منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات ألحان (https://www.liilas.com/vb3/f480/)
-   -   157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t205600.html)

Rehana 23-01-18 07:29 PM

157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
https://s13.postimg.org/ugyaj781z/image.gif

اخترت لكم كتابة هذا الرواية واتمنى تنال اعجابكم

الملخص الخارجي

وقرأ بصوت عال :
- دون إدراك تبادل الشعور في العلاج النفسي.
سألها وقد صدم :
- هل أنت حقا جادة ؟ كيف تعتقدين في هذه المعلومات التي اعتبرها خرافات ؟
- إني جادة جداً, وهذه المعلومات ليست خرافة , ولا دجل , ولا خزعبلات كما تعتقد يا جين.
قال :
- كيف تستطيع فتاة ذكية , ومثقفة مثلك ان تتجني على نفسها بمثل هذه الأمور؟
قالت:
- دعني اشرح لك.منتديات ليلاس



لا احلل نقل روايتي دون ذكر اسمي ( Rehana ) واسم ( منتدى ليلاس )
اذا اعجبتك الرواية لا تنسى أن تضغط على ايقونة ( الشكر )

Rehana 23-01-18 07:31 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
شخصيات الرواية

تانيا زيدزياك : دكتورة في علم النفس.
السيدة دولور : عرافة.
جين راندال : عالم في الأحياء المائية.



الغلاف الأمامي

كثيراً ما نردد جميعنا كلمات: الحظ، القسمة والنصيب، المقدر والمكتوب...
لكن ترى ما رأي كل منا في العرافة، وتبادل المشاعر، والتنجيم؟، بتصفحكم هذه الرواية سيجد القارئ رداً على هذه الأسئلة والاستفسارات، وذلك من خلال قصة عاطفية مشوقة ارتكزت بمادتها على هذه المعاني.

Rehana 23-01-18 07:32 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
فصول الرواية

الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عشر

الفصل الثاني عشر والاخير

Rehana 24-01-18 11:49 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الأول

دخلت تانيا زيد زياك مسنكها الصغير الواقع في الطابق الأول , ثم القت بكمية من الكتب وبحقيبتها الجلد. ثم بعد ان تخلصت هكذا منها اسرعت الى احتضان قطيها ين ذات رداء إزابيل الرقيق ويانج قط انجورا اسود كالظلام الدامس. وكانا كلاهما قطين ضالين , قد قامت على آوهما .
اتخذ كل قط مكانه على احدى كتفيها , واخذ يقر ... اتجهت تانيا بعد ذلك الى التقويم العمل على الحائط وشطبت يوم آخر, الجمعة 23 إبريل.منتديات ليلاس
اعلنت لزملائها :منتديات ليلاس
- اكثر من سبعة اسابيع . آه لو قبلت لجنة التحكيم رسالتي ولو اجازت مناقشتي! لا سوف ترسب! لن تسمح لنفسها بذلك . لقد ضحى والداها بالكثير ليمنحاها فرصة النجاح. ووجب عليها الآن ان تثبت لهما ان تضحياتهما لم تذهب هباء. وان الأمل مازال قائماً في هذا العالم البائس.
ثم استطردت بصوت عالٍ وكان صوت القطين يطن في اذنيها :
- ليس لي الحق في الرسوب.
كانت تانيا تفهم تماماً ان قطيها لا يفهمان , لكنها مع ذلك كانت تشعر بالارتياح , وهي تكلمهما . تنهدت تانيا بعمق كانت كتبها تنتظرها على المائدة , لكن كم كان الطقس جميلاً في الخارج !
كانت معنوياتها هابطة تماماً مثل رصيدها في البنك , ثماني سنوات من الدراسة في الجامعة في كاليفورنيا . وكانت الشمس التي تتخلل النافذة الزجاجية تبدو كأنها تدعوها إلى الخروج إلى الشرفة .منتديات ليلاس
في الخارج كانت امواج المحيط الهادئة تلاطف بلا انقطاع رمال جزيرة بالبوا الذهبية . وكان خريرها المنتظم يناديها بإلحاح.
وضعت تانيا قطيها على الأرض , اخرجت لباس البحر, وبدأت تخلع ملابسها , إن ساعة استرخاء في الشمس سوف لن تسيء إليها , ولا تؤثر على فرصتها في التحصيل.
بعد بضع دقائق فتحت النافذة , ووضعت اصبع قدمها الرقيق على اسمنت الشرفة الساخن. ولم يكن يستر جسمها الرقيق إلا بعض المثلثات المصنوعة من نسيج ارجواني , لم يسبق لها ابداً ان سمحت لنفسها بالظهور على الشاطئ بمثل هذا الرداء , لكن هذا الأمر مختلف, لقد تحررت لأن المكان معزول , ويهيئ لها هذه الفرصة.
كانت تانيا قد بلغت السادسة والعشرين من عمرها متمتعة بقوام رقيق ممشوق, فيه كل الشروط المتوفرة في اجمل عارضة ازياء.ريحانة
استراحت تانيا في مقعد مريح, وفتحت جريدتها . وبينما هي تتصفحها , كانت من حين إلى آخر تلقي نظرة على القوارب التي كانت تعرفها كلها تقريباً. إذ إن وجودها الصامت كان بالنسبة لها بمثابة صداقة.
تخلت لحظة عن جريدتها, واغلقت عينيها لكي تنعم بملاطفة اشعة الشمس لبشرتها, عن بعد كانت تسمع ضوضاء حركة المرور في لوس انجيلوس . وكانت من حين إلى آخر , صرخة نورس تجعلها ترفع جفناً لتشاهده وهو يطير بجلال في السماء الزرقاء الصافية .

Rehana 24-01-18 11:49 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

كانت الصفحة الأولى من الجريدة تتناول موضوع سرقة طفل, تنهدت تانيا بأسى عند قراءة هذا الخبر المؤسف الذي يعبر عما يدور في العالم من جنون , وفضلت الانتقال إلى صفحة حظك اليوم لتقرأ طالعها , وكان برجها هو الجوازاء , يعلن لها انتبه , اليوم يدخل الحب إلى حياتك , مهم جدا ً الاهتمام بمالك.
اخذت الفتاة تضحك إذ لم يكن لديها لا الوقت ولا المال اللازم للحب كانت دراستها تستحوذ عل كل هذا , وايضا على كل طاقاتها , فعاودت النظر الى المحيط المتلألئ تحت اشعة الشمس.
صاحت متعجبة وهي تنتقل إلى الظل لكي تتمكن من المشاهدة بصورة أوضح.
- يا إلهي !
إذ كانت السفينة الكبيرة ذات الشراع الأبيض المشدود تخترق المحيط متجهة إلى الميناء. اسرعت تانيا بإحضار نظارتها المزودجة المكبرة , واستندت إلى درابزين الشرفة وكان من الحديد المصقول.منتديات ليلاس
قطعت السفينة مسافة خمسة عشر متراً, وكانت الأمواج تلاطف مقدمتها. وكان هناك على الكوبري رجلان منهمكان في عملهما بالقرب من كبينة من خشب الأكاجو وكان ثالثهما ممسكاً بالدفة.
اقتربت تانيا بعد ذلك من مقدمة السفينة ! لكي تقرأ اسم هذا المبنى المهيب!
الفكر الحر. ابتسمت الفتاة وهي تردد هذا الاسم بصوت عال. حقاً شعرت انها بعد ثماني سنوات من العمل المتواصل في الدراسة في امس الحاجة إلى هذا الاسم الذي قرأته لتوها.
واثناء مواصلة تانيا مراقبتها للباخرة لمحت زوج تنيس ابيض . صعدت ببطء, واكتشفت ساقين ذواتي عضلات قوية, وركبتين , واخيراً استقر نظرها على شورت , لن تسمح لنفسها ابداً بالإفصاح لأي شخص كان عما اوجدته فيها هذه الرؤية من افكار مفرطة.
خجلت لذلك في بدء الأمر, لكن بعد كل شيء ليس هناك من سيعلم بعدم تحفظها , قالت مازحة: لو كان الحب حقاً قد فكر في غزو حياتي , فلا اجد غضاضة في ان يأتي هذا المتنزه الساحر! ليستقر اسفل شرفتي. وفيما هي ترفع منظارها انقطعت انفاسها , وفارقت الابتسامة شفتيها.
متشبهاً بـ اتلاس رافعاً العالم, كان الشاب يرفع ذراعيه في وضع يظهر عضلات كتفيه الرائعة, كانت خصلات كستنائية تلاطفها نسمة المحيط تحيط بوجهه المربع , اما فمه فكان يظهر ابتسامة عريضة تكشف عن اسنان ناصعة البياض.
كان الشاب يضحك , كانت تانيا تشعر وكأنها تسمع ضحكاته ترن في أذنيها وفي رأسها. هو ايضاً كان ممسكا بيديه نظارةو مكبرة تحجب باقي وجهه . كان ينظر اليها .
عجزت تانيا عن الحركة , لقد رأت إحدى اليدين الكبيرتين تترك المنظار ,لترتفع إلى الشفتين الممتلئتين , وتأخذ منها قبلة قد ارسلها إليها بنفخة.ريحانة
اقشعرت تانيا لهذه الحركة , لأنها كانت تتسم بالغزل , رفعت نظارتها , وعادت الى مسكنها يلازمها إحساس بأن كرامتها قد جرحت .
كان قلبها يخفق بشدة عندما اعادت غلق الباب الزجاجي بسرعة, وشدت الستارة , لم تكن متحاملة على هذا المشهد البريء , كما انها كانت لا تبغي إلا ان تعلم ضحيتها ذلك.
سوف يلقنها هذا درساً في الا تهمل دراستها . ولو لثانية واحدة. خفضت تانيا عينيها على جسدها الذي كان لا يكسوه إلا المايوه.

Rehana 24-01-18 11:54 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
وإن كانت تحب مشاهدة البواخر , وهي تتحرك في الخليج إلا انها لم ترتد ابداً نادي البحرية, ولم تر احد الرجال المكلفين بتشغيل سفن مرموقة مثل الفكر الحر , إذن لن تجد فرصة لرؤية هذا المجهول العجيب مرة اخرى.
ومن العجيب ان هذه المشاهدة عوضاً عن ان تهبها طمانينة قد اوجدت في قلبها شبه ندم.
إن العودة إلى التفكير في هذا المجهول الجميل اثارت ارتباك تانيا إذ بدأت تحسده على إمكانه التجول دون أي عائق على المحيط اللانهائي , بعيداً عن القيود والمسؤوليات متمتعاً بالضحك واللامبالاة .ريحانة
ثم طردت هذه الفكرة المزعجة من فكرها بعد ان لامت نفسها عليها. ذهبت لأخذ حمام وغسل شعرها , ثم جلست امام المرآة لكي تتزين. وضعت بعد ذلك كريم اساس, ثم خططت عينيها بالقلم, واعادت رسم حاجبيها , وطالت اهدابها بالماسكرا واهبة بذلك إلى نظرتها عمقاً غريباً. وبعد ان وضعت قليلاً من اللون الودري على وجنتيها , طلت شفتيها باللون الأحمر , جففت شعرها الذي توج وجهها وداعب حاجبيها.
ارتدت جيبا طويلا بلون احمر قان, وبلوزة ذات زهور زرقاء كبيرة على قاعدة سوداء وكانت طويلة تنزل حتى ردفيها والتي ضمتها على وسطها بإشاربين من الحرير , احدهما وردي والآخر ازرق.
لم يكتمل مظهرها إلا بعد إضافة بعض المجوهرات , عقد لؤلؤ من عدة ادوار , خواتم واساور . وقفت بعد ذلك تنظر إلى المرآة التي عكست لها صورة غجرية مفرطة الجمال , فاطلقت في الضحك غير انها سرعان ما استقرت لأن الوقت كان يمر .منتديات ليلاس
إن السيدة دولور لا تقبل تاخيرها عن العمل . اخترقت تانيا الجزيرة بسرعة بسيارتها الصغيرة . كانت جزيرة باليوا صغيرة ومنازلها اغلبها على الطراز الفيكتوري , متلاصقة الواحد إلى جانب الآخر وسط حدائق ممتلئة بالزهور ذات الروائح العطرة.منتديات ليلاس
إن الناس في هذا المكان يعرفون بعضهم بعضا, وكان من النادر ان يكون احد الوجوه مجهولاً لها, لأن اغلبية السكان من أسر مستقرة في الجزيرة منذ زمن بعيد.
كان عدد سكان الجزيرة يتزايد في الصيف بمجيء السياح , وفي الشتاء بالطلبة الذين ياتون للدراسة في جامعة كاليفورنيا.ريحانة
كانت السيدة دولور تسكن في احد الشوارع الصغيرة الهادئة . ركنت تانيا سيارتها ولاطفتها , وكانت تداعبها وتسميها فيكتورين . كانت فيكتورين في حاجة ماسة إلى إصلاح فراملها وإلى طلائها , وايضا إلى عجلات جديدة غير انها لا تستطيع إلا منحها القليل من البنزين.
بعد فترة قصيرة عندما عادت إلى سيارتها قالت :
- أرأيت ؟ أنا لم اتأخر عنك طويلاً.
سعلت فيكورتين قليلاً , ثم قبلت معاودة السير. ومع ذلك عندما وصلت إلى مكان التوقف رفضت السيارة وبإصرار ان تفرمل . ألقت نظرة خوف إلى مفترق الطرق واطمأنت انه خال من السيارات.
وبما ان الطريق كان خالياً امامها فما كان عليها إذن إلا ان ترفع قدمها , وان تنتظر حتى تتكرم فيكورين وتتوقف من تلقاء نفسها.
فجأة مرت الاحداث بسرعة, وجدت نفسها في مواجهة كشافات سيارة, وقبل ان تستطيع القيام بأي محاولة, كان التصادم قد تم وسط احتكاك مكابح وتحطيم زجاج. لحسن الحظ كانت تانيا ممسوكة بحزامها الواقي.منتديات ليلاس
وساد صمت رهيب , كانت يداها متقلصتين على عجلة القيادة , اخذت تنظر وهي لا تدري ما حدث إلى إطار نافذة السيارة المحطم. رفعت بعد لحظات يديها إلى جنبيها , كان الدم يسيل غير انه لا يتعدى خدشا بسيطا.

Rehana 24-01-18 11:58 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
ولما فتح الباب, انتفضت , كان نور السيارة الداخلي يعمل بالرغم من الحادثة , فكشف عن وجه الشاب الذي كان يميل عليها. كانت عينان سوداوان تنظران إليها في قلق , قال متأثراً:
- هل انت بخير؟
تمتمت تانيا " اعتقد, وأنت ؟"
- أنا بخير , دعيني اساعدك على الخروج من هنا.ريحانة
كانت يداها ترتجفان مثل الأوراق وهي تحل حزامها , لقد تيقنت انها موشكة على نوبة عصبية , ومع ذلك لقد تبدد هذا الإحساس عندما ضغط الشاب بأصابعه على يديها. إذ وجدت الأمان في هذه اللمسة, وكأن تياراً مغناطيسياً قد سرى بينهما.
لم يسبق لها اجتياز مثل هذه التجربة, لقد شعرت بإحساس غريب عندما ضغط الشاب على يديها جعلها تفهم انه هو ايضاً يبادلها نفس الإحساس .
وفور خروجها من السيارة اسرعت بإيقاف الموتور . غير انها وهي تترنح , اضطرت إلى الاستناد إلى سيارتها .منتديات ليلاس
تجمع بعض الافراد من المنطقة , وقد كانوا قد ابلغوا الشرطة بالحادث , وقفت تانيا تفحص المتفرجين واحداً واحداً دون ان تجد الشجاعة لمواجهة المجهول. كان فارعاً , ساحراً وكانت بذلته الداكنة ذات التفصيل الراقي تبرز عرض كتفيه.
قال هذا الغريب مستفسراً:
- هل انت متأكدة انك بخير؟
اجابت مؤكدة:
- نعم , كل مافي الأمر اني مهزوزة من هول هذه المفاجأة.
فجأة تذكرت طالعها : الحب يطرق بابها . نظرت تانيا ثانية إلى هذه الغريب , مقطبة حاجبها رافضة تصديق ان هذا اللقاء غير المدبر قد يكون وليد القدر.
صاح وهو يقترب منها :
- لكنك تدمين.
- امر بسيط لقد ارتطمت بالباب.
قال وهو يحيطها بذراعه حامية نحو مقعدها:
- الأفضل ان تظلي جالسة.
اجابته:
- لا داعي , اؤكد لك اني على مايرام.
مرة اخرى ابتعدت عنه! لأنها كانت تتأثر من اقترابه منها . إن ابسط ملامسة لها منه كانت تؤثر عليها تأثير قوة كهربية رقيقة .ريحانة
تحاملت تانيا عليه من جراء رد الفعل هذا, ومالبثت ان حولت ضيقها ضده. لقد تضاعفت عصبيتها عندما قرأت في عينيه , بالإضافة الى القلق والحماية شعاع التسلية.
مسح الشاب بنظره شعرها , حليها , هندامها , ثم استقر اخيراً على وجهها. سألته:
- إلى ماذا تنظر هكذا؟
سلك صوته قبل ان يجيب:
- ماذا تفعلين بنفسك ؟ لماذا تتنكرين هكذا؟
وهنا كان للهجته الساخرة اثر على اعصابها , فاجابته :
- كيف ذلك , اتسمي ذلك تخفياً ؟ إنها ملابس , هل ترى فيها شيئاً يدعو للدهشة؟
لم تدهش بالمرة في اعماقها لتعليق هذا الرجل على مظهرها . اما عن هندامه فقد كان كل شيء فيه يدل على الصرامة , بذلة بلون داكن, قميص ابيض , وكرفتة رزينة , علماً بأنه لم يكن متقدماً في السن, إذ كان لا يتعدى الثلاثين من عمره غير ان هناك شيئاً اكيداً وهو انه ليس هذا النوع من الناس الذين تقدرهم تانيا.

Rehana 24-01-18 12:01 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
ثم عاودت الفتاة فكرة القدر , فتفحصته ثانية , واضطرت ان تعترف بأنه إذا كان يبدو على وجهه شيء من الاستهجان فعلى الأقل كان يتمتع بالحساسية والجاذبية.
لا , مهما كلفها الأمر, إنها كانت لا ترغب في ان تكون لها علاقة مع شخص ذي افق ضيق بهذه الصورة , لا يهم اي رجل قد يكون مفضلاً بدلاً من هذا الشخص الذي لمحته في فترة بعد الظهيرة على مركبها.ريحانة
فجأة اردف هذا الغريب :
- ما الذي دفعك على الفرملة , بهذه الطريقة؟ كان في إمكانك قتلنا!
اجابت :
- كان في امكاني , لكن ماذا كنت تفعل بهذه السرعة التي كنت تقود بها؟
نظر الى سيارته , وقال :
- إن سيارتي جديدة. لقد استلمتها من وقت قريب وهاهي الآن محتاجة إلى إصلاح وإلى طلاء. هل كنت تقومين بسباق سيارات أم ماذا؟
نظرت تانيا بدورها إلى السيارة موضع المعاتبة . إنها سيارة BMW كانت في الواقع مقدمتها قد اضيرت وخدوش طويلة حمراء كانت بادية على طلائها الأسود من الجانب الايسر.
قالت :
- إنها ليست غلطتي . ومم تشكو ؟ هل رأيت سيارتي؟
كانت تانيا قد تحققت من ان فيكتورين المسكينة لن تعمل بعد الآن بلاشك. لقد تحطم قلبها عندما رأت السيارة الحمراء الصغيرة في حال يرثى له هكذا.منتديات ليلاس
أنّت تانيا :
- آه , لا!
حيندئذ ابدى هذا الشخص الغريب قلقه:
- ماذا يحدث؟ هل ستصابين بالإغماء؟
- لا.
قالت هذا , وتخلصت من الذراع القوية التي امسكت بذراعها.
- انظر ماذا فعلت بفيكتورين؟
- فيكتورين !
- سيارتي.منتديات ليلاس
- في النهاية إنه انت التي لم تحترمي التوقف.ريحانة
افصحت تانيا:
- إن الفرامل قد افلتت . وانت كنت تقود على الأقل بسرعة مائة واربعين كليو متراً في الساعة .
- إنه خطأ , وانت تعلمين ذلك , لا تحاولي ان تحمليني مسؤولية هذه الحادثة.
بعد قليل , وضع وصول الشرطة نهاية لهذا الجدال. سأل احدهم سائق BMW :
- اسمك؟
اجاب وهو يخرج اوراقاً:
- جين راندال , إن سيارتي كانت جديدة .
ألقى رجال الشرطة نظرة إشفاق على سيارة BMW , في هذه اللحظة ايقنت تانيا انها إن لم تتدخل بسرعة سترجح كفة الميزان في صالح جين.
فأردفت فوراً:
- إني اعلم لماذا كنت تقود سيارتك مثل المجنون , إنك كنت تجرب لعبتك الجديدة , لأنك لم تكن تعرف قدر سيارتك حتى تهتم بها, وان تكون عندك مودة نحوها.منتديات ليلاس
قال جين راندال مندهشا:
- مودة ! نحو سيارة ؟

Rehana 24-01-18 12:03 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

استطردت تانيا :
- نعم , نحو سيارة , إني امتلك فكتورين منذ ثماني سنوات , كنت دائماً اعتبرها صديقتي , تقريبا اختي .
شبكت ذراعيها بعصبية على صدرها , ثم القت نظرة أسى نحو رجال الشرطة , وقالت :
- كان يقود بسرعة فائقة .
- لحظة .
اخذ جين يسرد وجهة نظره بخصوص الحادثة وكانت تانيا توافق داخلياً على انه يقوم برد معقول , سألها الشرطي:
- اسمك ؟
- تانيا زيدزياك.
تمتم جين من خلفها:
- إليك كل امانيك.
كم دهشت إذ كانت تتوقع كل شيء من هذا الشخص الصارم عدا هذا. قالت :
- ليست لدي النية ان اقول لك ماهو رأيي في اولئك الذين يسمحون لأنفسهم بالتفوه بتعليق طفولي عند سماع اسمي!
واستمر الاستجواب مصحوباً بعبارات ساخرة بقدر ما هي عديمة المجاملة من جانب الغريب .
- اين تعملين ؟
- إني اعمل لصالح السيدة دولور.ريحانة
قال جين:
- إذا كانت دولور سيدة إذن فإنك ...
صاحت تانيا :
- كيف تجرؤ ! إن السيدة دولور شريفة ومحترمة , كما ان لديها بصيرة تفوق العادة.
كان جين خلال فترة الصمت الذي تلا كلمتها يلقي إلى البوهيمية المزيفة نظرة مهمومة.
ثم تمتم :
- عرافة , بصيرة , شريفة , محترمة , إني لا ارى الفرق حقاً.
قالت بعد ان سيطرت على نفسها لأنها كانت تريد ان تصفعه :
- هل لديك علم بضيق إدراكك فقط؟
وفي ضوء الفوانيس الخافت , كانت تلمع عينا جين , وبالرغم من وجهه كان يبدو غير متأثر إلا ان تانيا لمحته يضحك واكثر من ذلك كان يسخر منها. فجأة اعتراها الصداع النصفي , وضعت يدها على رأسها . ثم دارت حول نفسها , ثم في اللحظة التالية كانت ممدددة على الأرض.
دفاعاً عن موقفها هذا قالت :
- لا , لا شيء , انا لم اصب بإلاغماء , غاية مافي الأمر انه دوار لحق برأسي لأني لم اتناول العشاء بعد, أنا لا اريد الركوب في سيارة إسعاف ,ولا الذهاب إلى المستشفى .ريحانة
ثم استطاعت تانيا الوقوف , وانتهت بأن اقنعتهم . قالت لرجال الشرطة:
- اطلب منكم فقط وببساطة ان تصطحبوني إلى منزلي.
قاطع جين :
- لحظة واحدة , اين تسكنين؟
افحمته :
- ما شأنك في ذلك؟
- لا اريد ان تمكثي بمفردك هذه الليلة مادمت انني لست متأكداً من انك لا تعانين من شيء خطير.
ثم اضاف:
- انا لا اتمسك بأن تتبعيني من اجل امر الخسائر او منفعة .
استطردت تانيا :
- اذا كنت تتكلم عن الخسائر فإنك تعترف بأنك مخطئ.ريحانة
اجاب :منتديات ليلاس
- لا بالمرة, لكني قلق من اجلك. على الاقل اقبلي تناول شيء ما عندي , وسوف اعيدك الى مسكنك عندما تشعرين بالراحة تماماً.
إن الكلمات لم تسعف تانيا فلم تستطع الإجابة , كان يبدو صادقاً فيما يظهر من قلق نحوها.
عاود جين الكلام, وكأنه قرأ مايدور في افكارها :
- انا لا اريد الاستفادة من الموقف, ولا تجاوز الحدود, بالإضافة إلى ان ما اقدمه لك من اقتراح امام رجال القانون يجب ان يطمئنك.
واخيراً بعد ان وافقت قالت :
- حسنا .
انهى رجال الشرطة المحضر في الوقت الذي اتت رافعة تحمل فيكتورين , كما ان تانيا سرت عندما رأت انهم حرروا مخالفة لجين راندال لتجاوزه السرعة في القيادة . وعندما اخذت الفتاة مكانها في BMW كانت مرتبكة إلى حد انساها مبدأ القدر.منتديات ليلاس


نهاية الفصل

Rehana 25-01-18 11:37 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الثاني

كان جين يسكن منزلاً قائماً على مجموعة صخور , تطل على الخليج. وما إن دخلت تانيا هذا المسكن حتى اخذت بسحره , كان كل مافيه يبعث على السعادة. والراحة والمناخ الدافئ النابع من جمال الاثاث القديم.منتديات ليلاس
كانت واجهة المبنى ذات جمال معماري يرجع إلى الطراز الاستعماري في ذلك الوقت في بداية هذا القرن . وكان رواق من الخشب ذو درابزين منحوت بعناية , يمتد من طرف المكسن إلى آخره وهو مقدم مساحة للراحة وكانت كل الحجرات تفتح عليه بأبواب نوافذه كبيرة.
كانت الارضية من الرخام والسجاجيد شرقية , والاثاث ستيل . وعندما دخلت تانيا الدهليز لم تتمكن من منع صيحة إعجاب بالمصباح الضخم الرائع وهو من فينيسيا الذي كان يضيء المكان.
كان جين يراقب الفتاة من غير ان يعمل على إخفاء سروره , ثم اقترب منها , تفحص جبينها , لكي يتحقق من حالتها .

Rehana 25-01-18 11:37 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

اعلن جين :
- سنعتني بهذا , هل انت جائعة؟
كانت تانيا متحاملة على ردود الفعل غير المنطقية عندها إزاء لمس هذا الرجل مهما كان خفيفاً.
قالت معترفة :
- إني اموت جوعاً. لكن لا تهتم بإصابة جبهتي , إنها بسيطة.ريحانة
- لن اخاطر , سأعمل على معالجتك , تعالي معي إلى المطبخ.
تبعته في الدهليز , وكانت اثناء سيرها تختلس نظرات الفضول إلى الحجرات من الأبواب المفتوحة . كان كل شيء يوحي بالذوق الرفيع, والانسجام, كان متعارضاً تماماً مع خصال جين الجافة .
سألته " هل تعيش هنا بمفردك ؟"
- يوجد دائماً احد هنا, واغلب الاحيان خدم .
لاحظت تانيا نظراته القلقة فقالت :
- من تعتبرني ؟ اتظن اني اقوم بهذه الاستفسارات لتدبير سرقة ؟.
قال مازحاً:
- اعتبر ان علاقتك بسيدة مثل دولور , لا تدعوا لوضع ثقة فيك.منتديات ليلاس
- إنها ليست الأفكار المتخيلة سلفاً التي تنقصك ! وسيأتي الوقت الذي ستعيد النظر في أرائك عن البوهيميين والنظار.
قال وهو يضيء نور المطبخ:
- يسعدني ان تثبتي لي العكس. اجلسي ساحضر لك صيدلية الإسعاف.
ضلت تانيا تتفحص الحجرة معجبة بالموزايكو والأواني النحاسية التي كانت تزين الحوائط. وحين عاد سألته:
- كيف تمكنت من العثور على فرن كهربائي يشبه الأفران القديمة؟
- لقد صنع خصيصاً . كفي عن لمس الاشياء مثل الاطفال , وتعالي اجلسي هنا .ريحانة
اجابت تانيا ضاحكة:
- هل تخشى من اترك بصمات اصابعي القذرة في كل مكان؟ مهما كان الأمر فلا داعي لأن تترك يدي اثاراً في المسكن . إن اشياء كثيرة حدثت فيه. ضع لي بعض النقود في يدي , وسأخبرك بكل شيء.
سرت تانيا عندما رأت ان لعبتها كغجرية مزيفة جعلته يمط شفتيه . استطرد:
- مستحيل . انا لا ارغب في معرفة ما قد دار هنا. إني لا اتمسك باكتشاف هياكل عظيمة في قاع دولاب المكانس.
وما إن انهى كلامه حتى رفع جين سترته , قلب كمي قميصه على مقدمة ذراعيه ذواتي العضلات الواضحة , ورفع كرافته. وبعد ان ملأ وعاء الماء الدافئ , عاد بالقرب من الفتاة ومعه معدات الإسعاف وقفازاً.منتديات ليلاس
قالت بنبرة ساخرة :
- يا للجدارة ! كم انا متأثرة!
قال :
- في استطاعتك , غير انه ليس هناك من يستحق مثل هذا الاهتمام من جانبي.
رفع ذقنها , وبدأ يغسل جرحها , مرة اخرى اقشعرت للمسة يده .
قال معلقاً:
- مستحيل , إنك تضعين طبقة مكياج كافية لطلاء وجوه فرقة مسرح كاملة.
- إنه جزء من مهنتي.
اردف :منتديات ليلاس
- مهنة قديمة .منتديات ليلاس

Rehana 25-01-18 11:40 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
لم تهمل تانيا مثل هذا التعليق , قالت :
- انا لست كاذبة.
- حقا, لقد نسيت انك قارئة خطوط اليد بلا دفاع.
كانت تانيا موشكة على الاجابة غير انها فطنت إلى انه يعمل على اثارتها. غير انه لم يعد يهب أي اهتمام للجرح الذي كان يفحصه بعناية . كانت تانيا جالسة على كرسي اما هو فكان جالساً على طرف المائدة . الوضع الذي سمح لها ان تلاحظ انه يتمتع بما يسمى كمال الاجسام سألته :
- كم ساعة في الاسبوع تقضي في الرياضة لكي تحصل على هذا القوام ؟
- هل اعجبك ؟
- تقريبا.منتديات ليلاس
إن تانيا كانت تندهش لما جعلها تهتم بهذا الشاب للمرة الثانية في هذا اليوم , كما انها تأكدت تماماً من الوداعة التي كان يعالج بها وجهها سألته :
- ألم تنته من مهمتك بعد؟
- لا , امكثي هنا.
- لكن لماذا تقوم بكل ذلك علماً بأن كل ما يتمثل في لا يعجبك؟
- يحدث لي ايضاً ان اضم الكلاب الضالة.
- وهذا التصرف يشرفك!
كانت تانيا لا ترغب في إبعاد نظرها عن الوجه المنحني عليها . كانت بداية لحيته تخفف من مظهر فكه. وتظهر فماً احمر قد يكون جذابا . اما خصلات شعره الكستنائي فكانت تتوج جبينه, وكانت عيناه سوداوين ذواتي رموش طويلة , عجزت عن الحكم بما إذا كان جميلاً أم لا. لكن شيئاً واحداً لا يمكن ان تتجاهله وهو , الا يكون موضع موضع لفت نظر.ريحانة
ايضاً ماشد انتباهها هو أنفه, طويل , دقيق , مستقيم من هذا النوع الذي يشير إلى هؤلاء الاشخاص المنحدرين من الطبقات الارستقراطية , من ينعمون بالحياة .
فجأة شدتها رائحة المطهر من افكارها , تمتمت عندما وضع قطعة القطن الباردة على الجرح :آوه.
انبها في لطف:
- هية؟ إنك على حق إنها لم تكن سوى كدمة.
تراجع بخفة , شبك يديه على ركبتيه , وعندما تلاقت نظراتهما لم يتمكن من إخفاء رد الفعل عنده مندهشا. بدأت تانيا من جانبها في التحق من ان هناك شيئاً غير مفهوم يجذبهما الواحد نحو الآخر. غير ان فكرة ان يكون هناك عامل مشترك بينها وبين جين تعتبر امراً مستحيلاً.
همهمت:
- شكراً على عنايتك إنك شخص لطيف جداً.ريحانة
- إن كل السرور لي . لقد سمعت بذلك.
نهض جين ودخل إلى وسط المطبخ مفضلاً إعطاءها ظهره. ثم قال :
- إذ كنت قد قمت بدور الطبيب فذلك حتى اتأكد من انك لا تعانين من شيء خطير يؤخذ ضدي.
اجابته تانيا:
- اسمع ليتنا نوضح الأمور فيما بيننا . إن المجوهرات البسيطة التي تراها علي هي كل ما امتلك , وليست لي إمكانات لدفع تعويض عن خسائر سيارتك , او القيام بإعادة طلائها , لذا وجب عليك الاكتفاء بما يقبل التأمين ان يعطيك اياه , وسوف يعطيك ذلك درساً في كيفية التعامل مع السيارات المعجبة بنفسها.منتديات ليلاس
- كيف هذا؟ إن ال BMW سيارة مريحة , وعملية . حسناً دعينا الآن من ذلك ما رأيك في البيض المخفوق؟
- يبدو لي انه لذيذ.

Rehana 25-01-18 11:40 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

ذهب جين واخرج بيضاً, وبدأ في إعداد الوجبة التي وعدها بها , كانت تانيا تنظر اليه, وهو يعمل في صمت مقدرة دقة واقتصاد كل من حركاته.
سألها :
- تانيا , وجب ان اعلم فإن فضولي قوي, لماذا تجوبين الشوارع في مثل هذا الزي؟
عضت الفتاة على شفتيها , ورفعت اساورها بعصبية على مقدمة ذراعيها , وعندما لاحظ جين عصبيتها ابتسم بمرح, ولم يلح في سؤاله. اجابت بعد لحظة :
- إنك اول جين اتقابل معه, إنه اسم غير مألوف, أليس كذلك؟
قال مفسراً:
- إن والدتي اعطتني هذا الاسم تيمناً بجين كيلي إذ كانت تحلم بأن تجعل مني راقصاً.ريحانة
- وفشلت؟
- لا , إنها لم تعش طويلاً لترى ذلك.
- المعذرة , أنا آسفة . ماذا حدث؟
ارتسمت حينئذ على شفتي جين ابتسامة ساخرة , ثم ضحك قائلاً:
- ماذا حدث لك؟
اثرت تانيا الصمت واكتفت بوضع مرفقها على المائدة, وذقنها في كفها , والنظر إليه وهو يصب البيض المخفوق في اناء . ليس هناك ما يقطع الصمت الذي يسود المكان إلا صوت الطهي , بعد ذلك أتى جين ليلحق بتانيا حاملاً بين يديه طبقين مليئين . عاد بعد ذلك لإحضار الخبز والزبد , وزجاجة كوكا وكأسين غاية في الجمال.منتديات ليلاس
قال:
- لم تكشفي لي حتى الآن عن سر تخفيك.
اجابت تانيا:
- عندما تكلمني عن التذكر , انت لا تعمل اكثر من الاسترسال في افكارك المحدودة. إن هذه الملابس يا جين هي ببساطة ملابس مهنتي.
- ببساطة , اسلوب يبدو لي في غير مكانه , لأني اجد عكس ذلك إذ إنه ليس ما يشير إلى البساطة في كل ما يخصك .
مد جين يده واخذ يداعب قرط الفتاة الطويل الذي كان يتدلى من اذنيها, وحينما لمس اصبعه عنقها فجأة احست وكأن شحنة كهربائية سرت تحت الجلد. كانت تانيا قد ظنت انها بعد ان استعادت قوتها ستكون اقل حساسية للملامسة , لكنها تأكدت من ان هذا لم يحدث.ريحانة
اما عن جين فهو لم يبدُ غير حساس لهذه الظاهرة الغريبة , ولكي يتأكد من ذلك , امسك بوجه تانيا بين كفيه , وقطب حاجبيه , ثم قال :
- أتعلمين انك تتمتعين بشخصية محركة للفتنة , مثيرة ؟
دافعت عن نفسها قائلة :
- لا , أنا لا أرى , ولا افهم ما تريد قوله.
فجأة اتت فكرة إلى ذهن الفتاة , إذا كان مجرد لمسات يديه تتسبب لها في رد الفعل هذا فماذا إذن سوف يحدث إذا ما وقعت في حبه؟ ثم طردت هذه الفكرة في الحال.
قال مبتسماً:
- احب جيداً هذه الفكرة التي اتتك الآن.منتديات ليلاس
- لم يكن لدي شيء في فكري.
- قد لا تكون الفكرة في ذهنك , غير انها كانت مكتوبة بكل حروفها على وجهك .
ولما لاحظت تانيا ان عينيه بدأتا تلمعان وانه يريد ان يستمر في لمسها قالت:
- توقف , إننا كنا نتكلم عن ضيق افقك .
اخذ يكرر:منتديات ليلاس
- تفكيري محدود ...
ولما كانت تانيا قد فقدت قدرتها على احتمال بقائها بالقرب منه, نهضت واخذت تذهب وتجيء في المطبخ , وهي تعلم انه يسلط نظره عليها.

Rehana 25-01-18 11:42 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
بدا فجأة رأسها يدور , فاضطرت إلى الاستناد إلى الثلاجة . قفز جين في الحال مسرعاً نحوها واحتواها بين بين ذراعيه , قال قلقاً:
- كم انت شاحبة !
وعندما شعرت تانيا انها قريبة جداً منه صاحت :
- لا تلمسني .ريحانة
سألها وهو يتراجع في الحال:
- ماذا تحاولين ان تفعلي بي؟
- لا شيء. إن كان هناك من يريد ان يعمل فهو أنت. الأفضل لي ان انسحب من هنا, وفي الحال.
- لا , إنك لم تستريحي بعد. لماذا لا تقضين ليلتك هنا؟
إن فكرة قضاء ليلة تحت سقف واحد مع هذا الشاب المثير اوجدت في تانيا عاصفة من الاحاسيس لم تحاول حتى ان تحللها .
- لا جدال في هذا !
هنا صاح جين :
- لكنك من تعتبريني على قسط كاف من الإدراك لا اضع نفسي في موقف يعطيك الفرصة لكي تنال مني.منتديات ليلاس
افحمته تانيا:
- أنا لا اعرف إدراكك , ووعيك , إني اعرف إدراكي أنا . أرى انه من الأفضل ان اذهب , واجلس في الصالون غير انه على كل حال وجب ان انصرف.
اصطحبها جين إلى حجرة المعيشة حيث اجلسها في مقعد ذي مساند امام المدفاة الكبيرة , وكانت من الرخام. ثم جلس امامها . كانت تعرف انها قد قضت فترة طويلة في صحبة جين . إن حياتها كانت معقدة بمافيه الكفاية , ولا تحتمل فيها مشاكل جديدة وان فكرة البقاء معه قد لا تقودها إلا نحو كارثة إنها كانت تعلم ذلك تماماً.
سألها :
- هل تشعرين بتحسن؟
- نعم, وفي إمكاني الرحيل خلال دقائق.ريحانة
اقترح جين:
- ماذا لو عدنا إلى ما يدعى ضيق أفق ؟مع ذلك أنا لا أرى علاقة مع أمر تنزهك في هذه الملابس .
واجهته كذباً:
- إني غجرية , إن رداء شعبيا ليس إلا ما تسميه تنكراً.
- إذ كنت غجرية اصيلة , فمن اين لك هاتان العينان الزرقاوان الصافيتان ؟
- لنقل إن إحدى جداتي قد خانت قبيلتنا . إن قوانين مندل تشرح ذلك جيد جيداً .
اجاب ضاحكاً:
- يصعب علي تخيل ان غجرية تنبئ باحداث المستقبل الجيدة , تستطيع تناول حديث عن الوراثة .منتديات ليلاس
- علامة اخرى عن معتقداتي الأولية !
- ليست لي أي معتقدات يا تانيا , غاية مافي الأمر وببساطة انا لا اصدقك .
ضحكت تانيا :
- اعترف بأني لا اخبرك بالحقيقة كاملة إذ إني انحدر من اصل بولونيزي , ومنه يظهر لقبي زيدرياك , غير ان جدتي لأمي كانت غجرية وكان جدي يعلل سبب زواجه منها بأنها كانت قد اعلمته بمصيره إنه منها وإني قد ورثت موهبة معرفة الغيب. استغفر الله
بدا جين ثائراً وقال :
- اسمعي يا تانيا , في إمكاني تصديق انك من اصل بولونيزي وإن جدتك غجرية , لكن لا تنتظري ان اصدق هذه القصة بأنك تعلمين الغيب .
- وأنا لا اطالبك بذلك لأنه واضح انك لا تعتقد إلا في حفلات الموسيقى .ريحانة

Rehana 25-01-18 11:43 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- انا لا اعتقد إلا فيما يتمكن العلم من تفسيره.
- إنه من حقك.
- ماذا تعملين بالضبط لهذه السيدة دولور ؟
كانت تانيا في لحظة موشكة على الإفصاح له بالحقيقة , غير انها فضلت الاستمرار على هذا الطريق .
- إني اقرأ الطالع , واعرف في خطوط اليد مثل كل غجرية تحترم مهنتها.
ضحك جين:
- خطوط اليد , اثبتي لي إذن خطوط يدي.منتديات ليلاس
- ليس لدي ما اثبته .
- هل انت خائفة ؟
- إنك الخائف . إن العلوم السحرية تخيفك.
ثار جين:
- خطأ.
- إذن لماذا تعمل على إقناعي بأن هذه المواهب غير موجودة ؟ ثم ساد سكون بعد الدقائق التي تلت هذه المناقشة.
عاد جين إلى الكلام:
- حسنا اقرئي لي خطوط يدي, حتى اتأكد.
- اتفقنا . مع ذلك انك اعجبتني . هيا نجلس على الاريكة .
ذهبا معا وجلسا متقاربين على الأريكة الأنيقة المكسوة بالقطيفة الزرقاء.منتديات ليلاس
امرته تانيا :
- ضع يدك في يدي.
كانت يده تبدو اضخم من يدها , وكان لونها برونزي يتعارض مع بياض كفها , لقد فوجئت تانيا عندما لمحت خشونة على اطراف اصابعه , إن هذه اليد العاملة لا تتفق مع مظهر رجل اعمال انيق, ومن هنا استنتجت تانيا انه لابد انه يمارس إحدى الرياضيات التنس مثلا. وعندما
اغلقت عينيها , سألها جين :
- ماذا تعملين ؟
في الواقع كانت تانيا تعمل على التخلص مما كان يثيره فيها عندما لمس اصابعها غير انها استمرت في الكذب:
- اصمت , إني الآن متصلة بنجمك.ريحانة
وعندما فتحت عينيها التقت بنظرته المرتابة , كان جين في ظاهره زبوناً عنيداً مقاوماً.
- أرني يدك الأخرى.
اعلنت :منتديات ليلاس
- إنك شخص ثري.
- خطأ.
- لا تبدأ بالكذب , لأن الشخص الفقير لا يمتلك سيارة BMW.
قال جين مؤكداً:
- انا لا اكذب , لقد استطعت شراء هذه السيارة , لأني انتبهت جداً .
- على أي حال يوجد مال حولك, إن اسرتك ثرية.
- كيف علمت ذلك ؟
- مكتوب في خط المال , ليس فقط ان اسرتك ثرية إنما انت تهتم ايضاً بمال الآخرين.
هنا اعترف :
- من الممكن ان اعمل قر يباً , في مكتب توظيف الأموال.منتديات ليلاس
تنهدت تانيا وقد اطمأنت لأنها بذلك قد حققت نقطة , ثم مسحت الحجرة بنظرها قبل ان تستطرد :
- إنك تحب هذا المنزل. ولا اعتقد انه منزلك , غير انك نشأت فيه لأنك قد قضيت فيه فترة , وان لك ارتباطاً وثيقا به.

Rehana 25-01-18 11:44 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
لم يجب جين هذه المرة, لكنها شعرت انه يتجمد بين اناملها , هاهي تحصل على نقطة ثانية .لأنها لاحظت وجهه, والتغيير الذي طرأ عليه بظهور تجاعيد على جبينه . اضافت :
- انت شاب محب , وتبحث عن الحب الحقيقي .
- الا ترين انه حال كل الشباب؟
- قد يزيد او ينقص , اشعر انك وحيد. لقد تزوجت , لكن زواجك لم يدم طويلاً.ريحانة
في هذه المرة كاد جين يرتفع بجسمه . تركت تانيا يده اليسرى حتى تتبع بإبهامها خطوط يده اليمنى . استطردت :
- لكنك ستتزوج ثانية , لأني أرى زواج بدأ ينشأ في كفك , مازال خفيفاً , لكن قبل عام ستكون قد حصلت على السعادة. وهأنت قد تقابلت مع الفتاة التي ستحبها .
فجأة ودون ان تتوقعه شعرت بالغيرة , وهي تعلن هذه المعلومة .
فجأة ايضاً ودون ان تتوقع سحب جين يده واخذها بين ذراعيه , ونظر إليها نظرة عميقة , تمتم :
- اشعر انك تداعبين يدي برفق منذ فترة طويلة, ماذا سيحدث بعد ذلك؟
سألته :
- لست ادري, ماذا تقصد؟
ضمها جين إليه قائلاً:
- بلى , إنك تفهمين جيداً.منتديات ليلاس
ولأول مرة في حياتها لم تجد تانيا ما تجيب به. عندما شعرت انهما بدا ينجذبان إلى بعضهما البعض ايقنت انها بدأت تسيطر على نفسها , وانه وجب ان تقوم برد فعل بأسرع ما يمكن قبل فوات الأوان .
قالت :
- جين .
لكنها لاحظت ان ما ارادت به ان يكون اعتراضاً قد سمع كأنه نداء.
تمتم :
- إني اريدك يا صغيرتي , يا جميلتي الغجرية. إنك فعلاً جذابة.
وعندما حاول الاقتراب منها لكي يقبلها , ارادت الاعتراض غير انها تاهت في النظرة التي كان يلقيها إليها , ولم تجد كلمة تتفوه بها .منتديات ليلاس
اكمل جين :
- منذ ان تقابلنا وانا ارغبك , إني اعلم انك قررت كل شيء. انا لا ادري كيف عملت على جعلي افقد عقلي , ولا أي هدف انت تتبعين , لكن ما اعلمه اني لم انجذب لفتاة كما هو الوضع معك.
وعندما افاقت تانيا وفهمت ما كان يقوله صاحت بعد ان تراجعت بعنف:
- كيف هذا ؟ قررت كل شيء ! لكن هذا خطأ.
اتسعت عينا جين هو ايضاً, ومسح وجهه بيده , وكان ثائراً عندما نظر إليها ثانية:
- إنك لم تكفي عن إثارتي طوال الأمسية , لأني كنت اشعر بندائك كل مرة حين كانت يدانا تتلامسا.
- لا على الاطلاق . أنا لا أعلم ما يحدث . أنا لا اتابع أي هدف من هذا النوع.ريحانة
- إذن لماذا تكلمت عن الحب عند قراءة خطوط يدي؟ إنك لم تتكلمي فقط عن احاسيسي من ناحية الحب, بل أكثر من ذلك , لقد تقدمت إلى توقع زواج , ربما كنت ترين نفسك في الفستان الأبيض.

Rehana 25-01-18 11:44 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
هنا انفجرت الفتاة وهي تنهض :
- كفى , أنا لا اطلب الزواج من احد. ليس لي رغبة في ذلك, وليس لدي وقت , إن لدي اشياء اقوم بها , سأرحل وفي التو, ولا تخشى أي ملاحقة من جانبي , لأني لا اريد ان أراك ثانية.
وعندما وصلت إلى الباب امسك بها جين . ثم قال بلهجة الاحترام:
- انتظري كيف ستعودين إلى منزلك؟
- سيراً على الاقدام.
- لكنك لا تستطيعين المشي.منتديات ليلاس
- اتريد ان تتكلم؟
- هيا تعقلي, دعيني أرافقك . أنت لا تستطيعين السير بمفردك في الشوارع . إن الساعة الآن تجاوزت الواحدة صباحاً.
اجابت الفتاة :
- إني لا اخاطر خارجاً اكثر من بقائي هنا.
وعندما وصلت إلى البسطة فوجئت بافتتان جديد, امسك جين في الحال بذراعها , واصطحبها إلى سيارته . اخيراً قبلت تانيا ان تعطيه عنوانها, وماهي إلا خمس دقائق وكانا امام منزلها. وبعد ان اوقف المحرك قال لها :
- اسمعي يا تانيا , لقدم لك اعتذراي عما قد صدر مني دون قصد, واتمنى ان نتكلم معاً مرة اخرى.منتديات ليلاس
مكثت تانيا صامتة كانت تسعى إلى إعادة الاستقرار إلى ذهنها . ونفسها وروحها , إن الجاذبية التي كانت تربطهما كانت تبدو لها شبه ملموسة.
ثم اردفت :
- أنا لا اعتقد انه من الضروري ان نلتقي مرة اخرى, لأني لا افهم شيئاً مما حدث هذا المساء.
- سبب آخر لكي نتوقف عند هذا الحد.
- إن الاستمرار في هذه العلاقة قد يقودنا إلى كارثة .
ثم اضافت :
- إنك كنت واضحاً تماماً, لقد اعلنت بعد ان ايقنت من أنا , كما انك تعتقد اني اسعى للزواج. لقد تقبلت الكثير من هذه الاتهامات.
ثم فتحت تانيا باب السيارة , والتفتت مرة اخيرة :
- شكراً من اجل عنايتك بي , ومن اجل الوجبة. طاب مساؤك.ريحانة
تبعها جين إلى الباب وقال :
- سأطلبك غداً لمعرفة اخبارك.
- لن يفيدك . إذ إني بالنسبة للسيدة دولور لست فقط عاملة عندها, وإنما ايضاً صديقة وسأقضي إجازة نهاية الاسبوع عندها.
- أأستطيع رؤيتك يوم الاثنين؟
- لا , ليس لدي دقيقة واحدة اتمتع بها . والآن وليس لدي سيارة سيكون الوضع اصعب , لأنه يجب علي ان انصرف صباح يوم الاثنين في الساعة السابعة للذهاب إلى حيث ينبغي ان اذهب.
نظرت إليه تانيا ثانية, واطل ندم في عينيها. لكنها عملت بمشقة عالية خلال كل هذه السنوات , ولا يليق ان تستسلم الآن لليأس , وقد اقتربت من الهدف.ريحانة
ثم صعدت درجات سلمها دون ان تضيف كلمة واحدة . كان في استطاعتها ان تشعر بنظرات الشاب من خلفها . وحتى بعد ان اغلقت الباب خلفها , كانت تانيا تشعر انه موجود دائماً.
واخيراً اطمأنت عند سماع صوت محرك السيارة يبتعد. والآن وقد اصبح جين راندال بعيداً , تصورت ان الرؤية قد وضحت امامها .
جلست تانيا امام مائدتها , اخرجت ورق الخطابات , وبدأت كتابة خطاباً باللغة البولونية :
( ابي العزيز, امي العزيزة , ارغب ان اسرد لكما كيف قضيت يوماً عجيباً...)


نهاية الفصل

Rehana 26-01-18 07:31 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الثالث

في صباح يوم الاثنين كانت تانيا قد عوفيت تماماً من اثر الحادث, وهذا من الناحية الجسدية , اما عن الناحية النفسية فلم يكن الحال كذلك؟ إذ كانت صورة جين قد انطبعت خلال فترة لقائهما القصيرة, بعمق إلى حد جعلها غير قادرة على إبعادها عنها.ريحانة
كانت قد قضت يوم السبت في السرير لتستريح , لكنها لم تكف حينئذ عن التفكير فيه , كانت ذكراه تلاحقها في لحظات غير متوقعة , وكأنها سلسلة صور فوتوغرافية تتراءى لها .
بعد قضاء سنوات في كسب عيشها . ومتابعة دراستها اكتشفت تانيا إلى أي مدى كانت ترغب في الحصول على من تستند عليه, وخاصة ان يكون على رجل فمن هنا كانت الصعوبة في نسيان جين.
كانت هذه الفكرة قد هدأت بعض الشيء في يوم الاحد, وكانت تتعشم ان قضاء يوم في عمل شاق كفيل بطرد صورته من امامها جذرياً.
كان على تانيا ان تخرج من الساعة السابعة إلا ربعا اي ساعة قبل ميعادها المعتاد حتى تتأكد من انها لن تتأخر.منتديات ليلاس

Rehana 26-01-18 07:31 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

اختصرت تانيا في استعدادتها حتى إنها اكتفت باخذ حمام لأن الوقت كان لا يسمح إلا بذلك, اخذت تصفف شعرها بسرعة ووضعت لمسة من الاحمر على شفتيها. لم تغفل عن العناية بخصلات شعرها , حتى تخفي بها إصابة جبهتها . وبعد ان ارتدت جيبة سوداء , وبلوزة بيضاء اخذت كتبها , وحافظتها ثم خرجت.
وعند بلوغها منتصف درجات السلم لمحت BMW واقفة على الرصيف , تجمدت , وخفق قلبها , لابد ان يكون جين.
الإصابة التي لحقت بالسيارة وقوام السائق الأرستقراطي كانا الدليلين الكافيين لإثبات انها سيارة جين.منتديات ليلاس
كان جين جالساً امام عجلة القيادة وقد اوشك صبره ان ينفد. التفت نحو البسطة التي كانت تقف عليها الفتاة مترددة , تنفس بعمق , واستند إلى الباب , وبيده الاخرى كان يدق على التابلوه بعصبية.
ابتسمت تانيا ابتسامة شقية , يبدو انه لم يعرفها , في الواقع كيف يربط بين هذه الشابة الطالبة , وغجرية المساء؟ فقالت تانيا لنفسها , إنه في إمكانها دون قلق المرور من امامه دون الوقوع في حرج .غير ان هذه الإمكانية تبددت عندما ادار جين رأسه فجأة .
نظر إليها بانتباه , ثم خرج من سيارته وذهب للقائها , سأل غير مصدق :
- تانيا؟
اجابت وهي تستمر في النزول , وتحتضن كتبها : صباح الخير يا جين.
تنهد بسرور :
- إذن إنه أنت.ريحانة
- كسبت , ماذا تفعل هنا؟
- كنت على حق عندما فكرت في انه ليس كل مايخصك يتسم بالبساطة . كدت لا اعرفك.
نظر جين إلى الفتاة الرائعة الواقفة بالقرب منه , من رأسها , إلى قدميها غير محاول إخفاء إعجابه بها.
قال :
- ما أعمل هنا؟ لقد اتيت حتى اصطحبك إلى حيث تشائين الذهاب.
قالت وهي تنظر إلى ساعتها :
- مبكراً هكذا , يا إلهي ! سأتاخر عن ميعادي.
- إذن اصعدي.
وفتح لها باب سيارته , وقد بدا مسروراً , وابتسامة مشرقة على وجهه.منتديات ليلاس
كان جين يبدو جذاباً في زيه المكون من جاكيت يظهر كتفيه العريضتين , وقميصه الناصع البياض ورباط عنقه الرزين , لذلك اضطرت تانيا ان تعترف بجاذبيته بالرغم من مظهره الرسمي.
قالت :
- شكراً , سأخذ الباص.
- ولماذا ما دام امامك سيارة تحت تصرفك ؟ ومن جانبي اتمنى حقاً تقديم أي خدمة لك.
- إن المشكلة تكمن هنا. إنك تتمنى اشياء كثيرة جداً .
قال ملحاً :منتديات ليلاس
- انسي يا تانيا الشاب الذي تقابلت معه ذات مساء , لأني اشعر بالخجل بالنسبة لما حدث, واقل ما يمكنني تقديمه هو ان اصطحبك اينما شئت.منتديات ليلاس
اخيراً قبلت عرضه . على اي حال كان الباص قد مضى الآن . سألته وهي تجلس:
- لكن كيف خمنت اني سأرحل مبكراً هكذا؟
- إنه انت التي قلت لي ذلك عندما اعلمتني انك لا ترغبين في مشاهدتي مرة اخرى. ففكرت حينئذ ان اقوم بمفاجأتك هكذا سيكون لي فرصة لقائك.

Rehana 26-01-18 07:33 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- على ما أرى إنك لا تتمسك إلا بالمعلومة التي تهمك.
ابتسم جين :
- في حدود تناقضك . حسناً! والآن اين نذهب ؟
- عند موقف الباص . سبق واخبرتك بإني سأتاخر عن موعدي.
- تتأخرين عن ماذا؟
- عن الجامعة .ريحانة
امسك جين باحد المجلدات التي بيدها , واتسعت عيناه عندما قرأ العنوان ( سيكولوجية الحياة اليومية ) اعترف جين :
- اشعر اني قللت من قدرك عندما تقابلنا , ماهو تخصصك؟
اجابت تانيا :
- لن اتخصص في أي شيء كان ان لم اذهب في الحال إلى الكلية.
- متى تريدين التواجد في الكلية؟
- ليس قبل الثامنة والنصف لكن ...
قاطعها بقوله :
- رائع . في هذه الحالة امامنا الوقت الكافي لتناول الإفطار والثرثرة قليلاً.منتديات ليلاس
ادار جين محرك السيارة , وغادر الرصيف وفجأة سمعا خلفهما صوت نفير , واحتكاك فرامل. صاحت تانيا :
- جين الآن فهمت كيف تصرفت حتى إنك صدمت سيارتي.
اعتذر وهو يهدئ السرعة:
- إني لست معتاداً لا على هذه السيارة , ولا على قيادتها , ولا على حركة المرور.
ثم قاد السيارة ببطء على الكوبري الذي يربط الجزيرة بالساحل. جاء تعليق تانيا :
- كيف لا تعتاد حركة المرور بينما انت من سكان لوس انجيلوس ؟
ألقى إليها جين نظرة سريعة , تقطب جبينه وتساءل في الحال , إذا كان يجب عليه ان يوضح لها ام لا ؟ وانتهى بأن هز كتفيه.منتديات ليلاس
- مازلت غير مصدق انك انت التي قابلتها مساء يوم الجمعة , إنك ...
قالت :
- محترمة.
- لا .
- عادية.
- اوه! لا .
قال هذا , وهو يلقي إليها نظرة ملتهبة , جعلت الحمرة تعلو وجنتيها .
قالت:
- انظر امامك.ريحانة
ضحك جين مسروراً , وهو يعيد انتباهه إلى الطريق , وبعد لحظة استطرد:
- إذن قولي لي , إلى أي محاضرة تذهبين؟
- إعداد لعلم النفس.
كرر جين:
- إعداد؟ لكنها فرقة المبتدئين , هل أنت جديدة؟
تنهدت تانيا :
- اوه لا . إن لي فترة طويلة .
- إذن لماذا هذه المحاضرة؟ ماعمرك في الواقع؟
- أنا لا اتابع هذه المحاضرة , إني اعطيها . ادرسها.
توقف جين امام مقهى. ثم بعد جلسا امام إحدى الموائد , وطلب ما يريد قال :
- إذن , بذلك افهم انك تحاضرين في قطاع علم النفس.منتديات ليلاس
- إني معيدة وبعد اسبوعين سأكون دكتورة تانيا زيدزياك , وهذا إذا اجتزت المناقشة وإذا كانت كاتبة الآلة ستنهي لي رسالتي في الميعاد.

Rehana 26-01-18 07:33 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

تمتم جين :
- دكتورة تانيا زيدزياك.
استند بمرفقه إلى المائدة , ثم وضع ذقنه في يده , وألقى إليها نظرة جديدة . سألها :
- ماذا اعمل حتى تغفري لي ؟ أؤلقي بنفسي في المحيط وحول عنقي كتلة اسمنت؟
وضعت تانيا طبقة من مربى البرتقال على قطعة توست , وبدأت تأكلها .
- لا ادري , ربما يكون في إمكانك ان تحفر لنفسك وكراً في احد الحقول , هناك تكون في صحبة الديناصورات .منتديات ليلاس
- إنك لست على استعداد لإبداء التسامح , أليس كذلك؟
قالت :
- ليس بعد كل هذه الفظائع التي ارتكبتها معي. إني فتاة بريئة.
- لست برئية إلى هذا الحد ما دمت فهمتي تصرفاتي, مع كل أنا لم اتكلم إلا عن سيدة ومهنة قديمة.
- برئية لكن غير مؤدبة.
- اسمعي يا تانيا لو كنت استطعت تخمين من أنت؟ وماهي حقيقة شخصيتك؟ ما كنت تناولت مثل هذه الاحاديث , ولا تفوهت بمثل هذه التعبيرات .
- جين راندال , إنك تطعن نفسك. مهما تكن شخصيتي او ملابسي يوم الجمعة , فهذا لا يعطيك حق التصرف بالذي قمت به.ريحانة
- اعتقد انه لا ينقصني إلا ان اطلي نفسي بالعسل, وان ألقي بنفسي في وكر نمل .
ضحكت تانيا , وقالت :
- بالتأكيد , حسناً . اكمل قهوتك لأنه يجب ان ننصرف .
وبعد دقائق كانا قد وصلا وصفا السيارة في جراج الكلية , ثم عاد جين إلى الحديث:
- في الواقع, لماذا كنت تتجولين في الشوارع متنكرة زي غجرية بينما ستكونين عما قريب دكتورة في علم النفس؟
اغلقت باب سيارة وقالت :
- هذا أمر يطول شرحه . شكراً من اجل الإفطار والتوصيلة .ريحانة
لحق بها جين جرياً . ثم امسك بذراعها وقال :
- لن تنصرفي هكذا . متى سأراك؟
- جين من فضلك . إذا سمحت انسى ذلك. إننا لم نخلق من اجل ان يكون احدنا للآخر ,ولا اعتقد حتى إنه من الممكن ان نكون اصدقاء.
- انا لست قديساً يا تانيا , واعلم تماماً انك وجدت في شخصاً صارماً مشبعاً باحكام مسبقة . غير اني لست وحشاً. اتركي لي فرصة .
اعترضت تانيا :
- جين , ليس لدي وقت للكلام . إن كل دقيقة محسوبة علي.
- لابد انك تتناولين طعامك من حين لآخر. لماذا لا تقومين بذلك في صحبتي؟
كانت تجد صعوبة أكثر فأكثر في مقاومته. كان وجوده مثيراً وجاذبيته قوية , حينئذ شعر انها تضعف.منتديات ليلاس
- كيف استمر في الحياة , وانا محكوم علي. أنا اتساءل: في الحي وأنا محكوم علي , أنا اتساءل كيف يعقل ان فتاة جميلة , ذكية , مثقفة تعمل مع السيدة دولور التي تقرأ الطالع , وخطوط الكف؟
ضحكت تانيا :منتديات ليلاس
- إن الحياة شاقة , أليس كذلك؟
استطرد وهو يتبعها داخل المبنى :
- ستكون كذلك لك. هانا اخطرك , لأني لن اتركك ما مدمت لم تعديني بأن أراك هذا المساء.

Rehana 26-01-18 07:36 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- دعني يا جين , حقاً ليس لدي وقت لرؤية أي شخص كان لا سيما أنت . إن كل دقيقة لابد ان تكرس من الآن فصاعداً للاستعداد للامتحان , لأني عندما اغرق في كتبي فهو من اجل كسب عيشي . والآن وقد حرمت من السيارة اصبح وضعي أكثر تعقيداً.ريحانة
صاح مبتسماً:
- لا على الإطلاق . عندي الحل , سأكون سائقاً . متى ستنتهين ؟ في أي ساعة من بعد الظهر؟
- إني لست في احتياج إلى خدماتك , ولن اخبرك بهذا.
- حسناً جداً. في هذه الحالة لن افارقك , وساتعلم شيئاً ما بلا شك , لأني لي زماناً لم ادخل الجامعة.
- لن تفعل ذلك.
- اوه ! بلى .
تنهدت وقالت :
- سأنهي آخر محاضراتي في ساعة الثانية بعد الظهر سألحق بك في مكان الانتظار . ريحانة
وعندما مال عليها ليقبلها شعرت تانيا كأن كل جسمها يشتعل , ولما رأته يبتعد اضطرت إلى الاستناد إلى الحائط, حتى لا تفقد توازنها . لقد شعرت انها وقعت في الفخ وان الفكر الحر قد بدا لها بعيداً. بعيداً جداً.
كان جين في انتظارها جالساً على حافة السيارة , ولما لمحها قفز على قدميه واسرع للقائها , ثم حوط كتفيها بذراعه في حركة واقعية .
همهم :
- لقد افتقدتك.
قالت وهي تبتعد عنه :
- اعفني من مجاملاتك , مطلوب منك فقط ان تعيدني إلى منزلي وليس أكثر.ريحانة
اضاف وهو يبتسم :
- إنك رائعة .
- متى ستقوم بإصلاح سيارتي؟
دخلت تانيا السيارة لأن كتبها كانت تضايقها , ثم لحق بها جين واجابها :
- قريباً , لكن حالياً امامي مشروعات اخرى.
قالت ببرود:
- إن مشروعاتك مما لاشك فيه لا تخصني.
قولي هذا لنفسك : إن وقتي لا يسمح بالتفريط في دقيقة واحدة التقي فيها بأي رجل كان .
قهقة جين , وهو يقود :
- ادفع رهاناً انك لم تتناولي طعام الغداء.منتديات ليلاس
سألته :
- وكيف علمت ؟
- ليس إلا بالنظر إليك. إني متأكد انك تتخلين عن وجبة من كل وجبتين .
اخذ جين يفحصها بدقة ثم قال:
- لا , إنك فعلاً جميلة جداً.
من تأثير نظراته لها احمر وجه الفتاة . كانت تتساءل , كيف ستتصرف حتى تمنعه من الصعود إلى مسكنها ؟
اوقف جين سيارته الـ BMW امام عمارتها . ثم التفت نحوها , وأعلن :
- بما اني كنت اشك في انك سوف لا تأكلين فكرت في تقديم هذه المفاجأة لك . اتمنى ان تعجبك .منتديات ليلاس

Rehana 26-01-18 07:41 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
لمحت تانيا ثلاجة رحلات في المؤخرة. فشعرت انها دخلت الفخ . قالت معترضة :
- كان لا ينبغي القيام بكل ذلك.
- شيء بسيط لا يتعدى جمبري, وكابوريا وسلطة وزجاجة كوكا , لم اقبل ان أراك منهكة , ولا اقوم بإعداد شيئ ما تتناولينه.
شعر جين بكسب حينما لم ترفض الفتاة وعندما دخلا إلى الشقة , شعرت تانيا بأن موجات كهربابية قد سرت في المنزل كله حتى إنه قد خيل لها ان النباتات الخضراء تهتز.
اما عن القطين فقد شعرا في الحال باقتراب المأكولات , فاستقبلاهما استقبالاً حاراً وهما يحتكان في ساقيهما ويدندنان .
- لماذا تشعر انك مسؤول عن تغذيتي , إني قادرة على العناية بنفسي بمفردي . ريحانة
وضع جين الثلاجة على المائدة , والتفت إلى تانيا وابتسامة رضا على شفتيه , ثم قال مازحاً:
- اتصدقين حقاً انك كنت ستدعيني اصعد عندك إن لم اكن قمت بذلك؟
- لقد قضيت طول اليوم في تكرار العبارات التي يجب ان اوجهها إليك حتى اتخلص منك!
ثم انحنت على الأرض , واخذت قطيها بين ذراعيها , اقترب جين منهما , ليلاطفهما , ولاحظ ان احدهما له ذيل ملوي , والآخر عنده خدش على فمه. قال :
- من اين لك بهذين الوحشين ؟
اجابت تانيا :
- إنهما ليسا وحشين.
كانت تانيا مسرورة في داخلها من هذا التعليق لأنها فكرت هكذا: اذا كان جين لا يحب الحيوانات , فلن تكون هناك صعوبة في قطع كل علاقة به.منتديات ليلاس
- هل هما شرسان ؟
- إنهما لا يحبان الغرباء كانا متوحشين عندما احتضنتهما , وكانا شبه ميتين من الجوع , ولقد قطعت فترة طويلة في ترويضهما. منتديات ليلاس
كانت تانيا تريد رؤية كيف ين ويانج سيستقبلان جين؟ لأنها كانت تثق في حساسية الحيوانات لاسيما القطط.
بهدوء قارب جين يده , وبعد ان شعر بن بلمسة اصابعه اخذ يقر تحت تأثير هذه الملاطفة , اما يانج فبعد دقيقة من الصمت خضع هو ايضاً بدوره , ونجح امتحان القبول . تمتمت تانيا :
- لقد فات الأوان .
- هل اطلب منك العفو؟
- لا شيء. إنك لا تستطيع ان تفهم .ريحانة
ثم بعد ذلك, وخلال بضع ثوان مكث كلاهما صامتين بلا حركة يتبادلان النظرات إلى ان لمس جين بطرف اصابعه شفتي تانيا , فادارت عينيها .
لو كان حاول اخذها بين ذراعيه لكانت عصته, لكن هذه اللمسة الرقيقة لم تضايقها بل عندما ابتعدت يده شعرت تانيا , وهو ما دهشت له انها في فراغ , وكأنها مهملة .
استمر جين وهو جالس على بعد عدة سنتيمترات منها في ان يميل بهدوء لهذه الحركة .
- هل تشعرين بما اشعر ؟

Rehana 26-01-18 07:48 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
ترددت تانيا لحظة , هكذا فهمت انها ليست وحدها التي تشعر بتلك الجاذبية التي تفوق الطبيعة تقريباً, التي تربطهما . اخيراً حكت رأسها وكانت عيناها تلمعان بقوة .منتديات ليلاس
ضمها جين إليه بحركة حانية, رفعت عينيها نحو عينيه العسليتين ذواتي الرموش السوداء الكثيفة.
فجأة ولا إرادياً اضاء وجهها ابتسامة عريضة مشرقة فاجابها جين بمثلها في الحال .
قطع جين فترة الصمت هذه بقوله :
- منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها اتتني فكرة, وليس غيرها , ان اقبلك . كم أنت جميلة يا تانيا ! كم احبك!
ارتجفت تانيا متبسمة لهذا الاعلان , وعجزت عن الكلام , كما انها كانت تشعر بخفقان شديد في قلبها , وان دوامة سحرية قد اعترتها , وانها سوف تغرق فيها .
تمتمت حينئذ:
- الفكر الحر , إني في اشد الاحتياج إلى الفكر الحر.
وعندما بدأ جين في التمادي بأن يغرق وجهها بسيل من القبلات الصغيرة دفعته رغماً عنها, وقد جمعت كل قواها حتى لا تستسلم للتجربة.منتديات ليلاس
- لا يا جين لا .
- لا تستطيعين قول لا , يا تانيا , كم ارغبك! إني لم اشعر قبل الآن بمثل هذا الانجذاب إلى فتاة .
استمر جين في النظر إليها , ثم بنبرة استجواب . قال , نعم .
اجابت الفتاة بإصرار :
- لا .
ثم امسك بيدها , وقبلها . ابتعدت بعد ذلك عنه قائلة :
- انا آسفة يا جين . كان لا ينبغي ابداً ان اذهب إلى بعيد هكذا.
تنهد حينئذ جين بتنهدات وكأنها خارجة من اعماق روحه , مرر يده في شعره الكثيف , ثم ألقى إليها نظرة استعطاف. قال بصوت أبح:
- إنك تحلمين دائماً برؤية شاب يبكي.منتديات ليلاس
قالت مازحة:
- لو انك بكيت , اعتقد اني سانتحب .
- لماذا ترفضين حبي يا تانيا مادمنا نشعر كلانا بنفس الأحاسيس المتبادلة؟
- لأن مايحدث عجيب جداً, وقوي جداً, إني خائفة يا جين , واخشى من ان افقد تحكمي في حريتي.
استطردت :
- نحن حتى الآن لا يعرف احدنا الآخر جيداً حتى نتمادى في تصرفاتنا . من جانب آخر فإنك غير مقدر لما اقوم به , وانا ايضاً لا استطيع ان اقدر تصرفاتك حتى الآن , أنا لا استطيع إعلان حبي , انا لا ارغب في تحميل نفسي للألم يا جين.منتديات ليلاس
اجابها :
- و لا أنا, إني لست متمسكاً بذلك. والآن ليس امامي إلا ان اعود إلى منزلي, وان اغرق في حمام به ماء مثلج.
وقف يتأملها لحظة, وهو يقطب حاجبيه , ثم ألأقى إليها ابتسامة ساخرة . واخيراً قال :
- إن شيئاً ما يدعو للغرابة يسري بيننا , أليس كذلك؟
- نعم وأنا خائفة.

Rehana 26-01-18 07:50 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

قال مبتسماً :
- إنها غلطتك أنت التي قرأت لي الحظ على طريقة جدتك.منتديات ليلاس
افحمته تانيا بقولها :
- لو كانت قادرة على ذلك لحولتك إلى ضفدعة برية من اللحظة الأولى.
نهض جين مبتسماً:
- ربما لو أننا تناولنا الجمبري والكابوريا لكنا نشعر بتحسن في احوالنا .
خلع جين سترته, وألقى بها على الأريكة فما كان من القطين إلا ان أتيا وناما عليها.
قالت تانيا :
- يبدو انك كثيراً ما تمنيت اقتناء جاكيت من شعر القطط, افضل لك ان ان تعلقها على الشماعة.
- ما اسم هذين الوحشين؟.
- ين ويانج .
- هل اطلب منك العفو؟
بدأت تانيا في الشرح:
- إنها أسس الديانات الشرقية, ذكر وأنثى , إيجابي وسلبي, عقلاني وجسداني.ريحانة
اكمل جين:
- منطقي , وخارق للطبيعة , ربما يكون امامنا فرصة.
- إني اجل ذلك.
حينئذ وجدت تانيا ان وجوده اصبح امراً معقداً . لقد شعرت انها وقعت فريسة لمشاعر , واحاسيس تختلف تماماً عما كانت قد حددت لنفسها من موضوعية.


نهاية الفصل

Rehana 27-01-18 06:07 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

الفصل الرابع

قضيا بعد ذلك لحظات ليست بالقليلة وجهاً لوجه صامتين . ثم امسكت تانيا بسترة جين وعلقتها على الشماعة .منتديات ليلاس
قالت :
- وجب الآن ان نتناول الطعام ! لأنه لابد ان انصرف للعمل.
كرر:
- تعملين ؟
اجابت , وهي تفرد مفرشاً ذا ورود على المائدة:
- نعم إني اعمل. اغلب الناس يعملون يا جين , إن الجميع لا يستطيعون الحياة على مزاجهم مثلك , كنت اعتقد ان وظيفة سمسار بورصة تفرض مواعيد محددة.
اجابها , وهو يخرج الاطعمة من الثلاجة :
- إنه مشروع جدي لوالدي وليس هناك من يجرؤ ان يؤاخذني إذت تغيبت .
- إذن إنك تتصرف حسب هواك, وبكل هدوء , كم هو عملي!
- بالضبط لكن هذا لا ينطبق على عاداتي , غاية ما في الامر انه انت التي ادرت لي رأسي.
جلس جين امام المائدة , ونظر إليها لحظة مقطباً حاجبيه .منتديات ليلاس
- مع ذلك لم تستقري مثل قارئة طالع. أليس كذلك؟
كانت تانيا في هذه الاثناء تنظر إليه , وهو يقلب السلطة في الطبق الكريستال ويصب لها كوباً من الكوكا. سألته :
- ولماذا اتنزه في زي غجرية إذا كنت لا امارس مهنة العرافة؟
قال:
- لست ادري , في إمكانك غناء كارمين في الأوبرا . وبهذا اجد الفرصة للذهاب إلى هناك , والتصفيق لك.منتديات ليلاس
- غير أني لا اجيد الغناء , فإن الأوبرا ستحتاج إلى وقت كبير . اما العمل عند السيدة دولور فهو من جانب يدر عليّ مبلغاً لا بأس به, ومن جانب آخر يترك لي اوقات فراغ كافية.
- أرى ان بشهادتك هذه , كان في إمكانك الحصول على عمل غير هذا.
حاول جين تخفيف ملحوظته هذه بابتسامة غير ان تانيا لمحت النبذ في صوته, قالت :
- قد يفهم انك تفضل رؤيتي وانا امارس اقدم مهنة في العالم كما سبق. وقررت ذلك بنفسك.
اجاب قبل ان يتجرع قليلاً من الكوكا :
- على الاقل كنت سأفهم .
اجابته بنبرة ساخرة :
- حقاً؟ هل كنت اصدق بمظهرك هذا, وعاداتك الحسنة هذه انك في احتياج إلى التردد على ...
قاطعها بقوله :منتديات ليلاس
- أنا لم اقصد هذا بكلامي .
سُرت تانيا عندما عندما رأته يغتاظ, ومع هذا كانت على دراية بأن افكارهما تتفرع في موضوعات عديدة , لذلك هنأت نفسها على عدم اندفاعها.ريحانة
- إن الظاهر النفسية تزعجك كثيراً. أليس كذلك؟
أسرع جين بالإجابة:
- لا, مطلقاً غاية مافي الأمر , لقد دهشت لرؤية فتاة مثلك تنحدر إلى مستوى قراءة خطوط اليد.
- لكن كثيرين يحبون ذلك , إنه أنت الذي ألححت في ان اقرأ خطوط يدك مساء يوم الجمعة, أنا لم ألزمك بذلك بل بالعكس لقد رأيت بنفسك كم عارضت القيام به.منتديات ليلاس
قال وعيناه تلمعان:
- كنت أرغب في ان تمسكي يدي , كنت اريد ان تلمسيني , إنه إحساس لذيذ , لم أكن اعرفه حتى ذلك الحين , بحسب رأيك ما تفسير ذلك ؟
ضحكت تانيا وقد شعرت بالحرج , واجابته :
- لنبدأ بالكلام عما قرأته في كفك , عندي شعور بأني لم اخطئ كثيراً. هل أنا على حق؟
- كفى, كيف كنت تعلمين اشياء عني بهذا القدر؟ هل توجد بيننا علاقات مشتركة؟ اخبريني بالحقيقة.

Rehana 27-01-18 06:07 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

- لا , إننا لا نتحرك في نفس الدوائر . لقد خمنت انك تمتلك مالاً وفيراً او على الأقل انك من وسط ثري , لأن كل شيء فيك يدل على ذلك .منتديات ليلاس
- هذا التعليل لا يقنعني . ماذا يسمح لك بتأكيد شيء هكذا؟
- اعتقد انه أنفك. إنه ارستقراطي , وكأن كلمة صفوة القوم مكتوبة وسط وجهك .
قال :
- وتقولين انا المشحون بأفكار مسبقة. تكفيك نظرة إلى انفي لكي تحددي بل وتقرري من أنا .
- ليتنا نعود إلى مساء ذلك اليوم , الذي تكلمت فيه عن سمسمار بورصة , لأن الناس المعتادين التعامل بالنقود , حتى ولو لم يكونوا هم انفسهم , غالباً ما يتحركون في عالم الأموال.
- اكملي ... استمري.
- اما بالنسبة لتعلقك بمنزلك فهو امر بسيط . إن الديكور الذي فيه قديم , ويرجع إلى ذوق نسائي , وإن لم تكن قد قمت بأي تعديل فيه فذلك يحمل لك ذكريات غالية. إنه موروث بلا شك . إن هذا المسكن لا يتلاءم معك , إنما احتفظت به من باب الحنين . من ذلك استنتجت انك اثرت الحياة في طفولتك.
هنا اطلق جين تنهدات اطمئنان , فقال :
- هكذا قد تم تفسير كل شيء, إن اتساءل , لماذا لا تعملين كبوليس سري خاص؟
قالت تانيا مازحة:
- في زي غجري , اعتقد انه لن يكون مناسباً .ريحانة
استطرد جين :
- لكن كيف عرفت امر زواجي , ثم طلاقي؟
- لأن اصبعك مازالت به علامة خاتم الزواج. ومن بقائك بمفردك استنتجت انك مطلق ذلك انه عقب الطلاق يكون الشخص في حالة تتطلب وقتاً طويلاً حتى يعود إلى حالته الأولى بغض النظر عمن يكون المتسبب في ذلك, او من هو الذي صدرت منه المبادرة.
نظر جين إلى يده اليسرى ساهماً :
- منذ عدة ايام لم اعد اشعر بالوحدة يا تانيا, لكن سؤال آخر , لماذا كلمتني عن زواج آخر ؟ هل انت متأكدة انك كنت تقصدين امنية صادقة من جانبك؟
ضحكت تانيا وقالت:
- إن خشوعك وتواضعك يدهشاني دائماً . آسفة إذا كنت قد خيبت ظنك يا سيدي العزيز إن امامي اجتياز الدكتوراه , واعتزم ممارسة عملي كأستاذة علم نفس قبل التفكير في حياتي الخاصة. وهذا سيحتاج إلى عشر سنوات إن لم تصل إلى عشرين.ريحانة
تعجب جين :
- عشرون عاماً!
- لا تنزعج يا جين , خلال هذه الفترة ستكون قد تزوجت منذ فترة طويلة, وبالتالي تكون قد نسيتني , وفي حالة ما يسمح لك إخلاصك بنسياني فإن ما تتمتع به من جمال الطلعة, وخلافه لا يمكن ان يدع الفتيات متغافلات عنك , هكذا قد قرأت في خطوط كفك.
ثم ختمت تانيا كلامها بابتسامة .
- على كل حال ليس في نيتي إعطاء احد اقتناصي , وإذا كان هناك من سيقوم بذلك فهو أنا لأني سبق ووجدت فريستي.
اضاف جين هذه الكلمات وهو يلقي إليها نظرة ملحة.منتديات ليلاس

Rehana 27-01-18 06:09 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
قالت تانيا :
- سنناقش ذلك بعد حصولي على الدكتوراه . حالياً وجب ان انصرف , إن التأخير يضايق السيدة دولور , وقد يفقدها تركيزها .
- يفقدها تركيزها ! لقد قلت لي إن قراءة الكف ليست إلا خدعة.ريحانة
- بالنسبة لي نعم , لكن بالنسبة للسيدة دولور لا . إنها محترفة , من اجل ذلك اعمل عندها.
ثم اعادت غلق باب حجرتها قائلة :
- إني احاول ان اتعلم منها .
وعندما ظهرت تانيا في الألوان الصاخبة , والملابس الغريبة كان جين ينزع ما على المائدة , وهو ينتظرها بفارغ الصبر. قال لها في الحال:
- ماذا تتمنين معرفته من سيدة تستغل ببساطة سذاجة الناس بسرد خزعبلات ؟
- إن السيدة دولور لا تستغل احداً, ولا ترغم احداً على الحضور عندها. البعض يأتي عندها من باب الفضول , لكن كثيرين يأتون لأن عندهم مشاكل حقيقية , وهي تساعدهم على حلها . ليس أبسط من ذلك .
جلسا على الأريكة وكان جين يستمع إليها في صبر, وهو يلاحظ القطين , وعندما انهت كلامها نهض وألقى إليها نظرة سوداء. قال من فرط ضيقه:
- إنه بعيد عن البساطة , ولا تصدقي هذا.
ثم رأته تانيا يتمشى في الحجرة , يذهب ويجيء بالطول وبالعرض, ففهمت حينئذ. سألته في هدوء:
- هل عانى احد محبيك من العرافين؟
بدا جين وكأنه يطلب الاسترخاء , ارتمى على الأريكة , ووضع مرفقيه على ركبته, واخذ ينظر إلى الأرض. اتت تانيا حينئذ ووضعت يدها على كتفه.منتديات ليلاس
- أتريد ان تكلمني عن ذلك؟
- إنه مر قديم , وعديم الأهمية.
ألحت تانيا عليه :
- كثيراً ما تكون احداث الماضي ذات اهمية كبرى , ربما لو انك وضحت لي حينئذ لتمكنت من فهم اعتراضك.
اجابها جين :منتديات ليلاس
- كلمة اعتراض ضعيفة في تعبيرها جداً. لقد قضت والدتي حياتها في الانتقال من عرافة إلى فاتحة مندل حتى تعرف كيف تحدد مصيرنا. وكان هذا سر قرارها بأني سأكون راقصاً. كان هذا ما يسمى بـ الطالع الخاص بي, وهذا حسب النجوم .منتديات ليلاس
اخذ جين راحته مستنداً إلى ظهر الأريكة , وهو يتنهد . بينما كانت تانيا تمسك بيده .
استطرد جين وهو يخفض عينيه على انامل تانيا الرقيقة :
- توجهت إلى كل دجالي ومشعوذي الولايات المتحدة على أمل إيجاد إجابات عن اسئلة لا اساس لها في الواقع, ثم توجهت إلى اوروبا وتركتني بمفردي في هذه الجزيرة مع اجدادي , كنت احب امي لكنها كانت تقريباً تخيفني . في النهاية كان الأفضل لي ان ابقى مع جدتي.
- آسفة يا جين . الآن اشعر بأن والدتك كانت تعاني من ارتباك عقلي.
- اليوم قد أيقنت ذلك. إنها بلاشك ماتت في ريعان شبابها , لأنها لم تعرف كيف تجد معنى الحياة.منتديات ليلاس
- لكن ماذا كان موقف والدك؟

Rehana 27-01-18 06:10 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

- كان احد المنجمين الفلكيين قد اخبر والدتي بأنه لا يوجد تكافؤ في برجيهما , لذلك اسرعت والدتي في طلب الطلاق ولذلك لم اعرف أبي. اما بالنسبة لأمي فقد بددت ثروتها على هذه الاستشارات الغبية. هل فهمت الآن يا تانيا لماذا انا لا احتمل ان أراك مندمجة في هذا الوسط. وسط العرافين والتنجيم والتعلق بهذه القصص؟ كل هذا يزعجني, ولا يمكن ان اصدق ابداً , وهذه عن خبرة , إنها سذاجة كما تقولين.
- افهم ما تقول يا جين لكن ليس كل البصريين مشعوذين , بالتأكيد يوجد دجالون في كل مكان , لكن هذا لا يؤكد ان التنجيم غير قائم. لقد رأيت السيدة دولور توجه اناساً يعانون من مشاكل ذهنية إلى اطباء نفسانيين لأنها لا تستطيع القيام بحل مشاكلهم , إنها جادة جداً.
قال جين:
- يبدو لي اننا لن نتفق في الرأي. ومهما كان الأمر فقد وجب عليّ ان اعترف بأنك غجرية رائعة , وان درجتك في العرافة واحد.منتديات ليلاس
- مع ذلك فأنا اجد ان هناك صلة بين علم النفس والتنجيم.
ثم اكملت دون ان تعطيه فرصة للإجابة :
- وجب ان انصرف الآن . لماذا لا تأتي معي يا جين لترى السيدة دولور.
ربما تفاجأ ! , قال بجفاف :
- آسف.
ولما نهضا لاطف جين بهدؤء وجنتيها , ثم ضمها إليه. همس في أذنها :
- في أي ساعة ينبغي ان اتي لاصطحابك ؟
قالت معترضة وهي تتخلص منه :
- شكراً يا جين , شكراً من أجل كل ما قدمت لي اليوم. لكن لا داعي لمجيئك السيدة دولور سترافقني.
- لكني متمسك بذلك.
- لا تلح يا جين. لقد حان الوقت لكي تتوقف عن الاعيبك هذه .ريحانة
تنهد جين خاضعاً وقال :
- متى سأراك؟
ترددت تانيا لحظة , إنها كانت تعلم انه كان من المفروض ان ترفض لكنها لم تجد الشجاعة الكافية لذلك.
- إن السيدة دولور لا تقوم بالكشف يوم الاربعاء , إذن سأكون حرة بعد محاضراتي.
صاح :
- وليس قبل الاربعاء؟
- إما ان تقبل او ترفض.
اضطر جين ان يخضع لذلك , وبعد ملاحظة اخيرة للقطط توجها إلى الـ BMW والتي كانت بعد قليل تقف امام مسكن السيدة دولور .منتديات ليلاس
كانت العرافة تمارس مهنتها في منزل اسرتها , وهو يرجع إلى عدة اجيال. وكان مكتوباً على واجهته لافتة من النحاس عليها ( السيدة دولور لوكليرو بالحجز )
دخلت تانيا إلى غرفة الاستقبال ذات الحزائط المطلية باللون الرمادي . كانت اريكة وبعض المقاعد ذات المساند المريحة في انتظار الزوار الذين كانت تستقبلهم مسرورة . وكانت تانيا تحاول احياناً قراءة خطوط الكف للزبائن في انتظار دورهم.
اجتازت بعد ذلك تانيا الستر المصنوع من اللآلئ الذي كان يفصل مكتب السيدة دولور وكانت مكتبات عالية تغطي الحوائط. وكانت مليئة بالمؤلفات الخاصة بعملها .

Rehana 27-01-18 06:14 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
كانت بالغرفة ايضاً منضدة مستديرة ومقعدان مكسوان بالقطيفة الوردية, وأريكة كانت السيدة تجلس عليها ممكسة بجريدتها , وتتصفحها.منتديات ليلاس
- صباح الخير يا عزيزتي, لقد افتقدتك خلال عطلة نهاية هذا الاسبوع , هل تحسنت حالتك بعد الحادث؟
اجابت تانيا وهي تجلس بالقرب منها:
- هل بالجريدة اخبار مهمة ؟
تنهدت السيدة دولور :
- لم يجدوا الطفل المخطوف حتى الآن . إني مشفقة من كل قلبي على امه المسكينة , وارثي لحالها.
- اتعتقدين ان البوليس سيطلب خدماتك؟
- ممكن. ولقد حدث ذلك فيما مضى , لكن عامة إنهم لا يلجئون إلي إلا في آخر لحظة بعد كل المحاولات.منتديات ليلاس
- هل تظنين انه في استطاعتك مساعدته؟
- هذا ما أجهله . أنا لا استطيع معرفته إلا إذا لمست شيئاً يخص الطفل.
طوت السيدة صحيفتها وهي تتنهد . كانت تانيا تراقب بنت الستين بإعجاب , إذ كانت في رداء بسيط من القطيفة الزرقاء نموذجاً للأناقة , والذوق الرفيع.
- منذ دخولك يا تانيا والجو اصبح محملاً بشحنة كهربائية. ماذا حدث لك؟
منذ عامين كانت تانيا تعتبر هذه السيدة صديقة لها . وكانت تضع ثقتها كاملة فيها , ولا تتردد في إحاطتها بآخر احداث حياتها. سألتها :منتديات ليلاس
- أتعتقدين في قراءة الطالع؟
- ألا تفكرين يا تانيا انه يختص بجاذبية طبيعية؟
- ممكن, لكن كثيراً ما انجذبت إلى شبان دون ان اشعر بهذا الرباط الخفي الذي يضمنا.
قالت السيدة دولور وهي تلقي إليها نظرة ماكرة:
- كنت دائماً تودين معرفة ماهو الارتباط بشخص آخر. هانت الآن تختبرين ذلك.
سألتها تانيا في مرح :
- تقصدين ان هذا هو ما تشعرين به مع كل واحد من زبائنك؟
تظاهرت السيدة بأنها اغتاظت وقالت لها :
- قليل من الاحترام . لكن هل أنت واثقة من انك تقابلي هذا الشاب في الشارع , وانك تتذكرينه في غفلتك ؟ هذا يوضح إحساسك بأنك تعرفينه من قبل.ريحانة
- لا , لو كنت رأيت جين ما كنت نسيته. شيء عجيب كم تمنيت منذ بقائي بالقرب منك ان ألتصق بأحد . وها هو يتحقق في وقت لم أكن اتوقعه مطلقاً . إن لدي إحساساً بأني اعرفه من قبل, وإنه في استطاعتي قراءة كل افكاره . لماذا يجب ان يكون جين؟
- ربما تكون له موهبة تبادل الشعور. منتديات ليلاس
قالت تانيا بنبرة مرحة :
- مسكين يا جين , لو كان سمعك . لا عتبر ذلك إهانة غير ان التحدث معك سيسمح لي برؤية الأمور بوضوح . إن مراكز الاهتمام بيننا متباعدة جداً . وسوف لا تتحقق لي سعادة معه . إني افهم رفضه للتنجيم , لكن هذا لا يكون احد الأسباب الذي يدفعني إلى التخلي عن ابحاثي , ويجب أن أركز حتى انجح في دراستي . إني مدينة بذلك لوالدي , ولكل من ضحوا من اجلي , لبلوغ هذا الهدف.

Rehana 27-01-18 06:15 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

توقفت تانيا , ثم شعرت بالدموع تملأ عينيها . قالت :
- أنا لا اجد حلا آخر. إلا ان اضع حداً لعلاقاتنا يوم الأربعاء.
قالت السيدة دولور :
- ممكن .
- أنا لم اكلمك عن الباخرة التي لمحتها منذ ايام. أليس كذلك ؟ كم كانت جميلة , إنها تُدعى ( الفكر الحر ) كان على متنها شاب رائع وكان ضاحكاً . هذا هو بالضبط ما اريده وما أنا في احتياج إليه , فكر حر, وضحك.ريحانة
قالت العرافة :
- إني افهمك .
- إن جين آخر من يكون في إمكانه منحي كل ذلك يا سيدتي , إذن لماذا يجب أن ألتقي به؟
- تعالي, اجلسي بالقرب مني يا تانيا , واعطيني اليد التي امسكت بيده.
اطاعت تانيا ونظرت إلى صديقتها وهي تتمركز , ثم بدت نظرتها وكأنها موجهة إلى متحدث غير مرئي.
تمتمت السيدة اخيراً :
- إني أتساءل , لماذا لم يخبرك به ؟
- لم يخبرني بماذا؟
- اعتبري ان هذا الشاب معقد أكثر مما تظنين , احترسي من قطع صلتك بما انك سوف لا تعرفينه افضل من ذلك.
- ماذا ينبغي ان اكتشفه ؟
- إني لست هنا لكي اكتشف عن اسراره . عليك انت اكتشاف ماقد اختار ان يخفيه عنك, وهذا سيكون لك بمثابة تدريب ممتاز.منتديات ليلاس
ألحت تانيا:
- ارجوك اخبريني بكل شيء.
- لا, لكن لا تقللي من تقديرك لجين مادمت لم تتعلمي كيف تعرفينه أفضل من ذلك.


نهاية الفصل

Rehana 28-01-18 11:34 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الخامس
عندما انتهت تانيا يوم الأربعاء من محاضراتها , خرجت وفي ذهنها فكرتان متعارضتان.
كان إدراكها الواعي يوحي إليها بقطع الصلة مع جين , بينما فضولها يدفعها إلى اكتشاف ما رأته دولور وما أراد جين إخفاءه عنها .ريحانة
اضطرت تانيا إلى الاعتراف بأن قلبها كان يخفق من الاشتياق لرؤيته بفارغ الصبر. ومع ذلك عندما وصلت إلى مكان انتظار السيارة كانت الـ BMW غير موجودة. نظرت تانيا إلى ساعتها , فوجدت انها قد تجاوزت الثانية بعد الظهر اين جين إذن ؟
ربما يكون قد نسي, ربما يكون قد رفض مقابلة من يكون مقرباً من العلوم السحرية او الخفية , على الاقل فهو لم يتقابل مع فتاة ينسجم معها هكذا . ومهما كان تفسير غيابه , فقد شعرت تانيا بالحزن وخيبة الأمل وفجأة صاحت تانيا , وابتسامة مشرقة تضيء وجهها .
- جين , لقد اعتقدت انك نسيت.
كرر:
- نسيت , إني لم أكف عن التفكير فيك يا عزيزتي الغجرية , يا مربكتي .
كانت ملابس جين وهي عبارة عن جينز أزرق وقميص مخطط تظهر قوامه الفارع , وصدره القوي . وعندما احاط كتفيها بذراعه اقشعرت تانيا بينما كانت سحابة من ماء الكولونيا ذات الرائحة الزكية تنتشر في المكان. جذبها جين إليه ونظر إلى عينيها , ثم مال عليها وقبلها .
تمتم :
- اعتقد انه من الأفضل ان نغادر هذا المكان وقد بدأنا نتحد.منتديات ليلاس
اجابت تانيا وهي تبتعد عنه رغماً عنها :
- موافقة تماماً, لكن اين BMW ؟
- في المستشفى تعالج من جراحها , لكن معي سيارة اخرى في الانتظار .
- على ما اعتقد رولزرويس.
اجاب وهو يتوقف امام سيارة تويوتا حمراء صغيرة في حالة محزنة:
- لا على الاطلاق , لقد فكرت في ان هذه سوف تعجبك.
نظرت تانيا طويلاً إلى السيارة التي تشبه فيكتورين , وكأنها تنظر إلى أختها , وقالت :
- لكن اين وجدتها ؟
- في جراج , في الحال وجدت انها مشابهة لسيارتك , لذلك انتهزت الفرصة .
صاحت تانيا :
- غبي, أي وكالة تؤجر مثل هذه السيارة الهالكة؟
- أرخص وكالة , لقد قلت إني لست ثرياً , وأن كل ما أملك من ترف فهي الـ BMW, وإذا رغبت في ذلك ففي إمكانك الاحتفاظ بهذه السيارة إلى ان اتمكن من استبدالها . في انتظار شراء اخرى.منتديات ليلاس
- لكن يا جين ليس هنا ما يبرر استئجارك سيارة من أجلي.
- ولم لا ؟
- لكن لا استطيع قبول هذا . إننا لم نتعارف إلا منذ اسبوع واحد. هل تحاول شرائي؟
- إني احاول فقط ان أكون لطيفاً.
- لقد تأثرت ... لكن ...
- لم تعتادي قبول الهدايا , أليس كذلك؟ اتجدين صعوبة في قبولها ؟
- ما الذي دفعك إلى هذا القول ؟
اجاب وهو ينظر إلى يد تانيا الموضوعة على ذراعه :
- مجرد إحساس .
سحبت تانيا يدها في الحال , منذ ان عرفت جين, وهي تركز كل طاقتها في قراءة افكاره , غير انه لم يصل إلى اعماقها حتى يعمل مثلها . قالت :
- ماذا تنتظر حتى تعطيني درساً في قيادة هذه السيارة ؟
فتح جين باب السيارة وادخلها فيها . ثم اعلن :
- سترين الآن. ان تجربيها هو ان تقتنيها .منتديات ليلاس
بعد قليل اوقف التويوتا امام تانيا , وتبعها إلى مسكنها . وما إن اجتاز العتبة حتى اسرع ين ويانج للقائهما , والاحتكاك بسيقانهما . وعندما كانت تانيا تضع كتبها على المائدة سألها جين :
- كيف ستقضين فترة ما بعد الظهر؟
- لست ادري, ماذا تقترح؟
ابتسمت عندما رأته يلاطف القطين. وعندما انتصب , كانت عيناه تلمعان بطريقة عجيبة . اقترب منها بعد ذلك واحاطها بذراعه , وتمتم :
- عندي فكرة واعتقد انك تشاركيني إياها ايتها الغجرية الجميلة .
- كيف ؟ أعلم تماماً انه كان ينبغي ان ارفض هذه السيارة . والآن عليّ ان اتحمل النتائج. لكن انظر لي يا جين , إني كل شيء ما عدا جذابة .منتديات ليلاس
- كيف تقولين هذا ؟ إني ألعم انك لست جذابة فقط إنما ساحرة. اما بالنسبة للسيارة , فهي ليست حجة لأي منا.
ثم اضاف :منتديات ليلاس
- أعلم تماماً ما تشعرين به .
- إذا كنت تعرفني جيداً , وجب عليك ان تفهم أني لا اعتزم الاسترسال في علاقة لا ارغب فيها .
- من يقول هذه الكلمات ؟
- إنه أنا .
- أنا لا اصدق قط اني لا اجذبك , لأني في الواقع الاحظ تماماً أني اعجبك. إذن اخبريني لماذا تسعين إلى رفضي؟ وبما أني فتحت لك قلبي ذات يوم وجب عليك الآن ان تصارحيني بالسبب .

Rehana 28-01-18 11:35 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
ظلت تانيا ساهمة للحظات , ثم قالت:
- إنك على حق , إذ لك مكانة في حياتي, ومن حقك معرفة لماذا أرفض , ولماذا يجب الا يرى كل منا الآخر بعد الآن؟
اقترح جين :
- هلم نجلس على الاريكة .منتديات ليلاس
وقبل ان تجلس تانيا بالقرب منه , ذهبت واحضرت البوم صور فوتوغرافية , ووضعته على المائدة المنخفضة , ثم ابعدت النظارة المكبرة التي كانت توجد عليها دائماً. فتحت الألبوم وأرته صورة رجل , وصورة سيدة . ثم اعلنت :
- والدي ووالدتي , إني لم أرهما إلا في الصور .
كانت الكلمات تصدر منها , من حلقها المعقود بصعوبة . فاقترب منها جين , ووضع ذراعه حول كتفيها لكي يواسيها . قال بهدوء:
- حدثيني عن كل شيء.
- إن والدي يعيشان في بولونيا في فارسوفي. عندما ولدت , كان والدي كاتباً شاباً غير ان الحكومة اعتبرته متلفاً, وحكمت عليه بالسجن سبع سنوات وعندما تحقق والداي من انهما لن يستطيعا تحقيق حياة حرة قررا عبور الحدود , تخليا عني لكي يهباني الحرية مع أسرة كانت قد هاجرت إلى الولايات المتحدة , لقد خاطر عدد كبير بحياتهم حتى يسمحوا لي بالخروج من بولونيا . كان عمري وقتئذ سبعة شهور , وكنت الفرحة الوحيدة لوالدي , لقد احتاجا إلى شجاعة نادرة للقيام بهذه التضحيات .ريحانة
قال جين :
- لابد انك شعرت بالوحدة .
- إن افراد الأسرة التي كنت فيها كانوا امثال الحب واللطف, كما اني كنت أراسل والدي بإنتظام , كانا دائماً يرددان انهما يحباني , وأنا ايضا احبهما , وكأني كبرت بالقرب منهما والآن هل تشعر كم أنا مدينة لهما؟
قال ساهماً :
- وتجدين نفسك ملزمة بالنجاح في دراستك لكي تردي لهما تضحياتهما. إن حياتك لم تكن هادئة.
- نعم , ويجب ان انجح . إن الحياة لم تكن سهلة بالنسبة لي . إن الناس الذين تبنوني كانوا في عمر والدي تقريباً, قد توفوا منذ بضع سنوات , لم يكن لديهم إلا حبهم ليقدموه لي لأنهم لم يكونوا اثرياء, من اجل ذلك اتممت دراستي بفضل المنح, وبالعمل الشاق.
- في هذه الحالة لا ينبغي ان ترفضي هذه السيارة . إن تفكيرك في انه عليك ان تديري كل امورك بمفردك يعتبر عجيباً جداً.منتديات ليلاس
قالت تانيا معترضة :
- جين إنك لم تستمع إلي , لقد اوضحت لماذا يجب ألا يرى كل منا الآخر . إن لدي مسؤوليات جساما , ويجب ان احققها .
- بالعكس , إنك في احتياج إلى من يؤازرك , ويحميك في هذه اللحظات الصعبة.
ختاماً لكلامه حك جين رأسه كمن يقول : إن الحل عنده , ثم اخذ يتصفح الألبوم , وعندما توقف عند صورة سيدة مسنة تعلو وجهها التجاعيد سألها :
- جدتك الغجرية ؟

Rehana 28-01-18 11:37 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- نعم , إن اجدادي أتوأ مرة واحدة لرؤيتي عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري. كم كانوا محبين وعطوفين!
اغلق جين الألبوم , وامسك بالنظارة , فجأة قطب حاجبيه , وهو يقلبها بين اصابعه .
- إذ كنت يا تانيا بحجة انك مضطرة إلى التخلي عن الحب والمتعة من اجل والديك اللذين ضحيا من اجلك, فإلى متى ستبتعدين عن الشباب؟ أتفكرين في قضاء باقي ايامك وحيدة ؟
توسلت إليه تانيا :
- لا تضايقني يا جين ارجوك.منتديات ليلاس
- أنا لا اضايقك, أنا غاية ما في الأمر اقدم لك فرصة الاستفادة من الحياة , ولو بقدر يسير , لذلك أرى انه من أجل الاحتفاظ بتوازنك انك محتاجة إلي, وإلا فستجدين نفسك غارقة في العمل حتى تنسي نفسك تماماً. إنك شابة يا تانيا , وشابة مرغوبة .
إن اقتراح جين كان مغرياً إلى حد كبير . كانت تانيا تعاني من الوحدة منذ زمن طويل لدرجة انها لم تكن لديها رغبة في الموافقة . غير انها جمعت كل شجاعتها ونهضت, واعطته ظهرها , ثم قالت وهي تلتفت :
- إني في احتياج إلى الفكر الحر .
دهش جين وقد بدأ ذلك في نظرته , سألها :
- لماذا تتكلمين عن الفكر الحر؟
- لأن هذا هو ما يلزمني .
فحصها جين ثواني , ثم صب اهتمامه على النظارة المكبرة , وعاد إليها , فجأة أتته فكرة واضاءت وجهه .منتديات ليلاس
- ماذا يوجد خلف هذا الباب الزجاجي؟
- شرفة , لماذا ؟
نهض جين وذهب ليفتحه بينما كانت تانيا تمسك بالقطين اللذين كانا يحاولان الفرار.
- ماذا تفعل يا جين ؟
- اجد هذه الشرفة ممتعة .
كان جين قد اكتفى بهذه الاجابة , وهو يستند إلى الدرابزين لكي يتأمل الخليج.
قالت تانيا :
- كنت اعرفك , بسيطاً ومتواضعاً ومشحوناً بأفكار مسبقة , لكني كنت اجهل انك تراقب الشرفات .
- اذهبي وارتدي شورتاً لكي نتنزه , موافقة ؟
- موافقة.
انصرفا في مرح وسارا بطول الشاطئ ثم اتخذا طر يق الجمرك الممتد بطول الساحل ماراً بالأرض المزهرة . وكانت سفن عديدة تنزلق على الجسور القائمة الخاصة , غير ان تانيا كانت لا تلاحظ شيئاً مما حولها من فرط إحساسها بالسحر الذي يجمعهما مرة اخرى .منتديات ليلاس
فجأة تراءى امام عينيها الشيء الوحيد الذي استطاع جذبها من هدوئها , وسكينتها , فصاحت وهي تشير بأصبعها:
- انظر!
اجابها جين :منتديات ليلاس
- أنا لا أرى سوى سفينة .
قالت مصححة :
- إنها ليست سفينة إنه يخت .

Rehana 28-01-18 11:38 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- اعتقد انك تركزين على اليخوت كما افعل أنا بالنسبة للشرفات إلا إذا كان هذا التركيز على ملاكها.منتديات ليلاس
لم تعد تانيا تتذكر جيداً الشخص الذي لمحته منذ عدة ايام على الكوبري , غير انها كانت تذكر فقط انه كان وسيماً وضاحكاً. قالت مازحة:
- هيبة الزي.
- آه , نعم, وكيف كان زي هذا الشخص؟
- أنيقاً.
اقترح جين :
- هيا بنا نرى هذا اليخت , تعالي نلقي عليه نظرة.
- لا نستطيع القيام بذلك يا جين , لأنهم إذا رأونا على ظهره سوف يشكون في اننا نريد سرقته .
- سرقته ! فكرة ممتازة , تعالي بجولة في البحر.
- ارجوك يا جين تعقل , مع ذلك فإن هناك على ظهره رجلين .
ألقت تانيا نظرة خاطفة على الشخصين الواقفين . واكتشفت انه ليس بينهما من يشبه الشخص الذي كانت رأته في المرة الماضية .منتديات ليلاس
قال جين مؤكداً:
- إني متأكد انهما لن يجدا أي غضاضة في تفحصنا لهذا البناء .
وفي هذه اللحظة شعر احد الرجال بهما فناداهما :
- سلام يا جين , كيف حالك؟
كانت تانيا تقف بعيداً مندهشة , وكان يلزمها وقت طويل لفهم الموقف . وقفت تنقل نظرها من الشخص المجهول إلى جين عدة مرات , وكان هذا الاخير يبتسم ابتسامة بريئة .
رفعت رأسها نحو الكوبري العائم الخاص حيث كانت السفينة ( الفكر الحر ) وبالتعرف على مسكن جين انكشفت الحقيقة في ذهنها . حينئذ القت تانيا نظرة إليه , وشعرت بالحمرة تعلو وجهها .
- إني متأكدة ان هذا الجينز يخفي ركبتين مفلطحتين .
ابتسم جين :
- لا على الإطلاق إن ركبتي جميلتان جداً. إنك تعلمين ذلك جيداً بقدر ما اعلمه تماماً لأني حسبما اتذكر جيداً انك استطعت رؤيتهما ذات يوم , اما عنك فاعتقد ان نظراتك المكبرة كانت تخفيك اكثر من لباس البحر الذي كنت ترتدينه حينئذ .
اجابت :
- كنت انظر إلى السفينة .
امسك جين نفسه عن الضحك , وقال :
- وكم احببت طبع الحسن الموجود أعلى كتفك اليسرى .
- إنك كنت تعلم كل شيء منذ اللحظة الأولى التي رأيتني فيها بعد الحادثة , لقد علمت حينئذ من أنا وحاولت الاستفادة بذلك.ريحانة
- خطأ, كيف كنت استطيع معرفتك إذ كنت قد رأيتك بلباس البحر, وبعد ذلك متخفية , متنكرة في زي غجرية ؟ وأنت هل عرفتني ؟
اعترفت تانيا :
- ونفس الشيء فيما يتعلق بك .ريحانة
- لا, كنت لا استطيع رؤية وجهك , إن المنظار كان يخفيه.
- على كل إني متمسكة بما أعلنت ان ركبتيك مفلطحتان, إنه اول شيء رأيته.
صمتت تانيا لفترة , ثم انطلقت في الضحك لا إرادياً. لقد فهمت حينئذ ما رأته السيدة دولور ولم تشأ ان تكشفه لها .
اطمأن جين عندما شعر ان تانيا تأخذ الأمور من الجانب الطيب . ابتسم جين وقال :
- كنت تطلبين الفكر الحر . حسناً هاهو , أتريدين زيارته ؟
- بكل سرور.
ولما تواجدا على ظهر اليخت استطرد جين:
- اقدم لك الطاقم جاك , اندي , تانيا زيدزياك والآن بعد ان تمت عملية التعارف , لماذا لا تذهبين لقضاء باقي يومكما في المدينة؟
ابتسم جاك وآندي , وماهي إلا دقائق ولم يكن على ظهر الفكر الحر سوى جين وتانيا .


نهاية الفصل

Rehana 29-01-18 11:02 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل السادس

- حسناً ها نحن معاً.
ابتسم جين وهو يمد لها يده .
نظرت تانيا إلى اصابعها وهي تختفي في يد جين الكبيرة البرونزية , ثم ادارت رأسها . وكان المحيط ماوراء البحار يتلألأ تحت أشعة الشمس التي يلاطفها ريح خفيف , وكان اليخت يتأرجح على تتابع الأمواج تحت قدميها.منتديات ليلاس
اخيراً قالت تانيا:
- إنك لست بالبساطة التي كنت اظنها , أليس كذلك؟
- إنك تقومين جيداً بدور الفتيات الغامضات , لست ادري لماذا لا احتفظ بأسراري الصغيرة ؟
- حسناً يا تانيا بم تودين البدء في زيارتك ؟
- اريد رؤية كل شيء .

Rehana 29-01-18 11:04 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

كرر جين :
- كل شيء . على ما اذكر انه سبق لك ورأيتي كل شيء من خلال نظارتك المكبرة.
قاطعته :منتديات ليلاس
- كنت اتكلم عن السفينة .
غير ان المفهوم كان يعيد إلى ذاكرتها صورة هذا المتنزه الرائع , ويالها من صورة مربكة !
بابتسامة ساخرة قادها جين نحو الدرجات القلائل التي كانت تؤدي إلى كبينة قيادة المركب. ثم اعلن في افتخار , وهو يشير إلى المعدات الإلكترونية :
- هذه البوصلة , الرادار , السوناروها , دفة الملاح.
وضعت تانيا يديها على العجلة الخشبية الكبيرة معجبة بالكوبري الذي كان في مواجهتها وهو غارق في الشمس.
جاء جين ووقف خلفها واضعاً يديه على يديها , كان في استطاعة تانيا ان تشعر بانفاسه قريبة جداً منها.منتديات ليلاس
تمتم جين :
- عبثاً , لقد اتيت لكي تقلبي كياني, وتقومي بغزو قلبي , وتلحقي به الضرر .
سألته وهي تتخلص من ذراعيه اللتين يحوطها بهما :
- ما رأيك في القدر؟
قال وهو يرفع رأسه :
- كلام خاطئ وخرافات.
- مع ذلك يبدو لي انه من الصعب ان اصدق ان لقاءنا ليس سوى مصادفة بسيطة .
- ولماذا إذن؟
- إني لم اخبرك بما جاء به حظي مع النجوم اليوم , انتبه ! اليوم يدخل الحب حياتك.
اخذ جين يقهقه.منتديات ليلاس
استطردت تانيا :
- اتخذ قليلاً من الجدية , وأصغ إلي , إني بعد قراءة هذه السطور لمحتها على الفكر الحر , ولا إرادياً تمنيت لو انني عشقت احداً فليكن أنت .
ابتسم جين ووضع يده عليها , ثم صاحت تانيا :
- لا تبتهج , ولا تدع فرصة لرأسك بأن يدور , إنك صدمت سيارتي في نفس الليلة , وهانا أقاوم محاولة الابتعاد عنك.
التفتت تانيا لكي تواجهه , واحاطت عنقه بذراعيها.
- إني لا استطيع التعليق على الطريقة التي تدافعين عن نفسك بها في هذه اللحظة.
- أنا لا استطيع مقاومتك , ومقاومة القدر في آن واحد.منتديات ليلاس
- ليس للقدر شأن في ذلك.
- إذن كيف تفسر ان كلينا شاهد الآخر من خلال النظارات المكبرة في ذات الوقت ثم نلتقي على نفس الطريق بعد ذلك؟ إنه امر غريب , سوف تعترف به فيما بعد.
اردف جين :
- إنه رائع وليس غريباً. اخبريني هل كانت اول مرة تراقبين فيها السفن؟
- لا, إني كثيراً ما افعل ذلك ,لكن .
- في هذه الحالة , من البديهي ان يكون الفكر الحر قد جذب انتباهك , إنه مبني بشكل رائع .

Rehana 29-01-18 11:06 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- بالضبط وكيف تعلل انه ملكك في حين انك تدعي انك ليس لديك مال؟
شرح لها جين :
- امر غاية في البساطة . هذا لا يرجع لي إنما يرجع الى إلى جدي. إن جدي طاعنان في العمر . وهما الآن في دار المسنين , وقد ترك لي جدي اليخت والمنزل , وإدارة كل اعماله.ريحانة
- غير ان هذا العمل لا يرضيك , أليس كذلك؟
- لست مولعاً به . غير اني لا اريد التفكير فيه حالياً , إن الحداثة التي جمعتنا يسهل شرحها.
- اريد سماع ذلك حالاً!
قال جين :
- في هذه الليلة , بعد ربط سفينتي , بدلت ملابسي على عجل, اخذت الـ BMW التي كانت قد حجزتها من قبل, ثم توجهت لتناول العشاء مع المحامي, وعند خروجنا من المطعم كانت الساعة نحو التاسعة والنصف أي نفس اللحظة التي تغادرين أنت فيها مكان عملك. وبما ان الجزيرة صغيرة جداً, ولا تتضمن إلا طريقين رئيسين , فليست هناك غرابة في اننا تقابلنا . المصادفة الوحيدة هي اني كنت غاضباً اثناء قيادة سيارتي , ومن جانبك كانت فرامل سيارتك مفكوكة. كل هذا يعد منطقياً . وبالنسبة لي , فإني اعتبر هذه الحادثة إحدى كبرى فرص حياتي.
- انت تتكلم عن الفرصة , والحظ وأنا اتكلم عن القدر, والمصير لأن ...
عجزت تانيا عن تكملة كلامها , لأنها فوجئت بجين وهو يطبع على شفتيها قبلة حانية . شعرت تانيا في هذه اللحظة بأنها فريسة إحساس غريب لا تستطيع مقاومته . وإن كانت لا تجرؤ على إعطائه اسم الحب. سألته:
- هل الأبواب تغلق بالمفتاح على سفينتك؟
- هل انت مستعدة لرؤية كل شيء الآن ؟
اجابت :
- كل شيء.ريحانة
تركا مكان تشغيل اليخت, نزلا في اعماق الفكر الحر العجيبة , دهشت تانيا عندما لاحظت الترف الموجود به, وكانت لا تتوقع ان يكون موجوداً في مثل هذا المكان. اما بالنسبة للديكور فكان لا يبرزه إلا صورتان فوتوغرافيتان مكبرتان لحوتين.
كان جين من حين إلى آخر يقبل تانيا, وكانت قد بدأت تشعر بميل شديد نحوه. تمتم جين :
- تانيا إني حتى الآن لم ارغب في فتاة كما ارغب فيك. لابد ان تكوني لي.
- اوه جين , أنا ايضا اريد ذلك.
رفعها جين بين ذراعيه , وحملها إلى الكبينة. ورغم ان الغرفة كانت صغيرة إلا انها كانت مزودة بسرير كبير عليه غطاء نظيف ازرق, وضعها عليه وجلس عند قدميها يتبادلان احاديث متنوعة مع شعور بأنهما ليسا اثنين إنما روح واحدة.منتديات ليلاس
كانت امواج المحيط تهدهدهما دائماً غير انهما كان لا يتحركان . كانا ينصتان إلى خفقان قلبيهما, لم يجد النعاس سبيلا إلى جفونهما بل كانا قد قضيا ليلتهما هكذا إلى ان لاح النهار, وتسللت اشعة الشمس الذهبية من كوة السفينة , واغرقتهما.

Rehana 29-01-18 11:10 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
قال جين :
- ماذا فعلت بي يا ساحرتي , يا عرافتي , يا قارئة الطالع ؟
رفع جين خصلة شعر كانت تنزل على جبينها , عمق النظر في عينيها الصافيتين كمن يسعى للبحث عن إجابة مستحيلة.
ثم استطرد:منتديات ليلاس
- بالقرب مني يا حبي اشعر اني في اماكن ساحرة , ترى هل هذه هي الجنة؟
ابتسمت تانيا وسط الدموع واجابته :
- جين أنا لم أكن اعلم ما اطلب عندما تمنيت الفكر الحر قد أكون جزءاً منك.
- وانت ايضاً لك هذا الاحساس .
- اعتقد اننا نشترك في نفس المشاعر.
- إن هذه العلاقة تخيفني .
- لماذا تقلقين ؟ ألسنا سعداء؟
- إنك على حق.ريحانة
مالت تانيا برأسها على جين , كانت تسمع دقات قلبه , وتظنها دقات قلبها , اخذ جين يلاطف بهدوء خصلات شعرها إلى ان أتى صوته يخترق السكون.
- احبك يا تانيا , إنك تعلمين ذلك. أليس كذلك؟ هل تتزوجيني يا تانيا؟
حولت الفتاة عينيها الواسعتين , ولاطفت وجنتيه , ثم اجابت :
- نعم أعلم انك تحبني , واشعر بذلك, وأنا ايضاً متمسكة بك.
ثم استطرد جين بعد عدة ثواني:
- ليس هذا وقت الكلام عن الزواج , أليس كذلك؟
- بالتأكيد , لأن لدينا اموراً كثيرة نتدبرها , ومشاكل عديدة نعمل على حلها.
- المهم انك لم ترفضي , مهما تكن الظروف فعاجلاً او اجلاً ستتزوجيني , لا مفر من ذلك .
لم تجبه تانيا بل كانت تسترسل لمتعة حركات السفينة التي كانت تؤرجحهما.
قال بعد لحظة صمت:
- افكر في شيء , في انتظار الزواج . لماذا لا تقيمين معي؟ بذلك تتخلصين من هموم السكن, والنقود عامة , ويكون في إمكانك توفير كل ذلك لدراستك.منتديات ليلاس
- لدراستي! وهل تعتقد اني ساتمكن من التركيز في دراستي عندما اشاركك الحياة تحت سقف واحد؟
- نعم , جدياً لو تركت لي فرصة تدبير امورك خلال هذين الشهر الآتيين , يكون في إمكانك ايضاً, التخلي عن عملك السخيف عند السيدة دولور.
قالت تانيا وهي تجلس بالقرب منه:
- إني اعلم إحساسك إزاء هذه السيدة , كما ان حياتك لم تستقر بعد حتى تتحمل مسؤوليتي .
- حقا. إني مازلت في مفترق الطرق. لكن أول عمل اتطلع إليه هو إبعادك عن السيدة دولور.
- لكن يا جين ليس الأمر كذلك بالمرة...
ضمها إليه قائلاً بنبرات تفيض حناناً:
- قولي لي ياغجريتي , إنك قبلت البقاء معي .
تأثرت تانيا لإخلاصه وصدق مشاعره , كانت تعلم انه كان يريد حقاً مساعدتها , وكان واجبها في رفض عرضه يحطم قلبها , وقلبه . قالت:
- مستحيل يا جين , ليس الآن , اجل عرضك هذا إلى ان انتهي من تقديم رسالة الدكتوراه , حاول ان تفهمني , إن عليّ ديناً ويجب ان اسدده .ريحانة
تنهد جين بعمق , حاول ان يقبلها , لكن تانيا ابتعدت عنه , عادت لتقول بمرح:
- ماذا لو قبلت ان تخدمني بأن تكون سائقاً لي . إن رسالتي جاهزة تماماً ويجب ان امر على مكتب الآلة .
كانت تانيا واثقة انه لن يقدر الموضوع.


نهاية الفصل

Rehana 30-01-18 02:11 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل السابع
- كم هو ثقيل ! ماذا كتبت في رسالتك ؟
موسوعة , ( هكذا جاءت كلمات جين وهو يحمل اوراق رسالة تانيا )
فتحت تانيا الباب , وانحنت على القطين اللذين كانا مسرعين للقائهما .
- إنه ثقيل , لأن به سبع نسخ من الرسالة , واحدة لي , واحدة لمكتبة الجامعة , وواحدة لكل عضو من لجنة التحكيم .ريحانة
وقفت تانيا تنظر إليه , وهو يضع الحمل على المائدة , وشعرت وكأن حلقها ينعقد.
قالت تانيا مغمومة:
- ماذا سوف يحدث لو رفضت ؟

Rehana 30-01-18 02:11 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

كانت تخشى حكم اللجنة, لكن ما كانت تخشاه أكثر هو حكم جين .
اجاب جين وهو ياخذها بين ذراعيه :
- ولماذا ينقدون ذلك؟ إني متأكد انه عمل ممتاز.
تمتمت وهي تضع رأسها على كتفه :
- إني واثقة من ذلك , لكنه جديد بعض الشيء . اقرأ العنوان.
انحنى جين لكي يفتح الملف . بدا عنوان الرسالة مكتوباً بحروف كبيرة على الصفحة الأولى, حينئذ رأت تانيا جين يتصلب وقد بدأ عليه مزيج عجيب من العداوة , والحزن . ثم امسك بالصفحة , وقد تعتم وجهه . وقرأ بصوت عال:
- دور إدراك تبادل الشعور في العلاج النفسي.منتديات ليلاس
ثم اعاد الورقة إلى مكانها , ثم ألقى نظرة دهشة إلى تانيا . سألها وقد صدم :
- هل أنت حقاً جادة ؟ كيف تعتقدين في هذه المعلومات التي اعتبرها خرافات ؟
- إني جادة جداً, وهذه المعلومات ليست خرافة, ولا دجلا , ولا خزعبلات كما تعتقد يا جين .
ارتمى جين على الاريكة مشبكاً ذراعيه على صدره , وكانت إحدى قدميه تتحرك بعصبية في الهواء, فكان القطان ينظران إلى هذه الحركة مسرورين , وكأنهما يتساءلان , إذا كانت مقدمة للعبة جديدة, نظر إليهما جين ثم ركز انتباهه على تانيا , قال :منتديات ليلاس
- كيف تستطيع فتاة ذكية, ومثقفة مثلك ان تتجنى على نفسها بمثل هذه الأمور؟
أتت تانيا , وجلست بالقرب منه دون ان تلمسه , وقالت :
- دعني اشرح لك .ريحانة
- تكلمي , وإن كنت لست متأكداً حتى الآن اني ساقتنع بما سأسمع .
- لقد قمنا في بداية دراساتي , من خلال المحاضرات , بتدريبات على تبادل الأفكار . حينئذ اثبت اني موهوبة , فما كان من احد اساتذتنا وهو الاستاذ هيرمان مسنتاج إلا ان اهتم بي.
وكان ذلك الأستاذ يقوم بنفسه بعمل ابحاث عن هذا الموضوع , واتخذني كمساعدة له. بهذا حصلت على منحتي .
توقفت تانيا لحظة لكي يراقب رد الفعل عند جين , فوجودته يلاطف ين غير مبال بما تقول . اكملت تانيا :
- وحتى بدون هذه المنحة كنت اكملت دراستي . إن الموضوع يحسن في عيني , وعندي ثقة في كل كلمة موجودة في رسالتي , لقد قضيت سنوات في دراسة انشطة عرافات مختلفات , واعلم ان هذه الظواهر حقيقية , وإني اعمل عند السيدة دولور تحت مراقبة الاستاذ مسنتاج ولن اترك هذا العمل لأن في تركه عائقاً خطيراً لدراساتي.
ألقى جين إلى تانيا نظرة تعبر عن طعن , ثم تنهد , ونهض واخذ يتمشى في الحجرة , اما تانيا فمكثت صامتة على الاريكة , وقد اشتد خفقان قلبها.منتديات ليلاس
إن هذا الشاب الذي يمشي امامها , وهو فريسة لمشاعر متضاربة, كان يمسك بسعادتها بين يديه , لقد قاومت كثيراً حتى لا تقع في حبه , لكن يجب عليها ان تعترف الآن انها فشلت في ذلك. إن كل ما تريده الآن هو ان يلتفت إليها , ويبتسم لها .

Rehana 30-01-18 02:12 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
اضافت تانيا :
- أترى ان الأمر ليس سهلاً؟
اجاب معلقاً بمرارة :
- لقد تعلمت ذلك من الحياة , لكن اخبريني . كيف يستطيع تبادل المشاعر شفاء الأمراض العلقية ؟ إنها خرافة .
- لا على الاطلاق . إن معظم من يعانون من اضطرابات نفسية يكونون عامة , في حالة ارتباك لا تسمح لهم بتفهم ما بداخلهم , والتعبير عما يحسون , فإذا تمكن هذا المريض , بفضل هذا العلم من رؤية ما يزعجه , فهذا يساعده على ان تطفو الافكار الدفينة في عقله الباطن , وبذلك يكون الشفاء سريعاً.ريحانة
ثم نهضت تانيا وامسكت يده , وقالت له:
- ارجوك يا جين حاول ان تفهمني , إن عمل ابحاثي إيجابي جاد جداً.
حينئذ القى إليها نظرة وبقدر ما كانت ثائرة كانت ايضاً مؤلمة ثم قال :
- الأفضل لي ان اعود إلى منزلي , لأني غير قادر على تقبل ما تقولين , إنه ضد كل معتقد , ويجب ان افكر .
حكت تانيا رأسها في صمت , ونظرت وكلها أسى إلى الباب , وهو يغلق خلفه. إن فكرة عدم عودته كانت ترعبها, إن ما نشأ بينهما خلال هذه الأيام الاخيرة , هذه الزهرة النقية اليانعة ألا وهي الحب , بدت ذابلة وغير قابلة للتجديد.منتديات ليلاس
تنهدت وتوجهت إلى طاولة العمل , وكتبت , والدي العزيز , والدتي العزيزة أنا لم افهم بعد ....
وفي صباح اليوم التالي , استيقظت تانيا منهكة .كانت تكره فكرة الذهاب لأخذ باص , لكي تتوجه إلى الجامعة , ليس فقط من اجل الوقت المفقود في الموصلات , إنما لأنها كانت قد اعتادت قضاء الساعات الأولى من النهار في صحبة جين .
بينما كانت تجفف شعرها , والقطان يلعبان بسلك المجفف الكهربائي دق جرس الباب. فأسرعت تانيا لفتح الباب. لقد كان جين في بذلة باللون الرمادي الغامق منتظر على البسطة , على وجهه ابتسامة فاترة, والقلق باد في نظراته .
قال:
- صباح الخير .
- صباح الخير . ادخل.
قالت بعد ان اغلقت تانيا الباب بعده:
- لقد فكرت طوال الليل.منتديات ليلاس
- ووصلت إلى أي نتيجة ؟
امسك جين بيدها, وقبل اطراف اناملها , ثم اجاب:
- لقد وجدت انك لن تستطيعي حمل النسخ السبع لرسالتك حتى موقف الباص, إني على استعداد للقيام بدور ناقلي الاغراض إذا سمحت بذلك.
صاحت تانيا وهي ترتمي بين ذراعيه :
- اوه. يا جين ! اسمح.
همس لها في أذنها :
- ينبغي حتماً ان نتخلص من موضوع الامتحان بأسرع مايمكن .

Rehana 30-01-18 02:13 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

- نحن ؟
- نعم نحن . لقد تحققت في هذه الليلة وبالتحديد في الساعة الرابعة وثماني دقائق انك ستحصلين على الدكتوراه خلال ستة اسابيع , وبذلك تحل مشكلتنا تلقائياً. إذن هل نعتبر انفسنا اصدقاء من جديد؟
- اصدقاء فقط؟
قال :
- سنناقش ذلك هذا المساء بعد محاضراتك.
- إني اعمل هذا المساء عند السيدة دولور .ريحانة
سب جين ولعن , وحمداً لله انها لم تسمعه.
استطردت :
- لماذا لا تاتي معي. وتتعرف عليها ؟
هز جين رأسه بعصبية , وقال :
- لا جدال في ذلك.
- جين , انس احكامك المسبقة . إنك لا تعرفها .
قال مؤكداً:
- لا علاقة لرفضي بحكمي المسبق , غاية مافي الامر , ببساطة اني خائف . إني ارتعب لمجرد التفكير فيها.
- على كل حال إنها مشكلتك , يجب ان اعمل عندها , وسأعمل . سأذهب , فليس لدي وقت فراغ قبل يوم السبت , بعد ذلك سيكون في إمكاننا الكلام عن صداقتنا , موافق؟
تمتم:منتديات ليلاس
- موافق , لكن يوم السبت يبدو لي نهاية العالم.منتديات ليلاس
بعد ان تفوه بهذه الكلمات حمل الحقيبة الثقيلة , واتجه ناحية الباب ,وفي لحظة ما هم بفتحه , التفت قائلاً:
- في الواقع , لماذا بينما تهتمين يا تانيا بابحاث جادة في علم النفس , تعملين على التحرر بارتداء هذه الملابس؟ ما الضرورة لذلك؟
- هذا يا عزيزي ما لا انوي ان افصح لك عنه . وإن كنت متمسكاً بمعرفته , فجدير بك ان تذهب وتسأل عنه السيدة دولور , إنها فكرتها .
- أتعتقدين حقاً اني سأذهب لرؤية هذه السيدة المنحرفة؟
- السيدة دولور ليست منحرفة .
- بغير هذه التسمية سوف أدهش!
- كفى مناقشة . سوف اتأخر.
تراجع جين , وقال وهو يفتح الباب:
- حسناً, حسناً.
وفي نهاية فترة مابعد الظهر , عندما دخلت تانيا عند السيدة دولور كانت ترتدي بلوزة بيضاء فوق جيب طويل من القطيفة الحمراء.منتديات ليلاس
كانت تضم شعرها إلى الخلف بامشاط من العاج , كما كانت ميدالية ذهبية تتدلى من طرف سلسلة على صدرها . كانت العلامة ناتجة من الحادث بالنسبة للفتاة ذكرى أليمة سيئة.
اهتز الستر المصنوع من اللآلئ مصدراً صوتاً رناناً مرحاً عندما عبرت من خلاله تانيا لتلحق بالعرافة في مكتبها.
كانت السيدة تضع فستاناً أسود يزينه صف لآلئ , كانت تجلس امام مائدتها التي كانت قد وضعت عليها كروت الحظ.
ألقت تانيا بنفسها على مقعد , وقالت :
- آه , ياله من يوم جميل !
اجابت السيدة دولور على هذا التأكيد بتمتمة خفيفة .

Rehana 30-01-18 02:14 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
قالت لها تانيا :
- ألا تتفقين معي في ذلك؟
- بلى , بلى . الطقس جميل بالفعل.منتديات ليلاس
ثم امسكت بورقة من أعلى اللفة ووضعتها إلى جانب الأخريات. علقت:
- واضح لابد انها عجلة الحظ إنك مشرفة من السعادة لدرجة تكشف عما يحوط بك , آه ! الحب...
- إنك تضايقيني , كنت اود ان تبقى الاشياء في سرية .
- لقد قلت لك , إنك مشرقة . إني لا استطيع تغيير شيء في ذلك. اعتقد ان الأحوال تحسنت بينك وبين جين.
- الا تجازفين بتأكيدك ذلك؟ في الواقع لقد اكتشفت ان جين والبحار ليسا إلا واحداً.
دهشت السيدة دولور:
- حقاً!
- أليس هذا ما رأيت؟
استطردت العرافة :
- لا, لقد كنت بعيدة تماماً عن هذه المعلومة .منتديات ليلاس
- إذن ماهو سر جين؟
- سبق وقلت لك , ان تكتشفيه بنفسك , لأن في ذلك تمرينا جيدا لك . اعتقد انك تخشين الارتباط به. لكن في الحقيقة انت خائفة من نفسك , ما رأيك إذا قمت بعمل هذه الكروت ؟
كانت تانيا تحك رأسها في الوقت الذي بدأت فيه السيدة دولور عملها كعرافة , وقارئة طالع.
امسكت بورقها بعناية, ثم ادارت واحدة , ووضعتها على طرف المائدة , ثم اضافت إليها واحدة اخرى ...
- فارس عصي على فارس السيوف , اخبريني معنى ذلك يا عزيزتي .منتديات ليلاس
اقتربت تانيا , وثبتت نظرها على الكروت . فقالت في هدوء وببطء :
- جين رجل حساس , وغامض , على خلاف دائم مع نفسه . لكن هذا خطأ تماماً. إنه يعلم دائماً ما يريد عمله بالضبط لأن اجداده لهم خبرة عريضة في هذا الميدان , ومن هنا فعنده خلفية عن خبايا هذا الفن هنا بالضبط نقطة الخلاف بيننا. حساس نعم, لكن غامض لا , لذلك سوف يخرج عن صوابه إذا احيط علماً بذلك, إني لم أسأله عن برجه, لكني أراهن انه الثور وهذا من طريقة تصرفه العنيدة.
انطلقت السيدة دولور في الضحك ثم استطردت :
- هناك عدة وجوه لتعليل الغموض, لا تتنافى مع العلوم السحرية , او الدين. فربما كانت هناك طريقة لتكريس الذات جسداً وروحاً لفكرة واحدة : حب الطبيعة او حماية البيئة مثلا.
استمرت السيدة دولور في تقليب الكروت , بينما كانت تانيا تعلق عليها اولاً بأول.
- سبع عصي لقاء مسبق بالتأكيد إني اتساءل إذا لم نكن أنا وجين قد تلاقينا في حياة سابقة , ثماني كؤوس تغيير في حياته. ربما يهرب من المسؤوليات , ثمانية سيوف , طاقة كعطلة لأنه يرفض التغيير , أنا لا اريد رؤية اكثر من ذلك. يجب اولاً ان اكتشف سره, وإلا فسأنتهي بتقرير انه يفسد طاقته في الهرب مني .
ابتسمت السيدة دولور:
- إني ارغب في رؤية جين عاجلاً.منتديات ليلاس
- كنت اتمنى تقديمه لك , لكن ...
- لا تهتمي سيعود.
ظلت السيدة دولور مستغرقة في افكارها قبل ان تستطرد :
- حسناً, لقد تعبا بما فيه الكفاية , ولقد حان الوقت لكي نستعد لاستقبال زبائننا.


نهاية الفصل

Rehana 01-02-18 12:06 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الثامن

في صباح يوم السبت , في الساعة السابعة والنصف كان ضباب كثيف يغلف الجزيرة إلى درجة كانت تحجب المنازل. وكان لا يسمع إلا صرخات النوارس الخفية بينما بدأت اشعة الشمس عند شروقها تضفي لوناً وردياً على الافق .
كان جين وتانيا ينزلان تجاه الجسر العائم المؤدي الى الفكر الحر.ريحانة
كانت السعادة تغمر تانيا . إذ كانت سماء حبهما صافية لا تغطيها أي سحب. كانت تتعجل هذه اللحظة التي ستجد نفسها معه على انفراد على هذا اليخت , للقيام بهذه النزهة على المحيط.
قالت تانيا وهي تضع قدميها على الكوبري الذي كانت الامواج تلاطفه بهدوء:
- سيكون يوماً رائعاً.

Rehana 01-02-18 12:07 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

اجاب جين وهو يضمها بين ذراعيه:
- اجمل وأروع من كل الأيام . هيا نسرع , ونترك الكوبري لأني لا ارغب في رؤية أي شخص اليوم.
سألته تانيا:
- والطاقم . اين هم؟
- ليست عندي ادنى فكرة , إنك طاقمي الوحيد.منتديات ليلاس
- إنك تعرض نفسك لخيبة الأمل, لأني لا اعلم شيئاً قط في امور الملاحة.
- لن احتاج إلى عون . إن الريح خفيفة , ولن نذهب بعيداً وسنسير ببطء.
ثم اضاف وهو يلقي إلى تانيا نظرة ملحة جعلتها تشعر بقشعريرة لذيذة:
- إني واثق ان ظني لن يخيب.
بلغا مقر الملاحة , ادار جين المحرك الذي كان يصدر صوتاً قوياً تحت اقدامهما. وفي حركة واثقة ورشيقة غادرا الكوبري العائم , ليتقدما بسلاسة نحو مخرج الخليج . وبينما كان جين يستخدم الدفة ويسيطر عليها , كانت تانيا تجلس بجواره وتحوطه بذراعها.
كان قلبها يخفق في صدرها بقوة , وضعت وجنتها على كتفه , وتطلعت من خلال جفنيها المغلقين حتى النصف إلى الجزيرة التي اختفت قليلاً في الأفق.
ولبرهة لمحت شرفتها , تلك التي كانت قد شاهدت منها اليخوت تتهادى على الامواج دون ان تعتقد انها ذات يوم ستحصل على حق التواجد على احدها.
شعرت انها اليوم تعد جزءاً من الصفوة وكان هذا الإحساس يبدو لها ممتعاً وإن كان زائلاً بعض الشيء.منتديات ليلاس
وفجأة لطفت سعادتها البوابة التي كانت تغلق الخليج إذ إنها اهتزت, وابتعدت عن جين غير انها تمالكت نفسها, واحتفظت بتوازنها , علماً بأن الأمواج كانت تهدد بزعزعة استقرار السفينة .
شعرت تانيا ان معدتها تعقد, فالقت إلى جين نظرة حزينة .
قلق جين :منتديات ليلاس
- لا تخبريني بأنك ستمرضين!
صاحت وإن كانت في داخلها تدعو الله الا يلحق بها ضرراً:
- لا تخف, إني احلم منذ ان سكنت هذه الجزيرة بطواف المحيط, هل ستفرد الاشرعة؟
- بعد ان نجتاز البوابة , غير اني سأفرد شراعاً واحداً , هذا كل ما استطيع القيام به لأني بمفردي.
وبعد ان عبرا البوابة, اصبح المحيط هادئاً.منتديات ليلاس
تبدد الضباب واضاءت الشمس سطح ماوراء البحار التي كانت مياها تأخذ لوناً تركوازيا, وعندما تحسنت حالة تانيا قامت وعاونت جين على فرد الشراع الأبيض الكبير الذي كان يصفق مستجيباً لريح الصباح.
اوقف جين المحرك, ووضع المركب على حركة اتوماتيكية حيئذ ساد المكان سكون رهيب لا يقطعه إلا تلاطم الأمواج الرقيق في مقدمة السفينة , وصرخة طائر بحري.
لم تشعر تانيا قبل الآن بمثل هذا الإحساس بالسعادة والسلام, ومن الآن فصاعداً لم يكن غيرهم جين وهي والمحيط اللا نهائي .

Rehana 01-02-18 12:11 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
جلست تانيا تتأمل هذا الجمال مستندة إلى حافة السفينة , أتى جين وجلس إلى جانبها , ووضع ذراعه حول كتفيها . لم تقاومه تانيا.
بالرغم من ان تعارفهما حديث العهد. كانت تانيا قد اعتادت هذا الإحساس العميق من المودة , والتألف الذي ساد بينهما منذ اليوم الأول والذي كان يخيفها في البداية .
لاحظت ان جين بدأ يسترخي . كما كانت مظاهر الغم البادية عليه تتبدد رويداً رويداً لتحل محلها غبطة لا توصف.منتديات ليلاس
رفعت عيناها نحوه, وقرأت على وجهه اهمية المحيط والملاحة بالنسبة له. سألته :
- هل سبق لك ان قمت بسباق في الملاحة؟
احتاج جين إلى بضع ثواني قبل ان يرد فقد كان غارقاً في التفكير .
- نعم , وكان هذا منذ سنوات لكني توقفت .
- أنا لا استطيع تخيلك صياداً, ماذا كنت تعمل بسفينتك؟
قال :
- إني احب الملاحة. معذرة يجب ان اراقب جهاز إدارة المركب الأتوماتيكي.
تبعته تانيا وجلست على المقعد الخشبي.
- إلى اين تصطحبني ؟
- اين تريدين الذهاب؟ إلى الصين , إلى استراليا , إلى بالي أم هاواي؟
اجابت وهي تكاد تلتهمه بنظراتها:
- يبدو لي إن كل هذه الأماكن اصبحت غير معتادة, لماذا لا تصطحبني إلى مكان مبتكر اكثر من هذه؟
كذب عليها :
- لست متأكداً من انه يكون مستطاعاً لي. لكني سأرى ما سوف استطيع القيام به.
بعد اكثر من ساعة من الملاحة اصبحا في مواجهة جزيرة كاتالينا . من بعيد كانت سفينة بضائع تترك خلفها دخاناً اسود في السماء الصافية , بينما النورسان اللذان كانا قد لحقا بهما منذ الرحيل يتبعانهما دائما.منتديات ليلاس
عندما لاحظت تانيا ان جين قاد السفينة إلى هذا المكان , غادرت مركز القيادة , وذهبت لترتدي لباس البحر , وعندما صعدت ثانية على الكوبري , رأت جين وهو يضع سجادة حمام تحت اشعة الشمس, وعندما رآها اطلق جين صفير إعجاب.
- تعالي كم أنت جميلة !
علت الحمرة وجه تانيا , واستسلمت لقبلته التي اسرع يمنحها إياها. في الواقع لم تكن اول قبلة تتلقاها من جين , لكن ما كان يحدث انه في كل مرة تتلاقى شفاهما كانت تانيا تشعر بدوار اكثر سحراً, وا أكثر تأثراً عليها , وايضاً اقل نسياناً.
تمتم :
- احبك.
- جين يا حبي! وأنا ايضا ً احبك.
كانت الكلمات تصدر منهما بمحض إرادتهما . وكانت تانيا لا تحاول حبسها او على الاقل التظاهر بذلك, لأنها كانت حقيقية فعلاً.منتديات ليلاس

Rehana 01-02-18 12:12 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

ما زاد على ذلك ان تانيا كانت مندهشة لأن تتلخص اشياء على هذا القدر من الجمال والبهجة والجاذبية في كلمات قليلة هكذا.
قال جين بنبرة رنانة جعلها تنتفض من الرأس إلى القدمين :
- حتى الآن لم تقولي مثل هذه الكلمات هل أنت واثقة من قولك هذا ؟
- لم اتكلم قبل الآن بمثل هذا الصدق يا جين , إني احبك من كل روحي.
قال كعادة كل المحبين المتعطشين إلى سماع الكلمات التي ترضيهم :
- لماذا؟
- لأنك هو أنت , انت قدري.
قال مسروراً ومازحاً:
- هذا كل شيء؟
- لماذا , أليس كافياً؟
وعوضاً عن ان تجيب فضلت تانيا ان تقدم له شفتيها حتى تعطيه فرصة الحصول على ما كان يمنع نفسه من القيام به. سر جين لهذه المبادرة.منتديات ليلاس
قال بصوت أبح :
- إني اريدك يا تانيا إنك حقاً قدري. إن كل مرة تقومين فيها بلمسي اشعر كأنها اشعة الشمس التي تسلط عليّ , هدئي من تأثيرك عليّ يا غجريتي العزيزة.
- إني لست في حالة تسمح لي بإطفاء أي نار, لأني كدت اجن يا جين , إني اشتعل بنار حبك وأكاد انفجر , إن هذا المحيط يشهد على حبنا, وعلى صدق كلامي.
- يا جميلتي تانيا , ياحبي.
كانا يشعران كلاهما بأن هذه اللحظات هي اسعد لحظات حياتهما, إذ كانا يشعران انهما يغرقان في محيط حب لا يضارع.
قالت :
- إذا كنت احبك يا جين فهذا لأنك جزء مني.
- انت ايضاً يا حبي, إنك جزء مني, إنك اجمل مافي , لا تتركيني ابداً.منتديات ليلاس
- حتى إن اردت ذلك فلن استطيع تنفيذه. إن حياتي كانت فارغة قبل ان تدخل فيها .
في هذه اللحظة اشتد الموج, وتسبب في اهتزاز السفينة مما جعل كلا منهما يميل على الآخر.
قال جين مازحاً:
- يبدو ان الغيرة تملكت الفكر الحر. مسكين , إنها ليست حياة, حتى ولو السفينة , تلك التي يكون فيها المرء وحيداً وسط المحيط دون ان يجد من يهتم به.
استلقت تانيا على ظهرها, واخذت تتأمل عظمة السموات التي كانت لا تحجب زرقتها اية سحابة.ريحانة
تنهدت وهي تقول :
- اعتقد انه في إمكاني البقاء ممددة هكذا مدى الدهر.
اردف جين:
- قد تستطيعين تقريباً. لقد احترق جسمك من تأثير اشعة الشمس عليه .
ثم اضاف :منتديات ليلاس
- خذي الحذر يا تانيا . إن الشمس في وسط البحر تضر احياناً.
قالت ضاحكة :
- إن هذه النصيحة تخصك انت ايضاً.

Rehana 01-02-18 12:14 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
وفي الساعات التي تلت استرسلا في تأمل الطبيعة الهادئة التي تمثل حبهما الرقيق, وعندما اشتدت الرياح فجأة , نهض جين وغير اتجاه الدفة, واخذ طريقه نحو سواحل جزيرة باليوا.
تحققت تانيا من انها كانت لا تعرف جين بقدر كاف عندما رأته يقود السفينة بمهارة.
اقتربت منه , وامسكت بيده ولمحت اختفاء العلامة التي كان خاتم الزواج تركها في إصبعه . سألته في حياء :
- هل كنت تحب زوجتك كثيراً؟ هل ضايقتك بسؤالي هذا؟
اجاب بعد لحظة تردد:
- لا , كنت اظن اني كنت احب كارول قبل ان اتقابل معك, واليوم علمت حقاً انه لم تكن لدي أي فكرة عن معنى الحب بلا شك كان هذا سبب فشلنا .منتديات ليلاس
- أأستطيع سؤالك عما حدث ؟
- اعتقد اني لم احقق لها امالها , لأنها تزوجتني من اجل انني الأرستقراطي والذي يتناسب معها. لم تحتمل اكتشاف اني لست على قدر كبير من الثراء الذي كانت تتمناه.
صاحت تانيا :
-وهي التي طلبت الطلاق.
- بالتأكيد.
- لا أكاد اصدق هذا . كيف تستطيع السيدة رفض او بالأصح التخلي عن زوج مثلك؟
- علماً بأنها الحقيقة. إن الطلاق كان قد تم النطق به عندما عدت إلى باليوا. ومن اجل ذلك كنت عائداً من عند المحامي في تلك الليلة المزعومة وكنت ثائراً , حزيناً, وهذا ما يفسر تصرفاتي معك.
- افهم جيداً. لو كنت استطعت اجتياز هذه التجربة دون ان تتأثر بها, ما كنت احببتك. هل كانت جميلة؟
- كارول كانت لا تخلو من السحر , لكنك اجمل منها بكثير , واكثر جاذبية.
- يجب عليّ ان اعترف لك اني لست متحاملة عليها فيما سببت لك.ريحانة
-ولا أنا , في الواقع إنها اعادت إلى الحرية والفرصة لكي احبك.
ختمت تانيا حديثها وهي تقهقه :
- إذن حسناً يا كارول .
بعد ان اشترك معها جين في الضحك , ذهب لكي يراقب السفينة , وعندما عاد ليعاود الجلوس إلى جانبها بدا غارقاً في افكاره .
حينما اكتشفت تانيا شروده فكرت : هل كان في اعماقه نادماً على ترك كارول؟ غير انها لم تشأ ان تثقل عليه بالأسئلة , بل قررت ان تتبع نصائح السيدة دولور.
احاطته بذراعيها , واسندت رأسها على كتفه . فجأة رأت تانيا وسط الأمواج كتلة سوداء , كانت الرؤية واضحة, وقوية , ومخيفة إلى درجة جعلتها تعتقد ان هذا الوحش الذي رأته لتوها إنما هو نابع من عقلها الباطن.

Rehana 01-02-18 12:16 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
فجأة قطع جين هذا الصمت:
- أتعلمين يا تانيا ؟ إن الحيتان تعرف الحب مثل الآدميين .منتديات ليلاس
تمتمت تانيا , وكانت مازالت مهزوزة من تأثير الصور التي تمثلت امامها.
- الحيتان.
- نعم الحيتان.
صاحت تانيا:
- لقد نجحت.
- فيم نجحت ؟
- لن تفهم لقد كنت اجهل ان الحيتان تتزواج.
- ومن اين تأتي صغار الحيتان بحسب رأيك؟ إن البجعة ترفض إحضارها , إن وزنها ثقيل.
اخذ جين يسرد لها وصفاً مفصلاً طويلاً عن الحيتان , والخطر الذي يلحق بها, والذي لا يمنعها من التزواج , بدقة وعاطفة جعلتها تتأثر.منتديات ليلاس
سألته اخيراً:
- لكن كيف حصلت على كل هذه المعلومات عن الحيتان ؟
- لأني قضيت اياماً كاملة في مراقبتها ساعات كاملة تحت الماء , وعندي لها صور رائعة.
حينئذ تذكرت تانيا السونار , الرادار والأجهزة الإلكترونية المختلفة التي كانت قد لمحتها على الباخرة .
- لكن كيف وجدت هذه الفرصة ؟
بعد تردد استطرد جين :
- إنه الحظ بعض الشيء , الآن يجب ان اعيد الشراع , لأننا وصلنا تقريباً.
عندما نهض امسكت تانيا بذراعه , قالت معترضة:
- اوه , لا ! معرفة النهاية . لماذا كنت تتبع الحيتان ؟
- لأني بيولوجي متخصص في علم الاحياء قسم الحيوانات المائية وبصفة خاصة الحيتان.
صاحت تانيا :
- إنك متخصص في علم الاحياء.ريحانة
- نعم , ألم اخبرك بذلك قبل الآن ؟
- لكني كنت اظنك سمسار بورصة.
- سأكون كذلك قريباً.
- هل تفضل توظيف الأموال على الحيتان ؟
اجاب نادماً:
- لقد راقبتها خلال سنوات , ولقد حان الوقت حتى اقوم بعمل آخر .
تخيلت تانيا انه ليس جاداً في كلامه. استطردت :
- احكي لي قصصاً عن الحيتان يا جين , لماذا تراقبها ؟ اعتقد انها محتاجة إلى الهدوء.
- إن المشكلة تكمن هنا. إنها تنشد الهدوء, لكن الناس تصطادها إني اراقبها لكي احميها , اتابعها , ادرسها , وإلا لاختفت وانقرضت.
كانت عينا جين تعبران عن الغضب.منتديات ليلاس
قال :منتديات ليلاس
- هل تعلمين لماذا يصطادونها ؟ لكي يعملوا منها معلبات لتغذية الكلاب, والقطط , إن الحيتان حيوانات ضخمة غير انها وديعة , ومخلصة. إن لها صوت غير مسموع , وتستطيع الاتصال ببعضها البعض تحت الماء على بعد اميال. ويجب حمايتها , ولن نصل إلى إنقاذها إلا بمعرفتها جيداً.

Rehana 01-02-18 12:17 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
كانت تانيا تنظر إليه وهو يهتم هكذا , معجبة به , سعيدة ان تراه يصب اهتمامه على غرض نبيل كهذا.
ابتسمت:
- اقسم لك انه لم يسبق لي قتل اصغر حوت , ولن اقوم بذلك ابداً.
- المعذرة يا تانيا إذا كنت ابدو متحفزاً في هذا الموضوع . إني اتابع الحيتان منذ سنوات واصبحت مثل اسرتي تقريباً.
أكدت له :
- إني اعجب بك عندما أراك متحمساً هكذا. والآن إن اهم سؤال اود معرفة الإجابة عليه هو , لماذا ما دمت تحب الحيتان إلى هذا الحد تريد الاتجاه إلى البورصة ؟
- إن دراستي وبحثي عن الحيتان في المحيط نشاط يناسب شخصاً اعزب. وكان هذا احد اسباب فشلي في زواجي الأول من كارول. لقد تزوجتني من اجل مالي , ولم تكن مخطئة . فلقد كان جدي يريد ان أباشر له اعماله. الأمر الذي كان سيحقق لي مكاسب كثيرة أكثر كثيراً من بقائي مع الحيتان في اربعة اركان الكرة الأرضية.
- ألم تفهم كارول ذلك؟
- ما يحدث هو انه عندما رحلت التصقت بغيري, وطلبت الطلاق . قمنا ببيع كل ممتلكاتنا , تقاسمنا المبلغ الذي حصلنا عليه , واخذ كل منا طريقه. وفي لحظة غضب انفقت نصف المبلغ الذي خصني في شراء بذلة ذات لون داكن , والسيارة الـ BMW طمعاً في ان يساعدني في ذلك في ان اظهر بمظهر آخر.منتديات ليلاس
- وبعد ماذا كانت النتيجة ؟
اجاب وهو يمط شفتيه:
- اعتقد اني ما زلت كما أنا. على الأقل لقد سمحت لي الـ BMW ان التقي بك.
قالت تانيا :
- إني أكره بذلتك , وإذا كنت تنوي ترك الحيتان من اجلي فلن اغفر لك ذلك ابداً.
اقتربا من الساحل وكانت البوابة قد بدأت في هز السفينة , أدار جين المحرك, وضم الشراع.
قال جين قبل ان يخرج :
- إني اعلم ما أفعل , ولو اضطررت إلى فقدك فسيكون موتي أكيداً.
تاهبت تانيا للحاق به. لكن الأمواج اخذت تهز المركب أكثر فأكثر ففضلت الجلوس .
كان يبنغي انتظار الوصول إلى الميناء حتى يناقش كل ما يختص بمستقبل جين. ولما عاد إلى تانيا كانت تجلس في مقعد مريح ذي مساند, فعادت إلى الهجوم. بدأت بقولها :
- ما هذه الفكرة الغبية , فكرة التخلي عن دراسة الحيتان ؟
اجاب وهو يستقبل يانج على ركبتيه :
- إني لن اخاطر بفقدك يا تانيا , لأني متمسك بك, من اجل ذلك سأبقى معك, ولن افارقك , لأني اريد ان أكون بالقرب منك طوال الوقت . لا فائدة من المناقشة , لقد اتخذت قراري.
- اسمعني جيداً يا جين راندال , إني لا انوي الاكتفاء بإطار ضيق يتلخص كل افقه في ملفاته , في حين ان في إمكانه ان يكون اللا نهاية .ريحانة

Rehana 01-02-18 12:18 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

- ستغيرين رأيك بلا شك عندما تلتزمين بالقيام بدور بنيلوب تلك التي كانت ترفض كل الراغبين في التقرب منها اثناء غياب زوجها, وهذا عندما أكون مشغولاً بالتجول في المحيطات. غير انه ربما ايضا أمل منك .
قال هذا وهو يبتسم , ثم قالت تانيا معترفة :
- سأفقدك ايضاً . لكني لن اجلس في المنزل لكي افرقع اصابعي , او اقوم بعمل منسوجات , إن لي مهنتي وحياتي في حالة اختفائك.
- لقد لاحظت ذلك.
قالت :
- إني اعتزم الاستقرار وان يكون لي زبائن .
- إني سعيد الآن عندما علمت انك لن تنشغلي بالكروت , وخطوط الكف.
تابعت تانيا كلامها :
- لقد قررت في فكرتك بعد الظهيرة . لقد طبقت نصائح السيدة دولور , ولقد نجحت. ولا افكر في التخلي عن التنجيم بعد حصولي على الدكتوراه لأن العرافة والتنجيم قد يكون لهما دور كبير في العلاج النفسي.منتديات ليلاس
صاح جين :
- استحلفك بالسماء يا تانيا .
- هذا لا يقارن بما قد افسد طفولتك. لو كنت يا جين تدعني اقدمك إلى السيدة دولور فستتحقق من انها لا تشبه ابداً تلك اللاتي احتلن على والدتك , دع افكارك القديمة.ريحانة
اعتراض :
- ليست لي أي افكار.
- في هذه الحالة اقبل بمقابلة السيدة دولور .
خضع اخيراً:
- حسناً, لكني اعلم من قبل اني لن احبها.
قالت :
- هذا ما يدعى الذهن المفتوح او المكشوف عنه .
تجمد كل جسم جين, واصبحت نظرته معبرة عن التهديد , غير انه ما لبث ان عاد إلى حالته الأولى .
قال :
- ما الداعي لهذه المشاجرة بينما قضينا يوماً رائعاً؟ لقد كان يوماً ممتعاً , أليس كذلك؟
قالت تانيا وهي ترتمي بين ذراعيه :
- اجمل يوم في حياتي. ولا أنا . أنا لا افهم لماذا نتشاجر؟
وبعد ان عاد جين إلى مسكنه جلست تانيا امام مكتبها , واخرجت ورق الخطابات .ريحانة
وبدأت تكتب:
والدي العزيز ووالدتي العزيزة إني اليوم سعيدة جداً. يجب ان اخبركما بالخبر السعيد الذي حدث لي , لقد وقعت في حب شاب . وهو متعلق بهواية اجدها رائعة , لكنه ينوي التخلي عنها. بينما أنا من جانبي اهتم باشياء يمقتها , ولا اريد التخلي عنها.


نهاية الفصل

Rehana 02-02-18 08:00 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل التاسع
عندما دخلت تانيا يوم الاثنين التالي مكتب السيدة دولور كانت حالة الهياج عندها قد بلغت اقصاها. قالت متعجبة :
- لقد قمت بذلك.
رفعت السيدة دولور عينيها من على الخطاب الذي كانت تقوم بتحريره , ونظرت إلى تانيا من أعلى نظارتها ذات الاطار الذهبي.
ابتسمت لها قائلة :
- حقاً ؟
ارتمت تانيا على مقعد واستندت بمرفقها إلى المنضدة تماماً في مواجهة السيدة المسنة .
- لقد وصلت بعد محاولات كل هذه السنوات, لذا يجب ان اعترف بأنها كانت تجربة مؤثرة للغاية بقدر ما كانت الصور لحوت ضخم . حقاً , لقد اعتبرت نفسي مجنونة للحظة الأولى .
- هذا يحدث في المرات الأولى .
- اعتقد الآن ان سر تبادل الأفكار هو معرفة كيفية التعرف على الظاهرة وقت حدوثها. عندما رأيت هذا الحوت ظننت اولا ان عقلي الباطن الذي يصوره لي .ريحانة
قالت السيدة دولور وهي تصفق بيديها :
- حسناً, الآن وقد حققت النجاح مرة, سيكون الأمر اسهل فاسهل .
- وحماية الحيتان هو السر الذي كنت قد رأيته , أليس كذلك؟
اعترفت السيدة :
- نعم , الحيتان , حبه للطبيعة , وحماية البيئة هما شغله الشاغل.
- إلى من تقولين هذا؟ لقد عانيت كل الصعوبات حتى اجعله يتكلم . لكن ما إن بدأ, افصح بكل شيء , لكن كيف يستطيع تغيير اتجاهه بترك البحر بينما هو يعتبر حياته ؟
وضحت لها السيدة دولور :
- كلنا نمر بمراحل التساؤل .
- لكنها قد تكون ضرورية , لازمة لتنيفذ أكبر غرض من يدري ؟
تنهدت تانيا :
- بالتأكيد لست أنا , من جانب آخر فإنه لا يقدر مطلقاً ما اقوم به . كنت اتمنى ان يلتقي بك, لكني لم اصل حتى الآن إلى اقناعه بذلك.
- تحلي بالصبر يا عزيزتي.
اتبعت تانيا نصيحة السيدة دولور , وكفت عن الكلام عن هذه المقابلة . وخلال الأسابيع الثلاثة التالية , استمر جين في البقاء بالقرب منها .منتديات ليلاس

Rehana 02-02-18 08:02 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
يعد لها وجباتها الثلاثة , ويساعدها في مراجعة المناقشة التي ستقوم بها , ورفع حالتها المعنوية عندما يشعر بأنها هابطة بعض الشيء.
لم تصدق تانيا عينيها عندما رأت , يوم الاثنين حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر في قاعة الانتظار عند السيدة دولور , جين من غير موعد مسبق.
صاحت وهي تنهض:
- جين , ماذا تعمل هنا ؟
- لقد قبلت مقابلة السيدة دولور وهانا قد اتيت .
قالت تانيا وهي تبتلع لعابها بصعوبة :
- إنك لا تحسن اختيار الوقت . إنها الآن على موعد معهم خلال فترة لا تقل عن نصف ساعة.
اسرع بالرد:
- وأنا لا استطيع البقاء هنا أكثر من خمس دقائق , مع أني لا افهم سبب مجيئي إلى هنا.
- انتظر لحظة إلى ان اتحقق منها إذا كان في إمكانها استقبالك .ريحانة
اسرعت تانيا بالقيام بهذه المحاولة , لأنها كانت تعلم انها إذا تركت هذه الفرصة تفلت منها فلن تأتي فرصة غيرها بعد ذلك . اعلنت عند عودتها :
- مقابلتك تسعد السيدة.
قال :
- أنا لا أشك في ذلك.
تمتمت وهي تضع يدها على ذراعه:
- لا تخلق لي مضايقات.ريحانة
قال مؤكداً:منتديات ليلاس
- سأكون مثال اللطف , لا تخشي شيئاً , سأكون ملاكاً.
كانت السيدة دولور جالسة على الأريكة في فستان من الحرير الوردي يزينه بروش من الذهب , وفصوص الأحجار الكريمة . وكانت تضم شعرها الرمادي في شينيون اعلى عنقها , وكانت هذه هي التسريحة التي تمتاز بها.
امسكت تانيا بيد جين واصطحبته امام السيدة للقيام بحركة التعارف .
- إني سعيدة بلقائك والتعرف عليك يا جين , لقد كلمتني عنك تانيا كثيراً.
كانت تانيا تراقب جين وهي تكاد ان تنطلق في الضحك. كان يتفحص السيدة وفمه مفتوح إلى النصف وهو على ما يبدو لا يكاد يصدق عينيه . ثم تمالك نفسه وقبض على اليد الضعيفة التي امتدت له.
قال بنبرة حارة :
- اقدم لك فائق احترامي يا سيدتي . أنا ايضاً سمعت الكثير عنك من تانيا .
ثم ألقى نظرة عتاب إلى تانيا , ختم كلامه قائلاً:
- لكني اعتقد ان هناك بعض التفاصيل لم تبلغني .
استطردت السيدة اللذيذة التي كانت في الستين من عمرها :
- لا اهمية لها . تفضل خذ مكانك .
جلس جين على كرسي منتصب الظهر مستنداً على ظهر الكرسي . بينما عادت السيدة دولور إلى الأريكة.منتديات ليلاس
سألته :
- هل ترغب في تناول قدح شاي؟

Rehana 02-02-18 08:03 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

ولما وافق جين اختفت تانيا بسرعة في المطبخ الصغير الذي تستطيع من خلاله الحصول على بعض تفاصيل المحادثة.
كانت السيدة دولور تقول :
- شيء ظريف, أتعلم ان اجدادك كانوا اصداء والدي؟ كانوا كثيراً ما يلتقون للعب الورق معاً. لكن هذا بالتأكيد , كان منذ زمن بعيد.
عندما عادت تانيا وجدت جين قد تخلى عن تحفظه إذ كان يبتسم لسماع إحدى الطرائف التي حكتها له السيدة دولور بشأن جده لوالده.منتديات ليلاس
قالت تانيا وهي تقدم لهما الشاي:
- اعتقد انكما تتناولان الحديث عني.
اجاب وهو يطنطن بقدحه على الطبق:
- يعني , ليس بالضبط.
- من حسن تصرفك انك لا تستفسر مني عني , لذلك سأقوم بهذا من تلقاء نفسي اولاً, انت تتساءل , لماذا اقوم بدور العرافة؟ والإجابة بسيطة , إنها موهبة , هل ممارسة المواهب امر طبيعي ؟ من جانبي إني اتمتع به منذ طفولتي , وإذا كنت لا تصدنقي فاسأل جدك عن امر ساعة ذهبية كان قد فقدها ذات يوم. لقد مضت فترة طويلة على ذلك لكني واثقة من انه مازال يتذكره . شبك جين ساعديه واخذ يهز قدميه بعصبية غير انه ظل صامتاً واضعاً اهتمامه في شرب الشاي.
كانت تانيا تنظر إليه متأثرة , إذا كان جين أتى إلى هذا المكان فذلك لإرضائها ليس إلا من اجل ذلك فهي تعترف له بهذا الجميل.منتديات ليلاس
- إنك بالتأكيد تتساءل , لماذا استعين بمساعدة إنسانة ترتدي هكذا في حين اني بسيطة في هندامي.
- اعترف لك اني فعلاً تساءلت هذا.
-إذا كانت تانيا متخفية في زي غجرية فهذا لأني اجد تسلية في ذلك. هل هناك مانع من التسلية او هل فيها شيء سيء؟
- أكون آخر من يقول هذا.
- من جانب آخر فإني أرى ان هذا التنكر يفيد تانيا , لأنها بطريقة عامة جادة جداً, وبقليل من المرح , والتغيير في مظهرها قد تستفيد كثيراً.
- وهنا ايضاً اجدني متفقا معك في الرأي .منتديات ليلاس
- بالإضافة إلى ان الزبائن كانت غير مسرورة عندما كانت تانيا تحضر استشاراتي, وتدون المذكرات , وهي في زي عادي. لذلك تذكرنا اساسها البوهيمي وهاهي النتيجة .
- اعتقد ان هذا لم يجعل لمضايقتي. لكن هل في وسعي توجيه سؤال تطفلي بعض الشيء ؟
- تفضل.
- لماذا تطلقين على نفسك اسم السيدة دولور ؟
اعجبت السيدة المسنة بهذا السؤال, قالت :
- أعلم ايها الشاب ان دولور هو الاسم الذي اعطيت من والدي رحمها الله . والآن إذ كنت ادعى السيدة وهو الأمر الذي تدهش له لأنك من اصل امريكي , فهذا لأن زوجي فرنسي , وامر طبيعي ان سيدة متزوجة تدعى هكذا. إني السيدة دولور لو كليرك .
قال جين لتانيا بلهجة عتاب :
- كان ينبغي ان تخبريني بهذا .
- إنك لم تسألني عن ذلك ابداً.

Rehana 02-02-18 08:06 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
استمر جين :
- وهل السيد لو كليرك يسكن هنا ؟
اجابت السيدة العجوز ووجهها مشوق بابتسامة رقيقة :
- احياناً , إن هذا المنزل هو مقر له غير انه كثير الأسفار من أجل سياسة بلده . فأنا من حياتي اكره السفر بالطائرة , لذلك لقاءاتنا محدودة .منتديات ليلاس
بعد برهة صمت قال جين:
- ألا تفتقدينه ؟
- بلى! بالتأكيد . لكن عندما يعود إلى المنزل . تكون سعادتنا بالبقاء معاً اقوى من اول يوم لزواجنا.
فجأة تلاشت لمحة السعادة من وجه السيدة , واخذت تنصت باهتمام . كانت شفتاها تتطابقان في حركة حزينة , ثم قالت لتانيا :منتديات ليلاس
- إنه موعد لقاء مفتشي لوس انجيلوس. لقد وصلوا. أم الطفل حضرت معهم .منتديات ليلاس
حينئذ سأل جين:
- ماذا يحدث ؟
وضحت له تانيا :
- إنه موضوع هذا الطفل المختطف الذي لم يعثر عليه حتى الآن , ولقد قررت الشرطة الالتجاء إلى السيدة دولور . يبدو ان الأم جاءت ايضاً. علماً بأن هذا الأمر لم يكن معلوماً.
قال جين :
- لكن لا يوجد احد.
- لن يتأخروا إن السيدة دولور شعرت بهم .
قال جين وهو ينهض إذ كان معترضاً على ذلك :
- تانيا !
ثم توجه إلى السيدة واضاف :
- لقد سعدت بلقائك . لكني مضطر ان انصرف الآن.
- لا , امكث يا جين , مهم جداً ان ترى عملنا انا وتانيا , اجلس هناك في الزواية لن يروك.
تردد جين في بدء الأمر, ثم تراجع , وذهب ليأخذ المكان المعين له. كان يبدو متضايقاً . ثم تعتم وجهه عندما سمع قرعات على الباب بعد دقيقة .منتديات ليلاس
اسرعت تانيا بفتح الباب والسماح للمفتشين الاثنين والأم. ثم في سرية وضعت جهاز التسجيل . كانت السيدة دولور جالسة على الأريكة , وإلى جوارها أم الطفل التي مدت لها يدها بصندوق اخرجت منه العرافة اولاً , غطاء وردياً فركته برفق بين يديها , ثم وضعته , وتناولت ارنباً من الفرو , وايضاً زوج جورب. وبينما كانت تتحسس الأشياء المختلفة على التوالي كان نظرها يذهب إلى بعيد . كانت تبدو كأنها تكلم نفسها بصوت منخفض.
مال جين على تانيا وقال :
- إن ما تقوم به هذه السيدة يعتبر جناية. كيف تهب هذه الأم المسكينة آمالاً كاذبة ؟
- إن السيدة لم تعطي وعوداً , وهي تعلم ذلك. لكن كيف تستطيع ترك فرصة حتى ولو كانت ضئيلة ؟
بدأت السيدة دولور تصف الطفل بصوت خافت . وهي تتحسس الغطاء .منتديات ليلاس
- هل هي ...؟
ولم تكمل الأم كلامها .
- إنها حية ومعتنى بها .

Rehana 02-02-18 08:07 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

رفعت العرافة الملاءة إلى شفتيها , واستمرت بصوت مخنوق :
- إني أرى مربعاً , لا بل أرى مستطيلا كبيرا عليه حصان . الحصان يجري محاطا بحلقات سوداء.
الحلقات تجري ..
تلا هذه الكلمات صمت طويل ثم رفعت السيدة دولور رأسها , وتنهدت بأسى .
- سأحاول من جديد فيما بعد عندما أكون بمفردي.
نظرت تانيا إلى جين كان يشبك ساقيه وذراعيه , ويقطب حاجبيه بغيظ وكان الشرر يتطاير من عينيه . وفجأة عبر وجهه عن الدهشة .
صاح بصوت عال:
- لافتة !
سأله احد المفتشين :
- لا فتة . اين؟
قال جين وهو يهز كتفيه:
- لست ادري. توجد إحدى اللافتات عليها حصان على الطريق السريع . إنها تحمل ماركة إطارات السيارات. اسمعوني إني لا اعلم جيداً عم اتكلم ؟ لقد أتى ذلك إلى ذهني عندما سمعت السيدة دولور .منتديات ليلاس
ثم نهض واضاف :
- حسناً . انا الآن سانصرف.
قاطعه رجل الشرطة :
- لحظة من فضلك . أي طريق سريع؟
وعندما تركه رجال الشرطة ينصرف اضطرت تانيا ان تجري لكي تلحق به. ولم تتمكن من ذلك إلا امام سيارته الـ BMW .
قالت :
- تأكدت يا جين ان التنجيم نافع؟
- فيم ؟ إنه امر منفر .
- كيف تقرر امراً هكذا ؟ وإذا وجدوا الطفل ؟
- اين هذا ؟ معلق على لافتة . هذا كل ما افادت به سيدتك دولور , وهو يعطي الأم املاً خاطئاً.
- حتى ولو ظل أمل فهو افضل من اليأس.ريحانة
- اسمعي يا تانيا أنا اتمنى من كل قلبي ان يجدوا الطفل . لكن منذ متى وهو مفقود ؟ شهر. أتتوقعين انه ما زال هناك أمل؟
ثم فتح باب المنزل خلفهما ليدع المفتشين يخرجان , وهما يساندان الأم المسكينة إلى سيارتهما.
استطرد جين :
- وأقل ما يمكنني احتماله هو اني اشتركت في هذه المسرحية.
عارضته تانيا قائلة:
- بالنسبة لي فإني مسرورة لذلك. لأنه على الاقل قد حدد حقل التجارب.
قال متوسلاً:
- تانيا تناسي كل ذلك. إنه امر خطير ويخيفني.
- لو كان مهماً إلى هذا الحد بالنسبة لك فسأفكر فيه.
استمر جين في حديثه:
- بالضبط الأفضل ألا نتقابل بعض الوقت حتى نجد الوقت للتفكير .كنت قد رفضت منذ فترة طويلة رحلة خاصة بالحيتان إلى لاجولا . سأذهب إليها من اليوم . إن افترقنا هذا سوف يسمح لنا بتحديد اساس خلافاتنا.منتديات ليلاس
ثم خيل إلى تانيا ان يداً ثلجية كانت تعصر قلبها.

Rehana 02-02-18 08:09 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
اخيراً تمكنت من النطق بهذه الكلمات :
- ترى هل لي الحق في قبلة وداع؟
اخذها جين بين ذراعيه وقبلها . ثم قال مطمئناً:
- إن الأمور ستسير إلى افضل . حسناً لكي تأخذي الوقت الكافي للتفكير.
- وانت ايضاً.
وفي اللحظة التالية , كانت السيارة BMW قد دارت ناحية الشارع تاركة تانيا على الرصيف.
ذهبت تانيا بعد ذلك للقاء السيدة دولور التي كانت مازالت تمسك بحاجات الطفل بين يديها . كانت تعلم ان هذه التجربة كانت قد انهكت السيدة العجوز التي سألتها :
- ماذا كان رد الفعل عند جين؟
قالت تانيا:منتديات ليلاس
- خاف وايضاً تضايق .
- اتركيه بعض الوقت.
اخذت تانيا تتجول في الحجرة . ثم استطردت :
- إني اعرف جين منذ اربعة اسابيع. لكن اشعر انه جزء من حياتي , وكم اشعر بالسعادة بالقرب منه .ريحانة
- وهذا هو الذي يجعلك تدورين في مكتبي مثل حيوان في قفص؟
سألت تانيا :
- لماذا تتعقد الأمور هكذا؟ قبل ان اعرفه كانت حياتي بسيطة . كنت اعلم دائماً ما اريد , وما علي ان انفذه , وكنت لا افكر إلا في دراستي .
- والآن ؟
- إنك تعلمين جيداً اني مولعة بالظواهر القريبة من علم النفس. لكن لا استطيع الاستمرار في ابحاثي إذا كانت تتسبب لجين في الآلام لأنه مهم جداً لي.
- انك متفهمة جداً.
- لا على الإطلاق ! كنت ارغب في ان افهمه . إني لست مجنونة وان اساعده على التعقل غير ان فكرة التخلي عن دراسة الحيتان تزعجني كثيراً.ريحانة
- إنه كرم عظيم من جانبه.
- إني ارفض فكرة اني حكمت عليه بالأنانية منذ لقيته لأول مرة والآن أنا لا ارغب في ان يرفض سفينته. اتمنى ان يظل في نظري هذا الشاب الضاحك الذي رأيته اول يوم , وسيصبح امراً مستحيلاً ان اتقبله سمسار بورصة .
- وهل تناقشتما معاً في هذا الموضوع؟
تنهدت تانيا:
- تناقشنا كلمة كبيرة بالنسبة لي. إنما كلمة تشاجرنا تأتي مناسبة .منتديات ليلاس
- هل حقاً تريدين ان يسافر طوال اسابيع على سفينته ؟
ارتمت تانيا على الأريكة بالقرب من السيدة وصاحت :
- لا, هاهو قد سافر مدة اسبوع , لست ادري كيف سأعيش.
وهنا ساد الصمت بين السيدتين . ثم قالت بصوت كسير:
- كم اود ان يكون بالقرب مني يوم الاربعاء.
- الاربعاء؟
- لن اعرف إلا اليوم اني سأكون يوم الاربعاء في مواجهة لجنة التحكيم لمناقشة رسالتي , لم اخبر جين بذلك لأني اعرف كم ستكون هذه الرحلة مهمة له , وربما تكون هذه هي المرة الاخيرة التي ستتاح له فرصة الاهتمام ببعثة . ثم مع ذلك وجب ان أكون كفيلة بمواجهة مشكلة صغيرة بمفردي , إني فتاة كبيرة . لا .منتديات ليلاس
ثم بعد ثواني من الصمت اعترفت تانيا " إني في الواقع منزعجة لأنه كلما مر الوقت اشعر بأني سأعجز عن الدفاع عن رسالتي , وأني لن احصل على الدكتوراه"


نهاية الفصل

Rehana 03-02-18 11:50 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل العاشر
في صباح يوم الأربعاء عندما دخلت تانيا الحمام عكست لها المرأة صورة وجه اتلفه الحزن والسهاد. ايضاً لاحظت خطوطاً سوداء تحت جفونها , وتقلص شفتيها.ريحانة
كانت هذه علامات تكشف عن قلقها وانشغال فكرها . كان قلبها يخفق عندما تتذكر ان الامر المحتوم لابد ان ينفذ خلال فترة قصيرة . لم يكن هناك وقت للتعرف وكما ان القلق لا يفيد شيئاً. كانت تانيا قد راجعت اهم مؤلفاتها , كما انها اجتازت الامتحانات التحريرية بنجاح , بقي امامها حاجز عليها ان تتخطاه , مناقشة رسالتها امام لجنة تحكيم تعلم انها لا تعارض.
كان القطان وقد شعرا بعصبيتها ينظران إليها من بعيد مفضلة عدم المخاطرة .
قالت بصوت عال :
- آه لو كان جين هنا . إني في احتياج إلى كتفه استند إليها لكي ابكي إذا ما رفضت . لكنه ليس هنا . لقد مر يومان منذ ان تركته بغباء يرحل إلى جولا .

Rehana 03-02-18 11:51 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
ثم بيد غير واثقة تزينت قليلاً , وضمت شعرها , وذهبت لارتداء ملابسها , تايير ازرق رزين مع بلوزة بيضاء , وحذاء بكعب عال . كان مظهر الاناقة الوحيد الذي اهتمت به.
بعد ان لاطفت ين ويانج امسكت حقيبتها , واتجهت نحو الباب , وفي الوقت الذي وضعت فيه يدها على المقبض سمعت ثلاث قرعات على الباب, وبينما هي تفتح الباب قلقة , وجدت جين على البسطة.منتديات ليلاس
قال وقد بدا عليه المرح :
- صباح الخير, كنت تنتظريني ؟ كيف حالك؟ إنك رائعة .
هو ايضاً كان يبدو في صحة جيدة ثم افاقت تانيا وصاحت :
- لكن ماذا تعمل هنا؟ المفروض انك في رحلة تستغرق اسبوعاً .ريحانة
شعرت تانيا بوجود جين غير المتوقع كأنه هدية من السماء. لم يجد وقتاً افضل من ذلك ليصل فيه. اجاب :
- إني اجهل ذلك. لقد رغبت في المجيء.
قالت وهي تلقي بنفسها على عنقه:
- كم أنا مسرورة لرؤيتك !
ثم جمعتهما قبلة حارة .
- كانت رحلة تستحق الذكر . ألست قلقة؟ أليست لديك متاعب او مضايقات ؟
- لماذا تسألني كل هذا؟
- لا ادري , اشعر انك تعانين من مشكلة , ومن اجل ذلك عدت , لأني لما وجدت نفسي بأي شكل عاجزاً عن النوم وعن التركيز في عملي, قررت ان اخذ سيارتي , وان آتي للقائك , لكن لابد ان أكون وقتئذ في حلم لأني أراك في احسن حال . في الواقع كنت اشعر بالرغبة في ان أكون معك.منتديات ليلاس
- لست على مايرام يا جين , لا على الإطلاق . اوه! كم أنا سعيدة انك هنا .
- ماذا يحدث ؟
- سوف اناقش رسالتي خلال اقل من ساعة , وهانا اموت خوفاً. ولم أكف عن ندائك بذهني لنجدتي . إنه بلا شك من اجل ذلك فقد شعرت ان عندي مضايقات . شكراً يا إلهي , لقد استجبت لي!
يبد جين أي تعليق .
سألها :منتديات ليلاس
- لكن لماذا لم تكلميني عن ذلك ؟ صدقيني كنت سألغي سفري.
- كان يبنغي ان اتصرف بمفردي . إنك لست مسؤولاً عن الإمساك بيدي طول حياتك .
- اوه ! بلى ! وبكل سرور . اذهبي وهدئي نفسك. كل شيء سيتم في احسن صورة . ستكونين ممازة امام لجنة التحكيم.منتديات ليلاس
- إذ كنت فقط استطيع تصديقك. عل كل حال لقد حان وقت انصرافي , ويجب ألا اتأخر .
- اتريدين ان أتي , وان انتظرك في الدهليز اثناء مواجهتك لأولئك الوحوش؟

Rehana 03-02-18 11:53 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- أترغب في القيام بذك ؟ إنك رائع. على الأقل سيكون معي من يقوم بجمع اجزائي إذا ما قاموا بتشريحي وتقطيعي .
حوالي الساعة الحادية عشرة اي بالضبط بعد انقضاء ساعتين وسبع واربعين دقيقة على الامتحان خرجت تانيا من المدرج . كانت ساقاها تحملانها بصعوبة ومعدتها معقودة من الوهم , وتوقع الشر , وجهها شاحب وكان عليها ان تضم شفتيها لكي تمنعها من الارتجاف.
ترك جين المقعد الذي كان جالساً عليه في الحال واسرع نحوها , واخذها بين ذراعيه حتى يهبها طمأنينة واستقراراً.
سألها في هدوء:
- كيف تمت المناقشة ؟
- اوه, يا جين كانت أسوأ مما كنت اتصورها.
- ماذا يحدث؟
- لقد رسبت.
- هل اعلموك بهذا؟
- لم يكن هناك داع لذلك . إني اعلم ذلك.منتديات ليلاس
ارتمت تانيا على كرسي ووضعت رأسها بين يديها , وضحت تانيا :
- لقد تداولوا , شرحوا نظرياتي , عدم كفاءتي وعدم استقراري دون الكلام عن غبائي. خلال دقائق سوف يستدعونني لإعلان رفضهن في منحي الدكتوراه .
قال جين وهو يحيط كتفيها بذراعه :
- لكن لماذا يقومون بمثل هذا العمل؟
- لا ادري , بلا شك لم يعجبوا بلون التايير الذي ارتديه , او على الأقل تضايقوا من كثرة الدانتيلا الموجودة في بلوزتي.
زجرها جين بلطف:
- لا تنطقي بمثل هذه السخافات .
- إنك تعلم موضوع رسالتي , حسناً لم يكن في المدرج إلا لجنة التحكيم المعتادة. وتقريباً كان كل الأساتذة حاضرين لتوجيه اسئلة عديدة لي , لم يكن في استطاعتي الاجابة على جميعها . فاضطررت للاعتراف بأن إجابتي ناقصة, وانني لا استطيع الاستناد إلا إلى نظريات غير اكيدة . الوحيد الذي كان بجانبي هو الاستاذ مستناج غير انهم كانوا يهاجمونه مثلي تماماً.
- إنك قمت بعمل رائع. إني متأكد من ذلك.منتديات ليلاس
- خطأ, على اي حال بما انهم رأوا اني خائرة, حينئذ وجهوا لي كل الأسئلة الممكنة . والتي لا تخطر على بال احد في علم النفس.ريحانة
قاطعها جين :
- لكنك لا تتزعزين بسهولة , لقد راجعنا حتماً كل شيء معاً. ماذا عملت بتفاؤلك.؟
- انا لا اعلم حتى معنى هذه الكلمات , في النهاية لقد منحتني سنين الدراسة السيطرة على النفس . ليكن هذا على الأقل . لكن ماذا عسى استطيع ان افعل بالسيطرة على النفس فقط؟
اخذها جين بين ذراعيه قائلاً:
- ستسيطرين على قلبي , وعلى حياتي يا عزيزتي.
تمتمت:
- انت لطيف. لكن مهما حاولت ان تعمل على رفع روحي المعنوية فلن تفلح.
قالت ملتاعة :
- ماذا سأقول لوالدي؟

Rehana 03-02-18 11:55 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- إنك تحبينهما وسيجيبانك بأن كل الأمور ستسير جيداً.
- لكن هذا غير صحيح بالعكس. إن الأمور تسير بشكل أسوأ.
- اهدئي يا حبي , وكل شيء سيتحسن .
ثم قبلها بحنان .
- آه يا جين إني سعيدة لوجودك هنا. لو كنت بمفردي ما كنت تحملت مثل هذه المأساة.
- المهم اني احبك يا غجريتي العزيزة.
رفعت تانيا نحوه عينيها , وقد ملأهما التأثر .منتديات ليلاس
- عندما اعود للجنة لسماع نبأ رفضي, سأكون حينئذ حرة ومتفرغة , وسأذهب معك لمراقبة الحيتان.
ابتسم جين :
- يالها من فكرة شيقة! يجب ان ان نعاود مناقشتها فيما بعد. اما حالياً فما رأيك في فنجان قهوة؟.
- لا إن بقائي هنا ضروري.
عندما استبد القلق فيها قالت :
- ماذا يعملون إذن ؟
قال جين:
- أرى انها علامة جيدة.
انتظرا مدة نصف ساعة حتى فتح الباب اخيراً . كانت وقتئذ تانيا قد كفت عن التفكير . أتى للقائهما الاستاذ مستنتج ذلك الرجل القصير القامة ذو الشعر الأبيض, والنظرة الثاقبة من خلف نظارته , أتى وابتسامة عريضة على شفتيه . وقف برهة يتأمل تانيا , واخيرا قال :
- أتريدين الحضور يا كتورة زيدزياك ؟
لم تفهم تانيا , وعندما ضمها جين إلى قلبه , رفعت نحوه نظرة شاردة .منتديات ليلاس
تمتم:
- دكتورة , اعتقد انه ليس عليك الآن انتظار زملاك.
تمتمت تانيا :منتديات ليلاس
- دكتورة ...
فجأة وضحت معاني الكلمات, فالتفتت تانيا نحو الاستاذ .
- هل ... افهم ... اني قبلت؟
قال الاستاذ المسن:
- إن المناقشة كانت حادة. لكنك خرجت منها فائزة , منتصرة . هناك ايضاً مفاجأة ستعجبك , تعالي.
لم تتمكن تانيا من الامتناع عن تقبيله , لأنها كانت تعلم انه كان خلال المناقشة يساندها , كما انه كان يشاركها احزانها.منتديات ليلاس
قالت بعد ذلك لجين :
- انتظرني , سأعود حالاً , وسأكون حرة طول النهار.
وعند دخول تانيا المدرج تحققت اخيراً من ان سنوات دراستها الثمانية قد كللت بالنجاح . لقد انتهت الآلام , والقلق , والعذاب وعادت حياتها بسيطة وسوف تستطيع الحصول اخيراً على الفكر الحر. ولما عادت تانيا إلى الدهليز , كانت في اوج سعادتها , ومع ذلك ألقت إلى جين نظرة قلقة , لكنه منحها اجمل ابتسامة.
تمتم وهو يضمها إليه:
- اهنئك من كل قلبي يا غجريتي الجميلة .
- لا اكاد اصدق.
- ماذا كان الخبر الذي اتى به الاستاذ؟

Rehana 03-02-18 11:57 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
ترددت تانيا بضع ثواني إذ كانت لا تجد الشجاعة الكافية لإعلان النبأ في الحال.
- إني لا اريد التفكير في أي شيء كان سأخبرك فيما بعد . اصطحبني .
اصطحبها جين في حنان إلى السيارة .منتديات ليلاس
سألها مرحاً :
- إلى اين تريدين الذهاب ؟ كيف ستحتفلين بنصرك؟
- من باب الشفقة علي لاتثقلني بالأسئلة , لأني مللت منها اليوم . غاية مافي الأمر اريد ان أكون معك في اي مكان خلاف هذه المنطقة .
ادار جين المحرك وبسرعة عادا إلى جزيرة بالبوا وتوقفت الـ BMW امام منزله .
- كنت قد وضعت زجاجة عصير البرتقال في الثلاجة . مارأيك؟
- إني اعشقه .
فتح جين الباب وادخلها , وعندما تواجدا في ضوء المدخل الخافت تحت المصباح الفاخر , التفت جين نحوها , ولاطف وجنتها .منتديات ليلاس
قال :
- لقد افتقدتك طويلا ً خلال هذين اليومين . إني احبك يا تانيا , ماذا اقول يا دكتورة زيدزياك .
ضحكت تانيا عندما سمعت لقبها . امسكت بيد جين وطبعت قبلة رقيقة على كفه بينما كانت الدموع تملأ عينيها .
- انا ايضاً افتقدتك, إني احبك يا جين , وبدونك ما كان في إمكاني الحياة , لولا وجودك معي هنا في الصباح.
سألته تانيا :
- لكن اين الخدم الذين قد كلمتني عنهم في اليوم الأول؟
قال مازحاً:
- لماذا تسأليني هذا السؤال؟ هل تقتبسين معلومات بغية القيام بسرقة؟
لم يكف جين عن ملاطفتها .
قالت بنبرة عتاب :
- اسئلة مرة اخرى. اعتقد اني قلت لك , إني لم اعد احتملها.
- على كل حال إني اعلم بمكان الاشياء الثمينة.
ابتسم:
- حقا. إنك تعلمين ان ما امتلكه هو ملك لك. أليس كذلك؟
استطردت تانيا بعد فترة صمت:
- اعتقد اني وجدت فكرة الاحتفال بنجاحي . إني اريد صواريخ.
- يالها من فكرة رائعة! إن رغباتك اوامر يا انستي العزيزة . ولحسن الحظ اننا بمفردنا في هذا المنزل.منتديات ليلاس
- إنها فرصة في الواقع . اتتذكر اني لم اعد هنا لأننا كنا منهمكين في مراجعة رسالتي إلى درجة انه لم يكن لدينا الوقت.
رفع جين تانيا بين ذراعيه , وحملها حتى الطابق الثاني نحو حجرة واسعة تطل على سفينة الفكر الحر , كانت حجرة طفل بها سرير صغير وكومودينو ورفوف مليئة باللعب.
- هل كنت تقيم هنا في طفولتك؟
- نعم . إنه هنا حيث كنت احلم بتمثيل دور دكتور . والآن وقد اصبحت امتلك واحداً خاصا بي ليست لدي نية حرماني منه.
- هل هذا هو النموذج الذي دفعك إلى مساعدتي في الاستعداد للامتحانات؟
- بالتأكيد.منتديات ليلاس
- إنك ساحر يا جين . لم اشعر بمثل هذه الاحاسيس قبل ان اعرفك . ولا تذوقت مثل هذه السعادة.

Rehana 03-02-18 12:00 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 


اجابها :
- إني لست سوى عبد فقير. أكاد أجن من رقتك وسحرك اتحبيني؟
- جين يا حبي إني احبك.
كانت تانيا قد تمنت صواريخ فكانت باقات من الانوار المتعددة الالوان . اما جين وتانيا فكانا مثل غريقين اخرجتهما امواج القدر على شاطئ الحب الإعجازي.
تمتمت :
- كم احبك يا جين.
اجابها :
- إنك حياتي وكل كياني يا حبي. إني عاجز عن الحصول على الكلمات التي تعبر عن مدى تأثيرك عليّ.
- اعلم ذلك يا عزيزي, وإني ابادلك نفس الشعور منذ اللحظة الأولى .
كان وجوده بالقرب منها قد كشف لها بكل دقة ان مستقبلهما بدا هزيلاً وغير مؤكد.
تذكرت فجأة ان بينهما العديد من المشاكل في حاجة إلى حل كما تذكرت ان لجنة التحكيم اعلنت حصولها على الدكتوراه . وانها لم تخبره بذلك حتى الآن. وعندما تطلعت إليه وجدت وجهه مستنيراً بابتسامة مشرقة .منتديات ليلاس
قال مهدداً:
- إياك ان تكفي عن حبي . اعتقد اني لا استطيع الحياة بدونك.
قالت وهي تستند إلى مرفقها:
- وخاصة لا تقل لي إن فكرة تبادل الأفكار غير قائمة , لأنه بالضبط سارد عليك كلمة بكلمة.
قطب جين حاجبيه ثم استطرد:
- لا يوجد ست وثلاثون طريقة لإعلان الحب. لا شأن لتبادل الأفكار في ذلك.
اجابته تانيا :
- وانا لا يضايقني ان يكون في إمكانك معرفة مايدور بذهني . احب ايضاً ان تكون قادراً على معرفة كم اعاني من الألم عندما تكون بعيداً عني كما حدث لي هذا الصباح. إن هذا الاتصال يبدو مهماً لي . لهذا سأعلم أنا ايضاً مقدار حبك لي ورغبتك في.
ظل جين صامتاً وهو يتفحص الغرفة من حولهما واضعاً ذراعه حول عنق تانيا.
- لقد احببت دائماً هذه الحجرة من اجل ذلك اصطحبتك إلى هنا . إني اريد ان تشاركيني كل شيء.منتديات ليلاس
- إنه بالضبط ما كنت ابغي قوله.
- لا على الإطلاق . إنك بذلك تروحين لتعاليم السيدة دولور . أرأيت ؟ لقد كنت سعيداً مع اجدادي لكن في نفس الوقت ما كانت تقوم به والدتي كان يؤسفني . لا تطالبيني يا تانيا ان اعتقد في هذه الامور . إنه بالنسبة لي الاعتقاد في عرافة ليس ضاراً فحسب بل خطيراً. لقد حصلت على الطمانينة عندما علمت انك قد تخليت عن كل ذلك.
قالت :منتديات ليلاس
- جين يجب ان تعرف شيئاً...
مع ذلك ظلت كلماتها معلقة , جين لم يكن مستعداً لسماع الحقيقة . ولما لمحت انه يوجه إليها نظرة استجواب . استطردت :
- إنه ليس ذا اهمية.ريحانة

Rehana 03-02-18 12:01 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
ثم قبلته بحنان وهي تتمنى ان تتم المعجزة , وتحل مشاكلهما. سألها جين:
- أتذكرين انك قبل سماع حكم اللجنة قلت لي إننا سنرحل معا لمراقبة الحيتان. كم سيكون ممتعاً , أليس كذلك؟
حكت تانيا رأسها وهي تنظر إلى الحجرة التي كان جين قد قضى فيها اطول فترة من طفولته . كانت الجدران مزينة بصور حيتان وسفن كما انها لاحظت مجموعة قواقع ومحاراً على الكو مودينو حتى الاثاث كان يشير إلى الباخرة, وكم دهشت عندما لاحظت ان النافذة عبارة عن نافذة سفينة.منتديات ليلاس
- لقد احببت البحر دائماً يا جين , أليس كذلك؟
اكتفى جين بالنظر حوله وهو يتنهد .
اكملت :
- جين كيف يستطيع خبير في عالم الاحياء المائية ان يحول اهتمامه إلى سمسرة البورصة؟
وضح لها :
- إن جدي بدأ تعليمي الشؤون المالية منذ ان بلغت سن الإدراك لكن عندما رأى اني غير مهتم بهذا الأمر خاب ظنه لكن لا تخشي شيئاً. ان الإيداع والاستثمار لا يشكلان بالنسبة لي شيء.
- لكني لا اقصد ذلك. إني اجد في ترك المهنة التي تحبها جريمة فلا تقم بتنفيذ ذلك يا جين , لأنه قد يسبب لك التعاسة.
ابتسم بمرارة :
- وسأكون اكثر تعاسة إذا اضطررت لفقدك بسبب اسفاري الكثيرة . يجب ان اعترف لك اني في إحدى اللحظات تمنيت ان ترسبي حتى نستطيع السفر معاً.
نظرت إليه تانيا نظرة إشفاق باحثة في داخلها عن حل يرضي كليهما.
قالت :
- أنا احب الفكر الحر بقدر ماتحبه يا جين , وكنت اتمنى الرحيل معك.ريحانة
- لكن الآن وقد اصبحت دكتورة امامك ابواب كثيرة في إمكانك ان تطرقيها .
- آه . حقاً لقد نسيت انك سبق ان وعدتني بزجاجة عصير.
- اعتقد اني نسيت انا ايضاً.
- الآن , اني اتساءل , كيف حدث ذلك؟
نهض جين وهو يضحك بعد ان ساعدها على القيام. ثم اخذها بين ذراعيه .
- إن البعثة التي اكونها ستكون الأخيرة بالنسبة لي . ما رأيك في الاشتراك معي فيها قبل ان تستقري؟ سوف تكون بالنسبة لنا رحلة زفاف إذ تزوجنا قبل موعدها.
- لقد مرت احداث كثيرة اليوم. فلا تطالبني بأي إجابة يا جين .
- سأحضر اليخت غداً إلى لاجولا . امامك وقت للتفكير.
وعندما ذهب لإحضار العصير شعرت تانيا بعينيها تمتلئان بالدموع . عند عودتها إلى منزلها عادت تانيا إلى رسالتها : والدي العزيز ووالدتي العزيزة .
لقد نجحت وحصلت على الدكتوراه . امامي الآن عرض شيق جداً. لكني اخشى عواقبه في حالة قبولي له. ربما اترك فيه قلبي وقلب جين.


نهاية الفصل

Rehana 04-02-18 11:41 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الحادي عشر

في صباح اليوم التالي وقفت تانيا تراقب الفكر الحر من خلال نظارتها المكبرة . كان جين على ظهرها مع رفاقه , يعملون باجتهاد منذ شروق الشمس.
تخيلت تانيا ذلك اليوم الأول الذي رأت فيه جين , ذلك المشهد الذي قلب حياتها. ثم اضاء وجهها بابتسامة ماكرة عندما رأت من جديد حذاء الرياضي الذي كان يضعه ثم بدأت ترفع نظارتها لترى ساقيه ثم كل قوامه الفارع.منتديات ليلاس
واخيراً عندما بدا الوجه من خلال المنظار لاحظت تانيا انه يضحك كانت اسنانه الناصعة البياض تلمع في ضوء الشمس والريح تداعب خصلات شعره.
في اللحظة التي كانت السفينة موشكة على الخروج من الميناء تلاشت ابتسامة جين.
استند إلى الصاري , ووقف ينظر إلى لوس انجيلوس التي كانت ترسم وسط ضباب الساحل, رمز الحياة المنتظمة التي كان قد قرر ان يمارسها من الآن فصاعداً.
ثم ادار رأسه نحو جزيرة باليوا وخاصة زاويتها حيث كانت تسكن تانيا . لا إرادياً اظهر جين ابتسامة تعبر عن السعادة . وعندما ابتعد عن الميناء دخل الكبينة الخاصة بالقيادة لكي يعود إلى الخروج منها ثانية ومعه نظارته. صوبها على شرفة تانيا وقد تحولت ابتسامته إلى ضحك عندما اكتشفها فيها.
ثم تفوه حينئذ بأجمل كلمات في العالم ( احبك ) لمحت تانيا رسالته , وردت عليه بمثلها في الحال . كان الريح يجمل امانيهما الرقيقة إلى سماء الصباح, والتي كان يحرسها تحليق النوارس.
شعرت تانيا بالدموع تملأ عينيها .ريحانة
اضطربت الرؤية امامها, لكنها لم تترك نظارتها , إذ كانت لا تريد قطع هذه الصلة بينهما , واختفى الفكر الحر بعد لحظات.منتديات ليلاس
تركت تانيا المنظار يسقط حول عنقها , مسحت عينيها بطرف التي شيرت , ثم عادت بخطى ثقيلة إلى مسكنها . جلست على الاريكة وفي الحال اسرع ين ويانج إلى لقائها متعطشين إلى ملاطفتها.
تنهدت تانيا بعمق , وضعت نظارتها على المنضدة ومكثت فترة طويلة ملاطفة قطيها بدون انتباه . كان جين وحده يسكن فكرها . كانت تراه ضاحكاً , منتظراً بفارغ الصبر حيتانه الغالية , لمراقبة عاداتها .
اخذت تانيا يانج واغرقت نظراتها في عينيه الذهبيتين.

Rehana 04-02-18 11:43 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
سألت بصوت عال بينما الدموع تتساقط على وجنتيها :
- إلى متى سيظلل يكرهني لأني امنعه من ممارسة الحياة التي يحبها؟
***
عاد جين إلى باليبوا قبل تسليم الدكتوراه إلى تانيا رسمياً, بيومين , كانت الشمس قد لفحت جلده , كما انه قد حصل على الاسترخاء , فكان يبدو كعادته مرحاً. كما ان سحره كان بادياً في زي البحار الذي كان يرتديه. ومن المعروف انه دائماً مكون من اللونين الأبيض والأزرق.
- قاربنا بلوغ النهاية يا تانيا . ما هما إلا يومان وتتفرغين تماماً. وحتى الآن لم تخبريني بقرارك. يجب ان تأتي معي في هذه البعثة الاخيرة , إنه نعم , أليس كذلك؟
- لا ارغب في ان تكون رحلتك الأخيرة يا جين , لابد من إيجاد وسيلة للحياة , بطريقة اخرى إيجاد حل قادر على إرضاء كلينا . إني ارفض فكرة تخليك عن حياة تعشقها لكي تدفن نفسك في مكتب.منتديات ليلاس
هز جين رأسه بشدة , وفجأة تعتمت نظرته , ثم قال مؤكداً:
- لا فرق في نظري بين المجالين مادمنا سنكون معاً , لن يكون ذلك إلا لبضع ساعات كل يوم. اما الآن فإني متمسك بأن نتزوج , ومن ثم فإني متقبل تحمل نتائج هذا الوضع .
- لكننا لا نستطيع الزواج دون ان تكون عندك فكرة رفض اسفارك. كثيرون يعتادون هذه الحياة . ماعدا التجار المسافرين . أنا لا اريد القيام بدور السجان.
- لكني اريد ان أكون سجين ذراعيك وأسير قلبك.منتديات ليلاس
- لكني ارفض القيام بهذا الدور . لماذا لا نستمر في هذا العمل فترة اخرى؟
- بهذا لن تستمر حياتنا . لقد علمت ذلك عن خبرة. صدقيني . إن الابتعاد لن يدعم حبنا . ومع ذلك لا فائدة من الجدال , لقد اتخذت قراري . والآن اعود إلى سؤالي : هل ستأتين معي في هذه الرحلة؟ ومتى سيكون في إمكاننا الزواج؟
ابتلعت تانيا لعابها بصعوبة , لقد حانت اللحظة لاستعادة حريته , وإيجاد الفرصة والشجاعة لتحطم قلبه .
استطرد جين :
- هل بلعت لسانك؟ لم تجيبي حتى الآن يا غجريتي الجميلة.
من فرط تأثرها احاطت عنق جين بذراعيها لكن بعد لحظة ألقى جين إليها نظرة قلقة . قال:
- اشعر ان شيئاً ما يضايقك يا تانيا , ماذا يحدث؟
تنفست تانيا بعمق , وكان قلبها يخفق بسرعة , ثم جمعت كل قواها وقالت :
- احبك يا جين وانت تعلم ذلك جيداً, أليس كذلك؟
- لماذا توجهين لي هذا السؤال, وفي استطاعتي إدراك هذا كل مرة تلمسيني فيها .
- إني اريد ان تتأكد منه . وان تتمكن من إدراك لماذا لا اريد الذهاب معك على ظهر السفينة , ولماذا لا استطيع ان اتزوجك .ريحانة
كانت كل كلمة تنطق بها بمثابة طعنة سكين في القلب , غير انها لا تستطيع حرمانه من حريته , ليس لها الحق في هذا الواقع .
بدا جين كأنه صعق. كما انه كان لا يظهر بمظهر من فهم قصدها , فكان ينظر إليها حائراً.
- لكن في النهاية يا تانيا , لماذا لا نستطيع ان نتزوج؟
كادت تصيح :
- لأني احبك كثيراً جداً, حتى اعمل لك شيئاً مماثلاً.

Rehana 04-02-18 11:49 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
قال :
- هذا ما استطيع وصفه بأنه تعطيل منطقي . لا تستطيعين ان تتزوجيني لأنك تحبيني كثيراً جداً! لكن ما هدف ذلك ومن اين تخرج هذه الفكرة الغبية ؟
- لقد لاحظت كم كنت سعيداً عند رحيلك , وانت تتأمل الميحط, وسرعان ما تلاشت هذه السعادة عندما التقت إلى اليابسة .
- ربما انك تعرفين احاسيسي اكثر مني.
- ليس أكثر, ولا افضل بنفس القدر وانت تعلم ذلك, وأنا لا اريد ان تتخلى عن حياتك من اجلي.
قال بعصبية :
- وبأي حق؟ إن قراراتي لي وحدي.
- بالتأكيد, لكني لا اريد تحمل اقل مسؤولية او إدانة في اختيار قد يتعسك .ريحانة
- لكن لماذا اصبح تعيساً؟ إني احبك يا تانيا, واريد ان اكون بالقرب منك إذا كنت متمسكة إلى هذا الحد بتحقيق سعادتي برفضك حبي, لماذا لا تطلقين رصاصة علي رأسي؟
استطردت تانيا بعد فترة صمت:
- اتستطيع يا جين بكل أمانة ان تخبرني ان فكرة هذه الرحلة الأخير , تسعدك؟ حاول إذن ان تكذب بينما ألمسك .
ابعد جين بحركة حادة اليد التي استقرت على ذراعه , نظر إلى الأرض وتنهد في أسى.
- لقد اخترتك انت يا تانيا , واحبك , احبك اكثر من كل الحيتان , في كل المحيطات الموجودة في العالم.
بالرغم من انها لم تلمسه , تأكدت تانيا من ان هذا الاختيار كان مؤلماً بالنسبة له , وتأكدت ايضاً من انه يعمل من اجل صالحها.منتديات ليلاس
- إني ارفض الاشتراك في هذا القرار مهما كان القدر الذي اشترك فيه ضئيلاً . إذا كنت تختار التخلي عن المحيط من اجل ان تحيا حياة محدودة , فاعلم انك ستحياها بدوني يا جين.
تمتم مجروحاً:منتديات ليلاس
- كنت اعتقد انك تحبيني.
- بالتأكيد , لقد ارغمك الناس طول حياتك على القيام باعمال لا تحبها , والدتك كانت تتمنى ان تراك راقصاً. جدك اراد ان يجعل منك رجل اعمال, وزوجتك تتمنى ان تجدك رجلاً ثرياً . اما أنا فإني اريدك انت بذاتك, ولن تكون أنت إذا ما قمت برفض سفينتك , والتخلي عنها.
- لكن ألا تستطيعين إدراك ان حبك على رأس كل ما أحب, وفوق كل شيء.
- وهذا لن يدوم , في النهاية ستتحامل علي, ستكرهني ذات يوم . وعن نفسي أنا لا استطيع احتمال ذلك, ليتك تجرؤ على الاعتراف بأنها ليست الحقيقة.ريحانة
في النهاية اعترف جين :
- كنت اود لو اني استطعت الصياح بأنك مخطئة , لكني اخشى ان تكوني على حق.
صمت رهيب احاط بهما , استطرد جين بهدوء:
- الآن وقد حصلت على الدكتوراه , في إمكانك الحياة معي على الباخرة , تعالي معي يا تانيا , كوني لي ومعي.
خيم عليهما الصمت بعد ذلك, كان كل جزء من جسم تانيا يهمس لها ان تقول ( نعم ) وكانت تتخيل ان في إمكانها سماع خفقان قلبيهما الجريحين يملأن الحجرة.

Rehana 04-02-18 11:50 AM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- إن المحيط ليس مجال عملي يا جين , إن لي مهنتي الخاصة, ولا استطيع , ليس أكثر منك ان اتخلى عنها بهذه السهولة.
قال ملحاً:
- ومن أعلمك ان علم النفس لا يتفق مع ابحاثي؟
- ماذا يمكنني ان اقوم بعمله في هذا المجال؟ تبادل المشاعر مع الحيتان !
حيئذ صاح جين :
- ربي , متى ستتنازلين عن هذه الخزعبلات؟
- سبق وقلت لك إنها ليست خزعبلات. أتتذكر هذا الخبر الذي اشار إليه الاستاذ مستناج ؟ ها قد وهبني القطاع منحة جديدة . إنهم يريدون ان تابع ابحاثي في هذا المجال , حتى نتمكن من معالجة مرضى انفصام الشخصية , هل تعلم ان هؤلاء المرضى يعانون من الانطواء ولا يتعاملون مع العالم الخارجي؟
- اوه, لا , لكني كنت اعتقد انك كنت تريدين الاستقرار بفتح مكتب استشاري في الامراض النفسية.منتديات ليلاس
اجابت تانيا :
- سأقوم بتنفيذ ذلك ايضاً. إن الاستاذ مستناج يرشحني لوظيفة طبيبة نفسية في عيادته. بهذا سوف اتمكن من ممارسة كل شيء ومتابعة ابحاثي في نفس الوقت.
- الآن بدأت اتفهم لماذا لا تريدين الزواج مني, وتفضلين بقائي في المحيط؟ ليس لديك الوقت الكافي لي. لماذا لم تصارحيني قبل الآن بأني ازعجك؟
- إنك عنيف , إذا كنت لم اخبرك بذلك قبل الآن فهذا لأني لا اريد ان اتسبب لك في المعاناة من اجلي لكن هذا العرض ممتاز , ولا استطيع رفضه. وإذا رفضته فسيأتي اليوم الذي ألومك فيه عليه .ريحانة
انفجر جين:
- لا تريدين التسبب في المعاناة , والألم في الوقت الذي تختارين فيه ان تصبحي بالتحديد النموذج الذي انفر منه.
انتحبت تانيا :
- اصبحت المناقشة مستحيلة . إن كلاً منا يعيش في عالم بعيد عن الآخر . إن زواجنا مستحيل.
اتجهت بصعوبة ناحية الباب الذي فتحته .
- ليس لدينا ما نقوله لبعض بعد الآن .
قال جين وهو ينظر إليها :
- اذا تركتني ارحل يا تانيا فسينتهي كل شيء , ولن أعود بعد الآن .
رفعت تانيا يدها إلى فمها لكي تكتم نحيباً آخر .
قال متوسلاً:
- تانيا يا غجريتي ...
لكن عندما شعر جين بدوره الدموع تملأ عينيه اجتاز الحجرة بخطى واسعة , ونزل جرياً على السلالم.منتديات ليلاس
ألقت تانيا بنفسها على الاريكة , وقد تملكها اليأس في اقصى درجاته , بينما القطان اللذان بقيا مختفيين اثناء المشاجرة عادا للقائها .
وفي صباح اليوم التالي , عندما لمحت تانيا الفكر الحر يختفي في دوران الميناء , شعرت بأن شيئاً ما قد رحل إلى الابد.
لقد انقضى اليومان التاليان كما في ضباب من موت ودماء. اما عن الاحتفال بتوزيع الشهادات الذي كانت تانيا تنتظره وتتمناه طوال ثماني سنوات كانت قد بدت طويلة جداً , فكان بالنسبة لها مصدر الألم إضافية .
تلا ذلك حفلة تكريم صغيرة لها . كانت في كل مرة تحاول الابتسام للمهنئين كانت الدموع تملأ عينيها . ولما تمكنت من الاختفاء اسرعت به.

Rehana 04-02-18 12:00 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
كان ايضاً التواجد بمفردها في شقتها امراً يكاد مستحيلاً . كان جين حاضراً فيها. فما كان منها إلا ان توجهت إلى السيدة دولور متأبطة شهادتها.
صاحت السيدة المسنة:
- ادخلي يا عزيزتي . كم انتظرتك.
اجابت تانيا :
- إنك تعرفيني اكثر مني . أنا لم اكن اعلم اني سوف آتي إلى هنا.ريحانة
- إن حزنك عظيم حتى إنه يغطي كل الجزيرة , وفي إمكاني متابعة كل تنقلاتك حتى دون ان اركز. إن توزيع الشهادات كان رائعاً.
- إني مسرورة انك كنت حاضرة.
ابتسمت السيدة دولور واستطردت:
- وهو ايضاً كان هناك.
- جين؟ هل أنت متأكدة ؟
- لقد رأيته بعيني , كان يجلس متقدماً عني بثلاثة صفوف.منتديات ليلاس
عندما سمعت تانيا تأكيد السيدة قالت:
- لو كنت رأيته ... لماذا لم يأت إلي ويكلمني؟ في الواقع هذا افضل , ربما كنت لا احتمله , وكنت انفجرت في النحيب .
ثم اكملت بألم:
- اوه , كم افتقده الآن! فقط لو كنت متأكدة من اني احسنت التصرف.
قالت السيدة دولور :
- ربما يعود إليك قريباً. لابد من إيجاد حل.
حينئذ انفجرت تانيا في البكاء:
- للأسف لا. قلت له ان يذهب إلى اسفاره , لكن في اعماقي كنت اتوقع انه سيرغمني على القيام بما يريد هو . ولسوء الحظ لقد حطمت آخر هدية له , أملي الاخير.
- اي هدية؟
- لقد اعاد السيارة تويوتا التي كان قد استأجرها واعطاني عوضاً عنها BMW كان قد القى بردائه على الكنبة الخلفية . كما انه ترك على عجلة القيادة كلمة بسيطة , مع اطيب التمنيات للحصول على الشهادة , استفيدي بهذه السيارة , لأن هناك حيث انا ذاهب لا استطيع استعمالها , إنها لا تطفو على الماء.
- يالها من هدية!
- اكثر من هدية . إنها اولا رسالة . لأفهم من ذلك انه رفض الحياة المستقرة, وكذلك الزواج الذي كان من الممكن ان يتفق مع نوع العمل الجديد.منتديات ليلاس
تمتمت السيدة دولور:
- ربما.
قالت تانيا :منتديات ليلاس
- لقد تسببت له في التعاسة . لكنه كان سيكون اتعس لو كنا تزوجنا. لم يتبق لي إلا رداء داكن اللون امقته منذ ان رأيته. وسيارة ضخمة فاخرة بالنسبة لي . ربما كان المفروض ان اوافق على الرحيل معه لدراسة الحيتان.
- لماذا إذن قبلت المنحة؟
- لإني مثل جين , لن يسعدني تركي لمهنتي.
امسكت السيدة دولور بذقنها , ثم ألقت إلى تانيا نظرة ساهمة , وفي الوقت ذاته تعبر عن المودة .
- كم انتم متسرعون عديمو الصبر ايها الشباب! تعملون على تمزيق انفسكم بدلا من ان تتركوا الحياة تأخذ مجراها وحدها.منتديات ليلاس

Rehana 04-02-18 12:06 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

قالت تانيا للسيدة:
- اتوسل إليك اخبريني , ماذا قصدت بترك الحياة تأخذ مجراها ؟ هل رأيت شيئاً؟
اجابت السيدة :
- لا, لم أر شيئاً خاصاً.
اقتنعت تانيا حينئذ انها تعلقت بأمل خاطئ , وهذا سمح لها بفهم جين بطريقة اوضح.
- آه , يا سيدتي كم احبه! لقد منحني سعادة الحياة. الآن وبدونه أنا احترق من نصفي الآخر لقد نقصت .
وفي هذا المساء عادت تانيا إلى مراسلتها :
والدي الأعزاء , لقد وصلت اخيراً إلى هدفي , وساتمكن من الآن البدء في التدريب بهذا , لم تذهب تضحياتكما هباء. بالعكس لقد اضطررت إلى قطع صلتي بجين . إن اعمالنا لا تتفق ولم نصل إلى حل ايضا.منتديات ليلاس
تركت تانيا الجملة معلقة إذ شعرت بأن هناك شيئاً خاطئاً فيما تكتبه , قطبت حاجبيها واخذت تعيد قراءة الخطاب , ثم انتهت بأن وضعت قلمها , ومزقت الورقة . وضعت بعد ذلك رأسها بين يديها, وبدأت تستعيد بتدقيق مجرى حياتها القصيرة .
***
توجهت تانيا يوم الاثنين بعد الظهر إلى عيادة الدكتور مستناج , قال لها هذا الاخير عندما رآها تدخل مكتبه:
- صباح الخير يا تانيا .لقد دهشت لرؤيتك هنا , لأني ظننت انك ستأخذين إجازة قصيرة . إنك تستحقينها بجدارة . لماذا لا تستريحين طوال فترة الصيف؟
كانت تانيا على مر السنين تعلمت كيف تعتبر استاذها صديقاً لها و الا تخفي عنه شيئاً.
- وإلى اين يمكنني الذهاب, وليس معي نقود؟
اجاب ضاحكاً:
- لا داعي للذهاب إلى مكان بعيد , قومي بعمل جولة حول ديزني لاند بأي شكل ينبغي ان تسترخي.انظري إلى نفسك لقد نحفت , واصبح وجهك مخيفاً.
قالت تانيا :
- إنك تأتي بالكلمات التي تتجه مباشرة إلى قلب فتاة.ريحانة
- إنك دائماً رائعة يا تانيا , لكن مرضى هذه العيادة يبدون سعداء اكثر منك , وإذا اتخذتك مساعدة لي الآن, فساتهم بأني استغلك.
- إني في احتياج إلى العمل حقاً في الحال , لأن هذا سيسمح لي بمعالجة مشاكلي.
- دعيني اخمن . إنه ليس المال لأنك لا تهتمي به ابداً. وربما ليست ايضاً مأساة في اسرتك لأنك لابد ان تكوني قد اخبرتني بها. يبقى احتمال اخير , الحب . ألا ترغبين في الإفصاح لي؟ هل هو الشاب الذي رأيته ذات يوم في الدهليز؟
اعترفت تانيا :
- نعم, لقد رحل على سفينته لدراسة الحيتان.
- ولِمَ لم تذهبي معه؟ كنت ستقضين إجازة ممتعة.
- لم نتمكن من الاتفاق .
- إنك تعملين كثيراً. ولا تجدين الوقت اللازم له . أليس كذلك؟
دافعت تانيا :
- إن الأمر اكثر تعقيداً . من جانب آخر إنك تعلم جيداً لماذا هو يعمل؟
- على ما أرى إنك تحملين والديك المسؤولية .منتديات ليلاس
- ماذا تقصد؟

Rehana 04-02-18 12:21 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
استطرد الاستاذ مستناج :
- إن والديك ارسلاك إلى هذا البلد حتى تجدي فيه الحرية. وعوض هذا ماذا تعملين ؟ إنك تتفانين في العمل. إنك تخلقين لنفسك متاعب لم يعرفها والدك بلا شك خلال السنوات التي قضاها في السجن .
اخيراً اعترفت تانيا :منتديات ليلاس
- اخشى ان تكون على حق. لقد تحققت من ذلك وانا اكتب لهما هذا المساء. حقاً إنهما لا يريدان لي ان اصبح آلة.
-إنهما يتمنيان لك حرية الحب والفكر.
انتفضت تانيا عند سماع هذه الكلمات وخلال ثانية , رأت جين واقفاً امامهما مبتسماً على ظهر سفينته .منتديات ليلاس
- اسمعني يا استاذي . إني فعلاً مهتمة ومسرورة ومتحمية لأبحاثنا , وإني احترمك من اعماقي.
- اكملي يا تانيا .
- يجب افصح اني بدأت في الندم على قبول منحة القسم. حقاً إنها تسرني لكنها ايضاً لها دور كبير في قطع صلتي بـ....
عجزت تانيا عن إتمام جملتها واضطرت إلى العض على شفتيها حتى توقف ارتجافهما .
- هل هو الآن على سفينته ؟
- قد يكون غباء ان اقدم لك هذا الاقتراح لأني في امس الحاجة إليك هنا. لكن لماذا لا تقيمين هناك؟ إني واثق انهم في احتياج إلى نفسانيين في لاجولا .
- لكني لا احتمل التخلي عن متابعة ابحاثي.ريحانة
تمتمت تانيا بهذه الكلمات وهي تلقي بنفسها على احد المقاعد .
- ومع ذلك . اتظن انه من الممكن القيام بإنشاء اتصال بتبادل المشاعر مع الحيتان ؟
اجاب الاستاذ مفكراً:
- يالها من فكرة عجيبة ! غير انه من الافضل لي ألا افكر فيها . عندي ما يكفيني مع مرضاي . لكن ماذا تنوين القيام بعمله بالضبط؟ اترغبين في الزواج؟
- ينبغي اولاً ان التقي بجين في لاجولا لكني لست واثقة من انه مازال متمسكاً بي .
اخيراً اقترح الاستاذ عليها:
- سنعقد اتفاقاً اعملي من اجلي عند السيدة دولور خلال هذا الصيف في انتظار عودة بحارك الشاب, وسنؤجل البدء في العمل في ابحاثنا عن الانفصام حتى ذلك الحين , موافقة؟
حينئذ صاحت الفتاة وعيناها مليئتان بالدموع :
- أنا لا اعرف كيف اشكرك . إني عاجزة عن الحصول على الكلمات المناسبة لذلك.
- بأن تكوني سعيدة يا ابنتي.
ترى هل سيغفر لها جين ما ألحقت به من ألم؟ وهل سيعود إليها ؟. كان ينبغي ان تهبه كل شيء . انه يستحق تضحيات العالم كله.منتديات ليلاس


نهاية الفصل

Rehana 05-02-18 12:19 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
الفصل الثاني عشر
مرت ثلاثة اسابيع طويلة , اسابيع مريرة كلها آلالام, وندم . كانت تانيا تنتظر بفارغ الصبر عودة جين دون ان تكون متأكدة من عودته إلى الجزيرة مع الانتهاء من رحلته .
مع ذلك مازال منزله قائماً. الامر الذي كان يعطيها املاً في عودته. وذات يوم جميل , بينما كانت تضع ملابس الغجرية لتتوجه إلى السيدة دولور اطلقت صرخة وهي تنظر إلى الخليج . اسرعت بأخذ نظارتها, واتجهت إلى الشرفة .
تسببت الريح الغريبة في التصاق جيبتها الحمراء الطويلة على ساقيها وإلقاء كمية من شعرها على كتفيها . عندما استندت إلى الدرابزين لكي تصوب آلتها على الفكر الحر . كان مهيباً في طلعته , ناصعاً في بياضه وهو يتهادى نحو الميناء , وكأنه يطير فوق الامواج .
مسحت تانيا بمنظارها الميناء كله , ثم استقرت على جين , كان يرتدي شورتاً وقميصاً مقلما من لوني الأزرق والأبيض. وذراعه ملتفة حول الصاري . كان يبدو اكبر واقوى , واكثر سحراً من ذي قبل.منتديات ليلاس
التقطت تانيا انفاسها بينما كان الأسى يجعل ضلوعها تضغط على قلبها المسكين . ولو كان غير راغب فيها ؟ كان كل كيانها مشتاقاً إلى دفء ذراعيه , لكن هل سيمنحها لها بعد الألم الذي تسببت له فيه ؟ هل سيترك لها فرصة الدفاع عن نفسها , وإقناعه بأنه يعتبر اغلى من كل شيء لها في الحياة ؟
وقفت تانيا تفحص وجهه, كانت ملامحه التي التفحت من تأثير الشمس تبدو جافة, وكان جبينه مقطباً , ولا وجود للابتسام على شفتيه , وعندما اطالت النظر إلى عينيه صدمت لاكتشاف نظرتهما الحزينة.
ادار رأسه في اتجاه الشرفة التي تقف فيها تانيا , قطب حاجبيه , بدا متردداً , ثم انصرف مسرعاً إلى مركز القيادة , خرج منه في الحال , وصوب منظراه تجاهها.
فجأة القى بنظارته عبر الكوبري جرياً , وامتطى الحاجز وفي الثانية التالية كان يغطس برشاقة وسط الامواج .
فتحت تانيا فمها إلى نصفه , صوبت عينيها نحوه فرأته وهو يسبح متجهاً نحوها .
كان يتقدم بسرعة ضارباً الماء بحماس مما جعلها تخاف. إلى اي مدى تبلغ قوة غضبه ؟ ما العمل الذي كان يعتزم القيام به ؟ شيء واحد مؤكد , انه كان يسعى لرؤيتها . ربما يترك لها فرصة لتوضيح موقفها والتفاهم.ريحانة
خلال بضع دقائق كان قد اقترب منها إلى درجة جعلت تانيا تشعر انه سيخرج من نظارتها.

Rehana 05-02-18 12:20 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 

تركتها تسقط على صدرها , ونظرت إليه وقلبها يخفق , وهو يقترب من الشاطئ. وعندما وضع قدميه , انتصب فجأة . التصقت ثيابه على جسمه إذ ابتلت . القى وقتئذ إلى تانيا نظرة ثائرة , ثم سار بخطوات واسعة على الشاطئ . وما إن وصل اسفل الشرفة حتى وضع يديه في وسطه وصاح :
- انزلي حالاً يا تانيا . سنعمل على تسوية الأمور للمرة الأخيرة .
الآن اصبح شيئاً مؤكداً ألا وهو انه لا يسعى إلى تجنبها . انحنت تانيا من فوق الدرابزين وسط رنة اساور وقلائد زي الغجرية , واغرقت عينيها في عينيه.منتديات ليلاس
سألته :
- ماذا تريد بتنظيمه معي؟
- كل شيء . اريد ان اتزوجك يا تانيا زيدزياك مهما كانت طريقة حياة كل منا. إن لم تأتي حالاً فسوف اعود إلى سفينتي , واجعلها تستقر في صالونك .
ظنت تانيا ان قلبها سينفجر من فرط السرورو . اجابته :
- سيكون امراً عجيباً. لا تتحرك سنتيمترا واحداً سأكون عندك خلال ثانية.
عادت تانيا بأقصى سرعة إلى شقتها , ولم تمكث فيها إلا اللحظة التي قالت فيها لقطيها :
- ماذا تريدان ؟ إنها القسمة , إنه النصيب .
كانت تانيا تلهث عندما وصلت امامه:
- جين .
- ولا كلمة .
امسك بمعصمها, واقتادها بطول الشاطئ. كان السباحون ينظرون إليهما بفضول بينما كانا يسيران في اتجاه مواز للسفينة نحو الجسر العائم.
- جين , لقد قررت ان ...
- اصمتي لا تقولي شيئاً. لقد تكلمت كثيراً في المرة الماضية , ولم أكن على استعداد وقتئذ .
اطاعته تانيا وقد كانت مسرورة لقبضة اصابعه على معصمها , وصلا إلى الجسر العائم في الوقت الذي كان الطاقم يقوم بإرساء اليخت , وكانت اقدامهما ترن على الأخشاب البالية.
امرهم جين :منتديات ليلاس
- هلم خارجاً وبسرعة , سأكون على البحر وبمفردي.
تسمر الرجال الثلاثة الواقفون على الكوبري , وهم ينظرون إلى جين , كأنه قد اصبح مجنوناً وعندما رآهم لا يتحركون قال لهم :
- هيا اتركوا المكان.
اخيراً نفذ الشبان الثلاثة اوامره . اما تانيا, فعملت على طمأنتهم بابتسامة , عندما كان جين يقودها على ظهر اليخت .منتديات ليلاس
توقف جين امام كبينة القيادة , ثم استطرد بنبرة جادة:
- اندي اخرج من هنا حالاً , امسك خذ مفاتيحي واذهبوا وامكثوا في شقتي .
عندما انفردا قالت تانيا :
- كنت اريد ...
- اهدئي , اجلسي , سنتكلم عندما نكون خارج الميناء .
لماذا لا ينتظران حتى يكونا بمفردهما , ولا يأتي من يزعجهما , وهما بمفردهما على المحيط؟
جلست تانيا واخذت تتأمل جين. كانت تقاوم رغبتها في وضع اصابعها في شعره النازل على عنقه البرونزي.

Rehana 05-02-18 12:21 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
اخرج جين السفينة بأقصى سرعة وبمرونة وسط مراكب الصيادين التي كانت تدخل إلى الميناء. ثم بدأ جين يقود بعنف مثيراً من حوله دوامات امواج ضخمة.
لم تشعر تانيا بالضيق بل كانت تجد في هذه الحركات انسجاماً مع دقات قلبها .ريحانة
اتجه جين ناحية الجنوب , بعد قليل بدت جزيرة كاتالينا في الأفق شامخة على المحيط الازرق.
وعندما اوقف اخيراً المحرك, كان لا يسمع إلا صرخات النوارس , وصوت الأمواج وهي ترتطم بمقدمة السفينة .
سألها :
- إذن ؟!
اضطرت تانيا إلى كتم ضحكة مصدرها السعادة النقية الصافية إذ كانت تعلم انه لن يتقبل مرحها في هذه اللحظة.
قال ملحاً:
- ليس لديك ما تتكلمين به؟
ذكرته :
- لقد اشرت لي بالسكوت.
استطرد محرجاً:
- اقصد ... لم اكن اقصد ذلك. كنت لا اسعى إلى فرض اوامري , وكنت حريصاً على منحك فرصة الكلام.منتديات ليلاس
ابتسمت :
- لقد كنت ممتازاً.
تظاهر جين بالخجل ثم استطرد :
- عندي الكثير من الأمور اريد ان اناقشها معك على هذا اليخت. اتريدين الإصغاء إلي؟
تمتمت:
- إلى الابد , وأنا ايضاً عندي اشياء اريد إحاطتك علماً بها. لقد قررت ان ....
- لقد تكلمت في المرة الماضية . واليوم جاء دوري اولاً , اقدم لك اعتذاري واطلب منك العفو.
فتحت تانيا عينيها واسعتين من فرط دهشتها .منتديات ليلاس
- لكن لماذا؟ إنك لم تخطئ , إنه أنا التي ....
- اصمتي ! بعد ان كلمتني في هذا اليوم , تحققت من انك على صواب, ليس من فهم ما احبه حقاً غيرك, كل الذين كانوا قبلك لم يفهموني مثلك. كنت لا اعلم كيف اتصرف بينما انت كنت لا تسعين إلا إلى حبي بطريقة اراها منفرة , اريد ان اعتذر لك لأني لم افهم انك كنت تقبليني .
- لكن أنا لا اقبلك يا جين . إني احبك من اجل شخصك . إني لم انجذب للرجال العاديين كنت لا اتركك لأنك رحلت على سفينتك , بالعكس كنت اقضي وقتي في انتظارك.
- إني سعيد لذلك يا تانيا . لقد كنت على حق عندما قلت , إني لن اشعر بالسعادة بالعمل في مكتب, لدرجة جعلتني اعتقد ايضاً اني كنت سأموت من هذا العمل . إني لا اجد قيمته لي بدونك . إني احبك من كل روحي ياغجريتي .منتديات ليلاس
- انا ايضاً احبك يا حبي . إننا جزءان مثل كل من الين والينانج . نحن لا نستطيع البقاء الواحد دون الآخر.
ابتسم جين بحنان:
- متفقان تماماً. عندما اعيد التفكير في هذه الايام بدونك , على هذا اليخت. كم عانيت! لكن كيف تستطيعين الاكتفاء بزوج لفترة واحدة ؟
- افضل الحصول عليك لفترة واحدة او لنصف وقت افضل من اثني عشر زوجاً لوقت كامل.

Rehana 05-02-18 12:22 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
قال مازحاً:
- اتودين ان يكون لك اثنا عشر زوجاً , لكن ينبغي ان ابقى جاداً.
- إني منصتة إليك.
- ومن شدة آلامي فكرت في شيء ما. اتتذكرين السيدة دولور وزوجها؟
فجأة تسببت حركة عنيفة من السفينة في إلقاء تانيا بين ذراعيه.
- نعم اتذكر , لقد قالت إنه في كل مرة يعود زوجها , كان حبها يبدو اقوى من اول يوم.
ثم اكمل :
- اتتذكرين اول لقاء لنا؟ كنا لا ندري ما سيحدث غير ان كل شيء كان يبدو فجأة رائعاً.
تنهدت تانيا :
- كيف انساه , إني لا استطيع نسيانه . إنه محفور بحروف من ذهب في ذاكرتي . تخيل انه سيكون هكذا دائماً ... في كل مرة تعود فيها ...
كرر جين :
- تخيل , إن اتحادنا يعتبر نجاحاً, ألا تعتقدين ذلك ؟
- إني متأكدة من ذلك , هل استطيع الكلام الآن؟
قال جين مؤكداً:
- وسأقدر كل كلمة من كلماتك.
- وحتى لو كان تخيل عودتك لمرات عديدة تبدو رائعة , لقد قررت من جانبي ان ارحل معك, سأرفض منحة بحثي.
رفع جين رأسه بشدة ونظر إليها .
- ماذا تقولين ؟
- لقد اخبرت الاستاذ مستناج.
- لكن لماذا فعلت ذلك؟!
- إنك تعلم السبب جيداً , لأن هذا لا يعجبك. وكنا سنختلف كثيراً. إني متمسكة بك اكثر من اعمالي . إن آخرين يستطيعون القيام به عوضاً عني , إني اريد البقاء معك.ريحانة
- لكنها سخافة القيام به عوضاً عني .إني اريد البقاء معك .
- لكنها سخافة لأنك لن تتركي عملاً تعشقينه . إذا تخليت عن ابحاثك عن تبادل الأفكار , او الشعور مع الغير , فليس من مبرر لاستمراري في دراسة الحيتان.
قالت تانيا :
- هناك فرق كبير. إني احب اهتمامك في حين ان اهتمامي يضايقك , ولا اريد القيام بعمل اجدك تمقته.
اجاب:منتديات ليلاس
- ليس هذا هو الوضع, وإني معتمد عليك لكي تساعديني في التغلب على مخاوفي , وساشرح لك لماذا اضطررنا للتوقف بضعة ايام في لاجولا قبل إعادة السفينة إلى باليوا ؟ فكان عندي الوقت الكافي لقراءة الصحف , ولقد اكتشفت فيها انهم وجدوا الطفل المخطوف في منزل على بعد خطوتين من لافتة تشبه من كل اوجهها تلك التي لحقت بي وقتئذ ؟ في هذه اللحظة بالضبط تحققت من اني كنت مخطئاً , واني كنت ضحية المسبقة , ويجب ان اسلم اني نفسي قد دهشت لأنه لم تكن في ثقة كافية في مواهب السيدة دولور . إنه تأثير خارق للطبيعة , لكني سعيد ان كل شيء قد انتهى بصورة جيدة .

Rehana 05-02-18 12:23 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
تنهدت تانيا :
- إني كنت مشفقة على السيدة المسكينة التي كانت قد اخذت الطفل . لابد انها كانت محرومة وتتمنى الحصول على واحد. اخيراً ستعالج نفسياً بدلاً من ان تودع سجن النساء. لقد أتت أم الطفل لكي تشكرنا . لكن التحديد الذي اشرت انت به هو الذي افاد.ريحانة
جلس جين على المقعد وتفحص تانيا :
- أتعلمين لماذا اخافتني قصة اللافتة في الحال؟
- لا, لماذا ؟
- لأني لم أرها في حياتي , لقد بدأ لي فجأة مثل ...
- رؤيا .
- شيء من هذا النوع . في الوقت الذي كانت تتكلم فيه السيدة دولور , تراءت لي صورة اللافتة . فشعرت اني كنت اعرف اين هي . ومنذ ذلك الحين ايقنت ان العرافة او التنجيم شيء قائم . كيف تهدفين إلى التخلي عن ابحاثك ؟ ألم تجذبك بعد؟
- لا, لكن وجب ان اعترف بأني لست موهوبة إلى هذه الدرجة. إن الافكار الوحيدة التي تمكنت من قراءتها هي افكارك . ريحانة
ومضت نظرات مكر في عيني جين:
- إذا ماكنت ستستمرين في دراستك فسأعطيك دروساً.
- دروس!
صمتت فترة وجيزة جداً, ثم انتهت بأن انطلقت في الضحك. قالت فجأة :
- في الواقع يا سيد راندال , أتعلم ان لك رائحة السمك؟
اجابها :
- حقاً . إنها حقيقة . قد يفيدنا اخذ حمام. مارأيك ان نسبح قليلاً؟
- هنا . في ماء المحيط . انا لا اريد الموت من البرد.
قال وهو يدير المحرك:
- إني اعلم مكاناً ممتازاً يعتبر الأفضل .
التفتت تانيا ولمحت جزيرة كاتالينا من على بعد, في الافق التي كانت تسطع عليها اشعة شمس الغروب. وكلما كانا يقتربان كانت تتكثف لهما رؤية قرية بشاطئها ومينائها الصغير محتمية في صخرة . ومالبثت رائحة الاعشاب البحرية الهادئة ان وصلت إليهما .
- لست امدري متى ينبغي ان تعودي ؟
- مساء غد على الاكثر من اجل القطين. لكن إذا قبلت السيدة دولور احتضانهما حينئذ فسيكون في وسعنا قضاء كل فترة الصيف.
حينئذ صاح جين :
- كل فترة الصيف إذن لدي فكرة .
- إنك لا تخلو من الأفكار . اعلم ذلك.ريحانة
- سترين كيف ان هذه الفكرة جديدة بل ممتازة بما اني ارفض الاعمال المائية . فإن جدي سيبيع ممتلكاته . بالتالي سيكون لي نصيب . وقد يكون مبلغاً ليس بالقليل, ويكون إذن في إمكاننا الذهاب إلى ... بما يدعى المكان الذي يقيم فيه والداك؟
- فارسوفي في بولونيا لكن ....
- الا تجدين انه امر طبيعي ان ارغب في مقابلة حموي ؟ ومن ثم يكون قد فات الأوان ان يريا ابنتهما الرائعة.
تمتمت تانيا :
- جين .
- هل يجب عليّ ان انهي كلامي بأنك تقبلين ان تتزوجيني , وأننا سوف نعلن حبنا هناك؟

Rehana 05-02-18 12:24 PM

رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
 
- جين , أنا ....
- رائع , سنهتم بكل الأوراق فور عودتنا إلى باليوا .منتديات ليلاس
- اوه جين .
قال مازحاً:
- اسمعي يا تانيا إذا كنت مصرة على التعلق بي هكذا , اشعر اننا لن نجد فرصة للاستحمام , سوف تاتيني افكار اخرى .
تمتمت تانيا :منتديات ليلاس
- كم ارغب في معرفتها . ومع كل , هل حقاً وجب ان نذهب للاستحمام ؟ إنك لم تدع لي فرصة لإحضار لباس البحر.
- وما المانع من ان تنزلي بملابسك الداخلية ؟
لاطفت تانيا وجنته برقة اجنحة الفراشة , وقالت :
- احبك منذ البدء وحتى النهاية.
- هل تريدين إسعادي بارتدائك ملابس الغجرية يوم زفافنا ؟
- إذا ارتديت انت زي البحار.ريحانة
- بنطلونا ابيض , وسترة بحرية ازرق وقبعة ؟
- لا, شورت وتي شيرت مقلماً , كما اني اتمنى ايضاً ان يتم الزفاف على ظهر السفينة . قالت هذا وهي تضحك.
- فكرة جيدة جداً . كما انه وهو الأهم ان يكون لنا الفكر الحر في ذلك اليوم.
وضعت تانيا وجنتها على صدر جين واغلقت عينيها تاركة نفسها تتأرجح على دقات ذلك القلب الذي سيكون لها إلى الابد.


تمت


الساعة الآن 07:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية