منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 534- خيوط المصير - سارا وود ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t105276.html)

Rehana 16-02-09 03:30 PM


فقالت:" ولدت هنا؟ هذا غريب، لا عجب إذن أن تشعر بالرغبة في التطفل و القيام برحلة الذكريات العاطفية هذه"
وتجاهلت الالتواء الساخر في شفته التي تعني أنه لايعرف معنى الذكريات العاطفية، وأخذت تفكر بسرعة، مادامت

الكونتيسة قد أقامت في القصر طيلة حياتها.. وليس لها أقارب أحياء، فلا يمكن أن يكون هذا ابن أخ أو ابن أخت.
وعادت تسأله:" هل كانت أمك ضيفة هنا عندما كانت حاملاً بك أو ما أشبه؟"
لقد كانت تعلم أن هنغاريا لابد أنها كانت تحت حكم روسيا في الوقت الذي ولد هو فيه، ولابد أن امه كانت صديقة

للكونتيسة أو لزوج الكونتيسة البغيض، دون اهتمام منها بوضع حاجز بينها وبينه.. ووفقت، ثم رفعت نظرها إليه،

تبحث في ملامحه عن جواب هذه المسائلة الغامضة، فهي لا يمكن أن تشعر بالراحة قبل أن تعرف هذا الجواب.
ولمعت عيناه السوداوان وهو يجيب:" لقد كان أبي يعيش في القصر، وقد خرجت أنا حين كنت ماأزال طفلاًرضيعاً".
ولامست يده رأسها، فجفلت و تراجعت إلى الخلف، بينما تابع هو قائلاً:" إن ضوء القمر يجعل شعرك يبدو كالحرير

الأسود الخالص". وكان بحديثه هذا، يحول مجرى الحديث من الواقع إلى الغزل.
وسألته بجمود:" أحقاً؟ لقد علمت انك لابد أن تكون قصير النظر، ذلك أن لون شعري في ضوء النهار هو كستنائي".
أجاب بلطف:" إنني لست قصير النظر، فان كل ما يتعلق بصحتي هو سيلم مئة بالمئة، أما قوتي فهي ستة على ستة.."
وازدردت سوزان ريقها بعد ان ادركت ما يعنيه بذلك، وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة لردة الفعل التي ظهرت

عليها، وهو يتابع قائلاً:" إن ما أريد قوله هو ان شعرك هو أجمل شعر رأيته في حياتي، كما ان ملامحك في غاية

الشفافية وكذلك عيناك.."
فقاطعته وقد ثائر ثائرها لهذا النفاق الذي يغلف كلماته:" عيناي تخجل منهما النجوم، كفى غزلاً".
والتقت عيناها بعينيه، لحظة قرأت فيهما الحقيقة، فهذا لم يكن غزلاً عارضاً وانما هو فعلاً يراها جذابة.
ورفعت رأسها إليه فتماوج شعرها الكثيف حول كتفيها وهي تقول:" أرجوك أن تكف عن هذا الكلام".
فأجاب بلهجة واثقة:" إن تقدمنا سيكون أبعد من ذلك.. ثم ان علي أن أعترف بأنني شعرت بالراحة عندما رأيتك

تفسرين اهتمامي بك بمثل هذه الرقة، فقد وفرت علي عشرين دقيقة على الأقل من الحديث و الاقناع".
قالت غاضبة:" يالك من مغرور"ولم تستطع مقاومة نظراته، ومضت لحظة قبل أن تستطيع تمالك نفسها، إلى ماذا

تراه يهدف؟ وقالت بحدة:" ليس ثمة ما يحتاج إلى كثير من التفسير، فإن إشاراتك كانت من القوة بحيث يدهشني أن

لم تلتقطها محطات الإذاعة، إنني أعلم ان ثمة تقليداً في الأعراس وهو أن تقوم الوصيفات العروس بمنح التسلية الى المدعوين التسلية ، فإذا كنت تسعى إلى التسلية في هذا المساء، فعليك أن تتسل بأشعة ضوء القمر".
فقال بلطف متجاهلاً تعنيفها هذا:" لا أظن ذلك، فأنت واعية تماماً لما بيننا".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif



يتبـــــــــــــع

Rehana 16-02-09 03:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nagmt_lil (المشاركة 1863918)
شكرا هي بداية حلوة بس ياليت التكملة


إن شاء الله التكملة ..قادمة

واهلا وسهلا بيك

Rehana 16-02-09 03:35 PM


فردت بحدة قائلة:" نعم، إن ما بيننا مسافة قصيرة و أنا أنوي أن أجعلها نصف ميل".
فقال آمراً و عيناه في عينيها:" بل ابقي مكانك، ودعيني أشرح لك الخطط التي وضعتها لأجلك".
فتمتمت قائلة:" اشرح ذلك للسمك في البحيرة".
وابتعدت عنه بازدراء ولكن الضيق تملكها وهي تشعر أن عليها أن تقطع المسافة التي تقيدها إلى هذا المكان،

وأخذت توسع خطاها، عابسة الوجه.
كان يضحك وهو يناديها قائلاً:" إننا سنجتمع مرة أخرى، يا سوزان يمكنك أن تثقي بهذا".
كانت توسع الخطى، غاضبة في الباحة الخضراء، وكانت تعلم أنه يراقبها، وتجمد ظهرها و كتفاها تحت وطأة

نظراته، وأحست لدى ضحكته تلك، بنذير خطرما، و تعثرت خطواتها فصرت بأسنانها وهي تتابع طريقها بسرعة

إلى أن تقطعت أنفاسها و أوشكت على الإغماء و قد غمرها العرق في تلك الليلة الدافئة.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 17-02-09 02:19 PM

الفصل الثاني

وعاد الى سوزان تفكيرها المنطقي وهي تصل الى الشرف الامامية المضاءة للمنزل، فوقفت لحضة تلتقط فيها

أنفاسها و تتمالك نفسها، أية معتوهة كانت، و أية بطلة ضعيفة منهارة، اذ تحاول التصدي لغريب مثل هذا، تحيط به

هالة تنذر بالخطر، لم يسبق لرجل قط ان جعلها تنسى هدفها في الحياة، مقنعاً إياها بالتفكير في الحب و العواطف

التي سبق و تعمدت اغفالها، وهذا العمل الذي قام به لازلو قد اثار انزعاجها البالغ، فقد جرح الكرامة التي كانت

تشعر بها اذ تكرس جهودها لهدف واحد هو طموحها.
لقد كانت منحت نفسها ثماني سنوات يمكنها، في نهايتها، ان تدير عملاً خاصاً بها بنجاح، بالطبع، وبعد ذلك يمكنها

ان تفكر جدياً برفيق العمر، فهي، قبل ذلك، لن تكون قد حققت املها كما أن عقلها لن يكون بالنضج الكافي الذي

تتمكن املها كما أن عقلها لن يكون بالنضج الكافي الذي تتمكن معه من اختيار الرجل المناسب.
كما انها لا تعرف الكثير عنهم، و كانت في حداثتها تحت هيمنة شقيقتها و صديقتها ماريان و التي كانت مثلها

الأعلى، واجمل النساء اللاتي عرفتهن، أما اختها الكبرى تانيا، فقد كانت تمثل لها الأم، مع أن غرامها باسطفان قد

أحالها إلى عروس تشع اشراقاً وجمالاً، وارتسمت على شفتي سوزان بسمة محبة.
ان تانيا تستحق كل سعادة في العالم بعد حياتها الحافلة بالمشاكل، أما بالنسبة اليها فهي تعتبر الرجال جميعاً مخيبين

للآمال، وكان الفتيان في المدرسة يثيرون حنقها بالحديث الدائم عن كرة القدم، ومزاحهم الدائم، حتى الرجال في

مدرسة الفنون كانت تراهم غير ناضجين بالنسبة اليها كما شعروا هم بالضجر من نظرتها الجادة إلى الحياة، و

هاجسها الأعمى المستحوذ عليها وهو ان تشق طريقها في الحياة بنفسها، لا تريد ان يعيقها اقرباؤها.
وعلى الرغم من أجراس الزواج التي ابتدأت تقرع في الأسرة، فقد اقسمت هي على ألا تدع شيئاً يحولها عن أول

حب تملكها منذ ان تعلمت مسك الابرة، الا وهو الخياطة و تصميم الأزياء .
ربما كان ذلك راجعاً إلى أنها الصغرى بين اخوتها، ولكنها كانت متلهفة إلى عمل خاص بها، والى استقلالها

الشخصي، وهي ستحقق كل هذا بطريقتها الخاصة.
ومر من امامها شخص، وكان صامتاً، انه لازلو، وطرفت عيناه ناحيتها لحظة، ساورها بعدها شعور ساخر.
وتمتم:" أتأخذين قسطاً من الراحة تلمين بها اشتات نفسك؟"
قالت بجمود:" سوف اقيدك بالحبال اذا لم تتركني وحدي".
وكبحت في نفسها الرغبة في ان تلحق به لتسأله عن السبب في اقلاقه لها بهذا الشكل، وماهي علاقته لتسأله عن

السبب في اقلاقه لها بهذا الشكل، وماهي علاقته باسطفان، وماهو غرضه منها.
ماأغرب ادعاءه ذاك بأنه عاش في القصر، ومن المؤكد انه لم يكن طفلاً لخادمه خاصة وهو بهذا الزهو و الاستبداد،

عليها ان تسأل عنه اسطفان نفسه، هذا ان امكنها الاقتراب منه، واستقرت عيناها على صهرها بمودة ظاهرة وهو

محاط بالمهنئين."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 17-02-09 02:28 PM



وأمسكت اختها تانيا بذراعها وهي تقول بلهفة " سوزان، لقد كنت ابحث عنك في كل مكان، ان ليندي الصغيرة

اسقطت ثمار الفريز على ثوبها فماذا عليها ان تفعل؟"
فأجابت شاردة الذهن:" فلتأكلها".
وتناهى إلى سمعها صوت لازلو الغامض يقول:" اسألا الكونتيسة عن منظف شعبي بالاعشاب".
وقالت تانيا وهي تميل ضاحكة نحو الرجل:" شكراً".
كان على مسافة عدة انشات فقط من كتف سوزان، بينما كانت تانيا تتابع قائلة:" ان شقيقتي هي اوعى انسان وادعى

الى الثقة في العالم، ونحن دوماً نلجأ إليها لايجاد حل لأية مشكلة عملية".
فتمتم لازلو:" يبدو ان هذا صحيح".
وأشاحت سوزان بوجهها بعيداً عنه وهي تمتم قائلة:" انني افكر بشيء يفيد بعض الناس".
ورمقت لازلو بنظرة ذات معنى ثم هربت عابسة الوجه، مخترقة جموع الراقصين لتخرج إلى قاعة اكثر هدوءاً حيث

استندت إلى مرآة في جدار، شاعرة بالارتياح ثم تنهدت وهي تتنفس بعمق.
" هل تشعرين بأنك محصورة؟".
وشعرت بخفقات قلبها ترتفع لسماعها ذلك الصوت الرقيق و الضحكة الساخرة، لقد أصبح كابوساً فعلاً.ترى هذا

الرجل لن يتركها وحدها أبداً؟ وسرى الصقيع في جسدها وهي تدير اليه رأسها بكبرياء، ولكن وجهها كان يتوهج

ارتباكاً، بينما يداها مبللتان بالعرق، وتجهم وجهها امتعاضاً وهي تنظر الى الرجل الذي بقرب صورة فارس بالحجم

الطبيعي، والذي لاحظت وهي تقطب جبينها انه يشبه لازلو الى درجة غريبة.
وقالت ببرود:" ماذا عن القيد؟"
فقال وهو يتناول من اناء قربه، قطعة حلوى اخذ يمضغها وهو يقول متأملاً:" انك تتجنبينني".
فأجابت تقلد شئياً سبق و قاله لها:" انني اشعر بالارتياح لتفسيرك عدم اهتمامي بهذه الدقة".
فقال:" انك تؤجلين مالا مناص منه، لابد انك ادركت انني ارغب جداً في التحدث اليك وان لدي ، على الأغلب سبباً

قويا ًلهذا".
سألته بجفاء:" وماهو هذا السبب؟"
فابتسم بفتور وهو يبتلع الحلوى و قال:" ان عندي اسباباً عدة ، ألقي نظرة على نفسك"


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبـــــــــــع


الساعة الآن 12:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية