منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   الهمسات المشتعلة ..... من روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/t80636.html)

مايا مختار 04-06-08 01:34 PM

الهمسات المشتعلة ..... تأليف مايا مختار (رواية رومانسية)
 
:55:

كـ xt هنـا

الملخص
لامار فتاة غير عادية يوقعها حظها العاثر وجمالها الاخاذ فى قبضة نيقولا
الايطالى الثرى الوسيم الذى يقايضها على منحها القرض لايقاف الشركة التى ورثتها عن و
عن والدها من السقوط..فهو صاحب البنك؟؟ الناهى والامر..ولكن ما اصعب
المقايضة حين يكون المقابل هو الزواج منة؟؟
زواج ابدى..وهى من حطم قلبها انطونى ديميرا من قبل.. واقسمت الا تستسلم لرجل مرة اخرى...
ترى كيف ستكون المواجهة...كيف سيكون الصراع ... من سيضع قوانين اللعبة بينهما... وهل سيتمكن نيكولا من اذابة الجليد بهمساتة المشتعلة؟؟؟
ما هو السر الذى اخفاة عنها.... هل ستسامحة؟؟؟


الفصل الاول

دخل انطونى اليها غاضبا كالاعصار...يصرخ بعصبية شديدة....
وهو يجلس امامها على المقعد الذى تستلقى علية لامار عند بركة السباحة...لا ادرى حقا ما الذى دها والدك...ان الرجل قد جن....اتصدقين بانة يهددنى ان ابتعد عنك..وقد رفض اعطائى المبلغ التافة من النقود الذى طلبتة منة كسلفة لاكمل بة مشروع المطعم الذى اقترب موعد افتتاحة!!!!
ـ رفعت لامار نظارتها الشمسية عن عيناها تتامل الرجل الجالس امامها بعصبية وغضب...قالت لنفسها...اوة..كم يبدو رائعا وهو غاضب....ابتسمت لة بحب قائلة...ما الامر حبيبى لماذا كل هذا الغضب...
انا متاكدة من ان والدى لم يكن يعنى ما قالة...انة فقط يخاف على كثيرا...ولا يأمن لاى مخلوق حين يتعلق الامر بى...كما تعلم طونى..لم يتبقى لة سواى...بعد وفاة والدتى وعمى...
ـ زفر طونى بحنق ونفاذ صبر...اعلم جيدا لامار...ولكن...انة يهددنى لكى ابتعد عنك..انا لم اعد افهم...الى متى سيظل غاضبا من علاقتى بك...متى سيرضخ للامر الواقع...لقد مر اكثر من نصف عام على علاقتنا...والى الان لم يقتنع بى كشخص مناسب لك....الى متى لامار..الى متى؟؟!!
ثم انة يرفض اقراضى هذا المبلغ التافة...زفر بحزن...لا احدا يثق بى...حتى عائلتى لا تريد الوقوف الى جانبى...ينظرون الى كولد صغير طائش...يحتاج دائما الى من يراقب تصرفاتة ...ويحمية من جنونة....لا احد يثق بقدراتى سواك حبيبتى....
ـ قالت لامار وقد نهضت مقتربة منة تحتضنة بحب...اوة ارجوك طونى ...لا داعى لكل هذا الحزن...الا اكفيك انا...انا اؤمن بك كثيرا...واعلم انك ستنجح..وستثبت للجميع قدراتك ...ولن يستهين بك احد ابدا..سواء كان شقيقك او والدى او اى مخلوق ايا كان..
نظر اليها بحب قائلا..كم احبك لامار..انت فقط..من تشعريننى بالثقة...وتعطينى املا فى ان استمر...
اقترب منها معانقا..ومشاعرة عصفت بعقلها...وقال من بين انفاسة المتلاحقة...يجب ان تقنعية لامار,,,يجب ان يعطينى والدك المال....انة املى الاخير....حاولى لامار..أرجوك!!!
اجابتة لامار من بين انفاس متهدجة..نعم حبيبى...اعدك باننى ساحاول ما استطعت ان اقنع والدى...اوة..كم احبك طونى...عدنى الا تتركنى ابدا...
ابتعد عنها قائلا...اعدك لامار..الا يفرق بيننا سوى الموت...دست اناملها فى خصلات شعرة البنية الداكنة تتاملة بحب ...لم يكن وسيما بالمعنى المعروف...ولكنة كان يملك الجاذبية التى تدير رأس اى فتاة...
عيناة باللون الاخضر الفاتح...انف قصير صغير..وفم رفيع رقيق...لقد اسرها منذ ان راتة فى العام السابق حين قابلتة فى اليونان اثناء رحلة الكلية....اقتربا من بعضهما سريعا ولم تعى لنفسها الا وقد وقعت فى حبة وتعلق هو ايضا بها...عاد معها الى ايطاليا...وعلمت منة ان شقيقة متواجد دائما فى روما...ليتابع اعمال العائلة...وبالتالى كان ذلك يسهل عليهما اللقاء...
ـ فوجئت بدخول والدها عليهما...وقد تطاير الشرر من عينية صائحا فية...امازلت هنا انطونى...الم احذرك من ان تبتعد عنها...!!!
ـ نهضت لامار قائلة بحزن...ابى من فضلك انا احبة...لماذا تصر على ايذائى...!!!
ـ قال والدها بغضب...انة ليس الشخص المناسب لك...حتى ان عائلتة لا تثق بة كفاية لتقرضة ما يحتاج من اموال...فكيف اثق بة انا...انة شاب طائش...لا أامن عليك برفقتة...
ـ صاح انطونى بحنق...اوة...لا سيد باولو...ستقرضنى ما احتاجة من مال...انا لست بطائش...على الاقل ليس بمقدار طيشك انت...لا تجبرنى على تحطيم صورتك امامها...لا تجبرنى...رفع يدة نحو والدها محذرا!!
ـ امسكت لامار بذراعة تسالة متوسلة...ماذا تقصد بقولك طونى...بتحطيم صورة والدى...
ـ قال والدها بسخرية...ها قد ظهر على حقيقتة لامى...غلبت طباعة السيئة واصلة القذر علية....انة يحاول الان ان يوقع بيننا لاننى لم اقبل اقراضة المال...
ـ قالت لامار بحزن...هل حقا ما يقولة والدى طونى...هل تحاول الايقاع بيننا...لا طونى...لن اسمح لك ابدا...الا والدى...انة كل ما تبقى لى فى هذة الدنيا...ارجوكما...لا تضعانى بينكما فى موقف الاختيار..انا لا احتمل ما يجرى هنا...انا لا افهم ...امسكت براسها من الاعياء...
ـ صاح انطونى ...ان اصول عائلتى ليست قذرة...ليس لان اجدادى كانوا مزارعين فقراء...اكون باصول قذرة...بل انت هو القذر باولو فيرناندو...التفت اليها قائلا..والدك العزيز الذى يمثل امامك دور الرجل ذو المبادىء والقيم..والذى يهيننى دون سبب ..الا لاننى احتاج مساعدة فى ازمة امر بها...ولا اجد من يساعدنى سواة...والدك يا عزيزتى ...والدك...قال من بين اسنانة..يهز راسة محاولا ان يتمالك اعصابة...اللعنة عليك يا رجل...لا تجبرنى على ما سافعل...
ـ قال والدها بسخرية...انت مجرد جبان قذر...لن تجرؤ على فعل شىء..لانك لا تملك اى شىء...كل ما تهدد بة سخافات لا معنى لها...اخرج الان من بيتى لا اريد ان اراك قرب ابنتى بعد الان...نظر الية باحتقار قائلا...حثالة!!!
ـ ابتسم طونى بسخرية..اوة..لا..لست انا الحثالة...بل الحثالة هومن يعمل لدى المافيا..كاحدى اذرعها الممتدة لكل مكان...يبطشون بة على الضعفاء...يحرقون بة ويخربون...انت هو الحثالة سيد باولو..وليس انا...
ـ اقترب والدها ممسكا بياقة كنزتة مهددا...كيف تجرؤ ايها الحقير...ساقتلك الان بيدى..تحاول ان تشوة سمعتى وصورتى امام ابنتى الوحيدة...حقير كاذب ...ساقتلك..اقسم انى ساقتلك...
ـ وكان العالم يدور من حولها...تمسكت بظهر مقعدها تتجنب السقوط...انة كابوس رهيب...لا تصدق ما تسمعة..كيف يكون طونى بتلك الحقارة...يشوة سمعة والدها لرفضة ان يقرضة بعض المال...كيف خدعها طوال الوقت...
ـ انتبهت على صراخهما الذى تحول لعراك عنيف...اندفعت لتقف فاصلا بينهما...توقفا...ارجوكما توقفا الان...لم اعد احتمل...اذهب من هنا طونى...لا اريد رؤيتك مرة اخرى..انت كاذب طونى كاذب...لا يمكن ان اصدقك ابدا...انة والدى...اتفهم..والدى...لن اسمح لك بان تهينة وتشوة سمعتة امامى ابدا...ليس لى غيرة..انة كل ما املك فى هذا العالم...اذهب طونى...اذهب...لا اريد ان اراك مرة اخرى...انا اكرهك طونى...هل تسمع...اكرهك..
ـ نظر اليها طونى مصدوما...لامار..انا لم اكن اقصد...ولكن صدقينى انها الحقيقة...انا لا اكذب....ارجوك لامار اعطينى الفرصة لاشرح لك...
ـ قالت ببرود وقد تجمعت بعيناها دموعا كالجليد القاسى الذى تشعربة داخل قلبها...لا طونى..لا يوجد ما تشرحة..ولا يهمنى ان اسمع ما تريد قولة...انتهى الامر....
ـ تنفس طونى بعمق وقد نظر لوالدها بسخرية...ربحت المعركة سيد باولو فيرناندو...مسكينة لامار..اشفق عليك حقا...ولكنى ساكون كريما معك وساخيرك للمرة الاولى والاخيرة...اما ان تاتى معى الان...او ساخرج من حياتك الى الابد...انها فرصتك الاخيرة لامى..لتتحررى كما اخترت انا حريتى...!!
ـ اجابتة ببرود..اخرج انطونى..انتهى الامر...لن اسمح لك برؤيتى مرة اخرى...صاحت بهستيرية..اخرج طونى...اخرج...
ـ قال انطونى بحزن..الوداع لامار..اعلم جيدا انك ستندمين يوما ما...واشفق عليك من هذا اليوم...وخرج مسرعا من المكان بعد ان رمى والدها باقسى واشد النظرات احتقارا وازدراء...
رمت بنفسها بين احضان والدها دون ان تبكى...لقد غلفت البرودة قلبها..وتجمدت الدموع فى عيناها الى الابد...ضاع حب عمرها الوحيد..وضاعت معة احلامها السعيدة...فى ليلة تشبة الكابوس المرعب...سمعت نفسها تهمهم بكلمات خافتة...انا اسفة يا ابى....وشعرت بلمسات يد والدها الرقيقة تربت على شعرها مطمئنة...
كانت الثامنة صباحا حين تطايرت ستائر النافذة العتيقة بدخول الهواء البارد لشهر مارس معلنا قرب انتهاء فصل الشتاء..اتقطع شريط تلك الذكريات البعيدة التى مرت منذ ثلاث سنوات بدت وكانها الدهر... وكعادتها وقفت لامار امام مراتها بالغرفة دون ان تهتم باغلاق النافذة رغم لسعة البرودة....
ارتعشت اصابعها الرقيقة وهى تحاول اغلاق اخر ازرار الجاكت القصير لبذلتها الرمادية والتى اختارتها للمقابلة الهامة التى ستتم اليوم فى بنك كريستيانو اكسبريس......فى محاولة اخيرة منها ان تحصل على قرض بمبلغ مناسب بعد ان رفضت عدة بنوك من قبل طلباتها العديدة لتحصل علية.. لسخرية القدر..ها هى تقف نفس الموقف الذى كان فية طونى من قبل..تحتاج لمن يؤمن بها ويثق فى قدراتها...فى رايهم ان الضمانات التى تقدمها ليست كافية لتغطية مبلغ القرض المطلوب... رغم انها تقدم تقريبا كل ما لديها ... الفيلا التى تقيم فيها...الارض المبنى عليها الشركة...وحتى الارض التى نقب فيها والدها عن الذهب... كل ذلك لم يكن كافيا...
والان لم يبقى امامها سوى امل واحد...بنك كريستيانو اكسبرس... سمعت ان لدية مرونة فى التعامل وتسهيلات للسداد ......حين قرأت بنفسها الجريدة التى تعلن عن تلك التسهيلات..منذ شهر مضى...وحينها واتاها الامل فى ان تحصل على المال الذى الذى تحتاجة بقرض من هذا البنك!!!!
ـ وبالتالى بعد تأخر البنك فى الرد على الطلب الذى تقدمت بة لاكثر من ثلاثة اسابيع...تقدمت بطلب للحصول على مقابلة مع مدير البنك للاستفسار عن سبب تاخير الرد....
تنفست بعمق تملأ رئتيها من الهواء البارد العابق بنسائم البحر ورائحة الياسمين التى تدخل لنافذتها من حديقة الفيلا.......
تطايرشعرها الاسود الرائع منسدلا بكثافة ولمعان خلف ظهرها .... لقد استعدت جيدا لهذة المقابلة برغم بعض الهالات السوداء حول عينيها من جراء ليلة طويلة مرت عليها بارق.... حاولت ان تخفى ذلك ببعض مساحيق التجميل.. ونجحت.... عيناها الواسعتان قد زادتا اتساعا بوضعها الكحل والماسكارا وظهر لونهما اكثر وضوحا ازرق قاتم مشوبا بظلال رمادية وقد ورثت عيناها وشعرها عن والدتها الراحلة فلامار خليط من الدماء التركية لوالدتها ....
والايطالية لوالدها فورثت عنة انفة المستقيم وقامتة الطويلة الممشوقة ولكن شفتيها المكتنزتين المليئتين وعودا واغراء يزينها شامة صغيرة سوداء على طرفها فكانت لوالدتها التى تذكر جيدا كم كانت فاتنة ورائعة بشهادة الجميع حتى فى اخر ايامها عندما هزمها المرض كم كانت فترة صعبة على والدها..
ــ والدها الحبيب الذى حاول ان يظل متماسكا من اجلها بعد فقدة والدتها حبيبة عمرة ..... كانت بجانبة دائما خاضا معارك الحياة جنبا الى جنب بحلاوتها ومرارتها....
ـ كانت بجانبة حين قرر العودة لارض موطنة..ايطاليا وحين بدا التنقيب والبحث فى الارض التى ورثها من والدة واجدادة عن الذهب حلم حياتة الذى تخلى عنة لفترة طويلة من اجل البقاء بجانب زوجتة فى تركيا حين التقيا صدفة عندما سافر لتركيا فى رحلة عمل ..... ليصارع معها ضد عائلتها لحرمانها من موافقتهم على الزواج بة فقد كان من تقاليد العائلات عريقة النسب كعائلة والدتها جولياسوليمان.. الا تتزوج الفتاة الا من احد اقاربها حتى يكون هناك ضمان لتبقى الاملاك داخل حدود العائلة وحتى بعد موافقتهم استمر الصراع حتى تحصل والدتها على ميراثها وبرغم محاولات والدها فى جعلها تتخلى عن هذا الميراث فهو كان سليل احدى العائلات العريقة فى ايطاليا ...باولو بيرناردو من عائلة بيرناردوالاغنياء فاحشى الثراء..لم ترضخ والدتها حتى حصلت فى النهاية وبعد عذاب على جزء من حقها...لكن وبعدها للأسف...انقطعت كل صلات الود بين والدتها وعائلتها الناقمة عليها بيتركيا...عدا واحدة فقط...كانت تراسلها سرا من ان لاخر...او تتصل بها تليفونيا ...لكى تطمئن عليها...وعلى
احوالها...تلك المرأة كانت خالتها ليلى.....وهى تصغر والدتها بسنتين..وحتى بعد وفاة والدتها استمرت خالتها بالاتصال بها...ولم تنقطع الصلة بينهما حتى هذة اللحظة...
تعترف انها تجد فيها رغم المسافات البعيدة التى تفصل بينهما بعض العزاء عن والدتها الراحلة...ورغم انها لم ترها من قبل الا فى بعض الصور التى ارتها لها امها...فهى تكن لها مشاعر الود والعرفان...وتكون سعيدة دائما حين تسمع صوتها فى مكالمة تليفونية من وقت لاخر...
وقد لاحظت مؤخرا ان خالتها بدات تحاول أقناعها بزيارتها فى اسطنبول...ولكنها الان مشغولة بمشاكلها فى الشركة ولا تجد الوقت لكى تقرر القيام بتلك الزيارة....ربما حين تنتهى مشكلاتها !!!!
تذكر الان حكايات والدها عن تلك الفترة التى تلت عودتهم الى ايطاليا بعد حصول والدتها على جزء من حقوقها..حينها فقط عاد حلم والدها للظهور مرة اخرى؟؟ الذهب...!!!!!
ــ ورغم محاولات جميع من حولة من الاصدقاء والمعارف..وحتى اخية الوحيد...باثنائة عن التنقيب...لندرة الذهب فى ايطاليا...وصعوبة الوصول لعرق واحد منة...فقد اصر هو على المحاولة...وبذل كل ما يملك من جهد ليصل الى هدفة...وقد ساعدة على ذلك ايمان والدتها العميق بة...وثقتها الكبيرة فى حكمة زوجها..ورجاحة عقلة....
عادا معا لايطالياوكانت بجانبة حين اثمرت مجهوداتة فى البحث والتنقيب عن اول قطعة من الذهب وشاهدا بريقها الاخاذ معا ....شاهدا ..لامار وهو المعنى التركى لبريق الذهب فسميت لامار بهذا الاسم نسبة لبريق اول قطعة من الذهب.. الحلم .. حلم والدها ووالدتها...
كم كان ارتباطهما قويا وحبهما اقوى حتى انهما حينما جاءت لامار للحياة اغدقا عليها من هذا الحب..كان فراق والدتها امرا صعبا على كليهما فقد كانت لامار فى العشرون من عمرها وكانت فى اشد الحاجة اليها فلم يكن لديها اخوة ولم يرزق والديها بغيرها من الاطفال.. وهكذا لم يعد لهما سوى بعضهما..هى ووالدها الحبيب. ولكن الحياة بخلت عليها بوجودة قربها..........
ـ كم شعرت بالحزن والفراغ بعد ان فارقها والدها ايضا...لم يبق معها كثيرا بعد وفاة والدتها..فقد توفى فى حادثة كبيرة من جراء اصطدام قوى لسيارتة باحد سيارات النقل لان سائقها كان نائما اثناء القيادة...كانت صدمة قوية... ظنت انها لن تستطيع الخروج من احزانها ووحدتها لولا ان اتت صوفيا ابنة عمها لتعيش معها بعد خروجها من مدرستها الداخلية التى قد ارسلتها اليها زوجة عمها الراحل.وقد استولت على الباقى من ميراثها بعد ان اضاع عمها الراحل قبل وفاتة جزء كبير منة فى احدى الصفقات الغير مدروسة....فقد كان عمها معروف باستهتارة وعدم مبالتة فى الحفاظ على اموالة...حتى انة كان يقامر بها وبكميات كبيرة...لذلك لم تجد صوفيا سوى لامار ...الوحيدة التى بقيت لها من العائلة.....وجدت فيها تعويضا عن الحب والاهتمام الذى فقدتة برحيل والديها...
ـ والداى الحبيبان ...كم اشتقت اليكما..
ـ حدثت لامار نفسها حين افاقت من ذكرياتها .... كم يؤلمنى ان اخذلك الان بعد ان اورثتنى شركتك..انا فى ورطة كبيرة واصبحت تحت رحمة كلمة واحدة يقررها رجل..وليس اى رجل...!! فهو نيكولا كريستيانو المشهور بقسوتة وعنادة..ولولا اننى قرات بنفسى الاعلان فى الصحف عن التسهيلات الغير عادية التى يمنحها البنك الذى يملكة...لم يكن ليتبقى لدى اى امل فى الخروج من تلك الورطة....
ـعبست لامار بحاجبيها الجميلين لمراتها ... لامارفيرناندو التى اقسمت الا تجعل رجل اخر بعد انطونى يتحكم بى ..ياتى من اكون تحت رحمتة؟؟ انا..تنهدت بسخرية مريرة..المعروفة بسيدة الاعمال الجليدية؟؟..زفرت بضيق واتجهت لنافذتها تتطلع منها للبحر فقد بنى والدها لولدتها فيلتهما على مرتفع فى احدى الجبال المطلة على البحر لعلمة بمدى تعلق والدتها وحبها للمرتفعات حتى انها ورثت عن عن والدتها هذا الشغف...وقالت متجهة بنظرها الية..
ـ تمالكى نفسك يا فتاة وكونى قوية..ورفعت راسها بكبرياء قائلة..اعاهدك ياوالدى ان احارب ليبقى الحلم الذى بنيتة...ليبقى عطرك ..عطر لامار....عطر بريق الذهب حتى وان بعت نفسى لاجل بقاءة..ودمعت عيناها وكعادتها ابت ان تسيل تلك الدموع..فالدموع ضعف..
وهى ليست بضعيفة فقد اقسمت بعد صدمتها بخداع اتطونى حبها الاول والاخير الا تكون ضعيفة ابدا او تخضع لسيطرة رجل.
ـ افاقت من افكارها على صوت صوفيا تدخل حجرتها كعادتها فى الصباح قائلة.
ـصباح الخير ....
ـ رفت لامار بعيناها فى محاولة لاخفاء اثر الدموع ورفعت يدها الرقيقة المطلية اظافرها بعناية بلون احمر قانى معيدة شعرها الكثيف الى الوراء والتفتت ناظرة اصوفيا نظرة تفيض حنانا ورقة قائلة
ـ مرحبا عزيزتى..منحتها لامار احدى اجمل ابتساماتها الرائعة قائلة
ـ اعتقد.؟ لا بل اقسم اننى وبالتاكيد الوحيدة التى تحصل على تلك الابتسامة منك..نظرت اليها صوفيا نظرة عتاب مداعب..وفى محاولة من لامار للهروب من الاجابة قالت..
ـ كلما نظرت اليك يا عزيزتى اتعجب ؟؟ كيف اننا ابناء عم رغم الاختلاف الشديد فى ملامحنا.. كانت صوفيا بعكس لامار فهى شقراء فاتنة شعرها الذهبى المموج وقد قصتة على احدث صيحات الموضة استرسل بتدريج رائع حول وجهها وعيناها الزرقاوين وبشرتها الوردية وانفها الرقيق الذى يعلوة بعض النمش منتشرا اعلى وجنتيها وممتدا الى سائر بشرتها الرقيقة وقامتها القصيرة نوعا.. عن لامار اعطاهاهذا الاختلاف.
ـ رفعت صوفيا يدها الرقيقة بكسل وتنهدت قائلة ..تعرفين جيدا يا عزيزتى انى كنت افضل ان اكون بتلك البشرة الرائعة مثلك التى يحسدك عليها الكثيرين على ان اكون بكل تلك الالوان الصاخبة....والنمش الذى يوحى باننى طفلة لا تكبر ابدا..كنت اتمنى ان احصل على ملامح امراة فاتنة مثلك...لا طفلة شقية!!!!
والقت بنفسها على سرير لامار متثائبة وهى مازالت مرتدية بيجاما النوم.
ـ اوة ..لا تكونى طماعة؟؟ فانت فاتنة.. اجابتها لامار وهى متجهة نحو سريرها بخطوات رشيقة وبزتها الرمادية بتنورتها القصيرة الضيقة تظهر جمال ساقيها فى الحذاء ذو الكعب العالى فوجدت صوفيا تنظر لها باهتمام من بين عينين نصف مغمضتين وهى عابسة نهضت وجلست معتدلة على السرير وقد ظهرت عليها الجديةو اومات براسها للامار قائلة..
ـارى انك قد استعددت جيدا لمقابلة اليوم ؟ مشيرة بيدها نحو مظهرها الجاد والعملى فى ملابسها الرمادية فانا اعرف جيدا مدى اهمية المقابلة.. وسالتها قلقة.. ما الذى تنوين فعلةمع السيد نيكولا؟؟
ـ لا اعرف بعد ولكن ما انا متاكدة منة اننى لن استسلم بسهولة بدون حرب ضارية و باقل الخسائر.. اجابتها لامار وقد وقفت باعتداد وثقة تظهر عيناها لمعان الجليد وقد اختفت منهما كل ملامح الرقة.
ـ تعلمين جيدا ان نيكولا ليس بالخصم السهل.. معروف بعنادة وصرامتة و نجاحة الكبير فى التفاوض هذا اذا تغاضينا عن وسامتة المدمرة وشخصيتةالفريد..فهو زير نساء من الدرجة الاولى..
ـسالت لامار.. هل قابلتية؟...لا ولكن قرات الكثير عنة ورايت بعض صورة فى الجرائد فلا تخلو صفحات الاقتصاد والمجتمعات منة.. واعرف جيدا ان المسالة ليست سهلة..اجابتها باشفاق.
ـ قابلت الكثيرين مثلة .. لن تكون المسالة سهلة بالنسبة الية ايضا فانا لا احارب لاجل شىء هين بل لاجل حياتى ومستقبلى ولاجل ذكرى والداى..لن اسمح بانهيار الشركة وساحصل على القرض باى شكل من الاشكال ..انة واجبى تجاة ذكرى والداى... لقد اورثانى الامان حتى بعد وفاتهما ..اورثانى حلمهما ونجاحاتهما معا...
ـ اتمنى لكى التوفيق من كل قلبى.. قالت صوفيا مقتربة وممسكة بيدها فاحتضنتها لامارواجابت..اعلم ياعزيزتى و الان.. متى ستذهبين الى الشركة؟؟
ـ اوة اعتقد باننى سانام قليلا بعد.. هل تسمح رئيستى بان انام قليلا فى غرفتها ..انت تعرفين كم احب هذة الغرفة!!
ـ اجابتها لامار وهى متجهة بخطواتها نحو الباب.. طبعا ولكن لا تتاخرى ...على اى حال..لا يوجد الكثير مما يمكنك فعلة للشركة الان... ثم استدارت وعلى وجهها ابتسامة هادئة تتامل غرفتها فقد كانت بالفعل من احلى اجنحة الفيلا ..كانت كبيرة واسعة نوافذها عالية وستائرها العسلية تسمح لشمس الصباح وهواء الخريف المنعش بالدخول وسريرها الذى سمح لها والديها باقتنائة من احد المزادات واعمدتة الخشبية الضخمة المشغولة على الطراز الاندلسى بستائرة الحريرية الرقيقة والسجادة الايرانية الكبيرة التى تتوسط الغرفة فوق الارضية البركية حتى دولاب ملابسها قد اختارت تصميمة بعناية فهو مختفى داخل الحائط تخفىية عن الانظار مراة رائعة وضخمة .. مشغولة بافريز مذهب وهى احدى تحف القرون الوسطى وقد حصلت عليها ايضا من احد المزادات.. كل شىء فى غرفتها كان رائعا فلم يبخل عليها والداها باى شىء لاسعادها ..كانت غرفة رائعة بحق.....
ـافاقت لامار من تاملها على صوت خادمتها المخلصة هيلدا التى كانت خادمة لامها وقد حضرت معها من تركيا فساعدت جوليا والدة لامار فى العناية بها كمربية وبقيت بجانبها حتى هذة اللحظة ...
كان صوتها اتي من الدور السفلى للفيلا..سيدتى لامار؟؟ السيارة جاهزة لقد اخرجها اميجو من الجاراج وكان الاخير ايضا سائق والدها الخاص ..ايطالي مثلة ولكن بعد ان اصبح عجوزا قررت لامار ان تريحة من مشقة القيادة وتتولى ذلك عنة فكل من فى هذا المنزل بمثابة عائلتها وهى على كل حال تجيد القيادة من زمن طويل..
ـ القت لامار نظرة اخيرة على صوفيا مبتسمة لها برقة ثم همت بالخروج وما ان خطت خارج الغرفة حتى تذكرت شيئا هام فعادت مسرعة للداخل قائلة... كيف انسى العطر؟؟؟ واتجهت ناحية دولابها و فتحت مراتها الضخمة ثم فتحت جارورا صغيرا وراء ملابسها مخرجة منة احدى زجاجات العطر الصغيرة. وهى تبتسم بغموض ووضعت بضع قطرات منة خلف اذنها وعلى معصمها ثم اغلقتها بحرص ووضعتها
مكانها فى الدرج ثم اغلقت المراة ونظرت الى نفسها .. رفعت يدها لشعرها تعيدة للوراء كعادتها حين تحاول استمداد الثقة وابتسمت ابتسامتها الجليدية التى لا تصل ابدا الى عيناها ثم قالت ....
ـ الان انا مستعدة لاى شىء .. حتى وان كان هذا الشىء؟؟ ...نيكولا كريستيانو.. والتقطت حقيبة العمل السوداء وحافظة يدها الانيقة من فوق كرسى الزينة امام المراة ومشت بخطوات واثقة للخروج من باب الغرفة بعد ان اخذت نفسا عميقا متجهة الى اسفل ... الى مقابلتها المصيرية؟؟؟

مايا مختار 04-06-08 01:39 PM

تكملة الفصل الاول

ـ بم استطيع ان اخدمك؟؟.. سالت السكرتيرة الحسناء لامار وهى ممعنة النظر اليها وكانها تقيمها من راسها لقدميها ..اجابتها لامار وهى تقف بكبرياء ان لديها مقابلة مع مدير البنك موعدها الساعة التاسعة
ـ ولكن مدير البنك غير موجود .. بل مسافر فى رحلة عمل ؟؟
سالتها لاماروفى صوتها شىء من العصبية كيف يعطى السيد نيكولا موعدا لاحد العملاء فى حين انة مسافرا؟؟
ـ اجابت السكرتيرة وعلى وجهها الحيرة .. ولكن السيد كريستيانو ليس المدير بل هو المالك
ـ اوة.. لا يهمنى الان صفتة... فقط لدى موعد وانوى الحصول علية..فارجوك ان تخبرية انى فى انتظارة.
ـ رفعت الفتاة سماعة الهاتف بضيق وتحدثت بصوت هادىء.. نعم سيدى الانسة لامار فيرناندو تود مقابلتك عن موعد سابق.... نعم سيدى .. نظرت الفتاة للامار قائلة .. سوف يقابلك انستى تفضلى بالجلوس لدقيقتين فقط وسوف تدخلين لمقابلتة.. جلست لامار على احدى الكراسى الجلدية الفخمة واضعة قدم فوق الاخرى ببرود...
ـ يبدو ان السيد كريستيانو لا يبخل على اى من ممتلكاتة بالنقود فقد لاحظت لامار منذ دخولها فخامة المكان وروعة الديكور بداخل البنك.....
وقد طغى على المكان اللون الاخضر والبنى من كراسى وزرع طبيعى وجدران طليت باحدث الوان الدهانات.. حتى رائحة الهواء بها شىء من العطر المختلط برائحة الجلد الفاخر للمقاعد.. اعترتها رعشة فى عامودها الفقرى لا تدرى سببا لها ؟؟ هل من برودة التكييف المركزى فى المكان ام هو قلقها الذى تأبى ان يكون واضحا على محياها امام السكرتيرة ونظراتها الفضولية .. افاقت من تاملها للمكان على صوت الفتاة وهى تقول ..تستطيعين الدخول الان انستى ..السيد كريستيانو بانتظارك.. وقفت لامار واخذت نفسا عميقا ثم اومات للفتاة الجالسة براسها ببرود....
مشت باتجاة المكتب الخاص المكتوب على لافتتة... غرفة مدير البنك ... ودقت على باب الغرفة بقبضتها الرقيقة...سمعت صوتا عميقا يدعوها للدخول قائلا...تفضل... احست للحظة بضعف ثقتها بنفسها .. فكيف سيكون حالها اذن ان دخلت....
*********************************.
ـ فتحت لامار الباب ودلفت الى داخل الغرفة وكان الهواء بداخلها ابرد من الخارج ..ام هى تتخيل ذلك؟؟
كانت الرائحة ايضا قوية وغريبة ..الجلد الفاخر مع عطر يضج بالرجولة مختلطة بدخان السيجار الذى كان وبالتاكيد يحترق تبغة منذ لحظات.
ـ اللعنة..ما ان وقعت عينا لامار على الرجل الجالس خلف المكتب الاسود الفخم من خشب الماهوجنى حتى لفظت تلك الكلمة وقالت فى نفسها..ان صوفيا لم تفية حقة فى الوصف...لم اتوقع ان تكون بهذة الروعة..ما الذى اوقعت نفسى فية..كان الرجل رائع بحق.
مثال كامل للوسامة الشرقية بشعرة الاسود الكثيف وحاجبية وعيناة اللتين بلون الفيروز القاتم تنظران لها نظرة ضيقة غامضة .. وذلك دون اغفال شفتية الرفيعتين الصارمتين تبتسمان لها مرحبة ببرود من تحت انف مستقيم وقاسى..اللعنة.. قالتها لنفسها مرة اخرى..
ـ مرحبا انستى..قالها الرجل لها وهو ينهض للوقوف مرتديا بذلة بلون البن المحترق اظهر من خلاال خطوطها الدقيقة مدى رشاقتة وعرض كتفية بعضلاتها المنحوتة يغلف ذلك طولة الفارع ..
مد لها يدة فتقدمت لتصافحة التقت يديهما وعيناهما لثوانى سرى خلالها تيار كهربى لجسدها فارتعشت يدها فى يدة واملت الا يكون قد لاحظ ذلك..
ـ اشار لها بالجلوس وجلس يشبك يدية على سطح المكتب.. الانسة لامار باولو فيرناندو..تشدق باسمها ساخرا..واخيرا التقينا!!
لقد وصلت شهرتك الافاق بشركتك ذات المزيج الغريب؟؟ الذهب والعطور.. هل لى ان اسال سبب تشريفى بهذة الزيارة..
ـ رفعت لامار يدها تعيد شعرها للوراء وقد وجهت لة احدى نظراتها الجليدية...لقد جئت لمقابلتك بسبب القرض الذى طلبتة وقد تاخرتم فى الرد على الشركة بشانة
ـ اجابها وعلى وجهة نظرة متحيرة نعم ولكن لقد.. فقاطعتة لامار.. سيد نيكولا اعرف بان المظهر الخارجى للشركة والاشاعات من حولها توحى بمدى سوء الوضع ولكن صدقنى ان الوضع ليس سيئاكما يبدو .. مازال بامكانى انقاذ الشركة اذا سمح لى البنك الذى تملكة بذلك.
ـ اقترب نيكولا من سطح المكتب ونظر اليها بغموض قائلا.. يحيرنى بالفعل نشاط شركتك الغريب .. ما الذى جمع فيها بين التنقيب عن الذهب وصقلة وبين تصنيع العطور ..كما هى معروفة باسم (شركة لامار للذهب والعطور)
ـ رقت ملامح لامار للحظات ونظرت لبعيد خلف الواجهة الزجاجية التى على يمين المكتب والتى تطل على ميناء مارسيليا الشهير وكانها تستعيد بذلك ذكريات عزيزة عليها .. ان السبب فى هذا المزيج هو والداى.. فوالدى هو من اكتشف الذهب فى الارض التى ورثها عن جدى ووالدتى كانت شغوفة بالازهار والاعشاب وبالتالى اتفق الاثنان على بناء حلم مشترك لهما ..والدى بصناعة الذهب ووالدتى بتركيب العطور وقد ظلا جنبا لجنب يعملان فى هذا المجال حتى داهم والدتى المرض وتوفيت تاركة لوالدى ادارة الشركة و انا من بعدة استلمت تلك الادارة وقد استطعت بالفعل النهوض بالشركة لفترة طويلةولكن مع حدوث الازمة الاخيرة فى السيولة تعثرت شركتى قليلا بسببها ..اعادت النظر الية بجدية وقد اولتة اهتمامها مرة اخرى.. انا لدى بالفعل خطة جديدة للعمل بدراسة جدوى ممتازة ولكن هنا يحين دور البنك فى اقراضى ما احتاجة حتى انهض بشركتى مرة اخرى
ـ هل لى ان اعرف الخطوط العريضة لما تنوين فعلة..بسط يديةتجاهها متسائلا بجدية..
ـ تنهدت لامار بحزم مجيبة ..لقد قررت اغلاق القسم الخاص بالتنقيب وانتاج الذهب والتركيز على الجزء الخاص بالادوات التجميلية والعطور..
ـ انعقد حاجبية بشك قائلا..ولكن مالجديد الذى تستطيعين تقديمة فى هذا المجال؟
ـ اننى انوى غزوالاسواق باحدى العطور الجديدة وسيكون باكورة انتاج الشركة ومن بعد نجاحة والذى انا متاكدة منة ساتوسع بانتاج مستحضرات التجميل بعد ان اكون قد اسست قاعدة قوية لشركتى..صمتت بعد عرض فكرتها بجدية وبشكل عملى وهى تنظر الية كاتمة انفاسها متظاهرة بالهدوء فى انتظار رد فعلة على الحديث..!!!
ـ ابتسم بسخرية وهو يجيل نظرة فى ملامح وجهها نظرة جعلت الدماء تسرى حارة فى شرايينها.. اتعتقدين حقا ان هذة الخطة تحقق الاهداف المرجوه منها؟؟..!!!
وجهت لة احدى نظراتها الجليدية.
انا لا اجد فى خططك اى..... قطع حديثة رنين الهاتف ... ارجو منك الانتظار لدقيقة وساكون معك ..ورفع السماعة مديرا نظرة عنها واندمج فى حديث عن مشكلة على ما تظن فى احدى الفنادق التى يملكها..
ـ قالت فى نفسها وهى مشبكة يديها بقوة ناظرة اليه بلا انفعالات على وجهها..يجب ان تقتنع نيكولا كريستيانو وبسرعة وباى شكل ظلت تحدق ناحية رصيف الميناء خلف الزجاج مشيحة بوجهها عنة ....ثم طرات لها فكرة....مجنووونة ..ولكنها فكرة على كل حال وهى املها الاخير....


الفصل الثانى
قامت لامار برشاقة وبرود ودارت حول طاولة المكتب مقتربة من نيكولا وجلست امامةعلى طرفها تقابل وجههة ...ترك السماعة وهو ينظر اليها بانبهاروهى ترفع يدها وتعيد شعرها للوراء مفسحة المجال لتظهر رقبتها البيضاء الطويلة امام ناظرية ... واذنها الصغيرة متدليا منها قرط ذهبى على شكل حلقات متشابكة يلمع امام عينية...فقطب جبينة وهو يسد طرف السماعة بيدية قائلا لها...اللعنة!!! ماذا الان؟؟.. وتمالك نفسة بغضب وقال للرجل على الهاتف ..ساحادثك بعد قليل..
ـ قال نيكولا ولامار تقترب من وجههة ببرود وبنظرة جليدية ممزوجة بالانتصار وقد وجدتة يتحدث بصوت متحشرج يلتقط انفاسة بصعوبة..ماذا تريدين الان؟؟
ـ سالتة بخبث..والان مارايك فية ؟؟ وهى تدير رقبتها الناحية الاخرى تزيد من اقترابها حتى بدات تشعر بحرارة انفاسة على عنقها .. سالها وانفاسة تزيد تهدجا متاملا خصلات شعرها السوداء الرائعة ورقبتها الرشيقة ما رايى فى ماذا ؟؟؟...!اجابتة وقد اقترب منها بشكل خطير.. فى لامار ..العطر ...عطرى؟؟!!...
ـ سالها متحيرا؟؟؟ اى عطر تقصدين..... تنهدت بنفاذ صبر قائلة ...الموجود هنا...مشيرة خلف اذنها...
ـ اجابها بتحدى ماكر وقد رفع اناملة ناحية رقبتها مداعبا... اتقصدين الذى اشتمة من خلف اذنك هنا..امم. . واقترب منها ليشمة...
ـاوة... انا الان فى الموقف الاضعف..قالت فى نفسها ..لقد دخلت عش الدبابير...
حافظت على برودها واجابتة.. نعم هو ... نظر اليها بعينان تلمعان بوميض النيران ثم اقترب من اذنيهاوهمس لها قائلا...
اجدة رائعا...بل ساحر..وكاننى اشتم رائحة الدماء الحارة فى شرايينك... وامسك بكتفيها ليديرها الية وقد حافظت على برودة نظراتها وجديتها متحدية اياة على الاقتراب اكثر من ذلك..عزيزتى...تلعبين لعبة خطرة..!! من يوقظ النمر من ثباتة علية ان يتحمل العواقب ....
واقترب ببطء من فمها معانقا اياها بشغف...محاولا اجبارها على الخضوع والتجاوب لعناقة..ولكنة وجد بين يدية لوحا من الثلج البارد..فضغط على كتفيها بقسوة ليؤلمها وقداصبح عناقة قاسيا..!!
.. ابتعد عنها فجاة بعنف وهو يهزها بقوة وغضب و مازال ممسكا بها... بحق الشيطان يا امراة .. مذا تريدين منى؟؟..اجابتة ببرود ..وهى تحاول ان تظهر متماسكة رغم شدة الضعف والدوار.. انا لم اسمح لك بما فعلتة معى...انا فقط اريدك ان تقتنع بخطتى لانقاذ الشركة...فقط ولا شىء اخر!!!
ـ قامت لامار وهى تسير برشاقة خلف المكتب رافعة يدها لشعرها معيدة اياة كما كان وبكل الثقة جلست فوق مقعدها واضعة ساق فوق الاخرى برغم ما تشعر بة من ضياع غريب بعد ابتعادها عنة وقالت...والان ما هو رايك؟؟
ـ حرك راسة بتصميم يبتسم بخبث...لا..لا..لا...لا اعتقد انى استطيع تكوين اى راى الان.... يجب ان تعطينى فرصة اخرى للتفكير.
ـ اجابت بنفاذ صبر .. اذن ساخذ موعدا اخر من سكرتيرتك للغد..
ـ اجابها بهدوء قاتل.. للاسف انا مشغول لوقت طويل وحتى لاسبوعين قادمين..فنظرت الية بغضب باردقائلة..اذن فانت تر...
ـ فطع حديثها قائلا..ولكنى غير مشغول فى المساء فانا وكما تلاحظين من البشر واحتاج للطعام من وقت لاخر...مبتسما بمكر ثم متصنعا الجدية..ما رايك بعشاء عمل الليلة ..نتناقش فية بكل التغاصيل.
ـ قامت لامار وهى تنهى المقابلة وبجدية شديدة ..حسنا قبلت...متى الميعاد..
ـ الساعة الثامنة ..اتحبين ان امر عليك..واشار الى الاوراق امامة ..لدى العنوان
ـ لا فهو ليس موعدا ,,بل عشاء عمل..ورسمى..اين ساقابلك؟؟؟
ـ فى مطعم سانتا مارتينا..اتعرفينة..؟؟ بالطبع تعرفة جيدا فهو من اشهر المطاعم الرومانسية فى ايطالية المشهور بالطعام الجيد والجو الحميمى للعشاق ..نظرت الية بسخرية وتحدى قائلة..بالطبع ..اتفقنا اذا.. الى اللقاء ومدت يدها لتصافحة فالتقط يدها برقة ورفعها الى شفتية ولثمها بلطف ضاغطا بشفتية برقة على يدها..قبلة قلبت عالمها كلة وهو ينظر اليها وعيناة تلمعان ببريق عجيب مثل عينا نمر وجد فريستة الضالة..سحبت لامار يدها بهدوء بارد ورمقتة بنظرة ساخرة ثم ادارت ظهرها الية ومشت للخروج من الغرفة ..ولولا خوفها من ان تهتز صورتها امامة لكانت ركضت من المكتب ولم تكن لتقف حتى تصل لسيارتها وتشعر بالامان داخلها..ولكن هل سيكون هناك امان بعد الان؟؟!!
*****************************
ـ كانت تقلب بشوكتها الطعام الموضوع امامها فى احد الاطباق الفاخرة والتى جمعت قطعها واحدة واحدة عن طريق المزادات التى اغرمت من خلالها بكل ماهو قديم واثرى حتى اصبحت قطع الانتيك التى تملكها كانها ثروتها التى تفتخر بها لما لاقت فيها من صعوبات فى جمع كل قطعة منها...
جالت بنظرها فى انحاء قاعة الطعام التى كانت تجلس فيها مع صوفيا لتناول الغداء كعادتهما حين يعودان معا فى نفس الوقت من الشركة الى الفيلا..قاعة فخمة.. كل جزء منها هو جزء من هويتها وتاريخ اسرتها الراحلة .. الطاولة السوداء بكراسيها ذات القماش البنى المائل للاحمر بطابعها العربى التركى وقد كانت على ذوق والدتها مع الستائر القطيفة على النوافذ تتلائم وقماش الكراسى ..
البوفية الكبير الملىء بالمرايا ايطالية الصنع.. وفى احدى جوانب الغرفة يقبع الكونصول البنى والذى قد احضره والدها من اليونان فى احدى رحلات عملة... تاملت كل ما حولها محدثة نفسها ..لم استطيع ان اغير اى قطعة فيها حتى السجادة التركية التى ورثتها والدتى عن جدتى..لم اغيرها..قالت بسخرية لنفسها.. يبدو اننى قد ادمنت كل قطعة فى هذا البيت..ام ياترى انا مجرد جبانة لا تقوى او تجرؤ على التغيير ام اخاف ان اضيع وافقد انتمائى وهويتى ام انى ... ابحث عن هوية جديدة...
اوة...كم اتمنى ان اترك كل شىء ...الشركة والصفقات والاعمال ... فلاستسلم... لم لا ... ثم ابدا عمل جديد لى انا ..يخصنى وحدى لا عهود فية اقطعها لاحد.. فقط انا ولا احد غيرى ... جاليرى ربما!!!..او احدى المحلات الكبيرة للازياء والملابس النسائية ذات الماركات العالمية...لا ذهب ولا عطور...اى شىء جديد..يغير حياتى..رفعت يدها لشعرها وتنهدت بصمت ...نيكولا.. ماذا فعلت بى فى تلك الدقائق لقد قلبت عالمى..ربما صنعت منى جبانة تريد الهروب..وتذكرت لمساتة الرقيقة ومداعباتة لرقبتها..وقبلتة ..!!وكانة يعرف تماما ماذا يفعل بها ومدى تاثيرة عليها.. ثقتة بنفسة .. هددت ثقتها بنفسها.. هل ستقوى على التصدى لو حاول معها مرة ثانية..
لقد استطاعت ان تتحداة ببرودها وستتمكن بالتاكيد من ذلك مرة اخرى... يالهى.. ماذا ان كانت لا تريد المقاومة.. ماذا لو ارادت ان تصبح ضعيفة ولو مرة فى حياتها.. تعود كما كانت..لا تحسب حسابات لخطواتها ..تغامر.. ترمى بنفسها فى النار..فى الجحيم.... الجحيم؟؟؟.
نيكولا.. يحمل الجحيم المستعر فى انفاسة فى لمساتة وحتى فى تلك الهمسات الرقيقة التى حملتها لاذنيها شفتية!!... لا انة الجنون المطلق..لا يجب ان تستسلم هكذا دون معركة ..ربما ستكون معركة حياتها كلها يتحدد فيها مصيرها ..والى الابد!!!....يللاسف .. يجب ان تقاوم وبشدة.. ونظرت لطبقها مبتسمة بمكروهى تحرك شوكتها فى الطعام..ثم قالت..ستكون معركة ممتعة ومثيرة...
ـ ما هو المثير والممتع؟؟.. سالت صوفيا وهى تحدق بلامار فى استغراب.. انك لم تاكلى شيئا حتى الان...فقط تحركين طعامك من جانب لاخر ..ما الامر... غمزت لها مبتسمة قائلة اهى المقابلة؟؟؟...ام هو صاحب المقابلة... وبمكر اقتربت منها تهمس ... السيد نيكولا كريستيانو.. هيا اخبرينى عن ادق التفاصيل... ورفعت شوكتها مشيرة للامار مهددة ... هل تسمعيننى.... ادقها...
ـ تصنعت لامار اللا مبالاة قائلة...لقد دعانى الى العشاء .. مؤكدة...عشاء عمل..وقبل ان تسالى .. لقد قبلت!!
ـ نظرت لها صوفيا غير مصدقة... اهكذا ومن المقابلة الاولى... تنهدت بشكل مسرحى ... مسكين نيكولا لم يستطيع الصمود..اممم...ام مسكينة لامى؟؟!!. وماذا تنوين ان تفعلى بة..
ـ لا شىء.. انة عمل مجرد عمل.. لاتتخيلى اشياء غيرموجودة..نظرت لصوفيا بجدية ... للحق انا لم اقابل رجلا مثلة فى حياتى... كما تحدثت عنة الاشاعات والصحف تماما بل وربما اكثر هو بالفعل رجل عنيد وصارم وليس بالبخصم السهل....
ـ اذن لقد نال اهتمامك وحاز على اعجابك...لامار.. لم لا تحاولين .. ربما.. من يدرى... قالت صوفيا مترددة بهدوء.
ـ صوفيا ارجوك انا لا اريد منة سوى الحصول على القرض... اومات براسها بحزم .. تعلمين جيدا كم اننا فى حاجة لهذا القرض وبشكل ملح وسريع...سنفقد كل شىء اذا لم ننقذ الشركة... سيضيع كل شىء ..كل شىء... لن نجد الفيلا او الشركة او حتى سياراتنا... ربما حين اعود قوية ماليا كما كنت ...و حين انجح فى الفترة القادمة .. ربما ..ربما ..اعود كما كنت... قبل ان التقى انطونى وقبل وفاة والدى... لن اقبل بان استسلم لمشاعرى الا بعد ان اعود قوية واكون لاى كان ...الند بالند...دعينا الان منى... فلناكل.
ـ لامار لقد نسيتى شيئا هام... الحب.. الحب لا يردعة البرود او التحدى ..حين تحبين فانت تحبين فقط ولا شىء اخر..لا قوانين ولا شروط ولا تفكير...فقط الحب ومن تحبين...
ـ صوفيا من فضلك.. ليس امامى سوى ساعتين لارتاح ثم استعد للعشاء...لا اريد ان اكون متوترة حين اقابلة اريد ان اكون واثقة وقوية فدعينا ارجوك من هذا الحديث.
ـ حسنا.. اجابتها صوفيا بنفاذ صبر ... ماذا سترتدين الليلة....قالت بحماس... ما رايك بالفستان الوردى بدون اكمام وحزام فضى تحت الصدر...ولانة قصير ومهدول فوق ركبتيك بامكانك ارتداء السابو ذوالشريط الحريرى الفضى الذى يلتف حول قدميك الجميلتين... اة ..ورايى ان تتركى شعرك منسابا ..فهو رائع بدون شىء... ما رايك ..سالت صوفيا بلهفة؟؟؟
ـ رايى...انى اريد ان اسبح قليلا فى بركة السباحة ثم انام قليلا... ارجوكى صوفيا... دعينى بسلام..لا اريد التفكير الان فى شىء.. ثم ان الفستان الوردى لا يصلح لعشاء عمل .. بل لعشاء حميم ... وانا ذاهبة .. للعمل.. العمل فقط... وةالان اراكى لاحقا.. ثم بعد ان ابتعدت للخارج .. عادت مسرعة وبحزم.. لا تلحقى بى..وان اتيت لا اريد ان اسمع كلمة عن نيكولا او العشاء.. مفهوم؟؟؟اومات صوفيا للامار باحباط وقالت...لا داعى للعصبية... كما تريدين عزيزتى!!!!!......
**************************************
سبحت لامار لعدة دورات فى حوض سباحتها وكانت المياة صافية ومنعشة ساعدتها على استعادة الهدوء وبرودة الاعصاب..كانت تردى بيكينى ذو لونين من الوردى القاتم والبرتقالى على شكل خطوط مائلة ..كان المفضل لديها رغم اقتنائها العديد غيرة وذلك لصغر حجمة فهو بالكاد يغطى الاجزاء الهامة من جسدها فيكون مريحا اثناء السباحة ولكنها لم تكن ترتدية الا حين تكون وحدها فى البركة او مع صوفيا ابنة عمها .. هى لا ترى انة مناسب ابدا للظهور بة امام الناس ...
ـ استلقت بكسل على احدى المقاعد الموجودة حول بركة سباحتها الرائعة المصممة على شكل شلال صغير تحيط بة بعض الاحجار الطبيعية ذات اللونين البنى والصفر القاتم ومن حولة زرعت حديقة رائعة من النخيل والازهار العالية لعباد الشمس والقرنفل و بعض الاعشاب العطرية من الريحان ...
كانت تلك الحديقة الرائعة احدى تحف وابداعات والدتها ..تاملتها لامار بحنين وهى تضع بيبديها بعض الزيت الواقى من الشمس حتى اصبح كتفيها يلمعان بلون عسلى رائع...ارتدت نظارتها الخاصة بالشمس .. واستلقت مرة اخرى براسها على المقعد الوثير مادة قدميها امامهاوسارحة فى افكارها...ربما يجب ان تحاول اقناع نيكولا اليوم اثناء العشاء الليلة بان يسرع من اتخاذ قرارة بشان القرض حتى تبدا بسرعة فى مشروعها الجديد..اللعنة كلما حاولت التفكير بعملها تتراىء لها صورتة.. انة يدخل افكارها بدون انذار..
لم تكن سوى مقابلة واحدة ..لماذا استطاع ان يؤثر فيها بهذا الشكل؟؟..وكانت ايضا المرة الاولى التى تقابلة..شىء غريب يجذبها الية..عليها ان تعترف ان اى امراة تتمنى ان تحصل على اهتمامة..ترى هل حصلت هى على هذا الاهتمام ..ام ان قبلتة لا تعنى شيئا..فقط وليدة لحظة اثارتها لة...لماذا تهتم اذن... حركت كتفيها بلا مبالاه قائلة..اوة ..انة بالتاكيد مغرور حتى يظن ان قبلتة ستؤثر فيها ..انة يريد فقط ان يضمها الى موسوعة النساء الاتى وقعن صرعى امام قدمية...
ـ تنهدت بعمق واغمضت عيناها..هى لم تحصل على قبلات مثل قبلتة من قبل ..!!..ومضت فى عقلها ذكرى قديمة..فجاة..
لا..بل حدث وتلقت مثلها واحدة...!!..واحدة فقط لا تنساها ابدا...حتى انها تشبة قليلا قبلة نيكولا...لها نفس التاثير والمذاق الغريب...انها تذكر الان وبوضح ليلة تلقت تلك القبلة...كانت اول قبلة فى حياتها...اول قبلة حقيقية!!!!!..كانت قد اتمت عامها العشرون وقد مر على وفاة والدتها ثلاثة اشهر.....
ليلتها ....اصر والدها على ان تحضر معة احدى حفلات السفارة اليونانية بايطاليا التى تلقى منها والدها دعوة رسمية لحضورها...
ورغم ما كانت تشعر بة حينها من صداع فى راسها ودوار شديدين...لم تشأ ان تخذلة وترفض الحضور معة..خاصة وهى تعلم جيدا كم يحتاج كل منهما ..الخروج من اجواء الحزن...التى تملأ حياتهما منذ رحيل والدتها..جوليا...
وبالفعل استعدت وارتدت احد اثوابها المفضلة...ثوبها الاحمر الحريرى الموشى بحبات الكريستال السوداء..
حين دلفت ليلتها تتابط ذراع والدها ادارت العديد من رؤوس الرجال..ولكنها لم تنتبة لاى منهم..بل رسمت ابتسامة جامدة على وجهها محاولة ان تدارى الالم الشديد الذى يعصف براسها والذى لم تقل حدتة حتى هذة اللحظة..
وحين اطمانت ان والدها انخرط بشكل طبيعى فى محادثات مختلفة ..وقد تناسى لبعض الوقت..حزنة العميق..قررت الخروج للشرفة المظلمة..لتحاول استنشاق الهواء البارد..علها تستعيد جزء من نشاطها..
وبالفعل خرجت ليلتها للشرفة... والالم اصبح قاتلا وقد زاد دوار راسها..بدات تشعر بعدم الاتزان وعدم القدرة على التركيز...كانت تقف مستندة على سور الشرفة الرخامى البارد لتمنع نفسها من الاستسلام للسقوط...
ورغم انها تاكدت من ان لا احد من المدعويين الذين عرضوا مراقصتها وقد صدتهم جميعا بحزم..لم ينتبة اى منهم لمكان تواجدها..فقد سمعت صوتا عميقا ياتى من خلفها يقول بهمس...
ـ مرحبا سنيورا..لامار..لامار فيرناندو اليس كذلك؟؟!!
ـ تاوهت فى صمت قائلة لنفسها..لا..انة ليس الوقت المناسب ابدا للتعارف..انا لا اقوى على فتح عيناى...
استجمعت قوتها قدر ما استطاعت تجيب بتهذيب..
نعم سنيور..مرحبا...انا لامار فيرناندو..ولكن اعتذر حقا منك..لست فى حالة تسمـ...قطع اجابتها صوت احد الخدم يدخل مقتربا من الرجل الذى التفتت الية تتاملة بعينان شبة مغمضة..وصورتة المشوشة امامها لا تكاد تتبين منها اى من ملامحة...
اقترب منة الرجل يهمس فى اذنة بكلمات غير مسموعة..التفت على اثرها الرجل قائلا بحدة...اللعنة..كنت اريد ان..حرك راسة بنفاذ صبر قائلا..حسنا حسنا..لا باس..ساتى حالا..امهلنى دقيقة....
ـ قال الخادم بتصميم مهذب..وهذة المرة بصوت مسموع...ارجوك سيدى..حقا يجب ان تاتى معى الان...انة ينتظرك...لا تستطيع ان تتجاهل طلبة..انة ينوى ان يغادر الحفل الان...
ـ زفر الرجل الغامض بضيق قائلا..حسنا..ساتى حالا..اذهب وسالحق بك الان...
ـ حين ابتعد الخادم وخرج من الشرفة..التفت اليها الرجل قائلا بضيق ..اسف سنيورة..لا تتخيلين مدى اسفى..ليس لدى الوقت الان..كنت اتمنى..اوة..لا عليك..اقترب اكثر منها..يهمس..اعتذر عما سافعلة..صدقينى ان لم افعل ما اريد..اشعر بانى سافقد عقلى...
ـ نظرت الية بحيرة والدوار يعصف بها..ماذا تقصد سنيــ...
لم يمهلها لتكمل كلماتها..واخذها بين ذراعية القويتين..غامرا اياها بعناق جامح مجنون عصف بالبقية الباقية لثباتها..كانت قبلة لم تذق مثلها.. لا تشبة ابدا تلك القبلات البريئة فى المواعيد العاطفية مع اصدقائها السابقين...المعدودين ..والتى كانت لا تتعدى العناقات السريعةالخجولة التى تفتقد الجراءة...!!
رغما عنها وجدت نفسها تنساق معة لعالم جديد وخطوة جريئة جديدة..كانت اول قبلة حقيقية تحصل عليها..وكأن الرجل يعلم تاثيرة عليها..ملاحظة انة يمسك بها بثبات ليمنعها من السقوط....
وكانة يعرف حالتها..ومشاعرها التى تعصف بها الان وهى بين ذراعية.....
وكما امسكها فجاة تركها ايضا فجاة...ثم اقترب من اذنيها هامسا..لا تعلمين ماذا فعلت بى الليلة....
اعدك ان نتقابل ثانية....قبل طرف اذنها قبلة صغيرة..هامسا..رائعة..ساحرة....
ثم افلتها بسرعة تاركا اياها مشوشة الرؤية والعقل....
تمالكت اعصابها لدقائق...ثم خرجت الى القاعة الكبيرة...تبحث عنة بين جموع المدعووين..ولكنها كانت تعلم انها حتى لو التقت بة...فلن تتعرف الية..انها لم ترى اى من ملامحة..فقط ظل غامض لرجل طويل..يبدو..انة ممشوق القوام..رياضى..فقط ولا شىء اخر تعرفة عنة....
ظلت ذكرى قبلتة الجامحة ترفرف داخل عقلها طوال تلك الليلة....وحين عادت للمنزل...خلدت لنوم عميق ملىء باحلام غريبة صاخبة..عن رجلها الغامض...وفى الصباح....استعدت لرحلتها التى ستزور فيها اليونان..مع مجموعة من اصدقائها فى كليتها..الذى تخصصت فيها ..بادارة الاعمال....وكانت تلك الرحلة..هى اولى لقائاتها بطونى....او انطونى ديميرا...حب حياتها الوحيد...حتى انها حين التقتة نسيت كل شىء عن مغامرتها المثيرة ليلة الحفل...
ربما لم تنساها حقا..ربما قد اخفتها فى ركن مظلم من عقلها..حتى ظهرت مرة اخرى الان...
ظهرت مع ظهور نيكولا فى حياتها..شىء غريب ..انها تشعر الان ان قبلة نيكولا تشبة بشكل غريب قبلة هذا الرجل الغامض...الذى كما ظهر فجاة..اختفى فجاة ولم تقابلة مرة اخرى....
حتى طونى كانت قبلاتة مختلفة عن نيكولا..كانت قبلات هادئة وناعمةو!!...باردة !!
رغم مدى العاطفة التى كانت بينهما..ربما كان واثقا من امتلاكة لها فلم يحاول ان يبذل جهدا فى التاثير عليها ..ولكن ذلك ليس مبررا لاهمالة ان يبقى عاطفتهما مشتعلة متقدة ... ترى اين هو الان وما الذى يفعلة بحياتة... هل كانت يمكن ان تتزوجة رغم ما عرفتة عنة.. بالتاكيد هى تعلم انة لم يكن يريد فقط النقود من والدها لكى يساعدة فى مشروع المطعم باليونان .. كان يريد ان يفتتح مطعما كبيرا يكون لة شهرة واسعة.. ولكن والدها كان من الذين لا يحبون ان ينفقوا اموالهم لاجل مشروع غير مدروس دراسة وافية.. وطونى كان مندفعا بدون دراسة او تفكير..لذلك رفض والدها طلبة..وكم كانت صدمتها فية كبيرة..حين اتى وعيناة متقدتين غضبا لرفض والدها..ومحاولاتة القاسية بتشوية صورة والدها الحبيب فى عيناها.. اراد ان يخيرها بين ان يتركها اوتهرب معة تاركة والدها بمفردة..... لقد ساومها على حبها لة..هى تعرف جيدا انة كان يحبها لنفسها وليس لاموال والدها... ولكنة فقط فضل مصلحتة و مستقبلة عليها.. هى ايضا احبتة كثيرا ولذلك صدمتها فية حين خيرها كانت كبيرة وكانت اكبر بادعاءاتة المشينة على والدها...كما يقال..بقدر الحب يكون الكرة..!!!..
لذلك لم تسامحة على ما قالة و عاملتة بقسوة يومها وبرودا شديد وطردتة من حياتها نهائيا وللابد..
لن تنسى ابدا نظرة الذهول فى عينية حين صدم من رد فعلها ومحاولاتة المستميتة فى مصالحتها حين احس انها ستضيع من يدية..ولكنها ابت ان تسامحة قائلة لة بقسوة.. اننى لا اعلم ما دهانى حتى يكون لى اى علاقة بشخص وضيع مثلك اريدك ان تخرج من حياتى الى الابد ولا اريد رؤيتك مرة اخرى ابدا.. ايها الحثالة الحقير.. وخرج يومها من الفيلا وعيناة قاتمتين بهما غضب اسود عنيف ..ومن يومها لم تسمع منة اى كلمة .. كان ذلك من اربع سنوات..وهى قد تغيرت الان .. خاصة بعد وفاة والدها بعد حادثة طونى معهابشهر واحد ..كم كانت فى امس الحاجة لرؤيتة وقتها ولكن..
ها قد مرت الايام واستلمت زمام الامور برحيل والدها وهى الان ليست فى حاجة لاى شخص .. اى رجل ايا كان .. حتى لو كان رجلا مثل نيكولا ..هى لا تريدة ابدا ..ابدا ..نيكولا اشعل فيها نيران لم تشعر بها من قبل.. يالهى يا لامار ..قالت لنفسها..ركزى فى العمل.. ستصابين بالجنون.. انة نمر مغرور.. كونى باردة الليلة ..لا..بل ساكون جليدية...!!
ـ لامار ..انتبهت لامار على صوت صوفيا وهى تناديها فاجابتها وهى مستلقية ومغمضة عينيها...
ـ مالامر يا عزيزتى
ـ اجابتها صوفيا بهدوء وارتباك بعد جلوسها على المقعد المجاور لها..انة.. انا ..اقصد اننى..
ـ تنهد لامار.. ما الامر الان صوفيا.. تكلمى.
ـ اعرف انك لاتريدين الحديث عنة..ولكن عندما كنت اهبط على الدرج كان قد دخل واصر على رؤيتك بنفسة ولم استطيع اقناعة .. بان اسلمك اياة بنفسى.. فدخل الان معى ...وهو ..هو... هو الان هنا.
ـ سالتها لامار دون ان تتحرك او تفتح عيناها..من اتى .. واى شىء اراد اعطائى اياة؟؟؟
ـ سمعت صوتا مداعبا من خلفها يقول ..انة انا يا عزيزتى...لقد حاولت صوفيا ان تمنعنى من رؤيتك ولكن كما تعلمين كم انا عنيد.. لم اكن اعلم ان لديك قريبة فاتنة ... ابنة عمك فاتنة ..رائعة..
ـ وكان العالم انقلب فى لحظة..نيكولا.. لم يكن ابدا ليحدث ذلك ولو فى اكثر احلامها جنونا..تسارعت دقات قلبها ورفعت النظارة عن عينيها وفتحتهما على وسعهما ملتفتة براسها تحدق فى الشخص الواقف بجانب صوفيا ناظرة لة بذهول قائلة ... انت!!! ماالذى..؟؟
ـ قاطعها نيكولا قائلا وعيناه تلمع ببريق قاتل وهو يتفحص كل جزء من جسدها وشفتية تبتسمان بمكر وسخرية...كم انا سعيد لان صوفيا لم تستطيع اثنائى عن مقابلتك؟؟.. كان سيفوتنى الكثيييييير..وهو يغمز بعينية .
ـ ظلا يحدقان ببعضهما فى تحدى لحظات بدت كالدهر... اعتقد اننى سوف ..سوف انسحب الان..هل تريدين شيئا لامار ..لا.. اذن ساذهب الان من هنا ..وحالا..سالت صوفيا مجيبة على سؤالها بنفسها..باذنكما.. خرجت صوفيا مسرعة وهى تبتسم بمكر وكانها تهرب من قلب نقطة على وشك الانفجار.
ـ انتبهت لامار بعد خروج صوفيا..وشعرت بالخجل لمدى صغر المايوة الذى ترتدية فجذبت بعصبية شال من الشيفون بنفس الوان المايوة وحاولت ان تغطى ما استطاعت من اجزاء جسدها العارية.. ولكن ما فعلتة قد زادها اغراء ..ما احستة من نظرة عينا نيكولا تتفحصان جسدها بوقاحة شديدة..فتصاعد الدم لوجنتيهاوقالت بعصبيةو ارتباك.. كيف تجرؤ على الحضور الى هنا فجاة ودون سابق موعد وما الذى دعى الى حضورك الان تحديدا فى هذا الوقت الغريب.... والذى يجب ان تكون فية ببيتك انت لا بيتى انا؟؟؟؟..
ـ اهداىء من فضلك ودعينى اشرح لك السبب..اجابها وهو ينتقل للجلوس على المقعد المجاورو وقد لاحظت ازرار قميصة العلوية وربطة عنقة المفكوكة وقد اظهرت اللون الاسمر الرائع لصدرة القوى... يبدو انة قد اتى مباشرة من الشركة ... اللعنة يبدو رائعا..
ـ قبل ان اخبرك بسبب قدومى ..انا لست نادما ابدا على الحضور بل انا سعيد ..جدا..بالرغم من الاستقبال الغير عادى..قال وهو يتشدق بالكلمات مقتربا منها وممعنا النظر فى وجهها بنظرات جائعة ومبهورة... لم اكن اتصور انى ساكون سعيدا لهذة الدرجة برؤيتك الان ..ثم ابتسم بسخرية قائلا ..بعكسك بالطبع عزيزتى .. اتعجب؟؟ اين حسن ضيافتك؟؟
ـ اجابت لامار بغضب ونظرتها تزداد جليدا..حسن الضيافة للضيوف وليس المقتحمين.... وتنهدت بنفاذ صبر قائلة..والان ماذا تريد؟؟.
ـ صدقينى اتيت لسبب وجية جدا..اتعرفين انك تبدين رائعة فى ثوب السباحة الرائع هذا .. قال وقد اقترب من وجهها بهدوء وهى تحاول ان تظهر برودها ترسم... ابتسامة ساخرة على شفتيها.. رفع اناملة يرسم خطوطا وهمية على كتفيها..تنفس بعمق وعيناة فى عيناها قائلا..رائحة الزيت الواقى على كتفيك تسحرنى ..اتعلمين لامار..اشعر اننى احترق كلما كنت قريبا منك..و كلما لمستك او شممت عبيرك.
ـ اعلم جيدا كم ابدو رائعة الان فى ملابسى..واعلم ان اى امراة ستبدو رائعة لاى رجل وهى ترتدى مثلها..السبب ليس انا سيد نيكولا .. بل الملابس الفاضحةالتى ارتديها ولم تكن لتراها ابدا ولا فى احلامك لولا اقتحامك عزلتى بهذة الجراءة.. قالت وهى ترفع يدها لتعيد شعرها للوراء بكبرياء.
ـ ابتسم لها ابتسامة رائعة اذابت قلبها قائلا .. وما ادراك ؟؟ ربما اخطط لاراكى فى ملابس اكثر منها اغراء وجمالا .. رغم انى اعتقد اننى ساراك اروع واجمل فى غلالةمن الحرير الشفاف..ولكن سترتدينها لى ..وحدى..لن يراكى بها احد غيرى...وستتوسلين لاعانقك..ومن يدرى قد يكون ذلك قريبا جدا!!!
ـكيف تجرؤ على قول ذلك..انك رجل مغرور همجى ..لن تحصل ابدا على ما تريد منى ولا حتى فى احلامك.. قامت لتقف بعصبية وغضب شديدين فوقع الشال الملون على الارض وتسارعت انفاسها من شدة غضبها..
ـ قام نيكولا وانحنى بهدوء..ومد يدة الى الارض ملتقطا الشال ..لم يعطية لها بل ظل محتفظا بة وهو يرفعة امامها قائلا..انت لن تعرفى ابدا مايدور داخل احلامى.. بل اقسم انك لو عرفتى لن تتصرفى ابدا معى بهذا البرود.. أاكد لك يا نمرتى الجليدية اننى قادر على اذابةااقسى قطع الجليد فيك..اقترب منها بهدوء وقد لف الشال حول رقبتها فظنت انة سيتركة وعندما رفعت يديها لتمسك بالشال جذبها الى صدرة القوى ثم التفت ذراعية حول خصرها واقترب برقة من وجهها وقبلها عدة قبلات رقيقة على وجنتيها احست بها لامار وكانها رفرفة فراشات وارتعش جسدها برقة..فرفعت يديها مبعدة اياة عنها ومقاومة.. مداعبات اصابعة على ظهرهها وقد زاد من اقترابة .. اضعفت تلك المقاومة.. غمرها بقبلة لشفتيها بعث فيها كل ما كان يتراقص من توق راتة فى عيناة منذ اتى.فتجاوبت معة رغما عنها وحين همت بان ترفع يديها ممسكة بكتفية... حدث ما لم تكن تتوقعة ابدا .. تركها؟؟!!..فجاة!! ..احست بالضياع للحظات وفتحت عيناها ..راتة ينظر لها بنهم وصدرة يعلو ويهبط من سرعة تنفسة..قال ساخرا.. ارايت ياعزيزتى انى قادر على اذابة جليدك.. ان هذا جزء صغير مما يدور فى احلامى.. ما رايك اتحبين ان اريك باقى ما احلم بة..امم.اطرق مفكرا بابتسامة متسلية..
لا اظن .. اذن انت بحاجة لتهدئى اعصابك وتعودى لبرودك.. ودون انذار حملها بسرعة وقذف بها لماء البركة.. وابتسم بمكر ..والان هل انت اهدا.؟؟!!!!
ـ افاقت لامار من الصدمة على كلامة الجارح.. الساخر... وقالت وهى ترتعش غضبا.. ونصفها الاسفل تحت الماء ..تضم قبضتيها .. انت.. انت.. كيف تجرؤ ..كيف .. ماذا تظن نفسك.. اذهب من هنا اذهب الان.. لا اريد رؤيتك مرة اخرى .. تلالات الدموع فى عيناها الجميلتين وتجمدت بنظرة باردة..و هى ترفع راسهابكبرياء..اكرهك نيكولا..اكرهك..
ـ لا باس ساذهب يا نمرتى الفاتنة.. موعدنا الليلة..لا تنسى..
ـ لن اتى ابدا ..قالت ببرود..
ـ ابدا؟؟ ..والعمل؟؟..سانتظرك حتى تاتى..لن امل الانتظار ..ومهما تاخرت .. انا متاكد من مجيئك!! تذكرى كم من الاشخاص يعتمدون على مقابلتنا فى تامين مستقبلهم ..اعلم انك لن تكونى انانية ..
ـ عندما هم بالذهاب تذكر ما جاء لاجلة وقال .. كنت سانسى..مد يدية فى جيبة واخرج منها قرط صغير رفعة امام عيناها ..قرطك لقد وجدتة تحت مقعدى ..ونظر اليها نظرة ذات معنى يذكرها بما حدث بينهما باكرا.. خفت ان يكون ذا اهمية لديك ولم اريد ان اامن احد علية غيرى وصممت على احضارة بنفسى...واقترب من حافة الحوض منحنيا لاسفل.وامسك بيدها وفتح اصابعها واضعا فيها القرط ثم رفعها الى شفتية وقبلها برقة ..وقال..اراك الليلة يا فاتنتنى ..وداعا..
ـ استدار بثقة وهو يمشى برشاقة ليغادر فاستوقفتة لامار بصوت مبحوح قائلة ... نيكولا ..اشكرك.. لقد كان هدية من والدتى .. انة بالفعل غالى الثمن والقيمة.. واومات براسها تشكرة ببرود..
ـرفع يدة مودعا ..لا عليك.. ثم غمز لها بعينة مبتسما ودار يمشى مغادرا المكان تاركا لها وحدة وفراغ .
لم تكن تتوقع الشعور بها بعد مغادرتة.. خرجت من الحوض ولملمت الشال بهدوء وغادرت الحديقة الى المنزل وكأن المكان قد فقد جزء من بهائة وروعتة بعد مغادرة نيكولا كريستيانو؟؟!!

مايا مختار 04-06-08 01:44 PM

الفصل الثالث

دخلت لامار المطبخ ومازالت ترتدى ملابس السباحة..وجدت هيلدا واقفة امام المغسلة مرتدية مئزرها ..تعمل كعادتها على غسل الاطباق..وكانت معها صوفيا تقطع بعض الفاكهة لصنع السلطة المفضلة لديها بعد الغذاء..
ـ هيلدا؟؟ ارجوك ,الم تتعلمى بعد استعمال غسالة الصحون.. لماذا ترهقين نفسك بغسلها يدويا بينما لديك ما يريحك منها.. سالت لامار بعصبية .. ثم نظرت لصوفيا مقطبة عاقدة ذراعيها فوق صدرها قائلة.. وانت ..جبانة كبيرة... كيف تتركيننى فى هذا الموقف السىء وتهربين..
ـ قاطعتها هيلدا ملتفتة لها وهى تعيد بعض خصلات شعرها الرمادية خلف اذنها وتجفف يديها مؤنبة... انا لا احتاج استعمال الالة الكهربائية لغسل الاطباق..لن اشغلها من اجل طبقين فقط لى ولصوفيا.. ثم دعى صوفيا وشانها.. هى لم تفعل ما تلام علية فلا تتحججى بنا من اجل افتعال شجار ..لتنفسى عن غضبك... لقد جهزت حمامك ..اذهبى.. انة افضل لك الان من الشجار معنا..ورفعت هيلدا ابهامها محذرة ان ترفض لامار الامر...
ـ انا لا افتعل شجارا مع احد .. كنت فقط اريد ان اريحك من عناء العمل.. اجابت لامار ببرود واحباط..
ـ نظرت هيلدا وصوفيا بعضهما لبعض بمكر وقالت هيلدا... سمعت ان احد الاشخاص المثيرين للاهتمام قد زارنا اليوم..وقد بقى عند بركة السباحة وقتا لا باس بة ... ترى ماذا كان يريد..
ـ قالت صوفيا وهىتبتسم مقطعة قطع الانانس ناظرة لما تصنعة يديها بتلذذ... اوة.. الا تعرفينة .. ثم رفعت يديها ممسكة بالشوكة واضعة احدى قطع الفاكهة فى فمها تمضغها .. امم.. انة الرائع نيكولا كريستيانو.. تريدين قطعة لامار؟؟؟.. اليس لذيذا..
ـ ما هو اللذيذ بالضبط يا فتاة.. سالت هيلدا متعجبة رافعة حاجبيها...
ـ وما سيكون لذيذا غير الاناناس.. اليس كذلك لامار؟؟ الا تجدين الانانس لذيييييييذا.. متنهدة..ورائعا؟؟!!!
ـ اذا كان قصدك الانانس صوفيا... فانا ايضا اجدة رائعا جدا ..خاصا عندما يؤكل باردا جانب بركة سباحتنا الجميلة... الا توافقيننى الراى .. قالت هيلدا وهى مبتسمة تغمز بعينها لصوفيا..
ـ رمت لامار بشوكتها على طاولة المطبخ بغضب بعد ان همت بتناول احدى قطع الفاكهة وقالت .. بالنسبة للانانس انا لا اجدة لذيذا صوفيا .. ابدا ..ابدا ... واما نيكولا فاجدة مغرورا وهمجيا ..وانوى الان ان استحم بهدوء ثم انام لساعتين فلا اريد اى ازعاج ..ممكن؟؟
ـ عند خروج لامار من المطبخ غاضبة سمعت ضحكة عميقة لهيلدا وصوفيا تقول لها باحباط... اتمنى ان اجد مغرورا وهمجيا.. ليزعجنى مثلها!!!!
وقفت لامار امام المراة تتامل صورتها الجمبلة وجسدها الرشيق .. على ثغرها ابتسامة رضى ..لفد احسنت الاختيار .. ارتدت ثوبها المفضل....
الاحمرالحريرى المزين تحت الصدر.. بماسات كبيرة سوداء على شكل حبل مجدول .. يصل الحبل ليعلق فوق احدى كتفيها العاريتين..
والثوب دون اكمام يظهر لون بشرتها البيضاء الرائعة وذراعيها .. يصل الثوب طويلا حتى كاحلها ولكنة مزين بفتحة على احدى جانبية تصل لاعلى ركبتيها مظهرا جمال ورشاقة ساقيها فى حذاء السهرة عالى الكعبين...
ـ يالهى ..لامار ..تبدين رائعة مدمرة.. مسكين نيكولا لا يعرف ما ينتظرة الليلة.. ان الثوب رائع ..انة اروع من الثوب الذى اقترحتة عليك..ابتسمت صوفيا بخبث بعد دخولها العاصف للغرفة .. ماذا تخططين للرجل .. اتريدين ان تحرقية ام تحرقى نفسك بة؟؟!!
ـ ابتسمت لامار ببرود قائلة.. حتى الان يبدو ان ما خططتة يسير بشكل رائع ..اذا كان هذا لسان حالك على مظهرى ترى ماذا سيكون حالة هو... المغرور .. المتعجرف .. يعاملنى كاحدى مقتنياتة.. فاليذهب للجحيم.. سانال منة ما اريد..حتما حتما سانال ما اريد..
ـ بالنسبة للجحيم ..انا متاكدة من ذهابة الية وعلى يديك ..اما بالنسبة لماتريدية فانا اتسائل حقا... ماذا يا ترى حقيقة ما تريدية منة
.. هل هو القرض فقط ام شىء اخر .. سالت صوفيا مداعبة
ـ لا يا عزيزتى كل ما اريد هو القرض .. فلا تتخيييلى.. قاطع لامار صوت هيلدا تدخل الغرفة قائلة.
ـ عزيزتى .. لقد اعد لكى اميجو السيارة.. قطعت كلامها وهى تنظر للامار متجهمة..وسالتها صوفيا ..
ـ ما رايك هيلدا ..اليست لامار رائعة الليلة..
ـ انك رائعة حقا يا عزيزتى كما انت دائما.. ثم سكتت مترددة وقالت.. ولكن انا خائفة عليك..ومن نفسك قبل اى كان .. ان نيكولا ليس سهلا..انة رجل عابث..يعرف ما يفعلة جيدا .. يعلم نقاط الضعف والقوة فى المراة.. معروف بمغامراتة وفضائحة...لذلك ارجو الا تتسرعى..
ـ ساجن .. ولم لا ..لم لا تتصرفى بتهور لمرة واحدة.. الا تتمنين ذلك .. دعية يعرف نقاط ضعفك.. دعية يدللك ويهتم بك ..انت تستحقين ذلك .. قالت صوفيا وهى تلف ذراعها حول كتف هيلدا .. لقد اهتمت بنا لامار كثيرا ومن حقها ان ياتى دورها ويهتم بها من يستحقها..
ـ قالت هيلدا باستنكار ..صوفيا كونى مهذبة..لا تدخلى افكارا براس طفلتى.. انا اعرفها جيدا.. واعرف ما تريدة
ـ ابتسمت لها لامار بحنان وربتت على كتفيها قائلة فى نفسها ..ربما لم اعد اعرف انا نفسى وما اريدة.. ثم قالت لها تمنى لى التوفيق هيلدا .. واطمئنى.. اعرف خطواتى جيدا وما على فعلة..وانت صوفيا ..تمنى لى التوفيق..وصمتت وهى تخرج من الغرفة بخطوات واثقة تحمل بيدها حقيبة سهرتها السوداء الانيقة متجة لاسفل لتركب سيارتها..
ـقادت لامار سيارتها الرياضية بهدوء وحذر .. متمهلة فى سيرها .. متعمدة التاخير علها تصيب نيكولا ببعض من االقلق الذى عانت منة منذ ان تعرفت الية..فكرت ..مازالت الليالى باردة هذة الايام.. لقد اقترب انتهاء الشتاء ... كانت تحب الشتاء فيما مضى..قضت فية اياما رائعة بصحبة انطونى؟؟...انطونى ديميرا.. حبها الوحيد الذى طرق باب قلبها .. كان الحب الاول فى حياتها ..لذا كان الفراق مؤلما..رغم انها الان بعد مرور السنوات الماضية قد تغيرت وتغيرت معها مشاعرها حتى انها بعد ان هدات ثورة كرامتها تشعر انها لم تكن تحبة كفاية..لذلك لم تتعدى علاقتهما سوى بعض القبلات البريئة والعناقات الهادئة... لم تتعمق بينهما الصلة حتى تهبة نفسها كاملة دون قيود.. ورغم ذلك فقد ترك فيها جرحا غائرا لم يلتئم بعد.. حولها من لامار الرقيقة اللطيفة..الى تلك المراة الباردة الجليدية ..تصد كل محاولات للتقرب اليها من الجنس اللاخر... لن تفكر فى الاستسلام لاى رجل الا عندما تتاكد انها اصبحت ندا لة ولاى كان..ترى كيف يكون الشتاء بقرب نيكولا..هل يستطيع ان يعيد اليها ما فقدتة من مشاعر...ايعيد اليها ما تفتقدة من دفىء... لا ..لا يمكن لاحد ان يعيدها كما كانت الا حين تقرر ذلك بنفسها.. اوة ... تاوهت باحباط قائلة لنفسها ..نيكولا ليس عدلا ان تكون ساحرا وهمجيا...ليس عدلا ابدا................... اصبحت اخاف من نفسى وانا معك....
ــ ابتسمت لامار لنفسها بثقة سعيدة لانها قررت احضار معطفها الثقيل.. الجو اصبح باردا جدا فى هذا الوقت من الليل
عندما وصلت امام مطعم سانتا مارتينا ..ترجلت من سيارتها واعطت مفاتيحها للحارس لكى يضعها فى الجاراج ودلفت الى المطعم...
*******
استقبلها الجو الدافىء الحميم الفخم.. الديكور رائع مصمم على الطراز الاغريقى كمعبد كبير بعمدان من الرخام الطبيعى وصور للالهة القديمة فى السقف بالوان حية رائعة والارض مصقولة لامعة مع السجاد الاحمر الفاخر الذى يوحى بدفىء وحرارة المكان.. اقترب منها النادل وتناول منها معطفها ونظرات الاعجاب بها لا تفارق وجهة...سالها بادب ..كيف استطيع مساعدتك انستى..الطاولة محجوزة باسم لامار فيرناندو... قادها النادل تجاة الطاولة.. حين لمحت نيكولا يشير اليها من بعيد..التفتت للنادل ومنحتة احدى ابتساماتها النادرة وشكرتة ... نظر النادل اليها بانبهار ولمحت لامار فى عيناه قبل ان يتركها غيرة من نيكولا ..وكانة يضن علية بصحبتة لها....
ــ وقف نيكولا لاستقبالها.. مرتديا حلة سوداء للسهرة مادا يدة ليصافحها وهى تقترب منة ببرود بخطواتها الرشيقة تملا ال-مكان حولها غموضا واثارة مع ثوبها الاحمر النارى ... حين مدت يدها لمصافحتة.. امسك بكفها متمهلا يقول وعلى وجههة نظرات متفحصة مفترا ثغرة عن ابتسامة سحرت قلبها ...
ــ كم اتمنى ان يسعدنى الحظ واحصل على واحدة من تلك الابتسامات الرائعة التى منحت احداها لذلك النادل المسكين الذى اراة الان متخبطا فى طريقة... ورفع كفها الى شفتية المنفرجتين من الابتسام ودون توقع منها قبل باطن كفها قبلة حميمة جريئة اربكتها...احست وكان فراشات صغيرة ترفرف بين ضلوعها وقال ...هل اشتقت الى يا نمرتى....
ــ تصنعت لامار الامبالاة واجابت وهى تسحب يدها من يدة بعصبية تحاول الجلوس .. عرض رائع ..بالتاكيد كثير من النساء لا يستطعن المقاومة ويسقطن بين ذراعيك ..ام انة عرض خاص لى انا فقط..
ـ جلس نيكولا بجانبها .. كانت المقاعد عريضة مخملية مخصصة للجلسات الحميمة.. على وجههة ابتسامة ماكرة.. هناك الكثير من الحقيقة فيما تقولين.. مد ذراعة ليريحها على ظهر المقعد مداعبا خصلات شعرها الكثيفة بانامله وهو يقول بهدوء مثير.. معظم نسائى يرتمين بين ذراعى دون مقاومة.. الا واحدة ..من يدرى ربما تغير رايها الليلة وتصنع لى مفاجاة وترمى بنفسها بين ذراعى.. من يدرى؟؟..
ــ اجابتة لامار بكبرياء وهى تنظر لة من اعلى... ابدا ..لن يحدث .. ابدا..وانا لست واحدة من نسائك ولن اكون..
ــ اقترب نيكولا من وجهها هامسا.. ابدا؟؟.. ابدا؟؟..اتعلمين لامار ..لقد سحرتنى الليلة ..بل اقسم انك سحرتى كل من وقعت عيناة عليك..تشبهين جنية خرجت من قلب الجحيم ... لتحول ليلتى لجحيم مشتعل رائع..متاكد انا من وجود بركان تحت هذا الجسد الجليدى
.. والان يا نمرتى الجليدية..الن تجيبى على سؤالى...
ــ اى سؤال.. اجابت لامار وقد احست انفاسة الدافئة على عنقها..
ــ هل اشتقت الى...اجابت لامار وقد غمرتها مشاعر طاغية بسبب قربة منها فارتعش صوتها رغما عنها وهى تقول...لا تحلم بالمستحيل ..لم اشتاق اليك ولن اشتاق اليك ابدا...
ــ اقترب نيكولا من اذنيها هامسا... ابدا ..ابدا.. كاذبة..كاذبة يا نمرتى... ومثلما اقترب منها فجاة ..ابتعد عنها فجاة متنهدا باحباط يسألها.. والان ماذا تحبين من الشراب ... انت ضيفتى..مبتسما وقد ظهرت غمازتية بوضوح فى الضوء المنبعث من المصباح الصغير على طاولتهما... اسرتها عيناة للحظات..كيف لم تلاحظ من قبل وجود الغمازتين بوجههة.. يالهى .. وكانة محتاج لشىء اخر يزيد من وسامتة...حتى الجو من حولهما يوحى بالكثير من الافكار الحميمة ... لقد اختار طاولتهما فى ركن بعيد عن انظار الفضوليين بجانب نافذة تطل على البحر .. المنظر رائع من النافذة...والموسيقى المنبعثة من الاركان توحى بمدى حميمية المكان... انتبهت على صوتة يقاطع افكارها... لامار سالتك ماذا تشربين.. لقد كنت بعيدة عن هنا للحظات ...اين كنت ... او مع من.. اعطيك ماسة تشبة عيناك واعرف بما تفكرين..
ــ ابتسمت بهدوء رغما عنها...افكر فيك.. اذا كنت ستعطينى ما اريدة منك ام لا... الكريز والتوت المثلج بالصودا من فضلك...
ــ ارجوكى لا تكونى متزمتة الليلة .. ام تخشين من تاثير نوع اقوى من الشراب.. فاعود بك ثملة الى المنزل... ومن ثم اغتنم فرصتى... لا يا عزيزتى ..احب دائما نسائى فى حالة وعى كامل بين ذراعى... والا فقدت جزءا كبيرا من متعتى... احب رؤية تاثيرى عليهن فارجوكى الا تقلقى... حين ستكونين معى ... ستكونين بكامل ارادتك ووعيك...
ــ ايها المغرور... صدمتها كلماتة الوقحة... كيف تجروء.. انا لامار فيرناندو ولست احدى نساء لياليك الحمراء... لم اكن اقصد بطلبى اى من ما جاء براسك .. انت فقط ككل الرجال ... خليط من الغرور والهمجية... وقفت لامار بعصبية محاولة ترك المكان والهروب من عجرفتة ووقاحتة .. لكنة كان اسرع منها وجذبها من ذراعها بسرعة تجاة حلبة الرقص قائلا... انا فى حاجة ايضا لتغيير المكان... هيا لنرقص يا عزيزتى...
ــ لا تفتعلى ضجة واهدئى يا نمرتى... لم نتحدث بعد عما جئنا من اجلة... واخذها بين ذراعية بحزم وثقة من عدم مقاومتها وتحركت خطواتهما على انغام الموسيقى الحالمة...
ــ قالت لامار وهى تنظر فى عيناة بغضب ومن بين اسنانها... انت تجبرنى على كل شىء.. تستغل ضعفى وحاجتى لتاخذ ما تريد.. ليست شهامة ابدا ما تفعلة معى... ورفعت ذراعيها بتحدى تحيط بهما عنقة قائلة... ولكن اذا كانت تلك لعبتك معى فسالعبها ولكن بقوانينى انا .. فلا تلم الا نفسك ..
ــ عزيزتى لامار .. لاتتحدثى عن استغلالى لضعفك.. انت اى شىء الا ان تكونى ضعيفة... اعلم تماما انك تشعرين بمدى التجاذب بيننا... انة شىء ليس بيدى او بيدك.. لما لا تفلتى العنان لمشاعرك ... ولنرى الى اين سيؤدىبنا ذلك..
ـــ اقتربت منة لامار ببرود ضاغطة جسدها الية وهمست فى اذنة... انك تطلب المستحيل نيك..لن اكون لك بطريقتك تلك ابدا...
ــ استغل نيكولا قربها منة فطبع قبلة رقيقة على عنقها متنهدا.. لا..لا اصدق..!!. لم اكن لاتصور ابدا؟؟؟ ... انت عذراء يا عزيزتى... عذراء جبانة.. تخشى ان يفلت منها زمام الامور... لامار فيرناندو الجليدية مازالت عذراء... كان يجب ان افهم من البداية.. الاستجابة السريعة بين يداى والهروب ... احتضنها نيكولا بحنان قائلا... اسف لامار ... تصورت انى احدث امراة لا طفلة..
ــ انتفضت لامار وابتعدت قليلا من محيط ذراعية وهى تنظر لة ببرود قاتل... نيكولا العظيم يعتقد انة يعرف كل شىء
اعطيت لنفسك حق معرفة اخص اسرارى... يالك من مغرور...انا اكرهك نيكولا.. لن اسامحك عما قلتة ابدا.. انت غبى ايضا .. خانك ذكاءك هذة المرة.. والان لن اسمح لك حتى بمراقصتى... ولا اريد ان اراك مرة اخرى امامى..
تركتة لامار بهدوء متجهة لطاولتهما ومشى هو خلفها ثم اوقفها ...
ــ هل نسيتى سبب مقابلتنا ..لا تكونى حمقاء ..اجلسى واعدك ان لا نتحدث سوى فى العمل.. كانت نظرتة لها صارمة.
ــ اجابتةلامار ببرود... وكيف يمكننى ان اصدقك...
ــ اعطيك كلمتى لامار .. لم يسبق ان اخلفت وعدا من قبل... اجلسى ارجوك...واذا كان ذلك يرضيك..اقبلى اعتذارى..
ــ اطرقت لامار بحزن ..انا مضطرة لقبولة ..كما انا مضطرة لكثير من الاشياء وان معك... للاسف انا فى حاجة اليك..
ــ صدقينى.. كم يسعدنى منك ان اسمعك تقولين انك فى حاجة لى .. حتى وان كان ذلك رغما عنك... نظر اليهاوفى عيناة بريق غريب لم تستطيع تفسيرة..
ــ تنهدت لامار بنفاذ صبر بعد ان عادت للجلوس وقالت بعصبية...ارجوك اخبرنى ماذا قررت بشان القرض...
قطع حديثهما احضار النادل للطعام مع شراب من النبيذ الاحمر...
ــ اعذرينى لامار ..لم استطع ان اقاوم اختيار الطعام بنفسى وتحضيرة تحت اشرافى قبل مجيئك...وبابتسامة رقيقة لها... قال.. انت لا تعلمين بالطبع ان المطعم ملك لى..كانت مفاجاة بالنسبة لها...
ــ قالت وهى متعجبة... لم اكن اعلم ابدا.. ولكن كيف... المطعم كان ملكا لرجل المانى يدعى جاك لين وكان ذلك لوقت قريب.. فكيف اذن؟؟؟
ــ ان ما تقولينة صحيحا ولكنة لم يكن بتلك الفخامة... انها احدى مساوئى.. لا استطيع ان ارى شيئا اعرف انى اقدر على تحويلة للافضل واتركة.. ان موقعة رائع كما ترين وشهرتة واسعة.. لذا لم افكر مرتين لاشترية... لقد حولتة بقليل من الاهتمام لتحفة كما ترين... احب ان ارى الجمال حولى فى كل مكان...وبذكر الجمال ..اتعلمين انك تشبهين فى ملامحك قناع لدى للالهة اثينا القديمة.. انة قطعة انتيك رائعة..حصلت عليها من مزاد باليونان... تشبهك حقا لحد كبير .. احضرتة معى منذ شهرين الى شقتى .. احب ان اراة دائما..
ــ ابتسمت لامار ولاول مرة تشعر بالاسترخاء ... هل تحب اقتناء التحف القديمة...
ــ ليس بشكل كبير.. ولكن كما اخبرتك.. لا استطيع مقاومة الاشياء الجميلة.. وانت ؟؟...اتحبين التحف والانتيك..
ــ انة عشقى..فى الواقع انا اقتنى العديد من الاشياء ذات الخلفية التاريخية... احب كل ما هو قديم..
ــ مارايك ان نعلن الهدنة وناكل.. اكرة ان يبرد الطعام الذى اخترتة لك بنفسى..الا تحبين المحار... غمز بعينية مداعبا
.. كان الطعام رائعا وخاصة بعد ان فقدت الجلسة روح الصرامة وحدث استرخاء وهدوء بينهما .. احضر لهما النادل المحار المتبل بصلصة الاعشاب الخاصة وزيت الزيتون مع الخبز الفرنسى المحمص واتبعة بالطبق الرئيسى من حساء فواكة البحر والقريدس المشوى مع الارز الشرقى بالخلطة وبعض الكاليمارىالطازج..مع الكافيار الروسى فوق قطع المعجنات الساخنة..تناولت لامار الطعام بشهية متناسية لفترة جو العداء بيينهما..وما ساعدها على ذلك الحديث عن التحف والقطع الاثرية الذى تعشقة..
ــ انتهى تناول الطعام واعقبة تقديم حلوى الكاساتا المثلجة بالفاكهة ثم القهوة... اشعر بالامتلاء ..لقد استمتعت حقا بالطعام... اشكرك نيكولا.. لم اكل هكذا منذ زمن.. ابتسمت وهى ترفع كوبها لترشف اخر مرة من قهوتها....
ــ انا سعيد لانة اعجبك.. ولا اخفى عليك..لقد ارضيت غرورى باثنائك على اختيارى للطعام...لدى اقتراح سيعجبك.. فقط ان فهمتية بشكل صحيح دون شكوك...
ــعادت لامار للوراء مسترخية فى جلستها تنظر الية مضيقة عيناها بتساؤل... وما الاقتراح... واعدك ان اكون متفهمة.
ــ الا تريدين رؤية قناع اثينا... تعالى معى لمنزلى واعدك ان احسن التصرف...همت لامار بالاعتراض ولكنة اوقفها بوضع اصبعة على شفتيها قائلا بهدوء... لا تقلقى..لدى مدبرة لمنزلى .. كانت مربيتى منذ صغرى احضرها معى من اليونان كلما جئت لروما... وهى متزمتة اكثر منك... اذن لا داعى للقلق... ستاتين...
ــ رفعت يدها معيدة شعرها للوراء ونظرت بعيدا خلال النافذة المجاورة تتامل البحر مفكرة والتفتت الية... حسنا نيكولا.. ساتى فقط اذا اخذت منك وعدا بحسن التصرف...
ــ ابتسم نيكولا بسعادة ورضى قائلا وهو يرفع يدها لشفتية يلثمها... لك هذا يا نمرتى ... هيا بنا الان....
ــ ساعدها نيكولا على ارتداء معطفها اثناء خروجهم من المطعم فلامست اناملة كتفيها العاريتين احست منها لامارباختلاج قلبها... لف ذراعة حول خصرها وكان الهواء قد زاد برودة فاصر على ان تستقل معة سيارتة لانها ليست مكشوفة مثل سيارتها ووعدها بان يعيدها للفيلا بنفسة اليوم التالى..............
ــ وصلت سيارتة المرسيدس الفاخرة امام بناية فخمة تطل على حديقة كبيرة فى اشهر الشوارع بروما.. انتظرا امام باب المصعد وركبا فية وصعدا للطابق العشرون... فتح نيكولا الباب فوجدت لامار نفسها داخل الشقة..نظرت الية متعجبة.. ابتسم قائلا.... ان البناية ملكا لى... انا لا احب التباهى بما املكة .. اعذرينى ساذهب لاخبر ماريا بوجود ضيفة معى .. ما رايك ببعض الشراب .. تصرفى بحرية..
ــ وضعت لامار معطفها على المشجب بجوار الباب وتطلعت بفضول فى المكان ... بسيط ودافىء وديكورات لطيفة عصرية يسود فيها اللونين البيستاج للستائر والبنى بلون خشب اللوز للاثاث ... المساحات واسعة بارض رخامية مصقولة...قالت متعجبة ..غريب امر هذا الرجل .. كل هذا الثراء .. واجد البساطة والرقة فى منزلة... بالطبع اللمسات الذكورية واضحة على الفرش والاثاث ولكنها رغم ذلك توحى بالحميمية... خرج نيكولا من باب جانبى خمنت انة المطبخ .. وجدتة قد فك ربطة عنقة وازرار قميصة الثلاث العلوية ليشعر بالاسترخاء...رحبت بها عيناة بابتسامة دافئة.. هل اعجبك المنزل.. اعلم انة يفتقد اللمسة الانثوية ..ولكن ما باليد حيلة...ابتسمت لامار ابتسامة ضيقة لم تصل الى عيناها لما شعرت بة من حرارة لمنظرة الساحر .... تمالكت نفسها وسالتة ببرود.
ــ القناع ... اين هو؟؟... تبادلا نظرات مبهمة للحظات بدت كالدهر ... اقترب منها خطوتين ثم رفع يدة المفتوحة تجاهها قائلا بنظرات مركزة على عيناها... تعالى .. تعالى الى هنا...
ــ اقتربت منة رافعة يدها ليلتقطها وكانها منومة دون اى تعبير بوجهها رغم دقات قلبها التى تقرع كالطبول... جذبها نيكولا وراءة الى باب اخر جانبى بة اضاءة خافتة... الغرفة بها مدفئةو اريكتين ومقاعد صغيرة وثيرة بفرش باللون الاخضر القاتم وفى احدى جوانب الغرفة قاعدة رخامية عالية وضع عليها قناع رائع من الذهب للالهة اثينا... كان تحفة من اجمل ما وقعت عليها عيناها... احس نيكولا برعشة يديها حين جذبتها من يدة وهى تقترب بهدوء من القناع تمد يدها لتلمسة بانبهار... نيكولا ... انة رائع .. من اجمل بل واروع ما رايت فى حياتى... والضوء الذى تسلطة علية يزيدة بهاء وروعة... لقد سحرنى نيكولا ..سحرنى حقا...
ـــ اقترب منها نيكولا يقف خلفها واضعا يدة على خصرها ... الا توافقيننى انة يشبهك ... رائع مثلك..حين رايتك تدخلين مكتبى صباح اليوم تذكرتة.... يشبهك كثيرا..
ــ قليلا ..لا تبالغ... لست فاتنة مثلها... انا لست الا لامار.. بريق للذهب فقط ... لست ذهبا...
ــ بل انت اروع منها .. اقترب منها رافعا خصلات شعرها عن عنقها هامسا .. انت فاتنتى انا .. ساحرتى ... اثينا خاصتى ..عطرك رائع لامار انة يسكرنى.. لا اتصور ان احد غيرى اقترب منك هكذا ليشتمة..رفع يدية يحيط بهاخصرها مقربا اياها منة.. داعب اذنها بانفة وقد شعرت لامار مدى قربة منها واحست مشاعر غريبة لم يثيرها فيها احد من قبل...
ــ لامار .. اريد ان احبك....واكتشفك... اريد ان اعرف اسرارك التى لا يعرفها احد غيرك... اريد ان اشعرك لامار.. اسمعك تتنهدين.. اسمعك تنادينى ... قولى انك تريديننى مثلما اريدك ... لقد ذهبت بى الى الجحيم الليلة..
ــ التفتت الية لامار واصبحت سجينة ذراعية ..نظرت لة بثبات متمالكة مشاعرها وسالتة دون اىتعبير على وجهها... اين ماريا.. لقد وعدت .. نيكولا ..لا اريد ان اندم على مجيئى...
ـــ امسك بوجهها بين يدية متاملا ... انت جبانة.. لماذا .. لماذا الخوف لامار.. انت تريديننى مثل ما اريدك تماما... لما تهربين منى.. ارى القلق فى عيناك واصاب بالحيرة.. لماذا ترفضين ما سمحت بة لغيرى.. الا اعجبك لامار... ام انك تكذبين... من هو هذا الرجل الذى استطاع ان يكسب قلبك وعقلك.. ورفضت بعدة اقامة علاقة مع غيرة..
ــ تتصور دائما ان من الطبيعى ان ترغبك اى امراة... ببساطة انا لا اريدك الا يمكن ان تتقبل هذا السبب ... فقط لا اريدك نيكولا.. ارجوك دعنى بسلام... حاولت ان تبعدة عنها بيديها ولكنة احكم الامساك بها والغضب فى عيناه وقد اصبحتا عميقتين قاتمتين.. رفع يدة وجذب شعرها للوراء ليجعلها تنظر لعينية...
ــ ايتها الجبانة الكاذبة.. اعرف جيدا حين تريدنى امراة ... ولتاكيد ظنى ساريك... قبلها بعنف وقسوة وكانة يعاقبها على انكارها وقاومتة لثوانى ثم رغما عنها تجاوبت معة ... ضاربة عرض الحائط بكل ما قالتة لة... غابا فى عناق محموم لدقائق ... ثم رفع راسة ينظر لعيناها الامعتين...
ــ ارايت .. انت تكذبين .. وفى عيناه بريق الانتصار وانفاسة متلاحقة مثلها..
ــ تنفست بعمق وقالت... هيا نيكولا.. المفروض انك خبير... انة رد فعل طبيعى... وابتسمت ببرود...
ــ ابتسم بسخرية رافعا حاجبية... لاننى خبير يا عزيزتى..لا توجد امراة لها استجابة سريعة مثلك الا اذا كانت كاذبة..ليس لها تجارب من قبل ,,
ــ انا لا اكذب .. بالطبع لى تجارب عديدة ولكن كما اخبرتك .. انت لست خصما عاديا فى هذا المجال.. نظرت خلفة وقد انقذها صوت صارم خلف الباب... كانت ممتنة من قلبها للقادم اى كان... فقد انقذها من موقف رهيب ....
ــ سيد نيكولا... احضرت الشراب.. ودخلت امراة ذات شعر اسود مضموم للخلف .. ممتلئة.. نظرات عيناها توحى بالطيبة والاطمئنان..
ــ مرحبا .. انت لامار..هيا نيك ابتعد عن الفتاة المسكينة ودعها لتتنفس..اشارت بيدها الية....قدم لها الشراب..
ــ مرحبا ماريا .. قالت لامار وهى تبتعد من قبضة نيكولا مبتسمة... سعيدة بلقائك...
ــ انا ايضا.. قالت ماريا برقة ..هل اغضبك .. لا تتركى لة فرصة لازعاجك.. اعرف نيكولا جيدا..
ــ ماريا.. رفع نيكولا ذراعية باحباط مدافعا.. ارجوكى لا ينقصنى ان تشحنيها ضدى اكثر من ذلك انا فى حاجة لمن يدافع عنى...
ــ ضحكت ماريا.. لم اظن انك ستصلين ابدا لامار .. يبدو انك من كنت انتظر ظهورها فى حياة ولدى.. اة.. اخيرا جاءت من ستعيد اليك رشدك..: حظا سعيدا نيكولا.. ساكون فى الخارج يا عزيزتى ان احتجتنى... ولكن قبل ان اتركك .. اريد ان اخبرك ان تهتمى بة ايضا ..نيكولالة قلب طفل فلا تكونى قاسية معة.. قبل كل شىء انا من ربيتة واعلم انة شخص رائع... باذنكما .. وخرجت وعلى وجهها ابتسامة مرحة...
ــ ناولها نيكولا كاس من الشراب وهو يبتسم.. عزيزة جدا تلك المراة.. انها من اهم اربعة نساء فى حياتى...
ــ قالت لامار مقهقهة...من فضلك نيكولا..لا يمكن!!!!..اتملك ثلاثة نساء اخريات ...حركت راسها بسخرية..امم..بالطبع ولماذا اتعجب..بالتاكيد مع صخبك ووقاحتك..لن تكتفى بواحدة....
ــ رفع كاس شرابة نحوها مبتسما بتسلية..اوة..لا تظلمينى..اننى اقصد بالنساء الاخريات ..امى..وخالتى...فرانشى..وفيورى!!!
ــ قالت لامار معاتبة..انهما اثنتين من اصل ثلاثة..من تكون الثالثة..انت تخدعنى ؟؟
ــ حرك راسة نافيا...صدقينى لا اخدعك..انهم اهم اربعة فى حياتى..فماريا هى مربيتى منذ صغرى..وقد تربت مع والدتى منذ صغرها...كبرا معا..حتى ان ماريا تزوجت احد المزارعين فى مزرعتنا باليونان..وحين انفصت عن زوجها... تاركا لها لها طفلها الوحيد بقيت معنا فى مزرعتنا وتزوج فيها ولدها وانجب وكون اسرتة..وحينها اصبحت تصحبنى فى كل سفرياتى لتهتم بى وبراحتى..انا اعتبر نفسى ولدها الثانى كما تعتبرنى هى تماما..
ووضع كاسة على الطاولة بجانب القناع..ثم دس يدية فى جيبة وسار نحو نافذة الغرفة التى تطل على بركة السباحة..التى صممها على سطح بنايتة...ينظر بشرود وحزن...قائلا بصوت خافت...
اما والدتى فانا كل ما لديها فى هذا العالم...لقد قتل والدى عصابات المافيا باليونان...لذلك كان على انا ان اهتم بكل شىء..كنت ولدة الوحيد ..فاصبحت رب اسرتى..كنت مازلت فى السابعة عشر حين قتل...تحملت تلك الاعباء باكرا..وكان يجب ان اثبت اننى جدير بثقة والدتى وذكرى والدى...وخاصة ان الميراث الذى ورثتة كان مازال مشاريع صغيرة فى بدايتها وتحتاج للجهد والتعب للحفاظ عليها وتنميتها....
كانت والدتى تذكرنى دائما قائلة..انت رجلى الان نيك...!!!...انت كل ما سمحت لى الحياة بة...انت كل ما املك فى هذة الدنيا!!!!....لذلك ....صممت ان اثبت لها اننى عند حسن ظنها ..ضاعفت جهودى وقمت بتنمية مزرعتنا الصغيرة...وتوالت نجاحاتنى....ولكن بقى حزن والدتى على مقتل والدى..ظلا ثقيلا فى حياتنا..لا يختفى...تراودها دائما امنيات مخيفة فى ان تاخذ بثارة.....
ابتسم بمرارة....اما فيورى...خالتى....فانا الان بديل ولدها...صديق عمرى وطفولتى...تربينا معا....وقتل فى حادث سيارة....ولاننى اذكرها بة...فانا ولدها الوحيد الان...التفت اليها مبتسما..اترين الان..املك ثلاثة...كنزى وثروتى الحقيقية!!!...لا اتخيل الابتعاد عنهن....او ان افقد احد منهن...فليعنى اللة على يوم كهذا!!!!
ــ نظرت الية بدهشة..قائلة لنفسها..كم انت غريب..تدهشنى فى كل مرة...تملك كل هذا الحب!!!..لغيرك!!!!
خرجت من افكارها تقترب منة قائلة بمكر ..محاولة تلطيف جو الحزن...لا..لن تخدعنى ابدا!!!..بقيت واحدة ..من تكون؟؟؟؟
ــ قهقه ضاحكا...اممم..لا انة سر....والان اين كنا؟؟؟
ــ ذهبت لامار وجلست على احدى الارائك ونظرت لة باهتمام مفكرة..ترى من تكون امراتك الغامضة نيكولا؟؟.. وهى ترشف من شرابها ثم رفعت راسها تقول... كنت ساسالك رايك فى خطتى لانتاج العطرومنحى القرض بضمان الفيلا...
ــ جلس نيكولا بجانبها.. ان العطر غريب لم اشتم مثلة من قبل.. وصدقينى!!!...شممت العديد من العطور النسائية!!! من اين اتيت بة..
ــ رغم انة من ادق واهم اسرارى لكنى ساخبرك لكى تتاكد من نجاح مشروعى... تنفست بعمق ثم قالت.. بعد ان اسنفذ والدى مخزون الذهب فى المنجم الذى نقب فية كان قلقا الا يجد غيرة فى الارض التى ورثها عن جدى وفى احدى المرات كانت والدتى معة فى جولة للبحث عن منجم جديد للتنقيب وبالفعل وجدا اثناء البحث منجما اخر..وبالصدفة وجدا فية عرق من الذهب تنبت بجانبة زهرة ومن حولها اعشاب صغيرة لم ترى والدتى مثلها من قبل.. وهى الخبيرة فى هذا المجال .. وجدت رائحة نفاذة قوية..تنبعث من العشب .. رائحة غريبة.. اعجبتها حين استشقت عبيرها ..فقررت ان تحاول صنع عطر جديد منها ..وبالفعل نجحت ... كان ذالك قبل مرضها بسنة .. طلبت من والدى ان يقوم بتصنيع العطر الجديد .. ضمن انتاج الشركة من العطور التى تصنعها والدتى.. لكن والدى رفض ..اراد ان يكون العطر خاص بعائلتة فقط .. يكون شىء مميز لدينا لا يشاركنا بة احد.. ولشدة حبهما لى اعطانى العطر هدية خاصة لى فى عيدى التاسع عشر... كانا سيسميانة عطر الشغف.. ولكن لانة من عشب نابت جانب الذهب اسموة على اسمى..لامار.. بريق الذهب .. لم احاول استغلالة من قبل .. ولكن للظروف التى امر بها مضطرة..لانكث بالعهد الذى قطعتة لوالدى الا يكون ملكا لاحد غيرى.. انة شىء يؤلمنى جدا ..لكن ليس امامى حل غيرة....
ــ شىء جميل لامار ان تحتفظى بعهدك لوالدك...ا يمكن ان يكون هناك حل غيرة....
ــ لا نيكولا ..لا يوجد ..لقد فكرت كثيرا فى الامر..ليس امامى سوى ان توافق على اعطائى القرض وابدا بالانتاج ..انة املى الوحيد..
ــ وقف نيكولا بهدوء متجة للنافذة . .ينظر للافق من بعيد ..كانت ليلة ضبابية لا تظهر فيها اى نجوم.. والجو يوحى بالبرودة فى الخارج...ورغم الحديقة الرائعة التى تنمو على سطح المنزل وبركة السباحة بالمياة الدافئة ...التى يتم تسخينها بالات مصممة لذلك...وتصاعد الابخرة من تلك البركة...كانت البرودة الشديدة فى الخارج تمنعهم من التمتع بتلك الحديقة الرائعة..... بقى لدقيقتين صامتا.. ولامار تحبس انفاسها..منتظرة ردة على طلبها...
ــ وقفت لامار وخطت خطوات صغيرة نحوةومشاعرها ثائرة مضطربة ...نادتة ببرود.. نيكولا.. لم اسمع ردك بعد...
ــ التفت اليها واقترب منها ممسكا يدها برقة... تزوجينى لامار.. ساعطيك اكثر مما تطلبين.. ساكون شريكا معك.. وسنبحث فى خطة جديدة على يد متخصصين لدى... من خلالها تنقذين الشركة ..وتحتفظين بالعطر لنفسك....اقبلى لامار.. اقبلينى زوجا ..واكون تحت تصرفك واساعدك...
ــ اذن انت ترفض طلبى الخاص بالقرض...وتعطينى اكثر منة مقابل الزواج بك... انت تساومنى نيكولا على حريتى وحياتى.. كان يجب ان اعرف من البداية... لقد حذرتنى صوفيا كثيرا ..لكنى كنت واثقة من قدرتى على اقناعك...حركت راسها بحزن ..يالغبائى ..لا يوجد شىء ابدا دون مقابل...اطرقت تنظر للارض وعيناها تترقرق بالدموع..
ــ استمعى الى لامار .. ان القرض بالفعـ...
ــ رفعت لامار راسها الية وعيناها تتجمد فيهما الدموع وقالت ببرود مقاطعة كلماتة باشارة من يدها.. لا داعى للشرح نيكولا ..اذا كان ذلك هو الثمن لكى تمدنى بما احتاجة من نقود... فانا موافقة..اوافق على الزواج بك... ولكن لن تتوقع منى ابدا الاستسلام لك بسهولة..ساحول حياتك لجحيم بارد... قالت فى نفسها قاطعة عهدا...
ــ هز كتفية باحباط وحزن ... وقال وهو يرفع يدة باناملة يمسح دموعا وهمية لم تسقط من عيناها وقال بحنان يائس...لكن لى شرط صغير لامار لم تستمعى الية بعد.....

**********************************

مايا مختار 04-06-08 01:48 PM

ارجو لكم الاستمتاع بالقرائة
واذا عجبتكم راح اكملها؟؟
منتظرة ردودكم

justangel 04-06-08 02:57 PM

i liked it soooooooooooooooo much sweety thank you waiting for the rest i hope nt for long plzzzzzz

غازي غباين 04-06-08 03:14 PM

يعطيكي العافية ومشكورة عالرواية الحلوة واانا بانتظار تكملينها وياريت ما تتأخري ولك جزيل الشكر

أنا بو 04-06-08 05:10 PM

الرواية جميلة وارجو ان تكمليها بسرعة ياعسل

hassan.zs 04-06-08 05:18 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجاء كملي روايه حلوووووووووووووووووووه اهواي
وانا اندمجت معه الروايه

فاتنة الضحى 04-06-08 05:22 PM

بسم الله الرحمن الرحيم عزيزتي بللللللللللللللللللللليز اين التكملة انابانتظر بسرعة بليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييز

مايا مختار 05-06-08 01:46 PM

وييييييين التفاعلات؟؟؟؟؟
الفصل الرابع

كانت الطريق اثناء العودة ونيكولا يقود سيارتة ليعيد لامار للفيلا كما سبق ووعدها ..طويلة فى صمت يشوبة التوتر.. لم تستطيع لامار احتمال الصمت اكثر من ذلك.. وهى ترى نيكولا يقود بهدوء وثقة.. وكانة لم يسقط عليها منذ دقائق باكبر قنبلة تلقتها فى حياتها...
ـ قالت ببرود وهى تنظر الية بلا مبالاة.. انا لا افهم اصرارك على هذا الشرط الغريب... لماذا تريد منى الا ابدا العمل على المشروع الا بعد شهر من الزواج .. اريد ان افهم..
ــ انتبة نيكولا ناظرا اليها وكانة يشعر وجودها معة فى السيارة لاول مرة... وابتسم لها قائلا..اقتربى لامار..اقتربى منى..
ــ لا .. لا اريد ان اقترب منك.. فقط اجبنى على سوالى...
ــ لن اجيبك الا بعد ان تقتربى منى..ام تريديننى ان اجبرك على ذلك.. نحن الان خطيبين ..لقد وافقت على الزواج.. بالتالى من حقى ان اطلب منك ان تقتربى منى كما اريد.. يجب ان تتعودى على ذلك.. سيكون بيننا كثيرا من تلك الامور من الان... هيا لامار .. لا تكونى عنيدة .. حسنا ... من فضلك تعالى بقربى...
ــ زفرت لامار بعصبية ..مقتربة منة... والان اخبرنى عن السبب..
ــ مد يدة محيطا كتفيها بذراعية ..مقربا راسها منة.. وطبع قبلة رقيقة على خدها... اريد ياعزيزتى ان تكونى متفرغة لى وحدى لشهر كامل..لا تفكرين بشىء عداى..انت لا تعلمين كم انتظرت كثيرا لتكونى لى...
ــ انت تكذب نيكولا... انت تريد ان تتاكد...
اننى سادفع نصيبى من الاتفقاق... فقط... لا تريدنى ان اهرب دون ان تاخذ ما تريد منى... فارجوك لا تتصنع اللهفة ... اعرف تماما ما بيننا...
ــ تنهد نيكولا بياس وقال .. لا.. انت لا تعلمين شيئا ..يوما ما ستعلمين .. ارجوك لا تحولى لحظاتى الجميلة معك لشجار دائم لا ينتهى... حاولى الاسترخاء والاستمتاع بما ساقدمة لك... ثم اذا لم يعجبك... ارفضية.. والان اهداى قليلا ..كدنا نصل..لا اريد ان يراك من فى المنزل متوترة وغاضبة ... من المفترض انك سعيدة بعد طلب الزواج.. قال الجملة الاخيرة بسخرية مشوبة بالمرارة....
ــ صمتت لامار متكئة براسها على كتفة دون ان تعترض..ساد الهدوء طريق العودة مرة اخرى ..مما اتاح للامار بعض الوقت للتفكير بالاحداث السريعة فى هذا اليوم الغريب...
ها هى تجلس الان بجانب رجلا سيكون زجها ..كان بالنسبة لها اليوم صباحا رجل غريب وخصم عنيد... ما هذا القدر الغريب... ماا الذى اقحمت نفسها فية... لقد قلب نظام حياتها كلة فى نصف يوم ..ما الذى سيحدث اذا بقيت معة لباقى عمرها؟؟؟ ...كانت لشهر مضى قد انهكها التعب من محاولة الابقلء على الشركة متماسكة.. رحلات يومية الى عدة بنوك ... دراسة عدة طرق واساليب لتخطى الازمة المالية ... سهر لفترات طويلة فى الشركة ... ارق باستمرار من كثرة التفكير...كثير من حالات الياس والاحباط للرفض المستمر من البنوك باعطائها القرض...وها هو نيكولا ياتيها بالحل المثالى لجميع مشاكلها ..الحل السحرى.. ولكن ماذا كان الثمن .. حريتها؟؟...كانت اكثر اللحظات انكسار واهانة فى حياتها .. شعرت وكانها بيعت بسوق الرقيق....
الغريب انها تشعر بين يدية بجانب ثورة مشاعرها بالسكينة الغريبة..مزيج غريب من المشاعر بينهما ..للحظات تكرهة ..واخرى تريد ان تتوسل الية الا يتركها .. ايكون هو من تريد.. لا .. لا .. لايمكن..انها لن تسامحة ابدا على عرضة الزواج بهذة الطريقةانها تكرهة... لا ..انها تريد ان تكرهة... هذا الرجل الغريب... يختلج قلبها لرؤيتة.. وتتوسل اليها اصابعها لكى تصفعة وتمحى عن وجهة تلك النظرة الواثقة المدمرة .. وكانة يملك كل ما حولة ..كل الاجابات... وكل الحلول ..المغرور الهمجى .. من يظن نفسة .. وادركت فجاة انها استسلمت للامر..لم يترك لها الفرصة حتى للتفكير بعرضة... لكى تتجنب الاذلال وافقت بسرعة متصنعة رباطة الجاش.. وهاهى الان نائمة على كتفة .. وكانها نسيت ما فعلة منذ دقائق... المغرور الهمجى.. من يظن نفسة .. انتفضت فجاةمن تحت ذراعة ..قامت لتنظر الية فجاة وهى غاضبة وصاحت بصوت عالى ...!!
من تظن نفسك ...؟؟!!
ــ نظر اليها نيكولا وكانة ينظر الى انسان معتوة... وتنفس بنفاذ صبر قائلا ...ماذا الان ... ما الامر لامار ... ما الذى فعلتة هذة المرة .. ومن الاجدر ان يكون تفسيرك وجيها لهذا الصراخ الذى افزعنى..
ــ كيف تجبرنى على!!!... وصمتت مفكرة بارتباك..كيف تجبرنى على شىء لا اريدة .. لقد اجبرتنى ان ابقى نائمة على كتفك... انا لا اسمح لك بهذا..
ــ ايتها النمرة المجنونة ... يبدو اننى رميت بنفسى فى جحيم مستعر دون ان ادرى.. انا لم اجبرك على شىء ..فقط كنت اريد قبلة .. قبلة لعينة واحدة ...ثم احتضنتك.. وانت التى بقيت بين ذراعى ... لم اجبرك على شىء...
ــ نظرت الية مقطبة وهى تفكر ثم ادارت وجهها الى النافذة بصمت ... لدقيقة عاد خلالها الهدوء وفجاة التفتت الية ..
يجب ان تعلم شيئا مهما...
ــ يالهى سوف افقد عقلى ...ماذا الان لامار ...
ــ انا ند لك فى كل شىء.. يجب ان تعاملنى كامراة مستقلة لها تفكيرها الخاص ... لن اسمح بان تهمشنى فى حياتك .. انا لست احدى نسائك ... يجب ان تتعلم احترام عقلى... مثلما تحترم ..!!وصمتت للحظة..ثم استرسلت بسخرية...الاشياء الاخرى !!...
ــ ابتسم رغما عنة قائلا ... اطمئنى لامار ...لو لم اكن احترم عقلك واراك ندا لى ...لم اكن لاعرض الزواج منك ... ابتسم مقهقها ... لقد سئمت حقا من يرتمين تحت قدمى .... اريد الان من تجبرنى على التفكير وانا معها ..لست اريدك شيئا مسلم بة ابدا... اريد دائما ان اتسائل ...ترى ما هى خطوتك التالية؟؟؟... اطمئنى يا عزيزتى ... انت ند لى فى كل شىء... الا شىء واحد ... ولا تقلقى ستعلمية فى وقتة... وادار راسة ليهتم مرة اخرى بالطريق...
ــ حسنا ... والان سوف اعلن هدنة قصيرة معك ... دعنى الان ولا تتكلم حتى نصل ..انا الان فعلا مرهقة ..كان اليوم طويلا ..محتاجة حقا للراحة ... ولحمام طويل يهدىء من اعصابى ....
ـــ فكرة رائعة ...عزيزتى... هل انا مدعو ... غمز بعينة مداعبا.... ساكون مفيدا ... اجيد الماساج ...
ـــ اوة ... ارجوك نيكولا .. توسلت الية باعياء وقد ظهر عليها الارهاق الشديد وجاهدت لتبقى عيناها مفتوحتين ... واستسلمت فى النهاية لنوم عميق ... كانت تحلم انها تقف فى وسط حقل كبير من عشب الامار واحست بهبات هواء ساخن طار منها شعرها للوراء ..رات نيكولا من بعيد يشير اليها ويناديها ...حبيبتى تعالى الى ... بدات تجرى محاولة ان تصل الية والمسافات تطول ... حبيبتى ... لامار ..افاقت ووجدت نفسها بين ذراعية مرة اخرى... كانت انفاسة الدافئة على وجهها .. عزيزتى ..لقد وصلنا .. صدقينى ..فعلا هذة المرة لم اجبرك على النوم بين ذراعى .. انت من وقعت حين مالت العربة اثناء الدوران...
ــ لقد كان حلما ... قالت لنفسها ..كان يقول عزيزتى لا حبيبتى... اشكرك نيكولا ..وهمت بالخروج من السيارة لكنة سبقها وخرج ليفتح لها الباب..ساوصلك بنفسى للبوابة... اعطينى المفتاح ... لم تجادل هذة المرة من شدة ما تشعر بة من ارهاق .. اعطتة المفتاح واتجها معا للبوابة ... فتح لها الباب واعاد لها المفتاح ...
ــ اسفة نيكولا ..لا استطيع دعوتك للدخول ..الساعة الان تعدت الثانية والنصف بعد منتصف اليل ... هيلدا الان نائمة .. لن يكون هناك قهوة جاهزة...
ــ لا تستطيعين لامار .. ام لا تريدين ... ابتسم بهدوء ورفع يدة لامسا وجهها باناملة الرقيقة ... لا باس .. ولكن الا يحق لى بقبلة قبل النوم...
ــ ادارت وجهها بضيق .. من فضلك نيكولا انا حقا متعبة... وهمت بان تدخل المنزل وقد خطت بالفعل اولى خطواتها للداخل لولا ذراع قوية اوفقفتها تجذبها للخارج ..التفنتت الية بغضب وهمت بالاعتراض لولا نظرة عينية التى اسكتتها
ــ لامار ..انا لا استجدى منك حين اطالب مراعاة لاقل وابسط رغباتى... ولا انا اجبرك ايضا على شىء تكرهينة ..كما نعرف انا وانت جيدا ...اذن هو شىء يجب ان تعتادى علية ومن الان... لن نتعارك فى كل مرة اطلب منك ذلك .. ففيما بعد لن يكون طلبا ... بل سيكون واقع اعتيادى عليك مسايرتة.. انا لست ناسكا ..وزواجنا سيكون حقيقى بكل ما فى الكلمة من معنى ... الاجدر لك ان تعتادى هذة الفكرة ...
ــ نظرت لة ببرود وقد استعادت شراستها من صدمة الكلمات ... الم تستطيع تاجيل محاضرتك للغد.. تعلم جيدا كم انا الان مرهقة جسديا ونفسيا .. اشكرك على تفهمك للموقف .. تفضل انا اسفة يا سيدى ...
ــ اطرق نيكولا للارض وكانة يحسب حسبة عويصة ثم رفع راسة ... لن تخدعينى لتحركى فى الشهامة الان ...لقد جرحت كبريائى .. ولتدفعى الثمن ...اقترب منها وعانقها بتصميم ان يحصل منها على تجاوب ... ولكنة لم يجد سوى لوح من الثلج ...
ــ لم يكن برودها عن قبيل تصميم منها ...انة فقط الحظ ..كانت مرهقة ارهاق قاتل ..لم تتجاوب رغم العناق المحموم .. فقط بسبب الارهاق والياس ... ولكنة قد فهمة كرفض منها لة... تركها ونظر اليها بحزن وازدراء ... لن اخذ بين يدى ابدا لوح من الثلج ... الى اللقاء لامار ... ساغيب ليومين .. ساسافر لليونان لابلغ امى خبر الخطبة بنفسى ..وهناك بعض الامور العالقة فى العمل.. يجب ان انهيها بنفسى .. واعود بعدها لنحدد موعد الزفاف... لا ارى داعى للانتظار ... اتمنى ان اجدك اكثر تجاوبا معى المرة القادمة ... اراكى قريبا يا نمرتى.. ورفع يدها لشفتية مقبلا باطنها نفس قبلتة الحميمة ثم تركها وذهب الى سيارتة.. استقلها دون ان ينظر للوراء ... تاركا اياها وهى تشعر انها هى من ذهبت للجحيم وليس هو........
ــاستيقظت على دخول الشمس لغرفتها..كانت صوفيا تزيح الستائر لتعطى اشعة الشمس فرصة للدخول...مازالت صوفيا بملابس النوم... وجهها مشرق سعيد علية ابتسامة كسولة راضية..
ــ قامت لامار لتجلس متكئة على وسادتهاوهى تبتسم... صباح الخير صوفيا كم الساعة الان؟؟
ــ اقتربت صوفيا وجلست على اسرير امامها... صباح رائع.. لقد تخطت الساعة الحادية عشر والنصف...
ــ قطبت جبينها متسائلة.. لما لم توقظينى حتى الان... حتى انك لم تذهبى للشركة بعد ما الامر صوفيا؟؟؟
ــ حسنا لامار... حدث شىء غريب... لقد اتصلوا من الشركة واخبرونى ان هناك رجل يدعى نيكولا كريستيانو اتى للشركة وامر بتجميد كل المعاملات وايقاف العمل واعلن اغلاق الشركة لمدة شهر ونصف لحين الانتهاء من التجديدات وانهاء المشاكل المالية..ووعد العاملين باستمرار مرتباتهم لحين الافتتاح مرة اخرى...
ــ رفعت لامار يدها لجبينها باعياء مصدومة... يا الهى كيف يفعل شىء كهذا دون اعلامى...؟؟؟ لا يمكن انة كابوس؟؟
ــ تنهدت صوفيا بدمتعجبة... الاغرب من هذا انة اخبر العاملين انة يقوم بذلك بتفويض منك بصفتة خطيبك!!!
ــ اطرقت لامار بارتباك ... لم اتوقع تلك الخطوات بهذة السرعة... صوفيا انا يجب ان اخبرك شىء مهم...
ــ ما الامر لامار اشعر بقدوم شىء يقلقنى.. هل تخفين عنى شيئا؟؟
ــ قامت لامار من السريروفتحت نافذتها تستنشق عبير البحر ثم رفعت يديها معيدة شعرها للوراء تستمد الثقة...
صوفيا .. انا... لقد .. لقد طلبنى نيكولا للزواج البارحة.. وقد وافقت...
ــ اوة..لامار .. انة خبر رائع... بل مفاجاة مذهلة... قامت لتحتضنها مهنئة...توقفت فجاة... مهلا لما لا تبدين سعيدة.. اولست سعيدة بهذا العرض...
ــ اقتربت منها صوفيا مطمئنة... لا تكونى سخيفة ..بالطبع انا سعيدة..نيكولا رجل رائع.. انا فقط مرتبكة من السرعة التى تجرى بها الاحداث...
ــ ابتسمت صوفيا براحة ... لا تقلقى سوف اكون معك دائما اذا كنت فى حاجة لى... انة شىء رائع... صفقت بيديها بسعادة وحماس وقالت بانفعال... لا اصدق ..اخيرا لامار ..سنحضر لعرسك قريبا... كم هو محظوظ بك يا عزيزتى..
ــ ابتسمت لامار بهدوء ماتفتتة لاحدى النوارس يطير على مسافة قريبة من الشاطىء البعيد وقالت بصوت خفيض .. بل انا هى المحظوظة .. صوفيا .. انا المحظوظة...
وقفتا تتاملان المناظر خارج النافذة ومرت لحظات هادئة صامتة حتى قطعها دخول هيلدا الغرفة...
ــ صباح رائع فتياتى..اليس رائع..لقد اتى سائق السيد نيكولا ومعة مفاتيح سيارتك لامار.. وجاء ايضا بخطاب من السيد نيكولا مع بعض الازهار الحمراء ... وعلبة ملفوفة بقماش من الساتان الذهبى واشرطة حريرية ....
ــ التفتت الفتاتان فى وقت واحد وقد بهرهما منظر باقة الازهار الرائعة.... كانت باللون الاحمر الزاهى..ندية..وكانها قطفت لتوها ..وقد عبقت الغرفة بعبيرها الرائع...جرت صوفيا لتقف امام هيلدا وتناولت منها الباقة وقد اخذت منها البطاقة الموضوع بوسطها...التفتت للامار قائلة... يوجد بة رسالة لك لامار..ياة ..ان الهدية تبدو شىء ثمين جدا حتى تغلف بمثل تلك الرقة والفخامة....
ــ وكان لامار قد سمرت قدميها بالارض لا تقوى على ان تخطو ناحية الورود .... تنظر اليها ببلاهة متعجبة... وكانها تنظر لعرض سحرى...منتظرة خروج الارانب من باقة الورود...
ــ اقتربت منها صوفيا واضعة الباقة بين يديها بحرص... انظرى لامار كم هى رائعة... نيكولا ملىء بالمفاجات..يبدو انت الهدية ايضا شىء خاص.. الاتجدين ذذلك تصرف ساحر منة... تنهدت حالمة بحسرة... ليتنى اجد شخصا مثادلة لنفسى..ولكن ..لا اظن ..ان مثلة نادرون جدا.. انهم كالابرة فى كومة القش.. يصعب الوصول اليهم...
ــ ضحكت هيلدا بمرح قائلة..اصبرى يا ابنتى...انا متاكدة ان هناك رجل مناسب ينتظرك فى مكان ما..رغم انك لا توفرين جهدا ابدا فى البحث عنة باستمرار..ودون كلل...
ــ قطبت صوفيا جبينها مداعبة هيلدا... اوة...لا تبداى هيلدا بالمحاضرات.. انا افعل ما على فعلة فقط..كل من يحاول ان يقترب اجعلة يقترب ولكن بالقدر الذى اريدة انا... الست على حق لامار؟؟... لامار .!!..ما الامر انت لست معنا ...يبدوانك بعيدة... ترى اين ذهبت .. انا احسدك ..لك الحق ان تفكرى فية ليل نهار.. انة يستحق...
ـــ هيا ..هيا بنا صوفيا لنتركها تقرا الرسالة فى هدوء..لا تكونى فضولية... واتجهت هيلدا نحو صوفيا تجرها من يدها خارج الغرفة وقبل ان تختفى سمعتها تناديها... لامار .. لا تنسى ان تخبرينا ما هى الهدية!!!..
ــ امسكت لامار البطاقة بحذر لتقرا السطور المكتوبة ونسمات الاهواء تداعب خصلات شعرها وعبق الزهور تتنفسة مع نسمات الهواء....
نمرتى الفاتنة
ارجو ان تعجبك الزهور الحمراء التى اخترتها بنفسى ويعجبك عطرها الذى لا يمكن بالطبع ان يضاهى عطرك جمالا ورقة... لقد ذكرنى لونها الاحمر بما يشتعل بيننا حين نلتقى دائما... انها جذوة من الجحيم الذى ترسليننى الية كلما رايتك...مرسل معها قلادة بها ماسة واحدة زرقاء .. من اكثر قطع الماس ندرة فى العالم... تشبة فى لمعانها عيناك حين ينبعث منهما الجليد...
بامكانك ان تاخذى من الان عطلة طويلة... تستريحى فيها من عناء العمل وارهاقة..ساحمل عنك من الان هذا العبىء..ولا تقلقى من القرارات التى اتخذتها ... سافسر لك كل شىء حين اراك خلال ثلاثة ايام..
اشتاق اليك من الان... هل اشتقتى الى؟؟؟
المخلص
نيكولا
ــ فتحت لامار العلبة ونظرت الى محتواها... كانت قلادة رائعة من الذهب يتدلى منها اطار رفيع على شكل دائرةمن اوراق الشجر الصغيرة تحيط بماسة زرقاء رائعة بريقها اخاذ... سرقت القلادة انفاسها..انها بالفعل من اجمل الهدايا التى تلقتها فى حياتها..وكان لمعان الماسة كامواج البحر الزرقاء حين يكون هادئا...مست الهدية قلبها رغما عنها... ولكن مهلا .. انة لم يبرر بذلك تصرفة الغريب فى اغلاق الشركة... ما هذا الرجل ...يشبة هذا البحر فى تقلبة.. تحيرنى تصرفاتة..من يشاهد ما يفعلة..يظنة رجل عاشق ...لا رجل تحركة رغبة قوية فى الحصول على امراة...
ترى ما الذى تخبئة بعد فى جعبتك لى نيكولا...
ــ قطع افكارها رنين هاتفها الخليوى بجانب السرير.. انها ارقام غريبة ليست مسجلة لديها من قبل...
ــ الو.. نيكولا...من اين تتحدث..
ــ مرحبا عزيزتى...انا اتحدث من اليونان..هل اعجبتك الهدية؟؟؟
ــ نعم انها رائعة ..اشكرك..ولكن كنت اريد ان اتحدث اليك بشىء هام ... كيف تتخذ تلك القرارات الهامة دون الرجوع الى..واستشارتى...
ــ هل اشتقت الى لامار...
ــ تنهدت بنفاذ صبر ... وقالت بعناد.. ابدا..
ــ سمعت صوتة من الطرف الاخر ساخرا ... ابدا ..ابدا؟؟؟...كاذبة...على كل حال لقد اردت ان اتاكد من استلامك لهديتى... مضطر الان لقطع المكالمة.. لدى عمل هام .. اراك قريبا.. اللى اللقاء..
ــ سمعت لامار صوت انقطاع الخط..رمت الهاتف من يدها بغضب على السرير.. المغرور الاحمق...يعاملنى كطفلة بلهاء.. اللعنة ..لقد كنت اديرشركة كاملة وحدى...صمتت بحزن... ولكن الى اين وصلت بها؟؟..الى الدمار وها قد اتى من سيتحكم بها ...شركة والدى ووالدتى...ليت امامى حل اخر...
ــ فتحت رسالتة وقراتها متنهدة... ماذا تنوى ان تفعل بى نيكولا..اصبحت الان بين قبضتيك...ترى....هل ستحطمنى يوما ما؟؟؟... ربما... ربما بعد ان تمل منى...من يدرى...لا اظنك ستستطيع البقاء معى للابد... طوال عمرك تنتقل من امراة لاخرى... ما الذى سيغيرك الان... لا ..لن تحصل على بسهولة وتطفىء نيرانك المشتعلة ثم ترمينى... لن يكون الامر بهذة السهولة... لن اسهل عليك الامر ابدا...هذا وعد منى..ابدا..
مر اليومين التاليين قبل عودة نيكولا بسرعة...اعتادت لامار خلالهما ان تصحو فى وقت متاخر..تدلل نفسها بحمام شمس جانب البركة والسباحة لوقت قصير ثم تناول الطعام بشهية واخذ اكبر قسط من النوم تعوض بة ارهاق الايام الماضية من قلق وياس... اعترفت بينها وبين نفسها انها كانت فى حاجة ماسة لتلك العطلة ...فقد عاد لون بشرتها لنضارتة السابقة.. وشعرت بتحسن هائل فى صحتها..حتى انها استعادت جزء كبير من قوتها وعزيمتها لكى تستطيع ان تواجة الايام القادمة بما تحوية من تطورات خطيرة... اقرت رغما عنها ان نيكولا كان على حق فى ان يجبرها باخذ قسط من الراحة... ذكرها اليومين الاخيرين بالايام التى كانت قبل وفاة والدها الحبيب ..كم كان يدللها ويهتم براحتها..كم كانت سعيدة ..كانت لا تحمل فوق عاتقها اى هموم... لا مشاكل ولا حيرة...فقط الاستمتاع بحياتها قدر ما تشاء...وها هو نيكولا يعرض عليها كل ذلك مرة اخرى... الحياة الهانئة دون هموم...ويكون هو فيها بجانبها...هل ستكون سعيدة...هل يستطيع ان يمنحها سعادتها الضائعة... تعترف انها لا تستطيع ان تقاومة او تقاوم عناقة الملىء بالشغف والحرارة... حين يهمس فى اذنيها كلمات الغزل يشعل فيها نيران لم تختبرها من قبل... احاسيس جديدة وجريئة..يجعلها تطلق العنان لمخيلتها لتدخل عالمة السحرى...انها لا تريد ان تقع فى حبة وهى فى هذا الموقف الضعيف ..يجب ان تكون اولا قوية مالكة لامرها...مسيطرة على الوضع ... والا سيكون حبها لة مرضا يضعفها ويكسر كبريائها... لو استسلمت ستكون مثل اى امراة اقام معها علاقة ... انها لا تتصور الان ان هناك نساء غيرها فى حياتة..لقد اخبرها بنفسة انة ليس بناسك... ان لة حاجاتة التى يحتاج ان يشبعها... ترى هل هناك واحدة فى اليونان... يقضى معها ليالية... اللعنة ؟؟.. انها لا تحتمل ان تكون هناك امراة غيرها بين ذراعية يهمس لها تلك الهمسات المشتعلة... لا ..يا الهى..لا ..ايمكن ان تكون قد احبتة فى يوم وليلة... شىء يبعث فى نفسها الرعب حين تفكر مجرد التفكير فى احتمال وقوعها فى حبة... انة رجل يشبة العاصفة...لكى تخرج منها سالمة يجب ان تنحنى لها حتى تحتفظ براسها على كتفيها...فكيف اذا احبتة... انةيقدم لها كل شىء..ولم يطلب سوى ان تكون لة...ايكون هذا مقابلا غاليا بعد كل ما يقدمة... لما لا تعطية ما يريد... انة فى عرف القانون وما يعطية لها ...ستصبح ملكة... اذا..؟؟؟
..ما المشكلة فى مبادلتة الحب... كلا انة ليس حبا ايتها الغبية... لقد بدا يدب فى قلبك الضعف... يجب ان تعى ان ما بينكما ...رغبة... مجرد رغبة وتوق.. حين ينطفىء لهيبها..ينتهى كل شىء... انتبهى لنفسك لامار...لا تضعفى...
كانت نهاية اليوم الثالث... ونيكولا لم ياتى بعد... قاطع افكارها صوت صوفيا تدخل لغرفتها وعلى وجهها ابتسامة ماكرة....
ــ جيد انك قد اسيقظت من النوم...لقد نمت لاكثر من ساعتين وكانك لم تنامى منذ سنة...ارى ايضا انك لم تبدلى بيجامتك الحريرية ... قهقهت بصوت عالى...سيكون ذلك رائعا...
ــ ابتسمت لامار متسائلة... ما الامر صوفيا ...فى عيناك بريق ماكر يقلقنى... تبدين كمن يخطط لكارثة رهيبة؟؟؟
ــ امسكت صوفيا بالفرشاة وزجاجة العطر من فوق طاولةالزينة... اعتقد انك ستحتاجين لهما الان..جيد انك قد غسلت وجهك من اثار النوم... استعملى الفرشاة والعطر وستكونين رائعة..حتى بدون مساحيق التجميل...
ــ قطبت لامار تتسائل بتعجب... لماذا ..ما الامر؟؟
ــ يا عزيزتى ان هناك ضيف على باب غرفتك ..ينتظر الاذن بالدخول....
قطع حديثها صوت ساخر يقول...لقد انتظرت ما فية الكفاية....
ــ صاحت لامار بذعر وعيناها متسعتان من المفاجاة...نيكولا؟؟...ما الذى...
ــ مرحبا نمرتى الفاتنة... هل اشتقتى الى ؟؟؟
دخل نيكولا للغرفة وفى يدة باقة من الورود الحمراء وبخطوات سريعة وابتسامة ساحرة مرسومة على وجههة...غمرها بين ذراعية بقوة وكانة لا يصدق انها بين يدية...رفع اناملة ممسكا بوجهها برقة وهى مازالت مصدومة فاغرة فمها من المفاجاة...
ــ لا...عزيزتى لا استطيع ان اقبلك مثلما كنت احلم حين اراك وانت تفتحين فمك كالبلهاء هكذا... اغلقي فمك قليلا من فضلك حتى استطيع تقبيلك... واطاعت لامار الامر كالمنومة..وحاجبيها مرتفعان كانهما سيشتبكان مع شعرها...وبالفعل غمر شفتيها بقبلة طويلة متمهلة.. بعثت بالرعشة بين جنبات قلبها... اقرت فى نفسها انها قد اشتاقت الية.. انة احساس غريب..حين راتة الان ..كمن وجد شيئا مفقودا دون ان يعلم انة كان مفقود...بادلتة العناق دون ان تعى ان صوفيا مازالت بالغرفة... تنحنحت صوفيا قائلة.. سعدت بعودتك سالما من السفر نيكولا ..استاذنكما لاننى استعد للخروج الليلة.. الى اللقاء نيكولا...ابتعد نيكولا عن لامار بهدوء ودون ارتباك.. اراك لاحقا صوفيا...اة...نسيت شيئا مهما اريد ان احدثك بة...سالحق بك بعد دقائق.....
ــ اجابت صوفيا بمرح..حسنا ساكون بالخارج حين تنتهى من عملك هنا!!!
ــ اخرجها من الحلم الجميل حين ابتعد عنها وهو يتامل عيناها مبتسما بحنان... هل ما اراة حقيقة... لقد ذاب بعض من جليد عيناك...بل اقسم اننى قد لمحت من ثانية واحدة..شعلة صغيرة من النار فيهما... هل انتقلت اليك جذوة من نارى دون ان انتبة...لم تجيبينى حتى الان ... هل اشتقت الى...امسك بزهرة من الباقة التى وضعها على الطاولة..ودسها خلف اذنها...تاملها طويلا ثم قال.. رائعة...هيا اجيبينى..
ــ تنفست بعمق تتمالك نفسها مبتسمة بمكر...ابدا..ابدا..!!!
ــ ابدا؟؟...كاذبة...اتعلمين انها لاالمرة الاولى التى اراك فيها ببيجاما النوم...مرر يدية برقة فوق قماش البيجاما قائلا.. انة من الحرير؟؟..كم يناسبك الحرير لامار.. رفع يدية ممررا اياها فوق عنقها ومنها لشعرها يرفع خصلاتها الكثيفة للوراء وقد اقترب منها هامسا...حتى ان يداى لاتستطيع التفريق بينةوبين بشرتك الناعمة... انت نفسك تشبهين قطعة من الحرير الرقيق بين يداى...
ــ دفعتة برفق عنها وقد ارتدت قناع البرود... تمثيل رائع...من يراك يظنك عاشقا؟؟؟..ابتعدت وجلست تمشط شعرها امام المراة ..وهى تخرج الزهرة الحمراء بلا مبالاة وتضعها على طاولة الزينة..
ــ اقترب ليقف ورائها ينظر الى عيناها بثبات فى المراة... وهل تريديننى ان اكون عاشقا؟؟؟
ــ تركت الفرشاة بعصبية وادارت راسها ناحية النافذة..تنهدت مفكرة..ثم نظرت الية مرة اخرى...لماذا اوقفت الشركة عن العمل؟؟؟
ــ ابتسم ابتسامة واسعة لها اظهرت غمازتية الساحرتين بوضوح وقد تبعثرت بعض من خصلات شعرة الناعم فوق جبهتةوهو يمسك بكتفيها... جبانة؟؟.. حسنا...لقد اوقفتها لسببين... اولا كنت انت فى حاجة شديدة للراحة وارى اننى الان كنت على صواب ...تبدين رائعة واكثر اشراقا من قبل...وابتعد ليجلس على طرف سريرها متكئا على وسادتها وقد ظهرت بوضوح علية علامات الارهاق...تثائب قائلا... ثانيا الشركة كما تعلمين فى حاجة للتجديد والتنظيم فلم اجد اى داعى لاستمرارهاقبل اتمام ذلك..وبالنسبة للعاملين ..لقد امرت باستمرار اجورهم كما هى لحين ميعاد الافتتاح كما علمت بالتاكيد... تثائب مرة اخرى باعياء...
ــ وقفت لامار متجهة الية... كان يجب ان تستشيرنى اولا..
ــ اغمض عينية وهويقول ... وهل كنت ستقبلين باقتراحى... لا اظن .. ارجوك لامار لا داعى لاستجوابى الان ..لقد اتيت فقط لانى كنت اريد رؤيتك ..لقد اتيت مباشرة من الطائرة الى هنا ..انا لم ابدل ملابسى بعد...ولم اغسل عن وجهى حتى اجهاد السفر...هل يمكننى ان اطلب منك شيئا... هل يمكن ان تسمحى لى بالنوم هنا ..فقط لساعتين... واعدك حين استيقظ سوف اعود للمنزل فورا... انا فقط لا استطيع تخيل الطريق من هنا لمنزلى وانا انتظر لاصل وانام على سريرى...حقا انا اشعر بارهاق شديد... وسع ربطة عنقة وفك بعض ازرار قميصة فائلا... لقد كان اليومين الاخيرين مليئين بمتاعب العمل...ارجوك اسمحى لى بالنوم هنا الان...
ــ قالت لامار بارتباك... نعم نيكولا ولكن انا لا استطيع ..ماذا ستقول هيلدا ... اذا علمت بنومك فى غرفتى... لا ..لا يمكنننى..
ـــ قال وهو يتثائب بعمق.. لا تنسى اننا مخطوبين ...من حقى ان ازورك فى غرفتك وقتما اشاء؟؟؟
ــ نعم ولكنة ليس مبررا كافيا لبقائك انا... قطعت حديثها بعد ان راتة وقد راح فى نوم عميق دون ان يستمع لباقى ردها على طلبة...
ــ اقتربت منة بهدوء على اطراف اصابعها وتوقفت امامة منحنية تتامل وجههة وهو نائم...كان شكلة هادئا وديعا دون انفعالات كطفل صغير...قاومت مد يدها لتلامس خصلات شعرة الناعمة فلم تستطيع ذلك..لامست يداها شعرة وحاولت الاقتراب اكثرلتلمس ذقنة التى بدا ينبت فيها شعرا صغيرا... بد وسيما وسامة خطرة!!!.. فتعثرت ووقعت فوقة دون ارادتها.. اتسعت عيناها بذعر وهى تنظر الية منتظرة ان يفتح عينية ويرى وضعها الغريب ولكنة لم يتحرك؟؟ كان مستغرقا فى النوم... تحركت من فوقة ببطء شديد وهى تصللى الا يفتح عينية الان... واصبحت بجانبة همت بان تتحرك لتخرج من ورطتها وتبتعد عن السرير.....فوجئت بتململة ووضعة ذراعة فوقها يحتضنها وحين حاولت ان تعترض وتقاومة... احكم ذراعة حولها واقترب من اذنها هامسا ...
ابقى معى حتى انام واعدك ان لا افعل شيئا يغضبك منى... قبل عنقها قبلة صغيرة ثم اغمض عينية مرة اخرى... مبتسما بهدوء وراحة...
ــ كتمت انفاسها ولم تجبة ولم تتحرك من مكانها... كان حاجبيها مرتفعان صدمة وذهولا...الماكر.. لقد كان واعيا لكل شىء وانتظر اللحظة المناسبة .... احتفظت بهدوئها ...شعرت بعد دقائق بان يدية تفلتانها..تحركت ببطء تحرر نفسها منة..حتى وقفت بجانب السرير..تاملتة وهى مذهولة ..ها هو قد وصل الى سريرها ونام فية ..!!
ترى؟؟ الى اين سيصل اكثر من ذلك...اطفات انوار الغرفة بعد ان وضعت فوقة غطاء السرير... ذهبت امام المراة وتناولت الزهرة الحمراء من فوق الطاولة وخرجت بهدوء وهى تحرك راسهامتعجبة من مفارقات قدرها الغريب ثم خرجت مغلقة الباب....

مايا مختار 05-06-08 01:50 PM

الفصل الخامس
ــ نظرت هيلدا نحو لامار متعجبة وفى يدها سكينا تقطع بة قطعة من اللحم على طاولة المطبخ... لماذا ترتدين روب صوفيا فوق بيجامتك؟؟..ولم تبدلى ملابسك للعشاء حتى الان؟؟.
ــ امسكت لامار بمشط بلاستيكى للزينة عقصت بة شعرها فوق راسها وهى تجيب متنهدة.... لان هناك رجل احتل غرفتى و نام فيها ..ولم استطيع تغيير ملابسى!!!!
جلست لامار على احدى كراسى طاولة المطبخ التى على هيئة البار والتقطت احدى التفاحات الموجودة بطبق الفاكهة امامها وشرعت تاكلها...قضمت منها قطعة وقالت بغيظ....انة لم يعطينى اى فرصة لاغيرها...فقد اصيب بالاغماء فور ملامستة لسريرى....ولم اجد سوى غرفة صوفيا لاقترض منها هذا الروب...
ــ قطبت هيلدا حاجبيها قائلة.. رجل؟؟..اى رجل تقصدين ...من هذ...ثم ادركت ما تقصدة لامار واومات مبتسمة...امم..تقصدين نيكولا؟؟؟.. نعم المسكين حين فتحت لة الباب كان واضحا علية الارهاق...هو فى حاجة حقا لبعض الراحة!!
ــ نظرت اليها لامار مذهولة تردد بسخرية.... المسكين!!!..ويحتاج للراحة؟؟!!...ما الامر ؟؟..ما الذى يحدث فى منزلى ولا افهمة...هل القى عليكم هذا الرجل سحرا او تعويذة...لقد سحرك كما سحر صوفيا...الن تسلم منة اى من نساء عائلتى...؟؟هل قرر الحصول عليهن جميعا بما فيهم انت هيلدا؟؟؟...
ــاوة ..لا تكونى متزمتة ...ولا تظلمية يا عزيزتى. اتريدين كوبا من القهوة..لقد صنعت الان قهوة طازجة...!!
هزت لامار راسها نافية..فقالت هيلدا....ثم انا لا ارى حرجا فى الامر..فانت خارج الغرفة وهو داخلها ...اذن لا يوجد اى مشكلة!!...وابتسمت لها تسالها...كم مضى علية من الوقت نائما؟؟.
ــ هزت راسها بلا مبالاة. وهى تقضم قطعة تفاح اخرى...لا ادرى..ربما ساعة؟؟..
ــ هل تعتقدين انة سيتناول العشاء هنا.. هل ازيد من كمية الطعام؟؟..ان الساعة الان السابعة والنصف وموعد العشاء اقترب؟؟؟..
ــ لا ادرى ان هو...قطع اجابتها صوتة وهو يدخل من باب المطبخ مبتسما وقد غسل يدية ووجههة فعادت الية حيويتة...اقترب من يدها الممسكة بالتفاحة وانحنى وقضم منها قطعة ثم نظر للامار قائلا ..امم..لذيذة!!
ــ ثم التفت لهيلدا قائلا..لا ياعزيزتى هيلدا...لا انوى ان اتناول العشاء هنا ..ولامار ايضا لن تتناولة هنا..اقترب من لامار محتضنا اياها وقبلها على خدها..سوف تتناول خطيبتى الجميلة العشاء الليلة برفقتى..!!..وصعد على الكرسى القريب منها وجلس..
ــ فوجئت بة هيلدا قائلة...اوة ..نيك ..لقد افقت من نومك سريعا...يوجد قهوة طازجة ..تريد كوبا؟؟..
ــ ابتسم لها بلطف..نعم هيلدا من فضلك..والتفت للامارمداعبا خدها بسسبابتة...
اشكرك لامار على استضافتك لى اليوم فى غرفتك..كنت فى حاجة..لتلك الساعة من النوم...لقد نمت دون ان اشعر بنفسى..حتى اننى حلمت احلاما سعيدة..وغمز لها مذكرا اياهابما حدث معها حين كان نائما فتصاعد الدم لوجنتيها وقالت بارتباك..
ــ لا داعى للشكر ..ولكن بالنسبة للعشاء افضل ان ابقى الليلة فى المنزل .. بامكانك انت ان تبقى ايضا اذا شئت..اما انا فلا انوى الخروج..
ــاقترب منها بنظرة مهددة يقول..لا يا عزيزتى لن نبقى انا او انت ..لقد جهزت لك مفاجاة ولا اريدك ان تفسديها بعنادك...واقترب هامسا لاذنيها... لقد اشتقت اليك كثيرا واريد ان اتناول العشاء معك وحدى...هناك فاتورة عليك لم تدفعيها من اخر مقابلة لنا ..الا تذكرين؟؟!!
ــ نظرت لة ببرود قائلة..لا لا اذكر ولن اخرج..
ــ بل ستخرجين وساذكرك بنفسى..وقبلها برقة...ساحرص على ان اذكرك بدقة كل التفاصيل...الليلة..والتفتت لهيلدا التى تظاهرت بانهماكها فى تقطيع اللحم بين يديها...هيا هيلدا ...اخبريها ان خطيبها المسكين مشتاق اليها وفى حاجة لقضاء بعض الوقت معها وحدهما...اليس من حقى ذلك؟؟؟...
ـــ اقتربت منة هيلدا معطية اياة الكوب قائلة .... وهى ترفع حاجبيها مبتسمة بمكر..!!
بالطبع يا عزيزى من حقك..هيا لامار لا تكونى عنيدة...اذهبى وبدلى ملابسك .. انك لم تغادرى المنزل منذ ثلاث ايام ..انت فى حاجة لتلك السهرة ايضا....وساضطر الليلة لتناول العشاء انا واميجو وحدنا ..ولكن لا باس ..مادام الجميع سيكونوا سعداء..وغمزت لنيكولا مداعبة....
ــ ابتسم لها نيكولا قائلا..هيلدا..انت حقا رائعة..!! ارتشف من كوبة رشفتين سريعتين ثم امسك بيد لامار قائلا....هيا بنا الان لامارلنبدل ملابسنا..وامسك بيدها يجرها من المطبخ...
ــ كانت تجذب يدها من يدة معترضة...ولكن ليس لديك ملابس اخرى هنا؟؟؟!!
ــ توقف فى الردهة احتضن خصرها مبتسما بغمازتية الساحرتين وقال لها...لا تقلقى يا نمرتى ..لقد طلبت من صديقى العزيز اميجو ان يحمل حقيبة سفرى الى غرفتك حتى يتسنى لى تغيير ملابسى والاستحمام!!!
ــ قالت متعجبة..صديقى اميجو؟؟؟... بالتاكيد هدفك هواحتلال منزلى...اذن لقد خططت لهذا من البداية وكنت متاكدا من موافقتى على بقائك بغرفتى...ايها اللللللللللللللل...
ــ امم..لا يجب ان تتلفظ نمرتى الجميلة بكلام دنىء.. ثم اين حسن الضيافة...انا الان لست مقتحما...ام ما زلت تريننى كذلك؟؟؟؟.كونى واسعة الصدر واعترفى بهزيمتك الليلة؟؟!!...
ــ تنهدت حانقة..حسنا نيكولا ..لهذة الليلة فقط..ولكن لم تنتهى معركتنا!!!
ــ قبل طرف انفها مبتسما...تلك فتاتى المطيعة..والان ما رايك ببروفة صغيرة على ليلة زفافنا...وقبل ان تفتح فمها للاعتراض..حملها مثل ريشة خفيفة وهو يصعد بها سلالم البهو وهى تضرب كتفية وتحرك قدميها بغضب وذهول صارخة...انزلنى نيكولا..قلت لك انزلنى الان والااااا...قاطعها مقهقها ...والا ماذا ...
ـــ والا ؟؟..والا....ساخنقك بيدى هاتين ...انزلنى ايها المجنون...توقف بوسط السلالم واحتضنها بشدة وهو يحملها مقربا ايها من صدرة اكثر ودس وجههة بشعرها هامسا...ما اجمل ان يكون الموت بهاتين اليدين الجميلتين...
ثم اكمل الصعود بها مسرعا تجاة غرفتها وقد صمتت وضربات قلبها تزداد كدقات الطبول بصدرها رافعة يديها ملتفة حول عنقة وقد اشعلت النيران بها همساتة...
ظلت تنظر فى عيناة وهو يبادلها النظرات وقد تعطل عقلها عن العمل...
ــ وصل بها للغرفة ودفع الباب بقدمة دون ان يحول عيناة عن عيناها...وصل بها سريرها واضعا اياها برفق كانها كنزة الثمين وتمدد قربها وهى مشدوهة مبهورة بما يحدث ..لا تجروء الكلمات على الخروج من شفتيها..
اتكا على مرفقة بجانبها ورفع يدة الاخرى مداعبا لشعرها... وقد فك مشبك شعرها محررا اياة يقول..لا تقيدية مرة اخرى !!..احبة حرا مثلك نمرتى!!!.. قالت بصوت متقطع ..نيكولا ..انا..ارجوك..لا ..استطي..
ــ قال ناظرا لعمق عيناها مفتشا فى ملامح وجهها ..لا تستطيعين ماذا ...لا تريدين ان احبك وادللك...
انت لا تعلمين الان حالتى... انا اشتعل لامار... اشتعل ..تاوة معترضا..ارجوك دعينى ابقى ..وهويتنفس عبير شعرها مقبلا عنقها قبلات صغيرة..الا تريديننى نمرتى... ها ..اجيبينى...اشعر دقات قلبك من تحت ردائك ...استطيع سماعها بوضوح...انت تريديننى كما اريدك...وهمس باذنها..بل اكثر مما اريدك...وضع يدة مكان قلبها ..انظرى كيف يدق بعمق مناديا اياى ..دعينى ابقى ...
ــرفعت يديها محتضنة اياة هامسة ...نيكولا...
ـــ اخيرا لامار..تسمعك اذناى تنادينى متوسلة... اخيرا...كم انتظرت تلك اللحظة..انت ملكى لامار ...قولى انك لى...
ـــ وكأن ما قالة قد سكب فوق راسها ماء باردا...كم من مرة قالها لنسائة..انت لى!!...عاد لها وعيها ودفعتة بعيدا عنها...
ــ انتفضت وقامت لتجلس معتدلة تقول بارتباك...ارجوك نيكولا دعنى الان...لملمت ردائها تتنهد ببرود ..نحن لسنا عاشقين..وما تريدة ستحصل علية ..ولكن ليس قبل الزواج..ابدا.!!
ــ ضرب قبضتة بعنف على الفراش قائلا... اللعنة ...لماذا لامار..لماذا... منذ ثوانى كنت بين يداى تتوسلين...كنت اخذتك لو اردت ...
لقد سبق لك ذلك مع غيرى ...فلماذا ترفضيننى رغم اشتعال الرغبة بعيناك...اراها بوضوح...فلا تنكرى...اللعنة ..لماذا انا لا افهم..لم اقابل مثلك من قبل..تعذبيننى وتعذبين نفسك...يا لك من جحيم بارد...
ـــ ادارت وجهها ترفض النظر الية وعيناها تمتلئان دموعا...اتركنى نيكولا...لن افسر لك اى شىء...لست مدينة لك باى تفسير...لم تملكنى بعد..دعنى الان لاستعد للخروج..ثم نظرت الية متحدية..ألا اذا كنت قد غيرت رايك..
ــ تنفس بعمق ليهدىء من ثورتة ثم رفع عيناة اليها بتصميم...لا عزيزتى ..لم اغير رايى... ابدا!!..سامهلك نصف ساعة لكى تتهيائى للخروج واكون انا ايضا بدلت ملابسى...ساستخدم الحمام فى غرفة الضيوف...
ــ نظرت الية ساخرة تقول...خذ راحتك كانك ببيتك...
ــ اطرق وعلى وجههة ابتسامة مريرة ...شكرا عزيزتى ...غادر سريرها بسرعة البرق وخرج من الغرفة صافقا الباب ورائة بعنف دون ان يلتفت وراءة....
ــ تنفست بعمق محاولة تهدئة ثورة مشاعرها العنيفة...فكرت بذعر...ماذا لو لم يقل تلك الكلمات المتملكة...يالهى!!..لكان انتهى كل شىء...كيف كانت ستصبح حالتها حين يعلم سرها الذى تنكرة امامة..
بالتاكيد كان سيسخر منها...لامار التى تدعى الخبرة...والنضوج..مجرد طفلة بلهاء!!!
حمدا للة انها مازالت تحتفظ ببعض عقلها وهى بجانبة...حركت راسها تنفض تلك الصور المرعبة من راسها..ونهضت مسرعة لتاخذ حمامها قبل ان يقتحم غرفتها وهى لم ترتدى ملابسها بعد!!!!
انهت استحمامهاوخرجت الى غرفتها وهى تلف المنشفة حول جسدها ...وقفت امام المراة تضع بعض مساحيق الزينة على وجهها..فاختارت احمر شفاة بلون الزهر اعطى شفتيها اكتنازا ولمعان مغرى..ثم وضعت الكحل لعيناها مع بعض الظلال الرمادية والفضية الخفيفة ..ووضعت بعض قطرات من عطرها الخاص ..ثم امسكت الفرشاة وبدات تمشيط شعرها...تذكرت مداعبات يدية على خصلاتة منذ دقائق...كانت ستمنحة نفسها دون تعقل...فقط لو لم ينطق بكلماتة الاخيرة..انت ملكى ..ليذكرها بوضعها المذل معة..لكانت الان تبكى على اللبن المسكوب...هل كانت ستبكى حقا...ام ستكون سعيدة فوق الغيمات..!!!
لم تعد تدرى ما تريد...للحظات ظلت تؤنب نفسها على تهورها المشين معة...وكانت ستضرب راسها فى الحائط لانها تركتة يخرج مهزوما من غرفتها..انة الجنون؟؟..الجنون المطلق..
اتكون قد احبتة..لا.. حين ستحبة حقا بكل كيانها..ستجد نفسها تعطية ما يريد دون اى تفكير مهما كانت كلماتة قاسية عليها..لن تفكر وقتها بكرامتها او يطغى على مشاعرها الغروروتدب فى قلبها تلك البرودة المرعبة...حينها فقط ستمنحة نفسها وتستسلم بكل الرضى..حمدا للة انها لم تحبة بعد..بالتاكيد هو هذا الانجذاب اللعين..فقط الانجذاب... اوة..ايجب ان يكون ساحرا هكذا..قالت لنفسها متنهدة بغيظ...
كعادتة قطع افكارها بدخولة المفاجىء غرفتها ودون استئذان.....
ـ دخل واضعا يدية فى جيبة مبتسما بخبث...يبدو اننى اتيت باكرا..دائما اتى فى الوقت المناسب..ينظر لجسدها تلفة المنشفة متفرسا بوقاحة شديدة..
ـ قذفت بالفرشاة من يدها على طاولة الزينة وقالت ملتفتة الية فى ثورة..الابواب صنعت للاستئذان ..لكن واضح جدا انك لا تعرف ابسط قواعد اللياقة؟؟!!..
ـ اقترب منها ممسكا كتفيها يقول.. اهداى لامى..انا ساكون زوجك وسيحق لى اكثر من ذلك بكثير فلا تكونى متحفظة هكذا..انظرى لقد حلقت ذقنى ..ورفع يدها لخدة مبتسما..هل هى ناعمة؟؟؟
ـ لمست يديها غمازتية فارتعش قلبها كم حلمت بان تلمس وجهة وتلك الغمازات القاتلة..كان يبدو وسيما بحلتة الرمادية وقميصة الوردى الحريرى مع ربطة عنقة المقلمة بالفضى والوردى والرمادى..وسامتة مدمرة..اناقتة تظهر جسدة الرياضى الرشيق..وشعرة لامع مازال رطبا بعد الحمام..وعطر ما بعد الحلاقة برائحة الصنوبر الجبلى يدغدغ انفها...
ــ انتبهت على صوتة..هل اشتقت الى يا نمرتى؟؟؟!!
ـ قالت متصنعة البرود.اسمى لامار ولست لامى..ثم.لم تمر سوى ربع الساعة..ولا ..لم اشتاق اليك ولن اشتاق ابدا..ابدا..ودفعتة عنها برفق معطية اية ظهرها لتعيد تمشيط شعرها..
ـ اقترب منها يهمس..كاذبة رائعة. الايحق لى ان ادلل خطيبتى باسمها..؟؟. اتعلمين .يخيل الى عقلى ان نلغى سهرتنا ونبقى هنا..احتضنها من الخلف قائلا..ما رايك..هل نبقى؟؟!!..
ـ التفتت بطرف عيناها الية قائلة..لا بالتاكيد لا..امهلنى بضع دقائق واكون جاهزة..هل يمكن ان احصل على بعض الخصوصية فى غرفتى؟؟؟
ـ انزل يدية قائلا..اسف لامى..لن اخرج..يجب ان تعتادى قربى منك فى اى وقت اريد..اهذا واضح كفاية..رفع كفية نحوها بلا مبالة قائلا...حاولى انت ان تجدى مخرجا لموقفك وترتدى ملابسك فى وجودى..
ـ نظرت الية فى تحدى ثم قالت..اتسمح؟؟..حملت كرسى الزينة ووضت ظهرة اليها وقالت..تفضل اجلس يا عزيزى كما تشاء..
ولكن اقسم لك ان التفت لتنظر الى وانا ابدل الملابس اللعينة ..اقسم.. الا اخرج معك الليلة ابدا والا تبقى ايضا بغرفتى مهما حدث ..حتى لو خسرت كل شىء..حتى لو خسرت المال كلة..
ـ ابتسم لها بثقة..اعدك وعدا بشرفى الا اختلس النظر اليك الا اذا سمحتى انت بذلك..اتفقنا؟؟!!..وجلس وعلى وجهة التسلية...
اختارت الليلة ان ترتدى الفستان الوردى التى اشارت عليها بة صوفيا المرة الماضية..فارتدتة وكان قصيرا مهدولا على خصرها ..بمشبك فضى كبير حول وسطها ودون اكمام يظهر كتفيها ونقاء بشرتها بشكل مغرى رائع..ارتدتة بسرعة وهى ترتعش خجلا من وجودة معها فى هذا الوضع الغريب الذى لم يسبق لها ان مرت بمثلة من قبل..لم تكن ابدا دون ملابس فى غرفة مع غريب وحدهما..
ـ هل بامكانى اختلاس نظرة اليك لامى؟؟؟..اتوق حقا لاختلاسها الان..قال بهدوء خطير..
ـ ابتسمت لامار وقد اطمانت لارتدائها ملابسها...نعم..بامكانك!!
ـ التفت اليها مترقبا المفاجاة...ثم نظر اليها بصمت وعينية تلمعان اعجابا ووقف مقتربا منها قائلا...ان ما اراة لم يكن ما اتوقع رؤيتة..ولكن اروع منة بكثير..تبدين فاتنة يا عزيزتى..كل قطعة منك تلمع بريقا وسحرا ..كم اشعر بانى محظوظ بك لامى..لقد حصلت على فينوس..وليس على امراة عادية!!..بل شعلة مضيئة ستنير حياتى كلها...
ـ نظرت الية وقلبها يخفق بعنف بين ضلوعها تتصنع البرود...الم اقل ان من يراك يظنك عاشقا...هيا بنا قبل ان ينتهى الليل دون ان أاكل..انا حقا جائعة..!!
ـ نظر اليها محبطا من ردها البارد وقال..لا مشكلة عزيزتى ولكن نسيتى شيئا بسيطا..
ـ فالت متسائلة..وما هو؟؟
ـ ابتسم برقة ورفع يدية ممسكا بوجهها قائلا بهمس..انت حافية القدمين؟؟..هل ساحملك؟!..ليس عندى مانع؟؟؟
ـ نظرت لقدميها ببلاهة ثم التفتت الية تقول بشرود..نعم..انا حافية؟؟؟
ـ هل لديك حذاء اذن ام احملك؟؟
ـ ردت مشدوهة..ماذا؟؟؟
ـ اقول هل لديك حذاء..قال متشدقا بكلماتة..
ـ اة..نعم..نعم..بالطبع..امهلنى دقيقة واحدة...ذهبت قرب دولابها وفتحتة مخرجة منة حذاء فضيا بشرائط حريرية وجلست على المقعد وارتدتة ونيكولا ينظر اليها دون ان يحيد عيناة عنها..
ـ اقترب منها بعد ان انهت ارتدائة ومد يدة ليمسك بيدها مساعدا اياها على النهوض من المقعد ورفع يدها لشفتية مقبلا اياها قائلا..كل ما تفعلينة يسحرنى لامى..هيا بنا...
جذب يدها وخرجا من الغرفة دون ان تنطق لامار اى كلمة بعد كلماتة التى غمرت بدفئها قلبها المرتعش!!!
استقلا سيارتة المرسيدس السوداء وكان الصمت الهادىء يلف المكان...كانت ليلة صافية لا غيوم فيها وملايين النجوم التى تبدو واضحة رغم الظلام الدامس الا من ضوء القمر الباهت وبعض اضواء السيارات البعيدة واشارات الطريق التى تمر بسرعة...
انساب لحن فرنسى بصوت خافت اضفى على الاجواء داخل السيارة لمسة من الرومانسية...وقد ترك نيكولا للسائق مهمة القيادة هذة المرة ليتفرغ للاهتمام بوجود لامار....
ـ امسك يدها برقة قائلا..تبدين هادئة الليلة ..ما الامر لامى؟؟؟..اعتدت عليك نمرة متوحشة...فلماذا الهدوء؟؟؟
ـ نظرت لة مبتسمة...ربما قررت الليلة ان اعقد هدنة قصيرة...مع نفسى ومعك!!.
ـ غمز لها بعينة مبتسما ..لا ..اعتقد اننى اعتدت عليك متحمسة ثائرة..احب..احب ان اراكى كما انت ..لا تتغيرى لامى..لا تتغيرى ابدا لاجلى او لاجل غيرى...انت .؟؟..
ـ سالت باهتمام..انا ماذا نيكولا..
ـ اطرق مفكرا للحظة ثم رفع عيناة اليها قائلا..لا شىء!!...كم عمرك لامار؟؟...
ـ انها المرة الاولى التى تسالنى فيها عن عمرى؟؟؟...انا فى الخامسة والعشرين...وابتسمت ساخرة...وانت!!
ـ انا فى الثالثة والثلاثون...هل تريننى مناسب؟؟؟
ـ وان كنت لا اراك مناسبا..هل سيغير ذلك من الامر شيئا؟؟..لا اظن !!..لقد انتهت المسالة من وقت طويل فلا داعى لتلك الاسئلة السخيفة...
ـ ضحك باقتضاب قائلا..يبدو ان الهدنة بيننا قد انتهت..ها قد عادت لامار مرة اخرى..شرسة ووقحة!!
ـ تنهدت بنفاذ صبر قائلة بغيظ..انت من يسال اسئلة لا داعى لها...فلا تلمنى على اجابات لا تريد سماعها..
ـ رفع يدة باستسلام قائلا يرجوها ..ارجوك لامى..لا تقلبى الطاولة على راسى من الان..اريد ان تكون هذة الليلة..ليلة مميزة لكلينا...تنهدمحبطا..ارجوك؟؟!!..
ـ نظرت لة حانقة..ولكن انت من بدأ بالـ..رات فى عينية حزن غريب للحظة ثم اختفى..دارت الحيرة بعقلها..فصمتت ثم قالت ..حسنا ..كما تريد..وادارت وجهها للنافذة تحدق بالليل الاسود الذى يلف العربة وقد لاحظت ان البحر بدا بالظهور على جانب الطريق ..اذن هما يتجهان للميناء...!!؟
غريب امر هذا الرجل..قالت فى نفسها..احيانا تشعر انة مالوف لها وانها كانت تعرفة من قبل..ربما راتة فى احدى الحفلات التى كانت ترتادها مع والدها.. قالت لنفسها بحيرة...لا ادرى؟؟!
انت تصيبنى بحيرة شديدة نيكولا..لا افهمك ابدا..واحيانا كثيرة لا استطيع تفسير هذا الحزن الذى يظهر للحظات فى عيناك..وكانة يؤلمك مثل جرح يفتح فجاة رغما عنك... جرح قديم ربما؟؟!!..
تجاهد لكى تخفية عن من حولك..اوة..انت لغز نيكولا...
ترى ما سبب تلك النظرات الغريبة والحزينة... ايمكن ان تكون امراة هى من سببتة..لا..لا تتصورة تحت رحمة اى امراة..ربما قد جرحت مشاعرة حين تحدثت عن رايها فى عمرة...اللعنة..انها لا تقصد ابدا ان تجرحة..ولكنها طبيعتها العنيدة..تظهر فى وقت غير مناسب بالمرة...والذى يجعلها اكثر غيظا..انها ترى ان فارق السن بينهما مناسب جدا..لقد عانت مع انطونى وكان العمر متشابة بينهما..كان يفتقد الخبرة والمراس التى يتمتع بهما هو..وها هى تسخر من عمرةو تغضبة منها دون سبب..وهو الذى منذ عرفتة ..لا يوفر جهدا لاسعادها منذ ان تقابلا وحتى الان....
شىء غريب ..لماذا اصبحت تهتم بمشاعرة فجاة...لماذا تهتم ان كان حزينا او سغيدا..انة نذير الخطر لامار..لا يجب ان ترق مشاعرك لة......صدمتها الحقيقة المرعبة كضوء باهر فى غرفة مظلمة...لقد وقعت فى فخة..تنهدت بدون صوت...لقد بدات تحبة...ولا تستطيع ان توقف مشاعرها عن الوقوع فى تلك الهوة المدمرة..الحب..تشعر اانة يملا المكان من حولها ..وجودة قوى ...تشعرة بشدة منبها كل حواسها..تشتم عطرة وتتلمس دفئة الذى يتسلل لقلبها دون ارادتها...تشعر انة يجرى الان مع دمائها...انها لا تبدا حبها لة ...ولكنها قد انتهت واحبتة...نعم ..احبتة..يجب ان تعترف لنفسها وتكون شجاعة فى مواجهة الواقع الجديد...انها تحبة..بل تعشقة..كيف لا تعشق رجلا مثلة...اتاها بماسة تشبة عيناها كما وعد...اتاها ورودا حمراء ..كنيران همساتة المشتعلة...ووعدها بالامان...وازال عن عاتقهاهما كبيرا وقلقا قاتلا..كيف لا تحبة..
التفتت تنظر الية بصمت ...احبك نيكولا و...ادركت الان ان حبك يسرى فى دمى منذ اللحظة التى رايتك فيها خلف مكتبك تجلس ناظرا الى ...ماذا ان اخبرتة؟؟؟..لا لا...ايتها الغبية المتهورة...اتخبرين رجلا اشتراك بمالة بانك تحبية...متى ستنضجين يا فتاة..انة يرغب بك فقط..لا يحبك...لا يحبك لامار..!!
افاقت من شرودها على صوتة وهى تحرك راسها يمينا وشمالا باحباط وياس...
ـ ماالامر لامى؟؟...هل انت متعبة عزيزتى؟؟..قال وفى صوتة رنة من القلق..
ـ ابتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها قائلة...لا نيكولا ..لا شىء ابدا ..انابخير..لا تقلق...
ـ ربت على خدها بانامل رقيقة قائلا...حسنا ..لقد وصلنا!!..
ـ نظرت حولها حائرة وهى لا ترى من النافذة سوى رصيف الميناء...اين نحن..لا يوجد هنا اى مطاعم..المطاعم بعيدة على الجانب الاخر من الطريق..لماذا اتينا هنا؟؟!!...
ـ خرج من السيارة ودار حولها ليفتح لها الباب ومد يدة يساعدها على النهوض مبتسما..لقد احضرت لك المطعم الى هنا!!..انظرى ..واشار بيدة لاحدى اجمل المفاجات فى عمرها....
ـ قالت هاتفة بانبهار..اة نيكولا.!!..انة يخت..يخت رائع..ولمعت عيناها بطفولية ..لم اركب يختا خاصا من قبل..اهو لك..هل تملكة هو ايضا؟؟...
ـ امسك بيدها ليقودها لسلم اليخت قائلا بسعادة...لم ارك من قبل متحمسة وسعيدة باى شىء كما اراك الان...سعيد انا لانى استطعت ان ارسم تلك الابتسامة النادرة على وجهك لامى...
لقد جعلت طاقمى الخاص يجهزة لامسية خاصة بنا نحن الاثنين ..حتى اننا سنبحر بة فى عمق المياة..وقد حضرت لاجلك عشاء خاص ايضا..لتشريفك لى بالمجىء هنا لاول مرة..توقف امام الدرجات قائلا بقلق...
ـ ارجو الا تكونى من الذين يخافون البحر ويصابون بالدوار...اسف نسيت ان اسالك من شدة لهفتى لتلك المفاجاة...
ـابتسمت ولاول مرة ابتسامة واسعة..لا تخف نيكولا..ساكون بخير..انا اعشق البحر...
ـ تنهد بارتياح قائلا..اذن هيا بنا يا مولاتى اثينا...!!
صعدا معا على ظهر اليخت وقدمها للقبطان واثنين من البحارة ..ثم عرفها على النادل الذى سيقوم على خدمتهما اثناء الرحلة....قابلها الجميع بابتسامة مشجعة ومرحبة مما ساعدها على نسيان قلقها لبعض الوقت ...حتى انها حدثت نفسها قائلة...لاستمتع الليلة بما هو متاح وغدا اعيد ترتيب افكارى من جديد...
كان اليخت تحفة رائعة من احدى روائع ممتلكاتة...والاغرب من هذا انة كان باسمها...لامارينا...تعجبت من الاسم للحظات ...ثم جرفها تيار الانبهار بروعة المكان...ونسيت ان تسالة عن سر الاسم الغريب...
طلى اليخت باللونين ..الابيض والازرق القاتم ..فى المقدمة كابينة القيادة وقد اخذها نيكولا اليها لتشاهدها عن قرب من الداخل..مليئة بالمعدات الخاصة بالابحار وماكينات الرصد والاجهزة الخاصةبالطقس ...ولكن طغى عليها الفخامةو الحداثة...اراها غرفة المطبخ والمعدة باحدث اجهزة الطهى رغم ضيق المكان...كان واضحا مدى اهتمام نيكولا بادق التفاصيل مهما كانت صغيرة تافهة...
حقا هو كما يقول...يحب روءية الجمال حولة فى كل مكان...ولكن ما كان مذهلا حقا هو الجزء الخاص بالركاب ..كان تحفة هندسية لم ترى مثلها من قبل...
كان الملك فيها هو الزجاج..........!!!
لقد بنى غرفة زجاجية كبيرة مفروشة بارقى الاثاث بة حمام خشبى فخم فية كل وسائل الراحة..المغطس والحوض والعديد من الزيوت العطرية والصابون للاستحمام...مناشف من ارقى الماركات وملابس خاصة للسباحة بمقاسات عديدة للظروف الطارئة...
شعرت حين رؤيتها بغيرة شديدة ان يكون هناك من استخدمها من نساء قبلها..طردت افكارها جانبا وعادت لتامل ما حولها...شىء رائع و كانها تجلس على الماء فى ليلة شديدة السواد لولا بعض من اشعة القمر الباهتة...بعض الارائك بلون القشدة العسلية ومقاعد مريحة باللون الاخضر وكلها مصنوعة من الجلد الفاخر مع بعض الوسائد الصغيرة لزيادة الرفاهية والشعور بالراحة....
ـ ما رايك بقاعة الجلوس...هل اعجبتك؟؟؟..نبهها من شرودها صوتة الهادىء..
ـ لا اعتقد اننى يمكن ان اصف جمالها بالكلمات ..بالتاكيد لديك ذوق رائع نيكولا...انها تحفة هندسية لم ارى مثيل لها..!!
ـ هناك ايضا غرفة جانبية للنوم لم تريها بعد ..هل تحبين ان تشاهدى محتوياتها؟؟
ـ اومات براسها ..نعم بالطبع...وحاولت ان تكون لا مبالية..
دخلا معا غرفة النوم وكانها دخلت غرفة فى فندق فاخر...السرير كبير والغرفة واسعة رحبة..على الطراز الايطالى الحديث ..جدرانها خشبية لامعة واثاثها بنى قاتم...الارض خشبية ايضا يعلوها سجادة كبيرة باللون الوردى مع خطوط بنية عريضة وقد غاص فيها كعب حذائها العالى...الفرش وردى وثير وكان السرير يغرى من يراة بالنوم علية بدعوة صريحة...
ـ قال بمكر هامسا...اهتم كثيرا براحة ضيوفى!!
ـ ابتسمت ببرود لة وهو يقف خلفها..خاصة اذا كانوا من النساء اليس كذلك؟؟؟
ـ احتضن خصرها برقة قائلا...هل ارى بعض من شرارات الغيرة ام اننى اهلوس...
ـ بالتاكيد تهلوس ..من يغار يا عزيزى ..يحب ..وانا لا احب ..ولن احب ابدا...!!
ـ ضحك ضحكة ساخرة وتركها واضعا يدية بجيبة ثم قال ...من يدرى لامار...ماذا يخبىء القدر لى ولك...هيا لاحضر لك بعض الشراب ولنخرج للجلوس على السطح ..ان الليلة دافئة ليس بها هواء بارد....
احضر لها بعض من شراب العنب فى كاس لامعة من الكريستال ثم قام بفك ربطة عنقة وبعض ازرار القميص بعد ان خلع الجاكت ونظر لها قائلا...لاكون على راحتى..لا احب الرسميات فى ليلة كهذة وانت معى هنا..!!
تناول شرابة فى يدةواخذ يدهاليخرجا على السطح وقد اعد لهما مائدة صغيرة ومقعد وثير واحد يتسع لشخصين بجانب سور اليخت حتى يمكنهما رؤية البحر والامواج الهادئة عن قرب وانبعثت الموسيقى حالمة هادئة من الغرفة الزجاجية....
ثم بدا طاقم اليخت بالابحار للمياة العميقةوانساب المركب بسلاسة وهدوء على سطح الماء فى تلك الليلة الساحرة منيرا لها الطريق ضوء القمر البارد.....!!
ابتعدت انوار الميناء شيئا فشيئا وساد الظلام والسكون حولهما..كان يجلس ملاصقا لها ويدة على المقعد خلف عنقها..التفتت الية وابتسمت باقتضاب ثم ادارت راسها تتامل البحر بارتباك كاتمة انفاسها لا تجرؤ على قطع هذا السكون المثير باى كلمات...قطع هو السكون ببضع كلمات قليلة وهو يدير وجهها الية باناملة...
ـ بماذا تفكرين؟؟؟
ـ هزت راسها متعجبة.. افكر كيف انك قلبت حياتى راسا على عقب...كنت منذ اسبوع مضى اخطط لكل شىء ..اتحكم بكل شىء ..والان انا لا اعرف اى شىء عن اى شىء...ها انا بعيدة عن منزلى فى عمق البحر مع رجل دخل حياتى كالاعصار واخذنى الى دوامتة ...اصبحت لعبة بيبن يدية يحركنى كيف يشاء؟؟؟... هل عرفت الان بماذا افكر...
ـ قال مقطبا جبينة.. هل القرب منى بهذا السوء لامار؟؟..هل انا سىء لهذا الحد؟؟!!..الا تشعرين نحوى باى عاطفة سوى الحقد والغضب الاعمى...
ـ قطبت حاجبيها باستغراب..غضب اعمى؟؟!!
ـ تنهد بعمق قائلا..نعم لامار غضب اعمى...يعميكى عن كل شىء جميل بيننا..تتجاهلين الحقيقة..وتغفلين عن اهم ما فيها ...لامار يجب ان تعرفى انى كنت..كنت..!!
ـ كنت ماذا نيكولا...؟؟
ـ حرك راسة رافضا الاجابة...اوة..لا عليك الان لامى...لن نتشاجر فى ليلة ساحرة كهذة...هل استطيع ان اقترح عليك اقتراح...
ـ لماذا تهرب من الاجابة دائما..انت تصيبنى بحيرة شديدة نيكولا..احيانا لا افهمك حقاوادارت راسها الناحية الاخرى حانقة..
ـ انا لا اهرب من شىء ..فقط حين تكونى مستعدة لتسمعينى ..ساتكلم كما تريدين..انت الان فقط غير مستعدة..
ـ لا افهم شيئا مما تقول..قالت بغضب..
ـ ارجوك لامى لا تغضبى منى...قال متوسلا!!...والان هناك شىء احضرتة لك ...ارجو ان اراك ترتدينة الليلة..انة فى علبة بداخل الدولاب فى حجرة النوم..علبة بيضاء بشريط اسود.. هل يمكن ان تجيبى مطلبى وترتدية لامى؟؟!!
ـ ولكنى مرتاحة بما ارتدية..لقد كان يعجبك منذ قليل؟؟..الا يعجبك الان...
ـ قال بنفاذ صبر..الا يمكن ان تنفذى رجائى دون ان تكثرى من الاسئلة...الا يمكن ان تقللى من عنادك ولو قليلا..ان ثيابك رائعة عزيزتى ولكن الرداء الاخر سيجعلك اكثر راحة..صدقينى اعرف جيدا ما اقول...انة ما تحتاجينة تماما فى ليلة كهذة..توسل قائلا..هيا لامى..؟؟..من فضلك..
ـ قامت بعصبية ترفع يدها محذرة...حسنا نيكولا ..ساذهب لاراة ومن الافضل لك الا يكون قميصا للنوم ..والا رميت بك بنفسى فى تلك المياة وتركتك لتغرق ..وصدقنى لن التفت ورائى حينها ابدا..ابدا..
ـ ابتسم نيكولا مقهقها..ابدا ابدا؟؟....اممم...ارتعش خوفا...هيا ..اذهبى الان...
رفعت راسها بكبرياء وذهبت لداخل الغرفة الزجاجية ومنها لغرفة النوم ثم فتحت الدولاب ووجدت العلبة بسهولة وفكت الشرائط ونظرت لداخلها بشوق وفضول...ترى ماذا احضرت لى الان حبيبى؟؟!!....
ليتنى استطيع ان اقولها لك...ليتنى لا اكون بهذا البرود والجمود وانا معك ..كم اتمنى ان...
قطع استرسال افكارها ما راتة داخل العلبة....انها عبائة!!!!..عبائة مغربية رائعة...ليست قميصا شفافا للنوم كما توقعت ..بل عبائة طويلة حين ترتديها ستصل لتغطى كاحلها..ليست مفتوحة او فاضحة باى شكل...ستغطى جسدها كلة ...ولكن مع ذلك هى تحفة لم ترى مثل حياكتها الرقيقة من قبل..هى من الحرير الهندى باللون الليلكى
مطرزة بخيوط فضية ووردية وبعض اللالىء السوداء اللامعة على الصدر والكمين...امسكتها ممعنة النظر فيها وقلبها يخفق تاثرا بشدة...شعرت انها ترتفع عن الارض حين ارتدتها..تنساب على جسدها كشلال من المياةونسمات الهواء...
وجدت معها خفا عربى مثلما راتة من قبل فى عروض الازياء العربية على التلفاز..انة لم ينسى شيئا..حتى انها وجدت شريطا حريريا بنفس اللون لتربط بة راسها من الامام مطلقة باقى شعرها مهدولا وراء ظهرها..فربطتة على شكل عقدة صغيرة فوق جبهتها..ونظرت لنفسها فى المراة متعجبة..
لقد تغير شكلها وكانها امراة عربية غجرية الملامح...ابتسمت لنفسها بسعادة وخرجت تمشى بحرص للخارج وكانها تخشى على ملابسها من ان تخدشها نسمات الهواء...انها اغلى الهدايا واقربها الى قلبها من الان....
تهادت فى خطواتها بدلال وخرجت للسطح تنظر لنيكولا بخجل ثم توقفت واطرقت براسها بحياء ودارت حول نفسها مبتسمة ثم توقفت تسالة بصوت خافت..
ـ ما رايك؟؟...هل تناسبنى....اة..بالمناسبة ...اشكرك...انها رائعة...حقا لا ادر....
ـ قام من مقعدة مبهورا بنظرات ولهة ووضع اصبعة على شفتيها يمنعها الكلام وقال....ارقصى معى لامى؟؟؟
مدت يديها بصمت تحيط بهما عنقة وقربها منة محتضنا اياها كشىء يخشى علية من الكسر ورقصا معا على انغام الموسيقى واغنية تلامس كلماتها جنبات قلبها...
اجبنى على السؤال انت يا حبيبى
لماذا اظلمك
يا حبيبى ان كنت حبيبى
انسى ما بيننا من حزن
خذ عيناى وشاهدنى بهما
ترى كم احبك
اغمضت لامار عينيها وكانها تريد ان تحتفظ بتلك اللحظة بينهما الى الابد... سكون المكان يلفهما وخطواتهما كانها ليست على الارض بل فوق غيمات بعيدة عالية تلمع بضوء القمر الفضى...لقد اخذها فى لحظة لدنيا غريبة
لم تستشعر تلك المشاعر من قبل...اوة..كم تحبة..
تود ان تبقى بين احضانة الى الابد...لو يتوقف الزمن...انها لا تريد منة شيئا..لا تريد المال..لا تريد الشركة...انها تريدة هو..هو فقط..!!
اتى صوت قوى من اعماقها يهتف بغضب..لقد اصبحت خائنة لامار...تخونين ذكرى ابيك ووالدتك...تهبين نفسك لمن اشتراك بمالة وقت ازمتك..انة لا يستحق هذا الحب..يفعل ما يفعل ليلغى عقلك..
لتستسلمى راضية الية بسهولة دون مقاومة...لم يقل انة يحبك ...بل قال يريدك...يريدك!!!
وانكسرت لحظة السحر انتفضت بين يدية وكانها كانت غائبة عن وعيها...نظرت اليةبارتباك وانسلت مبتعدة عنة مستندة لسور اليخت تنظر للافق المظلم البعيد...نظر اليها عاقدا حاجبية بحيرة ثم ابتعد يجلس على طاولتهما وحيدا وفى عينية حزن وياس...
ـ رفع يدة ممسكا بكاسة يرتشف منة وقال بمرارة....لن اسالك ما الامر لانى اعرف...قال بسخرية مريرة...كلما اقتربت منى تهربين...ما لا اعرفة هو لماذا الهرب؟؟؟...وبالطبع لا اجابة لديك تريحنى....
قام وبخطوات صغيرة اصبح قربها....هل احببت من قبل لامار؟؟؟؟....من هو من يصنع تلك الحواجز بيننا ...هل مازلت تحبينة...ادارها الية مصمما ...اجيبينى من فضلك..هل ما زلت تحبينة؟؟؟
لم لا ...لم لا توهمة بانها مازالت تحب غيرة..ربما لا يضيق الخناق عليها باستمرار..ولا يحاول ان يرغمها على شىء...كيف لم تنتبة لتلك الفكرة من قبل!!!
ـ رفعت يديها تعيد شعرها للوراء قائلة...تسالنى ان احببت من قبل وان كنت مازلت احبة...وانت تصر على معرفة الاجابة...اذن ..وادارت عيناها بعيدا عنة كيلا يكتشف كذبها...نعم نيكولا احببت من قبل..ونعم مازلت احبة ولم انساة ابدا حتى الان....
امسك بكتفيها ضاغطا عليهما بقسوة وعضلة فى خدة ترتعش من الغضب...نظر فى عينيها بكبرياء مجروحة ..
ـ مازلت تحبينة للان؟؟..متاكدة لامار من هذا الحب؟؟....هزها كانة يفيقها من كابوس...
ـ قاومت اظهار الالم واجابتة ببرود...نعم متاكدة ...هل اهنتك نيكولا...!!..ليس بمقدار اهانتك بعرض الزواج القذر....وكان ما فعلة من قسوة معها اخرج منها الشيطانة الباردة التى تسكنها...
ـ ماذا كان اسمة لامار...اجيبينى..وقال محذرا ...واياك والمراوغة...
ـ لمعت فى عيناها برودة الثلج وهى تقول...كان اسمة انطونى...انطونى ديميرا..كان يونانى الاصل مثلك..ولكن للاسف لا اعلم عنة شيئا من مدة طويلة...
ـ ترك كتفيها منكسا راسة وقال بصوت خافت....اذن انطونى من كنت !!....ادار نفسة للبحر مبتعدا عن النظر اليها....الم تحبى احد غيرة ...
ـ لا..ولم اسمع ايضا اى كلمة منة منذ شجارنا الاخير...كان ذلك منذ ثلاث سنوات....
ـ قال وهو ينظر بشرود للمياة السوداء...الم تحاولى البحث عنة ..؟؟؟
ـ تنهدت قائلة...لم يكن بامكانى ...لم اكن اعرف عن عائلتة الكثير..او عن تفاصيل حياتة...لذلك لم يكن بين يداى معلومات كافية للتقصى عنة...
ـ التفت اليها وقد ظهر الحزن الغريب فى عينية...اتسائل..كيف كانت تبدو عيناك فى لحظات الحب وانت معة...هل كانت تبدو بتلك البرودة القاسية التى تظهرينها الى الان؟؟؟...
ادارت نظرها بعيدا عنة قائلة فى نفسها...لم يكن فى حياتى احد غيرك قادر على اشعال تلك المشاعر المحرقة فى روحى...
ـ ابتسم ساخرا بمرارة وقال....لا باس لامى...لن احارب ظل رجل .. وصمت للحظة ثم همهم..غير موجود...انا اعلم بانى قادر على جعلك تنسينة...فقط اذا اعطيتنى واعطيت نفسك الفرصة لذلك....
ـ صدمت من كلماته التى لم تكن تتوقعها ابدا..انة لم يستسلم؟؟!!...التفتت الية بحدة قائلة...ماذا اذا لم اكن ارغب بذلك...
ـ امسك بوجهها بين يدية وقال مقتربا يهمس ...اذن سيكون على ان ارغمك على ذلك... وصدقينى يا عزيزتى.....لن يكون بالامر الصعب...
ولم يمهلها فرصة لتجيب على كلماتة واقترب من شفتيها معانقا اياها بشغف ولهفة حطمت كل مقاومة لديها برغم محاولات ابعادة...كانت تحاربة بشراسة فى البداية ولكنها استسلمت اخيرا وتركت نفسها تستمتع بعناقة الملىء بالمشاعر الجامحة...
تركها اخيرا ينظر اليها متفحصا ..ثم قال مبتسما بانتصار....
ـ اعطيك ثلاث نجمات من خمسة على ادائك فى تلك القبلة..كان اداء جيدا...اعدك فى المرة القادمة بتحسن سيكون ملحوظا ...وبوضوح...
نظرت الية بغضب ...لقد كان يعاقبها على كلماتها الجارحة... كانت انفاسها تتلاحق بسرعة ولم تجد من الكلمات المناسبة ما تجيب بها علية..فقط ظلت تنظر الية ببلاهة وكانها فقدت النطق...
ـ قال بسخرية..اغلقى فمك يا عزيزتى حتى لا تصابى بالبرد!!..اة..كنت اريد ان اسالك وانسى دائما..من اين حصلت على تلك الشامة الرائعة...احيانا اتصور انها ستختفى من شدة عناقى..ولكنى اطمانيت الان انها لن تختفى ابدا مهما كانت قسوتى فى عناقك...
ـ قالت حانقة...لا اعتقد ان هناك قسوة اكثر من ذلك...وكانها اخيرا وجدت الكلمات وها هى تخرج منها بشكل غبى تافة...لن يكون لها اى تاثير!!!
ـ اوة ..لا تكونى ساذجة وانت صاحبة خبرات سابقا ...انة الشغف يا عزيزتى ام انك لا تعلمين؟؟!! رفع حاجبية متحديا..
ـ نعم بالطبع ...انة الشغف... الشغف اللعين!!..بالطبع اعلمة جيدا...قالت وكانها تعلم جيدا ما تقول وبثقة...
ـ ابتسم مقهقها...او..نعم بالطبع تعلمين...والان الا تريدين ان تاكلى ..لقد اخترت لك الطعام بنفسى...سيعجبك انا متاكد...هيا فلنجلس...مدت الية يدها فامسكها وسار بها الى المائدة وجلسا معا على المقعد ثم احتضنها قائلا..تلك فتاتى المطيعة..وقبل طرف انفها ...ارجوك افيقى من حالة الذهول هذة لتستمتعى بالطعام...
ـ ونادى النادل قائلا...دوكاس..احضر الينا المقبلات...
ـ اتى النادل يحمل صينية وقدم لهما طبقا واحدا كبيرا يحتوى على...معجنات فرنسية صغيرة من الباتية مغطاة ببعض الجبن الفرنسى والكافيار الروسى مع سلطة القيصر الشهية...
كانت جائعة وقد زاد من شهيتها هواء البحر الدافىء برائحتة المميزة وقد قدم اليهما النادل شراب مع المقبلات اللذيذة...
اكلا معا فى هدوء وصمت حتى انتهيا من تناول تلك المقبلات وكان النادل يعلم جيدا متى يكتفيان منها فاتى يحمل الطبق واضعا بدلا منة الطبق الرئيسى من لحم العجل المشوى والمتبل بالطريقة اليونانية مع الخبز الفرنسى الطازج وحساء الفطر والدجاج بالثوم والكرفس والاعشاب ...كانت فى اخر قضمة من الطعام تاكل بشهية حين فاجاها قائلا...
ـ لامار ..قررت ان نتزوج باسرع وقت ممكن!!...سنتزوج بعد ثلاثة ايام....هل تحبين ان تشربى القهوة الان ام تفضلين بعض الكاساتا اولا؟؟!!..
ـ غصت لامار بالطعام واختنقت وظلت تسعل لفترة طويلة...اقترب منها لاعنا ..يالغبائى ..دائما اختار الوقت غيرالمناسب... اسف عزيزتى اذا كنت قد فاجاتك.. امل انها مفاجاة سارة..؟؟..قدم اليها كوبا من الماء امرا..اشربى.
ـ ارتشفت منة القليل ثم قالت ووجهها احمر من السعال...تقرر هكذا دون استشارتى...انا العروس اذا كنت قد نسيت!!...من حقى ان تاخذ رايى...ربماكنت غير مستعدة بعد...
ـ تنهد بنفاذ صبر...حمدا للة انك بخير..خفت ان تختنقى واكون انا السبب... والان لامى..تعلمين انك لن تكونى مستعدة ابد .. فلماذا الانتظار؟؟...هل انتهيت من الطعام..لنرقص اذن...
قالت فى نفسها...يالهى ساتزوج مجنونا مندفعا بنصف عقل!!!.. وامسك بيدا وجعلها تقف محتضنا اياها بخطوات هادئة على انغام الموسيقى...قال لها هامسا...
ـ لم اعد اطيق الانتظار اكثر من ذلك..اريدك معى من الان...ولكنك انت من تصر على الانتظار بعد الزواج..اذن ليس امامى سوى ان اسرع بة...الا اذا غيرت رايك وبقيت معى الليلة؟؟؟
ـاذن تعترف انك تتزوجنى رغبة..لا لشىء اخر...قالت ببرود..
ـ واى سبب اخر تريدين..لقد اوضحنا اسبابنا جيدا..الا اذا كان لديك سبب اخر تريديننى ان اتزوجك لاجلة..هل هناك سببا اخر لامى؟؟...وصمت برهة وهو ينظر لعيناها بثبات وهما يتمايلان مع الموسيقى...ما هو؟؟؟
ـ خفضت بصرها مبتعدة عن حصار عينية قائلة لنفسها...ان تكون قد احببتنى نيكولا...ولكنة امل بعيد وصعب المنال...التفتت الية قائلة...بالطبع واى سبب اخر غير ما تقول؟؟؟...فقط انا ممتنة لصراحتك!!
ـ قبل عنقها محتضنا اياها برقة يقول...بامكاننا التاجيل ان شئت ولكن فقط ابقى معى الليلة...
ـ لا نيكولا...كما اخبرتك ..لن تحصل على بهذة الطريقة ابدا....نتزوج اولا...وبعدها سنرى...
ـ حسنا لامى..كما تشائين ...انها ارادتك..
ـ ردت بسخرية مريرة...نعم ارادتى ...كما قلت تماما...هى ارادتى وحدى...
ـ نظر الى السماء قائلا بحماس...انظرى هناك شىء يلمع فى السماء...اشار بيدة لنقطة تومض من بعيد...انها نجمة تسقط...هل ترينها؟؟.
ـ التفتت لمكان اشارة يدية تقول بابتسامة باهتة...نعم اراها ...جميلة...
ـ نظر اليها بعاطفة جامحة يقول...بامكانى ان اسقطها بين يديك...هل تريدينها...؟؟!!



ليلاس.ه 05-06-08 09:13 PM

يووووه بليييز ماليكا كمليها اليوم ....ماعندي وقت فاضي غير اليوم ... والرواية جازت لي وهي حلووه كثير

justangel 05-06-08 11:26 PM

hi malika sweety it`s really a great novel wating for the rest i hope it`s sonon plzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzz zzzzzzzzzzzz

nado 05-06-08 11:35 PM

تسلم ايديكى بليز كمليها

ضحكة الدموع 06-06-08 01:30 AM

ماليكا


الله يسامحك

بجد اندمجت كتير بالرواية

بدنا تنهيها ما تلعبى باعصابنا

مرسى سويتى

hassan.zs 06-06-08 11:05 AM

الله يسامحك

بجد اندمجت كتير بالرواية

بدنا تنهيها ما تلعبى باعصابنا

مرسى سويتى

مايا مختار 06-06-08 12:18 PM

الفصل السادس

ـ اتسعت ابتسامتها رغما عنها وسالتة...اتاتى لى بنجمة من السماء...
ـ نظر لعمق عيناها بحنان قائلا...فقط لو شئت ذلك..تمنى على لامار ..وسترين...ولكن اسرعى والا سقطت بعيدا....هل تريدينها؟؟!!
ـ قالت مداعبة...حسنا نيك...احضرها الى الان...
ـ كما تشاء نمرتى الساحرة...يكفينى ان سمعت اسمى يخرج هكذا من بين شفتيك...قولى ورائى .... ..واحد..اثنان..ثلاثة...ورفع يدة للسماء قابضا شىء وهمى انطفا بعدها وميض النجمة ولامار تضحك من عرضة الغريب بصوت عذب...
قرب كفة امام عيناها وفتحها ...وجدت فية ماسة تلمع بنور القمر على شكل مربع صغير..مثيتة فوق خاتم من الذهب الابيض تحيط بها ماسات مصغرة منها باللون الازرق الباهت يخطف بريقها العيون...قال لها وهو يرفع يديها يلبس الخاتم فى اصبعها..ها هى نجمتك قد اسقطتها بين يداك...هل تصدقيننى الان...فقط تمنى على لامى وسترين!!
ـ نظرت للخاتم فى يدها وهو يرفعها الية مقبلا وقالت مبهورة...انة رائع نيكولا ..لا اجد كلمات لوصفة...لقد احضرت لى النجمة من السماء كما وعدتنى بالفعل...احبة كثيرا نيكولا ...اقتربت منة محتضنة اياه تتلالا الدموع فى عيناها وقالت هامسة فى اذنية...بل اعشقة!!!
ـ قال محتضنا اياها بشدة ...سعيد انة اعجبك عزيزتى...انة خاتم الخطبة الذى تاخر كثيرا...ليتنى احضرتة قبل ذلك لاحصل على هذا العناق الرائع...لقد اسكرنى احتضان ذراعيك لى..انها المرة الاولى دون عناد...
تجمعت الدموع بعيناها قائلة فى نفسها...لو انك تعلم نيكولا ..لو انك فقط تعلم!!!..
وابت الدموع كعادتها السقوط.
ظلا يرقصان لفترة طويلة ملتزمين الصمت وكانهما فى لحظات مسحورة يخشى كل منهما ان يتكلم فيكسر سحر تلك اللحظات...
ـانتهيا من الرقص وكانت الساعة تجاوزت الثالثة...جلسا على المقعد متلاصقين واقترب منها معانقا اياها بشغف لدقائق عديدة مرت كالحلم ..ابتعد عنها ببطء يسالها..هل انت سعيدة الان وانت معى ...؟؟
ـ لم تجبة على سؤالة وانتبهت كانها افاقت من حلم طويل...متى سنعود...لقد تاخر الوقت...؟؟
ـ قال بهمس..لا يهم ان تاخر الوقت..ابقى معى الليلة..وساعيدك غدا بنفسى...ارجوك لامى..ابقى..
ـ قامت رافضة بعنف...لا لن ابقى اريد ان اعود للمنزل الان..من فضلك نيكولا؟؟..انا متعبة واريد النوم..
ـ قام ليجلسها مرة اخرى قائلا...حسنا ..حسنا اهدئى..ساخبر الكابتن ان يعود بنا حالا...اجلسى واطمانى...
اعدك بان لا افعل ما لا يرضيك ...اجلسى من فضلك...وابتعد عنها مسرعا وغاب للحظات ثم اتى يقدم لها شراب فرفضتة وجلست مسترخية بجانبة على المقعد...بدا اليخت بالابحارمرة اخرى فى طريق العودة وانسابت الامواج هادئة بصوت خافت حولهما...تحرك اليخت مهدهدة اياة برقة فوق سطح المياة...
ـقالت وعيناها ثقيلتين من النوم... شىء غريب لماذا هواء البحر يلامسنى دافئا رغم برودة الجو؟؟..
ـ انها الشمس يا عزيزتى قد ادفات المياة طوال النهار وعندما يلامسها الهواء ليلا يسخن من سخونتها فيهب دافئاليلا..
ـ شىء غريب...اشعر اننا نسير ببطء اكثر من سرعتنا عندما اتينا الى هنا...
ـ هل مللت منى...الهذة الدرجة تستعجلين فراقى...
ـ تنهدت وقد شعرت باالسترخاء والنوم يزحف لعيناها ....لا..انت لا تعلم اننى اود....وقطعت حديثها بعد ان اغمضت عيناها غابت فى نوم عميق...
ـابتسم نيكولا اليها بحنان وقبل جبينها ثم حملها بين ذراعية لغرفة الجلوس الزجاجية و فتح الاريكة الكبيرة محولا اياها لسرير وثير ...مددها علية برفق ووضع فوقها الغطاء تاركا اياها ليدخل الى الحمام.....
فتحت عينيها مرغمة بسبب ضوء غريب باهت تسلل لجفنيها...استيقظت ولا تستطيع ان تتذكر اين هى...احست بثقل فوقها يعيقها عن الحركة...انها ذراع رجل!!!...
فزعت للحظات متسائلة ومازالت اثار النوم تسيطر عليها...اين انا؟؟...التفتت تنظر بجانبها فرات نيكولا نائما على سريرها يغط بثبات عميق...كان لا يرتدى سوى بنطلون بيجامتة فقط!!!..انة نصف عارى!!!.. يالهى...ما هذا الجرح الرهيب ..كان هناك خط احمر قاتم تحت ضلوع جانبة الايسر ويبدو انة ليس من مدة طويلة...ترى ماذا حدث لة ليحصل على ندبة كهذة ..بالتاكيد لم يكن بالامر السهل ابدا..
التفتت حولها تحاول التركيز لتتذكر اين هى...وجدت نفسها فى الغرفة الزجاجية...ما الذى اتى بها الى هنا...
قطع انفاسها منظر رائع لم ترة من قبل...ياااة...انة الفجر...السماء مصبوغة بعدة الوان متداخلة ..الاحمر والبرتقالى والوردى...فى لوحة طبيعيةرائعة...انها تحيط بها من كل جانب...خطف المنظر انفاسها؟؟؟
ـ لم يكن الضوء قويا وواضح حين استيقظت ولكنة الان اكثر وضوح ...الشمس بدات فى الظهور من خلف البحر فى مشهد ساحر...ان زجاج الغرفة يسمح لها بمشاهدة ذلك المشهد الرائع النادر...حبست انفاسها بانبهار تتامل فى هدوء ما تراة عيناها...شعرت بلمسة شفتية على خدها وقد استيقظ هو الاخر ...
ـ قال مبتسما...انها خيوط الصباح الاولى...هل اعجبتك هديتى...اردت احضار الفجر اليك وتكونين اول من يشاهدة اليوم...
ـ قالت مشدوهة دون ان تلتفت الية......انة رائع بل ساحر...ثم التفتت الية تقول هامسة...لقد اهديتنى نجمة من السماء..وها انت تهدينى فجر جديد...هداياك بالتاكيد ليست عادية ابدا...
ـ ابتسم بحنان قائلا.بالطبع يجب ان تكون غير عادية..انت بنفسك تحفة غير عادية...كنت انتظر حربا شعواء واعتراضات لن تنتهى اذا ما افقت ووجدت نفسك معى هنا...وها انت كالعادة ...تفعلين عكس ما اتوقع...سعيد لاننى اخفقت فى توقعاتى هذة المرة...
ـ لم ترد على كلماتة فقد اجتذبها المشهد لدرجة انها فقدت القدرة على التركيز..وكانها تجلس على طرف العالم تشاهد مولد الشمس عن قرب ...ظلا صامتين فترة طويلة وهو محتضن اياها يشاهدان معا تلك اللحظة ...قال بصوت خافت..انها المرة الاولى التى ارى فيها الفجر من هنا واشعر اننى املك العالم...!!
قربى منك لامار يعطينى ذلك الشعور..بامتلاكى لك... امتلك كل شىء..لا اريد سواك لامى...لن اقبل بغيرك...لقد صبرت طويلا لاحصل عليك..وها قد شهد علينا فجر جديد بانك ستكونين لى... نظر اليها بتصميم وثبات..
ـرفعت يدها برقة تلامس خدة ثم دست اناملها داخل شعرة الكثيف...هناك ما اريد ان اسالك عنة نيك؟؟؟
ـ قال متاملا ملامحها الجميلة...لك ما تشائين ....اسالى !!
ـ هناك ندبة كبيرة باسفل جنبك...من اين حصلت عليها...تبدو نتاج حادث رهيب!!!!
ـ ظهرت فى عينية فجاة ملامح من حزنة الغامض ونهض مبتعدا عن السرير ليقف امام الواجهة الزجاجية دون ان ينطق بكلمة على سؤالها...بقى للحظات صامتا بدت للامار كانها الدهر ..حتى انها ندمت على سؤالها وودت لو تستطيع ان تسحب كلماتها لتعيدها داخل فمها...همت بالفعل ان تعتذر لة عن السؤال ولكنة سبقها....
ـ كان عاقد ذراعية فوق صدرة ليخفى يدية المرتعشتين وتنهد طويل ثم قال بصوت عميق متردد وكانة يتذكر كابوسا رهيبا...كان حادثا بشعا نجوت منة باعجوبة وراح ضحيتة من كان معى فى السيارة...كان ابن خالتى ...
ليلتها اتى الى منزلى وحدثت بيننا مشادة حول ...حول ...امر ما ..
اعترضت فية على احدى تصرفاتة التى كنت اراها فى هذا الوقت انانية وطيش منة... رغم اننى الان اراها خيانة منى لصلة الدم بيننا..تصاعد الخلاف بيننا وحدث انة تركنى ثائرا يهدد بانة سيقطع صلتة بى نهائيا..
ركضت خلفة احاول ان ايقافة لنفض الخلاف اكراما لخالتى وصلة الدم وقد كنا قريبين جدا من بعضنا فقد تربينا معا منذ صغرنا لذلك كان خلافنا رهيبا وصدمتة فى كانت كبيرة....
وجدتة يحاول ركوب سيارتة بحالتة المنفعلة الثائرة..خشيت ان اتركة وحدة بتلك الحالة فركبت بجانبة رغما عنة...قاد سيارتة بجنون وانا احاول ان اهداة واقلل من سرعتة ولكنة ابى ان يستمع الى حديثى ...كان غضبا اعمى وانانية منى ...هى من اوصلتنا لتلك الحالة الرهيبة ومما زاد من خطورة موقفنا...
سيارة يقودها سائق متهور ضيقت علية الخناق..ومن شدة عصبيتة... فقد السيطرة على عجلة القيادة وسقطت السيارة من فوق مرتفع ولحسن الحظ لم يكن مرتفع شاهق ...فنجوت انا ولكنة لم ينج...
صمت وجسدة يرتعش من الذكرى البشعة ثم قال بصوت سمعتة بصعوبة...مات صديق عمرى وطفولتى متاثر بجراحة...رغم اننى كان من يجب ان يموت وليس هو...!!
لو لم يكتشف من حديثى ليلتها ما ازعجة منى لكان على قيد الحياة الان..انا السبب.. انا من جعلتة يخرج من شقتى مرة اخرى ثائرا ...لن اسامح نفسى ابدا....ربما لو بقى فى شقتى كان..كان؟؟!!
ـقامت لامار مترددة وقد صدمتها كلماتة...شعرت بقلبها يتمزق الما من ما عاناة..سالتة واضعة يدها على كتفة...متى كان ذلك الحادث؟؟؟
ـ قال بارتباك دون ان يلتفت اليها...من عدة سنوات ...ثم استدار اليها قائلا...ارجوك لامار لا اريد ان اتحدث فى هذا الموضوع اكثر من ذلك...انة يجعلنى...قاطعتة بوضع اصبعها على شفتية قائلة...
ـ لا باس نيك..لا داعى للحديث عنة الان...انا اسفة لانى كنت السبب فى معاودة تلك الذكرى الاليمة...فقط اريدك ان تعرف انة كان مقدرا حدوثة لم يكن بيدك ما تفعلة حينها لتمنعة من ان يلقى حتفة...لا تعذب نفسك بة اكثر من ذلك...
ـ اقترب منها ملصقا جبهتة بجبهتها مغمضا عينية ترتعش يدية ممسكا بكتفيها وانفاسة تتلاحق ...اخبرينى بانك لى ..انك لا تفكرين باحد سواى.. ان لا اشباح بيننا...اننى فقط من يجعلك تشعرين بهذا... غمرها بعناق طويل تجاوبت فية معة بكل مشاعرها ثم توقف يقول بانفاس متهدجة...انت لى ..لى وحدى...ان ثمن وجودك معى غال..غال جدا لامار...
كانت تستند بجبهتها على شفتية تتلاحق انفاسها بشدة دون ان تجيبة...عندما غمر نور الشمس الساطع الغرفة و بدات تدب الحرارة الشديدة فى المكان مما كسر لحظة السحر واعاد للامار التفكير المنطقى ...ان ثمنها غالى كما قال!!!..وكانت بالفعل حربا شعوااااء...
ـ تنهدت ترفع شعرها من فوق عنقها قائلة ببرود تتمالك بة اعصابها...اصبح الجو حارا...التفتت الية منتبهة لوضعها الغريب معة واتسعت عيناهابغضب تصرخ قائلة...كيف تجرؤ على النوم بجانبى وانت نصف عارى بهذا الشكل؟؟!!!!!
ـ امسك جبينة بنفاذ صبر...يقول حانقا... اولا انت جبانة كبيرة..ثانيا ....انا لست عاريا يا عزيزتى ...انا ارتدى بنطلون بيجامتى اللعين كما تلاحظين...وقد ارتديتة مراعاة لشعورك فقط..من عادتى الا ارتدية هو ايضا اثناء نومى...يجب ان تكونى ممتنة...
ـ وضعت يديها بوسطها قائلة...كان بامكانك النوم فى الغرفة الاخرى؟؟
ـ ابتسم مداعبا...وهل يكون الفجر رائعا بدونى؟؟؟
ـ امسكت براسها تحركة بغيظ...سافقد عقلى ولا شك اذا بقيت معك اكثر من ذلك...
ـ قال مقهقها بعد ان طبع على خدها قبلة قوية وقد جذبها بقربة...تبدين رائعة فى الصباح ياعزيزتى...
ـ دفعتة عنها بعناد شديد تقول...أن الجو اصبح خانقا هنا...اريد ان اعود الى المنزل...لماذا توقفنا عن الابحار ...كان يمكن ان اكون الان فى سريرى...ولست محتجزة كما انا الان...
ـ قال بمكر...للاسف لا استطيع ايقاظ القبطان والبحارة...ان المساكين قد ناموا منذ ساعة فقط...انهم يحتاجون للراحة حتى نواصل الرحلة...امامهم على الاقل خمس ساعات اخرى ليستيقظوا ونكمل طريق العودة...اذ كنت لا تلاحظين...فقد ابتعدنا كثيرا ليلة امس عن الميناء ...حتى انك لا تستطيعين رؤيتة من هنا...وبالتالى سيكون الطريق طويل لذا هم فى حاجة لوقت كاف من الراحة..ونحن ايضا لم ناخذ كفايتنا من النوم...
ـ قالت باحباط...ولكن الجو هنا شديد الحرارة والعبائة التى ارتديها ثقيلة جدا....لن استطيع النوم هكذا ابدا...
ـ وضع يدة فوق ذقنة متظاهرا بالتفكير العميق..اممم...عندى اقتراح جيد...اخلعيها واعدك الا انظر...
ـ قالت ساخرة...لا تكن سخيفا...ان هذا فى احلامك....
ـ اقترب هامسا...اخبرتك من قبل انك لا تعلمين ما فى احلامى ...فلا تتكلمى فى ما لا تعلمى حتى لا توقعى نفسك فى المشاكل...اتفقنا يا نمرتى...
همت بان ترد ولكنة اسكتها بعناق محموم زاد من حرارة الجو حولهما...ابتعد عنها يقول برصانة محاولا السيطرة على انفاسة المتلاحقة...والان ساكون جينتلمان واعدك بشرفى ان اتصرف بادب واتزان اذا ما اتيت معى لنكمل نومنا فى الغرفة الداخلية...!!
ثم اشار بيدة يمنعها ان تقاطعة...وليس ذلك فقط..بل اذا كنت مطيعة واتيت دون ان تزعجينى او تزعجى طاقمى بعواصف ثوراتك...ساشغل لك الهواء البارد داخل الحجرة لتكونى اكثر راحة اثناء النوم...اممم...ما رايك الان...هل ستكونى فتاة مطيعة...!!!
ـ اطرقت تفكر بصمت لثوانى ثم قالت ببرود...موافقة ولكن بشرط....؟؟!!
ـ ابتسم مقتربا يطبع على عنقها قبلات كالفراشات...وما هو الشرط لامى؟؟.
ـ دفعتة عنها بتصميم قائلة...لن ابدل ملابسى بشىء اخر...سانام كما انا ...بعبائتى الطويلة....
ـ قال ساخرا...يالرومنسيتك يا خطيبتى العزيزة..ثم تنهد قائلا...لا باس مع انى كنت افضل قميصا من ال...
ـ قاطعتة بصرامة...هذا او لا شىء....
ـ نهض من جوارها بسرعة وانحنى حاملا اياها دون ان يعطيها الفرصة للاعتراض وطبع قبلة سريعة على شفتيها مقهقها....كما تريدين يا نمرتى الجليدية...لقد صبرت كثيرا ولن يضيرنى بضعة ايام اخرى...وسار بها ليدخلا غرفة النوم الاخرى معا يحملها بين يدية ككنز ثمين وهى تصارع بين يدية ليتركها تسير على قدميها...ولكن كالعادة صراع دون فائدة...!!
انتعشت من الهواء البارد للتكييف حين دخلت للحجرة... احست باختلاف كبير اعاد اليها احساسها بالراحة والحاجة الى النوم ..وضعها برفق على السرير الواسع ثم دار الى الجهة الاخرى وتمدد بجانبها قائلا...
ـ الاختلاف كبير بين غرفة النوم والغرفة الزجاجية...ان الجو خانق بالخارج...هل تشعرين الان بتحسن؟؟..سالها وهو يتكىء على مرفقة مواجها لها..
ـ قالت وهى تغمض عينيها هروبا من النظر الية....نعم بالفعل اشعر بكثير من التحسن حتى اننى اشعر ايضا بحاجتى للعودة للنوم....!!!..هلا ابقيت فمك مغلقا من فضلك لكى استطيع النوم....
ـ ابتسم بمكر...هل عادت نمرتى الشرسة....!!!...حسنا ...اقتربى الى هنا....
ـ اوة لن نعيد الكرة مرة اخرى نيكولا...!!..من فضلك اتركنى بسلام لكى انام...من فضلك...
ـتنهد بصبر..حسنا!!...كما تشائين ...ساقترب انا!!
واقترب منها اخذا اياها بين ذراعية يقول...الان اهداى ودعينى انام ...لا مقاومة من فضلك...
ـ التزمت الصمت وشعرت بة يتنفس بانتظام ...لكنها لم تستطيع النوم بهذا الوضع الغريب...ظلت تتقلب بين ذراعية من جانب لاخر..نادتة بصوت خافت...نيكولا..نيكولا؟؟...هل نمت؟؟!!
ـ زفر بحنق.. اذا توقفت عن التقلب مثل سمكة الانقليس ...بالتاكيد ساستطيع النوم...لامار من فضلك اهداى انا لا انوى ان اغتصبك وانت نائمة...اخبرتك من قبل ...اريدك واعية وراضية حين تكونين لى...فاطمئنى ونامى...
ـ صمتت لفترة تفكر ...وكيف استطيع النوم وانا فى صراع مع نفسى بهذا الشكل...اريدك ولا اسمح لنفسى بالحصول عليك..وانت بجانبى منتظرا كلمة تشجعك على الاقتراب ...كم اريد ان...!!...
قالت بصوت عالى فجاة...نيكولا...نيكولا؟؟...سانام الان....لكنة لم يرد...اعتقدتة نائما فادارت وجهها الية تتامل ملامحة الوسيمة...لم تكن بهذا القرب منة من قبل...شعرة الاسود يلمع بنعومة وقد سقطت منة خصلات صغيرة على جبهتة... مدت يدها تلمس وجههة ثم رفعت اناملها تبعد خصلات شعرة عن جبهتة...اقتربت منة ودست وجهها فى صدرة واغمضت عيناها محاولة النوم....
انتفض فجاة وهو يسب لاعنا...ثم نهض من الفراش ينظر اليها بغيظ وحنق...سالتة ببرائة وحيرة...ما الامر نيكولا...هل ضايقتك فى شىء؟؟..الى اين انت ذاهب؟؟..
ـ ساذهب للجحيم لامار...بالتاكيد سيكون افضل من الجحيم الذى تضعيننى فية هنا!!...حمقاء....الا تعرفين اننى رجل...لم يكن يجب ان....اوة لا عليك ...ساذهب للسباحة...احتاج حقا لكثير من الماء البارد...لم اعد اريد النوم...نامى انت..اراك لاحقا...
تركها مسرعا يخرج من الغرفة وبعد ثانية عاد اليها قائلا....
ـ سنذهب اليوم حين نصل للميناء لشراء فستان الزفاف من اكبر دار للازياء تختارينها ...بامكانك النوم الان...
نظرت الية بدهشة فاغرة فاها...ضم قبضتية قائلا....اللعنة يا امراة لا تنظرى الى هكذا والا لن اكون مسؤلا عن تصرفاتى...يجب ان اخرج من هنا والا اخلفت بوعدى لك!! خرج صافقا الباب خلفة وكان شياطين الجحيم تطاردة...سمعتة بعد دقائق يخرج من الحمام ثم صوت ارتطام جسدة بالماء....
ـ عادت للاستلقاء مرة اخرى فوق الوساده واغلقت عينيها فى محاولة يائسة للنوم...تشعر بصداع رهيب يفتك براسها... تخيلت صورة نيكولا اثناء الحادث ..بالطبع كان مجرد صورة من نسج خيالها ولكن الصورة كانت مريعة..انها لاتتصورة ضعيفا ابدا...
لا تتصورة ملقى تحت نيران السيارة المشتعلة هو عاجز عن انقاذ نفسة...يالهى ...قالت لنفسها...كان يمكن ان يموت مثل ابن خالتة...شعرت بقلبها يتمزق حين تخيلتة مقتولا تحت حطام السيارة..
كيف كانت ستكون حياتها لو لم تلتقى بة...ستكون بالتاكيد كما هى باردة ..تعيسة..تحمل هموم العالم ...لن يقدم لها احد يد المساعدة....كان كل من حولها من معارف فى كل مكان ..سينتظرون رؤيتها تغرق فى ديونها...تعترف انها قد اوجدت لنفسها الكثير من الاعداء ..ان لم يكن بسبب العمل ...فبسبب العلاقات الشخصية التى رفضت منها الكثير ...وصدت اصحابها ببرودها ولا مبالاتها المعروفة...
بالرغم من الشخصيات المرموقة التى حاولت التقرب منها ذات الخلفيات الاجتماعية الراقية...لم يستطيع احد ان يذيب برودة قلبها الوحيد سواة...نيكولا ...المالك الوحيد لمفتاح قلبها دون ان يدرى بملكيتة...
ـ لو تعلم نيكولا كم احبك...ربما ان شعر بحبى لة ..يبادلنى ذلك الحب...لا ..لا تكونى حمقاء لامار..انت بالنسبة الية مجرد نزوة عابرها يطفىء بها نيران شوقة...
تنهدت بحزن...بالرغم من ظروف لقائهما السيئة وعرض زواجة منها الاسوا...ستظل دائما ممتنة لة..لن تنسى انة من ساعدها وانقذها من ورطتها...ثم تثائبت والنوم يزحف لعيناها...قائلة...واهدى لى فجرا جديد..!!!..واغمضت عيناها بثبات عميق......

الدبا المصرقعه 06-06-08 12:21 PM

مشكوره ياقلبي بس لا تتأخرين علينا بالاجزاء الباقيه

<<<<متحمسه معها بقوه

مايا مختار 06-06-08 12:22 PM

الفصل السابع

استمتعت كثيرا بالساعات التى قضتها نائمة بغرفة النوم والهواء البارد جعلها مرتاحة منتعشة وقد استيقظت بنشاط ملاحظة ان الشمس اصبحت فى كبد السماء.....
ـ قالت لنفسها وهى تتمطى بكسل...بالتاكيد الساعة تجاوزت الثانية عشر..!!..ترى ماذا يفعل نيكولا الان...؟؟
نهضت من السرير ودخلت الى الحمام اغتسلت بسرعة دون ان تبلل شعرها لانها قررت الانضمام لنيكولا فى السباحة ...فتحت الدولاب بعد خروجها من الحمام واختارت ملابس للسباحة من القطع العديدة الموجودة ولكنها اختارتها قطعة واحدة...وكانت ولحسن حظها القطعة الوحيدة الموجودة بتلك المواصفات...كاتن باللون الاخضر دون حمالتين لكنة ضيق كفاية ليلتصق بجسدها دون ان يقع منها....
دهنت بعض من الزيت الواقى للشمس الذى وجدت منة انواع عديدة على رف الحمام واتجهت للخروج الى الغرفة الزجاجية ومنها الى سطح اليخت لكى تنضم لنيكولا....
وجدتة مستلقيا على احدى المقاعد الطويلة اسفل مظلة كبيرة يغط فى نوم عميق...قررت ان تتجاهلة حتى لا يتهمها بازعاجة ..
قفزت الى المياة الباردة المنعشة وعلى صوت ارتطامها بالماء استيقظ نيكولا متبرما....
ـ وقف لينظر اليها من اعلى اليخت واضعا يدية بوسطة مبتسما مناديا عليها...لماذا لم توقظينى؟؟؟
ـ ادارت راسها الية وهى تطفو باسترخاء فوق المياة ...لم ارد ازعاجك...لقد ازعجتك فى غرفة النوم ولا اريد ان افعلها مرة ثانية....منذ متى وانت نائم هنا؟؟؟
ـ لقد سبحت لدورتين ثم استلقيت قليلا على المقعد وانتبهت وجدتك تسبحين...
ـ رفعت راسها من المياة ونظرت الية باندهاش ...انت نائم منذ ستة ساعات هنا فى هذا الحر الشديد...لماذا لم تاتى لتنام فى الغرفة...ثم هتفت ساخرة...هل خفت ان انقض عليك وانت نائم....اممم..لا تخف احب ان تكون بين ذراعى فى تمام وعيك...تعقد حاجبيها بتهكم...
ـ قهقة ضاحكا يقول...ايتها الجبانة !!...هل تجرؤين على قول هذا بوجهى؟؟
ـ رفعت يدها ملقية ببعض قطرات الماء نحو اليخت تقول...انا لست جبانة...استطيع قول لك اى شىء فى اى وقت..انا لا اخافك ابدا...
ـ قال بتحدى وهو يخطو ناحية الحافة..ابدا؟؟..ابدا..حسنا..لنرى الان من منا هو الجبان...وقفز نحوها الى الماء بسرعة جعلتها ترتبك وتحاول السباحة مبتعدة عنة...
كانت تضحك بهستيرية محاولة ان تفلت من بين يدية بعد ان وصل اليها وامسك بخصرها محكما قبضتية حولها...
ـ قال وانفاسة تتصارع ..لا داعى للمقاومة ..لن تفلتى منى ويجب ان تدفعى الثمن..لنرى كم ستحصلى من نجمات هذة المرة..ادارها الية يقول بتهكم..تريديننى بكامل وعى بين ذراعيك...امم...انا الان لا يمكن ان اكون اكثر وعيا من ذلك...وغابا فى عناق طويل ..غاب معة الوقت والزمان...تركها اخيرا يسالها باهتمام واثار عناقهما مازالت واضحة عليها لم تفق منها بعد...
ـ هل وضعت واقيا للشمس..ان بشرتك حساسة ولن تتحمل شمس الظهيرة القاسية؟!!...لمس كتفيها بيدية يتاكد من اثر وجود الزيت الواقى ..قال بانفاس مضطربة...جيد !!..وضعت كمية لا باس بها...لا اريد لبشرتك ان تتضرر قبل الزفاف ...
كانت تتاملة بدهشة!!..انة رجل غريب حقا ...ينتقل من حال الى حال بسرعة البرق ...منذ قليل يعانقها برغبة جامحة..ثم يقطع عناقة ليسال عن الزيت الواقى..انها لا تستطيع ان تستوعب ما يفعلة ابدا...بالتاكيد بة مس من الجنون...كان صوتها عاليا تلك المرة وافكارها ترجمت الى كلمات واضحة..
ـ قالتها بدهشة...انت مجنون...
ـ نظر اليها بغموض..لماذا...احب دائما الاهتمام بممتلكاتى...والاعتناء بما اقتنية من اشياء ثمينة...وغمز لها مداعبا...
ـ قالت بغضب...انا لست من مقتنياتك..لا تعاملنى كتحفة تخشى عليها الكسر....وكالعادة كانت كلماتة هى من فكت سحر لحظتهما معا...
ـ قال بسخرية...هل انتمائك لى يثير فيك كل هذا الحنق...اعتادى الفكرة يا عزيزتى...انت لى ...شئت ام ابيت...
تركتة واستدارت تسبح عائدة الى سطح اليخت دون ان تعيد النظر الية او ترد على كلماتة القاسية...
ـ ناداها قائلا حين وصلت لسلالم اليخت...بالمناسبة لامى...حصلت اليوم على ثلاث نجمات من خمس...انت فى تقدم مستمر....اتسائل كيف كانت درجاتك حين كنت مع غيرى...
ـ صعدت الى اليخت بكبرياء ونظرت الية ببرود دون ان تجيبة الى ان وصل هو الاخر مقتربا منها فقررت ان تخرج الشيطانة الباردة التى تسكنها دون ان تحسب عواقب قولها....
عزيزى نيكولا...اردت ان تعرف كم كانت درجاتى من قبل...اذن اود ان اعلمك اننى...!!
وصمتت متحدية للحظة ثم استرسلت فى الحديث تقول وهى ترفع يدها معيدة شعرها للوراء...لم اسمع اى شكوى تصدر عن انطونى ابدا من قبل بهذا الصدد...اعتقد انة كان سيعطينى...امم..لنرى؟؟!!...مليون نجمة...وليس خمس...
اسود وجهة من شدة الغضب واصبح لون عينية قاتما كما لو ان شيطانة هو الاخر جاء لمقابلة شيطانتها...
ارتعشت عضلة فى فكة من الغضب ولشدة دهشتها انحنى كتفية فجاة وكانة قرر الاستسلام فى تلك المعركة...اغمض عينية وهو يضم قبضتة ضاغطا على اسنانة ...
اللعنة انة يقلب الطاولة على راسها دون معركة...ولكنها تريد معركة....لا تريدة ان يستسلم بسهولة...صمت وادار لها ظهرة وبهدوء قاتل قال ...ساذهب الى القبطان لنبحر فى رحلة العودة....ساذهب لابدل ملابسى ...وقبل ان يهم بالسير التفت اليها وابتسم بمرارة يقول...ربحت هذة المعركة.... اهنئك لامى!!!....
جففت جسدها بالمنشفة ثم اتجهت للحمام بغرفة النوم اخذت حماما سريعا وخرجت مرتدية الروب الخاص بة...وجدتة افضل من ان تلف جسدها بالمشفة....وقفت امام المراة تمشط شعرها بعناية وقررت الا تضع من مساحيق التجميل سوى بعضا من احمر الشفاة اللماع لانها اكتسبت سمرة ذهبية لا تحتاج معها الى زينة اضافية.... جلست على طرف سريرها فى حيرة....راتة يدخل الى الغرفة متجهما يتحاشى النظر اليها....كان مازال مرتديا ملابس السباحة لم يبدلها بعد!!...
ـ قال بتجهم...هل انتهيت من استخدام الحمام...اريد ان اخذ حمامى انا ايضا..
ـ تنهدت بنفاذ صبر قائلة...نعم انتهيت...ما الامر نيكولا ...ان هذا ليس عدلا..انت من طلبت تلك المعركة...ليس من اللياقة ان تتركنى دون ان تحارب بشرف ولاخر لحظة...ليس من عادتك الهروب ...!!!
ـ اقترب منها ثائرا وامسك بكتفيها مرغما اياها على الوقوف ...ضغط باسنانة يقول...لا اريدك ان تخرجى اشباحا قديمة مرة اخرى وانت معى...هل هذا واضح...حين تكونين معى ...لا احد غيرى يجب ان يكون داخل عقلك...لا اشباح ولا ظلال....ام يجب ان اهديك ذكرى لتمحى من ذهنك الذكريات الاخرى.....
اقترب منها عازما على اتمام الامر الذى طال انتظارة لة... كانت معركة بينهما...بداها بعناق قاسى وتجرات يداة على جسدها تنتهك حرمة خصوصيتها شعرت بالمهانة والذل وامتلات عيناها بالدموع المتجمدة كقطع الجليد ...قاومت فى البداية بشراسة ....
ـ لا نيكولا...ارجوك ..ليس بهذة الطريقة...انا..انا..من فضلك ...قاومت وقاومت ولم تجد فى النهاية سوى ان تستسلم وتحولت من الرعب الى قطعة من الجليد برغم ما كان يهمس فى اذنيها من همسات الغزل المشتعل...
ـ قال من بين انفاس متلاحقة..لم لا؟؟ ...انت رائعة...رائعة لامى!! تفقديننى عقلى..اريدك لامى اريدك وبشدة...لا تقاومى ...لقد فعلتيها من قبل ...لا تتصنعى البراءة..انا وانت راشدين ...تشعليننى لامار...انت الجحيم بعينة...اوة ...انت رائعة....اصرت على موقفها البارد!!!
توقف ينظر اليها بازدراء....جبانة...دفاعك هذة المرة نجح معى...لا احب قطع الجليد البارد فى لحظات مثل هذة...ساتركك هذة المرة...لعلك تعلمت الدرس...
انا فقط هو الموجود لديك..لا احد سواى سيلبى اى من رغباتك ...لن يكون هناك احد غيرى..من الان لا اشباح لامار..لا اشباح...تركها ووقف بجوار السرير ونظراتة مليئة بالازدراء...بامكانك ان تحكمى اغلاق الروب...لم اعد اريدك الان...اذهبى وبدلى ملابسك لتناول الغداء...بالتاكيد انت جائعة...اننا لم نتناول الافطار...
ـ قامت وهى تلملم اطراف الروب ببرود...ليس لدى ملابس مناسبة غير العبائة...والجو حار....لن ارتديها؟؟؟
ـ اتجة لدولاب الملابس واخرج منة احدى الاثواب فوجئت انة ثوبها الابيض الصباحى...كان باكمام قصيرة تصل لاعلى كتفيها بة ازهار خضراء ووردية بلون البطيخ ..وهو قصير يصل لركبتيها...تعرف هى كم يبدو هذا الفستان رائع ومناسب لهذا الجو الخريفى..تذكر انها اشترتة من دار جيانى للازياء...دارها المفضلة...خاصة وان معة جاكيت قصير ملائم الية ...حتى انها تفكر ان تشترى ثوب زفافها من نفس تلك الدار...لقد احضر نيكولا معة الحذاء الخاص بة وبعض الملابس الداخلية فى يدة الاخرى...قال بسخرية...لقد جعلت صوفيا تجهزها لك قبل خروجنا بالامس...لم اريد اخبارك لانك كنت سترفضين احضارها لانك لم تكونى لتريدى البقاء معى ...لهذا طلبت مساعدتها...بامكانك ان تبدلى ملابسك الان...سابدل ملابسى انا ايضاوانتظرك لتناول الغذاء على السطح...
تركها ودخل الى الحمام دون ان يعطيها فرصة للرد....
ـ قالت لنفسها وهى تبدل ملابسها..جيد ..ان صوفيا احسنت الاختيار..انة ملائم ايضا للذهاب لاختيار ثوب الزفاف...ارهفت سمعها فوجدتة يستحم ...علمت ذلك من صوت انسياب الماء بغزارة داخل الحمام...
هزت راسها بحيرة تقول....لا افهم ما الذى اثار حنقة لهذة الدرجة...من يراة يظنة عاشق يغار من ذكريات قديمة تافهة...انا لم اعد افهم شيئا...هل سيكون لزاما على ان اعيش باقى عمرى مع تلك الهواجس فى راسة...يجب ان اضع حدا لذلك...يجب ان يعلم انى احبة...ولكن ماذا ان استغل ذلك ...ربما يعاملنى اسوأ من ذلك ويستغل ضعفى...لا..لا يجب ان يعلم ابدا..ان ما يجعلنى قوية امامة وندا لة ظنة اننى لا ابالى بة ولا اكن لة اى مشاعر سوى مشاعر السخط والتمرد....اذن يجب ان تبقى مشاعرها سرا لا يعلمة سواها....
ولكن ماذا افعل !!!...تنهدت باحباط وانهت ارتداء ملابسها ثم خرجت لتنضم الية للغذاء على سطح اليخت...!!!

مايا مختار 06-06-08 12:25 PM


خرجت على السطح تخطو خطواتها بحذر خشية ان تجدة مازال بمزاج متعكر...لكنها ولدهشتها الشديدة وجدتة يجلس باسترخاء على المقعد امام طاولة الطعام يرتدى نظارتة الشمسية وقد بدل ملابسة بسروال قصير باللون البنى يصل بالكاد لاسفل ركبتية مع قميصا باللون الاصفرحياكتة الدقيقة تظهر رشاقة جسدة الرياضى...لقد كان يملك ذوقا رفيعا فى اختيار ملابسة فيما يتماشى تماما مع احدث صيحات الموضة وقد انتعل حذاء رياضيا بدون جوارب باللون البنى....قالت لنفسها...
ـ يبدو ان حالتةالنفسية تبدلت بسرعة كما اعتادت منة...نوع غريب حقا من البشر...يتلون بالف لون خلال ثوانى...كيف ستكوم الحياة مع هذا الاعصار...؟؟
هزت كتفيها بلا مبالاة وحين اقتربت منة تنبة لوجودها واستقبلها بابتسامة غمازتية الرائعتين مرحبا بها...
ـ قال وابتسامتة تزيد اتساعا...وقد امسك بيدها ووقف يقبلها على وجنتها ...فاتنة....اكاد اجزم بان كل الالوان
تليق بك...شىء نادر حدوثة مع كل النساء ...الا انت!!!!
ـ جلست وهى تضحك بتسلية قائلة...اوة...لست محظوظة لهذة الدرجة...اقتربت منة متصنعة الجدية تداعبة...
ساخبرك سرا من اسرارى الخاصة جدا...انا لا ارتدى ابدا اللون الذهبى... هل يمكنك ان تتخيل؟؟!!
ـارتفع حاجبية دهشة من خلف نظارتة يقول...لا..لايمكن !!...انها مفارقة عجيبة...بريق الذهب لا تستطيع ارتداء ملابس بلون الذهب...اوما براسة...شىء غريب حقا ولكن لماذا...!!
ـ اشارت بيديها لنفسها قائلا...كما ترى بنفسك...بشرتى شديدة البياض وشعرى شديد السواد...وعيناى مابين الرمادى والازرق...ابدو بلهاء حين ارتدى اللون الذهبى فى خضم تلك الالوان الباردة...كما تعلم ان الذهب لون مشتعل ...لذلك لا يناسبنى ابدا....
ـ قال برقة...ابدا ..ابدا؟؟؟..
ـ ابتسمت مقلدة اياة...ابدا ابدا...مع اننى فى بعض الاحيان اتمنى لو ارتدية...ان دور الازياء لا تخلو عروضها دائما من احدى القطع الرائعة بهذا اللون والتى فى كثير من الاحيان اتمنى اقتنائها...!!
ولكن لا اراها مشكلة حقا...احاول ان اكتفى بالالوان الاخرى ولا اكون طماعة...ثم توقفت تتامل المياة البعيدة قائلة...يبدو اننا اقتربنا من الميناء...لم اشعر بالوقت...لقد مر سريعا...نظرت الية قائلة...اشكرك نيكولا...لقد كانت ليلة جميلة لن انساها..
ـ اقترب منها هامسا...اذن اعدى مكانا كافيا براسك لليالى قادمة كثيرة سيكون من الصعب جدا نسيانها...عانقها بهدوء قائلا..اعدك بذلك...
ـ ارتبكت من كلماتة التى همس بها اليها فنظرت الى الطعام قائلة...يبدو شهيا...اشعر بجوع شديد...وامسكت بشوكتها لتبدا الاكل...رفع نظارتة عن عينية وضحك قائلا...جبانة....!!!
تناولا الطعام المكون من السمك المشوى على الفحم مع بعض القريدس والسلطات والخبز الطازج واعقباة بالقهوة بعد ان رفضت لامار فطير ثمرة العليق بالكريمة لشعورها بالامتلاء ...لقد فتح هواء البحر شهيتها لتناول الطعام...فلم تجد مكانا فى معدتها سوى لكوب من القهوة....وحين انتهيا من شرب القهوة سالها نيكولا باهتمام...
ـ هل قررت بعد اى دار من الازياء تودين زيارتها بعد وصولنا لاختيار ثوب الزفاف....
ـ هناك دارين للازياء لم اقرربعد ايهما اختار...
ـ اعرف دار تسمى جيانى..بالتاكيد سمعت عنها...انها ذات مستوى وذوق راقى...لقد احضرت منها بنفسى العديد من الهدايا من قبل...كانت تعجب من اقدمها اليهم دائما...هل تحبين زيارتهم لاخذ فكرة؟؟؟!!
ـ احرقتها الغيرة الشديدة وهى تتخيلة يقدم هدايا لنساء غيرها ومن نفس دار ازيائها المفضلة...اجابت بعناد وتصميم...لا ...لا احب ذوق تلك الدار....ان المصممين فيها لا يعجبنى تفكيرهم فى الالوان والنقشات...ذوقهم سىء....ساشترى الثوب من مكان اخر...
ـ غريب جدا ما اسمعة..انها المرة الاولى التى تتذمر فيها امراة من دار جيانى..ان حلم كل امراة ان ترتدى من تصاميم مصمميها ...انها مشهورة بذوقها الراقى...لماذا لا تعجبك...!!!
ـ قامت بغضب تتجة لسور اليخت...اذن اعتبرنى صاحبة ذوق سىء....انا لست من نسائك صاحبات الذوق الراقى...وفر نقودك لنسائك الاخريات...واشترى لهن الهدايا من جيانى..اما انا فلا...لن ارتدى ثوبى منها ابدا...
ـ هل اغضبتك حين ذكرت الهدايا التى كنت احضرها لنسائى!!!...انت تغارين ؟؟؟...اخر ما اتوقعة!!!
على كل حال الان انا ليس لى نساء غيرك...لن اكون كاذبا واقول اننى لم يكن لى علاقات سابقة..مثلك تماما
الم يكن لك علاقات اخرى تلقيت فيها الهدايا..الامر سيان يا عزيزتى ..بالنسبة لك ولى...
ـ ضحكت بسخرية باردة قائلة لة..لا تكن بهذا الغرور نيكولا...اخبرتك اننى حين اغار فانا احب..وانت تعلم اننى لا احبك...ان ما بيننا عقد عمل...ولكنة طويل الامد ...فلا داعى لتخيل ما هو غير موجود ولن يوجد بيننا..
ـ نظر للافق بعيدا يقول...نعم اعلم انك لا تحبينى...واعلم ان ما بيننا هو عقد...ولكنك اخطات فى شىء...انة عقد ابدى الامد...التفت ورفع يدة مداعبا كتفيها ثم رفعها يرسم خطوط وجهها وشفتيها فى صمت قاتل ثم قال..
لا تنسى ذلك ابدا...انة عقد لمدى الحياة...بالمناسبة...لقد قررت ان يكون الزفاف داخل اكبر كنيسة فى البندقية...كنيسة علبة المجوهرات ...بالطبع تعرفينها...
ـ تنهدت قائلة..نعم دعيت فيها لزفافين من قبل ...ولكنها اقدس من ان نقيم فيها زفاف قائم على عقد عمل الا ترى ذلك...
ـ امسك كتفيها يقول بحزم وصرامة...ان زفافنا زفاف حقيقى وسيكون هو الزفاف الوحيد الذى نحتفل بة نحن الاثنين طوال حياتنا...لذا سيكون زفاف فخم كما يجب ان يكون تماما...زفاف نيكولا كريستيانو..ولامار فيرناندو...وستتحدث عنة الصحافة لايام طويلة...من الافضل ان تعتادى الفكرة...انة سيكون زفافك الاول والاخير....!!
ـ اعادت شعرها للوراء بكبرياء قائلة...لا تقلق ..اعلم جيدا انة سيكون الزفاف الوحيد فى حياتى...احترم اتفاقنا واعلم واجباتى جيدا...لا داعى لتذكيرى بهذا....
ـ هيا بنا ...لقد وصلنا...ارتدت لامار قبعة بنفس الوان فستانها كانت قد وجدتها مع باقى الاشياء التى احضرتها صوفيا...وهبطت درجات اليخت متعلقة بذراع نيكولا ...وكانت هناك مفاجاة فى انتظارها....
لقد وجدت العديد من رجال الصحافة منتظرين وصول اليخت للميناء التقطوا لهم العديد من الصور لاشهر المجلات والصحف وقاموا بسؤالهما عدد من الاسئلة عن خبر خطبتهما وموعد الزفاف فصرح نيكولا بسعادة وقد تقمص دور الخطيب العاشق ان الزفاف سيكون بعد ثلاث ايام فى كنيسة...علبة المجوهرات...وبذلك اصبح موعد زفافهما رسميا ولا رجعة فية....
استقلا سيارتة التى كانت تنتظر وصولهما مع سائقة الخاص وحين امر نيكولا باغلاق النوافذ شعرت بالهدوء والراحة لانتهاء الضجة التى صاحبت تواجد الصحفيين عند وصولهما للميناء ...
ـ سالها باهتمام يبدو حقيقى...كنت صامتة طوال فترة اللقاءات الصحفية..ما الامر ...هل انت متعبة من رحلة العودة...
ـ قالت والدموع تترقرق فى عيناها....لا ...فقط وجدت انك تملك زمام الامور بشكل جيد..فاردت ان لا اتدخل لافسد ما تخططلة...فى النهاية انت ذو خبرة اكثر منى فى هذا المجال..لم تكن لى من قبل تجارب مع رجال الصحافة...ربما كنت متعبة ايضا قليلا...لست ادرى حقيقة...وادارت عيناها هاربة من نظرتة المتفحصة...
ـ ادار راسها الية مرة اخرى ونظر اليها يرجوها قائلا...من فضلك لامى...لا اريد ان ارى دموعا فى عينيك...اما ان تطلقيها..او تمنعيها من الظهور ...انك تعذبين نفسك وتعذبيننى معك.. رفع اناملة يمسح دموعا وهمية ... وقال متاملا ملامحها الجميلة...حتى دموعك لديها نفس كبريائك....ترى هل راك احد من قبل تبكين....من هو الذى راى دموعك لاخر مرة....ام انك لم تسمحى لاحد ابدا برؤيتها....؟؟!!
ارجوكى لامى كونى سعيدة...انة الرجاء الوحيد الذى ارجوة منك....لا اريد ان ارى تلك التعاسة فى عينيك وانت برفقتى...تجعليننى اشعر بمدى فظاعتى...وكاننى السبب...فى..فى...اطرق بصمت ثم رفع راسة قائلا بحزم..
ارجوك اريد رؤيتك سعيدة ولا شىء اخر.....
ـ قالت ببرود ..لا تقلق ...ستحصل على العروس التى تريد...ربما انا فقط افتقد والداى..كنت اتمنى ان يكونا بجانبى الان...دعنا من هذا الحديث..اريد ان اذهب لدار فلورانس للازياء..انها دار فرنسية شهيرة لها فرع كبير هنا...هل تعرف العنوان ام اعطية لك لتعلم السائق بمكانة....
ـ لا..لا.. اعرفة جيدا لا تقلقلى سنكون هناك خلال نصف ساعة وساتصل بهم لكى يكونوا متهيئين لاستقبالنا...استرخى انت حتى نصل...غمز لها قائلا..كل ما تريد عروسى الفاتنة هو امر......
ـ ابتسمت لة احدى ابتساماتها النادرة...حاولت ان تتناسى التوتر المتواجد بينهما دائما...انة يفعل ما يستطيع ليجعلها سعيدة...يحق لة ان تكون ممتنة لرقتة معها...شردت بافكارها الخاصة دون ان ترد على مغازلتة الرقيقة...اللعنة..انة يعرف دار الازياء جيدا...يبدو ان لدية خبرة طويلة بكل دور الازياء فى ايطاليا...ماذا افعل لاهرب من ماضية الذى يظهر امامى فى كل مرة ككابوس ....اين اذهب ...لا اريد لان احترق بنار الغيرة من اشباح نسائة...خرجت منها كلماتها بصوت عالى رغما عنها .... ليذهبوا جميعا الى الجحيم...
ـ ترك نيكولا سماعة الهاتف التى كان مندمجا فى حديث مع الطرف الاخر عليها ونظر لها بدهشة قائلا...يبدو ان من ستذهبى بة الى الجحيم هم مجموعة وليس شخص واحد....ان قلبى يتمزق لاجلهم...لا يعلمون ما ينتظرهم...اتسائل من هم هؤلاء المحظوظين؟؟!!..وضحك مقهقها ثم عاد ليندمج فى حديثة على الهاتف.....

مايا مختار 06-06-08 12:29 PM

[SIZE="4"][توقفت السيارة امام واجهة فخمة كتب عليها ...دار فلورانس للازياء...وعلى جانب الواجهة صورة لعارضة فاتنة يتطاير شعرها الحريرى مرتدية فستان كلاسيكى اسود...كانت تلك هى الوجة الدعائى المعروف للدار والتى تتغير كل سنة باختيار غيرها من خلال حفل سنوى كبير فى احد الفنادق الفخمة بروما....
ـ ترجل نيكولا من السيارة ملتفا للناحية التى تجلس بها لامار وانتظرها لتنزل منها بعد فتح لها السائق بابها...ابتسم لها مشجعا وهو يتناول ذراعها بلطف لكى تتعلق بذراعة...خطا معا الى بوابة المحل الفخمة واستقبلتهما سيدة انيقة فى الاربعين من عمرها قدمت نفسها اليهم...
ـ قالت السيدة وعلى وجهها ابتسامة جذلة كمن وجد كنزا امامة...اوة ...مرحبا سيد كريستيانو...سعيدة جدا بتشريفكما لنا انت وخطيبتك الجميلة...ارجو ان تكون مازلت تذكرنى...انا سيمون...التقينا من قبل حين اتيت الينا منذ خمسة اشهر وكنت برفقة الس....
ـ قاطعها نيكولا رافعا يدة بنفاذ صبر...بالطبع..اذكرك جيدا مدام سيمون...ولكن الا ترين ان الوقت غير مناسب لتذكريننى باخر زيارة لى...
ـ قالت السيدة بارتباك بعد ان رات النظرات الباردة التى ترمقها بهما لامار فى صمت....اة..بالطبع...سيدى...اعتذر منك...حقا لم اقصد ...انا اسفة انستى....لم اتشرف بك بعد...
ـ رفعت لامار راسها بكبرياء قائلة بترفع...لامار باولو فيرناندو...سررت بلقائك....سيمون..اليس كذلك...ام اننى اخطات فى التقاط الاسم...
ـ قالت المراة وعلى وجهها علامات الخجل والارتباكم...نعم..سيدتى..لم تخطئى ابدا...تشرفت بمعرفتك...لقد اتصل بنا السيد نيكولا منذ نصف ساعة يخبرنا بسبب الزيارة وقد جهزنا لك بعض الكاتالوجات والفساتين وبعض الاقمشة للاختيار فيما بينها...نحن سنكون فى خدمتك...
ـ قال نيكولا وثلاثتهم يسيرون فى الممر الطويل المؤدى لغرفة العرض والقياسات...للاسف مدام ليس لدينا وقت للاختيار من الاقمشة...نحتاج لفستان جاهز لان الزفاف سيكون خلال ثلاثة ايام على الاكثر...لذا اود لو نركز فى الاختيارات جاهزة التفصيل...وانا متاكد اننا سنجد لديكم مجموعة رائعة...
ـ قالت لامار مقاطعة...ولكن نيكولا...انا..اريد..ان..
ـ قاطعها نيكولا بحزم...اوة ..عزيزتى لا تقلقى ..انا متاكد من ان لديهم الرداء المناسب لك تماما...
ـ نظرت الية بحنق دون ان ترد ...وصلا الى الغرفة كانت واسعة يغلب عليها اللون الابيض مع الارضية التى تشبة رقعة الشطرنج وكان الهواء باردا رغم برودة الطقس فى الخارج حتى انها شعرت بقشعريرة بجلدها....
اشارت اليهم المراة بالجلوس واستاذنتهم لدقيقة حتى تحضر العارضات.....
ـ التفتت الية لامار بغضب بعد ان جلسا على المقعد العريض قائلة...كيف تجرؤ على اذلالى امامها بهذا الشكل...انك لم تترك لى فرصة واحدة للحديث...لماذا اتيت بى اذا لم تكن تنوى ان تاخذ برايى...لم لم تشترى
الثوب بنفسك وتريحنى من هذة الاهانات....
ـ اقترب منها واضعا يدة حول خصرها قائلا...اهدئى لامى ولا داعى للانفعال...ان المراة اعتقدت اننى عاشق لا يقوى على الانتظار لكى تتم حياكة فستان الزفاف...ولم تفهم ابدا حديثى اليك بتلك الطريقة المهينة كما تقولين...
ـ قالت بسخرية وتهكم...حقا..من يراك يظنك عاشق متيم...رفعت حاجبيها مستهزئة...يظهر عليك ذلك....و بوضوح...
ـ عقد حاجبية بتسلية هامسا...هل انا مقصر لهذة الدرجة امام الناس...ساصلح ذلك حالا...وغمرها بعناق طويل تجاوبت معة مشاعرها غافلة وجودهما بدار الازياء ولم ينبهها الا صوت المراة سيمون تتنحنح قائلة...
ـ المعذرة سنيور..ان العارضات فى انتظاركما..هل اشير اليهم بالدخول...
ـ رد نيكولا بلا مبالاة وكانة كان يقصد ان تراهما المراة فى هذا الوضع المخجل الذى جعل الدم يسرى بوجنتى لامار...بالطبع..اشيرى اليهم بالدخول...
ـ بدات العارضات يخطون برشاقة الى الغرفة يرتدين الاثواب البيضاء ..واحدة تلو الاخرى..ونظراتهن تلتهم نيكولا بغنج ودلال... ولكن لم يلفت انتباة لامار سوى ثوب واحد خلب لبها...كان مفتوحا فتحة واسعة من الصدر يظهر بداية خط الصدر باغراء وروعة...لم يكن ابيض ...ولكنة كان يميل الى اللون الفضى بوردة واحدة كبيرة على الصدر وينساب كاجنحة الملائكة...بغلالات طويلة على الارض وخطوط فضية على طول الفستان...وكان الخصر بقماش رقيق شفاف يظهر جسد العارضة بدلال وغموض...
/SIZE]ـ هتفت لامار حين لمحتة ممسكة بيد نيكولا بحماس...هذا هو نيك...هذا هو الثوب الذى اريدة...اشارت الية بيدها ...الا ترى كم هو رائع...
ـ ابتسم نيكولا بحنان...نعم يا حبيبتى...انة رائع بالفعل...اذا كان هذا ما تريدين...فلناخذة حالا....
ـ لم تستمع لكلماتة الباقية..استوقفتها كلمة واحدة...حبيبتى...نظرت الية دون انفعال وكانها غائبة عن الوعى...لقد مست الكلمة شغاف قلبها...برغم انها متاكدة انة قالها لتواجد الناس من حولهم...ولكنها جميلة منة...حتى ان كان لا يقصدها...رغم ان من يراة...يظن!!!...لا...انة فقط يكمل المظهر العاطفى للعلاقة امام الناس...يعلم ان زيارتهم ستكون على صفحات جرائد الغد ..فاراد ان يعطى الصحفيين مادة جيدة للكتابة...
ـ افاقت من شرودها على لمسات يدية فوق وجنتيها متسائلا..ما الامر عزيزتى...ان سيمون تريد ان تعرف هل استقر رايك على هذا الفستان؟؟!!
ـ قالت المراة باهتمام...ان لدينا عدة مجموعات اخرى قد جهزناها كى تختارى فيما بينها...بامكانى ان احضرها لو شئت...
ـ قالت بارتباك وكان الجميع يعلم فيما كانت تفكر...اوة.لا.لا ..لا داعى ابدا..ان الفستان رائع...لا اريد ان ارى غيرة...ساخذة...
ـ قال نيكولا بسعادة...كما تريدين...نظر الى المراة قائلا...سناخذة ..احضرى فاتورة بالثمن وساكتب لك الشيك فورا..
ـ ابتسمت المراة بسعادة قائلة..بالطبع سيدى...ولكن استاذنك ان ترافقنى الانسة ...حتى نتاكد من ان مقاس الثوب مناسب او يحتاج للتعديل ولكى تختار الطرحة المناسبة لة...
ـ قامت لامار بشرود ونظرت الية قائلة....ساذهب معها...ولن اغيب طويلا...
ـ نظر الى عينيها بعمق وثبات قائلا...سانتظرك....
اخذتها المراة لغرفة جانبية قامت فيها بقياس الثوب...كان رائع عليها والقياس مناسب وكانة صنع خصيصا لها...عرضت عليهاالمراة عدة اقمشة رقيقة تشبة خيوط اشعة ضوء القمر اختارت لامار واحدة طويلة ستجرها خلفها حين تضعها على راسها...كانت شاردة الذهن طوال الوقت اختارت دون اى تركيز او اهتمام...لقد قال حبيبتى...خرجت من بين شفتية وكانة معتادا على قولها طوال عمرة...لقد خدع الجميع بمظهر العاشق...لقد كاد ان يخدعنى انا ...لولا اننى الوحيدة التى تعلم الحقيقة...
ـ انتبهت على سؤال سيمون...هل تريدين ابقى على منطقة الخصر شفافة انستى ام تفضلين ان نبطنها بقماش اكثر سماكة..؟؟
ـ قالت بارتباك ...اى قماش..اوة..لا ..لا اريد ان يكون القماش سميكا...دعية كما هو...شفاف...
ـ كما تامرين انستى ...مبتسمة بهدوء...قالت سيمون بمكر..انت محظوظة جدا انستى...ان ارتباطك بالسنيور نيكولا هو حلم كل فتاة تقع عيناها علية...انة ساحر..اليس كذلك...ان كثير من ااعارضات لدينا كن يتمنين التعرف الية...قلة منهن من استطعن الاقتراب منة..!!!!
ـ نظرت اليها لامار ببرود قائلة...اعترف اننى اشعر باننى محظوظة بحبة وتعلقة الشديد بى...والان هل هناك شىء اخر يجب ان اجربة ام اننا انتهينا...بالتاكيد نيكولا يفتقدنى الان...لقد مر اكثر من ربع ساعة على تركى اياة...هل يمكننى الذهاب الان.؟؟؟
ـ ابتسمت المراة قائلة...اوة..العشاق دائما لا يطيقون الابتعاد عن بعضهم...اممم...تذكريننى بايام شبابى...حسنا انستى...لا يوجد شىء اخر لمراجعتة...بامكانك الانضمام للسنيور فى الخارج الان...
تنهدت براحة قائلة...جيد ...سعدت بمعرفتك سيمون...الى اللقاء....
توجهت للخروج من الغرفة لتنضم لنيكولا..انها فعلا لم تعد تطيق الابتعاد عنة...اصبحت تتنفسة كالهواء...انها تحبة حبا شديدا..بل تعشقة...كم اشتاقت الية فى تلك الدقائق التى ابتعدت فيها عن قربة....
كانت تخطو الى داخل الغرفة المتواجد فيها نيكولا حتى رات ما اذهلها واشعل فيها النار...كانت هناك فتاة تجلس بقربة بشكل حميم تضع يدها على خدة وتتحدث بغنج ودلال مقربة شفتيها من اذنية تهمس بصوت خافت ...وكان هو يضحك مداعبا اياها يرد على دعابة همست بها الية...تاملتها لامار جيدا وهى تقترب منهما...انها الفتاة التى توجد صورتها على مدخل المحل!!...اذن هى نجمة دار فلورانس لهذا العام...اللعنة...انها فاتنة...قالت لنفسها ونيران الغيرة تحرق قلبها...لا... يجب الا تظهر ما يعتمل فيها من غضب ...يجب ان تتماسك وتكون باردة...بل جليدية...!!
ـ نهض نيكولا من المقعد ينظر اليها بتسلية وترقب ...اهلا حبيبتى...
ـ ابتسمت لامار واحتضنتة بشوق تقول...مرحبا حبيبى هل اشتقت الى...
ـ رفع حاجبة بدهشة قائلا بمكر..دائما حبيبتى ..دائما...
كانت نظرات العارضة مليئة بالحسد والكراهية...قال نيكولا...احب ان اقدم اليك...سنثيا...انها عارضة دار الازياء لهذا العام...بالتاكيد لاحظت صورتها على المدخل..
ـ قالت لامار بلا مبالاة...اة..نعم بالطبع..اظن انى قد لمحتها..ولكن تعلم حبيبى بانى حين اكون بقربك...لا استطيع ان اركز فيما حولى...طبعت قبلة على شفتية سريعة وهى تلتفت لسنتيا قائلة بتحدى...تشرفت بمعرفتك عزيزتى...
ـ قالت سنثيا ترد بمكر..انا من تشرفت لامار...كنت اذكر نيكولا باخر مرة التقينا فيها...كان فى رحلة عمل لباريس وكنت هناك فى عرض ازياء الصيف...كان ذلك العام الماضى..اتذكر عزيزى كيف قضينا ليلتنا معا دون ان ننام كانت ليلة طويلة رائعة..زرنا فيها الكثير من معالم باريس...ولكن اخر الليل هو ما كان فية السحروالاثارة ..غمزت بعينها لنيكولا...ولكن لم تخبرنى نيك كيف التقيت بلامار...لم اسمع عنها منك من قبل.
ـ ابتسمت لامار وهى تحتضن نيكولا بتملك قائلة...اخبرك انا عزيزتى...لقد كنت فى زيارة لمقابلة عمل معة فى البنك ولكن الزيارة تحولت من عمل ...لعرض زواج رائع فى اخر الليل...لم نستطيع تجاهل تلك المشاعر التى غمرتنا من اول لقاء...وكما تعلمين لم استطيع مقاومة الاغراء...وقبلت عرض الزواج..
ـ قالت سنثيا بسخرية...غريب حقا ما اسمعة..زيارة عمل؟؟؟..وفى البنك؟؟..امر غريب...انك لم تكن تحب الذهاب الى البنك ابدا ...كنت قد وظفت مديرا كفؤ لكى يتابع العمل فية..كنت اسمعك تقول دائما انك لا تحب الاعمال المتعلقة بة...ولم تكن تذهب الى هناك ابدا...!!!!...صدفة غريبة؟؟؟
ـ قالت لامار ببرود...ليس صدفة سنثيا..بل انة القدر ...!!!
ـ قال نيكولا بارتباك...حان وقت ذهابنا حبيبتى...
ـ ردت لامار ..نعم حبيبى...اشعر بحاجة شديدة للراحة والنوم...لم ناخذ كفايتنا منة اثناء ابحارنا الاخير.والتفتت لسنثيا بنظرة ذات مغزى وصلت اليها رسالة خاصة عن مدى علاقتها الحميمة بنيكولا....
عذرا سنثيا ..سعدت بمعرفتك...اراك قريبا...هيا بنا عزيزى...
ـ قال نيكولا محييا...الى اللقاء سنثيا.اراك قريبا!!!
قالت لامار بغضب وهى تخرج من دار فلورانس متابطة ذراع نيكولا...لا اظن ذلك!!!!
ـ قال نيكولا بتساؤل وهو يساعدها على ركوب السيارة...ما الذى لا تظنينة عزيزتى؟؟
ـ التفتت لية بحدة صارخة...لا اظن انك سوف تراها قريبا او الى الابد...كيف تجرؤ على وضعى فى هذا الموقف...انها اوشكت ان تعانقك حين خرجت من غرفة القياس...الحقيرة!!!..اظن اننى كلما التفتت ساجد واحدة من نسائك تلاحقنى وتريد ان تلوى عنقى لتتخلص منى...من تظن نفسك بحق الجحيم...شهريار؟؟!!!
ـ قال مقهقها...لم اتخيل ان تكونى ثائرة هكذا..اين برودك عزيزتى..تمالكى نفسك!!.لقد تصرفت بشكل رائع...بل اننى اراهن انها تعض على اناملها من الغيظ الان...لقد اخذت بثارك منها...لماذا الغضب؟؟؟
ـ لا احب ان يسخر منى احد..وخاصة اذا كانت امراة وضيعة من ماضيك الاسود!!!...احذرك نيكولا ..لن اسمح باهانتى مرة اخرى...يجب من الان ان تنسى اى امراة كانت لك بها صلة من قبل...من الان ...انا فقط فى حياتك ولا احد غيرى...ارجو ان تفهم ذلك جيدا!!
ـ قال بمكر...ولكننى رجل ..ولى حاجات ...هل انت قادرة على سد تلك الحاجات...لن اكون ناسكا بسببك لامى
انت تمنعين نفسك عنى..ماذا تريديننى ان افعل...
ـ قالت مدافعة...انا لا امنع نفسى عنك...ولكن شرطى هو الزواج اللعين..وانت تعرف ذلك جيدا....لن اتسامح فى حقى وكرامتى نيكولا..ابدا..
ـ اقترب منها هامسا...كنت اتمنى ان تطول فترة بقائنا بالداخل...لقد كان تصرف رائع منك...من يراك يظنك عاشقة...لقد كدت ان تقنعيننى بلهفتك وشوقك الى!!!
ـ التفتت الية ببرود قائلة.. انت ايضا تصرفت باحتراف....كانك عاشق !!..ولكن هل تريدنى ان اكون عاشقة؟؟
ـ طبع قبلة سريعة على شفتيها قائلا...ربما!!..الن يكون رائعا؟؟
ـ ابدا نيكولا...لن اكون احدى جواريك...لن اسمح لك بذبحى عند الفجر....ابدا نيكولا ...ابدا؟؟؟
ـ رفع كتفية قائلا وهو ينظر لعيناها...كى تكونى عاشقة ليس بالضرورة ان تكونى جارية....بالتاكيد ليس كل نساء الارض العاشقات ...جوارى لامى!!!واداروجههة ينظر للنافذة دون ان ينتظر جوابها...
ـ التزمت الصمت لفترة وحين اقتربا من الوصول للفيلا انتبهت لشىء غريب سمعتة من سنتيا عارضة الازياء..التفتت الية تسال...اردت ان اسالك شىء يحيرنى؟؟
ـ اجابها دون ان ينظر اليها...ما الامر الان...هل هناك شىء اخر تريدين ان تقذفى بة فوق راسى....تنهد معتذرا...اسف!!...اسالى؟؟
ـ تلك..تلك..المراة..سنثا..كانت تقول انك لم تكن تحب الذهاب الى البنك ...وانك قد وظفت من تثق فية لادارتة...كيف اذن يكون انت من حدد معى المقابلة بصفتة مدير البنك...حتى اننى...وصمتت شاردة لثوانى ثم استرسلت قائلة...حتى اننى تذكرت الان السكرتيرة حين تعجبت من قولى اننى ساقابل مدير البنك...وصححت قولى بانك صاحب البنك وليس مديرة...كيف علمت برغبتى فى مقابلة المدير؟؟؟..ولماذا اصريت بنفسك على مقابلتى؟؟؟!!
ـ رفع يدة يقلب كفة بحيرة وارتباك ملتفتا اليها...لماذا تشغلين راسك بامر تافة قالتة امراة تاكلها الغيرة...هى لم تقصد بقولها الا ان تصيبك بالتساؤل والحيرة..دون اى سبب الا لتعكر مزاجك...لا تعطيها الفرصة بادخال افكار غريبة لراسك...انة امر تافة ولا يحتمل كل هذا التفكير....
ـ همت بان تعترض قائلة...نعم ولكننى كنت فقط اريد ان اعر.......
ـ قاطعها قائلا والسيارة تعبر لداخل بوابة فيلتها...اة...ها قد وصلنا...انظرى انة اميجو...اراة يشذب شجيرات الحديقة عند المدخل ..ها قد رانا...وابتسم ملتفتا اليها..لقد اشار لهيلدا من نافذة المطبخ بوصولنا...سيكون لدينا استقبال حافل...!!!
لم ترد على كلماتة سوى بصمت تام....ظلت تنظر الية ببرود دون انفعال..انها لا تفهم سبب هروبة من الاجابة على اسئلتها....ها قد اضاف لغز جديد فى علاقتهما...وابتسمت لنفسها بسخرية تقول.....
ـ وكان علاقتنا ينقصها المزيد من الاضطراب والغموض....تنهدت بحزن وفتح لها السائق باب السيارة لتستقبلها ذراعى هيلدا المفتوحتين بلهفة وشوق...!!

مايا مختار 06-06-08 12:32 PM

الفصل الثامن

ـ اعتقد ان التاج يحتاج الى مشبك اخر لتثبيتة!!!....قالت صوفيا باهتمام متاملة ابنة عمها الفاتنة مرتدية ثوب الزفاف.. تناولها هيلدا احد المشابك الفضية الصغيرة وعلى وجهها ابتسامة حانية لم تفارق شفتيها منذ وصولهما الى كنيسة علبة المجوهرات ...ظهر اليوم....
كانت لامار تقف امام المراة فى غرفة تبديل الملابس الصغيرة بالكنيسة لتتاكد من ان كل شىء فى مظهرها على ما يرام...انة يوم زفافها...ترتعش اصابعها فى محاولة لاقفال القلادة القصيرة التى قررت ارتدائها لهذا اليوم..فمدت لها هيلدا يد المساعدة واغلقت قفلها باحكام......
القلادة من الذهب الابيض على شكل ماسات صغيرة مربعة متراصة..والتى تتلائم تماما مع خاتم خطبتها.
اعطاها اياها نيكولا كهدية الليلة الماضية التى سبقت يوم الزفاف..ملمحا لها انة سيكون سعيدا اذا ارتدتها اليوم....
سوف تصبح رائعة مع فستانها الفضى..انها لا تصدق كيف مرت الايام الثلاث الماضية بهذة السرعة...وكانها فى حلم قصير جميل...لم يتركها نيكولا خلال الايام الماضية...كان معها فى كل لحظة من اليوم..ذهبا معا لاختيار حلة الزفاف الفاخرة...تناولا طعام الغداء والعشاء معا كل ليلة....لم يفترقا الا وقت النوم....وابتسمت تتذكر محاولاتة الكثيرة المستميتة فى اقناعها كل ليلة ببقائة معها...!!!..وعناقاتة الحارة لها ومشاعرة الجامحة نحوها..التى كانت تظهر فى كل دقيقة قضياها معا...
حتى ان كان ذلك رغبة فيها ولا شىء اخر...فانة يظهر تلك الرغبة بشكل ساحر ورائع...!!
ـ قالت صوفيا وهى تثبت اخر المشابك فى شعر لامار باحكام وقد لملمت خصلاتة لاعلى راسها بشكل غير منتظم بتموجات رائعة بعد ان وضعت تاجا صغيرا فوق جبينها....فبدت كاحدى الالهة الغريقية القديمة..
ـ قالت صوفيا بحب.... تبدين فاتنة يا حبيبتى....
ـ اكدت هيلدا وهى تعدل اطراف الثوب للامار...نعم..صوفى على حق ..تبدين حقا فاتنة اليوم...انت عروس جميلة...ان نيكولا محظوظ بك...اغرورقت عينا هيلدا بالدموع قائلة...لا اصدق ان ابنتى الحبيبة تتزوج اليوم؟؟
ـ تلالات الدموع فى عينى العروس وهى تحتضن هيلدا قائلة....اوة...انت ايضا هيلدا تبدين جميلة...ان الثوب الاصفر الحريرى يزيدك جمالا...تعلمين انكما انت وصوفيا العائلة الوحيدة التى املكها....كنت اتمنى ان يكون والداى بجانبى اليوم....ولكن حمدا للة انكما بجوارى والا لم اكن لاقدر على اجتياز تلك الاحداث السريعة وحدى...اشكركما من كل قلبى...واحبكما كثيرا...تذكرا هذا دائما..!!
ـ قالت صوفيا محاولة لاضافة جو المرح على تلك اللحظات العاطفية....احذرك لامار...لن اعيد اصلاح ماكياجك مرة اخرى ...الافضل ان تتجنبى الدموع...والا تركتك بعينان تشبهان الباندا ....ان نيكولا يتوقع عروسا ساحرة..,ليس امراة بهالات سوداء حول عيناها....هيا..لا داعى للبكاء انتما الاثنتين...وصمتت لثوانى ثم قالت بصوت منتحب...اظن اننى انا الاخرى سابكى معكما؟؟!!!.....
ـ اقتربت منها لامار تعانقها قائلة...اوة...حبيبتى ..لا تبكى والا افسدت انت ايضا مظهرك الرائع فى هذا الثوب الصاروخى...يبدو انك سوف تفوقيننى اليوم جمالا وسحرا...اراهن بان الكثير من الرجال الوسيمين سيحاولون التقرب اليك الليلة....
كانت صوفيا ترتدى ثوبا من القماش البنى اللماع برباط يلتف حول الرقبة...قصير لاعلى ركبتيها ...يظهر صدرها بوضوح..عارى الظهر حتى فوق مؤخرتها بقليل فقط.....ضيق على جسدها يظهرة برقة ورشاقة...كانت تبدو فاتنة لعوب...ذوقها اعتادت علية كل من هيلدا ولامار واعتبرو محاولات اقناعها باختيار ثياب اقل اثارة...قضية خاسرة!!!!
ـ قالت لامار مقهقة...انت مجنونة...ان هذا الثوب!! ...لا اعرف كيف اصفة الا بانة...كارثة...
ـ دارت صوفيا حول نفسها بسعادة قائلة..اعترفى انة رائع..أنة احدى ابتكارات دار ازياء روكوباروكو الجديدة...
ـ تنهدت لامار قائلة..بالطبع هو رائع يا حبيبتى ولكننى اخشى من انة سيحول كل الرجال فى الحفل الى اسود ضارية لن نستطيع ترويضها..!!
ـ قالت هيلدا بحاجبين معقودين...اتسائل متى سوف تكبرين وتصبحى فتاة عاقلة....ان ثوبك فاضح...
ـ قالت صوفيا بعناد...بل ان ثوبى راااائع...ارجوك ليس الوقت مناسبا لدروس الاخلاق الان...دعينا من ثوبى...هل رايتما الكنيسة كيف قام بتزيينها نيكولا...انها تبدو تحفة...وكانها علبة حقيقية من المجوهرات...ان الذهب فيها موجود بكل مكان وكل ركن...ولكننى لن اخبرك لامار باقى الزينة كيف تبدو..!!..ساتركها مفاجاة لك...
كانت كنيسة علبة المجوهرات بايطاليا مشهورة بسقفها وجدرانها المرسومة بماء الذهب الحقيقى... الرسومات التى رسمها اشهر الرسامين فى عصر النهضة تجعلها احدى التحف التى تفتخر ايطاليا كلها بوجودها على ارضها....
ـ قالت لامار بلهفة...هل رايت نيكولا ...؟؟
ـ ردت صوفيا بسعادة...نعم رايتة...يبدو وسيما رائعا مثلك تماما...انكما تليقان ببعضكما كثيرا....اة..لقد نسيت ...لقد اعطانى سترتة فى الخارج لاعلقها حتى يحين ميعاد المراسم فاردها لة ليرتديها...
اتصدقين انة وجد بعض من اكاليل الازهار ليست فى موقعها الذى حددها لمصممين الحفل فاصر على ان يعدل وضعها بنفسة قائلا...انة يوم مهم فى حياتكما فيجب ان يتاكد بنفسة من ان كل شىء مثالى كما تتمنيان...!!...كم يحبك لامار...
ـ شردت لامار تحدث نفسها...بل كم احبة انا...لقد اشتقت الية فى الساعات الاخيرة كثيرا...لقد ملا حياتى
ليتة يشعر بما اشعر بة..ربمايجب ان اخبرة...نعم ساخبرة الليلة واجعلها مفاجاة لة......ساخبرة كم احبة...من يدرى !!..
ربما بادلنى المشاعر يوما ما حين يدرى كم احببتة...نعم...ساخبرة الليلة حين نكون وحدنا... بعد حفل الاستقبال...كم اتوق لان نصبح وحدنا لاخبرة كم احبة...
ـ افاقت من افكارها على صوت صوفيا تقول...لامار ..اين شردت بافكارك...ان هذا ليس الوقت الملائم لذلك...من فضلك هيلدا اذهبى الى الخزانة التى وضعنا فيها الخمار الفضى الذى سترتدية لامار واحضرية هنا ليكون جاهزا ...ان الوقت يمر بسرعة وبدا توافد المدعوين لمراسم الزفاف بالكنيسة فى الخارج...لقد اصبحت علبة المجوهرات مليئة بالحشود من الصحفيين ورجال الاعمال والاصدقاء...هيا هيلدا..اسرعى...اما انا ساذهب لتعليق سترتة فى الخزانة...يالغبائى لقد تركتها على ظهر المقعد ...ارجو الا تكون قد تجعدت...
ـ قالت لامار مبتسمة...لا عليك صوفى..اذهبى وساعدى هيلدا لاحضار مشبك الخمار الفضى..اوة..ولا تنسى احمر الشفاة القانى من علبة ادوات التجميل..واحضرى عطر لامار معك من فضلك... واتركى لى انا السترة ساعلقها بنفسى...اة...انتظرى ...اذا صادفت نيكولا...اخبرية كم تشتاق عروسة...لرؤيتة!!
ـ ابتسمت لها صوفيا بحنان قائلة...كما تريدين...كم انا سعيدة لعودة السعادة لعيناك الجميلتين ..بعد طول غياب...اتمنى لك ولة تلك السعادة دائما..واحتضنتها قائلة...لن اغيب طويلا...
ـ تنهدت لامار ودارت حول نفسها...شعرت كانها تطيرمن فوق الارض...وكأن غرفة الملابس الصغيرة بالكنيسة...اصبحت فضاء واسع تحلق فية براحة وسعادة...
اتجهت للمقعد بخطوات واسعة وحملت السترة بين يديها محتضنة اياها بلهفة...امسكت بمشجب الملابس وهمت بتعليقها فوقعت منها حافظة جيبة الجلدية الفاخرة...امسكتها لامار ككنز ثمين وقربتها تشتم عبيرها من العطر الفاخر الذى يضعة دائما نيكولا...
همت بان تضعها مرة اخرى فى جيبة فوجدت جزء صغير من صورة ضوئية تظهر من الحافظة...فتحت الحافظة بخجل تشعر انها تعتدى على خصوصيتة...ولكن غلبها الفضول لتعرف صاحب الصورة التى يبدو انة يحتفظ بها دائما فى جيبة...قرب قلبة...فتحت الحافظة باهتمام ونظرت الى الصورة الضوئية..
ـ حينها...دارت بها الارض ... تعرفت على الاشخاص فى الصورة وشعرت للحظات بدت كالدهر كانها ستفقد وعيها...تمسكت بباب الخزانة الا تقع...ومشت بصعوبة ناحية المقعد وجلست لتلملم شتات نفسها...!!
شعرت بهروب الدم من جسدها حين اعادت النظر الى الصورة...متمنية ان يكون ما راتة حلم ...او خيالات اشباح ستختفى ويعود واقعها الجميل...ولكنها الحقيقة...!!
انة نيكولا يقف بسعادة ممسكا بصنارة الصيد فى يدة واليد الاخرى يضعها على كتف رجل يبدوان فى رحلة صيد معا...ولكنة ليس اى رجل ؟؟...انة انطونى..انطونى ديميرا....حبيبها القديم....يمسك هو الاخر فى يدة سمكة كبيرة والسعادة تبدو جلية علية....كان الامر بالنسبة لها كالصاعقة التى سقطت على راسها...ادارت الصورة تقرا الكلمات خلفها...فزادتها الكلمات فزعا....
الى صديق العمر والطفولة...الى ابن خالتى الوفى..
لذكرى ايام سعيدة
المخلص الى الابد
طونى
وكان الارض تهتز من تحت قدميها...ما هذا الغموض....لماذا اصر اذا على الزواج منها...ما الذى يريدة ؟؟ هزت راسها بفزع..يا الهى..اذن انطونى قد مات!!!..لا يمكن..انة كابوس!!!
انة يعلم جيدا انها كانت تحب انطونى...ابن خالتة..لقد اخبرتة بنفسها وبصراحة ..عن حكايتهما القديمة... وتفاصيل اخرى كثيرة كان يصر على معرفتها فى الايام الثلاثة الماضية..وقد اخبرتة ببساطة دون اى انتباة ..بمدى اصرارة على معرفة تلك التفاصيل!!!!
اذن هى متاكدة من انة يعلم ان الشخص الذى اخبرتة عنة..هو نفسة انطونى..ابن خالتة..!!!.ما الذى يهدف الية من كل ذلك...صدمتها حيرة عصفت بكيانها...انها لم تعد تدرى اى شىء..وعاد السؤال يتردد براسها وبجنون؟؟؟لماذا اصر على الزواج منها...؟؟
اذن الحادثة التى تكلم عنها والتى كانت السبب فى الندبة اسفل ضلعة الايسرهى منها...لا..لا يا الهى...انطونى..مات... لا..لا اصدق ...لقد مات فى الحادثة مع نيكولا...
هزت راسها بحزن...لا لايمكن...بالتاكيد هى مجرد مصادفة...لا يمكن ان يكون ذلك هو التفسير الوحيد...لا يجب ان تدمر كل شىء بشكوك غير مؤكدة...يجب ان تنتظر...ستسالة الليلة وسيوضح لها كل سيطمئنها ويخبرها كم هى سخيفة تلك الشكوك الحمقاء براسها....ستعود اليها سعادتها مرة اخرى...بالتاكيد هناك تفسير!!...بالتاكيد هو لا يعلم ان انطونى صديقها..هو نفسة ابن خالتة!!!!
ستتمالك اعصابها الان...و....وتبدو كعروس سعيدة ..ستطرد تلك الافكار السوداء ...وستثق بنيكولا...
ستتمم مراسم زفافها بهدوء...ولن تسالة عن شىء الا حين يكونا بمفردهما...نعم هذا ما ستفعلة...
ستستجيب لصوت العقل!!!!!!!
عزفت الات الارغن العتيقة مقطوعة الزفاف....وصوفيا بصفتها الاشبينة الوحيدة للعروس فقد تقدمتها بخطوات
تفيض دلال ورقة بنظرات شقية ماكرة وهى تتفرس فى كل الحضور من حولها مؤكدة على ثقتها بمدى تاثيرها القوى على كل من تقع عيناة عليها...
حين اقتربت من المذبح تلاقت نظرات عيناها بعينى اشبين العريس!!!!!!!
ولمحتة يغمز اليها بعينة اعجابا فابتسمت لة بدلال وكانها ترد الية نظرات الاعجاب بمثلها...كان رجلا وسيما يزيد عنها طولا بحوالى الخمس سنتيمترات ذا شعر ذهبى وعينان خضراوان صافيتان ...علمت قبل الزفاف بقليل انة المساعد الايمن لنيكولا يدعى ستيفن بيرى وهواحد اصدقائة المقربين...
قالت لنفسها وهى تقترب من مكانها امام المذبح....يبدو اننا على اعتاب مغامرة جديدة....مثيرة!!!!
ـ ظلت عينا نيكولا مركزتين على مدخل القاعة الجانبى الذى ستخرج منة العروس...وكانت الموسيقى تملا نغماتها الاجواء حين خرجت لامار من الباب الخشبى ترفل فى ثوب الزفاف الفضى وكانها حورية ملائكية اتت من القمر...وضعت خمارا شفافا فوق وجهها اضاف اليها مزيجا من الرقة والغموض ... عطرها النفاذ ملا نسمات الهواء داخل الكنيسة كمن اتت لتنشرعبيرها على كل من حولها ....
وقد لمعت شفتاها المكتنزتين من تحت خمارها بلون احمر لامع زادها اغراءا واثارة...كتم جميع الحضور انفاسهم منبهرين بطلتها الغير عادية ..تاملت المكان من حولها بنظرات زائغة حائرة ...
ففاجأها تصميم الزينة لقاعة علبة المجوهرات...لقد ملأ نيكولا الاركان بباقات الزهر الحمراء...فى كل مكان تقع عيناها علية..وقد اضيئت الشموع الذهبية حولها... زاد بريق نيرانها بهاء المكان وروعتة....مع الشرائط الحريرية الذهبية على المقاعد وقد اصبحت كنيسة علبة المجوهرات...علبة مجوهرات بحق زادت ماساتها الثمينة واحدة بدخول العروس الفاتنة!!!!
ورغما عنهارفرف قلبها من الحب والشوق الية برغم الصدمة العنيفة التى تلقتها...انة لم ينسى زهرتنا الحمراء..لقد ملا لى المكان بها...انها مشاعرى نحوك نيكولا..!!!.تملا المكان !!!!...
كانت تتفرس فى الوجوة حولها بلا هدف وهى تخطو نحو المذبح...وقعت عيناها اخيرا علية وهو ينظر اليها بفخر تقول نظرات عينية...انها تخصنى وحدى...انها ملكتى....قالت لنفسها حين التقت نظراتهما...نيكولا!!...اتوسل اليك...لا تخذلنى...!!!
لن احتمل عذاب الانكسار...اذا كان على يديك!!!...دفات قلبها تضرب بعنف داخل صدرها ...تسمعها اذناها بوضوح اعلى من صوت موسيقى الارغن الصاخبة...!!!...
اقتربت من نيكولا بهدوء ومد اليها يدة يلتقط يدها باجلال واوقفها امامة وبينهما الكاهن...رفع خمارها بيد مرتعشة ثم رفع يدها الى شفتية ملثما يدها دون ان يبعد عيناة عنها....بنظرات مبهورة تفيض شوقا ولهفة.....
لمعت فلاشات الكاميرات فى ايدى المصورين من كل مكان تلتقط للعروسين لقطات عديدة وهما يقفان جنبا الى جنب وقد شبكا ايديهما معا..
ـ بدأ الكاهن بالكلمات المعتادة وعلى وجهه ابتسامة راضية هادئة...لم تعى لامار اى حرف مما قال...فقد كان ذهنها مشغولا وقلقا بما اكتشفتة من مفاجاة قبل دقائق من الزفاف...ولكنها افاقت على كلمات نيكولا يرد على سؤال الكاهن...هل تقبل لامار فيرناندو زوجة لك...نعم...اقبل...اعاد الكاهن عليها السؤال...وكانت مشاعرها المضطربة قد وصلت لاخر مداها عصفت براسها وشوشت عقلها ...
انها ضائعة وحيدة خائفة وسط هذا الحشد ممن حولها...لم تنطق لتجيب الكاهن...طال صمتها...وعيناها تلمعان بدموع متجمدة كقطعتين من الجليد....اصيب نيكولا بالاضطراب...وعقد حاجبية فيما بدات ابتسامتة بالتلاشى....
ناداها الكاهن وقد وصل صوتة اليها وكانة ات من مكان بعيييييد...لم تنبهها الا هزة قوية على يديها من اصابع نيكولا...قائلا...لامى؟؟!!...لم تجيبى على سؤال الكاهن...!!!
ـ قالت لامار يملؤ وجهها الحيرة...تنظر حولها بفزع.انا..انا...؟؟!!
ـ تجمدت نظرات نيكولا وظهر الغضب والتهديد فى عيناة...اخذت لامار نفسا عميقا مغمضة عيناها واستجمعت كل ما لديها من شجاعة قائلة وبوضوح....انا.....اقبل!!...
زفر جميع الحضور بارتياح انفاسهم المكتومة من هذا المشهد المثير للعروس المترددة ...وكانت اقلام الصحفيين من حولها تكتب بسرعة وهستيرية كل كلمة وكل حرف فى هذا الحدث الجلل......
قال الكاهن برصانة...اعلنكما زوجا وزوجة...بامكانك ان تقبل العروس.....
ـ اقترب منها نيكولا ببطء ..كانت فى البداية قبلتة باردة لا معنى لها تفيض..مرارة وكانها خانتة برفضها وصمتها امام الناس...وبالتدريج زادت قبلتة حرارة لم تستجب لها لامار كعادتها..
ونسى وجودة بين المدعويين حتى تنحنح الكاهن ينبهة بحساسية الموقف...ابتعد عنها مرغما على مضض..وقد ضجت قاعة الكنيسة بالضحك والتصفيق الحار......القيت الازهار الحمراء على العروسين تودعهما للخروج من الكنيسة تلاحقهم كاميرات المصورين من كل مكان ..ولامار تشعر وكان حجرا ثقيلا يجثم فوق صدرهاوموضع قلبها فارغ تصفر فية الريح!!!....
استقل العروسين الليموزين الفاخرة متجهة بهما الى الفندق الذى اختارة نيكولا لاقامة حفلة الاستقبال بمناسبة الزواج....
ـ التزم كل منهما الصمت طوال الطريق ...لم ينظر اليها ولم يعرها اى انتباة وكانة يعاقبها على فعلتها امام المدعويين فى الكنيسة...حين افتربا من وصولهما للفندق التفت اليها قائلا ببرود...
ـ ساعتبر ما حدث منك اثناء المراسم ...قلق عادى واضطراب تصاب بة اى عروس....ولكن من الان لن اسمح باهانتى مرة اخرى امام الناس ....مبتسما بسخرية قائلا بمرارة....والان....هل تسمح العروس السعيدة بعناق لعريسها المشتاق...
ـ همت بالاعتراض ولكنة اسكتها باشارة من يدة قائلا...عفوا...نسيت...من الان ...ساخذ حقى وكل ما حلمت بة ...دون اى استئذان...واقترب منها معانقا بلهفة وشوق لدقائق طويلة غابا فيها عن المكان وتجاوبت معة لامار بكل مشاعرها..بكل جموح ورغبة اخفتها عنة من قبل....
متناسية للحظات القلق الذى كان يعصف بها منذ قليل...دق صوت فى راسها يقول...ان قربة خطير..يغيب عقلك ويشل تفكيرك...حاولى البقاء يقظة..ان الاتى...لا يمكن التكهن بة...ولكنها صمت اذناها عن تلك التحذيرات واندمجت معة بكل احاسيسها حتى ابتعد عنها قائلا....نمرة مجنونة!!...لم فعلت ذلك؟؟...لم كان ترددك الغريب فى الكنيسة؟؟!!
ـ اطرقت براسها هاربة من نظرات عينية الحائرة...والتزمت الصمت بعناد....
ـ تنهد قائلا...لا باس ...لا اريد اى تفسير...ولكن اخبرينى...همس لاذنها ...هل اشتقت الى؟؟؟
ـ رفعت راسها تبتسم من طبيعتة المتغيرة كمياة البحر...احيانا هادئة واحيانا عاصفة واحيانا غامضة كاعماقة السحيقة!!!.....قالت بغنج مثير...ابدا!!
ـ رد بمكر..ابد؟؟..ابدا؟؟...سنرى الليلة الى أى مدى اشتقت الى؟؟؟!!
صعدا معا على سلالم بوابة الفندق ترتسم على وجهيهما السعادة وقد وجدا المصورين ايضا فى استقبالهم متحمسين يحاولون التقاط المزيد من الصور ويحاولون القاء بعض الاسئلة السريعة وكان من بين اسئلتهم سؤال اشعرتها اجابة نيكولا علية ببعض الامل ان يكون هناك صحة فى بعض مما قال..!!
ـ قال الصحفى باهتمام...سنيور كريستيانو..ترى لماذا اقدمت على خطوة الزواج بعد سنوات من المغامرات النسائية...ماذا اعطتك الانسة فيرناندو ولم تجدة عند سواها؟؟؟
ـ احتضن نيكولا خصرها وطبع على شفتيها قبلة سريعة ثم التفت الى الصحفى يجيب قائلا...ان من يقف امامك الان ...ليس نيكولا كريستيانو !!!...بل رجل...مجرد رجل عاشق حتى النخاع...وبالنسبة لما وهبتنى اياة دون غيرها...فقد وهبتنى السعادة والعاطفة التى كنت ابحث عنها طوال حياتى....خلقت خصيصا لى..لانها تكملنى...وتهبنى الامل فى حياة مستقرة سعيدة...
واعتذر بلياقة من الاسئلة الاخرى متعللا بحاجتهما الى الراحة...للاستعداد لحفلة المساء...فى الفندق...امسك بيدهاودلفا معا الى الداخل تتبعهما النظرات الفضولية من الرجال والحاسدة من النساء..!!
ـ ضحكت برقة تهمس الية...انك تتدبر امرك جيدا مع الصحافة...يجب ان تجرب التمثيل يوما ما...ستنجح بالتاكيد؟؟؟
ـ اممم...لا اظن....اعتقد اننى ممثل سىء!!!!
ـ نظرت الية بحيرة قائلة...ولكنى اقسم ان هوءلاء الصحفيين اقتنعوا بكل كلمة خرجت من فمك منذ قليل...بل اننى اظن ان بعضهم كان على وشك البكاء تاثرا!!!!
ـ خطا خطوات سريعة دون ان يجيب تساؤلها الملح ....هيا والا سنتاخر!!!!!
..استلم بطاقة جناحهما المحجوز باسم السنيور كريستيانو وحرمة...مع تمنيات موظف الاستقبال لهما بحياة سعيدة...وعيناة تتاملان لامار باعجاب واضح...
ـ قال نيكولا بغيظ وابواب المصعد تغلق بعد دخولهما...يبدو اننى ساحطم اسنانا كثيرة من الان...موظف الاستقبال الابلة بنظراتة الولهة اللعينة!!!
ـ قالت بتسلية...مسكين نيكولا...تعانى من الغيرة...لاول مرة فى حياتك...يتقطع قلبى من اجلك؟؟؟
ـ قال مهددا...سعيدة انت؟؟...امم...لا باس...ستسددين فاتورة الشماتة الواضحة بعيناك خلال ثوانى...!!!
ـ قاطع همسهما عامل المصعد قائلا...وصلنا..تهانئى لكما سنيور...ونظرات عيناة لا تفارقان لامار بابتسامة بلهاء....
ـ قال نيكولا بنفاذ صبر...اشكرك...والان افتح ابواب المصعد اللعين...وقال من بين اسنانة..والا يبدو اننى سارتكب جريمة ليلة عرسى!!!
ـ قالت لامار وهى تدلف لخارج المصعد مقهقة..نيكولا...لا تكن متوحشا...اترك العامل المسكين...لقد اصبتة بالرعب....
ـ قال وهو يمد ذراعية يحملها دون مبالاة بدهشتها...المعتوة ابتسامتة البلهاء هو الاخر كادت تفقدنى عقلى...ماذا افعل وعروسى الفاتنة تخطف عقول الرجال فى كل مكان...حتى المختلين عقليا منهم....
ـ قالت مبتسمة...دعنى ...استطيع المشى للباب بنفسى...لى قدمين بصحة جيدة ..كما تلاحظ!!!
ـ ابتسم مقهقها...لا اريد ان اجلب لنا الحظ السىء...يجب ان يحمل العريس عروسة عند عتبة المنزل..
ـ ولكنة ليس منزلنا...!!
ـ لا باس..ساحملك ..عند كل عتبة باب نعبرها معا الليلة...لا تقلقى!!!
فتح باب جناحهما بالبطاقة المغناطيسية ولامار تلف ذراعيها حول عنقة....دلفا معا للداخل واضاء نور حجرة الاستقبال التى اتسمت بالفخامة.... تنساب من اركانها نغمات لموسيقى حالمة.....انزلها ببطء تقف على قدميها وامسك بكتفيها ينظر لعيناها قائلا...
ـ للاسف ليس لدينا سوى نصف ساعة لكى نستعد الى الحفل!!
ـ قالت لامار باستغراب...اى حفل؟؟
ـ لقد طلبت من هيلدا وصوفيا الا يخبراك بامر حفل الاستقبال الذى قد اعددتة من اجلنا ..هنا...فى احدى قاعات الفندق...قاعة الكريستال..انها من ارقى القاعات الموجودة وقد ملاتها لك بزهورنا الحمراء...لكى تشعرى بما اشعرة حين تكونين قربى كلما التفتت حولك...!!
ـ قالت باحباط...نيكولا..اولا انا متعبة للغاية...ثانيا...لم احضر معى اى ثوب لتلك الحفلة...لقد ظننت اننا سوف نبيت الليلةبمنزلك وغدا نسافر الى الريفييرا الفرنسيةونقضى شهر العسل فى فيلتك الخاصة على شاطىء البحر...
ـ طبع قبلة على باطن كفها هامسا...لا تقلقى لامى..لقد احضرت لك الثوب..وهو مفاجاة ارجو ان تعجبك!!
تعالى معى...امسكها سارا معا ليدخلا من الباب الخشبى الفخم لغرفة النوم المخصصة للعروسين...واقترب من خزانة كبيرة باللون البنى... فتح احدى بابيها وامرها قائلا...اغلقى عيناك من فضلك...اطاعتة مبتسمة بلهفة...لقد احضرت لك ثوبا ذهبيا رائعا....شهقت باحباط قائلة...اوة..لا...نيكولا..لا يمكننى ان ارتدية ...هل نسيت اننى...قاطعها واضعا سبابتة على شفتيها قائلا...افتحى عيناك وانظرى اولا الية...انا لم انسى شيئا...!!!
ـ فتحت عيناها باحباط وياس...ثم اتسعت عيناها بانبهار من ما رات...لقد كان ثوبا بتصميم رائع...قالت بسعادة ..انة ليس ذهبى...
ـ قال برقة...انظرى جيدا..وحرك الثوب يمينا ويسارا بين يدية...فتحول لونة من اللون الاخضر الامع الى اللون الذهبى ثم الى اللون العسلى فالاحمر المشتعل...لقد كان تحفة لم ترى مثلها من قبل..كان يحتوى على عدة طبقات من القماش الشفاف الرقيق بالوان متعددة...وامتزاج تلك الالوان فوق بعضها اخفى وضوح اللون الذهبى ..وجعلة غامضا مبهما!!!!
ـ قال لها بابتسامة غمازتية...هل اعجبك...لقد طلبت من دار جيانى ان تصنعة خصيصا من اجلك...من سيراة سيظنة اخضر ولكن حين تتحركين سيحتار من ينظر اليك فى لونة الحقيقى...لقد صممة ...روبرتو فيدالى بنفسة من اجلك...اشهر مصممين الازياء فى جيانى!!!!..اة كنت سانسى...اخرج من جيبة سلسلة ذهبية تشبة القرط الذى ورثتة عن والدتها...لقد طلبت من احد صانعى المجوهرات القدامى صنع تلك السلسلة التى يشابة تصميمها تصميم قرط والدتك.. ما رايك...هل تعجبك؟؟؟
ـ احتضنتة بحب قائلة...لا ادرى كيف اشكرك نيكولا...انك رائع...لقد فاجاتنى باجمل مفاجاة فى حياتى...لم اكن اظن باننى سارتدى ثوب ذهبى ابدا...ولكن معك..لا يوجد مستحيل..انت ..انت..اشكرك!!!..اوة....والسلسلة الذهبية ايضا...هزت راسها بحيرة...لا ادرى ما اقول....!!
ـ قال هامسا...لا تقولى شيئا...لا يكفينى الشكر الشفهى...هل نسيتى ان لديك فاتورة لتسدديها...بالطبع ليس لدينا الوقت لتسديدها بالكامل..ولكنى ساكتفى بدفعة مقدمة...اقترب يلف ذراعية حول خصرها رافعا اياها عن الارض هامسا فى اذنيها...فاتنة...وغابا فى عناق طويل بدا هادئا ثم اصبح متطلبا ملحا .
ثم شعرت بيدية تفلتانها وتصبحا اكثر الحاحا وجراة..ابتعدت عنة متلاحقة انفاسها تقول بصوت مبحوح...الحفل نيكولا...سنتاخر...
قال متاوها..اوة..جبانة..حسنا..لن تهربى منى الليلة..بامكانك الهرب الان ..ولكن...ستسددى كل ما عليك وبالفوائد لاحقا..اذهبى الان وخذى حماما سريعا قبل ان افقد المتبقى لى من عقلى..والغى الحفل باتصال تليفونى!!
طبعت على خدة قبلة سريعة وقالت هاربة...لا ح..وقالت متداركة كلماتها...لا حقا...لا داعى...ساكون جاهزة خلال دقائق....تركتة تجرى مسرعة داخل الحمام ..وقد ارتعبت لمجرد انها تخيلتة وقد سمعها تقول بلا انتباة..لا حبيبى...تنفست الصعداء لانها تداركت خطاها فى الوقت المناسب......

مايا مختار 06-06-08 12:34 PM

ـ دلفا معا الى قاعة الكريستال ..هى مرتدية ثوبها الغريب يصل حتى كاحليها اطرافة تشبة ذيل السمكة...فتحة الصدر واسعة تغطى بالكاد شق الصدر...بلا اكمام...وقد تركت شعرها مسترسلا بتموجات سوداء رائعة..الا من عصبة راس مربوطة كمنديل القراصنةوقد وضعتها فوق راسها من نفس قماش الفستان..
كانت فاتنة متالقة تشع من وجهها السعادة وقد ارتدت قرط والدتها الذهبى ذى الحلقات المتشابكة مع السلسلة الذهبية الطويلة المماثلة للقرط التى اهداها لها نيكولا منذ قليل...بدت كامراة قادرة على اقتحام القلوب دون رحمة...بدت كقرصانة ذات جمال وحشى ...
تناست لبعض الوقت ما كان يحدوها من قلق ..وحاولت ان ترسم ابتسامة سعادة حقيقية على وجهها....وكان نيكولا مرتديا حلة للسهرة باللون العسلى القاتم وقد مشط شعرة بعناية يلمع تحت الاضواء ومازال رطبا من اثر الاستحمام...
كانت القاعة اسم على مسمى...فكل شىء فيها اساسة الكريستال...الارض زجاجية تظهر نافورات من الماء الازرق المتدفق تحت سطح الزجاج...الطاولات من الزجاج الملون الازرق ...والثريات من الكريستال الفاخر تلمع اضوائها التى تغمر المكان فى كل ركن...حتى سقف القاعة كان اعجوبة من الزجاج الملون باللون العسلى الفاتح والازرق الباهت...كانت قاعة تشبة علبة كبيرة من البلور.... كل من يقف داخلهايشعر انة فى حلم خيالى!!
ـ قالت لامار تحبس انفاسها...نيكولا...ان القاعة تحفة رائعة....!!!...لماذا حين تكون معى كل ما حولى يتحول الى حلم جميل...
ـ قال نيكولا مبتسما لعيناها..انت هى من تحول واقعى الى حلم جميل!!!!
استقبلها المدعوين بحفاوة تتناقل السنتهم التهانى والتمنيات بزواج سعيد...وقد ردت لامار على كلماتهم بمجاملات رقيقة ممتنة..وجميع العيون تتاملها باعجاب صارخ... اتت اليها صوفيا مسرعة تقول بانبهار...
ـ يالهى لامار...تبدين رائعة فى هذا الثوب الغريب...تصورى اننى ظننت بانى رايتة ذهبيا من بعيد...ولكنى اعرف جيدا ابتعادك عن اللون الذهبى...وعدم رغبتك فى ارتدائة...اوة!!!...انتظرى انة بالفعل...لا...غير معقول ...انة ذهبى فعلا...ولكنة...لا ادرى حقا حقيقة لونة...انة محير..انك ترتدين لغزا لا ثوب...
ـ قهقهت لامار بسعادة قائلة..انة هدية من نيكولا....جيد حقا...انت ترتدين ثوبا محرقا وانا ثوبا محيرا...اننا نكمل بعضنا الليلة يا عزيزتى....اخبرينى...كم احرقت من قلوب للان؟؟
ـ التفتت مبتسمة بنظرات تراها لامار فى عيناها للمرة الاولى مشيرة براسها تجاة رجل يقترب منهما...يبدو اننى من ستحترق هذة المرة لامى....
ـ اقترب منهما ستيفن بيرى بخطوات واثقة وانحنى للامار بادب يلثم يدها قائلا..تشرفت بمعرفتك سينيورا كريستيانو...ان لك ابنة عم مدهشة...لقد سلبتنى عقلى منذ وقعت عيناى عليها...ونظر لصوفى مغازلا...انك سارقة صوفى...ولكنى ساخبرك لاحقا ما الذى سرقتية منى...الان هل تسمح العروس بان تفتتح مع عريسها الرقص...اننا فى انتظاركما....
ـ وبالفعل اشار بيدة لنيكولا من بعيد وقد كان مندمجا مع احد الضيوف فى حديث ودى...ودعاة ليشارك عروسة فى الرقصة الافتتاحية....وبالفعل اتى نيكولاوامسك بيد لامار ليقفا وسط القاعة وبدات الموسيقى تعزف لحنا هادئا يلائم هذا الجو الحميم...تمايلا معا على نغماتها وشيئا فشيئا بدا المدعويين فى الانضمام الى على حلبة الرقص...
رقصا معا عدة مرات ورقصا كل منهما مع ستيف والتى اكتشفت لامار انة شخصية لطيفة ودودة يمكنها ان تثق بة...كما رقص نيكولا مع صوفى رقصتين ايضا...ارتفعت بعد ذلك الكؤوس الكريستالية تعلن انخاب العروسين ... وحين انتهى وقت الانخاب لمحت لامار امراة تقترب منهما...
علمت حينها من نيكولا انها والدتة حين همس لها بذلك... السنيورة فرانشيسكاالتى اقتربت بلهفة منه محتضنة اياه والتى لم ترها قبل الان وقد تعلل نيكولا بانها لا تحب الاجواء الصاخبة لذلك اتت بعد ان هدات حدة الاحتفال قليلا....قالت المراة بسعادة....
ـ لقد انتظرت طويلا حتى يتحقق ما اتمناة لحياة مستقرة لولدى الوحيد...وها قد تحققت امنيتى..ووجدتة قد اختار عروسا جميلة!!!والتفتت تنظر اليها بنظرا غريبة تتاملها من راسها لاخمص قدميها!!!واردفت ...تهانئى يا عزيزتى....لقد احسنت الاختيار نيكولا ...
ـ اردف نيكولا بهدوء..اقدم لك امى...عروسى ...لامار فيرناندو...
ـ قالت المراة بنبرة غامضة...انها غنية عن التعريف يا ولدى...غنية عن التعريف!!!!!!!
لا اريد ان اكون طماعة...ولكننى اتمنى ان احصل على حفيد رائع مثلكما فى وقت قريب...ثم التفتت لنيكولا مداعبة...يجب ان تركز جهودك فى الفترة المقبلة على هذا الامر وتتاكد من حدوثة فى اقرب فرصة...تعلم كم انا متلهفة لسماع كلمة جدتى؟؟!! انا وفيورى!!!
ـ ربت برقة على كتف والدتة قائلا يقهقه...لا تقلقى امى...سابدا من الليلة على هذا المشروع المهم...وسابذل فية كل طاقتى....
ـ احمرت وجنتا لامار وقالت بارتباك تتجنب الخوض فى الموضوع...انا تشرفت برؤيتك سنيورا...فرانشيسكا..
ـ اوة لا داعى للرسميات...نادنى فرانشى فقط ...يجب ان نكون اصدقاء...
ـ نعم..نعم بالطبع فرانشى...
ـ قالت المراة باهتمام....هناك من يريد ان يتعرف اليك ...ولكن ارجو ان تاتى معى لانها لا تستطيع المجىء اليك بنفسها...
شعرت لامار بالقلق الذى ظهر فى عينى نيكولا ...وقد قال بارتباك....هل اتت معك يا امى...
ـ تنهدت المراة بحزن قائلة...لقد اصرت يا عزيزى...صدقنى حاولت اثنائها عن المجىء بسبب صحتها المعتلة ..ولكنها قالت انها لا يمكنها الا تحضر زفاف ولدها ولا ترى عروسة الجميلة لتهنئها بنفسها..وتشدقت بالكلمة الاخيرة بسخرية.... على كل حال رحلة الطائرة لم ترهقها كثيرا...فقد كانت نائمة معظم الرحلة...والتفتت للامار معتذرة بلباقة قائلة....اوة..عفوا عزيزتى اننا نتحدث دون ان تعرفى عن من نتحدث...اسفة انها قلة ذوق منى...كنت اقصد بذلك اختى فيوريلا...
ـ قال نيكولا بالم واضح...انها...انها تقصد خالتى والدة صديق طفولتى الذى حدثتك عنة...اقصد الذى مات فى الحادثة....
ـ وكان ذلك ما كان ينقصها اليوم...ان تقابل والدة طونى وجها لوجة....جف الدم فى عروقها وشحب وجهها رغما عنها حتى انهما قد لاحظا ذلك فقال نيكولا بقلق وارتباك...
ـ ما الامر لامى...لقد شحب وجهك فجاة...هل انت بخير عزيزتى...
ـ لم تجبة ولكنها رفعت يدها لجبينها بضعف وحيرة...فقالت والدتة..لا تقلق عزيزى...هى بالتاكيد مرهقة من اليوم الطويل...
ـ قال نيكولا باهتمام...هل هذا صحيح لامى..هل انت مرهقة...
ـ قالت بضعف..اة..نعم يبدو..اننى...اننى..احتاج لبعض الراحة بعد هذا اليوم الصاخب...
ـ قالت فرانشى...لا باس نيك بامكاننا ان ننهى الحفل فى اقرب فرصة....تعالى الان لتقابلى فيورى ثم بعدها ترقصان معا رقصة صغيرة مجاملة للمدعوين وبامكانكما بعدها الانسحاب خلسة دون ان يشسعر بكم احد...
ـ قال نيكولا ...فكرة جيدة امى...ولكن....ارجو ان تكون المقابلة سريعة..لا داعى لارهاق خالتى اكثر من ذلك..
ـ ابتسمت فرانشى بحنان قائلة..بالتاكيد ...هيا بنا الان....
وكانها مغيبة القت بنفسها بين الامواج تاخذها حيث تشاء...وقد امسك بها نيكولا ملاحظة ارتعاشة فى يدها...لا تدرى ان كانت يدها حقا ام يدة هو التى ترتعش......
ـ اقتربا من امراة تجلس على كرسى متحرك ...تشبة والدة نيكولا لها نفس العينان السوداوين والملامح الرقيقة ولكن يبدوعليها الهزال والضعف رغم ما ترتدية من حلى فاخرة وملابس ....حين اقترب منها نيكولا رفعت ذراعيها نحوة بلهفة فانحنى محتضنا اياها بحب وحنان...لماذا اتيت فيورى...انك ما زلت ضعيفة...كان يجب ان تبقى فى مزرعة جوادا نيلو...ولا تسافرى تلك المسافات الطويلة بالطائرة....
ـ رفعت عيناها لعينية مؤنبة تقول بصوت ضعيف...كيف يمكننى الا احضر زفاف ولدى الوحيد الذى بقى لى فى هذة الدنيا...ربتت على وجنتة برقة قائلة..والتفتت نحو لامار تقول بضعف....الن تقدمنى لعروسك الجميلة..؟؟
ـ كانت لامار واقفة تراقب ما يحدث دون ان تجرؤ وتعلن عن وجودها تمنت لو انها تختفى...فقط تختفى ويتركوها فى سلام...!!
التفت نيكولا يقول بارتباك...اقدم لك خالتى فيوريلا وهى بمثابة ام ثانية لى...اقدم لك فيورى...لامـ ....لامى
عروسى .....ما رايك فيها...هل...هل ..احسنت الاختيار؟؟؟
ـ قالت لامار بصوت متحشرج...تشرفت بلقائك فيورى...هل تسمحين لى بمناداتك دون القاب؟؟؟
ـ اتسعت عينا المراة تقول بتهكم...اوة...بالطبع يا عزيزتى انة شىء يسعدنى...انت الان بمثابة ابنتى.....تنهدت بعمق قائلة...كم هى جميلة ورقيقة عروسك نيك...ترقرقت عيناها بالدموع قائلة...كنت اتمنى ان يكون ولدى مازال على قيد الحياة...ويكون بيننا فى يوم عرسك...ولدى الحبيب..الذى اغتالة الحادث الرهيب على الطريق...وتركنى وحيدة من دونة....اوة...فرانشى...كم اشتقت الية...ان قلبى تسحقة الاحزان لفراقة...ولكن حمدا للة ان نيك مازال موجودا معى انة الوحيد الذى يخفف عنى فراق ولدى...
لولا تلك اللعينة ..التى احبها...لكان بيننا الان....لقد وعدتنى ان تنتقم لى نيك...يجب ان تنتقم لى ولاخيك الراحل...لقد تربيتما معا...انة حق لذكراة عليك...هى السبب..تلك الفتاة اللعينة...ستدفع الثمن اليس كذلك...نظرت المراة لنيكولا بتوسل وعيناها مليئتين بالدموع...لقد اقسمت لى بان تنتقم لة...ستفى بوعدك نيك..ستفى بة...اليس كذلك؟؟؟؟
ـ لو ان صاعقة ضربت راس لامار لكان الالم الذى ستشعر بة اكثر رحمة مما تشعر بة الان...تبلدت مشاعرها وكسى قلبها جليد الوحدة والتعاسة.. اتكون هى تلك الفتاة؟؟.اذن ما فكرت بة صحيح..لقد اراد الانتقام...انة حتى لا يريدها...من البداية هى خدعة... من البداية...ها قد كسر قلبها كما كسرة من قبل ابن خالتة...وكان عائلتهم قد خلقت لتكون مصدر لتعاستها...اصبح قلبها خاويا ...انة لا يحبها ولا يمكن ان يحبها فى يوم ما....ولكنها مظلومة..انها لم تفعل شيئا...لم تفعل ما تستحق علية ان ينتقم منها...يجب ان ترحل من هنا...ولكن كيف؟؟؟...كيف ؟؟؟
ـ اقترب نيكولا يربت على كتفها ويقول بحزن عميق...اهدأى فيورى الان ...ارجوك...هيا امى...خذيها من هنا انها فى حاجة للراحة...نظر فى عينى المراة قائلا بحنان...يجب ان تعدينى ان تهداى وتتناولى دوائك...وسنتحدث فيما بعد...ارجوك...هل تعديننى ان ترتاحى ؟؟؟؟
ـ مسحت المراة عيناها من الدموع باصابع مرتعشة وانفاس متهدجة قائلا...اوة..بالطبع..يالحماقتى...انا اسفة...لقد افسدت سعادتكم بتصرفى الغبى هذا...تنفست بعمق تبتسم رغما عنها...انا الان بخير ..لا تقلق نيك...ساذهب الان لارتاح وساعود غدا الى المزرعة...اعدك ان اكون بخير..ولكن...تذكر ما وعدتنى بة...لا تنسى ثار ابن خالتك....صديق عمرك نيك...اومات للامار مودعة..فاومات لامار اليها براسها ببرود وعيناها كقطعتين متجمدتين من جليد الشتاء....
امسكت فرانشى بمقبضى الكرسى المتحرك ودفعتة خارجة من القاعة بعد ان عانقت لامار وودعت نيكولا متمنية لهما السعادة....
ـ التفت نيكولا اليها قائلا...اسف لما حدث من خالتى...انها مضطربة منذ وفاة ولدها...ارجو ان تعذرى لها انفعالها..واقترب محتضنا اياها ...ثم قبل وجنتها قائلا...ما رايك ..هل تحبين ان نعود الان للمنزل...يبدوعليك الارهاق...
ـ نظرت الية ببرود قائلة..كما تريد...انت الان تملكنى...بامكانك ان تفعل بى ما تشاء...ضحكت بمرارة تقول...الامر يعود لك...نعم..لقد اصبحت من الان سجينتة...ترى؟؟؟..ما الذى يدور براسة !!!!!
ـ نظر اليها مستغربا...ما الامر...هل ضايقك ما فعلتة فيورى...صدقينى انها...مريضة...ما حدث منها كان رغما عنها...انها طيبة القلب مثل والدتى تماما...بل واكثر طيبة منها...ولكن الظروف القاسية هى ما جعلتها بهذة القسوة...
ـ فالت بهدوء بارد...هل تنوى حقا ان تفى بوعدك لخالتك وتنتقم من الفتاة التى تسببت فى موت ولدها؟؟؟ ..كانت تحبس انفاسها فى انتظار اجابتة التى ستحدد مصيرهما...انة لا يعلم حتى الان انها تعرف حقيقة علاقتة بطونى..فلتستغل جهلة بمعرفتها تلك الحقيقة لتعرف ما يدور براسة...!!
ـابتسم ابتسامة لم تصل لعينية قائلا...لماذا...هل تخشين ان تفقديننى اذا حاولت ان افى بوعدى...ام تخشين ان تفقدى القرض ومساعدتى؟؟!!
ـ فلاكن صريحة معك...انا اخشى على مصلحتى اولا...!!!
ـ رفع راسة بكبرياء متهكما...لا..لا تخافى يا عزيزتى...لن تفقدينى او تفقدى مصالحك ابدا...اعرف كيف احمى نفسى جيدا...
ـ حسنا.... ولكن اريد ان اعرف شيئا منك...هل حقا ان السبب فى وفاتة...هى...الفتاة التى كان يحبها...؟؟؟
ـ ادار ظهرة لها يقول بصوت خافت...لماذا تصرين على معرفة هذا الامر؟؟؟
ـ قالت بارتباك...لا لشىء محدد...فقط هو فضول منى؟؟؟؟
ـ لا اريد الحديث فى هذا الموضوع...كل ما يمكن ان اقولة لك...اننى اعرف جيدا ما افعل...فقط اريدك ان تعرفى شيئا واحدا...لا يمكن ان يقف بينى وبين شخص احبة اى شىء يبعدنى عنة...انا وفى لمن احبهم الى اقصى الحدود...
ـ قالت لنفسها وقد تاكدت لها كل شكوكها...اذن هو سيبقى وفيا لوعدة الذى قطعة على نفسة من اجل خالتة...
لن يكون هناك امل لى معة ابدا...انهم يعتقدون اننى المتسببة فى موتة...انا لم افعل شيئا؟؟...
ـ قالت لامار بنفاذ صبر...نيكولا..من فضلك..لا داعى لاى شرح...انا افهم كل شىء...صدقنى افهم كل شىء جيدا...الان انا متعبة واحتاج للراحة..اريد ان اعود الى المنزل احتاج للراحة...!!!
صمتت طوال طريق العودة حتى انها كانت صامتة حين كانت تودع المدعويين فى الحفل وعانقت صوفيا وستيفن دون ان تشعر بشىء سوى الضياع الكامل والوحدة الرهيبة...ترى ماذا سيفعل بها الان...كيف سيتمم انتقامة....
لا يجب ان تستسلم لة بسهولة...يجب ان تعذبة كما كان هو السبب فيما تشعر بة من عذاب....ستكون ليلتة جحيم مستعر...نظرت الية ببرود دون ان تنطق باى كلمة.....حتى وصلا معا الى مدخل المنزل!!!
ـ حين وصلا معا الى الباب المؤدى لغرفتهما هم نيكولا ان يرفعها ويحملها عن الارض ولكنها دفعتة عنها ببرود قائلة...استطيع المشى...لا اريد ان ارهقك بلا داعى....دلفت الى الداخل دون ان تنظر ورائها او تعطية فرصة للحديث معها..سمعتة يصفق الباب بعنف وغضب واقترب منها مديرا اياها الية قائلا بعنف...
ـ ما الامر بحق الجحيم...انا لا اعرف ما الذى اصابك منذ كنا فى حفل الاستقبال ....اصبحت كقطعة من الجليد البارد...لا اصدق ما اراة...وكان كل ما حدث بيننا لم يستطيع تغيير شىء فيك...عدت كما انت ...نمرة متوحشة جليدية...ما الذى حدث...تنهد بنفاذ صبر ينتظر جوابها بلا فائدة...قررت ان تلتزم الصمت ولا تجيبة...اصر قائلا...يجب ان اعرف ..ما الذى فعلتة لاستحق كل هذا البرود منك....انا لم افعل شىء لمضايقتك....ام هل فعلت؟؟؟...دون ان ادرى...اخبرينى....اقترب منها ممسكا بكتفيها وقد عاد الية الهدوء وعيناة تتوسلها ان تجيب...
رفعت الية عيناها بتحدى بارد ...انت لم تفعل اى شىء؟؟!!...حسنا...انا ايضا لم افعل اى شىء...ام هل فعلت؟؟؟....اخبرنى انت بما فعلتة انا لاستحق علية ذلك....
ـ اغرورقت عيناها بالدموع ...منعتها كبريائها الجريحة من ان تسيل على وجنتيها...سالتة بصوت متهدج...اخبرنى نيكولا....لماذا تزوجتنى؟؟؟؟
ـ اقترب ممسكا خصرها يتامل ملامحها قائلا...الم تعرفى حتى الان...لا يمكن بعد كل ما حدث ولم تفهمى بعد .
ـ اذن انة يعترف بما ارادة منها.. يريد ان ينتقم....ابعدت ذراعية عنها مديرة ظهرها الية تسالة بصوت وكانة ات من هوة سحيقة...وكيف تنوى ان تكمل ما بداتة...ماذا تنوى ان تفعل بى....!!!!
ـ قال بسخرية...انوى ان افعل ما يمكن ان يفعلة اى رجل فى مكانى ...يملك دماءا حارة فى شرايينة...وقلب ينبض فى صدرة....
ـ التفتت الية رافعة راسها بكبرياء...ماذا ان منعتك...ماذا ان قررت ان اقاومك ولا استسلم لك بسهولة...لن تستطيع ان تفعل بى شيئا لترضى بة ضميرك...لن اسمح لك...
ـ ابتسم بحيرة مقتربا منها وقد ازال باصابعة عصابة راسها...انا لا انوى فعل ما افعلة....لارضى ضميرى...بل لارضى نفسى ولارضيك ...اتعلمين لامى...دائما اصاب بالحيرة كلما اقتربت منك!!...
من يراك الان يعتقد بانك عذراء خجولة..مضطربة ليلة زفافها...دس اصابعة بين خصلات شعرها مداعبا لها...ان اكثر ما احبة فيك خصلات شعرك السوداء...تذكرنى دائما بالليل الاسود الخالى من النجوم وضوء القمر...فقط ليلة مظلمة ...ولكنها ساحرة...اقترب منة يشتمة ...يسكرنى عبيرة...كم احبة لامى...كم اعشقة...اتعلميبن ايضا ماذا احب...احب تلك الشامة الصغيرة على طرف شفتيك...تثيرنى وتفقدنى عقلى...انت ...انت من تفقدنى عقلى....من بين كل من التقيت من النساء...لا اصدق اننى معك الان واخيرا....لا تعلمين كم انتظرت هذة اللحظة...وكم عانيت لكى احصل عليك...وكم مررت من ......اوة...لا داعى لذكر اشياء غير سعيدة الان...ليس هذا هو الوقت المناسب...
ـ انها لا تنكر مدى تاثيرة على مشاعرها..واعصابها...يكفى ان يهمس فى اذنيها باحدى همساتة المشتعلة...حتى يشعل فيها نيرانا محرقة...تحرق كل خلية فيها...انها تتوق الية...ولكنها ستخنق هذا التوق....ستكون باردة لتعذبة كما تعذبها الان مشاعرها التى تخونها وترق لاجلة....قالت بلا اى انفعال....
ـ معك حق انة ليس الوقت المناسب....والان هل تسمح لى بان ابدل ملابسى احتاج حقا للراحة!!!
ـ اوما براسة مقتربا منها ...نعم...بالطبع...هل تسمحين لى بان اتى معك لابدل ملابسى....
ـ لا من فضلك اريد اناكون وحدى حين ابدلها...
ـ تنهد هامسا...لا باس...ولكت الوقت يمضى...ولديك حساب طويل لتسددية...لقد احضرت اليك هدية علقتها داخل الخزانة...اذهبى وانظرى...دفعها برفق ....ساكون فى الغرفة الاخرى لابدل ملابسى....
ـ تركتةوهى تشعربالخوف...كيف ستواجة مصيرها الان ...ربما يمكنها ان تغلق الباب على نفسها ولا تسمح لة بالدخول .....تفقدت باب الغرفة فوجدتة بلا مفتاح...اللعنة...ماذا ستفعل الان....اقتربت من خزانة الملابس وفتحتها ...لم تجد فيها اى من ملابسها...لم تجد سوى قميص من الشيفون الاسود الشفاف ...قصير جدا لفوق ركبتيها...قالت لنفسها...اللعنة ..انة لن يغطى اى شىء حين ارتدية...امسكت بة ثائرة وخرجت من الغرفة وفتحت باب الحمام بغضب...وجدتة مرتديا روب اسود حريرى يغلق زمامة و....فقط...لا شىء اخر..قذفت فى وجهه غلالة النوم الشفافة تقول بعناد...لن ارتدى هذا ال..هذا ال....شىء...الذى لا اعرف ما اسمية سوى انة كارثة....اين ملابسى...
ـ اقترب مبتسما لها ابتسامة بغمازتية...للاسف ليس لديك هنا اى ملابس سوى هذا...واشار للقميص فى يدة...انا لم احضر ملابسك معنا هنا...انها ما تزال فى الفندق...يبدو اننى نسيت احضارها...
ـ ضربت بقدميها على الارض غاضبة...كاذب انت لا تنسى اى شىء ابدا...لقد قصدت الا تحضرها لكى تجبرنى على ارتداء القميص الاسود....رفعت راسها بغرور...حسنا...لا باس...لن ارتدية...سابقى كما انا...
ـ ابتسم بمكر...حسنا كما تريدين...ولكنك لن تستطيعى النوم فى هذا الثوب الضيق...اممم..لم يبقى سوى حل واحد...ستبقين عارية حتى الصباح...وحين تاتى ماريا من اجازتها التى منحتها اليها الليلة...ستجدك..اما عارية...او مازلت بثوب الحفل...وفى الحالتين ...موقف غير لطيف بالمرة...على كل حال اختارى ما تشائين!!
ـ ايها ال...لقد خططت لكل شىء....
ـ اقترب منها واضعا اصابعة فوق شفتيها...لا يجب ان تنطق عروسى الجميلة..بالفاظ لا تليق برقتها...ماذا كنت تريديننى ان افعل..لقد توقعت منك رفض ارتدائة...لهذا لم يكن امامى سوى.....ما فعلتة...والان...هل تريدين مساعدة فى فتح سحاب الثوب...
ـ امسكت بالقميص الاسود منتزعتة منة بعنف وقالت حانقة...لا اريد منك شيئا..خرجت مسرعة من الحمام وذهبت للغرفة.
ـ اوة..قالت وهى على وشك البكاء من احساسها بالمذلة...السافل...يريد ان يجبرنى على...على...اوة...ساجن..امسكت براسها وفى يديها الثوب.....ماذا افعل مع هذا الرجل؟؟؟؟
...تحاول فتح السحاب دون جدوى ....اللعنة...ستضطر للتوسل الية لمساعدتها...سمعت صوتة الساخر من خلفها...هل تحتاجين لمساعدة...لم تجبة..وقفت مديرة ظهرها الية كتمثال الشمع...وسمعت اقتراب خطواتة منها..شعرت باصابعة تمسك سحاب الثوب وتفتحة بحرص ..وانفاسة الهادئة والصمت مطبق يسود الغرفة من حولها...شعرت اناملة ترسم خطا طويلا بطول ظهرها العارى.. اقشعرت لها بشرتها الرقيقة..واصابتها برعشة خفيفة....ولدهشتها ابتعد قائلا...بدلى ملابسك..ساتى بعد دقيقة...لن اتاخر....قذف لها قبلة فى الهواء..وغمز لها بعينية...هل ستشتاقين الى؟؟؟
ـ التفتت عاقدة حاجبيها..ومن بين اسنانها قالت...ابدا..ابدا..ابدا..وضربت بقدمها على الارض بغضب؟؟؟؟

مايا مختار 06-06-08 12:37 PM

الفصل التاسع


ـ بدلت ملابسها وتاملت نفسها فى مراة الغرفة الكبيرة..المحتوية على السرير الفخم الكبير الذى يتسع لخمسة اشخاص....احست بالخجل من مظهرها الشبة عارى..والتفتت لتتامل السرير ..ودقات قلبها ترتعش...اتجهت بخطوات سريعة الى الباب..واغلقتة على نفسها ثم جلست على الارض خلف الباب لا تدرى ماذا يمكنها ان تفعل لتهرب منة..... سمعت خطوات قدمية الثابتة تتقدم من باب الغرفة...
ـ دق على الباب برقة قائلا...هل يمكننى الدخول الان لامى...؟؟
ـ تنفست بعمق محاولة تهدأة اعصابها الثائرة ثم قالت بحذر وبصوت خفي...لا لا يمكنك الدخول..ولن يمكنك ذلك ابدا الليلة...كانت تضع كفيها على وجنتيها وتهز راسها وكانها تريد ان تستفيق من كابوس مرعب...لقد وقعت الان فى الفخ...ولا تدرى هل ستستطيع الهرب ام......!!!.اذهب لتنام فى الغرفة الاخرى..انك لن تنام هنا...امسكت بانفاسها تتوقع ثورة عارمة...ولدهشتها................
ـ سمعتة يضحك ملء فمة بصوت عالى...لا ..لا لا لا...لا تخبرينى...انت تجلسين الان على الارض؟؟...هل تتوقعين اننى لن استطيع دخول الغرفة لانك تغلقينها بجلوسك على الارض...حسنا ساريك شيئا لطيفا كنت العبة وانا طفل وكنت ارجو ماريا ان تقوم بة من اجلى...
كنت اجلس خلف الباب كما تجلسين الان حين تكون ماريا قد انتهت من تشميع الواح الخشب على الارض بالدهان الخاص بها...واطلب من ماريا ان تدفع الباب حتى اتزحلق على الارضية الناعمة الامعة...وقال بهمس من خلف الباب...ساريك الان كيف كنت اتزحلق...
ـو همت بالاعتراض قائلة..لن تجروء...انك لن تجــــ ....لم يعطيها الفرصة للاعتراض... دفع الباب دون جهد يذكر ووجدت نفسها تتزحلق بسرعة كبيرة الى الامام حتى اصطدمت بالسرير... وقد دخل اليها ينظر بمكر وتسلية كبيرة...قائلا...
ـ هل اعجبتك المغامرة...كانت تجلس ناظرة الية بفم مفتوح لا تصدق ما حدث لها ..وثوبها الاسود منحسر اعلى ركبتيها...اقترب يجلس على ركبتية امامها..وبدا برسم خطوط وهمية اعلى ركبتيها فوق جسدها العارى....ارجو الا تكونى قد اذيت نفسك من الاصطدام..لطالما كنت احصل على كدمات زرقاء منها...ارينى انظر الى ظهرك لكى اطمئن..اة..واغلقى فمك حتى لا تصابى بالبرد...!!!
ـ افاقتها كلماتة من دهشتها وقامت بعصبية تقول...ايها الـ..الـــ...انت..انت...انا ...انا...
ـ رفع يدية الى شفتيها طابعا قبلة على اصبعة يضعها فوق شامتها الصغيرة يقول...اهدئى الان..اخبرتك من قبل اننى لا احب ان يعارضنى احد...انظرى ماذا احضرت لك من حديقة السطح...اخرج من جيبة زهرة حمراء يعلوها الندى...امسكها واضعا اياها خلف اذنها ثم اقترب طابعا قبلة على وجنتها برقة متاملا مظهرها الفاتن فى غلالة النوم الشفافة مما نبهها لحساسية مظهرها العارى امامة فى تلك اللحظات الرهيبة....المصيرية...!!!!
ـ قال وعيناة تلتهمانها بشوق ولهفة...اوة..لامى..تبدين رائعة...لقد زادتك الزهرة روعة وبهاء...تماما كما تخيلتك فى احلامى...وضع يدة فوق شعرها مداعبا خصلاتة ثم اقترب منها محتضنا اياها...لقد تخيلت تلك اللحظة كثييييرا...كثيرا جدا...كم تعذبت باحلامى وانت فيها...عانيت لاحصل عليك...وتكونين بين يداى الان..
ـ قالت وبرودة تجتاح قلبها...اطمئن...لقد حصلت على الان...وتستطيع ان تفعل ما كنت تتمناة...فلا داعى لتلك العواطف الغير مبررة....انت لست فى حاجة اليها الان...لقد ملكتنى..هل هذا يكفيك؟؟؟
ـ وضع جبينة فوق جبينها مغمضا عينية يقول من بين اسنانة...لماذا انت باردة هكذا...لم تكونى كذلك منذ ايام قليلة...حتى اننى ظنتك!!...ظننت وانت بين ذراعى تكنين لى..الـ..
ـ قاطعتة مبتعدة عنة تقول بازدراء...اكن لك ماذا نيكولا...الحب...قالت بمرارة وحقد...وكيف يكن المذبوح لجلادة الحب...هل فقدت عقلك لتتخيلنى اكن لك تلك المشاعر...انت حقا مغرور..لقد عرضت على مساعدتك وقت ازمتى مقابل الزواج بك...لقد اشتريتنى بديونى....كيف تجرؤ وتفكر بى كحبيبة لك....انا لن اعطيك قلبى ابدا...اخبرتك اننى لن اعطيك الفرصة لتذبحنى ابدا عند الفجر...لن اكون جارية لك...
ـ قال بغضب ...لماذا لامار...هل تريننى سىء لهذا الحد...ماذا فعلت لك...امسك بكتفيها يهزها بعنف ...اخبرينى..ماذا حدث لتعودى باردة هكذا معى...
ـ قالت وعيناها ممتلئتين بالدموع المتجمدة...اخبرنى انت..ماذا فعلت انا...اخبرنى وكن شجاعا...لماذا تزوجتنى...لماذا نيكولا...لماذا؟؟؟
ـ قال وهو ينظر لها بازدراء ومرارة..ظننت انك تعرفين الان...بعد كل ما حدث...زفر بسخرية..ما زلت لا تعلمين لما تزوجتك...رغم كل ما حدث؟؟...لا يمكن ان تكونى بهذا الحمق حتى تغفلى عن معرفة الحقيقة التى اخفيها عنك...لقد تزوجتك لاننى....
ـ اصابها الرعب من ان تستمع لكلماتة المليئة بالازدراء...لا ..لاتريد ان تستمع الية وهو يعترف بكراهيتها ورغبتة فى الانتقام منها...لا..لن تحتمل كلمات الكراهية والحقد منة...انها تحبة...لا تريد ان ترى تلك التظرات فى عينية..لا..لا..صرخت وهى تضع يديها فوق اذنيها...
ـ لا اريد ان استمع اليك...لا اريد ان اعرف شيئا...انا اكرهك ..لا اريدك ان تقترب منى...ابتعد ابتعد عنى ارجوك..اتركنى ...
ـ قال وعيناة تمتلئان بالغضب..ايتها الجبانة الكاذبة...لا يمكن ان تكونى كارهة لى..لا يمكن ان تكذب شفتاك وعيناك..اعرف ان كل خلية من خلاياك.. تصرخ منادية اياى حين تكونين بين ذراعى...اقترب منها محتضنا اياها بعنف يعانقها ...وهى تضرب بقبضتيها على صدرة تقاومة....لا..ابتعد عنى..انا لا اريدك...لا تلمسنى..
انا اكرهك ..اكرهك...
ـ اقترب يدس وجهة بشعرها هامسا..كاذبة لامى...لا يمكن ان تنكرى رغبتك...اراها فى عيناك وفى دقات قلبك المتسارعة تحت يداى..انت تريديننى..ولكنك كاذبة..كاذبة كبيرة...لن اسمح لك بذلك..لن اسمح لك بتعذيبى..بعد كل ما عانيتة لاحصل عليك...لن اجعلك تقذفين بى الى الجحيم وحدى..بل سنذهب معا الية يا عزيزتى...واعدك ان يكون جحيما رائعا...جحيما!!!...لم تذهبى لمثلة من قبل..اؤكد لك اننى مختلف عن غيرى ...كثيرا!!!!!
ـ حملها بين ذراعية وهى تقاومة محاولة تفادى عناقاتة المتلاحقة الملحة...تذيب كيانها وتضعف مقاومتها...رمى بها فوق السرير و غمرها بقبلات حميمة احرقت اعصابها وروحها...قالت فى نفسها..قاومى..قاومى..انت لا تريدينة...ليس بهذة الطريقة...ولكن ...غابت معة فى عالمة الذى ادخلها فية ...عالم جديد لم تدخلة من قبل...اسرار كثيرة لم تكن تعرفها...انهارت مقاومتها وغابا معا فى غياهب مشاعرهما...مرت الثوانى وازدات حدة عناقة..اصبحت اكثر جراءة وتطلبا...انة يعاملها كمن تعى كل شىء..كمجربةخبيرة..ولكنها..ضائعة..خائفة...قالت بتوسل..نيكولا ارجوك انا..انا..
ـ قال بلهفة..انت ماذا لامى..انت ماذا..قولى لامى..انك تريديننى..توسلى الى لامى لاخذك...ابتعد عنها بانفاس متلاحقة فشعرت بالوحدة والبرودة..امسكت بكتفية تقربة منها..فقال..لن اتى اليك الا اذا توسلتنى...نادينى لامى..قولى اريدك..اعترفى بالرغبة فى عيناك..لا تكونى جبانة...عانقها بشغف ملح قائلا...قوليها لامى ..قوليها...
ـ قالت بضعف وتوسل..نيكولا..ارجوك..نعم ...اريــ ...اريدك نيكولا اريدك..وقلبها الخائن يتوسلة..احبك نيكولا..احبك...
ـ وكانها فتحت على نفسها ابواب الجحيم كما وعدها...غمرتها مشاعر واحاسيس جديدة لم تجرب مثلها من قبل..ولكن مهلا ..لا نيكولا انتظر ارجوك انا ..انا..لا نيكولا اننى....
ـ وانتهى كل شىء فجاة...ابتعد عنها بعد سماعة لشهقتها المكتومة!!!!....قام بغضب ينظر اليها..بحق الجحيم ..ما الذى فعلتية بنفسك ايتها الغبية...انت...انت...قال بذهول غاضب...لا اصدق..انت عذراء....لماذا فعلت ذلك بى وبنفسك..انا لست حيوانا لامار..ولم اكن يوما..!!.ولكنك جعلتنى اشعر بذلك الان...لماذا كذبت على...
ـ امسكت بالغطاء تجرة عليها ترتعش يداها باعياء...قالت ببرود ...هل انت سعيد الان...لقد حصلت على كما اردت...حصلت على لامار فيرناندو...هل انت راض الان...حققت ما كنت تريد....اتركنى الان...لا اريد ان اراك... لقد نلت منك ما يكفينى...
ـ قام ليقف بغضب ..انت السبب ...حمقاء...لماذا اخفيت عنى ....كنت ساكون اكثر لطفا وتفهما...اوحيت الى دائما باننى لا اكون سوى احد الرجال الذين اقمت معهم علاقات من قبل...حرك راسة بالم...كنت اشعر ...شككت بك دائما..حاولت ان اعرف منك الحقيقة..ولكن كبريائك اللعين..!!!.لقد جعلتنى اؤذيك بما كنت اجهلة...لو كنت اعلم...
ـ انكمشت على نفسها محكمة الغطاء عليها مديرة عيناها عن عينية..يرتعش جسدها بضعف...سمعت صوتة الحانق المرير...لا اصدق ابدا ما اوصلنا الية عنادك...اقترب منها يلمس كتفيها العاريتين يقول بنبرة يشوبها نفاذ الصبر ...بحق الجحيم لا تكونى هكذا..زفر بحنق.اوة...حمقاء...حمقاء غبية....ارتعشت تحت اناملة وابتعدت عنة دون ان ترد....تركها خارجا من الغرفة بعصبية يصفق الباب بعنف خلفة قائلا...انا ذاهب للسباحة.....!!!!
ـ الغريب فى الامر انها ليست حزينة على ما وهبتة اياة...انها تحبة وسعيدة انة كان الاول فى حياتها...وتعلم جيدا انة سيكون الاخير!!!...نعم سيكون الاخير ...لقد اّ لمها...ولكن دون ان يقصد...لقد ظنها !!! .. اوة..انة خطاها وحدها...هل سيكتفى بهذا الانتقام..ان كانت حقا هى الفتاة التى تقصدها خالتة؟؟؟؟.الا يكون كافيا ومرضيا بالنسبة الية....لما لا ينسى .. اللعنة انها حتى لا تعرف ما تريدة ان ينساة!!!!.لما لا يضع خلفهما كل الماضى بمرارتة..انها لم ترتكب ما تعاقب علية...يا الهى..انها تحبة...لماذا تركها...انة يحتقر ضعفها وجبنها باخفاء الحقيقة...بالتاكيد يراها الان اقل من ان تصل لمستوى نسائة الخبيرات...لا تستطيع ان ترضية...حمقاء...حمقاء غبية...ترددت كلماتة كثيرا فى اذنيها حتى غلبها الاعياء والارهاق ..واغلقت جفنيها مستسلمة....لنوم عميق!!!!...انها تغرق ...فى مياة عميقة سوداء...هناك بؤرة من الضوء ولكن...بعييييدة...بعيييدة...تمد ذراعيها نحوها...تجاهد لتسبح وتصل اليها....ذراعيها لا يتحركان ..انها تختنق...لا يصل الهواء لرئتيها...انها تغرق ...تنتفض محاولة يائسة منها للمقاومة...تفتح شفتيها...تحاول الصراخ...لااااا...نهضت مفزوعة...ووجدت نفسها بين ذراعين دافئتين...تلاطفانها بحنان ورقة...
ـ كان نيكولا جالسا امامها على طرف السرير يرتدى روب حمامة القطنى محتضنا اياها يهدىء من روعها...قال بصوت خافت...يربت على شعرها...لا باس لامى..كل شىء امن هنا...لا تخافى...لقد كان كابوسا فقط....!!
ـ قالت بانفاس متهدجة....لقد كان فظيعا..كنت اغرق نيكولا...كنت ساموت...ابتعدت عنة ونظرت الية نظرات حائرة..تفتش فى ملامحة عن اجابة لتساؤلها الحائر....هل تريدنى ان اموت ...هل تكرهنى نيكولا؟؟؟!!...اجبنى ارجوك.....
ـ امسك بوجهها بين كفية متاملا ملامحها المضطربة....قال بسخرية...الا تثقين بى مطلقا؟؟...لماذا اخفيت عنى حقيقة وضعك...لماذا اذيت نفسك...لم اكن اريد لهذة الليلة ان تنتهى بهذا الشكل...هز راسة بحزن ...
ـ قالت ببرود عنيد...لم تجبنى على سؤالى....
ـ دس يدة فى جيب روبة واخرج منها زهرة بيضاء...رفع يدة ممسكا خصلات شعرها المبعثرة على الوسادة واخرج منها الزهرة الحمراء المتعلقة فيها...ابتسم لها ابتسامة ساحرة وقال...انها لا تناسبك الان...اقترب منها معانقا ثم رفع راسة اليها...اتعلمين لامى...رغم ما حدث ...فقد اهديتنى هدية رائعة...لم اكن لاحلم ان احصل عليها منك ابدا....من عاداتنا فى اليونان ...ان العروس تحصل على زهرة بيضاء من زوجها فى صباح ليلة زفافهما...دليل على برائتها وطهارتها وتعبيرا منة عن امتنانة لها....لانها اهدتة اياها؟؟؟؟
امسك الزهرة واضعا اياها وراء اذنها...قائلا...الان...كل شىء مثالى....كنت تبدين كعروس خجولة...ولكننى لم افهم....يبدو اننى الغبى هنا...اقترب منها هامسا...كم انا احمق....اشكرك لامى على الهدية الرائعة....
ـ رمت بنفسها بين ذراعية تقول بصوت خافت...كم مر من الوقت وانا نائمة؟؟؟
ـ قال طابعا قبلات صغيرة على عنقها ...لقد سبحت لعدة دورات...ثم دخلت لاخذ حماما وسمعتك بعدها تصرخين وانت نائمة...امم...لا ادرى ...ربما مضت نصف ساعة....ابعدها عنة برفق يقول...لقد جهزت لك المغطس بمياء دافئة وبعض الزيوت العطرية المهدئة للاعصاب...تعالى...ستشعرين بتحسن اذا بقيت فى المياة لبعض الوقت...واقترب منها رافعا اياها يحملها وسار بها الى باب الحمام .وهى محيطة رقبتة بذراعيها تدس وجهها فى عنقة ....دلف الى الداخل وكانت الابخرة تتصاعد من المغطس برائحة الزهور البرية اللطيفة...انزلها برفق الى المياة الدافئة...ثم اعتدل واقفا ...ساتركك الان لتنعمى ببعض الخصوصية..وساذهب لارتدى ملابس نومى...ساكون بانتظارك بالداخل...
ـ نظرت الية متوسلة ان يبقى معها وكل جزء منها يتوق الية...تتسارع نبضات قلبها كطبول الحرب...اوة..نيكولا كم احبك...لماذا لا تبقى معى...الا يمكن ان تنسى ما بيننا من حزن....ولكن الكلمات لم تجرؤ على الخروج من بين شفتيها....قال وهو ينظر اليها محذرا عاقدا حاجبية بدعابة...من فضلك لا تنظرى الى هكذا والا لن اكون مسؤلا عن تصرفى...دعينى ابقى متعقلا...هذا ان كان بقى لى القليل من العقل....واستدار مبتعدا تاركا اياها تستمتع بخصوصية حمامهعا الدافىء..ووحدتها المؤلمة....!!!
ـ لم تشعر من قبل بذلك الهدوء القاتل...لا ضجة ولا صوت...فقط صوت انفاسها ...وصوت رقرقة الماء من الصنبور...استعاد جسدها بعض من نشاطة واصبح عقلها اكثر صفاء...استطاعت التركيز والتفكير فيما الت الية مشاعرها الحائرة...تعترف بانها تحبة...بل تعشقة...حتى فى قساوتة لا تستطيع ان لا تحبة...تعشق غرورة وكبرياؤة...دعاباتة وسخريتة....همساتة!!!...اوة...نعم همساتة...التى تشعلها...التى اذابت جليد قلبها...كيف يمكنها ان تكرهة...انة رجل بكل ما فى الكلمة من معنى....حتى صلتة بعائلتة...احترمت فية وفائة وانتمائة...عشقت عشقهم لة...وتمنت ان تنتمى الية مثلهم....ابتسمت لنفسها بخجل...قائلة...
ـ ولكننى قد انتميت الية فعلا...اصبحت لة...اوة نيكولا...لماذا لا تحبنى...لو احببتنى؟؟!!....ارتعش جسدها من ذكرى لمساتة وعناقة...حركت راسها تبعد عنها تلك الذكريات...لا لا يمكن ..انة بالتاكيد يحبنى...لقد اهدانى زهرة بيضاء...لا يمكن ان يكرهنى...نعم...لا يمكن...ساخبرة انى احبة...وسنحاول معا ان ننسى كل الماضى بكل اشباحة.. وزفرت بسخرية..التى لا اعرفها..!!.ساجعلة يعرف اننى ...اننى...اتمنى ان ابقى معة طوال عمرى....نهضت بنشاط وسعادة من المياة تهتف...نعم...ساخبرة....
جففت جسدها من الماء وفركتة بالمنشفة حتى اصبح لامعا ناعما وارتدت روب الحمام الخاص بة تلف ذراعيها حول نفسها بسعادة كانها تحتضنة....لقد قررت ان تقاوم جدار الماضى الغامض بينهما...وقررت ان تنجح...!!!
دلفت الى حجرة النوم وارتدت الثوب الاسود الشفاف لا نها لا تملك غيرة الان...مشطت شعرها بقوة حتى اصبح لامعا تحت اضواء المراة....تلفتت حولها ولكنها لم تجدة ينتظرها...فقررت الخروج الى غرفة الجلوس لتبحث عنة...ولكنها لم تجدة ايضا...لم يبقى سوى غرفة المكتب...مشت على اطراف اصابعها تحاول مفاجاتة ...اقتربت بحذر نحو باب غرفة المكتب وهمت بان تنادية...لكنها سمعتة يتحدث فى الهاتف...كان يحدث والدتة...شىء ما ومض فى راسها يحثها على التزام الصمت ...ولكنها لم تستطيع سوى التقاط كلمات بلا معنى...كان يقولها بعصبية....لا تقلقى فرانشى...نعم..اعلم حالتها...ولكنة قد كذب علينا جميعا...!!
ـ قررت ان تستمع الى المكالمة من الهاتف الموضوع على الطاولة المجاورة لباب الغرفة...رفعت سماعة الهاتف بحذر ...وكانت صدمتها قوية....
ـ يقول نيكولا ...نعم فرانشى ...صدقينى ...لقد خدعنا جميعا واوهمنا باقامة علاقة حميمة معها...لقد كان كاذبا فرانشى...كاذبا!!!
ـ اجابتة بصوت بارد...وهل يلغى ذلك ما فعلتة بنا...هل نسيت نيك؟؟!!
ـ زفر نيكولا بمرارة...لا امى ...لم انسى...اننى....
ـ قالت بغضب ...بل نسيت نيك...ولكننى ساذكرك.....ساذكرك بالحادثة اللعينة....من كانت تظن نفسها حتى تحطم حياة طونى...و تحطم حياة فيورى ...فيورى المسكينة نيكولا...هل نسيتها...وهى التى ليس لها سوانا الان..لا يجب ان تنسى ذلك ابدا...اننا لن نسمح بذلك...يجب ان تتمم ما بداتة...كما استطعت ان تجعلها تاتى اليك طالبة المساعدة ..وتحصل بذلك على كل ما تملكة!!!.بامكانك ايضا ان تجعلها تنجب لك الطفل الذى تريدة فيورى...يجب ان تتصل عائلة كربستيانو وعائلة فيرناندو..بصلة دم لا تنقطع..ما كان يعارضة والدها قبل وفاتة بوقاحة وعجرفة...يجب ان يتم رغما عنة بعد وفاتة..!!.وحينها فقط تسترد عائلتنا ثارها وشرفها..ويمكنك بعد ذلك ان تلقى بها الى الشارع او تحتفظ بها...الامر يعود اليك...هل تسمعنى نيك...!!!
ـ امى من فضلك...اننى احمل على عاتقى الان ما يكفينى...ان اعصابى لا تحتمل كل هذا...اكاد افقد عقلى...تنهد بعمق يقول.. اطمئنى فرانشى...لم اخذلكم ابدا وبالتاكيد لن اخذلكم الان... يجب ان تعلمى اننى افخر بانتمائى لعائلتنا ..ولا يمكن ان اتغاضى عما حدث لنا بسببها ...ولكن ....صمت لفترة طويلة كانت كافية للامار بان تفقد اهتمامها بباقى الحديث...سمعتة يقول فبل ان تغلق السماعة....امى اريدك ان تعلمى باننننننننى.....
لم تنتظر لتسمع باقى الحديث...ما سمعتة كان يكفيها...استندت على الجدار خلفها بضعف...شعرت بالاعياء...والحزن...لقد ضاع كل شىء الان...لم يبقى لديها امل فى حياة سعيدة مع من احبت...يمر امامها ذكريات واحداث متشابكة كشريط القطار السريع...وشيئا فشيئاتتوضح الحقائق بعض من الحقائق...
ـ اصرار نيكولا من البداية على مقابلتها بنفسة..برغم وجود مديرا للبنك...حضور والدتة فرانشيسكا وخالتة فيوريلا لحفل الاستقبال..واصرارهما على ان تسرع بانجاب حفيد فى اقرب وقت...نعم...ليتم الانتقام حتى النهاية...يريدون ان ياخذوا منها الطفل الذى ستنجبة من نيكولا..ويرموا بها خارج حياتهم.. بعد ان يكون نيكولا قد سلبها كل ما تملك....وكانها مرض لعين...
ـ هزت راسها باصرار...كيف يظنون اننى يمكن ان اتخلى عن طفل نيكولا..واتركة فى ايديهم...ضحكت بصوت خافت مرير...وكيف يمكننى ان انجب هذا الطفل...بعد الان..!!!..لقد انتهى الامر والى الابد...حتى وان كان نيكولا يشعر ببعض العاطفة نحوى...وهو شىء غير اكيد...فان ولائة لاسرتة يسبق مشاعرة نحوى.. لو فقط اعلم ما الذى فعلتة...؟؟.لا فائدة. يجب ان ارحل من هنا...لم اعد اريد شيئا....حتى الشركة ...لم اعد اشعر برغبة فى الحفاظ عليها...
قالت بسخرية...ويال سخافتى...انا لا استطيع حتى هذة اللحظة...ان اكرهك نيكولا...ولكننى قد تعذبت الان بما فية الكفاية لباقى عمرى كلة...يجب على ان احافظ على البقية الباقية من كبريائى...واختفى من حياتة الى الابد!!
ولكنى لا استطيع...لا اتخيل حياتى من دونة...هل يجب ان اتعذب وحدى..والعق جراحى بعيدا عنة...كقطة ضالة....حينها فقط ظهرت شيطانتها من جحيمها البارد...لا...يجب ان يتعذب مثلى ويشعر بما اشعر من مرارة...يجب ان اعلمة كيف يكون الاحساس بالخداع...يجب ان يتذوق طعمة...ويعرف اى حال انا فية الان...سابقى نيكولا...سابقى مدة الشهر الذى اتفقنا علية...نعم...سابقى...وساكون خلالها...حلما جميلا من احلام يقظتك...ساعذبك كلما حاولت الاقتراب منى...وساحرص على عدم الانجاب...كم كنت اتمنى ان احصل على هذا الطفل منك... ستترك لهم كل شىء...وتبدا حياتها من جديد.. لديها بعض المدخرات فى البنك..قد وضعها والدها كوديعة تستطيع فكها ...وبدء مشروع صغير خاص بها...حلم لها وحدها لا يشاركها احد فية.....ولكن بعد ان تحطم كبريائة....ستعلمة من تكون لامار فيرناندو....
شعرت بصوت وضعة لسماعة الهاتف بعصبية...ورائحة تبغة المحترق تخنق انفاسها.....قالت بسخرية مريرة...مسكين نيكولا...يحملونك فوق طاقتك...يريدون وريثا شرعيا لممتلكات باولو بيرناردو....لا تسرح بخيالك بعيدا يا عزيزى...اعدك الا تصل ابدا لما تريد...ابدا ...!!!!!خطت بخطوات سريعة حذرة متجهة لغرفة النوم... تشعر وكان العالم صاخب من حولها...تشعر بوحدة تمزقها...وبضياع قاتل يحيرها...كيف ستصمد امام كل ذلك الجنون...تتنازعها مشاعر حبها لة... وكبريائها المجروحة...المخدوعة فية...!!
لكنها يجب ان تكون قوية ...وستكون!!!
ـ امسكت بين يديها كتاب وجدتة على الطاولة الصغيرة بجانب السرير... لهوميروس...خرافات واساطير الالهة القديمة...ابتسمت تحرك راسها متعجبة...انك شخص غريب ملىء بالمتناقضات...نيكولا..العنيد القاسى زير النساء...رجل الاعمال ذو القبضة الحديدية..يميل لقراءة الشعر والادب...بل والاساطير القديمة ايضا...كانت هناك علامة داخل الكتاب ...يتحدث هذا الجزء عن اثينا...ابنة زيوس ...كبير الالهة..تصفها وصفا دقيقا..كانت الصفحة مهترئة قليلا دون غيرها...يبدو انة قد اعاد قرائتها مرارا...جلست على السرير وقد وضعت فوقها الغطاء يصل لخصرها يخفى جزءا كبيرا من ساقيها العاريتين...امسكت بخصلات شعرها تبعدها خلف اذنيها..وانحنت متمعنة فى قرائتها لاشعار الالياذة...
ـ سمعت صوت دخولة الى الحجرة يقول بصوت رقيق...ساحر....!!؟؟
ـ رفعت عيناها ببرود الية..وجدتة مرتديا بيجاما رمادية اللون بخطوط فضية من الحرير..كانت تبدو رائعة علية..عضت شفتها السفلية باسنانها من الغيظ...ايجب ان يكون رائعا بهذا الشكل..ليس عدل ابدا...كيف ساتحمل قربى منة دون ان ارمى بنفسى بين ذراعية عند اول اشارة...لا ...تذكرى خداعة لك هو وعائلتة...لا تضعفى...قالت بلا مبالاة...وما هو الساحر يا ترى....
ـ عقد ذراعية فوق صدرة متاملا لها..بالتاكيد هذا الوضع الرائع...انت...تجلسين بين اغطية سريرى..وبين يديك كتابى المفضل..و..دعينى ارى لحظة...اقترب منها ممسكا الكتاب..وتقراين ايضا القصيدة المفضلة لدى....اليس ذلك ساحرا برايك....انحنى جالسا قربها ملتصقا بها يضع ذراعة حول كتفيها بتملك...حتى سرت الحرارة المنبعثة منة اليها...
ـ اعادت النظر الى الصفحة بين يديها...ارى انها بالفعل صفحتك المفضلة..لقد اقتربت على الاهتراء؟؟!!
ـ ابتسم قائلا..بالفعل هى كذلك...كما تعلمين...اعشق اثينا...وكل ما يتعلق بها او يحكى عنها...ولكن لا باس الان لم اعد احتاج اليها...اصبح لى اثينا تخصنى وحدى....مثلها تماما...محاربة قوية...شرسة....اقترب هامسا لاذنيها..نمرة...واعتدل يسالها...هل تشعرين بتحسن...هل افادك الحمام الساخن....
ـ اجابتة دون ان ترفع عيناها الية ... معيدة خصلة شعرها وراء اذنها...نعم..جدا..اصبحت اكثر هدوءا...وزال بعض مما اشعر بة من توتر...
ـ قال بهدوء مثير..ولماذا تحتملين الباقى من هذا التوتر...اخبرتك من قبل اننى بارع فى عمل الماساج..استديرى وساريك...
ـ قالت وقد بدا يدب فيها الاضطراب...متصنعة اللامبالاة..لا..لا داعى..اننى لست متوترة كثيرا...فقط بعض الارهاق..
ـ زفر انفاسة بنفاذ صبر يقول...هراء..هيا وكونى مطيعة...استلقى واديرى ظهرك ناحيتى وساصنع لك مساجا رائعا..واقترب يهمس..وااكد لك انك ستشكريننى علية لاحقا...!!!هيا والا ارغمتك على الاستلقاء...
ـ قالت بغضب...لم ارى من قبل ارغام على المساج ايضا...لا اريد ابدا...وفر جهودك...لا اريد ان ارهقك...
ـ قال بمكر طابعا قبلة صغيرة على طرف اذنها...كما تريدين..اذا كنت بذلك تفضلين طرقا امتع للوصول الى الارهاق..حينها اتفق معك على توفير جهودى...واحتضنها معانقا اياها...ابعدتة عنها تقول بين انفاس متهدجة..اعتقد ان...ان..فكرة الماساج لا باس بها...
ـ عقد حاجبية قائلا...جبانة..امم..حسنا كما تريدين...استلقى من فضلك....
اطاعت لامار الامر بلا مقاومة..وقد شعرت ان الحصول على المساج ... اقل خطورة من الحصول على شىء اخر...تعلم ان مقاومتها خلالة لن يكون لها اى اثر....
ـ رفع غطاء السرير من فوق ظهرها والغلالة الشفافة..فسمعتة يسب لاعنا بغضب...اللعنة...كم انا احمق غبى..لقد ترك الاصطدام بالسرير على ظهرك كدمة زرقاء قاتمة..وضع اناملة عليها برفق يتحسسها...هل تؤلمك...صدرت منها اهة مكتومة...قال بحنق...دائما توصليننى الى فقد عقلى فاجد نفسى اؤذيك..رغما عنى..
عندى دواء سيساعد بتقليل المها..ساتى بة حالا واضعة عليها بنفسى....هز راسة بضيق قائلا...حمقاء...
قالت بعناد...انها لا تؤلمنى كثيرا ...لا احتاج لاى دواء ...وهمت ان تنهض معتدلة..فاجاها بصوت عميق ...احذرك لامار...ان اصررت على عنادك ولم تتركيننى اضع لك الكريم المسكن...ساضربك على مؤخرتك كالاطفال...وليكن عندها الالم قويا بحق....لم تنبس ببنت شفة...وحافظت على وضع الاستلقاء ...لثوانى كان فيها منتظرا ردة فعلها على حديثة...رفعت راسها مستديرة الية بحنق تقول...انا لا اخاف منك..ولكننى شعرت الان فقط بحاجتى لهذا الدواء المسكن...بامكانك ان تاتى بة...!!!....قال من بين اسنانة مزمجرا....نعم بالطبع...لن اتاخر....
ـ لم يغب سوى دقيقة واحدة وعاد بعدها اليها بالدواء....وضع بعض منة على الرضة الزرقاء ..وبدا بتدليك موضع الالم برفق...ستشعرين بالتحسن خلال ثوانى....وخلا تلك الثوانى ...بدات يداة تغيران اتجاهاتها الى اماكن اخرى غير موضع الكدمة....وقام بعمل بعض الماساج الخفيف على طول ظهرها حتى وصل الى كتفيها...كانت هى خلالها تحبس انفاسها مغمضة عيناها دون ان تنبس بكلمة ..محاولة التفكير فى امور تبعد عن ذهنها ما يتولد فيها من مشاعر للمسات يدية...حرائق الغابات...البراكين...باطن الارض...مشاعل من النيران...شوكولا ساخنة...مكواة الملابس...فرن الغاز...القنبلة النووية...صراخ عقلها وصل لذروتة....
ـ قال يسالها ويدية تكملان عملهما بتمهل...بماذا تشعرين الان..هل تحسنت....
ـ خرجت الكلمةمن بين اسنانها المطبقة بغيظ دون ارادتها....حرائق وبراكين...وهزت راسها بعنف ...اللعنة..استدارت لة بحدة قائلة..أذهب الى الجحيم نيكولا...
ـ قال مقهقها بمكر...كما تشائين عزيزتى...ولكن ليكون الامر ممتعا...لنذهب الية معا...ادارها الية مقتربا منها يعانقها....بشوق وجموح اطاح بعقلها ..ابتعدت تنظر الية متصنعة البرود..الذى فشلت فية بشكل كبير...ما الذى تفعلة الان...اعتقد انة ليس مساجا...ام انة نوع من الماساج لا اعرفة....
ـ قال همسا...لا عزيزتى...انة ليس مساجا...اننى.....اعلمك الحب كما يجب ان يكون...لن اسمح لك بان تضييعى هذة الفرصة ....انها دروس مجانية...فبل طرف انفها مبتسما ابتسامة ساحرة يقول.....ولن اخذ مقابلا ابدا
ـ قالت هامسة...ابدا؟؟!!
ـ اجاب بانفاس متلاحقة ابدا ابدا؟؟؟
علمت منذ البداية ان مقاومتها سوف تنهارلذلك لم تقم باى اعتراض او مقاومة تذكر....وحين ابتعد عنها اخيرا...غابا معا فى ثبات عميق ...نائمة هى بين دفىء ذراعية تلفانها ككنز ثمين......!!

مايا مختار 06-06-08 12:41 PM

جزء من الفصل العاشر


اغلقت اخر سحابات حقيبة سفرها الكبيرة...والتى اكتشفت وجودها فى الصباح خلف طاولة مكتبة...ابتسمت حين تذكرت احداث ليلتهما الحافلة...لقد كان رائعا ...رقيقا...شعرت معة وكانها تطير فوق السحاب....
لقد اكتشفت انة الرجل الوحيد الذى تنوى ان يدخل حياتها...لن تسمح لاحد بعدة من الاقتراب منها هذا الاقتراب الحميم...لذا...ستعيش هذا الشهر....كما حلمت ان تعيش معة لباقى عمرها....وستحصل خلالة على اعز الذكريات التى ستحملها بقلبها دائما....تخاف ان تعترف لنفسها ان قلبها...يثق فية ومطمئن لالية...برغم الغموض الذى يلف علاقتهما!!!!
ـ ولكنها تحتاج لان تحقق احلامها مبتعدة عن كل الضغوط...لن تعود الية ابدا...بل ستبتعد لتبنى مستقبلها من جديد..تحتاج للشعور بالاستقلال...والنجاح...لا تريد ميراثا يقيد احلامها ...او حبا يسلب روحها الحرة...او عذابا لفقد طفل كانت تتمنى الحصول علية من الرجل الذى احبت...والذى تعلم جيدا انها لن تحب غيرة...
الان ...هى تعرف ما تريدة...لا قلق..ولا حيرة بعد الان....رسمت مخططها للايام القادمة...حتى عائلتها الصغيرة...هيلدا..واميجو ..وصوفى...لم تعد قلقة عليهم...لقد اعدت خطتها جيدا ولم يبقى سوى التنفيذ....
ـ التفتت لنيكولا حين خرج من الحمام مرتديا روبة القطنى...قالت وهى تقترب منة طابعة قبلة على خدة....لا ادرى...لماذا تصر على سفرنا اليوم الى كالابريا....الم تكن تنوى الذهاب بالامس الى الريفييرا الايطالية...ما الداعى لتغيير رايك الان؟؟!!
ـاحتضنها وهو ينظر لعيناها...بالفعل كنت انوى ذلك..ولكن مكالمة صوفيا لنا هذا الصباح...والتى تعلن فيها عن خبر خطبتها لستيفين...هى ما جعلتنى اغير رايى...
لقد كانت مكالمة الصباح من صوفيا فى وقت باكر ...هى من اكبر مفاجاتها...لقد اعلنت فيها انها وستيفن قررا الزواج بعد اتمام خطبتهما...والتى قد تمت مراسمها بالفعل بعيدا عن الانظار والمعارف..فقط هما الاثنين فى احتفال بسيط ..عشاء حالم فوق الشموع....تماما كما قالتها صوفى بصوت ولة عاشق....!!!
ابتسمت بسعادة...حين تذكرت كلمات ابنة عمها...تشرح لها كم يحبها ستيفن...وكم هى مجنونة بة...انها المرة الاولى التى تسمع فيها صوفيا تتحدث عن مشاعرها..بهذا الصدق..وهذة الثقة....كم تحسدها ....على..الاطمئنان الذى تشعر بة..لانها متاكدة..من مبادلة رجلها..الحب لها..وبنفس عمق وقوة المشاعر التى تحس بها...فاجاتها كلمات نيكولا...
ـ اين ذهبت اثينا؟؟!!...دائما تسرحين بخيالك بعيدا..ولكننى لا املك ماسات كثيرة تشبة عيناك...لاعطيها لك...واعرف ما بداخل عقلك!!!!
ـ ابتسمت ترف بعيناها....لا شىء مهم...فقط... سالت بحيرة...ولماذا ....ما دخل بسفرنا بخطوبتهما؟؟؟!!...
ـ قال بمكر...لن اخبرك الا اذا حصلت على عناق ...وليس اى عناق....انة اختبار فجائى..دعينى ارى كم استوعبت من درس الامس...وكم ستحصلين على عدد من النجمات!!!
ـ قالت متبرمة..اوة..نيكولا..ارجوك...انا لا اريد اختبارا....واقتربت منة هامسة...بل اريد تحضير دراسات عليا!!!
ـ قال عاقدا حاجبية يداعبها..اممم...ما هذا؟؟...تهذبى يا فتاة...يبدو اننى صنعت وحشا!!!!
ـ اجابتة تدس اناملها فى خصلات شعرة...بل صنعت امراة...ومن يوقظ النمرة...علية ان يتحمل العواقب....
ـ قال رافعا راسة بشموخ ..وانا رجل ..يتحمل دائما مغبة افعالة....وحملها الى السرير دون ان يضيف اى منهما..كلمة اخرى....
قالت وهى نائمة على كتفة...مستمتعة بقربها منة....بعد مرور وقت يشبة الحلم اللذيذ..!!
ـ وقد رفعت عيناها الية تسالة...والان...كم حصلت على نجمات....
ـ اجابها برقة دون ان ينظر اليها....لقد حصلت على مجرة كاملة...ثم التفت اليها يهمس...باقمارهاو كواكبها... مقهقة..اذن استحق الاجابة على سؤالى..لماذا لن نسافر الى الريفييرا؟؟
ـ قال بجدية..هل يهمك الذهاب الى هناك....
ـ امم..لا ابدا..فقط اريد ان اعرف السبب...
ـ حسنا جدا..السبب اننى فكرت باخذك لكالابريا لنشاهد معا مزارع العنب التى املكها هناك..والتى تنتج نبيذا من افخر الانواع على مستوى العالم....وفى نفس الوقت يكون موسم الحصاد..فتكون تجربة جديدة عليكما انت وصوفى!!
ـ صوفى؟؟!!...هل تنوى ان تدعو صوفى معنا؟؟
ـ بل انوى ان ادعو الاثنين..صوفى وستيفن...سنجعلها رحلة بحرية..باليخت..لامارينا...نصل بة الى هناك ...فنضرب عصفورين بحجر واحد...وفى نفس الوقت..نحتفل بخبر خطبتهما ..بما انهما لم يقيما اى احتفال...
ـ نهضت جالسة تلمع عيناها من السعادة والامتنان قائلة..اوة..نيك..اشكرك..انها فكرة رائعة....!!
ـ سعيد انا لاننى اراك سعيدة...
ـ قالت لة بصوت تملؤة الحيرة..هل حقا تريد ان ترانى سعيدة نيكولا؟؟...ام انك تريد....وصمتت محتارة كيف تكمل ما بداتة من حديث...بعد خيانة عواطفها لها!!!!
ـ نهض مقتربا منها يسال بقلق وجدية...ام اريد ماذا صوفى...اكملى....
ـ تنهدت بعمق ..اوة..لا شىء..انها سخافات منى...يبدو اننى عاطفية قليلا اليوم...اعذرنى..لقد درست الحب على يد واحد من اعظم اساتذتة...
ـ سال مدهوشا..الحب..هل قلت الحب لامى....!!!
ـ اجابت بارتباك... لا تكن سخيفا انت ايضا!!!..بالطبع تفهم ما اقصد...ان ما بيننا..هو....اعنى..كما تعلم...لست فى حاجة للشرح..
ـ قال بحنق..نعم..نعم افهم ..جيد..الان اذهبى لتاخذى حمامك...وتستعدى للرحلة..سيقابلنا ستيفن وصوفى عند الميناء بعد ساعة ..اسرعى من فضلك....
ـ نظرت الية بمكر قائلة..محاولة لابعاد التوتر....هل تحتاج لدعوة....؟؟!!
ـ قفز من السرير مزمجرا...الم اقل لك اننى صنعت وحشا.....ترددت اصوات ضحكاتهما معا ...حتى انهما لم يردا على نداء ماريا من الخارج تعلن عن عودتها الى المنزل....!!!!!


********

التقى الاربعة تبعا للاتفاق عند الميناء...وصعدوا معا لليخت لامارينا..ليبدؤا رحلة تستغرق عشر ساعات يصلون خلالها من ميناء روما البحرى الى كالابريا فى الجنوب...كان الجو صحوا رائعا..والشمس مشرقة دافئة...الا من بعض الغيمات الصغيرة الغير متكاتلة....
ـ ارتدت لامار بنطالا قصيرا باللون الوردى..مع قميص ابيض باكمام قصيرة...ووضعت قبعة رياضية انيقة فوق راسها باللون الابيض..عاقصة شعرها على شكل ذيل حصان...وارتدى نيكولا قميصا قطنيا اخضر مع بنطال قصير اسود..والذى تخلى عن ارتدائة فور صعودة على السطح....وبقى مرتديا القميص فوق ملابس السباحة..ونظارة شمسية سوداء..وقبعة تناسب ملابسة....
ـ وكالعادة..كانت صوفى اقلهن اهتماما بكمية الملابس التى ترتديها ... فلم ترتدى سوى شورت ساخن...و..فقط..لا شىء اخر..سوى ملابس سباحتها المكونة من قطعتين رفيعتين باللون...البنى المائل للذهبى..كانت فاتنة مثيرة...وقد ارتدى ستيفن ملابس مشابهة لما ارتداها نيكولا..دون ان يظهر علية الضيق مما ترتدية صوفى..بل كان يمطرها طوال الوقت بكلمات الاعجاب والغزل.....
ـ بعد مشهد الغزل الاخير بين الخطيبين..اثناء جلوسهم على المقاعد تحت الشمس يحتسون بعض العصائر المثلجة...وقد تخلى الجميع عن ملابسهم الا من ملابس السباحة...
ارتدت لامار ملابس سباحتها من قطعة واحدة باللون الاحمر القاتم بحمالة واحدة على احدى كتفيها..بدت فية كجنية البحر..كما اخبرها نيكولا حين راها ترتدية...
ـ قالت لامار ضاحكة..يبدو انك قد وجدت اخيرا من يستطيع ان يفهمك صوفى...بعيدا عن محاضرات هيلدا...وارائها المتزمتة!!
ـ قالت صوفى وهى تنظر لخطيبها بحب...بل وجدت اخيرا من اتمنى ان ابقى قربة لاخر العمر...ولن اهتم ابدا اذا اصر على ان اغير اسلوب حياتى...ونمط ارتدائى لملابسى!!
ـ رد ستيفن وقد نهض وجلس بجانبها على مقعدها..ملتصقا بها..لا..حبيبتى..انا لا اريدك ان تغيرى اى شىء فيك..ان كل ما فيك اعشقة واحبة..حتى جنونك وصخبك..صدقينى..هو ما يملا فراغ حياتى..ويلون ايامى بالوان جريئة ..وهمس لها ..ساخنة..!!
ـ قالت لامار بحنان..كم انا سعيدة لاجلكما..واتمنى ان تنجح حياتكما معا..الى الابد..
ـ التفت اليها نيكولا يتاملها للحظات ..بنظرات مبهمة غير واضحة المعنى!!.ثم نهض من مقعدة مقتربا منها وامسك بيدها قائلا..هيا لنسبح معا...
اومات براسها موافقة ببساطة..واستدركت قائلة...ولكننى لم اضع كمية مناسبة من واقى الشمس للسباحة.....ساذهب لكى احضر عبوة الكريم من الداخل.....
ـ قال بلا مبالاة...ساتى معك...ثم التفت مبتسما نحو ستيفن وقد غمز بعينة..بامكانك يا صديقى ان تستغل غيابنا لبضع دقائق....وقتا سعيدا....!!
ـ دخلا معا الى غرفة النوم..اتجهت لامار الى احد ادراج طاولة الزينة..واخرجت منها علبة الكريم الواقى...قالت..وجدتها...فلنذهب للسباحة...
ـ قال نيكولا بمكر...لا باس..ولكن لنخرج من الباب الاخر...ونسبح فى الجهة الاخرى لليخت....
ـ قالت متسائلة..ولماذا...اجاب وابتسامتة تزداد اتساعا...اعتقد بان العاشقين..من حقهما بضع دقائق من الخصوصية....لا يجب ان نكون دخلاء الان!!!
..كل المحبين يفضلون البقاء سويا بمفردهم..بالطبع لا تعرفين ذلك...وقال الجملة الاخيرة بمرارة ساخرة..!!
ـ زفرت بسخرية..لا..نيكولا..لدهشتك...اعلم جيدا كيف يكون المحبين..وكيف يشعر من يحب ...
ـ قال وقد جلس على طرف السرير..وكيف ذلك...ام انك...؟؟؟
ـ قالت وهى ترفع يدها تفك ربطة شعرها..اوة.. لا..لا تذهب بتفكيرك بعيدا عزيزى!!..هل نسيت...لقد عرفت الحب يوما ...من قبل!!!
ـ رفع راسة متداركا ما ترمى الية...قائلا بسخرية....اوة..بالطبع...لم انسى.. اكمل حديثة وقد اسودت عيناة من الغضب ..ولكن انا رجل يونانى غيور على ملكيتة..فلا داعى لتذكيرى باشباح قديمة..من وقت لاخر...نهض بعصبية..هيا لنذهب للسباحة...
ـ خرجا معا من الباب الاخر الى السطح على الجهة الاخرى لليخت ..وكانت تلك الجهة اسفل كابينة القيادة..ولكنة صمم فوقها مظلة كبيرة ..تعطى خصوصية لمن يجلس تحتها...فشعرا وكانهما الوحيدين فى هذا العالم الهادىء..والمياة الناعمة..وقد طلب من القبطان ايقاف الابحار لساعتين حتى يتمكن اربعتهم...من ممارسة السباحة.....
ـ وضعت بعض من الكريم الواقى فوق كفها..وقامت بتدليك كتفيها...وحين همت بوضع كمية منة على ظهرها....اوقفها نيكولا ...دعى الامر لى...اقترب منها ووضع كمية مناسبة اسفل عنقها..وبدا بتوزيعة على..انحاء بشرتها...
ـ سالتة وهى مستمتعة بلمسات يدية الرقيقة....قل لى نيكولا...هل تتمنى ان انجب لك طفلا...!!!..وحبست انفاسها فى انتظار الرد...
ـ قال وهو منهمك بعملة..وهل تريدين انت ان تمنحينى واحدا..؟؟؟
ـ قالت بصوت خافت..انا من سالتك اولا..فاجبنى على سؤالى دون مواربة...!!
ـ تنهد بعمق..وابتعد عنها.. ثم نظر الى المياة وقد اسند راسة على المقعد الذى يجلسان علية..تاركا لها المساحة المناسبة لتاتى وتجلس بجانبة.. فاقتربت منة لتجلس...
حسنا لامى..بلا مواربة..كما تعلمين ان زواجنا ابدى...وانا ابلغ الان الخامسة والثلاثون..وعندى ثروة لا باس بها...بالتاكيد اريد الحصول على طفل ليرثنى...ومن المنطقى ان احصل على هذا الطفل من زوجتى اى منك انت...وللحق..انا انتظرة بشوق كبير...لانة سيكو....
ـ قاطعتة لامار ببرود..لا داعى لمزيد من الشرح..لقد اوضحت وجهة نظرك جيدا..وبلا مواربة!!!!

مايا مختار 06-06-08 12:43 PM


مرحبا بالدبا المصرقعى& جمال
اتمنى انو الرواية تعجبكم
واشكر الباقى على الردود اللطيفة
وراح انتظر باقى الردود العسلل منكم يا عسل
بااااى
موعدنا قريبا ان شاء اللة

الدبا المصرقعه 06-06-08 12:54 PM

تسلمين ياقلبي وتسلم اناملك الذهبيه على هالابداع
ولا تطولين علينا ياقلبي

ننتظرك

رونى على 06-06-08 03:02 PM

مشكوووووووووووووورة بانتظار باقى القصة

الناظر 06-06-08 05:16 PM

اخذت مقطفات من القصه وشكلها روعه ..............


رجاااااااااااااااااااااء لا تطولين علينا


وتسلم الانامل

الناظر 06-06-08 05:21 PM

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> ننتظر

ضحكة الدموع 06-06-08 06:05 PM

بجد

روووووووووووووووووووووعة

بدنا بسرعة البقية

*الدوقة* 06-06-08 06:25 PM

الحقيقة الرواية تجنن ارجووووووكى كمليها لانو انسجمت فيها كثر وعندى امتحان بلييييز كمليها الان هههههههههههههههههههههههههه

hoor 06-06-08 08:06 PM

الرواية رائعة جداً بليييييييييييييييييييييز كمليها بسرعة لأنها من الروايات الجميلة وتسلم أنامك الرقيقة[/COLOR]
:lol:

شوكلاته بالفراولة 06-06-08 09:19 PM

وااااو الروايه اكثر من رائعه بليز التكمله

onge13 06-06-08 10:36 PM

fait vitttttttttttttttteeeeeeeeeeeeeeeee elle tros bbbbbbbbbbbbbbbbbbbéééééééééééééééélllllllllllllllllllllleee eeeeeeeeeeeeeeeeee mmmmmmmmmmmmmmercccccci

تويا سليم احمد 06-06-08 11:05 PM

من اروع الروايات اللى قرأتها ارجوكى كمليها بسرررررررعة رغم انى مقدرة الجهد فى الكتابة وشكرررررا

ضحكة الدموع 07-06-08 12:00 AM

يسلموو هالانامل


بجد روووووووووووووعة كتير

واحساس ولا يوصف

justangel 07-06-08 12:10 AM

really great novel thank u sweety

ضحكة الدموع 07-06-08 12:57 AM

بدنا التكملة بسرعة

وياريت القصة كاملة

مشكووورة

nado 07-06-08 02:29 AM

تسلم ايديكى منتظرينك

munaali 07-06-08 05:59 AM

تسلمي الرواية جميلة جدا جدا جدا

ليزا واين 07-06-08 06:38 AM

بليز التكملة بسرعة

وياريت القصة كاملة

مشكورة

hinata 07-06-08 08:14 AM

مشكورة ياقلبي على هذه الروايه الرائعه
لا طولي علينا بليز

yasmin_port 07-06-08 08:56 AM

بليز التكملة بسرعة

*الدوقة* 07-06-08 12:13 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبى ماريكا كملى الرواية بسرعة بليييييز لنى متشوقة اعرف النهاية

linaroza 07-06-08 12:17 PM

بليز بليز التكميلة بسرعة حرقت لينا اعصابنا الرواية روعة

hassan.zs 07-06-08 12:26 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وينك يا اختي مو شلعتي كلوبنه
حبابه لا طولين اكثر احنه مندمجبن وياج

بنيتي بنيه 07-06-08 01:08 PM

:f63: بليز الروا يه حلوه مر كملي قبل الامتحان:110:

دبس وعسل 07-06-08 01:53 PM

ملكت قلوبنا وعقولنا وعيونا عورتنا من المطالع متى الغالية بتكملين...

ضحكة الدموع 07-06-08 02:44 PM

متى هتنزلى البقية كدا هنسى الاحداث الى حصلت بالفصول الاولى

يا ريت تنزليها كاملة برابط

مكشورة

شجره اللبلاب 07-06-08 02:46 PM

طال انتظارنا يالغالية متى تكملين الرواية

ضحكة الدموع 07-06-08 04:37 PM

ماليكا

يا ريت تنزلى الروايلواحد وهو بيستنى نسى الفصول الاولى

ولك الشكر حبيبتى

hoor 07-06-08 05:02 PM

ماليكا أين أنت؟؟؟؟
لقد شوقتيني إلى بقية الرواية بسرعة أرجوك بسرعة

yasmin_port 07-06-08 05:47 PM

لقد شوقتيني إلى بقية الرواية بسرعة أرجوك بسرعة

البرنسيسة موني 07-06-08 06:55 PM

بليز ماليكا كمليها بسرعة الرواية روعة

yasmin_port 07-06-08 07:09 PM

مشكوووووووووووووورة بانتظار باقى القصة

yasmin_port 07-06-08 07:10 PM

:friends:طال انتظارنا يالغالية متى تكملين الرواية

yasmin_port 07-06-08 07:12 PM

طال انتظارنا يالغالية متى تكملين الروايةhttp://www.liilas.com/vb3/images/flags/Egypt.gif

نولي 07-06-08 07:18 PM

مليكا وينك بليز كمليها الرواية رائعة جدا والبطل بصراحة ولا اروع من كذا الله يعطيك العافية على مجهودك اللي اكثر من رائع ونحنا منتظرينك لاتطولي علينا بليززززززززززززززززززززززززززززززززززززز

nado 07-06-08 07:40 PM

على اقل من مهلك احنا معاكى ومستنينك وشكرا لمجهودك

ملكة القلوب 07-06-08 08:37 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرواية تجنن جداجدا

vueleve 10-06-08 08:01 AM

تم إعادة الرواية اليكم لتستمتعوا بقرآئتها

ريثما يتم تجهيز الكتاب الخاص بها

منى توفيق 10-06-08 01:41 PM

راااااااااااااااائعة

سلمت يداكِ





أسامي الحلوه 10-06-08 01:50 PM

متى بتكلمليها بسرعه T__________T

ضوء الحب 10-06-08 05:14 PM

شكلها روة تحمست اقراها تسلمين يا عسل

عندليب 10-06-08 05:50 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الروايه جميلة جدااااااااااا

yasmin_port 10-06-08 06:09 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الروايه جميلة جداااااااااا

rajaouia 10-06-08 06:14 PM

BRA NKMLHA

rajaouia 10-06-08 06:19 PM

CHO RAIKOM AKML ANA RWIA

مريم1396 10-06-08 07:06 PM

الله يعطيك العافية الرواية جميلة

الحلم انهدمـ 10-06-08 07:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rajaouia (المشاركة 1469362)
CHO RAIKOM AKML ANA RWIA


ياااريت بسرررررررررررررررررررررررررررررررعة اذا عندج كمليها

ما اظن ان في احد بيزعل


لاتطولين حبيبتي


على احر من الجمر ناطرين النهاية :f63
:

imo 10-06-08 08:29 PM

ارجوك كمليها احنا بنستناكي على احر من الجمر بلييييييييييييييييز

darla 10-06-08 08:33 PM

يا هلا و سهلا بالكاتبة القديرة مايا


يسعدنا و يشرفنا انضمامك لمنتدانا


و أهلا بك قلم حر في سماء ليلاس ..


كل الود و التقدير لك .

لارا كروفت 10-06-08 08:47 PM

نحن بالأنتظار :)

بنت الخبر 10-06-08 10:01 PM

واو خيال القصه اجمل روايه قريتها والبطل يجنن ياليت يتزوجني واحد مثله<<<<<<<<<<البنت دخلت جو خخخخخخخخخخخ

بنت الخبر 10-06-08 10:04 PM

متى تنزلين الباقي مايا اي يوم ولاتتئخري بليز

Cheer 11-06-08 12:00 AM

هاااااااااااي مااااااااايا

كيفك وشخبارك

والله اشتقت لك ولكل الصبايا

واخيراً اقدر احط القصة بجوالي

يسلمووو حبيبتي

ويعطيك العافية

roqaia 11-06-08 12:40 AM

:7_5_129: راح نكمليها ولا لا مش راح تكمليها:55::asd:

gagui 11-06-08 01:59 AM

اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااا وين بقية الرواية راح تجيني جلطة

مايا مختار 11-06-08 02:10 AM

عزيزاتى...
سعيدة باستقبالكم الرائع..واسعد لانو روايتى المتواضعة اعجبتكم...
قريبا راح ينزل الباقى لانو جاهز بالفعل
اتمنى لكم السعادة جميعا
فقط رجااااء من الادارة
لست كاتبة قديرة بعد
ارجوكم يكفى فقط لقب الكاتبة مايا مختار!!
انة لقب لم استحقة بعد
اتمنى حقا ازالة قديرة
واشكركم على الاهتمام والتشجيع

monyyy 11-06-08 03:29 AM

يلا بقى كملى الرواية لانها جاااااااااااااااااااامدة موووووووووووووت جدا حلوة خالص انا متشوقة انك تكمليها وربنا معاكى يا قمر

الدبا المصرقعه 11-06-08 09:54 AM

مايا قلبي لا تتأخرين

تصدقين ما قدرت اقراء قصه ثانيه انتظرها تكتمل

وردة الياسمين 11-06-08 09:58 AM

:flowers2:حبيبتي مايا عن جد جمييييييييييييييييييييييييله والبطل رااااااااااااااااااااااااااائع ارجووووووووووووكي لا طولي علينا نحنا بانتظار التكمله على نار بلييييييز يا عسل بسرعه كمليها

:55::55::55::55::55::55::55::55::55:
:friends:

نكهة خاصة 11-06-08 12:01 PM

الله يسعدكـِ كمليها

الف شكر مقدماً

:flowers2:


sema 11-06-08 01:15 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد أهلا وسهلا بك يا احلى مايا كمليها هده جنننننننننننننننننننان تاخرت
كثيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

tavania 11-06-08 02:26 PM

السلام عليكم ورحمة الله bnistanak yahabibti la tawliiii
هههههههههههههههههههههههههه

monyyy 11-06-08 05:16 PM

يلا بقى كملى الرواية علشان مش قادرين نستنى اكتر من كده يا قمر وربنا معاكى ويوفقك يا حبيبى

dali2000 11-06-08 05:19 PM

بالتوفيق مايا والله يعطيكي العافية

AHA 11-06-08 05:24 PM

مايا بليزززززز كملي الروايه
مو معقووووووووول كذا
لازم اعرف النهايه

gagui 11-06-08 06:15 PM

يا جمااعة مايا هووون يمكن راح تحن علينا و تنزل بقية الرواية قولو ااميييييييييييييييييييييييين

سومريات 11-06-08 06:37 PM

رواية مرررررة رائعة
سجلت مخصوص منشانها
انتى كاتبة رائعة
بلللللللليز..لا تتأخرى علينا حبيبتى

sema 11-06-08 07:42 PM

:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63: :f63::f63::f63::f63::f63::f63::f6
3::f63:ممممممممممممممممماييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييا

أسامي الحلوه 11-06-08 09:35 PM

تخيلج نزليها اليوم قبل باااااااااااااجر

بسرعه

بسرعه

ارجوج T___________________T

اميرة الخيال 12-06-08 12:58 AM

رواية حلوة بس قريتها قبل؟؟؟؟؟؟

مرمر2 12-06-08 03:35 AM

ليه شد الاعصاب هذا من اروع اروايات بليييييييييييييييييييييز لا تتاخري علينا

سهاااد 12-06-08 04:32 AM

احم احم

بالنتظااااااااااار

بنت الخبر 12-06-08 05:17 AM

وينك مايا بليز نزليها نسيت الاحداث الاولى خخخخخخخخخخخخخ

نونه0101 12-06-08 02:39 PM

كمليها لوسمحتى بليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز

معلمة انقلش 12-06-08 04:35 PM

مااااااااااااااااايا كمليها بلييييييييييييييييييييييييييز
روايتك رووووووووووووووعه تدل على ذوقك الرائع بجد

monyyy 12-06-08 05:09 PM

كمليها يلا بقى بالله عليكى

hoor 12-06-08 09:17 PM

شكراً جزيلاً لكم على تنزيل الرواية وشكراً لك اختي مايا على كتابتها واتمنى لك المزيد من الكتابات

بنت الخبر 13-06-08 06:05 AM

لو سمحتي مايا ممكن اعرف اي يوم بتنزلين الروايه وبسرعه عجلي اذا امكن وشكرا

fafa77 13-06-08 11:47 AM

لو سمحتي مايا ممكن اعرف اي يوم بتنزلين الروايه وبسرعه عجلي اذا امكن وشكرا

مايا مختار 13-06-08 12:11 PM

هاااااى
كيفكم...
اسفة جدا على التاخير
للللللكن..ان شاء اللة الرواية راح تكون موجودة كاملة..اليوم او غدا على الاكثر
بانتظار ردودكم..وتعليقاتكم

sasa sasa 13-06-08 03:27 PM

انا بانتظاااارك
مليت :)
لا تتأخرى مايا بليز

نونه0101 13-06-08 04:09 PM

ممكن تنزليها ارجوكىيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييي وشكرا

الجوكنده 13-06-08 05:14 PM

الروايه ما ادري كيف اقول بس لوفي كلمه تصف اكثر من كلمة روعه ممكن استخدمها

اتحرى التكله وكلي شوق للنهايه اتوقعها جميله

الله يعطيك العافية وشدي حيلك قلوبنا بين يديك

عويش 13-06-08 05:22 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يخليج لا تطولين علينا

الزهرة 13-06-08 07:15 PM

يارب ما طول لانها رووووووووووووووووووووووووووعة عنجد يامايا مختار انك رائعة بتنزيل هذه الرواية ...اللة يخلك ما طولي علينا:55::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyf f8:

أم سيف 13-06-08 08:15 PM

روايه اكثر من روعه الله يعطيش العافيه بس لاطولي علينا

جاكلين 13-06-08 09:14 PM

ياليل مااطولك
لو سمحتي مايا ممكن اعرف اي يوم بتنزلين الروايه وبسرعه عجلي اذا امكن وشكرا

sall 13-06-08 10:42 PM

مشكورة اختي على الراواية رووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة بس الله يخليكي وين التكملة لك القصص الحلوة بتكمل بطلوع الرووووووووووح طلعت روحنا دخيلك نزليها

hamasat2010 13-06-08 10:52 PM

حرام عليكم والله احنا منتظرين التكملة سريعا وشكرا علي المجهود

vueleve 13-06-08 10:54 PM

يا بنات لا تضغطوا على مايا

الرواية من تأليفها على فكرة

و غير كده هي راح تنزلها اليوم أو بكرة على هيئة كتاب

و كمان الجزء الأخير منها مكتوب

لا تستعجلوا

مايا مختار 13-06-08 11:27 PM

تم تنزيل رابط للرواية على شكل كتاب
بمنتدى روايات احلام
اتمنى لبكم قراءة ممتعة

http://www.liilas.com/vb3/showthread...24#post1475524

الناظر 14-06-08 05:31 AM

شكرا مااااااااااااااايا:55::flowers2:



الروايه رووووووووووووووووعه


:rdd12tf:

عشقها الحب 14-06-08 05:54 AM

الروايه شكلها جونان يسلموا ياقلبي

sasa sasa 14-06-08 08:30 AM

روعه الروايه فعلا مايا
تسلم ايدك يا قمر

مريم1396 14-06-08 10:46 AM

معليش مايا الرابط مو راضي يفتح معايا

sasa sasa 14-06-08 03:08 PM

مايا كمليها هنا بلييييييييييييييييييييييييييز

الرابط مش شغال عندى

هتجنن عشان اكملها بلييييييييز مايا

monyyy 14-06-08 03:50 PM

بجد الرواية اكتر من روعة ربنا يحميك يا رب

linaroza 14-06-08 04:25 PM

بليز بليز مايا كملي الرواية من زمان مشفت واية بهدا الروعة رغم انها اتلفت اصابى بسبب انتطار التكميلة للاسف الربط موشغل عندي بليز متتاخري علينا بتكميلةعن جد جدا انحنى لك اعجابا وتقدير بهده التحفة الادبية بل من روائع الاداب الرومانسى ومرسي كتيرا

gagui 14-06-08 04:30 PM

الرابط ما رضي ينفتح معاي بليز كمليها

نونه0101 14-06-08 11:02 PM

ممكن بليز تكمليها الروايه فعلا حلوه بليز :f63: :f63: :f63:

roqaia 15-06-08 12:46 AM

:asd::asd::asd::asd: بليز مايا ممكن تكمليها لانى مش عارفه ازاى ممكن راح اقراها عن طريق الكتاب والبرنامج اللى بيحول الى الكتاب مش عارفه اجيبه منين مايا بليز بليز :f63: :f63: :f63: :f63: :f63: :f63: :f63: :f63:

جاكلين 15-06-08 11:44 AM

اذا ممكن
بس نزلي الاجزاء الباقية مصورة مو كتابة
شكراااااااااا
انا البرنامج موجود عندي بس مااعرف كيف احولها

البرنامج اسمو
peer2mail
ممكن تشرحولي كيف احولها:f63:

onar_2000 15-06-08 02:03 PM

ارجوكى يا مايا حاولى تكملى الرواية بسرعة لانى هتجنن عليها ومش عافة احملها كتاب ازاى اصلى لسسة مبتدءة

gagui 15-06-08 04:39 PM

ana malit al intizar rah asrif nazar 3al mawdou3 bye

onar_2000 15-06-08 11:16 PM

يارب يا مايا تكملى الرواية بسرعة اصل انت مش عارفة احنا حالتنا عاملة ازاى

مايا مختار 16-06-08 01:38 PM

يااااااا جماعة
قدرو ظروفى
لما الرواية نزلت كتاب
خلاص
ما فى داعى لتنزيلها كتابة..حتى لا تنسرق بالنسخ وتنسب الى شخص اخر
ارجوكم حاولوا تنزلوها كتاب
الموضوع مش صعب
وفيى اكتر من رابكبط فى الموضوع الاخر
لكن على كل حال راح انزل الاجزاء المتبقية هنا
واماااااااانة على كل من يقرأ الرواية...عدم نسخها
ولو هينسخها لا مفر..توضيح انو الرواية باسم الكاتبة الاصلية
حتى لا يضيع مجهودى ..لان دة هيكون حراااااام
انتو حريييييين
انا اوضحت وخلاص
وانتو وضميركم

مايا مختار 16-06-08 01:43 PM

بقية الفصل العاشر


تركتة وقفزت الى المياة الباردة..تسبح لمسافة بعيدة.. تريد ان تهرب مما سمعتة..تريد للكلمات ان تختفى من راسها..دون ان تشعر انها قد ابتعدت كثيرا...حتى لحق بها..وامسك بذراعها يجذبها نحوة...صارخا بعصبية...ما الامر يا امراة...هل جننت..الا ترين انك ابتعدت كثيرا...ماذا لو حدث لك طارىء ولم نشعر بك...
ـ التفتت الية ببرود...وهل يهمك حقا ان حدث لى شىء...اوة..نسيت اننى من ستنجب لك وريثا شرعيا..بالطبع تخشى على...على..ان تفوتك فرصة الحصول علية..ان حدث لى مكروة...جذبت يدها منة بعنف تسبح على ظهرها..دون ان تلتفت الية...
ـ اقترب يسبح بجانبها...ظل صامتا لفترة..ثم اعتدل و امسك بها يحتضنها...ما الامر..لم اصبحت عصبية فجاة...الا يحق لى ان اقلق عليك..لقد اصبحت زوجتى..مسؤلة منى...من الطبيعى ان اكون حريصا على حياتك..وحياة طفلى القادم..الم تفكرى انة من الجائز ان يكون الان ..فى احشائك طفلا..بدا فى النمو...
ـ نظرت الية واومات براسها بلا معنى..قائلة فى خفوت..ربما..نيكولا...ربما...
ابتسم لها بحنان قائلا..تلك فتاتى المطيعة...عانقها بهدوء ولم تقاومة..بل غلبتها مشاعر حبها ..وبادلتة عناقة الحميم بلهفة وشوق...ابتعدت عنة بعد فترة قائلة...نيكولا!!!..نحن فى المياة..لا تنسى...
ـ جذبها الية بمكر...لم انسى..ولكن ليكون البحر شاهد وقال بارتباك على..على؟؟!!...ثم اقترب منها هامسا.. علينا!!!!..تعالى هنا!!!!
*********************************
اجتمع اربعتهم على الغذاء وكانت الساعة قاربت الواحدة ظهرا...جلسوا على السطح...تحت المظلة الكبيرة...بعد ان فتحها النادل لتظلل المكان من شدة الحرارة...كان الطعام مؤلف من الباستا بالصلصة الحارة..وكرات اللحم المشوية بالبصل والثوم..والسلطة الخضراء..مع شراب العنب المثلج...اكل الثلاثة بشهية..عدا لامار التى بدت شاردة الذهن وقت الغذاء..ولم تاكل الا القليل....
ـ قالت صوفى باهتمام..ما الامر لامار..انك لا تاكلين بشهية..هل انت متعبة..!!؟؟
ـ انتبهت على سؤالها واكتشفت انها تحرك طعامها فى الطبق دون ان تاكل..اوة..لا شىء..ربما التقطت معدتى بعض البرد..اشعر ببعض الدوار..ولكنها كانت تخفى الحقيقة..لقد انقبض قلبها من التاكيد الذى قالة نيكولا عن رغبتة بالحصول على طفل منها..وبسرعة متحججا..
بانة اصبح كبيرا كفاية حتى يبدا فى التفكير بوريث يحمل اسمة واسم عائلتة..دائما هى حمقاء..
سالت..وهى تتمنى ان تكون الاجابة ..كما كانت ترجو ان تكون...ان عواطفها لا تريد الاستسلام لحقيقة العلاقة بينهما..تامل دائما ان تكون على خطا رغما ما سمعتة باذنيها..هى غبية..عنيدة...استسلمى للامر الواقع..لا تحلمى بالمستحيل..!!
ـ سمعت نيكولا يقول...ربما انت فى حاجة للراحة حبيبتى..!!...تعالى لننام قليلا...اننا لم ناخذ كفايتنا من النوم منذ ثلاثة ايام..!!..هيا...
ـ اومات براسها موافقة..لقد كان محقا فى هذا ..كانت تشعر بصداع رهيب..يفتك براسها...حسنا نيك..ساتى معك لارتاح قليلا..هيا بنا..
ـ قال ستيفن بدعابة..اوة..لا داعى لتبرير موقفكما..انة شهر العسل المفترض ان تكونا فية وحدكما..وها نحن الان دخلاء عليكم..اذهبا لبعض الخصوصية دون تبريرات واهيةارى الشوق فى عيونكما واضحا..هيا!!.وغمز بعينة لصديقة..اتمنى لك وقتا سعيدا يا صديقى..اعلم جيدا كم كان شاق الوصول اليها..ولكنك خضت المعركة بنجاح منقطع النظير..وحققت ما تريد...اهنئك على انتصارك؟؟؟
ـ قالت صوفيا بابتسامة بريئة حائرة...ما الذى تقصدة ستيف...ما حكاية تلك المعركة..وكيف انتصر فيها؟؟
ـ اجابها ستيفن ببساطة..ساخبرك لاحقا...دعيهما الان ..لا تعطليهما عما ينويانة...والا ستكون العاقبة غير لطيفة..اعرف نيكولا جيدا...
ـ قال نيكولا مقهقها ...سىء ان يكون لديك صديق يعرفك جيدا..ويحفظ كل خطواتك عن ظهر قلب..!!
تصنعت لامار عدم الانتباة لتلميحات ستيفن..والتى تؤكد كل المعلومات التى حصلت عليها..وسارت بجانب نيكولا لا مبالية..وكان شيئا لم يكن..ولكن حينما اصبحا وحدهما...لم تستطيع ان تلجم لسانها..فسالتة فجاة وبلا مقدمات...حين كان يهم بالنوم بعد ان اخذ حماما سريعا...وقد سبقتة هى الى السرير بعد حمامها...
ـ ما الذى كان يقصدة ستيف...من حديثة قبل دخولنا الغرفة ..اى معركة..واى انتصار...هل هناك ما تخفية عنى نيك...؟؟!!
ـ التفت اليها مرتبكا..بالطبع لا يوجد ما اخفية..انت فقط لا تعرفينة..يحب المزاح ..واضفاء الاثارة والغموض على مواضيع لا تستحق...صدقينى..لا يوجد ما يمكن ان يصيبك بالازعاج..لا اسرار ..ولا معارك...اطمانى ونامى..انة مزاح..ولا شىء اخر..فقط مزاح..برىء...
ـ تنهدت بمرارة قائلة..اتسائل احيانا نيكولا..ان كنت تخفى عنى شيئا..تخشى ان اعرفة...هل هنالك شىء تخاف معرفتى بة...اجبنى نيكولا ..ارجوك!!
ـ هز راسة باصرار..اعدك ان لا شىء يستحق هذا القلق منك...بالمناسبة..ثوب النوم الابيض هذا رائع عليك..
ـ قالت بياس..تهرب من اسئلتى دائما..انت ..كاذب..لا اصدقك..ولن اصدقك ابدا..!!
ـ اقترب منها هامسا..ابدا ..ابدا؟؟؟
بالمناسبة...هل مازلت تشعرين بالنعاس...لقد جعلت بثرثرتك النوم يطير من عيناى..وانت تعلمين جيدا ان.....من يوقظ النمر...يجب ان يتحمل العواقب...جذبها الى صدرة بقوة...غامرا ايها بعناق ملىء بالمشاعر الجامحة...غابا فية كلاهما عن الزمان والمكان....وكل خلية من خلاياها..تصرخ..احبك نيكولا...احبك.........................!!!!!!!..
ولكن لخوفها..لم تترجم عواطفها لكلمات يستطيع سماعها....برغم انها كانت ترى فى عينية للحظات وميضا غريبا يلمع..حين تنادية باسمة وهى بين ذراعية..او تنهيدة تصدر منها رغما عنها حين تعصف بهامشاعر شوقها ولهفتها الية.....ولكنها سرعان ما تخبو وتختفى تاركة اياها للحيرة والعذاب ...
اقترب اليخت من كالابريا وكانت الساعة قاربت التاسعة والنصف مساء...اعلمهم القبطان باقتراب الوصول للميناء..فبداؤا بارتداء ملابسهم للذهاب لمزرعة كالابريا..الموجودة باقليم كوستانزا..جنوب ايطاليا..
ـ ارتدت لامار بنطال جينز وقميصا حريريا باللون الوردى اللؤلؤى باكمام قصيرة تصل لاعلى كتفيها وقد ربطت شريطا حريريا حول راسها..تاراكة شعرها مسترسلا خلف كتفيها..مع حذاء بنفس لون القميص عالى الكعبين..
وارتدى كل من نيكولا وستيف بنطالين من الجينز الازرق الغامق...وقميصين قطنيين باللون الابيض...اما صوفى.!!!
فقد ارتدت فستانا باللون البرتقالى دون اكمام ضيق يوضح تفاصيل جسدها الممشوق وهو قصيرا لاعلى ركبتيها ..تزينة زهرات وردية باللون القاتم حول دوران الصدر!!....وارتدت فى قدميها صندلا بلون زهرات الفستان..من الخشب عالى الكعبين...كانت تفيض بالاثارة والفتنة...متيحة لنظرات عينى ستيف ان تلتهما باعجاب ورضى...
ـ هبطوا على ارض الميناء..فوجدوا سيارة ليموزين..تنتظر وصولهم ..لكى تقلهم للمزرعة..فتح لهم السائق ابوابها ..واستقلها الاربعة... يملؤهم الحماس لرؤية مزرعة الكروم وطبيعتها الخلابة...
كانت الطريق طويلة تستغرق ساعتين...فاسترخوا فى مقاعدهم بنصيحة نيكولا..حتى لا يصيبهم الارهاق والملل... كانت لامار تامل بالحصول على ايام رائعة بقرب زوجها تحملها معها فى حقيبة ذكرياتها...برغم انقباض فى قلبها..لا تعرف سببا واضحا لة....
ـ قطع الصمت الهادىء والهمسات الخافتة بين الخطيبين ...ضحكة نيكولا المتعجبة ..يسال صوفى ....هل انت دائما هكذا صوفى...تختارين ملابس مدمرة...مساكين هؤلاء المزارعين..حين افكر بحالتهم عند رؤيتك مرتدية تلك الملابس..واتجة بحديثة لستيف..انا لا ادرى يا رجل..كيف تحتمل نظرات الناس اليها...اموت لو نظر احد لزوجتى نظرة لا تريحنى...واشعر اننى ساحطم وجهة...كيف تحتمل انت ذلك....؟؟!!
ـــ تنهد ستيف بهدوء مبتسما...يا عزيزى..انا احب تلك المراة..وكما هى..ربما ما جذبنى اليها طبيعتها المتحررة وجراتها الشديدة فى اجبار من حولها على احترام رغباتها...لا يهمنى نظرات من حولى..فلتاكلهم الغيرة..
اقترب منها محيطا كتفيها بذراعة....انها لى ...لى وحدى...لا يهمنى غيرها..ولا يهمنى سوى سعادتها!!!
ــ قالت صوفيا برقة تنظر لخطيبها ...حين تحب نيكولا..لا تفكر بتغيير من تحب..انك تحبة كما هو...تتغاضى عن عيوبة...بل فى بعض الاحيان..تعشق تلك العيوب...وتلك هى حالتنا..احبة كما هو رغم هدوئة..ورزانتة..ويحبنى كما انا..بجنونى وصخبى..ليس على ان اشرح لك..فبالتاكيد ما نشعر بة..هو نفس مشاعركما..انت ولامار..اليس كذلك؟؟!!
التفتت الية لامار منتظرةاجابتة..وقد التزمت الصمت طوال الطريق...مترقبة ملامح وجههة ....
التفت لها بدورة قائلا وعيناة تحملان نظرات غامضة..تلمع ببريق غريب....!!
ــ ان ما بينى وبين لامى..هو فوق كل ما يمكن من توقعات...ان ما بيننا..نيران متاججة..تشتعل محرقة كلانا..ان ما بيننا..جحيم رائع...عشقى لها ....يسرى مع سريان دمى...لقد ادمنتها...صرت اتنفسها... لكى اعيش..لا اعتقد ان بامكانى الحياة دونها..بل اؤكد انها اذا حدث وابتعدت عنى..سافقد الرغبة فى الحياة نفسها....ورفع يدها ملثما باطن كفها بحميمية دون ان يرفع عيناة عن عيناها....
ــ ساد الصمت السيارة...نظرات صوفى المبهورة..وستيفن وكانة يعلم تماما صدق قول صديقة..ولامار....
لامار التى تخنق الدموع عيناها..ولا تقوى على ابعاد عيناها عن عينية... تغمرها الحيرة..كيف يستطيع ان يكون مقنعا بهذا الشكل...انة العذاب!!!..
ليتها لم تسالة..انة بقولة يرمينى فى متاهات واسعة..انا لا افهمك نيكولا..ارجوك..لا تعطينى املا اتطلع الية مرة اخرى..لم اعد استطيع التحمل...ربما تكون تلك الفرصة الوحيدة التى ستسمع منى فيها تلك الكلمات!!!.كسر الصمت صوت صوفيا قائلة..نيكولا..ان ما قلتة اروع ما سمعت..كنت اعرف بالعاطفة بينكما..ولكننى لم اتوقع ابدا مدى عمق تلك العاطفة...كم انا مرتاحة الان..لاننى اطماننت على لامار..لقد وجدت اخيرا من يستحقها....!!!...كم هو رائع ما بينكما لامى.....
ــ التفتت اليها لامار تقول بصوت مختنق..بل انا هى المحظوظة صوفيا...انا من يغرق فى حبة حتى اذنى..ولا اريد ان ينتشلنى احد من الغرق....اعقبت قولها بابتسامة مرتعشة ثم ادارت راسها تشغل نفسها بمراقبة المناظر المتلاحقة على الطريق....
ــ اقترب منها نيكولا هامسا بسخرية مريرة...تملكين موهبة رائعة فى التمثيل...لقد اوشكت ان اصدق...تمثلين دورك ببراعة...التفتت الية تنظر وقد غلفت قلبها برودة كلماتة...تقول...انت ايضا...لا باس بك...ابدا؟؟؟؟
ظل الجميع ملتزمين الصمت حتى سال ستيفن سؤال ..اسرى الرعشة فى قلب لامار...!!
ــ هل مازالت والدتك وخالتك فى مزرعة كالابريا...ام سافرا الى مزرعة جوادا اورسينو...فى اليونان؟؟!!
ــ قال نيكولا عاقدا حاجبية....لا اعتقد بانهما فى المزرعة ..امسك جبينة بذعر..اللعنة...لقد نسيت انهما يفضلان البقاء فيها وقت الحصاد..كيف نسيت هذا الامر؟؟!!....
لقد اعتقدت انهما غادرتا الاحتفال متجهتين الى اليونان...لم انتبة ابدا لامكانية عودتهما الى المزرعة...
ــ قال ستيفن مداعبا..اننى اعذرك يا صديقى..من يكون مثلك غارقا فى الحب حتى اذنية..و فى شهر العسل..بالتاكيد يجب ان ينسى كل من حولة..ولكن على كل حال..لم يحدث ما يزعجنا...ان المنزل فى كالابريا..كبير و ضخم ..ملىء بالغرف الفارغة...التى تتوسل من يسكنها..اذن لا مشكلة!!
ــ قال نيكولا بصوت عميق مشوب بالقلق..معك حق..لن يحدث اى مشكلة...ساحرص على ذلك بنفسى..!!
انتحبت لامار فى صمت..لا يمكن..انها كارثة..لم اتصور حدوثها..وكأن ذلك ما كان ينقصنى..ان انام تحت سقف واحد مع اكثر امراتين يكنان لى الحقد والكراهية...يا الهى..اما لهذا العذاب من نهاية...ستكون اياما عصيبة؟؟!!....لا ادرى ما تحملة من كوارث....؟؟؟؟..تنهدت مرتعشة واضعة يدها على قلبها تخاف ان يندفع من صدرها لشدة القلق والرعب...!!!!
ولكنها وبرغم كل شىء.... يجب ان تعترف بانها شعرت بالفخر والسعادة عند وصولهم الى المزرعة...وذلك منذ اللحظة التى توقفت فيها السيارة امام البوابة الحديدية الضخمة التى تحمل لافتتها اسم...مزرعة كالابريا...
برغم ان المزرعة باقليم كوسنزا بكالابريا جنوب ايطاليا...الا ان نيكولا اختار كالابريا كاسم لمزرعتة...
وقد زينت البوابة برسوم لاسود تحمل بين اسنانها عناقيد الكروم...كان طلائها باللون الاسود...ولكن ذلك لم يمنع من رؤية التفاصيل الدقيقة للرسوم المحفورة عليها..وذلك بفضل الاضائة القوية التى وضعت فوق البوابة وعلى جانبيها .....
اوحت تلك الرسوم بمدى صلابة مالك المزرعة...وقوتة..وتصميمة فى الحفاظ على ما يمتلك...وقدرتة على حماية تلك الاملاك.......
قالت لنفسها متعجبة حين نظرت من نافذتها متاملة رسوم االبوابة الحديدية...
دائما!!..اجد تاثيرك نيكولا فى كل ما حولى من تفاصيل ...حتى وان كانت تفاصيل صغيرة تافهة....انك تملا المكان...حاضرا كنت...ام غائبا..وكأن مزرعتك ستنطق لتعلن عن انتمائها اليك!!!!....
ــ استقبلهم حارس البوابة بخروجة من الكابينة المخصصة للحراسة...وعلى ثغرة ابتسامة مرحبة ودودة...ينظر لنيكولا بتقدير واحترام...وقد انزل الاخير زجاج نافذتة ليستطيع سماعة والتحدث الية...
ـ قال نيكولا بابتسامة ودودة...مرحبا..كيف حالك اندرو....
ـ انحنى الرجل بادب يرد علية...بخير سنيور...سعيد لعودتك الينا سالما...
ــ اشكرك اندرو...كيف الاحوال هنا...هل السيدة الكبيرة مازالت هنا؟؟؟؟...
ـ اوما الرجل براسة مؤكدا...نعم سنيور السيدة فيوريلا والسيدة فرانشى ايضا...تعلم اصرارهما على البقاء وقت الحصاد...انة موسمهما المفضل!!!...
ـ تنهد نيكولا باحباط..اوة..نعم..اعلم..جيد اندرو..جيد!!!...افتح البوابة من فضلك.....
ــ اقترب الرجل من النافذة يقول بتلعثم...حالا سنيور..ولكن اريد ان اخبرك شيئا...
ـ سال نيكولا باهتمام..ما الامر اندرو؟؟..هل هناك مشكلة..
ـ اجاب الحارس ..لا لا..سنيور..لا مشكلة ابدا...فقط اردت اخبارك ان كل المزارعين والعمال اصروا على استقبالك انت والسنيورة رغم تاخر الوقت عندما علموا بميعاد قدومك الليلة..وقد حاولنا اثنائهم عن انتظارك..ولكنهم اصروا على استقبال السنيورة لتهنئتها بالزواج...لذلك اردت ان اعلمك قبل ان تفاجا بهم فى استقبالك قرب بوابة القصر...
ــ ابتسم نيكولا بسعادة...لا باس اندرو...ساكون سعيدا برؤية الجميع...لا تقلق...اشكرك اندرو....
ــ العفو سيدى...هل تسمح لى بتهنئة السنيورة؟؟
ــ اقتربت لامار مبتسمة تتطلع الية من نافتها...مرحبا اندرو!!
ــ انحنى الرجل احتراما ورفع عينية مبتسما اليها فائلا بسعادة...اهنئك سنيورا على الزواج...واتمنى لكما السعادة الى الابد...لقد احسن سيدى الاختيار...سوف تضفى سيدتى على المزرعة مزيدا من السعادة بقدومها الينا!!
ــ اجابتة لامار بود...اشكرك اندرو..سعيدة بلقائك...
ــ قال الرجل بوقار...بل السعادة لى انا سيدتى...باذنكما...ساذهب لفتح البوابة...
اغلق نيكولا النافذة والتفت لستيفن الذى يضحك مقهقها....
ــ قال ستيفن مغيظا نيكولا...يبدو انك اوجدت لنفسك اول المعجبين بلامار..ومن يدرى ..البقية تاتى لاحقا...
ــ فال نيكولا من بين اسنانة...اعلم جيدا انها ستحدث كارثة بين المزارعين...بل ربما ثورة...يطالبون فيها باستيراد نساء جديدة من خارج المزرعة...حرك راسة بياس...اخشى حقا من ان افقد اعصابى واخسر عمالى .....
ــ قالت صوفيا ضاحكة..من فضلك نيكولا..لا تنسى وجودى انا ايضا...بل يجب ان تقلق كثيرا من تواجدى هنا...ربما احدث انقلابا..وليس ثورة فقط...فلا تسقطنى من حساباتك...احذرك!!!!
ـــ قال نيكولا يرفع يدية باستسلام...اوة...لا..يبدو اننا وقعنا فى مصيدة من النمور المتوحشة....
ــ قال ستيفن ينظر لصوفى ...تحدث عن نفسك فقط...انا سعيد بما وقعت فية ...واقترب من صوفى قائلا بمكر...بل اريد ان اسجن مع نمرتى ذات النمش فى قفص واحد الى الابد...ولا مانع من البدء بالعقوبة من الليلة...غمز بعينة لصوفى مداعبا...
ـ التفت نيكولا للامار..ما رايك لامى...هل نسمح لهما بالبقاء معا هنا فى قفص واحد؟؟؟؟
ــ التفتت الية لامار منتبهة تتلعثم...عفوا...ماذا قلت؟؟...لم اكن منتبهة!!
ــ اجاب نيكولا...يبدو انك لست معنا هنا...اين ذهبت بافكارك هذة المرة؟؟
ــ ابتسمت برقة...ليس بعيدا جدا...كنت فقط افكر...كم يبدو لى انك محبوب هنا؟؟؟....
ــ قال ستيفن...بل انتظرى حتى ترى بنفسك الاستقبال الحافل..وستعلمين عندها كم يحبونة هنا...بل انهم فى بعض الاحيان ...اشعر بهم يعاملونة كوالدهم ان كانوا اطفالا...او كابنا لهم ان كانوا نساء...او....وسكت يغيظها...او...كفارس احلامهم ان كن فتيات....

ــ قالت لامار بلا مبالاة....ربما هو الخوف....لا الحب....المال دائما لة سطوة وقوة...لا استبعد ان يكون الخوف هو ما يشعرونة نحوة!!
ــ نظر اليها نيكولا بلا انفعال... فقال ستيفن بثقة...انتظرى ....وسترين بنفسك.....هل هو الخوف...ام الحب!!!
ـ رفعت كتفيها بتصميم وعناد...دون ان ترد وكانها تصر على رايها وتتمسك بة....التزم الجميع الصمت بعد مرور السيارة للبوابة الحديدية...ودخولها الى الطريق الطويلة المؤدية لقصر كالابريا.....
اجتذب الجميع المنظر الساحر الذى استقبلهم على جانبى الطريق...كان الصمت يلف السيارة من حولهم..الا من بعض اصوات حشرات الليل...وصوت الماء المترقرق والذى لم تستطيع ان تتبين لامار مصدرة...بسببب الظلام...ظهرت فراشات الليل المضيئة تحوم فوق عناقيد الكروم الممتدة على طول الافق البعيد فى منظر ساحر نادر...وقد ملا المكان عبق التربة وندى العناقيد.....مع رائحة الكروم المميزة....وزهرات البنفسج والصنوبر..بمزيج عطرى ساحر....
شهق كل من صوفيا ولامار مشدوهتين بالمنظر الرائع....
ــ قالت صوفيا بانبهار...اوة..لم ار فى حياتى مشهدا بتلك الروعة...وكان الكرمات مزينة بحبات من الماس الاصفر...ان الطريق المؤدى الى القصر...تغمرة الومضات على الجانبين ...انة ساحر ....
ــ قالت لامار بنفس الحماسة...نعم نيكولا..انة رائع فعلا...لم اكن اتوقع رؤية شىء بهذا الجمال...
ــ امسك نيكولا يدها بحنان مشيرا بيدة الاخرى الى امتداد الطريق قائلا بفخر...انظرى لامى...ان الطريق الذى نسير فية الان نسمية طريق النحل...اتعلمين لماذا...؟؟...هزت راسها مبتسمة....لا..
اننا نسمية طريق النحل...لانة عند تفتح اولى زهرات الكروم قبل اثمارها...تجتذب رائحتها النحلات من كل مكان...فيطير النحل عابرا من البوابة طائرا على امتداد الطريق ثم يبدا فى التفرع تبعا لتفرعات الارض المزروعة منتشرا فى كل مكان ...ليمتص رحيق زهرات الكروم...وقد بنيت لة خارج حدود المزرعة ...خلايا عديدة لنحصل منها على العسل الذى تنتجة تلك النحلات..من زهرات الكروم والنرجس والصنوبر ..لذلك هو طريق النحل....
ــ ابتسمت لامار برقة تقول...هنا..كل شىء ساحر!!!...حتى ادق التفاصيل...انا لم اتخيل انك تملك الارض خارج البوابة الحديدية...وليس ذلك فقط...بل انك تستغل كل ما تملكة لتحولة لشىء رائع جميل...تماما كما اخبرتنى من قبل...انت عاشق لكل ما هو جميل نيك...وعلى عكس ما قلت ...انة ليس من مساوئك ابدا...بل انة من اروع الاشياء فيك!!!!
ــ رفع يدها الى شفتية ملثما باطنها بحميمية..ورفع اليها عيناها هامسا....رايت تلك المشاهد مرارا من قبل...ولكننى لم اشعر بروعة ما املكة...الا حين رايت عيناك الجميلتين تطل منهما نظرات الاعجاب بها....انت من جعلتها ساحرة فى عيناى لامى.....!!!!!
نظرت الية دون ان تقوى على ابعاد عيناها عن عينية...كيف لا تحب رجلا مثلة...انة رجل يجبرها كل لحظة...على احترامة...وحبة...يسلبها ارادتها فى ان تقرر...فى ان تفكر....لقد ضاعت ....وما احلى هذا الضياع....كم تتمنى ان يتلاشى كل ما حولهما....وان تطرد الاشباح البعيدة التى تطل بروؤسها من الماضى...ليبقى فقط حبها الية.....!!!
امنيات...امنيات بعيدة...مستحيلة...ربما ايضا لا يقوى على مسامحة نفسة لانة كان احدى اسباب الحادثة المشؤومة...كثير من الحواجز تفصل بين قلبيهما...وبالرغم من انها استطاعت هى اختراقها...لكنة وبالتاكيد...لا يقوى هو الاخر على تحطيمها مثلها....سيبقى دائما...حبها الية...تحت رحمة الماضى الاليم....
هربت من عيناه دون ان تجيب على همساتة التى زادت من نيران شوقها وحبها.....لتنظر الى الطريق الطويل وقد بدات بعض اضواء المشاعل...تظهر من بعيد...وخيالات لاضواء القصر تتلالا عند امتداد بصرها...فوق ربوة عالية..تتوسط ارض المزرعة الساحرة....
ــ سالت صوفى متعجبة....ما هذة المشاعل التى تتلالا من بعيد؟؟؟!!
ــ قال ستيفن ضاحكا...الم اقل لكم..انة الحب ...ان عمال المزرعة من نساء واطفال ومزارعين...يقفون لاستقبال نيكولا وعروسة الجديدة...ليهنئوة بانفسهم على الزواج...
ــ هز نيكولا راسة مبتسما...لا اصدق كيف استطاعوا السهر لهذا الوقت المتاخر...ان الساعة تجاوزت الواحدة
واعلم جيدا كيف يكون العمل مرهقا طوال النهار!!!!
ــ التفتت الية لامار بحدة قائلة...الم اقل لك...انة الخوف...انهم مجبرون على تقديم فروض الطاعة والولاء...المساكين يحتاجون الى الراحة...ولكنهم فضلوا استقبالك اتقاءا لغضبك.....
ــ اجابها نيكولا بسخرية مريرة...انا لم اكن يوما رجلا ظالما...يبطش بمن حولة...اذا لم ينتظرونى حبا لى...فانا لا اريد استقبالهم ..مهما كان مليئا بكلمات النفاق والمجاملة...
وانا على يقين تام بجقيقة مشاعرهم...شئت ذلك ام ابيت...
قالت لنفسها...غبية...تتفوهين دائما بالحماقات منذ ان التقيتية...لم تكونى من قبل هكذا....هزت راسها بحنق...لم اكن اعلم ان الحب يصيب العقل بالبلاهة!!!!!
ومع اقتراب السيارة من انوار نيران المشاعل ...تعالت الهتافات من كل مكان مطالبة بفتح النافذة العلوية للسيارة..
وبالفعل قام نيكولا بتلبية مطلبهم وخرج من النافذة يستقبل اصوات الهتاف والترحيب من العمال والمزارعين على جانبى السيارة....كانت الاصوات مختلطة ما بين نساء واطفال ورجال....صياح وهتاف ...يهنئونة بالزواج ويتمنون لة التوفيق...ثم التقطت اذناها هتافات تطالب برؤية العروس لتهنئتها!!!
انحنى بعدها نيكولا لداخل السيارة يخبرها برغبة المزارعين لرؤيتها...
ــ قال بحزم امرا...هيا اصعدى الى سقف السيارة..انهم يطالبون برؤيتك...واحذرك!!..كونى لطيفة معهم..وارتدى قناع العروس السعيدة...لا باس...تحملى القليل من النفاق لاجلى....!!
ــ نظرت الية لامار بنظرات تفيض ندما...وقالت بصوت لم يكد يصل لمسامعة...انا اسفة نيك....لم اقصد...احيانا اكون بلهاء حقا...سامحنى؟؟؟
ــ ارتفع حاجبية دهشة يقول...لا يمكن...اسمعك تعتذرين لاول مرة....ولكن للاسف ليس المكان ولا الوقت مناسبين للاستمتاع بسماعك وانت تعتذرين!!!...هيا الان...الجميع فى انتظارك....
امسك بيديها يساعدها على الخروج بجانبة من النافذة العلوية...واستقبلها الجميع بالتهليل والسعادة...وسمعتهم يطالبون نيكولا بان يقبل العروس امامهم قبل ان تسير السيارة مرة اخرى نحو القصر....
وبالفعل استجاب نيكولا لمطلبهم وقام باحتضانها امام الجميع بسعادة معانقا اياها بلهفة وشغف...دون ان يعى لارتفاع اصوات التهليل والتهانى من حولهما..اكثر من السابق!!!!
قام السائق بتحريك السيارة ببطء حتى بدات الحشود تتفرق شيئا فشيئا....وقد ودع نيكولا الجميع باشارات من يدة وقبل ان تبتعد السيارة عن مرأى المزارعين...القت سيدة عجوز بكيس من القماش المنقوش بالوان صاخبة نحوهما...صائحة!!!...انة للعروس الجميلة من اجل الاحتفال!!!..شكرها نيكولا باشارة من يدة قائلا...شكرا مارجريتا!!!
ــ سالتة لامار بحيرة بعد ان عادا الى الجلوس داخل السيارة...وقد ابتعدت الاصوات العالية وتفرق الحشد من حولهم...اى احتفال..ومن تلك المراة؟؟!!
ـــ اجابها ستيفن ..انها مارجريتا..من اوائل النساء الاتى اتين الى المزرعة منذ ان اشتراها والد نيكول من سنوات طويلة ...وهى تقصد الاحتفال باول عناقيد الكروم التى سيتم حصدها بعد غد...!!
ــ سالت صوفى متثائبة...وهل يقيمون احتفالا هنا من اجل الحصاد؟؟
ــ اجابها نيكولا مبتسما لشدة حماستها... نعم يا عزيزتى...انها احدى عادات المزارعين هنا التى اعتادوا ممارستها منذ ان كان والدى مازال على قيد الحياة...يحتفلون كل عام باولى عناقيد الحصاد...سيكون رائعا..انا متاكد من انكما ستستمتعان بة..وبكل دقيقة فية!!!
ــ سالتة لامار دون ان تستطيع اخفاء القلق فى عيناها...هل..هل ستكون والدتك وخالتك فى استقبالنا ايضا..ام انهم يفضلون النوم باكرا؟؟!!
ــ عقد نيكولا حاجبية قائلا بشرود..اعتقد ان امى ستكون فى استقبالنا برغم تاخر الوقت..ولكننى امل ان تكون خالتى نائمة..ان السهر غير مفيد ابدا بالنسبة لظروفها الصحية ....امل حقا ان تكون نائمة!!!!
ضاع املها فى ان تحظى بدخول هادىء للقصر دون مواجهات ومتاعب مقلقة...تامل حقا ان تكون على الاقل خالتة فيورى قد خلدت باكرا للنوم...ان مواجهة عدو واحد فى الظروف الراهنة...افضل بكثير من مواجهة عدوين !!
********************************************
ــــــــــــــــــالفصل الحادى عشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
بدات الطريق فجاة بالصعود...لقد اكتشفت ان القصربنى على ربوة عالية وسط ارض المزرعة..
وكانة يشرف عليها كحارس امين...اضواءة الساحرة تظهر من بعيد ....وبعض اشجار النخيل العربى الذى اخبرها نيكولا انة قد استوردها بنفسة من الخارج تتمايل اغصانها فى الهواء...
ولدهشتها وجدت انة جمع بينها وبين بعض اشجار البامبو الرائعة واشجار الصنوبر العالية التى تشتهر بها غابات كوستنزا...خليط غريب ..لا تندهش الان منة..ان صاحب هذا المكان..يدهشها اكثر بغرابتة هو نفسة..وبمزاجة المتقلب....!!!!
كانت للقصر ايضا شرفات عالية تغمرها الاضواء القوية....وقد بنى باللونين الاخضر والبيج...ووضعت على حافة الشرفات...قطع الرخام المزركش باللون الاخضر والبنى...ظهرت الوانة القاتمة تلمع من سقوط الضوء عليها....
وكان سقف القصر هو التحفة الحقيقية...انة من الزجاج الملون على شكل قبة تتوسط سقف القصر....
ــ التفتت لامار الية توشك ان تسالة...ولكنة سبقها قائلا وهو يبتسم.....نعم عزيزتى ان القبة الزجاجية....شفافة تماما...ولكنها لا تشرف الا على قاعة الاستقبال وسلالم القصر فقط...وباقى الغرف بسقف عادى....ان الغالب على القصر من مواد البناء هو الرخام المزركش...وقطع الزجاج الملون بنفس الالوان...على القبة والنوافذ...كان ذلك من اختيار ابى...وضحك برقة قائلا....رغم ان والدتى عارضتة كثيرا بشان القبة الزجاجية...معللة ذلك بانها لا تحب ان يكون بيتها عاريا ...لا سقف لة!!!
ردت لة لامار ابتسامتة بمثلها..وهى تحرك راسها قائلة..لم يعد لدى كلمات..توفى هذا الجمال من حولى حقة فى الاعجاب...اعذرنى نيكولا..ان لم اجد ما ارد بة عليك....
ــ قال نيكولا ...لا حبيبتى..ان ما يهمنى حقا ان تستمتعى بما ترينة..لا اريد كلمات..يكفينى الاعجاب فى عينيك...والتفت نحو صوفيا التى وجدها غارقة فى النوم على كتف ستيفن...فقال للاخير همسا...يبدو ان الارهاق قد غلبها...انها نائمة بعمق...!!!
ــ قال ستيفن بحنان..اوة..نعم...انها نائمة منذ كان العمال ملتفين حول السيارة...حتى ان اصواتهم الصاخبة لم توقظها...!!!!
ــ قال نيكولا مبتسما...لا باس ستيف...حين نصل حاول الا توقظها..بامكانك ان تحملها الى الغرفة المعدة لها ...لتنام بهدوء....اتسائل كيف استطعت ان تصمدى لامى!!..كل هذا الوقت دون ان يغلبك النوم....
ــ تاملتة بصمت تحدث نفسها....اريد ان اكون واعية فى كل لحظة اكون فيها بقربك حبيبى....اريد ان احتفظ بكل ثانية فى ذاكرتى تمر بى ونحن معا...واحفظها عن ظهر قلب..انها كل ما سيتبقى لى!!!...ورفعت كتفيها مبتسمة تداعبة دون ان ترد.....
ــ قال نيكولا بمكر...اوة نسيت...لقد نمنا طويلا عصر اليوم...!!!!!...هز راسة يقول...علمت الان من اين ياتى هذا النشاط...
ــ قال ستيفن ممازحا...اممم..يكفى..لقد بدات اغار...ربما اطلب منك نيك ان تجمع بينى وبين صوفيا فى غرفة واحدة؟؟!!
ــ قال نيكولا مقهقها..لا لا..انة مستحيل...تعلم جيدا كيف تفكر والدتى...يجب ان تكونا متزوجين لتسمح لكما والدتى بغرفة واحدة....
ــ رد ستيفن مفتعلا الاسى بمزاح...لا عليك...ليست والدتك فقط هى المتزمتة..لتعلم فقط..!!حتى صوفى لا توافق على بقائنا فى غرفة واحدة معا...!!!
ــ رفع نيكولا حاجبية بدهشة..صوفى؟؟...لا يمكن!!....اعتقدت...ان؟؟؟
ــ قاطعة ستيف قائلا..لا ..لا تعتقد...انها مرحة..نعم...منطلقة جريئة نعم..ولكن حين يصل الامر لذلك...هى متزمتة لاقصى الحدود...!!
ــ حرك نيكولا راسة بتعجب قائلا..اخر ما كنت اتوقعة...التفت للامار قائلا..يبدو حقا ان ما يسرى فى عروقكما دم واحد...برغم اختلاف الطباع...ولكن المبدا...!!!!...وسكت غامزا بعينة لها...
ــ نظرت لامار لستيف قائلة..مسكين...يبدو عليك الاحباط...ولكن لا باس ..ستشفى منة..لا تخف..لقد تغلب علية صديقك بشجاعة..بالتاكيد اخبرك باصابتة بة من قبل..لا تقلق اذن!!!...اومات براسها برصانة تغيظة..ستكون بخير ستيف..اطمأن؟؟!!
ــ تنهد ستيف باحباط..اوة..اعلم...اعلم اننى ساكون بخير...وهز راسة باسى ممازحا...متوحشون...انت وابنة عمك...متوحشون....
ــ قهقه نيكولا قائلا..لا باس عليك يا صديقى..اوة..انظرا..لقد وصلنا..ان بوابة القصر تلوح من بعيد الان..التفت الى لامار يسالها..هل تستطيعين رؤيتها حبيبتى...
ــ قالت لنفسها..كم تجعلها تلك الكلمة التى تخرج من بين شفتية تطير من السعادة!!!..اومات براسها ..نعم اراها....
ــ نظر نيكولا الى ساعتة قائلا بوجوم...ان الساعة تجاوزت الثانية والنصف...اتمنى ان ندخل القصر دون استقبال حافل اخر...ارجو ان يكون الجميع قد خلدوا الى النوم!!
نظرت الية لامار قائلة لنفسها...يبدو انك خائف انت ايضا نيكولا!!...ولكن ما يقلقك يختلف عما يقلقنى...
انت خائف من ان اشعر بكراهيتهم لى حين يكونون فى استقبالى...فاعرف ما تظن انى لا اعرفة...فافسد عليك خطتك فى تنفيذ ما تريد...
اما انا فمرعوبة من بقائى بينهم...وهم يكنون كل هذا الغضب والحقد لى....!!انت تستطيع التحكم بعواطفك...تستطيع ان تكون عمليا فى خطواتك....تعلم ما تريد...حتى اننى لو لم اسمعك تتحدث تلك الليلة اللعينة فى الهاتف...لم اكن أتخيل ابدا انك ارتبطت بى لتنفيذ مخطط والدتك وخالتك الانتقامى...!!...اتسائل حقا...اين انت من كل ذلك؟؟؟...
هل تريد حقا الانتقام..ام تريد ان ترضيهم....؟؟؟....
ترى ما الذى يدور بعقلك نيكولا...اكاد اجزم بانك لم تخبرهم بانك كنت احد الاسباب...فى حادثة طونى!!...لا يمكن ان تكون جبانا...انا متاكدة من ذلك...اذن لماذا لم تخبرهم...
انا لم افعل شيئا....ربما انت....!!اوة...سينفجر عقلى من التفكير!!!!!
كم اتمنى ان تشعر بالحيرة التى تعصف بى....اعدك بان تشعر بها قريبا جدا...ولكن قبل كل شىء...اتمنى ان يتعلق قلبك بى ...لكى تحرقك نار فراقى حين ابتعد عنك...فتجرب ما انا فية الان!!!..وااكد لك !!!هو شىء مؤلم ...انة الجحيم نيكولا...الجحيم!!!!!
عبرت السيارة بوابة القصر..كانت تشبة البوابة الكبيرة على حدود المزرعة..ولكنها اصغر حجما منها...
استقبلهم امام الباب نافورة مائية رائعة..كانت نافورة موسيقية..ليست كبيرة..ولكنها جميلة..ككل شىء وقعت عيناها علية الليلة..المياة تتشكل فيها على احدى المقطوعات الهادئة...تتكرر اشكالها بشكل تباعى...غامرة المكان باضواء خضراء وصفراء..
رذاذ مائها يتطاير فى المكان ...حتى ان قطراتة قد غمرت زجاج النافذة الامامى....
خلفها توجد الدرجات الرخامية العريضة على شكل انصاف دوائر متتالية تفضى لباب القصر الخشبى ..ذى اللون الاخضر القاتم..يتوسطة قبضة حديدية على شكل اسد يشبة الاسود على البوابة...!!!
توقفت السيارة امام الدرج الرخامى وخرج السائق منها..ليفتح لهم ابواب السيارة...التى ما ان فتحها..فتح باب القصر
وخرجت منة خادمة عجوز...ترتدى ملابس رسمية....!!!!
ــ قال ستيفن هامسا لهم..ساخذ صوفى لاعلى كى تنام..اتمنى الا اوقظها...انها تحتاج الى الراحة...
ــ اوما لة نيكولا وهو ينظر الية وقد حمل صوفى بين ذراعية كطفلة صغيرة....والجميع يصعدون درجات القصر
فتحت لهم الخادمة العجوز الباب على مصرعية وهى تحدج صوفى الغارقة بنومها بنظرة مشمئزة..من فستانها العارى...بالوانة الصارخة...
ــ ربت نيكولا على احدى كتفى المراة برقة..مرحبا كولينا...كيف حالك...!!
ــ انتبهت المراة لوجودة وردت متلعثمة..اوة..بخير سنيور ..سعداء بعودتك...وادارت عيناها نحو لامار تتفحصها..فلانت نظراتها براحة..لاكتشافها ان الاخيرة لا ترتدى ملابس فاضحة مثل التى بين ذراعى ستيف!!!
قالت بهدوء وقور...عروسك جميلة سنيور...اهنئك سنيورة على الزواج..واتمنى لكما السعادة...
ــ ابتسمت لها لامار واجمة..واومات راسها تقول بصوت خافت..اشكرك كولينا..
ــ سالها نيكولا بقلق...هل والدتى مازالت مستيقظة....همت المراة بالرد على سؤالة..حين اوقفها صوت السيدة فرانشيسكا تقول بسعادة وهى تهبط درجات السلم الرخامى المفضى للدور العلوى....
وهل يمكننى ان انام ..وانا اعرف بقدومك الليلة يا عزيزى....!!!
ــ استاذنت كولينا بالنصراف لاحضار الحقائب..فاوقفتها السيدة فيورى باشارة من يدها وهى تنظر نحو ستيفن معاتبة...انتظرى كولينا..يجب ان ترشدى ستيف لغرفة الانسة التى يحملها بين يدية ..ويوشك ان يقع بها...
ــ تنحنح ستيفن وقال متلعثما..اوة ..اشكرك..سنيورة..فى الحقيقة..انا..اقصد..هى..كانت نائمة..و..اعنى...
ــ ابتسمت لة المراة رغما عنها..وهى تحرك راسها..لا باس ستيف...افهم ما تريد قولة...فلترشدية كولينا للغرفة...
واستدركت قائلة..اوة..بالمناسبة ستيف...لقد جهزت لك الغرفة الشرقية المطلة على حدود الغابة...نظرت الية بمكر
اعلم انها ستعجبك كثيرا!!!
فهم ستيفن ما ترمى الية المراة..لقد كان يحفظ جغرافيا القصر عن ظهر قلب..ان الغرفة التى اختارتها لة تبعد عن غرفة صوفيا كثيرا...يفصل بينهمارواق الطابق الاول...وغرفة جلوس كبيرة..وغرفتى نوم..وحمام كبير!!!!
ــ اوما ستيفن لها شاكرا ..وذهب ليتبع المراة لكى ترشدة الى الغرفة...
ــ سمع نيكولا ينادية مقهقها..احذر ستيف الا تقعا معا على الدرج...ستكون صوفيا غاضبة فى الغد..اذا اكتشفت وجود كدمات زرقاء فوق بشرتها الغالية...انتبة جيدا يا صديقى!!!...فنظر لة ستيفن بحنق وغيظ دون ان يرد...صاعدا درجات السلم...وهو يبذل جهدة الا يقع!!!
التفت نيكولا نحو والدتة التى اتت محتضنة اياة بشوق...مرحبا يا ولدى..اشتقت اليك كثيرا..رغم ان الذى مر على فراقنا من الحفل ليس الا يوما واحدا!!!
ــ غمرها نيكولا بعناق لطيف...اشتقت اليك كثيرا سنيورا فرانشيسكا!!..تعلمين كم يكون الابتعاد عنكم صعبا على..
وابتعد عنها قائلا..الن تقبلى عروسى؟؟...

ــ التفتت لها المراة تتاملها بنظرات مبهمة...ثم قالت...المعذرة يا ابنتى...رقت ملامح المراة للحظة...ثم كسى وجهها قناع بارد...بعد ان عانقتها مبتعدة عنها ....انسى دائما كل من حولى حين ارى ولدى....لا تعلمين كم احبة...انة كل ما املك من هذة الدنيا... تنهدت المراة بعمق.. كم انا سعيدة بك لامى...لقد تشرفت مزرعتنا بزيارتك...
ــ ردت لامار بخفوت..انا الاكثر سعادة سنيورة..ان المزرعة رائعة....
ــ ابتسمت المراة بحنان لنيكولا قائلة..ان الفضل فى ذلك يعود لولدى..واجهة صعاب كثيرة ..حتى جعلها بهذا الجمال..واصبح انتاجنا من الكروم..الاول على مستوى مزارع جنوب ايطاليا كلها....بسببة نعيش تلك الحياة المترفة..ولولا جهودة المضنية فى الحفاظ عليها...لكنا فقراء معدمين بعد وفاة والدة!!!!
ــ نظرت الية لامار بحب قائلة..ان نيكولا يعرف جيدا كيف يعتنى بمن يحب...!!!
ــ قال لها المراة وقد لانت ملامحها قليلا..يبدو انك تحبينة كثيرا ياعزيزتى؟؟؟
ــ ردت لامار مؤكدة...بل اكثر مما تتخيلينة سنيورا...انا لم يعد لى سواة...خاصة وان صوفى ابنة عمى على اعتاب الزواج الان...لم يعد لى عائلة سواة...
يالهى!! لقد صدمتها حقيقة كانت كانت غائبة عنها..انها حقا لم يعد لها عائلة سواة..لقد اصبحت وحيدة.. هاى هى صوفيا ستتزوج..تاركة اياها...لم يعد لديها اى انسان تحتمى بة..وتعتمد علية سوى زوجها الحبيب..والذى تنوى ان تفارقة بعد ثلاثة اسابيع..تعلم جيدا كم ستمر الايام سريعا وهى بقربة..وتعلم كم ستكون الايام...والليالى!!!...طويلة بعيدا عنة....!!!
ــ سمعت نيكولا يسال والدتة باهتمام..كيف حال فيورى...هل هى نائمة؟؟؟
ــ اجابتة المراة بحزن...ليست بخير ابدا نيك..ان حالتها تسوء..ولكن دعنا من الحديث الان..بالتاكيد تحتاجان لبعض النوم والراحة...وسنكمل حديثنا غدا على الافطار..ووجهت حديثها للامار التى شعرت ببعض الراحة متنفسة الصعداء لمعرفتها بان فيورى نائمة..لن تاتى لاستقبالها...
ادعوك لامى للانضمام الى انت ونيك فى الافطارسنجعلة افطار متاخر..فليكن ميعادة فى العاشرة..حتى تاخذوا قسطا وافرا من النوم..فالغد سيكون احتفال اول القطاف...!!
ــ اجابتها لامار ..اوة..لا ارجوك...لا اريد ان تبدلوا اوقات وجباتكم بسبب قدومنا..فى اى وقت تتناولون الافطار عادة؟؟
ــ اجابتها المراة مبتسمة..اننا نتناولة فى الثامنة...ولكنكم بالتاكـــ..
ــ قاطعتها لامار بهدوء..لا يوجد ولكن..نظرت لنيكولا بحزم...سنكون بالتاكيد قد استيقظنا فى الثامنة...والتفتت نحو قيورى...اااكد لك باننا سننضم اليك على الافطار!!!
ــ نظرت اليها المراة بنظرات متعجبة..ظننت انك ممن يحبون البقاء فى الفراش لوقت متاخر!!
ــ قال نيكولا بلطف...ستدهشك لامار بالعديد من ما لم تتوقعية يا امى....اعدك ان تكتشفى الكثير من الاشياء الرائعة فيها...قال بصوت خافت....ستحبينها!!!!
ــ نظرت الية المراة قائلة ببرود....احبها؟؟....نعم..بالتاكيد!!...والان هيا ..لقد عادت كولينا...والتفتت للاخيرة قائلة...
اصحبيهما الى غرفتهما كولينا..
ــ قال نيكولا بحزن..لا امى..لا داعى..اعرف منزلى جيدا..ساصحبها لغرفتنا بلا مساعدة..وطبع قبلة سريعة على وجنتها قائلا..تصبحين على خير...
امسك بيد لاماريجرها خلفة نحو الدرج الرخامى ..وقد اومات للمراة براسها قائلة بصوت مختنق...باذنك سنيورا..
ــ ابتسمت لها المراة ابتسامة لم تصل لعيناها قائلة...فرانشى لامى..فرانشى...تفضلى!!!
ــ حين هم كلاهما بصعود الدرجات الرخامية توقف نيكولا والتفت نحو كولينا ...من فضلك كولينا اذا اتت رسائل او اوراق من البنك الى هنا..من فضلك ااتى بها الى...لا اريد لاحد ان يتطلع عليها غيرى!!!..لا تنسى كولينا..انة امر هام بالنسبة لى...
ــ اومات لة المراة مبتسمة تقول بثقة..لا تقلق سنيور..سانفذ ما طلبت بكل دقة....
ــ اوما لها نيكولا شاكرا ثم التفت نحو لامار...هيا بنا لامى..اشعر بارهاق شديد..لقد كانت ليلة طويلة...
صعدا معا السلم الرخامى الدائرى ....الذى يفضى الى الدور العلوى للقصر...وقد اختار نيكولا ان يصعدا من السلم الموجود ناحية اليسار لانة الاقرب الى الغرفة التى سيمكثان فيها فترة اقامتهما بالمزرعة!!
سار كلاهما فى رواق طويل توجد على جوانبة نوافذ من الزجاج الملون يشبة زجاج القبة السماوية بسقف القصر..كانت النوافذ تطل علىحمام سباحة كبير بشلالات صناعية ...ومن خلفة على امتداد الافق توجد ملاعب للتنس ...
ــ قال نيكولا وهما يسيران فى الممر ...ان لدينا هنا اسطبلات للخيل ايضا..ولكن لا يمكنك رؤيتها من هنا ...لانها على الجانب الشرقى للقصر...يمكن رؤيتها فقط عن طريق المرور من خلف الجاراج الخاص بالسيارات!!!
التفت اليها مبتسما...هل تستطيعين امتطاء الخيل لامى...؟؟
ــ قالت بخجل...فى الحقيقة انها من الاشياء التى لم اتعلمها للاسف...حتى اننى اخاف الاقتراب من اى حصان..!!
ــ اجابها ضاحكا...لا داعى للاسف عزيزتى..بالتاكيد سنجد طريقة لحل تلك المشكلة...احب ان تصحبيننى هنا دائما خلال جولاتى فى المزرعة..وهى دائما جولات على ظهور خيلى...انظرى ...ها هى غرفتنا..اتمنى ان تعجبك..فى الحقيقة هى غرفتى...ولكننى قمت بتغيير بعض الديكورات قيها مؤخرا..وانا سعيد الان لانى قمت بذلك..اشعر انها ستلائم ذوقك...
ــ ابتسمت لة برقة...تعلم نيكولا ان ذوقك دائما يبهرنى..لا يعجبنى؟؟؟..فقط..
ــ نظر اليها وهو يفتح الباب مبتسما بغمازتية الساحرتين...جيد...
دلفا معا الى الغرفة..واكتشفت انها منتقاة بعناية..كل جزء فيها هو قطعة من الانتيك....انها هنا فى عالمها الذى تحبة.
تاملت الغرفة بسعادة...السرير الواسع على طراز اللفرنسى باغطيتة الحريرية الامعة...خزانة الملابس من الخشب الماهوجنى الفاخر ...والسجادة العربية ...ذات النقوش الدقيقة بالوانها القاتمة....والاجمل من كل هذا....طاولة الزينة..
هى القطعة الحديثة الوحيدة بالغرفة....ولكن صانعها جمع فى طرازها بين القديم والحديث...فاخشابها تناسب باقى القطع..ولكن مراتها الايطالية الصنع بنقوشها الحديثة على جوانبها هى احدى تحف دقة الصناعة والفن الحديث...
وجدتة ايضا قد علق فوق السريراحدى لوحات عصر النهضة التى تحبها كثيرا...لاحدى الفرسان فى الغابة
يقابل حبيبتة عند النهر...وهى جالسة فى انتظارة وقد وقف بشموخ قرب حصانة القوى....
ــ التفتت نحوة بحيرة تقول...لو لم اكن متاكدة ان لقائنا كان مصادفة...لاقسمت بانك احضرت كل قطعة اثاث فى هذة الغرفة بمعرفة مسبقة لذوقى ...ان اللوحة على الجدار فوق السرير تحفة رائعة..انها احدى لوحاتى المفضلة...والتى تمنيت اقتنائها...امرك غريب جدا نيكولا...!!!
ــ ابتسم بغموض دون ان يجيبها...ثم اقترب منها يعانقها محتضنا اياها ...وحين ابتعد عنها بعد وقت قصير همس لها قائلا...ما رايك ان تبدلى ملابسك...سانتظرك على الشرفة بعد ان ابدلها انا ايضا...لا تتاخرى...!!
ــ اومات براسها كالمسحورة وذهبت لتبدل ملابسها دون اعتراض....
كانت تقف فى غرفة تبديل الملابس التى اكتشفت وجودها بجانب غرفة حمامهما الخاص...انها تشعر الان ببعض الراحة بعد مرور اللقاء العصيب بوالدتة الليلة...
فكرت بحيرة...ان والدتة امراة غريبة...تظهر عيناها حينا نظرات هادئة توشك ان تكون نظرات اعجاب بها...وفى لحظة تتحول نظراتها للبرودة والنفور منها...انها امراة محيرة..!!
وكانها فى صراع مع طبيعتها الرقيقة المحبة...وبين ولائها وانتمائها لاسرتها...وواجبها ..!!..واجبها فى ان تكرهها كسبب اساسى فى العذاب الذى تعانية اختها....
ــ قالت لنفسها بحزن..وكاننا غارقون جميعا فى دوامة مليئة بالشباك الحادة...فى كل خطوة ... يحصل احدنا على جرح مؤلم قاسى...لا يندمل!!!!
انتبهت على صوتة يناديها من غرفة النوم...يسالها عن سبب التاخير؟؟؟....
ــ صاحت تنادية قائلة....لحظة واحدة نيك...ساتى حالا....نظرت الى نفسها فى المراة مرة اخيرة...لقد اختارت قميص نوم احمر اللون من الحرير...ثم وضعت بضع قطرات من عطر اللامار....وابتسمت بثقة...تشدقت بالكلمات لنفسها قائلة...انا اتية....حالا!!!!
دلفت الى غرفة النوم تسير حافية تستمتع بملمس الارض الخشبية الناعمة ...لم تجدة فى الغرفة فذهبت ناحية الشرفة لتبحث عنة...
وجدتة واقفا يتامل المساحات الواسعة من الارض المزروعة بالكروم الاحمر...حافى القدمين....مرتديا بنطال بيجامتة فقط رغم برودة الطقس ...
ــ قالت بصوت خافت...انها بعيدة..ولكننى استطيع ان اراها بوضوح....تبدو رائعة برغم ان بركة السباحة وملعب التنس يفصلنا عنها!!!!
ــ مد لها يدة لتمسك بها دون ان يلتفت اليها...امسكت بيدة وجذبها محتضنا اياها ..وجدتة مبتسما بسكينة وهدوء...
اشار بيدة نحو حدود مزارع الكروم البعيدة قائلا....اتعلمين لامى اننى لم ارغب بزراعة اى من انواع الاشجار العالية
عند حدود الارض المزروعة بعد ملعب التنس؟؟؟..كما تعلمين كان بامكانى زراعة اشجار الصنوبر التى تنتشر فى الاراضى العالية بالغابات المحيطة بنا...لكننى قد احببت رؤية الارض من بعيد كلما وقفت على الشرفة...
كانت ستمنعنى عن رؤيتها تلك الاشجار...لذلك فضلت الا تكون هناك حدود بينى وبينها ....
التفت اليها قائلا...احب هذة الارض كثيرا...انها تذكرنى بوالدى...لقد دفع حياتة ثمنا لها...كانوا يريدون سلبها منة ..
ساوموة على اعطائهم نصف محصولها كل سنة...نظير تركهم اياة لكى يزرعها...ولكنة رفض...فقتلوة!!!
قال بغضب ملىء بالمرارة....رجال المافيا اللعينة...ياتون ومعهم الخراب فى كل مكان....تنهد بعمق !!!
ــ قالت لامار واضعة كفها فوق نبضات قلبة....لكن الامور اختلفت الان نيكولا...لا يستطيع احد ان يسلبك شبر منها.. ورفعت كفيها تحتضنان بها وجهة...وقد تالم قلبها لرؤية الحزن فى عينية..فاقتربت من وجههة..!!. قائلة بدلال...هل استطيع ان اطلب منك شيئا نيك؟؟!!
ــ رفع يدة مداعبا خصلات شعرها الكثيف...ما تريدينة هو امر لامى...لا طلب...
ــ رفعت عيناها تنظر فى عيناة قائلة....ارقص معى....لقد ادرت احدى اسطواناتى المفضلة...واللتى وجدتها ضمن مجموعتك...فوق مشغل الاسطوانات....هل تراقصنى اذن نيك؟؟؟؟
ــ اقترب منها هامسا ..هل تتفضلين انتى بمراقصتى؟؟؟؟....واحتضنها يرقصان معا على نغمات احدى الاغنيات الفرنسية الحالمة.. وكأن قدميهما الحافيتين تلامسان سطح القمر...شعرت بالدفىء بين ذراعية القويتين والا هم من هذا كلة...شعرت بالسعادة والامان...انها تنتمى الية برغم كل ما بينهما من حزن...انها تحبة حتى اخر نقطة دم واخر نفس تسمح لها بة الحياة...انة حبيبها الوحيد..والاخير!!!!
افاقت من احلامها الهادئة على صوتة...!!.سمعتة يضحك بصوت خافت...فرفعت عيناها متسائلة ....
ــ قال لها وغمازتية الساحرتين تضحكان لها...احب هذة الاغنية كثيرا برغم انى لا اعرف معنى لكلماتها...فى الحقيقة انا لا افهم الفرنسية....ولكننى برغم ذلك احبها ولا ادرى سبب تعلقى بها!!!
ــ وقفت على اطراف اصابعها معانقة اياة عناقا قطع انفاسهما ...وابتعدت عنة تتامل وجهة الهادىء....ثم قالت بهمس.....انها تقول....
لااحتمل الفراق...لا استطيع نسيان تلك اليالى
قلبى مهما حدث ملك لك
وانت اكثر من يفهمنى
وان تحملت فراقى يوما
ستظل فى قلبى دائما....دائما...الى الابد!!!!
ضحكت برقة قائلة..انا افهم الفرنسية جيدا...كما اخبرتك ..هى من اكثر الاغنيات قربا لقلبى....
ــ حرك راسة بحيرة قائلا...اثينا؟؟...اما لسحرك من نهاية؟؟!!.. ابتسم لها بمكر...لقد اخترت احدى الوانى المفضلة لكى ترتدية الليلة.... ولقد تجاوزت الان الساعة الثالثة....هل انت متعبة....هل تريدين النوم؟؟!!
ــ حركت راسها قائلة بهمس...لا نيكولا..لست متعبة..ولا انت كذلك!!
ــ امسك بيدها يجذبها نحو غرفة النوم..فاوقفتة قائلة بخبث....لم اعد اعتاد السير وانت معى....احملنى الى غرفتنا نيك...اضافت متوسلة....ارجوك!!!
اقترب منها حاملا اياها بين ذراعية..مزمجرا..اممم...لقد دللتك كثيرا نمرتى...وها انا اتحمل عواقب فعلتى!!!
ــ ضحكت بمرح ودلال..تخفى وجهها فى عنقة...تحرك قدميها كطفلة صغيرة!!
دلفا معا الى غرفة نومهما....يدس فى خصلات شعرها وجهة متنفسا عبيرها الساحر......
اوة...حبيبى...لقد اشتقت اليك كثيرا!!!
نظرت لامار بدهشة للمراة التى دخلت الى غرفة الطعام فى الصباح بجراة شديدة..بل ترى انها وقاحة شديدة..
وهم يجلسون جميعا على مائدة الافطار وقد انضمت ونيكولا الى فرانشيسكا على الافطار كما وعدتها بالامس..
ــ اقتربت المراة نحو نيكولا قائلة بسعادة..عندما علمت بقدومك لم استطيع الانتظار حتى الاحتفال..بل فضلت المجىء قبلة لرؤيتك...
ــ وقف نيكولا مبتسما يفتح ذراعية محتضنا اياها...اوة...لورين..!!!...عزيزتى..كم اشتقت اليك انا ايضا...؟؟
اجلسى لتناول الافطار معنا...
ــ جلست المراة بجانب السنيورة فرانشى ببساطة..وكانها معتادة على الامر..وعلى تواجدها بينهم....ابتسمت بخبث قائلة...الن تقدمنى الى عروسك نيك؟؟؟
ــ قال نيكولا بارتباك..اوة..المعذرة ..لامى؟؟...اقدم لك لورين...جارتنا...مزرعتهم تبدأ عند نهاية حدود مزرعتنا...والدها كان صديق والدى المقرب...وقد تربت معنا انا وانطــ...انا...وابن خالتى الراحل...!!!
ـــ قالت لورين باسى تحرك راسها..نعم كانت اياما سعيدة نيك اليس كذلك....اوة..اسفة...حين ارى نيك..انسى اداب اللياقة..اومات للامار براسها قائلة بتصنع...سعدت بمعرفتك لامار...ارجو ان نكون صديقتين؟؟؟
ــ نظرت لامار نحو المراة المقتحمة التى ترتدى جينزا ضيقا يشبة ما ترتدية صوفيا...وقميصا عارى الاكمام بالوان زاهية ضيق عند الصدر...وقد ربطت شعرها لاعلى على شكل ذيل حصان...
ان ملامحها عادية..ولكنها جذابة...لا تمتلك الفتنة كامراة..ولكن يبدو عليها وبوضوح انها تمتلك الذكاء ..الذى يساعدها على اظهار القليل مما تمتلكة من جمال ..بشكل اوضح واقوى!!..بجانب ثقتها الشديدة بنفسها..
اومات براسها وابتسامة باردة تعلو شفتيها الجميلتين...انا ايضا سعيدة بلقائك لورين...وتشرفنى صداقتك...
ــ قالت فرانشى بثقة...اننى اعتبر لورين ابنة لى...لقد كانت تقضى معظم اوقاتها معنا هنا فى المزرعة...لم تكن تعود لبيتها الا وقت النوم...كانت تلازم نيكولا دائما كظلة...!!!
ــ قال نيكولا مغيظا لورين..نعم ..فرانشى..حتى انى كنت ادفعها بعنف..حتى تبتعد عنى...قال مقهقها..كانت حينها تشبة الصبيان..شقية عنيدة...
ــ قالت لورين بغنج..كان هذا فيما مضى..انا الان اصبحت امراة نيك...الا يظهر ذلك على...واشارت بيدها نحو جسدها الرشيق الانثوى...
ــ قطع حديثهم دخول صوفيا الصاخب لغرفة الطعام تجر خلفها ستيف من يدة مسرعة صائحة....
هيا ستيف..اسرع ارجوك..لقد تاخرنا ....وحين دلفت الى الغرفة..قالت بمرح...اوة..انا اسفة..لقد تاخرت فى النوم..
ان نومى ثقيل جدا..ولا تستطيع ايقاذى طبول الحرب نفسها...اكملت حديثها وهى تجر احدى الكراسى بصوت مزعج..مقتربة من ستيف حتى كادت تلتصق بة...بامكان لامار ان تحكى لكم كم عانت معى...من جراء نومى الثقيل هذا...خاصة حين اكون مرهقة..مثل الامس...اوة نسيت...صباح الخير جمعيا..اهلا سنيورة فرانشى لقد تقابلنا فى الحفل...هل تذكريننى..انا المشاغبة.. صوفيا...ابنة عم لامار...
ــ ابتسمت المراة رغما عنها من صخبها...نعم عزيزتى اذكرك بالطبع...لقد رايتك ايضا البارحة حين وصلتم...
ارجو الا يكون ستيف قد اوقعك ...والا تكونى اصبت ببعض الكدمات..
ــ قالت صوفيا بمرح..لا لا..انا بخير ...جيد انة قام بعمل تدريب على يوم الزفاف...والتفتت نحو ستيف قائلة بمكر..انك تحتاج للكثير من التدريب حبيبى..لتصل للمستوى المطلوب...ولم تمهلة الاجابة بل التفتت نحو لورين متسائلة...الن تقدمنى لضيفتكم نيكولا...
ــ قال نيكولا مقهقها..اذا اعطيتنى الفرصة صوفى؟؟..سوف اعرفك بها...وانتظر لثانية يترقبها لتبدأ بالكلام..ولكنها
ظلت صامتة..فقال..حسنا جدا..اذن تريدين ان تتعرفى اليها..هى لورين جارتنا وصديقة طفولتى...
ــ قالت صوفيا بخبث..امم..دائما تحيط نفسك بالنساء الجميلات ..حتى منذ طفولتك...كم انت شقى نيكولا..لقد سررت بمعرفتك لورين...واود ان اعلمك بمدى اعجابى بذوقك فى الثياب..انة يشبة ذوقى الى حد كبير...
ــ قالت لورين ببساطة..بل انا من تشرفت بك..اشعر باننا سنتفق جيدا صوفى...
ــ قالت صوفيا وهى ترتشف من فنجانها الشاى..نعم..بالتاكيد عزيزتى...
ــ قال ستيفن بعد ان صمت الجميع منهمكون بتناول الطعام..متى سيبدا الاحتفال...؟؟؟
ــ قال نيكولا باهتمام..امامنا ساعتين للاستعداد..سيبدا فى العاشرة...والتفت نحو لامار يسالها..ارجو ان تنتهى بسرعة من الطعام حبيبتى حتى يتسنى لنا الوقت لبعض الراحة والاستعداد...قبل الاحتفال!!!
ــ نظرت الية لامار قائلة برقة..وقد برقت فى ذهنها فكرة طائشة...رفت منديل المائدة تمسح شفتيها بشكل مغرى ثم التفتت نحو لورين قائلة بمكر...فى الحقيقة لقد اكتفيت من الطعام حبيبى..وعادت لتلتفت الية مرة اخرى قائلة بدلال...
بامكاننا الذهاب الان لغرفتنا اذا شئت..والتفتت نحو لورين عند تفوهها بكلمتها الاخيرة متشدقة بكل حرف فيها..
وقد لمحت بطرف عيناها ابتسامة صوفى المتسلية وستيف الهادئة باديا علية عدم الانتباة...ثم نظرات فرانشى الساخطة ..واخيرا الكارثة الكبرى..
ابتسامة غامضة المعنى على وجة زوجها العزيز ثم انعقاد حاجبية بمكر وخبث....حينها فقط شعرت بمدى سخافة ما فعلتة والكارثة التى اوقعت نفسها فيها!!!
..قالت فى نفسها..اللعنة...كلما افتربت منة احدى النساء..اتصرف كالبلهاء...غبية!!!..وكتمت انفاسها منتظرة رد فعل زوجها على تلك الدعوة الوقحة امام الناس...لكنها لن تجرؤ على التفات نحوة...
ــ وجدتة يقول ببساطة ..حسنا حبيبتى..هيا بنا الان..ونظر نحو الجميع قائلا بمكر..اعتذر لكم جميعا لعدم بقائنا..كما تعرفون ..اننا فى شهر العسل..وواضح كم لا تقوى زوجتى على الافتراق عنى ولو للحظات..وانحنى ممسكا بيدها ملثما اياها بوقاحة..وجذبها فجاة مجبرا اياها على الوقوف..قائلا..باذنكم..وجرها بسرعة من ذراعها خلفة...دون ان تجرؤ هى على التفوة بكلمة...
قالت لنفسها بحنق..يالك من غبية..انت من سببت هذة الاهانة لنفسك...دائما تجلبين على نفسك المتاعب!!!!
وظل نيكولا ممسكا بيدها بحزم يجرها خلفة دون ان يلتفت نحوها..حتى حين كانا يصعدان درجات السلم الرخامى
لم يستجب لتوسلاتها المكتومة فى ان يقلل من سرعة خطواتة ..حتى تستطيع اللحاق بة وهو متجة نحو غرفة نومهما!!!!!
دخل نيكولا لغرفة النوم دافعا اياها امامة ثم اغلق الباب من خلفة.....
نظر اليها نظرة مبهمة مقتربا منها بهدوء مخيف....كانت تقف مستندة على حافة السرير الخشبية ودقات قلبها العالية تكاد تصم اذنيها...فكرت ان هى بدات بالهجوم ..ربما!!..تستطيع تفادى كلمات التقريع التى تنتظر ان يهينها بها...
ـ قالت بصوت عالى بارد محاولة اخفاء الرعشة فى صوتها...كيف تجرؤ على ان تجرنى خلفك كالعبيد...انك حتى لم تترك لى الفرصة لكى اسير بشكل طبيعى ..لقد كدت ان اقع...انت همجى متوحش!!!!
ـ رفع نيكولا راسة بتحدى قائلا بسخرية...لا لا لا...لا يا عزيزتى..لن تفلتى بصوتك العالى...ثم ..الم يكن ذلك ما اردتي...لقد فعلت فقط ما كنت تتوسليننى لكى افعلة امام الجميع!!!
وها انا جئت بك لغرفة النوم لاحقق مطلبك..هز راسة بتهكم...ما الذى توقعتية بعد هذا العرض الساخن من المشاعر...واقترب منهابخطوات بطيئة...ينظر لعيناها بتحدى...
ـ حاولت التراجع الى الخلف والاحمرار يعلو وجنتيها...لكنها لم تنجح ..بل زادت من ضعف موقفها امامة واصبحت سجينة بينة وبين حافة السرير...انا..انا لم اطلب شيئا!!...انهافقط تلك..تلك المراة...لقد اوشكت ان ترمى بنفسها بين ذراعيك دون مراعاة لوجودى...
ـ قال بنبرة خطرة..امم..فقررت انت ان ترمى بنفسك بين ذراعى قبل ان تنجح هى بذلك...جيد...احبك مشتعلة دائما لاجلى...حتى انى الاحظ دائما كلما كانت هناك امراة بقربى تخرج منك النمرة المتوحشة لتفترس بمخالبها الحادة...الضحية المسكينة!!!...ما الامر لامى..هل اشتم هنا رائحة للغيرة؟؟؟؟
ـ قالت بحنق..لا..لا.. انك لا تشتم هنا سوى رائحة غرورك اللعين..انا لا اشعر باية غيرة..سوى غيرة على كرامتى وكبريائى..لا احتمل ان يعاملنى احد كانى غير موجودة..لذا كان على ان اوضح لتلك السخيفة..اننى...اننى...انك...اوة..لا ادرى..لقد فعلت ما شعرت ان على فعلة..هزت راسها بعناد..فقط ولا شىء اخر...
ـ دفعها برفق فوقعت فوق السرير...ورمى بنفسة جانبها متكىء على مرفقة...اذن لامى لم تكونى تريديننى كما اعتقدت...قال متهكما...اوة..لقد جرحت مشاعرى الرقيقة...الا تريدين هذا حقا لامى...وقطع انفاسها بعناق طويل رقيق ثم ابتعد عنها وانفاسها المضطربة تلفح وجههة...امم..نعم يبدو عليك فعلا ..عدم الرغبة..
ـ قالت من بين اسنانها بغيظ تحاول السيطرة على الانفعال الذى فجرة عناقة الحار..كما اخبرتك..نعم لا اريد.!!
ـ قال متصنعا الامبالاة.. حسنا..بامكانك النهوض الان للاستعداد..ان الحفل سيبدا خلال ساعة من الان...
ـ قالت وقد امتلات نفسها بالاحباط لابتعادة عنها..ضاربة قبضتها على غطاء السرير بغيظ..لن اذهب لاى مكان..سابقى هنا..!!
ـ التفت اليها مبتسما بتسلية...حسنا..سوف اخلع ملابسى اذن..رفعت حاجبيها بدهشة مترقبة...واكمل بمكر..وارتدى ملابس الاحتفال...اوة..وبالمناسبة..ستاتين انت ايضا شئت ام ابيت..ان جميع المزارعين والعمال ..يتوقعون حضورك اليوم...لن اسمح لك باحراجى..
ـ قالت باصرار وعناد..وهى ما تزال مستلقية...لن اتى...لا املك شيئا مناسبا لارتدائة...
ـ امسك بكيس القماش من فوق طاولة الزينة وقد تذكرتة لامار..انة الكيس التى رمت بة الية العجوز مارجريتا بالامس!!...اقترب منها بمكر قائلا..وهو يجلس بجانبها..انظرى لامى...وفتح الكيس مخرجا منة ثوبا مزركشا بالوان صاخبة..تنورتة واسعة..تصل لاسفل ركبتيها بقليل..واسع الصدر بحمالتين من قماش الدانتيل المكشكش..
ـ فتحت لامار عيناها باعجاب قائلة..انة رائع..هل سارتدية اليوم فى الاحتفال؟؟!!
ـ قال نيكولا مبتسما بسعادة..بالطبع عزيزتى ..ومن غيرك يستحق ان يرتدية؟؟..لقد صنعتة مارجريتا خصيصا لك!!..هل ستاتين معى الان..!!!
ـ نهضت لامار بسعادة ممسكة بالثوب كطفلة صغيرة..نعم..نعم ساتى..بالطبع..اريد ان ارتدية وبشدة!!
ـ قهقه ضاحكا بصوت عالى وامسك بوجهها بين يدية قائلا..احبــ..احب ان اراك بكل حالاتك الانفعالية
احيانا طفلة!!..واقترب هامسا..واحيانا اخرى نمرة!!..وابتعد بسرعة قائلا..والان هيا..والا لن استطيع السيطرة على نفسى اكثر من ذلك..ربما حينها يفوتنا الاحتفال...وتذوق اولى قطرات عصير الكروم..!!!!!

مايا مختار 16-06-08 01:46 PM

ــــــــــــــــــ الفصل الثانى عشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

لقد فهمت الان ما الذى كان يقصدة بضرورة تواجدها برفقتة لتذوق اولى قطرات العصير!!...حين خرجت معة سيرا على الاقدام حتى وصلا الى مساحة واسعة من الارض وقد خصصت لتجميع صناديق العناقيد المقطوفة...ووجدت عندها...الجميع..!!!
جميع من شاهدتهم بالامس فى استقبالها..ولكن الظلام وبرغم وجود المشاعل..اخفى اعدادهم الهائلة..
يرتدون ملابس كالتى ارتداها كل من نيكولا وستيف!!...مؤلفة من بنطال اسود ضيق وحذاء عالى..مع قميص ابيض باكمام واسعة..تضيقة الاساور عند مفصل اليد...
حتى النساء كبيرات فى السن او فتيات صغيرات..قد ارتدين اثوابا تشبة الثوب الذى ارتدتة هى..والتى وجدت صوفيا ايضا ترتدى مثلة...مع الاختلاف!!..فصوفيا قد قررت تحويلة لما يناسب ذوقها فى الملابس..ولذلك قامت بقصة ليصل حتى اعلى ركبتيها..ببوصتين...!!!
كان الجميع سعداء..الرجال يقومون برمى عناقيد الكروم المقطوفة بداخل بوتقة كبيرة من الخشب السميك على شكل دائرة تكفى لوقوف عشرة اشخاص..موضوع فوق قاعدة اسمنتية كبيرة تعلو فوق الارض بنصف متر...
وعلى جوانبها الاربعة..يخرج من فتحات فى البوتقة مجموعة من الانابيب البلاستيكية...تصب جميعها فى حوض رفيع ملتف حول البوتقة الاسمنتية..وتتجمع لتصب كلها فى انبوب واحد....يصب فى برميل خشبى صغير.....!!
كانت تقف متاملة ما حولها بسعادة...قالت لنفسها...لقد بنى نيكولا مستعمرة خاصة بة...وكأنة حين يقف بينهم..حاكم لمقاطعتهم..مع الفارق...فالجميع هنا يكنون لة الحب..والاحترام..فقبل ان يحصل على حبهم...كسب احترامهم وتقديرهم
لن تنسى ابدا اى من التفاصيل الصغيرة التى راتها هنا...مهما كانت تافهة ...او غير مهمة...لن تنساها ابدا..ستظل محتفظة بها فى قلبها وعقلها ككنز ثمين!!!
ـ افاقت من افكارها على ذراع نيكولا تلتف حول كتفها بسعادة يقول...بالطبع تعلمين لامى اننى يونانى الاصل..لذلك ما سترينة الان هو عادة يونانية وقد اتيت بها من اليونان الى هنا...!!
ـ رفعت عيناها نحوة متسائلة...اى عادة تقصد نيكولا؟؟!!
ـ اشار بيدة نحو البوتقة العملاقة..انظرى...ستدخل الفتيات الان الى البوتقة المليئة بعناقيد الكروم الاحمر..ويقمن بالسير عليها بارجلهن...حتى يحولنها الى عصير!!..على خطوات راقصة مع نغمات الالات الموسيقية التى يمسك بها هؤلاء المزارعين الواقفين بجانب البوتقة...اترينهم؟؟؟
ـ اومات لامار براسها ..نعم اراهم..ولكن الا تملك معصرة حديثة لعصر الكروم...برغم كل ما تملكة من اراضى مزروعة؟؟..بالتاكيد تلك الطريقة غير عملية...بالنسبة للكميات الكبيرة التى سيكمل العمال حصدها؟؟!!
ـ نظر اليها قائلا باهتمام..نعم..معك حق..انا بالفعل املك احدى اكبر المصانع لعصر الكروم وتعبئتة..ولكننى احب دائما ان اجتمع بالمزارعين والعمال فى بداية الحصاد لنحتفل باولى قطرات الكروم المعصورة!!..
تستطيعين القول انها عادة ورثتها عن والدى..ونصر هنا دائما على القيام بها كل عام...ودائما ابدأ انا بتذوق اولى تلك القطرات..ولكن هذا العام سيكون مختلفا..لانك ستقومين بتذوقة معى!!!..هل فهمت الان لماذا اصررت على حضورك الاحتفال؟؟!!
ـ اومات براسها مبتسمة..نعم فهمت..وانا سعيدة لاننى لم اصر على راى فى عدم الحضور...اشكرك نيكولا على هذة الذكريات الرائعة التى ساحتفظ بها دائما فى ذاكرتى!!!
ـ قطب حاجبية مبتسما بحيرة..وهم بان يقول شيئا حتى سمع صوت انثوى ينادية بدلال..نيك؟؟!!...يبدو اننى اتيت متاخرة قليلا..هل وصلتما من وقت طويل؟؟
ـ التفت كل منهما نحوها ...راتها لامار تخطو بدلال وغنج نحوهما مرتدية احدى الاثواب التى تشبة ما يرتدية الجميع..وقد مشطت شعرها على شكل جديلتين على جانبى راسها..فبدت طفلة فاتنة شقية!!
وقفت على اطراف اصابعها مقبلة نيكولا على وجنتية ثم اومات براسها نحو لامار تحييها بلا مبالاة..
ـ قال نيكولا بلطف..هل تهيات للاحتفال لورين...هل تنوين المشاركة هذا العام فى عصر العناقيد؟؟!!
ـ قالت ترفع حاجبيها بمكر..اوة..بالطبع عزيزى..انا لا اسمح لاحد ان ياخذ مكانى ابدا فى بوتقتك الخشبية...!!..ليس بدون صراع!!..ودائما اكون انا الرابحة!!..وغمزت لة بعيناها ...
ـ اقتربت صوفى وهى تجر ستيف خلفها نحوهم صائحة...هيا ..سوف يبدأ الاحتفال...هل ستاتين لورين؟؟
ـ رفعت الفتاة رسها بغرور قائلة..بالطبع عزيزتى ساتى...انا لا استطيع ان افوت هذا الامر ابدا!!!
وقامت اصغرالشابات فى المزرعة بالصعود الى البوتقة بمساعدة الشباب من المزارعين بعد ان غسلن اقدامهن بمياة الجدول
الذى يتدفق فى وسط الارض المزروعة والتى علمت من نيكولا انة احدى تفرعات نهر سيرا...الموجود بكالابريا...!!
ثم تبعتها الفتيات الاخريات بالاضافة الى صوفيا ولورين.
بدات المقطوعات الموسيقية بطيئة ناعمة تتماشى مع خطوات الفتيات الهادئة..يرقصن ببطء ودلال..وبمرور الدقائق التالية بدات النغمات فى الاسراع والتصفيق يعلو من الجميع مع صفير الشباب المتحمس لرؤية الفتيات يرقصن بجموح واثارة...
كانت لورين وصوفيا رائعتين بخطواتهما السريعة الجريئة..
ـ حين سمعت لورين تنادى عليها بسخرية متهكمة....وهى ترفع طرفى تنورتها بيديها باغراء..ما الامر لامار..الن تنضمى الينا..يبدو ان السنيور قد اختار عروسا خجولة..لا تستطيع الرقص...وادارت لها ظهرها تعاود خطواتها المثيرة امام الجميع..
ـ نظرت اليها صوفى تميل راسها مفكرة ثم لمعت عيناها صائحة..بل ستاتى يا عزيزتى...والتفتت نحو لامار منادية...
هيا..هيا لامى..فلتريهم ما الذى تستطيعين فعلة هنا...!!!!
ـ انا فى كابوس!!...قالت لامار لنفسها وهى تحرك راسها بذهول محاولة ان تفيق نفسها من الرعب ...يا الهى..هل سيكون على دائما تحمل ثورات نسائة من حولى!!!...
تعلم جيدا انها تستطيع الرقص..لقد قامت والدتها بتعليمها بعض خطوات الرقص الشرقى الذى تشتهر بة تركيا..ولكنها مع ذلك لا تستطيع القيام بذلك اما الجميع...!!!
ـ نظر اليها نيكولا مبتسما بتسلية..ما الامر لامار..لم اعهدك جبانة..هل ستتركينها لتتغلب عليك...اين نمرتى الشرسة
لا لا... لن اسمح لك الان ان تحبسيها داخل القفص!!..هيا لامى...هيا...
ـ نظرت الية لامار بحنق وغيظ..اللعنة..انة يريد ان يرى نسائة يتبارين ليحصلن على رضاة...هزت راسها بحنق هامسة لة...اذهب للجحيم شهريار....واتجهت بخطوات ثابتة نحو جدول الماء ورفعت يديها معيدة شعرها للوراء..وقامت بغسل قدميها وحين همت بالالتفات..فوجئت بنيكولا وقد حملها من خصرها رافعا اياها يضعها داخل البوتقة..وغمازتية الساحرتين تبتسمان لها قائلا...حطميهم جميعا حبيبتى!!!...ورفع كفة يضربها برقة فوق مؤخرتها...دافعا اياها الى الامام...وابتسامتة تزداد اتساعا....!!
نظرت الية والاحمرار يعلو وجنتيها من الغيظ...كيف يجرؤ!!!...سأرية..بل ساريهم جميعا ما استطيع فعلة.
ورقصت......رقصت بكل الشغف والحب الذى تكنة لة..اظهرت شوقها الية فى كل خطوة تخطوها على نغمات الموسيقى الصاخبة..ترفع طرف ثوبها بدلال واغراء ..تمزج فى خطواتها بين الرقص الشرقى وخطوات الرقص اليونانى الملىء كبرياء وغرور...وتعالت اصوات التصفيق والصفير بجنون مع ازدياد حدة المنافسة بين الجميع...
ولكن لورين لم ترضخ ...بل بدات فى مواجهة لالمار بخطوات اكثر حدة متعمدة الاصطدام بها..ومحاولة ايقاعها وسط العناقيد..لكن لامار استطاعت تفاديها اكثر من مرة..وتحولت البوتقة لساحة من القتال المشتعل ....مما جعل لامار تتعثر فى خطواتها...ولكنها احتفظت بقناع البرود واللامبالة...وبنظرة متهكمة...!!!
ـ اقتربت صوفى من لامار قائلة بهمس...ان هذة الفتاة لا تريد ان تتوقف عن تلك الحماقة..ستفسد الحفل ...ثم غمزت لها بعينها قائلة..لقد مللت من افعالها...استفيدى مما سافعلة....
وزادت صوفى من صخب خطواتها مبعدة جميع الفتيات عن طريقها .مقتربة من لورين ترقص حولها بسرعة وجنون مع محاولة الاخيرة مجاراتها ..ولكنها....وجدت نفسها تسقط على وجهها امام قدمى لامار..التى اصتنعت عدم الانتباة لما حدث .. رغم ذلك لم يتوقف التصفيق والصفير...بل تعالت الصيحات ..وازدادت الخطوات سرعة ...وخاصة ان الامور عادت للمرح بانسحاب لورين المهين امام الجميع..وعودتها نحو القصر بخطوات غاضبة حانقة....
امتلات اجساد الفتيات بقطرات العصير فوق بشرتهن العارية وتلطخت الاثواب باللون الاحمر ...ومع اخر ضربة للامار بقدميها وسط العناقيد وانفاسها المتلاحقة تجعل صدرها يعلو ويهبط من الاجهاد.......سقطت اولى قطرات العصير من الانابيب البلاستيكية فى البرميل الخشبى....وتعالت الهتافات والتصفيق الحار مشيدة بالعروس القوية التى اسالت بقدميها اولى قطرات الكروم الاحمر....
اقترب احد الشباب من البرميل وملا منة كوبا صغيرا واتجة نحو نيكولا معطيا اياة فاخذة الاخير منة واتجة للبوتقة ورفع يدية مشيرا للامار التى اقتربت منة هى الاخرى وسمحت لة بحملها من خصرها بذراع واحدة ..وعلى وجههة ابتسامة واسعة ممتلئة بالاعجاب والتقدير ...ثم قرب شفتية منها هامسا...لقد حطمتهم جميعا يا نمرتى المشتعلة!!!!
ثم قرب من شفتيها الكوب لترتشف منة اولى قطرات العناقيد الحمراء...ورمى بعدها بالكوب لاحد المزارعين ليحملها بكلتا يدية مبتعدا بها نحو القصر مع علو اصوات الاستحسان من حولها والصفير والتصفيق.....
ـ قالت لامار بحيرة وهما متجهين نحو غرفتهما يحملها فوق ذراعية كالريشة...مهلا نيكولا..انك..انك لم تتذوق العصير بعد!!!
ـ انزلها برفق فوق السجادة السميكة.. قائلا بابتسامة ماكرة...لا عزيزتى..بل ساتذوقة..ورفع ابهامة يمسح احدى قطرات العصير عن شفتيها!!!.....ولكن............بطريقتى !!!!!!!!
**************************************
انها لا تصدق كيف تمر الايام سريعا هنا فى المزرعة....لقد مر اسبوع على وصولهم..وكانة ساعات قليلة...انها تعيش اسعد ايام حياتها برفقتة!!!
تلازمة ليل نهار..وذلك بناء على رغبتة هو..حتى بعد رحيل صوفيا وستيف المفاجىء منذ يومين لاسباب طارئة فى العمل لدى ستيف...لم تشعر بلحظة وحدة او غربة واحدة عن المكان!!!!
انها تذهب معة حين يمر على الاراضى المزروعة..او فى تفقد مراحل الحصاد التى تسير الان على قدم وساق....وقد علمها امتطاء الخيل..ولكنها ليست متمكنة منها تماما... لتستطيع ان تركض مسافات طويلة بفرستها الجميلة التى اسماها اثينا!!!!!
لقد اهداها احدى اجمل الخيول العربية التى يمتلكها...فرسة بيضاء رمادية....رائعة...اخبرها انها تذكرة بها كلما وقعت عيناة عليها...فهى فرسة هادئة فى بعض الاحيان..وحين تنطلق ويترك لها العنان فهى ثائرة جامحة....وحين اخبرتة بخوفها من امتطاء فرسة لها تلك الصفات ضحك يومها قائلا....
ـ يجب ان تعلمى انها مثلك تماما..لذلك انا لا اراها خطرة...هى فقط...لا تحب القيود...وانا لا اقيدها ابدا!!!!!!
مما زاد من استمتاعها برفقتة ايضا انها حتى الان لم تقابل خالتة الانادرا فى مناسبات قليلة.. وهو الامر الذى افزعها من البداية حين علمت بوجودها ....ولم تكن المراة تتكلم كثيرا فى تلك اللقاءات لما تشعر بة من ضعف...بسبب صحتها المعتلة...ولكنها لا تنكر النظرات الغريبة التى كانت ترمقها بها للحظات...تبدو لها كالدهر...دون ان تتفوة بكلمة..وكانها تبحث فى ملامحها عن شىء ضائع...او تترقب حدوث شىء هام تنتظرة بفارغ الصبر!!!!
ولكنها حاولت جاهدة الا تجعل تلك اللقاءات العابرة تعكر عليها صفو ايامها السعيدة برفقة زوجها الحبيب...والتى لم تجد منة حتى الان ما يقلقها او يزعجها منة..بل انة ولدهشتها لا يتوانى ابدا عن القيام باى عمل كبيرا كان او صغيرا لكى يرسم البسمة على شفتيها ...ويؤكد من شعورها بالامان والسعادة بقربة!!!!
حتى انها اصبحت تنسى فى بعض الاحيان...الغموض الذى كان يغلف علاقتهم والاسرار المبهمة التى لا تدرى سببا لها..كاتهامها مثلا من قبل امة وخالتة بانها سببا من اسباب مصرع انطونى....والتى لا تجد لة حتى الان اى مبرر منطقى!!..
بل يجب ان تعترف ان قبل العشرين يوما الماضية منذ ان قابلتة لاتذكر اياما كانت فيها بتلك السعادة ...انة يهبها فى كل لحظة مزيجا رائعا من مشاعر الحب والاهتمام والامان...نعم..يجب ان تكون صريحة امام نفسها..انها تشعر معة بالامان لا الخوف مثل ما كانت تعتقد انها ستشعر حين تعيش معة .....
ربما بامكانها ان تنسى ما سمعتة فى المكالمة التى تمت بينة وبين والدتة...انة لم يفعل شيئا حتى الان يعطيها احساس بالقلق وعدم الاطمئنان...
بل والاغرب من ذلك انة اخبرها ان بامكانها ان تبدا العمل بعد ان تنتهى مهلة الشهر الذى طلبة منها...لقد وفى بوعدة لها
واخبرها ان شركتها اوشكت على البدء بخطة العمل الجديدة!!!!..حتى انة لم يتحدث بامر حدوث حمل للان...لم يسالها؟؟!!
ما الذى تريدة اى امراة اكثر من ذلك...زوج رائع يشعرها بانها ملكة فى كل لحظة...يعطيها الامان والاهتمام...اخرجها من هوة عميقة كانت ستبتلعها ...الافلاس والفضيحة...الضياع!!!!
لقد قررت ان تنسى كل ما سمعتة تلك الليلة...ربما لم يكن الحديث عنها...ربما كان الامر التباس من البداية...بالتاكيد قد فهمت ما عرفتة بشكل خاطىء...انطونى ابن خالتة!!...لا يوجد شىء غريب فى الامر....مصادفة..مجرد مصادفة...الانتقام والحادث...قدر لا اكثر ولا اقل...وبالتاكيد هى ليست الفتاة المعنية ...اذن كل شىء على ما يرام..هى متاكدة من ذلك...
لا يمكن لرجل ابدا ان يستطيع اخفاء حقيقة مشاعرة فى كل ثانية وكل دقيقة...لا يمكن ان يخدعها قلبها بما تشعر بة حين تكون بين ذراعية كل ليلة..لا يستطيع ان يمثل ايضا فى لحظات كهذة...انة مع كل نفس وكل لمسة يشعرها بحبة..برغم عدم قولة لتلك الكلمة صراحة!!!!
لا باس..سيقولها يوما ما...انها متاكدة من ذلك..وسيكون هذا اليوم قريبا جدا..انها تشعر بذلك وبشدة...تشعر احيانا انها ستفلت من بين شفتية..رغما عنة..ستكون صبورة للنهاية..حتى تحصل منة على هذا الاعتراف الرائع..وستحصل علية!!!
ـ رفعت سحاب حذائها الجلدى العالى الخاص بركوب الخيل...كانت ترتدى ملابس الركوب جالسة فوق المقعد بجانب سريرها وقد عقصت شعرها كذيل الحصان...قالت لنفسها..لقد اصبح الجو حار هذة الايام!!!..ان الصيف يعلن عن قدومة
سريعا هذا العام...تحمد اللة على وجود الالات الحديثة المبردة للهواء...لولاها لم يكن الجو ليحتمل هنا بالمزرعة...
ـ خرج نيكولا من باب الحمام مبتسما بنشاط...هل انت جاهزة عزيزتى؟؟؟
ـ رفعت الية عيناها بسعادة تجيبة...نعم نيك ..انا جاهزة...هل اخبرتهم ان يجهزوا اثينا لكى اركبها؟؟!!
ـ اقترب منها ممسكا بيدها مرغما اياها على الوقوف ثم احتضن خصرها بحب قائلا...يبدو انك اصبحت تحبينها كثيرا..الا تريدين ان تجربى فرسة اخرى...تعلمين اننى املك عدة خيول غيرها...وربما اكثر هدؤا منها...هل تحبين ان اغيرها لك ؟؟؟
ـ قالت عاقدة حاجبيها ..اوة..لا نيك..ارجوك..انها فرستى ولن اركب غيرها...فى الحقيقة اصبحت احبها فعلا..بل وانتظر وقت ركوبها بفارغ الصبر!!!!
ـ اقترب منها طابعا قبلة سريعة على شفتيها قائلا...حسنا..هيا بنا..لا اريد ان نتاخر اليوم...اريد ان انتهى من جولتى على الارض سريعا...ثم نذهب سويا فى نزهة طويلة حتى حدود المزرعة داخل الغابة المحيطة بنا...انا متاكد من انها ستعجبك ....المناظر رائعة هناك....وانا لم يكن لدى الوقت الايام الماضية لكى اصحبك اليها....
اخبرت نفسها اثناء سيرهم مقتربين من دخول الغابة المحيطة بالارض المزروعة..انها بالفعل بقعة ساحرة من العالم...لم تكن تعلم ان جنوب ايطاليا بة محميات طبيعية رائعة مثل التى تراها الان..اشجار الصنوبر الكثيفة العالية...زهرات النرجس المنتشرة فى كل مكان...يعبق الهواء بعطرها الساحر...والاروع من هذا كلة...جداول المياة المتفرعة فى كل اتجاة...ورذاذها المنعش.....لقد قام بالفعل حين انتهى من الجولة ...باصطحابها الى حدود الغابة...دائما يفى بوعدة...!!!!
ـ اقترب يسير جانبها بفرسة الاسود...الى اين ذهبت لامى..دائما اراك شاردة..فيم تفكرين الان؟؟؟
ـ ابتسمت لة بحب معترفة...افكر فيك نيكولا!!
ـ عقد حاجبية بشك..ما الذى فعلتة هذة المرة...دائما تفكرين بى...حين افعل ما يزعجك..او تخططين انت لازعاجى..اى منهما هو الصحيح؟؟!!
ـ قالت بدلال...اوة..لا تكن ظالما..افكر فيك احيانا بعيدا عن المشاكل والازعاج...وهذة احدى المرات...
ـ رفع حاجبية دهشة..لا يمكن...ايعقل ان تكون افكارك مثل افكارى عنك طوال الوقت....افكارا!!!!....امممم..لذيذة!!! ايعقل؟؟
ـ رفعت يدها محذرة وعيناها ضاحكتين...اوة..نيكولا كريستيانو...من فضلك كن مهذبا..ان افكارى بعيدة تماما..عن ان تكون مشابهة لافكارك...
ـ قال مداعبا...متزمتة...لقد تزوجت امراة متزمتة....حسنا سنيورة كريستيانو..فيم كنت تفكرين...و..وبعيدا عن افكارى الغير مهذبة؟؟؟؟؟
ـ كنت افكر كم ان قربى منك يجعلنى سعيدة..ونظرت لما حولها مشيرة ....بل كل ما حولى يجعلنى سعيدة....انة تاثيرك نيكولا على كل ما يتصل بك..فيتحول لشىء جميل..اصبحت مشاعرى انا ايضا شىء جميل!!!!!
ـ توقف نيكولا عن السير ونظر اليها فى صمت دون ان يجيب....وبادلتة هى الاخرى نظراتة الصامتة...ان مشاعرها اصبحت تخونها كثيرا امامة هذة الايام....وهاهى تخونها الان وتوشك على الاعتراف لة بالحب....قال بعد صمت طويل..
لامار..انا؟؟؟...لقد فاجأتنى....هل حقا انت سعيدة معى...هل ما سمعتة حقيقة...الم يعد هناك غضب او حقد...هل هدأت ثورتك على اخيرا!!!!...لا اصدق حقا!!!!
ـ سارت بفرسها هاربة من حصار عينية لها...وحاولت الابتعاد..فاسرع اليها وامسك بلجام فرسها عاقدا حاجبية يسالها..لماذا تهربين منى الان لامى....لا يعقل لامراة لديها تلك الشجاعة ان تكون جبانة فى مواجهة حقيقة مشاعرها...!!
ـ قالت بصوت مبحوح متهربة من الاجابة...اخبرنى نيك..لماذا اخترت هذة الارض لتزرع فيها عناقيد الكروم؟؟؟؟
ـ حرك راسة بياس ..تهربين لامى..مازلت تهربين...حسنا...ساخبرك لماذا اخترت تلك الارض...اخترتها لانها ارض خصبة غنية...ان نهر سيرا تسير جداولة بتفرعات عديدة داخلها...لذا فمصدر الماء متوفر...وكذلك الغابات المحيطة بارضى..اذن الحماية والامان متوفران ايضا....احب ان احمى ما يخصنى...واوفر الامان لمن حولى....حتى اصغر المزارعين عندى...يهمنى ان يشعر بالامان فى العمل معى....والان هل تكفيك تلك الاجابة؟؟؟؟
ـ اومات له براسها دون ان ترد....
ـ استدرك قائلا..والان جاء دورى لكى اسالك انا....الم يعد فى قلبك شىء من الماضى...هل تحررت من اشباحك القديمة...ولكى اكون صريحا واكثر وضوحا...هل انتهى حبك لانطونى ....ام مازلت تكنين لة مشاعرا بقلبك؟؟؟؟
ـ نظرت الية بذهول..انها لا تصدق..هل كان يعتقد كل هذا الوقت انها مازالت تحب انطونى...هل هذا ما كان يمنعة من الاعتراف بحبة لها....حركت راسها غير مصدقة....نيكولا...لا يمكن ان تعتقد اننى مازلت احبة ...ليس بعد كل ما جرى بيننا....لا..لا نيكولا..انا لم يعد فى قلبى مكان سوى لشخص واحد فقط....شخص كلما كنت بقربة اشعر انى احلق فى السماء...شخص اكسبنى احترامة قبل حبة...اتعلم من هو نيكولا انة.....
ـ قطع اعترافها بلمسة من اناملة فوق شفتيها....واقترب منها بفرسة حتى استطاع ان يطبع قبلة صغيرة فوق شامتها!!
ثم رفع عيناة ينظر لعيناها قائلا..وصوتة متهدج مختنق بمشاعرة ..يبدو اننى احلم..لا اصدق ما اسمعة...اخيرا..اخيرا لامار..ولكن...لا.....بل انا لامارمن يريد ان يعترف...لامار ..انا....
وفجاة ظهر ثعبان كبير امام فرستها اثينا مما جعلها ترتعب وترفع حافريها الاماميين لاعلى...ثم....تطلق ساقيها للريح...
لم تستطيع لامار استيعاب ما حدث فى الثوانى التى تلت ...كل ما شعرت بة هو ...السرعة الرهيبة التى ركضت بها الفرس..حتى ان نيكولا لمحتة يحاول اللحاق بها من بعيد..ولكنة لم ينجح فى الاقتراب منها كفاية..ليستطيع ايقافها!!!
لذلك لم يبقى لها سوى ان تتمسك بلجام فرسها قدر ما استطاعت...ولكن حتى ذلك لم يكن كافيا...تعلم جيدا انها لم تعتد بعد الركوب بهذة السرعة ..وبدات تشعر بفقدها السيطرة على وضعها فوق الفرس..والفرسة غير عابئة بشىء سوى الهروب من ما راتة تحت قدميها...شعرت بانها على وشك السقوط..ودب الياس فى اوصالها من احتمال النجاة...وبالفعل....تعثرت الفرس اثناء ركضها من احدى الاغصان التى اعترضت طريقها...مما اوقعها..واوقع معها لامار..التى اصبحت تحتها فى مشهد رهيب...لا تذكر منة سوى نيكولا وهو يقفز من فوق فرسة...صائحا برعب....
ـ يا الهى...لا...لا...لامار...حبيبتى...واقترب منها وعيناة يملأهما الرعب والخوف...يرفع راسها بحرص ليريحها فوق صدرة..وقد جلس يسالها منتحبا...حبيبتى...حبيبتى...هل انت بخير لامار...ارجوك...اجيبينى....
ـ وهى تشعر بالظلام يزحف لعيناها ولا تقوى ان تريحة وتطمئنة....اصبحت الصور ضبابية....واصبح صوتة اتيا من بعيييييد....لامار...لا حبيبتى...ابقى معى...لا تغلقى عيناك...قاومى لامار...ارجوك حبيبتى...قاومى من اجلنا..ليس الان لامار....لاماااااا....وانقطع الصوت...صمت وهدوء...اغطية توضع فوقها...ووخزة فى ذراعها....وشعور لذيذ بالراحة...واختفاء الالم الرهيب الممتد لسائر انحاء جسدها....ثم اغلاقها لعيناها واستسلامها لنوم عميق!!!!!
ـ دخلت السنيورة فرانشى الى الغرفى وكان الظلام دامسا خارج النافذة...سالت نيكولا الجالس على مقعد بجوار السرير ويبدو علية الارهاق الشديد....كم مضى عليها نائمة نيك؟؟؟
ـ رفع راسة ينظر اليها بحزن...لقد مضى على نومها اثنى عشر ساعة...اعطاها الطبيب حقنة منومة ومسكنة...واخبرنى انها ستنام لوقت طويل...اعتقد انها على وشك الاستيقاظ الان....حرك راسة بحزن....لا اصدق ما حدث حتى الان...لقد كان حادثا رهيبا...تم كل شىء بسرعة..لم يكن لدى فرصة لانقاذها...امسك براسة قائلا بمرارة...انا السبب فرانشى..انا السبب...انا من اهديتها اثينا...ثم رفع راسة ينظر لوالدتة بغضب...لا..بل نحن جميعا السبب فى ما وصلت الية حالها...
لولا التقاليد اللعينة...والغضب الاعمى..ما حدث لها كل ذلك...نحن السبب فرانشى..نحن السبب!!!!
ـ اقتربت منة والدتة تضع يديها برفق فوق كتفة ..ارجوك نيك..لا تعذب نفسك بهذا الشكل..ان ما حدث لها شىء قدرى لا دخل لنا بة...
ـ نهض من مقعدة غاضبا..لا امى..تعلمين انك لا تقولين الحقيقة..اننا السبب ..رغم انها لا تعلم ذلك..ولم تكتشف حتى الان..الا انها كانت ستكتشف عاجلال ام اجلا..مخططكم!!!
ـ رفعت الام حاجبيها دهشة..مخططنا؟؟؟...ما الذى تقصدة...الست معنــ...اوة...لقد فهمت..حدث ما كنت اخشاة..انك..!!
ـ قاطعها بصوت مرير..نعم امى...حاولت اخبارك مرارا..ولكنك رفضت الاصغاء الى..كل ما كان يهمك..ولائك لفيورى...وكرامة العائلة...لم ينتبة اى منكم لمشاعرى...نعم امى اقولها لك الان ولست نادم على قولها...انا....
ـ قطع حديثة صوتها الضعيف و هى تحاول النهوض من فوق الوسادة..نيكولا؟؟؟...ما الامر.. وحاولت ان تفتح عيناها دون جدوى..نيكولا...اين انت؟؟؟...ما الذى حدث..اوة..اشعر بالم رهيب ودوار فى راسى!!!..
ـ اقترب منها بلهفة...اوة لامار...حبيبتى... حمدا للة...لقد كدت اجن...انا اسف حبيبتى..سامحينى....انا السبب!!
ـ نجحت فى ان تفتح عيناها..نظرت الية وقد وجدتة جالسا بجانبها ...ساعدها على النهوض وعدل من وضع الوسادة خلفها لتشعر بمزيد من الراحة...لدهشتها وجدت عيناة مغرورقتين بالدموع...قالت بصوت خافت..نيكولا؟؟؟انت تبكى...!!
ما الامر..انا لا استطيع ان افهم شيئا..ما الذى حدث...انا لا اذكر سوى نزهتنا معا فى الغابة..لا اذكر شيئا اخر...اخبرنى نيكولا...ارجوك..انا لا احتمل هذا الصمت والغموض...
ـ اقترب منها طابعا قبلة فوق جبينها..يهمس بصوت متهدج...خلت انى فقدتك لامى..لم اكن لاسامح نفسى ابدا!!
ـ سالتة بحيرة..ولكن لماذا نيكولا..ما الذى حدث؟؟؟!!
ـ احتضنها بلهفة ... ان الفرسة اللعينة فزعت من رؤية ثعبان تحت حوافرها...فركضت بسرعة وانت فوقها ولم استطيع اللحاق بها لكى انقذك...ثم تعثرت من احد الاغصان السميكة...فوقعت ووقعت معها....سسامحينى لامى...رغم انى لن اسامح نفسى ابدا!!!
ـ رفعت عيناها نحوة بسعادة..اوة..نيبكولا..انا لا الومك ابدا...بل اننى سعيدة لرؤية تلك اللهفة بعيناك...همت برفع اناملها لتمسح دموعة ...اوة..اشعر بالم رهيب فى انحاء جسدى..وقدماى تؤلمانى بشكل رهيب...!!!
ـ ربت على وجنتيها..لا باس لامى..لا تخافى..لقد طمأننى الطبيب..ان قدميك تؤلمانك من اثر سقوط الفرسة فوقك...لقد اصبتببعض الكدمات فقط..يجب ان نكون ممتنيين...انها معجزة..كان يمكن ان تكونى الان..اوة..لا داعى للافكار السلبية...تنهد بعمق..يكفى انى سمعت صوتك مرة اخرى...ستشفين خلال ايام قليلة...هناك ايضا بعض الرضوض و الكدمات فى جسدك..ستاخذ وقتها فى الشفاء...ولكن ستختفى مع الوقت..انت فقط بحاجة لوقت طويل من الراحة حبيبتى!!
ـ اقتربت منها السنيورة فرانشيسكا...انا سعيدة بنجاتك يا ابنتى...وقد ظهرت بعيناها نظرة متألمة...انا اسفة حقا لما حدث..اننى..اوة..لا ادرى..انة قدر غريب حقا..لا باس..ساترككما الان...استريحى قدر ما يمكنك..وستستعيدى عافيتك قريبا...لا تنسى..لقد امر الطبيب بملازمتك الفراش خمسة ايام على الاقل...وهمت بالخروج من الغرفة دون انتظار الرد..ثم التفتت نحوهما مرة اخرى قائلة..سوف ارسل كولينا اليكما بالعشاء...ونظرت لولدها بحنان ..تاكد من ان تاكل لامار جيدا..هى فى حاجة للتغذية..حتى تستعيد عافيتها..بأذنكما...!!
ـ حين اغلقت المراة الباب خلفها بهدوء التفت نيكولا يتاملها بلهفة..والان حبيبتى..هل تحسنت قليلا..ام مازال الالم قويا؟؟
ـ نظرت الية بدهشة..لا عليك نيكولا..لقد خرجت والدتك من الغرفة...لا داعى لكلمة حبيبتى..توقف عن التمثيل!!!
ـ اطرق نيكولا دون ان يجيبها..ثم رفع راسة ينظر اليها بحزم...لا لامى...بل انت حبيبتى...حبيبتى منذ زمن بعيد..وستظلين حبيبتى الى الابد!!!
ـ حركت راسها غير مصدقة..ما الذى تقصدة نيكولا...هل تحبنى..لا يمكن..لا اصدق...لا..انت تكذب..انها الشفقة لا الحب...لماذا اخترت هذا الوقت بالذات لتعترف لى بحبك..لا نيكولا..كن صريحا..انت تشفق على...لا باس..لا تقلق ..ساكون بخير كما قال الطبيب..لا تخف...انا لا انوى االموت الان..!!.يجب الا تشعر بتانيب الضمير..ان الحادث لم يكن لك اى دخل فى حدوثة..وانا لا الومك علية..لا داعى اذن لهذا الحديث!!
ـ قال بنفاذ صبر..اذن مازلت لا تريدين الاستماع الى...مازلت عنيدة...؟؟!!...لا باس لامار..ان الوقت غير مناسب الان..مازال ذهنك مشوش..ولم تتضح الصورة كاملة لك...تنسين ما اخبرتينى بة قبل الحادث؟؟؟...
ـ قالت بريبة..ما الذى اخبرتك بة نيكولا؟؟!!..انا لا اذكر انى اخبرتك شيئا..اضافت بقلق هاربة من عيناة..ام ترانى ؟؟!!..والتفتت نحوة ..اخبرنى نيك ما الذى اخبرتك بة..من فضلك لا تتركنى لهذة الحيرة..ورفعت يدها ممسكة براسها..اوة..لقد عاودنى الصداع...وبدأ الألم فى كل جسدى مرة اخرى!!!!
ـ احضر من فوق الطاولة الصغيرة بجانب السرير...حبة مسكنة للالم واجبرها على تناولها ...يجب ان ترتاحى الان..انة ليس الوقت المناسب لهذا الحديث..انت فى حاجة ايضا لبعض ساعات اخرى من النوم..واعدك حين تستيقظين ستشعرين بتحسن...وعندها....اعدك ان نتحدث مطولا...وساخبرك بما تريدين معرفتة....وانحنى ملثما جبينها بلطف...اعدك لامى...حين تستيقظين سيكون كل شىء على ما يرام...
ـ همت بان تقاطعة محتجة...ولكن !!..انا....اقترب منها قائلا بحزم....ليس الان لامى...ليس الان...اراك لاحقا...
ثم اطفأ نور الغرفة وهم باغلاق الباب خلفة حين عاد والتفت اليها...لا اعتقد انك جائعة...ساجعل كولينا تعيد الطعام وساحضرة لك بنفسى حين تستيقظين...ولم ينتظر جوابها وخرج مغلقا الباب خلفة....
ـ عاد النعاس اليهامرة اخرى ومع شعورها بالضعف استسلمت لة...وفى عيناها صورتة التى لم تفارقها منذ تركها...عيناة الدامعتين...وكلمة ...حبيبتى...قالت لنفسها قبل ان يغلبها النعاس...ترى...هل اتت اللحظة التى كنت فى انتظارها...ربما؟؟!!!!
مر الوقت سريعا وهى نائمة...وحين فتحت عيناها نظرت نحو الساعة الموضوعة اما السرير فوق الحائط...انها الثانية عشر...لقد نامت ثلاثة ساعات اخرى...الالم انهكها ...لذلك احتاجت لبعض ساعات النوم الاضافية...ولكنها الان تشعر بتحسن...الالم مازال موجودا ولكن اقل حدة من السابق...وهى الان تشعر بالعطش...حاولت النهوض لتجلس وتشرب من الماء الموضوع بجانبها ...فشلت فى البداية ولكنها فى النهاية نجحت...ارتشفت بعض الماء من الكوب ثم اعادت وضعة فى مكانة...نظرت حولها وقد اعتادت عيناها الرؤية فى ظلام الغرفة....
ـ قالت لنفسها...يبدو اننى وحدى هنا..ترى اين الجميع...واين نيكولا..اوة..اشعر بجوع شديد..!!.نادت بقدر ما استطاعت من صوت..نيكولا..كولينا...!!!..يبدو انهم يظنونى مازلت نائمة..ويعتقدون اننى لن استيقظ الان!!!...لما لا احاول الخروج من الغرفة...لقد بدات اشعر بتحسن بالفعل!!!
ـ وبالفعل نهضت متثاقلة برغم الدوار والالم...مستندة على كل ما تقابلة انها تريد مفاجاتة فى مكتبة..بالتأكيد هو جالس فى غرفة مكتبة الان!!!...تريد ان تطمئنة انها بخير وترى نظرة الارتياح والسعادة فى عينية....فكرت بسعادة...لم لا تكونين صريحة امام نفسك...لقد اشتقت الية لامار..تريدين رؤيتة..وتتلهفين لسماع الكلمات المنتظرة...تخرج من بين شفتية...!!...
اوة مازالت قدماى تؤلماننى قليلا...ولكن لا باس...سارت فى الردهة الهادئة التى توصل الى غرفة المكتب..اعتقد بان الجميع نيام الان...جيد!!...سيكون لى وحدى!!...لن يقاطعنا احد....
ـ زفرت بضيق حين اقتربت من باب غرفة المكتب....اوة...ان فرانشيسكا هنا!!...سمعتة يخاطب والدتة بصرامة...
ـ لا امى..لن اسمح بهذا الحديث مرة اخرى...من الان..لا حديث عن الماضى...
نبهتها كلماتة ان تلتزم الصمت...
ـ قال المراة بغضب..ولكن نيكولا..انها السبب فى ما حدث كلة...لا تنسى ان والدها كان احد عملاء المافيا...وانة السبب فى اغتيال المافيا لانطونى..ان خالتك لديها كل الحق..ان ترغب فى الانتقام....المسكين طونى راح ضحيتها...ضحية حبها ...ان الرجل لم يكتفى باذلالة امامها وبطرد ابنتة لة ...بل اراد ان يختفى تماما من حياتها ويضمن عدم ظهورة مرة اخرى ليكشف حقيقتة القذرة لها...فامر بقتلة...كيف تريدنا ان نتنسى كل هذا كيف..
ـ صرخت لامار بصوت مكتوم....لا..ليس مرة اخرى..اذن انا الفتاة التى يقصدونها من البداية....لماذا يصر الجميع على ان والدى مجرم!!!...لا يمكن..لن اسمح لهم بايذائى..وبالحاق العاربلذكرى والدى...حركت راسها بمرارة..انت ايضا نيكولا...بل جميعكم...تريدوننى ان اكرة والدى واصدق ما تقولون...
ـ سمعتة يقول بغضب...اذكر..اذكر كل شىء امى وبالتفصيل..ولكنة ماضى...ماضى بعيد...يجب ان تستمر حياتنا..لن نبقى سجناء هذا الماضى للابد...ثم !!!.. لا ذنب لها فى جرم والدها اللعين...
ـ قالت المراة باصرارعنيد...بل لها كل الذنب..الم يخبرك باهانتها لة وطردة من منزلها بشكل مذل...الحمقاء لم تصدق ما قالة لها طونى..بل وكانت السبب فى موتة...لا نيكولا... لن اسمح لك بالغاء كل الحقيقة ودفنها...اننى سوف...
قاطعها صوت فيورى صادرا بحنق من الخارج....!!!
ـ تصيح بغضب...بالطبع...كان يجب ان اتوقع هذا من امراة مثلك...تستمعين من خلف الابواب...حقيرة...تعالى نيكولا...وانظر لمن تدافع عنها دائما انها تتلصص على حديثكما انت وفرانشى...حقا تربية مجرمين حثالة....
ـ صرخت لامار ببرود رغم الدوار الشديد...اصمتى...لن اسمح لك ابدا... لن تهينى والداى..بل انتم هم الحثالة...صدق والدى...لا تنبت الاصول القذرة...الا القذارة....
ـ فتح باب غرفة المكتب ونيكولا يصرخ بصرامة...لامار..اصمتى...ما الذى اتى بك الى هنا الان..مازلت مريضة..؟؟؟
ـ دلفت الى الغرفة مترنحة...جئت..جئت لكى استمع بنفسى للحقيقة...الحقيقة نيكولا...الحقيقة التى طالما اصابتنى بالحيرة والعذاب...علمت الان لماذا تزوجتنى...تزوجتنى للانتقام...لكى تحطم كبريائى...وتسلبنى كل ما املك...لترمينى بعدها الى الشارع كالحيوان المريض...!!!!
لا نيكولا لن اسمح لك...اننى...اوة...سقطت على الارض بضعف وقامت محاولة التماسك...اقترب منها نيكولابلهفة....اوة..لامار..حرك راسة بيأس...لماذا..لماذا اتيت الان...والتفت نحو الجميع...لقد حطمتم كل شىء...كل شىء...ثم نظر اليها متوسلا...ارجوك لامار دعينى اخذك الى الغرفة...فلنؤجل الحديث للغد...اعدك بان اوضح كل شىء...لا اريدك ان تضيعى ما بيننا فى لحظة غضب...ارجوك...
ـ قالت بصوت ضعيف وهى تجاهد لتبقى عيناها مفتوحتين...بل انا من ترجوك نيكولا..اخبرنى الحقيقة...هل حقا والدى كان مجرما من عملاء المافيا؟؟؟..ارجوك اخبرنى...الحقيقة...اتوسل اليك...وقالت والدموع تتساقط من عيناها للمرة الاولى...لقد قالها طونى من قبل...ولكننى لم اصدقة...بل لم اريد تصديقة...اخبرنى انت....
ـ قالت فيورى بصوت متشفى...اخبرها نيك..اخبرها الحقيقة...ان والدك هو من قتا طونى...لقد طلب من اصدقائة القتلة...ان ينتظروة حين يركب سيارتة فى تلك الليلة اللعينة...لكى يجعلوا الامر كحادث عادى....ولكن التحقيقات اثبتت انة احدى اساليب المافيا فى التصفية الجسدية...وقتلوة...قتلوا ولدى الحبيب...والدك الحقير لامار...مجرم ...قاتل ...
ـ شهقت لامار بضعف والم...لا..لا...هل حقا ما تقولة نيكولا...لا يمكن..اخبرنى ارجوك....
ـ لم يستطيع ان يجيبها بل التزم الصمت...فالتفتت نحو فيورى قائلة...ارايت انت كاذبة..انها ليست الحقيقة...بل انتم جميعكم هم الحثالة....وانت اولهم نيكولا...كاذب مخادع...لا تستطيع ان تؤكد قولها..انت جبان حقير...
ـ امسك بكتفيها صارخا...لامار كفى...وهى تصرخ بهستيرية...لا..لا..اتركونى...اريد ان اخرج من هنا..جميعكم مخادعون...لا اريد رؤيتكم...صرخ باصرار...قلت لك كفى لامار...تريدين الحقيقة...ساقولها لك...اجابت بذعر...لا..لا اريد ان اعرف...لا اريد...وهى تحرك راسها بذعر....بل ساخبرك ..ساخبرك ربما نغلق هذا البئر العفن مرة والى الابد...نعم لامار...
ان ما تقولة خالتى صحيح...والدك كان من عملاء المافيا الخارجيين...الذين يقومون بما يطلب منهم من اعمال قذرة لتبقى ايدى الزعماء الكبار نظيفة لا شبهة فيها....!!!...
ـ صرخت برعب تحرك راسها...لا ...لا ...انت كاذب كاذ....ووقعت بين يدية فى اغمائة قوية....
حملها بغضب..ونظر الى والدتة وخالتة...هل ارتحتم الان...هل رضيتم...حطمتم كل شىء..والى الابد....ارجو ان يهدأ بالكم الان..وتنطفىء نار الحقد والكراهية بداخلكم....
وخرج بها مسرعا وعلى وجههة ظهر الحزن العميق الذى اختفى لفترة طويلة من ملامحة....فترة زواجهما التى على وشك الانتهاء!!!!!
ــــــــــــــــــــــــ الفصل الثالث عشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت من زجاج نافذتها بالطائرة الى الغيمات البيضاء المتفرقة..كسحب الدخان الكثيف...ولكن ..منعها الاستمتاع مما تراة..عيناها المغرورقتين بالدموع...
ان صورتة تأبى ان تفارق مخيلتها ...مع كل التفاصيل الصغيرة لعلاقتهما القصيرة...
علاقتهما التى انتهت والى الابد...ها هى الان مسافرة على طائرة متجهة الى عالم جديد...وقد تركت المزرعة...تركت طريق النحل...وأشجار الصبار...تركت زهرات النرجس وعناقيد الكروم..والاقسى من ذلك...انها تركت قلبها...انها الان امرأة بلا قلب...لقد رمت بقلبها تحت قدمية قبل ان تغادر منزلة...
لن تنسى ابدا تفاصيل تلك الليلة الكارثية...او تنسى حالة نيكول االمريرة...وتوسلاتة اليائسة...ستظل تذكر كل ثانية من مواجهتهما اللاخيرة...وتعرف انها ستعذب نفسها بها لاخر العمر....حتى رائحة تبغ السيجار المحترق الذى ايقظتها من اغمائتها القصيرة فى غرفة النوم.....!!!
ـ فتحت لامار عيناها تسعل بقوة..وهى تشعر بالاختناق من رائحة التبغ...ان نيكولا لا يعلم ان لديها حساسية من تلك الرائحة...نظرت الية ووجدتة واقف امام النافذة يتطلع بصمت نحو الارض المحصودة..وقد اصبحت خالية بعد موسم القطاف...ينفث دخان سيجارة الفاخر بصمت ...التفت نحوها بحدة وهو يطفىء سيجارة فى مطفأة السجائر فوق الطاولة...وتمتم ..اسف..لم اكن اعرف ان دخان التبغ يضايقك...!!
ـ اجابت ببرود ..لا بأس...انت لم تدخن امامى من قبل..
ـ ابتسم بسخرية..معك حق..هذا لأننى لا ادخن الا حين اكون متوترا...وكانت تلك مرات معدودة...فى الايام الماضية..!!
ـ تنهدت بعمق...نيكولا؟؟!!...اقترب منها وجلس اماها فوق السرير...اكملت مطرقة راسها دون ان تنظر لعيناة...اريد..اريد الرحيل من هنا...لم اعد احتمل البقاء فى المزرعة بعد الان!!!
ـ اوما براسة متفهما..لا باس..معك حق...سوف اخبر كولينا بان تجهز حقائبنا ونسافر الليلة اذا شئت..ان المزرعة لم تعد بحاجة الى الان..لقد اصبحت مطمئنا بعد انتهاء الحصاد وتخزين الكروم ان كل شىء يسير بطريقة صحيحة وامنة...لا داعى لبقا....
ـ لا نيكولا...بل اريد الرحيل وحدى...
ـ امسك ذقنها يرفع راسها لتنظر الية...ما الذى تقصدينة...هل تريدين ان تسافرى وتعودى للمنزل وحدك؟؟!!
ـ ابعدت يدية عنها بتصميم..لا بل ساعود لمنزلى انا..منزل والدى...ولكن لا تخف لن ابقى فية...ساتركة لك ..فقط ساجمع باقى متعلقاتى..واشيائى الخاصة...وحينها فقط تستطيع اتمام انتقامك وتحصل على المنزل ايضا!!!!
ـ حرك راسة بذهول...اللعنة على المنزل..والانتقام...فليذهب كل شىء الى الجحيم...انا لا اريد اى شىء لامى...انا..انا من البداية لم يكن هدفى الانتقام...كان هدفى الحصول على حبك..لا ميراثك اللعين...حتى اننى لم يكن حينها لى امل فى لقائك...لقد اردت مساعدتك حين علمت بالمشكلة التى وقعت فيها شركتك...لذلك قمت بعرض اعلانات تسهيلات القروض بالبنك حتى استطيع مساعدتك...ولتتاكدى اننى لم ارغب سوى فى مد يد العون لك...ساتى اليك غدا بورقة تثبت اننى وافقت قبل مقابلتك على منحك القرض....
نعم..لا تنظرى الى نظرة الشك هذة انها تمزقنى...صدقينى وافقت..ولكن المعاملات الورقية والروتين بالبنك كانت السبب فى التاخير ...وحين طلبت مقابلة مدير البنك كنت قد اعطيت قبل ذلك تعليمات بشانك..اذا طلبت اى شىء او مقابلة او استفسار يقومون باخبارى...لذلك حين اخبرونى برغبتك..عاودنى الامل ان تكونى لى حين اتعرف اليك واتقرب منك....لم اكن اريد سواك انت حبيبتى..انت فقط...ولكن حين اخبرت امى برغبتى الزواج منك ..علمت خالتى فيورى بالامر..وتوسلت الى ان انتقم منك..وقالت انها فرصة ذهبية...وبسسب حالتها الصحية الخطيرة..وافقتها شكليا وتمنيت حين تراك ان تحبك كما احببتك..وان تتمنى لى السعادة وتنسى فكرتها عن الانتقام...ولكن كما يقولون..ليس كل ما يتمناة المرء ينالة..كنت احمق..حين اعتقدت ان بامكانها ان تسامح وتغفر!!!
ـ زفرت بضيق..اوة..من فضلك..لا اريد ان استمع لاكاذيبك ملاة اخرى. لماذا لم تخبرنى حينها ان كنت تقول الحقيقة بانك وافقت على منحى القرض...؟؟؟.لقد ضقت ذرعا بكل شىء...اشعر بالاختناق...لا اريد ان اسمع اكاذيبك مرة اخرى عن الحب..يكفى نيكولا..يكفى ارجوك!!!
ـ امسك بوجهها بين يدية قائلا بصرامة...استمعى الى جيدا لامى..ان ما ساقولة الان ليس فية اى ذرة من الكذب..ولا تقاطعينى حتى انتهى مما ساقول..حين التقينا لم تعطينى فرصة لاخبارك..فاستغليت ذلك حتى اقابلك مرة اخرى...لاجعلك تحبينى كما احببتك!!!.انا احبك لامار..احبك جدا جدا..ولم احب سواك..ولن احب!!...بل احبك قبل لن تلتقى بانطونى بل ان حبى لك..كان سببا لتصاعد الخلاف تلك الليلة بينى وبينة ..لولا اكتشافة من حديثة معى انى احبك..لبقى فى منزلى ولم يخرج منة غاضبا ...!!
لولا هذا الاكتشاف..لبقى الان على قيد الحياة!!!!!!!
ـ حركت راسها بنفاذ صبر...ها قد عدت لمحاولة خداعى مرة اخرى...كيف علم بانك تحبنى...ونحن لم نلتقى قبل لقائنا فى البنك..من فضلك نيكولا ...انا لست حمقاء!!!
ـ ابتسم بمرارة...بل التقينا...التقينا حبيبتى..التقينا حتى قبل ان تلتقى بة فى اليونان...انت فقط لا تذكرين لقائنا...لانة كان لقاء سريعا...وكنت يومها تشعرين بالصداع والدوار!!!!!!
أتذكرين حفل السفارة اليونانية الاخير..الذى دعيت الية انت ووالدك منذ اربعة سنوات!!..نعم...لقد التقينا هناك للمرة الاولى!!!...نعم حبيبتى...انا هو هذا الرجل...الرجل الذى تبعك الى الشرفة تلك الليلة ..و...قبلك!!!!
ـ نظرت الية غير مصدقة...لا لايمكن..انة انت..اوة..نعم ..عرفت الان لماذا كانت قبلاتك تذكرنى بتلك القبلة دائما...كنت اشعغر بذلك احيانا...ثم اعود لأكذب نفسى...مستحيل...شىء غريب...ان هذة الليلة سبقت سفــ...
ـ نعم...سبقت سفرك لليونان بساعات قليلة...لذلك عندما عدت لابحث عنك بعد انتهاء الماوضات الهامة مع السفير اليونانى واحد كبار المستوردين الذى اصر على مقابلتى حين كنت معك لاشرفة لاضطرارة مغادرة الحفل سريعا...لم اجدك..كنت قد غادرت انت ايضا السفارة...!!!
ثم قام وسار نحو النافذة ...وحين تقصيت عن عنوانك لزيارتك فى اليوم التالى..وجدتك قد سافرت لليونان....حتى اننى قررت حينها السفر خلفك..ومعرفة الاماكن التى ستزوريها ومقابلتك هناك...ولكن حدث ان مرضت والدتى فجاة واضطررت للعودة للمزرعة للاطمئنان على صحتها!!!
ـ قالت مومئة براسها..حينها قابلت انطونى...وانشغلت بة..حتى اننى نسيت مقابلتنا الغامضة!!!!
ـ التفت نحوها قائلا بمرارة...نعم..حتى حين عاد انطونى..اوشكت ان اخبرة عن الفتاة التى سلبتنى عقلى تلك الليلة منذ ان وقعت عيناى عليها...والتى نويت الزواج بها..لامار فيرناندو...!!!
وجدتة سبقنى واصر على اخبارى بفتاتة التى التقى بها فى اليونان,,والتى كانت فى رحلة هناك...كنت انت تلك الفتاة..وبالطبع..التزمت انا الصمت..تركتك لة..ظنا منى انك ستكونين اكثر سعادة معة....!!!!!....اضاف بمرارة...اترين تلك اللوحة فوق السرير....لقد اخبرنى طونى انك رايتها باحدى متاحف ايطاليا وانت معة واعجبت بها كثيرا...وجدتها تباع فى مزاد احدى المرات ...فاشتريتها...اشتريتها لعلمى بحبك لها!!!!
ـ امسكت راسها غير مصدقة وعيناها تلمعان بدموع متجمدة..انطونى...اللوحة...لا اصدق....وكيف عرف بمشارعك نحوى؟؟
ـ نظر بعيدا خلف زجاج اللنافذة مجيبا بصوت مخنوق...ليلة مقتلة..اتى الى كما تعلمين فى المنزل...اخبرنى عن ما جرى بينكما...من اهانتك وطردك لة...وحين سالتة عن سبب الشجار...اخبرنى بما قالة لك عن والدك...هنا ثارت ثائرتى...واخبرتة انة قد اخطأ حين اخبرك...وانة انانى طماع..لا يهمة سوى نفسة...وتنهد بمرارة مكملا......اتهمتة بانة قد اراد الانتقام بسبب عدم حصولة على المال من والدك...لذلك اخبرك!!!...
وقلت...وقلت لة..اننى اخطات حين تركتك لة...وانة لا يستحق لحطة تمر بة وانت بقربة...حينها علم اننى احبك وعلم برؤيتى لك من قبل ان يلتقى هو بك...فثارت ثائرتة هو ايضا واتهمنى بالخيانة...وسالنى...كيف امكنك ان تنظر لامرأة اخيك؟؟!!...واخبرنى انة لا يريد رؤيتى بعد الليلة...وانة سيقطع صلتة بى الى الابد!!!! ..اما الباقى..فتعرفينة..الحادث...وموتة...ثم دخولى الى المستشفى...بين الحياة والموت!!!
ـ نهضت من سريرها متثاقلة ورفعت يدها تمسح الدموع من عيناها....ثم جلست فوق المقعد واضعة ساق فوق الاخرى ورفعت يدها معيدة شعرها الى الوراء ... قائلة بكبرياء وعناد.. ما قلتة لم يغير شىء من موقفى.. بل ان ما قلتة يؤكد ان قدرنا الا نبقى معا...بل..انة اكد ما صممت ان اقوم بة..سوف اغادر المزرعة والى الابد نيكولا...لا اريد ان نلتقى مرة اخرى...وتنهدت بمرارة...لا اريد ر}يتك مرة اخرى نيكولا...لقد اصبحت اكرة كل شىء حولى...لم يعد فى قلبى مكان للحب....!!
ـ اقترب منها وركع على ركبتية ممسكا بيديها بين يدية...لكنك تحبيننى لامار...لا تنكرى...انا اشعر بحبك منذ فترة ..منذ اتينا الى هنا...حتى انك اوشكت عاى الاعتراف لى فى الغابة...ولكن القدر لم يمهلنى او يمهلك...فوقعت الحادثة!!!..ارجوك لامار ..بل اتوسل اليك...اعطى لحبنا فرصة كى يرى النور...حاولى ان تنسى الماضى كما قررت انا ان انساة...انا لا يهمنى ماضلى واتلدك...ولم اعد اشعر بالذنب تجاة انطونى..لقد عذبت نفسى بسببة بما فية الكفاية...ان كل ما حدث كان مقدرا لامار ...لا دخل لنا فية....ارجوك لامار...لا تحطمى ما بيننا فى لحظة عناد مجنونة!!!!
ـ حركت راسها بعناد وبرود...صدقنى نيكولا...لا استطيع...ان صدقت ما اخبرتنى بة عن والدى...فسيبقى ماضية المظلم ليطاردنى فى كل لحظة...ويثقلنى بالعار.. ولن اتحمل نظرات الناس لى هنا..او نظرات خالتك المليئة بالحقد والكراهية...حتى انت !!!
لن احتمل منك نظرات الشفقة....وان لم اصدقك..وهذا ما اشعر بة...فساكرهك نيكولا...ساكرهك لتشوية سمعة الرجل الاهم فى حياتى...والذى وهبنى كل السنوات السعيدة فى عمرى...وترك كل شىء من اجلى بعد وفاة والدتى...لهذا قررت الابتعاد...لم يعد لى مكان هنا ...احتاج للابتعاد..احتاج ان ابنى لنفسى مستقبل جديد..مستقبل لى وحدى...لا يكون ملك لاحد غيرى...ولا يشاركنى فى بنائة سواى....لن استطيع هنا احتمال تاريخ والدى المظلم...او احتمل مسامحتك على ماقلتة انت وخالتك عنة...اتركنى...اتركنى ارحل نيكولا...ارجوك...لقد قررت ...وهذا قرارى النهائى...
ـ وقف وقد اسودت عيناة بغضب...ماذا ان منعتك لامار...تعرفين اننى استطيع...؟؟!!
ـ اجابت بسخرية...نعم اعلم جيدا ما البذى تستطيع القيام بة هنا...وسط مملكتك...!!!...ولكن احذرك نيكولا...لو اصررت على احتجازى هنا...اعدك...ان تجدنى فى احدى المرات حين تدخل غرفتى....جثة...جثة هامدة...وستظل طوال عمرك نادما على اصرارك فى ابقائى هنا رغما عنى!!!!..نعم نيكولا...ان ابقيتنى هنا...ساقتل نفسى...
ـ اطرق بحزن وقد احنى كتفية بياس...لا ..لا لامار...انا لا اريد ان اراك جثة هامدة ابدا...بل اريد ان تعيشى وتكونى سعيدة..حرك راسة بمرارة....لم اكن اتخيل انة يمكنك الشعور بكل تلك الكراهية نحوى....الهذة الدرجة تكرهيننى...حسنا لامار...سادعك لكى ترحلى...ولكن اريدك ان تعرفى انك تركت رجلا يحبك كما لن يحبك احد ابدا...واعدك اننى لن اياس فى ان تعودى الى يوما ما...ساحجز لك تذكرة على طائرة الغد للعودة الى روما...
ـ نهضت قائلة باصرار...لا نيكولا..من فضلك...لن ابقى هنا لليلة اخرى...اريد ان اسافر على طائرة الفجر...اخبر كولينا ان تجهز لى حقائبى...
ـ اجاب بحزن يائس..الهذة الدرجة لا تطيقين البقاء معى؟؟!!.حسنا لامى..كما تريدين...هل يمكننى ان اوصلك بنفسى للمطار...
ـ اجابت باصرار... لا نيكولا..لا داعى...بامكان السائق ان يوصلنى...!!!!
ـ تنهد بعمق قائلا.. حسنا لامار لن اجبرك على شىء....كما تشائين...ولكن اعدك بانك ستعودى الى هنا ..قريبا جدا....ساذهب الان الى معصرة الكروم...لن ابقى هنا وانت تغادرين..وصوتة المرتعش يقطع قلبها الى اشلاء....لا احتمل الوداع بيننا...وقبل ان تجيبة...اقترب منها معانقا اياها بشغف وحب...بثت قبلتة كل ما يعتمل بصدرة من مشاعر الغضب والخذلان... وابتعد عنها قائلا ببرود....اعتنى من فضلك بشامتى....كان هذا شىء صغير لتتذكرينى اثناء رحلتك......ثم امسك بمقص فوق طاولة الزينة وقبل ان تعترض..قص خصلة صغيرة من شعرها قائلا ...اما هذا فهو تذكار لى..تاكيدا على عودتك الى.... اعدك ان نلتقى قريبا.... الى اللقاء لامار فيرناندو......!!!!!!!!!!
ـ افاقت من افكارها على لمسة يد هيلدا الجالسة على مقعد الطائرة بجوارها..لامار حبيبتى..ان المضيفة تريد ان تعرف اى نوع من العصير تريدين...
ـ نظرت نحوها بارتباك ورفعت اناملها تمسح دموعها ...اوة..اسفة...اريد بعض عصير البرتقال...وتناولت من المضيفة كوب العصير ثم شكرتها بلطف...بعد ان ابتعدت التفتت نحو هيلدا وكانت الاخيرة تتاملها بابتسامة حانية حزينة...اشكرك هيلدا على اصرارك فى المجىء معى...
ـ ربتت فوق يدها بحنان قائلة...لا تكونى حمقاء...لا تنسى انك ابنتى...كما تعلمين انا لم انجب...وانفصلت عن زوجى منذ زمن طويل لهذا السبب...فسافرت مع والدتك لايطاليا...وقمت بمساعدتها فى تربيتك...اذن لا يمكننى البدا ان ارتك ابنتى تسافر وحدها بهذة الحالة....وابتسمت لها مؤكدة...ثم اننى قد اشتقت لزيارة تركيا بعد مرور تلك السنين الطويلة بالتكيد قد تغيرت....
ـ اومات لها لامار ممتنة قائلة...نعم..بالتاكيد...وعادت للاتفات نحو نافذتها ومراقبة الغيمات البضاء...هاىهى الان متجهة لتركيا ...موطن والدتها الذى هجرتة منذ زمن طويل...وقد عقدت عزمها على ان تبدأ من هناك...نعم...سوف تذهب لزيارة خالتها ليلى...التى طالما ارسلت لوالدها تتوسلها كى تاتى يوما الى زيارتها...حتى بعد وفاة والدتها لو تنقطع رسائلها التى اصبحت ترسلها اليها هى...تطمئن عليها وتطالبها هى بما لم تقم بة والدتها ....وها هى قررت الان القيام بتلك الزيارة التى حان الان فقط وقت القيام بها...بالتاكيد ستسعد خالتها بحضورها...خاصة انها تعيش وحيدة هى وزوجها بعد سفر ابنائها للعمل بالخارج...وذلك مما عرفتة من رسائلها العديدة...ومكالماتها التليفونية ...المستمرة!!!!!
عاودتها مرة اخرى صورة نيكولا...كم تمنت ان تبقى معة...ولكنها لم تكن لتستطيع العيش معة وسط هذا الدمار...لقد تحطمت ثقتها بماضيها...ومستقبلها هناك...لذ1لك كالن مهما ان تهرب وتترك كل شىء وراءها...تحتاج لهدنة مع نفسها تعيد فيها حساباتها وتبدأ من جديد!!!
لن تنساة ابدا...سيظل هو حبيبها الاول..والاخير...تعلم جيدا الان انها لم تحب انطونى يوما...بل احبتة من اول لقاء على شرفة السفارة..تلك الليلة...ليلة تلقيها لقبلتة الاولى....احبك نيكولا..وساحبك الى الابد....
انها مرتاحة الان ومطمئنة ايضا انها سافرت وقد تركت صوفيا رغم دموعها ومحاولاتها المستميتة فى اثنائها عن قرارها
فى حالة استقرار عاطفى ومادى...فلديها الان ستيف وهما يخططان للزواج قريبا...وقد وعدتها ان تحضر قبل الزفاف اليها بوقت كافى لكى تخطط معها للحفل....
حتى هيلدا...سعيدة انها اتت معها...انها تعترف بحاجتها اليها...ذلك دون اغفال حاجة هيلدا ايضا لها...فلامار هى كل عائلتها الان...!!!...لذلك هى اصرت بنفسها على مرافقتها رغم انها حاولت ابقائها برفقة صوفيا ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل...وهى الان سعيدة بذلك....
بفى فقت نيكولا...عذاب فراقة يحرقها...يوشك ان يفقدها عقلها...ولكنها تامل ان تكون الايام والليالى الطويلة القادمة...هى السبيل الحويد للشفاء من حبها لة...وشوقها الية...نعم بالتاكيد ...ربما!!!!!!!!!
ـ التفتت نحو هيلدا بسعادة...اوة...انظرى هيلدا ..ان بحرر مرمرة بدأت امواجهة المتلاطمة فى الظهور!!!!...يبدو رائعا!!
ـ ابتسمت هيلدا بحنين...نعم عزيزتى...طالما كانت اسطنبول بشاطئها الرائع مدينتى المفضلة...برغم ان اصولى من انتاليا وهى ايضا مدينة ساحلية كاسطنبول...لكن طالما فضلت الاخيرة لصخب الحياة فيها وسرعة التطور والعمران...بالتاكيد الان اصبحت اكثر روعة وتطورا...مشتاقة كثيرا لزيارتها!!!
ـ معك حق هيلدا...ان كانت تبدو بتلك الروعة من هذا الارتفاع الشاهق...فما بالك ان كنا بقلب المدينة...!!..لقد طلبت من خالتى ان تعثر لى على منزل قرب الشاطىء...تعلمين كم احب البحر...وقد اخبرتنى انها وجدت منزلا رائعا اطلالتة على مضيق البسفور ...بالتاكيد سيكون المنظر رائعا كرصيف الميناء..والشاطىء ايضا لا يبعد عنة كثيرا...كما اننى ساحاول الحصول على موقع مناسب للجاليرى...الذى انوى افتتاحة فى اقرب وقت...
ـ قالت هيلدا بقلق...لقد غامرت كثيرا لامار عندما سحبت كل الوديعة التى قد اودعها لك والدك بالبنك...أخشى حقا من تبعات فعلتك تلك...انت مازلت لا تملكين حقائق مؤكدة بشأن مشروعك...اتمنى الا تندمى بعد ذلك!!!
ـ اوة..لا تقلقى هيلدا..لقد خططت لذلك جيدا...وتعلمين ان التجارة...يجب ان تبدأ بمغامرة ....وانا لا انوى الندم بعد الان!!!
ـ مازلت ارى انك قد اخطأت بتركك نيكولا..ان الرجل يحبك لامار..كان يجب ان تعطى لزواجكما الفر....
ـ قاطعتها بضيق قائلة...اوة..من فضلك هيلدا..لن اسمح بالحديث فى هذا الامر مرة اخرى...حتى صوفيا حاولت معى ...وخالتى ايضا...حركت راسها بعناد..لا فائدة من ذلك...صدقينى لقد نسيت الان الامر برمتة وسابدا من جديد...
ادارت هيلدا راسها باحباط دون ان ترد..وقد اصابها الياس من نجاحها فى تغيير رايها ...او حتى محاولة مناقشتها فى الامر!!!!
ـ قالت لامار لنفسها...نعم سوف ابدأ بتنفيذ مشروعى من اليوم..ساعمل ليل نهار حتى احقق النجاح الذى اتمناة...اعرف ان المبلغ الذى املكة لا يكفى بداية قوية..ولكنها بداية على اى حال...من يدرى!!
ـ سالت لامار المراة الواقفة اما مدخل المنزل والتى تنظر اليها بلهفة ...السيدة ليلى؟؟!!!
ـ اقتربت منها المراة بسعادة غامرة اياها فى عناق كبير طويل....اوة ...لامار حبيبتى ..لا اصدق!!!!...اخيرا التقينا...
ابتعدت عنها المراة بسعادة وعيناها مليئتين بالدموع...تتأ مل ملامحها بشوق كبير...اوة..لقد كبرت لامار..اصبحت امرأة فاتنة...كم تشبهين جوليا..تذكريننى بعيناها الشقيتين....ونظراتها الجريئة...اوة...حركت راسها غير مصدقة..حتى شامتها الصغيرة حصلت عليها...اوة..لامار..كم اشتقت اليك حبيبتى...وكم تخيلت هذا اللقاء مرارا ....
ـ اغرورقت عيناها هى الاخرى بالدموع قائلة بصوت مخنتوق...انا ايضا خالتى..اشتقت اليك كثيرا جدا..كم انا سعيدة برؤيتك....لقد حدثتنى عنك والدتى كثيرا...انت ايضا تشبهينها الى حد كبير..وضحكت مكملة..رغم انك اطول منها كثيرا..
ـ اجابت المراة بمرح..اوة..طالما كانت والدتك فاتنة اكثر منى ....اسفة لانى لم انتظرك بالمطار...ان صحتى اصبحت ضعيفة هذة الايام....وزوجى يكون فى عملة الان....كما اخبرتك انة يعمل مديرا لاحد المعارض الخاصة بالرسامين التشكيليين...لهذا هو ايضا لم يملك الوقت لانتظارك...
ـ لا عليك خالتى..انا سعيدة انة يعمل بهذا المجال..بالتأكيد سيساعدنى كثيرا...اوة..قالت بدهشة..كدت انسى..لقد احضرت معى مفاجأة..انظرى من اتت معى!!!!..اسفة هيلدا..نسيت ان اخبرها بحضورك!!!!!
ـ صرخت المرأة بسعادة...لا..لا اصدق..هيلدا؟؟؟..حبيبتى هيلدا..اوة..كم مرت من اعوام طويلة..لاخر لقاء بيننتا!!!
ـ اقتربت منها هيلدا بسعادة احتضن الاثنان بعضهما ...وصوت بكائهما يرتفع ليملا تلك اللحظة الفريدة بعواطف عميقة من سنين طويلة ماضية!!!!!
جلس الجميع لمائدة الطعام وقت الغذاء...بعد ان مرت عاصفة اللقاء المشحونة بالمشاعر...وقد ظل الثلاثة طوال فترة الظهيرة يتحدثون بلا انقطاع..يحاولون تعويض الاعوام التى مرت دون ان يروا بعضهم خلالها!!!!!
وكان حينها زوج خالتها...السيد جوّاد..قد حضر من عملة واستقبلها بسعادة ودفىء..نسيت معة قلقها فى ان تكون ضيفة ثقيلة عليهم....
ـ سال الرجل الضخم ذو الشارب الكث وهو يتناول قضمة كبيرة من الطعام ببساطة...وما الذى تنوين فعلة الان لامار؟؟؟
ـ اجابت لامار وهى ترتثف بعض الحساء ...سوف ابدأ بزيارة المكان الذى اخبرتنى بة خالتى بانها اختارتة لكى يكون مكانا للجاليري الذى انوى افتتاحة..وارى ما الذى يحتاجة من ترميمات واعداد لكى يكون مناسبا لنوع العمل الذى اريد!!!
ـ قالت خالتها متعجبة...الا تأخذين قسطا من الراحة...لقد وصلتم لتوكم؟؟!!
ـ قالت هيلدا بمرح...لا يا عزيزتى..ان لامار قد الغت من قاموسها كلمة الراحة من زمن بعيد..اعرفها جيدا..لن ترتاح قبل ان تنهى ما تنوى فعلة اليوم...اوة..بالمناسبة...هل المنزل الذى اشتريتية لنا قرب الميناء..يحتاج للتنظيف ام نستطيع الانتقال الية اليوم؟؟!!!
ـ اجابتها ليلى بحزن..لا تقلقى هيلدا ..لقد اشرفت بنفسى على تنظيفة ...كنت هناك فى الصباح...برغم ان المدة التى كان يجب انابحث خلالها عن المنزل المناسب..اسبوع فقط..منذ مكالمة لامار الاخيرة من روما...الا اننى وجدتة بسرعة وقمت باستئجار عمال لتنظيفة..وهو جاهز لاستقبالكما ...ولكن..ولكن الا تنويان البقاء معى الليلة على الاقل...؟؟!!
ـ قالت لامار برقة..لا تقلقى خالتى...اننى هنا من الان..سنرى بعضنا كثيرا..اريد فقط مهلة حتى استقر وانظم امورى..لكى ابدأ العمل فى اقرب وقت...وقد قررت ان ابدأ من اليوم..انوى الذهاب كما اخبرتك لرؤية مكان الجاليرى ثم اعود الى المنزل الجديد واوضب امتعتى...وبعدها ...!!..والتفتت نحو السيد جوّاد ...ارجو من زوج خالتى ان يساعدنى فى المرور على الاماكن المتخصصة ببيع اللوحات والقطع الاثرية ...ويعرفنى ببعض التجار والمستوردين الذين يمكننى شراء ما احتاجة منهم...!!!
ـ اجابها الرجل مصدوما...كل هذا تريدين فعلة اليوم!!!.. حرك كتفية باستسلام...كما تشائين..وقضم لقمة كبيرة من الطعام قائلا..احب المراة العملية!!
وكانت تلك اللحظات اخر عهدها بشىء يدعى الراحة!!!!!
مرت الايام بعدها سريعة...كان لديها الوقت الكافى بالكاد للطعام...عملت ليل نهار..ووجود هيلدا الى جانبها فى المنزل...ساعدها كثيرا على التفرغ لاعمالها...جددت الديكورات داحل الجاليرى..الذى وجدت ان خالتها قد اختارتة فى ارتاكوى اكبر مناطق التسوق باسطنبول..وكانت هى سعيدة بذلك..لسهولة اجتذاب الزبائن للمكان...وبفضل مساعدة زوج خالتها السيد جوّاد..تعرفت بالكثير من مستوردى القطع الاثرية والانتيك...وايضا اشترت بعض من اللوحات المعروضة بالمعرض الذى يعمل فية ...كانت سعيدة لان كل شىء يسير كما خططت لة...
وبرغم مرور الاسابيع سريعا الا ان صوفيا كانت دائما على اتصال بها...تعرف اخبارها ....وتطمئن عليها كل يوم...وتعرف منها ايضا اخبار نيكولا..وذلك دون ان تسالها ؟؟؟...فقد تطوعت صوفيا وباصرار ...ان تعلمها بكل احوالة
والذى عرفتة منها زاد من حزن قلبها...
فقد علمت كم اصبح نيكولا عصبيا تعيسا...يعمل ليل نهار...بل لا يتوقف عن العمل...اخبرتها فى احدى المرات انة تغير كثيرا ..ولكنة لم ييأس من عودتهما لبعضهما...وانة يسأل عنها باستمرار...ويتتبع خطواتها...!!!!!
لكن ذلك لم يثنى من عزيمتها فى الاستمرار بحياتها الجديدة...بل زادها اصرارا على اكمال مسيرتها نحو النجاح!!!!!
فى يوم الافتتاح صباحا وذلك بعد مرور شهر من بدء التحضيرات لهذا اليوم...جاءت اليها الفتاة التى اختارتها للعمل معها بالجاليرى والذى اسمتة...جاليرى اثينا للانتيك...وفى يدها ورقة تطلب منها امضائها لاستلام طرد من ايطاليا!!!!
ـ سالتها لامار باندهاش...الم يخبرك الرجل الذى احضر الطرد من الذى ارسلة؟؟؟؟
ـ اجابت الفتاة قصيرة القامة ذات الشعر المتموج الطويل...ان الرجل اخبرها بان المرسل هو رجل يدعى السنيور نيكولا كريستيانو!!!!
ـ دق قلبها بعنف...اخر ما توقعتة ان يرسل لها هدية بعد كل ما حدث بينهما...انتبهت قائلة للفتاة...حسنا سامى...اذهبى انت لتنظيف واجهة الجاليرى الزجاجية...وسأذهب بنفسى لاستلام الطرد....
وضعت امضائها على ورقة الاستلام وشكرت الرجل بلطف...ثم حملت الطرد ووضعتة فوق مكتبها بوسط الجاليرى...كان الطرد ثقيلا...ولم تستطيع تخمين ما الذى يمكن ان يكون داخل الصندوق...فامسكت بشرائطة لتفكها بلهفة...وصدمتها المفاجأة....لم تتوقع ابدا ما وجدتة بالصندوق...
ـ يا الهى ...لا...انة قناع اثينا الذهبى...كيف استطاع ان يتخلى عنة بتلك السهولة...لا يمكن...انا لا استحقة ...ولمحت رسالة داخل الصندوق تحت قاعدة القناع...امسكتها وقرأتها
حبيبتى
ارسل اليك اغلى واقرب مقتنياتى لقلبى ...قناع اثينا!!!
اعلم بانك ستغضبين حين ترينة..وتفكرين باعادتة الى
ولكن انا من يرجوك ان تبقية لديك
تذكرى كيف سيكون رائعا فى واجهة الجاليرى؟؟!!
اتمنى لك كل النجاح والسعادة
هل اشتقت الى؟؟!!
المحب الى الابد
نيكولا
ـ قالت باسى..يا الهى..نيكولا؟؟؟..لماذا تفعل بى ذلك...برغم كل ما بيننا من حزن...ومازلت كما انت..رجلا بكل ما فى الكلمة من معنى..اغرورقت عيناها بدموع الاسى قائلة....للأسف حبيبى...ستبقى ذكرى والدى..العائق بيننا الى الابد....!!!!!
اختارت ليوم الافتتاح ثوبا باللون الاسود...لم تستطيع اختيار اى لون اكثر بهجة...وكأن مشاعرها الدفينة التى تحاول اخفائها...خرجت باختيارها للون الفستان...ورغم ذلك فقد كان رائع عليها....
طويل يصل لكاحليها مقفول عند الصدر...باكمام طويلة...من الساتان الاناعم اللامع....يوجد على الظهر فتحة كبيرةتصل من فوق كتفيها الى اسفل ظهرها...مظهرة كتفيها بشكل مغرى محتشم!!!!!
لملمت كل خصلات شعرها لاعلى كذيل حصان طويل....واضعة سلسلة ماسية حول جبينها..ولم تتبرج سوى ببعض الكحل ...ولون احمر قانى لشفتيها...ثم اكملت الصورة...بحذائها الاسود عالى الكعبين...كانت كعادتها فاتنة...ولكن زادها الحزن...غموضا مبهما!!!!
حين وصلت للجاليرى ليلة الافتتاح بصحبة هيلدا..رات قناع اثينا فى الوجهة وقد سلطت فوقة بعض الاالاضواء الخافتة...فاصبح رمزا رائعا للجاليرى..
اختارت الجاليرى فى اورتاكوى...اكبر مناطق التسوق باسطنبول...على ناصية حية ...والشارع ملىء بالمارة والسياح ليل نهار....يحتوى الجاليرى على مساحة واسعة على شكل نصف دائرى...اختارت كل الواجهة من الزجاج وملئت الارضية بالسجاد الاحمر الفاخر ...ووجدت ايضا فية غرفة خلفية تصلح كمخزن للقطع...
وجدت خالتها ليلى سبقتها الى هناك مع زوجها.....كانت الساعة الثامنة وموعد الافتتاح فى التاسعة....
دلفت الى داخل الجاليرى مبتسمة لخالتها بسعادة...فهالها ما رات!!!!....وجدت المكان قد امتلأ بالازهار الحمراء...على شكل باقات رائعة فى كل ركن من الجاليرى...ندية يفوح عطرها فى الاجواء....علمت دون ان تقرأ البطاقات التى جاءت معها من ارسلها...
ـ قالت لنفسها بسعادة...بالتأكيد هو نيكولا...انها ازهارنا الحمراء....انة لم ينسى بعد....!!!!التفتت حين لمس كتفها كف صغير....فصرخت بسعادة من المفاجاة...اوة..لا..صوفيا!!!...كم انا سعيدة لانك استطعت الحضور....
ـ قالت صوفيا بحنان غامر وعيناها تملاها الدموع...وكيف لا اتى فى يوم هام كهذا...كم اشتقت اليك لالمار...ان الحياة دونك بايطاليا لا طعم لها!!...انها البمرة الاولى التى نفترق فيها لمدة طويلة....اوة...لامار اخبرينى كيف حالك...وما اخبارك...ان الجاليرى رائع...وكاننى دخلت لمشاهدة احدى متاحف ايطاليا!!!!
ـ اوة..لا تبالغى صوفيا.. ان حجم الجاليرى صغير.....لقد عملت حقا بجهد كبير حتى اصل لما ترينة الان...وحمدا للة...انا سعيدة بالنتيجة...ولكن اخبرينى هل اتيت وحدك؟؟؟؟
ـ استدركت صوفيا بدهشة...اوة لا...لقد نسيت...ان ستيف بالخارج مع هيلدا....رؤيتك انستنى كل شىء....حركت راسها بحزن....الى متى لامار ستبقين هنا...متى تعودين؟؟؟؟
ـ ابتسمت لها لامار برقة...مازال الطريق فى بدايتة صوفى...ربما استقر هنا..لا ادرى بعد...هيا بنا الان...اريد رؤية ستيف...وغمزت لها مداعبة..اود ان ارى كم تغير وكم اثرت علية...!!!!
ـ اتجها معا الى الخارج وخطت نحو ستيف بسعادة لتحتضنة...مرحبا ستيف..كم انا سعيدة لرؤيتك..وصلت لانفها رائحة عطر رجولى لا يمكن ان تنساة..لم تكن تعلم ان ستيفيضع نفس نوع العطر الذى يضعة نيكولا..
ـ قال ستيف بسعادة...انا ايضا سعيد برؤيتك...كم انا معجب بما حققتة هنا فى المكان...علمت من هيلدا كيف كان حالة...واضح جدا مدى الجهد الذى بذلتية لتحولية لتلك التحفة...اوة..بالمناسبة...اود شراء احدى اللوحات التى اعجبت صوفيا هنا...انا لم ارها بعد ولكننى متاكد من ذوقها ..بالتاكيد هى لوحة صاخبة مليئة بالألوان...
ـ اجابتة لامار بمرح...اعتقد اننى عرفت اية لوحة اعجبتها....ستجدها على اليمين حين تدخل وقت الافتتاح...ستعجبك!!توقفت دقات قلبها حين سمعت صوتا ساخرا خلفها....والان ستيف الن تقدمنى للسنيورة؟؟!!
ـ التفتت مشدوهة خلفهاوجدت نيكولا واقفا مرتديا حلة سوداء للسهرة...وعطرة الرجولى يفوح حولها...ممسكا بسيجار كوبى فاخر ينفث دخانة فى الهواء بعيدا عنها....صدمت لرؤيتة بهذا النحول...ونظرات عينية تملأها المرارة والحزن..!!
ـ قال بسخرية وتهكم..فلاقدم نفسى اذن....بما انك لا تريد تقديمى ستيف!!!...نيكولا كريستيانو...ورفع يدها ملثما اياها دون عاطفة ...تشرفت بلقائك سنيورا لامار فيرناندو....
تنحنح ستيف بارتباك قائلا... اعتقد اننى ساذهب للبحث عن صوفيا....!!...بأذنكما!!!
ـ تمالكت لامار نفسها من الصدمة وسالتة متصنعة اللامبالاة..ما الذى اتى بك الى هنا..الم اخبرك باننى لا اريد رؤيتك مرة اخرى؟؟؟
ـ اجابها بسخرية....شكرا لذوقك وحسن ضيافتك...اعتقد انك اذا استقبلت باقى زبائنك بتلك الطريقة.....اؤكد لك انك ستجنين ارباحا طائلة فى وقت قصير...اوة..بالمناسبة..تبدين فاتنة سنيورة!!!
ــــــــــــــــــــــ الفصل الاخير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ

التفت نحو واجهة الجاليرى يرفع حاجبية بدهشة...اوة...لقد استمعت لنصيحتى وجعلتى من القناع واجهة المكان...
اومأ براسة متهكما...فتاة عاقلة!!!!
ـ قالت بحنق...انا لم اطلب استشارتك او مساعدتك..انا الان لست فى حاجة لأى انسان...استطيع الاعتماد على نفسى...وبالنسبة للتمثال..رايت انة ...انة..انة سيكون شىء لطيف وضعة ليلة الافتتاح...ولكن بعد ذلك لا ارى اهمية لوجودة...لذا ارجو منك ان تأخذة معك اليلة عند عودتك..انا حقا لا استطيع ان اتوصل لسبب واحد على الاقل..لمجيئك الليلة؟؟!!
ـ اجابها بنفاذ صبر...كنت قد نسيت كم انت امرأة مزعجة!!!..حسنا لامى...بالنسبة للتمثال ..انا ارى ان وجودة شىء هام بالنسبة لسمعة الجاليرى ومصداقيتة...وارجو ان تفعلى ما انصحك بة..لدى خبرة كما تعلمين فى ادارة الاعمال !!!
اما بالنسبة لعودتة الى...وصمت للحظة متأملا وجهها ثم اردف بغموض..فلا تقلقى لهذا الأمر...لقد اقترب ميعاد عودتة!!!
اما اخيرا وليس اخرا...سبب قدومى الليلة..قال بسخرية...ان زوجتى لديها اليوم حدث من اهم الاحداث فى حياتها...حدث تبرهن فية لى..وللجميع انها امراة مستقلة...تستطيع ان تعيش وحدها وتصل لمبتغاها بنجاح.....لذلك كان وجودى هام ..لرؤية نجاحها..والذى افخر بة اليوم كثيرا!!!...
اوة...نسيت ايضا تذكيرك بأن اليونان قريب جدا من تركيا....انة على حدودها الغربية كما تعلمين وكنت انهى بعض الاعمال هناك...فكان سهل جدا مجيئى الى هنا...ورفع كتفية بلا مبالاة مضيفا....لم تستغرق الرحلة الى هنا بالطائرة سوى ساعة!!!!
ـ حركت راسها باستسلام قائلة...لا تعليق نيكولا...دائما تربح المعركة وبجدارة...
ـ اجابها مبتسما بمرارة...نعم لامى اربح دائما معاركى وبنجاح ...عدا معركة واحدة....مازلت احارب فيها...ولم اربحها حتى الان...معركة حياتى كلها...معركتى معك لامار؟؟!!!
ـ قالت بارتباك...نيكولا..من فضلك..لا اريد أن.....
ـ قاطعها قائلا...حسنا حسنا لامى...ليس الوقت ولا المكان مناسبين الان لحديث كهذا...ولكن اعدك ان يكون بيننا وقت كافى لتصفية كل الحسابات...اردت فقط اخبارك امر ما....
ـ نظرت الية متسائلة...وعيناها تجوبان فى ملامحة ...كم اشتاقت الية...مازال تاثيرة عليها مدمرا...كل عصب فى جسدها متنبها لوجودة....راسها يدق بألم ...يطابها ان ترمى بنفسها بين ذراعية الان..وتتوسلة لكى يعودا معا الى منزلهما
انها لا تشعر بشىء من حولها...فقط حضورة القوى الذى يفرضة على كل ما حولهما....اكان يجب ان تاتى الليلة بالذات؟؟!!...احتاج لكثير من الثقة اليوم...ووجودك يشوش كل تفكير منطقى لدى......كم احبك!!!!
ـ سالها ببساطة....ما رايك اذن بالامر؟؟!!
ـ اجابت بارتباك..اوة..نعم بالطبع...!!!
ـ سالها متعجبا..أذن انت موافقة...شىء غريب توقعت معركة !!!...حسنا...ثم نظر الى خلفة مناديا ...سامويل!!...كارميلو!!!...هيا الى الداخل...وسوف تحصلان على التعليمات من السنيورة بشأن المواعيد فيما بعد...!!!
ـ فتحت فمها مندهشة من الرجلين ضخمى الجثة الذين يرتديان حلة رسمية كظباط الأمن يدلفان الى الجاليرى ببساطة!!!
التفتت نحوة بغضب صارخة...ما هذا نيك..ما الامر ومن هؤلاء..انا لم اوافـ.....
ـ قاطعها بحنق..نعم..نعم بالطبع ..وكيف يمر الامر دون صراع....كنت على وشك تصديق انك اصبحت تملكين عقلا متزنا ..وهز راسة متعجبا...ولكنة شىء مستحيل طبعا...حسنا لامار اريدك ان ترينى الجاليرى من الداخل...فى الحقيقة ليس لدى وقت..لن ابقى لموعد الافتتاح...وضع يدة على شفتيها يمنعها الرد...سنتناقش بالأمر فى الداخل...هيا!!!!
وجرها خلفة دون الاستماع لاعتراضاتها...نحو الجاليرى.....
عند دخولة تلفت حولة متسائلا بحنق...اللعنة..الا يمكن الحصول على بعض الخصوصية هنا...ثم التفت نحوها بتحدى قائلا...اتحبين ان يتم النقاش بيننا هنا على مرأى ومسمع من الرجلين..ام ستجدين لنا مكانا ملائما..؟؟؟؟
ـ حركت راسها بياس قائلة..حسنا نيكولا...يوجد غرفة بالخلف نستخدمها كمخزن...
ـ امسك بيدا ودلفا نحو الغرفة...وحين اصبحا بالداخل...جذبها نحوة فجأة معانقا اياها ويدية تمسكان وجهها بتملك جائع!!!
تجاوبت معة ببساطة وكانة امر اصبحت تعتاد علية..وتقوم بة دون تفكير.....انزل يدة ليدسها تحت قماش ثوبها خلف ظهرها..ويدة الاخرى مازالت فوق وجنتها...وابتعد عنها ببطء وانفاسة المتلاحقة تلفح وجهها...اوة لامار..اشتقت اليك كثيرا...هل اشتقت الى؟؟!!
ـ نظرت الية بضعف...لفت انتباهها خصلة شعرها المقصوصو وقد صنع منها جديلة يلفها حول معصمة بشريط اسود حريرى.... اوشكت ان تخبرة كم اشتاقت الية حين ظهرت شيطانتها....!!!!...
أذهب الى الجحيم نيكولا!!..لقد افسدت احمر الشفاة ...ماذا اقول حين يرانى الجميع الان...!!!!
ـ اطرق يحرك راسة باحباط...ثم رفعها ناظرا اليها بمكر...بالتاكيد احضرتى قلم احمرالشفاة معك..هل احضرتية؟؟!!
ـ زفرت بحنق..اوة..نعم احضرتة..ولكن ذلك...
ـ قاطعها بسعادة قائلا...حسنا اذن..فلنفسدة اكثر من ذلك!!!!...ولم يعطها الفرصة للأعتراض...غمرها بعناق جامح غابا فية عن المكان للحظات طويلة...ويدية تشعرانها بكم الشوق واللهفة التى يحملها داخلة طوال فترة فراقهما...ثم ابتعد عنها بانفاس مضطربة هامسا...اشتقت الى..اعلم انك اشتقت الى..لا تكذبى لامى..!!!!
ـ اقتربت منة محتضنة اياة بلهفة وقد سمع نشيج بكائها المكتوم....قالت من بين دموعها...لماذا اتيت الليلة..لماذا...انا لا احتمل وجودك هنا..انك تحطمنى نيكولا...لن اقوى على الاستمرار فيما بدأتة وانت تحاصرنى فى كل لحظة....انا تعبة نيكولا..تعبة...!!!
ورفعت عيناها بدموع مترقرقة...ارجوك نيكولا..اعطنى الفرصة كى اجد نفسى مرة اخرى...تذكر ان والدى سيبقى بيننا الى الابد...اتوسل اليك نيكولا...اعطنى الفرصة لكى اتنفس بعيدا عنك!!!!
ـ قال والألم المرير يظهر فى نظرات عينية... الهذة الدرجة اعيق مسيرة حياتك لامى...حسنا!!..سوف اغادر الان كما اخبرتك..ولكن ارجوك اتركى الرجلين هنا كحراس للأمن ..انهم مدربين على مستوى عالى...يستطيعان حمايتك وحماية المكان من اى اعتداء!!!...ارجوك لامى...كى اكون مطمئنا عليك وانا بعيد عنك...اضاف باصرار...لن اذهب من هنا..الا اذا وافقت على ابقائهما!!!!
ـ اطرقت بحزن ..حسنا نيك..اعدك اننى سأبقيهما هنا....!!
ـ ابتسم ابتسامة ارتياح لم تصل لعينية قائلا..تلك فتاتى المطيعة...واقترب مفبلا جبينها بخفة...ثم ابتعد متاكلا وجهها للحظة ...وقال وابتسامتة المريرة لم تفارقة..الى اللقاء لامى...وابتعد مسرعا من المكان وقد اخرج منديلا من جيبة يمسح أثار عناقهما الجامح منذ لحظات دون ان يلتفت نحوها مرة اخرى.....
جلست فوق مكتبها احد الايام تعانى من صداع قوى من جراء السهر لوقت متأخر الليلة المناضية....
تكرت ليلة الافتتاح منذ اسبوع مضى..كانت ليلة ناجحة و رائعة ..وقد لاقى الجاليرى ومعروضاتى استحسان كثير من الحضور..حتى ان البعض منهم قام بشراء بعض القطع ووجدت نفسها تربح للمرة الاولى ربح خاص بها ..ربح نتاج مجهودها وعملهاهى فقط!!!!
وتوالت بعدها النجاحات واصبحت شهرة الجاليرى قوية خلال فترة قصيرة!!!
بالتأكيد عملية البيع لا تسير بشكل مستمر وبكميات كبيرة..بسبب طبيعة العمل....ولكنها حين تقوم بأحدى صفقات البيع..تربح منها مبلغا كبيرا يغطى نفقاتها ومصروفات المكان ويمكنها ايضا ان تدخر مبلغ صغير منة..او تشترى بة احدى القطع الجديدة لتسويقها...ابتسمت بارتياح قائلة لنفسها...عملى يسير بشكل مستقر!!!!
ثم نظرت لنفسها فى المراة المجاورة على الحائط الجانبى....معترفة...ولكنك لست سعيدة لامار....لا سعادة بدونة.....
نجاح؟؟؟...ربما...ولكنة غير مكتمل!!!!
انتبهت من افكارها على اقتراب مساعدتها والتى توطدت بينهما الصلة الى حد ما بمرور الوقت....ابتسمت سامى بسعادة مشيرة برأٍها نحو الورود الحمراء التى تحملها بين يديها قائلة...الورود!!!...الا ترين انها تأخرت قليلا اليوم؟؟!!
ـ اجابتها لامار بقلق..نعم ..اعتقد ذلك...ولكن ما هذا؟؟...كانت تقصد بذلك المغلف الذى تحملة سامى باليد اللاخرى
لقد اعتادت منذ ليلة الافتتاح على تلقى الزهور الحمراء مرسلة من نيكولا كل يومين...فحين توشك احدى الباقات على الذبول...تجدة قد ارسل لها فى نفس اليوم باقة جديدة ندية مع بطاقة صغيرة مكتوب عليها كلمات لا تتبدل ابدا فى كل مرة
لتبقى مشاعرنا متقدة الى الابد
نيكولا
وها هى تتلقاها كعادتها اليوم مع اقتراب ذبول الباقة السابقة....والتى وضعتها ككل مرة بانية الزهور الفخمة فوق سطح مكتبها على يمينها...حتى اصبحت احدى رموز الجاليرى تماما مثل قناع اثينا!!!!...مشاعرة تحاصرها فى كل لحظة وكل مكان...ان لم تكن بصورتة التى لا تفارق خيالها..تكون بورودو التى تملاأ بعطرها اجواء الجاليرى!!!!..كل يوم...
امسكت بالمغلف الصغير بين يديها تفتحة بترقب...فوجدت بة ورقتين ادهشتاها دهشة كبيرة......
كانت الاولى اشعار من البنك فى ايطاليا لاضافة الدفعة الاخيرة من ارباح الشركة الجديدة!!..شركة لامار للعطور الفرنسية....فى حسابها!!
والورقة الاخرى كانت بعض من المستندات التى توضح موافقة بنك كريستيانو على منحها القرض الذى تقدمت بطلب لحصولها علية ..وتاريخ الموافقة يسبق مقابلتها نيكولا بعشرة ايام فقط!!!!
ـ قالت والدموع تترقرق فى عيناها..أذن لم يكن كاذبا حين اخبرنى ان مقابلتنا فى البنك كانت محض صدفة...وها هو يثبت لى ايضا انة لم يكن يريد الحصول على اموالى وشركتى..والدليل ...وضع الارباح بحسابى فى البنك!!!
ـ قالت سامى معاتبة...برغم اننى لا افهم ما يجرى بينكما...ولكن مما اراة امامى كل يوم...انا متأكدة من انة يحبك لامار...لم لا تعودين الية؟؟!!...نادر هذة الايام ان نجد الحب ...وهذا ليس اى حب!!!!
ـ اجابتها لامار بمرارة...لم يكن الحب مشكلة بيننا ابدا...ان مشكلتنا اكبر من هذا...شىء ليس بيدى او بيدة...انة تاريخ قديم يفرض علينا وجودة وبقوة كلما جمعنا مكان...او جمعتنا لحظات من الحب....لا سبيل لنا بالتخلص منة سوى بمعجزة...اضافت بسخريةوها انا بانتظار تلك المعجزة!!!!!!
مرت الايام بعدها برتابة روتينية ...العمل يسير بشكل جيد...ولكن السعادة تابى ان تدق ابواب قلبها...لا طعم لاى نجاح تتوصل الية...ليالى طويلة من الوحدة والشوق...ونهار حافل بالعمل والارهاق...ثلاثة شهور من اخر لقاء بينهما ...ليلة الافتتاح...وهى تكاد تجن من شوقها الية...احيانا تشعر انها ستترك كل شىء وتهرب الية تركع تحت قدمية وتتوسلة ان يسامحها على كبريائها العنيدة...وتعود صورة والدها المجروحة للظهور ...فتكسو البرودة قلبها...وتختنق مشاعرها داخل صدرها...فتستسلم لواقعها الجديد الرتيب....
صرفت الليلة رجال الامن ليعودوا الى منازلهم ...وقد استأذنت سامى للمغادرة اليوم باكرا بسبب ظروف طارئة...وها هى وحدها تغلق ابواب الجاليرى فى موعد الاغلاق المعتاد...حين سمعت من خلفها صوتا خافتا طالما تمنت ان تسمعة من ليال طويلة...
ـ اين رجال الامن بحق الجحيم...كيف يتركونك لاغلاق الجاليرى وحدك...اضاف متوعدا...سيكون حسابى معهم عسير فى الغد؟؟؟؟
ـ التفتت نحو مصرد الصوت متفاجأ...نيكولا؟؟؟...
ـ اقترب منها ممسكا المفاتيح بغضب...دعى الامر لى...تلفت نحوة بعصبية...اين هؤلاء الحمقى بحق الجحيم!!!!
ـ اجابتة بارتباك...لقد صرفتهم للتو...لم اجد داعيا لبقائهم تالليلة...ان الاجواء هنا امنة...
ـ نظر اليها بحنق مجيبا وقد انهى عملة باغلاق الابواب...اتمنى الا تكونى تقومين بهذا الفعل الاحمق كل ليلة..انا هنا على حافة الوصول الى الجنون!!!!
ـ ازعجتها كلماتة المستفزة فصاحت بحنق...كيف تجرؤ وتقتحم المكان هكذا دون استئذان..انا لا اسمح لك...ولا يهمنى ان اصبت بالجنون او البلاهة..الامر سيان بالنسبة لى...ورفعت راسها بعناد ملتزمة الصمت....
ـ تاملها صامتا يرسم على وجههة ابتسامة مشرقة ظهرت من خلالها غمازتية التى اشتاقت كثيرا لرؤيتها ...ثم اجابها بمرح....اوة..كما انت ...نمرة ولكن...لم تعودى جليدية ...بل مشتعلة!!!!!...اقترب منها محتضنا...اشتقت اليك كثيرا حبيبتى...ثم ابعدها عنة يسالها بمكر...هل اشتقت الى؟؟!!
ـ كان احتضانة لها هو اقصى امنياتها المستحيلة فى تلك الليلة..وها هو قد حقق تلك الامنية بحضورة المفاجىء وهى فى اكثر لحظاتها ضعفا واحتياجا الية... اجابتة بصوت مخنوق مرتعش...ابدا!!!
ـ اقترب منها هامسا...كاذبة حبيبتى...كاذبة كبيرة!!..والان هل يمكن ان تدعونى زوجتى العزيزة الى كوب من القهوة؟؟؟...امم..لكن مهلا..لدى شىء افضل فى هذا الحر الفظيع!!!. ما رايك فى شراب مثلج طازج؟؟؟..انا من سيدعوك الى كوب من عصير العنب...زجاجة من باكورة انتاج مصنعى...ولكن بشرط؟؟... فى منزلك!!...
اضاف متوسلا...ارجوك لامار...امنحينى هذة الفرصة...احتاج حقا للحديث معك فى امر هام...لن تندمى..اعدك...
ـ كان شوقها الية قد منع عقلها تماما من العمل...اجابتة ناظرة لعيناة لا تقوى الهرب منهما..لقد..لقد وصلتنى رسالتك الخاصة بالمستندات واشعار البنك...انا....
ـ قال بنفاذ صبر...اللعنة على كل شىء...لا اريد الحديث الان...اريد ان ترشدينى فقط الى الطريق لمنزلك ....اعرف العنوان ولكنى لا اعرف الطرق هنا...كما اننى متعب حقا...انا لم انم منذ الامس...ارجوك لا تجادلينى...سنذهب بسيارتك!!
ـ اومات براسها ...حسنا نيكولا...سنذهب معا!!
كانت شقتها مكونة من ثلاثة غرف للنوم وغرفة استقبال واسعة ومطبخ وحمامين احدهما بغرفة النوم الرئيسية ...حين دلفا معا لداخل الشقة استقبلتهم هيلدا بسعادة ...كانت ماتزال مستيقظة لانتظار عودة لامار ككل ليلة...
ـ احتضنت نيكولا بسعادة قائلة...كم انا سعيدة لرؤيتك سنيور...وادرات نظرها بينهما ...بل سعيدة لعودتكما معا...!!
ـ همت لامار بتوضيح الامرلها فسبقها نيكولا قائلا بسعادة...اشكرك هيلدا...انا ايضا اعيش اسعد لحظات حياتى الليلة..
هل يمكننى ان اطلب منك شيئا..؟؟!
ـ اجابتة هيلدا بسعادة...بالطبع سنيور!!!
ـ غمز لها قائلا...نحتاج كأسين وبضع قطع الثلج...ولكن قبل كل هذا ...اتمنى ان تعدى لى بعض السندويتشات...اشعر بجوع شديد!!!
ـ خرجت هيلدا مسرعة للخارج قائلة...بالطبع سنيور...حالا!!!
ـ قبل ان تختفى ناداها قائلا...من فضلك هيلدا احضرى تلك الاشياء لغرفة نوم لامى....
ـ قالت لامار بحنق...لا لا لا...فى احلامك نيكولا...لن تدخل غرفة نومى ابدا...!!!
ـ اقترب منها واضعا يدية بجيبة يهمس...بل سادخل...وسانام على سريرك الليلة...وستنامين ايضا بين ذراعى حتى الصباح...ولكن قبلا...ساخذ حماما...ثم نتحدث...وبعدها...تقررين ما الذى تريدين فعلة...وبأى شكل!!!!
ـ تركها فاغرة فمها ببلاهة ...تسال نفسها...هل مل يحدث الان هو حقيقة ام حلم...هل هو هنا بالفعل...بل هل حقا هو بغرفة نومها الان...ولكن مهلا...انة لا يعرف ايهما غرفة نومها....
التفتت فوجدتة يقف فى وسط الشقة محتارا بين ثلاثة ابواب...التزمت الصمت بعناد وهى تعلم انة لا يدرى اى منهما غرفتها...
ـ وضع يدية على جانبية يسالها بتحدى...هل ستخبريننى ايهما غرفتك...ام احاول اكتشاف الامر بنفسى ثم اجدنى داخل غرفة هيلدا...
وضحت خطوط الاجهاد حول عينية ...والنحول الذى اصابة ...
ـ قالت بعناد...انك لا تملك ملابس هنا...
ـ اجابها بمكر...لا مشكلة...انت تملكين بالتاكيد مناشف كثيرة...تكفى واحدة...ثم...اننا لن نحتاج لملابس كثيرة الليلة...ان الطقس حار جدا بتركيا...رطوبة شديدة...
ـ حركت راسها باستسلام...انها الغرفة الوسطى نيكولا....!!!...تعترف انها سعيدة بوجودة هنا...بل انها تريد ان ترمى بنفسها فى التيار وترى الى اين سيذهب بها...لقد اشتاقت الية بشكل قاتل...وستترك العنان لمشاعرها الليلة...دون التزام من ناحيتها او وعود...هى فى النهاية ما تزال زوجتة...!!!!!!!!
خرج من حمام غرفتها يلف المنشفة حول وسطة...وقد وجد هيلدا قد احضرت السندويتشات والاكواب الفارغة...واضعة زجاجة العصير التى احضرها معة وسط مكعبات الثلج...
كانت لامار قد خرجت هى الاخرى من الحمام الخارجى وقد ارتدت بيجاما حريرية بلون الزهر ووضعت بعض قطرا من عطرها...
ـ تاملهامبتسما وسالها ...هل ما اراة امامى هو استسلام ...ام شوق!!!
ـ ان الضعف بدأيدب فى اوصالها...انة الان كما تمنتة تماما طوال الليالى الماضية امامها وبغرفة نومها...لا تفصل بينهما سوى خطوات صغيرة...قالت لنفسها...تشجعى يا فتاة...أذهبى الية...تعرفين كم تتوقين لتقتربى منة...
خطت عدة خطوات مترددة نحوة دون ان تتكلم...ثم تشجعت وخطت باقى الخطوات الفاصلة بينهما ...واحتضنتة ملقية براسها فوق صدرة دون ان تنبس ببنت شفة...!!!
ـ همس بحب قائلا...اوة...سنيورة لامار...لا تفعلى بى هذا...لا تعلمين كم انا ضعيف الان...لا اريد ان استغل الفرصة ثم تندمين بعدها فى الصباح...ابعدها عنة برفق قائلا...اعطينى الفرصة لكى اكل...وبعدها نتحدث...اعدك بعد ذلك ان...
ـ زفرت بعصبية مبتعدة عنة والقت بنفسها فوق المقعد الوثير الملاصق لنافذة الغرفة قائلا...انا لا ارمى بنفسى عليك نيكولا...اخبرنى ماذا تريد منى...لماذا اتيت؟؟!!
ـ لم يجبها ..بل اقترب من الطعام واخذ الطبق ثم جلس فى المقعد المجاور لها وشرع يأكل فى صمت...وحين انتهى...اخذ زجاجة الشراب وفتحها ثم صب بعضا منة فى الكاسين واعطاها احدهما قائلا بثقة...تذوقية...سيعجبك...
ـ تناولتة منة بنفاذ صبر وارتشفت منة عدة رشفات...ثم قال بعصبية...والان نيكولا...ها قد اكلت...اخبرنى ما الامر الذى اردت ان تحدثنى بة؟؟!!
ـ وضع الكأس من يدة..واطرق مفكرا للحظات ثم رفع راسة قائلا...انة بشأن والدك لامار!!!!
ـ نهضت بغضب صارخة...لن اسمح لك ان تخبرنى هذة الاكاذيب عنة مرة اخرى...ان كان هذا ما جئت لاجلة...هناك غرفة اخرى خالية...ونظرت الية ببرود مضيفة...الغرفة الموجودة على اليمين ...بامكانك النوم فيها!!!
ـ نهض ممسكا بكتفيها...استمعى الى الان جيدا للنهاية ولا تقاطعينى ...استدار مبتعدا وجلس فوق السرير قائلا...تعالى لامار ...اجلسى من فضلك...ما سأقولة ليس فية شىء يغضبك...اوما لها براسة مؤكدا...ارجوك!!!
ـ اقتربت منة بصمت وجلست ...تنهد بعمق ثم قال...الامر اننى منذ ثلاثة اشهر...من اخر لقاء لنا فى المزرعة..حين رايت كم انت واثقة من براءة والدك...ومصممة على انة لم يكن ابدا لة صلة باى عمليات مشبوهة..و...بعد ان تركتنى..
قررت ان اعيد البحث مرة اخرى فى ملابسات الحادث...ولكن ليس بمساعدة الشرطة...بل بمساعدة المافيا!!!!!!
ـ نظرت الية بذهول وهمت ان تسالة ولكن باشارة من يدة منبها لها انة لا يريد مقاطعة....اكمل قائلا..نعم لامى...لقد بحثت عن الحقيقة من خلالهم...قال بسخرية...تعلمين كم للمال سطوة..كما اخبرتنى من قبل...فاستغليت ذلك وبمهارة...
دفعت كثيرا من الرشاوى....وسالت احد الافراد الذين لهم اتصالات قوية...وقد توصلوا لاخر ما كنت اتوقعة...
ان والدك كان يعطيهم جزء من ارباح استخراج الذهب وثقلة...حتى يتركونة يعمل بسلام..دون وضع عراقيل فى طريق التقيب..وطريق التوريد...كما تعلمين بامكانهم ان يكونوا كالقراصنة....
لذلك استسلم لهم والدك...حتى انة اصبحت لدية ثقة وحظوة عندهم بسبب المبالغ الطائلة التى يحصلون عليها من خلالة...
وذلك دون اغفال انهم قد هددوة بانهاء حياتكما انت ووالدتك اذا لم يرضخ لمطالبهم....
على كل حال...فى احدى المرات ... تحدث مع شخص كان مقربا الية ..تصل الصلة بينهما الى حد الصداقة!!! ..حديث ودى....فذكر غضبة الشديد من علاقتك بانطونى...وعدم رضاة عن تلك العلاقة...واصرارانطونى على الاستمرار فيها...وانتهى الحديث بينهما بشكل طبيعى...فوصل حديثة لاحد الزعماء المستفيدين من ارباح العمل معة بشكل كبير...
اراد ان يقوم بمجاملة لوالدك...فى محاولة لتوطيد العلاقات بينهم...واضاف بسخرية..ولتأكيد حسن النوايا!!!
ـ صرخت لامار برعب قائلة...لا...ارسل من يقتل طونى دون علم والدى..ظنا منة ان ذلك مجاملة تسعدة...!!!
ـ اومأ نيكولا براسة مؤكدا...نعم..وذلك شىء شائع بينهم..مجاملاتهم كثيرة فى هذا المجال.....ولكن حين علم والدك بما حدث...ثار وغضب..واخبرهم انهم اخطأوا...وانة لم يكن يريد الموت ابدا لطونى...ورفض التعامل معهم مرة اخرى..و..امتنع عن دفع الاموال التى اعتاد على دفعها لضمان ابعادهم عن عملة وعن اسرتة...وما كان منهم الا ان قتلوة هو ايضا بعد ان فشلت محاولاتهم المستميتة فى اعادة الصلة بينهم كما كانت....
ـ نهضت لامار برعب تحرك راسها غير مصدقة...لا..لا اصدق..اذا لم يكن حادث عادى..لم يكن السائق نائما!!!
ـ قال نيكولا ...نعم لامار..كان الحادث مدبرا للانتقام من والدك...بسبب خروجة عن سلطتهم....
ـ لا يمكن نيكولا...انة كابوس...المجرمون...انطونى..ثم والدى...لم اصدق ابدا انة عميلا لهم..تذكرت الان التغيير الذى الم بوالدى بعد مغادرة طونى تلك الليلة صباح اليوم التالى...اصبح حزينا عصبيا...لم يعد مرحا هادئا بعدها كما كان...لقد عانى والدى من تأنيب الضمير لما حدث لطونى بسببة...اومأت بحزن ...الان وضح كل شىء...
نظرت الية بحب ...هل فعلت كل ذلك من اجلى نيكولا؟؟؟
ـ نعم لامار...شككت بالامر حين رايتك مؤمنة ببرائة والدك...ولم يهدا لى بال حتى توصلت للحقيقة..لانى احبك لامى..احبك بجنون...لم احتمل فراقنا القاسى لحظة واحدة...لقد اخبرت خالتى ووالدتى بالحقيقة..واصبحتا اكثر تفهما
ومع الوقت ...ستنتهى كل احقاد الماضى!!!
والان لامار...هل ستمنحى حبنا الفرصة...هل ستعودى الى لامى...انا لا احتمل الابتعاد عنك اكثر من ذلك!!!!
ـ ركعت لامارعلى ركبتيها جانب السرير قائلة...سامحنى نيكولا...لقد عذبتك كثيرا..حبى لوالدى كان سببا لعذابى..ولكن اعترف ان والدى اخطأ باستسلامة...كان علية ان...
ـ جذبها نحو صدرة محتضنا بسعادة...لا لامار...لن نحاكم احدا بعد الان..ولن نسمح لاحد بان يحاكمنا...لم يعد بيننا حزن...فقط حب...احبك لامار واتمنى ان اعوض كل ثانية مرت فى عمرى وانت بعيدة عنى...تعلمين كم انتظرتك طويلا لامى..وكم تعذبنا...يكفى الان...
رفع وجهها نحوة فى عناق طويل ...اشبع فية توقة اليها ...وجسدت احلامها التى ارقتها ليالى طويلة....مع كل لمسة وهمسة منها ...اخبرتة كم تحبة بل كم تعشقة...وقبل كل هذا...كم هى فخورة لاتمائها الية...وغابا معا لفترة طويلة فى دوامات حبهما العاصفة!!!!
فى الصباح...بعد ليلة مرت كالحلم اللذيذ...كانا مايزالان فى الفراش ...
ـ سالتة لامار بحيرة وهى تستمتع بقربة منها وهة بين ذراعية...لا ادرى..ماذا سافعل بالجاليرى نيكولا؟؟
ـ اجابها وهو يداعب خصلات شعرها... لا مشكلة...سننقل النشاط لايطاليا وسنعمل افتتاحا كبيرا هناك...لا تقلقى..سيستمر جاليرى اثينا..ومالكتة الفاتنة!!!
اوة نسيت...لقد احضرت معى دعوة الزفاف ...صوفى وستيف ينويان الزواج بعد شهر من الان...
ـ اذن يجب ان نسافر ..لقد وعدتها بمساعدتها فى التحضيرات!!!
ـ زاد من احتضانة لها قائلا..لا حبيبتى...سوف نسافر اليوم الى الريفييرا الايطالية لنبدأ شهر عسل جديد...اريد ان اعوض كا الليالى التى حرمتنى منك فيها...لم اكتفى منك بعد..وبالنسبة لصوفيا..لا تقلقى..لقد تعاقدت لها مع اكبر مصممات حفلات الزفاف...وهى الان معها اربع وعشرون ساعة حتى تنهى كل ما تريدة صوفى وبدقة!!!
ـ نهضت وعانقتة بشغف قائلة..انت رائع حبيبى..ولكن ...ما هى الهدية المناسبة التى تعتقد انها تلائمهما..ماذا نحضر لهما؟؟؟!!!
ـ صمت مفكرا للحظات ...اممم..اعتقد ان غلالة من الحرير الشفاف ستكون هدية رائعة...الا توافقيننى الرأى...غمز بعينة ...احب ذلك كثيرا...
ـ التصقت بة بدلال تداعب خصلات شعرة!!!
ـ سألها بمكر...والان يا نمرتى المشتعلة...اممم...هل اشتقت الى؟؟!!!!!!!
ـ اجابت وهى تقترب منة...اوة حبيبى.....دائما..والى الابد..........................!!!!!!!!


النهاية

مايا مختار 16-06-08 01:50 PM

بما انى اتممت طلباتكم على اكمل وجة
لى طلب واحد
انتظر تعليقاتكم وردودكم..وايضا نقدكم
اشكركم عزيزاتى باااااى

hassan.zs 16-06-08 02:59 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكن احنه طماعين بزياد في البدع +تكملة الروايه
حاولات ادخل على كل روابط لكن ولا واحد فتح
بس عن طريق الكتابه
وشكرا

onar_2000 16-06-08 07:15 PM

الرواية اكتر من رائعة وانت كاتبة قديرة بالفعل ومش مجاملة ولا حاجة انا كنت سعيدة جدا و انا باقراها و اتمنى ليك دوام التوفيق كما اتمنى انك تنزلى رواايةفى ليلة باردة لانى نفسى اقراها جد ا

gagui 16-06-08 07:23 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسلمو مايا الحلوة و ااااسفين ادا كنا لجوجين بس الرواية تستاهل و يا ريت الاقي حد يحبني هيك بس ما اظن هاها على كل يبقى عندنا هاد الروايات نعيش الحب من خلال ابطالها و بانتظار المزيد من ابداعاتك يا حلوة باي

الزهرة 16-06-08 09:20 PM

الرواية رررررررررررررررررررررررررررائعة في تسلسل جميل جدا و لغة و تعبيرات اجمل و بعدين ردات فعل و عواطف الشخصيات منطقي لانو بصراحة في روايات خاصة الانجليزية بتكون شخصياتها عنيدة و عندها كبرياء في الحب الى درجة الملل بس بصراحة و بدون مجاملة انتي رااااااااااااااااائعة يا مايا مختار ....بتمنالك التوفيق من كل قلبي والى الامام و المزيد من الروايات الرائعة و التقدم

nado 16-06-08 10:46 PM

روعه تسلم ايديكى واكيد عندك ابداعات اخرى متششششششششششششوقين ليها ياريت تبتدى معانا من اول قصة كتبتيها وتكملى باقى السلسلة علشان نقدر نتابع معاكى خطوات نموكى الفنىيمكن نقدر نتعلم خطوات وتجارب كتابة القصة اشركينا معاكى فى موضوع مستقل عن الكتابة وشكرا مراااااااااااااااااااات كتيره

onar_2000 16-06-08 11:16 PM

ماااااااايا و بس

نولي 17-06-08 01:13 AM

الله الله الله عليك مايا من جد ومن غير مجاملة بصراحة الرواية ابداع والبطل مافي منه والبطله احلى واحلى كمان بصراحة اسلوبك وطريقة سردك للرواية مرة جميل ومشوق الله يعطيك العافية ومنتظرين ابداعاتك القادمة وتشكككككككككككككككككككككككككككرات

nosa_met3b 17-06-08 02:14 AM

الروايه حلوه اوي وشكرا علي مجهودك تعبناكي معانا شكرا كتيرررررررررررررررررررررررررر

باريسا 17-06-08 09:32 AM

روايه رائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعه بكل مافى الكلمه من معنى

روايه زى الحلم البطل رمنسى وفى نفس الوقت فى منتهى الرجوله

البطله قويه الشخصيه بس برضو تتجاوب مع رمنسيه وحركات البطل

المواقف الى بينهم رائعه و تسلسل الاحداث جدا منطقى

يعطيكى العافيه وعن جد روايه من اروع ماقرئتواستمتعت بكل لحظه

من قرائتها وفى انتظار روايتك القادمه بفـــــــــــــــــــــــــارغ الصبر

شكرا ياكاتبتنا المبدعه

نكهة خاصة 17-06-08 09:52 AM

رائعه عزيزتي

وفايف استارز

لا امل من تكرارها

تمنياتي بالتوفيق


وسلمت أنآملكـِ

دبس وعسل 17-06-08 10:27 AM

روعه والله شوية عليها بصراحة .... انتي كاتبة قمة ... والله يوفقج ...حاولت أصف لج الحروف وأكون لج كلمات من المدح والثناء استحت الحروف من انها راح تقصر في حقج من روعة ماكتبتي وتسلم يمينج

مايا مختار 17-06-08 01:03 PM

واللة كلماتكم الرائعة
اوصلت رؤوحى وبهتى الى علياء السمار
الرواية ما احلوت بعيونى..الا بكلماتكم الرقيقة المشجعة..
بجد انتو فى نظرى ابطال الرواية..اللى رفعتوها للسما
اشكركم
وانا طماعة انا كمان..بانتظار المزيد من تعليقاتكم وملاحظاتكم الحلوة
مدح كانت..او نقد
الف شكر عزيزاتى الرومانسيات!!!!!
بالنسبة لروايتى الثانية
فى ليلة باردة...عندى مشكلة
انو الوورد تبعها ضاع فى الريسايكل بن
اذا..اذا..حدا بدو يساعدنى
لو ممكن فية برنامج لاستعادة الملفات المفقودة من الريسايكل
لو حدا عندة الرابط او الالبرنامج ياريت يرسلهولى..بالسيريال نمبر تبعة
حتى اصمم الرواية منجديد وانزلها هنا بالطريقتين
اشكركم
باااااااى

linaroza 17-06-08 08:07 PM

السلام عليكم مايا حقيقة يعجز لسانى عن ايجاد كلمات لوصف وعة وجمالية الرواية طريقة تسلسل الاحدات وحتى طريقة استرجا ع الماضى تستحقين جائزة نوبل من اجمل واروع ماقراءت من القصص الومانسية بل انها اروعهم افتخر كتيرا بك الحمدلله نحنا العرب نسصيع ان ننافسالغرب فى كل شىء وفى نطري انت احسن من كاتبات روايات سواء احلام او عبير الغربيات الى الامام مايا

linaroza 17-06-08 08:08 PM

مايا ممكن ان اطمع فى ان تنزلى لى رواية طفلة فى الحب اتقد انها من روايات احلام وشكرا بزافففففففففففففففففففففففففف فى انتطرك دائما

باريسا 17-06-08 11:33 PM

ممكن تسوى بحث فى قوقل عن طريقه لاستعادة الملفات المفقودة من الريسايكل

وان شاء الله تلاقى هذا الى الرابط الى لقيته وان شاء الله يفيدك لانى ماعندى اى خلفيه



http://www.bramjnet.com/

واذا لغتك الانجليزيه ممتازه سوى بحث بالانجليزى

وفى موقع المشاغب سوى بحث فيه

سدن 18-06-08 08:21 AM

الكاتبه القديرة:ماي مختار

اقف امام هذا الابداع

ننتظر جديدك بكل شوق

ارق اتحايا

داعسه بددسن 18-06-08 02:04 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااي روووووووووووووووووعه ماقدرت انام الا ومخلصتها فناااااااااااااااااااااانه الي كاتبتها من اسلوب وافكار ورومنسيه وه وه بس تخيلت انا مكان البطله من كثر روعتهاااااااااااااااااااااااااااااااااااا

يعطيك العافيه بصراحه ثاني روايه اقراها تبكيني في مواقف ابكتني شوي هههههههههه

أنا بو 18-06-08 09:10 PM

مايا مختار ماذا اقول او ماذا اكتب كلمات تفيك حقك فا لرواية روعة تفوقت على عبير واحلام فاارجو ان تبدعينا في روايات تكون مثل روعة هذة يامبدعة

صبر98 18-06-08 10:18 PM

الرواية رائعة والبطل خارج من الاحلام
اسلوبك ممتع جدا
شكرا لك.

sasa sasa 19-06-08 12:24 AM

حقيقى تحفه مايا
انتى روعه بجد بجد بجد
تسلم ايدك

onar_2000 19-06-08 09:44 PM

بليز بليز يا مايا اموت واقرا فى ليلة باردة و علشان خاطرى تكون كتابة لانى مش بعرف احمل الكتب بليز يامايا وشكرا على تعبك معانا

Gini 19-06-08 11:49 PM

رواية روعة جزاك الله خيرا

anysh 20-06-08 07:57 PM

..شكرا ....كتييييييييير مايا ..لانك كملتي اللرواية كتابه .....وخصوصا اني ماعرفت احملها على شكل كتاب .....وكنت مرة متحمسه اقرا نهايتها..... تسلمي

Lmara 20-06-08 10:02 PM

الف شكر على الروايه بصراحه قليل من يبدا باالروايه و يكملها
وشكلها روايه حلوه مدامك مألفها :55:

اسمحيلي عزيزتي انا نسختها لملف وورد ونسقتها شوي ونزلتها هنا
اذا كان عندك اي اعتراض بلييز بلغيني :friends:
وانا راح اشيلها
وعلى فكره بنتي عمرها سنتين ونص اسمها لمــار :flowers2:
وها الي خلاني بعد ارفعها وورد :lol:

والحين الروايه بملف وورد مضغوط
http://www.liillas.com/up/extension/rar.gif
واليوم ان شالله راح اسهر على الروايه
ومو قادره اصبر لاقراها لانالبطل ايطالي وانا بموت باالابطال اليونانيين والايطاليين :c8T05285:

لوسيكا 21-06-08 08:17 PM

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو

لوسيكا 21-06-08 10:08 PM

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو

لوسيكا 21-06-08 11:37 PM

كمليهابليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز

مايا مختار 22-06-08 11:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Lmara (المشاركة 1491206)
الف شكر على الروايه بصراحه قليل من يبدا باالروايه و يكملها
وشكلها روايه حلوه مدامك اخترتي تتعبي حالك وتكتبيها:55:

اسمحيلي عزيزتي انا نسختها لملف وورد ونسقتها شوي ونزلتها هنا
اذا كان عندك اي اعتراض بلييز بلغيني :friends:
وانا راح اشيلها
وعلى فكره بنتي عمرها سنتين ونص اسمها لمــار :flowers2:
وها الي خلاني بعد ارفعها وورد :lol:

والحين الروايه بملف وورد مضغوط
http://www.liillas.com/up/extension/rar.gif

واليوم ان شالله راح اسهر على الروايه
ومو قادره اصبر لاقراها لانالبطل ايطالي وانا بموت باالابطال اليونانيين والايطاليين :c8T05285:

عزيزتى...اشكرك على تعبك بجعلها ملف وورد مضغوط
لكن احب اوضح انو انا المؤلفة..مش كاتبتها فقط
وان شاء اللى روايتى تعجبك
واهلا بيكى ..وربنا يخليلك البنوتة الحلوة ياااااارب

السيدة ملعقة 22-06-08 03:18 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


روووووووووووووعة تسلم ايديكي



بس ما بتقدروا تجيبولنا اياها على شكل كتاب عشان نحملها؟؟؟


ننتظررررررررررررررررررر جديدك

ام عنان 22-06-08 03:49 PM

شكرا اخت مايا الرواية اكثر من رائعة ومجهودك فيها رائع

الأمل القادم 23-06-08 08:09 PM

يسلمو ماريا ..........


جاري القراءة ايتها المبدعة .

لوسيكا 23-06-08 10:49 PM

شكرا مايا ويسلموووووووووووووووووووووووووووووووووو

lanoo 24-06-08 12:31 AM

شكر
 
:flowers2:عزيزتي مايا ....
اخواتي ماقصروا في شكرهم لك ولا خلوا لي كلام اقوله
من كلمات الشكر الا ان اقول
رواية رائعة من كاتبة اروع
وبانتظار روايتك القادمة وبالتوفيق

جلفدان 24-06-08 01:32 PM

شكرا على الرواية الجميلة متى ستكملينها

ملووكه 24-06-08 05:22 PM

روعه روعه روعه قمه في الروعه

يعطيك ربي مليوووووووووووووووون عافيه

جهد راقي ورائع

بس ياريت ياعمري تنزلين جميع رواياتك الي كتبتيها في الورد لاني في شوق لقرائتها

روعه مره احسها لاتحرمينا الله يخليك نزليها....

:55::55::55::55::55::55::55::55::flowers2::flowers2::flowers 2::55::55::55:

posy220 25-06-08 11:56 PM

مشكوره على الروايه الروعه

onge13 26-06-08 09:16 PM

azinnnnnne mmmercccci

شذىّ الروح 01-07-08 02:02 AM





يعطيكـ العافيهـ وربي يخليكـ ويسلمكـ




دمتي بووود


.....................................................

أميرة الشوق 02-07-08 03:06 PM

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلِّ على محمد وآل محمد هههههههههههههههههههههههههه أهلا وسهلا بك

العاصفة الصامتة 03-07-08 01:20 AM

القصة فوق الرائعة بجد ذوقك يجنن لانها مليانة معانى واحساس مش بس فى قصة الحب لكن كمان فى ثقة البطلة فى والدها وعقل حبيبها و تانيه فى الحكم على الناس
ميرسى ليكى كتير وفى انتظار قصة اخرى من ذوقك الرفيع
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:55::55::55::55:

sweat_angel 04-07-08 02:26 PM

thanks alot bgad elrwaya gamda mot w3agabtni awy:flowers2::flowers2::welcome_pills3::welcome_pills3:

sweat_tama 05-07-08 07:20 AM

waaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaw fazy3a bgad 3agbtny awy msha2 allah 3laky
yaret tekteby wa7da tanya 2ray
b

..مــايــا.. 05-07-08 09:49 AM

يسلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو

تقبلــــــيـ مـــــــــروريـ

لارا كروفت 05-07-08 09:41 PM

يسلمو و الله يعطيك الف عافيه :)

شوق المملكة 09-07-08 12:19 PM

مبدعه................ يسلموا

ننتظر جديدك الارووع .........



تحيتي

تازيري 10-07-08 04:29 PM

تازيري مكورة ماقصيرتي ازول فلام

مايا مختار 10-07-08 04:31 PM

اية معنى كلماتك عزيزتى تاريزى

تازيري 10-07-08 04:44 PM

تازيري احبك مووووووووووووووووووت

مايا مختار 10-07-08 04:46 PM

هههههة
والللة انتى عسل
سعيدة بمعرفتك حبيبتى وبمرورك كالنسيم فى مدونتى

عبير الاحلام 11-07-08 05:54 PM

يسلمو الرواية رووووووووووووووووووووووووووووووووعة

ملتهبة المشاعر 11-07-08 09:46 PM

عزيزتي

صراااحه الروايه قمه في الروعه والحلاوه
وانا بقرأها فكرت إني بقرأ لكاتبه انجليزيه لكن بأسلوب أحلى
موفقه يا عزيزتي ومشكوره عالقصه الراااائعه

مودتي

iraq4 eaver 13-07-08 05:26 AM

رووووووووووووووووووووووووووووووووووعة واكثر
مشكورة عن جد على هذه القصة المثيرة جدا

sekymeky90 13-07-08 10:07 PM

مقدرش اقول اكتر من اللى اتقال لان الرواية بجد رائعة
اتمنى لك كل خير وان تستمرى فى فى العطاء والابداع
ليس فقط فى المنتدى ولكت اتمنى انتنشر اعمالك فى جميع انحاء العالم
مثل كل الكتاب الكبار لانك موهبة جميلة اوى
:55:

princess shosho 14-07-08 04:48 AM

شكرااا مايا مختار على مجهودك
معليش تعبناكي
سوري
بس روووعه
يسلمو

ريما الفلا 14-07-08 05:15 PM

الف شكر وتحيه لك يامايا على هذا المجهود الرائع قصة اكثر من روعة والبطل عن جد وجعلى قلبى خالص ننتظر منك المزيد من الابداع

بروق صيف 14-07-08 05:59 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم إيدك يا كاتبتنا القديرة والله يعطيك الف عافية علي الرواية الرائعة وفي نتظار جديدك يا عسل .

beautyfofo 17-07-08 09:27 AM

رووووووووووووووووعة الرواية مايا تسلم ايدك

محمد طاهر 17-07-08 08:42 PM

مرسى على الرواية الرواية روعة وياريت تمتعينا كمان وكمان

tootty 18-07-08 03:41 AM

عن جد روعة لدرجة اني بكيت شوي وضلك على نفس الطريق ونجنا مستنيين جديدك

الدمعة الماسية 18-07-08 10:36 PM

الهمسات المشتعلة
 
1 مرفق
القصصصصصصصصصة من اروع واجمل ما قرأت اتمنى اشوف البقية باسرع وقت ممكن

تسلم الايادي على هذه القصة :liilas::f63:

غفق555 19-07-08 04:01 AM

من اجمل الروايات تحفر في الذاكره يسلمو بس بليز اذافيه روايه حلوه مثلها اكتبيها مره وحده وبعدين نزليها لانه التقصيد في الروايه يحرقها وربي يسعدك

جوان888 19-07-08 10:18 PM

تسلمى مايا على الرواية الحلوةت

ولد البلد 20-07-08 05:35 PM

قصة راااااااااااااااائعة جداااااااااااااااااااا

شكرا عليها تحياتي الخالصة لك

لارا كروفت 21-07-08 12:10 PM


اخيرا خلصت قرائتها
القصه عن جد روعه :rfb04470:

يسلموو

دمعْ السحَابه 21-07-08 01:40 PM

رآئعه بكل تفآصيلهآ..

كروعة و نقآء روحك..

سلمت يدآك عزيزتي..

Cinderella 22-07-08 02:10 PM

فدييييييييييييييييييييييييييييتك على مجهودك وتعبك معنا وهذا والله من ذوقك

sea angel 26-07-08 08:30 AM

رائعه يعطيك العافيه


الساعة الآن 07:06 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية