منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   175 - نور العمر - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t150581.html)

نيو فراولة 30-10-10 05:47 PM

175 - نور العمر - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
175- نور العمر - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة

الملخص



صاح قلبها (لا) للعاصفه التي ضربت حبها الأول, تركت عملهآ وسافرت الي جزيره أسبانية لتبقى قرب حبيب طفولتها بعد أصابته بالعمى, كرست أيامها للعنايه به وكانت له العين واليد والنور الذي شق الظلمة للبحث عن بعض الامل .منتدى ليلاس
ألا ان رايك الذي كره الحياه بعد أصابته , زرع طريق أنجى بالأشواك فكانت مهمتها شبه مستحيلة ... وحربها مدمرة, حرب الضوء والعتمة , وسلاحها الوحيد حبهاالذي مدها بالشجاعه وأفعم قلبها بالصبر , ولكن ألى متى؟وهناك أيزابيل فراندوس الجميلة التي أختارها والد رايك كعروس لأبنه البكر.
هل يسكت قلبها ولا يحتج حين يقرر رايك بأن أنجي صالحة كعروس لاخيه؟ ( لا ) لن تكون لسواه .
وتقرر أنجي الرحيل ولكن ألى أين ؟ قلبها المتعلق برايك رفض أن يخطو خطوة واحده بعيدا عنه.



نيو فراولة 30-10-10 06:21 PM

1 - توأم الظلام


مع أقتراب اليخت من جزيرة بايلتار بدأت قمة جبلها تظهر في الأفق وترتفع وسط زرقة البحر المتوسط شامخة كمئذنة جامع عربي في الأندلس .
على سطح هذه الجزيرة أناس من جنسيات مختلفة أكثريتهم من الأسبانيين ذوي التأثير , الذين بنوامنازل لهم هناك فسكنوا الجزيرة وتحكموا بخبرتها وتجارتها.
أحست أنجي بمشاعر التأثر تنتابها وهي واقفة تراقب الجزيرة من اليخت , لقد غادرتها منذ ست سنوات طالبة في السادسة عشرة من عمرها , وها هي تعود أليها ممرضة قانونية متخرجة من أرقى الجامعات , لقد دعيت لتؤدي خدمة أنسانية رائعة في منزل كارلوس دي زالدو حاكم الجزيرة .
أنحرف اليخت بالركاب بأتجاه مرفأ الجزيرة الصغير وأثناء أنحرافه أنعكست أشعة الشمس على صفحة الماء , فألتمعت ببريق يأخذ الأنظار , أزاء شاعرية المشهد شعرت أنجي بحنين يشدها بقوة ألى هذا المكان , أن حنينها ألى هذه الجزيرة لم تخف وطأته بمرور السنوات الست التي قضتها بعيدة أناء دراستها , وتذكرت عندما كانت تأتي لتقضي قسما من عطلتي فصل الصيف وفصل الشتاء عند عائلة الحاكم.
كانت ماريا دي زالدو تدرس في أنكلترا في المدرسة نفسها التي تدرس فيها أنجي , ومنذ ذلك الوقت توطدت عرى الصداقة بينهما , وعندما أصبحت أنجي وحيدة بعد وفاة عمتها كيت , كان للدعوة التي وجهتها عائلة مايا لها للبقاء معها أطيب الأثر في نفسها , فقد أحست فورا برابط قوي يربطها بهم وشعرت بأن المنزل الأسباني الكبير الذي يقيمون فيه هو أجمل مكان في العالم على الأطلاق , لقد كانوا من أكثر أرستقراطيي الجزيرة تأثيرا ونفوذا ,وكان دون كارلوس نسخة عن نبلاء أسبانيا , يعيش مع أولاده بترف.
الأسبوع الماضي أختلطت ذكرياتها عن بايلتار بمشاعر مؤثرة عندما أتصلت بها مايا بالهاتف وأخبرتها بأن رايك دي زالدو أصيب بجراح بالغة في مهمة عسكرية في بلاد الباسك ( مقاطعة أسبانية مضطربة تقع في شمال أسبانيا قرب الحدود مع فرنسا ) ونقل ألى منزله وهو بحاجة لرعاية ممرضة.
منتدى ليلاس
قالت لها أنجي بعصبية وهي تضغط على سماعة الهاتف:
"أخبريني كل شيء ".
فأجابتها مايا بصوت مخنوق يلفه اليأس :
" أنه حادث مروع , أصابته شظايا القنبلة في وجهه ورأسه , لقد فقد بصره يا أنجي ".
كانت أنجي تسترجع شريط الذكريات وتحدق في اليم فيما يقترب اليخت بها من اليابسة , أنها تتذكر رايك جيدا , وكيف يمكنها أن تنساه ! لقد أقتنعت خلال تمضيتها آخر عطلة في منزل والده , أنها لن تلتقي أبدا مرة أخرى برجل يحتل قلبها مثله.
أنها تشعر بكل دقة مضطربة من دقات قلبها , فيما تسير بها سيارة التاكسي ألى المنزل عبر طريق مستقيم من ساحة الجزيرة الكبرى وحيث تنتشر المقاهي التي يجلس فيها الناس يشربون القهوة ويتبادلون الأحاديث.
على جانبي الطريق تنتشر المحلات والأسواق حيث كانت تتنزه مع مايا تحت أشعة الشمس , حينها لم يكن في الأفق ما يشير ألى أنها ستعود ثانية ألى بايلتار في ظروف محزنة , فيما سيارة التاكسي تقترب من منزل دي زالدو عبر مناظر طبيعية تخطف الأبصار , تساءلت أنجي في قرارة نفسها عما أذا كانت ستشعر بتبدل في مشاعرها عندما ترى رايك ثانية , لقد كانت غالبا ما تفكر به خلال عملها في المستشفى في أنكلترا .
أنعطفت سيارة التاكسي وسلكت طريقا تؤدي صعودا ألى كازيرا دي نوسترا حيث كانت أشجار النخيل تغطي مساحات واسعة من الأراضي بكثافة , حاجبة عنها أشعة الشمس الحارقة , ثم دخلت في طريق متعرج يمر عبر حديقة المدافن وهي حديقة واسعة جدا , كان من الواضح أن حب الجزيرة قد تأصل في نفس أنجي تماما , كحبها للأبن الأكبر لحاكم الجزيرة , هذا الحب بقي في طي الكتمان منذ نشأته فلم يعلم به أحد وعلى الأخص رايك .
بعد مرور ساعة من الزمن على مخابرة مايا دي زالدو لها , تدبرت أنجي أمرها مع مسؤولي التمريض حيث تعمل , وأستطاعت أن تستحصل على أذن بالذهاب ألى جزيرة بايلتار لتعتني بالرجل الحاضر أبدا في ذاكرتها , لقد كانت متأكدة تماما من جهل رايك لحقيقة مشاعرها نحوه , فأثناء فترة مراهقتها كانت تخجل منه وترتبك في حضوره , وخلال تلك الفترة بدا لها ناضجا ومنطويا يحب الأنفراد والتأمل .وعى أولاد كارلوس دي زالدو منذ البداية أهمية دور والدهم في جزيرة بايلتار , ومع ذلك وجدتهم أنجي بعيدين عن الغرور والتكبر , وكان طبيعيا في هذه الناحية , أن يميل طبع رايك قليلا نحو التعالي , فهو أبن حاكم الجزيرة , بالأضافة ألى نزعته نحو الأنفراد والسوداوية الرومنطيقية.

نيو فراولة 30-10-10 09:09 PM

كان رايك بهي الطلعة , فاحم الشعر ثاقب النظرات , يمشي بطريقة هادئة ومتزنة كفارس نبيل , لم تكن أنجي تتصور بأن شخصا يتمتع بكل هذه الصفات يمكن أن يصاب بالعمى ويفقد أتزانه ..... أنها ترفض في أعماقها أن تراه على هذه الصورة , ترفض أن ترى رايك الفائض حيوية وثقة بالنفس والمشحون بالقوة والشجاعة يتحول ألى شخص عاجز وبحاجة ألى مساعدة مستمرة.
توترت أعصابها عندما لاحت فيللا دي زالدو في الأفق بجدرانها البيضاء وبرج المراقبة العالي الذي لا يتواجد فيه الحرس بأستمرار .
منتدى ليلاس
وفيما كانت تحدق بالمنزل ولجت السيارة المدخل الرئيسي , فقفز أحد الحراس فورا من غرفة الحراسة وأمرها بالوقوف سائلا عن سبب الزيارة.
خفضت أنجي زجاج السيارة وأطلت برأسها معلنة عن أسمها له فتغيرت تصرفاته فجأة وسمح لهما بمتابعة طريقهما ألى الداخل عبر طريق معبد وسط مرج أخضر.
كانت الساحة أمام الفيللا مسيجة والنوافذ مقفلة والسكون يلف المكان , لم يتغير شيء بالنسبة ألى أنجي , ولم ينتقص مرور الزمن من سحر الماضي , ما أن خرجت من السيارة ووقفت في الساحة حتى أستعادت صور الماضي الجميل وتذكرت أوقات اللهو التي قضوها في برج المراقبة العالي وعلى درجات سلمه , وهو أحد أمكنتها المفضلة للهو في هذا المنزل , كانت الحديقة الغنّاء التي تتوسطها بركة من الرخام مبنية بشكل دائرة ومليئة بالسمك المتنوع الأشكال والأحجام والألوان , وقرب البركة تنتشر مقاعد من الخيزران ومنضدة من الزجاج الأخضر اللون , أن شاعرية هذا المكان وهدوءه كانا يستهويانها على الدوام .
تركت سيارة التاكسي المكان , وفجأة زالت رغبتها بالتأمل وبأستعادة بعض الذكريات , فهي بحاجة لبعض الدقائق تقضيها وحيدة , تستجمع خلالها قواها وتتحضر لمواجهة رايك وجها لوجه , لن تواجهه فقط كممرضة بل أيضا كأمرأة تهتم لأمره , وهذا الأمر ليس سهلا بالطبع لأنها لن تواجه الضابط العسكري الواثق من نفسه بل رجلا شارفت مهنته العسكرية على نهايتها بعد أن أصيبت عيناه وفقد بصره.
وأخذت تسترجع في ذاكرتها الحديث الذي دار بينها وبين مايا على الهاتف , لقد قالت لها أنجي :
" هل تأكد الأطباء نهائيا من فقدانه البصر؟ ربما لم تصب أعصاب العين بأذى , أذ ذاك يكون العلاج ممكنا وتصبح المسألة مسألة وقت , مع قليل من العناية والصبر قد.......".
" لقد قال الأطباء لأبي بألا يتوقع المعجزات...".
ثم أنفجرت بالبكاء على الهاتف مما دفع بأنجي للبكاء هي أيضا لشدة تأثرها , ثم تابعت مايا قائلة :
" .... آه يا أنجي , أكاد لا أحتمل النظر أليه!".
" لا , لا تقولي هذا يا مايا , أرجوك".
" لقد تضرر قسم كبير من وجهه , وقال الأطباء أنهم سيضطرون لأجراء جراحة تجميلية له , وأكدوا أن الجروح ستبقى ظاهرة للعيان رغم هذه الجراحة , أن قلبي يكاد ينفطر أسى وحزنا عندما أراه عل هذه الصورة! يا ألهي, ما الذي فعله رايك ليستحق كل هذا؟
وأنقطع حبل أفكارها فجأة عندما سمعت صوتا يناديها , فألتفتت وأبصرت مايا تركض نحوها معانقة وقائلة :
" شكرا لله على حضورك".
فسألتها :
" كيف حاله؟".
" لقد... تغير كثيرا , أصبح شاردا وساخرا لا يترك لأحد مجال الأقتراب منه , في أغلب الأحيان يجلس في الحديقة محدقا في البركة كمن يرى الأسماك فيها , يخيل لمن يراه على هذا الحال أن الأفكار تدور وتدور في رأسه ولا تترك مجالا للراحة , في الليل أسمعه عندما يتعثر أثناء سيره ,لم يتعود على هذا الوضع بعد , وقد وقع أرضا مرات عدة , أذا حاولنا مساعدته يثور ويتفوه بكلام مؤذ ولاذع , الله فقط يعلم كم كان واثقا من نفسه ومتأكدا من كل ما يقوم به , أنجي , أنت لا شك تتذكرين كيف كيف كان , أليس كذلك؟".
نعم , كانت أنجي لا تزال تتذكر رايك تماما فقالت وهي تغالب دموعها :
" هل عرف بأنني سأكون ممرضته؟".
فأومأت مايا بالأيجاب وبدا لأنجي أنها تعض شفتها حزنا وألما فقالت لها:
" يبدو لي أنه ليس موافقا على هذا الموضوع , أليس كذلك ؟".
أن رايك ذو أنفة وضرورة وجود شخص ما ألى جانبه ليراقب خطواته ويساعده على التغلب على فقدانه لحاسة النظر , سيثير غضبه دون شك , ولكن لا بد من وجود هذا الشخص لكي يراقب أصابته وليتأكد بصورة دقيقة وبأستمرار بأن الجروح لم تتسبب بمضاعفات خطيرة.

نيو فراولة 30-10-10 10:37 PM

سوف يزودها الأطباء الذين أشرفوا على علاجه بتفاصيل وضعه الصحي , ولكن خبرتها كممرضة ذكّرتها بأن مضاعفات جروح الرأس غير مأمونة العواقب ولا يمكن التنبؤ بها خاصة عندما تكون الضحية قد أصيبت بشظايا قنبلة.
حملت أنجي حقيبتها وسارت مع مايا ألى داخل الفيللا وما أن أصبحت في الداخل حتى أشتمت رائحة سيكار سيغاريللو من النوع الذي يفضله الأسبانيون , قالت لمايا:
" أشعر كما لو أنني كنت هنا بالأمس".
" لماذا بقيت بعيدة عنا؟ لم تكوني دائما مشغولة لدرجة تمنعك من زيارتنا".
فضحكت أنجي وأجابتها :
" أنت لا تعرفين مدى صعوبة عمل الممرضة ".
ولم تجرؤ عل القول أكثر من هذا , ثم لو أرادت , ماذا يمكنها أن تقول لمايا . أتقول لها بأنها أبتعدت عنهم بسبب رايك , وأنها بسببه أيضا عادت أليهم , وقفت الفتاتان في بهو المنزل تتحدثان , وجال نظر أنجي على أثاث المنزل , كانت الأرض مفروشة بسجاج شرقي غني الألوان يتزاوج بروعة مع أثاث المنزل الداكن اللون.
ثم أخذت أنجي تتأمل مايا بشعرها الداكن المعقود ألى الخلف في تسريحة رياضية تبرز جمال عينيها.
فجأة قالت مايا:
" يبدو أنك كبرت , وأصبحت تليق بك مهنة التمريض , أنا لا أستطيع أن أعبر لك عن فرحتي بقدومك ألينا , قد يسمح لك رايك بمساعدته".
منتدى ليلاس
وأبتسمت أنجي بتصنع للتخفيف من الأضطراب الذي بدا على صديقتها وقالت :
" سوف أصر على هذا الأمر , لقد تعلمت أن أكون صارمة مع المرضى الذين يظهرون عنادا".
" غريب أن تصبحي ممرضة".
" وتابعت مطرقة:
" كان أبي يحبك على الدوام , على الأرجح لأنك تشبهين أمي ألى حد بعيد بسبب لونك ".
" أنا أتذكر تماما كيف كانت تبدو أمك من خلال الصور , كانت أجمل مني بكثير".
ثم نظرت من أحدى النوافذ تتأمل شمس المغيب وأستطردت قائلة :
" أنا سعيدة لأن المنزل لا يزال على حاله , لا يبدو أن شيئا تغير هنا".
" لا , و..... طبعا بأستثناء رايك".
وجالت مايا بنظرها على نوافذ الحديقة الداكنة اللون فأيقنت أنجي أنه موجود في الداخل فسألت مايا بلهفة:
" متى سأراه ؟ هل تم أبلاغه بأنني سأصل اليوم ؟".
أومأت مايا برأسها أيجابا وتابعت قائلة :
" أنه لا يجتمع بنا عند الغداء , فهو لا يزال حساسا أتجاه واقعه لذلك يفضل أن يتناول طعامه وحيدا في غرفة الجلوس , وأحيانا في الحديقة , أنه هناك الآن".
" أستطيع أن أشتم رائحة السيغاريللو , هل أذهب أليه الآن ؟ علينا أن نواجهه عاجلا أم آجلا".
نظرت مايا أليها بعينين حزينتين وقالت :
" لم تتصوري أبدا أنه من الممكن أن تعودي ألى الجزيرة في ظروف محزنة ألى هذه الدرجة , أليس كذلك ؟".
"كنت أتمنى كل شيء ألا هذا".
كانت تعرف سلفا بأن رؤيتها لرايك على هذه الحال ستؤلمها وتحزنها فطلبت من الله أن يساعدها على تخطي مصاعب النصف ساعة المقبلة , لقد كان بالنسبة أليها رجلا بكل معنى الكلمة : طويل القامة نحيلها , وخطرا ألى درجة أصبحت تقدرها الآن بعد أن تخطت مرحلة المراهقة .
جذبتها مايا من يدها وسارت بها نحو الحديقة المقفلة وقالت لها :
"هيا , تعالي وألقي عليه التحية".
ما أن تقدمت عبر الباب حتى أنبعثت رائحة السيغار بشدة ممتزجة برائحة الورود التي تزين الحديقة على مدار السنة .
ومن الحديقة شع ضوء خفيف, وما أن أصبحت في الداخل حتى أدار الرجل الجالس على الكرسي في وسط الحديقة رأسه , تراءى لها فجأة أن العينين تحاولان البحث عن شيء ما دونما جدوى وشاهدت مدى الضرر الذي أحدثته الشظايا في الوجه وحدقت وهي مشدوهة برأسه عند الصدغ حيث أجريت له الجراحة لأستئصال الشظايا , لقد سبق وشاهدت حالات أشد خطورة , لكن المصاب هنا هو رايك , شعرت فجأة برغبة في الركض أليه وأحتضانه بذراعيها .
" من هنا؟".
" هذه أنا , مايا".
" من معك؟".
أتجهت مايا صوب شقيقها رايك وأنحنت عليه وقبلته ثم قالت له ضاحكة :
" حاول أن تتكهن يا صديقي ".
أشاح بوجهه عن شفتيها بحدة وبحركته هذه أستطاعت أنجي أن ترى عينيه , لم يلحقهما أي ضرر خارجي وما زالتا على بريقهما المعتاد وحدّتهما , لقد أحست فجأة بأن القنبلة لم تستطع , وأن زالت حاسة النظر , أن تزيل الجاذب المغناطيسي فيهما .

silisti 31-10-10 03:21 AM

jamila jdan arjoki anzili albaki bisor3a raw3a ya farawla wchokran lilmajhod

silisti 31-10-10 02:33 PM

:liilas:antadiro almazid

نيو فراولة 31-10-10 04:29 PM

قالت له أنجي باللغة الأسبانية التي ساعدها آل دي زالدو على أتقانها أثناء وجودها بينهم .
" رايك دي زالدو , لقد ألتقينا ثانية ".
فرد عليها بلغة أنكليزية سليمة :
" آه , لقد أتانا ملاك الرحمة , كما ترين , أنا في أيامي أعمى كخفاش في قبو وعلى حافة الجنون , أهلا يا أنجيلا".
توجهت نحو كرسيه ووضعت أنجي يدها برفق على كتفه قائلة :
" لا تغضب , فأنت تبدو مرتاحا هنا ,خرير الماء المتدفق في البركة يجعل من المكان واحدة راحة حقيقية لك".
فقال بعصبية ظاهرة:
منتدى ليلاس
"تماما , فأنا بقايا أنسان بحاجة للأسترخاء والراحة , فربما توقفت أذ ذاك عن رمي الأثاث من النوافذ , كيف حالك هذه الأيام؟ هل أنت مرتاحة ألى عملك؟".
" أنا مسرورة جدا من عملي يا صديقي".
كانت تود أستبدا عبارة ( يا صديقي) بعبارة لا تتضمن سوى أسمه رايك , لكنها أحست فجأة بالخجل , فهي , ومنذ فترة طويلة , لم تعد تلك الفتاة الصغيرة , لقد أحست فجأة بأنه يعتقد أنها عادت ألى هذا المنزل كمن يريد رؤيته في وضعه الجديد.
" كم تبدين متفانية , هل ستتألميم معي؟".
" لا , بل سأحاول أن أواسيك".
قال لها ساخرا :
" كيف , بأطعامي بعض الحلوى ".
" هذا أذا كنت تحبها ".
" وبعض الأكاذيب؟".
"لا".
" أيتها الممرضة , لقد بدأن لتوك بالكذب ".
" أنني لا أكذب على المرضى أبدا , هذه ليست عادتي ".
" أخبريني يا مايا, هل ستسه صديقتك على تغذيتي" وتابع مقهقها : " وتضربني عندما أمتنع عن الأكل؟".
فقاطعته مايا معترضة:
" لا تبدأ بمعاملتها بطريقة سيئة , لقد أصر الدكتور رومالدو على أن تعتني بك ممرضة , أنا أشكر المولى لأننا أستطعنا الأتصال بأنجي في الوقت المناسب , وألا لوجدت نفسك بين يدي تنين بدلا من يدي ممرضة".
فأجابها بلهجة ساخرة :
" عليّ أذن أن أتوقع من أنجيلا أن تعاملني برفق ! في كل حال تصرف كهذا لن يكون حكيما ".
ثم تابع موجها كلامه ألى أنجي :
"سوف أمزقك أربا عند أول هفوة فأنتبهي!".
" بأنتظار ذلك سوف أراقب خطواتك لئلا تتعثر أنت يا صديقي".
كانت أنجي متأكدة أن عليها أن تكون قاطعة معه فهذه هي الطريقة الوحيدة كي يتحسن نفسيا , أن أظهار مشاعرها الحقيقية أتجاهه ليس مفيدا له الآن.
أستوى رايك في مقعده وكان التوتر باديا عليه والقلق يطل من عينيه المطفأتين اللتين تحدقان بأنجي , فجأة قال لها:
" أذن , قررت أن تكوني نافذتي ألى العالم , أليس كذلك ؟ أيتها التعيسة , أنت شديدة البساطة لدرجة تحملك على الأعتقاد بأنني سأقبل هذا الأمر بكل بساطة ".
ثم تلمس وجهه وتابع قائلا:
" كان على هذه القنبلة أن تتابع معروفها معي وتجهز على ما تبقى مني , لم يكن من المفروض أن أبقى على قيد الحياة , الرجلان اللذان كانا معي نقلا ألى المستشفى وتوفيا لاحقا , أتظنان بأنني لا أعرف هذا؟".
" آه , رايك".
وأمسكت مايا بذراعه , لكنه , وبحركة عصبية تخلص منها وأنفجر قائلا:
" لا تعامليني كقاصر بحاجة ألى تهدئة! لقد أخرج الأطباء من رأسي شظايا كان بأمكانها أن تحولني ألى مختل عقليا , أنت تعرفين هذا وأنا أيضا , فلنتوقف أذن عن الأدعاء بأن المسألة مسألة وقت قبل أن أعود ألى حالتي الطبيعية , أنا غارق في ظلام دامس لا أتلمس طريقي فيه , ولا أحد منكم يستطيع أن يقدر هذا ومدى الألم الذي يسببه في نفسي " وتابع بمرارة : " أن هذا الظلام يزداد كثافة يوما عن يوم , ليل متواصل بدون أمل بأنبلاج فجر جديد , أنه نفق مظلم طويل لا ينتهي ! أنه قبري ومع هذا علي أن أبقى على قيد الحياة.....".
سمعت أنجي ما فيه الكفاية وأية كلمة زائدة ستفقدها أعصابها , فنهرته قائلة:
" أنت تخيف أختك , فكف عن هذا الكلام , أشكر الله على أنك لا تزال حيا وبأمكانك أن تشعر بحرارة الشمس وأن تسمع غناء العصافير , لا أشك للحظة بأن الجنديين الآخرين كانا يتمنيان أن يكونا مكانك الآن".
قال لها فجأة بهدوء يناقض تصرفه السابق:
" لا أعتقد أن أحدا في العالم يتمنى أن يقوده الآخرون بدهم أنجيلا , عندما يفقد الرجل حاسة البصر لا يعود للأشياء حوله أي معنى , لا يعود حتى للنساء في حياة الرجل الأعمى أي معنى , فالرجل عندما يعانق المرأة يحب أن ينظر في عينيها......".
قاطعته فجأة مايا وقالت له وهي تغادر الحديقة باكية:
" آه , رايك , لا تعذب نفسك هكذا , أنت تنشغل بأشياء ثانوية الأهمية في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها!".

dalia cool 31-10-10 04:44 PM

شكرا كتير حبيبتي امل باين على الرواية انها كنير حلوة يعطيكي العافية:flowers2:

الكبرياء الجريح 31-10-10 05:22 PM

يعطيكي العافية

زهورحسين 31-10-10 05:44 PM

:55:رووووووووووووووووووووووووووووعة:friends:
:55:ش:55:ك:55:ر:55:ا:55:

نيو فراولة 31-10-10 10:10 PM

وجدت أنجي نفسها وحيدة مع هذا الكئيب الغاضب , وشعرت بأن هذا الرجل الجالس أمامها لم يبق فيه من رايك دي زالدو الحقيقي ألا الشكل الخارجي فقط هذا أذا لم تؤخذ بعين الأعتبار آثار الأصابة , كان من الصعب أن تصدق بأن هاتين العينين الجميلتين لا تريان الأشياء والألوان .
" مايا ما زالت طفلة , ولوالدي اليد الطولى في ذلك , أذ أعتنى بها بطريقة مميزة , ولكن أنت.... أنت أنجيلا عملت بين المرضى ويجب أن تتفهمي بعضا مما أقوله وأشعر به , بحق السماء , أنا لا أقدر أن أكوّن فكرة عنك الآن , أن ما أحتفظ به في مخيلتي عنك هو صورة تلميذة المدرسة الصغيرة , لذلك حتى الآن لم أستطع الجمع بين صورتك كتلميذة وصورتك كممرضة , هل تسمحين بأن أتلمس وجهك ويديك لأكوّن فكرة واضحة؟".
ردة فعل أنجي الفورية كادت أن تكون سلبية , لأنها أعتقدت بأنها لن تستطيع أحتمال لمساته لها, بسبب الشعور الذي تكنه له في قلبها .
أحس رايك بترددها ولكنه أساء فهمه فقال لها :
" هل فكرة ملامسة رجل أعمى لك تثير في نفسك الخوف ألى هذه الدرجة أنجيلا؟".
" لا , أبدا".
" أنني أتذكر الآن كيف كنت تهربين مني في الماضي وكأنك تخافين من شيء ما , كنت تنظرين أليّ بدهشة وخوف وكأنني مسعور , ما الذي أتى بك ألى هنا ما دمت تكرهينني ألى هذا الحد؟".
كادت أن تخرج من شفتي أنجي صرخة أعتراض , ولكنها كانت أكيدة من أنه سيكرهها أذا حس بأنها تشفق عليه وسيحتقرها أذا داخله شك في أنها تحبه فقالت له بلهجة باردة :
" أستطيع أن أؤكد لك يا صديقي بأنني شاهدت حالات أشد صعوبة من حالتك , الحروق مثلا وخاصة حروق الأطفال , هذا شيء لم تشاهده أنت , لقد أعتدت على كل هذا مع الوقت وكن متأكدا من أنني لست متأكدة من أنني لست متضايقة من رغبتك في تحسس ملامحي ".
منتدى ليلاس
فرد ساخرا :
" كم أنت كريمة , أيتها الممرضة , ولكنني أستطيع الآن أن أتذكر وجهك الخائف ولون عينيك الأسود".
" لونهما ليس أسود , أنت تتكلم عن فتاة أخرى ".
" آه , الآن تذكرتك , عيناك بلون البحر بعد الظهر وهما باردتان ونقيتان كالثلج , أليس كذلك ؟ أتذكر بأن سيب رسمك مرة ولكنه لم يتمكن من رسم التعبير في عينيك".
لقد تذكرت أنجي فورا اللوحة التي رسمها سيب شقيق رايك كما لو كانت بين يديها الآن , كان سيب يريد أن يصبح فنانا , لكنه أصبح مدير أفلام سينمائية يعمل أساسا في أيطاليا وأحيانا في كاليفورنيا .
ثم تابع قائلا بلهجة تهكمية :
" هل حاول سيب الأتصال بك ؟ كنت تفضلينه عليّ".
" كان يناسبني أكثر من ناحية العمر ".
لقد قررت أن تدافع عن نفسها فلم تخبره بأن سيب أتصل بها عندما كان في لندن لحضور مؤتمر سينمائي , وتناولا الطعام ثم ذهبا لحضور أحد العروض المسرحية , كان صحيحا أنها أعتبرت سيباستيان دائما أسلس طبعا وأسهل للمعاشرة من رايك , فمعه لم تشعر أبدا بنبضها يتسارع ولا بخجل يعقد لسانها .
قال لها رايك ببطء :
" لا تقولي بأنك تحمرين خجلا الآت ؟".
" ولماذا تعتقد بأنني سأحمر خجلا ؟".
" لأن الأنكليز لا يحبون أن توجه أليهم أسئلة شخصية من هذا النوع".
" أليس الجميع كذلك ؟ أنا أعرف بأن الأسبانيين متحفظون دوما بعض الشيء".
" بالفعل , فنحن أيضا نرفض أن يشاركنا أحد في مشاعرنا الداخلية , هل تحلمين بأن يشاركك أحد في هذه المشاعر , شقيقي سيب مثلا ؟ هل عدت ألى الجزيرة على أمل القاء به؟".
" أنت تعرف تماما لماذا أنا هنا , وتعرف أيضا بأن سيب ألطف منك".
" آه طبعا , هو يعامل النساء بلطافة ونعومة أكثر مني , لقد عرفت هذا وأنت يافعة , واليوم تأكدت منه وأنت ناضجة , أليس كذلك؟".
حدقت أنجي برايك فبدا لها أنه أكبر من سيب بعشر سنوات على الأقل , فيما يكبره فعلا بثلاث سنوات فقط , فالأيام والأحساس بالخطر والأصابة زادت من صلابة ملامحه , كان يبدو وكأنه تحسس الخطر بيديه , راحت تشعر أنجي بنبضات قلبها تتسارع .... أن دورها كممرضة لرايك لن يكون سهلا , أنه ليس ناعما وسهل الأنقياد كسيب......كان مصابا ووحيدا يهيم في ظلام دامس.

نيو فراولة 31-10-10 11:33 PM

وتابع رايك بحزن قائلا :
" أيام لامبالاتنا جميعا ولت , عندما كنا نلهو في الشمس ,كم كنا نجهل ما يخبىء لنا القدر, من كان يعتقد بأنه سيحصل لي ما حصل وبأن أنجيلا الصغيرة سوف تأتي للعناية بي ؟ أن القدر يخدعنا أحيانا بقساوة أليس كذلك ؟".
أن خدع القدر تكون أحيانا قاسية جدا ولذا حاولت أنجي أن تحبس دموعها لئلا تظهر بمظهر ضعيف , أن الذكريات عن رايك لم يكن بالأمكان نسيانها بسهولة .
" أنجي , عودي من حيث أتيت , أنا أشعر بأنك تغالبين نفسك للبقاء هنا , بالرغم من أنني لا أرى فأنا أشعر بذلك , غادري الجزيرة بحق الله".
" ما أدراك أنت بحقيقة ما أرغب فيه؟".
بدا أن ملاحظته الجافة قد جرحت كبرياءها.
" أليست كل النساء متشابهات الأطباع أساسا؟ ". وتابع بسخرية كعادته : " ألا تريد المرأة شيئا واحدا وهوالحب الرومنطيقي الأبدي , ألا تريد شخصا يكون سيدا وحبيبا ؟ هل أنت مختلفة , أمأن الممرضات يشهدن الكثير من المآسي بحيث يصبحن بمنأى عن هذا الشعور ؟ أم أن الواقعية المهنية تلعب دورها وتلطخ رومانسية الطبع النسائي؟
كان هذا الموضوع بالذات يشغل بال أنجي أبان عودتها ألى بايلتار , ولكنها الآن أصبحت في الفيللا وجها لوجه مع رايك وشعرت فعلا بأنها ما زالت تحبه , بما أن قلبها قد كبر مثل جسمها فأنها أصبحت ناضجة المشاعر ومتأكدة منها أكثر من ذي قبل .
أجابته قائلة:
" أن أمكانية الشفاء من الجروح ومن المشاعر هائلة , لذا سأحاول ألا أهتم كثيرا حين تحاول أن تسخر مني , من ناحية أخرى قالت لي مايا بأنك لا تتناول طعامك مع العائلة ".
" أنا لست مهتما بأن أدعهم يشاهدونني حين أوسخ ملابسي من جراء تناولي الطعام دون أن أراه , أن أصابة مثل أصابتي تحول الرجل ألى ولد صغير , بعد محاولتي الثانية للجلوس معهم ألى طاولة الطعام , وحين أوقعت الحساء على ملابسي خطأ وجدت أنه من الأفضل لي أن آكل وحيدا ".
" أنا متأكدة بأنك مع الوقت سوف تكون أكثر أيجابية , وتابعت بنعومة , أنا أعرف تماما أن عائلتك تفهم جيدا سبب تصرفاتك , أنت تعلم , بدون شك , بأنهم يتألمون معك".
" أتظنين بأنني لم ألاحظ هذا الأمر , لم أكن أرغب في العودة ألى المنزل لكن والدي أصر على هذا كنت أفضل البقاء في مستشفى عسكري حتى أصبح أكثر قدرة , لكنه لم يكن ليصغي ألي , سافر ألى أسبانيا وعاد بي بنفسه ألى المنزل , يا ألهي , أنه رجل خارق".
" تماما , ولأنك تشبهه , لن تسمح للعمى بالتحول ألى عجز".
" وهل هو غير ذلك ؟". قالها بفظاظة : " يبدو وكأن الجدران قد أطبقت علي ولم يعد بأستطاعتي تلمّس طريقي ألى الخارج , أضيفي ألى ذلك أنني لست أعمى فحسب , بل ومصاب أيضا بشظايا قنبلة في الرأس , ماذا ستفعلين أذا بدأت أتصرف بعنف وأحطم الأشياء من حولي؟".
" كف عن هذا الكلام , لن يحصل شيء من هذا القبيل ".
" ألا يهمك أن تسمعي الحقيقة ؟ ". وتابع زاجرا :
" لو أصبت فجأة بنوبة عصبية وحاولت أن أخنقك بيدي ,ماذا ستفعلين ؟ يقال أنه عندما يصاب شخص ما بنوبة عصبية فأنه يحاول الأعتداء أولا على من ساعده".
" أنت تتفوه بكلام لا معنى له فقط من أجل أخافتي".
وراحت تقول في قرارة نفسها : يا ألهي , ماذا لو تحركت بعض الشظايا في رأسه , أنه يعيش في رعب مدمر خوفا من جنون مفاجىء أو موت مفاجىء , لم يكن غبيا كيلا يلاحظ هذا الخطر , وكان بأمكانها التأكد من هذا الأمر بمجرد النظر في عينيه , ففيهما تلاحظ , ولا شك , قلقه على المصير.
" أنني لا أخيفك بل أخيف نفسي يا أنجيلا".
ول يكد ينتهي من عبارته حتى وقع رماد السيغاريللو على جاكيتته السوداء فخافت أنجي أن تحترق الجاكيت فأسرعت ورمت بالرماد في المنفضة على الطاولة قربه , فقال لها :
" شكرا جزيلا ".
ثم أمسك بها وراح يجذبها نحوه فمانعت قائلة :
" لا , أرجوك ".
" أتخافين من رجل أعمى ؟ أنا أشعر بهذا , أنت ترتجفين , بحق الله لماذا عدت ألى بايلتار ؟ هل هي حشرية منك أم ولاء لعائلتنا في غير موضعه ؟ أم تراه يكون الضجر من العمل في لندن؟".
" أنت سليط السان يا رايك".

نيو فراولة 01-11-10 12:10 AM

كانت تقاوم من أجل التخلص منه , لكنه كان أقوى منها بكثير بالأضافة ألى أن قربها منه ولمسته لها قد حدّا من قواها .
" ربما ينعشني عناق منك يا أنجي".
فجأة ألتقيا في عناق بدا طويلا لأنجي لدرجة أحست بتلاشي أنفاسها , فجأة دفعها ريك عنه وأنفجر ضاحكا , فتراجعت ونظرت أليه وآثار الصدمة بادي على وجهها , قطع ضحكته فجأة وبادرها بالقول :
" أصبحت تعرفين الآن ماذا ينتظرك هنا لو أصريت على البقاء ".
كان التهديد واضحا في نبراته وهو يحدق فيها كمن يستطيع الرؤية.
" أنت لست أول مريض متمرد أتعامل معه".
فأجابها بسخرية :
" متمرد؟ أنت تستعملين كلمة كبيرة".
" لست متمردا فقط بل عنيدا أيضا".
" والممرضة العزيزة تتصور أن بأمكانها ترويضي ".
" أن لم أستطع ترويضك فسأحاول , على الأقل , أن أجد طريقة للتعامل معك".
" تتعاملين معي بعصا , أليس كذلك ؟". وتابع وقد أعجبته الفكرة : " أنني أتصورك واقفة فوقي وحاملة العصا , في الحقيقة أنا أفضل هذه الصورة على تلك التي تحاول فيها الممرضة أن توهم مريضا أعمى بأنه سيستفيد من ضوء الشمس , أخبريني أنجي ما لم يجرؤ غيرك على التفوه به.... قولي لي بأنني سأبقى في الظلام حتى نهاية أيامي".
رغبت أنجي من كل قلبها أن تقول له بأنه لن يبقى في الظلام حتى نهاية أيامه , كانت تريد , كالجميع , أن تقول له أن القضية قضية وقت قبل أن يستعيد بصره ولكن للأسف لم يكن هذا ممكنا ".
" لم أتكلم بعد عن حالتك مع الدكتور رومالدو لذلك أنا أجهل التفاصيل حتى الآن , أنا أعرف أ معجزات يمكن أن تحصل لو تسلّح الأنسان بالأيمان , ثم هناك أشياء أسوأ من فقدان البصر.....".
منتدى ليلاس
فقاطعها قائلا:
" تماما , هناك الجنون , هذا الذي يحول الأنسان العاقل ألى حيوان , أليس كذلك؟".
" نعم , لكنني كنت أقصد........".
كان يسكن رايك دي زالدو هاجس دائم من أن تكون أحدى الشظايا قد أصابت دماغه بتلف يؤدي به يوما ما ألى الجنون , وأنجي تعرف تماما بأنه يفضل الموت على الجنون.
أستوى في جلسته على الكرسي في الحديقة وقال :
" أذن لقد عدت ألى باتلتار للعناية بي".
" بالتأكيد , فأنا لن أسمح لك بأن تعيش كهاملت , بين أشباحك".
" سوف أفعل ما أريده تماما , وكما قلت لك منذ قليل , أفضل أن تعودي ألى لندن , كل ما أريده هو أن تتركوني بسلام".
" لم أعلم أبدا أنك تخاف من المواجهة , ظنننتك تؤمن بالقول المأثور:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
أشار بأصبعه ألى عينيه وقال :
" أن الذي يجرؤ هو الذي يخسر في الواقع يا صديقي ".
" لم تخسر كل شيء ". وتابعت معترضة : " أنت ما زلت تتمتع بحواسك الباقية , وعليك أن تستعملها بأقصى طاقة ممكنة".
" أنت تعرفين أن المسألة ليست فقط مسألة فقدان النظر".
" أعلم يا رايك وأنا أقدّر شعورك".
" أحقا ؟ أنت شابة وصحتك جيدة , لا تسهرين الليل وتحصين الدقائق وهي تمر ".
فأمسكت بيده وقالت له :
" يا صديقي , أنت لست وحدك , بأستطاعتك دعوتي في الليل أو في النهار سآتي أليك , أعطيك يديّ لتتمسك بهما".
" فقط يديك؟ أرجوك أريحيني من شفقتك!".
" أنا لا أشفق عليك".
" هل أنت جادة ؟".
" كنت دائما شديدة المفاخرة يا رايك ".
" لا تنسي أن دماء أسبانية تجري في عروقي , أنظري , سوف تجدين زجاجة وقدحا على المائدة قرب الكرسي , ناوليني أياها لو سمحت".
أمسكت أنجي بالزجاجة وقرأت ما كتب تحتها , فأذا بها تحوي شرابا أسبانيا قويا , وما أن طال أنتظاره حتى بادرها بالقول:
" لقد طلبت أن تملأي لي قدحا لا ملعقة , هذا ليس عقارا طبيا ".
" أن الشراب لم يحل أبدا أي مشكلة".
قالت له هذا وهي تناوله القدح وتتأمل الطريقة التي يتحسسه بها.
" قد لا يحل المشاكل ولكنه يساعدنا على الحياة معها".
" علي أن أذهب وأفك حقائبي , أراك لاحقا".
" بدون شك ". وتابع بعد أن أخذ جرعة : " أنا لست ذاهبا ألى أي مكان ألا ألى القبر ربما".
" رايك .......".
" بلا مواعظ , أرجوك , أذهبي ألى حقائبك".
فغادرت تاركة رايك وحيدا في الحديقة.

نيو فراولة 01-11-10 12:06 PM

2- ربما يؤذيها!

تركت أنجي رايك وحيدا مع أفكاره وكأس الشراب , كانت تشعر برعشة في داخلها من جراء هذه المقابلة وبسبب عناقه لها , توقفت فجأة لتتأمل لوحة زيتية كبيرة معلقة على الحائط بشرود ظاهر , وفيما أفكارها تسرح بعيدا , راحت تتساءل عن السبب الذي دعاها لمقاومة رايك رغم مشاعرها نحوه , بعد لحظات عرفت الجواب , لم يعانقها رايك لأنه يحبها , بل لأنه أراد أن ينذرها بأنه من الأفضل لها أن تغادر الفيللا وتعود ألى لندن , لكنه لم يكن يعلم بأنها أكثر منه عنادا وتهيم به.
" هل لي أن أدلّك ألى غرفتك".
أنتفضت أنجي فجأة لدى سماعها هذا الصوت , وأستدارت لتواجه صاحبته فأذا بها وجها لوجه مع أمرأة شابة عرفتها فجأة , أنها أيزابيل فراندوس التي تربطها بآل دي زالدو قرابة بعيدة والتي تبنتها هذه العائلة فيما بعد , بل تكاد تكون شقيقة لمايا وأخويها , ألا أن أنجي تعتقد أن أيزابيل تفضل أن تكون أكثر قربا من رايك , كل هذا كان ينتمي ألى الماضي , أما الآن , وبعد أصابة رايك فأن الأمور تغيرت بلا شك , أن أيزابيل من النوع البارد الذي يحسب لكا شيء حسابه وكان من الصعب القول بأنها ترغب في زوج أعمى يعتمد على حمايتها في كثير من النواحي.
ظهرت على ثغر أيزابيل أبتسامة لم تكن ودية , وقالت لأنجي :
" هل نسيتني ؟ أنا أتذكرك جيدا .... لا يزال شعرك على جماله القديم , ألا أذا كنت تستعينين بصباغ للحفاظ على لونه الأشقر ".
" لحسن الحظ , ليس علي أن أهتم بالصباغ , لم يزل على لونه الطبيعي".
منتدى ليلاس
" أذن أصبحت ممرضة , في الواقع لقد فوجئت , لعلمي أن أعصابك قد لا تحتمل المهنة , كنت تبدين دائما خجولة , وهذه صفة كانت تسلي رايك , ألم تقابليه بعد؟".
أومأت أنجي بالأيجاب , ولم تكن ترغب في النقاش مع أيزابيل حول هذا الموضوع , فتوجهت نحو السلم المؤدي ألى الطابق العلوي وهي تقول لها:
" علي أن أصعد وأستعد للعشاء , هل طلبت مايا أن تجهز لي غرفتي القديمة ؟".
" لا , لقد أقنعت دون كارلوس بأنه من الأفضل أن تكوني قرب رايك , فلربما أحتاج لشيء أثناء الليل , لذا أعدت لك الغرفة الملاصقة لغرفته , أتمنى ألا يزعجك قربك منه .... هذا أذا كان لا يزال يربككويجعلك تشعرين بالخجل!".
" سيكون سخيفا أن تشعر ممرضة بالخجل".
شعرت بأن أيزابيل تتعقبها بنظراتها فأستدارت وقالت لها :
"أذا كان رايك لا يزال ينام في الغرفة التي تطل على البحر فأنا أعرف طريقي".
أجابتها أيزابيل وفي صوتها بعض السخرية :
" ومنذ متى كنت تدخلين غرفة نوم رايك؟".
" كنا لا نزال جميعا في المدرسة عندما كنت آتي ألى هنا أيام العطل , وكان الدخول والخروج ألى كل غرف النوم في المنزل لعبة بريئة في تلك الأيام".
" أنا لا أشك بأن هذا ما كنت تفكرين به يومذاك... قلت بأنك قابلته , كيف وجدته؟".
وقفت أنجي في ممشى الطابق العلوي للفيللا وراحت تحدق بأبرابيل وهي تحاول أخفاء غضبها , فلقد بدأت هذه الفتاة المشاكل كعادتها , ورغم هذا أجابتها على سؤاها:
" لقد مر رايك بظروف مؤلمة وحرجة وسأقوم بكل ما في وسعي لمساعدته على الشفاء , أنا أعرف بأنه أصبح صعب المراس حاد الطباع , لكنني معتادة من خلال مهنتي على التعامل مع هذا النوع من الرجال , أنه لا يثير غضبي ولا يخيفني".
كانت أيزابيل تراقب رد فعل أنجي كما يراقب القط الفأر:
" أسراعك بالمجيء ألى بايلتار للعناية برايك يثير حيرتي في الحقيقة , هل تكون أنسانيتك كممرضة هي التي عادت بك ألى هنا أم أن في الأمر سرا لا أعرفه؟".
" لقد أتيت لأن مايا ووالدها طلبا مني ذلك , دون كارلوس كان دائما لطيفا معي , ورغبت في أن أرد له جميله وضيافته لي في الفترة الماضية".
تابعت أنجي طريقها عبر الممشى ألى غرفتها , لكن أيزابيل تبعتها ألى داخل الغرفة المخصصة لها , والتي لا يفصلها سوى حائط واحد عن رايك .
أضاءت أنجي النور في الغرفة , وما أن دخلتها حتى أشتمت رائحة العطر الفواحة ممتزجة برائحة المفروشات , كانت غرفة رائعة , كلاسيكية التصميم , لامعة الأثاث وأرضها مفروشة بسجاد سميك ملون , أستدارت فوجدت حقيبتها في أحدى الزوايا حيث وضعها أحد الخدم.
عادت البسمة والحبور ألى أنجي , ها هي ثانية في المنزل الذي كان يجمعها ورايك في الأيام الخوالي , رغم كل الصعاب التي تنتظرها , لم تكن أنجي لتتخلى عن مهمتها الحالية مقابل أي شيء في الدنيا.

نيو فراولة 01-11-10 01:11 PM

أستندت أيزابيل ألى حافة السرير وراحت تراقب أنجي وهي تفك الحقيبة التي لم تضع فيها ألا ثيابا تكفيها للأستعمال الفوري , فالجزيرة مليئة بالمحلات ويمكنها ساعة تشاء الذهاب للتسوق في حال أحتاجت ألى شيء , كانت من وقت ألى آخر تلمح أيزابيل وهي تراقبها أثناء تعليقها لملابسها في الخزانة , تأملت أيزابيل قبعة التمريض المنشاة التي وضعتها أنجي على السرير بجانب الثوب الكحلي وبادرتها بالقول:
" أتصور بأنك ستلبسين لباس الممرضات في أغلب الأحيان ؟".
" بطبيعة الحال , لأنني هنا في مهمة وظيفية".
" كم تبدين متفانية , كنت أظن أن الممرضات يقضين أوقاتهن بعقد اللقاءات مع الأطباء ومع المرضى الذكور الذين يقعون في حبائلهن".
" هذه الأشياء تحدث غالبا في المسلسلات التلفزيونية دون أن يكون لها أي أساس واقعي ". وتابعت وهي ترتب أدوات زينتها : " في مهنة التمريض الحقيقية فأن هذه الصور الجمالية غير موجودة , ليس هناك وقت لقصص الغرام مع الأطباء السمر الذين نراهم في المجلات".
" أن رايك ليس طبيبا , لكنه بالتأكيد طويل القامة , أسمر اللون وجذاب الملامح ". وتابعت وهي تحدق بها : " لقد لاحظت هذا , أليس كذلك؟".
فأجابتها ببرود وبدون أكتراث:
" بالتأكيد , أذ أكثر ما يلفت النظر فيه هو عيناه ولونهما ". وأردفت : " بالطبع أنا لا أقصد وضعهما الحالي".
" هل من المحتمل أن.... أن تكون حالة العينين الحالية نهائية؟".
" في الحقيقة لم أناقش هذا الموضوع بعد مع الدكتور رومالدو".
كانت أنجي في هذه الأثناء تضع فرشاة الشعر والمشط على طاولة الزينة , ونظرت ألى المرآة فلاحظت أن وجهها يبدو متوترا , وهذه أشارة خارجية ودليل على أهتمامها برايك , لقد تمنت لو كانت أيزابيل خارج الغرفة , ولكن الفتاة الأسبانية كانت فضولية وعازمة على معرفة السبب الحقيقي الكامن وراء عودة أنجي ألى الجزيرة.
منتدى ليلاس
" تبدين لي كتومة كجميع الذي يعملون في الحقل الطبي , ألست كذلك؟".
ثم تابعت وهي تهز كتفيها غير مبالية :
" أن دون كارلوس وراء مجيئك ألى هنا , لا تعتقدي أبدا أن رايك من طلب حضورك".
رفعت آنجي شعرها الأشقر المنسدل على جبينها:
" هذا آخر ما كنت أتصوره".
" يبدو لي من جوابك بأن رايك فعلا غير مسرور من دعوة دون كارلوس لك للعودة".
" رايك ناقم على العالم كله في الوقت الحاضر".
" أذن أبتدأ بأزعاجك منذ البداية , الحمد لله أنني لم أختر هذه المهنة ".
وأرتسمت على شفتي أيزابيل أبتسامة صفراوية هازئة تدل على سرورها من أزعاج رايك لأنجي , هذه الأخيرة لم تفاجأ , في الواقع لأنها على علم بغيرة أيزابيل المزمنة.
كانت عينا أيزابيل تجولان في الغرفة فتسمرتا فجأة على الباب الذي يفصل بينها وبين رايك.
" دون كارلوس لا يسمح لي ولمايا بالعمل خارجا , أنه غني ويأخذ في الأعتبار مركزه كحاكم للجزيرة , أضيفي ألى ذلك أنه يريدنا ويسر بوجودنا في المنزل على الدوام , ومن المثير للأعجاب في الرجال اللاتينيين حمايتهم للمرأة , كوني لاتينية لا أعترض على هذا الأمر بخلاف الأنكليزيات كما يبدو , أن الرجل في نظري هو الأقوى والأكثر أهلية لتبوء القيادة , أنا أعتقد بأن المرأة التي لا ترغب في حماية الرجل لها هي أمرأة قصيرة النظر , هل أنت واحدة منهن , أنجيلا؟ هل أنت من النوع الذي يظن بأنه ليس في حاجة لحماية الرجل له؟".
أقفلت أنجي حقيبتها بعد أن أفرغتها وألقت بها في قعر الخزانة وأستدارت مجيبة:
" في الحقيقة أنا أعتقد بأن الرجل والمرأة خلقا ليكونا متساويين على كل صعيد وصديقين أيضا , لا أن يكون أحدهما سيدا والآخر عبدا ".
سارت أيزابيل نحو طاولة الزينة وأخذت تحدق عبر المرآة , في وجه آنجي محاولة أن تقرأ التعابير التي يمكن أن ترتسم عليه , وضعت أصبعا على شفتها السفلى وتبسمت بأزدراء قائلة:
" أذن أنت ترفضين أن يسيطر عليك أحد , لنقل مثلا دون كارلوس".
" مما لا شك فيه أن دون كارلوس هو أنسان نبيل , لكن حتى هو لن يستطيع أن يقنعني بأنه من الخير للمرأة أن تحفظ في أناء زجاجي بحيث لا يراها ألا ضوء الشمس".
" أحقا ؟ أنت تتكلميم بشكل يوحي بأنك تعنين ما تقولين , أما أنا فمقتنعة بأن أية أمرأة ترغب في أن تكون بحماية رجل , والرجال اللاتينيون يجيدون ذلك".
" أنا متأكدة أنهم كذلك".
" أنجيلا , أما زلت بتولا؟".

نيو فراولة 01-11-10 01:30 PM

لقد كان السؤال بحد ذاته غير متوقع ومربكا نوعا ما لدرجة جعل أنجي تحمر خجلا , لقد شعرت بالأحراج والغضب والغضب في الوقت نفسه , شعرت بالأحراج بسبب ردة فعلها على السؤال وشعرت بالغضب بسبب نظرة أيزابيل الساخرة التي رافقته , برغم مهنتها كممرضة , هذه المهنة التي كشفت لها كل أسرار جسم الأنسان وبرغم علاقتها اليوم مع هذا الجسم , لقد حافظت أنجي على نفسها وسمعتها , لم يتمكن أحد من أن يغرر بها رغم أن الظروف سنحت ولعدد كبير من الرجال بحكم ظروف مهنتها , وهي تتساءل الآن هل فعلت هذا من أجل رايك؟ لأنه كان دائما في عقلها وقلبها ؟ أم لأسباب أخرى تتعلق بتربيتها وأخلاقها؟
أنتابت أيزابيل نوبة من الضحك لأنه لم يفتها أن ترى الأحمرار على وجنتي أنجي , تحسست بيدها المخمل الأخضر على ردائها , وقالت لأنجي:
" منذ صغرك كنت غريبة الأطوار وها أنا أراك الآن لم تتبدلي , هذا أذا أستثنينا مظهرك الخارجي , أنا متأكدة من أنك عدت ألى باتلتار فقط من أجل رايك , رغم أنه لا يهتم بوجودك هنا".
وتقدمت الفتاة الأسبانية نحو أنجي التي لاحظت نبرة تهديد في صوتها وتابعت كلامها قائلة:
" قد يكون رايك أعمى , ولكنه ليس غبيا بالتأكيد , فالأفضل أن تكوني حذرة في تصرفاتك معه لئلا يعرف مشاعرك أتجاهه".
أحست أنجي بأن قلبها يكاد يتوقف عن الخفقان وقالت وهي تحدق في عيني أيزابيل :
" أشعر بأنني مسؤولة عنه كما مايا ووالده , لا تنسي أنه أبن دون كارلوس , الرجل الذي فتح منزله لي عندما كنت يافعة ودون أهل , أنا أتذكر طيبته وحسن معاملته لي بعرفان جميل ولذا أنا هنا , أكون شديدة الأمتنان يا أيزابيل , لو أحتفظت بآرائك السخيفة لنفسك , وفي كل الأحوال , أنا لا أنصحك بمناقشة هذه الأمور مع رايك , لأنه سيعتبر تصرفك هذا تصرفا عدوانيا أتجاهه".
" عدوانيا ؟". وتابعت صارخة : " لماذا؟".
منتدى ليلاس
" أنت تعرفين السبب بأن رايك يعتقد بأنه أصبح موضوع شفقة وسوف تكون مهمتي في المرحلة الأولى هي كسب ثقته , أن هذه المهمة هي أساسا صعبة فهو لا يزال حساسا أتجاه الجميع لذلك أطلب منك ألا تحرضيه علي لأتمكن من أداء عملي , أنه بحاجة لمساعدة وعناية خاصة , كالتي أستطيع أن أقدمها له , لذلك أجد لزاما علي أن أطلب منك بالأحتفاظ بتلميحاتك لنفسك , لأن أفكارك لا أساس لها من الصحة".
فأجابتها بسخرية وهي تغادر الغرفة:
" أذا كان هذا يسرك , ف بأس , لكنني متأكدة من أنك تهيمين به , وألا فلماذا عدت بالطائرة من لندن لتكوني بجانيه في ساعاته العصيبة......".
وما أن وصلت ألى الباب حتى أستدارت بعصبية وفي عينيها مزيج من الكراهية والوقاحة وقالت بنبرة حادة:
"سأسهل عليك مهمتك وأقول لك ما الذي يحتاج أليه رايك , يا عزيزتي , أنه بالتأكيد لا يحتاج ألى ملاك حارس في ثوب أبيض ليمسك بيده ويهدىء من روعه , سوف تنامين في هذه الغرفة فلا تصدمي أذا أتاك في أحدى الليالي وأعلمك بحاجته الحقيقية , أنت ممرضة وما زلت تنظرين ألي حتى هذه اللحظة بطريقة باردة وبريئة , أن رايك بحاجة ألى شخص يضمه بذراعيه ويبعده عن الواقع , هناك شيء أساسي في الحب , أنجيلا , أنه يلغي علاقة الأنسان بالواقع , أنت تعرفين هذا , أليس كذلك؟".
" أتعرفينه أنت؟".
ضحكت أيزابيل بنعومة وأجابت:
"بالتأكيد , أنت كنت تأتين لتمضية العطل هنا , أما أنا فقد نشأت في هذا المنزل , لذا يمكنك أن تتصوري الباقي , أن رايك كما تعلمين , كان دائما جذابا".
قالت هذا الكلام وخرجت من الغرفة وهي تهز كتفيها.
راحت أنجي تفكر بما قالته أيزابيل , فبدا لها للوهلة الأولى أن تحليل الأسبانية منطقي خاصة عندما تكلمت عما قد يحدث في أحدى الليالي بينها وبين رايك , بالأضافة ألى ذلك كانت تعلم جيدا بأن رايك لم يحاول أبدا التقرب منها .

نيو فراولة 01-11-10 04:09 PM

طردت أنجي كل الأفكار السوداء من رأسها , فقد قررت أن تبقى هنا وما من شيء سيثنيها عن رأيها , لا عدوانية رايك ,ولا تلميحات أيزابيل , أن مجرد التفكير بأن أيزابيل قد تكون على علاقة مع رايك أقلق أنجي , ربما تكون هذه العلاقة المفترضة هي السبب في غضب أيزابيل من عودة أنجي للعناية برايك , تنهدت أنجي وهي تفكر , مسكين رايك , كان يعيش كل يوم أربعا وعشرين ساعة في الظلام , وحيدا ومنطويا على ذاته لأنه لم يكن بأستطاعته التعاطي مع الناس بشكل طبيعي , والنظر أليهم , لا شك في أن هناك أوقاتا يشعر فيها بضرورة مشاركة مشاعره الدفينة مع شخص آخر , يحيطه بذراعيه ويدفن رأسه في صدره لينسى واقعه الميرير , توجهت أنجي ألى الحمام وهي مشوشة الأفكار , ومتسائلة عن السبب الذي دفع برايك ألى دخول الجيش , كانت تتمنى أن تراه مرتديا بزته العسكرية .
دخلت أنجي ألى الحمام ورأسها يضج بالأفكار السوداء المحزنة , فتحت حنفية الماء الساخن , وسرعان ما أنتشر البخار في كل أرجاء الحمام الواسع , كم يكون القدر ظالما عندما يسرق الفرح والآمال والأحلام من عيون الشباب كما يسرق الذئب خراف الراعي.
أنسابت المياه الساخنة في المغطس الكبير , وضعت انجي حفنة من الملح في الماء وأستدارت لتخلع ملابسها , ما أن فاض المغطس بالماء حتى أستلقت فيه وأسندت رأسها ألى حافته المغطاة بالمطاط خصيصا لهذه الغاية , لم تكف عن التفكير برايك وبالطريقة التي عانقها فيها , وتذكرت بفرح كيف ضمها بين ذراعيه , أن الدموع التي حبستها طويلا طفرت فجأة والألم كاد يعصرها مما يقاسيه رايك , فأجهشت بالبكاء وهي في غرفة الحمام , وبقيت على هذه الحال لبضع دقائق , ولم يكن يهمها أن تحمر عيناها رغم أن هذا الأحمرار سيكون ظاهرا لمن ستشاركهم طعام العشاء الليلة.
غسلت أنجي وجهها بالماء وقالت لنفسها : كفى , كم أنا غبية لأتصرف هكذا , لقد قررت , فجأة أن تحتفظ بمشاعرها أتجاه رايك لنفسها.
لم تكن أنجي تحب أيزابيل لأن هذه الأخيرة كانت تثير الشغب منذ الصغر , وهي وراء كل المشاكل وسوء التفاهم التي حصلت من وقت لآخر بين دون كارلوس وأولاده , ولم تنس أنجي أيضا تصرفاتها أتجاه مايا ولا عادتها بأقتراض أغراضهما وعدم أعادتها.
خرجت أنجي من المغطس وأرتدت روب الحمام , مسحت المرآة بقطعة قماش ووقفت أمامها تتأمل نفسها , بدت آثار البكاء على عينيها ولكنها أفترضت أن قليلا من الزينة سوف تخفيها.
فتحت الباب وخرجت دون أن تنظر أمامها , فأصطدمت بشخص طويل القامة يحمل بيده عصاه , فتراجعت نحو الحائط وقالت :
" رايك.. ... أنا...... أنا لم أرك!".
فتلمسها بعصاه وأجاب :
" كان عليّ أنا أن أقول هذا ! أنا أشتم رائحة أملاح الأستحمام خاصتي , يبدو لي أنك أستعملها".
قالت وهي لا تزال ترتجف:
" لم أكن أعلم أنها لك , لقد وجدت الزجاجة على أحد الرفوف فأستعملتها ".
كان ينظر أليها وهو مقطب الجبين كمن يستطيع أن يراها , لدرجة جعلت أنجي تضم طرفي روبها ألى صدرها خوفا في حركة لا شعورية فيما كان يقول وهو يزم شفتيه :
"لقد بدأت تتصرفين , وكأنك في منزلك؟".
ثم أستطرد قائلا:
" أسمع حفيف الحيرير على بشرتك , لقد أستحميت للتو وأنت لا ترتدين سوى روب الحمام , أنا لا أراك وبالتالي لا أستطيع أن أعرف أن كنت تحمرين خجلا , لكنني أحاول تخيل صورتك في ذاكرتي : شعرك المبتل بالماء ينسدل على عينيك وأنت تعقدين الآت عقدة أضافية في حزام الروب , يجب أن تكوني ذات أخلاق محافظة لتشعري بضرورة التستر أمام رجل أعمى".
" أنني...... أنني لم أعتد على.... على حالتك الحاضرة".
فقاطعها مصححا :
" لم تتعودي على أنني أعمى كخفاش , أبح لزاما علي أن أستعمل حواس السمع والشم , والذاكرة فيما يختص بالنساء , ما هو لون الروب؟".
" وردي غامق".
" هل له أكمام واسعة تكشف عن ساعديك حين تسرحين شعرك؟".
" تماما".
كانت عيناها مسلطتان على وجهه تتأمل ملامحه , بدأ يتقدم نحوها فأخذت تتنازعها رغبتان : رغبة في الهرب منه ورغبة في البقاء , راحت يده تتلمس طريقها أليها فلم تتحرك عندما أمسك بكتفها وشد بأصابعه قائلا:
" سوف أتحسسك عن طريق اللمس شئت أم أبيت".

نيو فراولة 01-11-10 04:37 PM

وفيما هو يفعل , بقيت واقفة مكانها , فقال :
" أنت تتفقين معي على أنه ليس من العدل في شيء أن ترينني أنت بينما أنا أعيش في الظلام , عندما رأيتك للمرة الأخيرة كنت طفلة ".
" أذن من الأفضل أن تنتهي بسرعة من هذا الموضوع".
لم تشعر أنجي بضعف مماثل في حياتها , كانت غير قادرة على مقاومته فيما هو يتلمسها , فجأة دفعها نحو الحائط وأقترب ليعانقها , فأنتفضت قائلة :
" هذا يكفي , هل تفعل الشيء نفسه في كل مرة ترغب فيها بتحسس شخص ما؟".
" من يعلم؟ فقط لو لم أكن أعمى".
فقالت له , وهي تعيد ترتيب هندامها:
" ألى ماذا تلمح الآن ؟".
" أستطيع أن أفهم رفضك , أنها المرة الثانية , أليس كذلك؟ ". وتابع يلفه الأسى : " أية فتاة ترغب بعناق رجل أعمى؟".
ونزل كلامه عليها كالصاعقة فقالت :
" رايك ! كيف يمكنك أن تتفوه بكلمات كهذه؟".
أستدار على نفسه في هذه الأثناء فأصبح يواجه السلم بدلا من باب غرفته ,وعقب على كلامها قائلا:
" أتفوه بها بسهولة بالغة ! يا ألهي! يبدو أنني قد ضللت طريقي , هل يمكنك أن ترشديني ألى غرفتي , أيتها الممرضة؟".
" بالطبع , وبكل سرور".
ألتقطت أنجي العصا التي وقعت منه عندما أمسك بها ووضعت يدها على ذراعه وسارت به ألى الغرفة , فتحت الباب وأضاءت النور فورا , وما أن سمع رايك الصوت الصادر عن مفتاح الكهرباء حتى بادرها بالقول بلهجة ساخرة:
" أنا لست بحاجة ألى الضوء , ألا أذا كنت تفكرين بالأنضمام ألي".
منتدى ليلاس
" كانت حركة لا شعورية مني , هل ستكون بخير وحدك؟ علي أن أرتدي ملابسي للعشاء , على فكرة , لماذا لا تنزل وتتناول العشاء مع العائلة؟".
" أفضل أن أبقى وحيدا".
وسار ألى داخل الغرفة التي كان وسطها فارغا من الأثاث الموضوع بترتيب وعناية في جوانب الغرفة لئلا يتعثر به أثناء سيره , كان السرير يحتل مساحة كبيرة بين النافذتين المطلتين على البحر الذي أشتمت أنجي رائحته فور دخولها , تكهنت أنه في هدأة الليل يستطيع الساكن في هذه الغرفة أن يسمع هدير البحر بوضوح , فرايك , دون شك , يستلقي على سريره في الظلام ويستمع ألى صوت الموج وهو يتكسر على الصخر بحرية بينما يكبله هو فقدان البصر.
كم يجب أن يكون شعوره بالحرمان قاسيا ومرا ..... كم تزعج المرء عينان لا ينفذ الضوء أليهما .... والضوء هو لون الأمل المشرق.
" لا تبتعد عن الذين يحبونك , أنت تعرف مدى أهتمام العائلة بأمرك".
أجابها بسرعة كمن حضّر جوابه على هذا السؤال :
" أنا أكيد بأنهم يشفقون عليّ , أن أكثر الناس , رغم نواياهم الحسنة , يصلون ألى مرحلة معينة أو وقت معين لا يعود بمقدورهم بعده أحتمال ذوي العاهات بينهم , أن مسيرة الحياة تتابع طريقها وهي , بدون شك , لا تحتمل الذين يقفون مترددين في هذه الطريق , لقد أثبتّ لي بنفسك ولمرتين اليوم , بأن ذوي العاهات هم أشخاص مزعجون ,وأنا لا ألومك على ردة فعلك هذه , أنت هنا لأن والدي أرادك أن تكوني , هل هذا مفهوم ؟ أتمنى ألا تندمي على عودتك ألينا فأنت لم تعودي في عطلة , المدرسة أنتهت بالنسبة أليك , واللهو أنتهى بالنسبة أليّ".
" أرجوك رايك , لا تتكلم كشخص أنهزامي , أنا أعلم أنك عانيت الأمرين وأعلم أنه ليس من السهل علي أن أفهم ما يشعر به من لا يقدر على الرؤية , لكن هناك شيئا هاما ما زلت محافظا عليه: قوتك الجسدية".
" حتى متى؟ كم يستطيع الأنسان أن يصمد قبل أن يفقد عقله ؟ أنت ممرضة , أخبريني أن كنت تجرؤين؟".
" أنت منزو على نفسك وبعيد عن الناس وهذا مما يزيد من سوء حالتك النفسية ,عليك أن تخرج وتعود ألى الحياة ولو بخطة بطيئة في البداية , ألا تخرج من البيت أبدا؟ ألم تذهب ألى المدينة منذ عودتك ألى هنا؟".
" أطلاقا , وأنا لا أنوي الذهاب والأنخراط بالجموع والعصا في سدي , أنا أعي ما سيفكر به الناس , عندما يراني أحدهم سيقول في قرارة نفسه: أيها المسكين , أنا أشعر بالأسى لأجله , هذا ما سيقولونه عني , سيظنونني أنقل مرضا معديا !".
وأعترضت قائلة بحدة :
" هذا هراء!".

نيو فراولة 01-11-10 05:08 PM

" هراء ؟ أهو كذلك حقا ؟ ". وتابع بقساوة : " عندما لمستك الليلة كنت ترتجفين كمن أصابها البرص , أذهبي وأرتدي ملابسك , هيا , يجب أن تكوني حاضرة على العشاء , لو كان لديك ذرة من المنطق لعدت بالطائرة فورا ألى أنكلترا , لم يكن لمايا الحق بأن تأتي بك ألى هنا وترميك رميا في هذه المهمة المعقدة , أنا أعرف ماذا أضبحت وأعرف كيف أصبح شكلي الخارجي , أشعر بالندوب في وجهي".
" أن هذه الندوب ليست بشعة ألى هذه الدرجة , أن عملية جراحية صغيرة ستفعل المعجزات و.......".
فقاطعها :
" وتجعل من الوحش أميرا رائعا , أسرعي يا صغيرة وألا تأخرت على العشاء".
" أنا لست صغيرة يا رايك".
" أنا أتذكرك هكذا وذاكرتي لا تزال سليمة".
" لقد تحسستني للتو وهذا لا شك جعلك تكوّن فكرة عما أنا عليه الآن , لقد كبرت".
" عندما تحسستك عرفت ما ما كنت أريد أن أعرفه , عرفت أنه عندما يلمس رجل أعمى فتاة ما , لن تكون هذه الأخيرة مسرورة بالتأكيد بسبب طريقته الفظة معها , لذلك , لا تستبقي معاملتي كمجنون , وهذا أمر أيتها الممرضة!".
" لا تتصرف كأنسان متسلط لأنني لا أطيق هذا النوع من الأشخاص!".
" لا تظني بأنني أهتم بسماع رأيك عني , ولا تدخلي في رأسك بأنني عانقتك منذ لحظات لأنني أكن لك شعور ما , أنت لم تكوني أبدا من النوع المفضل لدي".
" أنا أعلم هذا , لذا كف عن معاملتي كغبية , أنا أعلم أن الهدف الأساسي من وراء محاولتك هذه هي أباط عزيمتي لجعلي أترك المهمة الموكولة ألي حتى قبل أن أبدأ بها , وأنا لن أغادر قبل أن أنتهي من مهمتي , فليكن هذا معلوما لديك ولمرة واحدة".
أسكته كلامها لبضع لحظات , ثم عاد ليطلق العنان لضحكته الساخرة ويقول :
" يبدو أنك كبرت حقا , يا عزيزتي ".
" بالطبع , لقد كبرت يا رايك دي زالدو , هل كنت تظن بأنني سوف أصل ألى هنا خائفة ومرتعبة , لا أقوى على الدفاع عن نفسي".
منتدى ليلاس
" ربما , وهذا يعود ألى أنك لا تزالين طفلة صغيرة في ذاكرتي , تلبسين سروالا قطنيا وتسيرين حافية القدمين ومحلولة الضفائر , على فكرة , ماذا فعلت بضفائرك؟".
" لقد قصصتها لعلمي بأنك ستمسك بها كما كنت تفعل في الماضي".
" للأسف , كان بأمكانها أن تكون ذات فائدة هذه المرة , كنت سأمسك بها بينما تدليني على الطريق ". وتابع مقهقها : " طريقة رائعة , أليس كذلك؟".
" أن كنت لا تريد أن يقودك أحد فما عليك ألا أن تتجاوب وتتعلم كيف تتدبر أمورك , فهناك الكثير من فاقدي البصر الذين يخدمون أنفسهم ويتصرفون بطريقة رائعة".
" كم هم محظوظون ".
" رايك , أنت ذكي لدرجة تسمح لك بالتكيف بسرعة مع حياتك الجديدة".
" طريقتي القديمة في الحياة كانت تناسبني تماما , يا عزيزتي ". وتابع بوجه خال من التعابير : " كنت جنديا ممتازا وأردت أن أبقى كذلك , بحق السماء , أنت لا تفهمينني يبدو لي أنك أحتفظت بعقلية تلميذة مدرسة رومنطيقية رغم أنك أصبحت أمرأة ناضجة , لقد وصلت ألى هدفي في الحياة , لكنه تبخر فجأة , أحس كما لو أن قنبلة قد قذفت بي ألى خارج الزمن , وها أنت تأتين بحكمك الجميلة تطلقينها وكأنها تحمل الأجوبة الشافية على كل أسئلتي ومشاكلي , تطلبين مني أن أعود ألى الحياة , تفضلي وقولي لي كيف يكون هذا ؟".
تنهدت أنجي وأستنتجت بأن الوقت الآن يبدو غير مناسب للنقاش معه وتحليل الأمور , عليهما أن يعتادا على بعضهما ثانية قبل الدخول في مثل هذه المواضيع وبالعمق الكافي , عليه أن يتعلم أولا كيف يتقبلها كصديقة يأتمنها على أسراره , وهذا أمر يأخذ وقتا .
" أنت تعرف أفضل مني , في كل حال أنا ذاهبة ألى غرفتي , هل هناك من يساعدك على الحلاقة وأرتداء الملابس؟".
" نعم , بريميتيفو , ربما تذكرته , أنه من سكان هذه الجزيرة وعمل دائما لحساب والدي هنا".
" آه , نعم , لقد تذكرته".
" أنتبهي , لا تنسي ما قلته لك ,مفهوم؟".
أبتعد عنها فتنهدت تكرارا وسارت نحو الباب تاركة أياه وحيدا مع أفكاره السوداوية التي تدور بمجملها حول حياة يعتبرها أنتهت ألى غير رجعة.شعرت أنجي بالقلق والتحدي في الوقت نفسه , لم يكن بمقدورها السماح لشخص مثل رايك بالتحول ألى أنسان أنعزالي , غارق في تشاؤمه وخوفه من فقدان عقله كما فقد بصره , لم يكن بمقدورها أن تضعف أتجاهه كما العائلة التي كانت تعامله برقة وعطف زائدين لأنه الأبن الأكبر , لدرجة أن جميع أفراد العائلة يحترمون رغبته ويسهرون على تطبيقها.
أما هي فقد أعتبرت نفسها من طينة أخرى , رغم أن رايك كان يعني لها الكثير ألا أن أولى واجباتها أن تحاول أعاد النشاط ألى قواه الحيوية , التي كانت تشكل جزءا مهما وأساسيا من شخصيته.
لقد قررت أنجي أن تخوض المعركة بكل قواها وعزمت على أيقاظ رايك من سباته حتى لو أضطرها الأمر ألى أن تجعله يكرهها أو يؤذيها.

نيو فراولة 01-11-10 08:09 PM

3- الوشاح السحري

كانت أنجي تضع اللمسات الأخيرة على زينتها حين قرع جرس العشاء وسمع صوته في كافة أرجاء الفيللا .
لم يكن هذا الصوت غريبا على أنجي أذ سمعته سابقا كل مساء خلال أيام عطلتها الماضي , تذكرت كيف كانوا يتسابقون من الطابق العلوي ألى غرفة الطعام في الأسفل , وكل منهم يريد أن يكون أول الواصلين ألى المائدة , حيث دون كارلوس يوبخهم على سوء تصرفهم والضحكة تعلو وجهه قائلا:
" أن من يراكم يعتقد , للوهلة الأولى أنكم لم تتناولوا طعاما لعدة أيام , أن شهيتكم تذكرني بشهية الجنود العائدين من مسيرة تدريبية !".
منتدى ليلاس
تبسمت أنجي بينما كانت تثبت عقد اللؤلؤ الذي أهداها أياه كارلوس دي زالدو بمناسبة عيد الميلاد الأخير الذي أمضته هنا , ثم تحسست رداءها الطويل , البسيط التصميم بلونه العنابي الرائع الذي يناسب لون بشرتها وشعرها تماما , مما أضفى على مظهرها هدوءا هي في أمس الحاجة أليه , وفيما هي خارجة من الغرفة ألقت نظرة على الباب المجاور , كانت تكره فكرة وجود رايك وحيدا يتناول عشاءه في ظلام دامس , لكنه كان من الأفضل أن تتركه هكذا لهذه الليلة فقط , فقد يصبح في الغد أكثر قبولا لفكرة وجودها قربه , أما الآن فما زال غاضبا لأنه تأكد من ضرورة وجود ممرضة ألى جانبه.... نزلت أنجي من الطابق العلوي عبر الدرج الخشبي الرائع ألى الطابق الأرضي.
كان في أنتظارها , في ملابس العشاء الرسمية , رافعا رأسه الرمادي الشعر بفخر , فأنفرجت أساريرها , أذ أحست بأن الفترة التي أمضتها بعيدة لم تكن طويلة , كان هذا الرجل كارلوس دي زالدو حاكم الجزيرة العام , وقفت تتأمله قليلا ولاحظت بأنه أورث رايك قوة تعابيره , والأختلاف الوحيد الظاهر بين وجهيهما يكمن في قدرة عيني دون كارلوس على الرؤية , وبحيوية وبريق مشع يعكس عيني رايك , بادرها الحاكم بالقول :
" يا طفلتي العزيزة ". وأستطرد ممسكا بيدها : " كم أنا سعيد برؤيتك ثانية , لقد كبرت وأصبحت فاتنة ! منزلي هو منزلك فأهلا وسهلا بك بيننا ".
وأنحنى على يدها مقبلا , ما أن لامستها الشفتان حتى أحست بالحيوية التي تميز دون كارلوس عن باقي الرجال الذين في مثل سنه .
" أنا سعيدة برؤيتك ثانية , يا سيدي ". وتابعت بفخر : " كنت أتمنى أن أعود ألى هنا كزائرة لا كممرضة".
فنظر أليها بأسى وقال :
"آه , نعم , لقد قابلت ولدي , أليس كذلك ؟ ما هو الأنطباع الذي كونته عنه؟".
" أنه يتهرب من مواجهة الواقع ويحاول أبقاء نفسه , وحيدا وبعيدا , بصراحة هذا أسوأ ما يمكن أن يفعله , أعتقد أن أولى واجباتي ستكون بأقناعه في الخروج ألى بعض النزهات في الجزيرة لكي يعتاد على عالمه الجديد , أنه ذو أنفة , كما تعلم , وهو خائف من مشاعر الشفقة والخوف التي يكنها الناس للأعمى , هذه المشاعر ليست رفضا , كما يجب أن يعتقد , وأنما هي تنبع من خوفهم عليه ".
أمسك دون كارلوس بيديها وقربها منه قائلا :
" أرى أنك فكرت مليا في الموضوع , يجب أن يكون هناك أمل في شفائه , رايك هو أبني وأشك أن تكون لدي القدرة على مواجهة هذه الكارثة".
" أن كان فقدان البصر نهائيا , فعليك مواجهة الأمر عاجلا أم آجلا , لقد تكلمت بدون شك مع الجراح الذي أجرى العملية لأبنك , هل أخبرك بأن هناك أملا في الشفاء؟".
جال دون كارلوس ببصره في الغرفة وهز رأسه وهو يقول:
" أن الأطباء يغيظونني كثيرا , فهم يتهربون من الأجابة على أسئلة دقيقة وحساسة تطرح عليهم , لقد أخبروني بأن رايك محظوظ لبقائه على قيد الحياة لأن بعض شظايا القنبلة قد أخترقت الدماغ والجرّاح لم يكن واثقا من النتيجة , سمحوا لي بأحضاره ألى المنزل لكنهم أشترطوا علي وجود ممرضة مقيمة معه هنا , فأقترحت مايا أسمك فورا على أعتبار أنك أفضل من يتولى هذه المهمة , وكان من حسن حظنا أن ظروفك سمحت لك بأن تأتي , أنا ممتن جدا , أنجيلا , لرغبتك الصادقة في مساعدتنا في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها".
فأبتسمت بشحوب وكاد التأثر يدفع بها ألى البكاء:
" ولم الأصدقاء أذن يا سيدي؟ تأكد بأنني سأبذل قصارى جهدي من أجل جعل رايك يتكيف مع واقعه الجديد".

نيو فراولة 02-11-10 12:46 AM

" يا ألهي , لماذا كان يجب أن يحدث هذا لرايك ؟ ما هو العمل السيء الذي فعلته لك يا ربي؟ لقد خاض أبني معارك طاحنة وحاز على رتبته العسكرية بالعرق والدم وحمل أوسمة الشجاعة , أن هذه العاهة التي يصارعها الآن تكاد تحطمه يا أنجيلا , أن كل الأشياء التي يفضلها تحتاج ألى قوة ومهارة بدنية ...... هل تعلمين بأنه حمل لقب أستاذ سلاح ؟ هل تعلمين كيف كان يسبح؟ وهل تعلمين أن .... يا ألي , أن ما حدث يكاد يخنقني يا أبنتي".
" لكنه ما زال قادرا على السباحة يا سيدي , أن المحيط لا عوائق فيه كحياتنا المكتظة بالبشر والآلآت , هذه مشكلة بسيطة يمكن حلها سريعا".
" نحن لم نفكر هكذا في البداية ".
وتابع بأبتسامة حزينة : " نعم يا أبنتي , لكن السباحة ليست كل شيء , لقد كنت طموحا جدا في ما يتعلق بمولودي البكر , وأنا أتساءل الآن أذا كانت هذه هي خطيئتي , وخطيئة الزهو والتباهي".
" أؤكد لك بأنك تستطيع أن تتباهى وتفخر بأولادك جميعا يا سيدي".
" تماما, ألا أن مايك كان البكر وجاء حاملا معه كل ما يتمنى الأب أن يراه في أبن سيحمل أسمه ويرث شجاعته وأندفاعه كأندفاع مصارع ثيران , أنا أحب أبني الثاني سيب كثيرا لكنه قرر الأنتماء ألى عالم الفن رغم أنني لم أحاول أبدا أن أتدخل في حياته , ألا أن ما أراه غريبا هو أن يختار أبني مهنة صناعة الأفلام ".
" لقد أثبت سيب أنه ناجح في صناعة الأفلام , وهو يتمتع بمركز مرموق جدا في هذا المجال في أنكلترا وأنا شخصيا أسر بالأفلام الناجحة , ثم , ألا تعتقد معي يا سيدي , بأن الأفلام تحتوي على قدر أقل من الوحشية الموجودة في مصارعة الثيران؟".
" آه , أنها الأنكليزية التي تكره مصارعة الثيران , لا تنسي يا عزيزتي بأنهم لا يزالون يصطادون الأيل في بلدك , أود أن أسمع رأيك حول هذا الموضوع".
منتدى ليلاس
وأجابته فيما كانت عيناها تعكسان كرها للذين يستعملون الحيوانات والناس في تسليتهم الشخصية , فقالت :
"أنا أكره هذه التصرفات , أننا نعيش في عالم قاس لا يرحم , وبعض الناس ينسى أو يتناسى أن كل المخلوقات لها شعور ".
" يبدو لي أننا ومايا أحسنا صنعا بدعوتك ألى هنا".
وأطرق ثم تابع بالأسبانية :
" أنت ملاك سماوي , هذه عبارة نستعملها نحن الأسبان في وصف أنسان رقيق القلب وأنيس المعشر , بدون شك أنت تعرفين لغتنا , ما أذكره هنك أنك تربيت , كأولادي تماما , على محبة الله ورسله وأنبيائه , أنت تؤمنين بكتبه وتعملين بتعاليمه , أليس كذلك ؟".
" تماما , وخاصة أن مهنتي كممرضة تفرض علي أن أحيا مع المرضى في أحزانهم وآلامهم لذلك فأنني أستعين بأيماني بالله عندما تواجهني متاعب ومصاعب , وصدقيني , كثيرا ما واجهتني مشاكل وصعوبات , وكنت أتغلب عليها دائما بفضل أيماني ".
" رغم كل هذا , أنا متأكد من أنك تقرين ببعض الخطايا ككل أنسان على وجه الأرض".
" آه , من هذه الناحية , أنا أوافقك الرأي , فأنا لا أحيا بأسمي تماما , وأكره أن أكذب على الناس وأظهر لهم على غير حقيقتي ".
" أنا أظن بأن رايك يوافقك على هذا الرأي , ألا تعتقدين ؟".
" تماما , سيدي".
لعدة دقائق بقيت أنظار أنجي معلقة بدون كارلوس, لقد بدت يافعة , حساسة ورفيعة القامة بعكس دون كارلوس الواقف أمامها والذي كان مثلا حيا للذكور اللاتينيين.
" تعال معي , أريد أن أريك شيئا".
أمسك بها من يدها وسار وأياها عبر القاعة ألى حيث علقت لوحة زيتية كبيرة , كانت اللوحة جميلة جدا , مرممة في بعض أجزائها , وتمثل تنينا أسطوريا ووحيد القرن وفتاة بيضاء مقيدة ألى شجرة وأكليل من الورد الأحمر يعلو رأسها .
" لقد أشتريتها منذ عدة سنوات ". وتابع وهو ينظر ألى اللوحة بعينين مغمضتين : " اللوحة تمثل البراءة المهددة , أمرأة تتنازعها عاطفتان : الرغبة والطهارة , أن التنين يرمز ألى الرغبة فيما وحيد القرن يرمز ألى الحبيب البعيد المنال , لقد أشتريت هذه اللوحة لمضمونها ولأعتقادي بأنها تشكل بتعليقها هنا مفاجأة سارة لكل من يراها للمرة الأولى , ماذا تعتقدين؟".
" هذا رائع يا سيدي".

الجبل الاخضر 06-11-10 06:04 AM

:7_5_129:حمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا س ننتظر التكمله:dancingmonkeyff8:

زهورحسين 06-11-10 03:07 PM

شكررررررررررررررررررررررررررا000
التكملة بليييييييييييييييييييييييييييييييز؟؟؟
:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

نيو فراولة 07-11-10 06:04 PM

ورمقته بنظرة سريعة متسائلة , أن كان يشك بأنها رضخت لقلبها وعادت ألى باتلتار , أن دون كارلوس أنسان حاد الذهن , فطن وبعيد النظر , فهل يكون تفسيره لمزايا هذه اللوحة الآن محاولة لأفهامها بأن رايك بعيد المنال ؟ أن هذا الرجل أسباني حتى العظم وغني حتى العظم أيضا , لذلك ساور أنجي بعض الشك في أن يكون الوالد يريد لأبنه أن يتزوج فتاة لاتينية من مستواه الأجتماعي , ربما كان دون كارلوس يفكر بفتاة معينة ....ربما تكون أيزابيل التي رباها وعاملها بحنان ولم يميز بينها وبين أبنته الحقيقية ماريا.
قد يكون هذا أيضا عائدا ألى أن رايك يواجه مستقبلا غامضا ولذلك يريده دون كارلوس أن يتزوج سريعا , حتى أذا ما أصيب بمكروه لاحقا يكون لديه ولد يرثه.
وأذا بحبل أفكارها يقطعه دون كارلوس قائلا:
" تعالي , لا بد أنك تشعرين بالجوع بعد رحلتك الطويلة من لندن".
رافق دون كارلوس أنجي ألى غرفة الطعام الفاخر الأثاث التي ما أن دخلتها حتى لاحظت بأنها لم تتغير كثيرا منذ أن تناولت الطعام فيها لآخر مرة , كانت النوافذ مغطاة بستائر من المخمل المنسدل بذوق والأثاث الفاخر الداكن اللون يلمع تحت وهج نور الثريا مما يزيده جمالا , كانت طاولة الطعام معدة بعناية , وفضية كريستوفل وكريستال سان غوبان يزيدان من رونقها , جالت أنجي ببصرها على الطاولة فشاهدت في منتصفها سلة كبيرة من زهور الغاردينيا مرتبة بأناقة وتفوح رائحتها في المكان .
أحست أنجي بثقل يضغط على صدرها عندما شاهدت كرسي رايك الذي لم يشغله منذ أصابته, ولاحظ دون كارلوس هذا الأمر فقال لها وهو يشير بيديه بعصبية :
" رايك أنسان راشد , وأنا لا أستطيع أن أرغمه على الجلوس ألى المائدة كما لو كان صبيا , يحزنني أنه يفضل البقاء بعيدا عنا".
منتدى ليلاس
" كان رايك يرغب دائما في أن تسير الأمور وفق أرادته , هل سبق لك أن تعاملت مع مريض مثله أيتها الممرضة هارت؟".
كان هذا الصوت لدونا فرانشيسكا , الأرملة وشقيقة دون كارلوس , قالت هذا الكلام بعد أن حيّت أنجي بأنحناءة خفيفة , أحست أنجي بلسعة باردة بسبب لهجة الدونا , لقد بدا لها وكأن هذه الأخيرة تحاول أن تضعها في مكانها الصحيح , بعد أن شعرت أنه ليس من اللائق بأن تتناول ممرضة رايك طعام العشاء ألى مائدة العائلة , وضعت أنجي فوطة الطعام على صدرها وأجابت :
" لا , لم يسبق لي أن تعاملت مع مريض مثل السيد رايك , أنه ليس غريبا بالنسبة ألي , ولا أستطيع أن أعامله بلا مبالاة , أنا , بالطبع , أتذكر كيف كان ".
" هل تعتبرين أن أبن أخي قد تغير كثيرا؟".
فأجابت مايا عنها بعصبية وهي تحدق بعمتها :
" بالطبع , تصوري نفسك تفقدين البصر بحادث أنفجار قنبلة , هل ستظنين بأنك ستصبحين ناعمة جذابة وهادئة الأعصاب ؟".
أتسعت حدقتا الدونا وهي تنظر ألى مايا بذهول كمن لم يكن يتوقع هذا الجواب الجاف .
كانت طريقة أرتداء الدونا للملابس تدل بوضوح على غناها الفاحش , لم تكن تعيش في الفيللا على عاتق دون كارلوس , لكنها أحتلت جناحا كاملا نقلت أليه بحرا كل المفروشات التي كانت موجودة في منزلها في مدريد , لم ترزق بأولاد , لذلك كانت من النساء اللواتي تتسم تصرفاتهن بالصرامة بدلا من التسامح.
حافظت الدونا على هدوئها وأجابت أبنة شقيقها بالقول :
" لقد أختار رايك بنفسه مهنة السلاح يا مايا , ولا أعتقده فعل ذلك وهو يجهل مخاطرها , لو وافق على العمل مع زوجي المرحوم في حقل القانون والحقوق لما حصل ما حصل , كارلوس سيرافقني على أن لرايك أمكانات فكرية ضخمة وهو لو....".
وقاطعها دون كارلوس قائلا :
"أن الجندية تسري في عروقه وتعيش في أحلامه وهذا نعلمه جميعا , أليس كذلك يا فرانشيسكا ؟".
" أنظر ألى النتيجة , أعمى في ريعان الشباب , خائف ومنعزل عن الجميع! لو كان أبني ل .......".
" لكنه أبني أنا , وأنا فخور به , لقد قام بواجبه كأسباني , ونحن لا نزال نأمل في أن يتعافى قريبا ".
" أنا أصلي من أجل هذا يوميا يا كارلوس , أنه وريثك وكان عليه أن يأخذ هذا الأمر بعين الأعتبار قبل أن يفعل ما فعله من أجل الحصول على ميدالية عسكرية!".

totaaa 07-11-10 07:31 PM

مررره شكراإاإ بس بليئييز كملي الروايه

نيو فراولة 08-11-10 08:01 PM

نظر دون كارلوس ألى شقيقته بشذر قائلا :
" كفى! ما حدث قد حدث , أنه القدر ولا أحد يستطيع أن يعانده ! فلنتناول طعام العشاء!".
" حسنا , كما تشاء يا عزيزي كارلوس , أنه القدر ! لكن من المتوجب على رايك أن يبذل قصارى جهده للجلوس معنا ألى الطاولة , نحن نفهم ونعي الصعوبات التي يواجهها ونسامحه على تصرفاته".
كانت أيزابيل تجلس ألى المائدة قبالة أنجي , ويدها تلعب بكأس الشراب أمامها بتوتر ظاهر , توجهت لأنجي بالقول ببطء شديد وأصرار :
" على أنجيلا أن تغريه بالأنضمام ألينا , هل تظنين بأنك سوف تتمكنين من تسييره ؟ فهو , كما قالت عمتي , صلب الأرادة وبأمكانه المعاندة كالثور , هل تظنين أنك قادرة على هذه المهمة ؟".
" هناك مثل أنكليزي يقول : أن الأنسان يتعلم السير قبل أن يتعلم الجري , ومريضي هو أنسان أعمى ويعيش في الوقت الحاضر في عالم يختلف كثيرا عن عالمنا , أنه يعيش في عالم من الأصوات والأحاسيس عليه أن يتعلم الخروج منه , أذا شاء أحد منكم أن يستكشف هذا العالم , فما عليه ألا أن يضع ضمادة على عينيه ويحاول السير في غرفته الخاصة , صدقوني , أن تجربة من هذا النوع ستكون مخيفة وصعبة , خلالها يفقد الأنسان أحساسه بالمكان والزمان فلا يعود يرى جدران الغرفة مثلا ويصبح خائفا على الدوام من أن يصل ألى الحافة ويقع , طبعا الحافة هنا وهمية لأن الأحساس بحدود المكان لم يعد يضبطه النظر".
منتدى ليلاس
حدقت أيزابيل بأنجي والشعور بالكراهية باد عليها , وقالت :
" أرى أنك فكرت كثيرا بموضوع رايك , هل طبقت هذه التجربة على نفسك؟".
" نعم , لقد أرغمت نفسي على البقاء بضع ساعات في ظلام كامل , ورغم أنني كنت أعلم أن بمقدوري أنتزاع الضمادات ساعة أشاء فقد كانت التجربة مرعبة , رايك لا يستطيع أن يفعل هذا , عليه أن يعتاد على الظلام الدائم ,وبما أنه كان شخصا ديناميكيا , فقد شكل هذا الموضوع صدمة نفسية قوية له , ورايك ......".
قاطعتها مايا وهي تقول بتأثر :
" لو.... لو كنت مكان رايك , لرغبت في الأنزواء بحزني وألميبعيدا عن الناس ".
" أنا , من ناحيتي , لن أشجع رايك على القيام بعمل كهذا , عليه أن يتعلم قبول عاهته كتحدّ , كمعركة عليه أن يخوضها بنجاح , لقد ألتحق بالجيش لأنه وفر له هذين الشيئين : التحدي والمعركة , وعندما يتقبل الفكرة القائلة بأن عاهته يمكن التغلب عليها , عندها سوف يتغلب عليها بشكل كامل وفعال".
فسألتها مايا والدموع تترقرق من عينيها :
" هل تعتقدين فعلا بأنه سوف يقاتل في هذا السبيل يا أنجي؟ أنا أحب أن أراه ثانية في بذلته العسكرية , كانت تناسبه تماما ! ما زلت أتذكر عندما كان هنا في أجازة , وذهبنا لتناول العشاء في كاستيللو دو مارديفال , فهناك قدمته ألى رودي".
قطعت كلامها فجأة وراحت تحدق في الحساء الموضوع أمامها , وشاهدت أنجي دمعة تنساب على خدها , ثم أستطردت قائلة :
" أنا لم أعد أستطيع الأحتمال , تكون الحياة ولا أجمل ثم , فجأة تنقض من السماء غيمة لا أدري من أين تأتي وتهدم كل الآمال التي يكون بناها الأنسان , أنا ما زلت أنتظر تتمة هذه المصيبة كما لو أن لعنة قد حلت علينا".
" كفى".

نيو فراولة 08-11-10 08:13 PM

ضرب دون كارلوس الطاولة بكفه فقفزت الأقداح وصحون البورسلين الصيني الفاخر :
" أنا أمنعك من التحدث بهذه الطريقة , تعالي , مايا , أكملي عشاءك وحاولي أن تطردي هذه الأفكار من رأسك , أنسي عازف الغيتار الشاب هذا ! أنه ليس لك! لقد قلت هذا ويجب أن تحترمي كلمتي!".
أعترضت قائلة :
" أنا لم أعد طفلة !".
" لقد أمرتك بأن تنسيه ! نحن عائلة متدينة تحيا بخوف اله عز وجل , لقد سبق وأبلغتك والآن أكرر القول: أنا لن أسمح لهذا الشاب الذي ترك زوجته من دون سبب بدخول عتبة هذا المنزل , فليكن كلامي واضحا وللمرة الأخيرة!".
منتدى ليلاس
" لم تكن لتعلم بهذا الأمر لو لم تنقله أليك أيزابيل , أنها تسر وتفرح عندما تشي بي , لقد كانت هكذا دائما".
" أنا أقدر العمل الذي قامت به أيزابيل بأخباري حقيقة الأمر , وأقدر أيضا شعورها وأحساسها بالمسؤولية ".
كانت عيناه تحدقان تارة بالغاردينيا على الطاولة وطورا بمايا , فلاحظت أنجي , وللمرة الثانية أوجه الشبه بين دون كارلوس ورايك , لم يكن شبها جسديا فقط , با كان شبها في الغطرسة أيضا , عندما يتعلق الأمر بأصدار حكم من الأحكام , كان يبدو على دون كارلوس بأنه يتمسك بقراره بشدة مثل أبنه تماما .
نظرت أنجي ألى أيزابيل فرأتها تبتسم أبتسامتها الخبيثة كعادتها عندما يكون الجو متوترا .
قالت مايا :
" ليس بمقدورنا أن نلوم رودي على الطلاق , فزوجته أحبت شخصا يعمل مع فريق موسيقي آخر".
أجابها بحنق :
" مغنون! مغنون! أن هؤلاء الناس لا شعور بالمسؤولية لديهم , عند أقل هفوة أو مشكلة يطلقون".
نظرت مايا ألى والدها وعيناها تقدحان شررا:
" أبي , أنت تطلق الأحكام على الماس جزافا , ولا تكتفي بذلك بل تحاول التحكم بمجرى حياتي وترغب بتدميرها , من المعروف أنك أنت أيضا وقعت في الحب من النظرة الأولى!".
" أمك كانت ملاكا ولم تكن مثل هؤلاء الشبان الذين يطبلون ويزمرون على المسارح .....".
ألتمعت تحت ضوء الثريا شفرة السكين التي كان يد الدون تقطع بها شرائح من لحم الخروف المشوي وتضعها في صحون يوزعها الخدم حول المائدة .
" كيف تستطيعين القول , يا مايا , بأن هذا الفتى قد وقع في الحب من النظرة الأولى ؟ ". وتابع مستطردا : " لقد كان متزوجا وعلى المرء أن يفترض بأنه كان يحب عند ذاك أيضا".
كان الصحن يهتز في يد مايا من شدة غضبها :
" أن زواجه كان خطأ , لقد كانت أكبر منه سنا وأغرته بالزواج منها , أننا في النهاية , جميعا معرضون للخطأ ".
" من الطبيعي أن يبرر نفسه بهذه الطريقة وأنت كفتاة عاقلة لم يكن عليك أن تصدقيه , بأستطاعتي أن أؤكد لك , يا أبنتي العزيزة , بأنك ستستعيدين هدوء أعصابك قريبا وستعرفين بأنك كنت على خطأ , أنت من لحمي ودمي , مايا , وهدفي هو أن ترتبطي , عن حب , بشاب أسباني الدماء والمبادىء".
وأستطرد بعد أن رمقها بنظرة سريعة :
" لو لم تخبرني أيزابيل في الوقت المناسب , لكنت قمت بعمل جنوني ورديء جدا".
ردت مايا على نظرة والدها بنظرة تشابه من يضمر الشر والأذى لغيره فيما كانت أيزابيل تبتسم بخبث وهي تتناول جرعات صغيرة من العصير.

نيو فراولة 08-11-10 08:16 PM

خلال كل هذا الوقت كانت أنجي تراقب الجميع وهي مضطربة وحزينة , لقد بدا لها أن أيام الفرح غطتها الظلال وأن وقت اللعب أنتهى , أن مشكلة رايك قد أربكت أهل المنزل ووترت أعصابهم ألى حد كبير , راحت أنجي تراقب مايا وهي تتناول طعامها بهدوء عجيب , لقد كانت تعرف مايا جيدا وتعرف أن هذا الهدوء أنما في الظاهر , كانت دائما أبنة مطيعة , لذلك لم يكن من المتوقع أن تتطور المواجهة بينها وبين والدها ألى أكثر من هذا الحد , فهي في النهاية ستخضع لرأيه لكن عدم موافقته على علاقتها برودي أغضبتها وأثارت حنقها عليه , أضافة ألى قلقها المستمر على أخيها المريض.
أنتهى العشاء وقدمت بوظة الفانيليا , كانت هذه الحلوى هي المفضلة عند رايك وسيب , وكانا دائما يطلبان صحنا أضافيا , لكن بسبب غيابهما عن العشاء وجدتها أنجي أقل لذة من المعتاد.
رفضت مايا أن تتناول القهوة في غرفة الجلوس , وقالت أنها تفضل أن تتمشى قليلا , لم يجد دون كارلوس ما يدعو للمناقشة في هذا الأمر , ثم بادر أنجي بالقول , بعد تفكير طويل وبينما كان يتحسس شاربيه :
" أن مشاكل الأولاد تزداد كلما كبروا , كانت مشاكلهم أقل بكثير عندما كانوا في المدرسة , كيف أفهم مايا بأنني حازم معها من أجل مصلحتها الشخصية وسلامتها؟".
" أحقا من أجل سلامتها , يا سيدي؟".
" ما أعنيه هو: لماذا لا نسمح للجميع بأن يجربوا ما يشاؤون ويتحملوا بالتالي نتائج هذه التجارب".
فنظر وهو مقطب الجبين , فبدا لها مثل رايك تماما , وقال :
" هل تعنين بأنني أتصرف معها بطريقة فظة وغير مقبولة؟ هل تعتقدين بأنه يتوجب علي السماح لها برؤية هذا الشاب ؟ لا تنسي بأنه طلق زوجته , ثم هناك نقطة ثانية حول هذا الموضوع , أنه يعمل في الأستعراضات الغنائية وليس له دخل مادي ثابت , فمعيشته غير مضمونة , يا ألهي , لو رضخت لدموعها أكون قد تخليت عن مسؤولياتي كأب , لقد عاشت مايا حياة هانئة وآمنة وهي لا تزال غير ناضجة عاطفيا , أن هذا الحب لا يعدو كونه نزوة عابرة وسوف تنساه سريعا".
" أنها تبدو حزينة........ شكرا".
منتدى ليلاس
وأخذت أنجي فنجان القهوة الذي قدم لها وجلست في أحد المقاعد الفاخرة التي تزين غرفة الجلوس , كان الأثاث أسباني الطراز وتتوسط الحائط خزانة من الزجاج المصقول تضم مجموعة ثمينة من تماثيل العاج وحجارة الجاد , من نوافذ هذه الغرفة تبدو الحديقة الخارجية المسقوفة والغنية بأنواع الزهور والورود , وأنجي تتذكر بنوع خاص أزهار الياسمين التي كانت تفوح في الحديقة وتزيدها سحرا على سحر .
توجهت أيزابيل نحو البيانو الذي تحولت مفاتيحه العاجية البيضاء ألى اللون العسلي بمرور الزمن , وراحت تعزف لحنا عرفته أنجي فورا , أنها أغنية فرنسية قديمة كانت تستمع أليها أيام الصبا دون أن تستوعب معاني الكلمات , كانت تقول :
" أن متعة الحب لا تدوم ألا لحظة واحدة , ولوعة الحب تدوم العمر كله ".
فقال دون كارلوس على الفور لأنجي , وكان يعرف الأغنية :
" قد يكون الأمر كذلك لبعض الناس , لكنني بالتأكيد لا أريد هذا لمايا ولا لبقية أولادي ".
ورفع كأس الشراب ألى شفتيه وتجرع قليلا منه وراح يحدق بصمت بأنجي التي لا تزال متوترة ومشدودة الأعصاب , فجأة قفز قلبها في صدرها أذ تكهنت ماكان يدور في رأس دون كارلوس في تلك اللحظة , لعل سرعتها في الحضور لتمريض رايك أثارت شكوكه في أن تكون قد وقعت ضحية حب سيزيد الوضع تعقيدا ؟
" أن مايا غريبة الأطوار أحيانا , أثناء غيابك لا تمل من الحديث هنك وعندما تعودين , بدلا من أن تجلس هنا معك , ها هي تتمشى وحيدة في الحديقة , أن تصرفاتها تدل على أنه لا يزال أمامها وقت طويل لكي تنضج , لكن لندع موضوع مايا جانبا ونتكلم حول الموضوع الأهم , فهمت منك بأنك ستقومين بكل جهد ممكن من أجل الحد من العدوانية التي تطغى على تصرفات رايك وستحاولين أن تغيري الأفكار التي كوّنها حول ... حول وضعه الجديد , وستجعلينه يتأقلم معه".
" تماما".
" كيف كانت ردة فعله حتى الآن؟".
" أعتقد أنه لو قدر له أن يقطع رأسي لفعل ذلك من دون تأخر".
" ألى هذا الحد؟".

نيو فراولة 08-11-10 09:11 PM

تبسمت أنجي قليلا فيما كانت تشرب قهوتها , وراحت تراقب دون كارلوس بطرف عينيها , لقد كان دون كارلوس مثال النبل الأسباني العريق بطوله الفارع ولونه الأسمر ونظراته الحادة التي تخترق الأشياء , كان شخصا ساحرا وجذابا , وقد أستعمل هاتين الصفتين في حماية مصالح سكان الجزيرة , أذ حافظ على السياحة وعلى التجارة والصيد وهي موارد الرزق الأساسية للسكان , كمن يحافظ على أملاك عائلته الخاصة.منتدى ليلاس
مد دون كارلوس يده ليتناول سيجارا من علبة خشب الورد المحفور والباهظ الثمن , الموضوعة قرب كرسيه , فألتمعت في الضوء أزرار أكمام قميصه وهي من الياقوت الأزرق , قالت أنجي بينها وبين نفسها : أن هذه الأزرار تساوي ثروة دون أدنى شك , لقد كانت كل حركات الدون مدروسة وتدل على أنتسابه ألى بيت عريق , أحست أنجي نحوه بشعور يختلف عن شعورها السابق عندما كانت لا تزال تلميذة مدرسة , لقد كبرت أما هو فما زال يتمتع بحيويته ورشاقته ولو لم يتغير لون شعره قليلا لما شعر أحد بتقدمه في السن .
في تلك اللحظة بالذات دخلت دونا فرانشيسكا ألى الغرفة , كانت قد صعدت ألى الطابق العلوي , لتحضر أدوات التطريز التي تتسلى بها , كما قالت , رغم أنه بأمكانها أن ترسل أحد الخدم لأحضارها , لكنها عادت , مما بدا أنها محاولة فاشلة منها لأقناع رايك بالنزول والجلوس مع العائلة .
قام الدون كارلوس عن كرسيه لأحضار فنجان القهوة لشقيقته , فتأملته أنجي وقالت لنفسها : هذا ما سيكون عليه رايك في كهولته , أذا قدّر له أن يعيش.
قالت الدونا لشقيقها بالأسبانية :
" شكرا جزيلا يا كارلوس ".
ووضعت فنجان القهوة على الطاولة ألى جانبها , وفيما كان شقيقها يعود ألى مقعده والسيجار في يده , أخرجت من سلة التطريز شيئا ما وحدقت بعينيها الداكنتين بأنجي , لم يتكلم أحد , ولم يكن ليسمع في الغرفة ألا العزف على البيانو , فيما كان يعبق المكان برائحة سيكار هافاني من النوع الممتاز , فكت دونا فرانشيسكا عقدة الصمت وقالت :
" لدي هنا وشاح وهو ملك للعائلة منذ وقت طويل , قد يبدو خرافيا ما سأقوله لكم , لكنه معتقد متوارث : يقال أن هذا الوشاح له قدرة عجيبة على التهدئة وربما على شفاء من يصاب بجرح بليغ , علي أن أعترف , أيتها الممرضة هارت , بأنني حاولت , عدة مرات , أن أقنع أبن أخي بوضع هذا الوشاح على وجهه , لكنه كان يرفض بأستمرار ويضحك ساخرا :
قاطعها دون كارلوس قائلا:
" أنه على حق ! هذا جهل وخرافة!".
" أنت وأبنك تسخران دوما مني عندما أتكلم في الموضوع ".
" هذه خزعبلات ! ونحن لم نعد في العصور الوسطى يا أمرأة !".
" لا بأس عليك ! لكن , بربك قل لي , ماذا سنخسر أذا حاولنا؟ ثم لا تنسى أن هذا الوشاح مبارك".
" كيف وصل هذا الوشاح ألى عائلتنا؟ هل هو حقا مبارك ؟ سؤالان ما زلنا نطرحهما دون نتيجة , أعتقد بأنك تعرفين أنه ليس من المناسب أن يبقى هذا الوشاح بين يديك في أية حال ؟ وأنا أشك بأنك تعرفين أنه لا يمكن الركون ألى كل ما قاله بعض أجدادنا حول هذا الموضوع".
" لقد كان هذا منذ زمن بعيد , يا أخي , ولكن لدي أثبات على أن لهذا الوشاح قوى خفية, خذي قضية خادمتي بيلار مثلا وألم الهر الذي كانت تعاني منه , لقد وضعت هذا الوشاح على كليتيها فزال ألمها , ثم هناك حالة بنت حمي أليدا التي كانت عاقرا , أستعملت الوشاح معها أيضا وكانت النتيجة أن أنجبت توأمين كما تعلم !".
علت وجه دون كارلوس أبتسامة ساخرة وقال :
" أنها أعجوبة , أليس كذلك ؟ دعينا من هذه الخرافات يا عزيزتي , أن ما حدث مع أليدا لم يكن حالة غير طبيعية , فللطبيعة سرها في صنع أشياء غير عادية".

نيو فراولة 08-11-10 09:14 PM

أصغت أنجي ألى الحديث المتبادل ورأت أنه من المفيد أن تتدخل في الموضوع بطريقة دبلوماسية , أن النساء الأسبانيات المتقدمات في العمر يومنّ بخرافات بالية , وكان هذا واضحا من حيث الدونا , فقالت لهذه الأخيرة بنعومة :
" دونا فرانشيسكا , ما رأيك لو حاولت وضع الوشاح على أبن شقيقك بنفسي؟".
فأجابت وهي تشد بيديها على الوشاح :
" ربما كنت نجحت , لكنه لن يسمح لي بالأقتراب منه ومعي الوشاح مرة ثانية , لقد حاولت لكنه رمى به ألى الأرض".
فقال دون كارلوس :
" هذا دليل على نضوجه ووعيه".
منتدى ليلاس
" أن رايك يزأر الآن كأسد عالق عالق في شبكة صياد ". وتابعت أنجي مستنتجة : " وأية محاولة منا لوضع الوشاح على وجهه سوف تزيد من هذا الشعور لديه".
حدقت الدونا بأحترام بأنجي وقالت لها:
" أنت تبدين يافعة , ومع ذلك تفهمين.....".
" أفهم , يا سيدتي , أن ثقة وأمل البعض قد يلهمان المريض بضرورة المقاومة من أجل التحسن والشفاء , أنت تلاحظين أن حاسة السمع عند رايك أصبحت حادة , لذلك فالخطة الوحيدة الممكن تنفيذها هي التالية : سأدخل ألى غرفته عندما يكون خارجها وأضع الوشاح على وسادته , وعندما يعود لينام سوف يلقي برأسه عليه دون أن يشعر ".
فقاطعها دون كارلوس :
" أما زلتما تتابعان الموضوع؟ ما هذا الهراء؟ ما هذه السخافة ؟".
فنظرت أليه أنجي بثبات ليقرأ أفكارها , كان عليه أن يفهم بأن وراء تصرفات أخته المزعجة يكمن أهتمام كبير بمشكلة رايك .
تمتمت أنجي قائلة :
" وأين الضرر في هذا , يا سيدي؟".
نفث الدخان عبر شفتيه وحدق بعيني أنجي الزرقاوين , ثم قال :
" أنتن النساء أشد المخلوقات غرابة على وجه الأرض , حسنا كما تشاءان , لكن لا تلوميني يا أنجي أذا ما مزق رايك الوشاح ".
فقالت له الدونا:
" ستسمح لنا بذلك , يا كارلوس؟".
" أذا أصريتما على متابعة هذه اللعبة السحرية ". وتابع وهو يسند رأسه ألى ظهر المقعد : " وأنت يا أيزابيل , ماذا تظنين؟".
سارت أيزابيل ببطء نحو مقعدها وهي تتمايل في فستانها المخملي الأخضر ثم جلست وراحت تحدق بدون كارلوس , ما أن شاهدتها أنجي على هذه الحال حتى تذكرت لوحة زيتية رأتها في مكان ما , كانت تمثل قططا سيامية تبدو هادئة لدرجة أخفاء مخالبها.
" لم أكن أعلم بأن الممرضات يتعاطين السحر الأسود , هل يؤلمك أن تشاهدي رايك محروما من تفوقه كرجل على الآخرين ؟".
" أنا لا يمكنني أن أتصور , ولو للحظة واحدة , أنه يمكن لمثل هذا الأمر أن يحدث....".
تفحصت أنجي ريبة الدون بحشرية واضحة من رأسها حتى أسفل قدميها وتابعت :
" عليه أن يتعلم العيش بطريقة تناسب وضعه , وعندما سيكتشف بأن لديه قدرات لا نملكها , عندها فقط , سيعود ويتمكن من السيطرة على نفسه من جديد".
" أن من يسمعك تتكلمين هكذا يعتقد بأنك تعرفينه معرفة حميمة , لو سمحت لي بأستعمال هذه الكلمة ؟".
ونظرت أيزابيل ألى أنجي نظرة من يشك في أمره , مما جعل أعصاب هذه الأخيرة تهتز فأجابتها بصرامة وتصميم :
" أنني أعمل في مهنة التمريض منذ خمس سنوات وأنا أعرف بأن الشجاعة وقوة الأرادة تفعلان المعجزات , ولو لم أكن واثقة من قدرتي على مساعدة رايك لما كنت هنا".
" آه , طبعا , أنا أعتقد بأنك كنت مستعدة للزحف على ركبتيك , فقط لكي تكوني ألى جانبه!".
فجأة صرخ دون كارلوس بأيزابيل :
" أيزابيل ! بحق الله , عما تتكلمين؟".
" أنجيلا تعلم تماما عما أتكلم , فلماذا لا تسألها ؟".
راح دون كارلوس يحدق كالمذهول تارة بأيزابيل وطورا بأنجيلا التي أحست فجأة بأرتباك شديد , كما لو أن مضيفها قد تحول فجأة ألى محقق.

ام الاولاد الثلاثه 09-11-10 11:15 PM

روايه جميلة ولكن اين البقية ؟؟؟؟؟؟؟
نتمنى ان تكمل سررررريعا ...وشكرآآآآآآآآآآ

ساكنه 10-11-10 03:06 PM

الف مليياااااااارشكر وربي يسعدك ياقلبي ودمتتتتي في قلبي سكنة

ساكنه 10-11-10 05:47 PM

واااااو صراحة الف شكر على المجهودات الراعة بجد رووووووعة ودمتم لي في قلبي سكنة

ساكنه 10-11-10 06:32 PM

مشكووووووووورة ياقلبي وللسلوب الرئع في الكتابة والوان الجميلة ودمتي لي في قلبي سكنة

new person 14-11-10 01:59 PM

كملوها بلييييييييييييييييييييييز
شكلها خطيرة
thankx نيو فراولة

ساكنه 14-11-10 02:25 PM

احلالا سلالام الى الجميع وكل سنة وانتم بخير وعيد سعيد وعساكم من العوادة وال شكر اسلوب جنانن والاحداث كل مالهامشوقة لكم كل التحية والتقدير وشكر ودمتم في قلبي سكنة

نيو فراولة 29-11-10 09:08 PM

4- الأنامل تبصر أحيانا!

لم يسبق لأنجي أن وجدت نفسها في وضع محرج مثل هذا الوضع , أذ تحولت فجأة مشاعرها نحو أيزابيل من عدم ثقة ألى كراهية , لأنها جعلت الشك يتسلل ألى النفوس حول موضوع عودتها ألى الجزيرة .
كان دون كارلوس ما زال يتفرس في وجه أنجي دون أن يدري ما أذا كان عليه أن يصدق ما قالته أيزابيل أم لا.
لقد رغب في وجود أنجي هنا من أجل الأعتناء برايك , لكنه في الوقت نفسه متشدد ومحافظ في كل ما يختص بالأخلاقيات , كانت أنجي تنام في الغرفة الملاصقة لغرفة رايك وسيكون عليها أن تدخل وتخرج غالبا من وألى غرفته , أما الآن , وبسبب ملاحظة أيزابيل فلقد بدأ يساوره الشك حول هذا الموضوع , أما أنجي فهي تعرف الآن ما يدور في رأس دون كارلوس تماما , أنه يتساءل عما أذا كان قد أحسن صنيعا بدعوته شابة ألى منزله للعناية بأبنه.
راح دون كارلوس ينظر بصمت ألى أنجي الجالسة على المقعد ذي اللون الفاتح وشعرها منسدل على جبينها .
" أن هذه الغرفة أشبه بالقبر!".
وضربت حافة الباب عصا فأستدارت أنجي بصورة تلقائية لترى من القادم , قفز قلبها في صدرها عندما شاهدت رايك يلج الباب حاملا عصاه كالسيف , وقف دون كارلوس وقال موجها كلامه لرايك :
" أدخل يا بني وأشرب معنا فنجانا من القهوة".
دخل رايك وهو يتحسس طريقه بالعصا :
" ماذا دهاكم ؟ ما هذا الصمت المطبق؟ أنتم كالتماثيل تماما ".
كانت أنجي تراقبه وأرادت أن تحذره لكي ينتبه ألى الأثاث في طريقه , لكنها أحست بثقل في حنجرتها منذ ملاحظة أيزابيل الأخيرة.
" أنتبه".
رغم ملاحظة الدون ألا أن رايك أصطدم عرضيا بطاولة أصابته في ساقه وآلمته فصرخ قائلا:
" اللعنة ! ما هذا؟".
منتدى ليلاس
وما أن قفزت أنجي محاولة أرشاده ألى مقعده , حتى أستدار فجأة فأصابتها عصاه في ذراعها ولم تستطع أن تكتم صرخة ألم لا شعورية , فقال:
"يا ألهي! من الذي أصيب؟".
" لا أحد سواي".
قالها وهي تفرك يدها المصابة , وعندما أستدارت شاهدت أيزابيل تضحك بينها وبين نفسها.
" فقط أنت , أيه, هل أصبت أصابة بليغة؟".
ووقف فوقها ضائعا وحائرا:
" لا عليك , سأبقى على قيد الحياة".
" هل علمتك هذه الحادثة ألا تكوني ملاكا يسرع ألى حيث لا يجرؤ الآخرون على الذهاب؟".
" ليس تماما".
فسخر منها قائلا:
" كلمات شجاعة يا أنجيلا , لكنني أراهن أن بمقدوري أن أجعلك ترتجفين من الخوف".
" هل أنت تهددني بوضع أفعى في سريري؟ لقد فعلت هذا عندما كنا صغيرين ".
" الآن , لقد كبرنا جميعا, أليس كذلك ؟ علي أن أفكر بشيء أكثر أثارة من الأفعى لأخيفك به: رجل , ربما؟".
فأمسكت أنجي فجأة عن التنفس وأحست بأنه عرف بذلك , لقد أرتسمت على شفتيه أبتسامة صغيرة قاسية , فقالت له:
" أن ضربة من هذه العصا على قفاك لن تؤذيك كثيرا ".
" هل أنا ولد شرير وسيء ألى درجة أستحق معها العقاب , أيتها الممرضة؟".
" أرى أنك مصمم على جعل مهمتي صعبة".
" كنت تعلمين بأنها ليست مهمة سهلة , لقد أخترت القدوم ألى هنا وأنا لم أطلب منك ذلك , أنت آخر شخص كنت أتمنى رؤيته هنا , أسألي والدي , وهو سيخبرك كيف كانت ردة فعلي عندما علمت بأنك في طريقك ألينا من أنكلترا".
وتوجهت أنظار أنجي نحو دون كارلوس قبل أن تتمكن من ردع نفسها , فبسط يديه قائلا:
" أنا أؤكد لك بأنه ليس هناك أي شيء شخصي........ بسبب وعه النفسي الحالي كان سيغبه أي شخص كان".
" أبي , ليس من الضروري أن تداري شعورها ". وتابع لامباليا : " لم أكن أريدها قربي , وهل كنت تظن بأنني كنت سأسمح لفتاة يافعة بالأعتناء بي لو كانت لي نصف عين فقط لأرى بها؟".
" أنا ممرضة مدربة , ولست خائفة من الأعتناء بك".

ساكنه 30-11-10 11:06 PM

الف شكر من الاعمااااااق الى منتدى الرمنسى الجميل ليلاس وجميع الاعضاء المتميزيين والف مليااااارشكرعلى اختيا هذي الرواية وتسلم الانامل الناعمة ودمتم لي في قلبي سكنة:8_4_134:

ساكنه 30-11-10 11:20 PM

احلالالالالالا تحية الى الاخت الكاتبة نيو فرولة وتسلم اناملكي الناعمة بجد شكلهاحماااااااس مررررررة وشادة الحزام على الاخر منتضرين التكملة يااااقلبي ومشكوووووووورة ودمتي لي في قلبي سكنة:55::Welcome Pills4::7_5_129::liilas:

ساكنه 30-11-10 11:24 PM

سلالام سليم مع عطر الياسميين الى المنتدى الحلوين واخيارالروايات الرئع والسليم والف تحية مع باقة وردالسوسن والياسمين ودمتم في قلبي سكنة:lol::friends:

ساكنه 30-11-10 11:30 PM

يااااارب يسعدكم ويسددخطاااام ويكثر رواياتكم ويسلم اناملكم وابدعتكم ويسر كتابتكم امييييييين والف تحية الى جميع اعضاء المنتدى الرمنسي ودمتم لي سكنة:8_4_134:

101 White Angel 01-12-10 04:29 AM

تحياتي عزيزتي

سلمت يداكي على هذه الرواية الرائعة

بانتظارك

دمتي بخير

هدىgb 01-12-10 10:22 AM

سلمت يمناك على الروايه الرائعه

اتمنى منك تكملة الروايه بأسرع وقت

ولك جزيل الشكر

فتاة 86 01-12-10 10:07 PM

شكراً حبيبتي على الرواية المميزة و على المجهود
رح استنى التكملة على جمر
يعطيكي العافية

101 White Angel 03-12-10 01:41 AM

عزيزتي

لا زلنا بانتظاااارك

عسى المانع خير

أرام 03-12-10 06:23 PM

لا لا وين الباقي مااقدر اتحمل الرواية اكثر من رائعة اختيار موفق وشكرا لك
ارجوك كمليها في اسرع وقت

فاتنة الضحى 03-12-10 06:43 PM

واواوا باين عليها رواية رائعة
يسلمووووووووو:55:

انسى العالم 03-12-10 10:58 PM

مرحبا
الروايه ف قمه الروعه
يعطيك الف عافيه
ننتظررررررررررررررك
انسى العالم كانت هنا

نيو فراولة 06-12-10 04:39 PM


كان الخوف والأحساس بالأهانة يعتمران داخل نفسها , لقد كان يتعمد الأساءة أليها أمام والده , شعرت فجأة بأنها لن تكون بمنأى عن أهاناته المتكررة والمتلاحقة ألا خارج هذا المنزل , لم ترغب بالتفكير بما سيكون عليه وضعها النفسي لدى أنتهائها من مهمتها هنا ولا بما ستمر به من مصاعب خلال هذه الفترة.
" أريدك أن تكون مهذبا مع أنجيلا ". وتابع دون كارلوس حانقا :
" كان لطفا منها أن تأتي ألى هنا في مهمة صعبة , أنت أبني من لحمي ودمي وأنا أعلم أنه أذا كان يناسبك أن تذيق أمرأة ما مرارة الجحيم فأنك ستفعل دونما رحمة أو تردد ".
أدار رايك رأسه باحثا عنها بعينيه المطفأتين :
" أسمعت ما يقوله والدي ؟ لا تنتظري مني أن أكون رحوما لو قبلت بالمهمة".
" أنا لن أغادر , فهذه ليست عادتي , وما عليك لتتأكد من كلامي ألا أن تقابل رئيسة الممرضات التي عملت تحت أمرتها".
" أبتدأ التنين يقذف بحممه , أيه؟".
ثم أشاح برأسه وقال :
" فليناولني أحدكم فنجان القهوة , لو سمحتم ؟ لقد سئمت كل هذا الحديث عن الشجاعة , فوعي الحالي برهان حي عن الجائزة التي يحصدها الشجعان؟".
" تعال , وحاول أن تكون متمدنا ومهذبا!".
قالها له دون كارلوس وهو يجلسه في مقعده ويناوله فنجان القهوة , فأجابه وهو يحدق بحزن في الفراغ مما جعل قلب أنجي يكاد ينفطر حزنا:
" لا أحد يتحمل أن يكون متمدنا من الآن وصاعدا , لقد جن العالم وأطلق سراح الشياطين الذين يعيثون في الأر فسادا ويوقدون فيها نارا ستحرقنا جميعا في يوم من الأيام ".
منتدى ليلاس
وضعت عمته يدها على كتفه وقالت له:
" رايك , يا بني , أنس مسألة الحرب هذه , أنت الآن معنا في المنزل وعلى قيد الحياة, ونحن بعيدون عن كل هذا وفي جزيرة في غاية الجمال والروعة والهدوء , أن كل ما هو مطلوب منك الآن هو أن تتعافى وتعود قويا كالسابق".
وأضاف والده وهو يرتشف القهوة :
" أن عمتك على حق يا عزيزي , لقد كان الشيطان بيننا دائما وكنا ولا نزال نحاربه , نحن فخورون بك يا عزيزي لأنك حافظت على شرفك العسكري بفخر وشجاعة".
" أن الفخر يسبق السقطة ألى الأرض , فربما في يوم من الأيام أكون محظوظا , فأقع على الأرض وأكسر عنقي , أن أي شيء يكون أفضل لي من هذا الظلام الدامس! ". وتابع وهو يضحك بسفاهة : " أنا أشعر بأن ملاك الرحمة فوقي يرمقني بنظرة أستنكار , أليس كذلك؟".
فأجابته أيزابيل هذه المرة:
" كم أنت ذكي يا ريك ! أنت سريع جدا بألتقاط الذبذبات !".
أرتشف قهوته بجرعة واحدة وقال ممازحا :
" هذا لأنني أتمرن على الجاسوسية , أيه! هل مايا معنا هنا , أذا كان الأمر كذلك فهي صامتة , لماذا؟".
" لقد ذهبت لتتمشى قليلا ". وتابع دون كارلوس وهو ينظر أليه بحزن : " أنها مكسورة الخاطر لأنني لم أقبل بالمغني الشاب الذي أحبته , أن الرجل الذي يطلق مرة واحدة يطلق أثنتين , فهذا الأمر سرعان ما يصبح عادة لديه , أن الأرتباط بهذا الشاب أمر أرفض البحث فيه!".
" أعتقد بأنك تتصرف كأسباني متزمت جدا يا أبي , ما هي أهمية الطلاق عندما يبدأ الناس بتمزيق بعضهم البعض بالقنابل؟".

نيو فراولة 06-12-10 04:42 PM

جمدت أنجي في مكانها عندما شعرت بالألم يعصره عصرا وهو يتكلم , لم يكن لينسى حادثة القنبلة ولا صراخ رفيقه المحتضر , وراحت تساءل عما أذا كان يشاهد كوابيس وأحلاما مزعجة عندما يأوي ألى فراشه كل ليلة.
" أنا أدرى بمصلحة مايا ". وتابع دون كارلوس بصرامة : " لقد عاشت مرتاحة هنا , ويجب أن تعيش مرتاحة في منزلها الزوجي ".
" ربما رغبت في أن تعيش بعض المغامرات".
" أذا كنت تقصد مغامرات بمعنى السفر , فأنا موافق شرط أن يكون هذا مع الرجل المناسب".
" لكن الرجل المناسب لها قد لا يكون الرجل المناسب لك يا أبي ".
" هل تلومني على موقفي , رايك؟".
" لا, أنما أعبر فقط عن رأيي , أن الحب مؤلم , أذا كانت تشعر بالحب أتجاه هذا الشاب".
" هذه نزوة شباب ! وأكثر الفتيات والفتيان يمرون في ظروف مشابهة وهي تساهم في تحضيرهم للحب الحقيقي عندما يحين الوقت , ومن ناحية أخرى , أنا أقول لك لو كانت مايا متأكدة من حبها لهذا الشاب , لما دخلت في نقاش معي , كانت تحدتني وفرت معه وتزوجا".
" ربما كانت تفعل هذا الآن!".
ألتمعت عينا الدون عند سماعه هذا الكلام وقال :
" بحق الله! لو فعلت لما تمكنت من الجلوس على قفاها لمدة أسبوع على الأقل".
" لو أفترنا بأنك أستطعت أن تصل أليهما سوية".
كان رايك يحك من كل قلبه , فأحست أنجي بالسعادة تغمرها , بدا لها أنه نسي مشكلته للحظات يسيرة , لقد كانت هذه الطريقة الوحيدة التي يستطيع أن يربح المعركة بواسطتها وخطوة خطوة .
" عند ذلك سأعمل على منعهما من مغادرة الجزيرة , لن أسمح لأبنتي بالزواج من ذلك الخائن! هي تعلم هذا الأمر جيدا وتعلم بأنه عليها أن تطيعني في هذه المسألة".
منتدى ليلاس
" أبي , أنت صارم جدا في بعض مواقفك , أنت تحب مايا كثيرا وتعاملها بهذا الشكل لتجبرها في النهاية على الزواج من شخص تختاره أنت".
" وأنت ستفعل نفس الشيء مع أولادك".
وفجأة عاد البرود والقساوة يغطيان وجه رايك :
" أولادي! أذا أردت أن يكون لك أحفاد فما عليك سوى الأتكال على أخي سيب".
تم تنهد وتوقف عن الكلام , فقامت أنجي عن مقعدها وألقت بيدها على كتفه قائلة:
" يجب أن تخلد ألى سريرك الآن".
أحست فورا بقوة عضلات كتفه فيما كان يستعد للوقوف , برغم أنها لم تكن فتاة قصيرة ألا أنه كان أطول منها بما لا يقل عن العشرين سنتيمرا , فقال لها مازحا وساخرا في الوقت نفسه:
" هل ستصعدين معي وتمسكين بيدي حتى أنام؟".
فحكت أيزابيل ساخرة :
" هل هذا كاف لكي تغفو في هذه الأيام؟".
أدار رأسه ناحية الصوت ورغم أنه لم يكن ليشاهد شيئا ألا أن أيزابيل أحست فجأة بأضطراب وأتكأت على النافذة المسدلة الستائر , وأختار رايك أن يتجاهل ما قصدته أيزابيل من وراء سؤالها فقال:
" أن الشيء الغريب هو أن المرء تخف رغبته بالنوم تدريجيا عندما لا يعود بمقدوره أن يميز الليل من النهار , أعتقد بأن ضوء النهار يزعج العينين ألى حد معين , لكنها , في أية حال , تجربة أرحب بها بذراعين مفتوحتين".
وظهرت علامات الأسى على وجه دون كارلوس وهو يواسي أبنه:
" لا تيأس يا أبني , لا بد لهذا الأمر أن يحدث عاجلا أم آجلا !".
" في أحلامي النادرة , أليس كذلك ؟". وتابع دون أن يصدق ما قاله والده ." لا تظن بأنني لم أسأل الأطباء عن رأيهم بعد أزالة الضمادات عن عيني وفحصهما , كنت مصرا على معرفة الحقيقة رغم أنني كنت على يقين بأنني سأعيش في ظلام خانق , يا ألهي , لا تظن بأنني سأقبل بهذا , ما أنا سوى أنسان يريد حصته من الحب والحياة ولكن ليس بهذه الطريقة !".
وصرخ دون كارلوس فجأة :
" رايك!".

نيو فراولة 06-12-10 05:00 PM

ثم تطلع صوب أنجي عله يجد لديها الدواء الشافي للعذاب الذي يعيشه أبنه منذ مدة.
" رايك , يا بني , آه ’ لو كنت أستطيع أن أقدم لك عيني! ".
بدت هذه الكلمات وكأنها تخرج مباشرة من القلب ألى القلب , فأبتسم رايك وقال :
" هذه أجمل كلمات أسمعها منك يا أبي , أرجوك أن تسامحني أن كنت أبدو فظا في بعض الأحيان , لكنني لا أستطيع أن أحيا على الكذب , حتى ولو كان كذبا أبيض ويهدف للخير , أنا لا أعيش في غباشة وأنما في ظلام , فالضوء مفقود تماما من عيني!".
عند سماعها هذه الكلمات أحست دونا فرانشيسكا بأنحباس في أنفاسها , فدفنت رأسها في منديلها وأجهشت بالبكاء.
" عمتي , لا!".
منتدى ليلاس
لقد تكهن رايك فجأة بأن عمته هي التي تنتحب , فتابع موجها كلامه أليها :
" تذكري ما قلته لي عندما عدت ألى المنزل , لقد أخترت الذهاب ألى حيث تستعر الحرب , لقد أخترت طريقي وهذا ما سأفعله دائما , فكفكفي دموعك , أرجوك!".
قامت أيزابيل ولم يكن في عينيها أي أثر للدموع , فبدا لأنجي أن هذا الموقف لم يؤثر بها , وتوجهت نحو رايك وأمسكت بيده وقالت :
" هيا , يا رايك ,سوف أرافقك ألى غرفتك".
ونظرت ألى أنجي كمن تقول هذا الرجل ليس بحاجة ألى ممرضة , أنه بحاجة ألى حبيبة".
" تصبحون على خير ".
قالها رايك وخرج من غرفة الجلوس ترافقه أيزابيل , ففكرت أنجي بأنه كان من الأفضل لها لو بقيت في أنكلترا مع ذكريات عنه , لقد بدا لها واحا أن رايك الرجل لم يكن يريدها هنا , كانت جروحه وأصابته فقط بحاجة لمعالجتها هي , أما مشاعره فقد كانت تنتظر أمرأة أخرى , قد تكون هذه المرأة الأخرى أيزابيل , على سبيل المثال , فلقد كانت فكرته عنها واحة بعكس ما يتذكره عن أنجي التي غادرت الجزيرة في سن صغيرة نسبيا.
أنتفضت عندما أمسكت يدا دون كارلوس بيديها , حدق في عينيها للحظة بدت لها وكأنها دهرا ثم قال :
" تحمّليه , أنجيلا ,من أجلي أنا".
" من أجلك أنت , يا سيدي؟".
" نعم ".
ورفع يديها ألى شفتيه وقبلهما قائلا:
" أذهبي ألى سريرك الآن , فلقد كان يومك متعبا , أتركي أيزابيل تتصرف معه".
" حسنا , يا سيدي".
لم تجرؤ على سؤاله ماذا يقصد بما قاله , لكنها أستنتجت من خلال كلماته ما يعزز تصورها السابق , أذ كانت تفتر بأنه يناسب دون كارلوس أن يتم زواج أبنه رايك وربيبته أيزابيل.
" تصبح على خير".
" تصبحين على خير , يا صغيرتي , نامي جيدا".
فأومأت برأسها وهي تغادر غرفة الجلوس يخالجها شعور بأن ليلتها الأولى في الفيللا كممرضة لرايك , لن تكون مريحة على الأطلاق".
صعدت ألى الطابق العلوي وما أن سارت في الممشى حتى شاهدت أيزابيل وهي تخرج من غرفة رايك والعبوس يعلو وجهها مرت مسرعة قربها دون أن توجه أليها أية كلمة , توجهت أنجي مباشرة نحو غرفة رايك وعندما وصلت وجدت الباب لا يزال مفتوحا وشاهدت رايك متشابك اليدين ومنحني الرأس كمن يود أن يوجه ضربة ألى الظلام الذي يلفه لفا , ومتمنيا أن يجد ثغرة ينفذ منها ألى النور.
ترددت أنجي ثم دخلت ألى الغرفة على رؤوس أصابعها , فأستدار رايك كمن سمع جة وقال :
" أخرجي أيزابيل , وأذهبي ألى شخص يستحقك أكثر مني".
" هذه أنا , أنجي".
" آه , لقد أتيت لتعيني في السرير ؟ لقد وصلت في الوقت المحدد فلقد أرتديت لتوي ثياب النوم".
قالت له بلهجة آمرة:
" أدخل ألى السرير".
" أن لهجتك تشبه لهجة المدربين العسكريين , تعرفين هذا ؟". وتابع مستطردا : " هل تهدفين ألى جعلي آداة طيعة بين يديك ؟ هل هذا هو برنامجك أيتها الممرضة ؟ هل تخططين لأقناعي بنظريتك؟".
" أنا أخطط لأقنعك بالعودة ألى أنسانيتك , لكن تصرفاتك لا تجعلني أتفاءل بالنتيجة , لقد شاهدت خلال ممارستي للمهنة كثيرا من المرضى والأطباء ذويالأطباع السيئة , ولكنني لم أشاهد مثلك أبدا".
" أنا مسرور لأنه ما زال بأستطاعتي الفوز بأن أزعج البعض".

kaj 07-12-10 04:10 AM

اين باقي الروايه
:liilas:

انسى العالم 07-12-10 10:33 PM

يسلمواااا
بجد البارت كانت رائع ونتظرك التكلمه
ربي يعطيك الف عافيه
انسى العالم

نيو فراولة 09-12-10 07:17 PM

عقد حزام سرواله ووقف عاري الصدر فبدت أثار بعض الشظايا التي أخترقته واضحة لأنجي التي أرتعشت , قالت بينها وبين نفسها أنه معذور عندما يتصرف بفظاظة ووقاحة ويحقد على كل الناس , لكنها أعتبرت أن تشجيعه على الأستمرار بهذا الأمر لا يفيد في شيء .
" لا أحب فكرة كوني مرضتك , لقد كنت على الدوام متغطرسا وواثقا من نفسك".
منتدى ليلاس
" أما الآن فقد تراجعت بضع خطوات , أليس كذلك ؟".
فجأة رفع يده بخفة نحوها كما لو أن في أصابعه رادارا , فأمسك بها وجذبها نحوه , لم تقاومه لأنها كانت تعي أن المقاومة ستكون دون نتيجة لكونه أقوى منها بكثير , فحاولت أن تبدو لا مبالية بقساوة صدره الدافئة , لم يكن من السهل على المرء أدعاء اللامبالاة في وضع كهذا , أحاطها بذراعه القوية وشدها أليه أكثر قائلا:
" أما زلت تذكرين هذا الأعمى المسكين , شقيق مايا الذي كان يشدك من شعرك ويضع الأفاعي في سريرك؟ هل تتصورين أنه من السهل تطويعي وترويضي لأنني أعمى؟".
" هل تتصور يا رايك بأن فقدان البصر يجعل منك رجلا ناقصا ؟".
" من الذي سمح لك بتحليل أفكاري ومشاعري؟ أعملي بنصيحتي ولا تتعمقي في التحليل ". وتابع غابا : " فقد تكتشفين أشياء لا تعجبك".
" كما سبق وقلت لك , يا صديقي , أنا لم أعد تلك التلميذة الصغيرة التي كنت تعرف".
كانت تشعر بكل نبضة من نبضات قلبه وبنعومة جلده الداكن اللون! لقد رغبت فجأة في عناقه لكنها أحتارت في أمرها لأنها كانت تجهل كيف ستكون ردة فعله على تصرف من هذا النوع , هل كان سيخرجها من الغرفة لو فعلت؟ أم أنه ينتظر خطوتها هذه ليتابع ما كان بدأه سابقا؟
ما أن مرت هذه الأفكار في رأسها حتى شعرت بأن رجليها لا تكادان تحملانها , فهذه هي المرة الأولى التي تطلق العنان لخيالها , فجأة لامست أصابعه عنقها فأرتعشت فيما كان يقول وهو يدفع بها بغضب بعيدا عنه:
" أن بشرتك ناعمة كالحرير , أخرجي من الغرفة! ما أنت سوى مخادعة صغيرة تجرؤ على الأعتقاد أنه مع بعض معلوماتها عن النفس والجسم والرغبة البشرية , تستطيع أن تخرجني من الدوامة السوداء التي أتخبط فيها!".
وتابع محدقا في الظلام أمامه:
" أنت ما زلت تبدين وتتصرفين كتلميذة مدرسة , ثم أحب أن أقول لك بأنك تضيّعين وقتك معي , أنا لست بحاجة ألى نواياك الحسنة".
فسألته بهدوء:
" ما الذي تحتاجه أذن؟".
" أتودين أن تعرفي حقا , يا عزيزتي ؟".
" نعم ". وتابعت مبتسمة : " سأحاول ألا أجعل المفاجأة تصدمني!".
" جل ما أريده هو أمرأة وكأس شراب ". وتابع ضاحكا : " أحضري لي هذا فنعتبر بأنك قمت بأحسن عمل ممكن خلال وجودك هنا".
" سوف آتيك بفنجان من الشوكولا الساخن المطعم بالقرفة ".وتابعت وقد صدمها طلبه:
" هل تنام بسهولة ؟".
" لا , بالعكس......".
راح يفرك جبينه بيده اليمنى كمن أصابه صداع وتابع قائلا :
" أنا أحلم دائما بالكابوس نفسه الذي يتكررويتكرر , يبدأ بقنبلة تنفجر في الحائط بالقرب من رأسي وينتهي بأحساسي بأن أشياء صغيرة تدخل في وجهي, هل هذا كاف أم أنك ترغبين بسماع بعض التفاصيل المرعبة؟".
" أصعد ألى السرير , يا رايك , وسآتيك بالشوكولا ".
" أستبدليه بمشروب وسأكون شاكرا لك صنيعك".
" لقد أحتسيت من المشروب ما يكفي لأسبوع".
دخل رايك في سريره وغطته أنجي بالبطانية وأستدارت فرأت قرب السرير علبة من السيغاريللة مع ولاعة كبيرة وساعة نافرة الحروف ليتمكن من معرفة الوقت باللمس , وبضع رسائل مقفلة وزجاجة دواء.
" لماذا لم تطلب من أحد أن يقرأ لك هذه الرسائل؟".
" أنها ليست ...... لم تعد مهمة ".
من خلال جوابه عرفت أنجي أن الرسائل موجهة من أمرأة , ألتقطتها وراحت تدرس الخط على المغلفات , ثلاث منها مكتوبة بخط نسائي , أما الرسالة الرابعة فهي واردة من رجل بدون شك لأن الخط على الغلاف مقروء بالكاد.
" أعتقد أن هناك رسالة واردة من رجل , ربما أحد زملائك في الجيش , سوف أفضها عندما أعود أليك بفنجان الشوكولا الساخن ".
أدار وجهه بأتجاه صوتها وقال لها:
" لا أريد أزعاجك , أرمي الرسائل في أحد الأدراج".

ساكنه 10-12-10 12:36 AM

تسلمي ياقموووورة على مجهوداتك الرئعة ومنتضرين على احر من الشوق التكملةقلبي معاه البطلةواكيدفي احداث شيقة بتصير صحفي الانتضاااارفرولة واحلالالالالالالاسلام وقوبلالالات اليك ياااااعسل ودمتي لي في قلبي سكنة:lol::f63::f63::f63::110::rdd12tf:

نيو فراولة 11-12-10 08:43 PM

أحترمت أنجي رغبته فيما يختص بالرسائل الثلاث الأولى , أما الرابعة فقد وضعتها خلف الساعة الموجودة على الطاولة , أخذت زجاجة الدواء وفتحتها , فوجدت فيها حبوبا صغيرة ومستديرة كان , بدون شك , يأخذ منها قبل أن يأوي ألى النوم فتخفف من أوجاع رأسه.
" ألن ترتدي قميصا قبل أن تنام؟".
فهز بحاجبيه وقال :
" لا , فسرعان ما سأشعر بالحرارة , أنا أجمالا أنام هكذا".
" لا تنسى أنني ممرضة ومعتادة بالتالي على هذه الأمور , لا تزعج نفسك من أجلي".
ثم تركته وأتجهت نحو الباب وهي تقول :
" لن أتأخر , لكن أذا كنت نائما أبان عودتي فلن أزعجك".
كان في سريره يتحسس الوسائد , وقال لها قبل أن تخرج من الغرفة متجهة نحو المطبخ:
" لو تعديني بالعودة بكأس من المشروب بدلا من الشوكولا , أبقى صاحيا بأنتظارك"
.
" أكرر لك بأنك قد شربت ما يكفي لهذه الليلة , وربما يكون الأكثار من المشروب هو الذي يصي بك بالكوابيس".
" أذن سترغميني على أبتلاع شوكولا ساخنة تماما مثل الأطفال".
" شوكولا مع القرفة".منتدى ليلاس
وغادرت الغرفة والأبتسامة ترتسم على شفتيها وتوجهت ألى المطبخ الذي كانت تتذكره جيدا وتتذكر كيف كانوا يرتبونه بتأن وعناية.
وقفت أنجي وهي تحدق بالمطبخ بأنتظار أن يسخن الحليب الموضوع على النار , في هذه الأثناء , راحت الذكريات الحلوة عن الأيام التي قضتها في هذا المنزل تتوالى في ذاكرتها وتنساب كأنسياب الماء في الجدول.
لقد تذكرت الأيام التي كانوا يمضونها في حرية تامة يعدون ويلعبون في الجزيرة وعلى الشاطىء ثم يدخلون جميعا ألى المطبخ ليأكلوا الحلوى ويشربوا العصير .
ومرت في ذاكرتها صورة رايك بالذات وهو يجلس ألى طاولة المطبخ ليشرب ضاحكا بمرح وسعادة وعيناه تكادان تقولان : كلهم أولاد.
قالت أنجي بينها وبين نفسها : الله , كم تغير طبع هذا الرجل بعد أصابته , تنهدت فيما كانت تخلط الحليب بالشوكولا مضيفة القرفة والسكر أليهما , وجدت علبة بسكويت فأخذت بع القطع ووضعتها في صحن , حملت فنجان الشوكولا والصحن على صينية وتوجهت ألى الطابق العلوي عبر الدرج الخلفي , لئلا توقظ أحدا من النائمين في المنزل , كانت مسرورة جدا , لتمكنها من خدمة رايك والأقتراب منه , بعد أن دخلت ألى غرفته وأقفلت الباب وراءها , أحست بأنها تمتلك الرجل ولو للحظة واحدة , أخذ الفنجان من يدها دون أي تعليق وراح يشرب بهدوء , مدت يدها وأخذت الرسالة وفتحتها وهي تقف بالقرب منه , سمع رايك حفيف أوراق الرسالة فقال لها:
" أظن بأنني سبق وقلت لك أن تعي هذه الرسائل في أحد الأدراج , أيتها الجاسوسة الصغيرة".
" أن تجاهل رسائل الناس ليس تصرفا لبقا يا رايك , أطمئن , فأنا لا أقرأ رسائل السيدة , هذه الرسالة كتبها لك رجل أسمه توركال.....".
" توركال دوبياس".
" هل أقرأ لك ما هو مكتوب فيها ؟".
قم رايك قطعة بسكويت وزم حاجبيه قائلا:
" كنا في المستشفى سويا".
" هذا ما فهمته من الرسالة".

101 White Angel 11-12-10 10:03 PM

واخييييييييييييييييييييييرا

روووعة عزيزتي

بس لا تتأخري علينا

دمتي بخير

انسى العالم 12-12-10 04:27 AM

يعطيك الف عافيه
بارت حلوووووو
ننتظرك
انسى العالم

ساكنه 18-12-10 02:56 PM

مشكوووورة جدا وتسلم الايادي الحلوة والمبدعةبجدالرواية حماااااس منتضرين باقي التكملة على شوق وحماااس ودمتي لي في قلبي سكنة:55::55::8_4_134::0041::rdd12zp1::party::rdd15gx7:

101 White Angel 19-12-10 09:15 PM

عزيزتي

وينك تأخرتي علينا

لا زلنا بانتظارك

عسى المانع خير

ساكنه 28-12-10 03:04 PM

:52::52::52::Taj52::Taj52::Taj52::asd::asd::asd::asd::brW052 15::busted_red::Zc704773::f63::f63::f63::f63::29ps::097ga:وا لله بالي صااااااااارمشغول بهذي الرواية الاماتكملت ان شااااااااااء الله تكون صحتك زينة ياعسل لك فترة طويلة غايبة عسى المانع خير عمومن حبينا نطمن عليك وعلى صحتك ياقمر وياااااااااااااارب يسعدك ويعطيك الف عافية وتكملي لنا الرواية ياحلوى متضرييييييييييييييين بشووووووووووووق ودمتي لي في قلبي سكنة

kaj 17-01-11 11:07 AM

اتاخرتو علينا ليه شوقتونا لباقي احداث الروايه:8_4_134:

سومه كاتمة الاسرار 18-01-11 03:45 AM

الروايه رائعه بس وين التكمله منتظرين ياقمر على نار دومتى بود
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

ساكنه 18-01-11 08:26 PM

:8_4_134::friends::liilas:وين التكملة ياقمر مررررررة الرواية في غاية الروعة من البداية ومنتضرين احداث الرواية على احر من الجمرالى نهايتها ياقلبي الله يوفقك كمليها واحلا وارق واعدب تحية الك ياعسل ودمتي لي في قلوب الجميع سكنة

hamesha 06-02-11 11:20 PM

rewayaa jamilaaa jidann chokrann lakiii

فتاة 86 06-02-11 11:36 PM

نيو فراولة وينك حبيبتي نشالله يكون السبب خير
رح نستنى التكملة

:55::7_5_129::hR604426::7_2_118::7_5_125v::f63::52::Taj52::a sd:

ساكنه 07-02-11 11:14 AM

:8_4_134::friends::flowers2:منتضرين ياقمر احداااااااااااااااااث الرواية يااغلى منتدى ليلاااااااااااااااااس عسى المانع خير لااني متاااابعة وتااااااااااااااخرتو علينا ياعسولااااااااااااات المنتدى ربي يسعتكو ويوفقكم على مجهوداااااتكم بجد ابدعتو لكم خااالص شكري واخلالالااصي ودمتم لي في قلبي سكنة

نيو فراولة 10-02-11 06:33 PM


وأدارت أبرة الراديو حتى سمعت صوتا دلها على المحطة الصحيحة , أنه صوت الكوريدا السابح في الفضاء , راح رايك يدخن ويستمع وهو جالس في سريره وبدا لأنجيلا بأن لون بشرته الداكن يتناقض مع لون البطانيات الأبيض.
فجأة تمتم قائلا:
" أن هذا الثور هو شيطان ". وتابع بصوت عال : " أما زلت هنا يا أنجيلا؟ ألم تغضبي وتغادري الغرفة بعد؟".
" أنني أفكر بهذا الحصان المسكين الذي يواجه الثور وهو معصوب العينين".
فقال لها ببطء وتأن:
" أنني أعرف تماما بماذا يشعر".
منتدى ليلاس
عضت أنجي شفتها عندما سمعته , كم كان سهلا أن تنسى أنه أعمى لأنه كان يبدو قويا وكبيرا , كانت تسبح في أفكارها فأنتفضت عندما كلمها بعد صمت طويل:
" لا تحزني , يبدو أنهم قرروا ألا يقتلوا الثور".
كانت ترمقه بنظرات الأسى وأحست بحزن وغم شديدين .
كانت تصدح في الراديو , وسط زئير الجماهير المحتشدة في الملعب , موسيقى التوريدو الشهيرة , ولم تدرك ما الذي جعلها تحس فجأة بالخوف على رايك , فراحت تتضرع ألى الله من كل قلبها كي يحفظه , لقد كان رايك شجاعا , والشجعان يجب مكافأتهم.
" بأستطاعتك أقفال الراديو الآن , لقد كنت شجاعة ببقائك حتى النهاية".
أقفلت الراديو وساد السكون في الغرفة , تنهد رايك قائلا:
" أتمنى من الله......".
فقاطعته قائلة بحنان:
"أعلم , يا صديقي".
أنحنت عليه تداعب شعره بيدها ثم وعتها على جبينه فأحستأنه محموم , أنتابها القلق فسألته:
" هل تشعر بألم في رأسك؟".
" أنه ألم خفيف في هذه الجهة". وأشار ألى أصابته : " لا أريد أن أتناول أية حبة من هذه الحبوب العينة , أنها تجعلني أنام كالميت وعندها تنهال علي الكوابيس , أنت لن تحبي أحلامي يا أنجيلا, أتصور أن كل أحلامك تدور حول الحب والرومنطيقية , أليس كذلك؟".
" بالطبع , فنحن معشر الممرضات , أحلامنا حارة وجميلة".
لقد كان بأمكانها أن تتكهن ما هو نوع الكوابيس التي يتعرض لها رايك أثناء نومه , وتعلم بأن أحلام المكفوفين أغنى من أحلام المبصرين ,ولكن معالجة الموضوع الذي كان يؤرق رايك لم تكن في متناول يدها , أن عامل الوقت سيلعب دوره في هذا الموضوع , مع مرور الوقت سوف ندفن ذاكرة رايك حادثة الأنفجار المروع وتبقى في النهاية مجرد ذكرى مثل غيرها من الذكريات.
" هل لديك شخص ما بأنتظارك في أنكلترا؟ شخص عزيز تسيرين معه يدا بيد وتتكلمان وتضعان خططا للمستقبل؟ طبيب شاب, ربما".
" لا, ليس هناك شخص محدد , فقط أصدقاء عاديون مثل الجميع , نخرج ونسهر سويا".
حدقت أنجي في العينين المطفأتين اللتين لا يمكن لأحد أن يستنتج ما يدور في رأس صاحبهما , وفي الوقت نفسه أحست بنبضها يتسارع , لقد رغبت فجأة في لمس بشرته الداكنة وتقبيل جروحه الناتئة , لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة.
لقد كان سيباستيان أجمل من رايك بكثير , لكن رايك بالمقابل كان يتمتع بجاذبية لا يتمتع بها سيب, لقد كان بطوله الفارع ولونه الأسمر يشابه مصارع الثيران في حلبات مدريد الشهيرة.
" لا بد أنك تعبة جدا , لكن قبل أن تذهبي ألى غرفتك, هل بأمكانك أن توجهيني نحو الحمام؟".
أجابته على الفور:
" بكل تأكيد ". وأضافت ضاحكة : " رغم أنه ليس المكان الأنسب الذي يمكن أن تتوجه أليه , أن الحمامات أمكنة خطرة , أليس كذلك؟ فكثير من الأشياء الغريبة والمريبة تشاهد فيها".

نيو فراولة 10-02-11 06:42 PM

أزاح رايك البطانيات عنه وأنتصب واقفا بسرعة البرق , فأصطدم بأنجي التي لم تكن قد تحركت من مكانها بعد , فلمس بيده , وبطريقة لا أرادية , فستانها فأعتذر فورا بالأسبانية:
" عفوا أليست جميع المشاهد مزعجة , أليس كذلك؟".
أحمر وجهها عندما أمسكت بيده لتقوده ألى الحمام , يا الله! كم يبدو طويلا , لينا وداكن اللون! دون شك كان يبدو وسيما جدا في لباسه العسكري.
بدأت تفكر بالرسائل التي وضعتها في الدرج بقرب سريره , وراحت تتساءل عن مدى العلاقة التي كانت تربط رايك بكاتبتها , قبل أن يقرر بأنه كرجل أعمى لم يعد يصلح لأي شيء.
منتدى ليلاس
" رايك , منذ صباح الغد سوف تبدأ بتحسس كل زاوية من زوايا المنزل , وتركز على الأمكنة التي تستعملها أكثر من غيرها , سوف تتحسسها غرفة غرفة من الأسفل ألى الأعلى , لن تترك فيه زاوية , هذه هي الطريقة المثلى".
" أنجيلا , أنت تمزحين بلا ريب".
" أنا لا أمزح , أنما أتكلم بجدية تامة".
ثم أخذت به من يده وسارا نحو غرفة الحمام , راحت تبعده عن الرفوف المعلقة في الداخل , لئلا يصطدم بها فتجرحه وقالت له:
" ستغتسل أولا , ثم تنظف أسنانك؟".
فعلق على كلامها بسخرية قائلا :
" أرجوك , أيتها الممرضة , هل أتبع الترتيب نفسه الذي أعلنت عنه؟".
وضعت يده على حافة المغسلة قائلة :
" هذه هي المغسلة ألى يمينك , هل يمكنك أن تتابع بمفردك ؟".
فأجابها بخبث:
" أكون مسرورا جدا لو تابعت مهمتك حتى نهايتها".
" أنا متأكدة من أنك ستسر , سأنتظرك خارجا".
خرج من الحمام بعد دقيقتين وكانت آثار معجون الأسنان تغطي ذقنه , حاولت أنجي أن تمسحها له بواسطة منديل كان في يدها , ثم قادته ثانية ألى غرفة النوم وهي تقول له:
" أنا مصممة على تنفيذ ما قلته لك منذ دقائق حول تحسس غرف المنزل".
" أنجيلا , لقد عشت هنا كل حياتي!".
" تماما , هذا صحيح , لكنك عشت كشخص مبصر".
شاهدته وهو يطبق جفونه ويقول لها:
" أنت صريحة جدا , أنجي , أنا أتذكرك طفلة لينة العريكة , وأعتقد بأنك كنت تخجلين مني في تلك الأيام".
" لقد كبرنا جميعا يا رايك , ولا أعتقد بأنك تتصورني أبقى طفلة فيما أصبحت أنت رجلا".
" الحق معك , رغم أن أن الذكريات لا تمحي بسهولة من رأسي ".
" أحب أن أتذكر كيف كنا نلعب بفرح ونختفي كالأشباح ثم نعود لنظهر فجأة , كنت كلما غادرت بايلتار أحس بأن الشمس سوف تموت , ولم أدر حتى الآن ما سبب هذه الأحاسيس الطفولية".
" هل عدت من أجل دفء شمسنا التي بالكاد تغيب يا أنجيلا؟".
" أن شمس الجزيرة هي أحد الأسباب التي دعتني للعودة".
" أحد الأسباب ؟ هذا يعني أن هناك أسباب
ا أخرى".
" أصدقائي , كنت دائما موضع ترحيب هنا وخاصة بعد وفاة عمتي العزيزة ".

نيو فراولة 10-02-11 06:44 PM

حتى أمام رايك , أختارت أنجي أن تكون أمينة للمرأة التي كانت أمها , فلم تفش السر".
" لم تكن لك يوما عائلة كبيرة , أليس كذلك؟".
ثم فتح جفنيه وقال لها:
" أنت ملاك يتيم , أليس هذا صحيحا؟".
" أذا أردت !".
" هل عاملتك العائلة هنا معاملة جيدة ؟".
" لا بل ممتازة , أنا أحب أن أفكر دائما في هذا الأمر , أن والدك هو الأنسان الأكثر نبلا والأكثر كرما الذي عرفته في حياتي , أنه أسباني كبير حقا".
" كلامك صحيح تماما".
وفيما كان يتحسس طريقه ألى السرير متلمسا حافته الخشبية المحفورة على الطريقة الأسبانية قال لها:
" بناء على أصرارك , أيتها الممرضة , علي أن أتعلم أن أدبدب حول المنزل في هذا العمر".
" هذا لن يكون ضروريا , أن اللمس سيكون أستاذك وطريقك ألى الأشياء , أن أطراف أصابعك سوف تقوم بالمهمة , يجب أن تصبح واثقا من مقدرتك على السير بحرية ودون أية أعاقة في منزلك , مع تكرار هذه المحاولة لعدة أيام سوف تحفظ جميع الأشياء في ذاكرتك ويصبح بمقدورك التوجه ألى أي مكان تشاء".
" هل ستكون غرفتك من من هذه الأماكن ؟".
" أعتقد ذلك , فربما أحتجت ألي في بعض الأوقات و......".
" وماذا؟".
ها هي مرة أخرى في موقف حرج ,بدا لها أنه من المستحيل أن يكون المرء حياديا مع رايك, أن كل ما يقال سرعان ما يأخذ معنى مختلفا عن المقصود.
وراح رايك يئن قائلا:
" يا ألهي, كم هي مؤلمة هذه الحياة عندما يكون علي دائما أن أتلمس طريقي في الظلام للوصول ألى مرادي , أنجيلا , أنت أقل من خيال بالنسبة ألي".
" أنت! أنت تقول أشياء جميلة وناعمة يا صديقي, يبدو أنك" وتابعت ضاحكة : " بدأت بالعودة أل طبعك السابق , كنت أظن أن الرجال الأسبانيين يتغزلون بالنساء وليس بالممرضات".
" أخبريني , هل أصبحت جميلة؟".
" لا!".
فأضطربت رموش عينيه وهو يقول:
" حسنا , هذا تواضع لم أتوقعه ولم يسبق لي أن سمعته من أية أمرأة , على كل , سوف أتأكد من هذا الموضوع بواسطة سيب عندما سأراه.....".
وتوقف فجأة وأسودّ وجهه ثم تابع:
" لن أرى وجه أخي مرة ثانية , لعن الله تلك القنبلة لأنها لم تقتلني على الفور! لقد كان الوضع أفضل بالنسبة للذين كانوا معي: ضوء أبيض ساطع ثم... لا شيء ". رفع يده اليمنى ألى عينيه : " أشعر , في بعض الأوقات , برغبة جامحة في أقتلاعهما من محجريهما!".
صرخت أنجي لتشد من عزيمته:
" رايك!".
لقد خطر ببالها أن تقفل باب الغرفة وتشدد من عزيمته ,لكنها تذكرت بأنها لو فعلت , ربما رمى بها دون كارلوس خارجا مع أمتعتها.
" هل تعلمين بماذا أفكر يا أنجي؟".
" لا , أخبرني".
" لن أرى أبدا أمرأة أمامي".
" هذا صحيح , لكنك تستطيع أن تتلمسها ". وتابعت مترددة : أرأيت , أنت لم تخسر كل شيء !".

نيو فراولة 10-02-11 06:48 PM

ولامست يده ذراعها حتى الكوع فقال :
" أن بشرتك ناعمة الملمس ورقيقة".
لقد كان واقفا قربها فلاحظت أن سمعه الحاد لا بد وأن يلتقط أضطراب تنفسها , فسحبت ذراعها وأبتعدت عنه قائلة:
" سوف أعيد ترتيب سريرك لكي تستطيع العودة أليه , فأنت تبدو متعبا جدا".
" أنا متأكد من أنني أبدو مزعجا وغير مقبول , هل أخيفك؟".
" لو أقترب مني صقر ألى هذه المسافة لأخافني أيضا".
منتدى ليلاس
وتابعت أصلاح البطانيات رغم أن قلبها كان يخفق بشدة , طوال طيرانها فوق الشاطىء الأسباني وأثناء رحلتها البحرية ألى هنا كانت تتساءل عما أذا كانت لا تزال تحبه , أما الآن فأن هذا الحب هو الشيء الوحيد والأكيد الذي لديها.
لم تتأثر طوال حياتها بشخص لدرجة أن ترتجف قدماها وتصبحا غير قادرتين على حملها , ألا عندما قابلت رايك.
" صقر ؟ لكن الصقر يرى فريسته عن بعد نصف ميل".
" هل يجب علينا أن نعود دائما ألى الموضوع نفسه , أنا أرى بأننا بدأنا بأجترار هذا الموضوع".
" يسهل عليك أن تقولي هذا , فما الذي تعرفينه عن الموضوع , ما أنت ألا طفلة صغيرة أتت ألى هنا لأنها تظن بأن عليها دينا لوالدي بسبب كرمه وطيبته معها في الماضي , وتتصور بأنه آن الأوان لكي ترد الجميل!".
فأمسكت بأصابعها حافة السرير وأنتفضت صارخة:
" هذا ليس صحيحا يا رايك!".
لم يكن رايك في حالة تسمح له بأن يحب أيا كان , فجلّ ما كان يريده الآن هو أن يكره الجميع ,ولم تحتمل فكرة كرهه لها ولا فكرة أستعمالها كوسيلة للتخفيف من حدة ألمه.
" ما هو الصحيح أذن ؟ أن أبي الحاكم رجل جذاب , هل تميلين أليه؟ هل لك تأثير عليه؟".
تراجعت كمن صفعت على وجهها وقالت :
" آه , ما هذا الكلام الذي تتفوه به! ليس من الضرورة أن تكون قاسيا وفظا مع الناس....... فكر , بالآلآم التي تحملها صديقك توركال دوبياس".
" هذا صحيح".
زال الغضب تدريجيا عنه فجلس على حافة السرير , وضع رأسه بين يديه وراح يحدق في الأرض ,ثم قال :
" سوف أجعلك تكتبين رسالة لتوركال , أنه يعيش في الجحيم , هل النوافذ مفتوحة؟ أشعر بأنني سأختنق أن لم أتنفس هواء البحر !و".
توجهت أنجي نحو النوافذ التي كانت مفتوحة , وكان الهلال يلوح في العتمة الداكنة فوق البحر , ونسيم المساء مشحونا بألف رائحة ورائحة من الفل ألى البنفسج ألى الغاردينيا وكل روائح الزهور التي تفوح من الحديقة الملحقة بالمنزل.
كانت الحديقة جميلة دائما , في موقعها على الهضبة المشرفة على المحيط.
بدا لها أن كل شيء هنا ما يزال على طبيعته فأخذت نفسا عميقا وراحت تتأمل جمال أشجار الحديقة وبعضها من النوع الأستوائي وسبحت في أفكارها بعيدا كما في كل مرة.
منذ ست سنوات وهي تحلم بهذا المنزل وها أن الحلم يتحول ألى حقيقة , المنزل بقي على حاله ولم يتغير رغم أن كل شيء حوله كبير مع مرور الزمن , تذكرت أيضا كنيسة العائلة الخاصة ذات القبة التي نبتت عليها أزهار الزيزفون والأقحوان , أن مجرد التطلع ألى هذه المشاهد يخطف البصر في وضح النهار , أما في الليل فالعتمة تشارك في جرم أخفاء جمال الطبيعة.
كانت تشعر بأن في عودتها الكثير من الغرابة , فيها مزيح من الحزن والفرح , فرايك لم يعد يهرول في غرف المنزل كالسابق بل أصبح يمشي بتأن تصاحبه كلمة ( أنتبه) مع كل خطوة , كأنه يخطوها نحو المجهول..... نحو الظلام , فجأة قطع حبل أفكارها حركة وسؤال :
" أما تزالين هنا , يا عزيزتي؟".
" أنا هنا ". وتابعت وهي تستدير : " ألى أن لا تعود بحاجة ألي".

نيو فراولة 10-02-11 06:50 PM

لم يعقب على كلامها بل جلس في سريره وعقد راحتيه خلف رأسه مستندا ألى الحافة لقد كان بأمكان أنجي أن تنظر في عينيه مباشرة دون أن يدري.
فجأة بادرها بالقول :
" هل ستوجهين ألي...... ربة الرحمة أذا أصبت بالجنون؟".
أحست بقلبها يتوقف عن الخفقان وبجفاف في حلقها فلم تتمكن من الأجابة .
" أجيبي , هل تفعلين؟".
فتمتمت قائلة :
" لست...... لست أدري".
منتدى ليلاس
" هل صدمتك يا أنجيلا ؟".
" أن كلامك أنهزامي , يا صديقي , عليك أن تفكر بأنك ستتحسن , لا بل عليك أن تحاول أن تتحسن ".
" وما هو الهدف؟ ومن أجل ماذا؟".
وراح يجول ببصره في الغرفة على غير هدى , وأستقرت عيناه على مكان في الحائط بين النافذتين حيث علقت لوحة زيتية , كانت أنجي أكيدة بأن هذه اللوحة رسمها سيب أيام كان يرغب في أن يكون فنانا , أما بالنسبة لرايك فأن هذا التردد حول مهنة المستقبل لم يكن موجودا , كان منذ البداية يعشق مهنة السلاح... والآن يتساءل عما أذا كانت أنجي مستعدة لقتله أذا تسببت شظايا القنبلة التي أصيب بها , بأصابته بالجنون.
" أنت لم تنته كرجل بعد, ولست مدمرا , بحق الله لا تزيد من صعوبة مهمتي , أنت مقاتل ولست مسالما , فأنا أرجوك أن.....".
ولم تتمكن من متابعة كلمتها لأنها غصت بالدموع التي كانت تنهمر من عينيها , مسحت هذه الدموع بسرعة كما لو كانت أمام شخص مبصر بأستطاعته أن يراها.
" ماذا يستطيع جندي كفيف أن يفعل عندما لا يكون قادرا على أطلاق النار؟".
" يستطيع أن يجلس ويبدأ بتحضير حياته الجديدة بشكل أيجابي وبناء".
" وكيف يكون هذا؟".
" بكل الطرق والأمكانات المتاحة".
" مثل ماذا؟".
" تستطيع أن تتمرن لتصبح محاميا مثلا".
" هذه مهنة بحاجة ألى دماغ".
" وأنت لا ينقصك الدماغ ولا الذكاء".
" هذا كان سابقا , أما الآن فأن في رأسي قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة , علي أن أواجه هذا الأمر , وعليك أنت أبضا تترتب ذات المسؤولية , يجب أن تعديني بأنك , وفي حال أصبت بالجنون , ستضعين مسدسي في يدي لأتمكن من أنهاء حياتي ".
فصرخت فيه:
" هذا محال ! لا يمكن !".
بدا متوترا جدا وغاضبا حين قال :
" أنا أطلب هذا , ليس هناك أحد سواك وعليك أن تقومي بالمهمة , عليك أن تقومي بها حتى لو كنت أنا في حالة لا تسمح لي بالأختيار , ليكن معلوما لديك بأنني أخترت الموت على الجنون منذ الآن , يا ألهي , في المستشفى , حيث كنت , رأيت أشخاصا مصابين بالجنون ويهلوسون طوال الوقت , في حين ترين عائلاتهم خائفة من رؤيتهم على هذه الحال , هذا شيء لا أستطيع أن أواجهه , لا أستطيع!".
قفزت فجأة نحوه وأخذت رأسه بين يديها وضمته ألى صدرها بصورة لا شعورية قائلة :
" يا عزيزي , أيها المسكين , لا يجب أن تفكر وتقول هذه الأشياء المخيفة , من الآن وصاعدا سأمنعك عن هذا !".
دفن رأسه في صدرها وضغط بشدة حتى كادت تختنق فقال لها :
" كيف ستمنعينني ؟ أنا لم أستطع منع نفسي من التفكير في هذا الأمر , أنني في حالة يأس مطلق ... لا أرى ألا الظلام ولا أستطيع التمييز بين الليل والنهار , الساعة الواحدة بعد الظهر لا تميزها ألا حرارة الشمس على جلدي , عن الساعة الواحدة فجرا , هذا مريع يا أنجيلا ... الظلام يلفني , يخنقني , أنه في داخلي ولا يمكن أن توقفه ألا رصاصة".
" لا أرجوك!".

نيو فراولة 10-02-11 06:52 PM

وأمسكت بشعره فأحست بالعرق يغطي يدها , كان لا يزال يرتجف كمن أصيب بالحمى , راحت تهزه وتتمتم له كأنه طفل حتى أنتفض فجأة , وبكل ما أوتي من قوة وحيوية , رماها على السرير وعانقها عناقا طويلا...... طويلا , تركته يفعل هذا وكانت قد قررت , عن تصور وتصميم , أن تبقى معه أن أراد لتخفف عنه وطأة ظلامه الدائم وخوفه وعدم ثقته.
ما أن أنتهى من عناقها , حتى دفعها بعيدا عنه بقوة , فكادت تقع على الأرض , ألتوت قدمها اليسرى من جراء هذه الدفعة , فآلمتها وصرخت , فقال :
" أرأيت , أنا لا أنجح ألا في أيذاء الناس , ولا أريد أن أحي بك هنا من أجل رغبات زائلة ! أذهبي ألى غرفتك أنجيلا , لقد تعبت فجأة وأريد أن أنام , أتمنى لك أحلاما سعيدة".
لم تناقشه , بل وضعته في سريره وأطفأت المصباح فألقى القمر نوره على وجهه الحزين , قالت له وهي تغادر الغرفة:
"أذا أردت شيئا خلال الليل , أنا في الغرفة المجاورة فلا تتردد في مناداتي , أن الممرضات ينمن كالقطط , بعين مفتوحة , تصبح على خير يا رايك".
غادرت بصمت وردت الباب وراءها لكنها تركته مفتوحا قليلا لتسمعه في حال مناداته لها , دخلت غرفتها ,جلست على حافة السرير وخلعت حذاءها , لقد أحست بأنها أفرغت عاطفيا هذا اليوم , لكنها معتادة على هذا الأمر , على كل , أن التمريض مهنة صعبة وهي مهنة أختارتها بملء أرادتها , كانت تعرف بأنها ستنام كالقطط , بحذر وبأنتظار أقل حركة أو تمتمة من المريض المكلفة بعنايته ,لذلك لم يكن بأمكانها أن تتذمر من شيء يعتبر من صلب مهمتها , أن رايك في حالة يأس خطرة أكثر مما يتصوره أفراد العائلة , بسبب صرخة صغيرة , أرتجفت , لأنها عرفت من خلالها بأن رايك ما زال في حالة صدمة , فأثر هذا الألم في أعمق أعماق نفسها , أنه الحب ولا شيء سواه , الحب المنزه عن الأهواء وعن المنافع والغايات المادية والسخصية , الحب الصافي , الحب الذي حفظه لرجل أنتفض بيأس صارخ على عاهته , شعرت أنجي فجأة بأنها تغرق في اليأس لكنها راحت تقاومه وفي نفسها أيمان كبير وأمل بالله عز وجل , لقد قررت بأنه أبتداء من الغد صباحا سوف تخرجه من الفيللا وتتنزه وأياه في ضوء الشمس الساطعة ليشعر بها على بشرته , كما قررت أن تمارس وأياه السباحة , وهي الرياضة التي يجن بها , وستأخذه أيضا ألى المدينة لتجعله يستمع ألى صخب الحياة وجيجها الهادر.
لن تسمح لنفسها بأي شكل من الأشكال بأن تتقبل فكرة الأنتحار التي تكلم عنها والتي يتكلم عنها دائما عندما يكون في حالة قنوط , كذلك لم ترغب في الأعتقاد بأن أحتمالا من هذا النوع يجب أن يواجهها في يوم من الأيام .
لقد قررت أن تعيش مع رايك كل ساعة بساعتها وكل يوم بيومه , رفع قرارها هذا من معنوياتها قليلا فتوجهت نحو كتاب الله الموضوع على وسادتها ,ففتحته وركعت وصلت طالبة منه أن يبقي عليه .
سيكون الله رحوما ويبقي على رايك دي زالدو.

نيو فراولة 10-02-11 06:55 PM



5- عواطف في الأرجوحة


أبتدأ يوم أنجيلا باكرا لأنها معتادة على النهوض مع شروق الشمس , فأستحمت ولبست ثوبها الأزرق ووضعت قبعة الممرات على رأسها ثم توجهت بهدوء نحو غرفة رايك لترى ما أذا كان لا يزال نائما.
كان في بعض الأوقات , يستلقي في فراشه دون حراك تغطيه البطانيات , وهذه أشارة ألى أنه أمضى ليلة متوترة , وفي أوقات أخرى يجلس في سريره صاحيا يدخن سيغاره الأسود , وكانت عادته الصباحية هذه دليلا على أدراكه الحسي لعاداته وللأشياء المحيطة به , لا يزال ممتازا .
هذا الأمر أعطى أنجي , بلا شك , خيط أمل لتتمسك به , لكنها في الوقت نفسه لم تكن ترغب في أنهاكه بالتمارين , فأكتفت بالأصرار على أتمام تدريبات اللمس اليومية , كان يتحسس يوميا زوايا المنزل الذي ولد فيه حتى يتمكن من حفظ التفاصيل الصغيرة.
بسبب أصابته في عينيه , كان لا بد له من الأعتماد على حواسه الأخرى , التي ستتطور بالنتيجة ألى درجة تمكنه من التجوال في المنزل وصعود الدرج بكل حرية وثقة وتمكنه من معرفة مكان وجوده , وهنا سيكون أعتماده الأساسي على حاستي اللمس والشم وعلى غريزته أيضا.
منتدى ليلاس
سرت أنجي عندما علمت أنه بدأ يهتم جديا ( باللعبة) كما يحلو له أن يسميها , لقد أنتهى من التمرن على الطبقة السفلى بكل غرفها , وكان أفراد العائلة والخدم أعتادوا على رؤيتها وهي تدربه على أستعمال طريقة برايل في اللمس وحفظ تفاصيل الأشياء والغرف والممرات , كان يمشي خلفها متحسسا بيديه الأثنتين , الأثاث والزوايا ألى درجة أنه أصبح بمقدوره أن يوهم الغرباء والضيوف الذين يأتون ألى المنزل بأنه يرى طريقه بوضوح.
ومن وقت لآخر يعود للغرق في مأساته فيقضي أوقاتا طويلة دون أن ينبس ببنت شفة , ثم يبدأ بالشرب وينتفض ثائرا وساخرا أذاما حاولت أعتراضه :
" أذهبي ألى الجحيم , يا أنجيلا ولا تزعجيني بعظاتك التي لا تنتهي".
كان يقول لها دائما هذا الكلام بكل وقاحة ضاربا بكل القيم عرض الحائط , حاولت أن تخفي عنه زجاجات الشراب , لكنه كان دائما ينجح في الحصول على عدد منها , فشكت في أن تكون أيزابيل هي التي تحضرها له خلسة.
فكرت بأنه سيكون من الأفضل أطلاع دون كارلوس على حقيقة الوضع , لكنها لم تكن تحب الوشاية , ولا تريد أن يعتقد الدون بأنها لا تستطيع السيطرة على مجريات الأمور.
لم تكن تملك ألا التمني بأن يتوقف رايك من الشرب عندما يلاحظ بأنه قد بدأ يتحسن ويسير قدما في صراعه مع الخوف والكبت والسواد.
في هذا الصباح , أدارت أنجي الراديو في غرفتها وأبقت صوته خفيضا فيما كانت تتحضر للبدء بالعمل , كانت المطربة دوريس داي تغني بطريقتها الفريدة والمميزة أغنية عنوانها ( سأحبك دائما) فأحست أنجي بغم عندما سمعت العبارة التالية:
" أن حبي لك سيستمر ......سخيا , كنهر هادر ....... حتى نهاية الزمن.
فوقفت أمام النافذة , والمشط في يدها , تتأمل السماء النقية الزرقاء والبحر الهادىء كالزيت تلتمع صفحته بأنعكاس أشعة الشمس , ما أن أنتهت الأغنية حتى أطفأت الراديو متنهدة , لقد كانت بطبيعتها تحب الأغنيات الشاعرية الميلودرامية , وتعتبر بأن هذا النوع من الأغنيات ينطبق نوعا ما على الواقع .
أن الحياة لها جوانب ميلودرامية , كالجانب الذي تحياه هي الآن , أنها ممرضة تحب وتعتني بجندي جريح وأعمى قد لا يبقى حيا بسبب خطورة أصابته , عندما تكلمت مع الدكتور رومالدو وتسلمت منه التعليمات المتعلقة برايك , سألته عن أمكانات النجاة , فرد عليها الدكتور الأسباني بالقول : من يعلم ؟ وهذا ما أبلغته لدون كارلوس , لقد أعتقدت أنه من الأفضل أن أخبره الحقيقة , وألا أعلله بآمال كاذبة , لا تزال بعض الشظايا داخل رأس رايك , ولم يكن بالأمكان أزالتها لخطورة العملية , أن الطبيب الجراح توقع أن يحيا حياة طبيعية لمدة ستة أشهر , لكن الطبيعة ربما أطالت هذه الفترة عدة سنوات , أن ما يحتاج أليه رايك الآن هو الرغبة والقدرة على مواجهة العالم وهو كفيف.

نيو فراولة 10-02-11 06:57 PM


أن هذا البحر , قالت أنجي لنفسها , جميل , كلوحات ترنر الزيتية , بأمكان رايك أن يشتم رائحته وبأمكانه أن يسمع صوت العصافير التي تطير فوقه , ولكنه لم يعد يستطيع أن يراه , ولا أن يحدق بالشمس القوية التي تنعكس أشعتها على صفحته , أن هذا بدون شك , فوق طاقة الأنسان على الأحتمال , وأصعب ما يمكن أن يمر به أنسان هو أن يرى شيئا ما أمام عينيه ثم , فجأة , يختفي هذا الشيء ليحل محله ظلام دامس , فيشعر آنذاك كأنه وقع في فخ أبدي ويبدأ بالأعتماد على ذاكرته لتستعيد أشكالا قديمة وصورا لما يمر أمامه يوميا , أن هذه هي الطريقة الوحيدة ليشعر بها الكفيف بأنه لا يزال منتميا ألى عالم أليف , دخلت أنجي غرفة رايك فوجدته قد خرج ألى الشرفة وأستند ألى درابزينها يتأمل البحر , كان يدخن سيغاريللو كعادته ويلبس قميصا حريريا مفتوحا على الصدر.
" صباح الخير يا رايك , هل أمضيت ليلا مريحا يا صديقي؟".
" لم يكن سيئا جدا ". وتابع قائلا : " يبدو أنه صباح جميل ومشرق".
تصاعد دخان سيغاره بكثافة في الفضاء تاركا وراءه رائحة مميزة رغم النسيم العليل .
" أن توركال دوبياس سيصل اليوم , لقد وعدناه بأستقباله على المرفأ".
أبتسم قائلا:
" أذكر تماما , سوف نخرج للقائه بعد تناول طعام الفطور " . وأردف قائلا : " سنتناوله على الشرفة , أليس كذلك؟".
" بالتأكيد".
ما زال يرفض أن يتناول الطعام مع العائلة , رغم أنه تراجع عن قراره هذا مرة أو أثنتين , كانت أنجي تتناول الفطور معه دائما , ثم يأتي خادمه ليساعده على الحلاقة وأرتداء ملابسه , مع مرور الوقت , أصبح قادرا على أرتدائها بنفسه , أما بالنسبة للحلاقة فهو يقوم بهذا العمل مرتين في النهار , بمساعدة الخادم , لأنه يستعمل ماكنة كهربائية.
كانت هناك صلة وثيقة بين رايك ودون كارلوس , ومع ذلك فقد لاحظت أنجي أنه كان دائما قطعيا مع والده ولم يكن يخبره بالمخاوف التي كانت تنتابه ليلا , فتجعله يتصبب عرقا وتجعل قلبه يقفز في صدره , كعصفور جريح.
منتدى ليلاس
لقد تخيلته مرارا وهو يرجوها قائلا: " لا تخبري أحدا... لا أريد لوالدي أن يقلق أكثر مما هو قلق , تكفيه أعماله ومسؤولياته , أبقي موضوع الكوابيس هذه سرا بيننا".
فجأة سألته فيما كان يحدق بالشمس دون أن ترف جفونه :
" بماذا تحلم هذا الصباح؟".
" أحلم بالقهوة والفواكه والمربى التي سيأتون بها بعد قليل".
" تبدو جائعا هذا الصباح , يا صديقي".
" بالتأكيد ! أسمعي , أما زلت مصرة على هذه التمارين اليومية ؟ لا بد أنك الآن قد حفظت كل تفاصيل المنزل من كثرة هذا الدوران".
وتبسم , فردت الأبتسامة وقالت:
" أنه منزل قديم وجميل , خليط من الهندستين الأسبانية والأفريقية الشمالية , مثلك تماما".
" مثلي أنا؟ لكن أمي كانت بيضاء اللون مثلك تماما".
" أعلم هذا , لكنك مثل والدك تبدو.... تبدو مثل ......".
" تقصدين أنني أبدو غريبا؟".
" نعم , بشرتك ولون عينيك و....". ثم أرتبكت فأستطردت : " لقد تأخر الأفطار , سوف لأقرع الجرس لكي يحضروه".
" أنجيلا".
" نعم؟".
" هل أبدو كفيفا؟".
" لا".
" أرجوك لا تأخذي ما سأقوله الآن على أنه زهو أو مفاخرة...... لكنني لا أريد أن يحدق الناس فيّ عندما سأذهب ألى المدينة".
" أن النسوة ستحدقن بك , ولكن ليس لأنك أعمى".

فتاة 86 10-02-11 10:16 PM

يا هلا بأحلى نيو فراولة بهدنيا
شتقنالك كثير و نشغل بالنا عليكي
نشالله تكون أمورك بخير

:flowers2::friends::flowers2:

فتاة 86 12-02-11 10:35 PM

بليز لا تطولي بتكميل الرواية
:flowers2::friends::flowers2:
:mo2::7_5_129::mo2::7_5_129::mo2::7_5_129:

فتاة 86 14-02-11 09:02 PM

طولتي علينا كثير بهرواية
كمليها بسرعة الله يخليكي
متحمسين كثير لمعرفة باقي أحداث الرواية

:Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52:
:f63::f63::f63::f63::f63:
:asd::asd::asd::asd::asd:

mona18 14-02-11 10:01 PM

[CODE]ممكن اعرف الروايه حتتكمل ولا ننساها[/CODE]

ساكنه 24-02-11 09:52 PM

:rdd12tf::rdd2lq9::7_5_120::7_5_125v::7_5_122::7_5_126::7_5_ 129::toot::hR604426::f63::f63:ربي يسعدكي يااااااااااااااااااااااااارب في حياتك ومن تحبين قولي اامين لك كل الوود ودمتي لي في قلبي سكنة

ساكنه 24-02-11 09:57 PM

:mo2::mo2::mo2::mo2:مشتاااااااااااااااااااااااااااااقة اعرف الابيصيرمن احداث مشوقة ربي ييسر اوموووووووووووووورك ويقوي اياديك الناعمة ويكثر من رواياتك الاتختارينها ياقمر الف تحية مع شتى انواع الازهار النادرة اهديها الك ودمتى لي في قلبي سكنة

فتاة 86 25-02-11 01:29 AM

:7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129:
:55::55::55::55::55:
:mo2::mo2::mo2::mo2::mo2:
:V5N05075::V5N05075::V5N05075::V5N05075::V5N05075:
:f63::f63::f63::f63::f63:
:52::52::52::52::52:
:Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52:
:asd::asd::asd::asd::asd:

قماري طيبة 25-02-11 10:03 AM

Thaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

roufaida 25-02-11 07:06 PM

تسلمى على القصه الجميله
و يااااااااااااا ريت تكمليها بسرعه

ربي اسالك الجنة 27-02-11 04:44 AM

واااااااااااااااااااااااااااااو جنااااااااااااااان لاتطولي علينا بلييييييييييييييييييز مااقدر اصبر اكثر ودمتي يااحلى نيو فراولة0:friends:

ربي اسالك الجنة 27-02-11 04:46 AM

:7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129:
لاتتاخري عليناااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اا

ربي اسالك الجنة 27-02-11 04:49 AM

تراني طولتها بس وش اسوووووووووووووي متحمسة مره مع القصة ارجوكي حراااااااااااااااااام طولتي بس تسلين والله على هاالقصةيا عسل0:flowers2:

ربي اسالك الجنة 27-02-11 05:45 PM

بليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز بسرعه

انكوى قلبي 27-02-11 11:55 PM

اختيار الروايه رائع والاجزاء روعه
بس رجاءا لا تطولي علينا
ننتضرك

ربي اسالك الجنة 28-02-11 03:08 AM

هاه حبيبتي وين التكملة ترانا ننتظرك على احر من الجمر وصدقيني اختيارك للرواية روووووووووووووعه وتسلم الايادي ودمتي بود0:liilase:

ربي اسالك الجنة 03-03-11 02:01 AM

نحن باانتظاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارك ابي بس اعرف متى بتنزلينها تراااااااااااني على ناااااااااااااااااااااااااااااار نااااااااااااااااااااااااار ياحبيبي ناااااااااااااااااااااااار 0

ربي اسالك الجنة 03-03-11 02:05 AM

وسوف اظل اكتب حتى تملين مني وتقولين يا خبر لازم انزل الرواية قبل ماتطين عيشتي ههههههههههههههههههههههههههه :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

ربي اسالك الجنة 03-03-11 02:08 AM

الى متى الى متى الى متى سااظل اكتب واكتب شكلي بقعد اكتب لين بكره يمكن هاه ترحميني وتنزلينها 0

ربي اسالك الجنة 03-03-11 02:12 AM

ممكن سؤال بسيط ما يحتاج الى تفكير متى بتنزلينها ارجوكي بليز كل هذا ومانفع اه يازمن

ربي اسالك الجنة 03-03-11 02:15 AM

حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام والله حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام ههههههههههههههههههههههههههه حبيبتي سامحيني اذا ازعجتك ترا مو قصدي بس بغيت امزح معك خذي راحتك في تنزيل الرواية لا لا تراني امزح نزليها بسرعه ويعطيكي الف عافيه على هاالرواية يا قمر0

ربي اسالك الجنة 03-03-11 02:16 AM

:friends::friends::friends::friends::friends::friends::frien ds::friends::friends::friends:دمتي بود0

طيف السما 03-03-11 03:30 AM

ارجو انك التكمله بسرعه الروايه رائعه والانتظار مزعج واسفه انى بستعجلك لان بصراحه الروايه حلوه طحن:8_4_134:

انكوى قلبي 03-03-11 01:45 PM

حبيبتي وينك والله طولتي
يا رب يكون المانع خير
بانتظارك على نار

بنت الطائف 03-03-11 07:14 PM

[COLOR="Magenta"][/COLORلش اتنزلين روايه اذما كنت مكملته بليز كمليه]

ربي اسالك الجنة 03-03-11 09:01 PM

موفقة:7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129:الله يقويكي

مريم علاء 04-03-11 12:18 AM

شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررا

بنت الطائف 04-03-11 07:09 PM

يا الله كملي روايه والله الروايه حلوه اوخبريني اذكانت في موقع ثاني

النجمة اللامعة 04-03-11 07:24 PM

شكرررررررررررا حلوة كثير:8_4_134:

بنت الطائف 05-03-11 08:11 PM

يالله متى تكمل الروايه بليز كمليها

طيف السما 07-03-11 06:20 PM

ياريت التكمله بسرعه لانها جميله جدا وتسلم ايديك
:8_4_134:

ام فيييصل 08-03-11 07:24 PM

شكرررررررررررررررا على المجهود نتظر النهاية ولك شكري

نيو فراولة 09-03-11 07:00 PM


ثم دخلت بسرعة ألى غرفة نومه وطلبت , بواسطة الهاتف الداخلي , أن يحضروا طعام الفطور مع عصير الليمون , وعندما أستدارت وجدت رايك واقفا على باب الشرفة فقفز قلبها من صدرها , وأحست بأنه كلما طالت مدة وجودها معه كلما تعلقت به.
قال لها:
" أن المرأة التي تمدح أسبانيا أنما تغامر وتلعب بالنار , أم أن هذا من صلب العلاج؟".
" بعض من هذا وبعض من ذاك , أنت نسخة مصغرة عن والدك , لذا يجب أن تعرف ما أنت عليه!".
منتدى ليلاس
" أنت معجبة بأبي الدون , أليس كذلك , أنجيلا؟".
" أنا معجبة به جدا , فهو يلخص كل الصفات التي يحبها الأنكليز في الأسبانيين , له طلعة رائعة , وقلب دافىء , أنه أنسان رائع , بكل معنى الكلمة".
" وأنت ميالة أتجاه هذا الأنسان الرائع , أليس كذلك؟".
" هذا ميل نسائي طبيعي".
" هذا ميل نسائي طبيعي".
" كنت أعتقد أن نساء اليوم يتبعن موضة العصر فلا يقمن أعتبارا لقبلة اليد التقليدية ولا لكافة التقاليد الرومنطيقية القديمة".
فقالت له بأقتناع :
" هذا هراء , لقد عملت مع ممرضات كن يرتبطن بعلاقات مع شبان على هذا الأساس ويندمن عليها عندما يقعن في الحب الحقيقي , لقد سئمن كونهن سلعا معروة ومستغلة , وكنّ دائما قلقات من أن تصل أخبارهن القديمة ألى أصدقائهن الحقيقيين ".
" هذه أشياء لم تفعليها أنت أبدا , أليس كذلك؟".
" هذه أشياء لم أرغب أبدا في أن أقوم بها , على الأقل ليس بالطريقة التي كن يتبعنها".
" أنت تحفظين نفسك أذن بأنتظار الحبيب الحقيقي , هذا مبدأ يقره والدي بكل قوة".
" ألا تقره أنت أيضا يا رايك ؟ أنا لا أعتقد بأنك تقدم على الزواج من أمرأة كانت ملكا لغيرك".
فتمتم مجيبا :
" لقد كان هذا ممكنا في السابق......".
ثم أستطرد وهو يهز كتفيه خارجا ألى الشرفة :
" أما الآن فلن أتزوج أطلاقا , لا يمكن لأمرأة أن تمتلك القوة والصبر التي تتطلبها طبيعة العيش مع شخص أعمى , أن المرأة بحاجة ألى أن تكون محمية لا حامية".
تبعته أنجي ألى الخارج وقالت :
" لكنها قد تحبك ألى درجة لا تهتم معها ألى هذا الأمر".
كاد يغمى عليها عندما شاهدته يقترب كثيرا من حافة الشرفة , لأنها خافت أن يهوي ألى الأسفل , كانت المسافة عالية وأرض الفسحة الواسعة في مرصوفة بالحجارة , فأقتربت منه قدر المستطاع , وأمسكت به من يده وجرته ألى الوراء نحو طاولة الخيزران والكراسي , وما أن جلس حتى قال :
" أي نوع من الرجال سأكون! لا , لا أريد هذا الأمر , أن أستمرارية أسم عائلة دي زالدو وأنجاب الأولاد ستكون مسؤولية أخي سيب , أنت يا أنجيلا الأكثر أهلية لتشاركه في هذه المهمة , فهل أطلب من والدي أن يتدبر أمر الزواج بينكما؟".
" أياك أن تحاول ".
وحاولت قدر الأمكان أن تخفي أضطرابها وألمها من المشروع الذي طرحه لتوه , لم يبد عليه أنه أحس بأنها تحبه , أن العناية التي قدمتها له أعتبرها عناية طبيعية وروتينية من ممرضة لمريضها.
" قد أحاول , ثم تصبحين كأي فرد من العائلة , مثل مايا تماما , ألا تريدين هذا؟".
وصمتت فيما كان قلبها يصرخ في صدرها : لا , آه لا.
" يبدو أنك لست متحمسة لهذا المشروع , يا عزيزتي".
" بالفعل , لست متحمسة ".
" لأنك لا تحتملينني كأخ أو لا تحتملين أخي سيب كزوج؟".
" أنا لا أرغب بترتيب حياتي على هذا الشكل , شكرا لك".
" وتتركينها للقدر ليرتبها لك؟".
" ألا تعتقد بأنها الوسيلة المثلى؟".
قال لها ساخرا:
" لا تنسي أنني أسباني , وأنا بالتالي أؤمن بأن النساء لا يعرفن على الدوام ما هو لصالحهن , سيب رائع , وأن تحبينه لن يكون أسوأ ما تفعلينه قطعا".
وقالت بحنق:
" قد لا يحبني , أسمع , أعتقد بأنه من الأفضل لنا أن نغير الموضوع قبل أن يتطور ألى جدال !".
" لا , أنت أسمعي! أتعتقدين بأنني لا أعرف أنك خرجت مع سيب , عندما كان في أنكلترا في جولة مهنية؟ لقد أخبر مايا وهي أخبرتني لأنها تثق بي وتأتمني على أسرارها , كانت ترغب بصدق أن تشكلي مع سيب فريقا واحدا , وأنا أقر بأن الفكرة بحد ذاتها أعجبتني , أعتقد بأن والدي سيوافق فورا على أنمامك ألى عائلتنا ".

ربي اسالك الجنة 09-03-11 07:01 PM

مرااااااااااااااااااااااااااحب للجميع حبيبتي ماتلاحظين انك طولتي علينا ما صارت رواية صار مجلد هذا ههههههههههههههههههههههههههههه عسى المانع خير ودمتي 0:toot::toot::toot::toot::toot:

نيو فراولة 09-03-11 07:03 PM

حدقت أنجي برايك والحزن يملأ عينيها وأجابته :
" نعم , لقد خرجت مرتين مع سيب وهو لا يزال ذلك الشخص الجذاب الذي عرفته في الماضي , لكن سوف أكرهك , يا رايك , ولن أسامحك أطلاقا أذا حاولت أن تضع في رأسه بأنني أرغب بالأقتران به , على كل حال , فأن هذا الأمر , كما تعلم , ليس من أختصاصك !".
فقال معتذرا :
" آه , لقد بدأ الرجل الكفيف يتدخل في ما لا يعنيه أذن....".
فأعترضت قائلة له بشدة:
" أما الآن فقد بدأت تستثيرني ".
" أنا لست لطيفا على ما يبدو , أليس كذلك , أنجي؟".
" أنت لا تبدو لي الآن لطيفا على الأطلاق ".
" في كل حال , لست شديد الطافة كسيب ولا شديد التهذيب كأبي , وأن كنت عدت ألى الجزيرة من أجلهما , فلقد دفعت غاليا عبر قيامك بتمريضي".
" ربما ....... ربما عدت من أجلك أنت".
" أود أن أفهم لماذا تحبين معاقبة نفسك بهذا الشكل؟ لماذا تصرين على الجلوس مع شخص كفيف ؟ لماذا لا تذهبين ألى سيب الذي يتمتع بكل حواسه ويطوف العالم بأستمرار , أنه يعيش في عالم الفن والأضواء والماهير والمرح الدائم , ويمضي أوقاته في الفنادق الكبرى وسيارات الكاديلاك , ألا يثيرك كل هذا؟".
فأجابته بأستخفاف :
" أريد أن تتوقف عن محاولة أقناعي بالزواج من سيب , أنا لست أسبانية , بل ممرضة ولديّ مهنة أفكر بها تأخذ كل وقتي , والآن فلنترك هذا الموضوع جانبا ولنتناول فطورنا".
منتدى ليلاس
أخرجت الخادمة ماريا صينية الفطور ألى الشرفة ووضعتها على الطاولة , فلاحظت أنجي وجود وردة حمراء في الماء في أناء صغير على الصينية , فقالت بدهشة:
" أنها رائعة".
" لقد قطفها دون كارلوس من الحديقة خصيصا لك , قال بأنها تذكره بأغنية يحبها كثيرا وعنوانها ( وردة من أنكلترا) فأحب أن يقدمها مع الصباح , يا سيدتي".
" نعم , أنا أتذكر الأغنية تماما , أشكري سموه بالنيابة عني يا ماريا".
" حاضر يا سيدتي".
وحدقت الفتاة بعينيها البنيتين برايك بمزيج غريب من الأحترام والخوف والشفقة , لقد بدا لها أن منظره وشكله الخارجيان لا يوحيان بأنه مريض وبالتالي يتعارضان مع الطريقة التي يتصرف بها , كمن أحس بأنه مراقب , أمسك بيده بحافة الطاولة وضغط عليها بشدة مما دفع أنجي ألى القول للخادمة :
" شكرا لك يا ماريا , أن الفطور يبدو لذيذا , بأمكانك المغادرة ".
فأبتسمت الفتاة وأنسحبت , صبت أنجي القهوة فيما كان رايك يتمتم سائلا:
" وردة من أنكلترا؟".
" أنها جميلة جدا , لونها كلهب النار , سوف أضعها في ياقتي عندما ننزل ألى المدينة".
تلمس الطاولة ووجد فنجان قهوته بسهولة فأرتشفه , ثم أمتدت يداه ألى فاكهة الكريب فأضاف أليها بعض السكر , وراح يأكلها مستعملا ملعقة فضية صغيرة.
" أمم , أنها لذيذة , هل أنت تأكلين الشيء نفسه؟".
" لا ,أنا طلبت بعض الحلوى مع عصير الليمون , أنها لذيذة جدا".
" هل سبق لأحد أن أخبرك يا أنجي بأن صوتك رائع وبحته تلفت النظر؟".
فنظرت أليه نظرة من فوجىء بهذا الكلام , فتابع كلامه ساخرا :
" أن الصمت يحمل في كثير من الأحيان معاني أوح من الكلام , أعتقد أنه عندما يكون بمقدورنا أن نرى وجوه الناس , لا نعود نعطي أهمية لتقلبات الصوت , هل هذا صحيح؟".
" أن أدراكك الحسي للأمور هو ممتاز بالتأكيد".
كانت هذه المجاملة كافية لتجعله يتوقف عن الغمز واللمز حول مووع تزويجها من سيب الذي دأب على طرحه منذ مدة .

نيو فراولة 09-03-11 07:06 PM

الحب .... أنه يجرد الأنسان من سلاحه فيجعله كالجالس في أرجوحة عاطفية , بصعودها تبتهج المشاعر , وبنزولها يكاد القلب يتوقف عن الخفقان , على كل , هكذا كان الوع دائما بالنسبة أليها , أما صعودا وأما نزولا ولا ثبات بين الموقفين , أن يكون المرء مع رايك , معناه أن يكون في أحد مكانين : الجنة أو جهنم.
بسرعة وهدوء أبدلت صحن الكريب فروت التي أنتهى من أكلها , بصحن من اللحم المشوي مع الطماطم ووضعت الزبدة بمتناول يده , كان نادرا ما يخطىء أثناء تناوله الطعام معها , راحت تنظر أليه بأعجاب حين كان يع الزبدة على الخبز بطرف سكينه بطريقة دقيقة يحسده عليها المبصرون , ثم تحسس قطعة من اللحم , قطعها بالسكين ثم وضع شريحة على الخبز وأكلها.
أن المبصر الذي يراه على هذه الحال قد يضحك ربما , لأعتقاده بأن الأعمال التي يقوم بها هذا الرجل الضخم هي أعمال بدائية , لكن رايك يعتبرها بمثابة أنتصارات صغيرة يتعلم بواسطتها كيف يكون سيد نفسه مرة أخرى , ويتأمل أنه فييوم من الأيام سوف يكون بمقدوره السير وحيدا خارج منزله مستندا ألى عصاه , لقد أوعز والده بشراء كلب مدرب يرافقه في حلّه وترحاله , أن هذا الكلب الذي سيكون حارسه الأمين يتم تدريبه الآن في أنكلترا ولن يكون من الممكن أحاره ألى بايلتار قبل أسابيع , كان من الممكن أحضار كلب أسباني لكن دون كارلوس رفض البحث في هذا الموضوع رفضا قاطعا لأنه يعتقد بأن مرض الكلب متفش بين الكلاب في أسبانيا وهو لا يريد أن بزيد الطين بلة.
لمست أنجي الوردة الحمراء بطرف أصبعها , أنها مجهولة الأب منذ ولادتها , لذا فهي تحسد مايا على أبيها الرائع الحنون والمحب, رغم أنه منعها من الأرتباط برودي , أمت مايا القسم الأكبر من صباها وطفولتها في حماية وأمان , ولم تتعود بالتالي على تحمل المسؤوليات , لذلك تعتقد أنجي بأن ما جذبها في عازف الغيتار الشاب هو سحره وجماله الخلاب فقط وهي أعتبارات سطحية , لا تكفي لأعتبار هذا الجاذب حبا حقيقيا.
قررت مايا , بناء على طلب من والدها , أن تتخلف عن حور الحفلة التي كان سيقيمها رودي في الكوستا ديل سول , مفضلة البقاء في الفيللا , لم تكن أنجي لتلومها على هذا الأختيار , فلقد فضلت البقاء في منزل رائع التصميم والهندسة.منتدى ليلاس
بعيدا جدا عن هذا المكان , في أنكلترا , تبدو المنازل جميلة كالأحلام , وكانت أنجي تعتقد أنه من المستحيل أن تشاهد أمكنة بهذه الروعة والكمال في مكان آخر في العالم , لكنها غيرت رأيها منذ وصولها ألى بايلتار , فهنا تعيش يوميا الحلم نفسه الذي كانت تعيشه في موطنها.
عندما يرغب رايك في التدخين وحيدا في الحديقة المسقوفة , كانت أنجي تغتنم الفرصة لتتمشى وحيدة وتجازف بالدخول ألى غرفة الحراسة , مفاجئة الحراس الذين يغطون في النوم عوضا عن القيام بالواجب ومع هذا لم يكن يبدو لها ممكنا أن تتعرض عائلة الحاكم في النهار لأي أعتداء , لكن رايك كان مثالا حيا لأحداث العنف في منطقة الباسك , هذه الأحداث المستمرة والتي لم يتمكن أحد من وع حد لها حتى هذا اليوم.
في بعض الأحيان كان يتكلم عن هذا الموضوع , ولم تكن تحاول أن توقفه لأن العنف الذي أدى به ألى العمى يجب أن يجد طريقه ألى الخارج , كان الكلام المستمر والمتكرر عن الموضوع نفسه

بنت الطائف 10-03-11 10:02 PM

مشكوره على التكميله وياليت ماتتخرين

بنيتي بنيه 11-03-11 01:08 AM

:rdd12zp1::rdd12tf:

ربي اسالك الجنة 11-03-11 04:01 AM

نيووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو فراولة وينك تاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخرتي طولتي علينا عسى المانع خير
وارجوكي بسرعه كمليهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااا الانتظار صعب0

نيو فراولة 11-03-11 04:43 PM

في بعض الأحيان كان يتكلم عن هذا الموضوع , ولم تكن تحاول أن توقفه لأن العنف الذي أدى به الى العمى يجب أن يجد طريقه الى الخارج, كان الكلام المستمر والمتكررعن الموضوع نفسه يشكل الطريقة الوحيدة لتفجير العقدة التي نشأت في نفسه , وكان أخراجه من قمقم عقدته هذه هاجسا يلاحق أنجي لأن العقدة التي يشعر بها تصبح , أذا لم تعالج بصورة جذرية , أشد خطورة وضررا من شظايا القنبلة التي لا تزال في رأسه , كان يتكلم دائما عن ذلك اليوم وعن رفاقه الذين قتلوا , وأنجي تستمع وتتألم وتشكر الله لأنه لا يستطيع أن يراها وهي على هذه الحالة , كان يستعمل عبارات دقيقة وقصيرة عندما يتكلم عن الدماء والألم والجندي الشاب الذي أختلط صراخه وهو ينازع بندائه لزوجته الشابة الحامل.
قطع رايك حبل تفكيرها حين قال :
" أرغب بفنجان ثان من القهوة , أما زلت معي؟".
" كنت أفكر".
سكبت القهوة وزادت الكريما عليها في فنجانها فقط , ما رايك فقد كان يحبها قوية كما تعودها في الجيش.
" بمن؟ بتوركال دويباس ؟ أفهم أن تكون المرأة فضولية ولكن ليس الى هذا الحد , أذا كان يهمك أن تعرفي فهو أسكتلندي , بدءا من أسمه , وصحافي كان يدور باحثا عن مواضيع ليكتب عنها عندما أصيب , وكان المستشفى العسكري هو الأقرب بين الذين يعالجون هذا النوع من الأصابات ,فنقل اليه وهناك تعارفنا , مسكين هذا الرجل أصابته لا تحتمل نفسيا".
" هل هو متأهل؟".
منتدى ليلاس
" أنه أرمل , وأعتقد أنه بسبب وضعه العائلي غير المرتبط , تمكن من الوصول الى منطقة المعارك , لم يتكلم عن زوجته سوى مرة واحدة , وأستطيع القول أنه حتى تلك اللحظة لم يكن قد تقبل بعد فكرة موتها , أخذها معه في أحدى رحلاته الصحفية , وكانت الأولى لهما معا , فصدمتها دراجة نارية أثناء ذهابها لشراء بعض الحاجيات , بقيت في الغيبوبة لمدة شهرين , وقال لي بأنهم فعلوا المستحيل لأنقاذها دون جدوى , حين ماتت كان قد مضى على زواجهما ثلاثة أشهر".
فقالت أنجي والحزن باد على قسماتها:
" أنه رجل مسكين , لقد نال حصته من مشاكل الحياة".
" نعم , أن المصاعب التي يواجهها الأنسان في الحياة تدفع به أحيانا الى الجنون , لقد ناقشت هذا الموضوع مع والدي وأنتهينا الى نقاش حاد , أنه متدين حتى العظم".
" وأنت ألست كذلك , يا رايك؟".
" من بعض النواحي , ربما , أنت ممرضة يا أنجيلا ولا بد أنك أنك لاحظت أن الأمراض والمصائب تصيب الطيبين أكثر مما تصيب الأشرار , ألم تسألي نفسك عن السبب؟".
فأجابته بهدوء:
" بلى , ربما كان نوعا من التجربة , خذ مثلا عمتي , لطيفة وطيبة لكن حياتها كانت متعبة وقلقة فأجهدت نفسها , ثم , من يعرف ؟ قد تكون الأنانية سلاحا يخفيه الناس الطيبون , في كل حال , أنا لا أود أن أكون أنانية , وأنت؟".
أمتدت يده الى قطعة حلوى على الطاولة , لكنه عوضا عن أكلها فتتها بأصابعه وهو يقول:
" أنا أجلس في الحديقة وأفكر في أشياء كثيرة , أن فقدان البصر يخلق شاشة فكرية تتوالى عليها الصور والذكريات , واحدة تلو الأخرى , أتساءل ما الذي يدفع الناس الى سلوك طرق ملتوية تقود في كثير من الأحيان الى نهايات مأساوية ؟ رغم أن التخطيط وبعد النظر هما صفتان تلازمان الأنسان".
تنهد وراحت عيناه تحدقان في المجهول , في سواد قاتم , حيث تعرف أنجي أن لا وجه ولا شكل معروفا لها هناك , كانت صوتا يستمع أحيانا اليه ويدا يمسك بها في بعض الأوقات , كانت تشعر بضيق لأنها تحس بأن فقدانه لبصره قد أختزلها من ذاكرته فأصبحت صوتا ويدا فقط.
" لو أخترت دخول ميدان العمل في مكتب المحاماة العائد لزوج عمتي , هل تعتقدين بأنني كنت سأواجه الحائط نفسه , والسد نفسه , حيث لا أجد متنفسا أو بابا أستطيع فتحه لأدخل الى حديقة وأرى أزهارها الرائعة؟".
" رايك, بأستطاعتك تلمّس الورود وشم رائحتها , مد يدك ".
فمد يده وأمسك بالوردة الحماء التي قدمها دون كارلوس الى أنجي مع فطور الصباح , تلمّس أوراقها الناعمة الرطبة ثم دفعها الى أنفه وأشتم رائحتها قائلا:
"أنها وردتك , أليس كذلك؟ كما قلت بأستطاعتي أن ألمسها وأشمها لكنها تبقى بالنسبة لي وردة سوداء اللون".
بقيت هذه الكلمات عالقة في ذهن أنجي بينما كانت ترتدي ملابسها لتقوده الى المدينة , ليقابل الصحافي الذي تعرف عليه في المستشفى , والذي حرم مثله من التمتع بحياة طبيعية كسائر الناس.
أن ما يزيد الأمور تعقيدا هو أن عاهة توركال دائمة كعاهة رايك , رايك لا أمل له بأستعادة نظره وتوركال لا أمل له بأستعادة رجولته.
كانت هذه الأفكار تمر ببال أنجي فيما كانت تستعد للخروج , وأنتقت حقيبة وقفازين يتناسبان مع لون فستانها البيج ثم سرحت شعرها وراحت تتأمل نفسها في المرآة , فوجدت أن شكلها أصبح لائقا للخروج , أقفلت باب غرفتها وتوجهت نحو غرفة رايك لترى ما أذا أصبح جاهزا , فوجدت خادمه يرتب الغرفة , أبلغها بأن السيد نزل منذ لحظات وهو ينتظرها في الطبقة السفلى.

نيو فراولة 11-03-11 11:47 PM

كان واقفا في الصالون ينتظر , فراحت تتأمله من أعلى الى أسفل , يرتدي سروالا أبيض اللون وقميصا قاتما وقبعة تخفي آثار الجروح في وجهه , أن من يراه لأول وهلة يصعب عليه التصديق بأن هذا الرجل أعمى.
" سيدي , أنت بغاية الأناقة".
" وماذا ترتدين أنت , يا ممرضتي العزيزة؟ أتمنى ألا يكون ثوب التمريض؟".
مد عصاه وراح يتقدم نحوها معتمدا على حاسة الشم , لأن الغرفة كانت تعبق برائحة عطرها , فوقفت في مكانها بأنتظاره , راح يتلمس ثوبها لبعض الوقت ثم قتل:
" يبدو ناعما , ما هو لونه؟".
منتدى ليلاس
" بيج".
كان تنفسها قد أصبح متقطعا لشدة أقترابه منها .
" هل تضعين الوردة الحمراء في ياقتك؟".
تحركت أصابع يده اليمنى وراحت تتحسس , فوجدت الوردة معلقة على الفستان بدبوس زينة على شكل نضوة مذهب , كان هذا الدبوس لعمتها الراحلة كيت , التي ثبت في النهاية أنها كانت أمها الحقيقية , وجدته بين الأغراض القليلة التي تركتها كيت عندما توفيت , كانت بين هذه الأغراض أيضا , مستندات تميط اللثام على السر الكامن وراء ولادة أنجي.
لامست أصابعه شعرها ثم تراجعت فيما كان يبتعد عنها بعد أن ألتقط سمعه الحساس , وقع أقدام , لم تكن حاسة السمع هي الوحيدة عنده التي أصبحت حادة , فلقد شاهدته عدة مرات يتوقف فجأة بينما يكون في طريقه الى مكان ما , كانت تعلم بأن هذا ما يسمونه ( الرؤية بالوجه ) هذا النوع من الرؤية هو أدراك حسي ممتاز يستطيع المكفوف بواسطته أن يشعر بالخطر , بواسطة ذبذبات معينة تتجه مباشرة نحو بشرة وجهه , كان هذا الموضوع يثيرها , لكنها لم تكن ناقشته بعد معه , لقد رغبت في أختيار الوقت الملائم لذلك , عندما يكون رايك في وضع نفسي مريح , يسمح له باألأقتناع بأن ( الرؤية بالوجه ) هي هبة ألهية لا تمنح لكل المكفوفين.
دخلت مايا الغرفة فوجدتهما متأهبين للمغادرة فسألت:
" رايك , أنت ترتدي ملابسك وتبدو في غاية الأناقة الى أين ستأخذك أنجي؟".
" أننا ذاهبان الى المدينة لأستقبال صديق لي , سيأتي ليمضي بضعة أيام معنا في الجزيرة , هل لديك شيء تفعلينه , مايا؟".
وضعت يدها اليسرى في جيب بنطلون الجينز الذي كانت ترتديه , وأستندت الى باب الغرفة قائلة:
" لا , ليس لدي ما أفعله هنا , أن كل شيء أصبح مثيرا للضجر , أيامنا هذه تختلف عن الماضي , حين كنا نذهب للسباحة والتجذيف والأستكشاف , أشعر أحيانا كأن أيام مرحنا قد ولت ألى غير رجعة".
فأنتهرها رائك قائلا:
" لا تتفوهي بسخافات , أنت صغيرة وتتمتعين بصحة جيدة , لكنك تزعجين الجميع بالطريقة التي تتصرفين بها , فأنت ما زلت غاضبة , وأن بصمت , من النتيجة التي وصلت اليها بخصوص عازف الغيتار , أسمعي ما سأقول: لو كان هذا الرجل يحبك حبا عميقا , لكان أصر على أخذك معه ولكنت قبلت رغما عن أبي , أما أقتراحي لك الآن يا أبنتي فهو التالي : أذهبي الى غرفتك فورا وأرتدي ملابس جميلة , سوف تذهبن معنا الى المدينة".
سألته بعد أن قبلت الدعوة :
" هل ستتناولون طعام الغداء في المدينة؟".
لم يجب رايك فأغتنمت أنجي الفرصة وقالت :
" أعتقد بأن هذا سوف يكون ممتعا , هل سنفعل , يا رايك؟".
أمسك بعصاه وبدا كأنه سيضربها بها بسبب هذا الأقتراح والأصرار اللبق عليه.
" لا........ لا أعتقد".
وهنا تدخلت مايا موجهة سؤالها لشقيقها:
" والآن من هو المزعج والممل ؟ يا عزيزي رايك , أن رفضك نابع من أعتقادك أن هناك من يهتم أذا أوقعت قطعة من ابطاطا أو حنجر الفلفل أثناء تناولك الطعام؟ دعني أقول لك شيئا مهما : لا أحد يهتم لهذا الموضوع بالشكل السلبي الذي تعتقده أنت , أرجوك لنذهب الى الغداء في الكازا دي لاس بالماس حيث أعتدنا أن نتناول الطعام في السنوات الماضية ! أرجوك قل نعم!".
بدت الغرفة طوال لحظات شبيهة ببرميل بارود على أهبة الأنفجار.
" حسنا , أن كان هذا يوقفك عن التفكير بذاك الشاب , مايا فسنذهب ونتناول الغداء في الكازا".
تنهدت أنجي عندها تنهيدة أرتياح , فيما كانت مايا تغمر شقيقها بذراعيها وهي تقول:
" شكرا يا عزيزي!".
لمس رايك رأس شقيقته بيديه ثم قال لها:
" أن هذا يذكرني بأعشاش العصافير , أذهبي وسرحي شعرك , ثم أرتدي شيئا لائقا يفرح قلب رجل مر بظروف صعبة للغاية , هيا أسرعي! الملاك وأنا سوف ننتظرك في السيارة".
فحدقت به مايا مستفهمة كما لو كان بأمكانه أن يراها وسألته:
" لماذا تناديها دائما هكذا؟".
" لأن الممرضات هن كذلك , أم أكون مخطئا؟".
ثم دفع بشقيقته بعيدا عنه وأردف قائلا بعد لحظات:
" وممرضتي بصورة خاصة , يجب أن تكون ملاكا لتتمكن من أحتمالي , ولتستطيع العناية بي".
فأبتسمت مايا لأنجي قائلة:
" هل هو مزعج وصعب المراس الى هذا الحد؟".
" أن طباعه كانت غير معقولة , لكنه يتحسن بأستمرار , في أحدى الأمسيات سوف آخذه الى برج المراقبة عند الساعة الخامسة , لأصف له مغيب الشمس".
" أن السلم المؤدي الى البرج ضيق وحلزوني , هل تعتقدين بأنه سيتحمل الصعود ألى هناك؟".
فقاطعها رايك آمرا:
" أذهبي وأرتدي ملابسك , أن الرجال في مثل سني لا يزالون في أوج طاقتهم".
" هل هذا صحيح , أنجي؟".
سألتها مايا وهي تهرب ضاحكة من الصالون فيما كان رايك يتحسس ساعته ليعرف الوقت.

نيو فراولة 12-03-11 04:34 PM

" أعتقد بأن ذلك الشاب قد جرح كبرياءها , أن أبي يفهم جيدا أطباع الناس , وأعتقد أنه كان سيقبل برودي زوجا لمايا بالرغم من موضوع الطلاق , لو تأكد له أن هذا الشاب صادق في حبه لها , أن مايا خجولة نوعا ما , ونحن عائلة معروفة ومؤثرة , فلا نستطيع المخاطرة بأي شكل من الأشكال , وأؤكد لك بأن أبي قد أحسن التصرف , ربما , في المرة المقبلة , تكون مايا أكثر حظا في الحب".
أبتسمت أنجي أبتسامة ضعيفة وقالت:
" فنأمل ذلك".
ثم تأبطت ذراع رايك وخرجت وأياه الى سيارة المرسيدس التي كان يملكها دون كارلوس وما أن جلسا داخلها حتى قالت له:
"أعتقد بأنك تقليدي محافظ في مواقفك الشخصية أتجاه النساء , أليس كذلك ؟ وألاحظ بأنك في بعض الأحيان تثور عليّ لأن عليك أن تقبل مساعدتي".
قام من مقعده وأطلق نفير السيارة محثا مايا على الأسراع وقال:
" هذا طبيعي! هل تعلمين ما هو شعوري عندما يكون علي الأعتماد على أمرأة لتهتم بشؤوني؟".
" أنا أعلم أن هذا ليس سهلا , لكنك تتحسن , لقد لاحظت , بدون شك , أنك تتمتع بحاسة سادسة هي حاسة ( الرؤية بالوجه ) وهذا شيء مهم جدا بالنسبة اليك".
" وهل من المفروض أن أفرح وأصبح في السماء السابعة لأنني أملك هذه الحساسية المفرطة في الوجه؟ أنا أريد أن أرى الأشياء لا أن أتحسسها".
" أهذا ما تشعر به حقا يا رايك؟".
" شيء من هذا القبيل".
" لكن هذا يجب أن يسرك , أنه شيء رائع أن تشعر بذبذبات تصدر عن الأشياء عندما تمر قربها".
" هناك أشياء معينة عندما أقترب منها أشعر بأثارة , وهذه الأشياء ليست الأبواب المقفلة ولا جدران القرميد , أنها أشياء ناعمة ودافئة ومتحركة , ولكن ليس علي أن أسرح بفكري نحو البعيد , أليس كذلك؟ فهذا ليس مفيدا لمريض".
" رايك , أنا لا أتدخل في أفكارك مهما تكن".
فزمجر قائلا:
" لا تتدخلين! هناك أوقات أتمنى فيها أن تذهبي عني وتعالجي أحدا غيري".
نظرت اليه أنجي كمن لم يفهم شيئا وسألته:
" ما الحكاية الآن ؟ ما الذي حدث؟ لماذا تحاول أن تخلق شجارا بيننا؟ ما الذي قلته أو فعلته وأغاظك؟".
جلس صامتا لدقيقة أو دقيقتين ثم تنهد بقوة وقال لها:
" أنها طريقتك في المعالجة , أنت دوما متفائلة ولا أعرف السبب , ما هذه الحياة التي أحياها , هل هذه حياة رجل ؟ أنا ألعن اليوم الذي ولدت فيه ألف مرة في النهار , وأنت.... أنت تتكلمين عن حساسية مفرطة في وجهي تسمينها حاسة سادسة ( والرؤية بالوجه) ولا أدري ماذا أيضا , وتتكلمين بتفاؤل كأنني أسترجعت بصري! ما هذا الهراء , يا أنجي , ما هذا الهراء؟ أسمعي , وليكن كلامي واضحا وللمرة الأخيرة أذا كنت سأبقى طول عمري فاقدا بصري , فعلى الدنيا السلام! أنا لا أريد سنوات زائدة من عمري أحيا فيها نصف حياة !".
فقاطعته صارخة وهي بحالة صدمة :
" رايك.....".
فتابع دون أن يأبه لها :
"سوف أقضي عليك بيدي هاتين لو قلت لي مرة واحدة بعد , أن بأمكاني أن أشعر بدفء الشمس على بشرتي , ولو لم يكن بأمكاني رؤيتها هناك في السماء الزرقاء , لأن هذا الكلام يشابه كلام من يقول لي أنه بأمكاني أن أشعر بالقبلة دون أن أراها, نعم ولكنني أريد أن أرى وجه المرأة وهي ترحب بقبلتي! أنجيلا لا تواسيني بحق الله! هل كل ما قلته لك واضح؟".
" واضح تماما عندما تصرخ كما تعودت في الثكنة العسكرية , ويبدو واضحا أيضا أنك تندب نفسك , وكل هذا لماذا؟ لأن مايا طلبت منك أن تتناول طعام الغداء اليوم في مطعم , أن الناس هناك سيكونون مشغولين بأنفسهم الى درجة تمنعهم من التفرج على أحد وهو يأكل!".
" يبدو أن كلماتي قد صدمت ممرضتي فأنتفضت لأن الحقيقة جرحت مشاعرها , أليس كذلك؟".
" أن هذه المشاعر هي مشاعري وأنا أدرى من الجميع أذا كانت قد جرحت أم لا , لكن ما كنت أريد قوله هو أنني لا أحب الكلام الضعيف والجبان عن أن الحياة لا تساوي شيئا , أن صديقك توركال لديه ما يشكو منه أكثر منك بكثير , أنت على الأقل يمكنك أن تتزوج وتنجب أطفالا".
" رائع , وتكون لي زوجة وأطفال لا أراهم؟ ".
وتابع ضاحكا بسخرية:
" في يوم من الأيام سوف يجد الدكتور رومالدو الشجاعة الكافية ليقول لي ما أعرفه بنفسي حول وضعي الصحي , سوف يقول لي بأن الشظايا التي لا تزال موجودة في دماغي سوف تجعلني أصاب بالجنون , وتقولين بأنه يمكنني أن أتزوج , أتزوج وخطر الموت والجنون يلاحقني ؟ لا بد أنك أصبت بمس في عقلك!".
وضعت أنجي يدها على شفتيه في محاولة لأسكاته وقالت :
" لا , رايك , أرجوك , أنت تؤذي نفسك وتؤذيني عندما تتفوه بهذه الكلمات".
" أنت تقصدين بأنني أخيب ظنك بي , أيتها الطفلة! وهل ظننت بأنك حولتني الى مريض منصاع ومتجاوب مع ما تريدينه؟".
" لقد بدا لي أنك تتجاوب ".

نيو فراولة 12-03-11 05:09 PM

وتابعت وهي تمسح جبينه بأصبعها :
" لا تنسحب رايك ما زلت قادرا على الصمود والمقاومة , أنت تواجه معركة في حياتك , ألا تريد أن تربحها؟".
فأجابها بمزيج من الحزن والنقمة:
" أن العدو موجود داخل رأسي , وأنا لا أستطيع أن أقتل عدوا لا أراه".
" لا تكن قاسيا ".
" أما كنت تشعرين بالمرارة لو كنت مكاني؟".
" ربما".
" في هذا الموضوع ليس هناك ربما , أن الورود في الحديقة حيث أمشي ما زالت سوداء اللون والنساء ما زلن بدون وجوه ".
لم ير رايك الألم الذي كان ظاهرا بوضوح على وجهها :
" رايك , هل تحاول دفعي الى البكاء؟".
فهز رأسه مجيبا :
" لا , أنما أحاول أفهامك مرة أخيرة ".
" أنا أفهمك , صدقني".
" أذن قولي لي ما الذي يجب أن أفعله في حياتي , هذا لو أفترضنا أنها لا تزال طويلة أمامي؟".
" لقد قلت لك , بأستطاعتك أن تتدرب على المحاماة , لأن لديك ذهنا حادا وسرعة بديهة".
" حتى متى؟ يمكن لهذه الشظايا الملعونة أن تتحرك الآن فتصيبني بالجنون , فيما نحن جالسان هنا".
" حتى ولو كان هذا الأمر صحيحا , أنت لا تستطيع أن تقضي أيامك جالسا في الحديقة ومنتظرا حدوثه , لقد كنت جنديا وتعلمت الأقدام, كنت تعلم دائما أنه من المحتمل أن تصاب برصاصة أو بقنبلة تنفجر في وجهك".
" أن الكلام سهل جدا يا أنجي , لكن القلق يدمر أعصابي رويدا رويدا , في الليل أحلم , وأنت تعلمين ما هو حلمي الوحيد في هذه الليالي , وعندما أستلقي على سريري صاحيا , أجد نفسي لا شعوريا أحاول أن أفتح عيني قدر الأمكان , وأن أدع نور الشمس يتسرب أليهما دون جدوى , أنت لا تعرفين بأنني أعيش في فراغ ووحدة محاطا بغمامة سوداء كثيفة لا تزول , أنا...... أنا لم أعرف معنى الخوف ألى أن حلت علي هذه اللعنة!".
لم تتحمل ما كان يقوله فوجدت نفسها تقول له وهي تعانقه :
" يا عزيزي........".
منتدى ليلاس
فدفعها بعيدا:
" لا تفعلي هذا ...... لا تشفقي علي!".
" أنا لا أشفق عليك أنما أريد أن أشاركك أحزانك".
" أنت لا تعلمين ماذا تقولين , أنت لا تستطيعين مشاركتي في سمائي السوداء , تماما كما أنا لا أستطيع مشاركتك في سمائك الزرقاء , لا تتصرفي بطريقة عاطفية أيتها الممرضة!".
ثم غرق في مقعده وأشاح بوجهه عنها , فراحت تحدق به وتتأمل عضلات فكه وهي تتراقص من الغضب , فأحست بألم في أعماقها وساد الصمت , وصلت مايا ودخلت الى السيارة , جالسة في المقعد الخلفي , كانت قد سرحت شعرها وغيرت رداءها ووضعت أحمر شفاه مناسب.
بادرها رايك بالقول:
" هل رتبت هندامك جيدا؟".
" وهل صديقك جذاب وساحر الى هذا الحد؟".
أحست أنجي بأضطراب مفاجىء بسبب هذا السؤال , أن ما قاله لها رايك عن توركال كان سريا ولم يكن من الممكن أبلاغه لمايا , أن هذه الأخيرة قد عاشت حياة هادئة هانئة وآمنة أكثر من أنجي , وهي بالتالي لم تتعود على المشاكل وما زالت طرية العود , أن أخبارها بقصة توركال سوف يصدمها بشكل لن يسمح لها بالتصرف معه بصورة طبيعية , عندما يصل الى بايلتار لقضاء عطلته.
قادت أنجي سيارة المرسيدس بهدوء وأنعطفت نحو الطريق المحاذي لشاطىء البحر والذي يقود الى وسط الجزيرة , كان البحر هادئا كالزيت يلتمع كاللؤلؤ , تجاهل رايك السؤال الذي طرحته مايا حول توركال وسألها بدوره:
" كيف يبدو البحر اليوم؟".
" يبدو كما رسمه رسامك المفضل على الكانفا , أما زلت تعتبر ترنر أفضل رسام للطبيعة؟".
" عندما أقتنع بشيء , لا أغير رأيي بسهولة".
" يا ألهي كم أنت متغطرس يا رايك!".
ثم أنحنت وضربته بتحبب على عنقه وسألته:
" هل أطباع صديقك مثل أطباعك؟".
" لا , أن أصابتنا البليغة هي الشيء الوحيد المشترك بينننا على ما أعتقد".
" أنا أفضل جراحك على طباعك ".
وتابعت وهي تحيطه بذراعيها بغنج :
" أنت تبدو قويا وقاسيا , يا أخي الكبير , أتذكر , أنت الوحيد الذي كان يهتم بنا دائما في الأيام الخوالي , كم كانت جميلة تلك الأيام , وكم كنا نضحك ونلعب غير عابئين بشيء , أتذكر؟".
" نعم , عندما عدت من المستشفى كنت أشعر بفراغ في رأسي , ولم أكن أتذكر كل التفاصيل , أما الآن , فأن الوضع تحسن عن ذي قبل وأستطيع أن أتذكر الأشياء بوضوح أكثر , لا يبدو أنني أتذكر الأشياء بوضوح أكثر , لا يبدو أنني أتذكر أذا كانت أنجي جميلة أم عادية".
ضحكت أنجي وسألته:
" وهل هذا يهم؟".
كانت تقود السيارة على الطريق العريض الذي يمر بمحاذاة المدفن الذي دفنت فيه روزادي زالدو , فأحست أنجي بأنقباض لم يختف ألا بعد أن تجاوزت السيارة المكان في حين لم تنتبه مايا للأمر لأنها كانت تطرح على شقيقها سؤالا:
" كيف تتصور شكل أنجي الخارجي؟".
" ذكرياتي عنها لا تزال عالقة بعنبر الأيام الغابرة , كل ما أذكره أنها كانت خجولة وكانت جدائلها تصل الى خصرها".
" ما رأيك بهذا الوصف يا أنجي؟".
" علينا جميعا أن نقبل بالحياة كما فرضت علينا".
أوقفت السيارة على رصيف الميناء وخرج منها الجميع , فقال لها رايك:
" أنا أتذكرك عندما كنت طفلة , أما الآن فأنا بالكاد أعرفك ".
فسمعتهما مايا يتهامسان فتدخلت قائلة:
" ما هو الداعي لهذه الثرثرة على أنفراد ؟".
" كنت أسأل أنجي عما أذا كانت ملابسي تبدو مرتبة , أن هذه هي أحدى سيئات فقدان البصر".
فقالت له مايا:
" أرجوك يا رايك لا تتكلم بهذا الشكل , فأنا لا أستطيع الأحتمال ".
" كفكفي دموعك يا صغيرتي ولتخبرك أنجي عن حاستي السادسة ( الرؤية بالوجه ) فهذا سيخفف الوطأة عليك".
فوقفت مندهشة وسألته:
" أحقا رايك؟".
" من المحتمل أن يكون الأمر كذلك , أعتقد أنها طريقة الطبيعة في التعويض على فقداني البصر , فلنذهب للقاء توركال".

ربي اسالك الجنة 13-03-11 07:11 AM

حبيبتي يسلمو ويعطيكي الف عافية على الرواية واتمنى من كل قلبي انك تنزلين كم فصل خلال هذا الاسبوع ودمتي0:Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4:

نيو فراولة 14-03-11 07:44 PM

6- لا أريد سواك

جزيرة بايلتار جزيرة تاريخية ذات معالم أثرية جميلة أنطلاقا من المرفأ الصغير ووصولا الى مئذنة الجامع الكبير في وسط المدينة.
بسبب موقع الجزيرة في البحر الأبيض المتوسط , تعرضت لغزوات وحروب تركت بصمات ومعالم تاريخية على عماراتها وأسواقها الأثرية ومعالمها الدينية.
لم يكن مشهد النساء المحجبات والسائرات في الشوارع ليدهش أنجي لأنها سبق وكانت هنا منذ سنوات.
سار الثلاثة قليلا حتى وصلوا الى المرفأ القديم الذي يعتبر المتنفس الوحيد لهذه الجزيرة , ووقفوا على الشاطىء يراقبون اليخت الحامل اليهم توركال على متنه , وفيما كان هذا اليخت يقترب من الشاطىء ألتفتت مايا نحو شقيقها سائلة:
" هل يمكنك أن تصف صديقك لي؟".
منتدى ليلاس
" وكيف تريدينني أن أفعل؟ لقد ألتقينا في المستشفى ". وتابع ضاحكا :
" ووجدت وقتها أنه ليس من اللائق أن أسأل الممرضات عما أذا كان وسيما".
فجأة قاطعتهما أنجي قائلة:
" لقد وصل اليخت الآن".
أبتدأ الركاب بالخروج واحدا تلو الآخر , وبعد دقائق لاحظت أنجي أن شخصا يحمل حقيبته ويقف مترددا فقالت لرايك:
" أعتقد أنه يقف بالقرب منا ولكنه يتردد في الأقتراب , ربما لم يكن يتوقع أن نرافقك الى هنا".
" توركال يعلم بأنني كفيف أذهبي أنت أليه".
لكن هذا لم يكن ضروريا لأن توركال سمعه على ما يبدو فأقترب بنفسه , كان طويل القامة يرتدي جاكيتا بيج وبنطلونا بنيا , كان يشبه رايك كثيرا بأستثناء لون عينيه الأزرق مما دفع بالفتاتين الى حبس أنفاسهما , مد رايك يده مصافحا بعد أن سمع وقع أقدام:
"توركال ؟ كيف حالك يا صديقي؟".
" أنا بخير , وأنت تبدو أفضل حالا يا رايك , ولولا العصا التي تحملها لأعتقدت بأنك شفيت تماما".
" كنت أتمنى أن يكون الأمر كذلك , والآن أسمح لي أن أقدم شقيقتي مايا التي سمعتني مرارا أتحدث عنها وهي السمراء الى يميني وممرضتي الشقراء الآنسة أنجيلا هارت".
فرد قائلا وهو يجول بنظره بينهما مبتسما:
"أنا سعيد بمعرفتكما , أنت محظوظ يا صديقي وأنا أحسدك على هذه الرفقة الناعمة".
لاحظت أنجي حزنا عميقا في عينيه وما أن أدارت وجهها حتى شاهدت مايا تحدق به بأعجاب ظاهر فأنزعجت لعلمها بأن مايا ستشعر بصدمة أذا عرفت الحقيقة المرة.
فجأة سألته مايا :
" لقد أخبرنا رايك بأنه ألتقاك في المستشفى , هل كانت أصابتك بالغة , توركال؟".
" بالغة جدا".
" وهل شفيت تماما؟".
" نعم , لقد حجزت غرفة في الكاستيللو دي مادريفال , هل هو فندق جيد؟".
" أنه ممتاز فعلا".
وتابع رايك قائلا:
" ما رأيك لو ذهبنا الآن لتناول طعام الغداء في الكازا دي لاس بالماس , أنا متأكد بأن المكان سيعجبك , أنه أختيار مايا".
" أود لو تسمح لي بدعوتكم الى الغداء".
" لا أرجوك , عندما يزور صديق لي بايلتار للمرة الأولى فأنا أفضل أن يكون ضيفي , هيا بنا نهرب من هذه الشمس الحارقة , أنجيلا , هاتي يدك".
كانت أنجيلا لا تزال خائفة من أن تعجب مايا بتوركال , لأن هذا الأمر سيكون مصيبة جديدة تحل عليهم , وكان خوفها يزداد كلما شاهدت مايا تقترب من توركال وتمازحه , تأبطت ذراع رايك وقالت:
" بأستطاعتنا أن نترك السيارة في الموقف ونسير على الأقدام فالمطعم ليس بعيدا عن هنا".
فعلق رايك قائلا:
" سوف يكون المطعم حاشدا في مثل هذه الساعة من النهار وكذلك الطريق المؤدي اليه".
" لا بأس فعليك أن تعاد السير بين الناس , كف عن هذه الهلوسة".
" وأنت كفي عن المزاح , أرجوك , فلا الوقت ولا المكان مناسبان , وبحق الله , لا تدعيني أصطدم بأحد أثناء السير , كان يجب أن نحمل جرسا معنا , فيسمعنا الناس ويبتعدون عن طريقنا".
" كفى , لا تكن مضحكا , ولا تتمادى في هذا الكلام".
وراحت تنظر اليه بعطف ومحبة تناقض ما قالته له لتوها , وراحت تقوده وسط جموع الناس المهرولة في الشارع.


جنون العشق 15-03-11 05:05 AM

رواية تجنن مووووووووووووت
بليز كمليها في أسرع وقت
تسلم الأيادي يارب سلمها

بنت الطائف 15-03-11 09:06 PM

بليزززززززززززززززززززززززززززززز حولي كملينها هالسبوع متحمسه مره الله يعطيك العافيه

نيو فراولة 16-03-11 04:29 PM

شعرت أنجي بتوتر أعصاب رايك عندما قال لها:
" لم ألاحظ في حياتي أن الناس يسيرون بهذه السرعة , أن وقع خطواتهم على الأرض يربكني".
" أنه وقت الغداء لكثيرين منهم ".
وتابعت ضاحكة:
" أتمنى ألا نتنظر دورنا للحصول على طاولة".
وصلوا الى الساحة ذات الهندسة الرائعة والديكورات الخلابة والتي تتوسطها ثلاث برك ماء رخامية تحيط بها أشجار البلح , فقال توركال لرايك:
" أن هذه الساحة جميلة جدا , لم أكن أعتقد أن جزيرتكم ستكون بهذه الروعة وهذا الجمال".
" أنها لا تتبدل ولا تتغير ".
وتابع مبتسما بمرارة :
" كحالتي تماما , أن أبي يقوم بأقصى جهد ممكن , ليحافظ على طابع الجزيرة التقليدي ولتبقى قبلة للسواح".
" أنني أتشوق لمقابلة دون كارلوس".
ثم تقدموا جميعا بأتجاه المطعم الذي كان يقع آخر الساحة , كان بهوه الخارجي يعج بالناس , ففضلوا الولوج الى الداخل حيث الجو أهدأ وأكثر برودة , ولحسن حظهم وجدوا طاولة شاغرة فجلسوا أليها , فيما كانت مايا تتجاذب أطراف الحديث مع توركال كانت أنجي تستعيد ذكريات الماضي عندما كانت تأتي الى المطعم نفسه لتأكل السمك مشويا على الفحم مع قطعا من الخبز المحمص وبعض الزبدة.
طلب رايك من أحد خدم المطعم أن يأتيهم بمشروب فيما كان توركال يقول لمايا بعد أن لاحظ أنها تنظر اليه بعينين حزينتين من وقت لآخر:
" أنت لا تزالين يافعة , فلماذا كل هذا الحزن؟ ما زالت الحياة طويلة أمامك بكل مباهجها".
منتدى ليلاس
فأجابته مايا وهي تفكر بالمغني الشاب رودي , الذي رفض والدها أستمرار علاقتها معه:
" أن كل ما تعرفه عني هو أنني شابة ولذا تقول هذا الكلام , لكن ألا تعتقد بأن المظاهر تخفي في بعض الأحيان وراءها كثيرا من المرارة؟".
فتدخلت أنجي مقاطعة بعد أن رأت أن توركال ينظر الى مايا بأستغراب ودهشة , لا ريب أنه يعتقد في قرارة نفسه بأن الكلام الذي قالته مايا لتوها كان يجب أن يقوله هو , غيّرت أنجي الحديث فورا لكي لا تتسبب بالأحراج لأحد :
" ألا تعتقد يا توركال بأن اللغة الأسبانية جذابة ؟ أنا شخصيا أجد ألفاظها أسلس بكثير من باقي اللغات , لقد تعلمتها عندما كنت آتي الى هنا بصفتي تلميذة مدرسة".
" معك حق! أن لهذه اللغة رنة موسيقية ناعمة , وهذا ما يجعلها سلسة ".
ثم أستطرد قائلا:
" آه , الآن فهمت سبب أجادتك اللغة الأسبانية بطلاقة ! رغم أن مظهرك الخارجي يوحي بأنك أنكليزية ".
عاد الخادم حاملا كؤوس الشراب فوزعها عليهم , وبعد صمت قصير , عادت أنجي لتسأل:
" أين تقيم في هذه الأيام يا سيد توركال؟".
" أنا أملك شقة في مدريد , وأهلي يسكنون منزلا كبيرا في الأندلس".
" سمعت أن الأندلس جميلة جدا ومحافظة على تقاليدها".
" هذا صحيح , أنها تشبه بايلتار كثيرا , فشمسها حادة وينابيعها كثيرة ونساؤها محجبات , ما رأيك بالنساء المحجبات يا رايك؟".
" في هذه الأيام كل النساء محجبات بالنسبة لي يا صديقي".
" عفوا , لم أقصد.........".
: لا عليك , أنا أحب أن ينسى الناس في بعض الأحيان أنني كفيف , لا عليك".
وتدخلت مايا وهي تحدق بتوركال بأعجاب ظاهر :
" هل ستعود الى المستشفى يا سيد توركال؟".
فأجابها وفي صوته بعض التهكم:
" لا , لقد فعلوا كل ما يمكنهم من أجلي".
" هل تحسنت حالتك ؟ أنت تبدو بصحة جيدة".
" نعم , شكرا".
وعاد الخادم مرة ثانية حاملا معه بعض المرطبات , فأحس توركال بأنه أنقذ من ورطة لو تشعب الحديث أكثر , فتنفس الصعداء وقال:
" لقد أتى في وقته , أشعر بعطش شديد".
بعد دقائق بدأ الخدم يتوافدون حاملين أطباق الطعام الشهي , فراح الرجلان يتجاذبان أطراف الحديث ويتكلمان عن تجاربهما , وراحت مايا تصغي بأهتمام لما يقولانه , أحست أنجي بأن المشكلة ستبدأ قريبا أذا وقعت مايا في حب توركال , خلال هذا الوقت كان رايك يمازح الجميع ويضحك على غير عادته , فسألته مايا:
" أنا لم أرك تتصرف هكذا منذ زمن طويل , هل يعود الفضل في ذلك لأنجي أم للنزهة".
فأستدار رايك نحو أنجي سائلا:
" ما رأيك أيتها الممرضة؟ هل تعتقدين أن الفضل يعود لك ؟".
فتدخل توركال وهو يبتسم أبتسامته الحزينة قائلا:
" أعتقد بأن الفضل يعود لأنجي , أن الممرضة التي أعتنت بي لا تشبه أنجي أطلاقا , لقد كانت تشبه التنين ". وتابع ضاحكا : " لذلك أعتقد بأنني أستطيع أن أبدي رأيا في الموضوع".

roufaida 16-03-11 04:58 PM

ياريت تكمليها بجد انا بقيت متشوقه اعرف اجزائها
و قوليلى هى كام فصل

نيو فراولة 16-03-11 05:04 PM


ثم وجه سؤاله لرايك:
" كيف تقضي أمسياتك في المنزل؟".
" أستمع الى بعض القصص الرومنطيقية , أن أنجيلا تحبها وتقضي ساعات في قراءتها لي".
فسألها توركال:
" هل أنت رومنطيقية , آنسة أنجي؟".
" نوعا ما , أنا أحب الأفلام والقصص الرومنطيقية لأنها تنسيني متاعب مهنتي , أعتقد أنكم , معشر الصحافيين , تفضلون النظرة الواقعية الى الحياة , أليس كذلك؟".
" هل تعتقدين ؟ أثناء وجودي في المستشفى , فكرت مرارا أن أترك مهنتي وأعود الى الأندلس للعمل في الأرض مع أبي , أنه يرحب بذلك وأنا حتى اليوم لم أصل الى قرار حول هذا الموضوع وقد......".
فقاطعه رايك بالقول:
"أعتقد أنها فكرة جيدة , أنا أتمنى لو كان مجال الأختيار مفتوحا أمامي هكذا".
" على فكرة , أنا لم أسألك بعد , ماذا قررت أن تفعل في المستقبل؟".
" لا أعتقد أن المجال مفتوح أمامي بشكل واسع".
فقالت له مايا:
"بأستطاعتك أن تدرس المحاماة كما أقترحت أنجي".
" أحقا , وكيف تريدينني أن أقرأ الكتب ما دمت كفيفا".
" أعتقد بأن بعضها مسجل على أشرطة صوتية , بأمكاننا أن نبحث عنها".
فأجابها بنبرة عالية:
"أنا لست مهتما بالموضوه الى هذه الدرجة , أذا كان الأمر يهمك فلماذا لا تبحثين عن هذه الأشرطة بنفسك ".
ثم أردف قائلا:
" أتمنى أن تكونوا قد أستمتعتم بالغداء جميعا , أنجيلا , أستدعي الخادم أرجوك , لأسدد الفاتورة".
منتدى ليلاس
ما أن وصل الخادم حاملا فاتورة الحساب حتى قال توركال لرايك :
" أسمح لي أن أسددها بنفسي , فوجودي معكم هنا جعلني أنسى مشاكلي".
لم يجد رايك سببا للممانعة , فقال له:
" حسنا , أذا كان هذا يرضيك".
بعد أن سدد توركال فاتورة المطهم سألته مايا:
" كم ستبقى في الجزيرة؟".
فأجابها :
" أنا لم أحدد ذلك بعد بصورة نهائية".
" أنا أعرف الجزيرة كراحة يدي , أنها رائعة ويجب أن أريك أياها , أتحب السباحة؟".
" لا , لا أحبها".
" أنها رياضة ممتازة , لا ريب في أنك تعلمتها عندما كنت يافعا".
فتدخل رايك وأنّب مايا بنبرة غاضبة:
" كفي عن أزعاجه! لقد أتى ألى الجزيرة ليرتاح , فدعيه يختار ما يشاء القيام به!".
فدمعت عيناها فورا وقالت وهي تهم بالوقوف والتوجه الى حمام السيدات:
" أنا.... أنا متأسفة أن كنت أزعجتك , سيد توركال! أعذراني الآن!".
ما أن دخلت مايا الى الحمام حتى لحقت بها أنجي , فبادرتها الأولى بالقول:
" ما الذي دفع رايك الى التفوه بهذا الكلام؟ هل كنت مزعجة الى هذا الحد؟".
" ليس بالنسبة الي , لكنني أعتقد بأن لرايك أسبابه , فهو يعرف توركال أكثر منا".
وساد صمت قصير , بعدها قطعته مايا بالقول:
" ألا تجدينه جذابا؟".
" بلى , أنه جذاب لكنه غامض أيضا , فخذي حذرك منه".
" ماذا تقصدين ؟ أتعتقدينه حاد الطباع مثل رايك؟".
" ربما.... لقد أصيب الأثنان بجراح بالغة لا يمكن تعويضها".
" لماذا تتكلمين بطريقة غامضة ؟ جراح وأصابات لا يمكن تعويضها؟ ما الذي أخبرك أياه رايك عن توركال ؟ هل أصيب أصابة بالغة؟".
" أعتقد ذلك ".
" أظن بأنك على علم بكل التفاصيل , فلماذا لا تطلعيني عليها؟ هل تحبين توركال؟".
فحبست أنجي أنفاسها وقالت لمايا:
" بحق السماء , مايا , كفي عن هذه التصرفات , في اليوم الأول تقعين في حب عازف غيتار , وفي اليوم الثاني تبدلين رأيك , أن الحب هو أكثر من مجرد شعور بجاذب فوري ومغناطيسي الى شخص ما".
نظرت مايا اليها بعينين مليئتين بالغيرة:
" هل تتكلمين عن خبرة , هل أنت واقعة في الحب؟".
" كفى , لقد سئمت من هذا الحوار السخيف , أنني خارجة".
فأمسكت مايا بيدها وجذبتها نحوها وهي تقول:
" أتدرين , لقد أصبحت كتومة هذه الأيام ! لماذا يجب أن تخفي عني كل هذه الأمور؟".
" هذا لأنك تتصرفين كالأطفال , أن توركال خارج لتوه من مأساة , فلا تتسرعي".
" مأساة ؟ هل هو مطلق؟".
" لقد توفيت زوجته بحادث بعد أشهر من زواجهما".
" يا ألهي! لهذا أذن بدا وكأنه يدفع بالناس بعيدا عنه رغم أرادته , كم أود مساعدته".
" أنا أفضل ألا تعرضي نفسك للأذى مرة ثانية , أن جروح توركال ما زالت ساخنة ومؤلمة".
" أن في توركال شيئا يحرك المشاعر في أعماقي , ما أن ينظر الي حتى أشعر بقشعريرة , هل تفهمين ما أعني؟".
" بالطبع , لكن لا تدعي هذا الشعور يسيطر عليك".
" أنت تعتبرينني متقلبة وقليلة الثبات , أليس كذلك؟".
" لا , لكنني أعتقد بأن لك خيالا رومنطيقيا يدفعك الى تصور توركال كبطل وسيم في حين أنه أنسان مثخن بجراح عاطفية وجسدية , لذلك أنا أنصحك بأن.....".

الجبل الاخضر 16-03-11 09:00 PM

وووووووووو:7_5_129:ووووووووواااااااااااااااااااااااااووووووو ووو:party0033:ووووووووو
حماااااااااااااااااااااااااا:7_5_129:ااااااااااااااااس :mo2:ننتظر التكمله:dancingmonkeyff8:

وتمضي الايام 16-03-11 10:24 PM

ويييييييييييين التكملة الرواية رووووووووووووووووووووووعةمستنينك على نار:Welcome Pills4:http://www.liilas.com/vb3/images/smi...ome_pills4.gif

نجلاء عبد الوهاب 16-03-11 11:52 PM

ياالله فين التكملة:party0033:

asila 17-03-11 11:55 AM

شكرا كتيير على الرواية الحاوة و راح استنى التكملة

نيو فراولة 18-03-11 12:54 PM

فقاطعتها مايا وهي في قمة غشبها:
" أنا لا أريد نصائحك ! أنت تحبين توركال وتحاولين أخافتي بهذه الأخبار , لقد رأيتك وأنت تراقبينه على المائدة , من قال أن بعد كل هذه السنوات سوف نتشاجر من أجل رجل؟ أنا لا أريد أن نتشاجر يا أنجي . ولذا عندما يكون الأمر متعلقا بتوركال لا تتدخلي في الموضوع!".
" حسنا , كما تشائين! لكن أود ألا أراك تهرعين باكية الينا أنا ورايك في نهاية الأمر!".
" ماذا تقصدين ؟ ماذا هناك؟ بالله عليك , أخبريني!".
" هذا الأمر ليس من أختصاصي كما قلت منذ لحظات".
" أن رايك على أطلاع بالأمر , أليس كذلك؟ سوف أسأله".
فأنفجرت أنجي عندها غاضبة وقالت:
" لا , لن تفعلي , وكفي عن التصرف كطفلة مدللة , أنت تودين الحصول على كل ما يعجبك , تماما كالطفل الذي يدخل الى محل حلوى , دعي رايك وتوركال وشأنهما وتصرفي كأمرأة ناضجة !".
حدقت مايا بأنجي بذهول وقالت:
" الآن فهمت ما الأمر ! أنت مهتمة برايك! أنه رايك ".
وتابعت كمن أكتشف شيئا مهما , أنت مجنونة بحبه!".
أستجمعت أنجي أنفاسها وقالت مدافعة عن نفسها:
" أنه مريض وأنا ممرضته , لقد أحرز بعض التقدم في المدة الأخيرة ولا أريد له أن يصاب بأنتكاسة من جراء تصرفاتك".
" أن كل تصرفاتك يا أنجي تؤكد وجهة نظري , أنت مولعة برايك , يا ألهي , كيف لم ألاحظ هذا منذ البداية , لا أدري ماذا أقول لك يا أنجي , هل هو على علم بالأمر؟".
" لا , ولا يجب أن يعلم , عديني بذلك يا مايا".
" ولكن لماذا؟".
" لأنني لا أناسبه , تماما كما لا يناسبك توركال".
" تبدين متأكدة من هذا الأمر , أما زال يحب زوجته المتوفاة ؟".
" أعتقد هذا".
لقد بدا لأنجي أن هذه الطريقة هي الوحيدة المتوفرة لتجنيب مايا صدمة في المستقبل القريب".
" أنجي , لقد قلت بأنك لا تناسبين رايك , لماذا؟".
" لأن والدك يريده أن يتزوج من فتاة أسبانية , ومن ناحية أخرى , أن رايك لا يحبني , لذلك , ما أن يشفى حتى أغادر الجزيرة وأعود الى عملي في مستشفيات لندن , والآن , هيا بنا لملاقاتهما قبل أن يرسلا أحدا خلفنا".
وما أن وصلتا حتى بادرت مايا الى دعوة توركال للتنزه قرب الساحة لتريه الجامع والسوق القديمين وأستطردت قائلة:
"ستشعر كما لو كنت في المغرب".
" أذن كيف يمكنني أن أرفض؟ هل تسمح , يا رايك , بأن ترافقني مايا في هذه النزهة؟".
" بالتأكيد".
" شكرا لك".
منتدى ليلاس
وفيما كانا يبتعدان عنهما , بادر رايك أنجي بقوله:
"لا يجب أن تتعلق مايا بتوركال , آمل أن يتفهم ذلك".
" أنا متأكدة من أنه يتفهم ذلك , ولكن هل تعتقد أن الأمر ينطويعلى خطورة أذا وقعا في الحب؟".
" ليس أن الأمر ينطوي على خطورة , لكن ما من رجل له الحق بأن يحب أمرأة أن لم يكن قادرا على منحها حبا كاملا , ولا تظني أنني بذلك أحكم على توركال وحده بل على نفسي أيضا".
أحست أنجي فجأة برغبتها في الأعلان عن حبها له , لكن كانت حائرة ولا تدري ماذا ستكون ردة فعله حول هذا الموضوع , هل سينعتها بالمجنونة ويبعدها عنه , أم سيطلب من والده أنهاء مهامها لأنها أصبحت مصدر أزعاج ؟ أم أنه سيتجاوب معها؟
لم يكن الأستنتاج سهلا مع رايك لأنه كان متوتر الأعصاب على الدوام لأعتقاده بأنه سيموت قريبا , كان هذا الأمر , في الواقع , أحتمالا يجب مواجهته.
" رايك, ماذا تفعل هنا بحق السماء؟".
كان هذا الصوت صادرا عن شخص طويل القامة بهي الطلعة , ويرتدي بذلة بيضاء اللون , وضع يده على كتف رايك وأستطرد قائلا:
" يا أخي , ما كنت أتوقع أن أراك هنا , هذا رائع , فعلا رائع , لماذا لم يكتب لي أحد ليخبرني بأنك أستعدت نظرك!".
" سيب ؟ أهذا أنت؟".
وقف سيباستيان دي زالدو يتأمل شقيقه , وشيئا فشيئا أبتدأ الفرح يختفي من عينيه , نظر الى أنجي فهزت برأسها , فأخذ نفسا عميقا وأحاط شقيقه بذراعيه قائلا:
" بحق السماء ! أنت تبدو بخير رايك!".
" كيف وصلت الى هنا يا سيب؟ هل كنت على متن اليخت؟".
كان سيب لا يزال يحدق بشقيقه مذهولا وأجاب:
"لا , لقد أتيت على متن طوافة الشركة , ولقد أنتهيت لتوي من تناول الغداء مع الطيار الذي أقلع عائدا الى مدريد , رايك , أنت تبدو بحالة جيدة , وأنا لا أصدق أنك لا.........".
" أنني كفيف ؟".
وتابع ساخرا كعادته :
" عليك أن تتعود على هذه الكلمة , يا أخي , لأنك ستستعملها على الدوام".
ربت سيب على كتف رايك:
" أنا... أنا لا أعرف ماذا أقول!".
" أذن لا تقل شيئا يا سيب , فقط أرضخ للأمر الواقع".
" هل عرضت نفسك على أفضل الأطباء؟".
" نعم , هل تعتقد بأن أبي سيقبل ألا أفعل؟ والآن , أخبرني هل تبدو ممرضتي جميلة؟".
أبتسم سيب فيما كان يتفحص أنجي وأجاب شقيقه وعيناه تحدقان بها:
" جميلة ليست الكلمة المناسبة ,’ أنها رائعة , هذا ما أعتقدته عندما رأيتها في لندن , وأنا الآن مقتنع تماما بهذا الأمر".
فقال رايك بهدوء:
" أنا مسرور لذلك , فأنت وأياها لا بد أنكما تشكلان ثنائيا رائعا, وأنا شديد الأسف أذ ليس بمقدوري أن أراكما جنبا الى جنب".
عندها أحست أنجي بأنقباض في داخلها , وأحست بأنها تكاد تغيب عن وعيها , كانت تصرخ في أعماقها: ( رايك, رايك , أنا لا أريد سواك , فأما أنت والى الأبد وأما لا أحد".

ربي اسالك الجنة 18-03-11 05:38 PM

ااااااااااااااااه يا قلبي الرواية شي من جد خلاص مااقدر نيو فراولة متى بتكملينه مرة وحدة والله يعطيكي العافية على هاالمجهود
:55:ودمتي:55:في :55:صحة:55:وسعادة:55:

زهرة منسية 18-03-11 10:06 PM

:52::52::52::52::52::52::52::52:
بصراحه فراوله انتى بتعذبينا معقول روايه بالجمال والتشويق ده وبتتاخرى علينا فى تكملتها بس يارب يكون المانع خير وتكونى بالف عافيه منتظرينك على نار

زهرة منسية 19-03-11 10:14 PM

:Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj 52: والله حرام عليكى شوقتينا وسيبتينا على نار يعنى هو اكمن الروايه حلوه بس يارب تكونى انتى حبيبتى بخير وكله يهون طمنينى عليكى

هيبتي بعثرتكم 20-03-11 04:42 AM

الرواية خياااال اشكرك على الاختيار الحلو ولا اطوليين:

هيبتي بعثرتكم 20-03-11 04:46 AM

:lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol:

roufaida 20-03-11 06:47 AM

يلا كمليها بسرعه متأخريش علينا

ربي اسالك الجنة 20-03-11 12:30 PM

ندااااااااااااااااااااااااااااااااااء نيو فراولة وينك:Pq804850:الرواية لاتحتمل الانتظار :asd::Please::95: والله يعطيكي العافية دارية اني غثيتك بس تحمليني اشوي ودمتي بصحة وسرور0

نيو فراولة 20-03-11 03:40 PM

7- مفاجأة قرب النخلة

جلست أنجي تشرب الشاي الممزوج بعصير الليمون , أمام الفيللا في فسحة تظللها أشجار النخيل , راحت تتأمل بين الفينة والأخرى هذا المنزل الكبير وتسترجع تاريخ عائلة دي زالدو , هذا التاريخ الذي أطلعها عليه دون كارلوس عندما كانت يافعة.
أطلق مؤسس العائلة , كارلوس دي زالدو الأول , أسم ( منزل الشمس) على هذه الفيللا , بعد عودته من رحلاته الناجحة كقبطان لأحدى سفن البحرية الحربية التابعة للملك فيليب أوف سباين .وكان قد حضر معه , من أحدى غزواته عبر البحار , فتاة رائعة الجمال من البيرو( بلاد واقعة على الشاطىء الغربي لأميركا الجنوبية) ثم تزوج منها.
ينحدر آل دي زالدو الحاليون من هذه السلالة , ويشكلون مزيجا رائعا من العرقين الأسباني والبيروني..
ثم أنتقلت أنجي الى التفكير بمشكلة العائلة الحالية ألا وهي مشكلة رايك , لقد تذكرت أن سيب , بعد عودته وأطلاعه على الوضع عن كثب , أقترح على رايك أن يعود الى ممارسة بعض أنواع الرياضة كالفروسية وصيد السمك , والرماية بالقوس , وتذكرت أيضا أن رايك أنتفض عند هذا الأقتراح وقال لسيب:
"لا ريب أنك أصبت بمس في عقلك , كيف تريدني أن أسيطر على الحصان ؟ والى أين أوجه سهامي؟".
فأجابه سيب عندها:
"سوف تتعلم , عليك أن تبدأ بالتمارين , من سيهتم في بادىء الأمر أذا أصبت الهدف أم لا؟ أن مجرد فكرة المشاركة في التمارين يجب أن يثيرك".
" حسنا , كما تشاء , في كل حال , أفضل أن أموت تحت حوافر الحصان على أن أموت في فراشي".
فصرخ فيه سيب:
منتدى ليلاس
" بودي أن أصفعك على هذا الكلام , يجب أن تضع في رأسك العنيد هذا أن شظايا قنبلة أرهابيين لن تميتك , أقتنع بهذا ودع الجميع يعيشون بسلام".
" أقتنع بهذا الأمر عني , أنت وأنجيلا".
أعرب رايك مرارا عن رغبته في رؤية سيب وأنجيلا سويا , كان يطلب بأستمرار من شقيقه أن يرافق أنجيلا في نزهة على الشاطىء وأن يذهب وأياها الى المدينة لقضاء أمسية هناك.
ويبدو أن سيب لم يزعجه هذا الأمر , لقد بدا واضحا أنه يحب رفقتها , وأوضح لها مرارا ولم يخفه , ورغم أنه كان رائعا وجذابا ألا أن أنجي لم تكن تحبه , كانت في وضع لا يسمح لها بالتعبير عن حقيقة مشاعرها , أذ أبقت سرها مخفيا عن الجميع بأستثناء مايا التي حافظت عليه لسببين , صداقتها لأنجي , وأنشغالها بتوركال.
تنهدت أنجي وتمنت لو أن هناك من يمكنه أنقاذها من هذا الحب الذي يعذبها منذ سنوات والذي زاد قربها من رايك في تأججه.
وفيما هي غارقة في أحلامها , وأذا بصوت يخاطبها:
" أن من يكون صامتا وساهيا هكذا , يكون غارقا في أحلامه".
أستدارت فرأت سيب يتأملها مستندا الى جذع النخلة الفرعاء , كان يرتدي سروالا أبيض اللون وقميصا كحليا ويدخن سيغارا من النوع الفاخر.
بادرها بالقول:
" أن جمالك يبهرني رغم أنني عملت في السنوات الأخيرة مع الكثير من الفتيات الجميلات".
أستمعت الى أطرائه ببرود ظاهر وسألته:
" هل أنت مسرور بعملك السينمائي؟".
" ليس دائما , فقط عندما أقوم بعمل ناجح وأكون مقتنعا به , تماما كما تشعرين أنت أثناء عنايتك بشقيقي".
" أنا لم أساعده بالمعنى الحقيقي للكلمة , جل ما في الأمر أنني دربته ليساعد نفسه , وهو سريع الأستيعاب بشكل ملحوظ ولذلك يحرز تقدما هائلا في وقت قصير نسبيا".
" أنه ما يزال حاد الطباع , لقد لاحظت هذا بنفسي عندما رافقته في تمارين الفروسية , ولا أدري ما أذا كان سيقبل بوضعه بصورة نهائية".
" يجب أن يقبل يا سيب , يجب أن يتأقلم مع الوضع الجديد ".
" هل أبلغك الدكتور رومالدو عن آماله بالنجاة والبقاء على قيد الحياة".
" لقد كلمني الدكتور بصراحة , قال لي أن الشظايا العالقة قد تتسبب في بعض الألتهابات أو قد تتحرك حتى أن بعض المرضى يتجاوزون هذا الأمر لكن رايك لا يفعل".
" لم أعرف بعد كيف تتعاملين معه عندما يكون ثائرا".
" بصعوبة بالغة , صدقني".
" أود أن أشكرك لأنك أتيت فورا الى الجزيرة عندما دعاك والدي , لقد مر هو أيضا بظروف صعبة , كانت لرايك منزلة خاصة عنده لأنه بنه البكر".
" ما زال يكن له محبة خاصة رغم أن رايك قد تغير عن السابق نوعا ما".
" أنت معجبة به , أليس كذلك؟".
" بالطبع , أنه أنسان شجاع".

نيو فراولة 20-03-11 03:56 PM

" وما هو رأيك بي , يا عزيزتي؟".
لم تكن المرة الأولى التي يناديها فيها ( يا عزيزتي) ولا المرة الأولى التي يحدق فيها بحنان , راحت تتساءل في قرارة نفسها عن السبب الذي دفعها لتحب رايك بدلا من سيب رغم أن هذا الأخير كان ألطف بكثير , أقترب منها وقال:
" سحر عينيك يصيبني في الصميم , أنا أحب........".
فقاطعته وهي تضع يدها على شفتيه في محاولة لأسكاته:
" سيب ... أرجوك لا تتابع .... لا تقل هذه الأشياء , أرجوك!".
" ولم لا؟ أنا أعني ما أقول , ألا يعجبك مظهري؟ لست قبيحا الى هذه الدرجة ".
منتدى ليلاس
" بالعكس , أنت وسيم وبهي الطلعة".
" ولماذا كل هذا النفور أذن؟".
" أنا أعمل هنا كممرضة ولا يجب.......".
" يجب أن تعرفي بأنني معجب بك منذ زمن , أنا أحس كأنك دائما بعيدة عني وتسبحين في عالم من الأحلام , ما هي هذه الأحلام يا أنجي؟ وهل هناك أحد في حياتك؟".
" أنا لا أحب أن يتدخل أحد في شؤوني الخاصة".
" أنت أنسانة منطوية على نفسك , يا عزيزتي".
" تماما , ثم أنا لا أرغب بأن تناديني هكذا".
" يا عزيزتي؟".
" تماما , وأنا أقترح عليك ألا تقول لي هذا الكلام أمام والدك".
" هل تعتقدينه سيغضب أذا علم بأنني أحب فتاة أنكليزية؟".
" نعم , وليس عليك أن تتكلم عن......الحب!".
" أن الحب هو أجمل الأشياء التي يمكن للمرء أن يتكلم عنها ".
ثم أحاطها بذراعيه بحنان وفاجأها بعناق لم تستطع الهرب منه , كان يعانقها برقة فأنسجمت معه ولم تتمكن من المقاومة , ثم أبعدها عنه برفق وتمتم قائلا:
" يا حبيبتي! لن أدعك تهربين مني!".
" سيب أرجوك....... سيب!".
" لا عليك , لا تخافي , أنا أحبك كثيرا وأرغب بك , أردتك فقط أن تعرفي مشاعري نحوك لكي تفكري وتتخذي قرارك , أنا لست مستعجلا , أستطيع أن أنتظر".
ثم ساد صمت قطعه سيب بالقول:
" ما الذي يجعلك تعتقدين بأن والدي سيرفض زواجي من فتاة أنكليزية؟".
" لأنه أسباني حتى العظم ولأنه يريد لأولاده الثلاثة أن يتزوجوا من أشخاص تجري في عروقهم دماء أسبانية".
" يستطيع أن يطلب هذا من رايك لأنه البكر , ألا أذا حدث الأسوأ وأصيب رايك بمكروه لا سمح الله , لكنه سيبقى حيا ... سيبقى حيا أليس كذلك؟".
عند سماعها هذه الكلمات أحست أنجي بقلبها ينتفض في صدرها كالعصفور , كيف ستقوى على الحياة لو توفي رايك؟ ماذا ستفعل؟ تمالكت نفسها وأجابت سيب بهدوء:
" أن الممرضة معتادة على التفكير بطريقة أيجابية دائما, لو بقيت الأمور كما هي الآن , بأستطاعة رايك أن يعيش طويلا".
" بأذن الله عز وجل".
" لا أحد منا يا سيب يستطيع أن يتنبأ بقدره , قد أموت غدا مع أن صحتي ممتازة , أن الأعمار بيد الله في أية حال".
غيّر سيب الموضوع , وسألها :
" هل تعتقدين أن مايا ستدعو هذا الشاب الذي تخرج معه الى حفل العشاء الذي قرر والدي أقامته بسبب زيارتي للجزيرة؟ على فكرة ما رأيك بهذا الشاب , خاصة وأنت تعرفينه؟".
" أنه أنسان جذاب".
" أنا آسف لأنني لم أكن هنا يوم دعاه رايك الى العشاء مع العائلة, لقد أخبرتني عمتي فرانشيسكا بأنه أكبر من مايا بعدة أعوام , هل تجدين هذا الأمر سيئا أم تحبذين أن يكون الرجل أكثر خبرة من المرأة؟".
" أنا لا أستطيع أن أتكلم بالنيابة عن مايا , أضف الى ذلك أنني لا أعتقد بأن هذه العلاقة ستدوم بل ستنتهي حالما يغادر توركال الجزيرة".
" أعتقد بأنها متأثرة به , فهي تبدو شاردة في أغلب الأحيان ".
" أن توركال أرمل , لذلك لا أعتقد أن أهتمام مايا به سيكون تصرفا حكيما".
" لماذا أتعتقدين أن قلبه قد دفن مع زوجته؟".
" نعم".
" نحن نعلم ماذا يحدث عندما يموت شخص عزيز , لكن الحياة ستستمر شئنا أم أبينا وربما كان بأمكان مايا أن تسعده ثانية , ألا تعتقدين بأن الأنسان يمكن أن يحب مرتين؟".
" لا أعتقد بأنه يمكن أن يحب مرة ثانية بالقوة نفسها".
" أنا أوافقك الرأي , لكن الأنسان بحاجة لمن يشاركه في حياته , لا يمكن للأنسان أن يبقى وحيدا".
" أن يكون وحيدا لا يعني بالضرورة أن يكون مستوحدا".
عندها جذبها سيب نحوه وعانقها للمرة الثانية وهو يقول لها:
" أنت لم تخلقي لتكوني وحيدة".

نيو فراولة 20-03-11 04:24 PM

سمحت له هذه المرة أيضا لكنها لم تكن تشعر به , لاحظ هو ذلك وراح يشد فكاد يعصرها عصرا بين ذراعيه القويتين.
" أنه مشهد رائع , لا أعتقد بأنه علينا أن نزعجهما! , أنجي وسيب , يا عزيزي , أنهما يتعانقان تحت النخلة , ليس من اللائق أن نفسد خلوتهما ".
فجأة أرتجفت أنجي بين ذراعي سيب , قطعت عليه عناقه وأدارت رأسها الى حيث يقف رايك وأيزابيل , فشاهدت أبتسامة خبيثة ترتسم على وجه هذه الأخيرة , , تصورت أنجي أن أيزابيل ستهرع الى دون كارلوس لتخبره ما رأت وتبدأ عندها المشاكل الحقيقية|.
وقف سيب وقال:
" لا أريد أن يستنتج أحد أستنتاجات خاطئة , أنا وأنجي نخطط للزواج قريبا".
أحست أنجي فجأة كأن صاعقة نزلت عليها , فجلست صامتة لا تدري ماذا تقول , أنها لم تفهم ما الذي دفع بسيب الى أن يقول ما قاله.
" تهانينا لكما".
قالتها أيزابيل ضاحكة فيما كانت تمسك بيد رايك وتابعت موجهة كلامها اليه:
" أليست هذه الأخبار سارة؟ فلنأمل أن يبارك دون كارلوس هذا المشروع".
" يبدو أنك لم تشع وقتك يا أخي".
" أن الفضل في ذلك يعود لك يا رايك".
تنهد رايك قائلا لشقيقه:
" حسنا! تهانينا يا سيب! هيا بنا يا أيزابيل لتناول الشاي".
فأجابته والبسمة تعلو شفتيها:
" نعم , هيا بنا ولنترك العاشقين وحدهما".
منتدى ليلاس
في هذه الأثناء كانت أنجي واقفة تنظر الى سيب بغضب شديد , وما أن أستدار رايك وأيزابيل على أعقابهما حتى صرخت به:
" ما الذي دفعك الى أن تقول ما قلته؟ كيف تجرأت؟".
" أنت تعرفين ايزابيل , لو لم أتصرف هكذا لحملت الخبر لوالدي وحرّفته , ولكنا وقعنا في ورطة لا تنتهي".
" أعلم هذا , ولكنني عندها كنت سأتصرف على طريقتي , أسمع جيدا ". وتابعت مرتجفة:
" ليست لدي النية لأتزوج منك أو من أي شخص آخر , لذلك سوف يكون عليك أن تخبر رايك بالحقيقة!".
عندما سمع هذا الكلام أمسك بها من ذراعها وشد عليها قائلا:
" حسنا , ولكني أراك مهتمة بأمر رايك, هل لي أن أفهم لماذا؟".
" لأنه مريضي وأنا أعنى به يا سيب, ولأنني لا أريد أن أطرد من الفيللا قبل أن أنتهي من عملي , أعلم أن والدك محافظ جدا حيال كل ما يتعلق بالأخلاقيات , لكنه كان بمقدوري أن أقنعه بالحقيقة مهما كذبت أيزابيل , لقد أستغليت الظرف ولم يكن يحق لك!".
" لكنني أريدك يا أنجي , فأنا أحبك".
" أن الحب هو رغبة ثنائية يا سيب , ألم تتساءل يوما أذا كنت أحبك أم لا؟".
" لكنك لم ترفضي عناقي ,. بل شاركتني به".
" هذا لأنك أرغمتني ".
" كوني منصفة , أنجي , لو لم ترغبي به لكنت قاومت أكثر".
" لم أفهم".
وتابعت ببرود ظاهر:
" أن الرجل عادة يشعر فورا بمدى تجاوب المرأة ".
فحدق بها بغيظ وراح يشد على ذراعها:
" وأنت , هل تجاوبت مع أحد ما لغاية الآن؟ هيا تكلمي , أريد أن أعرف؟".
" قلت لك دعني! لم أظن أنه من الممكن أن تكون هكذا , لقد ظننتك ألطف بكثير".
" أنا رجل , يا أنجي , ولا أشعر بالراحة للوضع الآن لكي أكون لطيفا معك , أريد أن أسمع منك فورا أن رايك , كرجل , لا يعني لك شيئا".
" لقد بدأت تتصرف بطريقة حاقدة......".
" قولي ما طلبته منك قبل أن ألوي معصمك!".
" هذا كلام رائع!".
" أريد جوابا على سؤالي , الآن!".
رفعت شعرها عن جبينها بيدها اليسرى وقالت له:
" حسنا , حسنا , أنني , كأمرأة , لا أعني لرايك شيئا , هل هذا يرضيك؟".
" أعتقد ذلك , لم تدفعني أية أمرأة الى التصرف بهذه الوحشية من قبل ! هل أنت مسرورة؟".
" آه , سيب , لم أعد أشعر بأننا أصدقاء كذي قبل".
" نحن لسنا أصدقاء , يا عزيزتي , نحن رجل وأمرأة تواجهنا مسألة مبدئية , هل سنتزوج أم لا؟ أنا أعرف ماذا أريد , أما أنت فيبدو أنك بعيدة كليا عن الواقع , ماذا سيحدث عندما يعلن رايك بأنه لم يعد بحاجة لك ؟ أو , لنفترض الأسوأ , أذا...".
فأبيض لون أنجي فجأة وصرخت بسيب:
" لا , لا أرجوك لا تقل ........ أرجوك!".
" أيتها المجنونة! أيتها الحمقاء! أن رايك غير قادر على الأقتران بك حتى ولو رغب , ألا تعلمين هذا ؟ لقد قرر والدي , ومنذ زمن طويل , أن رايك سيتزوج من أيزابيل , أن أخي أنسان عملي رغم كل شيء ياأنجي , وهذا ما سيدفعه في النهاية الى القبول بزواج مدبر . لقد رأيتهما معا للتو , ومع ذلك , ما زلت ترفضين أن تصدقي".

زهرة منسية 21-03-11 03:28 PM

فى الانتظار ونتمنى تكمليها بسرعه لانها راااااااااااااااااااااااااااائعه

roufaida 21-03-11 11:00 PM

بجد يلا نزلى القصه شوقتينى اعرف بجد ايه اللى هيحصل بعد كده

عذوب الغلا 22-03-11 12:32 AM

حمااااااااااااااااس
منتظرررين التكملة ع احر من الجمر

نيو فراولة 22-03-11 06:22 PM

أخرج من جيبه أسوارة ذهبية وقبّل يدها ثم وضعها فيها , كان هذا تقليدا أسبانيا يعني أنه يطلبها رسميا للزواج , حدقت به وهي مذهولة من هول المفاجأة .
" جربي هذه , لو سمحت".
" أنزعها أرجوك".
" أذا كنت لا تريدينها , فما عليك ألا أن تنزعيها بنفسك يا عزيزتي".
" أرجوك , هيا , نحن لا نلعب".
" أنا أوافقك الرأي تماما , نحن لا نلعب بالفعل".
" أذن فأنت تعني؟".
" تماما , غدا خلال العشاء سأطلب يدك رسميا".
" ومع هذا , سوف يبقى جوابي على حاله".
" ورفضي لهذا الجواب سيبقى أيضا على حاله , فأنا قادر على أن أمنحك حبا كبيرا يا أنجي بعكس رايك , أنه سيتزوج من أيزابيل , ألا ترين هذا؟ أنه واجبه نحو العائلة وأنا متأكد من أنه سوف يقوم به كعادته".
أحست أنجي بأنها ستبكي لا محالة , أذا بقيت هنا تستمع الى كلام سيب , فأستدارت على أعقابها وركضت نحو المنزل بسرعة .
ما أن وصلت الى غرفتها حتى أرتمت على سريرها وهي تتنهد , راحت تفكر بأنه من الأفضل لها أن تطلب من دون كارلوس أن يعفيها من مهمتها لتعود الى أنكلترا فتتخلص , ولمرة واحدة , من كل هذه المشاكل التي تتراكم يوما بعد يوم.
فجأة فتح الباب , فأستدارت وهي تعتقد أن القادم سوف يكون رايك , ولكن توقعها لم يصح , فقد كانت مايا التي بادرت أنجي بالقول والأضطراب باد عليها:
" أنجي , يجب أن أكلمك".
منتدى ليلاس
" أدخلي أذن يا مايا, أدخلي , وأقفلي الباب وراءك".
بدت مايا جذابة بملابس الفروسية وأيقنت أنجي أنها كانت مع توركال , فقالت لها:
"تبدين رائعة! هل تمرنت جيدا؟".
فأومأت مايا بالأيجاب وجلست على كرسي صغير قرب السرير .
" تبدين قلقة , ما بك؟".
" كيف تعرف الواحدة منا أذا كنت تحب فعلا , يا أنجي؟ لقد ظننت في السابق بأنني كنت أحب رودي , لكن تأكدت من أن الأمر لم يتعد كونه بالنتيجة تمردا على آراء أبي وعلى سلطته , لقد كنت دائما...........".
وقاطعتها أنجي سائلة بتردد:
" هل هو.... توركال؟".
" تماما , لقد كنت تعلمين بما حصل له , أليس كذلك؟ لهذا السبب لم ترغبا , أنت ورايك بأن أرتبط بعلاقة معه , لقد شعر هو بهذا الأمر , فشرح لي الموقف بدقة .... هل فوجئت بهذا الأمر؟".
فأجابتها بوداعة:
" كنت فوجئت لو لم يخبرك بنفسه".
" أنه أنسان رائع , ساحر , جذاب! أريد أن أبقى الى جانبه على الدوام , ولقد أخبرته بذلك ! أنني لا أطيق أن يغادر بايلتار وحيدا! لا أطيق أن يغادر بايلتار بدوني يا أنجي , آه , أنت تظنين أني , ولا ريب , مجنونة".
" لا , أنت لست مجنونة , أنه رجل جذاب وأنا أفهم مشاعرك جيدا , لكن ما هي مشاعره أتجاهك , هل أخبرك بها؟".
" لقد أخبرني بأنه لا يمكننا أن نتزوج , ولقد أصر " .وتابعت باكية:
" علي أن أنساه وأقع في حب شاب بمثل سني , بمقدوره أن يمنحني حبا وأولادا , لكنني لا أرغب بأحد سواه , أنا أشعر في أعماقي بأنني قادرة على أسعاده".
" لكنه لا يقدر على منحك حبا كاملا يا مايا, أتفهمين ما أعني؟".
أومأت مايا بالأيجاب وكرت دمعة على خدها:
"أنا أحبه كثيرا وأفضل الموت على الأبتعاد عنه , أن أجبرت على التخلي عنه فسوف أدخل الى الدير , فليكن كلامي واضحا وهذا ما سأقوله لأبي".
" في كل حال , أنا أنصحك بالتفكير مليا قبل أتخاذ أي قرار حول هذا الموضوع , أن الأمر ليس بالسهولة التي تتصورين , وقد يكون عليك المرور في حقل ألغام قبل الوصول الى مبتغاك".
كانت مايا في هذه الأثناء تحدق بالأسوارة الذهبية في معصم أنجي وما أن أنتهت هذه الأخيرة من كلامها حتى سألتها:
" أنجي , هل أنت واقعة في الحب؟".
" نعم".
وأيقنت أنها تسرعت بالأجابة على السؤال , لقد أصبح الآن بأمكان مايا أن تسألها عن أسم الشخص الذي تحبه ولن يكون بمقدورها أن تتفوه بأسمه.

نيو فراولة 22-03-11 06:50 PM

أقتربت مايا منها وأمسكت بيدها متأملة الأسوارة الذهبية:
" من أعطاك هذه؟".
لم تجد أنجي مفرا من الأجابة:
" أنه سيب, لكن لا تستنتجي أستناجات خاطئة , مايا , لقد طلب مني أن أجربها وهذا لا يعني أنني سأبقيها ".
" أنها جميلة على أية حال , لماذا تتصرفين بهذا البرود؟ لو قدم لي توركال واحدة مثلها لطرت من الفرح , ثم أنت تعلمين عاداتنا هنا , لذلك أنا أعتقد بأنك ما كنت سمحت له بوضعها في يدك لو لم تقبلي بالزواج منه".
" لقد فاجأني وأربكني فلم أعد أعرف ماذا أفعل , أنه عنيد على ما يبدو , ويرفض أن يسمع جوابا سلبيا مني عن موضوع الزواج , سأضع الأسوارة لبضعة أيام ثم أعيدها اليه".
" ولماذا تعيدينها ؟ أنه شاب وسيم , ألا تعتقدين؟ ثم أنتما تعرفان بعضكما منذ مدة طويلة , منذ كنا أطفالا".
خيم سكون على الغرفة فقطعته أنجي بسؤال:
" هل صحيح... أن رايك وأيزابيل سوف.... سوف يتزوجان؟".
" هذه ترتيبات عائلية أعدها والدي منذ زمن بعيد , أنت تعرفين رأيي في هذا الموضوع , لكن المهم هو رأي رايك".
" أتعتقدين بأنه يحب .... أيزابيل؟".
طرحت أنجي سؤالها والحزن يكاد يخنقها , لقد أحست بأن كلماتها تخرج من مكان بعيد .... بعيد عنها , لقد شعرت بأحساس غريب بدائي , أضعف أقتناعها بأن الحب هو الأساس لزواج ناجح وسعيد".
" لا أعتقد بأنه يحبها , لكن العائلات الأسبانية غالبا ما ترتب زيجات من هذا النوع, خاصة عندما يتعلق الأمر ببكر العائلة".
" هذا ما يحدث غالبا , أن الحب مؤلم وقد يكوم من الحكمة ألا يقع الأنسان فيه , لكنه قسم من حياتنا , أليس كذلك؟ أنا عندما أنظر الى عمتي فرانشيسكا ألاحظ أن الحياة قصيرة وتمر بسرعة آخذة معها لذة الشباب , أراقبها وهي تطرز وأتصور نفسي مكانها , حياتي أشرفت على نهايتها وزالت كل آمالي وأحلامي , هذا ما سيحصل أذا ذهب توركال وتركني , ألا تشعرين بنفس الشيء أتجاه أخي سيب؟".
" أنا معجبة به كثيرا , لكنني لا أحبه!".
" أنت تتكلمين بطريقة جدية , آه , الآن تذكرت حديثنا منذ عدة أيام , أذن أنت تحبين رايك , وهو ملك لأيزابيل , يا ألهي , يبدو أننا عاشقتان تعيستان ".
منتدى ليلاس
" قد يكون الأمر كذلك , لكن ما يواسينا هو أننا , على الأقل نعرف بأننا نحب أشخاصا جديرين بالثقة والأحترام".
" كم أتمنى أن يقتنع توركال بوجهة نظري , كم أرغب في ضمه الى صدري والعناية به , ألا ترغبين يا أنجي بأن تفعلي الشيء نفسه , مع رايك؟".
أومأت بالأيجاب ولم تجد أنه من الضروري أن تخبرها بأنها سبق وفعلت هذا عدة مرات عندما كانت تدخل الى غرفته وتجده في حالة يرثى لها من تأثير الكوابيس , فكرت أن أيزابيل ستسر كثيرا بمركزها الجديد كزوجة لأبن حاكم الجزيرة , لكنها لن تتمكن أبدا من التفاهم مع رايك , لأنها لن تستطيع أن تفهم مخاوفه وأكتئابه , أنها تحب نفسها أكثر من أي مخلوق على سطح الأرض , لقد كانت أنجي متأكدة من هذا.
فجأة قفزت مايا وهي تقول بعصبية :
" لقد قررت ألا أخضع لرأي أحد , أنا أعرف أن توركال يحتاج الي ولذلك سوف أذهب معه الى أسبانيا!".
حدقت أنجي بصديقتها بقلق وأضطراب وقالت لها:
" أنت تعرفين الظروف التي تحيط وستحيط بهذه القضية أذا أقدمت على القيام بما قلته لتوك , هل تعتقدين أن تصرفك سيكون حكيما؟".
" وهل تتصرفين أنت بحكمة , أذا عرفت بأن رايك يحبك مثلا؟".
" لا , لا أعتقد".
فنظرت مايا اليها وكان التصميم على التنفيذ باد في عينيها :
" أذن قفي الى جانبي , أن لم يأخذني توركال معه , فسوف ألحقه كظله الى أن يقبل بي , أنا أريده تماما كما تريدين أنت رايك , رغم أصابته , أن الحب يقاس بمقدار العطاء ولا يحق لأحد أن يحرمنا من هذا الحق , ألست على صواب يا عزيزتي؟".
" بلى , أنت على صواب , متى سيغادر توركال الجزيرة؟".
" أنه يخطط للسفر غدا أثناء الحفلة التي سيقيمها أبي , لقد تعرف على أحد مالكي اليخوت في الفندق حيث ينزل , وهذا الأخير سيقله ألى كوردوبا , سوف أتصل بالسيد ماكينوس وأسأله أذا كان يقبل بنقلي معه في اليخت , وأطلب منه ألا يخبر توركال بالأمر لأنني أريد مفاجأته , سأغادر الحفلة مع توركال متذرعة بأنني أرغب في توديعه على المرفأ , سوف يقيم الدنيا ويقعدها عندما أصعد الى اليخت , لكنه بالتأكيد لن يرمي بي في البحر".
وأردفت قائلة وهي تبتسم:
" على الأقل هذا ما أتمناه , تمني لي حظا سعيدا يا أنجي".
" الى اللقاء يا مايا , في أمان الله!".
وبعد لحظات أصبحت أنجي وحيدة في الغرفة , فلقد أغلقت مايا الباب وراءها , وقررت بأنها سوف تتبع توركال في السراء والضراء , أصبحت تعرف تماما ماذا تريد , فقد نضجت ووجدت الشجاعة الكافية لتواجه قدرها مع من تحب.

زهرة منسية 22-03-11 06:51 PM

مشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاقين ..................... هى كام فصل؟

نيو فراولة 22-03-11 07:30 PM

8- نحيا مع أو....

أنشغل خدم الفيللا طوال النهار بالتحضير لحفلة الأستقبال المسائية التي سيقيمها دون كارلوس بمناسبة زيارة سيب , كانت عملية الأعداد هذه مرهقة بالفعل للجميع وكانت الأثارة تضفي على الجو نكهة خاصة , لأن الحفلات التي يقيمها دون كارلوس هي أجمالا حفلات كبيرة , يزينها رقص الفلامنغو والطعام الممتاز.
أبتدأت الشمس تغيب في الأفق وما هي ألا لحظات حتى تضاء الأنوار ويبدأ المدعوون بالتوافد.
ووقفت أنجي في غرفتها , تتأمل أمام المرآة فستانها الحريري الأزرق , لقد أشترته في صبيحة هذا اليوم بالذات من أحد متاجر الساحة ناسبها تماما وكأنه صنع خصيصا لها , بطوله الذي يلامس الأرض وأكمامه القصيرة , تعطرت بعطرها المفضل : شانيل رقم 5, ثم سرحت شعرها القصير بسرعة , أطفأت النور وجلست تفكر كعادتها , كانت مأخوذة بأفكارها الى درجة أنها لم تلاحظ أن شخصا ما قد دخل الى غرفتها.
فجأة لامست كتفها العارية يد , فأنتفضت كمن أصيب بمس :
" لا تنتفضي هكذا , أذا كنت أخفتك فهذا يعني أن الغرفة مظلمة".
" فعلا".
أعادتها لمسة رايك الى الواقع , وقفت لتضيء النور فقال لها:
" يبدو لي أنك تتحضرين للسهرة".
ثم أنحنى عليها ليشتم رائحة العطر على بشرتها , فلفحتها أنفاسه الحارة , وتابع قائلا:
" ألست أنت من قال لي , بأن عليّ أن أعوض بيدي وببقية حواسي عن فقدان البصر؟".
منتدى ليلاس
" بلى , تماما".
كان الراديو الى جانبها يصدح بأغنية قديمة لشيرلي باسي عنوانها ( أنت تسكن في مسام جلدي).
" غريب هو شعور المرأة عندما يتلمسها أنسان غير قادر على رؤيتها , ما هو لون ثوبك , أنجيلا؟".
" أزرق , أزرق غامق".
" يبدو لي أن هذا اللون يحبه الأنكليز كثيرا , فأنت ترتدين ملابس زرقاء في أغلب الأحيان .... أن رائحة الهواء البحري المختلط بأريج الياسمين تبدو فواحة هذه الليلة , أنا سعيد لأن هذه الأمسية ستكون ممتازة بالنسبة لسيب..... هل تحبينه كثيرا؟".
أحست بأمتعاض من السؤال , فهي تفضله هو على كل رجال الأرض , لكنه لا يعلم ذلك , عندما طال أنتظاره ولم يسمع جوابا , أستطرد مستفهما:
"هل تدخلت في أمور لا تعنيني , أنجيلا ؟ أنا أحترم صمتك ". وتابع وهو يبعد يده عنها:
" ولكن كوني على ثقة بأن علاقتكما هذه ستحظى بدعمي وتأييدي أذا واجهتكما مشاكل مع العائلة , أنا لن أتخلى عنكما لأنني أحبكما وأريدكما أن تبقيا معا".
أحست أنجي أن كلماته تنفذ كالسكين الى داخلها , لكي تنسى ألمها وجدت ملجأ لها في الثرثرة :
" أني أضع الآن الأسوارة التي قدمها لي سيب , لذا أتمنى أن يحظى هذا الزواج على موافقة والدك , ألا تريد أن تتحسس الأسوارة؟".
" حسنا , ما دمت تصرين".
ثم تمتم بعد أن فعل:
" أهي من الذهب؟".
" وماذا غير ذلك؟".
أمسك بساعدها وقال لها:
" أنت تريدين أن تتزوجي من سيب , أليس كذلك؟".
" تماما , أنه بهي الطلعة , كريم النفس وحنون القلب , وأية فتاة لا تتمنى أن تجد كل هذه الصفات في رجل واحد ؟ ثم , ألم تقل لي أنت , منذ أسابيع , بأنني كنت دائما أفضل سيب عليك , ألا تتذكر؟".
أمسك بكتفيها وأدارها لتواجهه قائلا:
" أنجيلا , ما الذي حصل بالضبط؟".
" لا , كل ما في الأمر أنني أرتبطت بشخص جذاب وساحر , فلماذا تريد أن يكون في الأمر شيء؟".
أنها ما تزال تحبه بصدق , لكنها تحاول أن تدافع عن كرامتها وكبريائها أمامه , فهو لم يترك لها المجال لكي تعبر عن مشاعرها , بسبب عدوانيته المفرطة.
" أن أيزابيل قد صورت لك بدقة دون شك , عناقنا أنا وسيب تحت النخلة , أليس كذلك ؟ نحن بالكاد نقوى ". وتابعت ببرود:
" على أنتظار عقد القران , من حسن الحظ أن سيب ليس أبن العائلة البكر , وليس بالتالي مضطرا للزواج من فتاة أسبانية , ألا توافقني الرأي؟".
فأجابها بسخرية :
" أهذا ما يفعله الأبن البكر دائما , أذا كان أسبانيا؟".
وأردف قائلا بعد هنيهة:
" أحس بأنك ترتجفين يا أنجيلا , أنه الشوق الى سيب , أليس كذلك؟ يجب أن تتزوجا في أسرع وقت , سأتدبر الأمر , فأنا لا أريد أن يفوتني الزفاف".

نيو فراولة 22-03-11 08:31 PM

فدفعته عنها وأرتدت نحو النافذة وهي تنهره:
" رايك , بحق السماء ألا تكف عن التحدث عن الموت , أهذا ما تريده؟ لقد بدأت أتساءل.....".
" أنا أعلم جيدا بأنني لن أرى مرة ثانية , لقد أرغمت الدكتور رومالدو على قول الحقيقة , أن الأصابة غير قابلة للشفاء , لأن أعصاب النظر قد أتلفت , لكننا بشر ونؤمن بالمعجزات".
" أن المعجزة هي أنك حي ترزق , وأنت في وضع صحي يؤهلك للبقاء حيا لمدة طويلة جدا , ألم يخبك الطبيب هذا أيضا؟".
هز كتفيه بلا مبالاة وصمت , فراحت تحدق به فيما الوجوم يسود الغرفة , كانت تتمنى لو أنها الشخص الذي تم أختياره للبقاء بجانبه مدى الحياة , لكن هذا الحق كان يعود لأيزابيل حتى أشعار آخر , لقد أتخذ القرار العائلي منذ زمن ويبدو أن الرجوع عنه صعب لا بل مستحيل , رغم أن أيزابيل لا تفهم رايك مثلما تفهمه أنجي.
أتجاه لامبالاته شعرت بدمها يفور فصرخت به:
" أتعلم , أنت لست كفيفا فحسب , بل أعمى البصيرة أيضا , الم تلاحظ أن العمى لم يفقدك قوتك وشجاعتك؟".
وقف أمام النافذة ورفع عينيه نحو القمر الذي تنعكس أشعته على صفحة الماء:
" أنت تقولين هذا الآن مع أنك ترين كيف أرتجف من الخوف, عندما تداهمني الكوابيس في الليل, يجب أن أقر بأنني سوف أفتقد خدماتك عندما سيأخذك سيب من الجزيرة , لكنني بطبيعة الحال لا يمكن أن أقف في.... طريق سعادتكما".
شعرت أنجي برغبة جامحة لتكذيب هذا الكلام والبوح بالحقيقة المجردة , لأن الوضع لم يعد محتملا , لقد عرفت فجأة أن المرأة عندما تحب لا تعود ملكا لنفسها , بل تصبح ملكا لحبيبها شاء هذا الأخير أم أبى , وتشعر أنها أصبحت مقيدة به بعواطفها ومشاعرها.
منتدى ليلاس
" كيف حال الطقس في الخارج الليلة؟".
" أنه رائع , النسيم العليل يداعب الأشجار , القمر مكتمل وأشعته تضيء صفحة الماء".
فقال لها بحزن:
" يبدو أنها ستكون أمسية ممتعة لكليكما ويقال أن.....".
فأمسكت بكم قميصه وقاطعته:
" أنا لن أتركك وحيدا , سأبقى بجانبك الى أن أتأمد من أنك لم تعد بحاجة الي".
" هذا تصرف كريم منك يا أنجيلا , لكنني أشك في قبول أخي لهذا الأمر , فهو يريدك له وحده , هل نذهب الى الحفلة الآن؟".
" نعم".
ثم توجهت نحو الرادية وأطفأته:
" كانت أغنية رائعة , ألمانية , أليس كذلك ؟ أنا لست مطلعا بعمق على الموسيقى , فالأغاني التي يغنيها الجنود قلما تكون عاطفية".
" أن عنوانها هو : ضياع الحب".
فوقف لحظات صامتا ثم بادرها :
"عليك أن تفكري الليلة بفرح الحب الكبير , هيا , سيري بي نحو المرح واللعب يا أنجي , أنا بحاجة لبعض الطعام ولأغاني الفلامنغو!".
فتأبطت ذراعه وهي تتمتم:
" وللنساء؟".
فأجاب ببطء:
" فقط أيزابيل الجميلة".
كانت أضواء المصابيح تشعشع في الخارج وصوت الموسيقى الأسبانية المنبعثة من الغيتار تضفي على المكان أجواء رائعة , كانت الفسحة تعج بالمدعوين من كل حدب وصوب , وبعض الغجر يرقصون الفلامنغو بملابسهم التقليدية الرائعة , وكانت أنجي الأستثناء الوحيد في الحفلة بملابس السهرة التي ترتديها.
ما أن شاهدها دون كارلوس حتى أقترب منها وفي يده وردة قدمها لها وهو يقول , بعد أن قبّل يدها وحدّق في عينيها كمن يبحث عن سر ما:
" لقد أخبرني سيب بأنه يرغب في أن يكون زوجا لك , فهل هذا صحيح؟ هل تريدين الزواج منه يا أبنتي؟".
في هذه الأثناء كان سيب يراقص بعض المدعوات بعيدا عن المكان , ما أن لاحظت أن رايك يقف مع أيزابيل بالقرب من المكان , حتى أجابت بصوت عال ومسموع:
" نعم , دون كارلوس , أنا أرغب بالزواج من سيب".
لكنها كانت تعرف في قرارة نفسها أنها كانت تكذب عليه وعلى نفسها , أنها كانت تكذب عليه وعلى نفسها , فهي طوال حياتها لم تحب سوى رايك , رايك وحده.

نيو فراولة 23-03-11 04:40 PM

فأبتسم دون كارلوس بحنان وردد:
" يبدو أذن أن الحفلة أتت في وقتها وأن بطريقة عرضية".
ثم تطلع صوب أبنه البكر ولمحت أنجي على وجهه مسحة من الحزن , لقد كان واضحا أن هذا الهم يثقل عليه.
أصر سيب على أن تبقى أنجي بجانبه طوال السهرة وكان يحرص على أطعامها بيده , لقد أكلت وشربت , وضحكت وتحادثت مع بعض المدعوين , رغم هذا لم يفتها وداع توركال لرايك أثناء الحفل , لقد شاهدتهما يتعانقان كشقيقين , في نفس الوقت , رأت مايا وهي تنظر اليها نظرة تأكدت منها أنها سوف تغادر مع توركال مهما كلف الأمر ومهما كانت النتيجة , فأبتسمت وهزت رأسها وهي تتمنى لها التوفيق والسعادة , كانت تدرك أن هذه الرحلة ستكون قاسية بالنسبة الى مايا لكن هذا الأمر لا مفر منه لكي تصل الى ما تصبو اليه.
تمتمت قائلة لها:
" الى اللقاء يا صديقتي , في أمان الله!".
وأذا بسيب يناديها قائلا:
" لماذا كل هذا الصمت يا حبيبتي ؟ ماذا في الأمر؟ ألم تعجبك الحفلة؟".
" أنها حفلة رائعة والموسيقى تحرك مشاعري بسهولة".
" أعتقد هذا".
أرغمت نفسها على الأبتسام ثم راحت تراقب غجرية شابة وهي ترقص فوق أحدى الطاولات بفرح ونشوة , وفجأة قفز شاب من بين الحضور ليشاركها الرقص بصحبة حماس الحاضرين وتشجيعهم عبر صرخات مدوية بأستمرار .... أوليه , أوليه...
خلال أنشغال الجميع بالرقص راحت تنظر ال حيث كان يقف رايك وأيزابيل فلاحظت أنه كان يضطر للأنحناء عندما تكلمه أيزابيل , لم تكن أنجي تحبها , لكنها تقر بأنها تبدو الليلة جميلة جدا ورائعة , فجمالها الأسباني التقليدي وتسريحة شعرها جعلاها تبدو كوردة ولا أجمل.
رفع رايك كأسه الى شفتيه فألتقت عيناه بعينيها وخيل اليها للحظة أنه رآها , لكن لم يرها وكيف يقدر على ذلك وهو ضرير ؟ لم تكن ألا مجرد ظل أسود لا يعني له شيئا , لأن المرأة لكي تعني له شيئا يجب أن تكون بمتناول يده كأيزابيل الآن.
" كانت رقصة الشاب والفتاة الغجرية رائعة , أليس كذلك؟".
ثم أبتسم سيب وهو يرمقها بنظرات الأعجاب والمحبة وتابع يقول:
" تبدين رائعة الليلة يا عزيزتي , هل أرى أنعكاس أضواء المصابيح في عينيك , أم ما زلت أرى دموعا؟".
" بعض من هذا وبعض من ذاك , ربما".
أخذ الكأس من يدها وقال:
" يبدو أنك بحاجة لكأس جديدة , سأعود بعد لحظات , فأبقي وأنتظري هنا تحت أشجار الياسمين , أنظري , لقد وقعت بعض أوراقها عليك , أنت تبدين كالعروس!".
راحت تراقبه وهو يبتعد , ثم جذب شيء ما أنتباهها نحو رايك , لقد أحست فجأة بأن خطرا ما يحدق به.
ما أن ألتفتت حتى شاهدت أحدى الراقصات الغجريات تمسك بيده وهي تضحك , داعية أياه الى حلبة الرقص , كان واضحا أنها لم تلاحظ عاهته , فجأة دفع بها بعيدا وهو يصيح:
" أبتعدي عني وأذهبي الى شخص يستطيع أن يراقصك".
قال هذا وأستدار على نفسه محاولا التخلص من أنظار الفضوليين , ورغم أن أنجي صرخت محذرة ألا أنه أصطدم مباشرة بجذع النخلة , صرخ بعض الذين شاهدوه على هذه الحال فورا , فيما كانت أنجي تركض نحوه.
لم يعد يهم أنجي ما سيقوله الناس عندما يشاهدونها تركض بهذا الشكل الهستيري نحوه , لم يعد يهمها ألا رايك , هذا المسكين الملقى تحت النخلة الآن , عندما وصلت اليه كان ضائعا في ظلامه الدائم , يشتم ويلعن الساعة التي شارك فيها المحتفلين فرحتهم.
أنحنت عليه وأحتضنته بيديها قائلة:
" سيكون الأمر على ما يرام , يا عزيزي , أنا هنا , ستكون بخير !".
" أنجيلا!".
" هل أنت بخير , يا صديقي؟".
ثم لمست جبينه بيدها , فأحست بدمائه تغطي أصابعها:
" أوه , يبدو أنك أصبت!".
أستند الى كتفها وهو يقف قائلا:
" لا شيء مهم , فقط أخرجيني من هنا , أنجيلا , أرجوك , فلنذهب حالا!".

نيو فراولة 23-03-11 04:43 PM

سمعته أيزابيل , فسألت أنجي والغضب يتطاير من عينيها:
" ما هذا؟ ما هذه المهزلة التي تقومين بها؟ من تظنين نفسك ؟".
فأنتهرها رايك:
" أنها الشخص الوحيد في الدنيا الذي يعرف ما أشعر به ! دعيها بسلام!".
تسمرت عينا رايك بأيزابيل والدم يغطي جبهته:
" هل ينظر الجميع الينا ؟ هل شاهد الجميع ماذا يصيبني عندما لا تكون أنجي بجانبي لتمسك بيدي؟ سيب, هل أنت هنا؟".
منتدى ليلاس
وكان سيب واقفا هناك حاملا بيديه أقداح المشروب , راح يحدق كالمعتوه , بأنجي وهي تحيط رايك بذراعيها , شاهدته على هذه الحال فقالت له:
" أنا آسفة يا سيب, ألم تكن تعرف في قرارة نفسك بأنني لن أتزوج منك؟".
رفع الكأس الى شفتيه وشربه بجرعة واحدة:
" بلى , كنت أتوقع هذا , أذا كانت كل هذه الدموع من أجل رايك , أكل شيء لرايك دائما؟".
لم يكن بمقدورها الأجابة , كان على رايك أن يقول أذا كان يرغب بها أم لا! وهل يرغب بها كممرضة أو كزوجة! يجب أن يكون واضحا للجميع أنه لم يطلب من أيزابيل أن تكون الى جانبه في محنته ! وكيف يفعل أذا كانت هذه الأخيرة تعتبر أن أصابته تشكل أزعاجا لها أكثر مما تسبب ألما له.
" سيب , أطلب من الموسيقيين أن يعزفوا , ومن الراقصين أن يرقصوا , وأسهر على فرح الجميع , أين أبي؟".
" أعتقد أنه ذهب ليتكلم على الهاتف , يبدو أنه أمر يتعلق بمايا ".
" مايا؟ أليست هنا؟".
" لا , لقد ذهبت مع توركال دويباس".
فتدخلت أنجي شارحة:
" لقد ذهبت معه الى أسبانيا , أنها تعرف كل شيء عنه ومع هذا فهي ترغب بالبقاء الى جانبه , أنها تحبه!".
فتنهد رايك وقال :
" تعالي أنجي , خذيني في نزهة , خذيني الى الشاطىء , سيري معي على الرمل وأبقي ممسكة بيدي , هل تعديني؟".
فألتمعت عيناها من شدة فرحها :
" أعدك , لكن يجب أن أغسل جرحك وأضمده قبلا".
" لا عليك , لن يقتلني جرح كهذا! يلزمني شيء أهم بكثير , أليس كذلك؟".
وغرق في ضحكة طويلة قطعتها أيزابيل:
" وماذا عني أنا ؟ ماذا أفعل؟".
" أنصحك بأن تجدي شخصا يتغزل بجمالك مئة مرة في النهار فهذا الشيء الوحيد الذي تفهمينه , هل نذهب , أنجيلا؟".
" الى القمر ". وتابعت ضاحكة:
" أذا شئت!".
سارا معا جنبا الى جنب على الطريق المؤدي الى الشاطىء , والذي تحيط به أشجار من الجانبين , كانت رائحة الزهور تفوح بقوة يساعدها على ذلك نسيم المساء العليل , نظرت أنجي الى السماء فوجدتها ناعمة كالحرير ونقية تتلألأ نجومها كما يتلألأ عقد من الجواهر على جيد داكن , كل شيء كان رائعا.
" ها قد وصلنا".
" هل يمكنك أن تصفي البحر لي يا أنجي؟".
" أنه هادىء وصفحته كالزيت ينعكس عليها ضوء القمر المكتمل , كل شيء خلاب هنا السكون يلف المكان".
ثم صمتت فجأة ووقفت تتأمله منتظرة منه أن يخبرها شيئا يتعلق بهما.
كانت تنتظر منه أن يقول لها ماذا يعني وجودها هنا بالنسبة اليه.
" غريب كيف يتكلم الناس بنعومة عند المساء , تماما كما لو كانوا يستمعون الى معزوفة موسيقية لبيتهوفن , بماذا تفكرين , أنجيلا؟".
" أن البحر والسماء والأشجارتعمر جميعها أكثر منا , أليس هذا كافيا لكي تقتنع بأن حياتنا قصيرة ويجب أن نستفيد منها الى أقصى حد ممكن؟".
تجاهل سؤالها وسألها بدوره:
" أذن كنت على علم برغبة مايا في السفر مع توركال؟".
" نعم , لقد وثقت بي فأخبرتني أنها تحبه كثيرا , يا رايك".
" وأنت , أتحبينني حقا يا عزيزتي؟".
" نعم , وسأبقى أحبك الى أن تغيب النجوم عن السماء".
" لقد غابت منذ زمن بعيد بالنسبة ألي , يا صغيرتي , ولن تعود أبدا , أذا أمسكت بيدي فأنا عندها لن أدعك تفلتين مني , فكري جيدا قبل أتخاذ أي قرار".
" أعطني يدك يا حبيبي , آه , لماذا كنت دائما تدفع بي بعيدا عنك؟ لماذا فعلت كل هذا بي؟ كان يجب أن تفهم حقيقة شعوري أتجاهك , كان يجب أن تعرف ذلك عندما كنت أقضي الليالي بطولها الى جانبك ونتحدث حتى الفجر...".
" نعم , ولكنك صغيرة , هذا ما جعلني أتردد كثيرا".
" لكنني أمرأة مكتملة يا رايك , ضمني اليك وستلاحظ ذلك من تلقاء نفسك".
ضمها بقوة الى صدره وقبل شعرها قائلا:
"أنا أعلم بأنني لست أفضل ما يمكن أن تحصلي عليه فسيب يستطيع أن يسعدك أكثر مني بكثير......".
فقاطعته متظاهرة بأنها تدفعه بعيدا عنها وقالت:
" حسنا , كما تشاء , سوف أعود اليه وأطلب منه أن يستعيدني , لا تنسى , أنا ما زلت أضع أسوارته حول معصمي ".
" اللعنة , أنزعيها فورا !".

نيو فراولة 23-03-11 08:42 PM

فضحكت وفعلت , ثم وضعتها في جيب سترته :
" سوف أقدم لك واحدة لها جرس , هكذا يمكنني أن أعرف دائما أين تكونين , أنجي , عانقيني".
أحاطت عنقه بذراعيها بنعومة وعانقته طويلا للحظات.... أحست كأنها أمتدت بهما الى آخر الزمن.
" رايك , أنا أحبك كثيرا , لم يكن بأمكاني أن أقبل بالزواج من أحد سواك".
فضحك وعاد يعانقها قائلا:
" أتعرضين الزواج عليّ , يا حبيبتي؟ أتحبين حقا هذا الأعمى الجالس قربك؟".
" أن الحب أعمى بحد ذاته , أليس كذلك؟ يا رايك , لهذا السبب يحتاج الناس لبعضهم البعض , وأنا أحتاج اليك كثيرا ... كثيرا !".
" أذن , أبقي معي يا أنجيلا! أبقي معي يا حياتي!".
" هذا ما أردته دائما , وما أريده الآن أكثر!".
" أريد فقد أن أتأكد من شيء واحد يا حبيبتي , هل كان عناقك لسيب يعني لك شيئا؟".
فصحّحت كلامه قائلة بنرفزة :
" هو الذي عانقني ".
" هذا يعني أنه أجبرك على الأنصياع له؟".
" تماما".
" وقبولك لأسوارته؟".
منتدى ليلاس
فلمست وجهه بحنان:
" لقد كانت أشارة تحد مني , لقد بدا لي بعض الوقت أنك ترغب بهذا , لكنني قررت فيما بعد أن أعيد الأسوارة اليه , لا أكتمك سرا بأنني فكرت بمغادرة الجزيرة مرارا لأن البقاء فيها كان قد أصبح فوق طاقتي على الأحتمال , كنت أتألم لأنني أحبك وأنت لم تكن تفكر بي".
" لقد أحببتك , يا حياتي , منذ عودتك الى الجزيرة , بل لأكون دقيقا أكثر , أحببتك منذ لاحظت تصميمك على الأعتناء بي وأعادتي الى ( الجنس البشري) , كما قلت يومذاك , أنا ما زلت أراك في ذاكرتي ". وضمها اليه ضاحكا:
"فتاة صغيرة ذات جدائل ومعفرة بالتراب من رأسها حتى قدميها , لكن عندما ألمسك أشعر بأنك أنسان أريده أن يبقى قربي أكثر من أي شيء في الدنيا , أنجي , عليك أن تقرري الآن , فأنا ما زال بأستطاعتي أن أتركك تذهبين أذا كنت.....".
فكمت فمه بيدها وقالت :
" لا تتفوه بها , يا حبيبي , أنا لست خائفة من مشاركتك في الظلمة , أن كل ما أريده , هو أن أعود بك الى النور , لقد أحببتك منذ طفولتي , وكنت أحلم دائما بأن أكون لك ولك وحدك, وها أنذا الآن أمامك , أنا لك , لك لتفعل بي ما تشاء".
فقال لها وهو يكاد يطير من الفرح:
" لي؟ أحقا , آه يا عيني , يا حياتي".
وراح القمر يرتفع في السماء فيما كانت أنجي تتكىء الى كتف رايك وتتنهد بأرتياح , لقد عادت الى المنزل في بايلتار لكي تبقى , وسوف يكون على رايك أن يفاتح والده الحاكم برغبته في الزواج من فتاة أنكليزية , أحست أنجي , بطريقة ما , أن دون كارلوس لن يكون حزينا لهذا القرار.



تمت

جنون العشق 23-03-11 10:31 PM

راااااائعة جدا
تسلم الأيادي يا نيو فراولة

roufaida 24-03-11 06:16 AM

قصه جميله بجد
تسلمى عليها يا فراوله

asila 24-03-11 01:35 PM

تسلم ايديكي الرواية كتير حلوة
:55:

زهرة منسية 24-03-11 09:43 PM

يسلم ايديكى واناملك الرقيقه وذوقك الراقى

اماريج 27-03-11 02:19 PM


يعطيك العافية يالغلا

وتسلم الانامل الناعمة يلي عم بتمتعنا بااحلى الروايات

دمتي بكل الحب والود ياحلوة
http://up.liilas.com/uploads/liilas_13012283301.gif

Rehana 28-03-11 12:49 PM

يعطيك الف عافية حبيبتي امل على التكملة
ماننحرك منك ومن تواجدك بينا
دمت بوود

ربي اسالك الجنة 29-03-11 03:10 AM

حبيبتي احلى فراوله من جد الرواية :55: جناااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااان:55:
تسلمين يا عسل :98yyyy:

الجبل الاخضر 30-03-11 09:52 AM

:55::55::55:برافو:55::55::55: رافو:55::55::55: برافو :liilas:تسلمييييييييييييييييييين:Welcome Pills4: منجد حلوه واختيار جنان:55: وشكرالك:lol: وننتظر جديدك:8_4_134:

فجر الكون 08-04-11 03:34 PM

رواية رائعة جدا

يعطيكم العافية

الملآك القاسي 13-04-11 10:46 PM

رائئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئـــــــــــــــعة
تجـــــــــــــــنن مشــــــــــــــــكوووووووووووووووووووورة

الملآك القاسي 13-04-11 10:49 PM

تسلمـــــــــــــــــــــــين يا الغالية

ندى ندى 02-07-11 10:40 PM

الروايه رائعه وجميله جدا جدا

ملك فارس 18-03-12 04:01 AM

وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووواووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووو

doda qr 26-03-17 01:15 AM

رد: 175 - نور العمر - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
جميله ورائعه يسلموووووو

Afnon 21-04-20 07:14 AM

جميلة جدااااااااااااااا
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️


الساعة الآن 08:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية