منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   لن أتخلى عنك . . (https://www.liilas.com/vb3/t137152.html)

أم ساجد 01-03-10 11:56 PM

لن أتخلى عنك . .
 
السلام عليكم

دى أول مشاركه ليا فى المنتدى وإن شاء الله مش هتكون أخر مشاركه

الروايه دى من تأليفى وهى روايه رومانسيه

فى البدايه سميتها ( الحصن ) ، وبعدين لاقيت أن أسم ( لن أتخلى عنك ) مُناسب أكتر

يا رب تعجبكم

تابعوا الروايه

داليا إبراهيم

زارا 02-03-10 12:12 AM

السلام عليكم..
اهلااا وسهلااا ومرحباا فيتس اختي ام سااجد معنا هنا في منتدى ليلااااس اللي باذن الله بتلقين فيه احلى ناااس..
والف مبرووك المولوده الجديده.. تبين الصدق فرق كبير بين اسم القصه قديما وحاليا.. بس الاسم الثااني احس انه ممكن يشرح موضوع القصه مع اننا للحين ماقرينا منها اي جزء..
بانتظاااار الجزء الاول واتمنى بس اعرف هل القصه مكتمله والا للحين؟؟
والاهم من هذاا اختي لو ماكانت مكتمله اتمنى من كل قلبي تحرصين عليها وعلى اجزااائها واتمنى من كل قلبي انتس تكونين ملتزمه تجاه هالقصه حتى يلتزم الاعضاااء بالردود معتس .. واتمنى منتس انتس تحبين هالقصه لانتس لو ماحبيتيها واهتميتي فيها لاتنتظرين من الاعضااااء يحبون قصه كارها كاتبها..
يعني بالمختصر اتمنى انتس تاصلين بهالقصه لبر الامان بدوون مايمر يووم ونشووف عليها ختم قصه غير مكتمله..
وباذن الله بتلقين كل التفااعل مع القصه من قبل الاعضاااء..
كوني على ثقه بان اقاامتس هنا بين اخواتس بليلاااس بتكون اقاامه ممتعه..
نوورتي المنتدى اختي ام ساجد...

واهلا وسهلااا فيتس مره ثانيه.. ملاحظه لو مافهمتي كلامي قولي لي وانا اترجم لك على طووول..هخهخهخهخهخه

حسن الخلق 02-03-10 01:29 AM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

:097ga:

اهلاااا و مرحبا بك كاتبه متالقه وسط كوكبه كتاب ليلاس الموهوبين

نتمنى ان تقضى معنا اسعد الاوقات و افيدها باذن الله

متابعه الروايه معكم و منتظره وصول الجزء الاول ان شاء الله :7_5_129:

دمتى بكل ود:flowers2:

أم ساجد 02-03-10 02:45 AM

زارا

نورتى الموضوع حبيبتى
شكراً على الترحيب الجامد ده
وان شاء الله اكون عند حسن ظنك
بس على فكره انا مش متجوزه انا لسه مخطوبه
بس ان شاء لما اتجوز هسمى ابنى ساجد


:

حسن الخلق

شكراً يا قمر على الرد الجميل
ان شاء الله هنزل اول فصل دلوقتى

أم ساجد 02-03-10 02:55 AM



-1-
*-*-*
*-*
*



أزحتُ خصله من شعرى البنى ، أنسابت على جبهتى أثناء أنحائى على ذلك الكم العظيم من مواضيع الأنشاء التى طلبت كتابتها من تلميذاتى بالصف الأول بالمدرسه الثانويه التى بدأتُ العمل بها بعد تخرجى مباشرة أى منذ أربعة أشهر ، بتوصيه من خالى مالك المدرسه و مديرها . .

ظللتُ منهمكه فى تصحيح مواضيع الأنشاء حتى قاطعنى صوت رنين الجرس ليعلن عن أنتهاء الحصه وبدء حصه جديده

نظرتُ إلى جدول الحصص و حملتُ حقيبتى ، ثم تركتُ مواضيع الأنشاء على ما هى عليه و غادرتُ الحجره و توجهتُ نحو الدهليز المؤدى إلى الفصل حيث ستبدأ حصتى

وبينما كنتُ أسير بجانب إحدى الفصول ، فُتح الباب فجأه وخرج منه " الأستاذ إياد " - مُدرس اللغه العربيه -

و الأستاذ إياد شاباً فى أواخر العشرينيات من العمر ، طويل القامه ، عريض المنكبين ، مفتول العضلات ، أسمر البشره ، لديه عينان عسليتان مائلتان للأخضرار ، و هو ذو جاذبيه مفرطه لا تقاوم ، و ذو شخصيه قويه و خشنه أحياناً مع التلميذات المراهقات حين يحتاج الأمر لذلك

إياد أبتسم لدى رؤيتى وقال
" صباح الخير يا دانه "


ثبتتُ منظارى فوق أنفى ، و نظرتُ إلى الفتيات اللواتى غادرن الفصل و أخذن ينظرن نحونا بفضول ، ثم عدتُ لأنظر إلى إياد نظره ذات معنى ثم قلتُ بصوت منخفض :
"أخبرتك مراراً أن تنادينى بأستاذه دانه . . لا اريد أن أفقد هيبتى أمام الطالبات"


إياد أبتسم ، فكشفت إبتسامته عن أسنان ناصعة البياض ، و قال ساخراً :
" فى الحقيقه أننى أعذر الفتيات على موقفهم المتهاون معكِ .. فمن الصعب عليهم أن يعتبرونكِ مُعلمتهم بينما أنت تبدين فى مثل عمرهم أو أقل قليلاً "

رمقته بنظره حاده ، ثم تركته واقفاً و مضيتُ فى طريقى متجاهله أياه تماماً ، فتعالت صوت ضحكاته مما زادنى حنقاً ، و كدتُ افقد أعصابى وأعود إليه لأهوى على وجهه بصفعه قوية إلا أننى تمالكتُ نفسى فى أخر لحظه و أكملتُ طريقى غير مباليه به . .

للفتيات فى سن المراهقه طريقه فظه فى التعامل مع المدرسات خاصة الصغيرات السن مثلى ، و فى الحقيقه أننى برغم مظهرى الذى أجاهد لكى يبدو جاداً ؛ فأنا أعجز تماماً عن التحكم بفصلى ، و هذا ما كان إياد يقصده بتهاون الطالبات معى . .

وبالمناسبه . . إن إياد هذا شخص مغرور و متعجرف و يظن نفسه سيد الكون بأكمله . .

كنتُ قد وصلتُ إلى فصلى ، فأخذتُ نفساً عميقاً و دلفتُ إليه . .

حين دخلت إلى الفصل لم تهب الفتيات واقفات كما يفعلن عند دخول الأستاذ إياد ، أنما أستمروا فى الحديث و الضحك ، وكأن لا وجود لى بالفصل

أستعنا على الشقاء بالله

رفعتُ صوتى ، و قلتُ بصرامه :
" هيا . . أنهضن جميعاً . . ماذا تنتظرن ؟ "

زفرت معظم الفتيات بضيق ، و نهضن بتكاسل ، فأنتظرتُ حتى وقف الجميع وقلتُ
" السلام عليكم "

أجاب البعض منهم التحيه ، أما البعض الأخر فلازال منهمكاً فى الثرثره و الضحك

جلستُ على مقعدى ، و بقيتُ صامته لفتره ، حتى ساد الهدوء بالفصل ، فقلتُ :
" تفضلوا بالجلوس "

و أخرجتُ كشكول ملاحظاتى من حقيبتى و كنوع من المراجعه لما سبق وشرحته لهم ، كتبت إحدى الجُمل على السبوره ، و طلبتُ من إحدى الفتيات إعرابها

و كما توقعتُ تماماً ، تململت الفتاه فى وقفتها دون أن تبدأ فى الأعراب


قلتُ لها بحده :
" هيا . . أبدأى بالأعراب "

و لما لم أجد منها تفاعلاً ، قلتُ بحده أكبر وبصوت مُرتفع :
" إعربى هذه الجمله "

قالت الفتاه ببساطه : " لا أعرف "

قلتُ بغضب :
" كيف لا تعرفى ؟ إنها جُمله بسيطه جداً ؟ هل تريدن أن أتى لكِ بطفل فى الصف الخامس الأبتدائى ليعربها لكِ "

قالت الفتاه بأستفزاز :
" ليتك تفعلين لتريحينى من مشقة الأعراب "


حاولتُ أن أتمالك نفسى بقدر ما أسطعتُ ، فأغلقتُ عينى بقوه ، و حبستُ أنفاسى كى لا أوسع الفتاه ضرباً ، و رفعتُ يدى لأشير لها نحو الباب ، و قلتُ :
"إلى الخارج "


و كأن الفتاه قد أبتهجت بهذا ، فتوجهتُ مباشرة نحو الباب و

و من خلال فتحة الباب أستطعتُ أن أرى الأستاذ إياد والذى كان يقف بالقرب من الفصل و يتحدث إلى إحدى التلميذات


لم أشأ أن أجعله يفرح فىّ ، فقلتُ للفتاه : :
" أنتظرى . . عودى إلى مقعدكِ "

ويبدو أن الفتاه لم يعجبها هذا ، فقالت :
"ألم تطلبى منى أن أغادر الفصل ؟ "


قلتُ بحده :
" أجل . . و قد غيرت رأيى الأن . . هيا عودى إلى مقعدك "

و لكن فات الأوان و وجدتُ إياد يقترب من الفصل قائلاً بطريقته الساخره :
" أهناك مُشكله . . يا دانه ؟ "

وضغط على حروف إسمى بأستفزاز

رمقته بنظره غاضبه و قلتُ بنبره حاده وصارمه :
"شكراً يا أستاذ إياد . . بأمكانى أن أهتم بالأمر وحدى . . و دون تدخلك "

إياد نظر إلى الفصل الذى يسوده الهرج و المرج و أبتسم قائلاً بسخريه :
" أنا واثق من هذا "


وأستدار ليغادر الفصل ، فذهبتُ و صفعتُ الباب خلفه بكل قوتى

يا له من متعجرف بغيض !


و ألتفتتُ إلى الفتيات قائله بصوت جهورى صارم :

"لا أريد أن أسمع صوتاً لواحده منكن . . وإذا حدث وسمعت صوت واحده منكن سأدق عنقها دقاً "


و لستُ أدرى لما ألتزم الجميع الصمت فى هذه اللحظه ، فصار الفصل يغرق فى صمتٍ مُغدق

يبدو أن اللين لا يجدى مع هؤلاء الفتيات

مرت الحصه بسلام ، و تمكنتُ من شرح الجزء الذى أعددته كاملاً ، و حين أرتفع رنين الجرس ليعلن عن أنتهاء الحصه تنفستُ الصعداء و توجهتُ نحو حجرتى مباشرة

و هناك رأيتُ الأستاذ إياد يجلس بصحبة " الأستاذ على "

و الأستاذ على هذا هو أيضاً مُدرس اللغه العربيه ، و هو فى منتصف العشرينات ، و هو قصير القامه ، نحيل ، هادئ الملامح و الطباع

أم ساجد 02-03-10 03:06 AM

ألقيتُ التحيه عليهما بشكل عابر ، و توجهتُ نحو مقعدى ، و نزعتُ النظاره عن عينى - و التى لم أكن أرتديها لضعف بصرى ، و لكن لأنها تضفى لمحه من الجد على ملامحى - و تابعت تصحيح مواضيع الأنشاء بهدوء


" كيف حالك يا أستاذه دانه ؟ "


رفعتُ بصرى إلى على وقلتُ بأقتضاب : " أنا بخير "


على أبتسم إبتسامه لطيفه وقال :
" ألازل ذلك الفصل يتعبكِ ؟ "



نظرتُ إلى إياد و الذى قد أخبر على بهذا بلا شك ، و عدتُ لأنظر إلى على قائله :
" لا . . أبداً . . كل شئ على ما يرام "


و رمقت إياد بنظره حاده ممُتعضه ثم قلتُ :
" أرجو ألا تتدخل مره أخرى بينى وبين تلميذاتى يا أستاذ إياد "


إياد رفع حاجبيه بدهشه ، و كأنه لم يتوقع منى أن أعترض على هذا ، ثم قال :
" لقد كنتُ أريد مساعدتك فحسب "


قلتُ له بهدوء لا يخلو من الحزم :
" حين أحتاج إلى المساعده سأطلبها بنفسى "


وصمتّ لبرهه ثم أسترسلتُ ببرود :
" وأؤكد لك أننى لن أطلب المساعده أبداً ؛ لأننى بأمكانى تدبر أمورى وحدى "


أبتسم إياد و قال ببرود مماثل :
" لم أكن أعرف أن عرضى للمساعده سيجعلكِ تستائين هكذا "


قلتُ بحده :
" هأنتذا قد عرفت .. أرجو ألا يتكرر هذا الأمر ثانيه "


إياد قال بهدوء و على غير توقع :
" أنا فعلاً أسف يا دانه "


و كانت لهجته أبعد ما يكون عن الأعتذار


قلتُ بنفاذ صبر :
" الأستاذه دانه لو سمحت "


و أنهيتُ الحوار بأن عدتُ لتصحيح مواضيع الأنشاء من جديد

حين بدأت الحصه الجديده ، نهض على وغادر الحجره ، فيما ظللتُ بالحجره أنا وإياد وحدنا ، وكنتُ لازلتُ منكبه على مواضيع الأنشاء

بينما إياد فنهض من مكانه الذى كان بعيداً عن مقعدى ، ثم أتى ليجلس بالقرب بالمقعد المقابل لى ، وأخذ يتأملنى بكل جراءه . . لا بل بكل وقاحه !

رمقته بنظره مُمتعضه ثم أشحتُ بوجهى عنه وتجاهلته تماماً

"دانه"


قلتُ بدون أن أنظر إليه :
"سأعتبر نفسى لا أسمع شيئاً حتى تنادينى بالأستاذه دانه "


سمعته يضحك بشده ، إلا أننى لم أهتم بالنظر إليه ، وتركته يضحك كيفما شاء


وبعدما أنتهى إياد من نوبة الضحك هذه ، قال :
"أذن . . هل تسمعيننى الأن . . يا أستاذه دانه ؟ "


نظرتُ إليه فوجدته يبتسم بسرور ، و كأنه يجد متعته فى أغاظتى ، فقلتُ بهدوء مُستفز :
" طالما أنك تحفظ حدودك يا أستاذ إياد فأنا أسمعك جيداً "


إياد أبتسم و قال :
" كنتُ أتسأل إذا كنتِ ستذهبين إلى رحلة مطروح أم لا ؟ "


قلتُ ببرود :
"وما شأنك بذهابى ؟ "


إياد قال بجديه :
" لأن المدرسه كلفتنى بأن أذهب إلى الرحله ، وأنا قبلت الذهاب "


كان خالى قد طلب منى أن أذهب إلى الرحله ، و قد كنتُ أنوى الذهاب إلى الرحله بالفعل ، إلا أننى بعدما عرفت أن إياد ذاهباً بدوره أشك فى أننى سأذهب


قلتُ أستفزه :
" ذهابك إلى الرحله من عدمه لا يعنينى فى شئ "


أتكأ إياد بمرفقيه على المنضده التى أمامه و قال بصوت خافت و بنبره غامضه :
"لكن ذهابكِ أنتِ يعنينى كثيراً "


قلتُ متشككه : " حقاً ؟ "


إياد قال مؤكداً :
" طبعاً . . فإذا كنتِ تنوين الذهاب فأعتقد أننى سأعتذر عن الذهاب إلى الرحله "


رفعتُ حاجباى بمزيج من الدهشه و الأستنكار ، و كدتُ أنهال عليه بسيل من الكلمات الجارحه ، لولا أننى وجدته يبتسم بأنتصار ، و كأن مهمته فى أستفزازى قد نجحت ، فقررتُ أن أكون هادئه لكى لا أحقق له هدفه ، و قلتُ بهدوء نسبى :
"لن أكلف نفسى عناء الرد عليك يا أستاذ إياد "


وكالعاده سمعته يضحك بشده وكأننى ألقيتُ عليه نكته طريفه !

ياله من سخيف !


حملتُ حقيبتى وكومة الأوراق وهممتُ بمغادره الحجره ، إلا أن إياد أستوقفنى قائلاً بسخريه :
" إلى أين . . يا أستاذه دانه ؟ "


أبتسمتُ و قلتُ بسخريه مماثله :
" إلى أى مكان أقل حراره من هنا ؛ فأنا أكاد أختنق من حراره الجو بهذه الحجره "


و سارعتُ بمغادرة الحجره قبل أن يبدأ إياد فى تعليقاته السخيفه

هممتُ الذهاب إلى حجرة الرسم لأجلس بها ، و بينما كنتُ فى طريقى إليها قابلتُ خالى

" إلى أين أنتِ ذاهبه يا طفلتى الحبيبه ؟ "


نظرتُ لخالى بعتاب و قلتُ :
" إذا سمعتك إحدى التلميذات سيستمرون بمعاملتى بتهاون "


خالى ضحك وقال :
" ألازلتِ تعانين من تلميذاتك يا دانه ؟ "


قلتُ بضيق :
"لستُ أدرى ماذا أفعل لهم ؟ لقد ضقتُ ذرعاً منهم حتى أننى أفكر فى عدم الذهاب إلى الرحله "


خالى قال :
" لكنكِ وعدتينى بالذهاب إلى الرحله و الأشراف عليها "


قلتُ :
" بأمكانك أن تكلف أحداً غيرى بهذه المهمه . "


خالى مط شفتيه قائلاً :
" وهل تظنين أننى سأثق بأحداً غيرك يا دانه ؟ ثم أن الرحله ستكون بعد الغد .. أى أنه لا وقت لدينا لأنتقاء مشرفه جديده "


أعترضتُ قائله : " لكن يا خالى . . . "


قاطعنى خالى قائلاً :
" ثم أنها ستكون فرصه جيده لتحسنى علاقتكِ بتلميذاتك "


قلتُ بأستسلام :
" كما تريد يا خالى "


خالى أبتسم وقال :
"أتمنى أن تستمعى بوقتك فى الرحله يا طفلتى الحبيبه "



*-*-*-*


تتبع

أم ساجد 02-03-10 03:23 AM

يا رب يعجبكم :yjg04972:

العامريه 02-03-10 07:23 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حياك الله يا "أم ساجد" كاتبة بين كوكبة كتاب ليلاس
أتمنى لك تلاقي كل التشجيع والنقد البناء الي يدفعك للتقدم والتطور
لك قدرة على جذب القارئ بعبارات قوية
أتمنى أن اراك كاتبة ملتزمة هنا لتصلي بـ "لن أتخلى عنك " لبر النهاية



كل التوفيق لك

شبيهة القمر 02-03-10 09:26 AM

السلام عليكم
حيااك الله داليا بمنتدى الابدااع وصقل الموااهب ..ليلاس ..
وباذن الله ستجدين مايسرك من اخوااتك هناا ..فقط عليك بالالتزاام بتنزيل
الاجزاء ..بدون انقطااع ..الا بعذر ..وسترين ان التميز حليفك ..بأذن الله
ومباارك عليناا مولودتك الجديده ..والتي تحمل من بداايتها حرب ضروووس
بين ابطالناا ..(دانه ..وايااد )..
واتوقع ان الرحله ستكشف لنا الكثيير من الاحدااث ..
بانتظاارك ..غاليتي ..

بوح قلم 02-03-10 10:47 AM

بعدني ما خطفت عالقصة

بس قلت ارحب بج قبل

حياج الله فديتج<< الفيس راعي الورود

روح الامس 02-03-10 11:22 AM

هلا ومرحب بيكي بيننا هنا
ان شاء الله بتلاقين التشجيع المناسب لك من البداية

قرأت الجزء وعجبني وجذبني التنافر الواضح بين ابطال القصة منذ البداية
تدرين اسلوبك يشبه اسلوب روايات عبير واحلام وانا معجبة كبيرة بهذه الروايات
وانا ان شاء الله من متابعينك

تحياتي

رهووفا 02-03-10 12:20 PM

واااااااااااو مررره حلو البارت

حسن الخلق 02-03-10 05:24 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

أيه الجمال ده ؟ ما شاء الله عليك اسلوبك رووعه و جذاب جدا
بدايه القصه مشوقه و حماسيه
و بطلك من النوع الى بيعجبنى متعجرف و واثق من حاله
كمان دانه مش سهله ابدا

المبارزه الكلاميه فى حجره المدرسين بين اياد و دانه كانت ساخنه و زى النار دى الحراره وصلت لحد عندى هنا هههههه

وبعدين كنت مندمجه و فجاه خلص الجزء
هموت و اعرف ايه الى هيحصل ؟ فى الرحله طبعا اياد هيكون موجود لانى مدخلتش عليا حكايه انه هيعتذر دى
الحرب مشتعله و كلى حماس للجوله الثانيه
انا فى انتظار البارت الجاى منذ الان
دمتى بكل حب :flowers2::flowers2::flowers2:

عمر همس الدموع 02-03-10 07:32 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

أم ساجد 03-03-10 01:16 AM

العامريه \ شبيهة القمر \ بوح القلم \ روح الأمس \ رهوفا \ حسن الخلق \ عمر همس الدموع

السلام عليكم جميعاً :smile:
بجد شكراً على ردودكم الجميله وتشجيعكم ليا
ربنا ميحرمنيش منكوا :liilas:
وان شاء الله ان حيانى ربنا وكان ليا عمر انا معاكم لحد النهايه ، ويارب النهايه كمان تعجبكم
على فكره انا وصلت فى كتابتها لجد الفصل الواحد وعشرين يعنى بإذن الله هنزلها بسرعه وعلى ما أحط الفصل الواحد وعشرين هكون خلصت الروايه بإذن الله
يلا يا قمرات فى حفظ الرحمن

أم ساجد 03-03-10 01:24 AM


2
***
**
*



أستيقظتُ فى تمام الساعه الرابعه فجراً على صوت المنبه ، فأغلقته وتثاءبتُ بكسل . .

يا ألهى . . أريد أن أكمل نومى . . أننى لم أحظ سوى بعدة ساعات قليله من النوم .

ليتنى ما قبلت الذهاب إلى الرحله اللعينه . .

نهضتُ عن فراشى ، و أخذتُ أمدد أطرافى بكسل و خمول ، ثم ذهبتُ إلى المرحاض و أخذتُ حماماً بارداً كى أنفض أثار النوم عن رأسى تماماً ، ثم وقفتُ أمام خزانه ملابسى أحاول أنتقاء ثوب مناسب . .

و أخيراً . . سحبتُ من كومة الملابس بالخزانه ، بنطال أبيض اللون ، و قميص وردى خفيف ، ثم رفعتُ شعرى و ربطته بشريط وردى على هيئه ذيل الحصان كما أفضل دائماً كى أبدو أكبر سناً و وقاراً ، ثم أرتديتُ نظارتى الطبيه ، و حملتُ حقيبتى و أنتعلتُ حذائى و غادرتُ المنزل . .

كان الفجر قد بدأ يرسل خيوطه الأولى إلى السماء حين أستقليتُ سيارتى الصغيره ، و أتجهتُ نحو المدرسه حيث أجتمعت التلميذات و المدرسات و المدرسين - المكلفين بالذهاب إلى الرحله - فى أنتظار وصول الحافله التى ستقلنا إلى مطروح . .

غادرتُ سيارتى ، و تأكدتُ من أغلاقها ثم ذهبتُ إلى حيث يقف الجميع و أنضميتُ إليهم . .

كان قد حضر من المدرسين الأستاذ على مُدرس اللغه العربيه ، و مدرسان أخران . .

أما من المدرسات فلم تحضر سواى أنا و الأستاذه سلمى و الأستاذه أميمه . .

الأستاذه سلمى هى مُدرسة الرسم ، و هى فى الخامسه والعشرون من العمر ، و هى متزوجه ولديها طفلتان فى غاية الجمال . .

أما الأستاذه أميمه فهى فى أواخر الأربعينات من العمر ، و هى مدرسة التاريخ . .

حين وصلت الحافله وضعتُ حقيبتى على المقعد المجاور لمقعد سلمى فى بداية الحافله ، و أخذتُ أحصى عدد الفتيات و المدرسين و المدرسات لأتأكد من أن الجميع قد وصل حتى نبدأ رحلتنا . .

لكن . . . مهلاً . . . ألا تلاحظون أن هناك شخصاً مفقوداً ؟ !

أين الأستاذ إياد ؟ ! ألم يصل بعد ؟

أو رُبما قرر عدم الحضور ..

الحمد لله ..

تنفستُ الصعداء و أستدرتُ لأطلب من السائق أن ينطلق ، إلا أننى أصطدمتُ بجسد طويل القامه ، عريض المنكبين ، و مفتول العضلات ..


رفعتُ رأسى إلى أعلى حتى أستطعتُ أن أصل إلى رأس ذلك الضخم الذى كان يقف أمامى ..


" صباح الخير يا دانه. "


أوف . . ياله من صباح لم تشرق الشمس فيه !


لم أجيب تحيته و قلتُ :
" هل حضرت أخيراً ؟ كنا سنرحل بدونك . "


إياد أبتسم و قال :
" أذن . . لقد أتيتُ فى الوقت المناسب . "


لم أعلق على جُملته و ذهبتُ لأطلب من السائق الأنطلاق ، ثم أستدرتُ هامه العوده إلى مقعدى ، فأصطدمت نظراتى بنظرات إياد المتفحصه ، فأشحت بوجهى عنه و وليته ظهرى و تهاويتُ على مقدى . .

أوف . . ها قد بدأنا . .

كان مقعدى بجانب النافذه ، مما أتاح لى مراقبة الطريق لفتره ، قبل أن أريح ظهرى على المقعد الأسفنجى ، و أسبل جفناى ، و أروح فى سباتٍ عميق . .

و حين أستيقظتُ من نومى كانت الشمس قد أرسلت أشعتها من خلال النافذه فأضاءت الحافله بأكملها ، و كانت الحافله تشق طريقها وسط طريق شبه خالى . .

[/COLOR][/FONT][/SIZE][/RIGHT]

أم ساجد 03-03-10 01:32 AM

تثاءبتُ بكسل ، و ألتفتت لأنظر إلى سلمى ، إلا أن نظراتى وقعت مباشرة على الأستاذ إياد ، و الذى كان يجلس بجانبى ببساطه . .


أنتفض جسدى لدى رؤيته وتراجعتُ فى مقعدى كالمصعوقه ثم قلتُ :
" أنت ! لماذا تجلس بجانبى ؟ أين سلمى ؟ "


تجاهل إياد سؤالى تماماً ، و أخذ يتأمل وجهى بعيناه قائلاً :
" تبدين كالملاك وأنتِ نائمه . . لولا معرفتى بكِ . . و بلسانكِ السليط . . لكنتُ ظننتكِ ملاكاً قد ضل طريقه إلى السماء . "


حاولتُ جاهده أن أسيطر على أعصابى و ألا أفقد هدوئى ، فأبتسمت بسخريه و قلتُ :
" هل أخبرك أحداً من قبل . . يا أستاذ إياد . . بأنك خفيف الظل ؟ "



أخذ إياد يضحك و كأننى ألقيتُ على مسامعه نكته طريفه ، ثم قال يقلدنى :
" و أنتِ . . هل أخبركِ أحداً من قبل . . يا أستاذه دانه . . بأنكِ سليطة اللسان ؟ "


قلتُ ساخره :
" أحدهم فعل منذ دقيقه واحده . . لكنى لا أهتم لرأيه بتاتا ً . . "


إياد رفع حاجبيه بدهشه وقال : " هكذا ؟ ! "


قلتُ بحده لا تخلو من السخريه :
" أجل . . و أرجو أن تعود حالاً إلى مقعدك ، فلم أعد أحتمل أن أظل برفقتك اللطيفه أكثر من هذا . "


إياد قال بأمتعاض :
" تأكدى أننى ما كنتُ لأوافق على الجلوس بجانبك لولا ألحاح الأستاذه سلمى . . فهى أرادت أن نستبدل الأماكن ؛ لكى تستطيع أن تدير بالها على الفتيات . . "


و أخذ ينظر إلىّ من قمة رأسى و حتى أخمص قدماى بأمتعاض ، قبل أن يتابع قائلاً بسخريه :
" بينما أنتِ نائمه و لا تهتمين بأى شئ . . إننى أتسأل أية مُشرفه أنت ِ ؟ ! "


أشتط ُ غضباً ، و لم أستطع تمالك نفسى أكثر من هذا ، فقلتُ بعصبيه :
" لا ينقصنى سوى أن أستمع إلى رأى واحد مثلك بى و بعملى . "


إياد أبتسم إبتسامه واسعه ، و قال بأستهجان :
" واحد مثلى ! كم هو تعبير لطيف منكِ لوصفى ! "


نظرتُ إليه بتحدى و قلتُ :
" هذا لا شئ يا أستاذ إياد .. فإذا كنت تريد وصف دقيق لشخصيتك ؟ فبأمكانى أن أقوم بهذه المهمه على أكمل وجه . "


إياد قال ببرود :
" أذن . . تفضلى . . أخبرينى رأيك بى بكل صراحه . . كم سيكون رائعاً أن أسمعكِ و أنتِ تمزقين شخصيتى ! "


رددتُ عليه ببرود مماثل :
" بكل صراحه . . يا أستاذ أياد . . أنت إنسان مغرور . . و سخيف . . و تافه . . "


وأبتسمت ثم أضفت : " أرجو أن تعذر لى صراحتى . "


أنتظرتُ أن يضحك ، أو يسخر منى كالعاده ، لكن ما ظهر على وجهه فى هذه اللحظه لم يكن التسليه أو السخريه ، أنما كان الغضب !

نعم . . لقد أستطعتُ أخيراً أن أثير غضب الأستاذ إياد . .

كم أنا سعيده بهذا الحدث العظيم !

و كم بعث هذا فى نفسى الأرتياح ! و دب فى جسدى النشاط ، فأخذتُ أتنقل فى الحافله بنشاط ، و أمزح مع الفتيات . .

أظن أن خالى كان محقاً حين قال لى أن هذه الرحله ستكون فرصه جيده لكى أتقرب من الفتيات . .

كان الجو رائعاً هذا اليوم ، و المياه لا تقاوم لدرجه أن جميع المدرسين قرروا السباحه ، فبقيتُ أنا و سلمى و الأستاذه أميمه نجلس تحت المظله لنراقب متعلقات الفتيات . .

و كم أراحنى هذا ، خاصة و أن إياد بدوره أنهمك فى السباحه و لم يعد يطاردنى كعادته . .

أعتقد أننى بعد ما قلته له اليوم قد وضعتُ بيننا حداً فاصلاً إلى الأبد . .

بعد قليل ذهبت سلمى و الأستاذه أميمه إلى دورة المياه ، و ظللتُ وحدى أجلس تحت المظله . .

و فى هذه اللحظه رأيت الأستاذ على يقبل نحوى ، و يتناول منشفته ويجفف جسده بها قبل أن يجلس بالقرب من مقعدى قائلاً :
" الجو رائع اليوم . . "


قلتُ : " فعلاً . "


وأخرجتُ من حقيبتى روايه كنتُ قد أحضرتها معى لأقرأها ، و هممتُ فى قراءتها ، إلا أن على عاد يقول :
" كنتُ أريد أن أتحدث إليك بأمر ما . "



قلتُ :
" تفضل يا أستاذ على . "


على تردد لثوانى قبل أن يقول : " كنتُ أريد أن أسألكِ . . "


و أخذ نفساً عميقاً ثم قال مباشرة : " هل أنتِ مُرتبطه ؟ "


للحظه ، ظللتُ أنظر إليه بذهول ، دون أن أنبس بكلمه ، إلا أننى لم ألبث أن أفقتُ من ذهولى ، وقلتُ بصرامه :
" و ما شأنك أنت ؟ "


على صُدم لردى ، إلا أنه لم يلبث أن أبتسم بخجل ، و قال :
" فى الحقيقه . . إننى . . أريد الزواج منكِ . "


هذه المره لم أكتفِ بالتحديق به بذهول ، بل لقد تراجعتُ فى مقعدى مصدومه ، و رددتُ كلماته بحيره :
" تريد الزواج منى ! "


على قال بعد فتره :
" هذا إذا كنتِ غير مُرتبطه . "


قلتُ بأضطراب و تشتت :
" أنا غير مرتبطه و لكن . . . . "


فى هذه اللحظه أقبل إياد و جلس فى وضع أسترخاء على إحدى المقاعد القريبه ، مما جعلنى أبتلع ما تبقى من جُملتى و ألتزم الصمت . .

و لأول مره منذ رأيت إياد هذا ، أشعر بأننى مسروره لأنه حضر فى الموعد المناسب لكى يعفينى من الأجابه على على !

على نظر إلىّ و مط شفتيه تعبيراً عن أستياءه من مقاطعة إياد لنا ، و ظل جالساً لدقائق أخرى فى أنتظار أن ينصرف إياد ، إلا أن هذا الأخير لم يتزحزح من مقعده بل و لم يبد عازماً على التزحزح أبداً . .

حين يأس على من أنسحاب إياد عاد على إلى السباحه ، بينما ظل إياد جالساً بمكانه ، دون أن يتبادل معى كلمه واحده . .

عظيم ! لقد أخرستُ لسانه إلى الأبد . .

" يبدو أننى قاطعتكما . . رُبما كنتما تقولان شيئاً خاصاً . "


أستفزتنى جُملة إياد كثيراً ، فقلتُ بحده :
" و ما شأنك بهذا ؟ أنا حره . . أتحدث إلى من أتحدث إليه . "


إياد نزع نظارته السوداء و ألتفت لينظر إلى عينى مباشرة ، قائلاً بجديه :
" أخبرتكِ مُسبقاً بأن أمرك يهمنى يا دانه . "


رفعت حاجباى بدهشه و قلتُ بأستهجان : " حقاً ؟ "


إياد قال بجديه و أنفعال لا أدرى سببه :
" أجل . . إن أمركِ يهمنى فعلاً . . و من واجبى أن أحذرك. "


قلتُ بدهشه : " تحذرنى ! ممن ؟ "


إياد قال مباشرة :
" من على . . فأنتِ لا تعرفينه مثلى . . أنا واثق من أنه كان يحاول أستمالتكِ الأن ."

أم ساجد 03-03-10 01:38 AM



تفاجأتُ من كلام إياد و أستنكرته فى آن واحد ، فقلتُ بحده :
" أستاذ إياد . . ألا ترى أن هذا الأمر لا يهمك بتاتاً ؟ "


إياد قال :
" أذن . . فإن ما قلته صحيح ؟ "


قلتُ :
" طبعاً لا . . لم يكن الأستاذ على يحاول أستمالتى كما تظن . . أنما كان . . . . "


وترددتُ قليلاً قبل أن أتم جُملتى :
" كان يعرض علىّ الزواج . "


أتسعت عينا إياد بذهول ما مثله ذهول ، وصدرت منه أهة أستنكار ، قبل أن يقول :
" كان يعرض عليكِ الزواج ! و أنتِ . . لا تقولين أنكِ وافقتِ ! "


تنهدتُ و قلتُ ببرود :
" أعتقد أن هذا الأمر لا يخصك بتاتاً . . رجاءً لا تدس أنفك فيما لا يعنيك . "


إياد قال بجديه :
" قلتُ لكِ أن أمركِ يخصنى و يعنينى . "


أبتسمت بسخريه و قلتُ :
" أسفه . . نسيتُ أنك ولى أمرى . "


إياد قال بهدوء و جديه :
" لا . . أنا لستُ ولى أمركِ . . و لكن أمركِ يهمنى . . و على لا يستحقكِ أبداً . . أنتِ جديده بالمدرسه و لا تعرفين شيئاً عن سمعته السيئه . "


قلتُ بأستهجان :
" و لماذا يهمك أمرى يا تُرى ؟ "


إياد أخذ نفساً عميقاً ثم قال :
" لأن . . . لأننا . . . . زملاء . "

تنهدتُ ببطئ وقلتُ :
" تأكد يا أستاذ إياد ، أننى أتمنى أن تنتهى هذه الزماله تماماً . . و فى الحقيقه أننى لا يهمنى أبداً أن أسمع رأيك . . فرجاءً لا تكلف نفسك عناء أبداء رأيك لأننى بكل بساطه . . . "



و صمتُ لبرهه ثم تابعت بحزم : " لن أستمع إليك . "


إياد رفع حاجبيه فى دهشه ، و قال بأسى :
" أنا واثق من أن رأيى لا يهمك . . و لكنى لا أعرف لماذا تكرهيننى هكذا ؟ "


قلتُ ببرود :
" أننى أكرهك بلا أسباب . . هل أراحك هذا ؟ ! "


نهضتُ من مكانى هامه الأقتراب من الشاطئ لأبلل قدمى بمياه البحر ، لولا أنه أعترض طريقى و قال :
" أنتظرى يا دانه . . أنا لم أنتهِ من حديثى بعد . "


قلتُ بحده و أنفعال :
" للمره الألف أحب أن أذكرك بأنه لا يجب عليك أن تقول أسمى هكذا بدون ألقاب . . و الأن أبتعد عن طريقى يا إياد . "


قلتُ هذا وأبتعدتُ عن إياد بخطوات واسعه ..

و لستُ أدرى لما حملت نظرات إياد الأخيره كل هذا الكم من الحزن و الأسى ؟ !

أيعقل أن يكون إياد جاداً لأول مره بحياته ؟ !

و لكن . . . . لما هذا التغيير المفاجئ ؟ ؟ ؟ !



*-*-*-*


تتبع

أم ساجد 03-03-10 07:41 PM

مفيش ولا رد واحد !
أحبطوتنى أوى :8Pp04714:

بنت خالة أنفاس قطر 03-03-10 08:29 PM

أم ساجد.. لا تتضايقين من قلة الردود واللي يرحم والديج.. ترا قلت الردود موب معناتها خلل في قصتج.. لكن البنات صاروا يخافون من كثر ما الكاتبات يطفشون وما يكملون قصصهم
لكن أنتي إن شاء الله نتامل منج إنج توصلين (لن أتخلى عنك) لبر الأمان والنهاية.. واهم شيء الالتزام بالنتزيل..

وياهلا ويامرحيا فيج يأم ساجد في ليلاس ألف مرة نورتيه بطلتج الحلوة.. وخلينا ندور لج اسم دلع خفيف نناديج فيه.. زين يا سمسمة..

يا سمسمة أكيد عنوان لن أتخلى منك أحسن من الحصن.. والحمدلله إنج غيرتيه.. ونجي للقصة الحين.. ماشاء الله لغتج خفيفة وايد وحلوة ..أنا قريت الأجزاء اللي نزلتيها كلها وبكل صراحة كانت ممتعة جدا.. فيها تكنيك في الصياغة وإدارة الحوار.. واقول لج بكل صراحة أني ناطرة الجزء الجديد بكل شوق


دانه.. حبيت تصويرج لشخصيتها..كان متقن تمام... ذكرتني بنفسي أول ما داومت والبنات كلش مايبون يحترموني.. بس عقب طلعت لهم قرون.. خليتهم يسمعون اسمي يرجفون<<< في أحلامها

إياد.. عجبني بصراحة.. بس كان خليتيه شيء غير مدرس عربي.. أحس مدرسين العربي الرياجيل لازم دمهم ثقيل <<< أدري كلام أهبل بس شاسوي بمخي المغبر

علي.. ياترى جد سمعته شينة وإلا هذي تأليفة من إيادوه عشان دانه ترفضه

بالمجمل سمسمة قصتج فيها جانب متعة كبير.. ننتظر كل يوم جزء منج.. لا تخذليننا بليييييييييييييييييز


خوخة



حسن الخلق 03-03-10 09:53 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

انا جيت متزعليش يا سمسمه هههههه:flowers2:
انا كتبت لك ردين معتبرين قبل كده لكن كل مره الكمبيوتر يهنج و يضيعه لما كنت هعيط او اكسر الكمبيوتر بس الحمد لله ربنا ستر عشان اعرف اخلص القصه هههههه
استلمى بقه الرد الثالث الليله دى
طبعا البارت جميييييل جدا و الاحداث روعه و الحرب على اشدها و عاجبنى جدا موقف دانه من اياد :congrats:
خليها تديله على دماغه مع انه صعب على فى الاخر لما زودت العيار حبتين و زعل بجد :V5N05075:

على مش عارفه احكم عليه و خصوصا انه مالوش مواقف لحد الان و لكنى مياله لراى اياد فيه لانه معاشره و ادرى بيه
يعنى مثلا شخصيه اياد تغيظ لكنه مخلص لان الى فى قلبه على لسانه و مش خبيث :9jP05261:
ضحكت كتير على موقف دانه لما صحت من النوم فى الاتوبيس و فوجئت بالاستاذ مشرف بجوارها هههههههه :uJl04657::8Pp04714:

بجد اسلوبك مشوق جدا و جذاب و اسعدنى انك قطعت شوط كبير فى الروايه
بس ده ما يمنعش احقد عليك شويه صغيرين لانك الوحيده الى عارفه الاحداث المقبله و المتحكمه فى سير الامور بس متخافيش ده حقد من ورا القلب هزار يعنى :Tgn04610:
اضم صوتى لصوت الاخت العزيزه خوخه ان قله الردود فى البدايه لا تعبر عن جوده العمل بشكل من الاشكال و كثير من الاعضاء بيتابع فى صمت و لكن مع التقدم فى الاحداث بيخرجوا عن صمتهم و هتلاقى جمهور كبير ان شاء الله :Welcome Pills4:

اصبح لك اسماء دلع كتير انا عن نفسى هقولك سمسمه او دولى :lol:

فى انتظارك انت و دانه و اياد على نار
دمتى بكل حب :flowers2:



وقار الصمت 03-03-10 10:36 PM

حلوه قصتك كملي

شبيهة القمر 03-03-10 11:10 PM

مسااء الخيير داليا ..
ليش الزعل حبيبتي ..تو النااس مابعد شبكت معاك بالخط ..انتي بس استمري بالاحدااث ..
وراح تشوفي (كيف تنطق قصتك البكم ..)

بالنسبه للجزء اليوم ..حمااسي وخااصه لما دخل علي بالساالفه ..
خلي إيااد باشاا يعرف يعبر صح مو يجلس يلاحق بالبنت بدون سبب ..
الحين بدت مشااعر ايااد تطلع للعياان ..قال ايش (قاال يهمني أمرك )..
ياخي جبها من أصرها وقول احبك ..خخخخخخخخ
احسااسي ان خال دانه يعرف عن مشااعر ايااد بالنسبه لدانه ..
ويمكن هو اللي طلب من خالها يتعين عنده علشاان يكون قريب منها ..

داالياا ..
القصه رهييييبه ..واسلوبك سهل ..وجذااب ..واتمنى انك ماتهتمين لساالفه الردود لانها شي طبيعي في بدايه كل قصه جديده لكااتبه جديده ..انتي بس التزمي بالتنزيل وبإذن الله راح تشوفين اللي يسرك ....
بانتظاار باقي الاحدااث بكل حماااس ..

أم ساجد 04-03-10 01:17 AM

خوخه ردك فرحنى اوى
بجد شكراً ليكى
ربنا يخليكى
جميل سمسمه مع انو ملوش علاقه بداليا هههههههه


حسن الخلق نورتى الروايه بردك يا قمر
قوليلى سمسمه او داليا او ام ساجد
بس قوليلى الاول انتى بيدلعوكى يقولولك ايه ؟؟؟؟ :)


وقار الصمت
شكراً حبيبتى على ردك لجميل
نورتى الموضوع

شبيهة القمر
مساء الخير حبيبتى
منوره الموضوع والله
شكراً على ردك الجميل

يلا تابعوا معايا الفصل الجديد
إن شاء الله هنزل الفصول بأستمرار
دعواتكم معايا يا قمرات

أم ساجد 04-03-10 01:26 AM



3
***
**
*



منذ أول لحظه وقعت فيها أنظارى على وجه دانه الجميل و أنا أشعر بنبضات قلبى تخفق بلا هواده كلما ألتقيتُ بها . .

صحيح أننى أستنكر معظم أفعالها ، و أسخر منها دائماً ، و أحاول مضايقتها بشتى الوسائل و الطرق ، إلا أن كل هذا ليس سوى غلاف سميك ، أغلف به مشاعرى نحوها ، التى برغم الأشهر القليله التى عرفتها خلالها ، أخذت تنمو و تكبر ، حتى أحتلت حجرات قلبى الأربعه بأكملها . .

و بدون أن أشعر وجدتُ نفسى مهوساً بها ، و أعتبرتها شيئاً خاصاً بى .. و ملكاً لى . .

و من يجروء على الأقتراب منها مسافة عشرة أمتار فقط ، سأسحقه سحقاً . .

لن أتحدث عما حدث اليوم - بشأن عرض على للزواج منها - لأن هذا الزواج لن يتم طالما أنا حى أرزق . .

و الأيام ستثبت لكم صدق قولى . .

و ستعرفون أننى فعلتُ الكثير . . و الكثير جداً لكى لا يتم هذا الزواج . .


قد تعتبرون هذا جنوناً .. أو رُبما أشد درجات الجنون .. لكنى لا أهتم لرأيكم بى ؛ لأن أهتمامى فى هذه اللحظه منصب على تلك الفتاه التى تبلل قدميها بمياه البحر ، و التى تعبث نسمات الهواء بشعرها الحريرى لتنثره حول وجهها ، فتبدو بهذا لوحه رائعة الجمال ، من صنع الخالق عز وجل . .


ظللتُ لفتره لا أعلمها أتأملها مأخوذاً بكل شئ بها . . ببشرتها الخمريه النقيه كبشرة الأطفال . . و ملامحها الرقيقه البريئه . . و عيناها اللتان فى لون الربوع الخضراء اللتان تزينهما أهداب طويله بنيه . . و شعرها البنى الحريرى الذى يصل إلى نهاية ظهرها والذى دائماً ما ترفعه على هيئة ذيل الحصان . . إلى أن أقترب منها على ، و شوه جمال اللوحه . . بل و شوه جمال الكون بأكمله . .


نهضتُ من مكانى فجأه كمن لدغه عقرب ، و أقتربتُ منهما قائلاً لدانه :
" هل لا عدتِ إلى مكانك يا دانه ؟ فأنا سأذهب للسباحه ، ولا يوجد أحداً ليراقب متعلقاتنا سواكِ . "



طبعاً لن أتركه يتحدث معها و لو للحظه واحده !

دانه رشقتنى بنظره حاده ، ثم عادت لتجلس تحت المظله ، بينما أخذ على يشيعها بنظراته !

وكدتُ أنا أقتلع عينيه من محجريهما !


أقتربتُ من على و قلتُ له :
" لا أظن أنك أكتفيت من السباحه .. "

على أبتسم و قال :
" بل أظننى أكتفيتُ من السباحه بالفعل . "


يقصد بذلك أن يذهب ليجلس مع دانه !


و ما كان منى إلا أن أحطتُ كتفيه بزراعى قائلاً :
" لكنى .. كنتُ أفكر فى أن نتسابق و نرى من منا سيصل إلى حاجز الأمواج هذا قبل الأخر. "

على قال :
" سأستريح الأن و نتسابق فيما بعد . "

قلتُ أستفزه :
" أنت خائف من مواجهتى أذن ؟ "

وما كان من على إلا أن قال :
" أذن .. تعالى لأريك كيف سأسبقك . "


وبدأنا فى السباق ، و طبعاً كان الفوز من نصيبى . .

وحين عدنا لنجلس تحت المظله ، كانت الأستاذه سلمى ، و الأستاذه أميمه قد حضرا ، وبرغم هذا كان علىّ أن أجلس بين على ودانه لكى لا يدور بينهما أى حديث ..

وطوال الرحله بقيتُ ملازماً لدانه كظلها ، ومراقباً لها ، وحائلاً قوياً ومنعياً بينها و بين على ..

وفى طريق العوده كانت دانه تجلس بجانب سلمى ، وكانت نائمه معظم الوقت ، أما أنا فلم يغمض لى جفن ، و ظللتُ ساهراً إلى أن وصلنا إلى المدرسه من جديد ..

كانت خيوط الفجر قد بدأت تزحف إلى السماء لتعلن عن بداية يوم جديد حين غادرتُ الحافله ، فأستقليتُ سيارتى عائداً إلى منزلى ..

فى الحقيقه كان التعب قد أضنانى ، و الأرهاق قد بلغ بى مبلغه ، فأستلقيتُ على فراشى و رحتُ بسرعه فى سُباتٍ عميق ..



*-*-*-*

أم ساجد 04-03-10 01:31 AM




لأننى نمتُ طويلاً فى الحافله أثناء رحلة العوده ، فلم يكن لدى رغبه فى النوم بعد وصولى إلى المنزل ، فأخذتُ حماماً منعشاً ، أزال عن جسدى أرهاق اليوم بأكمله ، ثم ذهبتُ إلى الفراش ، و أضأتُ القنديل ( الأباجورة ) المجاور لفراشى ، و تناولتُ من أرفف المكتبه رواية ، و أخذتُ أقرأها علها تساعدنى على النوم . .

لكننى شردتُ تماماً بعد قراءتى لأول صفحه ، و أخذتُُ أفكر بما قاله لى على اليوم أو بالأدق برد فعل إياد عليه . .

ألا توافقونى بأن رد فعله كان غريباً بعض الشئ ؟ !

بل كان غريباً جداً أن يتخلى إياد عن سخريته المعهوده فجأه و يتحدث إلى بأهتمام و جديه !

لن أنكر أننى كنتُ قاسيه معه كثيراً ، و أننى أشعر بالندم على هذا لكنى لا أتحمل أن يدس أنفه فى كل صغيره و كبيره تخصنى كأنه ولى أمرى . .

على كل ٍ ، أنا أنوى الأعتذار له غداً حين أقابله ، كما أننى أنوى أيضاً رفض عرض على بأدب . .


ظلت الأفكار تلعب برأسى ، إلى أن أعيانى التفكير بعد فتره و رحتُ فى سباتٍ عميق ..


أستيقظتُ فى تمام الساعه التاسعه ، و بما أن اليوم هو يوم السبت - و هو أجازه رسميه - فلم يكن علىّ الذهاب المدرسه . .


أزحتُ الغطاء جانباً ثم نهضتُ عن فراشى ، و أخذتُ أمدد أطرافى بنشاط ، ثم ذهبتُ لأفتح النافذه وأزيح الستائر عنها لأسمح لنسمات الهواء العليله فى الدخول إلى غرفتى ، و الشمس بأضاءة الغرفه ..


ولم أستطع مقاومة منظر حديقة المنزل التى يعتنى بها أبى و يملأها بالزهور الملونه الجميله ، فظللتُ واقفه لفتره أتأمل الحديقه و أستنشق الهواء العليل المختلط برائحة الفل و الياسمين . .

يا له من صباح جميل !


بعد فتره من الزمن أقبلت أمى و قالت :
" هل أستيقظتِ ؟ كنتُ أتيه لأوقظكِ . . لقد أنتهيتُ من إعداد الفطور . . هيا تعالى وشاركينا الطعام . "

قلتُ لأمى :
" حسناً . . سأغسل وجهى و أوافيكم . "


حين ذهبتُ إلى حجرة المائده كانت أمى و " شقيقتى الصغرى دره " - التى تصغرنى بعامان - قد أتخذا مجلسهم حول المائده ، فألقيتُ على دُره تحية الصباح ، و جلستُ بجوارها ، و أخذتُ أتناول طعامى بشهيه ..


سألتنى دره فيما كنتُ أشرب القهوه بعد أنتهائى من تناول الطعام :
" كيف كانت الرحله ؟ "

قلتُ :
" كانت رائعه . . أستمعتُ كثيراً بوقتى . . و أعتقد أن الفتيات بدأوا يألفونى . . "


أمى قالت :
" أذن كان فهمى على حق . "

قلتُ :
" طبعاً . . و هل يخطئ خالى فى شئ أبداً ؟ "

دره قالت :
" أخبرينى يا دانه كيف حال ذلك المدرس الخفيف الظل ؟ صحيح ما أسمه ؟ "


كانت تقصد الأستاذ إياد . . فهى تجده خفيف الظل بالرغم من سخافته !


قلتُ :
" أسمه إياد . . و هو بخير . "

دره قالت مُبتسمه :
" يا له من أسم جذاب . . هل هو جذاب هكذا مثل أسمه ؟ "

أمى نظرت إلى دره بحده و نهرتها قائله : " دره ! "

إلا أن دره واصلت أسألتها قائله :
" هل ذهب معكِ إلى الرحله ؟ ! "

قلتُ : " بلى . "

قالت دره مُبتسمه :
" كم أتمنى رؤيته ! "

ضحكتُ و قلتُ :
" لا أراكِ الله شيئاً بشعاً . "



*-*-*-*-*



تتبع



عمر همس الدموع 04-03-10 01:35 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

حسن الخلق 04-03-10 03:07 AM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
:mo2::mo2::mo2:
اهو كده الشغل و لا بلاش جزء جديد كمان يا سلاااام ايه الحلاوه دى

اياد اعلن الحرب على على خلاص و متربصله ههههه
و الله برافو عليه هيه دى المرجله و اعلنها عاليا ان دانه من ممتلكاته الشخصيه بس يا خوفى من رد فعلها
شكل الاعتذار الى هيه ناويه عليه هيتقلب خناقه جديده و انا اموت فى الخناق و الملح و الفلفل

اما عن الدلع يا ستى براحتك ممكن حسونه سنسن الى انت عايزاه

شكرا جزيلا على اهتمامك يا دوللى
انت خلتينى لازقه فى الجهاز احسن تنزلى جزء و يفوتنى هههههه
منحرمش منك ابدا :flowers2::flowers2::flowers2:

وقار الصمت 04-03-10 06:55 AM

اياد معك كل االحق يجب عليك الدفاع عن حبك باي وسيله كانت

شبيهة القمر 04-03-10 02:55 PM

واخييرا اعترف لنا ايااد بما في قلبه ..

تاابعي فنحن متشوقون للاحدااث القاادمه ..

وماذا سيفعل ايااد ليوقف هذه الخطبه ..؟؟؟

بانتظاارك ..داليا ..

أم ساجد 05-03-10 08:28 PM

4
****
***
*

فى صباح يوم الأحد ، دلفتُ إلى حجرة اللغه العربيه قبل الأنتهاء من طابور الصباح لأحمل مواضيع الأنشاء التى كنتُ قد أنتيهتُ من تصحيحها يوم الخميس . .

كنتُ قد وضعتُ الكراسات بإحدى الخزانات ، فذهبتُ لأفتحها بالمفتاح ، و بعدما أنتهيتُ من أستخراجها أخذتُ أدفع باب الخزانه بكتفى لأغلقه ، فإذا بيد تمتد من خلفى لتغلق باب الخزانه ، و حين أستدرتُ طالعنى وجه إياد الذى لازال واضعاً يده على باب الخزانه ، و الذى كان ينظر إلىّ بعينانان مُحمرتان يتطاير منهما الشرر ، و تبعث الخوف إلى قلبى !


أزدردتُ ريقى بصعوبه ، و ظللتُ أنظر إليه برعب و أنا عاجزه عن النطق . .


و أخيراً تحرك لسانى المعقود بعد فتره ، و أستطعتُ أن أقول بصوت مُرتعش :
" م . . م . . ما . . ماذا . . تريد ؟ "

إياد تنهد ببطئ و وضع يده الأخرى على الخزانه ، فصرتُ واقفه بين زراعيه ، و لا يفصلنى عنه سوى الكراسات التى أحملها !


قلتُ بصوت أعلى و أكثر حده :
" ماذا تريد يا أستاذ إياد ؟ "


إياد نظر إليه بتمعن و قال متجاهلاً سؤالى :
" ماذا قررتِ ؟ "


سألته بحيره :
" ماذا قررت بشأن ماذا ؟ "


إياد قال بحده:
" لا تراوغينى يا دانه .. أنتِ تعرفين عما أتحدث . "


قلتُ :
" حسناً . . أبتعد عنى و دعنا نتحدث بهدوء . "


إياد قال بصرامه :
" أخبرينى يا دانه ماذا قررتِ ؟ "


قلتُ بتوسل :
" أرجوك يا إياد أبتعد . . لو دخل علينا أحداً الأن ، سيكون موقفنا سخيف . "


إياد رفع إحدى حاجبيه و قال بسخريته المعهوده :
" طبعاً المقصود بأحداً هو على .. أليس كذلك ؟ "


قلتُ :
" أنا لا أقصد أحداً بعينه .. أبتعد عنى فقط . "


و لم يبد لى إياد عازماً على الأبتعاد ، فقلتُ بنبره راجيه :
" أرجوكِ يا إياد أبتعد . "


إياد أبتعد عنى بضع خطوات ، و قال :
" و الأن أخبرينى ماذا قررتِ ؟ "


سألته :
" تقصد بشأن على ؟ "


إياد قال وقد بدأ صبره ينفذ :
" أجل .. و هل هناك سواه ؟ "


قلتُ بتحدى :
" أنا موافقه مبدئياً . "

إياد أغلق عينيه ، وقبض راحة يده كمن يحاول السيطره على أعصابه ، و حين فتح عيناه رأيتُ من خلالها ألسنه النيران المُتأججه بداخله .. فتراجعتُ إلى الخلف عدة خطوات بذعر ، إلا أن إياد أستوقفنى قائلاً بصرامه :
" أنتظرى . "


تسمرتُ فى مكانى برعب ، فقال إياد بهدوء نسبى :
" أأنتِ موافقه برغم ما قلته لكِ عن سمعته ؟ "


قلتُ :
" لقد قلتُ أننى موافقه مبدئياً .. ثم أننى منذ تم تعيينى بالمدرسه لم أرِ منه شئياً سئ . "


إياد قال بأنفعال :
" لقد تم تعيينكِ منذ أربعة أشهر فقط . . و هى ليست بالفتره الكافيه لتحكمى عليه من خلالها . . ثم أنكِ لازلتِ صغيره و لا تعرفين مصلحتكِ . "


قلتُ بأستياء :
" أنا لستُ صغيره . . إننى فى الحاديه و العشرون من عمرى . . "


إياد قال بإصرار :
" و مع هذا أنتِ مازلتِ صغيره جداً . "


أستأتُ كثيراً من كلامه فقلتُ مُنفعله :
" على أى حال هذا الأمر لا يخصك بتاتاً . "


إياد قال بعناد و وعيد :
" بل يخصنى أمركِ يا دانه . . و أحذركِ إذا حدث و قبلتِ الزواج منه . "


جُملته الأخيره أستفزتنى كثيراً ، فقلتُ بعناد مماثل :
" أستاذ إياد . . لقد قبلت الزواج من على و أنتهى الأمر . . "


إياد نظر إلىّ بذهول ، بينما تابعتُ أنا بجمود :
" و إذا لم يعجبك هذا فأمامك البحر بأكمله لتشرب منه كيفما تشاء . "


قلتُ ذلك و غادرتُ الحجره بسرعه قبل أن أسمح له بأعتراض طريقى مجدداً ، و ما أن غادرتُ الحجره حتى قابلتُ على الذى حضر لتوه ، و الذى ألقى علىّ التحيه باسماً . .


و لستُ أدرى ما الذى دفعنى فى هذه اللحظه لأن أقول لعلى :
" إذا كنتُ ما زلت تتنظر رأيى فى الزواج منك ؛ فأنا موافقه . "


و تهللت أسارير على حينئذ ً ! !


*-*-*-*-*

أم ساجد 05-03-10 08:31 PM

عمر همس الدموع \ وقار الصمت \ حسن الخلق أو سنسن :smile: \ شبيهة القمر

شكراً على ردودكم الجميله وتشجيعكم

يارب القصه تعجبكم للنهايه

حسن الخلق 05-03-10 10:09 PM

السلام عليكم و رحمه الله

شكرا دوللى على الجزء الجديد

بصراحه موقف غبى الى عملته دانه فى الاخر
كان ممكن تستفز اياد زى ما هى عايزه بينها و بينه من غير ما تدخل على فى النص
و طبعا على ما صدق
يا خوفى لا يروح يجيب المأزون ههههههههه

اياد الله يكون فى عون الطلبه النهارده لان شكله هيرتكب جريمه

اوعى تتاخرى عليه احسن انا مش مسؤله عن الى هيحصل <<<بنت بلدى و انا حره فيها :lol::lol:

تسلم ايدك على الحوارات المولعه نار

دمتى بكل حب :flowers2::flowers2::flowers2:

زارا 05-03-10 10:19 PM

السلام عليكم..
مرحباااا دلووو.. ايه الروايه الحلوة دي..؟؟ والاحلى طريقة التنزيل حلوو بكم يوم نزل اربع اجزاااء يعطيتس العافيه ياا دلوو..
والحين نجي للابطال اللي مسوووين تاثير كبير بالقصه وهم دانه واياد..
دانه. اتمنى اعرف انتي ليه تكرهين اياد والله الراقل شكلو طيب خالص وقدع وابن بلد وعااوز ينقزك من المقرح علي مع اني لسا ماتعرفتش عليه بس برضواا كرهاهـ لان اياد بيكرهوا..
هاااه دلوو ايه راايك بلهقتي المصريه؟؟..هخهخهخهخه
فعلا دانه يعني وشوو الموقف اللي كرهتي ايااد عشاانه.. يعني مستحيييييل تكرهينه كذاا من الباب للطاقه.؟؟
الا اذااا انتي خااااايفه انتس تحبينه ؟؟؟ وبعدين ليش وافقتي على علي بالرغم من التخذريات اللي حذرتس فيها اياد؟؟ يعني انتي تعااادينه والا تعاندين نفستس اووول؟؟ اكبر غلطه غلطتيها هي انتس قلتي لعلي انتس واافقتس عليه ..يعني لوو تركتي الكلام بالشكل اللي دار بينتس وبين اياد وانه موافقه مبدئيه بس بيكون احسن لتس انتي اولاا واخيراا..
وغير هالشي موافقتس لعلي اتووقع انتي اول من راح يتوورط فيها..
ماا ادري هل بيتطوور الامر الى ان يااصل للزواج حقيقه؟؟

علي : انا وااثقه ان كلام اياد كله صحيح.. الراقل ده انا مسدّآآآه .. بس ليش خطبت البنت.. تدري يمكن شفت ان ايااد يحبها وانتي تغااااار منه فتبغى تووصل لها قبل يووصل هو وتقهرره وتحرق قلبه عليها؟؟؟
ويمكن طمعاان لان خالها مدير المدرسه..

اياد: حبيتك ياارااقل.. الحين اتمنى بس اشوووف ردة فعلك لما تعرف انها قالت لعلي انها موااافقه؟؟ هل بتسكت وتخضع للامر الوااقع او بتقلب الدنياا على رووسهم الاثنين؟؟ شوف وضعك هذاا بااين انه وضع عاااااشق ولهاااااان بس مشكلته انه مو قاادر يقوول لحبيبته انه يحبها لانه يشووف هي كيف كارهته... فلو استمرت خطة زواج علي ودانه اتوووقع بتسووي شي من ثلاثه اشيااء ياا انك تقتل علي او تخطف دانه.. او انك تمسك على ابوها حاجه وتههدها لو هي ماتزوجتك بتفضح ابوها فيها ؟؟ وهالشي بيكون قبل كتب كتابها من علي يعني قبل ماتكون زوجه لعلي رسميااا ..ويمكن تبطل زواجتها من علي وكتب الكتاب مثل ماهو بس يتغيير العريس؟؟؟؟هخهخهخهخه

دلوووو والله حلووه القصه وممتعه وذكرتني بروايات عبير صراحه ..
بانتظاااار الجزء القادم بكل شوووق . واتمنى نشووف ان دانه رجعت لوعيها ترجع تقوول لعلي انها رفضت الزواج
..

أم ساجد 06-03-10 03:51 AM

حسن الخلق
ديما يا قمر منوره الموضوع بردودك الجميله وطلتك المميزه
شكراً حبيبتى على الرد
دمتى بألف خير

زارا
كأنك قريتى أفكارى
فعلاً أنتى قولتى حاجه صح ، بس مش هقولك اى هى ، أنتى هتعرفيها بنفسك بعدين
شكراً يا قمر على ردك الجميل
على فكره
لهجتك المصرى محتاجه تظيط جامد اوى ههههههههه
دمتى بألف خير يا قمر

شبيهة القمر 06-03-10 06:51 AM

السلام عليكم ..اهليين دلوو ..

هالداانه يبي من يكفخها على رااسهاا ..الحين فرحاانه بخبتها ..مالقت الا علي ..
توافق عليه ..وهالضعيف اللي له اربع شهور يطاارد وراها ..ماعطته خبر !!!

اتوقع ان اياد ماراح يسكت بيتغدا بعلي قبل يتعشى فيه .. يمكن يستغل الفرصه
ويروح لأبو داانه ويخطبها..اليوم قبل بكره ..خاصه ان علي ماراح بصفه رسميه..وبكذا يضرب عصفورين بحجر ..
خطبه ..وتحقيق حلم ..خخخخخ والله انك مو هين ياأيااد لو تسويهاا ..

دلوو ..مشكووووره يالغاليه ..بانتظاار ردة فعل إيااد وعلي ..؟؟؟

رهووفا 06-03-10 09:44 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

أم ساجد 06-03-10 11:21 PM

شبيهة القمر \ رهوفا

شكراً يا قمرات على ردودكم الجميله
ربنا ميحرمنيش منكوا

بوح قلم 07-03-10 09:02 AM

واخيرن لحقتكن<< فيس تعبان من كثر ما ربع وراكم

تسلمين فديتج<< الفيس راعي الورود

قصة رائعة واسلوبج سلس وحلووو

دانه


تعالي اهني انتي شحقه كاره الريال.. هاي يزاته لانه يبي ينقذج من هالعلي هذا.. بس شكلج هب ويه حد يساعدج<< فيس مقهور منها والا الحينه حد يهدد الزين ويا علي


اياد

انته عجيب.. ما عليك منها يا ريال.. ياهل ما تعرف مصلحتها.. الحينه لازم نعرف شقايل نكنسل سالفه عرسها<< فيس يخطط

علي

شكلك هب هين.. وانا مصدقه اياد لا تحاول ويايه<< فيس ما يحبه.. شوف انته اكيد وراك شي.. ولا تبي توصل لخالها لانه المدير عن طريقها

نترياج<< الفيس راعي الورود

أم ساجد 08-03-10 05:47 AM

شكراً حبيبتى بوح القلم على ردكِ الجميل
بس يا قمر انا مش فاهمه ايه معنى - فيس تعبان من كثر ما ربع وراكم
_ ؟ ؟

بوح قلم 08-03-10 07:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم ساجد (المشاركة 2200902)
شكراً حبيبتى بوح القلم على ردكِ الجميل
بس يا قمر انا مش فاهمه ايه معنى - فيس تعبان من كثر ما ربع وراكم
_ ؟ ؟

يعني يا طويله العمر كان يركض " يجري" وراكم يبي يوصل لكم

أم ساجد 08-03-10 11:40 PM

اممممممم فهمت

شكرا حبيبتى على التوضيح

أم ساجد 13-03-10 01:51 AM



5
***
**
*



لقد حذرتها مُسبقاً من خطورة ما هى مقدمه عليه ، لكنها لم تستمع لى ، بل و قبلت الزواج من على برغم ما قلته لها عنه . .

على أى حال إنها لم تترك لى خيار أخر . . و أنا أنوى أن أفعل أى شئ كى لا يتم هذا الزواج . . و سأفعل المسحتيل لكى لا يتم . . و لكى تكون دانه لى أنا . .

بالأمس أتى على بصحبة دانه ليخبرانى بأن خطبتهما ستكون يوم الخميس القادم . .

تظاهرتُ بالبرود و الأستسلام ، و تمنيتُ لهما السعاده معاً . .

لكن . . . ألا يقولون أن الهدوء عادة يسبق العاصفه ؟ !

وهذا بالفعل ما أشعر به الأن . . فإن برودى الظاهر لهما يختفى وراءه حمم ملتهبه ، و بركاناً يهدد بالأنفجار فى أى لحظه . . و بأى شخص !

لقد ربحت الجوله الأولى يا على . . لكنها ليست الأخيره . .

ومن يضحك أخيراً . . يضحك كثيراً . .


*-*-*-*-*



أستخرتُ الله . . و وافقتُ مبدئياً على خطبتى من على ..

كان سبب موافقتى على " على " فى البدايه يرجع لرفض إياد الشديد لهذه الخطبه و تحذريه لى مما جعلنى أحاول فعل أى شئ لأغاظته ، إلا أننى بعد ذلك وجدته ودوداً و هادئاً و طيب القلب و لا يمكن أن يكون سيئ السمعه كما يزعم إياد . .

وتمت خطبتى على " على " بسرعه و دون تعقيد . .

لكن . . . أكثر ما أثار تعجبى و دهشتى كان موقف إياد من خطبتنا . .

تصوروا أنه قد بارك لنا على الخطبه ، بل و تمنى لنا السعاده !

إننى حتى الأن لم أقتنع بأن إياد قد أستسلم أخيراً . . لكنى فى الوقت ذاته لا يمكننى التنبؤ بما يفكر به ؛ فإن رجلاً مثل إياد من المستحيل أستنتاج ردود أفعاله ، و سبر أغوراه . .

و رغم هذا فإن هناك شيئاً ما بأعماقى بنبئنى بأن وراء هدوء إياد وأستسلامه يختفى شيئاً رهيباً بحق . .

" مبروك يا عروس . "

كنتُ أعرف صاحب الصوت الساخر كما تعرفونه تماماً ، قبل أن أستدير ليقع بصرى على إياد الذى يقف عند الباب ساداً فتحته بجسده العظيم . .

قلتُ :
" شكراً يا إياد . "

إياد أبتسم و قال :
" برغم أننى لم أكن موافقاً على هذه الخطبه ، إلا أننى لا أملك الأن سوى أن أبارك لكما ، و أتمنى لكما السعاده . "

قلتُ بسخريه :
" هذا هو ظنى بك على أى حال . "

إياد أقترب منى بضع خطوات ، و جلب له مقعداً ، و وضعه فى مقابل مكتبى ثم جلس عليه و أتكأ بمرفقيه على مكتبى قائلاً :
" على أى حال أنا لا أريد سوى سعادتكِ . "

نظرتُ إليه بتعجب و قلتُ بسخريه لاذعه و صريحه :
" سبحان مغير الأحوال ! إننى أتسأل أى كارثه تلك التى تخفيها وراء هدوءك المُزيف ؟ ! "

إياد مط شفتيه قائلاً :
" مازال فى جعبتى الكثير بالفعل .. لكن دعكِ من هذا الأن . . و أخبرينى . . . . "

وصمت لبرهه أخذ يتأملنى متابعاً :
" هل أخبركِ أحداً من قبل أنكِ أزددتِ جمالاً بعد الخطبه ، أم أننى أول من يقول لكِ هذا ؟ "

رفعتُ حاجباى بدهشه ، و قلتُ : " حقاً ؟ ! "

أومأ إياد برأسه إيجاباً ، و فجأه و دون توقع ، أمتدت يده إلى شعرى بسرعه و خفه ، وأزال الشريط الذى أرفع به شعرى على هيئة ذيل حصان ، لينسدل شعرى على كتفاى !

و أضاف إياد بهدوء و هو يتأملنى ملياً :
" لكنى أفضل شعركِ منسدلاً . . فهكذا تبدين أكثر رقه و شاعريه . "

لم أتمالك نفسى حينئذ و هببتُ واقفه و صحتُ به :
" كيف تجروء على فعل هذا ؟ من تظن نفسك ؟ سأخبر على بهذا . "

هب إياد من مكانه هو الأخر وقبض على رسغى بقوه قائلاً بصوت قوى غليظأرتجفت له أوصالى :
" أياكِ أن تأتى بذكره أمامى . . لقد صبرتُ عليكِ و أحتملتكِ كثيراً ، لكنى لا أعدك بأن أصبر عليكِ أكثر من هذا . "

و صمت لبرهه ثم أضاف قائلاً بصرامه :
" سأخبركِ بشئ واحد يا دانه . . و كونى واثقه منه . . "

و ضاقت عيناه بشده وهو يقول بحسم :
" أنتِ لن تتزوجى من على . . "

أستفزتنى جُملته كثيراً ، ورغم الرعب الذى تملكنى وقتها فتحتُ فمى وهممتُ بالرد عليه ، لولا أنه أضاف بصوت أجش لا أدرى إذا كان صوته فعلاً ، أم أننى تخيلتُ أنه صدر منه :
" أبـــــــــــداً . "


وغادر الحجره بخطوات سريعه وواسعه . . وتركنى وحدى بالحجره أرتجف وأنتفض دُعراً


*-*-*-*-*


تتبع




أم ساجد 13-03-10 01:59 AM

6
***
**
*



مرت أربعة أشهر على خطبتى من " على " ، و خلال هذه الفتره كان على يعاملنى برقه ، و يحاول أرضائى بشتى الطرق و الوسائل ، لذا فحين طلب منى أن نعجل بزفافنا ، لم أمانع و وافقت دون تفكير . .

و لأننى لم أكمل جهازى بعد فقد تغيبتُ عن المدرسه و بدأتُ فى شراء ما ينقصنى . .

و فى الحقيقه أن هذا ليس فقط السبب فى تغيبى عن الدراسه ؛ فإن السبب الأساسى تعرفونه جيداً . . ألا و هو إياد . .

فمنذ أن قال لى ( أنتِ لن تتزوجى من على ) و أنا أشعر بالخوف منه . .

صحيح أنه كان بأمكانى أن أخبر على بما قاله لى إياد ، لكننى خشيتُ أن يتعاركا و يؤذى أحدهما الأخر . .

و بما أن إياد كان ضخماً ، عظيم البنيان ، فستكون يد الغلبه بطبيعة الحال له هو !

على أى حال أعتقد أن الأمر هكذا قد أنتهى . .

كنتُ جالسه أشاهد إحدى المسلسلات فأقبلت دره و تناولت منى أداة التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز ( الريموت ) و أخذت تقلب القنوات قائله :
" دعكِ من هذا المسلسل السخيف . . بعد قليل سيبدأ برنامجى المفضل . "

هززتُ كتفاى و لم أعلق ، بينما تابعت دره :
" بالحلقه السابقه عرضت مذيعة البرنامج قصة فتاه كان زفافها بعد أسبوع واحد فأتى أبن عمها و شوهها تماماً .. مسكينه هذه الفتاه . . لقد كانت جميله قبل الحادث . . "

وضعتُ يدى على قلبى بحركه تلقائيه و قلتُ بذهول :
" لماذا فعل هذا ؟ "

دره مطت شفتيها قائله :
" لأنه يحبها ويريد الزواج منها وهى رافضه أياه تماماً . "

قلتُ مُستهجنه :
" ألأنه يحبها يقوم بتشويهها ؟ ! أى حب هذا ؟ ! "

دره قالت :
" رُبما كان مريض نفسى . . لستُ أدرى لما لا يضعونه هو و أمثاله بمستشفى المجانين و . . . . ؟ ! آه . . ها قد بدأ البرنامج . "

أنشغلت دره بعد ذلك فى مشاهدة البرنامج ، أما أنا فلم أستطع التركيز بمشاهدة البرنامج و أخذت عبارة دره تتردد بأذنى . .

( كان زفافها بعد أسبوع واحد فأتى أبن عمها و شوهها تماماً )

( كان زفافها بعد أسبوع واحد فأتى أبن عمها و شوهها تماماً )

كما أخذت عبارة أياد أيضاً تتردد بأذنى . .

( أنتِ لن تتزوجى من على )

( أنتِ لن تتزوجى من على ) !

أيعقل أن يفعل إياد هذا بى أيضاً ؟

لا . . لا أظن . . ليس لهذه الدرجه . .

رُبما كان إياد سخيف و مجنون لكنه لا يمكن أن يفعل شيئاً مثل هذا . .

لا يمكن أبداً . .


*-*-*-*-*


بدأ العد التنازلى .. و ما عاد يفصلنى عن الزفاف سوى يوماً واحداً فقط ..

لن أستطيع أن أقول لكم أننى سعيده مائه بالمائه ؛ فأنا حتى الأن لم أشعر بأى مشاعر خاصه نحو على ، لكنهم يقولون أن الحب سيأتى فيما بعد . .

و لا تسألوننى من هم هؤلاء الذين يقولون هذا ؛ لأننى لا أتذكر كم عددهم ، فإن المتطوعين بأبداء الرأى كثيرون !

على أى حال أننى أ أمل أن يأتى الحب فيما بعد و . . . . .

قاطع تأملاتى صوت رنين هاتفى المتواصل ، فنظرتُ إلى رقم المُتصل فوجدته رقم على . .

أجبت على الأتصال قائله :
" أهلاً على . . "

أتانى صوتاً رجولياً غريباً يقول :
" السلام عليكم . . الأنسه دانه معى ؟ "

قلتُ بأستغراب : " أجل . "

أجاب الرجل بعد فتره :
" لقد أصيب على فى حادث طريق و . . . . "

لم أدعه يتم جُملته إذ أننى قاطعته قائله بذعر :
" ماذا أصابه ؟ هل هو بخير ؟ "

أجاب الرجل :
" فى الحقيقه .. إصابته ليست خطيره ، لكنه فاقد الوعى تماماً . "

سألته بشغف :
" وأين هو الأن ؟ هل هو بالمستشفى ؟ "

قال :
" كلا . إنه بمنزلى . "

قلتُ بحسم :
" أذن . . أعطى عنوانك و أنا قادمه . "

أرتديتُ ملابسى بسرعه و بلا أهتمام ، و غاردتُ حجرتى و أنا أترنح فى مشيتى و أكاد أتعثر . .

قابلتُ دره فى طريقى لباب الشقه ، و حين رأتنى مرتديه ملابسى كامله قالت بدهشه :
" دانه ! إلى اين أنتِ ذاهبه ؟ "

قلتُ :
" لدى مشوار . . لن أتأخر . "

دره قالت :
" أين هذا المشوار ؟ أنتظرى . . "

إلا أننى لم أجيبها و غادرتُ المنزل بسرعه و أستقليتُ سيارتى ، و أنطلقتُ إلى العنوان الذى أعطانى أياه ذلك الرجل . .

وكان ذلك العنوان بمزرعه تبعد كثيراً عن منزلنا ، فأستغرق وصولى إليها حوالى نصف ساعه . .

وأخيراً وصلتُ إلى العنوان . .

و كان المنزل مكون من طابقين و يشبه فى تصميمه المنازل الريفيه الأمريكيه ، حيث أن أسقفه على شكل مظلات مثلثه و مقلوبه . .

و فى الحقيقه بدا لى مُخيفاً ، حتى أننى فكرتُُ فى الهرب من هذا المكان لولا أن غادر المنزل شاباً فى منتصف العشرين و أقترب منى قائلاً :
" أنتِ الأنسه دانه . . أليس كذلك ؟ "

أومأتُ برأسى إيجاباً ، فتابع الرجل :
" أنا من خابرتكِ فى الهاتف . "

قلتُ مباشرة :
" أين على ؟ "

أجاب :
" فى الطابق الثانى . . تعالى معى . "

وقادنى إلى داخل المنزل وصعدنا إلى الطابق الثانى ، ودخل إلى إحدى الحجرات قائلاً :
" تفضلى هنا . "

دلفتُ إلى الحجره التى كانت تحوى سرير ، و خزانة ملابس ، و مكتب ، و عدة مقاعد أسفنحيه كبيره !

نظرتُ إلى ما حولى بحيره و قلتُ :
" ما هذا ؟ أين على ؟ "

أجاب الشاب بهدوء :
" الطبيب بحجرته الأن . . حين ينتهى من فحصه سأتى لأصحابكِ إلى حجرته . "

سألته بقلق :
" هل هو بخير ؟ "

فأجاب :
" أجل . . أطمئنى . . إنه بخير . "

و غادر الشاب الحجره . .
ظللتُ أذرع الحجره ذهاباً و أياباً بتوتر لمدة نصف ساعه دون أن يأتى ذلك الشاب !
هل يستغرق فحص " على " كل هذا الوقت ؟
أتمنى ألا يكون الأمر خطيراً . .

فى هذه اللحظه سمعتُ صوت أقدام بالخارج ، فتوقفتُ عن الحركه ، و أخذتُ أرهف السمع ، إلى أن بدأ صوت الأقدام يقترب من الحجره حتى توقف صاحب هذه الخطوات أمام باب الحجره المفتوح و وقف ساداً فتحته بجسده الضخم . .

أطلقتُ شهقة ذعر ، و أتسعت عيناى بدهشه ، و أنا أقول بذهول : " أنت ؟ ! "

أبتسم إياد و قال بسخريته المعهوده :
" هل تجديننى مألوفاً يا أنسه ؟ "


*-*-*-*-*

تتبع

حسن الخلق 13-03-10 02:45 AM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

اهلااااااااا حبيبتى دوللى
كنت فين يا هرابه ؟ وحشتييينى
يا رب يكون سبب التأخير خير ان شاء الله

ندخل فى الجد .. شوفى يا ستى

بصراحه طول ما انا بقرأ البارت دلوقت كنت حاسه انى يا اما يجيلى ضغط يا اما امد ايدى داخل الروايه و اجيب دانه من شعرها
يعنى احنا قلنا تغيظ اياد شويه مااااشى لكن تتخطب بجد بسبب العند لانسان لا يعنى لها شىء و تسير قدما فى اجراءات الزواج بحجه ان الحب يأتى بعد الزواج !!!!
طيب افرض الحب بسلمته مجاش هتعمل ايه ؟؟
كمان بصراحه على ده انا مش مرتاحه له :8Pp04714:
و بعدين يا ستى مطولش عليك قولى طولى موقف اياد فى نهايه البارت عدل مزاجى على الاخر :ekS05142:
انا شكيت فى الاول ساعه التليفون بتاع الحادثه ان فيه حاجه لان اياد مش معقول يستسلم :9jP05261:
و طلع خطييير استنى لاخر لحظه و ضرب ضربته
برااافو اياد ضربه معلم و انت يا دانه بصرااااحه تستاهلى لانك فقعت مرارتى من البارت الى فات :8Pp04714:
ايه الى هيحصل ؟؟ مستنيه على نار و ايه رد فعل على يا ترى ؟؟ هنشوف

اوعى تغييبى تانى ارجوووووووووكى :f63:
فى انتظاااااااااااااااارك :flowers2:

النصف الاخر 13-03-10 03:28 PM

اهلين رائعه فعلا تذكرنى بروايات عبير

الحمد الله وصلت بالوقت المناسب يعنى مافاتنى كثير
دانه وسرعت موافقتها على علي بالاول كان عناد لاياد
اكيد اياد هو الى خطفها حتى ما تتزوج علي بس
هذى مسوؤليه عليه يعنى اكيد بيفقدونها اهلها وبتصير كارثه لاياد على الى سواه

بنتظار ما سيحدث معهم بس بسال متى ينزل البارت

يعطيك العافيه

أم ساجد 13-03-10 11:00 PM

حسن الخلق

أنتى كمان وحشتينى والله
معلش أتأخرت بس والله ماما تعبانه اوى وكل حاجه فى البيت بقت على دماغى أنا ومش فاضيه أخد نفسى حتى
شكراً حبيبتى على ردكِ الجميل
نورتى يا قمر

النصف الأخر

أهلين حبيبتى نورتى الموضوع بردك الجميل
يلا تابعى معانا وابقى قوليلى رأيك
وخلينا نشوف ايه اللى هيحصل ؟
ودانه هتعمل ايه لما تشوف إياد أدامها وتفهم اللعبه كلها ؟

البنت العنقليزية 13-03-10 11:41 PM

••• ܓܨ•••

• يسلمووو ع الرواية الحلوةة...ام ساجد
ماقصرتي

والله يقوم امك بالسلآلآمة

واجر وعافية


الله يعين دانة ع تسرعهااا
• واكيد اياد ماراح يضر دانه وماهوب مسوي شين شين
بس اتوقع قرصة اذن لها عشان ماتعانده وتسمع كلامة

ممكن يتزوجها غصب


نحتري النكملة

••• ܓܨ•••

حسن الخلق 13-03-10 11:51 PM

حبيبتى الف سلامه لماما و ربنا يقومها بالسلامه

( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيها شفاء لا يغادر سقما )

خدى راحتك و ربنا يعينك و اى مساعده انا فى الخدمه :flowers2:

مجروح مالي روح 14-03-10 01:31 AM

ياهلا وغلا


الف حمد ع سلامة الوالدة


مشكورها ع البارت


خذي راحتك


واحنا في انتظارك

نوف بنت نايف 14-03-10 06:35 PM

السلام عليكم
مرحبا ام ساجد
نورتي القسم وروايه جد جميله
اعجبتني بساطه الكلمات
ودخل مزاجي الاكشن بين اياد ودانه
ودانه ايش الغباء ذا كله تتزوج واحد عشان تغيض الثاني
اللي باين انها تكن له مشاعر قويه واللي تفكر فيه اكثر من خطيب الغفله علي

ام ساجد انتظر القادم بشوووووق

أم ساجد 15-03-10 04:26 AM

البنت العنقليزية / مجروح مالى روح / نوف بنت نايف

شكراً يا قمرات على ردودكم الجميله اللى بجد أسعدتنى
والله يسلمكم كلكوا
إن شاء الله متشوفو وحش يا رب
دمتم بألف خير

حسن الخلق
الله يسلمك
شكراً على الدعاء الجميل
أنا عارفه أن ورايا رجاله
أى حاجه هحتاجها هتصل بيكى علطول على رقمك اللى مش معايا هههههه

بوح قلم 15-03-10 06:30 AM

ام ساجد تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود" بتاع الورد"

دانا

انتي شقايل"كيف" توافقين على العرس.. على اساس انه وسيلة للانتقام.. يالخديه" الهبله" هذا قرار مصيري.. يعني بيتم لاصق في ويهج على طول<< فيس يحرك راسه يمين ويسار

اياد

فيس متروع"خايف".. لا هذا شغل عصابات.. سرقت البنيه.. فيس يفكر شو يسوي.. الظاهر انك تمشي على مبدا الغاية تبرر الوسيله<< فيس مستوعب الوضع

نترياج" نستناكي" فديتج<< الفيس راعي الورود


http://www.liillas.com/up3//uploads/...29afe633ce.gif

أم ساجد 17-03-10 05:53 AM

بوح القلم

شكراً على الرد يا قمر
منوره

أم ساجد 17-03-10 06:14 AM


7
***
**
*





" هل تجديننى مألوف يا أنسه ؟ "

صُعقتُ و ظللتُ للحظات واقفه أرتجف كورقه فى مهب الريح ..

كنتُ أنظر إلى إياد و قد فتحت عيناى على و سعهما ، و فغرتُ فاهى لأقصى حد بذهول ما مثله ذهول !

إياد أبتسم بسرور ، و كأن رد فعلى أمتعه ، مما جعلنى أجن و أضرب أخماساً بأسداس . .

من أى شئ خلق هذا الكائن ؟ ! من الثلج أم الحجر ؟ !

" أخبرتكِ أن هذا الزواج لن يتم أبداً . . مشكلتكِ الوحيده يا دانه أنكِ لا تثقين بكلامى . "

أشتط ُ غضباً و تحرك لسانى المشلول من المفاجأه ، و صرختُ به :
" لماذا أنت هنا ؟ أين على ؟ ماذا فعلت به ؟ رد علىّ . "

إياد عقد زراعيه أمام صدره و قال بهدوء :
" أهدأى يا عزيزتى . . خطيبكِ العزيز بخير . . "

قلتُ بثوره :
" أين هو أذن ؟ دعنى أراه . "

إياد قال : " لكنه ليس هنا . "

قلتُ بشتت :
" هل . . . . أنصرف ؟ "

إياد هز كتفيه قائلاً :
" لم يكن موجود أصلاً . "

شعرتُ بمدى سذاجتى لتصديق تلك الحيله الماكره . .

لكن . . . لقد أتصل بى ذلك الشخص من هاتف على !

كيف حدث هذا ؟ !

قلتُ بحيره :
" لكن . . . . . ذلك الشاب أتصل بى من هاتفه . "

أبتسم إياد و قال :
" لم يكن صعباً أن أخذ من إياد هاتفه بما أننا نعمل معاً فى المكان ذاته . "

قلتُ أستفزه :
" تقصد تسرق هاتفه و ليس تأخذه . "

هز رأسه نافياً ثم قال :
" لا . . أنا لستُ لصاً . . إننى أنوى أعادته له فيما بعد . "

سألته بحيره :
" و لماذا فعلت كل هذا ؟ "

إياد قال :
" لكى تأتى إلى هنا . "

قلتُ بحده :
" فعلتُ كل هذا لأتى إلى هنا . . أنت حتماً مجنون . "

إياد هز رأسه مُستنكراً و قال :
" ماذا أفعل بلسانك السليط هذا ؟ "

و صمت لبرهه ثم قال بجديه :
" رُبما يتعين علىّ أن أعيد تربيتك من جديد أثناء وجودكِ معى . "

قلتُ بحده :
" و هل تظن أننى سأبقى هنا للحظه واحده بعد الأن ؟ إننى سأنصرف الأن . . هيا أبتعد عن طريقى . "

إياد أخذ يهز رأسه بعدم رضا و قال :
" يا لكِ من عصبيه يا حبيبتى ! "

صحتُ به :
" أنا لستُ حبيبتك أيها المجنون . "

إياد رفع حاجبيه و قال :
" رُبما سأبدأ بتربيتكِ من الأن ؛ فأنتِ تحتاجين لدرساً قاسياً لتتعلمى التحدث إلى الناس بطريقه مهذبه . "

قال ذلك وأخذ يقترب منى ببطئ !

قلتُ بوجل :
" م . . ما . . ماذا تريد ؟ "

إياد هز كتفيه قائلاً : " لا شئ . "

إلا أنه واصل أقترابه منى بشكل مُخيف !

قلتُ أحذره :
" أياك أن تلمسنى . . سأبتر يدكِ لو أقتربت منى . "

أبتسم و قال :
" رُبما أكون متهوراً . . أو مجنوناً كما تقولين . . و لكنى لستُ عديم الأخلاق مثل خطيبك . "

أستفزنى كثيراً وصفه لـ على بعديم الأخلاق ، فقلتُ :

" على ليس عديم الأخلاق . . وإن كان يوجد من هو عديم الأخلاق فهو أنت . "

و ندمتُ على ما تفوهتُ به حين رأيتُ الشرر يتطاير من عينا إياد و شعرتُ بأسنانه تصطك ببعضها غضباً ، قبل أن يقول بهدوء يتنافى مع مظهره الثائر :
" لا تستفزينى يا حبيبتى ؛ فأنت ِ لا تعرفين كم أن غضبى سئ ! و لا أظنكِ تريدين أن تتذوقى طعم قبضتى تلك . "

شعرتُ بالقشعريره تسرى بجسدى كله ، و أدركتُ حينئذ فقط أن أستفزازه ليس لصالحى أبداً ، فعدتُ أقول بنبره هادئه مستعطفه :
" لماذا تفعل هذا بى يا إياد ؟ "

أطال إياد النظر إلىّ قبل أن يقول :

" لأننى أحبك . . و أريد أن أحميكِ "
قلتُ بحيره :

" تحمينى ممن ؟ "

قال :
" من خطيبكِ "
تعجبتُ و قلتُ :

" و لماذا تحمينى منه ؟ "

قال بأنفعال :

" لأنه لا يقدر النعمه التى فى يديه . . "
قلتُ بأستياء :

" أنا لا أفهم ماذا تقصد ؟ لكنى برغم كل شئ سأتزوجه غداً . . و لا أسمح لك بأن تتحدث عنه بهذه الطريقه . "

قال بهدوء لا يخلو من الحزم :

" ستتزوجين منه فى حاله واحده فقط "

و أضاف بصرامه :
" على جثتى "

أزدردتُ ريقى بصعوبه و قلتُ :
" أرجوك يا إياد أتركنى أرحل من هنا بسلام و أعدك أننى لن أخبر أحداً بما حدث . "

إياد هز رأسه رافضاً و تابع بصرامه : " أبــــداً . . "

أزدردتُ ريقى بصعوبه و قلتُ بوجل :

" أ تقصد أنك ستجعلنى حبيسه هنا حتى غداً ؟ "

أجاب بهدوء :
" بل .. سأجعلكِ سيدة هذا المكان إلى وقتٍ لا أعلمه . . لقد أشتريتُ هذا المنزل من أجلكِ . . هذا هو عشنا الصغير . . "

و ألتقط نفساً عميقاً ثم تابع :
" ما أجمل هذا المكان . . حيث الهدوء و الربوع الخضراء و الماء و . . . . . "

و مد يده ليضعها تحت ذقنى متابعاً :

" و الوجه الحسن . "

دفعتُ يده عن ذقنى بحركه عنيفه ، فأبتسم و قال :
" أعتقد أن المنزل يحتاج إلى طلاء من الخارج و إلى بعض التعديلات من الداخل . . و أعتقد أننى سأقوم بتغيير الأبواب و النوافذ و أستبدلها بأخرى جديده ، و كذلك ستحتاج الجدران لأن تطلى بألوان تناسب الأثاث الذى سأشتريه . . لكنه فى النهايه سيكون رائعاً . . ألا توافقينى يا حبيبتى ؟ "

قلتُ متجاهله جُملته تماماً :
" لكن هذا يعد أختطافاً . "

قال ببساطه :
" تذكرى أننى لم أجبركِ على المجئ إلى هنا .. بل لقد أتيتِ إلى هنا برغبتك ِ. "

صرختُ به :
" أتيتُ لأنك خدعتنى . "

إياد تنهد بقوه و قال :
" ما خدعتكِ إلا لأننى أحبكِ و أخاف عليكِ . "

قلتُ أحذره :
" لكن أهلى سيخبرون الشرطه عن أختفائى و حتماً الشرطه ستعرف طريقك . "

إياد قال بسخريه :
" آه . . كم أنا خائف ! أنظرى . . إن جسدى كله يرتجف خوفاً من هذا . . "

قلتُ :
" أسخر منى كيفما شئت ، لكن الشرطه ستعرف طريقك حتماً . . فكر فى الأمر جيداً . . أنك لا تريد أن تموت والدتك حين تعرف أنك ستدخل السجن . "

قال مُبتسماً :
" أوه يا حبيبتى . . يسعدنى أنكِ تخافين علىّ و تحذريننى . . لكنى على أى حال فكرت بهذا مُسبقاً و وجدتُ له حلاً رائعاً . "

نظرتُ إليه بتساؤل ، فإذا به يقترب منى فجأه و يمسك بحقيبتى و التى كنتُ لا زلتُ أمسكها بيدى . .

تراجعتُ خطوه إلى الخلف بذعر ، بينما أخرج إياد من حقيبتى هاتفى المحمول و أخذ يعبث به ، وبعد فتره قال :
" أسفه لأننى خيبت ظنكم بى ، لكنى لا أريد الزواج من على ، و سأتزوج من شخصاً أخر ، سامحونى . . دانه . "

فتحتُ عيناى على وسعهما من شدة ذهولى و صحتُ به :
" أياك أن تفعل ! "

لكنه هز كتفيه قائلاً بهدوء :
" أنتهى الأمر . . لقد أرسلتها لوالدتك . "

صرختُ به :
" أعطنى أياه . . لا يمكن أن تفعل هذا . . أمى ستموت لو قرأت هذا الكلام الفارغ . "

لكنه و ضع هاتفى بجيب بنطاله قائلاً :
" بالحجره حمام مُرفق . . لقد جهزته من أجلك بكل ما قد تحتاجينه . . "

و أقترب من خزانة الملابس و فتحها قائلاً :
" و أيضاً أشتريتُ لكِ ملابس على ذوقى . . أتمنى أن تنال إعجابكِ . "


و أبتسم متابعاً بسخريه :
" كما أشتريتُ بعض القصص الرومانسيه التافهه التى تحبينها و تقرأينها دائماً . "

و صمت لبرهه ثم قال :
" ليله سعيده يا حلوتى . "

و غادر الحجره مُغلقاً بابها خلفه بهدوء !


*-*-*-*

تتبع

شبيهة القمر 17-03-10 08:34 AM

السلام عليكم
اهلين دللوو..
لالا اياد انجن ..فيه احد يعمل عملته دي ..حسيته مجنون بحق وحقيق
بس اتوقع مافيش حل ثاني ممكن يعمله علشاان ينهي
مسأله الزواج السخيفه من علي ..
ياترى راح تسامح دانه اياد على اللي جرى لها بسببه ؟؟؟
فركش زواجها ..وزعل اهلها منها ..وانعدمت ثقتهم فيهاا ..
اتوقع الحل الوحيد علشان اياد يكسب قلب دانه انها تشوف علي بالجرم المشهود ..
في ديك اللحظه راح تعرف ان اللي عمله اياد كان في مصلحتها ..

داليا ..
مشكوووره ياعسل على الجزء بس ياليت ماتتأخريش عليناا ..

بوح قلم 17-03-10 11:15 AM

تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود

اياد

لا لا لا انته هب في حاسيتك.. الحينه هاي سواه تسويها.. شقايل تختطف البنيه.. يعني ما تروم تتفاهم وياها ولا ويا اي حد من اهلها يقعنها<< فيس يخطط

دانه

اتني لازم تفكرين في اللي تسوينه.. فكري في رمسة اياد.. وهالعلي هذا شكله ما يطمن<< فيس ينصحها


تسلين فديتج

الفيس راعي الورود

http://www.liillas.com/up3//uploads/...29afe633ce.gif

البنت العنقليزية 17-03-10 12:02 PM

••• ܓܨ•••

يسلموو ع البارت
خيتااا
ماقصرتي .. وعساك على القوة
واياد..وطلعت حاسب كل خطوة..يوم انك استدرجت دانه عندك..
خلاص هي ,, مالها الا توافقك القرار
لاتعاند ويصير شي هي بغنى عنــــــــــــــهـ

متحمسين نعرف ردة فعل علي من هذا كــــلة

مشكورة مرة اخرى
••• ܓܨ•••

حسن الخلق 17-03-10 03:21 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

داليا داليا دالييييييييا
الحته الصغنونه دى بس يا ظالمه حرااااااااااام

ههههههههههه
سامحينى بس الاحداث مذهله و ملحقتش استمتع لانه خلص بسرعه قياسيه
بس تسلم ايدك حبيبتى و اى جزء منك حلو

اولا طمنينى على الوالده الغاليه
اتمنى تكون اصبحت بخير و عافيه
و يا ريت تحافظى على نمره التليفون الى مش معاكى دى عشان دى ما بطلعش الا للغاليين بس هههههههه

طبعا انت عارفه ان البارت يجنن و الاحداث خياليه
و اياد عامل احلى شغل
يمكن تستغربى بس أنا عاجبنى موقفه جداااااااا و موافقه عليه رغم انه متهور و هيسبب مشاكل كتير لدانا لكن هيه الى بدأت العند من الاول و لم تسمع الكلام و تتفاهم
متشوقه جدا عشان اشوف اياد و هو بيربيها ههههه
بالنسبه لعلى انا فعلا مش طايقاه و نفسى اياد يربيه هو كمان رغم انى لسه مش عارفه هو عمل ايه ؟ لكن ما دام اياد قال كده يبقى خلاص

شكرااا جزيلااااا لك
انتظرك بحماس
دمتى بكل حب :flowers2:

أم ساجد 20-03-10 04:13 AM

شبيهة القمر \ بوح القلم \ البنت العنقليزيه \ حسن الخلق
شكراً ليكم على ردودكم الجميله
ربنا ميحرمنيش منكم أبداً
دمتم بألف خيييير وبصحة وعافيه يااااااارب

حسن الخلق
على فكره ماما الحمد لله بقت أحسن وإن شاء الله مع العلاج هتتحسن أكتر :7_5_129:
ميرسى يا قمر على السؤال
ربنا يخليك مامتك يا رب ويحفظهالك اللهم آمين

أم ساجد 23-03-10 04:45 AM

8
****
**
*


ظللتُ واقفه مُسمره بمكانى و قد أصبتُ بالشلل من هول ما كنتُ فيه !

و لم أفق من ذهولى إلا على صوت المفتاح وهو يُدار فى ثقب الباب و يوصد علىّ !

هنا فقط ، قفزتُ من مكانى لأصل إلى الباب و أطرقه بكل قوتى و أنا أصرخ :
" إياد . . أفتح هذا الباب . . لا يمكن أن تحتجزنى هنا . .دعنى أغادر هذا المكان اللعين . "

ظللتُ لساعات طويله أصرخ و أضرب الباب بيدى دون أن أسمع منه رداً واحداً ، حتى ألمتنى يدى و شعرتُ بجفاف حلقى فتوقفتُ عن ضرب الباب و درت ببصرى فى أرجاء الحجره أبحث عن شيئاً أحطم به ذلك الباب ، إلا أننى لمحتُ زجاجة مياه معدنيه موضوعه على المنضده المجاوره للسرير فألتقطتها و شربتُ نصف محتواها دفعه واحده ثم نظرتُ من النافذه فوجدتُ أن الليل قد بدأ يسدل ستائره السوداء على السماء . .

يا رب . . ماذا أفعل الأن ؟ لا يمكن أن أظل هنا لفتره أطول . .

يا رب أخرجنى من هذا المكان سالمه من أجل أمى و . . . .


أوه يا ألهى . . لقد كدتُ أنسى أمرها تماماً . . تُرى ماذا فعلت بعد قراءة الرساله اللعينه ؟

لابد أن مكروهاً قد أصابها . .

تباً لك يا إياد . .

مجرد تفكيرى بأمى دب النشاط بجسدى فعدتُ لأضرب الباب من جديد و أصرخ مطالبه إياد بفتح الباب و لكن بلا جدوى . .

و فى النهايه تملكنى اليأس فأنهرت جالسه على أقرب مقعد و أنخرطتُ فى البكاء . .

و برغم ما كنتُ فيه من خوف و هلع و أضطراب و رعب . . و بدون أن أشعر تراخت خفونى ، و أنسدلت على عينى ، و رحتُ فى سباتٍ عميق !

*-*-*-*


لم يكن لدى خيار أخر . . هى من أضطرتنى لأن أفعل ما فعلت ؛ فأنا لم أكن لأقف أشاهد حبيبة قلبى و هى تزف لرجلاً أخر دون أن أفعل أى شئ . .

إننى بشراً من لحم ودم ، فكيف لى أن أتحمل أن تتزوج فتاتى التى أعشقها من رجلاً أخر سواى ؟ !

كان لا بد أن أفعل أى شئ حتى لا يتم هذا الزواج ، و إن كان هذا الشئ يعذبنى أكثر مما يعذبها . .

أجل . . قلتُ أنه يعذبنى أنا أيضاً بالفعل ؛ فأنا لن أكُن مسروراً أو أكاد أطير من فرط سعادتى و أنا أرى حبيبتى و هى تتألم بجانبى و أسمعها و هى تبكى و تطالبنى بأن أدعها تذهب لتزف إلى رجلاً غيرى . .

لكنى حين قررتُ أحتجازها هنا فى هذا المنزل ، قررتُ ألا أجعل الحزن يعرف طريقه إليها أبداً . .

و هذا ما أنوى فعله بالفعل . .

كنتُ قد ذهبتُ لأشترى طعام العشاء من إحدى المطاعم بعدما أوصدت الباب على دانه ، و لأن هذا المنزل يبعد عن المدينه بحوالى نصف ساعه فقد عدتُ إلى المنزل حين بدأ الظلام يزحف إلى السماء . .

حين عدتُ إلى المنزل دلفت إلى حجرتها مباشرة حاملاً معى أكياس الطعام ، فوجدتها نائمه على إحدى المقاعد الكبيره و لازالت بعض دموعها عالقه برموشها . .

و ضعتُ الأكياس على إحدى المقاعد ، و جذبتُ إحدى المقاعد لأضعه بالقرب منها و أجلس لأتأملها بهدوء . .

كم أعشق هذا الوجه الطفولى البرئ ! و كم أذوب بهذا الشعر الطويل الحريرى !

آه يا دانه لو تعلمين كم أحبك !

لو تعلمين فقط لكنتِ ألتمستِ لى عذراً على ما فعلته بكِ !

ليتكِ تعلمين كم أحبك !


*-*-*-*

أم ساجد 23-03-10 04:54 AM

حين أفقتُ من نومى كانت الشمس ترسل أخر شعاع لها إلى السماء و قد تسلل هذا الشعاع من نافذه الحجره الزجاجيه ليخف من حدة الظلام بالحجره . .

لم أدرك للوهله الأولى أين أنا ففركتُ عينى و ظللتُ أحدق فيما حولى فى محاوله لتذكر سبب وجودى بهذه الغرفه . .

و بينما كنتُ أدور ببصرى فى أرجاء الحجره أصطدمت نظراتى بنظرات إياد التى أنعشت ذاكرتى فجأه و جعلتنى أنتفض ذعراً و أقفز من مكانى و قد أمتدت يدى تلقائياً لتغلق أزار قميصى العلويه ، و قلتُ بحده لا تخلو من الخوف :
" لماذا تجلس هكذا ؟ ماذا تريد ؟ "

إياد أشار لى بأن أهدأ و قال برقه :
" أهدأى يا عزيزتى . . أنا لن أؤذيكِ بأى شكل من الأشكال . . "

قلتُ :
" أذن ماذا تسمى أحتجازك لى هنا ؟ "

قال متجاهلاً عبارتى :
" أريدكِ أن تثقى بى ثقه عمياء ، و أن تطمئنى على أنكِ حين تغادرين هذا المكان ، ستغادرينه و أنتِ فى أحسن حال . "

و نهض من مكانه و ألتقط عدة أكياس من فوق إحدى المقاعد و أخذ يخرج ما بهم قائلاً :
" أحضرتُ لنا العشاء . . آه . . بالمناسبه هل تحبين شطائر الجبنه المقليه و الهمبورجر ؟ "

قلتُ بحسم :
" أنا لن أتناول أى شئ . "

إياد توقف عن إخراج مُحتويات الأكياس و نظر إلىّ متسائلاً :
" ماذا تقصدين ؟ "

كررتُ جُملتى بحده :
" أقصد أننى لن أتناول أى شئ . "

قال :
" تقصدين اليوم ؟ "

قلتُ :
" لا . . بل كل يوم . . إلى أن أعود إلى منزلى طبعاً . "

إياد قال بحسم :
" قلتُ لكِ أننى لن أسمح لكِ بمغادرة هذا المكان . "

قلتُ :
" لكن هذا ليس عدلاً . . أنك بهذا ستجعلنى أخذل أهلى . . هل تعرف ما معنى أن يلغى الزفاف قبل موعده بيوم و احد لأن العروس هربت مع رجلاً أخر ؟ إنكِ بهذا ستجلب العار لأهلى و لى ؛ فمن سيقبل أن يتزوج بفتاه هربت مع رجلاً قبل زفافها ؟ ! "

إياد عقب على جُملتى مباشرة و قال مُنفعلاً :
" أنا لم أفعل كل هذا لأتركك تتزوجين من رجلاً غيرى فى النهايه . "

رمقته بنظره مستهجنه و صرختُ به :
" و من قال أننى سأقبل الزواج منك ؟ "

إياد قال بتحدى :
" أنا قلتُ هذا . . و هذا ما سيحدث أجلا ً أم عاجلا ً . "

قلتُ بمزيج من الدهشه و الأستنكار :
" هل سترغمنى على الزواج منك ؟ "

إلا أن إياد هز رأسه نافياً و قال :
" بل سأتزوجكِ بكامل رغبتكِ و أرادتكِ . . و الأيام بيننا يا دانه . "

صرختُ به :
" أنت واهم . . فأنا لن أقبل الزواج منك وإن أنطبقت السماء على الأرض . "

إياد قال بهدوء :
" هل أسجل هذا الكلام و أسمعكِ أياه يوم توافقين على الزواج منى ؟ "

عدتُ أصرخ به :
" أنا لن أتزوجك . . بأى لغه تفهم أنت ؟ أنــا لــــن أتـــزوجـــــك . "

إياد تنهد و قال بأسى :
" وليكن . . هيا تناولى الطعام قبل أن يبرد . "

عقدتُ زراعاى أمام صدرى و و ليته ظهرى قائله بحده :
" لن أتناول أى شئ . "

هز كتفيه قائلاً :
" أضربى عن الطعام كيفما شئتِ . . لكن لا تظنين أنكِ بهذا ستؤثرين علىّ . "

قال هذا و أخرج الشطائر و أخذ يتناولهم أمامى بنهم . .

" أمممممم . . الطعام شهى للغايه . . ألن تغيرى رأيك يا حبيبتى ؟ "

رمقتُ إياد بنظره حاده و ذهبتُ لأتطلع من النافذه معلنه بذلك رفضى للطعام . .

" أنا ذاهب لأنام . . سأترك لكِ الطعام فربما تغيرين رأيك . "

قلتُ بدون أن أنظر إليه :
" خذ الطعام معك ؛ فأنا أنوى البقاء بدون طعام حتى الموت . "

إلا أن أياد ترك الشطائر بمكانها ثم غادر الحجره . .


*-*-*-*-*
فى حوالى الساعه الرابعه عصراً ، خرجت دانه من المنزل و حين سألتها عن وجهتها أخبرتنى أنها ذاهبه لمشوار هام ، و قبل أن أستفسر منها عن هذا المشورا أنصرفت . .

تصرفات دانه صارت غريبه مؤخراً . . ألا يقولون أن العروس عادة ما تكون عصبيه قبل الزفاف ؟

لكن دانه ليست عصبيه فقط ، لقد صارت حزينه و شارده معظم الوقت . .

إننى قلقه عليها جداً . .

من حين لأخر أذهب لأتطلع من النافذه و أترقب حضورها ، لكن ها قد مضت ساعه كامله على ذهابها و لم تعد بعد . .

قررتُ أن أتصل بها ، فأتجهتُ نحو حجرتى لأتصل بها من الهاتف الموجود بحجرتى ، إلا أننى توقفتُ فى منتصف الطريق و تسمرتُ فى مكانى حين أنطلقت صرخه من إحدى الغرف زلزلت المنزل بأكمله . .

هرعتُ إلى حجرة المعيشه لأجد أمى مستلقيه على الأرض و قد أغشى عليها تماماً . .

أخذتُ أهزها و أحاول أنعاشها بشتى الطرق إلا أنها لم تستجيب لى فتفاقم قلقى عليها و بينما كنتُ فى ذلك لمحتُ هاتفها الملقى بجانبها ، فألتقطته و هممتُ بالأتصال بأبى ليحضر الطبيب إلى المنزل ، إلا أن يدى توقفت حين لاحظت وجود تلك الرساله . .

" أسفه لأننى خيبت ظنكم بى ، لكنى لا أريد الزواج من على ، و سأتزوج من شخصاً أخر ، سامحونى . . دانه . "

تفاجأتُ بل صُعقتُ و كدتُ أسقط فاقده الوعى أنا الأخرى . .

لا . . مستحيل أن تفعل دانه هذا . . مُستحيل . .

صدرت عن أمى أنه جعلتنى أفيق من دهشتى و أتصل بأبى و أطلب منه أن يحضر الطبيب . .

لم تمض ِ نصف ساعه إلا و كان أبى قد أتى برفقة الطبيب الذى أخبرنا بخطورة وضع أمى و طلب نقلها إلى المستشفى . .

حملناها برفق و حذر إلى سيارة أبى فأنطلق أبى على الفورو بأقصى سرعه إلى أقرب مستشفى . .

و بعد أن تم فحصها بالمستشفى أخبرنا الطبيب أنها كادت أن تصاب بجلطه بالمخ لولا أن أسرعنا بالذهاب إلى المستشفى و تم أحتجازها هناك لتبقى تحت الملاحظه حتى لا تحدث لها مضاعفات لا قدر الله . .

ظللنا برفقة أمى إلى أن حل المساء ، أمى كانت غائبه عن الوعى معظم الوقت و كانت كلما أفاقت تسأل عن دانه و تقول بعض الكلمات المشتته . .

" أين دانه ؟ ! "

" هى لم تهرب أليس كذلك ؟ "

" أبنتى لا تفعل هذا أبداً . "

" غداً هو يوم زفافها ستكون عروس جميله . "


أبى تسأل عن معنى ما تقوله ، فلم أجد بداً من أن أخبره بما حدث . .

أبى صُدم لهذا الخبر الغير متوقع إلا أنه كان أشد تماسكاً من أمى و لم ينهار مثلها . .

فى الحقيقه أنا نفسى لا زلتُ لا أصدق ما حدث ؛ فإن دانه أعقل كثيراً من أن تفعل هذا !

أبى غادر المستشفى فى المساء بينما ظللتُ أنا برفقة أمى طوال الليل . .

و أخبرنا على بأن الزفاف تأجل بسبب أزمة أمى الصحيه و بهذا تم تأجيل الزفاف إلى أجل غير مُسمى .

*-*-*-*-*


تتبع


بوح قلم 23-03-10 06:44 AM

تسلمين عالبارت فديتج<< الفيس راعي الورود

دانه

محاولات ما منها فايده.. انتي لازم تتعاملين وياه بدوبلوماسيه.. وما تواجهينه يعني سوي عمرج متقبله الوضع.. بعدين اياد مزيون اشعنه ما تبينه ها<< فيس يخطط

اياد

الحينه اونك ما بتضايجها.. بعدين يا ريال قلنا دامك تبي البنيه روح اخطبها.. شو هالحركات ها تخطف البنيه وما ادري الشو.. شكل تحب افلام الاكشن<< فيس ينقد عليه

اهل دانه

لا تفهونها غلط.. هذا اياد المستخف.. بنتكم وتعرفونها ما تسوي هالحركات<< فيس يقول لهم الصراحه.. الحينه نحن في صحة الوالده.. علوم فديتج عساج الا بخير<< فيس شال ورود ياي يزورهم

http://www.liillas.com/up3//uploads/...29afe633ce.gif

البنت العنقليزية 23-03-10 08:04 AM

••• ܓܨ•••

يسلموو ع البارت
ام ساجد
ابدعتي
وماقصرتي يالغالية
دانة..
مثل ماقالت اختي

• {بــــو ح}• لازم تتعاملين
مع اياد بــ دوبلوماسية مايفييد عنادك بشي
الابيضرك وبيأخر رجعتس لآهلك
مالتس الا انتس تسايرينه بكلمتين
ووثمن ترجعين لآهلتس...
المفروض اللحيت تصفطين عنادك ع جنب<<ينقاله سيارة عشان يتسفط ع جنب ههههههههه
وتفكرين بـ آهلتس وردة فعلهم من بعد المسج اللعين..
اللي ارسله اياد لهم..
عشان كذا فكري بعقلك..عشان ترجعين لآهلتس وتطمنين عليهم ويطمنون عليتس
• وسياستك الصياح والعناد والاضراب عن الاكل
موب جايبة نتيجة انتٍ المفروض ماتخلصين طاقتك
ثمن ماتقدرين تدافعين عن حالتس<<فيس يخوفك عشان تاكلين وتفكرين صح هههههههه

واياد

وتصرفك طفولي حييييييل وتبع الافلام كارتون خخخخخخ
اللحين مافكرت بعواقب تصرفك
ايش ذنب اهلها الابرياء تصدمهم بالمسج
لو ماتت امها كيف بتعيش حياتك..ومابتحس بتأنيب الضميير
• واكيد دانة مابتسامحك طول عمرها
...
وحلو ثقت الاهل ببنتهم ومستنكرين تصرف دانة

ولية هالرفض القاطع دانة صدق انو تصرف اياد ينرفز
بس باين انو يحبك<<فيس اللي يهف قذلتة هووف هههههههه
ومشكورة مرتن ثانية
خيتا

حسن الخلق 23-03-10 08:07 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارت قوى جدا تسلمى على تعبك يا دودو ربنا ما يحرمنى منك

زعلت كتير على والده دانه و الحمد لله ان ربنا ستر
الموقف تأزم جدا و لو عرفت دانه الى حصل لوالدتها هتتأزم زياده
المشكله هتشرح الى حصل معاها لأهلها ازاى ؟ يا خوفى من رده فعلهم من اياد

حاسه ان المخرج الوحيد امام اهلها ان دانه توافق على الزواج باياد عشان تجنب الفضايح و ان كان ده بدون رغبه منها سوا الانتقام منه

و تبدأ شن غاره جويه قويه عليه
و دانه مش سهله لا اظن تستسلم بسهوله

لسه رد فعل على لما يعرف ما حدث

مش عارفه اياد بيفكر ينهى الوضع الغريب ده ازاى ؟ اكيد عنده خطه و الا موقفه هيكون صعب

منتظراكى على احر من الجمر
دمتى بكل حب و سلامى للوالده :flowers2:

شبيهة القمر 24-03-10 10:22 AM

السلام عليكم
مشكووره دودي على التزامك معانا باتنزيل ..بس ياليت يكون الجزء يومي >>خخخخ طماعه
اويوم وراء يوم ..علشاان ماننسى الاحداث ..ومانترك الحمااس ..

اعذريني على قصر الرد >>مشغوووله حبتين ..

بحفظ الكريم ..

نوف بنت نايف 24-03-10 12:02 PM

يعطيك العافيه دولي
ماقصرتي
واووووووووووو اش الحماس والله ها الاياد طلع شئ وهو صادق هي خبله مو عارفه مصلحتها وماتجي الا بالقوه
بس مو كاسر خاطري غير امها اللي مو مصدقه في دانه لاكن الايام كفيله تفهم امها الهدف
نفسي اعرف ردت فعل علي على اللي يصير
دوللي انتظر القادم

أم ساجد 30-03-10 11:39 PM

بوح القلم \ البنت العنقليزيه \ حسن الخلق \ سبيهة القمر \ نوف بنت نايف

السلام عليكم
أسفه على التأخير
وشكراً على الردود الجميله
بارك الله فيكم ورفع قدركم جمبعاً
تابعوا معى باقى الحلقات
دمتم فى حفظ الرحمن

أم ساجد 30-03-10 11:44 PM

9
****
**
*


ظللتُ ساهره طوال الليل و قد خاصمنى النوم و تلاعبت برأسى الأفكار إلى أن أرهقنى التفكير و رحتُ فى سباتٍ عميق مع بزوغ الفجر ، و حين أستيقظتُ كانت الشمس قد توسطت السماء و ملاءت الدنيا بنورها الساطع . .

كان الجو حاراً للغايه و كنتُ أحتاج إلى حمام منعش ، فتوجهتُ إلى خزانه الملابس و سحبت منها بنطال و قميص بلا اهتمام ، بل و تعمدت أن أختار ملابس محتشمه و غير أنيقه كنوع من الحمايه ، ثم دلفتُ إلى دورة المياه و أخذتُ حماماً منعشاً و أرتديتُ تلك الملابس و غادرتُ الحمام و أنا أضع المنشفه على رأسى و أجفف بها شعرى لأفاجأ بإياد جالساً على المقعد بأسترخاء و يتصفح الجريده بكل برود !

تراجعتُ إلى الخلف خطوتان مصعوقه ، ثم قلتُ بحده :
" أنت . . ماذا تفعل هنا ؟ "

أياد أبعد الجريده عن وجهه و أخذ يتأملنى ملياً قبل أن يقول :
" جميل . . لم أتوقع أن تلائمكِ الملابس إلى هذه الدرجه . "

كررتُ جملتى بحده أشد :
" ماذا تفعل هنا يا هذا ؟ "

إياد زفر بضيق و قال :
" لماذا أنتِ منفعله هكذا ؟ لقد كنتُ تغنين بالحمام منذ دقائق . . "

قلتُ بسرعه :
" كان هذا قبل أن أرى وجهك . "

إياد رفع حاجبيه بدهشه و قال بأسى :
" هل أثير أزعاجك لهذه الدرجه ؟ "

قلتُ بعصبيه :
" بل أكثر مما تتصور . "

إياد تنهد و قال :
" بعد كل ما فعلته من أجلكِ تعامليننى بهذه الطريقه ؟ ! أنتِ قاسيه جداً يا دانه . "

حدقت به بدهشه و قلتُ :
" ما الذى فعلته من أجلى ؟ أتقصد تدمير حياتى و ألغاء زفافى ؟ "

إياد قال منفعلاً :
" أى زفاف هذا الذى تتحدثين عنه ؟ لو كنتِ تعرفين على على حقيقته لكنتِ شكرتينى على ما فعلته . "

صحتُ به :
" و ما شأنك بى أو به ؟ أتزوجه أو لا هذا لا يخصك بتاتاً . . لماذا تدس أنفك فيما لا يعنيك ؟ ! لما لا تتركنى و شأنى ؟ "

إياد زفر بضيق و قال :
" أسمعى يا دانه . . أنا لم أتِ إلى غرفتكِ لأسمع منكِ هذا الكلام . . لقد أتيتُ لأسألك عما تحبين تناوله فى الغداء . "

صحتُ به :
" بأى لغه تفهم أنت ؟ ! لقد أخبرتك بالأمس أننى لن أتناول أى شئ أبداً حتى أموت . "

إياد قال بسخريه :
" ظننتكِ عدتِ إلى رشدكِ . "

عقدت زراعاى حول صدرى و قلتُ :
" أوف . . كم أنت سخيف ! "

إياد أخذ يضحك بشده كعادته قبل أن يغادر الحجره و يغلق بابها خلفه . .

وضعتُ المنشفه على إحدى المقاعد ، و جلستُ أمام المرأه أمشط شعرى و أرفعه بإحدى الشرائط التى أحضرها إياد من أجلى ، و أبتسمت بسخريه ، فإنه لم يفته حتى هذه الشرائط !

فى هذه اللحظه سمعتُ صوت الباب الخارجى و هو يغلق ، فأطليتُ من نافذة الغرفه لأتأكد من مغادرته للمنزل ، فوجدته يغادر المنزل ويستقل سيارته و ينطلق بها . .

ظللتُ لفتره واقفه بمكانى أفحص المنزل من الخارج و أحاول العثور على مخرجاً من المنزل ، إلى أن أنتبهتُ إلى أن إطار النافذه من الخارج يمتد إلى النافذ المجاوره . .

طبعاً أستنتجتم ما أنوى فعله . .

رُبما كان الأمر خطيراً لكنه يستحق المحاوله . . أليس كذلك ؟

وضعتُ إحدى المقاعد أمام النافذه و وقفتُ عليها ثم تسلقتُ إلى النافذه ووقفتُ على الأطار الخارجى وسرتُ بمحاذاه الحائط إلى أن وصلتُ إلى النافذه المجاوره فعبرتها و دلفت إلى الحجره . .

كانت الحجره المجاوره خاليه من الأثاث ، و بابها مفتوح على مصرعيه ، فأسرعتُ بمغادرتها و نزلتُ إلى الطابق الأرضى ، و توجهتُ مباشرة إلى باب المنزل لأفتحه ، فإذا بى أفاجأ بكونه مُوصد بالمفتاح !

ضربته بقدمى بغيظ . . تباً لك يا إياد . . ألف لعنه و لعنه عليك . . ليتنى ما رأيت وجهك هذا أبداً . .

نظرتُ حولى فوجدتُ جميع الحجرات بالطابق الأرضى مغلقه ، فذهبتُ لأول باب و حاولتُ فتحه فوجدته موصد ، و أخذتُ أحاول فتح جميع الأبواب ، إلى أن وجدتُ باباً غير موصد ، فدلفت إلى الحجره و توجهتُ نحو النافذه و نظرتُ منها ، كانت النافذه عاليه بعض الشئ مما جعلنى أتردد للحظه ، إلا أننى حسمتُ أمرى فى اللحظه التاليه و تسلقتُ النافذه و قفزتُ منها . .

لم أدرك مدى تهورى سوى بعدما أصطدمت قدمى بالأرض و ألتوت ، فظللتُ واقفه لفتره أحاول تحريكها بلا جدوى ، فقد كانت قدمى تؤلمنى بشده و رُبما كنتُ أذيتُ نفسى بدون أن أقصد . .

يا لغبائى و تهورى . . ألا يجب أن أفكر بعواقب هذه القفزه المتهوره قبل أن أقدم عليها ؟ !

آنذاك سمعت صوتاً يأتى من خلفى يتسأل بذهول . .

" كيف غادرتِ المنزل بالله عليكِ ؟ هل قفزتِ من نافذة غرفتكِ ؟ "


*-*-*-*

أم ساجد 30-03-10 11:47 PM

فى اليوم التالى تحسنت صحة أمى بعض الشئ و طلبت منا أن نعود بها إلى المنزل ، طبعاً لقينا أعتراض من جميع العاملون بالمستشفى إلا أن أمى كانت مُصره على الذهاب ، و حين تصر أمى على شئ فلن يمنعها منه شئ . .

لم نجد بداً من الذهاب بها إلى المنزل ، وبصعوبه أقنعتها بملازمة الفراش و عدم التحرك . .

بعد أن تأكد أبى من أن أمى قد صارت على ما يرام ذهب ليشترى لنا طعاماً من إحدى المطاعم ، فى هذه الأثناء كنتُ أتوضأ لتأدية صلاة الظهر و بينما كنتُ أمر بجانب أمى قاصده حجرتى لأصلى أستوقفتنى حين نادتنى أمى بصوت بالكاد التقطته أذنى ، و على الفور غيرتُ و جهتى و ذهبتُ إلى حجرتها قائله : " نعم أمى . "

أمى نظرت إلىّ لفتره ثم قالت :
" أجلسى يا دره . . أريد التحدث إليكِ بأمر ما . "

أطعتُ أمى وجلستُ بجانبها على طرف الفراش قائله :
" كلى أذانً مُصغيه . "

كنتُ أعرف أن الحوار سيدور حول دانه ، إلا أننى لم أتوقع أن تقول لى أمى ما قالته . .

أمى بدت متردده للحظه قبل أن تقول :
" أسمعى يا دره . . أنا أعرف أنكِ أقرب لدانه منى . . و أعتقد أنها قد أخبرتك بما تنوى فعله مسبقاً و . . . "

صدمتُ بجملتها ، هل تتوقع أمى أن أكون على علم بما فعلته دانه و أن أكون موافقه على تصرفها الطائش ؟

صحيح أننى أصغرها بعامين إلا أننى لستُ طائشه و لا مراهقه ، كما أن دانه بدورها ليست طائشه أو مراهقه ، و شئ كالذى فعلته لا يمكن أن يصدر منها أبداً . .

قلتُ :
" لا يا أمى . . لم تخبرنى بأى شئ . . لقد تفاجأتُ بالأمر مثلى مثلكم . "

أمى نظرت إلىّ بشك و قالت : " حقاً ؟ "

قلتُ مؤكده :
" أنا لم أكن على علم بما تنويه بالفعل . . أقسم أنها لم تخبرنى بأى شئ . "

أمى قالت :
" أذن . . رُبما أخبرتكِ بحبها لشخص ٍ ما . "

قلتُ بسرعه :
" وهذا أيضاً لم تخبرنى به . "

أمى قالت :
" تذكرى يا دره بالله عليكِ . . رُبما أخبرتكِ و أنتِ نسيتى هذا الأمر . "

هززتُ رأسى نافيه و قلتُ :
" لا لم يحدث يا أمى . . "

وصمتُ لبرهه ثم عدتُ اقول :
" إننى حتى الأن لا أصدق ما حدث . . لا يمكن أن تفعل دانه هذا . . "

أمى تنهدت بأسى و لم تعلق بينما تابعتُ :
" لا يمكن أن تكون دانه هى من أرسلت تلك الرساله . "

أمى قالت بحزن :
" لكنها أرسلتها من هاتفها . . "

قلتُ متشبثه بالأمل :
" رُبما حدث خطأ ما . "

أمى صمتت لوهله و بدت عليها إمارات التفكير قبل أن تقول
" لقد هربت دانه بالفعل و خذلتنا جميعاً . . كل ما أريده منكِ الأن هو ألا تخبرى أحداً بهذا . . و إذا سألكِ أحداً عنها أخبريهم أنها عند خالتها بالفيوم . "


*-*-*-*


تتبع

البنت العنقليزية 31-03-10 01:04 AM

••• ܓܨ•••


يسلمووو ياام ساجد ع البارت
ابدعتي بجد
ودانه لو كنا بمكانه بنتهور
ياتصيب وياتخيب
معناااا....
واتوقع بالنهاية بترمي اسلحتهااا
وبتستسلم لواقعها مع ااياد

وماقصرتي
••• ܓܨ•••

حسن الخلق 31-03-10 01:37 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اهلااااا دودو وحشانى جدااااا

شكرا جزيلا لك على البارت الجميل

اوه الاحداث مذهله بس بتخلص بسرعه قياسيه

على فكره حبيت اهنيكى على اختيارك للأسماء فى القصه لان كلها روعه دانه و اياد و دره كلها اسماء تجنن شكرا لك

اما عن الاحداث فهى خياليه
دانه ... الحرب المعلنه على اياد
اياد ... لاتراجع و لا استسلام
على ... زى الاطرش فى الزفه
الام ... مسكينه و قلقانه على بنتها
دره ... الشك و عدم التصديق

تسلمى و ربنا يخليك
انتظرك دمت بكل حب :flowers2:

بوح قلم 31-03-10 09:05 AM

تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود

دانه واياد

لا انتو وصلتو لمكان لازم تتفاهمون فيه لان العناد ما ينفع<< فيس حكيم.. يعني يا دانه.. بدال هالخبال هذا.. زين لج كسرتي عمر<< فيس دختر.. لازم تعرفين شو عيب علي<< فيس ذكي.. وانته بلاك صاك عالبنيه جي.. عطها مجال.. واكيد بتوثق فيك<< فيس ينصحه

اهل دانه

والله انكم غامضينيه<< فيس كئيب.. عاد وحليلها امها.. اكثر وحده كاسرة خاطريه<< فيس يصيح على حالها


http://www.liillas.com/up3//uploads/...29afe633ce.gif

شبيهة القمر 31-03-10 10:46 AM

الحمد لله على سلامتك داليا ..افتقدنااك ..

دانه ومسأله الهروب ..قد تكون محقه وهذا مايجب عليها فعله
فكونها بمنزل رجل غريب مهما كانت ثقتها به يضل مصدر خوووف

اتمنى فعلا ان تتمكن من الهروب لتبرر لأهلها ماحدث ..>>مع علمي انهم لن يصدقوها!!
لكن بقائها لن يكون بصالحها ابدآ ..

دالياا ..
بانتظاارك فلا تطيلي الغيااب ..

أم ساجد 03-04-10 12:30 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا قمرات ؟
إن شاء الله تكونوا بخير
شكراً على متابعتكم رودودكم الجميل متلكم
ربنا ميحرمنيش منك

أم ساجد 03-04-10 12:40 AM

10
****
**
*



" كيف غادرتِ المنزل بالله عليكِ ؟ هل قفزتِ من نافذة غرفتكِ ؟ "

جفلتُ و أنتفض جسدى بشده ثم أستدرت ليقع بصرى على إياد الذى كان ينظر إلىّ بذهول لا يضاهيه ذهول !

قلتُ له بحده :
" أبقى مكانك و إلا صرخت . "

إياد عقد زراعيه أمام صدره و أبتسم قائلاً ببرود :
" و من الذى سيسمعكِ ؟ "

نظرتُ إلى ما حولى بيأس ، كانت الأراضى الخضراء تحيط بى من كل جانب و لا أثر لمخلوق واحد بالجوار . .

" آه . . رُبما تسمعكِ هذه البقره . . لكنها لن تأتى لأنقاذك من يدى لأنها مربوطه بالساقيه . "

قال إياد ذلك و أعتقد أنه وجد جملته مضحكه فأخذ يضحك بشده على جملته تلك مما جعلنى أشتط غضباً ، فقلتُ :
" أنت جبان . . لا تقدر إلا على فتاه ضعيفه . "

إياد رفع حاجبيه بدهشه و قال متهكماً :
" فتاه ضعيفه ! أين هى ؟ "

و أخذ يتلفت حوله بحيره مصطنعه ثم قال :
" أسمحى لى . . إن هذا الوصف لا ينطبق عليكِ فأنتِ كالقطه ذات المخالب الحاده . "

و أقترب منى و أمسك بيدى فقلتُ :
" أتركنى . . دعنى . . أيها الجبان . "

إياد نظر إلىّ بحده و قال :
" سأبتر لكِ لسانك السليط هذا ذات يوم . "

قال هذا و أخذ يشدنى معه نحو المنزل ، صرختُ بقوه من الألم و سقطتُ على الأرض ، فأنحنى إياد و أخذ يساعدنى على النهوض ، إلا أننى دفعته و أبعدته عنى بعنف و قوه و ما كان منه إلا أن ضم يداى إلى بعضهما و أمسكهما بيدٍ واحده ، ثم أوقفنى باليد الأخرى ، و لم أتحمل هذه المره الوقوف على قدمى فأخذتُ أبكى من الألم . .

إياد نظر إلىّ بأهتمام و سألنى بقلق شديد :
" ما الأمر ؟ ماذا بكِ ؟ "

قلتُ :
" ليس هذا من شأنك . "

إياد نظر إلىّ بنفاذ صبر و قال :
" أخبرينى ما بكِ ؟ "

هذه المره أجبتُه مُستسلمه :
" ألتوت قدمى . . إنها تؤلمنى بشده ولا أستطيع الوقوف عليها . "

إياد قال بأنفعال :
" ماذا فعلتِ بنفسك أيتها الحمقاء ؟ هل قفزتِ من نافذة الغرفة بالفعل ؟ "

قلتُ و أنا أشير إلى النافذه التى قفزتُ منها :
" قفزت من نافذة هذه الغرفه . "

إياد قال :
" حسناً . . حاولى أن تسيرى على قدمك . "

قلتُ :
" لا أستطيع . "

إياد تنهد ببطئ و قال :
" فى المره القادمه ، قبل أن تقدمى على أى فعل متهور فكرى بعواقبه أولاً .. وفيما سيحدث الأن . "

قلتُ بحده :
" وفر على نفسك النصيحه لأننى كما تعرف لا أهتم برأيك أبداً ، هذا غير أننى لم أكن لأفكر إلا بأى طريقه تبعدنى عنك و لو كلفتنى حياتى . "

إياد صر على أسنانه بغيظ و قال :
" أصمتــــى . "

قلتُ بحده :
" لن أصمت وسأظل أتحدث و . . . يا ألهى ! ماذا تفعل أيها المجنون ؟ "

قاطعنى إياد حين حملنى فجأه بزراعيه كما لو كنتُ طفله صغيره !

أنفعلتُ كثيراً و صرختُ به :
" ماذا تفعل ؟ أتركنى أيها الـ . . . "

إياد قاطعنى قائلاً بغضب :
" أوف . . ألا يرهقكِ لسانك من كثرة الحديث ؟ "

قلتُ أغيظه :
" لا . . إنه لا يرهقنى أبداً و سأظل أتحدث بلا توقف حتى تصاب بالصداع . "

إياد تنهد و قال ساخراً :
" إننى أتسأل أين كان عقلى حين أحببتكِ أيتها الثرثاره السليطه اللسان ؟ "

قلتُ أستفزه :
" كان عقلك فى أجازه كما هو دائماً . "

إياد قال بحده :
" أصمتى وإلا أوقعتكِ أرضاً . "

قلتُ أحذره :
" أنتبه وحذار ِ أن توقعنى . "

إياد ضحك وقال :
" أذن أصمتى تماماً . . "

كان إياد يحملنى برفق وحذر شديد كما لو كنتُ قاروره زجاجيه يخشى أن تنكسر ، وكنتُ أشعر بقربه براحه غريبه ، كما أننى كنتُ على يقين بأنه لن يؤذينى بأى طريقه ولا أدرى من أين أتتنى هذا اليقين !

عاد بى إياد الغرفه وأجلسنى برفق على السرير ، ثم جلس بجانبى و أنحنى يفحص قدمى و أخذ يحركها عدة حركات بتمرس أدهشنى ، و حين طلب منى إياد أن أحاول الوقوف على قدمى وجدتُ الألم و قد تلاشى تماماً . . أى ساحر هذا ؟

" كيف تشعرين الأن ؟ ! "

سألنى إياد فقلتُ :
" أختفى الألم . "

إياد تنهد بأرتياح و قال :
" الحمد لله .. كنتُ سأموت لو اصابكِ مكروه لا قدر الله

نظرتُ إلى إياد بحيره ، غريب أمر إياد هذا . . أحياناً يكون حنوناً لدرجه لا توصف . . و أحياناً أخرى يكون ساخراً و لا يطاق . . أو يكون قاسياً و عصبياً . .

لستُ أدرى أى وجه فى من هذه الوجوه الثلاث أصدق ؟ !

" لماذا تنظرين إلىّ هكذا ؟ "

سألنى إياد فقلتُ :
" لماذا عدت ؟ لقد رأيتك تنطلق بسيارتك . "

إياد قال :
" عدت لأننى نسيتُ حافظة النقود و أتيت لأستعادتها . "

وأبتسم متابعاً :
" و الحمد لله أننى قد عدتُ ، و ألا ما كنتُ رأيتُ وجهكِ الجميل هذا مره ثانيه .

نظرتُ إليه لبرهه ثم قلتُ :
" لماذا لا تتركنى أذهب يا إياد ؟ "

إياد أطال إلىّ ثم قال بأسى :
" ألهذه الدرجه تكرهيننى ؟ "

قلتُ :
" أنا لا أكرهك و لا أحبك . . أنا فقط أريد المغادره . . "

إياد تنهد بقوه و قال :
" ألهذه الدرجه تحبينه ؟ "

قلتُ بأسى :
" على أى حال لقد أنتهى كل شئ . . أظن أن الزفاف قد ألغى بالأمس . "


إياد نظر إلىّ بخبث و قال :
" هل أنت حزينه من أجل هذا ؟ "

رغم أننى لم أكن حزينه جداً ، إلا أننى قلتُ أغيظه :
" كيف لا أكون حزينه و أنا العروس التى ألغى زفافها ؟ "

أثارت جُملتى غضب إياد الشديد ، فزمجر قائلاً :
" أنتِ خاليه من الأحساس . "

و قال جملته و غادر الحجره صافعاً بابها خلفه بقوه !



*-*-*-*







أم ساجد 03-04-10 12:49 AM

11
****
**
*




للحظه ظللتُ أنظر إلى الباب الذى أغلقه إياد خلفه بقوه ، بينما ظل صدى جُملته الأخير يتردد فى الغرفه . .

" أنتِ خاليه من الأحساس . "

إياد شخص غريب الأطوار ! ألا توافقونى فى هذا ؟ !

لا أفهم بالفعل لماذا هو مُصمم على أحتجازى هنا ؟ ! ألا يدرك أننى إذا أستطعتُ الهرب سيلقى هو فى السجن بسبب أختطافه لى ؟

لماذا يعرض نفسه لكل هذا ؟

أيعقل أن يكون يفعل كل هذا لأنه يحبنى ؟ !

أحياناً أشعر بالعطف على إياد لكنى فى الغالب أشعر نحوه بالحيره الشديده !

كم أتمنى أن أخترق رأسه و أعلم ما يدور بها !

قاطع أفكارى صوت موتور السياره وهى تبتعد عن المنزل فهرولت إلى النافذه و أخذتُ أراقب السياره حتى أختفت عن نظرى . .

فكرتُ فى محاولة الهرب مره أخرى لكنى أكتشفتُ أن النافذه المجاوره لى قد أغلقها شخص ما !

طبعاً تعرفون من هو ذلك الشخص !

الأن فقط عرفت أنه من المستحيل أن أعرف ما يدور فى رأس إياد على الرغم من أنه يعرف جيداً ما يدور برأسى !

بدلتُ ملابسى التى أتسخت و جلستُ على المقعد الكبير فى وضع أسترخاء و قد جلبت إحدى الروايات التى يقول عنها إياد " تافهه " و أخذتُ أقرأها . .

أو لنقل أننى حاولتُ عبثاً أن أركز تفكيرى مع أحداث الروايه بلا جدوى ؛ فقد كان تفكيرى مُنشغلاً تماماً مع إياد !

فكلما قرأت جُمله أتذكر شيئاً قاله إياد أو فعله لينشغل تفكيرى به تماماً !

تباً لك إياد . . ألا تتركنى وحدى لدقائق ؟ !

بعد فتره من الزمن عاد إياد ورأيته يدلف إلى المنزل حاملاً عدة أكياس ، و لم تمضِ عدة دقائق إلا وكان إياد يدير مُفتاح حجرتى ويدلف إليها . .

" أحضرت لنا الطعام . . لابد أنكِ جائعه . "

قال إياد هذا و هو يلوح لى بالأكياس التى يحملها فى يده . . فما كان منى إلا أن عقدتُ زراعاى حول صدرى و قلتُ مُتذمره :
" قلتُ لن أتناول أى شئ . "

إياد نظر إلىّ بنفاذ صبر و قال بنبره جاده :
" لكنكِ ستموتين هكذا يا دانه . "

قلتُ :
" ليتنى أموت . . يــــارب خذنى . "

جُملتى الأخيره أثارت إياد كثيراً فقال بأنفعال :
" أصمتـــى . "

قلتُ أستفزه :
" لن أصمت . . يـــارب خذنى و أريحنى من هذه الدنيا . . "

هذه المره لم ينفعل إياد فقط بل ثار وهاج وماج وضرب سطح المنضده بقبضته ثم قال بغضب :
" قلتُ لكِ أصمتى . . ألا تفهمين ؟ "

و القى بأكياس الطعام نحوى ثم قال أمراً :
" تناولى هذا . "

نظرتُ إلى أياد بوجل ، فإذا به يزمجر بوحشيه :
" قلتُ لكِ تناولى هذا . "

شعرتُ بالخوف منه . . .

لا . . لا . . لم أشعر بالخوف منه فقط ، بل لقد كدتُ أموت خوفاً منه !

سألته بتوجس :
" وإن لم أفعل ؟ "

كنتُ مُتوقعه أن يثور علىّّ ، أو رُبما يقذفنى بأى شئ ، أو بالكثير توقعتُ أن يضربى . .

لكنه لم يفعل أى شئ من هذا . . ما فعله فاق تخيلاتى تماماً ، و ستذهلون منه أنتم أيضاً ّ

راقبوا ما يحدث . .

إياد وضع يده فى جيب سترته وأخرج منها مُسدس و صوبه نحوى قائلاً بثقه :
" بل ستفعلين يا دانه . "

هوى قلبى أرضاً و أنا أنظر إلى المسدس الذى يصوبه إياد نحوى !

هل سيضغط الزناد ؟ هل سيقتلنى ؟

لا . . لا . . إنه يحبنى . . مستحيل أن يؤذنِى . .

زمجر أياد :
" هيا . . أبدأى الأن بتناول طعامك . "

لم أتحرك و بقيتُ أحدق به بذهول ، فإذا به يجذب أبرة المسدس لترتد إلى مكانها بصوت جمدنى بمكانى . .

إياد فقد عقله تماماً . .

إياد جُن و لا يدرى ماذا يفعل ؟ !

زمجر إياد ثانيه :
" هيا . "

بيد مُرتعشه أخذتُ أفرغ الأكياس وأبتلع الطعام دون حتى أن أمضغه ، بل و رُبما ألتهمته بورقته ؛ فما كنتُ أستطيع التمييز وقتها !

كنتُ خائفه من إياد إلى درجه جعلتنى غير قادره على التفكير ، و بينما كنتُ فى ذلك سمعتُ إياد يقول بصوت أجش :

" فتاه مُطيعه . "


وبطرف عينى لمحته يجلس على المقعد المقابل لى ويبعد المسدس عنى ، ويراقبنى وأنا أتناول طعامى . .

لم أتوقف عن الطعام ؛ فقد كنتُ جائعه جداً وأظن أننى كنتُ أرتجف من شدة الجوع أيضاً !

بعد فتره شعرتُ بالتخمه من كثرة ما تناولتُ من الطعام ، فتوقفتُ عن الأكل و قلتُ :
" الحمد لله . "

فى هذه اللحظه أنتبهتُ إلى أن إياد كان جالساً على المقعد فى وضع أسترخاء و كانت عيونه مُغلقه و يبدو مُستغرقاً فى النوم . .

لم أصدق نفسى . . هل نام بالفعل أم أنها خدعه ؟

قررتُ أن أنتظر قليلاً لأتأكد أنه لا يخدعنى . . و بالفعل بدا لى مُستغرقاً فى النوم تماماً !

كان يبدو مُرهقاً كأنه لم ينام بالأمس و بعض قطرات العرق تلمع على جبينه . .

مسكين إياد !

أنتابنى شعور قوى بأن أقترب منه و أجفف قطرات العرق التى على جبينه و أمسح على شعره ، و تملكنى هذا الشعور بقوه لدرجه أذهلتنى !

لكن مهلاً . .

ما هذا الذى أقوله ؟ !

و ما هذا الذى أفكر به فى هذا الوقت بالذات ؟

هل فقدتُ عقلى أنا الأخرى ؟

لقد كاد إياد أن يقتلنى . . أليس الأجدر أن أنتهز الفرصه و أحاول الهرب ؟

لقد رأيتُ إياد يضع مُفتاح الحجره فى جيب سُترته . . إذا تمكنتُ من سرقها منه سأتمكن من الهرب . .


أقتربتُ من إياد ببطء و حذر وأنا أحبس أنفاسى ومددتُ يدى بخفه إلى جيب سُترته . .

لا يوجد شيئاً بهذا الجيب !

كدتُ أسحب يدى من جيب سُترته لولا أنه تحرك فجأه وأعتقد أنه شعر بيدى فقد رأيته يعتدل فى جلسته ويفتح عيناه ببطئ !

سحبتُ يدى بسرعه من جيب سُترته وكدتُ أبتعد عنه لولا أننى لمحتُ المُسدس مُلقى على الأرض بجانب المقعد الذى كان إياد يجلس عليه . .

لم أعطى لنفسى فرصه للتفكير ، وأمسكتُ بالمُسدس وصوبته نحو إياد الذى لم يكن قد أفاق بعد من نومه !

كانت هذه هى أول أمسك فيها مُسدس . . بل وأول مره فى حياتى أرى فيها مُسدساً طبعاً غير الذى كنتُ أشاهده فى الأفلام ، و لم يكن ليخطر فى بالى أننى فى يوم سأضطر لأن أصوبه إلى شخص ما !

إياد بدأ يستوعب الأمر ، وأخذ ينظر إلىّ بذهول ولإن لم يبد عليه الخوف أبداً !

فى الحقيقه أنا من كنتُ أرتجف من شدة الخوف لا هو !

" ما معنى هذا ؟ "

سألنى إياد بجمود ، فقلتُ بصوت جاهدتُ لكى يكون مسموعاً و غير مُرتعش :
" كما ترى . . إننى أصوب المسدس إلى رأسك وإن لم تطعينى سأفرغ خزانته برأسك بلا تردد . "

إياد تنهد وقال :
" أعطِنى إياه يا دانه . "

أحكمتُ قبضتى على المسدس وقلتُ :
" أبداًً . "

إياد قال :
" أسمعينى جيداً يا دانه . . هذا المسدس ليس للعبث و . . "

قاطعته قائله بحده :
" وأنا لا أعبث . . أعطنى المُفتاح يا إياد . "

إياد كان ينظر إلىّ بجمود دون أن يتحرك أو تهتز له شعره واحده ، صرختُ به :
" هيا أعطنى المُفتاح . "

إياد تنفس بعمق وهدوء ثم قال :
" وإذا لم أفعل ؟ "

قلتُ بحده :
" سأقتلك بدون تردد. "

إياد نظر إلىّ لفتره ثم سألنى بشك :
" ستقتليننى ؟ "

قلتُ :
" ألا تصدقنى ؟ أتريد أن أثبت لك ؟ "

إياد هز رأسه و قال بثقه :
" إننى واثق من عدم مقدرتكِ على فعل هذا . "

أستفزتنى جداً طريقته الواثقه ، و كدتُ بالفعل أضغط الزناد و أقتله من شدة غيظى . .

صرختُ به مُجدداً :
" أعطنى المُفتاح و إلا ضغطتُ الزناد . . هيا . "

إياد مسح بيده على شعره و تنهد بقوه ثم قال :
" كلا . . لن أعطيكِ المُفتاح . . دعينى أرى ماذا ستفعلين ؟ "

تعجبتُ من رد فعله هذا . .

ألا يخاف أن أقتله بالفعل ؟ أليس خائفاً من الموت أبداً ؟

إياد نهض فجأه و أخذ يقترب منى بخطوات بطيئه قائلاً بهدوء و أستفزاز :
" هيا . . أضغطى على الزناد . . هأأناذا أمامكِ . "

و فتح زراعيه قائلاً :
" أقتلينى ثم أحصلى على المُفتاح و عودى إلى منزلك . "

تراجعتُ إلى الخلف عدة خطوات و صحتُ به :
" أبقى بمكانك و إلا قتلتك . "

تصوروا ماذا فعل إياد فى هذه اللحظه ؟

لا . . لن تتصوروا أبداً ماذا فعل ؟

لقد أنفجر ضاحكاً وكأننى ألقيتُ عليه نكته طريفه . .

أوه . . مُستفز جداً !

صحتُ به :
" لا تضحك . . "

إياد نظر إلىّ بأستخفاف و قال :
" هل ستقلتيننى لو لم أتوقف عن الضحك أيضاً ؟ "

قلتُ له بحده :
" لا تستخف بكلامى . . أنا لا أهددك . . إننى قادره بالفعل على قتلك . "

إياد قال بهدوء :
" أذن أقتلينى يا دانه . . أنا لن أجد يداً أفضل من يديك لألقى بها حتفى . . هيا أقتلينى أنا مُستعد . "

قلتُ له بغيظ :
" حسناً . . سأقتلك . "


وضغطتُ بأصبعى على الزناد !





*-*-*-*-*




تتبع

البنت العنقليزية 03-04-10 02:03 AM

::
يسلموو ع البارت ام ساجد
رووووعة
ماقصرتي
واتوقع المسدس فارغ مابهـ رصاص
عشان كذا كان واثق ويستفز دانه
عوافي

حسن الخلق 03-04-10 02:16 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شكرا جزيلا على البارت
واضح ان دانه بدأت تتعلق باياد
و لكن طريقته غريبه جدا فى حثها على الاكل صحيح هى عنيده بس مش لدرجه انه يهددها بالمسدس
اكيد المسدس فارغ لأن اياد مش ممكن يجازف و يهددها بمسدس محشو
و دانه هتكتشف ده البارت الجاى و يزيد غيظها منه اكثر
لسه على معرفناش عنه حاجه
بانتظارك دمتى بكل حب :flowers2:

شبيهة القمر 03-04-10 12:17 PM

السلام عليكم..
ههههههههههههه اكيد المسدس مافيش رصاص ..هههه مسكينه دانه
راح تموت من الغيظ ..

لان ايااد مستحيل انه يهدد دانه بمسدس حقيقي ..او حتى ينوي انه يقتلهاا ..

لو ايااد شاطر يتظاهر انه ماات علشاان يشوف رده فعل دانه ..دام المسأله كلها تمثيل
ياليت يكمل على دانه ويحسسها انها قتلته فعلا ..وااااااااااااو ونااسه راح تباان مشاعر دانه في هاللحظه ..وراح يعرف ايااد انها انساانه كلها احاسيس ..مو مثل ماهو متوقع ..

مشكوووره داليا ..ياليت تنزلي الاجزاء يوميا اذا هي مكتمله عندك ..
دمتى بود ..

بوح قلم 04-04-10 11:23 AM

تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود

اياد

لا مستحيل تهددها بهالمسدس.. اكيد ما فيه رصاص شرات ما قالن البنات<< فيس ايده على قلبه.. الله يهديك انته ما تعرف توصل حبك الا بهالطريقة<< فيس يحرك راسه يمين ويسار

دانا

بلاج يا بنت الحلال.. ما تعرفين مصلحتج لين الحينه<< فيس هاد عليها.. بعدين شو اللي سويتيه ها<< فيس فقد اعصابه خلاص

نترياج فديتج<< الفيس راعي الورود


http://www.liillas.com/up3//uploads/...29afe633ce.gif

أم ساجد 05-04-10 10:18 PM

البنت العنقليزيه \ حسن الخلق \ شبيهة القمر \ بوح القلم

شكررررررراً على ردودكم الجميله
نورتوا

شبيهة القمر
فكرتك حلوووووه بس انا كتبت لحد الفصل 24 يعنى فات الاوان على تغيييرها

إماراتية نصراوية 10-04-10 12:13 PM

أهلا أم ساجد صحيح حتى الآن قرأت لكِ بعض الأجزاء ..ولكن دعيني أهنئكِ على غزارة ألفاظكِ وجميل معانيكِ لقد انتقيت حروف وكلمات جميلة أعطت للقصة
رونق جذاب..استفدت منكِ ..ولي طلب خاص منكِ حاولي مثلاً بدل أن تكتبي

" اياد قال ببرود" أن تعكسيه قال ببرود" وليس هناك داع لكتابة اسماء
كل شخصية فأنتِ وضحتي الشخصيات مثلاً كتبتي " علي تردد لثوان" والأفضل للقراء أن يقرأوا تردد علي لثوان" او تردد لثوان لأنكِ تمتلكين
قلم يمشي بثبات في اللغة العربية..وأنا استفدت جداً من أسلوبكِ

واصلي وإن شاء الله أقرأ ما تبقى من روايتكِ..وأخيراً وجدت قصة من السرد والحوار بالفصحى وهذذه شجاعة أعتبرها..شجعتني كثير

دمتِ بـــود

بوح قلم 11-04-11 05:45 PM

تنقل للقسم المناسب

بوح قلم 11-04-11 05:46 PM

12
****
**
*







كان إياد يقف هادئاً و الأبتسامه تعلو ثغره مما جعلنى أكاد أجن و أطلق عليه النار بالفعل . .


وضعتُ أصبعى على الزناد و كدتُ أضغط عليه . .




كنتُ فى قمة ثورتى و مع هذا لم أستطع أن أضغط على الزناد . .


كيف بأمكانى أن أقتل شخصاً حتى لو كان هذا الشخص يحتجزنى بهذا المكان المهجور ؟




شعرتُ بدموعى تسيل على خدى فى عجز تام ، و رأيتُ إياد يقترب منى و يربت على كتفى بعطف !




نظرتُ إلى إياد و لم أراه من غزارة دموعى ، فأتانى صوته قائلاً بنبره حنونه :
" لا تبكى يا دانه . . أنا لم أتى بكِ إلى هنا لأراكِ تتعذبين هكذا . "




و صمت لبرهه ثم تابع :
" صدقينى أنا ما كنتُ أستطيع أن أراكِ تزفين إلى على دون أن أفعل شيئاً . . كان لابد أن أوقف هذا الزواج من أجلكِ . "




لم أحتمل كلامه أكثر من هذا ، فصرختُ به :
" لماذا ؟ ما عيب على ؟ ما عيبه أخبرنى ؟ "




إياد تنهد بقوه و قال :
" إنه غير مُناسب لكِ يا دانه بأى حال من الأحوال . . أنا أكبر منكِ سناً و أكثر منكِ درايه بالحياه . . كونى على ثقه من كلامى . "





قلتُ له ثائره :
" لا تمثل دور الشهم يا إياد . . العيب ليس بعلى وأنت لم تحتجزنى هنا إلا من أجل نفسك . "





إياد ظل صامتاً لبرهه ثم قال :
" و ليكن . . بالفعل أنا أتيتُ بكِ إلى هنا لأننى أحبك وأريدكِ أن تكونى زوجه لى . "





جن جنونى ، وصرختُ به :
" و أنا لا أريد أن أتزوجك . . هل سترغمنى على الزواج منك ؟ هل ستفعل ؟ "





إياد هز رأسه نافياً و قال :
" لن أرغمكِ على شئ يا دانه . . أنا سأتزوجكِ برغبتكِ . "




و أضاف بحسم :
" أعدكِ بهذا . "





قلتُ له بأنفعال :
" هذا حلم صعب المنال و لن يحدث أبداً . "




و أضفتُ بتهكم :
" أعدك بهذا أنا أيضاً . "





إياد تنفس بعمق و قال :
" أسخرى منى كما تشائين يا دانه . . "




و أضاف :
" سنرى من منا سيصدق وعده . . ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً . "





ومد يده ببساطه ليتناول المُسدس من يدى قائلاً :
" قلتُ لكِ أن هذا المُسدس ليس للعبث يا دانه ؛ فقد تؤذين نفسك به دون قصد . "





نظرتُ إلى إياد وقلتُ مُنفعله :
" لقد كنت تصوبه نحوى منذ دقائق . "





إياد تنهد و قال :
" لقد كنتُ أرهبكِ فقط لتأكلى . . "





تهاويت على أقرب مقعد و قلتُ :
" لماذا لا تتركنى أرحل بسلام يا إياد ؟ ماذا تريد منى ؟ "





إياد نظر إلىّ بنفاذ صبر و قال :
" هذا الموضوع منتهى يا دانه . . "





أندفعتُ قائله بأنفعال :
" لماذا ؟ ألم تأتى بى إلى هنا كى توقف الزفاف ؟ لقد أنتهى الزفاف بالفعل و لا أظن أن على سيوافق على الأرتباط بى بعدما حدث . . ماذا تريد أكثر من هذا ؟ "





إياد نظر إلىّ طويلاً ثم ولانى ظهره و أنسحب مغادراً الحجره . .




صرختُ به :
" أنتظر . . دعنا نتحدث . "





إلا أنه أغلق الباب و أعلن بذلك أنتهاء الحوار . .








*-*-*-*-*






فى المساء ، سمعتُ طرقاً على باب حجرتى أعقبه صوت المفتاح وهو يدخل فى فتحة الباب ، فأسرعتُ بالأختباء بدورة المياه وظللتُ بداخله لفتره لأتأكد من أنصراف إياد . .



و بعد فتره من الزمن غادرتُ دورة المياه لأفاجأ بأياد جالساً على المقعد الكبير بأسترخاء تام يقرأ الجريده !




صحتُ به فى غضب :
" ماذا تظن نفسك فاعلاً بحجرتى ؟ "




إياد أبعد الجريده عن وجهه و نظر إلى قائلاً ببرود :
" أهلاً دانه . . لقد لنا أحضرتُ طعام العشاء . "





و أضاف مُبتسماً :
" أتمنى أن ينال أعجابكِ كما نال طعام الغداء أعجابك ؛ فقد لاحظتُ أنكِ قد ألتهمته تماماً . "





نظرتُ إليه بنفاذ صبر و قلتُ :
" لن أتناول أى شئ يا إياد . . رجاءً أنصرف الأن فأنا سأوى إلى الفراش . "





إياد تثاءب وقال :
" أنا أيضاً ليس لدى شهيه لأى شئ و أريد أن أنام . "





وببساطه جذب وساده من الفراش ووضعها على المقعد الكبير ثم أستلقى على المقعد ببرود !




كنتُ مصدومه مما فعله لذا فقد ظللتُ أحدق به دون أن أنطق بكلمه واحده ، فإذا بإياد يلتفتُ إلىّ و يقول :
" هيا . . أذهبى إلى الفراش يا دانه . "




قلتُ :
" و أنت ؟ "





أجاب ببساطه :
" سأنام هنا . . على هذا المقعد . "



الجمله نزلت علىّ نزول الصاعقه ، و من شدة غضبى بدأتُ أتتأتأ بجنون :
" م . . م . . ما . . ماذا تقول ؟ "





إياد قال بلامبالاه :
" أعرف أن المقعد غير مُريح لكنى أخاف أن تهربى أثناء الليل و أستيقظ لأجدك قد ضعتِ منى . . وأنا لا أتحمل أن تبتعدى عنى يا دانه. "



صرختُ به :
" كيف سأهرب من هنا و قد أغلقت نافذه الغرفه المجاوره ؟ "




إياد أبتسم و قال :
" أذن لقد أصاب توقعى و أنتِ هربتِ من النافذه المجاوره . "



قلتُ :
" بلى . . و بما أنك قد أغلقتها فلا داعى للخوف ؛ فلا سبيل للهرب أمامى . "



إياد قال بأسى :
" هل عرضتِ نفسك للخطر من أجل الهرب منى ؟ ألهذه الدرجه لا تكرهيننى ؟ "





صرختُ به بجنون :
" بلى أكرهك . . أكرهك . . أكرهــــــك . . ليتك تشعر بمدى كرهى لك . . ليتك تعتقنى و تطلق سراحى يا إياد . "







*-*-*-*-*





و كأنها قد أتت بخنجر حاد و أخذت تغرسه بكل أنحاء جسدى و تتفنن بتعذيبى و هى تلقى بكلماتها تلك دون أى أعتبار لمشاعرى . .


حينئذ شعرتُ باللون الأسود يلون كل شئ حولى ، و شعرتُ بشئ ثقيل يجثم على صدرى ويحطم ضلوعى ضلعاً ضلعاً . .


ولم أشعر بنفسى إلا وأنا جالساً بحجرتى المجاوره لحجرة دانه وقد تسلل أذان الفجر من نافذة حجرتى المُغلقه ليحطم الصمت الذى ظل يغلف الحجره بغلاف سميك لوقتٍ طويل . .


ذهبتُ إلى المرحاض وتوضأتُ ثم أديتُ فريضتى وظللتُ جالساً على السجاده لفتره أدعو الله وأتضرع له بأن يهدينى إلى فعل الحل بشأن وضعنا هذا . .


ومع نسمات الصباح الأولى كنتُ أطرق باب حجرة دانه لأطلب منها أن ترتدى ملابسها حتى أذهب لأشغل سيارتى وأعيدها إلى منزلها . .



كنتُ قد فقدتُ الأمل فى أن تبادلنى مشاعرى ولم أعد أبالى بما قد يحدث لى فيما لو أخبرت دانه الشرطه عن أختطافى لها . .




كانت دانه تبدو مُندهشه للغايه ، ومع ذلك كنتُ أشعر بمدى سعادتها لأنها أخيراً ستترك السجن الذى وضعتها فيه . .




وكم شعرتُ وقتها بالندم لأننى أتيتُ بها إلى هنا رغماً عنها !


وكم كرهتُ نفسى على هذا !

كم كنتُ واهماً حين ظننتُ أن أحتجازى لدانه سيجعلها تبادلنى مشاعرى ولم أفكر بأن هذا سيجعلها تبغضنى كل هذا البغضب وتتمنى الخلاص منى بأى طريقه !


فى الحال أرتدت دانه ملابسها و لحقت بى لتجلس بجوارى فى السياره لأنطلق بها على الفور إلى منزلها !




حين أوقفتُ السياره أمام منزلها ، لم تلتفت دانه إلىّ و غادرت السياره ثم أتجهت إلى منزلها بخطوات سريعه . .




كنتُ أريد فقط أن ألقى نظره أخيره على وجهها لكنها حتى لم تترك لى الفرصه لذلك !




كنتُ أريد أن أسمع صوتها لأخر مره لكنها حتى لم تقول لى وداعاً !


ظللتُ أتبعها ببصرى حتى أختفت بداخل منزلها . .

وفى هذه اللحظه شعرتُ بتعاسه لا حدود لها . .

و شعرتُ بحياتى تنتهى عند هذه النقطه . .





*-*-*-*



تتبع

بوح قلم 11-04-11 05:47 PM

*13*
***
**
*






تسللت رائحة الزهور العليله إلى أنفى و أنا أستيقظ من نومى و أفتح عيناى ليقع بصرى على جدران حجرتى الصغيره و أثاثها البسيط . .

تثاءبتُ بكسل و أخذتُ أتأمل حجرتى كأننى أراها للمرة الأولى . .

هكذا صرتُ أفعل كل يوم عند أستيقاظى من النوم ، وكأننى أتأكد من أننى قد عدتُ إلى منزلى بالفعل ولستُ أحلم بذلك . .

أو رُبما كان الحلم هو أختطاف إياد لى وأحتجازى بذلك المنزل الريفى المُنعزل !


نهضتُ من فراشى ببطئ و ذهبتُ لأفتح نافذة حجرتى على مصرعيها و أطل منها لأتأمل حديقة المنزل و أبى الذى أنهمك فى رى الأزهار و الأشجار كعادته فى صباح كل يوم . .

لستُ أدرى لما تذكرتُ فى هذه اللحظه لحظة عودتى إلى المنزل منذ أسبوع مضى ، حين أطلق إياد سراحى و أوصلنى إلى منزلى . .

كان الجميع فى ذهول تام لعودتى الغير متوقعه ، لكننى كنتُ أكثرهم ذهولاً وحيره بسبب ترك إياد لى وتوصيلى إلى منزلى بنفسه رغم أن نظراته لى فى ذلك اليوم كانت تحمل فى طياتها الكثير من الحزن و التعاسه وكأن شئ ما يجبره على فعل هذا !

حين سألنى أبى و أمى عن سبب غيابى كل هذه الفتره أخبرتهم بأننى قد تم أختطافى ، وبالطبع أصر أبى على أبلاغ الشرطه بهذا ، و ذهبنا فى اليوم التالى إلى مركز الشرطه . .

لكن قبل ذهابى إلى هناك ، و بينما كنتُ أغادر منزلى ، لفت نظرى وجود سيارتى على جانب الطريق و حين فتحتها وجدتُ بداخلها هاتفى الذى كان إياد يستولى عليه أثناء احتجازه لى بمنزله !

حين سألنى الشرطى عمن أختطفنى ، و جدتُ نفسى أخبره بأنه شخص مجهول ، لم يسبق لى رؤيته ! و أيضاً حين سألنى عن ذلك المكان الذى أحتجزنى فيه ، و جدتُ نفسى أخبره بأننى لا أعرف الذهاب ثانيه إلى ذلك المكان ؛ لأننى ببساطه قد نسيته !

حتى الأن أنا عاجزه عن إيجاد تفسير لما قلته بمركز الشرطه ! أو رُبما كان ما قلته بدافع العطف على إياد ، رغم أننى لا أرى سبباً واضحاً لأن أشعر بالعطف على إياد بعد الذى فعله بى !


" صباح الخير . "


أفقتُ من تأملاتى على صوت أمى ، فألتفتُ لأنظر إليها و أنا أقول :
" صباح النور يا أمى . "


أمى أبتسمت و قالت :
" كنتُ أتيه لأوقظكِ . . على يريدكِ على الهاتف . "


أنقبض صدرى لدى سماعى لجُملة أمى الأخيره ، إلا أننى رغم هذا فقد قلتُ لها :
" حسناً . . سأجيب عليه من هاتف حجرتى . . "


بعدما أنصرفت أمى تناولتُ الهاتف و تحدثتُ إلى على الذى أصر على حضورى اليوم إلى المدرسه ؛ فأنا لم أذهب إلى المدرسه منذ عودتى إلى المنزل . .

و رُبما كان غيابى عن المدرسه فى هذه الفتره لأننى كنتُ أريد أن أفكر بتروى و هدوء فى أمر خطبتى من على ؛ فبعد أحتجاز إياد لى و أبتعادى عن على بدأتُ أشعر بأننى لا أكن لعلى أى مشاعر حقيقه ، و أن قرارى للزواج منه كان لأننى أردتُ أستفزاز إياد ليس إلا . .

لهذا قررتُ أن أذهب اليوم إلى المدرسه لأحسم هذا الأمر تماماً . .


تفاجأت أمى كثيراً حين وجدتنى أغادر حجرتى وقد أرتديتُ ملابسى كامله و تفاجأت أكثر وأكثر حين أخبرتها عن وجهتى إلى المدرسه وهى التى طلبت منى كثيراً أن أذهب إلى المدرسه و أمارس حياتى بطريقه طبيعيه و كأن شيئاً لم يكن ، لكنى كنتُ أرفض الذهاب إلى أى مكان منذ عودتى . .

حين وصلتُ إلى المدرسه لاقيتُ ترحيباً شديداً من المدرسات و التلميذات ، و شعرتُ بتعاطف الجميع معى لأننى العروس التى ألغى زفافها بسبب مرض والدتها المفاجأ كما زعمت عائلتى !

وجاءت اللحظه التى كنتُ أخشاها و صرتُ وحدى بحجرة اللغه العربيه مع على . .

" أين إياد ؟ ! إننى لم أره منذ أتيت . . أهو غائب اليوم ؟ "


قلتُ ذلك و أنا أحاول جاهده أن يبدو سؤالى عابراً لا يحمل الكثير من الأهتمام ، بينما كنتُ فى أعماقى أتلهف لمعرفة أخباره !

مهلاً . . لا تسيئون فمى . . فتلهفى لمعرفة أخباره كان بدافع الفضول لا أكثر و لا أقل !

" لا أدرى . . إنه لم يأتِ إلى المُدرسه منذ أسبوعان . "


وصمت قليلاً ثم قال :
" تقريباً منذ ذلك اليوم الذى كان من المُفترض أن يتم فيه زواجنا . . لكن . . . "

بتر عبارته بغته ، فوضعتُ يدى على قلبى الذى توقف عن الخفقان وأخذتُ أدعو الله فى سرى ألا يربط على بين غياب إياد وغيابى ، وأنتظرت أن يكمل على جُملته . .

وأخيراً قال :
" على أى حال أنا أنوى أن أتحدث إلى والدكِ بشأن زواجنا ؛ فلا أرى سبباً للأنتظار أكثر من هذا . "

تنفستُ الصعداء ولم أستطع منع أبتسامتى التى طفت على شفتاى . . ويبدو أن إياد قد فهم إبتسامتى كما يريد أن يفهمها فأبتسم بدوره وقال:
" فأنا مُتلهف لذلك اليوم كثيراً . "


عضضتُ على شفتاى بأسى . . كنتُ أريد أن أخبره بأننى لم أعد راغبه بالزواج منه ، لكن ما قاله جعل الكلمات تقف بحلقى و تخنقنى !


" ما بكِ ؟ لما تبدين شارده هكذا ؟ "

" لا شئ . . فقط . . . . . "

" ماذا ؟ "

تنفستُ بعمق ثم قلتُ : " أريد فسخ خطوبتنا . "


لحظتها حدق بى بدهشه وكأنه يسمع ما لم يطرأ له على بال ، وكأنه كان يتوقع أن تكون فترة ابتعادنا قد زادتنى حباً له . .

لن أنسى أبداً الكلمات البذيئه التى أخذ يرمينى بها ، ولا الصفات السيئه التى نعتنى بها . .

وأنتهى الأمر به بأن تم طرده من المدرسه !

وأدركتُ حينئذٍ كم كان إياد مُحقاً حين أخبرنى بأن على لا يصلح لى ، وبأنه شخص غير سوى . .

ليتنى أستمعتُ إلى نصيحتك يا إياد !

لكن . . . أين أنت الأن ؟




*-*-*-*





تقدمتُ خطوه نحو حجرة خالى ، ولم ألبث أن تراجعتُ حين وجدته يتحدث فى الهاتف وهممتُ بالأنصراف لولا أننى سمعته يقول :
" أنتظرى يا دانه . "


ألتفتُ لأنظر إليه فإذا به يقول :
" أهناك شئ ؟ "


وقبل أن أجيب عليه قال :
" سأنهى المكالمه فى الحال . . أجلسى هنا . "


جلستُ على المقعد المقابل له وأنا أحاول أن أرتب الكلمات التى سأقولها له فى عقلى . .

لماذا لا يأتى إياد إلى المدرسه ؟

هذا هو السؤال الذى كنتُ أريد أن ألقيه عليه . .

رُبما كان يبدو لكم سهلاً وبسيطاً لكنه فى الحقيقه ليس كذلك فحين أنتهى خالى من المكالمه وسألنى عما أريده وجدتُ نفسى أتتأتأ و أقول :
" فى الحقيقه . . إننى . . كنتُ أريد السؤال عن . . عن . . إياد . "


" ماذا عنه ؟ "


قلتُ :
" لقد لاحظت أنه لا يأتى إلى المدرسه منذ فتره و . . و . . . كنتُ أتسأل من يتولى التدريس لفصله بدلاً منه ؟ "


عقد خالى يديه أمامه فوق المكتب ، ثم قال :
" كان على هو من يتولى التدريس بدلاً منه ، و منذ أن تم فصله - أى منذ أربعة أيام - تولى الأستاذ رأفت التدريس لكلٍ من فصليهما . . "


أردت أن أسأله عن إياد ، لكن شيئاً ما لا أدرى ما كينونته عقد لسانى وقتها و منعنى من السؤال عنه ، فى حين سألنى خالى فى شك :
" أهذا هو كل شئ ؟ "


قلتُ : " بلى . "


و كدتُ أغادر الحجره أجر أذيال الخيبه ، لكننى لم أستطع . . سيقتلنى فضولى لو لم أسأل عنه !

حسمتُ أمرى و توقفتُ فى مُنتصف الطريق ثم ألتفتُ إلى خالى و أخذتُ نفساً عميقاً ثم قلتُ :
" لماذا تغيب إياد عن المدرسه كل هذه الفتره ؟ "


سألنى خالى بدهشه :
" ألا تعرفين ؟ "


سألته بدهشه مماثله :
" أعرف ماذا ؟ "


خالى قال بنبره حزينه :
" لقد نشب حريق قوى بمنزل إياد و . . . . "


لم أتركه يتم جُملته إذ أننى قاطعته قائله بشغف :
" و إياد . . ماذا أصابه ؟ "


تنهد خالى بقوه ثم قال :
" أصابته بالغه الخطوره . . بل إنه بين الحياه و الموت . "


وبلا شعور ، أطلقتُ شهقة ذعر ! !







*-*-*-*

تتبع

بوح قلم 11-04-11 05:48 PM

*14*
****
**
*







بعدما غادرتُ المدرسه فى ذلك اليوم ، قادتنى قدماى بلا شعور إلى المستشفى ، ووجدتُ نفسى فجأه أمام بابها الحديدى وبنايتها الكئيبه التى تنقبض لرؤيتها الصدور . .



أردتُ أن أواصل سيرى وأعود إلى منزلى ، لكنى لم أستطع أن أمر من هنا مرور الكرام وأنا أعرف أن إياد يشغل سريراً بهذه المستشفى دون أن أذهب لأطمئن عليه . .



كانت حجرته خاليه تماماً إلا من عدة أسره ، كان هو يشغل أحدها ، و الباقى بقى شاغراً . .



لفتره من الزمن بقيتُ مُسمره فى مكانى عند باب الحجره ، لا أجروء على الأقتراب من سريره ، ولا أكاد أصدق أن هذا الشخص النائم على السرير ، والمُتدثر ببطانيه خفيفه تكاد تخفى جسده كله ، هو نفسه إياد !



شعرتُ بالألم يعتصرنى وأنا اقترب من سرير إياد لأرى وجهه الذى تتخلله بعض الحروق الخفيفه ، والتى لا تكاد تخفى شحوب وجهه ، ورغم أنه لم يكن فى حاله سيئه جداً إلا أننى لم أستطع تمالك نفسى ، ففاضت الدموع من عينى وأخذت تشق طريقها إلى خدى فى صمت . .



بعد فتره من الزمن ، دلفت إحدى الممرضات إلى الحجره لتتفقد إياد وحين رأتنى بادرتنى بالسؤال :
" أأنتِ قريبته ؟ "




قلتُ :
" كلا . . لا . . إننى . . . "


ولم أتم جُملتى ؛ إذا أننى لم أكن أدرى ماذا أقول لها ؟




فقالت الممرضه :
" أنتِ خطيبته ؟ أسمكِ هو دانه على ما أعتقد . "




توقفتُ مبهوته . . من أين لها أن تعرف أسمى ؟




" إنه يردد أسمكِ بأستمرار أثناء نومه . . "




قالت الممرضه هذا ثم أضافت :
" الحمد لله أنكِ أتيتِ أخيراً . . كان لابد أن يكون هناك أحداً بجانبه خاصة وأنه يمر بمثلِ هذه الظروف الصعبه . "




سألتها :
" لماذا ؟ ألا يزوره أحداً من أهله ؟ "




أجابت :
" لا . . لم يزوره سوى رجلاً واحد أخبرنى بأنه مديره بالمدرسه الذى يعمل بها ، وكان هذا يوم الحادث . "




وأضافت :
" أنصحكِ بأن تخبرى عائلته بالحادث ؛ فأظنه يحتاج إلى وجود الجميع بجانبه فى هذا الوقت . "




بالرغم من كونى لا أعرف أين تقيم عائله إياد ، إلا أننى قلتُ لها :

" حسناً سأخبرهم . . ولكن أخبرينى هل أصابته بالغه الخطوره ؟ "




أجابت :
" لا . . إصابته ليست خطيره إطلاقاً . . كل الحروق التى بجسده من الحاله الأولى ، وستندمل بسرعه . . المشكله هى أصابة عيناه . . "




سألتها بقلق :
" ماذا بهما ؟ "




أضطربت الفتاه قليلاً ثم قالت :
" كنتُ أظنكِ قد تحدثتِ الطبيب وأخبركِ بحالته . "




قلتُ :
" كنتُ أنوى ذلك فى الحقيقه بعد زيارته . . لكن أخبرينى ماذا عن عيناه ؟ لقد أقلقتينى كثيراً "




قالت الفتاه بأسف :
" أسفه لأن أنقل لكِ خبراً مثل هذا . . "




وصمتت لبرهه ثم صكت عبارتها أذنى على نحو أفقدنى الشعور بكل شئ من حولى . .



" لقد فقد بصره تماماً و . . . . "




قاطعتها بشهقه هلع قويه . .
لا ! لا ! مُستحيـــل !

إياد القوى البنيه الملئ بالحيويه والنشاط صار ضريراً لا حول له ولا قوه ؟ !
لا . . لا أصدق هذا !
رُحماك يا ربى !



الممرضه أحست بما خلفته جُملتها الأخيره علىّ ، فأخذت تواسينى ببعض الجُمل التى لم أسمعها من وقع الصدمه علىّ . .



كنتُ مصدومه حقاً بما سمعت و لا أكاد أصدق نفسى . .
نعم . . رُبما أخطأتُ السمع . .
أو رُبما كانت الفتاه تقصد شخصاً أخر غير إياد ؛ كثيراً ما يحدث هذا بسبب كثرة المرضى بالمستشفيات . .




عدتُ أسألها وأنا أدعو وأتضرع إلى الله فى نفسى كى لا تعيد الفتاه ما قالته على مسماعى . .
" ماذا قلتِ ؟ إياد فقد بصره ؟ ؟ "




أومأت الفتاه برأسها قائله :
" أنا أسفه لهذا الخبر و . . . "




إلا أننى لم أتركها تتم جُملتها وقاطعتها قائله بصوت مُختنق :
" أأنتِ واثقه من هذا ؟ "




وجاء صوتها ليقضى على ما تبقى من قوتى تماماً . .



" بالتأكيد . "



شعرتُ برأسى تدورحينئذً وأخذتُ أترنح فى وقفتى ، وأنا أرفع يدى إلى رأسى وباليد الأخرى أمسكت بالسرير لأحفظ توازنى . .




" أأنتِ بخير ؟ "




رفعتُ بصرى إلى الفتاه ولم أرها من غزارة دموعى . .
قلتُ بصوت تقطعت حروفه من أثر الصدمه :
" بلى . . أنا . . . بخير . "




نقلتُ بصرى إلى إياد النائم بهدوء وشعرتُ بالألم يعتصرنى ويمزق أحشائى لما أصابه . .
و تمنيتُ لو لم أغادر منزله أبداً . . تمنيتُ لو لم أعامله بمثل هذه القسوه والبرود التى طالما عاملته بهما و لكن . . .
هل كان هذا ليغير القدر ؟ !




عدتُ أنظر إلى الممرضه وسألتها متشبثه بالأمل الأخير :
" ألا يوجد أمل بأن يعود له بصره ذات يوم ؟ الطب فى تقدم وقد سمعت عن بعض الناس الذى عاد إليهم بصرهم بعد إجراء العمليه . "




قالت الفتاه بأسف :
" للأسف لا يوجد حتى أمل بسيط . . لقد أجمع الأطباء على أستحالة عودة بصره إليه . . "




وأضافت :
" لابد أن تتماسكى لكى تدعميه وتهونى الأمر عليه ، خاصة وأن حالته النفسيه صارت سيئه جداً منذ عرف بالأمر . . حتى أننا نضطر كل يوم لأن نحقنه بمنوم قوى لكى يستطيع النوم . "




ركزت نظرى إلى الفتاه ووقفتُ أستمع إليها دون أعى حرفاً مما تقول ؛ فقد كان تفكيرى مشوشاً ، وصرتُ عاجزه عن فهم أو تصور أى شئ . .




لم أستطع النوم فى ذلك اليوم وظللتُ أتقلب فى فراشى إلى أن بزغ الفجر فأرتديتُ ثيابى وتوجهتُ إلى المستشفى . .



حين دلفتُ إلى حجرة إياد وجدته جالساً على إحدى المقاعد . .



نظرتُ إلى عينينه فوجدتهما كما عهدتهما ولكنهما خلو من أى تعبير !




أنتزعتُ نفسى من شرودى وتقدمتُ منه خطوتان . .
كنتُ مُرتبكه جداً ، ولم أدرى ماذا يتوجب علىّ أن أقول فى مثل هذه الظروف ؟



وبينما كنتُ فى ذلك سمعتُ صوت إياد يشق الصمت قائلاً :
" من هناك ؟ "




فتحتُ فمى لأجيبه فإذا بصوتى يخرج مبحوحاً غير واضح . .



سعلتُ بقوه وهممت بالرد عليه لولا أنه قال :
" دانه ؟ "




قلتُ مشدوهه :
" بلى . . كيف عرفـ . . . . ؟ "




بترت جُملتى فجأه ؛ فقد شعرتُ بأننى قد أجرحه بهذه الأشاره الواضحه إلى كونه قد صار ضريراً . .



وهنا وصلنى صوته يقول بتهكم مرير :
" عطرك مميز جداً . . لن أجد صعوبه فى تميزه حتى بعد أن صرتُ ضريراً . "




وصمت لبرهه ثم قال :
" أخبرتنى الممرضه بأنكِ أتيتِ للأطمئنان علىّ بالأمس . . "




وأضاف بسخريه :
" قالت لى أن خطيبتى الحسناء دانه قد أتت لزيارتى . "




قلتُ :
" لقد أستنتجت هذا بنفسها ، فتركتها على أعتقادها . "




ران الصمت علينا لفتره قصيره قطعها إياد قائلاً :
" لم أتوقع أبداً أن تأتى لزيارتى بعد . . . بعد الذى فعلته بكِ . "




قلتُ :
" لقد نسيتُ هذا الأمر . "




قال إياد بصوت قاسى :
" لماذا ؟ هل تشعرين بالشفقه علىّ أم أنكِ تجدين عزاءكِ لما فعلته بكِ فيما أصابنى ؟ "




قلتُ بسرعه :
" بالطبع لا . . كيف تقول هذا الكلام و . . . ؟ "




قاطعنى إياد قائلاً بصرامه :
" أذن فقد أتيتِ بدافع الشفقه . "




وأضاف بحده :
" لا أريد شفقه من أحد . . وخاصة منكِ أنتِ . . "




قلتُ :
" لكن يا إياد أنا لستُ . . . "




قاطعنى إياد بصرخه هادره تجمدت لها أطرافى :
" أخرجى من هنا . . "






*-*-*-*

بوح قلم 11-04-11 05:49 PM

*15*
****
**
*









وقفتُ - بالقرب من إياد المُنفعل - بلا حراك . . مصدومه بما سمعت . .

لا أكاد أصدق أذناى ؛ فلم يكن ليمرؤ بمخيلتى أن يقابلنى إياد هذه المقابله ، بل ويطردنى من حجرته بهذه الطريقه الفظه !


" ماذا تنتظرى ؟ هيا أخرجى . . لا أريد أن أشعر حتى بوجودك بجانبى . . "


صكت عبارته أذنى ، وأنتزعتنى من شرودى بقسوه . .

لم أكن أستطيع الأذعان لرغبته فى الأنصراف فى هذا الوقت بالذات . .

كنتُ أريد أن أواسيه وأخفف عنه . .

كنتُ أريد أن أربت على كتفيه وأشد على يده لأشعره بأن فقدان بصره ليس نهاية العالم ، وبأنه سيظل هناك من يبقى على حبه له حتى بعد أن صار ضريراً . .

لكن على ما يبدو أنه لم يعد يتقبل منى أى شئ . .


وبدلاً من أبتعد عنه وجدت نفسى أتقدم منه عدة خطوات حتى صرتُ أمامه فأنحنيتُ لأجثو على ركبتاى وأنا أقول :
" إياد أنا . . . أسفه . "


قال إياد بصوت جامد كالفولاذ :
" لا تعتذرى على أى شئ . . كل ما أريده هو أن أكون وحدى . . أرجوكِ أنصرفى . "


قلتُ بطريقه أقرب إلى التضرع :
" أرجوك أنت يا إياد . . دعنى أظل بجانبك . . أريد أن أتحدث إليك . . هناك ما يجب علينا مُناقشته . "


قال :
" ليس هناك أى شئ بيننا لنتحدث عنه . . "


وأضاف :
" أرجوكِ يا دانه أنصرفى . "


قلتُ :
" لا أستطيع . "


إياد قال بصرامه :
" بل تستطعين . . لقد فعلتيها مُسبقاً وأنصرفتِ دون أن تلتفتِ خلفكِ لتلقى علىّ نظره واحده . "


قلتُ :
" لكن الوضع مُختلف الأن . . أنا . . . "


إلا أنه قاطعنى :
" صحيح . . نسيت أننى قد صرتُ ضريراً ، أستحق الشفقه . "


قلتُ بسرعه :
" لا . . لا . . ليس لهذا السبب . . إياد . . كان هذا قبل أن أعرف بأصابتك . . الأيام التى قضيتها بعيده عنك جعلتنى أشعر بـ . . . . "


ولم أتم جُملتى . . كيف أقول له أننى صرتُ أحبه ؟

وبعد المعامله التى كنتُ أعامله بها , , هل سيصدقنى ؟


تراجعتُ عما كنتُ أنوى أن أقوله ، وبدلاً منه قلتُ :
" إياد . . أنا . . أنفصلتُ عن على . "


بدت علامات الدهشه واضحه على وجه إياد وإن لم يبدى تعليقاً على ما قلته . .

قلتُ :
" ألا يهمك أن تعرف هذا ؟ "


أجابنى بصرامه : " لا يهمنى . "


" لماذا ؟ ألم تكن معارضاً لهذا الزواج منذ البدايه ؟ "


صمت إياد لبرهه ثم قال :
" كان هذا قبل أن أكتشف أننى . . . . "


وأضاف بعد فتره ، ليقضى على أخر أمل تبقى لى :
" أننى لم أعد أحبك . "


صُدمتُ لجُملته وإن لم أتفاجأ بها كثيراً ؛ فلما يظل على حبى وأنا كنتُ معه بهذا البرود ؟

أنا السبب . . أنا التى أضعته من يدى . .

غادرتُ المستشفى أجر قدماى جراً . . ودموعى تنسكب على وجنتاى بغزاره لتغرق وجهى فى بحرٍ من الدموع الساخنه . .

كنتُ أشعر بالندم الشديد على حب إياد الذى أهدرته وتسببت فى موته . . لكنى لم أكن أدرى وقتها أننى أيضاً أحبه . . كل ما كنتُ أفكر فيه هو العوده إلى منزلى . .

أى شئ أفعله لك يا إياد لتسامحنى . .

ماذا أفعل لك لكى تعود لتحبنى من جديد ؟


قضيتُ يومى حبيسه بحجرتى ، أزرف الدموع بلا توقف . . وظللتُ ساهره حتى بعد أُذن بصلاة الفجر . .

ولليوم الثانى على التوالى شهدتُ بزوغ الفجر ووقفتُ بنافذه حجرتى أراقب السماء حتى غمرتها الشمس بنورها الساطع . . فأرتديت ملابسى وغادرتُ المنزل متوجهه نحو المدرسه . .

إلا أننى أفقتُ فجأه لأجد نفسى أقف أمام المستشفى ، بل وأدلف إليها كما لو كان شيئاً خفياً يسلب أرادتى ويجذبنى نحوها !


كان إياد جالساً على نفس المقعد . . فى نفس الوضع الذى تركته عليه بالأمس . . وحين أقتربت منه عدة خطوات وجدته ينصت إلى صوت خطواتى ويقول : " من هنا ؟ "


أخذتُ نفساً عميقاً وقلتُ :
" أنا يا إياد . "


لم أستطع قراءة تعبيرات وجهه ؛ فقد كان إياد يتحكم بأنفعالاته إلى حد يصعب معه تخمين ردود أفعاله . .

شلمنا الصمت للحظات بعد أن أفصحتُ له شخصيتى ، فإذا به يقول :
" كنتُ أعرف أنكِ ستأتين اليوم أيضاً . "


تفاجأتُ من جُملته وحدقت به فى دهشه . .

فقال :
" أعرف كم أنتِ عنيده . . تكرهين أن يجبرك أحداً على فعل ما لا تريدينه . "


وقام من مكانه ماداً يده لى وقال :
" تعالى يا دانه . . "


أقتربت منه وأمسكت بيده ، فقال :
" أريد أن أجلس على السرير . "


قدته إلى السرير وأجلسته عليه فجذبنى وأجلسنى بجانبه ثم قال :
" هل أخبركِ أحداً بأننى سأغادر المستشفى اليوم ؟ "


قلتُ :
" لا . . لم يخبرنى أحداً . "


قال :
" كنتُ سأتصل بإحدى أصدقائى ليأتى كى يوصلنى إلى شقتى لكن . . . بما أنكِ هنا فلن أحتاج إلى أن أتصل بأحد . "


أبتهجتُ كثيراً وقلتُ :
" طبعاً . . يسعدنى ذلك كثيراً يا إياد . "


إياد قال بنبره تحمل تحذيراً واضحاً :
" أنا أحيا وحدى بالشقه . . فعائلتى تحيا فى بلدة أخرى . "


لم يعنينى تحذيره كثيراً ؛ فأنا قضيت عدة أيام بمنزل إياد دون أن يمسنى بسوء ، فصارت ثقتى به عمياء . .

سألته :
" هل يعلمون بأصابتك ؟ "


قال :
" كلا . . لم أخبر أحداً بهذا . . لقد عرف خالك بالأمر حين أتصلت به المستشفى بعدما وجدت رقم هاتفه مسجل بهاتفى . "


سألته :
" ولماذا لم تخبر عائلتك ؟ "


أجاب :
" والدتى عجوز . . لن تتحمل الصدمه . . أما والدى فقد توفى . . وليس لدى أشقاء أو شقيقات . "


سألته بدهشه :
" أذن . . فأنت ستحيا وحدك ؟ "


قال :
" لقد صار لى سنوات أحيا وحدى . . "


وأضاف :
" أنا أعرف كيف أخدم نفسى يا دانه ، حتى بعد أن صرتُ ضريراً . "


فى هذه اللحظه أقبل الطبيب المعالج لأياد وهم بفحصه فغادرت الحجره وأنتظرت حتى غادر الطبيب الحجره ثم عدتُ لأياد الذى قال لى :
" هيا بنا . . سننصرف الأن . "


أمسكتُ بيد إياد وقدته إلى سيارتى ، وأجلسته على المقعد المجاور لى ، ثم دورتُ حول سيارتى لأجلس خلف مقعد القياده ، وما أن دلفت إليها حتى بوهتت وتراجعت فى مقعدى بدهشه حين رأيت ذلك الذى يحدق بى بذهول ، وينقل بصره إلى إياد ، ثم يعود لينظر إلىّ والشرر يتطاير من عينيه . .

ولم يكن هذا الشخص سوى على !






*-*-*-*



تتبع

بوح قلم 11-04-11 05:50 PM

*16*
****
**
*







تسمرتُ فى مكانى بدهشه وأنا أرى على ينظر لى والشرر يتطاير من عينيه . . ولم ينتزعنى من دهشتى سوى صوت إياد الذى قال : " أهناك شئ ؟ "


قلتُ بسرعه : " لا . . لا شئ . "


وشغلتُ مُحرك السياره أستعداداً للأنطلاق ، فإذا بعلى يقترب من السياره . .

لستُ أدرى كيف أستطعت أن أضغط كابح البنزين وأنطلق بأقصى سرعه ليدوى صوت أحتجاج موتور السياره العجوز . . وأبتعدتُ بسيارتى عن على الذى راح يركض خلفى ، محاولاً اللحاق بى بلا جدوى !

كان قلبى يخفق بقوه وأنا أرى من خلال مرآة السياره على الذى كان يركض خلف السياره بأصرار حتى يأس فتوقف فى منتصف الطريق وظهر الغضب واضحاً على ملامحه . .

" لم أظن أنكِ متهوره هكذا فى قيادتك . "


ألقيتُ نظره عابره على إياد الذى أضاف :
" بأمكانى أن أعرف سرعة السياره من خلال صوت الموتور . "


وأخذ نفساً عميقاً ثم زفره قائلاً :
" ما بكِ دانه ؟ لم أعهدكِ هادئه هكذا . "


قلتُ :
" لا شئ . . فقط . . . "


ولم أتم جُملتى . . فلم أكن أريده أن يشعر بما حدث . .

" هل أنتِ نادمه على موافقتك بتوصيلى ؟ "


قلتُ بسرعه :
" كلا بالطبع . . كل ما فى الأمر هو أننى . . . "


قاطعنى رنين الهاتف ، فحمدتُ الله فى سرى على رنينه فى هذا الوقت فلم أكن أعرف ماذا سأقول ؟

ألتقطتُ الهاتف من حقيبتى وأنا أقول :
" سأجيب على الهاتف . "


أجبتُ على الهاتف قائله :
" السلام عليكم . . من معـــ . . . . "


قاطعنى صوتاً غليظاً يقول :
" لهذا تركتينى يا دانه . . من أجل إياد . . أليس كذلك ؟ كنتِ تستغفلينى طوال هذا الوقت . . تلعبين بى . . أيتها اللعينه سأجعلكِ تندمين على هذا و . . . "


أنهيتُ الأتصال بسرعه قبل أن يكمل كلامه . . ولعنت الظروف التى منعتنى من الرد عليه . .

" ما الأمر ؟ هل أنهيتِ الأتصال ؟ "


قلتُ :
" بلى . . لقد أخطأ المُتصل بالرقم . "


لم تمضى دقيقه واحده إلا وكان الهاتف يرن من جديد . .

هذه المره لم أجيب وتركته يرن كيفما شاء ، فإذا بإياد يسألنى :
" ألن تردى على الهاتف ؟ "


قلتُ نافيه :
" كلا . . إنه نفس الرقم ولن يلبث المُتصل أن ينتبه إلى أنه أخطأ الرقم ثانيه . "


بعد فتره من الزمن وصلنا إلى شقة إياد ، وكانت شقته تقع فى الطابق الثالث بإحدى البنايات العاليه ، أما الشقه نفسها فكانت صغيره إلى حد ما ، مكونه من حجرتين و صاله كبيره ، ومؤسسه بعنايه . .

إياد قال :
" بالطبع الشقه غير مُرتبه . . "


وأضاف :
" أعذرينى فأنا الذى أعتنى بالشقه . "

كانت الشقه غير مُرتبه بالفعل ، إلا أن هذا لم يثر أنتباهى ؛ فما أثار أنتباهى عند دخولى للشقه هو أن الشقه لم تكن بها أى أثر للحريق ، فعلى حد علمى أن الحريق الذى أصيب إياد فيه كان بشقته . .

سألت إياد :
" كيف لم يؤثر الحريق على الشقه ؟ "


إياد صمت لبرهه ثم قال :
" لأن الحريق لم يكن هنا . "


تعجبتُ وقلتُ :
" وأين كان الحريق أذن ؟ "


إياد قال :
" دعينى أجلس أولاً . "


أمسكتُ بيده لأقوده إلى أقرب مقعد ، إلا أنه أزاح يدى بعيداً وقال :
" بأمكانى تدبر أمرى بنفسى . . إننى أحفظ شقتى عن ظهر قلب . "


راقبته وهو يتحسس طريقه إلى أقرب مقعد وشعرتُ بقبضه مؤلمه تعتصر قلبى ، وترقرقت الدموع من عينى رغماً عنى . .

" تعالى أجلسى يا دانه . "


ذهبتُ وجلستُ على مقعد قريب منه ، فقال :
" ما بكِ يا دانه ؟ أنتِ لا تعجبيننى اليوم أبداً . "


مسحتُ بيدى دموعى وهممتُ بالرد عليه لولا أن منعتنى تلك الغصه بحلقى . .

" دانه . . لما لا تجيبيننى ؟ "


أستطعتُ أن أقول بصوت مُختنق من أثر البكاء : " لا شئ يا إياد . . "


إياد صمت لبرهه ثم قال : " هل تبكين ؟ "


قلتُ بسرعه وأنا أحاول جاهده أن أجعل صوتى طبيعياً : " لا يا إياد . . لستُ أبكى . "


إلا أن إياد قال فجأه بحده :
" لا تستغفلينى يا دانه . . إننى أستطيع أن أعرف أنكِ تبكين من نبرة صوتك . . لستُ بحاجه لأن أنظر إلى وجهك لأرى هذا . "


بُهتتُ لرده ؛ فلم أتصور منه هذا الرد الغريب ، إلا أننى قلتُ بسرعه :
" أنا أسفه . . لم أقصد هذا يا إياد . . لم أكن أريدك أن تشعر بهذا فقط . "


إياد أخذ نفساً عميقاً وزفره بضيق ثم قال : " لماذا تبكين ؟؟ "


تلعثمتُ ولم أعرف ماذا أقول ؟

فكرر إياد بنفاذ صبر :
" لماذا تبكين يا دانه ؟ "


قلتُ مُتتأتأه :
" لا شئ . . إننى فقط . . . "


عضضتُ على شفتاى ولم أتم جُملتى ، فإذا بإياد يقول :
" هل أنتِ حزينه من أجلى يا دانه ؟ أقصد بسبب فقدى لبصرى ؟ "


لم أرد ؛ إذ أننى لم أكن أريد أن أكشف الجرح ، لكن غياد فهم صمتى موافقه فقال :
" لا تحزنى يا دانه . . أنا نفسى لستُ حزيناً من أجل هذا . . أنا لستُ أول من يفقد بصره فى هذه الدنيا . . "


وأضاف :
" هذا غير أن الطبيب أكد لى أننى من الممكن أن أستعيد نظرى مره ثانيه . "


تهللت أساريرى مع جُملة إياد الأخيره ووجدتُ نفسى أهتف بسعاده :
" حقاً يا إياد ؟ "


قال :
" بلى . . فإن فقدى لبصرى لم يكن بسبب الحريق بقدر ما كان بسبب الصدمه . . وفى هذه الحاله يكون أقل ضرراً . "


تعجبتُ من رده وقلتُ بحيره :
" أى صدمه ؟ ألم يكن هذا بسبب الحريق ؟ "


إياد صمت لبرهه ثم قال :
" كلا يا دانه . . لم يكن فقدى لبصرى بسبب الحريق بقدر ما كان بسبب هلعى وخوفى من أن أفقدكِ . "


عضضتُ على شفتاى بشده وقلتُ :
" كان هذا لأننى عدتُ إلى منزلى . "


هز إياد رأسه قائلاً :
" لا يا دانه . . ليس كما تتصورين . "

وصمت لبرهه ثم أضاف :
" لقد شعرتُ بتعاسه لا حدود لها بعدما أوصلتكِ إلى منزلك ، خاصة وأنكِ لم تفكرى بألقاء نظره عابره علىّ . "


وصمت لبرهه ليلتقط أنفاسه ثم تابع :
" يومها كنتُ أنوى العوده إلى شقتى لكننى وجدتُ نفسى أذهب إلى المنزل الذى كنتُ أحتجزكِ به . . كنتُ أريد أن أشعر بوجودك بجانبى ؛ لذا فقد ظللتُ لعدة أيام قابعاً بحجرتك . . إلى أن شعرتُ بعد ذلك بسخافه ما كنتُ أفعله ، فذهبتُ لأنام يومها بحجرتى المجاوره لحجرتك . "


وصمت لبرهه ، بدا لى خلالها كما لو كان يستعيد ذكرى مريره ، ثم قال :
" وأندلع الحريق بحجرتكِ بسبب الأسلاك القديمه التالفه . . وحين أستيقظتُ وشممتُ رائحه الحريق ، أصابنى الهلع وركضتُ نحو حجرتكِ كالمجنون ، وفتحتُ بابها لأجد الحجره تغمرها النيران . . وبدون أى تردد قذفتُ بنفسى وسط النيران . "


شهقتُ بقوه وقلتُ : " لماذا يا إياد ؟ "


إياد تنهد وقال :
" كنتُ أظنكِ بالحجره . . وظننتُ أن . . . . . "


صمت لبرهه ثم قال :
" الحمد لله أنكِ عدتِ إلى منزلك قبل الحادث . . لستُ ادرى ماذا كنتُ سأفعل لو كان قد أصابكِ مكروه ؟ "


قلتُ : " أذن . . أنا كنتُ السبب فى هذا . "


إياد قال بسرعه :
" لا تقولى هذا يا دانه . . فداكِ عينى . . بل فداكِ روحى . "


أنفجرتُ فى البكاء فجأه بصوت مرتفع ، فقال إياد :
" أيتها الحمقاء . . لماذا تبكين الأن ؟ "


قلتُ وأنا أنتحب :
" لأننى كنتُ السبب فى هذا . . "


إياد قال :
" طبعاً لا . . إنه قدرى يا دانه . "


قلتُ :
" لكن لو لم أعاملك بهذه الطريقه منذ البدايه ما كان حدث ما حدث . . إياد أنا حقاً أسفه . . "


إياد أبتسم وقال :
" لا تعتذرى يا حبيبتى . . . . . "


لم أتركه يتم جُملته إذ أننى قاطعته قائله بشغف :
" حبيبتك ؟ ! "


إياد صمت لبرهه ثم قال :
" بلى . . حبيبتى . "


قلتُ :
" لكنك قلت . . أقصد . . . . "


قاطعنى إياد قائلاً :
" كنتُ مُكتئباً جداً ، ولم أكن أعرف كيف أفكر ؟ لكننى فى الحقيقه يا دانه لم أتوقف عن حبك للحظه واحده . "


وصمت لبرهه ثم قال بنبره كئيبه :
" لكن ما الفائده الأن ؟ أنا لم أعد أصلح لكِ . "


قلتُ بسرعه :
" لماذا يا إياد ؟ "


إياد قال :
" لأننى صرتُ ضريراً مُتقاعداً . "


قلتُ بسرعه :
" هذا لا يهمنى إطلاقاً . "


إلا أنه قال بحزم :
" لكنه يهمنى أنا . . أنا لن أستطيع أن أتزوجكِ الأن . . لن أستطيع . "


أقتربتُ منه وجثوتُ على ركبتاى بجانبه وأنا اقول :
" حتى لو قلتُ لك أننى . . . أحبك . "


لم يبد أن إياد قد تأثر بجملتى هذه ، بل أخذ يهز رأسه نافياً وهو يقول :
" كلا يا دانه . . أنتِ لا تحبيننى . . كل ما فى الأمر هو أنكِ تشعرين بالشفقه علىّ و . . . "


قاطعته قائله :
" كلا . . لا . . ما أشعر به نحوك ليس شفقه . . إياد أنا . . . . "


إلا أنه قاطعنى هذه المره قائلاً بصرامه :
" هذا لن يفيد . . لقد أخبرتك بأننى لا أنوى أن أتزوجك وهذا يكفى . "


لم أستطع تمالك نفسى ، فأنفجرت باكيه من جديد . .


" أنصرفى الأن يا دانه رجاءً . "


أتانى صوت إياد لينتزعنى من بكائى ، فقلتُ :
" لن أستطيع يا إياد . "


إلا أنه قال برجاء شديد :
" أرجوكِ يا دانه . . أريد أن أبقى وحدى . "


سألته :
" هل ستكون بخير؟ أعنى . . كيف ستتدبر أمرك ؟ "


صاح بى فجأه :
" ليس هذا من شأنك . . قلتُ أننى أستطيع تدبر أمرى وحدى . . "


قلتُ :
" حسناً . . حسناً . . لا تنفعل هكذا . "


إلا أنه عاد يقول بعصبيه أشد :
" قلتُ لكِ أن هذا ليس من شأنك . . أنصرفى يا دانه رجاء قبل أن أفقد السيطره على نفسى . "


قلتُ :
" حسناً . . أنا ذاهبه . "


وأتجهتُ نحو باب الشقه بخطوات بطيئه متثاقله ، فإذا بصوت يستوقفنى قائلاً :
" أنتظرى يا دانه . "


ألتفتُ إليه وقلتُ :
" ماذا هناك ؟ "


إياد قال بحسم :
" أرجو أن تنسى عنوان منزلى بمجرد أن تنصرفى . . "


شعرتُ بخنجر حاد يغرس بقلبى مع كلمات إياد ، فقلتُ :
" حسناً يا إياد . . سأنساه وأنساك . "



قلتُ هذا وأتجهتُ نحو الباب بخطوات سريعه ، وفتحته ثم غادرت الشقه وألقيتُ نظره طويله على إياد قبل أن أغلق الباب ، وأترك العنان لدموعى لتنهمر على وجنتاى بغزاره . .




*-*-*-*

بوح قلم 11-04-11 05:54 PM

17


****
**
*




جلستُ على مقعدى حول مائدة الطعام ونظرتُ إلى أطباق الطعام بضجر ، قبل أن أنهض من مكانى هامه العوده إلى غرفتى لتستوقفنى أمى قائله :
" دانه . . إلى أين أنتِ ذاهبه ؟ ألن تأكلى ؟ "



ألتفتُ لأمى وقلتُ :
" لستُ جائعه يا أمى . . "


وأستدرتُ عائده إلى حجرتى قبل أن أسمع أعتراض أمى مجدداً . .
وبعد دقائق وافتنى أمى إلى حجرتى حامله معها بعض الشطائر . .


قلتُ :
" أمى . . صدقينى أنا لستُ جائعه بالفعل . "



أمى تنهدت وقالت :
" أنتِ لا تعجبيننى هذه الأيام يا دانه . . شهيتكِ للطعام ليست على ما يرام . . إنكِ لا تتناولين من الطعام إلا القليل جداً يا بُنيتى . . أنتِ ضعيفه جداً ولن تحتملى الجوع لفتره طويله . . أنظرى كيف فقدتِ الكثير من الأرطال خلال أسبوع واحد ؟ "



قلتُ :
" أمى أنا بخير . . كل ما فى الأمر هو أننى . . . . لستُ أشعر برغبه فى تناول أى شئ . . "



أمى قالت بأسى :
" لستُ أدرى ماذا أصابكِ فى الفتره الأخيره ؟ لماذا صرتِ حزينه ومنطويه ، حتى المدرسه لم تطأيها بقدميكِ منذ أسبوع كامل ؟ . . .
أخبرينى يا حبيبتى ما بكِ ؟ "



قلتُ :
" لا شئ يا أمى . . صدقينى أنا بخير . "



أمى تنهدت وقالت :
" حسناً . . تناولى هذه الشطائر وأريحينى . "



تناولتُ الشطائر من أمى وقلتُ :
" حسناً يا أمى . . "



أمى أبتسمت بأرتياح وأتجهت نحو باب الغرفه هامه الأنصراف ، إلا أننى أستوقفتها قائله :
" أمى . . "



أمى ألتفت إلىّ بحيره وقالت :
" ما الأمر يا حبيبتى ؟ "



ترددتُ قليلاً ثم قلتُ :
" أريد أن أسألكِ سؤالاً ؟ "



أمى أقتربت منى وجلست على طرف فراشى قائله :
" طبعاً يا حبيبتى . . تفضلى . "



قلتُ بعد فتره :
" إذا تقدم شاب لخطبتى . . هل توافقين ؟ "



أمى قالت بسرعه :
" طبعاً يا حبيتى . . إنه مُنى عينى أن أزوجكِ إلى رجلاً يصونكِ ويحفظكِ . "



صمتُ لبرهه ثم قلتُ :
" حتى لو كان هذا الشخص . . . . . "


صمتُ لبرهه . . ثم أتممتُ :
" حتى لو كان ضريراً يا أمى . "



أمى عضت على شفتها السُفلى بأسى ، وبدا أنها قد فهمت كل شئ بما أن خالى قد أخبرها بفقدان إياد لبصره . .
شملنا الصمت لفتره طويله ، كانت أمى خلالها تبدو شارده ومصدومه . .


ولما لم أجد منها رداً عدتُ أسألها :
" ما رأيكِ ؟ هل توافقين يا أمى ؟ "



أمى رفعت بصرها إلىّ ، وقالت :
" جميل منكِ أن تتعاطفى مع شخصاً فقد بصره ، لكن . . . . "



وصمتت لبرهه ثم أستطردت :
" لكن يجب ألا تتوهمين أشياءً ليست موجوده فى الواقع . . فالشفقه والعطف شئ . . والحب والزواج شيئاً أخر . "



قلتُ بسرعه :
" أنا أعرف هذا جيداً يا أمى . . وأنا لستُ واهمه ولست مراهقه مُندفعه فى عواطفها . . "



أمى قالت :
" أنا لم أقل أنكِ مُراهقه يا دانه . . كل ما أقصده هو أنكِ رقيقه وتتعاطفين بسرعه مع الناس و . . . "



قاطعتها بسرعه :
" لا يا أمى صدقينى هذا ليس تعاطفاً . . "



وأضفت :
" أمى . . أرجوكِ أجيبى على سؤالى وأريحينى . .
هل توافقين على هذا الزواج ؟ "



أمى صمتت لبرهه ثم قالت :
" إذا كانت هذه هى رغبتكِ . . وإذا كنتِ واثقه من أنكِ لن تندمى عليها . . فأنا لن أقف فى طريق سعادتكِ يا حبيبتى . "



وقبلتنى على خدى قائله :
" أخبريه بأن يأتى وقتما شاء على الرحب والسعه . "



راقبتُ أمى وهى تنهض من مكانها وتغادر غرفتى ، ثم أطلقتُ تنهيده حزينه وقلتُ :
" المهم أن يوافق أولاً على ذلك . . وأن يقتنع بأننى أحبه ولستُ أشفق عليه . "




*-*-*-*




الليل يشملنى بظلامه الحالك ولونه الكئيب . . حتى أننى لم أعد أدرى إلى أين تتجه خطواتى المُرتبكه الحائره !


البصر نعمه غاليه لا يشعر بها إلا من فقدها . .


والحب نعمه أغلى وأثمن . . لا يشعر بقيمتها إلا من أضطر كارهاً لوداع أحباءه ، وصار وحيداً يتجرع الحزن والألم فى كل لحظه !


ليت القدر أكثر رأفة بى حين أخذ يرمينى بالمصائب تلو الأخرى . .


وحين أخذ يسلبنى أحب وأغلى ما أملك !



أو رُبما كان هذا أنتقام الله منى ؛ فأنا أختطفت عروس قبل زفافها بيوم واحد . . ووأدتُ بهجتها فى مهدها . .
ليتنى كنتُ أدرى وقتها أن هذا سيكون مصيرى . . ليتنى ما أختطفتها . .



أرتفع رنين هاتفى المحمول ليحطم الصمت والهدوء اللذان يغلفان شقتى بغلاف سميك . .


لم أكن أتذكر أين تركت هاتفى أخر مره فهو لم يرن منذ أيام . . ولا أحد يتصل بى أو يسأل عنى !


أرهفتُ السمع لأعرف من أين يأتى صوت الرنين ، وظللتُ أتحسس طريقى إلى أن قادتنى قدماى إلى الصاله ، فتحسستُ بيدى على المنضده بحثاُ عن الهاتف فإذا بيدى تصطدم بشئ ما فيسقط هذا الشئ على الأرض ويتحطم ، وفى الوقت ذاته يتوقف رنين الهاتف . .



زفرتُ بضيق وكدتُ أنحنى على الأرض لألملم قطع الزجاج المحطمه ، لولا أن سمعتُ صوت طرقات مُتردده على باب الشقه فذهبتُ لأفتح باب الشقه وأنا أدعو الله أن يكون الطارق هو حارس البنايه . .
وهل يأتى لزيارتى شخصاً سواه ؟ !



فتحتُ الباب فإذا برائحة عطر أنثوى رقيق تتسلل إلى أنفى بنعومه . . وتنسينى كل شئ عن الجرح والألم . . بل وتنسينى كل شئ منذ أن ولدتنى أمى !


" دانه ؟! "



تسألتُ بتردد وأنا أدعو الله ألا يخيب ظنى وأن تكون صاحبة هذا العطر هى دانه . .
فأتانى صوتها بعد فتره وهى تقول :
" بلى يا إياد "



خفق قلبى بقوه لدى سماعى لصوتها العذب الرقيق . .


يا ألهى كم أفتقدتُ هذا الصوت ! وكم أفتقدتُ صاحبته !


كم أفتقدتُ وجهها البرئ ، وملامحها الرقيقه ، وعيناها الجميلتان ، وأبتسامتها الساحره !


لما ياربى حرمتنى من نعمة البصر ورؤية أحب وأغلى مخلوقه إلى قلبى ؟ !


يا رب . . يا قادر على كل شئ . . أعيد لى بصرى لدقيقه واحده حتى أملى نظرى منها ، ثم خذه منى بعد ذلك كيفما شئت . . بل وخذ حياتى بأكملها . .




*-*-*-*-*


وقفتُ أتأمل ملامح إياد بشوق جارف وهو يقف جامداً كالتمثال . .
يا ألهى كم أشتقتُ إليه ! كم أتمنى أن أرتمى فى أحضانه وأخبره بأننى لا أستطيع الأستغناء عنه وبأنه لا معنى لحياتى بدونه !

آه يا إياد . . كيف تطلب منى أن أنساك وأنت الهواء بالنسبة لى ؟
كيف تطلب منى أن أنساك وأنا سأموت لو أبتعدت عنك للحظه واحده ؟
كيف طاوعك قلبك لتقول لى هذا ؟ كيف ؟

" هل أدخل ؟ "

سألته بتردد وكلى خوف ألا يسمح لى بالدخول . . فتكون صدمه كبيره لى ، أكبر من أن أقوى على أحتمالها !

ظهر التردد على وجه إياد ، إلا أنه لم يلبث أن قال :
" تعالى يا دانه . "


أطلقتُ تنهيدة أرتياح وأنا أعبر فتحة الباب وأدخل إلى الشقه وأتجه نحو الصاله وأنا أقول :
" أنا أسفه على حضورى يا إياد . . فأنا أعلم أن حضورى يزعجك لكن . . . "


صمتُ لبرهه ثم أتممتُ :
" لكنى لم أستطع ألا أتى لأطمئن عليك . "


أتانى صوت إياد من خلفى وهو يقول :
" أنا بخير الحمد لله . "

شعرتُ كأنه يقول لى أطمئنى أنا بخير بدونك ، فأصابتنى الجُمله بصدمه كبيره وجرحً عميق وأستدرتُ هامه الأنصراف وأنا أقول :
" حسناً . . بما أنك بخير . . فلا معنى لوجودى هنا . "

وأضفتُ :
" أنا ذاهبه الأن . "


بدت علامات الدهشه واضحه على وجه إياد وهو يسألنى بحيره :
" لماذا يا دانه ؟ أنكِ لم تلتقطى أنفاسك حتى . "

نظرتُ إلى إياد بحيره ، فلم أتوقع منه أبداً أن يمنعنى من الأنصراف . . بل توقعتُ أن هذه هى رغبته . .

سألته بشك :
" ألا تريدنى أن أنصرف ؟ "


صمت إياد لفتره ثم قال :
" أخشى أننى لا أريدكِ أن تنصرفى يا دانه . "


تعجبتُ كثيراً وقلتُ :
" لماذا تخشى ذلك يا إياد ؟ "


ظل إياد صامتاً لفترة أطول هذه المره ، ثم قال :
" دعينا نجلس أولاً . "


حين ذهبنا إلى حجرة الجلوس تهاوى إياد فوق أقرب مقعد وهو يقول : " أسف لأننى لن أستطيع تقديم شيئاً لكِ الأن . . ولكن إذا بقيتِ قليلاً سيكون عم أحمد - حارس البنايه - قد حضر وسأطلب منه أن يعد لكِ عصير . "


سألته :
" هل يأتى لك حارس البنايه بأستمرار ؟ "


أجاب :
" بلى . . يأتى كل يوم ليحضر لى الطعام ويعده لى . "


لم يكد إياد يتم جُملته حتى تناهى إلى مسامعى صوت طرقات على باب الشقه ، فقفزتُ من مقعدى وأنا أقول :
" أنا سأفتح الباب . "


وذهبتُ مباشرة لأفتح باب الشقه ، وكان الطارق هو حارس البنايه بالفعل . .

نظر عم أحمد إلىّ بتعجب وسألنى :
" الأستاذ إياد هنا ؟ "


قلتُ :
" بلى . . إنه فى الداخل . . تفضل . "


دلف عم أحمد إلى الشقه وهو يقول :
" أخبريه أذن أننى أحضرتُ الطعام وسأذهب لأعداده فى الحال . "


قلتُ له :
" أنا سأعد الطعام اليوم . . شكراً لك . "


أبتسم عم أحمد وقال لى :
" أنتِ زوجة إياد أليس كذلك ؟ "


تفاجأتُ من سؤاله ، وكدتُ أخبره بأننى لستُ زوجته ، إلا أنه تابع :
" الحمد لله أنكِ أتيت أخيراً .. فمنذ أن فقد الأستاذ إياد بصره وهو حزين ودائم الشرود .. "


وأضاف :
" أتمنى ألا ترحلى مره ثانيه فهو فى أمس الحاجه إليك هذه الأيام خاصة وأن الطبيب أخبره بالأمس بأنه سيجرى له جراحه بعيناه غداً ، وأظن أنه قلقاً الأن بسبب هذا . "


قال حارس البنايه ذلك ووضع الأكياس التى يحملها على المقعد ثم أنصرف وتركنى مصدومه بما سمعت . . هل سيجرى إياد جراحه غداً ؟
لماذا أذن لم يخبرنى ؟
الحمد لله أننى أتيتُ اليوم لأعرف هذا ، ولأكون بجانبه غداً . .

" أين عم مصطفى ؟ "

أنتزعنى صوت إياد من شرودى فألتفتُ إليه وقلتُ :
" لقد أنصرف . "


تعجب إياد وقال :
" كيف أنصرف الأن ؟ المُفترض أن يبدأ بإعداد الطعام الأن . "


قلتُ :
" أنا طلبتُ منه أن ينصرف . "


أزداد تعجب إياد ، وسألنى والدهشه تملأه وتكاد تفيض من عروقه :
" لماذا ؟ "


قلتُ :
" لأننى سأعد لك الطعام بنفسى اليوم . "


بدت علامات الأستنكار على وجه إياد الذى فتح فاه وهم بالأعتراض لولا أننى سبقته قائله :
" لا تعترض أرجوك . . أنا أريد أن أعد لك الطعام . . هذا الشئ سيسعدنى كثيراً . "

قلتُ ذلك وحملتُ الأكياس ثم أتجهتُ إلى المطبخ وبدأتُ فى إعداد الطعام بالفعل . .

بعد فتره من الزمن أتى إياد إلى المطبخ ووقف مُستنداً إلى إطار الباب وهو يقول :
" ما هذه الرائحه الطيبه ؟ "


أبتسمتُ وقلتُ :
" أنتظر حتى تتذوق الطعام وبعد ذلك أخبرنى أياً منا أفضل ؟ "

وأضفتُ مازحه :
" أنا أم عم أحمد ؟ "


إياد أبتسم وقال :
"رائحة الطعام توحى بأنكِ ستكونين الرابحه بكل تأكيد . "


أقترحتُ عليه :
" هل أجلب لك مقعداً هنا ؟ "


إياد قال بسرعه :
" كلا . . لا أريد أن أشغلكِ . . "


وأضاف :
" سأذهب لأستمع إلى الراديو حتى تنتهى من إعداد الطعام . "


قال هذا وولانى ظهره هاماً الأنصراف ، فتتبعته ببصرى وهو يتحسس طريقه ، فإذا به يتوقف ويلتفت إلىّ قائلاً : " دانه . . "


نظرتُ إليه بأستغراب وقلتُ : " نعم إياد ؟ "


إياد بدا مُتردداً ، فقلتُ أحثه على الكلام : " نعم إياد ؟ ماذا تريد أن تقول ؟ "


إياد ظل صامتاً لفتره ، ثم ألتقط نفساً عميقاً وقال :
" لماذا تفعلين كل هذا معى ؟ ! "



*-*-*-*

تتبع


بالله عليكوا عايزه ردود كتيررررررررره

واللى لسه مسجلتش تسجل بسرررررعه وتشارك معانا

فى أنتظار ردودكم

بوح قلم 11-04-11 05:58 PM



*18*
****
***
**
*




لماذا أفعل كل هذا معك ؟


أوتسألنى يا إياد لماذا أفعل كل هذا معك ؟


ألم يخطر ببالك أبداً أننى أحبك ؟


لقد قلتها لك صريحه ذات مره . . فماذا تريد أكثر من هذا ؟


أتريدنى أن أعلنها على الملأ يا إياد حتى تقتنع بحبى لك ؟



" دانه . . أخبرينى بالله عليكِ . . هل ما أشعر به حقيقى أم أننى مُخطأ ؟ "



نظرتُ إلى إياد وقلتُ بصوت بالكاد خرج من حنجرتى :
" بلى . . ما تشعر به حقيقى يا إياد . "



إياد صمت لبرهه ثم قال :
"أذن ما تفعلينه معى ليس بدافع الشفقه ؟ "



قلتُ نافيه :
" لم يكُن شعورى نحوك شفقة أبداً . "



إياد أطرق هنيهة وقد بدت عليه إمارات التفكير ، ثم قال :
" دانه .. هل تقبلين الزواج من شخص ضرير ؟ "



لم أصدق نفسى ، وشعرتُ بنفسى أطير وأحلق فى السماء من فرط سعادتى !


أخيراً قلتها يا إياد ! أخيــــراً !



" أسف . . أعتبرينى لم أسألكِ هذا السؤال . "



وكما رفعنى إياد بجُملته الأخيره إلى السماء السابعه فقد خسف بى إلى أعماق الأرض . . بل وأعماق الجحيم نفسه !




إياد قال :
" رُبما لم يكن يتعين علىّ أن أسألكِ هذا السؤال ؛ فأنا شخصً ضرير لا نفع منه ولا . . . "



أقتربت من إياد ووضعتُ يدى على شفتاه مقاطعه إياه ، ثم قلتُ :
" أنا لا يعنينى هذا . "




إياد ظل صامتاً لفتره أطول هذه المره ، ثم قال بحيره :
" لستُ أدرى هل يجب علىّ أن أسعد بهذا الكلام أم أحزن ؟ "



قلتُ بأسى :
" لماذا تحزن يا إياد ؟ لقد أختطفتنى قبل عُرسى بيوم واحد وكان هدفك هو أن أبادلك مشاعرك وها قد حدث ما كنتُ ترغب به . . أين المشكله أذن ؟ "




إياد قال بعد فتره :
" المشكله أننى لا أريد أن أتزوجكِ وأنا ضرير "



قلتُ بأندفاع :
" وماذا عن الجراحه التى ستجريها غداً ؟ "



إياد تعجب وسألنى :
" من أخبركِ بهذا ؟ "



قلتُ :
" ليس مُهماً من أخبرنى بهذا . . المهم أنه لازال هناك أمل فى أن يعود إليك بصرك . "



إياد تجهم وقال بنبره حزينه يائسه :
" لكن الأمل ضئيل جداً يا دانه . . "




أحبطنى رده كثيراً ، لكنى لم أريد أن أجعله يفقد الأمل فى الشفاء ، فقلتُ :
" المهم أنه هناك أمل حتى إذا كان ضئيل "



إياد قال :
" لكنى لا أريد أنعاش الأمل فى قلبى حتى لا أُصدم إذا . . . "



قاطعته قائله :
" لا تقـُلها يا إياد . . بإذن الله ستنجح العمليه وسيعود إليك بصرك . . "




وأضفتُ :
" وإذا لم تنجح العمليه لا قدر الله لن يفرق معى هذا فى شئ . "




خُيل إلىّ أننى لمحتُ شبه إبتسامه على زواية فم إياد قبل أن يقول :
" لستُ أدرى ماذا كنتُ سأفعل بدونكِ يا دانه ؟ "




أبتسمتُ وقلتُ :
" لا تفترض شيئاً لن يحدث يا إياد . . أنا لن أبتعد عنك وسأظل بجانبك إلى الأبد . "



وأضفتُ :
" حتى لو لم تكن هذه هى رغبتك أنت أيضاً يا إياد . "




هذه المره رأيتُ إبتسامه هادئه تشق طريقها إلى شفتيه ، وسمعته يقول :
" هذه ليست رغبتى فقط يا دانه . "



وأحتض كفى براحتيه ثم أضاف :
" إنه حلم حياتى أن تظلى بجانبى يا حبيبتى . . وإلى الأبد . "



*-*-*-*




بعد أن فقدتُ الأمل فى أن تعود لى دانه . . وفى أن يعود لى بصرى ذات يوم . . أشرقت الشمس من جديد ، وجلبت معها بصيص الأمل ليضئ حياتى من جديد . .

بل ويضيئ الدنيا بأكملها من حولى !

فما أجمله من شعور ذاك الذى أشعر به الأن ! وما أجملها من راحه !

يا رب أتم فرحتى علىّ وأعيد لى بصرى من جديد . .

يا رب أنى أستعطفك بعطفك ، وأستقدرك بقدرتك ، بأن ترؤف لحالى وتعيد إلىّ بصرى . . من أجل دانه فقط . .

يا رب لا تخذلنى وأستجيب لدعائى . .



" ها قد أنتهيتُ من إعداد الطعام . "



أنتزعنى صوت دانه من شرودى فقلتُ :
" دعينا نتناوله أذن . . إننى أتضور جوعاً . "



دانه قالت :
" لقد حضرته بالفعل . . هيا بنا . "



وأمسكت بيدى ثم قادتنى إلى حجرة المائده ، وجلست على المقعد المجاور لى وبدأت تضع لى الطعام فى طبقى ، وحين أنتهت منه قالت :
" أريد أن أطلب منك طلب يا إياد . "



أبتسمتُ وقلتُ :
" تفضلى يا حبيبتى . . أطلبى ما شئتِ . "



قالت :
" أريد أن أطعمك بيدى . "



تفاجأتُ من طلبها كثيراً ، وخطر لى أن تكون دانه مُعتقده أننى عاجز عن تناول طعامى بنفسى لذا فقد طلبت منى أن تطعمنى بنفسها لكى لا تحرجنى !


قلتُ لها :
" بأمكانى أن أتناول طعامى بنفسى . . "



وأضفتُ :
" كان الأمر صعباً فى البدايه إلا أننى لم ألبث أن أعتدتُ على ذلك . "



أتانى صوت دانه على الفور وهى تقول :
" أعرف هذا . . لكنى أريد أن أطعمك بيدى . "



وأضافت : " أرجوك يا إياد . "



وأمام توسلاتها لم أجد مفراً ، وأذعنتُ لطلبها وبدأتُ دانه تطعمنى بيدها . .

وكان الطعام جميل المذاق . . يبدو أن دانه طاهيه مُمتازه . . ما أجمل حظى !

وما أسعدنى اليوم !

يا رب لا تحرمنى من هذه السعاده و أتمها علىّ بالشفاء . .




*-*-*-*


أثنى إياد على الطعام الذى أعددته كثيراً ، وألتهمه كله بنهم . .




أنا سعيده جداً بهذا . . بل إن اليوم هو اسعد يوم فى حياتى كلها !




يا رب أتم سعادتى بشفاء إياد . . اللهم آمين . .





فى المساء طلب منى إياد أن أقرأ له كتاب ، فجلسنا بحجرة الجلوس وبدأتُ أقرأ له . .




كان إياد يبدو مسروراً للغايه وهو يستمع إلىّ بأصغاء ، لكن بعد فتره قصيره وجدته قد شرد تماماً لدرجة أننى حين توقفتُ عن القراءه وناديته لم يرد علىّ إلا بعد عدة مرات . .



" أسف . . لقد شردتُ قليلاً . . ماذا تريدين يا حبيبتى ؟ "



أبتسمتُ وقلتُ :
" وبماذا يفكر حبيبى يا تُرى ؟ "




إياد تنهد بقوه وقال :
" لاشئ . . فقط . . أفكر فى العمليه التى سأجريها غداً . . "




وصمتُ لبرهه ثم قلتُ :
" تعرفين يا دانه . . إذا أنعم الله علىّ بأستعادة بصرى سأذهب لخطبتكِ مباشرة . . وسنتزوج فى أقل فى شهر . "




وأضاف مُبتسماً :
" فأنا مُتشوق جداً لكى تكونى بجانبى دائماً . "



أحمرت وجنتاى خجلاً من كلامه ، وقلتُ :
" بإذن الله سيعود إليك بصرك ثانيه . "



ردد إياد خلفى :
" بإذن الله تعالى . "



وأضاف :
" هل تريدين أن نقيم بهذه الشقه أم بالمنزل الريفى ؟ "



أبتسمت وقلتُ :
" ألا ترى أن هذا الحديث سابق لأوانه قليلاً ؟ "



إياد قال بسرعه :
" لا يا دانه . . على العكس . . لقد تأخر هذا كثيراً . . فأنا منذ أن رأيتك أول مره وأنا أحلم بكلِ هذا . . "



وأضاف :
" وبأن تكونى لى . "




قلتُ :
" بإذن الله لن أكون لسواك يا حبيبى . "



إياد أبتسم وقال :
" ماذا قلتِ يا حبيبتى ؟ "



كررتُ :
" قلتُ أننى لن أكون لسواك بإذن الله تعالى . "




إياد قال :
" بل ماذا قلتِ بعدها ؟ " !!



*-*-*-*

بوح قلم 11-04-11 06:03 PM

*19*
****
***
**
*






الساعة الحادية عشر . .

كنتُ أجلس فى الممر المؤدى إلى غرفة العمليات ، ، عيناى مُسمرتان على باب غرفة العمليات . . ولا أكاد أرى شيئاً مما حولى سواه. .


وصورة إياد قبل دخوله إلى حجرة العمليات مطبوعة بذاكرتى ، تأبى أن تفارقنى . . ومن حين لأخر تمر أمامى كأنها شريط سينما . . فينفطر قلبى إلى نصفين . . وتدمع عينى . . ويتحرك لسانى بلا كلل أو ملل ليتضرع إلى الله ، ويتوسل إليه لكى تنجح العمليه ويعود لأياد بصره . .

يا رب أنا لا أريد شيئاً فى هذه الدنيا سوى أن يعود لأياد بصره وبأن نتزوج . .


هذا فقط ما أتمناه من كل قلبى . .
يا رب أنت أملى الوحيد والعظيم . . فلا تخذلنى وحقق لى أمنيتى الوحيده . .

بعد فتره من الزمن ، سمعتُ صوت باب غرفة العمليات يتحرك ، فقفزتُ من مكانى وأقتربتُ من الغرفة فى وجل ، فرأيتُ إياد على السرير المُتحرك ، عيناه مُضمدتان بالشاش ، ويبدو غائباً تماماً عن الوعى ، بينما تدفع السرير ممرضتان وطبيب التخدير نحو الغرفه فى أخر الممر . .

تبعتهم إلى حجرة إياد ووقفتُ أراقبهم من بعيد وهم يتعاونون فى نقل إياد إلى السرير ، ومن ثم يغادرون الغرفه وأظل أنا وحدى مع إياد الغائب عن الوعى . .

جذبتُ لى مقعداً وأدنيته من سرير إياد ثم جلستُ عليه ، وأخذتُ أراقب إياد النائم ، وأستمع إلى صوت أنفاسه ، وقلبى يعتصر ألماً على حالته . . ويفيض الدمع من عينى ملء عنانه . .

مرت فتره طويله وأنا على هذا الحال ، لم ينتزعنى منها سوى صوت إياد الذى جاء واهناً وهو ينادينى !

ملتُ نحوه وأخذتُ أنظر إليه بلهفه شديده ، وأنا اقول :
" نعم إياد ؟ "


لم يأتينى منه جواباً ، فعدتُ أقول :
" إياد أنا بجانبك . . ماذا تريد ؟ "


هذه المره أيضاً لم يأتنى منه جواباً ، فمددتُ يدى نحو يده وأمسكتُ يده ، وأنا أقول :
"إياد . . هل تسمعنى ؟ هل أنت مُستيقظ ؟ "


شعرتُ بيده تضغط على يدى برفق ، ورأيتُ شفتاه تتحركان ببطئ ، فيأتينى صوته مبحوحاً وهو يقول :
" دانه . . أنتِ هنا يا حبيبتى ؟ "


قلتُ :
" بلى يا إياد . . أنا بجانبك . . هل تريد شيئاً ؟ "


إياد قال بعد فتره :
" أنتِ لم تتركينى لأننى صرتُ أعمى أليس كذلك ؟ "


تفاجأتُ من جُملته كثيراً ، وظللتُ أنظر إليه لفتره دون أن أقوى على النطق بكلمه من شدة ذهولى ، حتى أتانى صوته وهو يغمغم :
" أحبك كثيراً يا حبيبتى . . لا تتركينى لأننى لا أستطيع الأبتعاد عنكِ . "


زادتنى جُملته هذه تعجباً فوق تعجبى ، خاصة وأنه لم ينبس بحرف بعدها وبدا كما لو كان قد غط فى سبات عميق . .

ظل إياد على هذا الحال حتى المساء . . يستيقظ تاره ويهذى . . ويغيب عن الوعى تارة أخر . . وظللتُ أنا بجانبه إلى أن حل المساء وأنتهى وقت الزياره . . فغادرتُ المستشفى كارهه ، وعدتُ إلى منزلى . .

أستلقيتُ على فراشى أحدق فى سقف الحجره وصورة إياد لا تفارقنى أبداً . .

وكلما تذكرت صوت تأوهاته وآناته أشعر بخنجر حاد ينغرس فى منتصف قلبى ، وأشعر بدموعى تسيل على خدى فى صمتً مرير . .

وكلما تذكرتُ صوته المبحوح وهو يتحدث إلىّ ويطلب منى ألا أتركه أبتسم بسعاده بالغه وأدعوا الله ألا يفرقنى عنه وأن يجمعنى به على خير . .

لستُ أدرى إذا كان واعياً لما يقول أم أنه كان يهذى ويقول كلاماً لا يقصده !

لكن ليته كان واعياً لما يقول . . فإن هذا الكلام الجميل لم أسمعه منه من قبل ، ولم أظن أننى سأسمعه منه ذات يوم !

آه . . كم أحبك يا إياد !

ليتك تشعر بمدى حبى لك !





*-*-*-*





فى صباح اليوم التالى أستعاد إياد نشاطه وحيويته ، وبدا مُبتهجاً للغايه حين دلفتُ إلى غرفته . .

ألقيتُ التحيه على إياد فأجابها باسماً ، وحين سألته عن حاله أجاب :
" الحمد لله أنا بخير . . الطبيب طمأننى كثيراً وأخبرنى بأن الأمل كبير فى نجاح العمليه بإذن الله . "



أبتهجتُ كثيراً ، وأثلج كلامه صدرى . .
الحمد لله . .

مضينا اليوم نستمع إلى الراديو تاره وأقرأ لإياد كتاب تارة أخرى ، إلى أن أنتهى موعد الزياره وأتت الممرضه لتخبرنى بأنه علىّ المغادره . .


ألتفتُ إلى إياد لأودعه ، وقلتُ له :
" أنتهى موعد الزياره ، لكنى سأحضر غداً صباحاً . . "


وأضفتُ وأنا أمسك بيده :
" طابت ليلتك يا إياد . "



كدتُ أجذب يدى من يده لولا أن ضغط إياد على يدى برفق ومنعنى من جذبها !

نظرتُ له مُتعجبه ومُتسائله ، فإذا به يقول :
" شكراً لكِ يا دانه . "


تعجبتُ من حديثه وقلتُ بحيره :
" على أى شئ تشكرنى ؟ ؟ ! "


إياد أبتسم وقال :
" على كل شئ . . على أنكِ بجانبى الأن . . وعلى أنكِ مرآتى للحياه ، التى أرى من خلالها كل شئ . . وأشعر معها كأننى لم أفقد بصرى . . "


وأضاف :
" وعلى أنكِ سلوانى وعزائى لكل ما أنا فيه . . أنتِ فعلت الكثير جداً منذ أن فقدت بصرى . . ولا أدرى كيف أشكرك على ما فعلتيه ؟"


أبتسمتُ وقلتُ :
" لكنى لا أنتظر منك شُكر يا إياد . . أننى أفعل هذا لأننى أشعر بمسئوليتى تجاهك . . وأشعر بأنه واجبنى نحوك ، بل وأقل شئ يمكن أن أفعله لك تعويضاً عن مُعاملتى لك فيما مضى . . "


إياد قال :
" أنا أشعر بالخجل منكِ كلما سمعت منك هذا الكلام ، رغم أننى أخطفتكِ وأنتِ عروس و . . . . "


وضعتُ يدى على شفتيه لأمنعه من مواصلة حديثه وقلتُ :
"أنا أعتبر نفسى مدينه لك يا إياد . . لا تنس أنك أنت الذى أنقذتنى من الزواج من على . "




وسحبتُ يدى من يده بلطف ثم قلتُ :
" أراك غداً . . إلى اللقاء . "





*-*-*-*





تأخرت دانه اليوم كثيراً . . الساعة الأن تناهز الواحده ظهراً وهى لم تأتِ بعد رغم أنها بالأمس حضرت فى تمام الساعه الحادية عشر . .

لستُ أدرى لماذا تأخرتِ اليوم هكذا يا دانه ؟

آه . . كم أشتقتُ إليها فى هذا الوقت القصير ! ليتك تحضرين بسرعه يا حبيبتى !

سمعتُ صوت الباب يتحرك ويفتح فى تلك اللحظه . .

أنها دانه بلا شك . .
ها قد حضرت حبيبتى أخيراً . .


تسألت :
" دانه ؟ أهذه أنتِ يا حبيبتى ؟ "



لم يأتينى رداً ، رغم أننى سمعتُ صوت أقدام تتحرك وتقترب من سريرى . .

لم تكن هذه دانه ، إذ أن دانه ترتدى دائماً حذاء بكعب عالى يصدر صوتاً كلما تقدمت ، هذا غير أننى لم أشم عطرها الجميل !

" حبيبتك ! ؟ جميل جداً . . لم أحتاج إلى جهد لأنتزع الكلام منك يا إياد . "


تجمدتُ فى مكانى وأنا أسمع هذا الصوت الغاضب . .


إنه على !

بلى . . هذا هو صوته . . لا يمكن أن أخطأ فى صوته أبداً . .



" على ؟ ! "



أتانى صوت على وهو يقول :
" بلى . . إننى على . . أو لنقل . . المُغفل الذى لم يشك بك مُطلقاً . . ولم يتوقع ألخيانه منك أبداً يا إياد . " !





*-*-*-*


تتبع

بوح قلم 11-04-11 06:06 PM



*20*
****
***
**
*
أمتلأت نفسى بالحنق والسخط وأنا أسمع على يتهمنى بالخيانه ، وكدتُ أثور عليه وأصيح به لكنى تمالكتُ نفسى بقدر ما أستطعتُ وقلتُ له بطريقه لا تخلو من الصرامه :
" لا داعى لهذا الكلام السخيف يا على . "
على رد على مباشرة قائلاً بثوره :
" ماذا ؟ كلامى أنا السخيف ؟ وماذا تسمى فعلتك أذن ؟ لقد سرقت منى خطيبتى وجعلتها تتركنى بكل بساطه . "
قلتُ بهدوء نسبى :
" أنا لم أسرقها منك . . لو كانت دانه تحبك من البدايه لما استطعت أن أجعلها تتركك يا على . "
على قال :
" بل كانت تحبنى وإلا ما كانت لتقبل بخطبتى لها . "
قلتُ :
" قبلت بخطبتك لأنها كانت تريد أثارة غيظى ليس إلا . "
ران صمت ثقيل علينا لفتره ، قطعه على حين قال مُستهجناً :
" أذن فقد كنتُ أنا لعبه بينكما منذ البدايه . "
لوحت بزراعى وقلتُ :
" أنا لم أقل هذا . "
على قال مُنفعلاً :
" وهل لكلامك معنى أخر سوى هذا ؟ "
وصمت للحظه ثم أردف :
" أسمعنى جيداً يا إياد . . أنا لم أتِ إلى هنا لأتناقش معك فى هذا الأمر . . لقد أتيتُ فقط لأحذرك من . . . . "
لم أتركه يتم جُملته إذ أننى قاطعته قائلاً بأستنكار :
" تحذرنى ! ؟ يا للسخافه ! من تظن نفسك أنت لتحذرنى ؟ "
على أتم جُملته كما لو لم أقاطعه وقال :
" أننى أحذرك من الأقتراب من دانه . . فلو عرفت أنك قابلتها أو تحدثت إليها سيكون لك كل الويل منى يا إياد . . أسمعت ؟ "
تفجرت حمم الغضب فى جسدى فى هذه اللحظه ، ووجدتُ نفسى أصرخ به بثوره :
" بأى صفه تحذرنى أيها اللعين ؟ أتظن أنه لك الحق فى أن تمنع دانه من الأرتباط بأى شخص تريد ؟ ألا ترى أنها تركتك منذ زمن وأنتهى الأمر ؟ أنا الذى أحذرك يا على إذا أقتربت من دانه أو تحدثت إليها حتى . . "
أتانى صوت على ساخراً وهو يقول :
" أوه . . لقد روعتنى فعلاً . . أنا خائف جداً . "
صحتُ به وقد بلغ حنقى ذروته :
" أسخر كما شئت أيها النذل . . سترى أننى قادر على سحقك إذا اقتربت من دانه . "
على قال :
" حقاً ؟ ! وهل سمعت عن ضرير يسحق حتى بعوضة ؟ ! "
صُدمتنى جملته كثيراً . . أو لنقل . . صدمتنى الحقيقه المُره التى غفلتُ عنها ، وبقيتُ عاجزاً عن النطق ، وقد خيم علينا صمتُ ثقيل لفتره ، قبل أن يقطعه على قائلاً :
" أسمع يا إياد . . أنت لا تصلح لدانه بأى شكل من الأشكال ؛ فإن دانه تستحق رجلاً كاملاً يستطيع أن يرى جمالها بعينيه ، ويستطيع أن يحميها ويكون عوناً لها فى الحياه . . لا أن تكون هى عوناً له . . "
صمت على لبرهه وألتقط أنفاسه ثم أردف :
" أفيق من وهمك يا إياد . . إن دانه لا تحبك . . إنها فقط تشعر بالشفقه عليك ؛ فأنت تعلم كم هى رقيقه وحساسه . . لكن برغم هذا دعنى ألفت نظرك إلى أنها لن تلبث أن تمل منك وتتركك كما فعلت معى . . فإن خدمة رجل ضرير ليست أمراً سهلاً . . وصدقنى هى لن تحتمل هذا كثيراً . "
قال على ما قاله وأنصرف وتركنى لحيرتى وبؤسى وحزنى . .
فقد لمس كلامه وتراً حساساً بى . . وجعلنى اشعر بعجزً شديد . . بل وبدأتُ أشعر بحجمى يتضاءل أكثر وأكثر . .
فبرغم ثقتى بأن على يقول هذا الكلام بدافع الغيظ لكن هذا لا يمنع أن كلامه بالفعل صحيح . . وأنه جعلنى أنتبه لما غفلتُ عنه . . أو لنقل . . لما حاولتُ نسيانه والتغاضى عنه . . وهو أنها تستحق رجلاً أخر غيرى بالفعل . . يستطيع حمايتها إذا لزم الأمر ، وليس عاجزاً مثلى ، لا يقدر على التصدى لمن يضايقها . .
فالمرأه حين تحب ، فإنها تحب الرجل القوى ، القادر على حمايتها ، الذى يكون لها عوناً وسنداً فى الحياه . .
وأنا لن أكون لها كذلك إذا لا قدر الله لم تنجح العمليه ولم يعد لى بصرى ثانيه . .
هذا غير أن دانه ستمل منى أجلاً أو عاجلاً . . بل ورُبما تكرهنى بسبب عاهتى . .
لكن لا . . لا أظن أن دانه ستمل منى فى يوم . . إنها تحبنى بالفعل وإلا ما كانت لتفعل معى كل هذا . .
لقد عوضنى الله بها عما فقدته . . فكيف أتركها هكذا ببساطه ؟ كيف أتخلى عنها وهى التى وقفت بجانبى فى أحلك وأصعب أيام حياتى ؟
بل كيف أحتمل أن تبتعد عنى وأن تكون لغيرى ؟
لقد خلقت دانه من أجلى أنا . . وستكون لى أنا . . ولن أتركها أبداً . .
وبإذن الله تعالى سيعود لى بصرى . . وسأكون جديراً بها . . وعوناً لها . .
هدأتُ قليلاً لهذا الخاطر ، لكنى لم ألبث أن سمعت صوتاً بداخلى يتسأل فى وجل . .
ماذا لو لم يعد لى بصرى بعد العمليه ؟ ماذا لو بقيتُ طوال عمرى ضريراً ؟
إننى سأظلمها بهذا . . فهى لا ذنب لها لتتزوج من رجلاً ضرير . . وتظل طوال عمرها تخدمه . .
لا . . أنا لن أقبل أن أكون عاله على زوجتى . . لن أقبل أن تساعدنى زوجتى فى أدق الأشياء التى سأعجز عنها . .
أنا لن أقبل هذا ابداً . . وإذا لم يعود لى بصرى ستكون هذه هى النهايه . .
نهاية حبى الذى لم يبدأ بعد . .
*-*-*-*
أستيقظتُ من نومى اليوم متأخره كثيراً . . لابد أن إياد أستغرب تأخرى فأنا بالأمس حضرت مُبكراً جداً . .
قفزتُ من على فراشى بهمه ونشاط وأخذتُ حماماً مُنعشاً ثم أرتديتُ ملابسى وغادرتُ المنزل . .
كان الجو مُشمس و الهواء العليل . . يا له من يوم جميـــل !
فى طريقى إلى المستشفى صادفتُ محل ورد ، فتوقفتُ لأشترى باقة ورود لأياد ، ثم واصلتُ طريقى إلى المستشفى . .
حين دلفتُ إلى حجرة إياد أنحنيتُ بجانبه وقدمتُ له باقة الورد قائله :
" صباح الخير يا إياد . . أعتذر على التأخير . . هل لا قبلتُ منى هذه الباقه الصغيره ؟ "
فاجأنى تجهم وجه إياد كثيراً وهو يقول :
" صباح الخير يا دانه . "
وأمسك بباقه الورد ثم قال :
" شكراً لكِ . . "
تعجبتُ كثيراً من طريقته هذه ، إلا أننى حاولتُ أن أقنع نفسى بأننى أتوهم هذا ، فقلتُ :
" كيف حالك اليوم ؟ "
أتتنى إجابة إياد كالسهم القاتل الموجه إلى صدرى ، وجعلت شكى يقيناً . .
" أنا على ما كنتُ عليه . . "
هناك شيئاً ما - لا أدرى ما هو - أثار حنق إياد بكل تأكيد !
لطفك يا رب !
" ما بك ؟ "
سألت إياد فقال : " ماذا تقصدين ؟ "
قلتُ : " تبدو مُتجهماً . "
قال :
" لا شئ . . فقط . . الطبيب أخبرنى اليوم بأننى سأظل لأسبوع مضمد العينان . "
سألته بشك : " هذا ما يحنقك ؟ "
قال إياد فجأه بعصبيه :
" لم أعد أحتمل هذا الظلام . . أشعر بالعجز يا دانه . . أنتِ لا تعرفين هذا الأحساس لأنك لم تجربيه . "
تفاجأتُ من عصبية إياد المفاجأه ورحتُ أحدق به بذهول للحظه ، قبل أن أنتزع نفسى من ذهولى بسرعه فى اللحظه التاليه وأربت على يده وأنا أقول :
" ليتنى أستطيع أن أعطيك عيناى لترى بهما يا إياد . "
إياد لوح بزراعه وهتف : " هراء ! "
نظرتُ له بصدمه حقيقيه هذه المره ، فإذا به يتابع :
" مهما بلغ مقدار حبك لى ، لن تكون تضحيتكِ من أجلى تصل لأن تمنحينى عيناكِ وتعيشى أنتِ فى الظلام الدامس . "
قلتُ له مباشرة :
" أقسم بالله يا إياد أنه لو كان يمكن أن أمنحك عيناى بالفعل لمنحتك أياها بصدر رحب . "
إياد بدا غير مُقتنع بردى ، فقلتُ :
" إياد أننى أقسم لك بالله . . أتظننى سأقسم بالله كذباً ؟ "
إياد ظل صامتاً لفتره طويله ، ثم قال :
" أنتِ تقولين هذا لأنكِ لم تجربين أن يكون كل شئ من حولك ظلام دامس . . وكل شئ مجهول . . ومبهم . . هذا صعب يا دانه . . صعب جداً . . أسأل الله ألا يحكم بهذا عليكِ أبداً . "
شعرتُ بقبضه مؤلمه بقلبى وأنا استمع إلى إياد . .
وتمنيتُ لو بأمكانى أن أعانقه وأربت على ظهره وأواسيه . .
ليتنى بالفعل أستطيع أن أمنحه عيناى . . بل ليتنى استطيع أن أمنحه حياتى بأكملها . .
مرت الأيام التاليه ببطئ شديد . . إياد كان مُتجهم وحزين طوال الوقت . . وكان يحصى الأيام بل والساعات والدقائق والثوانى . . وينتظر بفارغ الصبر أن ينزع الضمدات عن عينيه . . وكله ترقب وأمل وخوف . .
وأخيراً مر أسبوع ، وحان موعد نزع الضمادات . .
إياد كان مُتوتراً للغايه ومُنفعل إلى أقصى حد . . أما أنا فقد بلغ خوفى مبلغه لدرجة أن جسدى كله كان يرتجف بشده . .
وحين أقبل الطبيب لينزع الضمادات عن عيني إياد شعرتُ بالأرض تهتز تحت قدماى ، وبدوار مُباغت يداهمنى وأنا أراقب الطبيب وهو ينزع الضمادات ببطئ إلى أن أنتهى تماماً وأنتزعها فظهرت عينا إياد المُغمضتان . .
وببطئ شديد فتح إياد عيناه . .
وهوى قلبى أرضاً . .
يــــــا رب لا تُخيب رجاءنا فأنت أملنا الوحيد . .
*-*-*-*-*

بوح قلم 11-04-11 06:12 PM

*21 *
****
***
**
*






تهالكتُ فوق أقرب مقعد إلىّ ، ودفنت وجهى بين يدىّ وأجهشتُ فى البكاء ، الذى كتمته فى صدرى طوال الساعات الأربع الماضيه . .

لم أدر ِ كيف وصلتُ إلى المنزل ؟ وكيف أستطعتُ قيادة سيارتى وسط ما كنتُ فيه ؟

كل ما أتذكره هو أننى وجدتُ نفسى فجأه بحجرتى . . أذرف الدموع بلا توقف . . وصوت نحيبى يقطع الصمت . . ويجعلنى أزيد فى البكاء . .

لماذا يا ربى يحدث لى كل هذا ؟ ماذا فعلتُ لأستحق كل هذا العذاب ؟

يا رب رُحماك . . أرفق بى وبحالى ؛ فأنا لم أعد حملاً كل هذا . .

يا رب أنى لا أعترض على حكمتك لكنى أرجوك أن ترأف بحالى ، وتفرج كربى ، و تُذهِب الهم والغم عنى . .


ظللتُ على هذا الوضع لوقتٍ لا يعلمه إلا الله ، ولم أفق مما كنتُ فيه إلا على صوت باب حجرتى يُفتح لتدلف منه شقيقتى دُره ، وتنظر إلىّ بذهول وذُعر ، ثم تقترب منى وتسألنى فى وجل :
" دانه ما بكِ ؟ لما تبكين بهذا الشكل ؟ "


نظرتُ إلى دُره ، ولم أرها من غزارة دموعى !

حاولتُ أن أتكلم وأن أخبرها بما يبكينى ، لكن تلك الغصه بحلقى منعتنى من الحديث ، فإذا بدره تنحنى وتجلس بجانبى وتربت على ظهرى برفق وهى تقول :
" أخبرينى يا دانه ماذا حدث ؟ لقد أقلقتينى حقاً . "


أبتلعتُ ريقى بصعوبه ، وحركتُ شفتاى بصعوبه وقلتُ بصوت تقطعت حروفه من أثر البكاء :
" إ إ . . إيــ . . ــ . . ـاد . . إياد يا دُره . "


بدت إمارات الفزع واضحه على وجه دُره وهى تسألنى بذعر :
" ما به ؟ هل أصابه مكروه ؟ "


هززتُ رأسى نافيه ، وقلتُ بصوت مبحوح :
" لم تنجح العمليه . . أنتهى أخر أمل لنا يا دُره . . "


قلتُ ذلك ودفنتُ وجهى فى صدر دُره وأجهشتُ فى البكاء الحار . .


دره ضمتنى إليها بقوه وقالت تهدأنى :
" لا تحزنى يا دانه . . بإذن الله سيعود لأياد بصره من جديد . . أتركيها على الله . . إنه قادراً على أن يحيى العظام وهى رميم . "


وصمتت لبرهه ثم عادت تسألنى :
" أخبرينى كيف حال إياد ؟ "


تدفقت الدموع من عيناىّ بغزاره ، وشعرتُ بقلبى ينفطر إلى نصفين وأنا أتذكر حال إياد بعد العمليه . .

لقد كان فى حاله يُرثى لها ؛ فقد كان يملأه الحزن والأسى لدرجة أنه ظل صامتاً دون أى تعبير حتى غادرنا المستشفى وعدنا إلى منزله . .

وهناك حاولتُ أن أخفف عنه وأتعامل وكأن شيئاً لم يكُن ، فإذا بثورته تنفجر دفعه واحده بوجهى ، كما لو كان بركاناً قد ثار فجأه ، وراح يقذف الحمم من فوهته دون أن يبالى بأى شئ . . فأخذ يطالبنى بأن أتركه وشأنه وبأن أنساه تماماً وبأن لن يسطيع الأرتباط بى . .

كان إياد فى حاله سيئه للغايه ، تلين لها الأحجار ، فما بالكم بقلبى أنا . .


نظرتُ إلى دُره وقلتُ :
" كان فى أسوأ حال يا دُره . "


دُره مطت هزت كتفيها بقلة حيلة وقالت :
" أذن . . كان الأجدر بكِ أن تكونى معه الأن لتخففى عنه . "


قلتُ بأسى :
" لكنه لم يعد يريدنى بجانبه يا دُره . . إياد صار يكرهنى لأننى كنتُ السبب فيما أصابه . . "


وأضفتُ بمرارة :
" لقد أنتهى كل شئ بيننا . "





*-*-*-*






ها قد عدتُ إلى منزلى من جديد . . وإلى وحدتى . . وإلى حزنى وبؤسى . .
المستقبل مُظلم أمامى . . ومبهم بلا ملامح . .

أكاد من شدة يأسى أن أنهى حياتى بيدى وأرتاح من هذا العذاب . . لولا خوفى من الله وإيمانى به . .

دانه أنصرفت بعدما طلبت منها أن تنصرف ، بل وأن تختفى من حياتى بأكملها . . وأنا الأحوج فى هذا الوقت بالذات إلى وجودها بجانبى . .

وإلى سماع كلمات التشجيع والمواساه منها . . وإلى الشعور بأن هناك من يهتم لأمرى ويحزن لحزنى . .
لكنى لم أستطع التمادى أكثر من هذا . . فأجلاً أو عاجلاً سينتهى ما بيننا ، فلما لا أنهيه الأن ؟
لما لا أتجرع كؤس الحزن وحدى ؟ فهى لا ذنب لها بأن تشاركنى حزنى . .

إنها لا تستحق أن تحيا فى هذا الحزن الذى يغلفنى . . إنها تستحق من يستطيع أن يمنحها السعاده والهناء لا الحزن والكأبه . .
إنها تستحق من هو أفضل منى . .

لقد كان على مُحقاً بالفعل حين قال لى أننى لا أصلح لها . .
أسأل الله أن يعوضها خيراً عما لاقته معى ، وأن يكرمها بزوج صالح ، يحفظها ويصونها . .
وأتمنى لها السعاده من كل قلبى . .


مرت الأيام التاليه كئيبه وحزينه . . لم أعد أدرى أى يوم صرنا ، ولم أعد أهتم بمعرفة هذا . . فكل الأيام متشابه فى عينى . . كما الليل والنهار سواسيه عندى . .

أشعر بأشتياق شديد إلى دانه . . يكاد شوقى يغلبنى ويدفعنى للسعى لمقابلتها ، أو على الأقل الأتصال بها . .

فأتحسس طريقى وسط العتمه التى تغلف الكون من حولى ، لأصل إلى الهاتف ، وأطلب رقمها ، فأفيق فجأه مما أنا فيه على صوت بداخلى يطالبنى بأن أتركها وشأنها وأن أدعها تنسانى ، فأعود أدراجى ، أجر أذيال الخيبه والحسره !




*-*-*-*-*





الساعة الأن الواحده بعد مُنتصف الليل . .
الهدوء والسكون يغلفان منزلنا بغلاف سميك . . وجميع أفراد عائلتى يغطون فى سُباتٍ عميق منذ ما يزيد عن الثلاث ساعات . .

أما أنا فأجلس بحجرتى . . وقد خاصمنى النوم وأبى أن يتسلل إلى جفونى . .
وصورة إياد تأبى أن تفارق عقلى . . وتتركنى أنعم بالنوم لدقائق . .

مر ما يزيد عن أسبوعين منذ أخر مره رأيته فيها . .
لستُ أدرى كيف استطعتُ أحتمال بعده عنى طوال كل هذه الأيام ؟ !
ولستُ أدرى كيف سأستطيع أحتمال بعده عنى فى الأيام القادمه ؟

أننى أشعر كما لو كنتُ أحيا بلا روح . .
وبلا قلب . .
أشعر بأنه لا هدف لحياتى . .
ولا معنى لها . .

أكاد فى لحظة شوق وجنون أنسى كل شئ ، وأتغاضى عما قاله لى أخر مره وأذهب إلى إياد لأخبره بأننى لا أستطيع الأحتمال ، وبأنه حياتى . .
وروحى . .
وقلبى . .

لكنى أعود للتفكير بتروى ، وأرفض العوده إليه رفضاً باتاً . .
لقد طلب منى أن أختفى عن حياته للأبد . . وإذا كان يتوقع أن أعود إليه ثانيه كالمره السابقه فهو واهم . .
أيظن أنه لا كرامه لدى ؟
إننى طبعاً لن أعود إليه مهما حدث . .
لقد أنتهينا ها هنا . .




*-*-*-*-*



تتبع

بوح قلم 11-04-11 06:13 PM

*22*
*****
***
**
*







" إياد ! "




نطقتُ أسمه بشك وعدم تصديق ، وأنا لا أكاد أصدق عينىّ . .



أهذا الذى يقف أمامى الأن بطوله وعرضه ، بوسامته وجاذبيه ، بغطرسته وغروره ، بطيبة قلبه وخفه ظله ، هو إياد حقاً ؟ !



بلى إنه إياد . . لا يمكن أن تنساه عينىّ حتى لو مرّ دهرا ً على أخر مره رأيته فيها . .



لكن . . ألا تشعرون مثلى بأنه هناك شيئاً ما قد تغير به ؟


إننى أرى عيناه تتحركان كأنه يرانى !
هل عاد إليه بصره ؟ !



لم يتجاوز سؤالى عقلى ، لكنى سمعت إياد يجيب سؤالى كما لو كان قد نفذ بنظراته إلى عقلى وأستطاع قراءة أفكارى ، فقال :
" بلى يا دانه . . لقد عاد إلىّ بصرى . . إننى أراكِ الأن بوضوح . "



تعجبتُ وأبتهجتُ فى آنً واحد . . الحمد لله . .


ألف حمد وشكر لك يا رب . .



تدفقت الدموع من عينى الواحده تلو الأخرى فحجبت عنى الرؤيه ، وأهتزت صورة إياد أمامى فصارت غير واضحة المعالم أمامى . . بل وبدأت صورته تبتعد أكثر وأكثر كما لو كان يبعد بيننا عشرات الأميال ، إلى أن تلاشت صورته تماماً لجدنى فجأه وحدى فى بقعه خضراء فائقه الأتساع . .



ناديتُ عليه بأعلى صوتى ، وما من إجابه . .



إياد . . حبيبى . . أين ذهبت ؟



عُد إلىّ أرجوك . . أنا لم أعُد أحتمل أبتعادك عنى . . لم أعُد أحتمل هذا . .




" دانه . . أستيقظى يا عزيزتى . . "




أنتزعنى هذا الصوت مما كنتُ فيه لأجد نفسى فجأه نائمه على فراشى وبجانبى شقيقتى دُره !




سألتها بحيره وجزع :
" أين إياد ؟ أين ذهب يا دُره ؟ "




دُره نظرت إلىّ بعطف وقالت :
" هونى عليكِ يا دانه . . إنه ليس سوى كابوساً . "





قلتُ بأصرار:
" لم يكن كابوساً . . لقد كان إياد هنا بالفعل وقد رحل منذ دقائق . . ألحقى به يا دُره . . دعيه يعود أرجوكِ . "




دره نظرت إلىّ بعينان يطل القلق منهما حتى يكاد ينبثق من بؤبؤيهما ، ثم ربتت على ظهرى وقالت :
" حسناً . . حسناً . . سألحق به . . فقط أهدأى وعودى إلى النوم الأن . . وسأتيكِ بإياد فى الصباح . "




قلتُ :
" لن أنتظر حتى الصباح . . دعيه يعود الأن . . أرجوكِ يا دُره ألحقى به . . أرجوكِ . "




*-*-*-*




حاولتُ أن أهدأ من روعها وأجعلها تعود للنوم ثانيه ، ولكن هيهات أن يهدأ بالها ، وأن يغمض لها جفن .



ظللتُ بجوارها حتى بزغ الفجر ، وأذُن لصلاة الفجر ، فأدينا الصلاة جماعه ، ثم جلستُ معها قليلاً حتى غلبها النعاس فى النهايه وراحتُ فى سباتٍ عميق ، وبقايا دموعها لازالت عالقه برموشها !




لم تكن هذه هى أول مره تستيقظ دانه من نومها فزعه ، تهذى هذيان المحمومه . . لقد تكرر هذا الأمر معها أكثر من مره حتى بلغ قلقى عليها مبلغه . .



مسكينه دانه ! إنها تحب إياد بشده وتعجز عن نسيانه رغم معاملته السيئه لها !



وفى الصباح ، بينما كنا نتناول فطورنا ، أقبلتُ دانه وأنضمت إلينا على مائدة الطعام ، وكانت ترتدى ملابسها كامله وتبدو كأنها تنوى مغادرة المنزل . .




سألتها :
" كيف حالك اليوم يا دانه ؟ هل صرتِ أفضل ؟ "




دانه أشارت لى بألا أزيد عن ذلك وقالت وهى تنظر إلى أمى :
" أنا بخير . "




أمى سألتها :
" لماذا ؟ هل كنتِ مريضه بالأمس ؟ "




دانه ردت مباشرة :
" لا . . لقد كنتُ أعانى من صداع خفيف لكن دُره تهول الأمر كما تعلمين . "




أمى نظرت إلىّ وقالت :
" حقاً يا دُره ؟ "




ترددتُ قليلاً ثم قلتُ :
" بلى . . هذا ما حدث بالفعل . "




أطلقت دانه تنهيدة أرتياح قبل أن تنهض من مكانها وتقول :
" أنا ذاهبه الأن . . إلى اللقاء . "




سألتها أمى :
" هل ستذهبين إلى المدرسه اليوم ؟ ! "




دانه قالت :
" بلى يا أمى ."




ولستُ أدرى لما شعرتُ بأن دانه كانت تكذب وقتها !





*-*-*-*





ظللتُ أدور بسيارتى حول منزل إياد بتردد ، كما لو كنتُ لصه أقوم بمعاينة الموقع الذى سأرتكب فيه جريمتى . .




وأخيراً حسمتُ أمرى . . وتوقفتُ بسيارتى بجانب منزل إياد ، ثم صعدتُ إلى شقته ووقفتُ أمام بابها حائره ومُتردده . .



أريد أن أطرق الباب وأرى إياد لكنى كلما تذكرتُ كلماته الأخيره لى أشعر بالأسى وأعود لأهبط درجات السلم ، فأتذكر فجأه ذلك الحلم الذى حلمتُ به بالأمس ، فأعود لأصعد السلم من جديد وأقف أمام باب شقة إياد من جديد !



وأخيراً طرقت الباب عدة طرقات خافته ، كأننى أخشى أن تصل طرقاتى إلى مسامع إياد فيفتح الباب ويعرف أننى عدتُ إليه من جديد . .


وبينما كنتُ فى ذلك شعرتُ بيد تقبض على كتفى بقوه أنتفض لها جسدى فزعاً ، فأستدرتُ خلفى بحركه حاده ليقع بصرى على " على " . .




" ماذا تفعلين هنا ؟ "




سألنى على بغلاظه ، فقلتُ له وأنا أزيح يده عن كتفى :
" ليس هذا من شأنك . "




على نظر إلىّ بعينين مُتقدتين كأنهما جذوتان من النار ، ثم قال :
" بل إن هذا شأنى . . تعالى معى . "




ومد يده ليقبض على رسغى ويجذبنى معه نحو السلم . .


رحتُ أقاومه بكل قوتى وأنا أصرخ به :
" كيف تجرؤ ؟ أتركنى أيها اللعين . . ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟ "




فى هذه اللحظه سمعتُ صوت باب شقة إياد وهو يفتح ، مما زودنى بقوه مفاجأه فحررتُ يدى من على وركضتُ نحو إياد لأمسك بيده وأحتمى به وأنا أقول :
" إياد . . أردعه عنى أرجوكِ . "




وصلنى صوت على يقول بسخريه :
" أتطلبين العون من هذا الأعمى ؟ يالكِ من ساذجه ! "




إياد سرعان ما أدرك الأمر كله ، فشد قبضته على يدى وقال لعلى بصرامه :
" إياك أن تقترب منها يا على . "




على ضحك بسخريه وقال :
" وماذا ستفعل إذا أقتربت منها ؟ "




إياد قال بصوت أجش :
" لن تكون العواقب حميده أبداً . "




أقترب على منا وأمسك بيدى وراح يجذبنى وهو يقول :
" أرنى كيف ستدافع عن حبيبتك أيها الأبله ؟ "




ظل على يجذبنى نحوه ويحاول أن يحررنى من إياد الذى أحكم قبضته علىّ لكن بلا جدوى . .
فإذا بإياد يدرك على ويلكمه فى فكه بقوه أفقدته توازنه وجعلته يترك يدى وينظر إلى إياد بدهشه لم تلبث أن تحولت إلى غضب بلا حدود ، فأنقض فجأه على إياد كأسد ثائر وأنهال عليه بضربات مُتتاليه فى رأسه ، جعلت إياد يترنح فى وقفته ، قبل أن يسقط فاقد الوعى . .



أو رُبما فاقد الحياه . .




*-*-*-*


تتبع

بوح قلم 11-04-11 06:19 PM

*23*
****
***
**
*




خيم علينا صمتَ رهيب ، بعدما سقط إياد أرضاً ، وسكنّت حركته تماما ً ، وظللتُ لفتره من الزمن أحدق بإياد بدون أن أقوى على النطق ، أو التنفس من شدّة ذُعرى وذهولى !


وأخيراً أستطعتُ أن أنتزع نفسى من دهشتى . .

وبقدمان مُتخاذلتان . . وركبتان مُرتعشتان . . تقدمتُ نحو إياد وأنحنيتُ لأجلس بجواره ورحتُ أهزه قائله :
" إياد . . هل . . هل تسمعنى ؟ هل أنت بخير ؟ "


ولما لم يأتِنى منه جواباَ ، تفاقم ذُعرى ، وأنطلقت دموعى الحبيسه عنوه كالسيل على وجنتاى !


" إياد أرجوك رد علىّ . . إيــاد . . "


قلتُ ذلك وأنا أضع رأسه على قدماى وأنحنى على صدره وأحاول الأستماع إلى دقات قلبه لأتأكد من أنه مازال على قيد الحياه . .

لكن قلبه كان متوقف عن الخفقان ، وأنفاسه كانت ساكنّه عن الشهيق والزفير . .

ولم يعُد لدى شك فى أنه قد فارق الحياه . .

فشعرتُ بالدنيا تسوّد وتُظلم أمام عينىّ . .


*-*-*-*


بعد فتره من الزمن تحرك على من مكانه وتقدم نحوى بأنفاس لاهثه وعينان مذهولتان . .
وسألنى وهو لا يكاد يصدق نفسه :
" هل . . هل مات ؟ "


رفعتُ رأسى إلى أعلى حيث يقف على ، وبمزيج من الغضب والمقت والكراهيه صرختُ به :
" لقد قتلته أيها النذل أيها الخسيس . . لن تنجو أبداً بفعلتك تلك . . "


وكأن على قد أفاق من ذهوله فجأه على صرختى تلك ، فأستدار وولى هارباً كالقط الجبان ، بينما ضممتُ أنا رأس إياد إلىّ وأجهشتُ فى بكاء ٍ مرير ، لم ينتزعنى منه سوى صوت آنّات واضحه ، أخترقت أُذنّاى كالسهم ، ونفذت منها إلى قلبى ليتوقف تماما ً عن الخفقان وأنا أبعد رأس إياد عن صدرى وأحدق به بمزيج من الذهول وعدم التصديق والسعاده . .


" إ . . إياد . . أهذا أنت ؟ ألم تمُت ؟ "


أتانى صوت إياد واهنّاً وهو يقول :
" دانه . . "


أجبته بلهفه :
" نعم إياد ؟ "


قال :
" ساعدينى على الدخول إلى الشقه . "


نهضتُ من مكانى وساعدتُ إياد على الدخول إلى الشقه ، وجعلته ينام على سريره ودثرته بالغطاء جيداً ، ثم سألته بقلق :
" كيف تشعر الأن ؟ "


قال :
" أشعر بالألم الشديد فى رأسى . "


وأضاف بغضب :
" ذلك الجبان الرعديد أستغل ضعفى وعجزى عن رؤيته ، وراح يضربنى . . تبا ً له . . "


قضيتُ وقتاً عصيباً مع إياد وأنا أحاول تهدأته ، لكنه كان غاضباً ومُنفعلاً للغايه ، فراح يتوعد لعلى برد الكيل له كيلين . .


وأخيرا ً هدأ إياد قليلاً ، وراح فى سُباتٍ عميق ، وهو ممُسكاً بيدى ، كأنما يخشى أن أتركه وأذهب !

تنهدتُ براحه وأنا أجلس بجانبه ، وأتأمل ملامحه ، وكأنما أريد أن أملأ عيناىّ بصورته أكثر وأكثر . .


وأعوض الأيام الماضيه التى قضيتها بعيده عنه . .


وتعهدتُ فى نفسى ألا أتركه ثانيه . .


ومهما حدث . .


*-*-*-*






شعرتُ بألم شديد برأسى وأنا أفيق من نومى ، لأجد نفسى مُستلقياً على سريرى وعلى المقعد المجاور لفراشى تجلس دانه ، وقد غلبها النوم فنامت على وضعها هذا و . . . . !


عجبا ً ! كيف أستطيع روية الأشياء بهذا الوضوح ؟ !

ألم أفقد بصرى ؟

ألم أكن حتى صباح هذا اليوم ضريراً يحيا فى الظلام الدامس ، ويعجز عن رؤية أى شئ ؟

لابد أننى أحلم أذن . .

نعم . . إنه حلماً ولن البث أن أفيق منه . .

لقد أكد لى الطبيب أن بصرى لن يعود لى ثانيه ، وبأننى سأحيا ما تبقى من عمرى كفيفا ً يستحق شفقة الأخرين . .

لكنى أشعر بالألم الشديد فى رأسى . .

أذن فهذا ليس حلماً . .

لقد أستجاب الله إلى دعائى وأعاد لى بصرى من جديد . .

الحمد لله . . ألف حمد وشكر لك يا رب . .


نظرتُ إلى دانه ، وتأملتُ ملامحها ملياً ، وكأنما أريد أن أملأ عينىّ بصورتها أكثر وأكثر . .

وأعوض الأيام التى قضيتها عاجزاً عن رؤية وجهها الجميل . .


تأملتُ وجهها الجميل ، وملامحها الرقيقه ، وشعرها البنى المُنسدل على كتفيها فى نعومه ، وعدتُ أحمد الله ثانيه وثالثه ورابعه . . وألف مرّه . .


البصر نعمه غاليه لا يقدرها ولا يشعر بها سوى من فقدها ، وعاش بدونها يتخبط فى الظلام الدامس . .

الحمد لله . .


فى هذه اللحظه تحركت دانه فى مكانها وأعتدلت فى جلستها ، وفتحت عيناها ببطئ لتنظر إلىّ . .

ولستُ أدرى لما أغلقتُ عيناى فى هذه اللحظه وتظاهرتُ فى النوم !


كنتُ أريد بالفعل أن أفاجأها بعودة بصرى إلىّ ، لكنى لا أخشى أن أفقدها . .

لقد أحبتنى دانه لأننى صرتُ أعمى . .

ورُبما لم تكن مشاعرها نحوى قد بلغت حد الحب ، رُبما كان ما تشعر به نحوى ليس سوى عطفاً على رجل فقد بصره . .

لابد أن أتأكد من حبها لى أولاً . .

وحينها سأهرع لطلب يدها . .

وستزوجها فى أقرب وقت . .




*-*-*-*




غفوتُ قليلاً أثناء جلوسى بجانب إياد ، وحين أستيقظتُ كان إياد مازال نائما ً . .

نظرتُ فى ساعتى ، فوجدتها تناهز الثامنه مساءً . .

لقد تأخرتُ كثيراً وعلىّ أن أغادر . .


أقتربتُ من إياد وناديته بصوت منخفض لأوقظه ، فإذا به ينهض ويجلس ، ثم يسألنى :
" ما الأمر ؟ "


قلتُ له :
" أسفه لأننى أيقظتك . . كنتُ أريد أن أطمئن عليك قبل أن أذهب . "


" تذهبين ؟ ؟ إلى أين ؟ "


" الساعة الأن الثامنه مساءً . . لابد أن أعود إلى منزلى . "


" حسناً . . "


حملتُ حقيبتى وألقيتُ عليه التحيه وكدتُ أغادر الغرفه لولا أستوقفنى صوت إياد وهو يقول :
" هل ستأتى غداً ؟ "


توقفتُ وأستدرتُ إليه ببطئ ، ثم قلتُ :
" هل تريدنى أن أتى ؟ "


إياد قال بدون تردد:
" أنا أريدك بجانبى دائماً يا دانه . "


فسبحان مُغير الأحوال !




*-*-*-*





تتبع إن شاء الله

بوح قلم 11-04-11 06:24 PM



24
***
**
*





مـرّ أسبوع كامل منذ عاد إلىّ بصرى . .
الحياه أختلفت تماما ً منذ أن عاد بصرى إلىّ . . فصرتُ أشعر لكل شئ بطعماً مُختلف . . وصرتُ أنظر للحياه بمنظار وردى . .
وأتطلع إلى مُستقبل مُشرق . . وبيت صغير . . وزوجه جميله . . وأطفال يملأون حياتنا بهجة وسرور . .




دانه كانت تأتى إلىّ كل يوم لتطبخ لى . . وتُرتب لى المنزل . . وتؤنس وحدتى . .
وفى الحقيقه ، لقد أثبتت جدارتها فى كل ذلك . . فهى طاهيه من الدرجه الأولى . . وماهره فى التنظيف . .
كما أن حضورها جميل . . وروحها مرحه . . وقلبها حنون ونقى . . لكن . . .
لكن بقى شئ واحداً لم أتأكد منه بعد . .
وهو حبها لى . .
تُرى هل ستظل على حبها لى حين تعلم أننى لم أعُد أعمى ؟ !
أم أنها لازالت تفكر فى ذلك الجبان الرعديد ؟!


" بماذا تفكر ؟ "


سألتنى دانه مُبتسمه ، وهى تنظر لى بعينان تفيضان عطفا ً . .
فقلتُ :
" أفكر فيكِ . "


تراجعت دانه فى مقعدها وقد توردت وجنتاها وهى تقول بخجل :
" تفكر فىّ أنا ؟ "


قلتُ : " بلى . "


ثم أضفتُ :
" كنتُ أتسأل . . هل ستظلى على حبكِ لى حتى لو عاد إلىّ بصرى ؟ "


دانه مالت نحوى وقالت مباشرة :
" طبعاً . . ما هذا الكلام يا إياد ؟ ألم تثق بحبى لك بعد كل هذا الوقت ؟ "


قلتُ :
" لقد كنتِ تُكنين لى كرها ًعميقا ً حين أختطفتكِ بل وحتى قبل ذلك ، حين كنا نعمل فى المدرسه معا ً. "


دانه قالت بسرعه :
" كلا يا إياد . . أنا لم أكرهك قط . . لقد كنتُ أكابر فقط . "


عدتُ بذاكرتى إلى أيام عملى فى المدرسه ، فتذكرتُ كيف كانت دانه تغضب حين كنتُ أناديها بدانه ، وكيف أنها كانت تصرّ على أن أخاطبها بالأستاذه دانه ؟ !
وكيف كانت تعانى بسبب عدم أحترام الفتيات لها ، ومعاملتهم لها بأستهتار ؟
وتذكرتُ ذلك اليوم حين كنتُ أتحدث إلى إحدى الفتيات ، فإذا بباب إحدى الفصول يُفتح وتبرز دانه من خلفه ، وهى تصيح بإحدى الفتيات ، وتهم بطردها خارج الفصل ، قبل أن ترانى وتتراجع عن ذلك . .
وحين أردتُ التدخل ذلك اليوم منعتنى دانه من ذلك بصرامه ، وأغلقت الباب بوجهى !
أحيانا ً تتصرف دانه بطريقه فظه ، لكنك لا تملك وقتها سوى أن تضحك منها ، ومن تصرفاتها الطفوليه !
لم استطع مقاومة أبتسامتى ، وتركتها تطفو على شفتاى ببساطه ، فإذا بدانه تنظر إلىّ بأستغراب وتقول فى عجب :
" لما تبتسم ؟ "


قلتُ :
" تذكرتُ ذلك اليوم ، حينما كنتِ بالفصل و كنتِ تهمين بطرد تلك الفتاه وتراجعتِ عن هذا حين وقع بصرك علىّ . "


عضّت دانه على شفتها السفلى وقالت بخجل :
" هل كنتِ تعرف ذلك ؟ "


قلتُ :
" كان ذلك واضحاً وضوح الشمس . "


دانه قالت بسرعه :
" لقد أستفزتنى تلك الفتاه لأنها لم تعرف إعراب جُمله بسيطه . "


قلتُ :
" هؤلاء الفتيات لا يجدى معهم سوى الصرامه . . لقد كانوا يخافون منى لأننى كنتُ دائم العبوس ، ولا أبتسم فى وجه أحداهن أبداً . . "


دانه أبتسمت وقالت :
" لكنك كنتُ تبتسم فى وجهى كثيراً . "


قلتُ أصحح لها :
" بل كنتُ أضحك منكِ كثيراً . . "


دانه رفعت حاجبيها وهمت بالرد علىّ لولا أننى سبقتها قائلا ً :
" هل تعرفين إنكِ تبدين رائعة الجمال وأنتِ مُحنقه ؟ "


دانه صمتت لبرهه وبدت كما لو كانت تستعيد ذكرياتها ، ثم قالت بعد فتره :
" لقد كنتُ تستفزنى كثيراً . . وأحياناً كنت تخيفنى إلى درجة الموت . "


رددتُ خلفها بدهشه :
" أخيفك ؟ ! "


دانه قالت :
" طبعاً . . لقد كنتُ مُرعباً بحق وأنت تحذرنى من الزواج من على . . لدرجة أننى تصورت أنك ستأذينى بطريقة ما . "


قلتُ :
" لقد أذيتك بالفعل حين أختطفتكِ وأحتجزتكِ بهذا البيت . . لكنى لم أكن أشعر وقتها بجنون فعلتى تلك . .
كنتُ أشعر أنكِ ملكاً لى أنا . . وأنه لابد أن تكونى لى أنا . . لا لسواى . "


دانه أبتسمت بسعاده بالغه وقالت فى خفوت :
" وأنا لن أكون إلا لك يا إياد . "




*-*-*-*




أنا سعيده للغايه لأن إياد قد تحسن كثيراً الأيام الماضيه . .
لقد صار يعاملنى معامله جيده ، وصارت حالته النفسيه أفضل بكثير عن ذى قبل . . حتى أنه قد طلب منى أن نذهب اليوم إلى الشاطئ . .
أترون كيف صار أفضل كثيراً ؟


أعددتُ سلة طعام ، ووضعتُ بها الشطائر التى يفضلها إياد ، وبعض العصير ، وتوجهنا إلى الشاطئ . .
كان إياد يجلس فى وضع أسترخاء فوق إحدى المقاعد ، وقد أختفت عيناه خلف نظارته السوداء . .




عادت ذاكرتى تلقائياً إلى يوم الرحله وتذكرتُ كيف كان إياد جالساً بينى وبين على . . فأبتسمتُ وقلتُ له :
" أتذكر يوم الرحله ؟ "


أخذ إياد نفسا ًعميقا ًوزفره قائلاً :
" وهل لى أن أنسى ذلك اليوم ؟ "


وصمت لبرهه بدا خلالها كما لو كان يستعيد فى ذاكرته ذلك اليوم ، ولكنه لم يبدُ سعيداً بهذا الذكرى ، بل على العكس تماماً لقد بدا عابساً ، مما جعلنى أسأله بتردد :
" أهى ذكري سيئه لهذا الحد ؟ "


ظل إياد صامتاً لفتره طويله ، وظننتُ أنه لم يسمع سؤالى أصلاً ، لكنه قال أخيراً :
" لستُ أدرى إذا كانت ذكرى سيئه أم لا ؟ "


قلتُ :
" لماذا يا إياد ؟ "


إياد رد مباشرة :
" تعرفين لماذا . "


قلتُ :
" ألن تنسى هذا الأمر أبدا ً؟ "


إياد تنهد ثم قال :
" ليتنى أستطيع ذلك يا دانه . "


ملت نحوه وقلتُ :
" إياد إنك تعذب نفسك هباء بأفكارك هذه . . "


إياد ظل صامتا ًلفتره أطول هذه المره ، قبل أن يقول :
" كلما تذكرتُ أنكِ ذات يوم فضلتِ على علىّ ، أشعر بأسى شديد . "


تنهدتُ وقلتُ :
" لقد كنتُ غبيه بالفعل لكن . . . كان هذا ماضى وأنتهى يا إياد . "


إياد بدا مُتردداً لفتره ، ثم قال :
" هل أنتهى بالفعل يا دانه ؟ "


نظرتُ إلى إياد بحيره وقلتُ :
" ماذا تقصد ؟ "


إياد قال مُباشرة ً :
" أقصد هل ماتت مشاعركِ نحو على تماماً ؟ "


فاجأنى سؤاله ، وأربكنى كثيراً . .
كانت هذه هى أول مره يسألنى إياد فيها عن مشاعرى نحو على ، منذ أن أنفصلتُ عن على . . إلا أنها لم تكن الأخيره !


" أجيبى على سؤالى يا دانه رجاءً . "


تنهدتُ ثم قلتُ :
" أنا لا أفهمك اليوم يا إياد . . "


إياد قال بصرامه :
" لا أريدكِ أن تفهمينى بقدر ما أريدكِ أن تجيبى على سؤالى هذا . "


قلتُ :
" أتريد أن تختلق أى شئ لتعكر صفونا ؟ "


إياد قال وقد بدأ صبره فى النفاذ :
" لا تتهربى من الأجابه يا دانه . "


قلتُ بعصبيه :
" لكنى لا أتهرب يا إياد . "


قال إياد بإصرار :
" أذن أجيبى على سؤالى . "


ترردتُ قليلاً ثم قلتُ :
" لم أكن أُكنُ له أى مشاعر . . هل تريحك هذه الأجابه ؟ "


إياد صمت لفتره ، برزت خلالها نواجذه ، وراح يبسط كفه ويقبضها كما لو كان يحاول السيطره على أعصابه لكى لا يتفجر غضبه بوجهى . .

سألته بتردد :
" هل . . . قلتُ ما أغضبك ؟ "


تجاهل إياد سؤالى تماماً وقال :
" لماذا وافقتى على الزواج منه أذن ؟ "


حدقتُ به لبرهه ثم قلتُ :
" إياد . . لِم تعذب نفسك وتعذبنى معك ؟ "


إياد ظل صامتاً لفتره ، قبل أن يقول :
" دعينا نعود إلى المنزل إلى يا دانه . "


قلتُ :
" لقد حضرنا لتونا يا إياد . "


إياد قال بصرامه :
" إذا كنتِ تريدين البقاء فأبقى وحدك ، أما أنا فسأنصرف . "


قال هذا ونهض من مكانه ، فنهضتُ بدورى وأنا أقول :
" حسناً . . سننصرف معاً الأن إذا كانت هذه هى رغبتك . "


أوصلتُ إياد إلى منزله ، وكدت أرافقه إلى شقته لولا أنه قال :
" لا داعى لأن ترافقينى يا دانه . . بأمكانى أن أصعد إلى شقتى وحدى . "


وبهذا صعد إياد إلى شقته وحيداً ، وعدتُ أنا إلى منزلى . .

حين وصلتُ إلى منزلى ، استقبلتنى أمى وبادرتن قائله :
" دانه . . هل أتيتِ أخيراً ؟ كنتُ سأتصل بكِ حالاً . "


نظرتُ لأمى بأستغراب وقلتُ :
" لماذا أمى ؟ الساعه لم تتجاوز السادسه بعد ، وأنتِ تعرفين أننى كنتُ . . . "


أمى قاطعتنى قائله :
" لا يهم . . لا يهم . . أذهبى وأبدلى ثيابك لتقابلى ضيوف والدكِ . "


سألتها :
" هل لدينا ضيوف ؟ "


أمى قالت وقد بدأ صبرها ينفذ :
" نعم . . هيا أسرعى يا عزيزتى . . أنهم فى أنتظاركِ منذ وقتٍ طويل . "


رددتُ خلفها فى عجب :
" فى أنتظارى أنا . "


أمى زفرت بضيق وقالت :
" بلى . . أذهبى الأن ولا تلقى المزيد من الأسئله . "


أعترضتُ وقلتُ :
" لكن . . . "


أمى قالت بسرعه :
" سأخبرك بكل شئ فيما بعد . "


أذعنتُ لرغبة أمى وذهبتُ لأبدل ثيابى ، ثم توجهتُ إلى حجرة الصالون حيث يجلس أبى بصحبة الضيوف . .
قابلتنى أمى فى طريقى إلى الغرفه وكانت تحمل أكواب العصير وتهم بالدخول إلى الغرفه . .


" ما هذا يا دانه ؟ لِم لم تضعى أى مُستحضر تجميل بوجهكِ ؟ "


هممتُ بالرد عليها ، إلا أنها سبقتنى قائله :
" لا يهم . . أنتِ جميله بدون أى شئ . . تعالى معى . "


فتحتُ فمى لأقول شيئاً ما إلا أنها قاطعتنى قائله :
" فيما بعد يا دانه . . فيما بعد . "


حينما دلفنا إلى الغرفه وقع بصرى مباشرة ً على شاب فى منتصف العشرينات من عمره ، كان يجلس فى مواجهة باب الغرفه ، وبجانبه كان يجلس والده ، وهو صديق قديم لوالدى . .
أصابتنى الدهشه وأنا أصافحهما ، وحاولتُ بقدر الأمكان أن أكون لطيفه معهما ، لكنى لم استطع منع نفسى من التفكير فى سبب هذه الزياره ، بل وسبب أهتمام أمى بمقابلتى للضيوف أيضاً . .
هل أستنتجتم السبب ، أم أنكم لازالتم حائرين مثلى ؟


بعد فتره من الزمن أنصرف صديق والدى برفقة أبنه ، وهنا فقط أستطعتُ أن اسأل أمى عن سبب هذه الزياره ، وعن سبب إصرارها على مقابلتهم ، فأجابت على هذين السؤالين بإجابه واحده ، ألا وهى :
" لقد جاءوا لخطبتكِ . "


وكانت الأجابه كافيه جداً !

ولم ينتهى حوارنا عند هذا الحد ؛ لقد راحت أمى تخبرنى بمميزات هذا الشاب وتعليمه العالى ، وأخلاقه الحسنه ، وصداقة والده القديمه بوالدى . .
والأهم من كل هذا فى نظرها ، ألا وهو ظروفه الماديه الجيده ، وأمتلاكه لشقه ، وسياره ، ومكتب للهندسه !

لم أكن أريد أن أصدمها وأخبرها برفضى له ، لكنى فى الوقت له لم أخبرها بموافقتى عليه . .
وتركتُ هذا الأمر مفتوحاً لحين أشعار أخر . .





*-*-*-*

تتبع

يارب تعجبكم

بوح قلم 11-04-11 06:26 PM

25
****
***
**
*

منذ أن تشاجرنا لم أرِ ِ دانة بل ولم تخابرنى كعادتها كل يوم للأطمئنان علىّ . .
رُبما كانت تظن أننى سأتصل بها لأصالحها . .
هذا حلم بعيد المنال يا دانه . . أنا لن أتصل بكِ ولن أعيرك أى أهتمام ؛ فأنا سأحيا بدونك كما سأحيا فى وجودك !
وأنتِ الخاسرة فى النهاية يا دانة و . . .

قاطع تأملاتى صوت رنين الهاتف . .
أتظنون أنها دانة هى التى تتصل ؟
آه يا حبيبتى . . كنتُ واثق أنكِ ستتصلين للأطمئنان عليّ . .

ألتقطتُ سماعة الهاتف وقلتُ :
" السلام عليكم . "

أتانى صوت الطرف الأخر يقول :
" وعليكم السلام . . كيف حالك بُنى ؟ "

ولخيبة أملى لم تكن دانة المُتصله ، أنما كانت والدتى تتصل للأطمئنان علىّ . .

بعدما أنهيتُ المكالمة ظللتُ واقفاً أمام الهاتف حائراً . .
هل أتصل بها أم لا ؟

على أى حال أنا لن أقوى على أحتمال إبتعادها عنى أكثر من هذا ، هذا غير أنها لن تهون علىّ ولن يهون علىّ أن تظل غاضبة منى أكثر من هذا . .
هذا لو كانت غاضبة . .
رُبما كانت فى أفضل حال الأن بدونى . .
نعم . . إنها لا تبالى بى أبداً . . ولا يهمها أن أكون غاضباً منها أو غير واثقاً فى حبها . .
لا . . دانة لا تعطف علىّ . . إنها تحبنى . .
هذا واضحاً للغاية ولا يحتاج لكل هذه الأختبارات التى أخضعها لها منذ أن عاد بصرى إلىّ . .

حسناً . . سأتصل بها الأن وسأخبرها بكل ِشئ . .

أمسكتُ بسماعة الهاتف وأتصلتُ بدانة فأجابت بعد فتره قائله :
" السلام عليكم . . من معى ؟ "

أبتهجتُ كثيراً لدى سماعى لصوتها . .
آه يا دانة كم أشتقتُ إليكِ يا حبيبتى . .

" من معى ؟ "

أنتزعنى صوت دانة من شرودى ، فقلتُ :
" أنه أنا يا دانة . "

ظلت دانه صامته للحظات ، ثم قالت :
" كيف حالك يا إياد ؟ "

قلتُ :
" فى خير حال . . "

وأستطردتُ :
" لا ينقصنى سواك ِ . "

دانة ظلت صامتة لفترة أطول هذه المرة ثم قالت :
" أسفه يا إياد . . لابد أن أنهى المكالمة الأن . "

قلتُ :
" ألن تأتى اليوم ؟ "

قالت هامسة :
" حسناً . . أنتظرنى . . سأتى بعد ساعة . . إلى اللقاء . "


*-*-*-*




أعدتُ سماعة الهاتف إلى مكانها ونظرتُ إلى أمى التى كانت تراقبنى بنظرات ثاقبة ثم قلتُ :
" إنها سلمى صديقتى . . "

أمى ظلت تنظر لى دون أن تنطق بكلمه فتابعتُ :
" كانت تخبرنى بأنها تريد الذهاب للتسوق وتريدنى أن أذهب معها . "

أمى زفرت بضيق وقالت :
" حقاً ؟ "

قلتُ :
" بلى يا أمى . "

أمى مطت شفتيها قائله :
" لِم تكذبين علىّ يا دانة ؟ "

أبتلعتُ ريقى بصعوبة وقلتُ :
" أنا لا أكـــ . . . "

قاطعتنى أمى قائلة :
" بل تكذبين . "

تنهدتُ وقلتُ :
" أخشى أن تمنعينى من الذهاب إليه . "

أمى قالت :
" هذا ما أنوى فعله . "

قلتُ :
" لماذا يا أمى ؟

أمى قالت مُباشرة :
" قلبى غير مُطمئن لذهابك المُتكرر إليه يا دانه . "

قلتُ :
" لماذا أنتِ قلقه هكذا ؟ إنه ضرير لا حول له ولا قوة . "

أمى قالت بأصرار :
" لن أسمح لكِ بالذهاب يا دانة . "

قلتُ بتوسل :
" حتى لو أخبرتكِ أنها ستكون أخر مرّة أذهب فيها إليه . "

أمى زفرت بضيق وقالت :
" حسناً يا دانه . . لكن هذه ستكون اخر مرّة . . هل سمعتى ؟ "

وبسرعة البرق أرتيدتُ ملابسى وذهبتُ إلى إياد . .
كم أشتقتُ إليك يا حبيبى !

*-*-*-*


لم تمضى ساعة حتى كانت دانة تطرق باب شقتى ، فذهبتُ لأفتح لها الباب . .
كنتُ أنوى أخبارها بأننى صرتُ أرى لكن . . .
ماتت الحروف على شفتىّ بمجرد رؤيتى لها !

" كيف حالك يا إياد ؟ "

قالت دانة ذلك ومدت يدها لتمسك بيدى وتساعدنى على السير والذهاب إلى غرفة الجلوس . .
قلتُ :
" على ما يرام . "

ولم أكد أجلس على مقعدى حتى باردتُ لسؤالها :
" لِم أختفيتِ كل هذه الفترة ؟ "

دانه تنهدت وقالت :
" أمى كانت تمنعنى من الذهاب إليك . "

تفاجأتُ وقلتُ :
" لماذا ؟ "

دانة قالت :
" سأخبرك فيما بعد . . أما الأن فسأذهب لأعداد بعض الطعام لك . . لابد أنك تتضور جوعاً . "

قلتُ :
" دعكِ من الطعام الأن . . أخبرينى ما الأمر ؟ "

ظلت دانة صامتة لفترة ثم قالت :
" لو أخبرتك لن تغضب منى . "

قلتُ :
" لستُ أدرى . "

دانة بدت مُتردده للحظه ، ثم لم تلبث أن قالت :
" هناك شخصاً ما مُتقدم لخطبتى والجميع موافقون عليه . "


*-*-*-*-*


أدركنى الرعب حين أنتهيتُ من قول جُملتى . .
وليتنى ما تفوهتُ بها . . ليتنى ما نطقتها . .
فلو أنكم رأيتم مقدار الغضب الذى أرتسم على ملامح إياد حينها . . لو أنكم رأيتموه لكنتم أستنتجتم رد فعلى على هذا . .
لقد نهضتُ على الفور وذهبتُ إلى المطبخ لأعد طعام الغداء إلى إياد وأنا أقول : " سأذهب لأعداد الطعام . "



إياد أستوقفنى بزمجرة حادة . .
" أنتظـــــرى . "


توقفتُ فى مكانى بذعر شديد وألتفتُ إلى إياد وأنا أقول بوجل :
" نعم ؟ "


إياد سألنى بحده :
" متى حدث هذا ؟ "


قلتُ :
" كان ذلك فى نفس اليوم الذى ذهبنا فيه إلى الشاطئ . "


إياد قال :
" فهمت الأن . "


وأستطرد :
" وأنتِ ما رأيك بهذا الأمر ؟ هل أنتِ موافقه ؟ "


قلتُ بسرعه :
" طبعاً لا . . "


قال :
" أخبريهم أذن برفضكِ هذا . "


قلتُ :
" أمى وأبى مُصرين بشدة . "


إياد ظل صامتاً لفترة طويلة وبدت عليه علامات التفكير ، قبل أن يقول :
" وما الحل يا دانة ؟ "


كدتُ أقول له :
" الحل فى يديك . "


لكنى أبتلعتُ جُملتى وقلتُ بدلاً منها :
" لا أعلم . "


إياد قال بعد فترة :
" وماذا لو ذهبتُ إلى منزلكم وطلبتُ يدكِ من والدكِ ؟ "


تفاجأتُ وأبتهجتُ فى آنً واحد . .
أخيراً قلتها يا إياد . . أخيراً . .


" هل توافقين ؟ "


سألنى إياد بتردد فقلتُ بسعادة بالغة :
" طبعاً . "


وذهبتُ إلى المطبخ بسرعه لأعد الطعام . .
آه . . كم أنا سعيدة ! بل إننى أكاد أطير من فرط سعادتى . .
يارب أتم سعادتى على خير وأجمعنى به على خير . .



*-*-*-*




بعدما أنتهينا من تناول الطعام ذهبت دانة إلى المطبخ لتغسل الأطباق ، بينما ظللتُ أنا أفكر فى طريقة مناسبة لكى أخبر دانة بها بأننى صرتُ أرى . .
لكن بلا جدوى . .


هل أتعمد الأصطدام بأى شئ ، ثم أخبر دانة بأننى قد صرتُ أرى ؟
أم أصارحها بالحقيقه وليكن ما يكن ؟


هل تعلمون ؟
سأصارحها بالحقيقه وسأعتذر لها عن ظنى بها . .
هذا هو الحل الوحيد . .


وقبل أن أعيد التفكير فى الأمر وأرفضه ثانية ، نهضتُ وأتجهتُ إلى المطبخ لكن . . .
قبل أن أصل إلى المطبخ سمعتُ صوت صرخة قوبة أعقبها صوت شئ يرتطم بالأرض و . . .
وران الصمت على البيت من جديد . .


أنتفض قلبى بين ضلوعى لدى سماعى لتلك الصرخة وهرولتُ بسرعة نحو المطبخ لأرى دانة جالسة على الأرض ومُمسكة برأسها وهى تئن وتتألم !




*-*-*-*

بوح قلم 11-04-11 07:00 PM

26
****
***
**
*



جثوتُ على ركبتاى بجانبها بفزع . .


" ماذا حدث ؟ ما بكِ ؟ "


دانة أشارت إلى السلم الذى بجانبها وقالت :
" كنتُ واقفة على السلم الخشبى وأحاول الوصول إلى أعلى الدولاب ، فذلت قدمى و . . . . "



بترت دانة جُملتها وراحت تحدق بوجهى فى ذهول كما لو أنها ترانى لأول مرّة !

فى البداية لم أنتبه للأمر ؛ فقد أفزعنى صوت صراخها لدرجة أننى نسيتُ التظاهر بالعمى . . وها هى دنة تحدق بى فى دهشة ممزوجة بالأستنكار ، قبل أن ترفع أصبعها وتشير إلىّ قائلة بذهول :
" إياد . . إنك . . .إنك . . . "


ولم تتم جُملتها ، كانت مُندهشة إلى درجة أنها صارت عاجزه عن قول جُملة مفيده !

ولم تلبث دهشتها هذه أن تحولت فى خلال ثوانى إلى غضب هادر وهى تقول :
" يا ألهى ! لقد كنت تخدعنى . . كنت تضحك علىّ كل هذا الوقت . . يالى من ساذجة غبية ! يالى من بلهاء ! "


قلتُ بسرعة :
" كلا . . لم تكن خدعة بالطبع يا دانة . . لقد فقدتُ بصرى بالفعل و . . . . "


قاطعتنى قائلة بحدة :
" كاذب . . لقد كنت تخدعنى طوال الوقت وتتظاهر بالعمى لأقع فى حبك . . "


وأضافت كما لو كانت تحدث نفسها :
" كيف أستطعت خداعى بهذه الطريقه ؟ وكيف صدقتك ؟ كيف ؟ كيف ؟ "



وبدأت دموعها تسيل على وجنتيها وهى تقول :
" لقد كانت ماما مُحقه فى شكوكها . . ليتنى استمعتُ إليها . "


وكفكفت دموعها ثم ولتنى ظهرها وأنصرفت . .
ظللتُ لفترة من الزمن واقفاً أنظر إلى باب الشقة الذى عبرته منذ لحظات ، قبل أن أفيق من حالة الذهول التى كانت تغلفنى وأعدو بأقص سرعتى للحاق بها و . . .
وجدتها . .

كانت تقف على مقربه من باب الشقه تبكى بحرقة أنفطر لها قلبى إلى نصفين وشعرتُ بمدى سخافتى لأننى كنتُ السبب فى هذا . .

وكم كرهتُ نفسى لأننى سببتُ لها كل هذا الحزن ، وكل هذه التعاسة !
لقد كانت دانة منذ شهور - أى عند لقائى بها لأول مرّة - كالوردة المُتفتحة ذات العطر الفواح ، الذى يملأ الأجواء برائحته العليلة . .
أما الأن ، فقد صارت كالورود الذابلة ، التى لا لون لها ولا رائحه . .
أنا الذى فعلت بها كل هذا . .
وليتنى مُتت قبل أن أؤذيها بهذا الشكل . .


أقتربتُ منها ببطئ ، وربتُ على ظهرها فأنتفضت بقوه واستدارت لتنظر إلىّ بفزع ، إذ أنها لم تنتبه إلى وجودى بجانبها . .
أستطعتُ أن أنطق ببضع كلات مُبعثرة . . لم تخرج من بين شفتىّ . . أنما خرجت من صميم قلبى . .


" دانة . . أنا أسف . . لم أقصد أن أسبب لكِ كل هذا الحزن . . لقد فقدتُ بصرى بالفعل فى الحادث . . ومنذ أيام عاد بصرى إلىّ حينما ضربنى على . . و . . .
كنتُ أريد التأكد من حبك لى فقط . .
هذا ما كنتُ أقصده بالفعل . . صدقينـــــى . "


دانة نظرت إلىّ من بين دموعها الغزيرة بمرارة شديده قبل أن تولينى ظهرها وتبتعد عنى بضع خطوات مُتباطئه مُرتبكه . .
تبتعتها ببصرى حتى وصلت إلى بداية السلم ووقفت عند أول درجه منه . .
لم أتمالك نفسى حينئذ . . ولم أقوى على أحتمال بُعدها عنى . .


" أنتظرى . "


تسمرت دانة فى مكانها لكنها لم تلتفت إلىّ . .
لم آبه بذلك ؛ فإنها تسمعنى على أى حال . . وهذا يكفى . .


" ماذا أفعل لكِ يا دانة لتسامحينى ؟ ماذا أفعل لتصفحين عنى ؟
أنا لن أتحمل أبتعادكِ عنى . . لن أتحمل ألا تكونى لى . . "


لم ترد دانة علىّ وإن أخترق صوت نحيبها أذنى ، ونفذ منه إلى قلبى فأدماه . .


" ألن تسامحينى ؟ ألن تصفحى عنى ؟ "


ألتفتت دانة لتلقى نظرة عابرة علىّ قبل أن تعود لتواصل طريقها بخطوات واسعه كأنها تُعلن بهذا أنقطاع الأمل فى هذا . .
وأنتهاء كل شئ !




*-*-*-*




لم أتوقف عن البكاء للحظة واحده حتى وصلتُ إلى حجرتى وسقطتُ على فراشى أبكى بكاءً مرير . .
لم أبكى مثله من قبل . .
وتذكرتُ حينها أن إياد الذى أحبه من كل قلبى ليس سوى ذلك الرجل المغرور السخيف الذى كنتُ أكن له كرها ًعميقا ً، وهو أيضا ًنفس الرجل الذى أختطفنى قبل زفافى بيوم واحد . .
كيف صدقته برغم كل ما فعله ؟
كيف وثقت به وهو غير جدير بثقتى ؟
ولماذا فعل بى هذا ؟ ماذا فعلتُ له لكى يتلاعب بى بهذا الشكل ؟
لعله فعل هذا إنتقاما ًمنى لمعاملتى السيئة له فى بداية معرفتى به !
نعم . . هذا هو التفسير الوحيد . .
لكنى لن أسمح له بمزيد من الحيل والكذب والخداع . .
لن أكون لعبة فى يديه . .
ولن أكون له . .


أسترحتُ كثيرا ًلهذه الفكره ، وذهبتُ إلى دورة المياة لأغسل وجهى بالماء الفاتر لعله يمسح أثار البكاء المحفوره على وجهى . .
لكنى ما كدتُ أغادر دورة المياة حتى رأيتُ أمى تجلس بغرفتى وتنتظرنى . .


أرتبكتُ بشدّة ؛ إذ أننى لم أكن أريدها أن ترانى وأنا بهذه الحالة !
وقلتُ :
" أهلا ًأمى . . أهناك شئ ؟ "


أمى هزت كتفيها قائلة :
" لا شئ . . لقد أردتُ فقط الأطمئنان عليكِ و . . . "


وصمتت لبرهة ثم أستطردت مُباشرة :
" أخبرينى ماذا دار بينك وبين إياد اليوم ؟ هل أتفقتم على أن يأتى لخطبتكِ ؟ "


هززتُ رأسى نافيه وهممتُ بقول شيئاً ما إلا أن تلك الغصة بحلقى منعتنى من النطق ، فقالت أمى :
" لم تتفقا على شئ ؟ "


أومأتُ برأسى إيجاباً ولم أجيب أيضاً فقالت :
" ألم تخبريه عن ذلك المُتقدم لخطبتك ؟ "


هززتُ رأسى نافية فقالت أمى :
" لماذا ؟ "


أخذتُ نفساً عميقا ًوزفرته ثم قلتُ بصوت هادئ نسبيا ً :
" لم أخبره لأنه . . . لم يعُد هناك داع ِلأخباره . "


أمى قالت بحيرة :
" ما معنى هذا يا دانة ؟ "


قلتُ :
" معناه أننى لم أعد أريده . "


أمى ظلت تنظر لى بحيرة شديدة ، قبل أن تقول :
" لم أفهم بعد . . ماذا تعنين ؟ "


صمتُ لفترة ، حاولتُ خلالها جمع شتات نفسى ، والتفكير بتروى . .
ورغم تلهف امى لمعرفة ما دار بينى وبين إياد ، إلا أنها لم تتعجلنى للرد وظلت صامتة إلى أن حسمتُ أمرى وقلتُ :
" أمى . . أخبرى أبى بموافقتى على الزواج من أبن صديقه . " !




*-*-*-*


تتبـــــــع

بوح قلم 11-04-11 07:04 PM

27
****
***
**
*







" أهذا هو قراركِ الأخير ؟ "

سألتنى سلمى - مُدرسة الرسم - وهى تنظر إلىّ بإمعان ، وتنتظر إجابتى . .
أرسلتُ نظراتى إلى الأرض وبقيتُ صامتة لبعض الوقت . .
لم أكن أدرى إذا كان قرارى الأخير هو أن أنسى إياد . . أو حتى إذا كانت هذه هى رغبتى بالفعل . .
لكن . . . بماذا يفيد هذا الأن ؟
لقد أنتهى كل شئ . . ومن الصعب . . بل من المستحيل أن نعود . .
نظرتُ إلى يدى اليمنى ، أو بالأدق إلى خاتم الخطوبة التى ألبسنى أياه أبن صديق والدى أوّل أمس فى حفل عائلى صغير . .
ثم عدتُ لأنظر إلى سلمى و قلتُ :
" نعم . . هذا قرارى الأخير . "

صمتت سلمى للحظة قبل أن تقول :
" ألا ترين أنكِ تهولين الأمر يا دانة ؟ "

قلتُ بأنفعال لا أدرى سببه :
" إنه كاذب . . لقد خدعنى يا سلمى . . وأنا لن أسامحه على هذا . "

سلمى مطت شفتيها قائلة :
" هل تريدين رأيى بصراحة يا دانة ؟ "

أومأتُ برأسى إيجابا ً فقالت :
" أنكِ تهولين الأمر . . "

نظرتُ إليها مُستنكرة فأستطردت بسرعه :
" لقد كان يريد التأكد من صدق مشاعركِ نحوه . "

قلتُ :
" بعد كل هذا لازال غير واثقا ً فى حبى له ؟! "

قالت :
" ما فعلتيه معه لم يكن قليلا ً يا دانة . . لقد كنتِ تعاملينه بطريقة سيئة . . والجميع فى المدرسه كانوا يلاحظون هذا . . هذا غير أنكِ فضلتِ عليه ذلك التافه على رغم أنه لا توجد وجه مقارنة بينهما أصلا ً . "

زفرتُ بضيق وقلتُ :
" ومع هذا أيضا ً ، لم يكن من حقه خداعى بهذه الطريقة . "

وأضفتُ :
" على أى حال لن يجدى الحديث فى هذا الأمر الأن ؛ فأنا مخطوبة الأن لشخص أخر وسنتزوج قريبا ً . "

هزت سلمى كتفيها قائلة :
" حسنا ً . . كما تشائين . . لكن عدينى بأن تفكرى بالأمر ثانية . "

ألتقطتٌ حقيبتى من فوق المنضدة وقلتُ :
" لم يعد هناك داع ِ للتفكير يا سلمى . "

ونظرتُ إلى ساعتى مُستطردة :
" حان موعد الأنصراف . . هيا بنا . "

غادرنا المدرسة وتوجهتُ نحو الطريق العمومى لأشير لإحدى سيارات الأجرة ، لتقلنى إلى منزلى ، فقالت سلمى :
" أين سيارتك ِ ؟ "

قلتُ :
" إنها مُعطله كالعادة . "

" أذن تعالى لأوصلكِ بسيارتى . "

تفاجأتُ وقلتُ :
" هل أشتريتِ سيارة ؟ "

فقالت :
" بلى . . أشتراها لى زوجى الأسبوع الماضى . "

وقادتنى إلى سيارة زرقاء ثم جلست خلف عجلة القيادة وجلستُ أنا بجانبها . .
سألتنى :
" ما رأيك بها ؟ أليست جميلة ؟ "

قلت :
" جميله جدا ً . . لستُ أدرى متى يتوب الله علىّ من تلك السيارة العجوز الذى تسير يوم وتتعطل ألف يوم . "

ابتسمت سلمى وقالت :
" ولماذا لا تشترين سيارة بالتقسيط المُريح و . . . . ؟ "

بترت سلمى جُملتها وعضت على شفتيها قائله :
" أوه . . كيف نسيتُ هذا ؟ "

سألتها بقلق :
" ماذا هناك ؟ "

قالت :
" نسيتُ معطفى بالداخل . "

قلتُ :
" لا بأس . . أذهبى لأحضاره . "

ذهبت سلمى لأحضار معطفها ، بينما بقيتُ أنا فى السيارة لحين عودتها . .
مرت عدة دقائق ، ولم تحضر بعد . .
أصابنى الضجر ، فوضعتُ يدى على مقبض الباب وكدتُ أفتحه لأغادر السيارة وأذهب للبحث عنها ، لولا أننى سمعتُ باب السيارة المجاور لمقعد القيادة يُفتح ، فأستدرتُ لأنظر إليها وأنا أقول :
" ماذا كنت تفعليـن كل هذا الـ . . . ؟ "

بترتُ جُملتى فجأة حينما وقع بصرى على ذلك الشخص الذى دلف إلى السيارة ، ورحتُ أحدق به وقد أتسعت عيناى على أخرهما !
هل أستنتجتم من هو ذلك الشخص ؟
صحيح . . إنه إياد !

للحظة ظل كلا ً منا ينظر إلى الأخر . .
كانت نظراته غاضبه ، والشرر يتطاير من بؤبؤيه . .
شعرتُ برعب شديد وأنا أنظر إليه ، وتجمدتُ فى مكانى من شدة رُعبى !
ولم أفق من حالة الرعب والذهول التى أنتابتنى إلا حينما أنطلق بالسيارة !
حينها فقط أستطعتُ أن أقول بصوت لاهث مُتقطع :
" أنت . . أنت . . أنت . . ماذا تفعل ؟ إلى أين أنت ذاهب ؟ إنها سيارة سلمى و . . . "

قاطعنى قائلا ً بهدوء :
" بل إنها سيارتى أنا . "

أتسعت عيناى على وسعهما وأنا أقول فى دهشة :
" كيف هذا ؟ لقد قالت سلمى أن زوجها أشتراها لها و . . . . "

بترتُ جُملتى حينئذ وأدركتُ اللعبة كلها !
سلمى تخبرنى بأنها ستوصلنى وتفتعل أنها نسيت معطفها ليأتى إياد وينطلق بالسيارة والله أعلم ماذا ينوى أن يفعل هذه المرّة ؟ !
لم أستطع تمالك نفسى حينئذ فصحتُ به :
" أنتظر هنا . . توقـــــف حالا ً يا إياد ."

قلتُ ذلك بأنفعال شديد ، فما كان منه إلا أن ظل يتطلع إلى الطريق أمامه دون أن يعيرنى أى أهتمام !
فقدتُ السيطرة على أعصابى تماما ً فى هذه اللحظة ، وفتحت باب السيارة المجاور لى قائله :
" سألقى بنفسى من السيارة لو لم تتوقف حالا ً. "

فإذا بيد إياد تمتد لتغلق باب السيارة وأسمعه يقول بغضب :
" لا تكونى حمقاء . "

رمقنى بعدها بنظرة غاضبه جمدتنى فى مكانى ، قبل أن يدير وجهه عنى ليتطلع إلى الطريق أمامه . .
سألته بوجل :
" إلى أين أنت ذاهب ؟ "

قال بحسم :
" إلى أى مكان هادئ لنتحدث فيه ؟ "

قلتُ بغضب :
" لم يعد هناك ما يمكن أن نتحدث عنه . "

إياد ألقى علىّ نظرة عابرة ثم قال بحسم :
" بل هناك الكثير لنتحدث عنه يا دانة . "

قلت بأستياء :
" أرجوك يا إياد أعيدنى إلى حيث كنت . "

قال :
" كلا . . سنذهب لنتحدث أولا ً وبعد ذلك سأذهب بكِ إلى أى مكان تريدين الذهاب إليه . "

قلتُ بتوسل :
" أرجوك يا إياد أعيدنى إلى منزلى الأن . "

قال :
" لا تجادلينى يا دانة . "

شعرتُ بقلة حيلة وأنا أجلس بجانب إياد الذى راح يسلك طرقا ً مجهولة بالنسبة إلى ّ . .
حاولتُ أن أكبت رغبتى فى البكاء وأن أبدو متماسكة أمامه لكن الدموع فاضت من عينى وراحت تنساب على وجنتى ّ رغما ً عنى !
وحينما أنتبه إياد لذلك توقف بالسيارة على جانب الطريق وألتفت إلىّ قائلا ً بحيرة :
" لماذا تبكين يا دانة ؟ "

قلتُ :
" أعيدنى حيث كنت يا إياد أرجوك . . "

إياد قال بصرامة وحسم :
" لن أعيدك قبل أن تستمعى إلى ّ . "

قلتُ بغضب :
" هل سترغمنى على الأستماع إليك ؟ "

قال وقد لانت نبرته قليلا ً :
" لن أرغمك على شئ . . لكن لابد أن نتحدث يا دانة . "

قلتُ :
" لم يعُد هناك جدوى من الحديث يا إياد . . لقد تمت خطبتى أوّل أمس وأنتهى الأمر . "

جُملتى أثارت غضب إياد ، وأفقدته السيطره على نفسه . .
وبعدما كان يتحدث بطريقه هادئة إلى حد ما . . صار يتحدث بعصبيه وأنفعال . .
قال بصوت أجش يوحى بمدى غضبه :
" لا تأملى فى أن تكونى لغيرى فى يوم ؛ لأننى لن أسمح لكِ بهذا أبدا ً طالما أنا على قيد الحياة . "

شعرتُ بالخوف منه فتراجعتُ فى مقعدى فى ذعر ، فإذا به يغمض عينيه بقوه ويحاول جاهدا ً التحكم بأعصابه ، والسيطرة على غضبه . .
ثم قال بهدوء نسبى :
" أسمعى يا دانة . . ما تفعلينه لن يعذبنى وحدى . . فكما أحبك فأنتِ أيضا ً تحبيننى . "

جُملته هذه زادتنى غضبا ً فوق غضبى ، فصحتُ به :
" وطالما أنت تعلم هذا وواثقا ً منه هكذا ، لِم كل هذه الأختبارات التى أخضعتنى لها ؟ "

إياد تنهد بقوة وقال :
" ألن تنسى هذا الأمر قط ؟ "

أجبتُ مُباشرة :
" كلا . . لن أنس ِ هذا الأمر أبدا ً أبدا ً أبدا ً. "

قال إياد بأسى :
" لكنى أحبك ِ يا دانة . . ألا يجعلكِ هذا تتغاضين عما فعلته ؟ "

أطرقتُ برأسى ولم أرد عليه . .
لابد أن يعلم أننى لن أسامحه على ما فعله بسهولة !

" لا تكونى عنيدة يا دانة . . لا تفعلين بنفسك وبى هذا . "

" أنت الذى فعلت بنا هذا وليس أنا . "

" وهأنذا نادما ً على ما فعلت . . ألا تسامحينى ؟ "

" أبــــدا ً . "

وأشحتُ بوجهى عنه . .
ظل إياد صامتا ً لفترة ، ولأننى لم أكن أنظر إليه فإننى لم أر تعبيرات وجهه ، ولم أعرف رد فعله على ما قلته . .
بعد فترة من الزمن .. شعرتُ بيد إياد تمسك بذقنى ثم أدار وجهى إليه وأجبرنى على النظر إليه . .

" أهذا هو قراركِ الأخير ؟ "

أومأتُ برأسى إيجابى ، وقلتُ :
" نعم . . هذا قرارى الأخير ولن أعدل عنه أبدا ً . "

بدا إياد مصدوما ً بردى كأنه لم يتوقع منى أن أتخلى عنه بمثل ِ هذه السهولة . . وظهرت على وجهه علامات الحزن والأسى !
شعرتُ بالندم على ما تفوهتُ به ، خاصة حينما أدار إياد وجهه وعاد ليشغل السيارة ثم أنطلق بها . .
كنتُ أريد أن أخبره بأننى قد سامحته ما أن وقع بصرى عليه . . لكن منعنى كبريائى من هذا !
فظللتُ صامتة طوال الطريق . . مٌُطرقة الرأس . . أختلس النظر إليه من حين لأخر . .
وأنتظر أن يصالحنى مجددا ً !
لكنه لم يبد لى عازما ً على ذلك . . هذا غير أن وقت العودة أستغرق وقتا ً أطول مما ينبغى !
رفعتُ بصرى ونظرتُ إلى الطريق ، وأتسعت عيناى على أخرهما . .
فقد كان إياد يغادر الطريق الأسفلتى ويسلك طريقاً طويلاً فى نهايته رأيتُ ذلك المنزل الريفى الذى كان إياد يحتجزنى فيه !




*-*-*-*


" لا . . لا . . لا . . ليس ثانية . . "

نظرتُ إلى دانة التى قالت الجُملة السابقه بأنهيار وهى تغطى وجهها بكلتا يديها ، وتجهش فى البكاء بصوت مُرتفع !
فاجأنى رد فعلها هذا كثيرا ً ، وأربكنى بشدّة ؛ فأنا لا يقتلنى سوى دموعها لو كنتم تجهلون هذا !
توقفتُ بالسيارة فجأة وألتفتُ لأنظر إليها . .
قلتُ :
" أرجوك ِ يا دانة كفاكِ بكاءً . . ألا تعرفين أن دموعك هذه تعذبنى ؟ "

دانة قالت من بين دموعها وهى شبه مُنهارة :
" لماذا تفعل بى هذا يا إياد ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ "

وأضافت :
" إذا كنت تريدنى ألا أتزوج أبدا ً فسأفعل لكن لا تفعل بى هذا ثانية . . لا تحتجزنى بهذا المنزل . . لا تفعل أرجوك . "

نظرتُ إلى دانة باستغراب شديد ، وقلتُ :
" من قال أننى أنوى أحتجازك هنا ؟ إننى فقط أريد أن نتحدث بهدوء . . "

وأضفتُ :
" يا دانة أنا لن أستطيع تحمل إبتعادكِ عنى أكثر من هذا . . لابد أن تكونى معى دائما ً . . لابد ألا تبتعدى عنى للحظة واحده . "

قالت مُنفعله :
" من أى شئ خلقت أنت ؟ أتتصور أن أحتجازك لى بهذا المنزل سيكــ . . . "

قاطعتها قائلا ً :
" قلتُ أننى لن أحتجزك هنا ثانية . . لن أكرر هذا الخطأ مرّة أخرى . "

نظرت دانة إلىّ بحيرة ودموعها لازالت عالقه برموشها ، فتابعتُ حديثى :
" ما أقصده بحديثى يا دانة هو أن تكونى معى فى نفس البيت الذى أقيم فيه . . وأن تكونى زوجتى وأم أولادى . "

تطلعت دانة إلىّ بمزيد من الحيرة ، فتابعتُ :
" هل تقبلين الزواج منى يا دانة ؟ "

ظلت دانة صامته لفترة من الزمن ، قبل أن تقول :
" وكيف أضمن ألا تخدعنى مرّة ثانية ؟ "

قلتُ بسرعة :
" لن أفعل . . أقسم أنها ستكون أخر مرّة . "

" وإذا فعلتها ثانية ؟ "

قلتُ بسرعة :
" أفعلى ما يحلو لكِ حينئذ . "

خيل إلىّ أننى رأيتُ شبه ابتسامه على زواية فم دانة ، قبل أن تقول :
" إذا خدعتنى مرّة أخرى سأحتجرك فى هذا المنزل وسأمنع عنك الماء والطعام . "

ابتسمتُ وقلتُ :
" هذا المنزل سيكون عشنا الصغير . . "

توردت وجنتى دانة وهى تقول :
" لكنه سيحتاج لوقت طويل حتى تعود إليه الحياة من جديد بعد ذلك الحريق . "

قلتُ بسعادة بالغه :
" أيعنى هذا أنكِ . . . موافقه ؟ "



*-*-*-*-*








الخاتمة
*****


الساعة الآن 02:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية