منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات غادة (https://www.liilas.com/vb3/f264/)
-   -   حصري حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t206465.html)

Rehana 18-12-18 06:48 AM

حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
https://upload.3dlat.com/uploads/13641500237.gif

welcome

اقدم اليكم اليوم هذه الرواية اللي انحذفت صفحاتها وقمت بكتابتها اليكم
واتمنى تعجبكم

الملخص

السعادة كانت بحرها , النجاح شاطئها والتألق والشهرة , او هذا على الأقل ما كانت تعتقده عارضة الازياء الاولى ناتاشا كليو قبل ان تصل الى جزيرة مارغريتا للتمتع بعطلة مريحة بعد فسخ خطوبتها من مارك الذي اكتشفت انها لم تكن تحبه فعلا. لكن فوق صخور هذه الجزيرة اكتشفت خطأها الفادح , عرفت ان كل سعادتها السابقة كانت مجرد اوهام , ادركت ان ضحكاتها كانت برنات فارغة بلا طعم ولا عمق. هنا اكتشفت الحب الحقيقي , عرفت معنى ان يكون الحبيب هو كل حياتك , كل سعادتك كل أمالك والآمك ! لكن روبرتو ستافرو كان نوعاً فريداً من الرجال الذي سبق لها وقابلتهم بكثرة . كان متعجرفاً , فظاً , قاسياً وغير مكترث مطلقاً ! فهل من الممكن ان يكون هذا كله مجرد درع دفاع أم انه كذلك فعلاً؟ وكيف ستعرف ذلك وهو يعاملها بكل خشونة ؟ ويقبلها بازدراء وقسوة ؟


لا احلل الى احداً نقل جهدي وتعبي الى اي منتدى او موقع من مواقع التواصل الاجتماعي دون ذكر اسمي Rehana والمصدر منتديات ليلاس

Rehana 18-12-18 06:54 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
*رواية بدون فصول فما راح انزل روابط للفصول كمالمعتاد*


" لا شك انني قد اصبت بالجنون " قالت ناتاشا وهي تجيل نظرها بالسماء فوقها والبحر الأزرق حولها . كانت تشعر بالدوار والغيوم المتجمعة فوقها كانت تنذر بمطر قادم.
"ها قد وصلنا , آنسة" قاطع صوت البحار افكارها المضطربة وأشار الى الامام متابعاً" هاهي مارغريتا"
تابعت ناتاشا بنظرها اشارة البحار ورأت من البعيد اليابسة .ريحانة
" سنصل بعد ربع ساعة " قال البحار مجدداً وعاد يصفر اللحن الذي كان يتغنى به.
الجنون الذي جعلها توافق على كلام صديقتها كارمن وتأتي الى هذه الجريرة للاستجمام . عملها كعارضة ازياء اولى كان يشغل كل وقتها وتعرفها وخطوبتها على مارك جعلت حياتها بكل لحظاتها عملا ومتعة وانشغالاً. لكن بعد فسخ خطوبتها هذه وشعورها بالملل الكامل من العمل ومن الكاميرات ومن الشهرة وايضاً من الرجال اقترحت عليها صديقتها بأخذ فترة من الراحة والاستجمام .
" بإمكانك دفع تكاليف العطلة لا ؟ " قالت كارمن " وقد اخبرتني مرة انك تملكين منزلاً في جزيرة مارغريتا صحيح؟"

Rehana 18-12-18 06:56 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


" اجل, اجل "وافقتها ناتاشا " لقد ورثت ذلك المنزل عن عمي قبل سنوات ثلاث. لكني لم اذهب الى هناك منذ ذلك الحين. ولا اعرف ماهو شكل ذلك المنزل اصلاً و ..."
" لا شك انه منزل حالم بكونه على جزيرة لاشك انها رائعة الجمال " قاطعتها كارمن بحماس" لو كنت مكانك لما ترددت لحظة بالذهاب والاختلاء بنفسي بمكان بحري وساحر, انت مستاءة فقط لفسخ خطوبتك من مارك هذا كل شيء... عطلة مريحة مع كثير من السباحة ستعيد كل شيء الى حاله . هذه هي كل المسألة "
وهاهي ذي , بين السماء والبحر بطريقها الى الجزيرة , لكنها لم تكن مستعدة للتفكير بمارك الآن باستثناء ان صدمتها الكبرى كانت باكتشافها ان كارمن لم تحب مارك مطلقاً وانها أكثر من سعادة لفسخ خطوبتهما.ريحانة.منتديات ليلاس
" هذه هي "
" هذه هي مارغريتا ؟" رددت ناتاشا وقلبها يغرق داخلها . لقد فات الوقت لها للتراجع الآن ! كانت رحلتها ممتعة وفاخرة حتى لحظة استقلالها لهذا القارب الصغير. في البداية كان هناك المرفأ الحديث والسفن الضخمة والبنايات البراقة والضجيج والحركة .. ولكن تلك كانت روما , والآن هذه هي مارغريتا . جزيرة معزولة بعيدة وهادئة.
" آه , لا! " تمتمت دون ان تقصد ان يكون صوتها مسموعاً , لكنها فعلت لأن البحار ابتسم ونظر اليها وقال " سأنزل لك حقائبك آنستي"
لكني اود العودة الآن . نظرت اليه ولم تستطع النطق بالكلمات لكن يبدو انه فهم ما يدور بخلدها لأنه هز رأسه ببطء وقال " الطقس تعيس بعض الشيء الآن, لكنه سيتغير .. سترين ذلك"
كان يساعدها بالنزول الى الشاطئ الآن, قاطعاً آخر صلة لها بالعالم المتحضر.
" أنا .. أنا لا اعرف اين يقع منزلي" تمتمت متسائلة , ان كان صوتها يعكس ما تشعر به من ندم على مجيئها الى هكذا مكان. فلم يكن امامها سوى عدد من الاكواخ الصغيرة وبعض البيوت الحجرية الرمادية بالاضافة الى كشك للهاتف احمر اللون غير هذا لم يكن من شيء. لم يكن من مخلوق . ولا حتى كلب او مجرد طائر.
" سيطلعك أي شخص على المكان هل احمل حقائبك الى اقرب منزل الآن؟"
" اجل , من فضلك " قالت فوراً " اذا لم يكن عندك مانع"
" لا , ابداً " قال بابتسام وحمل الحقيبتين متجهاً الى اقرب المنازل.
استطاعت ناتاشا ان تشاهد الشارع الرئيسي الآن وان احد المنازل كان عبارة عن محل تجاري بواجهة تعرض كل ما يمكن ان يباع بطريقة بدائية قديمة . رفعت ناتاشا رأسها الى السماء ورأت الغيوم الرمادية الباردة وارتعشت , هل من الممكن انها لا تزال نائمة داخل القارب وان كل هذا مجرد حلم ؟
" آه, من الواضح انها زياتك الاولى للجزيرة ؟" قال البحار وهما يصلان الى اقرب المنازل . ولا شك ان هذا لم يكن حلماً لأن المطر المتساقط ببطء اخذ يبلل شعرها ووجهها. رفعت ناتاشا ياقة معطفها المصنوع من الفراء وهزت رأسها .
" انها كذلك بالفعل. عندي منزل هنا .. بمكان ما " ردت .ريحانة
" وأنت هنا لقضاء عطلة قصيرة؟"
" اجل " وافقته " لمدة اسبوعين لكن .. هل عندك رقم هاتف؟" سألت بيأس.

Rehana 18-12-18 06:57 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
أنزل الحقائب وطرق الباب قائلاً" اجل, سأكتبه لك على ورقة "
" من الطارق؟" جاءهما صوت من الداخل.
" أنا بيتر . معي فتاة شابة هنا" قال ثم نظر الى ناتاشا متابعاً بصوت أقل انخفاضاً " انهما يعانيان من ضعف السمع, لهذا يجب ان اصرخ عالياً"
" اجل, اجل" قالت ناتاشا .
فتح الباب الآن واطلت عليها امرأة مسنة ترتدي الملابس السوداء وتبتسم رغم خلو فمها من الاسنان وتقول " تفضلا بالدخول"
نظر بيتر بشك الى ناتاشا وقال " ستشعر بالحزن اذا لم نفعل"
ابتسمت ناتاشا وقالت " حسناً" رائحة الطعام التي كانت تنبعث من الداخل جعلت ناتاشا تشعر بأنها تتضور جوعاً . الغرفة كانت واسعة بمدفأة ضخمة بوسطها تنشر الدفء والحرارة . الاثاث كان قديماً وضخما لكنه نظيف ومريح.منتديات ليلاس
" اجلسا . ستتناولان الشاي فوراً !"
الرائحة كانت بالغة الوضوح الآن وكانت تشير الى البيتزا التي كانت تطهى داخل المطبخ. وتساءلت ناتاشا ان كانت ستصاب بالاغماء من شدة الجوع قبل انتهائها من احتساء الشاي. فبسبب حفاظها على رشاقتها كعارضة كان عليها اتباع ريجيم قاسي ودائم. وتذكرت انها لم تتناول البيتزا الشهية منذ حوالي السنة, لكن الآن وفجأة اصبح تناولها لقضمة واحدة من البيتزا هو كل ما ترغب بشدة به.
" آسفة ؟" قالت بدهشة وهي تعود الى الواقع من احلام اليقظة لادراكها ان المرأة المسنة كانت تتوجه بالحديث اليها .
" لربما ترغبين بتناول بعض الطعام اولاً؟" قالت المرأة المسنة .
" آه .. اذا لم يكن من ازعاج " ثم تذكرت ضعف السمع فتابعت بصوت مرتفع " اجل من فضلك"
" آه, هناك بيتزا داخل الفرن. سنفرح كثيراً بمشاركتك بتناولها . شقيقتي على وشك احضارها الآن. سنتناول الطعام معنا بيتر؟"
طأطأ بيتر برأسه موافقاً وانتظر ابتعاد المرأة المسنة نحو المطبخ قبل ان يقول " هذا سيكون من اسعد ايامهما بحصولهما على زوار . انت لن تمانعي للبقاء هنا لبعض الوقت؟"
لو انه فقط يعرف !
" كلا" ردت ناتاشا " لست على عجلة من امري"
" آه , لا بأس اذن. وبامكانهما اخبارك عن موقع منزلك لاحقاً. استطيع القول انهما سيأخذانك الى هناك بأنفسهما"
" ما هي اسماءهما ؟"
" لورا وفلورا تارغو " قال.
وسمعت ناتاشا صوت المرأة المسنة من داخل المطبخ يقول " الشاب بيتر قد احضر لنا زائرة شابة فلورا . انها جميلة جداً"
اذن من فتحت لهما الباب كانت لورا .. ومرشد ناتاشا هو الشاب بيتر . نظرت ناتاشا اليه لتتأكد من تبسمه لهكذا وصف لكنه كما يبدو لم يسمع ذلك.
فلورا كانت كشقيقتها تماماً وكأنهما توأم . وكانتا ماهرتان بالطهي دون شك . فقد جاهدت ناتاشا حتى لا تلتهم بنهم قطعتي البيتزا الموجودتان داخل صحنها . ابتسمت للريجيم وهزت كتفيها وهي تتناول كل محتويات الصحن الشهي امامها.
غادر بيتر بعد قليل من الوقت بعد ان سجل لها رقم هاتفه وقال " ستتصلين بي حين ترغبين بالعودة " وابتسم , شيء ما في ابتسامته اشعرها بالحيرة . وكأنه يعرف شيئاً لا تعرفه هي .

Rehana 18-12-18 06:58 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
من الواضح ان الفضول كان يتحرق بأعماق المرأتين امامها ولكن اللياقة كانت تمنعها من طرح السؤال الصريح حولها وحول سبب تواجدهما بهذا المكان. وروت ناتاشا فضولهما وهي تحتسي الشاي بعد رحيل بيتر . وبدأت ناتاشا قصتها وهي تركز على رفع نبرة صوتها حتى تسمعاها لورا وفلورا مما جعلها غير منتبهة لردات فعلهما المنذهلة .منتديات ليلاس
" عندي منزل هنا, لكني لا اعرف بالضبط " قالت ببطء وبصوت مرتفع " لقد توفي عمي منذ عدة سنوات وتركه لي"
" آه , عمك هو طوماس كليو اذن؟"
" اجل " ردت ناتاشا بارتياح " تعرفان المكان؟ اسمي هو ناتاشا كليو"
بوصفها احدى اهم العارضات في ايطاليا فاسمها كان يثير رد الفعل السريع لكن هنا الاسم لم يكن يعني شيئاً. ابتسمت ناتاشا لذلك وادركت ان اهميتها الوحيدة هنا تكمن بكونها انبة اخ طوماس كليو.منتديات ليلاس
" اجل , نعرف" ردت فلورا " لكن لم يأتِ احد الى هذا المنزل منذ سنوات ثلاثة"
" اجل, كنت انوي المجيء لكني كنت مشغولة جداً " توقفت وحذرتها حاستها من ردود فعلهما على كلماتها . هل هناك ما يقلقهما بهذا الشأن ؟
"لن يُسر روبرتو الشاب بذلك" علقت فلورا متوجهة بالحديث لشقيقتها . زمت شفاهها وشعرت ناتاشا بغرابة كاملة انهما قد نسيتا وجودها.
" اجل, بالطبع لن يسر لذلك. آه , يا إلهي"
ومن هو روبرتو الشاب بحق السماء؟
" روبرتو الشاب ؟" سألت ناتاشا بابتسامة مشرقة .
" اجل, روبرتو ستافرو . هو لا يحب ان يزعجه احد" قالت لورا وهي تنظر بحزن الى ناتاشا " الطيور كما تعرفين "
" الطيور ؟" رددت ناتاشا " لكن اين هو روبرتو الشاب ؟"
يبدو هذا كعنوان ما, ومتذكرة وصفهما لبيتر البالغ الخمسين من العمر بالشاب بيتر , جعلها تتصور ان روبرتو هذا بمثل سن بيتر او حتى أكبر سناً منه , لكن ان يكون مغرماً بتربية الطيور؟ وضعت ناتاشا كفيها على جبينها , كلا حرارتها عادية جدا.منتديات ليلاس
" انه يقطن بالكوخ المجاور لكوخ عمك , اقصد لكوخك"
" آه , فهمت" ردت ناتاشا وقلبها يغرق مجدداً . المنزل هو مجرد كوخ اذن" وهو لا يحب الغرباء ؟" سألت وادركت انه لم يكن يجدر بها المجيء الى هذا المكان . آه, لماذا تركت بيتر يرحل وحده؟
" كلا " قالت فلورا وهي تبتسم قليلاً للتخفيف من الخيبة التي ظهرت على وجه ناتاشا وتابعت " صراخه أسوأ من عضته , أنا واثقة من ذلك . الامر فقط .. انه ..." وعضت فلورا على شفتها السفلى .
" انه ماذا ؟" حثتها ناتاشا.
" حسناً , انه فقط كان شديد الامتعاض من هجر المنزل وتركه هكذا لفترة طويلة "
آه , حقاً ؟ رددت ناتاشا . اذن هو من اولئك العجائز الفضوليين الذين يتحرشون بأمور غيرهم . اذن هذا هو الوضع ؟ رفعت نظرها الآن والبريق يشع داخل عيونها الزيتية الواسعة وهي تنظر من الشقيقة الى الاخرى وابتسمت. ليس لهما علاقة بهذه النقطة , هما كانتا اللطف بعينه , لكن اذا اعتقدتا ان ذلك الرجل سيمنعها من الوصول الى كوخها الخاص.

Rehana 18-12-18 06:59 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" شكراً لكما على اطلاعي على ذلك. يجب ان أراه واشرح له الوضع صحيح؟" واخبره ان يهتم بشؤونه الخاصة فقط تابعت لنفسها فإحدى حسنات عملها كعارضة ازياء ناجحة كانت معرفتها الاعتناء بنفسها جيداً دون الحاجة لمن يعظها بفعل هذا او ذاك.منتديات ليلاس
" لا بأس " قالت لورا وهي تنظر الى شقيقتها " من الافضل ان نوصل الآنسة كليو الى كوخها الآن صحيح ؟"
" آه , لكن .." احتجت ناتاشا " كنتما بالغتا اللطف ولا استطيع السماح لكما بالخروج بمثل هذا الطقس الممطر . فقط لو تصفان لي المكان وموقعه و..."
" هراء " قالت فلورا وهي تنظر نحو النافذة " انه مجرد مطر خفيف هذا كل شيء . وهذا يوم رائع للسير"
مجرد مطر خفيف! وابتسمت ناتاشا قليلاً . في روما كانت لتستقل التاكسي , لكن لا يوجد هكذا شيء هنا كما يبدو " انتما بالغتا اللطف" بدأت .
" آه , يسرنا جداً استضافة احد بمنزلنا . فقط اجلسي وتابعي احتساء الشاي. لا داعي للعجلة . لا داعي مطلقاً للعجلة "
المطر كان يتساقط على وجهها وساقيها وهي تسير على الطريق الضيق . ورفضت ناتاشا النظر الى حذائها وتنهدت لتذكرها الحذاء العالي الساق الانيق الموضوع داخل الحقيبة. كان ذلك ليعطيها بعض الدفء. لورا وفلورا كانتا تسيران بحماس قربها . لم تستطع منعهما من مساعدتها بحمل الحقائب وكانتا ترتديان معاطفهما الجلدية الطويلة وتسيران وكأن لا وجود لشيء يسمى مطر . كانت لورا تحمل كيس مشتريات ناتاشا وفلورا تحمل حقيبتها الزرقاء الصغيرة , نظرت ناتاشا اليهما بامتنان وتمنت ألا يكون المكان بعيد , كانت تعرف ان المنزل مؤثث واول ما عليها هو اشعال النار بالمدفأة وتحضير الشاي للمرأتين الطيبتين .
طرق سمعها صوت محرك سيارة قريب ونظرت ناتاشا حولها فوراً . سيارة رانج روفر كانت تقترب من اول الشارع بسرعة متوسطة.ريحانة
صاحت ناتاشا " هناك سيارة قادمة "
توقفت العجوزتان ونظرتا حولهما , ثم الى بعضهما البعض وهزت فلورا رأسها موافقة " اجل, انه هو " قالت ورفعت عصاتها مشيرة الى سائق الرانج روفر الذي اوقف السيارة فوراً على بعد امتار قليلة منهم . ورفعت ناتاشا نظرها , وشعور مرعب داخلها . ثم غادر الرجل السيارة واقترب منهم وانتفض قلبها بطريقة غريبة . هذا هو روبرتو الشاب ؟ وابتلعت ريقها بصعوبة هذا لم يكن محب عجوز للطيور . كان رجلاً طويل القامة بشكل واضح وبجسد رياضي ويرتدي سترة سوداء وبنطال جينز اسود مخفي داخل الحذاء العالي الساق الاسود الذي كان يرتديه , لكن وجهه كان الشيء الذي جذب نظرها كالمغناطيس بشكل لم تكن قادرة حتى على ابعاد عيونها عنه.لقد قابلت كل انواع الرجال بعملها كعارضة ازياء أولي , وتعلمت معرفة الرجل النعجة من الرجل الذئب , الخبيث من المحترم . لكن لم يسبق لها ان قابلت رجلاً مثل روبرتو الشاب هذا.
كان رجلاً بكل معنى الكلمة . وجه برونزي , ذقن حاد , فم ممتلئ, أنف مستقيم , وعيون زرقاء داكنة وقاسية كباقي ملامح الوجه. شعره كان اسود داكن وبدون تسريح كما يبدو لشدة كثافته وطوله . وكأنه قرأ افكارها عند هذه النقطة فقد مرر اصابعه بشعره وعيونه تحدقان بها للحظات. ثم نظر مباشرة الى لورا وفلورا وللحظة فقط لاحظت ناتاشا شيء ما خلف قناع القسوة ثم ابتسم.
" طاب يومكما ايتها السيدات . هل اقلكما الى مكان ما ؟" صوته كان عميقاً ومؤثراً بلكنة مثيرة ونظرت العجوزتان الى بعضهما البعض ثم ابتسمتا له.

Rehana 19-12-18 12:51 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" حسناً, كنا متجهات الى جهتك " استمعت ناتاشا بذهول للرقة التي اكتست صوت فلورا ورمت الرجل بنظرة جانبية وهي تستمع لشرح فلورا من حديثها وتلقت بريق عيونه الكهربائي الغاضب , كانت هذه صدمة لها .. تبعتها صدمتها بسماع كلماته الموجهة اليها.
" اذن فقد أتيت الى منزل كليو اخيراً ؟"
الكلمات كانت غير مهينة لكن طريقته بنطقها لم تكن كذلك وخاصة تركيزه على الكلمة الاخيرة . اشتعل الحنق داخلها وادركت الآن بالضبط ما حاولت المرأتان اخبارها به.
" اجل" قالت وقد صمتت على عدم التورط بمعركة كلامية معه, ليس الآن على الاقل . ولهذا فقد ابتسمت ولاحظت تصلب عضلة في فكه وشعرت بالرضى. لقد أتت الى هنا للابتعاد بالذات عن الرجال , اتت لتحظى بالراحة والهدوء لترتيب الكثير من الاشياء داخل عقلها. وإذا ما اعتقد هذا الرجل الصلب انه سيعظها بما عليها ان تفعله فهو سيكون مخطئاً تماماً.ريحانة
" حسناً, من الافضل اذن ان نذهب الى هناك بالرانج روفر " قال واستدار نحو لورا " اعتقد انك والآنسة فلورا تستطيعان الجلوس سوياً في المقعد الامامي . ستجلس الآنسة كليو في الخلف .."
ورماها بنظرة سريعة آخذاً بعين الاعتبار معطفها الفاخر وحذاءها المغطى بالوحل وابتعد بنظره لكن هذا كان كافياً لناتاشا لملاحظة النظرة التي سكنت عيونه .. نظرة الاحتقار المستمتع.
"آه, لكن .." احتجت لورا " لقد حضرنا فقط لإرشاد الآنسة كليو على موقع الكوخ . ما دمت ذاهباً الى هناك" وتلاشى صوت لورا وشعرت ناتاشا بالرعب فجأة . من غير الممكن ان يتركاها الآن .. وحدها معه!.منتديات ليلاس
" أنا واثق ان الآنسة كليو سترحب بمساعدتكما لها بالاستقرار بالكوخ " قال ببطء ووضوح حتى تسمعا كل كلمة , وتنهدت ناتاشا قليلا.ريحانة
" لربما من الافضل آنسة كليو لو تدخلي أنت اولاً ثم اناولك حقائبك . تستطيعين الجلوس على احدى الحقائب , اخشى ان مؤخرة الرانج روفر لم تخصص للمسافرين "
فهمت ما كان يقصده فور دخولها الى السيارة . الحبال وقصبات الصيد والصناديق الصغيرة كانت تملأ المكان وكانت رائحة البنزين والسمك هي المنتشرة . هو لم يفعل ذلك عن عمد , فكرت ناتاشا, لكنها شعرت بالنظرة المستمتعة التي كانت داخل عيونه وهو يساعد المرأتين على الصعود الى المعقد الصغير الى جانبه . بدأت تختبر شعور من عدم الاعجاب العميق نحو هذا الغريب الداكن .. وكانت متأكدة من شيء واحد , ان هذا الشعور كان متبادلاً.
" حسناً , تمسكوا جيداً" قال واختبرت ناتاشا أسوأ رحلة قامت بها بهذا اليوم . لربما كانت قيادته السبب او الطريق ذاتها لكن الرحلة ستنتهي اخيراً دون شك, روما, والراحة كانتا على بعد آلاف السنين الضوئية عنها كما يبدو وهي قابعة داخل السيارة المعتمة والارتجاج والصعود والهبوط يشعرها برغبة بالتقيوء. حدقت بمؤخرة رأسه من مكانها قص الشعر لن يؤذيه دون شك, فكرت , وتساءلت عن لحظة وصولهم الى الكوخ . لم يكن بإمكانها الرؤية بوضوح من مكانها ولكنها ادركت ان المسافة طويلة والمطر ينهمر على زجاج السيارة بقوة الآن ! وغمر ناتاشا شعور هائل بالندم والانزعاج ما الذي كانت تفعله هنا بحق السماء ؟ لو ان كارمن كانت فقط برفقتها ! لاختلف كل شيء ! من المريح جداً وجود صديق حميم قربك للتحدث معه وليخفف عنك . لكن بوجود روبرتو الشاب كشجار لها .. توقفت عند هذا الحد من التفكير لأن السيارة توقفت فجأة وادركت انها قد وصلت اخيراً الى منزلها الذي ستراه للمرة الاولى الآن !

Rehana 19-12-18 12:52 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
استدار روبرتو لينظر اليها ثم غادر السيارة واتجه ليفتح الباب الآخر. ساعد لورا وفلورا بالنزول ولم تحمل عيونه الزرقاء القاسية أي تعبير وهو يقول " هل بإمكانك النزول؟"
" اجل شكراً" واللعنة عليك اضافت بصمت وهي تقفز من داخل السيارة الى الارض بثبات. اخذ هو يخرج حقائبها وتشاغلت هي بالنظر الى الاكواخ امامها . السيدتان كانتا تراقبانها وحاولت ناتاشا اخفاء خيبة املها لما تراه. ثلاثة اكواخ على نفس الصف, احدهما كان نصف مهدم ولم تحتاج ناتاشا للكثير من الذكاء لمعرفة اي من الاثنين هو كوخها. فالكوخ الثالث كان بشابيك خضراء مفتوحة الخشب والدخان يتصاعد من مدخنته , كوخها هو الذي في الوسط, البارد والمهجور بباب اخضر قديم لا يعطي اية اشارات ترحيب من أي نوع .منتديات ليلاس
" هاهو المكان. انت تملكين المفتاح دون شك آنسة كليو ؟"
" بالطبع " ردت وهي تنظر اليه وهو يحمل حقيبتاها . ماكان ليدهشها مطلقاً لو انه ناولها الحقائب لتحملها بنفسها , لكنه لم يفعل , وسار نحو الباب الاخضر وتبعه الباقون . بعد لحظة تردد سارت ناتاشا خلفهم والمطر ينهمر بقوة وغزارة وادركت انها لم تشعر بمثل هذه التعاسة من قبل ابدأ.
البحر كان قريبا لكن صوت تكسر الامواج اخبرها ان هناك الصخور ايضاً لأن التلال كانت تحجب عنها منظر الشاطئ.
عبثت بمحتويات حقيبتها بحثاً عن المفتاح الذي استلمته من المحامي قبل اسبوع في روما. كان عليها الذهاب الى فرنسا وقضاء العطلة مع بعض الاصحاب في كان , لكنها استمعت لنصيحة كارمن . وهاهي هنا الآن.
كانوا بانتظارها على العتبة , ثلاثتهم , المرأتان بوجوههم اللطيفة والثالث بعيونه العدائية التي كانت تخبرها بوضوح انها من غير المرغوب بهم.
وضعت ناتاشا المفتاح بالقفل وحاولت تحريكه. لم يحدث شيء وجاءها الصوت العميق بهدوء.
" دعيني احاول " قال.منتديات ليلاس
ولم يكن هذا خيالها , وهي تعرف انه كان يستمتع بإنزعاجها حتى لو لم يتفوه بذلك. ابعدت اصابعها عن المفتاح فوراً ووصل هو وحاول تحريكه .
" انه عالق . لربما بسبب عدم استعماله طوال سنوات " لا شيء بالكلمات فقط بطريقة نطقه لها . زمت ناتاشا شفاهها بعجز . يا الله ! أنا اكرهه فكرت باعماقها .
" لا بأس" قال وهو ينظر الى الشقيقتين " ستصابان بالانفلونزا لبقاءكما في الخارج هكذا . سندخل الى منزلي ثم سأعود واحاول ان افتحه بمفردي "
فتح باب كوخه ودون سابق انذار اندفع من الداخل زوج من الكلاب الضخمة. تجمدت ناتاشا مكانها للحظات فيما دخلت الشقيقتان بخطواتهما البطيئة .
نظر روبرتو اليها وعلق " لن يؤذياك , ابتعدا روس , شيلي "
نظرت اليهما ثم اليه . اذا ما كانت هذ تجربة فهي مصممة على النجاح.
" أنا احب الكلاب " قالت ومدت يدها لهما ليتشمماها . ثم ابتسمت للرجل المراقب ودخلت الى الغرفة .

Rehana 19-12-18 12:53 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


النار كانت تتوهج داخل المدفأة . سجادة حمراء كانت تغطي ارض المكان وتتناسب مع الكنبة الكبيرة المواجهة للمدفأة الكراسي الخشبية السوداء الضخمة على الجانبين. جو الغرفة العام كان يوحي بالدفء والترحيب.ريحانة
" سأضع ابريق الشاي على النار . تفضلوا بالجلوس " واختفى داخل المطبخ وسمعت ناتاشا صوت تحضيره للشاي. لم تكن ترغب بالجلوس لكن لم يكن امامها اي خيار روس وشيلي كانا يقبعان امام النار قرب الشقيقتان الجالستان برضى على الكنبة الكبيرة .
جلست ناتاشا على الكرسي الخشبي واجالت نظرها على الغرفة حولها . كان هناك جهاز تلفاز بإحدى الزوايا وبجانبه جهاز ستريو . تحركت اصابعها لتفحص عشرات الشرائط التسجيلية المرتبة تحته لكنها ابعدتها فوراً. هي لا تريد ان تعرف ماهو ذوقه في الموسيقى . هي لا تهتم .. فعلى كل حال هي كانت هنا فقط لأن باب منزلها لم ينفتح ولأنه لم يكن بالامكان ترك الشقيقتين المسنتين تحت المطر فجأة راودتها رغبة عارمة بإلقاء نظرة على مطبخه فهذه الفرصة لن تسنح لها مجدداً وقبل ان تحلل دوافعها تحركت من مكانها ودخلت المطبخ.منتديات ليلاس
" هل اساعدك سيد ستافرو؟" سألت برقة وهي تنظر حولها .
" باستطاعتي تدبر الأمر بمفردي . شكرا لك . حالما انتهي من تحضير الشاي سأذهب وافتح باب منزلك "
وجوده كان يملئ الغرفة بالقوة والطاقة . العداء .. الخفي لكن المتبادل .. كان قوياً بينهما . لم يكن قد اشعل ضوء المطبخ ولهذا فالظلال كانت تسيطر على كل شيء وشعرت ناتاشا فجأة بالخوف منه. ابتعدت قليلاً فور تحركه باتجاهها لكنه كان فقط يتجه ليفتح الخزانة قربها ويتناول منها علبة كبيرة.
" بسكويت " قال وكان يبتسم لملاحظته لارتعاشها لحركته تلك وشعرت هي بانزعاجها من نفسها لذلك.
" اذن سأعود الى غرفة الجلوس" قالت.
" خذي هذه الصحون معك.. من فضلك" اضاف برقة " أنا لن أتأخر وسأفتح لك الباب بعد ذلك"
بعد عدة دقائق وفيما هي بمكانها قرب النافذة تستمع بعدم تركيز لثرثرة الشقيقتين لصوت روبرتو وهو يغادر المنزل مغلقا الباب خلفه ومتجهاً ليفتح لها باب منزلها.
مرت الدقائق قبل ان يدخل مجدداً ويناولها المفتاح.منتديات ليلاس
" لقد فتح الباب . المنزل لك" كانت العيون الزرقاء تسخر منها لكنها واجهت نظراته بتحدي.
" شكرا لك . كنت بالغ اللطف"
" المكان شديد البرودة هناك , ولاشك انه بالغ الرطوبة ايضاً بعد كل هذا الوقت. انه لا يصلح تماماً للاقامة. هل أنت واثقة تماماً مما تفعليه ؟"
نهضت ناتاشا , انه لا يتصرف بلياقة نحو هذا الموضوع الآن . واجهته وانفاسها المتلاحقة فقط هي التي تفضح مشاعرها . ادركت ان الشقيقتين المنشغلات مع روس وشيلي ما كانا يسمعانها . فقالت بحدة " أنت لن تتخلص مني بمثل هذه السهولة سيد ستافرو مع انني متأكدة من انك تبذل جهدك لذلك. لماذا , لا اعرف . لكني سأخبرك امراً واحداً. بإمكانك ان تصبح شخصاً فظاً بجهد لا يذكر "
ارتفع حاجبه الداكن قليلاً وعلق " الفتاة عندها الشجاعة , حسناً , حسناً , لكن لو كنت في مكانك لانتبهت لحدة لساني. فهذا لن يفيد معي .. واذا طلبت مني الذهاب الى الجحيم فلن تستطيعي العودة الى هنا بعد دقائق لتستجدي بعض الفحم والخشب اليس كذلك ؟"

Rehana 19-12-18 12:54 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
اخذت ناتاشا نفساً عميقاً . الفحم والخشب؟ ماذا لو يكن بالكوخ أي من هذا؟ نظرت اليه. كان شخصاً بربرياً ومتوحشاً . لقد التقت به قبل نصف ساعة فقط وهو وقت لا يمكنك من تكوين أي انطباع. لكنها كانت واثقة تماماً من نقطة واضحة. لم يسبق لها بحياتها كلها ان قابلت شخصاً وشعرت بعدم اعجابها به مثل روبرتو ستافرو هذا.
لكن يبدو ان الأسوأ كان بانتظارها , فبعد أقل من عشرة دقائق كانوا جميعا بالمكان وقلبها يغص لرؤيتها لممتلكاتها للمرة الأولى . ما كان المكان ليبدو بكل هذا السوء لو انها لم تحضر للتو من منزل روبرتو الدافئ والمرتب. وما كان يزعجها أكثر من أي شيء آخر كان ثقتها الأكيدة انه يدرك ذلك بدوره.
الشقيقتان بدورهما لم تكونا كذلك فقد كانتا منشغلتان بتفحص المكان واصدار تعليقاتهما عليه . اقترب روبرتو من المدفأة وسمعت ناتاشا صوت شهقته المفاجئة . ماذا الآن ؟
" يبدو ان المدفأة بحاجة للتنظيف " قال وهو يجيل بصره بالمكان " سيمتلئ المكان بالغبار الأسود اذا لم تنتبهي "
ودت ناتاشا لو تصفعه على وجهه الجذاب هذا لتمتعه السادي بحالها وتفتيشه عن الاخطاء منذ لحظة وصولها.ريحانة
" سأتحمل المخاطرة " قالت وهي تنظر داخل المدفأة " سأخرج وأرى ان كان هناك بعض الوقود"
نهض وقال فوراً " سأوفر عليك المشقة, هناك بعض الوقود , لكن ليس الكثير . عليك ان تكوني مقتصدة والا فإن الكمية ستنفذ على الفور فيما أنت هنا "
" آه , فهمت . شكراً لك" قالت وهي تبتسم بإغاظة " لربما هناك مدفأة كهربائية هنا؟"
هز رأسه فوراً وقال " لن تكون ذات فائدة حتى لو كانت موجودة , فلا يوجد كهرباء هنا"
" لكنك .." توسعت عيونها بذهول " لكنك تملك جهاز تلفاز"
" آه, اجل لكن يوجد بمنزلي كهرباء, فكما ترين " تابع وكأنه يتحدث مع طفل غبي " عندي طاحونة هواء خاصة لتوليد الكهرباء في حديقتي . سترينها اذا ما نظرت من نافذة المطبخ " اضاف بلطف.
غادرت الغرفة لا لتشاهد طاحونة الهواء خاصته بل لتسأل كيف بإمكانها تحضير الطعام وتنفست الصعداء حين وجدت فرن غاز ضخم يتوسط المطبخ الصغير .منتديات ليلاس
تفحصه هو بدوره دون استئذان بعد ان لحق بها الى المطبخ " فرن صالح ؟!انت محظوظة! يبدو انه بحالة جيدة"
لم تستطع الا ان تعلق بقولها " وانت آسف لذلك"
نظر اليها وقال " أنا لا افهم ماذا تقصدين بهذا " لكن الالتواء البسيط بفمه عكس كذبه.
" انت بالطبع تعرف ذلك وتعرفه جيدا . اذا ما استدرت وغادرت الجزيرة الآن فستكون انت أكثر المبتهجين ! ولهذا فدعني اخبرك شيئاً ومنذ الآن سيد روبرتو انت لن تتخلص مني بهذه السهولة !"
بدا مصدوماً " اتخلص منك ؟ انها كلمة درامية آنسة كليو لا شك انك تشعرين بالتعب بعد رحلتك الطويلة من روما اليس كذلك؟ لا شك انك ستكونين بحال افضل بعد وجبة جيدة وبعد الراحة "
" لقد تناولت وجبة جيدة شكراً لك . وانا لست تعبة . كل ما اريده هو الاستقرار بمنزلي واشعال النار بالمدفأة . أنا .. أنا اتطلع بشوق لقضاء عطلتي هنا"

Rehana 19-12-18 12:55 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" آه, أنا واثق من ذلك. لا يوجد الكثير للقيام به هنا بالطبع لكن هذا سيكون تغييراً لك , فبعد كل شيء لاشك ان العمل في روما لا يحمل الكثير من المتعة صحيح ؟"
" هذا يعتمد على طبيعة العمل الذي تعمله هنا. عملي كثير التسلية ووافر المتعة "
" همم" طأطأ بموافقة مؤدبة " لكنك دون شك كنت بحاجة للهروب منه لبعض الوقت ولهذا فقد تذكرت منزلك الصغير . يا للروعة "
" اجل , هذا رائع اليس كذلك" ردت بنعومة وقد قررت ألا تتأثر باستفزازته ! اللعنة عليه" وانت تعيش هنا طوال الوقت سيد ستافرو اخبرني , هل تذهب بعطلة عادة ؟" وابتسمت له .
" احياناً"
" يكون الهدف من ذلك تغيير الاجواء على ما افترض , اقصد بعد كل شيء , وكما قلت بنفسك لا يوجد الكثير للقيام به هنا صحيح ؟ خاصة ليس لرجل نشيط وشاب مثلك"
ضحك وقال " آه , فهمت. ما تتساءلين عنه فعلاً هو ما اذا كنت اعمل من الاصل , آه اجل , عندي الكثير من المشاغل آنسة كليو لا تقلقي نفسك بذلك. انا لا اتسكع هنا وهناك اؤكد لك ذلك "منتديات ليلاس
توسعت عيونها " يا إلهي وهل قلت أنا ذلك؟"
" كلا, لكن التلميح كان موجوداً. أنا اكتب كتاباً عن الطيور التي تعيش على هذه الجزيرة , هناك الكثير من الانواع المختلفة والتي ستشاهدينها بالطبع اثناء نزهاتك . وبما أننا بالموضوع الآن , فأنصحك بأن تصطحبي معك عصاة , اذا رغبت بالسير في الحقول"
" لماذا؟" سألته ببعض القلق.
"لأن التارا والبيسك , وهما نوعان من الطيور الموجودة هنا تهاجم الاشخاص العزل. ورفعك للعصى سيبعدها عنك. عليك ان تكوني بالغة الحذر وانت تجولين بأماكن تواجدها "لاشك ان عدم تصديقها لكلامه كان واضحاً على ملامحها لأنه تابع بثقة " ليس عليك تقبل ما قلته لك , فستكتشفين ذلك بنفسك عاجلاً"
" شكراً لك على اطلاعي على ذلك . سأحتفظ بالنصيحة . لأنني انوي القيام بالعديد من النزهات اثناء فترة اقامتي هنا "
" اذن اتمنى ان يكون لديك حذاء سير جيد" قال .
" عندي , شكراً لك " قالت وسارت لتفتح باب المطبخ الخلفي لكن دون فائدة.
" اسمحي لي " قال بعد فترة وامتدت يده نحو المقبض فسارعت هي بسحب اصابعها وابتعدت . فبالرغم من طول قامتها الا انها كانت تشعر بالضالة امام هذا الرجل. راقبته وهو يفتح القفل بيسر وسهولة ثم استدار وابتسم لها بخبث.
" اللطف يفعل الاعاجيب " قال وانحنى ليغلق القفل ويفتحه مجدداً " هكذا . من الأفضل ان تضعي بعض الزيت على هذه الاقفال , اذا كان عندك بعض الزيت . انت لا تريدي ان تصارعي الاقفال كل صباح ومساء اليس كذلك؟"
تسارعت نبضات قلبها ووجدت نفسها تسأله " قل لي ماذا تقصد بذلك؟ "
حدقت العيون الرمادية مباشرة بعيونها ولكنها لم تكن عيوناً ساخرة , ليس بتلك اللحظة على الاقل .
" اقصد ان هناك بعض الغرباء على الجزيرة . فقط نفذي نصيحتي "
" انت تحاول اخافتي " قالت بصوت مبحوح يعكس قلقها .ريحانة

opal12380 26-12-18 02:33 AM

👌👌👌من الملخص باين انها رووووعه تسلمي كتير بانتظار التكملة لا تطولي يعطيك العافية

Rehana 30-12-18 11:32 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" كلا , المنطقة هنا معزولة قليلاً عن القرية كما لاحظت دون شك وأنا نومي ثقيل جداً"
للمرة الاولى منذ وصولها الى هنا شعرت ناتاشا انه فعلاً صادق وجدّي وشعرت بالخوف يتنامى داخلها فسارعت بإبعاد نظرها عنه حتى لا يشاهد تأثير كلماته عليها.
" سآخذ بنصيحتك . سأذهب وأسال السيدتين ان كانتا ترغبان بتناول الشاي"
" اذن سأحضر أنا حقائبك . عن اذنك" قال وغادر المطبخ من الباب الخلفي . راقبته ناتاشا وهو يغادر ومشاعرها مختلطة . للحظات فقط تلاشى عدم الاعجاب وحل محله شعور آخر. ما كان هذا الشعور الآخر هي لم تعرف, استدارت ودخلت غرفة الجلوس.
خلا المنزل لها بعد بعض الوقت وبعد ان رحل زوارها تنشطت ناتاشا واخذت تنظف المكان والسجاد وتمسح الغبار ومع انها كانت تشعر بالتعب الا ان منظر المنزل بعد التنظيف اشعرها بالسعادة بعد ان كانت نار المدفأة قد اشاعت جو الدفء والحميمة داخل المكان.
استحمت ناتاشا واسترخت داخل المياه الساخنة وتساءلت عن سبب عدوانية السيد روبرتو ستافرو الصريح والواضح لوجودها هنا؟ من غير المعقول ان سبب ذلك كتابه عن الطيور؟ فما شأنها هي بذلك.
ارتعشت ناتاشا وانبأها حسها ان السبب اعمق بكثير من ذلك! لكن ماهو السبب ؟ هي لا تعرف ذلك ولا تهتم اصلاً اذا كان هناك من تحدي فهي تقبله وستتحدى الشاب روبرتو ستافرو هذا وسيعرف هو اي خصم هي ناتاشا كليو!
برقت عيونها لهذا وقررت ان تتصل بصديقتها كارمن من صندوق الهاتف الذي شاهدته بأول الطريق . وهذا ما فعلته فعلاً بعد حين .ريحانة
" ماذا؟ ناتاشا ؟" جاءها صوت كارمن المندهش والواضح جداً " هل هذا انت حقاً ؟ آه ناتاشا كيف حالك؟"
" بخير كارمن . اسمعي لقد وصلت بخير ونظفت المنزل بأكمله لكني كنت ألعنك لحظة وصولي ! المكان مقفر ومنعزل وهناك ذاك الرجل المريع الذي يريد التخلص مني وابعادي "
" ماذا ؟ ماذا تقصدين ؟" قاطعتها كارمن بقلق.منتديات ليلاس
ضحكت ناتاشا واوضحت " آه انه لا يحاول اغتيالي او ماشابه , ليس حتى الآن على الاقل , لكنه يسعى جاهداً لأغادر هذا المكان انه يراقب طيور او ما شابه غرابة"
" كيف يبدو؟ عجوز ؟"
"عجوز ؟" ابتسمت ناتاشا " يا الهي , لا انه في الخامسة والثلاثين تقريبا , رجل ضخم وفظ "
" وملامحه كيف هي ؟"
" آه , داكن البشرة قليلاً , وجهه وسيم بالحقيقة " قالت وهي تشعر بالاستغراب لتذكرها لتفاصيل وجهه بدقة " ضخم الجثة , عريض المنكبين وعنده كلبين هائلين سببا لي الرعب العميق . انه يقطن بالمنزل المجاور لي , يقود سيارة رانج روفر رهيبة ويناديني بالآنسة كليو بصوت جليدي ويتابع التلميح انني لن اتمكن من العيش هنا ويتساءل عن سبب بقائي بهذا المكان "
" جون لن يتمكن من المجيء الى المنزل الا بعد شهر " قاطعتها كارمن.منتديات ليلاس
"ماذا ؟" صاحت ناتاشا بدهشة " آه , ما الامر كارمن ؟"
" لا شيء " قالت كارمن بضحك " فقط لقد افتتحوا فرعاً جديداً للشركة في اسبانيا واستدعوه هو ليشرف على الاعمال هناك ولمدة شهر . ألا ترين ؟ كان بإمكاني مرافقتك الى الجزيرة "

Rehana 30-12-18 11:33 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" آه , يالحظي العتيد! كارمن انت لن .. لا تستطيعي "
" بلى استطيع . هل تريدين ان احضر ؟"
" اريد ؟ انا اتلهف لذلك . هذا سيكون أروع الاشياء على الاطلاق . انتظري , معي رقم صاحب القارب الذي اوصلني الى هنا , سيسر لإحضارك بدورك , سجلي الرقم"
اعطت صديقتها الرقم ثم تابعت " متى بإمكانك الحضور ؟"
" حسناً يجب ان احجز التذاكر اولاً . هلا اتصلت بي في الصباح ؟"
" بالطبع . سأفعل ذلك مع اول شعاع شمس عند الفجر , او بعد ذلك بقليل . لا اعتقد ان عندهم فجراً هنا فالظلام لا يحل بهذه الانحاء كما يبدو "
" اعفيني من التفاصيل الجغرافية يا حبي . فسأكتشف ذلك بنفسي قريباً . هل عندك رقم هاتف لأتصل أنا بك؟"
" اجل" ردت ناتاشا واعطت صديقتها رقم الهاتف العام هذا ودعتها واقفلت السماعة .
سارت ناتاشا الآن بخطى سعيدة ومبتهجة نحو منزل لورا وفلورا لتطلعهما على وصول صديقتها والابتسامة تزين ثغرها وفرحتها عميقة وهي تشعر ان الجزيرة مكاناً رائعاً وجميلا . لم تمكث ناتاشا عندهما مطولاً ووعدتهما بإحضار كارمن للتعرف اليهما فور وصولها .
ثم انطلقت لقطع المسافة نحو منزل روبرتو ستافرو وهي تتساءل عن رد فعله حين تخبره ان صديقة لها ستصل وانه سيكون مضطراً لتحمل امرأتين وليس واحدة ! ضحكت ناتاشا بصوت عالي وهي تتخيل رد فعل روبرتو ستافرو لرؤية كارمن المرحة اللطيفة والثاقبة النظر .
لم تستطع فتح الباب الرئيسي لمنزلها الآن ولعنت بصمت وهي تحاول تحريك المفتاح داخل القفل دون جدوى .منتديات ليلاس
سمعت صوت كلب قربها واستدارت لتجد جارها الرياضي يقترب منها وبصحبته كلابه الضخمة.
" أتعانين المشاكل مع الباب؟" سألها بعيون ضاحكة.
" اجل " ردت باختصار.
" يا الهي , يا الهي " تمتم " ما الذي ستفعله بك ؟"
استدارت ناتاشا ببطء ونظرت مباشرة الى وجهه الساخر " لا تزعج نفسك , ستصل صديقة لي بعد يوم او يومين . انها قادرة تماماً . وأنا واثقة اننا وسوياً سنتدبر الأمور جيداً "
للحظة فقط لمع شيء ما بأعماق عيونه الرمادية وتشنجت ملامحه قبل ان يعود كل شيء الى حاله.
" حقا؟ هل تسمحين لي بالمفتاح ؟" ناولته وتابع " شكراً متى ستصل صديقتك؟"
" لا اعرف . سأتصل بها في الصباح "
فتح الباب واعاد لها المفتاح وسأل " ولماذا لم تحضر معك من البداية ؟"
" لأنها اعتقدت ان زوجها سيعود من اثينا ولكنها وجدت انه مضطر للبقاء خارج روما لمدة شهر اضافي . وهكذا .." هزت ناتاشا كتفيها متابعة " والآن هي ستنضم لي لقد اخبرتها عن جمال المكان هنا , ولا تستطيع الانتظار للوصول الى هنا "
" وهل هي عارضة ازياء ايضاً"
" كلا . هي لا تعمل " قالت وهي تفتح الباب على مصراعيه " هل لي ان أرد لك ضيافتك سيد ستافرو ؟ فنجان من القهوة او من الشاي ؟" سألت وهي تدرك انه سيرفض .
" كلا , شكراً . يجب ان اطعم الكلاب الآن . تصبحين على خير آنسة كليو"

Rehana 30-12-18 11:35 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" تصبح على خير " قالت ودخلت المنزل مغلقة الباب خلفها وهي تشعر ان العدائية تتواجد فوراً بينهما حالما يلتقيا. انها أكثر من مسرورة لوصول صديقتها الى هنا فكارمن بهدوءها وبعد نظرها ستتمكن من شرح لها سبب هذا العداء وهذا الشيء الغير مفهموم بينها وبين جارها العدائي . شيء ما كان يزعجها لكنها لم تدرك كنهه.
استلقت على الكنبة وضوء المساء ينير المكان واخذت تفكر بما حدث معها هذا اليوم وفجأة ضربت رأسها بيدها وادركت فجأة وبذهول سبب انزعاجها الغامض لقد سألها " وهل هي عارضة ازياءايضاً ؟" كيف عرف ماهي مهنتها ؟ هي لم تخبر احداً بذلك! انها متأكدة من ذلك! رفعت الغطاء حولها بعناية وادركت انه كلما وصلت كارمن بسرعة كلما كان افضل فهي ودون ان تعرف السبب بدأت تشعر بالخوف من روبرتو ستافرو هذا .ريحانة
استيقظت ناتاشا صباح اليوم التالي على زعيق المنبه فنهضت من النوم . اغتسلت وارتدت بنطالاً من الجينز وبلوزة صوفية بيضاء ونزلت لشراء حاجياتها من القرية وللاتصال بكارمن . النهار كان رائعاً والجمال الطبيعي في الخارج كان أكثر من الروعة ذاتها تنشقت ناتاشا الهواء المنعش وابتسمت للمرأتين الجالستين قرب المتجر وهي بطريقها الى كشك الهاتف لا شك انهما تعرفان اسمها ومكان اقامتها الآن وهذا بعكس ما يحدث في روما حيث الكل مشغول بنفسه ومصالحه الخاصة فقط .
شعرت ناتاشا بالخيبة حين ادركت ان صديقتها لن تصل الا بعد اربعة ايام لكنها قالت لها بابتسام " لا بأس سيعطيني هذا الوقت الكافي لتحضير كل شيء لك, ولا تنسي احضار جهاز الستيريو معك ".منتديات ليلاس
" لن انسى . كيف تتدبرين امر الاضاءة ؟"
" لم احتاج للضوء ليلة البارحة , لكن هناك مصباح زيت في المطبخ . انا بطريقي الى المتجر الآن . ادعي لي ان يكون عندهم بعض الزيت"
ضحكت كارمن وقالت " سأفعل . أنا اتشوق للمجيء اليك ناتاشا . كيف هي الامور.. مع جارك اقصد ؟"
"روبرتو ستافرو ؟ لقد فتح لي باب المنزل ليلة البارحة , القفل كان عالقاً , انه يصيبني بالجنون كارمن , بمجرد تصرفاته وطريقته بالتكلم صدقيني "
" يبدو هذا ممتعاً , لا استطيع الانتظار للقائه . علينا التمحيص بشأنه حين اصل ناتاشا , فلا تقلقي "
للحظة شعرت ناتاشا بالرغبة لاطلاع صديقتها عما يقض مضجعها من معرفته لعملها لكنها حافظت على صمتها مصممة ان تكتشف الامر بنفسها وان تنتظر وصول كارمن الى الجزيرة حتى تخبرها عن ذلك.
دخلت المتجر بعد المكالمة وتنفست الصعداء حين وجدت المتجر يحتوي على كل حاجياتها . حتى ان السيد مارتن صاحب المتجر عرض عليها ايصال قارورة الغاز بالاضافة الى زجاجة الزيت وكل مشترياتها الى منزلها لاحقا . لكنها فضلت نقل المشتريات الاساسية بنفسها على ان يوصل السيد مارتن القاررورة والزيت لاحقاً.منتديات ليلاس
قطعت مسافة لا بأس بها حين شعرت ناتاشا بثقل الكيس الذي تحمله وتمنت لو انها طلبت من السيد مارتن نقل كل الاشياء الى منزلها لاحقاً . لكنها تذكرت انها بحاجة لترتيب كل مشترياتها كل بمكانه فهي تشعر ان هذا المنزل هو منزلها الحقيقي وعليها التأكد من ترتيب كل شيء بنفسها .

Rehana 30-12-18 11:36 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
سمعت صوت محرك السيارة وأنبأها حدسها انه رانج روفر جارها العتيد ولهذا فقد تابعت سيرها بتصميم حتى لا تعطيه أي دليل انها تتمنى توصيلة . لأنها لا ترغب بذلك فعلاً , وهو بالطبع لن يعرض عليها ذلك الآن وهي بمفردها .ريحانة
" من الافضل لك الصعود الى السيارة " قال وهو ينحني عبر النافذة ومحركه يهدد للتوقف المفاجئ.
نظرت ناتاشا اليه ثم دارت وصعدت الى جانبه.
تناول منها صندوق المشتريات ووضعه في الخلف.
" شكراً لك " شكرته .
لم يتفوه بشيء وتساءلت ناتاشا عن مكان غيابه فقد استيقظت هي في الثامنة ولم تسمع صوت رانجه يبتعد والساعة الآن تقارب الثانية عشرة. هي لن تسأله عن ذلك بالطبع لكنها ستسأله عن شيء آخر.
انتظرت حتى وصلا وحمل هو صندوق المشتريات وسار متجهاً نحو الباب وسألت " شكراً لك على التوصيلة , من فضلك اخبرني شيء واحد. كيف عرفت انني عارضة ازياء؟"
ظهره كان لها ولم يجيب بشيء حتى وضع الصندوق على عتبتها " من الأفضل ان تعطيني المفتاح الآن. كيف عرفت انك عارضة ازياء؟" بدا متسليا " ألست كذلك؟"
" بلى , لكن لم أخبر احداً وخاصة أنت "
" لم يكن من حاجة لذلك, فالأمر واضح من على بد اميال . أنت تمشين بطريقة مختلفة , تبدين بشكل مختلف , الامر واضح وهذا كل شيء "
شعرت ناتاشا بالعجز. هي لا تصدقه , لا تعرف لماذا , لكن قلبها انتفض بسرعة لأنها لا تستطيع تحديه الا بنعته بالكذب .
وكادت ان تنطق بذلك الا انها كبتت لسانها . نظرت الى عيونه القاسية الباردة وشعرت بغرابة انه يستطيع قراءة افكارها . فأحنت رأسها فوراً وتناولت المفتاح من حقيبتها.
" عليك تعلم فتح الباب بنفسك. وإلا فماذا تفعلين حين لا اكون بالجوار؟"
" اذن دعني اجرب ذلك الآن. وإلا فإنني لن اعرف ابداً اليس كذلك؟" ومدت يدها لتستعيد مفتاحها منه. شيء غريب حدث حين تلامست اصابعها وكست ناتاشا صدمة مفاجئة . ابعدت ناتاشا يدها فوراً وتحركت نحو الباب . وبدأ هو يضحك فنظرت اليه سريعاً.
" لا تقولي لي انني اخيفك؟" سأل وفمه يبتسم لكن عيونه لم تكن كذلك. كانت عيونه داكنة ومراقبة.
هزت ناتاشا رأسها وقالت " لا تكن سخيفاً ! ما الذي جعلك تعتقد ذلك؟"
لكنه كان قريباً جداً للحقيقة مما زاد من توترها وقلقها .
وصل السيد مارتن صباح اليوم التالي واحضر لها بقية اغراضها وعلمها طريقة تحبير المصباح وجلس لتناول الشاي والبكسويت وفقاً لطلبها الصادق.منتديات ليلاس
" من الجيد ان يكون لك جار قريب" قال السيد مارتن اللطيف والودي " جارك رجل غريب دون شك"
" ملعقة سكر؟"
" نصف ملعقة فقط من فضلك" رد ثم تابع " تعرفين انه ليس من مواطني الجزيرة "
" حقاً؟ لكني اعتقدته كذلك" قالت ناتاشا وهي تشعر بالفضول لمعرفة ما يمكنها معرفته عن جارها المغيظ والمحير .
" كلا, انه يسكن هنا منذ عدة سنوات فقط. اعتقد انه قد حضر من جزيرة قريبة ما. هو لا يتكلم عن نفسه ابداً" قال وهز رأسه وهو يشعل غليونه وكأنه يجد هكذا امر بالغ الغرابة .

Rehana 30-12-18 11:37 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" انه يكتب كتاباً عن الطيور " علقت ناتاشا .منتديات ليلاس
" اجل , هذا ما يقوله . هذا مثير جداً . هناك العديد من الطيور المتنوعة هنا على الجنة الأرضية هذه. اجل سيكون من الممتع مطالعة هذا الكتاب اذا ما نشر فعلاً "
شيء ما بتعابيره جعل ناتاشا تسأل " ماذا تقصد ؟"
" لقد مضى عليه وقت طويل بكتابة هذا الكتاب. الله يعلم متى سينتهي من الكتابة!"
" لربما هذا النوع من الكتب يستغرق وقتاً طويلاً "
" دون شك. دون شك . أنا ما أدراني ! عنده كاميرا رائعة! آه لو كان عندي مثل تلك الكاميرا لما توانيت عن التقاط الصور طوال النهار والليل. انها تحتاج لافلام خاصة اوصى له عليها من خارج الجزيرة . لاشك انه يحتاج للكثير من الصور لهذا الكتاب"
نظر الى ساعته وتابع " حسناً , من الأفضل ان ارحل الآن. زوجتي ستكون بانتظاري الآن . لا تنسي آنسة كليو , تسرني زيارتك للمتجر كلما نزلت الى القرية حتى ولو لم تكوني بحاجة لشيء سنكتفي باحتساء الشاي وبتعرفك على ماريا زوجتي"
" اود ذلك فعلاً . شكراً لك"منتديات ليلاس
ودعته ناتاشا وراقبته يبتعد بشاحنته القديمة وهو يلوح لها بابتسام . كلماته لم تكن غامضة تماماً لكن طريقة لفظه لها هو ما أثار فضول ناتاشاوكذلك قلقها. وتساءلت مجدداً عما تفعله كارمن بشأن روبرتو ستافرو حين تصل !
صباح اليوم التالي كان يوم عمل منزلي كامل لناتاشا التي نظرت الى نفسها بابتسام وهي تهتم بشؤون التنظيف لربما للمرة الاولى منذ سنوات وسنوات . فهي تقطن بشقة في روما لا تدخلها الا للنوم ولحفظ ممتلكاتها بداخلها وهناك امرأة تأتي لتنظيفها مرتين كل اسبوع . هنا تشعر ناتاشا انها بمنزلها فعلاً الآن وبعد ان اصبح دافئ , نظيف ومحبب. ثم انزلت الستائر وغسلتها وابتسمت بسعادة حين اعادتها الى مكانها وظهر لونها الذهبي الجميل والمناسب مع الأثاث.
كانت ناتاشا تنتظر وصول صديقتها صباح اليوم التالي بفارغ الصبر ولربما لهذا لم تتمكن من النوم, فنهضت من سريرها ونزلت لتحضر لنفسها القهوة الساعة تعلن الواحدة بعد منتصف الليل . لم تحتاج ناتاشالإضاءة الأنوار لأن ضوء القمر كان ساطعا ولم تكن ستائر المطبخ مغلقة ولهذا فقد تمكنت ناتاشا من رؤية باحة صديقة جارها بوضوح ذهلت ناتاشا حين استرعى انتباهها مرور احدهم من جانب نافذتها بطريق توجهه الى الشاطئ . حدقت النظر جيداً ووجدت ان الشخص هو روبرتو ستافرو نفسه فسارعت للصعود الى غرفة النوم المطلة على الشاطئ وشاهدته فعلاً , والكاميرا حول رقبته , يستقل قاربه الصغير الراسي على الشاطئ ويبتعد داخل البحر.منتديات ليلاس
اذن فلربما هو يخرج للصيد ليلاً, لكن شيئا ما بتحركاته كان يوحي بالسرية والغموض وهذا ما أثار حفيظة ناتاشا وانتظرت بصبر فارغ وصول صديقتها لحل هذا اللغز الغامض.
عادت ناتاشا للنوم والأفكار المتضاربة تدور بعقلها ونهضت في الصباح وشعور الانزعاج لا يزال يعتريها. نزلت الى المطبخ وتذكرت ما شاهدته ليلة البارحة ووجدت ان القارب لم يعد الى مكانه بعد فأدركت انه لا يزال خارج منزله. قطبت قليلاً ثم سارعت لتناول الفطور فكارمن دون شك بطريقها الى الجزيرة الآن . ستصل الآن . ستصل حالاً لن يكون اي شيء غامض.

Rehana 31-12-18 06:33 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
انتهت من تناول فطورها وكانت تشرب القهوة حين سمعت جرس الباب يرن. للحظة تخيلت ان كارمن هي الزائرة ! لكن هذا كان مستحيلاً فالوقت لا يزال مبكراً جداً!
روبرتو ستافرو كان الزائر وبيده سمكة ضخمة " مرحباً " قال " اعتقدت انك ستحبين طهي هذه السمكة على الغداء . كنت برحلة صيد وقد عدت للتو"
" تفضل " قالت وتنحت لتسمح له بالدخول.ريحانة
" ستصل صديقتك اليوم صحيح؟"
" اجل , شكراً لك على السمكة , ما هو نوعها ؟"
" ماكريل. طعمها لذيذ جدا بالقلي. تعرفين كيف تحشينها اليس كذلك؟"
" في الواقع لا. لم يسبق لي وان حاولت ذلك. لكني واثقة ان بإمكاني تدبر الأمر"
" من الأفضل اذن ان اطبخها لك أليس كذلك؟" قال وهو يسير بخطواته الى المطبخ وهي تتبعه . سيلاحظ الفرق هناك ايضاً فقد قضت النهار السابق بأكمله وهي تلمع الأواني والأرضية والمجلى لكن اذا ما لاحظ ذلك فهو لم يعلق بشيء بل وضع السمكة في المجلى وقال " آتني بسكينة حادة من فضلك"
" تفضل " قالت .
" هذه لا تنفع , سأستعمل سكينتي "
انحنى وتناول من حزام حول ساقه سكينة ضخمة التمع نصلها بشدة تحت ضوء الشمس وابتلعت ناتاشا ريقها بصعوبة .
" هذه سكينتي " قال " حادة كفاية لتقطع الشعرة الى قسمين "
" أنا اصدقك . لكن اليس من الخطورة وضعها هناك؟" وأشارت الى ساقه.
" إنها داخل جعبتها , لقد ربحتها بمباراة في الجزيرة " ابتسم متابعا " انها ممتازة "
" سأحضر الصينية " قالت مغيرة الحديث " أترغب بشرب القهوة ؟ انها جاهزة !"
" اجل , لكن بدون سكر لو سمحت "
صبت له الفنجان وراقبته وهو يعمل بمهارة ويقطع السمكة الى اجزاء متساوية بعد ان ازال قشرتها وعامودها الفقري . كان قد عاد للتو من البحر ولاشك ان الطقس كان بارداً هناك لأنه كان يرتدي سترة صوفية فوق بلوزته الزرقاء والجينز الأسود وحذاء البحر . شعره كان بحاجة للتسريح وذقنه بحاجة للحلاقة وفجأة تساءلت ناتاشا عما سيكون شعورها لو انه قام بتقبيلها وهو على هذه الحالة . سارعت بإبعاد نظرها بسرعة البرق حتى لا ينتبه لهذه الفكرة السخيفة والمجنونة التي خطرت ببالها.
صبت لنفسها القهوة لتتشاغل عن فكرتها المجنونة هذه. منتديات ليلاس
" لقد انتهينا . أتملكين صحيفة قديمة؟"
" انتظر عندي صحيفة البارحة " قالت وسارعت بإحضارها .
لف العظام والقشور بالصحيفة ورماها بسلة المهملات .
" شكراً لك. تبدو لذيذة الطعم" قالت وهي تضع قطع اللحم الأبيض في الصحن.
" اغمسيها بالطحين ثم اقليها فوراً"
" اجل, سأشتري بعض الطحين الاضافي حين انزل لأستقبل كارمن"

Rehana 31-12-18 06:34 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

انحنى على المجلى وهو يتجرع قهوته وسألها " وما الذي ستفعلينه خلال - كم قلت انك ستبقين هنا؟"
" المدة التي أريد , لماذا؟"
" ستشعرين بالسأم سريعاً هنا. ليس هناك الكثير للقيام به بالنسبة لفتاة من المدينة مثلك . وايضاً ألن يحتاجون اليك بعملك؟"
" أنا اعمل بدوام يومي . انا لا أسأم بسهولة ولست واثقة مما تقصده بقولك فتاة من المدينة , سيد ستافرو " قالت وهي تنهض عن كرسيها بقامتها الهيفاء وجمالها الجذاب.
" آه " تأوه " انها تطلق الشرارات حين تكونين غاضبة . أتعرفين ذلك؟"
" ماهي؟"منتديات ليلاس
" عيناك , يا الهي , لن أرغب بأن أكون على طريقك حين تكونين حانقة "
اخذت ناتاشا نفسا عميقا , كان هذا سخيفاً . لقد مضى على وجوده داخل المنزل خمس دقائق فقط وقد بدءا بشكل ما متحضر ولا ئق وها هما الآن على وشك المشاجرة.
" انت بارع بالإهانة . ألم يخبرك احد بذلك من قبل ؟"
" لا اعتقد ذلك , ما الذي قلته واعتبرته إهانة لك؟"
" لا شك انك تمزح ! انها اهانة مطولة منذ لحظة وصولي الى هنا . حتى قبل ان اقابلك , قيل لي الشاب روبرتو لن يحب هذا وفكرت من هو بحق السماء روبرتو هذا ؟ ثم قابلتك وكانتا على حق , انت لم تحب ذلك, وقد اوضحت ذلك بكل وسيلة , ودعني اخبرك بهذا ايها الشاب روبرتو ستافرو , هذا هو منزلي وسأبقى هنا للمدة التي اريد وارغب سواء اناسبك ذلك أم لم يناسبك " وطأطأت برأسها للتأكيد واخذت نفساً عميقاً.ريحانة
صفر روبرتو وتوسع فمه بابتسام وقال " يا الله ! ياله من مزاج! . هل انتهيت؟ هل استطيع التكلم الآن؟"
" لا أتصور انك تترك أي شيء يمنعك من التكلم اذا ما أردت ذلك"
" اذن سأخبرك أنا بشيء ما. حين توفي عمك كتبت رسالة الى المحامي اطلب منه شرائي لهذا المنزل. رد الأخير بقوله ان المالك الجديد ينوي المجيء سريعاً وانني سأتمكن من مناقشة مسألة البيع معه شخصياً . حدث هذا قبل سنتين , من العار ترك هكذا منزل جميل للعفن والغبار , لكن هذا ما فعلته بالضبط اليس كذلك؟ واستطيع القول انك سترحلين مجدداً فور انتهاء عطلتك وكم ستطول مدة الغيبة هذه المرة , ثلاث سنوات او اربع سنوات ؟"
ظلت ناتاشا صامتة. وتذكرت ان المحامي اخبرها عن عرض لشراء المنزل لكنها فعلاً اخبرته انها ستجيء لزيارة المنزل عماقريب. سمعته يتابع برقة "ماذا ؟ هل أكلت القطة لسانك؟"
" كلا , لكني لست مضطرة لشرح افعالي لك"
" هذه صحيح . لست مضطرة على ذلك. وهل قلت عكس ذلك؟"
" على كل حال, ما الذي تريده من امتلاك منزلين؟ تستطيع ان تعيش بمنزل واحد فقط" وابتسمت بانتصار .منتديات ليلاس
" اعرف هذا. لكن غالباً ما يأتي الأصدقاء لزيارتي . هذه المنازل بالغة الصغر . أنا بحاجة لمساحة أكبر , هذا كل شيء . وكان ليصبح مستعملاً" برقت عيونه الرمادية وكأنه يتحداها لمتابعة هذا النقاش.
" أنا واثقة ان عندك الكثير من الأعمال " قالت بهدوء وهي تنظر الى فنجان قهوته " لأن عندي الكثير بدوري قبل وصول صديقتي "

Rehana 31-12-18 06:35 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" من الأفضل ان أغادر ؟ نقطة جيدة" قال وأنهى محتويات فنجانه تحت الحنفية وغسله ثم غسل سكينه واعادها الى مكانها .
" فبعد كل شيء نحن لن نرغب بالعراك أليس كذلك ؟" عيونه البراقة حجزت نظرتها بغموض داكن وتابع " ليس ونحن جيران"
" لايبدو انك تبلى سيئاً بهذا حتى الآن " ردت وهي تدرك تماماً ان عليها الاحتفاظ بالصمت وتركه يغادر ويبتعد لكنها لم تتمكن من منع نفسها من التفوه بهذه الكلمات نظراً لتأثيره القريب عليها .
فعل شيئاً غريباً ومذهلاً , فقد مد يده ولامس بشرة خدها الرقيقة وضحك بنعومة قائلاً " انت عل كل حال معارض يستحق المبارزة "
ابعدت ناتاشا يده عن وجهها بحدة وصاحت " لا تلمسني "
" همم, بشرة رقيقة وجميلة . اعتني بها جيداً . الرياح تفعل الأعاجيب بها بهذه الانحاء . انت لن ترغبي بالعودة الى روما بندبات على بشرتك أليس كذلك؟" كان يضحك عليها " هذا لن ينفعك مطلقاً , ليس بعملك بالذات ..."
" اخرج فوراً " صاحت وهي ترفع قبضتيها بتهديد . آه, فقط لو بإمكانها ان تصفعه .ريحانة
" أنا خارج ايتها القطة الجهنمية . هل صديقتك هذه مثلك؟"
" اخرج فـ..."
" لقد سمعتك من المرة الاولى . اخرج فوراً . اجل أنا خارج , لكن اولاً...." توقف ولم تدرك ما الذي يقصده . ما كانت لتتصور ما الذي سيحدث ولو بعد ألف عام فقد احنى روبرتو رأسه . وضع ذراعيه على كتفيها واخذ بفمه شفاهها . كانت مذهولة تماماً لتتمكن من التحرك والمقاومة . من فعل أي شيء . هي ظلت واقفة مكانها تاركة اياه يقبلها . ثم رحل . تحرك نحو غرفة الجلوس وفتح الباب ثم قال " هذا من اجل السمكة " وابتعد وصدى ضحكاته ترن بأذنيها .
رفعت ناتاشا يداها الى فمها . انها لا تزال ترتعش . لقد تساءلت للحظات عن شعورها لو ان روبرتو ستافرو قبلها وها هي تعيش هذا الشعور الآن , شعور قاسي , مزعج وغير رقيق. لكنه لا يشبه اي شعور آخر سبق ومرت به . ولكم يتحرك بسرعة حين ينوي ذلك !
أثر فمه كان لا يزال على شفاهها الندية , ثم انفجرت ناتاشا بالضحك. يا له من غريب الاطوار ! وياله من شيء لإخبار كارمن به ! شيء واحد كان مؤكد , هو لن يفاجأها بعد الآن . او هذا ما اعتقدته . زارت فلورا ولورا واشترت حاجياتها من المتجر ثم جلست على احدى صخور المرفأ بانتظار وصول كارمن والجمال الرائع وسحر الجزيرة يحيط بالمكان.
دقائق طوال وظهر قارب صغير من البعيد ثم وبعد وقت رأت ناتاشا صديقتها وهي تلوح لها من القارب واخيراً وصلت كارمن وبدأت فعلاً العطلة السعيدة المرجوة .
" طاب يومك آنسة كليو " قال بيتر بابتسام " ها قد وصلنا اخيراً"
" طاب يومك بيتر " ردت ناتاشا ثم عانقت صديقتها ذات الشعر الأحمر المجعد والعيون الخضراء الواسعة .منتديات ليلاس
" الحمد لله " صاحت كارمن " اليابسة اخيراً . تبدين بأفضل حال ناتاشا , لا شك ان هذا المكان يناسبك"
" انتظري حتى يمضي عليك بعض الوقت هنا . أنا آكل كالحصان , صدقاً , بدأت أقلق لذلك"
" همم" ردت كارمن وهي تتفحص صديقتها " لم تكوني تأكلي كفايتك في السابق . حسب رأي . ولهذا فالتعيش جزيرة مارغريتا . يا الهي ! التحدث عن الطعام يزيد من تضوري"

Rehana 31-12-18 06:35 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" الطعام جاهز وستلتهمين اصابعك معه !" رددت ناتاشا بضحك .
جالت كارمن بنظرها حولها وقالت " اتعرفين احب المكان هنا , انه كما تصورته تماما . كيف هو المنزل ؟"
" انتظري وسترين , لقد اصبت بالصدمة حين رأيته للمرة الأولى , لكني اظنه قد تحسن الآن "
" انت ايضا مختلفة , لا اعرف كيف. بطريقة ما , أنت مختلفة"
"بظرف اربعة ايام فقط ؟ هذا مستحيل "
" كلا, أنا اقصد ما قلته بالفعل " قالت كارمن وشاركت ناتاشا الضحك.
عرض السيد مارتن عليهما ايصالهما بسيارته وهذا ما فعله بعد ان سلم ناتاشا بريدها , بوصفه ساعي بريد القرية ايضا , وكان عبارة عن ثلاثة رسائل ميزت ناتاشا خط مارك بإحداها واودعتهم داخل الحقيبة , فسيكون عندها الوقت الكافي للقراءة لاحقا.منتديات ليلاس
انزلهما السيد مارتن على اول الطريق وسارتا بخطوات قليلة ثم اشارت كارمن الى المنزل الاول وسألت "هل هذا هو منزل الجار المرعب؟"
" اجل ها هي سيارته الرانج. لا شك انه بالداخل . أراهن انه يراقبنا "
"هممم . انا متشوقة جدا لملاقاته" قالت كارمن .
" وعندي الكثير الكثير لأطلعك عليه . صدقيني "
" طالما ان بإمكاننا التحدث ونحن نتناول الطعام . صدقاً ناني لا شك ان السر بالهواء او بشيء آخر هنا . أنا اتضور جوعاً"
" ها قد وصلنا" قالت ناتاشا وفتحت الباب وراقبت وجه صديقتها وهي تدخل المكان.
" آه , ناني ! يا له من مكان صغير وجميل!"
النار داخل الموقدة كانت تطلق شرارتها الصفراء والبرتقالية. الاثاث كان يلمع بخفة والشمس تتسلل بأشعتها عبر الستائر الحريرية وبدت الغرفة وكأنها ترحب بهما بحب ومودة .منتديات ليلاس
كان عليك ان تشاهديها حين وصلت للمرة الاولى , غرق قلبي بين ضلوعي حين رأيتها بحالتها المزرية "
" أنا اصدقك . لا شك انك قد عملت بجد , لكم كنت اتمنى لو انني قد شاهدت ذلك"
" لا تكوني شريرة ! اتعرفين ؟ لقد استمتعت بأعمال التنظيف والترتيب . ما كنت اتصور للحظة انني سأستمتع يوماً بالأعمال المنزلية , لكن تشعرين بمزيج من السعادة والرضى حين ترين الألوان تنبثق من العتمة , وهناك شيء آخر " قطبت ناتاشا بتفكير وتابعت " لقد ادركت للتو انني اردت ان ابرهن لروبرتو ستافرو نقطة ما , كانت عنده نظرة متعالية حين رأى وجهي للمرة الأولى كأنه كان يقول " أراهن انها انثى بلا فائدة ولا قيمة , وبدا الأمر وكأنه تحدي , هيا تعالي الآن . سنأكل وسأخبرك كل شيء عنه , وصدقيني هناك الكثير ليقال "
كانت قد احتفظت بالسمكة للعشاء نظراً لأنها قد حضرت الغداء قبل وصوله . ولهذا فقد فتحت الفرن وتناولت طبق الخضار واللحمة برائحته الزكية ووضعته امام صديقتها على طاولة المطبخ.
" لا اصدق هذا ! لم اعرف من قبل انك ماهرة بالطبخ " هتفت كارمن بدهشة .ريحانة
" انتبهي كارمن . ملاحظة اخرى من هذا النوع وستجدين نفسك على اول قارب عائد الى روما"

Rehana 31-12-18 06:36 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

انفجرتا بالضحك وتناولت كارمن شوكتها وقالت " حسناً, أنا آكل وانت تتكلمي"
وبدأت ناتاشا بسرد ما حدث لها منذ لحظة وصولها الى الجزيرة ثم الى ما حدث مع روبرتو ستافرو في الصباح "
" ثم حينها ..." توقفت بشكل درامي ثم برقت بمرح وهي تحدق بصديقتها .
" اجل , اجل , ثم ماذا ؟ تابعي ناني !" حثتها كارمن وهي تتوقف عن الطعام.
" ثم امسك بي و ... قبلني "
ساد صمت كامل ورفعت ناتاشا نظرها الى صديقتها التي كانت تبتسم ببطء.
" جميل , جميل جداً ! لا اتوق الانتظار لرؤيته"
" كان عليك رؤية وجهك ! لقد اخبرتك , انه مريع , رجل مغيظ , ثم وليختم الموضوع قال وهو يغادر هذا من اجل السمكة , كنت لأرميه بشيء ما , لكن كان قد ابتعد"
" هممم, هو يعرف كيف يختم مغادرته ايضاً. هل انت واثقة انه يريدك ان ترحلي ؟ يبدو وكأنه معجب بك "
" مطلقاً! بعد كل ما اخبرتك به؟ انت تمزحين دون شك . عندي شعور انه ينوي لي الشر, لكني لا اعرف ما ينويه بالضبط . لا يمكن ان يكون مهرباً اليس كذلك"
" آه , ناني ! كنت تقرأين الكثير من قصص المغامرات ؟"
" حسناً , كان هناك شيء ما بما قاله السيد مارتن حول تأليفه لكتابه . وكنت داخل منزله لبعض الوقت . لا شك من وجود شيء ما هناك اوراق , صور , آلة كاتبة ؟"
" عنده غرفتا نوم صحيح؟ أراهن انه يستعمل احداها كمكتب "
" انت عملانية جدا . ليس عندك حس الخيال مطلقاً"
" فقط واقعية يا حبي , الناس لا تسكن قرب المهربين والجواسيس او ما شابه . دعيني أراه وسأخبرك حينها عما اعتقده "
" على كل حال, دعينا من موضوع روبرتو ستافرو الآن . أنا مسرورة جداً لقدومك . سنحظى بوقت رائع . اشعر بذلك بأعماقي . وعليك اطلاعي على كل شيء بشأن زوجك وعمله الجديد"
صنعت ناتاشا الشاي وانتقلا الى غرفة الجلوس لاحتساء الشاي . انتقلتا للتنزه بعد ذلك وعلقت كارمن حين رأت ناتاشا تحمل العصى.منتديات ليلاس
" اتصابين بالعجز يا حبي؟"
" انها الطيور " اوضحت " للطيور هنا عادات سيئة كهجومها على الناس احياناً"
" لا اصدق ذلك " ردت كارمن بضحك.
" لست واثقة من ذلك أنا نفسي, لكن سانكتشف ذلك بأنفسنا الآن هيا بنا "
انطلقتا بين الجمال الطبيعي الساحر والهواء العليل يداعب وجهيهما برقة . لحظات ووضعت كارمن يدها على ذراع ناتاشا وهمست " انظري هناك كنت اتمنى لو انني احضرت الكاميرا ! لماذا لم تذكريني بذلك ؟"
نظرت ناتاشا وشهقت بروعة المنظر الأحصنة المتعددة التي كانت ترعى في الاسفل بكل روعة وسحر .
" آه , اليس هذا رائعاً"
" سيهربون اذا ما اقتربنا أكثر , آه , احدهم يراقبنا الآن وهو يستعد للهروب مع اصدقائه "

Rehana 01-01-19 09:23 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ثم شاهدوا كوخاً رائعاً على الشاطئ بقرميده الأحمر وشابيكه الخضراء .منتديات ليلاس
" آه , ناني ! لم ادرك مدى روعة هذا المكان الا الآن "
" ولا أنا ايضاً ! كنت لأقوم بالنزهات قبل هذا الوقت لو كنت اعرف ذلك . بإمكانك الارتقاء هنا , لا يمكنك فعل ذلك في روما "
" ومارك؟ لقد تلقيت رسالة منه . لقد نسيت "
" لقد اجبت على سؤالي يا حبي . كلا آسفة , ما كان علي ان أسأل . انت لا تتخطين مسألة فسخ الخطوبة بظرف ايام فقط "
" لكني قد نسيت فعلاً الا ترين ؟" ردت ناتاشا بصدق وغرابة " ما كنت اعتقد ان هذا ممكناً . كل آلام الأسابيع السابقة , لقد انتهيت من الموضوع بأكمله وأنا في روما "
" لا تكترثي , ستقرأين الرسالة حين تعودين الى هناك وسأقوم أنا الآن بترتيب حاجياتي بمكانها " قالت كارمن وهي تغير الموضوع " اين سأنام ؟"
" هناك سريرين في الغرفة الخلفية الصغيرة , لقد نظفت كل الاسرة وبدلت الأغطية "
" جيد , ما هي احوال المياه الساخنة ؟"
" آه , انها جيدة . وهي دائماً متواجدة "
" ممتاز. كالمنزل تماماً " رددت كارمن بسعادة .
كانا بطريق عودتهما الى المنزل حين مرا بجانب احد المنازل حيث خرجت امرأة بلباس تقليدي ولوحت لهما بترحيب.منتديات ليلاس
" انها تلوح لنا دون شك " قالت ناتاشا.منتديات ليلاس
" ولكنها لا تعرفنا "
ضحكت ناتاشا لمعرفتها حتى الآن لطبيعة اهل الجزيرة.
" اهلا, اهلا بكما . هلا اسعدتموني بتناول الشاي معي ؟" سألت المرأة بوجه يبتسم " لقد شاهدتكما وانتما تقتربان , تفضلا "
" شكراً سنفعل " قالت ناتاشا بمودة.
وفور دخولهما أشرق وجه المرأة مجدداً وهي تنظر من النافذة بعد جلوسهما .
" آه , يبدو هذا يوم سعدي ! المزيد من الزوار ها هو روبرتو ستافرو سأدعوه للدخول , عن اذنكم للحظات"
" لا اصدق هذا " تمتمت ناتاشا فور مغادرة المرأة العجوز.
" يبدو انها الحقيقة , ولهذا فمن الأفضل لو تمسحي نظرة المعركة هذه عن وجهك"
سمعا صوت الباب يفتح, صوت روبرتو العميق ثم صوت المرأة العجوز. ثم دخل . واستشعرت ناتاشا رفة خائفة داخل قلبها حين رأته عيناها . كان يحمل سمكة متوسطة الحجم وكان يتوقع رؤية احد ما , لكنه لم يتوقع رؤيتهما , فقد ظهرت الدهشة التامة على ملامحه للحظات قبل ان يتلاشى "
" مرحباً" قال ونظر اليهما . استدارت ناتاشا نحو كارمن وقالت ببرود " كارمن هذا هو السيد ستافرو , جاري السيدة روبرتس"
راقبتهم وهما يتصافحان ويتبادلان كلمات الترحيب المعتادة وغلي داخلها السؤال الصامت " اتساءل عن رأي كارمن به ؟"
" آه , انتما تعرفين بعضكما البعض . يا للروعة " تمتمت المرأة العجوز بسعادة .
" اجل سيدة بيارز نحن جيران , على الاقل الآنسة كليو وأنا " اوضح روبرتو للسيدة المضيفة وهو يبتسم لناتاشا " لقد احضرت لك هذه السمكة , هل ادخلها الى المطبخ وانظفها لك؟"
" يا للطفك روبرتو . كنت آمل ان تقول ذلك. اجل من فضلك وسأصنع بعض الشاي لك . لقد وصلت بالوقت الملائم تماماً"

Rehana 01-01-19 09:27 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
وتلاشت اصواتهما وهما يدخلان المطبخ وادارت كارمن وجهها فوراً الى ناتاشا وصفرت بخفة.
" ماذا؟" همست ناتاشا.منتديات ليلاس
" انه ضخم , اليس كذلك؟ " تمتمت وشفاهها ترتعش لمقاومتها للضحك " من الممتع ان يقبلك رجل مثل ..."
" صه " همست ناتاشا برعب مخافة ان يسمع ما تتفوه به صديقتها .
" انه ينظف السمكة لي" قالت السيدة بيارز التي وصلت وهي تحمل صينية الشاي " لن يتأخر"
كارمن التي احست دون شك بذعر ناتاشا اخذت زمام المحادثة وسألت " هل تقطنين بمفردك هنا سيدة بيارز؟"
" عندي ابني طوماس الذي يأتي لزيارتي كلما استطاع من عمله في ..."
" لقد تم كل شيء, لقد وضعت السمكة في البراد " جاء صوت روبرتو مقاطعاً جملة المرأة العجوز, ولسبب ما شعرت ناتاشا انه قد تعمد الدخول عند هذه النقطة وكأنه يرغب بمقاطعة السيدة بيارز عن قصد, وتابع " هل أصب الشاي الآن ؟"
" وهل سأدعك تصبه لنفسك بعد كل ما فعلت ؟ تفضل بالجلوس وتحدث مع هاتين السيدتين وسأحضر انا لك الشاي"
" ابن السيدة بيارز يعمل في جزيرة ويأتي لزيارة والدته كلما استطاع " قال بلطف .
" آه , وماهو عمله ؟" سألت ناتاشا باهتمام الآن.منتديات ليلاس
هز كتفيه وقال " عمل مكتبي ما بإحدى الشركات الأميريكية . المتخصصة بمسائل النفط على ما اظن . وماهو رأيك بمارغريتا سيدة روبرتس؟"
ابتسمت كارمن له وقالت " أنا احبها كثيراً . هناك جو مسالم يتناقض تماماً مع الحياة في روما الصاخبة . هل تسكن هنا منذ فترة طويلة ؟"
" منذ بضعة سنوات . أنا اؤلف كتاباً حول الطيور هنا "
" حقاً ؟ يا للروعة " هتفت كارمن باستمتاع وحماس كان ليخدع حتى ناتاشا لولا انها كانت تعرف ان صديقتها لا تهتم مقدار ذرة بالمخلوقات ذات الأجنحة " أتوقع تواجد العديد من الأنواع هنا ؟"
" آه اجل , المئات "
" والى اي حد وصلت بكتابك حتى الآن ؟"
" لقد قطعت شوطاً لا بأس به . بالطبع التأليف يتطلب الكثير من الأبحاث وهناك مركز لأحد الطيور على الجزيرة القريبة . لكن عليك ان تكون نافذة الصبر لالتقاط الصور لها ببيئتها الطبيعية . فهي تمتعض من الغرباء .. وأنا لا استطيع لومهم على ذلك " ورمى بنظرة سريعة نحو ناتاشا وابتسم.
" وهل اتصلت بأحد الناشرين ؟" سألت ببراءة مخادعة .ريحانة
" لقد تحدثت مع احد الأصدقاء في روما , لكنك تعرفين الناشرين , انهم اشخاص مترددون معظم الاحيان . لا يرغبون بتوريط انفسهم "
" آه , اجل اعرف " رددت كارمن بتفهم " كنت معتادة على العمل لدى احدهم قبل سنوات , قبل ان اتزوج . هل لي بمعرفة اسم صديقك هذا ؟"
" في الواقع , آه شكراً لك !" قال للسيدة بيارز التي وصلت بالشاي" اعتقد انني اجلس على كرسيك سأجلس هناك اذن . هل لا يزال جهاز التلفاز يعمل ؟" سأل السيدة بيارز .
" آه , اجل انه ممتاز منذ ان اصلحته لي " وافقته بابتسام .

Rehana 01-01-19 09:29 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
غادرت ناتاشا وصديقتها المنزل اخيراً وسارتا عن طريق الشاطئ , روبرتو قد ترك قبلهم شاكراً المرأة على ضيافتها.
" حسناً؟" سألت كارمن الآن وهما تتوقفان.
" هل هذا كل ما بإمكانك قوله؟"
هزت كارمن رأسها " لا اعرف من اين ابدأ , لكني سأقول لك شيئاً محدداً. هناك شيء ما غامض حول هذا الرجل. هذا بالطبع ليس من صنع خيالك "
" اذن فلست متوهمة بعد كل شيء؟" قالت ناتاشا.
" لم اعتقد كذلك مطلقاً . كنت فقط اعتقدك تعتبرينه بشكل جدي جداً , الآن أنا لست واثقة من ذلك , لكنه رغم ذلك رجل ساحر"
رمتها كارمن بنظرة عميقة وقالت " آه هيا ناني ! أنت لن تخدعيني , تعرفين جيداً انه كذلك فعلاً . آه , قد لا تحبينه اجل , استطيع تفهم ذلك لكنك لا تستطيعين تجاهله "
" بالكاد " وافقتها ناتاشا " نظراً لحجمه الضخم "
" ليس هذا وحده السبب . هناك .. لا اعرف .. شيء ما بشأنه . لم أتوصل لسبر كنهه بعد , لكني سأفعل "
" وهل اعتراك الاحساس انه ليس فقط لا يرغب بوجودنا بل انه يخفي امراً ما ايضاً ؟"
" حسناً " بدأت كارمن بقلق " كنت أتأكد من ذلك , ولهذا سألته عن كتابه كما سمعتني , لم أكن واضحة القصد اليس كذلك ؟". منتديات ليلاس
ضحكت ناتاشا وقالت " بالطبع لا! لقد كدت ان تخدعيني أنا نفسي ببراءة اسئلتك "
" الحمد لله . كنت لأكره ان يعتقد بي سوءاً . لكنه لم يخبرنا بالكثير صحيح ؟"
" بالضبط . لم يخبرنا بشيء في الواقع . وهو يبدأ المواضيع بذكاء بالغ يرغب بذلك"
" اجل هذا صحيح . خاصة حين بدأت السيدة بيارز تخبرنا عن ابنها "
" اذن فقد لاحظت هذه النقطة ايضاً ؟" هتفت ناتاشا " شعرت بغرابة هذا الامر لكني لم اعرف سببه بفعل ذلك"
" ولا أنا بدوري . الا اذا كانا يعملان سوياً بعمل التهريب"
" آه, كارمن الشكر لله انك هنا. فكري بكوني .. بمفردي هنا وهو قربي يصيبني بالجنون! على الاقل سنحافظ على قوانا العقلية ونحن سوية . ولن اشعر بالخوف منه .."
" الخوف ؟ لم تشعري بذلك فعلاً ناني صحيح ؟"
" لا اعرف . مرة او مرتين شعرت بالخوف منه فعلاً. تكون نظراته قاسية ومرعبة احياناً, لومضات لحظية فقط , انه بلا شفقة بالرغم من تظاهره باللطف والرقة حين يتحدث مع العجائز امثال السيدة بيارز والشقيقتين لورا وفلورا "
" لورا وفلورا ؟"منتديات ليلاس
" اجل سآخذك لزيارتهم غداً. انهما بالغتا اللطف والرقة ستحبينهما كارمن . ألم تشعري بدورك ان عيونه .. آه ..."
" تخترقك وتسبر اغوارك كأنها تقرأ افكارك " اكملت كارمن لها بتفكير.
" بالضبط كارمن . ولربما كان يتجسس علينا وعرف مكان توجهنا الى منزل السيدة بيارز " هتفت ناتاشا .منتديات ليلاس
ضحكت كارمن وقالت " كلا ناتاشا , ليس لهذه الدرجة وجوده بنفس المكان كان مجرد مصادفة . كلتانا منجرفتان كما يبدو بجارك هذا . يجب نسيانه كلياً الآن "

Rehana 01-01-19 09:30 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" موافقة " ردت ناتاشا.
" آه انظري الى تلك البحيرة الطبيعية كأنها حوض سباحة مخصص للاطفال " قالت كارمن بمرح.
توقفت ناتاشا وصاحت فجأة " آه , الآن عرفت. منذ وصولي الى هنا وأنا اشعر بنقص ما. انهم الأطفال ! منذ وصولي ولم اشاهد هنا طفلاً واحداً , ولا أحد . ولم شاهد ايضاً اية فتيان او فتيات . الجميع هنا عجوز ومتقدم بالسن "
" باستثناء واحد " علقت كارمن " أم انك قد نسيته ؟"
" اجل , لكنه ليس من المواطنين الاصليين , لقد مضى عليه هنا عدة سنوات فقط. كل المواطنيين من فوق الخمسين . على الاقل"
طأطأت كارمن وقالت " أنا لم أقابل الجميع بعد لكني أراهن انك على حق. وهذا غريب فعلاً"
" المكان هنا يشبه .. يشبه دار العجزة " علقت ناتاشا " هذا يشعرني بالاكتئاب فعلاً"
برقت عيون كارمن وهمست " لم أكن أرغب بإطلاعك على ذلك الآن , لكن .. بما أنك مكتئبة !"
" ماذا كرامن ؟" سألت ناتاشا بحيرة وتوتر.ريحانة
" أنا ... أنا .. انتظر مولوداً"
صاحت ناتاشا بسعادة وعانقت صديقتها وقالت " ماذا ؟ وبقيت صامتة حتى الآن ايتها الخبيثة !"
" لست متأكدة من ذلك بعد. لكني اشعر بذلك بداخلي وشعرت برغبة بإطلاعك على ذلك الآن لا اعرف لماذا "
" يا للروعة . وآسفة لسحبي لك الى هنا بهذه الطريقة سيكون عليك الآن تناول البيض والفاكهة واحتساء الحليب و ..."
" ارجوك توقفي , أنا قوية كالحصان "قاطعتها كارمن بضحك " سأندم على اطلاعك على ذلك"
تتابعت ثرثراتهما على هذا الموضوع وابعدت ناتاشا روبرتو ستافرو عن افكارها والانزعاج يوخزها لسكنه الدائم تقريباً لأفكارها تناولتا السمكة على العشاء وجلست كارمن وصديقتها قرب النار. الأولى لخط رسالة لزوجها والثانية لقراءة رسالة مارك.
كان ظهر ناتاشا لصديقتها وهي تفتح ظرف الرسالة . وتذكرت فجأة ذكرى لقاءها الاخير به وشجارهما حول انغماس كل منهما بالعمل واهماله للآخر . وتساءلت ناتاشا ان كانت تحب مارك فعلاً فقد قال لها ضمن المشاجرة انها لا تحبه.
رفعت عيونها عن الورقة قبل ان تقرأها وسألت كارمن فجأة " كارمن ماهو الحب؟"
نظرت صديقتها اليها بدهشة وقالت " بحق السماء ناتاشا ما الأمر يا حبي ؟ لماذا تطرحين هكذا سؤال ؟ ما الذي قاله لك مارك ؟"
" لا اعرف فأنا لم أقرأ رسالته بعد. وكنت اتساءل ان كنت فعلاً أشهر بالحب نحوه, لقد كان جذاباً اجل وقد تسلينا بالفترة التي قضيناها سوياً لكن .. لكن شيئاً لم يكن عميقاً بيننا أنت تحبين جونو , وتعرفين هذا الشعور فأخبريني "
حدقت كارمن بصديقتها وقالت بصوت حالم " ان تحبي يعني ان تهتمي للشخص الآخر أكثر من اهتمامك بنفسك , ان تشعري بالتوهج الدافء كلما كان قريباً منك .. وبالأسى والفراغ حين يكون بعيداً عنك. الحب هو التمتع بمباهج الحياة الصغيرة معاً .. التنزه تحت المطر ويدك بيده تكون النعمة بذاتها " توقفت لرؤيتها لملامح ناتاشا المتعكرة .منتديات ليلاس
" ما الأمر ؟" سألت كارمن بقلق.

Rehana 01-01-19 09:31 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" ما قلته للتو عن النزهة تحت المطر .. ما كان ليخطر هذا ببال مارك .. ولا ببالي . كنا دوماً نلتقي بالمطاعم الراقية والحفلات والأماكن الملائمة "
" اسمعي ناتاشا لا فائدة من تحليل ما حدث الآن لمَ لا تقرأي الرسالة وتعرفين ماهو شعورك حينها ؟ سأذهب واعد لنا بعض القهوة"
فتحت ناتاشا الرسالة حينها وقرأت اعتذار مارك منها وقوله انه لم يقصد كلماته تلك وانه يأمل بأن تسامحه ناتاشا لأنه يحبها بعمق ويعلم انها تحبه بدورها , وانه سيأتي لزيارتها بالشقة وللتحدث بهذا الشأن , لا شك انه هنا الآن يطرق الباب الخالي ويتساءل عن مكانها . وضعت الرسالة على حافة الشباك ودخلت المطبخ لتطلع كارمن على المحتويات . تابعا التحدث بهذا الموضوع لبعض الوقت وعملا بنصيحة كارمن كتبت ناتاشا رسالة الى مارك تخبره بها انها تتمنى له كل السعادة لتأكدها الآن ان ما يربط بينهما لم يكن حباً بل مجرد اعجاب متبادل . ثم اعلنت كارمن عن نعاسها الشديد فسارعت ناتاشا لترشدها الى غرفتها وقبلتها متمنية لها ليلة هانئة قبل ان تعود الى غرفتها . النوم لم يكن يبدو ضيفها لهذه الليلة فقد وجدت افكارها تعود الى جارها الغامض والى كل ما حدث لهما معه بهذا اليوم . سمعت صوت حركة ما في الخارج فسارعت الى النافذة حيث وجدته تماماً كتلك الليلة يتسلل من منزله بسترة سمكية وكاميرا ومنظار حول رقبته ويتجه نحو الشاطئ.منتديات ليلاس
نزلت ناتاشا الى المطبخ وحضرت لنفسها الشاي وعقلها يفكر بما يخفيه روبرتو ستافرو . أي طائر هو هذا الذي يخرج هو ليطارده ويصوره بمنتصف الليل كل ليلة ؟ وما حاجته الى المنظار بمثل هذا الظلام والضوء الشاحب؟
اجل! هناك امر ما خلف الأكمة وهي , انها ستتحين الفرصة المناسبة للتجول داخل قاربه وتفحصه فلربما دلها ذلك على شيء ما يميط اللثام عن كل هذا الغموض ويريح بالها .
الفكرة كانت تتخمر داخل عقلها صباح اليوم التالي وهي تحضر الفطور وتستمع لصوت كارمن تدندن كعادتها وهي تأخذ دوش الصباح.
" صباح الخير".منتديات ليلاس
" صباح الخير كارمن . هل نمت جيداً؟"
" كالخشبة " قالت وهي تتمطى بنعاس " آه , هذا افضل , استطيع متابعة النوم لساعة اخرى , لكني سمعت صوتك"
" كنت انوي احضار الفطور لك الى السرير , علينا الاعتناء بك كما تعلمين "
ضحكت كارمن وقالت " يا الهي لست مصنوعة من الخزف تاني هذا ما أواضب على اخبارك به . ما الذي سنفعله اليوم؟"
" سنذهب اولاً لوضع رسائلنا بالبريد ثم سنقوم ببعض التسوق . ونستطيع زيارة لورا وفلورا اذا رغبت بذلك ". ريحانة
" ممتاز " قالت كارمن " ماذا بإمكاني ان افعل الآن ؟"
ابتسمت ناتاشا وتمتمت " بإمكانك صب الشاي " وجلستا لتناول الفطور.
انتظرت ناتاشا بعض الوقت قبل ان تقول " لقد شاهدت روبرتو ستافرو يخرج ليلة البارحة ايضا "
" آه ؟ الى اين ؟"
" الى قاربه "
هزت كارمن رأسها قليلاً" لا افهم "
"حسناً, هل تحتاجين الى كاميرا او منظار لصيد السمك ؟"
" أكان يحمل ذلك ؟"
"آله واحدة من الاثنين .. لم أميز ذلك بوضوح "

Rehana 02-01-19 07:58 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" آه, ناني وهل يهم هذا ؟ أقصد لا يوجد أي سوء باصطحاب منظار ما معك , خاصة بمثل هذه الانحاء فالضوء مشع معظم الأحيان . لا اجد شيئاً غامضاً بذلك " صمتت ثم تابعت " ناني , ما الأمر ؟"
" سأفعل , سأتفحص قاربه "
" ماذا؟" صاحت كارمن بذهول " آه , ناتاشا أتركيه وشأنه "
هزت ناتاشا رأسها بعناد " اريد ان اعرف سبب تحسسه الواضح مني .. منا .. من وجودنا هنا .. وهو كذلك دون شك لا تستطيعين نكران هذا الامر كارمن صحيح ؟ لقد تصرف بلياقة وتحضر البارحة بمنزل السيدة .. السيدة بيارز لكن لا تنخدعي بذلك , فأنا لا اثق به مطلقاً ولا للحظة واحدة "
" صحيح . اعرف انك كذلك , وهناك شيء غامض بشأنه اجل . لكن اسمعي نحن هنا بعطلة , مايقوم به , وأنا واثقة انه ليس امراً شريراً , هو شأنه وحده . هو لا يستطيع اجبارنا على الرحيل , ولهذا فلم لا تركزي على الاهتمام بصديقتك وبالنزهات والتسلية ؟"
" انت واقعية وعملية جداً الست كذلك ؟ " قالت ناتاشا بتنهد " هذا أفضل على ما اظن لكن .." هزت كتفيها لقد انتهى موضوع روبرتو ستافرو لهذه اللحظة لكن تصميمها لا يزال على حاله .
غادرتا المنزل بعد حوالي الساعة متوجهتان نحو القرية . الرياح كانت باردة نوعاً ما وارتدت الفتاتان معاطفهما الملونة . كلاب روبرتو كانت تلعب في الخارج فأدركت ناتاشا ان جارها قد عاد وباندفاع ندمت عليه نظرت نحو منزله ووجدته يقف على العتبة وينظر اليهما . حياها بابتسامة ساخرة فطأطأت رأسها وتابعت السير لاعنة نظرها الذي اتجه نحوه ! اخذتا تتحدثان الآن عن الجزيرة وجوها العائلي الدافء واعترفت ناتاشا لصديقتها انها تشعر بالاختلاف حتى بطباعها ومزاجها بمثل هذا المكان .منتديات ليلاس
" أتعرفين اشعر وكأنني بدأت أقيم الحياة البسيطة الهادئة بكل ما تعنيه "
" افهم قصدك تماماً " وافقتها كارمن بصدق " اصبحت تحبين الاستماع للراديو "
" والتمتع بمعرفة ان هناك صينية خضار تنضج داخل الفرن "
" والجلوس امام المدفأة بتكاسل ..."
" توقفي " صاحت ناتاشا بتوسل " والا فإنني سأعود الى المنزل الآن فوراً"
" ما الذي كان يفعله ؟"
" آه, اذن فقد شاهدته بدورك ؟ يقف على عتبة منزله ويراقب كلابه "
" او يراقبنا " رددت ناتاشا " لربما يعتقد اننا سنخيف عصافيره الحبيبة . وأنا احمل هذه العصى كالبلهاء . أراهن ان تعليقه عن الطيور المشاكسة كان مجرد محاولة منه لتخويفي من المكان "
" لا بأس , لم لا تسألي اذن الشقيقتين او السيدة مارتن ؟"
" هذه فكرة جيدة , سأفعل ذلك بالتأكيد"
زار فعلاً متجر السيد مارتن ودهشتا لمعرفة ان زوجته تصنع البلوزات الصوفيةالرائعة . اشترتا منها بلوزتين واستفسرت ناتاشا عن مسألة العصافير فوجدتها حقيقة فقط اذا اقتربت كثيراً من الأعشاش. وحين سألت مجدداً عن سبب عدم تواجد الاطفال او الشبان بالجزيرة اطلعها السيد مارتن على السبب بقوله ان كل الشبان يذهبون الى جزيرة مارلو المجاورة والتي تعتبر مركزاً صناعياً وتجارياً هاماً وبالتالي يتركون مارغريتا لآبائهم والمسنين فقط.

Rehana 02-01-19 07:59 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
زيارتهم للشقيقتين كانت ممتعة ومسلية بدورهما وسعدت لورا بالتحدث مع كارمن وكذلك شقيقتها.
عادتا الصديقتان الى المنزل تفاجأتا بانهمار المطر بغزارة وهما بطريق العودة الا انهما ركضتا بطفولة واصوات ضحكاتهما تملأ المكان ووصلتا الى المنزل والمطر قد بللهما كليا.
" يا إلهي ما هذا ؟" صاحت كارمن التي دخلت اولاً الى المنزل .
" ماذا ؟ آه " هتفت ناتاشا بدورها بعد ان رأت الصدمة امامها .
الغبار الاسود كان يسيل من الموقدة ويغطي معظم السجادة وكل شيء داخل الغرفة كان مغلفاً بطبقة كثيفة من الغبار الاسود الناعم.منتديات ليلاس
اغمضت ناتاشا عيونها وقد تحطمت سعادتها وهي تسمع شهقة كارمن وقولها " ما الذي حدث هنا بحق السماء؟"
ثم سمعتا صوت طرقة على الباب الذي فتحته كارمن ودخل روبرتو ستافرو . كان الغبار الاسود يلون وجهه ويداه وانفجرت ناتاشا بالقول فور رؤيتها له " ما الذي فعلته ؟"
للحظة التمع الغضب داخل عيونه ثم اختفى واجاب " ماذا تقصدين ؟ هل تعتقدين انني من فعل هذا ؟" سألها ببعض السخرية.
" انت مغطى بالسواد . وكيف عرفت بما حدث؟"
" لأن الشيء نفسه حدث لي . ولأني حذرتك من الغبار الذي يسكن موقدتك من قبل , لكنك لم تسمعي لي ولهذا فقد اتيت للتحقق , عل كل حال اذا كنت من غير المرغوب بهم ..."
" من فضلك " سارعت كارمن لتقول بابتسامة دافئة " من فضلك لا ترحل. لقد كانت صدمة كبرى لنا حين دخلنا ووجدنا هذا . بالطبع بإمكاننا الدخول الى المطبخ وصنع القهوة " رمت بنظرة تحذيرية نحو ناتاشا ثم تابعت " والتفكير بما علينا فعله بهذه الفوضى "
استدارت مجدداً الى روبرتو وتابعت " لربما بإمكانك مساعدتنا بهذه سيد ستافرو؟"
طأطأ برأسه موافقاً . وتحركت عيونه نحو ناتاشا " اذا كان هذا ما تريدينه آنسة كليو؟"
كان ينتظر وادركت انها اذا تجرأت واجابت بفظاظة فإنه سيغادر بكل بساطة ولهذا فقد ابتلعت كبريائها وقالت " من فضلك شاركنا بتناول القهوة , آسفة لتحدثي معك بحدة , كنت اشعر بالصدمة"منتديات ليلاس
" أنا واثق من ذلك. فهذا ما حدث لي بالضبط حين رأيت غرفتي . الرياح والامطار الغزيرة هي المسؤولة عما حدث"
تبع ناتاشا الى المطبخ وبغرابة شعرت هي به خلفها وشعرت انه لم يكن منزعجاً تماماً مما حدث لكن لم يكن بيدها اية حيلة وهي لا ترغب بالتأكيد بإثارة غضبه الذي قد يكون هداماً . وشكرت الله لوجود كارمن بالمكان فهي لن ترغب مطلقاً بالبقاء معه بمفردها بأي مكان.ريحانة
حضرت كارمن القهوة , وقبل ان تنتهي قال روبرتو " هل تملكين جاروفاً ومكنسة ؟"
" اجل. في خزانة السلالم "ردت ناتاشا بسرعة وخرجت لتحضرهم " سأجمع ما يجمع داخل الموقدة وارميه خارجاً" قال وهو يتناول المعطف الجلدي الموجود داخل الخزانة لهذا الغرض وتلامست اجسادهما للحظة قصيرة فتحركت ناتاشا مبتعدة على الفور.
" اجل, شكراً لك " قالت بسرعة وهي تشعر بالارتباك دون ان تعرف السبب . وناولته المكنسة والجاروف وتبعته الى غرفة الجلوس " هل بإمكاني المساعدة بشيء ؟" سألت وهو يدخل الموقدة لتنظيفها .

Rehana 02-01-19 08:00 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


" اجل , اذهبي واحضري وعاءاً"
" حالاً" قالت وركضت الى المطبخ . يجب الا تجعله ينتظر " هل ينفع هذا ؟" سألت وهي تناوله الوعاء.
" سيحتاج للتنظيف بعد ذلك. لكن اجل سينفع " ورفع نظره اليها وكان من الصعب معرفة ما كانت تقوله عيناه " عندك لطخة سوداء على انفك " قال واستدار متابعاً عمله .
اخذت ناتاشا نفساً عميقاً . آه , يا لك من رجل رائع, الرجل المحترم الحقيقي بدون شك همست بنفسها بتهكم.ر يحانة
" حقاً؟ اذن سأغسلها فوراً "
" اجل " رد بدون ان يلتفت . كان يعمل بسرعة حتى لا يسمح للغبار بالانتشار لأكثر من هذا . ملأ الدلو بالغبار الأسود ونهض " سأفرغ هذا في الحديقة الخلفية . وعاء آخر وسينتهي الامر . ثم سنهتم بأمر اشعال النار داخل الموقدة "
" شكراً لك" قالت وراقبته وهو يغادر المطبخ ثم يعود بعد لحظات .
" فوطة مبللة مع بعض دواء السجاد " الصوت كان ساخراً وكأنه يخبرها انه كان عليها هي التفكير بذلك.
وشعر بوجهها يحمر خجلاً وقالت " اجل, حالاً" وسارعت بمغادرة المكان الى المطبخ وهي تلعن بهمس , ورفعت عيونها لتجد كارمن تكبت ضحكتها.ريحانة
" تبدين رائعة " همست بصوت مرتعش.
" شكراً اعرف ذلك. لقد اخبرني بذلك " قالت دون ان تعرف السبب بدأت تشعر بالانزعاج من وجود الرجل المرعب المساعد الموجود في الغرفة المجاورة . كان يثير جنونها دون اي جهد يذكر من قبله.
عادت الى غرفة الجلوس ووجدته ينتظر بصبر.
" آه اخيراً" قال .
" بإمكاني فعل ذلك بنفسي. لقد فعلت ما فيه الكفاية " قالت.
" جيد " قال ولف السجادة وحملها الى الخارج لتنظيفها.
اخذت ناتاشا تنظف داخل المدفأة الذي اخذ يلمع بحجارته الضخمة مجدداً. وشعرت ناتاشا بالامتنان نحو جارها الضخم فلولاه لما تمكنت من حل هذه المشكلة بهذه السرعة .
اخذت الفوطة الى المغسلة لنفضها وتعاود التنظيف فوجدته يغسل يديه ووجهه .
" القهوة جاهزة " قالت كارمن وكأنها مصممة على قطع الطريق امام اي شجار قد ينشب بينهما.
" سأنظف الموقدة لمرة اخيرة بعد ثم ألحق بكما الى المطبخ " قالت ناتاشا ودخلت مجدداً غرفة الجلوس.
حين دخلت المطبخ كانا يجلسان على الطاولة يحتسيان قهوتهما. فجلست ناتاشا واحتست جرعة من فنجانها .
" رائعة " قالت " أكانت غرفتك بحالة سيئة سيد ستافرو؟"
" روبرتو .. الاسم هو روبرتو... "
" يبدو من السخافة بمكان استعمال الألقاب فيما انتما جارين " قاطعته كارمن بسرعة . سمعتهما ناتاشا يتحدثان وهي تنظف الموقدة . كارمن لا تضيع الوقت اذن , نظرت الى صديقتها التي كان وجهها مشعاً وبريئاً. منتديات ليلاس
" روبرتو " قالت بجهد " صحيح ؟"
" ليس بمثل هذا السوء " اجابها.

Rehana 02-01-19 08:01 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


" لقد حظيت الموقدة بحفلة تنظيف ضخمة على ما اظن " قالت ناتاشا " اقصد بالنظر لكمية الغبار الضخمة التي فرغت من داخلها " هي لن تتصرف بفظاظة معه , لن تستجيب لاستفزازته , ستجعل كارمن فخورة بها , حتى ولو كان ذلك مرهقاً ومتعباً لها هي.
" لربما انت على حق . سنرى ذلك" قال وابتسم لها وبدا مختلفاً تماماً , وكأنه شخص آخر بهذه الابتسامة , لربما بإمكانه ان يصبح لطيفاً حين يريد ذلك.
" كان من اللطف منك عرضك المساعدة علينا " قالت ناتاشا " لم يعد منظر الغرفة مروعاً حقاً. سيتم تنظيفها حالاً"
" اجل, لا بأس , من الافضل ان اغادر الآن . أنا واثق انك تريدين مزوالة التنظيف فوراً . وأنا عليّ انهاء بعض الاعمال "
" آه , اجل . لقد شاهدنا العديد من الطيور اثناء نزهتنا اليوم . وتساءلنا اذا كنت تملك كتاباً عن الطيور بإمكاننا استعارته , كتاب بصور بالطبع , حتى نتمكن من التعرف على كل نوع "
برقت عيون ناتاشا لادراكها لقصد صديقتها من سؤالها البريء هذا بالذات وراقبت وجه روبرتو وترقبت رده بتلهف , بدا عليه التفكير وقال " عندي العديد من هذه الكتب . سأحضر لك احدها لاحقاً. اذا كنتما في الخارج فسأضعه على حافة الشباك "
" سنعتني به جيداً" أكدت كارمن له .ريحانة
" أنا واثق من ذلك . الى اللقاء الآن "
فتح الباب واستدار الى ناتاشا وقال " لا تنسي ان تمحسي الغبار عن وجهك.. ناتاشا"
اغلقت الباب خلفه وعادت الى المطبخ والارتباك الغامض يسكنها . انشغلت الصديقتان بأعمال التنظيف وكانتا تنشران الملابس على الشرفة الخلفية حين وجداه يتوجه والكلاب الى جهة الشاطئ لحظات وسمعا صوت محرك زورقه يهدر ثم يبتعد داخل المياه . المساء كان قد حل ونظرت ناتاشا الى صديقتها وسألت " ترى الى اين ذهب ؟"
" أتساءل عن ذلك . يا له من قارب رائع "
" وهو يصطحب معه كلابه "
ضحكت كارمن " ولم لا ؟ بحق السماء لا تجعلين من هذا الامر لغزاً غامضاً "
ابتسمت ناتاشا بتردد وقالت " أنا لا أفعل لكن .. حسناً , كلما أراه أكثر , كلما فهمته أقل "
" لعله يقول الشيء نفسه عنا "
" اجل . اتساءل ان كان قد ترك الكتاب على النافذة . سأذهب واتأكد"
" حسناً , هل وجدته ؟" سألتها كارمن حين عادت.
" كلا" ردت ناتاشا وهي تهز رأسها بالنفي.
" سيضعه لاحقاً"منتديات ليلاس
" اجل " قالت ناتاشا وشعور غريب يعتريها . شعور لم تفهم كنهه لكنه كان موجوداً.
" فكري كم ستقدر الغسالة والمكواة الكهربائية حين نعود " قالت كارمن وهما تكويان الثياب بالمكواة القديمة .منتديات ليلاس
" لم اعتقد للحظة ان العمل المنزلي سيكون ممتعاً هكذا "وافقتها ناتاشا " لم يرق لي الامر من قبل ابداً , لكن أتعرفين شيئاً ؟ أنا استمتع بهذا !"
" حسناً, لا تنجرفي كثيراً بهذا " حذرتها صديقتها " التواجد بكوخ ريفي صغير هو ما يروق لك فعلاً"
" اعتقد ذلك " وافقتها ناتاشا " بالطبع انت على حق , لكني قررت العودة الى هنا دوماً بالمستقبل . لم اشعر بهكذا سعادة وراحة منذ اجيال "

Rehana 02-01-19 08:01 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" و لا علاقة لجارك الضخم بذلك , على ما افترض ؟"
" هو؟" رددت ناتاشا بدهشة " هل تمزحين ؟"
" حسناً انت قلت انك تشعرين بالسعادة . ويبدو ان له تأثير غريب عليك يا حبي"
" فقط لأنه يثير حنقي وجنوني من تصرفاته وتعليقاته المهينة " ردت ناتاشا وعيونها تبرق.
نظرت كارمن اليها " هذا ما أقصده ! الحياة لن تكون مملة بوجوده بالجوار اليس كذلك؟"
" مملة ؟ كلا , لم اقصد وجود رجل بإمكانه .." وتوقفت .
" اجل ؟ بإمكانه ماذا؟"
" آه , لا شيء"
" آه , هيا ! لا تستطيعين ترك الخبر معلقاً هكذا "
هزت ناتاشا كتفيها وقالت " حسناً , رجل بإمكانه اثارة جنوني بسرعة هكذا. فقط بمجرد نظرة واحدة منه "
" همم , هو لم يرميني بهكذا نظرة , يجب ان اعترف بذلك"
" ليس هذا النوع من النظرات . ليس النظرات الذئبية ليس هو . اقصد نظره تحديقه رمادية باردة , النظرة التي تقول انه يعرف شيئاً انت لا تعرفينه وانه يقرأ افكارك .. آه , انا اشعر بالارتباك الكامل"
" تقصدين انك منزعجة لأنه لا يتصرف معك بالطريقة التي يفعلها الرجال الآخرين ؟"
" لم اقصد ذلك ايضاً ! " ردت ناتاشا بسرعة " لا يهمني حتى ولو كان من النوع الذي يكره النساء "
" أتساءل عن تقبيله لك اذن؟"
" اذا ذكرت هذه النقطة مجدداً فسوف ..." هددت ناتاشا.منتديات ليلاس
انفجرت كارمن بالضحك " آسفة , آسفة . انها نكتتي الصغيرة . ما كان عليك ذكر هذا لي ما دام التحدث عنه يزعجك هكذا .. مع انني كنت لأشعر بالانزعاج لو انك فعلت "
تنهدت ناتاشا وقالت " الأمر لا يزعجني . لقد تخطيت هذه المرحلة منذ سنوات , كنت فقط مضطربة . وقامة الرجل .. هذا ما ازعجني هذا كل شيء "
" أنا اصدقك . حقاً" قالت كارمن ونهضت من مكانها الى المطبخ فلم تشاهد ناتاشا تعابيرها.
قررتا الخروج بنزهة صباح اليوم التالي وقالت ناتاشا " سنأخذ بعض الطعام وغطاء والمعاطف"
" آه فقط لو كان معنا كاميرا " قالت كارمن والتفتت فجأة لسماعها صوت خطوات خارج الباب.
لحظات ثم تابعت الخطوات وسمعتا صوت باب منزل روبرتو يفتح ويغلق . نهضت ناتاشا من مكانها بسرعة وفتحت بابها لتجد في الخارج كتاباً مصوراً عن طيور الجزر.
اعادته معها الى الداخل وناولته لكارمن " لهذا توقف قليلاً"
" آه انه كتاب رائع كما يبدو "
" سأدخل لأعد لك الشاي والتوست الآن " قالت ناتاشا ودخلت المطبخ وفكرة خبيثة تدور برأسها.
الليلة, الليلة ستخرج لتقوم بجولة داخل قارب روبرتو ستافرو لقد وصل للتو من رحلته كما يبدو ولن يحتاج القارب الآن . تأكدت من خلود كارمن للنوم وتسللت بسرعة خارج المنزل سترتها حول اكتافها وتركت باب المنزل بلا قفل حتى تدخل بسرعة . لن تحتاج لأكثر من ربع ساعة فقط وستعود بعد ذلك فوراً.

Rehana 03-01-19 08:30 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
سارت لعدة خطوات على رمال الشاطئ الناعمة ثم توقفت . هل هي تتصرف بجنون؟ والأسوأ من هذا هل هي تتصرف كالمجرمين فما تفعله كان تعدياً على ممتلكات الغير واذا ما كسرت شيء ما بطريق الصدفة.ريحانة
لكنها لن تفعل, ولولا عدائيته المفرطة لما فكرت بالتصرف هكذا .. اذن فالخطأ خطأه.
تفحصت داخل المركب وشعرت بالخيبة حين وجدت كل شيء عادي ولا شيء يدعو للريبة . ثم اخذت تفتح الخزائن لتتعرف على موجوداتها وكأنها تتوقع رؤية اسلحة او مخدرات او اشياء ممنوعة . لكن الخزائن كانت تحتوي فقط على المعلبات والأواني المطبخية المختلفة والعادية. ثم وفيما هي تقف على احد الكراسي لاستطلاع موجودات الخزانة العلوية تجمدت اوصالها وانقطعت انفاسها لسماعها لصوات اقدام تصعد على ظهر القارب جمدها الذعر للحظات ثم نزلت من مكانها فوراً وسارعت للاختباء خلف خزانة الثياب الكبيرة. لعله عاد فقط لاسترجاع شيء ما قد نسيه وسيرحل فوراً. لكن اوصالها تناثرت حين وصل الى سمعها صوت المحرك يدور , لحظات وانساب القارب ماخراً عباب الماء. ادارت ناتاشا نظرها بالغرفة حولها بهلع مفتشة عن وسيلة للهروب لكن لم يكن بالغرفة ولا حتى نافذة صغيرة. فقبعت مكانها مدركة ان لا حل آخر امامها سوى الاختفاء عن الأنظار هكذا حتى يعود من رحلته المجهولة هذه. غمرها الندم لتهورها وتمنت لو انها كانت داخل المنزل الآن ملتفة بالأغطية وتغط بالسبات. ما الذي دهاها لتتصرف هكذا؟ افقدت عقلها فعلاً بسبب روبرتو ستافرو الغامض هذا ؟
بدا الانتظار ابدي وهي مكانها ثم فجأة ودون سابق انذار توقف صوت المحرك ثم سمعت صوت خطواته تنزل الدرجات ثم تدخل الغرفة. وقف شعر رأسها من الرعب وارتجفت بشدة.منتديات ليلاس
" حسناً , حسناً , يا لها من مفاجأة ! وما الذي تفعلينه هنا ؟" واجهها روبرتو ستافرو الضخم , الغاضب والقاسي " وكأني لا اعرف . تتجسسين ايه؟ كما كنت تفعلين اليوم حين حاولت فتح باب منزلي . هل اعتقدت انني سأتركه مفتوحاً؟"
الذهول تملكها لمعرفته لمحاولتها تلك والتي لم تخبر احداً بها ولا حتى كارمن ولم تستطع الا ان تردد بغباء " كيف .. كيف عرفت ؟"
" لا تكترثي لذلك . لقد فعلت, والآن هذا . هل تعرف كارمن بمكانك الآن ؟" سألها .
" كلا, انها نائمة "
الظلال كانت تجعل وجهه يبدو كوجه القرصان . وشعرت ناتاشا بالخوف الشديد منه وهو يقف كالطور امامها الآن وذراعه على الباب تغلق عليها طريق الهروب.منتديات ليلاس
فجأة ابتعد الى وسط الغرفة وقال " حسناً , لنسمع التفسير منك"
أطاعته فهذا كان التصرف المنطقي الوحيد , جلست على المقعد المقابل وهمست " اردت .. اردت فقط رؤية قاربك من الداخل"
ضحك وقال " آه, هيا بإمكانك النطق بأفضل من هذا بالتأكيد . رؤية داخل قاربي؟ بمنتصف الليل ؟"
نهضت ناتاشا وقالت " أنا لن ابقى هنا .. أنا راحلة"
" الى اين؟ اتعرفين اين نحن؟ نحن في وسط البحر, اذن ما الذي ستفعلينه .. تعودين سباحة ؟"
" لماذا .. لماذا توقفت هنا؟"

Rehana 03-01-19 08:31 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" لأني كنت اعرف تماماً انك داخل القارب واردت معرفة سبب وجودك هنا دون ان يكون امامك اية فرصة للهروب . في الواقع, وبالوضع الحالي أنت .. سجينتي !" قال واقترب منها واجبرها على الجلوس " ولهذا فاجلسي , انت محجوزة هنا حتى تخبريني عما ترمين اليه "
" لست مضطرة لاخبارك بأي شيء " قالت وهي تفرك يدها حيث كانت اصابعه " واريد العودة الى المنزل"
" المنزل ؟ الى روما ؟" قال بتهكم .
" الى كوخي"
" أتسمين ذلك منزلك؟"
" انه كذلك للوقت الحالي اجل" شجاعتها كانت تعود اليها الآن بعد ان زال خوفها ووجدت حدة غضبه تفتر . فرفعت ذقنها بتحدي وسألته " حسناً أنا سجينتك اذن , فما الذي تنوي ان تفعله بي؟"
زم شفتيه وقال " هممم, عليّ التفكير بذلك لا ؟ هل اطعمك لأسماك القرش؟ أم اجعلك تسيرين على حافة المركب؟"
" لست مضحكاً " قالت وهي تنظر بعيداً.ريحانة
" اذن فما هو وجه المتعة بقضائك لبقية الليلة معي ؟" قال وهو يبتسم بسخرية.
" لست مضحكاً بهذا ايضاً . أنا لا اخاف منك, باستطاعتي الاعتناء بنفسي"
" انت لا تستطيعين حتى منعي من تقبيلك " رد بسرعة " أم انك قد نسيتي"
ترددت للحظة قبل ان تضحك وتقول " ذاك؟ يا للسماء وهل كان من المفترض بي التذكر؟"
" اذن دعينا نرى رد فعلك على هذا " وانحنى فوراً واحاطها بذراعيه .
" ابتعد عني" صاحت ودفعته بغضب عنها.
" لقد خذلتني ايتها القطة المتوحشة " قال باستمتاع ورفع ذقنها بأصابعه " اين النار ؟ اين مزاجك الناري؟"
ابعدت يده بحدة وصاحت وعيونها تبرق وصدرها يصعد ويهبط بحدة " حاول ذلك مرة ثانية وسترى"
" لا تهدديني . قد اكتشف أكثر من ذلك اذا ما كنت عصبية وحادة . بإمكانك اخباري بالحقيقة الآن "
" لا يوجد ما يقال . كنت فقط فضولية "
" ولهذا فقد تسللت الى هنا ليلاً لتتجسسي عليّ. ما الذي توقعت ان تجديه هنا؟ اسلحة؟ مخططات السطو على مصرف ما؟ هيا فتشي القارب. فتشيني أنا ايضا اذا اردت . مع انني لن اعدك بعدم الضحك . فأنا سريع التـأثر بالدغدغة... "
" أنا لن ألمسك " قاطعته بحدة.ريحانة
ابتسم بخبث وقال " يا للأسف كنت لأستمتع بذلك. حسنا , هيا تابعي . اذهبي .. وفتشي المكان"
" كلا. اريد العودة الى مارغريتا"
" حظ سيء يا عزيزتي . عليك الانتظار حتى ارغب أنا بذلك. وأنا لست كذلك حتى الآن "
" الى .. الى اين ستذهب ؟" سألت والارتعاش واضح بصوتها .
ضحك وقال " مرعوبة ؟ هذا جيد . قد يعلمك هذا درساً"
" لا تستطيع فعل اي شيء لي "
" كلا؟ لقد اخبرتني بنفسك ان كارمن لا تعرف مكان تواجدك "
" لقد تركت لها ملاحظة . ستجدها حين تستيقظ"

Rehana 03-01-19 08:31 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" كاذبة أنت لا تبدين حتى مقنعة , بإمكانك القيام بأفضل من هذا ايتها الصغيرة اذا ما اردت ان تكبري وتصبحي جاسوسة "
" اخرس" قالت واغلقت اذنيها " اتركني وشأني"
اقترب ليبعد يديها عن أذنيها ثم انهضها وقال " والآن ما الذي ستفعلينه؟ انت لا تستطيعين الحراك . ولهذا فلا تقولي لي اخرس ولا تحاولي ان تقاوميني لأني أقوى منك بكثير . فقط اسمعي , لماذا انت على متن قاربي هذه الليلة ؟"
حدقت به بعجز ولكن لم يكن من فائدة بالعناد. عليها اخباره بكل شيء . اخذت نفساً عميقاً وقالت " لأنني اظن اما انك مجرم او مهرب , لقد اوضحت منذ البداية انك تريد رحيلي , وكل ما قمت به منذ ذلك الحين كان يؤكد ذلك. لا اعرف لماذا تكرهني لهذه الدرجة . أنا لم اؤذيك بشيء . وانت دوماً تخرج في الليل وأنا لا اعتقد انك تؤلف كتاباً من الأصل" وتوقفت لادراكها انها قد تفوهت بالكثير ولأنها لم تعجب للنظرة التي ظهرت داخل عيونه .منتديات ليلاس
ابتسم بغموض وقال " هذا مثير للاهتمام . ولماذا تعتقدين انني لا اؤلف كتاباً؟ اخبريني "
" افلتني من فضلك , انت تؤلم رسغي"
ببطء افلتها وقال " لست مجرماً ولست هارباً من القانون وبالتأكيد أنا لم يسبق لي ان هربت اي شيء بحياتي"
بغرابة كفاية صدقته ناتاشا وآمنت انه يتفوه بالصدق, لكن ظلت هناك العديد من الاشياء التي لم تفهمها . وعاد التوتر الخفي ليحيط بهما.
" هل تكتب كتاباً عن الطيور ؟" سألته باندفاع.منتديات ليلاس
" أنت تشكين بي ؟ سأريك ابحاثي والصور التي التقطها حين .. أقصد اذا .. سمحت لك بالعودة الى مارغريتا " قال وارتفع حاجباه باستمتاع وسخرية.
ارادت ان تقول انها لا تصدقه لكنها لم تجرؤ على ذلك . وسألته " اذا لماذا لم تضع الكتاب على حافة النافذة الا بعد خروجك بالقارب؟"
" لأنه كان على متن القارب نفسه. لقد تركته هنا منذ عدة ايام وبما انه افضل الكتب الموجودة عندي فقد احضرته بالذات لكم"
لم تصدقه وسألته " وكيف عرفت انني عارضة ازياء؟ لا تقل لي لأنني ابدو كذلك فأنا لم أكن متأنقة حين التقينا في المرة الاولى .. اذن كيف عرفت ؟"
ضحك وقال " وذكية ايضاً, يبدو انني قد اخطأت بتقديرك . الآن كيف عرفت ؟" غرق بالتفكير ثم تابع " عرفت .. الملابس .. الملابس كانت غالية الثمن بوضوح..."
" هراء " قاطعته بحدة " كانت الملابس من محال عادية "
" آه اجل ! لكن طريقة ارتدائك لها رائعة !" قال بابتسام وبغرابة ايضاً شعرت ناتاشا بغضبها يتبخر وسكنتها الحيرة لمزاجه , لماذا يتصرف بهذه الطريقة ؟ لقد كان في البداية غاضباً والآن يبدو انه لم يعد كذلك. كحالها هي تماماً. اخذت ناتاشا تشعر بالعجز فعنده الجواب لأي سؤال .
" أنت كالـ .. كالسياسي" قالت بيأس " انت تحور كل كلمة أنطق بها . انت تعرف ما الذي اقصده لكنك تقول اشياء وتجعلني أشكك حتى نفسي"
" حقاً؟ يا للجمال ! من الأفضل لك ان تجلسي مجدداً , الوقت متأخر "
" اعرف ذلك. وانا متعبة جداً. آسفة لمجيئي الى قاربك .. آسفة لكني بالمنزل المجاور لك .. آسفة لرؤيتي لك منذ البداية "

Rehana 03-01-19 08:32 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


" كلمات قاسية. تقصدينها بالتأكيد لكن توقيتها متأخر . أقصد انك على قاربي تسكنين بالمنزل المجاور لي وقد رأيتني وقابلتني " ابتسم بخبث متابعاً" قلت اجلسي "
جلست وتمتمت " انت مغرم بإلقاء الأوامر "
" آه , اجل أنا كذلك . وهذا ما ستكتشفينه دوماً كلما حاولت التلاعب معي . لقد افسدت رحلة صيد جيدة لي هذه الليلة "
" هه!" صاحت بتعجب وشعرت بغضب غامض يجتاحها . ولم تعرف كيف تتصرف معه وتغلبه , هذه تجربة جديدة تماماً عليها , فلم يسبق لها وان قابلت رجلاً منيعاً تماماً عن كل حيلها الأنثوية . هل ستنفع معه الدموع ؟ هناك طريقة واحدة لمعرفة ذلك لكن او انها لم يحن بعد .ريحانة
" تذكرت شيئاً آخر فقالت " والجميع متقدم بالسن في مارغريتا "
كان هذا تعليقاً سخيفاً فقد رمقها بتهكم وقال " وماذا؟ هل أنا المذنب بذلك؟ أنا لم أقتل أياً من الشباب هنا "
" أنا لم اقصد ذلك. لكن لماذا أنت هنا ؟"
" ولم لا ؟ المكان هنا بالغ الهدوء , او انه كان كذلك قبل مجيئك "
" لا تعجبني " صاحت .
" اعرف ذلك "
" واعرف انني لا اعجبك " اضافت .
" وهل يزعجك ذلك؟" نبرته كانت لطيفة مما أثار حيرتها .
" بالطبع لا "
اخذ يضحك وقال " انت فتاة مضحكة أتعرفين ذلك ؟"
" لست كذلك. لا تقل ذلك مجدداً"
" فتاة مضحكة " ردد بإغاظة .
نهضت ناتاشا من مكانها ومرت من جانبه بسرعة بطريقها الى السطح . لم تكن واثقة من المكان المتوجهة اليه لكنها ارادت الابتعاد عنه لادراكها اذا بقيت داخل المقصورة لدقيقة اخرى فإنها ستقوم بتصرف تندم عليه لاحقاً.منتديات ليلاس
اتكأت على حاجز القارب وحدقت بالبحر في الاسفل وارتعشت وهي تشعر بالحزن والبرد. ما الذي كانت تفعله هنا ؟ كان عليها التواجد الآن بسريرها الدافئ , تتمتع بعطلتها السعيدة الهانئة بمكان بعيد تماماً عن نمط حياتها الروتيني .
وصل وسمعت صوته خلفها .
" انزلي الى الأسفل .. الطقس بارد هنا"
" كلا , لن افعل " قالت وتمسكت بالحاجز .
" بلى ستفعلين . وستبقين في الاسفل ايضاً"
" كلا , معك لن افعل " قالت وظهرها له.
" أنا لم أقل معي. سأبدأ بتشغيل القارب بعد لحظات واريد ان اعرف مكان تواجدك "
" أنت لن تحتجزني في الاسفل!" قالت وهي تستدير لتواجهه وعلى وجهها الخيبة.
" ألن أفعل ؟ سترين ذلك بنفسك. سنقوم برحلة قصيرة , ثم اذا تصرفت بشكل مؤدب سأعيدك الى مارغريتا "
كان هذا كابوساً مزعجاً . لا شك بذلك , لكنها لن تسمح له بحبسها داخل المقصورة .
" كلا. شغل المرحك اذا اردت لكني سأبقى هنا "
" ناتاشا " قال ببطء يشبه امتعاض وكان غريباً على مسمعها لحن اسمها بصوته " انت لن ترغبين بإنزالي لك الى الأسفل باستعمال القوة صحيح؟"

Rehana 03-01-19 08:33 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


تمسكت بالحاجز وقالت " انت لن تجرؤ على ذلك"
" سأجرؤ . ولا تعتقدي ان بإمكانك مقاومتي لأنك لا تستطيعين ذلك. أنا أقوى بكثير منك"
" سأصرخ "
" ولن يحدث شيء . لا يوجد احد هنا ليسمعك .. هيا , كوني فتاة جيدة. نحن نضيع الوقت بوقوفنا للمجادلة هنا . كلما نزلت أسرع الى المقصورة كلما كانت عودتك أسرع الى مارغريتا "
ابعدت ناتاشا يده عن ذراعها ودفعته بعيداً ثم ركضت هاربة منه. لكنها كانت مرتبكة ومتعبة . فتعثرت بحبل القارب وشعرت بيديه حولها ليمنعاها من السقوط وبمحاولة اخيرة انتزعت نفسها منه بقوة هائلة جعلتها تتكئ على الحاجز بقوة وبلحظات لم تشعر بنفسها الا وهي في الماء الباردة الجليدية والهواء قد انقطع عن رئتيها ادركت انها كانت تغرق و ...منتديات ليلاس
" تمسكي بي ايتها البلهاء" اعادها الصوت القاسي لبعض الوعي ولمحت بغشاوة وجه روبرتو الغاضب قبل ان تغمض عيونها وتصارع للصعود الى السطح .منتديات ليلاس
" لقد سقطت عن الحاجز ايتها الغبية " قال وهو يضعها على حافة القارب " واقسم انك اذا تفوهت بكلمة اخرى بعد فإنني سأضربك على مؤخرتك . ادخلي الى المقصورة "
" لا .." قالت بوهن.
" الى المقصورة اللعينة " صاح كالرعد وحملها بين يديه وانزلها الى هناك " لا تتحركي من هنا .. ولا تجلسي على الكراسي بهذه الثياب المبللة . اخلعيها .. سأحضر لك بطانية " كان ينطق بكل كلمة بقوة نارية كأنه يكبت غضبه المشتعل بصعوبة . ناولها بطانية رمادية واخرى سوداء وتابع " سأمنحك دقيقتين لخلع ملابسك والتدثر بالبطانية ثم بإمكانك الجلوس اينما شئت " واستدار مغادراً.
خلعت ناتاشا ملابسها المبللة جداً ووضعتها برزمة على الأرض ثم التفت بالبطانية ووضعت الأخرى حول اكتافها العارية.ريحانة
" هل انتهيت ؟"
" أجل" قالت وهي تجلس على الكرسي الخشبي الطويل.
" حسناً, سأصنع لك كوباً من الشاي الساخن. واحذرك الآن لست بمزاج يصلح لأي من اعمالك الجنونية . هل هذا واضح ؟"
بصوت خافت ردت ناتاشا " اجل" وراقبته وهو يدخل المطبخ ثم يغادره بعد لحظات يحمل الصينية .
" شاي ساخن .. اشربيه "
" شكراً لك "
جلس بمواجهتها واشعل سيجارة " أنا عادة لا افقد اعصابي وهذا ما عليك ان تشكري ربك عليه"
" آسفة " قالت وهي تشعر بالانزعاج الكامل لوجوب اعتذراها.
" هذا ماعليك ان تكونينه . اشربيه بأكمله, ستعانين من الصدمة بعد قليل ولا أحب ان انقلك الى صديقتك وانت بتلك الحالة "
" أنا قوية . سأكون على مايرام بعد لحظات "
" يسرني سماع ذلك. لكن ثيابك لن تكون كذلك للأسف . عليك العودة الى المنزل بالبطانيات . آمل ان تكوني جيدة بشرح ملابسات الوضع"
غص قلبها وتمتمت " لكن .. لكن ألن نعود قبل .. قبل..."
" قبل ان تستيقظ ؟ لا أعرف . هل يقلقك هذا الأمر الآن ؟"
عضت على شفتها وقالت " سأكون قد تجمدت من الآن حتى الصباح "

Rehana 06-01-19 06:46 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" كان عليك التفكير بذلك قبل قيامك بعملك الأهوج بالهروب على تلك الطريقة اليس كذلك ؟"
" لم أكن .. اقصد انني لم اتقصد السقوط بالماء. كنت اهرب منك . لم أرغب بأن تحبسني في ..." توقفت لأن الوجه امامها كان رمزاً للقسوة وعدم التعاطف.منتديات ليلاس
اخذت جرعة كبيرة من الشراب الساخن يبدو انها لن تصل الى شيء عبر التوسل ولهذا فالأفضل لها ان تخرس وتتركه يتكلم . لن تسوء الأشياء أكثر مما هي عليه بهذه اللحظة وهو لن يقتلني ويرميني بالبحر ولهذا فسأتابع الجلوس هنا.. وأرى ما الذي سيحدث.
رفعت نظرها اليه ولربما بعضاً من افكارها قد ظهرت على وجهها . فقد استفسر بلطف " هل ابتلعت لسانك ؟"
" كلا. أنا لن أهدر وقتي بالتحدث اليك. افعل ما تشاء ان تفعله واتركني وشأني"
ابتسامة خفيفة ظهرت على شفاهه وقال " أنت تتعلمين بسرعة . حسناً انتهي من شرابك وسنذهب " نهض وتابع " ألن تسألي الى اين ؟"
" كلا"
اخذ يضحك وقال " هذا أفضل , سأعيدك الى مارغريتا .. الى السرير الدافئ الذي لم يكن عليك مغادرته"
وضعت ناتاشا كأسها الفارغ على الطاولة وقالت " شكراً لك "
" لا تشكريني . أنا لم أرغب بوجودك هنا من الاصل " وبهذا غادر المكان وسمعت بعد لحظات صوت المحرك واهتز القارب وهو يتمايل برحلة العودة الى الجزيرة , وسرحت افكارها للتفكير بروبرتو ستافرو .. هي لم تقابل رجلاً مثله من قبل .. مطلقاً.
شعرت بالبرد فشدت البطانية حولها وتنهدت .
" ناتاشا تعالي الى السطح " جاءها صوته المنادي.منتديات ليلاس
صعدت بسرعة مخافة نفاذ صبره وكان بانتظارها.
" هيا تعالي, اتبعيني الى الجهة الأخرى " قال فسارت معه وساعدها بالنزول الى الشاطئ.
" الى اللقاء " قالت بسرعة .
ضحك وقال " كلا ليس بعد , يجب ان أراك داخل منزلك بسلام .. فمن يعلم ما الذي قد يخطر ببالك من تصرفات ؟"
" وأنا بهذه الملابس ؟" هتفت بعدم تصديق.
" أنا لن استبعد أي شيء بالنسبة لك . أي شيء مطلقاً " رد برقة وهو يمسك بذراعها " هيا "
" أبعد يدك عني باستطاعتي السير .. آخ " صاحت وقد نسيت أنها لا تنتعل حذاءاً وقد ذكرها بذلك حجر حاد وبألم .
" بإمكانك ذلك فعلاً " قال بسخرية وهو يخفي ضحكته .
" اجل" قالت بعناد " طالما ان بإمكاني رؤية مداس قدمي " وتابعت السير ولكن بعناية هذه المرة . كان يسير قربها بخطواته السهلة هذا الرجل الذي يثير كل غيظها وحنقها .
ثم خطت على حجر خفي وكتمت صرخة الألم الذي كادت ان تخرج من شفاهها لكنه ادرك ذلك واستدار نحوها بنفاذ صبر .
" فلينجني الله من النساء الغبيات العاجزات "
" آه " صارعت بقوة وهو يحملها " أنزلني أرضاً على الفور ! كيف تجرؤ .."
" اخرسي يا امرأة . اذا ما اعتقدت ان امامي الليل بطوله لتحمل خطواتك البطيئة وتعثرك بالصخور .. فأنت مخطئة . ولهذا إبقِ صامتة والا .."
" ايها المتوحش البغيض .." قالت وهي تصفعه على جانب رأسه فوضعها على الأرض بخشونة وشدها نحوه . كان غاضباً الآن ولم يقم بأي محاولة لاخفاء ذلك.منتديات ليلاس

Rehana 06-01-19 06:47 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


" توقفي عن مقاتلتي ايتها القطة النارية الصغيرة .."
انتزعت ذراعها منه واخذت تركض وتركض دون ان تكترث الآن لأقدامها كل ما تريده كان الابتعاد عن هذا الرجل. خطواته الراكضة كانت ثقيلة خلفها عبر الضباب واذا ما أمسكها . وسقطت البطانية الأولى من حول اكتافها على الارض وهو يديرها لتواجهه. هزها بعنف وقسوة .
" آخ , انت تؤلمني , اتركني "
" أنت بحاجة لضرب مبرح .."
" ليس منك" صاحت وتوقفت فجأة عن الصراع مخافة ان تسقط البطانية الثانية .
انحنى وتناول البطانية عن الأرض ورماها اليها " ضعي هذه حولك واعتبري نفسك محظوظة جداً بكونك امرأة وليس رجلاً"
لفت البطانية بعناية حول اكتافها واستدارت مبتعدة عنه كانت بالغة الغضب والحنق واخذت تسير ببطء الآن ومشارف منزلها قد ظهرت والدموع الغزيرة التي اخذت تنهمر على وجهها تمنعها من الرؤية الواضحة .ريحانة
دفعت الباب قليلاً ففتح واستدارت ففتح هو الباب على مصراعيه ودخل خلفها .
" لا يجب .." بدأت وصوتها يرتعش.
" لن أبقَ" قاطعها بقسوة " ما الذي تبكين لأجله بحق الشياطين ؟"
" لست .. لست .." قالت ثم صمتت .
" بحق السماء " قال ومرر اصابعه بشعره بحيرة " من عليه ان يبكي بالفعل هو أنا بكل المشاكل والمتاعب التي سببتها لي هذه الليلة "
" أنت متوحش " همست بصعوبة من بين حنقها ودموعها .
" اجل اعرف , وأنت طفلة مدللة وفاسدة ليس عليها التدخل بشؤون غيرها . انت بعطلة . فتصرفي على هذا الاساس اذهبي بالنزهات .. انتعلى حذاءاً .. اسبحي اذا اردت .. لكن لا تقتربي من قاربي الا اذا دعوتك"
" ارحل , فقط اذهب" همست ورفعت يدها الى شفاهها التي كانت ترتجف بشدة . واخذ جسدها كله يرتجف من البرد والتعب وشيء آخر شيء لم تفهمه , ضعف خائن كان يهدد باجتياحها .منتديات ليلاس
" بحق الله ... لا استطيع ان أتركك وأنت بهذه الحالة . هل عندك ويسكي او نبيذ .. أي شيء ؟"؟
" كلا"
" كلا. وكأن لا اعرف ذلك مسبقاً . سأذهب لأحضر لك جرعة بهذا الوقت ارتدي بعض الملابس وسأعود بعد لحظة .. واحضري منشفة لتجفيف شعرك"
لقد نسيت ذلك . وراقبته وهو يخرج وراودتها رغبة جامحة بإغلاق الباب خلفه .. لكنها لم تجرؤ على فعل ذلك فبإمكانه بسهولة خلع الباب حين يعود وهو بهكذا مزاج متفجر , فسارعت بالركض الى الطابق العلوي.
حين عاد بعد دقائق كانت ترتدي البيجاما والروب وشعرها قد سرح . رماها بنظرة واحدة من رأسها حتى اخمص قدميها وقال " براندي .. اين كؤوسك ؟"
" فقط.. فناجين.. في المطبخ"

Rehana 06-01-19 06:48 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


تبعته ورأته يفتح خزانة الأواني ويتناول فنجانين صب بهم بعض الشراب ثم ناولها احدهما.
" اشربيه" أمرها.
فعلت ذلك واحست بلسعة تحرق بلعومها وشهقت . التأثير كان سريعاً . لقد جفت دموعها فوراً واخذت تشعر بتحسن.
رفعت ذقنها وقالت " بإمكانك الرحيل الآن . حقاً, أنا بخير . شكراً لك على الشراب"
" لاتذكري ذلك . هذا افضل , كنت بدوري بحاجة للشراب أتعلمين لست معتاد على اصطياد الفتيات من البحر بمنتصف الليل"
" لقد قلت انني آسفة " قالت وهي تحدق به بتحدي " ما كان عليك ان تقول انك ستسجنني داخل المقصورة "
" ما كان عليك التسلل الى القارب" أشار بمنطق.منتديات ليلاس
" هل سنمضي الليل بأكمله ونحن نتجادل بهذا الموضوع ؟" سألته وهي تحدق به دون ان تدري مدى جمالها وبراءتها المغوية بتلك اللحظة وتحت الضوء الخافت.
تلطفت عيون روبرتو للحظة فقط وقال " انت تعودين الى طبيعتك بسرعة لا ؟"
" عليّ ان افعل ذلك معك , أنت متوحش"
كانا يواجهان بعضهما البعض بتلك الغرفة وضوء القمر في الخارج يلقي الظلال على وجهيهما بسبب ضوء الغرفة الذي يحيط بهذا الرجل .. وكان من الواضح انها لن تجد أي سبيل للانتصار عليه.
بدأ يضحك بخفة وقال " أتساءل ما الذي ستفعلينه اذا ما بدأت أنعتك بالألقاب التي تطلقينها عليّ دوماً ؟ ستشعرين بالاهانة , ولكن من المفترض بي حسب شريعتك أن أتقبلها منك .."
" لا اظن ان هناك أي شيء يشعرك بالانزعاج " ردت بحدة " رجل فظ مثلك "
" فظ؟ ما الذي يجعلك تقولين ذلك؟" بدا مستمتعاً وابتعدت هي قليلاً عنه لشدة حنقها . ها هي تتورط مجدداً بغباءبجدال آخر وهذا شيء تريد تحاشيه.منتديات ليلاس
" لا تديري ظهرك لي فقط لأنك لا تحبين طرح الأسئلة " قال وامسك بذراعها بخفة وأدارها نحوه مجدداً " لا تبدأي شيئاً لا تستطيعين انهائه "
" ظننت انك كنت على عجلة من أمرك للعودة الى قاربك الثمين "
" بعد لحظة . اولاً دعيني أسمع لماذا أنا فظ , هل أنا أعض السيدات العجائز اما ما شابه ؟"
" لا تكن سخيفاً , واترك ذراعي"
" هذا كل ما تقولينه دوماً .. اتركني .. ألا تحبين ان يلمسك احداً؟"
" ليس أنت بالطبع"
" هذه هي الطريقة الوحيدة لابقائك بالمكان ذاته " قال دون أن يفلتها " اذن أنا فظ ايه؟ وهل أقبل كالفظين ايضاً؟"
" لا اعرف .. أنا .." تمتمت وشعرت فجأة بالارتباك وحاولت تحرير ذراعها لأنها ادركت انه سوف ...
" اذن دعينا نرى اذا ما كان باستطاعتي القيام بذلك بشكل رقيق ايه؟" وشدها نحوه برفق وصرامة وبدون أي مقاومة بدأ بتقبيلها . ليس لمرة او لمرتين او ثلاثة .. لقد نسيت العد وبغرابة مذهلة شعرت ناتاشا انها لم تقبل بمثل هذه الطريقة من قبل ابداً والأسوأ من ذلك انها احست باستمتاعها بهذا العناق . وحالما ادركت هذه الحقيقة المذهلة حاولت دفع روبرتو ستافرو عنها .
" آه لا .. لا .. توقف .." توسلت .

Rehana 06-01-19 06:49 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 

" آه لا .. توقف " قلدها بتهكم " هل هذا ما تقولينه دوماً؟"
لكنه أفلتها فعلاً وكأنه قد تعب من هذه اللعبة . كانت غاضبة وتشعر بالخوف الشديد منه . لقد آذاها بطريقة لا تفهمها وارادت بدورها ان تؤلمه بطريقة ايضا لا تعرفها .منتديات ليلاس
" اخرج من منزلي " صاحت " الآن ".
" أنا خارج . عندي اشياء أهم أقوم بها من تضييع الوقت عليك. أنت لا تعرفين كيف تقبلي بطريقة صحيحة " ضحك واتجه نحو الباب وتابع " وسأعيد لك ملابسك في الصباح ولهذا فمن الأفضل لك تحضير قصة مناسبة لصديقتك , فبعد كل شيء من غير الممكن أن تخبريها عن رحلتك الجاسوسية المتطفلة اليس كذلك؟"
ركضت ناتاشا نحوه لتصفعه , لتضربه لكنه كان قد رحل وصدى ضحكاته الساخرة تملأ المكان خلفه.
تململت ناتاشا بسريرها وحاولت دفع اليد الموضوعة عليها " ابتعد عني ايها المتوحش!"
لماذا لا يتركها ذاك الرجل الفظيع وشأنها ؟ ضحكة كارمن العالية أيقظتها من احلامها وكوابيسها .
" اذن أنا متوحشة ايه ؟" قال الوجه الذي اخذت ملامحه تتوضح امام عيون ناتاشا الناعسة .
" كارمن ! هذا أنت!"منتديات ليلاس
ارتفع حاجب كارمن وسألت " ومن توقعت ؟ كلا, لا تقولي لي , دعيني احرز آه .. روبرتو ستافرو ؟ وماذا بالضبط كنت تحلمين بشأنه ؟" وجلست على طرف السرير وعيونها الفضولية المستمتعة مركزة على صديقتها .
ذكرى كل ما حدث في الليلة السابقة عاد الى عقل ناتاشا وصديقتها تناولها فنجان الحليب الساخن.
" هيا يا حبي اشربيه قبل ان تتحدثي . تبدين وكأنك قد قضيت الليل في العراء , وماذا تفعل هاتان البطانيتان على الأرض هناك ؟"
" آه كارمن " تأوهت ناتاشا بضعف " لا اعرف من اين أبدأ . شيء مريع قد حدث البارحة "
" يا الهي ! ماذا ؟"
" لا اعرف من اين أبدأ " قالت ناتاشا وهي تحتسي جرعة من الحليب الدافيء وتشعر بالألم بكل اعضاء جسدها .ريحانة
" اقترح ان تبدأي منذ البداية " اقترحت صديقتها " وهناك زجاجة ويسكي على طاولة االمطبخ مع كأسين فارغين واذا ما تخليت ما يدور بعقلي من أفكار فبإمكانك انهاء عذابي بإطلاعي على ما حدث"
ابتسمت ناتاشا لصديقتها فوراً وقالت " يا إلهي ما حدث البارحة كان مريعاً لكن ليس بالطريقة التي تعتقدين مطلقاً . انها قصة طويلة . كم الساعة الآن ؟"
" قرابة العاشرة. لهذا ايقظتك . ما الذي فعلته بشعرك بحق السماء؟"
" اجل حسناً , انها قصة طويلة . آه كارمن ! انت تعرفين كم كنت مصممة على تفتيش قارب روبرتو ستافرو "
" آه , كلا , كلا .. أنت لم تفعلي "
" بلى فعلت " ردت ناتاشا " لكم كنت حمقاء ومجنونة " واخبرت صديقتها ما حدث والأخيرة مذهولة وعيونها متوسعة لسماعها كل شيء حدث.
" يارب السماوات" كان كل ما قالته كارمن حين انتهت ناتاشا من قصتها " يا له من رجل "
" هل هذا كل ما بإمكانك قوله ؟"
" لهذه اللحظة اجل. أنا مذهولة تماماً, انا بحاجة لبعض الوقت لأصحو من الصدمة "

Rehana 06-01-19 06:50 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" انه متوحش كامل" انفجرت ناتاشا بالقول وسهت عن قصد اطلاع صديقتها لا بل اطلاع نفسها على حقيقة شعورها حين كان روبرتو يقبلها عشرات القبل في الطابق الأسفل , هذا شيء عليها مناقشته مع نفسها , لكن ليس بعد , ليس الآن.
" همم , أنت من يعرف ذلك دون شك " قالت كارمن ونهضت بدا وكأنها كانت على وشك اضافة شيء آخر الا انها بدلت رأيها وقالت " سأهتم بتحضير الفطور لك. انت بحاجة للتغذية بعد كل ما حدث" وخرجت.ريحانة
كانتا بعد حوالي الساعتين متوجهتان نحو نزهتهما المقررة ولولا الثياب التي غسلتها ناتاشا ونشرتها في الحديقة لاعتقدت ان كل ما حدث معها في الليلة كان مجرد احلام .
" هل حضرت كل شيء ؟ السندويشات؟ العصير ؟" سألتها كارمن .
" كل شيء بالاضافة الى الخارطة . أتساءل الى اي مسافة سنصل ؟"
نظرت كارمن اليها بتسلية وقالت " هذا يعتمد عليك ايتها الفتاة المسكينة المعطوبة , كيف حال قدمك؟"
مدت ناتاشا لها لسانها وقالت " سأحيا . كان عليك رؤية العلامة التي على ذراعي من جراء شده لي من الماء"
" لا استطيع الانتظار . ولكن , لا يزال هناك مسحة شاعرية رومانسية بماحدث صحيح ؟"
" لو لم لم تكوني صديقتي الأغلى لاعتقدت انك تكنين الاعجاب لذلك .. المتوحش"
ضحكت كارمن وقالت " أنت تعرفين مدى اخلاصي لك بهذا , يا الهي , رجل مثله؟ انه ليس نموذجي المفضل !" لكن البريق اللامع داخل عيونها لم يطمئن ناتاشا .منتديات ليلاس
وتبخر روبرتو ستافرو من افكارها وهما تسيران في الطبيعة حولهما .
" لنجلس هنا لبعض الوقت !" اقترحت كارمن وهما على وشك الوصول الى قمة تلة صغيرة .
" حاضر"
وفرشتا الغطاء وجلستا بذلك المكان الرائع والبحر تحت اقدامهما بعيداً والطيور ترفرف فوقهما.
" اشعر وكأننا بعيدتان الآف الأميال عن الحضارة " اعترفت كارمن " لم يسبق لي ان تواجدت بمكان كهذا , ولكني لست واثقة من ماهية شعوري بالعيش الدائم بهكذا مكان . انه ممتاز لعطلة , للاسترخاء لكني أتفهم تماماً سبب هجران الشباب لهذه الجزيرة "
" اجل " وافقتها ناتاشا ببطء وتفكير " اعرف تماماً ما تقصدين بكلماتك هذه , لكن " وتوقفت .
" لكن ماذا ؟" حثتها كارمن.
هزت ناتاشا رأسها وقالت " لا اعرف . هناك شيء ما .. لا استطيع تحديده , وكأنه سحر ما " نظرت الى صديقتها وتابعت " كلا . انسي ما سمعته "
رفعت كارمن حاجبها " تتحدثين عن السحر وتريدين مني نسيان الموضوع ؟ آه هيا , أي نوع من السحر ؟"
ضحكت ناتاشا " لقد اخبرتك , لا اعرف . انه مجرد شعور بداخلي وكأنه وبغرابة كافية هذا المكان هو موطني .. آه , بإمكانك الضحك "
" ومن الذي يضحك ؟" قالت صديقتها بهدوء " أجرؤا على القول انه لو قرر زوجي العيش هنا لشعرت أنا بنفس شعورك هذا "

Rehana 12-01-19 07:35 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
نظرت ناتاشا اليها بسرعة وقالت " لا افهم "
" لا , لا , كان هذا تعليقاً غريباً مني " صححت صديقتها " لا اعرف لماذا فعلت .. أنا اتضور جوعاً . هل نستطيع ان نتناول ساندويشاً الآن ؟"
" بالطبع , سنتناول الغداء مع النمط القديم داخل تلك القلعة القديمة هناك " قالت ناتاشا وهي تشير الى بقايا القلعة الضخمة البادية من البعيد.منتديات ليلاس
الآثار كانت رائعة فعلاً وتطل على جزيرة قريبة بالغة الخضرة بالامكان الوصول اليها بقارب صغير وببعض التجذيف . فرشتا الغطاء واخذت كارمن ترتب الصحون والمآكل عليها حين سمعت صوت ناتاشا يقول بدهشة " ناس! هل تصدقين ذلك هنا اناس آخرون على تلك الجزيرة! لسنا الوحيدتان في العالم بعد كل شيء "
" هذا أمر مفرح " قالت وهي تتابع عملها " يا الهي طنا كاملاً حين اعود الى روما . شهيتي مفتوحة بغرابة وأنا آكل كالحصان "
" اعرف " اجابتها ناتاشا " الحمل هو السبب . أنت تأكلين عن شخصين الآن كما تعلمين . ولكن .." انتزعت عيونها عن الجزيرة المقابلة وألقت نظرة على وجبتهما متابعة " أنا تضور جوعاً بدوري , وعليّ المحافظة على وزني " لكنها لم تكن مركزة تماماً فشيء ما بالجزيرة المقابلة كان يسحرها .
" هل احضرنا معنا المنظار المقرب ؟" سألت فجأة.
" لقد وضعته في داخل الحقيبة , بجانب كتاب الطيور الذي تسبب بالكثير من المشاكل . اذا ما كانت ذاكرتي جيدة فإننا سنقوم بمشاهداتنا عن الطيور اليوم ؟!"
" اجل " وافقتها ناتاشا وهي تتناول المنظار بنفاذ صبر لتنظر الى الجزيرة المقابلة " اجل سنفعل , لكني اريد اولاً القاء نظرة على تلك القرية الرائعة هناك " ووضعت المنظار على عينيها .منتديات ليلاس
الرؤية الواضحة المقربة تجسدت امام ناظريها ووجدت أن ما اعتقدته منازلاً كان عبارة عن أكواخ خشبية مصفوفة بشكل افقي على طول خط الشاطيء . ما اثار استغرابها وجود سياج شائك حول هذه الأكواخ , لحظات ثم لمحت حركة , رجل يرتدي بلوفرا ازرق اللون كان يدخل احد الأكواخ بعد ان نظر الى جهتهما للحظات تلاشى بعدها داخل الكوخ . لاحظت ناتاشا وجود عامود ارسال ضخم على سطح احد الأكواخ فأبعدت المنظار عن عينيها وقالت لصديقتها " كارمن خذي القي نظرة على تلك الجزيرة "
" همم, ما الأمر؟"
" لا اعرف , وكأنها مخيم من نوع ما " وتوقفت ناتاشا لرؤيتها وعبر المنظار رانج روفر تقترب من احد الأكواخ ثم تلتف خلفه وتختفي .
" ربما" وافقتها كارمن المهتمة بالطعام فقط " سنتناول فنجان من القهوة ايضاً . هل ترغبين ؟"
" اجل من فضلك " ردت ناتاشا وهي تتابع عملها ورأت مجموعة من الرجال بزي داكن يظهرون امامها عبر المنظار . ثم شيء بالغ الغرابة حدث. رفع احد الرجال منظار الى عينيه ونظر مباشرة نحو ناتاشا وكارمن . للحظات قليلة ظلا يحدقان ببعضهما البعض عبر المنظارين قبل ان تنزل ناتاشا منظارها.منتديات ليلاس
لاحظت كارمن من انخطاف اللون من وجه صديقتها فهتفت" يا الهي ما الأمر ناتاشا ؟"
"انهم يتجسسون علينا " قالت ناتاشا بشهقة .
ضحكت كارمن وقالت " من ؟ واين ؟"
" آه , لا تنظري " تأوهت ناتاشا " انهم يراقبوننا"

Rehana 12-01-19 07:39 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


" حسناً أنت ايضاً كنت تراقبينهم , انهم يردون لك ذلك " وحدقت كارمن بالجزيرة امامهم " آه , اجل انهم يفعلون , يا للوقاحة , هيا بسرعة ناوليني مرآتي"
" ماذا ؟"
" مرآتي من الحقيبة " رددت كارمن .
ففعلت ناتاشا ذلك وفهمت ماتقصده صديقتها فبدأت بالضحك وهي تشاهد كارمن توجه المرآة نحو الشمس وتحرقها قليلاً .منتديات ليلاس
باللحظة الثانية أبعد الرجل المنظار عن عينيه واستدار مبتعداً .
" لا احب ان يحدق بي أي شخص " اوضحت كارمن وهي تعيد المرآة الى مكانها " هذا سيعلمه درسا . سيظل مبهورا بالضوء لبعض الوقت "
" انت تدهشيني " قالت ناتاشا " لطالما اعتبرتك فتاة هادئة "
" آه , أنا كذلك , أنا كذلك لكني لا احب ان يراقبني احد اثناء تناولي للغداء , هذا هو مكاننا وليس مكانهم "
" لكني من بدأت بالنظر اليهم " اعترفت ناتاشا .
" اجل صحيح , لكن من الواضح اننا نبدو مجرد متنزهتين نقوم بتناول الغداء بسلام . من الطبيعي ان تلقي انت بالنظر حولك .. لكنهم بتصرفهم مجرد فضوليين "
ضحكت ناتاشا بخبث وهي تشاهد جهة جديدة بصديقتها فتناولت الساندويش وقالت " اعتقد انني سأتمتع بالغداء خاصة بوجود فتاة مثلك للاهتمام بي"
ضحكت كارمن وقالت " لا تفكري بالأمر . لقد أثرت فضولي الآن , اعترف بذلك , اتساءل عن ماهية ذلك المكان هناك ؟"
" سيطلعنا السيد جيمس على ذلك . هو يعرف كل شيء , لحظة دعيني اطلع على الخارطة "
وفعلاً عرفتا ان اسم الجزيرة المقابلة هو لارنا لكن لم يكن من اية اشارات عليها . ولماذا يكون ؟
" لننسى امر تلك الجزيرة " اقترحت كارمن " سنفسد نزهتنا اذا ما بدأنا بالقلق بشأنهم , ولماذا ؟ آه , هذا هي الحياة !" احتست قهوتها بتلذذ " أود استكشاف هذا المكان بشكل مفصل في المرة القادمة اتساءل ان كان هناك دهاليز تحت الأرض"
عاد الهدوء والدفء ليسيطر على كل شيء حولهما , الرجال قد ذهبوا الطيور قد سكنت وتثاءبت كارمن متمتمة" استطيع الاستغرق بالنوم بسهولة الآن "
" ولم لا ؟ نستطيع الاستلقاء على المعاطف . الطقس دافئ كفاية " قالت ناتاشا وهي تباشر بفعل ذلك . ثم تفحصت براد القهوة وتابعت " هناك فنجانين بعد . سنشربهما بعد ان نستيقظ فأنا بدوري أشعر بالنعاس ".منتديات ليلاس
" آه , بعد احداث الليلة الماضية لا شك انك بحاجة للنوم "
قالت كارمن بصراحة وضحكتا قبل الاستعداد للنوم حين سمعتا صوت طائرة هليوكبتر تمر من فوقهما تماماً وعلى مسافة قريبة جداً. لحظات وفاجأهما صوت رجولي .
" مساء الخير يا سيدات "
للحظات شعرتا بالذهول ورفعت ناتاشا رأسها لتجد امامها رجلاً شاباً بشعر ذهبي وعيون زرقاء داكنة يحدق بهما وابتسامة بالغة الجاذبية تلون ملامحه الوسيمة , وجهه كان مألوفاً , فهذا هو الرجل ذاته الذي كان ينظر اليهما عبر المنظار قبل قليل.
نهضت ناتاشا فوراً وشعرت بالذنب لأن ابتسامته كانت دافئة ووردية فأجابته " اهلا, كيف وصلت الى هنا ؟"
" بالقارب . المنظر عبر المقرب لا يشفي الغليل في الواقع , خاصة حين يتعرض المشاهد الى بريق الشمس . لهذا فقد حضرت شخصياً لإلقاء التحية عليكما في حال أسأتما فهم دوافعي"

Rehana 12-01-19 07:41 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 


جلست كارمن بدورها واخذت تبتسم للرجل وهي تشاركه رؤيته للوجه المضحك بهذه القضية .
" آمل ألا أكون قد سببت لعينيك الأذى سيد ..؟"
" فان .. انطوني فان آنسة ...؟"
" سيدة كارمن فلورانو " قالت وبما انه كان ينتظر تابعت " وصديقتي ناتاشا كليو"
انحنى وقال "يسرني لقاؤكما . كلا لم تتأذى عيوني . كانت تلك حركة ماهرة منك سيدة كارمن . مع أننا وللعدل فقط كنا نرد لكما التحية . كنتما تراقباننا"
ابتسمت ناتاشا له . وهي تشعر بالاعجاب نحوه . فهو لم يكن بضخامة روبرتو ستافرو لكنه كان يقف كالجندي , بجسد رياضي ووجه بالغ الوسامة " هذا خطئي أنا سيد فان .."
" انطوني من فضلك".منتديات ليلاس
" انطوني" وافقته ناتاشا " كنت اشعر بالفضول لرؤية المنازل, وكأنها كانت كذلك , لكنها ليست منازل صحيح؟"
" كلا ليست كذلك . انها مريحة جداً من الداخل بصراحة لكني أوافقك الرأي ان مظهرها الخارجي ليس جذاباً . لم لا تعودان معي سوياً الى هناك ؟ لإلقاء نظرة على المكان تنقصنا الرفقة الأنثوية نوعاً ما بهذا الوقت "
تبادلت الصديقتان النظرات وتابع انطوني كتشجيع " لا يوجد اية شروط اعدكما بذلك. بإمكانكما البقاء للفترة التي ترغبان بها , وفق مشيئتكما "
طأطأت كارمن برأسها موافقة وقالت ناتاشا " حسناً فقط لبعض الوقت. أنا واثقة ان عليك متابعة عملك , أم أنك بعطلة ؟"
ضحك بسحر وقال " كلا, انه ليس مخيم عطلة , نحن نعمل, ولكنكما ستتعرفان بأنفسكما على نوعية العمل حين تصلان الى لارنا . هل احمل حقيبتكما؟"
ناولته اياها ناتاشا وتناولتا معاطفهما وتبعتاه نحو الشاطئ في الأسفل بخطوات منتبهة نظراً لشدة انحدار الشاطئ.منتديات ليلاس
" هل تحتاجان للمساعدة ؟" سأل انطوني.منتديات ليلاس
"شكراً بإمكاننا تدبر الأمر"
القارب كان بمحرك صغير ولا شك ان صوت الطائرة هو الذي منعهما من سماعه لحظة وصوله. استغرقت الرحلة الى الجزيرة حوالي السبع دقائق فقط. ووجدت الفتاتان ان هناك مجموعة من 5 رجال بانتظارهما على الشاطئ. من الواضح انهما كان يعلمان بعودة انطوني مع رفقة.
الرجال كانوا بالغي الطيبة واثنان منهما بعمر والدا ناتاشا وكارمن وكان الجميع يبتسم لهما بمودة وترحيب.منتديات ليلاس
" يصعب عليّ تذكر كل الاسماء " اعترفت ناتاشا بعد ان عرفها انطوني على اصدقائه وضحك الرجل الأكبر سناً.
" سنذكرك نحن بذلك فلا تقلقي " قال " أنا طوم " استدار نحو انطوني وتابع " افترض انه من المبكر جداً افتتاح الحفلة على شرف ضيوفنا ؟"
نظر انطوني الى ساعته وقال بتفكير " هذا يعتمد على ان تكون السيدتان تشربان الخمرة , هل تفعلان؟"

Rehana 12-01-19 07:43 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ابتسمت كارمن وقالت " ليس بمثل هذا الوقت المبكر عادة . لكن من فضلك لا تدع ذلك يمنعك "
" لن نحلم بذلك " رد طوم ولم تدرك ناتاشا من كان الرئيس بينهم لكن الجو كان ودياً ومريحاً وتابع طوم " بإمكانك اخذهم بجولة على المكان اولاً طوني وستعرفان طبيعة عملنا . سأذهب واتدبر أمر الطعام , ستبقيان لتناول العشاء صحيح ؟" النظرة كانت متوسلة " نادراً ما تزورنا الفتيات الشابات "
نظرت كارمن الى ناتاشا وتفاهمتا بالنظرات على الموافقة فالجميع كان طيباً ودياً " لسنا على عجلة من امرنا لكننا لا نرغب بتعطيلكم عن العمل"
" انتم لن تعطلونا عن شيء " أكد لها الرجال بأجمعهم.منتديات ليلاس
" هيا الى الجولة " حثهم انطوني الآن.
" على الاقدام ؟" استفسرت كارمن.
" كلا بالرانج روفر. هنا ضيقة وصخرية . بعد ذلك سأر يكم المخيم , وبعدها نفتتح الحفلة "
" يبدو هذا رائعاً " تمتمت ناتاشا " لم نتوقع هكذا رحلة . هل سنشاهد حياة برية ؟"
"يعتمد هذا على ما تقصدينه بتعبير حياة برية " قال بيتر " هناك بعض حيوانات الفقمة على الجهة الأخرى , لكنها ليست متوحشة "
" بيتر هو رجل الفقمة " أوضح طوم بمرح " جميعنا علماء طبيعيون أم انكما قد عرفتما ذلك؟"
هزت ناتاشا رأسها " في الواقع لا !"
" الجميع يتخيل علماء الطبيعة كعجائز بنظارات سميكة !" قالت كارمن بمرح وانفجر الجميع بالضحك.
ذهب بيتر وانطوني معهما بجولة حول الجزيرة ودار الحديث بينهم بسلاسة الى ان قالت ناتاشا ما كان يجول بفكرها منذ بعض الوقت.منتديات ليلاس
" هل تعرفون رجلا يدعى روبرتو ستافرو ؟ انه جاري بالمنزل المجاور وهو يكتب كتاباً عن الطيور !"
شعرت ناتاشا ببعض التوتر المفاجئ الذي سيطر على الجو وتساءلت ان كانت هذه مخيلتها قبل ان يقول انطوني " روبرتو ستافرو ؟ الرجل الضخم . اجل, لقد التقيت به من قبل . عنده قارب جميل اليس كذلك؟"
" صحيح " ردت ناتاشا ولكزتها كارمن وكأنها تخبرها بذلك أنا شعرت بذلك التوتر او ما شابه .
" انه جارك ؟" يا له من محظوظ " تابع طوني بمرح .
" عليّ التحدث معك اذن مادام يؤلف كتاباً عن الطيور " قال بيتر " بإمكاني اعطائه بعض المعلومات , قد يكون عنده معرفة بأمور الفقمة ايضاً , من يدري؟"
" هذا ممكن , فهو يخرج برحلات صيد كثيرة على ما اظن , لقد احضر لنا سمكة ضخمة للعشاء قبل يومين" اوضحت ناتاشا وقلبها يتقلص لذكرى الليلة السابقة .
" عليكما تذكيرنا بإعطائكما بعض الاسماك قبل رحيلكما " قال انطوني "نحن نعيش على الأسماك. فالأسماك هي غذاء العقل كما تعرفان"
وتتابع الحديث بعد ذلك عن طبيعة عملهم وعرفت الفتاتان انهم يكتبون الابحاث الطبيعية عن كل الحياة البحرية والحيوانية داخل البحر وعلى الشاطئ .
" نحن نبقي بالمكان لسنة او ما يقارب ثم يأتي بعدنا علماء آخرون لمتابعة المسير وننطلق نحن الى مكان جغرافي آخر" قال انطوني خاتماً حديثه .
كلامه وبيتر كان كان منطقياً لكن حدس ما داخل ناتاشا جعلها تشعر بعدم الارتياح لسبب مجهول بالرغم من لطافة وصدق الرجلين واصدقائهم واقنعت نفسها ان مخيلتها هي التي توميء لها هذا .

Rehana 12-01-19 07:46 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
اوقف انطوني السيارة وقال " هل ترغبان بالسير على الشاطئ؟ هناك بعض الكهوف هنا وهي باردة ومخيفة . ستكون ممتازة لكتاب قصص الرعب"
" واذا كنا لا نكتب تلك القصص ؟" سألت ناتاشا بابتسام.
" سيكون من الممتع القاء نظرة سريعة عليها . ستريان بعض حيوانات الفقمة ايضاً مع الكثير من انواع الطيور"
" اليس علينا حمل العصى ؟" سارعت ناتاشا للقول.ريحانة
ضحك بيتر وقال "سنهتم نحن بكما . هيا , سنسير امامكما . هناك بعض الأزهار التي أرغب ان اريها لكما"
سارا معاً وهم يتجاذبون اطراف الحديث بمتعة وتسلية وكأنهم يعرفون بعضهم البعض منذ اجيال وكان بيتر يشرح لهما عن كل نبتة وزهرة يمران بها وانتقل حماسه الى ناتاشا التي اخذت تركض نحو كل زهرة جديدة وتحاول ان تطبق ما تعرفه من معلومات حولها . وصلوا الى الكهوف وخافت كارمن من الدخول اليها فظلت هي وبيتر في الخارج فيما دخلت ناتاشا وانطوني لاستكشافها.منتديات ليلاس
الكهوف كانت فعلاً باردة ومخيفة وسارعت ناتاشا بالخروج منها بمساعدة انطوني الذي كان يمسك بيدها ببراءة . نظرا للظلام الدامس الذي كان يتخلل ممرات الكهوف . شعرت ناتاشا انهما لو لم يسارعا بمغادرة المكان فإن انطوني كان ليحاول تقبيلها ولم تكن هي ترغب بذلك لسبب تجهله . لكن تصرفاته على كل حال كانت نبيلة ومؤدبة وايضاً دافئة.
الغرابة الوحيدة بنزهتهما كانت عدم مشاهدتهما لأي مخلوق آخر مما دفع ناتاشا لتسألأ " هل يسكن العديد من الناس هنا؟"
تبادل انطوني وبيتر النظرات وقال الاخير " فقط نحن"
ارتعشت ناتاشا وقالت " يا للغرابة ! هناك القليل ايضاً من السكان في مارغريتا وكلهم من العجائز "
" هذا جزء بعيد جداً عن ايطاليا لا تنسي ذلك" اوضح انطوني "الشباب يرحلون الى المدينة والعجائز يموتون , هذه هي الحياة "
" لكن هذا محزن" قالت ناتاشا وهم يقتربون من السيارة مجدداً بنهاية رحلتهم واخذت تشعر بالتعب وبالجوع. فالساعة تقارب السادسة وعليهم العودة الآن !
كان الباقون بانتظارهم في المخيم وقال طوم " لقد جهزنا كل شيء. شاي فاخر ترحيباً بالضيوف الأعزاء " ساعدهما بالنزول من السيارة وتابع " من هنا لو سمحتما"
دخلتا الى احد الأكواخ حيث كان احدهم قد رتب الطاولة واعتنى بذلك بوضعه زهرية من الورود المختلفة وسط الطاولة .منتديات ليلاس
" لا يأتينا الكثير من الزوار عادة" اوضح ستيفانو " سأريكما مكان المغسلة . في الكوخ المجاور . هناك الوفير من المياه الساخنة اذا ما رغبتما بالاستحمام"
تركهما بالداخل وغادر مغلقاً الباب خلفه فنظرت كارمن الى ناتاشا وضحكت قائلة " يا له من مكان غريب, كأنه معسكر انتظري حتى اطلع جونو على رحلتنا هذه!"
غسلت ناتاشا وجهها وقالت " طالما ان لا افكار خاطئة تخطر بباله"
احدهم كان قد وضع منشفة قرب المغسلة فاستعملتها ناتاشا بامتنان.
" اشك بذلك. سيكون مستمتعاً ومتسلياً أكثر من أي شيء آخر. سأجعله يأتي الى هنا بعطلة قريبة حالما اعود"
" سأرحب بك بأي وقت" قالت ناتاشا " سأعطيك مفتاح كوخي كلما طلبته و .. سأكتفي برؤية روبرتو وهو يحاول ترحيل جونو"

Rehana 26-01-19 07:39 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" يا لها من فكرة . اتعرفين وبغرابة كافية اعتقد ان الأمور ستسير على خير ما يرام بينهما" قالت كارمن.
عادتا الى الجماعة ووجدتا الطعام جاهز فجلسوا وكانت امسية رائعة بأحاديثها الودية وضع انطوني الموسيقى وطلب من ناتاشا مرافقته بالرقص ففعلت بسعادة ومر الوقت بسرعة دون ان تشعر بذلك. اختفى انطوني بعد ذلك وتساءلت ناتاشا عن مكان غيابه فيما كانت كارمن مشغولة بأحاديثها مع طوم وبيتر حول عمل جونو زوجها.منتديات ليلاس
تمنت ناتاشا ألا يكون انطوني داخل دورة المياه لأنها كانت بطريقها الى هناك.
دقت الباب وحين لم يرد احد دخلت المكان وحين غادرت مرت بطريق الصدفة من قرب الكوخ الذي يرتفع على سطحه الهوائي الضخم . صوت انطوني الذي وصل اليها من الداخل جعلها تقترب بعضوية من المكان لكن كلماته جعلتها تتسمر خارج الباب . كانت تعرف ان استراق السمع عملاً غير اخلاقي لكن كلماته اجبرتها وبحدس ما على التوقف والاستماع لأن الباب لم يكن مقفولاً وكان انطوني يتحدث بثقة لعلمه ان احداً لن يسمعه.
" نحن متأكدين انهما بخير .. او تقريباً " فترة توقف ثم تابع مجدداً " تعتقد انك ستجد طريقة ما؟"
أكان انطوني يتحدث عبر الهاتف ؟ هذا ما يبدو .
فترة صمت اخرى ثم " حسناً , سنفعل ذلك. يوم واحد سيكون كافياً . اليس كذلك؟ أنت بالغ العناد والخبث بعدم اطلاعك لنا على شكلهما . الشقراء ساحرة فعلاً "
وادركت ناتاشا , ادركت . انها وكارمن موضوع هذا الحديث ولم يعد بإمكانها الابتعاد الآن حتى ولو ارادت ذلك.
صمت ثم " وستقوم بالأمر على شكله الصحيح؟"
تسارعت نبضات قلب ناتاشا , هذا دون شك حلم مزعج . ثم سمعت الكلمات مجدداً " أنا واثق انك لست كذلك, لكننا لا نريد ان نثير شكوكهما , في حال كان هناك شيء ما . حسنا, سنترك الأمر لك وسأرتب أنا الأمر هنا . سأتصل بك"
كان ينهي اتصاله وبسرعة كالخيال عادت ناتاشا الى المجموعة دون ان تصدر اي صوت وحين عاد انطوني للانضمام اليهم كانت قد استعادت اعصابها وتمكنت حتى ان تبتسم له وتوافقه على الرقص حين طلب منها ذلك.ريحانة
" علينا الرحيل الآن" اوضحت ناتاشا بعد قليل " حقاً. كانت هذه امسية رائعة لكن الوقت قد تأخر والمسافة من القلعة الى منزلي تستغرق وقتاً طويلاً ايضاً"
" ومن قال ان عليكما السير؟ " سألها بابتسام " سآخذكما بالقارب الى الشاطئ المقابل لمنزلك"
" هذا رائع " قالت بارتياح " لم تخطر الفكرة على بالي في الواقع"
" كلا فأنت كنت ترقصين على ارض الواقع لا ؟ هذا امر رائع تهبيني اياه كعامل مسكين لا تتاح له الفرصة بذلك دوماً"
ضحكت ناتاشا وقالت " لقد استمتعت بالأمر فعلاً. وكذلك كارمن قد تمتعت بهذه السهرة "
تمنت لو كان بإمكانها سؤاله حول مكالمته تلك لكن سبباً ما دفعها للبقاء صامتة فهو لم يكن خبيثاً او شريراً , فقط ودياً وبادى الصدق. رقصا مجدداً وتابعا التحدث وحين حل موعد رحيلهما كانت ناتاشا قد نسيت كل شيء عن تلك المكالمة .

Rehana 26-01-19 07:39 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
رحلا اخيراً وكان الوداع حزيناً نوعاً ما وحين ركن انطوني القارب قرب القارب روبرتو ستافرو وساعدهما على النزول وقال " هل تذكرتما كل شيء؟ هل اتي معكما لأوصلكما الى المنزل ؟"
" نحن بخير شكراً لك" قالت ناتاشا بابتسام.
" جيد .. ايه.." بدا متردداً ثم قال " عليّ الذهاب الى فلورانتا غداً لشراء بعض التموين . هل ترغبان بقضاء اليوم هناك؟"
نظرتا الى بعضهما البعض فهذه كانت فرصة رائعة لهما للتبضع " اجل من فضلك " قالت ناتاشا فوراً.
" رائع . سأمر بكما حوالي التاسعة صباحاً اذن . لن نتأخر كثيراً هناك. حسناً, من الأفضل لي العودة والا فسيعتقدني الجميع قد اضعت طريقي . تصبحون على خير"
راقبتاه وهو يبتعد وصعدتا طريق المنزل وقالت كارمن " اليس هذا رائعاً ؟ يوم في الخارج؟"
يوم في الخارج! الكلمات حركت شيئاً ما داخل اعماق ناتاشا هذا ما ذكره انطوني اثناء مكالمته الهاتفية. نظرت الى كارمن .. لكن ما الذي ستقوله لها . ستعتقد صديقتها انها تتخيل الاشياء مجدداً. لربما هي كذلك فعلاً؟ قررت تناسي الامر كلياً لكن شيء واحد فقط كان يقض أفكارها الا وهو مع من كان انطوني يتحدث؟
ناتاشا وكارمن كانتا جاهزتان تماماً في الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم التالي بانتظار وصول انطوني . كانت ناتاشا قد اعادت قبل ذلك البطانتين الى روبرتو ستافرو بوضعهما على شرفته والهروب سريعاً حتى لا تضطر لرؤيته.منتديات ليلاس
تناولتا الفطور وحضرت كارمن لائحة المشتريات وكانت تنظر من النافذة وقالت بثقة " سيحضر"
" اجل باللائحة الهائلة التي حضرتها والتي لا يوجد عند السيد مارتن ربعها فقط متشوقة دون شك لوصول انطوني " قالت ناتاشا بمرح " أنا فقط آمل ألا يغرق قارب انطوني بكل ما ستشترينه ".منتديات ليلاس
ضحكتا وسمعتا صوت طرقة على الباب وسارعت ناتاشا لتفتحه . ريحانة
" صباح الخير يا سيداتي" قال انطوني بابتسامته المشرقة وعيونه الضاحكة " هناك العديد من المنازل هنا وكان عليّ طرقها جميعاً حتى استدل بالنهاية على منزلكما . انتما لم تطلعاني على الموقع بالضبط"
" صحيح . آسفة , هل ترغب بتناول القهوة قبل ان نذهب؟"
" لقد سبق وفعلت ذلك. لا تدعيني امنعكما من ذلك اذا ما أردتما احتساء القهوة اولاً"
" كلا نحن جاهزتان . لقد حضرت كارمن لائحة مشتريات . آمل فقط ألا يغرق قاربك من الوزن"
" لقد سمعت ذلك " قالت كارمن التي اقتربت منهما " لا تهتم لها انطوني فإذا ما عاد قاربك محملاً بالأشياء فإنها ستكون اشياء ناتاشا "
" ارجوكما " قال بمرح " لا مجادلات! بإمكانكما سوياً التبضع قدر ما تشاءان . انتما لا تعتقدان انني سأنقلكما الى المدينة بواسطة ذلك القارب الصغير , صحيح؟" النظرة المتبادلة بينهما اعطته الرد فضحك وتابع " تحضرا للصدمة اذن , قارب صديقكما الضخم يعتبر نقطة ببحر امام قاربي , اؤكد لكما ذلك"
وبعد خمس دقائق تحققتا من صدق كلامه فإلى جانب قارب روبرتو كان يرسو قارب ضخم محفور على جانبه اسم " الطائر الثاني "
" أتساءل من كان الطائر الأول" تمتمت ناتاشا لكارمن وهما تصعدان القارب الرائع بمساعدة انطوني.

Rehana 26-01-19 07:40 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" تصرفا وكأنكما في منزلكما " قال انطوني وهو ينطلق بالقارب بعيداً عن الشاطئ.
نزلت كارمن الى المقصورة وبقيت ناتاشا الى جانب انطوني قرب الدفة .
" هل ترغبين بالقيادة ؟" سألها .
" آه وهل استطيع ذلك فعلاً ؟ هذا القارب ليس ملكك صحيح ؟"قالت وهي تستلم الدفة منه حيث ظلت يداه فوق يداها لحظات .
ضحك وقال " آه كلا وهل ابدو ثرياً لهذه الدرجة ؟ انه لطوم وبيتر , يتشاركان بامتلاكه ويحضرانه الى الجزيرة بين الحين والآخر"
الرياح جعلت شعرها يتطاير ويدخل عيونها فسارع انطوني لإبعاد خصلاتها الجامحة .
" عندي قبعة في حقيبتي " قالت " سأحضرها حالاً"
" كلا, ابقي مكانك سأحضرها أنا لك" قال واختفى.
وشعرت ناتاشا بالذعر للحظة لادراكها انها وحدها المسؤولة عن تسيير القارب لكن الاثارة تملكتها وركزت على القيادة وشعرت بالسحر والجمال والقارب يشق عباب المياه بحدة القاطع تاركاً خلفه خطاً ابيضاً " هذا رائع"
" انه كذلك فعلاً! انت لا تعرفين ما الذي كنت تعتقدين اليس كذلك؟" نظرت اليه , جملة بسيطة , المعنى بسيط ويستحق جواباً عادياً اعطته وهي تضحك بموافقة . لكن حقيقة عميقة كانت تكمن داخل هذه الكلمات , لأنها لم تدرك فعلاً ما الذي كانت تفتقده بحياتها قبل وصولها الى مارغريتا . بالرغم من كل شيء , بالرغم من عدائية الرجل الذي يسكن قربها والذي لا يغادر افكارها رغماً عنها ولا للحظة واحدة الا انها لم تشعر بالرضى والقناعة التي تشعر بها على متن مارغريتا . الحياة في روما لن تكون كسابقة عهدها . الحياة في روما , يالهذه الفكرة الغريبة.
" هل ترغب بالقهوة ؟" سألت ناتاشا .
" اذا ما شاركتني باحتسائها . هل بإمكانك تدبر امرك بمفردك؟"
" بالطبع , فوراً سيدي" قالت وهي تسلمه الدفة وتنزل الى المطبخ .
وصلوا بسرعة الى المدينة استطاع انطوني ان يرسو بالقارب بمهارة وسط المراكب الأخرى في الميناء. الشمس كانت ساطعة والسماء صافية وكل شيء كان مثالياً.
" اسمعا سأترككما لشراء حاجياتكم قيما اشتري أنا حاجياتنا و .. سنلتقي هنا بعد ساعة من الآن؟ بعدها سنضع الاغراض في القارب وسأريكما بعض معالم المدينة "
" يبدو هذا رائعاً وافقتاه الصديقتان . واضافت ناتاشا " وماذا عن الغداء؟"
" سنتاول ذلك قبل القيام بجولتنا والتبضع سيفتح شهيتكما على الطعام . اعرف مطعماً رائعاً هنا . حسناً؟"
تركهما انطوني بأول السوق وتجولت الفتاتان داخل المحال الرائعة الصغيرة والتي كانت تعرض عشرات الاشياء الساحرة .
" المكان هنا يختلف تماماً عن مارغريتا صحيح ؟" سألت كارمن .
" اجل , صحيح " ردت ناتاشا .
كل شيء كان يسير على مهل هنا , النسوة تثرثرن عند ابواب المتاجر وكان الجميع يبتسم لها ويفسح لهما الطريق. الناس كانت ودودة وطيبة . لربما هم معتادون على السواح ويرحبون بهم . وكان من الممتع الاستماع للغتهم وهم ينطقون باللغة الايطالية.

Rehana 26-01-19 07:41 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
عادتا اخيراً الى القارب وهما محملتان بالأشياء والبطاقات والمشتريات . انطوني كان قرب القارب يتحدث مع رجل قصير القامة. حياهما الرجل وابتعد فوراً فاستدار انطوني لهما وقال بابتسامته " يا لكما من دقيقتان في المواعيد! لقد وضعت اشيائي بالقارب سأساعدكما بنقل مشترياتكما" وتناول الأكياس منهما وقفز الى السطح .
حين اختفى داخل المقصورة سألت ناتاشا " اتساءل من كان ذلك الشخص ؟"
ابتسمت كارمن لها وسألتها " لم لا تسأليه ؟"
" لا يهم " رددت ناتاشا .منتديات ليلاس
تناولوا الغداء في مطعم جميل على الشاطئ واخذت ناتاشا ترمي فتات الخبز لطائر نورس صغير كان تحت النافذة.
" سيتبعنا طوال النهار اذا ما ظللت ترمي له الفتات ناتاشا " قال انطوني.
" جيد. سيكون طائرنا الأليف في مارغريتا " ردت كارمن بمرح.
" آه , لكن ماذا سيحدث حين تعودان الى روما ؟"
" سيهتم روبرتو به "ردت ناتاشا بخفة " فهو رجل الطيور المحلي بعد كل شيء"
" ربما. كم سيطول بقاؤكما في الجزيرة على كل حال؟"
لامست ناتاشا قدم كارمن بحذائها وقالت " لا تعرف . لم تقرر ذلك بعد اليس كذلك كارمن؟ انت لا تحاول التخلص منا مثله انطوني اليس كذلك؟"
" أنا ؟" ضحك وانتظر ابتعاد النادلة السمراء قبل ان يتابع " وهل يحاول هو التخلص منكما؟"
شعرت ناتاشا بالندم لنطقها بذلك, فهي لا تريد فتح سيرته من الأصل ولكن يبدو انه له طريقته بإفساد مزاجها حتى عن بعد.
هزت رأسها وقالت بابتسام " انها مجرد مزحة , هو لا يحب الغرباء"
" آه , لن اقلق لذلك . فبعض الرجال من هذا النوع , يعتقدون انهم يملكون المكان. لا تدعاه يزعجكما, لو كنت أنا جاركما كنت لأتصرف بطريقة مختلفة كلياً صدقاني"
وتحول الحديث لأمور اخرى. لكن شعور غريب راود ناتاشا وكأن هناك كلمات كثيرة لم تقال وان هناك شيء ما خاطئ . نسيت كل شيء حين غادروا المطعم وأشار انطوني الى سيارة ب.م حمراء رائعة ومكشوفة وقال " سنقوم بجولتنا على المدينة الآن "وحين رأى ملامحهما المذهولة تابع بضحك " هيا, أنا لم أسرق السيارة, أنا فقط استأجرتها من ذلك الرجل الذي كنت اتحدث معه لحظة وصولكما . انها الطريقة الفضلى للقيام بالنزهة. نقودها بالسرعة التي نريد وبإمكاني دلكما على اجمل الأماكن ونحن نسير بها "
الأسماء كانت غريبة وموسيقية والمنازل كانت على نفس النمط تقريباً من البساطة والجمال . المناظر الطبيعية كانت ساحرة فعلاً. وأشار انطوني الى بقعة بعيدة قرب الشاطئ وقال " تلك هي جزيرة موران , انها غير مأهولة مطلقاً ويسكن بها طائر الفيورني النادر , أراهن ان صديقكم روبرتو ستافرو قد زارها "
" سأسأله عن ذلك حين اعود" ردت ناتاشا بجفاف . كانت تجلس قرب انطوني بالمقعد الأمامي فيما كارمن تستمتع بالقعد الخلفي المريح.
ساروا على الشاطئ وطاردهم احد الطيور بهجوم صاعق تمكن انطوني من صده فقط باستعماله لعصى وجدها على الرمال. ركضوا بسعادة نحو السيارة مجدداً وضحكاتهم تملأ الهوء.

Rehana 26-01-19 07:41 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
وضع انطوني العصا على ارض السيارة وقال " قد نحتاج لها مجدداً , قلت لكما ان بإمكاني الاعتناء بكما"
" يا بطلي " تمتمت ناتاشا .ريحانة
نظر اليها ثم ادار محرك السيارة وقال بخبث مرح " هذه هي المرة الثانية التي تكونين بها وقحة هذا اليوم . فقط انتظري"
بقية الرحلة تلونها بالضحكات والنكات وهما يعودان الى القارب استعداداً للعودة.
ركن السيارة قرب المرفأ وقال " والآن هل هناك شيء اخير ترغبان بشرائه من هنا ؟ معظم المحال تغلق في الساعة الخامسة فأمامكما نصف ساعة فقط"
"كاتو" هتفت ناتاشا " لم نشتري الكاتو . رأيت قطع رائعة داخل واجهة احد الأفران" نظرت الى انطوني وسألت " هل بإمكاني الذهاب؟"
" بالطبع ! أتريدين ان أرافقك؟"
" كلا, سأجده بنفسي . لن أتأخر"
سارعت ناتاشا للتوجه الى محل الحلوى واختارت ألذ القطع ثم سارعت بالعودة هنا كادت ان تصطدم برجل ظهر فجأة من خلف الكوع . ولولا سرعة تحركه بحمل الكرتونة لتناثرت القطع على الأرض.
" اعتذر " قال الرجل الذي كان يبدو كالبحارة لكن بلكنة غريبة بصوته .
ابتسمت له وعادت الى حيث كان انطوني وكارمن .
" اذن ما الذي حدث؟ سألها انطوني بخفة.
"كدت ان اطعم الكاتو للاسفلت . كان الرجل غريباً كما يبدو . اتسأل عن جنسيته ؟"
" روسي؟" اخبرها انطوني .
نظرت ناتاشا بحدة نحوه " روسي ؟ آه "
" لا تكوني مذهولة هكذا , هناك المئات منهم هنا . بالاضافة للنروجيين , البلغار والرومانيين , بإمكانك الاختيار" قال وهو ينظر اليها باستمتاع.
" لقد احضرت لك قطعتين من الكاتو انطوني"
ضحك وقال " وهل ابدو وكأني اتضور جوعاً؟ شكراً لك على كل حال ناتاشا "
" اجل وسنتناول العشاء معنا هذه الليلة "
ابتسم لها وقال " شكراً يسرني ذلك حقاً"
وهذا ما حدث فعلاً وحين رحل انطوني اخيراً دعاهما لقضاء يوم الأحد مجدداً على متن جزيرة لارنا فوافقتاه بسعادة . منتديات ليلاس
نظرت كارمن الى ناتاشا نظرة ذات معنى وقالت " بإمكاني ادعاء المرض او التعب يوم الاحد كما تعلمين ناني.."
" هيا كارمن لا تنظري اليّ بهذه الطريقة التي اعرفها تماماً. أنا اجد ان طوني جذاباً اجل . لكن كمجرد صديق هذا كل شيء"
" بالطبع " ردت كارمن بخبث مرح " اجل سأشعر بالتعب يوم الأحد بعد كل هذه الرحلات والنزهات . الحياة لن تعود الى سابق عهدها حين نعود الى روما "
" صحيح . ليس كسابق العهد .." وتوقفت ناتاشا . من المضحك ان تتفوه كارمن بهذه الكلمات . فهي قد شعرت بالاختلاف منذ لحظة وصولها الى هذه الجزيرة ويزداد هذا التعبير داخلها مع مرور كل يوم صعدت ناتاشا الى غرفتها لتبديل ملابسها فيما دخلت كارمن المطبخ لتحضير الحليب .

Rehana 28-01-19 12:20 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
جلست ناتاشا على طرف سريرها كعادتها حين تريد التفكير بشيء ما وكانت معتادة على النظر الى انعكاس صورتها من موقعها هذا بالمرآة الموجودة امامها . سرحت للحظات ثم غمرتها الدهشة . المرآة لم تكن بالزواية المعتادة كما كانت في الصباح . نهضت ناتاشا بدهشة واصلحت من موقع المرآة . اجل هكذا لكن ما الذي حرك المرآة الثقيلة من الصباح في حين ان المنزل كان خالياً؟ تفحصت بعيونها اغراض الزينة الموجودة على المرآة فوجدت كل شيء بمكانه باستثناء علبة الكريم المبتعدة قليلاً عن مكانها المعتاد. تحرك عقل ناتاشا بسرعة وبدأ الخوف يتغلغل بداخلها لا شك ان احدهم دخل المنزل بغيابهم ! فتحت الجوارير فوجدت كل شيء بمكانه لكن مع انحرافات بسيطة هنا وهناك وعاد ذلك الشعور الغريب يمتلكها وتأكدت من ذلك حين وجدت اوراق الرسائل بالجارور الأخير بمكان مختلف قليلاً عن مكانهم السابق . سارق؟ في مارغريتا ؟ هذا مستبعد! وايضاً لا شيء قد سرق منها ولا حتى مجوهراتها الموجودة في الخزانة!
لقد فتش احدهم غرفتها لكنه لم يسرق شيء . لكن من؟ وعادت ذكرى مكالمة انطوني الى عقلها لقد ذكر شيء ما عن غياب لمدة يوم. الهذا طلب اصطحابهما الى المدينة هذا اليوم بالذات ليمنح احدهم الفرصة بتفتيش منزلهم وممتلكاتهم الخاصة بدقة متناهية ؟ اسم شخص واحد قفز الى ذهنها على الفور : روبرتو ستافرو .منتديات ليلاس
نزلت ناتاشا الى الأسفل والغضب العميق يتأجج داخلها ولم تشأ اطلاع كارمن على ذلك لأنها لا تريد ازعاجها مقابل أي شيء , لكن هي لن تنام الا حين تعرف الاجابة على السؤال الأوحد الذي يدور بعقلها الآن .منتديات ليلاس
" لن أتأخر " قالت لكارمن وهي تبتسم " ساتحدث مع روبرتو ستافرو للحظات"
" ماذا؟" شهقت كارمن بدهشة " لماذا؟"
"لأخبره عن جزيرة موران وأسأله اذا ما كان يريد استرجاع كتابه"
" حسناً , لا تتأخري"
" لن افعل" قالت لها وهي تدرك ان سؤالها له لن يستغرق الكثير من الوقت , مع انها لم تكن متأكدة مما سيكون رده عليه . الغضب كان يزداد داخلها مع كل خطوة , اذا ما اصبحت توقعاتها فإن انطوني ايضاً اللطيف والبادي البراءة سيكون متورطاً بدوره. يصعب تصديق ذلك لكن يبدو ان هذا هو التفسير المنطقي الوحيد.منتديات ليلاس
دقت على بابه . الضوء كان يظهر من الداخل وطوق مسامعها صوت موسيقى وهو يفتح الباب ويندهش لرؤيتها .
" مساء الخير " قال " لقد وصلتني البطانيات "
" لم آت لهذا الشأن " قالت بصراحة " ألن تدعوني للدخول ؟"
" اذا اردت " قال وتنحى مفسحاً لها المجال للدخول.
شعرت بالتطفل لأن جو الغرفة كان دافئاً وخاصاً لكن عليها توضيح هذا الأمر والآن . الغضب كان يتأجج داخلها وخشيت فقط ان تفقد اعصابها فأخذت نفساً عميقاً . لا فائدة من سؤاله , هل أنت من فتش غرفتي ؟ فالجواب سيكون بالطبع كلا. عليها الادعاء انها واثقة من ذلك.
" لقد تركت شيئاً خلفك حين فتشت منزلي هذا اليوم " قالت وابقت عيونها على وجهه لتحري ردات فعله, ورأت رد الفعل لكنه لم يكن الذنب بل فقط الدهشة . فقد ارتفع حاجباه وقال " حين ماذا؟"
" لقد سمعتني . لقد دخلت الى منزلي وفتشت كل شيء بدقة "
" لا شك انك مجنونة " قال بوضوح وهدوء.
ارادت ان تهزه بعنف لكنها قالت " لست مجنونة . أنت كذلك . هل ابدو حمقاء ؟ لقد سمعت انطوني يتصل بك البارحة , ثم دعانا الى المدينة وذهبنا وفيما نحن هناك دخلت أنت المنزل "

Rehana 28-01-19 12:24 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
"انتظري لحظة " قاطعها " وكيف دخلت أنا منزلك , ومن هو انطوني هذا بحق الجحيم؟"
" لن يكون الدخول صعباً عليك , ولا تدعي انك لا تعرفه لأنه يعرفك انه طويل القامة واشقر الشعر ووسيم الملامح "
" اعفيني من التفاصيل " قال " لكن هناك شيء واحد صغير يا فتاتي العزيزة . ليس عندي جهاز هاتف " نطق الكلمات الأربعة الاخيرة ببطء وهدوء شديدين.
للحظة شعرت ناتاشا بالصدمة . ثم وجدت صوتها مجدداً فقالت " صحيح , لكني لا اهتم قد يكون جهاز ارسال اذن"
وطارت عيونها الى الطابق العلوي لو ان بإنكانها فقط القاء نظرة .ريحانة
" هذا يزداد مليودرامية كل لحظة" قال بنصف ملل ونصف تسلية واذا ما كان يقول الحقيقة , فكرت ناتاشا , فإنه كان ليقفز بجنون امام اتهاماتها لكنه هادئ ومؤدب وهذه ليست صفاته المعتادة . قاست بعقلها المسافة الى الطابق العلوي فقط لو ان بإمكانها .
" آه , اشعر بالدوار " وضعت يدها على رأسها وتابعت وهي تترنح قليلاً " هـ.. هل لي بكوب .. كوب ماء من فضلك ؟" رأت تردده فارتمت على الكرسي القريب بتهالك.
بشتيمة خفيفة استدار ودخل المطبخ قففزت هي كالبرق الى السلالم .
تصميم منزله كان نفس تصميم منزلها مما سهل عليها الأمر .. الباب .. الباب كان موصداً .. وخطوات روبرتو ستافرو كانت تصعد السلالم وتصل اليها وادارها لتواجهه.
" ايتها الـ..." لم يكمل الشتيمة التي كانت على لسانه ورفعت ناتاشا نظرها اليه ورأت الغضب الداكن داخل عيونه وبكل رعب اخذت تصارعه.منتديات ليلاس
" اتركني .. اتركني"
" كالشيطان سأفعل ! تأتين الى هنا وتتهميني .. تدعين الدوار .. يا إلهي أنت زبون بارد.."
" اعرف انك تنوي الشر .. أنت وكل الباقين .. أنا اكرهك"
" اسمعيني , يجب ان تنسي كل هذا الهراء"
" وكيف بإمكاني ذلك؟" تنفسها كان لاهثاً الآن ويداه على كتفيها , الهبوط كان مظلماً وشعرت ناتاشا بالرعب , بالخوف كما لم يحدث لها بحياتها كلها من قبل مما جعلها تشعر بالعجز الكامل والضعف الشامل . عليها الابتعاد عنه وحالاً لأنه يفعل بها أي شيء ؟ لكن فكرة واحدة كانت تلح داخلها كارمن . كارمن صديقتها التي قد تتعرض للأذى..
" لا يهمني ما الذي ستفعلونه بي . لكن ارجوك اتركوا كارمن .. هي لا تعرف شيئاً .. هي تعتقد انني جئت الآن لأخبرك عن جزيرة العصفور , لكن يجب ألا تؤذيها , انها ... انها حامل .." الأرض كانت تميل الآن تحت بصرها وبريق ابيض اخذ يلمع امام ناظريها وبغموض فقط سمعته يقول " أي نوع من الوحش تعتقدين .." ولم تعد تسمع شيء لأن شيئاً لم يعد يبدو امامها.
" حسناً بإمكانك التوقف عن القتال" كانت الكلمات تصلها من البعيد وفتحت ناتاشا عيونها . كانت مستلقية على سرير ما وروبرتو ستافرو كان يراقبها من كرسي قريب. " أنت بأمان كامل" تابع بجفاف " أقصد انه لو يوجد عندك أي حالة صدمة او ما شابه الآن . ولهذا فقط استرخي " وابتسم.

Rehana 28-01-19 12:25 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لقد ابتسم فعلاً . وتوسعت عيونها ماذا الآن ؟ حين يكون غاضباً تعرف على الأقل موقعها اما الآن !
" اتريدين الجلوس ؟ " سألها .
" اجل" قالت وجلست قبل ان يصل ليساعدها على ذلك.ريحانة
" حسناً. لقد اعتقدت اغماءك حيلة اخرى من حيلك لكن حين ارتميت بجسدك المتثاقل عليّ ادركت انك لا تمثلين "
توقف قليلاً ثم تابع ببطء " اعتقد ان الوقت قد حان لنا للتحدث قليلاً "
لكن فجأة لم تعد هي راغبة بالاستماع فقد بدأت " كلا , يجب ان أغادر"
" ليس بعد , ليس بعد يا حبي"
نظرت حولها بذهول . لقد ناداها حبي . اليس هذا شيئاً مضحكاً طالما انه يكرهها ؟
" أنت على حق . لقد دخلت منزلك اليوم وفتشت اغراضك واغراض كارمن بدقة .. وانطوني متورط بذلك , وأنا من اتصل به البارحة , ليس عبر الهاتف بل بجهاز الارسال كما فكرت بذكاء وكنت احاول التخلص منك , لكن ليس بعد الآن "
لم تجرؤ ناتاشا على النطق . اخذت نفساً عميقاً , ابتسمت له نصف ابتسامة وكأنه شعر بما بداخلها فقد سأل برقة " لا يوجد اسئلة ؟"
" انت ستطلعني على السبب؟"
" اجل. أنا ادين لك بذلك. آسف لأنني كنت مضطراً ان افعل ذلك, لم يكن ذلك بخاطري صدقيني . لكنه كان اجراءاً ضرورياً "
" لماذا؟" التوسل كان عميقاً. لماذا قلبها يتألم لهذه الدرجة ؟.
" لأننا لم نعرف من تكونان, لم نكن واثقين منكما, وكل ما كنت تفعلينه كان يدفعني للاعتقاد , انكما كنتما تدبران شرا"
" أنا لا افهم " قالت بانفجار " لا اصدق " وشعرت بشبه دوار .
" اظن انه من الأفضل لنا النزول الى الأسفل . كوب الشاي الذي كنت احتسيه قد برد الآن دون شك. سأصنع المزيد , هيا تعالي"
انزلت ناتاشا قدميها على الارض ووقفت .ريحانة
" بإمكانك ذلك ؟" سألها .منتديات ليلاس
" اجل , شكراً لك"
نزل وتبعته هي الى المطبخ والشك يسكنها .
" سنشرب الشاي ثم نتحدث " قال.
" وماذا عن كارمن ؟ لقد اخبرتها انني لن أتأخر " قالت بوهن .
" لربما من الأفضل لها ان تسمع ما سأقوله بدروها , هيا سنذهب اليها الآن "
" لكن .."
"هيا " حثها وسار امامها.
اندهشت كارمن لرؤيتهما معاً وتوسعت عيونها لرؤية روبرتو الذي دخل الغرفة لكنها وكعادتها بالتماسك قالت فقط " سأحضر فنجان قهوة بالحليب اضافي . لن اتأخر للحظة"
انتظر عودتها وبدأ " أنا ادين لكما بالشرح فقط قاطعاني اذا ما قلت شيء غير واضح . حسناً؟"
طأطأتا برأسيهما فقال " حسناً , اذن سأبدأ . لقد ساورتك الشكوك بشأني منذ البداية ناتاشا وكان لك الحق بذلك. أنا لا اؤلف كتاباً عن الطيور وانطوني وجماعته لا يمتون لعلماء الطبيعة بصلة . نحن جميعا هنا نعمل مع الحكومة وبكل صراحة لقد شككنا انكما الاثنتنان جاسوستان حسناوتان "
بعد هذا الاعلان المذهل حظى روبرتو بالانتباه الكلي. نظرت الصديقتان الى بعضهما البعض ثم وبصمت اتجهتا بكلتيهما الى الشاب الضخم .

Rehana 28-01-19 12:28 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ابتسم روبرتو وقال " حسناً , لربما أنا لا اتقن تماماً من الكلام لكن صدقوني لقد تسببتما بالكثير من القلق والتقصي بوجودكما هنا . مع ان ما اكتشفناه ان وجودكما بريء جداً وعادي. لكن هذا كان مجهولاً لنا في البداية وكان علينا التأكد منكما" نظر الى كارمن وتابع " وأنت ساعدت بذلك كارمن . تلك الرسالة من زوجك .."
" اجل؟" هتفت كارمن وابتسم روبرتو باعتذار .منتديات ليلاس
" آسف . أنا فعلاً آسف . لكن عنوانه اصبح لدي واجريت تحرياتي اليوم وهو بدوره يعمل للحكومة صحيح؟"
" اجل, لكني لا أرى العلاقة .."
" لا , لكنك ستفعلين بعد دقائق. لقد تم التحري بالكامل عنه وعنك وعن اصدقائكما المقربين . نحن نعرف ذلك" نظر الى ناتاشا وتابع " مما يوضح موقعك بدورك .. مع اننا تحققنا بشأنك ايضاً ووجدناك فعلاً من تدعين , عارضة ازياء من الدرجة الأولى في روما, عاملة مجدة وناجحة وابنة شقيق الرجل الذي كان يسكن هنا "
"لحظة " قاطعته ناتاشا " أنت تطلعنا على الكثير من الأشياء المتعلقة بنا والتي نعرفها . لكن ماذا عنك أنت ؟ أي نوع عمل للحكومة تقوم به ويجعلك متحمس جداً من .. من الجواسيس؟ الجواسيس" رددت باحتقار " لم يسبق لي ان سمعت شيئاً بالغ التفاهة و ..."
" انتظري من فضلك" قاطعها بابتسامة جميلة " لقد سمعت بجهاز الانذار المبكر دون شك؟ والذي يمتد من تركيا حتى اوروبا , انه يشكل سلسلة مترابطة لحماية بلدان المنطقة من أي هجوم صاروخي او حتى ذري من القوى التي تشكل بؤر الخطر في العالم. هناك بعض القواعد لنا هنا ايضاً وعلى الجزيرة الاخرى. انطوني واصدقاؤه معنا ايضاً. هذا كل ما بإمكاني اخباركما به لأسباب واضحة لكني اؤكد لكما ان وصولكما كان مفاجأة كبرى لي . أنا معتاد على التواجد هنا بمفردي , اقوم بالأمور على طريقتي . لقد علقت بذكاء ناتاشا حين ذكرت ان كل من يقطن هذه الجزيرة هو من العجائز هذا صحيح.وهم يتركوني وشأني لأني رسمت لنفسي صورة المهتم بالطيور ..وهذا ما يصدقه الجميع. اما بالنسبة لأبن سيدة ستيفنسون فأنت تعلمين الآن اين يعمل ولهذا فقد قاطعت حديثها لكما في تلك الزيارة واقسم ان الأمر كان مجرد مصادفة حين التقيت بكما هناك , لكن يبدو انكما كنتما تتجولان كثيراً بالمنطقة مما كان يثير شكوكاً"
"لماذا دعانا انطوني اذن الى المخيم مادام عملكم سرياً؟" سألت كارمن.ريحانة
ضحك واجاب " لم يكن من شيء لتشاهدوه اذا ما كانت نواياكم سيئة . وما هي الطريقة الأفضل من هذه لازالة شكوكما ؟ غطاءهم كعلماء طبيعيون كان افضل طريقة . بيتر , كما لاحظتما هو خبير ازهار, وكذلك انطوني بالنسبة للطيور . ولا شك انكما قد عدتما من الجزيرة ورأسيكما تدوران من الأرقام والحقائق !"
الآن وبعد ان تلاشت لحظة الصدمة الأولى نظرت ناتاشا الى روبرتو ورأته بشكل جديد تماماً الآن بعد ان زالت العدائية والقسوة من ملامحه . لقد اتهمته بالكثير من الاشياء الخاطئة فيما هو مجرد رجل بعمل صعب. وكيف كان شعوره حين وجدها على متن قاربه بتلك الليلة ؟
" روبرتو . أنا ادين لك بالإعتذار. حين صعدت الى قاربك تلك الليلة, كنت اعتقدك .. مجرماً او مهرباً"

Rehana 28-01-19 12:28 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" اعرف . لقد اوضحت ذلك بشكل جلي وبنفس الوقت محتني مشاعر متناقضة أكثر نحوك, تستطيعين التأكد من ذلك"
نظرت الى يديها وهي تتمنى فجأة لو انها لم تتفوه بأية كلمة , فقد تذكرت سيل القبلات ذاك.
تابع بسرعة وقال " ولهذا حين اعطاني انطوني تقرير زيارتكم للمخيم اقترحت عليه ابعادكما لمدة يوم . فقد نويت ان افتش المنزل بدقة وقد فعلت , كل ما وجدته كان الرسائل, وحين تحققت من روما .. " ارتعش وتابع " الباقي تعرفونه"
نهضت كارمن وقالت " سأحضر المزيد من القهوة أترغبان بذلك؟"
" اجل, من فضلك " ردا سوياً ثم نظرا الى بعضهما البعض وابتسما.منتديات ليلاس
" هل نستطيع ايضاح شيء واحد ؟" سألته بخفة لأنه ولسبب غامض لم ترغب بالتطرق الى مواضيع جدية" لقد سألنا انطوني للخروج برفقته على متن القارب يوم الأحد . ذاك لم يكن جزءاً من المؤامرة لا ؟"
رفع حاجبيه وقال " ليس كما تقصدين لا .. مع ان انطوني قد يكون .." صمت ثم تابع " لا يهم "
شعرت ناتاشا بالحيرة وقالت " اخبرني"
هز كتفيه وقال " حسناً, اعتقد ان الدافع شخصي" وابتسم بخبث.
" آه !" يا للسؤال السخيف.
وهي مستلقية بسريرها تلك الليلة عرفت الاجابة عن هذا السؤال . لقد انزعجت لعدم اكتراث روبرتو الواضح لخروجها مع انطوني لأنها ارادت ان يشعر روبرتو بالغيرة ! وجلست ناتاشا على السرير.منتديات ليلاس
ورأسها يؤلمها بشدة . لماذا الغيرة , ولماذا روبرتو ؟ لقد اخذت تراقبه بسرية وهو يجيب على اسئلة كارمن ببقية تلك الأمسية , تراقب ملامحه الصلبة الجذابة , عيونه الداكنة , رموشه الطويلة وشيء غريب يتحرك بأعماق قلبها. كانت لتود الاستمرار بذلك مطولاً لكن روبرتو نظر اليها بعد قليل وكانت مضطرة لابعاد نظرها حتى لا يرى. لكن الآن وهي تتذكر ذلك ملأ الدفء حناياها وادركت انها كانت ترغب حينها بالاقتراب منه, ملامسته , تقبيله , لا تكوني غبية , أنّبت نفسها بشدة وشدت رأسها مجدداً على الوسادة . لا تكوني بلهاء , نامي الآن . لكن ولسبب ما جفاها النوم تلك الليلة .
مر اليوم التالي وناتاشا تشعر ببطئه وبرودته. لقد قامت وكارمن بالنزهة الصباحية , زارتا القلعة القديمة وزراتا المتجر والأختين لورا وفلورا . نهارهما كان مسلياً فعلاً لكنهما لم يفتحا الموضوع الساكن افكار ناتاشا. روبرتوا كان دائماً داخل عقلها . اقتربت من النافذة حين عادتا الى المنزل مساءاً لماذا؟ أترغب برؤية روبرتو وهو يتجه الى رحلته الليلة المعتادة ؟ عادت الى قرب المدفأة وهي تعض على شفتها .منتديات ليلاس
" لم لا تذهبين بنزهة ؟" سألتها كارمن برقة.
" أتحاولين التخلص مني؟" سألت ناتاشا بابتسامة خفيفة.
" كلا, لكنك كنت كالقطة السائدة على الجمر طوال النهار . السير قد يفيدك .. يصفي ذهنك" توقفت ثم اضافت بلطف " انه روبرتو اليس كذلك؟"
نظرت ناتاشا اليها فوراً وقالت " وهل الأمر واضح؟"
ضحكت كارمن " لأي شخص آخر كلا . لكني اعرفك جيداً . أتذكرين ؟"

سيريناد 03-02-19 09:11 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
http://up.n4hr.com/uploads/1476279789755.gif

Rehana 10-02-19 11:28 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
جلست ناتاشا قربها وتأوهت" آه, كارمن . ألا أتصرف بغباء ؟ لا استطيع التوقف عن التفكير به. انه دائماً داخل عقلي . ماذا يجب ان افعل ؟"
" لا شيء . ستفكرين بشيء ما يا حبيبتي . سيكون بالجوار سترين ذلك"
" كلا, لقد كان مختلفاً مساء البارحة. لا استطيع شرح ذلك لكنه كان مختلفاً .. آه , لا اقصد اطلاعه لنا على حقيقة عمله , تعرفين كم كان عدائياً قبل ذلك؟ لا بأس لقد تبخر ذلك الآن , لكنه قد تغير بطريقة ما قد تغير كلياً. هناك نوع من البرود , لا اعرف كيف اوضح ذلك"
" اعتقد انني اعرف ما تقصدين " قالت كارمن ببطء " لكن هل خطر لك ان يعتقد هو انك معجبة بأنطوني لكن كمجرد صديق .. مجرد شخص لطيف لقضاء بعض الوقت برفقته , هذا كل شيء".منتديات ليلاس
" اجل اعرف " ردت ناتاشا " كلتانا تعرف ذلك. لكن هل يعرف روبرتو ذلك؟"
" اعتقد , انني كنت أفضل روبرتو العدائي البغيض" قالت ناتاشا بمرارة .ريحانة
ضحكت كارمن وقالت " كان ذلك أكثر تسلية . هيا اجلبي معطفك واخرجي للنزهة. سيري حتى تتعب قدماك على الشاطئ سأجلس أنا هنا واخط رسالة لزوجي "
" هل أنت متأكدة انك تريدين ذلك؟"
" مئة بالمئة هيا اذهبي " كان الرد .
خرجت ناتاشا التي كانت بحاجة فعلاً للتفكير الهادئ والمنطقي بما كان يختلج داخلها الهدوء الساكن للغروب في الخارج كان أكثر من رائع وجلست هي على صخرة قرب الشاطئ وقد اعتراها الهدوء والسكون واخذت ترمي الحصى بالبحر وتفكر.
انت لا تستطيعين الاستمرار بالتفكير برجل لا يهتم حتى لوجودك. لكن التفكير اسهل بكثير من التنفيذ . عليها مغادرة هذا المكان بسرعة والابتعاد عن روبرتو ستافرو ! وقد لا يكون هو هنا حين تعود بزيارتها الثانية لاحقاً ! شعور هائل من الفراغ اعتراها لهكذا فكرة وضحكت لسخافة مايحدث . لقد اخذت هذه العطلة للهروب من الناس ومن الرجال للاستعداد للعودة بحماس الى العمل مجدداً . لكن الآن عملها , الأضواء, الكاميرات , الحفلات , العشاءات , العطل , كل هذا يبدو مملاً ومخالفاً لرغبتها.
لماذا؟ لأنها وقعت بحب رجل داكن البشرة اظهر لها كيف يكون الرجل. لقد اخبرها انها حتى لا تحسن التقبيل. هذه الكلمات لا تزال تتردد بذهنها مسببة لها الألم . كان هو قاسياً ايضاً. قاسياً وفظاً , لكنها شعرت ان بإمكانه ان يكون لطيفاً ورقيقاً لكن ليس معها هي بالطبع. تناولت حصاة ضخمة ورمتها بالبحر مجدداً . اعترتها وحدة هائلة . فنهضت. من غير المجدي الاستمرار بالتفكير الى الأبد التفكير لن يقود الى شيء , فقط سيزيد الأمور سوءاً, عادت للسير , غداً سيصطحبهم انطوني برحلة بحرية وسيخرجان بنزهة اخرى يوم الاثنين ثم سيرحلان.
" آه , آه , بمفردك ؟" قاطع الصوت افكارها واستدارت بذهول لتجد شاغل افكارها برفقة كلابه يقترب منها . تسارعت نبضات قلبها مخافة ان تكون قد نطقت افكارها بصوت مرتفع لأنه كان يشعرها بالارتباك الكامل.منتديات ليلاس
" اجل . كارمن تكتب رسالة لزوجها. لست بطريقك الى رحلة صيد الليلة صحيح؟"
" ليس الليلة " وافقها بملامح غامضة .

Rehana 10-02-19 11:29 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لم تعرف ماذا عليها ان تقول , لقد شعرت فجأة وكأنها تلميدة مدرسة مراهقة وبدفاع قالت " سنرحل من هنا بعد ايام قليلة "
" حقاً؟" سألها وهو يسير الى جانبها الآن" الأضواء البراقة تنادي؟"
" اجل" ردت وقد استعادت رباطة جأشها الآن ليرى انها بدورها لا تهتم, قالت لنفسها وله " المكان جميل جداً هنا لكنه هادئ جداً بالنسبة لفتاة من المدينة مثلي" كان هو قد استعمل التعبير ذاته لوصفها مرة فنطقت بالكلمات بضحكة حتى تشعره انها لا تكترث .
رماها بنظرة غريبة أثارت حيرتها بدورها . شيء ما كان يسيطر على الجو بينهما , التوتر مجدداً؟ ربما ! لكنها لم ترغب بأن تدعه يفكر بهذا السبب , لن تدعه يعرف ابداً لأنه يعطي كل انطباع انه لا يكترث.
" اعتقد ذلك" قال اخيراً " الرحلة الغريبة على متن القارب الصغير لا تعتبر شيئاً امام كل تلك النوادي الليلية والمطاعم الراقية صحيح ؟"
" تجعل الأمر يبدو سهلاً وجميلاً . لكني لا استطيع الاحتفاظ بوظيفتي اذا لم اقضي الليالي بالسهرات والعشاءات , أؤكد لك ذلك"
" صحيح . جمالك هو العامل المساعد بالطبع. مع انني اعتقد ومن رؤيتي لبعض العارضات الساحرات بمجلات الموضة ان بعض الطعام الحقيقي لن يضرّ بهن . أنا لا اجد جاذبية بالنساء النحيفات"
" هذا هو رأيك" قالت ببرود " وأنت حر به لكنه لا اتخيلك كقارئ لمجلات الموضة كما تسميها "
" حقاً . وماذا عنك؟"
" ماذا عني بماذا؟"
" هل أنت قارئة دائمة لها ؟"
" أتمتع بالنظر اليها اجل" قالت بعدم اكتراث " معظم النساء كذلك. لكني لم اخرج بنزهة للتحدث عن شؤون عملي" خرجت للتفكير بك " اضافت لنفسها بصمت .ريحانة
" سامحيني" تمتم " يصعب اختيار موضوع للحديث , انا مجرد رجل ريفي بسيط وكل..."
" أنت مضحك " قالت مقاطعة اياه.
ضحك وقال " هذا افضل . لست معتاداً على اجراء المحادثات المؤدبة وأنت؟"
" لا اعرف ماذا تقصد " قالت وهي تسرع خطواتها.
" آه , بلى تعرفين . لقد كانت معركة مستمرة بيننا منذ اللحظة التي التقينا بها لا تدعينا نفسد السجل الآن ".منتديات ليلاس
" وخطأ من هو هذا ؟" قالت بحدة " أنت .. أنت .. لم تتمكن من ايجاد الكلمة المناسبة . أنت تجعلني أضحك . هل تعتقد انني اهتم ؟ شخصياً أنا افضلك كما كنت بالسابق عدائي وبغيض , آه اجل كنت كذلك. ولهذا فلا تدعي العكس . استطيع تذكر وجهك حين وصلت أنا الى هنا بالمرة الأولى ورأيت حالة منزلي . كنت سعيداً حينها بحالة المنزل التعيسة , لكن على الأقل كنت اعرف مكاني منك. اذن دعنا نبقي الأمور على تلك الحال اجل ؟"
" واو " هتف بتصفيرة مطولة "يا للفتاة ! تلك هي ناتاشاتي!"
" لست ناتاشاتك " قالت وأسنانها تصطك . الوضع كان يفلت من يديها . لكن اذا ما اعتقد أن ..

Rehana 10-02-19 11:29 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" من الواضح انك لست كذلك. كان هذا مجرد تعبير مجازي , وعليّ ان استميح عذرك . لم ادرك ان ذلك سيكون مهيناً لك "
" اجل, انه كذلك! لا تمتدح نفسك كثيراً من فضلك ! من تعتقد نفسك بحق السماء ؟" سألته.
" آه , أنا اعرف حق نفسي . مع انني لا اعتقدك واثقة من ذلك. انظري الى نفسك ترتجفين غضباً لمجرد سماعك لتعليق مرح من شخص ما "
المشكلة انك ليس مجرد شخص ما , قالت لنفسها . كل ملاحظتك مهينة ومؤلمة .
كل شيء كان هادئاً حولها , الكلاب قد اختفت والشمس كانت تلون كل شيء بالأحمر القاني والرياح تتلاعب بأمواج البحر وشعرها الحريري وظلان داكنان لشاب وفتاة يقفان على رمال الشاطئ ويحدقان ببعضهما البعض . كان هناك الكثير من الكلام لكن احدها لم يكن مستعداً لقوله ليس بعد .
" وأنا ايضاً اعرق قدر نفسي بالضبط شكراً لك . أنا متأكدة أنك تعتقد نفسك السيد المطلق هنا وأن لا احد غيرك يهم . حسناً, دعني اخبرك سيد روبرتو ستافرو انك مخطأ. العالم لا يدور حولك وحدك وحول عملك كن أكيداً من ذلك "
بدأ يضحك " اتعرفين , تكونين مغوية جداً حين تكونين غاضبة , اقصد تحثيني لتقبيلك ولو فقط لاسكاتك"
" لا تحاول ذلك " صاحت وقبضتها ترتفع " أنا لم انسى ما قلته لي بهذا الشأن , المسني وسأضربك"
" وما الذي قلته ؟" سأل بحيرة واستمتاع.
" أنت .. أنت .. اخبرتني " كان من الصعب عليها النطق بذلك " انني لا احسن حتى التقبيل بطريقة صحيحة".ريحانة
" أنا قلت ذلك؟ سأل بدهشة " يا لي من عديم اللياقة"
" اجل" واستدارت وتابعت السير . من المضحك كيف بإمكانك حب وكره الشخص ذاته بنفس الوقت. فهذا بالضبط ما كانت تشعر به ناتاشا بهذه اللحظة نحو هذا الغريب الساحر الناظرات.منتديات ليلاس
" يا لقساوتي " قال وهو يلحق بها ويمسك بذراعها .
" اجل كنت كذلك " قالت وحدقت به بقسوة " اترك ذراعي .. الآن "
" انت تتحرقين غضباً" قال .
" لا ابداً. رأيك بي لا يهمني مطلقاً ولا لذرة واحدة "
" أنا لا اصدقك " قال برقة.
" اذن انت تنعتني بالكاذبة الآن ؟ شكراً لك "
" ليس تماماً. لكن حتى ولو كنت لا تكترثين للشخص الآخر فلا شك ان رأيك به سيهمك ولو من باب التسلية , وأنت لست عديمة الاكتراث نحوي"
ما الذي يقصده ؟ من غير الممكن انه قد فكر , هذا مريع ولا تستطيع مجرد التفكير بهكذا امكانية .
ولهذا فقد قالت بسرعة , بسرعة فائقة " كلا, لست كذلك . أنا .. أنا غير معجبة بك حتى "
" حسناً , هذا صادق بطريقة ما"
" اجل انه كذلك. ولهذا هلا تركت ذراعي ؟"
ترك ذراعها فجأة ولم تتحرك ناتاشا من مكانها. لم ترغب بذلك دون ان تعرف لماذا .ريحانة
" حسناً هيا انطلقي ايتها الفتاة الصغيرة . انت حرة الآن أترين ؟"
رفع اليد التي كانت تمسك بها " اذهبي وتابعي نزهتك بمفردك "

Rehana 10-02-19 11:30 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
وبدون اية كلمة اخرى خطت ناتاشا الى الامام وسارت وهي تجبر نفسها على عدم النظر الى الخلف . وحين فعلت بعد مسافة كان قد اختفى كلياً.
صباح يوم الاحد وصل انطوني على الموعد ورغم كل محاولات ناتاشا رفضت كارمن الذهاب معهما لأن رأسها كان يؤلمها كما قالت وهكذا فقد اقتصرت الرحلة على ناتاشا وانطوني الذي كان سعيداً كما يبدو لهكذا تدبير.
انطلقا بالقارب الجميل واستمر الحديث بينهما بمرح وخفة وضحكت ناتاشا كثيراً حين رأت دهشة انطوني لدى اطلاعه على معرفتها وكارمن للحقيقة . واستمع لها بلهفة وهي تخبره بتفاصيل ما حدث.
ضحك وقال " عليك العمل معنا ناتاشا هنا, انك تحرية رائعة !"
ضحكت ناتاشا بدورها وتتابع الحديث بينهما بسلاسة . لو ان فقط روبرتو يغادر افكارها ! لو انه فقط يتركها وشأنها للحظات فقط لكن هذا لم يكن ممكناً فبالرغم من رقة انطوني وجاذبية الا انه لم يكن روبرتو .
وصلا الى الجزيرة الصغيرة المحددة للرحلة وحملها انطوني وسار بها الى الرمال الجافة وحين وضعها فاجأها يطبع قبلة على شفاهها.منتديات ليلاس
كان هذا هو الوقت الغير مناسب والمكان الغير مناسب والرجل... الرجل الغير مناسب . الحقيقة الأخيرة والتي شعرت ناتاشا بها بقوة ما دفعتها لابعاد انطوني عنها وهمست " انطوني لقد جئنا هنا للتنزه فقط"
" لكن هذا جزءاً من التنزه " قال بمرح وبراءة .
" كلا, افضل التراجع اذن اذا ما كانت هذه فكرتك عن قضاء هذا اليوم "
" آسف " قال بصدق مرح " لن اضايقك مجدداً مادام التقبيل يجعلك هكذا . اتفقنا"
" اتفقنا" قالت بابتسام لوجهه الطفولي وتابعا المسير.
" ناتاشا" قال بعد حين وفجأة " مارأيك بروبرتو ؟"
اخفضت نظرها مخافة ان تظهر ردة فعلها داخل عيونها لسؤاله المفاجئ هذا وقالت " من اية ناحية؟"
" من الناحية التي تريدين . انتما .. ايه .. لا تتفقان سوية ؟"
" تستطيع قول ذلك " ردت بجفاف " من الناحية الأخرى تستطيع ان تقول انه أكثر الرجال فظاظة وتعجرفاً وعدائية من كل رجال الأرض وسوء حظي وحده هو الذي دفعني للالتقاء به و ..."
" واو ! يكفي هذا لهذه الرحلة . آسف لسؤالي " بدا فعلاً نادماً وكان على ناتاشا الابتسام.
" آسفة , انطوني . انه فقط .. آه استطيع التعبير عن ذلك بالكلمات ! كان لطيفاً فقط للحظات , بعد ان اتهمته باقتحامه لمنزلي , وفيما هو يطلعنا على السبب وعن حقيقة هويته .. فقط لحظات لكني لا اظن ان ضمن طبيعته ان يكون لطيفاً لوقت طويل, كيف تستطيع العمل معه على كل حال؟"
" روبرتو ؟ يا له من رجل! انه شخصية رائعة , آسف اعرف ان هذا قد يبدو سخيفاً لك خاصة بعد ما قلته عن رأيك به لكني اجده كذلك فعلاً"
بدهشة محيرة هي لم تكن مندهشة لسماعها ذلك. وتابع انطوني بحماس صادق " انه مغرم بالنكات وبالمزاج , بإمكانه ان يتصرف بمرح هائل بعض الاحيان صدقيني . انه يتكلم سبعة لغات بطلاقة , لقد زار كل العالم تقريباً , انه شخصية رائعة"

Rehana 10-02-19 11:30 AM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
لم ترغب بالسؤال لكنه خرج منها غصباً عنه " انه ليس متزوجاً بالطبع؟"
نظر انطوني اليها ولم يكن من الصعب رؤية ما بدا داخل عيونه لكنه هز رأسه وقال " كلا, هذه هي حياته . احدهم كان يعرفه قبل مجيئه الى هنا. وقد ألمح الى وجود امرأة ما في حياة روبرتو في السابق , امرأة آذته وحولته الى ما هو عليه لمصلحته. سواء أكان ذلك صحيحاً أم لا , فإن آخر ما قد يفعله احدنا هو سؤاله عن ذلك, صدقيني , شيء واحد بالغ الوضوح ألا وهو ان روبرتو ستافرو كاره للنساء . كنت مهتم لأعرف رأيك به ولم يثير رأيك دهشتي. انه بعيد كل البعد عن اللطف والمعتاد مع الجنس الآخر وهذه حقيقة ثابتة ".منتديات ليلاس.منتديات ليلاس
كان عليها معرفة ذلك . فهذا يفسر تلك القبلات , قبلاته المزدرية الدالة لا على العاطفة بل على السخرية والتهكم. شعرت فجأة بالبرودة الدالة . حسناً على الأقل هي تعرف مكانها منه الآن وسيطر عليها شعور عميق وغريب من الوحدة والانعزال . اخذت نفساً عميقاً الآن , يكفي هذا.
" حسناً" قالت بخفة " دعنا لا نضيع الوقت على هكذا موضوع اجل؟ اخبرني الآن عن نفسك. من أي بلد أنت مثلاً؟"
واقنعت نفسها وهي تستمع لشرح انطوني المرح ان هذا ما تريد سماعه . ثم حدثته بدورها عن حياتها وعملها .
اخذ الجوع منها كل مأخذ بعد كل هذا الحديث فنظرت اليه وقالت " انني اتضور جوعاً, هيا ماذا لدينا الآن ؟"
"آه " هتف بمرح " لا تنظري اليّ هكذا ناتاشا وإلا فإنني سأرغب بتقبيلك مجدداً"
" انه الجوع" سارعت للقول بمرح "اذا لم تسرع بفتح هذه السلة فلن أكون مسؤولة عن النتائج "
" حسناً, حسناً" وتناول الساندويشات لم يكن من داعي للتحدث وهما يتناولان الطعام. ووجدت ناتاشا ان انطوني فعلاً رقيق ممتع وساحر وكانت تتمتع بوقتها معه رغم وجود ظل رجل ما بينهما , لكنها تأكدت ألا يشك انطوني بهوية هذا الرجل.
وكأنه شعر بذلك بدوره فقد سألها بعد ان سبحا وهما مستلقيان على الرمال " أنت مغرمة بأحدهم اليس كذلك؟"
" اجل" تمتمت بصدق , لكنه لم يسأل عن هوية الرجل , وحتى لو فعل فإن ناتاشا ما كانت لتطلعه على ذلك.منتديات ليلاس
" عندي فتاة في بلدتي . كانت دوماً صديقة شقيقتي وكنت اعرفها منذ سنوات لكن في المرة الاخيرة شعرت وكأنني أراها للمرة الأولى , شيء ما ضرب قلبي , هذا هو كل شيء في الوقت الحالي لكن من يعرف ؟"
" وقد قبلتني ؟ يا للعار!"
ضحك وقال " ومن لن يرغب بفعل ذلك؟ لا أذية من قبلة صغيرة او قبلتين ناتاشا , انها مجرد اشارة الى المودة والصداقة ألا تعرفين ؟"
هي تعرف. معه انها كذلك , لكن لماذا الأمر مختلف مع روبرتو في حين انه غير معجب حتى بها ؟ لكن احداَ لا يستطيع الاجابة عن هذا السؤال.
تتابع النهار بسرعة حيث عادا الى المنزل مساءاً كانت ناتاشا مدركة ان هذا كان يوماً جميلاً وممتعاً . بقي انطوني معهما لتناول العشاء ثم سارت ناتاشا لوداعه حيث رحل اخيراً بطريق عودته الى جزيرة لارنا .
قبلها بأخوة مودعاً وقال من على متن القارب " لنأمل ان يحقق كلانا ما يأمل به"

Rehana 12-02-19 12:39 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
ضحكت ولوحت له مودعة وهمست " آمل ان تحصل على فتاتك" لكن بما نه لا يعرف حقيقة هوية من تحب فهو لن يعرف مدى استحالة ما تمناه لها .عادت الى المنزل وقد انخفضت معنوياتها مجدداً بحزن.ريحانة
سارتا يوم الاثنين الى القرية واشترتا الطعام ثم زارتا الشقيقتين . فرحتا لورا وفلورا جداً بهذه الزيارة وتساءلت ناتاشا عن ردة فعلهما اذا ما عرفا هوية روبرتو ستافرو الحقيقية . بالنسبة لهم كان هو مجرد مراقب طيور يؤلف كتاباً عن الانواع المختلفة الموجودة على جزيرة مارغريتا , رجل يوصلهما حين يكون ماراً من قربهما . وهذا كان كل شيء. مر اليوم بعد ذلك ببطء وبرود رغم اشغال ناتاشا لنفسها بأعمال التنظيف والغسيل . ولم تلمح روبرتو مطلقاً لربما كان هو في المخيم !!
صباح يوم الثلاثاء تنزهتا على الشاطئ وزارتا السيد جون صاحب المتجر الذي سعد كثيراً بلقائهما. ادركت ناتاشا انهما يقضيان الوقت الآن بالزيارات والمجاملات الاجتماعية . لكن بعد وقت قصير ستعود حياتها الى طبيعتها مجدداً . طبيعتها؟ وما كان ذلك تساءلت بحزن؟ أهي الحياة السريعة كالدوامة في المدينة حيث لا يملك أي شخص الوقت بمجرد النظر الى الآخر ؟ حيث نادراً ما يبتسم الناس لبعضهم البعض لأن الغرباء هم من يحيطون بك دوماً؟
تنهدت ناتاشا بعمق فنظرت كارمن اليها وقالت بقلق " يا حبيبتي , ما الأمر ؟"
" كنت فقط افكر بالحياة بشكل عام وكم هي مثيرة للضحك "
طأطأت كارمن رأسها وهمست " اجل . اعرف الصاعقة تضربنا احياناً , خاصة حين ..."
"حين ماذا ؟"
ابتسمت كارمن بوهن " حين تقعين بالحب للمرة الاولى "
اغمضت ناتاشا عيونها وقال " سنعود الى روما بعد ايام قليلة ولن أراه مجدداً ابداً"
تساقط المطر صباح اليوم التالي وكأن السماء بدورها كانت كنفسية ناتاشا حزينة , متلبدة ومكتئبة . روبرتو كان يمتلك كل أفكارها كما اصبحت العادة مؤخراً واخذت ناتاشا تفكر بحياتها من دون وجوده. كل ما كان يعطيها السعادة من نجاح وحفلات وصخب اصبح الآن بلا معنى لها . لم تكن تعرف ان الحب سيكون هكذا او ان شيئاً قد يصبح اهم عندها من عملها يوماً والمصيبة انها وقعت بحب رجل لا يبادلها مشاعرها لأنه لا يعرف معنى الحب نظراً لتلك المرأة التي جعلته كذلك . شعرت ناتاشا بعمق كرهها وغيرتها من تلك المرأة المجهولة التي حولت روبرتو الى كاره للنساء , متعجرف وقاسي.
آه, توقفي , عنفت نفسها, توقفي عن الاسترسال بهذه الأفكار فذلك لن يسبب لك الا المزيد من الألم .منتديات ليلاس
تناولت الغداء ولاحظت ان كارمن كانت ترمقها بنظرات غريبة بين الحين والآخر.
" كارمن , ما الأمر ؟" سألتها ناتاشا.
" لا, لا شيء" ردت الصديقة " فقط أنا اشعر بالقلق عليك "
" لا داعي لذلك سأتخطى هذا فور مغادرتي لهذا المكان "
" المشكلة انني لا اعتقد ذلك. أنا اعرفك ناتاشا انت بالغة الحساسية وعاطفية لأقصى درجة. لم اتخيل يوماً انك ستغرمين برجل .. برجل مثل روبرتو ستافرو لأنه ..." توقفت.
" لأنه ماذا ؟" حثتها ناتاشا.
" لأنه يغلف نفسه بغطاء قاسي من عدم الاكتراث والعجرفة لسبب اجهله . لكني اعتقده بالغ الرقة والطيبة من الداخل ولهذا اقول... "

Rehana 12-02-19 12:40 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
احتارت ناتاشا وقالت " تقولين ماذا كارمن ؟ هيا قولي "
" حسناً , اقول انه بحاجة ربما لبعض التشجيع , اقصد هو لا يعرف شيئاً عن حقيقة مشاعرك نحوه ولربما هو بدوره يكن لك نفس المشاعر من يدري ؟ فما رأيك بأن أكون أنا كيوبيد رسول الحب و..."
" كلا , كلا" صاحت ناتاشا فوراً بهلع " لا تفكري حتى بذلك كارمن ارجوك. لا استطيع تحمل ذلك فعلاً "
" لا بأس , لن افعل " طمأنتها كارمن . لكن شيئاً ما داخل ناتاشا جعلها تشك بتطمين صديقتها.
الوقت اخذ يمر بسرعة الآن فجأة بعد ان قررتا الرحيل يوم الجمعة استلقت ناتاشا بسريرها والنوم بعيد عنها واخذت تفكر بما حدث لها على هذه الجزيرة . لن يصدق احد من معارفها ذلك هي ولن تخبرهم بذلك دون شك, لقد وصلت لتأخذ قسطاً من الراحة. وهاهي ستغادر بعد غدبقلب مجروح مثقل بالألم لأنها وقعت بالمحظور وذاقت مرارة الحب من طرف واحد. وشعرت بأعماقها ان نسيانها لروبرتو وسلخه من اعماق قلبها قد لا تكون مهمة ممكنة فهي حين تحب بكل ذرة بكيانها وهذا ماحدث لها .منتديات ليلاس
صباح اليوم التالي كان مشمساً مع بعض الهواء البارد ويبدو ان عيون ناتاشا كانت منتفخة بوضوح , بسبب بكاءها وسهرها لمعظم الليلة السابقة , لأن كارمن نظرت اليها ثم عبست وقالت " يبدو ان ليلتك لم تكن هادئة "
اكتفت ناتاشا بهز رأسها وتشاغلت بتحضير الفطور لهما . شهيتها كانت معروفة لكنها تظاهرت بتناول التوست والمربى وعقلها سارح.
ذهبتا لزيارة القلعة الأثرية كنزهة الوداع للجزيرة قبل رحيلهما القريب وتسلتا باكتشاف دهاليز غرفها الأثرية الضخمة. كان التعب قد اخذ منهما كل مأخذ حين عادتا في المساء. فتناولتا طعام العشاء وتثاءبت كارمن قائلة " آه , اشعر بالنعاس ! ما رأيك بالنزول للتنزه على الشاطئ ناتاشا! الهواء المنعش سيساعدك على تهدئة خواطرك . فمن الواضح انك تعيسة . هيا اذهبي الى البحر ولا تفكري بشيء وحاولي التخفيف عنك يا حبيبتي فكل شيء سيسير على ما يرام "
" اجل . سنغادر وسأعود الى حياتي المعتادة وانسى كل ماحدث لي هنا .." توقفت ثم نظرت الى صديقتها متابعة " هل أنت واثقة انك لا ترغبين بالنزول معي , البحر رائع بمثل هذه الساعة"منتديات ليلاس
" آه , كلا أنا فعلاً تعبة سأقرأ قليلاً ثم اخلد للنوم. او قد تجدينني جالسة امام المدفأة بانتظارك "
" حسناً الى اللقاء . سأودع البحر ثم اعود"
سارت وسارت وخطواتها تقودها الى لا مكان وافكارها تتلاطم كأمواج البحر امامها . جلست على صخرة كبيرة وارخت لدموعها العنان غداً ستغادر الجزيرة ولن تشاهد روبرتو ابداً لكن صورته ستظل محفورة بعقلها بوجدانها.ريحانة
كانت تشهق بدموعها وتمسحها بصمت حين داعب سمعها صوت حبيب يقول بلطف متناهي " آه , ناتاشا . ناتاشا . الى اين كنت ستهربين ؟"
الذهول , الصدمة, السعادة مع الأمل تمازجا داخل عيون ناتاشا الباكية وهي تستدير لرؤية وجه روبرتو قربها .
لم تستطع الا ان تحدق به والمفاجأة قد اخرست لسانها .
مد يده ملامساً ذراعها وهمس بصوت يذوب رقة " لماذا انت ترتجفين هكذا ؟"
" أنا؟ أنا ... لا اعرف " قالت ولكنها كانت تعرف .

Rehana 12-02-19 12:42 PM

رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
 
" ايتها الحمقاء ! كنت سترحلين دون ان تخبريني !" قال وعيونه مدفونة داخل عيونها ببريق غريب تراه ناتاشا للمرة الاولى . توسعت عيونها وانتفض قلبها بشدة وهمست " اخبرك بماذا؟"
" بهذا!" همس ووضع يده على قلبها حيث النبضات الجنونية كانت خير دليل " لقد اخبرتني كارمن "
هزت رأسها وصاحت وهي تغطي بيديها وجهها " آه لا , لا .. لا "
" آه بلى . هيا عودي معي يا حبي .. هيا ناني " قال ووضع ذراعه حولها .
هل قال فعلاً يا حبي أم ان خيالها اوحى لها بذلك .
" ما .. ماذا ؟" همست بعدم تصديق .
" اجل أنت حبي ألا تعرفين ؟"
" اعرف ماذا ؟" قالت بنفس متقطع لبشائر النور التي اخذت تتراءى امامها.منتديات ليلاس
" تعرفين لماذا كنت أتصرف بعدائية وجفاف نحوك .. كالثور كالشيطان المتعجرف , منذ اللحظة التي رأيتك بها ؟ لأنني سقطت صريع هواك , وصارعت بقوة هذا الشعور الذي غمرني كالطوفان وتغلغل داخل شراييني . ظللت كذلك حتى قبل عشر دقائق من الآن حين وصلت كارمن الى منزلي واطلعتني على حقيقة مشاعرك نحوي. طلبت مني ان احصل على عفوك لتصرفها هذا ولكنها لم تكن قادرة على تركك تتعذبين وتغرقين بأمواج اليأس فيما بإمكانها المساعدة " قبلها على وجهها وتابع " يا حبيبتي آسف لتسببي لك بذلك لكن اقسم لو انني شككت بحبك لي لكنت وجدتني عندك قبل الفجر .. أتعلمين !" صمت قليلاً وحدق بها بحب ثم تابع " لقد اخبرني انطوني انك مغرمة ذلك اليوم وألمح الى أن أكون أنا من يشغل قلبك لكني ضحكت وسحرت من هكذا فكرة لأنني كنت اعتقد انك تكرهيني او على الأقل هذا ما كنت تعطيني اياه من انطباع كلما التقينا"
التصقت به باعتذار وقلبها يتراقص من السعادة وهمست " هل هذا كل ما ستقوله ؟"
عانقها وقال " لكن كلما قبلتك كنت اشعر بسيل عواطفك الجامح لكني اعتقدت انني كنت اتخيل ذلك. ولولا مجيء كارمن اليّ اليوم كنت سآتي أنا اليك لأعرف ذلك بنفسي فالنيران التي اشعلتها بداخلي كانت بحاجة للاطفاء"
" للاطفاء؟" كررت بخبث وهي ترفع وجهها اليه .منتديات ليلاس
" اجل وبهذه الطريقة " قال واغرقها معه بقبلة حملت كل شعلة حبهما الى الذروة وبعد وقت طويل حين عادا الى منزل ناتاشا حيث كانت كارمن بانتظارهما . وضعا يديهما بيد بعض وادركت ناتاشا ان المستقبل يفتح ذراعيه لها ولحبيبها الغريب الداكن الذي اصبح كل حياتها .

النهاية


الساعة الآن 05:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية