على بوح ما بداخله.
وحينما عادت ماريا للمنزل دانييل تنهد بضيق من نفسه وتسائل فيما بينه وبين نفسه متى سوف يجرؤ على القول بما يشعر به نحوها؟

كلارا بدت مرتبة جدا وانيقة في بذلتها ذات القطعتين التي بلون السماء القميص والتنورة القصيرة كانت انيقة ومرتبة وجميلة جمعت شعرها بمشبك صغير ومن ثم جاءت للخروج بعد أن قبلت والدتها وأخبرتها بأنها لن تتأخر في العودة فنظرت لها ماريا بإستفسار:كلارا لأين أنتي ذاهبة؟
ضحكت كلارا وقالت:سأذهب مع ديانا
ماريا:حسنا ولكن إلى أين؟
كلارا:سنذهب للتسوق وتناول وجبة معا وهكذا هل تريدين المجئ؟
ماريا هزت رأسها قائلة:كلا ربما في مرة قادمة؟
كلارا هزت كتفيها قائلة:حسنا كما تشائين أردت إخبارك فقط؟.
إبتسمت ماريا وغمزت تقول لها:من الجيد أنك قد أخبرتني ذلك أنني أخشى أن يختطفك المعجب الولهان؟
إحمر وجه كلارا وضحكت ومن ثم غادرت على الفور كلارا تغيرت جدا بالآونة الأخيرة وهذا ما لاحظته ماريا منذ رجوعها من تلك الحفلة وبعد ما اخبرتها به عما حدث معها لم تشك للحظة واحدة ان شقيقتها ايضا واقعة في حب ذلك الشاب منذ اللحظة الأولى ومع أن كلارا لم تقل شيئا إلا ان تصرفاتها هي التي تقول خاصة حينما اخبرت ماريا بأنها رأت كارلوس ثانية قرب جامعتها وقد أوقفها وتحدث معها طويلا وذلك ما جعل ماريا تشك بأنه أيضا لربما قد وقع في حب شقيقتها ولم لا فهي حسناء جميلة مشرقة ولطيفة ومثقفة وهو أيضا بدا كذلك من خلال حديث شقيقتها عنه بينما والدتها السيدة ماتيلدا كانت مشغولة بعملها وإن كانت تلمح أحيانا إلى أنها تتمنى زواج كلارا أيضا من شاب بتلك المواصفات الرائعة كما أسمتها والدتها.
"أوه كم الحياة صعبة" تنهدت ماريا وهي تفكر في دانييل وتمنت أن يكون ما تشعر به هو حقيقي ذلك انها في زيارتها هذه شعرت بأنه يبادلها نفس الشعور لكنها ليست متأكدة حتما وتريد دليلا ملموسا على ذلك لكن حقا هي بدأت تشعر بقليل من التفاؤل والأمل...وربما مع الأيام قد يحدث شيء جميل.

خروج كلارا كان لمقابلة ديانا قرب المكتبة العامة وإرتاحت لرؤيتها لكنها إستغربت جدا حينما رأتها تتحدث مع شاب ما ويبدوان مستمتعان لكنه بدا متعجل جدا وهو يتحدث مع ديانا وحينما إبتعد نظرت نحو صديقتها بإستغراب وفضول كبيرين فضحكت ديانا وقالت لها وهي تأخذ بذراعها كي تسيران للتسوق وقالت لها وهما تنظران نحو واجهات المتاجر:لا تنظري لي هكذا إنك ستشعرينني بالذنب؟
ضحكت كلارا وقالت:حقا إذن أخبريني من يكون؟
ديانا:وسيم أليس كذلك؟
كلارا:جدا ولم يسبق لي رؤيته من قبل.
ديانا بارتباك:حسنا إنه ألم أخبرك؟
ضحكت كلارا:لا لم تخبرينني ماذا هنالك؟
ديانا:إنه جون؟.
كلارا:ومن يكون جون هذا؟
ديانا:إبن خالتي شيري؟
كلارا باستغراب:أ أنتي جادة؟
ديانا:بالطبع
كلارا:لم أكن أعلم بأن لديها إبنا بهذه الوسامة
ديانا بابتسامة مرحة أشارت نحو إحدى المتاجر الراقية وبدآتا تقتطعان الشارع للسير نحو وهي تقول:كان مسافر لإيرلندا؟
كلارا:أيعمل هناك؟
ديانا هزت رأسها قائلة:هذا صحيح درس هناك ومن ثم قام بالعمل وقد قدم من أجل إيجاد عروس ليتزوجها ويصطحبها معه؟
كلارا نظرت نحو صديقتها طويلا وهما تدخلان من ذلك الباب الزجاجي الدائري الضخم والأنيق ومن ثم همست بلهفة وفضول واضحين:دعيني أحذر من وقع عليها الإختيار هي أنتي أليس كذلك؟
ديانا بخجل وسعادة بدت ظاهرة عليها قالت:تقريبا يمكنك قول ذلك؟
ضحكت كلارا وقالت:حسنا هذا غريب فعلا لكن هل تريدين ذلك حقا؟
ديانا:لا اعلم لست متأكدة لكنه جيد جدا على جميع الأصعدة ولكن دعك مني الآن فكل شيء سيظهر في الوقت الملائم وأخبريني ماذا حدث معك أنتي؟
كلارا:أنا؟ بشأن ماذا؟
ديانا:كلارا لا تكوني سخيفة بشأن الوسيم كارلوس الذي تقولين عنه فارس أحلام أي فتاة
إحمر وجه كلارا وقالت:لم يحدث أي جديد كنت سأخبرك؟
ضحكت ديانا:بالطبع كنتي ستخبرينني
صعدتا بالمصعد الكهربائي لرؤية الأشياء في الطوابق العليا وكانتا مستمتعان جدا وهما معا ولحظة فتح باب المصعد في الطابق الثالث وهما خارجتان رأته كان في غاية الوسامة والأناقة مع أنه لم يكن يرتدي بذلة رسمية مجرد الجينز وقميص أبيض أنيق مرتب وشعره مصفف في عناية وحينما لاحظت ديانا نظرات كلارا الحالمة والتائهة باتجاهه ادركت وقتها بانه هو من حدثتها عنه فضحكت وفكرت بانه أمير بكل معنى للكلمة وسحبت كلارا من ذراعها كي لا ينتبه احد لوقوفها بتلك الطريقة وقالت لها:لا الومك عزيزتي انه من اجمل ما يكون؟.
ضحكت كلارا بخجل:ديانا؟.
فكرت ديانا بمكر ومن ثم نظرت نحوه كان يتحدث على هاتفه الخاص ويبدوا مشغولا ونظرت باتجاه صديقتها كلارا ومن ثم قالت لها:هناك مكان العطور أريد زجاجة من العطر هلا رافقتني؟
بدت كلارا مترددة قليلا لكون كارلوس يقف قرب المكان لكنها بدفع من ديانا سارت معها وقلبها يطرق بعنف ولحظة مرورهما قربه رفع كارلوس رأسه وإلتقت عيونه السوداء الجميلة في تلك العينان الرماديتان الداكنتان اللتان جذبتاه من اول مرة راهما فيها............................................ول كن بهذه اللحظة صدمت كلارا حينما سمعته يقول على الهاتف للتي يتحدث معها بكلمة:حبيبتي سأراكي لاحقا حسنا.........
مع من كان يتحدث كارلوس؟ وكييف تتقبل كلارا ما ستسمعه؟ وديانا ماذا سيحدث معها؟
ماريا وحضورها لحفل زفاف صديقتها لارا كيف سيكون وماذا سيجري ؟
المزيد من الأحداث في
التكملة:welcome_pills1:

Blue Eyes 11-11-07 11:04 PM

إستيقظت في اليوم التالي ومزاجها معكر جدا خاصة بعد اليوم السابق والشيءالذي لم تتوقعه لكن هي ليست مذنبة بأنها أحبته هي لم تكن تعلم بأنه مرتبط لكن كان واجبا عليه إخبارها بأنه مرتبط. بقيت الجملة ترن في أذنيها طيلة الليلة السابقة حتى أنها لم تنم جيدا بل نامت بشكل متقطع ومزعج ولهذا حينما ايقظتها ماريا في الصباح كي تذهب للجامعة تعللت بأنها تعاني من الصداع كي لا تذهب للجامعة ومع أن ماريا تركتها في غرفتها إلا انها لم تنطلي عليها تلك الحيلة وعرفت بأن كلارا في مزاج سيء وليست راغبة في الذهاب للجامعة وعذرتها قليلا فلو كانت في مكانها وسمعت ما سمعت بأذنها لكانت قد شعرت بنفس الشعور رغم أن ما سمعته ليس كافيا او لا يعتبر دليلا على صدق ما تفكر به كلارا نحو كارلوس الذي ربما قد يكون بريئا من افكار كلارا عنه.لكن لا يمكنها ا لجزم قطعا بانه برئ ومع ذلك فماريا ما تزال تعتقد بأنه على كارلوس إن كان مهتما بكلارا حقا عليه أن يقوم برؤيتها والتحدث معها وإيضاح الأمر لها بشكل واضح تماما من دون إخفاء أي شيء يتعلق بحقيقة ما سمعته كلارا عندها فقط يحق لكلارا ان تحدد موقفها منه وليس الآن وهي غاضبة بهذا الشكل.كلارا فتاة حساسة جدا لكن ماريا رأت بأن حساسيتها هذه كانت أكثر من اللازم حقا ولا داع لها لأنها قد تكون مخطأة وستكون الخاسرة في النهاية.
وهكذا غادرت ماريا للمشفى وتركت كلارا نائمة عل مزاجها يتحسن ذلك اليوم اذا بقيت في المنزل مرتاحة.
عند الساعة العاشرة والنصف
نزلت كلارا من غرفتها وهي نصف نائمة عيونها تقريبا مغمضة من التعب والسهر لأنها لم تنم بشكل جيد وكانت ترتدي بجاما زرقاء جميلة وناعمة بينما خصلات شعرها الحريرية كانت ملتفة على بعضها بشكل جذاب ومبعثرة بفوضى ساحرة اما وجنتيها فكانتا موردتان برقة.وعلى الرغم من انها في فوضى قليلا الا انها كانت آية في الجمال.
رأت والدتها قرب المرآة وهي في كامل أناقتها لأنها ستذهب لعملها فأبتسمت وإقتربت منها قبلت وجنتها وهي تقول:صباح الخير أمي؟
نظرت لها والدتها بإبتسامة:صباح الخير عزيزتي هل أنتي بخير تبدين متعبة؟
كلارا ذهبت وألقت بنفسها على إحدى الأرائك المتعددة والمريحة وقالت:أنا بخير أمي لا تقلقي كل ما هنالك انني تأخرت في النوم في الليلة السابقة.
السيدة ماتيلدا اخذت تصفف شعرها بعناية وهي تقول:حسنا هذا هو الأمر أذن لهذا تبدين متعبة.
كلارا:سأرتاح فقط وسأكون بخير.
السيدة ماتيلدا نظرت نحو إبنتها بإستغراب:وماذا بالنسبة للجامعة ألن تذهبي اليوم؟
كلارا بتململ:في الواقع كلا أمي أشعر بتعب بسيط ولن أذهب اليوم.
السيدة ماتيلدا:لا بأس اليوم فقط هيا لنذهب ونتناول الإفطار معا قبل ذهابي للعمل.
كلارا:رغم أنني لست جائعة ولا شهية لدي لكنني سأتناول الطعام من أجلك أمي.
إبتسمت السيدة ماتيلدا لإبنتها وسارتا معا نحو غرفة الجلوس وجلست كلارا على مقعدها المعتاد حينما رن جرس الهاتف فجأة وحينما لاحظت السيدة ماتيلدا تكاسل إبنتها عن الرد وتهاونها أسرعت هي كي تجيب بينما كلارا سكبت لنفسها بعض العصير وأخذت ترشفه بكل هدوء.
"مكالمة لك حبيبتي"
كانت هذه العبارة موجهة من السيدة ماتيلدا لإبنتها التي رفعت رأسها وهي مستغربة من قد يكون متصلا بها في هذا الوقت وفكرت بانها قد تكون ديانا صديقتها العزيزة ومع انها لم تكن لديها الرغبة في الاجابة الا انها لم تشأ ان تغضب ديانا منها فقررت محادثها باختصار وبالتأكيد ديانا ستتفهم الأمر وهكذا وبكل تكاسل نهضت عن مقعدها وإقتربت من والدتها أخذت الهاتف منها بعد أن شكرتها وعادت والدتها جلست لتناول الطعام بينما رفعت كلارا سماعة الهاتف كي تجيب حينما سمعت صوتا قويا وذكيا لا يمكن أن لا تعرف لمن هو لقد كان كارلوس هو المتصل بها"صباح الخير كلارا"
ولم تجد كلارا بدا من ان تجيب وبلباقة باردة تقريبا:صباح الخير كارلوس لم اتوقع اتصالك هذا فأنت لا تعرف رقم المنزل؟
كارلوس بهدوء:اعرفه كما اعرف ايضا رقم هاتفك الخاص يا حلوة.
كلارا شعرت بالغيظ يتملكها ولم تعرف بم تجيب عليه فقال:كلارا علينا ان نرى بعضنا و....
قاطعته بلهجة باردة جدا كالثلج:لا اعتقد ان هناك ما يمكننا الكلام به كارلوس هذا ما اعتقده انا تماما.
كارلوس عندما سمع جملتها هذه تأكد حقا بأنها غاضبة وبأنها متألمة لكنها قبل ان تحكم عليه بقسوة عليها ان تستمع له وبعد ذلك من حقها التصرف هو لو لم يكن مهتما لأمرها كثيرا لما قام بمهاتفتها كي يبرر لها الأمر بشكل حقيقي بدل من الخيالات التي لا بد ان تكون قدرسمتها في عقلها كبقية الفتيات الغيورات. وكلارا طيبة وبالتأكيد ستتفهم الأمر حينما تسمعه منه.
لكنه الآن يشعر بالضيق من حديثها معه بهذه الطريقة السخيفة وقال:بل يوجد ما سنتحدث عنه وانتي تدركين جيدا ذلك.
تنهدت كلارا بضيق وقالت:أسفة لن اخرج معك.
كارلوس:والجامعة لماذا لا تريدين الذهاب اليوم؟
"أهو تحقيق" فكرت كلارا بذلك وهي تشعر بالغيظ منه من يكون ليسألها هذا السؤال؟وما شأنه بذلك؟ فقالت بعد دقيقة من الصمت:ولو انني لست مضطرة للأجابة على سؤالك هذا لكنني سأقول بأنني فقط متعبة قليلا ولا اشعر بالرغبة في الذهاب للجامعة اليوم.
على الأقل كانت صادقة كلارا معه فيما قالته الآن كان هذا ما فكرت به كلارا فقال لها:ألا يمكنني على الأقل زيارتك ورؤيتك في المنزل للحديث.
كلارا صمتت فقال أخيرا:حسنا إذن كما تريدين كلارا.
كلارا:وداعا كارلوس.
كارلوس:قبل ان اغلق الهاتف سأقول لك شيئا واحدا فقط لست بالشخص الذي يتخلى عن شيء يريده ابدا ولو اضطررت لحصولي على الشيء بأي طريقة كانت فلتكن هذه الفكرة في رأسك كلارا وتصدقي بها.
كلارا أغلقت الهاتف وهي ترتجف قليلا ولم تفهم ما عنى هل يعني بأنه سيفعل اي شيء للحديث معها او لرؤيتها حقا لم تفهم شيء. لكنها شعرت بانه يعني ما يقول حقا من لهجة كلامه القوية جدا والواثقة.
أبعدت هذا الأفكار عن رأسها وعادت لتناول الطعام مع والدتها دون ان يكون لديها اي شهية للطعام ومع ان والدتها شكت بان يكون بها شيء لكن بمرح زائف حاولت اقناعها بان كل شيءعلى ما يرام ولم تبرر لوالدتها سبب مهاتفة كارلوس لها لأن والدتها على قناعة تامة بان كلارا وكارلوس يحبان بعضهما وهي تأمل حقا ان يتوج ذلك الحب في الزفاف هذا اقصى ما تتمناه ام لأبنتها الزواج من شاب بمثل مواصفات كارلوس الذي يعجب الكثير من الفتيات.
وسيم جدا، مثقف،لطيف ولبق، كما أنه إجتماعي، وشخصية إجتماعية مرموقة وساحرة.وهي لا تريد غيره زوجا لابنتها لانهما حقا من وجهة نظرها يناسبها بعضهما جدا وسيكون شيء مؤسف ان يتزوج كارلوس من فتاة اخرى كما ان شقيقته معجبة جدا في كلارا وقد مدحتها كثيرا في الحفلة وهذا ما جعل السيدة ماتيلدا تشعر بالكثير من السرور.
بعد تناول الطعام بشكل سريع خرجت السيدة ماتيلدا لكي تذهب لعملها اما كلارا التي كانت معنوياتها محبطة قليلا فقد فرحت جدا حينما هاتف والدها وتحدثت معه من دون ان تظهر شيء مما يلم في داخلها وعرفت بان والدها قد يعود خلال فترة قريبة لكنه لم يحدد يوما كعادته وهكذا كان حديثها مع والدها دافعا لها كي تبعد كل الافكار السوداء عن رأسها وتفكر في عقلانية وبعد ان اعادت الهاتف لمكانه..خرجت للحديقة الرائعة والقت نظرة جميلة باتجاه البحر اللامع بمياهه المتلألأة. وإستلقت على أريكة فوقها مظلة جميلة تقي من الشمس قليلا ومن دون وعي منها وفي ذلك الجو الساحر نامت كلارا على الأريكة في الحديقة.
أخذ يتأمل بهذا الجمال الساكن أمامه وخاصة انها قرب البحر حقا تبدوا كحورية خارجة من وسط البحر بهذا الهدوء الهواء العليل القادم من جهة البحر كان يداعب شعرها الحريري ويطيره على وجهها برقة بالغة بينما اشعة الشمس القليلة التي تصل اليها من اطراف المظلة اخذت تلقي باشعتها على شعر كلارا وتعطيه لمعة رائعة وتظهر اللون الوردي لخديها الناعمين الرقيقين.
ما أيقظها من نومها المريح الهادئ هذا هو أشعة الشمس المزعجة حينما وقعت على عيناها وهي نائمة وحينما إستيقظت وهي تفرك عيناها لم تره في البدء واعتدلت جالسة وابعدت خصلات شعرها للوراء بتذمر وفجأة رفعت رأسها ورأته لقد كان بالغ الأناقة في بذلته الزرقاء ذات اللون الفاتح وياللصدفة كان يرتدي اللون الأزرق مثلها تماما باستثناء انها كانت ترتدي بجاما بينما هو بذلة. قميص بذلته كان يبدوا حريري وبلون باهت بعض الشيء اما ربطة عنقه فقد كانت رمادية وبدا اكثر طولا وضخامة من قبل لمن تعرف لم ذلك وحينما رفعت عيناها نحو وجهه بدا مبتسما واكثر وسامة وجاذبية بينما شعره الاسود الخفيف كان يلمع ومسرح بجاذبية وعيناه السواداوان كانتا تلمعان اما عطره فقد كان موضوعا بكثرة وبدا ينتشر لكن رغم ذلك كان عطرا ذا رائحة عطرة جميلة.
"ماذا تفعل هنا؟" لم تعرف كلارا اكان هذا سؤال ام عدم لباقة منها ام اتهاما لم تعرف ابدا.
إبتسم كارلوس وقال وهو يرفع النظارات الشمسية فوق راسه تماما:توقعت إستقبالا جيدا على الاقل كلارا لا كل هذا الغضب المبالغ به.
في الواقع كان محقا وادركت كلارا ذلك في وقت متأخر لكنها لم تكن لديها الرغبة في رؤيته او سماع صوته فما تزال متألمة وغاضبة وقالت:حسنا وكيف إستطعت التوصل لعنوان منزلنا فأنت لا تعرفه؟
بدا كارلوس متسلي بغضب كلارا الجميلة وقال:أمن الضروري ان تعرفي ذلك...حسنا ليس هناك صعوبة في الحصول على العنوان ايتها الجميلة.لكن لكي تعرفي فقط لقد حصلت عليه من والدتك؟
نظرت له بصدمة:ماذا؟ أمي؟
هز رأسه قائلا:أجل كانت لطيفة جدا معي وأخبرتني بالعنوان.
كلارا لم تفهم لم قامت والدتها بفعل ذلك؟ لم اعطته العنوان له هو بالذات؟
كارلوس:ألا يمكنني الجلوس؟
كلارا إبتعدت قليلا وأشارت له بالجلوس فابتسم وبدلا من الجلوس في المكان الذي أشارت عليه كلارا جلس قربها تماما وكاد يلتصق بها حتى انا كادت تقف لكنه منعها بذراعه قائلا بجدية بالغة:هذا يكفي كلارا كفي عن التصرف كطفلة صغيرة عنيدة؟
كلارا بعناد:لست كذلك!
كارلوس بحدة:حقا أثبتي لي ذلك؟
كلارا أبعدت راسها في ضيق وهي تقول:لست مضطرة لفعل ذلك؟
كارلوس:اوه حقا؟
كلارا:أجل.
كارلوس:يا لك من فتاة!
وبعد قليل من الصمت قال لها:لن تقولي شيئا اذن أليس كذلك؟
كلارا:كلا وبامكانك الذهاب في الحال؟
كارلوس هز رأسه قائلا:كلا كلا كلا لم ينتهي الامر بعد وسأكون متسامحا معك قليلا اسمعي كلارا ستذهبين الآن وتبدلين ملابسك هذه لكي نذهب لمكان ما كي نستطيع التحدث بهدوء.
كلارا بحدة:كلا ومن قال بانني سافعل كل ما قلت الآن؟
كارلوس ابتسم بمكر وقال وهو ينظر بعيناها الجميلتان:هل أنتي متأكدة مما تقولين؟
كلارا بدون شك:أجل بكل تأكيد.
كارلوس وقف وهو يقول:حسنا انتي من اخترت هذا الوضع باكمله وانا لم اعد احتمل لذا ستذهبين معي سواء بارادتك ام بغير ارادتك ولن نناقش الوضع اكثر.
لم تفهم كلارا ماذا يعني الا حينما شعرت بتلك الذراعين القويتين على خصرها وقد رفعت قليلا عن الارض وهو يقول:ستذهبين معي حتى لو كنتي ما تزالين في ملابس النوم.
كلارا فهمت بانه لا يمزح في ذلك وها هو يوشك على اخذها هكذا فقالت بسرعة:لا لا ارجوك كارلوس ساصعد وابدل ملابسي بسرعة واذهب معك.
كارلوس:احقيقي ذلك ام مجرد خدعة؟
كلارا:كلا صدقني فقط امهلني عشر دقائق ولن اتأخر أكثر.
كارلوس انزلها وهو يقول:حسنا اذن هيا اذهبي بسرعة.
بينما هي صعدت مسرعة لغرفتها كان كارلوس يضحك كثيرا يا لها من فتاة جبانة لكنها جميلة جدا وتستحق ان يحبها حقا.
اما كلارا في غرفتها فقد كانت مرتبكة جدا وكانت تشتمه في سرها وهي ترتدي ملابسها ارتدت ثوب ابيض قصير نسبيا واكمامه قصيرة وبشكل سريع ارتدت فوقه سترة سوداء خفيفة وسرحت شعرها بشكل سريع وابعدته للخلف واخذت حقيبة يدها الصغيرة ونزلت من فورها دون ان تضع اي من ادوات التجميل على وجهها النضر الجميل الذي اعجب كارلوس كثيرا ولم يعلق على شكلها الرقيق الا بصوت صفير متقطع ضايق كلارا ولم تقل شيئا ابدا.
كانت تتدلى من عنقها قلادة ذهبية جميلة فابتسم كارلوس وهو يقود السيارة قائلا معلقا عليها:إنها جميلة وملفتة؟
كلارا:إنها هدية من والدي في عيد ميلادي السادس عشر
فتحتها كلارا فرآى في داخلها كارلوس صورة لها وعلى الجهة الاخرى صورة لها ولعائلتها بشكل مصغر لكن جميل.
كارلوس علق بعفوية:تحبين الأشياء التقليدية أليس كذلك؟
كلارا وهي تنظر من النافذة اجابته بدون ان تلقي بالا لشيء:يمكنك قول ذلك.
في ناحية أخرى
وفي المشفى الخاص
كانت ماريا تقوم بجولة تفقدية في قسم الأطفال والإبتسامة تعلو شفتيها ورغم ذلك كان تفكر في العديد من الامور التي تشغل بالها في الفترة الاخيرة والتي تعتبرها مهمة كفاية للتفكير فيها.
وهي شاردة الذهن بعيدا اثناء سيرها في ردهة المشفى اصطدمت باحد ما فرفعت رأسها وهي تشعر بقليل من الاحراج والخجل لانها كانت مشغولة تفكر فلم ترى من يسير امامها كان الدكتور راند الذي امسك بها من ذراعيها كي لا تقع وهو ينظر نحوها في حيرة وابتسامة تزين وجهه قال لها:هل انتي بخير؟
ماريا باحراج:أجل آنا اسفة دكتور كنت شاردة قليلا فلم ارك اعذرني.
ترك الدكتور راند ذراعيها مرغما وقال بهدوء:لا بأس لا داعي للاعتذار هل كل شيء على خير ما يرام معك؟
ماريا:أجل أجل بخير طبعا.
الدكتور راند:لا اريد ان اقول ذلك لكن نصيحتي لك ماريا اذا كنتي متعبة فمن الافضل ان تستريحي قليلا كي تبعدي الاجهاد عن نفسك.لا اقول ذلك من اجل العمل فقط وانما ايضا من اجلك انتي.
هزت ماريا رأسها قائلة:أنت محق دكتور وشكرا لإهتمامك؟
إبتسم الدكتور راند وقال:تهمينني حقا ماريا وانتي تعرفين ذلك جيدا.
نظرت له في حيرة فتابع يقول:ولهذا سأختصر الوقت وادعوكي لتناول الغداء معا اليوم اذا كنتي متفرغة بالطبع.
ماريا صمتت قليلا وهي لا تعرف ماذا تقول له هو قد قام بدعوتها اكثر من مرة وهي بتهذيب كانت ترفض وتتعلل بامور عدة لكن الآن ليس امامها ما يدعو للاعتذار ربما فقط عليها قبول دعوته هذه المرة فهو لطيف وليس هناك من داع للقلق بشأن تناول الغداء معه فرفعت راسها قائلة بابتسامة:انا متفرغة اليوم وليس لدي ما يشغلني لذلك يسرني تناول الغداء معك وشكرا لك على هذه الدعوة اللطيفة.
كلامها جعل الدكتور راند مسرورا جدا وقال:كم انا سعيد بموافقتك ماريا إذن بعد إنتهاء دوام العمل حسنا.
هزت ماريا راسها قائلة:أجل.
بعد ذهاب ماريا لمتابعة عملها بقي الدكتور راند واقف مكانه وهو يفكر بها لقد كان الكثير ممن يعملون في المشفى معجبون بها لكن احدهم لم يظفر بالخروج معها ابدا وهو حقا محظوظ في انها قد وافقت اخيرا على تلبية دعوته لها. ماريا تعجبه جدا كطبيبة وكفتاة ايضا ويتمنى ان تسنح له الفرصة كي يوصل لها مشاعره التي يكنها لها لكن متى ستأتيه هذه الفرصة انه لا يدري.ولكن الآن عليه الأكتفاء في تناوله الغداء معها خارج المشفى.
اما بالنسبة لها فلم تضع اي فكرة في بالها عن موافقتها لتناول الطعام معه واعتبرت ذلك كنوع من التغيير وهي يجب ان تكون لطيفة مع الغير ايضا.

في مطعم الزهور الفاخر
وضع كارلوس سيارته في المرآب الفخم هناك ونزل ومن ثم إستدار وقام بفتح الباب لكلارا وساعدهاعلى النزول ومع انها لم تكن راغبة الا انه امسك بيديها وهما يسيران لقد كان شخصية قوية جدا قادرة على التحكم والسيطرة تماما على اي شيء وذلك ما اخاف كلارا قليلا.
على ما يبدوا وكما لاحظت كلارا فان كارلوس معتاد على ارتياد هذاالمطعم الذي كان فاخرا اكثر مما ينبغي لاحظت ذلك من تحية النادل له باحترام شديد وحينما جلسا جلس قربها لكنها بدلت مقعدها وجلست امامه اي بعيدا عنه قليلا فاكتفى بضحكة خفيفة وهي نظرت له بانزعاج قائلة:ذلك ليس مضحكا؟
كارلوس:حقا
كلارا:أجل
كارلوس اخذ نفسا عميقا وقال:انتي منزعجة جدا كما يبدوا؟
كلارا بضيق:وماذا ترى غير ذلك؟
إبتسم وقال برومانسية :أرى فتاة حسناء امامي ولا ارى شيئا اخر.
جملته تلك قالها بتلقائية وعفوية وبشكل رومانسي جميل جدا دخلت قلب كلارا بالحال واحاسيسها وشعرت بصدقها لكنها رفضت تصديق ذلك ولم تعبر باي كلمة وكان كارلوس يشعر بمشاعرها المختلطة فطلب من النادل له كأس من عصير الليمون بينما طلب لكلارا عصير الفواكه الكوكتيل.
بعد لحظات قليلة من الصمت المشحون بالعاصفة إرتشف كارلوس القليل من العصير وقال لها:لنتحدث إذن بشأن ذلك اليوم؟
كلارا:أنا لا أفهم لم انت مهتم بالامر لهذه الدرجة لا داع لكي تقول شيئا...
قاطعها بعصبية شديدة بعد ان شعر بانفلات اعصابه منه ومن برودة كلامها وكان جافا جدا بقوله:هلا اكتفيت من هذه التفاهات التي تقولينها وتكفي عن القفز في الحديث ومقاطعتي قليلا ودعينني اكمل كلامي حتى النهاية فقط؟
كان غاضبا جدا على ما يبدوا ولهجته كانت صراخا تقريبا مما اخاف كلارا وجعل الدموع تتجمع في عيونها وهي تراه هكذا هائجا وثائرا لأول مرة وهو أدرك انه قد بالغ في رد فعله نحوها فتنهد بضيق وابتسم بتردد وجفف دمعة كادت تسقط من عيونها وهو يقول بأسف:آنا آسف جدا حلوتي لم اعني ولم اكن اقصد ان اصرخ بك هكذا او اتحدث اليك بهذه اللهجة لكنك اغضبتني في لا مبالاتك بينما انا مستعد لافعل الكثير فقط كي تستمعي لي مجرد استماع ارجوكي لا داع لهذا الحززن الذي اراه في عيونك.
كلارا تنهدت بالم لكنها شعرت بانها قد بالغت جدا في ردة فعلها وهمست تقول:آسفة.
كانت هي ايضا مخطأة وهي تدرك ذلك جيدا فابتسم وقال وهو يناولها كأس العصير:لا لا داعي للاعتذار نحن الأثنين قد أخطأنا؟
كلارا شربت القليل من العصير وهي تقول:أظنك محق في ذلك.
كارلوس بدأ كلامه في جدية:سأخبرك بشأن ذلك اليوم؟
نظرت له كلارا بصمت وهي تستمع لما سيقوله فتابع يقول:أولا أتمنى ان تعذريني لانني لم اخبرك بانني في مشروع خطوبة رسمي؟
كلارا بصدمة:رسمي؟
كارلوس بارتباك:يمكنك قول ذلك وانا احب هذه الفتاة ناتاليا و........
كلارا بصدمة اشد:تحبها ايضا؟ لكن.........
قاطعها بهدوء شديد:لكن ليس الامر كما تتصورين ابدا؟ وتاب بلهجة حزينة:انها ليست بمثل جمالك ابدا فانتي اجمل منها بكثير لكن ماجعلني احبها هو طيبة قلبها الشديدة ومرحها وبساطتها وحبها للحياة على الرغم مما هي فيه وما تمر به من محن.
شعرت كلارا بانها لا تفهم اي شيء مما يقوله فتابع قوله:السبب في خطوبتي هذه هي والدي فوالدها في مركز هام جدا ويربطه بوالدي علاقات قوية اكثر مما ينبغي ولن يمكنني ان ارفض طلبا لوالدي قد تتسائلين عن سبب موافقتي على خطوبة كهذه حسنا سأخبرك لقد كنت في بادئ الأمر معترض وبشدة على الأمر لانني لم اتصور نفسي مخطوبة لفتاة لا اعرفها او اعرف عنها اي شيء لكن بعد معرفتي لناتاليا معرفة ممتازة احببتهااجل لقد احببتها كانت كالملاك تماما في كل ما تفعله وتقوله وتقوم به لم تزعجني ابدا في لقائاتنا العديدة سواء في منزل عائلتها او في اي مكان اخر.........صمت قليلا والحزن يبدوا واضح بشدة في لهجته وتابع:للأسف هي لن تبقى على قيد الحياة طويلا؟
كلارا بهمس:لماذا؟
كارلوس:لأنها مريضة بالقلب وللاسف الأشد انها لا تعرف بان ايامها معدودة.
كلارا:يا الهي لا اعرف ماذا اقول؟
كارلوس:وهذا السبب الأشد الذي يجعلني متمسكا بها اترين والدها ووالدي ووالدتها يعرفان بانها مريضة جدا لكنها لا تبدوا كذلك لمن يراها ولهذا والدي قد ترجاني وطلب مني ان لا افعل ما يؤذيها ابدا او اجرح مشاعرها لانها فتاة مسكينة حقا وانا لا افعل ذلك بسبب ما طلبه والدي مني بل لانني حقا احبها ولا اتمنى رؤيتها تتألم.ووالدها مقدر ذلك جدا لي لكن صدقيني لا يهمني ابدا ما يقوله فهي فقط ما تهمني...ورغم ذلك لا انكر بانني احبك ايضا كلارا اجل احبك.
رفعت رأسهانحوه بدهشة فقال:لا تستغربي هكذا لأنني اعرف ايضا بأنك تحبينني وتعتقدين بانني قد خدعتك لكن ذلك ليس صحيحا ابدا ودليل ذلك انني مستعد لافعل اي شيء من اجل ان اراكي كلارا واشعر بوجودك قربي واتمنى ان تكوني قد فهمتي ما قلته لك بشكل جيد.
لحظات من الصمت كانا ينظران بها نحو بعضهما ومشاعر مختلطة تبدوا منهما الاثنين تجاه بعضهما وفي النهاية كلارا قالت بابتسامة حزينة:كارلوس آنا اسفة جدا لا تتصور كم ان اسفة لقد ظلمتك كثيرا حينما فكرت في امورا من لم تكن صحيحة ابدا.
كارلوس هز راسه متفهما يقول:لا بأس حلوتي انا افهم ما كنتي تعانينه تماما واقدر بان هذه اول مرة تحبين بها اليس كذلك؟
ابتسمت بخجل وقالت:هذا صحيح؟
كارلوس بابتسامة قبل يدها وقال:وانا مثلك ايضا..
وحينما قرأ بعيونها نظرة إستفهام قال:ناتاليا احبها ولكن بشكل اخر ليس مثلك ابدا فانتما مختلفتان تماما حبيبتي؟
كانت كلارا تشعر براحة كبيرة لا مثيل لها وكذلك كارلوس خاصة بعدما اخبرها بكل شيء وبدا سعيدا جدا لانها قد تفهمت الامر بشكل حسن ولم تتاثر اكثر في ما سمعته..........تابعا الحديث وكل منهما يحاول الا يفكر في شيء اخر وكل ما يتمناه كارلوس في نهاية ا لامر من كل قلبه ان يتوج حبهما البرئ الصادق ذلك في الزواج وان يجمع بهما معا.................

في عيادة العيون الخاصة

كان نيد جالس بعد مغادرة مريض قام بعمل فحص خاص بالنظر كان جالس يفكر في تلك الفتاة التي منذ وقوع الحادث بدأت تشغل حيزا من تفكيره وبدأ يبتعد تماما عن التفكير في كلارا ولم يدرك لم يفكر بتلك الفتاة اكثر من اللازم ليس شفقة ابدا فهو يعرف بانها فتاة قوية رغم انها وحيدةويتيمة وليس لديها والدين لكن هناك ما يجعله يفكر بها بطريقة غير عادية ما هو هذا الامر يا ترى؟ هذا ما يريد نيد معرفته وربما مع الايام قد يدرك ذلك.

في الجامعة

كانت ديانا تشعر بملل فظيع ووحدة شديدة لان كلارا لم تحضر للجامعة ذلك اليوم وهي حقا تفتقدها ولكنها حينما قامت بمهاتفتها على هاتفها الخاص وجدته مغلق وحينما هاتفت المنزل اخبرتها الخادمة بانها قد خرجت مع شاب ما مما جعل ديانا تغرق في الافكار؟ شاب ما؟ من يكون ياترى؟ذلك ما شغل بال ديانا التي رغم ان لها الكثير من الصديقات لكن ليس مثل كلارا وهي تتمنى فقط ان تكون بخير لانها لم تكن على ما يرام حينما عادت بالامس للمنزل وهي متشوقة لمعرفة ماذا سيحدث معها؟ بكل الاحوال تبقى صديقتها المقربة والتي تهمها مصلحتها جدا.............:flowers2:

Blue Eyes 11-11-07 11:05 PM

:welcome_pills1:
في المطعم القريب من المستشفى
والذي كان مطعما راقيا قد افتتح حديثا والجميل فيه انه خارجي في مكان به حديقة جميلة جدا وبه نوافير المياه والاشجار والورود كان المكان مشرق ولطيف جلست ماريا مع الدكتور راند في مكان جميل تظلله الاشجار الوارفة وقرب نافورة ماء تقطر بعذوبة صافية. تحدثا في البدء عن امور عادية جدا مثل الاطعمة المفضلة لدى كل واحد منهما وما يحبان وما لا يحبان وكان هناك اطعمة مشتركة محبوبة بينهما فضحكا قليلا لم تكن ماريا تتمنى ان يأخذ الحديث ناحية اخرى. وهي ناحية العاطفة فهي ليست مستعدة لذلك ليس بسبب راند نفسه ولكن لان قلبها مشغول فقط في حب دانييل وليس احد اخر لانها لن تستطيع.
ماريا كانت تنظر في لائحة الطعام وكذلك الدكتور راند حينما وقعت عينا ماريا في عينا دانييل الذي كان مرتديا بذلة رمادية انيقة وكان يحمل حقيبته المعتادة الخاصة بعمله كمحام ماذا يفعل هناك؟ ولم ينظر نحوها بهذه الطريقة كأنها قد فعلت شيئا خاطئا؟نظراته تلك لم تعجب ماريا رغم انها سعيدة لرؤيته لكنها متفاجأة جدا لم تتوقع ان تراه بهكذا موقف وخاصة مع الدكتور راند ولاحظت كيف ينقل دانييل بصره بينها وبين الدكتور راند فشعرت بالحرج الشديد والارتباك خاصة حينما راته يقترب منهما وهو يفكر"ترى من هو هذا الشخص مع ماريا؟ وماذا يفعلان هنا؟ وماذا يعني لها يا ترى؟والغريب في الامر انها ليست عائدة للمنزل؟يا الهي اكاد اجن لا اعلم لم؟"
بلهجة باردة تقريبا وهو ينظر نحوها قال:مرحبا ماريا؟
ماريا بارتباك:أهلا دانييل تسرني رؤيتك.
دانييل وهو ينظر نحو الدكتور راند الذي كان مستغرب من رؤية هذا الشخص وقال دانييل:وانا ايضا تسرني رؤيتك كثيرا لكن ماذا تفعلين هنا؟ لم لست عائدة للمنزل مبكرا؟
كان مجرد سؤال عادي لكن ماريا شعرت بانه كاستجواب او اتهام او غيره هذا ما لم تفهمه ابدا ورغم انها تضايقت من سؤاله لكنها اجابته قائلة:في الواقع كان الدكتور راند لطيفا بان قام بدعوتي لتناول الغداء معه بما انني لست مشغولة اليوم.
وقدمتهما لبعضهما وعلى ما يبدوا فان واحد لم يعجب الأخر كما لاحظت ماريا وهما يصافحان بعضهما بدا التوتر واضح على كليهما وقال راند لدانييل:يمكنك تناول الغداء معنا.......اذا شئت؟.
دانييل شعر بالغضب من كلام راند لكنه اكتفى بان قال معتذرا:لا اريد ازعاجكما علي العودة للمنزل؟
ماريا بقليل من الارتباك:لكن دانييل ماذا تفعل هنا؟
دانييل اشار نحو مكان قريب وقال:كان لدي غداء عمل مع احد العملاء وكانت صدفة لم اتوقعها رؤيتك هنا؟
ماريا صمتت فتابع يقول:علي االذهاب الآن لا بد ان امي وريلينا تنتظران عودتي فقد تأخرت قليلا.
ماريا سألته بابتسامة مرتبكة:كيف حالهما اهما بخير؟
هز دانييل رأسه قائلا وهو يحدق بها فقط دون ان يعير راند اي اهتمام:اجل بخير وريلينا اليوم افضل من الامس.
ماريا بارتياح:هذا جيد.
تابع يقول:وبالمناسبة هي تنتظر وعدك لها بان تزوريها يوميا.
ابتسمت ماريا:لم انس ذلك وسأحاول اليوم القدوم لرؤيتها قبلها بالنيابة عني.
دانييل:بالتأكيد.
وهو يغادر كان ينظر فقط في عيناها وهي فهمت الرسالة جيدا لم يكن يعجبه بقاءها مع راند في المطعم ابدا لكنها لم تفهم الكثير من نظراته التي كانت منزعجة.
وبعد ذهابه نظر نحوها راند وقال بقليل من الضيق:أيعني لك شيئا هاما ماريا؟
ماريا التي تظاهرت بانها لم تفهم:ماذا تعني؟
راند:هذا المدعو دانييل؟
ماريا نفت ما يعني وقالت:كلا بالطبع لا فنحن مجرد جيران فقط؟
راند بقليل من عدم التصديق:حقا....يبدوا لي كانه اكثر من ذلك بكثير.
ماريا ارتبكت كثيرا وسألته:لم تقول ذلك؟
راند وهو يقرأ كل تعابير وجهها:ببساطة كان يبدوا كأنه يشعر بالغيرة ليس اقل من ذلك كأنه لم يعجبه ان يراك معي ثم كيف تسمحي له بان يتحدث معك هكذا كمن يمتلك رايا عليك؟
ماريا بابتسامة ساحرة ابعدت كل الشكوك عن راسه فهي لا ترغب بان تنشر عنها الاقاويل قالت:لا الامر بكل بساطة انه محام وانت تعرف المحامون كيف يكونون افكارا عن الاخرين ودانييل هكذا كلامه ثم انا لم اخذه على محمل الجدية كثيرا بل بشكل عادي.
ابتسم راند لرؤيته تلك الابتسامة العذبة الجميلة وقال:لا بأس لنعد لتناول الطعام.
اخذا بتناول الطعام بصمت وهدوء وكل منهما لديه افكاره الخاصة وماريا كانت تشعر بانها ليست مرتاحة ابدا خاصة بعد لقاءها بدانييل ونظراته لها كان كل شيء يبدوا مزعجا..................انها تشعر بانها قد دمرت شيئا جميلا يربط بينهما لكن من دون قصد منها...لكها تمنت من قلبها الا يكون ما يفكر به دانييل بشأنها وشأن الدكتور راند كأكثر من صداقة عادية جمعتهما...

فترة المساء
كان الجو العام في منزل عائلة السيد آلين مملا قليلا فكلارا كانت شاردة الذهن تفكر وتلك الابتسامة الغريبة مرسومة على وجهها أما ماريا فقد كانت جالسة و ملامح وجهها لا تنبئ بشيء طيب فقد كانت تبدوا ممتعضة بطريقة ما ومتضايقة اجل هذه الكلمة أدق للمعنى كانت تبدوا متضايقة ليس من سبب معين ولكن لأكثر من سبب. وحينما لاحظت السيدة ماتيلدا إبنتيها بهذه الحال إستغربت جدا وأخذت بالنظر لكلتيهما وهي تقول:حسنا حسنا ما بالكما أنتما الإثنتين؟
كلارا هزت كتفيها قائلة بابتسامة هادئة:لا شيء إنني بخير فقط أفكر.
السيدة ماتيلدا نظرت لإبنتها نظرة عميقة:حقا..وأنتي ماريا؟
ماريا هزت رأسها قائلة:لا يوجد بي شيء أمي أنا فقط متعبة قليلا وهذا كل ما في الأمر.
السيدة ماتيلدا هزت رأسها نفيا وهي تقول:أتعتقدان بأنني سأصدق ما قلتاه لي للتو لست غبية أو حمقاء أنتما لقد تغيرتما كثيرا في الآونة الأخيرة بشكل واضح جدا.
وبالطبع فإن كلارا وماريا نظرتا لبعضهما البعض وهما مدركتان جدا بان كلام والدتهما صحيح تماما وكلارا تدرك ما بال شقيقتها وتشعر بها حتى ماريا تعرف عن كلارا خاصة انها اخبرتها بعد تناول الغداء على انفراد بما حدث معها لم تكونا لتخفيا شيئا عن بعضهما.
نظرت لهما والدتهما وقالت:أرأيتما ما أفكر به صحيح تماما كلتاكما تعاني من شيء ما لكن مع ذلك لن أجبركما على أن تبوحا ما بداخلكما ولكنني اذكركما بانني صديقة لكما ايضا ولست والدتكما فقط وإذا أردتما أي نصيحة فبإمكاني مساعدتكما في اي وقت وتعرفان ذلك جيدا.
ماريا وكلارا:بالـتأكيد أمي.
بعد صعود والدتهما لغرفتها نظرت ماريا نحو كلارا وسألتها:أتعتقدين بأن أمي تعرف في كل شيء؟.
كلارا:على ما يبدوا أنها تشعر بنا لقد كنت اعتقد بانها مشغولة جدا في عملها لدرجة انها لا يمكن ان تلاحظ ولكن على ما يبدوا فانني كنت مخطأة في إعتقادي هذا.
ماريا:إذن كلارا مارأيك بكل ما أخبرك به كارلوس؟
كلارا ابتسمت وهي تنظر نحو القمر المطل من النافذة الكبيرة في تلك الصالة وقالت:لقد بدا صادقا جدا ولقد كنت مخطأة جدا في كل ما اعتقدته عنه.
ماريا:أرأيت أخبرتك بألا تفكري بأسوأ الأفكار نحوه والآن أنت فقط المخطأة.
كلارا:أجل هذا صحيح ولكن انا سعيدة ومرتاحة لأن كل شيء قد انتهى بدون اضرار.
ماريا:هذا حسن ولكن ماذا بالنسبة لكما الاثنين انت وهو؟
كلارا:في الوقت الحالي لن نفعل شيئا لكن كارلوس سيفي بوعده لي وسنتزوج بالتأكيد وانا على ثقة من ذلك واثق به تماما.
إبتسمت ماريا وقالت:كم أنا سعيدة من أجلك كلارا.
كلارا اخذت بيد شقيقتها وقالت:وأتمنى لك السعادة أيضا مع الشخص الذي يمتلك قلبك؟
تنهدت ماريا بضيق وقالت:اخشى بانه لا يشعر بي حتى.
كلارا بتشجيع:لا تقولي ذلك من يرى كل هذا الجمال ولا يشعر به سيكون اعمى ومغفل بالتاكيد.
ضحكت ماريا:أتعتقدين ذلك.
كلارا:طبعا.
وبعد لحظات قليلة من الصمت قالت كلارا فجأة:ماذا بالنسبة للثوب الذي ستحضرين به حفل زفاف لارا؟.
ماريا:إنه مذهل؟
كلارا بغباء:ماذا؟هل إنتهت أمي منه؟
ضحكت ماريا:أجل ألم تريه بعد؟
كلارا بلهفة:كلا أهو هنا هل أحضرته؟
ماريا:إنه في غرفتي.؟
وفي الحال قفزت كلارا تصعد الدرج بسرعة وتبعتها ماريا وهي تضحك على شقيقتها التي تبدل مزاجها الف درجة عما كان في الصباح.
كوصيفة للعروس ستكون ماريا جميلة جدا اكثر من الثوب نفسه الذي كان تصميمه مميز ورائع كان لونه ابيض وطويل من الخلف وقصير من الأمام بينما له كم واحدة قصيرة فقط ومن الصدر مطرز بحبات اللؤلؤ اللامعة كان مدهش لحد كبير قالت كلارا باعجاب شديد:أمي رائعة جدا وكل ما تفعله رائع.
ماريا بابتسامة:انتي محقة كلارا.
وضعت كلارا الثوب على ماريا وقالت:ستذهلين الحضور اكثر من العروس نفسها.
ضحكت ماريا وهي تقول:لا تكوني سخيفة كلارا لا اريد ان اظهر اكثر اناقة منها انه يوم زفافها وليس يوم زفافي.
كلارا بمرح:ومع ذلك ستبدين رائعة.
ماريا:اشكرك يا عزيزتي وسأشكرك اكثر لو قمتي باعادة الثوب لمكانه.
ضحكت كلارا:حسنا لا داعي لهذه النظرات.

مر عدة أيام بعد ذلك وكان الهدوء الغريب يعم الجميع وكانت ماريا مشغولة بمساعدة صديقتها لارا في اشياء بسيطة من اجل الزفاف الذي كان قريبا جدا وكانت لارا تتوتر اكثر مع اقتراب يوم الزفاف لكن ماريا كانت تساعدها كثيرا وتزيل توترها بمرحها مع انها تعاني الكثير في داخلها.
كان كل شيء حولها جميلا لكنها لم تكن تشعر بانها سعيدة من داخلها كانت تشعر بانها ينقصها شيء ما ما هو لا تعرف؟

وأخيرا بعد طول إنتظار
جاء يوم الزفاف
زفاف لارا وكارل
كان الحفل سيقام في احدى قاعات الفنادق الجميلة والكبرى وكان هناك العديد من المدعوين سواء من الاقرباء او الأصدقاء او العائلة.
ماريا كانت مرافقة للعروس لذلك بقيت طيلة الوقت معها وهي تضحك وتعلق على توترها وقلقها الذي كانت تبالغ به قليلا لانها مرهقة فطيلة الأيام السابقة عملت كثيرا من اجل انجاح يوم الزفاف هذا.
بدت لارا جميلة وجذابة في ثوب الزفاف الطويل والذي انتشرت تنورته حولها كفراشة الربيع بينما كان من دون اكمام وبه لمعان فضي ساحر على الصدر والظهر ايضا بينما خصلات شعرها السوداء القصيرة الحريرية كانت ملفوفة بطريقة جميلة مع الطرحة المميزة بشفافيتها الناعمة و التي كانت قد شبكت في التاج الفضي.ومكياجها كان ملائم جدا للون بشرتها البيضاء الجميلة بمجملها بدت كالملكات واعجبت بها ماريا جدا وقالت لها:سيصدم كارل بالتأكيد.
ضحكت لارا واحمر وجهها قليلا:ماريا سوف تجعلينني اتوتر اكثر من هذا.
ضحكت ماريا وقبلت وجنتاها وهي تقول:لكنني اقول الحقيقة صدقيني انتي رائعة اجمل عروس رأيتها حتى الآن.
إبتسمت لارا واخذت بذراعا ماريا وجلست قربها وهي تقول:انني اشكرك من كل قلبي على قيامك بمساعدتي في كل شيء ولكن اكثر شيء هو وقوفك بجانبي هذا اليوم لن انسا لك ذلك.
ماريا التي تأثرت بكلام صديقتها قالت لها بابتسامة:لا داعي للشكر لارا المهم ان تكوني سعيدة وهذا يكفيني.
لارا:كل ما اتمناه حقا هو ان اراك عروسا بيوم زفافك؟
ضحكت ماريا بمرح رغم انها كانت تتألم بداخلها:لا اتصور نفسي عروسا ذات يوم.
لارا ضربتها على كتفها وقالت لها:ستصيبينني بالجنون كيف تقولين ذلك؟ لكنني متاكدة بانني ساحضر زفافك قريبا.
وضحكت الأثنتان معا كل واحدة منهما كانت تفكر في الأخرى بطريقة ما.
وطلبت لارا من ماريا الإسراع بإرتداء ثوبها كي لا تتأخر اكثر وفي الحال أسرعت ماريا لإرتداء ثوبها لكن الخجل كان يسيطر عليها بشدة والارتباك فقد كانت تبدوا مميزة لا تعرف كيف ولم تشأ رفع شعرها الذي اعتقدت بانه سيبدوا افضل ويخفف من اناقتها الكبيرة قليلا لذلك تركته ينساب بكل رقة ونعومة على ظهرها فقالت لها لارا:ماذا هل نمت هناك؟
ضحكت ماريا بتوتر:كلا سأخرج الآن.
ضحكت لارا:أرجوا ألا أصدم فأنتي دائما جميلة واتوقع اكثر من ذلك.
وبكل هدوء خرجت ماريا من الغرفة بعدان بدلت ثوبها ونظرت نحوها لارا وهي لا تكاد تصدق عيناها وقالت لها:هل هذه انتي حقا؟
ضحكت ماريا:ماذا ترين؟
اقتربت منها لارا وجعلتها تلف حول نفسها وهي تقول:انتي في غاية الجمال ماريا.
ماريا بابتسامة:شكرا لك والآن لننتهي من تثبيت تاجك بشكل افضل هيا لا تقفي هكذا كالبلهاء.
ضحكت لارا وهي تقول:حسنا انتي تريدين التهرب لا تحبين ان يقوم احد بمدحك.
ماريا اخذت تثبت تاج لارا على شعرها وهي تقول:انتي تبالغين قليلا لارا الا تظنين ذلك؟
لارا:ابدا.
وبعد ان انتهتا من كل شيء ودخلت قريبات كارل ابدين اعجابهن في ماريا وفي لارا ايضا فكلتاهما كانت ساحرة ومميزة بشيء ما.
وحينما حملت لارا باقة الورود البيضاء المدهشة ابتسمت ماريا لها وهي تقول:لقد حان الوقت ومن الافضل الا تبقي متوترة كثيرا بهذا الشكل.
ضحكت لارا:سأحاول ذلك.
قالت جويل:لقد كان كارل متوتر اكثر منك لو رأيتما كيف كان يتصرف لغرقتما في موجة من الضحك.
ضحكت ماريا كثيرا وكذلك لارا التي قالت:لا عجب في ذلك.
تبادلت ثلاثتهن النظرات وهن تضحكن لأن كارل رغم كونه دائم واثق بنفسه الا انه يتوتر حينما يخص الامر مستقبله وحياته.
حفل الزفاف كان من اروع ما يكون بوجود هذا العدد الكبير من المدعوين الذي عبروا عن بالغ سعادتهم من اجل كارل ولارا ولكن معظم العيون كانت على ماريا الجميلة والتي سمعت المديح من الكثيرين حتى شقيقتهاالتي حضرت الزفاف لتهنئة لارا ابدت اعجابها الشديد بها.
كان حفل الكوكتيل لتناول العصير وتهنئة العروسين مقاما في الحديقة قرب الفندق وكان الجميع سعيد ومبتهج وبينما كانت ماريا ترفع شعرها عن كتفيها للخلف سمعت صوتا مألوفا يقول لها:لقد تفوقتي على العروس في جمالك ماريا؟
ماريا بدهشة واستغراب استدارت ورأت الدكتور راند يقف خلفها وابتسامة مرسومة على وجهه وكان يبدوا انيقا في تلك البذلة السوداء الرسمية وقالت بابتسامة مرتبكة:دكتور راند ماذا تفعل هنا؟
ضحك راند وقال لها:تبدو اعليك علامات الدهشة؟
ماريا باحراج:في الواقع قليلا.
رمقها بنظرة اعجاب شديد اخجلتها وتابع يقول:لا داعي لذلك لأن كارل هو إبن عمي العزيز.
ماريا إستغربت ذلك ومع ذلك قالت بابتسامة:حقا؟
راند:أجل انه ابن عمي وماذا تكون لك العروس لقد لاحظت بانكما مقربتان جدا من بعضكما.
ابتسمت ماريا:أنها صديقتي العزيزة منذ ايام المدرسة الثانوية ونحن اكثر من صديقتين.
راند هز رأسه متفهما وقال:وهكذا كنتي وصيفة العروس.
ماريا:كانت قد طلبت مني ان اكون وصيفة لها ولم استطع ان ارفض لها هذه الامنية العزيزة.
راند:بالطبع لكنك رائعة بل اكثر من ذلك لقد استغربت جدا حينما رأيتك انها المرة الاولى التي اراك بها في حفلة وفي هذا الجمال.
ماريا بقليل من الخج:شكرا لك.
راند ناولها كوبا من العصير وهو ما يزال يتأمل بها انه لا يستطيع ان يصف جمالها ... بينما ماريا كانت تفكر في طريقة لتخلصها من الوقوف معه وحينما رأت شقيقتها كلارا من بعيد فهمست معتذرة من راند:آسف علي تركك الآن أريد الحديث مع شقيقتي قليلا.
ابتسم وهو مدرك بانها تريد الهرب بسبب ارتباكها وخجلها وقال:لا بأس تستطيعين الذهاب ماريا.
وحينما راها تقف مع فتاة جميلة اخرى فكر" اذا كانت هذه شقيقتها فذلك غريب حقا انها لا تشبهها ابدا رغم انها ايضا جميلة جدا ماريا كم اتمنى ان تكون لي فقط"
بعد إنتهاء حفل الزفاف سافرت لارا مع زوجها كارل في رحلة شهر العسل بعد كانت فرحت جدا لأن ماريا هي من قام بالتقاط باقة الزهور الرائعة رغم انها حاولت الابتعاد الا ان الباقة على ما يبدوا كانت مصرة على الوقوع بين يديها مما اضحك لارا وافرحها بنفس الوقت..ماريا انزعجت ومع ذلك شعرت بقليل من الفرح والبهجة.
نهاية الفصل الثالث:Thanx:

Blue Eyes 13-11-07 08:43 PM

الفصل الرابع

"حلوتي ماذا بك؟ ألستي سعيدة برؤيتي؟"
ماريا كانت تنظر نحو ريلينا بإستغراب فعلى غير المعتاد كانت ريلينا تبدوا متضايقة جدا وكانت تجلس في الحديقة وهي مكتئبة نوعا ما هناك شيء ما يحدث هذا ما دار في بال ماريا في الحال لأن الصغيرة لا تكون في هذه الحالة إلا إذا كان هناك ما يعكر مزاجها فعلى خلال الشهرين الماضيين تعمقت علاقتها بها كثيرا حتى أنها إستطاعت أن تفهم ريلينا جيدا وحركاتها وهذا ما أدى إلى إستغرابها ومع أن ماريا كانت ترتدي ثوبا قصيرا الا انها استطاعت القفز بخفة من فوق السور واقتربت من ريلينا وجلست قربها على العشب ورفعت رأسها وهي ترى ملامح الضيق في وجهها الصغير وقالت:ألا تريدين إخباري ماذا بك؟
ريلينا رمت بنفسها في حضن ماريا التي إستغربت وتأكدت حقا أن هناك ما يجري فحضنتها برقة وقالت:حبيبتي إذا لم تخبريني ماذا بك فكيف لي أن أساعدك؟ إنني لا أحب أن أراكي بهذه الحال؟هذا ليس لطيفا؟
ريلينا إستسلمت أخيرا وهي مكتئبة وقالت:إنه أبي؟
ماريا بدهشة:دانييل؟
كانت مستغربة جدا لأن الشخص الوحيد الذي لا يمكن ان يضايق ريلينا هو والدها دانييل خاصة بانها تعني له الكثير فهي ابنته الوحيدة والتي يحبها جدا كما انها تربطه بزوجته المتوفى بالاضافة للعديد من الامور....أما أن يضايق ريلينا ويجعلها بهذه الحال فقد كان هذا مستغربا اذا لا بد انه سبب كبير فنظرت نحو ريلينا التي تكاد تبكي بملامحها تلك وسالتها بهدوء:والدك؟ماذا فعل؟هل قام بالصراخ بك؟
ريلينا هزت رأسها نفيا مما زاد الأمر صعوبة لماريا التي قالت ثانية:إذن ألا تريدين إخباري ألسنا صديقتين؟
ريلينا:أجل نحن صديقتين؟
ماريا:أخبريني حبيبتي وسأحاول مساعدتك قدر إستطاعتي؟
ريلينا سألت ماريا بلهفة:أحقا ستساعدينني؟
ماريا بإبتسامة باهتة تقريبا فقد كان الفضول يقتلها لمعرفة مابال الصغيرة قالت:أجل سأساعدك وكما قلت قدر إستطاعتي؟
ريلينا عادت للحزن وقالت:كلا لا أظن بأنك ستستطيعين مساعدتي في هذا الأمر خصوصا؟
ماريا:يا إلهي أهو أمر جاد لهذه الدرجة؟
ريلينا رغم انها لم تفهم الكثير من كلمات ماريا الا انها قالت:أجل.
ماريا:إذن.
ريلينا:والدي سوف يتزوج؟
ماريا أول الأمر لم تستوعب ما قالته الصغيرة وسألتها ثانية:ماذا قلتي حبيبتي؟
ريلينا بكثير من الضيق قالت ثانية:أبي سيتزوج؟
ماريا بدت مصدومة اكثر منها مندهشة دانييل يتزوج مجددا لكن...الكثير من الأفكار بدأت تلوح في عقلها الباطني فتابعت الصغيرة حديثها قائلة:إن جدتي تلح عليه بشكل دائم وتقول له بأنه يجب ان يتزوج لاجلي واجله ايضا.
ماريا شعرت كأنها طعنت بالصميم ولم لا فهي تحب دانييل واذا تزوج من فتاة اخرى فمن المؤكد انها لن تراه ثانية ولن تستطيع تحمل رؤية الصغيرة ثانية ابدا.....رغم محبتها الكبيرة في قلبها نحوها.
ماريا ابتلعت كل ذلك وقالت بشكل حاولت الا تبين انها متضايقة جدا وعلى وشك البكاء:ه هل حقا ما قلتيه الآن؟
ريلينا:أجل؟
ماريا بعد لحظات من الصمت سألتها:وه هل وافق والدك على إقتراح جدتك؟
ريلينا نظرت بعيون ماريا وهي مستغربة من تلك الدموع التي كانت على وشك النزول من عيون ماريا التي دارتها بقوة وقالت:أجل أعتقد ذلك لأنني هذا الصباح سمعتهما يتحدثان بهذا ثانية وقال لها بأن قد فكر بالأمر كثيرا وهو موافق على ذلك وبالطبع جدتي فرحت كثيرا وكانت تريد معرفة من التي سيتزوجها لكنه لم يقول قال فقط بأنه سيتأكد بأنها تحصل على إعجاب جدتي وأنا وأكثر من ذلك لم يقل؟
ماريا تنهدت بقوة"أه يا الهي اذا كان ذلك صحيح فأنا حقا سأعيش مأساة حقيقية يا له من سوء حظ"
ريلينا:ماريا؟
ماريا ابتسمت رغما عنها:أجل حلوتي؟
ريلينا:ماذا بك؟
ماريا جففت دمعة كانت على وشك السقوط على وجهها وقالت:لا شيء حبيبتي لا شيء.
ريلينا:إذن لم كنتي تبكين؟
ماريا بارتباك: لا لم اكن ابكي انه فقط بعض الغبار الذي دخل عيني هذا فقط؟
ريلينا:حقا؟
ماريا:اجل لا داعي للقلق لكن اخبريني اتعرفين من هي التي سيتزوجها والدك؟
ريلينا بتفكير:لا حقا لا اعلم لكن اتمنى الا تكون مارثا؟
ماريا باستفسار:مارثا؟ومن تكون؟
ريلينا بغضب وعناد:إنها سيدة كريهة جدا ذات انا لا احبها هي دائما تتملقني؟.
ماريا شعرت بقليل من الغيرة وسألت ريلينا:هل رأيتها؟
هزت ريلينا رأسها قائلة:مرات قليلة فقط منذ ان كنا نقيم في الشمال وبعدها لم اعد اراها؟
ماريا كانت تشعر بخيبة امل كبيرة واحساس فظيع بانها على وشك ان تفقد شيء ثمين جدا او قد فقدته بالفعل.وبدأت تحس بان كل امل لها مع دانييل قد تبدد فارجعت ذلك ربما منذ اليوم الذي رأها فيه مع الدكتور راند لكن خلال الايام الماضية كان يعاملها بشكل عادي جدا كان يلقي عليها التحية بشكل عادي حينما يراها ولم تشعر بانه ما يزال يحمل عليها شيء ما...وهذا غريب حقا....حتى نظراته لم تعد تعرف ماذا تعني؟.
واذا كان هناك سيدة اخرى كما اشارت ريلينا فهذا يعني حتما انها الخاسرة بكل الاحوال..كانت هذه الفكرة منفرة جدا بل اكثرمن ذلك. كيف ستتحمل رؤية دانييل مع سيدة اخرى وكزوجة له؟إن هذا اكثر من طاقتها بكثير..لقد كانت تظن بانه يحمل لها بعض المشاعر الخاصة منذ فترة لكن على ما يبدوا انها مخطأة وهذا ما توضح لها الآن وبشكل قاطع.......
" يا الهي اشعر بانني على وشك الانفجار لا استطيع التحمل اكثر من هذا "
ماريا توقفت وقالت بابتسامة مصطنعة:حبيبتي سأراكي غدا أليس كذلك؟أنا متعبة وسأعود للمنزل وانتي ايضا.
ريلينا وقفت ايضا وهي تقول:حسنا لكن ماريا اتسمحين لي بقول شيء خاص لك؟
ماريا:بالطبع.
ريلينا قبل ان تستدير مغادرة قالت وهي تنظر نحو العشب الأخضر اللامع:إنني لا أريد من أبي ان يتزوج واحدة أخرى أريده أن يتزوجك انتي لانك جميلة جدا وطيبة جدا..هذا كل ما اتمناه.
قالت ريلينا ذلك واسرعت نحو المنزل جريا بينما كانت ماريا ما تزال واقفة وهي تسترجع كلمات ريلينا بشيء من البهجة والحزن بنفس الوقت لانها متأكدة تماما من محبة ريلينا لها لكن ما الفائدة اذا كان دانييل والدها لا يحمل نفس الشعور لها؟ماريا وان كانت تتمنى حقا الزواج من دانييل الا ان رغبتها في ان يكون يحبها كانت اكثر بكثير من رغبتها في الزواج به.
"ماريا ماذا بك تتحدثين مع نفسك؟ هل أنتي بخير؟"
"أجل..أجل..أنا بخير لا تقلقي انني فقط اعاني من قليل من الصداع لا اكثر"
نظرت السيدة ماتيلدا بحدة نحو ابنتها التي تصعد الدرج وقالت:هل أنتي متأكدة.
ماريا بابتسامة:طبعا امي
فقالت والدتها:اتمنى ذلك وبالمناسبة يا عزيزتي والدك سيعود خلال ايام قليلة فقط؟
ماريا بمرح وبهجة اقل من المعتاد:هل هذا صحيح؟
السيدة ماتيلدا:اجل وهو مشتاق لنا جدا.
ماريا:ونحن ايضا لسنا اقل اشتياقا له؟
القت ماريا ابتسامة باردة تقريبا نحو والدتها ومن ثم صعدت لغرفتها وحينما اغلقت باب الغرفة خلفها بدأت دموعها اخيرا في التساقط فرفعت يدها على فمها وهي تشهق باكية ودموعها تنساب وحدها دون ان تستطيع ردعها او ايقافها...اذ حتى هذا الوقت لم تكن تدري بأنها يمكن ان تحب بهذه الدرجة من القوة لقد كانت تظن بأن الحب مجرد كلمة عابرة في قاموس الحياة قد لا تأتي أبدا....لكنها إكتشفت العكس بأن الحب هو أجمل ما في الوجود وبه يتحقق الكثير من الامور الجميلة.
دفع الباب فجأة ودخلت كلارا التي صدمت لرؤية شقيقتها تبكي بهذه الحرارة كانت المرة الأولى التي تبدوا بها ماريا حزينة جدا لهذه الدرجة ومن ناحيتها لم تستطع ماريا ان تكتم ما تشعر به ولم تتوقف عن البكاء. فاقتربت منها كلارا وجلست قربها تحاول معرفة ما بها فعلى حسب علمها ماريا لا تعاني من اي مشاكل مع اي شخص او في عملها او في اي مكان ولا بد ان لهذا سببا قويا ليجعلها تشعر هكذا.........
بنفاذ صبر قالت كلارا:ماريا هل ستخبرينني ماذا بك؟ أم ماذا؟ شكلك لا يوحي بالاطمئنان ماذ1 حدث لكل هذا؟ لم أشاهدك مرة في حياتي تبكين؟حتى عندما كنا صغيرات.
ماريا بسخرية:يبدوا ان الزمن قد تغير أليس كذلك؟
كلارا:لا بل أنتي هيا اخبريني ما بك؟
ماريا لم تستطع اكثر فقالت وهي تغالب دموعها:ان انه سيتزوج؟
كلارا بإستغراب:يتزوج؟ومن هو؟عمن تتحدثين؟
ماريا أشارت بيدها وبألم:دانييل؟
كلارا بصدمة:ماذ1 يتزوج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ولكن ماريااااااا.......
توقفت كلارا عن الكلام للحظات وهي تحاول إستيعاب الأمر هي تعرف شقيقتها جيدا وتعرف أيضا بأنها تحمل المشاعر في داخلها لدانييل واعتقدت كلارا بأنه أيضا يبادلها هذا الشعور لانها رأته اكثر من مرة يتحدث مع ماريا وكان يبدوا سعيدا ولكن على ما يبدوا فان ماريا هي التي تحمل مشاعر اكبر في قلبها نحوه.وعادت لتنظر نحو شقيقتها المنهارة تماما وفكرت"إذا هكذا حدث معها فقط حينما علمت بأنه سيتزوج ترى ماذا سيحل بها حينما يتزوج بالفعل؟"
بماذا يمكنها ان تواسيها ان تقول لها ليس هناك ما يمكن ان يقال!فهذه الأمور لا يمكن التنبؤ بها او التحكم بها حتى؟هذا ما ادركته كلارا مكن تجربتها مع كارلوس لكن الأمر مختلف تماما فعلى الأقل كارلوس لن يتزوج مطلقا من ناتاليا وخاصة بانها مريضة جدا و حتى لو حدث وتزوجها فهي متأكدة تماما من حب كارلوس لها لأنه صارحها بالأمر كله وهذا ما جعلها تثق به وبقوة ايضا....
"ماريا أهدئي من فضلك قليلا"
ماريا:لا أستيطع صدقيني إنني أشعر بحزن عميق في داخلي أشعر بأنني أخطأت في أن أحببت شخصا مثله لكن.........
قاطعتها كلارا بجدية:لم يكن الأمر بيدك فحينما احببته..احببته بقلبك وبمشاعرك الداخلية الدافئة ولا اعتقد بانك نادمة او مخطأة لانني لن اصدقك ابدا.
ماريا همست وهي تحاول ان لا تبكي اكثر:ربما انت محقة.
كلارا رفعت رأس ماريا وقالت لها:ومن الأفضل ان لا تكوني منهارة هكذا ثم الحب يأتي ويذهب فجأة فلم لا..........
ماريا هزت رأسها:أبدا لن يحدث هذا ثانية وسأتأكد من هذا؟
كلارا:اوه ماريا لا يمكنك ان تضعي قفلا على باب قلبك!
ماريا:؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلارا:سأذهب لأتحدث قليلا مع ديانا وأتمنى ان تفكري جيدا في ما قلت لك اذا كان ما قالته لك ريلينا صحيح فهو ماسيحدث ومن الافضل ان تهيئي نفسك لقبول هذه الفكرة منذ الآن عزيزتي كي تعتادي على ذلك؟
رفعت ماريا يديها على أذنيها وهي تحاول الا تسمع جملة كلارا النهائية التي بكل تأكيد واقعية وشعورها ينبئها بذلك........
بعد خروج كلارا من غرفة شقيقتها ذهبت لغرفتها وهي تفكر بالعديد من الامور الكثير من الاشياء قد تغيرت خلال فترة قصيرة جدا............
أما في منزل دانييل
كان الوضع مختلف تماما فمع ان السيدة دوريس والدة دانييل سعيدة بعض الشيء ومرتاحة لأنه اخيرا قد تقبل الفكرة ولن يبقى وحيدا اكثر لكنها كانت تتمنى لو يتزوج من ماريا وهو لم يخبرها بعد من التي وقع اختياره عليها وهي يجب ان تعرف من هذه التي سيتزوجها وهل ستحب ريلينا ام لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهو خارج من غرفة مكتبه لاحظ علامات التساؤل على وجه والدته بينما ريلينا كانت منزوية في اخر الحجرة تشاهد التلفاز بتململ وضيق.فابتسم واقترب جلس قرب والدته قائلا:تبدين منزعجة أمي هل كل شيء على ما يرام؟
نظرت له بجدية بعض الشيء وقالت:اجل باستثناء انك لم تحدثني حتى الآن عن هذه التي ستتزوجها رغم انني اتمنى ان تكون ماريا؟
تذمر دانييل وقال:أمي من فضلك لا تدخلي ماريا في هذا الموضوع.
تدخلت ريلينا في الحديث قائلة:ولكنها جميلة جدا يا ابي وانا احبها كثيرا.
دانييل نظر لابنته وقال:حبيبتي انتي لا تفهمين شيئا الجمال ليس كل شيء مع ا نها طيبة ولطيبة لكن هناك اكثر من ذلك...وعاد بنظره لوالدته وقال:انا حقا لا اريد دخول العواطف في حياتي من جديد لست مستعدا لذلك ولا افكر بذلك.
هزت السيدة دوريس رأسها بضيق وقالت:حسنا اذن ومن هي التي وقع اختيارك عليها عروسا؟
دانييل بابتسامة مرحة:إريكا؟
السيدة دوريس باستغراب:إريكا؟ومن تكون؟لا آظن بأنني أعرفها؟
دانييل:لا أمي انك لا تعرفينها هي صديقة لي منذ ايام الجامعة وقد تقابلنا منذ فترة قصيرة وهي لم تتزوج بعد؟
السيدة دوريس:وكيف حدث ان اتفقتما على الزواج بسرعة هكذا؟
دانييل:كان الأمر مجرد صدفة أمي لكن نحن الاثنين وجدنا بانه هناك امور عديدة مشتركة بيننا هي تعمل الآن في شركة كبيرة في مجال ادارة الاعمال وفي الحقيقة كانت هناك رؤيتنا لبعضنا مجددا فقد كان لدي عمل مع مدير المبيعات هناك بخصوص قضية ما وهكذا إلتقينا ثانية؟
السيدة دوريس:يا الهي هذا يعني بانه لن يكون لديها وقت لك ولا للصغيرة؟
دانييل:لا امي انتي لم تفهمي الامر جيدا ثم ريلينا لديها مدرستها وإريكا موافقة على العيش معنا هنا فقد ارادت التغيير في حياتها بعيدا عن مدينتها؟.
السيدة دوريس:هل اخبرتها عن وضعك الحالي؟
دانييل:بالطبع ولم تمانع ابدا في وجود ريلينا؟
السيدة دوريس بامتعاض:بالطبع فهي لن تعتني بها ابدا.
دانييل:امي كيف تقولين ذلك اريكا ليست بهذا السوء الذي تتصورينه وحينما تتعرفين لهاجيدا ستدركين ذلك؟
السيدة دوريس:ربما لكن اخبرني متى سيكون الزواج؟
دانييل:سيكون زفافا خاصا جدا مقتصرا على عائلتينا فقط وربما بعد ثلاث اسابيع على الاكثر؟
السيدة دوريس:حقا هذا سريع جدا لكن أتدري شيئا ما أنت ستندم يوما ما على ان اضعت جوهرة ثمينة مثل ماريا من بين يديك؟
قالت والدته جملتها تلك ومن ثم خرجت لاستنشاق الهواء النقي وتبعتها ريلينا التي لم تعد ترغب كثيرا في البقاء قرب والدها فقريبا جدا لن يكون لها سوف تملكه واحدة اخرى تحل مكان والدتها وعندها لن تكون في حياته ابدا.دانييل تضايق قليلا من تصرف ابنته وكذلك من حديث والدته لكنه فكر بان ذلك يرجع لكونهما لم تتعرفا لإريكا بعد وحينما تعرفانها جيدا فسوف تحبانها كثيرا وهو متأكد من ذلك؟.

بعد ذلك بأيام قليلة فقط

كانت ماريا قد أنهت يوم عملها في المشفى وخرجت وهي مرهقة ليس من العمل بل من التفكير ركبت في سيارتها ومن ثم إنطلقت بها والعديد من الأفكار التي تعصف بها من جميع الجهات......ومن ثم فجأة رأته كان يخرج من المحكمة التي بذلك الشارع كان كعادته متأنقا ووسيما لكن ليس هذا كل شيء لم يكن خارجا بمفرده كانت سيدة ما ممسكة بذراعه..خففت ماريا سرعتها وهي غير مدركة بان عيونها فقط على هذان الاثنان تلك السيدة كانت أنيقة ترتدي بذلة من قطعتين بلون رمادي وشعرها كان عبارة عن خصلات سوداء متشابكة طويلة وكانت ذات قامة طويلة ومكياجها كان ثقيلا نوعا ما...وفي ذراعها الأخرى كان هناك مجموعة من الملفات او الأوراق. ولاحظت ماريا كيف يتهامسان ولاحظت اكثر الفرح والسرور على وجه دانييل"من المؤكد أنني أحلم لكن أعتقد بأنها هذه هي يا الهي انه.....انهما يبدوان منسجمان تماما"
تلك الفكرة جعلتها تشعر بالامتعاض والاشمئزاز وزادت من سرعة قيادتها للسيارة وهي تحاول كبت الدموع التي على وشك النزول وفجأة إصطدمت بتلك السيارة بقوة ومن الجيد انها كانت تضع الحزام والا لكانت قد طارت مسافة بعيدة ولذلك من حسن الحظ لم تتضرر فقط جروح خفيفة في وجهها لكن الأسوأ من ذلك كان الرجل صاحب السيارة الذي بدا غاضبا وبشدة أيضا بشأن مؤخرة سيارته وبالطبع ماريا كانت متوترة جدا وخائفة كيف يمكنها ان تواجه رجلا بهذه الضخامة وأيضا بهذه القوة والعنف انه يبدوا قاس جدا ولاول مرة في حياتها تبدوا سعيدة جدا برؤية الدكتور راند الذي لا تعرف كيف جاءها كمنقذ وبدا يتحدث مع الرجل صاحب السيارة ومن ثم اقترب من النافذة وسألها بقلق:هل انتي بخير؟
ماريا هزت رأسها بتوتر:أجل لكن هو غاضب جدا أليس كذلك؟
راند:في الواقع اكثر بقليل لكن ما دهاك لم اعهدك تقودين بهذه الطريقة السيئة ماريا؟
ماريا صمتت وهي حقا لا تستطيع ان تفسر له شيئا كهذا لانه خاص بها فقط وفي قلبها المتألم والمكسور والذي لن يشفى ابدا...................
وعلى ما يبدوا فإن راند قد تفهم بأن ما تعانيه خاص بها لذلك احترم صمتها وقال:لا بأس لكن من الأفضل الا تقودي بنفسك وانتي بهذه الحال لذلك سأقود السيارة عوضا عنك ولن اسمح لك بالاعتراض ابدا.
وبالفعل ماريا لم تعترض وخرجت من مكانها وقالت له:لكن ماذا بالنسبة لذلك الرجل؟.
راند اخذ بذراعها وجعلها تستدير وتجلس في المقعد الاخر وهو جلس امام عجلة القيادة وهو يقول:لا تقلقي لقد تصرفت معه؟
ماريا باعتراض:لكن دكتور,,,,,,,,,,,,,,,,
قاطعها قائلا:راند فقط.
ماريا اكتفت بالصمت هي لم تشأ ان تقحمه بامر لا دخل له لكنه هو من تدخل لمساعدتها لذلك على الاقل يجب ان تكون شاكرة والا لكانت قد وقعت في مشكلة اكبر من ذلك...بسبب عاطفتها القوية التي كادت تدمر حياتها للأبد......
اخذ راند يقود السيارة نيابة عنها بينما هي كانت تشعر بانها تريد البكاء هذا فقط ما كانت هي بحاجة له حقا بعيدا عن اي شخص قد يراها فهي لا تحتاج شفقة من اي احد.....
اوقفها قرب منزل عائلتها وحينما نزلا من السيارة سألته ماريا بخجل متوتر:لكن كيف ست..............
راند:ساعود في سيارة اجرة لا تقلقي بشأن ومن الأفضل ان تذهبي وتستريحي واذا كنت مرهقة فليس هناك داع للمجئ للمشفى غدا يمكنني ان اخذ لك اجازة مرضية غدا.
ماريا:سيكون هذا جيدا..........ولكنني حقا لا اعرف كيف اشكرك على ما فعلته من اجلي فانا لولا مساعدتك لا اعرف ما كان قد حل بي؟
راند بابتسامة:لا داع للشكر وسأكون سعيدا ان اعتنيت بنفسك اكثر.
ماريا:سأحاول فعل ذلك وشكرا لك ثانية.
بعد ذهابه ماريا كانت بالفعل متعبة ولم يكن لديها الوقت لتفكر لم يفعل ذلك لم يساعدها لم يقوم باي شيء كي يريحها لم يكن لديها الوقت لذلك لان صورة دانييل وتلك السيدة عادت وبقوة تظهر في خيالها....
الدموع ليست كافية لكي تعبر عن ما بداخلها لكن الشيء الوحيد الذي يجب عليها فعله هو ان لا تهتم لشيء ابدااااااااااا فكرت بذلك وهي تغفو بعدما بكت لدرجة لم تستطع التحمل اكثر من ذلك.

لم تأخذ ماريا اجازة لمدة يوم فقط بل لمدة اسبوع كانت بالفعل بحاجة لهذه الفترة من الراحة والاسترخاء وفي عصر ذلك اليوم المشمس الجميل......................
قفزت ماريا وكلارا بسعادة بالغة لدى رؤيتهما والدهما ينزل من سيارة الأجرة مع حقائبه وأسرعتا نحوه بينما هو بابتسامة واسعة استقبلهما في عناق كبير كانت لحظة جميلة جدا فقد كان مشتاقا لهما لدرجة كبيرة لانهما بهجتاه من هذه الدنيا.........................ومرت لحظات من الضحك والابتسامة والدموع ايضا لكن كل ذلك كان مختلطا في مشاعرهم الرائعة نحو بعضهم كانت هذه اول مرة يتغيب بها ألين عن منزله وعائلته بهذه الفترة الطويلة ومن رؤيته لإبنتيه شعر بأنهما قد تغيرتا كثيرا وبأن هناك الكثير لديهما لتقولاه له...................ولكن السيدة ماتيلدا كانت الاكثر سعادة برؤية زوجها اللطيف المحب والذي يجمع الحنان والطيبة كلها واخذت ماريا وكلارا تتضاحكان وتعلقان كالمعتاد وكأنهما لم يحدث معهما اي شيء ابدا...وكأنهما عادتا مثلما كانتا قبلا ولكنهما لا تدركان بأن الأيام القادمة تحمل لهما اكثر من السابق.....................................

Blue Eyes 15-11-07 09:08 PM

:welcome_pills1:
الفصل الخامس

في كافتيريا الجامعة
كانتا قد وجدتا مقاعد وطاولة بصعوبة فقد كان المكان مزدحم حقا ومليئ بالطلاب وبقليل من دهاء ديانا استطاعت اقناع بعض الشبان بالتخلي عن المكان لاجلها واجل الحسناء كلارا وبالطبع بكل تهذيب وكالسادة المحترمين فعلوا ذلك وكانت كلارا تكتم ضحكاتها حتى انفجرت بالنهاية ومعها ديانا التي طلبت من اجلهما بعض العصير والحلوى............
فترة صغيرة من الصمت كانت كافية لتدرك كلارا ان هناك ما تخفيه عنها شيء هام جدا على ما يبدوا اذ لاحظت تورد وجهها المفاجئ والابتسامة التي لم تفارقها منذ رأتها في الصباح..........وفجأة............
" سوف أتزوج قريبا" قالتها هكذا بخجل وارتباك لانها حتى هذا الوقت الذي قالت به هذه الكلمات الثلاث البسيطة كانت لا تزال لا تصدق نفسها بأنها ستتزوج وممن من إبن خالتها جون وعلى غير توقع لقد كان تعلقها به سريعا جدا لم يكن حبا ليس الامر سهلا لكنها متأكدة تماما انها ستحبه مع الايام لان به جميع الصفات التي كانت تتمناها دائما في فارس احلامها.......واخيرا تحقق الحلم الذي اصبح حقيقة والديها وشقيقها سعيدون جدا لاجلها.......
"حقا"
كلارا التي ما تزال مندهشة قليلا سرعان ما كتمت صرخة فرح وعانقت صديقتها ديانا بقوة وهنأتها من أعماق قلبها متمنية لها الكثير من السعادة....وحينما ابتعدت عنها كانت الاثنتان تتضحكان كلارا من الصدمة والمفاجأة الجميلة التي لم تكن تتوقع حديثها في القريب جدا حسنا هي فكرت بان ديانا ستتزوج بعد فترة وليس قريبا جدا كما اعلنت لذلك صدمت جدا ولكنها ابدت سعادة حقيقية من اجلها فابتسمت ديانا وقالت بخجل:شكرا لك عزيزتي كلارا انتي اروع صديقة لي في هذا العالم.
ابتسمت كلارا بمرح وقالت:وانتي ايضا لكن لا تغيري الموضوع وتجعلي منه قصة عاطفية.
ضحكت ديانا:انك سخيفة اتعلمين؟
كلارا:ربما قليلا ازددت سخافة في الآونة الأخيرة.
وضحكت ديانا ثانية على اراء كلارا التي حقا ازدادت سخفا ربما لانها عاشقة الآن وكل شيء يتبدل حينما يحب الشخص....وهكذا بدت كلارا مرحة جدا متفائلة وسعيدة خاصة بعد رجوع والدها المفاجئ من رحلته التي كانت قد طالت هذه المرة قليلا لكن حمدالله ان كل شيء مر بخير وسلام....
كلارا عادت لحديثهما عن زواج ديانا الغير متوقع وهي تقول:لكن كيف حدث كل شيء بسرعة كبيرة هكذا لم اظن بانك ستفعلين ذلك بهذه السهولة؟
ابتسمت ديانا وهي ترشف القليل من عصيرها:انتي محقة انا نفسي لم اكن متوقعة ما انا مقدمة عليه حتى انني ما ازال مندهشة كوني سأتزوج وقريبا ايضا.......
كلارا:حسنا اذن ماذا حدث؟وما الذي تغير؟
ديانا بتفكير اجابت:حسنا هناك الكثير من الامور المشتركة بيننا نحن الاثنين بشكل واضح.
كلارا:هذا جيد وماذا ايضا؟
ديانا:معظم ما اتمناه لنفسي ومستقبلي يستطيع تأمينه لي معظمه ان لم يكن كله؟.
كلارا:وهذا رائع ايضا.
ديانا:وماذا ايضا...اه اجل هناك حفل الزفاف الذي قرر ان نقيمه كما تمنيت من قلبي بالفعل هل تعلمين اين سنقيمه؟
ضحكت كلارا لحماسة ديانا وقالت:لا ليس لدي ادنى فكرة حاليا اخبريني؟
ديانا:لقد دهشت كثيرا حينا اقترح هذه الفكرة التي فكرت بها انا من قبل سوف نقيم حفل الزفاف على ظهر السفينة البخارية التي سوف تقلنا لشهر العسل في ايطاليا........................
كلارا بدهشة مفعمة بالمرح والسرور:حقا كم هذا رائع...
وافقتها ديانا والسعادة ترفرف حولها:بل اكثر من رائع....
كلارا:لكنك ستتابعين دراستك بعدها اليس كذلك؟
ديانا:في الحقيقة لا ادري؟
كلارا باستغراب:ديانا؟
ضحكت ديانا بتوتر:ربما اعني الآن هذه الفكرة ليست ضمن مخططاتي؟
كلارا بغضب:ديانا لا تكوني سخيفة انك تسيرين بشكل ممتاز في دراستك ونجاحك مضمون مئة في المئة فلم تتجاهلين هذا؟
ديانا بابتسامة حالمة:لا اعرف انما سأفكر ثانية في هذا الأمر.
اخذت كلارا تنظر نحوها باستغراب ماذا اصابها يا ترى؟ ديانا التي كانت مفعمة بالحماسة للدروس والجامعة ماذا حصل لها؟ وبنفس الوقت الذي كانت به كلارا تنظر نحو صديقتها بحب كبير واهتمام اكبر كان هناك عيون مؤذية تنظر نحوها بغضب غريب جدا.............................

في متجر الزهور

كانت مارغريت تتعاون مع فتاة اخرى على العمل في المكان وكانت بهذا الوقت تقوم بترتيب بضع باقات جميلة خاصة باحدى حفلات الزفاف وكانت ترتب هذه الباقات بتأن وسرور وهي تفكر في نفسها هل ستحمل احدى باقات الزهور هذه يوما ما كعروس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طردت هذه الأفكار السخيفة من رأسها واعادت انتباهها للعمل حينما طلب منها صاحب المتجر ومالكه الاهتمام بكل شيء هي والفتاة الاخرى لحين عودته بعد الظهيرة........
"هل لي في وردة بيضاء جميلة كصاحبتها"
رفعت مارغريت عيونها الجميلة فجأة ولاح لها قامة نيد الطويلة والذي كان يرتدي ملابس رياضية وكانت الابتسامة الواسعة مرسومة على شفتيه دليلا لسروره على رؤيته احمرت وجنتاها ومع ذلك شعرت باشراقة غريبة وقالت له بعذوبة:نيد؟ماذا تفعل هنا؟
نيد ابتسم ودخل المكان:لم تسألين؟أممنوع دخول غير الزبائن؟
مارغريت بابتسامة متوترة:انا لم اعني ذلك تماما لكن حقا اخبرني هل تريد شيئا ما من المتجر؟
ابتسم واخذ يتأمل باقات الورود الرائعة بالوانها السحرية والتي تجذب النظر وتلفت الانتباه برائحتها العطرة وقال:في الواقع مجيئي هنا ليس صدفة!وانا اعرف بانك مشغولة لكن اخبريني هل انتي بخير اليوم؟
مارغريت شكرته على اهتمامه وقالت:اجل بالطبع شكرا لسؤالك هذا.
نيد بقليل من الارتباك:مارغريت هل تقبلين دعوتي لك على الغداء اليوم انتي بالتأكيد لديك فترة استراحة اليس كذلك؟
مارغريت نظرت ناحية جين المشغولة في ترتيب اشياء اخرى وقالت:اجل طبعا لدي فترة استراحة.
نيد بابتسامة مشجعة:اذن تقبلين اليس كذلك؟
مارغريت لم تستطع رفض طلبه الرقيق هذا وقالت:حسنا لكن بشرط ان لا نتأخر فانت تعلم بانني اذهب للجامعة بالفترة المسائية.
نيد:سأتأكد من عدم تأخرنا......سأكون حريصا على ذلك؟
ابتسمت مارغريت:وانا متأكدة بانك تفعل ما تقول.....
نيد نظر لساعته وقال:متى آتي لاصطحابك اذن؟
مارغريت بتفكير:حوالي الثانية والنصف سيكون هذا جيدا.
وبعد ان اتفقا على ذلك غادر نيد بعد ان اخبرها بان المطعم ليس ببعيد عن مكان عملها لذلك هي اطمأنت وشعرت بالراحة وبقليل من الخجل حينما هسمت لها جيني ضاحكة:ألن تخبريني اذن من هذا الوسيم؟
وبما ان جيني من النوع الفضولي والثرثار فقد كانت مارغريت معها مقتضبة جدا في كلماتها القليلة التي قالتها لها......ولم تشبع فضولها ابدا........

في المشفى الخاص

وفي قسم الأطفال

"دكتورة هل سيكون بخير؟"
نظرت ماريا وهي تعتدل بوقفتها نحو تلك السيدة القلقة على طفلها المصاب بالجدري وطمأنتها قائلة:أجل لا تقلقي وبما انها المرة الاولى التي يصاب بها فستكون ايضا المرة الأخيرة؟.
السيدة بقلق:اتعتقدين ذلك حقا؟
ماريا:هذا صحيح لانه وقتها سيكون قد اكتسب مناعة ولكننا سنضطر لابقاءه عدة ايام كي لا يقوم بنقل العدوى لشقيقاته الصغيرات.
السيدة بابتسامة صافية:اشكرت كثيرا دكتورة لما تقومين به انتي حقا طيبة جدا ولطيفة.
ابتسمت ماريا وقالت:لا داع للشكر سيكون الصغير افضل حالا ولا داعي لكل القلق الذي يبدوا واضح عليك بالفعل.
خرجت ماريا لتفقد بقية الاطفال العمل هو كل ما بقي لها وليس شيئا اخر بخصوص العاطفة اذ لم يعد يهمها شيء لقد جمدت عواطفها ثانية كما كانت من قبل رغم ان ذلك صعب جدا عليها الا انها قررت ان تتجاوز تلك المحنة باسرع ما يكون خاصة بعد ان سمعت بخطوبة دانييل وتلك المدعوة إريكا كما اخبرتها ريلينا التي اخذت تلتقيها بشكل سري..............................
وهكذا قررت تجميد كل طاقتها فقط لاجل العمل؟ لانه مهنتها التي تعلمت ودرست من اجلها وهي تحب عملها جدا اكثر من اي وقت مضى هكذا شعرت وهي تتناول فنجان القهوة الذي برد تقريبا وهي حائرة في افكارها........وكانت جالسة في الكافتيريا الخاصة بالمشفى,
العمل ثم العمل ثم العمل كان هذا ما تفكر فيه فقط وهي تضع فنجانها الفارغ جانبا وكانت على وشك الوقوف والذهاب حينما اقترب منها الدكتور راند بهدوء وابتسامة لطيفة شعرت بها وهو دعاها للجلوس قليلا معه قبل انتهاء فترة الاستراحة فلم تجد بدا من ذلك وجلست في الحقيقة هي لا تحب الدكتور راند ابدا لكنها تشعر بالاستلطاف نحوه فقط لا اكثر ومع ذلك فهي تجد فيه الكثير من الصفات التي يمكن لاي فتاة ان تحبه لكن هي لا تريد ذلك او لن تفعل ذلك ابدا..................
لكن في الحقيقة كانت نظراته نحوها واضحة تماما إنه معجب بها دون أدنى شك لكنها لا تستطيع ان تمنعه من ذلك فليعجب بها كما يشاء ......
راند في حيرة:ماريا نحن تقريبا أصدقاء أليس كذلك؟
إبتسمت ماريا بقليل من الضيق دون ان تحاول ان تظهر ذلك وقالت:بالطبع دكتور نحن كذلك؟
راند:ما أعنيه ليس يدخل فقط في مجال عملنا في المشفى كطبيب و كدكتورة ما اعنيه شيء آخر تماما هو انك صديقة رائعة في مجال الحياة الاجتماعية لاي شخص.
ماريا:شكرا لك دكتور.
راند:ألا يمكنك مناداتي في إسمي مجرد من دون لقب؟
ماريا بارتباك وابتسامة احترام:آسفة لكن لا يجب علي ذلك حقا
راند:لكننا اصدقاء
ماريا:افهم ذلك لكن ليس هنا وانا اكن لك احتراما وتقديرا كبيرين لذلك......
قاطعها قائلا:انا اقدر لك ذلك ولكن ايضا افضل لو نكون اكثر صراحة ماريا لا اريد هذه المجاملات السخيفة لانني واثق بانك لا تحبينها ايضا.
ماريا:انت محق دكتور.
راند:راند فقط؟
ماريا:ولكن......انا لا افضل ذلك سوف تثار الأقاويل هنا في المشفى انت تعرف العاملين وانا لا احبذ ذلك من اجلي ومن اجلك ايضا.
راند:كم انتي عنيدة.
اكتفت ماريا بابتسامة وهو تابع يقول:ما دفعني لقول كل تلك المقدمة هو انني اشعر بانك لم تعودي كالسابق ماريا كنت مفعمة بالحيوية اكثر والابتسامة لم تكن تفارقك لكن بالفترة الأخيرة وان حاولت اظهار هذه الابتسامة المغتصبة على شفتيك ثانية لم تكن تلك الابتسامة لتخدع احد ما لذلك اذا كنتي تعانين من مشكلة ما لربما بامكاني مساعدتك بما اننا اصدقاء.
هزت ماريا رأسها قائلة:أشكر لك اهتمامك دكتور لكن ليس بامكانك مساعدتي في اي شيء لكن شكرا على كلماتك اللطيفة.
راند:ماريا انا اعني ما اقول لا احب ان ارى فتاة جميلة مثلك في تلك الحالة من الاكتئاب ذلك لا يناسب هذا الجمال..قال جملته تلك وهو يتفرس في ملامحها الناعمة فابتسمت وتورد وجهها وشكرته باختصار ومن ثم اعتذرت وعادت لعملها وهي تتنفس بقوة..........اما راند فلم يشعر باليأس وهو يفكر"يوما ما سأصل لقلبك هذا ماريا صدقيني؟"
كانت في غرفتها الخاصة بالمشفى حينما رن هاتفها الخاص فاستغربت من قد يكون يهاتفها بما ان كلارا في هذا الوقت في الجامعة ووالدتها في عملها ووالدها ذهب للبحر منذ الصباح....وحينما رفعت الهاتف اخيرا ورأت رقم صديقتها الحبيبة لارا فرحت جدا اذ لا بد انها قد عادت من رجلة شهر العسل هي وزوجها كارل فاجابت على الفور وبالطبع بدت اكثر سعادة بسماع صوت لارا المليء بالدفء والسعادة التي ظهرت من خلال الحماس البادي في كلماتها.......
ماريا بابتسامة لهفة:لكن أخبريني متى رجعتما؟
ضحكت لارا بمرح وأجابت:قبل عدة ساعات فقط.؟
ماريا:لكنها مفاجأة جميلة جدا ارجوا ان تكونا قد استمتعتما كثيرا في هذه الرحلة المميزة.
لارا بسعادة:استمتعنا جدا لا يمكنك مقدار السعادة التي اشعرها مع كارل انه رائع.
ابتسمت ماريا:اجل واثقة من ذلك وكيف كان وقع عودتكما على العائلة.
ضحكت لارا وهي تتذكر وجه والدة كارل واجابت:لقد صدموا لم يكونوا يتوقعون ذلك ابدا.
ضحكت ماريا وهزت رأسها قائلة:يا الهي تحبان المفاجآت أليس كذلك؟
لارا:جدا والآن دعك مني واخبريني عنك؟ماذا حدث معك؟أكل شيء على ما يرام؟ومااخبار الوسيم دانييل؟
كم تمنت ماريا الا تطرح لارا عليها هذا السؤال لانها لا تعرف كيف ستجيبها او بم تجيبها ومن صمتها الطويل شعرت لارا بالقلق وبان ماريا تعاني من شيء ما فقالت لها:عزيزتي اين شردتي؟
ماريا بابتسامة مصطنعة المرح:لا مكان انا معك
لارا:لا ذلك غير صحيح فانتي لست بخيرماريا ويمكنني ان اشعر بذلك حتما فاخبرينني ماذا بك؟احدث شيء في غيابي.؟
تنهدت ماريا بضيق وقالت:اه لارا لا اريد ان اضايقك بمشاكلي ثم انتي يجب ان ترتاحي من عناء الرحلة.؟
لارا بجدية:مارا لن تتهربي من الموضوع ابدا ثم انا لست متعبة واشعر بالقلق عليك.
ماريا:انا افهم ذلك لكن لارا ايمكننا تأجيل الحديث لما بعد؟
لارا:إذن هناك شيء ما في الأفق؟
ماريا:يمكنك قول بأن هناك أشياء وليس شيئا واحدا.
لارا بضيق:يا الهي ماريا تبدين حقا حزينة ومتألمة أليس كذلك؟
ماريا:بل اكثر من ذلك.
لارا:يجب ان نلتقي اريد ان اراك؟
ماريا:لارا ليس اليوم
لارا:حسنا اذن غدا ولن تجدي عذرا اليس كذلك؟
ماريا:بالطبع لن افعل كيف تقولين ذلك؟
لارا:للغد اذن؟.
ماريا:اجل وداعا الآن.
حينما اغلقت ماريا الهاتف كانت تشعر بقليل من الراحة فهي حقا بحاجة إلى لارا التي تفهمها كثيرا......وربما أمكنها ان تقدم لها نصيحة ما...........
حب دانييل متملك في قلبها وحتى لو انكرت ذلك فهي تقر بذلك لا شعوريا وهي سوف تبقى تحبه حتى لو تزوج من غيرها وهي متأكدة من ذلك تماما.....
عودتها للمنزل كانت عادية وروتينية مرت من دون شيء يذكر تقريبا الا حينما اقتربت من الوصول للمنزل وكانت على وشك ان تدخل السيارة في المرآب حينما شاهدت دانييل يدخل المنزل بنفس اللحظة أيضا وقتها شعرت بأن كل ما قررت القيام به من تجاهل نحوه تبخر كليا.ومع ذلك لم تسمح لنفسها بثانية من التفكير ادخلت السيارة للمرآب على الفور من دون ان تلتفت حتى وتجيب على تحية دانييل لها..........ودخلت المنزل بعدها وهي بتلك الحالة من التوتر والألم الذي يزداد كل ما رأته ذلك انها أحبته من كل قلبها وهو الحب الأول والأخير في قلبها......
دانييل حينما شاهدها تدخل بتلك الطريقة نحو المنزل إستغرب لكنه مع ذلك كان مقدر نوعا ما لانه يعرف بان ماريا تحبه هي لم تقل ذلك لكن كل تصرفاتها تقول ذلك ومع ذلك فهو لايلومها لكنه ايضا لا يلوم نفسه فهو لا يتقبل فكرة الحب ثانية في حياته لذا تمنى من كل قلبه ان تحصل ماريا على شخص يستحقها ويكون افضل منه بكثير.....
في اليوم التالي

كان مكان اللقاء بين ماريا وصديقتها الحبيبة لارا في ذلك المطعم الجديد الذي يدعى مطعم الشموع والذي يكون اجمل في المساء لكن ماريا ولارا كانت لهما اسبابهما الخاصة للقاء في منتصف النهار لتناول وجبة الغداء معا والحديث ايضا....وكان هذا بعد خروج ماريا من المشفى وانتهاء يوم عملها وبعد ان هاتفت لارا وعلمت بانها قد سبقتها لذلك المطعم الجميل....لقاء الاثنتين كان مفعما بالسعادة وكانت لارا تبدوا عروس رائعة بدت وكأن الزواج اضفى عليها اكثر جمالا ونعومة كما انه ناسبها جدا من جميع الجهات......
جلست كل منهما في مكانها وهي تتأمل الأخرى ضاحكة كانتا متشوقتان جدا لرؤية بعضهما وكانت هذه المرة الأولى التي لا تريان بها بعضهما لمدة شهر كامل.........وعلمت ماريا من الكلمات القلائل الأولى التي تبادلتها مع لارا بأن لارا سعيدة جدا في حياتها وغير نادمة أبدا على اختيارها كارل شريكا لحياتها لانه تجمعهما الصداقة وليس فقط الحب والمودة مما زاد من تقاربهما نحو بعضهما البعض....وتمتمت ماريا بكلمات رقيقة تعبر عن سعادتها لاجل لارا متمنية لها الحياة الهنيئة؟
اخذتا بتناول العصير ريثما يحضر النادل الغداء ومن ثم رفعت لارا نظرها نحو ماريا الهادئة وقالت لها:إذن ما هي الحكاية؟ لقد بقيت افكر بك طيلة الليلة السابقة لدرجة ان كارل رماني بالوسائد؟
نظرت ماريا نحوها فوجدتها تقول ذلك بجدية وضحكت على كلامها وقالت:لارا
لارا:ماذا؟اتكلم بجدية فعلا؟والآن هل ستتكلمين ام ماذا؟
ضحكت ماريا:سأتكلم لا داعي لكل هذا الغضب عزيزتي لا يليق بك ما تزالين عروسا.
ضحكت لارا:حسنا ربما كنتي محقة قليلا لكنني لا استطيع ان اتغلب على فضولي االشديد لمعرفة ما بك.
ابتسمت ماريا وقالت:بالواقع لا اظنك بحاجة لسماع قصة محزنة وقد تكون سخيفة وتافهة؟
لارا امسكت بيد ماريا وقالت بهدوء:عزيزتي انت لا شيء يتعلق بك تافه بل انا متأكدة من انه امر هام هذا الذي يجعلك تبدين منزعجة ومتضايقة ولا يمكنك ان تخفي ذلك ابدا مهما حاولتي.
ابتسمت ماريا بمرارة وقالت:يبدوا ان الجميع يلاحظ ذلك ليس انتي فقط؟
لارا في حيرة:من تعنين؟
ماريا:من غيره الدكتور راند؟
ابتسمت لارا:ذلك المعجب الولهان.
ضحكت ماريا:اجل.
وصمتتا قليلا حينما احضر النادل الطعام وقام بترتيبه وبعد ذهابه اقترحت لارا قائلة:افضل ان نتناول الطعام قبل ان نتحدث لان الآن شهيتي مفتوحة وقد تغلق بعد سماعي لما لديك.
ضحكت ماريا ووافقتها على اقتراحها ذلك وبدأتا في تناول الطعام كانت ماريا على وشك وضع شوكة الطعام في فمها حينما رأت دانييل يدخل نفس المطعم وليس وحيدا بالطبع مع خطيبته إريكا التي كانت متألقة جدا في ثوب احمر طويل وما جعل ماريا تتألم اكثر ملاحظتها السريعة للخاتم الماسي في يد إريكا اليمنى لقد حدث ذلك سريعا جدا.............."لا لا يعقل ان اكون سيئة الحظ لهذه الدرجة لا يمكن ان يحدث ذلك معي دائما!"
ولاحظت لارا فجأة عدم تناول ماريا للطعام والشوكة ما تزال معلقة في الهواء ورأت بان ماريا تنظر بضيق شديد باتجاه شيء ما خلفها وبسرعة إستدارت وشهقت قائلة"او يا الهي" وعادت لتنظر ناحية ماريا المسكينة والتي تبدوا كمن تتقطع من داخلها........
اعادت ماريا الشوكة للطبق وقد ذهبت كل رغبة لديها في تناول الطعام وجففت دمعة سقطت رغما عنها فقالت لارا بصوت هامس متضايق:هذا ما كنتي ستخبرينني به أليس كذلك؟
صمت ماريا اكد لها الأمر وعادت للنظر ثانية نحو دانييل المبتسم وإريكا الجالسة قربه والسعادة تبدوا على كلاهما.."كم هذا مؤلم"فكرت لارا خاصة ان ذلك يحدث امام ماريا الرقيقة الطيبة........
لارا:عزيزتي انني لا اعرف ماذا اقول لكن هل نخرج من هنا؟
هزت ماريا رأسها وفي الحال خرجتا من المكان بعد ان دفعتا ثمن الطعام الذي لم تتناولا منه سوى القليل جدا...ولكن ماذا يهم؟لا شيء؟فهناك اهم من ثمن الطعام هناك الألم والانكسار والجرح العميق..........توجهتا نحو الحديقة العامة وجلستا قرب بحيرة للبط كان الجو جميل جدا لكن صمت ماريا ولارا كان شيئا غريبا فالاولى على وشك الانهيار تماما والثانية منزعجة جدا ولا تعرف كيف تخفف عن صديقتها الحبيبة وفجأة عانقتها وبقوة وبالطبع ماريا لم تستطع ان تخفي دموعها اكثر وبدأت في نوبة من البكاء الحار لدرجة ان لارا ايضا بكت قليلا وهي مدركة شعور ماريا المؤلم..............:flowers2:

Blue Eyes 20-11-07 09:53 AM

الفصل السادس

"ما بكما ألم تعجبكما الفكرة؟لقد ظننت بأنها ستكون فكرة رائعة ان نخرج معا خاصة اننا لم نفعل ذلك منذ مدة طويلة!"قال السيد آلين جملته هذه بشيء من الإستغراب فعادة بناته ماريا وكلارا تكونان في غاية الحماسة من اجل ان يخرجوا جميعهم معا كعائلة.......
ماريا بابتسامة لطيفة هزت رأسها قائلا:ليس الأمر كذلك أبي لكن أنا ليس لدي رغبة حقيقية في الخروج اليوم؟
كلارا أيضا قالت:وأنا لدي ما اقوم ربما مرة اخرى ابي.
نظرت السيدة ماتيلدا لبناتها قائلة:أنتما لم تعودا كالسابق ابدا ماذا جرى لكما؟
الصمت هو الذي خيم على غرفة الجلوس فقال السيد آلين:حسنا حسنا على ما يبدوا بأنه هناك الكثير لذلك يجب ان نتناقش معا في ذلك ام انتما لا تريدان الحديث.
ماريا وكلارا نظرتا نحو والديهما ولم تعرفا ماذا تقولان وبالنهاية قالت ماريا بتردد:في الواقع ابي هناك الكثير؟.
وبما ان والديهما كانت الصراحة لديهما اهم شيء فقد اضطرت ماريا لقول كل شيء بداخلها امام والديها حتى ان والدتها تالمت من اجلها لكنها لم تستطع قول شيء حتى كلارا التي تعرف كل شيء يحدث مع شقيقتها فضلت الصمت لانه ليس هناك ما يمكن ان يقال حقيقة فمشكلتها من النوع الذي يحدث كثيرا وهو الحب من طرف واحد......
نظر السيد آلين مطولا لإبنته ماريا التي كانت تجفف دموعها التي سقطت رغم عنها مع انها حاولت الا تدعها تنزل لكن من غير فائدة ومن ثم قال أخيرا:أنتي بحاجة لأكثر من النصيحة عزيزتي انتي بحاجة كي تصارحي نفسك بان هذا لا يسمى حب ربما اعجاب وقد فهمت من حديثك بانه من طرف واحد فقط وهو من جانبك لذا سيكون من الافضل ان تتغلبي على شعورك هذا بسرعة كي لا يزداد الأمر سوءا مع الأيام.................
كان كلام والدها واقعي مئة في المئة وصحيح كذلك لكنها لا تستطيع محو حب دانييل من قلبها ابدا حتى لو قالت ذلك وشاءت ذلك لا يمكنها فعل ذلك.
نظرت السيدة ماتيلدا لابنتها الرقيقة بابتسامة وقالت لها:حبيبتي لا داعي لكل هذا الحزن ثم انتي ما تزالين شابة صغيرة وجميلة جدا والكثيرون يتمنون فتاة مثلك فلا تفكري به كثيرا وكما قال والدك عليك نسيانه بسرعة.
ماريا:لا استطيع
السيد آلين كانت المرة الأولى التي يرا بها ابنته فيها بهذا الضعف مع ان ماريا عادة تتمتع بالقوة الكبيرة وما حدث معها لا يعد شيئا مقارنة بالكثير من الاشياء التي تحدث في العالم......وهذا ما حاول افهامها اياه....ورغم ان الامر سيأخذ وقتا طويلا الا انه متأكد من انها ستعيد التفكير في الامر فالحياة ليست مقتصرة على الحب فقط فهناك اكثر من ذلك هناك الاحترام واللطف والطيبة وجميعها افضل من الحب الذي يؤدي لمآس عديدة في الحياة.
صعدت كلارا لغرفتها وهي تفكر في نفسها ايضا هل من المعقول ان يفعل كارلوس شيئا يؤذيها يوما ما؟ ابعدت تلك الفكرة عن رأسها تماما لانه لا يمكن ان يفعل ذلك ابدا.....كان يهاتفها احيانا حينما يكون متفرغا وبالمرة الاخيرة التي تحدث بهاا معه اخبرها بان ناتاليا مريضة اكثر من المعتاد اذ يبدوا ان الازمة تشتد عليها..وهي كانت لطيفة بان واسته بكلمتين رقيقتين....
رمت بنفسها على سريرها وهي تتمنى الا يحدث شيء يفرق بينهما لأن كارلوس يحبها كثيرا وهي متأكدة من ذلك كما انها تحبه وكانت كلارا مرتاحة جدا من هذه الناحية على الاقل ان حبهما متبادل وليس من طرف واحد ..مثل ماريا المسكينة التي كانت كالوردة اللامعة المتألقة ومؤخرا بدأت في الذبول بشكل واضح......
مرت أيام عدة بعد ذلك
وفي يوم مشرق جميل من اواخر فص الصيف ذهبت ماريا لزيارة صديقتها لارا في منزلها الخاص في زيارة اجتماعية فقد شعرت بانها بحاجة لذلك حقا خاصة بانها لم تعد كالسابق وها هو دانييل قريبا جدا سيتزوج وهي قررت اعتبار ما مرت به هو مجرد تجربة ماضية من حياتها ودرس بأن لا تلقي بمشاعرها لأي كان....في الواقع قد يكون درس مفيد لها بأن تصبح اقوى من قبل وليس اضعف......
ولذلك قررت القيام بالعديد من التغييرات في حياتها التي اغلقتها مؤخرا وقررت القيام بسلسلة من الامور والانشطة المنوعة والمختلفة وبالطبع كلارا شقيقتها شجعتها ودعمتها كثيرا لان ذلك افضل بكثير من ان تراها حزينة.
إرتدت ماريا ثوبا ورديا بسيطا وقصيرا وباكمام قصيرة مطرزة في ورود بيضاء ساحرة وتركت خصلات شعرها الحريرية تنسدل بحرية على اكتافها وظهرها ومع انها كانت بسيطة جدا الا انها كانت تبدوا رائعة الجمال.
في طريقها لمنزل لارا إشترت باقة ورود رائعة لها وكان الذي يعمل بالمتجر قد إنبهر بجمالها ومدحها كثيرا لدرجة انها خجلت من طريقته في النظر لها.........
وبالطبع بدت لارا سعيدة جدا في رؤيتها في منزلها وكانت هذه المرة الأولى التي تزورها ماريا في منزلها الخاص منذ زواجها ولكن ما جعل ماريا تشعر بالسعادة الكبيرة لأجل صديقتها انها علمت بأنها حامل في الشهر الثاني فكان خبرا غاية في الروعة وانهالت على لارا بالأسئلة والنصائح مما جعل لارا تضحك وتقول لها:مهلك ماريا انك مثل كارل انه منفعل جدا من السعادة؟
ضحكت ماريا:حقا لا بد من ذلك فهو سيصبح اب لا داعي لتقومي بلومه.
لارا هزت كتفيها بابتسامة:لا الومه لكنه قد بالغ كثيرا في ردة فعله تجاه الأمر كان يريد احضار خادمة لي كي تساعدني وانا رفضت ذلك؟
ماريا:ولكن لماذا؟
لارا بمزاح:لأنني لا احبذ وجود فتاة اخرى غيري في المنزل.
ضحكت ماريا:الغيرة السبب هذا هو
لارا:هذا صحيح ولكنني ايضا استطيع تدبر اموري واحب القيام باعمالي المنزلية بنفسي؟
ماريا:وهل تشعرين بالارتياح لذلك؟
لارا:بالتأكيد و اشربي العصير هيا
ضحكت ماريا واخذت تتناول عصير البرتقال وهي تنظر لمنزل لارا الجميل بفضول واعجاب كان جميل وبسيط بنفس الوقت ويجمع ما بين اللون الاخضر والأبيض في لون الأثاث وحتى الجدران.....
والتفتت إلى لارا تقول:منزلك رائع جدا.
لارا بابتسامة:أشكرك يا عزيزتي لكن ليس بروعة وجودك هنا.
ضحكت ماريا وقالت:انا اعني ما قلت انه كيف اقول هذا انه ذا جو منعش ربما الالوان هي المريحة
لارا:محقة فالالوان مريحة جدا والاثاث ايضا.
ماريا:اكان من اختيارك انت ام من اختيار كارل؟
لارا:من اختيارنا الاثنين معا؟.
ماريا:حقا؟هذا جميل ذوقكما رائع؟.
لارا:في الحقيقة احترنا كثيرا وفكرنا بالوان اخرى كالازرق الفاتح مع الابيض او الاسود والعاجي ولكن عدنا واخترنا هذه الألوان.......
ماريا:ولكنها مناسبة جدا للجو العام للمنزل.
لارا جلست قرب ماريا وقالت:وبالمناسبة تبدين اليوم مميزة جدا لم تتركي لي فرصة لاقول ذلك؟
ضحكت ماريا:شكرا لك لارا انتي دائما لطيفة؟
لارا:لا انني لا اتملقك ماريا وتعرفين ذلك جيدا.؟
ماريا:بالطبع انا اعرف ذلك
لارا:ودعك مني الآن واخبريني كيف هي امورك هذه الأيام؟ أدرك بأن الفترة الأخيرة كانت صعبة عليك كثيرا وكنت اريد حقا ان اساعدك لكنني لم اعرف كيف.
ماريا بابتسامة هادئة:لا بأس لارا انا بخير وسأحاول ان اغير من نمط حياتي قليلا؟.
لارا بدهشة وبفضول:حقا؟وكيف؟
ماريا:تعرفين الدكتور راند؟
لارا:الذي يعمل معك بالمشفى؟
ماريا:اجل لقد قام بدعوتي مساء الغد لحضور حفل موسيقي؟
لارا بابتسامة سعادة:كم انا سعيدة لاجلك سوف تستمتعين انا واثقة من ذلك جدا.........وصمتت قليلا ثم تابعت:ولكن مهلا......كنتي في السابق ترفضين دعواته لك فما الذي تغير فجأة أبسبب دانييل؟
هزت ماريا رأسها نفيا:اوه كلا كيف تفكري في ذلك لارا لا يمكنني ان اقوم بخداع اي انسان والدكتور راند لطيف جدا معي بل هو رائع كطبيب وانسان ايضا ولن اؤذي مشاعره ابدا.
لارا:اسفة عزيزتي لم اكن اقصد ما فهمتي
ماريا:لا لارا انتي لم تقصدي شيئا انا اكيدة من ذلك
لارا:اذن ما سبب التغيير؟
ماريا بتفكير:يمكنك القول بأنني مللت من وضع حواجز بيني وبين الأخرون؟
لارا بتشجيع:هذا حسن كثيرا ما كنت اقول لك ذلك؟
ابتسمت ماريا بمرح:وعلى ما يبدوا انني سآخذ نصيحتك كأمر مسلم بها؟.
لارا:انا مرتاحة لأجلك ماريا وستفعلين الصواب في ما ستقومين به لانك دائما تحرمين نفسك من امور كثيرة؟
ماريا:اكتشفت بانك محقة في كل شيء
ضحكت لارا:هذا كي تدركي بأنني أريد لك السعادة فقط؟
ماريا بضحكة ناعمة:ادرك ذلك
لارا بفضول:ماريا ولكن احقا ستذهبين؟
ماريا:اجل لقد اخبرته بان يأتي لإصطحابي؟
لارا:وأين مكان الأحتفال؟
ماريا:في احدى قاعات الأقواس السبعة؟
لارا:مذهل؟
ضحكت ماريا:ولم؟
لارا:لأنك محظوظة جدا يا عزيزتي فهذا المكان راق جدا لم اذهب اليه انا بالطبع لكن كارل حدث وان ذهب الى هناك يوم ما في مناسبة ما لا ادري متى تماما لكنني واثقة بانه اجمل مما وصفه كارل؟و اعتقد بانك ستستمتعين جدا............
إبتسمت ماريا:آمل ذلك
قضت ماريا يوما جميلا هادئا ومرحا لدى صديقتها الحميمة لارا وحينما عادت للمنزل كانت أكثر إشراقا وسرورا وظهر ذلك بوضوح عليها واكتفى والدها بابتسامة لطيفة بانه هكذا يريدها دائما مرحة وسعيدة.
"أخبريني إذن ماري كيف كان يومك؟"
إبتسمت ماريا وإستدارت بإتجاه شقيقتها قائلة:كان مدهشا لا اعرف كيف مر الوقت بسرعة لقد تحدثنا كثيرا واحذري ماذا هناك؟
إبتسمت كلارا بفضول:أخبريني بسرعة ماذاحدث؟
ماريا بمرح:لارا حامل؟
كلارا بابتسامة مرحة:حقا هذا خبر في غاية الروعة لا بد انها سعيدة لدرجة كبيرة.
ماريا:كثيرا وكذلك كارل سعادته لاتوصف كونه سيصبح اب للمرة الاولى.
ضحكت كلارا:بالتأكيد سيكون هكذا شعوره اخبريني اهي بخير؟
ماريا:أجل وانا سعيدة جدا لاجلها
كلارا بابتسامة هادئة:وانا ايضا سعيدة لاجلها ولاجلك ايضا لانك بدأت تعودين كالسابق.
ماريا بابتسامة باهتة:آمل ان اعود كالسابق لا تعرفين كيف أشعر كلارا الكثير الكثير من المشاعر المضطربة في داخلي.
كلارا بلطف:أنا افهم ذلك يا عزيزتي انه شعور صعب به الكثير من الحيرة.
ماريا:هذا صحيح.
كلارا بدلت الموضوع بلباقة وقالت:ماذا سترتدين لحفل الغد؟
ماريا:لم افكر بشيء حتى الآن لكنني سأرتدي أي شيء؟
كلارا هزت رأسها نفيا:كلا لن تفعلي ذلك والآن هيا تعالي لأختار لك شيئا ما حسب ذوقي انا؟
ضحكت ماريا ووجدت فكرة شقيقتها جيدة فتبعتها بالحال وفي الغرفة اخرجتا تقريبا جميع الثياب من خزانة ماريا الضخمة واخذتا تقلبان وتبحثان عن شيئا يناسب حفل موسيقي وبعد دقائق طويلة من البحث وقع اختيار كلارا على ثوب هادئ وناعم لونه أسود وهو بأكمام قصيرة جدا وطويل ومفتوح قليلا من الصدر وبالطبع له وشاح جميل أعطته كلارا لشقيقتها وهي تقول:هذا هو انه الثوب المناسب لهكذا احتفال؟
ماريا بتردد بسيط:أو أتعتقدين ذلك؟
كلارا:بالطبع انه رائع لكنه سيكون اروع حينما تقومين بارتدائه وبالذهاب به للحفل.
ماريا:سأرتديه وليكن ما يكون.
إبتسمت كلارا بمرح:هكذا هي شقيقتي الي اعرفها.
ماريا بتردد:كلارا ألم تري ريلينا بالآونة الأخيرة.
كلارا بابتسامة حزينة قليلا هزت رأسها وهي تقول:كلا للأسف لم أرها منذ فترة.
تنهدت ماريا ولم تعرف ماذا تقول هذه الفتاة دخلت قلبها وتعمقت به جدا لا يمكن ان تنساها بهذه السهولة أبدا لكنها تتمنى أن تكون خطيبة والدها طيبة وتعاملها بحنان ولطف لأنها بحاجة لهذه المعاملة الحسنة.
كلارا:ماريا عزيزتي لا داعي للقلق ستكون بخير ثم لا تنسي وجود السيدة دوريس؟.
ماريا:أجل انتي محقة لكنني لا اعرف كيف اقول ذلك انني لا اريد ان تصاب بالاذى فهي حقا لا تستحق ذلك وما تزال صغيرة.
وإنتهى النقاش بينهما بأن ذهبت كلارا لتجيب على مكالمة هاتفية من صديقتها ديانا وبقيت ماريا تتأمل الثوب وتفكر كيف سيكون وقعه على الدكتور راند ؟ الذي لم يرها سوى مرة واحدة في ثوب حفلات وذلك في حفل زفاف لارا حيث كانت ترتدي ثوب الوصيفة لكن الجميع اجمع على انها اجمل وصيفة قد شاهدوها في حياتهم تلك الجملة جعلتها تشعر بسعادة غريبة لم تعرف لم؟وعلى جميع الأحوال فهي جميلة ويجب الا تبقى مكومة نفسها في هذ القوقعة وعليها الخروج والإستمتاع بوقتها.
لاحظت العائلة تغير ماريا المفاجئ أثناء تناول العشاء فقد بدت مرحة ومرتاحة وتتحدث بهدوء والابتسامة لم تفارق وجهها الجميع لكن على الرغم من ذلك فهم يشعرون بما تعانيه داخليا وما ترسمه على وجهها الا قناع ليخفي ما في داخلها لكن مع ذلك فقد تمنوا بأن تبقى حالها كذلك والا تتغير للأسوأ ولا ريب بأنها إذا إنشغلت بتسلية نفسها جيدا قد تتبدل أمور حياتها خاصة اذا تركت نفسها على سجيتها..
في اليوم التالي كان كل شيء يسير على أفضل ما يرام مع ماريا كان نهارها جميلا من أوله وبدت مرحة ومشرقة وعملها ذلك اليوم في المستشفى لم يكن كثيفا على العكس كان العمل أقل من المعتاد إذ لم يكن هناك الكثير من المرضى كما أن المرضى الآخرون كانت حالتهم تبدوا أفضل من قبل وخاصة المقيمين منهم في المستشفى وذلك ما زاد من شعور ماريا بالرضا والسرور.كما سمعت الكثير من العبارات اللطيفة والجميلة التي جعلتها تبتسم طيلة الوقت..........
فترة الغداء التي تناولتها مع إحدى الممرضات كانت فترة جميلة قضتها في الحديث المريح البعيد عن المستشفى والعمل فيه وعن المرضى.......
وحينما عادت للمنزل شعرت بالراحة والانسجام مع العائلة وتمنت ان يكون بقية اليوم هكذا دون ان يحدث شيء ما يعكر مزاجها او يبدل من شعورها بالهدوء والراحة اللذين لم تشعر بهما منذ فترة.
وهكذا وقبل الساعة السابعة بنصف ساعة إغتسلت وبدأت في إرتداء ثوب السهرة لكي تذهب مع راند للحفل الموسيقي وبدأت بالاستعداد وبوضع اللمسات الأخيرة على نفسها......وفي النهاية وهي تقوم في وضع العقد اللؤلؤي الجميل طرقت كلارا باب الغرفة ودخلت وبالطبع أبدت إعجابها الشديد في ماريا بتصفير متقطع مما جعل ماريا تضحك كثيرا وقالت لها:لا تبالغي كلارا.
كلارا بإبتسامة إعجاب قالت:لا انني لا ابالغ ابدا ماريا فانتي دائما مذهلة وهذه ليست المرة الأولى التي تظهرين بها جاذبيتك الشديدة الثوب وكذلك المكياج الوردي الرقيق وتسريحة شعرك الناعمة هذه تظهرانك في غاية الرقة والنعومة صدقيني.
ماريا بابتسامة شكرتها ومن ثم نظرت لتسريحة شعرها الناعمة كي تتأكد بأنها تناسب وجهها حقا وكانت بالفعل تسريحة بسيطة لكن جميلة لم تشأ ان تقوم برفع شعرها بأكمله لذلك اكتفت برفع خصل صغيرة من جانبي رأسها في دبابيس ذهبية لتلائم لون شعرها الأشقر الجميل بينما تناثرت بقية الخصلات لتنزل على كتفيها بجاذبية ملفتة.
كلارا بابتسامة:ماريا نسيت أن أخبرك بأن الدكتور راند قد وصل.
ماريا بقليل من التوتر:حقا؟
كلارا:أجل وهو جالس مع أبي يتحدثان معا ويبدوا أنهما في غاية الانسجام معا حتى انه على ما يبدوا ان الدكتور راند قد نال اعجاب والدتي كثيرا.
ابتسمت ماريا ولم تعلق فهي قد فهمت جدا ماذا تعني شقيقتها كلارا في ذلك وبعد ذلك أخذت حقيبة يدها السوداء الصغيرة وخرجت من الغرفة برفقة كلارا التي كانت تبدوا مرحة نوعا ما......
نظرات راند لها كانت أكثر من نظرات إعجاب فتورد وجهها بشدة من الخجل واكتفت بابتسامة رقيقة حينما اخذ بذراعها وهما يخرجان وخاصة بعد سماعها الكلمات اللطيفة من والديها بأن تستمتع بوقتها...وبألا تعود متأخرة جدا...
فتح لها راند باب السيارة الجانبي وقد كان في غاية الجاذبية في بذلته السوداء الرسمية كان وسيم حقا ورائحة عطره منعشة .. جلست ماريا قربه ومن ثم عاد لمكانه وأخذ يقود السيارة ويقول بابتسامة لماريا:أنا سعيد حقا ماريا منذ فترة طويلة تمنيت فرصة كهذه أن أخرج مع فتاة مثلك جميلة رقيقة وساحرة بالاضافة لكونك مثقفة وطيبة.
ماريا بابتسامة:شكرا لك دك......
قاطعها قائلا:راند فقط؟
ضحكت ماريا:حسنا شكرا لك راند.
راند بارتياح:هذا افضل بكثير. وتابع يقول:آمل ألا أكون قد سببت إزعاجا لك بأن قمت بالتحدث مع والدك.....
ماريا:لا كيف تقول ذلك؟ أبدا لم تكن مزعجا ثم والدي من النوع الذي يحب الحديث الاجتماعي رغم كونه مشغول دائما.
راند هز رأسه قائلا:أجل لكنه كاتب رائع.
ماريا:وهذا رأيي دوما.
كانت رحلة الذهاب للحفل الموسيقي ممتعة ولم تكن مملة ابدا واكتشف راند بان ماريا بطبيعتها كفتاة اكثر رقة منها كطبيبة وهو يدرك ذلك جيدا لان العمل في المشفى معقد نوع ما وفجأة سألها:ماريا ألا تفكرين في الزواج؟
سؤاله أربكها كثيرا ولم تعرف بم تجيبه لأن هذا الوقت ليس مناسبا ابدا لهذا السؤال؟لأنها ما تزال تعاني في داخلها هي تعرف بأنه سؤال عادي جدا وهو لم يقصد ان يؤذيها او يجرحها ولكنها فقط لا تعرف بم تجيبه وفي النهاية قالت بابتسامة متوترة:بالطبع كل فتاة تفكر في الزواج يوما وانجاب الاطفال.
راند بابتسامة مشجعة جدا:هذا صحيح مئة في المئة.
لم تفهم ماريا المغزى من كلماته هذه ابدا لذلك ساد الصمت فيما بينهما قليلا حتى وصلا تلك القاعة الفخمة جدا وساعدها راند على النزول من السيارة ورأت بأن هناك الكثير من المدعوين ويبدوا انهم من ذوي الطبقات الراقية من دون ادنى شك.وفهمت ما عنت صديقتهالارا حينما اخبرتها بانها ستستمتع جدا برؤية المكان لانه يبهر النظر كانت هذه المرة الأولى التي تدخله بها ماريا وحقا كان رائعا اكثر مما وصفته لها لارا.
واتضح لها بأن الدكتور راند يعرف الكثيرين وقام بتعريفها على العديد من الشخصيات التي عرفت فيما بعد بأنها هامة وقد نالت على الكثير من الاعجاب في حضورها المميز واللافت للنظر اذ لم تكن مجرد صورة جميلة فقط ايضا كانت رقيقة مهذبة تتبادل عبارات التحية باسلوب راق وجميل.
وضعت وشاحها بشكل جيد وتناولت كأس العصير من يد راند بابتسامة شاكرة كما تورد وجههاحينماهمس في أذنها قائلا:يبدوا أنني يجب ان احاول حمايتك لقد بدأت أشعر بالغيرة حقا فالجميع ينظرون باتجاهك ماريا.
هذه المرة لم تكن هي من رأته كان هو من رآها صدفة غريبة جدا بل اكثر من ذلك لم يكن يحلم بأن يراها ثانية حتى وفي مكان كهذا أيضا. لكن ما شعر به في هذه اللحظة كان غريبا جدا هو سيتزوج قريبا من إريكا التي كانت برفقته في هذا الوقت وتبدوا انيقة في ثوب بنفسجي لكن بالطبع ليست بجمال ماريا اقل قليلا لكنه دانييل لم يدرك بم شعر بالغيظ يتملكه لرؤية ماريا مع الدكتور راند نفس الشخص الذي رآه مرة جالس معها في ذلك المطعم لكنه مستغرب لأنه متأكد بأن ماريا تحبه فلم إذن هي هنا مع الدكتور راند؟ كان تفكيره سخيف بالفعل حاول ان يبعد ناظريه عنها لكنه لم يستطع حتى اللحظة التي وقعت فيهاعيناه ماريا عليه وهذه المرة لم ترتبك ولم تشعر باي ضيق بل على العكس تظاهرت بشجاعة بالغة وعادت لتستمع لحديث راند باهتمام مما جعل دانييل يغتاظ كثيرا وقد لاحظت ماريا ذلك لكنها لم تهتم لأنه لا داعي للاهتمام فهو سيتزوج فلم اذن ينظر نحوها بهذا الشكل؟إنه لايملك اي حقوق باتجاهها ومن الافضل ان يركز كل اهتمامه على مرافقته وخطيبته إريكا.
:welcome_pills1:

Blue Eyes 23-11-07 10:06 AM

:welcome_pills1: :dancingmonkeyff8: :flowers2:
الفصل السابع

أيام قليلة فقط على نهاية فصل الصيف وبدء فصل الخريف الذي على ما يبدوا أنه قد بدأ بالفعل فالهواء شديد أحيانا وأحيانا أخرى صامت وساكن، حتى البحر كان يموج في بعض الأوقات بعنف وبأوقات ثانية كان يميل للهدوء والسكون.و حتى الأشجار قد بدأت تتساقط أوراقها في كل ناحية من المدينة سواء في حدائق البيوت أو في الحدائق العامة كانت كثافة الأوراق المتساقطة تظهر كم سيكون التغيير كبيرا على الطقس خلال الأيام القادمة لاحظت ماريا ذلك وهي تلف نفسها بسترتها الوردية جيدا لأنه على ما يبدوا أن الجو سيتعرض للكثير من التغييرات لكن هناك داع لخروجها بهذا الجو المائل للبروة لكنها كانت بحاجة للسير فارتدت ثيابا عادية عبارة عن جينز وقميص أبيض وفوقه سترة وردية ناعمة وإكتفت بجمع شعرها في شريطة للخلف وأيضا حذاء خفيف ومريح لأنها قررت السير بإتجاه الشاطئ مع ان الجو لا يساعد على ذلك وبدا مظهرها كطالبة مدرسية...خرجت من المنزل وأخذت تسير بالاتجاه الآخر للمنزل الناحية الأخرى حيث يوجد صف طويل من الأشجار تغطي على المنظر الخلفي للبحر ومع ذلك كان تمايل الأغصان بسبب هبوب الرياح كان يسمح لها برؤية البحر وبأمواجه الهادئة نسبيا. ورغما عنها إتجهت عيناها نحو ذلك المنزل الرمادي القابع قرب منزلهم كان منزل دانييل الذي أصبح مؤخرا كالأموات لم تعد فيه الحركة كالسابق حتى الصغيرة ريلينا لم تعد تخرج للحديقة مثلما كانت تفعل ذلك من قبل وماريا حزينة لذلك لأنها كانت تأمل أنه حتى لو تزوج دانييل أن تبقى علاقتها في الصغيرة كما هي علاقة جميلة وهادئة لكن على ما يبدوا فإن الأمر مستحيل فكرت بذلك وهي تبعد عيونها عن ذلك المنزل الذي أصبح بالنسبة لها رمزا للألم الدائم.
نزلت الدرجات الطويلة التي تؤدي بالحال إلى الشاطئ ومن حسن الحظ أنه كان خاليا من الناس ما عدا بعض الأشخاص من محبي العزلة والإنفراد وكان هذا يناسبها تماما لأنها بحاجة للإنفراد بنفسها وبالتفكير أيضا.....
وضعت حذاءها جانبا وفضلت السير حافية القدمين وكانت تنظر بإتجاه البحر الذي تعشقه كثيرا لو كان الجو مساعدا قليلا لهبت للسباحة لكن لا يستحسن أن تقوم بفعل ذلك إذ ليس من الحكمة المخاطرة في يوم مائج كهذا.
وهي تسير على الرمال لفتت نظرها صدفة متوسطة الحجم بلون أبيض مائل للبني إبتسمت ماريا وتذكرت حينما كانت طفلة كانت كثيرا ما تقوم بجمع الأصداف حتى أنها أحيانا كانت تجمع دلوا وتملأه حتى نهايته وكانت تبدوا فرحة جدا بما تقوم به.إستنشقت ماريا من هواء البحر العليل وتفكر كم كانت طفولتها رائعة وسعيدة كانت تقضي فترة الصيف بأكملها في نزهات يومية على الشاطئ بمفردها كون كلارا وقتها كانت طفلة صغيرة جدا.
تنهدت ماريا وهي تسير لقرب المياه اللامعة وهي تفكر بأن جو الشاطئ الجميل يعيد لها الكثير من الذكريات الساحرة والمشرقة.
فكرت بالشهرين الماضيين اللذين حملا لها الكثير من الامور والتجارب وهي تعترف بأنها أحبت دانييل في فترة بسيطة جدا لكنه مع ذلك إحتل مكانة في داخلها ولا يمكنها ان تخرجه من قلبها بل سيكون دوما في داخلها رغم أن هذا الحب من طرف واحد ولم يتوج بالنجاح مع الأسف.ورغم ذلك فإن ماريا ليست بنادمة على هذه التجربة الجميلة.أجل إنها تجربة هذا ما فكرت به الآن وهي تداعب المياه الشفافه باصابعها الرقيقة لقد عرفت معنى الحب أخيرا بعد أن مرت سنوات لم تكن تعرف شيء إسمه الحب الرومانسي مثل الذي مرت به.وهي ليست بحاقدة على دانييل أبدا كيف تحقد عليه وقلبها ممتلأ بكل حرف من إسمه حتى وهو لا يشعر بعذابها الداخلي لقد أعطاها إحساسا جميلا وعذبا مثل لحن موسيقي وفكرت ماريا بأن زوجته الراحلة كانت جد محظوظة به وريلينا أيضا محظوظة في والدها ومن أعماق قلبها تمنت ماريا أن تصبح حياتهم للأفضل بعد أن يتزوج دانييل وتمنت أن يحظوا جميعهم بالسعادة.لكن أحقا سيحدث ذلك؟أم ستصبح الأمور للأسوأ؟ !!!!!!!!!!!!!!!!
بقيت ماريا تسير على الشاطئ حتى غروب الشمس وقفت على تلك الصخرة تراقب الغروب الجميل وهي تلعب بالصدفة بين يديها وأخيرا قامت برميها بعيدا في البحر وقد شعرت براحة نفسية كبيرة لم تعهدها في داخلها من قبل وبكل عزم وإصرار قررت تناسي الماضي رغم معرفتها بان ذلك صعب قليلا لكنها قررت المحاولة بكل جهدها تناسي الماضي وفتح صفحة جديدة في حياتها بحيث أنها قررت القبول في اي شخص يتقدم لطلب الزواج منها فهي كل ما تريده حقا هو ان تنجب طفل او طفلة خاصة بعد رؤيتها لسعادة لارا في كونها ستصبح أما.هذه الفكرة هي التي أصبحت تلح عليها مؤخرا وبشدة نعم إنها تريد أن تصبح أما لأنها تحب الأطفال وبجنون.وبالطبع ستكون أما رائعة لمحبتها الشديدة للأطفال.وربما مع الأيام قد تحب الشخص الذي سيصبح زوجها!أجل من يعلم؟
وبكل مرح إستدارت ونزلت عن الصخرة وعادت نحو المنزل وهي ممتلئة بالمرح والتفاؤل.............
وتم تناول العشاء مع العائلة بجو ممتع بعيد عن الكآبة والملل وفيما بعد توجه كل فرد فيهم ليفعل ما يحلوا له في هذا المساء اللطيف.
في غرفة كلارا
جلست شاردة الذهن تفكر وهي تشعر بالإستغراب من دعوة جيم زميلها الجامعي لها لحضور حفل في منزل عائلته يقيمه لطلاب الجامعة فهو يعلم بأنها لا يمكن أن تقبل دعوته ولكنه هذه المرة بدا لطيفا جدا وليس مثل السابق بدا متحمسا جدا لقدومها وامام رقته وصوته المقنع والمليئ بالحماسة إضطرت كلارا للقبول ولم تعرف كيف فعلت ذلك حتى أنها نسيت أن ديانا ربما أيضا مدعوة فقد غابت هذه الفكرة عن بالها نهائيا......منذ فترة إبتعد جيم عن طريقها وعن مضايقتها وكان ذلك شيئا مريحا جدا لها ولم تفكر بالأسوأ من هذا الموضوع أي هناك ما يخططه جيم لم تفكر أبدا في هذه الطريقة لأنها لا تظنه سيء لتلك الدرجة أبدا............وأخذت تفكر وهي تتسائل أي نوع من الحفلات هي التي سوف يقيمها جيم كما أنها لا تعرف ماذا سترتدي في حفل كهذا إذ لم يسبق لها الذهاب لحفلة خاصة باصدقاء الجامعة ما عدا بعض الصديقات المقربات منها جدا.لم تكن كلارا قلقة إذ لا يمكن لجيم أن يؤذيها فهي ليست وحدها بل سيكون هناك الكثير من المدعوين من زملاءها وزميلاتها في الجامعة لذلك لم تشعر بأي قلق أو ما شابه ذلك. فإبتسمت وقررت الذهاب والإستمتاع بوقتها في الحفل الذي لا بد ان يكون مثيرا وممتعا بنفس الوقت.
وهي مأخوذة العقل في التفكير رن هاتفها الخاص فجأة مما جعلها تقفز من المفاجأة نظرت لساعة الحائط أمامها فوجدت الوقت يشير إلى العاشرة والنصف تقريبا مساء فأستغربت من يكون؟ وحينما رأت الرقم دهشت قليلا ومن ثم أجابت لقد كان كارلوس وهو أخبرها بالسابق أنه يعرف رقمها الخاص لكنها لم تتوقع أن يهاتفها عليه وكانت هذه هي المرة الأولى التي يفعل بها ذلك.
كارلوس بمرح:مرحبا دميتي؟
إبتسمت كلارا ببهجة:كارلوس إنها مفاجأة جميلة للغاية.
كارلوس:حقا؟
كلارا بتأكيد:بالطبع ولكنني أشعر بقليل من الإستغراب قليلا.
كارلوس:لم حبيبتي؟
كلارا بقليل من التشكك:لا أدري لكن هذه المرة الأولى التي تتحدث بها معي على هاتفي الخاص......
قاطعها برقة وهو يقول:ولن تكون المرة الأخيرة أم يزعجك ذلك؟
كلارا بعجلة:كلا أبدا لا يزعجني كيف تقول ذلك؟
تنهد كارلوس بارتياح قائلا:هذا رائع إعتقدت بأنك قد تنزعجين من إتصالي المتأخر بك؟
كلارا بابتسامة هادئة:لا لا تفكر هكذا ثانية .
كارلوس:حسنا لا بأس. هل كنتي مشغولة بشيء ما يا ترى؟
كلارا:كلا أبدا كنت مشغولة الذهن قليلا في الواقع.
كارلوس بفضول:مشغولة الذهن بمن غيري يا ترى؟
ضحكت كلارا على سؤاله المشبع بالفضول والغيرة:كارلوس ليس صحيحا ما قلته للتو ليس كله على الأغلب.
كارلوس وقد بدأ يشعر بالفضول أكثر:أرأيتي إذن أخبريني من يشغلك أكثر مني.
كلارا:كل ما هنالك أنني قد دعيت لحفل زميل في الجامعة حفل خاص سيقام في منزله لزملاء الجامعة والزميلات وكنت أفكر لم قبلت هذه الدعوة.
كارلوس بتفكير:إذا كان كما قلتي هناك أيضا طلاب وطالبات مدعوات لهذا الحفل فلا بأس من الذهاب إذن والإستمتاع بوقتك حلوتي.
كلارا:ألا تمانع ذهابي إلى هناك؟
كارلوس:لا لن أفعل ذلك بالتأكيد أنا أثق بك حبيبتي.
كلارا شعرت بمرح كبير وسعادة لوثوق كارلوس بها وهي تحبه جدا قال لها بعد لحظة قصيرة من الصمت:أتعلمين أعتقد بأنني قد مللت؟
كلارا في حيرة سألته:مللت؟ماذا تعني في ذلك؟
كارلوس بضيق:لا أعلم لكنني أشعر بالممل من الموضوع بأكمله أريد إنهاؤه بأسرع فرصة ممكنة؟
كلارا فهمت جيدا ماذا يريد أن يقول إنه يقصد ناتالي لكنها لا تستطيع ان تتسبب للألم والأذى لإنسانة مريضة من أجل مشاعرها الخاصة......فقالت له:لكنك تحبها؟
كارلوس بإخلاص:لا يمكنني أن أنكر هذا لكن إنها معظم وقتها تقضيه في المشفى وأنا بكل صدق بدأت أمل من الوضع بأكمله.
كلارا بقليل من الضيق:كارلوس.لا يمكننا أن نفعل شيئا ما يؤذيها.
كارلوس:وأنا لا أريد أذيها أيضا كلارا لكنني أحبك كثيرا ولا أتمنى شيئا أكثر من أمنيتي أن نكون معا دائما.
كلارا تورد وجهها قليلا وقالت:حبيبي ليس لدينا إلا الصبر حاليا.
كارلوس بتململ:لا اعرف ان كنت سأقدر أكثر.
كلارا كانت تشعور به بالتأكيد لكن هناك ليس فقط نفسها ما تهمها هناك حياة إنسانة مريضة لم تؤذها ولم تسبب لها الألم أبدا فكيف يمكنها ان تسمح لكارلوس بإعلان خطوبتهما دون أن تؤذي ناتالي...على الأقل لا يمكنها فعل ذلك في الوقت الراهن فحاولت تشجيعه قائلة بمرح:بالطبع ستقدر عزيزي فأنا لن أفكر أبدا بشخص غيرك فأنت من أحب فقط.
إبتسم كارلوس على كلماتها التشجيعية المرحة وقال:شكرا لك حبيبتي.
كلارا بمرح:أنا لا أريد أن أشعر بالذنب في حال حدوث شيء سيء لها لا يمكنني ان احتمل ذلك بتاتا.
كارلوس:لن أندم أبدا على أنني أحببتك كلارا فأنتي ذات قلب كبير جدا ورقيق ومرهفة الاحاسيس.
ضحكت كلارا وقالت:تبدوا كأنك تقلد روميوا ألا تلاحظ ذلك.
ضحك كارلوس وقال:أحقا أفعل ذلك لأنني لم أنتبه لنفسي جيدا.
كلارا برقة:لكنك بالطبع أفضل منه بكثير.
كارلوس:أنا سعيد جدا لسماع ذلك منك حبيبتي..أعتقد بأنك ستذهبين للجامعة غدا أليس كذلك؟
كلارا بملل:هذا صحيح.
ضحك كارلوس:حسنا سنلتقي قريبا وهذا مؤكد سأتركك الآن تنامين و تستريحين حتى يمكنك الإستيقاظ باكرا.
كلارا إعترفت أخيرا قائلة:سيكون كرم منك فعل ذلك.
في الواقع بدت كلارا أنها على وشك النوم وهي تتحدث معه بجملتها الأخيرة تلك مما جعل كارلوس يكتفي بضحكة خفيفة وهو يقول لها:طابت ليلتك حبيبتي.
كلارا:وليلتك كارلوس.
وحينما أعاد كارلوس السماعة مكانها كانت كلارا قد غطت في نوم شبه عميق.........

مر أسبوع بعد ذلك حيث بدأت تتوالى المفاجآت تلو بعضها وأول المفاجآت والتي كانت من النوع الجميل أن تسلم السيد آلين جائزة تقديرية ومالية على كتابه الأخير الذي تعب عليه لدرجة كبيرة وأخيرا حصد ثمن جهده وتعبه الكبيرين وبالطبع كانت العائلة سعيدة جدا من أجله زوجته السيدة ماتيلدا وإبنتاه ماريا وكلارا..ثلاثتهن قمن بتهنأته من أعماق قلوبهن وبدت السعادة العائلية واضحة عليهم حتى أنهم ذهبوا وإحتفلوا في مكان فخم عام وكانت أمسية جميلة وممتعة بنفس الوقت رغم انها كانت امسية متعبة قليلا بما ان السيد آلين كان كاتب شهير فقد تجميع العديدون للحصول على توقيع تذكاري منه أو صورة معه أو لتبادل عبارات التهنئة والمجاملة. ومع أنهم قد تضايقوا قليلا إلا انهم قد إستمتعوا بهذه الأمسية المميزة بهم كعائلة.
لكن سعادة ماريا لم تدم بوالدها طويلا فقد علمت بنفس اليوم ومصادفة بأن دانييل سيتزوج خلال يومين على الأغلب ولم تعرف كيف تداركت مشاعرها أمام والديها وشقيقتها وتظاهرت بأن كل شيء على ما يرام وبدت مرحة و سعيدة أمامهم بطريقة بارعة فشعروا بقليل من الإطمئنان نحوها ولكن حينما عادت للمنزل أسرعت لغرفتها حيث أقفلتها عليها بالمفتاح وهناك بدأت دموعها تنهمر كالمطر وهي تشهق من الألم داخلها هي قررت ان تبدأ صفحة جديدة في حياتها بالطبع لكن لن يكون الحب له دور في حياتها هذه المرة أبدا لأنه يؤلم اكثر مما يسبب السعادة والفرح ذلك ما عرفته ماريا وأدركته أخيرا وهي تبلل الوسادة بدموع الألم والحرقة اللذين تعاني منهما ألقت بالوسادة بعيدا عن وجهها وخرجت لشرفة الغرفة تنظر لمرة أخيرة نحو ذلك المنزل القريب منها جدا وأخذت بالنظر نحوه وهي تستعيد الأيام الجميلة السابقة كانت أيام قليلة جدا وسعادة أقل ومع ذلك فكل شيء محفور في ذاكرتها بشكل كامل. وهي تنظر نحو المنزل لاح لها طيف شخص طويل ينظر نحو منزلها من الحديقة...إنه هو أجل إنه دانييل نفسه لقد تأكدت من ذلك. لكن لم ينظر نحوها هي؟ ليست بقادرة على أن تفهم شيئا لقد كان هو من إختار وليس هي. تنهدت بضيق والهواء يجفف دموعها المتساقطة ومن ثم إستدارت لتعود لداخل الغرفة بعد أن ألقت نظرة نهائية على ذلك المنزل وذلك الشخص القابع خلفها كشبح من الماضي.......لكن أحقا سينتهي دور دانييل في حياة ماريا للأبد؟هذا ما سنراه لاحقا.
بالفعل تم زواج دانييل وإريكا في ظهيرة يوم من خلال ذلك الأسبوع حفل بسيط جدا حضره فقط الأقرباء المقربون والأصدقاء المقربون جدا من دانييل وبدت إريكا مشعة وسعيدة في ثوب الزفاف الأبيض وحتى ريلينا التي كانت جميلة جدا وهي ترتدي ثوبها أبيض صغير رقيق وتحمل بين ذراعيها شمعة وورودا كانت تبدوا حزينة وليست سعيدة أبدا رغم أن جدتها السيدة دوريس حاولت معها الكثير كي ترسم ولو إبتسامة صغيرة على وجهها أماما الآخرون لكن الصغيرة لم تأبه بذلك أبدا وكان دانييل متضايق لتصرف إبنته بتلك الطريقة ولكن إريكا لم تغضب من ريلينا ولم تعرها الكثير من الإهتمام بالاصل.كان جل إهتمامها هو دانييل فقط.ولاحظت السيدة دوريس ذلك بوضوح وشعرت بالامتعاض إذ كيف يمكن لإمرأة مثلها أن تصبح أما يوما ما بينما هي كل ما يهمها العمل فقط.فهي سيدة أعمال ناجحة لكن هل ستكون زوجة وربة بيت ناجحة أيضا يا ترى؟ كانت السيدة دوريس تشك في ذلك فعلى ما يبدوا أنها لن تجد الوقت لذلك....ومع ذلك فهي لا تريد أن تظلمها ولن يضرها أن تنتظر وترى ماذا سيحدث؟فقد تكون مخطأة بتصوراتها التي وضعتها.........وهي بنفس الوقت سعيدة لسعادة إبنها فهي لا تريده ان يبقى اكتر من هذا لوحده يكفي السنوات التي مضت وقد حان الوقت كي يشعر بالاستقرار ثانية فذلك سيناسبه بالتأكيد بغض النظر عن ما اذا كانت إريكا هي الزوجة المناسبة أم لا.وريلينا قد تعتاد على الأمر شيئا فشيئا لأنها ما تزال صغيرة وقد تحبها إريكا إذا كانت طفلة مطيعة وأحسنت التعامل.

Blue Eyes 23-11-07 10:10 AM

:friends::dancingmonkeyff8:
:flowers2:
بيوم هذا الحفل والذي كانت ماريا منهارة فيه تماما كانت شبه راقدة في غرفتها في منتصف ليل ذلك اليوم وهي تشعر بأنها قد فقدت أثمن شيء حصلت عليه وأعطته لها الحياة لكنها لم تكن منصفة معها حينما أخذته منها بتلك الطريقة.........
ومر اليومين التاليين عليها بتعاسة تامة حتى انها لم تستطع التحمل اكثر فقررت أخذ إجازة من المستشفى والذهاب في رحلة لزيارة خالها راين لعدة أيام وبالفعل كانت بحاجة شديدة لتلك الإجازة وسافرت بعد ان تمنت لها والدتها ووالدها وشقيقتها إجازة لطيفة وسعيدة.
يوم الأربعاء
بعد الظهيرة كانت كلارا في غرفتها تستعد للذهاب للحفل الذي دعاها لحضوره جيم وبالطبع بما انها وعدت في القدوم فيجب عليها أن تفي بوعدها وتذهب كما سمعت من الطلاب الاخرون بان حفلات جيم مميزة فتشجعت بناء على ذلك للذهاب. وقد طلبت إذن والديها في ذلك ونالت الموافقة شرط ألا تتأخر في المكوث بالحفل وهي وافقت على ذلك....بعد إختيارات عديدة وقع إختيارها على ثوب أسود قصير بأكمام قصيرة وناعمة ووجدت أنه أنسب ثوب للذهاب لهكذا حفل شبابي. رفعت كل شعرها بدبابيس عدة ومن ثم تزينت بالقليل من المكياج الزيتي الجذاب وبدت بسيطة لكنها جذابة وجميلة.
وبكل مرح إنطلقت بسيارتها نحو ذلك الحفل وهي تدندن بأغنية حلوة سمعتها مرة فأعجبتها وقد حفظتها بشكل سريع ....... كان منزل عائلة جيم ضخم حقا وله حديقة كبيرة كانت مضاءة وكان يبدوا بالفعل أنه يوجد إحتفال من سماعها لصوت الموسيقى العالية ورؤيتها للطلاب والطالبات الذين قد اعتادت على رؤية معظمهم في الجامعة وقد كانوا يرتدون ثيابا مختلفة بألوان مختلفة أيضا......
"عليك أن تسرعي لقد بدأ الحفل"
سمعت كلارا تلك الجملة من فتاة كانت تنظر لها وهي في سيارتها فهزت كلارا راسها بابتسامة شاكرة لها وبعد ذهاب الفتاة خرجت كلارا من سيارتها وهي تنظر بفضول نحو المكان.......ومن ثم حملت حقيبة يدها بهدوء وسارت مع الآخرين نحو المدخل للمنزل من الداخل.....كانت الإضاءة شديدة تقريبا ومع ذلك فقد ميزت الطريق ورأت الكثيرين يحملون كؤوس العصير وهم يتناولونه بمرح وضحك.
كما لاحظت العديد من النظرات المعجبة تنظر نحوها لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد حتى إلتقت في جيم وجها لوجه بدا أنيقا رغم انه في ملابس عادية فابتسم وهو ينظر نحوها قائلا بشكل ودي:كلارا تبدين مدهشة؟.
إبتسمت وشكرته على مجاملته الرقيقة تلك لكنها اخذ بذراعها وناولها كوبا من العصير وهويقول:أو أتعتقدين بأن تلك كانت مجاملة كلا يا عزيزتي إنها ليست كذلك فأنتي مدهشة حقا وليس الآن فقط بل دائما.
أخذت كلارا بتناول العصير وهي تنظر حولها بمرح كان كل شيء مثير للاعجاب ترتيب جيم كان جيدا ولطيفا فاعجبه مديحها ذلك لكنها أثناء تفحصها المكان لم تشاهد نظرته الخبيثة نحوها.وقد كان يضمر لها الأذى والسوء دون ان تعي ذلك.
قال بابتسامة ماكرة:لا احب تصيد المديح فهو ليس من عادتي ولكن كل شيء منك مقبول لدي كلارا.
كلارا باستفسار:أليست والدتك هنا؟
جيم:بالطبع هنا لكنها لا تتحمل الضجيج ابدا لذلك هي مرتاحة بوجودها في غرفتها بعيدا عن كل هذه الضوضاء وسأقدمك لها بعد قليل ان كنتي ترغبين في ذلك.
كلارا:بالطبع لا مانع لدي احب رؤيتها والتعرف بها.
جيم:ستكون مسرورة برؤيتك لقد حدثتها عنك كثيرا والآن إسمحي لي قليلا سأعود بعد قليل.
بعد ذهاب جيم أخذت كلارا تتجول بين الآخرين وهي تلقي بالتحية على البعض منهم بابتسامة شاردة تقريبا وهي تتسائل اخيرا عن سبب عدم مجئ ديانا لهذا الحفل كان هذا امرا غريبا لكن لم قد يفعل جيم ذلك؟لم لم يقم بدعوة ديانا وهو يدرك بأنا أعز صديقاتها؟أمن المعقول بان يكون قد نسي ذلك؟او تعمد ذلك؟ربما..........هي ليست متأكدة تماما لكن ان كان قد تعمد ذلك فما السبب يا ترى؟
رفضت بتهذيب الرقص مع شاب يبدوا بمظهر مبتذل وإستدارت مبتعدة عنه وهي تشعر بقليل من الاشمئزاز أي نوع من الحفلات هذا هي ليست متأكدة وفكرت بانها ستغادر لانها لا تتحمل البقاء اكثر في هذا المكان كانت تشعر بالضيق وسالت أحدهم أين يمكن ان تجد جيم لكي تقوم شكره على دعوته لها لانها ستغادر؟وقبل ان تسمع الاجابة كان جيم يقف قربا منها وهو يقول:أعذريني لقد تأخرت قليلا.
كلارا:لا بأس وأنا اشكرك على دعوتي لحضول الحفل الليلة لكنني لا استطيع البقاء اكثر وعلي المغادرة في الحال؟
تظاهر جيم بالدهشة وسألها:هل لي أن اعرف السبب أضايقك أحدهم؟أخبريني كلارا؟
بالواقع كانت تشعر بقليل من الذعر ولكنها لم تشأ ان تخبره عن ذلك فقالت بابتسامة مرتبكة:لا ابدا لم يسبب لي اي احد اي شيء كل ما في الامر انني بقيت بما يكفي وقد آن الأوان لكي آغادر.
جيم:هكذا إذن؟كما تريدين لكن ألا تحبين ان اقدمك لوالدتي قبل ان تغادري ستحب رؤيتك؟
كلارا فكرت قليلا ثم قالت:حسنا سابقى قليلا كي ارى والدتك وبعدها اغادر على الفور.
إبتسم جيم بمكر وهو يقودها باتجاه احد الابواب وقد علت الموسيقى فجأة اكثر من قبل ومع ان كلارا تضايقت الا انها لم تعلق......ولكنها تسائلت أين والدته فها هو الأن يقودها في ممر الغرف العريض ولا تعرف أين سينتهي الأمر خاصة بانهما قد ابتعدا عن غرفة الاحتفال وقد بدأ صوت الموسيقى يبعد قليلا......وفجأة فتح جيم أحد الأبواب وهو يشير لها بالدخول وبالطبع هي ترددت في البدء لكن بعدها دخلت الغرفة وهي تشعر بأنها لاتفهم شيء ..... حسنا كانت غرفة واسعة جميلة وهي مخصصة للنوم كما يبدوا لكن ما لاحظته هو انها خالية تماما من اي انسان عداها وعدا جيم الواقف خلفها يحدق بها فاستدارت وهي تسأله بكل براءة:أين والدتك؟
إبتسم جيم بمكر وهو يغلق الباب بالمفتاح مما بدأ يثير الرعب أكثر من الذعر لدى كلارا التي اعادت سؤالها ثانية وهي تبتعد من امامه ولكنه اغلق الباب وهو يقول بسخرية:ربما تعود في وقت متأخر الليلة يا عزيزتي لا تقلقي انها ليست هنا لكي تضايقني فيما افعله بضيفتي الجميلة.
كلارا وقفت خلف الأريكة وهي تقول غير مصدقة:ماذا ستفعل؟أنت تمزح بالتأكيد؟
جيم أخذ بالتقدم نحوها وهو يقول:وهل ترين الأمر مجرد مزحة الآن؟أخبريني؟
كان يبدوا أنه جاد جدا فيما يقوله فقاله وهي تحاول إلتقاط أنفاسها:سأصرخ وسيحضر الجميع لسماعدتي فأنت لست ذكيا جدا كما تتصور.
ولكن لا يبدوا انه قد تأثر بما قالته وهي تنظر حولها باحثة عن اي شيء قد يبعده عنها وهو قال أخيرا بعدما سحب ذراعها بين يديه:كلا لست ذكيا فقط ولكن اكثر ذكاء مما تظنين كلارا؟
كلارا وقد شعرت ببرودة لا مثيل لها تجتاحها في هذه اللحظة التي لم تتمنى يوما ان تحصل لها قالت وهي على وشك الموت من الخوف:أخبرني لم تفعل ذلك؟
جيم ضحك هازئا من خوفها وقال:لا يجب ان تسألي هذا السؤال؟أنتي تعرفين جيدا الاجابة كلارا؟
كلارا عرفت فعلا بأنه لم يتغير ولن يتغير أبدا لكنها ما تاكدت منه بالفعل بأنها قد خسرت وستخسر أكثر لأنه ليس أمامها أي طريق للهروب كان الموقف صعب جدا وفي غاية الصعوبة أيضا لم تفكر يوما بأنها ستقع في هكذا مأزق أو هكذا مصيبة هي لا تلوم والديها أو كارلوس رغم أنها تمنت الآن لو منعها أحدهم من القدوم لكن لا يفيد الندم بشيء................لن تستطيع الصراخ لأنه مؤكد لن يأتي أحد لنجدتها إو إنقاذها عرفت ذلك جيدا وليس هناك شيء يمكن ان تفعله لمنع جيم من فعل ما سيفعله لقد كانت نظرته نحوها مخيفة جدا وهي إن كانت ستقاوم بكل ما تستطيع لكي تبعده عنها لكنها لن تقدر أكثر وكانت على وشك الإستسلام لهذا المصير الذي من أسوأ ما يكون حينما وبكل قوة فتح باب الغرفة ودخل رجال الشرطة إثنان منهم أو ثلاثة على الأقل وكان هذا مفاجأ جدا لها ولكنه من حسن حظها كما فكرت وهي تبتعد عن جيم الذي فوجئ بما حدث وعلى ما يبدوا لم يتوقع حدوث هذا إقترب أحد رجال الشرطة من كلارا التي اخذت ترتب نفسها وهي تشعر بالاشمئزاز من تلك الفكرة السيئة التي كانت ستقضي عليها وعلى مستقبلها تماما وسألها:هل أنتي بخير يا آنسة؟
كلارا هزت رأسها قائلة:أجل ولكن كيف...
لم يجبها الشرطي على سؤالها فقط قام باصطحابها لخارج الغرفة بينما تم إعتقال جيم ليس لما كان سيقوم به فقط بل لأنه قام بأمور أخرى عديدة عرفت عنها كلارا من خلال الاحاديث التي كانت منتشرة بين رجال الشرطة والطلاب الذي سارعوا بالخروج من المنزل مع إلقاء الشتاءم والمسبات تجاه جيم بينما رجال الشرطة قاموا بواجبهم وقاموا باصطحابه لمركز الشرطة وعلى الرغم من ان كلارا لم تفعل شيئا إلا انها ذهبت معهم فقط للادلاء بشهادتها ضده وما كان سيفعل بها وبالطبع اخذ حديثها على محمل الجد لكنها لم تشأ التورط في قضية واكتفت باخذ تعهد منه بالا يقترب منها ثانية و بعد أن تمت تسوية الأمر خرجت كلارا وذهبت لأخذ سيارتها ثم عادت للمنزل بعد أن كانت ستدفع ثمن خروجها من المنزل ثمنا غاليا جدا.ولما كانت الآن تشعر بتحسن نوعا ما لكانت في مأساة فعلا ولكن حمدالله ان كل شيء لم يجري لنهايته لم تكن لتعرف ماذا تفعل لو حدث بها شيء.
إستغرب والديها عودتها مبكرا قليلا لكنها تعللت بأنها تعاني من الصداع لذلك صدقاها لأنه بدا على وجهها علامات الارهاق والتعب بالفعل فطلبت منها والدتها الصعود لغرفتها والراحة بينما تحضر لها الخادمة كأسا من عصير الليمون فاطاعت كلارا والدتها وصعدت لغرفتها بالحال ووجدت راحتها في غرفتها أخيرا يا لها من ليلة سيئة كيف لم تتوقع أن يخطط جيم لهذا الفعل المشين؟كانت تشعر بقلبها ما يزال يطرق من الخوف ربما لو فتاة أخرى كانت شعرت بصدمة أكثر منها لكن كلارا من النوع الذي يتحلى بقليل من الشجاعة عادة ولم تخنها شجاعتها رغم انها كانت في غاية اليأس ولم تتصور بأن يحدث شيء ما وينقذها منه لقد بدا كوحش مفترس ولكن حمدالله انه لم يمسها بأي سوء فقد كان تدخل الشرطة في الوقت المناسب وكان هذا حظا طيبا كما فكرت كلارا شعرت بانها يجب ان تغتسل كي تبعد عن نفسها رائحة ذلك الوغد جيم والذي علقت بها أثناء إمساكه بها وقبل ان تذهب للاغتسال تناولت كأس العصير من والدتها وشكرتها وبعد أن إطمأنت السيدة ماتيلدا على إبنتها خرجت وأغلقت الباب خلفها بهدوء بينما شربت كلارا العصير الذي كانت فعلا بحاجة شديدة له ومن ثم إغتسلت وبدلت ذلك الثوب الذي لن ترتديه ثانية أبدا لأنه أصبح يمثل لها ذكرى سيئة جدا.كانت ما تزال تفكر في ما حدث حينما إتصل بها كارلوس وبالطبع كانت مضطرة للإجابة وحاولت إصطناع المرح رغم انها ما تزال مترددة ومتعبة قليلا لكن ذلك لم يخفى على كارلوس وسألها باقتضاب:هل أنتي بخير؟
كلارا بمرح متصنع:بالطبع انا كذلك ولم تقول ذلك؟
كارلوس:لا ادري لكن لهجتك في الكلام لم تعجبني بتاتا فهل انتي مريضة ام ماذا؟
كلارا:لا ابدا انني متعبة قليلا هذا كل ما في الأمر.
كارلوس قال أخيرا:حسنا لا بأس ربما كنت مخطأ في ما شعرت به .
كلارا بتسائل:كارلوس ما بك؟تبدوا متضايقا؟
كارلوس:متضايق وغير متضايق؟
كلارا رغم عنها ضحكت وسألته:وكيف ذلك؟
كارلوس:أتعلمين أين كنت اليوم؟
كلارا:لا أين؟
كارلوس:لقد هاتفتني ناتاليا وطلبت رؤيتي؟
كلارا:حسنا وماذا أيضا؟لا اظن هذا فقط لا بد ان هناك المزيد لكي تشعر أنت بكل هذه الحيرة؟
كارلوس:هذا صحيح هناك شيء ما.
كلارا:وما هو؟
كارلوس:أتعلمين لم طلبت رؤيثي؟
كلارا بضيق:كلا لا اعلم كارلوس يكفي تساؤلات ومن أين لي أن اعرف لم طلبت رؤيتك لكن على ما يبدوا أنه أمر هام كي يشغلك لهذه الدرجة ام انا مخطأة؟
كارلوس:بالتأكيد أمر هام لقد طلبت رؤيتي كي تخبرني بأنها تطلب مني ألا أتزوج منها وبأن أجد عروسا غيرها وبأن هذه أمنيتها حقا.
كلارا لم تعرف بم تشعر بالبهجة أم بالصدمة لقد أربكتها كلمات كارلوس كثيرا الذي قال:لقد شعرت بنفس ما تشعرين أنتي الآن كلارا كان الأمر مفاجأ لي.
كلارا حاولت التغلب على شعورها وسألته:لكن لم فعلت ذلك؟ هل عرفت ما بيننا يا ترى؟
كارلوس نفى ذلك قائلا:أبدا لا اظن ذلك ثم نحن لا نرى بعضنا كثيرا حاولت ان اعرف السبب منها لكنها تعللت بمرضها وبانها لا تناسب واحد مثلي وبانها تتمنى ان اتزوج من فتاة تناسبني وبالا تكون مريضة وهكذا,,,,,,,,,
كلارا:كارلوس بصراحة هل إقتنعت بما قالته لك؟
كارلوس:لقد تضايقت كثيرا وسألتها إن كنت قد آذيتها في شيء ما أو قلت لها شيء أزعجها او قد بدر مني ما قد آلمها لكنها نفت ذلك كليا وبشكل طبيعي وأتعلمين ماذا أيضا لقد قالت كل ذلك بوجود والدينا؟
كلارا باستغراب:لا بد ان ذلك تطلب منها شجاعة فائقة؟
كارلوس:أعتقد ذلك؟
صمت الأثنين معا وهما يشعران بنفس الشعور لكنهما كانا متضايقان قليلا من أجل ناتاليا لقد أثبتت أنها طيبة حتى هذه اللحظة ولم يبدر منها أي شيء يسيء لهما مع ان كلارا كانت منافسة قوية جدا لها لكن على ما يبدوا ان ناتاليا ليست من ذلك النوع المتملك وقد قدرت بأنها لن تستطيع إسعاد كارلوس وهي مريضة دائما وفضلت أن تنهي ما بينهما بطريقة لائقة بعيدة كل البعد عن المشاكل والتعقيدات.
كانت تشعر كلارا ماذا سيقول لها كارلوس لكنها لم تعلق بينما عاد هو للحديث قائلا:وهذا يعني أمرا حلوتي؟
إبتسمت كلارا وقالت:وما هو هذا الأمر؟
ضحك كارلوس:كلارا لا تكوني سخيفة إنك تعرفين جيدا ماذا أريد أن أقول؟
كلارا بقليل من الخجل:لكن ألا تظن بأن الوقت مبكرا على الزواج؟
كارلوس:بتاتا؟وإفهمي شيئا حبيبتي فترة قريبة جدا ستكونين زوجتي.
كان كارلوس يتحدث بجدية كبيرة وهي إرتاحت لذلك لكنها شعرت بواجبها بأن تخبره بما حصل معها لكنها كانت خائفة من ردة فعله قليلا وحينما لاحظ صمتها سألها:كلارا إذا كان هناك شيء ترغبين في قوله فمن الأفضل ان تخبرينني به لأنني لا أستطيع البقاء هكذا كما لو أنك ترفضين إقتراحي؟.
كلارا:أبدا لم ارفضه ولن ارفضه ابدا.
كارلوس:ما الأمر؟
ورويدا رويدا وبكل خوف وهي متمنية ألا يسبب ما حدث حساسية بهذا الموضوع أخبرته ما حدث تماما.وحينما لم يعلق على شيء شعرت بأنها ستفقده وقالت:كارلوس؟
كارلوس قال بالنهاية:كلارا هل تظنين بأنني أثق بذهابك وحدك لحفل كهذا وفي منزل خاص؟
كلارا بدهشة:ماذا تعني؟هل تعرف بم حدث؟ولكن كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كارلوس:أنا لست غبيا كلارا ولكن أخبريني هل أنتي حقا على ما يرام لم يصبك أي آذى.؟
أكدت له كلارا بأنها على أفضل حال بينما هي ما تزال مندهشة كيف عرف بما حدث؟وهو رفض أن يضيف شيئا اخر لكنها تأكدت حقا بأنه الشخص الوحيد الذي يناسبها يحبها ويخاف عليها ويحميها وإزاء ذلك شعرت براحة لا مثيل لها............................

Blue Eyes 29-11-07 03:04 PM

:flowers2:
الفصل الثامن:flowers2:

حوالي الأسبوعين مرا على الأحداث السابقة وكان ذلك شيء غريب حقا فكل شيء مر بسرعة وكأنه لم يحصل أساسا...كما أن حياة ماريا تبدلت تماما بعد إجازتها الجميلة التي قضتها في الريف لدى خالها كذلك حياة كلارا شقيقتها أيضا تغيرت قليلا فصديقتها منذ الطفولة ديانا سوف ترحل مع عائلتها قريبا إلى إيرلندا للعيش والإستقرار هناك كما ان ديانا ستتزوج قريبا جدا من إبن خالتها جون الذي سيكون مقر عمله هناك ووالدتها تشجعت للإنتقال والعيش هناك وبالطبع الفكرة أستحسنت أيضا من نيد الذي قرر الزواج من شارلوت بعد أن وجد بأن بينهما الكثير من الأمور المشتركة وبأنهما يناسبان بعضهما حقا وبناء على ذلك طلب منها الزواج بعد تشجيع كبير من والدته وشقيقته ديانا وكان سعيدا حينما أبدت شارلوت موافتها لأنها لن تجد أفضل منه ولذلك قرر أخذها معهم والزواج في إيرلندا بعد أن تستقر أوضاعهم هناك بشكل نهائي خاصة أن إبن خالته قد .كانت هذه الأحداث الأخيرة مؤلمة قليلا لكلارا لأنها إعتقدت بأن ديانا حينما تتزوج ستقيم في لندن فلم يخطر في بالها أمر الرحيل هذا فحزنت جدا حينما علمت بذلك من ديانا نفسها والتي كانت أكثر منها حزنا فرغم كل شيء فهي لا تتمنى الإبتعاد عن المكان الذي عاشت به طيلة عمرها وعن صديقاتها وبالاخص عن كلارا ولكن لم يكن في اليد حيلة وكان أن إقتنعت كلارا على مضض بأنها لن ترى ديانا ثانية لفترة قريبة على الأقل وكان يبدوا أن أمر الرحيل جاد بالفعل إذ بدأت ديانا بسحب أوراقها من الجامعة لأنها لن تستطيع المتابعة قريبا.وعلى الصعيد العاطفي كلارا بدت سعيدة جدا بالآونة الأخيرة خاصة أن كارلوس طلبها للزواج بشكل رسمي بعد أن أنهى ما بينه وبين ناتاليا بطريقة لائقة وستعلن خطوبتهما قريبا جدا في حفل رغم أن كلارا أرادت في الحقيقة حفلا عائلي صغير إلا أنه على ما يبدوا فإن رغبتها هذه لن تتحقق لأن والدتها أرادت حفلا بهيجا وكبيرا وبالطبع شاركتها باتريسيا شقيقة كارلوس هذه الرغبة بينما إكتفت ماريا بتمني السعادة لها من كل قلبها وشجعتها على تقبل الأمور كما هي.
بالنسبة لعائلة دانييل كانت الأوضاع هادئة تماما وليس هناك ما يعكر أي شيء ما عدا بعض التصرفات الصغيرة المزعجة من إريكا والتي كانت تلاحظها فقط السيدة دوريس والدة دانييل ولم تكن لتعلق بشيء...إريكا كانت جميلة كزوجة لكن ليست جيدة كربة بيت فهي ما تزال تتابع عملها بتلك الشركة وتبدوا كواحدة من سيدات الاعمال تعود فترة الغداء واحيانا لا تأتي إلا قريب موعد العشاء وبالطبع لم يكن دانييل يشكي من ذلك فهو متفهم لطبيعة عمل إريكا وكانا قد إتفقا مسبقا على أنها ستتابع عملها بعد الزواج وها هو الآن مستقر نوعا ما في حياته لكن ليس بشكل كاف لا يعلم لم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعد أيام هادئة نسبيا
كانت كلارا تتسوق برفقة ديانا التي تعد لحفل زفافها القريب جدا وكانت تعد للزفاف وهي لا تكاد تصدق نفسها لم تكن لتظن بأنها ستتزوج بسرعة هكذا وبنفس الوقت كانت سعيدة لأجل كلارا كثيرا.ورغم انهما الاثنتين كانتا تشعران بالسعادة لبعضهما إلا أن ملامح الحزن لم تكن لتفارقهما فقريبا لن تستطيعا ان تريا بعضهما مجددا وكانت تلك الفكرة المؤلمة لهما معا.كونهما صديقتين منذ كانتا صغيرتين وليس سهلا على الاثنتين ان تفترقا هكذا وبكل سهولة وبهذه البساطة.
حملت كلارا اكياسها اللامعة جيدا ومن ثم رفعت راسها ناحية ديانا وقالت لها:أتعرفين ما أزال لا اصدق بأنكم سترحلون قريبا من هنا.
إبتسمت ديانا بتوتر مؤلم:وأنا أيضا لا اصدق ذلك حدث كل شيء بسرعة أليس كذلك؟
كلارا هزت راسها وهي تقول:يبدوا ان العديد من الامور قد حدثت سريعا اسرع مما كنا نتصور لكن اخبريني احقا نيد سيتزوج من مارغريت؟
ديانا:أجل هذا صحيح سيكونان رائعين معا.
كلارا:أتمنى لهما السعادة فنيد شاب رائع.
أضافت ديانا:ومارغريت فتاة لطيفة كما ان امي احبتها بسرعة شديدة.
ضحكت كلارا:هذا حسن إذن.
ديانا بمرح:اجل...
وبعد لحظات قليلة من الصمت سألت ديانا كلارا:وماذا بالنسبة لامورك انت وكارلوس؟
تورد وجه كلارا بابتسامة مشرقة وقالت:كل شيء على أفضل ما يكون كما انه لا يمر يوم دون ان يتحدث معي على الهاتف سواء مرة او اكثر احيانا في نفس اليوم.
ابتسمت ديانا وعلقت قائلة:منتهى الرومانسية؟
ضحكت كلارا:ديانا لا تكوني سخيفة رجاءا.
هزت ديانا رأسها قائلة وهي ترفع شعرها الناعم عن وجهها:ليست سخافة كلارا ولكن لا ادري هل انا مخطأة ام ماذا انتي لست متحمسة جدا للأمر ما بالك كلارا؟لا يمكن ان يكون ذلك فقط لأنني سأرحل ؟ أهناك أمر آخر يشغلك عزيزتي؟
تنهدت كلارا وهي تاخذ نفسا عميقا من الهواء الخريفي المنعش والبارد نسبيا وقالت:صدقا أجل هناك أمر آخر؟
سألتها ديانا بإهتمام:وما هو؟ما الذي يشغلك؟
كلارا:ماريا؟
ديانا بإستفسار:ماريا؟وما بالها؟
كلارا حدثتها بشكل مختصر عن شقيقتها وما حدث معها خلال الاشهر القليلة الماضية وبالطبع ابدت ديانا اهتماما بالاستماع ولم تمتنع عن بعض التعليقات والنصائح لكنها أخر الأمر سألت كلارا:لكن لم كل هذا القلق إذا كانت كما تقولين قد عادت لطبيعتها؟
كلارا:لا ليس تماما أنا أعرف شقيقتي جيدا إنها ما تزال متألمة رغم أنها تحاول اظهار العكس امام الآخرين وصدقيني انها لا يمكن ان تخدعني فانا اعرفها تمام المعرفة.
ديانا في حيرة:لكن ماذا يمكنك ان تفعلي لسماعدتها؟إذ لا يمكن لأحد مساعدتها في هذا الأمر إلا هي نفسها.
كلارا:انتي محقة ديانا وليتني أستطيع فعل أي شيء لأجعلها تشعر بالسعادة التي أشعر بها حاليا رغم كل شيء.
ديانا بابتسامة:كلارا لا داعي لهذا التشاؤم ولا بد ان كل شيء سيتغير مع الأيام وللأفضلوسترين ذلك.
كلارا بمرح:آمل ذلك ديانا لا اعرف كيف سنبتعد عن بعضنا ان هذا حقا لمؤسف جدا.
ديانا:هذ1 صحيح عزيزتي لكننا سنتراسل دائما أليس كذلك؟
كلارا:بالطبع.
وسارتا معا لتتابعا جولة التسوق.....وهما تشعران بالمرح والسعادة لبعضهما رغم كل شيء اخر...............

أما في المشفى

فكان كل شيء على حاله الأمور نفسها الترتيب نفسها بشكل عام الوضع كان روتيني وممل وماريا تتابع عملها مثل عادتها لا جديد سوى الأطفال المرضى وهذا كل شيء. كانت تفكر في حياتها كم هي روتينية وهي تتناول فنجان القهوة الساخن أثناء وقوفها في الممر قرب احدى النوافذ العالية حينما لمحها الدكتور راند الذي كان يسير مع طبيب آخر وسرعان ما تفرقا اذ ذهب الطبيب الآخر للمكان الذي يقصده بينما الدكتور راند تابع طريقه باتجاه ماريا التي كانت تبدوا بشكل واضح جدا شاردة الذهن.
"ماريا"
بأول الأمر لم تسمعه لإنها كانت شاردة الذهن بالفعل لكن بالمرة التالية سمعت صوته واعتذرت لشرودها فابتسم وهو يقول:اتدرين انت تزدادين جمالا يوما بعد يوم؟
إبتسمت ماريا التي توردت وجنتاها حسنا لقد اعتادت على هذه الكلمات اللطيفة من الجميع دائما لكن الدكتور راند كان يقولها بطريقة اخرى بطريقة دافئة وجميلة فقالت له:شكرا لك.
راند:لا داعي للشكر لانها الحقيقة فانتي رائعة الجمال وتزدادين جمالا حينما تبتسمين؟.
كانت ابتسامة ماريا جميلة وساحرة وهي تسمع كلماته اللطيفة والرقيقة فسألها مستفسرا:لم اكن اريد ان أسالك هذا لكن انا اريدك ان تعرفي ماريا بانك مهمة جدا لدي ولولا ذلك ما كنت سأسأل هذا السؤال ...
أخذت تنظر نحوه ماريا باهتمام فتابع يقول:مؤخرا تبدلت كثيرا لم تعودي تلك الطبيبة المرحة وقلما عدنا نراكي تبتسمين هل لديك اي مشاكل خاصة اخبريني ربما بامكاني مساعدتك؟
تنهدت ماريا وهي تفكر"ليتك تستطيع مساعدتي ليت اي احد اخر يستطيع مساعدتي لكن ذلك مستحيل ولا يمكن لاحد ان يساعدني"
بعد لحظة بسيطة من الصمت قالت ماريا بارتباك:انا اشكرك لاهتمامك لكن كل شيء بخير وليس لدي مشاكل من اي نوع.
راند هز رأسه متفهما وهو يقول:ادرك بان هناك امور خاصة لا يمكن ان نناقشها خاصة هنا لكن اريدك ان تعودي كالسابق فسيكون ذلك اجمل وافضل.
ابتسمت ماريا:بالتأكيد سأفعل ذلك وشكرا ثانية لاهتمامك بي دكتور.
همس بابتسامة:راند فقط؟
ماريا:ولكنني............
قاطعها قائلا برقة:ومن الأفضل ان تعتادي على الاسم بدون اللقب ماريا.
ماريا بارتباك من نظراته:س سأحاول..راند.
راند بارتياح:هذا رائع اسمي يبدوا اجمل بكثير حينما تقوليه انتي.
ماريا جاءت لتعود لعملها حينما اوقفها راند بذراعه قائلا:اريدك ماريا وانتي تعرفين ذلك جيدا اليس كذلك؟
حينما التقت عيناهما قرأت ماريا الكثير في نظراته وهمسه لها بتلك الجملة اكد لها ما يشعر به نحوها كان يحبها وذلك واضح جدا من كلامه وتصرفاته معها فسألته بارتباك هامس:لك لكن ماذا تعني؟
راند:ماريا اعني الزواج؟
كادت ماريا ان تلقي جوابها في وجهه بسرعة لكنه رفع يدها على فمها قائلا:اسمعيني جيدا ماريا لا اريدك ان تنطقي الآن بجواب سريع اريدك ان تفكري جيدا في الامر وصدقيني لن تندمي.
كان وجه ماريا مورد بشكل غريب وعيناها الجميلتان تبرقان حسنا لقد كان راند جريئا جدا لكي يوقفها بهذا الشكل ويعرض عليها الزواج هنا في المشفى وكيف بامكانها ان تقول ما تشعر به في تلك اللحظة شعور غريب جدا لم تشعر به من قبل.فابتسمت بخجل وقالت له:أقنعتني سأفكر في الأمر. وأسرعت بالذهاب بعد ان القت بجملتها تلك اما راند فقد بدا سعيدا ومرتاحا ورغم انه لم ياخذ جوابا شافياالا ان الأمل زرع في قلبه بان توافق ماريا على الزواج منه فهو يحبها حقا ويريدها زوجة له ولا يريد فتاة اخرى.


المزيد من الاحداث السعيدة والمؤلمة في بقية الاجزاء ان شالله.
محور القصة ما بحكي عن السعادة بس واكيد راح تلاحظوا الفرق في بقية الاجزاء الأخيرة.

Blue Eyes 03-12-07 09:27 AM

:dancingmonkeyff8:
:flowers2:
الفصل التاسع

لم تأخذ ماريا وقتا طويلا وهي تفكر بموضوع زواجها من راند الذي تجتمع به كل الصفات التي تريدها اي فتاة فهو طبيب ناجح وشخصية إجتماعية مرموقة ولطيفة بالاضافة لوسامته وجاذبيته فلم التردد بهذا الشأن هذا ما قالته لنفسها كما قالته لها شقيقتها كلارا التي تعيش اجمل ايام حياتها مع خطيبها كارلوس الذي بات يعشقها اكثر من ذي قبل والاثنين في غاية الروعة معا وهذا ما زاد من تألق كلارا وجمالها بسبب السعادة التي أضافت لها الكثير مؤخرا من نجاحها في امتحاناتها الجامعية وهي تتابع دروسها بشكل ممتاز بتشجيع كارلوس لها.
كان عليها أن تدوس على مشاعرها او تتجاهلها حل واحد من الاثنين وكانت تدرك جيدا بأنه ليس سهلا عليها اختيار احدهما فرغم كل شيء ما تزال تشعر بالحب تجاه دانييل الذي تجاهل مشاعره الحقيقية بزواجه من إريكا كما قد وصل لماريا حديث سمعته بأنه ليس مرتاحا جدا في زواجه من إريكا ومع ذلك فهي تتمنى له السعادة وهكذا كان قرارها بالزواج من راند الذي حينما سمع الإجابة منها طار فرحا وسرورا لأنه لم يكن يتوقع أن توافق ماريا أبدا فقد كانت تمر أوقاتا تبدوا بها جافة معه لكنها بالفترة الأخيرة تعاملها معه كان لطيفا جدا وفي غاية الرقة وكان هذا ما يعطيه القليل من الأمل على الأقل بأن تكون له وهذا ما حدث بالفعل.لم يعرف راند كيف يعبر عن شعوره بالسعادة الحقيقية بموافقة ماريا على الزواج منه فما كان منه الا ان حملها ودار بها وهي تضحك بخجل لانه ليس بالمكان المناسب لهذا فابتسم ووضعها أرضا وهو يخبرها بأنها ستكون أسعد زوجة في العالم لأنه يحبها جدا وهي برقة اخبرته بانها ستحاول اسعاده قدر استطاعتها..
وكان هذا ما حدث قبل اسبوع من خطوبتهما التي حضرها الكثير والكثير من الشخصيات الراقية من المجتمع المخملي وبدت ماريا ساحرة رقيقة جذابة في ثوبها الأزرق السماوي الطويل البراق وكان من تصميم والدتها حيث نال على اعجاب الجميع اما راند فقد كان متألق ووسيم وسعيد أيضا وكانت كلارا سعيدة جدا لأجل الإثنين فهي مدركة جدا بأن ماريا ستتخطى ما تعانيه خلال فترة بسيطة مع شخص رائع مثل راند الذي سيسعدها بالتأكيد كما ان والديها يحبانه وقد نال على اعجابهما وتقديرهما كثيرا وكانت فرحتهما لأجل ماريا لا توصف خاصة بانهما أرادا حدوث هذا الأمر منذ زمن واخيرا تحقق لهما ما ارادا وشعرا بالراحة والهدوء.
حينما وصل خبر خطوبة ماريا لدانييل لم يعرف بم يشعر بالسعادة لأجلها أم بالغضب من نفسه فقد شعر كمن أضاع شيئا ثمينا منه شيئا لا يمكنه إسترداده أبدا ولا إيجاده لأنه لم يعد له بل أصبح لشخص آخر أصبح ممتلكا من قبل شخص غيره.لقد إعترف لنفسه بأنه كان غبيا لأنه لم يسمح لنفسه بأن يجري خلف عاطفته فها هو قد تزوج من إريكا ورغم ذلك ليس سعيد أبدا ليس لأجل شيء لكن إريكا ليست بالزوجة ذات المعنى الحقيقي فهي سيدة أعمال فقط!إنها تهمل الصغيرة ريلينا ورغم ان والدته وابنته لا تشكيان الا انه يدرك ذلك جيدا وليس بحاجة لأن يعرف من احدهما ومع ذلك فهو لديه الأمل بأن تتغير يوما ما إذا ما انجبا طفلا................لكن هل سيحدث ذلك حقا؟هو لم يحدثها بشأن الأطفال لكنه يشعر بالإستغراب منها فهي لا تتحدث بهذا الموضوع أبدا ولذلك فالشكوك بدأت تراوده بهذا الشأن لأنها إن كان لديها أي خطط لعدم إنجاب الأطفال فلن يكون سعيد بهذ1 بل سيكون الأمر كارثة لأنه لن يسمح لها بذلك أبدا لأنه يريد أطفالا يريد شقيق أو شقيقة لإبنته فهو يحب الأطفال وعمله لا يمنعه من أي يحبهم إن الأمر حقا غريب لذلك قرر ان يحادثها بالأمر حتى يعرف بم تفكر وعليه أن يكون جاد وحازم في ذلك الأمر لأنه مهم لديه وليحدث ما يحدث!!!!
ديانا التي إنتقلت لإيرلندا بعد زواجها من إبن خالتها وإنتقلت عائلتها بأكملها والدتها وشقيقها نيد وكذلك خطيبته شارلوت وبدا الأمر في البداية ليس سهلا عليهم الإقامة هناك لأن ديانا كانت تفتقد بلدها كثيرا وتفتقد على وجه الخصوص كلارا ورغم انه قد مر شهر تقريبا إلا انها ما تزال تشعر بالحنين لكل شيء ومع ذلك فهي تتراسل مع كلارا حيث تعرفان بأخبار بعضهما أولا بأول وبشكل مفصل.وقام نيد بإيجاد مكان مناسب لعمله بمساعدة زوج شقيقته وإبن خالته أما شارلوت التي إرتاحت من العمل فقد بدأت تعد لزواجها هناك على الطريقة الإيرلندية وكان ذلك الأمر ممتع بعض الشيء وتجربة مثيرة وغريبة خاصة انها احبت جو إيرلندا كثيرا كما ان والدة نيد تحبها وتعاملها كابنتها ديانا تماما.
كان شهر شباط في منتصفه وقد إقترب فصل الربيع بعد شتاء قاس قد بدأ يمضي كان هذا الشتاء جد غريب في حياة الجميع وقد تغيرت العديد من الأمور في حياتهم جميعا(أبطال قصتنا).وها قد بدأ يقترب فصل الربيع معلنا عن ذلك بدء نمو العشب الأخضر وظهور العصافير والطيور بشكل خفيف وبسيط ولكن كان ذلك بداية فقط بداية جديدة لأحداث جديدة......
"كلارا عزيزتي يجب ان تهتمي لطريقة تناولك الطعام اكثر فانتي لم تعودي كالسابق لقد اصبحت نحيفة بشكل ملحوظ"قال السيد آلين جملته تلك بشيء من الجدية التي غالبا ما يتحدث بها حينما يتعلق الأمر بشيء هام.
ضحكت كلارا على كلمات والدتها المبطنة بالأهتمام وقالت:لا تقلق يا أبي فأنا بخير ثم إن لياقتي هذه تعجب كارلوس جدا.
إكتفت ماريا بالضحك على كلارا وهي تتناول طعامها بهدوء لقد تبدلت كليا مؤخرا وبالطبع الفضل يعود لراند الذي لا يوفر سبيلا كي يفرحها ويشعرها بالطمأنينة والحب أيضا.
طابع الحديث على المائدة كان ممتع بعض الشيء وتناولوا موضوع حفل زفاف ماريا القريب بما أن راند يبدوا متعجل على حفل الزفاف وكانت كلارا مستمتعة جدا كونها الوصيفة لشقيقتها كما ان حفل زفافها هي وكارلوس سيكون في منتصف الصيف لذلك لم تكن قلقة من أي شيء وكانت سعيدة لماريا كثيرا.
كلارا بفضول:ماريا حقا ستسافران إلى فرنسا لقضاء شهر العسل؟
إبتسمت ماريا التي تورد وجهها بشكل ملحوظ وقالت وهي تهز كتفيها برقة:هذا ما يرغب به راند انا لا فرق عندي!
ضحكت كلارا:ماريا!!!! لا تكوني سخيفة إنها رحلة لا تقاوم
ضحكت ماريا وهي تتناول الحساء وقالت:ربما؟.
كلارا:أخبريني أمي هل ستنهين الثوب بالوقت المناسب؟
السيدة ماتيلدا:بالطبع حبيبتي لكنني كنت أفضل لو انها طلبته من الخارج؟
ماريا هزت رأسها نفيا:كلا بالطبع لن افعل ذلك فانتي افضل من يقوم بتصميم الأثواب ولن ارتدي غير الثوب الذي ستقومين بصنعه لي لأنني واثقة بأنه سيكون مذهل مثل ثوب حفل الخطوبة.
إبتسمت ماتيلدا لإطراء أبنتها وقالت لها:شكرا لك يا عزيزتي سيكون كما ترغبين وأكثر
ماريا بإبتسامة ساحرة:أنا واثقة من هذا أمي
آلين:هلا أنهيتن حديثكن وتناولتن الطعام؟إنه ليس وقت الحديث في امور الخياطة؟
ضحك الجميع وعادوا لتناول الطعام بهدوء بينما سألت كلارا ماريا هامسة:وما أخبار لارا منذ فترة لم أسمع منك عنها شيئا؟
ضحكت ماريا التي تذكرت كيف أصبح شكل صديقتها العزيزة بعد الحمل خاصة أنها في الشهر السادس من الحمل وقالت لها:إنها بخير وتبدوا رائعة وهي حامل لكنها تتذمر من أنها قد سمنت قليلا؟
ضحكت كلارا:وماذا تتوقع غير ذلك إنها حقا مضحكة
ماريا:اجل
كلارا:إذن وماذا ستنجب؟
ماريا بابتسامة:طفل وكارل في غاية السعادة
كلارا:اتصور ذلك.؟
الأطفال كانوا دائما اكثر شيء مفضل لدى ماريا وفكرت مستقبلا كيف سيكون أطفالها تلك الفكرة جعلت وجهها يتورد وإبتسامة جميلة تلوح على شفتيها الرقيقتين.
كلارا أنهت تناول طعامها وهي تقول:بالمناسبة أمي سأذهب عند الخامسة مع كارلوس وقد نتأخر قليلا لذلك لا تقلقي.
السيدة ماتيلدا:لا بأس من الجيد انك اخبرتنا ايضا انا ووالدك ذاهبان في المساء؟
ماريا بإستفسار:لكن إلى أين؟
السيدة ماتيلدا:زيارة إجتماعية لأحد أصدقاء والدك!
ماريا:فهمت الأمر.
كلارا:وانتي ماريا ماذا ستفعلين في غياب الجميع؟
ماريا:ماذا سأفعل لا ادري لكنني ربما أقرأ إحدى كتبي المفضلة لأنني لم أتناول أي كتاب في الفترة الأخيرة.؟
إبتسمت كلارا وعلقت:بالطبع فراند أخذ معظم وقتك بالفترة الأخيرة.
إكتفت ماريا بضحكة خفيفة دون ان تعلق لأن كلام كلارا كان صحيح تماما وهي لم تشعر بأنها إفتقدت هوايتها المحببة لقلبها كثيرا القراءة إلا حينما تذكرت بأن راند شغل عقلها وذهنها مؤخرا كثيرا.
بعد تناول وجبة الغداء العائلية أسرعت كلارا لغرفتها حيث تأنقت في بذلة رمادية من ثلاث قطع قميص وردي وسترة وتنورة قصيرة وبدت في غاية الأناقة والجاذبية مع الحذاء ذو الكعبين العاليين ورفعت شعرها الطويل في عدة دبابيس وكالعادة كان مكياجها خفيف جدا وناعم ويناسب وجهها الجميل وأسرعت مغادرة مع كارلوس الذي أيضا كان أنيقا في قميص أبيض وبنطال رمادي وكان قد وقف يتحدث مع والديها حينما نزلت وأبدا إعجابه الشديد في أناقتها التي تبهره بها دائما ومن ثم خرجا بالحال.
أما ماريا فقد شعرت بحاجتها لإستنشاق بعض الهواء المنعش فخرجت للحديقة رغم انه الجو بارد بعض الشيء ورغم ان المطر متوقف منذ يومين كان الجو جميل والأرض قد بدأت تعود للحياة شدت ماريا السترة الصوفية الزرقاء حولها جيدا ورتبت بنطلون الجينز الذي كان يظهر تناسق قوامها ورشاقتها بينما أخذ الهواء البارد الخفيف يعبث بخصلات شعرها المبعثرة ويطيره في بعض الإتجاهات.أخذت تنظر حولها وهي تستنشق هذا الهواء العليل وكل شيء جميل حولها يبشر بقدوم مبكر لفصل الربيع ذهبت نظراتها بإتجاه البحر الهادئ حاليا رغم انه بالأيام الماضية كان هائجا لدرجة كبيرة أعجبها منظر المياه المتلألأة من بعيد والغيوم السابحة فوقه بشكل جميل.
أشاحت بوجهها قليلا حينما لسعت وجنتيها رياح باردة ووقعت عيناها الزرقاوان على ذلك المنزل الذي كانت تعتبره أجمل منزل قربهم ولكن الأمر لم يعد أكثر من مجرد ذكرى بسيطة بينما هي تتأمله بكل سكون سمعت صوتا أو بالأحرى أصواتا وبدت منها إلتفاتة لمصدر الصوت حيث رأتهما معا دانييل والصغيرة ريلينا التي كانت تبدوا مشرقة في ثوب صوفي وردي وضفائرها الذهبية تميل على كتفيها الصغيرين وخدودها موردة بينما كان دانييل ينظر نحوها فقط والصغيرة تحدثه دون ان تدرك بانه لا ينظر باتجاهها وهكذا إلتفتت ريلينا أيضا وشاهدت ماريا التي الناظرة باتجاههما وشعرت بسعادة غامرة رغم حزنها من خطوبة ماريا ومعرفتها بأنها ستتزوج قريبا. وهكذا تركت والدتها وأسرعت بإتجاه السور الخشبي كي تقفز من فوقه لكن تحذير والدها جعلها مترددة فأقتربت منها ماريا لأن الصغيرة لا ذنب لها بشيء أبدا وإن كان هناك شيء تندم عليه فهو ندمها على فقدان الصغيرة وعدم رؤيتها منذ فترة مع انهما قد اتفقتا على ان تبقيا صديقتين دائمتين ولكن الظروف التي حدثت غيرت الكثير من الامور وهكذا إقتربت ماريا من ريلينا التي كانت تنظر نحوها بإبتسامة واسعة مشرقة وقالت لها:مرحبا حلوتي؟
ريلينا بسعادة:ماريا لقد إشتقت لك جدا جدا.
ضحكت ماريا وقالت وهي تقبل وجنتها:وأنا أيضا يا عزيزتي إشتقت لك كثيرا.
ريلينا بضيق:ولكن كان بإمكانك زيارتنا؟
صمتت ماريا ولم تعرف بم تجيب وكان دانييل قد سمع كلام إبنته وايضا بقي صامت ينظر نحو ماريا فقط والتي إرتبكت من نظراته لها كانت نظراته تبدوا غريبة نوعا ما عتاب لوم او شيء من هذا القبيل ولكن ليس لديه الحق في النظر لها هكذا فهي لم تفعل شيئا وإذ لاحظت نظراته ليدها ولخاتمها المرصع بماسة جميلة فهمت الأمر تماما ولكن من المخطأ في هذا أليس هو نفسه؟ألم يبعد نفسه عنها؟ألم يخفي شعوره الحقيقي نحوها؟
تنهدت ماريا بضيق وعادت للصغيرة ريلينا وسألتها بفضول:وكيف هي زوجة والدك معك حبيبتي إن إنها جميلة؟
ريلينا بملل:أوه أجل إنها جميلة جدا لكن ليست بجمالك وأنا لا احبها أبدا.
ماريا:ريلينا
ريلينا:هذه هي الحقيقة وأبي أيضا لا يحبها؟
ماريا إستغربت كلام الصغيرة اما دانييل الذي سمع كلام إبنته لم يقل شيئا وإستدار عائدا نحو المنزل وهو يفكر فقط أما ماريا فلم تفهم لم قالت ريلينا ذلك ولم تشأ أن تسألها لأن ذلك لا يعنيها حتما وهي لا تريد العودة لحياتهم مجددا فقد إنتهى كل شيء وهي ستبقى تحب ريلينا رغم كل شيء آخر..................وبعد ان تبادلتا القليل من الكلمات طلبت ماريا من ريلينا العودة للمنزل لأن الجو بارد ولا تريدها ان تمرض وإضطرت ريلينا للإستماع لماريا وعادت للمنزل.
حتى ماريا ذات نفسها إستدارت عائدة للمنزل والتفكير يشغلها رغم انها تعرف بانه لا يحق لها ايضا ان تفكر في دانييل ثانية فهي مخطوبة لراند ولن يكون من العدل ان تفكر في دانييل بينما راند يحبها ويتمنى ان تبادله نفس الشعور كما انه يفعل كل ما في وسعه.وهكذا بتصميم أبعدت هذه الأفكار من رأسها وعادت لداخل المنزل وبنفس اللحظة كان والديها يستعدان للخروج وتحدثت معهما قليلا قبل صعودها لغرفتها...وما أن ألقت بنفسها على سريرها حتى رن هاتفها الخاص تكاسلت في البدء ان ترفعه كي تجيب لكنها فكرت بانه قد يكون راند وهي لا تريد ان تخذله لذلك رفعت الهاتف كي تجيب دون ان تلقي نظرة على الرقم الغريب وأجابت في الحال:أهلا راند؟
:راند خطيبك أليس كذلك؟
ماريا إستغربت كثيرا إن هذا الصوت ليس بغريب عليها أبدا لكن من يكون؟
:ماريا لا يمكن أن تنسيني بهذه السهولة؟
كانت دهشة ماريا كبيرة حينما عرفت بأن المتحدث هو دانييل؟فهي لم تتحدث معه على الهاتف في السابق ابدا كما انه لا يعرف رقم هاتفها الخاص فمن أي جاء به؟كل هذه الأسئلة جعلتها تصمت من الدهشة ولم تعرف ماذا تقول؟
دانييل:ماريا؟
ماريا التي اخذتها الدهشة بدأت تتمالك نفسها وقالت:لكن ماالذي تريده؟
دانييل:أهذه طريقة للحديث؟
ماريا بهدوء:وكيف تريدني ان اتحدث معك فأنت فقط مجرد جار لي ؟
ضحك دانييل وهو يقول:فقط؟
ماريا بارتباك:أجل فقط؟ولا داعي لتخيلاتك الأخرى؟
دانييل:حبيبتي انتي فقط مرتبكة قليلا
ماريا بصدمة:ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دانييل:أجل أنا أحبك ماريا وأحببتك منذ أول مرة رأيتك بها رغم انني الآن اعترف بانني وقتها كرهتك لأنني لم أشأ ان تدخلي حياتي لأنني شعرت بداخلي أن تأثيرك سيكون كبيرا بالنسبة لي رفضت ذلك .
كتمت ماريا شعورها وقالت له:دانييل هذا الحديث لم يعد منه أي فائدة حتى لو كان ما قلته الآن صحيح.
دانييل:ألأنني متزوج؟
ماريا بضيق:وليس هذا فقط فأنا مخطوبة لشخص آخر ومن الأفضل ألا تعود لمهاتفتي ثانية؟
دانييل بجدية:إنتظري ماريا يجب ان تسمعي ما سأقوله بالنسبة لإريكا فأنا سأنفصل عنها؟
ماريا باستغراب:ماذا؟
دانيل:اجل لقد اكتشفت بأنني أغبى الأغبياء في إختيارها زوجة لي بدلا عنك بينما أنتي كنتي الوحيدة التي تناسبني وتصلح كزوجة لي وأم لأطفالي؟
ماريا:؟
دانييل:ليس السبب أنتي صدقيني إنما الحياة بيننا معقدة وإريكا كل ما يهمها هو عملها فقط لا اعرف كيف اشرح لك ذلك لكن هل تفهمين ما قلت لك الآن؟
ماريا بانفعال:دانييل اخبرتك انا مخطوبة الآن وبشكل رسمي؟
دانيل:أعرف هذا لكن يمكننا حل هذه المشكلة الصغيرة؟
شهقت ماريا:مشكلة صغيرة؟ماذا تعني؟
دانييل بتأكيد:بالطبع مشكلة صغيرة
ماريا:وماذا تعني بهذا؟
دانييل بجدية:حبيبتي الأمر في غاية البساطة أنتي لا يمكن أن تحبي راند لأنك تحبينني انا ولا اظن بانك تريدين خداع المسكين راند او خداع نفسك أليس كذلك؟
ماريا:؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دانييل تابع يقول:وبما أن هذه هي الحقيقة وكلانا نحتاج لبعضنا فالأمر بيدك الآن؟
ماريا بارتباك ودهشة:أتطلب مني ترك راند؟
دانييل:أجل أطلب منك ذلك فالأمر لم يصل للزواج وسيكون الأمر بسيطا الآن؟
ماريا بغضب:لست من تستطيع بكل سهولة تحطيم الآخرين دانييل؟
دانييل:أنا أعرف بأنك لا تستطيعين فعل ذلك او لا تريدين ان تفعلي ذلك كي لا تؤذين شعوره لكن مع ذلك يجب ان تفعلي هذا لمصلحتنا معا نحن الإثنين.
ماريا تمالكت نفسها للحظة وهي تفكر في ما قاله لها منذ قليل بأنه يحبها لكن بعد ماذا؟إذا كان يعتقد بأن الأمر في غاية البساطة فهو حقا مخطأ ومخطأ جدا أيضا وستكون حازمة معه ولن تنساب خلف مشاعرها لن تستطيع ان تفعل ذلك في راند ابدا لن تفعل ذلك حتى ان كانت ما تزال تحب دانييل حتى هذه اللحظة لكن ما يطلبه منها مستحيل تماما لقد كانت تشعر منذ البداية بأنه يبادلها الشعور نفسه لكنه كان يكابر فقط وحدث ما حدث وجاء في النهاية يطلب أن تترك خطيبها من أجله كي يعود ويتزوجها كم الأمر سخيف حقا!!!!!!!!!!!
دانييل الذي لاحظ صمت ماريا لبضع دقائق إعتقد بأنها تفكر في الأمر و كان متأكد من أنها ستفعل ما يطلبه منها لأنها تحبه لكنه مخطأ رغم انها ما تزال تحبه حتى هذه اللحظة إلا انه كل ما قالته له كان:آسفة دانييل لا يمكنني أن افعل ذلك أبدا؟؟؟؟؟
دانييل بضيق:ماريا ألا يمكنك التفكير في الأمر للمرة الأخيرة وبجميع الأحوال سوف أترك إريكا لأنني لا أريدها في حياتي أبدا فقد كانت مجرد غلطة سخيفة.
ماريا بجدية:هذا الأمر يعنيك وحدك ولا شأن لي في ذلك وأتمنى ان تجد الراحة والهدوء في حياتك وداعا دانييل.
أغلقت ماريا الهاتف بعد ان قالت كلمتها الأخيرة في موضوع طالما أرقها وآلمها وأبكاها وكان شعورها هذه المرة مزيجا من الراحة لمعرفتها بأنها لم تكن مخطأة وبأن دانييل كان يحبها فعلا لكنه كان المخطئ وسيبقى كذلك لأنها لن تفكر ثانية بهذا الأمر لقد إنتهى كل شيء وخرج دانييل من حياتها للأبد وستتعلم كيف تحب راند مع الأيام فهو لا يوفر فرصة إلا ويحببها بنفسه وهي بالفعل تكن له احتراما واعجابا كبيرين وربما بدأت تحبه دون أن تشعر.
بهذه اللحظة رن هاتفها ثانية لكن تأكدت بأنه راند المتصل وليس دانييل فشعرت بالراحة وإستجمعت حبل أفكارها كي تستطيع الحديث مع راند الذي له الحق كل الحق في ان تحادثه بلطف وبكلمات جميلة. إستغربت لهجته كان يبدوا متضايق وحينما سألته عن السبب؟أخبرها بأنه منذ نحو النصف ساعة يتصل بها وهاتفها مشغول وسألها مع من تتحدث طيلة هذا الوقت؟ولم تتردد ماريا وأخبرته مع لارا صديقتها كانت مضطرة لذلك رغم انها تضايقت لكذبها عليه بتلك السهولة لكن لم يكن أمامها خيار آخر ولما كان راند يعرف بقوة صداقتها وعمقها للارا فقد تنهد بإرتياح وإعتذر منها.تورد وجهها بإشراق حينما أخبرها بأنهما يجب أن يتحدثا في ترتيبات حفل الزفاف ووافقته بمعظم مقترحاته التي ناسبتها أيضا كما أن فكرته في ذهابهما بشهر العسل إلى إسبانيا راقت لها كثيرا وهكذا قررت ماريا ان تبدآ صفحة جديدة من حياتها دون ان يكون للحب دور فيه تقريبا لكن هل ستدوم سعادتها هذه طويلا؟ربما؟سنرى من خلال احداث الأجزاء الأخيرة القادمة.:dancingmonkeyff8:

Blue Eyes 04-12-07 01:32 PM

:welcome_pills1:
الفصل العاشر

"ماذا لكن إنه قريب جدا أليس كذلك ماريا؟"
إبتسمت ماريا وهزت رأسها قائلة:أجل معك حق في هذا لكن هذا ما يريده راند
كلارا:وماذا عنك وعن الذي تريدين؟
ماريا:لا يهم كل ما يريده بالتأكيد أنا أريده أيضا.
كلارا:وهل أنتي مقتنعة بهذا
ماريا:بالطبع
هزت كلارا رأسها في حيرة قائلة:ماريا أنا لا أفهمك حقا
ماريا:عزيزتي كلارا كل شيء يتغير مع الأيام
كلارا:في هذا انتي محقة
أخذت ماريا ترتب بقية أشياءها وهي تحاول ان تتخيل ما قد تكون عليه حياتها القادمة مستقبلا مع راند!ورغم ذلك كانت تشعر بقليل من تأنيب الضمير فهي ما تزال أحيانا تفكر في دانييل الذي تأخر كثيرا في إظهارمشاعره نحوها لقد إنتهى كل شيء يربطها به للأبد وها هو زفافها خلال الأسبوعين القادمين ورغم مرور عشرة أيام على حديثها مع دانييل لآخر مرة إلا أنها ما تزال تستعيد كلماته الأخيرة لتظهر كم كانت محقة وسمعت أحاديثا بأنه قريب جدا سينفصل عن إريكا لكنها لم تهتم أبدا فذلك لن يغير أي شيء من الأمور التي ستحدث ومهما حدث ستعتبر كل شيء مجرد ماض وإنتهى.
لاحظت كلارا شرود شقيقتها ففضلت تركها توضب أغراضها وخرجت والأفكار تأخذها تارة نحو اليمين وتارة أخرى نحو الشمال لقد كانت الأشهر الأخيرة غريبة بالنسبة لماريا فمع انها شهور قليلة إلا انها قد عرفت معنى الحب الحقيقي بعد أن رفضت الكثيرين وها هي ستتزوج من شخص تحترمه فقط وليس للحب دور في إختيارها مع أن راند يحبها أكثر من نفسه وسوف يسعدها بالتأكيد.لكن كلارا قد أخذت دروسا مما حدث مع شقيقتها وتعلمت كيف تحافظ على حبها لكارلوس الذي يحبها كثيرا ولدرجة الجنون أحيانا ورغم ذلك فهي تحترمه اكثر مما تحبه ايضا لانه كان صريحا معها منذ البداية حتى تمت كل أمورهما بسهولة وبساطة رغم انها اعتقدت بانه ستكون هناك الكثير من التعقيدات ولكن حمدالله ان كل الأفكار التي ملأت رأسها في ذلك الوقت العصيب من الشكوك والغيرة قد كانت فقط كسحابة صيف ومضت.إبتسمت بإرتياح وهي تلقي نظرة على خاتم خطوبتها المرصع بالألماس وتفكر بكارلوس الذي كان يخاف عليها من نسمة الهواء العابرة وتذكرت بسوء ذلك اليوم الذي كاد فيه ذلك الغبي ان يعتدي عليها بسبب غباءها وطيبتها بنفس الوقت ولكن كارلوس كان له يد في مساعدتها وإنتهى ذلك الأمر على خير.أحيانا من الافضل للشخص ان يفكر في ما حدث معه سواء أكان شيئا جيدا أم لا وذلك لكي يأخذ دروسا ويتعلم من أجل الأيام القادمة وهذا ما تعلمته كلارا تماما وتعلمت أيضا ان تفكر قبل إتخاذها أي خطوة غير مدروسة .... أخذتها الأفكار بعيدا لدرجة أنها لم تنتبه لنفسها إلا وهي قد إصطدمت في باب غرفتها آلمها رأسها قليلا وضحكت على نفسها وشرودها.
"لارا...أنا كم مرة أخبرتك ألا تتحركي كثيرا؟"
إبتسم لارا وهي تجلس قربه على تلك الأريكة المريحة وقالت:عزيزي كل ما هنالك أنني أشعر بالملل من البقاء جالسة وهذا ليس بالأمر الجيد فأنا بحاجة للحركة وأنت تعرف ذلك جيدا.
كارل هز رأسه قائلا:بالتأكيد أعرف ذلك ولكن أيضا يجب ان ترتاحي.
لارا:انا مرتاحة صدقني ولكنني لا أستطيع البقاء جالسة طيلة الوقت.
كارل:حسنا لا بأس
لارا ذهب فكرها لماريا وحفل زفافها لقد كانت سعيدة من أجلها وتشعر بالراحة لأنها طالما فكرت بأن ماريا ستكون عروسا جميلة وهي سعيدة لأنها سترى هذا اليوم على الرغم من ان ماريا عنيدة جدا ولم تتوقع بأن توافق بسهولة على راند ولكن على ما يبدوا أنها قد إقتنعت بأنه مناسب لها وإقتنعت من كلام لارا معها مؤخرا بحيث كانت حازمة معها.ولكن أيضا ماريا ليست بالطفلة كي لا تعرف مصلحتها وما قامت به هذه المرة هو الأفضل لأن زواجها من راند هو أفضل ما ستقوم به فقد حان الوقت كي تستقر في حياتها الخاصة ويكون لديها أطفال وعائلة.
لاحظ كارل شرود لارا فابتسم واقترب منها وهو يقول:إذن جميلتي بم تفكر؟أبغيري؟
إبتسمت لارا التي تورد وجهها وضربته على كتفه قائلة:لا تكن هكذا ثم إنني لا يمكن ان افكر باحد غيرك.
علق كارل:إذن لا احد غيرها؟
ضحكت لارا:ومن هي أيها المتحذلق؟
ضحك كارل وقال:ماريا ومن غيرها يمكن ان تشغل ذهنك بعدي حبيبتي.أم أنا مخطأ؟
لارا بإبتسامة:لا لست مخطأ حقا إنني أفكر بها؟
كارل:أهناك شيء ما يلوح في الأفق؟
لارا:لا شيء محدد لكنك تعرف أن حفل زفافها قريب
كارل:هذا جيد إذن ما الذي يقلقك حلوتي.
لارا:لا ادري لكنني اشعر بان ماريا ستفعل هذا ليس من قلبها؟
كارل:عزيزتي الحب ياتي بعد الزواج أيضا ويوجد الكثير من الامثلة على ذلك
لارا:انا أفهم ذلك واتمنى ان تدرك ماريا ذلك ايضا
كارل:لا تقلقي ستكون بخير ثم إن الدكتور راند له سمعة طيبة وهو شخصية شهيرة ومعروفة بالمجتمع.
لارا:ربما كنت محق.
إنتبهت لارا لحديث كارل المضحك بشأن الطفل القادم لقد كان عنيدا ويريد أن يسميه على إسم أبيه لكن لارا لم تكن موافقة فالإسم غير جميل وهي تريد إختيار إسم الطفل بنفسها وهكذا بدآ في نقاش لن ينتهيا منه أبدا على ما يبدوا مثل دائما.................
في اليوم التالي
كانت كلارا عائدة من الجامعة كالمعتاد حينما سلمتها والدتها رسالة من ديانا وبكل لهفة وعجلة أسرعت صاعدة الدرج الداخلي للمنزل إلى غرفتها كي تقرأ الرسالة فألقت في كتبها وحقيبة يدها الصغيرة جانبا وأخذت تفتح الظرف الأبيض وإبتسامة جميلة مرسومة على وجهها فلقد كانت متلفهة جدا لسماع أخبار ديانا التي لم تراسلها منذ فترة وتفهمت كلارا الأمر بما أن ديانا قد تزوجت فلا ريب انها إنشغلت ولذلك هي تعذرها إذا ما تأخرت في إرسال أي رسالة لها وهكذا قامت بفتح الخطاب وبدأت تقرأ به بلهفة.
كالمعتاد كانت أخبار ديانا جيدة وأنها سعيدة مع زوجها وإبن خالتها كما أنها تخبرها بأن حفل زفاف نيد وشارلوت كان رائعا وبدت شارلوت كأميرة جميلة..إبتسمت كلارا لهذا الخبر الجميل وتابعت قراءة الرسالة حيث كالمعتاد أيضا ديانا تبثها شوقها الشديد لرؤيتها وبأنها ما تزال تشعر بالحنين للوطن والمكان الذي عاشت به وتربت منذ طفولتها حتى كبرت بالاضافة لتحذرها بأن تقوم بدعوتها حينما تتزوج وإلا لن تسامحها..تلك الجملة أضحكت كلارا قليلا وعادت للقراءة بأن ديانا ما يؤرقها فعلا بهذه الأيام هو مرض والدتها المفاجئ والغريب هي بخير حاليا لكنها تشكوا من شيء ما يقلق ديانا كثيرا وان كانت تتمنى ان تكون مخطأة في ما تفكر فيه. وتمنت كلارا ان يكون ما تفكر فيه ديانا ايضا صحيح فهي تحب والدتها وتعتبرها كخالة لها.
أنهت كلارا قراءة الرسالة وهي سعيدة بهذه الاخبار اللطيفة من ديانا وتمنت ان تكون والدتها في صحة جيدة لذلك قررت ان تكتب لها رسالة في المساء بعد وجبة العشاء مع العائلة..طرق باب غرفتها حينما دخلت ماريا لتسألها إذا كانت تستطيع ان تفعل لها شيئا في شعرها لأنها ستذهب مع راند لتناول الغداء في مطعم بحري وهي محتارة ماذا تفعل بشعرها فابتسمت كلارا وبكل ود ذهبت معها إلى غرفتها كي تساعدها في تسريحة جميلة وبسيطة تلائم شعرها الجميل وبعد عدة تسريحات لم تعجبها بالنهاية رفعت لها كلارا شعرها كله بعدة دبابيس وأخبرتها بأن ذلك جميل وملائم لها ورغم ان ماريا لم تقتنع تماما إلا أنها قبلت بذلك بالنهاية فهي لا ترغب في إضاعة المزيد من الوقت لأن راند سيصل بين لحظة وأخرى ومن الأفضل ان تكون جاهزة لدى وصوله بدل أن تدعه ينتظرها كالعادة وضحكت كلارا لأن ذلك صحيح تماما.وهكذا سار الأمر على مايرام إرتدت ماريا بذلة من قطعتين بلون البحر جميلة وبدت أشبه بسيدات الأعمال بعد ان وضعت مكياجا خفيفا مما جعلها تتبرم وتتذمر من كل شيء.
هزت كلارا رأسها ضاحكة:اوه ماريا لم انت متضايقة هكذا؟ إنه مجرد غداء فقط وليس أكثر أتدرين تبدين متوترة جدا ولا يبدوا أن لموعد الغداء علاقة بالأمر أبسبب إقتراب موعد الزفاف؟
تنهدت ماريا بتوتر وقالت:لا أدري
كلارا:لكن هذا لن ينفع ماريا عزيزتي من الأفضل ان تفكري بشكل إيجابي وراند يحبك كثيرا ويريد ان يرضيك فقط أليس كذلك؟
ماريا:أدرك ذلك جيدا لكنني فقط متوترة قليلا لا اعرف لم؟
كلارا دفعتها بهدوء نحو باب الغرفة وهي تناولها حقيبتها البيضاء الصغيرة الناعمة وتقول لها:لا داعي لكل ذلك سيصل راند قريبا يجب أن لا تدعيه ينتظر هذه المرة.
ضحكت ماريا ووجدت بأن كلام شقيقتها صحيح عليها فعل ذلك حقا فنزلت لتنتظر وصول راند خرجت للشرفة الأمامية حيث سحبت نفسا عميقا من الهواء المنعش القادم من جهة البحر ولفت إنتباهها شخصا ينظر نحوها وبلمحة بسيطة أدركت بأنه دانييل لا أحد غيره لم تستطع ان تخفي فضولها بالنظر نحوه وتأمله لقد كان يبدوا يائس بشكل كبير كما ان ذقنه قد نمت بشكل واضح وهي مع انها شعرت بقليل من الضيق لأجله إلا أنها سرعان ما ابعدت هذه الأفكار من رأسها حينما وصل راند بسيارته ليأخذها فأبتسمت وسارت نحوه بكل رقة وجاذبية وبدا سعيدا برؤيتها جلست قربه وإنطلق بالسيارة وماريا لاحظت نظرات دانييل نحوها ونحو راند وهما ذاهبان كان يبدوا أنه قد فقد الأمل كليا وهذا ما يجب عليه كما فكرت ماريا فهي لم تعد هشة كالسابق وبالنسبة لها هو جزء من ماض قد إنتهى ولن يتكرر وما عليها إلا التفكير في مستقبلها فقط والتفكير بنفسها وبراند أيضا الذي سيكون زوجها ووالد أطفالها مستقبلا ومؤكد أنه سيكون زوج ممتاز ووالد رائع.

Blue Eyes 04-12-07 02:15 PM

:dancingmonkeyff8:
كان المطعم الذي ذهبا إليه جميل حقا ويقع قرب البحر وإختار راند لوجبتهما السمك المشوي فراقت لماريا الفكرة فهي ايضا تحب السمك المشوي كثيرا ومن الجيد كما فكرت أنه يوجد بينهما العديد من الأمور المشتركة ولذلك مؤكد أنهما سيتفقان.
بالنسبة لراند كان مرتاحا جدا وسعيدا بأن ماريا قريبا جدا ستصبح زوجته فهو يحبها ولم يفكر يوما بفتاة غيرها منذ أن رآها..أخذا بتناول الطعام وهما يتحدثان بأمور لطيفة بشأن زفافهما القريب وأكد راند لماريا بأن كل شيء سيكون على خير ما يرام.فشعرت بالإطمئنان من كلماته الرقيقة وإبتسمت له.
مرت الأيام التالية بشكل هادئ نسبيا دون ان يعرف احد ما قد تحمله له الأيام القادمة او حتى المستقبل وإقترب يوم زفاف ماريا وراند الذي كان قد حدد من قبل أسبوعين وإستطاعت السيدة ماتيلدا إنهاء ثوب الزفاف الذي صممته خصيصا بطلب من ماريا لأجلها وقد كان من أجمل ما يكون سواء في تصميمه الأنيق والجذاب او في طريقة صنعه كان مدهش بحق أعجب ماريا جدا وأيضا كلارا التي صممت بأنها سترتديه يوم زفافها وذلك ما اضحك والدها......
في الليلة السابقة لزفاف ماريا وراند
كانت ماريا واقفة في غرفتها التي ستقضي فيها ليلتها الأخيرة وأخذت تتمعن النظر في ثوبها الجميل الذي كان أكثر م رائع بالفعل وإبتسمت بإعجاب هي لم تتصور نفسها يوما عروسا ترتدي مثل هذا الثوب الجميل ولكن على ما يبدوا فإنها ستجرب هذا الحلم الجميل الذي تحبه كل الفتيات.
كانت قد سهرت مطولا مع كلارا التي كانت متحمسة جدا لكنها نائمة الآن بعد أن تعبت من السهر ومع ان ماريا العروس والمفروض ان تنام مبكرا إلا أنها لم تكن تستطيع ذلك كانت الأفكار تملأ رأسها رغم ان كل شيء على خير ما يرام.وبعد ساعات من الأرق إستطاعت أخيرا ماريا النوم بهدوء لتكسب عدة ساعات من الراحة قبل هذا اليوم الذي إنتظرته عائلتها طويلا وهي أيضا رغم ترددها.
وفي اليوم التالي
كان يوما مشحونا بالكثير الجميع متحمس وسعيد ويشعر بالمرح والبهجة وبالطبع العائلة والأصدقاء كذلك كانت لارا أيضا قد قدمت لمساعدة صديقتها الحبيبة والغالية على قلبها وكانت تبدوا أنيقة في ثوب يميل بين اللونين الأحمر والبني جميل لم تكن ترغب في اخذ صور لها لكن بما أن ماريا كانت جد راغبة في الاحتفاظ في صور لها لديها ففعلت كما طلبت منها كلارا وجلست كما أخبرتها وبدت رائعة في جلستها تلك بدت بهذه الصورة...
http://megys.com/shop/images/876.jpg
إبتسمت كلارا قائلة لها:أتدرين لا تبدين لمن يراك بأنك حامل.
ضحكت لارا وقالت لها:هذا صحيح لقد أخفى الثوب كل شيء وهذا افضل تعالي نساعد ماريا لا بد انها مشوشة.
كلارا:أجل انتي محقة تماما ولا اظنها نامت جيدا.
في الواقع كلارا أيضا كانت مذهلة كونها وصيفة العروس كانت ترتدي ثوبا أزرق فاتح وبدت جميلة للغاية بعد ان قامت بتغيير لون شعرها وقص اجزاء منه بشكل جذاب مع ان كارلوس وصفها بالغباء حينما عاندته وقامت بفعل ذلك لكنها حينما بالتأكيد سيبدل رأيه حينما يراها..كانت تبدوا هكذا......
http://www.shopshop.com/ProductImage...B8024-5030.jpg
كانت ماريا بالفعل متوترة جدا مع انها جميلة بشكل لا يمكن وصفه وكان الثوب يبديها كأميرة من العصور الوسطى كانت سعيدة لوجود شقيقتها قربها وكذلك وجود لارا الذي خفف عنها كثيرا فابتسمت لارا وقالت لها بتشجيع:حسنا حسنا الآن سألتقط صورة لك قبل ان يأتي راند لإصطحابك عزيزتي هيا.....
ماريا بتردد:ولكنني...........
ضحكت كلارا وهزت رأسها قائلة:هيا وإسمعي الكلام لا تكوني جبانة؟
ضحكت ماريا ووافقت على إلتقاط صورة لها....
http://www.thegownhouse.com/Eleganza.jpg
لارا بعذوبة:سيجن راند حينما يراكي انتي رائعة
إبتسمت ماريا بخجل وشكرتها فضحكت كلارا وتسائلت:أكل العرائس تخجلن هكذا يا ترى؟
ضحكت لارا وقالت لها:سوف أراك انتي وقت زفافك حسنا
ضحكت كلارا التي تورد وجهها ولم تعلق......
فيما بعد كان الإحتفال سيقام في فندق ضخم ورائع وكان المدعوين كثر سواء من الاقارب او الاصدقاء او المعارف وبالنسبة لكلارا التي ضحكت كثيرا على كارلوس خطيبها حينما رآها ولم يعرفها وبعد ذلك كان كالأبله ينظر نحوها بذهول كأنها أول مرة يراها فيها ولكنه بالفعل كان معجب جدا جدا بها وبطريقة تصفيف شعرها.......
أما راند فقد بدا كالمسحور بماريا التي أدهشت الجميع بها بدت أصغر سنا بكثير وارق ايضا جذابة جميلة وساحرة والديها والجميع كانا سعيدون من أجلها ويتمنون لها السعادة البالغة.
الشخص الوحيد الذي كان في غاية التعاسة هذا اليوم هو دانييل الذي كان غارق في كومة أحزانه يلوم نفسه على ما حدث لأنه الملام الوحيد لقد كان غبيا كبيرا نعم هذا ما قاله لنفسه غبيا كبيرا وجدا أيضا لقد إنفصل هو وإريكا لأن الحياة معا كانت أشبه بالمستحيل فهي كانت كلوحة لا تظهر غالبا وكان افضل ما قاما به لبعضهما هو الانفصال.
كان حفل الزفاف رائع وهذا اقل ما يمكن وصفه به وبعدها غادرت ماريا مع راند بطريقهما برحلة شهر العسل إلى إسبانيا.........
ترى ما الذي تحمله الأيام القادمة لماريا؟
هذا ما سنراه في بقية الأجزاء..........:welcome_pills1:

Blue Eyes 08-12-07 03:56 PM

:welcome_pills1:
الفصل الحادي عشر

حينما أقلعت الطائرة بالإثنين شعرت ماريا بالحنين لوالديها وشقيقتها ورغم ان ذلك حدث سريعا إلا أن راند تفهم الأمر بشكل كامل كونها المرة الأولى التي تفارق بها عائلتها فأكتفى بإبتسامة وقدم لها منديلا ورديا جففت به دموعها التي كانت تنساب على وجنتيها منذ أقلعت بهما الطائرة وإكتفت بإعتذار بسيط لراند الذي أخذ يخفف عنها بكل لطف حتى أنه أضحكها رغم انها كانت تبكي وعاد اللون الأحمر لوجنتيها الجميلتين.جلست بشكل مريح وهي ترتب في بذلتها الوردية القصيرة بينما عينا راند لم تبتعد عنها بتاتا لقد كان سعيدا جدا بها فأخيرا هاي هي له لقد أصبحت زوجته وهي جميلة للغاية طيلة اليوم وهو يسمع مديحا بإختياره لها فهي مثقفة وجميلة أيضا.
أقتربت منهما المضيفة السمراء الجميلة وسألتهما إن كانا يريدان شيئا وبما أن ماريا لم تسمع ما قالته المضيفة لأنها كانت تنظر نحو الغيوم الشاهقة وهي مستغرقة في تفكير عميق لذلك طلب راند كوبين من العصير لهما شاكرا المضيفة وبعد إبتعادها سأل راند ماريا:هل أنتي بخير حبيبتي؟
تورد وجه ماريا التي أعادت نظرها نحوه وقالت هامسة:أجل بالتأكيد إنني بخير.
إبتسم و أبعد خصلة ذهبية من شعرها كانت قد نزلت من تسريحتها الجميلة عن وجهها وقال:هذا أفضل وأريدك مبتسمة حسنا.
إبتسمت ماريا برقة وقالت:بالتأكيد..وتابعت بتردد:أنا رفيقة مملة أليس كذلك؟
ضحك راند وقال لها:لا أبدا لماذا تقولين هذا؟
ماريا هزت كتفيها قائلة:لا أدري لكن ربما لأنني صامتة فقط.
راند:حلوتي لا داعي للحديث إن كنتي لا ترغبين في ذلك وأنا لست متضايق بتاتا.
ماريا:حقا
راند:أجل
أحضرت المضيفة العصير فشكرها راند وبعد إبتعادها ناول ماريا كوب عصير أخذت تتناوله بعد أن شكرته وحينما لاحظت نظراته نحوها ضحكت وتورد وجهها أكثر بينما هو قال لها:تبدين أجمل بكثير حينما تتورد وجنتاك حلوتي.
كانت كلماته رقيقة جدا كما كان وسيما وأنيقا في بذلته التي لم يبدلها بينما ماريا قبل أن يأتيا إلى المطار بدلت ثوب الزفاف في هذه البدلة الوردية الجميلة جدا وأبقت على شعرها في التسريحة الجميلة على أن تفكها وتتخلص منها حينما يصلان.
سألته ماريا فجأة:هل سنصل متأخرين؟
إبتسم راند وأجابها:ربما هل أنتي متعبة؟
ماريا:قليلا
راند:تستطيعين النوم إذا كنت ترغبين في ذلك فما زال أمامنا وقتا لنصل؟
ماريا بارتباك:كنت احب ذلك لكن لن يكون ذوقا مني أن ادعك وحدك؟
ضحك راند وقال لها:لا تكوني سخيفة ودعينا من هذه المجاملات وهيا إستريحي انا بخير سأقرأ كتابا أثناء نومك؟
ضحكت ماريا وبلطف أمالت رأسها قليلا على كتف راند وبما أنها كانت متعبة فقد بدأت تغفو سريعا فأبتسم راند وألقى بسترة بذلته عليها وبدأ في قراءة كتاب كان قد معه.
واثناء هذا وفي لندن
كانت كلارا تشعر بكآبة غريبة بعد ذهاب ماريا شعرت بأن المنزل فارغ من دونها وإذ لاحظت والدتها ذلك إبتسمت وأقتربت منها قائلة لها:حبيبتي ألا تريدين الصعود وتبديل ثوبك أنتي مرهقة وسيكون من الأفضل أن ترتاحي.
كلارا بضيق:اوه أمي المنزل غير جميل من دونها أبدا.
إبتسمت السيدة ماتيلدا وقالت لإبنتها:أنا اعرف ذلك جيدا حلوتي لكن لنتمنى لها بأن تكون سعيدة لقد كانت عروسا رائعة.
كلارا:أجل هذا صحيح الجميع تحدث كم كانت جميلة اليوم.
السيدة ماتيلدا بلطف:إذن هيا عزيزتي إصعدي كي ترتاحي وربما غدا نتحدث معها هاتفيا.
كلارا بلهفة:حقا أمي
ضحكت السيدة ماتيلدا على لهفة إبنتها ولكن مع ذلك فهي مقدرة موقفها لطالما كانت هي وماريا أكثر من شقيقتين لقد كانتا صديقتين بالأحرى.
وبعد حديث صغير دار بين كلارا ووالدتها نهضت وهي تتثائب صاعدة لغرفتها وهي ما تزال تفكر في احداث هذا اليوم الجميل والمتعب بنفس اليوم.
كانت على وشك ان تبدل ثوبها حينما رن هاتفها الخاص ومع انها لم تكن ترغب في الحديث خاصة الآن مع أي أحد إلا أنها كانت مضطرة للإجابة لأنه كارلوس وبالتأكيد لم يكن ليسامحها إذا عرف بأنها كانت مستيقظة ولم تجب على مكالمته ولهذا رفعت الهاتف وأجابت......
كارلوس كان يبدوا سعيدا من حديثه خاصة بأنها كانت رائعة الجمال هذا اليوم فكان يتحدث معها وهو مستيقظ تماما بينما هي كاد الهاتف ان يقع من يدها اكثر من مرة ومعظم الوقت صامتة فقد كانت تكتفي في كلمة او كلمتين فشعر كارلوس بذلك وقال لها بالنهاية:من الأفضل ان تنامي حبيبتي تبدين مرهقة ولا يبدوا انك معي في كل ما قلت.
تورد وجه كلارا التي ضحكت واعترفت قائلة:أنا آسفة حبيبي أنا حقا مرهقة وبحاجة لنوم عميق.
ضحك كارلوس وقال:أرأيت كان يجب ان تقولي هذا منذ البداية بدلا من ان تغالبي نعاسك وانتي تتحدثين معي تصبحين على خير سنتحدث غدا حسنا.
كلارا بنعاس:بالتأكيد.
وأغلق الإثنين معا وهما يضحكان.....................
الأيام التي تلت ذلك كانت اكثر من رائعة بالنسبة لماريا التي وجدت بأنها حقا أحسنت الأختيار حينما تزوجت من راند الذي يحبها كثيرا ويوما عن يوم تزيد محبتها نحوها ويظهر ذلك في كل كلامه الرقيق معها وتصرفاته ايضا حتى انه لا يقول اي شيء عن الهفوات الصغيرة التي تقوم بها،إسبانيا فعلا ساحرة كما وجدتها ماريا وراند لكن الأجمل بالنسبة لهما أنهما كانا بها معا وعلى ما يبدوا فإن ماريا قد بدأت تعتاد على وجود راند في حياتها كجزء لا يتجزأ منها.......لكنها تمنت من كل قلبها أن تنسى دانييل وتخرجه من قلبها للأبد لأن الأمر لم يعد ذا أهمية فها هي قد تزوجت وسيكون من الأفضل ان توجه كل محبتها لراند الذي يستحق بالفعل اكثر من ذلك.
مر الشهر بسرعة ومع أن راند أراد البقاء اكثر إلا ان ماريا كانت مشتاقة لعائلتها كثيرا كما ان إجازتهم من العمل قد إنتهت ولهذا كان عليهما الإثنان الإستعداد للعودة ولكن ماريا لم تنس أن تأخذ الهدايا الجميلة والمميزة لمن تحب من العائلة ومن صديقاتها وكان راند كريما جدا معها بحيث ساعدها أيضا في إختيار الهدايا التي راقت لها كثيرا كان ذوقه رفيع ويماثل ذوقها أيضا.
وكانت عودتهما بهجة للجميع العائلة والأصدقاء...............
ترى هل ستستمر السعادة التي تعيشها ماريا لفترة طويلة أم سيحدث ما يعكر سعادتها التي وجدتها أخيرا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Blue Eyes 13-12-07 07:00 AM

:dancingmonkeyff8:
مرت الأيام بعد ذلك هادئة وجميلة للجميع كلارا وكارلوس سيقام حفل زفافهما قريبا جدا وقد بدأت الإستعدادات لحفل الزفاف وكانت ماريا تساعدها بشكل دائم رغم أنها حامل في الشهر الثالث تقريبا وقد كان راند أكثر زوج سعيد في العالم حينما عرف بالأمر.
أما لارا التي وضعت صبيا وقد بلغ من العمر شهرا ونصف فكان طفلا رائعا وكارل شديد السعادة في طفله الصغير الرقيق والذي لم يكن يريد الإبتعاد عنه لحظة واحدة وكان ذلك يضحك لارا كثيرا ولكنها لم تكن لتتضايق من ذلك أبدا فهي تتفهم شعوره كونه أصبح أب للمرة الأولى.
أما ديانا فقد قررت المجئ وحضور حفل زفاف كلارا بعد ان وعدتها بذلك في احدى رسائلهما لبعضهما وكانت ديانا وزوجها قد قررا أن يؤجلا موضوع الأطفال لبعدما تنهي ديانا دراستها الجامعية وهي وافقت على ذلك لأنها ليست مستعدة بالوقت الحالي للعناية بالاطفال كان قرارا مشتركا لكليهما ومريحا بالنسبة لهما معا رغم أن والدة ديانا قد عارضت هذه الفكرة في بدايتها كثيرا خاصة بأنها تتمنى رؤية أحفادها لكنها عادت وإقتنعت بعد مناقشة طويلة مع ديانا وزوجها.
بيوم حفل زفاف كلارا وكارلوس
كانت كلارا متوترة جدا رغم شدة جمالها لكن وجود ديانا وماريا والصديقات من حولها كان أكثر من كاف لها كي تحاول الهدوء ورسم الإبتسامة على وجهها والإبتعاد عن القلق الذي تشعر به جميع العرائس بيوم زفافهن.ديانا كانت تعلق على صديقتها في كل دقيقة بشيء مضحك كي تنسيها ما تشعر به وكانت ماريا شاكرة لديانا حضورها لأنها قد تعبت في الفترة الأخيرة كثيرا مع شقيقتها وها هي تجلس قرب لارا التي أتت أيضا لحضور حفل الزفاف وهي تحمل طفلها الصغير جدا وكانت ماريا تنظر له بإبتسامة وهي تلامس وجنتيه الورديتين الصغيرتين وبنفس الوقت تتحدث مع لارا التي كانت سعيدة لأجلها كونها حامل وقالت لها:أتدرين الحمل يناسبك جدا.
ضحكت ماريا وهي تضع يدها برقة على بطنها أسفل ثوبها الأزرق وقالت:لا أصدق ذلك إنه لشعور جميل.
إبتسمت لارا وقالت:اجل أنا سعيدة لأجلك كثيرا.
ماريا:راند في غاية السعادة.
لارا:شعور طبيعي لكن أخبريني ما بال كلارا تبدوا متضايقة أكثر منها سعيدة بكونها عروس وبكونه يوم زفافها.
ماريا هزت رأسها نفيا قائلة:أتصدقين هذا إنها ترفض إخباري ما بها؟
لارا:هذا غريب بالفعل
ماريا:أجل إنني لا افهم ما بها لكنني أظن أنه توتر فقط.
لارا:ربما أنتي محقة
أثناء هذا كانت ديانا قرب كلارا التي بدت محبطة وغير سعيدة بشكل واضح فسألتها مستفسرة:أخبريني فقط ما بالك؟لم كل هذه الملامح التعسة؟
نظرت نحوها كلارا قائلة:لا أدري حقا لا أدري
ضحكت ديانا وقالت لها:عزيزتي لا داعي للقلق صدقيني.
كلارا:كلا أنتي لا تفهمين ما أعني إنني قلقة خائفة من حدوث شيء ما.
ديانا بإستغراب:شيء ما؟ ماذا تعنين بهذا؟
هزت كلارا كتفيها قائلة:لا أدري أشعر بأن كارثة على وشك الوقوع
إبتسمت ديانا التي هزتها كلمات كلارا في الأعماق وحاولت إفتعال جو من المرح قائلة لها:هيا لا تكوني متشائمة هكذا إنه يوم زفافك ومن المفترض أن تكوني سعيدة لأنك وكارلوس تحبان بعضكما كثيرا كما أن فترة الخطوبة دامت طويلا أليس كذلك؟
توردت وجنتا كلارا التي رسمت إبتسامة خفيفة على شفتيها وقالت:هذا صحيح.
ضحكت ديانا وأخذت توضب ثوب كلارا الأبيض الجميل والذي يتكون من عدة طبقات حريرية وقالت لها:أرأيت هكذا أفضل والآن قفي بشكل حسن حتى أثبت لك التاج بشكل حسن.
كلارا:بالتأكيد.
أخذت ديانا تثبت تاج كلارا فوق تسريحة شعرها الرائعة وهي تقول:إعتقدت بأن ماريا هي أجمل عروس في العالم يوم زفافها لكن على ما يبدوا أنك قد تغلبتي عليها اليوم.
ضحكت كلارا وقالت لها وهي ترفع أطراف ثوبها الرقيق قائلة:ديانا لا تبالغي من فضلك.
ديانا:كلا إنني لا أبالغ أبدا وأنا أقول ما أراه حقيقي فقط.
كلارا:آمل ذلك حقا.
"هل كل شيء على ما يرام"
إبتسمت ديانا وقالت لماريا:مئة بالمئة؟
ماريا بمرح:هذا جيد أرى بأن عروسنا الجميلة قد إرتفعت معنوياتها الهابطة منذ إستيقظت من النوم.
ضحكت لارا وهي تقف قربها:لا تقلقي كلارا تعرف ماذا تفعل تماما.
السيدة ماتيلدا دخلت الغرفة لتقول:ألا زلتن هنا وأنتي عزيزتي ماريا من الأفضل أن تستريحي.
تنهدت ماريا وهي تقول:أمي أنا بخير صدقيني.
ضحكت لارا و ديانا وكلارا لأن السيدة ماتيلدا تتصرف كالجدات تماما رغم انه لا يبدوا عليها مظهر الكبر في السن وكلارا أيضا سعيدة لأنه سيصبح لشقيقتها طفل صغير أو طفلة صغيرة وكم ذلك رائع.
إبتسمت لارا حينما أبدت السيدة ماتيلدا رأيها الجميل في صغيرها الذي تحمله بين ذراعيها إذ كان طفل هادئ نسبيا وليس مزعجا رغم عمره الصغير.
نظرت ماريا نحو شقيقتها قائلة:لا ريب بأن كارلوس يكاد يجن لرؤيتك؟
ضحكن جميعهن اما كلارا فقد صمتت واللون الوردي يكتسي وجنتيها ووجهها كله ناولتها ماريا باقة الورود البيضاء الجميلة وطلبت منها أن تحملها جيدا كي لا تقع منها خاصة حينما رأت بإنها ترتجف قليلا وكلمتها ديانا بكلمات تشجيعية قليلة حتى تبقى هادئة.
كارلوس كان وسيما لدرجة كبيرة كما كان متحمس جدا فأخيرا سيتزوج من محبوبته كلارا والتي عانى من أجلها كثيرا خوفا وقلقا وفي بعض الأحيان غيرة أدت لغضبها منه بعض الأحيان ولكنه لم يكن يفعل ذلك إلا لإنه يحبها ويخاف عليها وأخيرا سينتهي كل ذلك لأنه لن يعود له مبرر أبدا.
كان السيد آلين فخورا جدا بأن إبنته المدللة كلارا ستتزوج لقد كان سعيدا ويشعر بالبهجة لكنه كان حزينا قليلا لأن المنزل سيصبح فارغ من دون إبنتيه او طفلتيه المدللتين واللتين كان المنزل بهيجا جدا بهما لا شعوريا نزلت دمعة بسيطة من عيناه سرعان ما مسحها كي لا يلاحظ احد ذلك انه شعور الأب.وإبتسم حينما رأى إبنته أخيرا لقد كانت ملاكا حقيقيا كانت مشرقة كخيوط الشمس الذهبية أما كارلوس فقد تسمرت عيناه على ملاكه الساحر والذي إنتظر طويلا كي يكون له.....كان الجو في غاية الرومانسية والجميع منسجم بحفل الزفاف الجميل هذا.........نثرت ديانا عليهما الورود البيضاء الصغيرة بشكل جذاب وساعدتها ماريا في ذلك وهي بغاية السعادة للإثنين اللذين كانا أجمل عروسين رآهما الجميع ومن بين الحضور كانت ناتالي تلك الفتاة الطيبة التي ساعدت كارلوس على التقرب من كلارا بعد ابتعادها بشكل مهذب عن طريقهما وبدت سعيدة جدا للاثنين.كان منظر رائع العروسين معا وخلفهما مجموعة من الفتيات الصغيرات اللاتي كن تلبسن اثوابا بيضاء وتحملن الشموع في ايديهن وكل واحدة اجمل من الاخرى بدون كحوريات صغيرات.السيدة ماتيلدا بدت متأثرة جدا لدرجة البكاء حتى باتريسيا شقيقة كارلوس وبقية الأقارب والعائلة السعادة كانت تغمرهم لدرجة التأثر بهذا الجو الجميل والمميز.
لم يكن من ضمن مخططات كارلوس وكلارا السفر لكنهما كانا سيقضيان شهر العسل في منطقة خاصة بعائلة كارلوس بعيدة عن المدينة ولكنها قريبة من البحر وقد أعجبت كلارا في الفكرة ووجدتها جميلة وهكذا كان الترتيب.
وغادرا في المساء بعد إنتهاء الحفل الضخم الرائع وغادرت ماريا مع زوجها راند لمنزلهما وقد كانت عيناها مليئتان بالدموع وراند يضحك ويقول لها:يا للنساء أنتن تبكين على أي سبب.
فنظرت له ماريا من طرف عيونها وهي تبكي وضحكت معه رغم ذلك وهي تقول:ربما كنت محقا ولكن قليلا فقط.
راند تمعن بها قائلا:تبدين متعبة جدا.
كانت ماريا تجلس قربه في السيارة وهو يقود عائدا نحو منزلهما وهي كانت تتكئ على كتفه ومع انه طلب منها ان تجلس في الخلف حينما صعدا لكنها ارادت الجلوس قربه فتقبل ذلك مكرها همست قائلة وهي مغمضة عيونها:قليلا فقط لقد كان يوما شاقا ومرهقا حقا ومع ذلك فإن كلارا تستحق العناء.
إبتسم راند وهو يحاول التركيز على القيادة:أجل انتي محقة حبيبتي إنهما يستحقان لقد شكلا ثنائيا رائعا لكن من الأفضل ان تجلسي جيدا لأنني أريد التركيز على القيادة حلوتي.
حاولت ماريا ان تفعل كما قال لها راند وهي ترفع وشاحهها الرقيق على كتفيها وإعتدلت جالسة وهي ترجع رأسها للخلف وتفكر به إنه طيب جدا كما انه وسيم وهي تحبه حقا مؤكد سيكون أب لطيف جدا ومحب.
إبتسمت ماريا وهي تفكر في طفلها القادم وذهب فكرها بعيدا تتخيل كم طفلا سينجبان وكم ستكون حياتهم سعيدة معا كأسرة رائعة مثلما كانت تتمنى دوما وراند يريد الكثير من الاطفال كما قال لها لحبه الشديد للاطفال.
وهو يقطع إحدى شارات المرور ألقى نظرة محبة وحنونة بإتجاه ماريا الشبه راقدة وفجأة...........رأى تلك الشاحنة التي تقطع الشاحنة من أمامه لقد كانت غلطته لم ينتبه لم يكن يفترض به أن ينظر باتجاه ماريا في هذا الوقت أساسا وهكذا حدث الإصطدام الذي كان عنيفا للغاية وشديدا ايضا...............................ترى ماذا سيحدث للإثنين؟راند وماريا الحامل؟
ما التغيرات التي ستطرأ على أبطال قصتنا؟
هل سيعود كل شيء كما كان من قبل أم ماذا؟
توقعات غريبة ومفاجأة ستجدوها بالجزء الأخير إن شاءالله

Blue Eyes 16-12-07 11:32 PM

:52_asmilies-com:
الفصل الثالث عشر
الفصل الأخير

مر ثلاثة أشهر على ذلك الحادث الرهيب الذي حدث وكان صدمة للجميع من دون إستثناء كان حادثا فظيعا لم يروا مثله أبدا ونتائجه كانت سيئة جدا أيضا لأنه كان هناك أضرار جسيمة في كل الأشخاص الذين كانوا في الشاحنة أما بالنسبة لراند فقد توفي من فوره أما ماريا ولحسن الحظ أو لسوء الحظ فقد بقيت على قيد الحياة وبقيت في غيبوبة في المستشفى لمدة الثلاثة أسابيع وكان من حسن الحظ جدا كما قال الطبيب بأنها لم تفقد الجنين كادت العائلة تجن حينما عرفت بالذي حدث ترك الجميع اعمالهم واشغالهم وسارعوا لمعرفة تفاصيل الحادث حتى ان كلارا وكارلوس عادا سريعا وقد اعتبرا بأن يوم زفافهما قد دمر تماما بعد الذي حدث ولم يعد له أي معنى ولكن المهم هو بقاءهما معا وذلك الشيء الحقيقي والذي يطمئن كارلوس رغم قلقه الذي ازداد اكثر خاصة بعد الذي حدث لراند.
بعدما إستفاقت ماريا من الغيبوبة توقع الجميع بأن تصدم بوفاة راند لكن على ما يبدوا فإنها تقبلت الأمر بكل سهولة لقد شعرت بأن ذلك اليوم سيكون آخر يوم ترى فيها راند لقد كان بالغ اللطف معها يومها وقد اخبرها اكثر من مرة بانه يحبها كثيرا وتذكرت أيضا كيف كان سعيدا لانها حامل وستنجب له طفلا وتذكرت بألم وعبرات تتقطر من عيونها الجميلة كم كان يريد الكثير من الاطفال بلهفة كبيرة تذكرت كل ذلك وهي تبكي بعد خروج الجميع من عندها وهم يشعرون بأنها بحاجة للإنفراد بنفسها وأطلقت العنان لدموعها التي إنسابت أنهارا كانت تتألم لأنها عرفت معنى الحب الحقيقي معه فقط تأسفت بحسرة على الايام التي أضاعتها هباء من دون ان تسعده بها فقد كان يستحق كل لحظة حب وسعادة كان يمنحها إياها.أخذت ماريا بدون وعي منها تضرب بالوسادة القريبة منها تصب غضبها وقهرها عليها وهي تلوم نفسها تقريبا على فقدانه رغم ان الجميع اخبرها بأنه كان حادث فقط ولم يخبروها في بقية التفاصيل المؤلمة ورغم كل شيء فكرت بأنه على الأقل سيكون لديها ذكرى منه وهو جنينها طفله في بطنها وكان هذا ما يجب عليها أن تفكر به بالوقت الحالي كما قالت لها شقيقتها كلارا والأسى والحزن يقطر من ملامحها وهي تواسي بها أخبرتها بأنه لحسن الحظ لم يتضرر الجنين وبأنه سينموا ولكن يجب ان تعتني بنفسها جيدا من أجلها وأجله ولأجل راند أيضا كي يكون مرتاحا.
سكبت دموع ودموع ودموع ألما وحزنا على فراقها زوجا وحبيبا مثل راند لقد كان خسارة كبيرة إذ كان أيضا طبيبا ماهرا لقد سكن قلبها رغم كل شيء مرت به رغم انها كانت تعامله بشكل عادي إستطاع بطيبته وحبه الكبير لها إختراق جدران قلبها وإحتلال مكانة به إنها تحبه وستتذكره طويلا إذ بفضله أحبت الحياة العائلية الخاصة كثيرا وتبدلت نظرتها للحياة في كثير من الامور وكان هو سبب كل هذا التبديل والتغيير نحو الأفضل.
"إنني أحبه كلارا أجل أحبه" قالتها هكذا بكل ألم وعبرات حزينة وشهقات بكاء قوية فاحتضنتها كلارا وهي تبكي ايضا على شقيقتها والذي حدث لها لان ماريا طيبة جدا ولا تستحق كل ما حدث معها لقد أصبحت أرملة خلال فترة بسيطة جدا وبشكل سريع لم تأخذ كفايتها من السعادة التي تستحقها حقا لقد كان راند هو الذي ساعدها على اكتشاف ذاتها كلارا أيضا إعتبرته كشقيق أكبر لها لقد كان يتحدث معها بشكل اخوي لطيف ومحبب، كانت تتألم لأجلها ولا تعرف كيف يمكن أن تساعدها حتى، والديها كانا قد عانيا الكثير حينما كانت ماريا في فترة الغيبوبة وكانت حالة والدتها سيئة حتى أنها نامت يومين في المشفى بعد الإنهيار المفاجئ الذي أصابها نتيجة حزنها الشديد على إبنتها.
حتى لارا أيضا كانت من اللطف بحيث كانت تأتي يوميا للمستشفى لأجل رؤية ماريا والإطمئنان على حالها وهي في الغيبوبة كانت في بالغ الحزن والأسى لأجل صديقتها الحبيبة ماريا إنها لا تستطيع وصف شعورها بعد ما حدث لأعز إنسانة على قلبها كم ذلك مؤلم وشاركها كارل الرأي لأنه يعرف كم هي وماريا مقربتان من بعضهما لذلك لم يكن ليمانع في بقاءه لدى طفلهما بينما هي تذهب للمستشفى للإطمئنان على حالة ماريا.
العائلة والأقرباء والاصدقاء وحتى العاملون في المشفى ذهبوا لتقدمة التعازي بوفاة افضل طبيب لديهم والعديد من الممرضات ذهبن للإطمئنان على ماريا وتعزيتها ايضا بشكل خاص.
الثلاث اشهر الماضية كانت حزينة وتعيسة نوعا ما لكن كل شيء سيتبدل ربما مع الأيام القادمة ماريا الآن حامل بالشهر السادس وقد علمت بأنها ستنجب طفل أيضا وشعرت بالراحة الكبيرة فهي ستربيه جيدا وهي بصحة جيدة خاصة بأن والديها يعتنيان بها جيدا بالواقع الجميع يريد أن يغذيها ويريحها وكانت هي ممتنة لهم جميعا رغم انها لا تود مضايقتهم وكانت ترغب بالاقامة في منزلها الخاص إلا أن والدتها رفضت بشدة وأصرت على أن تبقى في منزل العائلة حتى تطمئن عليها أكثر فنزلت عند رغبة والدتها وبقيت في منزل عائلتها.
أما كلارا التي بدت حياتها تتبدل ايضا بعد زواجها من كارلوس فقد كانت حامل أيضا في شهرين وذلك ما جعلها سعيدة لكن قلقة دائما كانت تخشى ان يحدث معها مثلما حدث مع شقيقتها ومع ان كارلوس يطمئنها ووالدتها والآخرون إلا أن القلق يلازمها بشكل مستمر مما جعل كارلوس يكون حازما معها كي لا تفقد الجنين وكانت تتابع دراستها بالجامعة وأحيانا لا تذهب حينما لا ترغب بذلك ورغم ملاحظة كارلوس لذلك الا انه لم يكن يعلق لانه لا يرغب بالضغط عليها كثيرا كان يحترم رغبتها كثيرا اما هي فقد كان تستغل ذلك بالحصول على كل ما تريد لدرجة انه كارلوس كان يضحك احيانا على حركاتها تلك لكنه كان يفعل كل ماتريد لحبه الكبير لها.
كان الصيف في بدايته شهر تموز وكان الجو حار وخانق بعض الشيء بدت ماريا مرهقة من الحرارة الشديدة رغم بداية فصل الصيف ورغم ارتداءها للثوب الوردي الواسع الخفيف الا انها ما زالت تشعر بالحر فوقفت وهي تشعر بقليل من الدوار الذي سرعان ما ابتعد عنها وخرجت للشرفة حيث اخذت نفسا قويا وكانت تبدوا مرتاحة بوقفتها تلك ولم تشعر إلا وبعيونها تتجه نحو منزل عائلة دانييل الذي لم تسمع اخباره منذ زمن اي منذ خطوبتها لراند وزواجها ايضا تلك الذكرى جعلتها تشعر بالحزن لكنها لم تشأ ان تفكر اكثر كي لا ترهق نفسها يكفيها ما تشعر به من حر وتعب فجلست بالظل تحت مظلة بيضاء ضخمة وهي تتأرجح بهدوء بعد ان طلبت من الخادمة احضار كوب من العصير لها إتخذت وضعية جلوس ملائمة لها تناسب كونها حامل وهي تسرح شعرها الذي قصته ليصل لما بعد كتفيها بقليل ولكنها كان جميلا مثل السابق وضعت يدها على بطنها بهدوء ورقة وهي تفكر بهذا الطفل لقد قررت أن تسميه الإسم الذي كان يرغب به راند حينما كان على قيد الحياة ستسميه كين أجل كين كان هذا ما يريده راند وستفعل مثلما كان يريد وسيرتاح لذلك.
كانت شاردة بأفكارها بعيدا حينما سمعت صوت كلارا المشرق:مرحبا.
إبتسمت ماريا وفتحت عيناها بعيدا عن الشمس الساطعة وهي تقول:كلارا أهلا بك متى جئتي؟
ضحكت كلارا وجلست قرب شقيقتها وهي تقول:محقة في عدم رؤيتك لي فقد بدوت شاردة الذهن بكل الأحوال قبل دقيقتين فقط.إذن كيف أنتي اليوم؟
ماريا:جيدة نوعا ما لولا هذه الحرارة المزعجة
كلارا:أنتي محقة الجو مزعج مع ان الصيف في بدايته
ماريا:حسنا إذن وأنتي أيضا ماذا عنك؟
ضحكت كلارا بمرح كبير وقالت:إن كارلوس يكاد يصاب بالجنون مني.
ضحكت ماريا وسألتها:ماذا فعلت هذه المرة أيضا؟يا له من مسكين؟
كلارا:إنه مسكين حقا لقد اخبرته بأنني لن اتناول اي طعام ابدا اليوم اذا لم يأخذني غدا في جولة للتسوق.
ماريا:كلارا لن تتحملي صدقيني فالجو خانق وانتي في بداية الحمل ولذلك اعتقد بان كارلوس محق بأنه لم يكن يرغب باصطحابك أو أليس كذلك؟
كلارا:أجل لم يكن يريد ذلك وقد قال نفس ما قلتيه للتو لكني في الواقع اريد شراء ملابس رائعة للطف اعجبتني جدا.
ضحكت ماريا وقالت:جميع ملابس الاطفال جميلة هل ستشترينها جميعها؟
شاركتها كلارا الضحك قائلة:كلا بالتأكيد لأن كارلوس لن يقبل أن يحمل أكثر من عدة رزم.
ماريا:بالطبع لن يفعل.
كلارا سألت شقيقتها بنوع من الفضول:ألن تفكري في الزواج ثانية يوما ما.
ماريا شحبت قليلا بعدها قالت وهي تنظر بإتجاه البحر:من الأفضل ألا تعيدي سؤالك هذا ثانية كلارا لأنه ليس لدي إجابة بأي حال من الأحوال حاليا.
كلارا بإعتذار:أنا آسفة عزيزتي لم أكن أقصد أن أعيد لك الذكريات .......
قاطعتها ماريا:كلا لا بأس لا تعتذري إنه مجرد سؤال فقط.
دام صمتهما قليلا ومن ثم عادتا معا لداخل المنزل حيث رجعت والدتهما وتناولن الطعام ثلاثتهن خاصة بعد سفر السيد آلين للهند منذ شهرلأجل عمله رغم انه كان من المفترض ان يسافر من قبل ولكن بسبب الظروف التي حدثت لهم من قبل إمتنع عن السفر.
بدت الأيام التي تلت ذلك طويلة وبعيدة مرت أيام وأسابيع وأشهر وأنجبت ماريا طفلا في غاية الجمال أسمت طفلها الصغير كين كما كان يريد والده راند كان يشبه ماريا كثيرا كان أشقر الشعر بعيون زرقاء ولكن بقية ملامحه الصغيرة كانت بها شبها من والده الجميع أحبه من دون إستثناء جديه السيد آلين والسيدة ماتيلدا اللذين كانا في غاية السعادة بهذا الصغير حفيدهما وكلارا كذلك سعيدة جدا بطفل شقيقتها.

Blue Eyes 16-12-07 11:35 PM

:flowers2:
مرت سنتان على الأحداث السابقة كلها حدث الكثير لا اقول بأن جميع أبطال قصتي قد عاشوا سعداء في هناء ورخاء ولكن بعض من السعادة وبعض من الحزن وهذه هي الحياة عبارة عن دوامة نعبرها ونمر بالكثير من التجارب.............................
ماريا خلال هذين العامين تبدلت ولكن للأفضل عادت لعملها في المستشفى وتابعت العمل ولكنها بنفس الوقت كانت تعتني في طفلها كين الذي سيبلغ العامين من عمره قريبا وكان هو أغلى ما تملك وإعتناءها به كان أحيانا مبالغ به لكن الجميع متفهم لرغبتها في حماية طفلها الوحيد والغالي خاصة بعد موت والده كما ان الطفل متعلق بها جدا وهو لطيف ومحبوب من الجميع أيضا....
وكانت ماريا قد طلبت ثانية وثالثة ورابعة للزواج لكنها كانت تعتذر بلباقة وهي قررت الإهتمام في طفلها فقط ولم تفكر في الزواج ثانية حتى هذا الوقت على الرغم من العروض الكثيرة التي تلقتها فكل اهتمامها منصب بتربية طفلها.
السيد آلين خلال هذين العامين حصد نجاحا باهرا عن الكتاب الذي قام بتأليفه في الهند وكان صدى هذا النجاح ما يزال ماثلا امامه حتى هذا الوقت كما حصل على اكثر من جائزة ادبية باكثر من منطقة بعد صدور كتابه هذا وكانت العائلة تفتخر به جدا لكن العائلة مرت بأزمة مؤلمة حينما مرض السيد آلين وأصيب في ازمة قلبية مفاجأة سببت الألم والحزن للجميع ولكنها كانت فترة وقد مضت وقد استطاع السيد آلين بقوة عزمه على ان يعود للكتابة من جديد فهي نبع لا يمكن ان ينفذ بالنسبة اليه الا بموته واحترم الكل رغبته واصراره هذان مما زاده شهرا وتألقا واحترام الكثيرين له.
السيدة ماتيلدا بدت أكثر نضجا خاصة بعد أن أصبحت جدة لطفل وطفلة قل إهتمامها في العمل بالأزياء وأصبحت تفضل البقاء اكثر مع بناتها واحفادها ورغم ذلك ما تزال هواية تصميم الأزياء في داخلها تستيقظ احيانا بنشاط لتعلن عن تصميم جميل ومميز والإستقرار اخذ طابعه لديها اخيرا بعد ان توقف زوجها عن السفر وكان هذا الامر المريح للعائلة بأسرها.
أما كلارا فقريبا جدا سوف تتخرج من الجامعة وخلال هذين العامين أنجبت هي وكارلوس طفلة صغيرة جميلة وتشبه والدها كثيرا اطلقا عليها اسم كاتي.وحياتهما مستقرة نوعا ما لولا عناد كلارا احيانا ومع ذلك فإن كارلوس بتفهمه قادر على أن يحل جميع مشاكلهما دون تضخيم للأمور.
لارا وكارل سعيدان في حياتهما مع طفلهما الذي كادا ان يفقدانه لكنه نجى من الموت باعجوبة مما جعل الاثنين يهتمان به اكثر وبطريقة افضل ومع ان لارا كانت تريد الكثيرمن الا طفال الا ان تجربتها مع صغيرها كانت كافية لتدرك بانه ليس الوقت الملائم لانجاب المزيد من الاطفال خاصة بان طفلها ما يزال صغيرا وكانت تفكر في العودة لعملها كمدرسة لكن كارل غير مقتنع تماما ولهذا فالنقاش دائر بينهما هذه الايام بهذا الخصوص.
ديانا التي ستنهي دراستها الجامعية أيضا غير سعيدة في حياتها كثيرا والسبب أنها لم تنجب اطفال ومع ذلك فزوجها يحبها ولا يريد الا سعادتها ومع انه اوضح لها بانه غير متضايق من الامر الا انها ما تزال مصرة على انها تريد اولادا خاصة بعدما عرفت من كلارا عن مدى جمال هذا الشعور الامومة وعدا ذلك فقد توفيت والدتها متأثرة بمرض كان يلم بها احيانا وكان هذا أسوأ ما حدث في حياتهم خلال ذلك العامين الماضيين.اما بالنسبة لشقيقها نيد الذي إستقل في حياته فقد رزق هو وشارلوت بتؤام جميل صبي وفتاة وديانا متعلقة بهما جدا وكأنهما اطفالها ولكن نيد وشارلوت مرا ايضا ببعض المشاكل حيث ان عمل نيد كان يجعله يلتقي العديد من الفتيات وكان هذا ما يسبب ضيق شارلوت في البدء وبعد ذلك انقلب الأمر إلى غيرة أيضا لكن هذه هي الحياة مشاكل وهموم وافراح واحزان.
بالنسبة لدانييل وعائلته فقد بقيت الامور كما هي ولكن الصغيرة ريلينا كبرت خلال هذين العامين واصبحت تفهم الامور بشكل افضل كما احبت والدها اكثر بعد انفصاله عن اريكا وحياتهم تسير بشكل جيد مع جدتها الحبيبة ورغم ذلك فما يزال لدى ريلينا الأمل في ان يتزوج والدها من ماريا خاصة انها تعرف بان ماريا اصبحت ارملة هي تراها احيانا وتتحدث معها ولكن ليس دائما لأنها تعرف جيدا بأن ماريا مشغولة بعملها وبطفلها الجميل الذي احبته ريلينا وكانت تتمنى من قلبها لو كان شقيقها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه وبالنسبة لوالدها الذي اخذ يعمل بكثافة اكثر من السابق وصار كل همه فقط ان يؤمن مستقبلا مزهرا لإبنته فلم يعد يهتم بالنساء ولا بالزواج ثانية فقد اكتفى من تجربة زواجه الثاني من إريكا وبعد أن ضيع الوحيدة التي كانت تناسبه كزوجة.....وأم لأطفاله.ومنذ ذلك الوقت لم يلتقي بماريا بتاتا ولا حتى بالصدف فقد كثرت مشاغله والقضايا التي يعمل عليها واصبح يعود للمنزل متاخر احيانا كثيرة كما تغير نظام حياته باكمله ولا ينكر احيانا انه بداخله في بعض لحظات الإنفراد بنفسه مساء بأنه يتمنى لو أن ماريا تسامحه وتقبل به بحياتها من جديد هو وطفلته وكل شيء وهو يعرف جيدا بانها قد اصبحت ارملة ولديها طفل لقد تألم كثيرا لأجلها وفكر بأنه هو السبب في كل ما حدث معها كل ذلك بسبب غباءه......
وعناده أيضا لكنه يعرف بأن الندم لم يعد يفيده ويفكر بهذا الأمر فقط حينما يكون في مزاج هادئ...ولا يعرف ماذا ستحمل له الأيام القادمةّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

Blue Eyes 16-12-07 11:38 PM

:Thanx::Thanx::Thanx::Thanx:
نهاية الفصل الأخير

كان فصل الصيف في اوجه تماما وكانت المنطقة بهذا الوقت مزدهرة تماما خاصة بالسياح كونها مدينة ساحلية وقريبة على البحر فكانت الأماكن جميعها تعج بالناس من المقيمين او من السياح الآتين من الخارج من مدن وبلدان أخرى.فكانت الحدائق مليئة بالأشخاص الهاربين من الحر والرطوبة الكبيرة المزعجة اضافة للمطاعم ومحلات المثلجات والعصائر وكل ما يمكن ان يبعد الحرارة عنهم اما القسم الأكبر من الناس والسياح فقد كانوا يحتلون الشاطئ بشكل كبير وغريب والسباحة كانت هاجسهم وملاذهم للهروب من الحرارة.............وكان البعض القادم في فترة ما بعد الظهيرة يجد صعوبة في ايجاد مكان للجلوس والبقاء فيه خاصة انه كان مزدحم جدا.الاطفال يلعبون بالكرة او يسبحون او يلاحقون بعضهم والكبار إما الجلوس تحت المظلات الواقية من الشمس والاستمتاع في اخذ قيلولة رغم الازعاج الشديد او في السباحة.
وبين هؤلاء الجموع كانت عائلة السيد آلين قد وجدت لها متسعا وقد أتوا منذ الظهيرة جميعهم لقضاء اليوم على الشاطئ والإستمتاع بوقتهم في هذا اليوم الحار والذي لم يرغب فيه احد بالذهاب لعمله وقضاءه بالعمل وهكذا ماريا وكارلوس حتى كلارا لم تذهب للجامعة رغم انها ستتخرج قريبا وهكذا اتت العائلة بأسرها وكذلك السيدة ماتيلدا.كانت ماريا تستنشق الهواء المنعش القادم من البحر بسعادة فمنذ زمن لم تشعر بهذا الإستقرار الذي تشعر به الآن وفي هذا الوقت وخاصة وهي بين أفراد عائلتها وفي المكان الذي تعشقه في كل ذرة منها.كانت تبدوا جميلة في بلوزة بلون العسل من دون اكمام وبرمودا قصير يصل فوق ركبتيها بقليل بينما الهواء العليل كان يعبث بخصلاتها الحريرية القصيرة ويطيرها بشكل جذاب حول وجهها كما كانت تشعر بالمرح فوضعت مكياجا ساحرا يلائم شخصيتها تماما كدكتورة وام وشابة جميلة.كان صغيرها كين يبدوا رقيقا جدا وهو في ملابسه الخفيفة تلك قميص ابيض وبنطال قصير وكان يلعب بالقواقع التي جمعها له كارلوس كي يلعب بها مع طفلته إريكا ذات العام من عمرها.السيدة ماتيلدا كانت تبدوا مسترخية تماما على تلك الأريكة وتحت المظلة الملونة وهي تضع النظارات الشمسية على عيونها أما السيد آلين فقد كان يبدوا مسرورا بما يراه الشاطئ الأطفال الناس كل شيء كان يوحي بالجمال فكان يحمل بيده دفتر صغير وقلم كي يسجل أي فكرة قد تخطر له بهذا الجو الجميل فقد يساعده ذلك على الإبداع من جديد وبالنسبة لكلارا فقد كانت تبدوا أنيقة ومرتاحة باللون الأبيض تنورة بيضاء قصيرة مع قميص بأكمام قصيرة مطرزة وكانت نسمات الهواء العابرة تلوح بشعرها في اتجاهات متفرقة بجاذبية وكانت جالسة قرب كارلوس تنظر نحو طفلتها كاتي بسعادة اما كارلوس فقد بدا بشكل مضحك نوعا ما بثيابه تلك التي تشبه ثياب اهل الجزر لكنه كان مرتاحا وهذا اهم شيء بالنسبة له كان جالس قرب كلارا يلعب بخصلات شعرها المتطايرة احيانا على وجهه وكان يشاطرها الإبتسامة في رؤيته لطفلتهما تلعب مع الصغير كين..........
لاحظت ماريا بأن الصغيرة كاتي تشعر بالنعاس فقالت لشقيقتها:من الأفضل ان تدعيها تنام قليلا لا بد ان الحر السبب.
حملت كلارا طفلتها وهي تقول:أجل انتي محقة الحرارة تضايق الصغار اكثر منها.
أخذت ماريا طفلها كين ووقفت وهي تقول:سأذهب للسير قرب المياه قليلا أشعر بأن كلينا بحاجة لذلك.
كان الصغير يسير قرب والدته وهو ينظر حوله بفضول كبير ينظر نحو هذا العدد الكبير من الناس بإستغراب وبمرح الطفولة وبراءتها فضحكت ماريا لنظرات طفلها للآخرين ورفعته بين ذراعيها سعيدة به وهو يضحك لها.
بهذا الوقت في مكان آخر من الشاطئ
"هيا يا أبي أسرع من فضلك"
ضحك دانييل ونظر لإبنته قائلا:لو أنك تخبرينني فقط ما بالك مستعجلة هكذا فها نحن هنا على الشاطئ فلا داعي لكل هذا.
تذمرت ريلينا وقالت له وهي تمسك بيده كي يسرع الخطى:أريد ان نجد مكانا نستظل به ألا تريد ذلك أيضا.
دانييل وجد بأن كلام ابنته واقعي تماما فوافقها قائلا:بالطبع اريد ذلك ا نتي محقة حسنا اذن هيا.
لم يكن يعرف دانييل بخطة إبنته ريلينا التي كانت تعرف بوجود عائلة ماريا على الشاطئ فقد رأتهم حينما خرجوا جميعا وعندها فقط وجدت هذه الفكرة بأن تجمع والدها وماريا معا لأنهما لم يلتقيا منذ زمن ولا بد أن يكون لذلك تأثير وهي تتمنى رغم عمرها الصغير هذا ان يكون تأثير إيجابي بعض الشيء وأن يعود كل شيء كما السابق.......
كانت ريلينا قد طلبت حضور جدتها لكن الجدة فضلت ان تقوم بزيارة لجارة لها وهكذا أتت ريلينا مع والدها فقط وحدهما.
توقفت ماريا مع صغيرها قرب المياه على الشاطئ فشعرت بانتعاش في قدميها كان الماء باردا فانزلت طفلها قليلا حيث رشته بقليل من الماء وهو يشعر بالمرح وهي معه أيضا همست قائلة له وهو يضع يده الصغيرة في الماء:إياك ان تقع صغيري حسنا.
وتركته وحده قليلا فقط كي تراه ماذا يفعل دونها؟وضحكت حينما رأته يلتفت باحثا عنها وقد تبدل ملامحه وكأنه على وشك البكاء انه يشعر بالخوف وحده هذا ما استنتجته واخذته وخرجت من الماء بالحال وهي تطمئن به بكلماتها اللطيفة قبلته برقة واخذت تعبث بخصلات شعره الشقراء القصيرة وهي تضحك على ملامحه المبتلة بالماء.
كانت على وشك ان تعود نحو العائلة حينما سمعت خلفها صوتا انه صوت ريلينا فتسائلت ماريا بينها وبين نفسها قبل ان تستدير ماذا تفعل ريلينا وحدها على الشاطئ؟ لكن ماريا إكتشفت كم هي مخطأة لأن ريلينا ليست وحدها كان معها شخص آخر شخص رغم كل شيء ورغم الانكار ورغم مرور العامين الماضيين ورغم شعورها الا انها ما تزال بداخله تكن له المشاعر لم تره منذ زواجها من راند لم تره ابدا لقد كان يبدوا متغير لدرجة كبيرة وكأنه شخص آخر كأنه شبح من الماضي حتى دانييل نفسه كان مصدوما لرؤيته لم يكن يتوقع ذلك ابدا بل لم يضع اي احتمال في ان يراها ثانية هنا على الشاطئ وبهذه الحال لكم بدت متغيرة لم تعد هي نفسها ماريا لقد تبدلت بشكل كبير لتصبح سيدة حقيقية وكان ما لفت انتباهه اكثر شيء هو الطفل بين ذراعيها ومن نظرات عيونها تأكد بأنه طفلها ـ شهر بشعور غريب كليا يلفه تماما لقد شعر بتجدد مشاعره مرة اخرى نحوها وبقوة مع انه كان قد حاول كسر هذا الحب وإذابته من قلبه لكن الآن كل شيء قد تبدل وماريا شعرت بتعب مفاجئ لم تستطع ان تفهم سببه شعرت بدوار مفاجئ وكادت تقع أرضا لولا ان كان دانييل قريبا اخذ الصغير منها وامسك بها قبل ان تقع ريلينا خافت على ماريا كثيرا لكن والدهما طمأنها وجعلها تحمل الصغير قليلا بينما اخذ ماريا لجهة فيها بعض الظل حيث قدم لها بعض الماء وسألها والحب يعتمر صوته كله:هل هل أنتي بخير؟
هزت ماريا رأسها وهي متعبة قليلا وقالت بارتباك:ا اه اجل انني بخير لا بد ان السبب هو الحر.
دانييل:بالتأكيد.
ماريا إبتسمت لريلينا التي كانت تلاعب الصبي وتجعله يضحك بصوت عال وتابع دانييل نظراتها تلك ومن ثم قال:إنه طفل جميل.
ماريا عادت بنظرها نحوه حيث تشابكت نظراتهما وقالت هامسة:أجل إنه كذلك.
كان هناك كلام كثير في عيونهما الاثنين وعتاب ايضا فقال دانييل وهو يرسم دائرة كبيرة على الرمل امامه:اعتقد بأنه يجب علي أن اعتذر لك.
ماريا بإستغراب:ولكن على ماذا؟
هز دانييل رأسه نافيا وهو يقول:لا ادري حقا لكن على أي شيء قد سببته لك بالماضي فأنا آسف حقا.
إبتسمت ماريا وهي تنظر بعيدا وقالت:لا عليك لا داعي لهذه الاعتذارات لقد كان ماض وانتهى.
دانييل:ولكن ليس بالنسبة لي حقا؟
دهشت ماريا لجرأته المفاجأة والتي كانت تتمناها قبل الآن قبل ان يحدث كل ما حدث وسألته:ماذا تعني؟
إقترب منها دانييل جالسا وهو يقول وينظر بعيونها الساحرة:أعني بأنني سأكون صادقا معك إسمعي ماريا أعترف بأنني كنت قمة في الغباء لأنني لم أسمح لشيء جميل كالحب في ان يبنى بيننا لكنك تلامين أيضا فأنتي لم تكوني اكثر مني شجاعة.
همست ماريا معترفة ايضا:ربما كنت محقا قليلا........صمتت قليلا ثم تابعت:لكن ما فائدة كل هذا الآن دانييل الماضي قد انتهى ولا يمكن ان يعود.
دانييل بانفعال وغضب:ولم تقولين ذلك؟
نظرت نحوه بضيق وقالت:لم اعد كالسابق انني الآن فقط اعيش لاجل عائلتي وطفلي فقط.
دانييل حاول تمالك نفسه قائلا:يا الهي انتي ستكررين الخطأ نفسه الذي قمت به قبلك لقد تناسيت كل شيء لاهتم في طفلتي ريلينا ونسيت نفسي وما اريد.
وعندما لاحظ صمتها أضاف:انظري لي واسمعينني جيدا انا احبك وانت ايضا تحبينني ولا يمكن ان نضيع هذه الفرصة من بين يدينا ولا تقولي بأنك لم تعودي تحبينني لأنه لا يمكنني ان اصدق ذلك ابدا فعيونك تقول الكثير بالاضافة إلى أن الماضي لم يعد يهمني في شيء ابدا سأنسى كل ما حدث وابدأ من جديد معك فقط حبيبتي ولن أسمح لك بالرفض كوني واثقة من ذلك تماما.
كان يتحدث بجدية بالغة أما ماريا التي كانت صامتة واستمعت لكل ما قاله وكان صادقا حقا فقد رفعت رأسها نحوه مبتسمة وقائلة:ومن قال لك بأنني سأرفض هذا العرض الثمين حبيبي.
نظرنحوها دانييل بعيون مليئة بالحب وهمس بأذنها قائلة:هل نتزوج غدا.......
نظرت ماريا في عيونه ضاحكة وخدودها موردة:يا لك من عجول بالطبع لا.
ضحك دانييل من كل قلبه وهو سعيد أخيرا لم يكن يتصور بأن ماريا تسامحه هكذا بكل سهولة وبساطة وبشرح بسيط جدا لكن ما هو متأكد منه دائما بأنها ذات قلب ملائكي كبير لا يتواجد مثله الا القليلون فقط وماريا مميزة جدا.ريلينا التي سمعت كل شيء فرحت كثيرا وعانقت ماريا بقوة وهي تقول لها:كم تمنيت ان تكوني اما لي.
ضحكت ماريا وبكت بنفس الوقت تأثرا فهي ايضا تحب ريلينا جدا ومن اعماق قلبها وطالما تمنت ان تكون لها كابنة رائعة وأبتسمت بسعادة والدموع تترقرق من عيونها حينما رأت خيال راند يذهب للبحر من بعيد وهو مسرور وأتت عيونها على دانييل الذي كان يلاعب كين بسعادة وكأنه طفل له........ريلينا قفزت من حضن ماريا وهي تقول لها ولوالدها:متى ستتزوجان؟
ضحكت ماريا بينما قال لها والدها:قريبا جدا حلوتي.
ريلينا قالت لهما:ولم التأخير؟
وحينما كانا سيقولان شيء قاطعتهما وهي تخرج شيء من خلف ظهرها:هذه هي الخواتم فلتضعاها الآن وإلا لن أسامحكما أبدا.
نظر دانييل وماريا لبعضهما باستغراب شديد ومن ثم نظرا نحو ريلينا الضاحكة وهي تقول:لقد طلبت من جدتي شراءهما منذ فترة طويلة لأنني كنت متأكدة من حدوث هذا اليوم.
ضحك دانييل وهو يقلب الخاتمين بين أصابعه وقال:يا لك من فتاة.
وضع دانييل الخاتم الماسي الجميل في اصبع ماريا وهو سعيد لدرجة كبيرة وهي ايضا فعلت الشيء نفسه والسعادة تغمرها وقفوا جميعهم معا حملت ماريا الصغير وإلتصقت بها ريلينا واخذ دانييل بذراع ماريا عائدين إلى حيث تجتمع العائلة...........
وكان مشهدا لا يمكن نسيانه يوم زفافهما حينما ألتقط لهم جميعا صورة عائلية رائعة.
وما أروعه من يوم يوم أنجبت ماريا طفلها وطفل دانييل لقد بدت عائلتهم عائلة مثالية حقا على الرغم من كل شي آخر..............فقد كانت السعادة حليفتهما في النهاية..........


النهاية


الساعة الآن 06:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية