منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   (رواية) يا أوادم إعتقوها لوجه الله ، الكاتبة : ميهآري .. (https://www.liilas.com/vb3/t179117.html)

اسطورة ! 20-07-12 02:22 PM

يا أوادم إعتقوها لوجه الله ، الكاتبة : ميهآري ..
 
السلام عليكم

كيفكم ليلاساتنا

كل سنه وانتوا الى الله اقرب

رمضان يجمعنا على المحبة والخير يارب

حبيت انقلكم رواية حلووه

انا متابعتها مع الكاتبة

بنزلكم بارت منها

وفي المساء لي عودة ببارتين

قراءة ممتعه


:lol:

اسطورة ! 20-07-12 02:24 PM


بسم الله ماشـاء الله


[

رواية يا أوآدم إعتقوها لوجْه الله

]





.




جنب سرير الموآليد الصغير اللي تدور من فوقه مجموعة ألعاب طفوليه وتنزِل الستاير الشفافه من أطرافه ؛ فيه الساعه الذهبيه الكبيره عالجدار
1 وثلث الليل , هذا اللي كانت تأشّر عليه ذيك العقارب العريضه . .


عالسرير العنابي المشجّر , قاعده تتقلب بضيق ومو قادره تِغلب نفسها وكل مالها تصحى بالتدريج من نومتها العميقه
" وشو هالصوت . . افف ياربي ماني قادره أنام هذا وقته يعني "
الفضول والمسؤوليه غصبتها وسِحبت النوم منها فَفتحت عيونها ببطئ وتردد . .
الغرفه مُظلمه والستاير ثقيله والبيت فيه عازل , بس ذا الصوت تعدى كل هالحواجز !
حرّكت راسها لجهة سرير البيبي , ومثل ما توقعت ماكان الصوت مِنه
حست إنها لازم تحرك نفسها اكثر وتعرف من وين جاي هالازعاج الغريب
نزلت من السرير حافيه واتجهت للعلاق وهي تسحب روب بيجامتها الكحليه الحرير وتروح للباب
فتحته بدفاشه , وأخيراً راح تُشبع فضولها


لكن فجأه نشَف وجهها وقلّ نبض قلبها , ومو بس النوم اللي طار ؛ عقلها بكُره طاار !!
شافت السواد حوالينها , وميّزت ريحة الدخان الكثيف اللي كتمها وحجب عيونها تماماً
بهاللحظه تصلّبت عظام رجولها وشهقت شهقه حسّت ان روحها بتطلع معها , وما أمداها تاخذ نِفس الا ويفاجئها رجال لابس اصفر ويوقف قدامها !!
جاها خوف مو طبيعي يوم شافته وماقدرت تكتم اللي فيها وعلى طول انشدت حبالها الصوتيه وصرخت : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
عيّت رجولها تشيلها من قوّه الصرخه ؛ وتدريجياً جلست عالارض وأعضائها تشنّجت
قرّب منها رجال المطافي بسرعه ومد يده على كتفها اليمين يبغى يساعدها تقوم
- بعّد عني لا تلمسني !!!
قالتها وهي تنفر منّه بقوّه وكبرياء عميق
بلع ريقه وارتعد من جديتها المفاجئه ؛ فحب يوضّح لها سوء الفهم وعطاها ظَهره بسرعه وجا بينطق
بس بهاللحظه سمعها تتركى على ممْسك الباب وتدخل الغرفه ؛ فالتفت عليها يبغى يِنهاها لكنّه سكت يوم شافها وش تسوي


كانت تركض وتتعثر بأبسط الاشياء ولأول مره تحس ان سرير ولدها بعيد عن الباب !!
ما صدقت على الله توصل لعنده وسبقتها يدينها قبل رجولها
سحبته بشكل يخوّف ؛ هو اصلاً كان يشاركها الصراخ اول ما صرخت فما فجعته او فجأه بدا يصيح
قال الرجال بمسؤوليه وهو يصحح موقفه يوم شافها جت ويعطيها ظهره ويمشي قدامها : في احد ثاني غيرك انتي والولد ؟
ردت بخوف وصوت واطي وهي تعصر ولدها بين يدينها : ا..الشغاله
قال وهو يكمّل مشيه اللي اشبه بالركض ويواصل حذره من النار المنتشره تحته : خلاص طلعت , هي اللي اتصلت علينا يوم شافت الحريق
رجفت يوم سمعت كلمة * حريق * وكل مالها تشد الضمّه على ولدها وتحاول تتمالك نبضات قلبها واهتزازة رجلينها
نزلوا للطابق الارضي ركْض ؛ وبطريقها عزّت الذكريات واللوحات والكنب وكل شي كان لها بدموع مرتجفه !


قربوا من باب البيت بهاللحظه , هي اول ما شافته كأنها شافت الجنه بكل ماتعنيه الكلمه
وقف الرجال فجأه بعد ما لمح أنوار سيارة الإطفاء واصحابه ؛ فأخذ نفَس عميق وتَردد بالكلام لثانيه !
لكن بعد ما حسبها بسرعه فتح سحّاب ملابسه وقال : اسمعي بعطيك ملابسي كل اللي برا رجال
صنمت يوم سِمعته ينطق بهالكلام وانتبهت على نفسها وعلى اللي كانت لابسته !!
ظلت مذهوله لثواني طويله واستحت من الله قبل لا تستحي من نفسها والدموع كثرت ونزلت حسرات منها
قالت بشهقه وهي مو مستوعبه اي شي : طـ .. طيب
بدا الرجال يفصّخ لبسه , أمّا هي خلاص عقلها طار ومو قادره تسيطر على نفسها ؛ عصت ربها ومافكرت تجيب من الغرفه الّا ولدها مع ان النار حولها تاكل كِل شي بس ما ذكّرتها بنار الآخره !!
قاطعها يوم رمى اللبس عالارض وقال وهو يتحاشى يناظرها وماد يدينه لها : عطيني الولد والبسي بسرعه
ناظرت اللي بين يدينها وسلمته له برجفه فضيعه رغم إنها ترددت ؛ بس خلاص اليأس كِساها وشعورها تخدّر وهآن كل شي بعد اللي سوّته


عطاها ظهره وناظر بعيونَ الولد اللي محّد يقدر يقاوم لمعتها مع هالدموع
تنهّد وهزّه بإرتباك وهو ينتظرها ويحاول يهديه عشان لا يلفت الإنتباه اذا طلعوا بصراخه اللي زاد
لكنّ تفاجئ بعد لحظات ان نَفسه بدا يقِل و أُغمى عليه بسبب الدخان وصغر سِنه ساعده !


قالت بخوف وهي تناظر ظهره وما انتبهت لسكوت ولدها عن البكي : خلصت
بلع ريقه وقال بأهميّه وهو يمشي : الاسعاف بتكون على يمينك , اول ما تطلعين اركبي فيها عشان يعطونك اوكسجين
هزّت راسها وقالت بفتور وهي تلحقه بضَعف وتتمالك دمعاتها : ان شاء الله بس عطني ولدي
وقف بهاللحظات وقال بحّده كلام مبعثر وهو يناظر الباب القريب ويرقع السالفه : آ.. الولد صغير لازم ينشال بطريقه مخصصه عشان لا يتفاجئ من تغيّر الجو و ينكتم ؛ لا تخافين بعطيه الاسعاف اول ما نطلع
تذكرت بهاللحظة انه توّه بالاربعين ودايم ينبهونها عليه , فوافقت بسرعه ورضخت للوضع لأنها مو قادره تتحمل شيل نفسها اصلاً
طلع الرجال قبلها وهو يتنهّد براحه ؛ ماعطاها الولد لأن عارف انها لو درت بإغمائه راح تفقد تركيزها ويمكن تنهار وماراح تستوعب انه شي بسيط . .
أمّا هي , ركبت الاسعاف مثل ما قال لها وقلبها نصّه مع ولدها والنص الثاني يحاول يقاوم تخدير كمَّام الاوكسجين اللي حطّوه على فمها بهاللحظه .





‘,





الرياض | 9 الا ربع الصباح



انتفض صدري بقوّه وفتحت عيوني بسرعه والنَفس يالله اقدر آخذه
ميّزت ان الدنيا صِبح ولسى ماقويت أرمش من الخوف
كان صوت هديل الحمام عالي من تحت غرفتي ؛ ياكل بقايا الرز اللي يرميه أخوي لهم كالعاده
قلت بقلبي وانا اهدّي رجفتي : ماكان عندي حمام ببيتي " وبلعت ريقي براحه " كان حِلم
عدلت جلستي بعد ما نفثت على شمالي و ناظرت الاشياء اللي حولي بتمعُن عشان اتطمن أكثر
تنهّدت بقوّه , ونزلت من السرير وانا البس شبشبي البني الريش عشان اشوف ولدي اللي بالسرير الثاني
بعّدت الستاير اللي بأطراف سريره الصغير وما لِقيته !




.



خفت شوي وطلعت من الغرفه بمشي سريع
انا متأكده ان اللي شفته حِلم لأنه مو اول مره يجيني ؛ عارفه إن ذيك الليله ماراح تنعاد ان شاء الله لكِن مستحيل ارتاح الا إذا تطمّنت على * يوسف *
عديت السيب اللي تعوّدت اركض فيه وانا صغيره بما اني ببيت ابوي اللي رجعت له بعد ما احترق بيتي . .


دخلت صالتنا اللي فوق وشفتها جالسه عالارض وماسكه يوسف وتلعّبه
قلت بصوت شبه عالي : * عذاري * كم مره اقولك لا تاخذينه وانا نايمه !!
عذاري تناظرني وتنزّل يوسف اللي كان يسعبل على شعرها الطويل بقرف : يما شفيك تصارخين حمد لله والشكر ؛ خذييه يحوم الكبد بس يوصّخ العالم
بلعت ريقي ومشيت صوبه بهدوء بعد ما تأففت . .
جلست عالارض جنبه وحسّيت براحه مو صاحيه وانا ألآمس اطرافه
" الحمد لله انك بخير "
قلت بهمس وانا ارفعه عن الارض واناظر عيونه : حبيبي , نمت زين ؟
حرّك يدينه الصغيره وهو يضحك بطفوله ويلمّس خشمي ومازآل يسعبل !
عذاري تناظرنا بقَرف : حمد لله والشكر
وقامت جلست عالكنبه ورفّست بطريقها ألعابه اللي معبيه الارض


طببت على ظهر يوسف وناظرت فيها : تعالي وش مجلسك ليش مارحتي المدرسه ؟
عذاري تلف خصلتها بإصبعها وتمدد رجولها عالكنبه : قرف يوم الثلاثاء كل الحصص بلاغه وع
قمت من الارض وناظرتها بتوبيخ : هيه ترى ماندفع للمدارس الاهليه عشان 24 ساعه تغيبين , والله حرام الـآلاف وحنّا مانشوف نتيجه
عذاري تتأفف : بدت تحدّث علينا , روحي اقلبي راس * مشاري * خليه يطلعني منها بعد " وقلّبت عيونها وهي تضيّع السالفه " وخّري بس خنشوف التليفزيون
تنهدت بشويش وانا اطلع من الصاله واتجنب الهوآش معها
اتجهت لغرفتي بتعبت ولمّا قربت من بابها البني صادفت * الجازي* صاعده من الدرج



انا بإبتسامه : السلام عليكم
الجازي : وعليكم السلام " وناظَرت يوسف " عنك , بنزل بعد شوي واعطيه الشغاله عشان لا يزعجك
قلت بإنهاك وانا اعطيها إياه : اي والله خذيه على ما اصحصح
سمعت بهاللحظات صوت احد يلعب تحت فقلت بإستغراب قبل لا ادخل غرفتي : الجازي ولدك تحت ؟
الجازي تلعّب يوسف بأصابعها وتتنهّد : ايه مارضى يروح الروضه بعد ماشاف عذاري غايبه
تأففت وحطيت يدي على راسي وانا اتحسب على هالعذآري !





‘,





3 ونص بعد صلاة العصر



نزل مشاري من درج البيت وهو يدوّر خط كوّي الشماغ الاحمر اللي بيده عشان يلبسه
جاه * متعب * من ورى وضمّه من رجوله وهو يقول : بابا بتروحون لجدتي صح
مشاري يطبطب على راس متعب : اي تبي اجيب لك شي ؟
متعب يبتسم ابتسامه عريضه : تكفى ابي الفيراري الحمرا الريموت اللي شفناها ذاك اليوم انا وياك
ابتسم مشاري بقبول تسليكي , لكن قبل لا ينطق لمح الجازي تطلع من المطبخ وهي تشرب مويه وتأشر له بـ لا
غمز لها وناظر متعب وهو يغيّر ملامحه : لا يو نسيت انت مزعّل امك
متعب استغرب : والله ما زعلتها والله !!
الجازي بإبتسامه وهي للآن واقفه عند باب المطبخ : لا , والمدرسه ؟
متعب جته الصيحه اول ما شافها : ماما
نزلت انا بهالوقت وكنت قاعده البس نقابي
مشاري يلتفت عليّ و يلبس شماغه : يالله وين * آيه *
- قاعده تدوّر جوالها تقول اسبقوني
مشاري يحط عقاله على راسه ويمشي صوب الباب بعد ما تخطى متعب : اجل يالله . .
قلت بإبتسامه وانا اوصَل لعند متعب واقرص خده المعبّس : باي " وناظرت الجازي " انتبهي ليوسف الله يعافيك
الجازي بإبتسامه : ان شاء الله .





‘,





4 الا ربع العصر | المستشفى



مشيت بخطوات ثقيله جنب مشاري وآيه وانا اعدل من تحت النقاب كَمامي اللي لازم ألبسه
قربنا بهاللحظات من الغرفه فلمحت نفس المُمرضات اللي دايم اشوفهم
بهاللحظات دخلنا وقلوبنا بأضعف حالاتها اول ما نشوفها متمدده وماتغيّرت جلستها من ثلاث سنين
إي نعم ثلاث سنين وامي على نفس هالسرير !
* موت دماغي أَثر جلطه ؛ بالحاله النباتيه تكبر بس ماتحس بسبب تلف خلايا الدماغ والحواس اللي مستحيل ترجع *
فتح مشاري القرآن بعد ماجلسنا وبدا يقرأ سورة الأعراف من عند ما وقف آخر مره
صوته الخاشع يجنن لدرجه إن بعض الممرضات إذا دخلوا يطوّلون بالفحص عشان يسمعونه ؛ شي طبيعي لأنه مؤذن مسجد . .


ناظَرته وانا اسمع احلى كلام ينقال بصوته , وعيوني كالعاده ما تقاوم زحمة الدموع
غيّرت مكان نظري لـ آيه اللي طلعت عشان تروح تسأل عن حالة امي عند الممرضات
أغلب الوقت هالموقف يتكرر لأننا نزورها يومين بالاسبوع , والايام الباقيه نتصل ونسأل عنها مع إن مافيه فايده لكن مجرد فكرة إنها مو بالقبر تريّحنا واملنا بالله اكبر من الكبير
فضَت الكراسي ؛ فتذكرت ابوي بهاللحظة لأن هو العنصر اللي مو موجود بإستثناء عذاري اللي ماعمرها زارتها , وتذكرت بعد إنكم ماعرفتوا عنّي حتى ابسط الاشياء اللي هو أسمي !
بتكلم عن ابوي بالبدايه دام هو اللي طرى ببآلي اوّل . .


للأسف بعد مرور سنه على حالة امي ماقدر يصبر وتزوّج
الكل انذهل من فِعلته ؛ لدرجه ان شخصية عذاري تغيرت جذرياً و صارت تكره حياتها بشكل مو طبيعي خصوصاً إنها مُرآهقه
لكن العجيب إن مو بس هي اللي تغيرت ؛ كل واحد فينا حياته تغيّرت !
مشاري انتقل مع عايلته وسكن عندنا بعد ما ترك لنا ابوي البيت وشرى لزوجته ثاني واستقر هناك
آيه تقمّصت دور الام وشالت على اكتافها حِمل اكبر من عمرها وأهملت نفسها


أمّا انا تزوّجت بأول واحد جاني لأني ماعدت استحمل الضغوطات والهم اللي قاعد يدور ببيتنا كل يوم ؛ لكني الوحيده اللي انتقلت من سيئ الى اسوء
زوجي بعد 7 شهور من زواجنا توفّى بحادث سياره قبل لا يعرف إني حامل بيوسف
ومو بس كذا ؛ لمّا صار عمر يوسف شهر وبالتحديد * قبل 3 شهور * إحترق بيت زوجي اللي كنت عايشه فيه واضطريت ارجع اعيش ببيت ابوي عند اخواني . .
وكأنك يا ابو زيد ما غزيت !



ماراح ازود الجو اكتئاب واشرح سنين فاتت
لأن الحين جاي دور تعرفون مين انا


*


اسمي * هَتون * البنت الثانيه بالعائله
23 سنه , وولدي يوسف عمره 4 شهور
أرمله من سنه , وحالياً ما اشتغل لكني متعاقده مع مدرسه اهليه وراح اكون استاذة أحياء ببداية الترم الجاي .

* وزني 52 وطولي 155
* وجهي مثلّثي
* بشرتي سمرا فاتحه على حُمره
* شعري كثيف لـ ربع الظهر , قصّته ساده بدون خصله
* عيوني سودا غامقه مسحوبه شوي من الاطراف وحجمها عادي
* جسمي بسيط .





‘,





6 المغرب | فلة ابو مشاري



نزّل مشاري باب الكراج بعد ما دخّل جمسه الاسود اللي رجعنا فيه من المستشفى
وبيمينا , شفنا الجازي واقفه عالشوّايه السودا تحت النخل بنص الحديقه وتشوي دجاج , أمّا متعب وعذاري جالسين جنبها بالطاوله البلاستيك البيضا ويلعبون أونو . .
آيه بإبتسامه باهته وهي تمشي صوبهم : يممي باربكيوو
الجازي تبتسم : هذي فكرة عذاري
قامت عذاري من الكرسي يوم قربنا وراحت لمشاري وهي تمد يدها : جبت الكرت ؟
طلّع مشاري من جيب ثوبه اللي على صدره كرت زين ابو 100 وعطاها إياه
رجعت ركض للطاوله وكعادتها ماقالت شكراً ؛ لزوم تعبّي الخدمه قبل
قلت وانا اجلس على الكرسي جنب عذاري واناظر الجازي : وين يوسف ؟
الجازي تقلّب بالشوّي : داخل مع الشغاله , خفت يمرض اذا طلّعته ؛ الجو بارد شوي
قلت وانا اتنهد واقوم بكسل بسيط : اجل انا بدخل اغيّر واروح اشوفه . .
آيه تفتح طقطق عبايتها وتلحقني : وانا بعد مو تاكلون عني , البس بجامتي وارجع


ناظَرتهم عذاري وهم يدخلون وأول ما تأكدت انهم راحوا بلعت ريقها وسوّت نفسها مو مهتمه وقالت : شخبار امي ؟
مشاري ببرود وهو يجلس جنب متعب ويتنهد : بخير
متعب يناظر عذاري بعد ما سكتت : يالله عذاري خلينا نكمل لعب
تأففت عذاري وحاست الاوراق وقالت بنرفزه لأن برود مشاري بهالموضوع يقهرها : اقول مافي لعب وبعدين انا مو عذاري انا عمتك عذاري
متعب جته الصيحه : مامااا شوفيها !



*



بهاللحظات وصلني صوت دِفاع الجازي الطفولي عن ولدها لأن شباك غرفتي اللي يطل مباشره على الحديقه كان مفتوح
حرّكت ستارتي البيضا بهدوء وانا اناظرهم وابتسم على تجمُعهم اللطيف ورؤسهم اللي بس تتحرك من كثر المناقر

- مجرد عائله بسيطه ومحافظة نوعاً ما , حالتنا الماديه مقبوله وأبوي يرسل مصروف شهري * 2000 ريال * لكل وحده بإستثناء مشاري
* بيتنا البني متوسط الحجم ومميّز بكثرة النخل اللي مخفي قِدمه
* إحنا بإختصار 3 بنات وولد ؛ وبترتيب العمر نكون : مشاري - آيه - انا - عذاري
* فيه بعض الصفات الشكليه مشتركه بيننا أبرزها كثافة الشعر وسواد العيون اللي على امي , والسمار المِحْمَر على أبوي .


*


مشاري , اخوي الكبير
36 سنه , موظف بمؤسسه حكوميه الصباح ويأذن بالمسجد بشكل جُزئي * الاغلب صلاة العشا والمغرب او إذا غاب الامام *
متزوّج الجازي عمرها 34 سنه , وعنده متعب عمره 5 سنوات

* وزنه 68 وطوله 173
* لحيته طولها متوسط ؛ وشعره اسود قصير
* عيونه سودا غامقه بؤبؤها كبير
* اسمر اكثر منا
* جسمه مليان شوي .


*


بعده آيه , البنت الاولى
27 سنه , تشتغل بالبنك ومو متزوجه

* وزنها 70 وطولها 161
* وجهها دائري كلاسيكي
* لون عيونها وشعرها اسود لكن على افتح شوي واحلى منا
* جسمها مقبول .


*


بالاخير عذاري , القعده
17 سنه , ثاني ثانوي أدبي

* وزنها 55 وطولها 158
* وجهها حاد وملامحها قويّه
* شعرها اسود كيرلي لتحت كتوفها ويتعبر اخف شعر فينا
* رموشها كثيفه وعيونها سودا
* جسمها بارز .





‘,





طلعت من غرفتي وانا شايله يوسف بعد غيّرت ولبست بيجامة صوف شتويه صفرا عليها رسمة كوب كيك زهري
" الله يا ريحة الباربكيو تنشمْ من آخر الحاره "
بهاللحظه قربت من الدرج , لكن قاطع تَلذُذي صوت عذاري تضحك من غرفتها اللي مسَكره لمباتها ومطرّفه بابها
حسيت بالفضول او بين قوسين " باللقافه " فقلت اروح أناديها تنزل لأن اكيد الشوي قرّب يخلص


عذاري بغنج مُفرط وهي واقفه عند الشباك وتناظر الوضع بالحديقه : إيه عبودتي اقولك بابا اهداني إياها قبل امس انا انجنيت عليها , سودا وفيها 4 الماسات عالاطراف سعرها ست آلاف وشي
سكَتت فجأه وماكمّلت كلامها يوم سمعت صوت فتحة الباب وشافتني واقفه اناظر فيها
- أ. . الو اسمعي انا بنزل الشوي خلّص اكلمك بعدين
سكّرت الجوال بسرعه ورجّعت خصلتها ورى اذنها وناظرتني
قلت بقلبي وانا لساني خاينني : ابوي ؟ هديه ؟ ألماس ؟ ست آلاف !
كلها كذبات ينسكت عنها وماهي غريبه عن عذاري استاذة الكذب الاولى
بس . . عبودتي ؟
وش بفسّرها ذي ؟




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


البارتات راح تكون ان شاء الله كل

اربعاء وأحد


اتقبل النقد واتشرف بحضوركم وردودكم
* اتمنى ما تلهيكم عن الصلاه

استودعكم الله .





نجلاء الريم 20-07-12 11:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الروايه باين عليها حلوه وواقعيه .......مافيها عيون زرق وخضر وموفيه ....جسم عارضة ازياء ...قصر ....و...و...

هتون هربت من اهلها بسبالاخير رجعت لهم مدري يمكن اللي انقذها من الحريق له دور ......يمكن
عذاري احس انها بتهبب واجد واللي تكلم سواء بنت او ولد هو اللي بيجرها ل.........

الاب ما قدر الومه بس ياليت ما نقطع عنهم بهالشكل اللحين هم ايتام !!!!!!! والام والاب على ق يد الحياة

الروايه حلوه بس اهم شي تكملها



http://www.gulfup.net/uploads/13428205621.jpg

سالي رجب 21-07-12 12:01 AM

مشكوووووووووووووووورة

اسطورة ! 21-07-12 02:24 AM

اهلين نجوووووووووله الكاتبة منزله اكثر من سبعة بارتات

انا كل يوم بنزلكم بارت لين نوصل مع الكاتبة بإذن الله تعالى

وهيا ملتزومه بمواعيدها كل أحد واربعاء

فعلا الاب صراحه اللون يقع عليه

من اول طيحه للأم تركهم واهملهم ايش معناها بالله

ايش نقول الله يهديه بس


سالي الحب العفوو منووووره

اسطورة ! 21-07-12 02:29 AM


-
بارت 2

-






6 وعشر المغرب | فلة ابو مشاري



نزْلت الدرج بسرعه وانا مشحونه كُتل قهر من جرائة عذاري بعد اللي سمعته تو !
سكرت عيوني بقوه وانا اتذكر مواجهتي لها قبل ثواني . .

*

- هَتون لحظه , ادخلي خليني افهمك
كنت واقفه عند الباب مثل الصنم وافكاري تتحارب بشكل سريع داخل عقلي ؛ انفجر عليها , اضربها , أنزل افضحها عند مشاري , اصارخ والا ش اسوي ياربي !!
دخلتني غُرفتها وسكرت الباب , فتَـحت اللمبه وهي تتخبط بالكلام وتحاول تفهمني
- ترى مو اللي ببالك , ووالله مو رجال اللي كنت اكلمها والله هذ . .
قوّيت ضمتي لـ يوسف النايم على صدري , وناظرت فيها بإستحقار لأن الكذب واضح
فقلت وانا اقاطعها بصوت هادي وببرود استغربته : طبعاً مو رجال لأنه نزل لهالمستوى اللي انتي فيه
عذاري بدفاع سريع : لا هتون اقسم بالله انتي مو فاهمه شي !!
سكرّت عيوني بكِره لأن أعذارها أقبح من افعالها , وقبل لا اعطيها الفرصه التفتت بسرعه ومشيت
- هتون لحظة , اسمعيني لا تروحيين !
فتحت باب الغرفه وطلعت وانا أزفر اقوى هوا دخل فيني

*

الصراحه الجو للآن كتمه ويحتاج اني اكرر زفرآتي القوّيه
معقوله عذاري وصلت إنها تغازل ؟ من وين تعلمت هالحركات إحنا ما تربينا كذا !!
وش هالمصخره , وش هالقوة الطاغيه
الحين اذا نزلت وشفت وجه مشاري وآيه وش بقولهم ؟
" وبإستطراد غريب وانا اتذكر " بس قبلها لحظه وش صار فيني لمّا كنت هناك ؟
ليش ماصارخت وضربتها ؛ ليش بعد ما شحنت نفسي جاني البرود فجأه ؟
حيّرتني أفعالي وحيرني هالموقف


لكْن الحيره الأكبر هي يوم إني وصلت للحوش وصار ما يفصلني عن مشاري وآيه الا خطوات بسيطه !
ظليت واقفه عند باب البيت الذهبي بتناحه والهوآ البارد يلفَح على وجهي
لحظتها استجمعت قوتي ومشيت بخطوات هاديه صوبهم وافكاري تجي وتروح ومتردده بشكل كبير
أشّرت لي آيه من بعيد وقالت : هتون يوسف يرجف ارفعي اللحاف على رآسه
انتبهت على حالي وغطيت يوسف باللحاف الابيض وانا اتأمل كيف البربتوز الكامل اللي عليه غيوم طفوليه كيوت عليه
بعدها بلعت ريقي وقرّبت منهم وانا ما افكر الا بـ " اقول والا ما اقول "
جلست بحذر جنب مشاري اللي كان يلعب مع متعب والضحكه شاقه وجهه بعد ماكانت الزياره مضيقه خلقه وخلوقنا
زفرت نفَس طويل , وعشوائياً تذكرت امي وحالنا اللي ما يتحمل مثل هالزيادات !
ضمّت شفاتي بإستسلام بدائي ؛ وبسرعه ندمت على فكرة الشر اللي جتني تو يوم طالت نظراتي لوناسته


فيوم أخذتنا السوآلف قررت ما اقول وأخليها مشكله جانبيه لين يجي وقتها
بعدها بدقايق , دخّلنا الشوي اللي خلّص واجتمعنا على طاولة الاكل وجلسنا ندردش
ومثل ماهو متوقع الكل لاحظ غياب عذاري فصعَدت لها الجازي وألحّت عليها ؛ لكن كالعاده اخترعت لنا كذبه قد المقام ومشّت الموضوع على إنها تعبانه وبطنها يعوّرها فصعّدنا لها الاكل .





‘,





اليوم التالي
الاربعاء
بأحد الاحياء | 10 ونص الصباح



طلعَت عجوز كبيره بالسن من فِله عاديه ومشت بثقل على الرصيف اللي بين الفلل وهي ترفع عبايتها الراس وشايله بيدها كيس فيه ترامس قهوه وشاي . .
وبين ماهي تتحلطم على اللي كانت قاعده معاهم قبل شوي , مرّت كامري سودا صغيره ووقفت جنبها وانفتحت القزآزه لها
- صباح الخير يا صبيّه
العجوز بإستغراب وهي تناظر بالسياره وبالولد : * عيسى * وش جابك مو قلت عندك مقابلة شغل ؟
عيسى يضحك على ملامحها المتفاجئه : ياحليلك يا * ام زيد * طالع من الساعه ثمان اكيد من زمان بخلص منهم " وبتصريفه " المهم يمّا اركبي خليني اوصلك
ام زيد : اها , لا خلّني بطلّق رجيلاتي عشان اخفّ شوي وبعدين البيت قريب ماله داعي
عيسى بعفويه : على راحتك
ابتسمت له , وما أخذت السالفه دقيقتين الا وهم واصلين وجالسين بالمقلط التحتي
* مقلط بسيط بـ كنب عربي بني مقلّم *



عيسى يطلّع ترمس القهوه من الكيس : ايه شخبار الزواره , وش قالوا الحريم عنّي ؟
ام زيد تقلّب عيونها : لا تسأل , انا لو ما ام هلال كان ما طبيت بيت * ام فواز *
عيسى يتكّي بروقان ويتقهوي : وراه وش مسويّة بعد ؟
ام زيد تناظره بتنهيده : مو لازم تسوي شي يكفي اني ما أحبها " وبإستطراد وهي تتذكر " المهم وش صار مع اخوك امس كلّمته باللي قلت لك ؟
عيسى يميّل فمّه بتمطيط : صراحـــه لاء
ام زيد قطبت حواجبها : ولوّى !
عيسى بجديه وهو يتنهّد : شوفي انا لمّحت له وبعدين هو فاهم السالفه من زمان وقالك ذيك المره اصبري
ام زيد بنَدم : ووش بيفيد تلميحك يعني , المفروض تقوله اني هالمره خلاص جاده
عيسى : يما انا اقول لا تستعجلين عليه هو يعرف مصلحته
تأففت أمه وقامت بثقل وهي ترمي عبايتها عليه وتروح : اقول مامنّك فايده قال مصلحته قال انا المجنونه والا وش مقعدني هنا , خذ بس العبايه ودّها لغرفتي
عيسى يمط شفاته لقدام : يماااه ليش زعلتي تعالي خلاص بقوله !
ام زيد تطلع : أوهوو لا تقولي ولا تقوله انا اللي بقول هالمره ويالله بلا بربره زايده
بوّز عيسى بدلع وحط العبايه بحضنه وصب له الفنجان الثالث .





‘,





1 الا ربع الظهر | فلة أبو مشاري
بالصاله فوق
* صاله حيويه ألوانها بتدرجات البيج الفاتح *



قلت بضيقه وانا متربعه عالكنبه واحاول اسكت يوسف اللي كان يصيح : ياربي خلاص حبيبي خلاص
الجازي تدرّس متعب عالارض : جربي الرضاعه . .
انا بضيق : مو راضي مدري وش فيه
متعب يناظره بتكشيره : هييه يالابيض خلّني اكتب حرف الخاء زين
قوّى يوسف صرخته لمّا شاف متعب يهاوشه كأنه يعاند !
انا مرا تأزّمت معاه فـ ناديت الشغاله واستسلمت من هالوضع المُرعب
.




عمْ السكون الصاله بعد ثواني , فتنهْدت براحه وانا اناظر الجازي مندمجه بتدريس متعب
قلت بإبتسامه وانا احط يدي على خدي وأتأملهم : وااه شلون كنتي تتحملين متعب لحالك يوم كان صغير , انا لو ما الله ثم الشغاله كان مت
الجازي بإبتسامه وهي تناظرني : لازم تتحملين " وحطت يدينها على شعر متعب " عشان بعدين يكبر يوسف ويصير نفس تعّووبه
متعب نفخ نفسه : ماما طيب تعوبه يبغى السياره الفيراري الحمرا اللي بالريموت
الجازي تضحك وتضربه بخفه على راسه : اكتب حرف الخاء بعدين تفاهم انت وابوك
متعب يكتب ويناظرني : طيب عمتي عادي سؤال ؟
قلت بطفوله وانا اناظر برائته : اي عادي
متعب بإستفهام : ليش سوفه ابيض مره ؟
ابتسمت له وانا ارد بهدوء ملحوظ : عشان ابوه ابيض حبيبي . .
تنحنحت الجازي بإرتباك وقالت لمتعب وهي تناظر كتابه وتصارخ عليه فجأه : هذا غلط اكتبه زين !!
متعب ناظر امه بإستغراب : طيييب ليش تصارخين


كنت عارفه إنها تضيّع سالفة زوجي الله يرحمه . .
بس حتى لو ضيّعتها , انا مسكت حبل البدايه واسترجعت اول الذكريات !
اسمه * معاذ * , عمره 26 سنه يوم مات
اعترف اني اول ما تزوّجته كانت نيتي ارتاح من مشاكلنا وانحاش من بيتنا , لكن بعد موته تحسفت على لحظاتي الأنانيه ؛ بس كل ما أنبني ضميري اتذكر ذاك الوقت اللي كنت من جد احتاج رجّال اشد فيه الظهر بدال ابوي اللي تخلى عّنا او مشاري اللي كان متبهذل مع حياته وحياتنا . .
" وابتسمت بعشوائيه وانا اتذكر وجهه " كان واضح انه مثقف ؛ ونظارته مُشكله دايم تضيع لأنه يحب يشيلها لمّا يقرا
" وبتنهيده " ما اخفي ان العبره خانقتني ؛ ما أقدر انسى آخر مره شفته فيها , بس بما اني أرغمت نفسي و تعديت هالمرحله لازم ما اطلّعها
لكن اللي ما أقدر اخفيه ان موته جاب بعده أزمه خلتني ارجع اعيش مع اخواني وهذا اللي ما كنت أبيه
بذيك اللحظه فهمت وتأكدت ان مو كل اللي اخطط له راح ينجح
ادري ان اللي سويته بنيّتي بهالزواج غلط بس وقتها ما قدرت استحمل بيتنا بدون امي وابوي ؛ قنطت من رحمة الله وللأسف عنادي عَماني عن ان ربي يقدر يرجعني للشي اللي فرّيت منه دامه مكتوب عليّ اواجهه !
مع اني بالبدايه ما تعلمت وظليت ببيته اللي كان كاتبه بإسمي لين ما ولدت يوسف , بس بعد الحريق تسكرت الابواب بوجهي من جد , فرجعت لدائره بيتنا ومشاكلها اللي ما كنت ابي اعيشها ؛ لكن هالمره غير لأني التزمت وايماني يدعمني بـ ان الله مارجعني الا لحكمة جاهلتها وماراح اعرفها الا اذا صبرت
"وبتنهيدة قناعه " اف احس لو بكمل يا بصيح يا باخذ مساحه كبيره مالها نهايه لأن ماعمري فضفضت لأحد بسبب خجلي من نفسي واللي حاولت اسويه مع معاذ


بهاللحظه الحساسه قاطعني صوت عذاري اللي جت من المدرسه هي ومشاري اللي جايبها
فقّت من دوامتي الطويله وضميت شفاتي بهدوء وانا اتعوّذ من الشيطان . .
* متعب يجيبه باص الروضه ويوصله مشاري الصباح *
* عذاري يوصلها ويجيبها مشاري لأنهم يطلعون بنفس الوقت *
* آيه تجي وتروح بسوّاق أجار مع قروب من البنات اللي معاها *


دخل مشاري بعد ما سلم بعفويه وجلس جنبي . .
انا تحاشيت اناظر عذاري بعد ما تذكرت سالفتها امس ؛ وهي كعادتها تكون تعبانه فتسلّم وتروح لغرفتها
الجازي تقوم من الارض : دامكم وصلتوا بروح اساعد * رتني * - الشغاله - بَنكب الغدا
مشاري : الله يعطيك العافيه
قلت بإبتسامه باهته وانا اناظر متعب اللي وقّْف كتابه بعد ماراحت امه : تبيني اعلمك كيف تكتب حرف الخاء بطريقه سهله ؟
مشاري بإستغراب : للحين انت تكتب فيه , مو امس وصلتوا حرف القاف ؟
ضربت مشاري بكوعي وابتسمت له ابتسامه معناها " اكرمنا بسكوتك "
متعب بضيقه وهو يشيل دفتره بسرعه ويروح : شكراً بنزل عند ماما تعلّمني
مشاري يرفع حاجبه ويناظرني بإستغراب : وشو كسرتي حوضي !
انا بضحكه بسيطه : الاستاذه قالت له يعيد يكتبه لأنه ماعرف والاولاد ضحكوا عليه فرجع يصيح اليوم
مشاري يحط يده على جبهته : اففف لااء الحين بيكرهني
انا بخبث : اشتر له الفيراري الحمرا وماراح يزعل
مشاري بضحكه : حتى انتي معهم !
قلت بقلبي وانا اتأمل هالموقف بسرعه : الله متى بيجي اليوم اللي يطلب مني يوسف لعبه واعيش هالاحاسيس مثل مشاري ومتعب ماشاء الله . .
قاطعني بهاللحظات صوت جوآلي اللي رن
قلت لمشاري بسرعه وانا اناظر الاسم : هذي عمتي * ام معاذ * !
مشاري : اي ردي
عدلت صوتي ورديت بهدوء وانا ابلع ريقي : هلا عمتي
الحمد لله , وانتي اخبارك ؟
الله يسلمك الحمد لله كلهم بخير
اي يوسف بخير
لا مدفيته ههه
اليوم ؟ امم اوكِ ان شاء الله
ينام عندكم ؟ لا ما ادري مو كأنه الجو بارد شوي والعيال ما يعرفون له واخاف يسوي عندكم زحمه
خلاص
أها طيب , ان شاء الله على امرك
اوك اي بجهزه
الله يسلمك يوصل , وانتي بعد سلمي عالكل
ان شاء الله
الله معاك .


مشاري يناظرني وانا انزل الجوال : يبغون يوسف ؟
قلت بضيقه وانا واضح عليّ الرفض : اي , تقول عماته وعيالهم بينامون عندها ويبغونه ينام معهم
مشاري يبتسم بقناعه : خلاص ارسليه هو ورتني , مو اول مره ياخذونه
قلت بنرفَزه ومزاجي انقلب بالكامل : بسس زحمه عندهم كأنها بتاخذه استهبال !
- اي عادي رتني معاه وبعدين انتي دايم ترسلينه لها وهي عجوز لحالها
تكتّفت وقلت : بسس الحين . .
مشاري يقاطعني وهو يطبب على كتفي ويناظرني بشوية جديه : تراه ولدهم وشايل اسم عايلتهم خلي الامور ماشيه عشان لا يتحسسون
قلّبت عيوني وقلت بغرور : ليش دايم تتكلم كذا , لا تنسى ان حضانته عندي غصباً عنهم
مشاري بنظره جاده بحت : هتون بلا بزاره !
ناظرت فيه وسحبت كلامي لأني ما اقدر اتحداه
بعدها قمت بسرعه وقلت بتأفف : خلاص ان شاء الله , بروح اقول لرتني تتجهز
تنهد مشاري ؛ وانا نزلت تحت عشان اشوفه . .
لقيته كالعاده مع رتني قاعد يرضع وعايش جووه
القهر كان بقلبي لأني ما احب اوديه عندهم بدون سبب مقنع !
شفت الجازي بهاللحظه تنكب الغدا وتنقله للطاوله فساعدتها فيه وخليت لـ آيه حافِظه لأنها ترجع من دوآمها خمس العصر ؛ لعل وعسى يتغير مزاجي لمّا انشغل .





‘,





2 ونص الظهر | بعد الغدا
بغرفتي
* غرفه بيضا كلاسيكيه مرتبه وهاديه *



كنت جالسه اجهّز شنطة يوسف وكل ماحطيت شي تحلطمت وضاق خلقي زياده !
كل المواضيع اقدر امسك نفسي فيها الا هالموضوع
قلت بقهر وانا اصفط بعض البيجايم : استغفر الله تتصل بالشهر مره وتاخذه منّي على اساس ولدهم , ماشاء الله ذابحها الحب والوَصل . .
دخلت عليّ بهاللحظه عذاري بهدوء تام !
ناظرتها وقلّبت عيوني ورجعت لشغلي وزادت كئآبتي وعصبيتي
" كِملت السالفه , ذي عاد جت بوقت غلط ؛ الحين من جد بعلمها النبي عربي اذا فتحت سيرة بلوتها "
عذاري وهي تجلس عالسرير : بياخذون يوسف ؟
انا ببرود وتأفف : ايه . .
سكَتت فتره وماتجرأت تتكلم لأن واضح إني معصبه


وما بين الهدوء , فجأه نطقت وقالت اللي كنت متوقعته : هتون معليش اكلمك بسالفة امس
التفتت عليها بسرعه وانا مبسوطه انها جابت الطاري وناويه عليها نيّه تخليها تبطّل تطلع من غرفتها
فتحت فمّي بصارخ وتعابير وجهي ولا أروع , لكن فجأه رن جوآلي وتفشلت
قلّبت عيوني ومن جد ربي يحب هالعذاري
رحت للكومدينا ورديت بنرفزه عظيمه : ها وش تبين
آيه بإستعجال وهي مو جنب عصبيتي : اسمعي هتون , ابغاك بسرعه تروحين تشوفين فستاني الاحمر التوب اللي لبسته بالسهره المره اللي فاتت
قلت وانا اقلبّ عيوني : ليش وش فيه ؟
- انتي روحي قابليه وانا اقولك
جلست على السرير جنب عذاري وهمست لها تروح تجيبه لأن مالي خلق ابد وهي بدون نقاش راحت > تدوّر رضاي
واول ما جابته قلت لـ آيه : اي وش فيه
آيه : شوفيه مشقوق من تحت على جنب ؟
قلّبته وقلت : اي شوي
- افف , اجل اسمعي جهزيه عشان اول ما ارجع اوديه انا ومشاري للخياط
قلت بفضول : طيب ليش وش عندك ؟
آيه بنفس العجله : تو * سما * اتصلت عليّ تقول بكره بيسوّون استقبال ببيتهم لزوجة اخوها * محمد * مو توهم راجعين من شهر العسل وكذا, فـ عزمتني وأصرّت نجي كلنا ومره بتزعل إذا ماجينا
انا بنفي تام : لا معلييش , اليوم دقت عليّ عمتي الجميله وقالت تبي يوسف وبترجعه بكره , اعتذري لها عنّي ما اقدر لازم اشوفه اذا جا
- اي ماعليه نتفاهم بعدين على سالفتك ؛ المهم انا بقفل عندي شغل ولا تنسين تجهزين الفستان
- اوكِ يالله .


سكرت الجوال وتأففت وانا حاطه الفستان بحضني
عذاري بإستفهام : وش عندها ؟
قمت من السرير وقلت بدون نفس : محمد وزوجته رجعوا من شهر العسل ومسوين لهم استقبال بكره
عذاري بدفاشه : طيب وانا ماقالت لك وش البس ؟
رحت عند الدولاب وكملت شغلي : لا
عذاري تبهذلت : يوووه بروح اتصل عليها تدوّر لي صرفه !
وطلعَت من غرفتي بسرعه ونست موضوعها المهم دام السالفه فيها سهره وجمعة حريم . .
تنهّدت وانا اصفط ملابس يوسف واحطهم بالشنطه
مديت بوزي وناظرت اللي دخلته وانا معصبه وللأسف مافرّغت هالعصبيه على عذاريوه
حسيت إني كثرت على يوم وليله بس ما ادري خايفه يبرد او يوصّخ نفسه كثير ومايكون عنده غَيار !
جلست على السرير عشان أهدَى وقعدت افكر فيني وفـ خواتي
دايم هالمواضيع تهمهم لكن انا لا , مع إن سما قريبه منا مره * بنت جيراننا وبيوتنا متلاصقه *
وصديقه آيه من زمان !
بس الصرآحه انا ما قمت اروح الجمعات الكبيره من بعد موت معاذ لأني ما احب رحمة الناس وأسألتهم خصوصاً بعد حريقة بيتي . .
مع إن عندي فضول اشوف زوجة اخوها محمد لأننا بزواجهم ما رحنا بسبب شوية ظروف صارت
لكن انا غير مرتبطه بيوسف , والوقت ابداً مايسمح وجد غلط
ابتسمت على نفسي وقلت بهدوء وانا اتنهد : يالله ما عليه لازم اضحّي شوي
تركت افكـآري اللي مدري وش تبي , ورحت اسكر الشنطه السماويه اللي مابقى شي ما حطيته فيها .





‘,





اليوم التالي
الخميس
3 الا ربع الظهر | فلة أبو زيد
بالمقلط تحت



ابو زيد : اقول متى بيخلص استقبال ولد اختك اليوم ؟
ام زيد تتقهوى : والله ما ادري " والتفتت وهي تدور جوالها " ذكْرتني لزوم اتصل عليها يمكن تبي الشغاله او شي
عيسى يتقهوى : اقول يمّا ارتاحي بس , هي لو تبي كان اتصلت
ام زيد تطقه على فخذه : وانت وراك كل ما كبرت شرّيت , هذا اكيد من نتايج صداقتك الخايسه مع * فوّاز * ولد الشينه ذيك !!
عيسى يتلمّس مكان الضربه : أحح يمااه وش دخلّ فوّاز الحين
ابو زيد بضحكه : عاد والله لو تشوفينه ملتزم ووش زينه
* زيْد * بمُقاطعه وهو يدخل : عزّ الطلب , مواصفات الولد المثالي اللي تتمنين عيسى يكونه بالضبط



.




ام زيد بإبتسامه وهي تناظر بِكرها اللي كان مرسّم بثوبه الترابي الشتوي وتوه جاي من الشغل : هلا والله " وناظرت عيسى وهي تقلّب عيونها " وانت اجل تعلّم من فوّاز وش تنتظر
مدّ عيسى بوزه وقال بكِره : ان شاء الله
أبو زيد يغير الموضوع : المهم , تأكدتي ان البنات ماناقصهم شي للإستقبال ؟
ام زيد : اي الحمد لله كل شي موجود , قبل شوي صَحوا عشان يجهزون ملابسهم
ابو زيد يناظر زيد : وانت تعال كلّمك محمد ؟
زيد بإستفهام وهو يريّح جلسته ويفك زاراه الاول : لا ليش ؟
ابو زيد : مدري اتصل عالبيت يدورك . .
زيد يطلّع جواله من جيبه ويشيّك : اف مخلّص الشحن , اجل بتصل عليه بعد شوي
ابو زيد يصب بفنجانه : على خير
عيسى بخبث وهو يحارش زيد اللي كان يناظر ابوه يصب القهوه : ليش تناظر قهوتنا لا يكون بدا يحن العرق واشتهيت فنجان ؟
رفع زيد فمّه بإزدراء واكتفى بنظرة برود !
عيسى يهمس لأبوه بصوت مسموع : انتوا من وين جايبين هالولد , اول مره اشوف احد بعايلتنا مايحب القهوه كِثره
زيد يلف وجهه على جهة أمه بتنهيده : يا صبر الارض
عيسى بضحكه خبيثه وهو يهمس بإذن زيد ويناظر بأمه : ما انصحك تناظرها , شكل وراها استفتاحيه بموضوع تحبْه ؛ عشان كذا قاعد ادربك عالصبر من الحين وانا أخوك
زيد بتجاهُل وهو يدفّ عيسى عنه بعد ما فهم المضمون : روح منّاك بس
ابو زيد بمقاطعه : فكّونا من الحِرشَه "وبإستطراد " واجهزوا اليوم بدري لاستقبال ولد خالتكم مو تعطلوني
زيد بتنهيده وهو ينزّل غترته وعقاله : ان شاء الله يبا .





‘,





3 وربع العصر | فلة ابو مشاري
بغرفة آيه



جت سما عندنا قبل شوي لحالة طوارئ عشان تقيس فستان من فساتين آيه بعد ما احترق فستانها يوم كانت تكويه , وعاد مره وحده بما انها بتتأخر اذا راحت للكوافيره خلّت آيه تستشور شعرها
بهاللحظه انا كنت متركيه عالجدار جنب الباب واناظرهم يكشخون ومستمتعه بالمناظر
عذاري تدخل علينا : بنات مو كأن الماسكرا كثيفه بعيني اليسار ؟
آيه تناظرها : حلوه لا تخربينها
تأملت عذاري اللي كانت لابسه فستان اسود قصير كالعاده ,عليه تداخلات بالازرق والاحمر والبرتقالي
وفاتحه شعرها ويفي , والميك أب حدث ولا حرج
عاد طْلعت من عندنا بعد ما ناظرت ماسكرتها مليون مره . .


سما بضيقه وهي تناظرني من مرآية التسريحه : ياشينك يالعجوز , قسم بالله مالها داعي انك ما تجين !
انا بإبتسامه : والله ما اقدر , يوسف بيرجع الساعه 6 ونص لازم اتطمن عليه وأنوّمه بدري
سما بقهر : طيب رتني تجلس معاه الله يخليك يمديك تلبسين وتكشخين , والله مالها طعم بدونك
انا بتنهُد : سمّوو مو عن شي بس انتي تعرفيني ماراح اتطمن اذا السالفه كذا
آيه تتريق وهي تكمل شعر سما : انتي لو تدرين كم مره متصله على جوال رِتني عشان تتطمن على قولتها !
سما تفكر بتبويزه : اف طيب اسمعي انتي البسي الحين ونقعد حنّا هنا لين مايجي , شوفيه وبعدين نوميه وتنتهي السالفه
آيه تناظرني بملل : يالله هتون بلا تعقيد
سما : بليز بليز بليز !
انا بإبتسامه عفويه : خلاص بنات خيرها بغيرها . .
سما طنقرت : وشو خيرها بغيرها هو كِله اخو واحد من وين اجيبلك اخو ثاني عشان تجي غيرها يعني !!
ضحكت على كلامها وفتحت جوالي بعشوائيه وقمت العب فيه واصرفهم
آيه تقلّب عيونها من برودي وتكمل شعر سما : كيفها خلاص , المهم مين بيجي غير خالاتك وعماتك واهل العروسه ؟
سما تتأفف : اممم بنات وليد وساره ويمكن يجون . . . .
ومسكت خط وجلست تقول الناس اللي وش كثرهم
انا كان الفضول يخليني اسمع الاسامي واسألهم ببعض اللي اشك فيهم فتقعد سما تفتح سالفة جيّتي والموضوع مازال مُستمر


وبين كل هالحوسه رنّ جوآلي بإسم عمتي ام معاذ
أنا استغربت وخفت ان يوسف صار له شي فرديت بسرعه مو صاحيه ولفتت انتباههم : هلا عمتي
الحمد لله , خير ان شاء الله ؟!
يوووه حبيبتي
اها , يعني متى ؟
سلامتها ماتشوف شر , سلميلي عليها كثير
مشاري يجي ؟
طيب , اوكِ
يالله الحين بقوله
ان شاء الله , مع السلامه .


سما بققت عيونها بتفاؤل بعد ما سمعتني اقول عمتي : وشو وشو وشو ؟!!
آيه بقرف : وش تبي اللي ماتتسمّى ؟
قلت بسرعه وانا طالعه من الغرفه وماعطيتهم وجه : وحده من بناتهم انكسرت رجلها , تقول ارسلي مشاري ياخذ يوسف عشان لا يشغلهم
سما بفرحه وهي تقوم من كرسي التسريحه وتصارخ عليّ : يعني بتروحيين ؟!
انا نزلت بسرعه وما امداني ارد عليها . .
آيه تضرب سما على ظهرها : اجلسسي لا يحترق شعرك
سما متحمسه : تتوقعين تجي ها ؟ خلينا ننشب فيها اوكِ ؟
آيه بإبتسامه : ما ادري اصبري مو الحين , ماراح تعطيك وجه
سما بجديّه : بس بننشب , نادي عذاري بعد ما اخلص شعري عشان تساعدنا
آيه بإبتسامه : ههه اوكِ .





‘,





7 وربع العشا | بالمجلس تحت



كان الكل لابس عبايته وينتظرني تحت بعد ما صارت شويّة تطورات بهالاستقبال اللي من بدايته حوسه بحوسه . .
طبعاً اول ما جا يوسف ارتحت يوم شفته , لكن بعدها بدقايق بدأو البنات النشبه اللي ما بعدها نشبه ؛ وتقودها شخصياً سما
لدرجه إني وصلت لمستوى التمثيل وسويت نفسي مريضه و بطني يعورني ؛ بس ما ينفع ابد


عاد بعد المحاولات , وعلى قولتهم كِثر الدق يفك اللّحام
شفت السالفه صدقيه ومشاري ومتعب بيطلعون للإستراحه ومحد راح يبقى بالبيت
فاستسلمت وقلت اروح انا ويوسف والشغاله مع إني بالبدايه كنت اتعذر فيهم ؛ لكن سما قالت إنه عادي والكل بيجيب بزارينه وحوسه ومن هالكلام
عاد اقنعتني شوي وتطمّنت . .


المهم , نزلت بسرعه من الدرج وانا ماسكة عبايتي بيدي
سما تقوم من الكنبه وتجي صوبي بسرعه وتناظرني : خليني اشوف
عذاري ترفع لي اصبعها الدوبي : نايس
سما تلف حولي وتضحك : اصم الله كيووته " وبوناسه " عاد الله يعينك ماراح افكك ابد
عذاري تركز بعيوني : هَتون امسحي عينك اليمين من على جنب , فيها شوية آي لاينر زايد
آيه توقفني : لالا بيخرب خليه مو واضح
قلت بإبتسامه وانا اتلمّس تحت عيوني بشويش : اوكِ
سما تناظر ساعتها : يؤ بتصير 7 ونص , يالله اجل مشينا
الجازي ترفع طرحتها على شعرها : اوكِ يالله


رحت للمغاسل وانا البس عبايتي الراس واشيّك على نفسي بالمرآيه
فستان ساده ماسك بشكل مريح شيفون لونه عودي غامق على بني , لـ نص الركبه تقريباً وطويل من عند الاكمام وفتحته الصدر مثلثه
عليه كعب متوسط الطول نفس اللون ساده و اكسسوارات فضيّه بسيطه
أمّا شعري سوّيته ستريت مع إني ما فضّلت افتحه بس آيه شجعتني ؛ او بالحقيقه غصبتني لأنها مشتهيه تطلّع إبداعاتها !
واخيراً الميك أب خفيف جداً , روج احمر مخمل وآي لاينر نحيف اسود فوق وشويّه شدو .


رحت لهم عند الباب بعد ما خلصت , وشلت يوسف من رتني اللي كانت ماسكه شنطته ؛ وطلعنا كلنا مشي لبيت سما القريب . .
وبالرقم القياسي المعقول , ما مرت دقيقه الا وحنا واصلين عند رصيفهم الرصاصي
كانوا الحريم اول ما يدخلون يروحون من عند الحديقه عاليسار لباب المجالس ؛ والرجال العكس كانت مجالسهم يمين
الكل دخل قبلي من باب الشارع المفتوح لأني انشغلت مع رتني وانا اسألها عن الاشياء اللي جهّزتها بشنطة يوسف
واول ما جيت ادخل تقدموني رجال وهم يتنحنحون فاضطريت انتظرهم يمرّون وسبقتني رتني . .
بعدها دخلت , ويوم جيت اروح يسار من عند الحديقه الكبيره اللي دايم كانت تعجبني سمعت صوت يوسف يوقفني وهو يطلّع اصوات بفمّه كأنه يناديني !
قلت بقلبي وانا اعرف وش بعد هالاصوات : لا لا لاتبكي لا لا
وبين ما انا واقفه واحاول اشوف وش سالفته فقدت مصاصاته الحمرا فالتفت وراي ولمحتها طايحه بالارض لأن راسه كان على كتفي
تنهدت براحه , واول ماجيت امشي لها لاحظت إنها قريبه من رجل واحد من الرجْال وهو بديهي شالها
لكن الغريب إنه اول مامشى صوبي وشاف يوسف خفّت خطواته للحظات بسيطه
انا لمحت بعض تعابيره رغم المسافه اللي مو شويّه وما فهمت سبب نظرته الغريبه !



قطب الرجّال عيونه وهو يناظر يوسف ويتأمله بشكل دقيق كأنه قاعد يتذكر شي متعلق فيه
قال بقلبه وهو للآن ماسك المصاصه بيده : انا وين شايف هالولد ؟
مو غريبه عليّ ملامحه !
قطع تفكيره صوت اخوه يناديه : يالله تعال
التفت الرجّال على أخوه وحسّ بنفسه , فبسرعه راح لعند هَتون وابتسم ليوسف وعطاها المصاصه
شِكرته هتون ومشت
أمّا هو , راح بالجهه المُعاكسه لمجالس الرجال
لكن صورة يوسف انطبعت بشكل واضح بباله وفيه شي أكيد يقوله إنه شايفه بمكان لكنه مو قادر يتذكر وين بالضبط .



.




ونتوقَف هنا
سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }



اتمنى البارت حاز على رضاكم
خبروني اذا كان قصير او ازعجكم صغر الخط ونوعه
+ اتقبل الانتقادات بكل شفافيه وصراحه
واعذروني على أخطائي الاملائيه http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(253).gif



استودعكم الله وألقاكم الاربعاء على خير .




اسطورة ! 21-07-12 11:28 PM


-
بارت 3

-




يوم الخميس
فلة ابو سما | الساعه 7 ونص العِشا
بمجالس الحريم



فصّخت عبايتي وعطيتها وحده من البنات اللي استقبلوني , وبست يوسف قبل لا تاخذه رتني معاها للمطبخ
كانت تعابير الرجال اللي شفته قبل شوي شاغلتني بهاللحظات !
قلت بقلبي وانا اتنهد : كأنه اول مره يشوف بزر
يما لا يكون بيحسد ولدي !
" وبلعت ريقي " لا لا انا كل يوم اقرى عليه الوِرد ومايضر الا الله


مشيت بين الحريم بعد ما طردت هالافكار الشنيعه من راسي وشيّكت على شعري ولبسي
الصراحه انبهرت من العدد اللي مو شوّيه وما أخفي اني كنت متوتره ان احد يتجرأ ويسألني عن معاذ الله يرحمه او حريقه بيتي
الـأجواء والانوار والتنسيق اللطيف يدل على الاناقه والذوق وواضح إنه متعوب عليه
بهالاوقات آيه كانت جالسه مع سما ويسولفون مع العروسه
وعذاري ناطه بكل مكان لأنها تعرف الاغلبيه * دايم تروح مع آيه اذا جت العزيمه من طرف سما *
والجازي كانت مع الحريم اللي بسنّها


أمّا انا , فجأه لقيت نفسي جالسه جنب الامهات وأسوّي يعنني منسجمه مع سوالفهم الطلاسم !
يعني قلنا عندي ولد بس مو لهالدرجه عاد


وحده من الحريم وهي تناظرني : انتي قريبة العروسه ؟
ام سما تحط يدها على ظهري وتطبب عليّ : لا هذي صديقة بنتي وجيراننا من سنين
ام زيد تدخل عرض : ايه تذكرتك كنتي تجين مع اختك آيه لبيتنا يوم كنتوا صغار
" بدينا غثّ " انا بإبتسامه مصطنعه : اي صحيح
ام سما تأشر على ام زيد : عساك تذكرتيها هذي اختي الكبيره
- إيه اكيد تذكرتها
ابتسمت لهم وانا متورطه من قلب و قاعده اسب مليون ألف مرّه آيه وسما اللي سحبوا سحبة محترمه !
ما ادري مين اللي قال ترا بنلصق فيك
تنهدت ومسكت فنجان قهوتي وبديت اتأمل الركن يساري اللي فيه سما وآيه . .


*


سما , 27 سنه
خريجه كليه اللغات والترجمه الفوريه , تشتغل بمعهد انجليزي
من عائله مقتدره مالياً ؛ ماعندها اخوان غير محمد .

* وزنها 71 وطولها 163
* شعرها ناعم قصير وقصّته دائريه ساده , صابغته اشقر
* بشرتها صافيه وبيضا نوعاً ما
* خشمها مميّز


*


وبين ما انا متنحّه فيهم , صرخوا مجموعة بنات كانوا واقفين حولهم وهم يشيلون شي كأني اعرفه
قعدت احاول اركز وبعدت فنجان القهوه عن فمي والفضول يسأل هم وش قاعدين يخقون عليه ؟
بهاللحظات بققت عيوني واكتشفت أن يوسف هو الشي الابيض المدوّر اللي قاعدين يمررونه بينهم ويقطعون خدوده !
" يوووه الحين يصيح ويزعج الحريم "
حطيت فنجاني على طاولة الضيافه الصغيره القزآز وقمت بسرعه وقرّبت من دويرتهم الزحمه
وحده من البنات وهي شايلته ومره خاقه : آيه ولد اختك يزنن وهـ وهـ ماشاء الله
الثانيه ترد عليها : عطيني اياه ابغى ألمس خدوده
وحده ثالثه تضحك عليه : شوفوا شلون مبوّز كأنه لعبه يادلبوو
الرابعه برومانسيه وهي تلمّس ملابسه : بلوزه ريش وكاب صوف وشوز ابيض , ياناسوا عليه ذا من وين جايبينه !
الخامسه ببرائه و شوي وتصيح : خلوني اشيله مالمسته يا كرهكم
آيه تاخذه منهم وتناظر فيه : سبحان الله فجأه صار هادي ومايصيح , بالعاده اول مايشيله احد غير امه يطلق ابواق الخطر
ضحكوا البنات على آيه وللآن كل وحده تقول مدحه من صوب
ابتسمت على تعليقاتهم اللي خلتني اشوف نفسي وحسيت بلحظة غرور غبيه لدرجة اني ماقاطعتهم
سما انتهبت لي : بنات هذي هتون
البنات بهاللحظه التفتوا علّي دفعه وحده !
انا استحيت وسلمت عليهم وبدت سما تعرّفنا لبعض . .


بعد لحظات استأذنت واخذت يوسف اللي كان مبوّز وخدوده من البرد صارت حمرا
اندمجت معاه شوي لأنه اول ما شافني قام يسولف ويطلع اصوات ويعاطس , لكن يوم بدا يزعج ويتأوّه اتصلت على رتني تجي تاخذه
نزّلت جوالي وقلت بتنهّد بعد ثالث اتصال : وينها ذي ليش ما ترد ؟
رفعت راسي وقلت لسما اللي أشّرت لها تجي لأن البنات بدأوا يسولفون وهي كانت معاهم : بوديه لرتني كيف ؟
سما تناظر السيب الطويل المنعَطِف اللي متوسط مجالس الحريم الثلاثه وهي تاكل تشيز كيك : ماتقدرين مجالس الرجال مفتوحه على المطبخ , بس لحظه بنادي واحد من الصغار
ورآحت نادت بنت تعرفها عمرها تقريباً 10 سنه , وجت
سما بإبتسامه : خذيه وروحي للمطبخ وقولي وين رتني
قلت بإبتسامه وانا اعطيها يوسف : انتبهي عليه حبيبتي
راحت سما بعد ماشِكرتها ورجعت تسولف مع البنات
أمّا انا ظليت اطل على البنت اللي مسكت يوسف بيدينها الثنتين ورآحت تمشي بشويش وكانوا ورآها شلة بنات صغار يسولفون معاها
* صراحه خقيت على اشكالهم وفساتينهم اللطيفه *


وحده من البنات تعطي حلاو للي ماسكه يوسف : خذي هذا ماما قالت اعطيك اياه
البنت اللي شايله يوسف : خليه معاك انا ماسكه النونو
- خلاص بحطة بجيبك عشان بروح العب
وجت البنت بتحط الحلاو بجيب اللي شايله يوسف وفجأه بدوا يتحركون بشكل غريب وطاحوا عالارض كلهم !




.




بققت عيوني بشوف وش صار لأن الموقف سريع وكانوا شويّ بعيدين
وأخيراً توضّحت الرؤيا وشفت البنت طايحه على ظهرها ويوسف صرخ كعادته مع انه كان فوق بطنها وماصار فيه شي !
البنت اللي طاحت على طول تركت يوسف وحطت يدينها على راسها فـ مال من بطنها وانبطح عالارض
انا دق قلبي مع إن الطيحه كانت عاديه بس ماهان عليّ شكله وهو بنص السيرآميك ويصيح بأقوى ما عنده
قلت بسرعه للبنت بهمس عالي : شيليه حبيبتي شيليه
ناظرتني البنت وبعيونها دموع بسبب راسها اللي عوّرها , ويوم شافت صديقاتها انحاشوا رِكضت وراهم بخوف !
تأففت وحطيت يدي على جبهتي وانا اقول : إنا لله . .
جت سما من ورآي بعد مالمحت توتري وطلّت بالسيب وهي للحين تاكل بالتشيزكيك الاول ماغيره : روحي شيليه
- اخاف يشوفني أحد
سما تأشرّ لي بالملعقه وتبتسم وتروح : روحي بس محّد شايفك الممر على شكل قوس
ناظرت عدم اهتمامها وقلت بقلبي : الحين ورى انا حاطه لرِتني جوال , المفروض هي اللي تتعب مو انا
تنهّدت بشويش بعد ما قررت اروح وطلّيت آخر مره عشان اتأكد ان السيب فاضي ؛ فـ رحت بركض بسيط ليوسف لأن الكعب مايساعد





‘,





بنفس الوقت , كان هو موجود بوحدة من آخر الغرف اللي بابها يطلّع على نفس السيب المُقوّس
عدّل شماغه بروقان وبرود بعد ما خلّص زقارته اللي مايخلونه الرجال يزقّرها عندهم , بعدها فتح باب الغرفه وأول ما جا بيقدّم رجله اليمنى عشان يطلع ؛ وقَف !
هي بس لحظة وحده تجمّد الزمن بالنسبه له ؛ شاف على يمينه ولد صغير لابس ابيض يصيح على الارض وأمّه توها جايه له وجالسه على فخوذها بسبب فستانها العودي الماسك وقاعده تسمّي عليه وترجّع شعرها الطويل لورى عشان لا يضايقها وهي تشيله
رمشَت عينه بعد ماشاف هالموقف وبمثل سرعة رمشة العين سكّر الباب وكأنه ماصار شي
هتون كانت مشغوله بصياح يوسف وإزعاج الحريم اللي معبي السيب فـ ما انتبهت لصوت تسكيرة الباب البسيطه ورجعت هي ويوسف بسرعه لـ مجالس الحريم



كان هو للآن موجود بالغرفه ومتكّي عالباب وقاطب عيونه بتفكير
مازال مستغرب من هالصدفه , والصوره البسيطه اللي شافها رسخت بذاكرته بشكل عميق لأنه يحتاجها عشان يقارن بينها وبين صوره ثانيه يحاول يتذكرها الحين
قال بهمس وهو متأكد : الا هي نفسها اللي ذاك اليوم كانت . .
وتحرّكت عيونه بشكل بسيط حول الغرفه ورجَعت له ذكرى كانت متزاحمه مع ذكريات ثانيه متشابهه !
الحين عرف وين شاف الولد الصغير اللي شال مصاصته اول ما جا
ابتسم بشويش وحطّ يده على جبهته بعد ما تذكر كل شي يتعلق فيها
بعد ثواني تنهد براحه وفتح الباب مره ثانيه وتأكد ان مافيه احد هالمره , ومشى بالسيب رايح لمجالس الرجال .





‘,





اليوم التالي
الجمعه
1 الظهر | المستشفى
بغرفة ام مشاري



مافيه الا رنّات الاجهزه وصوت نفَسه الهادي . .
كان واقف يسار سريرها وحاط يدينه بجيوب جاكيته الاسود الثقيل ويناظرها بتأمُل !
ملامحها زي ما كانت , وما تغيّر شي من ثلاث سنين
او بشكل أدق ما تغير شي من آخر مره زارها لأنه دايم يجيها بشكل شبه خفي ومايبغى اي احد يدري عن تواجده عندها غيرها هيّ بس , خصوصاً عياله
همس لها بصوته الخشن : اليوم جمعه , دعيت لك تو بالصلاه
سكت شوي لأن الاجابه الـأكيده هي الصمت . .
لفت نظَره شعرها المتشبّك والخامل
قرّب منها وحطّ يده عليه وقال : اكيد ما نسيتي اني كنت امشطه لك
ابتسم على نفسه يوم قال هالكلمات وبدا يدخّل اصابعه باطرافه اللي متناثره عالمخده ويطلعّها على اساس يمشطه !
بهاللحظات لفَت نظره كِثرة الشيب اللي غزاها بهالسرعه وغزاه . .
فتذكر شعرها الاسود الكثيف اللي كان طول عمره يحبه , لدرجه انه مايرضى يخليها تقصّه ابد ونادر ما يرضى لبناته
* ابو مشاري * يزورها دايم إذا فضى , تقريباً كل شهر مره ويحاول يختار يوم عياله ما يجون عشان لا يصادفونه ؛ وأكيد زوجته الثانيه ماتدري
يعترف إنه مايقدر يستغني عنها وقلبه مرتبط فيها
وودّه يرجّع الزمن ويشوف عيونها ترمش وفمها يتحرك وصوت صراخها يمَلى البيت


ضحك بسُخريه وهو يهمس : البيت ؟ أيّ بيت فيهم !
تذكّر بهاللحظه انه حتى البيت تركه بعد زواجه اللي كان يتمنى ينشغل فيه عن مرضها وينسى الماضي اللي هي محوَره
يمكن كانت نسبة انانيته مرتفعه بس ماقدر بذيك الايام يصبر على كلام الناس ولوم عياله اللي طال وخلّاه يتخبط بكل جهه لين ما اتخذ قرار الانسحاب الكامل
وهذا أحد الاسباب القويه اللي خلاه يسكن بأبعد مكان عن بيته


بس مازالت النتيجه صفر وما تغيّر شي وهذا هو مايقدر يقاوم يزورها !
الذكريات اللي تغزوه مو بيده , جمايلها والايام القديمه الحلوه واجد , ومستحيل ينسى السنين اللي قضّاها معاها . .
وبمنظوره الخاص يعتقد ان بجيّاته وروحاته حولها يقدر يقلل شوي من تأنيب الضمير اللي عايش فيه بعد ما تركها وترك عياله


قاطعت سلاسل أفكاره الممرضه وهي تدخل
عرَف انه وقت تغيير المغذّي والفحص , فناظرها نظره أخيره بسيطه وتعدّى بلاطات غرفتها وطلع بتنهيده طويله وهو يشيل الكمام من على فمه .





‘,





بنفس الوقت | فلة ابو زيد
بالمقّلط تحت



* سندس * جالسه جنب الدفايه : يما شرايك ببنت يعقوب الطويله
ام زيد تشرب من كاس الشاي وتاكل البسكويت اللي حاطته داخله : منهي البيضا ؟
* رنين * بهدوء وهي تصب لها قهوه : اي خالتي اللي لابسه اصفر
ام زيد بقرف : لا وع خشمها مو حلو , وبعدين لون الفستان من لايق عليها " وناظرت زيد المشغول وقالت بخبث " الاّ ذيك الزينه بنت داوود اللي لابسه اسود
سندس بإبنبهار مُبالِغ بعد ما فهمت معنى نظرة امها : اي ماشاء الله دمّرت الكل , حبيت مكياجها حتى سما خقت عليها
رنين بتعليق وهي تبتسم على خطتهم الواضحه : اصلاً كل شي فيها عالم ثاني
تنهد زيد اللي كان منسدح قبالهم ومشغول بالجريده اللي بيده ويسمعهم بشكل بسيط
ام زيد تناظره وتحاول تخليه ينتبه لكلامهم : اقول زيد ماعندك شغل اليوم ؟
زيد يقلّب بجريدة الرياض : يمّا جُمعه . .
ام زيد تناظر سندس بتبويزه : اقول يما روحي سوّوي لنا ترمس قهوه ثاني , اخوك ما منه نفعه
ابتسم زيد لأنه فاهم المقصد من زمان , وضحكت سندس وقامت بالترمس للمطبخ
بطريقها قابلت عيسى اللي ضربها على كتفها ومتعمد يحارشها ؛ فصرخت عليه وضربته على رجله ورآحت للمطبخ
عيسى بإبتسامته المعتاده وهو يدخل : السسلاموو عليكم


ام زيد بنرفزه وهي مقهوره من زيد والحين من عيسى : ابوك يالله نام ليش تخلي هالملسونه تصارخ الحين تقومَه
عيسى بتبويزه وهو يبوسها على خدها ويجلس جنبها : سوري ماكنت ادري
ام زيد تناظره من فوق لتحت : خلنا من سورياتك ؛ مادورت شغل بعد ما رفضوك ؟
" افففف خرب المزاج وقته الحين يعني " عيسى يلعب بطرف المَركى المزركش : الا بس انتظر واحد من الشباب يرد لي خبر
ام زيد تتأفف وتطلّع حرتها فيه : قوله يستعجل
عيسى بجديه وهو يرفع راسه : يما شفيك انا ماني زيد اربع وعشرين ساعه تلمحين له ويسوي نفسه ما يدري
التفت زيد على عيسى وناظره نظره معناها " وش دخلني الحين " وكأن جو النَظرات بدا يحمى شوي
ام زيّد بتنهيده وهي تهدي الوضع قبل لا تتطور السالفه ويتكلم زيد ويتهاوشون : خلاص افف رنين يمّا وش قلتي لي اقول لعيسى اليوم ؟
رنين بلعت ريقها وماحبت دخلتها : ايه ,عيسى ابغى شغلات للمدرسه من المكتبه توديني العصر ؟
عيسى يبتسم بهدوء وهو يكسر مزاجه ويرجع طبيعي : اي ان شاء الله " وناظر زيد وقال بمزح " والاخ وش شغلتك هنا ليش راد رنين
التفت زيد على رنين وعيسى وناظرهم نظره جديّه و فاهيه بنفس الوقت !
رنين بسرعه : لا انا ماقلت له
عيسى يشق الكشره : اها اجل سوري
رجع زيد للجريده وتنهْد ببرود من هالجو وما درى إنه نظراته كانت توحي إنه ناوي على هوشه وخوّفهم من لا شي !


سندس بضحكه وهي جايه من المطبخ : اقول رنين شفتي يوسف امس
رنين تبتسم : اي ماشاء الله يدنن عليه خدود
ام زيد داخله عرض : مين ذا ؟
سندس تجلس : ولد هتون
ام زيد تحاول تتذكر : منهي ذي وش كانت لابسه ؟
رنين : كانت جالسه جنبكم , هي اللي ميت زوجها وقد احترق بيتها قريب
سندس تناظر امها : يما شفيك اخت آيه اللي مانشوفها كثير
ام زيد تذكَرتها : ايييه اييه هي الوحيده اللي كانت لابسه عودي مو ؟
رنين بإبتسامه : عليك نور ام العودي
نزّل زيد الجريده فجأه وعدّل جلسته بشويش وناظرهم بشكل مُلفت وهو ينتظرهم يكملون بسبب مجهول !
عيسى ناظره بإستنكار : شفيك تحمست ؟
زيد يناظرهم بهدوء بارد : ابد السالفه فيها حريق اكيد بـ انتبه , كملوا وش فيها ذي . .
ضحكت امه لا شعورياً وقالت لسندس بهمس مسموع : لو ادري كذا كان ما تعّبت حلقي وجبت الحرايق مع كل سالفه
عيسى ماسك ضحكته وتوّه يفهم : تعالوا لا يكون . . " وضحك " اقول كم صار لكم وانتوا تسولفون عن الحريم وهو متسدح ؟
رنين ببرائه : حول ساعه
عيسى يناظره وهو منفجع : منت صاحي وللحين ماعجبتك وحده منهم ؟
زيد يتنهد ويميّل شفّته : لا إله الا الله
عيسى يحارشه بجملتة المعتاده : ما تبي قهوه ؟
زيد يقلّب عيونه ويقوم : شكراً خلها لك , بروح ادخن برا . .
عيسى ينط عنده ويمسكه من ساقه : لا لا نخيتك تَكفى اقعد خلني اسمع عن الحلوات اللي امس
زيد يناظره : وانا وش دخلني اسمعهم بدوني !
عيسى بملامح بريئه : مايدققون الا اذا انت موجود
قلّب زيد عيونه وقال وهو يفك رجله : ماعليك الحريم مايسكتون
تأففت ام زيد وقالت بعد ماشافته يطلع : ياربي مع هالولد
عيسى يتقهوى بتفكير : انا اقول خلينا نروح نفحصه يمكن مريض لا سمح الله !
كفخته أمه على ظهره كفخه طلّعت كل القهوى اللي شربها بحياته من اول ما ولد
ام زيد تهاوشه : وش هالكلام , بسم الله عليه المرض بالشيطان ان شاء الله
عيسى طبعا مسك خط مع الكحه وماقدر يجادل بهاللحظات . .
سندس تقلّب عيونها : يووه يا عيسى الحين امي ما تسكت " وناظرت رنين بخفّه " تعالي بس نكمل عن امس



.




أمّا هو , طلع بالحوش وجلس على فخوذه تحت مظلة السياره الحديد البيضا وولّع زقارته بشرود !
" حشى ما يتعبون , من اول ماترقيت وهم اربع وعشرين ساعه يسولفون عن الحريم
توقعتهم ينسون او ينشغلون بعيسى وشغله , لكن الوقت يمشي اسرع مما اتخيل
- وتنهد وهو ينفث الدخان – واضح ان هالمره جد , شكلي لازم استعد نفسياً دام امي بدت تحط عينها على مجموعة بنات "


ابتسم على تفكيره وتنفس بعمق وهو يناظر السما الصافيه اللي عبتها الغيوم وحجبت حدّة أشعة الشمس بهالظهريه ؛ بهاللحظات طرت بباله سالفتهم تو . .
" صح ذيك البنت إسمها هتون !
- وبتفكير – بس يمكن ماتكون هي نفسها اللي اعرفها
- لكن بتأكيد رجع قال – لا وين هي اكييد , صحيح اني امس شفت وجهها من على جنب بس الا نفسها وحتى الولد هو بس شوي كبران عشان كذا ماتذكرته يوم عطيتها المصاصه
- وابتسم - صراحه غريبه , بعد كل هالوقت اصادف ولدها اللي ماشاء الله ما ينتسى !
اممم بس وش صار فيها بعد ما احترق بيتها ؟
- وبإستغراب - كأن تو قالوا إن زوجها ميّت ؟ مسكينه شكلها مو كبيره ؛ الله يرحم حالها "
حط الزقاره عند شفاته وشرد شوي
بهاللحظات سكّر عيونه وقرر يتذكر ذاك اليوم البعيد بعشوائيه . .



* قبل ثلاث شهور *
* زيد كان يشتغل بقسم الانقاذ *
جتَه ذيك الليله حالة طوارئ واتصلوا على فرقتهم وجوّ مباشره بعد سيارات الدفاع المدني اللي كانت تحاول تطفّي النار
للآن يتذكر شعوره المُرعب وهو يناظر البيت ويلبس ملابسه وخوذته ويدخَله بحذر !
كان يفتّح ابواب الغُرف باب باب ويصارخ بأعلى صوته بعد ما انتشر هو والشباب اللي بالفرقه معاه عشان يسيطرون على الوضع من داخل , ويساعدون اللي ممكن يساعدونه


وفجأه يوم إنه بغى يفتح ذآك الباب لقـاه ينفتح لحاله وشافها بملامح النوم العميق
كان الهدوء مرسوم على وجهها بأول لحظة ولسّى ما استوعبت الصدمه بكُل قوآها
لكن بعد ما وضَحت عندها الرؤيه وشافته , صرخت بوجهه ذيك الصرخه اللي متعود عليها من كثر الحرايق اللي عايشها !
حسّها بزر , وأول ما بكت وجلست عالارض قرر يسيطر على الوضع ويخلّص الانقاذ بأسرع وقت فمّد يده يبغى يساعدها تقوم
لكن ردة الفعل كانت اضخم من ما توقّع
رمت بوجهه ذيك الجمله وناظرته نظره جاده وهي تقول بحقد وتوبيخ فضيع : بعّد عني لا تلمسني


ارهبته وفرضت عليه حدود لدرجه انه ماتجرأ يناظرتها , فـَ عطاها ظهره وقرر يوضح لها إنه آسف و الوقت مايسعفنا ولازم تقومين ونطلع بسرعه . .والخ
بس كل هالكلام ما قدر يطلّعه من فمه لأنها كانت اسرع منه و راحت لداخل الغرفه
هو بديهياً بيلتفت وينادي عليها لأن الوضع صار مو طبيعي وعكس التوقُعات ويكفي انه متوتر من خطورة اللي حولهم
لكن وقّـّفه الموقف , وسكت يوم شافها تشيل بين يدينها رضيع حجمه اصغر من الصغير وواضح انه حتى ما كمْل شهر
كانت حركاتها المحتاسه توضح خوفها , يشوفها تركض بتعثر بعدين ترجع وتشيل بزر ؛ استفهاماته كانت كثيره لكن مع هالاجواء الجديّه الصارمه ماسمح لنفسه يفكر , وإلتفاته عنها كان ابسط شي يقدر يقدمه لنفسه ولها


بعدها سألها اذا في احد ثاني موجود بالبيت وعلى طول يوم تأكد من ردها نزلوا بسرعه ركض لناحية الباب
لكن فجأه استوقفته عزّة نفسه ودينه قبل لا يطلع لأن لمح اصحابه قريبين جنب الباب ؛ واللي واقفه وراه ملابسها اكثر من مُلفته
فحبّ يوضح لها بنهاية هالموقف إنه ماكان يقصد شي غلط ومدّت يده كانت لازمه عشان ينتهي من هالأزمه قبل لا تتوالد النار وتكثر


تجمّعت افكاره وتكلّم لسانه ؛ أمرها تلبس ملابسه الضخمه اللي مستحيل اذا طلعت فيهم يعرفون او يمكن يفكرون انها حرمه , ويمكن بـ هالشي تفهم مبرراته وتستوعب سوء الفهم ومره وحده يبرئ ذمته وما ياخذ إثم كل من يشوفها مثل ماكان يسوّي ببعض المواقف اللي تسمح له يستر بنات الناس بما انهم ما يقدرون يسيطرون على نفسهم !
وجا الفِعل وفصخ ملابسه الصفرا اللي كان لابس تحتها ملابس جلد ماسكه على جسمه كامل عشان الحراره ما توصل له
طلب منها اول ما عطاها اللبس تعطيه الولد عشان تستعجل لأن واضح عليها ومن اللي صار تو إنها بطيئه والصدمه للآن مو مصدقتها !
هي ترددت وجلست تناظر اللي بين يدينها بعدين سلِمته له
حسّ بشعور دافي يوم مسكه ورغم ارتباكه من الجو وإنتظاره الطويل لبطئها اللي مو معقول يعترف ان أشغله مِلح اللي بين يدينه
عيون واسعه مع وجه دائري , فم وخشم صغار وحجم نتفه مقارنه بيدينه الكبيره السمرا اللي وضّحت بياضه وسمنته . .
اللي يلفت مو جماله , اللي يلفت بس عيونه !
فيها نظره بريئه مو صاحيه تخليك ماتقاوم وغصب تناظر فيها
رسخ هالولد براسه وماقدر ينساه , فبدا يدقق ويسترجع المواقف عشان بس هـ الشي .


*


زيد , 33 سنه ونص
أعزب , يشتغل بالدفاع المدني - كان بقسم الانقاذ والطوارئ - لكن قبل شهر ترقّى لـ مُنظّم دوائر القسم .
هو اكبر اخوانه وبالترتيب تحته : عيسى , سندس , رنين

* طوله 181 ووزنه 74
* لحيته سودا قصيره محدده عالدين مو صفر ؛ شواربه وشعره نفس كثافة لحيته محدده ومرتَبه
* عيونه أشبه بالناعسه , لونهم بني قاتم
* حنطي البشره
* مع بَسطة جسِم وكتوف مريحه .


*


سندس , البنت الاولى
26 سنه , استاذة حاسب بمدرسه حكوميه
مالكه على ولد عمها لكنه حالياً يدرس ماجستير برا

* طولها 162 ووزنها 58
* شعرها قوي ومو ناعم ؛ طويل لونه بني فاتح وعيونها نفس اللون
* ملامحها شبه جاده
* جسمها مثالي .


*


عيسى , الولد الثاني
24 سنه , عاطل عن العمل

* طوله 173 ووزنه 51
* بشرته سمرا غامقه ووجهه طويل وعيونه مكحله
* مايخلي لحيه ولا سكسوكه , وشعره قصير
* جسمه ممشوق وله طله .


*


رنين , القعده
16 سنه , أولى ثانوي
مو بنت ام زيد , بنت الزوجه الثانيه المطلقه
أمها سوريه كانت تشتغل بالرياض تزوجها ابو زيد على كبر , لكن بعد فتره ما اتفقوا فطلقها وسافرت لسوريه وهو أخذ منها رنين يوم كمّلت 11 سنه بحكم إنها بنت
أم زيد ماكانت معارضه ذاك الزود لأنها كبيره بالسن ومو هالشي اكبر اهتماماتها , فـ استقبلت رنين بكل راحه وبشكل طبيعي

* طولها 155 , ووزنها 43
* بشرتها بيضا على حُمره
* عيونها بنية فاتحه وشعرها ناعم نفس اللون
* شكلها أنوثي جداً .





‘,





2 وربع الظهر | فلة ابو مشاري



طَلعت من غرفتي بعد ما صليت الجمعه وقريت شويه من سورة الكهف , كنت ماسكه شباصه سودا بيدي وقاعده اربط شعري اي كلام
لا تستغربون اني توني صاحيه من النوم لأن امس رجعنا متأخر من الاستقبال والصراحه من جد تعبت , هذا وانا معزومه اجل الله يعين سما واهلها . .
اتجهت للصاله ومالقيت احد , قررت انزل تحت لأني سمعت اصواتهم يضحكون
دخلت المطبخ وقلت بإستغراب : وش ذا ؟
متعب يجي عندي ركض ويمسك بيدي : عمّه بابا جاب لي ببغاء
مشاري وهو ينزّل يوسف اللي كان رافعه ومخليه يتمسّك بالقفص المعلّق على احد الدواليب : صباح الخير
قرّبت من الببغاء الرصاصي وانا ابتسم : هلا صباح النور , هذا كاسكو صح ؟
مشاري يعطيني يوسف : اي مالقيت واحد ملوّن , فقلت آخذ ذا
اخذت يوسف وبسته على خدوده وقلت بصوت طفولي : النونو عَجبه الببغاء ؟ يالله قول لخالو شكراً
ضحك يوسف وكالعاده اول ما ارفعه يلمّس خشمي كأنه يعرفني منّه , وبعد نوبة ضحك وسوالف طفوليه منه عطَس بخقه وقام يحك عيونه بيدينه
متعب يضحك : صغيره عطسة سوفه
ابتسمت لمتعب ورحت للثلاجه وانا اقول : وين البنات محد قام ؟
مشاري : انتي الفيرست اليوم
- اها كذا الوضع اجل " وناظرت الببغاء " يتكلم ذا ؟
مشاري مو مهتم : مدري يقول الرجال اي بس يبغى له وقت عشان يردد " وبإبتسامه " المهم يشغل بعض الناس عنّا
تمتمت بأها وانا ابتسم , وأخذت الحليب من الثلاجه وجلست عالطاوله وصبيت لي كاس . .
جلس مشاري جنبي ودردشنا بمواضيع خفيفه وبعدها صعدت لغرفتي عشان أغيّر ليوسف ملابسه


لقيت قدام الباب عذاري وكأنها كانت تبي تدخل بس متردده
قلت وانا جايه من وراها واتصنّع البرود : تبين شي ؟
عذاري ماتوقعتني وراها فانتفضت بشكل مُلفت !
تنهّدت بشويش وفتحت باب الغرفه والتفتت عليها : تعالي . .
دخَلت بشويش وكأني بذبحها ؛ انا جلست عالسرير بعد ما اخذت لي بربتوز بنفسجي وسدحت يوسف وبديت اغيّر له
هي كانت واقفه عند الباب بعد ما سكِرته وللآن ماقالت ولا كلمه
التفتت عليها بهدوء وقلة صبر : وش عندك اخلصي ؟
عذاري تناظر الارض : بكلمك عن موضوع ذاك اليوم
انا بتنهيدة إختصار : شوفي اذا بتقعدين تصرفيني بوحده من كذباتك ترى ماني مستعده اسمع
عذاري بسرعه وهي تناظرني : والله ماراح اكذب " وسكتت شوي " طيب بالاول قلتي لأحد ؟
رديت وانا اسوي نفسي مشغوله بيوسف : طبعاً لا , يعني لو قلت بتتوقعين انهم بيعاملونك بمثل هالبرود
بلعت عذاري ريقها وقالت بصوت خفيف : طيب , بس ترى كانت بنت
التفتت عليها بسرعه وعطيتها نظرة استهزاء !
عذاري بتأفف وهي تقرب مني : والله بنت مو ولد والله العظييم
ابتسمت بسخريه : تصدقين مستواك بالكذب نزل هالمره , توقعت كذبه احسن من كذا
عذاري تجلس جنبي عالسرير : هتون والله بنت قسم بالله بنت , احلف لك بإيش عشان تصدقيني !!
قلّبت عيوني وقلت : تستهبلين على مخّي , تقولين لها عبود بعدين تطلع بنت
نزّلت عذاري عيونها وكأنها مخبيّه فيهم شي , بعدين رفَعتهم وقالت بإصرار : هتون والله اللي كنت اكلمها بنت وما اقدر اقولك اكثر من كذا
ناظرتها من فوق لتحت وقلت بإستصغار : شوفي يا تقولين الصدق يا لا عاد يطب لسانك على لساني !
تأففت وحطت يدينها على جبتها وقالت بنفاذ صبر : شوفي انا بقول دامك مو مصدقه " وبلعت ريقها وناظرتني بعد ما تشجعت " اللي كنت اكلمها عربجيه
بققت عيوني وقلت : وش عربجيته !! خير تستهبلين انتي ؟
عذاري تحاول تصحح : مـ . . مو عربجيه عربجيه , شكلها عادي والله بس مدري هي تحب ينادونها عبود
قطبت حواجبي وناظرتها وانا اتفحص نسبة الكذب فيها بعد ماصرت خبيره !
عذاري بضيقه : أمانه لا تصارخين , انا قلت لك عشان ماتشكين فيني
ضحكت بإستهزاء : ماشاء الله هذي آخرة المدارس الاهليه
قالت بعتاب وهي تمسك دموعها الخفيفه : هَتووون !!
ناظرت بملامحها وصراحه ما اخفي إن السالفه هانت شوي دامها مو ولد او مثل ماتخيّلتها !
على الاقل انا متأكده انها ما تكذّب هالمره بسبب الدموع ونبرة الصوت . .
قلت وانا اتأكد : طيب ليش ماقلتي لي ذاك اليوم ؟
عذاري تتحاشى تناظرني : كنتي معصبه ولو قلت لك بتحسبين اني راعية هالحركات من زمان
تنهّدت وانا احاول استوعب الموضوع وأشبّك الاحداث وألقى كلام مناسب , لكن للأسف مالقيت الا النهايه
قلت بتأفف وانا اسكر طقطق ملابس يوسف وانهي الموضوع : طيب خلاص دامك عارفه انك غلط انصحيها تتعدل واقطعي علاقتك فيها وفكيني من بلاوييك مو ناقصين بعد ؛ هذولا مايجي منهم خير , ولا عاد تعيدينها فاهمه
عذاري بشرود وهي تبلع ريقها : والله طيب بس أمانه صدقتيني ؟
رفعت راسي وناظرتها : يا بابا مصدقتك , بس مثل ما قلتلك اقطعي العلاقه
عذاري تحاول تسحب دموعها : يعني ماطحت من عينك ؟ ترى والله مو اللي ببالك وانتي تدرين إننا تربينا على الدين ومستحيل اجاريها " وبتلعثم " انا بس قاعده اقضّي فيها وقت لأن هي الوحيده اللي تكلمني زين من اول ماجيت عندهم


الحين فهمت سالفتها واكتشفت الحلقه الضايعه منها ؛ وتأكدت 100% ان كلامها صح لأن لو بـ تجاريها ماكان كذبت عليها بسالفة ابوي او اي شي يخص حياتنا
قلت بتنهُّد وانا اذكر الله : افف والله ما طحتي من عيني , هذا لأنك جديده وجايه من حكومي , وبعدين هذا اول ترم لك فـ عادي وأكيد راح يصير عندك صديقات كثير مع الوقت
عذاري بضيقه : طيب كيف اقطع علاقتي ماعندي احد اجلس معاه
انا بتنهيده : حبيبتي اذا ما قطعتيها الحين ما راح يجلس معك احد طول السنه " وبجديّه " هذي اللي علي قولتك تقضين فيها وقت , الناس العاقله ما تجلس معها ودامهم يشوفونكم مع بعض بيفكرون بشي ثاني !!
نزّلت عذاري راسها بحيا وخيبه قويه . .
كملت بتنهيده وانا اناظرها : انا ماقاعده اتهمك ؛ ادري ان نيّتك طيبه لكن الناس ما تصدق الا اللي تشوفه عيونهم , وبعدين ربي لعن المتشبهات وهذي اذا ما تعدلت بتشوفينها بعد سنه او بالكثير ترم قالبه بويه , فـ انتي اتركيها وانصحيها لوجه الله قبل لا يطيح الفاس بالراس وتشوفين نفسك متأثره فيها
مسحت عذاري دموعها البسيطه وقالت بغصّه وهي ترفع راسها بقناعه : خلاص ان شاء الله
تنهدت براحه بدائيه وابتسمت لها وقلت بعفويه : وبعدين أمّا انتي ماتلقين لك صديقات بعد يومين القاك مجمعه شلّه وعازمتهم ببيتنا !
ضحكت الجازي بخفّه وهي تمسح دموعها بيدينها
قلت بتفاؤل وانا اشيل يوسف واقوم من السرير : المهم يالله بلا نكد روحي اغسلي وجهك والبسي لك جاكيت الجو بارد ؛ بعدين انزلي مشاري جايب ببغاء
ناظرتني بإبتسامه خامله وقالت بفرحه بسيطه : ببغاء ؟ جد ؟ اوكِ الحين بروح
طلَعت قبلي وانا ناظرتها بهدوء وهي تدخل غرفتها . .


بهاللحظات تذكرت نفسي بأول متوسط لما كنت بنت جديده ومحّد كان يكلمني بالمدرسه
كنت اروح اصيح عند امي واقول لها ابي اسقط عشان ارجع لسادس واصير مع صديقاتي !
السالفه يمكن سخيفه للي ما مروّا فيها , لكن من جد معاناة إذا رحتي مدرسه جديده لحالك
وسبحان الله على قد ما أردد ان عذاري ربي يحبها على كثر ما آمنت بـ هالشي الحين
والا وش خلاني ذاك اليوم اروح واسمعها مع اني كنت ميته جوع !
" وبتنهيده " الحمد لله اللي فكّها من هالشر وخلاها تفضفض وتريّح شوي من هالكتمان اللي تحبه
عاد ان شاء الله مع الوقت راح تلاقي صديقات كثير لأن شخصيتها مو لذيك الدرجه مو محبوبه رغم إنها عدوانيه !
ابتسمت لا شعورياً وانا اتذكر افكاري السخيفه اللي طرت ببالي يوم سمعتها تقول عبودتي
والحمد لله اللي ريّحني من هالشكوك اللي فرمَت راسي
اصلاً لو ما هي جتني اليوم كنت انا بروح لها وبصادر كل الاجهزه اللي عندها عشان مصلحتها وعشان محّد يدري . .



ناظرت يوسف اللي بحضني وقلت بشويش وانا اقرص خده بطفوله : هااه سوفه لا تقول لأحد باللي سمعته تو , طيب ؟
ابتسمت لردة فعله الكيوت وبسته بحماس ونزلت من الدرج وانا مروقه
فجأه سمعت مشاري من تحت يقول بصوت شبه عالي : اي مستشفى ؟؟
اي اعرفه
اوكِ دقايق وانا جاي
الله يعافيك بتصل عليك عشان تعطيني الوصف بالضبط
مشكور يالله سلام .


وجا بسرعه صوب الدرج بعد ما طلع من المطبخ ورفع راسه وشافني ؛ بلع ريقه لحظتها وركض الدرج لين وصل لي
مسكت كتفه بشكل عشوائي وقلت مستغربه : وشفيه مين اللي بالمستشفى ؟
ناظرني نظره قويّه وقال بكذب : مافي شي
رجعت سألته بإصرار اكثر وانا متوتره : تدري اني سمعتك ولو مافيه شي كان قلت لي الصدق
تأفف بضيق وهو يناظرني ويحاول يعاند طبعه الطيب !
قطبت حواجبي ورديت عليه بنفس النظره وانا مُصرّه اعرف
بعدها بلع ريقه وفهم إني ماراح اخليه بسبب عنادي الا وهو قايل لي , فاستسلم وقال بهدوء وهو يبعّد يدي عنه : ابوي شوي تعبان , بروح له الحين " وبتنبيه " بس لا تقولين لأحد مايحتاج
توسعت عيوني وما ترك لي مجال اتكلم وصعد بسرعه يكمّل الدرج !
رحت وراه لا شعورياً وقلت بقلق : مشاري أمانه لا يكون حادث ؟
وقف والتفت عليّ وقال بتنهيده تطمّن وهو يدري اني متعقده من الحوادث بعد معاذ : اذكري الله , عاد لو حادث قلت لك
بلعت ريقي وقلت وانا اشد ضمّتي على يوسف وأحاول اصدق كلامه : طيب بس اتصل عليّ اذا وصلت , ابي اكلمه واتطمن
مشاري يروح لغرفته عشان يغيّر ملابسه : ان شاء الله .



ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }

اتمنى البارت نال على إعجابكم
حاولت اخليه طويل اكثر من المره اللي فاتت يارب دخلتوا جوو معاه

+ خبروني اذا ما ارتحتوا بالقرائه من ناحية الخط او اي شي ثاني
واعذروني اذا فيه اخطاء املائيه


لنا لقاء

الاحد

ان شاء الله .


اسطورة ! 21-07-12 11:31 PM



-
بارت 4

-




3 الا ربع الظهر | فلة أبو مشاري
بالمطبخ تحت



كنت جالسه بالطاوله اللي تتوسط الدواليب البنيه الكثيره وأعصابي ثايره من اول ماطلع مشاري من البيت وفوق هذا مايرد على اتصالاتي
عذاري وهي للحين تتأمل الكاسكو اللي غيّر جو بالبيت : هتون متى يتكلّم , ماقال مشاري طريقه معيّنه يعني ؟
عطَست بهاللحظه وقلت وانا امسح خشمي وشكلي زكّمت : وش دراني ماقال . .
متعب يدخّل اصبعه بفتحات القفص : خل نقرقر عليه عشان يمّل ويتكلم
عذاري تشيل القفص وتمشي بلعانه : اي , بس الحين امش فوق نخرّع فيه امك وآيه
انا بتوتّر : عذاري لا
عذاري تتأفف : هتون شفيك بس شوي نمزح !
قلّبت عيوني ومالي خلق لهم وللحين ماسكه الجوآل بين يديني
مشوا عذاري ومتعب من جنبي وصعدوا فوق وماعطيتهم اهتمام لأني لو بجادلهم راح اعصب بشكل مُلفت واكيد راح يشكون
تأمّلت الجوال وودي بس يدق
" ياربي لا يكون صار فيه شي ومشاري مايبغى يعلمني "
بلعت ريقي ودقيت مره ثانيه وانا مع كل رنه ادعي انه يرد , وكالعاده مافيه صوت او إجاابه . .
قلبي ماراح يرتاح الا إذا سمع خبر ؛ فرجعت اتصلت مره ثالثه ورابعه !
ما أحب مثل هالاوقات , أكون متذبذبه واحس نفسي ضايعه
على الاقل أبي سبب واحد يمنعه من الرد


فجأه من بين الرنات اللي عادت نفسها كثير سمعت صوته هالمره !
غيّرت جلستني وقلت بلهفه : ألوو وينك ليش ماترد عليّ ؟


مشاري يناظر ابوه ويحرّك شفايفه بإسم هتون : آآ كنت مشغول مع ابوي
عضيّت شفاتي بأسناني وقلت بهمس عشان لحد يسمعني مع ان محد حولي : شلونه ؟ هو جنبك ؟ عطني اكلمه ابي اسلم عليه
تنهد مشاري والتفت على أبوه اللي كان متوتر ومدّ له الجوال وهو يقول : بخير , لحظه بس
ابو مشاري بهمس سريع وواضح على ملامحه إنه مو عاجبته جلسة المستشفى : خواتك ؟ ليش ترد " وبعصبيه " قولهم نايم
مشاري بسرعه وهو يحط يده على الجوال عشان ماتسمعه : هذي بس هتون ظلت تدق من اول ماطلعت , سلّم عليها عشان ترتاح
حرّك ابوه راسه بالنفي الشديد ودفع يد مشاري عشان يبعد الجوال عنه , وعيونه توسّعت من العصبيه وبداخله توتر وقهر من هالحال اللي هو فيه وماله خلق شي زياده ابد
حزّت بخاطر مشاري ملامحه فاستسلم عشان لا يضايقه أكثر بحكم ان المستشفيات هي المكان الوحيد اللي تنرفز ابوه
نزّل نظره للجوال اللي بيده وتردد يعطي جواب لهتون لأنه مايدري وش بتكون ردّة فعلها !
حس بهاللحظات إنه تسرّع يوم رد وابوه بهالحاله وفكّر يسكر بوجهها لكن منعه توتُرها الواضح من صوتها
فـ إستسلم وقرر يكذّب كذبة بيضا
رجّع الجوال بإذنه وقال ببحه وهو متردد : الو , ابوي مايقدر يكلمك الحين



انا كنت على آخر اعصابي يوم انتظرت تو ؛ موت متوتره وقاعده اتخيّل وش بقول له اذا سمعت صوته الهادي
" اقول ألو والا أسلم قبل ؟ "
" خلاص بسلم , وبقول بعدها سلامات "
اخذت نفس طوييييل يوم سمعت صوت جا
حسيت بشعور حلو وحنون لأني اخيراً راح اسمع صوت ابوي من بعد شهرين ماشفناه فيها لأنه كان مشغول
لكن اول ماميّزت انه مشاري تكلمت بدون ما ازفر النَفس وعيوني بدت تلمع !
- لـ . . ليه ؟ وينه فيه ؟ " ولا شعورياً انفعلت " مشاري وشو هذا لا تستهبل معاي ليش احسك تضيّع الموضوع إذا كان فيه شي قولي ولا تكذب
مشاري بتنهُد وهو يكمل هالكذبه : مافيه شي والله , بس رايح ياخذ اشعه " وناظر ابوه وبلع ريقه " المهم انا شوي وجاي يالله بقفل لأن الدكتور يبغاني
وقفت من الكرسي بإنفعال ويوم جيت اقوله لا تسكر لحظه , كان اسرع مني وسكر الخط
ضمّيت شفاتي وانا احسه يكلمني مثل البزارين , وعصرت الجوال بين يديني وكان ودي ارميه بأقوى ما عندي من كثر القهر .





‘,





5 العصر | فلة ابو سما
بالمجلس تحت
* مجلس مفتوح عنابي مشجر واسع وأنيق *



ام سما تصب لإختها قهوه : إيه , والثانيه اسمها * لذّه *
ام زيد بققت عيونها : لذّه ؟ وش هالاسم وع !!
سما وهي متمدده عالكنبه وتاكل من المكسرات اللي جنبها : حتى انا استغربت منه , بس تبين الصدق يجذبك اسمها تشوفينها صح ؟
ام زيد تفكر بفهاوه : اي , بس مدري شلون ؛ يعني ليش لذّه بالذات
سما تسويّي تنكت : عاد زيد يـ الله ترقّى وافتكيتوا من أعذاره بهالشغل الخطر , يمكن لو يسمع إسمها يهوّن 10 سنين قدام هههه
التفتت عليها أمها بخزّه : وبعديييين !!
سما خافت : لا شسمه . . بس ترى هالمره المُميّزات 100%
ام سما تقلّب عيونها وتتنهد : لا والله سياره هّي اسكتي بس خلينا نتفاهم " وناظرت اختها وابتسمت " ماعليك منها , البنيه مميليحه وشخصيتها تهبل زياده على إنها طباخه وهي اللي شايله اخوانها والصراحه انا اشوفها احسن من اللي قلت لك عنهم تو
ام زيد تتنهد بعُمق : والله وانا اوخيتك اخاف اللي تقوله سما صدق
ام سما بأريحيه وهي تعرف اختها تهتم بكلام اللي حولها : ماعليك من هالبزر والله البنيّه وش حليلها وبعدين زيد عاقل " وابتسمت " ولك مني ضمان اذا شفتي جمالها بتنجنين وتنسين اسمها واللي جابوه
سما تحسّن الوضع : اذا على الجمال فـَ هي وييين فوق فوق
ام سما تبتسم وتدعم كلام بنتها : هاه ؟ نروح نشوفها بأقرب وقت ؟
ام زيد متردده : آآ بسس مدري لذّه ؟
سما تفكّر : طيب خاله مو تحسين اذا قلتي لزيد ابي اخطب لك إياها بيدخل جوّ ويفكر بشكلها ويشدّه الاسم
امها تناظرها : انتي اكرمينا بسكوتك واصلاً زيد مو من هالنوع . .
ام زيد مستفهمه : شلون يعني ؟
ام سما تبتسم : يعني زيد هادي ومروّق وماينشغل بالتفكير الوهمي كثير , بس اذا حطيتي البنت بخشته راح تشدّه الواقعيه
ام زيد مفهيه من استنتاجات اختها : ايه . . ايه صح انا دايم اسولف عنده ومايهتم ابد
سما فاطسه ضحك على وجه خالتها : ههههههه لا تستغربين هذي نتائج اللي تروح لهم امي هي ودوراتها
ام زيد تضحك على اختها : وانتي منهو مخبّل فيك تروحين دورات تدريب نفس وتحدث مع الذات ومدري مين والله فاضيه
ام سما ترفع نظارتها بتكبُر : انتوا وش عرفكم , انا الحين حرمه ولدي تزوّج ولازم اعرف الطريقه اللي اتعامل فيها مع زوجته وافهم وش نواياها
ام زيد بعباطه : نواياها ؟ اقول سما انتي متأكده ان امك تروح تدريب علم النفس والا تروح لـ بسم الله !
سما فاطسه ضحك وترافِس : وانا اقول وراها صايره تتنبأ بالمستقبل هالايام


ام زيد : هههههه يحليلك بس , انا اقول ازوجك زيد ونخلص من هالسالفه
سما ترفع حاجبها : لا لا لا انا بكمّل دراستي وبصير بروفيسوره " وبخبث " اذا تصبرين ست سنين انا موافقه
ام سما تتأفف : اخلصي انتي وياها , نروح نشوف لذّه والا ؟؟
ام زيد تتنهّد بإستسلام : طيب , بس انا اقول بلاش الروحه والاستعجال اعزميها هي وامها ببيتكم خليني اشوفها بالاول لأن مو اكيد تعجبني
وبعدين انا توني ماكلمت زيد " وقلّبت عيونها " قلت لعيسى وطنشني , بس وصيت سندس تاخذ المختصر المفيد من رأيه
سما بإستفهام : الحين مو تو تقولين قايل لك انه مو رافض بس يبغى وقت يتأقلم مع قسمه الجديد ؟
ام زيد : ايه , بس تعرفينه يموت على هالشغله فـ اشك فيه " وبتنهيده " طول العشرينات وهو يلعب بهالحرايق ويوم قلت له يتركه بعد ما رفضوه البنات اللي خطبتهم عشان شغله اصرّ ونفَى ان مستحيل يتركه عشانهم !
ام سما : المهم ماعلينا من أول , انا ان شاء الله ادور لي يوم فاضي قريب واعزم فيه ام لذه
سما تصب لها قهوه وتغمّز لخالتها : ايه وان شاء الله بتعجبك , تعرفين امي صارت تخصص خطابات بعد مافرّينا كل بيوت الرياض ولقينا زوجه محمد
ام زيد تتنهد : ان شاء الله خير , انتوا بس ادعوا يتيّسر الموضوع
ام سما تبتسم : انتي لا تفكرين كثير خلاص الولد وترقَى ومافي اي مانع يخلي البنات يرفضونه ولك مني اول ما تشوفين لذّه وتعجبك انا اكلمه خصيصاً عشان يقتنع
سما بوثوق : وانا بعد متفائله هالمره دامه على قولك صار فاضي وشغله كله مكاتب , والبنت ذَهبه ما تتضيّع
ام زيد : الله يسمع منكم وارتاح . .
سما تشيل مكسراتها وتعدل بجامتها المخططه وتقوم : المهم انا بصعد فوق تبون شي ؟
ام سما وام زيد : سلامتك





.





وصعدت سما لغرفتها ركض
* غرفه كلاسيكيه لونها اورنج وابيض *
تمددت على السرير ومسكت جوالها واتصلت على آيه
سما بدلع : هاااي
آيه تدلك ظهرها بكسل : ها وشو
- اذا فاضيه اتصلي على بيتنا بقولك سالوفه مهمه
- لا والله وليش انا اتصل ؟
سما تتأفف : يوو انتوا بيتكم فيه اشتراك النت ذا اللي مايصرف , يالله اخلصي ماعندي شحن
- اوكِ
وسكرت آيه الخط وراحت اتصلت على جوال سما


آيه : الو مره ثانيه
سما بدفاشه وهي تدخل بالسالفه على طول : هلا , اسمعي بقولك شي بس بيننا اوكِ
آيه : بسم الله قولي سلام اول شي " وبإبتسامه " ليش من متى متعوده افضح اسرارك !
سما بإبتسامه : عارفه انك ثقه ؛ المهم , تخيّلي خالتي وامي مسوّوين حمله تحت عشان يزوّجون زيد ولدها
آيه تحمست : ياحركه طيب وش قالوا ؟
- تخيّلي لاقين وحده اسمها لذّه !
آيه انفجعت : لذّه ؟ وعع احسها وصخه
- ههههه استغفر الله , المهم انهم مقررين يعزمونها عندنا بالبيت لأنها من طرف امي وأكيد راح تنشب فيني وانا تعرفين ما احب اتعرف على ناس لحالي
آيه : يعني ما تعرفينها قبل ؟
سما تتذكر وجه لذه : لا يو قد شفتها مره بس ماعمري احتكيت فيها كل اللي بيننا سلام
آيه عرفت المضمون : اوكِ يعني تبغيني اجي و اتعرف معاك عليها
سما شاقه الكشره : بالضبببط تعرفين يعني لزووم المؤازره بين الصديقات
آيه بإستنكار : لا تستعجلين ياقلبي اكيد امك وخالتك بيهزؤنك تهزيئه محترمه لو يدرون انك قلتي لي وتوه ماصار شي !
سما بضحكه : ههه فال الله ولا فالك , لا بقول لأمي انك ماتدرين وكذا ؛ بضبطك لا تخافين
آيه تتنهّد : يصير خير بس متى ؟
- مدري ما حددوا بس شكله قريب " وسكتت شوي " امممم تعالي انتي فاضيه الحين صح ؟
- يعني , كنت اسويّ شوية اوراق للبنك
- هاتي الاوراق معاك وتعالى عندي عشان نسولف ومنها اساعدك
آيه مالها خلق : لا وين افف
سما طفشانه : بليييز يالله ميته طفش بس شيلي عفشك , وانا اخلي سواقنا يوقف لك عند الباب
آيه مالها خلق : يانششبه والله تعبانه وبعدين عارفه اني برجع منك وماخلصت شغلي
سما بترجّي : يالله يا خايسه من بِعد البيت يعني بليز بليز بليز والله نخلص شغلك بعدين نسولف
- لا لا ما اقدر خلاص
سما بتبكي : انتي شلون صديقة , اخلصي تعالي والله بنتحر من الطفش
آيه تتنهّد : بس . .
سما تقاطعها : لا بس ولا هم يحزنون , يالله بالبيجامه بليييييييييز
آيه استسلمت : كأني بكشخ لك مثلاً " وفكرت بسرعه " امممم يالله اوكِ خلي * نور * - سواق سما - يوقف لي عند الباب
سما شقت الكششره : يالله تشـ . .
آيه تقاطعها : لحظه هيه خالتك موجوده الحين ؟
- اي , افف لا يكون منتي جايه عشانها عاد منهي خالتي
آيه ما اهتمت : طيب يالله قفلي
سما تبوسها : حبيبتي واللله .


تأففت آيه وقامت بكسل من مكتبها ورمت جوالها على السرير وجابت شنطتها اليد الكبيره
آيه بقلبها وهي تحط اوراقها وجوالها : هالبنت تتفنن بالنشبه!
خلصت من اللي بيدها وراحت للتسريحه ورفعت شعرها كعكه سريعه
بعدها حطت لابيلوا وجابت عبايتها
لكن قبل لا تطلع , وقّفها شي مُلفت وهي تناظر بـ المرآيه الطويله اللي جنب الباب
قالت بإستغراب وهي تقرّب وتحاول تركز : شيبه ؟!
بلعت ريقها وقطبت عيونها بضيق وصدمه !
كانت الشيبه قصيره نوعاً ما وطالعه قدام عند المنابت . .
أخذت نَفس طويل وهي ترجع للمرآيه وتدقق بالشيبه ومو مصدقه
" معقووله طلعت فجأه بدون سبب ؟ كأنها واضحه شوي ؟ ياربي اقطعها والا ؟ "
بوّزت بضيق وبدت تدقق فيها وهي تتحسب على سما القرقه اللي دايم مُصره على اللي تبيه ومستحيل تسمح لها تتراجع عن جيّتها بدون سبب مقنع !
آيه بقلبها وهي ترجّع نِظرها على تقاسيم وجهها : لا لا توني صغيره مستحيل طلعت عشاني عجزت
"وابتسمت بسُخريه " ههههه خير وين توني 27 سنه بس , يووه بدري لسى ماتزوجت ولا عيّلت عشان اشيّب


سِكنت خلاياها لمدة ثواني من اللي قالته تو !
عضّت شفاتها بهاللحظه وجت الافكار القديمه جيوش تتدافع بمخها . .
" 27 سنه ؟ وعانس !! "
" لا وبدا الشيب يططلع !! ياحظي مين بياخذني اذا شافوها وعرفوا اني كبرت "
بلعت ريقها وحطت يدها على عيونها واستغفرت , بهاللحظات لمحت جوالها بسرعه وتذكرت سما
قررت تهرب من هاللي جاها فجأه لأنها بدت تهوّل بالسالفه , فناظرت بالمرآيه لأخر مره عشان تشيك على ترتيبها
قالت بقلبها والافكار مازالت تتزاحم : اقول كأني شغاله ! افف وراني لابسه كذا ؟
" وبضيق من اللي قاعده تحس فيه " طبعاً ببقى عانس دام شكلي زي ماهو
خالتهم دايم تشوفني كذا , حتى سما وامها متعودين على روتين لبسي , بالله شلون بيمدحوني عند الناس وانا كأني بنت فقر استغفر الله
صحيح اني ما اهتم بشكلي كثير , بس . .
" وجاها شعور غريب " لحظه لحظه انا وش فيني بديت افكر كذا , ليش فجأه صرت مهتمه ألفت انتباه الناس !!
" وبلعت ريقها " آيه شفيك صحصحي لا تصيرين ضعيفه كل هذا عشان شيبه . .
" وبتصادُم " بس لحظة انا وش ناقصني ؟ حلاة وشغل وعمر مناسب , ليش ما اكشخ واخليهم يشوفوني ؟!


بلعت ريقها بجنون وهي مرتبكه موت وضايعه بين هالافكار المتضاربه والغريبه !


بدا عقلها بهاللحظات يقول روحي مو لازم تكشخين ماراح تهتم فيك لا ام زيد ولا غيرها , لكن قلبها يعاند ويقول روحي غيّري ترى الحرمه توها ما رست على بر ويمكن تلقاك بهالصدفه ويتحقق الحلم القديم
تنهّدت بقوّه وبلعت ريقها وهي تحط اشيائها على الارض وتخبي الشيبه بسرعه بين الشعر
بعدها طلعت من غرفتها ركض وتحاول تطرد هالأوهام من عقلها
طبعاً كالعاده مايحتاج تستأذن من احد اذا جت تروح لعند سما , لا والحين الجو صار احلى واحلى بما أن محمد تزوّج ومستقل بشقه لحاله . .
مشت بسرعه عند باب غرفه مشاري وعطته خبر وللحين افكارها تتذابح قدامها
كان لازم تمّر قريب من غرفتها اذا بغت تنزل بالدرج
وقفها قلبها للمره الاخيره وهي تناظر الباب بتمعُن " اروح اغيّر والا ؟ افف ليش ما اقدر اقاوم هالافكار ؛ طيب واذا سألتني سما ليش كشختي فجأه !
مو كأن شكلي بيصير غريب وانا توني قايله لها مالي خلق ؟
اففف ياربي انا وش فيني انخبصت كذا كل هذا عشان شفت شيبه !! "
بعد تكتكه بسيطه لانت شوي واخذت قرار سريع جداً واستسلمت لنقطة ضعفها اللي كانت مدفونه من سنين بحجة انها ماراح تخسر شي وكلها مره وحده عشان تطفّي هالاحاسيس اللي بعدها راح تختفي وماراح ترجع .



* بنفس الوقت بالغرفه الثانيه اللي يمين غرفه آيه ؛ اللي هي غرفتي *



كنت متمدده على سريري الابيض وأصوّب المناديل عالزباله
طبعاً بعد ما رجع مشاري الساعه 4 العصر استقعدت له و قالي كل شي عن ابوي واكيد حذرني ما اعلم احد
تطمّنت عليه مع إني ماخذه بخاطري لأني ما كلمته
الموضوع كان طبيعي , قالي مشاري انه مجرد نزول بالضغط ومافيه اي خطوره
ارتحت بعد ماسمعت هالكلام وحمدت ربي . .
بس الحين انا اللي شكلي بديت امرض !
من الظهر بدا فيني الزكام والحين تطوّر وصوتي صار فيه بحّه وبديت اكح


حالياً متلحفه من البرد بلحافي الابيض المقلّم بالزهري والسماوي , وحاطه الـآب على فخوذي و اشيّك على بعض مواقع الفاشن من الفضاوه
حسيت بالعطش بهاللحظات والتفت على الكومدينا بأمل كبير اني القى الكاس مليان ؛ لكن للأسف فاضي ويلمع بعد . .
" ياربي لااا برد برد ما ابغى اطلع "
اخذت جوالي واتصلت على رتني مرتين وماردت عليّ
فرجعت اتصلت على عذاري وبعد هي الثانيه ما ردت !
" وش فيهم ذولا يؤ "
سجلت دخولي للمسن المغبر ولقيت عذاري داخله من البي بي فـ كلمتها والحمد لله ردت عليّ
طبعاً بعد ما هزأتها لأنها مطنشه مكالمتي , قلت لها تجيب لي مويه بكل لطافه وقعدت استدرجها لكن نحيسه مافيه فايده !
عصبت اخر شي وقررت انزل اجيب لي احسسن من المذلّه
أخذت لحافي اللي على ظهري معاي ونزلت من السرير وانا ألبس شبشبي البني الريش واروح صوب الباب
وانا طالعه لفتت نظري آيه وهي بتنزل من الدرج
- على وين ؟
آيه تتحاشى تناظرني وتحوس بشنطتها الكحليه : بروح لسما
ناظرتها من فوق لتحت وقلت : ليش لابسه مين عندها ؟
رفعت راسها وتأففت بسرعه وهي تنزل : ياكثر اسألتك وبعدين وشو ليش لابسه ؟ شايفتني اروح لها مفصخه عشان البس بس الحين
ونزلت وعطتني ظهرها !
قلت وانا اتخصّر واتحلطم : يؤ ماقلنا شي بسم الله
تنهّدت وانا اعدل لحافي اللي عليّ ورحت للصاله بعد ما لمحت يوسف , كان نايم عالكنبه فوق وحدة من الكوشايات البيجيه
قلت بخقّه وانا واقفه بعيد عشان لا أعديه : فديت قلبوو الكوشايه اكبر منه وهـ وهـ بث
جت رتني من وراي بـ هاللحظه وهي ماسكه معاها علبه مناديل جديده وناظرتني وانا اتهيبل !
اعترف ان طاح شوي من برستيجي فابتسمت بهدوء ورجعت جديّه وقلت : تو اتصلت عليك ليش ما رديتي ؟
رتني تجلس جنب يوسف : انا روح تحت جيب مناديل حق صاله وجوال انا هينا عند يوسف
قلت بتنهُّد وانا اعطيها ظهري واروح لغرفتي : اوكِ روحي جيبي لي كاس مويه وانتبهي على بيبي
رِتني : ان شاء الله .





‘,





6 وربع المغرب | فلة ابو زيد



كانت رنين توها راجعه من مكتبه جرير مع عيسى بعد ماشرت اغراض رسم للمدرسه
صعدت غرفتها وهي شايله الكياس ؛ واول ما دخلت فصّخت عبايتها وتوضت وصلت بعدين بدت تجهّز اشيائها عشان تبدا ترسم اللوحه
كان الموضوع رسم قصور تراثيه قديمه وهي يمين والرسم شمال ماعندها سالفه ابد . .
طبعاً كالعاده حاولت بالاستاذه تخليها مع قروب لكن ما رضت والعمل لازم تنفذه فردي
تربعت على السرير وناظرت اللوحه البيضا اللي قدامها وتأففت بضيق
قالت بقلبها وهي متضايقه : ياربي وش هالعلّه , زيد نايم وماراح يقوم الا نص الليل وانا مارسمت ولا شي وهو الوحيد اللي يعرف يطقطق شوي بالرسم
تنهّدت وقالت بتأفف : اروح اقومه ؟ بكره التسليم وش اسوي
بوّزت وتمددت على السرير وهي تدري إنها أجلت هالعمل لين ماوصّلت الاستاذه لآخر حد من الصبر . .
تركت هالجانب المُمل من أفكارها واتجهت لجانب ثاني احمس
قالت بقلبها وهي تنسدح على ظهرها : على طاري زيد , اليوم خالتي راحت عند اختها , اكيد عشان البنت اللي لقوها له
" وضمّت مخدتها وابتسمت بحماس " الله يعني يمكن بيكون عندنا عررس بالعططله الكبيره واي وناسه بيتغيّر روتين عطلات السنين اللي فاتت !!
" وبضيق " بس افف ياربي متى بيخلص اولى ثانوي بسرعه والله طفشت من هالضغط " وبأمل بسيط " يالله الحمد لله باقي اسبوعين وتبدا المراجعه وبعدها الاختبارات واخلص الفصل الاول عالاقل
سكرت عيونها وهي تلتفت وتنام على جنبها اليمين وتحط سماعات الجوال بإذنها بعد ما اخذته من الكوميدينا وتدندن اغنيه اجنبيه . .



بهاللحظات قاطعها احد يفتح الباب
عدّلت رنين جلستها يوم شافت ان زيد هو اللي جا وارتسمت على وجهها ملامح الإيجابيه وكأنه كان يقرى أفكارها !
زيد بنعاس وواضح انه صاحي غصب : انتي ليش ماتردين على التليفون ؟
رنين تشيل السماعات : كنت حاطه هيدفون
زيد يتنهّد : طيب روحي هذي صديقتك قوومي شوفيها ومره ثانيه مو تخلون النايم يقوم يرد
قامت رنين من السرير بسرعه وهي تتحلطم من نفسيته الخايسه اللي مستحيل تترك لها مجال تفاتحه بموضوع الرسمه
قلّب زيد عيونه من برودها اللي تعدّى بروده ويوم جا بيروح طلعت سندس من حمام غرفتها ونادته
* سندس ورنين بنفس الغرفه *


زيد يدخل ويناظرها بالروب اللي كانت لابسه تحت بنطلون البيجاما والمنشفه على راسها : وانتي مافيك ذرّة انوثه , يا اخي احتشمي عالاقل قدامك آدمي
سندس تقلّب عيونها وتفتح له الروب : لابسه لابسه , وبعدين انت لا تناديني " يا اخي " قولي يا اختي حسسني بأنوثتي " وناظرت فيه بإزدراء " شِف نفسك اول كأنك زبّال
زيد كان لابسه بلوزة بيضا شتويه تحتها بلوزتين صفرا وسودا مع بنطلون رياضي وسيع لونه رصاصي ووجهه محتاس وحالته حاله !
قال بهدوء وهو يجلس على سرير رنين بتخدُر : توني صاحي , اخلصي وش تبين ؟
سندس تشيل المنشفه عن شعرها : والله يا اخي العزيز عندي موضوع وش طوله , بس دامك كنت نايم ماراح يزبط النقاش
زيد يحك راسه : لا يالله قولي عقلي صاحي . .
سندس اخذت نفَس وناظرت فيه وهي تجلس بكرسي التسريحه وتحرّك شعرها عشان ينشف : اوكِ , ترى امي قالت لي اقولك إنها شكلها لقت لك عروسه
زيد: ........................
سندس ابتسمت برجاء وناظرته !
زيد يناظر السرير بطفش من هالسالفه : ادري ادري , الكل لمّح لي مايحتاج
سندس تمد بوزها : طيب ليش تقولها كذا بدون نفس
- اولاً توني قايم من النوم ثانياً طفشان من هالسالفه
سندس مبوّزه : زيدوه والله انك سخيف وسامج وش هالنفسيه اللي عندك , كل السنين اللي فاتت كنت مركّز على شغلك , والحين يوم جا الوقت تكلمنا بهالبرود واحنا على نار
زيد بنص ابتسامه : طيب بسم الله شفيك انفلتتي


سندس بعاطفه كبيره : والله انك تِقهر , حرام عليك ترى امي من اول ما ترقيت وهي موت موت مبسوطه وتخطط معاي انا ورنين وتقول سولفوا قدامه عن بنات او إسألوه اذا بباله وحده يمكن مستحي
زيد يتنهّد بجديه : ادري ادري والله فاهم ومقدّر
- اي مره واضح انك مقدّر , لو سمحت اخذ الموضوع جد هالمره صار لك اكثر من شهر ماخذ راحه ماطفشت من التأقلم يعني
قلّب زيد عيونه بدون نَفس وكالعاده ما استلطف الكلام
سندس تناديه بضيق : زيّوود
زيد يتنهّد ويناظرها : طيب خلوني بالاول احل مشاكل شغلي بعدين اقرر
سندس تناظره بجديه : يعني كم يوم بالضبط ؟
زيد يرفع حاجبه : انتي الحين قاعده تطريّن مني والا تهدديني ؟
سندس تتأفف : ياربيي لا تستهبل
- ان شاء الله خير مايصير خاطرك الا طيب
سندس تقوم من الكرسي بسرعه وهي مو مصدقه : يعني راضي ؟؟!؟!
قام زيد من السرير وقال وهو يتثاوب ويحك راسه : نشوف نشوف
سندس توقف قدامه بحماس وهي عاصره المشط بين يدينها : يعني وشو نشوف ؟ انا وش اقول لأمي بالضبط ؟؟
ناظرها بهدوء نظرته البارده وسكت . .


بهاللحظات فتحت رنين الباب وشافتهم واقفين وحسّت انها قطعت سلسلة موضوع مهم مستحيل يرجع لمثل ما كان بعد ما دخلت !
زيد ابتسم لها لاشعورياً لأنها انقذته
سندس ناظرته وناظرت رنين بقهر بعدين تأففت لأن مافي مجال للتكمله وقلّبت عيونها وراحت للتسريحه
دخّل زيد يدينه بجيوب بنطلونه وقال بهدوء وهو يناظر سرير رنين بعشوائيه : عندك رسم ؟
" آمنت بالمعجزااات " هزّت رنين راسها وهي ترجّع خصلتها ورى إذنها والفرح بتعابيرها . .
زيد ياخذ اللوحه : تعالي غرفتي ارسم لك
ماصدقت رنين وقالت بسرعه : اي يالله .

‘,

7 العشا | فلة ابو سما
بالمجلس تحت



كانت ام سما و ام زيد يتكلمون بمواضيع متداخله لين مانزلت سما وآيه قبل شوي
سما تجلس بدفاشه : عن مين تسولفون ؟
ام زيد تبتسم : والله ابد الحين عيسى بيجي ياخذني " وناظرت آيه " شخبار الاهل يابنيتي عساهم بخير ؟
آيه بأدب وهي من اول ما جت متغيّر اسلوبها شوي : الحمد لله
ام زيد تتفحص آيه من فوق لتحت وتكمل : الحين انتي كبر سما صح ؟
- اي خالتي
سما تمد لسانها : بس ترى هي اكبر مني بشهرين
بلعت آيه ريقها وحسّت بضيقه بسيطه يوم قالت سما هالكلمه
"انا وش فيني صايره حساسه كذا , لازم اتمالك نفسي وانسى هالموضوع , على الاقل الحين بس عشان لا يشكون "





.




ام زيد تبتسم وتناظرهم : الله يستر عليكن بس " والتفتت على اختها " ايه وش كنا نقول . .
ام سما : عن ام فوّاز ايه " والتفتت على سما وقالت " لحظه , سما قومي سوّي لنا عصير برتقال قبل لا تروح خالتك
سما متعجيزه : ايييه قولوا ماتبونا نسمع !
ام سما تتنهد : قومي بس , مو عن كذا خالتك كانت مشتهيته من اول ماجت
سما تتنهد : ماما بقول للشغاله خـ . .
امها تقاطعها بتأفُف : الشغاله بالسطح تغسّل الملابس
آيه تحاول تكون طبيعيه وتدقها على كوعها بشويش : امشي ماعندك شي تسوينه
ام زيد تناظر آيه : ايييه هذي البنت السنعه
سما تقوم نفس العجايز وتناظر آيه بإستهبال : امحق سنع هذا اسمه كرررف
ام سما تبتسم : العصّاره تلقينها بالدولاب اليمين
سما مطنقره وهي تلتفت على امها وتكمل مشي : اي اعرف ؛ على الاقل خلينا نكمل سناعتنا قدام خالتي وراه الاحراج
آيه تحاول تبتسم وتهمس لها : أيّ سناعه تو تقولين كرف


ام زيد تشيل عينها عن البنات اللي دخلوا المطبخ وتناظر بإختها : اقول تهقين وراه للحين ماتزوجت ؟
ام سما تهمس لها : شوفة عينك من بعد مامرضت امها والبنت حالتها حاله لا من النفسيه ولا الشكل حتى تتذكرين مرت فتره ماقامت تزورنا ابد , وخبرك الناس يبون الزين
ام زيد تهمهم : والله البنت مو شينه بس يبي لها تزبيط شوي كأنها ماتعرف تلبس
ام سما تتقهوى : والله وانا اختك الزواج قسمه ونصيب مو على اللبس ياما شينات تزوجوا وحلوات كبّروا المخده عوانس , الله مو كاتب بعد وش السواه
ام زيد تبتسم وتصب لها فنجان : على قولتك , المهم . .



* بالمطبخ *



آيه متركيه جنب الباب المطرّف وتكتب بالبي بي : يالله مطوله
سما تلتفت بخبث طفولي وتناظرها : خلينا من العصير تعالي انتي وش فيك اليوم !
آيه بلعت ريقها : ليش وش فيني ؟
سما مستغربه : مدري صايره غير وبعدين وراك لابسه جينز مو من عوايدك دايم بالبيجامه
نزّلت آيه راسها بإرتباك وسوّت نفسها مشغوله بالجوال وقالت : ايه قبلها كنت بطلع مع الجازي بس تكنسلت الطلعه , ويوم اتصلتي ماغيرت ملابسي وجيتك
سما تقصص البرتقال وهي مقتنعه باللي قالته : المهم , فيك خير تعالي ساعديني بدال ما عميتي عيونك من اللي بيدك
آيه تبتسم وهي متردده شوي وتناظر الدردشات : قاعده اكلم عذاري
سما بإبتسامه من طاري عذاري : وش تقول ؟
آيه تتنهد : هتون مزكمه ومخليّه يوسف عندها بالصاله عشان لا تعديه , عاد هالمهبوله قامت تكتب على حفاظته اسامينا وترسل لي الصور
سما تنط وتخلي عفشها : هههههههه اشوف اشوف . .


وبين ما البنات مشغولين ويقبلون صور عذاري لمحت آيه من تطريفة الباب اللي جنبها احد يدخل من باب البيت الكبير الواضح بالنسبه لموقع المطبخ
آيه تركّز بالشخص : سمّو مين ذا ؟
سما تشيل نظرها من الجوال وتكبّر فتحة الباب : آآآ عيسى ولد خالتي
آيه تناظر فيه وهو يسلم على امه وام سما : هذا اللي بيزوجونه والا ؟
سما تعطيها جوالها وتتجه لعصيرها : لا ذاك زيد " وناظرت بحوسة البرتقال " يارربيه يبغى لي ازيد له كاس واشتغل بسسرعه قبل لا يروحون
سكتت آيه شوي وحاولت تسيطر على نفسها وتكون على الاقل شبه طبيعيه لأن مشاعرها كل مالها وتزيد او بالحقيقه كل مالها وتطلع من الماضي اللي دفنها غصب
قالت بقلبها : يما بغيت اموت يوم قالت وش فيك متغيره !!
انا المجنونه اللي غيّرت ملابسي والا وش فيني صرت مطفوقه وما حسبت لهالشي حساب
" ورجعت ناظرت بعيسى اللي يضحك بوسامه " ياربي ليش قاعد يصير فيني كذا ؛ احس اني بموت من كثر التفكير والاهتمام الغريب اللي جابني هنا
" سكتت شوي بعدين كملت بشفافيه بما أنها تعرف الجواب بس تتحاشاه " ادري وش السبب بس بالنهايه ماراح تلتفت لي لا ام زيد ولا غيرها " وبغصّه تذبح " خلاص انا شيّبت وصرت دقه قديمه محد راح يهتم فيها حتى لو اكشخ بيستنكروني و . .


قاطعتها سما وقالت وهي تبتسم و تجهز الكاسات : تصدقين , عيسى ذا فلته بقوه له مقالب كثيره
آيه بإرتباك داخلي وهي تحاول تركّز بالواقع : ههه . .
- مع ان عمره حول 24 , بس مطلّع قلب خالتي وماعنده شَغله غير التهيبل والمشاكل
آيه تغيّر الموضوع وهي تاخذ نفس طويل وتسترجع توازنها : ههه واضح عليه بس تصدقين يشبه سندس
- لا وين , اصلاً معروف ان سندس ورنين احلى من الاولاد بكثير
آيه تبتسم بخمول : اي ماشاء الله رنين تخقق
سما تزبط الصينيه وتشيلها : لا انا عندي سندس احلى , رنين ماخذه من أمها كثير " ووصلت عند آيه " المهم خليني انادي امي تجي تاخذ ذا واقولها تسوي لنا طريق عشان نصعد فوق
آيه بتنهيده : اوكِ يالله . .





‘,





7 ونص العشا | فلة ابو مشاري
بغرفتي



كنت متسدحه على السرير بتعب واضح وقاعده اتصفح مجلة وامسح خشمي اللي بدا يتأزّم بقوه والمناديل عبت الزباله
الجازي وهي تدخّل ملابسي بالدولاب بعد ما أصرّت على هالشي : تبغين اقول لمشاري يوديك المستوصف ؟
انا ببحه : لا لا بكره يخف ان شاء الله
ابتسمت لي الجازي بحنان ورفعت يدينها تنزّل الملابس اللي بأعلى رف عشان تصفطهم زين
قلت بإنسجام وانا اقرى واحد من الاخبار : اسمعي اسمعي ذا يصلح لك , كيف تصبحين ناصعة البياض
هي فقط خلطه بسيطه قد تُغيرك وتجعل زوجك يقع في حب بشترك من جديد
كل ماعليك فعله هو وضع قطع الخيار مع الزبادي في قنينه وتخمـ . . .


سكتت بهدوء تدريجي بعد ماشفت الجازي شايله ملابس صفرا فاقعه مخططه بأسود مألوفه !
فتحت الجازي تصفيطتها وقالت بإستغراب وهي اول مره تشوفها : ذا رجالي ؟
ناظرت الملابس الضخمه ومرّت الذكرى أسرع من البرق بتفاصيلها المُمله
قلت بهدوء وانا اترك المجله واغطّي كتوفي باللحاف زين : اي رجاليه , ماتوقعت انها موجوده عندي للحين
قلّبت الجازي البدله وناظرت العلامه واول ما ميّزتها ارتبكت ولفّتها على بعضها بسرعه ورمتها بين الملابس !
قلت بهدوء وانا ابتسم : بسم الله شفيك كأنه مرض معدي
الجازي ترجّع خصلتها ورى اذنها وتتحاشى تناظرني : ما احب اذكرك بالموضوع
ابتسمت لها بشرود ومجامله وانا اتأمل الخطوط اللي باللحاف . .
ناظرتني الجازي بطرفة عين واستنتجت إني بديت اتوه بالماضي فحبت تكمل شغلها بصمت عشان لا تضايقني اكثر او تزود الجرح



بس الموضوع مو من النوع اللي يقدر الصمت ينسيّه صاحبه , يعني يمكن لو تكلمت كان خلتني انشغل واقطع حبل التفكير اللي مسكته الحين !
كان حجم الخساره اللي قاعده اتذكرها اكبر من الكبير , إنك تخسر بيتك , مملكتك الصغيره الخاصه ومأمنك الوحيد من كل شي مو سهله ابد
للحين ما نسيت ذاك اليوم اللي سجّل فيه معاذ البيت بإسمي , كانت بعيونه ثقه ما ينساها احد
" هتون خذيه البيت هديه مني "
هذا اللي قاله بالضبط بصوته الهادي اللي فيه رنّه محبوبه . .
ما ادري وش الاسباب اللي خلته يعطيني اياه بهالسرعه وتونا ماكملنا 6 شهور مع بعض
صحيح كان بينه وبين امه مشاكل على هالبيت لأن ابوه بعد ما توفى حدد بالوصيه ان كل واحد من عياله ياخذ شي من املاكه وامه كانت تعز هالبيت كثير ؛ بس اللي اعرفه زين ان رغم انانيتي واستغلالي له بهالزواج , ما اصريت على رفض عرضه المغري لأني ما توقعته يدخلني بمثل هالمشاكل مع امه وهو توه متزوجني
قِبلته بذاك الوقت لأني ماكنت ادري انه بيروح ويخليني !!
كنت توني باديه احبه بعد ما استغليته , كنت صغيره وفاهيه وفوق هذا مثل السفينه اللي فيها فتحه جديده والمويه تدخل فيها بإندفاع شديد من كل مكان وما ادري كيف اسكّرها
لطافته , هدوئه , خوفي من مشاعره , رأيه فيني وكل شي يتعلق فيه كان يستهويني ذيك الايام ومخي كان فيه الف فكره وفكره ابيها تصير من جهته . .
صحيح اني ماكنت احبه بالبدايه مثل ما حبّني , لكن لي الحق بعد ما بديت احبه أوريّه قد ايش انا اتحمل المسؤوليه عشان اكبر بعينه
والصراحه ما اخفي انه اول ما فتح الموضوع معاي بغيت انجن لأنها بالنسبه لي علامه لثقته العميقه فيني
لكن . .
بعد ماراح هو وراح البيت صرت مثل العصفور اللي ماعنده جناح , يناظر السما العاليه ومايقدر يلامسها



تنهدت بغصة عميقة وقلت بهمس ما ينسمع : الله يرحمك
رفعت راسي بهاللحظات عشان أرجع لذكرى الملابس الرجاليه اللي كانت الجازي بهالوقت ترفعها وترجعها لمكانها بسرعه !
مين يكون صاحب هاللبس ؟
ما اتذكر من ملامحه الا القليل , وما اتذكر اني اهتميت بموضوعه
لأن بعد ما اخذوني الاسعاف ذاك اليوم كان اللي شاغلني مكان يوسف ووين بيأخذه هالغريب
كان صغير , توّه ماكمل شهر وانا كنت لسى بالاربعين
وفوق هذا كله اعطيكم كامل الحريه بتخيّل اني قبلها بـ 9 شهور كنت اعاني من الحمل وآلامه وموت معاذ اللي تركني بمستقبل يخوّف وضيقة العدّه اللي طوّلت معاي لين ما ولدت
*عدة الارمله الحامل الى ان تولد *


بغيت انجن !
او بإختصار انجنييت ميه بالميه . .
9 شهور وانا عايشه تحت ضغط كبير كبير كبير من هالنواحي كِلها
قاطعت الناس وماقمت حتى اكلم اخواني بعد ما عاندت وقررت اعيش ببيتي وما ارجع عندهم
وكبرت السالفه لدرجه انه بعض الحريم بدأو يضايقون آيه وعذاري ويقولون لهم ودّوا اختكم مستشفى النفسيه او دوروا لها حل !
مع ان كل الاعذار كانت مقنعه لكن لازم الشك يدور . .
كلام الناس من جهتي كان يطعن بالقلب ويذببح كل اللي حولي لأنه يقوّي الماضي اللي تركنا ابوي فيه وخلانا نواجه الناس وكلامهم لحالنا
كرهتهم , وكرهت العيشه وكرهت كل شي حولي
لكن . .
روحي مو روح وحده ؛ اللي بجسمي روحيين
الاولى تقنط والثانيه كل ما كبرت تذكرها ان الله فوق
الاولى تحزن والثانيه تقول لها دامي داخلك ما للحزن صوت
اييه , يوسف
كان عكازه قويّه بالنسبه لرجولي الميته بذاك الوقت , لأن من بدا يكبر ويتحرك داخلي بدت روحي تبتسم
كانت حركاته غريبه عليّ , احساس غير وشوق مو صاحي لشكله اللي حمّسني وشجعني اكمل عشان اشوفه
فـ بآخر ثلاث شهور قبل الولاده جزمت استرجع حياتي وبديت اعيش بمرحله كانت اصعب بكثير من اول ماتركتها
قررت انسى نسيان عظييم لمواقف اعظم واتسنّد على ماضييّ اللي ربوني فيه أهلي على حسن الظن بالله ؛ فخليت سجادتي بدال مخدتي اللي كنت ابكي عليها
واستغفاري هي سواليفي اللي تحاشيت الناس فيها
و ربي هو الأمل الاكبر بلحظاتي اللي نسيت نفسي ونسيت مراقبته لي فيها . .



وبعد ما مرّ الكثير , جا يوسف !
وجت دموعي معاه تضحك بفرح وتناقز بشغب على وجهي يوم شفته
كان صغييييييير صغير صغير اول ما جابوه لي
بغيت انجن , قعدت ابكي واضحك واسوي حركات لا إراديه وانا مو مصدقه
لاء لاء بشفّر هالمقطع وع يفشل كأني مجنونه ههههه :$


وبـ فتره مو طويله , شلته على صدري ومشيت فيه للبيت
كنت مجنونه فيه بشكل مو صاحي ولا زلت , حب يجنن ومشاعر مندفعه بقوه محد يقدر يسيطر عليها او يمنعها
كل شي يوسف , كل ماقالوا قلت يوسف , كل ماشروا قلت ليوسف
الضحكه ماقامت تفارقني , واربع وعشرين ساعه اتصل على الجازي اقولها وش اسوي اذا صار كذا او يمكن صار كذا , او كيف اتصرف اذا صار كذا ....الخ
لكن أكأب مافي الموضوع انه اذا بكى يحزني !
مرات كنت اشيله وادور فيه وانا وياه نبكي , ابيه يسكت لكن ما ادري وش يبي وإصراره يعوّر قلبي اكثر
وبالجهه الثانيه انهبل اذا ضحك , واذا كانوا خواتي حولي اصارخ واقول شوفوه شوفوه يضضحك
ادري اني بزر ؛ بس لا تلومون فنان فجأه صارت لوحته ملونه بعد ماكانت مرسومه برصاص باهت

الكل لاحظ التغير اللي صار فيني من بعده , قمت اطلع , اعزم الناس واضحك اسولف وكل شي رجع طبيعي
مو بس بسبب يوسف ؛ الله سبحانه سخّره لي يوم اني دعيته بصدق , والا كان يقدر يموته ويكسرني زياده
ربي فتح عليّ ابواب انا كنت مسكرتها وااستحييييت اعصيه من بعدها
ظليت ارضيه لوقت مو شويه فهو أرضى الكون كله عليّ , حتى الناس اللي ماكنت احبهم صاروا يسألون عني ويكلموني وانا حتى ناسيه اصواتهم وماعمرهم طروا بالبال !



كل شي كان يمكن يمر حلو ؛ لكن يوم جا ذاك اليوم حرق قلبي وترك فجووه مدري متى بتتسكر بنص هالحياه . .
مازلت اقول ان الله ماحرقه الا لأنه حَكم بأني اطلع من راحه مؤقته وماضي شنيع الى راحه أبديّه رغم اني للحين اعاني بطريقها المجهول اللي بيوصلني لها
ادري ان الله ماراح ينساني , مؤمنه انه راح يضحكني بعد ما بكاني
لكن . .
ما اخفي ان كل هذا بكوم وبعض الحزن بكوم ثاني
بذيك الليله بغى يوقف قلبي واموت بدون مقدمات !
اذكر اني نمت على هدوء تام والجيران مو من النوع المزعج ابد . .
قمت وقتها بإنزعاج وقررت استكشف المجهول ؛ لكني انصدمت بـ رعب ولهب واغراب بالبيت
لو اني ما طلعت من الغرفه , لو اني ما قمت ومتت نايمه ؛ دايم ارددها بس يردعها أن لو تفتح عمل الشيطان
لحظتها استوعبت وصحاني موقف الرجال الغريب وهو يمد يدّه يبغى يلمس كتفي
بغيت انهبل !! جنون صابني !!
كانت النار اللي قدامي كافيه تموّتني ومايحتاج ابقى للأبد بنار الآخره
خفت من الله رغم اني ادري بحكم هالموقف
فجتني الكلمات زي ما تجي بعض الاحيان مواقف تخوفك وعلى طول تقول بسم الله !
تكون غير عن الناس اللي اول ما يخافون يقولون يمه او اي كلمه ثانيه غير اسم الله


انا لا شعورياً ابتعدت بجفاف عنه و رميت عليه جمله وحده كافيه
مابي اظلمه واقول قصده كان يمكن مو زين بس ردة فعلي كانت متوقعه لأي بنت حرام يلمسها احد غير اللي تحل لهم
اذكر اني بعدها ركضت ليوسف لا شعورياً واول ما ضميته ارتحت ووكّلت الباقي على الله
حتى اني نسيت عبايتي المعلقه اللي كانت بطريقي , والله يشهد إنها للحين تحرقني بصدري من كثر القهر على إني مو متعمده ؛ لكن الحمد لله هذا كان سبب كبير من الاسباب اللي خلتني بعدها اغير الكتف واشتري الراس وصرت ما اطلع بغيرها

وبذيك اللحظه اول ماطلعت من الغرفه ضاع العقل والاحساس وبديت اكون لا شعورياً جسد بس يلحق الرجال اللي كان يركض قدامي بسرعه وحذر . .
وبعد ثواني شفت الجنه يوم شفت الباب , اي والله شفتها لكن هي بس جنه دنيويه واحساس طبيعي يجيك غصباً عنك اذا كنت بمثل هالمواقف
تركت اللي وراي اكل للنار ورجَعت الروح تبشرني بأمل بسيط
لكن يوم قالي الغريب هاتي اللي بيدك لحظتها وقف النبض عندي وجاني احساس قوي بإني راح اموت وأخلي يوسف يعيش لحاله مثل مايصير بالمسلسلات , لكني عايشت الواقع و تذكرت لحظتها ان الله ماراح يخيّبني
فـ عطيته إياه وانا قاعده امرر له قطعه عاشت فيني شهور وايام وثواني محسوبه , بس أحاسيسها مستحيل تنفهم . .
يمكن هالرجال ماحس بهالشي واخذه بتساهل وبدافع شغل ؛ لكن هذي هي الحقيقه اللي تخليّ الام تفدي عيالها بروحها !



والشكر لله اني عديت ذاك الباب وقدرت اكون الحين بغرفتي وتحت لحافي ومزكمه بعد
زفرت نَفس قوي وفركت عيوني بضيقه عظييمه وانا اذكر الله بعمق وبصوت هادي
" ادري ان الله اعظم من كل هالهموم , ومستحيل اهز ثقتي فيه بعد هالمشوار الطويل اللي مريت عليه "
ناظرت الجازي تبتسم لشرودي وتطلع من الباب بعد ماخلصت من الملابس
شكرتها ورمشت بهدوء وانا حتى احاسيسي ما تقدر توصف احاسيسي . .
التفتت حولي وانا مغصوبه اقتنع بواقعي , لازم اقتننع لأن الله ماراح ينساااني !
هاله من الحزن جتني الحين ولازم اترك كل الدنيا واتجه لخالقها , مايرجعني مثل اول الا سورة البقره وركعتين .





‘,





10 ونص الليل



دخلت آيه للبيت بهدوء بهاللحظات بعد ما رجعت من سما . .
كان واضح عليها هي الثانيه حزن وضيقه ما يعلم فيها الا الله
وطول الوقت اللي قعدته عند سما كانت تعصر نفسها وتمنعها من البكا قهر على حالها
اكتشفت بهالساعات قد إيش هي بدت تستصغر حالها ولازم تاخذ دورة تمثيل متقنه بأي سالفه فيها زواج او تدوّر لها حل سريع لهالغزو اللي احتلها !
السنين اللي فاتت كان مرض امها ومشاكلهم الكثيره تحجب عنها هالجانب العقيم فيها او بمعنى ثاني تشغلها عنه مع انه كان يحاول يطلع بس كانت تمنعه
والحين توها تفضى له وماراح تقدر تركز على غيره لأنها تعرف قد ايش شخصيتها تتغير بمثل هالجوانب " بما إنها انسانه تهوّل كل شي "
بهاللحظات هي مو قادره تفكر بشي ثاني وكل مال الفكره ترسخ وتكبر بعقلها رغم إنها استصغرتها ولسى تستصغرها وتردد بإنها راح تروح مع الوقت او اذا نامت الحين !
مع انها طول هاليوم قعدت تسترجع مواقف قديمه وتتذكر كل الشتمات والمزحات اللي جتها اول
عانس
عاانس
عااااانس


عضّت على شفاتها بقوّه وهي تصعد الدرج بسرعه وغضب
حسّت ان قلبها مثل الشخص المكتوم داخل صندوق ويبغى بأي لحظة يتنفس ويزفر الهوا اللي محجوز فيه
وروحها المقهوره كانت بس تردد
" 27 سنه وما تزوجت !!"
" ليش , وش اللي ناقصصني !! "
" كلهم متزوجين ومحد يقدّر اللي انا قاعده اعيشه "
" تكفى ياربي امي , ابوي , كلهم اخذتهم مني , تكفى بسس زوّجني وفكني من هالعيشه اللي انا فيها "


قاومت الدمعه بصمود قوي جداً جداً ومشت بالسيب الظلمه بعد ما خلصت الدرج ونور لمبة الحوش اللي جاي من الشبابيك الطويله يوضّح شوي من معالمها العقيمه .






ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }

نتقابل

الاربعاء

ان شاء الله

استودعكم الله .





اسطورة ! 22-07-12 10:30 PM


-
بارت 5

-


يوم السبت
6 وربع المغرب | فلة ابو مشاري



صعدت الدرج وانا افصّخ عبايتي بكسل واسمع صوت مشاري من تحت يقول للجازي تسوّي له قهوه . .
تنهدت بتعب وانا احاول انسى الضيقه اللي جتني وأبعّد هالنفسيه الخايسه بعد ما كنت عند امي توّ وسمعت الكلام اللي قاله الدكتور
" التنفس بدا يضعف وحالتها مُشابهه للي صار لها قبل ثمان شهور "
حطيت يدي على جبهتي وقلت بنفس طويل : لااا إله الا الله
بهاللحظات يوم خلصت الدَرج شفت يوسف يلعب بأصابعه وتوّه طالع من حمامي مع رتني
قلت بإبتسامه هاديه وانا أأشر له من بعيد : سوفه ماما
رتني تعدّل روبه السماوي وتقوله بضحكه وهي تناظر لهفته يوم شافني : هبيبي ماما يجيي سوف سوف
وصْلت عنده وشلته بدلع وقلت بخقه وانا اصلّح جورابه الازرق اللي عليه دبدوب كبير : نعيماً , اعجبك الشاور يا دمييل ؟
مدّ يدينه لي وكالعاده رفعته وبدا يتحسس بلمساته معالم وجهي وهو يلعب بعيوني وخششمي !
قلت بإبتسامه باهته وانا اتنهد : رتني جهّزي البانيو وحطي مويه حاره عشان باخذ شاور بعد شوي
رتني تشيل يوسف عني : ان شاء الله " وابتسمت " طيب ماما ايش لبّس يوسف ؟
قلت وانا ادخل غرفتي واناظرها : اآآآ مدري اي بجامه , بس لبسيه بلوزه ثانيه تحت عشان البرد
- اي ان شاء الله



سكرت الباب وتسندت عليه بتعب . .
" نفسيتي خربت , ماني قادره اسيطر على تصرفاتي حتى يوسف بديت اجامله
- وبلعت ريقي وانا اركّز على سبب ضيقتي - هذي ثاني مره تجيها الكتمات الصدريه ؛ بس ليش ماجتها باول سنتين ؟
هل معناه انه حالتها تتدهور بكل سنه و يمكن بأي لحظة ماتتقبل الاوكسجين وتموت !!


عضيت شفاتي بأسناني وانا أكره هالنوع من التوتر , يكفي إنها بعيده عنا اكثر من ثلاث سنين وبتكمل الرابعه
قلت بهمس وانا تايهه : يارب ماتموت , يارب ارحمها وارحم حالنا . .
عصرت عبايتي بين يديني وانا أصبّر نفسي واحاول ما ابكي واتذكر انه هالشي طبيعي لكل اللي بنفس حالتها ؛ وبديت اتشجع شوي وانا اتذكر ان قد جتها وسلِمت منها مع مرور الوقت واكيد هذي ماراح تأثر فيها . .
بهاللحظات غمضت عيوني بقوه وقلت بغصه : هتون لا تنسين ربي يُحيي الموتى , و هي ماماتت لسى عايشه
قاطع افكاري صوت آيه تمشي بالسيب لغرفتها اللي جنب غرفتي وتكلم سما بالجوال
- اي شعري سويته الظهر والحين بلبس
لا ماراح اتأخر , بس انتي اذا وصلوا كلميني بالبي بي
اوكِ يالله اشوفك بعد شوي .


قطبت حواجبي بقهر وانا امشي واحط عبايتي على فراشي واقول بهمس : استغفر الله امها بتموت وهي قاطه وجهها عند الناس اربع وعشرين ساعه
تنهدت وانا اتذكر الاسبوع اللي فات يوم كنت مزكمه وشفتها متشيّكه ورايحه لبيت سما بدون سبب ؛ من بعدها تغيرت نفسيتها وصارت تروح لهم كثير غير عن العاده ودايم كاشخه !
" افف انا وش دخلني فيها بعد " قلّبت عيوني وانا احاول انهي كل هالافكار اللي ما وراها الا الضيقه , ورحت لدولابي وطلّعت لي بيجامه دافيه واتجهت للحمام


كان البانيو جاهز والبخار منعكس على المرآيه من كثر الحراره " الله يسسعدك يا رتني "
حسيت بالروقان وعلى طول غِصت تحت المويه وصرت جُزء من هالجو المريح
قررت بهالوقت القصير احاول افضّي عقلي من كل شي وأخليه منعزل عن اي كائن مهما كان
عجبتني الفكره و تذكرت اني ماقمت أعطي نفسي اي حق وتاركتها لحالها !
عالاقل بس الحين اكون انا ونفسي , لأني من جد من جد محتاجه راااااحه بكل ما تعنيه الكلمه .





‘,





7 الا ربع العشا | فلة ابو زيد
بالمجلس فوق
* مجلس مفتوح واسع لونه كحلي وابيض *



طلعت سندس من غرفتها وهي تسكر عبايتها وتمشي بكامل أناقتها : هاي
عيسى كان متبطح بطفش عالكنبه ويلعب بالبي بي ؛ لكن يوم سمع صوت النُعومه المعروف عدل جلسته وناظرها بخقه : اخصصصص يالشينه
سندس تقلّب عيونها بغرور مصطنع : احم " وبقرف " بعدين وييع غط سيقانك وشوله لابس سروال سنه
عطاها عيسى طـآف ورجع تسدّح يكمل لِعبه . .
سندس تناظر زيد بدلع : زيّوود ماعطيتني رايك اطلع احلى من لذه ؟!
التفت عليها زيد اللي كان مشغول بأخبار الطقس , وناظرها بسرعه من فوق لتحت وقال بإنشغال تام : إيه إيه
بعدها تنهد بشويش وعطاها ظهره وهو يحاول يسترجع تركيزه عالتلفزيون . .
عيسى ماسك ضحكته من برود زيد : تهه وش هالسؤال المرجوج , يعني لازم تكون خطيبة المستقبل احلى منك بعيونه
سندس بعصبيه : أوهووه وانت شفيك ناشب لي على كل كلمه تراددني فيها " وناظِرته بخبث وهي تنفخ على مناكيرها الزهريه " اخاف غيرااان
عيسى بقرف وهو يناظر زيد اللي ينتظر منه ردة فِعل : ويييييع من لذه ؟ اللي يشوف اسمها بسسس يمـ . .


أم زيد تقاطعهم وهي تجي للصاله بعصبيه وشايله عبايتها بيدها : هيه فضحتونا الله ياخذ العدوو " وناظرت عيسى بتهديد وتأشر بإصبعها " اسمع اقسم بالله لو فتحت فمك وقلت لأي احد عن هالسالفه مايصير لك خير!
عيسى يضم شفايفه ببرائه : ان شاء الله
سندس بغرور وهي تعدل شعرها الملفوف بعنايه : والله بعد ناقصين عيون توه ماصار شي بسم الله
ام زيد تتنهد وتناظر زيد اللي مو مهتم ابداً : المهم يالله يازيد حنّا بنروح توصّي شي ؟
زيد بدون مايلتفت : ابد يما سلامتك " وناظر سندس بطرف عين " لا تنسين اللي قلتلك
سندس تغمز له : اوكِ اوكِ بجيب تقرير كامل عن شخصيتها بالتفصيل الممل
ناظرته أمه وهي متضايقه من بروده اللي طال !
صح ان شخصيته كذا ؛ لكن مر اسبوع على ذاك اليوم اللي رجعت فيه من بيت اختها وكلمته بالموضوع بعد ما وصت سندس تكلمه
هو قال موافقته بوضوح بعد ايام قليله وأبوه كلّمه وأكد رأيه ؛ حتى انه طلب من سندس تروح تشوفها معاها عشان تتعرف على شخصيتها قبل اي شي رسمي
بس نفسيته وردود فعله ماتشجعك تتحمس وتحسسك انك غلطان
زفرت أم زيد الهوا من صدرها ببطئ وحاولت تكون إيجابيه بما إنه موافق ؛ بهاللحظات ناظرت سندس وقالت لها تتصل على ابوها عشان يجي ياخذهم . .
وبعد دقايق نزلوا للسياره واتجهوا لبيت ام سما ؛ عشان يروحون يشوفون لذّه اللي قرروا بالاخير عليها وإذا عجبت ام زيد اليوم راح يخطبونها .



عيسى بفضول وهو يناظر زيد : وراك كذا ؛ اذا ماتبي قول , ترى بس رايحين يشوفونها محد راح يدري انهم بيخطبونها لك
زيد يلتفتت عليه ويناظره ببرود : ومن متى انا انغصب على شي مهم مثل ذا !
عيسى بإبتسامه واسعه وهو يكره هالنظرات من اخوه : اي ادري بس استغربت انك مو متحمس يعني وكذا . .
قلّب زيد عيونه بطفش وقال وهو يقوم من الكنبه ويمشي لغرفته : وليش اتحمس انت بنفسك قلتها بس رايحين يشوفونها " وبملل " لا تخاف اذا جا وقت الحماس بـ أتحمس
ناظره عيسى وهو يروح , وقال بهمس وهو قرفان : وراه ذا يتفرعن "
ويقلد صوته " وانا من متى انغصب على شي مهم مثل ذا ؛ خفففف علينا , اللي يشوف نظراتك الحين يغسل يده من الحماس اللي بيجيك بعدين .



دخل زيد غرفته ومشى بتنهيده طويله صوب جهاز المشي . .
قال بقلبه وهو يشغّله عالخفيف ويناظر الشباك الطويل اللي يساره : ياربِ تطلع شخصيتها حلوه وماهي غثيثه او صوتها ثقييل وخشن
مع اني نبهتهم وأكدت عليهم بس اخاف يلتهون بالشكل وينسون الشخصيه !
" وقلّب عيونه وابتسم بإستهتار وهو يتذكر كلام عيسى " اتحمس ؟ اممممم طيب ما اخفي اني متحمس لشكلها بس شخصيتي ماتسمح لي اطلّع هالجانب خصوصاً ان تونا مافي شي رسمي , وبعدين خير وش كبري ههه
" وبقناعه " يالله الحمد لله انا استخرت واي شي بيجي بعد الاستخاره فيه خير بإذن الله
الصراحه من بعد ما أكلوني الاسبوع اللي طاف حسيت اني لازم اكون مستعد هالمره ؛ يكفي 33 سنه
" ابتسم وهو يناظر ازرار الجهاز قدامه " ما ادري انا البطئ والا هم اللي يمشون بسرعه
فجأه تجيني سندس وتقولي لقت لك امي وحده , وابوي من جهه ثانيه يقول ترى قريب امك بتروح تشوفها , واليوم جا وراحت أمي !
وقال بتنهيده طويله : آآه من امي " وابتسم " يالله الله كريم . .
بهاللحظات زوّد سرعة الجهاز وصار بدال مايمشي يركض ويحاول يخفف شوي من تَوتره وتفكيره المتشتت بشخصية هـ اللذه اللي متحمس لها بشكل خَفي عشان لا يطيح برستيجه .





‘,





10 ونص الليل | فلة ابو سما
مجلس الضيوف تحت
بعد العَشا



سما تكلم آيه بالبي بي وهم جالسين جنب بعض : تحسين نفسك بويه لمّا تسمعين صوتها ؛ مرااا ناعم هههه !
" امحق نعومه هذي اسمها مياعه زياده عن الآزم " آيه تناظر لذّه بدون نفس وتكتب بقرف : اي بس مو ذاك الزود حلوه , الحلو بس صوتها وجسمها بس شوفي خشمها كيف مكسور لما تلتف على جنب مو حلو وععع
سما تكتب وتناظر آيه وتحاول ما تضحك : اي مو مره بس بشكل عام جميله وعاد الله واكبر ياولد خالتي , المهم لاحظي سندس دخلت معاها جو بقووه " وحاطه فيس شيطاني " السالفه شكلها بتضبط
ناظرت آيه سندس اللي كانت جالسه جنب لذه وتسولف معاها بأشياء كثيره من اول ماجت وواضح انهم انسجموا مع بعض
آيه بقلبها وهي حاقده بشكل مو صاحي بما ان الغيره زادت بعد ما اكتشفت بالايام اللي طافت إنها ولا شي اذا ما تزوجت : تهببببل الخايسه , بيضا وكل شي فيها يجنن ؛ لا والصوت مو صاحي
" وبضيق فضيع " اكيد بياخذونها , مستحيل اصلاً يفكرون بوحده ثانيه غيرها !
" وبلعت ريقها بغصه عميقه " يعني مثلاً مستحيل يلتفتون لي او يعطوني ادنى انتباه


سما وهي تقوم تمرر صينية الباتشي : تفضلي حبيبتي
لذّة : مشكوره والله شبعانه بعد العشا
سما بإبتسامه وهي مُصره : يالله وحده بس
لذّه بحيا وهي تختار : يسلمو . .
رجعت سما مكانها جنب آيه وسكتوا البنات بهالثواني وكل وحده بدت تحاول تلتهي بشي جنبها
سندس تناظر المجلس الثاني المفتوح اللي فيه الامهات وتَكسر الهدوء : ماشاء الله بس حشش
آيه بتعليق وهي تتغصب الابتسامه : حريم !
سما تعدل شعرها : يو عاد امي من بعد الدورات اللي تروح لها مافي أمل تترك الحش . .


آيه بغرور وهي تحط رجل على رجل وتناظر بجوال لذه اللي ماسكته بيدها وتستطرد : اممم الا لذة عندك بي بي ؟
لذه بإبتسامه هاديه : لا جوالي نوكيا
سندس بضيق واضح وهي توها تنتبه لموضوع التواصل : يوووه حسافه ياليت كان عندك , مره كان ودي اسولف معاك بأشياء كثيره
اكتفت لذه بإبتسامة خساره . .
" وعععع وش هالملامح واضح إنها تتميع " آيه بإستصغار : غريبه ماشريتي , انا مستحيل اعيش بدوونه !
سما ببرائه وهي تبوس جوالها من بعيد : مي تو
لذه تضحك بدلع : مو جوّي انا اهم شي يتصل وبس , احسه يضيّع الوقت بدون فايده
سندس بإيجابيه وواضح عليها انها مهتمه بأي كلام تقوله لذه : اي صحيح رغم انه حلو بس انا نظري نقص منه
" خفي علينا اصلاً شكلك ميته عليه تبغينه ومحد عطاك وجه لأنه مو من مستواك " آيه بنَفس الغرور : لا عاد انتي شكلك إدمان ؛ بالعكس شي جميل . .
سما بإبتسامه : عالطاري انا اعرف وحده من كثر ماهي مدمنه عليه تدخّله معاها بالحمام
لذه بقرف : يعععع
سندس تناظر ردة فعل لذّه وتقلدها : مو لهالدرجه عااد !
سما : اي والله وبعد تـ. . .
ام لذّه بإبتسامه وهي تطل عليهم من المجلس الثاني و تقاطعهم : لذه يالله ابوك عند الباب
لذه بإبتسامه : اوكِ ماما " وناظرت سما وهي تجمع اغراضها " اي كملي
سما تكمل : اي وبعد كانت قبل تدخّل الـآب معها
لذه توقف وتشيل شنطتها : لا انا ما احب كذا , حلوه الوسطيه المعقوله بكل شي
سندس تقوم : اي والله أرحمها
لذّه تناظر البنات وتبوّسهم بالدور : المهم يالله حبيباتي فرصه سعيده
سلموا البنات عليها بكل ود ولطافه ؛ الا آيه رغم انها تمثّل بإتقان شديد ومحّد لاحظها لكن ضيق النفوس صعب ما يفضح نفسه .





‘,





12 وربع الليل | فلة ابو مشاري
بغرفتي



كان أحمد العجمي قاعد يقرأ سورة البقره بجوآلي اللي كان على الكومدينا
- والصابرينَ في البأْساء والضراء وحينَ البأْس أُولـئَك الّذين صدقُوا وأُولـئك هم المُتقون . . .

أخذت نفس عميق وضميت شفايفي و نزلت دمعه حاره على وجهي !
لا تستغربون سرعة هالمشاعر اللي انا فيها رغم اني كنت طول اليوم صابره على سالفة امي ؛ بس الصراحه ماقدرت اكتمها لأن نفسيتي حالياً إكس بسبب اني قايمه من النوم مغصوبه
" هتون اصبري , والله ربي ماراح يخيبك ؛ شفيك بديتي تزهقيين بهالسرعه
تعوذي من الشيطاان هذي مو اول مره تجيك مصيبه وان شاء الله بتنفرج مثل ما انفرجت اللي اكبر منها هذا مو وقت القنوط , اكييد امي بتصير زينه ؛ لا ربي راح يجازينا على صبرنا بفرحه عظييمه أكيد أكييد "
مسحت دموعي البسيطه بسرعه بعد ما زفرت نَفس طويييل واستجمعت نفسي وذكرت الله
حاولت انشغل بشي ثاني غير التفكير بهالهم الثقيل
ناظرت بيوسف اللي قاعد يرضع بحضني وهو اللي مسهرني لهالوقت بعد ما كنت نايمه وبكى بكاا فضيع وقومني
حطيت يدي اليمنى على راسه الصغير وبديت أنفث المعوذات عليه وهو مازال متلذذ بالرضّاعه ويمزمز فيها وانا أمنيتي الوحيده إنه ينام ويعتقني !
انا بهمس : .... من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجِنة والناس
سكتت يوم شفت آيه تفتح باب غرفتي وتقولي بصوت واطي : على بالي نايمه , وش مقعدك ؟
انا بتنهيده طويله وأأشر على يوسف عشان اخفي حزني : هالمخلوق أشتهى الرضّاعه
آيه تعدل بيجامتها اللي واضح إنها توها لابستها , وتدخل للغرفه وتسكر الباب : فديت الحلوين
مررته لها تكمل له الرضعه يوم تربَعت على السرير ؛ وقلت وانا اتمطط بدوخه واسكر القرآن من الجوال : آآآهـ تعبانه تعبااانه
آيه تلعّب يوسف بأصابعها وتقرص خده : ماما تعبانه كلّه منك
تنهدت وانا اناظرها : لا تعورينه الحين يقعد يصييح
هَممت لي بإيه , وجلَست ثواني اناظرها بعدها قلت : ايه وش صار حلوه ذي لذه ؟
" ياربيييه انا وش جابني عندها مو وقته هالسؤال اففف " آيه بدون ما تناظرني وتجاوب بإختصار : يعني مميليحه " وبسرعه وهي تحاول تغير الموضوع " هيه بس انتبهي لا تعلمين احد ترى مثل ماقلت لك سما موصيتني ؛ عيب توه ماصار شي . .
عدلت مخداتي وقلت وانا انسدح على جنبي اليمين : خير اكيد ماراح اعلم واصلاً مافي أحد اسولف معاه " وناظرتها وواضح اني مطوله وأبي تفاصيل كالعاده " المهم وبعد وش صار , ومين جا ؟
آيه تبتسم ليوسف اللي مشغوله برضعته وتحاول توهمني بالراحه عكس اللي تحس فيه : آآ ام زيد , سندس , لذه وأمها وانا وسما
- طيب وش عشاهم ؟
- أبد كبسات ورزيز " وبتنهيده ثقيله جداً " افف قعد على كبدي مع اني ما اكلت كثير
انا بإبتسامه عفويه : الله يوفقهم " وبمزح " وعقبالك
التفتت عليّ بسرعه وناظرتني بهدوء أستغربته وكأنها استنكرت اللي قلته مع اني ماقصدت فيه شي !





.





ابتسمت لها بتردد وانا مدري وش السالفه والصراحه خفت من جديتها الغريبه فسكتت لأني ما اخبرها تتضايق من هالطاري . .


ناظَرت آيه يوسف وقالت بقلبها وهي تسب نفسها على جيّتها الغلط بغلط : انا وش مقعدني هنا , ليتني يوم سمعت صوت القرآن ماجييت ولا سحبني فضوولي عندها !
صايره دايم اتسرع بقراراتي وأتغيبا ؛ ادري انها ماتقصد شي , بس هي ماتدري باللي انا قاعده اعيشه وأحس فيه من الاسبوع اللي فات
" بلعت ريقها بهاللحظه وقالت بكِره عميق " طبعاً ماراح تحس باللي قاعده احس فيه ومستحيل تحس لأنها متزوجـ . .


قاطعت هاللحظات الساكنه اللي فيها بس صوت يوسف وهو يشرب الحليب طقطقات بسيطه على المكيف وكل مال الصوت ويعلى !
ابتسمت بسرعه بعد ما ميزت انه صوت المطر , فطار عنّي الحزن والنوم بعد مارحت لعند الشباك بأمل كبييير وبديت استغفر ونويتها بأن الله يرحم حال امي ويقومها بالسلامه لِنا ؛ وطبعا دعيت لها كثييير
أمّا آيه ما ارتسمت على ملامحها الا سعاده بسيطه ويوم جيت ادعي رفعت يدينها معاي , وواضح ان بداخلها شي شاغلها ؛ صحيح جاني فضول لكن ما تجرأت اسأل
ومحد غير الله يدري وش دعت .





‘,





اليوم التالي
الاحد
3 الا ربع | فلة ابو زيد



طلع زيد من غرفته وراح للصاله بعد ماغيّر ثوب الشغل ولبس ثوب بجامتة المخططه وواضح عليه التعب
أبو زيد بإبتسامه وهو يرحب فيه : ياهلا
زيد بتنهيده : هلا
ابو زيد يقطب حواجبه : وراه وجهك كذا شكلك ماتاكل زين ؟
أم زيد بحنان : لاا لازم تاكل زين وراك خطبه قريب
زيد بتنهيده طويله وهو يجلس براحه عالكنبه : دامكم ناويين تدللوني اخطبوا بيوم عطله عشان لا اسهر زي امس
ام زيد بفرح كبير وهي مستبشره : الحمد لله إنك سهران تفكر فيها , وانا توني قاعده اقول لابوك شكل الولد مو ناوي ومتردد
زيد بإبتسامه حنونه ومبسوط لراحة امه : اكيد ناوي والا تبيني آخذ بنات الناس لعبه , بس الصراحه خايف من الاخلاق . .
ام زيد بحماس وهي متأكده : لا لا البنت كلها اخلاق وأدب , اصلاً هي اكبر اخوانها وشايلتهم شيل عن أمها ؛ وبعدين خالتك ما اختارتها الا ومتأكده منها ان شاء الله , حتى سندس على طول حبتها
ابو زيد بضحكه خفيفه على حماس زوجته : اخذها يا زيد امك بتموت اذا ماصارت من نصيبك ترى
زيد براحه بسيطه من كلام امه وهو يتنهد ويسكر عيونه بتعب : دامه مكتوب اكيد باخذها
عيسى يصعد من الدرج : عليك غدااا يا يما , يذبح يذبح
زيد بنرفزه وهو يقوم ويطلع من الصاله : لا يكون خلصته ؟؟؟
عيسى يقلّب عيونه : اصلاً حتى لو خلصته , امك مسوية لك مأدُبه خاصه على شرف حضرتك ومحذره محد يلمسها
زيد بإبتسامه وهو ينزل بجوع : يالله شد حيلك ؛ تزوّج وتصير لك مأدُبه على قولتك
أبو زيد يقلب بالمحطات : لالالا بالاول يشتغل ويفكنا منّه ؛ ناقصين نصرف عليه هو وزوجته بعد
عيسى بغرور وهو يدخل لغرفته : حقي الديني انك تصرف عليّ
ابو زيد يلتفت عليه : انت إعفي اللحيه بالاول بعدين تعال تكلم بالحقوق الدينيه .



* تحت بغرفه الاكل *



زيد وهو يسحب الكرسي ويجلس جنب رنين : اي واحد فيهم رزّي ؟
رنين بهدوئها المعتاد : سندس هاتي الحافِظه جنبك
سندس بإبتسامه وهي تمرر الحافظه : تفضل يا عريس المستقبل
زيد بخِفه : لا تنفخون ريشي
سندس تغمز له : ولوو بنظل ننفّخ لين مانخلص منك " وأشرت بسبابتها " بعدها نعطيك فنقر
رنين بضحكه : وش فنقره ذا !
زيد يتنهد ويناظر رنين : يعني طرده من البيت
رنين وهي تحط ملعقتها على صحنها بعد ما خلصت : صحيح وين بتسكنون ان شاء الله ؟
زيد ينكب له : اكيد بشقه , ابوي قال اذا تمت السالفه بيدور لنا مجموعه بأسعار حلوه وبعد الملكه نروح انا وياها ونختار اي وحده تعجبها
سندس بخُبث : طبعاً لاحظي وحطي على " تعجبها " مليون خط
رنين تضحك : هههههههه لازم تعجبها والا تتفركش السالفه
سندس بإبتسامه مريحه : لااااه فال الله ولا فالك وااي ماصدقنا نتحرك بهالموضوع !
رنين بخفه : من جد على الاقل نفتك من توصيات خالتي
سمّى زيد واكتفى بضحكه بسيطه بدون صوت ؛ وبدأ ياكل لأن بطنه ما عاد يصبر .





‘,





4 العصر | فلة ابو مشاري
بالحوش



كنت واقفه وسط الحديقه جنب النخَل وماسكه يوسف عشان أبلل راسه برذاذ المطر اللي من أمس الليل وهو ينزل بفترات متقطعه
عاد بغيت احسد اخواني يوم انهم داوموا الصبح بهالجو الخيالي . .
لون السما يجنن والغيوم متكثفه بشرود , والريحه والهوا شييي مو صاحي أبد
أحب مثل هالاوقات وتعجبني الهداوه الروحانيه اللي فيها


لكن افف بدا يوسف بهاللحظات يطلّع اصوات مزعجه معناها " المكان ما أعجبني " !
تنهدت بضيق بعد ماحاولت اهديه بدون فايده ؛ وبالاخير استسلمت ورجعت بخطوات ثقيله لداخل البيت وانا الومه هو ودلعه
عذاري بأول الدرج وهي نازله ومعاها كتاب النحو : للحين تمطر ؟
انا بإبتسامه حزينه : اي بس شكلها بتكثر خذي معاك مظله
عذاري بحماس وهي تناقز بعتبات الدرج وتقهرني : وااااه جا هالجو بوقته , بكره عندي اختبار واحتاج مثل هالبريكات الحلوه والطويله
صَعدت الدرج وانا اقول بضيقه مصطنعه : انقلعي , ان شاء الله يوقف
عذاري تمدّ لسانها وتِطلع بالمظله : حرّآآه
ابتسمت على خِفتها وصعدت الدرج بهدوء وانا رايحه للصاله . .


بهاللحظه دخلت وسلّمت على الجازي اللي كانت متمدده على الكنبه مقابل الباب وحاطه على وجهها قناع وخيار !
قلت بإستغراب وانا اغطي عيون يوسف بطفوله عشان لا يخاف من هالمناظر : ههه وش مسوّيه وعع ان شاء الله عسل ؟
الجازي بصعوبه وهي تتكلم بثقل عشان لا يخرب القناع : لا , تتذكرين الخلطه اللي مره قريتيها من المجله ؟ اخذتها وسويتها
تقرفت من صوتها وجلست بأبعد كنبه عنها وقلت وانا اهمس ليوسف : عزّ الله كدينا خير
أخذت الريموت من الطاوله و جلّست يوسف زين وبديت اناظر الاخبار على الجزيره . .
متعب يدخل علينا بإستعجال : ماما وين حطيتي أكل الببغاء ؟
الجازي : ...........
متعب يقطب حواجبه : مـــــــامـــا
الجازي أشّرت له يروح وماتكلمت !
انا بإبتسامه وراحمه التطنيش اللي جاه : ماراح ترد الا على الاشياء المهمه عشان لا يخرب القناع " وهمهمت وانا اتذكر " دوّره بدرج الملاعق كأني شفته هناك , او اسأل رتني يمكن مفرغته بعلبه
متعب يطلع بعصبيه : ان شاء الله " وناظر امه " يارب ابوي يجي ويشوفك شينه كذا
الجازي بصعوبه وهي تسبه : ما الشين الا وجهك , ان شاء الله يموت ببغائك
انا بضحكه خفيفه : استحبي دعوتك بس , انتي اللي بتبتلشين اذا مات
تأففت الجازي بصعوبه واكتفت بعدم الرد . .
ابتسمت عليهم ويوم جيت اعدل جلستني رن تليفون البيت وقمت بتعيجز فضييع عشان ارد : الووه
سما : الو هلا , شلونك ؟
قلت وانا اتمدد واعدل جلستي : هلا فيك , الحمد لله
- وينها اختك ماترد عالجوال
- مدري للحين بالبنك مارجعت !
- أها اوكييه , ماشفت الساعه سوري " وبتنهيده " المهم قولي لها تتصل مو تسحب ابغاها ضروري
- ان شاء الله
- يالله سلام .


الجازي بصوتها القَرف : مين ؟
ناظرتها بإزدراء وقلت : سما , و وع لا تتكلمين صوتك يجيب القشعريره
- الجازي ؟!
التفتنا انا وياها على صوت مشاري اللي جانا من باب الصاله
الجازي منفجعه : اوهوووه !!!
مِسكت أكبر ضحكه جتني يوم شالت الجازي الخيار عن عيونها ولبست شبشبها وركضت بسرعه لغرفتها وهي تنزل راسها ومستحيه
مشاري بضحكه خفيفه وهو يجلس جنبي وشايل معاه كيستين كبار : قالي متعب اصعد بشويش بس ماتوقعت السالفه كذا
تسندت براحه وقلت بعد ماخلصت ضحك : سوّاها النتفه ؛ احسن محد قالها تقهره وماترد عليه " وبفضول " آآ وش فيها الكياس ؟
مشاري بحماس وهو ينادي متعب ويطلّع اللي جايبه : فروات للعيال , وانا راجع تو لقيت رجال جنب المسجد يبيعهم
قلت بخقه مو صاحيه وأنا اطالع الفروه الصغيره اللي طلّعها مشاري ليوسف : يااااي " وأخذتها منه وحطيتها على كتوف يوسف بحماس " تجنن مشكوور حبيبي يعطيك العافيه
- الله يعافيك " وبإبتسامه وهو يأشر لمتعب اللي جا " تعال شِف وش جبت لك
متعب يقرب من ابوه ويقايس الفروه : مره داافيه
مشاري بخُبث وهو يبتسم بشراسه : آآآآ وحزّر وش جبت لك بععد ؟؟!
متعب يصارخ بحماس وهو يناظر مشاري يطلع له من كيسة تويز آر اص سيارة الفيراري الحمرا اللي بالريموت : الللللللللللللللللله بابا شكراً شكراً
مشاري بضحكه وهو يضم ولده اللي ماصبر وانقض عليه بفرح تام : يالله العفو بس لا تكسّرها ترى غاليه
متعب يبوس ابوه ويشيل السياره ويركض لبرى الصاله : ان شاء الله بروح اوريها ماما
مشاري بإبتسامه خفيفه وهو يحوّل نَظره لي ويعطيني كيسة صغيره : ايه وصح هذي ليوسف
انا بإمتنان كبير : تسلم ماكان له داعي " وفتحت الكيسه وكان داخلها مخده كحليه محشوّه على شكل سياره " يوووه ذي كبيره عليه ههه
مشاري ياخذ يوسف من يديني ويعدل له الفروه ويبوسه على خدّه بحراره : مصيره يكبر


ابتسمت بشويش وأنا اناظر يوسف بعاطِفه كبيره بين يدين مشاري اللي كان مرسوم على ملامحه الحنان والاهتمام
تنهدت وقلت بقلبي وانا اناظرهم بشرود : الله يرحمك يا معاذ ؛ كان المفروض انت اللي تكون بهالموقف وما اشوف يوسف بين يدين اي رجال ثاني قبلك
حاصرتني العاطِفه بهاللحظه , والموقف أثّر بملامحي كثير ؛ فحبيت اتصرف واضيّع هالافكار من راسي عشان اتعود على تكسيرها
قلت بسرعه وانا اوقف قدام مشاري وافتح كاميرا جوالي : يالله يالله سوفه ناظر ماما
مشاري بطفوله وهو يحاول يخلي يوسف يناظر الكاميرا : يوسف ناظر قدام ؛ يالله قدام شوف ماما
كان يوسف بهالوقت جالس على فخذ مشاري اليمين ورافع راسه ويناظر فم مشاري وهو يتحَرك !
ابتسمت على هاللقطه النادره اللي كانت فيها ملامح يوسف منبهره من مشاري وحركاته ؛ وعيونه من هالزاويه كانت تخقق وصِغره بالنسبه لمشاري معطي جو مرييح
ضغطت زر التصوير والتقطتها وانا ابتسم .





‘,





5 العصر | فلة أبو زيد
بغرفة زيد



سندس بحماس وهي متربعه بنص السرير وتكمل وصفها الدقيق للذه بعد ماسألها زيد : ابيض مني بشوي , وشعرها ناااعم مره و طويل لنص ظهرها
زيد بإهتمام وهو يدوّر جواله بيده ويحك رجله : طيب وشخصيتها ماقلتي شي عنها ؟
- امممم يعني مثلاً اقولك اول ماشفتها وش قلت ؟
زيد : لا يعني تنكت كثير او هاديه ومثقفه ؟ مثل كذا . .
سندس بهمهمه وهي تتذكرها : مدري هذا شغل خالتي هي اللي تروح دورات بس امممم زولها يحسسك بالاحترام ؛ وهاديه شوي وأحسها تهتم بالناس اللي قدامها وخدومه
زيد بقلبه وهو يتنهد : ليتها تختصر بالوصف مثل ما اختصرت بالاخلاق مدري مين اللي قال لا توصي حريص بقولك شخصيتها بالتفصيل !
سندس تبتسم بنفس الحماس : المهم خلني اكمل لك وصفها ما اعرف احكم على الشخصيات بهالسرعه
" نفس ماتوقعت , ربع ساعه توصف لي شكلها ؛ وابد ما اهتمت بشخصيتها " زيد بطفش واضح وهو يقوم من السرير : اف لا خلاص بعدين , حامت كبدي
سندس بضيق وهي تمسك يده بسرعه : وشفيييك , اقعد بسولف لك بعد
زيد بتنهيده طويله : طفشت خلاص , شوي وتخليني اهوّن عن الشوفه مايحتاج ماشاء الله وصفتيها بكل دقه وتفصيييل * وشد على تفصيل عشان يذكرها باللي قالته *
سندس فهمت الدقَه وتأفف وهي تحاول تجلّسه غصصب : طيب طيب اسمعني هذي آخر سالفه اوكِ ؟ " وبتفاؤل " فيها شوي من شخصيتها يالله بليز اجلس
زيد يجلس ويحط يده على خده بكئابه : إنا لله وإنا اليه راجعوون يالله اخلصي
سندس بإبتسامه وهي تبدا بهدوء : تعرف آيه اللي تصير بنت جيران سما ؟
زيد بطفش : إييه . .
- سما عزمتها وكانت جايه ؛ بس اللي استغربته انها ماحبت لذه ابد
زيد بدون اهتمام وكأنه يكلم بزر : وليش ؟
- مدري , بس تخيّل فششله البنت مره واضح عليها و لذّه مايبي لها كلام حست
زيد يزفر نفسَه : يعني الزبده
سندس بسرعه وهي خايفه انه يروح : اوك اوك ؛ الغريب بالموضوع ان لذه ساكته عنها وبس تبتسم وتجاريها وعادي الوضع عندها
" وبقرف " يعني الصراحه لو انا مكانها كان رميت عليها كلمه من هنا والا هنا وكسرت خشمها ووقفتها عند حدها !
زيد يتنهد بهدوء : لهالدرجه ؟ وش قالت ذي آيه يعني


سندس بكِره : تخيل بكل سالفه تحاول تحسس لذه إنها اقل منها وانها هي الوااو الحلوه والكششخه حتى يوم راحوا هي الوحيده اللي قامت تطلع عيوبها رغم إنها ماتدري اننا ناوين نخطبها
" ومدت بوزها " صراحه وععع صرت اكرهها تدريجياً مع ان علاقتي فيها سطحيه بس ماقمت ابلعها
زيد يهز راسه : اها . . .
سندس تقلب عيونها بقهر : يعني عيب عليها حتى بالجوال قامت تحارش ؛ تخيل تقولها بنفس كريهه " وتقلد صوت آيه " انتي عندك بي بي , والبنت من اول ماجت وهي ماسكه نوكيا ؛ وأصلاً واضح إنها مو راعية بي بي لأنها محترمه ووقوره
قطب زيد حواجبه وقال بفضول : لهالدرجه يعني ؟
سندس ابتسمت بخفه وقالت بعاطفه كبيره وهي متحمسه : ايييه والله يازيد مره مره محترمه وحبووبه , وقنوعه ومن النوع اللي ينحب بسرعه وقلبها ابييض
زيد يبتسم على حماس اخته : هههههه لا انا اقصد لهالدرجه آيه حارشتها !
سندس تقلب عيونها وتضحك على نفسها : اففف انقلع ههه لا تضحك هذا جزااي اشرح لك صارلي ساعه ؛ وبعدين انا قاعده اكلمك عن لذه ماله داعي تسأل عن آيه
زيد يبتسم بخفه : لا يعني انا اقصد وش تصير ذي , لهالدرجه مدللـه حتى الجوال سألت عنه
سندس بتريَقه : اي مره واضح إنها مدللـه " وقلّبت عيونها " استغفر الله ياربي خلني ساكته مابي احش فيهم
زيد بفضول وهو يعدل جلسته ويتركَى على السرير ويتكتف : بعد ايش ماتبين تحشين ؛ لا يالله قولي انا دايم اسمعك تشوفينها عند سما كل مارحتي وما اعرف الا انها بنت جيرانهم وصديقتها من زمان
سندس تتنهد : لا يو زيد , خلني اكمل عن لذّه وش تبي فيهم كل حياتها مشاكل تضيق الخلق
زيد يقلب عيونه بطفش : شوفي الصراحه انا مليت من سوالف لذه خليني اغير جو مع ذي
سندس ترفع حاجبها : اي وواضح بعدها بتطردني والا بتروح , ترى امي موصيتني اسولف لك بالتفصيل عشان تضمن شكلها وما تورطنا بالشوفه وتقول مو حلوه ما ابيها
زيد يفرك عيونه بإبتسامه : لالاماعليك , ووالله ما اروح يالله قولي . .
سندس تعدل جلستها وتهمهم : ذي سلمك الله بعد مامرضت امها قبل ثلاث سنوات هي اللي شايله اخوانها على قلبها , ومحد يهتم فيها وبس تحل مشاكل اخوانها
" وبوّزت " يعني بإختصار البنت مهملينها اللي حولها وتحب توري الناس عكس اللي تحس فيه , وانا شخصياً صرت اشوفها مغروره وناقصه ومنافقه
- اوف اوف منافقه وناقصه ومغروره كل ذي مره وحده !


سندس تتأفف : لا تقهرني زياده والله من بعد حركتها مع لذّه وانا اكره طاريها وما قمت ارتاح لها
" والله سندس لها هبّات , يعني بس عشان لذه بتصير خطيبتي صارت تحبها وماتبي احد يغلط عليها بهالسرعه " وبإبتسامه قال : المهم وذي آيه مو متزوجه ؟
سندس تقلب عيونها : لا استغفر الله مين يبغاها ماتهتم بشكلها ابد ؛ خواتها يهبلون وهي تشيّن نفسها
- اها , هم ثلاث بنات وولد صح ؟
سندس : اي آيه وهتون وعذاري ومشاري




.





" هتون ؛ لا يكون هي نفسها ذيك وتصير بنت جيران سما ؟ " وقطب حواجبه بفضول : تعالي هتون هي اللي مره انتوا وامي سولفتوا عنها وقلتوا ان بيتها احترق ؟
سندس : ههههه ماشاء ذاكرتك ما تشتغل الا بالحرايق
تنهد زيد وقال على غير عادته : اففف لا تذكريني بالشغل مو وقته
سندس بإستغراب : يؤ اول مره تتضايق اذا ذكرناك بالشغل " وبجديه " غريبه عسى ما شر ؟
زيد بهدوء وهو يقلب عيونه : شويّة مشاكل وهالاسبوع كِله هواش والقسم مقلوب على راسي فوق تحت " وتنفس بضيق وقال " المهم ماعلينا وش كنّا نقول
سندس تتنهد : الله يعينك " وبخبث " ايه عن لذه
زيد بضحكه خفيفه : لا يالعياره عن ذيك اخت آيه شسمها . .
سندس تتأفف بإبتسامه : هَتون
زيد يهز راسه : اي هتون وشفيها
سندس تلعب بشعرها ومحتاره من وين تبدا : اممممم هتون عندها مليون سالفه , بالاول مات زوجها وبعدين حملت ونفسيتها خربت وبيتها احترق ورجعت عند أهلها وماتشتغل " وبطفش " سوالفها كثييره والله مالي نفس
حتى يمكن تتذكر قبل فتره طويله امي كانت دايم تسولف عنها لمّا كانت حامل بولدها " وبجديه " بس يا إن طلع عنها كلااام , حتى مره سمعت وحده تقول البنت استخفت ولازم يودونها لـ الطب النفسي
زيد يقطب حواجبه : وصدق عاد !
سندس بعدم اهتمام : لا ويين كلها إشاعات , سما كانت تزورهم وتقول انها عادي مافيها شي بس شوي الحمل مأثر على نفسيتها وبعدين كانت بالشهور الاخيره وقربت تولد


همهم زيد بأها , وسكت بعدها وهو يقلّب الموضوع براسه ويتذكر التفاصيل اللي تتعلق بهتون وولدها ؛ ورحم اللي عايشين فيه هي وخواتها
زيد بعُمق : الحين انا اللي اعرفه ان ابوهم متزوج ثانيه , طيب ليش ما يجي هو وزوجته ويسكنون عندهم ويستر عليهم ويساعدهم باللي هم فيه ؟
سندس بضيق : مدري والله عنهم والصراحه انا ارحم عذاري مره صغيره " وتنهدت " افف خلاص الحمد لله بس . .
زيد بشويش : اي والله الحمد لله


ام زيد تقاطعهم وتفتح الباب : سندس تعالي سوّي لي الدِش ما قامت تطلع المحطات
سندس بتبويزه : يما بس حركي السلك تلقين من الهوا خرب الارسال
ام زيد تعطيها ظهرها وتروح : اقولك ما اعرف تعالي سويّه
سندس تقوم بقهر : ان شاء الله " والتفتت لزيد " ترى برجع اسولف عن لذه ياويلك ان رحت
زيد يبتسم : اوكِ اوكِ بس سكري الباب وراك . .
سندس بتنهيده وهي تطلع : يالله يما جاايه


أخذ زيد نفس طويل بعد ما عم السكون الغرفه , والتفت على شباك غرفته وناظر لون السما اللي قربت الشمس تغرب فيها . .
بهاللحظات تذكر اسمها وإبتسم !
قال بقلبه وهو يمرر يده على لحيته : كأني بديت استلطف هـ اللذه , تصرُفها يدل على إنها متفهمه وصبوره نوعاً ما !
" وبراحه بدائيه " يالله الحمد لله من بعد اللي سمعته قدرت اكوّن صوره بسيطه عنها ؛ وان شاء الله ربي يكتب اللي فيه الخير لي ولها .





‘,





اليوم التالي
الاثنين
8 الصباح | فلة ابو مشاري
بغرفتي



حطيت يديني على شعري وشديته بشويش وانا جالسه عالسرير واحاول امحي الحلم اللي قمت منه مفزووعه قبل شوي
ناظرت زوايا الغرفه برجفه وبدت الصور تعيد نفسها بين عيوني مليون الف مره !
نفس الاحساس والاصوات والحراره والقهر والخوف ؛ وكل شي ينعاد بهالاحلام
قلت بهمس وانا خايفه : خـ . . خلاص ياربي مابي اتذكر شي
زفرت انفاس مكتومه وأنا اسكر عيوني بقوه و احاول امحي الحريق وصورة معاذ اللي شفتهم بالحلم توو
مع اني دايم اكون متفائله بأنه آخر مره راح احلم فيهم ؛ لكن الوضع يتكرر وما ادري متى راح ينتهي !


حطيت يدي اليمين على جبهتي وأخذت نفس عمييق بعد ما نفثت على يساري وحاولت اركز وقمت من السرير بهدوء . .
مشيت لسرير يوسف بإرتباك وانا اردد بقلبي : خلاص لا تخافين هذا مو بيتي والحريق راح واللي تو حلم , وإذا مالقيت يوسف اكيد راح يكون مع اي احد
فتحت الستاره الشفافه اللي على اطراف سريره وبلعت ريقي بصعوبه لدرجه اني بديت اتنفس من خشمي وانا احمد ربي بعد ماحسيت براحه ماتنوصف يوم شفته موجود !
تنهدت بقوه بعد ما تأملته وتطمنت ؛ ومشيت بهدوء للحمام وانا اذكر الله
دخلت بإرتباك بعد ماقلت دعاء الدخول واتجهت للمغسله وغسلت وجهي اكثر من مره وانا ارجف من برودة المويه اللي ماحسيت فيها وبالي ابداً مو معاي . .

انتفضت بسرعه بعد مافِقت وركزت ان اطرافي بتتجمد , فـ على طول اتجهت لأقرب شي جنبي اللي هو الروب المعلق ونشفت يديني ووجهي بسرعه مو صاحيه وانا ماني قادره اسيطر على رجفة اسناني وطقطقتها مع بعض !
بعدها بوقت طويل ظليت دافنه راسي بريش الروب الدافي لين ماحسيت اني اقدر اتمالك نفسي واتحرك عالاقل .


طلعت من الغرفه وانا اربط شعري ذيل حصان اي كلام وادخّل يديني بجيوب البيجامه ومره بردانه . .
بهاللحظات مريت على الصاله وانا ناويه انزل لكن لقيت عذاري موجوده
" وهذي كل ما حلمت ببيتي القاها غايبه " قلت بهدوء وانا مالي نفس : ليش غايبه ؟
عذاري التفتت عليّ وواضح انها تعبانه من وجهها الاصفر : بطني يعورني الليل كله
قلّبت عيوني وقلت وانا اتنهد : طيب , بنزل تبين شي من تحت ؟
عذاري بإنهاك : لا شكراً
نزلت الدرج كله ببطئ وانا اتمايل بمشيتي ومالي نفس ابد ولسى ذكرى الحلم ببالي
الجازي تطلع من المطبخ : صباح الخير , اليوم مبكره
قلت وانا ابتسم واسلّك لها : هلا ؛ مدري ماقدرت ارجع انام " وفتحت باب البيت وانا اناظر الارض " مطرت ؟
الجازي : ايه بالليل , و الاخبار يقولون بيستمر ما شاء الله
تنفست الهوا المنعش رغم بروده وقلت بإبتسامه باهته وانا اناظر الجرايد مبلله على كراسي الطاوله اللي تتوسط الحديقه اللي تلمع هي الثانيه من آثار المطر : الله ياليتها تمطر الحين , يجنن الجو
الجازي تصعد : اي بس لا تطلعين بتمرضين , ترى موت برد " وابتسمت" خذي لك شي تاكلينه واصعدي فوق عندنا
سكرت الباب وانا اتنهد : يالله جايه . .
مريت عالمطبخ بشكل سريع وسويت لي توست وجبن واخذت معاه كاسة حليب وصعدت الصاله


عذاري تقلّب منشور التميمي بيدينها : خلونا نروح نتسوق منه ونفطر بصحارى فوق
قلت وانا اتنهد واشرب من كاس الحليب : لا ياشيخه ومين بيوديك !
الجازي تبتسم : تبون اتصل على * مُنذر * حتى انا ودي اغير جو
* مُنذر أخو الجازي , متخرج من الجامعه السنه اللي فاتت وللآن ما يشتغل , ودايم يتطوّع بالتوصيلات ويموت بالطلعات *
انا بنفي : لا مستحيل " وناظرت بعذاري " خلاص اوص وبعدين مو انتي تعبانه !
عذاري تتأفف : ياكرهك يعني التعبان ما يستانس
بهاللحظات رن التليفون اللي كان جنب الجازي وردت عليه : الو
وعليكم السلام
ايه
اها هلا
لا ابد والله بس تعبانه شوي
الله يسلمك
ان شاء الله
يعطيك العافيه اوكِ
مع السلامه .


الجازي تسكر : هذي مدرستك يسألون ليش غايبه . .
عذاري تقلب عيونها : استغفر الله ما ادري وش النفعه من هالاتصالات !
الجازي تبتسم : اكيد مايتصلون الا لفايده " وناظرتني " ها وش قلتوا اكلم مُنذر ؟
انا بدون نفس : اكيد لا خلي الرجال يرتاح وخلاص سكروا الموضوع
الجازي بتنهيده : ماشاء الله مافي احد يرتاح كثر مُنذر , اربع وعشرين ساعه نايم وبعدين تلقينه للحين سهران من امس
عذاري تمد بوزها : تكفييين يالله هَتون ليش انتي كذا تعقدين المواضيع !
قلت بتأفف : عذاريووه بس , وع مالي خلق اروح
عذاري برجاء : بليييز حتى مسوين تخفيضات على بامبرز
ناظرتها بنص عين وسكت !
ابتسمت بفيس برئ وجابت المنشور حقهم وورتني اياه : شوفي هاا والله سعره مغري , اشتري 10 كراتين بتكفيك للسنه الجايه وبسعر مايتفوت
الجازي تضحك على اسلوب عذاري : هههه تصلحين تشتغلين عندهم
عذاري تبتسم وتناظرني : ها يالله وش قلتي ؟
ناظرتها وانا اقلب الفكره براسي , والصراحه اشتهيت اجواء السوبر وهو فاضي وهداوة المطاعم بهالصبحيه . .
سكتت وماجابوتها فـ رجعت سألتني بإلحاح شديد !
قلت بتنهديه طويله وانا احط كاس الحليب اللي خلص عالطاوله : استغفر الله كأنك سما ؛ طيب يالله .





‘,





8 وربع | بالمستشفى



طلعت الممرضه من الغرفة وهي تركض بأسرع ماعندها بالسيب وعلى ملامحها كومة توتر
أكيد راح تتوتر بعد ماشافت بعيونها قلب المريضه اللي كانت تبدل لها المغذي يوقـَف !!
فجأه ومابين ركضها صادفت دكتور الرئه اللي كانت رايحه تطلبه يجي لغرفة العمليات ؛ وهو الثاني كان يركض بنفس سرعتها
الممرضه تأشر له : دكتور * عدنان *
قال عدنان اول ماشافها وهو يلهث بتعب ويكمل ركض : ها كم وصل الصعق الكهربائي ؟
الممرضه تحاول تتمالك نفسها وهي تتجه معاه لغرفة العمليات : 5.5 ومافيه أي استجابه لحد الحين وقلبها واقف من دقيقتين
عض الدكتور على شفاته وقال وهو يكمل هروله ويقطب حواجبه بتوتر : مافيه فايده اذا كملت خمس دقايق اكيد راح تموت !!
الممرضه بإرتباك : بس دكتور فهد طلب تجهيز غرفة العمليات
عدنان بعنف وقهر : نقول ان شاء الله ما يوقف لأن بذيك الحاله نكون ما استفدنا شي ,غرف المرضى مليانه تحتاج اعضاء من سنين ؛ واهل هالمريضه عنيديين , ومو راضين ابداً يتبرعون بأي عضوو منها
الممرضه بشوية تفاؤل وهي تبلع ريقها و تناظر باب الغرفه اللي قربوا يوصلون لها : ان شاء الله ماتموت ويمكن تقدر ترجع طبيعيه بعد الصدمات
عدنان بنَفس طويل وهو يفتح باب الغرفه ويدخل : الله يسمعك منك وأفتك .





‘,





الساعه 10 | بـ صحارى



تونا واصلين للتميمي بعد ما تفطرنا فطور رايق فوق بمطاعم صحارى
همَست لعذاري قبل لا اروح للصراف اللي جنب السوبر : اسمعي ماراح اسحب كثير , ومو معناه انك نسيتي بوكك راح اصرف عليك , فـ لا تخمّين اشياء مالها داعي
عذاري بإبتسامة دلع ما تطمن وهي تاخذ عربيّه وتدخل السوبر : اوكِ . .
تنهدت بشويش وانا اروح للصراف وأدخّل بطاقتي وأسحب 500
ومره وحده حبيت اشيّك عالرصيد فأخذت لي كشف حِساب
بعدها دخّلت الفلوس بالشنطه وشقيت ورقة الكشف ؛ بس بهاللحظات يوم جيت ادخل السوبر حسيت بخيبة أمل بسيطه . .
قلت بقلبي وانا اناظر الناس اللي اغلبهم اجانب : وشفيني تضايقت كأني اول مره اشوفه , شي طبيعي يكون ما عندي الا هالمبلغ وانا مو موظفه !
" وتنهدت بتفاؤل بسيط " يالله ماعليه ان شاء الله بعد مايخلص هالترم ؛ بتمر عطلة العشر ايام بسرعه وبعدها راح ابدا وظيفتي .


مشيت بممرات السوبر الطويله وانا عقلي بعيد عن اللي قاعده اشوفه ؛ مع اني حاولت اتجاهل السلبيات اللي غَزتني
بس الصراحه حبيت افكر بمستقبلي السخيف ؛ يعني فوق ما انا أرمله وعندي ولد , ماعندي بيت ورصيدي يفشل والوظيفه اللي مستانسه فيها يالله راتبها 2000 ريال !!
بلعت ريقي وانا احاول اشيل هالفكره من راسي وبكل صعوبه قعدت ألهي نفسي بأشياء ثانيه وأتأمل الاجبان والثلاجات اللي قدامي
فجأه مابين كل اللي كنت احس فيه , تذكرت بشرود تام أبوي !
وبالاخص لما كنت بالثانويه لأنها مرحله مستحيل أنساها ؛ فوق ضغط الدراسه كان ابوي بذيك الاوقات دايم يشجعني ويضغط عليّ لين ماتخرجت بنسبه حليوه ودخلت فيها بعد مرمطه طويله قسم الاحياء . .
ما أخفي إنه كان متأمل فيني شي اكبر من كذا لأني كنت أُعتبر اشطر وحده بين خواتي بالبيت ؛ لكن كلمة الحق تنقال
رغم الاحباط اللي جاه ؛ كان مدللني وماخلّى ولا ماركه بأول السنين الا وشراها لي بحجة اني جبت نسبة اعلى من اللي جابتها آيه وهذي هديتي
وبدون مبالغه كنت أكشخ وحده بين صديقاتي , وكل شهرين او ثلاثه لبس جديد وشوزات وساعات لدرجة ان آيه قامت تغار وقد قالت لي


لكن للأسف بآخر السنين بعد مرضت امي كرهت الجامعه وماعدت اطيق الدراسه لأن الناس ماتخلّي احد استغفر الله !
عاد بذيك الاوقات وبالضبط آخر سنه فاجأنا ابوي بخبر زواجه وهدم كل اللي كنت اكرف فيه السنين اللي فاتت ؛ وزوّد على الهم هم ثاني
ماقمت اذاكر أبداً وصرت أهمل الاختبارات وما احل الا قليل من الاشياء اللي اتذكر اجوبتهم بشوية المحاضرات اللي كنت اغلب الوقت شارده فيها
الكل لاحظ ان مستواي نزل ؛ وصديقاتي تدريجياً بدوا يبتعدون عني لأني صرت مُمله وما أجيب الا الكئآبه بحكم اني ما أشكي ومحد يدري وش فيني
حتى أصلاً انا حامت كبدي من نفسي وماعدت اتحمل البيت والمشاكل اللي تصير فيه
وبعد تعب وضغوط من كل النواحي تخرجت بشهادة شبه تفشّل ولو ما الله ثم درجاتي السنين الاولى كان يمكن ماتخرجت للحين . .
لكن بعدها مامرت الا شهور بسيطه قعدت فيها بالبيت الا ويجي معاذ ويخطبني بعد ماشافتني أمه يوم سافرنا الشرقيه عند جدتي * ام امي * بعد ما تركنا ابوي وشرى له بيت ثاني


تأففت بهاللحظة وقررت اقطع الذكريات الى هنا لأن معاذ بدا يدخل فيها وكالمعتاد إذا دخًل هو مستحيل أقدر اطلع من النفسيه اللي راح تجيني بعد ما أفكر فيه
أخذت نفس عمييق بعد ضيقة هالخلق , والحمد لله صادف اني بعد مده قليله شفت عذاري والجازي بآخر السيب اللي كنت فيه فأشرت لهم وانا اروح صوبهم
مع إني مو متفائله بهاليوم اللي كان من بدايته ضيقه ؛ لكني متأكده بأني غصب راح اوقف هالافكار لمّا اكون جنب قرقة عذاري اللي ما تسكت حتى لو هي تعبانه .





ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }

اتمنى البارت حاز على رضاكم
اتقبل النقد وياليت لو في شي مو مريحم تخبروني فيه بكل شفافيه
ألقاكم

الاحد

ان شاء الله


استودعكم الله .




اسطورة ! 22-07-12 10:32 PM


-
بارت 6

-






يوم الجمعه
3 وربع بعد صلاة العصر | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



كنت متمدده بتعب واضح على اطول كنبه وحاطه يدي اليمين على عيوني , واسمع صوت عذاري تطقطق اصابعها جنبي
الجازي بتنهُد وهي تدخل الصاله ومعاها صينيه عصير برتقال : اذكروا الله يا بنات , الحمد لله ماصار فيها شي
عذاري تناظرني ومشغوله بسكوتي : لا إله الا الله . .
قلت بعد ثواني بصوت ناشف وخامل : لا إله الا الله " وبغصه ثقيله " بس للحين ياربي ماني قادره اتخيل ان وقف قلبها ثلاث دقايق وماتت !!
عذاري بإرتباك وهي متربعه جنب رجولي وتعصّر بيدينها : هَتون خلاص لا تقولين ماتت
تأففت بقهر منها وقلت وانا ابعد يدي عن عيوني واخزّها : انتي اوص لا اسمع منك كلمه عنها
الجازي بدِفاع سريع : هااه هَتون خلاص
قلّبت عيوني بكِره وزفرت نَفس طويل وتعوذت من الشيطان بصوت هامس . .
"بعد شين وقواة عين ؛ يعني تبي تفهمني الحين انها زعلانه وهي حتى ماتكرمت وزارتها مره وحده طول السنين اللي فاتت !! "
بهاللحظات لمَحت دموع عذاري اللي ما وقفت من اربع ايام اول ماجانا الخبر بعد ما رجعنا من السوبر والصراحه ما ادري هل هي تكذب او تبكي صدق . .
جت جنبها الجازي وقعدت تهديها


تنهدت بهَم وانا مالي نفس اتجادل مع اي احد ؛ فعدلت جلستي ودخّلت يديني بين شعري المفتوح ورجعته لورى
واول ما لمحت الجوال قدامي اخذته من على الطاوله واتصلت على آيه . .
- الوو
انا بتنهيده ضايقه : وينكم تأخرتوا ؟
آيه : هذانا واصلين عطّلتنا شوي زحمة طريق الملك عبد الله
قلت بهدوء وانا اناظر عذاري : اها , طيب شخبار امي ؟
آيه بصوت يبشّر : لا الحمد لله بخير , نبضها مُنتظم وبعد عملية الرئه صارت تتنفس احسن مني ومنك
زفَرت الهوا وقلت بإبتسامه باهته : الحممد لله " وبتساؤل " جا ابوي اليوم ؟
آيه بإبتسامه : اي جا , ويسلم عليكم ؛ وبعد اتصلت جدتي تتطمن
انا بحنين : الله يسلمه , واي كلمت جدتي . .
آيه تهمهم وتغير الجو بسالفه جديده : ااه صح هتون , تو اتصلت فيني سما تقول انهم الاسبوع الجاي بيروحون البر وتبينا نجي معاهم
قلّبت عيوني وقلت بهَم : افففف تستهبلين انتي , ومن له خلقها ذي بعد !!
آيه ببرائه : وش دخلني مشاري قالي اقولكم عشان نغيّر جو وحتى عشان عذاري ترتاح قبل الاختبارات
رديت بتنهيده وقلت : لا مابي , والله فضاوه يعني ماتشوفنا منخبصين مع امي من اربع ايام وحالتنا حاله
- هَتون لا تكبرين الموضوع , الحمد لله حالتها صارت مستقره وماتغيّر شي ؛ انتي اللي مدري وش صاير فيك بس تدورين على ضيقة الخلق !
بلعت غصتي بقهر وانا مستغربه من قلة اهتمام الكل وقلت بكِره وانا مو طايقه اتجادل زياده : آيه لو سمحتي خلاص . .
آيه بسرعه : افف اوكِ , هاك خذي مشاري يبغاك
مشاري : هلا هتون
" كمَلت " تأففت وقلت : هلا . .
مشاري بإبتسامه هاديه : ليش الكئآبه روحوا استانسوا وونسوا البنت مو اول مره تطلعون معاهم
انا بضيق : مشاري لو سمحت مابي
- حرام عليك تخيلي هالمره ابوها مستأجر استراحه والجو يخقق بعد المطر ومحد بيروح من قرايبها معاها بس هي وابوها وامها
انا بنفي تام : لا مشاري خلاص سكر هالموضوع انا ما ابي , خل آيه وعذاري يروحون اذا يبغون
مشاري يزفر هواه وفهم اني واصله لمرحله متطوره من الضيقه : اوكِ اوكِ خلاص مو لازم , احنا بعد الاختبارات لمّا يعطلون البنات نروح بحالنا
انا بتنهيده طويله : يصير خير . .
- ان شاء الله , وترى هذانا قريبين
- اوكِ حنّا ننتظركم .


سكرت الخط بإنهاك وحطيت جوالي على الطاوله وناظرت بالجازي وعذاري نظرات عميقه . .
" ليش الكل بارد وهادي الا انا متوتره ومشتته !
-وبضيق عميق - يمكن خلاص لأن امي بعّدت عنا مده طويله ؛ مشاعرهم تعودت وهالشي صار روتيني
الجازي بأمل وهي تلتفت عليّ وتقاطع شرودي البسيط : ها بشري ؟
رديت وانا اترك افكاري واناظر عذاري بجمود : الحمد لله قامت تتنفس زين بعد عملية البارح
ابتسمَت عذاري بشويش , وقالت الجازي بتفاؤل وهي تطبب عليها : الف الحمد لله " وبحيويه " مو قلت لك , يالله روحي غسلي وجهك ماله داعي الدموع
عذاري بشويش وهي تقوم براحه : ان شاء الله
تنهَدت الجازي وناظرتني وقالت بهمس بعد ما راحت عذاري : شفيك عليها لا تضغطينها اكثر
انا بتنهيده ومالي نفس الدروس الخصوصيه اللي صارت تنعاد كثير هالايام : ادري ادري ماكان قصدي بالغلط " وقلّبت عيوني " بس وش اسوي تنرفز , يعنني مهتمه وهي حتى ما كلفت عمرها تحنّ على مشاري يخلينا نزورها معهم يوم رفض روحتنا
الجازي بصبر وهي تذكر الله : يعني وش تبين منها , البنت من ثلاث سنين ماتبي تشوفها والحين تبينها بيوم وليله تروح معاكم
ناظرتها بغصّه وقهر وانا اسكر اسناني بقوه واحاول انفّس عن قهري من برودهم : بس هالمره وقف قلبها , تعرفين وش يعني وقف قلبها !!
تنهدت الجازي يوم لمحت التنرفز بعيوني وقالت وهي تنهي الموضوع قبل لا يولّع : خلاص خلاص سكري السالفه انتي الحين متوتره
زفرت هواي اللي كان يرجف بداخلي , ومسحت دموع بسيطه طلعت مني وهزيت راسي بهدوء وانا موافقه على قرارها لأني لو بقول كل اللي احس فيه ماراح يصير خير


متعب وهو يدخل الصاله وياخذ كاس عصير من الصينيه اللي قدامي : ماما انا جوعان من زمان ماسويتوا غداا زي الناس ومافي شي حلو آكله
الجازي تقوم بتنهيده وتمسك متعب من يده : ان شاء الله يالله تعال معاي نطلب من المطعم
متعب يبتسم : ابي كودو
ناظرت العصير اللي قدامي وقلت بهدوء وانا اوقفها : لحظة الجازي خذيه من قدامي انا صايمه
الجازي تتذكر : يوه صح نسيت
ابتسمت لها بهدوء وناظرت عذاري اللي جت وجلست يميني وعمّ الصمت . .


بعد لحظات قالت بإرتباك وهي تناظر آيفونها : هَتون بكره لازم اداوم لأن اسبوع مراجعه والاستاذات راح يخططون
قلت بهدوء وانا ارجع اتمدد واحاول ما اكثر كلام معاها عشان لا اتنرفز زياده : اذا كان مشاري بينام هنا بتداومين اما اذا نام عند امي فنقول للجازي تروحين مع أنفال
* أنفال اخت الجازي وصديقة عذاري - معاها بنفس المدرسه وبعد ماصارت سالفة البويه اتصلت عالمراقبه من ورى الكل وقلت لها تنقل عذاري للفصل الثاني عشان لا تقوّي علاقتها مع انفال ومنها تتعرف علي بنات زينيين - اللي يوصلها مُنذر *
تنهدت عذاري وسكتت . .
طبعاً هي من بعد يوم الاثنين اللي كانت مريضه فيه غابت عن المدرسه لأن ينقالك نفسيتها تعبت ومشاري صار ينام عند امي ومحد يوصلها
عذاري بلهفه بسيطه وهي تغيّر اوراق التقويم اللي جنبها وتسألني بإستنكار : هَتون يوسف كمّل 5 شهور قبل يومين !
قطبت حواجبي ورديت بإستغراب : والله ؟ مدري !
عذاري تناظرني : كان التقويم على يوم الاثنين وانتي كاتبه على الاربعا ملاحظه
اخذت التقويم منها وابتسمت بتفاؤل بسيط وانا اناظر الملاحظة اللي كنت كاتبتها بالزهري * عُمر سوفه بيصير خمس شهور * انبسطت شوي من هالخبر الحلو اللي خالط مشاعري , مع ان يوسف عند جدته ام معاذ من امس وماراح يجي الا بعد يومين . .
" فديته حبيبي "


بهاللحظات قاطعني صوت الكراج اللي جاي من تحت وهو يتسكر , فتركت التقويم بسرعه بنص الكنبه ونزلت ورى عذاري اللي سبقتني عشان نستقبل آيه ومشاري بأسألتنا المعتاده بعد ما رفضوا يخلونا نزور امي من اول ما مرضت بصفة إننا بنربكهم وبنبكي ونسوي قلق .





‘,





5 العصر | فلة ابو زيد
بالمقلط تحت



ابو زيد وهو يدخل ويطلّع من جيبه ظرف بني : زيد ترى هذا المهر
زيد وسّع عيونه بإستغراب : صدق ؟ بس ليش من الحين جهّزته ؟ مو قلت لي بعد الشوفه
ام زيد بتنهيده وهي تطبب على ظهر زيد اللي كان جالس جنبها : انا الصراحه قلت له لا يستعجل , بس قالي دام انهم امس حددوا يوم الشوفه اكيد 60% موافقين
زيد بإبتسامة فرح عميقه : يالله انتوا ابخص " وبإمتنان " مشكور يبا الله يعطيك العافيه
ابو زيد يجلس ويصب بفنجانه : ايه وانا ابوك انت غالي , انا من اول ما قالت لي امك انها لقت البنت عرضت ارض شَرق للبيع والحمد لله جانا خير يكفيك لين ما تموت
زيد برضى : اللهم لك الحمد " وبتساؤل " طيب كم ذول ؟
ابو زيد : بما ان عايلة البنت عاديه , شاورت امك وجبت 70 الف ؛ " وابتسم " بس واذا بغوا زود نسحب لهم وش ورانا
ام زيد بعاطِفه : اهم شي انك ما تشيل هم الفلوس وتخلي حسابك وراتبك لعيالك ان شاء الله
زيد بإبتسامة حيا : تراكم قاعدين تحمسوني " وبخفه " اخاف يطيح وجهي بعد الشوفه وماتبيني !


عيسى يقاطعهم وهو يدخل بسرعه ويناظر الظرف كأنه كلب : فلوووووس ؟
ام زيد بضحكه : جاك سكوبي دو
عيسى ببرائه تامه وهو يتبطح جنب ابوه : وانا يا بابا مالي ظروف ؟
ام زيد تقلب عيونها : وبعد تبي ظروف مو ظرف ؛ اكيد لا
ابو زيد يسكر عيونه ويسكته : خلاص يا عيسى بعدين بعدين
مد عيسى لسانه لأمه وابتسم بخفّه وهو يبوس راس ابوه ويقول بحنان : ماننحرم يارب " وبإستفسار جدي " طيب ذي حق وش ؟
ابو زيد : مهر اخوك قلت اسحبه مره وحده يوم رحت آخذ فلوس الارض
ام زيد تقطب حواجبها بتهديد : بس اسمع إياني وإياك تفتح فمك قدام الناس , ترى ماصار شي بعد الشوفه ان شاء الله يصير خير
عيسى بإبتسامة فهاوه وهو يحك شعره : بسم الله وراك اكلتيني شدعوه تراني مو بيبي ابو ست سنين !
ابو زيد بتنهيده وهو يبتسم ويناظر بزيد : المهم رِح وانا ابوك ودّ الظرف بغرفتي
زيد يقوم وياخذ الظرف : ان شاء الله
عيسى يغمز له : ياحركاات
ابتسم زيد وهو يطلع من الصاله فـ لحقه عيسى وبدا يعلّق عليه وعلى اللي بيده مليون تعليق . .



* فوق بالصاله *



زيد بإبتسامه وهو يجلس عالكنبه اللي قدام رنين وسندس بعد ما حط الفلوس بغرفة ابوه : عيسى بس اسكت لا احد يسمعك هذا وهم موصينك !
عيسى بعد مافضح سالفة المهر عند خواته : شفيك بيننا بس " وبخبث " شسوي بعد , اللي شفته تو ما ينسكت عنه
سندس بإبتسامه مُعبره وهي فرحانه : صراحه ودي اشوف وجه لذّه يوم قالوا لها انك خطبتها
رنين تبتسم بخيبه بسيطه : بس لحظه وراه الشوفه بأول يوم اختبارات مو كأن باقي كثير ليتهم مقدمينها شوي
زيد يتنهد بإبتسامه : شوفة عينك بعد هي اللي اختارت . .
سندس بجديه : ماهي لعبه السالفه عشان نقدم ونأخر على كيفنا , اكيد بتقعد تفكر وتتجهز نفسياً " وبمبالغه " لا وازيدك من الشعر بيت بعد الشوفه بتقعد وقت اطول قبل لا تعطينا رايها النهائي !
رنين تتأفف : يووه مطولين اجل " وبحماس " بس العرس يمكن يصادف العطله الكبيره صح ؟
زيد يهمهم : الله اعلم
عيسى ماسك ضحكته وهو يغير الموضوع : اسمعوا اسمعوا تذكرت شي
سندس تناظره : إطربنا
عيسى بخُبث : تخيلوا يوم الخطبه اخوكم بغى يموت من كثر الحيا والله لو تشوفون وجهه يوم كان جالس قدام ابوها
" وكمل بضحكه وهو يناظر نظرات زيد البارده ويحاول يستفزه " لا ولما صبوا القهوه ؛ تخيلوا اربع مرات يدور عليه ولدهم وهو حتى ماذاق فنجانه الاول !
زيد بإبتسامه جانبيه : عيسووه
عيسى يضربه على كتفه ويكمل بلعانه : والله جلس صنم ولا كأنه يعرف عربي
رنين تضحك على تعبيرات زيد : عيسى خلاص لا تجننه
عيسى يناظر زيد اللي ابتسم وبدا يحط يدينه على عيونه : لا والجلسه شلون كان جالسها تحلفون إنه مو اخوكم , انا قلت الثوب بينشق من كثر ماهو شاد نفسه ومعدل ظهره
زيد يعض شفاته ويصرّف : انت شفت وجه ابوها واخوانها , الصراحه يربكون !
عيسى يمد لسانه : علينا علينا لا تصرّف 100% كنت مستحي
تأفف زيد بحيا بسيط وضرب عيسى بأقرب كوشايه ؛ لكن هو كان مُصر يتريق عليه فمسك خط لدرجة ان خلّى الكل يغشي ضحك من وصفه الدقيق وتقليده النِكتي المعروف فيه . .


رن بهاللحظات جوال سندس واول ماشافت الرقم على طول وقفت بحيا وهي تمسح دموعها من كثر الضحك
رنين تناظرها : وشفيه مين ؟
سندس بحيا وهي ترجّع خصلتها ورى اذنها وتروح لغرفتها : * خَليفه *
عيسى ماصدق على الله : اوووووه ولد العم المعششووق
* خَليفه ولد عمهم ومالك على سندس ؛ بس للحين ما سوّوا زواج ولا دخل عليها لأنهم متفقين عليه بعد ما يرجع من برا ويخلص الماجستير *
رنين تتنهد وتناظر بعيسى : الله يعينك يا سندس جا دورك
زيد يحمد ربه : وأخيراً بيفك منّي . . .





‘,





6 وربع بعد صلاة المغرب | فلة ابو مشاري
بغرفة آيه



كانت آيه متربعه بنص غطى سريرها الابيض اللي فيه ورود حمرا كبيره وتكلم سما بالجوال ورتني وراها تجدل شعرها جديله فرنسيه . .
سما تتذكر : إيه صح ماقلت لك , قبل ايام خالتي راحت مع امي وخطبت لذه
آيه وقلبها وقف من هالمفاجئه السريعه اللي ما توقعتها : صدق ؟
سما : إيه عاد اليوم كلمتني سندس تقول امس اهل البنت حددوا الشوفه بعد اسبوعين بأول يوم اختبارات ان شاء الله
آيه تبلع ريقها بصعوبه : اها عـ البركه ماشاء الله
سما بإبتسامه : الله يبارك فيك " وبطفوله " وعقبالنا انا وياك هع
آيه برجفه وهي تأشر لرتني تطلع من الغرفه وتحاول تتمالك نفسها : آ . . آمين " وبتصريفه عشوائيه " الا لذّه كم عمرها ؟
- ااا اتوقع 29 , بس صراحه بالضبط ما ادري مره سمعتهم بس ماركزت ؛ وبعدين زيد كبير اكيد بتكون بحدود هالعمر
آيه تتركى على السرير وتتنفس بصعوبه وربكَه وتحاول تخلي صوتها طبيعي : أها , ليش هو كم عمره ؟
- يووه كبير 33 سنه ؛ حتى اتوقع قد قلتلك إنه يشتغل بالدفاع المدني ويوم تخرج من الجامعه مابقى ولا بنت بالرياض الا وسألوا خالتي وامي عنها , بس كانوا دايركت اول ما يكلمون اهلها يرفضون بدون مقدمات حتى قبل لا يقولون للبنت !
" لو انهم مابقوّا ولا بنت بالرياض كان ما شفتيني عانس للحين " آيه بصعوبه وهي تتنحنح بضيق : لهالدرجه . .
- اصلاً معروف , اللي يشتغل بالجيش والحدود اوالدفاع دايم مالهم حظ الا من رحم ربي
آيه تبادلها بضحكه خفيفه عشان لا تشك : ههه " وبتصريفه قبل لا تفضح نفسها " المهم اسمعي انا بعدين اكلمك
- ليه وش عندك خلينا نسولف ؟
آيه تبلع ريقها : بروح شوي عند اخواني
- اففف ماحَـلو اخوانك الا الحين اقول اقعدي بس
آيه تتنهد وتنهي الموضوع : يالله فارقي بروح جد
- آيووه !!
آيه تقلّب عيونها وتعصر لحاف سريرها بيدها : يالنشبه باي
سما طنقرت : افف اوك باي . .




.





سكرت آيه جوالها بقهر كبير وهي تزفر نفس طويل وتقوم للتسريحه بعُنف وتاخذ لها شباصه عشان تربط نهاية الجديله اللي سوّتها رتني قبل شوي
نزّلت يدينها بعد ما خلصت وظلت واقفه تتأمل انعكاس وجهها العابس !
قالت بقلبها وهي كارهه كل شي : انا وش قاعد يصير فيني ؟ ليش ماني قادره ارجع آيه الاولى اللي تطنش هالجانب السخيف
مع ان اول ماجتني هالافكار قلت يمكن يومين وانسى " وبغصه عميقه " لكن الحين مرت اسابيع وانا على هالحاله
وشو هذا , متى راح اطلع من هالسجن اللي حطيت نفسي فيه !!


نزّلت راسها بضيق عميق وهي تقوّي قبضة يدها اللي ترجف , ويوم رفعته لمحت الشيبه ببداية شعرها
انعصر قلبها بقوّه وبسرعه خبّتها واتجهت للباب بقهر عشان تطلع وتجلس عند اخوانها وتنشغل بسوالفهم عالاقل
لكن يوم مسكت الباب , ما طاوعها قلبها تسحب على هالدموع اللي ودها تنزل !
بهاللحظات تذكرت انها بتضعف زي ذاك اليوم اللي دخلت فيه على هتون واول ما سألتها عن لذه وضح عليها الارتباك
تدري إنها قويّه بالتمثيل , وتقدر تضحك على كل اللي حولها لأنها تتحكم بملامح وجهها بإتقان
لكن بعد ذيك الليله توبه تتسرع وتقعد مع احد وتعيد ذيك الاحاسيس اللي ماقدرت تتحملها دام انها اكتشفت نقطة ضعفها . .
تنهدت بكِره وتركت مسكة الباب اللي كانت عاصرتها بين قبضتها القويه وعضّت على شفاتها بأسنانها وهي ميتة قهر على نفسها
واول ما نزلت الدموع ركضت بسرعه لسريرها ورمت نفسها عليه بقوه وبدت ترفِه عن اللي بقلبها بحراره
" ياربي ما ابي شي غير اني اتزوج وافتك من اللي قاعده احس فيه "
" وش زودها لذّه عني ؟ "
شهقت شهقات كبيره يوم تذكرت هاللذه وبقدر المستطاع حاولت تقصّر صوتها ؛ لكن شكل اللي بداخلها ماراح يطلع الا بالعكس .



* بالصاله فوق *



مشاري يلمَح رتني تصعد للسطح : هَتون رتني ماراحت مع يوسف ؟
قلت بهدوء وإنشغال بسيط وانا اشيّك على دفاتر متعب اللي كنت احل له واجباته بعد مافطرت من صيامي – صيام تطوّع من اول ما مرضت امي - : لا , قالت لي عمتي خلوها عندكم عشان يمكن تحتاجونها
مشاري بتنهيده : يالله الله يجزاها خير ماقصرت اخذته عشان تريحنا بمثل هالاوقات
قطبت حواجبي وقلت بتوتر وانا التفت عليه : شقصدك ؟ ليش يعني جلسته معاكم مضايقتك !
مشاري بإستغراب : هتون شفيك ؟ وش هالكلام تدرين ان مو قصدي كذا
تأففت بتوتُر بعد ماشحنت نفسي بأفكار غريبه فجأه , وقمت من الارض وانا اترك اللي بين يديني وارفّس دفاتر متعب بكِره : اصلاً مايحتاج واضح ان مالي داعي ويوسف بعد ماكبر صار يقومنا كلنا بالليل ومايخلي احد ينام
متعب يصارخ عليّ : عمتي دفااتري !!
بعّدت رجولي عن مكان عفش متعب ومشيت بقهر بطلع من الصاله
مشاري بسرعه وهو يقوم ويمسكني من ذراعي : تعالي وين رايحه , شفيك انتي ماقلنا شي بسم الله
التفتت عليه وقلت بدون تفكير وانا اعليّ صوتي : مشاري وخّر , انا اصلاً ماني قادره اتحمل شي مايحتاج تبرر لي كل كلامك
مشاري يقطب حواجبه ومستغرب من عصبيتي اللي جت فجأه مع اني كنت هاديه : هتون بلا جنون وش اللي قاعده تقولينه , انا قصدت ان الحرمه تبي تريحنا من اننا ننشغل فيه ومانقعد بالبيت عشانه وننتبه على امي
قلّبت عيوني وانا ماسكه نفسي وفلتت يدي منه وانا اقول : افففف خلاص خلاص سكر الموضوع انا الغطانه
مشاري يتنهد بتوتر : خلاص محد غلطان ؛ ادري انك معصبه عشان امي , بس لازم تصبرين كلها يومين وتستقر ان شاء الله
قطبت حواجبي وقلت وانا ارجف : لا وانت الصادق برودكم اللي يخلي الواحد يعصب !!
مشاري يذكر الله وهو بدا يفهم عليّ : هذا مو برود ياهتون , هي امنا كلنا وانتي لأنك متوتره تشوفينا باردين " وابتسم " الحين اهدي واذكري الله وفكري بالموضوع بتركيز وبتلقين ان انتي الوحيده اللي مولعه اكثر منا
حطيت يدي على جبهتي وقلت وانا احاول آخذ اكبر جزء من الهوا عشان استعد للي بنطقه : طيب . . واذا ماتت ؟
مشاري يتأفف بشويش : أفااا , ماهقيتها منك هذا وانا اقول انتي العاقله ؛ اجل وش بيقولون عذاري وآيه اذا انتي تقولين كذا !
رجف فمي وماقدرت اتمالك نفسي يوم سمعت اللي قاله ؛ وعلى طول شهقت ونزلت دموعي , وغَرَق وجهي
مشاري بتنهيده وهو يضمني بهدوء ويطبب على راسي : قولي لا إله الا الله , يعني الحين يوم صارت زينه قعدتي تفاولين
قلت لا شعورياً وانا بس ابي افضفض بهالثانيه : مليت وانا انتظرها وش بسوي اذا ماتت , ماراح اقدر اشيل كل هالحِمل !!
بهاللحظات لمحت متعب يقوم ويطلع من الغرفه وهو يركض . .
حسيت وقتها ان الجو يناسب افضفض لأول مره , فكسَرت خاطر نفسي وقررت بإستسلام أصرّح بمشاعر بسيطه قديمه تغلي فيني : مـ . . مشاري انا قاعده اموت باليوم مليون مرره
" وبغصه " ولدي يتيم قدامي وكل يوم افكر وش بقوله اذا قال وين ابوي وليش ما شفته !!


ورفعت راسي من صدره وكملت بشهقات وانا اناظر بعيونه وما عطيته فرصه يقاطعني : ما اقدر اعيش اذا صار شي اكبر من كذا ؛ ما اقدر تكففى قولي وش اسوي
تأمل مشاري عيوني اللي ما يقدر يرفض لي طلب بسببها , لكن الحين فوق هالعيون دموع أنهار وقاعده اطلب طلب صعب !
انربط لسانه وظل بس يناظرني بهدوء . .
كان عندي امل إنه يقول اي كلمه بس ما يسكت ؛ إيه نعم انا الشي اللي ماعمري وضّحته بإني ام لولد يتيم ماشاف ابوه ولا راح يشوفه
وكل يوم قاعده اتحسّر على اي حركة حنان يسويها له رجال ثاني غير معاذ . .
ادري اني قاعده اطلب المستحيل ؛ فعشان كذا مشاري اكتفى يناظر ومالقى جواب رغم اني متأكده انه قاعد يدوّر
بلعت ريقي وكملت البكى دامه هو الشي الوحيد اللي أقدر اسويه بإتقان بمثل هالوقت
على الاقل يمكن ارتاح بشكل مؤقت !
دخلت بهاللحظات الجازي وهي ماسكه يد متعب اللي ناداها وأشرت لمشاري بـ وش صاير
ابتسم لها مشاري بهدوء يوم لمحها وهز راسه بإنه مافي شي خلاص .





‘,





اليوم التالي
السبت
1 ونص الظهر | فلة ابو زيد
بالصاله فوق



رنين تدخل بصدمه وهي توها جايه من المدرسه مع عيسى : سندس شفتي سيارة اخوك
سندس بإستغراب وهي تشيل عيونها من جوالها اللي كانت مشغوله فيه : لا ليش !
رنين تجلس عالكنبه و تتنهد بتعب وتفصخ شنطتها وعبايتها : تخيلي صابغها , بس حزّري اي لون ؟
قطبت سندس حواجبها وقالت بإستفهام سريع وواضح إنها تبي ترجع لجوالها : اخلصي اي لون ؟
رنين تحك شعرها بفهاوه : زهري غامق على فوشي , صبغها امس بالليل وجاني فيها بالمدرسه
سندس بصوت عالي : نعممممم
عيسى يدخل بإبتسامه عريضه : هيلوو
سندس رافعه فمها بقرف : زهري يالظالم حرااام حرااام وش كان يشكي منّه الاسود
عيسى يضم شفاته ويجلس قدامها ببرائه : طيب باركي لي بالاول بعدين هزئي
سندس بضيق وهي تقوم للشباك اللي وراها وتفتح الستاره عشان تشوف الكراج : لااااااء وع وع تحوّوم الكبد وعععع عيسووه وش هاللون القروي !!
عيسى بفيس عبيط : خلاص عاد عطيناك وجه ما اسمح لك تغلطين على سيارتي الحبيبه
سندس متقرفه : وش حبيبه ما حبيبه , ترى كلها كامري مقربعه من اربع سنين
رنين بإبتسامه خامله وهي تطلع بكسل ومالها خلق لهواشهم الروتيني : انا بروح اغير ملابسي وأقيّل . .
سندس تجلس بغرور وتحط رجل على رجل وتلعب بجوالها : حمد لله والشكر مايدري وش يسوي بعمره , صادقه امي يوم تزن وتحنّ عليك ؛ شوف زيد صح انكَرف بشغله خَطره طول هالسنين " وبفخر " لكن بعدها ترقّى وصار رئيس قسم وحركات وراتب كشخه وسياره تهبل
" وبقرف " مو كامري مقربعه مستحيل ابوي يغيرها لك
عيسى يتنهد بطفش : ايه ايه الله كريم
سندس بسُخريه : زهري عاد ؟ قلّت الالوان هه !
تنهد عيسى بشويش وطلع بعباطه وهو مفهّي وما همّه رأي اي احد كالعاده , وراح لغرفته يغير ملابسه ويقيّل هو الثاني . .


بهاللحظات رن جوال سندس وهو بيدها وكان رقم بيت غريب : نعم ؟
- الوو السلام , شخبارك ؟
سندس بإبتسامه وهي مستغربه : سما ؟ من وين تتصلين هذا مو رقم بيتكم ؟
سما : ايه , خزنيه عندك ذا رقم بيت آيه ؛ المهم غريبه ماقيّلتي توقعتك نايمه
اشمأزت سندس شوي من طاري آيه وقالت بعدم إهتمام وهي تلعب بشعرها : اها , ابد والله استأذنت اليوم من المدرسه عشان اروح مع امي للطبيب ولمّا رجعنا ماجاني النوم وشوفة عينك
سما مستغربه : يؤ سلامات شفيها خالتي ؟
- لا ابد مواعيد القلب المعتاده لا أكثر ولا اقل . .
- اها الله يعافيها " وبصوت مَرح " المهم انا اليوم اول ما رجعت من المعهد رحت تغديت عند آيه ؛ وعاد تو اتفقنا نروح العصر للمملكه ونصعد مملكة المرأه ونقعد هناك نروّق لين الليل شرايك تجين معانا انتي ورنين ؟
سندس تتنهد : اها هيك الوضع اجل
- ها شقلتي ؟
سندس تفكر وهي بين نارين نار الطلعه اللي تموت فيها ونار كِرهها الجديد والبسيط لـ آيه : اممممم خلاص اوكِ
" وكملت بحرص وهي تتذكر " بس لحظه بشرط انكم تمرون عليّ !
سما استغربت : ليش ؟ خلي عيسوه السوداني يجيبك
سندس مدّت بوزها بقرف : لا تجيبين سيرته وعععع , تخيلي المهبول صابغ سيارته فوشي غامق فاااقع يجيب الهم
سما بضحكه : ههههههههه أمّا ؛ ياملحه
سندس بقرف : والله لو يموت ماركبتها , لا وعاد المملكه بصير طقاقه !
سما فاطسه " وتنقل كلامها لـ آيه اللي ضحكت هي الثانيه " : يحليلك يا عيسى " وبتأفف " طيب لا جد يعني ماراح تركبين معاه ؟
سندس برفض مايبي له كلام : اقولك مستحيييل
- افف طيب شوفي لك زيد والله مانقدر نمر عليك , سيارتنا ماراح تكفي انا وانتي ورنين وآيه وخواتها
سندس تهمهم : مدري بشوفه اذا رجع لأنه دايم ينام فـ مو اكيد
- امممم طيب بس ردي لي خبر مو تسحبين ترى حنّا بنروح بعد الصلاه على طول
- اوكِ ان شاء الله . .
سما بلُطف : اجل يالله اشوفك بعدين .





‘,





3 ونص بعد صلاة العصر | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



سما تحك بطنها وهي متمدده براحه على الكنبه وتناظر التلفزيون : آااه الصراحه غداكم يجنن والله شغالتكم طباخه
آيه تقلّب بالمحطات : رتني ماتفلح بشي كثر الطبخ
سما تناظر هَتون : اقول بطه كم صار لها تشتغل عندك ؟
ناظرتها وانا اتذكر : اممم ما ادري بالضبط بس الاكيد إنها ماكملت سنه
سما: اها ماشاء الله " وناظرت بـ آيه وكملت بخفه وهي ناسيه " ههه مدري وش كنتوا بتاكلون لو ما جت عندكم هَتون !
التفَت عليهم وتنهدت بهدوء وانا اناظر خزّة آيه السريعه لـ سما
آيه تصرف السالفه : وين عذاريووه قامت والا للحين خامده ؟
قلت بهدوء وانا احط يديني على الدفايه اللي على يميني : توني سمعت صوت قِفل باب الحمْام اكيد قامت
ابتسمت لي آيه ورجعت تقلب بالمحطات بهدوء . .


حسيت بالوحشه يوم هدا الجو وماقمت اسمع صوت احد يتكلم ؛ صراحه اشتقت ليوسف وصراخه !
تنهدت بضيق وانا اصبّر نفسي لأن بكره ان شاء الله بيرجع , مع اني كل مره اقول ماراح اوديه عندهم الا لسبب مقنع ؛ لكن يرجع مشاري يضغط علّي ويكرر بأن لازم علاقتي معاهم ماتكون حساسه خصوصاً من ناحية يوسف
مع ان لو نجي للقانون والدين فما في شي يدعمهم ياخذونه مني غصب دامه بسن حضانه , وماهو بنت وانا ما امتنعت عن حضانته ولا تزوجت . .
لكن كلام مشاري دايم يوتر قلبي وعلى قولته يمكن الدنيا تدور ويروح يوسف عندهم إذا كبر , فلازم العلاقه تكون مقبوله عالاقل عشان لا يكرّهونه فيني لا سمح الله !
بهاللحظات رن جوال سما وكانت سندس : أرحبوو
سندس : هلا , اسمعي خلاص بيجيبني زيد
سما بإبتسامه وهي تأشر لنا انا وآيه بـ اوكِ : حلوو اجل احنا الحين بنلبس ونطلع
- اوكِ يالله انا بعد بروح البس " وبتردد " آآآ سما دقيقه بسألك شرايك اعزم لذّه معنا ؟
سما بإستغراب : مدري بس كأنه ماله داعي توه ماصار شي عشان نعزم بعض
سندس حست إنها تسرّعت وبالاصل هي كانت مو مره تبغاها : اي صح صح بعدين البنات بيسألون مين هذي , اجل مو لازم خلاص
سما تفكر : مدري مو تاخذين على كلامي , اسألي خالتي
سندس طيرت الفكره من راسها : يوه لا مو لازم , اصلاً انا مو مشتهيه فخلينا هالمره مع بعض احسن
- اوك على راحتك !
- يالله مع السلامه اشوفك هناك
- اوكِ .


سما بإبتسامه عريضه وهي تسكر الجوال وتتمطط : اللله حماس من زمان ماطلعنا طلعة بنات
آيه تناظرها : من جد خلينا نرفِه عن عمرنا شوي , الدوام ذبحنا استغفر الله
سما تناظرني : عالطاري , هتون انتي متى بتداومين ؟
انا بتنهيده من هالسالفه : ان شاء الله بداية الترم الثاني
سما تغمز لي : حلوو اجل اول راتب تعزميني فيه
انا بإبتسامه : ههه يصير خير
بهاللحظات مرّت الجازي بالسيب وهي رايحه للدرج ولابسه عبايتها وقاعده تعدل جاكيت متعب الزيتي اللي يمشي قدامها
الجازي تطل علينا : يالله بنات انا رايحه تبون شي ؟
سما بإستعباط : اقول مشاري بيروح معاكم والا بيحطكم ويجي ؟
آيه تضحك : يما يالملقوفه خليهم لحالهم
سما بخفه : لا بس بشوف تدرين انا كنت صديقة مشاري ايام الطفوله فقلت ناخذه معانا وندردش مع بعض
الجازي بضحكه وهي تنزّل متعب قبلها : هههههه يالمفتريه بتكرهيني لروحة بيت اهلي . .
سما تمد لسانه : نمزح نمزح يالله روحي استانسي
انا بإبتسامه : بوّسي لي عيال اخوانك
الجازي تنزل : اوكِ يالله مع السلامه .
سما تقوم بنشاط : يالله حتى حنا بنات خلونا نروح نلبس عباياتنا
آيه تناظر الساعه وتسكر التلفزيون : صحيح يالله عشان لا نتأخر . .





‘,





بعد عشر دقايق | بسيارة مشاري



متعب يحاوط رقبة ابوه من ورى : بابا وقف بقاله ابي اشتري حلاو
الجازي بعصبيه وهي تبعّد يدينه : هاه خل ابوك يسوق واجلس عاقل . .
متعب يجلس ويتكتف بعصبيه : طيب ابي بقاله !
الجازي تتنهد : خلاص اذا وصلنا هناك اقول لجدوو يطلب لك انت وعيال خوالك
متعب مبوّز : ان شاء الله . . .




.





الجازي بإستغراب وهي تناظر بوجه مشاري الهادي : شفيك ؟
مشاري بتنهيده : ابد , ليش شفيني ؟
- مدري احسك مو على عادتك !
مشاري بتأفف وهو يناظر فيها ويرجّع نظره عالطريق : تبين الصدق شاغلتني هتون بعد امس
الجازي بإستفهام : صح وش كان فيها ليش فجأه قامت تصيح ؟
مشاري يوقف بالاشاره ويحك عيونه : والله مافهمت عليها , بس بإختصار هي مجمعه اشياء كثير واول مالقت الفرصه طلعتهم دفعه وحده
الجازي تتنهد : تبيني أكلمها ؟
- مدري كيفك , بس هي مو من النوع اللي يشكي فما اتوقع بتقولك غير الاشياء السطحيه
الجازي بإصرار : خلاص بكلمها ماراح اخسر شي
مشاري يمشي بالاشاره وهو شارد : كيفك . .
" لا حول ولا قوة الا بالله ! كل مال حالتها تزيد ومحد يدري عنها ؛ والمشكله الاعظم إنها ماتقول وفجأه تعصب وتصيح لأسباب مجهوله "


سكْر عيونه بهاللحظه وفتحهم مره ثانيه وهو يكمل ويتذكر هتون أول : كانت غير !
من وهي صغيره حيويه ونشيطه ومايهمها احد , لكن بعد سالفة امي وابوي ماتوقعتها تضعف هالقد لأني انخدعت وتوقعتها اقوى من عذاري وآيه . .
صحيح إنها إلتزمت وغيرت أشياء كثيره فيها , لكن هالشي ماعطاها تفاؤل ولو بشكل بسيط
" وتنهد بغصه وهو يرجع للواقع " يالله الحمد لله على كل حال وش السواة بعد
بهاللحظات رن جواله وقطع سلاسله العميقه اللي كان محوّط عقله فيها !
- الو
مشاري ياخذ هوا : هلا عذاري
عذاري تسكت البنات وواضح انهم قاعدين يركبون بالسياره : هلا اقول مشوري اليوم بتنام بالبيت والا عند امي ؟ عشان مو مثل اليوم الصبح فجأه القاك مو موجود !
مشاري يناظر الطريق : لا ان شاء الله اليوم بالبيت
عذاري بأهميه : ايه ترى هالاسبوع اسبوع مراجعه ولزوم اداومه والاستاذات قاعدين يخططون للاختبارات النهائيه
- خلاص ان شاء الله تداومينه كله
عذاري تتأكد اكثر وهي تتأفف من صوته البارد : افف اسمع انا صرت اشك فيك , اذا مو اكيد خلني اتصرف واكلم انفال ؛ او سجلني بباصات المدرسه او جيبوا سواق هذي مو حاله !
مشاري يبتسم من شكاويها : شفيك انتي اقولك ان شاء الله بتروحين
عذاري ارتاحت : اشوا , اجل يالله باي
- مع السلامه
الجازي تبتسم وهي تناظر مشاري : صوت صراخها طالع من السماعه وش تبي ؟
مشاري يحط جواله بجيبه ويبتسم ببهوت : تأكد عليّ اني لازم اوديها للمدرسه بكره
الجازي بأهميه : اي والله مسكينه هالاسبوع مهم اشوفها شايله همه طول الويك اند
مشاري بخفه : حتى انا لاحظت , والا هي طول السنه غايبه وش بيخليها تصر كل الاصرار
الجازي بإبتسامه : مع اني قلت لها اليوم الفجر تروح مع انفال ومنذر بس عيّت تقول خلاص برمجت عقلي على الغياب !
مشاري بضحكه : لا شكلي الصراحه بكلم ابوي يجيب لنا سواق . .
الجازي بإيجابيه : اممم والله فكره حلوه , صراحه نحتاجه كثير عشان يقل اعتمادنا عليك من هالناحيه
مشاري يهمهم بتفكير والفكره شوي دخلت مزاجه : صحيح
الجازي تكمل : وبعدين انت دايم ترجع من الدوام تعبان والكل يحتاجك
متعب قط وجهه بإبتسامه عريضه : يبا ترى انا اذا كبرت بسوق واساعدك
مشاري بضحكه خفيفه وهو يطبب على راس ولده : عاش الشاطر
الجازي بإبتسامه : بس من جد فكّر وكلمه
مشاري بجديه : اي ان شاء الله بشوف .





‘,





4 وثلث العصر | المملكه
بالدور الاول قدام اسنصير مملكة المرأه



سندس بإبتسامه بعد ماسلمت على البنات : ها نروح سيدا فوق ؟
سما : اي يالله وش ورانا
عذاري تجي جنب رنين وهتون : اسمعوا انا ورنين بنتمشى شوي ونجيكم اذا خلصنا
قلت وانا اناظر عذاري بعد ماسمعتها تتفق مع رنين : وانا بعد بروح معهم اشوف لي كم قطعه . .
سما وهي تجي جنب آيه وسندس اللي عطونا ظهورهم ومشوا للأسنصير : خلاص اجل حنّا بنصعد وانتوا الحقونا بعدين
التفتنا انا ورنين نبي نمشي بالجهه المُعاكسه لكن وقفتنا عذاري وهي تقول بسرعه بعد مافتشت بشنطتها : لحظه بنات انتظروني بـ اكلم آيه
رنين بهدوئها المعتاد : اوكِ . .
عذاري بهمس وهي تاخذ آيه على جنب : سلفيني
آيه بإزدراء : ليش وين مصروفك !
عذاري برجاء : بليز بس 500 والله مصروفي مايكفي ودي اشتري بلوزه ماركه اكشخ فيها بالاختبارات
آيه برفض : لا مابي
عذاري مُصره : الله يخليك
آيه تتأفف : خلاص قلت لك لا يعني لا
عذاري برجاء شديد : بلييز يالله لا تفشلينا قدام الناس
آيه تقلّب عيونها : اقولك مافيه روحي طرّي من هتون
عذاري تتأفف : مشاري قايلي ما آخذ منها ؛ المصروف يالله يكفيها هي ويوسف " وبصوت باكي " يالله بليز والله ارجعهم لك ؛ تدرين هالشهر مر عليه يومين وابوي ما ارسل الفلوس
آيه لانت شوي لأنها لاحظت ان من جد ابوهم تأخر هالشهر : اسمعي بس ترجع والا بفضحك
عذاري بإبتسامه عريضه : والله ارجعهم بس هاتي
آيه بتبويزه وهي تطلّع بوكها وتعطيها بتردد : ماتنعطين وجه والا مين حاس فيك انتي وبلوزتك تلقين على بالهم تقليد
عذاري تقلّب عيونها بعد مامسكت الفلوس بدفاشه : يمااه يا بخلك وهذا فوق راتبك ونحيسه عليّ انا الفقيره
آيه تبقق عيونها : بعد شين وقواة عين رجعيها لو قد كلامك
عذاري بضحكه وهي تروح : ايه ايه يصير خير . .
تأففت آيه منها ومشت لسندس وسما اللي كانوا موقفين الاسنصير و ينتظرونها .



أمّا انا ورنين وعذاري , بدينا مشوارنا ولفينا ببعض المحلات , وماشاء الله عذاريوه بدت تدّور على قطع تشتريها بكل ذمه وضمير !
حتى من كثر ما كانت تسأل عن الاسعار شكيت فيها , ولو اني ما لمحتها تاخذ من آيه كان صدقت إن معاها مبلغ راهي من كثر تميلحها . .


بهاللحظات دخلنا بيربري , وسبقوني عذاري ورنين وراحوا لملابس النساء سيدا وانا ظليت عند الشنط والاكسسوارات اناظرهم بعمق واسأل عن اسعار بعضهم
بعدها عديت الشوزات وقربت من ملابس النساء ؛ لحظتها ابتسمت لأني سمعت صوت عذاري تسأل عن سعر مجموعه كبيره من البلايز وممسكتهم الرجال اللي تورط معاها !
قلت بهمس ماينسمع وانا مستغربه من سرعة اختيارها : فضيعه هالبنت ههه
التفت يميني على ملابس الاطفال وتذكرت يوسف . .
قرّبت بهدوء وانا اتأمل القطع الكيوت وأشيك على اسعارها المعقوله رغم إنها شوي غاليه ؛ لكن الصراحه اشتهيت اشتري له شي مميز بما اني من زمان ماتقضيت وروتينه باللبس صار يملل خصوصاً انه مايطلع كثير
- بدِك مساعده مدام ؟ هيدي قطع جديده إجت لعنْدنا أبل يومين . .
التفتت على الرجال وقلت بهدوء وانا آخذ بلوزه سماويه مخططه : اها , طيب فيه من هذي مقاس اربع شهور ؟
- إيه تِكرمي أكيد فيه
تذكرت فجأه شي وقلت بسرعه قبل لا يروح : لحظة لو سمحت , سوري بس جيب معاها مقاس خمس شهور بعد
- اوكِ
ابتسمت بهدوء وانا اتذكر إن يوسف كمل 5 شهور هاليومين !
صحيح ما أمداني افرح لأن الوقت ماشجعني وامي تعبت وهو ماكان موجوده , لكن هالشي ما منعني من اني انسى
قلت بقلبي وانا متحمسه بطفوله : حبيبي اشتقت له " وناظرت خلفية آيفوني بحنان " ياويلي يا معذبني يا الدووبي


بعد لحظات رجع الرجال وهو يقول : شوفي هاي بتزبُط ؟
اخذتهم من يده وناظرت مقاس الخمس شهور واستغربت من حجمه الكبير مره !
وبعد تقليبات طويله للمقاسين قررت آخذ اربع شهور لأن يوسف خلقه صغير وبيسبح بأي مقاس فيهم . .
عذاري بكئآبه وهي تجي صوبي مع رنين : مالقيت , كلهم قديمات ومافيه شي حلو
رنين تأكد كلامها : من جد روتينهم يملل مايجيبون شي جديد الا بطلعة الروح , تلقين الموسم يخلص وهم معلقين على شي واحد
قلت بإبتسامه وانا اروح للمحاسب : انا بشتري هذي ليوسف
رنين بحنان : الله تجنن , صحيج وينه ليش ما جبتيه ؟
قلت بهدوء وانا احط القطعه عند المُحاسب واطلّع الفلوس من بوكي : رايح عند جدته , بكره ان شاء الله بيرجع
رنين : يحليله بوّسيه لي
قلت بإبتسامه وانا آخذ الكيسه واشكر الرجال واطلع : ان شاء الله حبيبتي
عذاري تاخذ نفس طويل وهي واقفه بنص الطريق وتلتفت يمين ويسار : يالله لـ قوتشي !
مشينا وراها انا ورنين وقمنا ندخل لكل محل تقوله بما إننا مو مقررين على شي معيّن وهي الوحيده اللي عندها نيّه تشتري . .
انا شخصياً كنت اتعب بعض الاحيان واجلس بالكراسي لين ما تخلص من المحل الفلاني وتروح للثاني اللي جنبه بحكم إني كسوله بالفرفره !
وظلينا على هالحاله لين ما نزل الفرج الساعه 6 ونص المغرب و طلعنا من المصلى وسيدا فوق عند البنات .



* بستار باكس *



عذاري تجلس بتنهيده طويله : واااه رجوولي
آيه تناظر الكياس اللي بيدها : وش شريتي ؟
عذاري تحط الكياس عالارض وتفتح نقابها : مالقيت شي حلو بـ بيربري فأخذت بلوزة من لاكوست وشريت لي حلق
رنين بإبتسامه وهي تاخذ شنطتها وتقوم : بنات تبون شي بروح اطلب ؟
عذاري تقوم معاها : اصبري بروح معاك
طلعت من بوكي خمسين وعطيتهم عذاري وقلت : جيبي لي معاك موكا توفي حاره مع كوكيز
عذاري تاخذ الفلوس وتروح : اوكِ . .
سندس تفرفر بجوالها : بنات اسمعوا * الغيره موت بطيء ، تبدا بـ إجهاد العقل بـ المقارنه و التفكير و تنتهي بـ اظافر مأكوله وشخصيه عدوانيّه مهزوزه * " وابتسمت " شرايكم ؟
سما تشرب من الكوفي : جميل ارسلي لي اياه
آيه تبلع ريقها بتوتُر : وانا بعد . .
انا بتعليق بسيط : صدق من كِتبها والله الغيره تذبح
سما تتنهد : الحمد لله من جد صفه مو حلوه " وبقرف " اصلاً انا لو اعرف احد غيور ماراح ارتاح معاه ويمكن توصل بأني اقطع العلاقه !
سندس تهمهم : ما ألومك ,احسهم خبيثين هالناس
بهاللحظه مسكت آيه يد الكرسي بشويش وبلعت ريقها وهي تحس إنهم يقصدونها فجأه
سندس تنزل جوآلها : اي وبعد . .
سما تحرك الكوفي وتناظر البنات اللي حولنا وتتحلّم : الله تخيلوا كل اسواق السعوديه فيها قسم رجال وقسم حريم
آيه بدت تمثل الاندماج عشان ما توضح اللي بداخلها : راحه
انا بإبتسامه هاديه : حتى المستشفيات وخصوصاً الولاده والباطنه والجراحه
سما بإنفعال : ايه ايه من جدد , وعلى طاري الولاده خير اللي يولّدون رجال !
آيه بإبتسامه باهته : بكل شي مو بس بالولاده " وبعفويه وهي تناظرني " اصلاً بيوم ولادة هتون تشرشحنا بسبة هالسالفه
سندس بفضول وهي تناظرني : ليش وش صار ؟
قلت وانا آخذ نفس بسيط وابتسم من هالذكرى : رحت للمستشفى اللي فيه دكتورتي وصادف إنها مو موجوده لأني ولدت قبل الموعد , فأصريت نروح لطوارئ مستشفى ثاني لأن مستحيل يولدني رجال !
سما بخفه وهي تتذكر : يووه ذاك اليوم جيتك بسرعه حتى بدون هديه , بس وصلني الخبر العصر , المغرب صرت عندك هههه
انا بإبتسامه لطيفه : الحمد لله المهم اني لقيت دكتورات بالمستشفى الثاني
آيه بضحكه وهي تناظرني : عنيده , اذكر كنت اقولك اولدي عند رجال ولا تولدين بالشارع
سندس بقشعريره : أووه وع
تنهدت بلطف وانا اتذكر ذاك اليوم واللي كنت احس فيه يوم تمرمطت بين المستشفيات , اذكر بعد هالموقف الكل اكتشف صفة العناد فيني
قلت بهاللحظات وانا اتذكر يوسف : ذكرتوني نسيت اتصل اتطمن على يوسف
سندس : ليش وينه فيه ؟
رديت وانا مشغوله بجوالي ادور الرقم : عند جدته . .
سندس تناظر سما وتهمس لها بصوت مو مسموع : ام ابوه ؟
خزّتها سما وهزت راسها بإيه
آيه وهي تزفر نَفس طويل وتقوم من الكرسي : انا بروح اشوف هالمهبوله عذاري وين راحت . . .
سندس : ايه وقولي لها تجيب لنا مويه
بهاللحظات لقيت رقم جوال ام معاذ واتصلت عليها وانا انتظرها ترد , أمّا آيه وصلت عند عذاري وجلست تعاتبها على تأخيرها !


بعدها ,عالساعه 7 الا ربع نزلنا كلنا وتمشينا شويات مع بعض ؛ لكن خرّب علينا الجو إتصال زيد اللي قال ان عنده شغل ومحد راح يرجّع سندس ورنين الا هو , فقررت سما نطلع معهم بما إننا خلصنا حاجاتنا ومالها داعي ندور لحالنا . .



* عند الباب *



سما مبوّزه : سندس خليني اكلم زيد عن المطعم والله فيه هندي يجنن ودنا تروحين معنا انتي ورنين
سندس تتنهد من كثر ما حنّت عليها سما : والله ما اقدر كفايه اني قلت له يجيبنا مع انه كان توه راجع وتعبان وزياده على كذا كان معصب وقسمه الجديد مسبب له أزمه بهالوقت
سما تتكتف : طيب اسمعي اركبوا معنا وننحشر عادي
رنين بإبتسامه : يحليلك عشان يذبحنا توّه زافنا يقول ماني سواق تخلوني اجي بأي وقت تبونه ؛ ياويلي والحين تبين ترجعينه وهو واصل
آيه تدق كتف سما وتبتسم : ههه خلاص يا قلق
سما تتأفف : هذي لووح , لو إنها جايه بألوان الطيف حقت عيسى كان فلّيناها اكثر " وناظرت بجوالها " اجل في احد يرجع الساعه 7 للبيت حتى الدجاجه تطوّرت
سندس بغرور : لا والله , بدينا معاير !
عذاري بضحكه : تبون الصدق ودي اشوف سيارة اخوكم
سندس بققت عيونها : ما انصحك حتى رنين اللي ماعمرها احتجت على شي رجعت تقول جايني فيها بالمدرسه !
رنين بإبتسامه وهي تناظر الهمر الابيض المتوسط الحجم اللي وقف قبالهم : ههه يالله سندس خليك من عيسوه , زيد جا
سندس بضحكه وهي تأشر على سيارة زيد : هذي الكشخه والاّ بلاش , تبيني اجي بكامري قرويّه واخلي هالمزيونه
سما بإبتسامة خيبه : اففف يا شينك
آيه بشرود وهي مركزه على زيد اللي بان شوي من وجهه اللي كان يبتسم بعد ماراحت له رنين وفتحت الباب اللي قدام وركبت بشغب جنبه قبل سندس : خليها هي الخسرانه , إحنا بنتعشى وهي بتنام على خبز وجبن .



زيد وهو يبعّد اوراقه اللي حاطهم بالمقعد الامامي : يالله شتسوي ذي
رنين تسكر الباب وتعدل جلستها و تناظرهم : قاعده تسلم . .
التفت زيد على سندس والبنات , وبـ بديهه سريعه ميّز وحده منهم لابسه عباية على الراس لأنها هي اللي كانت قاعده تسلم على سندس بهاللحظة وناظرها بهدوء !
زيد بتركيز : مين ذول اللي مع سما ؟
رنين تفتح نقابها بما إن السياره مظلله وهي متعوده : بنات جيرانهم , آيه وعذاري وهَتون
سمع الاسم الاخير وظلت عيونه ساكنه عليها وهو يناظر حركاتها الهاديه
شَرد فجأه يوم اتصلت الذكريات بعقله وطابق صورة زولها الصغير اللي قاعد يشوفه الحين مع صورتها يوم كانت بالحريق ويوم شافها بالاستقبال . .
" الاّ هي نفسها "


ولا إرادياً رجْع راسه عالكرسي وقال بقلبه : معقوله اذا شافتني الحين بتتذكرني " وبإبتسامه جانبيه وهو يحس على نفسه " هيه زيد , شفيك خفت ورجعت راسك السياره مظلله ؛ وبعدين هي قد شافتني بإستقبال محمد وملامحها ماكانت توحي إنها عرفتني !
قطع تفكيره تماماً صوت سندس وهي تفتح الباب وتقول بعِتاب : خير من متى الصغار قدام
رنين بلُطف : سوري
زيد بإبتسامه وهو يشيل عينه عن هَتون بعد ما طرد أفكاره الغريبه : يالله اركبي بسرعه مالي خلق تمسكنا الزحمه
سندس بإبتسامه وهي تأشر للبنات بيدها وتركب : يالله بالعافيه العشا . .
الكل : الله يعافيك
مشت همر زيد واختفت عن عيون البنات اللي كانوا ينتظرون سواق سما
سما بتنهيده وهي تناظر طابور السيارات المُزدحم : وينك يا نور متنا جووع !




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


لنا لقاء

الاربعاء

ان شاء الله
استودعكم الله .





اسطورة ! 22-07-12 10:34 PM

يلا ان شاء الله بكره كمان بارتين بإذن الله تعالى لحد ما نوصل مع الكاتبة

قراءة ممتعــــــــة

اسطورة ! 24-07-12 03:54 AM


-
بارت 7

-




يوم السبت
6 ونص الفجر | فلة ابو زيد
بغرفة زيد



طلع من الحمام وهو ينشّف وجهه بمنشفته التُفاحيه الساده , ويرجف من الصقيع اللي جاهم فجأه بعد مطر ذيك الاسابيع !
زفر هوآه يوم ناظر وجهه بالمرآيه وبدا يحرّك خصلات شعره القصيره اللي قدام عشان تنشف شوي . .
قال بقلبه وهو يتلمّس لحيته بهدوء : طول الليل اتقلب من كثر التفكير , بس الحمد لله عالاقل قدرت انام اربع ساعات عشان لا أخرّع البنت . .
" وبلع ريقه بتفاؤل وهو يروح صوب دولابه ويفتحه " لا ان شاء الله بـ أقيّل زين اول ما ارجع من الشغل واقوم على المغرب واتضبط
ابتسم بشويش يوم لمح ثوبه الجديد اللي فصّله خصيصاً لهالمناسبه معلّق بجهه لحاله
قال بهمس وهو يعض شفاته بشغف مُرتبك : افف لا تتوتر هذا وانت الرجال اجل لذّه وش بتسوي
حس بفرح بسيط يوم ذكر إسمها , وما يدري ليش كانت طريقة النطق غريبه عليه هالمره ؛ يمكن لأن اليوم بيشوفها " الشوفه الشرعيه " وبتكون خطوه كبيره يحدد رأيه فيها ويقارن الصوره الحقيقيه بصورة الوصف اللي رسمها بخياله من كلام امه وسندس طول هالوقت
تنهد بشويش وقرر يترك هالتفكير اللي أجهَده الليل كله وما خلاه ينام
فراح طلّع له من الدولاب ثوب كحلي وتركه عالسرير عشان يلبسه الساعه 8 اذا جا بيداوم ؛ واخذ باكيت الزقاير من على التسريحه وطلع للصاله . .



* بالصاله فوق *



عيسى بتثاوب وهو يتمطط ويناظر رنين اللي مو قادره تركّز بين الفطور ومراجعة الكتاب اللي بيدها : يالله ترى بتصير 7 وبتتأخرين عن الاختبار !
رنين بتوتُر وهي تبعّد التوست عن فمها : عيسى لا توقف فوق راسي وتزن , خلني عالاقل اراجع المصطلحات والله صعبه وتلخبط
تأفف عيسى وجلس عالكنبه وهو يسكر سحاب جاكيته الاسود الرياضي ويلعب بمفاتيح السياره بملل . .
زيد يدخل عليهم وهو يحك راسه : السلام
عيسى بطفش : وعليكم السلام " وبإستغراب " ليش صاحي بدري لا يكون غيّروا وقت دوامك بعد ؟
زيد يناظر الطاوله اللي عليها فطورهم الروتيني البسيط : الله لا يقوله " وجلس بتنهيده " ماجاني النوم شكل فيني أرق . . .
عيسى بخبث وهو يتذكر : اييه علينا " وقال بضحكه " عاد مو وقته اليوم الشوفه !
رنين بإبتسامة فرح وهي تشيل عينها عن كتابها وتناظر زيد : يووه بهالسرعه مروا الاسبوعين اللي طافوا , كأني امس كنت اقولك ان يوم الشوفه بعيد
زيد بتنهيده وهو يبتسم ويحط مربى التوت اللي يعشقه على التوست : شفتي كيف " وصرّف الموضوع وهو يناظر كتاب رنين " عليك رياضيات ؟
رنين تمد بوزها : اييه
زيد بإبتسامه وهو يغمز لها : يالله ماعليه , ان شاء الله بتمر اختباراتك مثل ما مرت الايام اللي فاتت
رنين تحاول تقتنع : الله يسمع منك
عيسى يقوم من الكنبه بنرفزه : يالله رنينووه بتصير 7 والله !!
رنين بتأفف وهي تسكر كتابها وتكمل توستتها بسرعه : طيب طيب . .
زيد بتنهيده وهو ياكل بروقان : شفيك مستعجل , خلّها تكمل اكلها اليوم اول يوم حرام عليك
عيسى يحط اصابعه على عيونه ويمطّهم لتحت : أبي أنااااام " وبعباطه " وانا وش دخلني تاخذ لها اي بلّعه من المقصف , ما حلى الفطور الا الحين
زيد بإبتسامه وهو يواسي رنين اللي تكسر الخاطر : ماعليك منه
عيسى بجديه وهو يمشي ويهدد رنين : شوفي انا الحين بنزل واذا ماجيتي بسرعه بسكر السياره واصعد
رنين ببرائه وهي تشيل عفشها وتقوم وراه : افف والله خلاص جايه .





‘,





9 الصباح | فلة ابو مشاري



سمعت صوت الكاسكو المزعج جاي من المطبخ اول ما حطيت رجلي على سيراميك البيت ودخلت
سكْرت الباب بسرعه وانا اعدل لفّة الشال الكبير اللي حاطته على رقبتي , واصعد الدرج ركض
الجازي تكلمني من الصاله : يالمجنونه وش كنتي تسوين بالحوش ؟ موت برد
قلت وانا ادخل عليها بإبتسامه مثلجه وخدودي الحساسه منقلبه حمرا : كنت اعبي زبدية – طاسه - الحَمَام مويه " وجلست برَجفه وانا أضم نفسي من البرد " حرام محد قام يعبي لهم كسروا خاطري
الجازي بتنهيده وهي تأكِل يوسف اللي مجلسته قدامها بالكنبه : والله ماعرفنا لك , يوم تقولين ازعجني صوتهم ويوم توكلينهم !
قلت بإبتسامة رحمه وانا اناظر يوسف اللي منجن على الصحن ويناظر بيد الجازي وينتظر بفارغ الصبر تجيه الملعقه : هه شدراك يمكن ربي يسخر لنا انا ويوسف احد يوكلنا بيوم حاجه
الجازي تقطب حواجبها : فالك ماقبلناه وش هالكلام الشين !
قلت وانا اغير الموضوع وارجف من هالبرد : اممم متى بترجع عذاري ؟
الجازي وهي تحط الملعقه عالصحن ونست يوسف : يمكن 11 ونص عليها فترتين
قلت بخفه وانا اقوم وآخذ الصحن منها وادخّل الملعقه بفم يوسف اللي كل ما كلمتني نست جوعه : الله يسهل عليها " وبتنهيده بسيطه " وهذا مثال سريع على اللي كنت اقوله تو , موتّتي ولدي جوع وربي سخرني له
الجازي بتبويزه وهي تقوم بتمطط : هذا جزاي . .
غمزت لها وقلت برومانسية : أفااا نمزح , والاّ انتي جزاك ما ينعد يا ام متعب
الجازي بضحكه وهي تقرص خدي اليمين المحمّر : فديت الفراوله انا
قلت بإبتسامه وانا فاقده صوت متعب اللي ما سكت من اول ما عطل قبل اسبوع : الا تعالي وين ولدك ؟
الجازي كأنها بالجنه : نايم نايم
انا بضحكه : الحممد لله نوم الظالم عباده
الجازي وهي تطلع وتحمد ربها : اهم شي يرتاح ويطوّل بنومته ويفكني !
ابتسمت على تعابيرها ؛ وصراحه ما ألومها صاير شيطاني هالايام لدرجة انه كسر مزهريتين وما خلّى شي الاّ سواه كأنه مو مصدق انه عطل من الروضه ؛ اجل وبيسوي اذا دخل المدرسه صدق . .


تنهدت بشويش ورجعت أأكّل يوسف البطاطا المهروسه اللي بيدي لين ما خلصتها . .
بعدها , قررت أنومه هو الثاني فجبت لي بطانيه ثقيله من الغرفه وتسدحت على اطول كنبه وسدحته على بطني وصار وجهه مقابل وجهي وبطنه على بطني ؛ وبديت اقرأ عليه روايه كنت مو مخلصتها ومشتهيه اكملها
قلت بهمس مُريح بعد مده مو قليله من القرائه : تألقت نيران المدفأه على الادوات الغريبه المصفوفه على الارفف في حجرة مكتب والد آن . . .
يوسف مندمج مع حركة فمّي ومازال يقاطعني كل ما قريت مقطع : تر . . تر . . تر
انا بضحكه بسيطه : وبعدين يعني ماتبي تنام ؟
يوسف وهو يمدد يدينه ويحاول يتسلقني عشان يوصل لوجهي : أغآاه . . .
قلت بشغَب وانا اعرف إنه يبي يلمس فمي لأنه صاير فضولي لأي شي يتحرك : ماني مصعدتك , انت اصعد يالله !
ميّل راسه على يمين بطني ومد بوزه وظل يناظرني بعيونه الفضيعه
ماقدرت اقاومه فقلت بخقه وانا اشيله واحط راسه عند رقبتي : وااي يالنونو خلاص لا تزعل , يالله ها سوّ اللي تبي راضي الحين ؟
يوسف بتعجُب وهو منصدم من الهوا اللي يطلع ويدخل من فمي ويلفَح وجهه القريب : أوّاام . . أوّاا
بسته على خده بحراره بعد ما لاحظت ان الوضع ما أعجبه وشكلي هالمره ماحزّرت اللي يبغاه , فرجعت سدحته عليّ وغطيته معاي وكملت قرائة الروايه عساه ينام بعد شوي .





‘,





12 الا ربع الظهر | البنك
بمكتب آيه



آيه بطفش وهي تكلم سما وتشخمط بالقلم على ورقه فاضيه : ياحظكم اربع وعشرين ساعه تعطلون واحنا تتكسر ظهورنا كل يوم
سما تقهرها : لا وعاد انا معطله مع الابتدائي يعني بكمل اسبوعين ههههه
آيه تتنهد بطفش : يالله وش السواة بعد , هذا امر الله
سما تهمهم : تعالي انتي ماعندك شغل الحين ؟
آيه بتبويزه : استراحة الصلاة وبعدها الغدا شفيك نسيتي
سما : اها " وابتسمت " اممم اي وبعد ؟
- مدري انتي وش جديدك انا ماعندي شي . .
سما تغطي نفسها باللحاف : والله اليوم برد فضييع يصكك سيدا بالعظام حتى الدفايه ملّت !
- لازم تتكيّفين هذا هو الواقع بعد
- هههه وراك صايره قنوعه هالايام مو من عوايدك ؟
آيه بالفصحى وهي تسكر الدفتر اللي طفشت من الشخمطه عليه وتدلك كتوفها الذابله بشويش : القناعةُ كنزٌ لا يَفنى
سما بتشجيع : الله الله يا ست انتي " وبضحكه خفيفه وهي تقلّب اللسته بالبي بي " على طاري القناعه , شوفي سندس مصوره سيارة عيسى وكاتبه غصب عني اركبها والله غصب عني !
آيه بضحكه : ياحراام , كنت عارفه إنها بتستسلم بالنهايه دامها معتمده عليه بكل شي
- هههه خليني ارسلها لعذاري مو قالت ودها تشوفها لمّا طلعنا ذاك اليوم
آيه تناظر الساعه : آآ تلقينها توها واصله وميته فرح بعد ما خلصت اصعب اختبارين
- صح تعالي وش عليها ؟
آيه تتذكر : أدب ومدري وش معاه , بس إنها كانت مُكافحه ومتعصبه طول اسبوع المراجعه الى ان اقنعت البنات يحطون هالمادتين بأول يوم
سما برحمه : يحليلها الله يوفقها . .
آيه بإبتسامه هاديه : آمين
سكتت سما شوي وبعدها قالت بسرعه وهي تقرا محادثه سندس : آيه تعالي سندس تقول ان اليوم شوفة زيييد ولذه !!
آيه تبلع ريقها بصدمه : صدق ؟
سما بإستغراب : يووه انا صايره نسّايه " وبحماس " اسمعي لازم اعرف كل شي صار لحد هالثانيه
آيه بغصه : طيب ومتى وقت الشوفه ؟
سما بسرعه وهي تكتب بالبي بي : مدري الحين بسألها " وبضحكه " يالله يالله باي بفضى لـ سندسوه وبعدين انقلّك موجز الاخبار
آيه براحه وهي تحمد ربها بإن سما هي اللي انهت المكالمه لأنها كالعاده راح تضطر تهرب من هالطاري بأي طريقه : اوكِ يالله باي . .
- تشاو


حطت آيه جوالها على طاولتها وبلعت ريقها وهي تسند رقبتها على الكرسي وتحط يدينها على عيونها بتَوتر
قالت بقلبها اللي يخفق بسرعه : هذا وقته يعني !!
متى بيتزوّجون ويفكوني من هالعذاب , والله ماعدت استحمل تمثيلي عليهم بإني مبسوطه لـ طاري اي احد بيتزوج
" مّرت بهاللحظة صورة زيد بعقلها لمّا شافته قبل اسبوعين بالمملكه , وحسّت بإنقباض قوي وهي تكمل " لحظة انا ليش اخبي عن نفسي الحقيقه كأن احد قاعد يسمع اللي اقوله " وبحقد " المفروض انا اللي اتزوج واحد مثله ؛ ليش هي اللي تاخذه ؟ اموت واعرف وش لقوا فيها والله شيفه و مو شايفه خير
" وبكِره " تلقينها الحين ميته من الوناسه " وبإزدراء " طبعاً الرجال ماعليه زود راتبه يهبل ومواصفاته مقبوله واهله من عايله تشرّف
قاطعتها صديقتها وهي تقول : آيه صليتي ؟
آيه بربكه وهي تبعّد يدها عن عيونها وتحاول ما تناظر صديقتها : لا , يالله الحين رايحه . .
مشت صديقتها لمكتبها وبدت تشتغل عالكمبيوتر , أمّا آيه حاولت تلهّي نفسها بمكتبها رغم إنها ظلت تفكر بنفس الموضوع !
كمْلت بقلبها وهي تجمّع اقلامها المتناثره : واااي يا اني بموت من هالاحساس , ياربي وش هالضيقه
صرت كل ما اشوف احد متزوج يضيق خلقي
" وبقهر كبير " بس ليش ألوم الناس , انا الغبيه واعترف اني جبت هالشي لنفسي والا لو اني من البدايه تجاهلت هالاحساس زي ما كنت اسوي قبل , كانت حياتي الحين غير واهدى من كذا . .


تنهَدت بضيقه عظيمه وهي توقف افكارها إلى هنا , ومو مستعده لأي شي زياده يهد حيلها اكثر من كذا
تركت كل اللي بين يدينها , وقامت بثقل من مكتبها واتجهت للمصلى وهي تاخذ اقوى نَفس تملّي فيه جسمها ولعل وعسى تقدر تتجاهل بهالدقايق البسيطه مرضها القاتل اللي قاعد يذبحها بشويش وهي مستسلمه له .





‘,





2 ونص الظهر | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



كنت متمدده على سرير كبير ما ادري وين نهايته معَبَّى كله ريش أبيض نعومته ما تنوصف !
أمّا معاذ , كان واقف فوق راسي وحاط يدينه على كتوفي ويدفعني بوشيش داخل الريش اللي كان يسحبني بهداوه لتحت . .
قلت بهمس وانا اناظر عيون معاذ الصغيره : مو لازم ارجع , خلني معاك ؛ ماعدت اطيق الدنيا هناك
معاذ بصوته المَحبوب وهو كل شوي يزيد قوّه دفعه لي : للحين تبين تكبرين تحت ريشي حتى وانا ميّت ؟
قلت بدمعه هاديه وانا ارفع يدي والمس خده اللي مثل النار : معاذ انا تغيّرت , انت بس لو تعطيني فرصه وتوقّف دفعك اللي يبعدني ؛ كان اقولك كل شي صار معاي
معاذ بإبتسامه هاديه وهو يبعد يدي عنه بشويش ويغرسني أكثر : هذا مو وقت الفرص , روحي ليوسف هو يحتاجك اكثر مني
قلت بإنزعاج وانا احاول ابعّد يدينه عن كتوفي اللي غرّقها الريش بشكل جُزئي : بس انا احتاجك !!
رد بهمس وهو ينزّل راسه لي ويبوسني على جبهتي ويدفعني دفعه خلتني ما اشوف شي غير السواد : اعتقيني انا ماعدت الا سراب . .



رجفت بشويش وانا افتح عيوني بسرعه وأبعّد عن السواد اللي ظل يكتمني لثواني ما ادري كم مدتها
وبدون مقدمات شهقت بخوف من عيون يوسف اللي لقيته متسلقني وحاط وجهه قبال وجهي ؛ وقلت بصدمه : يمه !!
الجازي بخرعه وهي تشيل يوسف اللي بغى يطيح عالارض من نفضتي : بسم الله الرحمن الرحيم ماصار شي ماصار شي
عدلت جلستي بسرعه وانا ماقويت ارمش من الصدمه اللي حسيتها بهاللحظه
بكى يوسف بأعلى صوته لأني خوّفته , وظلت الجازي تدوور فيه وهي واقفه جنبي وتحاول تهديه
أمّا انا تلمست قلبي بيدي وحسيت النبض من كثر هداوته راح يوقّف بأي لحظة
وفجأه وبدون ما أحس نزلت دمعتي وشهقت شهقتين وبديت استوعب الوضع كله تدريجياً
الجازي بإرتباك وهي مستغربه مني وتحاول تسكت يوسف اللي اشغلها صياحه وترفيسه : هتون شفيك ؟ آسفه ماكنت ادري انك بتخافين هالقد , بس يوسف ظل يصارخ يبيك فسدحته على بطنك
هزّيت راسي بشويش بمعنى ان مافيني شي , وحطيت يديني اليسار على فمي وانا مو قادره اكتم كل اللي يبي يطلع
فبعدت البطانيه عني ورحت بمشي سريع لغرفتي وجلست على حافة السرير وقعدت ابكي واسترجع اللي شفته
" لا , مستحيل اللي حسيته تو ؛ لثواني بسيطه توقعت ان يوسف هو معاذ بعد ما فتحت عيوني ! "
رجفت اكثر وانا آخذ نفس عميق واحاول اوقف الدموع اللي استغربت من سرعتها .



* بالصاله , بعد عشر دقايق *



الجازي تطبب على ظهر يوسف اللي قام يتأوّه بدلع بعد ما تعب من البكى : بسم الله على حبيبي , بسم الله على الشاطر
متعب بحماس وهو يصعد من الدرج ويدخل الصاله : ماما
الجازي تقطب حواجبها : شوي شوي لا تصارخ يوسف يالله سكت
متعب يبتسم ابتسامه عريضه : شوفي سنّي اللي قدام طاح
الجازي بصدمه وهي تبقق عيونها وتمشي صوبه بسرعه وتعدل مسكتها ليوسف : وانا كم مره اقولك لا تلعب بأسنانك !!
متعب يبوّز : كان يتحرك , حتى قلتلك وانتي ماعطيتيني وجه
الجازي تضربه على ظهره بشويش : خلّ السن الحين , وش هالوصخ اللي على ملابسك " وبأمر " يالله بسرعه قدامي للحمام اغسل فمك وفصخ هالقذاره عشان اروشك
متعب يبعد عنها بشويش : مابي اتروش انا نظيف
الجازي تخزّه بعصبيه وهي متقرفه من شكله : متعبوه لا تنرفزني والّا ترى والله اعلم ابوك
متعب بعناد وهو يركض لتحت : مابي اتروش علميه ؛ انا نظيف
تأففت الجازي بنرفزه وقعدت تتحلطم وهي تمشي لغرفتها !
لكن يوم مرّت على غرفة هَتون وقفت شوي , وقررت تدخل تشيّك عليها بما انها هدت وصوت بكاها اختفى




.





الجازي تطق الباب بهدوء وتفتحه : ادخل ؟
عدّلت جلستي وقلت وانا اضم رجولي وابتسم بشويش : اي اكيد
الجازي بتنهيده وهي تبتسم وتسكر الباب وتحط يوسف بسريره وتعطيه الخشخاشه : تصرّوع الولد خوفتيه !
قلت بتنهيده طويله : انا نفسي كنت خايفه اصلاً
الجازي بذنب وهي تجلس جنبي عالسرير : لا يكون زعلتي ترى ماكان قصدي بس حبيت اخلي يوسف يصحيك
تحسست جبهتي بيدي وقلت بخمول وانا اطمنها : لا خير , انا اللي نومتي كانت غلط , كنت ابي انوّم يوسف بس شكلي نسيت نفسي وغفيت
الجازي بإبتسامه وهي تحط يدها فوق يدي وتناظر وجهي اللي نشفت عليه الدموع : اشوا ريحتيني " وبإهتمام جاد " بس تبين الصراحه عندي فضول اعرف وش اللي خلاك دلوعه هالايام وكله تصيحين
انا بهدوء : مافي شي لا تشغلين بالك . .


سكتت الجازي فتره , بعدين قالت بحكمه وبصوت هادي : شوفي انا ماراح اغصبك تقولين شي انتي ماودك تقولينه , لكن صراحه من حوالي اسبوعين وانتي متغيره جذرياً
" واخذت نَفس وكملت " حتى قبل فتره يوم انفلتتي على مشاري , كان عندي نيّه اكلمك بس ما حصلت فرصه ونسيت
ابتسمت لها ابتسامه عفويه وناظرت جدية اهتمامها وحاولت اخفي الضيقه
الجازي بعاطفه كبيره : هَتون انتي لازم تصيرين صادقه مع نفسك مايصير كذا تسوين بحالك , يمكن فيه اشياء كبيره تتعدى طاقاتنا لكن لزوم نتحملها ؛ وإذا ما قدرنا نتحملها نحاول نتعايش معاها عالاقل عشان نقدر نكمل
ناظرتها بهدوء وظليت ساكته . .
الجازي بشفافيه : انا بكون واضحه وما ابغاك تاخذين بخاطرك " وبشجاعه " يعني انتي مو اول وحده امها مريضه وابوها متزوج وتاركهم , وولا انتي اول وحده أرمله وعندها عيال !
ترى فيه ناس مايعلم بحالهم الا الله ؛ وانتي ماغيّرك الا احلامك بالحياه المثاليه
" وبتنهيده " مافي احد خالي من الهموم " وأشرت على قلبها " هذا ماخلقه ربي فاضي من داخل الا عشان تملّيه الحياه بمشاكلها
" وابتسمت بقناعه " فاهمتني ؟


عصرت اسناني بشويش ونزّلت راسي عشان اتحاشى اناظر بعيونها , لأن الدموع راح تفضحني الا شوي !
قطبت الجازي حواجبها وقالت بصوت شبه حاد : هَتون لا تنزلين راسك وتشغلين الكل عليك , ترى إذا انتي مو مهتمه بنفسك اللي حولك شايل همك زياده على همّه " واشّرت على يوسف اللي كان يلعب بالخشخاشه ويخربط بكلامه " وأولهم هالمسكين اللي قدامك , لا تكسّرين جناحاته وهو توّه ماشاف الدنيا ولا عرف فيها شي
" وبعاطِفه كبيره " انتي لو تشوفينه كيف كان يصيح يوم كنتي نايمه , مسكين على باله صار فيك شي وأصر الا يقومك وكل ما بعدته عنك قام يصارخ زياده !!


غصباً عني سرقتني النظرات اشوفه وعوّرني قلبي يوم لمحته مستانس بالخشخاشه ؛ فنزلت شويّة دمعات يتيمه وبكيت بدون صوت
الجازي بحنان ورحمه وهي تضمني بهدوء وتحاول ما تثقل عليّ : خلاص خلاص انا آسفه انفعلت على الفاضي " وبتنهيده بسيطه " يالله ماعليه البكا يريّح
" اذا كان الحل الوحيد هو اني اصير صادقه مع نفسي ؛ لازم احررها بالاول عشان اصدقها " قلت بهمس وانا اسحب دمعاتي البسيطه اللي قد نزلتهم واكتفيت قبل لا تجي الجازي : مشاري موجود ؟
الجازي مستغربه من انتقالي لموضوع ثاني فجأه : نايم , بس ليش ؟
طلعت من حضنها وقمت بكبرياء وانا امسح دموعي الخفيفه بكُم بيجامتي , وآخذ نَفس عميق بكل ما تعنيه الكلمه , وعلى وجهي علامات شارده توصف الاحساس اللي ما ادري وش أفسره !
" هتون خلاص اتركيه لحاله يكفي إنك ظلمتيه بزواجك منه , واذا انتي بتظلين تحلمين فيه اجل يوسف وش بيسوي اذا كبر "
مشيت للتسريحه وأخذت كرسيها ورحت صوب الدولاب وحطيت الكرسي وصعدت فوقه عشان اقدر انزّل شي قديم كنت حاطته هناك من فتره . .
الجازي بإستفهام وهي تناظر العلبه الرصاصيه اللي أخذتها بعد صعوبات وتحاول تربط المواضيع مع بعضها : وشو هذا ؟
جيت للسرير وحطيت العلبه عليه وقلت بأحاسيس ميته وانا مازلت واقفه وماني مستوعبه خطورة هالشي اللي بتجرأ عليه : صك ارض البيت اللي من معاذ وصور قديمه له
الجازي بإستغراب وهي تناظرني افتحه بدون اي احساس كأني مخدّره واطلّع الصور اللي اول مره اوريهم لأحد : ايه ؟ ووش بتسوين فيهم
ناظرتها بهدوء , ورجعت ناظرت بملامح معاذ اللي تكررت بكل صوره فيها ذكريات عميقه ما يتذكر لحظاتها الا انا
بعدها بلعت ريقي بثقل تام وكأن احد حاط صخره على رئتي , وبلحظة تخدير وضياع احساس سوّيت اللي كنت افكر فيه وقطّعت كل اللي بين يديني بوحشيه وببرود مخيف انا نفسي رجفت منه !!
سكتت الجازي وما منعتي ولا حبّت تتدخل بهالشي الخاص دام هذا قراري , لكن ما قدرت تخفي ملامح استغرابها من جرائتي اللي محد كان يتوقعها . .



بعدها وقفت بسرعه وانا آخذ صك الارض واطلع من الغرفه صوب غرفة مشاري
الجازي تلحق وراي بقلق : هَتون وش بتسوين ؟ قوليلي عالاقل
ضمّيت شفاتي عشان اخفي الرجفه اللي جتني من هالصاعقه اللي سويتها تو وما أخفي ان الندم موجوود بشكل أكبر من الكبير
كملت مشيي بعد ماقررت اخرّب كل شي دامي بديت بالخراب وقطعت صور معاذ , واول ما وصلت لعند غرفة مشاري فتحت الباب ودخلت
الجازي بتوتُر وهي تدخل وراي وتناظر مشاري اللي تقلّب بضيق من الاصوات : هتون مشاري نايم أجّلي اللي تبينه بعدين
عذاري بعصبيه وهي تطلع من غرفتها القريبه : يعني وبعدين , منتوا راضين تسكتون وتخلوني اذاكر !!
" ويوم انتبهت ان محد عطاها وجه , دخلت غرفتها وهي تسكر الباب بسرعه وتتحلطم " بعد , حتى المذاكره ما يخلونا نذاكر . .


أمّا انا بهاللحظه , هزيت كتف مشاري بيدي اليمين والمسكين فتح عيونه بسرعه وهو مصدوم من وقفتي انا والجازي على راسه
مشاري بثقل وهو حتى ما تحرك : شصاير ؟
الجازي تقطب حواجبها وتنغزني بشويش : خلاص هَتون بعدين تفاهموا , مشاري مو جنبك خليه يكمل نومته
انا ببحه وبصوت جهوري : انتي اللي خليني " وناظرت بعيونها " مو تو قلتي ان الحل الوحيد هو اني اكون صادقه مع نفسي ؟ " وعضيت شفاتي برجفه " اجل بالبدايه لازم انهي هالموضوع بسرعه
قطبت الجازي حواجبها وهي مو مستوعبه وواضح إنها قاعده تشبك المواضيع بكل صعوبه !
مشاري بتأفف وهو يعدل جلسته ويقوم بكسل تام ويحاول يصحصح : شفيكم تتناغزون ؟ لايكون صار شي لأمي او ابوي !
" هتون لازم تسوينها , معاذ قال بلسانه اني لازم اعتقه يكفي اللي قاعده اسويه فيه وفيني ؛ خلاص انتي قطّعتي صوره وبقايا ماضيه , بس باقي الحين تخلصين من اللي بين يدينك وما يبقى له شي عندك – وبجديه – خليك واقعيه ولا تنسين ان كل هذا عشان يوسف " بلعت ريقي وانا امد يدي اللي حاولت اثبّتها من رجفتها وقلت بوضوح تام وانا اسكر عيوني بشجاعه : هذا صك ارضي اللي فيها بيت معاذ , ابغاك تبيعها بأقرب وقت
مشاري يهز راسه للجازي ويحاول يستوعب : شالسالفه ؟ امه قالت لك شي ؟
اخذت نَفس عميق وقلت بجديه : هذا قراري انا ومحد قالي شي ؛ ولو سمحت خلصني من هالارض بأسرع وقت
مشاري بإستفهام وهو يحك راسه ويحاول يجمّع افكاره : اي بس ليش , فجأه كذا تـ . .
قاطعته بسرعه وانا ارمي الصك جنبه على الفراش واطلع بمشي سريع لغرفتي قبل لا اسمع اي معارضات تغيّر افكاري


واول ما دخلت مأمني الوحيد زفرت رجفاتي الخايفه وقفلت على نفسي الباب وتركيت عليه بتَهالُك وضُعف من هاللي سويته ومايعلم اللي قاعده احسه من ضياع الا الله .





‘,





7 المغرب | فلة ابو لذّة
بالمجس تحت
* مجلس بنفسجي كلاسيكي مفتوح *



كان زيد جالس بهاللحظات الحساسه بنص الكنبه البنفسجيه الكبيره ويحاول يناظر لذه نظرات خفيفه بما إنها جالسه قدامه مُباشره ومنزله راسها بحيا
اخو لذّه يباشره بالفنجان اللي كانت الزخارف الرصاصيه معبيته : تفضل
زيد يحط يده اليسار على رجله اللي كانت تهزّ وياخذ الفنجان بيده اليمين : زاد فضلك
ابو لذه بإبتسامه عفويه وهو يحاول يشغل زيد عشان تقدر لذه تشوفه : الا يا زيد وش قلت لي اسم قسمك ؟
زيد يعدل صوته المبحوح ويريّح جلسته اكثر وهو يحط الفنجان على الطاوله ويلتفت يمينه عشان يناظر ابو لذه ومره وحده قزّ لذه شوي : تنظيم دوائر الانقاذ , انا رئيس لوِحدة فرعيه فيه
اخو لذه بإعجاب : ماشاء الله رتبتك زينه , والله تستاهلها و اللي اعلى منها بعد ما كرفت بالانقاذ طول ذيك السنين
زيد بإبتسامه تسليك وهو يلتفت ليساره ويناظر اخو لذه ومره ثانيه جته الفرصه عشان يلمح لذه : الله يسلمك
ابو لذه يشرب من فنجانه : ايه بس الحمد لله فكك الله من الشر يوم انك ترقيت . .
ابتسم زيد ابتسامه هاديه ولمّا جا بينزّل نَظره لفخوذه لمح بسرعه لبس لذه اللي لفَته رغم انه ماركز عليه اول ما دخلت قبل دقايق . .
* تنوره جينز ضيقه ساده لونها ازرق فاتح مو مُريح , مع قميص مخطط بأبيض واسع لونه اصفر فاقع لنص اليد *
زيد بقلبه وهو يتذكر كلام سندس اللي قالته له يوم جا بيطلع من البيت بعد صلاة المغرب : اسمع زيّوود لا تحكم من لبسها مباشره , ترى بعض البنات من كثر التوتُر يلبسون لك قطع تحوم الكبد وتلقى امها غاصبتها عشان الحشمه , يعني ذا مو ستايلها لا يغرّك


ضمّ زيد شفاته وهو يناظر بالفنجان المُلفت اللي قدامه والهدوء اللي بالاجواء يعصّر فيه تعصير . .
قال بقلبه وهو متوتر : الحمد لله ان سندس قالت لي هالشي , والا لو اني ما سمعت كلامها كان مدري وشلون بفكر فيها وبستايلها اللي مخرّب عليها
ابو لذه يأشر لولده : قم قهوي الرجال يا ولد
- ان شاء الله يبا
" يا ساتر وذي مصيبه ثانيه " زيد بسرعه وهو يمسك فنجانه الكامل ويقرّبه جنب فمه بدون ما يشرب : تسلم ارتاح لسى ما خلّصته . .
ابتسم له اخو لذه وجلس , وبعد لحظات بسيطه استأذنت لذه من جلستها اللي ما كملت حتى خمس دقايق وطلعت !
ناظرها زيد بتمعُن باللحظات الاخيره وهي تطلع , فثبّت اغلب ملامحها لآخر مره بكل تركيز
بعدها جلس يسولف مع الجماعه فتره بسيطه , ويوم صارت الساعه 7 ونص سلم عليهم وطلع هو الثاني .



* بالسياره *



سكر زيد بابه بثقل بعد ما دخل , وعلى طول فرد كتوفه اللي حسّها بتتصلب على الكرسي وفتح زرّه الاول وهو يتنهد بقوه !
قال بضحكة إزدراء على نفسه وهو يناظر سقف همره : الحين بعد كل هالتوتر وانتظار الاسابيع اللي فاتت ما اشوف الا شويه من شعرها وعيونها " ومد بوزه بعدم إكتفاء " الله يرضى !
" بس كمّل بإيجابيه وهو يتنهد براحه ويشيل غترته وعقاله عن راسه ويحرك السياره " يالله ماعليه , على الاقل تأكدت ان امي عرفت تختار وان شاء الله اخلاقها تكون مثل ماقالت سندس
قاطعه جواله بهاللحظه
زيد بإبتسامه وهو يناظر الاسم : مايصبرون " ورد " الو
عيسى بشفاحه وهو يسكّت خواته وامه : ها وش صار ؟؟
زيد ماسك إبتسامته وقرر يوتّرهم بعد ما عجبه حماسهم : للأسف ما دخلت
عيسى بغى يوقف قلبه : لييييييييييييش ؟!! < والكل سأله بخوف وش قال لأنهم مو متعودين إنه يمزح بمثل هالمواضيع !
زيد بضحكه هستيريه بعد ما كسروا خاطره : امزح امزح , دخلت وشفتها واكلت تمر وكل شي . .
عيسى يكلم اللي جنبه براحه : لالا دخل دخل
سندس تخطف الجوال من عيسى : الو زيّوود ها وشصار ؟
زيد بإبتسامة فرح وهو يمثّل البرود عشان يقهرهم : ابد , شفتها وشافتني
سندس بتوتر ولهفه : افف طيب قوول عجبتك والا لا ؟
زيد يهمهم بتفكير ويتفنن باللعب بأعصابهم : اممممم مدري بس شكلي براجع نفسي
سندس شهقت وهي تجاريه بلعبته اللي استنتجتها من صوته اللي فيه شوية كذب : ياويييلي يا فضحيتنا " وتكلم امها بمزح " ولدك بيراجع نفسه ويه ويه وش بنسوّي اذا وافقت البنت وش بنقوول لهم !
ام زيد بتنهيده وهي تاخذ الجوال : عطيني بس , موب وقت اللعب " وكلمت زيد " ها يما شلون الشوفه ؟
زيد مو قادر يسكر فمّه اللي ميّزه بياض الاسنان من كثر الابتسام : زينه زينه
ام زيد بتنهيدة فرح وهي تكلم اللي حولها : وش هالخرابيط اللي تقولونها ؛ وش حلاة صوته كأنه شايف الجنه
رنين بحماس وفرح : خاله طيب اسأليه وش كانت لابسه
ام زيد تعطي الجوال لرنين : خذي انتي اسأليه , انا المهم عرفت اللي ابي
اخذت رنين الجوال من خالتها , وبدا التحقيق على كل حركه صارت بالشوفه , رغم إن زيد كان يختصر لأنه قاعد يسوق بس ما فلت منهم ولا راح يفلت دام مردّه لهم بالبيت .

‘,





اليوم التالي
الاحد
9 وربع الصباح | فلة ابو مشاري



كنت متربعه على سجادتي البنيه ولابسه جلالي الصلاه بعد ما صليت ركعتين الضحى , وبيدي المصحف مفتوح على سورة يس
قلت بهمس بسيط وانا اقرأ : والقمر قدرناهُ منازلَ حتى عاد كالعُرجونِ القديم . . .
قاطعني بهاللحظات صوت الباب اللي انفتح
عذاري بكسل وتوها جايه من الاختبار ولسى عبايتها الراس على كتوفها : السلام
سكرت القرآن وقلت بعفويه وانا التفت عليها : وعليكم السلام " وبتريقه على ملامحها " واضح انك حاله زين
عذاري ترفع فمها بقرف : اي مره " وبحقد " الاستاذه تحديدها زيّ وجهها واسألتها كلها مقاليه كرفتني كرف مايمديني اخلص من تعبير السؤال الاول الا ويجيني تعبير للسؤال الثاني !!
انا بإبتسامه خفيفه : يالله ماعليه الدراسه بكبرها ثقيلة دم " وبتنهيده " الله يعينني اذا بلقى طالبات متذمرات مثلك
عذاري تمد بوزها وتكشّ على نفسها : مالت على وجهي , لا العلمي ابيه ولا الادبي افلح فيه " وقلبت عيونها " أمّا انتي اذا تبين تكسبين البنات لازم تحددين لهم ؛ والا مصيرك بيكون مثل استاذتنا


ابتسمت لها بتسليك ورجعّت نظري للقرآن
فجأه جت سيارة متعب اللي بالريموت بين رجول عذاري فصرخت وهي تسكر الباب وتروح له : ضاقت ضاقت !!
ابتسمت عليهم , واخذت نفس هادي وانا اسكر القرآن واقوم من الارض واشيل جلالي واصفطه . .
عذاري بدفاشه وهي تفتح بابي مره ثانيه وهالمره كانت ماسكه متعب من رقبته وزانطته كأنه خروف : هههههههه هتوونهوووه شوفي سنّه طاااح !
متعب يضرّبها على رجولها : وخّري عني يالشريره وخّري
قلت بضحكه وانا راحمه متعب المخنوق : توّك تشوفينه ؟ من امس طايح !
عذاري بحقد وهي تعتقه : انا اصلاً يمديني اشوف شي غير الكُتب
قلت بخفه وانا احط سجادتي وجلالي بالدولاب واجلس عالسرير : الله يكثرها من أيام , على الاقل افتكينا من صوتك
عذاري بغرور وهي تروح لغرفتها : مايحتاج تلمحين انك مشتاقه لي " وناظرتني قبل لا تدخل " المهم انا بنام , اذا اذن الظهر قوميني
قلت بإستغراب : والاختبار ؟ ما يمديك عليه !
عذاري تدخل غرفتها : لالا سهل ان شاء الله . .
" كل شي سهل بحياتك ماشاء الله ! " تنهدت بشويش وقمت بروح للصاله اضيّع وقت مع يوسف ومره وحده اسولف مع الجازي ؛ لكن وقفني جوالي وهو يرن !
رديت بإبتسامه وانا لسى واقفه : هلا بهالصوت
مشاري : هلا فيك , شخبارك ؟
قلت بإبتسامه : الحمد لله فوق النخل
مشااري بضحكه : الله الله امانه اثبتي على هالمود لين ما ارجع من شغلي عشان اشوفك وانتي بَشوشه
- ههههههه , طيب ما طلبت شي
- المهم جت عذاري ؟
- اي توّها واصله
مشاري بإمتنان : الله يعافي مُنذر ما قصّر والله
* عذاري ترجع بالاختبارات مع أنفال اللي يوصلها مُنذر لأن مشاري مايقدر يستأذن من شغله اذا كان عندها فتره وحده *
انا بإبتسامه : اي والله يحليله يحب يخدم
مشاري بإبتسامه : بس ان شاء الله ماعاد نحتاجه , لأن سواقنا بيجي قريب
انا بإستغراب : اي سوّاق وليش ما قلت لنا !
- ههه كنت بخليها سبرايز بس خربانه خربانه
قلت بإبتسامه وانا مبسوطه : وايه ؟ ماقلت لي من وين بتجيبه بهالسرعه !
مشاري بعفويه : قبل اسبوعين كلمت ابوي وهو وصّى واحد من سواقين جيرانه , وعاد تو اتصل عليّ وقال ان بعد عشرين يوم يوصَل " وكمل بهدوء " ومره وحده بيجي يتعشّى عندنا اليوم
توسعت عيوني بسرعه وقلت بصدمه : أمانه ؛ احلف !!
- اي والله , اجل انا ليش متصل عليك بهالوقت
ابتسمت لا شعورياً وقلت بسرعه وانا موت فرحانه وانطط عالخفيف بمكاني : الله يبشرك بالخير , والله مشتاقين له بنكمل ثلاث شهور ماشفناه
مشاري بإبتسامه : المهم عاد انتي تصرفي مع خواتك وقولي لهم , انا الحين شوي مشغول
انا بإمتنان كبير : اوكِ , الله يعينك
- يالله مع السلامه
- مع السلامه


حطيت الجوال عند صدري اول ما تسكر الخط وانا مازلت تحت تخدير هالفرحه المفاجِئه
" واخيراً بيجينا ؛ الف الحمد لله والشكر "
بعدها طلعت من غرفتي بسرعه وانا شايله بـ لساني بشاره حلوه للكل بإستثناء عذاري اللي بيكون الخبر صعب عليها وعليّ لأني كالعاده بضطر اتحمّل منها شويّه قلة ادب بسبب تذمُرها المُتوقع .





‘,





1 الظهر | بالمستشفى



طلع من غرفتها وهو يسترق النظر عليها من الباب اللي كان يتسكر وراه بشويش
بعدها , فصخ الكمّام من على فمّه ورماه بالزباله اللي على طريقه وتنهد بشويش وهو يمشي بالسيب عشان يطلع لمواقف السيارات . .
- ابو مشاري . . لو سمحت يا ابو مشاري !
ابو مشاري يلتفت وراه بإستغراب : نعم ؟




.





الدكتور بإبتسامه وهو يخفف من مشيّه السريع او ما وصل عنده : السلام عليكم
ابو مشاري يبادله بإبتسامة تسليك : وعليكم السلام
الدكتور يمد يده ويسلّم عليه : معاك عدنان , جرّاح عملية الرئه الا سوّتها زوجتك قبل اسبوعين
ابو مشاري بإستفهام وهو يسلّم : هلا دكتور , عسى ما شر !
عدنان بإبتسامه وهو يلتفت حوله : ما شر ان شاء الله , بس بما ان مافي كراسي حولينا تعال معاي للمكتب عندي كم كلمه الله يسلمك
ابو مشاري بتنهيده : مستجعل والله , إذا تقدر قول اللي عندك هنا ما احب اطول بجوّ المستشفيات صراحه
عدنان يطبب على ظهر ابو مشاري من الوسط : انت تعال معاي وان شاء الله الكلام ما يطول . .



* بالمكتب *



تنحنح عدنان بشويش , وبعد ما استقر على كرسيّه قال : الصراحه انا بفاتحك بموضوع يمكن طفّشك انت وعيالك
ومع اني عارف الرد لكن دايم اتشجع بتكرار الطلب بعد ما اشوف حالات المرضى بقسمي وبالاقسام الثانيه . .
قطب ابو مشاري حواجبه وكأنه استنتج خُلاصة الموضوع كامله
عدنان بشجاعه وهو يطقطق بقلمه الابيض على الطاوله السودا بشويش : انا مقدّر حزنكم , وانت مو اول واحد اكلمه بهالموضوع " وبلع ريقه " الصراحه جمعية التبرع بالاعضاء قدمت لنا طلب جديد
ابو مشاري بهدوء : هالموضوع مستحيل
- بس يا ابو مشاري , انا كنت مع المجموعه اللي انعشوا قلب زوجتك اول ما توقف وإشاراتها الحيويه كانت جداً ناقصه وما تبشر بخير
ابو مشاري بجديه : انت قلتها بلسانك " كانت " بس الحين خلاص كل شي تحسّن واكيد فيه امل
عدنان يترك القلم من يده ويحاول يمسك اعصابه : الامل اللي تتكلمون عنه انت وولدك , نسبتة ما تحصل الا اقل من النادر
ومن المستحيلات ترجع اي خليّه مخ قد ماتت , حتى امريكا والدول المتقدمه راميه موتى الدماغ على السراير وماتقدر عليهم
ابو مشاري بنفاذ صبر وهو يوقف برفض مافيه نقاش : بس الله يقدر
عدنان بتأفف وهو يوقف : ونعم بالله ماقلت شي , بس اذا الله مقدّر انها تموت ؟ صحيح هي الحين حيّه بس بأي ثانيه ممكن ترفض الاستجابه ونخسر كل شي !! وبالنهايه لا انتوا بتستفيدون وولا الناس اللي تحتاج اعضاء استفادت
ابو مشاري بنرفزه وهو يفتح الباب ويطلع : لو سمحت , لا عاد تفتح هالموضوع واعتقد ان انا وعيالي قد وقعنا على اوراق الرفض من سنين فاتت . .
قلّب عدنان عيونه يوم سمع تسكيرة الباب , وجلس على كرسيّه بدفاشه وهو يعصر عيونه بيدينه بقهر .





‘,





4 الا ثلث العصر | فلة ابو زيد
بالمقلط تحت



عيسى بخُبث وهو يترك الووّي اللي بيديه ويلتفت على زيد : اقول مو كأنك مشفّر مقطع القهوه !
زيد يقلب عيونه بإبتسامه : ومين قالك انهم شربوني قهوه ؟
عيسى بعباطه : يعني اكيد بيعطونك قهوه المغرب ؛ والا الناس متى تتقهوى ؟
سندس بتأفف وهي تفتح دانيت شوكلت اللي بيدها ومن جد حايمه كبدها من مقاطعات عيسى الحشريّه : اففف كمّل لعبك " ونقلت عيونها لزيد وهي تبتسم " اييه وبعد هي ما قالت شي ثاني ؟
زيد يهمهم : لا , بس سلّمت اول ما دخلت وجاوبتني يوم سألتها شلونك وبعدها سكتت . .
سندس بخُبث وهي تلحس قرطاسة الدانيت قبل لا تاكله : بس شرايك بصوتها ؟
عيسى بقرف وهو يقاطعهم مره ثانيه : شفِ شف وععع ماتوا اللي يلحسون القراطيس
سندس ودّها تتحول لثور وتنطح هالعيسى اللي مايخليها تحط كلمتين جنب بعض الا وهو داخل بينهم : عيسووه اركد " وابتسمت لزيد بنفاذ صبر " ايه كمل صوتها شرايك فيه
زيد يبتسم بخفّه على مناقَرهم : والله وانا اخوك ما سمعت شي كأنها عصفور جواباتها مأكوله
رنين بهمهمه : طيب لما دخت جابت معاها شي ؟
زيد : لا , القهوه والشاي كانوا موجودين
عيسى بإندفاع : اهااااا يعني اعترفت انهم قدموا لك قهوه !
سندس ودها تشنق عيسى : اوص انت " وناظرت رنين " اصلاً حركات دخلتها بعصير ما تصير الا بالمسلسلات , انا وكل صديقاتي اللي تزوّجوا دخلنا فاضين
زيد يفتح كيسة باجه الزرقا – باجه محل مكسرات - اللي جنبه وياخذ منها فصفص : اصلاً توتّر زياده . .
رنين بفرح وحماس : الله يتمم على خير ويصير عندنا عرس , والله مرا ودّي اغيّر جو بعد ما اخلص من اولى ثانوي الكئيب
عيسى بمبالغه : يوووه الله يكتب لنا عمر اذا جا العرس
سندس بطفش وهي تتركى على الكنب براحه : من جد بنقعد معلقين لين ما تقول رأيها اللي ماندري متى بيجي
عيسى يسكّر الووي ويقوم يجلس جنب زيد ويفصفص معاه : المهم تعالوا , امكم وابوكم ما قرروا لنا سفره بالإجازه الطويله !
سندس بكسل : والله ماعندي خبر " وبملل " افف الله يلحقنا خير , وراكم طايرين انت واختك خل تجي هالعطله بعدين تكلموا عن العطله الطويله
رنين بتبويزه وهي تقوم : اففف ذكرتيني , بروح اراجع لي كم صفحه قبل لا يجي المغرب واتكاسَل . .


سندس بإبتسامه وهي تعدل جلستها وتشيل عينها عن رنين اللي طلعت و تناظر بزيد : ايه وبعد , اوصف لنا احساسك اول ما شفتها
زيد بإبتسامة تسليكيه وهو يقوم بكسل : والله يا أختي العزيزه من امس وانا اوصف لكم ؛ ما بقى شي ما قلته حتى النمل اللي ببيتهم عديته, فعشان كذا انا بروح انام لي كم ساعه ؛ لأن الِعشا وراي طلعه مع الشباب
سندس تمد بوزها وتناظره وهو يطلع : ياشينك زيّوود لا تروح
عيسى يحارش : خليه مستحي وراك تتعمدين تحرجينه !
سندس بتأفُف وهي تلحس الملعقه و تناظر بعيسى الا ما بقى غيره : وانت بعد ليش جالس هنا قوم الحقهم
عيسى بإبتسامه وهو يفصفص : لا يو مطوّل " وبغرور " اسمح لك تسولفين معاي
رفعت سندس فمها بقرف وقالت بقهر وهي ترمي عليه ريموت التلفزيون اللي كان جنبها : ياشينها من سوالف اذا جمعتني وياك !



* بغرفة زيد *



فصخ وحده من البلايز الثقيله الا كان لابسها , ورمي نفسه على سريره الاسود العريض وهو متعطش نوم !
سكّر عيونه بهدوء وابتسم لا شعورياً وهو يتذكر سؤال سندس اللي تو
" اوصف لنا احساسك اول ما شفتها "
زيد بقلبه : والله مدري وش حسيت ؛ كثير احساسات جتني اول ما انفتح الباب ودخلت عليّ هههه !


" وبقناعه " بس اللي صراحه متأكد منه , هو إني اول ما شفتها ارتحت لطلّتها الهاديه رغم إني ما حبيت لبسها
" وبعباطه " اففف وانا وش فيني على لبسها ؛ بس والله ما أنلام , اللون الفاقع اللي كانت لابسته مو حلو على بشرتها ولا يناسب للتنوره اللي كانت لابستها
كان المفروض تقدّر اني من زمان ماشايف حريم بدون عبايه هه !
" وتنهد بجديه " المهم ماعليه نتفاهم عاللبس بعدين , اهم شي انها حلوه وشوفتها تفتح النفس . .


ابتسم بشغب طفولي على تفكيره المستقبلي , وتنهد براحه وهو يوقّت منبه الجوال ويسحب البطانيه اللي كانت مغطيه رجوله وتغطّي فيها كِلها .





‘,





8 وربع بعد صلاة العشا | فلة ابو مشاري
بغرفتي



جلّست يوسف على التسريحه بعد ما لبّسته بلوزه بيضا ساده فوقها بلوفر اصفر ساده كبير مع جينز ازرق وجوراب اصفر عليه تويتي بارز !
ناظرته بخقّه وانا اجلس على كرسي التسريحه قدامه وامشط شعره الناعم على جنب بشويش : اليوم مين بنشوف ؟ بنشوف جدوو
يوسف فاتح فمه بفهاوه : أوّااه . .
انا بإبتسامه كلها إنتعاش : واااه يا روحي انتَ
لفّ وجهه ورى على المرايه واول ما استوعب ان هذا هو بدا يضحك بهستيريه كعادته !
قلت بضحكه خفيفه وانا أشيله واقوم : يالله يالله مو وقت الضحك , الحين بيجي جدك ولازم تكون انت ضيف الشرف وتوريّه كشختك الحلوه
ميّل يوسف راسه على كتفي وبدا يطلّع اصواته المُعتاده وهو مستمتع . .
بهاللحظات طلعت من الغرفه والابتسامه مافارقتني من بداية اليوم , ومثل ما توقعت لقطت لي بالطريق كلمتين مو حلوات من عذاري الا ما تطيق شوفة ابوي ؛ خصوصاً إنها مغصوبه على النزله
آيه بكِره وهي تطلع من غرفتها وتصادفني : ذي مو ناويه تسكت , خلاص درينا إنها ما تبي تشوفه !


قلت بتنهيده وانا اهدّيها : خلاص كيفها , هي تبي ترفع ضغطنا عشان نهاوشها وتسوي زي آخر مره ؛ تصيح وتطنقر وتاخذها حجة وما تنزل
آيه بتأفف وهي تعدل شعرها : المهم شرايك بشكلي ؟
قلت بإبتسامه عفويه وانا اناظر بلوزتها الزهريه الساده وليقنزها الاسود : حلوه كالعاده
آيه تبتسم ليوسف وتقرص خشمه بشويش : ها سوفه صاير تويتي اليوم
انا بإبتسامه : شفتي شلون كاشخ لجده
آيه تناظرني : آآ تعالي ليش مالبستي ليقنز ؟
قلت وانا اناظر تنورتي : من متى وانا البسه , هي مره وحده شريت معاكم بعدين حامت كبدي " وبغرور مصطنع " لازم تصيرين أنثى وشفيك انتي
آيه بضحكة إستهزاء : يا أُنثى !
الجازي تجي من وراي : اي أُنثى وش فيها " وبإطراء " تجنن كأنها من بنات الريف . .
آيه بضحكه : جت الدفاعات الجويّه
الجازي بإبتسامه وهي تنزل من الدرج : المهم خلونا من الكلام , امشوا نقيّم قهوة رتني هالمره اخاف تفشلنا وتطلع مو حلوه
آيه بصوت عالي وهي تمشي صوب الدرج : عذاري ترى حنّا نازلين مو تتأخرين شوي وبيجي ابوي
طبعاً كالعاده ما ردت , فنزلنا انا وآيه ورى الجازي بهدوء . .
ناظرت شكلي بالمرآيات الكبيره اللي ممتده يمين الدرج اللي كان على زاويه
تنوره حرير مطفي , لونها توتي مشجره بورود صغيره الوان , طولها لتحت الركبه بشوي وكلها كسرات ؛ عليها هاينك ابيض ماسك ساده – لكن بما اني مالقيت مقاسي فصار طايح مو ماسك - مع فلات لونه توتي بدون إضافات
أمّا شعري ربطته ذيل حصان وحطيت طوق عريض لونه ذهبي مع حلق واكسسوارات بسيطه ذهبيه . .


متعب يستقبلنا نهاية الدرج بسيارته الريموت : بيب بييب
الجازي تتنهد : شيلها عن وجهي والا ترى بكسّرها
مشاري يجينا من المجلس : هاه متعب لا تجنن امك . .
متعب مطنقر : وشو هذا , ترى بروح مع جدي اذا ما خليتوني العب
آيه ترفع حاجبها : اقوول لا تقوّي شوكتك فيه , تراه ما يزورنا الا بالشهر مره
متعب يمد لسانه ويحرك سيارته : أجل انا مالي دخل بلعب
الجازي بقرف وهي تدخل المطبخ ورى آيه : خليه لا ارتكب فيه جريمه , صاير ما ينطاق


مشاري بإبتسامه وهو يناظرني واقفه وألاعب يوسف : الله اليوم مودك ولا احلى
انا بإبتسامه عفويه : الحمد لله . .
مشاري يقرب مني وياخذ يوسف : هاااه تويتي ماتبي تلعب مع خالوو وتريّح ماما شوي ؟
يوسف يدخل اصبعه بفمه : أغااو . . .
رفعت نفسي شوي عشان اوصل لطول مشاري وقلت وانا اطلّع اصبع يوسف من فمه : لثته باديه تبرز وشكل اسنانه اللي قدام بتطلع ؛ فلا تخليه يحك فمّه بأي شي عشان لا يجرّح نفسه
مشاري بإبتسامه وهو يناظرني : ماشاء الله صاير يكبر ويكبرك معاه
انا بضحكه : لالا توني بنت 23 لا تغرّك معلوماتي اللي من النت


ابتسم لي بهدوء وعطاني يوسف وهو يقول : المهم انا بروح للمجلس انتظر ابوي . .
رديت عليه بهدوء وانا اعدل ملابس يوسف اللي ارتفعت : اوكِ
ناظرته وهو يمشي للمجلس , وظليت واقفه اتذكر كلمته اللي قالها تو !
" صاير يكبر ويكبرك معاه "
قلت بقلبي وانا من امس مقرره اتجاهل الحزن اللي فيني بعد ما كلمتني الجازي وقطعت الجسر اللي يوصلني لمعاذ : صدقت والله , ماعدت اقدر ألحق عليه لحالي
" وبلعت ريقي بغصّه " لو ان معاذ معاي , كان شال عني حمل جبال


" قطبت حواجبي بضيقه عميقه وانا اعاكس نفسي بكل ثانية قنوط تجيني " بس لا انا البارح تركته وتركت كل شي يعلقني فيه , لازم ما اندم لأن هالشي راح يضعفني وانا توني بالبدايه
" وبلعت ريقي وانا ناظر بوجه يوسف اللي كان على كتفي " حبيبتي انتَ عشانك راح احاول اعيش بدون معاذ وبدون اي احد غيره
ما ابيك لمّا تكبر تعيش بنفس الخوف وتأنيب الضمير اللي قاعده اعيشه كل يوم ؛ واذا جا اليوم اللي بتحتاج فيه ابوك , وقتها بتكون عارف ان صحيح ماعندك أب لكن عندك ربْ
" وبغصة تفاؤل بسيطه ممزوجه بإبتسامة أمل " ايه ربي هو اللي معانا وان شاء الله ماراح اظل منكسره دامي دعيته امس وقمت الليل أطلبه يريحك ويريحني ؛ أدري انك دايم تشوفني ابكي وتسمع ونّتي من اول ما ولدت
ويمكن حسيت بعض الاحيان بإني مالي خلقك ودايم أرميك على رتني
" وبحَزم " بس ان شاء الله من بعد اليوم بهتم فيه وبظل ابتسم واقاوم كل شي عشانك وعشان اللي قاعدين يشيلون همّي فوق همهم رغم إنهم مو ملزومين عـ . .



بهاللحظات قطع شغل الكل بما فيهم تفكيري صوت الجرس العالي !
قام مشاري من المجلس بسرعه وراح صوب باب الشارع اللي طلع له من المجلس المباشر له وهو يعدل ثوبه ويرسم على ملامحه ابتسامه صادقه ومتلهفه . .
آيه بصراخ سريع وهي تنقل صينية الحلا للمجلس : عذاريووه قسم بالله ان ما نزلتي هالمره ماراح يصير لك خير
قلت بإبتسامة متوتره وانا اجلّس يوسف بأقرب كنبه وآخذ من آيه اللي جت الصينيه واحطها على طاولة الخشب المتوسطه المكان : وااي خليك منها احس قلبي بيوقف
آيه بخدود متورده وهي متحمسه : اي والله من زمان ما شفناه



أمّا مشاري بهاللحظة ؛ حط يده على باب الشارع اللي كان عاكس ظل ابوه العريض
مشاري بفرح وهو يفتحه : هلا يبا
تنحنح ابو مشاري بإبتسامه واثقه , وكبرت فتحة الباب يوم خطى خطواته الاولى داخل أرضيّة الحوش . .
ابو مشاري بإبتسامه وهو يسلم على ولده : هلا شلونك ؟
مشاري بإستغراب وهو يرد بشرود بعد ما لاحظ ان في شخص ثاني بيدخل : الحمد لله . .


توسّع الباب ودخل اللي ورى ابوه ؛ وبنفس الوقت توسّعت عيون مشاري وصغر بؤبؤه من اللي شافه !
" لا يكون . . . "
ولا شعورياً بلع ريقه بتوتر ولف وراه صوب باب المجلس اللي لمح فيه آيه تهزأ عذاري اللي توها نزلت ؛ وهَتون اللي مشغوله تحاول تهديهم وتأجل المناقر بعدين
مشاري بذهول وهو يرجّع نَظره لأبوه وياخذ اكبر قدر من الهوا ويسكر الباب بعد ما دخلوا : تفضّلوا حياكم .




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


اعتذر مره ثانيه مقدماً عن عدم مقدرتي بطرح بارت الاحد الجاي فقط

فإن شاء الله لنا لقاء

الاربعاء

على روتينا المعتاد
السموحه أحبتي

استودعكم الله .





اسطورة ! 24-07-12 03:57 AM

-
بارت 8
-




8 ونص الليل | فلة ابو مشاري
بالمجلس تحت



مشاري يباشر ابوه : سمّ يبا
ابو مشاري بإبتسامه وهو يريّح جلسته وياخذ الفنجان الابيض اللي على اطرافه زخرفه أنيقه وبسيطه بالذهبي : سمّ الله عدوّك " رشف منه والتفت على بناته اللي جالسين جنب بعض بالكنبه الخضرا الداكنه اللى بالزاويه وقال " ها وشخباركم ؟
آيه تترأس الجواب بعد ما ناظرت خواتها بهدوء : الحمد لله بخير
ابو مشاري بلُطف وهو ينزّل فنجانه عالطاوله ويبتسم لعذاري اللي حاطه رجل على رجل بطفش وعيونها على جوالها : عذاري شخبار الاختبارات ؟
" كأنه يهمك يعني " وبدون اي ملامح جاوبت ببرود : ماشيه . .
ابو مشاري يزفر هواه بشويش ويناظر بيوسف اللي كان بحضني : ماشفنا الحلو , شكله مستحي ؟
قمت بإبتسامه وانا اعدل بلوفره الاصفر اللي صعد واعطيه لـ أبوي : ههه لا بس دايخ لأن وقت نومه مرّ
ابو مشاري بإبتسامه حنونه وهو يرفع يوسف اللي كان فاتح فمه بفهاوه ويبوسه على خده : وسلّم قلبه
متعب ببرائه وهو يضم شفاته ويقوم لعند جدّه : جدّي ترى انا ماراح انام بدري
ابو مشاري بضحكه وهو يضمّ متعب اللي شكله غار : ههههه اجل نخلي عمتك تنوّم يوسف ؟
قلت بإبتسامه وانا اناظر متعب اللي وقف يمين ابوي : يمّا منه
بهاللحظات أشّرت الجازي لمتعب عشان يرجع يجلس جنبها وما يزعج جده
ابو مشاري بإبتسامه وهو يعطي يوسف لزوجته اللي كانت جالسه يساره : شوفي وش ملحه يا * واحـَه *
واحه بخجل وهي تناظرني وكأنها تستأذن عشان تمسكه : ماشاء الله الله يحفظه , كم عمره ؟
انا بإبتسامه : آمين ؛ كمّل خمس شهور . .
واحَه تناظر الجازي : ومتعب ماشاء الله كم ؟
الجازي تطبب على شعر متعب بعد ما جلس جنبها : داخل ست سنوات
ابتسمت واحه وهي تعدل جلسة يوسف اللي حطته بحضنها ؛ أمّا هو قام ينطط بضيق ويرفع يدينه لفوق ويناظرني برجاء شديد عشان آخذه منها
ابتسمت له بهدوء وعضيت شفاتي بشويش وانا التفت واعطيهم ظهري واناظر بعيون خواتي اللي بغت تاكلني وكأنهم يقولون " ليش تخلينه عندها "
جلست جنب آيه ورمشت بشويش وانا اناظر واحه اللي بدت تلتهي مع يوسف
قلت بقلبي وانا متأكده ان هالشي مو بس انا اللي افكر فيه لأن عيون آيه وعذاري تتكلم : جريئه !!
هذي رابع مره تقابلنا ؛ كيف رضت تجي لبيتنا بهالسرعه
" وبسُخريه " لا وماشاء الله ابوي جايب معاه عذر قوّي ينقالها كانت عند بيت اهلها بعدين قالت بجي معاك اسلم عليهم
" تنهدت بشويش وانا اطرد الشيطان بسرعه واحاول ابعّدهم من راسي " خلاص هتون كيفها ؛ انتي لا تهتمين الا بنفسك وبيوسف .
تركت افكاري الوهميه ورجعت اسمع كلام ابوي
ابو مشاري بإسترسال : إيه وعاد مثل ماقلت لك يبغى له حوالي عشرين او واحد وعشرين يوم ويجي
مشاري بإبتسامه وهو يدخّل بجيبه اوراق معاملة السوّاق اللي عطاهم إياه ابوه : على خير ان شاء الله
ابو مشاري يتذكّر : ايه صح " وناظر البنات " مصروف هالشهر بعطيكم إياه بدري لأني مسافر
مشاري بإستفهام وهو يقرى الاسئله بعيون خواته : ليش وين بتروح ؟
ابو مشاري يحط يده على فخذه : عندي شويّة اشغال بقطر ؛ وبما ان الشهر بيخلص ويمكن ارجع متأخر فـ بحوّله على حسابك هاليومين
مشاري بهدوء وهو يضم شفاته ويتحاشى يناظر خواته اللي مايبي يفكر بنظراتهم خصوصاً بعد ما سمعوا اللي قاله : اها ان شاء الله , تروح وترجع بالسلامه . . .
رد عليه بإبتسامه هاديه : الله يسلمك
بهاللحظات عمّ الهدوء الاجواء لمده مو شويّه ؛ والكل انشغل بنظراته وافكاره المتناقضه !
عذاري بقلبها وهي تقلّب عيونها : ياليته ماقال شي غير هالسالفه
" وبكِره " والله شين وقواة عين , جايب مرته تسلم علينا ؛ حمد لله والشكر وش هالعقليه يعني من الحب الزايد اللي بيننا . .
" وبقرف " اففف وانا وش خصّني ؛ اهم شي فلوسي تجيني


آيه بتنهيده بسيطه وهي تقاطع افكار الكل بعد ما لمحت رتني عند الباب تأشر لها : يبا ترى العشا جاهز ودّك نروح الحين ؟
ابو مشاري بإيجابيه وهو يناظر الكل : اي يالله ليش لا



قام ابوي من جلسته وقمنا وراه صوب غرفة الاكل القديمه
جلس الكل بكرسيّه المعتاد حول الطاوله البينه اللي فيها 12 كرسي
ما أخفي ان كان فيه بعض المشاعر اللي ما تريّح اول جلس ابوي على رأس الطاوله بعد غيبته الطويله ؛ وهالشي رجّع لنا ذكرى ايام مُرّه لكن من جد كانت اكثر من حلوه
وصراحه الكل وضَح على وجهه التوتر من هاللحظات النادره بما انا متعودين يزورنا العصر وقليل يصادف اوقات وجباتنا . .


بدينا عشانا المتواضع بهدوء مدموج بمُقاطعات بسيطه لبعض السوالف السطحيه او تمريرات الصحون اللي انشغلنا فيها عن تفكيرنا السلبي
وبعد حول نص ساعه خلصنا ورجعنا للمجلس اللي كنا مجتمعين فيه وحليّنا بحلا بسيط سوّته الجازي اللي تعشق الطبخ
وقعدنا نتناقش لفتره مو طويله الى ان صارت الساعه 9 وراح ابوي وزوجته بحجة ان بكره مدارس وما يبغى يأخرنا عن النوم .



* فوق *



عذاري بقرف وهي تخلّص الدرج وتضرب رجولها بالارض بقوّه وتمشي بالسيب : حمد لله والششكر خيييير وش يحس فيه جايبها معاه بكل ثقه وحتى ما يعلّم !!
قلت بإبتسامه باهته وانا اصعد وراها بطفش من قرقتها وشايله يوسف اللي نام بعد ماراح ابوي : يما عذاري بسس تكفين لا يقوم يوسف قلبتي راسي ما تسوَى عليها ؛ الحرمه جايه بالصدفه
عذاري بقرف وهي تحاول تقصر صوتها : وانتي صدقتي اللي قاله ؛ اللي من هالنوع ياحبيبتي ما يجون بالصدفه تلقين وراها داهيه
قلت بمحارش وانا اصعد عتبات السيراميك الابيض بكسل : أجل مافي غير انه يبغانا نحبها قبل لا يرجع ويعيش معانا
عذاري بشهقه وهي توقف وتلتفت عليّ وتتخصر : إييييييه بعد هذا اللي ناقص !!!
الجازي بتنهيده وهي تسكر لمبات الدرج وتصعد لنا : هاه قصروا اصواتكم وخلاص خلّوا الحرمه لحالها حرام تغتابونها
عذاري بكِره وهي تقلّب عيونها وتدخل غرفتها وتسكر الباب بحِقد : لا ذي لحمها حلااال
قلت بتنهيده بسيطه وانا اناظر الجازي بعفو : كيفها ماعليك منها بعد شوي تهدا . .
قاطعنا بهاللحظات صوت آيه المذهول وهي تصعد بخطوات كبيره وتقول : تخيلوا تو سألت مشاري , يقول حتى ماقاله انها بتجي !!
قلت بهدوء وانا التفت عليها : وآااي انا اخلص من الملسونه تجين انتي خلوا ولدي ينام " وبتنهيده " بعدين هو قال انها كانت عند اهلها و يوم جابها قررت تسلم علينا ؛ ليش ما تقتنعون بعذره وتقولون يمكن الحرمه طيبه وتفكّون راسكم من هالتفكير
عذاري بكِره وهي تطلّع راسها من باب غرفتها اللي فتحته عشان ترد علينا : اي على باله مخفّه ما نفهم
قلت بإبتسامه جانبيه وانا اناظر كتوفها العاريه من فتحه الباب الصغيره : كملي لبسك بسس . .
آيه بتنهيده عميقه وهي تروح صوب غرفتها : وااي مريضه ماتفوت ولا حشّه استغفر الله !
عذاري ترفع فمها بقرف : نعم نعم انا مريضه ؟ " وبإزدراء " لا يكون قاعده تدافعين عن حرم ابوك المصون بعد
آيه ترفع حاجبها قبل لا تدخل غرفتها : لا ما ادافع , بس ليش اصير قليلة ادب مثلك امشي وآكل لحم الناس " واستطردت " وأصلاً يقدر اي احد يفهم مرضك من حركاتك مع ابوي " وقلّبت عيونها " الله لا يبلانا كل ما سمعت طاريه سوّت نفسها مُعقده وماتبي تشوفه
عذاري بجديه وهي تطلع من غرفتها وتعدل بلوزة بيجامتها اللي توها لبستها : اذا السالفه كذا افتخر اني مريضه " وبإستهزاء ينرفز " ليش اجل تبيني اصير مثلك انتي وهذي " تأشّر عليّ " اول ما يقولون بيجي انهبلتوا ؛ شكلكم نسيتوا ما كليتوا !


قلت بجديه وانا اقطب حواجبي واترك ممسك باب غرفتي اللي كنت بفتحه : عذاري امسكي شيطانك لا تخلينا نتهاوش بهالليل
عذاري بنبره مرتفعه وهي تتخصّر بغرور : لا يما خفت , تعالي طقيني بعد
الجازي تتنهد وما عجبها حدّة الجو اللي ساد : خلاص يالله كل وحده لغرفتها قبل لا يسمعكم مشاري
عذاري ترفع فمها بقرف وتكبُر : طبعاً بتدخلينا كلام الحق ينزعل منه ؛ ليش ما نصير صريحين مع بعض " وناظرت آيه بإزدراء " انا عالاقل مريضه ويمكن ألقى علاج بس انتي بتظلين طول عمرك ضعيفة شخصيه وتمشين وراه وهو ما همّه ؛ متى بتفهمين ان هالابو ما منه فايده
قلت بصرخه بسيطه وانا منصدمه من كلامها : عذاري اوص بلا قلة ادب هذا ابوك !!
آيه تعض شفاتها وتعصر قبضتها بقهر : لا ليش تسكتينها خليها تكمل صراحتها
عذاري بثقه عمياء : اي بكمّل بعد هذا اللي ناقص آخرتها آيه تسكتني
الجازي تنهَرها بجديّه : عذاري بسس
عذاري تقلّب عيونها وتبتسم بإستهتار يقْهر : وشفيكم تسكتوني هي راضيه ان الكل يستهزأ فيها ؛ وين الغلط بالموضوع ؟
آيه بنفاذ صبر وهي تنقضّ على عذاري وتعطيها كف سريع جنب عينها اليسار : ياللّي ما تربيتي !!
شهقت عذاري بصدمه وقالت بصراخ هزّ البيت وهي تمسك شعر آيه وتشدّه بقوه : والله ما شفنا التربيه خلتك حرمه ؛ تبيني اصير حماره زيّك امشي ورى مثل هالابو اللي خلاني
آيه بكِره وهي تتأوّه من شعرها وتمسك شعر عذاري هي الثانيه وتقول بقهر عميق : الحمار انتي واشكالك
اضطرب الوضع بسرعه لكن الاسرع كان بكى يوسف وهو يقوم من النوم على أصواتهم العاليه ويحاول يجاري صراخهم بصراخه هو الثاني !!


الجازي بغضب وهي تشيل نَظرها عن يوسف اللي انصدم وتروح لهم بسرعه وتبعّدهم عن بعض بالقوّه رغم إنها ماقدرت بالبدايه : خلاص انتي وياها " وناظرت آيه بعتاب " منتوا بزاريين !!
عذاري بقهر وهي تحط يدها على عينها وتتحسس شعرها وتروح لغرفتها بسرعه : أيّ تربيه تبيني أترباها إذا ابوك مفشلنا قداام الناس ومخلّي بناته ببيت لحالهم
آيه ترد عليها بكِره وصراخ بعد ما سمعت تسكيرة الباب اللي هزّت السيب : زين انك قلتي لي , انا اللي بربيك دام ماقدر عليك
الجازي بتأفُف وهي تدفع آيه وتدخّلها غرفتها غصب : خلاص خلاص لا تردين عليها هي ماتدري وش قاعده تقول
آيه بإستنكار وهي تقلّب عيونها وتتحسس شعرها اللي بغى ينقطع وتعليّ صوتها عشان تسمعها عذاري : ليش مجنونه والا بزر , بقره وش كبرها لسانها يطول أذانها " وبسُخريه " قال ايش خلينا نصير صريحين تهه !!
الجازي تهز راسها بإيه وتسكر الباب على آيه : خلاص ماعليه , انتي غيّري ملابسك وتعوذي من الشيطان
إختفت آيه عن عيون الجازي بعد ما سكْرت الباب كله ؛ فتنَهدت براحه بعد ما قدرت تهدّي الوضع بشكل مؤقت . .


انا كنت لسّى واقفه بتحجُر عند باب غرفتي وشايله يوسف اللي كان يتفنن بالصياح الهادي بعد ماطفش من الصياح العالي اول ما صحى مفجوع
الجازي بإبتسامة تعب وهي تأشر لي ادخل وتناظر بيوسف : بسم الله عليه ؛ خلاص انتي روحي نامي ونوميه
قلت بهدوء وانا ادخل غرفتي : تصبحين على خير . .
ردت بتخدُّر وهي تسمع تسكيرة الباب : وانتي من اهل الخير


تنهدت الجازي بقوّه وحطت يدها على جبهتها وهي تتعوّذ من الشيطان " عدّت على خيير "
بهاللحظات سمعت صوت مشاري توّه يصعد بالدرج مع متعب ويقول بِشماته مُستَفِزه : ليش ما خليتيهم يكملون , بعد كان قلتي لي اجيب سكاكين من المطبخ
" أووهوه هذا وقته بعد " الجازي بتنهيده وهي تروح صوبه بسرعه وتمسكه من عضده بيدينها الثنتين وتهمس له : خلااص عاد ماعليك منهم
مشاري يقلّب عيونه بإشمئزاز : قلة أدب ؛ مايعرفون يحترمون بعض أبد
الجازي تسحبه للغرفه وتبتسم له بتسليك قبل لا يسمعونه البنات ويزيدون الطين بله : ماعليه ماعليه , خلنا بس ننام ويحلها الله بكره
مشاري بتنهيده وهو يفتح لمبة الغرفه اللي وصل لها : افف طيب . .
ابتسمت له الجازي بهدوء وقبل لا تسكر الباب قالت بهمس لمتعب اللي كان بيدخل لغرفته : غسّل اسنانك
متعب يفرك عيونه بتخدُر : ان شاء الله
أختفى متعب عن عيون الجازي لمّا سكرت باب غرفتها ومشت بتنهيده طويله صوب التسريحه وهي تطلق زفره قويّه بكل ماتعنيه الكلمه
مشاري بتأففُ وهو يجلس على حافة السرير ويفتح زرار ثوبه الاول : هذا اللي ناقص بعد والله يتهيبلون , ما ادري وش الشي اللي يخليهم ما يتفقون !
الجازي تجلس عالتسريحه وتطلّع البنسات من شعرها بتنهيده : خلاص حبيبي انت لا تضيّق خلقك ؛ يعني ما تعرف أسلوب عذاري المُستفِز
مشاري يناظرها بطنقره : لا تدافعين عنهم حتى آيه عدوانيه ؛ من صغرها تغار من عذاري لأن امي مدللتها
الجازي تناظره من المرآيه بإبتسامه : خلاص دام انك عارف جواب مشاكلهم ليش ماتصّد وتحقرهم !
مشاري بإبتسامه جانبيه وهو يحك راسه : والله اني احاول بس مو عن كذا , السؤال هو ان ليش آيه للحين تغار . .
رمشت الجازي بهدوء وكالعاده ماعندها جواب , فوقفت بهدوء و حركت شعرها الطويل براحه ومشت صوب الحمام
راقبتها عيون مشاري الشارده لين ما دخلت وسكرت الباب !
لحظتها سَرح هو بورق الجدران العنابي اللي عند الحمام وقال بقلبه : انا اخلص من هَتون يجوني آيه وعذاري
صحيح مو اول مره يختلفون ؛ لكن عالاقل كان عندي أمل انهم بيتفاهمون مع الوقت
مايصير يبقون على هالحاله لازم يتعدّلون ويساعدوني عشان نعيش مثل الناس
بحركاتهم هذي قاعدين يشيلوني حِمل زياده وانا ماني قادر استقبل اي شي خصوصاً بهالوقت اللي ضاغطني
" وبتنهيده طويله " ما اقول الا الله يرحم حالك يا يما , انتي اللي دلعتيهم وخليتيهم يغارون بدون ما تدرين " واتجه لجانب ايجابي بسيطه بخفه " تهه عالاقل الحمد لله ان هَتون عاقله ومالها خلق تتهاوش !
" سكت شوي وبعدها ابتسم بإزدراء على حاله وكمّل بذكرى " شِف بس وين وصلت ؛ بعد ما كنت الولد الهادي اللي ماله شغل بأحد , صرت مجبور اتعايش مع هالصراخ و أفكر بحلول لكل مشكله من مشاكلهم بعد . .


قطع تفكيره صوت الجازي تطلع من الحمْام وتناظر بالكومدينه اللي جنبه وتقول : للحين هذا عندك ؟
مشاري بتنهيده وهو ينقل نظره لصَك أرض هَتون : وش اسوي بعد , اخاف ارجعّه لها وتزعل
الجازي ترفع الغطا وتنسدح عالسرير يساره : طيب ووش قررت تسوّي بتبيع والا ؟
مشاري يعدل المخدات اللي وراه : مدري , استخرت بس ماني مقتنع بالفكره
الجازي بضيق وهي تغطّي نفسها : كله منّي , لو اني ماكلّمتها وهي معصبه كان ما صار اللي صار
مشاري يسكر عيونه بعد ما انسدح هو الثاني على ظهره : السبب مو منك ؛ هي اللي قطّعت الصور وقررت تبيع الارض " وتثاوب بكسل وهو يتغطى ويتناسى كل شي " المهم إني بظل أسايرها لين ما يحلها ربي وتشيل هالفكره من راسها
" وكمل بشرود وهو يفتحه عيونه ويناظرها " ماتدرين يمكن خيره هالتأخير دامها ما تحتاج فلوس هالارض الحين .





‘,





اليوم التالي
الاثنين
2 وربع الظهر | قدام فلة أبو زيد



زيد وهو جالس بسيارته و يكلم بالجوال بنرفزه و يفتح كرآج بيتهم بالريموت الاسود اللي بين اصابعه : هذي مو حاله يا أخي , فهّمه اني انا رئيس القسم مو هو !!
- ان شاء الله , بس انت إهدى الحين
زيد بقلبه وهو يقلّب عيونه بكِره ويناظر بسيارة عيسى الزهريه اللي استحلّت الكراج بعد ما انفتح وغصبته أنه يرجّع سيارته لورى ويلبّقها برا : افف كم مره لازم أقوله ان يوم الاثنين يومي
وناظر بالمرآيه عشان يرجع و كمل كلامه مع اللي بالخط : انا هادي طول المده اللي فاتت ؛ بس معليش الموضوع زاد عن حدّه , وانت تعرفني زين ما كلمتك الا وانا متعوّذ من الشيطان ودافع الشر بس هو مازال مُصّر يتدخل بتحُركاتي ويستفزني
- خلاص مالك الا طيبة الخاطر , ان شاء الله بأقرب وقت أحل هاللّبس بدون مشاكل بس انت اصبر عليّ
زيد بتنهيده طويله وهو يطلّع مفتاحه من السياره وينزل بتعب بعد خلّص من تلبيقها قدام بيتهم : طيب ؛ بس لو سمحت خبّره لا عاد يسوّي زي حركة اليوم , تراني صابر عليه ومن جد قاعد احاول اتحاشاه قد ما اقدر " وقلّب عيونه بكِره " بس الصبر له حدود
- تآمرني أمر , مايصير خاطرك الا طيب
زيد بتنهيده وهو يفتح باب بيتهم بمفتاحه الفضّي ويدخل : الله يسلمك ماتقصر
- يالله اجل مثل ما قلت لك لا تشيل على خاطرك وان شاء الله بحلها بأقرب وقت
زيد يضم شفاته بهدوء ويتنهّد : اوكِ
- في أمان الله
زيد يزفر نفَـسه و يسكر الخط : الله معك . .



.





تأفف بشويش وكمّل مشي بسيب حوشهم اللي غطّته شمس هاليوم الخفيفه وهو يطقطق بجواله
وصل بهاللحظه لباب البيت الداخلي وفتحه بدفاشه وهو يتنفّس الهوا المريح اللي خالط هوا الحوش ويدخّل جواله بجيب ثوبه الكحلي . .
سندس بفرح وهي تلمَحه من باب المقلط اللي كانت متسدحه فيه تناظر التليفزيون : هلا والله بالمعرس
عيسى يطلع من المطبخ ببيجامته الرصاصيه اللي يكرهها زيد وياكل ليز حار : مرحباا
" وش فيه ذا اليوم يتعمّد يغثّني والا انا اتوهم " ناظره زيد نظرة استصغار بعد ما تذكر سالفة السياره , وتنهد بشويش وهو يقلّب عيونه ويصعد الدرج عشان لا يتجادل معاه
عيسى بإستغراب وهو يناظره يصعد بخطوات كبيره : هييه يالنفسيّه انا اكلمك
مدّ عيسه بوزه بعباطه بعد ما رد عليه ومشى للمقلط وهو يعطيه طاف وياكل بالشيبس
سندس تناظر بعيسى اللي تركّى على باب المقلّط : شفيه ؟
عيسى وهو ياكل : مدري علمي علمك
سندس تقطب حواجبها بإهتمام : غريبه حتى ما سلّم عليّ !
هزّ عيسى كتوفه بإستفهام وكمّل أكله وهو واقف . .
سندس تفزّ من تسديحتها بعد ما كانت تفكر : لحظة لا يكون اتصل عليه ابو لذه ؟؟
عيسى يهمهم بعباطه : يالمخفّه ماعندهم رقمه أخذوا بس رقم امي والبيت
سندس ترجع تتسدح بطنقره : ياربيه طيب يمكن وصله خبر رِح شوفه بليييز
عيسى ماله خلق : يمااه استكي تراك راعية زنّ وانا مالي خلق
سندس بدلع وهي تتبيكى : عيسووه الله يعافيك اصعد شوفه والله بطني يعورني بعد الغدا أخاف صدق واصله خببر " ومدّت بوزها " لو سمحت يعني ماعندك فضول ؟
ناظرها عيسى للحظات وبدا يحارب نفسه ؛ بعدها تنهد بإستسلام وقال وهو يطلّع راسه ويناظر الدرج اللي يمينه : افف طيب بروح " وبتبرير مغرور " بس طبعاً مو عشانك عشان لقافتي اللي بدت تشتغل .



* بغرفة زيد *



كان واقف قدام دولابه الابيض العريض اللي يسار سريره المتوسط الغرفه ويدوّر بجامة نوم مريحه عشان يقيّل بسلام !
" بعد هذا اللي ناقص ؛ والله شين وقواة عين
يعني قلنا انك غيران من اني ترقيت بالمكان اللي تحلم فيه بس ماتوصل فيك الجرائه انك تتحكم بالنقل على كيفك وبدون ما تستشيرني
- وبقهر فضيع - حسبي الله ونعم الوكيل عليه بكمّل ثلاث شهور وانا ماني قادر اتأقلم بقسمي والسبّه بلاويه واستفزازاته لي !!
- وبرجاء - يارب ان شاء الله تنحل ويطيرونه بأي مكان وأفتك . . "


عيسى وهو يجلس عالسرير قدام زيد ويبتسم ابتسامه عريضه : هيلوو
زيد يلتفت بصدمه : بسم الله الرحمن الرحيم !! " وبعصبيه " انت متى دخلت
عيسى يترك الشيبس : يمه شفيك هدّي شوي , لا تاكلني بعيونك !
زيد يعض شفاته اللي تحت ويوقف ببرود : خلصني وش تبي , ترى ماني ناقصك يكفي انك حاط سيارتك بالكراج واليوم يومي
عيسى ببرائه : يووه سوري والله نسيت
زيد بتنهيده وهو ياخذ له اي بيجامه بسرعه ويسكر الدولاب ويتركّى عليه : ماعلينا يالله وش تبي ؟
عيسى يناظره بهدوء : سندس تحت على نار " وبإستفهام " لا يكون اهل البنت ردّوا لك خبر ؟
زيد يرطب شفاته ويحس إنه روّق شويات من هالطاري : اف لا ماردّوا
عيسى بجديه : أجل شفيك ؟
سكت زيد بهاللحظه وقال وهو يعطي عيسى ظهره ويفصخ ثوبه الكحلي : يعني وش بيكون فيني , الشغل العلّه ضاغطني
- بس مو لدرجه انك ما تسلّم !
" بدينا النشبه " وتنهد وهو يلبس بيجامته ببطئ : يعني الحين سلامي صار كُفر " وبسُخريه " أجل لحيتك اللي مو معفيها يبغى لك عليها قصاص
عيسى يحط يدينه على السرير ويتركّي عليهم : لا تقعد تلف وتدور يالله اعترف
زيد بإختصار جِدّي وهو يلتفت عليه بعد ما لبس : السالفه ومافيها ان واحد ما يتسمّى ناشب لي بكل صغيره وكبيره ورتبته ما تسمح له يسوّي هالشي
عيسى بإسترسال وهو يهز راسه : بس كذا ؟
زيد بتنهيدة كِره وهو يدور على السرير عشان يروح للطرف الثاني وينسدح عليه : وتو وانا جاي كنت اكلم مدير قسمنا وهو بيتفاهم معاه وبس . .
عيسى يقوم من السرير وياخذ الشبس بعد ما انسدح زيد وفتح اللحاف الاسود على كبره : اها " وبعفويه " يالله ماعليه هوّنها وتهون
زيد بتنهيده وهو يسكّر عيونه ويتغطّى بتلذُذ : ان شاء الله , عاد يالله اطلع عطيتك وجه " وبتنبيه " ولا تنسى تصحيني للصلاه
عيسى بإبتسامه بسيطه وهو يسكر الباب بعد ما طفّى نار لقافته : اوكِ .





‘,





4 الا خمس العصر | فلة أبو مشاري
بالصاله فوق



كنت جالسه براحه على الكنبه الصغيره اللي جنب الباب ومنزله عبايتي الراس على كتفي ومتحجبه والنقاب بنفس يدي اللي ماسكه فيها يوسف . .
آيه تدخل عليّ وهي تعدل نقابها وترفع شنطتها السماويه على كتفها : ها خلصتي ؟
ناظرتها بإبتسامه وانا امسح سعابيل يوسف بالمنديل : اي قاعده انتظركم من زمان
آيه تقرّب مني وتشيل يوسف : هوباآ " وطلعت من الباب " أجل يالله ننزل
قمت من الكنبه وانا امشي وراها وانادي عذاري اللي تأخرت : يالله ترانا نازليين
آيه تلتفت عليّ وتعطيني يوسف وهي تنزل : صبر لحظة لا تنزلين روحي غيري بلوزته
قلت بإستغراب وانا آخذه : ليش ؟
آيه تقلّب عيونها : من جدك بتخلينه يلعب بماركه !
رفعت حاجبي وقلت بإستنكار : يما آيه عادي خليه يستانس من زمان مالبس ملابس جديده
آيه تكمل الدرج بتطنيش : كيفك حمد لله والشكر هذا وانتي الديّنه وتعرفين ان التبذير حرام
ناظرت فيها بهدوء وماحبيت أرد لأني مو مستغربه من طبايعها اللي ما تتركها . .
بهاللحظات جانا صوت عذاري المغرور وهي تنزل وراي : هَتون ماعليك تجنن البيربري عليه " وكمّلت وهي تدقّ آيه بالحكي " تعرفين كل من يلبس على مستواه
آيه بقرف وهي ترفع فمّها وتلتفت عليها بعد ما وقفت بنص الدرج : شفنا مستواك اللي كلّه تتسلفين مني عشان ترفعينه
عذاري بصد وهي تنزل بكِره : ما اقول الا حمد لله والشكر . .
آيه ترفع فمها بقرف بعد ما مرت عذاري من يسارها : اي والله حمد لله والشكر !
متعب وهو يفتح باب البيت اللي كان قدام الدرج ويدخل : يالله عماتي أبوي يقول بنمشي
رديت عليه بإبتسامه وانا اكمّل الدرج بعد ما طنشوه خواتي : هذانا جايين



* بالسياره بعد 23 دقيقة , طريق العليا العام *



الجازي تسْحب كيسه البقاله من متعب اللي كان طول الطريق ياكل منها : هااه خلاص الحين بنوصل لا تخلصه كله
متعب يشدّ الكيسه بزَعل : يبااا شوفها
مشاري بتنهيده وهو يركّز بالطريق : الجازي عطيه خليه يسكت
قلّبت الجازي عيونها وقالت بتهديد قبل لا تسلّمه إياه : اسمع ترى اذا خلصته الحين ماراح اعطيك من حقنا لمّا تجيني بالليل تبكي تبي !
قطب متعب حواجبه بعصبيه وهو يفكر ويناظرها ؛ بعدها قال بحقد طفولي وهو يتكتّف بإستسلام : ياربييه خلاص ما أبيه


أبتسمت بشويش وانا اناظره جالس قدامي وسط امه وابوه ويتدلّع عليهم من بعد ما درى أن مشاري باع الكاسكو حقه اليوم الظهر لأن صار مزعج من قلب وما استفدنا منه شي غير الصراخ . .
وعاد من آثار بِكاه اللي عوّر قلوب الكل قرر مشاري يودينا بهالرحله العائليه لـ حديقة عامه عشان ينسيّه اللي صار ويدوّر رضاه بالمراجيح !
قلت بقلبي وانا أغبطْهم بحُب وعاطفه : ماشاء الله , ربي يخليه لهم ويكبره بالعافيه
إلتفتت لا شعورياً ورآي عشان اشيّك على يوسف اللي كان جالس بالعربيّه المخططه بألوان فسفوريه جنب رتني بآخر مرتبه بالجمس وهو يحرّك مصاصته الحمرا اللي فيها ويني الدبدوب بفمّه ويتأملني بـ نظرات تجنن !
قلت بشغب وأنا أأشر له بيدي : سوفه ماما
حرّك يوسف شفاته بعشوائيه وهو يتميلح ويمدد يدينه لي ببرائه لأن كالعاده مايحب حزام العربيّه اللي يمنعه من الحوسه هنا وهناك
ابتسمت له ابتسامه لطيفه من تحت النقاب وأخذت لي نفَـس بسيط وانا أحمد الله بهدوء والتفت يميني ويساري عشان أشيّك على آيه وعذاري اللي كان الهدوء مخبّي هواشهم المستمر من البارح . .


عذاري مشغوله بتمتمه الملخصات اللي بين يدينها بحكم إنها صرّحت بأن اختبارها بكره سهل كالعاده ومابقى لها الا جزئيه بسيطه بتراجعها بالسياره
أمّا آيه كانت تحرّك اصابعها على أزرار البي بي ومنسجمه بالسوالف
قلت بقلبي بعد ماشفت ان الجو أحلى من إني افتح أي سالفه تخليهم يتناقرون : سكّنهم مساكنهم الله يتمم على كذا . .
" وبإبتسامه عشوائيه " ماشاء الله شكلي حسدتهم , من زمان ما حضرت هوشات حماسيه مثل اللي شفته امس رغم إنهم يتحارشون كثير !
" وكمّلت بتذكُر " يوووه صحيح توني ألاحظ أن حالهم ما تغيّر من اول ما ولدت عذاري . .
الصراحه وبدون مُبالغه أحسهم حتى بنظراتهم لبعض بالايام العاديه يتهاوشون
" وبشغَب " اقول ياحليلي بس مُسالمه لحد النُخاع .


وقفت سيارتنا بهاللحظة مُعلنه عن وصولنا لـ للحديقه العامه اللي شلنا عفشنا وجيناها رغم إن الجو بارد ومو ذاك الزود يشجّع ؛ بس ما العتب الا على دلع البزارين !
عدّينا مدخل الحديقه الطويل وإحنا نمشي ورى بعض ويترأسنا مشاري بعد ما نزّلنا أغراضنا من السياره وكل واحد تكفّل بحموله مُعيّنه من الكياس . .
أنا كنت بهاللحظات أمشي بالاخير لأني من جهه قاعده ادفع عربيّة يوسف ومن جهه ثانيه اناظر السِحر الاخضر اللي حولي بكل جهه !
بعدها بدقايق , قدرنا نلقى مكان مناسب نوعاً ما بحكم ان الاختيار صعب بما إننا حريم ونبغى ناخذ راحتنا ؛ فجلسنا تحت مجموعة شجر كبار قريبه وبعيده بنفس الوقت عن مكان ألعاب الاطفال التقليديه وزحمتها المعروفه اللي تزعجك بأصواتها


قلت بتنهيده وانا اناظر الجازي اللي كانت قدامي بعد ما أستقريت أخيراً وعطيت الناس ظهري : وااه والله مدخلهم طويل كسّر رجولي
الجازي بإبتسامه وهي مازالت للحين تعدل أطراف الفرشه البنفسجيه وتطلّع الاشياء من الكياس : وانتي الصادقه , بس الصراحه صدفه حلوه يوم قررنا نطلع بالاختبارات " والتفتت حولها بشويش " الناس قليل حتى متعب محد راح يضايقه بالالعاب . .
تلمّست شنطتي اللي كانت يميني وقلت وانا اطلع جوالي : ذكرتيني اتصل على مشاري عشان يقول لرتني تنتبه لجوالها بعد مايرجع ؛ عاد مالي خلق تسوّي افلام هنديه وماترد علّي لمّا ادق
آيه بتعليق بسيط وهي مشغوله بتصوير حوستنا اللي كانت ترتبها عشان تحطها بالبي بي : ما افهى منك الا شغالتك
قلت بتنهيده وانا اتحاشاها : أصلاً شكلي بفكر أسفّرها معور قلبي برودها . .
عذاري بإستخفاف وهي تعدل تركِيتها على الشْجره : بس الله يعافيك قولي لمشاري يقدّم على وحده قبل لا تسفرينها ماودي أرجع للأيام الخوالي
الجازي بضحكه وهي تفتح علبه البيبسي العائلي : وااي عذاري اذكر اني انصدمت يوم شفتك تنشفين قميصك المدرسه بالاستشوار
عذاري بإبتسامه جانبيه وهي ترمي ملخصاتها وتقرّب من الاكل : بعد وش اسوي دايم انسى اغسله بالليل فاضطر اشتغل عليه الصبح ومافي اسرع من الاستشوار بالتنشيف !
ابتسمت على عباطتها واخذت لي كاس بيبسي واتصلت على مشاري . .


عذاري وهي تحك خدّها من تحت النقاب : الجازي مرري لي علبة بيت الدونات
آيه تاخذ العلبه قبل لا توصل لعذاري : لحظة نقسّمها علينا
عذاري تقلّب عيونها بإستهزاء : وااي ماتوا اللي يسوّون حركات البخل
آيه بتطنيش وهي تفتح العلبه وتاخذ لها حبتين دوائر وتحطهم على منديله : اللي عنده اخت مشفوحه اكيد بيكون بخيل !
الجازي بتنهيده ونفاذ صبر : أوهووه انتي وياها خلاص ارحموني أبي احس اني انسانه طبيعيه رايحه استانس لمره وحده عالاقل !


قِلت بإبتسامه وانا اسكر الجوال واقوم : عليك فيهم , انا بروح اشوف يوسف ؛ مشاري يقول إنه يبكي
عذاري توقفني : خذي المصاصه يمكن يبغاها
مدّيت يدي وانا آخذ المصاصه وابتسم لهم وأروح . .
آيه بتنهيده بسيطه وهي تشيل عينها عن هتون اللي راحت وتاكل دوناتها : ااه دلوووع هالولد تلقينه الحين متعلق بالمراجيح ويصيح يبيها
الجازي بتعليق بسيط وهي تصوّر فرشتهم بجوالها : كل البزارين كذا مو بس هو
آيه بقلبها : واضح ان كلهم كذا ؛ حمد لله والشكر اجل في احد يلبّس بزر رايح يلعب بالتراب ماركه !
" وبسُخريه وهي تاخذ جوالها " والله شي انا اول ما كنت اتجرأ اشتري ملابس عيد تتعدى الألف وهالزعطوط ابو كم شهر يلبس بلوزه بنص هالمبلغ . .


تنهدت بشويش وهي تطرد هالافكار و تفرفر بلستتها وتشغلت نفسها بالاكل اللي حولها والدونات اللي بيدها .





‘,





5 الا عشر العصر | فلة ابو زيد
بالصاله فوق



رنين بتنهيده وهي تدخل على خالتها وتجلس بتعب وتفتح أزرار عبايتها : السلام عليكم
ام زيد تناظر سندس اللي مرّت بخطوات ثقيله وهي تفصّح عبايتها بتوتر وعلى طول راحت لغرفتها بدون ما تسلم : وعليكم السلام " وبإستغراب " شفيها اختك ؟
رنين تتمغط بتعب : مافيها شي عيسى كان يستهبل بالسياره فطنقرت عليه
ام زيد بتنهيده : لحول . .
عيسى وهو يدخل بإبتسامته المعتاده : مساء الخير
ام زيد تقلّب بالمحطات : هلا " وناظرت فيه " شمسوي لإختك كم مره اقولك لا تزعجها !
عيسى يجلس بأريحيه جنب امه : وهه ما اسرع دريتي
ابتسمت له رنين ابتسامة مَكر وهي تِغني نفسها بالسكوت عنه . .




.





ام زيد بتنهيده وهي تناظره بنص عين بعد ما لصق فيها : وين البطاقه ؟
عيسى يتذكر ويطلع بوكه من جيبه : اي صح " وباسها برومانسيه على خدها بعد ما طلّع بطاقة السحب " تفضلي يا أكرم أم
ام زيد تقلّب عيونها : عسى ينفع فيك عاد . .
عيسى بمزح وهو يدق خصرها بكوعه : شدعووه
ام زيد بتنهيده وهي تاخذ جوالها من على الطاوله البنيه القزاز اللي قدامها : المهم شِف جوالي مدري وش فيه
عيسى يحاول يفتحه : شسويتي فيه ؟
- مدري كنت اكلم وطفى , حاولت اشحنه بس ما اشتغل ؛ عاد اذا ماعرفت له بوديه اليوم لمّا ارجع من المستشفى
رنين بإستفهام : مستشفى وشو ؟
ام زيد تناظرها : بروح انا وابوك ناخذ دواي القلب الجديد ومره وحده بشوف لي اغراض من الصيدليه
عيسى بجهل : ذا يا احترق او فيه علّه , انتي طلعي بطاريته الحين واذا ماصلح عالليل وديه " وحطه على الطاوله وقام " يالله انا بروح انام
ام زيد بتأفف وهي تناظره يروح : هذا وانا توني معطيته فلوس
رنين بإبتسامه وهي تتسدح وتنتقل لموضوع ثاني : الا زيد وين ؛ مو من عوايده ينام الى الحين !
ام زيد : طلع بعد مارجع من المسجد يقول انه مشغول شوي
رنين وهي تناظر سندس اللي دخلت عليهم بعد ما غيّرت ملابسها ولبست بجامه زهريه طفوليه : الله يعينه
سندس بتنهيده وهي ترفع شعرها كعكه : انتي للحين بالعبايه !
رنين بضحكه : قاعده اسرد موجز الانباء
سندس تقلب عيونها بكِره : استغفر الله دريتي يما ولدك وش سوّا فينا !
ام زيد بتنهيده : آآآه وش سوّا بعد
سندس ترفع رجولها وتجلس براحه وتميّل وجهها اللي تكّته على يدها اليسار : تخيلي واقف بالشارع العام عشان يساعد واحد سيارته بنشرت وتاركنا انا ورنين بالسياره ننتظر حضره يخلص من هدفه السامي
ام زيد بإبتسامه جانبيه : إنا لله
سندس بقهر وهي ترفع فمها لفوق : استغفر الله صاير ما ينطااق من بعد سيارته اللي تفشّل " وقطبت حواجبها " وبعدين يما تعالي ليش تعطينه فلوس الصبغه مو المفروض انه يدوّر له شغل ويفكنا من هباله شوي !
ام زيد ترفع حاجبها : عن العياره حتى انتي تعطينه من راتبك اذا طلب , يعني وش تبيني أسوّي اخلي ولدي بدون فلوس ؟
سندس تتكتّف بطفش : يوه انا اعطيه فضله , بس انتي اللي ماعرفنا لك اربع وعشرين ساعه توصينه يشتغل وتهددينه بالفلوس ولمّا يجي الفعل نشوف العكس
رنين بتأفُف وهي تنسحب من هالموال اللي راح يطول : أنا بروح أغير ملابسي .





‘,





5 وربع | بالحديقه العامه



كنت واقفه متكتفه , ومتركيّه على وحده من الحدايد القصيره الرصاصيه المحاوطه العاب الاطفال اللي تفتح النفس بأرضيتها العشبيه المتخالطه مع التراب والالعاب البسيطه اللي تناسب اغلب الاعمار
بهاللحظة أشّرت ليوسف اللي كان قدامي وقلت بطفوله وانا اشوفه يضحك بصوت عالي وحوله الاطفال يلعبون ومن وراه الشجر بعد ما ركّبته رتني بالمرجيحه الصغيره وقامت تدفه : يا زين اللي قاعد يلعب
أطلق يوسف ضحكات صارخه وهو يعلن عن كامل وناسته باللعبه وبأني جنبه وقاعده اكلمه . .
ابتسمت بهدوء وانا اناظره يتطاير لقدام وورى كأنه ريشه رغم سمنته لكن حجمة الصغير بالنسبه للمرجيحه اللي المفروض تكون مناسبه للي حول سنّه مو مخليته يثبت !


قلت بقلبي وانا أتلمّس بطني بهدوء وعاطِفه : يالله ؛ سبحان من خلاك قدامي بهاللحظة بعد ماكنت ولا شي . .
"وبإبتسامه " أذكر انه كان مره صغيير اول ما جابوه لي بعد الولاده وانا على ذاك السرير الازرق ؛ لدرجة إني يوم مسكته رجفت بسرعه وعلى طول حطيته على فخوذي وانا مو قادره اسيطر على مشاعري
كان مجرّد قطعة لحم ناعمه مره وطريّه , صحيح إنه كان سمين لكن مضاعفات الولاده أرهقته وأرهقتني كثير . .
" وبإبتسامه لطيفه " يوووه يا ذاك اليوم كنت من جد من جد خايفه إنه تجيني الولاده فجأه وما اكون مستعده مثل ما يصير بالمسلسلات ؛ بس رغم إنها جت بوقت مُتوقع لأني قربت اكمل التاسع كنت همّ مو مستعده
بذيك اللحظات يوم وصلت للطوارئ بعد ما لقينا أخيراً دكتورة تولّد بواحد من المستشفيات القريبه من مستشفاي اللي اراجع فيه , كنت اهذري بإني خلاص راح اموت ولازم اكتب وصيّه عشان ام معاذ ما تاخذه وتربيه عندها بعد ما انا تعبت فيه
" وبضحكه جانبيه " استغفر الله تحشييش , بس والله محّد يلومني كنت مرعوبه من اللي راح يصير لي خصوصاً اني اول مره , ومحد كان جنبي يعلمني كيف اتصرف
صحيح الجازي ما قصّرت كانت تزورني ببيتي وتعطيني شويّة نصايح , لكن أكيد ماراح تسد فجوة الفقد اللي كنت أعاني فيها من ناحية أمي ومن ناحية زوجي اللي كنت راح استمد منهم شجاعه خُرافيه لو كانوا موجودين . .
" وبتنهيده ثقيله " افف خلاص انا وش لي بهالطاري الحمد لله على كل حال
" وبإستنكار وانا ارجع بذاكرتي لبعيد " بس الصراحه محد كان راح يصدق قبل خمس سنوات اني بكون أم وبعيش مثل هاللحظات !
متهوره , عنيده , باردة , فيضويه , بس اتمصخر عالناس , طفوليه ؛ هذا اللي كنت عليه بذيك الايام
بس الحين " وبلعت ريقي " قاعده اعيش ثواني تكبّرني لـ 10 سنين قداام . .


رمشت بهدوء ثلاث رمشات ورى بعض وناظرت متعب وهو ينفض الغبار عن جينزه الجيشي ويبتسم إبتسامه تدغدغ بسبب سنّه اللي طاح قدام رغم إنه معطيه شكل مُشاغب يجنن !
قلت بهمس وانا اضحك عليه واناظره : ياربي لا يكون بيجي اليوم اللي راح يطيح فيه سن يوسف بهالسرعه . .
أخذت نفس بسيط وبالصدفه ناظرت ساعة جوآلي اللي غفلت عنها " يوه صارت خمسه من زماان "
أشّرت بهاللحظات لرتني عشان تجيب يوسف ومتعب ونرجع سوا لأخواني وفرشتنا بعد ما نبّه عليّ مشاري اني ما اتأخر عشان على الاقل نرجع قبل العشا
ظليت واقفه اناظر مقاومة متعب اللي نفّخ خدوده وبدا يمشي صوبي بتذمُر بعد محاولات اقناع طويله من رتني !
وانا قاعده اتأمل هالزحمه اللي حولي لفت انتباهي شاب مُراهق يناظرني بالجهه الثانيه
قلت بقلبي وانا أقلّب عيوني وامسك يد متعب اللي وصل لعندي : اففف ذا شكله ناوي يغازل ؛ من اول ماراح مشاري وهو يتميلح استغفر الله . .
كمّلت مشيي بحذر بدون ما ألتفت والحمد لله وصلنا بوقت قياسي بدون أي مُضايقات



مشاري يتكّي بأريحيه جنب الجازي ويناظر بعذاري : ها ما خلصتي مذاكره ؟
عذاري بتمتمه وهي تراجع : خلصت بس قاعده اركّز على الاشياء المهمه
مشاري بإبتسامه : طيب كم تتوقعين تجيبين دامه اول ترم لك بالاهليه ؟
عذاري بإبتسامه بسيطه وهي تكمل مراجعه : مدري بس ان شاء الله تكون احسن من اللي جبتها بالحكومه
ابتسمت آيه بسُخريه على كلمتها , فرفعت عذاري راسها وقلّبت عيونها بكُره وهي تتأفف وتحاول ما ترد عليها !
الجازي تهمس لي : وراهم ذول مو راضين يرسوّون على بر كأنهم حِمّل متوحمين على بعض
قلت بضحكه وانا احاول اكتمها بيدي اليسار اللي دخلتها من تحت النقاب : فكينا بس لا تزيدين النار حطب
ضحكت الجازي بشويش وابتسم مشاري اللي كان قريب وسمعنا
التفت بعدها على يوسف اللي كان جالس بشكل لطيف وطالع كيوت بالجينز الاسود والبلوزه السماويه , ومفحج رجوله الزعنطوطه وماسك الرضاعه الزهريه بيدينه الثنتين ويغرغر بشغَب !
قلت بطفوله وانا اشيله من الارض واحطه على فخوذي : ماشاء الله ماشاء الله صاروا مايحتاجون الماما تمسك لهم الرضاعه
الجازي بتفاؤل : الحمد لله هذا معناه ان نموّه زي الفُل , لا واذا كمل 6 شهور بيصير يجنن ويونّس اكثر من كذا
بسته على خدّه بحماس لدرجه ان الرضاعه فلتت من اصابعه الدبدوبه وقلت بخفه : هذا يزنن بكل حالاته وهـ يا سوفة ماما انتَ
ابتسم مشاري برضى وهو يحمد ربه بأن نفسيتي صايره زينه هالاسابيع اكثر من اول . .


ناظرتني آيه بهدوء وابتسمت لي انا ويوسف ولفّت وجهها بسرعه للجهه المُعاكسه وقلّبت عيونها بكِره مُفاجئ محد لاحظه !
قالت بقلبها وهي تناظر بعض العائلات اللي يمينها : وش هالشينه استغفر الله . . مدري شلون متجرأه تفتح وجهها
" وبحِقد وهي تتأملهم " لا والا زوجها ذا , كيف يقدر يتحمل يقعد معاها ثانيه وحده !
اصلاً شلون تزوجت , المفروض اللي بمثل هالمستوى يكون عندهم كبرياء وعزّة نفس شوي ؛ تلقين اللي مثلها بس شغلتهم المغازل والتميلح وقلة الادب وتصييد الرجال
" قلبت عيونها بكِره وكملت وهي تسترق النظر عليّ انا ويوسف اللي كنت العب معاه بطفوله " لحظة انا ليش اروح بعيد , عندي هتون !
" وبإستنكار كَريه " شلون نسيت ان هي الوحيده اللي تزوجت فينا مع اني انا وعذاري احلى منها ؟
الكل كان يمدحني لمّا كنت بالثانويه , حتى عذاري أخذت حظ حلو من هالشي
" وعضّت شفاتها بكِره عميق " المفروض ابوي مايزوّجها قبلي , وولا هي توافق !!
ادري انها ماتحب الا نفسها وبس توقف بطريقي " وبضيقه عظيمه " بس ليش تزوجته ؛ اكيد فرصتي بالزواج كانت راح تكون اكبر اذا ماتزوجته
" وبمشاعر متدافعه وتكّه قويّه بدت توضَح على ملامحها لولا النقاب اللي غطاها " اكيد الناس اذا طروني الحين بيقولون اني شينه فعشان كذا هي تزوجت قبلي حتى لو ماكانوا شايفيني
" وبلعت ريقها بحقد ورفعت فمها بقرف وهي تتأملني بطرف عين " ماني عارفه وش اللي يميّزها عني ؟ وش اللي عجب معاذ فيها بعد ماشافها !
وجهها ؟ زولها ؟ طولها ؟ طلّتها ؟ كلها عاديه وانا بمثل هـ المقاييس افضل منها بكثير بكثير
صح هي انعم مني ويمكن اذا كانت شخصيتها دلوعه بتكون شوي مقبوله , لكنها مو كذا ؛ مخفّه ,هاديه وتجيب الكئـآبه ؛ حتى سالفه ماتعرف تسولف زي الناس !!
هدوئها يجيب المرض واذا صارت طيبه احس ودي اذبحها " وعصرت أسنانها بقهر فضيع " يعنني تقدر تمثّل علينا انها قنوعه ومميزه
" وتنفّست بصعوبه وهي تبلع الغصّه " مابي احط بذمتي بس تلقاها والله اعلم تخبّي بلاوي كثيره اولها يمكن تكون متعرفه على معاذ قبل لا تتزوجه !
" وقطبت عيونها بهدوء وهي تتذكر " صحيح ما أمدانا سافرنا عند جدتي بعد ما طلع ابوي من بيتنا ؛ كلها على بعضها سفرة اسبوعين , شلون قررت امه تخطبها وهي بس شافتها مره وحده بجمعَه عاديه ؛ واللي يأكد كلامي ان معاذ اصغر اولادها ودلوعها فـ لازم تختار له احسن وحده
" وعصرت يدها بقهر وهي تناظر مِلح يوسف " مسكين يا معاذ كنت احلى منها بمليون مره مالقيت تاخذ الا هَي
" وبنرفَزه وهي تزفر نِفسها بسُخريه " تهه شكل ذوقه ماكان على جماله . .


" وبإسترسال وهي تنتقل لمعاذ اللي تذكرت حادث موته " والله ما ألومه يصدم بأي احد ويموت بعد ما قعد مع كئـآبتها سبع شهور
وإذا بقول الصراحه فـ استغفر الله انا ما اخفي اني بعض الاوقات استانس بإنها أرمله ومستحيل احد ياخذها
" وبضحكه جانبيه خبيثه " الحمد لله انه مات وفكّني , على الاقل الحريم الحين بيلتفتون لي كثير وماراح يرضون بوحده أرمله وفوق هذا عندها ولد
" وبغرور " بعدين الناس تبي الزين والدلع لعيالهم وذي حتى ما تطلع ومحد يشوفها ولا هي راعية ضحك ووناسه
" وقلّبت عيونها بكِره " احسن منها للأزفت ان شاء الله ؛ خليها شوي تحس بالنَقص مثل ما حسستني فيه يوم عاندت وتزوجت قبلي , اللي ما تستحي كأنها ميته عالزواج حتى ماكانت مكمّله الـ 22 سنه وقتها ؛ المفروض تحس شوي ومهما كانت الظروف بذيك الايام كان لازم تفكر إنها بتسد طريقي


بهاللحظات قاطع الكل صوت متعب العالي اللي قال بكسل : أوهوو عذااااري عطيني غزل البنات الازرق
مشاري يناظر حقرانها لمتعب اللي كان يناديها من فتره : يابنت ردي !
عذاري بقرف وهي حتى ما كلفت نفسها ترفع عيونها عن الملخصات اللي بين يدينها وتناظره : خير وش تبي وبعدين كم مره اقولك انا مو عذاري , تراني عمتك مو اصغر عيالك
متعب بطفش وماله خلق يقوم يجيب غزل البنات اللي نفسَه فيه : ياربيه قولي كذا من زمان " وبدون نفس "عمتي عذاري ممكن تعطيني غزل البنات ؟
قلت بإبتسامة رجاء وانا اناظر عذاري اللي كانت يميني وارجع اناظر متعب اللي رحمته : يالله حتى انا عذاري ارمي لي العلبه الورديه يوسف يستانس على السكر
مدّت عذاري بوزها واخذت لها علبتين من غزل البنات اللي جنبها ورمتهم علينا من غير نفس . .
فتحت العلبه وانا اشكرها , وبديت أقطّع اجزاء صغيره وآكل منها شوي عشان أصغرها زياده قبل لا اعطيها ليوسف اللي شدّه اللون المُغري .





‘,





اليوم التالي
الثلاثاء
2 ونص الظهر | فلة ابو زيد
بالقبو تحت
* قبو شبابي واسع على كبر الفله *



وقف زيد بأريحيه جنب زاوية طاولة البلياردو الخضرا اللي مقابل الدرج اول ما تنزل للقبو , وهو يدخّن وللآن ماغيّر ثوبه الرمادي اللي كان جاي فيه من الشغل
واحد من اصحابه وهو يتركّى على الزاويه الثانيه من الطاوله بعد ما ضرب كرته بالعصا البنيه اللي بيده : يالله دورك
زيد بإبتسامه جانبيه هاديه وهو يركّز على الكره الصفرا اللي لو ضربها بيفوز : نقول بسم الله
وبعد ما أنسمع صوت الكُرات وهي تتصدام قال صاحبه الثاني اللي كان جالس قدامهم ومتركي على الكنبات الكلاسيكيه البيضا الساده وممد يدينه على المَرتبه : أوبس راحت عليك . .
زيد بتنهيده وهو يترك العصا اللي بيده بملل وينشغل بزقارته بعد ما خسر بتسديد الضربه : اف خلاص تعبت
صاحبه الاول وهو يحط يده على رقبته ويمشي معاه للكنبات اللي كانت بأحد الزوايا على اليسار قدام البلياردو والالعاب الرياضيه الثانيه اللي معبيّه هالمساحه الضخمه : أفف منك ؛ يالله عاد امش نلعب مره ثانيه !
ناظره زيد نظره عميقه وقال بكسل : لا خلاص والله احس اني اتشقق من كثر التعب . .
قال صاحبه الثاني بتنهيده وهو يطبب على الكنبه اللي جنبه : خلّه يرتاح " وناظر زيد " تعال اجلس ماعليك منه
صاحبه الاول وهو يتنهد ويبعد يدّه عن زيد اللي راح يجلس : افف يعني وشو ماراح نستانس " وبعباطه " هي كم مره بالحياه تحصَل لك تلعب وتاخذ راحتك بمثل هالمكان وببلاش !
صاحبه الثاني وهو يتأفف ويريّج جلسته بعد ما جلس زيد جنبه : خلنا نسولف ويالله بلا بزاره كأنك اول مره تجي " وناظر بزيد وهو يستطرد " وانت تعال بسألك وش صار مع النكد اللي بالشغل ؟
زيد بتنهيده طويله وهو يرفع فمّه بقرف من هالطاري ويقلّب عيونه : مدري عنه , كلمت المدير بس ماسوّا شي ؛ شكله ما قال له للحين
صاحبه الاول وهو يقلّب بمحطات البلازما السودا المتوسطه اللي قدامهم بعد ما جلس ومدد رجوله : بالله هذي سوالف تنحكى ؛ يا تسولفون زي الناس يا يجي احد يلعب معاي !
زيد بإبتسامة تعاوُن وماله خلق هالطاري : اي والله من جد , هاتوا سالفه ثانيه .



* فوق بالصاله *



رنين وهي تصعد الدرج بسرعه وماسكه بيدينها كاسه مويه وصحن رز اصفر وتكلم سندس اللي كانت قاعده بالكنبه الوسطيه الطويله و تشتغل على اظافرها : زيد ماقالك متى بيروحون ؟
سندس بإنشغال وهي تحط اسيتون بالقطنه البيضا : اشش ترى يوصلهم الصوت
رنين بشويش : سوري " وبإستفهام " ماغيرهم * مساعد وهلال * صح ؟
همهمت سندس بإيه وهي تنفخ على اظافرها . .
رنين بتنهيده وهي توقف بنص الصاله : طيب وابوي وخالتي متى بيجون ؟
سندس تتأفف بإنشغال : ياربيه ياكثر اسألتك " ورفعت راسها " تو ابوي دق يقول بعد ما طلعوا من السوبر الساعه 1 راحوا يتغدون
رنين بتبويزه وهي تمشي لغرفتها بكسل : افف طيب , انا بروح اتغدى واكمل مذاكره . .
نزّلت سندس عيونها عن رنين وكمْلت مسحها للمناكير الخضرا اللي كانت حاطتها


بهاللحظات رن التليفون !
سندس بتنهيده وهي تمطط نفسها عشان تاخذ السماعه اللي مو بعيده عن كنبتها بدون ما تقوم : ألوو ؟
" وبلعت ريقها بصدمه بعد ماشبّهت على الصوت " وعليكم السلام
الحمد لله بـ خير
" وبإبتسامة حماس مخلوطه بتوتر مو صاحي " الله يسلمك , اي خاله اكيد عرفتك
الحمد لله كلهم تمام
" وضمّت شفايفها بفرح مشدود لدرجة انها تركت كل اللي كان بيدها الثانيه " لا امي مو موجوده الحين
" وبلعت ريقها وهي تقرّب من التليفون وتلعب بالسلك بحماس " جد ؟
اي جوالها خربان
أها خلاص ان شاء الله بقولها
هه اوكِ لا توصين حريص
الله يسلمك
ان شاء الله , مشكوره
ياهلا والله الله معاك .


سكْرت السماعه بفرح فضييع ووقفت بتوتر وهي مو قادره تسيطر على مشاعرها وعلى طول اتجهت للدرج اللي قدامها بسرعه
لكنها تأففت بعصبيه ووقفت بنص الطريق بعد ما تذكرت إن اصحاب زيد تحت !
فجأه قالت بسرعه وهي تتذكر وتركض للكنبه اللي كانت جالسه فيها : صح الجوال
مسكت جوالها بفرح ومو قادره تستوعب كميّه الحماس والفرحه اللي بقلبها بعد ما سمعت اللي قالته المتصله
بلعت ريقها بلهفه وهي تضغط على رقمه وتحط الجوال عند اذنها وتهز رجلها لا شعورياً مع كل رنه تسمعها من كثر التوتر !
- الوو
سندس وقفت من الفرحه : زيد إلحق بسسسرعه اصعد لي فوق
زيد بإستغراب هو يقطب حواجبه : شتبين قولي ؟
سندس مو قادره تستحمل اي ثانيه زياده قبل لا تعلمه : اقولك تعال
زيد بدون نفس : سندسووه مالي خلقك اخلصي عليّ
" أوهووه وذا وقته يتفنن بالبرود " قالت بعصبيه وهي تفتّح عيونها على اوسع شي : زيّوود اصعد تكفى شي من جدد مهم !!!
زيد بتنهيدة إستسلام بعد ما شدّه صوتها المتحمس : افف طيب يالله . .
سكْرت سندس الخط وابتسمت ابتسامه عريضه من قلب وهي تضم جوالها على صدرها
ومن الحماس ظلت واقفه بنفس مكانها لفتره وتحاول تجمّع الكلام براسها والفرحه مو واسعتها



وبعد لحظات مُربكه من الانتظار قاطعها صوت خطوات زيد اللي قرّب يوصل بعد ما صعد الدرج الطويل . .
سندس وهي تفتح حضنها بإتساع و تركض بحماس صوب زيد اول ما اقبل : خمّمممممني أيُها الفتى العملااااق !!!
زيد بإستغراب شديد بعد ما ضمته سندس هالضمه الغريبه : بسم الله مين انتي
سندس بضحكه وهي تبعّد عنه و مو قادره تستحمل اللي بتقوله : زيوّووود الف الف الف مبرووك
زيد يبلع ريقه بإستنكار : اللهم اجعله خير ؛ على ايش طيب ؟!
سندس بشغف وهي تتنفس بعمق : تدري مين اللي اتصلت تو ؟
زيد يقطب حواجبه ويحك يمين حنكه بإستفهام : مين ؟
سندس تحرّك شفايفها اللي مو قادره تسكرها من كثر الوناسه : ام لذّه .




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


ألقاكم

الاحد
ان شاء الله
استودعكم الله .





اسطورة ! 24-07-12 04:00 AM

-
بارت 9
-




يوم الاثنين
10 وخمس الصباح | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



كنت متربعه على الكنبه الطويله اللي دايم اجلس فيها بـ بيجامتي الفوشيه الفضفاضه اللي عليها ورود ملوّنه , واناظر بيوسف المتمدد على ظهره بالارض بنص الصاله وقاعد يحاول يسوّي بهلوانات ويمسك رجله اليمنى بيده اللي مليانه سعابيل !
قلت بعِتاب وانا اترك جوالي بتأفُف وأأشر له : لاا يا ماما كخخه كخخه . .
تأوّه يوسف وهو يقلّب عيونه , وفِكره شارد بين تحذيراتي وبين رجله اللي قرّب يلمسها مثل ما كان يبي !
تنهدت بشويش وانا اناظره يطنشني ويكمل ؛ ومن كثر الثقل والكسل اللي احس فيه مالي خلق اروح اهاوشه او امنعه . .


عذاري بكل شاعريه وهي تدخل عليّ بنبرة رومانسيه سبقتها دندنه وتلحين بعد ما غيّرت مريولها : آآآآه بنجن بنجن ماني مصدقه ان تو خلصت آخر اختبار !!
" وجلست بـ فيضويه على الكنبه يساري وهي تتأوّه " الحمممد لله بدت العطله
قلت بتنهيده وانا اناظر الضماد – الشاش - القطني الابيض اللي ملفوف على جبهتها من اول ما رجعت من المدرسه : طيب مبروك , بس الله يعافيك شيلي ذا ماله داعي الاستهبال وتخريع مشاري وآيه اذا جو وشافوك كذا
عذاري تتحسس جبهتها بإبتسامه عريضه : اي بشيلها , اصلاً بعد صلاة الظهر بنام
" وبإبتسامه عريضه وهي تتذكر سبب هالضماد اللي على راسها " والله لو تشوفين صديقاتي وش سوّوا بـ مكتب الطبيبه يوم راحت عنهم ؛ كل وحده لقطت لها شي عالسريع وركض للحمامات عشان نزبّط اشكالنا وطلعنا بعدها للساحه مربّطين روسنا ويدينا " وبضحكه مَرحه " تراني كنت أعقلهم ؛ بس اهم شي وجوه البنات اللي بالساحه يوم شافونا !
رفعت حاجبي بإستصغار وقلت وانا اتنهد من هالسالفه اللي قرفتني فيها من اول ما جت : ومستانسه ماشاء الله , ذي اسمها قلة ادب , خير تسرقون الادوات الطبيه اللي يمكن بأي وقت يحتاجونها غيركم ؛ لا وبعد تستعرضون
قلّبت عذاري عيونها بعد ما تأففت وعطتني طاف وظلت توزّع ابتساماتها وهي تنشغل بجوالها
" سبحان الله مدري من وين طلعوا هالصديقات ولا كأنها اللي ذاك اليوم تبكي عشان ماعندها غير العربجيه " لويت فمْي بهدوء وانا اناظر برودها وعدم اهتمامها ؛ عاد قلت ماراح اطول بالكلام عشان لا اتعب نفسي عالفاضي ولا أزعجها زياده بأول يوم عطله
تنهدت بشويش بعد لحظات و قمت من جلستني وقلت لها وانا اطلع : بروح للحمام انتبهي ليوسف
همهمت لي بإيه ومازالت تطقطق على جوآلها اللي كالعاده اول ما تمسكه تنعزل عن اي كائن حولها .



* بغرفتي , بعد دقايق بسيطه *



لبست شبشبي البني الريش اللي احبه بعد ما فصْخت نعال الحمام وطلعت وانا اسكر بابه . .
تثاوبت ومددت يديني ومشيت بكسل لين ما وصلت للتسريحه اللي كنت رايحه صوبها " يووه احس اني مو قادره اشيل جسمي فيني إجهاد فضييع "
جلست بفيضويه وطلّعت من الدِرج لابيلوّي الزهري وظليت احط منه على شفايفي الصغيره وانا اناظر بالمرآيه لين ما خلصت ورجعته بالدرج . .
قلت بقلبي وانا افتح علبة الكريم التفاحيه بملل وآخذ منه شوي بعد ما غمست اصابعي فيه بهدوء : افف وراه وجهي صاير باهت كذا " وقطبت حواجبي وانا افرك الكريم على خدودي " بشرتي صايره عدم ؛ شكلي لازم ادور حَل سريع قبل لا تخلص عطلة هالعشر ايام وابدا ادوام !
ضمّيت شفاتي بنرفزه وانا اتنفس من خشمي بعمق . .
نزّلت يديني بهدوء بعد ما خلصت توزيع الكريم الى ان اختفى ؛ وظليت اتأمل بوجهي المثلّثي اللي احسه واقف على ملامحه وماتغير ابد من زمان !
قلت وانا مازلت ادقق بالتفاصيل واتلمس فمي وخشمي بفتور : كأني احتاج قناعات تنعيم والا ؟
نفّخت خدودي بطفش وفتحت ربطة شعري بعشوائيه وحرّكته بفيضويه بعد ما نزل على كتوفي لأني فجأه اشتهيت ادوّر تسريحات جديده مع هالمزاج الباهت
كملت بهمس وانا اتلمس اطرافه بدقه واناظر وجهي اللي تغيّرت اطلالته بحكم اني دايم ارفعه ذيل حصان وقليل ما أغير هالتسريحه : يووووه اطرافه متوفيه مو بس متقصفه !
تنهدت بكسل وانا مازلت اتحسس خصلاتي واناظر بملامحي وافكر اني أغيّر شوي من ستايلي عشان المدرسه اللي ببدا اداوم فيها الترم الجاي ان شاء الله . .


بهاللحظات وبين ما انا اقلّب بعيوني يمين وشمال بملل واناظر انعكاسي وانعكاس كل شي وراي بمرآية تسرحتي المُريحه ؛ لاحظت بشكل غريب ان في شي ناقص فوق دولابي الابيض الصغير . .
" العلبه "
بلعت ريقي بضيقه وانا اتذكر ذاك اليوم اللي قطّعت فيه صور معاذ ورميت العلبه الرصاصيه اللي ياما كانت تكئبني وبنفس الوقت تعطيني أمل . .
قلت بقلبي وانا ارمش بإرتباك : رغم اني مقتنعه باللي سويته بس مو قادره اصدق اللي صار , صحيح في اشياء كثيره تغيرت بعد ما رميتها هي واللي فيها , بسس احس ان كل شي قاعد يعيد نفسه وان ما فيه فايده لو خليتها او رميتها " وبغضه " ياربي متى انسى وافتك ؟!
ضمّيت شفاتي اللي تحت بتوتر ورجعت ناظرت بوجهي اللي تعكّرت معالمه وصحى من كسله
تذكرت بديهياً ليش انا فاتحه شعري وليش قاعده هِنا ؛ فـ جاني أمل صغيرون بأني ان شاء الله اول ما ببدى الشغل راح انسى كل شي لأن هالمرحله بتكون جديده واكيد راح تترك أثر وتغيّر اشياء كثير
لكن ما امداني اطلع من هالوسواس الا وغزتني أشباح مُعاذ مره ثانيه وظليت افكر بعلبتي اللي كنت متعمده احطها بمكان واضح عشان كل ما نمت او انسدحت على سريري تكون مقابلة لي فـ اتذكر كل ذكرى قد مرت بداخلها !
حسيت بهاللحظات بقوه بسيطه جتني بعد ما حاول الشيطان يضعفني بتضارُب هالافكار المُزعج ؛ فقلت بقلبي وانا اقطب حواجبي بحزم واقوم من الكرسي بصلابه مدري من وين جتني : شفيني صايره كأني رييشه ؛ وين اللي كنت اقوله قبل ايام !!
انا لازم ما اتراجع خصوصاً الحين . .
" وبلعت ريقي وانا ارجع اربط شعري بنفس الحزم " لازم اكون قويّه لازم لازم لازم


نزّلت يديني بهاللحظه بعد ما خلصت ربط شعري وقبضت عليهم بقوّه كبيره حسيت فيها بنغزة اظافري لكفيّ اللي لاصقهم
قلت بجديّه طاغيه وانا آخذ نفس عميييق جداً وأزفره بشكل مو صاحي ريّحني كثير ورد فيني شوية حياه : انا ما احتاج احد لا العلبه ولا معاذ " وبنبره مُقنِعه وواضحه " خلاص الله معااي .





‘,





1 ونص الظهر | فلة ابو مشاري و واحَه
بالصاله فوق
* صاله مفتوحه بكنبات سودا مطرزه بالذهبي *



ابو مشاري بنرفزه وهو واقف بثوب بيجامته الشتويه قدام الطاوله الصغيره اللي بالزاويه الموجود عليها التليفون : يا دكتور خلاص قلنا لك مانبي نتبرع بشي ولا تفكر اني بعطي اي احد ظفر منها
عدنان بتأفُف بعد ماطال النقاش مع ابو مشاري اللي اخذ منه اكثر من ربع ساعه وهو يحاول يقنعه بـ التبرع بالاعضاء : يا ابو مشاري فكّر بالموضوع , والله ان عملية الكِلى من اسهل العمليات ؛ اقسم بالله الناس تتعذب وهي تجينا يوم ورى يوم عشان تغسّل كلاهم المريضضه
" وبتعاطُف أخير " لا تضيّع الاجر عليك , يمكن الله يرحم زوجتك ويقومها بالسلامه بعد اللي بتسويّه
ابو مشاري بضحكه استهتار : اقولك ماراح اعطيك ظفر تجي تقولي كِلى !! " وبحزم وهو ينهي السالفه " افهم يا اخي انا رافض ؛ واذا استمريت على هالضغط راح اتخذ معاك اسلوب الشكاوي
عدنان يحاول يتمالك الوضع : ابو مشاري انا بس قـ . .
ابو مشاري وهو يقاطعه آخر مُقاطعه وينهي المكالمه : أوهوو خَلصنا عاد بلشتنا ترى ؛ فمان الله !!


انتشر صوت السماعه بالصاله وهي تتسكر بإندفاع بسيط من يد ابو مشاري !
قال بقرف وهو يرفع فمه بإستهتار : قال كِلى قال حمد لله والشكر وش ذا النشبه
- شفيك ؟
التفت ابو مشاري على صوت واحه الهادي اللي جا من وراه بعد ما طلعت من غرفة النوم اللي بابها يطلع مباشره على الصاله


قال بقلبه وهو يناظرها بنص عين ويمشى بإشمئزاز ويجلس بأقرب كنبه بدون ما يرد عليها : لحوول , ناقصها ذي بعد !
واحه تضم شِفاتها وتقلّب عيونها بصبر : ماتسمعني اقولك شفيك ؟
ابو مشاري : .................
واحه تبلع ريقها بصعوبه : طيب ليش ماترد ؟
ابو مشاري بأسلوب مُستَفز بعد ما تجهّز نفسياً للرد : مايحتاج ارد ادري انك سمعتي كل شي قلته " وبسُخريه وهو يناظر وجهها اللي اعطاه ردة الفِعل المتوقعه " ماني غبي عشان ما احس انك رافعه السماعه الثانيه
واحه بتوتر وهي تبلع ريقها وترمش بسرعه : يعني كنت قاصد تقهرني بكلامك لما قلت ان حتى اظافرها ماراح تتبرع فيها !
ابو مشاري بضحكه جانبيه تِقهر وهو يمدد يدينه على مَرتبة الكنبه براحه : وانا من متى اكذب , كل اللي سمعتيه صدق
واحه بصوت قوي وهي تستطرد بعد ما فقدت شوي من صبرها : ليش تتعمد تصعّب الموضوع بيننا ؛ كل هذا عشان فتشت بجوالك !!
قلّب ابو مشاري عيونه وظل يناظرها بإستصغار . .
واحه بقهر فضيع وهي تكره اسلوبه البارد خصوصاً لمّا مايرد عليها : اسمع ترى والله هالمره ان ما عاملتني مثلي مثل حريم الناس بروح بيت اهلي وشوف مين بيرجعني
تنهد ابو مشاري بملل من هالموال ودخّل سبابته بإذنه وتحسس اطرافها وهو يقول ببرود : حبيبتي لا تنسين ان اسلوبك كل ما تعدى الخطوط الحمرا ؛ انا بعد راح ازيد بمعاملتي هذي لك
" وبغرور جدّي وهو يقوم ويمر من جنبها " حسّني اسلوبك ؛ انا ما تزوجتك عشان احفظ ارقام حريم ؛ وزعطوطه مثلك آخر عمري تتهمني بالمغازل
" وبنظرة تحدّي وهو يناظر بعيونها اللي كانت ترجف " وصح , لا تنسين اني قبل ست ايام بعد ما هددتيني بالروحه لبيت اهلك للمره المليون ؛ مشيّت كلامي عليك وخليتك غصب تروحين عند عيالي وتقطين وجهك وتتفشلين بكل نظرة استحقار منهم عشان ماتعيدينها . .
" وبقرف وهو يتأملها من فوق لتحت " بس شكلك ما تعلمتي


اهتزت واحَه وهي تتمالك دموعها وتناظر بعيونه القويه !!
قالت بغصه وهي ترمش بإنكسار بعد ما حجّر عليها وماترك لها الا هالطريقه : مو معناة انك تفضلت عليّ وتزوجتني وانا ما اجيب عيال يسمح لك تذلني بكل لحظة وتخليني مثل الحيوانه
" وبرجفه وهي تنزّل دموعها " انت تدري اني رحت معاك عشان ارضيك ؛ يعني كم مره تبيني اقولك آسفه لإنفعالي ذاك اليوم وأن اي وحده بتغار على زوجها ؛ ليش ودّك تطوّل هالموضوع وتحسسني انك تستغلني ؟
تنهد ابو مشاري بشويش وهو يناظر دموعها اللي أثرت فيه بشكل بسيط ؛ فقال بصوت هادي وهو يعاكس نفسه وينهي هالمواجهه قبل لا يبيّن لها انه لآن ويمشي للغرفه بتثاقُل : اففف
عضّت واحه شفاتها برجفه بعد ما شهقت بهدوء وهي تناظر جسمه المترهل الطويل وشعره الابيض القصير يختفون عن عيونها بعد ما دخل وسكّر الباب وراه !


ابو مشاري بتنهيده طويله وهو يرمي نفسه على سريره الكبير : الله يصبرني
حط ذراعه على عيونه بضيق بسيط بعد ما مد رجله اليسرى ورفع ركبته اليمنى وهو يقول بقلبه : وش فيني عليها !!
صار لي فتره كارهها , ومن اول ما صارت مشكلة جوالي وانا ودي بسس اكرّهها فيني او امدد هوشتنا لوقت ما ادري متى راح ينتهي . .
" وبتعاطُف وهو يتذكّر وجوه عياله ووجه واحه اول ما أجبرها بعِقابه " بس مو كأني زوّدتها شوي لما اخذتها عند عيالي وصدمت الطرفين ؟
" وبلع ريقه بتكّه وهو يتأفف " لا لا لا كان شي عادي وبعدين كلَ منها هي اللي جابت هالشي لنفسها
" ورجع لسالفة هوشته مع واحه " صحيح مرات اقول ان الشيطان قاعد يضحك عليّ لأني صاير كل ما اشوفها اقارن بينها وبين ام مشاري بشكل مُبالغ فيه
بس لا ؛ اكيد انا اتوهم وهذي ردة فِعل عاديه " وبتأكيد خفيف " حتى تو لما شفتها تبكي حزّ بخاطري وهذا يأكد كلامي . .
وبعدين ماصار لنا اسبوعين متهاوشين , وان شاء الله مع الوقت تتسهل
" وبإبتسامه جانبيه وهو يحاول يفائل نفسه " يالله ماعليه ؛ يا كثر ما تهاوشت مع ام مشاري ووصَلت لأكبر من كذا . .
تأفف بضيقه ونفور وهو يوقف تفكيره بعد ما دخّل فيه ام مشاري كالعاده ويبعّد ذراعه ويفرد وجهه براحه بيدينه الثنتين ويذكر الله ويتعوّذ من الشيطان
التفت بعدها على يمينه بعشوائيه وناظر شناط السفر حقته هو و واحه ؛ وتذكر إنه لازم يرتاح شوي قبل لا يطيرون لقطـر اليوم العصر
زفر نِفسه براحه بدائيه وعدّل جلسته على السرير وهو يطرد افكاره تماماً ويستعد للقيلوله اللي خطط لها .





‘,





4 الا ثلث العصر | فلة ابو زيد
بغرفة زيد



نشّف المويه من شعره بمنشفته التُفاحيه الدافيه اللي ما يحب يستعمل غيرها وهو يناظر شكله بالمرايه العريضه اللي قدامه !
كان توّه طالع من الشاور واحساسه بالانتعاش شي طبيعي . .


ثوب تُرابي شتوي , ساعته السودا , وشعره العاري اللي إكتفى بعدم لبس الشماغ عليه ؛ هذا اللي كان مشغول فيه الحين
لكن في شي فجأه خلّاه يغيّر ملامح وجهه يوم إنه بدا يتفحص نفسه بدقّه ويتأمل كل شي فيه بإستثناء اللبس
بهالثانيه دارت حوارات ضخمة داخله وهو مازال يتحسس لحيته وشعره الاسود بحيره !
صار له على هالحاله ست ايام من اول ما وصله الخبر من أهل لذّه
ما يخفي إنه حسّ بالنقص شوي او انه أقل جمال منها , حتى بدا يدوّر له أعذار غبيه عشان يطلّع نفسه من دائره الشك اللي أوهمه الشيطان فيها
هالشي كان يربكه باول الايام رغم إنه افكاره خفّت تدريجياً
وحالياً تعايش شوي مع الوضع وحذف كل شي تمنّاه معها او ربطه فيها من عقله . .
زفر نفَسه بقوّه وهو يوسّع عيونه بجديه ويحمد الله على قناعتة بشكله العادي ويحاول يطرد بذكر الله اي شي قاعد يجيه
بلع ريقه براحه وانتقل من قدام مرآيته للباب بعد ما رمى المنشفه على السرير وعبّى جيوبه بأغراضه عشان يروح لاصحابه .



* بالصاله *



كانوا عيسى ورنين وسندس جالسين بعشوائيه ومتوزعين على الكنبات بكسل ويحشّون حشّ على مستوى بالمقدم اللي طالع عالتليفزيون , وكل واحد فيهم ماسك عصير كابري سن فراوله ويمصمصون فيه !
ام زيد تسكتهم لرابع مره وهي تبعّد السماعه عن فمها وتوسّع عيونها بتحذير : خلاص خلوني اعرف اكلم خالتكم
عيسى بهمس وهو يعدل جسمه اللي كان ممدد ويجلس زين : يمااه شفيك كلميها من غرفتك
ام زيد بتنهيده وهي تقلّب عيونها بإستسلام لأن من جد ماصارت تقدر تحط حرف على حرف من كثر كلامهم : انا اوريكم " واعتذرت من ام سما وسكرت الخط "



.







بهاللحظه مرّ زيد بعد ما طلع من غرفته وقال ببروده المعتاد قبل لا ينزل : انا طالع
ام زيد بهدوء وهي تشيل نظَرها عن اللي كانت بتهاوشهم و تتأمل زيد وهو ينزل : بحفظ الله . .
سندس بزعل جدّي وهي تمد بوزها وتترك العصير : حبيبي كاسر خاطري
عيسى بتأفف وهو يحاول يصوّب العصير بالزباله : يووه بلا نكد ؛ بعد وش نسوي الله مو كاتب انه ياخذها
سندس بتأنيب ضمير : لا بس واضح انه زعلان " وبـ لوّم " كله مني انا المطفوقه ليتني ما حمّسته يوم اتصلت امه تبي تكلم امي " وبقهر " على بالهم انهم بيوافقون
عيسى بلا مبالاه : من جدك انتي ؛ مالقيتي الا زيد يزعل لا وبعد على مثل هالشي السخيف
رنين تميّل فمها بإسترسال : معليش بس من حقه يزعل ؛ بعد ما قبلوا الشوفه وتم كل شي يقولون مافيه نصيب
سندس بقهر وهي تتأفف : ودّي اتوطّاها يعني وش فيه زيد الملح يقوطر منه !!


عيسى بتأفف وهو يحاول يوصل لهم الفكره : يا حبيبتي هذي الاشياء تهمكم انتوا بسس ؛ يعني فرضاً لو هو اللي رافضها بيكون مافي مقارنه بالنفسيه اللي بتعيش فيها
رنين تقطع شفاتها بهدوء : اكيد ما يتقارنون ؛ بس ماتقدر تقول انه مو زعلان حتى لو انه رجال " وبقهر " استغفر الله ويعني حتى ما اخذت لها اسبوع عشان تفكر وتحسسنا انها شوي محتاره بالرفض
عيسى بقناعه تامه ومتمسك برأيه : مهما قلتي ماراح تفهمين ان هالشي مو مهم ؛ الرجال مايعيبه شي حتى لو رفضته مليون وحده بيظل رجال
رنين بنفاذ صبر وهي ترفع فمها بإزدراء : واااي تتكلم كأنك صاحب تجربه " وبتأفف " انا ليش قاعده اكلمك , ما الوم سندس ماتعطيك وجه
سندس بضيقه مصطنعه وهي تقلب عيونها بين اخوانها اللي كانت جالسه بنصهم : هيه انتي وياه ؛ حسسوني اني ما زدت الطين بله يوم قلت له انها أكيد موافقه اول ما اتصلت امه !
عيسى بملل وهو يكسحها : وش تبينا نقولك ؛ نصفق لك لأنك حمّستيه زياده عـ الفاضي ؟
ام زيد بنفـَس عميق وتقاطع الكل بصوت جهوري : خلاااااص , قدّر الله وما شاء فعل " وقطبت عيونها وهي تقوم بحزم " سكروا هالموضوع وماله داعي تفتحونه مره ثانيه
ناظروا الثلاثه بأم زيد وهي تطلع بتهكُم والضيقه واضحه !
عيسى بإستفهام : تعالوا ماتلاحظو ان امي هي الوحيده اللي زعلانه للحين مع ان السالفه صارت قديمه ؟
سندس بعاطِفه وهي تتنهد : حبيبتي كانت اكثر وحده متحمسه طول الوقت
رنين بتنهيدة أسَف : من جد , تتذكرين وجهها يوم سكرت التليفون من ام لذّه ؟
عيسى بتأفُف وهو يقاطعهم ويتمدد ويحط رجل على رجل : افف ليتني ما تكلمت صار الجو اكأب من الكئيب
رنين بعباطه : شعورك الخاص , حنّا نبي نكمّل
عيسى بمحارش وهو يرفع حاجبه : تعالي انتي مو معناه انك معطله اليوم تنافخين علينا , تراني ساكت لك
سندس بتنهيده طويله وهي تقاطعهم وتشيل نفسها من بينهم وتقوم من الكنبه وتروح صوب غرفتها : افف افف انا اللي وش مجلسني معاكم .





‘,





8 العِشا | فلة ابو مشاري
بغرفتي



سلّمت من صلاتي وانا اسمع صوت الإمام اللي اعرفه زين قاعد يقرأ بركعته الثانيه . .
قلت اذكاري بعد الصلاه وانا ابتسم واشيل جلالي وسجادتي وادخّلهم بالدرج
اتجهت بعدها ليوسف اللي كان جالس على السرير ومتكّي ظهره ويلعب بالمخدات اللي من ضمنهم مخدة مشاري اللي على شكل سياره وهو يغرغر بفرح
قلت بإبتسامه وانا اتربع قدامه وامسكه واهزّه بفرفشه : يالله يالله ندهّنك ونقرى وِردك
يوسف بإبتسامه تجنن وهو مازال متمسّك بالمخده وعاجبته الهزّه : إررررغر !
بسته على خده بشويش وفتحت بربتوزه البنفسجي وبديت ادهّنه بزيت جونسون للاطفال ومره وحده قريت عليه الوِرد
بعدها بدقايق خلصت منه بوقت قِياسي وقررت اطلع انا وياه للصاله نغيّر جو . .


بالطريق قابلت آيه اللي توني اشوفها من بداية اليوم لأنها الصباح بالشغل واول ما رجعت نامت
دخَلت للصاله قبلي بعد ما سلّمت عليّ بكل بَشاشه وتربعت على اكبر كنبه وفتحت التلفزيون وبدت تفرفر بالمحطات . .
قلت بإستفهام وانا اجلس على الكنبه براحه بعد ما جلّست يوسف بالارض جنب ألعابه عشان ينشغل فيهم : شاقة الكشره اللهم اجعله خير !
آيه والفرحه المُبالغه باينه عليها : أبد , مافي شي معين . .
قلت بإستنكار بسيط وانا شاكه : احاول اصدق بس يالله
آيه تلتفت عليّ وتغّير الموضوع : المهم تعالي مشاري اللي يقرا صح ؟
قلت بشعور حلو وانا ابادلها الابتسامه واسمع صوت مشاري اللي كان يقرا الفاتحه بمكرفونات المسجد : ايه " وبإستنكار " تصدقين استغرب انه هو ؛ حتى شكيت بالبدايه لانه ماقالي , وبعدين من بعد رمضان اللي فات ماسمعنا صوته كثير
آيه تناظر التيلفزيون بإنشغال : كل شغلته على بعضها تطوّعيه , زين انهم يخلونه يترّوح رمضان كامل
انا بهمهم : الحمد لله على كل حال . .


هزّت آيه راسها بإيجابيه وتركت الريموت اللي كان بيدها اليمين وانشغلت بجوالها اللي مافارقته من اول ما وصلها الخبر امس بالليل !
ولا إرادياً رجعت فتحت محادثة سما وقرأت اللي تبي تقراه للمره المليون
" تخيلي الكلبه لذّووه ما وافقت ؛ من جددد انصدمت يوم قالت لي سندس "
ابتسمت آيه بفرحه مُبالغه وهي تحاول ما تلفت الانتباه !
قالت بقلبها وهي فرحانه موت : الحممممممد لله ؛ انا اصلاً من اول ما شفتها قلت ماعندها سالفه
" وبهِيام جدي وهي تبلع ريقها بحيا بسيط " بس ليش قاعده احس ان يمكن يكون لي فرصه هالمره ؟
" وتنهدت بركاده وهي تحاول ماتضيع بخيالها اكثر من كذا " لا آيه اصحي وانتبهي لا تتوهمين عالفاضي وبعدين تنصدمين . .
" وبقناعه وحزم وهي مازالت تناظر بالمحادثه " خلاص انا مالازم اتحمس هالكثر , البنت ورفضت ويمكن يكون لي نصيب ويمكن لا


قاطعت شرودها وقلت بعشوائيه : اي وبعد , شخبار سما وينها ما جتنا هالايام !
آيه وهي تحاول تسيطر على ملامحها المتحمسه بعد ماقررت تقولي سالفة زيد بما ان الفرصه جت لحالها : زينه , منشغلين مع ولد خالتهم شوي
- ليش شفيه ؟
آيه تبلع ريقها بحماس لأنها بتقول اسمه : ماغيره زيد اللي خطبوا له , عاد امس سما تقول رفضته البنت
انا بهمهمه : مسكين " وكملت وانا احاول اتذكر " صح اللي خطبوها كان اسمها غريب وش هو ؟
آيه براحه وهي ترفع حاجبها بإنتصار وتتلذذ بإسمها وتقوله بمطمطه : لذّه . .
قلت بتنهيده بسيطه وانا اطنّش : يالله ماعليه تحصل بأحسن العوائل
آيه بغرور : اصلاً انا من اول ماشفتها حسيت ان الموضوع ماراح يمشي ؛ انسانه مغروره على غير سنع استغفر الله


عذاري وهي تدخل علينا ببيجامتها الحمرا الواسعه وتقول بصوتها الثقيل : منهي ذي ؟
انا بتنهيده طويله : صباح الخير , ماصارت نوم من الظهر مكبّره المخده ماشاء الله ؛ ولا صلاة ولا عباده
عذاري تفرك وجهها اللي عليه بقايا مويه وتجلس براحه : قمت صليت ؛ حاطه منبه " وقلّبت عيونها " عاد ما نمت زين انتي ام النكد شكلك من الصبح ودّك تحسديني ؛ هذا وهو اول يوم عطله بعد
قلت بقلبي وانا اناظر طاقتها : لا إله الا الله مستعده للمحارش ؛ حتى وهي توها صاحيه !
آيه بضحكة دِفاع بسيطه : على وش تحسدك يا حظي , هي اكثر وحده معطله
انا بتبويزه : شكلك انتي اللي حسدتني , كل يوم احس ان دوامي يقرب اكثر
عذاري بإبتسامه جانبيه وهي تقاطع آيه اللي كانت بتعلّق وتسكر موضوع المدرسه اللي ماودها تسمع شي عنها طول العطله وتركّز بصوت الامام : اقول هذا مشاري صح ؟
انا بإبتسامة وناسه : يب
عذاري بدلع وتمغّط وهي تتثاوب بكسل : طيب متى بيرجع ؟ انا ابي أكل !
قلت بعشوائيه : اكيد بعد ما يخلص . .
عذاري تمد بوزها : افف ياربييه متى بيجي هالسواق المقرود عشان نتشرط على كيفنا
آيه بإستفهام : تعالوا الا وين الجازي مالها حس ؟
قلت وانا اقوم من جلستني وآخذ يوسف اللي اشتهيت اجلّسه على رجولي بعد ما قلب راسي بصوت ألعابه : رايحه بيت اهلها
ابتسمت آيه بحُب وبادلتها نفس الابتسامه . .
عذاري تتحلطم : هييه انتي وياها ناظروني انا ابي آكل ميته جووع !
آيه بتنهيده وهي تعدل جلستها وتتمدد : طيب وش تبين , انا مشتهيه بيتزا هت
عذاري تعقد حواجبها : وعع لا " وبحماس " شرايك هارديز توني حلمانه فيه
آيه تقلّب عيونها بإصرار : لا مافيه , يا بيتزا يا لا
عذاري بجديه وهي تتأفف : آيووه بلا محارش !!


ابتسمت بهاللحظات وانا اناظرهم يتناقرون بشكل عفوي رغم انهم جادين شوي كعادتهم . .
" وااي ما صدقت خلّصوا من ذيك الهوشه يرجعون يتهاوشون وينك يا الجازي "
وبين ما انا شارده فيهم طرى ببالي فجأه ذكرى يوم اني جيت من بيتي بعد ما احترق ورجعت اعيش معهم !
صراحه كنت شايله همّ العيشه مع هواشهم اللي مستحيل انساه ؛ مايتوبون من اول ماعرفتهم ما يتفقون على شي الا ما نَدر
ما أخفي اني قبل لا اتزوج كنت اسوّي احزاب مع كل وحده منهم واستغل هواشهم واصير عُنصر مُستفيد من الثنتين
ههه كنت شبه شريره !
قلت بهمس ما ينسمع وانا مازلت اسمع رأيهم اللي للحين ما رسى على بر : ماشاء الله
وكملت بقلبي وانا اقول بعاطِفه كبيره وابلع ريقي واناظر بيوسف : تسمح لي اندم هالمره بس , على اني تزوجت بدري وضيّعت مثل هاللحظات اللي ما تتعوّض ؟


ميّل يوسف راسه الصغير بالصدفه وكأنه سمع واستنكر اللي قلته ؛ فابتسمت بسرعه ابتسامه عشوائيه وانا احاول اسحب تفكيري عشان لا ازيد الطين بلّه وادخل بذكريات صعبه . .
التفتت على آيه وعذاري بعد ما بلعت ريقي بصعوبه وقلت بصوت عالي وانا اهجدهم واحاول اكون طبيعيه : اسمعوا والله ان بكى يوسف من سبّة صراخكم مايصير خير !





‘,





اليوم التالي
الثلاثاء
3 ونص العصر | فلة ابو سما
بالصاله فوق



حطّت ام سما رجل على رجل وتنهدت بشويش وهي ترد بنبرة خساره على كلام اختها اللي قالته تو : والله وانا بعد ماكان ودي نجلس مثل هالجلسه مره ثانيه . .
ام زيد بتنهيده طويله وهي تنزل فنجانها السكري المزخرف بالكحلي : يالله ماعليه الله كاتب وش نسوي بعد " وبتكمله " المهم مين اللي تو تقولين حاطه عينك عليها ؟
ام سما بتفكير : ايه , بنيه محترمه ماشاء الله امها كانت معنا بالدورات " وبإعجاب " تخيلي انها تجي كل يوم وتجيب امها وتنتظرها برا القاعه لين ما تخلص من المحاضره
- ماشاء الله عليها " وبضيقه وهي متردده " بس ياخوفي ترفضه بعد
ام سما بعُمق : حلا هو ؛ شفيك متشائمه كذا , لذّه ذي ماعندها سالفه " وبجديّه " يعني من جدك وحده صاحيه ترد مثل زيد ؟
ام زيد بتأفف : وش اسوي بعد , اخاف الولد يتعقد " وميّلت فمها بضيق " آآآخ بس اموت واعرف وش اللي مافيه عشان ترفضه !
ام سما طفشت من كثر ما ناقشت اختها وصار لها من قبل الصلاه تواسي فيها : خلاص بعد قسمة ونصيب ؛ افرضي لو أخذها يطلع فيها علّه او يطلقها بيومه عاد وقتها تصيرين علك بحلوق الناس وشوفي متى بيملّون
" وبتنهيده " وبعدين ماتدرين يمكن بعد اللي صار الله ميسّر له بنت حلال ثانيه تناسبه اكثر منها


ام زيد مبرطمه بضيقه وتحاول تقتنع : اي والله على قولتك , الحمد لله على كل حال
ام سما بإبتسامه هاديه : طيب وراك عاقده النونه , هوّنيها وتهون
" وبإيجابيه " بعدين اهم شي ان موضوع الخطبه مستور ومحد يدري الحمد لله ؛ أمّا زيد من اللي قلتيه ما احسه أخذ موقف قوي , والحياه ماشيه ربي لك الحمد
ام زيد بإبتسامه باهته وهي تزفر نِفسها الضيّق وتحاول تتأقلم من بعد الصفعه القويه اللي جتها بسبّة رفض لذّه اللي محد توقعه : صحيح بهذي صدقتي . .



* بنفس الوقت بغرفة سما *



سكرت باب غرفتها البني بعد ما مرّت تو من عند امها وخالتها وسمعتهم وهم يقولون آخر جُمله !
سما وهي واقفه بنص الغرفه وتضّم شفاتها بخوف بسيط : ياويلي لو يدرون اني معلمه آيه " وبلعت ريقها وهي تتخيّل كل الاشياء البشعه " الله يسستر
فركت يدينها بتفكير سريع ؛ وأول ما تكتكتها بشكل عشوائي , راحت اخذت جوالها من التسريحه واتصلت على آيه بسرعه


- ألوو
سما تزفر نَفسها المتردد بعد ما كانت تسمع الرنات اللي طوّلت : وأخيراً رديتي !
آيه بإستغراب : شفيك كأن احد قارصك
سما تجلس على السرير وتتنهد بإرتباك : اسمعي انتي ماقلتي لأحد غير هَتون ان زيد خطب لذّه ورفضته صح ؟
آيه ترمش بفرح بسيط من إسمه اللي بدت رنته تصير مميّزه بصوت اي احد يقوله : اي ماقلت " وبإستغراب " بس ليش ؟
سما براحه وهي تزفِر نِفسها و تسند ظهرها على السرير : واااه الحمد لله الله يبشرك بالخير
آيه بإلحاح : اوكِ بس ماقلتيلي ليش ؟!
سما بإبتسامه جانبيه وهي من جد ارتاحت : توو سمعت امي وخالتي يقولون ان محد لازم يعرف عشان اذا جو يخطبون لزيد مره ثانيه مايكونون اهل البنت عارفين انه منرفض
" وبإستنتاج " تعرفين اكيد بيقولون مارفضته الا وفيه عيب !


آيه وهي تبلع ريقها وتحس ان مزاجها تعكّر شوي : أها , ليش يعني قاعدين يدورون له بنت ثانيه من الحين ؟
- لا بس كلام " وبضحكه مُريحه وللآن تحس بالسعاده " بس من جد الله يريحك , والله خفت انك تنكبيني وتكونين قايله لـ عذاريوه الفضيحه . .
آيه بضحكه بسيطه : ههه لا وين ما أسويها هَتون ودرت بالصدفه بعد
سما بتنهيده وهي ترجع لطاري زيد دامه مازال مفتوح : وااي هالزيد تذكرت حظه الشين اللي يلحق كل من يعرفه " وبمبالغه لطيفه " قسم لثانيه حسيت ان امي بتدري اني قايلتلك عن لذّوه !
آيه بتسليكه : مو لهالدرجه ما اخبرك خوّافه " وبإبتسامة بسيطه وهي مستانسه من طاري زيد اللي بدا يتوسّع " وبعدين تعالي وش اللي حظه الشين يلحق كل من يعرفه ؟
سما بروقان وهي تتذكر : يووه قصه قديمه من يوم كنّا صغار ؛ كان هو الوحيد اللي دايم مأكول حقّه وماعنده سالفه " وبضحكه " بدت سالفة اكتشاف حظه بـ وحده من قريباتنا الملسونات اللي طلّعت عليه هالاشاعه لأنه مرتين طيّح ايس كريمها لما راح يجيبه من الثلاجه فحقدت عليه . .
عاد صاروا البزارين ما يكلمونه " وبإبتسامه " تخيلي يعني زياده على انه هادي ودلوع صاروا يسموّنه المنحوس ومايخلونه يلعب معاهم بحجة انه بينقل الحظ الشين لكل اللي يعرفهم
آيه بهِيام وهي تتذكر ابتسامته اللي ماقدرت تنساها من لمّا كانوا رايحين للمملكه ذاك اليوم : ياحليله " وبلعت ريقها وهي تحاول تصحى من اوهامها الجديده " ماعلينا المهم الله يوفقه
- آمين .





‘,





5 الا عشر العصر | فلة ابو مشاري



طلعت من غرفتي وانا اسكر الجوال من دكتور امي بعد ما تطمنت عليها , و بيدي الثانيه كنت ماسكه مقص رصاصي صغير وفاتحه شعري على طوله . .
مرّيت بطريقي على غرفه عذاري اللي كان بابها مفتوح على كبره , فقلت بصدمه وانا اشوف زبايلها وحوستها وملابسها واصلين لبرى الغرفه : هييه انتي وش هذا نظفي غرفتك !
عذاري بإنسجام وهي تحوس بتسريحتها وتدندن بطرب : يووه مالي خلق كلها كم قرطاس طاح بالغلط
الجازي تطّل علينا من الصاله : قومي بس قبل لا يطلع لك صراصيير
أنا بإبتسامة مُبالغه : وش صراصيره ؛ الا ديناصورات وانتي الصادقه
ناظرتني عذاري بطرف عينها بدون ما تلتفت , وتنهدت وهي تعطيني طاف . .
طنشتها ؛ وقلت بصوت عالي وانا اكمل مشيي للصاله واكلم آيه اللي كانت تتروش بالحمام : آيه اذا خلصتي تعالي قصي اطراف شعري
آيه بإنشغال: اوكِ



.






دخلت الصاله بهاللحظة وجلست بأقرب كنبه وانا اناظر الجازي تركّب مع متعب تركيبة ميكي ماوس بالارض , ويوسف قاعد جنبهم ومتكّي ظهره على حافة الكنبه اللي وراه وماسك الرضاعه السماويه بيدينه الثنتين . .
متعب بإنسجام وهو يتأفُف و يدقق بالتركيبه اللي قدامه ويدوّر القطع اللي يبغاها : فيه وحده ضايعه !
الجازي تهمهم بتفكير : دوّرها زين ان شاء الله مو ضايعه
قلت بإبتسامه وانا اتلمس اطراف شعري وأعلّق عليهم : يعني مالقيتوا تشترون الا 1000 قطعه ؛ وش بيحلها ذي
عذاري بتريقه وهي تدخل علينا : انتي شوفي كيف متحمسين هي وولدها " وناظرت فيني بإستفهام " المهم تبين انا اقص شعرك ؟
رديت برُعب : لالا شكراً آيه أمان اكثر
عذاري ترمي نفسها على الكنبه : كيفك انتي الخسرانه " والتفتت على الشباك اللي وراها " افف للحين ماخلصوا العمّال ؟
الجازي تناظر عذاري : اكيد شوي ويخلصون , من الظهر وهم يشتغلون
قلت بإبتسامه هاديه وانا اهمهم : شرايكم اذا راحوا ونزلنا نشوف النَخل الجديد نقعد بالطاوله ونسولف , الجو حلو اليوم
الجازي بقبول : حلو خلاص
عذاري تمسك جوالها وتطقطق فيه : طيب بس خلونا نطلب بقاله انا مشتهيه توفيفي
متعب بإلتفاته سريعه وهو ماصدق خبر : وانا بعد ابي حلويات
الجازي بروقان : اوك اجل اكتبوا اللي تبون . .


ناظرت عذاري وهي تقوم من جلستها وتحوس بدروج مكتبة التليفزيون لين ما لقت دفتر وقلم
وبعد عناء طويل خلّصوا من كتابه الطلبات اللي كل خمس دقايق كانت تزيد .



* بعد نص ساعه , تحت بالحديقه *



أخذت آيه المفرش الشفاف من رتني عشان تفرشه على الطاوله البلاستيك قبل لا نحط اي شي عليها . .
وصل متعب بهاللحظات وهو يركض صوبنا وماسك بيدينه الثنتين كياس البقاله الزرقا ويبتسم بحماس
مشاري يجلس بتعب : ها شرايكم ؟
عذاري بسعاده وهي تاخذ الكياس من متعب : حلوه معطيه الحديقه جو جديد وحتى خبّت الجدار المقشّع " وناظرت بالنخل يسارها وهي تاخذ التوفيفي من الكيسه " صاروا 9 صح ؟
مشاري بإبتسامه وهو ياخذ علبه بيبسي من اللي قدامه : ايه " وبإستطراد " نسيت اقولكم ان شاء الله بيكون فيه سياره جديده هاليومين
آيه بحماس وهي تجلس : صدق ؟
مشاري يناظرها : ان شاء الله عشان السواق اذا جا ؛ ابوي عطاني مبلغ زين
عذاري بإستفهام : طيب وش راح تشتري ؟
مشاري بتفكير : مدري ما حددت بس بدوّر لي مستعمله حليوه ونظيفه تكفّي اللي معاي


آيه وعذاري مع بعض : مُستعمله !!!
قطبت حواجبي وناظرت فيهم وانا اعدل يوسف اللي كان جالس بكرسي لحاله جنبي : يما شفيكم , يعني وش تبيونه يشتري مرسيدس والا فيراري ؟
عذاري بقرف وهي مو متقلبه الموضوع : مدري اي شي بس ليش مستعمله " وبضيقه جديّه وهي تناظر مشاري بلهفه " افف تكفى وعع مابي اروح المدرسه كل يوم بسياره مستعمله


مشاري بتنهيده : وش وعّه ! انا قلت مستعمله ماقلت بشتري خرابه
عذاري تتأفف : ياربييه وش مستعمله " وبقهر" طيب قول لأبوك يعطينا فلوس زي الناس وش هالحاله
آيه بدفِاع وهي تقلّب عيونها بجديه : قولي له انتي صار ابوه لحاله ماشاء الله
عذاري بدت تعصب : انتي اوص ؛ مدري على ايش حابته اربع وعشرين ساعه تدافع عنه وعن زوجته
الجازي بصوت شبه عالي وهي تقاطع آيه اللي بغت ترد : خلااااص مالنا خلق مهاوش , الجو يجنن واحنا متجمعين نستانس
مشاري بجديه وهو يطنشهم وينهي الموضوع : السياره وبشتريها , واللي مو عاجبته مو لازم يركب فيها


ناظرت بشويش بوجوههم اللي تقلّبت بعد ماسكتوا وقلت بتنهيده طويله وانا اصب المويه بالكاس اللي قدامي : لا إله الا الله " وناظرت يساري وانا اشرّب يوسف من الكاس بشويش " ليش انتوا كذا غصب تضيقون خلوقنا
مشاري بحزم وهو يناظر سكوتهم ونظراتهم المتقرفه لبعض : ماعليك منهم " ومرر نظره على الكل وهو يغيّر الموضوع " اتصلتوا على امي ؟
ترأست الجواب بحكم اني انا اللي اتصلت : اي الحمد لله الدكتور يقول أمورها زينه
الجازي بإبتسامه وهي تتكّف بعد ماعدلت جاكيتها الثقيل وتناظر بشعري اللي قصت آيه شوي من اطرافه : صار حلو وأرتب
بادلتها الابتسامه وانا اتلمس ذيل حصاني اللي حطيته على كتفي اليمين : صدق ؛ كنت متقرفه منه كأن فار ماكله


عذاري بإستطراد وهي مبرطمه : مشاري . .
مشاري بهمهم وماله خلق حنّتها : شتبين ؟
عذاري بحماس وهي تقرب كرسيها منه وتتبيكى : لو سمحت خلنا نشتري وحده جديده حتى لو بالأقصاد
الجازي بتأفُف : وانتي للحين بهالموضوع !
مشاري يزفر هواه : افف عذاري خلاص سكري السالفه , ميزانيتنا ماتسمح
عذاري بضيقه : الله يخليك فكّر والله مافيه سياره مستعمله حلوه ؛ كلهم مقربعات ويفشلون
انا بتنهيده : طيب شفيك مستعجله , اذا جابها وما عجبتك ازعلي وقتها !
تكتّفت عذاري بدلع ومدّت بوزها بضيقه . .
آيه بمحارش وهي تنزّل علبة البيبسي من فمها بعد ما شربت منها : احسن ربي بلاك عشان تعرفين تحشين بسيارات الناس
الجازي بنفاذ صبر وهو تتحسس بداية هوشه : ترى ان ما سكتوا بقوم !


قلّبت عذاري عيونها وقالت وهي تناظر الجازي : اقعدي ماراح ارد عليها
آيه تزفر هواها وتكمّل رأيها بدون ماتعطي تهديد الجازي وجه : والله جد " وبإستطراد عشوائي " مثلاً ذاك اليوم بعد ماشفتي صورة سياره عيسى الزهريه عندهم تقولين كيوت ومن وراهم تعيبين لما تقولين بس
عذاري بتجاهُل وهي تاكل من علبة التوفيفي وتمثّل البرود : طبعاً بعيّب , واحد هوندا مقربعه والثاني همر
آيه بسرعه : هاا شفتي للحين تحشين فيها كيف ما ماتبين ربي يبلاك " وبضحكه " ابشري بهايلوكس
مشاري يقطب حواجبه ويسألني بإستفهام : مين اللي سيارته زهريه ؟
قلت بإبتسامه وانا اناظره : ولد خالة سما
مشاري : أها . .
ابتسمت لمشاري ورجعت لسالفتهم اللي فاتني شوي منها , واول ماشافتني عذاري اناظرها قالت لي : ها هتون ما شفتيه ؟
انا بإستغراب : مدري منهو عيدوا ماكنت معاكم
آيه بسرعه وهي تقاطع عذاري اللي بغت تقول اسمه : زيد اخو سندس لما رحنا المملكه وجا اخذهم
رديت بهمهمه وانا اتذكر بصعوبه : مدري ما اذكر , بس مو كأن سيارته كانت مظلله
عذاري بدون اهتمام : يوه ماعندك سالفه " وناظرت آيه " كيوت صراحه مع ان وجهه من النوع اللي مايعطيك راحه بس يظل شبه مميليح
آيه بقلبها وهي تناظر عذاري : والله انتي اللي ماعندك سالفه ؛ يجنن بكل حالاته ومو شرط يكون جميل اهم شي انه ملامحه مرتبه
عذاري بضحكه : صراحه بعد ما شفته تحمست اشوف عيسوه هو وسيارته الزهريه
آيه بإبتسامه جانبيه وهي تطلع من تفكيرها : شفته مره وانا رايحه لبيت سما ؛ صراحه اجمل من زيد بس شوي طِعس
الجازي بتنهيده وهي ترفع حاجبها : سبحانك ربي توكم تتهاوشون على السياره وش وصلكم هنا !
عذاري بتعليق وهي تشيل عيونها عن الجازي وترجع تناظر آيه : تعالي عالطاري ليش سياراتهم فرق الشرق عن الغرب , تتوقعين ابو سندس يحب زيد اكثر
آيه وهي ماتقدر تخفي بنفسها ان الموضوع عاجبها بما ان زيد فيه : لا ياحبيتي زيد ثلاثيني ومو متزوج فشي طبيعي انه هو اللي مشتري السياره لنفسه
" وبتعليق " بعدين ابو سندس موظف حكومي متقاعِد من وين له يشتري همر واكبر دليل ان عيسى اللي ما يشتغل سيارته مو شي !
عذاري بتفكير : مدري يمكن . .


قلت بمقاطعه وانا اقطب حواجبي وودي اعرف وش اللي فاتني ووصلهم لهالمقارنات الطويله : لحظة انتي وياها وش وصلكم لهنا عيدوا اللي قلتوه من عند السياره الزهريه
عذاري تعطيني طاف : يووه هَتون وش هالشفاحه يا تكونين معنا يا تكملين سوالف مع مشاري
مديت بوزي بعباطه وشلت يوسف اللي بدا يتأوّه من كرسيّه وحطيته بحضني وقعدت اسولف معاه بطفوله .





‘,





اليوم التالي
الاربعاء
الساعه 7 ونص الصباح | فلة ابو زيد
بغرفة زيد



لبس جاكيته البني اللي داخله فرو ابيض فوق ثوبه السُكري وجلس على السرير عشان يلبس جزمته البنيه . .
بهاللحظات اندق الباب !
زيد بصوت نايم : مين ؟
سندس بإبتسامه وهي تفتح الباب : انا
زيد يوقف بعد ما لبس جزمته الثانيه : انتي للحين ما نمتي ؟
سندس تحك رقبتها : لا بواصل , وبعد شوي بروح جافا تايم افطر مع سما وبنات جيرانها . .
زيد يلبس ساعته : قلتي لابوي ؟
- اي " وبإبتسامه وهي تشوفه يشيل اغراض الشغل " اليوم آخر يوم وتعطل صح ؟
زيد يشيّك على نفسه بالمرايه : اي ان شاء الله " ومشى صوب الباب وهو يقول " يالله انا رايح
سندس بإستفهام : ماتبي فطور ؟
- لا بتأخر يالله سلام . .


تنفست سندس بهدوء وطلعت من غرفته وهي تتجه للصاله بتمايُل وملل
كالعاده لقت الفطور على الطاوله ؛ بيض عيون وكاسات عصير برتقال فريش مغطيّه ببلاستيك
جلست بملل وهي تاخذ لها كاس عصير وتشرب منه بشويش . .
ناظرت ساعتها البيضا وضمّت شفايفها وهي تاخذ جوالها وتفتح محادثة سما وتكلمها
- بتمرين عليّ الساعه 8 صح ؟
سما : ان شاء الله " وحطت فيس يبتسم " ها رنين ماراح تروح ؟
- لا , اصلاً نايمه " وبتساؤل " صح تعالي شلون بتكفينا سيارتكم
- محد راح يجي مع آيه الا هَتون
سندس بإبتسامه وهي تحط فيس عيونه قلوب : وبيجي يوسف معها ؟
- اتوقع . .
وقّفت اصابع سندس عن الكتابه يوم لمحت عيسى يدخل عليها بهدوء وعلى غير العاده لابس ثوب
سندس تناظره من فوق لتحت بإستغراب : يؤ بدري ليش صاحي ؟
عيسى يتثاوب ويرجف من البرد : ليش يعني ؛ عندي مقابلة شغل
سندس بتريَقه وهي تكتب لسما : هه نقول الله يوفقك بعد كل هالجهاد
عيسى ماله خلق يرد : افف . .
قلّبت سندس عيونها ورجعت تسولف مع سما
أمّا عيسى تربّع بالارض بعد ما طنّشها وبدا يطلّع الخبز من الكيسه وياكل البيض .





‘,





الساعه 8 وربع | قدام بيت ابو مشاري



سمّيت بهمس وانا اركب سيارة سما السودا واحط يوسف على فخوذي بعد ما جلست
سما بخقه وهي تقرّص خدود يوسف : سنفووري صباح الخير !
قطب يوسف حواجبه بضيقه وطلّع اصوات الكرآهيه . .
سما تقلّد تعابيره : واااي يا كبر خدوده
قلت بضحكه وانا اطبب على بطنه اللي كنت ماسكته منه : اليوم مزاجه عدم
ابتسمت لي سما وناظرت قدامها وهي تكلم نور : يالله روح بيت سندس
حرّك نور السياره ومشينا . .
آيه بتساؤل وهي تعض شفاتها بخساره وتتهيئ نفسياً عشان تنطق اسمه اللي صار مميز : ليش مو قلتي امس ان زيد بيجيبها !
سما تناظر جوالها : اي بالبدايه كان كذا بس رجعت سندس كلمتني بالليل بعد ما تذكرت ان اليوم آخر يوم له ولو بتقوله الصباح ماراح يرضى واكيد بيكون ماله خلقها
انا بإبتسامه : ماتفرق بس من جد ماشاء الله عليكم ؛ يعني فوق ما انتوا مواصلين رايحين تتفطرون جماعي بعد
آيه بضحكه جانبيه : شوف مين يتكلم
سما بتريَقه : من جد انتي اللي ماشاء الله ؛ بتكملين سنتين معطله وما خرب نومك للحين !
انا بحجة : غصب عنّي , يوسف يصحَى بدري ولازم اقعد معاه
آيه تحجّر عليّ بمزح : اي واضح يعني وش بيضره اذا خليتيه عند رتني ساعه والا ساعتين ؟


سما تقاطعنا بسرعه : ستووب ستوب انتي وياها نسيت اقولكم " وناظرت فيني وفـ آيه بنظره حماسيه " ابوي استأجر استراحه بالبر مره ثانيه
آيه بصوت عبيط : طيب ؟
سما بنفس العباطه وهي تخفي تفشيلتها بعد ما كانت متحمسه : وش طيبه ؛ يعني قاعده اعزمكم تخيمون معنا
آيه بإستنكار : من جدك انتي !
سما ترفع حاجبها : وليش بستهبل " وبفرحه " ماعلينا ها تجون
آيه تناظرني بحيره : مدري على حسب الظروف , متى طيب ؟
سما : السبت بنمشي ونرجع الاثنين
انا برفض غير مُباشر عشان لا افشلها : بس الاحد يمكن نزور امي
آيه وهي تتذكر : يو صح كأن الوقت غلط !


سما تقطب حواجبها بجديه وتناظر تمطيطنا الي ما قصدناه : لا عااد سخيفاات أمّا تسوون زي المره اللي فاتت !
آيه بُمجامله : مدري اقولك على حسب الظروف ؛ شنسوي بعد مو بيدنا
سما تتكتّف برفض تام وتخزّنا انا وآيه : مالي شغل تجون يعني تجون ؛ المره اللي فاتت زعلتوني وكنسلنا الحجز , أمّا الحين مالكم حجه محمد وزوجته وخالتي وعيالها بيجون وبنستانس , واذا على الزياره ؛ بسيطه انا اكلم مشاري يأجلها


ابتسمت لا شعورياً وقلت بقلبي بسرعه : فضيعه لمّا تبدا نشبتها الجديّه !
آيه بإستفهام بعد ما سمَعت اللي قالته سما : خالتك ام سندس ؟
سما تمثّل الزعل : ايه يعني مين غيرها !
آيه بفرحه مخفيّه وهي تبلع ريقها وتكمّل بنبره توحي انها غيّرت رأيها : كيف يعني هي وعيالها , حتى الاولاد بيجون والا بس البنات ؟
سما : كلهم حتى ابوهم ؛ الاستراحه كبيره ومقسّمه " وبإستطراد " بعدين ماراح يضايقوونا اصدقاء ابوي بيخيمون بنفس البر فـ أكيد الرجال نص الوقت بيكونون عندهم


انا بضحكه : يو سالفتكم كبيره اجل ؛ مانقوى عليها الا اذا راح مشاري معنا
سما تنهي الموضوع بحزم وهي تناظرني : شوفي انتي يا مخرّبة اللذات هو ان وافقتي وافق ؛ عاد قسم ان سويتي زي المره اللي فاتت وخليتيهم ما يجون لأزعل عليك ثلاث ايام !
رمشت بدلع وانا اضمّ شفاتي واقول بهمس : يما انا مالي شغل
آيه برضى وهي تعلن عن موافقتها البدائيه : انا صراحه تحمّست , بس خليّ اللي جنبك تكلّم مشاري واذا وافق يروح معنا نجي
سما بثقه وهي ضامنتني : خلاص واذا قالت له هَتون ورفض انا اقول للجازي تسمح لي اكلمه
قلت بضحكه وانا اناظر آيه بقلة حيله : يعني فينا فينا !
سما بإبتسامه واثقه وهي تزيد بحماسها : ايه فيكم فيكم " وكمّلت وهي تناظر السياره تدخل حارة بيت خالتها ام زيد " ماعلينا انتهى الموضوع والحين يالله وصلنا زحفوا لسندس .



ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


البارتات راح تكون ان شاء الله كل
اربعاء وأحد

اتقبل النقد واتشرف بحضوركم وردودكم
* اتمنى ما تلهيكم عن الصلاه

استودعكم الله .



اسطورة ! 24-07-12 04:32 AM

-
بارت 10
-






يوم الجمعه
3 ونص العصر | فلة ابو زيد
بغرفة ام زيد



سكَرت السماعه السودا بهدوء وهي تتنهد بشويش بعد ما دردشت مع اختها دردشة طويله . .
ظلّت جالسه على نفس الكرسي يمين طاولة التليفون و تفكر بـالسالفه اللي ماخذه عقلها من فتره !
"ياربي مين اللي تناسب زيد ومستحيل ترفضه ؟"
قلّبت السؤال للمره المليون براسها وكالعاده مالقت جواب دقيق يعجبها ؛ فتنهدت بقوّه وقررت تقوم تنفذ الفكره البديله اللي يمكن تساعدها ولو شوي . .
طلعت من غرفتها واتجهت لغرفة سندس


تنهدت ام زيد اول ما فتحت الباب على بنتها اللي لقتها نايمه
فدخلت وأخذت ريموت التكييف اللي كان على الحار وسكرته وهي تقول : يعني وبعدين معاك ؛ كم مره اقولك مو زين الهوا الحار بالشتا
سندس بثِقل وهي تتحرك بشويش وتناظر أمها بعين وحده يالله انفتحت ومو مستوعبه اي شي : وش فيه ؟
" أوهوه ذي شلون باخذ منها حق او باطل وهي بهالحاله " ام زيد ترفع حاجبها بصبر وتحاول تتدرّج بالموضوع : مافي شي يالله بس قومي ؛ قامَت الصلاه
سندس برجفه وهي تتكوّر بتعب وتوها تستوعب ان التكييف مسكر: يوووه طيب ؛ بس ليش سكرتي المكيّف افتحيييه والله موت برد !!
" لا ذي شكل الكلام ما بينفع معها " ام زيد بتأفُف وهي تهزّها من خِصرها اللي كانت البطانيات الثقيله عليه : ماراح افتحه قومي بسس صلّي واقعدي معي بسولف ؛ ما امدى خربتي نومك توها العطله
سندس تتبيكى بتعب فضيع وتقول بصوت ثقيل : تكفييين لااء خليني شوي والله ما اقدر اقوم
قلّبت ام زيد عيونها بنفاذ صبر وهي تتخصّر بإنهاك من حالة بنتها اللي يالله تقدر تتكلم !
" أفف شكلي بتصرف بحالي اذا ماقامت "
قررت ما تفقد الامل بهالسهوله فحاولت تصحيها مره ثانيه وثالثه بأكثر من طريقه لكن كسل وعناد سندس طفّشها وشجّعها تعزم على انها تسوي اللي ببالها لحالها دامه الحل الوحيد


ام زيد بلعثمه وهي تاخذ آيفون سندس اللي كان على الكومدينه يمينها وما تعبها بالتدوير : طيب خلاص بخليك بس قومي افتحي لي جوالك ابي آخذ رقم خالتك اسولف معها ؛ انمسح من عندي بالغلط
سندس بتأفُف بسيط وهي تلتفت على جهة امها وتاخذ الجوال من يدها بسرعه وتفتحه بدون نقاش : خذيه يالله
ابتسمت ام زيد ابتسامه بسيطه وبدت تلمّس الشاشه بعشوائيه بسبب خبرتها القليله وهي تقول بقلبها : ان شاء الله ألقى اللي ابيه بسرعه ,عاد يقولون انه سهل !
التفتت بعدها بشرود تام وعيونها وعقلها على الايفون اللي كانت تلمّس فيه وتفتّح البرامج بفيضويه
ما تخفي إنها فكرت بأول الثواني تقول لسندس باللي ببالها عشان تساعدها شوي بعد ما انحولت عيونها من الصفحات اللي وش كثرها و الاشياء الغريبه اللي قامت تطلع لها فجأه !
لكن يوم رجعت ناظرتها متغطيه بكل قوّه ومندفنه تحت البطانيات استبعدت الفكره وتعيجزت تقومها وتشرح لها وهي كأنها جثه ؛ فقررت تجرب تطقطق عليه شوي ويمكن بالصدفه تلقى اللي تبيه .



* تحت *



وصلت ام زيد لنص الدرج وهي تنزل الدرجات بكل بطئ ولحد الآن ما عرفت وين تلقى مكان الصور !
قطبت حواجبها بنرفزه بدائيه وقالت بقلبها : كأني دخلت ذا المربع من قبل والا ؟
" وقلّبت عيونها بملل " افف انا وش بلاني ياربي الحين شلون بتذكر " وبسلبيه " شكلي اذا ماعرفت بعد شوي بأصعد لـ سندس اسألها !
وبهاللحظة بين ماهي مشغوله وتوقف خمس دقايق بكل درَجه تنزلها , فتح عيسى مدخل البيت البني اللي كان قدامها وهو توّه جاي من المسجد
عيسى بإبتسامه وهو يناظر امه اللي للحين بنص الدرج : السلام
ام زيد بدون اهتمام : وعليكم السلام . .
عيسى يجلس بأقرب كنبه بالمجلس المفتوح اللي يمينه ويناظر فيها : شتسوين ؟
ام زيد تخلص الدرج وتناظره بضيق : مو شغلك " وبإستفهام " وين اخوك وابوك ؟
عيسى يحط رجل على رجل : ابوي وراي وزيد راح للبقاله
همهمت ام زيد بشويش وجلست قدام عيسى ورجعت تفرفر بالآيفون بجهل تام واضح من تعابيرها . .
دخل ابو زيد بهاللحظات وراح للمطبخ يشرب له مويه بعد ما سلّم , وكعادته بعدها صعد للغرفه يريّح


عيسى يناظر انزعاج امه بلقافه : اذا مو عارفه قوليلي وشتبين وانا اطلعه لك !
ام زيد بنفاذ صبر وهي تمد له الجوال بعد ما استسلمت : افف طيب تعال افتح لي الصور
ابتسم عيسى بهدوء وقام جلس على طرف كنبة امه وفتح لها اللي تبيه وعلّمها كيف تغيّر من صوره لصوره
اخذت ام زيد الجوال من يد عيسى بفرح تام وهي متحمسه موت تشوف صور صديقات سندس اللي دايم تصور معهم لما تروح للحفلات , بأمل انها تلقى وحده تعجبها وتناسب لـ زيد !
أمّا عيسى بعد لحظات بسيطه طفش من الصمت اللي ساد فصعد يغيّر ملابسه . .


ظلت ام زيد على نفس حالتها لمدة عشر دقايق وهي ما تحرك بجسمها الا سبابتها اللي تغيّر فيها الصور
تأففت بهالثانيه بنرفزه و مازالت تحرّك بالمجلد اللي حامت كبدها من كثر صوره !
ام زيد بقرف : وع وش هالشيّف ؛ معقوله مافي ولا وحده من صديقاتها حلوه , وين اللي كانت توريني إياهم أول
تنهدت بشويش وظلت تكمل شغلتها بملل . .
سمعت بهاللحظات صوت مدخل البيت ينفتح فالتفتت بسرعه وشافت زيد يدخل و ماسك معاه كيسة البقاله الزرقا ويدندن بروقان
ام زيد ترفع راسها عن الجوال بسرعه ووتبتسم له بمجامله : هلا
زيد بإبتسامه وهو يسكر الباب ويناظر بأمه : هلا انتي هنا " وبخفّه تعكس وناسته وهو يبوسها على خدها " وانا اقول ليش المجلس منوّر
ابتسمت له امه ابتسامه حلوه ورجعت تناظر الجوال بهدوء عشان ما تلفت انتباهه . .
تعدّى زيد كنبتها وهو يدخل للمجلس ويحط كيسة البقاله على طاولة الضيافه الصغيره ويجلس بالكنبه اللي على اليمين براحه
فرفرت ام زيد الصور بسرعه وهي تتأفف بداخلها وتعترف ان تركيزها تشتت بعد ما جلس زيد اللي توقعت انه يصعد فوق !
" افف وذا من متى يجلس بالمجلس يعني ماحَلت الجلسه الا الحين ؟
-وبملل وهي تناظر بالجوال - اقول السالفه من بدايتها مو ضابطه ؛ شكلي اذا صحت سندس بخليها توريني باقي الصور واتمقل فيهم على راحتي "
قاطع تفكيرها بهاللحظات صوت ابو زيد يناديها من فوق فتنهدت بشويش وتركت الجوال مقلوب على الطاوله وصعدت له . .


ريّح زيد جلسته اكثر بعد ما حسّ ان المكان صار واسع يوم ظل لحاله ؛ فبدا يطلّع باقي عفشه من الكيسه بروقان ويكمل أكل بكروسان الجبن اللي شراها تو
ناظر ساعة يده بهاللحظات ورفع راسه يتأمل السقف والجدارن بملل وهو يتلذذ بطعم الكروسان وما يسمع الا صوت طقطقة الساعه
وبين ما هو يفتح عصير الربيع التوت اللي كان مشتهيه رن جوال سندس اللي عالطاوله وكِسَر الصمت !
تنهد زيد بإنزعاج من رناته العاليه فقام بكسل وهو ياخذه ويرجع يجلس بكنبته
قال بسُخريه وهو يناظر الاسم : نوتيلا ؟ تهه وش هالخرابيط استغفر الله
اكل من الكروسان بروقان وجا بيحط اصبعه على زر السايلنت لكن الرنات وقّفت من نفسها
بعّد اصبعه بشويش وهو يناظر الصوره اللي كانت واقفه عندها امه تنفتح من نفسها لأنها ما سكرت الايفون بعد ما استعملته !
ضمّ شفاته بهدوء وهو يحرك اللي بفمه و يناظر بالصوره اللي سندس متوسطتها مع ثنتين من بنات عمّه اللي من اول ما تغطوا ما شافهم
وبديهياً عرف من لبس سندس ان هالصوره من استقبال محمد ولد خالته ام سما
زيد بإبتسامة تريَقه وهو يناظر اشكالهم العبيطه بسرعه و يقول بقلبه : ماشاء الله ذول من وهم بزران ووجوههم ما تغيّرت ؛ حشى طقم مو بنات ملامحهم نسخ لصق خخخخـ . .
تنهد بشويش وهو يستغفر الله بصوت اعلى من الهمس بعد ما شاف صورة حريم مو من محارمه ؛ فشال نظرهَ بشكل بطيئ وهو يتأفف
لكن فجأه , شاف شي غريب وقّفت عنده عيونه وعيّت يده تترك الجوال بدون ما يتأكد !
لمَح بهالثواني القليله وحده كأنه يعرفها مصورينها بالغلط وراهم من بعيد عالزاويه اليمين وواضح إنها مو داريه لأنها كانت تبتسم لأحد وما واضح منها الا وجهها من على جنب وشوي من فستانها العودي الى نص وركَها . .
قطب حواجبه بسرعه وهو يترك الكرواسان اللي بيده الثانيه عالكيسه اللي يمينه ويكبّر الصوره عليها ويقرّب الجوال من وجهه بإستنكار وهو يقول : لا يكون !
وبلع ريقه بإستغراب تام وهو يوسّع عيونه ويتأمل الصوره اللي شوي تشوّشت من التكبير: ذي وشو جنيه والا انسان ؛ وراها صارت تطلع لي بكل مكان من بعد يوم الحريق ؟!
تنفس بعمق وهو مو قادر يترك الجوال او يشيل بؤبؤه عن اللي يشوفها لأنه بدا يتذكر كل شي مخزّنه بعقله يتعلق فيها
قال بقلبه وهو يسند ظهره بأهميّه ومازال يناظر الصوره ويطابقها بالصور اللي بذاكرته : لالا عاد هالمره تأكدت بإن هَتون هي نفسها اللي طلّعتها من الحريق ؛ اصلاً مستحيل تكون مو هي !
رمش بهدوء وهو يبتسم ابتسامه جانبيه بسيطه ويناظر فيها بتدقيق أغفَله بشكل تام بأنها هي الثانيه مو من محارمه وحرام يناظرها
- وش تسوّي ؟!


انتفض قلب زيد بسرعه اول ما سمع صوت عيسى يخترق إذنه اليسار ويطلع من اذنه اليمين وهو ينزّل من الدَرج بعد ما غيّر ملابسه ولبس بيجامه !
زيد بإرتباك وهو يسكّر الجوال من الزر اللي فوق ويحطه عالطاوله ويرمش بسرعه : و.. ولا شي يعني وش بسوّي قاعد احوس وآكل
رفع عيسى حاجبه بشَك من تبريره الغير منطقي وهو يناظر بجوال سندس اللي من اول ما دخل البيت شاف الكِل يتناقله !
تعوّذ زيد من الشيطان الرجيم بصوت شبه مسموع وقام من جلسته بتنهيده طويله
ميّل عيسى فمّه بتفكير وهو يخلّص الدَرج ويناظر بحركات زيد السريعه والعشوائيه وهو يشوفه يشيل عفشه ويتجه للدرج ويصعد فوق . .
عيسى يناظره ويقول بقلبه : وشفيه ذا بعد !
" وبفضول وهو يمشي للمجلس وياخذ الجوال ويرمي نفسه على نفس كنبة زيد " خنشوف وش اللي شاغلهم . .


عيسى بإحباط تام وهو يناظر الباسوورد اللي طلع له اول ما ضغط الزر اللي فوق : لااااع وش هالحظ !
" وقطب حواجبه وهو يتأفف بضيقه " امممم يمكن 1234 ؟ " وبتنهيده وهو يناظر اللون الاحمر اللي أعلن عن غلطه " افف وراها ذي غيّرته ما اخبر غبائها يسمح لها تحط غيره !
ميّل شفته بتفكير عميق وهو يجرب باسووردات عشوائيه كلها طلعت غلط ؛ لين ما فكّر يحط باسوورد جوالها البلاك
عيسى برجاء وهو يلمس الشاشه بشويش ويبلع ريقه بحماس : بسم الله يارب يارب يارب يضبط .





‘,





5 الا ربع | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



سكْرت عذاري الآيباد بالكفر الاسود اللي عليه وهي مازالت متضايقه من شهادتها اللي طلعت قبل ساعه . .
قالت بقلبها وهي تاخذ جوالها وتناظر فرحة صديقاتها وصورهم : افف كلهم فوق الـ 95 الا انا
آيه تدخل الصاله وتناظرها بإندفاع : هييه انتي يالله البسي بعد المغرب بنروح
عذاري بتنهيده وهي تمد بوزها وتتسدح عالكنبه بذبول : افف طيب " وبتساؤل عقيم " بس ماقلتيلي زينه 91 صح ؟
آيه بتنهيده طويله وهي تاخذ جوالها اللي فوق الطاوله وتروح لغرفتها : ايه ايه زينه بس فكيني وروحي البسي . .
قلّبت عذاري عيونها بملل بسيط من تسليك آيه وبدت تلعب بشعرها اللي تحبه وهي تعدّل تسديحتها لوضعيه أريح وترجع تفكر بنسبتها الشينه
بعد لحظات دخلت آيه للصاله مره ثانيه عشان تاخذ شي نسِته فقالت بصدمه وهي تشوف عذاري على نفس حالتها : وانتي للحين هِنا !!
عذاري بتأفُف وهي تقوم بكسل وبطئ : افف افف طيب يالله هذا انا قمت
مشت عذاري بشويش صوب غرفتها وهي تتحلطم على هالزياره السامجه اللي خابصتهم آيه فيها
وأول ما قربت من غرفتها غيّرت رأيها واشتهت تروح لغرفة هَتون يمكن تروّق شوي !


عذاري بملامح عاديه وهي تفتح الباب بدون ما تطقه : هاي
الفتت عليها بهدوء وانا انزّل الملابس من العلاق اللي بيدي واقول : هلا
عذاري بهمهمه وهي تجلس عالسرير بدفاشه وتناظر الملابس : ها وش بتلبسين ؟
ناظرت الدولاب اللي كان مفتوح قدامي وقلت بإحتيار : مدري . . للحين ما اخترت
عذاري تتمدد بملل وتفرد يدينها : يا بردك ؛ ليت آيه زيّك توها زافتني زفّه محترمه ؛ ما تقدّر ان مالي خلق البس !
قلت بخفّه وانا اطلّع لي بلوزه سودا شتويه مخططه بالعرض بألوان كثيره : السالفه مو برود ؛ بس هي تدري انك ماراح تخلصين الا بالموت
قلّبت عذاري عيونها وعطتني طاف وهي تتأفف . .
سكت شوي , بعدها قلت بإستطراد وانا اوريها البلوزه : المهم شرايك بهذي وعليها سكيني كحلي ؟
عذاري تتأملها : حلوه " وبإستفهام " منتي ماخذه يوسف صح ؟
رديت بهدوء : لا بيزعجهم , عيب عاد هذي اول مره اروح بيتهم . .
عذاري تتمطط بكسل وتعدل جلستها وتوقف : كيفك , يالله اجل انا رايحه البس
تنفست بهدوء بعد ما سمعت صوت تسكيرة الباب ونقلت نظَري للملابس اللي قدامي .





‘,





5 وثلث العصر | فلة ابو زيد



طلعت سندس من غرفتها بسرعه وهي تربط شعرها بشكل فيضوي بأقرب شباصه لقتها ؛ حتى إنها ما لحقت تغسل وجهها !
قالت بنرفزه وهي تروح للصاله بهروله بعد ما لمحت أمها بعيونها اللي يالله تنفتح : يماا وين جوالي ليش ما رجعتيه " وبِعتاب " انا مؤقته على الساعه 5 عشان ارووح سعد الديين قبل المغرب !!
ام زيد ببرود وهي تشيل عيونها عن التليفزيون وتناظر شكل بنتها اللي يروّع : بسم الله وش سعد دينه ؛ شوفيه تحت بعدين انتي ماقلتيلي ارجعه
سندس بضيقه وهي تضرب الارض بمشيتها القويه وتروح صوب الدرج بسرعه وهي تتحلطم وتحاول تمسك اعصابها : وااي يماا لا تكلميني بهالطريقه تدرين ان البنات بيجوني كان قومتيني عالاقل
ام زيد ترفع فمها بقرف وتعلّي صوتها عشان تسمعها : قومتك " وبتعقيب " بعدين وش هالفضاوه ليش تعزمينهم بكره بتشوفينهم بالبر وبتملين
قطبت سندس حواجبها بضيقه وهي تمسك نفسها من القهر وتعطي أمها طاف وتكمل الدرج ركض . .
بهاللحظات اول ما وصلت لنهايته شافت زيد يطلع من المطبخ بكل روقان ويقطع طريقها !
سندس بتأفف وهي تناظره من فوق لتحت وتدفعه بشويش وتروح صوب المجلس : وخر انت بعد
زيد بإستنكار وهو يشيل الخبزه اللي طاحت منه عالارض : اعصابك يؤ
قلّبت سندس عيونها بقرف وهي مالها خلق تناقشه , وأخذت جوالها بسرعه من على الطاوله وباليالله تحاول تركز بالارقام اللي قدامها عشان تختار رقم عيسى وتتصل عليه !
- الوو
سندس بسرعه وهي تحك شعرها : الو , وينك فيه ؟
عيسى بروقان : وعليكم السلام " وبإبتسامه " طالع ليش ؟
" افف وقته ذا بعد ؛ وشفيهم امي وعيالها متسلطين عليّ بالدور " سندس ترفع فمها وتأفف : طيب بعيد ؟
- يعني , رايح انا وفوّاز نشتري ملابس رياضه ؛ قولي وش تبين ؟
سندس تحط يدها على جبهتها بقهر : افف لا خلاص ما ينفع شكلك مطول
- كيفك ؛ يالله باي
سندس بخساره وهي مبوزه : باي . .
سكْرت الخط بتنهيده طويله وهي ضايعه بالتفكير !




.





بهاللحظه سمعت صوت زيد يعطس ويكمل الدرج فراحت له بسرعه وقالت وهي توقفه : زيّوود
زيد يلتفت عليها بنص الدرج وياكل بخبزته : ها ؟
سندس تبلع ريقها بعد ما ركضت شوي من الدرج ووصلت له : ودّني سعد الدين
زيد يرفع حاجبه : على اساس انك متعوده اوديك يعني
سندس تأففت بضيقه : تكفى بلا استهبال والله قايمه على عماي وعيسى بعيد
سكت زيد شوي بعدين قال بتحقيق : طيب وليش ؟
سندس تبرر بتنهيده : بيجوني سما وآيه " وبرجاء وهي تناظر بملامحه اللي ما تبشر " تكفى لا تتنيحس عيسوه بيطول وانا مايمديني شوي وبتصير 5 ونص وهم بيجون بعد صلاة المغرب
زيد بتفكير وهو يناظر ساعته : اممم لحظة اراجع جدولي
سندس بإنفعال بسيط : اففف لا تستعبط بتوديني والا لا !!
زيد بإبتسامه جانبيه على ملامحها المعصبه اللي خالطها النوم : واي خلاص بوديك
تنهدت سندس تنهيدة رآحه طويله و مسكت مقبض الدرج الذهبي عشان تستعين فيه على الهروله وهي تسابق الوقت اللي قاعد يضيع .



* بعد 10 دقايق , بالسياره *



حكّت عينها اليمين وهي تحوس بالجوال وتتأفف للمره المليون !
التفت زيد عليها و مازال يتلذذ بملامحها الخامله اللي عاجبته " ههه صار لها ساعه تحكك بعيونها لا يكون ماغسلت وجهها ؟ "
سندس تصارخ فجأه : اف افف علّق !!!
زيد يرفع حاجبه بإستغراب وهو يحاول يركز بالسواقه : بسم الله اعصابك روّعتي الجوال
سندس تقلّب عيونها ومن جد قاعده تحاول ما تنفعل اكثر من كذا : وقته يعلّق ابغى رقم سعد الدين عشان يجهّز لي الطلبيه وآخذها بسسرعه
زيد بتنهيده وهو يوقف بالاشاره : طيب اذكري الله
سندس بدفاشه وهي تضغّط ازرار البي بي بعشوائيه : ألف من ذكره بس هالكلب ليش مو راضي يتحرك " ولاشعورياً كملت بسرعه وهي تناظر الرقم اللي معلّق عنده الماوس " وعاد ما لقى يوقف الا عند رقم لذووه كأني ناقصه غثّه ؛ وراني مو حاذفته !!


رمش زيد بهدوء وهو يناظر الإشاره الحمرا ويسمع صدى الاسم اللي قالته سندس . .
تأففت سندس بهاللحظه وناظرت فيه نظره سريعه بطرف عينها وسبّت نفسها على انفعالها السخيف لين قالت بس !
زيد بقلبه وهو يحرك السياره بعد ما فتحت الاشاره : لذّه ؟ تهه للحين عايشه هالانسانه " وبتجاهُل وهو يعلق على سندس " سبحانك ربي وذي ولا كأنها اللي كانت تقدّسها
" وبتريَقه " والله زمِن كانت تكره اللي يسبها والحين صارت هي بنفسها تتولّى هالمهمه . .


بهاللحظات أخذت سندس نفَس عميق وهي تناظر الماوس يتحرك ويهّدي شوي من غليان عقلها !
وكنوع من العِقاب حذفت رقم لذّه اللي كان قدامها بكل سرعه وتجاهُل وبدت تكمّل تدوير
أمّا زيد ؛ ما يخفي انه شرد شوي بذكرى ذيك الايام اللي صار يلوم نفسه على حماسه رغم إنه كان بسيط
بس بوجهة نظَره يحسها تضيع وقت وجهد والأهم إنها استهلاك لجزء حساس من كيان أي رجال بهالدنيا !
قلّب عيونه بهاللحظه بعد ما تنهد تنهيده طويله وهو يحرر نفسه ويحاول يركز على الطريق
قال بقلبه وهو ينهي الموضوع بتريَقه بسيطه بعد ما تذكر وجهها : صدق من قال ان بـ الهَوى ما تكفي فتنة الوجه الجميل . .


- وعذاري وهَتون وش يحبون ؟!
التفت زيد التفاته بسيطه بعد ما سمع سندس تكلم بجوالها وتقول اسم هالبنت اللي بدا يحس انها شبح بالنسبه له !
سندس تكمْل كلامها بإستنكار وهي تتجاهل نظرات زيد لها : طيب شرايك انوّع فراوله وتوت وشوكلت وفنيلا ؟
اي انا بعد فكرت كذا . .
اها اوكِ , إي اي شوي واوصل
طيب يالله لا تتأخرون
تشاو .


سكْرت سندس الخط وابتسمت إبتسامه بسيطه وهي تناظر زيد اللي مركّز عالطريق : وااي سَما فضيعه
زيد يضم شفاته بإستفهام : هذي سما ؟
- يب متصله تقول لا تجيبين كيكه كبيره احلى التشيز كيك الصغار بالليل . .
زيد بهمهمه وهو يستطرد : وعذاري وهتون خوات آيه بنت جيرانهم ما غيرها صح ؟
- اي " وبإستفهام " ليش ؟
زيد بإبتسامه جانبيه وهو يرمش بسرعه : لا بس كذا تذكرت سالفة اللي احترق بيتها
ماعلّقت سندس على كلامه وصدت بشكل طبيعي وهي ترجع لجوالها
أمّا زيد عضّ شفاته بشويش عقاب لـ كذبته اللي قالها !
" المفروض ما اسألها وش فيني صاير مطيور "





‘,





8 وعشر العِشا | فلة ابو زيد
بالقبو تحت



سندس وهي تتربع وتلفْ قارورة المويه اللي بيدها على الطاوله الأرضيه البنيه اللي كانوا البنات جالسين حولها : افف هَتون وعذاري للمره الثانيه !
سما تاخذ قارورة المويه بعنف وتتفقد عذاري : ماصارت حمَام وينها ذي ؟!
آيه بإبتسامه وهي تضمّ الكوشايه البيضا اللي على بطنها : ماعلينا لفّوا مره ثانيه يالله
لفّت سما القاروره بدون نَفس . .
التفتوا البنات على سندس اللي أشّرت القاروره عليها هي وسما ؛ وبسرعة البرق بدوا يحرّضون سما تسألها سؤال مُحرج مثل ما سوّت فيهم !


سما بخُبث بعد ما فكْرت : يالله سؤال , كم مره بالشهر تكلمين حبيب القلب خليفوه ؟
سندس بضحكة حيا ووجها ورّد : لا لا ما اتفقنا على كذا
آيه تغمْز لسما : عاشت سمّوو
سندس مو قادره تسكر فمها من كثر الابتسام : خير انتي وياها ترى ماراح اجاوب هذي اسمها خصوصيات
رنين تحط راسها عالطاوله وتبتسم بشَغب : شِف , يعني الحين هذي خصوصيات ولمّا انتي تسألينا ونجاوب ماتصير خصوصيات
آيه بعفويه وهي تاكل من الأوريو : يالله مالك مفرّ بسرعه جاوبي نبي نكمل
سندس تضمْ شفاتها وتناظر بوجوه الكل : اف طيب " ورمشت بحيا غريزي " يمكن بالاسبوع مره او مرتين
سما بمبالغه وهي تفشّلها : أووف أووف ماتوقعتها منك صراحه ؛ وانا اخبرك ثقيله
سندس بضحكه وهي ترمي عليها أقرب كوشايه : وشتبين انتي اووص خلاص جاوبت يالله لفوّا
عذاري بمقاطعه وهي تنزل من الدرج بعد ماراحت لحمَامات المجلس اللي استقبلتهم سندس فيه : هيه حمستوني اصواتكم وش علّوها لا يكون فاتني شي !


رنين بتنهيده وهي تناظرها : وبعد تسألين ؛ يعني اكيد فاتك كثير أجل يالظالمه نص ساعه حمام
عذاري بإبتسامه جانبيه وهي تجلس جنب رنين : ههه شدعوه ما امداني ؛ اول ما طلعت اتصلت عليّ جدتي وجلست تسلم ومسكت خط عشان كذا طوّلت
آيه بإستفهام : جدتي ؟ غريبه متصله عليك , بالعاده تتصل عليّ او على مشاري !
قلت بتَريقه وانا اناظر آيه : تهه ضحكتيني يعني تبينها تتصل عليك وتسحب علي حبيبة قلبها ؛ اصلاً اللي ما تعرفينه انتي ومشاري انها دايم تتصل على عذاري قبلكم
آيه بإندفاع وهي تناظر عذاري : أمّا صدق ؟
عذاري تحط جوالها بجيبها وتبتسم بغرور وتعطي آيه طاف : مو لازم تعرفين " وناظرت الكل " المهم يالله وين وصلنا لفوّا القاروره لقيت مليون سؤال محرج !
أخذت سندس القاروره ولفّتها وهي تبتسم . .
رنين بفرح : وأخيراً دوري " وناظرت بهَتون اللي كانت الجهه الثانيه من القاروره تأشر عليها " امممم وش اسألك
انا بإبتسامه : الله يستر . .
رنين بحمَاس : يالله إي ؛ وش توحمتي عليه يوم كنتي حامل بيوسف ؟
عذاري بضحكه : لاء لاء
سندس بفضول بعد مالفتها تعليق عذاري : هع شكل الجواب خطير
آيه تتمطط وتعدّل جلستها : لا تتحمسين عالفاضي
رنين تسكتهم وتناظرني : افف خلوها تجاوب
قلت بضحكه وانا اناظرها بتمطيط : ترى عادي مو ذاك الزود . .
رنين تمد شفاتها لتحت : طيب يالله قوولي أنا ابي اعرف
سما بتنهيده وهي تحك شعرها : اف هَتون اخلصي نبي دورنا
ضميت شفاتي وقلت بعفويه بعد ما قررت اجاوب : اممم قصب السكر
سندس ترفع فمّها بإزدراء : ذا وشش ؟!
آيه تسبقني بالجواب : عصير سامج غثّتنا فيه
انا بضحكه : آيه خير !
آيه بمبالغه وهي تبتسم : والله جد ذبحتينا ما يمدينا نشغلك الا وتتذكرينه " وناظرت سندس " تخيلي مدري وين نلقاه ؛ فرفرنا نص محلات العصاير , مشاري بغى يموت
عذاري بتعابير ملّانه وهي تاخذ قارورة المويه وتلفّها بإنتظار : افف الحين وش بيسكتهم
سما بنفور وهي تقوم من الارض وتجلس عالكنب الكلاسيكي الابيض : انا خلاص ماني لاعبه
عذاري بلووم : هييييه لييييش !!
سما تفرِك عيونها وتريّح جلستها اكثر : وعع طفششت , خلونا نسولف لاحقين عالالعاب ورانا بر
عذاري بإصرار : لا بليييز انا مالعبت كثير بلا سِماجه
سندس بإبتسامه جانبيه وهي تتمطط وتقوم تفتح التليفزيون : حتى انا شكلي ماراح العب
رنين مدّت بوزها وهي تجلس عالكنبه اللي وراها : يا شينكم
عذاري تناظرهم : هييه أمانه يالله بس لعبه وحده !
سما بإستطراد وهي تعطي عذاري طاف وتبتسم بحماس مصطنع وتحوس بشنطتها البيجيّه : اممم الا تعالواا نسيت اشاوركم بـ وش راح نسوي اذا رحنا بكره ان شاء الله
عذاري وهي تمد بوزها و تترك القاروره بمَلل وتنشغل بشعرها اللي فتحت ربطته وبدت تعيدها : تشاورينا ؟ " وناظرت البنات بتَريقه " قصدك تغصبينا بنشبتك


ضحك الكل بدُعابه وبعدها قمت انا ورنين وآيه من الارض وانتشرنا على الكنب بشكل فيضوي شوي . .
سما تمد لسانها لعذاري وتفتح الورقه اللي طلعتها من الشنطه : المهم يالله اسمعوا وش كتبت
" والتفتت يمينها ويسارها وهي تناظر الكل وتقول " أولاً بما اني مسؤوله عالوجبات ؛ وعلى حد علمي امي هي اللي بتسوي الغدا طول الايام , فإحتياطاً فكرت إنا نجيب معنا سطلين كنتاكي ونمشّي فيه لأن امي كالعاده بتسوي اشياء ثقيله مره
رنين بإيجابيه : جميل . .
سما تكمْل : اممم ثانياً الحلويات " وناظرت آيه " طبعاً مثل ما اتفقنا بتمرون على السوبر وكذا , أمّا الكماليات والطراطع على سندس
سندس بإبتسامه وهي تناظر آيه : حلوو بس لا تنسين دانيت شكولت اهم شي
عذاري بتلذُذ : ولا يهمْك انا بروح معها
رنين بتعليق على شهيّة عذاري : اجل ارقدي وآمني . .
قلت بإستفهام وانا استفسر : طيب وش انواع الطراطيع اللي بتجيبونها ؟!
سندس بفهاوه : صراحه مدري وصّيت عيسى امس وينقاله اليوم اذا رجع بالليل بيكون جايبهم
سما بتفاعُل : اي عاد اهم شي عيدان عين الشمس أعشششقها
عذاري تناظر رنين : وانتي لا تنسين جيبي كامك
رنين: اي لا اكيد ان شاء الله
سما وهي تشيّك بشكل نهائي على الورقه اللي كاتبتها وتشطّب بعض الاشياء : اوكِ كذا تمام " ورفعت راسها بتفاؤل وهي تبتسم وتناظرهم " حماااس بموت ويجي بكره !





‘,





اليوم التالي
السبت
10 ونص الصباح | فلة ابو مشاري
بغرفتي



كنت واقفه قدام دولابي الابيض ورافعه يديني أحاول اطلْع جاكيت يوسف البني الكبير اللي مصفط فوق ؛ لكن بدون فايده !
" آآآه لو اني طويله اكثر من كذا شوي "
نزْلت جسمي بإنهاك وانا اتأفف للمره المليون واسمع صوت الكرآج يتسكْر مُعلن ان آيه وعذاري رجعوا من السوبر اللي قرروا يفضّونه هم وطلباتهم الـ لامنتهيه . .


بوّزت بتفكير وانا مازلت اناظر الدولاب ؛ فقررت اني انط واسحب كل الملابس واللي يصير يصير !!
تمْت الحركه بنجاح وكما هو متوقَع طاحت نص الملابس المصفطه , فإبتسمت وانا اقابل الجاكيت اللي وأخيراً قدرت امسكه بيدي
ضحك يوسف بهاللحظات فالتفتت عليه وانا اناظره يلعب بسريره الابيض
قلت بشغب وانا أعاتبه : تضحك هااه ؟ طيب طيب هذا جزااي قاعده اكافح عشان اجيب جاكيتك
كمْل ضحكته الخافته وهو مشغول بضمْ ألعابه وما عبّرني . .


تحسست جبهتي بيدي اليسار بإبتسامه دافيه وانا اتأمله وهو مستانس وبصحه وعافيه
" الحمد لله "
بعدها أخذت نفَس عميق والتفتت عالملابس المرميّه بالارض وبديت اصفط بعضها عشان لا أكلّف على رتني اللي بترجع تصعدهم مره ثانيه
لكن فجأه ما بين كل الملابس لقيت نفسي ماسكه البدله الرجاليه الصفرا اللي غصب عني لفتتني يوم شفتها !




.






قلت بقلبي وانا أبلع ريقي وكالعاده أتذكر ذاك اليوم : ذي ليش للحين عندي ؟ المفروض من أول ما طلعت من المستشفى وعطوني إياها أرميها
" وبغصّه وانا اتنفْس بصعوبه " وش هالتناقض اللي فيني ؛ أرمي صور معاذ بكل جرائه ولا أرمي ملابس واحد مدري منهو ؟


- هَتووون إلحقي !!
التفت على عذاري اللي فتحت الباب بسرعه وقاطعتني وهي تضحك وواضح إن معها سالفه
قلت بخوف : بسم الله الرحمن الرحيم !
عذاري بضحكه وهي تدخَل ركض وتتخبى وراي من آيه : تخيلي اختنا عجْزت " وبنبره مُستفِزه " طلع لها شييب هههههه
التفتت على عذاري ورجعت ناظرت آيه اللي وصلت عند الباب ووجهها من جد وقف الدم فيه بشكل غريب !
رفعت حاجبي وانا ارمي الملابس اللي بيدي عالارض وألتفت لعذاري : افف وطيب عادي انا من بعد ما ولدت يوسف وهو فيني !
عذاري بصدمه وهي تضحك بهستيريه وتناظرنا : أمّاا ههههه ما اصدق خواتي عجّزوا
تنهدت بكل قوآي وانا اقلب عيوني وارجع انشغل بالملابس بعشوائيه واقول : الحمد لله والشكر مدري وش اللي يضحك " وبإستطراد وانا اناظر آيه المتجمده عن الباب " المهم ها جبتوا كل شي ؟
آيه بشحوبْ غريب وهي تضم شفاتها وتعطيني ظهرها وتمشي: إيه . .
عذاري بإبتسامه عريضه وهي تستخف دمها وتفتّش بذيل حصاني : هييه لا تضيعين الموضوع وريني شيبك انتي الثانيه
قلت بثقه وانا اترك الملابس واحط ذيل حصاني على كتفي الثاني : على بالك تضحكين ؛ الحمد لله الشيب ولا العيب
عذاري بنبرة استفزاز : تهه شفيك جدتي عصبتي !
" على بالها انا آيه بتستفزني " زفرت نفَس عميق وتعوّذت من الشيطان وانا اروح لعند سرير يوسف ومالي خلق المناقر أبد : يالله بس روحي جهزي عفشك مو اذا وصلنا هناك قلتي نسيت ونسيت . .
عذاري بعباطه وهي تطلع : ان شاء الله جدتي



* بالمطبخ تحت *



مشاري وهو يدخل ويتركى على الباب : عطيني مويه الله يعافيك
الجازي بإبتسامه وهي تترك تغليف الحلويات اللي سوّتها وتروح صوب البراده وتصب له وتعطيه : تفضل
مشاري وهو يمسك الكاس الاصفر بعد ما شرب : ها خلصتي شغلك ؟
الجازي بطريقها وهي تطبب على ظهر متعب اللي كان جالس على كرسي الطاوله ونايم : بس باقي شوي
متعِب يناظر امه بوجهه المتفّخ من كثر النعاس : وشو ؟
الجازي بتنهيده وهي تلتفت عليه : كمّل فطورك طريقنا طويل
متعب يناظر صحن الكورن فليكس السماوي بعيون تكبّس : ان شاء الله . .
عذاري تدخل عليهم بإبتسامه عريضه : سلام
مشاري يناظرها : وعليكم السلام " وناظر لِبسها " ها جهزتوا اشيائكم انتي والبنات ؟
عذاري بتسليك وهي تروح عند الجازي وتناظر اشكال الحلويات والكوب كيك بتلذُذ : ايه . . " وبمدح وهي تناظر الجازي " يميي يمي شكله خيال
الجازي بإبتسامه وهي تحطهم بالكيسه وتروح صوب متعب اللي نام مره ثانيه : تسلمين ؛عاد اهم شي الطعم
عذاري تغمز لها : اكيد حلو كالعاده
الجازي تبادلها الابتسامه وتصحي متعب اللي جلست جنبه وبدت تأكله بعد ما مشطت شعره بيدينها : يالله يا ماما افتح فمك نكمّل الصحن وتروح للحمام بعدين نام
متعب يفتح فمه بعباطه : طيب
عذاري بإستطراد وهي تروح لعند مشاري وتوقف جنبه : اممم تعال اتصلت عليك زلّووفه ؟
مشاري : جدتي *زُلفى * ؟ لا ليش !
عذاري تطبب على كتفه وتمشي للدرج : بسس اسأل امس اتصلت عليّ تسلم
مشاري بإبتسامه جانبيه وهو ينبها بصوت مسموع : الله يسلمها , بس ماعلينا اجهزوا قبل 11 عشان لا نتأخر على الناس . .
عذاري بدون اهتمام وهي تصعد الدرج بتمطيط : ان شــــــاء اللـه .





‘,





بنفس الوقت | فلة أبو زيد
بالحديقه



سندس بإبتسامه وهي تعدل كرسيها الخشبي اللي جالسه فيه حول مظلة الطاوله البيضا المتوسطه العشب : واااه سما من كثر حماسها أحسها بتطلع من المحادثه وتبوسني !
رنين تتلمّس حجابها : هههه اشوفها كل شوي تغيّر البرسونال . .
زيد وهو جـاي من السيب اللي عاليمين وشايل معاه كياس البطانيات : هيه وانتوا للحين ما دخّلتوا اللي عالطاوله !!
سندس بسرعه وهي تشيل شوي من الكياس اللي عالطاوله وتركض صوب سيارة زيد : سوووري
زيد بتأفُف وهو يعدل نظارته الشمسيه ويدخّل اللي بيده ويتفقد الكل : وينه عيسووه بعد
رنين بجواب مختصر : دخل يجيب له كياس اندوومي عشان لا يموت بهالثلاث أيام
زيد بتنهيده طويله وهو يسكْر الصندووق ويعدل ياقة جاكيته السبورت : المهم يالله انتوا اركبوا قبل لا تنزل امي وتهاوشنا
قامت رنين من جلستها ودخلت هي وسندس بالمرتبه الاخيره ولحقتهم الشغاله بعد دقايق . .


بهاللحظات جت ام زيد مع عيسى من السيب اللي عاليمين والواضح انها كالعاده قاعده تهاوش عيسى !
ام زيد ترفع عبايتها الراس بعد ما فتحت باب المرتبه الثانيه : وين سندسووه ؟
سندس تبلع ريقها بعد ما ناظرت إشارات عيسى وكأنها عرفت السالفه : نعم يما
ام زيد بصوت عالي وهي تتسنْد على يد عيسى اللي كان يساعدها عشان تركب الهمر العالي عليها : وش سالفة طراطيعك مين سمح لك تجيبينهم ؛ يعني كم مره لازم اقولك لا تخبصين من وراي !!
سندس تعقِد حواجبها بعد ما تورطت :أووه صح والله نسيت اقولك
ام زيد تاخذ نفس بعد ما ركبت وعدّلت جلستها : الا خايفه تقولين " وبنبره لوم " يعني لو يصير بعيالهم شي وش بتسوين , ما تدرين ان عندهم بزارين ؟
سندس بتنهيده وهي تبرر بضُعف : والله ما جاب لي عيسى شي خطير ؛ بس أعواد عين الشمس والباقي اشياء عاديه " وبتأكيد " تبين تشوفينهم ؟
عيسي بإبتسامه وهو يقاطع سندس ويركب جنب أمه ويهديها : الوآلده , عادي وشفيك مكبره السالفه وبعدين قلتيها بزارين يعني وش بيخليهم يلعبون مع سندس واللي بعمرها
ام زيد تقلب عيونها وتناظر بعيون زيد اللي كان يضبط المرايه الأماميه ويسكر بابه عشان يشغل السياره : اي طبعاً انا اللي أكبر السالفه وانتوا استانسوا ؛ لأن محد غيري انا وابوك بنبتلش بعيال الناس !!
زيد بإستطراد وهو يقطع هالحوار بصوت محرّك سيارته العالي : يالله يما وين ابوي ؟
ام زيد بتنهيده وهي تتكتّف بطنقره : ايه, قاعد يقفّل البيت يقول انت طلّع السياره وهو بعد ما يقفل باب الشارع يجي يركب
زيد وهو ياخذ نفس ويفتح الكراج : اوكِ .





‘,





11 الصباح | بسيارة مشاري



آيه بجديّه وهي تدف كتف عذاري اللي لاصق فيها للمره الثانيه : زحّفي
عذاري تتأفف بنفاذ صبر : شفيك انتي تراني مزحفه ؛ مشكلتك اذا انتي سمينه !
الجازي تلف على المرتبه وتقول بتنهيده : خلاص بنات لا تسووّن مشاكل عالفاضي
مشاري يركز على سيارة ابو سما اللي كان يمشي وراها : ترى اذا ضيعناهم ماعندي مانع نرجع للبيت
عذاري تمسك اعصابها عشان لا تخرّب مزاجها اللي عاجبها : افف طيب ها زحّفت إرتحتي !


تنهدت بشويش وانا اناظرها تنزل عيونها على جوالها وتنغمس بمحادثة صديقاتها بعد ما زحّفت على قولتها
قلت بقلبي وانا ابتسم : انا وش خلاني ما أجلس بالوسطط هالمره . .
" التفتت على الشباك بعشوائيه وانا اشرب من كاس القهوه الاحمر اللي بيدي وأكمل " بس لحظه الغلط مو مني ؛ آيه اللي مدري وش فيه مزاجها اليوم !
" وأخذت نفس عادي وانا احط يدي اليسرى على حِنكي وأتركى عليها " افف اقول انا وش دخلني فيهم كأني ناقصه يعني
بهاللحظات قاطعني تعليق عذاري اللي مدحت ريحة الحلويات اللي مسويتها الجازي للمره الثالثه !
مأ ألومها تجنن حلوياتها صراحه . .
مررت نظَري عالكل وانا اتأمل حركاتهم المستمره بما أن ماعندي شي اسويه غير اني اشرب القهوه خصوصاً ان يوسف نايم
شفت مشاري عاقد حواجبه وهو يركز عالسياقه وياخذ قارورة المويه من يد الجازي اللي تعطيها إياه بحذر عشان لا تصحِّي متعب النايم على صدرها
وآيه من نظرتها الشاحبه واضح إن مزاجها مازال متعكر للحين من أول ما طلعنا !
أمّا عذاري للآن روحها عاليه ومن سرعة كتابتها عرفت إنها قاعده تعلم كل لستتها إننا رايحين للبر . .
ظليت اناظرهم . . الى ان تعمّقت بهالنظره اللى بدت تاخذني ليوم بعيد جداً مشابهه لهالتعابير اللي بوجوههم و لهالاجواء الصحرويه اللي كسَت الطريق بعد ما بدينا ندخل فيه !
إيه , مافي غير ذاك اليوم المناسب لهالإحساس , وبشكل غريب صرت مو قادره اتهرب منه . .


اتذكر اني جلست نفس هالجلسه لمّا سافرنا للشرقيه عند جدتي زلفى بعد ما تزوّج ابوي
على ما اتذكر كان سبب روحتنا هو تغيير للأجواء الكئيبه اللي تونا ما تعوّدنا عليها
" وبإبتسامه جانبيه " يحليله متعب كان طول الطريق يزعجنا بصياحه المسْتمر عكس هدوئه الحين وهو نايم , خصوصاً إنه كان داخل السنه الثالثه وصاجنا إنه يعرف يطقطق بالحكي وتفوق على عذاري بالقرقره
" وبسخريه " تهه أمّا انا كنت عكسه انسانه ميته بكل ما تعنيه الكلمه بحكم إني لسى ما استوعبت صدمه زواج أبوي ومرض امي اللي كانوا مسيطرين على عقلي ذاك الوقت
مهمله , سخيفه , متكائبه , وأي صفه بشعه ما كنت اتوقعها تكون فيني قبل لا تجينا هالمصايب !


اممم وطبعاً كنت طول الطريق ساكته بحكم اني محبوسه بذيك الشخصيه , واصلاً ما كنت متحمسه لفكرة تغيير الجو لأن علاقتي مع جدتي مو ذاك الزود لأنها مستحيل تحب أحد زي عذاري
" وبإستطراد ساخِر " يمكن عشان تشبهها بالشخصيه ؟!
المهم ووصلنا للشرقيه بعد ساعات من السفر الطويل والممل , كنّا مخططين نجلس اسبوعين نقضّيها فرفرة ببيوت عماني وخوالي اللي ما نشوفهم كثير , لأن ابوي أنتقل للرياض لحاله اول ما تزوج امي عشان شغله . .
كانت الايام تمشي بشكل مُمل وبطيئ وروتيني بحت بقوه , وكما هو متوقع محد غيّر جوو او أخذ جرعة تفاؤل ولو بسيطه ؛ كل وقتنا سوالف مع البنات اللي بسِننا وزوارات يوميه معتاده تذكرنا بزواراتنا اللي كنّا نزورها مع امي وابوي لمّا نجي لجدتي بالعطل الصيفيه والذكريات اللي تمشي بدمنا تغثنا أكثر وأكثر
" وبلعت ريقي وانا اتذكر أهم شي " الا بذاك اليوم !


زارتنا ام معاذ صديقة جدتي اللي جايه من الرياض عشان تحضر زواج قريبتها على أساس تسلم وكذا
بذاك الوقت كنّا بآخر ايام الاسبوع الثاني وما شاغلنا الا شناطنا اللي كنّا نجهزها ونحشر فيها مشترياتنا الكثيره عشان الرجعه
عاد يوم سمعنا انا وخواتي إنها بتزور مشينا حالنا بلبسنا المعتاد اللي جايبينه للزوارات وقدمنا لها الضيافه وجلسنا شوي بالمقلط بعدين طلعنا
تهه للحين اتذكر عذاري اللي كانت تتريق على صوت ام معاذ الثقيل شوي والجازي اللي عطتها محاظره عن حكم الحش . .



" وبنَفس عميق " لكن للأسف ما ظلينا كذا طويل لأن الكل تخربطت حساباته باليوم الثاني وشخصياً حساباتي !!


" أم معاذ امس جت تشوفكم ؛ واليوم اتصلت تقول تبي هَتون لولدها الصغير "
هذا اللي قالته جدتي بإسلوبها العادي !
مستحيل أنسى بذيك اللحظه وجه عذاري الضاحك اللي كانت جالسه جنبي بالمجلس البني ؛ أو الجازي اللي دفّتها عشان تسكت
آيه اللي ملامحها كانت شاحبه زي الحين , ومشاري اللي رسم ابتسامه خفيفه وتفائَل بشكل غريب ؟!
حسيت لحظتها ان كلهم صاروا بكفّه وانا لحالي بكفّه
" تمزح ؟ لالا أكيد جدتي تمزح "
هذي كانت أول الكلمات اللي برمجتها أفكاري
وماتوقعت أن اول احساس بحسّه هو اني بصير بعيده عنهم رغم إن بسم الله ماصار شي !
اذكر اني وقفت بعدها ورمشت بخجل جاف وصعدت للغرفه اللي كنت أنام فيها
ظليت أدور برجفه . . كل شي خوّفني ؛ جلست عالسرير اتلمس قلبي اللي تصلّبت دقاته وكأنه اول مره يدق بهالجديه
بعدها قمت وانا ابلع ريقي واناظر بالمرايه


لحظتها استرجعت الايام اللي فاتت وتذكرت ان كل شي كنت أتوقعه يصير بهالسَفره صار , كل شي كل شي ؛ بس ليش جا هالشي !!
أو بالتحديد ليش جا بهالوقت ؟
" وبلعت ريقي " لا مو هذي هي النقطه المهمه , الاهم ان ليش حسيت بعد ما قررنا نطوّل السفره عشان افكر إنه هالشي جا بوقته وقررت بسرعه اطلع من دوامة هالحياه الميته !
ليش ما سمعت كلام آيه اللي قالت لي ما استعجل وإني صغيره ؟
أو عذاري اللي اربع وعشرين ساعه تضحك عليّ ومو مصدقه اللي سمعته ؟
ليش ليش ليش , ليش تزوجتني وخليتني أجيب ولدك بعدين ترووح !!!
ليش ؟!



رجفت بهاللحظات بعد ما حسيت ببرودة دمعتي اللي تثلّجت على خدي
لفْيت وجهي بسرعه لجهة الشباك وانا أرجف بشويش وابلع ريقي وأسب نفسي مليون مره على هالذكره اللي سمحت لها تخربط كياني بهالشكل
المفروض إني ما اوصل لهالمرحله , المفروض اني اقطع تسلسُل هالذِكرى من أول ما جتني
ليش تجاهلت أصوات اللي جنبي وفضّلت اني اسمع صوته هَو بسس ؛ ليش ليش ليش !!
قلت بقلبي وانا اتنفْس بقهر وأعصر أصابعي بقبضتي : لا , مستحيل أخلي طيفك يهدم اللي قاعده أبنيه
سامعني يا معاذ ؟ مستحيل أخليك تشتت إنتباهي عن ولدي اللي قررت اصبر عشانه
مستحيل , مستحيل .




ونتوقَف هنا
سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }



اتمنى البارت حاز على رضاكم
وياليت تخبروني بكل شفافيه اذا كان عندي أخطاء من أي ناحيه عشان أتجنبها
وكمان ودّي من جد اشوف ردود المتابعين اللي يكتفون بالايكات والمشاهده من خلف الستار لأني احتاج دعمكم من قلب
وان شاء الله أكون عند حسن ظنكم

لنا لقاء

الأحد
بإذن الله

استودعكم الله .




اسطورة ! 24-07-12 04:56 AM


-
بارت 11

-







يوم السبت
2 الا ثلث الظهر | الاستراحه
عند باب الشارع



سكْر زيد صندوق همره الابيض بتعَب بعد ما نزّل كل الكياس والحَموله العظيمه اللي جايبينها أهله وحطْهم على رصيف الاستراحه
عيسى يشمّر ذراعاته وهو جاي من داخل مع الشغاله : ها نزّلت كل شي ؟
زيد بتنهيده طويله وهو يرفَع راسه للسما ويسكر عيونه بشكل جُزئي بسبب الغيم اللي مغطي الشمس ومصفّي الجو شوي : اي يالله ندخله
حط عيسى يده على الكياس وبدا ينقلها للحوش تحت نظرات رنين وسندس اللي كانوا جالسين على كراسي الحوش الواسع المغطى كامل بالعشب ولسى ما فصخوا عباياتهم . .


عيسى يرفع فمّه بإشمئزاز بعد ما لاحظ إنهم ساحبين عالاغراض اللي تكدّسوا فوق بعض بعد ما دخلهم هو وزيد والشغاله وحطوهم عالعشب : وش تناظرون تعالوا دخلوا اشيائكم !
رنين وهي مشغوله تصوّر بكاميرتها كل ناحيه من الاستراحه : طيب شفيك مستعجل
سندس وهي تطقطق بالبي بي وتناظر رنين بتأفف : يالله بسرعه وريني الصور ابغى اصور وحده وأحطها
رنين تتنهد وتكمْل تصويرها : اصبري انتي الثانيه خليني ألقى زاويه حلوه
قلّب عيسى عيونه وقال بصوت شبه عالي وهو يرفس الكيسه الزرقا اللي قدامه : هييه انا أكلمكم !!
زيد بهدوء وهو يدخل وينزّل الاغراض اللي ناقلهم بتنهيده : ترى مالي خلقكم انتي وياها يالله قوموا شيلوا أغراضكم الشغاله ماراح تعرف وين تحطهم ؛ وبسرعه قبل لا يجون الناس
سندس تقطب حواجبها وترفع عيونها وتناظر بزيد : اف اف طيب بشيييلهم والله العظيم ؛ شفيكم صايرين حنّه !
زفَر زيد نفَسه بصعوبه وتحسس رقبته بيده ومشى صوب الباب الداخلي



* جناح الرجال , بالمطبخ *
- موقع الجناح يسار باب الشارع , عباره عن غرفتين ومجلس زجاجي واسع مع حمام , ويطلّعهم لبرا باب واحد بالمجلس اللي يطل عـ للحديقه على طول والجناح كَكُل مشترك مع جناح الحريم اللي نفس التقسيمه بباب للمطبخ -



ام زيد وهي تفتح باب المطبخ اللي من صوب جناح الحريم : ها خلصتوا ؟
زيد يحط كاس المويه على رفْ المغسله الكحلي بعد ما شرب : يالله شوي . .
ام زيد بتساؤل وهي تلف عبايتها وتحطها جنب الثلاجه وتغسل يدينها : وشفيه عيسى يصارخ ؟
زيد بإبتسامه وهو يميّل بوقفته عشان يناظره من الشباك الواسع اللي قدامه : قاعد يهاوش بناتك ؛ مو راضين يدخلون أغراضهم ومصرين ينتظرون خالتي وعيال جيرانهم برا !
ام زيد تتأفف وتنشف يدينها بالمناديل : الله يصبرني إذا هذي بدايتها
ابتسم زيد ابتسامه خفيفه والتفتت بعدها وهو يمشي صوب المجلس الزجاجي اللي كان أبوه جالس فيه . .
أشّر له ابوه بهاللحظات إشاره معناها " برا " بعد ما شافه يطلّع باكيت الزقاير من جيب جاكيته السبورت
استسلم زيد لعادة أبوه اللي ما تضايقه وكمّل مشيّه وطلع من المجلس الزجاجي وأتجه طوآلي لباب صغير بزاوية السور يطلّع للشارع , وعلى نفس امتداد الباب الرئيسي اللي يدخلون منه
بعدها جلس على العتبه براحه وطلّع الزقاره وولّعها
قال بعتاب وهو يناظر فيها : كلّه منك دايم مطرود !
تنهد بشويش وإلتفت يمينه بعشوائيه وناظر بعيسى اللي كان شاق الكشرة بعد ما انتصر على خواته وخلّاهم يشيلون الاغراض . .
قال بسُخريه وهو يهمس لنفسه : والله وعرف لهم ؛ صدق من قال اللي ما يعرف الصقر يشويه
بعدها تركّى على الباب الحديد اللي وراه وبدا يتأمل السما اللي تزاحَمت عليها الغيوم
" غيوم غيوم غيوم غيوم "
سرَح لمده مو طويله وهو يشكّل بالغيوم ويناظر الصور اللي استنتجها من خياله , والزقاره تتقلّص بيده وما رشف منها الا أول ثلاث رشفات ونساها . .
- يااااااااااااااااي كيوووت !!


باللحظه فجّر طبلة أذانه وكِسر صمته وسرحانه صوت سندس اللي غطْت وجهها بطرحتها وتركت نقل اغراضها لداخل وراحت تستقبل البنات اللي وصلوا
إلتفت زيد عليهم ولمح الكل قاعد يدخل من الباب الرئيسي دُفعات
" خالتي , زوج خالتي , وأكيد الطويله سما ؛ آآه واللي لابسه عبايه عالراس وشايله البيبي هَتون , والثانيه اللي وقفت جنب سندس أكيد آيه واللي تسلم على رنين أختهم الثالثه اللي نسيت اسمها "
ابتسم على تحليلاته السريعه وهو يتأمل الكل
بهاللحظات لوّح له محمد ولد خالته ام سما اللي توّه دخل مع زوجته وتبَعه مشاري والجازي ومتعب فبادله التلويحه وأشّر له انه بيقابله داخل بعد ما يخلّص زقارته
عيسى وهو يطلع من المجلس الزجاجي ويجي صوب زيد بعد ما التفت على أصوات اللي جو : يخخخ شف اللي ما يستحن كياسهم بالارض ؛ رحت اغسل يدي قلت ارجع ألقاهم دخلوها كلها !
زيد بإبتسامه جانبيه وهو يناظر عيسى اللي جلس جنبه براحه : عاد تو كنت اقول انك صقر
عيسى ما فهم : وش صقره ؟!
زيد بتنهيده وهو يتذكر المَثَل اللي قاله ويقارنه بدلاخة اخوه : خخخ ولا شي
عيسى يعدي الموضوع : المهم امش بس ندخل نجلس مع الرجال
زيد يرشِف من زقارته اللي قربت تنتهي ويناظر بالبنات اللي قاعدين يتناوبون يوسف بالشيل ويمشون لمدخل المجلس : اخلصها وأجي . .
عيسى يناظر البنات بنظره لعّابه : تخلص من وش الزقاره والا القزّ ؟
زيد بضحكه جانبيه : وش قزّه ؛ كنت قاعد اتذكر شي
عيسى بشغَب : وش تذكرت علّمني يمكن اتذكر معاك !
زيد يجاريه بسلاسه : ياللقافه . .
عيسى شق الكشره : ههه لا أمانه وش ؟
زيد بعفويه : اممم طيب شغّل ذاكرتك معاي , شفت ذيك القصيره ام الولد الصغير
عيسى بتركيز بعد ما حس انه الموضوع جد : اي وش فيها ؟
زيد بإبتسامه بسيطه وهو يتذكر : تذكر يوم ناديتني بإستقبال محمد ؛ كنت قاعد اشيل مصاصة ولدها اللي طاحت وعطيتها إياه
عيسى يرمش بعدم استيعاب : اها " وبمنطقيه " بس وش الشي المميز اللي خلاك تغوص بخيالك لهالدرجه الدقيقه وتتذكرها
إلتفت عليه زيد بعد ما دخلوا البنات وناظره نظره طويله و سهَى بدون شعور وهو يتذكْر كل شي بخصوص هَتون !
- هييه ألوو
رمش زيد بشويش بعد ما صحى من تفكيره ورمى الزقاره وقال : آآه خلاص ولا شي انسى


عيسى بفضول وهو يحاول يفسّر نظرات اخوه اللي تراجع عنها : وش اللي خلاص ؛ عيونك قاعده تقول انه فيه شي ثاني اذا ما أخطيت !
زيد يرفع فمّه بإزدراء : وش عيونه على كيفك انت تحلل
عيسى يخزّه بتفكير عميق : يا حبيبي خبز ايدي أعرفك قبل لا تتكلم ؛ قول بس قول
زيد يقلّب عيونه ويناظر السما : اقولك مافي شي
عيسى شك بالموضوع شوي : تراك قاعد تخليني أفسر غلط ؛ يعني تبيني اصدق انك من هنا والطريق بتتذكر البنت وولدها !
زيد يناظره بتفحُص ويفكر هل يقدر يقول له اللي صار والا بتكون السالفه ضده : أجل وقّف تفسير
عيسى بقق عيونه : يعني بتقول ؟!
زيد كأنه لان شوي بعد تفكير سريع : بقول بس بشروطي
عيسى بمنتهى الشفاحه : يعني فيه شي !!!
زيد بمصداقيه وهو يتنهد : اففف أولاً بينا ما يطلع , لأن مالي خلق يعرفون خواتك ويعلمون البنت وتتحسس
عيسى وسّع عيونه بحماس : من عيوني والله خلاص ما أعلم قول
زيد ياخذ نفس عميق : ياخوفي بس منك " وبإسترسال " سلمك الله ذي لمّا احترق بيتها كنت انا مع فرق الانقاذ وطلعتها من الحريق
عيسى بإستغراب : بس كذا على بالي عندك سالفه ؛ طيب شلون عرفت إنها هي ؟!
زيد بجواب سريع وهو يتذكر صورتها ويتذكر يوم شافها بالاستقبال : بولدها يالغبي
عيسى بمنطقيه وهو يشبّك المواضيع : آآ صح
زيد بتأكيد وهو يناظره بجديه : بس هاا أمانه لا يطلع , البنت زوجها ميّت وعندها مشاكل وسندس مو مره مع اختها ؛ وانت أدرى بسوالف البنات اخاف اذا تهاوشوا راحت ذكّرتها
عيسى بجديه : لا خير انا وش دخلني فيها " وبإبتسامه لطيفه " بس سؤال صغنطوط هي عرفتك ؟
زيد وهو يوقف بتنهيده ويناظر محمد اللي طلع من المجلس بعد ما سلم على ابوه ومِقبل عليهم : لا ما عرفتني , خلاص اوص سكر الموضوع جا محمد
هزّ عيسى راسه بإيه ووقف هو الثاني عشان يسلّم على محمد اللي وصل لهم .





‘,





اليوم التالي
الاحد
3 ونص العصر | الحديقه
قدام باب مجلس الحريم الزجاجي



عيسى بهمس وهو يترجْى سندس للمره المليون : تكفيين تكفيين عطيني , اليوم بنخيم مع اصدقاء ابوي والله ارجعهم لك
سندس بعناد وهي تقلّب عيونها : ومن وين بترجعهم ؛ كم مره لازم اقولك مافيه عشان تستوعب , شايفني بنك !
عيسى مُصر : الله يوفقك بس هالمره تكفيين مامعاي ولا ريال فشله اروح للناس كذا
سندس تعطيه ظهرها وتمشي : مو شغلي مخلفتك وناسيتك
عيسى يلحق وراها ويمسكها من عضدها ويوقفها : الله يعافيك والله أخاف اقول لأبوي يفشلني عند الناس وأمي مستحيل تعطيني
سندس بسُخريه وهي تذلّه وتبعّد يدها عنه وتكمل مشيها وتفتح باب المجلس الزجاجي وتدخل : تهه اجل استح على وجهك واشتغل . .


ناظرها عيسى بكِره وهي تسكر الباب وتمشي بالمجلس الفاضي بميلان ووتجه صوب الغرفه اللي جالسين فيها البنات
عيسى وهو يرفع شفّته بقهر : استغفر الله وش فيها صايره كذا " ومشى بعصبيه ناحية مجلس الرجال " الشرهه عليّ والله لأوريها على بالها بنذل عندها كل مره



* بالغرفه اللي ينامون فيها البنات – بإستثناء الجازي و زوجة محمد اللي ناموا بالغرفه الثانيه مع الحريم - *



كانت المراتب والبطانيات والمخدات الملونه والمزركشه بأشكال تفتح النفس متنثره على كل زاويه بالغرفه
وكل وحده من البنات مسويه لنفسها ركن خاص للنوم والجلسه والاكل ؛ أمّا المساحه اللي بالوسط معبيتها طاوله أرضيه بنيه خشب متناثره عليها الأجهزه وبعض الحلويات وقوارير المويه وبقايا سهرة البارح !


سندس تعدّل المخده اللي ورى ظهرها وتجلس بعد ما دخلت : افف غثّني
سما بإستفهام وهي متمدده على مرتبتها اللي يمين مرتبة سندس : وش يبي ؟
سندس تمرر نظرها على كل اللي بالغرفه : يطر فلوس على باله فاتحه جمعيه خيريه
رنين وهي تعدل ضمّتها لـ مخدتها اللي على شكل توستَه : يعني وش يبي يشتري فيهم بهالبر ؛ تراب مثلاً ؟
سندس تتنهد : مو الليله بيمشون لمخيم اصدقاء ابوي ؛ فأكيد بيمرون عالمحلات اللي عالشوارع
عذاري بإبتسامه وهي تترك جوالها وتناظر رنين اللي جنبها : تتكلمون عن ابو السياره الزهريه ؟
رنين بإبتسامه بسيطه : يب
آيه بإقتراح عفوي وهي للآن دافنه نفسها ببطانيتها السماويه وطبعاً معتكفه جنب الدفايه الوحيده اللي بالغرفه : يعني للحين ما تعيّن ؟!
سندس بملامح مُتهالِكه من هالطاري : لاااء وشكله ماراح يتعيّن أبد , كل يوم طالع داخل ينقاله رايح يقدم او إنه قد قابل صديقه الفلاني اللي لقى له وظيفه وما عجبته بالشركه الفلانيه . . وكل يوم على هالحال


سما بمداخله بارده : يوه وانتي وش دخلك فيه , حبيبتي لو هو يبي الشغله صدق كان جابها
سندس تتبيكى : انا وامي ملينا منه اربع وعشرين ساعه يبي فلوس بس ما يبي شغل
رنين بمزح : انا قايله من زمان ذا ما يصلح له الا حارس أمن بكارفور
سما بضحكه وهي تتخيل شكله : هههههههههه جبتيها والله يصلح ؛ ضعيف وفاهي
قلت بمداخله بسيطه وانا أحط الآب توب يميني وأجلّس يوسف قدامه عشان يلتهي بحلقات توم وجيري اللي محملتهم له بالكونيكت : يالظالمين تاكسي أصرف له على الاقل يغيّر جو مع الأوادم اللي بيوصلهم مو بس اربع وعشرين ساعه ملطوع وما يتحرك !
سندس بتنهيده : والله مدري عنه الله يفكني منه وبس . .
عذاري بهمهمه وهي تستطرد : رنين هاتي الكام ابغى صور من اللي صورتيهم
رنين تميّل جسمها عاليسار وتمسك شنطتها الصفرا الساده وتطلّع الكاميرا : هاك
وجلسوا يتهامسون بكل صوره يشوفونها . . .


سما بصوت هادي وهي تناظر سندس اللي يسارها : غريبه ما أخذتها امها بهالعطله !
سندس بنفس هداوة الصوت : مدري بس امي تقول ان ابوي شكله مكلم جدتها وقايل لهم إنه بيوديها عندهم من بداية العطله الصيفيه
آيه بإستفهام : هي بالعاده تروح بس رمضان والعطل القصيره مو ؟
سندس بتأكيد وهي تنقل نظرها بجوالها : يب
أنا بعفويه : يحليلها الحين كم صار لها سنه وهي هنا ؟
سما بإبتسامه : 6 سنوات
سندس بتعليق لطيف وهي ترفع راسها وتناظر دائرتهم اللي مسوينها : تتذكرون أول مره يوم قلت لكم ان ابوي غصبني أجيبها معاي لبيت سما عشان تتعرف عليكم انتو وعذاري ؟!
آيه بضحكه عاليه لا شعورياً : هههههههههه يوه يا ذاك اليوم
سما وسندس مع بعض وهم يهدونها : اششششش !
عذاري تناظرهم بخبث : هييه وش قاعدين تحشون ؟
سما بجواب مسكّت : وش تبين سوالف كبار
نزّلت عذاري عيونها بدون اهتمام وكمّلت الصور مع رنين . . .


الجازي بإبتسامه وهي تفتح الباب وتقاطعهم : بنات ترى بنروح للمجلس منتوا جايين ؟
سندس بإستجابه سريعه وهي تناظر البنات : الا أكيد
عذاري بعيون متعطشه وهي ترفع نظرها من الكام : باقي من حلاك والا لا ؟
الجازي بعفويه وهي تمشي : باقي بس ينتظرك تجين تاكلينه
عذاري وهي تترك الكام وتشد رنين : أجل يالله هذانا
ابتسمت على شكل عذاري وهي تمطط بيد رنين اللي بغت تنخلع , وعاد لما شفت البنات بدوا يقومون رحت لعند يوسف اللي كان مسكر فمْه الصغير ببرائه وخدوده المنتفخه متورده وعيونه متوسعه ومنسجمه مع الاب توب شلته بتمهيد ودلع وانا احاول ما أخليه يزعل بمقاطعتي لإندماجه مع توم وجيري !



* بعد 3 دقايق , عند باب السيب اللي يدخّل للمجلس الزجاجي *



كنّا واقفين بملل وللحين ما لقينا فرصه تخلي أي وحده منا تروح تسكر ستاير المجلس اللي يطل مباشره على باب الشارع بعد ما تسلطوا الرجال وبدوا ينقلون أغراض تخييمهم الحين !
عذاري وهي تتربع عالارض وتمد بوزها بتعب : وااه ياربييه حتى الشغالات أخذوهم يعني لمتى بننتظر ؟
رنين وهي تتكتْف وتناظر عذاري : يالله شوي بس هذا هي سندس قاعده تكلم ابوي
آيه بسرحان وهي تناظر الرجال من تطريفة الباب اللي كانت جنبه : عاد شكل أغراضهم مو كثيره كل ما مر واحد شال معاه كيسه وحده بس
سندس بإبتسامه وهي تسكر جوالها : يالله الحين بيرسلون شغاله تسكر الستاير
سما بمداخله : يعني اروح انادي امي والحريم ؟
سندس : يب
عذاري وهي تقوم بحماس وتتمطط : وانا بعد بروح معاك اشيل الحلويات
رنين بضحكه : لا حول ولا قوة الا بالله
انا بتعليق : اقص ايدي لو ما أكلت نصها بالطريق
رنين بإبتسامه وهي تلف وجهها ناحية آيه اللي للحين منسجمه : ههه من جد


تأوّه يوسف بهاللحظات فانشغلت معه شوي وبديت أهديه
أما سندس بعّدت عيونها عن جوالها وقالت إنها بتروح للحمام
وآيه على حالها تناظر بالرجال من الفتحه ورنين وراها متكتفه وساهيه بإنتظار !
آيه بقلبها وهي ترمش بشويش : مدري ليش يضيق خلقي اذا ناظرته هو وأخوه ؛ مع اني من بعد ما عرفت إن لذه رفضته انبسط بالتفكير فيه كثير
" وبتنهيده بسيطه " احس اني متلخبطه من أول ما وصلنا , واللي مدوخني زياده انه قريب وخواته وأمه حولي
" وقطبت حواجبها بحزم " اففف وراني ما أتوب ؛ مليون مره أحذر نفسي من هالتفكير اللي يمكن ما يتحقق ويصدمني " وبضيقه فضيعه " آااه لو اني ارجع زي اول وافتك
" وبإستطراد ضعيف " بس خليني الحين مع هالواقع اللي مدري وش الاسلوب اللي لازم اتعامل فيه مع خواته وامه ؛ يعني أحس لو . . .



بهاللحظة قاطع فِكرها ووقف الوقت كله شهقتها البسيطه اللي شهقتها من غير شعور تماماً لما شافت زيد يعثر فجأه ويطيح على عيسى اللي كان قدامه !!
بلعت ريقها بسرعه وإلتفتت وراها برعب مو صاحي وهي خايفه ان أحد انتبه لها
شافت بعيونها المترجفه رنين الـمنسجمه مع خواتمها وهَتون اللي للحين تهدي يوسف
رجفت شفاتها لا شعورياً وهي ما تدري هل حسّوا فيها او لا ؟
قاطع هالجو المتوتر بهالثانيه اصوات الحريم اللي جو
رنين بهدوء وهي تناظر آيه اللي اصفرّت : وشفيك يالله ؟
آيه بفهاوه بعد ما حسّت على نفسها : وش !
رنين تناظر الباب : يالله بنروح للمجلس دخلت الشغاله وسكرت الستاير ما شفتيها ؟
آيه بلعثمه وهي تبلع ريقها بصعوبه تامه و تحاول تخفي رجفة يدها اللي رفعتها عشان تفتح الباب : الا ايه . . يالله .





‘,





9 وربع العشا | بجمس مشاري
* كل الرجال راحوا فيه بما إنه اكبر سياره *



أبو سما بنحنحه وهو يعدل كرسيّه ويرجعه لورى : الحين رِح يمين
مشاري بتركيز وهو يناظر الطريق : اوكِ
محمد وهو جالس ورى كرسي أبوه : يبا عصرتني الله يسلمك
ابو سما يقدم كرسيّه ويلتفت على ولده : أوه نسيتك . . طيب كذا زين ؟
محمد بإبتسامة راحه : اي خلاص
مشاري بمداخله وهو يناظر ابو سما اللي جنبه : الحين سيدا ؟
ابو سما : اي خلك طوالي لين ما يجيك حرف t بعدين خذ يسار


بهاللحظات نغز عيسى محمد اللي كان يمينه وقال بهمس وهو يناظره : تعال وش صار عالتطعيس زبطت مع الشباب ؟
محمد بهمس وهو يتأفف : اي بس اسكت لا تفضحنا
أبو زيد يناظر ولده بشَك بعد ما انتبه لوشوشته مع ولد خالته : وش فيه ؟
عيسى شق الكشره وناظر أبوه اللي جالس جنبه وبدا يصرف : آآآ قاعد اقوله اني اخذت الطراطيع والبنات ما يدرون عشان ما يتعورون الصغار
ابو زيد بتنهيده : اها . .


سكت الكل بعد لحظات وما عاد فيه غير صوت ابو سما اللي كان يوصف المخيم لمشاري . .
كان زيد طول الطريق مثل الصنم اللي مستحيل يتحرك بسبب متعب اللي جالس معاه بالمرتبه الاخيره ونام على كتفه فجأه
أما عيسى ومحمد اللي كانوا قدامه مازالوا يسولفون سوالف بصوت هادي عشان ابوه اللي جنبهم ما يسمع خططهم الغير مسموحه !


ابو سما بشويش وهو يقطب عيونه : لحظة يا مشاري هدي شوي
مشاري وهو يركْز باللي قدامه : طيب . .
ابو زيد يحاول يناظر : شصار ؟
ابو سما وهو يلتفت عليه ويتأفف : شِف اللي جانا
مشاري بتويتُر وهو يوقِف السياره تماما : وش نسوي ؟
عيسى بإستفهام وهو يحرك جسمه لقدام : خنشوف خنشوف
بهاللحظات انشدت عيون الباقين لقدام وظلت علامات الاستفهام مطروحه على اللي قاعدين يشوفونه .





‘,





10 الا ربع | بالاستراحه



دخلوا البنات بضحكاتهم المتفاوتة العلو من باب المجلس الزجاجي بعد ما كانوا يراكضون بالحديقه ويلعبون بالطراطيع من بعد ما راحوا الرجال وأخذوا راحتهم اللي يتمنونها على أتم وجه
سندس بنفَس سريع وهي ترمي نفسها على أقرب كنبه يسارها : واااه واااه . . قلبي بيطلع من مكانه
عذاري تضرب اسنانها مع بعض وتناقز وهي واقفه : انا بموت بررررد
رنين وهي تشيل جزمتها بيدينها وتروح لداخل : وش ذا مستحيل اجلس هنا بتجمممد !!
سما توقفها بإستفهام : تعالي والفيلم ماراح تشوفينه ؟
رنين تروح صوب الحمام وتجاوبها قبل لا تدخل : الا بس لازم اجهز نفسي لهالصقييع
آيه تسكْر جاكيتها بإبتسامه وتجلس جنب سندس : عاد هذا وحنّا نراكض صار لنا ساعه
سما بفكره جهنميه وهي تناظر يوسف اللي كان لابس فروته الصغيره اللي من مشاري : تعالوا ودكم نروح نشيّك على فروات الرجال ؟
سندس تضم شفاتها ببروده : هبله انتي , اكيد اخذوها
سما وهي تبوّز وتناظرني وانا اسكر الستاير : صح " وبتعقيب " كأنه بينفع اذا سكرتيهم
انا برجفه : على الاقل أدفى نفسياً
آيه بإبتسامه وهي تقوم : دامكم بتطولون هِنا انا بروح اجيب الدفايه
سندس بضحكه : كأنها بتنفعنا عاد , محد بيتدفى غيرك
آيه بتعليق وهي تلتفت عليها : هههه حرام عليك مو لهالدرجه انا انانيه
سندس تغمز لها بتحدي : نشووف . .


بهاللحظات تأوّه يوسف وبدا يبكي !
قلت بتوتُر وانا اعدل فروته : يووه مو وقته
عذاري تسكْر اذونها وتروح صوب المطبخ : انا انسحب , بروح اجهز الحلويات والبوب كورن عشان الفيلم
سما وهي تروح لداخل : وانا بعد بروح البس لي شي ثقيل " وناظرتني " وانتي لا تسكتينه خليه يبكي لين يقول بس لأني مستحيل اخليه يبكي واحنا نناظر الفيلم
انا بحيره : اتوقع انه ماراح يناظر معنا لأن وقت نومه فات وبعدين تعب كثير من كثر ما خوّفناه بالطراطيع
سندس بتعليق وهي تناظره وتعلق على صوته اللي بدا يرتفع : ياملحي ؛ هذا وبعد عيسوه الشين ماخذ نصهم اجل لو مخليهم كلهم وش بيصير فيه
انا بإحراج بسيط من صوته اللي صار مزعج بقوه والمجلس اللي فضى بدا يعلّيه بصداه أكثر : ههه , بما ان الوضع تأزم بروح للغرفه اشوف وشفيه وأنومه ؛ واذا شغلتوا الفيلم نادوني
سندس بإبتسامه لطيفه : اوكِ .




.




* بعد ربع ساعه *



عذاري وهي جالسه على الكنبه وتاكل بالبوب كورن اللي سوّوه بالمايكروويف وتناظر التليفزيون اللي مو راضي يشغّل الفيلم بالديفيدي اللي جايبينه : يعني وبعدين ماصارت !
سما بتأفُف وهي منزعجه من التحلطم اللي ملّت وهي تمسعه لكنها مازالت مصرّه تزبطه : انتوا اسكتوا وهو يصير ان شاء الله
سندس وهي جايه من المطبخ وقاعده تعدّل شالها الزهري : ها شصار ؟
رنين تحط راسها على كتف عذاري وتعدل لحافها المخطط وتتأفف : على ما هو
سما تلطف الجو بمزح : انتي اللي وش صار مع خليفووه شقالك لما اتصل
سندس بضحكه وهي تقلّب عيونها وتجلس جنب عذاري وتاكل من البوب كورن: اشتغلي على اللي بيدك احسن لك


آيه وهي تجي بعد لحظات : ها ؟
البنات مع بعض : ما صار
رنين بإستفهام : بطريقك ما شفتي هَتون إذا نوّمت يوسف أو لا ؟
آيه : صراحه شفتها هي وياه بسابع نومه , حتى إنها نامت بالجينز
سندس بصدمه : أمّاا !! الشينه هذا وهي قايلة لي اول ما تشغلون الفيلم نادوني
سما بتأفُف وهي تفقد الامل وتترك الاسلاك بعد ما سمعت اللي قالته آيه : اقول حامت كبدي شكله ماراح يصير وذي نامت بعد
عذاري بخساره وهي تاكل من البوب كورن : لا عاااد سخيفه حاولي
رنين بتشجيع : اي يالله بليز صار لي سنه مجهزه الكام عشان اصور
سما بتنهيده وهي توقف وتتمطط : خلاص ظهري تكسسر مليت , وبعدين صرنا شويّه أحس راح الحمَاس
رنين بتبويزة وهي تتنهد : اففف منك , ووش هالحظ كنت متحمسه
آيه بتنهيده : عاد تبون الصراحه انا نص الحماس راح مع الطراطيع و الحين مالي خلق أحس اني ذبلانه مع هالبرد
سندس تتأفف : ترى بدا مودي ينقلب ؛ وش هالجو الكئيب حومتوا كبدي
سما بقهر بسيط وهي تضرب الديفيدي برجلها : لو ذا يشتغل !!



سكتوا البنات بهاللحظه وهم يناظرون الشاشه تتلوّن فجأه
وبعد ما استوعبوا الوضع اللي أعلن إن الفيلم اشتغل صرخوا بفررح ونططوا بوناسه لا شعوريه !
عذاري وهي بقمّة الحماس : وأخيراً , هذا معناه إننا بعد شوي بناكل
سما وهي تضحك ضحكة انتصار وتشغل الفيلم : وش بتاكلين بعد , خلتصي نص البوب كورن ولسى جوعانه !
رنين بوناسه وهي مو قادره تسكر فمها من الابتسامه العريضه اللي كستها : واااو الحمد لله
آيه بتعليق وهي تبتسم : زين بس شكلنا من اليوم بنبدا نقدّس رجل سما السحريه
سندس بضحكه : بعدينا عن السحر الحين , ورانا رعب ووحوش خلونا نتجهز
سما وهي تروح داخل : بس قبلها اصبروا بروح انادي الجازي وتُقى – زوجة محمد - يمكن يبغون يجون
البنات بإيجابيه : اوكِ



سما وهي تفتح باب غرفة الحريم بعد ما طقته : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
سما بإبتسامه وهي تناظر الجازي وتُقى اللي كانوا جالسين على جنب ويسولفون : استغل الديفيدي تعالوا معنا هَتونوه نامت
الجازي بإبتسامه عفويه : لا والله حبيبتي انا بنام بعد شوي انبسطوا انتوا
سما بتبويزه وهي تناظر تُقى : ها وانتي ؟
تُقى بخساره : حتى انا ودي انام والله
سما بتنهيده وهي تناظرهم بإبتسامه عفويه : والله لو ما اني بتأخر عن البنات اللي لهم ساعه ينتظرون كان عرفت كيف انشب لكم
تُقى بإبتسامه وهي تعقِب : ما يحتاج نعرفك
سكْرت سما الباب بعد ما بادلتهم الابتسامه ورجعت للبنات ركض . .



وبعد لحظات . . تغيّر جو المجلس الزجاجي تماماً و تسكرت الانوار والستاير وكل وحده هجدت و جلست الجلسه اللي تريحها وتلحفت بدفى وبدوا يركزون بالفيلم اللي بدا
سندس بهمس وهي تقرب من آيه : قربي الدفايه يا اللي مو أنانيه
آيه بضحكه خفيفه وهي تتذكر كلامها اللي قالته لسندس : هههه خذي
سما تخزّهم : هييه اص خلوا نشوف
عذاري بهمس : سمّوو كم مستواه الرُعبي تراني مو على شكلي !
سما بتبويزه وهي تلتفت عليها : شوفي وانتي ساكته " ومررت نظرها على الكل " اووص وولا وحده تفتح فمها انا انسانه اذا انسجمت انسجمت
- بنات !



التفت الكل على صوت ام سما اللي فتحت عليهم الباب فجأه
سما وهي توقف الفيلم بإنزعاج ونرفزه : يما ماشاء الله عليك ما أمدانا ننسجم
عذاري تكتم ضحكتها وهي تعلق بشويش : أصلاً هو بدا شي عشان ننسجم !
خزّتها سما بعباطه وناظرت بإمها اللي تكلمت
ام سما بإبتسامه : مو قصدي والله بس ابوك اتصل يقول ان عج جاهم وسد الطريق فلا تطلعون برا لأنهم بيرجعون
تأففوا البنات بخيبه وهم يناظرون خططهم تتلاشى قدامهم !
سندس بضيقه : لا عاد وش ذا يعني ماراح نطلع بالحديقه طول الايام ولا راح نكمل لعب الطراطيع ونشوي ؟!
ام سما بعفويه وهي تروح : مدري والله انتوا ناظروا الفيلم الحين وعيّنوا من الله خير وسكروا شباك غرفتكم يمكن يجينا العج بعد
سما وهي تحط يدها على خدها وتناظر أمها تسكر الباب : اففف يالنكد وش هالحظ لا انسجمنا ولا راح نستانس
رنين تتأفف : من جد نحسس جايين ننبسط ونغير جو وآخرتها بيحكرونا هنا و يمدينا حتى نطلع بالحديقه عشان الرجال
سما بضيقه : استغفر الله حتى ما سوينا شي تونا أول يوم !!
عذاري بتعقيب عقيم : من جد
سندس بتنهيده طويله : افف رجعتوا لـ الكئآبه الحين خلونا نشوف الفيلم بعدين نفكر بهالسالفه ؛ ووشدراكم يمكن يروحون الصباح اذا هجد العج
آيه بإيجابيه بسيطه : جد خلوا نشوف بعدين نخطط لـ تعويضات ؛ يعني اكيد ماراح نقعد باقي الايام كذا . .
زفَرت سما نفَس طويل بعد ما ناظرت بوجوه الكل اللي وضّح نور الشاشه شويّه من معالمهم اللي ما قدرت تحللها
فـ ضغطت على زر الديفيدي وشغْلت الفيلم اللي كان بدقيقته الثالثه وهي تتمنى انه لعل وعسى يغيّر هالة التشاؤم اللي تأكدت من إنها حاوطتهم .





‘,





3 الليل | غرفة البنات



الجدران دافيه والظلام مهْدي الاجواء تماماً والكل نايم براحه عكس إزعاجهم لما كانوا يناظرون فيلم الرعب
أمّا الجو برا كان مجرد هوا بسيط وما يوحي إنه فيه عجْ راح يمر عليهم لحد الآن . .
بهاللحظات قمت بكسل فضيع وانا افرك عيوني اللي يالله تنفتح !
سمعت صوت عذاري اللي كانت تتمتم بالحلم على عادتها ؛ وعوّر عيوني نور الدفايه البرتقالي اللي كان يخالط هالظلام التام
لكْن اللي لفت انتباهي أكثر وصحاني من نومتي هو صوت يوسف اللي كان يتأوّه جنبي !
" لا تكفى لا تصييح الله يخليك "


تنهدت بتعب وشلته هو ولحافه لما بِكى وقربته جنب صدري وبديت اضرب ظهره بشويش واحاول اهديه
انا بهمس : اشش حبيبي انتَ , ماما هنا اش اش . .
عَلى صوته بعد لحظات وانا مازلت اطبب عليه واحاول إنه ما يقوّم البنات اللي للأسف بدوا يتقلبوون . .
ومثل ما توقعت وصل صوته للمرحله اللي أرغمتني اقوم واطلع فيه بره
فشلته بنعاس عظيم وقطبت حواجبي بنرفزه وانا من جد ودّي ابكي على هالحظ
تعديت رجول البنات والحوسه اللي عالارض بحذر لين وصلت للباب ولبست شبشبي البني وانا اعدل جورابي المنقط وآخذ لي اقرب جاكيت معلّق . .
بعدها طلعت من الغرفه ومشيت بالسيب بتعب وانا أحاول أهرول و مازلت ادعي ان صوت يوسف يهدى عشان ما يصحي أحد ويحرجني !
اتجهت للمطبخ وانا يالله أقدر أميّز الاشياء فجهزت رضاعة أي كلام بأسرع وقت وعطيتها إياه
لكن اللي ما كنت متوقعته إنه يرفضها بشدّه ويعلّي صوته أكثر وأكثر
" ياربي عاد المطبخ بين غرف الحريم والرجال يعني بدال ما أصحي جهه وحده شكلي بصحي الجهتين "
حطيت الرضاعه على أقرب دولاب وقررت أروح لأبعد مكان عن الغرف واللي هو المجلس الزجاجي !
جلست بالكنب فتره وانا أحاول ألهيه أو أنومه , لكن ماكان فيه شي نفع أبد
النوم كان يحاول يسيطر عليّ بين كل فتره وفتره خصوصاً اني ما تجرأت أفتح اللمبات , والستاير من جلسة البنات كانت مسكره وما يجيني الا شوي من نور لمبات السور المقابل


فكْرت بهاللحظه اني أروح لعند الستاير وافتح بعضها وأشغِله بالانوار وهذا اللي صار
لاحظت انه رفع راسه وبدا يناظر بالنجوم الكثيره القمر اللي كان مكتمل بشكل جذّاب جداً
قلت بهمس وانا أناظره يأشر على القمر ويحاول يمسكه بطفوله ويتأوّه : ها سوفه مبسوط الحين بعد ما عذّبت ماما ؟
ناظرني بدلع وهو يبوّز ويتلمّس شفاتي وخشمي وعلى طرف رموشه الصغيره دمعات بتطيح
قلت بخوف وانا أمنعه من البِكى : لالا كل شي الا هذا ما صدقت اسكتك
ناظر السما بهدوء مره ثانيه وبدا يأشر بأصابعه البيضا عالقمر والنجوم كأنه يقولي هاتيهم لي !
تلمْست القزازه البارده ونفخت بدفى عليها لين ما تكوّنت السحابه البيضا وخليته ينشغل بالرسم فيها
قلت بهمس وانا أبوسه على راسه واتلمس شعراته الناعمه : حبيبي الشاطر
ظليت واقفه لحظات وانا من جد أسرني شكل القمر والسما الواسعه اللي من زمان ما شفت هالعدد الكبير من النجوم ماليها
فجأه قررت أجازف وأكون جزء من هالاجواء لو على الاقل من عتبة الباب اذا كان الجو بارد لذيك الدرجه !
وهذا اللي صار . .


فتحت قفل الباب بشويش بعد ما غطيت راس يوسف باللحاف الزهري الفاتح وحطيت كاب الجاكيت على شعري واستعديت لهالمغامره البسيطه
مدري وش حسيت فيه أول ما طلعت !
كان الجو مو ذاك الزود بارد , صحيح ان الهوا مزعج لكن فيه روحانيه ما نتوصف بمثل هالأوقات النادره
جلست على العتبه الرصاصيه بفضول وانا اناظر السما الوااسعه اللي كنت اعشقها من وانا صغيره !
" يما "
سمعت صوت امي القديم بهاللحظات ؛ إيه حتى متأكده اني سمعته بشكل واقعي 100% بكل ما تعنيه الكلمه !!
مدري هل هو تأثير الليل او سِحر القمر او اني بديت اخرف بعد ما قمت بهالشكل ؟
بس السؤال الوحيد اللي مفروض اني أجاوب عليه , ليش سمعته بمثل هاللحظه بالذات ؟
ناظرت يوسف اللي كان مصنْم بشكل غريب ويناظر السما الجديده عليه بعيون تجنن
كأنه قاعد يقولي جاوبي عن السؤال الاخير اللي قلتيه بما إنك تعرفين جوابه !
بلعت ريقي بهاللحظة وقلت وانا استجمع قواي و أعلّي صوتي شوي بعد ما تأكدت من الباب اللي كان مطرف وراي وقررت إني اجاوب : وش عجبك من السما عشان أجيبه لك ؟
تأوّه يوسف فجأه وبدا يتبيكى بدلع ؛ يمكن لأني خربت تأمُله الهادي !
تنهدت بشويش وقلت وانا اغيّر وضعيته وأجلّسه بحضني وأأشر بأصابعي على النجوم عشان ينشغل فيها وأكمل جوابي : لا , لا تبكي حبيبي ؛ شوف يالله هذي النجمه الاولى تبي أجيبها لك والا ما تبيها ؟!
يوسف وهو يسند راسه الصغير على صدري ويرفع نظَره ويبوّز : أمّااا . . غغغ
قلت برجفه وانا ازفر نفَسي الدافي واقول بإبتسامه هاديه بعد ما تذكرت كل شي : ما أعجبك ؟ " وناظرت بالسما وانا أأشر على نجمه ثانيه " خلاص اكيد هذي الكبيره بتعجبك , ها وش قلت تجيبها ماما والا ما تجيبها ؟
يوسف وهو يضرب فخوذي بيدينه : نننه . . نهغغغ
بلعت ريقي بصعوبه وانا أحاول اتمالك نفسي وأقلد نفس الكلام اللي كانت امي تقوله لي وانا بعمر خمس سنوات : طيب خلاص " ونزلت دمعتي غصباً عني يوم وصلت لنقطتي المفضله " أجل ناخذ القمر
" وناظرت السما بحزِن وانا أأشر عالقمر الكامل واقبضه بيدي " آسفين يا سما يوسف ما يبي الا القمر . . .
كان هذا هو جواب السؤال اللي تذكرته !
ليش أمي هي اللي خطرت على بالي الحين بالذات ؟ لأن هذي هي اللعبه الوحيده اللي كنت انبسط فيها لمّا كانت تلعبني إياها يوم اني صغيره
أجلس على حظنها بالليل وهي جالسه على مرجيحتنا الكحليه القديمه ونتقاسم نجوم السما والقمر ونرجع اليوم الثاني ونلقى نجومنا اللي أخذناها على قولتها مو موجوده فأصدق القصه قلباً وقالباً . . .


مسحت دموعي الدافيه بهاللحظات وانا آخذ نفَس و اناظر بيوسف اللي رفع أصابعه للسما وقلد حركاتي بعشوائيه لطيفه
حسيت إنه قاعد يواسيني بعد ما بكيت ؛ ومو كأني انا اللي كنت بالبدايه قاعده أواسي دموعه الصغيره
تنفست بعدها بعُمق وظليت على نفس حالي انا وولدي
على الاقل يمكن بعد ما يمل من لعبة النجوم ينام من التعب وما يصحِّي أحد بصوته . .




.






* بنفس هاللحظة بالمطبخ اللي كان جداره اللي فيه الشباك على شكل حرف u بالنسبه لباب المجلس الزجاجي اللي على يمين الحرف *



كانت يده الغامقه ماسكه بـ كاسه البرتقال المفضل اللي فاحت منه ريحة القهوه السودا الحاره بعد ما سواها توّ
ما يخفي بنفسه إنه انسجم مع هاللعبه الغريبه بعد ما قرر يتصنت بهدوء اول ما سمع صوت يوسف يبكي !
" تهه لا يكون قاعده تبكي للحين ؛ هذي بالله كيف صارت أم ؟
- وبإبتسامه هاديه – أجل نجوم وقمر هاه ! "


وفجأه بهاللحظه برقَت السما بشويش وقَوت الرياح اللي ما تغيْرت جهت هبوبها العشوائيه معلنه عن عاصفه صحراويه ومائيه بنفس الوقت !
زفَر هواه بهالثانيه وسكْر الشباك بشويش بعد ما تقلبت الاجواء وما أعجبه الجو الجديد اللي كساه فقرر ينسحب ويكمل قهوته بالغرفه أحسن له . .
وما مرْت دقايق قليله الا واهتزت السُحب وتناثر المطر بقوّه على العشب والشبابيك والأرضيه وتغيرت ملامح كل الاستراحه .





‘,





اليوم التالي
الاحد
4 الا ربع العصر | بالحديقه
* خلف مجلس الحريم *



كانوا البنات جالسين على طاولة بلاستيكيه بيضا و يسولفون لـ الجازي وتُقى عن البارح
عذاري وهي متحمسه وتناظر بالجازي : والله انا مرره خفت تخيلي فجأه طلع الشبح من تحت السرير وقلع قلب البنت بوحشيه تامه وهي نايمه !!
رنين بإشمئزاز وهي تتذكر : أووه وعع والله لو تشوفين الدم اللي طلع وش كثره
الجازي بإبتسامه : عاد عساكم نمتوا زين
سما بتعليق وهو تشوفني انا ويوسف جايين من الباب الخلفي بعد ما غيْرت ملابسي لـ جينز ازرق غامق مع بلوزه رصاصيه فاتحه وجاكيت عشبي : شوفي حنّا نمنا زين بس زي هالدجاجه لاء
ابتسمت على تعليقها وجلست بشويش بعد ما سلْمت . .
تُقى وهي تناظر بيوسف اللي كانت خدوده متورده ووجهه منتعش : ماشاء الله الله يحفظه يجنن
رديت بهدوء وانا اناظر يوسف : تسلمين حبيبتي
عذاري بتعليق لطيف وهي تقرص خده : لا يغرك قاعد يمثل عليكم الركاده والسنع ؛ بس لو تشوفينه البارح وش سوّا فينا قبل الفيلم
رنين بتبويزه وهي تناظرني : وعلى طاري الفيلم اليوم ترى غصباً عنك تشوفين معنا مو على كيفك
سندس : ايه عاد هالمره مافيه ؛ امس جبتي لنا الكئآبه بعد ما فقدنا الامل بالديفيدي
قلت بإيجابيه وانا اغير الموضوع بذكاء : ان شاء الله بس عاد اذا رجعنا واحنا ميتين تعب فـ لازم نسوي استثناءات ؛ تعرفون اليوم الدبابات
آيه بإبتسامه وهي تعقب : من جد
عذاري بحماس : وااو يا إنا بنستانس !
سندس بمدح وهي تناظر سما : هالمره مو بس بنقدّس رجل هالمزيونه ؛ كل أبوها مُقدسه هي وأفكارها
سما بغرور : شفتوا كيف انا نادره ؛ اعجبكم انتوا لو بس تقدروني شوي
آيه بتنهيده وهي ترفع حاجبها بمزح : آآه بدينا


الجازي بإستطراد وهي تبتسم : إيه وبعد كملوا وش سويتوا
سندس بضحك وهي تناظر يوسف اللي قاعد يلعب بكوب المويه : اللي صدق سوّا لنا فيلم ذا الحلو ؛ كل ما رمينا طراطيع الثوم او فتحنا عيدان الشمس قام يضحك بهستيريه
رنين بضحكه بسيطه وهي تتذكر صدى ضحكة يوسف : يدغدغ هههه
عذاري فجأه وهي تلف عليه وتخوّفه بصوت عالي : تهيييه !
صرخ يوسف بمفاجئه وبعد ما استوعب ضحك بصوت بهستيريه وقلّدها
عذاري بضحكه وهي تناظر وجوه الكل اللي غشوا على شكله : هههه وهذا مقطع من اللي صار أمس
تُقى بخقّه : وسلّم قلبه , الله يخليك لك
ابتسمت بفرح وبسته على راسه بقناعه وانا أحمد الله
الجازي بمقاطعه وهي ترد على جوالها اللي رن : هلا
إيه ان شاء الله . .
ههه طيب بس إرسل لي متعب عشان ياخذ شاور قبل لا نروح
اوكِ , مع السلامه .


عذاري بإستفسار : مشاري ؟
الجازي تحط جوالها عالطاوله : اي يسلّم ويتطمن . .
سما تحارش بمزح : يحليله
آيه تدافع بنفس المزح : هييه وبعدين يعني منتي شايله عينك عن أخوي ؟
سما ترمش بدلع : ما أقدر " وبإستهبال " طيبته تأسرني
آيه ترفع فمها بعباطه : طيبه ؟ مشاري ؟ متأكده من هالناحيه !
الجازي بإستغراب لطيف : لا عاد حرام عليك مشاري طيب ما كِذبت
آيه تبقق عيونها : أيّ طيبه يا حظي ؛ يمكن لمّا كبر اكتسب هالعاده بس محد يعرف إنه كان شرير ومُعذب درجه أولى الا انا وذي " تأشر عليّ "
الجازي بضحكه وهي تناظر الكل : ههه لالا ما أصدق واضح إني مخدووعه !
سما تكمل مسرحيتها : يعني مالي أمل استدرجه بالطيبه ؟
آيه وهي تتذكر بحسره : آآه ياقلبي لا تذكروني ودي بس أرجع لذيك السنين وأكفخه واطلع كل حرتي فيه
انا بمداخله بسيطه : تخيلوا مثلاً , اشترى لي مره عروسَه فجأه وانا مت من الفرحه حتى اني رحت اعاير آيه انه يحبني أكثر منها
بس بعدها بأيام اتضح إنه كان حاط شروط وما قالي عنها ؛ وأولها اني كل ما سمعت كلامه يقطع شعرها وملابسها !
الجازي بضحكه طويله وهي تغطي عيونها بإحراج : لالا ما اصدق مشاري ؟
سندس بتعليق : ورا هالسوالف ما قلتوها من زمان " وناظرت الجازي " خدعتوا هالطيبه فيه هههه
رنين بإبتسامه : عاد حرام شكله مره هادي
آيه بتعليق : ايه انا قلت لكم مدري من وين مكتسب العاده . .


ام زيد تقاطع الكل بعد ما فتحت الباب الخلفي : السلام . . يالله بنات ما مليتوا من الجلسه ؟ روحوا جهزوا اغراضكم ورانا طريق بعد المغرب ان شاء الله
الجازي بحكمه وهي تقوم وتسمح دموعها من كثر الضحك : أوه من جد يالله انا لازم اطلع ملابس ثقيله لمتعب
سما وهي تاخذ جوالها وترفع شعرها : وانا بعد بروح اشحن جوالي
سندس تعطيها جوالها : أوه الله يذكرك بالشهاده خذي حقي معاك
سما تناظر بالكل : يالله مين بعد يبغى شحن ؟
عذاري وهي تاخذ من الفيريروروشيه اللي قدامها : انا لا
رنين : حقي شحنته البارح
آيه بتعقيب : وانا بعد لا .





‘,





8 ونص العشا | بالبر



جلس زيد بالكرسي الأمامي بجمس مشاري وهو يربط جزمته البيضا بعد ما خلّص من صلاة العشا . .
عيسى بتهالُك وهو يجي بهدوء ويتربع على البساط البني اللي فارشينه جنب الجمس ومملينه فصفص وترامس وأكل ومراكي وأشياء أغلبها شبابيه : آآه يالله يا كريم
زيد ينزل من السياره ويسكر الباب ويعدل بلوزته : لا تعجْز من الحين ورانا شَوي ونار محد بيسويها غيرنا
عيسى بتنهيده طويله وهو يركْي راسه على الجمس اللي وراه : ياربي تعبت من بعد فرفرة الدبابات والله راسي يدور ما أقدر اسوي شي
محمد بإبتسامه وهو يجي ويلبس طاقيته ويرفع ثوبه الاسود بيده ويجلس : لا تفلّم مو وقتك عاد !
عيسى يتأفف ببرائه ويناظر بوجه زيد ومحمد : الله يخليكم إعفوني بليــــــز والله ماني قادر اسوي شي ابي ارتااح
زيد بإبتسامه بسيطه وهو يسمع صوت يوسف اللي بكى فجأه : يالله إرتاح أجل
عيسى بصوت باكي وهو يغطي إذونه ويرمي راسه على فخذ محمد : يالييل ما اطولك



* بعد دقايق ؛ بالجهه المعاكسه خلف الهمَر الابيض اللي كان ورى الجمس بمسافه بعيده شوي , عند بساط البنات *



عذاري وهي متمدده و تقرأ لوحة الهمر اللي يمينها : هه اسم سيارة أخوكم برّه
رنين بإبتسامه وهي ترمي ورقة البلوت لمّا جا دورها : إيه شفتي كيف التميُّز
عذاري وهي تعدْل جلستها وتناظر البنات اللي هاجدين ويلعبون بكل خشوع وإنسجام : بس الصراحه مافي تميُّز مثل سيارة عيسى الزهريه !
رفعت آيه راسها بهاللحظة وإبتسمت من هالطاري ومن نظراتها كأنها تقول لعذاري " يا أم وجهين واضح مره إنها مميزه والا نسيتي حشّك ؟ "
قلّبت عذاري عيونها بهدوء بعد ما فهمت قصد إختها وطنشت . .
رنين بإبتسامة عريضه وهي تحط أوراقها : فزت
سندس تتنهد وترمي اللي بيدها : اففف ماشاء الله كم مره تفوزين انتي !
سما تتثاوب وتتمدد : واااه انا مره احس نفسي مكسّره بعد الدبابات . .
الجازي بإبتسامه وهي تصب القهوه : بس يا أن كان عليكم اشكال وانتوا بالعبايات
عذاري بضحكه واثقه : بس أهم شي إنا استانسنا
رنين : من جد أجل تخيلي لو ان سما ما اقترحت هالفكره بعد ما كنسلوا روحتهم اللي على قولة أبوي ما تِسوى يقعدون ليله وحده
سما بتفاخُر : أحم بسم الله عليّ
آيه بتنهيده : أمانه بس , لا تكبرون راسها أكثر من كذا
سندس بضحكه : هههه من جد . .
عذاري بإستطراد وهي تفتح واحد من الشيبسات وتناظر برنين اللي أخذت كميراتها وبدت تصور : اشوف
رنين بتدقيق وهي تحط العدسه على يوسف اللي كان نايم بـ حضني : خقيت عليه وهو نايم ؛ بصوره عادي ؟
انا بقبول : اي أكيد
تُقى وهي تقرب من شاشة الكاميرا وتناظر : يا ماشاء الله أنا باكل ولدك صراحه
رديت بضحكه : هههه عقبال ما نشوف عيالك
ابتسمت تُقى بخجل طبيعي وكملت اندماجها مع الشاشه
أمّا رنين اللي تعشق التصوير التقطت ليوسف صور ابداعيه أعجبتني صراحه مع إنها طولت وهي تدقق مثل المحترفين !


قالت سما بعد لحظات وهي منبهره ومتفاجئه : أووه شوفوا " وناظرت رنين " بسرعه انتي صوري نار الشوي ولّعوها الشباب
رنين تلتفت بحماس : جد ؟
عذاري تناظر بإنذهال : وااااو يا كبْرها لو بس يخلونا نقرب " واخذت جوالها بسرعه " مقدر اصبر بصور واحطها بالبي بي !
متعب بإبتسامه وهو يركض من عند النار ويجي لـ أمه وهو لابس فروته البنيه اللي مخليته دبدوب : ماما شفتيني وانا أهف عـ النار مع ابوي ؟!
الجازي بفرح وهي تنثر الغبار عن ملابسه : ههه جد ؟ أجل صرت بطل هات بوسه
باس متعب أمه بشويش وبعد ما شرب مويه وشرح بحماس طفولي عن شعوره الجديد , رجع يركض لعند النار اللي ما كان يخليه مشاري يقرب منها كثير وبس يدور من حولها . .



أمّا البنات بعد لحظات . . انسحبوا أغلبيتهم من البساط اللي كانوا جالسين فيه وانتقلوا للبساط الثاني القريب عشان يساعدون الأمهاتهم والشغالات بتجهيز بهارات الدجاج واللحم والمقبلات الكثيره اللي راح تنشوي . .
بإستثناء آيه ورنين اللي ظلوا يقطعون الخضروات بالبساط الأول عشان لا يتزاحمون


كانت آيه بهاللحظات معطيه وجهها للنار البعيده اللي تجمعوا الرجال حولها ومازالوا يكبرون فيها ومقابله رنين اللي متركيه على الهمَر ومنسجمه بالتقطيع
هي تشوفه بس هو مستحيل يشوفها لأن السياره مغطيه عليها
كانت طول الوقت مندمجه معه قلباً وقالباً , تقطع البطاطس قدام رنين بجسمها بس روحها وقلبها يناظرون زيد الطويل اللي كان ينتقل بحركاته السريعه هنا وهناك
جينز اسود مع جزمه بيضا وبلوزة طويله ساده ماسكه على جسمه بس قماشها الطايح معطيها انسيابيه أكثر بقصّه مثلثه من عند الصدر وشعر عاري قصير ولحيه محدده معطيته هيبه وغموض . .
آيه بقلبها وهي تصرح عن مشاعرها بكل شفافيه بعد ما ملّت تكذب على نفسها : والله إنه فتنه .





‘,





2 ونص الليل | الاستراحه
بغرفة الشباب



صوت شخير محمد ومشاري معبّي هداوة المكان وظلامه الكثيف , وتقلُبات متعب الطفوليه اللي كانت مرتبته قريبه من الجدار مازالت مستمره . .
زيد بهمس وهو متسدح على ظهره وحاط يدينه تحت راسه ويناظر بالشباك اللي قدامه : عيسى ؟
عيسى بهدوء وهو معطي زيد ظهره ومرتبته قريبه منه : همم
زيد بتنهيده بسيطه بدون ما يلتفت : نمت ؟
عيسى بإستعباط : اي قريني هو اللي قاعد يكلمك
زيد بإبتسامه بسيطه وهو يغير وضعيته ويناظر بظهر أخوه النحيف : سولف معاي ما جاني النوم
عيسى بهدوء وهو يتنهد : ماراح يجيك اذا ظليت تبي تسولف
زيد يتأفف : يا كرهك


سكت عيسى لحظات وقال بنفس مستوى الصوت بس بنبرة جديده : زيّود
زيد : همم
عيسى بغرابه : اسألك سؤال بس تجاوبني بصراحه ؟
زيد بإستفهام وهو يحس بالفضول : اسأل ونشوف
عيسى بصوت خافت أكثر وبنبره مجهوله : أخت مشاري اللي طلعتها من الحريق هي نفسَها اللي كنت تناظر صورتها بجوال سندس ذاك اليوم ؟
توسْع بؤبؤ عين زيد بهاللحظة وتغيْر مجرى نفَسه بشكل مفاجئ من هالسؤال اللي ما توقعه أبد !!
سكت وعمْ السكون لمده . . .
مازال ساكت وتفكيره متوقف تماماً . . .


عيسى بإنتظار : زيد ؟
زيد : .......................
التفت عيسى بهاللحظة على أخوه ولقاه معطيه ظهره وكأنه يقوله ماعندي جواب . .
تأفف عيسى بشويش ورجع انسدح على الجهه المعاكسه زي ما كان لكن ظل يفكر بمعنى هالسكوت اللي حيره فوق إنه اصلاً كان مو متأكد من السؤال !
" يعني إي او لا ؟
وليش ما سألني من وين عرفت هالشي
- وقطب حواجبه بنتهيده – ليتني ما سألت حيرني أكثر الحين "





‘,





بعد مرور يومين
الثلاثاء
10 ونص الصباح | فلة ابو زيد
بغرفة زيد



ناظر إبتسامتها بإستغراب وهي تدندن براحه ووناسه وتسكر أزرار ثوبَه الابيض
يعترف إنه يحس بشعور هادي وحنون ما ينوصف . .
نزْل عيونه على لبسها الطويل الابيض الفخم وكأنه مستغرب ليش لابسه كذا وهي بالبيت ؟!
رجع ناظر بإبتسامتها ووجهها اللي كان غير ؛ حلو مره وصاافي بكل ما تعنيه الكلمه
بهاللحظة خلصت ونزلت يدها الناعمه مع عند رقبته بهدوء بعد ما سكرت آخر زر بالثوب , وبحركه سريعه ومُشاغِبه دخلت يدينها الصغيره بين يدينه وناظرت بوجهه وهي توسِع ابتسامتها لين وضحت كل أسنانها
حس بالسعاده فجأه يوم ابتسمت له بهالشكل , كان وده يعلق بس ما يبي يخرب الجو اللي داخله فإكتفي يناظر بعيونها
قالت بهمس وهي تبادله بنفس النظرات الحلوه : انا فرحانه بس ما أبي اعلمك ليش
رمش بشويش وقال بهدوء وهو يبتسم : طيب انا أبي اعرف ؟
طلعت يدينها من يدينه وقالت بمباغته وهي تضمه بقوه ودِفى : مابي , أخاف تخليني
ضم شفاته بهدوء وهو لأول مره يحس إنه في ضمه حلوه زي اللي قاعد يعيشها بهالثانيه
لكن لمّا حرك يدينه يبغى يضمها توسعت عيونه وشهق بخوف وقال وهو يصرخ بأقوى ماعنده لما شاف النار تطلع من جسمها بدون ما تحرقها : هَتون انتبهي !!!!!





فتَح عيونه فجأه على أوسع ما عنده وظل متجمْد بسريره وما حرْك ساكن !!
قال بكتمه وهو يهمس : هَتون النار
أخذ نفس عميق وقلّب عيونه يمين ويسار كأنه يقول انا وين ووش اللي كنت أحلم فيه تو ؟
بلع ريقه بصعوبه اول ما استوعب الوضع وتعوّذ من الشيطان ونفث على يساره بكل كِره وهو يجلس على سريره بكسل فضيع . .
" وش اللي قاعد يصير فيني "
حطْ كفينه الثنتين على وجهه وبدا يفرك معالمه بكل هداوه عشان يركز ويجمْع كيانه
وبعد لحظات أخذ نفَس هادي وحك راسه بشويش ورفع نظَره وشاف الساعه البيضا اللي عالجدار قدامه وبدا يفرك بعيونه
" اففف حتى نومتي خربت , وش مصحيني بهالوقت"
تنهد بشويش وقام من سريره بفيضويه بعد ما عرف إنه مستحيل يرجع يكمل نومته واتجه سيدا للحمام عشان يصحصح أكثر



وبعد ربع ساعه تقريباً , فتَح قِفل حمامه وطلع وهو لابس روبَه التُفاحي بعد ما أخذ له شاور ينعِشه ويغيْر مزاجه شوي
ناظر سريره بهاللحظه واتجه صوبه ورمى منشفته عليه وجلس بتأفف وهو يدخل أصابعه بين شعره الرطب ومازال يفكر بالحلم اللي يتذكره بشكل مشوش ومو قادر يروح عن باله أبد !
" يمه كأنها صدق شلون جت فجأه كذا – وبإستطراد – ووش دخل النار اللي طلعت ؟
- ضحك بإستهزاء وهو يهوّن الوضع – استغفر الله واضح إنه خرابيط واصلاً من بعد ما رجعنا من البر وانا نومي حوسه وراني معطيه أكبر من حجمه "
ظل فتره على نفس جلسته وهو يكرر إنه حديث نفس لكنه بشكل مو مباشر قاعد يراجع هالتفاصيل المزعجه
وبعد لحظات التفت على مكتبه بعشوائيه وخطر بباله لمّا ناظر لابه يروح يبحث عن تفسير لهالحلم لأنه من جد بدا يصير التفكير فيه مزعج ؛ فحب يأكد لنفسه إنه خرابيط !


وهذا اللي صار فعلاً ؛ مشى بخطواته الثقيله وجلس على كرسيّه الاسود وفتح جهازه ودخل على قوقل وهو يناظر الكيبورد ويقول بقلبه بتراجُع : لحظة وش انا قاعد أسوي ؟! المفروض ما أكبر الموضوع كذا
" وبلع ريقه بحيره كبيره وهو يلين " لالا عادي صح ان عمري ما سويتها بس ببحث بسرعه و بشوف التفسير واطلع
تأفف بإنزعاج وهو يستسلم بعد ما شاور نفسه كثير , فكتب بسرعه بعض رموز الحلم وضغط إنتر وبدا يقرأ


تفسير رؤيا النار التي لم تحرق صاحبها : هي نجاة لهذا الشخص من شر والله أعلم .
تفسير رؤيا المرأه الحسنه : من رأى انه يكلمها ويُضاحكها في بيته فانها خير وسرور والله أعلم .
تفسير رؤيا الفستان الطويل : ستر او زوج لهذه المرأه والله أعلم .



قطب زيد عيونه يوم قرى التفاسير وقال بقلبه وهو منسجم بالتفكير : الحين يعني كل ذول بيصيرون لي والا لها ؟!
وبلع ريقه بإكمال وهو يبحث مره ثانيه عن بقايا الحلم ويقرا الردود
وحده من العضوات : الشيخ ما رد على هالتفسير هل هو شر ياليت توضحون ؟
رد من عضو ثاني : لا أختي مو اي شي ما ينرد عليه معناه شر , يمكن يكون حديث نفس
رد من عضوه ثانيه : السلام عليكم انا على حسب ما اعرف ان النظر بعيون شخص بالحقيقه وحده من علامات الحب أما بالحلم فما أدري يمكن يكون نفس التفسير ما أفتي, وللتأكيد هذا موضوع عن * علامات الحب *


رفع زيد حاجبه بإستغراب تام وقال لا شعورياً : وش حبه ؟ خير !
" وبإستهزاء بسيط وهو يدخل الموضوع بعدم تصديق " تهه والله وصرت مصخره على آخر عمري قال علامات حب قال . .
وأخذ نفَس عميق وبدا يقرأ المقدمه


* يقول الدكتور طارق الحبيب : الحب هو حاله انفعاليه يحياها الانسان تدخل قلبه دون ان تقرع ذلك الباب بلا نقاش
تبدأ بالارتياح ثم ينتقل للميل والسؤال عن المحبوب !
ويجب ان نعلم قبل ان نذكر هذه العلامات الفرق بين الحب والعشق لكي تتضح الصوره للقارئ
فالعشق : يكون عند المراهقين غالباً وهو التعلق بالمظهر أكثر من الجوهر
أمّا الحب : هو الميل الى معرفه تفكير المحب وطريقة تعامله مع الامور فيُقَيم الشخص بناءً على المواقف
فالاول مظاهر والثاني مواقف *


وقْف زيد عند هذي النقطه وظل يناظر بالسطور بدون ما يرمش وسهَى بسرعه لعالم ثاني ؛ عالم دخله اول ما قرأ كلمه " مواقف "
وبدأ يميل عن الموضوع الاصلي اللي هو تفسير الاحلام ويتجه لذكرياته الاولى مع هَتون اللي ما قدر يخفي عن نفسه إن موقفها من أول يوم أعجبه وفرض عليه بأنها مو مثل أي بنت رخيصه وحتى وهي بمثل ذاك الموقف الصعب !
" بعّد عني لا تلمسني "
" بعّد عني لا تلمسني "
تكرر صدى صوتها براسه وظل على هالحاله يتذكر الحريق بدون قيود وهو ما يدري إنه فتّح على نفسه أبواب غريبه وبدت تدخل منها مشاعر مجهوله وركيكه .




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }



لقائنا يتجدد

الاربعاء

كالعاده ان شاء الله

استودعكم الله .





اسطورة ! 24-07-12 04:59 AM


-
بارت 12

-






يوم السبت
6 وربع الفجر | فلة ابو مشاري
بغرفتي



ضميت شفاتي بهدوء وزفرت نفَس عميق وناظرت شعري بالمرايه وانا قاعده استشور باللّيس بعض الخصل اللي خربت من النوم
بهاللحظات ناظرت الساعه المعلقه عالجدار يميني بشكل عشوائي وارتبكت شوي
" ياربي اليوم أول يوم أداوم فييه بالمدرسه لازم ما اتأخر "
بلعت ريقي بشويش ونزّلت الاستشوار الاحمر على التسريحه وبديت أرتب شعري بيديني واناظر ملامح وجهي اللي الحمد لله ماكانت بالبهوت اللي كنت متخيلته
آيلاينر اسود خفيف مع شدو خوخي بسيط وروج لحمي فاتح وهادي ؛ هذا اللي كنت حاطته


لبست حلقي اللؤلؤ الصغير وانا ما اسمع الا نفَسي ودقات قلبي المتوتره وصوت العصافير اللي من تحت غرفتي وهم يتهاوشون على الاكل اللي يحطه مشاري لهم
وبحكم ان أن الاميره عذاري ماتبي تداوم ببداية هالترم الا الاسبوع الثاني ومتعب بعد أضرب معاها كان البيت بمثل هالوقت هادي بكل ما تعنيه الكلمه


وقفت من كرسي التسريحه بعد ما سكرت حَلقي ونزّلت تنورتي القماس السودا الماسكه اللي شريتها بعد ما رجعنا من البر وبديت احرك جسمي بإنشغال وأشيّك على شعري وبلوزتي البرتقاليه الغامقه الساده بقماشها الطايح شوي . .
- صباح الخير
التفتت بسرعه على صوت مشاري اللي دخل وقلت بإبتسامه عريضه وانا التفت عليه : هلا صباح النور
مشاري وهو يتفحصني : ماشاء الله وش هالملح ؛ ها متحمسه ترجعين للمدرسه ؟
انا بإبتسامه متوتره ومستحيه : ههه صراحه خايفه !
مشاري وهو يطبطب على كتفي بحنان ويناظرني : توكلي على الله بس
زفرت نفَسي وقلت بشويش : ونِعم بالله
مشاري وهو يتذكر : إيه . . " وناظرني " ترى ابوي أرسل مصروفكم امس , واليوم كالعاده باخذك انتي وعذاري عشان تشيّكون على حساباتكم وتسحبون اللي تبونه
قلت بإيجابيه وانا امشي صوب سرير يوسف النايم : طيب . .
مشاري بإبتسامه وهو يطلع : يالله أجل لا تتأخرين بالنزله ؛ مثل ما اتفقنا 6 ونص بنروح
ناظرته بهدوء وقلت : ان شاء الله
سمعت صوت تسكيرة الباب وانا مركزه نظري على حبيبي سوفَه اللي كان نايم بكل فهاوه ومتدفي بالبطانيات الملونه
ابتسمت بحنان وانا احمد الله على إنه بخير ومرتاح وما أخفي إن توتري يخف كل ما تطمنت عليه , رغم إني طول الليل وانا اوسوس كيف بخليه بروحه مع إن الجازي موجوده لكن بعد ما راجعت نفسي ذيك الايام وقررت ما أخليه يحتاج لأحد غير الله وغيري صرت متمسكه فيه أكثر
بهاللحظات حسيت على حالي وتذكرت اني قاعده اضيّع الوقت و ماباقي الا ربع ساعه و انا لسى ما تفطرت
فرحت بسرعه للتسريحه ولبست خاتمي الذهبي الصغير وأخذت شنطتي البنيه وعبايتي الراس اللي كانوا عالسرير ونزلت بهروله للمطبخ


لقيت مشاري بهالثانيه جالس على الطاوله الصغيره اللي متوسطه الدواليب ويحشي له توسْته
حطيت عفشي على طرف الطاوله الفاضي وجلست جنبه وسويت لي انا بعد توسته مع جبن


مشاري بإبتسامه وهو يقوم من مكانه بعد ما خلص : كلي بشويش ترى باقي وقت انا بروح اشغل السياره
قلت بسرعه وانا اسكر علبة الجبن واقوم وراه : لا اصلاً خلصت
مشاري بتنهيده وهو يناظر التوسته بيدي : لا تتوترين والله باقي وقت !
قلت بإبتسامه هاديه وانا آخذ نفَس وأطمنه : صدقني ما راح ارتاح الا اذا طلعت معاك " وناظرت التوسته " وعشانك بكملها بالسياره ما ودي اتأخر والله
ناظرني مشاري بإنهزام وقال وهو يطلع : على راحتك . .



لحقته بسرعه بعد ما لبست عبايتي وكالعاده أول ما طلعت للحوش بديت أهلوس بيوسف او بأني ناسيه شي او يمكن الجرس بيدق وانا ما وصلت وقمت أتخيل زحمة الدوامات والاشارات المزعجه !
هبْت بهاللحظات نسمة هوا بارده شوي فإرتجفت وان اسكر باب البيت وتنرفزت شوي لأني كنت قاعده ألف طرحتي
وبين ما انا ماشيه لباب الشارع لمحت الكراج بعشوايه وشفت سيارة السواق الجديده اللي شراها مشاري وجتنا يوم الخميس
هوندا صغيره زيتيه و طبعاً مستعمله مثل ما اتفقنا قبل
أمّا ردة فعل عذاري فـ الحمد لله كانت خفيفه لأن مالها حجة تطلّع عيب بشكلها المرتب والمقبول


زفَرت بهاللحظات نفس عميق ورفعت عبايتي الراس وطلعت من هالافكار كلها بعد ما سكرت باب الشارع
مشيت بهدوء للجمس الاسود وبديت أكرر الاذكار بتوتْر كأني طالبه جديده ببداية السنه
" ما أقول الا الله ييسّر "





‘,





9 الصباح | فلة ابو زيد
بغرفة سندس ورنين



فتَحت ام زيد الباب بشويش وقالت بإستفسار وهي تناظر سندس اللي كانت متمدده على سريرها الزهري بتعب : ها يما خفّت الحراره ؟
سندس بصوت هادي وهي تناظر أمها بخمول : اي يما . .
ام زيد بتنهيده وهي ترفع عبايتها وتدخل وتتحسس جبهة بنتها عشان تتطمن أكثر : الحمد الله احسن من أمس " وناظرت برنين اللي كانت جالسه على سريرها وتوها ماخذه شاور والمنشفه على راسها وقاعده تلبس شراريب ثقيله " وانتي راقبيها مو تفتح المكيف عالحار ترى هو سبب كل الامراض " وبتنبيه وهي تناظر منشفتها " ومو تطلعين بالحوش وشعرك فيه مويه طيب ؟
رنين بإبتسامه وهي تتحسس خشمها : ان شاء الله
ام زيد تزفر نفَسها وتمشي صوب الباب : يالله أجل انا رايحه لبيت ام هلال وبرجع قبل الظهر " وناظرت بشناطهم حقت البر اللي صار لها 4 ايام على الارض " وشيلوا حوستكم من متى وحنا راجعين وذولا على حطتهم !
سلّكت رنين لأم زيد بإبتسامه عريضه وتنهدت بشويش من هالزفه بعد ما راحت عنهم وسكرت الباب . .


سندس بطلب وهي تناظر بإختها اللي كانت مشغوله بين الجوال والمنشفه : رنّوون
رنين بتأفُف وهي تناظرها وتتمدد وكأنها فهمت السالفه : لا تحاولين ماراح ارتب اغراضك
سندس تمثل التعب وتضعّف بصوتها : الله يخليك أحس اني بموت , بس ارمي الملابس للغسيل وحطي الباقي عالتسريحه على طريقك تكفيين
رنين بلعانه وهي تحط السماعات وتمثل إنها تسمع وقامت تدندن : مافيييه . .
تنهدت سندس وقالت بكِره وهي ترفع فمها بقرف وتدري إنها تسمعها : ياحسسره هذا وانا متوسطتلك عند ابوي عشان تغيبين اليوم
رنين : ..................
سندس مدت بوزها بكِره : هيّن يالشينه , هذا جزااي
قلبت رنين عيونها بشويش وبعد لحظات من التفكير قالت بإستسلام : خلاص افف كسرتي خاطري بسويها بس مو الحين
شقّت سندس الكشره وقالت بصوت مرِح : والله ؟ تؤبريني
تنهدت رنين بهدوء وريّحت تمديدتها أكثر وناظرت حوسة الشناط اللي كانوا يمينها بعدين رفعت نَظرها للسقف وهي تتذكر شي جا على بالها فجأه يوم قالوا طاري البر


رنين بقلبها وهي تفكر بعُمق و كأنها قاعده تسمع ذاك الصوت مره ثانيه : وش قصدها لما شهقت ؟ " وتنهدت " ودي اقول لـ سندس بس خايفه
وسكْرت عيونها بهاللحظه وبدت تتذكر ذاك الموقف بكل تفاصيله . .
كانت واقفه بميلان ومتكتفه وسرحانه بـ بلاط الممر , وهم مازالوا للحين ينتظرون الشغاله تجي تسكر ستاير المجلس الزجاجي
وبين ما هَتون مشغوله تهدي يوسف اللي بِكى ماكان في أحد غيرها لاحظ اندماج آيه اللي كانت تناظر الشباب من فتحة الباب اللي لاصقه فيه من البدايه !
دار ببالها إعتقادات كثيره واستصغرت هالحركه من آيه لكنها فكرت بسطحيه وقالت يمكن هي الثانيه سرحت بشي ومو قصدها تناظر بهالشكل الغريب والمُلفت . .


لكن فجأه يوم شهقت لمّا طاح زيد ولفّت بسرعه تناظر مين اللي سمعها ؛ وقف قلب رنين بهاللحظة والحمد لله إنها مثّلت إنشغالها بخاتمها بعد ما جتها هالحركه بشكل لا إرادي رحمه من ربي وصارت بعيون آيه ولا كأنها انتبهت او ان صوت يوسف العالي ما فضح شي !


" قطبت حواجبها بهاللحظة وكملت بشك وهي تتأفف " ياربي معقوله اللي أفكر فيه يكون منه شي صحيح ؟
مدري وش افسر اللي شفته . .
" وبحيره أكبر " مرات اقول ان مالي دخل بس أحس ان الموضوع مو بذيك السهوله اللي اقدر اسحب نفسي منه بهالشكل ؛ ياربي شسوي أعلّم خالتي او سندس والا الموضوع ما يستاهل ويمكن اظلم البنت على غير سنع ؟
" وبتضارب افكار وهي تتسائل " افف هل انا مكبره الموضوع وهالشهقه طلعت من لا شي او بالغلط والا بالحقيقه هو فيه شي !


عضْت رنين شفاتها بحيره وبلعت ريقها بقرار سريع وتشجّعت شوي لخطوه بتسويها الحين
قالت بتردد وهي تلتفت على سندس اللي منكمشه من البرد ومتغطيه بدفى ومعطتها ظهرها : اقول سندس . .
سندس مالها خلق : هممم
رنين وهي تتراجع فجأه بخوف ما توقعته يجيها " لالا انا مالي دخل اخاف تصير مشاكل " : آآ . . بتنامين ؟
سندس بتنهيده : ايه بس اسكتي
حست رنين باللحظة بالورطه فـ سكتت تماماً وبعْدت هالفكره من راسها وهي تسمع دقات قلبها العاليه و تتنهد بلخبطه و تكرر " شكلي قمت أتوهم كثير واخرف قصص من راسي من كثر ما اشوف افلام حب "
وبحزِم وهي تبلع ريقها " اي صحيح انا مالي دخل لو تصير مشاكل كلها بتجي على راسي "
زفَرت نفسها بقوه وقامت من سريرها بعشوائيه واتجهت للتسريحه وهي تنشغل بتمشيط شعرها اللي فتحت المنشفه الكحليه عنه .





‘,





1 وثلث الظهر | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



عذاري بحماس وهي تسأل هـ السؤال للمره المليون : إيه وبعد وش صار ؛ تكلمي عن اول ما وصلتي ؟
قلت بتنهيده وانا اعدل جلستي المايله وأقول بتعب : وااه عذاري ماصار شي زي ما قلت تو , تعرفت على بنتين معاي بالغرفه وطول اليوم اساعد ذي وذيك واروح للفصل الفلاني عشان آخذ الاحتياط للاستاذه الفلانيه وبس !
عذاري بضحكه : انتي اللي وااه لأن من جد الله يعينك اذا للحين ما شفتي فصولك ولا تعرفتي على شلل البنات اللي فيهم " وبتنبيه " بس مثل ما وصيتك خططي للبنات بالاختبارات وصيري فري وبحبونك
قلت بتسليك وانا اجاريها : إيه هيّن . .


ابتسمت لنا الجازي بهاللحظة وقالت بإستطراد وهي تكلم مشاري اللي كان متمدد ويناظر الاخبار وبنفس الوقت ترضّع يوسف : الا شخبار السواق تأكدت إنه بيوصل بكره ؟
مشاري يناظرها : اي كلمت صديقه وان شاء الله بكره
الجازي براحه وهي تبتسم : ان شاء الله . .
عذاري بغرور وهي تبتسم : صراحه هذا احسن شي سويناه على الاقل تريحنا وتريح نفسك " وبمبالغه " اربع وشعرين ساعه تسوق بالسياره حششى لو انك رجُل آلي
مشاري يزفَر نفَسه بهدوء ويعدل جلسته : علمي نفسك انتي اللي اربع وعشرين ساعه تبين تطلعين " وقفّل النقاش وهو يقول " ماعلينا الله يكفينا شرّه بسس
انا بإستفسار : طيب تعال كيف الظهر بيجيبنا انا وعذاري و طلعتنا بنفس الوقت ؟
مشاري بإبتسامه وهو يناظر عذاري : إيه تنازلت لك الاخت الطيبه
رديت بإستغراب وانا اناظرها : جد ؟ قويه ذي وش صار بالدنيا أمّا بتخلينه يجيني قبلك !
عذاري وهي تلعب بشعرها وتتنهد بثقه : تعرفين البنات الكشخه يتأخرون بالطلعه فـ قلت ارمي عصفورين بحجر واحد
ابتسمت لها بعفويه وتفائلت صراحه من هالتنازل المحترم اللي وأخيراً خلانا نحس إنها فرد من العايله رغم إنه كالعاده سوّته عشان نفسها !



بهاللحظه جانا متعب بسرعه وهو يركض وقال بوجه خايف وهو شايل معاه سيارته الريموت اللي تكسرت : بابا !!
عذاري بتعليق وهي تبقق عيونها على السياره : وش ذا وراها صارت كذا
متعِب ببرائه وهو بيبكي : انسكرت يبا
مشاري بصوت جاف وهو يمثل العصبيه : طيب وش اسوي لك ؟ تتذكر كم مره اقولك لا تسرع فيها
متعب وهو يناظر ردة فعل أبوه الغير متوقعه ويحاول يحبس دموعه : والله ما أسرعت . . " وبطفوله " كنت قاعد امشيها بالطريق السريع عالسيراميك وهي اللي طاحت من الدرج
مشاري بتنهيده وهو يتسند ويقول بصد : مالي شغل انت تحمل مسؤولية اللي سويته ؛ انا ماني مصلح شي
الجازي تنغزه بعد ما شافت وجه متعب اللي بدا يتلوّن : مشاري ؟
مشاري بتنهيده : ماعندي غير اللي قلته هو يتحمل مسؤولية اللي سواه


تغيْرت ملامح وجه متعب بشكل كُلي وطاح الريموت الاسود من يده وانفتح فمه وغاصت عيونه وبدا يبكى بكيته المزعجة اللي اذا فيك خير سكتها !!
وقفت الجازي بتأفف وهي تعطيني يوسف وتروح له بعفويه وتحاول تواسيه : يا ماما خلاص ابوك معصب الحين إذا هدى العصر انا اقوله يشتري لك جديده
متعب بصوت مو واضح من كثر البكى : و . . والله ما كسرتها . . والله والله
عذاري قطبت حواجبها بإنزعاج : مشااري الله يخليك فكْنا
لفْ مشاري وجهه لناحية التليفزيون وطنش الكل !
تننهدت الجازي بشويش وهي تضمه ولفت على مشاري وأشرت له بمعنى قول له اي كلمه تطيب خاطره وتسكته
مشاري بجفاف وهو يعاند : لا ماني قايل شي , أحسن خليه يتعلم ولا تزعجوني بتابع
تأففت الجازي منه وانشغلت بعدها بمتعب اللي بعد معاناه كبيره جداً من الدف والترفيس والدفاع العنيف جداً شالته وإخذته غرفته عشان تهجده !



عذاري بتعليق وهو تناظر مشاري اللي تغير مزاجه والجو اللي هدا : وااه يا شينك اشتر له
مشاري يقلب عيونه : لا مافيه ؛ اذا بيقعد كل شوي يكسر وانا اشتري بيتعود وماراح نستفيد شي خليه يتعلم
عذاري بتنهيده : مدري عنك كيفك . . " وبإستطراد وهي تناظرني مشغوله بيوسف " إيه هَتون ترى رنين ارسلت لي صور سوفَه اللي صورتهم بالبر
رديت بهدوء وانا ماسكة رضاعة يوسف : اوكِ خلاص اذا فضيت بقولك تنزلينهم بـ الاب
عذاري وهي ترجع لجوالها : طيب . .



سكت الكل بهاللحظة وجلسنا بعدها لمده مو قليله هاديين جداً و ما نسمع الا صوت مذيع الاخبار او عذاري اللي تعودنا على قرقتها وبعض الاحيان صوت صراخ متعب اللي يكست فجأه ويبكي فجأه على فترات متقطعه !


قلت بكسل وانا اشيل يوسف وأقوم : انا رايحه لغرفتي بارتاح شوي . .
مشاري يوقفني : آه على طريقك خذي بوكي وديه لغرفتي
قلت بإبتسامه وانا آخذ بوكَه البيج من على الطاوله وأطلع : اوكِ
مشيت بالسيب بإنشغال مع رضاعة يوسف لين ما وصلت لغرفة مشاري
فتحت الباب ودخلت بسرعه وحطيت البوك على الكوميدينا ووقفت بتنهيده وانا اعدل شيلتي ليوسف اللي صار يتحرك كثير ويرفّس فيني !
بهاللحظات قبل لا ألتفت لمحت شي كأني اعرفه زين ؟ او بمعنى ثاني شي يخصني
قلت بهمس لا شعورياً : الصك !
ركْزت عيوني على صك ارضي اللي من معاذ وهالمره مدري شلون نسيته تماماً بهالشكل الغريب !!
جاني شعور مزعج بدا بالضياع وانتهى بأني مازلت مربطوه فيه بشي كبييير كبيير محد يتخيل حجمه
بلعت ريقي بهاللحظه بعد ما حسيت ان الشيطان بدا يلعب فيني ويفتْح جروح ذكرياته وصوره اللي قطّعتها
" لا . . مستحيل اتذكر شي ؛ ياربي تكفى مابي اتذكر "


فجأه بهاللحظه بكى يوسف وضربني بوحده من رجوله بقوه على بطني فصحيت من هـ الدواامه وكأن ربي استجاب لدعائي !
تعوذت من الشيطان برجفه وظليت ارمش بتوتر كبير وأحاول احذف كل اللي شفته وكأني ما شفت شي !!
فطلعت من الغرفه بسرعه ممزوجه بإرتباك وتوتر وانا أحاول اقاوم تفكيري اللي يسأل " ليش ما باع مشاري للحين ؟! "
زفرت أنفاس ثقيله وانا بطريقي لغرفتي , حتى قلبي دقاته صارت صلبه بشكل مُميت أكثر من اللازم لدرجة إنه بدا يعورني
يمكن لأني بهالأيام باديه اقاوم او اسيطر على طيف معاذ وهالشي مِزعج روحي اللي أكذب لو اقول اني ما أبيها افكر فيه ؛ بس اللي صدمني صراحه اني وصلت لمرحلة نسيان مثل هالاشياء الكبيره والمهمه !!


سكرت باب غرفتي بشويش وانا اناظر باللي حولي ومو مستوعبه اللي صار قبل شوي
علامات الاستفهام كثيره وحيرتي مالها نهايه
" أنا ؟ قدرت أنسى بيت معاذ ؟ ولهالمده الطويله ؟ "
بلعت ريقي من هالصدمه وجلست على حافة السرير وانا مو عارفه وش اللي قاعده أحس فيه او وش اللي يقدر يرجعني للي كنت عليه قبل لا أدخل غرفه مشاري
متضايقه ومكتومه بس بشكل متفائل ؟ كيف ما أدري !


عضيت شفاتي اللي تحت وانا اسدح ظهري واحط يوسف على صدري ومازل قلبي يدق بقوّه
ناظرت بعيونه الصغيره اللي صارت مقابل عيوني وقلت بصوت مبحوح وانا اقاوم تفكيري بإنشغال سخيف لأني عارفه إني مستحيل أطرده خصوصاً الحين وانا اناظر بيوسف اللي يشبهه : وش سويت اليوم ؟
غرغر يوسف بهاللحظات وبدا يسعبل على ملابسي . .
رجف فمي بشكل لا إرادي بهاللحظة فدمعت عيني بحسره كبيره وسرعه ما تخيّلتها فقلت بإصرار وانا اسكرهم وأكمل انشغالي بغصه و اتلمس شعر يوسف الناعم بيدي اللي ترجف : يووه سويت كل ذا ؟ ووش بعد سويت ؟! قرأت لك خالتو الجازي قصه ؟
يوسف بفهاوه : أزااغ . . غغغغ .





‘,





4 ونص العصر | فلة أبو زيد
بغرفة زيد



حرْك شعره بشويش وهو يعلق ثوبه وشماغه اللي فصّخهم الظهر بعد ما رجع من الشغل وما شالهم من الارض
واتجه بعدها لمكتبه وفتح لابه الاسود اللي صار يستعمله كثير هالايام وهو يتنهد بشويش
رغم إنه مُنهك الحين وتوه راجع من المسجد بعد ما صحى من قيلولته لكن كل هالاشياء مستحيل تخليه يفوّت تشييكَه على هالشي المهم !
فتح قوقل وضغط عالمفضِله وهو يشرب من البيره الخضرا اللي فتحها تو وحطّها يمينه عالمكتب . .
أختار صفحه تويتر صار كثير يتردد عليها مع إنه ما عنده يوزر بس بالصدفه قبل أربع ايام يوم كان يفسر الحلم دخل على صفحة سندس وشاف الفولويرز وجذبته هالصفحه غصباً عنه
" يؤ آخر تويته قبل 10 دقايق "
ابتسم بشعور حلو وهو ينزل بسرعه عشان يقرأ اللي كتبته بحماس !




.





10m هَتون : يمكن اليوم فوق الـ 50 بنت نادوني " إستاذة " ما توقعت اني بتعود على هالمسَمى رغم إن البنات اللي جايين قليل ولسى ما شرحت شي .


بانت اسنان زيد وهو مازال يبتسم بسعاده غريبه تجيه إذا فتح صفحتها
ما يخفي إنه كل ماشاف جديدها يتذكر شكلها وكل شي يخصها بذاكرته
نزل لـ التويتات الثانيه اللي كتبتها وهو كان بالشغل فما قرأها واندمج فتره لين ما خلص قرائة كل اللي فاته بتواصل وبدون ملل !
تنهد بهاللحظة وهو يناظر بإسمها والصوره الرمزيه اللي حاطتها
هَتون , وصورة شمس تغرب على البحر طاغي عليها اللون البرتقالي والاصفر
أمّا البيو كان فيه عمرها وإن عندها ولد اسمه يوسف . .


زفر نفَسه باللحظة وأخذ البيره وبدا يشرب منها وهو غايص بالتفكير بكل خشوع
" وراني صاير مشفوح ؟ قريت 500 تويته بيومين !
- وبضحكه جانبيه – بس وش اسوي حلو كلامها ؟
- وبلا مبالاة وهو يفتح صفحات عشوائيه ويفرفر – بعدين أعرف نفسي يومين او ثلاثه وأطفش من المتابعه
- وبترقيع – اصلاً هذا لأن سالفتها مرتبطه بالحرايق فعشان كذا انا فضولي للي صار فيها قبل "


ابتسم براحه بعد ما أقنع نفسه ببساطة هالتحليل السريع وظل يحوس بالنت لين ما طفش وقفل الاب .



* بالصاله *



رنين بحماس وهي تقرأ من الايباد : سندس تخيلي يوسف كمل 6 شهور اليوم !!
سندس بصوت خامل وهي تاكل من الدانيت اللي بيدها وتناظر بالتيلفزيون : وشدراك ؟
رنين بإبتسامه : تو هَتون كتبت تويته وعذاري بعد بالبي بي
سندس بإبتسامه هاديه وهي تمسح خشمها اللي تسلّط عليها بعد ما راحت الحراره عنها : ماشاء الله الله يحفظه
رنين بحماس وهي تكتب بالـآيباد : كيوووت ببارك لها . .
عيسى بإستفهام وهو صاعد من تحت : تباركين لمين ؟
رنين بإنشغال : وحده ما تعرفها
سندس بتنهيده وهي توضّح له عشان لا يقلب راسها باسئلته الكثيره : أخت آيه ولدها كمل 6 شهور اليوم
عيسى بإبتسامه جانبيه : أها يحليه . .
رنين بإستفسار : سندس كتبت لها " هَتون الله يكبره بالعافيه ويخليه لك " زين ؟
سندس بتسليك : اي زين


بهاللحظات ناظر عيسى برنين نظرات طويله بعد ما سمع إسمها وبدا يكرره بعقله
" هَتون . . هتون . . هتون
- وبتنهيده طويله وهو يتذكر سؤاله لزيد بالبر – افف ياربي ليش ما جاوبني هي والا لا ؟ أموت وأعرف
- وبوّز بشفاحه مَرحه – شكلي بحشره بزاويه واجلس اكفخ فيه لين ما يجاوبني !
- وبجديه عميقه – بس الصراحه خايف ان اللي ببالي يكون صح وسكوته معناه إنها شاغله باله
- وبحيره مجهوله – لا عاد مو وقته سترك يارب "


تنهد بهاللحظة وطرد تفكيره المزعج وبدا ينادي عالشغاله عشان تصعد له القهوه اللي اشتهاها فجأه !





‘,





نهاية الاسبوع , بعد 3 ايام
الاربعاء
9 وربع الليل | فلة أبو مشاري
بالمطبخ



سما وهي تاكل الهمبرجر وتناظر بعذاري اللي قاطعتها : لا يا حبيبتي محد يعرف آيه زيي " وناظرت بآيه وهي تكمل تحليل شخصيتها " شوفوا هي حوسه ومتذبذبه
آيه بضحكه وهي ترفع حاجبها : لا والله !
سما بإبتسامه : والله يعني آرائك كذا ملخبطه " وبمدح " بس تراك قياديه وحرمه
انا بإيجابيه : صحيح قياديه درجة أولى . .
سما بتمعُن وهي تناظر آيه : انتي فيك شوي من سندس ؛ بس هذيك قياديه خبله و انتي قياديه بشكل جدّي
عذاري بإستطراد وهي تشرب من البيبسي : لا وين سندس احسها مع الخيل يا شقرا
انا بتفكير : شوفوا هي قياديه ما نختلف بس مو خبله , تراها بالمواقف ذكيه
سما بضحكه : واضح جداً إنها ذكيه خصوصاً مع عيسى , اربع وعشرين ساعه تتغاضى عنه ومالها خلق تكثّر كلام معاه
انا بإبتسامه : وهذا هو الذكاء " وبثقه " غض الطرف مو أي احد يقدر عليه
عذاري بجهل وهي تتطنز على الكلمه : غض الطرف ؟
سما ترفع حاجبها بمرح : شوفي حبيبتي لا تقعدين تخربطين علينا غض طرف والا غض بصر مانعرف حنّا " وبتوجيه اتهامات مرِح " رايك ذا جا لأنك انسانه مالك خلق تسوين شي وبارده درجه أولى مثل زيد بالضبط !!
بلعت آيه ريقها بهاللحظه ورمشت يوم سمعت إسمه بهالشكل المفاجئ


رديت وانا أكل من البطاطس وأعدل جلستي : كيفك افهمي اللي تبين , انا بالنسبه لي هذا هو الذكاء
عذاري بتعليق : هذا اسمه عجز , إعرفي ان اللي ما يمد لسانه بهالوقت ما يِسوى شي
تنهدت وناظرتها بشويش وانا اتحسس المحارش بجملتها !
" لو ادري إنها تتقبل الكلام ؛ كان فهمتها ان كل الناس عندهم نفس لسانها بس العبره بمين يقدر يمسكه "
سما بإستطراد وهي تقاطع هواش نظراتنا : خلاص هاتوا غيركم " وبتفكير " اممممم طيب خلونا نتكلم عن شخصية رنين ؟
عذاري بإختصار وهي تناظر سما بتنهيده : ما يحتاج رنين واضحه مره . .
آيه بمداخله : صح , احسن كلمه تناسبها هي إنها مطيعه وهاديه شوي
عذاري بإبتسامه : بس ترى لها حالات مجنونه " وبدَق وهي تناظرني بطرف عينها " يعني تناقش وتهاوش مو فاهيه طول الوقت
آيه بخزّه وهي تتأفف : عذاري
قلّبت عيوني بثقه وقلت بإبتسامه بسيطه : خليها عادي . .
سما بتأفُف وهي تسكر الموضوع وتمثّل الزعل : اففف منكم خلاص حامت كبدي " وبدلع " بروح بيتنا
آيه بضحكه وهي تاكل : شِف ذي بعد من متى صايره دلوعه
سما تمد بوزها : انتوا اللي صايرين كريهين , صار لي اسبوع انتظر يوم الاربعاء يجي عشان اجيكم وتكون هتون معنا بعد كرف المدرسه وهذا انتوا قاعدين تخربون الجيّه !
عذاري بتنهيده وهي تلطف الجو : وااي خلي عنك الدلع ما خربنا شي توها الساعه 9
آيه بإستفسار وهي تناظر ساعة يدها وتتذكر : 9 وربع . . " وناظرت البنات " تتوقعون متى بيجون الجازي ومشاري ؟
انا برد : اكيد على 10 , وبعدين الجازي مو راعية سهرات ومتعب لازم ينام
سما بتمثيل رومانسي : أووف حسافه ليتني رايحه معاهم ليش ما طرى على بالي انهم بيكونون بجو رومانسي
عذاري بتعليق : هههه خيانه ؛ توك تقولين انك منتظره اسبوع عشان تجينا وش نصدق الحين !
آيه بمزح : وبعدين معاهم متعب وش الجو الرومانسي اللي بيصير مثلاً
انا بضحكه : من جد . .


سما وهي تسكر علبة وجبتها وترتب مكانها بإبتسامه عفويه : يالله الشكوى لله
آيه وهي تشرب من بيبسيها وتوقف سما : خليه انا بشيله بعد ما نخلص كلنا
سما بلُطف : وشدعوه ماني غريبه , وبعدين اعرفك بتسحبين وبيخيس بيتكم على ما ترجع رتني ويوسف
انا بتنهيده بعد ما تذكرت ان ام معاذ ماخذه يوسف اليوم الصباح : ذكرتيني اتصل عليها اتطمن
عذاري بضحكه وهي تاكل من البطاطس : أوهووه وش يخلصنا الحين " وبتريَقه وهي تعليّ صوتها عشان أسمعها و تناظرني اقوم واروح للصاله " ألو رتني غيرتي له كم مره ؟ وكم مره كحّ ؟ أحد ضربه ؟
سما بإبتسامه وهي تسكّتها وتكمل تنظيف : ههه خلاص حرام عليك خليها . .
عذاري بعفويه : يوه عادي هَتون تدّخل من هنا وتطلّع من هنا


آيه بإستطراد وهي تقوم وتنظف مع سما بعد ما خلصت وجبتها : صح على الطاري نسيت اقولك , تخيلي ابوي سافر قطر مره ثانيه وامس رجع
سما بإستغراب : يؤ وش عنده مو توه راجع ؟
عذاري بقرف من هالطاري : يسوي نفسه بزنس مان
قلبت آيه عيونها ورمت كيسة ماك بالزباله وقالت بتطنيش : اي وعاد اقولك مدري وش سالفته هذي ثاني مره يروح . .
سما بتنهيده وهي تغسل يدينها : إيه . . الله يهنيه " وبلُطف وهي تغيّر السالفه " المهم ماعلينا شخبار سواقكم ؟
آيه بإبتسامه عريضه : * نوح * ؟ والله زوين للحين ماشفنا شي
عذاري بضحكه : بس يا إن عليه شوارب تنشاف من أميال , تحسين شكله شوي ويقول ترى انا هندي اصلي 100%
سما بضحكه : هههههههه مو مهم , الله يثبته بس " وغمزت لها " عاد ما أوصيكم اكرفووه
عذاري بإيجابيه : أفا عليك .



* بالصاله فوق *



رجْعت السماعه بمكانها بعد ما كلمت رتني وسمعت صوت يوسف اللي ما نام للحين وعدلت جلستني وتنهدت بشويش . .
" حبيبي اشتقت له – وبضيقه – استغفر الله ما أمداني اقابله بعد اسبوع من كرف المدرسه الا وتاخذه منيْ "
سمعت بهاللحظات صوت البنات تحت وهم يضحكون فابتسمت بهدوء وعدلت بيجامتي البيضا المنقطه بأحمر وضميت رجولي بيديني وحطيت راسي على ركبتي وبديت اتأمل نقش السجاده بشرود تام . .
قلت بقلبي وانا اتذكر بشكل عشوائي وش سويت اليوم بعد ما رجعت مع السواق الظهر : اففف ماكان لازم أروح اشوف أرضي !!
الحين وش استفدت غير الهم , حتى اني بديت من امس بـ حالتي السخيفه اللي هي الكتم
وكالعاده بعد ما تتكدّس الاشياء فوق بعضها انفجر بجنون وأرجع اجمّع من جديد نكد ثاني !!
- وتنهدت بجنون وانا اسكر عيوني بقوّه وأدفن وجهي بين رجولي - ياربي كله من ام معاذ ؛ لو ما إنها اتصلت عليّ وانا بالمدرسه وقالت انها تبي ترسل عم يوسف عشان ياخذه كان ما تذكرت هالاشياء أو خطر ببالي إني اروح اشوف الارض


-تأففت بغصّه كبيره وانا ابلع ريقي واحاول امسك نفسي وأترجى الله بصمت ان البنات يصعدون ويقطعون هالذكرى اللي بدت تجيني وماني قادره أقاومها
لكن للأسف محد جا وبديت اتذكر !!


ما أدري شلون جتني الجرأه اقول لنوح يمر من هذاك الطريق عشان بس أشوف ارض بيتي القديم اللي صار تراب وتساوى مع الارض . .
طول الطريق كان قلبي يدق بهستيريه وكل شوي افكر اتراجع عن اللي قلته
لكني بشكل مفاجئ قررت اغصب نفسي وأتحداها على هالمواجهه القويه لأني من جد مليت وانا أهرب منه خصوصاً اني عارفه ان النسيان مستحيل ينفع !!


اللي شفته كان بثواني قليله ما تنعد , صحيح إنا مرينا بسرعه من عند الارض وما أمداني اشوف أي شي غير التراب ؛ لكن عقلي مو راضي ينسى الصور اللي شفتها بـ الذكريات اللي جتني كلها دفعه وحده بشكل عنيف وبديت أعشيها قلباً وقالبا


ضحكة معاذ , مطبخنا البني الصغير ,الغرفه العنابيه والحوش
اول ما رجعت من المستشفى بعد ما ولدت , ووحدتي أيام الحمل
النار اللي اشتعلت من المطبخ بالجزئ اليسار البعيد عن غرفتي , صراخ يوسف القوي
ورتني اللي علمتني إنها اول ما شمّت الريحه ونزلت طلعت من الباب الخلفي بعد ما سدت النار طريقها فراحت للشارع ولقت أبو الجيران وعلمته !!
يوم قررت أهدم البيت , وبكاي الكثير


روحي القديمه , شخصيتي , أمي , أبوي , يوم كان عمري خمس سنين !!
كل الذكريات المجنونه تدافعت بشكل فيضوي جداً وتراكمت على راسي وجت ببالي دفعه وحده لدرجه إني حسيت بالصدااع


بهاللحظه ضربت جبهتي بركبتي اكثر من مره وانا اعصر شفاتي بأسناني وأحاول ما أبكي وللآن قاعده اطلب من الله يجيب البنات ويقاطعوني لأني من جد بديت أَهلك



- هييه ألووو لا يكون نمتي ؟!!
رفعت راسي بسرعه وقلت بوجه شاحب وانا ابلع ريقي واناظر بسما اللي كانت واقفه على راسي وآيه وعذاري اللي مترامين عالكنبات براحه : لـ . . لا ما نمت
عذاري بسُخريه : أبو الكذب وجهك وجه وحده تعلمت على المدرسه وصارت تنام بدري
ابتسمت ابتسامه بسيطه وانا اعدل جلستي وابلع ريقي بغرابه وكأني من جد كنت نايمه او اني غفيت من كثر التفكير اللي أجهدني خصوصاً اني ما حسيت فيم وهم يصعدون . .
" الحمد لله إنهم جوو "
سما بمحارش وهي تجلس جنبي بإبتسامه : عاد على طاري المدرسه مو تنسين تراك واعدتني بأول راتب راح تعشيني فيه
قلت بمجامله وانا اعدل ربطة شعري بهدوء وخمول : هه ان شاء الله
سما بإستطراد وهي تتربع وتناظر بجوالها : المهم ها اتصلتي على يوسف ؟
انا بشحوب : اي للحين ما نام كان يرضع
سما بإبتسامه وهي تشيل عينها عن الجوال : يحليله بسرعه يمر الوقت ما أمدى صار عمره 6 شهور ؛ والله كأنه امس لمّا شفته أول مره بعد ما ولد !
عذاري بمداخله : من جد بعد شوي تلقينه صار رجال اطول منك
سما بحماس وهي تتخيل شكله : واااو بيصير ذبّااح يخقق " وبمزح " خلاص اجل حجزته
آيه بتعليق : يووه الله يلحقنا خير " وبمدح " عاد الصراحه انا عاجبني الحين , خصوصاً انه صاير يقلد التعابير ويضحك كثير ويرضع لحاله ويسوي حركات كثيره تجنن
سما بجديه وهي تزفِر نفَسها بهدوء وتناظرني : الله يتمم عليه يارب ويبّرك زي ماتبين " وبمزح وهي تدفني على كتفي " بس عاد الله يخليك احجزيه لي
ضحكت على تعليقها ولما جيت برد عليه قاطعنا صوت متعب اللي يصارخ من تحت ويصعد الدرج !
متعب بطفوله : طريق طريق بابا بيصعد . .
سما وهي تمثّل الخقه وتقوم : واااي قلبي قلبي




.






ضحكوا البنات على طريقة كلام سما اللي قامت من الصاله بسرعه وراحت لغرفة آيه اللي كانت قريبه
وبعد ما صعد مشاري ودخل غرفته طلعت ورجعت جلست معاهم . .
الجازي وهي تفصّخ عبايتها وتجلس بتنهيده : وااه تعبت
سما بعفويه : أهم شي استانستي
الجازي بإبتسامه وهي تأشر لمتعب اللي كان قاعد يلعب بالصابون و ينفخ بلونات صغيره ملونه : إيه الحمد لله غيرنا جو " وناظرت بمتعب " ماما لا تنفّخ هنا وتوصخ البيت رتني مو موجوده , بكره العب بالحوش
متعب بإبتسامه وهو يسمع كلام امه ويروح لغرفته : ان شاء الله
عذاري بتعليق وهي مستغربه : تهه وراه صاير مطيع ؛ ولا كأنه اللي طنقر علينا الظهر
الجازي بإبتسامه : مدري عنهم هو وأبوه اتفقوا على شي سرّي ومن بعده تغيّر الولد !
آيه بإيجابيه : سحر ذا مو إتفاق " وبتنهيده " الله يتمم بسس . .
الجازي بنفَس عميق وهي تقوم : المهم انا بروح انام تصبحون على خير
رد الكل بشويش وهم يناظرونها تروح : وانتي من أهل الخير .





‘,





12 الليل | فلة ابو زيد
بالمطبخ تحت



عيسى بتثاوب وهو جالس على طاوله الاكل و يشرب مويه ويناظر كياس السوبر اللي معبّيه الارض بعد ماراحوا اليوم كلهم بإستثناء زيد عشان يتقضون لهالشهر : يما كالعاده مكاني حق الحلويات لا تعبونه
أم زيد وهي تناظره بإنشغال وتفرّغ الكياس مع البنات : لا تقعد تتأمر على راسي تعال سوّ شغلك لحالك انا ماراح اسوي شي
عيسى يمد بوزه بعِتاب : يمااه !
رنين تقلّب عيونها بكِره : عليك فيه خالتي ؛ اليوم بس يهاوش فيني
ابو زيد هو يدخل للمطبخ ويقاطع عيسى اللي كان بيرد : مين اللي هاوشك ؟
خزّ عيسى رنين بسرعه وبلع ريقه بتوريطه !
رنين بلعانه وهي تطنشه وتمثّل الدلع و تناظر ابوها ببرائه : يبا تخيّل اليوم الظهر لأني بس تأخرت خمس دقايق قعد يهددني " وبصوت باكي " يقولي بناديك بالميكرفون يوم السبت رنين العبده
أشّر عيسى لرنين بـ " هيّن " وبدا يستعد نفسياً للهواش
ابو زيد بتنهيده وهو يجلس على رأس الطاوله ويناظر بعيسى : صدق هالكلام ؟
" طييييب يالخايسه انا اوريك " عيسى وهو يمد بوزه بكِره : إيه . .
ام زيد بتأفُف : الله يصبرني عليك ؛ أنت مدري وشو بالضبط حتى خواتك ماتبي تنفعهم !!
سندس بصوت مبحوح بعد ما عطست : يعني فوق ماهو ما يشتغل يتشرط بعد
رنين تزيد الطين بله : لا وبعد مو أول مره , دايم يهددني ترى
أبو زيد بإستغراب وهو يرفع حاجبه ويناظره : لا مو كذا حرام عليك ليش تهبّل بهالفقيره يعني وش بيضرك اذا انتظرت بالسياره ؛ لا شمس بتحرقك ولا الحر بيذوّبك !!
غطّى عيسى وجهه بيدينه وبدا يفركه بتأفف وإنزعاج داخلي من هالموّال اللي دايم ما يجي الا له


ام زيد بتنهيده وهي تسكت الكل وتدخّل علبه اللبن بالثلاجه : لا تتعب عمرك يا أبو زيد , خلاص هذا الكلام ما ينفع معه
ابو زيد يناظر عيسى بهداوة : والله مدري وش أسوي فيك ؛ حتى لو اشغلك عامل نظافه ماراح تنظف
عيسى بطنقره : يباا !
سندس بتنهيده وهي تترك الكياس وتروح صوب علبه المناديل بعد ما ابتسمت علي كلام ابوها : يما انا بصعد شوي ارتاح احس اني دايخه
ام زيد تناظرها بقلق : بسم الله لا يكون رجعت الحراره ؟
سندس بإبتسامه هاديه وهي تطلع : لا بس يمكن من فرفرة السوبر . .
ابو زيد بإبتسامه وهو يطمن زوجته اللي شحب وجهها : وشفيك عادي كلها حراره
عيسى بمجامله وهو يقوم من الكرسي بعد ما تجاهل كل اللي قالوه كالعاده : لا يبا ترى أمي حنونه زياده عن اللازم
ابتسمت ام زيد وقالت بتنهيده : آآه منك تعرف شلون تضيع موضوع شغلك
عيسى بإبتسامه عريضه وهو يطلع من المطبخ : ومنكم نستفيد ؛ يالله سلام انا رايح انام
ابو زيد بسُخريه وهو يسمع صوت نعال عيسى لما صعد الدرج : أموت واعرف على مين طالع هالولد !



* بغرفة زيد فوق *



كان متمدد على سريره براحه وما مشغّل الا وحده من الأبجورات البرتقاليه وجوّه الهادي مساعده على الاندماج مع جواله اللي وأخيراً بعد تفكير طويل حمّل عليه التويتر وسوّا له يوزر فاضي بإسم مستعار !
زيد بإبتسامه وهو يقرأ تويتات هَتون اللي ما قرأها : تهه يا حليله توّه كمّل 6 شهور
" وتفكير أعمق " يعني يمكن كان عمره شهر يوم الحريق !
" وبمَرح وهو مستمتع " ياليتها تصوره , حسافه ما قدرت اشوفه بالبر . .


رمش بشويش بهاللحظات وظل يناظر اسمها وصورتها الشخصيه بهدوء تام وإحساس يجيب له السعاده بشكل غريب
قال بقلبه وهو مازال ساهي بالجوال وما حرك جفن : ياربي غريبه ما تذكرتني , لهالدرجه ما انتبهت لملامحي يوم الحريق عشان ما تعرف إني انا اللي عطيتها المصاصه ؟!



- زيّوود
انتفض زيد بشكل مُلفت فجأه يوم دخل عليه عيسى بدون صوت وقطع كل أفكاره
قال بعصبيه لا إراديه وهو ينزّل الجوال بسرعه ويناظر بعيسى : خيير مافيه شي اسمه تطق الباب !
عيسى بفهاوه وهو مستغرب من خوفه : يمه شفيك " وبإزدراء " علّم نفسك أوّل
زيد بتنهيده وهو يعدل جلسته ويتحسس عيونه بتوتر ويرجع يناظر الجوال بشرود ويسوّي نفسه ولا كأن صار شي : طيب اخلص وش تبي ؟
عيسى بهدوء وهو يناظر الجوال : ابوي يقول بكره فضّي نفسك عمي عازمنا عالعشا
زيد بكِره وهو يقلّب عيونه : افف هذا اللي ناقص بعد
عيسى بتأفف وهو يتركْى عالباب : فضّي نفسك مالنا خلق ابوي يلعلع توّه معطيني محاظره وما يحتاج أعلمك قد إيش هو يحب عمي
زيد بتسليك وهو يطرده بعد ما تنفس بعمق : اف طيب , يالله اطلع وسكر الباب
زفع عيسى فمّه بإزدراء وقال بإنزعاج من اسلوب أخوه وهو يسكر الباب : طيـــب . .


عطى عيسى ظهره للباب بعد ما سكره ومشى السيب بهدوء وهو مدخّل يدينه بجيب بيجامته ويفكر بحيره باللي صار تو !
قال بقلبه بفضول قوي : وش اللي خلّاه يخاف ويعصب بهالشكل ؛ مستحيل تتكّون كل هالتعابير على وجهه لأني بس دخلت عليه بدون ما طقيت الباب !
- وعض شفاته بحيرة أكبر – زيد مو من النوعيّه المهتمه او اللي متعوده تخبي أسرار وش اللي غيّره
- وبتفكير عشوائي – بعدين لحظة وش سالفته مع الجوال هاليومين , هذي مو أول مره ادخل عليه وهو مشغول فيه ؟
ناظر بهاللحظات باب غرفته اللي قرّب منها , فـكمّل مشيه الهادي وطلّع يده اليمين من جيبه وفتح الباب ودخل وهو يزفِر تنهيده طويله كلها اسئله .





‘,





اليوم التالي
الخميس
4 وربع الفجر | فلة ابو مشاري



طلعت من غرفتي بشويش وانا اتثاوب بكسل بعد ما كنت صاحيه لصلاة الفجر لكني عطشت . .
دخلت الصاله بحركات مايله وانا اتمطط وأصب لي كاس من ترمس المويه القزاز وأشربه
حطيت الكاس على الطاوله واتجهت بعدها للثلاجه الصغيره الشفافه اللي بركن البوفيه الصغير المفتوح وناظرت وش فيها
" شكل مالي الا الأوريو "
أخذت الاوريو اللي كان عالطرف وسكرت الثلاجه واتجهت بنفس المشيه المايله لغرفتي


وبين ما انا بالسيب لمحت مشاري شايل متعب و يصعد فيه الدرج وهم جايين من المسجد مع بعض !
قلت بإستغراب وانا ارجف من البرد بشويش : يؤ غريبه متعب صاحي معاك ؟
مشاري بإبتسامه وهو يفتح لثمة شماغه اللي كان لافها على خشمه وفمّه عشان البرد : أول شي قولي السلام عليكم
انا بنفس نبرة الاستغراب : السلام " وبفضول " ماقلتي لي رايح معاك للمسجد ؟
متعب ببرائه وهو يقاطع أبوه اللي كان بيتكلم ويصحى من غفوته ويقول بثِقل بعد ما ناظرني : عمتي . .
ابتسمت بشويش ورحت صوبهم وشلته من مشاري وانا أسمّي عليه واقول : ههه وش السالفه
مشاري وهو يحك رقبته بشويش ويبتسم لي : امم هذا شرطي عشان اشتري له سيارة ثانيه ؛ قلت له لو يروح يصلي معاي الفجر بالمسجد لمدة أسبوع بشتري له أغلى واكبر من القديمه
انا بضحكه بسيطه : حراام عليك عاد مو بهالبرد !
متعب بطفوله وهو يناظري بدِفاع ويقول بمقاطعه : لالا مو برد , عشان ابوي يشتري لي السياره لازم أرضي ربي
حط مشاري يده على شعر متعب وقال بمدح : إيه شطور
ابتسمت لهم وقطبت حواجبي وقلت بهمس وانا اناظر مشاري : عاد عرف يصلي زين هالمره والا بس يقلد ؟
مشاري برد : يؤ أكيد يعرف من زمان وهو يتدرّب " وبمدح وهو يعلّي صوته عشان يسمعه متعب " لا وبعد حفظ سور قصيره جديده صح تعّوبه ؟
متعب بإبتسامه كسوله وهو يناظر أبوه : إيه


ابتسمت بشويش وانا صراحه أسجّل اعجابي بهالفكره الغريبه شوي والأغرب منها هو رضي الطرفين عن هالشي الحلو الحمد لله !
هزّيت كتوفي بعدم استيعاب وقلت بحيره : مدري والله عنكم " وناظرت بمشاري وانا ألف صوب غرفة متعب " المهم انت روح نام انا بوديه
مشاري بإبتسامه وهو يمشي لغرفته : اوكِ الله يعطيك العافيه
رديت بشويش وانا التفت عليه واقول : الله يعافيك


دخلت غرفه متعب الصغيره اللي مليانه سيارات ونزْلته عالسرير وغطيته زين وطلعت . .
بعدها اتجهت لغرفتي وانا استغفر بصوت هادي وامشي بشويش
جلست عالسرير بهدوء وانا اناظر مكتبي اللي تعبّى كتب ومراجع أحياء وخرابيط كثيره لازم أذاكرها قبل يوم السبت عشان استعد للشرح دامنا بدينا بالمناهج !
أخذت نفس عميق وانا اتنهد واذكر الله واقول بهمس : يارب سهّلها . .
تمددت بعدها عالسرير زين وحطيت رجولي فوق المخدات اللي حطيتها عشان تصير أعلى من مستوى جسمي !


وبين ما أنا اتغطى واستعد للنومه لفتني الهدوء التام اللي كسى الجو , وبكل صراحه تنهدت وانا من جد اشتقت بشكل مو صاحي لصوت يوسف .





‘,





2 الظهر | المستشفى
بغرفة أم مشاري



كان جالس على الكرسي البني الحديد جنب راسها وشابك أصابعه مع بعض ويناظر فيها بتَوتُر . .
وجه شاحب جداً مايل للصفار الواضح عكّر صفائه تجعُدات مزعجه
والمغذي الاصفر يمر بالاسلاك الصغيره اللي مدخلينها من فتحات خشمها و الابر اللي غارزينها بيدينها بشكل عنيف . .
كل هذا مدخلينه فيها لأنهم مستحيل يقدرون يدخلونه مباشره من فمها بسبب الفتحه اللي فاتحينها برقبتها عشان تتنفس منها بمساعدة الاجهزه !



بلع ريقه بتصَلُب وقال بهمس خشن وهو ياخذ نفَس عميق من تحت الكمْام اللي مِزعجه : انا وش قاعد اسوي ردي عليّ ؟
" وبلع ريقه بحِده " ليش ما ترجعين وتعتقيني من هالعذاب اللي انا فيه !!
عصر أصابعه مع بعضهم وهو عارف إنه ماراح يلقى رد لهالاسئله ؛ فتنهد بشويش وبدا يجمّع نفسه أكثر ويحاول يهدأ تدريجياً ولو شوي . .
سكْر عيونه بهاللحظات بشكل عشوائي وتنهد بقوّه وهو كأنه البارح ناقلها للمستشفى تحت صراخ وبكى عياله اللي للآن يزن بإذنه
مستحيل يقدر ينسى صوت مشاري اللي اتصل عليه الساعه 9 الليل بيوم الاحد وقاله بجنون : يبا أمي طاحت بالحمام تعال بسرعه !!


بهاللحظة سكْر جواله بجنون ورماه بسرعه على المقعد اللي جنبه بالسياره وساق بأسرع ما عنده لين ما وصل للبيت وهو ما يشوف شي غير الدنيا اللي سوّدت بعيونه بشكل مخيف !
استقبلته عذاري بصدمه وهو تنزل من الدرج ركض بجسمها الصغير و تبكي بصوت عالي وتقول بصراخ ورجاء : يباااااه الله يخليك امي بتموووت
رمى شماغه عالارض ورفع ثوبه بسرعه وهو يمر جنبها ويصعد الدرج بخطوات كبيره جداً ما يدري كيف خَطاها أصلاً
بعدها اتجه لحمام غرفته ولقى هَتون وآيه ساندين راسها على رجولهم ويبكون حولها برجفه وشكلهم طعن قلبه !
بهاللحظة قرّب منها وناظر مشاري اللي كان واقف بخوف عند الباب وقاله بسرعه : اتصلت عالطوارئ ؟
مشاري وهو يبلع ريقه : ايه ايه
ابو مشاري بضغط فضيع وهو يبعّد بناته عنها ويقول لمشاري يساعده : تعال ننزلها أسرع لهم اول ما يجون " وصرخ على بناته اللي كانوا سادين الطريق " وانتوا اسكتوا مافيها الا الخير بس أغمى عليها
مشاري برجفه وهو يناظر آيه بأمر ويروح صوب أمه : خلاص آيه خذي البنات وروحوا لغرفكم وهاتي عباية امي الحين بيجون الطوارئ ياخذونها
آيه بصدمه وهو تغص ببكاها الفضيع : طـ . . طيب !


وما مرّت عشر دقايق الا وصوت إسعاف الطوارئ يعبّي الحي ويلفت إنتباه الجيران !
ركب هو معها بعد ما أمر مشاري يقعد مع خواته ويهديهم وهو اول ماراح يلقى الفرصه بيتصل عليهم ويطمنهم


لكن للأسف الاتصال اللي كانوا يتمنونه ما جا وتأخر كثييير . .
بذيك اللحظات طلع الدكتور من غرفة العمليات على الساعه 2 الليل بعد انتظار طويل استمر حوالي 5 ساعات متواصله وهو مشتت مابين عياله اللي كل شوي يتصلون وبين زوجته اللي مصيرها مجهول داخل ذيك الغرفه !



" للأسف ما لحقنا على الجلطه اللي جتها وماتت دماغياً "
كلمات هالدكتور كانت هي نقطة التحويل بحياة الكل !!
ما يدري وش جاه بذيك اللحظة , كان يراقب فم الدكتور يتحرك وهو يشرح باقي الاشياء له
بس هو بعالم ثاني تماماً وكان ودّه موت بذيك اللحظه يرد على عياله اللي كانوا يتصلون عليه والجوال يهزّ بيدينه ويقولهم : ابد مافيها شي بس اغمى عليها . .
لكن للأسف هالأمنيه ظلّت معلّقه بجدران حنجرته لمدة طالت كثييير كثييير كثييير
ولا هو رد عليهم ولا هم تطمنوا !


بلع ابو مشاري ريقه بهاللحظات وفتح عيونه ببطئ وهو يتمنى انه كل شي يرجع زي ما كان
بيته عياله .. زوجته والماضي الحلو


قطع تفكيره بهاللحظة صوت جواله الهزاز اللي رجعّه لواقعه المر " كانت واحه "
ناظر اسمها بثِقل وقام بخطوات هاديه بعد ما تنفْس بضيق فضيع وطلع من الغرفه ورد على زوجته .





‘,





8 العِشا | الشارع العام
بسيارة عيسى



عيسى يكسِر الهدوء اللي طفّشه من أول ما طلع من البيت مع زيد اللي مرّ عليه بسرعه عشان يلحقون بأبوهم اللي سِبقهم لبيت عمهم : زيّوود ذكرني اجيب لأمي بالرجعه كَرفس نست أمس تجيب من السوبر
همهم زيد بتسليك وهو مشغول بجواله من أول ما ركب
" افف لا حنّا ولا هالجوال " عيسى يعلّي صوته : هييه سمعتني ؟!
زيد بتأفُف وهو يرد بتأكيد وما كلّف عمره يرفع عينه عن الجوال : قلت لك إييه لا تصارخ
عيسى بِقرف وهو يرفع حاجبه : انت اصلاً قلت شي ؛ من أول ما طلعنا وانت على جوالك
زيد بإبتسامه وهو يحك لحيته بشويش : إيه سويت لي تويتر
عيسى بإستغراب : تويتر ؟ " ورفع فمّه بإزدراء وهو يناظره " يا عيني من متى انت فاضي عشان تخربط بمثل هالمواقع , أنا اللي هو أنا مو فاضي
زيد بتنهيده وهو يسكته : طيب يا اللي مو فاضي , انتبه لطريقك بس . .
قلّب عيسى عيونه بنرفَزه وكمل سياقه بقهر وهو يتنهد !
" تهه تويتر ها ؟"



وبعد لحظات من الصمت اللي ما ينسمع فيه شي غير اصوات السيارات , قال زيد بإستطراد وهو يناظر بالصدفه كتاب كبير شوي قدامه : وش ذا ؟
إلتفت عيسى عليه وأول ما ناظر الكتاب أخذه بسرعه وحطه ورى وقال بلعثمه : أووف مالك شغل
زيد بفضول وهو يقطب حواجبه ولف جسمه وناظر ورى : هه تفسير قرآن ؟
" ياربي وانا ليش ما حطيته ورى من أول " تأفف عيسى بشوّية نرفزه وقال بكِره وهو يقلّب عيونه : إيه تفسير " وبكِذب " حق فوّاز نساه عندي بعد ما طلعنا اليوم العصر
زيد بإبتسامه جانبيه وهو يكشفه : صحيح ان فوّاز ملتزم بس انت طلعت بسيارته اليوم كيف نساه عندك !


سكت عيسى ثواني ورد بحيا وهو يعلّي صوته شوي ويناظر بزيد : طيب تفسيري هو عطاني إياه ارتحت الحين ؟ " وبندم وهو منقهر من نفسه " تطنز عليّ ما أوصيك
زيد بضحكه وهو يناظر تعابيره المستحيه : من جدك انت ؟ وليش اتطنز ترى عادي لو كنت بتصير ملتزم مافيها شي
عيسى بتوتُر فضيع من هالموضوع اللي لخبط مزاجه فجأه و يكفي إنه كان متردد من أول ما كلم فوّاز بالموضوع : مالك شغل فيني
زيد بإبتسامة حماس : يعني جد بتصير زي فوّاز ؟
قلّب عيسى عيونه بنَرفزه تامه وقال بعصبيه بدائيه وهو يعلّي صوته : أوهووه استغفر الله " وبنبره غريبه " انت ورى ما تنشغل بجوالك اللي مدري وش تسوي فيه
زيد بهدوء وهو يتنهد بشويش ويناظره : وش قصدك ؟
عيسى بإستهزاء وهو يرفع فمّه بمحارش : مدري عنك اسأل نفسك , كل ما دخلنا عليك وهو بيدك قعدت تتنافض حمد لله الشكر
سكت زيد بهاللحظات وفضّل إنه ما يجاوب لأنه بصراحه ماله خلق يدخل بمثل هالنقاشات الحاده خصوصاً وعيسى بهالمزاج المتنرفز اللي انقلب فجأه !



عيسى بتَريقه وهو يقول بهمس : طبعاً بتسكت الجواب يمكن يخرب برستيجك مو أنت الولد الكامل بعيون امي وابوي
زيد وهو يلتفت عليه بملامح جديّه : نعم ؟
عيسى بكِره وهو يعليّ صوته شوي بشكل ينرفز : وش تبي كيفي اكلمك نفسسي
زيد يحاول يمسك نفسه : هييه وش فيك انت كل هذا عشان شفنا تفسيرك وقلنا انك بتصير ملتزم !!
عيسى بنفس نبرة الصوت وهو يناظر زيد ويرجع يناظر بالطريق : إيه إيه اقعد ضيع الموضوع الحين ؛ لو فيك خير ورّني وش قاعد تسوي بالجوال " وبإستطراد وهو يتذكر سالفة هَتون "او جاوب عن اللي سألتك عنه يوم رحنا للبر


زيد بنرفزه وهو يقطب حواجبه ويبلع ريقه من هالطاري ويناظر بطرف عينه صفحة هَتون اللي كان فاتحها على نت رصيده : لحظة لحظة انت وش تبي تقول , علّمني وراك قاعد تلف وتدور " وبدون شعور " بعدين وش دخل هَتون بالموضوع الحين ؟
عيسى بقهر وهو يتنرفز أكثر بعد ما وتّره اهتمام زيد لهالدرجه الفضيعه بالصفحه اللي كان فاتحها : انت اللي لا تلف وتدور " وبحركه مفاجئه ومباغته أخذ الجوال من يد زيد بقوّه وكمّل " خل عنك حركات المراهقين ذي وكلمني زي الناس
زيد بصدمه قويّه وهو يفتح عيونه على وسْعهم و يحاول يسحّب الجوال بقوّه من يد عيسي اللي بدأ يقاومه لدرجة إن جسمه النحيف بدا يهتز يمين ويسار من قوّه الشد : هيييه عطني الجوال لا تقعد تستهبل
عيسى بفيضويه تامه وهو يصد عن زيد ويحاول يسيطر على السياره اللي ماقام يركز عليها : بعّد عني يعني الحين تبي تفهمني ان كل هالعصبيه عشاني بشوف صفحتك بالتويتر " وبإستهزاء وهو يضرب صدر زيد اللي انقض عليه بكوعه " وعناداً فيك ماني تاركه الا وانا شايف وش هالصفحه اللي ماخذه عقلك !!
زيد بجنون وهو مو قادر يسيطر على إحساسه اللي قاعد يقوله إنه مسوّي شي غلط وخايف انه عيسى يكششفه : لا انت شكلك انهبلت " وبلع ريقه بتوتُر وناظر قدامه وقال بصراخ يفجّر الأذن " عيسووه وقّف السياره أو عطني الجوال قبل لا يصير شي ما يسرّك
عيسى بعصبيه تامه وهو يضغط على البانزين بتَهوّر وأخيراً باغت زيد ودفعه عنه : والله إن ما تركتني اشوف ماراح اوقف ابد !!
ناظر زيد من شباكه سرعة السيارات اللي صارت ولا شي عند سرعة عيسى المجنونه
وبهاللحظة المتوتره اختبص عنده كل شي بشكل تام وبدا راسه يصدعّ وماقام يشوف شي غير إنه لازم ياخذ الجوال
فتنفَس بسرعه وحس إنه قلبه وصل لعند لحنجرته من كثر ما هو مختنق
وبحركه لا إردايه يوم شاف عيسى بهاللحظة يبتسم بخبث ويرفع الجوال عشان بيشوف صفحة هَتون اللي فاتحها مدّ يده العريضه لا شعورياً وضربه كفّ بشكل مباغِت هز كل شي بصوته العالي !
وقف الوقت بهاللحظة بعقل عيسى وكثر الصدمه اللي فجعت خلاياه فقد السيطرة على السياره وتشنّجت يده اليمين لحد الموت فصرخ لحد الموووت من كثر الألم !!!!
فاق زيد بهاللحظة من صرخة أخوه ويوم شاف السيّاره بدت تتخبط بشكل لا إرادي مسك الدركسون بخوف فضيع ولفّ السياره بفيضويه وهو مو قادر يسيطر عليها بعد ما شاف الموت لمّا كانت بتصدم باللي قدامها
وبموقف مو مُتوقَع لفّت السياره على نفسها مرتين بسرعه فضيعه وبعد مقاومه مميته من زيد اللي تصلّبت أركانه من كثر الخوف قدر يوقّفها لكن الصدمه إنه وقف بالجهه المعاكسه بهالشارع العام وصاروا عكس السير !!
ومثل ماهو متوقع كل السيارات اللي كانت جايه تفاجئت وحاولت تتجنبهم وصار الشارع فيضوي بشكل ما ينوصف ؛ الى ان جا دور ذيك السياره الحمرا الكبيره اللي قدّر الله إنها تصدم فيهم بشكل مُهلِك فتت السياره !




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


الحمد لله أولاً وآخراً على توفيقه لي
ثم الشكر للمتابعين اللي برودهم أتحمس أكثر وأبذل جهدي عشان ما أخيّب ظنهم
امممم تعمدت أوقف عن نقطه مهمه عشان لا تتناسى الاحداث بذهونكم لأني بإذن الله

ماراح أنزل برمضان


أمّا اللي شايل هم انه بينسى الشخصيات فأتوقع إنها محصوره بعدد ان شاء الله ما ينتسى

وماعندي مانع اني بعد رمضان أكتب ملخص قبل طرح بارت 13 عشان اللي ينسى بسرعه
رمضان غالي علينا ومن الاسباب اللي تساعدنا على التقوى التفرغ لعبادته
فـ اللهم بلغنا إياه وتب علينا فيه واجلعنا من عُتقائه

إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان

أحبتي , شكراً
لقائنا يتجدد ان شاء الحي القيوم بعد رمضان
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .





أم جهاد و يقين 17-11-15 08:12 PM

رواية روووعه أبدعي ميهاري
ننتظرك فالبارت الجديد


الساعة الآن 05:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية