كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
ولما فتح الباب, انتفضت , كان نور السيارة الداخلي يعمل بالرغم من الحادثة , فكشف عن وجه الشاب الذي كان يميل عليها. كانت عينان سوداوان تنظران إليها في قلق , قال متأثراً:
- هل انت بخير؟
تمتمت تانيا " اعتقد, وأنت ؟"
- أنا بخير , دعيني اساعدك على الخروج من هنا.ريحانة
كانت يداها ترتجفان مثل الأوراق وهي تحل حزامها , لقد تيقنت انها موشكة على نوبة عصبية , ومع ذلك لقد تبدد هذا الإحساس عندما ضغط الشاب بأصابعه على يديها. إذ وجدت الأمان في هذه اللمسة, وكأن تياراً مغناطيسياً قد سرى بينهما.
لم يسبق لها اجتياز مثل هذه التجربة, لقد شعرت بإحساس غريب عندما ضغط الشاب على يديها جعلها تفهم انه هو ايضاً يبادلها نفس الإحساس .
وفور خروجها من السيارة اسرعت بإيقاف الموتور . غير انها وهي تترنح , اضطرت إلى الاستناد إلى سيارتها .منتديات ليلاس
تجمع بعض الافراد من المنطقة , وقد كانوا قد ابلغوا الشرطة بالحادث , وقفت تانيا تفحص المتفرجين واحداً واحداً دون ان تجد الشجاعة لمواجهة المجهول. كان فارعاً , ساحراً وكانت بذلته الداكنة ذات التفصيل الراقي تبرز عرض كتفيه.
قال هذا الغريب مستفسراً:
- هل انت متأكدة انك بخير؟
اجابت مؤكدة:
- نعم , كل مافي الأمر اني مهزوزة من هول هذه المفاجأة.
فجأة تذكرت طالعها : الحب يطرق بابها . نظرت تانيا ثانية إلى هذه الغريب , مقطبة حاجبها رافضة تصديق ان هذا اللقاء غير المدبر قد يكون وليد القدر.
صاح وهو يقترب منها :
- لكنك تدمين.
- امر بسيط لقد ارتطمت بالباب.
قال وهو يحيطها بذراعه حامية نحو مقعدها:
- الأفضل ان تظلي جالسة.
اجابته:
- لا داعي , اؤكد لك اني على مايرام.
مرة اخرى ابتعدت عنه! لأنها كانت تتأثر من اقترابه منها . إن ابسط ملامسة لها منه كانت تؤثر عليها تأثير قوة كهربية رقيقة .ريحانة
تحاملت تانيا عليه من جراء رد الفعل هذا, ومالبثت ان حولت ضيقها ضده. لقد تضاعفت عصبيتها عندما قرأت في عينيه , بالإضافة الى القلق والحماية شعاع التسلية.
مسح الشاب بنظره شعرها , حليها , هندامها , ثم استقر اخيراً على وجهها. سألته:
- إلى ماذا تنظر هكذا؟
سلك صوته قبل ان يجيب:
- ماذا تفعلين بنفسك ؟ لماذا تتنكرين هكذا؟
وهنا كان للهجته الساخرة اثر على اعصابها , فاجابته :
- كيف ذلك , اتسمي ذلك تخفياً ؟ إنها ملابس , هل ترى فيها شيئاً يدعو للدهشة؟
لم تدهش بالمرة في اعماقها لتعليق هذا الرجل على مظهرها . اما عن هندامه فقد كان كل شيء فيه يدل على الصرامة , بذلة بلون داكن, قميص ابيض , وكرفتة رزينة , علماً بأنه لم يكن متقدماً في السن, إذ كان لا يتعدى الثلاثين من عمره غير ان هناك شيئاً اكيداً وهو انه ليس هذا النوع من الناس الذين تقدرهم تانيا.
|