منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 534- خيوط المصير - سارا وود ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t105276.html)

Rehana 16-02-09 12:35 PM

534- خيوط المصير - سارا وود ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )
 
http://www.liillas.com/up2//uploads/...c1594c817a.gif


خيــــــوط المصير

للكتابة "سارا وود "

غلاف رواية الأصلي

http://www.liillas.com/up2//uploads/...a84cb254bc.jpg


الملخص

كانت سوزان تعلم أنه يحاول أن يفويها

لسبب خفي، وخفضت ناظريها وهي

تقول: إنني ..إنني لا أطلب شيء".

فرد عليها متكاسلاً:" ولكنك كذلك لسؤ

الحظ".

فقالت:" إبق بعيداً عني فنحن على

طرفي نقيض، فأنت تبتزني لتنال ما

ماتريد، ولابد أن احتقاري لك هو واضح".

فقال ساخراً:" أحقاً؟".






http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif


من هــــــــــنا

يمكن تنزيل رواية


" خــــــــــيوط المصير "


http://www.liillas.com/up2//./extension/zip.gif

اذا اعجبتك الرواية لاتنسى أن تضغط على ايقونة ( الشكر )

Rehana 16-02-09 12:50 PM


الفصــــل الأول

هتفت سوزان:" انظري الى ذلك الرجل هناك!"
فسألتها ماريان متذمرة:" أي رجل؟ وأين؟"
فأجابت سوزان:" هاقد ذهب مرة أخرى. لقد كان يتبعني كيفما اتجهت انه يحدق بي و كأنه.. يعرفنيني أو كأنه يعرفني منذو زمن".
وقالت ماريان : " ربما جذبه مظهرك هذه الليلة ياسوزان. ماذا حدث؟"
وألقت سوزان على شقيقتها نظرة ازدراء، ولكن شعورها كان مختلفاً فقد شعرت بنفسها جميلة على غير العادة، ذلك

أن شقيقتيها رائعتي الجمال، هما اللتان كانتا دوماً تفوزان بنصيب الأسد من اهتمام الجنس الآخر.
ولكن هذه الليلة كانت مختلفة بالنسبة إلى الطريقة التي اجتذبت بها اهتمام الرجال. وأدركت ان هذا يعود جزيئاً إلى

الرجل نفسه. فقد أثارت في نفسها عيناه السوداوان اللامعتان بنظراتهما ا لهادئة مشاعر عنيفة لم تألفها من قبل.
ولكنها ما لبثت أن نظرت إلى الأمر من ناحية منطقية، فقالت:" أظن ان الأمر لايعدو تأثير الاضطراب من جهة، يا

ماريان، ومن جهة أخرى الشعور بأن أختي و أخي يتزوجان الآن في نفس الوقت، كما انك أنت ستتزوجين قريباً، كل

هذا كفيل بأن يجعل أي شيء يشعر بالدوار.. على كل حال فيما لو رأيته.."
فأجابت ماريان:" ياللبلاهة..ثمة مئات من الرجال في هذا الحشد. صفيه لي."
فحمر وجه سوزان وأجابت متكلفة عدم الاهتمام:" إنني فقط رأيت رأسه فوق الجموع.."
" إنه، إذن طويل القامة. هل يكسو رأسه شعر ما؟".
فتجاهلت سخرية أختها و أجابت قائلة:" إن شعره كثيف أسود ناعم جداً.وله ملامح هنغارية بادية القوة، قد لوحت

الشمس بشرته بشكل رائع.. إن عينيه، في الحقيقة هما أبرز ما فيه."
فقالت أختها:" علي إذن أن أبحث عن رجل له عينان!"
فأجابت سوزان بهدوء:" عندما ترين عينيه تلك، تدركين ما أعني، إنهما.. إنك تعرفين مبلغ اتزاني، ومع هذا فقد

شعرت بمبلغ سيطرتهما و غموضهما. إنهما حالمتان، ولكنني ، أحياناً، أشعر بأنهما تخترقان اعماقي.."
فربتت ماريان على يدها وهي تقول:" كم من الأعين يملك ذلك المسكين؟"
وتنهدت وهي ترمق أختها بعينيها المغوليتين اللتين تشابهان عيني أختها، لتستطرد قائلة:" اشربي ليتر من القهوة ثم

استلقي بينما تلفين حول رأسك منشفة مبللة يا سوزان، فأنت مصابة بتشوش بالغ في ذهنك. يجب أن أخبر تانيا..

إنني لم أرك خارجة عن طورك بهذا الشكل قبل الآن."
فضحكت سوزان وهي تحتج قائلة:" هذا سيحدث لك أنت أيضا إذا حاول شخص غريب أن يتسلل إلى عقلك ليعبث

به. أظنه لابد أن يكون إما منوماً مغناطيسياً يمارس عمله على من هو غير واع لذلك، وإما قصير النظر لدرجة

بالغة. وهو في الحالتين.. خطر."
فارتسمت على شفتي ماريان ابتسامة عريضة وهي تقول:" هذا هو النوع الذي يعجبني. اذهبي و ابحثي عنه وامضي

معه وقتاً ممتعاً.""منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 16-02-09 12:57 PM

وعلى الفور، أخذت سوزان تجيل بنظرها، خلسة، في أنحاء قاعة الرقص تفتش عن هذا الغريب المرواغ، مصممة

على العثور عليه ومن ثم ترضي فضولها، وعندما خاب أملها إذ لم يقع نظرها عليه في أي مكان، قررت، شاعرة

بالقلق، انه من الأفضل أن تنسي ذلك الرجل، وتبدأ بالتفكير في الاجتماع الهام الذي عليها أن تحضره في اليوم

التالي.
وهكذا تركت حفلة الزفاف لتتمشي ببطء نحو الحديقة المغمورة بضوء القمر، وشعرت بالنسائم تتلاعب بشعرها

الطويل فرفعت يدها تضغط عليه و تعيد تنظيمه بحركة آلية.وكانت تتألق أمامها البحيرة الكبيرة الممتدة نحو غابات

أشجار الزان. وعندما اقتربت منها، إذا بها تشهق وهي ترى أمامها شبح رجل يقف أمام المياه المتألقة في ضوء

القمر.
وتعالت دقات قلبها، إنه الرجل الذي كانتا تتحدثان عنه هي و أختها لقد أمكنها تمييز ذلك الرأس القوي المسيطر حتى من الخلف،

فقد حفر في ذاكرتها بأحرف لا تمحى. وساورها الانفعال رغم مافي ذلك من بعد عن المنطق.وشعرت بدافع يدفعها

إلى عدم الظهور أمامه، فتورات بسرعة خلف فروع متدلية لشجرة ورد كانت أزهارها البالغة تتمايل مع النسيم،

فأغرقتها بشذاها العبق بينما رفعت وجهها الجميل لترى ما الذي كان الرجل يقوم به.
لاشيء كما يبدو، ولكن كان في ملامح وجهه الجانبية حزن و غضب.. أو، ربما يأس و قنوط كان يبدو في تكرار

تقبض يديه و انبساطهما و كأنه يريد أن يضرب شخصاً ما، أن يرفسه بعنف أعمى.. عنف من النوع العميق المؤذي.

ودون وعي منه، توتر جسمه و كأنه كان يستمع إلى حركة الحيوانات تحت الأشجار، أو حفيف أوراق شجر الزان،

أو الطيور الليلية.. وشعرت بقلبها يثب وهي تسمع تغريد العندليب، والذي ذكرها على الفور بأمسيات الصيف

الطويلة الرائعة في منزلها الذي تعشقه في موطنها ديفون.
وسألها فجأة، وهو يستر إليها: لماذا تختبئين مني؟ إنها ليست طبيعتك المستقيمة المباشرة. أليس كذلك؟"
وأطلقت سوزان شهقة مختنقة إزاء سؤاله الرقيق ذلك ان خطواتها لم تكن لتحدث صوتاً على العشب المنسق و مع

ذلك، استدار بخفة على عقبيه لينظر إليها بين فروع شجرة الورد التي كانت تخفيها عن الأعين.
وعاد يقول ساخراً:" هل أنت خائفة مني؟"
فأجابت:" كلا بالطبع."
ولكنها كانت خائفة فعلاً و خرجت من مخبئها بخجل شاعرة بالحماقة كذلك وهي تتابع:" لم أشأ أن أزعجك فقد بدوت

و كأنك تعالج مشكلة و بحاجة إلى الانفراد بنفسك."
فقال ببطء تلاشى التوتر من جسمه:" لقد كنت أفكر.. كذلك كنت أنتظر ظهورك."
وأطلقت ضحكة اخترقت سكون الليل، ثم قالت بابتسامة عريضة:" ما أشد مهارتك. إنني لم ألتق قط من قبل بقارئ

أفكار." وعندما رأت عبوسه أضافت تقول:" لا أرى أي سبب آخر يجعلك تعرف مسبقاً بقدومي إلى هنا."


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif



يتبـــــــــــع

Rehana 16-02-09 01:41 PM

ولم يحاول أن يخفي اهتمامه بها، وشملها بنظرات اعجاب شعرت معها بوهن في جسمها فهو ليس بالرجل الذي

يشتبك معه الشخص، ثم يخرج سليماً.. وقطبت حاجبيها، متراجعة عن تصوراتها، وكان هو يتابع شيئاً سبق

وقاله:"..وهكذا، لم أكن بحاجة إلى كرة بلورية تريني انك ستتبعينني، فقد أوحيت إليك بما يكفي لكي أجعلك تفتشين
عني خارج القاعة."
وفتحت سوزان فمها دهشة و قالت:" الحقيقة هي أنه لم يكن لدي فكرة عن وجودك هنا. لقد خرجت أتمشى إذ لدي

الكثير مما يشغل ذهني".
فقاطعها بلهجة غامضة وقد ارتسمت على ملامحه ابتسامة عريضة:" أعلم ذلك و الآن. والآن.." وأضاف بغرور يثير

الغيط:" أنت تريدينني أن أفكر في ذلك أنا أيضاً."
حسناً، لا بد لهذا الرجل من صدمة عنيفة تخرجه عن غروره هذا، وقالت ببرود" ولماذا، أفعل أنا هذا؟".
فأجاب هازلاً:" لأنك لم تستطيعي منع نفسك عن ذلك ."

عند ذلك أخذ بالتقدم نحوها برشاقة طبيعية ، وكان يتحرك بحرية شأن شخص لم يتعود على جدران أربعة تحد من

انطلاقه.،والذي لا يعترف بحدود في عالمه، وهذا شعور رائع بالحرية يجعله ينغمس فيها دون خجل .
وقال بلطف:" لا تكلفي نفسك عناء المحاولة. فأنت ستضيعين وقتك، فليس بامكانك أن تمنعيني من أن أجعل من

نفسي النقطة المركزية في حياتك، الرجل الذي هو أول ما تفكرين فيه عندما تستيقظين في الصباح، و الرجل الذي تحلمين به في الليل."
و جعلها هذا تضحك، كان هذا في منتهى السخافة وقالت باشمئزاز:" إنني متأكدة من أن هذا هو

موضوعك المفضل للحديث. ولكنني أقترح عليك أن تجرب حظك في مكان آخر، فليس عندي وقت للرجال الذين

يعتقد الواحد منهم أنه أدونيس هذا العصر."
فقال:" بل ستجدين الوقت لذلك."
وشعرت بأرائحة زهرة بين أصابعها، وتصاعد إلى خياشيمها الشذا العبق، لتكتشف انها قد سحقت هذا البرعم دون

وعي منها، وأطلق الغريب ضحكة خافتة، وكأنما وجد في غياب ذهنها ما يشجعه، فقطبت جبينها، وهي تحاول

أن تتمالك نفسها من الارتجاف الذي اعترى جسدها وهو يقترب منها أكثر.
ودون أي اهتمام بالعرف الاجتماعي، وقف شبه ملاصق لها وقد سقط ضوء القمر الفضي على ملامحه الارسقراطية.

وتسارعت أنفاس سوزان وهي تشعر بالخوف منه.
وأخيراً، وجدت نفسها توجه إليه ذلك السؤال الذي حام حول شفتيها طويلاً:" ولكن.. من تكون أنت؟"
فتمتم قائلاً بصوت رقيق جذاب:" لازلو" وتناول يدها يرفعها بيده وهو يحني رأسه ويقبلها ثم رمقها بنظرة من تحت حاجبيه الأسودين وقد لمعت عيناه بسخرية وهو يقول :" إذاشئت فأنا هو الجواب لكل تمنياتك."
وجذبت يدها من يده باضطراب، فهي لا تريد غزله هذا الذي يرسل في نفسها الضيق، وقالت وهي ترفع كتفها بعدم

اكتراث:" إن تمنياتي هي السلام على الأرض، ومدير بنك أصلع."


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 16-02-09 01:58 PM

فقال مبتسماً:" ربما أكون أنا ذلك أصلع".
فضحك مستمعاً ثم أرخى عينيه، كانت ملامحه سلافية أصلية وكذلك حاجباه الأسودان المستقيمان، وشعرت هي

بنفسها تهتز لسبب لم تدركه.
وفجأة شعرت بوهن في ساقيها. ومدت يدها الرقيقة الناعمة تستند إلى جدار منخفض خلفها. ورأى هو هذا فبدا عليه

السرور بينما أطلقت هي ضحكة صغيرة وهي تقول معتذرة:" نعم، ربما تكون أنت ."
حاولت أن تبتز الحديث و تهرب..كلا بل تمشي ببساطة تعود إلى قاعة الرقص، كانت الألحان الحالمة العذبة تتهادي

من تلك القاعة حيث شقيقتاها لابد ترقصان. تانيا مع عريسها، وماريان مع خطيبها، وقد حان الوقت لتلحق بهما قبل

أن تؤثر هذه الليلة الشاعرية هنا على عقلها.
وقالت:" إن رقص المتتابع، أتعبني".وانباتها ملامحه بأنه لم يصدق هذا، وأضافت:" وأنا بحاجة

إلى فترة هادئة أستعيد بها قواي، ولهذا إذا لم يكن لديك مانع، يريد البقاء وحدي ،ربما يمكنك أن تعود إلى القاعة الرقص لترقص على تلك الأنغام الغجرية مع من تقدر".
فأجاب بسخرية لاذعة:" إنها ليست موسيقى غجرية، ألا ترين أنها تفتقر إلى المشاعر إنها هنغارية يشترك

معها ضجيج السائحين".
ومادام غير مستعد لأن يتزحزح، ابتدأت هي تمشي على ضفة البحيرة.. وقالت بضيق محاولة أن تخترق هذا الصمت

المتوتر بأي شكل:" ظننت ان الموسيقيين جميعاً من الغجر لأنهم يرتدون ملابس غجرية."
فأجاب:" وها أنت ذي ترتدين ثيابا كأية فتاة برئية، ولكن أية أسرار تختفي تحت هذا الثوب الإيطالي الطراز؟ وأية

خطة جهنمية أحلم بها بينما أسير بجانبك مستمتعا بجمال غير عادي؟ وأية أكاذيب نحن الاثنين على الاستعداد

للإدلاء بها لكي نجنب أنفسنا الأذى أو نظهر تصورنا للكيفية التي ننظر فيها إلى العالم".
لم يكن ما يدور بينهما حديثاً عادياً، لقد بدا لها و كأنه ينذرها، تقريبا بنواياه، فخافت من التورط معه و قررت

الأفضل هو أن تتجاهل ملاحظاته غير العادية تلك.
وقالت بصوت أجش:" إن الموسيقى تبدو لي حقيقية."
وأجفلت إزاء ابتسامة الساخرة التي ارتسمت على شفتيه بمكر، وكأنه يلومها على هذا الجبن، ليقول بعد ذلك برقة:"

إن موسيقى الغجر الحقيقية لا يسمعها الغرباء أبداً، هذا إلى انها لابد ان تكون في الهواء الطلق لكي تكون ممتلئة

حياة، فالجدران تخنق صداها".
وأخذت سوزان تفكر في هذا بهدوء وهما يسيران بصمت فوق العشب يتهاديان في الحديقة الخفيفة الإضاءة.
وقالت ببطء:" نعم، إنها بين الجدران، تبدو و كأنها أوبريت نمساوية، أما هنا فهي.."
وترددت وقد فقدت شجاعتها إزاء همهمة الاستحسان التي صدرت عنه.
وقال يستحثها بلهجة أثارت ارتباكها:" نعم؟"
فأنهت حديثها قائلة بلهجة ملتوية:" إن المسألة هي امتزاجها بالهواء".
قال بصوت أجش:" لو كان ثمة فرصة لتسللت هذه الموسيقى إلى أعماقنا و جعلتنا عاجزين إزاء دعوتها لما يكمن

فينا جميعا من حماس و عشق."


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif


يتبـــــــــــــــع

Rehana 16-02-09 02:32 PM



وحدثت نفسها أنه يشعر هو أيضا بذلك، ولم تكن تريده أن يفقد السيطرة على مشاعره، ورفعت كتفها مظهرة عدم

الاكتراث وهي تقول متظاهرة بالمزاح:" أظنها لابد ان تذهب إلى مكان ما".
ولكنها شعرت بالاضطراب لأن امتزاج الموسيقى بمشاعر لازلو كان يؤثر عليها هي نفسها في هذه الحديقة فيصل

إلى المشاعر تفضل هي أن تبقى خامدة.
لقد مر النهار بأكمله كأسطورة خرافية، فالكل مشغول بحفلة زفاف شقيقتها و أخيها جون، النزهة الرائعة في أملاك

القصر ، المأدبة الرائعة المتألقة، ثم بعد ذلك قاعة الرقص، فلاعجب إذن أن تترنح قدماها فوق الأرض كلا،لا يمكن

هذا، فهي المفروض فيها أنها العاقلة و الواقعية الوحيدة في الأسرة وقد حان الوقت لتستقر على أرض ثابتة مرة

أخرى.
وقالت باقضاب وهي تقف في الطريق مظهرة الضيق:" أرجو أن تذهب، فأنا أحب الانفراد بنفسي".
فتمتم يستفزها:" أتواجهين التحدي ولا تقبلينه؟"
فزمت شفتيها وقالت بصلابة لم تشعر بها تقريبا:" انا لست متحدية، اسمع إذا كنت مصمماً على أن تمنعني من

الانفراد بنفسي، فإنني أنبهك إلى حقيقة، قرابتي لصاحب هذه الأملاك ، فإنني أحق منك بهذه البقعة من الأرض ".
ولوحت بيدها على نحو مبهم نحو بساتين البرتقال حيث يعبق شذاها.
وأجاب ببطء وقد تحجرت ملامحه:" لو كنت مكانك لما عولت على هذا".
وأمعنت فيه النظر بعينيها العسليتين الكبيرتان وهي تقول معنفة:" لقد تزوجت شقيقتي من الكونت اسطفان هوزار اليوم ، وهذه هي ممتلكاته و أخي هو مدير فندق قصر هوزار..".
فقال :" إنني مقتنع بكون علاقتك متينة بهذه الأرض".
وأدهشهاا أن ترى فمه يتوتر وقد غشت عينيه مسحة ألم ، وهو يتابع قائلاً:" ومن الطبيعي أن تتصوري أن حقي في الوجود هنا هو أقل من حقك".
قال هذا و كأنه ليس حقيقياً، وهو مستحيل طبعاً، وتساءلت عما تراه يحاول أن يقول فإن ثمة شيء في سلوكه، وكأن تحت مظهره الدمث ذاك استياء من اسطفان لامتلاكه القصر، ولم تعرف ما الذي أوحى إليها بهذا الشعور ولكن ربما هو ذلك الازدراء البادي في التواء شفتيه عندما ذكرت اسم اسطفان، وذكر حقها في الوجود هناو النظرة المتملكة التي تبدو في عينيه كلما نظر إلى الأراضي هذه ، وارتجفت وهي ترى عينيه مصوبتين نحوها، باردتين قاسيتين، فتمالكت نفسها بسرعة وهي تقول متهكمة:" حسناً، لا أعقد انك سبق و اشتريت هذه الأراضي من صهري يوم عرسه".
فأجاب وقد استحالت رقة صوته إلى خشونة:" لو كنت اشتريت لكان هو الآن و شقيقتك دون بيت وكذلك والدته الكونتيسة التعسة".
وفكرت فجأة في أنه يكرههم جميعاً ، وشحب وجهها لهذا ولكن لماذا؟ وسألته بحذر:" و ماالذي تعرفه عنهم؟".
فقاطعها متجاهلاً أسئلتها وهو ينظر إليها عابساً:" هل تنوين الإقامة هنا؟ لتكوّنوا أسرة كبير سعيدة؟".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif


يتـــــــــــبع

momak 16-02-09 02:55 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 16-02-09 03:08 PM

فأجابت باقضاب:" كلا".
كانت الحاجة إلى معرفة المزيد عن هذا الرجل، و تهذيبها الأصيل يدفعانها إلى أن تضيف قائلة:" ان هنغاريا بالغة الجمال وشعبها رائع، وقد استمتعت بوجودي هنا إلى حد بالغ، ولكنني وشعبها رائع وقد استمتعت بوجودي هنا إلى حد بالغ، ولكنني أعشق منزلي في ديفون إلى حد لا يمكنني تركه بصورة دائمة".
وشردت نظراتها حالمة وقد تلاشى القلق من ملامحها، لتنقلها إلى هناك حيث التلال الخضراء و الغابات القديمة و منازل قريتها وايكوب الحجرية التي يرفرف فوقها الهدوء و السلام، كلا إنها لن تقبل الاستقرار في أي مكان آخر أبداً ..أبداً.
قال وهو ينظر إليها بعينين حادتين:" ثم ان لغتك الهنغارية جيدة إلى درجة غير عادية كما ان لكنتك غير سيئة هي أيضاً".
فقالت شاعرة بالسرور لهذا المديح:" شكراً".
وابتدأت تدور حوله راجعة ليلحق هو بها على الفور مقترباً منها، بينما استطردت تقول:" لقد قمت بدورة تعلمت فيها هذه اللغة إنني احتاجها في عملي الجديد، وقد تعلمت أيضاً اللغة الروسية في المدرسة وهذا سيساعدني كذلك، هذا إلى واقع أن أمي كانت هنغارية".

ولم تبد عليه الدهشة، مما خيب أملها نوعا ما، فقد كانت مزهوة بالسرعة التي تمكنت بها من تعلم هذه اللغة المعروفة بصعوبتها..
وقال بهدوء:" ربما جذورك هي أقوى من نشأتك، ذلك ان دمنا له خاصية لا يمكن أن يغفلها المرء".
فنظرت إليه سوزان وقد أدهشتها تلك الرجفة العاطفية في صوته ولكنه تابع يقول :" وها أنت تتدربين على اللغة بالتحدث مع الضيوف الهنغاريين أثناء هذا العرس المزدوج، وهكذا تغمر السعادة هذه

الأسرة".
ونطقه للجملة الأخيرة جعلت جسدها يتصلب، فقد ظهر في لهجته وكأنه يتمنى لهم الشقاء..
ارتجفت وهي تقول:" لقد تعبنا جميعا للوصول إلى ما نحن فيه، فليس هناك تقدم دون جهد".
فأجاب بجفاء:" هذا صحيح، فقد بذلت أنا جهداً كبيراً حتى تمكنت من التطفل على حفلة العرس هذه".
فتوقفت عن السير وقد استبدت بها الحيرة وهي تسأله: " هل أنت متطفل؟"
إنه لايبدو بهذه الصفة، فهو بهذه الملابس يبدو أنيقاً يحسده عليه معظم الرجال، وهذا يجعله من غير

المعقول أن يقوم بهذا العمل وفجأة خطر على فكرها أن يكون عدوا غير مدعو جاء ليتسبب في إحداث

مشكلة.
وسألته بحدة:" لماذا جئت إلى حفلة العرس؟"
فأجاب وقد ضاقت عيناه:" آه، إنه الطعام و المرح و مقابلة الناس". ولمعت عيناه اللتان كانتا تراقبان ملامحها وكل

حركة تقوم بها بكل دقة، بينما كان يتابع قائلاً:" ثم انه كان يهمني أن أرى هذه الأملاك و صاحبها".
وتصاعدت خفقات قلبها، لقد تضمنت لهجته هذه التي تنضح بالمرارة، معاني جمة، سألته بصوت خشن وقد اتسعت

عيناها قلقاً:" هل جئت لإحداث المشاكل؟"
فأجاب بصوت فاتر خال من التعبير:" لقد سبق و عشت هنا".
وشهقت وهي تسأله:" في القصر؟"
فأجاب باختصار:" لقد ولدت هنا."


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif


يتــــــــــبع

Rehana 16-02-09 03:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة momak (المشاركة 1863862)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


شكرا أخي الكريم ..لمــــــــــــرورك

وسعدني أن تكون أول مشارك لك على صفحات قصتي المكتوبة

nagmt_lil 16-02-09 03:17 PM

شكرا هي بداية حلوة بس ياليت التكملة

Rehana 16-02-09 03:30 PM


فقالت:" ولدت هنا؟ هذا غريب، لا عجب إذن أن تشعر بالرغبة في التطفل و القيام برحلة الذكريات العاطفية هذه"
وتجاهلت الالتواء الساخر في شفته التي تعني أنه لايعرف معنى الذكريات العاطفية، وأخذت تفكر بسرعة، مادامت

الكونتيسة قد أقامت في القصر طيلة حياتها.. وليس لها أقارب أحياء، فلا يمكن أن يكون هذا ابن أخ أو ابن أخت.
وعادت تسأله:" هل كانت أمك ضيفة هنا عندما كانت حاملاً بك أو ما أشبه؟"
لقد كانت تعلم أن هنغاريا لابد أنها كانت تحت حكم روسيا في الوقت الذي ولد هو فيه، ولابد أن امه كانت صديقة

للكونتيسة أو لزوج الكونتيسة البغيض، دون اهتمام منها بوضع حاجز بينها وبينه.. ووفقت، ثم رفعت نظرها إليه،

تبحث في ملامحه عن جواب هذه المسائلة الغامضة، فهي لا يمكن أن تشعر بالراحة قبل أن تعرف هذا الجواب.
ولمعت عيناه السوداوان وهو يجيب:" لقد كان أبي يعيش في القصر، وقد خرجت أنا حين كنت ماأزال طفلاًرضيعاً".
ولامست يده رأسها، فجفلت و تراجعت إلى الخلف، بينما تابع هو قائلاً:" إن ضوء القمر يجعل شعرك يبدو كالحرير

الأسود الخالص". وكان بحديثه هذا، يحول مجرى الحديث من الواقع إلى الغزل.
وسألته بجمود:" أحقاً؟ لقد علمت انك لابد أن تكون قصير النظر، ذلك أن لون شعري في ضوء النهار هو كستنائي".
أجاب بلطف:" إنني لست قصير النظر، فان كل ما يتعلق بصحتي هو سيلم مئة بالمئة، أما قوتي فهي ستة على ستة.."
وازدردت سوزان ريقها بعد ان ادركت ما يعنيه بذلك، وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة لردة الفعل التي ظهرت

عليها، وهو يتابع قائلاً:" إن ما أريد قوله هو ان شعرك هو أجمل شعر رأيته في حياتي، كما ان ملامحك في غاية

الشفافية وكذلك عيناك.."
فقاطعته وقد ثائر ثائرها لهذا النفاق الذي يغلف كلماته:" عيناي تخجل منهما النجوم، كفى غزلاً".
والتقت عيناها بعينيه، لحظة قرأت فيهما الحقيقة، فهذا لم يكن غزلاً عارضاً وانما هو فعلاً يراها جذابة.
ورفعت رأسها إليه فتماوج شعرها الكثيف حول كتفيها وهي تقول:" أرجوك أن تكف عن هذا الكلام".
فأجاب بلهجة واثقة:" إن تقدمنا سيكون أبعد من ذلك.. ثم ان علي أن أعترف بأنني شعرت بالراحة عندما رأيتك

تفسرين اهتمامي بك بمثل هذه الرقة، فقد وفرت علي عشرين دقيقة على الأقل من الحديث و الاقناع".
قالت غاضبة:" يالك من مغرور"ولم تستطع مقاومة نظراته، ومضت لحظة قبل أن تستطيع تمالك نفسها، إلى ماذا

تراه يهدف؟ وقالت بحدة:" ليس ثمة ما يحتاج إلى كثير من التفسير، فإن إشاراتك كانت من القوة بحيث يدهشني أن

لم تلتقطها محطات الإذاعة، إنني أعلم ان ثمة تقليداً في الأعراس وهو أن تقوم الوصيفات العروس بمنح التسلية الى المدعوين التسلية ، فإذا كنت تسعى إلى التسلية في هذا المساء، فعليك أن تتسل بأشعة ضوء القمر".
فقال بلطف متجاهلاً تعنيفها هذا:" لا أظن ذلك، فأنت واعية تماماً لما بيننا".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif



يتبـــــــــــــع

Rehana 16-02-09 03:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nagmt_lil (المشاركة 1863918)
شكرا هي بداية حلوة بس ياليت التكملة


إن شاء الله التكملة ..قادمة

واهلا وسهلا بيك

Rehana 16-02-09 03:35 PM


فردت بحدة قائلة:" نعم، إن ما بيننا مسافة قصيرة و أنا أنوي أن أجعلها نصف ميل".
فقال آمراً و عيناه في عينيها:" بل ابقي مكانك، ودعيني أشرح لك الخطط التي وضعتها لأجلك".
فتمتمت قائلة:" اشرح ذلك للسمك في البحيرة".
وابتعدت عنه بازدراء ولكن الضيق تملكها وهي تشعر أن عليها أن تقطع المسافة التي تقيدها إلى هذا المكان،

وأخذت توسع خطاها، عابسة الوجه.
كان يضحك وهو يناديها قائلاً:" إننا سنجتمع مرة أخرى، يا سوزان يمكنك أن تثقي بهذا".
كانت توسع الخطى، غاضبة في الباحة الخضراء، وكانت تعلم أنه يراقبها، وتجمد ظهرها و كتفاها تحت وطأة

نظراته، وأحست لدى ضحكته تلك، بنذير خطرما، و تعثرت خطواتها فصرت بأسنانها وهي تتابع طريقها بسرعة

إلى أن تقطعت أنفاسها و أوشكت على الإغماء و قد غمرها العرق في تلك الليلة الدافئة.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74365aa394.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 17-02-09 02:19 PM

الفصل الثاني

وعاد الى سوزان تفكيرها المنطقي وهي تصل الى الشرف الامامية المضاءة للمنزل، فوقفت لحضة تلتقط فيها

أنفاسها و تتمالك نفسها، أية معتوهة كانت، و أية بطلة ضعيفة منهارة، اذ تحاول التصدي لغريب مثل هذا، تحيط به

هالة تنذر بالخطر، لم يسبق لرجل قط ان جعلها تنسى هدفها في الحياة، مقنعاً إياها بالتفكير في الحب و العواطف

التي سبق و تعمدت اغفالها، وهذا العمل الذي قام به لازلو قد اثار انزعاجها البالغ، فقد جرح الكرامة التي كانت

تشعر بها اذ تكرس جهودها لهدف واحد هو طموحها.
لقد كانت منحت نفسها ثماني سنوات يمكنها، في نهايتها، ان تدير عملاً خاصاً بها بنجاح، بالطبع، وبعد ذلك يمكنها

ان تفكر جدياً برفيق العمر، فهي، قبل ذلك، لن تكون قد حققت املها كما أن عقلها لن يكون بالنضج الكافي الذي

تتمكن املها كما أن عقلها لن يكون بالنضج الكافي الذي تتمكن معه من اختيار الرجل المناسب.
كما انها لا تعرف الكثير عنهم، و كانت في حداثتها تحت هيمنة شقيقتها و صديقتها ماريان و التي كانت مثلها

الأعلى، واجمل النساء اللاتي عرفتهن، أما اختها الكبرى تانيا، فقد كانت تمثل لها الأم، مع أن غرامها باسطفان قد

أحالها إلى عروس تشع اشراقاً وجمالاً، وارتسمت على شفتي سوزان بسمة محبة.
ان تانيا تستحق كل سعادة في العالم بعد حياتها الحافلة بالمشاكل، أما بالنسبة اليها فهي تعتبر الرجال جميعاً مخيبين

للآمال، وكان الفتيان في المدرسة يثيرون حنقها بالحديث الدائم عن كرة القدم، ومزاحهم الدائم، حتى الرجال في

مدرسة الفنون كانت تراهم غير ناضجين بالنسبة اليها كما شعروا هم بالضجر من نظرتها الجادة إلى الحياة، و

هاجسها الأعمى المستحوذ عليها وهو ان تشق طريقها في الحياة بنفسها، لا تريد ان يعيقها اقرباؤها.
وعلى الرغم من أجراس الزواج التي ابتدأت تقرع في الأسرة، فقد اقسمت هي على ألا تدع شيئاً يحولها عن أول

حب تملكها منذ ان تعلمت مسك الابرة، الا وهو الخياطة و تصميم الأزياء .
ربما كان ذلك راجعاً إلى أنها الصغرى بين اخوتها، ولكنها كانت متلهفة إلى عمل خاص بها، والى استقلالها

الشخصي، وهي ستحقق كل هذا بطريقتها الخاصة.
ومر من امامها شخص، وكان صامتاً، انه لازلو، وطرفت عيناه ناحيتها لحظة، ساورها بعدها شعور ساخر.
وتمتم:" أتأخذين قسطاً من الراحة تلمين بها اشتات نفسك؟"
قالت بجمود:" سوف اقيدك بالحبال اذا لم تتركني وحدي".
وكبحت في نفسها الرغبة في ان تلحق به لتسأله عن السبب في اقلاقه لها بهذا الشكل، وماهي علاقته لتسأله عن

السبب في اقلاقه لها بهذا الشكل، وماهي علاقته باسطفان، وماهو غرضه منها.
ماأغرب ادعاءه ذاك بأنه عاش في القصر، ومن المؤكد انه لم يكن طفلاً لخادمه خاصة وهو بهذا الزهو و الاستبداد،

عليها ان تسأل عنه اسطفان نفسه، هذا ان امكنها الاقتراب منه، واستقرت عيناها على صهرها بمودة ظاهرة وهو

محاط بالمهنئين."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 17-02-09 02:28 PM



وأمسكت اختها تانيا بذراعها وهي تقول بلهفة " سوزان، لقد كنت ابحث عنك في كل مكان، ان ليندي الصغيرة

اسقطت ثمار الفريز على ثوبها فماذا عليها ان تفعل؟"
فأجابت شاردة الذهن:" فلتأكلها".
وتناهى إلى سمعها صوت لازلو الغامض يقول:" اسألا الكونتيسة عن منظف شعبي بالاعشاب".
وقالت تانيا وهي تميل ضاحكة نحو الرجل:" شكراً".
كان على مسافة عدة انشات فقط من كتف سوزان، بينما كانت تانيا تتابع قائلة:" ان شقيقتي هي اوعى انسان وادعى

الى الثقة في العالم، ونحن دوماً نلجأ إليها لايجاد حل لأية مشكلة عملية".
فتمتم لازلو:" يبدو ان هذا صحيح".
وأشاحت سوزان بوجهها بعيداً عنه وهي تمتم قائلة:" انني افكر بشيء يفيد بعض الناس".
ورمقت لازلو بنظرة ذات معنى ثم هربت عابسة الوجه، مخترقة جموع الراقصين لتخرج إلى قاعة اكثر هدوءاً حيث

استندت إلى مرآة في جدار، شاعرة بالارتياح ثم تنهدت وهي تتنفس بعمق.
" هل تشعرين بأنك محصورة؟".
وشعرت بخفقات قلبها ترتفع لسماعها ذلك الصوت الرقيق و الضحكة الساخرة، لقد أصبح كابوساً فعلاً.ترى هذا

الرجل لن يتركها وحدها أبداً؟ وسرى الصقيع في جسدها وهي تدير اليه رأسها بكبرياء، ولكن وجهها كان يتوهج

ارتباكاً، بينما يداها مبللتان بالعرق، وتجهم وجهها امتعاضاً وهي تنظر الى الرجل الذي بقرب صورة فارس بالحجم

الطبيعي، والذي لاحظت وهي تقطب جبينها انه يشبه لازلو الى درجة غريبة.
وقالت ببرود:" ماذا عن القيد؟"
فقال وهو يتناول من اناء قربه، قطعة حلوى اخذ يمضغها وهو يقول متأملاً:" انك تتجنبينني".
فأجابت تقلد شئياً سبق و قاله لها:" انني اشعر بالارتياح لتفسيرك عدم اهتمامي بهذه الدقة".
فقال:" انك تؤجلين مالا مناص منه، لابد انك ادركت انني ارغب جداً في التحدث اليك وان لدي ، على الأغلب سبباً

قويا ًلهذا".
سألته بجفاء:" وماهو هذا السبب؟"
فابتسم بفتور وهو يبتلع الحلوى و قال:" ان عندي اسباباً عدة ، ألقي نظرة على نفسك"


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 17-02-09 02:58 PM

فانطلق نظرها الى المرايا الكبيرة في القاعة..كلاهذه ليست هي.. لايمكن ذلك، كانت تبدو غير جميلة ولا تلفت

النظر، لقد شغلها، استغراقها في اظهار جمال الأخريات عن الاهتمام بمظهرها هي.
وسألها:" ماذا ترين؟"
فردت بحدة:" امرأة تثير الملل".
ورغم ردها هذا فقد بقيت تنظر الى صورتها في المرآة، لقد بدا شعرها الطويل الكستنائي غير منتظم حول وجهها ذي البشرة العاجية، بينما منحت الأضواء المسترسلة من الثريا فوق رأسها ومن الثريا فوق رأسها ومن الشموع الطبيعية حولها، منحت شعرها البسيط لمعاناً وتألقاً يبعثان على الخيلاء.
فعاد يقول وهو يضحك بهدوء:" ألقي مرة أخرى نظرة موضوعية." ورمقته بنظرة جانبية ليلقي عليها نظرة طويلة

بطيئة زادت من سرعة خفقان قلبها، وتابع قائلاً برصانة:" لا تنظري إليّ بل إلى نفسك".
واحمر وجهها وهي تنظر امامها غير قادرة على تجنب انعكاس صورتها في المرآة، ومالت برأسها إلى جانب، كانت

تبدو اكثر نحولاً مما تذكر، ولكن ذلك بسبب اندفاعها، في الأيام الأخيرة، هنا وهناك بسبب استقالتها من فحص

حساباتها لتوسيع اعمالها، وهكذا، كما رأت الآن، قد برزت عظام وجنتيها فبدتا كوجنتي عارضة ازياء.
وقالت:" لقد نظرت، ولم يتغير شيء في موقفي نحوك، وما تريده لا يهمني ابداً،اذهب ولاحق امرأة اخرى".
وعندما رأته لا يتزحزح من مكانه عادت تقول بيأس:" ان الرجال ليسوا جزءاً من تصوراتي لحياتي، و انت مزعج

وغير مثير للاهتمام".وكانت تكذب في هذا.
" لقد سبق وقلت لك انني الجواب لكل تمنياتك، ويمكنني ان اكون ذا فائدة كبرى لك، هل يفزعك اهتمامي بك؟
فقالت بلهجة لاذعة:" لا تمدح نفسك، ان عالمي مؤلف من النماذج الورقية و القص وكذلك من الخيوط و مخازن

البضائع و الأقمشة الجميلة، فأنا لا استطيع ان احشر رجلاً بين كل هذا، اسأل عن هذا كل من حولك هناك ممن

يعرفني فان عندي هدفاً في الحياة اذا كان علي ان احققه فلن يبقي عندي هدفاً في الحياة اذا كان علي ان احققه،

فلن يبقى عندي وقت لأي شخص".
فقال:" أي شخص؟ لقد كان تفكيري يتجه إلى غير ذلك".
فقالت" لا اوافقك على هذا".
ولكن لم تبدر منه حتى اشارة امتعاض او ردة فعل لهذه الاهانة، بل اجاب بصوت منخفض اجش:"

اتوقع ان علاقتنا ستصبح صعبة، ولكن اية اهمية لهذا بالنسبة للفوائد العديدة؟"
وشعرت سوزان بقشعريرة خوف تسري في جسدها، لشد هو متأكد مما يقول، يبدو انه قد ثبت في ذهنه تماماً انه

ستحدث بينهما علاقة سيتعرضان من جرائها إلى لوم معارفهما، وقطبت جبينها وهي تهم بالذهاب، فتمتم قائلاً: "

اذهبي اذا شئت ولكن ارجعي، وأنا سأكون هنا ، تكلمي و سأجيبك استمعي فتسمعينني اتنفس، فكري فأقسم انا أنني

في افكارك".
وكان هذا صحيحاً وذهلت وهي ترى نفسها تهتز و وتشبثت بمنضدة قامت بجانبها ووجدت اهتمامها إلى برودة

الرخام الذي يغطيها، وذلك لكي تصرف ذهنها عنه.
وقالت ببرود:" يالسخافة، ان الأوهام تستبد بك،اذا انت سببت لي أي ازعاج.. فأنا سأجد من يستجيب لندائي.."
فأجاب دون أن يبدو عليه أي انزعاج:" لا يمكن لك ان تسمحي بالقائى خارجاً، اذ ستكون هنالك فضيحة كبرى ولن

تصفحي لنفسك هذا ابداً بعد ذلك".
فقالت بانفعال وقد جفت شفتاها:" فضيحة؟ ولماذا؟"
فأجاب:" لأنني من الأقارب".
وفتحت فاها بذهول.. هل نطق بما سمعت؟ و كررت قوله بغباء دون ان تفهم تماماً ما يعني:" من الأقارب؟ من

أقاربي؟"
ورفع عينيه بكبرياء شاعراً باهتمامها الى لوحة الفارس على الجاروهو يقول:" من اقاربك بالزواج ، ذلك انني امت

الى الكونت اسطفان بصلة القرابة".
وسمعت رنة الفولاذ في صوته، ورأت بريق الكراهية في عينيه، فشعرت بالخوف، اذن فلم تكن ملاحقته لها من قبيل

الصدفة، لابد انه كان يريد عن طريقها التوصل الى إيذاء صهرها الكونت انها متأكدة من ذلك الآن.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 17-02-09 03:39 PM


وقالت متهكمة على الأقل لوضعها القوي:" هذا مستحيل انني اعرف قصته كما يعرفها كل انسان فان اسطفان هو

الولد الوحيد للكونتيسة، اما بقية اسرتها بما فيهم زوجها الروسي فهم أموات جميعاً".
قال:" انك لاتعرفين شيئاً وكذلك اسطفان، اما الكونتيسة فهي على كل حال مسألة أخرى".
وبدا ليه ذلك التوتر العنيف مرة أخرى وأحست هي بألمه ذاك ،فعلمت ان ثمة شيئاً اعمق من الكراهية جعلته يدعي

القرابة إلى عائلة هوزار.
وقالت ببرود:" هذا هراء ان هذا ادعاء منك فليست هناك أية قرابة، وإلا لدعتك الكونتيسة إلى حفلة الزفاف هذه!

ومن الواضح انهم يكرهون وجودك.."
فقاطعها ساخراً: " نعم كما يكرهون وجود جثة حول وليمة العرس ذلك ان معرفة الكونتيسة سيدمرها وهذا هو السبب

في اننا، انا و انت سنتوصل إلى بعض التدابير".
فقالت مستنكرة:" لن نقوم بذلك ابداً".
قال:" اننا أولاً سنعقد صفقة، فأنا قد لا أقرر ان اعلن عن حضوري لبقية الأسرة، اذا انت وعدتني بأن تستمعي أمر

مهم أعرضه عليك".
فشهقت وهي تقاطعه قائلة:" هذا خارج عن الموضوع، انني لا اهتم بأي امر يعرضه على متطفل في يوم عرس

أختي وأظنه من الأفضل لك ان تخرج قبل ان اجعلهم يلقون بك خارجاً، انه ليس لك الحق في.."
فقال مصراً بهدوء:"بل لي الحق".
فتنفست سوزان بغضب وهي تجيب:" هذا هراء و سنرى أي حق تملكه، انني ذاهبة للبحث عن اسطفان و اخبره عن

وجودك و اجعله يلقي بك خارجاً، وأنا سأتفرج على كل هذا، مسرورة، واهنئه على عمله".
هز كتفيه دون اكتراث، قائلاً بصوت منخفض:" كما تشائين، اخبريه بذلك فتدمرين سعادة شقيقتك".
وبينما وقفت هي مذهولة، اتجه هو إلى باب المكتبة حيث دخل معيداً اغلاقه خلفه، وكأن له كل حق في الذهاب الى

اي مكان يريد.
وشعرت سوزان بجسدها ينتابه الوهن، سعادة تانيا؟ ما الذي يعنيه بهذا؟ وكيف؟؟ وتنفست بعمق بعد ان كانت

حبست انفاسها ازاء تهديده الوحشي و لثقته الكاملة بنفسه و تصرفاته التي تدل على انه يدرك كل شيء، وهذا ما

جعلها تصدق غريزياً كل كلمة قالها.
وركضت إلى المكتبة لتدفع الباب، كان جالساً في مقعد اسطفان المفضل، وفي يده احدى الكتب المجلدة وقد مد ساقيه

الطويلتين بكل راحة مبتسماً لها لحظة دخولها و كأنها خادمة استدعاها.
وسألته بحدة:" وكيف اهدد سعادة تانيا؟ إنك تكذب، فاذا كنت ذا قربى كما تدعي لكانوا استقبلوك باذرع مفتوحة".
فرد عليها بخشونة:" هيا تابعي كلامك، وفكري في السبب الذي ربما يجعلهم يستقبلوني بالكراهية و الخوف".
فقالت بحدة:" ربما لأنك رجل كريه جداً".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتــــــــــبع

Rehana 17-02-09 03:47 PM


فقال بلطف:" يا لك من مشاغبة مثيرة للاستفزاز و متهورة جداً بكلام كهذا تريدين اغضابي به، من يدري ما

باستطاعتي ان افعله تجاه حياتك و حياة شقيقتك؟"
ومشت نحوه ببطء، وهي تجاهد في استعادة صفاء ذهنها، ووقفت فجأة وهي تزدرد ريقها، قائلة بعد ان نجحت نوعاً

ما، في تهدئة نفسها:" انك تلوح بالتهديد، وهذا يعني انك تعلم شيئاً عن اسطفان او الكونتيسة، شيء هو سر كريه من

الماضي".
فأجاب ببطء:" نعم".
وأصابها الذعر بالغثيان فأخذت تحدق في يديها المرتجفتين كان ما تسمعه من الفظاعة بحيث لا يحتمل التفكير فيه.
ورفعت نظرها اليه وهي تهتف ظافرة:" انني اعلم الآن انك تدعي ان اسطفان هو دجال و منافق".
فانفجر ضاحكا ًمما جعل الارتباك يغمرها، ثم قال وهو مازال يضحك:" انه ابن الكونتيسة، لقد اثبت فحص الدم هذا

والا لما وافقت السلطة على اعادة بيع الأملاك اليه، عدا عن ان المرأة التي لا يمكنها تمييز ابنها هي امرأة مسكينة".
وشعرت لسماعها هذا بارتياح لا يوصف انه لن يدعي اذن ان اسطفان هو رجل مخادع وبهذا ليس ثمة خوف من ان

يتحطم عالم الكونتيسة، لقد تزوج اسطفان و تانيا اخيراً و صار بامكانهما ان ينسيا آلام الماضي حيث كانت فرقتهما

ظروف قاسية، لقد تكبدا الكثير من المعاناة ولكنها هي كانت واثقة من ان حبهما سصمد الآن أمام أي شيء.
وبرصانة رفعت وجهها تحدق اليه بعينيها الكستنائيتين، لتقول ببرود:" ان أفراد اسرتي متعاطفون جداً، ويسند

الواحد مهما الآخر حتى النهاية، والكونتيسة قد اصبحت الآن عضواً في اسرتنا وكذلك اسطفان، وأنا أعرفهما إلى حد

يجعلني متأكدة من انه لا يمكن لأي منهما أن يقوم بعمل شائن، وأنا أحترمهما جداً وأكن لهما كل الاحترام، فاذا كان

قد سبق و عاملك احدهما معاملة سيئة او اذا حدث خطأ ما، او اية شكوي منك تجاههما، فأنا متأكدة من انهما سيقومان

باصلاح الأمر".
فقال متكاسلاًوهو يغلق الكتاب بشكل نهائي:" هل يمكنك ان تراهني بحياتك الحلوة، بأنهما سيفعلان ذلك؟"
ولكن تغير ما لبث ان ظهر في ملامحه، فقد توترت عظلات وجهه واحمرت عيناه غضباً، ونظرت الى فمه المتصلب

ثم غاص قلبها بين ضلوعها.
وسألته بخشونة:" ماالذي ترجو ان تنال منهما؟ اتريد مالاً؟ عملاً؟"
فرفع حاجبيه نفياً وهو يجيب:" هاقد استجبت اذن؟ صرت مستعدة للاستماع و للحديث؟"
وقبل ان تتمكن من الجواب، دار مقبض الباب وقبل ان تصل اليه لتفتحه، اذا بأختها ماريان تدخل و خطيبها فيكادو

في اثرها.
وتنهدت ماريان وهي تقول:" ماأجمل هذا أن تحاول الواحدة منا ان تجد مكاناً تنفرد فيه مع خطيبها ، فتكتشف ان

اختها الطفلة قد سبقتها اليه".
ومنحت اختها التي اجفلت لرؤيتها، ابتسامة عطف وهي تتابع:" انك لن تجدي عيني ذلك السيد هنا يا سوزان! فهو من الغموض و الضجر و الشعور بالنعاس بحيث لن يفكر في قراءة الكتب".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبــــــــــــــــــــع

Rehana 17-02-09 03:54 PM

ن الغموض و الضجر و الشعور بالنعاس بحيث لن يفكر في قراءة الكتب".

وأطبقت سوزان فمها الذي كانت قد فتحته ذهولاً لمرآها، ثم ادارت رأسها نحو لازلو لتجده قد اختفى و هتفت:" لقد

كان هنا، كان هنا يا ماريان، وهو قد..".
فقاطعتها اختها:" قد اختفى من الوجود، هل أنت بخير يا حبيبتي؟" وركزت انظارها عليها وهي تندفع نحوها لتضع

كفها على جبينها تجسه وهي تتابع قائلة:" ان جبينك شديد الحرارة.."
فقالت سوزان تتصنع المزاح:"انني اهذي.. في اي عمر يكون الانسان عندما يبدأ بالخرف؟"
فقال فيكادو وعلى وجهه ابتسامة عريضة:" فوق الواحدة و العشرين، لماذا لا تذهبين للتفرج على الراقصين و تبقين

بصحبة ليندي؟ ان ثوبها" الفولكولور" سعجبك وقد يوحي اليك ببعض الأفكار".
فأجابت بابتسامة ذات معنى:" وذلك لكي تبقى مع ماريان لكي.. تتحدثا."
وسمعت من خلفها صوت نافذة تقفل بخفة فوقف شعر رأسها هلعاً، كان لازلو يزحف في انحاء الغرفة كاللص في

الليل، وخرجت من الغرفة وهي تظهر المرح قدر امكانها و ملوحة باصابعها تودع الخطيبين خلفها.
ووقفت هي بانفعال، و ذراعها في ذراع ابيها و ليندي ابنة فيكادو و مضوا يتفرجون على الرقص الشعبي بالملابس

الفولكولورية محاولة ان تحتفظ ببسمة استمتاع على وجهها. ان لازلو من الممكن ان يبرز في اية لحظة الآن، ليعلن

شيئاً رهيباً، سواء كان ذلك صحيحاً ام زائفاً، فان اباها ليس في حالة من الصحة و القوة بحيث يحتمل المأساة التي

يهدد لازلو بالكشف عنها.
وعلى ذلك غير عادتها لم يكن اهتمامها المهني كثيراً بتلك الملابس الشعبية التي ترتديها الراقصات، تلك الملابس

المخرمة و ثنيات الأكمام العريضة، والصدرات المنشأة ذات الأشرطة، و كانت التنانير المختلفة الألوان تتماوج

حولهن، و الجاكتتات القصيرة تتثني هنا و هناك رقصة الزفاف، بينما كانت تفكر في لازلو قلقة

لادعائه بامكانه القضاء على سعادة تانيا، هذا العمل الكفيل بأن يكون له عليهم جميعاً بالغ التأثير.
وألقت بنظرها إلى حيث كانت شقيقتها الغالية تقف قريباً منها تحيطها ذراع عريسها اسطفان، وعصر الألم قلبها

لمرأى امارات الحب بينهما.
لقد كانت تشعر في اعماقها ان تهديد لازلو لم يكن شئياً خياليا، فهو ليس بالفتى الحدث الذي يسعى وراء مكسب ما..

او يقوم بلعبة حمقاء، فملاحظاته الساخرة تخفي الكثير من الغضب والاستياء، ولكن اكثر ما يخشى منه هو ذلك

الشعور بالظلم الذي قد يدفع بغضبه إلى حد مريع.
وتملكها القلق وهي تفكر بكل المتاعب القادمة، لماذا أتى اليها؟ لماذا لم يذهب إلى اسطفان رأساً؟ و

ربما كان خائفاً من الكونت ذي النفوذ فرأى فيها، هي الأخت الصغرى، المرأة السهلة القياد.
اما الآن فهي ستؤجل اخبار اسطفان بكل هذا، وذلك تحسباً لما قد يحدث، ولكن كان على وشك ان يقول شيئاً عندما

ظهرت ماريان ولم يشأ هو لأمرما ان يظهر نفسه، واحتفظت بذلك في نفسها، فقد يكون هذا افضل.
وقال لها ابوها:" انني متعب قليلاً، ياعزيزتي."


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 17-02-09 04:05 PM



فأجابت برقة شاعرة بالذنب كونها لم تفكر في راحة ابيها:" احقاً يا أبي؟ سأصعد معك إلى غرفتك، انه موعد نومك

انت ايضاً ياليندي".
وارتسمت على فمها ابتسامة دافئة، فركضت الصغيرة امامهما مسرورة.
وقال ابوها مفكراً وهما في طريقهما محو السلالم : " لو كانت أمك موجودة لأعجبها عملك".
فاحتضنته بشدة وهي تهمس:" ياأبي العزيز، لقد احببتها انت ايضاً".
فأجاب:" فلتمنحك الأيام من يحبك كما احببتها".
وفاضت مشاعرها وهي ترافقه نحو غرفته، فترى شؤونه وما يحتاجه، ثم تبقي معه فترة. وفكرت،بارتياح، ان اي

شيء قد يحدث الآن، فان اباها على الأقل لن يكون موجوداً.
وساورها الانزعاج وهي ترى نفسها تنظر حولها خلسة وهي تجتاز الممر، كما لو كانت تخاف من ظهور لازلو و

سمعت صوت ماريان يقول:" هل انت احسن حالاً يا سوزان؟".
فأجابت ماريان:" ان فيكادو يقرأ قصة لليندي".
وكانت تحمل على ذراعها ثوب الصغيرة الملوث بثمر الفريز، وهبطتا معاً السلم بينما كانت سوزان لا تكاد تنتبه الى

ثرثرة اختها عن ابنة فيكادو، فقد كان ثمة ما يثير قلقها اكثر من هذا.
وعند ذلك قرصت ماريان ذراعها بخفة وهي تسر اليها بقولها:" لاتنظري الآن، ولكنني متأكدة من انني رأيت ذلك

الرجل المحير المعجب بك ونظراته مصوبة إليك".
وتصلبت سوزان و عيناها تلتقيان بعينين ماكرتين في الطريق الى القاعة، هاهو لازلو يعود وحسبما يبدو عليه ، فقد

كان الثأر يطل من نظراته.
وأجابت قائلة:" لا تكوني سخيفة، فهو ينظر اليك كما يفعل الرجال دوماً".
فضحكت ماريان وهي تجيب :" ليس عندما يكون فيكادو موجوداً، ياسوزان انه كما قلت واكثر وهو كذلك يكاد

يلتهمك بانظاره".
وتنهدت هل يبدو ذلك واضحاً الى هذا الحد؟ وأخذ صدرها يعلو ويهبط بسرعة وهي تقول:" انك تبالغين كالعادة".
وعادت ماريان تقول:" انك مهتمة به، كما ارى، فحذار يا عزيزتي، فهو يبدو ماكراً تماماً.. كما انه ليس من النوع

الذي يهتم بالزواج".
وضحكت سوزان لقول ماريان ذاك، ثم قالت:" أنا لا اتصيد زوجاً خصوصاً من ذلك النوع، ان عندنا الآن ما يكفي

من الزواج و الخطبة"
وابتسمت للكونتيسة التي اقبلت نحوهما لتأخذ الثوب الملوث، وقالت لها:" لا تدعي ماريان تشتفل خاطبة".
وكانت تحاول ان تجعل من ذلك مزحة وهي تتابع قائلة:" فأنا اريد ان اكون خالة و عمة عشرات المرات قبل أن

أفكر بتكوين علاقة لنفسي".
ثم اكملت قائلة:" دعيني من ذكر الأطفال الآن، ولا تنسي انني لم أتزوج بعد، أريد أن أعمل و استمتع بحياتي فترة قبل ذلك".ونطقت بكلماتها الأخيرة وهي تندفع نحة قاعة الرقص."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 17-02-09 04:12 PM

وتنهدت الكونتيسة وهي تقول:" ماأجمل الأطفال، سواء كانوا ذكوراً ام اناثاً، فهذا لا يهم".
وأمسكت بذراع سوزان وهي تسر اليها قائلة:" انني اتطلع بشوق الى اطفال اسطفان انك تعرفين هذا، انهم جميعاً،

سيكونون من اسرة هوزار فتعود هذه الأسرة الحاكمة من جديد، كل.." وتهدج صوتها، ثم تابعت تقول:" كل حفيد

مباشر، ذكراً كان ام انثى، هو ضمان لحفظ اسم العائلة، انه تقليد متبع لكي لا نندثر ابداً".
وأومأت سوزان برأسها وهي تقول:" يمكنني ان ادرك اهمية حفظ سلالة عائلة مثل هذه".
فقالت الكونتيسة وهي ترتجف:" وهذا هو السبب في زواجي من شخص اكرهه، ولكنني اتمنى ان يكون قد استقر في

روستوف، بلده اقبل منها".
فقالت سوزان برقة:" لا تهتمي بهذا فكل ذلك قد انتهى الآن، فكري في احفادك الذين سرعان ما سترينهم يتراكضون

حولك".
وشعرت بالسعادة وهي ترى السرور يعود الى وجه الكونتيسة الرائع الجمال، تقول: " فقد مر وقت طويل على ولادة

ابنك هنا".
وساد الشحوب وجه الكونتيسة و شفتيها، وهي تقول متلعثمة:" إب..ابني؟ لم يحدث ان ولد اطفال هنا! مطلقاً!"

واستحال صوتها إلى صراخ هستيري.
كان واضحاً ان المرأة كانت تجاهد للسيطرة على نفسها، وحدقت سوزان فيها مذهولة وهي تقول بتردد:" ولكن

اسطفان.."
فأجابت باضطراب:" لقد ولد في مكان آخر، فهو طفل غير شرعي، كان علي ان اخفي حملي وولادتي له و الالقتل،

ولصادر الروسيون املاك الأسرة، وفي الوقت الذي عاد فيه زوجي من رومانيا حيث كانت هناك فتنة، كان اسطفان

قد هرب بعيداَ الى مارواء الحدود بواسطة والدتك ليستقر سالماً في انكلترا".
فقالت سوزان بهدوء:" لابد ان هذا الأمر كان مؤلماً لك، اعني ان ترغمي على الزواج من رجل من الأعداء الذين

احتلوا بلادك".
فأجابت الكونتيسة بصوت خشن:" كان ذلك واجبي، ان الارث قبل كل شيء آخر اوصال هنغاريا نفسها تنتقل من

جيل الى آخر، هل تفهمين هذا؟"
فأجابت بصوت اجش:" نعم افهم هذا" وأخذت تتذكر كيف قتل والد اسطفان وهو يعبر الحدود مع اسطفان، ولفت

ذراعها حول الكونتيسة بعطف وهي تتابع قائلة:" اظنك في منتهى الشجاعة".
قالت ذلك برقة قررت عدم ملاحقة مسألة ولادة لازلو، لم تكن تريد تؤذي مشاعر هذه المرأة التي تألمت كثيراً..

خصوصا في هذا اليوم السعيد أو.. الذي كان سعيداً قبل ان يريها وجهه، ودون وعي منها، أخذت تبحث في انحاء

الغرفة، ولكنه كان قد اختفى مرة أخرى.
وسألتها الكونتيسة بصوت اجش:" ماذا.. ماالذي جعلك تظنين ان ابني ولد هنا؟ ماالذي يقوله الناس؟"
فأجابت:" انه رجل.."
فقاطعتها هاتفة:" أي رجل؟"


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 17-02-09 04:24 PM


فقالت:" آه لقد ادركت الآن، فقد اخطأت في التعبير، لقد فهمت الأمر خطأ، لقد خذلتني لغتي الهنغارية مرة اخرى، لا

عجب ان نظر الي و كأنني اهذي، آسفة ان اوقعتك في مثل هذا التشويش".
وشعرت بيد تلقي على ذراعها وادركت من تسارع خفقات قلبها من يكون، وادارت رأسها ببطء لترى عيني لازلو

اللتين لا يسبر غورهما تحدقان فيها.
وقال بهدوء وقد توتر وجهه وكأنه يحاول السيطرة على اعصابه، قال:" مرحبا ياسوزان هل لك ان تقدميني الى

الكونتيسة؟"
فترددت وبدا على الكونتيسة الانتظار وكأن ليس لديها فكرة عمن يكون وضغطت اصابعه الطويلة القوية على

ذراعها بشدة جعلتها تجفل ولكنها رفضت ان تظهر مبلغ ايلامه لها، واختارت الادعاء بأنها مجرد ضيف. وعندما

رمقته بعينها الوزيتين ادركت ان ليس لديه اية فكرة عن ايلامه لها على الاطلاق.. فقد كان مركزاً على تلك المرأة

البيضاء الشعر الواقفة امامه.
وقالت وهي تلهث:" الكونتيسة آنا وهذا لازلو.."
وقال برصانة مقبلاً اليد الممدودة التي أمسكها بيده وهو يحدق في اعماق الكونتسية، وكأنه يبحث عن شيء:" انني

من اصدقاء سوزان".
فقالت الكونتسة بأدب:" ماألطف هذا".
قال بهدوء:" انك اسرتني بلطفك يا كونتيسة".
ومضت فترة صمت محرجة، وبدا على لازلو انه يحاول السيطرة على مشاعره او كما فكرت سوزان، ربما كان يقلب

الأمر في ذهنه عما اذا كان من المناسب ان يفشي سره، وتوسلت اليه بعينين رقيتين، فابتسم ساخراً

وهو يقول بشكل عفوي:" لقد رأيتكما أنتما الاثنتين تتفحصان صور افراد الأسرة، هل هذه هي اختام اسرة هوزار؟"
التفتت بشيء من الحيرة لتنظر الى وجوه اولئك الأجداد التي تنطق بالكبرياء و الذي كان يمسك كل واحد منهم بذلك

الختم الرمزي.
وتنهدت الكونتسية وهي تقول:" آه، نعم انها من القرون الوسطى، اعني كانت ولم تعد موجودة الآن، لقد اخذها

زوجي عندما.."وازدردت ريقها وهي تبلل شفتيها الجافتين وقد بانت مررة الكره في ملامحها، وبدا على ملامح

سوزان العطف عليها، وتابعت الكونتيسة قائلة:" لقد اخذها الى روسيا، انه كان يعرف قيمتها عندي، ولكنني لم ارها

بعد ذلك".
وكان لازلو يتنفس بصعوبة، وقال بلطف بصوت عميق ينضج بالمشاعر:" انني اعرف قصتك يا كونتسية وان

مرحلة جديدة من حياتك على وشك البداية".
وبدت لهجته غاية في الرقة و الاحساس، ولكن سوزان امكنها ان تشعر بتوتر في جسده .
والتقت عيناها بعينيه و أدركت من التعبير الذي بدا فيهما، جهاده ازاء تضارب افكاره.
وعندما فتح فاه ليتحدث سارعت هي تقول:" دعنا نرقص" لقد كانت مستميتة في أن توقف لازلو عن تعذيب

الكونتيسة بأكاذيبه..او ربما وهذا هو الأسوأ بحقائقه.
تمتم ساخراً:" لقد انقذتها الفتاة الجميلة".
وتذكرت الكونتيسة الثوب الملوث الذي تحمله بيدها فاتجهت نحو غرفة مدبرة المنزل، استدارت سوزان عدة مرات

تراقب الكونتيسة التي تعثرت في طريقها اكثر من مرة وهي تتمسك بأعمدة القاعة تستند اليها و كأنها لاتستطيع

السيطرة على ساقيها المرتجفتين، واشتدت قبضته على ذراعها لتدرك هي من ذلك ، انه كان يغلي بالغضب

المكبوت.
لقد كان لازلو يشكل تهديداً، دون ادنى شك، هل عليها ان تنذر أحداً ؟ أم ان ذلك سيدمر الفرصة الملائمة، وبالتالي مستقبل اختها تانيا كما قال؟
وتنفست بعمق وهي تقرر ان ليس سوى طريقة واحدة لمعالجة هذا الأمر، وهي ان تواجهه ثم تسأله.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f793aec5d.gif


يتبـــــــــــــع

ruqia 17-02-09 08:40 PM

مشكورة عزيزتي الرواية وايد حلوه اتمنى انك ما تتأخري علينا

روان الحلوه 17-02-09 09:44 PM

واااااااااااااووووو

كثيييير حلوه

تسلمي على هذا الاختيار

ننتظر البقية...:)

Rehana 17-02-09 10:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ruqia (المشاركة 1866063)
مشكورة عزيزتي الرواية وايد حلوه اتمنى انك ما تتأخري علينا



إن شاء الله بحــــــــاول أنزل كل يوم


سررت بوجودك على صفحـــــات قصتي

المكتوبة..والشكر لك عزيزتي

Rehana 17-02-09 10:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روان الحلوه (المشاركة 1866210)
واااااااااااااووووو

كثيييير حلوه

تسلمي على هذا الاختيار

ننتظر البقية...:)



الله يسلمـــــــــك عزيزتي

هذا من ذوقك

والبقية قادمة..إن شاء الله

نجمه الشرقيه 17-02-09 11:43 PM

thanx

قموره على هذا القصه الرائعه
بللللليز لا طولي علينا ننتظر الباقي على احر من الجمر

تمارااا 18-02-09 07:01 AM

يسلمووووووووووو يأحلى قمر على الرواية الراااااااااااائعة

الماسه نجد 18-02-09 08:31 AM

روايه رائعه جدا ننتظر التكمله

Rehana 18-02-09 09:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمه الشرقيه (المشاركة 1866514)
thanx

قموره على هذا القصه الرائعه
بللللليز لا طولي علينا ننتظر الباقي على احر من الجمر



الشكر لك عزيزتي نجمة

إن شاء الله ما طول ..نـــــــــورتي القصة

Rehana 18-02-09 09:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تمارااا (المشاركة 1866918)
يسلمووووووووووو يأحلى قمر على الرواية الراااااااااااائعة



الله يسلمــــــــك..تمارا

كلك ذوقك

نــــــــورتي القصة

Rehana 18-02-09 09:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه نجد (المشاركة 1866950)
روايه رائعه جدا ننتظر التكمله



هذا من ذوقك الحلوو

نـــــــــورتي

Rehana 18-02-09 01:26 PM

الفصل الثالث

وشعرت سوزان بالتمزق، فقد كانت بحاجة إلى الحديث مع لازلو، ولكنها تخاف من البقاء معه وحدها. لقد كان مجرد

التفكير في هذا يرسل قشعريرة في جسدها.
قال لها بصوت أجش:" تعالي".
ووقف بعيداً عنها مسافة متر أو نحو ذلك، فقد مد يديه نحوها، وهوى شيء ما في داخلها فأصابها الدوار للتفكير في

ما ينتظرها.
وقالت:" إن طلبي الرقص معك لم يكن سوى عذر".
فتمتم قائلاً:"أعلم ذلك، ولكن عليك أن تحققي هذا الأمر قبل أن نخرج من هنا، ثم سانتحدث ".
فقالت بصوت أجش:" لاأريد أن أخرج معك".
فأجاب:" ولكنك ستفعلين وأنا أصر على ذلك".
وخفضت ناظريها وقد تشوش ذهنها، وكما لو كانت تنكر بعناد اهتمامها به.
كان بإمكانها أن تنتزع نفسها بعنف و تعبتعد عنه لو لم تشعر بما يشبه الدوار وقد تعلقت عيناها بعينيه

المغناطيسيتين مما جعلها لا تستطيع سوى أن تجاريه في كل حركة من حركاته ممتثلة طائعة.
وفجأة شعرت بصفق أبواب خلفها و بالهواء البارد يلفح جلدها الحار، ففتحت عينيها مذعورة لتكتشف ذاهلة بأنهما قد

أصبحا في شرفة الباب الأمامي، والهواء يعبق بشذا الأزهار.
ولكنه لم يتركها، وتأرجحت هي لحظة صامتة ساهمة، وقد انتابها شعور بعدم الارتياح.
نظرت في عينيه اللتين سمرتاها في مكانها وكأنهما قد شدتا إليه بالسلاسل، وقال بصوت أجش:" إنك امرأة مدهشة

جداً، فأنت فوق ما تصورت".
فأجابت بلهجة ساخرة:" تذكر عندما نلت من غرورك، مرة وأفسدت عليك لذة المفاجأة السخيفة تلك؟"
فضحك بهدوء، ثم تركها على نحو مفاجىء هابطاً السلم نحو الطريق، وأدركت أن عليها الآن أن تواجهه خارج

المنزل هذه المرة.
وناداها معنفاً بقوله:" هيا ياسوزان إنك تعلمين أن علينا القيام بذلك".
فوجئت وكان هو مستنداً إلى شجرة كستناء عتيقة، بينما النور المنبعث من الشارع العريض المشجر، يعكس الضوء

على وجهه، وتمالكت أعصابها، ثم هبطت درجات السلم، لتتوقف على بعد خطوات منه، وكانت أذيال ثوبها الهفهاف

يحركها نسيم الصيف الدافيء وغمرتها الأحاسيس إزاء نظراته، ورائحة الحشائش وقد جزت حديثاً."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...51acf1c7fc.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 18-02-09 01:33 PM

واستدار سائراً بصمت نحو البحيرة، وتبعته هي حيث لم يكن امامها خيار آخر ، وقد صممت على أن تحل هذه

المشكلة بشكل أو بآخر.
وقال بهدوء:" لقد تأخرت في الوصول".
وشعرت بدمها يغلي في عروقها وهي ترد عليه قائلة:" إنني لست دمية تسير على الساعة.."
فقال:" ولكنك كنت تعيشين بهذا الشكل كما فهمت".
فأجابت:" اسمع إنني لست لعبة بين يديك ولا أريدك أن تسيطر عليّ".
فتمتم باسماً إزاء تمردها هذا:" عليك أن تعتادي على ذلك، فثمة أمامنا".
قالت تأمره باقتضاب:" تكلم لقد كنت تشير دائماً إلى أن هناك ما تعرضه، فدعنا نسمع".
قال:" كنت آمل ان اسمع خططك أولاً".
ورمقته بدهشة، ثم قالت بصوت متشنج:" يبدو أنك تراجعت ، إنني أعد للعشرة، فإذا لم تقدم إليّ أيضاحاً عن

تصرفاتك الغريبة هذه، فإنني سأعود من حيث أتيت".
فتمتم قائلاً:" لا تثيري اعصابك، وفكي يديك وتنفسي وإلا أصبح لونك أزرق". وضحك عندما أطاعته، ولكنه عادت

فغضبت مرة أخرى عندما قال:" أظنك تسعين إلى علاقات عمل هنا".
واتسعت عيناها وهي تنظر إليه، ثم سألته بهلع:" كيف علمت بهذا؟ ومن هو الذي كان يتحدث عني؟"
فأجاب:" إن لدي علاقات عمل مع أصحاب شركات للنسيج كنت أنت قد راسلتهم في هنغاريا".
وغاص قلبها بين ضلوعها وهي تتمتم:" آه.." لم يكن هذا ماكانت تريد سماعة، إذ بإمكانه أن يعسر الأمور أمامها

ساعة يشاء، وتمتمت:" تابع كلامك".
قال لها:" إن بإمكاني أن أساعدك، وهذا ماكنت أعنيه قلت لك إنني المنقذ". وابتسم بتكاسل وهو يتابع " إنني منقذ

مالي يقرض المال لمن يحتاجه".
سألته بغضب راجية ألا تكون كل القضية عبارة عن اقراض مال:" ولماذا تريد أن تساعدني؟"
فأجاب:" اعجاباً بالطموح وتقوية له".
فنظرت إليه بازدراء وهي تقول:" يجب عليك إذن أن تعجب باسطفان".
وضحك وحول الجاذبية غير العادية في وجهه و عينيه الصافيتين المسيطرتين اللتين أخذتا تحدقان فيها حول كل

ذلك ، انتصارها إلى قلق.
وقال:" إنني أعترف بإمكانياته، ولكنني في هذه اللحظة مهتم بك أنت".
وتنفست بعمق وهي تقول ببرود:" هل لأنك تريد أن تجعل الشابات شاكرات لك؟ وهل تريد أن تستعبد بعض

الفقيرات اللاتي تساعدهن؟"
فأجابت بجفاء:" لن أرد على ذلك ودعينا نستقر على بعض النقاط إنك تريدين أن تؤسسي عملاً من قريتك ، وهو ارسال البضائع بواسطة البريد، ربما لإقامة عمل مطلوب كثيراً هناك لكي تحققي أحلامك، وربما.."
وضاقت عيناه وهو يتابع:" ربما لكي تثبتي لأسرتك أنك لم تعودي طفلة".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...51acf1c7fc.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 18-02-09 01:40 PM



وجفلت لسماعها هذا، ذلك أنه لم يكن ثمة من يعلم بهذا الأمر، فكيف تمكن من ذلك؟ وسألته بامتعاض:" ماالذي جعل

هذه الفكرة تطرأ على ذهنك؟"
فأجاب:" هذا واضح، فأنت أصغر أفراد أسرتك إليه، وهكذا جمعت اثنين و اثنين معاً، ارأيت؟ إنني أدرس الطبيعة

البشرية".
وقطبت جبينها وهي تراه يعالج ربطة عنقه لينتهي بأن حلها نهائياً، ثم وضعها في جيبه.
وسألها:" ماذا فهمت من هذا؟"
وازدردت ريقها وهي تقول:" معناه أن قياس ياقة قميصك صغيرة".
واضطربت وهي تراه يضحك بهدوء وهو يقول معنفاً برقة:" إن عليك أن تكوني اكثر مهارة مما أنت عليه إذا شئت

أن تكوني ربة أعمال، عليك أن تتعلمي قوة الملاحظة والتأمل، والتفهم، كان عليّ أن اخبرك بأنني لا أطيق القيود،

ولا التحكم، ولا العادات المتعارف عليها، تذكري هذا، ولا تدهشي إذا أنت رأيتني أخرج عن بعضها، هل صنعت

هذا الثوب بنفسك؟"
وأجابته قائلة بهدوء:" نعم، وكذلك ثوب العروس و أثواب و صيفاتها".
وابتدأ ذهنها يعمل، إنه على صلة برؤساء مصانع النسيج، فإذا كانت ذكية، فعليها أن تترك فيه انطباعاً بأنها على

دراية بالتجارة لتحصل على بعض الفوائد بسرعة.
ولكنها ستكون مجنونة إذا هي تورطت معه، وقطبت حاجبيها وهي تحاول أن تفهم تحركاته، ولكنها لم تجد أية علاقة

بين هذه الحقائق وبين الكونتيسة.
وتنهدت شاعرة بالهزيمة، وهي ترفع نظرها إليه لتجده يتأمل ثوبها بإعجاب واضح، وكان نظره مركزاً على تفاصيل

الخياطة.
وأخيراً قال:" لاعيب فيه"
ولم تستطع ان تدرك من النظر إلى عينيه المتحفظتين، ما إذا كان يعني الثوب أم يعنيها هي وتابع:" إنني سأساهم

بنقودي لإنجاحك".
فأجابت ببرود:" وكذلك سأفعل أنا لو كنت أملك نقوداً، ولكنني لا أنوي أن أصنع الثياب بنفسي، فأنا أضع التصميم

فقط، ثم أضع القياس للعمال".
فقال:" بالضبط ولكنك أن تقومي بذلك، عليك أن تكوني ذات مستوى عال ،أنت نفسك يجب أن تكوني على معرفة

بالتصميم و التفصيل وتنتهي إلى دقائق المهنة، لكي تتعاملي مع الزبائن على مثل هذا المستوى، ولكي تنجحي تماماً

عليك أن تناضلي ضد المنافسين لك، ويبدو واضحاً أنك تجهدين نفسك".
فسألته:" وكيف؟"
فأجاب بهدوء:" ماقد أنجزته حتى الآن، فقد درست اللغة الهنغارية، وخططت لمستقبلك وعملت وقتاً كاملاً أثناء إنهاء

خياطة ثياب هذا العروس قد استغرق من وقتك ساعات طويلة لإنهاء شغل الخرز ذاك الذي يزينه، هذا على سبيل

المثال..ثم إن ثوب الرقص الذي ترتدينه اليلة لاشك قد أمضيت ساعات طويلة في صنعه، ونجحت تماماً بذلك"
وردت عليه بحدة:" لقد أفسدت بكلامك هذا كل شيء، كنت أظن أن لديك شيئاً مهماً تتحدث عنه".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...51acf1c7fc.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 18-02-09 01:54 PM



قال بهدوء:" إن عندي ما أقوله وهو أكثر أهمية مما تظنين بكثير، وهو ما أغامر في سبيله بالغالي و النفيس، لقد

كنت مغامراً على الدوام، ولكن ليس كهذه المرة، و المغامرات لكي تكون ناجحة ‘ بحاجة إلى انسجام و ضبط

للمشاعر ودراسة جيدة وحقائق ثابتة و مقدار كبير من الحدس وأولئك الذين يحيلونها إلى فن رفيع مثلي أنا على

الاطلاع أكثر من غيرهم على نواحي الضعف البشري التي تجلب الفشل، وهذا ما جعلني أعلم أن باستطاعتي ان

أوحي إليك في أول مرة تقابلت فيها نظراتنا بأن تخرجي خلفي للبحث عني وهو الذي يجعلني الآن مطمئناً إلى أنك

ستوافقنني على مطلبي".
فسألته بلهجة عدم تصديق:" آه أحقاً؟"
قال:" نعم إنك لا تحبين الفوضى ولا الشغب ولا الغموض، يشهد بذلك التحليل الجاد المفصل في رسائلك إلى أرباب

معمل النسيج مما يظهر بجلاء أنك امرأة قديرة منظمة تكره التشويش و تريد أن يكون ما تخيطه حسناُ مكتملاً".
فنظرت إليه بطرف عينيها وهي تسأله ببرود:" هل بإمكاننا أن نتابع الخياطة، إذن؟"
فالتعمت عيناه وهو يقول:" ولكن ثمة ماهو أهم في ذهني إذ حيث أنني ممول مغامر، فإنني أقوم بغامرات في السوق

المالية وعندما تمتنع البنوك و رؤوس المال المغامرة عن دعم أي متقدم بمشروع طالباً تمويله عند ذلك أتقدم أنا

لذلك، إنني أفوق أي شخص آخر في تقييم وضع ما، وذلك باستخدام مزيج من المعرفة و البحث والحدس هذا

بالإضافة إلى أنه لا مكتب لدي ولا زملاء فأنا حر في القيام بما أشاء وهذ يجعلني أهتم بك".
كان هذا هو مشروعه: مجرد شؤون عملية!
وشعرت بالضيق تقريبا وهي تعلم أن اهتمامه إنما كان موجها إلى أسباب تجارية اكثر منه إلى جمالها الذي يدير

الرؤوس و مرت على شفتيها أسف، من أين جاءها كل ذلك الغرور؟ ورمقته بنظرة ذكية وهي تقول:" وأنت طبعا

تظن أنني موضوع مغامرة جيدة و.."
فقاطعها قائلاً:" إنني لا اعتبرك مغامرة على الاطلاق فإن باستطاعتك أن تحصلي على أي مبلغ تريدين لكي تبدئي به

العمل، ذلك أن لديك الآن صهرا غنيا، وشقيقتك ماريان ستتزوج قريباً من فيكادو غابور الذي هو أحد أغنى رجال

أوروبا وأي منهما بإمكانه أن يمولك".
فقاطعته بخشونة قائلة:" ربما بإمكانهما ذلك ولكنني لا أنوي طلب المساعدة منهما".
وتنحنحت متضايقة وهي تتابع قائلة:" إنني لا أريد أن يظن أي شخص بأنني استغل اموال الأسرة في تعبيد طريقي

في الحياة".
قال وقد بدا في لهجته الرضى:" هذا حسن و لماذا؟".
فقطبت جبينها وأجابت قائلة:" وماذا سأحققه من وراء ذلك؟ إن البقية من أسرتي لم ينالوا أي عون من أحد فقد

تمكنت تانيا من أن تؤسس عملاً لنفسها وماريان إرتقت إلى منصب مديرة تحرير بمقدرتها الخاصة حتى من قبل أن

تلتقي فيكادو".
فتمتم قائلاً:" إنك لست في أسفل السلم تماماً".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...51acf1c7fc.gif


يتـــــــــــــبع

Rehana 18-02-09 02:12 PM



فأجابت دون تواضع زائف:" كلا، فقد قمت بعمل جيد فعلاً وبما انك سبق و اطلعت على تفاصيل وضعي الخاص

فلاشك أنك تعلم أنني عضو مرموق في دائرة الملابس الفولكورية في شركة اوبرا غلينديبورن ولكن كما ترى نهنا

كان مقدار الأهمية لهذا، فإن اقتباس تصاميم رائعة من مجموعة من الأزياء ولو كانت غير محدودة ليس كما لو

وضعت الثقة التامة في الشخص و أطلقت يده تماماً لتحرير طاقاته المبدعة ان معك حق في ما سبق و قلته".
وتألقت عيناها بعنف وهي تتابع قولها:" إن عندي كل الطموح لإدارة شركتي الخاصة وبالتالي لا يعود لقبي هو(

طفلة) الأسرة".
فقال برصانة:" إنني لا أرى أية طفلة، وأنا أدرك تماماً ما الذي تتحدثين عنه ذلك أن كون الشخص هو أصغر أفراد

أسرة كبيرة هو مما يبعث على الإعاقة و الإحباط ، إن الولد الأصغر محكوم عليه بأن يكون الأخير في كل شيء".
وهتفت:" هذا صحيح ، لقد أصبت كبد الحقيقة".
هاهو ذا على الأقل شخص متفهم تماماً ولو أنها تفضل لو كان هذا الشخص أي انسان آخر غير لازلو العالم بكل

الامور.
وسألته ببطء:" أظنك أنت أيضاً، الولد الأصغر في أسرة واسعة".
فأجاب وهو يبتسم لما بدا على ملاحمها من ارتباك:" كلا ولكن اسمعي تقبلي فقط فكرة تعاطفي مع أهدافك، وأنني

أعلم أنك تريدين النجاح بجهودك الخاصة ، هل لديك من يسندك؟"
فهزت رأسها بأسف ثم قالت:" كلا فمازال وضعي مبكراً بالنسبة للبنوك الانكليزية لكي يغامروا بتمويلي، عليّ أن

حصل على بعض الوعود من شركات النسيج اولاً".
فقال بلطف:" لقد تحقق لك ذلك الآن فأنا سأساعدك في تحقيق طموحك هذا".
وكانت غيرمتوقعة لهذا العرض ولكنها مازالت خائفة ، فهزت رأسها متمنعة من السهل عليها أن توافق على ذلك

شاكرة ثم تنتظر أن يوافيها بالمال.
وقالت بحزم :" كلا شكراً إنني أفضل أن ابحث عن ذلك في مكان أخر و إذا كنت تظن كما سبق وقلت أنني لا أعتبر

مغامرة مطلقاً، فهكذا سيعتبرني الآخرون، في النهاية".
فقال:" إذن فمن الأفضل أن أخبرك أنك لن تصلي إلى أي مكان في هنغاريا من دوني".
فرفعت رأسها و سألته بذعر:" هل هذا تهديد".
فأجاب وقد بدت في عينيه نظرة عنف و عداء:" بل هو تعهد مني ذلك".
فصرخت وقد احمر وجهها غضباً:" إنك وغد".
فأجاب وهو يتقدم نحوها ببطء:" إنني لست كذلك مطلقاً، بعكس صهرك اسطفان".
فقدحت عيناها شرراً، وقالت ثائرة:" ابتعد عني أو اصرخ".
وابتسم بهدوء وقال:" عند ذلك، سيحضر اسطفان راكضاً وكذلك تانيا وربما الكونتيسة آنا هوزار ثم أخبرهم أنا عن

شخصيتي ومن ثم تتحطم حياتهم لا يمكنك أن تتسببي بذلك لهم".
رمقته من تحت أهدابها بهلع وقالت لاهثة:" من أنت؟ و كيف ستتحطم حياتهم؟"
اجابها قائلاً وفي عينيه سرور حاقد:" ان اسمي العائلي من ناحية والدتي هو( هوزار)".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...51acf1c7fc.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 18-02-09 02:23 PM


وعادت تلهث قائلة:" هو...زار" ونظرت إليه دون أن تفقه شئياً، ثم أخذت تحاول مستميتة تخليص نفسها ورفعت

يديها بشكل هستيري و تملكها الذعر وهي تراه قد رأى تصميمها ذاك في عينيها فأمسك بمعصميها بشدة لتبدأ معه

صراعاً ينتهي بضمه إليها بشدة وبعد أن تركها . قالت وهي تكاد تنشج باكية:" دعني أذهب كيف تجرؤ على معاملتي

بهذا الشكل؟"
فأجاب بنعومة تثير الحنق:" هذا لأنه من الواضح أن لي تأثيراً قوياً عليك جسدياً وعقلياً و يمكنك أن تقومي تقريباً

بكل شيء أطلبه منك والآن عندي فكرة".
قالت بعصبية:" انك لن تفعل ما قلت ليس بإمكانك ذلك. إن ادعائك هو هراء! إن كل من بقي من الأسرة هما

الكونتيسة و اسطفان، وهذا هو السبب في كونه غالياً عليها كثيراً".
فقاطعها ببطء:" ان السبب في كونه غالياً عليها هو أنه ابن صديقها، ومنذ ولادته لم تره إلا منذ سنوات قليلة".
وبان الألم على ملامحه وهو يتابع مستطرداً:" ففي كل مرة تنظر فيها إلى وجهه، تتذكر الرجل الذي أحبته عندما

كانت في الثلاثين من عمرها، لقد أحبت بكل طاقة امرأة أمضت نصف حياتها دون أن تعرف معنى الحب الحقيقي،

فلا عجب إذا كان هذا القذر الصغير غالياً عليها".
واتسعت عيناها لدى لمسها هذه الكراهية في لهجته، كان واضحاً تماماً أنه لم يكن يكذب ولا يمزح ولا يبالغ في

الادعاء.. لقد كان يكره الكونتيسة و اسطفان بكل ذرة من كيانه وهذا يعني.. وشعرت بالذعر إن عليها إذا شاءت أن

تساعد تانيا أن تحتفظ بهدوئها و سيطرتها على أعصابها وقالت بصوت أبح:" ان هذا طبيعي حسب قولك فقد كان

زواج الكونتيسة والذي دام سنوات غير سعيد".
فأجاب:" بالضبط لقد كانت متزوجة".
قالت بهدوء محاولة أن تدافع عن الكونتيسة الغائبة:"إنني أعلم وأنا أوافق على أن ذلك خطأ ولكن ماذا بإمكانك أن

تفعل إذا أخرج حب مدمر عن رشدك..؟".
فقاطعها مزجراً:" إن الأمر ليس سهلاً كما تقول".
ولكنها وجدت نفسها تدافع عن شيء لا تعتقد بصحته هي شخصياً ،ولكنها لم تشأ أن تكون بجانب لازلو و عقيدته

العنيفة غير العادية في الإخلاص فعادت تقول:" في حالة الكونتيسة هذه فقد كرهت زوجها و احتقرته لأنه كان

روسياً.."
فعاد يزمجر و صوته يهتز من الغضب:" لقد تزوجته وكان هذا قرارها هي التي خرجت متعمدة وعن سابق علم

واصرار لكي تقابله وتفوز به وإذا أنت قمت بخيار عن وعي و تصميم فعليك أن تدفعي ثمن ذلك الخيار لقد اختارت

أن تستغل نيكولاي رومانوف للفوائد التي يمكن لعضو في الدائرة السياسية أن يوفرها لها".
فقالت:" ولكنه كان قد تقدم بطلب امتلاك منزلها و أراضيها مهدداً بتحطيم كل شيء تحبه".
فأجاب:" كان ذلك أثناء الحرب".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...51acf1c7fc.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 18-02-09 02:33 PM

فقالت بانفعال:" بل الغزو ولم يكن أمام الكونتيسة خيار آخر هل كان عليها أن ترى خراب الأمكنة و دمار البيوت؟

وأن يصبح الفلاحون الذين خدموا أسرتها مئات السنين لاجئين وربما اسوأ؟ لقد كان عشرات من الناس يعتمدون

عليها كان في إمكانها إنقاذ القرية كلما كان ذلك طريق الحياة ولو أنها فضلت مشاعرها الخاصة على كل هذا لكانت

أقل من امرأة.."
عند ذلك جمد في مكانه ولم يكن سوى صوت تنفسهما وعاد القناع الذي كان قد سبق و انزلق عن وجهه، يكسو

ملامحه بجموده.
قال لها مفكراً:" إنك رائعة الجمال هكذا".
وأمكنها بشكل ما، أن تسيطر على انفعالاتها فلا تضربه و صرخت به:" هذا غير صحيح لا تغير الموضوع ما

الذي يدور في ذهنك".وبدا عليها غضب عنيد وهي تتابع قائلة:" وماهي بالضبط العلاقة التي تدعيها مع اسطفان؟"
تنفس بعمق وهو يقول ببطء وصوته يفيض بالمشاعر:" انك أول شخص يسمع هذا و أرجو أن تعي هذا الشرف".
وابتسم ساخراً، ولكن المرارة كانت تطل من عينيه. وانكمشت مكانها في انتظار العاصفة، وتابع يقول:" إنني أخ

غير شقيق لاسطفان، وابن نيكولاي رومانوف و الكونتيسة، والوريث الشرعي لأملاك هوزار و ثروته بأجمعها".
قالت وهي ترتجف:" لايمكن أن تكون أنت ..إنها..إنها ..ليس لديها ولد آخر".
فقال:" من قال ذلك؟"
فأجابت وهي ترفع خصلات شعرها عن وجهها بضيق:" هي التي قالت هذا".
وغاص قلبها بين ضلوعها وهي تره يجفل قليلا ًلدى سماعه كلامهاو ،تابعت تقول متحدية:" لقد قالت الكونتيسة أنه لم يلد طفل في هذا البيت".
وتوتر فمه المعبر وتمتم يقول:" إنها ستنكر ذلك طبعا فقد حاولت أن تنبذني من حياتها منذ ولادتي ولكن اسطفان هو

ليس شرعي بينما أنا الشرعي لابد إنك لاحظت إنه أكبر مني بعشر سنوات بالضبط".
فقالت بعناد:" لا يمكن أن تكون من آل هوزار".
فقال ببطء:" ولكنني كذلك رغم أنني أتمني لو لم اكن إنه ارث ياليتني لم أرثه، إنني معروف في العالم كله باسم

لازلو لازار وفي مدينتي في روسيا معروف باسم روما نوف وهنا مدينتي في روسيا معروف باسم روما نوف ، وهنا

أنا من آل هوزار سواء شئت ذلك أم أبيت و السلطة هنا، لي ياسوزان، انك واقفة على أرضي وكنت ترقصين في

قصري وتنامين في سرير هو ملكي وفي الواقع باستطاعتي أن أطردكم جميعاً هكذا مرة واحدة في خلال ساعات

لتعديكم على أملاكي بهذا الشكل".
فشهقت وهي تقول:" لا يمكنك أن تفعل ذلك".
وتملكها الرعب وهي تتصور كيف ستتحطم سعادة أختها تانيا كما تصورت الألم المبرح في وجه اسطفان زوجها..
وقال:" إذا أردت برهاناً غير قابل للجدل يمكنك إلقاء نظرة على وثيقة ميلادي مادمت تستطيعين قراءة اللغة

الروسية فقد احضرتها معي خصوصاً لأجلك لعلمي بأنك ستكونين هنا".
ودار رأسها وهي تفكر في أنه كان خطط لكل هذا، لقد سبق و درس بعناية كل شيء قاله و قام به وذلك قبل أن يضع

قدمه على أرض اسطفان أو أرض لازلو وهمست:" أين هي الوثيقة أريد أن أرها".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...51acf1c7fc.gif


يتــــــــــــــبع

Rehana 18-02-09 02:42 PM


ونظر إليها بسخرية من عينيه القاسيتين وهو يخرج من جيب صدرته محفظة صغيرة فتحها ثم أخرج منها الوثيقة

ليناولها اياه.
ونظرت هي إليها عدة مرات قبل أن تقول وهي ترجف:" إنها زائفة".
فأجاب بهدوء وثقة:" يمكننا التثبت منها إذا أنت شئت وطبعاً يمكنك تمييز أختام الأسرة هذه".
وأصابها الذعر وهي تراها في يده نسخاً طبق الأصل من تلك الموجودة على لوحات آل هوزار وقالت تتهمه وهي

تتذكر كيف أنه لابد كان يبتسم بينه و بين نفسه أثناء الحديث عنها عالماً أنها في جيبه طوال الوقت .
قالت و عيناها تلمعان بالغضب:" إنها تخص.."
فقاطعها باختصار :" تخصني أنا لقد وضعها أبي في حوزتي عند عودتنا إلى روستوف وهي ملكي على كل حال

أليس كذلك؟".
واشتد شحوب سوزان بعدما لم يبق لديها شك في ذلك فهو يعرف الكثير وتذكرت حديثها مع الكونتيسة، وذكر

روستوف وذعر المرأة دون سبب حين ذكرت لها عما كانت سمعته عن ولادة طفل في هذا القصر.
وهمست بضعف:" ولماذا أخذك والدك بعيداً لو كنت أنت الوارث؟".
وبان العداء في عينيه وهو يجيب:" للحفاظ عليّ وذلك بعد أن أقسمت الكونتيسة ألا يرث الأرض روسي".
وابتدأ صوته بالارتعاش وهو يتابع قائلاً:" يالها من أم عديمة الاحساس".
فصرخت به سوزان:" كلا إن الأبناء لا يمكن أن يكرهوا أمهاتهم".
وارتفعت يدها إلى فمها و كانت أصابعها ترتجف أي شعور كان قد تملكه وهو يحيّي أمه كأي شخص غريب؟

وهمست بذعر وهي تفكر في ماحدث:" ليس ثمة أم تكره ولدها".
فتمتم مجيباً:" ولكنها هي كذلك لقد كنت من الأعداء".
قال:" كلا لقد كنت طفلاً طفلها هي".
وتوتر فم لازلو الجميل مكشراً وهو يزمجر قائلاً:" طفلاً عاجزاًو برئياً ولكنه نصف روسي لقد كنت في نظرها أمثل

الأعداء إنك لا تعرفين كيف كانت المشاعر نحو هذه الأشياء في ذلك الحين فقد كانت الكراهية تعم البلاد.
وولدت أنا بعد الانتفاضة الهنغارية بوقت قصير وما تلا ذلك في اختراق الدبابات الروسية لحدود البلاد لتزرع

الخوف في كل مكان فتصبح لذلك هنغاريا موطن عدم الاستقرار وقد اختفى الرجال دون عودة فمن يهتم في ذلك

الحين لطفل روسي؟".
فقالت:" سوزان بلهجة باكية:" كلا يازلو ..إن الكونتيسة ليست من هذا النوع انها تعشق الأطفال".
فأجاب بخشونة:" إنما ليس بالنسبة إلي أنا الذي سلبت منها ما كانت تتمناه وهو وراث هنغاري نقي العنصر لقد

أخبرني أبي أنها كانت تتوقع انتهاء الحرب بعد سنوات قلائل مما سيسمح لها، في النهاية من أن تتزوج رجلاً تختاره

حسب ذوقها ولكن الرعب تملكها وهي ترى نفسها قد أصبحت حاملاً وزاد رعبها وهي ترى هنغاريا مازالت تحت

التير الروسي و أدرك أبي نوع شعورها ذاك ولما كان دائم الغياب ولم تكن الكونتيسة لتؤتمن عليّ.."
وصرخت سوزان تقاطعه بانفعال شديد:" ولكنها كانت أمك فهي كانت ستحميك بغريزة الأم"."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...51acf1c7fc.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 18-02-09 02:48 PM


فقاطعها بحدة:" لقد كانت تكرهني كأنني عدوها ولو كانت وجدت نصف فرصة لقتلتني".
فردت عليه بتعاسة وعناد:" لاأصدق هذا".
وأمسكت نفسها عن الأعتراف الهائل بأن ما يقوله قد يكون صحيحاً، لقد كان يسمم تفكيرها ذلك أن الكونتيسة كانت

إمرأة عاطفية ولابد أنها كانت ستحب طفلها مهما كان أبوه ورفعت يدها تضغط جبينها بقلق وصدر عنها أنين عميق

لن يكون ثمة بهجة في الأسرة عندما يواجههم لازلو بالحقيقة، لقد اختار أسعد يوم ..ورفعت رأسها بحدة وهي تقول:"

لماذا جئت إلى هنا الآن؟"
فأجاب:" بسبب التضييق على الحريات في العالم السوفياتي وكذلك عدم مبالاتي بالحضور قبل الآن إذ لم أجد أهمية

لبعض النفايات الهنغارية مثل كتل من الأحجار و قرية أهلها قد يسرهم أن يخنقوني في فراشي".
فابتدأت تقول:" إن أمك.."
فقاطعها مجهم الوجه:" لقد تعلمت أن أكره و احتقر كل من هو هنغاري خاصة هي".
فتأوهت سوزان بأسى وهي تقول:" يالها من قسوة".
قال:" الحياة قاسية خصوصاً عندما يموت أبي في خدمة بلاده ليذهب بذهابه كل ما لنا من نفوذ ، كالتصاريح بالسفر

و علاوات المعيشة الأضافية وما أشبه".
وقطبت سوزان حاجبيها شاعرة بالعطف لقد بدا لها أن من الفظاعة أن يربي على كراهية أمه، و تأملته خلسة ، كان

العذاب يرهق وجهه إذ كان مسوقا طيلة حياته برغبته في الانتقام ليجد أسرتها في طريقه.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...51acf1c7fc.gif


يتبـــــــــــــع

tootty 18-02-09 09:37 PM

mshkora o5ty b2ntzar elba2y

Rehana 19-02-09 08:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tootty (المشاركة 1867518)
mshkora o5ty b2ntzar elba2y


الشكــــــــر لمـــــــرورك ..عزيزتي

Rehana 19-02-09 09:16 AM

الفصل الرابع

انها وحدها هي سوزان تستطيع تحويله عن ذلك وكان العبء ثقيلاً لقد كان عليها بأي شكل اقناع لازلو أن التوفيق بينهم جميعا هو شيء يستحق التفكير و الاعتبار.وان مكاسبه ستكون أكثر إذا هو أبدي نحو أمه الحب وارتبط بالأسرة،ولكن.. وقطبت جبينها إن هذا يعني استيلاءه على الأملاك لتخرج من بين يدي اسطفان وكان قلبها يتمنى أن تعيش أختها و صهرها في هذا المكان و يربوا أولادهم ، فهذا الغريب لا مكان له هنا لا مكان إطلاقاً.
وتعارض قلبها مع عقلها برهة وحاولت با ستماتة أن تعيد التوفيق بينهما ، ولكن كل ما أمكنها القيام به الآن هو أن تجعله يتكلم، فهي مازالت غير متأكدة مما يجول في ذهنه إنها بحاجة إلى أن تتأكد من هدفه قبل أن تبدأ العمل.
وسألته بلاقة:" متى توفي والدك؟ وهل تركك وحدك؟".
فأجاب:" كلا كان جداي ما يزالان على قيد الحياة".
وأدار وجهه نحو طائر يزعق وقد بدا في عينيه اللامعتين فراغ هائل فقد كان ألمه عميقاً، تابع بلطف:" لقد كرهت في سنوات المراهقة النظام السوفياتي، فهربت إلى أمريكا ولم

آت إلى هنا لأنني لم أشأ ذلك لقد كنت مشغولاً ببناء مستقبلي كنت أريد أن أثبت لنفسي أنني ذو قيمة و شأن".
وعضت شفتها ، كان ذلك نتيجة شعوره بنبذ أمه له، وبدا لها هذا محزناً وسألته :" أيمكنني أن أرى الأختام؟"
فأجابها بلهجة مقتضبة:" إنها حقيقية، انظري إلى النسر ذي الرأسين وإلى الزهور و حزمة سنابل القمح".
وقالت ببطء:" انها تنتمي إلى هذا المكان".
فأجاب ببرود:" مثلي أنا".
فقالت بجد وقد بان القلق على وجهها:" ولكنك لست كذلك فقد صنعت حياتك في مكان آخر و نجحت في ذلك كما يبدو من مظهرك و ملابسك..".
فأجاب:" مهما كانت درجة نجاحي فهذا لا يعني لي شيئاً إذا كان قسم من حياتي قد أزيل ومحى، ربما كان عليك أن تسالي الكونتيسة عن الطفل الذي ولد في القصر منذ سبع و ثلاثين سنة..".
فصرخت سوزان:" ربما لن يتحمل قلبها الصدمة".
فأجاب بحقد:" معك حق فقد كانوا أخبروها بأنني توفيت ، لقد أراد أبي حمايتي من أمي التي كان بامكانها الوصول إلىّ بصفتها زوجته".
وبان العنف في صوته وهو يتابع قوله:" لقد كرهت رؤيتي منذ ولادتي وكانت في غاية السرور لمنح اللقب لابنها

الحبيب اسطفان، ولكن هناك البعض في القرية لابد ان يتذكروا وجود طفل في القصر كان يصرخ ليل نهار لأنه لم يكن مسموحاً لأحد بأن يحمله أو يحبه".
قالت بصوت ضعيف:" لم تكد أختي ترى السعادة حتى لاح التهديد بتحطيمها".
فأجاب:" ربما إن هذا يتوقف عليك ومن السخرية ان من يمسك بمستقبل الأسرة بيده هي أنت أصغر أفراد عائلتك".
وهمس في إذنها بلهجة بالغة الرقة:" باستطاعتك إذا شئت أن تمنعي هذا النبأ من أن يصبح معلومات مشاعة".
نظرت في عينيه بحدة وهي تشهق قائلة:" ماذا؟".
فأجاب:" أن تكوني متعاونة معي".
فصرخت برعب:" كلا"."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...e7ea3bf317.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 19-02-09 09:31 AM


وقال ساخراً:" هذا واضح ولكن في مثل هذه الأماكن المحصورة لا يمكنني تقديم برهان على ذلك ويجب أن أعترف بأن يجعل ما أفكر في القيام به أكثر يسراً و أكثر متعة".
قالت بعنف:" انك ..انك تتصرف كالحيوان لقد ورثت قسوتك عن أبيك و جنوده الغزاة".
فرد عليها قائلاً:" يالك من فتاة رائعة الجمال عندما تغضبين".
فجمدت مكانها وقد شعرت بأنها وقعت في فخ نظراته الظافرة عديمة الشفقة، وتمكنت أخيراً من التملص منه لقد

هربت من أحاسيسها المذهلة..من الحقيقة..أن تكون قد وقعت في حبه..ولكنه أمسك بها وشدها الى صدره وضمها

إليه بقسوة و تملك...
وتأوهت:" آه..لا".
وبعد إنجاذبها و تجاوبها معه إلا تذكرت ما جاء له ، واستطاعت الافلات منه فتعثرت خطواتها بعد أن أمسك بذيل ثوبها لتسمع صوت تمزق الحرير الرقيق مما أرغمها على الوقوف، وأدارها لازلو نحوه عابساً وهو يقول:" لا تتحركي فأنا لم أفرغ منك بعد".
وجعلتها الثورة العمياء تصرخ بوحشية:" لا يمكنك مع معاملتي بهذه الوحشية".
فأجاب وقد التهبت عيناه:" انك تظهرين شجاعة تدعو إلى الاعجاب بالنسبة إلى امرأة تواجه الاعتداء، وعلى الأخص لسانها السليط، وثمة رغبة تراودني في معاقبتك".
فردت عليه بحدة:" وذلك باذلالي؟ دعني أذهب".
فتمتم:" لم يحن ذلك بعد وأنصحك بألا تحاولي أن تختبري طباعي فليس ثمة ما يمنعني من أن أستعمل كل وسيلة

أستطيعها في سبيل تحقيق ما أريد وأنا أريد منك ألا تتحدثي مرة أخرى بسوء عن أبي ..أبداً أبداً، وإلا فإني أقسم أن أردك أرضاً وأجعلك تعرفين ماهو معنى الاذلال بالنسبة إلى امرأة مثلك و تذكري انني لا اريد أن يلطخ ذكراه أي كان ..أي كان ! هل تسمعين؟".
وأغمضت عينيها برعب بالغ لم يكن هناك شك في أنه ابن نيكولاي لقد أطلقت إهانتها العنان لدفاعه هذا.
وقالت وقد اغبر وجهها:" إنني آسفة وأنا خجلة من نفسي لإهانتي والدك فهذا ليس من شيمي، ولكنني كنت.."
قاطعها قائلاً:" هل كنت خائفة؟"
فقالت بشدة:" كنت غاضبة لقد أصبحنا متعادلين الآن فأنا كنت غير مهذبة وأنت قد انتقمت، ولن يتكرر ذلك مرة

أخرى فعندنا أشياء علينا أن نناقشها، أهم من هذا بكثير" واهتز صوتها لبشاعة الوضع.
فقال بلطف:" أتعنين موضوع ميراثي".
فأجابت:" نعم". ورفعت إليه عينيها الكبيرتين تنظران في عينيه بضراعة ثم استطردت قائلة:" أحب أن أطلب منك معروفاً".
فأجاب:" أعلم ذلك".
فابتلعت غيظها فقد كان لازلو يعلم بماذا تفكر قبل أن تنطق بها وتابعت تقول:" إنني أعلم انك تريدني أن

أتعاون معك، وقد أوضحت لك بجلاء أنني لا أريد ذلك،و لكنني أريد أسألك.."
ونظرت إليه بعينين مبللتين بالدمع وهي تفكر في ما قد يجرى على أختها تانيا من شقاء، ومالبثت ان انفجرت باكية وهي تقول:" أرجوك إذا كان عندك ذرة من الشفقة فامنح تانيا و اسطفان هذا اليوم فقط.. هذا اليوم السعيد لكي يتذكراه على دوام".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...e7ea3bf317.gif


يتــــــــــبع

Rehana 19-02-09 09:41 AM


فأجابها ساخراً:" إنني رجل أعمال وليس عندي مكان للشفقة".
وبدت السخرية على ملامحه لدى بكائها وهو يتابع:" ومع هذا فأنا مستعد لعقد صفقة".
كان واضحاً أنه يلاعبها كسمكة في الماء.
أجابت بصوت أجش:" إنني أفضل أن أعقد صفقة مع شقي ".
فأجاب ببطء متهكماً:" أظنك ستجدينني هامشياً أقل سوءاً من الشقي فأنا على الأقل أمنحك الاختيار".
فقالت بخشونة:" إنني أرفض القيام بأية تدابير معك".
فسألها بلهجة ساخراً:" ألاتحبين أن تتعاوني معي؟".
قالت بانفعال:" إنك عاطل من كل خلق تماماً فإذا كنت تريدني أن أكون تحت أمرك وذلك لكي تؤجل طرد تانيا من القصر عدة أيام".
فقاطعها متمتماً:" وهل توافقين على هذا؟".
فشعرت بالغثيان و فكرت في أختها.. سامحيني يا تانيا، كانت واثقة من أن أختها لابد ستتفهم و تعذرها و أجابتها

بصوت خشن:" كلا".
قال:" فهمت علينا إذن أن نصل إلى تسوية بين احتياجاتي و احتياجاتك بشيء ما، دعيني أخبرك ماالذي أريده حقاً أو على الأقل القسم الأول".
فأجابت:" كلها أخبرني عنها كلها".
فقال ببطء:" إن الصبر هو شيء علمتني إياه الأيام ولن يضرك بشيء إذا أنت تعلمته كذلك ترين ياسوزان انني أضع على المائدة بعض أوراقي فقط، في أي وقت كان أما البقية فأضمها إلى صدري لا أعرضها فاقبلي بذلك الآن ، وفي المقابل سأقبل بالتخلي عن الأملاك، وعن اللقب وكذلك سأقوم بتمويلك".
وشهقت قائلة:" ماذا تقول؟ لماذا؟"
فأجاب:" لأنه لابد أن يكون لك مصلحة في الأمر و إلا فانك لن تتعاوني معي، أليس كذلك؟ إنني سأمهد لك الطريق بالنسبة إلى اتصالاتك مع شركات النسيج إنني على استعداد لأن أكون معك في كل خطوة في طريقك".
رفعت سوزان يدها تمسح جبينها ثم حدقت فيه بارتباك وهي تطلق ضحكة جافة قصيرة تدل على عدم التصديق "

قائلة:" لكن هذا جنون انك بهذا تصنع معي معروفاً".
فقال بجفاء:" إن هذا يرضينا نحن الاثنين إذن أليس كذلك؟ وأنت طبعاً تتساءلين عن السبب الذي يدعوني لهذا

العمل وماهي مصلحتي في ذلك ، وهذا أمر بسيط إنني أريدك أن تكوني شوكة في خاصرة اسطفان و فيكادو".
و ابتسم بحرارة وهو يستطرد:" و بالتالي تغيظين الكونتيسة".
و سألته بحدة:" ولأي سبب؟"
فأجاب باختصار:" ذلك أننا منذ سنوات نتنافس في ميدان العمل فثمة معاملة عليّ أن أقوم بها".
فقالت تسأله:" معاملة؟" وأخذت تحدق فيه لابد أن الأمر هو من الأهمية لكي يجعله يتخلى عن إرثه في سبيله،

ولكن شيئا من الحذر في أعماقها أرسل في نفسها الخوف.
وقال:" إنه أمر غاية في الأهمية بالنسبة إلي ويستحق كل تضحية".
وفكرت سوزان بأن عليها أن تحمل لازلو على كشف سره وقالت بارتياب:" إذا كنت من المنافسين في الأعمال لماذا لم يعرفك أحد؟"


http://www.liillas.com/up2//uploads/...e7ea3bf317.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 19-02-09 09:48 AM


فأجاب دون تردد:" إنني لا أظهر نفسي كثيراً في المجتمعات فقد أكون معروفاً جيداً في عالم الأعمال، إنما بالإسم

فقط إذ لا يعرفني شخصياً سوى قليل من الناس فأنا أتجنب الدعاية وفي المجتمعات أنيب عني أكبر المديرين عندي، و عدا عن أنهم يرحبون ببقائي مجهولاً، فأنه يمكنني أن أجول بحرية في الأسواق المالية و كذلك في شركات المنافسين لمراقبة عملياتهم".
ولمعت العينان السودوان لتفيضا مرة أخرى بالغضب البركاني وهو يتابع:" إن فيكادو خاصة سيتملكه الرعب عندما يعلم أنا وأنت كنا شركاء فهذا سيساعدني في اكتشاف خطته لاخضاعي مما سيسرني حقاً".
وقالت:" إنني لا أحب فيك هذه الروح الفكاهية و إنني أرى أن ذلك يضر باسطفان و.."
فقاطعها لازلو ساخراً:" الأفضل لصهرك أن يشعر بأنك خنته من أيخسر أملاكه ولقبه، فكري يا سوزان بالتعاسة التي ستشعر بها الكونتيسة إذا هي اكتشفت أن أول ولد لها لم يمت كما سبق و ظنت ولكنه حيّ يرزق و قد عاد بالثأر في قلبه و المستندات الثبوتية في يده للمطالبة بأملاك هوزار".
وفكرت في هذا سيحطم الكونتيسة وهي ترى أملاكها تذهب إلى ابن الرجل الذي كرهته و احتقرته، بينما ولدها

الحبيب اسطفان الذي كان بعيداً عنها طيلة حياته ولم يعد إلا منذ عهد قريب لن يرث شيئاً، كان كله مفزعاً.
و قالت له ببرود:" يا لك من متوحش".
فقال بلهجة معنفة:" لابد ان شخصاً ما تسبب في هذا".
وتنهدت بيأس وهي تسأله:" متى كانت آخر مرة رأتك فيها الكونتيسة قبل اليوم؟"
فأجاب:" كنت لا أكاد أبلغ العام من عمري عندما تركت هذا المكان ولكنني فهمت أنها لم تنظر إليّ ولا حملتني بين ذراعيها ولم تسأل عن صحتي وذلك منذ ولادتي إلى أن تركت القصر".
وشعرت بأسى عما يعني ألا يرى انسان أمه أبداً، ثم يعلم في نفس الوقت بكراهيتها و ازدرائها لأبيه.
وقالت وقد بان الحزن على ملامحها:" إنها لم تتعرف عليك قط".
فقال بجمود:" ولم أر عطف، لقد نبذتني وعليّ أن اعتاد على ذلك".
فقالت:" ولكنك لم تفعل ذلك".
وبان الأسى على وجهه وهو يقول:" لا أريد شفقتك هذه".
وقالت بصوت حزين:" لابد أن طفولتك كانت قاسية!"
فأجاب بحدة:" على العكس فقد نلت قدراً كبيراً من الحنان و العناية من جدي".
وجازفت بالقول:" ولكن ..لابد أن دخولك هذا المنزل مؤلم لك".
فأجاب:" هذا مضحك".
وارتجفت برغم عنها وهي تتأمل وجهه الخالي من التعبير لم يكن ذنبه بأي شكل فهو له الحق الشرعي بالأملاك وقد جعلها هذا الشعور في وضع بالغ الصعوبة.
وقالت بألم:" إن هذا القصر وهذه الأراضي كلها لك إن علينا أن نجد طريقة نخبر بها الكونتيسة يجب أن يكون هذا ملكك".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...e7ea3bf317.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 19-02-09 09:56 AM


وارتفعت عينا لازلو بدهشة وهو يقول :" أتراك رفضت ما عرضته عليك؟"
فقالت بتعاسة:" إنني أحاول أن أفعل ما أظنه صواباً محاولة أن أنظر إلى الأمر من الناحية المنطقية و القانونية

يجب أن تكون أنت الكونت فمن أين لي أنا أو لأي أحد آخر الحق في أن يقف في طريقك؟"
فقال متعجباً:" ها هي امرأة ذات مبادئ ليس هذا ما كنت أنتظر".
وانتابته الحيرة و الارتباك لحظة و كأنها قلبت خطته رأساً على عقب، ثم ما لبث فمه أن التوي بجفاء ثم قال:" ربما من الأفضل أن أخبرك ما الذي سأفعله إذا استلمت الأملاك فقد يجعلك هذا تغيرين من مبادئك النبيلة أولاً سأطرد الكونتيسة بعد أن أطرد أختك و زوجها ثم أطرد كل انسان بما فيهم أخاك جون و عروسه..ثم أوظف عندي روسيين لخدمتي و سأرفض أن أسمح لأي من الفلاحين بالعمل في الأرض، وهكذا تبور أراضي القريةو.."
شهقت وقالت:" ولكن هذا فظيع ما الذي يجعلك تهدم كل ما تحصل عليه؟"
فأجاب بهدوؤ:" لأنني لا أريده إنني لست بحاجة إلى أي منه و سيسرني أن أعلم أنه تهدم إنني سأجعل المنزل

يتداعي والحديقة تخرب أيضاً إنه انتقام تام، ستندثر أسرة هوزار النبيلة و كأنها لم تكن نعم.. هذا ما أريد".
فقالت:" أيها المتوحش المجرم"
فقال موافقاً على كلامها:" وعديم الشفقة ولكنني أريدك أن تعلمي أن ما أساوم عليه هو أكثر الأمور خطورة في

حياتي ، فإذا أنا لم أقم بذلك، إذا لم تتفقي أنت معي على هذه الخطة فسأتدحرج أنا إذن إلى الحضيض جاراً معي كل أعدائي، والآن المعذرة لأنني سأذهب تواً إلى اسطفان لأكشف له عن شخصيتي".
وتحرك عابساً باتجاه القصر المتلألئ الأنوار.
وصرخت وهي تترنح من الصدمة:" كلا، انتظر".
فوقف و لكنه لم يرجع و حدقت لحظة ثم تنهدت بخضوع وتقدمت إليه ، كانت تشعر بأنه يمكر بها و أزعجها أن

تفلت من بين يديها السيطرة على حياتها الخاصة،كان له الحق الشرعي في الأملاك وعليها أن تتقبل الأمر ، ولكن

هذا كان يتضمن حقاً أخلاقياً كذلك هو سعادة أسرتها، أي من هذين له حق الأسبقية؟
وابتدأت تفول:" لا تتحدث إليه الآن ، فهذا سيحدث له صدمة كما تعلم أعطني فرصة يومين للتفكير".
فنظر في ساعته مقطب وهو يقول:" كلا أريد قرارك الآن ، ذلك أن اسطفان سيقوم برحلة شهر العسل حالاً، وقبل

ذلك أريد أن أقدم إليه هدية زفاف لن ينساها أبداً، فإما أن نواجهه بخبر اتفاقك مع الرجل الذي يظن أنه محتال و

كذاب والذي هو أنا ، وإما أن أخبره أنه ليس الوارث لهذه الأملاك ، إن الوقت يمر بسرعة ياسوزان وعليك أن

تقرري".
فشحب وجهها وقالت:" في أي من الحالتين فإنك ستفسد يوم عرسه.."


http://www.liillas.com/up2//uploads/...e7ea3bf317.gif


يتــــــــــــــبع

Rehana 19-02-09 10:05 AM

فأمسك بذراعها بخشونة قائلاً بازدراء:" طبعاً أيتها الحمقاء، أتظنين أنني أنوي التزام الصمت بالنسبة إلى تعاوننا؟"
وابتسم ساخراً وهو يستطرد قائلاً:" كلمة التعاون هذه هي جيدة إذ أن من عادة هذه الأسرة التعاون مع العدو عندما تصادفها مشكلة كذلك، أليس كذلك؟"
فرفعت رأسها بسرعة وهي تقول:" يالك من سادي عديم الأحساس ، لايمكنني القيام بهذا".
وتملكها الانفعال فقد كان هذا كابوساً حقاً ، فهو لا يمكن أن يكون حقيقة واقعة.
كانت تريد أن تفكر في مخرج لها من هذا كله، أن تستيقظ لتجد أنها تحلم أثناء نومها على كرسي في قاعة الرقص.

وتابعت تقول وهي ترسم على فمها ابتسامة:" أعطني وقتاً للتفكير فأنا لم أقرر قط شيئاً بسهولة فأنا دوماً أقلب

الأفكار في عقلي بعناية كبيرة فأزن كل العروض و الاتفاقات".
فقال ببطء:" هذا ما أعرفه، فأنت من النوع الحذر جداً وهذا ما يمنعني من أن أمنحك وقتاً للتفكير على الاطلاق

قرري الآن و إلا تصرفت أنا كما أشاء".
قالت وصوتها يرتجف:" إنني أحب أسرتي فإذا كنت أنت جربت الحب مرة في حياتك فستدرك ما سيفعل هذا بي

وبهم فكر بما كنت تشعر به نحو أبيك.."
وشهقت عندما هزها بعنف قائلاً:" لا تحاولي أن تثيري عواطفي بالكلام عن محبة الأسر قولي الآن نعم أو لا؟"
وأغمضت عينيها مرة أخرى كي لا ترى وجهه الحاقد محاولة ألا تفكر في خيانتها التي لا مناص منها للناس الذين تحبهم، وذلك بربط نفسها بأعمال منافس اسطفان.
ولكن في اعماقها كانت تعلم أن هذا أهون الشرين لقد كان ثمناً صغيراً نسبياً عليها أن تدفعه في سبيل حماية مستقبل اسطفان و تانيا وأيضاً لتجنب الكونتيسة آلاماً نفسية وحتى لأجل القصر نفسه و الفلاحين و الأملاك كلها.
وهمست وقد تصلب جسدها و عيناها في عينيه:" نعم سأقوم بذلك ولكن دون إرادة مني وأنا أريد أن يكون واضحاً تماماً أنني أشعر نحوك ببالغ الاحتقار لجعلي شريكة لك في انتقامك الدنيء هذا".
وتنفس بهدوء وقد انفرجت أساريره وكأنه لا يهتم برأيها في سلوكه كلياً و فكرت بتعاسة في أنه مستمتع بهذا بعد أن نال كل ما يشاء من الشماتة باسطفان، إنه لرجل حقير، إلا إذا.. وتذكرت أن هذا هو الجزء الأول من انتقامه فمازال أمامه أوراق ليلعبها وتملكها الخوف مما عساها ستكون.
وأصابها التفكير في ما عسى أن يحدث بالدوار وكيف سيلتقي كل واحد خبر انضمامها إلى أحد أعداء اسطفان.
لقد تلهفت إلى أن تعرف السبب في نبذه حياة النفوذ و الرفاهية و لكنها لم تجرؤ على سؤاله فقد يعيد التفكير فيغير رأيه و يطرد الكونتيسة و اسطفان و تانيا وجون و ليزا يطردهم جميعا خارج الأملاك وذلك بإبرازه و ثيقة مولده و أختام الأسرة.
قال آمراً دون أن يتأثر بتعاستها:" تعالي إننا سنعلن اتفاقنا".
فانكمشت متراجعة وقد اتسعت عيناها ذعراً في وجهها الشاحب وهي تقول متلعثمة:" أنا..أنا"
وبدا الازدراء في عينيه مما جعل رأسها يرتفع في كبرياء وهي تقول بعنف:" لابأس هيا دعنا نذهب و ننتهي من هذه المسألة".
فتمتم قائلاً:" أراك شجاعة !"


http://www.liillas.com/up2//uploads/...e7ea3bf317.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 19-02-09 10:18 AM


ولم يكن هذا يستحق أي تعليق منها ،هذا إلى أن الغصة كانت تخنقها كما أن الدموع كانت تتجمع في

عينيها، و شعرت وهي تسير بحركة آلية بجانب لازلو بالرجفة تشمل جسدها وهما يقتربان من القصر.
وتباطأت خطواتها و ازداد ترنحها فامسك لازلو بيدها يستعجلها وكان بإمكانها أن تدفعه عنها ولكنها كانت بحاجة

إلى سنده حتى يمنعها من الانهيار.
لم يحدث قط في حياتها أن تصرفت بمثل هذا الرياء والكذب المقصود، وملأها الشعور بالخزي رغم المنطق الذي

كان يقنعها بأنها تقوم بذلك لأجل مصلحة الجميع وكان من السخرية أنها عاشت حياتها يحدوها المنطق و التحسب

لكل شيء و اتباع كل ما تراه مناسباً.
ولكن الأمر هذه المرة كان مختلفاً بالنسبو إلى اتباعها الحرس و التبصر بالعواقب لقد تدخلت الآن عوامل أخرى ..

حبها لأسرتها و احترامها لنفسها و كراهيتها العنيفة لهذا الرجل الذي كان سيساعدها مالياً، لقد كانت المرة الأولى

التي تقرر فيها شيئاً لا ترضى عنه شعورياً وكلما فكرت في الدقائق القليلة المقبلة ازدادت حيرتها في الكيفية التي عليها أن تتصرف فيها.
وعندما وصلا إلى الباب الأمامي هتفت به:" قف لحظة.. لا تستعجلني..إنني بحاجة إلى بعض الوقت.."
فقاطعها قائلاً:" إنني أنا الذي سأتكلم وليس عليك أن تنطقي بكلمة".
وملأتها الدهشة وهو يمسكها فجأة بعنف دون شغقة و اشتعلت فيها نار الغضب..آه..إنها تكرهه وإذا به إنتزع منها قبلة قاسية ورغما عنها..فرفعت يدها لتهوي على وجهه بصفعة قاسية في الوقت الذي إنتزعت فيه ذراعيها و قبل أن يتمالك نفسه من مفاجأة الصفعة.
وقالت بغضب:" قد يكون لك بعض التأثير العقلي و العطفي عليّ ولكن ذلك لا يعطيك الحق في أن تفعل بي ذلك

كلما خطر هذا ببالك فإنك لابد تكبرني بضعفين تقريباً وإذا كان يهمني الرجال في هذه الفترة من حياتي فإنني لن

أختارك أنت".
ولمعت عينا لازلو و تمتم بشبه اعتذار:" لاتنسي أنني ولدت في خضم المشاعر بدم ملتهب وهو مزيج من الروسي و الهنغاري فمن العسير عليّ مقاومة رغبتي إزاء امرأة جميلة تتوسل إليّ أن أفعل ذلك".
فصرخت به ثائرة:" كلا لم أفعل وأظن أن عليك الآن أن تحاول مقاومة رغباتك".
فقال:" ربما عليك أن تبقي بعيدة عني".
فأجابت بجمود:" أتمنى لو كان بيننا قناة المانش والآن عليك بقاومة مشاعرك".
وتجروزته داخلة إلى القصر ولا زلو في أثرها.
وهتف بها مسروراً:" ذلك هو اسطفان هيا ناديه".
ولم يكن أمامها خيار آخر وهمست:"آه" ثم نادته بمرح بينما كان يتوارى في مكتبه:" اسطفان" فعاد يطل برأسه من الباب ثم رفع حاجبيه متسائلاً وهو يراها قريبة من لازلو إلى هذا الحد، فشعرت بتوتر في معدتها.
وفكرت بيأس أن ليس بإمكانها الإقدام على هذا العمل ولم تستطع أن تفكر بوضوح، وهذا العمل يبدو أنه أصعب مما ظنت ."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...e7ea3bf317.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 19-02-09 10:23 AM



وتملكها شعورما ربما كان نوعا من الدفاع عن النفس أو علمها بأنها تحسن صنعاً بهذا فيما إذا كانت أسرتها ستصدق التزامها هذا الذي دفعها إليه غضبها من غزو لازلو لحياتها العامة والخاصة.
وهتفت به مظهرة ما أمكنها من الطف و الابتهاج:" مرحباً..هل سترحل قريباً؟".
فقطب اسطفان حاجبيه قائلاً:" وهو يهم بحمايتها من هذا الغازي الانتهازي:" سوزان هل أنت في كامل وعيك؟".
فأجابت وهي تحاول تمالك مشاعرها:" كلا...نعم".
وتمتم لازلو من بين أسنانه مشجعاً:" فلندخل إليه في مكتبه".
وتنفست بعمق وباندفاعهما نحوه جعلاه يتراجع إلى داخل المكتب بينما كانت تقول بصوت مرتجف وهي تسمع الباب يغلق خلفهما بعنف و قالت :" إن لدي كلاماً خاصاً بك".
فأجاب اسطفان بهدوؤ و نظراته تنتقل من أحدهما للآخر:" هيا تكلمي".
لقد حان الوقت وقالت بلهجة مرتجفة:" إنني.. إنني جئت لأقدم ممول أعمالي..".
وابتسم اسطفان مسترخياً وهو يقول بصوت بدا فيه خيبة الأمل:" ظننتك ستقولين شيئاً آخر".
وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يمد يده إلى لازلو قائلاً:" تهانيّ".
وحدقت فيه سوزان بذعر بينما كان يتابع:" لقد وقعت على معاملات عملية رائعة".
وعقد لازلو ذراعيه وقد ضاقت عيناه وهو يقول بلطف:" أعلم ذلك ربما من الأفضل أن تخبريه عمن أكون".
فرمقته بنظرة فزعة فهز برأسه لها وهو يتابع:" الإسم الذي يعرفني به الجميع".
وأطلقت سوزان آهة خفيفة وهي تقول متلعثمة:" إنه ..إنه.."
وحدق فيها اسطفان بفضول فتابعت تقول:" إنه لازلو".
وتمتم لازلو:" لازلو لازلو".
وشحب وجه صهرها و سحب يده و كأنما لسعتها جمرة نارو غمرتها التعاسة ذلك أنه لم يكن يدري أنها مرغمة على أن تصمم على هذا القرار الهائل لم يكن لديه فكرة عن أنها كانت تخونه لأن هذا كان أفضل اختيار أمامها، فهو سيظن أنها لا تخرج عن كونها امرأة مادية أنانية ليس لديها كرامة سيكرهها الجميع، بينما يداها مقيدتان كان لازلو يدفع بها ضد عائلتها، كيف يجرؤ على أن يفصلها عنهم؟ كيف يجرؤ على ذلك؟
وزمجر اسطفان:" إنك لا تعلمين ياسوزان ولكننا لا نرحب بهذا الرجل في منزلي فأنا وهو عدوان قديمان".
فقاطعته:" بل أنا أعلم ولكن لا دخل لي بشؤونك".
وفزعت لما قالته و الذي سيجعله يعتقد أنها سطحية تافهة لا تهتم بشيء وقويت كراهيتها للازلو وهي ترى اسطفان يفتح فمه بحيرة وعادت تقول وهي تحاول أن تهدئ من صوتها المرتجف:" إن اتفاقنا العملي هو مستقر تماماً الآن فهو سيمّولني و سيقدمني إلى أرباب الأعمال الذين أريد ،إنني متأكدة من أنكما ستتخليان عن خلافاتكما و ترحبا به لأجلي".
فأجاب :" كلا، مستحيل".
فتمتم لازلو بصوت أجش فيه نوع من سخرية:" ولكنك ستفعل".
ورمقته سوزان بنظرة متحفظة ومن تحت أهدابه السوداء تألقت عيناه الآثمتان بابتهاج وتوترت يدها متمنية لو تعود فتصفعه مرة أخرى فتمحو عن فمه هذه الابتسامة ، ثم شعرت بالخوف كان بإمكانه أن يسوي الأمر ، لقد سبق وقال إن ثمة أشياء أخرى آتية وربما كان يستغفلها مصمماً على كشف هويته الحقيقية أمامهم جميعاً، ونظرت في عينيه بحدة وهي تلحظ ابتسامته الساخرة وحاجبه المرفوع.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...e7ea3bf317.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 20-02-09 09:51 AM




الفصل الخامس

وارتجفت شفتا سوزان وشعرت بهما جافتين وهي تهمهم:" انك..لن."
وهز لازلو كتفيه قائلاً:" إن ذلك يعتمد عليك كلياً".
وأحست سوزان بالذعر مرة أخرى وأخذت تدعو بصمت أن تتمكن من تجاوز هذه المحنة وإلا فسيسبب الأذى

للجميع بجملة واحدة ومن الممكن أن يفعل ذلك لأن القسوة التي تبدو على شفتيه لم تكن من قبل بنفس الوضع

الذي تبدو فيه الآن وقالت ضارعة بصوت أبح وقد اتسعت عيناها هلعاً:" اسطفان أرجوك ألا تعكر الجو".
فسألها صهرها قائلاً:" أتدرين ما فعله هذا الرجل؟ عدا عن العراقيل التي كان يضعها في طريقي طوال السنوات

التي أمضيتها بالعمل ليلاً نهاراً بيدي في تجديد القصر عدا عن ذلك هو محتال، مرتش،مرواغ وغير موضع

للثقة".
واندفع بعنف نحو لازلو وقفز قلبها رعباً وهي تراهما يوشكان على القتال.
واندفعت نحو اسطفان رافعة عينيها إليه بضراعة وهي تصرخ:" لاتفعل ذلك انني ..انني بحاجة إلى المال".
فأجاب اسطفان ثائراً:" ان بإمكاني اقراضك المال ياسوزان أريد أن أتحدث إليك على انفراد".
فقال لازلو بلطف:" هل انتظر أنا خارجاً؟"
وأمكنها أن تحس بحد السكين الذي يغلف لهجته الرقيقة.
ونظرت بطرف عينها إلى لازلو قائلة:" حسناً"
فربت رأسها بكل حنان وقال:" هيا كوني فتاة طيبة و تحدثي إلى صهرك فلن يكون باستطاعته القيام بأي شيء

بعد أن عقدنا الاتفاق ولكنني أظن أنه يريد أن يتأكد من اتفتقنا هذا لن يسيئ إليك في النهاية".
وابتسم لها متسامحاً وكأنها تابع له و ألقت عليه نظرة أخرى وقبضت يديها بحركة ذات معنى، ونظر إلى يديها

تلك وأطلق ضحكة خافتة، أيضحك؟ وأخذ دمها يغلي إنها ستحقره و تذله عندما يصبحان بمفردهما.
وقالت بجفاء:" إنني لست عديمة النفع، فقد سبق و قمت بدراسة الأعمال وقد قرأت الجزء المختص بالأمور

المالية فأنا أعلم بالضبط مبلغ الربح الذي سأحصل عليه وكم يجب أن يكون احتياطي الطوارئ وماهو السوق

فإذا ظننت أنني شخص يمكنك استغلاله فأنت مخطئ"."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 20-02-09 10:00 AM


وأطلق ضحكة من القلب بدلت من ملامح وجهه على الفور.
وقال:" إن هذا مقنع تماماً ولكنني أرجوك أن تداري حارسك و تدعيه يلقي عليك محاضرة".
والتقت عيناه المتحديتان بعيني اسطفان وارتجفت سوزان وهي تشاهد صدام الرجلان ،كان الرجلان اسمرين

عنيفين و الاثنان متعصبين لرأيهما، أحدهما كان ساخراً هازلاً والثاني كان عدائياً.
ولكن كان يجري في عروق الاثنين نفس الدم و أفزعها هذا وقد انتصبا واقفين بغطرسة الهنغاريين..
وأجاب اسطفان ببرود:" لايمكن أبداً أن أفكر في إلقاء محاضرة على أخت زوجتي ولكنني أنا أنصحها و أقدم

إليها بعض المعلومات الثمينة".
فقال لازلو ببطء:" انك تضيع وقتك لأنها سبق و قررت".
وتوتر فم اسطفان وهو يسأل ببرود:" ستعود عن قرارها هذا بعد أن تسمع ما سأقوله لها ، من دعاك إلى هنا؟"
فقال لازلو:" لست بحاجة إلى دعوة".
وعندما شعرت سوزان بأنه أصبح غاضباً لدرجة خطيرة قامت بالشيء الوحيد الذي استطاعت أن تفكر فيه

فاستدارت نحوه بخفة ثم قالت:" انه ليس بحاجة إلى دعوة إنه..إنه ضيفي الخاص".
وتمتم اسطفان من بين اسنانه:" علينا أن نتكلم معاً يا سوزان و لازلو سيتفضل بالانتظار خارجاً اثناء ذلك".
وجفلت إزاء لهجته الآمرة التي قال فيها:" نعم".
واهتزت للاهانة عندما أطلق لازلو ضحكة عالية وهو يخرج بخطوات بطيئة وفكرت غاضبة في انعدام حساسيته

وعدم مرونته وفي مهارته في الكذب وقررت أنها ستجعله فيما بعد يندم على كيفية تصرفه بهذا الشكل.
وعندما صفقت الباب خلفه ابتدأت بالهجوم أولاً فقالت وقد شحب وجهها:" قبل أن تقول أي شيء ليكن بعلمك

أنني على علم بأن لازلو هو منافس لك وأنكما عدوان ولكن هذا لا يشكل عندي أي فرق ولا يجب أن يكون كذلك

فقد قدم إليّ فرصة لبناء عملي ولقد درست الأمر فوجدته عرضاً لا يكنني رفضه، إنني أعلم مبلغ عدم موافقتك

عليه..".
فقاطعها اسطفان ببطء:" انك تبسطين الأمربشكل سهل، ذلك أنه..".
فقاطته بدورها قائلة:" ارجوك أن تدعني أكمل كلامي إن لي الحق في أن أصنع قراري العملي بنفسي".
فأجابها بعنف:" إن هذا لا يكون مع رجل غشاش وكاذب وبالنسبة إلى الإلفة التي يبديها لك ومهما كانت الحرية

التي يظهرها فلا تدعيه يأخذ منك أكثر من ذلك ".
فشهقت وهي تقاطعه:" اسطفان كيف تفكر في.."
فقال:" إن هذا واضح على وجهك وأنا أحاول أن أحميك يا سوزان فإن أمرك يهمني و اخوتك لن يسامحوني إذا

سبب لك هذا الحقير أي ألم".
فأجابت بحدة:" ليس في نيتي أن أتعرض لأي ألم".
كانت مستميتة لأن تتخلص من هذا الموقف الهائل، ولكن كيف؟ وتأوهت بينها وبين نفسها ولمت أطراف

شجاعتها لمواجهة استيائه هذا، يجب ألا يعلموا أنها أرغمت على هذا التصرف.
وعادت تقول:" لقد اصابني الضجر من اعتباري طفلة الأسرة فعملي هو حياتي أما من أصادق ومن أعمل معه فلا

دخل لأحد في ذلك ,إنني أريد أن أقوم وحدي بعمل ما".
وعلا صوتها بعناد وهي تتابع قائلة:" انني لن أسمح لك بالوقوف في طريقي فأنا مصممة على

متابعة طريقي ان ماحدث بينك وبين لازلو، مهما كان نوعه لن يوقفني عن عملي فإن المنطق يخبرني بأنني

سأكون حمقاء إذا أنا ضيعت هذه الفرصة فلا تضيع وقتك إذن في محاولة اثنائي عن عزمي وأظن ان عليك أن

تتركني أصنع قراري بنفسي وتكف عن التدخل".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 20-02-09 10:07 AM


فأجاب:" لا بأس فأنت ذكية بالنسبة للعمل ولكن تنقصك الخبرة بالنسبة إلى الرجال إنه.."
فقاطعته:" لا تحاول حمايتي إنني أعلم من هو إنني أعلم جيداً أنه صادق من النساء اكثر مما يمكنه أن يتذكر، إن

القانون لا يمنع ذلك وأنا لن أسمح لنفسي بالمزيد ذلك أنني ذات اخلاق و مبادئ وعلاقتي معه ستكون على صعيد

العمل، ولكنني لن أعرض اخلاقي للشبهة".
وتمنت بينها وبين نفسها لو تكف ساقاها عن الارتجاف إذ تتكلم بمثل هذع اللهجة المتمردة.
فقال اسطفان:" لا يمكنك حماية نفسك من رجل ماكر قوي العزيمة مثل لازلو".
فأجابت بحدة:" أشكرك لثقتك هذه بي".
ومشت نحو الباب محاولة أن تبدو و متضايقة لتدخله هذا، كان عليها أن تتصرف بخشونة و غلظة إذا اقتضى

الأمر.
وتابعت تقول:" دعني اقترف أخطائي بنفسي إذا كان ذلك ضرورياً".
قال:" إن الخطأ مع رجل كهذا يدوم معك الحياة كلها".
واعتصر قلبها أحست في لهجته من رقة و خيبة أمل، فقد تأكدت شكوكها في لازلو وعليها أن تتجنبه بأي ثمن.
قالت:" لقد قلت ماكان عليك ان تقوله وشكراً لاهتمامك والآن ان عروسك تنتظرك ثم عادت وقالت:" انسى قلقك

عليّ واهتم بحياتك ولاتدع هذا الأمر يفسد عليك بهجتك بأي طريقة كانت..أرجوك".
وابتدأ يتحدث إليها بهدوء فأخبرها بكل مافعله لازلو لمضايقته وتألمت وهي ترى مقدار ما تحمله و صبر عليه و

قالت بخشونة وهي تضع يديها على أذنيها:" إنني لن أستمع إلى شيء".
إنها ستفعل كما فعلت الكونتيسة التي اختارت مصلحة الجميع.. وليس هناك عودة عن ذلك وقالت دامعة العينين:"

انك تضايقني فأنت لا تريدني أن أتصرف بنفسي وليس لك الحق في ذلك".
قال:" ان ذلك الرجل سلطة غير عادية لقد حاول أن يهدم حياتي منذ عودتي إلى هنغاريا بعد اكتشافي ميراثي

وربما يحاول أن يسبب لي الضرر عن طريقك".
وفكرت هي بأن لازلو يملك سبباً يجعله يكرههم جميعاً وربما سيفعل ذلك إلا إذا أمكنها أن تمنعه بطريقة ما

وانهمرت دمعة على خدها وهتف اسطفان مستنكراً ذلك وتقدم نحوها، ولكنها تراجعت صوب الباب وهي قائلة:"

دعني وحدي أتريد أن تتألم تانيا في يوم عرسها؟ كل ما يريده هو أن يستفيد من ورائي أتوسل إليك أن تدعني

أقوم بذلك فهي حياتي إنني فوق الواحدة والعشرين".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتــــــــــبع

Rehana 20-02-09 10:19 AM

وخبط بيده على المكتب وكأنه لا يريد أن يكف عن النضال وقال مزمجراً:" يجب عليك ألا توقعي على أي اتفاقية

دون حضور محامينا آه يا سوزان لم كل هذا العناد؟"
فهمست وهي تستجمع بقايا قواها:" ان احلامي تلون حياتي و ذهني سيكون صافياً وأنا لن أضر بنفسي"
ولكنه ظل متابعاً الجدل بمحبة ورقة ممزوجة بالقسوة وهذا ألمها اكثر من الشجار, و لكم قابلته بحزم

عالمة أن الوقت ليس بجانبها ، فهو سيرحل قريباً جداً لقضاء شهر العسل.
وعندما كاد ينفذ صبرها استسلم هو وأخذ يلقي إليها بتنبهاته الحازمة بالانتباه مذكرا إياها ان باستطاعتها

الاتصال به هاتفياً في أي وقت تحتاج إلى المساعدة سواء كان الوقت ليلاً أم نهاراً.
وشعرت بالارتياح إذ انتهى القسم الأقل من الموضوع راجية أن يكون هذا هو الجزء الاكثر صعوبة مما عليها أن

تتحمل ولكنها لم تكن واثقة من ذلك تماماً، وشعرت بوهن في ركبتيها لدى تفكيرها في أنها ستمضي الأسابيع

القليلة المقبلة في صحبة لازلو المثيرة الأعصاب.
وعندما دخلت القاعة لاحظت أن الباب الرئيسي مفتوح وأن افراد الأسرة يتبادلون تحيات الوداع وكان لازلو

شبحاً في الظل لا يكاد يرى في آخر القاعة وما أن اقتربت منه محاولة التخفي لكي تراقبه دون أن يراها أمكنها

أن ترى مبلغ الكون و الهدوء اللذين يكتنفاه كما رأت ايضاً حركة عينيه الذكيتين المتواصلة وهما تلاحظان كل

إشارة وكل كلمة و حركة جسم مهما كانت ضيئلة يعرف بها مشاعر أقربائه ,وازدردت ريقها.
لقد رأى مبلغ المحبة و المشاعر التي تكتنفهم تجاه بعضهم البعض وتساءلت وهي ترى كل هذا عما إذا كان ذلك

يزيد من غضبه حيث انه كان من المفروض أن يكون هو عضواً في هذه الأسرة المتحابة ومع ذلك فقد أبعده

الزمن القاسي عنهم.
ورفعت يدها إلى عنقها لقد كان يراقب كل حركة تبدر عن الكونتيسة مهما كانت ضئيلة وكل إشارة رشيقة من

جسدها الأرستقراطي كان واضحاً من الطريقة التي كان فيها يقبض يديه ,أن رؤيته لأمه مع بقائه غريباً غير

معروفاً لديها هذا كان يسبب له لوعة في القلب و ألماً مدمراً في الأعماق و ذلك رغم ادعائه خلاف ذلك.
لاشك أنه عانى الكثير من الآلام ,ولكنه كان يريد أن يتألم أولئك الذين تحبهم هي , وهم أيضاً .
أن ينقل إليهم عدواه، وأن يتذوقوا نفس المرارة وانعدام الوئام اللذين تذوقهما، وفكرت برعب..إنه العين بالعين

والسن بالسن.
ولكنها رغم أنها لم تتمن له الخير قد شعرت بالألم يكوي قلبها لشعورها باليأس الذي يتملكه لنبذ أنه له، فقد كان

الوضع مروعاً وتصورت سوزان والحزن يكتنفها تعاسة الكونتيسة إذ تعلم أنها حامل من ابن نيكولاي وكراهيتها

أن يرث أملاكها شخص يجري في عروقه الدم الروسي ثم وضعها النفسي الفظيع وهي تكتشف بعد ولادة لازلو

أنها لا تستطيع ولا تريد أن تحبه.
وتملكتها بقوة صورة الطفل لازلو صارخاً يطلب الحب و الاهتمام وليس ثمة من يحمله فيعرض نفسه لحنق

الكونتيسة وحاولت التفكير في نوع الحياة لسنوات مع رجل تكرهه وعلمت أنها لايمكن أن تحتمل ذلك أبداً.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتبــــــــــع

Rehana 20-02-09 10:29 AM


ولكنها لم تستطع التفكير في التخلي عن الطفل يصرخ حتى ولا يوماً واحداً ولقد غذي لازلو بأقاصيص الكراهية

كذلك لقد تألم وأبوه من الأعماق مما جعله مرغماً على اتخاذ نوع من الانتقام إن لم يكن لنفسه فلأبيه.
أما هي فقد وجدت نفسها تجر إلى وسط هذه الدوامة و برؤيتها صمت لازلو وحزنه الكامن تغيرت مشاعرها تجاهه ,ذلك أن كونه هو الوارث ليس ذنبه أو أن أباه كان موضعاً لكراهية الكونتيسة ، هل ثمة اسوأ من أن يشعر المرء أنه كان طفلاً غير مرغوب فيه؟ ومزقتها هذه الفكرة.
وصدرت عنها برغم عنها آهة ألم لهذا الوضع المأساوي.
وفي الحال تلاشي ذلك التعبير المأساوي من ملامحه تحولت عيناه نحوها على الفور يبحث عنها بين أكوام

الأزهار التي كانت تخفيها عن الأعين ثم أوما إليها بيده.
وعندما اقتربت منه كارهة قال لها بصوت منخفض: " سنبدأ العمل غداً الساعة العاشرة وسآتي لأخذك لنمضي

النهار معاً".
وخفق قلبها لقد عاد يخطط لرغباته مرة أخرى وترددت قليلاً، ورفع حاجبيه وهو يرى ترددها ثم رمق الأسرة

السعيدة بنظرة ذات معنى.
وهمست تقول :" لا بأس".
قال:" إنني انتظر بفارغ الصبر".
وذهب و بقيت هي تحاول التمسك بعمود بجانبها كي لا تسقط على الأرض وتناهي إلى سمعها صوت انصفاق

باب غرفة المكتب فانتفضت و كان اسطفان يتجه عابس الوجه نحو فيكادو فقالت في نفسها يجب ألا يتحدثا عنها

بأي ثمن كان.
وخطرت لها فكرة الخداع فاندفعت نحو اسطفان بينما كان في منتصف الطرق مجتازاً القاعة وهي تهتف به

متحمسة:" إنني في غاية السعادة".
وتابعت بصوت تهز المشاعر:" انك لا تعرف ماذا يعني لي هذا ، لقد عملت طيلة حياتي لأجل هذه اللحظة فلا

تخبر أي أحد آخر أتوسل إليك ..ثم قالت إن الأخذ والرد في ذلك سيؤخرك عن الرحيل هل تعدني بذلك؟ عدني

أرجوك".
ورد عليها اسطفان وقد تأثر بتوسلها:" لا تثقي بأي شيء يقوله أو يفعله وهذا رقم هاتفي في الفندق فإذا شعرت

بحاجة إليّ فسأعود إليك على الفور وستتفهم تانيا ذلك ضعي في اعتبارك ألا تدعي طموحك يعميك عن قسوة هذا

الرجدل و سلوكه المنحط".
فقالت له وهي ترتجف:" هيا تابع طريقك وأنا اعدك بأن أحمي نفسي إنني أقسم بألا أدعه يسبب لك أي ضرر

بواسطتي".
فابتسم برقة ثم قبل جبينها وأخذت هي تحتضن بعد ذلك تانيا وليزا وجون وهي تصرخ:" إلى اللقاء اتمنى لكم

شهر عسل غاية في السعادة".
وتوسلت عيناها الخضراوان اسطفان بألا يخبرهم عنها شيئاً أو يجعل تانيا تساورها أية شكوك وعندما ابتعدت

اضواء السيارات التي تحملهم أخذت هي تحدق في أثرهم ولما لم تجد سوى الظلام قالت إلى اللقاء للآخرين ثم

صعدت الى غرفتها وخلعت ملابسها واندست تحت الفراش.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 20-02-09 10:40 AM


ومنعها شعورها بالإرهاق من النوم فقد كانت تلك العينان الملتهبتان في خيالها طيلة الليل وكان السبب في ذلك غامضاً ربما كان الشعور بخطر ماهي مقدمة عليه ، وتقلبت سوزان بين الأغطية والوسادة المطرزة محاولة أن تصرف افكارها إلى تفصيل الثياب وحزم الأوراق المالية لتكتشف بعد ذلك يائية أن لازلة مازال يحتل أفكارها.
وعندما إستيقظت في اليوم التالي غيرت ملابسها وتوجهت الى خارج المنزل وجدته ينتظرها في الخارج في

نفس الوقت المحدد فقال لها:" تبدين مذهلة"
وتملكها الشعور بالرضى والانتصار ولكنها أبقت نظرها ثابتاً وهي تسأله راضية:" حقا؟"
وكانت تربت على شعرها المعقود من الخلف على الطراز المكسيكيو بالرغم من تصنعها الهدوء في نظراتها

أخذت تراقب خلسة خطوط بذلته الكحلية الرائعة الأناقة.
وتمتم مغير الموضوع:" هل نذهب؟"
وتحولت انظارها إلى عينيه السوداوين المتحركتين على الدوام وهي تسأله :" إلى أين؟"
وأجاب ببطء:" سنناقش أولاً الخطط ثم مخازن النسيج"وكان يقول ذلك وهو يفتح باب سيارته.
وقالت:" ما أحسن هذا".
وجلس لازلو في مقعد القيادة ثم استدار يواجهها ووضع يده على ظهر مقعدها ودون عجلة أخذ يتفحصها.
وقال:" بإمكاني أن أغطي السيارة إذ شئت فأنا لاأريد أن يفسد تصفيف شعرك".
فقالت بسرعة:" كلا أرجوك ألا تفعل ذلك فأنا أعشق مرور الهواء على وجهي أما شعري فيمكن اعادة تنظيمه

بسهولة ".
فقال لها:" وكذلك أنا وهذا يجعل علاقتنا اكثر إثارة أليس كذلك؟"
فأجابته ببرود:" كل ما يجمع بيننا هو الاهتمام باالمكسب المالي".
فقال:" اكثر من ذلك قليلاً كما أظن فقد اخترنا نفس اللون في ملابسنا".
وقد كان هذا صحيحا ثم قال:" يبدو عليك الكفاءة التامة".
فأجابت:" انني كذلك".
فعاد يقول:" زينة رائعة كافية لتظهر اهتمامك انما غير مبالغ فيها ,كي لايبعدك عن رغبتك في الظهور بمظهر

المرأة العاملة، علو كعبي نعلك يكفي لا برازك كإمرأة مسيطرة انما يبقى غير ملائماً لقضاء يوم طويل خارجاً".
فسألته بحدة:" يوم طويل!" ودهشت قليلاً وهو يعدد كل النقاط التي سبق و تبادرت إلى ذهنها عندما كانت تختار

ملابسها.
وأجاب برقة تدعو إلى القلق نوعاًما:" ان لدينا الكثير لنتحدث عنه كما أن التعاون قد ابتدأ بيننا".
فقالت بحدة:" ان عليّ ان اعود إلى هنا لتناول العشاء".
فالتفت اليها قائلاً:" كما تشائين". وتحرك بالسيارة خارجين من البوابات ليدخلا القرية.
وقالت بهدوء:" لابد أنك شعرت بالغربة الليلة الماضية عندما عدت إلى منزلك؟".
قال:" إنني لم أعد إلى منزلي".
وقالت له بحدة:" ولكنك غيرت ثيابك؟"
فأجاب باختصار:" في فندقي".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 20-02-09 10:46 AM


فقالت وقد صدمت بجوابه المقتضب هذا:"آه.."ثم اخذت تحدق في بيوت القرية الملونة وفي الحواجز الحديدية

المدهونة باللونين الأزرق و الأخضر والتي تحمي حدائق الأزهار المترفة من قطعان الماشية التي كانت تساق

بجانبها يومياً، وكانت النساء تعمل في حرارة الصيف في ريها بينما أطفالهن يلعبون بين أقدامهن.
وأمعنت النظر في العبير الذي بدا على ملامح لازلو فقد كان هو أيضاً ينظر إلى تلك الحياة العائلية الأب يعمل

مع ابنته الصغيرة يداً بيد ,الأولاد يتواثبون مرحاً ، المرأة التي كانت تمسك بابنها تديره في الهواء بسرعة ضاحكة بينما كان هو يصرخ لابد أن كل هذه المناظر كانت تؤلمه, فقد كانوا سكان قريته.
وسألته برقة:" هل منزلك إذن بعيد عن هنا؟"
فهز لازلو كتفيه وهو يجيب:" ان منزلي هو حيث ألقي برأسي إنني أعيش حراً دون أية قيود أو مسؤوليات و

انتقل بين مانهاتان ونايتسبردج وهونج كونغ وبودابست".
انحدرت بناظريها إلى يده القوية التي على المقود كان يضع في بنصر يده اليسرى خاتماً ذهبياً ثميناً لم تلحظه

من قبل يزينه حجر من الياقوت الأزرق أما الساعة فقد كانت رخيصة من نوع ساعات العمال.
وفكرت في أنه لم يكن يضع الخاتم في الليلة السابقة لابد أنه متزوج أو مطلق، كلا إنه غير مطلق و إلا لألقي

بالخاتم في النفايات دون شك . زوجة؟ وحاولت أت تتصور شكل تلك المرأة لابد أنها مكتملة من كافة النواحي

متألقة، أنيقة، لاعجب إذن من تحذير اسطفان لها من سلوك لازلو الليلة الماضية.
وقالت:" إنك تحيرني".
وترددت كان ثمة شيء يمنعها من أن تسأله عن زوجته وعما إذا كان له اسرة إذ ربما يظن أن لها غاية من وراء

ذلك.
وسألته:" إذا كنت غنياً إلى هذا الحد فلماذا لا تقتني بيتاً تضع فيه كل مقتنياتك؟"
فضحك وكأن هذه الفكرة كانت سخيفة وزاد من سرعة السيارة ماجعل شعره يتطاير في الهواء ليسبغ بذلك مظهر

عدم المبالاة عليه، وأدهشها إذ قال:" ليس لدي أي مقتنيات كما انني لاأريد بيتاً كبيراً أو أي شيء يقيدني في

مكان واحد في الوقت الذي يمتلك فيه الشخص أي شيء تضعف حصانته و يصبح قابلاً للعطب وقد اختبرت

بنفسي خطورة ذلك الوضع".
فسألته:" أهذا هو السبب في أنك لاتريد قصر هوزار؟"
فأجاب ببطء:" هذا جزء من السبب".
فعادت تسأله:" أوضح واخبرني لماذا لا تريد اللقب و الأملاك؟ وفي الحقيقة لا أكاد اصدق هذا".
فقال:" هل عندك فكرة ماذا يعني أن يكون لديك منزل كبير وأحلامك واسعة وأن تكوني مسؤولة عن سكان قرية؟

فكري في ذلك إن المسؤولية الدائمة هي عبء ثقيل، ذلك أنه يتوجب عليّ أن اكون مسئوولاً عن دقائق حياة كل

شخص وسيكون حول عنقي نير يمنعني من الأسفار والاستمتاع بالحياة ثم متابعة اتصالاتي العملية حول العالم

لأضرب المنافسين لي في عملهم ،إنني رجل قلق اكره القعود و العجز عن الحركة".
فقالت تحدث نفسها بهدوء:" المهر الوحشي".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتـــــــــبع

Rehana 20-02-09 11:01 AM


فقال:" أظن ستجدينني مصنف من فحول الخيل". فتضرج وجهها كيف يمكن أن يقرأ أفكارها بسهولة وقالت بهدوء وقد تذكرت ليلة أمس:" ربما من الأوفق أن تتصالح مع والدتك ألاتحب هذا؟"
فقال:" إن الثمن سيكون غالياً حتى ولوشئت أنا ذلك لماذا تذكرين هذا الموضوع؟ فمن المؤكد انك تفضلين ان

ابقى بعيداً عن الكونتيسة".
فقالت:" هذا صحيح ولكنني أردت أن أتأكد من انك تفضل حقاً أن تبقي هويتك الحقيقة سراً، لقد فكرت في

وضعي ملياً فوجدت أنه ليس من الحكمة ان ارتبط بك بشكل قانوني ،لأكتشف فيما بعد أن هدفك الحقيقي ماهو إ

لاستلام القصر".
فقال:" لقد سبق وأخبرتك أنني لا أريده فأنا من الغني بحيث يمكنني شراء أملاك اكبر كثيراً من أملاك هوزار".
فقالت:" ولكن ليس هذا هو الموضوع".
كانت تريد ان تعرف حدوده مهما كلفها ذلك وإلى أي حد سيفي بعهده في هذه الصفقة وتابعت تقول:" هنالك أسرة

حاكمة يرجع تاريخها إلى ازمان طويلة وأنت من سلالتها ألاتشعر بشيء من هذه الناحية؟"
قال:"كلا"
فقالت وقد لاحظت توتر قبضته فوق عجلة القيادة:" إنك تكذب".
ولوى فمه وهو يتمتم:" على الرجل ان يخفي مشاعره".
قالت:" لماذا؟"
فأطلق ضحكة صغيرة وهو يخفف بقدمه سرعة السيارة وتنهدت هي بارتياح ثم قال:" ان اطلاق العنان لمشاعرك

يعني الالتزام بعهد ما بينما أفضل أن أبقى حراً وحتى الآن اشعر بالرضى لكون المرأة التي لم تف بعهدها لأبي قد عاشت يكتنغها اليأس والشقاء ، إنها اتخذت صديقاً ولكن سعادتها به كانت قصيرة لقد ضحت بنفسها في سبيل

الأرض والحجر.. ودفعت الثمن والذي كان قضاء حياتها دون حب".
قالت بتأثر:" ولكنها امرأة زاخرة المشاعر بالحب".
فقال بخشونة:" ربما قد أصبحت كذلك الآن بعد أن أدركت أخيراً أن الأملاك لايمكن أن تكون بديلاً عن الانسان

إنما تأخر الأمر قليلاً بالنسبة إليّ ، أنا ابنها أليس كذلك؟ فهي لكي تدرك أن الملك زائل قد استغرق منها ذلك وقتاً

طويلاً إذ يمكن أن يخسرها المرء بقوة الظروف و علاقات الحب وحدها هي التي تساعدك في أوقات الشدة

وتساعدك على تجاوزها".
فجازفت بقولها وقد امتلأت حماساً:" مادمت تعرف هذا فلابد أنك استمتعت بطفولة سعيدة".
أجاب بلهجة تنطق بالمحبة:" لقد كان لديّ من يحبني".
فقالت له:" ولكن ذلك لم يكن كافيا، أليس كذلك ؟ فأنت كنت بحاجة إلى محبة الأم أيضاً".
وتوترت شفتاه وهو يقول:" أهذا ما تظنينه؟ أتريدن ان تعرفي الحقيقة؟ عندما ابتدأت بالاستعلام عن ثروة

هوزار وسمعت بأنها لم تعد تملك سوى كوخ آيل إلى السقوط واسمال بالية تضعها على جسمها شعرت عند ذلك

بالسرور واحتفلت بذلك".
وأطلق ضحكة قاسية وهو يستطرد قائلاً:" بالرغم من تضحيتها النبيلة وبالرغم من بيعها روحها إلى الرجل الذي

كانت بالحقير أخذ القصر بالتداعي ولم تعد الأرض تساوي شيئاً ، صدقيني أن هذا بعث في نفسي أعظم

السرور".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 20-02-09 01:22 PM


فقالت بهدوء:" ولكن الأمر قد تغير بعد عودة اسطفان فقد ابتدأ في اصلاح القصر وجدده مرة أخرى".
وعندما تذكرت ما كان أخبرها به اسطفان ارادت أن تختبرصدقه فتابعت تقول:" لابد أن هذا قد أزعجك فما الذي

فعلته؟".
فقال:" جعلت حياته صعبة قدر إمكاني فقد بذلت جهدي في ألا يتسلم المواد التي يطلبها العمال والحرفيون كانوا

يتحولون عنه بعد أن تعرض عليهم أجور أفضل في أمكنة أخرى وكنت أقنع الموظفين المسؤولين بعدم اعطائه

الرخص التي يطلبها وكنت أجعله يعلم من وراء هذا كله".
وشعرت سوزان بقشعريرة باردة تسري في جسدها وقالت:" ولكن ذلك حقداً وانتقاماً لا لزوم لهما".
فهز كتفيه دون اكتراث وهو يقول ساخراً:" وماذا كان عليّ أن أفعل أن أسمح لهم بنهاية اسطورية السعادة إنني

أعرف نفسي إلى درجة تجعلني أعرف أنني بحاجة إلى الشعور بأنني أخذت بثأر والدي على نحو ما ، وإلا فإن

غضبي سيتفاقم إلى درجة غير محتملة..ربما دفعني الاندفاع إلى الشارع وفي يدي المستندات الرسمية التي

تثبت حقي في الميراث إنني افضل الاحراق البطيء و إطالة العذاب".
وتحركت بضيق في مقعدها المكسو بالجلد وهي تقول في نفسها " إن هذا يمكن أن يعود إلى الحدوث وذلك في

القسم الثاني من انتقامه الآتي، وتمثل لها هذا كسيف داموفليس معلقاً فوق رأسها وقد أوشك على السقوط فوقها

ليشطرها إلى شطرين عليها أن تقوم بلعبة خطرة تسترضي بها لازلو وتمنعه في الوقت نفسه من أن ينتصر

عليها.
وتصنعت الاسترخاء وهي تقول:" رغم كل محاولاتك الكثيرة تلك فإنك لم تنجح في الانتقام من اسطفان لقد تغلب

على كل الصعوبات التي وضعتها في طريقه وأعاد اصلاح الأملاك بشكل رائع الجمال".
وأجاب لازلو موافقاً وقد توترت شفتاه:" نعم لقد فعل هذا حقاً ولكن ألم تسمعي قط بتلك الحياة القاسية التي تجعل

الانسان يعتقد بأنه وصل إلى المياه الهائنة قبل أن يغرقوا سفينته؟ إن الحياة لن تكون سهلة بالنسبة إليه من الآن

فصاعداً".
فقالت:" ماالذي تعنيه بذلك؟".
قال:" هل يمكنك أن تتصوري شعوره الآن إذ يمول عدوه الرئيسي أخت زوجته؟ وكما يبدو قد أثار اهتمامها به

أيضاً، وهذا سيقلقه و سيسلبه جزءاً من بهجة شهر العسل وهو يعرف اساليبي جيداً لدرجة أنه سايدرك

أسبابي إلى أن أقوم بتكوين هذه العلاقة بهدف ازعاجه فقط".
وقالت بكبرياء:" إذن ، فهو سيدرك أنك لاتعني شيئاً بهذا".
فتمتم قائلاً:" طبعاً سيدرك ذلك ، فهو يعلم منذ وقت طويل أن في مكان القلب مني مضخة من فولاذ وفي كل مرة

ينظر فيها إلى أختك سيفكر بنا معاً خائفاً من أن تكون نيتي الاستمرار قدر استطاعتي

وذلك فقط بقصد الانتقام أرجو ألا أكون قد أفسدت عليه ليلة عرسه".
"منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 20-02-09 01:29 PM


فشهقت إذ علمت ما يمكن أن ينتج عنه هذا ، وصرخت في وجهه بصوت باك:" ربما أمضت تانيا الليلة كلها في

الدموع أيها الوحش لم أظن أبداً..أليس لديك أي شعور إنساني؟".
واشتبكت عيناها الغاضبتان بعينيه وهي تتابع قائلة:" انك حقاً من أسوأ الناس".
وتوتر فك لازلو وهو يقول:" ذلك لأنني اتعامل بأمور سيئة وكل انسان يدافع عن العالم الذي أوجده وأنا أدافع

عن عالمي وسأدافع عنه حتى الموت ، لقد سبق وأخبرتك أن عليّ أن أقوم بعمل ما ، إن من مصلحتي أن يكون

لديّ شيئاً خاصاً جداً جداً للمساومة".
ورأت عينيه المليئتين بالإزدراء تستقران عليها.
فقالت تسأله لاهثة:" أتعنيني أن؟ اتعني أنك ستسعملني أداة للمساومة ؟ وماالذي ستفعله؟ وإلى أين نحن

ذاهبان؟ أوقف السيارة فأنا أريد أن أخرج منها".
وصرخت بعصبية:" قلت لك أوقفها".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...f54ac51a4c.gif


يتبـــــــــع

فراولة2008 20-02-09 07:41 PM

أتمنى أختي انك تصغرين الخط شوي ..... خطك كبير مرة
جزاك الله الف خير
موفقة ...

Rehana 20-02-09 08:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراولة2008 (المشاركة 1871488)
أتمنى أختي انك تصغرين الخط شوي ..... خطك كبير مرة
جزاك الله الف خير
موفقة ...



هههههه..بصراحة أول مــــــرة أحد يشتكي من الخط

أنا عادة أكتب برقم خمسة..في بداية القصة

كان برقم 6 الآن وضعت رقم 5 وهذا

الرقم الذي استخدمه في جميع

مشاركاتي..وحـــــــــياك الله

Rehana 20-02-09 08:45 PM

أختي فـــــــــــروالة ..تم تعديل الخط في

الفصل الأول

وحياك الله مرة تانية

Rehana 21-02-09 10:12 AM

الفصل السادس

وانحرفت السيارة فصرخت سوزان بينما كان يحاول السيطرة عليها عابساً وهو يقول:" لاتكوني حمقاء وكفي عن

محاولة قتلنا فإن امامنا عملاً علينا القيام به".
تمتمت عابسة:" انني اريد ضمانة منك".
فأجاب متكاسلاً:" لقد سبق و اتفقنا على اساس علاقتنا".
وانتقلت نظراته إلى مرآة السائق.
فقالت وهي ترتجف:" أعلم هذا كن عادلاً معي ، اكن عادلة معك".
قال:" آه ..انني اخطط لشيء قديم الطراز بهذه اللذة".
ففتحت فمها ساخطة ولكنها مالبثت ان ادركت انه يوقف السيارة فسألته بارتياب عندما رأته يطفئ المحرك :" ما

الذي تفعله الآن؟".
فنظر إليها ببراءة وهو يشير إلى احدى الاستراحات الصغيرة التي تمتد على طول الطرق الهنغارية قائلاً:" انني

بحاجة إلى القهوة وبجانب هذا فاننا ملاحقان".
فهتفت:" ماذا؟"
فأجاب محذراً عندما اندفع رأسها إلى أعلى بدهشة بالغة:" لاتديري رأسك"
ومد يده يمسك بذقنها وهو يتابع:" كيلا تتعجبي فأنا أقوم بهذا لهدئ من شكوكهم".
واقترب منها فقالت له وهو يقترب أكثر " إياك أن تفعل" ولكنه أغلق شفتيها بقبلة حانية ورقيقة ثم ابتعد قليلاً

ليهمس برقة:" سوزان" ثم دفعت نفسها عنه الى الخلف لتهرب وهي تنظر إليه بعينين تتألقان بلون اخضر .
وقالت لاهثة:" لازلو ..كيف تجرؤ؟".
فأجاب ببطء:" أظن هذا كافياً للاقناع لقد ناضلت جيداً وهذا حسن ، اصفعيني".
غمغمت تقول:" ماذا؟"
وعاد لامساك ذقنيها ولكنه هذه المرة همس في أذنها قائلاً:"ان اسطفان وفيكادو سيرسلان إلينا جنوداً إذا هم ظنوا

انني نجحت في إغوائك ، اننا لا نريد تدخلهم وأنا اعرف ان إغوائك قد اصبح حقيقة سارة ولكن..".
وتملصت منه لتفعل بالضبط ماطلبه منها إذا هوت على وجهه بصفعة عنيفة شاعرة بعدها بالرضى العميق للألم

الحارق الذي شعرت به على كفها ، فقد اراحتها هذه الصفعة من بعض المشاعر العنيفة كذلك وغمغمت

باضطراب:" انك..انك".
فرفع يديه مدافعاً عن نفسه وهو يقول:" آسف..آسف سامحيني لقد تجاوزت حدودي".
وخفض من صوته متابعاً:" هذا حسن لقد كان علي ان أثير حنقك ياسوزان وهذا اتى بتيجة حسنة كما أظن".
فقالت:" هل أنت تعتذر أم انك تعرض الاعيب؟"
قال:" الاثنان ، اضيفي إلى الوضع شئياً من منطقك المشهور ياسوزان اذا اردت ان يتحكم صهرك الأكبر في كل

حركة تأتينها ،اذن فدعيهم يظنون انك خضعت لاغوائي لك أما اذا كان النفي ساأفهم من هذا انك لا لاتريدين تدخله اكثر مما أريد, فعليك اذن ان تثبتي ان بإمكانك اجتذابي إليك، ذلك ان عليّ المحافظة على سمعتي المشهورة وهي انني محبوب من الدرجة الأولى ولهذا يجب ان يروني وأنا أمسك بك بينما تصفعينني"."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...8b9f26b14c.gif


يتبـــــــــــــــع

Rehana 21-02-09 10:24 AM


وتساءلت عما اذا كان هذا حقاً ما كان يقوم به.
وتمتمت قائلة:" انني لا اصدق ان ثمة من يتبعنا".
فأدار المرآة نحوها وهو يقول بهدوء:" تظاهري بأنك تتفحصين زينتك واختلسي نظرة إلى السيارة التي وقفت

في هذه اللحظة".
ونظرت سوزان الى صورتها المذعورة في المرآة وهي تسوي من زينتها وكانت يداها تتحركان بارتباك تدفعان

خصلات شعرها إلى ما خلف اذنيها.
وقالت بدهشة بعد استطاعت تمييز السيارة على الفور:" المرسيدس!".
فأجاب باقتضاب:" اعلم ذلك فهي سيارة اسطفان".
إذن فقد كان ثمة سبب لملاحقته لها، ياله من وحش اناني ..وتمتمت تسأله:" وكيف عرفت انها سيارته؟".
قال:" لقد تأكدت من ذلك بعد ان القيت نظرة على مرآبه اول وصولي وهذا من باب الاحتياط".
وقال جملته الأخيرة ساخراً وهو يرى عينيها غير الصدقتين تنظران إليه بتشكك وتابع ساخراً:" انني أفكر في

كل شيء فأنا دوماً اعتقد انك اذا احسنت وضع الأساس فان بامكانك بناء ما تريدين عليه وبالعلو الذي ترغبينه ،

وهذا ما يجعلني اتفوق في ما افعله على اي رجل آخر".
فقالت بلهجة لاذعة:" يالك من متواضع".
فقال:" انني ابذل في عملي من الجهد عشرين في المئة زيادة عما يبذله معظم الناس واحصل على نتيجة ذلك فأنا

لا أعتقد بانكار الحقيقة فأضيع بذلك الوقت".
فاعترضت قائلة ببرود:" بل أنت تفعل ذلك ,فأنت تدعي بأنك لم تتألم من نبذ امك لك".
فدس لازلو اصابعه في شعره وهو ينتفض وقد غامت عيناه وشعرت هي بالخزي لقد آذته هذه الوخزة منها له

اكثر مما كانت تتصور ولكنه تمالك نفسه ليقول:" هل نتناول شيئاً من القهوة ثم نجول في هذه الأنحاء؟".

ورأته يستدير حول السيارة آتيا إلى ناحيتها ثم فتح الباب ووقفت مترنحة قليلاً ثم قالت بعنف:" لماذا

يتبعوننا؟ ولماذا لا ندعوهم إلى الركوب معنا في سيارتنا لكي يوفروا البنزين؟"
فرفع حاجبيه يسألها :" لماذا؟ اذا كنا تظنين ان اسطفان سيغسل يوماً يديه منك وسسمح لك بالتجوال في انحاء

هنغاريا مع شخص منحل مثلي فأنت اذن مجنونة".
رمقته بنظرة ساخطة على سخريته وقالت بحدة:" انني لا أهزل فاذا كنت تقول انه لا ينوي ابداً ان يثق بي حين

اخرج للعمل وحدي فانني اذن غاضبة منه جداً فأنا لا أحب ان يتآمر عليّ لكي يحميني ، المسني مرة اخرى لكي

ترى.."
فقاطعها بلهجة مهينة:": ارى مبلغ استمتاعك بذلك".
فتملكها الشعور بالخزي فقد كانت الحقيقة صعبة وقالت ثائرة:" لابد ان اجد طريقة لجعلك تندم على كلامك هذا".
فقال يسترضيها:" هيا اطلبي سندويتش".
فأجابت بلهجة لاذعة:" اتراهم يسحقون و يقطعون انانية الرجل لعمل سندويتشات منها؟".
فضحك وهو يهز رأسه متمتماً:" انك رائعة تماماً وأنا مستمتع جداً بهذا ويسرني ان اقول ذلك فاأنت مرحة ".
وتوقفت كانت صادقة مع نفسها إلى حد ارتكاب الخطأ لترى نظراته مركزة عليها برصانة وتصميم.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...8b9f26b14c.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 21-02-09 10:30 AM


وابتدأت تقول:" كم يسرني ان افكر انني يوماً ما ، سأجعل كل شخص بما فيهم أنت يرىان باستطاعتي الوقوق

على قدمي.."
فقاطعها قائلاً:" لن تستطيعي ذلك".
فأرغمت نفسها على الابتسام ، انها لكي تتغلب على لازلو بحاجة إلى الكثير من المكر و المرواغة لكي تهزمه .
ثم رمقته بنظرة متحدية فنظر اليها بارتياب ما جعلها تشعر بالظفر وتابعت تقول:" حذار يازلالو فلربما مارست

انا الاعيبك فأدعي ضعفاً لاأشعر به فان ما يسندني هو من القوة بمكان ما، وان ما يسرني كثيراً ان أراك خاضعاً

مستسلماً".
فقال:" أحب أن أراك تحاوين ذلك ولكنك لا تملكين فطرتي القاتلة، فأنت لطيفة هشة جعلك اسرتك رقيقة

الأحساس".
فقالت ببرود:" ان اسرتي معروفة باتباع مبادئها و النضال في سبيل هدفها مهما كان الأمر ، وإذا أنت وقفت في

طريقي فسأدوس عليك فلاتنس هذا ابداً، انني اريد عملي وبإمكانك ان تساعدني في الحصول عليه، وأنا حالياً

اخرج معك ولكن اذا حاولت ان ترغمني على السير في اتجاهك فسأنفصل عنك واسير في طريقي بمفردي هل

هذا واضح؟".
فأجاب محذراً:" ان رجال صهرك قادمون في اثرنا فعلينا ان نهدئ من مخاوفهم والا فيسرع هو الينا من حيث

يمضي شهر العسل، لكي يدافع عن شرفك ومصالحك المادية ونحن لا نريد ان نفسد الاجازة على تانيا اليس

كذلك؟ أو ان يعاملك كالأخت الصغيرة التي تهمل نظافة اذنيها".
فتوهج وجهها وكان هو يعلم انها تريد ان تجعل اسطفان يعتقد بأنها تمسك بالوضع بيد ثابتة وقالت بخفة:" دعنا

نتناول القهوة اريد كعكتين مع السجق من فضلك بينما الدفع عليك".
فضحك لازلو ثم تمتم قائلاً:" إنني أحب جرأتك ولكنني امقت الحمية التي تتبعينها للنحافة".
ثم ادلى بطلباته للبائع ووقف بجانب منضدته بينما اخذ الرجلان راكبا المرسيدس يتسكعان قريباً منهما مظهرين

عدم الانتباه اليهما بينما كانا يستمعان إلى حديثهما وقال لازلو رافعاً صوته قليلاً:" لابأس لابأس انني موافق على

شروطك، انني لن اضايقك اكثر من ذلك فلسانك السليط قد جعلني مهذباً بقية حياتي ولكنني بتقديمي إليك اعتماداً

مالياً دون حدود إنما بمغامرة كبرى ولهذا فأنني اصر على خمسين بالمائة من الارباح".
فغمغمت مضطربة:" خمسون؟".
فتمتم بصوت خافت:" وافقي على ذلك فانهم جميعاً يعرفون انه ليس من الممكن ان ارضى بأقل من ذلك ودعينا

نتخلص من هذين الشخصين يتبعاننا".
باحتجاج:" لا يكون خمسين ابداً سأدفع عشرة".
فقال:" اذن، فليكن اربعين في المائة وهذا هو الرقم النهائي واذا لم يعجبك فسأبتعد عن طريقك".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...8b9f26b14c.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 21-02-09 10:40 AM


وأدركت من برود نظراته انه لم يكن يمزح فقد كان واضحاً ان كبرياءه التجاري يدفعه ألا يتنازل لامرأة أكثر من

ذلك وهزت كتفيها وماالذي يهمها؟ لم يكن ثمة شخص هناك ليمسك عليها ما تقوله فهما فقط يقومان بلعبة لكي

يتخلصا من الرجلين.
وقالت بخفة:" فليكن اربعين" واهتزت يدها.
فتمتم لازلو:" هذا للمظاهر فقط".
ولكنها شعرت بانذار الخطر وتساءلت عن صحة ذلك وماهو موقف القانون من وضع كهذا ، ان بامكانها الادعاء

بتعريضها للابتزاز والضغط ، وعضت شفتها شاعرة بالقلق بعد أن أدركت أنها سلمت لتوها للازلو شفهياً حصة

كبيرة من الأرباح.
وتمتمت متظاهرة بنفض فتات خبز عن جاكتيه:" اذا انت لاحقتني بما قلته لك في هذه التمثلية فسأقودك إلى

المحكمة العليا".
فرد عليها هامساً:" في هذه الحالة سأعطيك بعض الارشادات"
ولدهشتها اذا به يتوجه إلى الرجلين فيصفحهما، وانكمشت خوفاً بجانب المنضدة وقد نسيت الكعكة التي بين

اصابعها انه اذن يعرفهما..وهو يتحدث اليهما كأنهم اصدقاء وكانا يضحكان والآن..
وعندما اخرج احد الرجلين مسجل جيب صغير من جيبه ، صرخت تنادي :"لازلو "
ورد عليها بصوت ظافر وعلى وجهه ابتسامة تلك التي تدير الرؤوس:" اربعون بالمائة".
وتجمدت في مكانها لا يتحرك فيها سوى عينيها وهي تنظر إلى الرجلين يربتان على ظهره وقد سرتهما هذه

المزحة ثم يتوجهان راجعين إلى المرسيدس وقد تجاهلاها كلياً وجف فمها من الذعر لقد اوقعها في الفخ.
وفجأة تحركت للعمل فاستدارت نحو السيارة وكان هو قد ترك المفتاح في المحرك فاذا امكنها الوصول ..آه

وتأوهت في داخلها وهي تراه قد اصبح خلفها.
وشعرت بنفسها تستدير مستندة إلى جانب السيارة ثم ترفع قبضتيها لتهويي بهما بعنف على صدره الصخري

ولكنه ضحك ببساطة وهو يمسك بمعصميها لاوياً ذراعيها خلف ظهرها دون جهد.
وصرخت فيه بعنف:"أيها الشرير المحتال انهم ليسوا رجال اسطفان بل اصدقاؤك".
فأجاب مصححاً كلامه:" بل هم موظفون عندي لقد اخذت لتوك درساً هاماً جداً في ميدان الأعمال و يسرني ان

تسلم مسؤولية البدء بتلقينك هذه الدروس ، لقد كنت في منتهى الثقة بنفسك متأكدة من قدرتك على التعامل معي

ولكنك اخطأت بوضع ثقتك بي ومن التصرف دون تفكير، هذا فظيع اليس كذلك؟ اعني ان تزول الفشاوة عن

عينيك، والآن اصبحت تحت سيطرتي اكثر مما كنت قبلاً".
فصرخت وقد ذهلت بغبائها:" كلا"
فقال:" سوزان انني اطوف متعاملاً مع الناس حول العالم و ستقابلين كثيرين مثلي في حياتك انما قد لا يكون احد منهم بقسوتي ، ولكن العالم الخارجي جد قاس و عليك ان تعرفي ذلك و تعيشين ضمن قوانين صعبة قبل ان تتسلمي مسؤولية عمل يتخذ موظفين، والإ فانك لن تنجحي و ستغوصين في القاع كفأر غريق".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...8b9f26b14c.gif


يتــــــــــبع

Rehana 21-02-09 10:47 AM


فقالت لاهثة:" ولكن ..انها سيارة اسطفان؟".
فأجاب:" نعم فقد اخذت المفاتيح من على طاولة المطبخ وفي الحقيقة لقد اخذت مفاتيح جميع السيارات لأنني

كنت متأكداً من انهم سيتبعوننا وهذا ما كان علي ان امنعه كنت اعلم انه لن يتركك ابداً في قبضتي ولم أكن لأقبل

بأن اشعر بأولئك الذين يرسلهم خلفنا".
وقالت له بغطرسة:" ان الذي قمت به كي تستخلص مني الاتفاقية هو عمل غير شرعي..".
قال لها:" بل هو شرعي فقد وافقت انت على ذلك وقد تصافحنا وكل هذا مسجل في المسجل ، وإذا أردت أن

تحاربيني فانني سأخبر كل ما عندي من محامين لكي يتولوا القضية وعلى الأقل ستظهر لك هذه القضية مدى ما

كنت عليه من حماقة وسيكون ظن اسرتك بعدم صلاحيتك لدخول دنيا العمل في محله".
فصرخت في نفسها وكادت تبكي وقالت في غيظاً:" لقد ..صدقتك".
ثم حاولت أن تمسك دموعها وكافحت دون جدوى وصرخت باكية:" سأتدبر امري وحدي.."
وقاطعها قائلاً:" أظن أن علي أن أذكرك بأمر أو اثنين الأول هو أن بامكاني ان ادمر حياة شقيقتك بكلمة واحدة".

فشهقت وهي تقول:" ولكنك قلت انك لن تفعل ذلك".
ثم استمر يقول دون أن يهتم بكلامها:" الثاني هو ان عندي اثباتاً لحصتي في ارباحك المقبلة وما دام هذا قد

اصبح واقعاً، فعليك ان تكلفيني بتدبير امر اتصالاتك ، اذ ان نجاحك في اعمالك يعني يعني نجاحاً لي انا ايضاً لا

تنسي هذا".
ولم تستطع ان تركز افكارها ازاء نظراته التي جمدتها في مكانها، وخامرها شعور بأن شيئاً ما هو في غاية

السوء فهو ما كان ليساعدها هكذا دون ان يكون وراء ذلك شيء و جعلتها هذه الفكرة ترتجف بينما كان يستطرد

قائلاً:" الثالث".
هل هنالك اكثر من هذا؟ وغمغمت قائلة:" الثالث؟"
فقال:" انني اقوى منك وأنا أشير إلى هذا لأنه يتصل مباشرة بالواقع الذي نحن فيه الآن، انني اريد أن آخذك إلى

منزلي ونحن الاثنين نعلم ان بامكاني ذلك في أي وقت".
وازداد اتساع عيني سوزان وقد اشتد توتر ملامحها وهي تقول بصوت مرتجف:" ان اخلاقي ليست بهذه السهولة

فاذا كنت تريد المسامرة فاذهب إلى زوجتك".
فأجاب:" لايمكنني ذلك لأنها توفيت منذ اربع سنوات".
فقالت في نفسها إنه أرمل اذن وحاولت ان تركز ذهنها على هذه النقطة ولكنه لم يخبرها شيئاً عن شعوره نحو

زوجته فهو لم يلمح اي مشاعر ولا حتى رجفة بسيطة في صوته.
وقالت بصوت متوتر:" أظن أن بامكاني إذا أنت حاولت ان تفرض نفسك عليّ، ان اجتذب اهتمام العاملين في

الاستراحة هذه".
فقال و على وجهه ابتسامة الذئب:" هذا ممكن".
فقالت بانفعال:" انني ارفض ارغامك لي على هذا العمل".
فأجاب ساخراً:" ليس لك ان تضعي شروطاً فأنت لست في وضع النصر فكفتي هي الراجحة وعندما اعقد اتفاقية

ما، فانني اتأكد من عدم وجود ثغرة فيها، ولابد لي من الاعتراف بأنني غير متأكد من الاختيار الذي أريدك أن

تتخذيه لأن عقلي يقول لي شيئاً بينما يقول لي شيئاً آخر".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...8b9f26b14c.gif


يتــــــــــبع

Rehana 21-02-09 10:55 AM


فشهقت وهي تسأله:" أي ..اختيار؟".
فأجاب:" إما ان تعطيني اربعين في المائة من ارباحك واما ان ترضخي الي بارادتك التامة ودون شكوى".
وشعرت بالغضب ازاء هذه القسوة البالغة المتمثلة في هذا العرض واجابت بصوت ابح:" إنني لست للمقايضة

في الصفقات كما كان الحال منذ مئات السنين".
فقال:" حسناً، فأقبلي اذن مبلغ الأربعين في المئة".
ولابد أنه رأى الذعر في ملامحها وترقرق دموع القهر في عينيها لأن لهجته رقت قليلاً فتمتم قائلاً:" لاتتشدي في

ذلك اذ لم يسبق لأحد ان هزمني قط من قبل وإذا امكنك ذلك فستكونين في منتهى الروعة".
فخفضت من بصرها اربعون في المئة! حمقاء حمقاء حمقاء ..وتوتر فمها ، لابأس لقد هزمها ..انما الآن فقط

وأقسمت بينها وبين نفسها انها ستجد طريقة مما ، في يوم ما تجعله يدفع ثمن ما يسببه لها الآن من اسى و شعور

بالفشل في الوقت الذي هي فيه بأمس الحاجة إلى الشعور بالثقة بنفسها و السيطرة على اعصابها.
وتمتمت بصوت ينطق بلقهر:" انك بالغ المهارة بالنسبة إلى..كنت وافقت على ان علاقتنا ,هذه هي علاقة عمل

ولهذا عليك ان تساعدني اذا كان علينا ان نكون شركاء, ان عندي الموهبة وعندك المال ومن الآن فصاعداً سألتزم أنا بما اصلح له".
وعندما نظرت إليه لمحت في عينيه نظرة ساخرة ها قد شعر بالأمان وهو يسمع اعترافها بالهزيمة، كلما زادت

سرعة السيارة، كان لازلو يشعر بالمزيد من الاسترخاء وشعرت هي بارتياحه هذا وزوال التوتر الملتوي و

المتصلب.
كانا يسيران بجانب نهر الدانوب حيث ازهار الخشخاش تلون التلال بالحمرة كما كانت اسراب طيور السنونو و

القنابر تكاد تداني سطح السيارة ، كل هذا ساعد على اندفاع لازلو المفاجئ لإنشاد.
وفكرت بدهشة مفاجئة في انه انما يمشد طرباً كالطيور ونظرت إلى جانب وجهه بطرف عينيها كان يبدو راضياً

سعيداً ، رائع الجاذبية إلى درجة خطرة.
ولاحظ هو نظراتها إليه فارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يقول:" مارأيك في أن نتجه جنوباً حيث الجو

اكثر حرارة؟"
قالت:" ولكنك قلت بأننا ذاهبان إلى مكتبك؟"
فأجاب:" هذا صحيح ولكنني افترضت ان الأمر نفس الشيء هاقد وصلنا".
واستدار تاركاً الطريق اليسير في طريق مستقيم متجهماً إلى بوابة مزخرفة وهو يطلق نفير السيارة.
وهتف يحي الرجل الذي أقبل مهرولاً ببشاشة خارجاً من كوخ البواب الصغير قائلاً:" فيرينك".
وتملك سوزان الفضول وهي ترى سرور فيرينك وشوقه وهو يفتح البوابة، واخذت تراقب مفكرة تبادل هذه

العواطف بين الرجلين ليتصافحا بعد ذلك قبل ان يتحول لازلو ليتابع داخلاً إلى المنزل بسيارته.
وسألته فجأة:" منذ متى يعمل هذا الرجل في خدمتك؟"."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...8b9f26b14c.gif


يتـــــــــــــبع

Rehana 21-02-09 12:50 PM



فأجاب :" حوالي الخمسة عشر عاماً".
وسألته بارتياب:" اهذا هو مكتبك؟ انه يبدو لي وكأنه ارض خاصة لمنزل ما".
فابتسم قائلاً:" الاثنان، في البداية كان هذا المنزل كوخاً للصيد لبعض فرسان سانت جون في القرن الرابع عشر،

ثم آل إلى استرهازي التي وسعته، بعد ذلك بأربع مائة سنة، انني استعمله كمكتب خاص و للاجتماعات ، لقد كان

اصحابه اسرة استرهازي انتهازيين للفرص، فأول شخص منها تزوج لأجل المال، ثم اخذوا اثناء الحروب التي

مرت على البلاد يميلون إلى الجهة التي تناسب مصالحهم".
فقالت بلهجة لاذعة:" لابد أن جو المنزل يشعرك بالالفة التامة".
وكان قد ظهر المنزل الآن والذي كان مبنياً من احجار متواضعة،كما كانت الجدران صفراء بلون الشمام والسقف

من القرميد, كما هو المكان هادئ في هذه المنطقة.
قالت ويداها تتحركان في حجرها بضيق :" انتظر لحظة لقد سبق و قلت ان ليس لديك منزل".
ضحك قائلاً:" ارتاحي فهذا ليس بيتي و انما بيت ابنتي".
فقالت بتعجب:" ابنتك".
وأجاب هو :" بالتأكيد".
عندما دخلا السيارة مال نحوها قائلا برقة :" هل شعرت بالأمان اكثر عندما علمت ان لدي اسرة؟".
قالت في نفسها :أمان؟ وحبست انفاسها وهي تفكر في أن ليس ثمة شعور بالأمان مع هذا الرجل قبل مسافة عشرة

اميال من حيث يقف.
وأجابت :" كلا أبداً فان وجودي بصحبة رجلاً كثير الاسرار و الغموض لا يمكن أن أشعر معه بالأمان ".
وأخذت تتلمس مقبض الباب..تريد الهرب فأمسك بها وقال :" لن تستطعي الهرب مني سوزان".
ولكنهاوجدت المقبض قبل ان تتراخى عزيمتها و ضغطت على المقبض و ففتحت الباب على اتساعه وسقطت

منه، وعندما مد لازلو يديه يمسك بها أفلتت من بين ذراعيه متدحرجة على الطريق المرصوف بالحصى.
وصرخ يسألها باهتمام بالغ:" هل أنت بخير؟".
كانت يداها قد احتكتا بالأرض فعلقت حبيبات من الرمل على كفيها، وأخذت تحاول الوقوف على قدميها اذ كانت

تعيقها تنورتها وكان لازلو وصل إليها الآن حيث ساعدها على الوقوف وهي تقول:" آه لقد تمزق جوربي وحذائي

تلف ..كيف يمكن ان اقابل الرؤساء ورجال الأعمال ".
فضحك وهو يقول ساخراً:" كفي شكاوى ودعينا نعالج الأمور واحدا بعد آخر اولاً ، هل أنت بخير؟ هل اصبت

في أي مكان؟".
فنظرت إليه بعينيها الكبيرتين لتتلاقيا بعينيه نعم لقد اصيبت في قلبها وفي كرامتها ولكنها في اعماقها كانت تريد

منه الرفق والرقة على الدوام ، وأن يتخلى عن انتقامه القاسي.
وقالت تجيبه بخجل:" ان وركي يؤلمني".
فقال:" سأقوم بتسميده بعد لحظة".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...8b9f26b14c.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 21-02-09 12:52 PM

فهتفت مذعورة وهي تحاول الابتعاد عنه:" كلا، لا تلمسني".
ونظرت إليه غاضبة لتلمح من تعابير وجهه امارات المرح فتوترت شفتاها ثائرة ، انه يظنها سهلة.
فقالت تحاول تغيير الموضوع :" انك تفسد علي برنامج عملي في الواقع".
فأجاب وفي صوته سخرية:" هذا صحيح ، اظن من الأفضل ان نجعلك تقفين على قدميك اولاً، ومن ثم ندخل

المنزل".
قالت تسأله:" ماذا ستظن بنا فتاتك الصغيرة؟".
فقال وقد بدا من عينيه وكأنه يخفي سراً مرة أخرى:" فتاتي..تعنين ابنتي".
وأخذت تتفحص حذاءها بأسف ، فقد تمزق الجلد الرقيق ، ولكن الدهان الجيد سيغطيه بطبيعة الحال.
وأجابته وهي تنفض تنورتها:" طبعاً ابنتك هل ثمة خطأ ما؟".
فقال بهدوء :" انك مخطئة لأن ابنتي تكاد تكون في سنك ، فهي في الثامنة عشرة و متزوجة ولها طفل في شهره

الثالث".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...8b9f26b14c.gif


يتبــــــــــــــــع

شمووووخ 22-02-09 01:05 PM

قمر يالغلا

بليز حاولي تخلصيهاا كوويك

والله دخلت جو معاها بقوووه :$

Rehana 22-02-09 01:58 PM

نــــــــــورتي عزيزتي ..شمووخ

وسعدني أن تكون أول مشاركة لك على صفحات

قصتي المكتوبة ..وإن شاء الله خيررر

Rehana 23-02-09 10:36 AM


الفصل السابع


وشهقت سوزان مذهولة ولكنه كان جاداً وقالت غير مصدقة:" لا..لاأستطيع أن أصدق هذا فأنت لست من النوع

الذي يتزوج فكيف بأن يكون لديك أسرة؟"
فقال بجفاء:" لم أقل أبداً إنني جلست في المنزل أهز الخشخاشة".
فقالت بازدراء:" آه،أب غائب يترك العمل كله للمرأة الصغيرة في المنزل، وهذا هو العمل الذي يقوم به رجل

مثلك".
فقال :" هل نشرع في السير؟ إن هذا سيريح وركك، كما أظن ويمنحك الوقت الذي يمكنك فيه أن تتعودي على

فكرة أنك تتعاملين مع جد".
قالت بلهجة مختنقة وهما يسيران في الطريق متجهين إلى المنزل:" جد..كنت أنا إذن أتعارك مع جد".
ولوت فمها فقد كان الأمر يدعو على السخرية ولكنها رغم غضبها لم تستطع أن تمنع ابتسامة واسعة على شفتيها

كان عليها أن تثور عليه ولكن..
وقال ساخراً:" تباً للتجاعيد".
وقالت بجفاء:"ليس ثمة تجاعيد في وجهك".
فرمقها بعينيه السوداوين وهو يبتسم بمكر قائلاً:" ربما أن السبب هو استمراري في وضع المكواة على بشرة

وجهي".
فهزت رأسها متعجبة وهي تقول:" جد! ماأغرب هذا".
فتوقف عن السير قائلاً بصوت أجش:" هذا غريب ،أليس كذلك؟ لقد ابتدأت بتلقينك درساً، ولكنني وجدت أنك

التي تلقينني ألا تظنين أن ثمة شيئاً خاصاً جداً بيننا ياسوزان؟"
وغمغمت تجيبه:" كلا فهذا غير منطقي وأنت تعرف هذا إن كل شيء يقف ضد إعجاب الواحد منا بالآخر، ولا

أنكر هنا الشعور ...و الرغبة..وسكتت برهة ثم عادت تقول:" يجب أن يكون هناك تفسير منطقي".
فأبتسم برقة لانت معها ملامحه وهو يقول:" لا يوجد تقسير منطقي بالنسبة لتجاذب متبادل بين شخصين ولا

يمكنك أن تفعلي شيئاً إزاء هذا ، ربما علينا أن نقبل بذلك لكي نرى في النهاية إلى أين يقودنا".
أجابته بإصرار:" ليس علينا أن نقبل بذلك مطلقاً، وبطبيعة الحال في إمكاننا التصرف تجاه هذا الأمر ، وأن

يمسك كل منا مشاعره".
ثم أكملت:" ابق بعيداً عني لكي تظفر بما تريد ولابد أن يكون واضحا ًلديك تبتزني لكي تظفر بما تريد ولابد أن

يكون واضحاً لديك أنني أكرهك كما أنك أكبر مني بكثير وعندك ابنة متزوجة، علينا أن ننسى هذا الهراء الذي

يحدث بيننا".
فقال بجفاء يوافقها على ما تقول:" نعم، مهما يكن ما يتملكنا إتجاه بعضنا علينا أن نبتعد عن هذه المشاعر".
هزت كتفيها قائلة ببساطة:" امتحني في ذلك؟".
قتمتم وهو يلتقط حقيبة يدها:" إنه اقتراح ممتع ولكنني سأتجاوز عن ذلك الآن ، هيا دعينا ندخل أولاً لنرى ما

يمكننا عمله بالنسبة لمظهرك المشعث"."منتديات ليلاس



http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 23-02-09 10:46 AM


فصرخت بقلق:" آه هل منظري سيئ إلى هذا الحد؟".
ورفعت إليه وجهها و قالت:" أظنني بحاجة للجلوس".
فسألها ببراءة:" إنك مضطربة قليلاً أليس كذلك؟"
فحملقت فيه غاضبة وهي تقول:" ذلك من أثر السقطة".
فقال:" آه".
لكنها كانت تعلم أنه كان يضحك في سريرته ، وصممت على تمالك نفسها لتذهله بتحليلها الذكي لخطتها العملية و

هكذا بقيت جافة بعيدة عنه يسير بها ببطء و عناية تامة حول المنزل إلى الناحية الخلفية منه.
كانت لديه إسطبل صغير للخيل، وقد جاء سرب من الأوز يرحب بهما ، تقدم لازلو يطردها برفق بينما استندت

هي برهة إلى السياج شاعرة بنوع من الهدوء النفسي لهذا المنظر الجميل.
وكانت رائحة القش و طيور السنونو منتشرة في مخازن الغلال، وكانت هناك هررة نائمة على نفسها في عربة يد

مدهونة وخلف بستان تفاح ناضج استطاعت أن ترى صفوفاً من عرائش العنب تتعاصد فوق التل حيث لا شيء

بعد ذلك سوى الغابة و مزيد من التلال.
وعندما رأته يستدير متجاوزاً سرب البط سألته:" هل المكتب هنا؟"
فأوما برأسه وهو يدفع بمفتاح حديدي ضخم في باب خشبي ثم دعاها إلى الدخول.
كانت تتوقع أن تأتي ابنته إليه راكضة ولكن كان هناك صمت مطبق وكان المطبخ يشابه مخزناً للمؤونة، كما كان

دافئاً مريحاً وتعمه فوضى .
وصرخت بذعر:" لازلو إن هذا مريع بالنسبة إليك فقد سطا اللصوص على المنزل".
فنظر إليها بحيرة ثم أخذ ينقل بصره بين الجوراب المتناثرة و الكنزات والأحذية و القمصان متفحصاً باقات

أعشاب الطبخ وقد اختلطت فوق مائدة المطبخ الخشبية الواسعة وابتدأ ينقل الملفوف والكرز من على أحد

الكراسي.
وقال:" ربما قد تعرضنا فعلاً للسطو".
وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يتناول حبة كرز يتذوقها مستمتعاً وهو يستطرد قائلاً:" هممممم..إنها

رائعة ، إننا لن نعرف أبداً إذا كان ثمة سرقة قد حدثت فعلاً فالمطبخ هذا شأنه على الدوام، ومن الجميل منك أن

تهتمي بذلك".
وابتسم لنظرة الذعر في عينيها وهي تدور بصرها حولها وتابع يقول مطمئناً:" إنه نظيف اجلسي".
فنظرت إلى الكرسي متشككة وتنهد لازلو وهو يتخطى الأشياء المتناثرة على الأرض بسهولة , شخص تعود على

هذه الأشياء سيكون الأمر عنده عادي ،وتناول منشفة معلقة على الجدار ثم نشرها على الكرسي لتجلس عليها.
فشكرته بتزمت ,وهي تجلس، وقال وهو يفتح خزانة الطعام :" سأرى ما بإمكاننا أن نجهز للغداء".
حدقت بدهشة إلى الرفوف الرخامية للخزانة الضخمة، فقد كانت مرصوصة من القاع حتى السقف بجرار

مرطبانات المخللات والمكبوسات وزجاجات عصير الفواكه و المربيات و الخل والزيت..كما كان معلقاً من ألواح

خشبية، السجق الأسود والبصل والثوم و شرائح التفاح و الخوخ و المشمش المجفف..


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتبــــــــــع

Rehana 23-02-09 12:18 PM


وأشرق وجهها لقد أشعرتها هذه الأشياء الريفية الرائعة بالسلوى و الارتياح وسألته:" من يخدم في المنزل هنا؟".
فأجاب ببساطة:" أي منا يكون موجوداً، وجميعنا أحياناً فعند نضج الفواكه أو الخضر، نجلس إلى المائدة نقشرها

أو نقطعها إلى الشرائح أو ننزع أوراقها وأظن هذا يساعدنا على الترابط معاً".
فقالت:" إذن, فأنت تتوقف عن الخشخاشة أحياناً".
فقال مرواغاً:" وهل سبق وقلت أنا ذلك؟".
وكانت تعلم أنه فعل ذلك وأنه يحمي نفسه منها، وداخل نفسها شيء من السرور، فهو يعشق أسرته وهذه نقطة

هامة جعلتها تشعر على الفور بالدفء نحوه .
وقالت تسأله:" أليست ابنتك هنا؟"
فأجاب ببطء وهو يرى نظرتها الحذرة:" لقد طلبت منها أن تتغيب هذا النهار، ولكن لا تقلقي فأنا فقط أردت ألا

يضايقنا الأم وطفلها".
كان واضحاً من الزهو الذي خالط لهجته, أنه يكن لهما حباً عظيماً, إنه رجل محب حتى لو اظهر عكس ذلك نحو الآخرين، ثم قائلة:" إذا أنا لم أقلق لوجودنا هنا بمفردنا فإنني إذن حمقاء".
قال بهدوء:" علينا نحن الاثنين أن نتذكر الغرض من تعاوننا ونحتفظ به أمام أعيننا فهنالك أشياء أريدها ، لها

الأفضلية عندي على ماتخشين منه".
فازدردت ريقها وهي تتجنب النظر في عينيه، وتمتمت قائلة:" إنني أوافق على هذا فنحن الاثنين نعمل في سبيل

نجاحي أنا ,لأسباب جديرة بالثناء، وأنت لأسباب انتقامية".
ورمقته بنظرة جانبية فرأته يخفي ابتسامته فقالت بسرعة:" ولديك سبب آخر يجعلني تحت سيطرتك، أليس

كذلك؟".
فقال ببطء:" حقاً؟".
فشعرت بالحنق و خيبة الأمل وتابع هو قائلاً:"اصعدي إلى الحمام لتنظيف نفسك وهو الأول إلى اليمين في

الطابق الأعلى وستجدين مناشف نظيفة في خزانة البياضات هناك، فاستعملي المناشف غير الملونة لأن البيضاء

هي للطفل، وفي غرفة النوم المقابلة للحمام ستجدين الجوارب الجديدة في خزانة ابنتي".
قالت:" لا يمكنني أخذ أي شيء من مقتنياتها".
فأجاب متكاسلاً:" وكيف سيبدو و منظرك إذا أنت دخلت مصنع الأنسجة هكذا".
وتساءلت لماذا له دائما الكلمة النهائية؟ لماذا هي دوماً منطقية؟ حتى انها لا يمكنها مجادلته دون أن تبدو حجتها

غير معقولة.
وقال:" ألا يبدو المنطق أحياناً مثير للسخط؟"
فنظرت إليه بجمود وهي تقول في نفسها لهذه درجة هي واضحة وشفافة ليعرف ما تفكر فيه، وقررت ألا تعرّض

نفسها لمضايقاته لها، فهو لا يحب شيئاً قدر حبه للشجار، وحملت حذاءها في يدها، ثم خرجت من المطبخ صاعدة

السلم الى الحمام بينما صدى ضحكاته مازال يرن في أذنيها.
وبعد أن غسلت الخدوش في يديها وركبتيها خرجت إلى غرفة النوم التي كانت دُمى الأطفال و الصور منتشرة في

كل مكان فيها، ولم تستطع أن تمنع نفسها من تفحص الصور تلك فزوجة لازلو لابد أن تكون ما بين صور.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 23-02-09 12:26 PM

وجالت عيناها بين الصور و أكثرها تمثل لازلو، وكان واضحاً ان ابنته كانت تتفانى فيه، وطرقت بعينيها هاهي

امرأة عادية قصيرة بدينة ضاحكة الوجه تقف مع لازلو وكل منهما يحمل طفلة، إذن فهما طفلتان! وهاهما أيضاً

في صورة أخرى تبدوان أكبر سناً و تشبهان أباهما بشعرهما الأسود إنما لهما عينا أمهما المتلألئتان الضاحكتان،

أما لازلو نفسه فكان يبدو كما لم تكن لتتصوره أبداً، كان يبدو سعيداً راضياً مزهواً.
واستغرقت في التفكير في ما كانت تظنه عن أناقة ورشاقة زوجته فلم تنتبه إليه إذ دخل الغرفة إلى أن سمعته

يتكلم قائلاً ببطء:" هاقد اكتشفت معرض الوحوش".
واستدارت لتراه واقفاً عند الباب ساخراً كعادته لقد توقعت أن ترى فيه ذلك الأب المزهو وترى العاطفة والرقة

التي بعثتها الذكريات في عينيه، ولكن لابد أنها كانت مجنونة، ذلك أن لازلو بامكانه ساعة يشاء أن يبدل دمه إلى

ذهب وقلبه إلى دولار ينبض في صدره.
وقالت متعجبة و ساخرة:" معرض وحوش! يالك من أب محب".
وسارت نحو الطاولة الزينة بخطوات غير ثابتة وهي تحاول أن تطرد من ذهنها تأثيره عليها..وسألته:" كم يبلغ

عمر ابنتك الثانية؟"
وأجابها:" إن دينا كما سبق و أخبرتك في الثامنة عشرة، ولارا في الخامسة عشرة".
فعادت تسأله ببرود:" هل ياترى تعلمان أن والدهما يبتز الناس؟"
كانت تتحدث وهي تفتش عن جوربين بيدين ترتجفان وذلك بسبب قولها وبسبب قربه منها .
وأجابها بلطف تنذر بالشر:" ابتزاز؟ إنني لم أبدأ بعد ,فما زال أمامنا الكثير".
فاستدارت بسرعة مستندة بظهرها إلى الأدراج وقد بان في عينيها نظرة حذرة..فزدرت بريقها وهي تحاول

الخروج وقالت:" لقد كنت قلت إن هناك الكثير علينا أن نتحدث بشأنه".
فاستند إلى الباب يسد عليها طريق الخروج، وهو يقول متأملاً:" نعم سأنتحدث مطولاً".
وتظاهرات بعدم الاهتمام بما قال، فأدارت له ظهرها و اتجهت داخلة الى الحمام حيث صفقت الباب خلفها ثم

أقفلته من الداخل ، وبعد أن ارتدت جوربيها برزت خارجة من الغرفة، فتنفست بشدة وسمع صوت تنفسها فأطلق

ضحكة كريهة متغطرسة جعلتها تقبض يديها متمنية لو تستطيع خنقه.
لكنها قالت بدلاً من ذلك:" إن التفكير في نقودك الجميلة، وهو وحده الذي يمنعني من طعنك في ظهرك بالسكين".
فقال بلطف بالغ:" ياللصغيرة المسكينة المحبة للمال".
فقالت :" إننا نماثل أحدنا الآخر أليس كذلك؟"
فأجاب موافقاً:" بالضبط إننا متلائمان تماماً".
ومن ثم هبطت السلالم إلى المطبخ وفكرت في أنه اعتاد هذا النوع من الغزل حتى اصبح عنده طبيعة ثانية، وعم

انها كانت فاشلة تماماً في التعامل مع هذا النوع من الرجال فقد كان عليها أن تتذكر أنه كان على الدوام يحاول أن يحتفظ بها تحت سيطرته.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتـــــــــــبع

Rehana 23-02-09 12:33 PM


وفتحت حقيبة يدها ثم أخرجت الأوراق ووضعتها أمامها على المائدة المطبخ بعد أن أبعدت جانباً أطباق الطعام

المغرية التي سبق ووضعها هناك وهي تقول له بجمود عندما ظهر وقد خلع جاكيته و طوى كمي قميصه:" دعنا

نبدأ العمل".
وابتسم وقال مقترحاً:" سنبدأ الآن إذا شئت، فهنالك أمر أو أمرين أريد أن أعرفهما مثلاً، أريد أن أعرف هدفك

بوضوح".
ومد يده يجر كرسياً جلس عليه أمامها، وهو يتابع:" لماذا اخترت البيع بواسطة طلب بريدي؟ وماهو الخطأ في

البيع بالتجزئة؟".
فأجابت بهدوء:" لقد قمت بدراسة فوجدت أن مجال البيع بالتجزئة لا يأتي بأي ربح حالياً إلا اذا كان ذلك بشكل

متصل، حيث أن التسوق في بلادنا يتصاعد باستمرار، وهكذا تكون البداية ضخمة وعند الشروع في ذلك أريد أن

أكون موجودة".
قال بدهشة:" معك حق، وسنتحدث فيما بعد عن مشكلاتك التي تتطلب التمويل، ودعينا نتحدث عن انتاجك ، لقد

قلت في عرضك إنك تريدين أن تنسخي القمصان الهنغارية ، ماذا أيضاً؟"
وكانت على وشك أن تقول له انها لم تتوقع أن تحصل على التمويل من مكان أبعد من البلاد المجاورة لبلدها،

ولكنها عادت فتذكرت شيئاً سبق وقاله عن التمويل فتألقت عيناها ، إن بامكانها في النهاية أن تتغلب عليه.
وقالت بلهجة حلوة:" لقد أوسعت أفقي هذا الصباح فقط وكنت في البداية قد فكرت في أن أبدأ صغيرة من أول

السلم".واتسعت ابتسامتها وهي تتابع:" ولكن مع عرضك السخي يمكنني أن أبدأ كبيرة".
فقال يعترض على كلامها:" لن يكون العرض سخياً الى هذا الحد".
وأجابت:" على العكس فإنك ستكون غاية في السخاء ذلك أننا اتفقنا على أن تأخذ نسبة مئوية مقدارها أربعون في

المئة من الأرباح، وأنا أطلب تمويلاً غير محدود، ففي نيتي استعمال تلك الأموال فير الحدودة، سآخذ ما أريد، هذا

إلا إذا أردت أنت أن تنسحب من هذه الاتفاقية و تستقر على أقل عشرة بالمئة مثلاً؟ إن محادثتنا مسجلة على

شريط، حاول أن تستعمله ضدي فيؤكد ملاحظاتك المتهورة"
فقال يعنفها :" ماهذا إبتزاز؟ ..أخبريني كيف تنوين أن تنفقي نقودي".
قالت:" إنني سأسافر إلى الهند حيث ستسنح لي فرصة لانتاج البنطلونات و السترات العسكرية الضيقة".
فقال ينبهها بهدوء:" حقا هي رائعة ، ولكن الوقت ليس هو الموضوع الأهم ان أغلب البلدان بالإضافة في الاتحاد

السوفياتي تحرص على مراقبة ضبط الكمية، وفي الزمن الماضي كان الزبائن يشعرون بالسرور إذا هم تمكنوا

من الحصول على قميص، ولا أقول على نفس القميص في كل مرة، وبنفس الأزرار و الياقة".
وقالت إزاء درايته الواسعة:" آه، شكراً للمعلومات، وقد فكرت في أن أسافر بعد ذلك إلى الصين ، لأجل بيجاماتهم الحريرية، وربما كيفية صنع ملابسهم الخارجية".
وقال ببطء:" اهدئي ، فإن أمامك الكثير من الكفاح".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 23-02-09 12:42 PM


وابتسم و شعرت هي و كأن سحابة قد غطت وجه الشمس و تذكرت أنه ما زالت هنالك مشكلة ، فهو لم يخبرها

بعد عن ماهية انتقامه النهائي و سألته:" ألا يضايقك أنني سأنفق نقودك بهذه الحرية؟ اذ أن التكاليف باهظة".
فانحنى إلى الأمام واضعاً كوعيه على المائدة وهو يقول:" ثمة شخص هو الذي سيدفع في النهاية كل شيء، إن

عندك خططاً و أنت تريدينني أن أساعدك في تحويلها إلى حقيقة واقعة".
فقالت بارتياب:" نعم ..إن عندي عرضاً لعشر سنوات، لم هذا السؤال؟"
فهز كتفيه مبتسماً وهو يتمتم قائلاً:" كلما ازداد غيظ اسطفان ، أليس كذلك؟"
فأجابت وقد بدا التفكير في عينيها:" نعم"
كان هذا يبدو لها سخيفاً ولكنها كانت تدرك جيداً أنه يعني أكثر من هذا ،وأن هنالك سبباً أهم من هذا بكثير يحمل

لازلو على إفاضة أمواله على مغامرتها، أو التظاهر بذلك، وشعرت بأنه لم يقترف أي خطأ بالنسبة إلى عرضه

عليها ذلك التمويل غير المحدود، ذلك لأن جفنه لم يطرف حين حدثته عن رغبتها في تلك السياحة العالمية، من

الممكن أن يكون قد تعتمد الإدلاء بتلك الملاحظة ليرى إن كانت قد فكرت بذلك من قبل، وهل جعلها ذلك انتهازية

للفرص مثله؟أم أنه يخدعها إذ يقودها في مياه هادئة و باردة لكي يفرق سفينتها؟
وعادت إليه بأفكارها وهو يقول:" السؤال الثاني وهو كم يستغرق الأمر من الوقت منذ إرسال العينات إلى حين

الانتاج؟".
فأجابت:" تسعة أشهر".
وضاقت عيناها وهي تراه يلوح بنسخة من تحليلها النهائي لعرضها المقدم للعمل والذي لابد قد حصل عليه

بالحيلة، وسألته ساخطة:" كيف وصل إليك هذا؟".
فأجابها و كأنه يخبرها بشيء جديد عليها:" إنني ماهر جداً، فقد أقنعت سكرتيرة جميلة بأن تحضر لي نسخاً منه،

إنها فتاة حلوة تأكل كالحصان و تشرب كا لسمكة".
فقالت باشمئزاز:" إنها طريقة دنيئة".
فقال:" وهذا ما قالته هي". لوى فمه للذكرى السارة.
وعاد يقول :" ولماذا هذه الكراسة ذات المئة صفحة".
فقطبت سوزان جبينها بضيق وأخذت تفتش عن قسم معين في عرضها هذا.
وقالت برود:" لقد بحثت الأمر مع شركات نسيج أخرى فبدا لي أن هذا أفضل ما وجدت ، وعندي كثير من

البحوث المتعلقة بالسوق غير هذا الذي بين يديك ، إذا شئت أن تراها, ومؤخراً وضعت خطة لإرساء قسم لأزياء

الأطفال وربما نضيف البياضات أيضاً لذلك أما الآن فأريد أن أركز على أزياء البالغين".
فقطب جبينه وهو يقول:" لا أظنني سأوافق على عمل محدود كهذا ، كيف تنوين التصرف بالنسبة إلى الاقتباس

من تصاميم الأزياء الشعبية؟".
فلم تشأ أن تجادله وقالت:" إن ذلك باقتباس أجمل ما في الزي مع الاحتفاظ بشكله الأساسي، ولكنني سأضع

تفاصيلي الخاصة باستعمال الأقمشة المنتشرة تجارياً". منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتبــــــــــــع

majedana 23-02-09 12:51 PM

تسلم ايدك قمر الليل

بانتظااااااااااااار التكملة

وخلينا نشوفك دايما بالقسم

Rehana 23-02-09 01:05 PM


مالت إلى الامام وقد بدا عليها الجد، محاولة أن تتعامل مع هذا الأمر كأي عرض عادي توجهوه، فلازلو لم يكن

يعني بالنسبة إليها سوى ممول، وعادت تقول:" إن أصعب مافي الأمر سيكون الاختيار، ذلك أنه سيكون أمامي

العشرات من الأفكار يمكنني استعمالها، ولكن عليّ أن أصل إلى اختيار متوزان، وأقرر ما الذي يعجب الزبون

من الماضي ويناسب هذا العصر أيضاً, مارأيك في انتاج برانس من اللباد مثل تلك التي يرتديها الرعاة هنا منذ

مئات السنين؟".
فأجاب بثبات:" إنها لن تباع".
فشعرت بالخيبة، ولكنها عادت تقول:" ولكن القمصان ستباع إذا أدخلنا عليها شيئاً من الزينة التقليدية".
فقال:" ربما، وبالنسبة للحديث عن الأشياء التقليدية هنالك قصة حاكم المدينة صغيرة يلون الأقمشة باللون الأزرق بيده، وذلك في أوقات فراغة، يمكنك أن تشتري هذا القماش فقط بين شهري أيار و أيلول، فهو الوقت الذي يعلقها فيه خارجاً لكي تجف".
فهتفت وهي لا تتمالك نفسها من الشعور بالإثارة:" يالها من قصة رائعة".
و انبثقت في ذهنها فكرة فتابعت تقول:" يمكنني أن أبيع قمصاناً هنغارية باللون الأبيض أو الأزرق و نضع هذه

القصة في كراسة و ستتضمن كل قطعة جملة مثيرة عن تاريخها".
فقال متأملاً:" بالنسبة إلى إشراك الزبائن ..اسمعي سأخبرك شيئاً وهو أن وضع معلومات عن حضارة كل بلد

سيجعلك مرغوبة من المستوردين في الخارج و أصحاب الشأن الذين يعطونك الترخيص و ستحصلين على تعاون

أكثر من كل من يشترك في ذلك ، فإن ذكر تقاليدهم يسرهم ,يا سوزان الملهمة".
و هتفت وهي لا تصدق أن كل ما كانت تريده، هو في طريقه إلى أن يتحقق الآن:" لا أستطيع الانتظار إلى حين

نبدأ ذلك ، فقد تعبت كثيراً لكي أصل إلى غايتي هذه".
فقال:" وكذلك أنا".
وكان في صوته من الحرارة ما جعلها تنظر إليه بسرعة، ثم خطر لها أنه يريدها أن تنجح فقط لكي يغيظ اسطفان ،أما هي تريد أن تنجح بمعونته ولكن هذا من إجل أن يبقى اسطفان و تانيا سعيدين بجهلهما أنهما غير وارثين, وهي ستكون بخير فحياتها ستكون ملئية بالأسفار الرائعة و الاجتماعات ، وساتعود إلى بلدتها حيث مخزن بضاعتها الخاص بها وتكمل عملها من هناك.
وقال لها لازلو بصوت أجش:" إن في عينيك نجوم براقة وأنت تفكرين".
فأجابت بجفاء:" إن لدي الشمس و القمر وكل الكواكب و أشكرك لتمويلك لي، إنني أعلم أن لديك أسباباً غير

سارة جعلتك تساعدني و لكنني مع هذا، مسرورة، طبعاً كان بامكاني أن أحقق طموحاتي بنفسي، ولكنك أسرعت

بي إلى ذلك".
شربا وأكلاوبعد ذلك تناولا القهوة في الشمس، بينما البط و الدجاج يتراكض حولهما وتحت أقدامهما،

وتساءلت عما إذا كانت شعرت بمثل هذه السعادة في حياتها و سرور،فا المكان هادئة ومريح.
ثم قالت:" علينا أن نتحرك الآن".
وتنهدت شاعرة بالكراهية لترك هذه الحديقة الهادئة المسالمة ذات الجو المنزلي ثم تابعت تقول:" علينا ألا نطيل

من انتظار اولئك الذين سيتعاونون معنا".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتــــــــــبع

Rehana 23-02-09 01:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة majedana (المشاركة 1874674)
تسلم ايدك قمر الليل

بانتظااااااااااااار التكملة

وخلينا نشوفك دايما بالقسم



الله يسلمك ..ماجدة


نــــــــــورتي القصة بمرورك


وإنشاء الله ..اكون موجودة دائماً

Rehana 23-02-09 01:19 PM


عندما تحركت لتنهض واقفة، أوقفها عن ذلك بإشارة من يده وهو يقول:" إننا لن نذهب إلى أي مكان ، لأننا لا

نستطيع ذلك".
نهضت واقفة وهي تقول بشيء من السأم:" آه، إننا نستطيع ذلك طبعاً، فلا تفسد الأمور بألاعيبك".
فأجاب باقتضاب:" ليس ثمة ألاعيب، إنه قانون البلاد".
ولاحت على شفتيه ابتسامة ظافرة وهو يتابع قائلاً:" أتعرفين كم يجب أن تكون نسبة الكحول في دمك إذا كنت

تسوقين السيارة في هنغاريا؟".
فأجابت:" كلا".
فقال:" لا شيء".
فقالت تكرر بذعر:" لا شيء؟".
و قبضت يديها بغضب وهي تتابع:" إنك كنت تعلم ولم توقفني عن ذلك..إنك ..آه".
وصرخت وهي تضرب بقدمها الأرض شاعرة بالاحباط، لقد تحطمت و سألته:" إلى متى يدوم هذا حتى يمكنك أن

تسوق؟
فأحاب متشككاً:" أظن..ربما صباح الغد".ورمقها بطرف عينه بمكر...
فشحب وجهها و فهمت من التعبير الذي لاح على وجهه، انه يتوقع منها أن تجهز برنامجاً ترفيهياً، لقد كانت

سجينة فعلاً في منزل منعزل ، وليس هناك سوى كلمته بأن ابنته ستعود، وإذا هي فكرت في الهرب، فإن حذاءها

الأنيق لن يسمح لها بالابتعاد قبل أن تصل إلى أقرب شجرة.
وتمتمت بتعاسة:" إنني أكرهك".
لقد أوقعها في الفخ أخيراً و تخشى ألا يكون هناك نجاة لها هذه المرة، وقالت ببرود:" لقد خططت لهذا الأمر بكل

عناية أليس كذلك؟ تماماً كما تخطط لكل حركة تقوم بها".
فتمتم وهو يميل بكرسيه إلى الخلف:" ألا يعجبك أفكاري على التنظيم؟".
فصرخت فيه ثائرة:" أيها الحقير، لقد حطمت كل شيء ابتدأت به، ما الذي ستفعله بالنسبة للمواعيد التي أخذتها

لهذا النهار؟ هذا إذا كنت تهتم لهذا؟".
فأجاب:" كان عليّ أن ألغيها، وقد فعلت".
واستطاع بصعوبة أن يكبح ضحكة ساخرة كادت تفلت من بين شفتيه، وأخذت تشمله بنظرات الاحتقار، ثم قالت

بحدة:" إن عليّ أن ألقي بك إلى حيث تنتمي خارجاً بين القاذورات، ولكنني سأفكر في شيء أفضل من هذا

لأجعلك تندم على مناوراتك الدنيئة".
ولم يكن بامكانها أن تكبح نار الغضب التي سرت في أواصلها.
فأجاب وهو يسكب لنفسه القهوة:" مع أن فكرة الانتقام لا تعجبك".
فقالت ببرود:" إن عملي هذا سيكون له ما يبرزه تماماً".
فأجاب بصوت كرقة النسيم:" ياعزيزتي سوزان، إن ما تقولينه هو بالضبط ما يقوله المنتقمون جميعاً، فالعدالة

هي وحدها التي تحركهم".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 23-02-09 02:47 PM

ورفعت وجهها مثبطة العزيمة إلى الأشجار التي كانت تعبق بالشذا و النباتات التي كانت تعرش فوق الممر و

الشرفة امام الباب و عبير الزعتر و النعناع و أشجار الليمون و مختلف النباتات التي كانت تطل من بين

الأحجار المرصوفة بها ممرات الحديقة، وكانت حرارة الجو قد أفعمت الهواء بأريج الزيوت الممزوجة برائحة

القهوة التركية العبقة.
وقالت بانفعال:" لقد أمضيت هنا وقتاً رائعاً ولكنك سرعان ما أفسدته فالبيت مريح كما أن الحديقة مثالية".
فقال :" دجاج بالقرفة، ورغيف من الخبز وأنا و حبيبتي في البرية".
فتنفست بعمق وهي تخاطبه قائلة:" اسمع، يا..".
فقاطعها:" إنه شعر لفيتزجيرالد في الواقع".
فقالت غاضبة:" أياً كان اسم الشاعر، فأنا لست حبيبتك، إنني شريكتك في العمل، وأنا نادمة على هذا..".
فقاطعها مرة أخرى قائلاً:" لقد قصدت فعلاً ما فعلته لكي لا نستطيع القيادة، ولكن السبب الأول في ذلك ليس ما

تفكرين فيه".
فقالت متهكمة:" آه، أحقاً؟ أخبرني إذن عن السبب، هل ظننت أنني بحاجة إلى عطلة بعد ظهر هذا اليوم؟ أم

اعتقدت أنه من الجميل أن نطعم البط هذا المساء؟".
فأجاب ببطء:" كل هذا صحيح، ولكن السبب الرئيسي هو أنه قد تكون فكرة جيدة أن أقدمك إلى أسرتي".
فسألته ببرود:" عفواً؟ لم أسمع جيداً".
فلاحت على شفتيه ابتسامة أسبغت عليه رقة وهو يقول:" كلما فكرت في الأمر، أدركت مبلغ حكمتي، إنهم

سيكونون هنا قريباً، الطفل و زجاجة الحليب وكل شيء".
قالت بصوت أجش:" إنني متأكدة من سروري الفائق لمقابلة أسرتك".
وأجاب بلطف:" أرجو ذلك، وطبعاً لابد أنك أدركت الآن أنني لا يمكن أن أكون ناوياً إغواءك في الوقت الذي

أتوقع فيه عودة أسرتي".
وعادت تجلس على كرسيها وهي تشعر بارتباك واضح، كان عليها أن تعتذر و قالت:" إذا كان ما تقوله

صحيحاً..".
فقاطعها قائلاً:" ولماذا لا يكون كذلك؟ إن دينا تسكن هنا، وعليها أن تعيد ميكي إذ حان وقت حمامه، وربما

تتساءلين عن السبب الذي جعلني أريدك أن تشاهديني بين هذه المظاهر العائلية، و الأمر ببساطة هو أنني لا

أريد لعلاقتنا هذه أن تتطور".
فنظرت إليه بارتياب، لقد كان صوته رقيقاً، ولكن لهجته كانت فولاذية، وعندما تلاقت أنظارهما رأت أنه كان

جاداً تماماً فيما يقول بالرغم من ملاحظته تلك التي أجفلتها. وقالت له:" كان من الممكن أن تخدعني".
فأجاب ساخراً:" كنت أستطيع ذلك بالتأكيد، اسمعي ، إنني منجذب إليك جداً ،وأنت منجذبة إليّ ايضاً ،و لا تكلفي

نفسك عناء الانكار".
قال هذا حين رآها تفتح فمها محتجة و تابع يقول:" نحن الاثنين لا يمكننا الإدعاء بغير ذلك".
منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 23-02-09 03:04 PM


فقالت بجفاء:" إنني آسفة".
فقال بنفس الجفاء:" وكذلك أنا ، ترين أنني لا أريد أي امرأة في حياتي".
فصرخت وقد شعرت بجرح في كرامتها:" وكذلك أنا لا أريد أي رجل في حياتي، و أطمئنك بأنني لن أزعجك

بإلحاحي، فأنا لست من ذلك النوع الذي يتعلق بالرجل لمجرد أن قبلها مرة أو مرتين".
فقال بصوت أجش وهو يسكتها بنظراته:" سوزان و أنا أيضاً لست من ذلك النوع الذي يتعلق بامرأة لمجرد أنه

قبلها، ولكننا سنمضي وقتاً كافياً معاً، إذا كنت أريد أن أثير غضب اسطفان إلى القدر الذي يرضيني، وإذا.."
وسكت و كأنه غير عقله بالنسبة لما كان يريد أن يخبرها به، ثم تابع يقول:" إنني أريد أن أنظر بشأن علاقتنا

العملية".
وأخذ يداعب فرو هرة كانت على ركبتيه وهو يتابع:" أريد ذلك أن ينتشر و يذاع".
فتمتمت باستياء:" إنك مصمم على أن تنشر هذا الأمر بسرعة".
فقال:" بغير هذا لا يكون ثمة فائدة من الموضوع، إنما على الأقل علينا أن نجتمع لنتحدث في وضع الخطط ومن

المؤكد إذا أردنا أن نبدأ ستكونين بحاجة إلىّ كي أضع لك كلمة جيدة تلقينها عند اجتماعك بمن سيتعاونون معك

من الذين يمدونك بالأقمشة و الأزرار و الخيوط، لكي تجلسي للحديث مع المديرين لتغيير الرأي في مطالبهم من

النماذج، وسنكون معاً في الأسفار الطويلة".
وتساءلت لماذا يريد أن يفعل كل هذا لأجلها؟ لماذا؟ وتمتمت تقول:" ليس عليك أن تركض بجانبي في كل مرة

أذهب فيها إلى مكان ما".
فأجاب :" بامكاني أن أخصص لك من وقتي اسبوعاً ،أطمئن فيه إلى أنك تقابلين الأشخاص المناسبين، سأكون

بجانبك، فأنه يهمني أن أرفع من صورة المرأة في هنغاريا، و ذلك في ميدان تصميم الأزياء كمثال للأخريات، ولا

تسأليني لماذا؟، إنك لست بحاجة لأن تعرفي".و قال جملته الأخيرة حين حاولت مقاطعته،وتابع قائلاً:" وحالياً،

كل ما عليك أن تضعيه في حسابك هو أننا سنمضي من الأوقات معاً أكثر ما تسمح به الحكمة".
فأجابته بحدة:" هكذا إذن؟".
ولكن خفقات قلبها كانت تتسارع، كما أنها في أعماقها كانت تفكر في أنها لن تنجو أبداً من نتيجة هذه العلاقة

التي ستصبح عما قريب وطيدة.
قال بهدوء:" لا أنت ولا أنا نريد التورط أكثر في هذه العلاقة".
ثم عاد يقول ساخطاً وهو ينظر إليها:"تباً..إنني معجب بك".
واشتبكت أنظاره بأنظارها دون أن يتحرك وقال:" إن نظراتك لي تفضحك وتضعف عزيمتي، و هو شيء ليس

بامكاني تحمله، وقد يجعلني أتجاوز عهودي، والآن بالنسبة إليك وإلى منطقك القوي يجب أن تري أن أمامنا

طريقين للعمل".
فأجابت تسأله:" وكيف؟". وعقدت ذراعيها.
وقال بسخط خفيف:" أتريدينني أن أفسر هذا؟ هذا بسيط جداً، علينا أن نفتش عن طريق تقتل بها وقت فراغنا،

ووجودي هنا محاطاً لحفاظات الأطفال، هو طريقة مناسبة لهذا" وبدأ يضحك.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 23-02-09 03:06 PM

فأجابت بسخط :" أنت عدوي، أنت الرجل الذي فرق بيني و بين أسرتي، وهذا تقريباً أسوأ ما بإمكانك أن تفعله لي، إنك تعلم هذا، إنني لم أدرك ذلك من قبل قط ، لقد كانوا دوماً أحبابي و أصدقائي الذين يسندونني و يحمونني.."
واستدارت إليه غاضبة و قد بلغ بها الانفعال غايته، وهي تتابع قائلة" إذا أنا فقدت عطف أسرتي نهائياً بسبب

علاقتي بك ، فإنني ..إنني سوف..".
ولم تستطع أن تستمر، فقد ملأت الدموع عينيها و خنقتها غصة، لقد كانت تحبهم جميعاً أكثر مما كانت تتصور،

لقد كانوا جميعاً ذوي شأن .. ومع ذلك تمكن لازلو من فصلها عنهم و حدقت فيه بفزع من خلال عينيها المغشاتين

بالدمع، ذلك أنها بصلتها هذه به إنما تعرض للخطر كل ما تحب ، تعرض أسرتها ..لقد ارتكبت غلطة كبرى..

غلطة ربما فات الآن أوان أن تتراجع عنها.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60ae6c81eb.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 24-02-09 02:49 PM


الفصل الثامن


وقال بلطف:" وهكذا نصل إلى الحقيقة وهي انك ستقومين بأي شيء لكي تحمي أسرتك، أليس كذلك؟".
وازدردت ريقها بسرعة، لقد كانت تمنحه فكرة و اضحة عما يستطيع أن يهددها به.
ومال على المائدة يسمرها بعينيه ، لتجاهد ضد مشاعرها ثم هز كتفيه و لمعت عيناه وهو يقول:" سوزان، إنني

أريد أن أعلن لأسرتك نيتنا على الزواج".
تصلبت في جلستها و تجمدت أحاسيسها ولم يبق سوى الغضب و التعاسة وهي تراه يدمر مشاعرها نحوه

بسخريته و تناوله موضوعا مهماً كموضوع الزواج بمثل هذا الهزء.
أجابته ببرود وهي ترتجف:" يالك من حقير ..قذر".
فأجابها آمراً:" إجلسي ستبقين هنا إلى أن تقولي إنك وافقت على الزواج مني ، وإذا لم توافقي ، فسأبقيك هنا بأي

حال، وأبلغ أسرتك بهذا الخبر بنفسي".
فجلست وهي تقول:" لا استطيع أن أصدق هذا لابد أن هناك سبباً ما".
فقال بلطف وهو يخفض أهدابه السوداء إليها:" طبعاً لقد امكنني ترسيخ واقع صداقتنا في ذهن اسطفان و فيكادو،

والآن يجب أن يكونوا مستعدين للخطوة التالية، ويشعروا بالهلع ذلك ألا وهي خطوبتنا، بإمكاني تهديد فيكادو

بإحتمال زواجنا إذا هو لم يوافق على الصفقة الأساسية التي سبق و اخبرتك بها".
فاندفعت تقول ثائرة:" إنني لن أتزوجك، وأنا لا أستطيع أن أخبرهم بأن.."
فقاطعها ببطء:" بل عليك بذلك والإ فلن تري أياً منهم بعد ذلك أبداً".
فسألته بعنف:" ماذا..ماذا تعني؟".
ولو أن أي رجل آخر غيره قال ذلك لضحكت ساخرة ولكنه كان جاداً تماماً، وقال برقة:" أعني هذا بضبط، إنك

ستوافقين على الزواج مني، أو أن أفتح على حياتكم أبواب العذاب..ما سيجعلهم يتساءلون أي انسان شرير أنا".
وشعرت بدوار في رأسها ولكنها تماسكت ، يجب ألا تريه أي ضعف منها، وقالت:" ولكن اقتراح زواجنا هذا

شيء لا يقبله العقل ، انهم لن يقتنعوا أبداً بمثل هذه الفكرة".
فأجاب ببطء:" آه، بل سيفعلون، فالنساء اللاهثات وراء المال يعتبرنني صيداً سميناً، وهم يعلمون تصميمك على

الطواف في أوروبا و العالم".
فقالت:"كلا هذا ليس صحيح ، وأنت تعرف ذلك".
فتمتم مجيباً:" إذن وافقي وإلا سأتصل شخصياً باسطفان في الفندق الذي يقضي فيه شهر العسل لأزف إليه الخبر

السار، وهذا سيفسد عليه شهر العسل".
فتأوهت قائلة:" كلا..لماذا تقوم بمثل هذا العمل؟ أنت قاسي".
فأظلمت عيناها ،وأخذ يقول ببطء:" إن الوضع هو أيضاً قاس".
ونظرت إلى الخطوط التي رسمها التوتر حول فمه وفكرت مضطربة بأنه واقع تحت ضغط كبير و قالت

باحتجاج:" ولكن تظاهرنا بأننا سنتزوج هو أمر ليس ضرورياً".منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...1d222854a4.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 24-02-09 03:05 PM


فقاطعها قائلاً:" من قال أن إنه ليس ضروري بل سنذهب الى مكتب رجل الدين لإتمام الزواج و اذا رفضت

سأجرك أو أحملك حتى يتم هذا زواج شئت أم ابيت.".
فقالت:" إنك مجنون".
فأجاب:" كلا بل مدفوع".
وعندما تخلل شعره بأصابعه لمحت فيه رجلاً حطمه الألم بسبب شيء هو أسوأ كثيراً من مجرد الحسد أو

الأستياء.
وهمست له:" لابد أن تخبرني بالسبب فأنا أشعر أن ثمة شيئاً هو أساسي سأيجعلك سعيد. اذا فعلته فماهو ؟".
وسكتت برهة ثم عادت تقول بصوت متهدج:" عليك أن تدرك جيداً ماالذي تعنيه اسرتي بالنسبة إليّ و عملي هو

المهم جداً عندي إذ أنني وضعت فيه كل آمالي و حياتي، عملي هذا ليس مهماً الآن ، أن الذين أحبهم هم أهم

عندي بكثير، وإن إخفاء نفسك عن اسطفان و الكونتيسة لا يستحق تحطيم أسرتي.. فانتبه إلى أي مدى تدفعني

وحتى الآن أنا أعتبر حبي لأسرتي كقضية مسلم بها،ولكن منذ أن ارغمتني على خلق صدع بيننا اكتشفت مقدار

الحب الذي أكنه لهم، ومقدار حاجتي إليهم جميعاً وأنا متأكدة من أنهم سيشعرون بنفس الشيء إذا كان عليّ أن

أسمح لك بأن تقوم بعملك الكريه هذا وخاصة تانيا إنني أعرف أنها دوماً كانت تقدمنا على نفسها".
فقال بملامح جادة:" ربما أصنع أنا معك جميلاً، بهذا، فإن الأسرة يجب ألا تؤخذ أبداً كقضية مسلم بها، ذلك أنهم

في النهاية سيكونون كل ما تملكينه في هذا العالم ،فهم لن يتركوك ابدا مهما فعلت لأنهم يحبوك اليس كذلك ؟".
ونظرت في عينيه بعينيها الدامعتين، و ظنت أنها قد اكتشفت فيهما عطفاً، وفجأة أخذت تتساءل عما إذا كان من

المناسب أن تخبره عن الطفولة المعذبة التي مر بها اسطفان و اختاها، فربما إذا هي فعلت ذلك ، ورأى هو أن

اسرتها هم مجرد بشر وليسوا أعداء، ربما يلين فيتحدث الى اسطفان ومن ثم يتوصلان إلى نوع من الاتفاق ،

حتى انه ربما ينسى ما يتعلق بالانتقام للماضي.
وقالت بلهجة عاطفية:" الحق معك ، فالإنسان لا يعرف قيمة الشيء إلا إذا كان على وشك أن يفقده، وأنا أعرف

أن أختي ماريان ستتحطم إذا هي علمت أنني سأسبب الأذى لتانيا ، هي و فيكادو".
فقال ببرود:" لا أريد أن أسمع شيئاً عن ذلك الحقير".
وفكرت بسرعة أن اختيارها ذاك كان خاطئاً، اذ كان الأفضل أن تستميله بذكر أبيه ،وبان القلق على وجهها وهي

تتصور إلى أي حد سيتأذى أبوها عندما يعلم بخطبتها المفاجئة، وإلى من؟ إلى منافس اسطفان.
وقالت بصوت أجش:" فليكن لديك شيء من العطف يا لازلو فإن كان أبي مريضاً ونحن نخفي عنه مشكلاتنا، فماالذي سيكون شعوره ، فلقد كافح و تألم طويلاً في حياته، ان القلق سيتملكه و كذلك الأسى إنه رجل طيب ، عندما جاءت أمي لاجئة من هنغاريا فقيرة معوزة أخذها إليه و منحها عملاً وبعد ذلك و قعا في الحب و تزوجا و كانا سعيدين، ليس بإمكانك أن تسبب له الأذى، إنه ابي و أنا أحبه بقدر ما أحببت أنت أباك وقد حطمه فقدانه أمي".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...1d222854a4.gif


يتــــــــــبع

Rehana 24-02-09 03:25 PM



ورفعت وجهها لتنظر إليه مباشرة و هي تتابع قائلة:" إنك لاشك تدرك مدى الفاجعة في خسارة شخص لشريك

حياته، أليس كذلك؟"
فتمتم و عيناه تتألقان:" لا تضغطي عليّ". وبدا على فمه الألم البالغ و أدركت هي أنها قد أصابت الهدف.
وتابعت تقول:" لقد نقل اسطفان سراً، منذ ولادته مثلك أنت ، ولكن حظه كان أقل من حظك، فقد مر بطفولة

وحيدة تعسة، ولم يدرك أي منا أن أمنا كانت قد وعدت بأن تعلمه التقاليد الهنغارية أو أنها تعمدت أن تمنعه من

أن يولع بنا هل يمكنك أن تتصور ذلك؟
فقال ببطء:" لا أريد أن أتصور شيئاً".
فقالت:" بل ستفعل لأنه مثلك تماماً، عاش في مكان الخطأ وفي الزمان الخطأ، متشوقاً الى شيء لم يستطع

الحصول عليه ، ألا وهو حنان أمه و ذراعاها حوله".
فشهق قائلا:" كفي عن ذلك و اخرسي".
ولكن سوزان كان عليها أن تستمر وأن تحطم ذلك الحاجز المؤلف من الكراهية و انعدام الثقة.
وعادت تقول بنعومة:" إنك تظن خطأ ، وتعتقد أنه حصل على كل شيء، ولكنه احتمل أيضاً استياءنا لأننا لم نستطع أن نفهم لماذا تنفق أمنا نقودنا على تثقيفه".
فتمتم لازلو بمرارة:" بينما أنا الذي كان ينبغي أن أن أتعلم إدارة الممتلكات وحل ألغاز اللغة الهنغارية و الطريقة

الصحيحة لكل شيء".
وأجفلت وهي تمتم قائلة:" لم يكن الذنب ذنبنا ان حرمت من حقوق إرثك، كما لا تريده على كل حال ،إنني لا

أفهم".
فقاطعها باقضاب:" ستفهمين في الوقت المناسب، و ستكتشقين ماهو المهم بالنسبة إليّ".
عندها رفعت عينيها إليه، كانت تعبيرات وجهه جامدة وفجأة تغيرت نظراته وكأنه متلهفا ًإلى شيء ما لدرجة جعلته يزيح كل شيء جانباً ومد يديه إلى وجهها وبدا يميل أكثر ويقترب منها وغطى شفتيها بقبلة ناعمة ،و ارادت أن تبعده عنها ولكنها رضخت إليه وعندما ابتعد عنها قال :" أنا آسف ها أنا أُعيد الكرة ".
قالت له:" من الواضح أن لديك أسبابك الخاصة ولابد أن وفاة زوجتك كانت صدمة لك".
أجاب ببطء:" إذا كنت تظنين أن موقفي تجاهك سيلين لمجرد ذكرك زوجتي بلهجة عطف فأنت مخطئة".
فسألته:" هل كنت تحبها؟".
فأجاب :" نعم".
فقالت بلطف:" ولكنك لم تكن تضع خاتم الزواج في أول مرة رأيتك فيها".
فقطب حاجبيه وهو يجيب قائلاً:" لقد تعمدت ذلك حتى لا تتجنبينني وإن خلعي لأحد مقتنياتي القليلة التي أعتز

بها، فهو امتحان لعزيمتي و هكذا سترين أن أي محاولة منك لتليين موقفي بالحديث عن زوجتي الراحلة ستفشل".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...1d222854a4.gif


يتـــــــــبع

Rehana 24-02-09 03:46 PM



فقالت بهدوء:" لقد كنت أقارن موتها بوضعي الخاص، وكيف أخذت تانيا ترفه عني و عن ماريان عندما ماتت

أمنا وجعلتنا نشعر بأم جديدة لنا تحنو علينا فهي تانيا التي سلحتنا بالشجاعة وجعلتنا نفكر في أن الأمر كان أسوأ

كثيراً بالنسبة لأبينا الذي أحب أمنا إلى أقصى حد".
وابتدأ لازلو يجمع الأطباق و الكؤوس بقرقعة عالية، ولكنها كانت تعلم أنه يستمع اليها، وعادت تقول:" هل

ساعدت ابنتك أختها الصغرى لكي تتعود على الوضع وتفهمها مبلغ ألمك أنت عندما ماتت زوجتك؟".
فقال:" ربما".
وشجعها التوتر الذي بدا على فكه وعادت تقول:" لقد كان الأمر صعباً بالنسبة إلى تانيا بقدر ما كان صعباً

بالنسبة إلى ابنتك دينا، لم أعلم قط مبلغ التضحيات التي قامت بها تانيا لأجلنا، ولكنها أزاحت جانباً احتياجاتها

الخاصة لتهتم باحتياجاتنا، انها امرأة رائعة يالازلو".
فقال:" في أوقات المحن يقوم المرء بما يجب عليه فعله و يقوم بما يجده مناسب".
وبقيت الصينية على المائدة وهو يحدق فيها و كأنه يستعيد ذكريات قديمة مؤلمة، واعتصر قلبها الألم لأجله،

فمهما كان أمره فقد تألم لفقده زوجته و كافح في سبيل تنشئة طفلتيه بينما كان يكافح لتأمين مستقبلهما لقد كانت

الحياة صعبة.
قالت بصوت أجش:" لقد نلت نصيبك من الآلآم و كذلك أسرتي، وكانت الأمور صعبة، وقد كافح اسطفان و تانيا

بشدة لأجل سعادتها وهذه هي المرة الأولى التي قام بها كل منهما بعمل لسعادتهما الخاصة، وهاهما في شهر

العسل".
أجاب بهدوء:" وأنا متأكد من أن سلوك اسطفان لابد أن يسبب لها الحزن".
قالت سوزان:" آه ماالذي فعلته يالازلو؟ اذا هي لاحظت عليه انشغال البال أو سؤ الطباع فستظن أن ثمة شيئاً

خطأ ".
فبدا الاضطراب في عينيه الشاردتين وهو يقول:" عليه إذن أن يطمئنها".
قالت بتوتر:" ولكنه في هذه الحال عليه أن يخبرها أنه قلق عليّ أنا، وهذا سيبقيها في حالة شرود من كثرة التفكير، فهي قد أصبحت عملياً أماً لي وهي ما زالت تشعر بالمسؤولية تجاهي".
فقال باختصار:" انك في سن النضوج بحيث تكونين قادرة على تحمل مسؤولية نفسك".
فصرخت قائلة:" آه يا لازلو".
وببطء ارتفعت عيناه إلى عينيها لتجفل للألم الذي لمحته فيهما ولكن حتى خلال تعاستها لمحت بارقة أمل وتابعت

تقول:" أختي العزيزة التي ضحت بنفسها لأجلنا و اعطتني الكثير ، لابد أنها تبكي الآن لأنها تظن أنني

عدت فقذفت بحبها في وجهها و ستظنني من الأنانية والجشع بحيث قبلت العمل مع عدو زوجها، مخالفة تمنياته

التي أوضحها لي ..لا يمكنني احتمال ذلك ..آه ألا يمكنك أن ترى؟ إن ذلك يمزقني".
فقال بصوت خشن:" سوزان ، أرجوك.. كفي عن ذلك".
قالت بتوسل:" ضع ابنتك الكبرى في مكان تانيا ، فلابد أن تأخذ دور الأم و ستعرف كيف أن هذا سيضع

المسؤولية على كتفيها ليحولها في ليلة واحدة من مراهقة لا تهتم بشيء إلى امرأة و أنها لابد كانت تكبح أحزانها

لأجلكم..".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...1d222854a4.gif


يتــــــــــبع

Rehana 24-02-09 03:54 PM

فقال من بين اسنانه:" سوزان".
ويبدو أنه لم يستطع أن يقول اكثر من ذلك و جلس متثاقلاً وهو يقول:" ياللهول".
وفكرت هي بأن هنا فرصة حيث يوجد نقطة ضعف فيه، استجمعت شجاعتها و قالت:" إنني معجبة بابنتك كما

أعجب بكل شخص يواجه الآلآم، إذ أن المرء عليه أن يشعر بالألم أولاً و من هنا يأتي شعوره مع الآخرين، و

الآن اخبرني شيئاً ، هل تقبل بأن يؤذي شخص ما ابنتك، الآن بعد كل تلك التعاسة التي قاستها في الماضي؟".
وتملكتها الدهشة و الاضطراب وهو يقول ببطء وقد قست ملامحه:" كلا، إنني سأحمي اسرتي من أي شخص و

أي شيء، إن اسوأ شيء يمكن أن يقوم به أي انسان لرجل ما، هو أن يسيء إلى أولاده".
فقالت بإنزعاج:" إذن فأنت تدرك هذا، ولا بد أنه بإمكانك استعياب الأذى الذي يتسبب عن تفسخ الأسر".
فأجب بمرارة:" آه، نعم".
فعادت تقول:" فأنت ترغمني على أن أصبح منبوذة، فكيف تتصور شعوري عند ذاك؟ ما الذي ستشعر به أنت

نفسك لو...".
فقاطعها بحدة و ضيق:" اخرسي".
لقد اصابت في نفسه وتراً، وكانت تعلم أن المنطق هو الذي سيفوز في النهاية، تابع و عيناه مليئتان بالألم:" إنني

بخلافك ليس لي خيار أبداً في ما عليّ أن أفعل".
فصرخت بيأس:" هنالك دوماً خيار، ألا يمكنك أن ترى أن ما تفعله بي يناقض حبك لأولادك؟".
فزمجر غاضباً:" كلا" و بحركة سريعة وقف على قدميه دافعاً بكرسيه ليرتطم بالأرض، ثم يتخطى بعنف الأشياء

في طريقه، وأخذت تراقبه متوجسة إلى أن وقف امام حاجز الشرفة حيث أخذ يرمق التلال امامه عابساً، ولكنها

أدركت أنه لم يكن يرى تلك التلال لأنه كان يركز أفكاره عما في داخله من كراهية تجيش بها نفسه و تجعل

كتفيه ترتفعان و تنخفضان بعنف وهو يقول:" إنني أكن لأسرتي بالغ الحب، فأنا أحبهم هم وليس أنت أو أختك أو

صهرك الغالي، إن ابنتي هما أغلى شيء عندي في هذا العالم، إنهما كل من أوليه ثقتي، ليس ثمة أحد أقرب إليّ

منهما، ولن يدخل شخص بيننا أو يسبب لهما الضرر ما دمت أن على قيد الحياة".
فصرخت قائلة:" ولكن هذا هو شعوري أنا بالضبط".
وضربت بيدها على المنضدة بعنف ثم وقفت متجهة نحوه بخطوات واسعة، لتواجهه وهي تقول:" فكر بما تفعله

بنا، إننا من أقربائك سواء أعجبك هذا أم لا ، فتانيا تزوجت من أخيك غير الشقيق الذي دمه نفس دمك ولابد أنك

تشعر ببعض الروابط بيننا و بينك".
فقاطعها بوحشية:" لا أشعر بشيء ..لا أشعر بشيء ..أبداً".
فأهتزت لعنفه هذا و تملكها لخوف من الطريقة التي كان ينظر بها إليها.
وقالت بازدراء:" أيهاالمحتال العديم المشاعر، انك تستعملني للمنافسة في قضية تافهة تريد أن تجربها والتي لا

يمكن أن تكون من الأهمية بحيث تحملك على التخلي عن كل أصول و السلوك فاضل، إنك غني و لست بحاجة

إلى مال وأنت ذو نفوذ و لست بحاجة إلى زيادة في المعجبين لإرضاء زهوك مهما كان بالغاً".
قال بلهجة تنطوي لى التحذير:" حذار من تمادي معي سوزان".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...1d222854a4.gif


يتبـــــــــــــــع

Rehana 24-02-09 04:09 PM



فأجابت ببرود:" إنني سأجازف بالقول إن هذه القضية عبارة عن مغمرة مثيرة إن بإمكانك أن تستمع بها بطريقة

أخرى كأن تقفز من الطائرة من دون منطاد مثلاً".
فقال ببرود أكثر:" إن عليّ القيام بهذه القضية، وأنت ستوافقين على الزواج مني سواء بقيت تناشدينني عاطفياً

طوال أسبوع ، شهر، سنة فإنك لن تستطيعي التأثير عليّ بذلك".
فسألته قائلة:" أخبرني بكل تفاصيل هذه القضية و سبب أهميتها ، اجعلني أفهم كل شيء وأنا على استعداد للحكم

مطقياً في هذا تبعاً للشواهد التي تعطيني إياها، دعني أقرر ما إذا كانت من الأهمية بحيث تستحق كل هذا الذي

تقوم به لأجلها".
فقال بعنف:" لابد أنك مجنونة فأنا لا يمكنني أبداً أن أخبر أي شخص".
فقالت بشدة:" هذا لأنها مجرد نزوة أنانية منك ، انتقام قذر".
فقال:" ياليتها كانت كذلك؟ فلا تهينيني، والإ جعلتك تندمين على ذلك، إنك تلعبين بالنار يا سوزان".
فأجابت بصوت باك:" أعلم ذلك ولكن كلما فكرت في تانيا و في شهر عسلها الذي على وشك أن يفسد أشعر بقلبي

يتحطم هل أنت سادي تستمتع بتعذيب الآخرين؟ هل تشعر بالابتهاج لما تفعله بي".
فأجاب:" كلا".
فهتفت:" فلماذا تفعل ذلك إذن؟".
قال:" لأنني إذا لم أفعل ذلك سيتمزق عالمي".
تمتمت بشفتين شاحبتين:" عليّ أن أبتعد عنك لا يمكنني البقاء هنا وإذا أنا فعلت ، فأنا غير مسؤولة عن

تصرفاتي".
فصرخ قائلاً:" بل ستبقين".
فتمتمت قائلة:" سأهرب".
فأجاب:" لايمكنك الهروب لأن مفتاح سيارتي اخفيته وليس ثمة وسائل مواصلات أخرى".
فحملقت فيه قائلة:" هناك فيرينك الناطور".
فأجاب و عيناه تلمعان:" إنه لا يحسن القيادة كما أنه لا يوجد جيران حولنا فأنت ملتصقة بي و بقرارك".
فقالت بحزن:" إذن فاسمح لي الاتصال بالهاتف لأستأجر سيارة".
فأجاب:" انك ستتعرفين إلى أسرتي، و سأستغلك لأغراضي الخاصة".
وحدقت في عينيه بإحباط هاهي تقع في الحيرة مرة أخرى ما وراء كل هذا؟ الكبرياء؟ و تأوهت شاعرة

بالهزيمة، إنها لم تفهم شيئاً وهو على ماهو عليه من الغموض على الدوام، وابتدأت تجتاز الشرفة متجهة نحو

باب المطبخ ببطءو قدماها تسحقان الأعشاب لقد خطط للقائها هذا مع أسرته لتراه بشخصية الأب وليس بشخصية

المستبد، فقد وجد في علاقته بها ما يشكل تهديداً له.
ورفعت رأسها إذ خطرت لها فكرة رهيبة إن بإمكانها أن تزيد من اقترابها منه بسهولة وهو على استعداد لذلك

على كل حال فبإشارة منها أو تلميح سينهار أمامها، وفارقها هدؤها فبالرغم من كل هذه الأسباب لم تكن تجد من

نفسها الجرأة للقيام بذلك، وقعت أنظارها على شجيرات تتألق فيها ورود حمراء من النوع الذي كانت تحمله تانيا

في عرسها و خنقتها غصة، كانت ترغب بالاتصال باسطفان و تانيا و الاطمئنان عليهما ولكن لم يكن في

إمكانها القيام بهذا العمل قبل أن تكسب لازلو إلى صفها.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...1d222854a4.gif


يتـــــــــبع

Rehana 24-02-09 04:18 PM


وشعرت بوخزة مؤلمة في يدها فنظرت إليها لقد حدث ان تمسكت دون وعي منها بقضيب يسند بعض النباتات،

فخرجت يدها بشريط حديدي شائك يعلوه الصدأ كان يحيط بذلك القضيب ، ودعكت مكان الجرح الدامي بذهن

شارد مشغول بشؤون أخرى، ولكنها لم تعرف كيف تبدأ معه خطتها تلك ، ذلك أنها لم تكن تحسن الغزل و

استدارت لتسير باحثة عن لازلو بعصبية، لتجده قد توغل في الحديقة ووقف عند إحدى الأشجار رافعاً يده يمسك

بأحد الفروع.
ووقفت تخاطيه بصوت خشن:" لا بأس، فقد انتصرت عليّ سأبقى هنا و سأقابل اسرتك و..".
وبقي ظهره متصلباً وهو يقول:" وافقي على الزواج مني".
وبدأ قلبها يخفق ووقفت لحظة لا تستطيع التنفس ومع علمها بأن الأمر لا يعدو أن يكون مسرحية فإن خطورة ما

كان يسألها إياه كاد يذهب بصوابها.
وهمست:" نعم".
فقال:" هذا رائع".
وتنفس بعمق و كأن مشكلاته قد انتهت تقريباً ولكن مشكلاتها هي قد ابتدأت وأمسك بيدها و أدارها برقة ناظراً

إلى راحتها وهو يقول:" إن يدك مجروحة كيف حدث هذا؟".
فأجابت وهي تهتز:" وضعت يدي على شريط صدئ".
فقال :" علينا أن نجد بعض الأعشاب الطبيعية لوضعها على الجرح".
ولم تتمكن سوزان من تركيز ذهنها تماماً فيما كانت تنظر في عينيه شاردة.
وهمس:" آه يا سوزان هل يؤلمك كثيرا ؟ ".
فنظرت في عينيه السوداوين وهي تقول بصوت ضعيف:" إن ذهني مشوش".
ولم تعرف كم بقيا واقفين بهذا الشكل و أعينهما متشابكة كان افتتانها به كاملاً سواء كان عدواً أم لا، مخادعاً

قاسياً منتقماً أم لا، لقد وقعت في غرامه و انتهى الأمر ولم يعد بإمكانها أن تقوم بأي شيء تجاه هذا الأمر.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...1d222854a4.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 24-02-09 04:24 PM

فانكمشت مبتعدة عنه وهي تقول بعنف: كلا لا تلمسني لازلو ولكنه اقترب وضمها إليه ، فجأة تصلب ورفع رأسه

ثم قال:" إنني أسمع هدير سيارة ولابد أنها ابنتي ،يجب أن أذهب سنتحدث فيما بعد، لايمكن أن نستمر على هذه

الحال، فأنا لا أستطيع ابعاد نفسي عنك مهما حاولت لو أن انجذابي نحوك هو مجرد شعور حسي لما اهتممت

للأمر فأنا عندئذ استطيع التصرف، إنما لسؤ الحظ، المسألة أكثر من ذلك..أشعرمعك بفقدان الوعي".
وفي لحظة واحدة كان قد رحل واستندت هي إلى الجدار محاولة استجماع أفكارها وشعرت بأنها ستجن هي أيضاً،

وهذا ما أدخل الخوف إلى نفسها.
وقبل أن تخرج من المخزن وقفت تفكر إن بإمكانها ان تحول لازلو عن نواياه ولكنها لتحصل على ذلك عليها ان

تبذل من نفسها الكثير، ولم تكن متأكدة من أنها ستجرؤ على ذلك، فقد شعرت بغريزتها الأنثوية أن أي ضعف مع

لازلو سيجر معه من العواطف ما سيحيل حياتها المنتظمة إلى حياة مليئة بالفوضى وكان المنطق هو ضد هذا

التصرف الأحمق.منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...1d222854a4.gif


يتبــــــــــع

Rehana 24-02-09 04:30 PM

اعضـــــــــاء ليلاس.. ومحبين روايات عبير

بقية من القصة فصلان..بدي رأيكم بالقصة

لأني أجد حضور كبير للقصة ولكن بدون ردرود

lelian 24-02-09 10:53 PM

2za ma fee rdod haa ma b2ool no 2l 2esq msh7 7loo 2na bdi 2iaki tkmlihaaa pleaseeeeeeeeeee ma tnsenaa mto2eeenn3rflnihai

lelian 24-02-09 11:03 PM

2za ma fee rdod hada ma b2ool no 2l 2esa msh 7loo 2na bdi 2iaki tkmliha pleaseeeeeeeeeee ma tnsenaa mtsho2eeen n3rf nihaita
wsorry 3l glt ali fo22
wy3teki 2lf 3fiaa w27naa m2dreen aljhod 2li btbzli 3shnaa

قطرات لامعة 25-02-09 03:44 AM

رووووووووعــــــــــــــــــــه كملي

reeme 25-02-09 05:53 AM

جمده ممكن تكملى

بنت الخبر 25-02-09 06:57 AM

روعه القصه جزاك الله خيرا

Rehana 25-02-09 08:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lelian (المشاركة 1876678)
2za ma fee rdod hada ma b2ool no 2l 2esa msh 7loo 2na bdi 2iaki tkmliha pleaseeeeeeeeeee ma tnsenaa mtsho2eeen n3rf nihaita
wsorry 3l glt ali fo22
wy3teki 2lf 3fiaa w27naa m2dreen aljhod 2li btbzli 3shnaa


أنا ماقهمت كتير من كلامك لأنها فيها حروف مع أرقام

لكن شكرا لتشجعيك ..ونكمل إن شاء الله القصة

وسعدني مــــرورك

Rehana 25-02-09 08:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطرات لامعة (المشاركة 1876882)
رووووووووعــــــــــــــــــــه كملي

الأروووع مــــــــــرورك ..قطـــرات

نورتي القصة

Rehana 25-02-09 09:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة reeme (المشاركة 1876981)
جمده ممكن تكملى



لعيون الى رد ..اكملها إن شاء الله

نورتي ..ريمي

Rehana 25-02-09 09:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الخبر (المشاركة 1877002)
روعه القصه جزاك الله خيرا



الأروووع مـــــــــــرورك ..بنت الخيرر

وحـــــــــياك الله

Rehana 25-02-09 10:45 AM


الفصل التاسع

وعندما اقتربت من المنزل كانت الضجة التي سمعتها مفزعة للغاية وقد ذكرها هذا بتلك الأيام في الوطن عندما

كان أفراد أسرتها أثناء اجتماعهم في المنزل حول المائدة المطبخ يتكلمون جميعاً في وقت واحد، وشعرت فجأة

بشيئ من الخجل، فإن مقابلة ابنة لازلو لن تكون سهلة، وفكرت بأسى أن ذلك سيجعل من علاقتها به أكثر تعقداً.
وتنفست بعمق ومن ثم دخلت المطبخ و للحظة استمر خليط الأحاديث و حاولت هي أن تتفحص الحاضرين ولكن

قبل أن تنهي ذلك كان الجميع قد توقفوا عن الكلام و أخذوا يحدقون فيها بفضول، وتساءلت عما إذا كان هو قد

أخبرهما أنها خطيبته و تملكها الارتياح عندما لمست من كلماته وهو يقدمها إليهما، إنه لم يفعل ذلك، فقد قال

ببساطة:" سوزان لقد كنت أحدث الفتاتين عن مغامرتك الجديدة ولا أظنهما كانتا تستمعان إليّ لقد كانتا تحدثانني

عما قامتا به هذا النهار".
وقالت إحداهما:" مرحباً إنني دينا و هذه لارا".
وشعرت بالارتباك ولكن حرارة استقبال دينا لها أدخل الاطمئنان إلى نفسها و صافحت سوزان الفتاتين اللتين

حدقتا فيها وقد أشرق و جهاهما بالضحك".
وقالت لارا تعاتب أباها:" إنك لم تقل إنها جميلة جداً".
ولم يجب لازلو و أخذ يفك طفلاً رضيعاً من عربة صغيرة ثم وضعه بين ذراعي سوزان قائلاً:" أعرفك إلى

ميكي".
ونفعلت سوزان بالعاطفة التي سادت ملامح لازلو تجاه الطفل فلم تمانع في تناول ذلك الرضيع الضاحك الوجه

والذي كان ينظر إليها بعينيه السوداوين و اضطرب الرضيع قليلاً فانطلق من فمه دفقة صغيرة من الحليب

وأخذت هي تنظر إليه بينما لم يهرع أحد إليه ليقوم بأي شيء تجاه هذا.
وقالت بعصبية:" إنني لاأعرف التصرف مع الأطفال".
فأجابت دينا:" إنهم كالرجال امنحيهم شيئاً من الاطمئنان و شيئاً من الشعور بالخطر و كثيراُ من الحنان و

ستكونين على ما يرام".
فقال لازلو ساخراً:" يالهذه الحكمة من امرأة صغيرة السن".
ومضى يمسح بمنشفة صغيرة تحت ذقن الطفل بخفة و مهارة.
فردت ابنته بسرعة :" إنك هادئ المشاعر بشكل ملحوظ بالنسبة إلى رجل في شعره قش".
وتبادلت سوزان مع لازلو نظرات ذات معنى بينما انفجرت الفتاتان بالضحك وابتدأت سوزان تقول وقد احمر

وجهها خجلاً:" لقد كنا...".
وقال لازلو ببطء دون اهتمام:" كنا في مخزن غلال وهذا شيء لا يخصك يا فتاة".
وقال لسوزان برقة:" إن ميكي ثقيل فاجلسي ياسوزان" وقادها بيده الى كرسي أجلسها عليه.
تمتمت سوزان قائلة:" عليّ أن أتصل لأخبرهم بتأخري عن العشاء أو ربما أعادتني دينا إلى المنزل فيما بعد".
فقال برقة:" ولكنك سبق ووعدت بالمبيت هذه الليلة هنا لقد اتفقنا على ذلك".
ورأت في عينيه نظرة انذار فانكمشت في مكانها بينما كان يقول:" إذا أنت ذهبتي فسأمضي الليلة كما أظن

باالاتصالات هاتفية".منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 25-02-09 10:49 AM



فقالت بسرعة:" كلا بل سأبقى".
قال:" لابأس في ذلك أليس كذلك يادينا؟ إن علينا أن نخرج باكراً لزيارة بعض الشركات لشؤون العمل".
فقالت لارا وهي تفسح مجالاً على المائدة لتضع طبقاً من الكعك:" حيث أنني أعرفك جيداً أظن أنك ستأخذ

العرض منهم لتمنح الأسهم للعمال".
فقال لازلو معنفاً برقة:" هيا اذهبي وراجعي درس البيانو و سأتصل أنا بالقصر لأجلك ياسوزان".
فقالت سوزان:" كلا أنا التي..".
فقاطعها بصوت منخفض:" بل أنا الذي سأقوم بذلك".
ونظر إليها محذراً ولما كانت ماتزال تحمل بين ذراعيها الطفل فقد أطبقت فمها بضيق، وعندما ترك الغرفة قالت

لارا تنتقده :" إنه مستبد أليس كذلك؟ إنه يحب الحركة لا يكاد يجلس لحظة". وقطعت قطعة ضخمة من الكعكة

ناولتها لسوزان دون أن تضعها في صحن، فمدت هذه يدها التي كانت تسند الطفل و تناولتها منها.
وضحكت دينا قائلة:" إنها تبدو مذهولة قليلاً فهذا هو تأثير أبي على الناس، لاتظني أنه يعاملك بشكل غير عادي

فهذا شأنه مع الآخرين".
فنظرت إليها سوزان بهلع وهي تقول:" نعم اعرف ذلك".
وقالت دينا بسرعة:" كان عليّ أن أدرك من نظراته إليك أنك لست واحدة من اولئك النسوة الرخيصات إنني لم

أره قط من قبل بمثل هذه الرقة منذ وفاة أمي".
ففالت لارا وهي تومئ برأسها بحيوية:" إن أكثر النساء يتلهفن عليه، ألست أنت كذلك؟".
فأجابت بسرعة:" كلا".
وحاولت دينا و لارا إخفاء عدم تصديقهن لها، وقالت دينا بحزم:" لا تقلقي بالنسبة إلينا إن حبنا له يمنعنا من أن

نشعر نحوه بالتملك الأناني، فهو بحاجة إلى امرأة غير عادية ليحبها، إياك أن تؤذيه فقد عانى كثيراً".
ودون أن تلحظ صمت سوزان المفكر أخذت ابنها ثم احتضنته وهي تقول:" إنني ذاهبة لأرقده ثم أغتسل بسرعة

وعندما أجهز لك الغرفة سأناديك فتصعدي و تختاري قميص نوم".
فاحمر وجه سوزان و قالت:" نعم شكراً إنما دعيني أساعدك..".ولكن دينا كانت قد ذهبت.
وقالت لارا:" إنها مثل أبي تحب استلام المسؤولية ولا تقبل تلقي العون، فهما قد اعتادا على خدمة نفسهما

بنفسهما".
فقطبت سوزان جبينها وهي تقول:" فهمت، وكيف تتعاملين أنت مع ذلك الوضع؟".
فابتسمت لارا وهي تقول:" إنني أساعدهما سواء أرادا ذلك أم لا، لقد أطلعتني أمي على هذا السر عندما شكوت

من كوني الصغرى في الأسرة و الأخيرة على الدوام، إنني أعرف طبعاً سبب كفاءة دينا، فهي الكبرى وقد

استلمت المسؤولية بعد وفاة أمنا، و استقلالية أبي العنيدة جاءت من أحداث ماضية، فقد كانت أمي أخبرتنا عن

هذا".
سألتها سوزان:" آه وماهي الأحداث الماضية؟".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 25-02-09 10:52 AM


فأجابت لارا:" لقد كان عليه أن يعيل نفسه عندما تمزقت أسرته، اسأليه عن ذلك ، أظن هذا ما جعله أباً طيباً فهو

يعلم ماذا يعني أن يعيش بعيداً عن الناس، على كل حال فاحتراسه ذاك جعل من الصعب على من هم خارج نطاق

الأسرة أن يدخلوا إلى أي مكان يختص بنا، و يبدو أنك شعرت بأن عنده قلباً بالرغم من تصميمه على جعل هذا

سراً، أما أنا فإنني صريحة جداً مثل أمي، سهلة الانقياد ، كريمة، محبة للآخرين".
وضحكت سوزان ثم سألتها:" إن أمك تبدو جميلة في صورها التي رأيتها".
فأجابت لارا برقة:" كانت أحسن امرأة وكانت و أبي متحابين كثيراً، مسكين أبي، إنه يكبت كثيراً من الحب في

نفسه فنحن غير كافيتين له، وهو بحاجة إلى امرأة تشاركه حياته".
قالت سوزان:" إنك لا تمتنعين عن الحديث عن أمك، ويبدو أنك و أختك تتمتعان بتوزان نفسي حسن".
فأجابت لارا:" إذا كان هذا ، فهو بفضل أبي ، فقد طلب منا أن نتذكرها دوماً بالسرور و نفكر في الأوقات

السعيدة التي قضيناها معاً ، لأن بعض الأسر لم تكن لديهم حتى مثل هذه الذكريات".
وشجعتها ابتسامة لارا المسترخية فأومات برأسها وهي تقول:" لقد ماتت أمي أثناء سنوات مراهقتي وأنا أدرك ما

نوع الشعور عندما تكون الأم هي محور الأسرة".
فقالت لارا بدهشة:" آه، ولكن أبي كان المحور على الدوام، وسيبقى كذلك ، ثم قالت هل تريدين شاي؟".
غابت قليلاً ثم عادت بعد لحظة بكوب شاي و ضعت فيه شريحة من الليمون وهي تقول برقة:" إننا جميعاً نحب

أبي إلى أقصى حد، وكذلك كانت أمي طبعاً، ولو كانت هي التي فقدته، لكان الأمر أسوأ، لأن أبي كان بمثابة

الصخرة لنا جميعاً".
فسألتها سوزان:" هل كان تأثير موت أمك عليه شديداً؟".
فأجابت بهدوء:" من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، فهو لم يفصح عن مشاعره ولكنه توقف عن الضحك، لقد

جمعنا معاً حول المائدة وجعلنا نتحدث عن تعاستنا و غضبنا، قال لنا إنه مهما حدث فهو لن يقدم علينا أي شيء

أو أي شخص، وكان يعني ما يقول".
وابتسمت بمحبة وهي تتابع قائلة:" إننا نتصل به هاتغياً ساعة نحتاجه، وأحياناً كما حدث عندما أوشكت دينا أن

تفقد طفلها وهي حامل في شهرها السابع وسرعان ما قفز إلى طيارته ليأتي إلينا عبر العالم، هذا هو نوعه بين

الرجال، فهو محب معطاء مرح".
وجاءهما صوت لازلو يقول ببطء:" وأكبر ضارب لأفواه الأولاد الثرثارين في العالم".
فارتسمت على وجه لارا ابتسامة عريضة وهي تقول:" ألاتكرهين الطريقة التي يظهر فيها و يختفي؟ لقد تعلم

ذلك من الغجر في روسيا".
فسألتها سوزان بدهشة:" الغجر؟".
فقال لازلو ببطء:" تمارين البيانو يا لارا".
فأجابت بنعومة:" حسناً ومن سيجهز العشاء إذن؟".
فأجاب باختصار:" أنا و سوزان".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 25-02-09 10:56 AM

واتجه نحو الثلاجة يفتحها فقالت لارا:" أنتما الاثنين تحاولان تجهيز العشاء؟ إذا سوف يطول تجهيز العشاء".
وهربت من الغرفة بسرعة قبل أن تصيبها فطيرة الفاكهة التي يسددها لازلو إليها .
ابتسمت سوزان لما قالته لارا، ووقفت مستعدة للمساعدة ولكنها تريد أن تعرف أولاً نتيجة اتصاله الهاتفي فسألته

بعصبية:" ما الذي قلته للكونتيسة؟".
أجابها:" لقد تكلمت مع فيكادو، ويسرني أنه قد ثارت ثورته، لقد اتهمني باختطافك".
فسألته بلهفة:" وهل طمأنته؟".
فأجاب:" كلا بالطبع إنني أريده أن يبقى على قلقه واضطرابه".
قالت:" أتعني أنك قلت له..".
فقاطعها:" نعم لقد قلت له".
فقالت وخفقات قلبها تعلو:" ثم"
فأجاب باقتضاب:" إنه صحافي ولديه مجموعة محترمة من الشتائم إنه يشد شعره غيظاً و لكنني أظن أنه سيقتنع

بما أخبرته به من أنك غير مفتتنة بي".
ورمقها بنظرة طويلة بطيئة، ثم تابع قائلاً:" إنه يظن أن زواجك مني سيكون التعاسة بعينها مارأيك أنت؟".
فقالت:" إنه سيستدعي الشرطة".
فأجاب بابتسامة خبيثة:" ليست لديه فكرة عن مكان إقامتي وعلى كل حال فقد نصحته بألا يفعل ذلك".
فسألته:" وعلى أي أساس كانت نصيحتك له تلك؟".
فأجاب:" لقد قلت له بأنه إذا هو لم يقسم بألا يفعل ذلك فإنني سأتحرش بك وذلك قبل أن تصل إليّ الشرطة".
وقالت مزمجرة:" أيها المتغطرس لماذا لا تخبرني بسبب الحقد الذي تكنه لفيكادو؟".
قال بلهجة مشحونة بالضغينة:" حقد؟ إن الأمر اسوأ من ذلك كثيراً و إلا فماذا تظينني أضيع وقتي؟".
فقالت:" وهذا أيضاً؟ لقد تعبت من ألا عيبك".
قال مكتئباً:" " ياليتها كانت مجرد ألاعيب، و ياليت أبي لم يضع قط قدمه في هنغاريا".
فانفجرت تقول غاضبة:" إن الكونتيسة توافقك على تمنياتك هذه تماماً".
وأجفل لقولها هذا وسألته قائلة بلهجة حزينة:" لماذا لا تترك هنغاريا؟ انس حاجتك تلك إلى الانتصار على

اسطفان و فيكادو واستمتع بحب اسرتك لا غير".
فقال ببطء:" ياليتني كنت استطيع ذلك".
قالت بسخط:" باستطاعتك ذلك، يا لازلو فهذا شيء في منتهى البساطة إذا أن كل ما عليك عمله هو أن تبتعد من

هنا".
فقال بلهجة متوترة:" دعينا نباشر بتجهيز العشاء وإلا فستقوم علينا ثورة".
فتمتمت:" الويل لك".
قال ببرود:" أظن يجب أن نبقي أناساً متحضرين قدر استطاعتنا و ذلك لمصلحة أولادي، فهم قد يدخلون علينا في

أية لحظة، دعينا نتناقش في مسائل عادية".
فقالت بلهجة مشاكسة:" ولماذا لا تريدهما أن تعرفا أنني أكرهك؟".
فألقي عليها نظرة غريبة وهو يجيب:" أريد أن نستمتع جميعاً بالعشاء لا أن نصاب بعسر هضم ،إن المودة التي

تجمعنا ، تمنعنا من أن نمضي المساء بالشجار".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبـــــــــع

Rehana 25-02-09 11:00 AM


فقالت بعد تفكير:" معك حق، سأساعدك في اعداد العشاء ولكن لا تظن أن عدم جدلي معك يعني أنني أوافقك على

ما تقول".
وزمت شفتيها وهي تفكر في موضوع عادي يتحدثان به ورأته يخرج من الثلاجة سلة من الأعشاب فسألته

بفضول:" هل هذه الأعشاب للطبخ؟".
فأجاب:" هي كذلك وهي ايضاً أعشاب طبية".
أخذ يرفع مجموعة تلو الأخرى وهو يقول:" هذه الأزهار للسلطة و هذه الجذور للروماتيزم يعاني منه فيرينك،

فهي تهدئ الألم وهذا لأجل الرضوض، وهذه تطبخ مع السمك، و اللافندر للحمام ، وهذا للطماطم ،و هذا مع

اللافندر لغسيل البياضات، إن الأعشاب هي لكل شيء يخطر على بالك".
توقفت سوزان وهي تقول فجأة:" لاشك أنك تعلمت كل هذا من الغجر، متى كان ذلك يالازلو؟ وكيف؟".
فقال بجفاء وهو يخرج حزمة كبيرة من البراد:" لقد علمني الغجر كيف أعود الى الحياة، هل يناسبك فطائر لحوم

؟".
وقبل أن ينتظر الجواب اشار إلى كيس البطاطا وهو يقول:" هيا باشري بالتقشير".
فعادت تسأله:" متى و كيف؟".
فنظر إليها بضيق ثم قال مقطباً جبينه:" عندما مات أبي كنت مراهقاً حساساً".
وأرخى أهدابه الكثيفة ما منعها من أن ترى أي تعبير في عينيه ، وأدركت من طريقته وهو يفصل رقائق عجينة

الفطيرة، أن قد شرد تائهاً في الماضي.
وقالت تجشعه على الكلام:" ها أنذا أقشر البطاطا".
فأجاب:" حسناً أظن أن هذا الموضوع لا يمكن التحدث عنه كأي موضوع آخر".
وبأسلوب رجل اعتاد أن يواجه أسرة جائعة، وضع الفطيرة في الفرن ثم تناول مقداراً من الجزر من على الطاولة

و ابتدأ ينظفها في الحوض المزدوج بجانب سوزان، وهو يتابع قائلاً:" أدركت موت أبي قبل أن ينجح في المهمة

التي كان يقوم بها و هذا ما جلب العار على اسرتنا بين ليلة و ضحاها، ولا أدري ماذا جرى لجدي".
وصرخت هي برعب:" أتعني أنهما اختفيا فجأة؟".
فأجاب:" لقد اقتيدا إلى مخيم، ولم أرهما قط بعد ذلك".
فقالت برقة:" بينما هما اللذان قاما بتنشئتك، آه يا لازلو، لقد كنت تحبهما أليس كذلك؟".
فأجاب:" نعم".
وساد صمت طويل لم تشأ أن تخترقه، ولكنها أدركت مقدار ما كان يكنه من الحب لجديه، اللذين منحاه طفولة

سعيدة، أدركت ذلك من حبه العميق لأولاده.
وعادت تسأله برقة:" وكيف كان شعورك عند ذلك؟".
فأجاب:" شعرت بالجنون".
ورأت يديه تقطعان الجزر بعنف و كأنه يقطع رؤوس أولئك الذين كانوا في مركز السلطة ذلك الحين.
وسألته بعد برهة:" إذن ماذا فعلت بعد ذلك؟".
فأجاب بجفاء:" اختفيت عن الأنظار، التحقت بقبيلة من الغجر، لقد علموني كيف أعيش خارج البلاد، ألا أثق

بأحد، أن أعشق الموسيقى وأن اخفى مشاعري تعلمت أن أعشق البراري، أن أكره الانحباس في غرفة صغيرة،

وأن أقبض على الأرانب في ثوان قليلة".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبــــــــــع

Rehana 25-02-09 11:42 AM

ونطق بجملته الأخيرة وعلى شفتيه ابتسامة عريضة، لقد أوضح انطلاقه هذا بالكلام الكثير مما في نفسه عادت

تقول:" يبدو أنك قضيت وقتاً ممتعاً".
فأجاب:" كان مكاناً جيداً للتدريب".
وكان يتكلم وهو ما يزال يقطع الجزر إلى شرائح بطريقة تدعو إلى الاعجاب، ولكن بحماس أقل، وتابع يقول:"

لقد عاش الغجر لأنهم تعلموا كيف يفهمون الناس و يقرأون ما بأنفسهم وتقلب طبائعهم وعندما صممت على

تجربة حظي في أميركا، جهزوني بأوراق زائفة باسم لازار، وقد ثبت لي فيما بعد مقدار أهمية تلك الموهبة التي

اكتسبتها في إدارك نقاط الضعف عند البشر وسلوكهم،إن مهارتي في فهم الأسواق المالية، قد أصبحت لدي حاسة

سادسة، فأنا أعرف متى يجتاح الخوف الناس ومتى يحاولون التراجع و حماية ظهورهم، لقد منحني الغجر

مستقبلاً وهذا ما يجعلني ممتناً إلى الأبد كان عليك أن ترتدي مئزراً".
وعادا إلى تجهيز الطعام بصمت لا يتخلله سوى تلك الموسيقى الرائعة التي كانت تعزفها لارا و التي تصل إلى

مسامعهما من خلال الباب المفتوح.
وقالت بهدوء:" إن عزف لارا رائع".
فأجاب:" إنها تريد أن تجعل من الموسقى مهنة لها".
فقالت:" ومن خلال مدرسة لارا للموسيقى، تعرف أنت الناس".
فقال:" إنني أحد اعضاء مجلس الإدارة".
فقالت مفكرة:" انك مليء بالمفاجآت".
فتمتم بمرارة:" فقط بالنسبة لأولئك الذين يصدقون الشائعات الرخيصة".
وقفز قلبها، ربما كان اسطفان و فيكادو على خطأ في نظرتهما إليه.
وسألته بدهاء:" هل عندك تجارب سيئة مع الصحف؟".
فهز كتفيه قائلاً بسخرية:" هناك بعض المتصيدين في الماء العكر ينتظرون، فقد جئت أنا من مكان بعيد وجعلت

لنفسي كثيراً من الأعداء، فهم يفصحون بهذا عن فشلهم إزاء ما يبدو لهم أنه براعة مخيفة في القدرة على الحكم

بالتلميح إلى أن نجاحي إنما هو بواسطة الرشوة و افساد الضمائر لم يخطر ببالهم أن نجاحي ماهو إلا نتيجة

لقضاء الساعات الطويلة في دراسة الأسواق المالية،أو محاولاً استيعاب فكرة شاملة عنها عليك أن تقشري المزيد

من البطاطا".
وكان قد رآها تفتش عن مقلاة واسعة فسألته:" كم شخصاً سيكون على مائدة العشاء؟".
فأجاب:" سيكون معنا زوج دينا، و فيرينك وزوجته..أين انتهيت في حديثي؟ الأسواق المالية؟ نعم، لقد قمت

بعرض رائع في تلك الأسواق وقد وصل الأمر إلى حد أنني لو بعت دولارات جنيهات استرلينية أو ماس

فالآخرون جميعاً يتبعونني في ذلك".
فقالت متأملة:" إن لك سلطة واسعة أليس كذلك؟"
فهز كتفيه وهو يجيب:" ان السلطة تجلب التعب، وهذا هو السبب في تجنبي للظهور إذ يصبح الشخص معرضاً

للتهديد و يبدو أن كلمة الربح قد أصبحت كلمة قذرة".
فقالت:" هذا يعتمد على ما تفعله بنقودك".
فقال:" إنني لا أطوف الشوراع أخبر الناس عن احساني و عطائي للفقراء وهذا جعلهم يفترضون أنني لا أقوم

بشيء من هذا".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 25-02-09 11:46 AM

فقالت بقلق:" ولكن عليك أن تفعل ذلك فأنت تربح الكثير ومع هذا تقول أنك لا تملك أياً..".
فقاطعها بصوت أجش:" إن عندي أولادي ، وفي استطاعتك ان تلمسي مكانتهم عندي أليس كذلك؟" ونظر إلى

حيث كانت صورة كبيرة للأسرة معلقة على الجدار، أحياناً يصبح المكان هنا مثل برج بابل".
ورأت سوزان فيما بعد أن المكان قد أصبح مثل برج بابل فعلاً فقد كان العشاء ممتعاً و كان جو زوج دينا أمريكياً

يتمتع بموهبة ماكرة في المزاج وهو موظف عند لازلو وقد لاحظت على الفور السبب في وقوع دينا في غرامه ،

فقد كانت اكثر نضجاً من سنها وقد شعرت بالتأثر وهي ترى كيف كان لازلو يذعن أحياناً لما يريده ابنته نظرات

مفعمة حباً.
كانت زوجة فيرينك قد أحضرت معها قدراً كبيراً من الحلوى بالفاكهة لكي تضاف إلى الجيلي المصنوع في البيت

وكان واضحاً أن هذا العشاء كان تدبيراً مشتركاً، كانت الفوضى حولها و الضحكات السعيدة و الدفء في ذلك

المطبخ الواسع كل ذلك جعل الحواجز التي أقامتها سوزان حول نفسها تنهار كلياً، لقد كانت فترة لاتنسى فترة

تضيفها إلى ذكرياتها ما بقيت حية.
واستدارات عيناها العسليتان الرقيقتان إلى لازلو برزانة والذي كان قد سأل لتوه ابنته لارا عن رأيها في آخر

تصرف قامت به الولايات المتحدة، وكان كل واحد من الجالسين يساهم برأيه في ذلك ولكنه هو كان مركزاً على

ما تقوله ابنته الصغرى وكأنه أهم من كل تلك الآراء.
وابتسمت فإن تصرفه هذا في جعل ابنته وهي أصغر عضو في الأسرة تشعر بالأهمية لذاتها ،كان في هذا

التصرف ما يدل على مبلغ حبه الأبوي و عنايته وامتلأ قلبها دفئاً تجاهه فقد كانت عيناه مليئتين بالعاطفة العميقة

نحو لارا وكل أسرته.
وجاءها صوت لازلو من وراء الضباب يقول:" سوزان اتريدين مزيداً من الحلوى؟".
وفكرت وقد شعرت برأسها يدور ، انه العصير الهنغاري هو الذي أرهف احساسها إلى هذا الحد فهي تنظر حولها

وتتذكر أسرتها أثناء تناولهم الطعام و اغرورقت عيناها وهما تستقران على وجه لازلو الرقيق الباسم.
ومرت بقية المساء بصعوبة فقد كانت في كل مرة تنظر فيها إلى لازلو كانت ترى مزيداً من الشواهد على رقته

ودفئه وكرمه وروحه المرحة وتجهم وجهها، لكنه يستغلها دون شفقة فهو بهذا أقرب ما يكون شبيه بالحية

الرقطاء.
وفيما بعد أثناء الليل تخلت عن محاولاتها الفاشلة لنفسها للرقاد و صممت على النزول إلى المطبخ لتصنع شراباً

ساخناً يساعدها على النوم ، أي شيء يجعلها تتوقف عن التفكير في لازلو وارتدت معطف لارا المنزلي الواسع،

ثم خرجت من غرفتها على رؤوس اصابعها لتسمع نحيب طفل في الغرفة التي تحاذي غرفتها والتي على بابها

رسوم أرانب و فيلة واسم " ميكي" مخطوطاً بعناية على لوحة معدنية ، وهكذا أدارت مقبض الباب بكل هدوء

لترى ما إذا كان الطفل الرضيع بخير.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 25-02-09 11:50 AM


كان لازلو هناك يهز الطفل الواعي وهو ينشد له بصوت عميق بالغ الرقة، وبينما أخذت تراقبه، أدركت إنها

مغرم بهذا الرجل مهما كانت شخصيته وصفاته و تحركاته، أنها واقعة في حبه .
تفاجأت وهو يقول لها بهمس:" تعالي وانظري إليه".
وتجمدت في مكانها ذلك أنه لم تبدرمنه أي شارة إلى أنه عرف بوجودها في الغرفة وأدركت أن الجواب على هذا

هو عند الغجر الذين سبق و أمضى معهم قسماً من حياته، تقدمت منه تنظر إلى الطفل الراقد وهي تشهق قائلة:"

آه ما أجمله هل ثمة شيء أجمل من طفل نائم؟".
وأعاد لازلو الطفل برفق إلى مهده ثم أخذ يعالج إحدى الدمى المعلقة فوقه وما لبثت هي أن ابتسمت حين انطلقت

منها ترنيمة هادئة شجية.
وأجابها بلطف:" نعم هنالك شيء يماثل ذلك جمالاً إنه أنت في هذه اللحظة".
فتمتمت:" آه لازلو".
ثم أمسك بيدها التي كانت ترتجف و قبلها ثم اقترب منها اكثر ليقبل ما بين عينيها ثم انحنى ليضمها ولكنه فجأة

توقف وابتعد وقال بصوت خشن :" كلا لا يمكننا أن نفعل هذا عليّ ألا أدع عزيمتي تتراخى في ما صممته من

اتخاذك موضوعاً للمساومة",
فقالت بثبات:" لقد سبق و قلت إنني سأمتثل لكل ما تريده مني، لقد سبق لقد سمحت لك بأن تدعي بأننا سنتزوج".
فانحنى لازلو على المهد يقبل و جنة الطفل النائم وهو يهمهم برقة:" آه إنني على استعداد حتى لارتكاب جريمة

لأجله".
فهمست وقد شعرت بالألم في لهجته وهو يقول ذلك:" ما هذا الذي تتحدث عنه يالازلو ما الذي يضايقك؟".
ولم يستطع الجواب لحظة ثم ما لبث أن تمالك نفسه رغم أن صوته حين تكلم كان متوتراً:" إن أولادي مهددون".
فشهقت مذعورة وهي تقول:" آه كلا ، لاأستطيع احتمال أي شيء يحدث لأي منهم".
فاستدار إليها ببطء وهو يقول:" إنني لا أتوانى عن القيام بأب شيء لكي أبقيهم سالمين".
وهمست بعد أن ألقت نظرة سريعة على الطفل الراقد:" آه لازلو".
وفكرت في هذا الطفل شاعرة بموجة من الحب له تكتنفها وهي تتابع قائلة:" إن الذي يفكر في أن يؤذيه لابد أن

يكون معتوهاً".
ورفعت أنظارها إلى وجه لازلو القلق المنهك وهي تتابع قائلة بصوت مرتجف:" إن ثمة كثيرين يريدون

اختطاف أبنا الأغنياء ، ما أفظع هذا، لقد فهمت الآن السبب في عدم رغبتك في الظهور في المجتمعات وفي

اخفائك أولادك هنا، لاأحد يعرف مكانهم أليس كذلك".
فأجاب:" كلا".
وأمسك بذراعها بخشونة وقد أظلم وجهه وهو يقول:" وأنت لن تخبري أحداً أليس كذلك؟ حتى ولا أسرتك، أقسمي

على ذلك ياسوزان".
فصرخت:" بالطبع إنني لن أكشف عن هذا أبداً إنني لن أعرض سلامة أولادك للخطر لازلو ولكن.. ماذا غير ذلك

تقوم به بالنسبة للتهديد ذاك؟ هل أخبرت الشرطة؟".
بدت في عينيه نظرة ألم مزقت قلبها وهو يجيب :" إنني أعالج هذا الأمر".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتــــــــــبع

Rehana 25-02-09 11:52 AM


فقالت بصوت مرتجف:" آه يالازلو، لابد أن الأمر رهيب بالنسبة إليك".
فزمجر بوحشية:" لا تنظري إليّ هكذا".
ودفعها بعيداً عنه بعنف وذهلت لحركته المفاجئة هذه بينما تابع قائلاً:" أظن من الأفضل أن تذهبي إلى فراشك".
فقالت:" ليس الآن".
إن في استطاعتها على الأقل أن تتحدث إليه إلى أن يشعر ببعض الارتياح وعادت تقول محاولة اقناعه:" تعال

نتمشي في الحديقة، إنك بحاجة إلى..".
فقاطعها بخشونة:" لست بحاجة إلى شيء".
تنفس بغضب ثم اتجه إلى الباب وخرج تاركاً إياها و كأنها تقف في وسط زوبعة رهيبة، وإذا بها بعد فترة تسمع

صوت حوافر حصان يبتعد و علمت أنه هو وقد وجد طريقة ينفس بها عن توتره و آلامه وببطء اتجهت عائدة

إلى غرفتها لتنتظر بزوغ الفجر.
وعندما نزلت في الصباح التالي إلى المطبخ لتناول طعام الفطور، كان التعب و الارهاق يبدوان عليها بجلاء،

وإذا كان هو لم يلاحظ الهالتين حول عينيها فهذا لأنه كان مشغول بأخذ لارا إلى المدرسة و دينا و طفلها إلى

زيارة بعض الاصدقاء.
وبعد ذلك أصبحت مع لازلو بمفردهما وتوترت أعصابها للصمت الذي ساد بينهما حتى انها أجفلت عندما تحدث

أخيراً قائلاً:" لقد تدبرت أمر طقمك فقد غسلت زوجة فيرنيك قميصك و كوته" وأشار برأسه إلى المشجب خلف

الباب حيث كانت ملابسها معلقة وهو يتابع:" وستبدين لائقة تماماً هذا الصباح".
فقطبت سوزان جبينها وهي تسأله بدهشة:" هل تعني حقاً أننا خارجان لإجراء مقابلات بشأن العمل؟".
فأجاب وهو يسكب لنفسه فنجان قهوة:" لقد سبق و عقدت معك صفقة".
قالت بصوت أجش:" لا ادري إذا كان في امكاني..".
وقال ينذرها :" إذا أنت رفضت ، فسأرغمك على ذلك".
ونظرت في عينيه بعينيها الكبيرتين متوجسة وقد أحرجها بإصراره هذا، وهمست:" إنك تؤذيني".
وفلوى شفتيه و نهض خارجاً دون أن يمس قهوته و بحركة آلية تناولت طقمها و قميصها و ارتدتهما، وكان هو

بانتظارها فتناول ذراعها و قادها الى الخارج عابساً .
سارت معه مستسلمة لهذا العذاب وقد انتابها الإرهاق و الضعف.
وفي مدينة غايور على شرفة من طراز القرن الثامن عشر محاطة بشبكة حديدية أخذا يتحدثان عن العمل مع

رجال و قورين ذوي شوراب مخيفة كانوا قد اعتادوا لهجة رزينة غير متحيزة ،وكان لازلو قد ذكرها بوجوب

تفحصها لنوع انتاج البياضات التي تحتاجها، ولكن الأمر أخذ وقتاً أطول مما توقعا قبل أن يشق طريقه إلى عقد

صفقة وذلك بالصبر و التمايل الذي أتي ثمرته في النهاية وقد دهشت هي لطريقته الرقيقة و الماكرة في نفس

الوقت في المساومة، كمل دهشتها كذلك لنظراته التي كانت تفيض حباً كلما نظر إليها.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 25-02-09 11:55 AM

وفي سوبرون قرب الحدود النمساوية سارا في الشوراع ضيقة إلى مدينة يعود طراز ابنيتها إلى مئات السنين

ليدخلا مكتباً يشرف على ساحة، وهنا أخذ لازلو يلقي إليها بمزيد من التعليمات عن كيفية تبادل الآراء وبعث

الحماس في الآخرين و المناقشات المقنعة مالم يكن في إمكانها ان تتعلمه طوال حياتها.
وفي النهاية في مصنع صغير في غابة من شجر الزان وقفت وسط قرقعة آلات الغزل تراقب الحائكين لترى كيف

تجتمع في النهاية الخيوط المتفرقة بعملية معقدة لتصبح نسيجاً متماسكاً، وأمامها كان يقف لازلو وقد خلع جاكيته

لشدة حرارة الجو و حنى رأسه الجميل لكي يتمكن من سماع صوت أرملة متشحة بالسواد ، كانت تصرخ في إذنه

لكي يتمكن من سماعها في هذا الجو الذي يموج بضجيج الآلات ، وارتسمت على وجهه ابتسامة العريضة الرائعة

ليطلق دعابة جعلت المرأة تنفجر ضاحكة وبرزانة تامة، أخذت تختبر نماذج من النسيج بأصابعها، الخشن و

الناعم و الملتوي و المستقيم و الأصطناعي و الطبيعي.
كان بإمكان لازلو أن يكون كل شيء لكل إنسان وبالنسبة إليها كان الرجل الذي ربما كانت ستنتظره طوال حياتها

بأكملها ولكنه هو الآن موجود ولكنه لايريدها لنفسه إنما فقط يريد استغلالها.
وسألها فجأة :" هل وقع اختيارك على شيء؟".
فأجفلت وهي تجيب:" نعم".
ولدهشتها الشديدة إذا به أمام الجميع يقول بصوت عاطفي:" فلنذهب إذن ياعزيزتي".
وسأورها الارتباك لسلوكه هذا شاعرة بما يشبه الدوار للعيون التي كانت تحملق فيهما بفضول.
قال بحرارة:" أهئنك فقد قمت بعمل جيد في الداخل، لقد رأيتك تستمعين جيداً و تراقبين ما كان يحدث في الغرفة

كأي صاحب مهنة حقيقية، لقد كنت متمالكة نفسك ،إنني فخور بك ياسوزان".
فأجاب بتردد:" حقاً شكراً لك".
وكان في طريقهما نحو السيارة يمسك بيدها بقوة مما جعلها تشعر بأن هذا هو سبب الهمهمة التي كانت تسمعها

خلفهما و تمتمت وهي تحاول أن تبتعد عنه:" لازلو".
فقال ينبها وهو يزيد من شد قبضته:" إياك أن تبتعدي فأنا أريدهم أن يظنوا أن علاقتنا وثيقة، إن سندي لك

سيساعد في أينزلوا عند كلمتك".
فقالت تسأله:" هل تعني أنهم إذا ظنوا أننا ...".
فأكمل لها قائلاً بصوت أجش:" ظنوا أننا صديقان و عاشقان؟".
فتمتم تقول:" لا أفهم".
فأجاب برقة:" إنك لست بحاجة لأن تفهمي".
لمعت عيناه وهو يقول بصوت منخفض:" إبقي هكذا و إلا خسرت كل ما ربحته حتى الآن".
ثم فتح لها باب السيارة و جلست على المقعد الجلدي الناعم و مازالت تشعر بالدوار ثم قالت له بجفاء:" إن في

ذهنك هدفاً ما".
فأجاب بلهجة ودودة:" ابتسمي و لوحي بيدك ببشاشة و ضعي رأسك على كتفي هيا أفعلي هذا".منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبـــــــــع

Rehana 25-02-09 11:57 AM

ففعلت ورمقها بنظرة ما كانت لتتردد في التنازل لأجلها عن بؤبؤ عينها لو كانت متأكدة من أنه يعنيها فعلاً، ثم

تحركت بهما السيارة و ما أن غاب المصنع عن أعينهما في المنعطف حتى استقام في جلسته ليعود كما كان في

بداية الرحلة بارداً ، صامتاً، شارداً.
وقالت ببرود:" إذا كان نجاحي لن يتحقق إلا بالإدعاء بأنني صديقتك وحبيبتك فأنا لا أريد هذا النجاح".
ووقفت السيارة فجأة حين ضغط لازلو على الكابح بعنف جعلها تقفز إلى الأمام لولا أن حال حزام أمان السيارة

الذي حولها دون ذلك وقال بوحشية:" ستقومين بالعمل بالشكل الذي أريد فهذا سيجعلهم يعتقدون أن ثمة شيئاً بيننا

مما يجعلهم يقومون بكل ما تريدين بأفضل مما يقومون به تجاه "أي شخص آخر".
فسألته بانفعال:" لماذا؟".
فأجاب عابساً:" لأنهم معجبون بي و يحترمونني و يحبونني".
وفكرت هي في أن هذا صحيح فقد جذبهم جمعياً وأدارهم بإصبعه الصغيرو لكنها قالت ثائرة:" ولكن هذا خداع لا

أحبه إنني لن..".
وشهقت وهو يمسك بكتفيها و يهزها وهو يزمجر قائلاً:" وماذا يهمك من ذلك؟ لا شيء في هذا؟ ابتسامة ، نظرة

طويلة، قبلة خاطفة، مابك ياسوزان هل عليك أن تستمري في قذف مبادئك في وجهي؟".
فقالت عابسة:" لا أستطيع أن أوافق على هذه الطريقة".
فسكت و أخذ يحدق فيها و كأنها قد ألقت به بعيداً كلياً ثم قال بصوت خشن وهو يفك حزام أمان السيارة من حوله

بشكل ينذر بشيء ما:" إذن، فإن عليّ أن أعترف بأن ذلك لا يتعلق بالعمل".
وجف حلقها عندما أخذ يلامس شعرها ملاطفاً وقد بدت في عينيه نظرة جعلت قلبها يخفق وقبل أن تتطور الامور

قالت:" إن امامنا عملاً علينا أن ننهيه".
فقال موافقاً:" نعم ، عمل".
فقالت:" الموعد التالي..". و في هذه الأثناء سمعا صوت نفير شاحنة جعلهما يجفلان وعض لازلو شفته قائلاً

بصوت حزين:" أتمنى لو لم يكن لدي هذا الشعور".
فسألته في محاولة لاختباره:" اتشعر في أنك بهذا الاحساس ، إنما تخون ذكرى زوجتك؟".
فصر بأسنانه وهو يقول:" كلا علينا أن نذهب الآن يا سوزان".
وشعرت بالتعاسة و بأنها سجينة مشاعرها نحوه، لقد أوقعها في شرك جاذبيته حتى أصبحت جزءاً من حياته، وإذا

لم تتدارك هذا وتهرب منه في الوقت المناسب ، فإنها لن تنجو بمشاعرها منه ولكن ليس في إمكانها أن تفعل هذا

لأنه عند ذلك سينفذ تهديده ضد اسطفان.
وتمتمت شاعرة بالشقاء:" إنني أكرهك".
فرد عليها ببطء:" وأنا كذلك اكرهك".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d679cab64f.gif


يتبـــــــــــع

bouchra du maroc 25-02-09 01:32 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

nagmt_lil 25-02-09 01:55 PM

انا ما في إلا اقول
It IS SOOOOOOOOOOOOOO Beautful ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

Rehana 25-02-09 05:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bouchra du maroc (المشاركة 1877124)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .




شكرا لمــــــــرورك..عزيزتي

وحــــــــياك الله

Rehana 25-02-09 05:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nagmt_lil (المشاركة 1877138)
انا ما في إلا اقول
It IS SOOOOOOOOOOOOOO Beautful ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,




انت الأروووع ..بمـــــــرورك

دمتي بوود

ناعمة 25-02-09 08:58 PM

شكرا قلبوووو

Rehana 25-02-09 11:22 PM

شكرا لمـــــــرورك..ناعمة

ونـــــــــورتي القصة

dr.poshi 26-02-09 12:34 AM

plzzzzzzzzzzzzzzz kameleha 2amr l lel
3an gad shaw2tena a5er 7aga
we teslame we teslam 2edek

Rehana 26-02-09 03:24 PM

الله يسلمك

دكتورة..نورتي القصة عزيزتي

Rehana 26-02-09 03:32 PM


الفصل العاشر


وأمضت بقية ذلك النهار الطويل تمعن النظر في مختلف انواع الأزرار و الخيوط و التساهلات في التصدير

ومقدار الكميات المصرح بها قانونيا لذلك, وكانت ترغم ذهنها على التركيز لما بين يديها، و في الوقت الذي

كانت تعمل، كان لازلو معها و عيناه و يداه لا تنفكان عليها وكأنما هنالك جاذبية مغناطيسية غير مرئية بينهما.
وقال اخيراً:" اننا عائدان الآن".
وبقيت نظرات سوزان مسمرة باتجاه الأفق حيث كانت الخيول تتراكض ناحية الشمس حيث الغروب وسألته:"

هل نحن عائدان الآن إلى القصر؟".
فأجاب:" كلافإنك ستمكثين في منزل دينا عدة ايام ننجز فيها كل هذه المعاملات".
وألقت عليه نظرة سريعة، ورأت جانب وجهه عنيفاً غير متساهل.
وسألته:" كم يأخذ من الوقت وصولنا إلى هناك؟ لقد سرنا اميالاً واميالاٌ..".
فقال:" كان طريقاً طويلاً وأنا ايضاً قد تعبت من هذه الحالة ياسوزان".
فسكتت و بقيت تنظر الى الظلام يرخي سدوله و أيضاً بالسيارة وهو يدخل القرى شبه المعتمة، وعدة مرات كان

ينحرف في الطريق لافساح المجال لراكبي الدراجات او المزارعين، وقد ادركت مبلغ خطورة الطرق لأن المارة

لم يكونوا ليكترثوا بأضواء اشارة السير، ووضع لازلو شريطاً في المسجل، ثم اخذ يشتم قائلاً:" انه معطل".
ثم اخذ يعالجه وكان غاضباً وكاد يصدم بقرة هائمة وأخيراً تركه وهو يقول لها:" انشدي لأجلي".
فتمتمت بدهشة:" ماذا؟".
فقال:" انشدي ، تكلمي ، افعلي اي شيء والا خرجت عن الطريق، انني متعب و الطرق خطرة واذا لم اتمالك

اعصابي فلابد ان اصدم احداً".
وهكذا أخذت تنشد فإن اي شيء كان أفضل من الحديث، وقد شعرت بالحرج في البداية وكان صوتها ضعيفاً،

ولكن بعد فترة اشترك معها في الانشاد بصوته الرائع الحنون.
ومع هذا بقي في منتهى القلق وهو منحني الى الأمام يحدق في الظلام و يسير ببطء وقال متذمراً:" ان العودة

ستستغرق منا ساعات".
وصرخت سوزان فجأة، فقد رأت عربة على بعد مترمنهما قائلة:" انتبه يالازلو".
واندفعت لتحميه كما مد يده يحميها و أمكنه ان يتفادى العربة بعدة سنتمترات، ثم توقفا على مسافة قصيرة بينما

يتمالكان فيها اعصابهما.
ومرت بهما العربة و حوافر الحصان تخب على الاسلفت بينما كانت قرقعة العجلات الخشبية تتصاعد بصوت

عال.
قال بلهجة متعبة:"لا يمكنني متابعة ذلك".
فأجابت وهي ترتجف:" هذا ما أراه أليس ثمة مكان نقضي فيه الليلة؟".
فابتدأ يضحك بأسى وهو يتنهد قائلاً:" آه ياسوزان ليس هذا ما اعنيه، انك تجعلين من الأمر غاية في الصعوبة

بالنسبة الي، سنطلب الاستضافة في اول قرية نصل اليها".منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 26-02-09 03:38 PM


ومرت الأيام فكان لازلو يمسكها و يضمها امام الناس و عندما يصبحان وحدهما يبتعد عنها ، وكان هو قد جعلها

تقسم على عدم الاتصال هاتفياً بأي من أفراد اسرتها، وقد وافقت على ذلك لأجل الخطر المحتمل الذي سيلحق

بأولاده، ولكنها كتبت إلى شقيقتها تانيا و ماريان تخبرهما عن التقدم الذي احرزته وعن مهارة لازلو التجارية.
ولأنها كانت تريد أن يشاركنها مشاعرها وأن تلطف من العاصفة التي أحدثتها خطبتها المزعومة للازلو، فقد

أخبرت ما ريان عن سلوكه مع أولاده وعن المرح الذي يسود بينهم وعن روعته كأب، وبدا و كأن كل جملة

كتبتها كانت تبدأ بكلمة لازلو.
كانت أيامها ولياليها حافلة بالعذاب وعندما كانت تمارس عملها كانت تقوم بكل طموحاتها ولكن هذه كانت تبدو

فارغة تماماً اذ كان بامكانها ان تستمتع بذلك لولا حبها لهذا الرجل.
وذات مساء عند نهاية عشاء صاخب مرح اذا بها تنهار، لتنفجر باكية مما اسكتهم جميعاً بشكل مفاجئ استمرت

في البكاء غير قادرة على تمالك مشاعرها.
وصرخ لازلو بعنف بكلمة واحدة يشمل بها الجميع:" اخرجوا".
وشعرت بهم يتبادلون النظرات، ثم سمعت الباب يغلق وعلت شهقاتها وكانت تتوقع ان يبدأ بتهدئتها أو ابداء

شيء من العطف على الأقل، ولكنه تركها تبكي بينما جلس جامداً دون حراك وهكذا كفت عن البكاء وقد تملكها

الغضب.
عند ذلك قال بصوت اجش:" والآن فلنخرج من هنا".
فردت عليه بحدة:" لن أخرج".
فقال ببرود:" اما ان أحملك و أخرجك من هنا أو تخرجي بنفسك بحيث يكون لديك بعض الكرامة لنفسك ، فماذا

تختارين؟"
فألقت عليه نظرة حاقدة ثم قالت بتهكم:" اشكرك كم أنت مستبد".
ولكنها وقفت وهي تتعثر خلفه نحو ظلام الليل.
ونظر اليها من فوق كتفه وهو يقول:" انتبهي إلى القنفذ".
فانفجرت تقول بمرارة:" القنفذ".
ومشت سوزان خلف لازلو في سكون هذا الليل االصيفي الدافئ ما ذكرها بتلك الليلة التي تقابلا فيها لأول مرة

في ضوء القمر وجلس على مقعد في الحديقة ثم أشار اليها بالجلوس بجانبه،ولكنها فضلت الوقوف.
وقال بصوت جاف:" لاأظن أن أياً منا بامكانه الاستمرار على هذه الحال اليس كذلك؟".
وبدأ قلبها يخفق فسألته:" أتريد ان تسحب تمويلك لمشروعي؟ أم أنك تشير إلى خطبتنا المزعومة؟".
قال باقضاب:" كلا اريد ان اشرح لك شيئاً من تصرفاتي و اخبرك لكي اشرح لك عن التهديد الذي يتعرض له

اولادي".
فقالت:" آه لازلو، هل هنالك مزيد من هذا؟".
فقال ببطء:" عندما اخبرك عن ذلك لم اكن اعني ان هنالك من سيخطفهم".



http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتبــــــــــع

Rehana 26-02-09 03:44 PM

فضاقت عيناها وهي تقول:" ولكنك قلت..".
فقاطعها قائلاً:" كلاأنت التي قلت ذلك ، وتركت هذا التفسير يمر لأنني لم اكن على الاستعداد لاخبارك بالسبب

الحقيقي والآن علي ان اخبرك بكل شيء وان كان هذا لن يعجبك..".
فقالت غاضبة:" لم يعجبني قط أي شيء قمت به".
فقال:" ان فيكادو هو الذي يهددهم".
فقالت ساخرة:" آه حقاً؟ فهو دوماً يضع على وجهه قناعاً مخيفاً ثم يجبر الأطفال على التخلي له عن حلواهم،

كيف تجرؤ على هذا الاتهام له؟".
وثارت ثائرتها وهي تتابع قائلة:" ان فيكادو وهو أحد أكبر المحبين..".
قال صارخاً بها:" والآن ها انتهيت اسمعيني ولا تقاطعيني فهو امر في غاية الأهمية، فإن لي قرابة العام أعالج

هذا الموضوع، ولن أتركك تدمرين كل ماقمت به، هل تفهمين؟"
وأومات برأسها ثم ابتدأ يقول:" إن فيكادو في طريقه الى نشر كتاب يحوي فصلاً فيه تحطيم كامل لشخصي".
فقالت بحدة:" إذن فالفصل غير خيالي".
قال بوحشية:" هذا ليس مزاحاً، لقد كتب شريكي الماضي كتاباً ينتقم به مني، وكنت قد شكوته إلى المسؤولين منذ

سنتين وذلك باتهامي بالغش و الرشوة و الافساد وهو الآن يقضي مدة عشرة اعوام في السجن في هونغ كونغ".
فقالت وقد بان الرعب في وجهها:" وأنت خائف الآن من أن يكتشف اولادك ان اباهم مجرم، لازلو هل هذا

ممكن؟".
فاجفل وكأنما تلقى طعنة سكين وقال بلهجة عنيفة:" ان اخلاقي هي فوق الظنون، هل يخطر ببالك انه من الممكن

ان اعرض سعادة اولادي الى الخطر بخروجي على القانون؟".
فتأوهت وهي تدفع برأسها إلى الخلف يائيسة:" لاأدري ما الذي يخطر ببالي، لا استطيع التفكير في شيء".
فقال بجفاء:" سأمنحك دقيقة واحدة للتفكير".
وعلى الفور هزت رأسها قائلة:" كلا انك لا تفعل ذلك، انني اعرف هذا..".
وتلاشى صوتها ثم سألته بلطف و الألم يملأ نفسها:" أخبرني كيف حدث ذلك شاركني بالأمر".
قال بصوت خشن:" لقد فكر فيكادو على الفور في ان الكتاب هو متفجرة، ويجب ان يلقى بين ايدي القراء، وهذا

يعني ان نشره واجب، لقد اعترف شريكي لمؤسسته بانحرافه وورطني معه انتقاماً مني لأنني طردته في نفس

اللحظة التي اكتشفت فيها عدم امانته لقد ارسل الي محامو دار النشر نسخة من هذه الاتهامات ضدي لكي ادلي

برأيي فيهاـ فأجبتهم بأنني سأرفع دعوى قضائية".
فقالت:" و بهذا فلن يطبعوا الكتاب، أليس كذلك؟ انهم لن يجازفوا بذلك".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 26-02-09 03:49 PM



فأجاب بحدة:" و لكنني لا أستطيع ان اثبت شيئاً، لا شيء على الاطلاق".
ووقف وكأنه لم يعد يستطيع تمالك نفسه و ابتدأ يتمشى ذاهباً وراجعاً وهو يتابع قائلاً:" لقد ذكر التواريخ

والاجتماعات و الاتصالات و المعاملات وكل ما يمكن ان يثبت صحة ما يقوله بالواقائع، وكانت تلك تدينه هو

وحده فقط، ولاتدينني أنا، هناك مناسبة معينة ليس لدي اثبات عن وجودي في مكان آخر اثناء حدوثها، ولا برهان

آخر عن تحركاتي أثناءها، وقد كنت بمفردي في الغابة ممتطياً حصاني و متجها إلى موعد مع بعض الأشخاص

في الكتلة الشرقية".
وعبس وهو يزم شفتيه ثم يتابع:" وهو كذلك بامكانه ان يقدم برهاناً من المعاملات الداخلية في مبادلات السلع

المخزونة وليس ثمة طريقة يمكنني بها اثبات خطأه، فكلمته ضد كلمتي، وقد سبق للصحف ان زرعت بذور الشك

حول نزاهتي و استقامتي، وسيكون لها عند ذلك مرتعاً خصباً".
فسألته:" وهل اخبرت فيكادو بالحقيقة؟".
قال:" انه لم يصدقني، اتدركين كم كان صعباً علي ان اذهب اليه متوسلاً، ليرفض طلبي منه وقال لي بأن يتوخى

الحذر في ما سينشره عني؟ " وأضاف بمرارة:" ان عند الهنغاريين مثلاً يقول:" يبدأ فساد السمكة من رأسها".
وهذا يعني ان شريكي اذا كان فاسداً، فهذا يعني انني انا مشترك معه، هذا إلى أن اسمي كان قذراً عند فيكادو

الذي يعلم بما كنت سببته من ازعاج لاسطفان".
قالت له:" لقد قلت انك اخفيت مظاهر حياتك الخاصة عن الأعين، ولكن يازلالو، ربما اذا عرف مقدار عواطفك

نحو اسرتك..".
فقاطعها مزمجراً بحدة جعلتها تجفل فزعة:" كلا انني لست من الحماقة بحيث ابدو اضعف مما انا عليه حالياً".
فقالت ضارعة وقد شحب وجهها رعباً:" ولكن ..انهم سيرسلونك الى السجن".
وتابع قائلاً:" او ان علي ان اهرب، وقد عانيت الكفاية من ذلك طيلة حياتي".
وقالت تسأله:" هل فكرت في ان تنذر الناشرين قضائياً؟".
فأجاب بفروغ صبر:" لقد جربت ذلك ففشلت ، ولهذا السبب صممت على استعمالك أنت كسلاح في يدي".
وأغمضت عينيها يأساً لحظة قالت بعدها وهي ترتجف:" لقد ابتدأت افهم، لقد تهدد استقرار حياتك العائلية

وانسجامها ، فكان عليك ان تقوم بأي شيء لكي تحميهم من الأذى ومن الشائعات و تكهنات الصحف".
فتمتم يقول:" وهكذا اهتديت إلى طريقة تجعلك تقومين بما أطلبه منك".
ردت عليه بسخط:" وذلك بتهديدي بكشف هويتك الحقيقية لاسطفان".
فأومأ مجيباً وهو يقول:" ثم اكتشفت مبلغ الحب الذي يجمعك باختك ماريان، ورأيت ان تهديد سعادتك وذلك

بقرنها مع شخص خائن قذر مثلي، كما هو ظنهم بي ، سيملأها خوفاً، وبالتالي خطيبها ايضاً".
فقالت بحيرة:" ان هذا لايبدو تهديداً كبيراً، لقد كان مجرد مغامرة منك".
فتمتم يجيبها:" انها ليست مغامرة كما تظنين".
كانت تشعر بأن ثمة شيئاً مازال يخفيه عنها وقالت وهي ترتجف:" هذه اذن ، هي القضية التي اخبرتني عنها".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 26-02-09 03:53 PM


واستندت بظهرها الى مسند المقعد وقد شحب وجهها، لقد ابتدأ بالتخطيط و التنفيذ وبكل هدوء، لكي ينقذ نفسه

وينقذ أولاده ايضاً وذلك بسبب الظروف التي ستتبع النشر و قالت بصوت ضعيف:" لم يكن عليك ان تساعدني".
فقال باختصار:" لقد تأثرت بك، وأعجبت بعقلك العملي، ولكن هدفي الأول كان ايقاف النشر، وقد كنت دوماً

متردداً و ذلك للأسباب التي سبق و اخبرتك عنها، ولكنني فجأة وجدت امامي خياراً مناسباً تماماً وهو ان اتخلى

عن الأملاك و اللقب ، مقابل الغاء كتاب التشهير ذاك، فالأرض لا قلب لها ، ولكن أولادي لديهم قلوب صغيرة ،

وهم أهم شيء عندي".
قالت ببطء:" كان بامكأنك ان تهدد فيكادو بهذه المعلومات، بدلاً من أن تورطني، كان باستطاعتك ان تخبره عن

رغبتك في تدمير الأملاك كلها اذا..".
فقال برفق:" كلا لم اكن لأدمرها".
فقالت:" ولكنني مازلت لم أفهم لماذا ورطتني في الأمر".
فأجاب:" لقد فكرت في أن فيكادو ربما قال لي ان افعل ما اشاء بالنسبة للأملاك، ذلك انه ربما كان يحب تانيا و

اسطفان، ولكنه ليس مرتبطاً بهما بنفس العاطفة العميقة التي تربطك أنت بهما، فهو لا يمتلك قوة الحب للعواطف

العميقة الملتهبة التي تتملك اسطفان و الكونتيسة تجاه تلك الأملاك، فهو رجل مبادئه هي اقوى من ان تخضع

للابتزاز، فأردت أن أصل إليه من نقطة ضعفه ، و نقطة ضعف الوحيدة كانت حبيبة عمره ماريان، والآن مادمت

لا أريد أن اكون خارجاً على القانون، فلم اكن مستعداً لأن اخطفها او أؤذيها او ان احاول غوايتها، ولهذا فقد

تطلعت إليك بصفتك نقطة الضعف الكبرى لديه بعد خطيبته".
فتنفست قائلة:" لقد فهمت الآن سبب نجاحك في أعمالك، فان عقلك مرن، اذا لم تتمكن تجاوز عقبة ما ، فأنك

تأتيها من ناحية مختلفة، لماذا لم تنتظر إلى حين صدور الكتاب ومن ثم ترفع قضية امام المحاكم؟".
فأجاب بحدة:" لأن أسرتي ستعاني الكثير من القلق و الاضطراب ولأن الوحل سيلطخنا جميعاً، ذلك ان عملي

يعتمد تماماً على الثقة، فاذا انا خسرت تلك الثقة، فسأفقد كل سيطرة على الوضع".
وأدار ليها بعينين متألقتين وهو يقول:" عليك ان تساعديني".
فتمتمت:" وكيف؟".
فأجاب:" بالاستمرار على مانحن فيه الآن فنبقى على الآدعاء بأننا مخطوبان و نخطط للزواج، وقد كان هذا

صعباً بالنسبة اليك اثناء الأيام القلية الماضية ، وعلي أنا ايضاً، ولكن لو انك علمت ماهو قصدي ، ربما لا

تجدين الأمر صعباً إلى هذا الحد، وهذه هي اسبابي على كل حال".
ولوى فمه بجفاء وهو يتابع:" وأنا بحاجة إلى قوة اكبر..".
فقاطعته بعصبية:" كنت أعلم أن هناك شيئاً آخر".
فقال:" هذا حسن أصبحت تدركين الأمور الآن ، انني اريد منك ان تجعلي فيكادو و اسطفان يظنان انك اصبحت

فعلاً صديقتي و حبيبتي و زوجتي المستقبلية".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتـــــــــــبع

Rehana 26-02-09 04:00 PM


فتجمدت لحظة وقد استبد بها الرعب، ثم سألته بخشونة:" هل السبب هو انك معجب بي، ولكن..آه".
وتأوهت وهي تهز رأسها تحاول بذلك استنكار ماقام بفعله تجاهها وتذكرت ما سبق وقاله منذ بعض الوقت" من

ان علاقتهما يجب ان تذاع على الملأ و يتحدث بها الناس.."
وقالت وهي تغلي من الغضب:" يالك من متوحش قاسي كذاب مخادع و غشاش وعديم الأحساس".
فقال:" انني اقوم بأي شيء لأحصل على ما اريد، كما سبق وقلت لك، ولأجعل رجال اسرتك في اشد الخوف و

الاضطراب مما يحدث لك، فأن الرجال معروفون برغبتهم في حماية العذاري الصغيرات في اسرتهم، فكنت أنت

الوسيلة المكتملة لغرضي هذا، فقد شكوت انت نفسك، من اعتبارهم لك طفلة الأسرة، ولاشك أن فيكادو و اسطفان

ينظران اليك بتلك الطريقة هم أيضاً".
فقالت:" ولكنك لم تجبرني على فعل شيء لا أريده".
فاجاب ساخراً:" انك بمبادئك و مثلك العليا تلك، لم تشجعيني على ذلك، وهكذا غيرت خطتي".
فسألته وهي تقفز من مكانها تواجهه:" بماذا غيرت خطتك؟".
فنظر اليها بوحشية متحدياً وهو يقول ببطء:" بمهاجمتك في اعماق عواطفك الأنثوية، وهكذا قدمتك إلى اسرتي

لكي تتأثري بهم عاطفياً و بالتالي تنحازي الى جانبي".
وتجمد دمها وهي تسمع منه تصريحه هذا كل مشاعر الأبوة تلك ووجبات الطعام السعيدة التي تناولتها معهم،

والعواطف التي كان يغرق بها اولاده امامها ، هل كل هذا لم يكن سوى مناورة منه للتأثير على مشاعرها؟
وصرخت فيه بعصبية:" لقد استعملت اولادك؟ لقد كنت تقصد من كل ماقمت بعمله، ان يحدث بي ردة فعل ،

بينما أنا كنت أظن أن اي اشارة قد تصدر مني إلى الحياة العائلية، ستلين من موقفك و تجعلك تهتم لما يحدث لي

و لتانيا لابد أنني كنت مجنونة اذ صدقت هذا".
وادرات له ظهرها بعدما لم تعد تطيق رؤية وجهه مرة أخرى، هل كان كل ماحدث بينهما مجرد محاولات منه

لتليين موقفها؟ واجتاحها فيض من الشعور بالخزي و المهانة.
لقد وقعت في غرام رجل مخادع..
وقالت بضعف:" لقد فات أوان اصلاح ماحدث، ربما إذا أنا تحدثت إلى فيكادو أو إذا امكننا أن نفكر في تقارب

منطقي منه.."
فصرخ قائلاً له:" هل تظنين انني لم اجرب كل الطرق معه؟ لقد قمت بكل شيء، وفكرت في كل ناحية وكنت

اقضي الليالي ساهراً افكر و افكر حتى اوشك دماغي على الانفجار".
وامسكها فجأة بذراعيها وأخذ يهزها بقوة قائلاً:" تباً لك و لمبادئك الأخلاقية الانكليزية وافقيني على فكرتي هذه

أو ارفضي فتدمرين أسرتي ، أليس لك قلب؟".
فهمست:" آه اتركني أرجوك".
ثم قالت بمثل قسوته:" ولكنك كنت تدمر اسرتي أيضا".
منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتبــــــــــع

Rehana 26-02-09 04:04 PM

فأجاب :" كان ذلك سيكون مؤقتاً بينما اسرتي ستتدمر نهائياً".
اتدرين ما الذي ما الذي سيفعله هذا بدينا؟ ربما تبدو ابنتي لك قوية مقتدرة ولكن هذا فقط لأنني ، أنا وزوجها

نمنخها الحماية و الاستقرار، فاذا انا سقطت فان اعمالي كلها ستتحطم و كذلك عمل جو زوجها حيث انه يدي

اليمنى في اعمالي و سيكون عليها ان تمسك وحدها امور الأسرة، لارا، ميكي..".
فقالت متوسلة:" لقد جعلتني احبهم جعلتني ابتهج بوجودي بينهم ايها القاسي، ارجوك ألا تحزني بهذا الشكل".
فقال عابساً:" بل عليك أن تشعري بالحزن ، اذ لا اظن ان لديك فكرة عن خيوط المصير التي امسكها بيدي ذلك

ان ملايين من الناس وفي كل أنحاء العالم سيلحق بهم الافلاس او يفقدون اعمالهم ،والبعض منهم سينتحر، ان

الأحداث التي ستنتج عن سقوطي ستكون بالغة الأهمية ، هذه هي مسؤليتي في الحياة، وذلك هو السبب في أنه

يجب علي ألا ارتكب اي غش او احتيال، لأنني لن استطيع بعدها ان اعيش مع نتائج وصدى ما سيحدث انني

احمل على كتفي مصائر اعداد لا تحصى من الناس، هذا عدا عن مستقبل اولادي".
قالت تحدث نفسها لقد تمزقت بسببه حياتها العائلية المنتظمة البالغة الانسجام كما جرها إلى عالمه المعقد .
وجعلها التقزز الذي بدا في عينيه تنكمش خوفاً وهو يقول:" و بالرغم من كل ما اخبرتك به، مازلت تتردين؟ لا

تريدين الادعاء بانك مغرمة بي، لأن هذا غير صحيح، إذا أنت لم تسانديني الآن، وتمزق عالمي أشتاتاً، فأنني

اقسم ان أراك وأرى كل فرد من أسرتك في لهيب الدمار قبل أن أحترق انا به".
قالت:" لا استطيع التفكير، لماذا حدثتني بكل هذا؟ كيف بامكاني تركيز افكاري مع كل هذا الاضطراب الذهني

عندي و الذي يجعلني ادور دون ان اصل الى شيء؟".
فقال بخشونة:" انك تشعرين نفس شعوري الآن".
فقالت باكية:" صدقني انني لا أعرف ماذا افعل".
وبعد ان أخذ يراقبها وهي تنخرط في بكاء شديد بعض الوقت جذبها بيده ومشى ، ولم تكد تعي كيف اصبحت في

سيارته، بعد ذلك أخذت تنظر في أعماق الليل بينما لازلو يتمتم بعنف في هاتف سيارته، وعندما تركا السيارة،

ورأت انهما متجهان نحو طائرة صغيرة خاصة، عند ذلك فقط انكمشت متراجعة رافضة التقدم خطوة واحدة.
وقال عابساً:" انني سأعيدك الى منزلك، حيث يمكنك التفكير كما يحلو لك".
فسألته بتلبد:" منزلي؟".
فأجاب:" ديفون".
ودخلها الارتياح على الفور وهي تفكر في ديفون، فهي ستجد هناك الحياة الطبيعية مرة أخرى.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتبـــــــــع

Rehana 26-02-09 04:07 PM

ثم استقلا الطائرة بصمت ، وبعد ذلك بمدة هبطا في ايكسيتير، فاستأجرا سيارة لكي تجد نفسها بعد ذلك امام منزل

اسرتها الحبيب، وبينما كان يضع لها المفتاح في الباب لاحظت ان يده كانت ترتجف، ودون ان ينطق بكلمة فتح

الباب و أضاء النور وقف لحظة، ثم تراجع إلى الخلف وهو يقول:" وداعاً ".
فصرخت مضطربة:" لازلو".
تجاهلها وعاد إلى السيارة ثم ركضت هي خلفه تهتف به:" ماالذي تعنيه بقولك وداعاً؟".
فأجاب:" ان لدي شعوراً بأنني سأواجه هذه المشكلة بمفردي".
وكان صوته من الارهاق و الهزيمة ما لم تلمسه فيه من قبل.
وقالت :" لحظة واحدة".
وفكرت في أن أمامها خيارين، مثل ماحدث مع الكونتيسة التي وازنت بين الأمور لتختار بعد ذلك الأصلح ولكن..
وقال لازلو بضيق:" لا يمكنني الانتظار هنا بينما أنت تضربين اخماساً لأسداس، قومي بهذا وحدك فيما بعد،

وأظنني اعرف جوابك مسبقاً وداعاً يا سوزان".
وراقبته وهو يسير ببطء إلى السيارة وسرعان ما دخلها الرعب ، انها لا يمكن ان تكون سعيدة ابداً من دونه ، ان

عليها ان توقفه عن الرحيل بأي شكل كان..
وتوسلت اليه ضارعة:" لا تذهب ليس ..ليس ثمة احد هنا، فأبي مايزال عند الكونتيسة في القصر، لا يمكنك ان

تتركني هنا وحدي..".
فأجاب ببرود:" شاهدي التلفزيون".
فعضت شفتها وقد يئست من منعه، لن تراه بعد الآن ابداً، ووقف قلبها عن الخفقان ، إنها تحبه يجب ألا تتركه

يرحل وهمست بضعف:" ابقى هنا"
فتمتم قائلاً:" لاشيء هنا يجعلني أبقى".
فقالت دون تفكير:" أنا هنا".
ورأته يقف بسبب كلماتها ولكنه تابع السير، وركضت حول السيارة بذعر وامسكت يده ، فقال بخشونة وهو يبعد

يدها:" كلا ياسوزان".
فصرخت يائسة:" ولكنني احبك ..احبك بكل جوراحي".
فقال بنفس الخشونة:" كلا ، هذا غير صحيح".
فصرخت باصرار:" بل هو صحيح".
فعاد يقول:" كلا".
فحدقت فيه لحظة وهي تتمتم:" بل أنا أحبك".
فقال:" لايمكنك ذلك، فلا تكوني سخيفة، ان امرأة مثلك من قرية صغيرة في الريف الانكيزي لا تحب شخصاً

مخادعاً كاذباً مثلي و..".
فقالت تقاطعه:" انها ليست قرية صغيرة، انها فدان ،ارض بالغة الأهمية".
ودفعت شعرها إلى الخلف وهي تنظر اليه من تحت اهدابها، ولكنه تابع يقول:" وأنا كبير السن بالنسبة اليك وأب

لابنتين..وكذلك أنا جد..".
فتمتمت بسرور:" وهذا أكثر شيء إحبه فيك، لم يعد لديك اي عذر الآن".
فقال بصوت خشن:" أ أنت متأكدة سوزان ".
فقالت:" نعم متأكدة ".
فقال:" لا استطيع ".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 26-02-09 04:12 PM



فقالت:" لازلو سأفعل كل ما تريده مني واتوسل الى فيكادو و ماريان بأن يستمعا إلى كل ماتريد قوله، سأساندك

في كل ماتريده، اخبرهم بأننا سنتزوج، اخبرهم بأنك ستنسحب من ..ستنسحب من حياتي اذا هو الغى نشر

الكتاب".
وازدردت ريقها، انه سيتركها في هذا الحالة، إنها تحفر قبرها بيدها، ولكن سمعته و اسرته ستنجوان و

سيظهرالعدل، ماذا هناك غير ذلك بامكانها القيام به؟ ان حبها ليس له نهاية.
وبعد ذلك بلحظات، اخذت ترتجف تناول جاكيته يغطي بها ذراعيها، ورغم كل المشكلات التي كانت امامهما، فقد

شعرت بالأمان لوجودها معه هذه اللحظة، وازاحت جانباً الألم الذي كانت تعلم انها ستعانيه فيما بعد ذلك لأنها

كانت تعرف انه سيبقى معها لسببين الأول لكي تساعده على عدم نشر الكتاب، والثاني لأنه معجب بها، ومتى

تساعده زال هذان السببان فإنه سيرحل بتأكيد، وترنحت وهي تشعر بالدوار.
وقال لها بصوت خشن:" انك متعبة وتشعرين بالبرد، ادخلي إلى البيت وأنا سأذهب إلى الفندق لأبيت الليلة..".
فقاطعته قائلة:" ثم في الصباح نعود إلى هنغاريا".
فضاقت عيناه وهو يسألها:" وهل ستقومين بما أطلبه منك؟".
فأجابت:" نعم، سأفعل ذلك".
وعند الصباح تأخرا في الرحيل لأن منطقة المروج الخضراء كانت في ابهى حالاتها، واخذته سوزان الى مكانها

المفضل حيث بامكانها ان يشاهدوا المروج الخضراء الممتدة اميالاً عديدة.
وتمتم لازلو برهبة:" يالهذا الجمال، لا عجب في حبك لهذه البقعة الى هذا الحد، انني اشعر بأن ثمة فسحة هنا".
ووقعت عيناه على خيول تتراكض فوق التلال ببهجة عارمة وقال:" فسحة للتنفس حيث السكون لا يخترقه سوى

طيور القنابر و السنونو و خرير النهر".
قالت برقة:" انني مسرورة لاعجابك به".
وقال بلطف:" يمكنني ان اكون سعيداً هنا".
فنظرت اليه وقد فاضت مشاعرها بالرقة وحدثت نفسها من ان ذكرى هذه اللحظات لن تبرح خيالها وهمست

تقول:" انني احبك".
رفع وجهه متوتراً ثم قال:" يجب ان نذهب الآن".
أومأت برأسها ، ثم اعدت نفسها للسفر، وعندما وصلا بعد الغداء بقليل، اتصل لازلو هاتفياً ليرى ما اذا كان

فيكادو في منزله، ليكتشف انه في القصر عند الكونتيسة.
وعندما توجها إلى هناك، شعرت سوزان باعصابها تتوتر،وعندما رأت الكونتيسة صرخت وهي ترتجف ملقية

بنفسها بين ذراعي الكونتيسة المرحبتين بها، قالت بحنان:" آه ، ياعزيزتي الكونتيسة ، أين ..أين ماريان؟".
فأجابت الكونتيسة:" إنني مسرورة برؤيتك في النهاية، لقد ظننا أنك تعمدت البقاء بعيداً عنا يا طفلتي، ان ميريان

في بلغراد".
والتفتت الكونتيسة إلى لازلو قائلة:" صباح الخير ياسيد لازار".
فقال وقد توتر جسمه:" كونتيسة آنا..لقد جئنا لرؤية فيكادو".
أجابت:" ستريانني أنا أولاً".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتـبع

Rehana 26-02-09 04:15 PM


وبكل أبهة وجلال اتجهت بسوزان نحو مكتبها، فغضب لازلو وقال للكونتيسة:" لا أريد أن أراك، فإن لدي عملاً

مع فيكادو فقط".
فأجابت الكونتيسة بهدوء:" قد يصبح عملك معه اكثر يسراً بعد أن تستمع إلى ما سأقوله، ترى أننا جميعاً كنا

قلقين بشأن انضمام سوزان إليك..".
فهتفت سوزان بفيض من المشاعر:" إنني أحبه كونتيسة ".
فأجابت الكونتيسة برقة:" هذا واضح من رسائلك، ولهذا قمت بفحص أحواله".
وتصلب جسد لازلو ولم ينبس بكلمة ، فانتظر صامتاً مرتاباً، وبعد أن دخلوا المكتب شرعت الكونتيسة تقول :"

لقد وجدنا جميعاً أنه من الصعوبة فهم ما اكتشفته".
وتابعت الكونتيسة كلامها بوقار بعد أن ألقت على بعض الأوراق على مكتبها:" أرى أنك مشترك في تشجيع

حقوق المرأة، وقد قمت بالتزامات ثقيلة من وقتك الثمين نحو حركة حقوق الانسان، وأنك تقوم باستثمارات

أوروبية و أميركية في هنغاريا وفي بلاد أوروبا الشرقية".
فسألها وهو يقطب حاجبيه:" وكيف اكتشفت كل هذا".
فأجابت بكبرياء:" انني الكونتيسة آنا هوزار، وإن لي علاقة بكل شخص مسؤول".
وبدت عليه السخرية وهي تتابع:" ويبدو أنك شخص محب للخير في الخفاء ياسيد لازار، فتنشئ المؤسسات ،

وتحول المشاريع ، وعموماً، فإنك تتصرف بشهامة، إنك رجل جدير بالاعجاب، أما كيف حصلت على سمعة سيئة

يتهمك بها عدة أشخاص، ومن بينهم اسطفان، فهذا مالا أعرفه".
فلقت سوزان،بحرارة:" إنه رجل طيب فهو ليس ذلك الشرير الذين يصفون، ولو رأيته مع أولاده".
فقاطعتها قائلة:" لقد قرأت كل هذا بشيء من الدهشة، فرسائلك إلى ماريان هي التي نبهتنا،إذ يبدو أن لازلو هو

في عينيك شخص مختلف، شخص رقيق و عادل، نزيه و رقيق، وقد أقسمت ماريان أنك عاقلة و متزنة وغير

سهلة القياد، وأخبرتنا كيف كانت تحترم أحكامك وأنك سليمة الرأي و يمكنك تحليل أي وضع، وخيراً مع شخص

آخر".
فقالت سوزان بضعف:" آه..".
واستطردت الكونتيسة:" في الواقع لقد اقتنعنا جميعاً بصحة كل هذا ، وأنك لايمكن أن تقرني نفسك بشخص

وضيع حتى و لو ألجاك الحب إلى ذلك ، والذي لا يمنحنا غالباً الحكمة في اختيار شريك حياتنا، فمثلك العليا

عالية، و تملكين عاطفة قوية و احساساً عنيفاً بالواجب تجاه اسرتك التي تحبينها، وهذا هو السبب في أنني

حاولت أن أتفحص الأمر كلياً، وأن أتعمق في الأمور و أستخرج الحقيقة و يجب أن اعترف ياسيد لازار، بأنك لو

لم تتصرف نحو إبني بذلك الشكل الشنيع، لكنت مكرماً عندي اكثر مما أنت الآن".
فتمتم لازلو قائلاً:" حسناً".
أمسكت سوزان بيده فانحدرت نظراته إليها مسروراً، فابتسمت الكونتيسة قائلة:" ليس الآن، كما أظن، لقد صمم

فيكادو على أن يلغي نشر الكتاب إلى أن تجد أنت وقتاً تلقيا فيه معاً".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 26-02-09 04:18 PM


فقالت سوزان بإصرار:" إن لازلو ليس شخصاً منحرفاً ولكنه كان ضحية مؤامرة، وبإمكاننا أن نخبر فيكادو بكل

شيء، وهو سيتفهم الأمر، وأنا متأكدة من ذلك".
فقالت الكونتيسة تطمئنها:" إنه سيعدا ولقد تفهم ذلك طبعاً، فقد قال نفس الشيء عندما أريته البراهين، عدا عن

البرهان الساحق والذي هو رأي سوزان ، هناك كثير من البراهين في صالحك يالازلو..وأظن أن فيكادو سيكون

أول من يوافق على أن توريط شخص لآخر في ذنبه، هو شيء غير عادل، وهو قد عانى من نفس المتاعب من

والد زوجته غير النزيه، وقد كان متهماً مرة، وقد تم وصفه كرجل أعمال فاسد الضمير، وكان هذا بالطبع غير

صحيح بتاتاً ، وأظن أنه بعد أن تسلم البراهين التي عندي، فهو سيمزق الكتاب المخطوط".
وركضت سوزان نحو الكونتيسة تحتضنها بحرارة وقالت:" ياعزيزتي الكونتيسة، لقد جعلتني في غاية السعادة".
وقال لازلو بصوت أجش:" إنني مدين لك ياكونتيسة".
وبدا شيء ما في لهجته جعل سوزان تستدير إليه ، كان ينظر إلى أمه بطريقة غريبة فشعرت بالدم يتجمد في

عروقها وهتفت قائلة:" كلا يالازلو، لايمكنك ذلك".
فأجاب بلطف:" إن اسرتي اصبحت آمنة وليس ثمة شيء أخسره ، ان هناك سبباً ياكونتيسة جعلني أرى ان عودة

اسطفان لاصلاح الأملاك من الصعوبة إلى حد بعيد".
وصرخت سوزان بصوت باك:" كلا، أرجوك ، لاتقل شيئاً لا تخبرها".
فقال برقة:" سوزان ، ألا ترين أن الوضع قد تغير إلى درجة مثيرة؟".
فقالت:" نعم وأنت..".
فقاطعها:" يمكنني أن اخبرها بذلك، وأخبرك كذلك كم أحبك وبشدة ".
فتجمدت في مكانها، لابد أن هذه حيلة منه،إنه يريد أن يضعفها لكي يطعنها في قلبها، ثم يعلن بيانه الانتقامي من

الكونتيسة، ولكن كان في وجهه قصة أخرى، قصة كلها حنان ومحبة، وهبط قلبها وهي تقول محذرة:" لازلو".
فقال بصوت أجش:" ياعزيزتي ، لا أستطيع رؤيتك تعانين بعد الآن، فأنت لا يمكنك أن تتصوري كم عذبني ما

سببته لك من آلام، وقد عذبني أن حرمت من بهجة الاعتراف بحبي لك، انني احببتك بكل مافي أعماقي من قوة،

وهذا هو السبب في أن أعدتك إلى منزلك أمس، لأنني لم أعد استطيع رؤيتك ممزقة العواطف..وبعد ذلك ..وكأي

مراهق غبي مجنون لم أستطع احتمال تركي لك هناك وحيدة، كنت أريد مبرراً لكي نبقى معاً، أي شيء مطلقاً".
فرفعت انظارها تحدق فيه لاتكاد ترى ملامحه من وراء دموع السعادة التي كانت تتألق في عينيها، وقال وهو

يضحك:" هل ستتزوجينني، إنك لن تفسخين اتفاقنا، أليس كذلك؟".
فأجابت حالمة وفي عجل:" أتزوجك؟ آه ياعزيزي ، كل شيء الآن قد أصبح على على مايرام، وسانتحدث إلى

أسرتي في الأمر معنا، وسأوضح لهم كل شيء".
فتمتم متأثراً:" أيتها الجذابة الصغيرة، لقد قمت بكل ما استطيعه لكي لا أقع في حبك، ولكنك وجدت طريقك إلى

قلبي رغم كل ماصنعته ".منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتـــــــــــبع

Rehana 26-02-09 04:21 PM

وشعرت برأسها يدور، لقد كان يحبها، لاشيء يهمها بعد الآن وهمست له:" آه يالازلو، عندما ظننت انني لن أراك

أبداً بعد الآن ، شعرت وكأن العالم قد انتهى، صحيح أنه كلما شعر المرء بقرب فقدانه للشيء شعر بمقدار أهميته

عنده".
ورأت عينيه تتجهان نحو أمه بحنين، وشعرت بالألم الذي في قلبه ينتقل إلى قلبها هي ، ولكنها لم تجرؤ على

النطق بالكلمات التي كانت تحوم حول شفتيها وهي تقول: كونتيسة..هذا هو ابنك.
وابتسمت الكونتيسة بحرارة وهي تقول:" عندما تتزوجان، أرجو أن تسكنا قريباً منا جميعاً،فأختاك سيسعدهما

ذلك".
وبدت الرزانة على وجه سوزان وهي تقول:" نعم".
ذلك أنه لم يكن لديها وقت للتفكير في هذا الأمر، ربما كان ذلك في هنغاريا أو روسيا أو نيويورك..
قال لازلو بهدوء:" إن مكان عملك سيكون في ديفون كما كنت أنت قد خططت لذلك، وقد كنت أفكر في ذلك وأنا

في طريقي إلى هنا.. ولا أرى سبباً في عدم تحقيق أحلامها هذه سأخبرك عن أحلامي أنا، وهي أنه ، عدا عن

الطواف حول العالم معك وزيارة شقيقتيك و اسرتك هنا، فسيكون مقرنا الدائم في ديفون، في قرية وايدكومب

حيث الهدوء والسكينة و السلام و الجمال ويمكننا الركوب أميالاً فوق المروج الخضراء ، وسيكون موطناً حسناً

لأولادنا ولنا معهم، إنني أريد ذلك أن يصبح دائم، ولكنني أريد الآن وأريده هناك ، حيث ستكونين سعيدة".
فقالت ببساطة:" لا أستطيع أن اخبرك بمبلغ حبي لك".
وقالت الكونتيسة بعطف:" إنني في غاية السعادة لأجلكما أنتما الاثنين".
ثم قبلتهما معاً، وطالت نظراتها على وجه لازلو وهي ترى الحنين فيهما، ولابد أن قلبها حدثها بشيء ما ، لأنها

قالت بصوت مرتجف:" أشعر وكأنني أعرفك، وأطالت التحديق في عينيه..".
وأطلقت ضحكة قصيرة مرتبكة وهي تتابع:" لاأرى شيئاً فيهما سوى الطيبة، عليك أن تخبرني عن سبب عدائك

لإبني ، فأنا أريد أن نزوركم في منزلكم".
واهتز لازلو بشكل ملحوظ، وهو يقول بلطف:" هنالك بيت آخر بإمكاننا أن نعيش فيه، لولا أنه يعود الآن إلى

شخص آخر، بشكل غير قانوني، بل أخلاقي".
ورفع يد سوزان و قبلها برقة وهو يستطرد قائلاً:" ليس عندك مانع في ألاتكوني كونتيسة، أليس كذلك يا

عزيزتي؟".
فهتفت بحرارة:" كلا ليس مانع لازلو، هل ستمنح القصر لاسطفان؟".
فأجاب برقة:" وكذلك سأمنح أمي هدية".
وضحك الاثنان للحيرة التي بدت على ملامح الكونتيسة، وتابع قائلاً:"إنني سأمنحها إبناً، وكذلك كنة جديدة".
وتألقت عيناه السوداون وهو يتابع قائلاً مخاطباً الكونتيسة:" لقد كذبت على سوزان ذلك ان طفلاً كان ولد في

القصر هنا، إنه ابنك ابن نيكولاي رومانوف".
وشحب وجه الكونتيسة وترنحت قليلاً قبل أن تتمالك توزانها بتمسكها بحافة المكتب، ومالبثت أن مالت على

المكتب وخبأت وجهها بيديها وهي تقول:" أتعلم بأمره؟ آه ياسوزان، كم حاولت أن أنسى، ولدي ولدي

الرضيع..لقد أخذه مني نيكولاي،آه ياسوزان".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 26-02-09 04:24 PM

وتنهدت بينما ذراعا سوزان أحاطت بها بعطف، وهي تستطرد قائلة:" قال إنني لست أهلاً للعناية به لأنني

هنغارية وكنت أحبه، لقد كان كل ما أملكه في هذا العالم، وقد كنت أحمله و أتحدث إليه طيلة الوقت.. ولكن

نيكولاي أخذه، ولم أصفح عنه أبداً، وقد مات طفلي حتى قبل ان يعرف كم كنت أحبه".
فقال لازلو ببطء وقد أفعم صوته بالمشاعر:" كلا".
وأمسك بالمرأتين الباكيتين وهو يستطرد قائلاً:" إنه لم يمت إنه أنا يا أمي، أنا هو ابنك".
وقدوقع صوته الخشن مثل كوب قد تحطم، وشعرت سوزان بجسد الكونتيسة يتصلب..رأت وجهها الذي تغسله

الدموع بلهفة ورجاء وخوف لتحدق في الدمعة الوحيدة التي سالت على خد لازلو.
وهمست :" ولدي ..ولدي لازلو"وجهشت بالبكاء وتركتهما سوزان معاً إذ لم يحتمل قلبها مشهد لقائهما.
وبعد مضي فترة طويلة تكلمت أثناءها، إلى فيكادو، ثم جلست إلى النافذة في ذلك القصر الشاعري وقد سادها

الهدوء والسلام، إن لازلو يحبها وأسرتاهما لن يستمرا على خلاف بعد الآن ، وسمعت الباب يفتح ثم يقفل برفق.
وقال بلطف:" لقد كانت تحبني، لقد كذب على أبي لكي يجعلني أكرهها، فيمنعني بذلك، من التفتيش عنها و

الاختيار بينهما، بين روسيا و هنغاريا، لقد كان على ضلال، ولكنني متفهم لذلك، فالحياة هي اختيار فقط".
ووقفت تواجهه ناظرة إلى وجهه المحب ولاحت على شفتيها ابتسامة، ثم سألته ضاحكة:" هل أغمي على أمك

عندما علمت أنها في يوم واحد قد وجدت إبناً و حفيدتين وحفيد إبنها؟".
فأجاب بابتسامة عريضة:" إنها بجانب الهاتف الآن و أظنها ستبقى ساعات تخبر اصدقائها".
فاستغرقت في الضحك وهي تقول:" أخشى أن تكون بنات إيفانز قد قمن بعمل مرعب بتعقيده بالنسبة لمصير

أسرة هوزار وشجرة العائلة، إن علينا أن نخبر أولادنا".
فأجابها:" يمكنهم أن ينتظروا، فنحن أولاً، سنحصل على أسبوع هادئ لا ينتهي، لأنفسنا في منزلك".
فكررت قائلة:" لاينتهي".
وهمس قائلاً:" لا أظن أن باستطاعتي الانتظار حتى نصل إلى المنزل، ثم قادها من يدها إلى الحديقة متجهاً نحو

البحيرة، وقطف أزهاراً نثرها على الحشائش ثم اجلسها ، ومن ثم جلس إلى جانبها على بساط الزهور العطر.

وقالت له:" إنني لم أتوقع أن أقع في غرام جد ".
فأجاب وهو يضع رأسها في حجره و يعانقها :" ما أجمل الغرام مع جد". ثم ضحكا.منتديات ليلاس





تمـــــــــت

http://www.liillas.com/up2//uploads/...cd9e43abac.gif

Rehana 26-02-09 04:28 PM

تمت القصة..أتمنى لكم قراءة ممتعـــــــــة

" أعجبني حضوركم القوي " :friends:

وإن شاء الله ألقـــــــــاكم في قصة اخرى

دمتم بووود :flowers2:

ناعمة 26-02-09 08:01 PM

اختيارك بالروايات يعجبني ..:)

الله يسلم قلبك مشكورة

Rehana 26-02-09 09:27 PM

هذا من ذوقك ..ناعمة

نـــــــــورتي القصة بالكلمـــــــــاتك

الله يسلمك..يارب

بنوته نايس 27-02-09 11:38 AM

يسلموخيتو على الروايه
الاكثر من روعه
لاعدمناك

Rehana 27-02-09 12:08 PM

الله يسلمــــك..مرورك الأرووع

دمتي بوود..بنوتة

تمارااا 27-02-09 03:22 PM

مشكووووووووووورة يأحلى من القمر على الرواية الرائعة لاعدمناك يالغلا

Rehana 27-02-09 03:40 PM

هذا من ذوقك..تماراا

نـــــــــورتي ..القصة

دمتي بودد

nightmare 28-02-09 07:16 AM

لسا ما قرئتها
بس باين عليها حلوة
يسلمووووووو

Rehana 28-02-09 03:00 PM

الله يسلمــــــــك..نورتي

تمارااا 01-03-09 07:22 PM

واااااااااو ياقمري انتي من جد استمتعتتتت جدا بقراءتها
تحياتي لك قلبووو

Rehana 01-03-09 08:33 PM

شكر لك ..عزيزتي ..تمارااا

منورة دائما

وحـــــــــياك الله

haku595 09-03-09 01:31 AM

قصة روعه شكرا لك على الجهد الرائع

Rehana 09-03-09 07:28 PM

وشكرا كذلك لمرورك..أخي الكريم

شموس99 10-03-09 01:24 PM

شـــــــــــــــــــــــــــكرا على الرواية .

Rehana 10-03-09 04:09 PM

أهلين بك ..شموس

بين طيات قصتي المكتوبة

sweat_tama 12-03-09 04:22 AM

sooooo niceeee
merciii kteeer

جوريا 12-03-09 07:01 AM

يعطيكي العافيه
 
مشكوره على الروايه الاكثر من رائعه:55:

sandy0 12-03-09 11:15 AM

شكرا اختى على مجهودك الرائع

الله يعطيكى العافية يا رب

Rehana 12-03-09 01:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sweat_tama (المشاركة 1894871)
sooooo niceeee
merciii kteeer

شكرا لك ووجودك على صفحة قصتي المكتوبة

Rehana 12-03-09 01:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوريا (المشاركة 1894930)
مشكوره على الروايه الاكثر من رائعه:55:

الأروع مرورك ..جوريا

شكرا لك كمان

Rehana 12-03-09 01:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sandy0 (المشاركة 1895047)
شكرا اختى على مجهودك الرائع

الله يعطيكى العافية يا رب


الله يعافيك ساندي

..مــايــا.. 13-03-09 11:15 AM

{.. يــــــــــــــــــعطيكـِ العآفيــهـْ

لآآتحرميـــــنآآ من ذووقـــــــــــكِ في الروآآيـآتْ

تقبـلي حبي
..}

:flowers2:

Rehana 13-03-09 01:23 PM

الله يعافيك يارب

شكرا لك .. وحـــــــــياك الله

Rehana 13-03-09 01:38 PM

تم إضافة رابط التحمــــــــيل

لرواية " خــــــــيوط المصير "

في صفحة الأولى

قراءة ممتعــــــــــــة

nddo 08-04-09 10:11 AM

مشكورة الله يعطيك العافية

Rehana 08-04-09 10:58 PM

الله يعافيك يارب

منورة

reeme 09-04-09 06:54 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 09-04-09 02:34 PM

شكرا لمرورك ..ريمي

وحـــــــياك الله

m-a 10-04-09 10:48 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا على اختيارك الموفق لقد اعجبتني جدا:):dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:: dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancin gmonkeyff8:

جين استين333 10-04-09 08:52 PM

القصة من عنوانه...
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة...^^

Rehana 10-04-09 10:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m-a (المشاركة 1922612)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا على اختيارك الموفق لقد اعجبتني جدا:):dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:: dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancin gmonkeyff8:

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

كتير انبسطت إن رواية أعجبتك

شكرا لك

Rehana 10-04-09 10:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جين استين333 (المشاركة 1923227)
القصة من عنوانه...
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة...^^



الأرووووع ..مرورك جين

ام دموع 15-04-09 01:54 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية اعجبتني طريقة التنزيل. موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق في اعمالكي الجديده:eek:

Rehana 15-04-09 04:12 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سررت بمرورك دموع..وشكرا لك

اسماء88 27-04-09 10:28 PM

تسلم ايدك والله الرواية اكثر من رائعة بانتظار المزيد منك

اسماء88 27-04-09 10:33 PM

خيوط المصير
 
تسلم ايدك والله الرواية اكثر من رائعة بانتظار المزيد منك:55::55::55:

Rehana 28-04-09 09:33 AM

الله يسلمك ..أسماء

خجلتني كتير..كلك ذوقك

إنتظريني في رواية القادمة

تـــحــــــــــياتي لك

زونار 29-04-09 09:05 PM

رواية روعةتهبل تسلم يديك منتظرين جديدك

Rehana 30-04-09 08:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زونار (المشاركة 1941763)
رواية روعةتهبل تسلم يديك منتظرين جديدك

أهلين عزيزتي زونار

الأروووع مرورك ..والله يسلمك و يحفظك

والجديد قادم إن شاء الله

تحياتي لك

manag 03-05-09 04:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... جزاك الله الف خير و بارك الله فيك :), يعطيك الف عافيه

الجنية السمراء 04-05-09 05:08 PM

قمر الليل يسلمو ايديكي يا عسل


http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...gc8qwbw7j2.gif

Rehana 04-05-09 08:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة manag (المشاركة 1944337)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... جزاك الله الف خير و بارك الله فيك :), يعطيك الف عافيه

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

الله يعافيك يارب

وشكر ا لمرورك

Rehana 04-05-09 09:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجنية السمراء (المشاركة 1945402)
قمر الليل يسلمو ايديكي يا عسل


http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...gc8qwbw7j2.gif

الله يسلمك حبيبتي

نــــــــــــورتي القصة

زهرة الماس 08-12-09 12:49 AM

يسلموووووووووووووووووووووووووووووو000000تحياتي لكي

Rehana 08-12-09 04:16 PM

الله يسلمكـ..زهرة

سعدت بمروركـ

صبر98 14-12-09 07:48 PM

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو:)رة

Rehana 15-12-09 02:11 PM

شكرا لمروركـ صبر

الجبل الاخضر 16-12-09 01:39 AM

كفيت ووفيت وابدعت وتسلم ايدك وننتظر جديدك يااروع كاتبه

Rehana 16-12-09 12:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2119513)
كفيت ووفيت وابدعت وتسلم ايدك وننتظر جديدك يااروع كاتبه

الله يسلمكـ ..غاليتي خضراء

كلامكـ بيشجعني كثير

دمتي بووود

moura_baby 23-12-09 01:02 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 23-12-09 12:40 PM

شكرا للمرور وحياك الله

قماري طيبة 01-01-10 05:55 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 10-01-10 01:11 PM

حياك الله ..قماري

سفيرة الاحزان 28-04-10 02:58 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 29-04-10 11:08 PM

شكرا للمرور

عاشقة الارض 27-08-10 04:47 PM

oجميله كتيررررررر

Rehana 28-08-10 02:10 AM

الأجمل مرورك ..عاشقة الارض

asmaa_amr 30-08-10 10:29 PM

رواية جميلة جدااااااااا وشكرا كتيرررر

Rehana 01-09-10 11:44 AM

الأجمل مرورك وحياااك الله

أحاااسيس مجنووونة 04-09-10 06:39 AM

الله جدا رائعة يا ريحانة رواية حلوة كتييير ومؤثرة واحداثها مشوقة يعطيك الف عافية ياالغلا

Rehana 04-09-10 07:20 PM

الله يعافيك يارب ..زاد روعة الرواية بمرورك العطر ام مريم

ماننحرم منك ابداً

فجر الكون 06-09-10 01:00 AM

تسلم آلاياديْ ,,, :flowers2:

Rehana 06-09-10 10:24 AM

الله يسلمك فجر..ماننحرم من تواجدك


الساعة الآن 10:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية