منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148770.html)

kagol 23-09-10 06:31 AM

اهنيكى يافراولة الرواية اكثر من رائعة بجد انا متشوقة جدا اعرف بقية الاحداث بليز بليز متتاخريش فى تكملتها .............ليكى منى جزيل الشكر....................

نيو فراولة 23-09-10 05:33 PM

8- عودة الغريم الآخر

وسافر ديفيد يوم الأثنين ألى لندن , من دون أن يودّع موراغ التي كانت منشغلة بأقامة الزينة والأستعداد لحفلة زواج كايتي , وسرّها أن غضبها الذي أثارته في وجه ديفيد أسفر عن النتيجة المتوخاة , ذلك أنه تجاهلها تماما , والآن بعد أن رحل شعرت أنها تحررت من كابوسه الذي عانته طوال الأسابيع الأخيرة .
وسرّها أن تعود الحياة ألى رتابتها , وأن قلبها لم يعد يخفق كلما رأت ديفيد يصعد الدرج قافزا أو يختفي خارجا من الباب , نعم , سرّها ذلك , ولو أنها لم تزل تشعر بالغصة , ففي محاولتها الأساءة أليه أساءت ألى نفسها أكثر , ثم أنها لامت نفسها على ما صدر منها من تصرف فظا نحوه , وهو الذي لم يظهر لها ألا اللطف والتفهم.
ووصل آندي ألى الفندق . مساء يوم الثلاثاء , ببزته الرسمية وشعره الكستنائي المرتب , كان قصير القامة رقيقها , بحيث ظهرت موراغ أطول منه مع أنه يزيدها ببضعة سنتيمترات , ألا أنه من النواحي الأخرى لم يتغيّر , بل بقي ذلك الولد الذي رافقها في المدرسة.
وأدركت موراغ أن آندي لن يفاتحها بالزواج في الحال , وأنما يفضّل أن يتريث بعض الوقت , ولم يزعجها ذلك , لأن وجوده لم يثر فيها أية بهجة , وحين ودّعها ليذهب ألى أهله لم تأسف لوداعه , بل نسيته حالما خرج من الباب .
وكان يوم الأربعاء , يوم العرس , مشمسا على رطوبة وأعتدال , وفيما العروسان , كايتي وجوني , يستعدان للذهاب في شهر العسل , فكرت موراغ أنه ليس من الضروري أن يكون أثنان في غرام عنيف حتى يتزوجا , وأذن , فلعل الصداقة غير المثيرة التي تربطها بآندي كافية لتكون أساسا لزواج سعيد.
منتديات ليلاس
وحين صعد العروسان ألى السيارة رمت كايتي بباقة الزهور ألى موراغ قائلة:
" خذيها يا موراغ .... أنت العروس المقبلة!".
فأمسكت موراغ باقة الزهور , وآندي ألى جانبها , وهي تشعر أنها كانت محط أنظار الحاضرين وتمنياتهم لها بزواج سعيد من آندي .
وهكذا وجدت نفسها أمام الأمر الواقع الذي لا غرام فيه , ولكن أي شأن للغرام في مجرى الحياة العادية ؟ فهي في الأيام القليلة اتالية , بعد أن عادت ألى علاقتها الماضية مع آندي , بدأت ترافقه ألى حفلات الرقص , وتتحدث أليه عن عن ناقلة النفط التي كان يعمل على متنها , وتضع معه الخطط للذهاب ألى التزلج على الثلج وما ألى ذلك , حتى أنها دعته ألى تناول الغداء يوم العيد مع بيتر وجين.
وكانت موراغ في كل هذا تراقب آندي عن كثب , فلاحقت وجهه الفتي من أية تجاعيد , وآراءه الفجة بعض الشيء , وموقفه الساذج نحو العمل في الحياة , فكل ما كان يهمه هو أدخار المال والحصول على ما أمكن من أوقات الفراغ , ومع مرور الأيام تناقص شغفها به , حتى كادت لا تجيبه أو تصغي ألى كلامه.
وفي آخر الأمر , وكان ذلك يوم أحد , لاحظ آندي ما أصبحت عليه حال موراغ معه , ففيما هما يتسامران , خامره شعور بأن شيئا ما قد أنطفأ في قلبها وأنها لم تعد تتجاوب معه كالعادة , فأنتفض ونظر أليها بعينين رماديتين وقال لها:
" ما بك؟ تغيرت كثيرا عما مضى!".
فأجابت موراغ :
" لا شيء ...... ثوبي هذا جديد , ولكن شعري لا يزال كما كان!".
فقال لها آندي:
" لا أعني ذلك , أعني أنك تتصرفين كما لو كنت أمرأة ناضجة , فلا يعجبك ما كان يعجبك من قبل , تذكري كيف كنت , مثلا , ترقصين بحماسة كدت تفقدينها أخيرا........".
فضحكت موراغ قائلة:
" وهل هذا مهم؟".
فأجاب آندي:
"كان يهمك من قبل , أما الآن فماذا جرى ؟ أشعر كأنني لم أعد أعرفك , وكلما جلسنا معا يخيّل ألي أنك على بعد أميال مني!".
ولم تكن موراغ تظن أنه شديد الملاحظة ألى هذا الحد , فبات عليها أن تبذل مزيدا من الجهد لتظهر أكثر أهتماما به , يكفي أن يكون في نظرها شابا وسيما ومخلصا , وأن يوفر لها السياج الذي يحميها من ديفيد , ولذلك لبست قناع الخفة والمرح وقالت له:
" كفاك يا آندي ......كلانا تغيّر قليلا نحو النضوج ...أفلا تظن أن هذا أمر طبيعي؟".
وأبتسمت قليلا في وجهه , فسرّها أنه بادلها الأبتسامة وقال لها:
" الحق معك , ولكن شيئا واحدا لم يتغير , وهو أنك تبدين رائعة الجمال حين تبتسمين هكذا".
وجاء يوم الأثنين , وأخذ الناس يستعدون للأحتفال برأس السنة , وعاد مهندسو المحطة ألى عملهم ونزلوا في الفندق , وكان ديفيد آخر العائدين , فيما كانت موراغ تتأهب للخروج مع آندي برفقة آن وفرانك , فما أن سمعت وقع خطواته وهو يدخل البهو حتى خفق قلبها وألتهب خدّاها , فقالت في نفسها : أذا كانت هذه رد فعلي قبل أن أراه , فكيف ستكون , أذن , بعد أن أقف أمامه وجها لوجه؟
وقررت موراغ أن تمتحن شعورها غدا صباحا , بالعودة ألى تقديم طعام الفطور , وحين فعلت , لم تحظ من ديفيد ألا بنظرة حادة قاسية وصمت مطبق , وبدا ديفيد في صحة جيدة بعد العطلة , فزال الشحوب الذي كان يعلو وجهه بتأثير السهر والعمل الشاق , وزاد لمعان شعره الذهبي , وعلى العموم , كان يزخر بحيوية وتّرت أعصاب موراغ الطرية.

نيو فراولة 23-09-10 06:17 PM

وقالت موراغ في نفسها : كيف يجرؤ أن يقف منها , بعد عودته , ذلك الموقف اللامبالي ؟ لا شك أنه يخلو من أي شعور.
وعاد العمل في المحطة ألى سابق عهده من الأهمية القصوى ,وبذلت جين وموراغ جهدهما , كالعادة ,في القيام بتهيئة الطعام للعاملين في المحطة , عند رجوعهم ألى الفندق في ساعات متفاوتة. وكانتا أيضا تستعدان للحفلة التي ستقيمانها لمناسبة العيد الوطني . وسرّهما أن يتطوع آندي لمساعدتهما , فنقل صناديق الشراب , وأستعار الأقداح والفناجين من الأصدقاء والجيران , وشارك في غير ذلك من الأعمال التي لا تقدران على القيام بها , وحين عاد ألى الفندق في المساء , كانتا مسرورتين للترحيب به وشرب الشاي معه.
وقالت له جين:
" شكرا لك يا آندي على مساعدتك أيانا اليوم ....فلولاك لا أعلم ماذا كنا فعلنا ......".
فأجاب آندي :
" لا شكر على الواجب....... ستكون الحفلة رائعة......... وسيحضرها من المدعوين أكثر مما مضى .... في أيامي أنا على الأقل".
فقالت جين :
" نعم , أنا دعوت العاملين في المحطة وجميع الأصدقاء والأقرباء . فهذا العيد آخر الأعياد التي سأحضرها في هذا الفندق , والآن أخبرني يا آندي : هل توصلت أنت وموراغ ألى قرار بصدد زواجكما؟".
منتديات ليلاس
وأطرقت موراغ برأسها وتجنبت النظر ألى آندي حتى لا تساعده على الجواب , وتنحنح آندي , لكن قبل أن يجيب فتح الباب ودخل بيتر مسرعا وأتجه نحو جين , فحيّاها وصاح بأعلى صوته صول الباب :
" أدخلوا يا شباب.......".
فدخل رون وستيف وريغ , وقال بيتر بلهجة المنتصر :
" نجحنا ....... في هذه اللحظة , أذا لم يحدث ما لم يكن في الحسبان , ستبدأ الحطة بتوليد الكهرباء !".
وألتفت ألى جين وقال لها:
" أتسمحين لنا يا حبيبتي بالأحتفال قليلا لهذه المناسبة؟".
فأجابته جين برحابة صدر :
" أهلا وسهلا بكم .......تفضلوا".
وبعد أن خلعوا معاطفهم وجلسوا حول زجاجة من الشراب , قال رون:
" عندما مرض تيد ظننت أن التوصل ألى هذه النتيجة ف المحطة لن يتم ...... ألى أن تمكن بيتر من الحصول على ديفيد......".
وقال ستيف موافقا زميلة رون :
" نعم و هذا صحيح , ويؤسفنا أنه سيترك العمل في المحطة قريبا ....... يا له من معين في المآزق .... أنه جرىء في أتخاذ القرارات حالا وسريعا , ولا يهمه أن يتحمل المسؤولية أذا وقع أي خطأ.........".
وأضاف ريغ قائلا:
" كم وقعنا في المآزق خلال الأسابيع الأخيرة الماضية ,والآن أنا سعيد أن أنام الليلة ملء جفنيّ....".
وهنا سأل بيتر أين ديفيد , فأجابه رون بأنه سيحضر بعد قليل ,ولم يكد رون ينهي كلامه حتى سمع صرير باب البهو وصوت تحطم الزجاج على الأرض , وساد الصمت في المطبخ , فأتجهت الأنظار ألى جين , وفجأة أنفجر الرجال بالضحك حين دخل ديفيد ألى الغرفة,وعيناه تشعان بالمرح وهو يقول:
" معذرة يا جين .... أفلت الباب من يدي فأنطبق بسرعة وتكسر زجاجه!".
ثم أقبل عليها بحماسة وطوّق خصرها بيديه القويتين , ورفعها عاليا وهو يقهقه ضاحكا , فأستنجدت جين ببيتر مازحة , فقال لها:
" ديفيد يفعل ما يراه حسنا , ولا مردّ لذلك ..... فما عليك ألا أن تستعطفيه ....".
وبعد فترة من الدعابة والمزاح أشترك فيها الجميع , جرى الحديث عن المحطة والصوبات التي برزت في المرحلة الأولى , فقالت موراغ بعد صمت طويل :
" أود أن أعرف لماذا كان العمل في المحطة بطيئا في بادىء الأمر , ثم تسارع خلال الأشهر الستة الماضية ألى حد الجنون ؟".
فأجابها ستيف :
" هذه طبيعة المقاولات الأنشائية , يجلس المهندسون شهورا عديدة يرسمون الخرائط التي لا يستعملون منها ألا القليل , ثم فجأة يبدأ العمل بسرعة لا تطاق.....".
وتواصلت الأحاديث , بينما جين تقوم بتهية طعام العشاء , وآندي الجالس بقرب موراغ يستفهم من بيتر عن مجرى العمل في المحطة , وديفيد صامت على غير عادته ويداه في جيبي سترته .
وحدقت أليه موراغ بأمعان , فلاحظت أن وجهه الوسيم كان شاحبا ومتعبا , وأذ زالت عنه البشاشة وسعة الحيلة , بدا صلبا قاسيا .
ثم لم يلبث أن أفرغ كأسه , وفيما هو يضعها نظر ألى آندي نظرة فاحصة , تحولت بعد قليل ألى موراغ , فهزت رأسها وعزمت بينها وبين نفسها أن لا تقع هذه المرة أيضا تحت وطأة سحره , فهو بعد أيام سيرحل ألى حيث أتى , فأذا لم تقاومه تركها وحيدة بائسة.

نيو فراولة 23-09-10 06:52 PM

وخرج الرجال لتغيير هندامهم أستعدادا لتناول طعام العشاء , ثم عاد بيتر بعد قليل ليقول لموراغ :
"لا تقومي بخدمتنا هذا المساء يا موراغ , فعندك مهام أخرى تقومين بها , يكفي أن تضعي الطعام على كوة المطبخ ونحن نخدم أنفسناثم نذهب ألى النوم باكرا لأن الغد سيكون يوما آخر من العمل الشاق........".
ثم ألتفت ألى جين وقال لها:
" سيقيم النادي حفلة عشاء غدا مساء , فأخبرتهم أنك منشغلة لا تقدرين أن تحضري , ولكنني سأحضره مع زملائي لوقت قصير , ثم نعود ألى هنا".
وخرجت موراغ مع آندي الى الباب الخارجي وكان زجاجه لا يزال منتثرا على الأرض , فقالت :
" ما هذا؟ يجب أن أزيله وأنظف المكان ".
فقال آندي :
" هذا من واجب الذي حطمه!".
أجابت موراغ:
" لا , فهو متعب جدا , كان يعمل في المحطة بغير أنقطاع طوال الأسبوع".
فسألها آندي:
" من هو ؟ لم يكن هنا في السنة الماضية".
فأجابته موراغ:
" ديفيد هاكيت , جاء ألى هنا منذ تشرين الثاني ( نوفمبر) الفائت!".
فقال آندي :
" لم يمل قلبي أليه".
فأحتجت موراغ قائلة:
" ولكنك لم تتعرف أليه ألا منذ حين ".
فقال آندي :
" أعرف ذلك , يبدو لي أنه يتصرف كما لو كان هنا منذ أمد طويل ".
فأجابته موراغ :
" كلهم كذلك , لأن والدتي تجعلهم يشعرون كأنهم في بيوتهم".
وكانت موراغ ,خلال هذا الحوار , في موقف المدافع , وشعر آندي بذلك فأزورّت عيناه وقال :
" أنت تميلين أليه , وألا لما أسرعت للدفاع عنه!".
فأجابت موراغ بغضب:
" كفى".
منتديات ليلاس
وعندما تطلعت ألى وجهه ورأته عابسا , أخذت تقهقه ضاحكة , مما أغاظ آندي فقال لها:
" ماذا يضحكك ؟ لم أقل ما يثير الضحك !".
ثم أمسكها بكتفيها وهزها قائلا :
" ما هذا التصرف يا موراغ , لم أعد قادرا على فهمك !".
وهنا فتح الباب وراءهما وتعالت الأصوات في البهو , ثم أغلق الباب وأبتعدت الأصوات , وكان آندي يهم بمعانقة موراغ , فأضطر ألى تركها بغتة , مما أثار غضبه , فخرج من الفندق من دون أن يتفوه بكلمة.
وألتفتت موراغ , فرأت ديفيد , وسترته عل كتفه , يصعد الدرج على مهل , من دون أن ينظر ألى الوراء.
ورن جرس الهاتف , فأمسكت موراغ السماعة , فأذا بصوت فرجينيا على الطرف الآخر من الخط.
" هالو , أنا فرجينيا , أسمعي يا عزيزتي ! هل يوجد مكان لي في الفندق لبضعة أيام؟".
فأجابت موراغ :
" نعم , بكل تأكيد , متى ستأتين؟".
فقالت فرجينيا :
" حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف ".
وبعد تردد قالت لها موراغ :
" لا شك أن ديفيد يجب أن يلاقيك في المطار, وهو الأن هنا , أتريدين أن تتحدثي أليه؟".
فأجابتها فرجينيا :
" كلا ,لا أريد أن أتحدث أليه الآن , بل غدا , أرجوك أن لا تقولي له أو لبيتر أنني قادمة , أريد قدومي أن يكون مفاجئا , يجب أن أرى ديفيد لأمر ضروري يتعلق بوظيفته الجديدة , ففي خلال عطلة العيد لم تتمكن من أكمال الترتيبات اللازمة , ولكننني أكملت كل شيء الآن ........... وأظن أنه سيكون مسرورا جدا ........".
وبدا من كلامها أنها حرصت على أن تكون موراغ على بينة من الأمر , وهو أنها هي التي تقرر شؤون حياته.
فقالت لها موراغ:
" سنقيم حفلة راقصة مساء غد , فأذا كنت ستتحدثين ألى ديفيد بمثل هذه الأمور الخاصة , الأفضل أن تنزلي رويال , فسيكون هنا في افندق جمع غفير".
فقالت لها فرجينيا :
" لا , هذا لا يهم , أريد أن أكون بقرب ديفيد وأمك العزيزة , أشكرك لأنك أخبرتني عن الحفلة , سألبس الثوب الملائم لتلك المناسبة . وداعا يا عزيزتي , وألى اللقاء!".
ووضعت موراغ السماعة بهدوء , فسمعت ضحكا في غرفة الطعام , أما هي , فشعرت باألأسى لأنها تحب الشخص الذي لم يكن لها , ولكنها قررت أن تحاول أقناع نفسها بالزواج من آندي لأنه شاب يمكن الوثوق به والأعتماد عليه.

نيو فراولة 23-09-10 10:23 PM

9- عصفوران وقفص واحد

قالت فرجينا ضاحكة وهي تتبع موراغ ألى الفندق ليلة رأس السنة :
" يبدو أن الحفلة تعج بالأنغام الراقصة ".
فمن غرفة الطعام , حيث أخليت من الأثاث و كانت الأنغام تتعالى على وقع أقدام الراقصين والراقصات , وعبر البهو , في غرفة الأستقبال , كانت الضوضاء تصم الآذان , بينما جين تحتفي بصديقاتها وأصدقائها على نحو أكثر ملاءمة للذوق المألوف.
وقالت موراغ لفرجينيا:
" سأصعد معك ألى غرفتك".
وكانت فرجينيا ترتدي هنداما رائعا , فأجابت:
"شكرا يا عزيزتي , ولكن لا تبتعدي عن أصدقائك وصديقاتك طويلا , فسأسرع بتبديل ثوبي بثوب يليق بهذه الحفلة!".
وفي غرفة النوم الضيقة أخذت تخلع ثوبها وتنزع قبعتها وهي تتمتم كلمات الأعجاب بما تراه عيناها في الغرفة حولها , ثم قالت لموراغ:
" أخبريني أين يمكنني أن أجد ديفيد؟".
فأجابتها موراغ:
" لم يحضر بعد , هناك حفلة في النادي على شرف العاملين في المحطة , وأظن أن ديفيد وبيتر يحضرانها , وسيعودان بعد نصف الليل بقليل , كما هو متوقع".
منتديات ليلاس
فقالت فرجينيا بأبتسامة لا تخلو من الدهاء:
" حسنا , سأكون على أستعداد في ذلك الحين و هل كان سلوك ديفيد على ما يرام؟".
فهزت موراغ رأسها بلا مبالاة وأجابت :
" أظنه كذلك , لم أره ألا قليلا , كان هو وزملاؤه في المحطة منشغلين جدا".
فقالت فرجينيا :
" وهذا حسن أيضا , ويسرني أن أسمعه , والآن عودي سريعا يا عزيزتي , وسأتبعك بعد قليل".
وشعرت موراغ , وهي في طريقها نزولا ألى الحفلة , أنها كتلميذة صرفتها معلمتها.
وأنتصف الليل فعاد بيتر والآخرون , وعلا ضجيج الحفلة , وأشتد المرح , وكثر الطعام والشراب , وفيما كانت موراغ تنقل بعض الكؤوس من المطبخ , قررت أن تذهب للبحث عن آندي لعله يأتي لمساعدتها , وما أن خرجت من باب المطبخ حتى وجدت نفسها بين ذراعي ديفيد .
فضحك منها وقال لها:
" أمسكتك الآن , وعبثا ترفضين هذه المرة , والليلة رأس السنة ".
وحاولت موراغ الأفلات من بين ذراعيه , ولكن عبثا , فحرارة جسمه بعثت الدم حارا في عروقها , فأستسلمت راضية , وسمعته يتمتم في أذنها كلاما لم تفهمه , فيما أخذ يطوقها برفق.
وسمعا وقع أقدام مقبلة نحوها , فأذا بفرجينيا تنادي :
" ها أنت يا حبيبي ديفيد ؟ أنا أبحث عنك".
فأنسلت موراغ من تحت ذراعه وهو يجيب :
" جن ! متى جئت ألى هنا؟".
فقالت له:
" كيف أقوى على فراقك يا حبيبي , قل لي أن مجيئي هو مفاجأة سارة ثم أنني أحمل أليك خبرا سارا ... أبي يعرض عليك أقتراحا أظن أنك سترحب به.......".
وفي غرفة الطعام وقفت موراغ تقول لنفسها أن ما حدث لم يكن ألا بتأثير العيد ....... وتغيرت الموسيقى , فأعتقدت ببلاهة أن آن وداني لا بد أن يكونا قد وصلا , مع أن داني كان يعزف على قيثارته أنغاما طرب لها الراقصون والراقصات , فراحوا يتمايلون ويغنون ويملأون المكان بالضجيج والهتاف.
وأقترب آندي من موراغ وجذبها ألى حلبة الرقص وهو يقول لها بصوت أرتفع فوق أنغام الموسيقى :
" أنها حفلة رائعة يا موراغ ؟ هل أنت سعيدة ؟".
منتديات ليلاس
ولما لم تجب بحماسة , بل كان في لهجتها شيء من الحيرة والضياع , توقف عن الرقص وشد على يدها قائلا:
" ما بك؟ يبدو عليك أنك كمن أصيب بهزة ما , فوجهك لا لون فيه".
فقالت له:
" لا شيء .... مجرد تعب وهيجان!".
فأجاب :
" قد لا يكون هذا الموقف ملائما ..... ولكنني لم أعد أتحمل الأنتظار ..... موراغ هل تتزوجينني ....... في الصيف؟ سأسافر هذه المرة لستة أشهر فقط , فنعقد خطوبتنا رسميا قبل أن أسافر , وفي غيابي تقومين بجميع الترتيبات اللازمة لزواجنا ...... موراغ , هل تقبلين؟".
وظهر أهتمامه الشديد بالجواب على وجهه الفتي , كان هذا أول دعوة للزواج منها , دعوة لم تكن بمناجاة تحت ضوء القمر , بل سؤال متردد واجف يطرحه فتى يلهث من شدة الأضطراب ,وهي عرفته طوال حياتها.


الساعة الآن 02:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية