منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   [ ملف المستقبل .. مقاطع ساخرة !! ] (https://www.liilas.com/vb3/t64402.html)

ABDOLA 19-12-07 06:38 PM

[ ملف المستقبل .. مقاطع ساخرة !! ]
 


[ ملف المستقبل .. مقاطع ساخرة !! ]


إنها ، بكل بساطة ، كتابات ساخرة تتعلق بسلسة ملف المستقبل . كتابات ارتأيت ان أوزعها على شكل مقاطع مستقلة . أو ربما مرتبطة مع بعضها . لا ادري . ولكنها بكل تأكيد ستكون ساخرة بإذن الله أو اتمنى ذلك ..
فتابعوا معنا أولى المقاطع ..
إلى اللقاء ..

ABDOLA 19-12-07 06:50 PM

1
 

ملف المستقبل :



في مكان ما من ارض مصر وفي حقبة ما من أر .. إلخ .. إلخ .. إلخ ...

توجد القيادة العل ... إلخ ... إلخ .............................................

.............على رأس فريق نادر ، تم اختيراه بدق .. إلخ .. إلخ .........

.................... إنها نظرة أمل لجيل قا ..... إلخ .........................

...................... وصفحة جديدة من المل ... إلخ ........................



مل ... إلخ ...

د . نبي ... إلخ ..



1 : نهاية العالم !

ارتفع دوي صوت حذائي الدكتور ( ناظم ) في ذلك الممر الطويل المبني من الفولاذ الصافي دون شوائب داخل مبنى المخابرات العلمية و هو يسير فيه في توتر شديد مغمغما في رعب :
يا للهول .. لابد ان ننقذ العالم . إنها مسؤولية جبارة في أيدينا . لابد أن ننقذه من الفناء .

مع نهاية عبارته توقف في نهاية الممر الفولاذي البراق أمام باب من الماس تم استيراده من عام 2100 وفق الإتفاقية الزمنية المصرية – المصرية التي تم بموجبها تبادل خبرات الزمنين من معلومات سرية و مواد و ما إلى ذلك . ذلك الباب مزود بأجهزة متطورة للغاية . لها القدرة على تحليل شخصيتك و معرفة نزواتك ورغباتك وما تود ان تقوله و لماذا جئت ناهيك عن التحليلات العضوية البسيطة كالبصمة الجينية و قزحية العين ، تلك ، امور بسيطة بالنسبة لتلك الأجهزة .

وما ان يكون الشخص واقفا امام الباب حتى يكون ملف كامل له قد اكتمل و تم إرسالة للجنة خاصة في الجهة المكلفة بتحليل شخصيات الدخلاء في مبنى المخابرات لتحليله قبل ان يرسلوا إشارة خاصة للباب لفتحه حتى يسمحون للمعني بالأمر بالدخول .

إجراءات غاية في الدقة يتم اتباعها داخل أروقة مبنى المخبارات العلمية قصد حماية الأمن القومي في مصر . وهذا ما جعله أفضل جهاز مخابرات علمي في الأرض . بل في كل التاريخ بدأ من الماضي السحيق منذ ان تصاعدت شهقات قابيل و هابيل معلنة ميلادهما مرورا بعصر الإسكندر الأكبر و الزير سالم و أيضا عصر النهضة و الثورة الفرنسية و .. إلخ وصولا إلى نهاية العالم حيث لن يتواجد آنذاك جهاز مخابرات أفضل منه على الإطلاق .

لهذا يستحق فريق المقدم ( نور الدين محمود ) لقب أفضل فريق علمي في كل الأزمنة على الإطلاق .

المهم أن دكتور ( ناظم ) لم ينتظر طويلا حتى انفتح الباب الماسي، دلف عبره ليجد ان هناك ممرا آخر أطول من سابقه في نهايته باب آخر من الذهب - الذي تم استخراجه من كوكب المريخ للعالم الموازي - . فغمغم في سخط :
اللعنة على هذه الإجراءات . قبل أن أصل إلى القائد الأعلى سيكون العالم قد فني عن آخره .. تباااااا

قالها ثم شمر عن رجليه و انطلق يجري نحو ذلك الباب الثاني . إن هي إلا دقيقة أو اثنتين من الجري حتى كان يقف أمام الباب المصنوع من الدهب وهو يلهث بقوة قائلا وسط لهاته العنيف :
هيا بسرعة .. تحققو من شخصيتي بسرعة .. العالم سيفنى قريبا .

التقطت الأجهزة المثبتة في الباب الذهبي صوته وحولته إلى طاقة . تلك الطاقة تم تحليلها بالميكروسكوب اللليزري الموضوع فوق مكتب رئيس الجمهورية شخصيا على اعتبار ان جهاز المخابرات العلمية يتبع رياسة الجمهورية مباشرة . لذلك لايجوز أن يدخل أحدهم إلى أي غرفة منه قبل أن يأتيه إذن من رئيس الجمهورية مباشرة . المهم أن رئيس الجمهورية قد التقط الطاقة الصوتية للدكتور ناظم بجهاز خاص حولها إلى معطيات رقمية قام جهاز آخر في مبنى البحوث الرياسي بتحليلها و اتت النتائج بالإيجاب . فتم إرسال إشارة إلى الباب الذهبي فافنفتح كاشفا ممرا آخر في نهايته بابا من الفضة ولكنه ...

على العموم هي إجراءات معقدة للغاية لا يجب فضحها كلها لأنها تندرج تحت بند السرية المطلقة . المهم انه في نهاية المطاف كان الدكتور ناظم يقف امام باب مصنوع من النحاس الصافي و قد تبللت ثيابه كلها من كثرة الجري وراء الأبواب و لسانه متدليا وعيناه زائغتان و لكن هذه الحالة لم تمنعه من أن ينتظر حتى يتم تحليله للمرة الرابعة قبل السماح له بالدخول إلى حجرة مكتب ..

القائد الأعلى شخصيا !!

بعد قليل انفتح الباب و دلف منه الدكتور ناظم في حالة يرثى لها فطالعته نظرة صارمة من القائد الأعلى الذي قال بصوت عميق يجمد الدماء في العروق :
لماذا تأخرت يا دكتور ( ناظم ) . العالم على وشك الفناء و علينا إنقاده .

كاد يصيح به الدكتور ( ناظم ) بصوت هادر :
و ماذا تفعل انت هنا طوال الوقت أيها المأفون . لم نرك و لو مرة واحدة خارج هذه الغرفة .. أتتركنا نلهث ورائك دائما بغية لقائك في حين تبقى انت هنا تنعم بالراحة و الهدوء .. ألا تمل من الجلوس هنا دون عمل يا صاح ؟

ولكنه خشي على منصبه من الضياع فلم يملك سوى أن كتم غيضه و قال في خفوت :
سياة القائد الأعلى ، إجراءات الأمن معقدة شيئا ما و كذلك الممرات طويلة قليلا و هي .. أحم أقصد يا حبذا لو جعلتم إجراءات الأمن اكثر سهولة

رمقه القائد الأعلى بنظرة صارمة وقال بصوت مهيب :
هذا ليس مبررا يا دكتور ( ناظم ) . نحن في ظروف غاية في الخطورة و المفروض أن تصل بسرعة أكبر من هذه . ماعلينا . كيف حال الأمر في الخارج ؟ أنت تعلم أنني لا اغادر هذه الغرفة على الإطلاق

اجابه الدكتور ( ناظم ) في هلع وقد تذكر أخيرا ما جاء من أجله :
مصيبة يا سيادة القائد الأعلى خالد الدمنهوري مص ...

قاطعه القائد الأعلى بصيحة هادرة :
لا تنطق اسمي مرة اخرىىىى . لا يحق لك فعل ذلك

تلعتم الدكتور ناظم وقال في ارتباك :
معذرة سيادة القائد ، لقد نسيت أن إجراءات الأمن تحتم أ ..

قاطعه القائد الأعلى بسرعة في غضب :
لا تنس مرة اخرى . هناك قواعد ويجب احترامها هنا . هل تفهم ؟

أومأ الدكتور ( ناظم ) برأسه إيجابا دون أن يجيب فأردف القائد الأعلى قائلا في حسم :
حسنا إذن ، يمكنك ان تذهب الآن .

لم تمض دقائق على قوله هذا حتى كان الباب الماسي ينغلق وراء الدكتور ( ناظم ) الذي تمتم في فرح :
حمدا لله . كل شئ على ما ..

لم يكد يكمل عبارته حتى اندفع أحد علماء مركز الأبحاث إليه وجسده مغطى بالكامل بالدماء وهو يقول في هلع :
دكتور ( ناظم ) .. دكتور ( ناظم ) .. النجدة . لقد انهار مطعم مركز الأبحاث . كل المأكولات تم التهامها و سيتم التهام البشر يا سيدي . انقذنا يا دكتور ( ناظم ) .. انقذنا .

حدق فيه الدكتور ( ناظم ) في هلع مضاعف وقد تذكر أنه لم يبلغ القائد الأعلى بما يجري . فالتفت ورائه إلى الباب الماسي و هتف في رعب حينما تذكر تلك الإجرائات المعقدة التي عليه اجتيازها مرة أخرى :
رحماك يا إلهي .. ليس مرة أخرى

قالها وحدق في الباب الماسي في رعب شديد ..
يفوق رعب ذلك العالم الملطخ بالدماء إلى جواره ..
ألف مرة ..


* * *


ABDOLA 19-12-07 06:51 PM

2
 

* * *



أمسك ( اكرم) مسدسه في حذر و هو يلتفت حوله في هدوء وغمغم في همس إلى المقدم ( نور الدين ) الذي يختبئ ورائه :
لا تخف يا ( نور ) لا شئ يوجد هنا . يمكنك أن تتقدم .


تنحنح ( نور ) في حرج و قال :
أنا لا اخاف يا ( أكرم ) . إن هي إلا مجرد إجراءات امنية بحتة . فإن مت انا سينهار الفريق بأكمله . وسنفشل في مهمتنا وسيفنى العالم بالتبعية . أما إن مت انت فسيسهل تعويضك بسهولة كما حدث مع محمود. أليس كذلك ؟


توقف ( أكرم ) و نفخ على فوهة مسدسه دخانا وهميا وقال في عصبية :
أعلم ذلك يا ( نور) .. أعلم . المهم دعنا مع هذه الكائنات الغريبة التي تزعم ( سلوى ) انها هنا في كل مكان . لست أرى شيئا .

اتصل ( نور ) بسلوى وقال لها في خفوت :
أين هي تلك الكائنات يا ( سلوى ) . لسنا نرى كائنا واحدا هنا . هل جهاز الذبذبة لديك على ما يرام ؟


تعال صراخ ( سلوى ) عبر جهاز الإتصال و هي تقول في هلع رهيب :
نووووووووور إنها تحيط بكما من كل جانب . نووووووووووور انتــبــييييييييييييييييه

صمّت صرخات سلوى أذني نور ما جعله يخفض من صوت جهاز الإتصال قائلا في سخط :
كفى صراخا أيتها الحمقاء لا شئ يوجد هنا راجعي جهازك جيدا لاشك ان به عطب ما .

تعالت صرخات سلوى بشكل اكثر حدة هذه المرة ما جعل ( أكرم ) يتضايق بشدة فصوب مسدسه إلى ساعة نور وأطلق رصاصة عليها و هشمها فالتفت إليه ( نور ) وقال في غضب :
ماذا فعلت أيها التعس . إنها الساعة الوحيدة التي أتلقى فيها المكالمات من الإدارة .

اجابه اكرم و هو يلتفت حوله في حذر :
لا تقلق . لدي ساعة اخرى تشبهها في منزلي . سأعطيك إياها حينما ننتهي من هذه الكائنات المزعومة .

أقترب منه ( نور) وقال له في حذر وقد نسي أمر ساعته المهشمة :
أراهن أن جهاز سلوى به عطب ما . لاتوجد أية كائنات هذه المرة .

توقف أكرم عند هذه النقطة و قال في حزم :
مادام الأمر كذلك فلماذا نبحث هكذا ، فلنعد أدراجنا .

تشبث به ( نور ) و هو يلتفت حوله في ذعر :
حسنا ، لنعد ادراجنا .

ابتسم ( أكرم ) و قال :
قلت لك لا تخف يا نور . ستبقى قائد الفريق سواء شئت او أ بيت . فبدونك لن تستمر السلسلة .

أجابه ( نور ) في خوف :
لا تثق في هذه النقطة يا صديقي . هناك الكثير مني في عدة عوالم و أزمنة . و يمكن تعويضي بنور آخر ببساطة . لذلك علي التحلي بالحذر في كل وقت .

لم يكد يتم عبارته حتى قاطعته صيحة رعب من أكرم و هو يشير بيده وراء ( نور ) :
يا إلهي ، ( نور) .. أنظر خلفك ..

التفت ( نور) خلفه و لم يكد يفعل حتى انقبضت عضلاته في قوة و خفق قلبه في سرعة رهيبة ..
هذا لأن ما رآه كان رهيبا بكل المقاييس ..
رهيبا بحق ..
بكل قوة ..
يا للهول ..
إنه رهيب فعلا ..

* * *

" دكتور ( ناظم ) هل تسمعني ؟ . انا القائد الأعلى "

انبعث هذا الصوت من ساعة دكتور ناظم الذي أجاب في احترام :
نعم يا سيدي أسمعك .

أجابه القائد الأعلى في توتر :
دكتور ناظم . لقد أصابني الضجر من كثرة وجودي في هذه الغرفة . وارتأيت أن اخرج لأغير الجو قليلا . ولكنني لا أستطيع . هل يمكنك ات تخبرني كيف أفتح هذه الأبواب .

أجابه دكتور ناظم في حماس :
نعم يا سيدي ، الأمر بسيط للغاية . فالخروج من هناك أبسط من الدخول . يمكنك ان تدخل هذه الأرقام السرية عند كل باب لتفتحها .

الباب الماسي رقمه السري هو : 125 خ96كك1ووضزززززج987542132
الباب الذهبي : نتا58764لي64ؤ6ب84س5
الباب الفضي : سيشس68476سيب6415
الباب النحاسي : سيبسيس9685+458-

أجابه القائد الأعلى في امتنان :
شكرا يا دكتور ناظم . سأجرب هذه الاكواد .

قالها ثم قطع الإتصال تاركا الدكتور ناظم و هو يتنفس الصعداء لأنه تخلص من المشكلة الخاصة بالذهاب إلى القائد الأعلى . ولم يتبقى له الآن سوى مشكلة مطعم مركز الأبحاث فالتفت إلى العالم الملطخ بالدم إلى جواره و قال له في صرامة :
صلني بالمقدم نور الدين فورا .

أجابه العالم بصعوبة و هو يحتضر :
ححح.. ا ضر ...

أخرج من جيبه جهاز اتصال متطور . ضغط أزراره بصعوبة . وحينما انبعث منه صوت ( نور) أسبل العالم جفنيه و مات . فاختطف دكتور ناظم الهاتف من يديه بسرعة و وضعه في أذنه ليجد نور يقول في قلق :
من المتحدث ؟ اجبني . هل انت على مايرام ؟

أجابه الدكتور ناظم في مرارة :
لقد مات محدثك منذ قليل يا نور .

تعالت شهقات نور من الجانب الآخر في هلع فقال له الدكتور ناظم في أسف :
أنا اعلم ان قلبك مرهف يا نور . ولا تحب الدمار يا بني . ولكنها الحياة .

اجابع نور في صرامة بعد أن ابتلع الصدمة :
نعم يا سيدي ، إنها الحياة . ماذا حدث بالضبط يا سيدي ؟

أجابه دكتور ناظم في إحباط :
كارثة يا بني . مصيبة كبرى . إننا مهاجمون يا بني . لقد وصل الغزاة إلى مركز الأبحاث . إنهم يلتهمون كل شئ . حينما ينتهون من الطعام ينتقلون إلى البشر .

أجابه نور بسرعة :
يا للبشاعة . ولكن من هم يا سيدي ؟

أجابه الدكتور ناظم :
لا أحد يدري يا بني . الذي يهمك هنا أن مصر في حاجة إليك يا بني . وعليك ان تلبي ندائها مهما كان الثمن . ألم تقسم على ذلك يا نور ؟

أجابه نور في اقتضاب :
بلى يا دكتور ناظم . ولكني أقسمت على ذلك بخصوص مصر زمني يا دكتور ناظم . وليس مصر زمنك !

أجابه دكتور ناظم في مرارة :
مصر واحدة يا بني . إنها ام الدنيا يا نور . و الأم تكون واحدة في كل الأحوال .

تنهد ( نور ) في حرارة و قال :
فليكن . سأستقل أول آلة زمن و آتي إليك . ولكن لا تنسى أنني قد اتأخر قليلا أو قد آتي مبكرا جدا . ربما قبل أن تجري معي هذه المكالمة وساعتها لا تقل لي أنك لم تجري أية مكاملة معي .

أجابه الدكتور ناظم في امتنان :
لا تخف يا بني لن أقول ذلك ولكن أسرع أرجوك مصر في خطر وتحتاج إلى خدماتك بل العالم كله .

أجابه ( نور ) بلهجة عسكرية صرفة :
علم و سينفذ .

قالها وقطع الإتصال الزماني . تاركا الدكتور ناظم واجما و هو يتطلع إلى جثة العالم المتآكلة أمامه ..
في خوف و ..
و رعب ..
منتهى الرعب ..

* * *


ABDOLA 19-12-07 06:51 PM

3
 

* * *



ارتفعت ضحكات ( رمزي ) و هو جالس في مقعد وثير في صالة منزل نور و هو يتطلع إلى ألبوم صور هذه الأخير ويقول في إعجاب :
هذه الصور رائعة يا نور متى التقطتها بالضبط ؟

أجابه نور و هو يمسك بصورة ما :
حيناما سافرنا معا إلى الماضي في مهمة دكتور خالد رضوان . لقد استغلت الفرصة و التقطت صورا لي مع امنحتب و بعض الفراعنة هناك .

تسائل ( رمزي ) في استغراب :
يالك من خبيث يا ( نور ) . كيف تلتقط صورا لشخصيات شهيرة كتلك دون ان تخبرنا وقد كنا معك هناك ؟

أجابه ( نور ) بابتسامة صافية :
صدقني يا ( رمزي ) . طاقة المصورة لم تكن كافية لالتقاط الكثير من الصور ولذلك لم اخبركم .

أومأ ( رمزي ) برأسه متفهما وقال :
لا عليك يا صديقي كنت أمزح فقط .

ثم ابتسم وهو يشير بيده إلى صورة أخرى :
ناولني تلك الصورة يا نور .

ناوله نور الصورة فتأملها رمزي في إعجاب وقال :
ياله من شرف ! أخذت صورة مع ليوناردو دافنشي نفسه ؟

ناوله ( نور ) صورة اخرى و أردف :
بل أخذت صورة مع راسبوتين أيضا ! أنظر .

التقط ( رمزي ) الصورة في دهشة و قال :
راسبوتين ؟ لا أذكر اننا التقينا راسبوتين في عمليتنا ضد خالد رضوان !

أجابه ( نور ) مصححا :
لا . هذه الصورة لم ألتقطها في تلك الرحلة . بل في رحلة أخرى سرية

ثم ناوله صورة أخرى قائلا :
و هذه صورة لي مع المناضل الشهير تشيغيفارا .

التقط منه رمزي الصورة و قال له في إعجاب :
لم تعد تفاجئني يا نور أبدا . لن استغرب لو وجدتك وقد أخذت صورة مع جني . هههههه

ابتسم نور لدعابته و أراد أن يعلق عليها إلا أن مشيرة هتفت بغتة و هي تتوجه إلى جهاز حاسوب نشوى :
فكرة !! . لما لا نجربها !!

التفت إليها نور و قال :
ما هي هذه الفكرة يا مشيرة ؟

أجابته و هي تضغط عدة أزرار بيديها بسرعة :
لحظة يا نور حتى اتأكد من فكرتي .

استمرت تضغط أزرار الجهاز للحظات ثم انعقد حاجبيها و هي تتطلع إلى الشاشة في انتباه قبل أن تهتف في ظفر :
نعم .. لقد صدق حدسي يا نور ، تعالو إلى هنا لترو يا رفاق .

هب الجميع إلى جهاز الحاسوب ليرو ما هنالك ، و لم يكد يفعلوا ، حتى ارتفعت حواجبهم عن آخرها في دهشة واستغراب ..
فما وجدوه كان مدهشا ..
مدهشا إلى أقصى حد ..


* * *


هتف ( نور ) في دهشة هائلة :
لا يمكن ، مستحيل ، كيف أكون مصورا إلى جانب الرئيس ( جمال عبد الناصر) شخصيا وأنا لم يسبق لي أن سافرت إلى زمنه على الإطلاق ؟

هتفت مشيرة في خبث :
خمن سر تلك الصورة و ستجد الجواب يا نور ، أنا واثقة من ذلك

هتفت ( نشوى ) في حماس :
ربما استخدمت برنامج الفوتوشوب يا مشيرة ، لدي هذا البرنامج و انا استخدمه دائما .

اشارت ( مشيرة ) برأسها نفيا و هي تراقب ملامح ( نور ) الذي استغرق في تفكير عميق . لم تمض لحظات حتى تألقت عيناه بشدة أضاءت فضاء الحجرة بأكمله فأغمض الجميع عيونهم و هتفت ( سلوى ) في فرح و هي تصفق بيديها كالأطفال :
نور . لقد وجدت الحل . مرحى لقد وجد زوجي الحل .

اما نور فقد استمر بريق عينيه و هو يقول :
الحل بسيط يا مشيرة . لقد اخترقت سجلات الكمبيوتر في الصحافة العالمية المكتوبة و بحدثت عن أية معلومات تتعلق بي .. فوجدت هذه الصورة . أليس كذلك ؟

أشارت مشيرة بيدها و قالت :
أحسنت يا نور . ولكن كيف تتفق معطيات هذه الصورة مع ما اكدته أنت منذ قليل حينما قلت بأنك لم يسبق لك أن أخدت صورة مع سيادة الرئيس جمال عبد الناصر ؟

أجابها نور ببساطة :
وجود هذه الصورة أكبر دليل على أنني سافرت إلى تلك الحقيبة من تاريخ مصر . ولكني اكدت أنني لم أسافر من قبل . وهذا يعني إما أنني سافرت إلى ذلك الزمن في عملية غاية في السرية و تم مسح ذاكرتي بعدها بوسيلة متطورة كما حدث لنا من قبل * فلم اعد اذكر شيئا ، أو ....

توقف عن الكلام فجأة فقالت نشوى و اللعاب يتساقط من شفتيها في نشوة و ترقب :
ثم ؟

أكمل نور و هو يمد يده بمنديل و يمسح به لعاب ابنته قائلا :
إما أن ( نور ) قد سافر إلى هناك فعلا ! ولكن ليس انا ، بل ( نور) المستقبل ، أي أنني سأسافر إلى هناك مستقبلا في مهمة ما .

تطلع إليه الجميع في إعجاب و قال رمزي في احترام :
أنت صادق في كل ما قلته يا نور ، على الأقل انت مؤمن بصحته ، و هذا رأي خبير نفسي يا نور ، بل أشهر خبير نفسي في مصر كلها ، بل في التاريخ بأكمله .

" يا إلهي .. لم تلاحظوا بقية الصور التي عثر عليها جهاز الحاسوب .. انظرو "

هتفت مشيرة بهذه العبارة في توتر . فالتفت الجميع إلى الجهاز فوجدوا صورتين أخريتين ، التقطت مشيرة واحدة منهما و كبرتها ، ولم تكد تفعل حتى تصاعدت صرخة ارتياع من حلق سلوى ..
صرخة زوجة تآكل قلبها من الهلع ..
فما رأته على شاشة جهاز الحاسوب كان رهيبا ..
رهيبا إلى أقصى حد ..


* * *


" رويدك يا عزيزتي .. إنها مجرد صورة لا داعي لكل هذا القلق "

هتف نور بهذه العبارة و هو يرمق زوجته الباكية فأجابه رمزي :
ولكنها صورة بشعة يا نور ، ألا ترى جثتك واضحة و تلك المخلوقات البشعة تلتهمها ؟ إنها صورة رهيبة يا نور .

التفت إليه نور و قال له في حزم :
و ماذا يعني هذا في نظرك باعتبارك خبيرا في الطب النفسي ؟

التقط رمزي انفاسه و قال :
يعني شيئا واحدا ، أنك ستسافر إلى زمن ماض وستموت مأكولا من طرف هذه المخلوقات البشعة .

أجابه نور في حزم :
لا دليل في الصورة يؤكد بأنني قد مت ، ربما كنت فاقدا الوعي فحسب . بل ربما كانت تلك الجثة مجرد دمية للتمويه لا أكثر و لا أقل .

لم يكد يكمل عبارته حتى ارتفع رنين ساعة يده فرفعها بسرعة وهتف عبرها :
هنا المقدم نور ، من المتحدث ؟

لم تجبه سوى همهمة شخص يتألم وكانه يحتضر فقال في قلق :
من المتحدث ؟ اجبني ، هل انت على مايرام ؟

تعال صوت الدكتور ناظم و هو يقول في مرارة :
لقد مات محدثك منذ قليل يا نور .

و كان هذا الإتصال يعني شيئا خطيرا ..
خطيرا للغاية ..


* * *


ABDOLA 19-12-07 06:52 PM

4
 

* * *

" أنا على أتم الإستعداد يا نور "

هتف أكرم بهذه العبارة فس حسم فأجابه نور في اقتضاب وهو يجاهد ليمنع دمعة من التسرب إلى عينيه :
جيد يا أكرم .

ثم التفت إلى رفاقه ، تطلع إليهم واحدا و احدا قبل أن تتوقف عيناه عند زوجته سلوى فابتسم في وجهها و قال لها في حنان :
لا تتركي تلك الصورة تستحوذ على عقلك يا سلوى ، إنها مجرد صورة يا عزيزتي !

أجابته سلوى في حزن :
ولكنها يا نور صورتك و هي .. وهي ..

لم تكمل عبارتها فقال لها نور و هو يبتسم ابتسامة صافية :
ولو يا سلوى ولو ، إنها مجرد صورة وستتأكدين أن لا أساس لها من الصحة ثقي بي .

تطلعت إليه سلوى في حزن مرة اخرى فأجابها و هو يبتسم :
وستفهيمن معنى ما أقوله لك لاحقا .

قالها ثم تراجع إلى آلة الزمن الرابضة في حديقة المنزل ثم استقلها هو وأكرم بعد ان سلما على الجميع لم تمض لحظات ، حتى كانت آلة الزمن تسير بهم نحو الماضي . إلى مصر . حينما كان الدكتور ناظم مازال رئيسا لمركز الأبحاث .
بعد دقائق من انطلاق آلة الزمن هتف أكرم متسائلا و هو يلتفت إلى نور :
إنها أول عملية أخوضها لا أفهمها أبدا يا نور

التفت إليه نور وقال ببساطة :
مالذي لا تفهمه يا أكرم ؟

أجابه اكرم و هو يهرش راسه :
نحن سنسافر إلى الماضي لنقوم بمهمة هناك ، و المفرض أن المهمة قد تم إنجازها ، وظهرت نتائجها لأنها في الماضي . إدن لماذا نتعب و نسافر إلى هناك لإنجازها وهي منجزة أصلا ؟

أجابه نور و هو يضحك :
لا تتعب عقلك في محاولة فهم هذه الأمور ، فانت همجي بطبعك ، ولن يتسطيع عقلك استيعاب هذه المعلومات مهمها حاولت .

أحتقن وجه أكرم و قال في غضب :
همجي ؟ ! .. كيف تجرؤ ؟

اجابه نور و هو يرفع يديه مستسلما :
حسنا . انا أعتذر .. أعتذر .

قالها ثم أضاف محاولا تغيير دفة الحديث :
ما الذي لا تفهمه في هذه المهمة أيضا ؟

أدرك أكرم بطبيعته الهمجية أنها محاولة من نور لإدارة دفة الحديث فاستدار في ضيق و قال :
أمر هام جدا .

تسائل نور في اهتمام :
و ما هو هذا الأمر ؟

تسائل أكرم قائلا :
كيف يمكن أن يتواجد إثنان من نور و إثنان من أكرم في زمن واحد ؟ ألن يؤدي هذا إلى انهيار كيانينا مع وصولنا إلى ذلك الزمن ؟

أجابه نور بابتسامة واسعة :
ولكن من قال لك أننا سنتواجد هناك مع نور و اكرم ذلك الزمن ؟

نظر إليه أكرم وقال له في دهشة :
أتعني ان .. ؟


* * *
- تمت -
:biggrin:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

تنبيه :
أية محاولة غير مدروسة لقتلي سيتم كشفها و التعامل معها بلا رحمة
:YkE04454:



Eman 19-12-07 08:55 PM

يسلمو أخي على كتابتك...
هل هي من تأليفك...؟؟؟
اذا هي من تأليفك رح يتم نقلها لمنتدى قصص من وحي الاعضاء حتى تأخذ حقها....

ABDOLA 19-12-07 09:22 PM

شكرا eman على الرد ..

اقتباس:

هل هي من تأليفك...؟؟؟
نعم :smile:

Eman 19-12-07 09:27 PM

أسلوبك رائع والله...
يسلمو ايديك...

ذ.عبد العزيز أبوالميراث 19-12-07 09:53 PM

يا سيدي .... تبارك الله عليك ... برافو

سعيد بأنني لست المغربي الوحيد هنا وأتمنى لك مزيدا من الإبداع

لكن أليس بالمصادفة اسمك عبد الصمد الغزواني ؟؟

اقدار 20-12-07 09:46 PM

اهلاً بك كاتباً مميزاً اخي الكريم

رائع جداً ماكتبت


اتمنى لك التوفيق

ABDOLA 24-12-07 06:45 PM

eman

شكرا لك صديقتي على ردك . من دواعي سروري أن ماكتبته قد اعجبك .. :flowers2:






ABDOLA 27-12-07 11:01 PM

ذ. عبد العزيز ، أقدار

أشكركما صديقاي على أن ما كتبته قد اعجبكما . وهذا من دواعي فخري :Thanx:

ABDOLA 24-07-08 01:58 AM


2 – زمـكـانـبـعـد :



الـزمـن : زمن الدكتور ( ناظم ) كرئيس لمركز الأبحاث

الحدث : وصول ( نور ) و ( أكرم ) من المستقبل

" سيدي .. لقد وصل ( نور) و ( أكرم ) من المستقبل، وهما يطلبان الإذن بالدخول "

تصاعد هذا الهتاف من ساعة اتصال الدكتور ( ناظم ) فهتف الرجل في لهفة :
أكيد .. فلتسمح لهما بالدخول .. مع إخضاعهما للإجراءات الأمنية طبعا .

قال المقطع الأخير من عبارته بشئ من الخبث إلا أن محدثه لم ينتبه للكنته تلك فأجاب بلهجة رسمية سريعة :
نعم سيدي ..

ثم انقطع الإتصال فاستدار االدكتور ( ناظم ) إلى القائد الأعلى و هتف :
لحسن الحظ أن تلك الكائنات الشنيعة انصرفت عنا ، وإلا كنا نرقد الآن في بطونها نساهم في تحسين قدرتها الهضمية .

ثم أضاف :
و قد تأكدت بنفسي طبعا من إسدال كل الأبواب الفولاذية على كل مداخل و مخارج الجهاز خوفا من عودة تلك الكائنات الشنيعة إلينا مرة أخرى

هتف القائد الأعلى في رزانة :
كانت حكمة منك أن فعلت ذلك

ثم نظر إلى ساعته للحظة ، عدل من هندامه و هتف في حزم :
لقد وصلا إلى الباب النحاسي، فلتستعد

لم يكد يتم عبارته حتى انفتح الباب المواجه له مباشرة و دلف منه ( نور) و ( أكرم ) القادمان من المس ..

الــمــســتــقــبــل ..

هاها ..
* * *
تطلع الدكتور ( ناظم ) في غيض دفين إلى ( نور) و ( أكرم ) اللذان يبدوان منتعشان جدا ولم ينبس ببنت شفة ، صمته ذاك لم يفت عيني بطلينا، فهتف ( أكرم ) في سخرية كعادته :
للأسف يا دكتور ( ناظم )، اضطررنا إلى استخدام جهاز " مختصر المسافات "
أحضرناه معنا من المستقبل وهو الذي ساعدنا على إختصار الطريق إلى هنا، دون أن تتعرق أجسادنا وتتشوه هيئتنا كما حدث معك

كتم الدكتور ( ناظم ) غيظه أكثر و احتفظ بصمته ، أما القائد الأعلى فقد أشار إلى ( نور ) و ( أكرم ) بيديه بالجلوس وهتف :
مرحبا بكما في عالمنا المتواضع
،
لاشك أن تكنولوجيتنا تبدوا لكما قديمة جدا، أليس كذلك ؟

أجابه ( أكرم ) بسرعة :
صحيح يا سيدي

لكزه ( نور) بيده وقال في حرج :
ليس كثيرا يا سيدي، فالفرق بين زمنينا لايتجاوز بضع سنوات من التطور، ثم ان هناك اتفاقيات شراكة سرية بين زمنينا تجعلكم مواكبين للتطور التكنولوجي عبر الأزمان

أومأ القائد الأعلى رأسه إيجابا و قال بهدوء :
نعم، أدرك ذلك يا ( نور ) .

ثم شبك يديده وقال :
و الآن لننقاش مشكلتنا التي استدعيناكم من أجلها، فالأمر خطير جدا .

هتف ( أكرم ) فجأة و هو يتسائل :
قبل ذلك هناك أمر مازلت لم أفهمه بعد . أو بالأحرى امرين .

عقد القائد الأعلى حاجبيه ثم تسائل في اهتمام :
أي أمرين يا ( أكرم ) ؟

أجابه ( أكرم ) بسرعة وكأنه يعيد لفظ شريط مسجل في ذهنه لم يستجب لمحاولات عقله المضنية لهضمه فاجتره مرة أخرى :
نحنسنسافر إلى الماضي لنقوم بمهمة ما هناك ، و المفروض أن المهمة قد تمإنجازها ، وظهرت نتائجها لأنها في الماضي ، إذن لماذا نتعب و نسافر إلىهناك لإنجازها وهي منجزة أصلا ؟!!! * ( راجع الحوار الأخير بين ( نور ) و ( أكرم ) في المقاطع السابقة )

زم ( نور) شفتيه في غيض دون أن يجيب و ( أكرم ) يضيف بعد أن التقط أنفاسه :
الأمر الثاني : كيف يمكن أن يتواجد إثنان من ( نور) و إثنان من
(أكرم) في هذا الزمن ؟لما لم تنهر كياناتنا فور أن وصلنا إلى هنا ؟

أجابه القائد الأعلى بهدوء وحكمة و عمق :
بالنسبة للأمر الأول فهو فلسفي بالدرجة الأولى، وهذا يعني أن إجابته يجب ان تكون فلسفية كذلك ، لذلك فأنا أقول لك : اترك الزمن يمضي وستجد الإجابة حتما يا بني، أترك الزمن يمضي و ستجد الحل، أعدك بذلك
!

اغرورقت عيون الحاضرين في تأثر و القائد الأعلى يضيف و قد عاد إلى طبيعته القيادية الرزينة :
أما بالنسبة للأمر الثاني فقد شرحناه لـ( نور) قبل أن يسافر من زمنه، ولست أدري هل قام بشرحه لك أم لا

قال مقطع عبارته الأخير و هو يستدير إلى ( نور) في تساؤل، فأجاب هذا الأخير في حرج :
في الحقيقة يا سيدي، لم أتمكن من شرح الموقف له كاملا، لأن حوارنا حول الأمر قد تعرض للبتر بسبب مجهول، خارج عن إرادتنا
** ( نفس المصدر السابق )

أومأ القائد الأعلى برأسه للمرة السابعة و الثمانين و قال وقد كان يتوقع شيئا كهذا بالطبع :
نعم .. نعم، إنها تحدث في بعض الأحيان

ثم استدار برأسه و قال في حزم :
فلتشرح له الموقف من فضلك يا دكتور ( ناظم ) .. و بكلمات سريعة لو سمحت، فمازال امامنا الكثير لنخبرهما به

تنحنح الدكتور ( ناظم )، استدار نحو ( أكرم ) بجسده كله ثم أخذ نفسا عميقا و بدأ يحكي :
كان يا مك .. أحم .. عفوا .. منذ سنوات عديدة تربو على العشر سنوات، اكتشف أحد علماء الزمكانيات لدينا ان هناك مجالا خاصا يحيط بعالمنا، أو بالأحرى عدد لا محدود من المجالات، إذ أثبت عبر عدة معادلات زمكانية أن تماس مجال زمكاني لبعد ما و آخر يحدث منطقة اصطلح على تسميتها بالمنطقة الزمكانبعدية . و مادام البعدين يشغلان نفس الحيز فمنطقة التماس تكون عبارة عن غلاف أو غشاء زمكانبعدي يحيط بكوكبي بعدينا في نفس الوقت، ذلك الغلاف له تردد يجمع بين ترددي الزمكانين للبعدين المتماسين . هذا التردد الفريد من نوعه نتجت عنه طبقة زمكانبعدية ثنائية الإندماج من حيث التردد ما جعل ترددها الناتج حادا و متلاطم الأمواج بشكل فائق . و مادام عدد الأبعاد التي تحيط بنا غير محدود فإن عالمنا يحيط به عدد لامحدود من الأغلفة الزمكانبعدية حسب حجم كل كوكب ينتمي لكل بعد

صمت الدكتور ( ناظم ) ليلتقط أنفاسه فسأله ( أكرم ) خلالها بسرعة :
و ماعلاقة هذا بسؤالي ؟

أجابه الدكتور ( ناظم ) الذي لم يستطع منع ابتسامة مشفقة من التسرب إلى شفتيه :
علاقة وطيدة يا ( أكرم )، ففي إحدى الأغلفة الزمكانبعدية – المنفصلة فعليا عن أي زمن - وقصد حماية كياناتكم من الإنهيار، قمنا بوضع ( نور) و ( أكرم ) و السيد ( أمجد ) مع اثنين من أفضل علمائنا في الزمكانيات بالإضافة إلى تسع مقاتلين من طراز خاص مع بعض الأجهزة الزمكانية لحمايتهم من أية تغييرات محتملة يمكن ان تحدث لأجسادهم اثناء مكوثهم هناك

هرش ( أكرم ) رأسه في بلاهة ثم بحث عن هراوته ولما لم يجدها قال في همجية :
ولكنك قلت ( امجد ) ؟
! ماذا تعني ؟ لم أعد أفهم شيئا ؟

أجابه ( ناظم ) :
لقد وضعنا السيد أمجد في ذلك الغلاف مع ( نور) و ( أكرم ) من باب الإحتياط فقط، فربما قام المؤلف بإدخاله في خضم الأحداث فيما بعد، لقد حدث هذا كثيرا على كل حال

ساد الصمت للحظات بعد عبارة ( ناظم ) الأخيرة لم يلبث ( أكرم ) ان قطعه قائلا :
كل هذا مهم !! ولكني أتسائل : لماذا استدعيتمونا إذن ، كان من الممكن أن يقوم ( نور ) و ( اكرم ) وحتى السيد ( امجد ) بهذه المهمة بدلا عنا نحن !! إنهم بارعون كما تعلمون

أجابه القائد الأعلى هذه المرة في إشفاق صارم :
يا أكرم، اسمعني يا بني، بغض النظر عن أن الأمر علمي لايمكنك استيعابه فأنا أقول لك أنكما من المستقبل . أي أنكم أكثر خبرة و تطورا منهم . هل فهمت ؟

" سيدي، هناك شخص تسلل إلى زمننا عبر نهر الزمن، وظهر عند مبنى المخابرات، و هو الآن في أرضية المبنى الذي يعلوكم .. أي في سقف الحجرة حيث تتواجدون .. و على ما يبدو فهو ينوي اقتحام المكان !! "
نزل هذا القول كالصاعقة على الحاضرين ، فأسرع ( نور ) و ( اكرم ) يستلان مسدسيهما بسرعة في حين أسرع القائد الأعلى يختبئ وراء مكتبه الشفاف، اما الدكتور ( ناظم ) فقد تسائل وقد تملكه حب الإستطلاع :
و من هذا الشخص ؟

قبل أن يتم تساؤله تكونت فجوة مهتزة في سقف المكان كما لو كانت قطعة من بحيرة اهتزت بعد ان ألقيت حجرا فيها و خرج منها رجل أشيب الشعر عريض المنكبين يرتدي بذلة غريبة و في ظهره مظلة أغرب ناهيك عن خوذته الأكثر غرابة . استقر هذا القادم الجديد على أرضية الغرفة في خفة و قال بسخرية هائلة وهو ينزع خوذته :
لا يجوز ياسادة أن تعقدوا اجتماعا مهما كهذا دون أن أحضره معكم

التفت إليه الحاضرون فخفقت قلوبهم في قوة ..
فقد كانت المفاجاة رهيبة ..
رهيبة إلى أقصى حد ..

* * *

ABDOLA 24-07-08 01:59 AM


* * *

" ( أمجد ) ؟!! .. ك .. ك .. ولكن كيف ؟!! كيف وصلت إلى هنا رغم كل الإجراءات المعقدة التي نحيط بها المكان "

هتف الدكتور ( ناظم ) عبارته بذهول فأجابه ( أمجد ) ببساطة و هو يتوجه إلى أقرب مقعد إليه و يجلس فيه بلامبالاة :
لكل جهاز امن ثغرة يمكن النفاذ من خلالها يا صديقي

ثم أشار بيده و هو يقول بهدوء :
بالمناسبة، نادني باسم ( أدهم ) لو سمحت، لست أدري لما كل هذا الإصرار من قبل المؤلف و أبطاله على مناداتي بهذا الإسم رغم أن اسمي الحقيقي هو ( أدهم ) . فـ( أمجد ) ليس سوى اسم مستعار استخدمته ذات يوم في إطار عملي و تميزت به بشدة، فصاروا ينادونني به منذ ذلك اليوم
تسائل القائد الأعلى في فضول :
فليكن يا سيد ... ( أدهم ) .. ماهي الثغرة التي وجدتها في جهازنا ؟

أجابه ( أمجد ) بسخرية لاذعة :
لقد دخلت إليه من الباب الخلفي

تبادل الحاضرون نظرات حيرة وتسائل ( أكرم ) بعينين دامعتين من التأثر لأنه لم يبتلع بعد أنه يقف أمام مثله الأعلى :
هل .. هل يمكن لحضرتك أن تشرح لنا كيف وصلت إلى هنا ؟

أجابه (
أمجد ) ببساطة لامتناهية :
طبعا يا صديقي ..

قالها ثم أخذ نفسا عميقا و راح يروي ..
ويسقي كذلك ..
يسقي عقول الحاضرين بما يعرفه طبعا ..


* * *
عبث ( أمجد ) في جيب مظلته قليلا، أدخل كف يده اليمنى ثم أخرج كوبا فضيا مليئا بالقهوة و قال و هو يشير إلى الكوب :
هذه القهوة خاصة، إنها مصنوعة من بن خاص يقوي التوازن الخلوي للمسافر عبر الزمن

ثم أشار إلى ( نور) و ( أكرم ) وقال في دهشة :
و أنتما .. ألا تشربان شيئا كهذا ؟

أجابه ( نور) مبتسما :
هذه تقنية قديمة يا ( أمجد )، كانت مختبراتنا تستعملها منذ سنوات، أما الآن فقد صارت حقنة واحدة تقوم بعمل أضعاف مايقوم به كوب قهوة كهذا

أومأ ( أمجد ) برأسه متفهما وقال مبتسما :
نسيت أن مركز أبحاثكم متخصص في هذه الأمور العلمية أكثر من المختبر الرياسي البائس .

ثم أردف و هو يحتسي قهوته الزمنية في استمتاع ويلوي رجليه مع بعض كما يفعل رجال الأعمال في مكاتبهم الفاخرة :
بدأ الأمر عندما رصد جهاز خاص في مبنى البحوث الرياسي الإتصال الزمني الذي أجراه الدكتور ( ناظم ) بك يا ( نور) في زمننا، وكان من الممكن ان تتغاض الرياسة عن هذا الأمر باعتباره أمرا علميا آخر من تلك الأمور العلمية التي تتعاملون بها في جهاز المخابرات، لو لا أن حدث أمر خطير استدعى تدخلي المباشر .

صمت لحظة كي يرتشف رشفة ممتازة من كوبه الفضي و أضاف :
هذا الأمر الخطير يتمثل في أنكم لم تعلموا رياسة الجمهورية قبل أن تسافروا كما يحدث في المعتاد، لذلك فقد ارتأيت أن عملية السفر هاته ربما اضطرتكم جهة ما إليها ونقلت وجهة نظري إلى رئيس الجمهورية واقترحت عليه ان اتدخل بنفسي لإنقاذ الموقف ، فوافقني على اقتراحي ذاك، فأسرعت إلى مبنى البحوث الرياسي العلمي و اعطوني هناك طائرة للسفر عبر الزمن مع بذلة و مظلة زمنيتين لنفس الغرض، هاتين الأخيرتين مزودتان بجهاز توجيه يحدد الزمن و المكان اللذين سانزل فيهما بعد أن أترك الطائرة، بالإضافة إلى جهاز " حفرالأسقف " الذي استخدمته في سقف حجرتكم كما رأيتم ودخلت من خلاله

ساد صمت الرهيب بعد هذا الكلام الخطير الذي قاله
( أمجد ) فقال ( أكرم ) ودموعه تنهمر في غزارة من فرط تأثره :
أنت أسطورة يا سيد ( أمجد ) .. اسطورة هائلة .

ابتسم
( أمجد ) في مجاملة و قال بتواضع :
ليس إلى هذه الدرجة يا صديقي، ولكن لاتنس، أنا ( أدهم ) وليس ( أمجد )

أما ( نور ) فقد ابتسم في رصانة و قال :
يشرفني ان تكون معنا يا سيد ( أدهم )، فانت قدوة لنا جميعا

قالها ثم مد يده إليه وصافحه في قوة ..
مصافحة أسطورية ..
مصافحة يشيب لهولها الولدان ..
مصافحة بين الماضي و المستقبل ..

لم يكد
( أمجد ) ينتهي من مصافحة ( نور ) حتى هتف ( ناظم ) و هو يلوح بيده :
لقد خمنت انك قد تقتحم الأحداث فجأة، لذلك قمت بإرسال ( أمجد ) .. أقصد ( أدهم ) هذا الزمن أيضا إلى الغلاف الزمكانبعدي

أجابه
( أمجد ) ببساطة كعادته و هو يسكب المزيد من القهوة الزمنية في كوبه من مظلته الزمنية و قال :
كنت أعلم ذلك طبعا، فهذا الزمن ماض بالنسبة لي كما تعلم، فانا مازلت اتذكر حينما كنت في هذا الزمن و قد وضعتموني في ذلك المدار. ام هل كنت تحسبني أحمق كي أغامر بمحاولة السفر عبر الزمن إلى زمن أتواجد فيه فعليا ؟
!!

ثم أضاف و هو يلوح باصبعه وكانه قد نسي شيئا :
ثم أنني أرسلت رسالة زمنية قصيرة إلى نظيري في المدار الزمكانبعدي أخبره فيها أنني أيضا انتقلت إلى هذا الزمن، فانا أعلم أنهم لن يقفوا أبدا صامتين هناك وسيقومون حتما بعمل متهور يتناسب مع طبيعتنا

قال عبارته الأخيرة و هو يشير إلى نفسه مع ( نور) و ( اكرم ) في فخر فابتسم الأخيران لكلامه أما القائد الأعلى فقد نفض غبار المفاجأة عن رأسه و قال محاولا استعادة البقية الباقية من رصانته المتبددة امام هؤلاء الأباطرة :
فليكن، نحن سعداء لانضمامك إلينا يا سيد ( ادهم )، والآن هلا دخلنا في الموضوع الأهم و شرحنا لكم طبيعة مهمتكم التي ستقومون بها ؟

تسائل ( أمجد ) و هو يعقد حاجبيه :
إذن فهي مهمة حقيقية لكما يا ( نور) ، ولم تجبركم جهة ما على السفر إلى هذا الزمن ؟

أجابه ( نور) و هو يبتسم :
بالطبع يا صديقي، لم يجبرنا أحد على السفر إلى هنا

تسائل ( أمجد ) في دهشة :
و لماذا لم تستأذنوا رياسة الجمهورية قبل سفركم إذن ؟

أجابه ( نور) و هو يلوح بيديه :
ربما كانت الإدارة ستفعل ذلك فيما بعد، بل ربما فعلت في الوقت المناسب و استغليت انت أيها الماكر هذه الحجة بسرعة كي تقتحم الأحداث كعادتك !
قال عبارته الأخيرة في خبث فأجابه ( أدهم ) بنفس اللهجة :
ربما

قاطعهم القائد الأعلى بلهجة تسرب إليها شئ من التضرع :
و الآن، هلا بدأنا المهمة، إن الكائنات الشنيعة تعيث فسادا في شوارع القاهرة !

انعقدت حواجب أبطالنا الثلاثة في اهتمام و هتف ( نور) بسرعة :
بالتأكيد ياسيدي ، كلنا آذان مصغية ..
وكان قوله هذا هو فصل الختام ..
أو فصل البداية ..
بداية المهمة ..
المهمة الجديدة ..

* * *


ABDOLA 24-07-08 02:01 AM

* * *
استقل ( نور ) و ( أكرم ) و ( أمجد ) السيارة الصاروخية للأول حينما كان في هذا الزمن و لاذ الجميع بالصمت و عقل كل واحد منهم يغوص في تفكير عميق وهو يراجع تفاصيل المهمة الجديدة ..
فهذه المهمة فريدة من نوعها، من حيث أنها تجري بشكل متواز في زمنين مختلفين بنفس الأبطال، مع اختلاف بسيط، أن كل بطل ليس له الحق في لقاء نظيره طبعا، ثم أن بداية المهمة نفسها غريبة نوعا، فقد أسندت إدارة المخابرات العلمية لهذا الزمن المهمة ( لنور) و ( أكرم ) ولما فشلا فيها، قرروا الإستعانة بأحد الإختراعات المدهشة لواحد من أبرع المخترعين في مجال الإتصالات، هذا الإختراع يتمثل في ساعة زمنية تمكن صاحبها من الإتصال بأي زمن مستقبلي . و استمر العمل على هذا الإختراع السري الذي ظل سريا حتى على مؤلف السلسلة و تمت دراسته سنوات عدة في أروقة مبنى الأبحاث العلمية وبعلم رئيس الأبحاث و العلماء المشاكرين في المشروع فقط ..
المهم أنه في نهاية المطاف تم بناء منظومة اتصالات زمنية متطورة مكنت إدارة المخابرات العملية من تكوين علاقات وطيدة بعدد من الأزمنة المستقبلية التي ساعدت زمن الدكتور ( ناظم ) على بناء أول آلة زمن مخصصة لرحلات سرية خاصة لا تتم إلا بموافقة رئيس الجمهورية نفسه .
معذرة على هذا التطويل المبالغ فيه بعض الشئ، ولكنه مهم للغاية حتى تحيطوا بكل ظروف وملابسات هذه المهمة التي نحن بصدد التعرف عليها و نميط معا اللثام عن بعض التفصيلات المعينة و التي لابد و قد ساورت الكثيرين منكم، لذلك اتمنى أن تكون كل الأمورالغامضة – أو على الأقل أغلبها – قد أصبحت واضحة الآن .

نعود الآن إلى قصتنا ..

استمرت السيارة في مسيرتها و ظل أبطالنا الثلاثة على صمتهم لنصف ساعة كاملة و كل منهم يحاول أن يستوعب ما سمعه من إدارة المخابرات العلمية قبل قليل ، والثلاثة مازالوا يتذكرون بعض اللمحات عن هذه المهمة بالذات، لأن هذا الزمن ماض بالنسبة لهم و هذا يعني أن الجزء الخاص بوضعهم في المنطقة الزمكانبعدية مازال عالقا بأذهانهم ، فـ( نور) و ( أكرم ) مازالا يتذكران تلك اللحظات المريرة حينما كانا ينتميان لهذا الزمن و قد أسند لهما الدكتور ( ناظم ) هذه المهمة ، فعادا له بعد مهلة من الوقت و أعلنا فشلهما الذريع في ادائها، مازالا يتذكران معا تلك اللحظات الأليمة بعد اعلنا فشلهما و ألقوهما مع السيد ( أمجد )وأشخاص آخرينفي ذلك الغلاف بعد ان أخبروهما أنه املهما الوحيد للإحتفاظ بكيانهما عند مجئ ( نور) و ( أكرم ) – وربما ( أمجد ) - من المستقبل .

وبمخيلة كل منهم راحوا يتذكرون ما حدث منذ سنوات في تلك المنطقة الزمكانبعدية المدارية ..
حيث كانوا موضوعين مع اثنين من أبرع العلماء في علم الزمكانيات و هما الدكتورين ( راشد ) و ( مدحت ) الخبيران في الزمكانبعديات بالإضافة إلى ثسعة جنود ينتمون إلى فرقة ( الزمكانبعد ) في الجيش المصري ..
وصار كل واحد منهم يتذكر ..
ويتذكر
و يتذكر ..
* * *

" سيدي، هناك شئ ما يحدث في المنطقة الزمكانبعدية "
هتف مساعد الدكتور ( ناظم ) هذه العبارة في توتر وهو يحدق في شاشة راصد خاص فالتفت إليه الدكتور ( ناظم ) في توتر أكثر و قال :
ماذا تعني ؟

أجابه المساعد و توتره يتزايد :
تعال وستفهم ما أعنيه

اقترب الدكتور ( ناظم ) من شاشة جهاز الحاسب و لم يكد يلقي عليها نظرة حتى عقد حاجبيه و هتف :
إنها ذبذبات قوية جديدة .. ولكن كيف ؟

ثم هتف :
هذا يستدعي جهاز تجسيم الذبذبات و الترددات ؟

هتف عبارته و هو يتنقل بين ملفات الحاسوب للحظات قبل ان يهتف :
لقد قمت بعملية الوصل، و الآن لنرى طبيعة تلك الذبذبات الجديدة ؟


قالها و هو يستدعي برنامجا معينا لم يكد يتحمل وتمضي لحظات حتى ظهرت شاشة ملونة بها خريطة غريبة لم يكد الدكتور ( ناظم ) يراها حتى هتف في اهتمام بالغ :
نعم .. هناك ذبذبات جديدة قد انضافت ، هاهيذي النقطة الحمراء على الحدود تحاول المرور من المنطقة الزمكانية إلى الزمكابعدية، يا لسرعة تحركها !! لنضغط عليها ولنراها ثلاثية الأبعاد


قرن قوله بالفعل، ولم يكد يفعل حتى ارتسم على الشاشة مربع أخضر أحاط بالنقطة الحمراء و راح ينبض بضوء فيروزي قبل ان يحتل شاشة الحاسوب كلها معلنا عن صورة مألوفة للرجلين، الذين لم يكد يرياها حتى هتفا في آن واحد :

مستحيل ..

وفقدا الوعي ..
في آن واحد ..

* * *

ABDOLA 24-07-08 02:02 AM


* * *


أكرم : يجب أن ننقذ الأرض

نور : لا شك أن المخابرات العلمية قد سيطر عليها غزاة من كوكب ما أرغموا القيادة على القيام بهذه الخطة المعقدة من أجل إبعادنا عن الساحة .

أكرم : إذن ماذا سنفعل الآن و قد سيطر الغزاة على مخابراتنا ؟

نور : سنحرر انفسنا .

أكرم : و كيف نفعل ذلك ؟

نور : و هل لدينا غيره ؟

أكرم : أتقصد ( س – 18 )

نور : طبعا

تبادل ( نور) و ( أكرم ) هذه الكلمات في حماس وسرعة في تلك المنطقة الزمكانبعدية فتململ ( أمجد ) في وضعيته و هو يسبح في ذلك المدار العجيب وقال بتراخ :
أنتم متحمسون للغاية يا رفاق، تتحدثون عن هذا الأمر كما لوكنتم ذاهبون للقيام بنزهة في كورنيش النيل و كل واحد منكما يمسك بذرة مشوية ساخنة ونسمات رياح منعشة تهب في وجهه !!. استيقظوا يا رفاق، تعاملوا مع الأمر بواقعية لو سمحتم ، الأمر خطير جدا، يتطلب درجة عالية من المنطق و استيعاب المعلومات التي تحيط بنا

أجابه ( نور ) و هو يستعد لضم كفيه حول فمه :
نحن لن نخسر شيئا على كل حال يا سيد ( أمجد )

قالها وأراد ان ينادي على ( س – 18 ) إلا أن ( أكرم ) سبقه و هتف بحماس رهيب :

( س – 18 )
ولكن شيئا لم يحدث، فمط ( نور) شفتيه و قال :
لا تكن غبيا يا ( أكرم ) ، ( س-18 ) لن يستجيب إلا لصوتي . أنظر ...

( س – 18 )و قبل أن يكمل عبارته حتى كان ( س – 18 ) أمامه ، كيف ظهر بهذ السرعة ؟ .. لا أعرف ، المهم أنه ظهر، و مع ظهوره انفرجت أسارير الجميع ما عدى ( أمجد ) الذي مط شفتيه و قال :
لم يكن هناك داع للإستعانة ب( س – 18 ) ، فبإمكاني القيام بأشد الأعمال خطورة، فأنا الرجل ..

رجل المستحيل ..

قالها ثم راح يرمق تلك الحركات البهلوانية التي يقوم بها ( نور) و ( أكرم ) و هما يداعبان ( س – 18 ) الذي كان يستجيب لمداعبة ( نور) فيميل ذراعه أو كفه إلى الجهة التي يميله إليها في حين كان يرفض أن يتفاعل مع ( أكرم )، و هذا أمرطبيعي ، وبينما هو في تأمله – ( أمجد ) - إذ بساعة اتصاله تصدر رنينا خاصا، فعقد حاجبيه و هتف :
إنها رسالة زمنية قصيرة ، وطبيعة الرنة تشير إلى أن مرسلها شخص مجهول تماما

أخرج كفه من جيبه و تطلع إلى ساعته للحظات يحدق في حيرة في ذلك الرقم الذي ظهر على شاشته، قبل أن يقول في حيرة :
ما الذي يعنيه هذا ؟ هل جننت و أرسلت رسالة قصيرة إلى نفسي دون أدري أم ماذا ؟

قالها ثم ضغط على زر قراءة الرسالة و تطلع إلى كلماتها قبل أن تنفرج أساريره و يقول و هو يلتفت إلى ( نور) و ( أكرم ) في سعادة :
و أخيرا يا رفاق، هذا أسعد خبر سمعته منذ ألقونا هنا لا حول لنا ولا قوة

التفت إليه الجميع في تساءل و هتف ( نور ) :
ماذا هناك يا سيد ( أمجد ) ؟

أجابه ( أمجد ) في سعادة :
لقد أرسل لي نظيري - الذي ينتمي إلى الزمن المستقبلي - رسالة زمنية قصيرة يقول لي فيها أنه في زمني الآن

هتف ( أكرم ) في استغراب :
ومالمسعد في هذا الخبر ؟

التقت عينا ( نور) و ( أمجد ) بنظرة خاصة و قال ( نور) ببطء :
يعني أننا الثلاثة صرنا متحررين يا ( أكرم )

و اكمل ( أمجد ) بنفس اللهجة :
و يعني اننا لن نقف صامتين هنا

هتف ( اكرم ) في فرح وقد بدأ يستوعب ما يدور حوله :
هذا يعني أنه يمكننا ان نخرج من هذا المكان ، أليس كذلك ؟

أجابه ( نور) :
نعم يا صديقي، سننتقل إلى الزمن الذي أتى منه ( نور) و ( أكرم ) و ( أمجد ) المستقبليين

اتبع ( أمجد ) و هو يوافقه :
نعم يا ( نور) لابد من أن نخرج . والزمن الخالي الوحيد الآن هو ذلك الزمن المستقبلي الذي اتى منه نظراؤنا . المهم ان نخرج

هتف ( أكرم ) في قلق :
و ماذا لو عادوا إلى زمنهم و نحن هناك ؟

تعالى فجأة صوت واهن باهت تردد بشكل عميق :
و هل نسيتموني يا أصدقاء ؟ أنا سأخبركما حينما يتخذان طريق العودة

هتف ( نور ) في فرح و هو يدور حواليه
في الفراغ اللانهائي كالمخبول :
( محمود ) .. كنت أعلم أنك لن تتخلى عنا يا صديقي

أجابه ( محمود ) في وهن :
لايمكن ان أفعل يا صديقي ، أنسيت أنني ( مادام الموت آت لاريب، فلأمت في سبيل من أحب ) أم ماذا ؟

أجابه ( نور) في امتنان :
طبعا لم أنس يا صديقي، و الآن، لدي خطة في هذا الشأن، فلتستمعوا إلي جيدا ..

قبل أن يتم عبارته تصاعدت نحنحة مكتومة من احد الموجودين فالتفت ( نور) جهة اليمين فوجد الدكتور ( مدحت ) مع الباقين الذين اكتفوا بمتابعة حوار أبطالنا الثلاثة دون أن يشاركوا ، وهتف به :
ماذا هناك يا دكتور ( مدحت ) ؟

تنحنح الدكتور ( مدحت ) وقال في حرج :
معذرة على مقاطعتك أيها المقدم، ولكن .. أحم .. هل نحن أيضا متحررون مثلكم ؟

قالها و هو يشير بيده إلى الدكتور ( راشد ) و مقاتلوا الزمكانبعد التسعة فتبادل أبطالنا الثلاثة النظرات و هتف ( نور) في حرج :
الحقيقة .. أحم .. هذا لم يجل بخاطرنا

ران صمت مهيب بعد عبارته هاته، إلا أنه أراد أن يعطيهم قليلا من الأمل فقال في مرح :
ولكن لا تقلقوا، نحن لن نترككم وحدكم هنا، سنحاول التوجه إلى ذلك الزمن المستقبلي، ولكننا سنحاول أن نضعكم في نقطة بعيدة جدا عن زمنكما ربما في الماضي السحيق مثلا

هتف الدكتور ( مدحت ) في رعب :
هل .. هل ستضعوننا مع الديناصورات ؟!! .. لا أرجوك، أنا امقت تلك الكائنات الرهيبة، إلا الديناصورات

هتف ( نور) في دهشة :
و مابها الديناصورات ؟ ليست كلها مفترسة، هناك الأنواع العاشبة، أنت و الجميع حاولوا أن تكونوا ملازمين للنوع الثاني

هتف الدكتور ( مدحت ) في توتر :
ولكن، ألا يمكننا أن نبقى هنا حتى يستعيدنا زمننا ؟

هتف ( أكرم ) في شراسة :
ومن أدراك أن الغزاة لن يلتفتوا إلينا بعد أن يسيطروا على زمننا ؟

نزل هذا الهتاف كالصاعقة عليهم و لكن هذا لم يمنع قائد الجنود الثمانية في فرقة الزمكانبعد من أن يشهر سلاحه و يقول في صرامة :
سنقاومهم حتى الموت

هتف ( أمجد ) هذه المرة في سخرية :
و ماذا لو قضوا علينا بضغطة زر في ذلك الجهاز الإلكتروني المتصل بهذا المدار مباشرة ؟

تبادل الضابط نظرات صامتة مع جنوده ثم لم يلبث أن خفض سلاحه وتبعه الجنود الثمانية في إحباط وقال ( نور) في حسم :
كما ترون، أفضل حل بالنسبة لكم هو ان تنتقلوا للعيش مع الديناصورات، على كل حال سنحاول في الطريق أن نبحث لكم عن حل أفضل، و الآن اعيروني أسماعكم جيدا، فلدي خطة عبقرية ستخرجنا جميعا من هنا ..

ثم اردف في خجل و هو يتطلع إلى ( أمجد ) :
بعد إذنك يا سيد ( امجد ) طبعا

أشار له ( امجد ) بيده و قال و هو يمط شفتيه :
لابأس يا ( نور) اشرح لنا خطتك

وكانت هذه هي شرارة البداية ..
بداية أغرب عملية هروب ..
على الإطلاق ..

* * *


ABDOLA 24-07-08 02:03 AM


* * *

الـزمـن : زمن ( نور) و ( أكرم ) المستقبليين

الحدث : و صول ( نور) و ( أكرم ) من زمن الدكتور ( ناظم ) كرئيس مركز الأبحاث

" سيدي، لقد رصد خفر سواحل نهر الزمن عددا من الدخلاء يريدون الدخول إلى زمننا "

هتف الدكتور ( عثمان ) رئيس مركز الأبحاث الجديد
* العبارة في رعب، ثم أضاف موجها كلامه إلى القائد الأعلى :
وفقا لما رصدناه فهناك أربعة أجساد مجهولة الهوية تقترب من شاطئ نهر الزمن المتاخم لحدود زمننا، و كل تلك الأجساد محاطة ببذلات غريبة من الطاقة تقيها كل مؤثرات نهر الزمن !!

هتف القائد الأعلى و هو يعقد حاجبيه :
أجساد مجهولة الهوية !! .. بذلات غريبة من الطاقة !! .. الأمر خطير فعلا .. وماذا قال الخبراء في هذا الشأن ؟

أجابه الدكتور ( عثمان ) :
لقد وضعوا فرضية أن يكون ( نور ) و ( أكرم ) اللذان أرسلناهما إلى الماضي قد ضلا طريقهما عبر الزمن ، وعاد الأحمقان إلى نفس النقطة بدلا من أن يذهبا إلى الماضي . ولكن هذا الإفتراض اصطدم بفرضية ثانية مخيفة نسفت كل تعقل ومنطق تحتويه الفرضية الأولى بعد أن أيدتها ثغرة بالغة في الفرضية الأولى !

تسائل القائد الأعلى :
ماهي هذه الفرضية ؟ ; و ما هي تلك الثغرة ؟

أجابه الدكتور ( عثمان ) في رعب :
- الثغرة تتمثل في أننا امام أربعة أجساد مجهولة الهوية و ليس اثنين . والفرضية هي محاولة غزو . لقد أكد الخبراء أن هذه ماهي إلا محاولة خبيثة من الغزاة الذين وجدوا أن الأرض محصنة ضد محاولات الغزو من الفضاء نظرا لتطبيق تلك النظرية المدهشة التي ابتكرتها ( نشوى )، فلجؤوا إلى نهر الزمن. فبدلا من يعبروا من الفضاء المحصن، فضلوا العبور إلى زمننا من خلال نهر الزمن ، للسيطرة عليه

تسائل القائد الأعلى في دهشة :
عملية غزو بأربعة أشخاص ؟ ألا يبدو لك الأمر مبالغا فيه بعض الشئ ؟!

أجابه الدكتور ( عثمان ) :
خبراؤنا يقولون أنهم ليسوا سوى دفعة استطلاع أو تمهيد للغزو

" سيدي لقد عبر الدخلاء شواطئ نهر الزمن المتاخمة لزمننا ! "

تصاعد هذا الهتاف من جهاز اتصال ما من تلك الأجهزة المنتشرة في كل مكان في مبنى المخابرات العلمية، فاتسعت عيون الرجلين في رعب ..

منتهى الرعب ..
* * *
" كانت رحلة شاقة يا ( نور)، أليس كذلك ؟ "

هتف ( أكرم ) عبارته السابقة و هو يلهث بعد ان خرج مع الباقين سباحة من النيل فأجابه ( نور ) و هو يلفظ الماء عن شعره :
معك حق، فمن النادر أن يسبح المرأ في عدة أنهر مختلفة من حيث النوع وبهذه الطريقة العجيبة

ثم أردف و هو يعد على أصابعه :
في البداية سبحنا في المنطقة الزمكنبعدية مع رداء الغوص المتطور المصنوع من الطاقة و الذي أحاطنا به ( س – 18 ) حتى وصلنا إلى المنطقة الزمكانية فغير ( س – 18 ) نوعية الطاقة المكونة لبذلاتنا فاستمرت رحلتنا في المنطقة الزمكانية حتى وصلنا إلى أحد الجزر المنتشرة على حافة نهر الزمن – يقال ان اسمها جيب زمني – انحشرنا في تلك الجزيرة تناولنا بعض الأطعمة المصنوعة من عدة انواع من الطاقة في مزيج مبهر لا يستطيع إلا ( س – 18 ) على طهيه لأنه اختصاصي في الطاقة كما تعلم، بعد مكوثنا في تلك الجزيرة 7 قرون – لأن نهر الزمن يمر بالجيب الزمني بسرعة خارقة – و ( س – 18 ) طبعا هو الذي تكفل طبعا بحساب المدة التي مكثناها هناك . المهم، بعد ذلك، غير ( س – 18 ) من تردد بذلاتنا لتتناسب مع طبيعة نهر الزمن وسبحنا فيه عدة عصور قبل أن نتوقف في الزمن المعني ، وحينما دخلناه وجدنا أنفسنا نسقط من عال في نهر آخر ألا وهو نهر النيل . سبحنا فيه طبعا بثيابنا العادية و دون أية بذلات طاقية
**
تسائل ( أكرم ) :
ولكنك لم تذكر الأهوال التي تعرضنا لها في رحلتنا هاته، و لا الضحايا الإحدى عشر الذين قضوا نحبهم فيها و الطريقة التي ماتوا بها ؟ ! . بل – وهذا هو الأهم – لماذا حكيت لنا أصلا كل هذا و نحن نعلمه ؟!

أجابه ( نور ) في حزم :
أولا أنا لا أحب الحرب و الدمار و الضحايا، لذلك لم أذكر الأهوال التي واجهناها و لا التضحيات التي تكبدناها . ثانيا : أنا ذكرت كل هذا الملخص لأنه السبيل الوحيد الذي وجده كاتب هذه السطور كي يطلع به القراء عليه

ثم أردف و هو يشمر عن ساعديه :
و الآن دعنا لا نضيع الوقت، ولنستعرض ما سنقوم به في المرحلة القادمة :

1 - سنذهب إلى مبنى المخابرات ونحذرهم من عملية الغزو التي تعرض لها زمننا و نطلب منهم المعونة

2 – ( محمود ) سيراقب نهر الزمن ويحذرنا حينما يرى أن ( نور) و( أكرم ) هذا الزمن عائدان إليه

3- ....

" نور .. هناك مشكلة عويصة أعاني منها "

استدار ( نور) في غيض حينما سمع هذه العبارة وقال :
من الذي قاطعني ؟

نظر إليه زميلاه في دهشة و أجابه ( أكرم ) في استغراب :
لا أحد ..

" نور إنه انا ، ( محمود ) ، لدي مشكلة في نهر الزمن "

تصاعد هذا الهتاف في أعمق أعماق خلايا مخ ( نور ) فأغمض عينيه بسرعة و استلقى على الأرض بخفة :
( محمود ) .. أنت تحدثني .. وهذا يعني إما أنني في غيبوبة صناعية أو أنا نائم بالفعل .. أليس كذلك ؟

أجابه ( محمود ) في ضيق :
توقف عن التعبقر يا ( نور) أرجوك، ستصاب بارتجاج عقلي لو استمر عقلك يعمل على هذا المنوال

ثم أضاف و هو يتنحنح :
ثم أن توقعك قد خاب هذه المرة للأسف، أنت لست نائم و لست في غيبوبة، فقط هناك تغيير طرأ في نهر الزمن جعلني أتصل بك و أنت واع ..
تغيير رهيب ..

هتف ( نور) في دهشة :
تغيير .. اتصال .. ولكن ..

قاطعه ( محمود ) بنفاذ صبر كما لو كان يتشاجر مع أحد :
اسمعني يا ( نور) .. هؤلاء الأوغاد في كل مكان من نهر الزمن – إن صح هذا التعبير – .. إنهم .. إنهم أوغاد . .. تبا ..

- ماذا تقول يا ( محمود ) ؟ أنا لا أفهم شيئا .. وضح أرجوك ..
قال ( نور ) عبارته الأخيرة فسمع في عقله تنهيدة حارة من ( محمود ) قبل أن يقول هذا الأخير بصوت لاهث :

حسنا سأخبرك ..

وأخبره ( محمود ) ..
وكان ما أخبره به رهيبا ..
رهيبا إلى أقصى حد ..
أنا أعني ما أقول هذه المرة، وليس مزاحا ..
* * *
----------------------
* نظرا لكثرة رؤساء مركز الأبحاث الذين توالوا على الأخير بسبب مقتلهم بشكل منتظم على طول السلسلة ، نسيت أي رئيس مركز الأبحاث يوجد حاليا في السلسلة ، هل هو جلال أم مراد أم علاّ ل، فلنفترض أن اسمه ( عثمان ) .. اتفقنا ؟

** ذكروني أن أسرد عليكم هذه الملحمة المبهرة لاحقا، فليس لدي الوقت الكافي لها الآن

ABDOLA 24-07-08 02:07 AM


* * *

لهث ( نور ) من الإنفعال بعد أن أنهى ( محمود ) اتصاله به ثم استدار إلى ( أكرم ) وهتف به دون تصديق :
مدهش !!

تساءل ( أكرم ) :
- ماهو المدهش ؟

- لن تصدق ما أخبرني به ( محمود ) منذ قليل ..

- وبماذا أخبرك ؟

تنهد ( نور) تنهيدة طويلة و هتف بأنفاس مبهورة :
لقد أصبح زعيما !!

- ماذا تعني ؟
!!

هتف
( أكرم ) بهذه المعبارة في دهشة بالغة، فأجابه ( نور) وهو لم يستوعب غرابة الخبر بعد :
لقد أخبرني أن رحلتنا السابقة في نهر الزمن قد نتجت عنها عدة رواسب من الطاقات التي استعملناها في رحلتنا ، أو الناتجة عن أدواتنا التي فقدناها هناك أو أجساد الضحايا التي سقطت هناك ، تلك الرواسب جرفها نهر الزمن و استقرت في أحد الأزمنة الذي تأثر للغاية وحدث له تخلخل حاد أثر على عقول البشر فتأذى العالم الذي يتخذ من عقول البشر فضاء له *** فانجرف الكثير منهم إلى نهر الزمن حيث يوجد محمود . هذا الأخير تفاجأ بآلاف من تلك المخلوقات تنضم له هناك و لما وجدته ملما بكل تفاصيل نهر الزمن و أسراره جعلت منه زعيما عليها !!
فتح ( أكرم ) فاه في عدم تصديق دون أن يجب و ( نور ) يكمل في توتر بالغ :
المشكلة أن تلك الكائنات تحترم ( محمود ) للغاية و مصرة على جعله زعيما عليها في نهر الزمن .. وبالإجماع كذلك . و( محمود ) لم يتقبل هذا الأمر حتى الآن فطلب مني المشورة . وكما تعلم لا يمكنني أن أبخل بمشورتي عنه قط

هتف ( أكرم ) و هو يومئ برأسه :
طبعا ..طبعا .. مادام الموت آت لاريب فلأمت في سبيل من أحب

أجابه ( نور) في غيض :
أيها الأبله، تلك العبارة لاتناسب هذا الموقف، لسنا على وشك الموت من أجل ( محمود ) كي تقولها . ماهي إلا مشورة أعطيتها له وانتهى الأمر .

غمغم ( أكرم ) في خجل :
ظننت أنها هي العبارة الأنسب مادمنا نتحدث عن ( محمود ) .. معذرة

" توقفوا .. حركة واحدة زائدة و نحولكم إلى عصيدة "

انطلق هذا الهتاف في كل مكان عبر أبواق يبدو أنها إما ضخمة للغاية أو تكنولوجية تكبير الصوت فيها مزودة بخاصية تمزيق طبلات الأذن، إذ مع انطلاق الصوت شعر أبطالنا الثلاثة بأن طبلات آذانهم تكاد تتمزق بسبب الهتاف، فاستداروا حولهم ولم يكادوا يرون ما يحيط بهم حتى هتف ( نور ) في رعب :
يا للهول .. ما .. ما .. ما كل هذا ؟

فقد كان الجيش المصري بكل معداته البرية و البحرية و الجوية و الزمكانبعدية يحيط بهم إحاطة السوار بالمعصم ..
فالسماء كانت كلها سوداء بفعل الطائرات التي تغطيها وتستعد لتقصف أبطالنا عند أول بادرة شك ، و في الأرض كانت هناك كتيبة من المشاة تحمل أجهزة غريبة، عبارة عن أقواس زيتية و أصحابها يضعون فيها سهاما فضية براقة متحفزة للإنطلاق، لاشك أن لتلك السهام ذات تدمير رهيبة ، ليست كسهام الماضي . أما الصف الذي يليه فكان من الأحصنة، أحصنة مدرعة يعجز صاروخ مضاد للأحصنة عن اختراقه و يركب في كل حصان فارس ملثم بلثام عربي و لكنه مصنوع من ثوب خاص يقي صاحبه من أية قديفة محتملة يمكن أن تقصد وجهه . أما الصف الثالث و الأخير فكان صف من الدبابات تمشي على أوسدة هوائية و مستعدة لاقتحام المعركة في أي وقت . ناهيك عن عن أزيد من 100 غواصة نووية و غير نووية برزت من مكان ما من تحت النيل مستقرة على السطح بجوار بعض قوارب و سفن خاصة مصوبة مدافعها على أبطالنا الثلاثة في تحفز واضح .

هذا المظهر جعل الدموع تتجمع في عيون أبطالنا من الرعب و ( نور ) يهتف و رجلاه تهتزان :
ما .. لما .. ولكن .. أظن انها هلوسة ما .. أليس كذلك يا رفاق ؟
!!

أما ( أكرم ) فقد رفع كفي يديه إلى فمه وراح يلوك أظافره و هو يهتف بلهجة تسرب إليها شئ من البلاهة :
يبدوا أننا سنتحول إلى كفتة بعد قليل يا رفاق

أما ( أمجد ) فهو وحده الذي لم يرتجف، فقط شردت عيناه في هيام و هو يهتف بصوت خفيض :
لست أدري لماذا يذكرني هذا الموقف بحرب أكتوبر

ثم لم يلبث أن رفع عينيه و قال في صرامة :
ولكننا سنقاوم .. لن نسمح لهم باعتقالنا أبدا

هتف ( نور) مشدوها :
ماذا تقول أيها المعتوه .. هل تعي ما تقول أم ... ؟

قاطعه ( أمجد ) بصرامة اكبر :
يجب أن نقاوم .. صحيح أن هذا جيش مصر ولكن من أدراك أنه ليس تحت قيادة الغزاة . ثم أننا سنحاول تفادي قتل أي واحد منهم في عملية الفرار إلى أن تتضح الصورة لنا جيدا

تبادل ( نور ) و ( أكرم ) النظرات في صمت قبل أن ينتشل ( نور) نفسه من ذهوله و يهتف :
لو كان الأمر كذلك فدعني أقوم ببروتوكول صغير

ثم هتف صارخا و هو يتظاهر بالإستسلام :

( س – 18 )

لم يكد يتم عبارته حتى تصاعدت فرقعة في الهواء وبرز آلي أخضر ببذلة حمراء و استقر أمام ( نور ) هاتفا :
( س- 18 ) في خدمتك يا سيدي
فتبادل الأبطال الثلاثة النظرات وهتف ( نور ) :
كنت أعلم انك ستعود يا صديقي . رغم أننا فقدناك في رحلتنا الأخيرة

لم يكد يتم عبارته حتى دوت فرقعة أخرى في الفضاء ليبرز آخر شئ يمكن ان يتوقعاه ..
برز ( س – 18 ) آخر !! ..
واستقر أمام ( نور ) هاتفا بنفس العبارة ..

فهتف ( اكرم ) ببلاهة :
ماذا يعني هذا ؟

هتف ( أمجد ) في ذكاء :
واحد ينتمي إلى زمننا و الآخر ينتمي إلى هذا الزمن ، ظننت هذا واضحا

ألجمت المفاجأة ( نور) و ( أكرم ) و الأول يهتف في مزيج بين الإنبهار و الفرح :
اثنان من ( س-18 ) .. ر .. ر .. رررائع

قبل أن يكمل عبارته تصاعد الصوت الذي يكاد يمزق طبلات الأذن في لكنة مخيفة هذه المرة :
أجهزتنا المتطورة تشير إلى أنكم تستعدون للمقاومة .. فليكن .. لقد جنيتم على أنفسكم

ثم صرخ بكل قوة :
هيا يا جيش مصر المغوار .. دافعوا عن أرضكم .. اهجمواااااااااااااا

و بدأت الحرب
http://www.darlila.com/forums/style_...t/evil_lol.gif

..

* * *
----------------------

***راجع العددين : 129 ، 130 وراء العقل و القوة على التوالي من سلسلة ملف المستقبل


- تمت -


هدى الشريف 04-10-11 08:46 AM

السلام عليكم أخي Abdola ^_^
أنا سجلت في المنتدى مخصوص لأجل الرد على موضوعك..
ماشاء الله كتابتك متقنة جداً...ومضحكة جداً...
كنت أقرأها منتصف الليل الجميع نائم وانا اضحك بمفردي مثل المجنونه هههههه
حرام عليك يا شرير نور جبان ...جباااااااان
وأكرم همجي !!
أحسن شخصية عندي أكرم ^_^
يا ريت يكون هناك المزيد من المواضيع من هذا النوع
تحياتي لك

fadi azar 24-05-12 03:13 PM

حلو جدا جدا


الساعة الآن 06:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية