منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   105 - سمعا وطاعة - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t159208.html)

أموووله 14-04-11 01:45 PM

رائع ننتظرك ^_^

نيو فراولة 14-04-11 04:39 PM

قدمت ماريا وجبة الطعام كالمعتاد ولم يبد من وضعها أو وضع غوستاف ما يشير بأن صوفي قالت لهما شيئا عما حدث , وما أن أنتهوا من تناول وجبة الطعام حتى فتح باب الردهة ودخل البارون بنفسه الى المطبخ برفقة أبنته صوفي , كانت عيناه تبحثان عن فكتوريا وعندما ألتقت بنظراتها المحدقة الثابتة قال:
" هل يمكن أن نتحدث قليلا يا آنسة؟".
أحنت فكتوريا رأسها ودفعت كرسيها الى الوراء ثم نهضت , كانت تبدو أهدأ بكثير مما تشعر به وحتى الآن كانت تخامرها الشكوك في دعم البارون لها , كان يرتدي بنطالا داكنا وسترة مخملية حمراء وقميصا داكنا يتناسب مع شعره الفضي اللامع , كان يبدو مختلفا قليلا , راحت تتساءل أذا كانت متفائلة في تخيّلها بأن شخصا في مركزه يمكن أن يوافق على الأسلوب الذي فكرت بأن على أبنته أن تسير فيه.
كانت صوفي نفسها تبدو جذابة تماما في ثوبها المخملي ذي اللون الأزرق الغامق والأكمام الطويلة وطوقها المتموج , كانت ضفائرها قد مشطت ووجهها يبدو صافيا ونظيفا.
سبقتهما فكتوريا في الممر ومن هناك الى الردهة , كان الكلبان جاثمين في موقعهما المعتاد وأسرع فريتز يلعق يدها.
راقب البارون هذا العرض من الود بعينين ضيقتين وأوشكت فكتوريا أن تقول له بدقة ما هو سبب معاملة الحيوان لها بهذه الصورة , لكنها طوت يديها وراء ظهرها وأنتابها شعور بالخوف وحاولت أن يكون صوتها حازما وقالت:
" هل هنالك شيء على غير ما يرام يا سيدي البارون؟".
" أشتكت لي صوفي بأن غرفة نومها قد قلبت بتعمد!".
منتدى ليلاس
شعرت فكتوريا بأحمرار خديها وأنتابها الغضب الشديد , هل كان عليه أن يقول هذا الكلام بهذه الطريقة؟ أنها محقة بما كان يساورها من المخاوف من جهته , أجابت:
" آه , نعم , يا لها من فتاة تعيسة!".
وقفت صوفي في الوسط تلقي نظرة عجلى على كل من الأثنتين بأستمتاع , فتبددت السخرية من نفس فكتوريا , ألقى البارون عليها نظرة مبهجة وقال لها:
" هل هذا كل ما تريدين قوله؟".
تسمرت أظافر فكتوريا في راحتي يديها وأجابته بضراوة :
" ماذا تريد مني أن أقول يا سيدي البارون؟".
" قالت لي صوفي أنك مسؤولة عن ذلك , أنها تؤكد بأن لا أحد غيرك يميل أو تتوفر له الفرصة للقيام بذلك".
نظرت فكتوريا الى صوفي , كانت مستمتعة بصورة أكيدة بهذا التحدي , أنتابها شعور بالحقد على البارون لأختياره هذه الطريقة في معالجة هذا الموضوع , لم تكن لديها أية فكرة عن غايته في هذا الشأن , وما أغاظها أقحامه أياها في هذه الفوضى.
" حسنا يا آنسة مونرو , أنك متهمة بأرتكاب عمل تشوبه الضغينة , ما هو دفاعك في هذا الخصوص؟".
أجابت بحدة وهي تضغط على شفتيها:
" أنا لست خائفة ".
وثبت صوفي من مكانها يغمرها الفرح وقالت:
" قلت لك يا أبي! قلت لك أنها أرتكبت هذا العمل".
أخرج البارون علبة سكائره ووضع سيكارا بين أسنانه وأشعله بتروّ بطيء , ثم تمتم هذه العبارة وهو يدخن بعمق:
" أتساءل لماذا؟".
عندما كانت صوفي تحدق في فكتوريا بأزدراء أدارت رأسها لتحدق بفضول في والدها , نظر البارون الى أبنته بحاجبين مرتفعين قليلا.
شعرت فكتوريا بتبدل الجو المفاجىء , نقلت صوفي تحديقها الى فكتوريا وكان في عينيها تعبير عن حيرتها , شعرت فكتوريا بشيء من الشفقة على غباوة الفتاة الصغيرة , ألقت صوفي نظرة أخرى على والدها , نزع البارون سيكاره من فمه وتفحص توهجه بأهتمام وقال:
" يبدو يا صوفي , أن الآنسة مونرو غير نادمة , أن لديها سببا لسكوتها , هل تعتقدين أن علينا سؤالها عن هذا السبب؟".
هزت صوفي رأسها وتجعد حاجباها وقالت:
" لم أفهم يا أبي!".
" ألا تفهمين؟ أذن هذا بالفعل شيء يدعو للأسف".
" ماذا تعني يا أبي؟ هل علمت بأن الآنسة قلبت غرفتي رأسا على عقب! ماذا تريد أن أقول أكثر من ذلك؟ نها تكرهني!".
ألقت صوفي نظرة عجلى على فكتوريا يشوبها الحقد .
" أنها لا ترغب بتعليمي , أنها كالمربيتين الأخريين , أنها تريد فقط أيذائي وأذلالي ".
" يكفي".
كان صوت البارون كئيبا:
" هل تعتبرينني غبيا يا صوفي ؟ أن الآنسة مونرو هنا لتعلمك وتريد أن تعلمك أذا رغبت أو لم ترغبي بذلك ,سواء أصطنعت أمراضا أو سواء حاولت التهرب من الدروس! وستقدم لي الآنسة مونرو عند الأقتضاء تقريرا عن المحاولات التي قد تقومين بها لأيقاع الفوضى في حياتنا".
صاحت صوفي:
" أبي!".
لكنها ألزمت على السكوت ببرود تعبيره وأمرها بصرامة قائلا:
" أذهبي الى غرفتك يا صوفي ! رتّبي أشياءك ثم أنزلي وتأملي بما سمعته توا".
" أنك لا تعني هذا يا أبي!".
" يل أعني ذلك".
رد البارون بسرعة ومشى بخطى واسعة وهو يترنح في الغرفة ثم فتح الباب المطل على الجناح الشرقي وقال مشيرا الى صوفي بأن تتركهما لوحدهما:
" أذهبي حالا يا صوفي".

نيو فراولة 14-04-11 04:55 PM

حاولت صوفي للمرة الأخيرة أن تكسب ثقته فقالت:
" ولكن يا أبي!".
جمّد تعبير البارون الصارم ألتماسها الرحمة و بدلا من ذلك ركضت بسرعة الى الخارج وكتفاها المنحنيان يهتزان ووجهها الصغير الهزيل جدير بالشفقة.
عندما أغلق الباب وراءها رجعت فكتوريا يساورها الشعور بالأنتقام , فمهما يكن الأمر صوفي لا تزال طفلة , رجع البارون عبر الغرفة الى مكانه قرب المدفأة, ورفع بصره الى فكتوريا بعينين ضيقتين وتحداها قائلا:
"حسنا يا آنسة , هذا ما أردته , ألم يكن كذلك؟".
" نعم , لا , أي لا أعرف".
أستدارت فكتوريا لتحداه ملاحظة بأن عينيه الزرقاوين اللامعتين كانتا قاسيتين ومتهمتين.
" هل كان عليك أن تعمل بمثل هذه الطريقة؟".
أجاب بصوت مرتجف:
" هل هناك طريقة أخرى يا آنسة؟".
ضغطت فكتوريا على شفتيها وأجابت مدافعة عن نفسها:
" جعلتنا نحن الأثنتين نشعر بأننا سجينتان في قفص المحكمة حيث يقف المتهمون , لا أريد من صوفي أن تتتصور بأننا شكّلنا جبهة ضدها , أريد فقط أن تتيقن أنك لن تكون دائما بجانبها ضدي , أعرف أنه من الصعب شرح هذا الأمر ولكنك بالفعل أذللتها".
أجاب البارون مذكرا أياها:
" كما أذلتك يا آنسة".
أحنت فكتوريا رأسها وقالت:
" أعتقد أنك على صواب , هل راودك الأسف لمناهجي؟".
هز البارون كتفيه العريضتين وأستدار ليحدق في النار.
" من أكون أنا حتى آسف لمناهجك يا آنسة؟ لقد أثبتت مناهجك نجاحا هاما".
" لكن صوفي خاضعة لك بصورة كاملة".
" أعرف ذلك , أنني ملم بمسؤولياتي".
" لم أقل أنك لست كذلك".
" سامحيني يا آنسة أنني مرهق ورفقتي غير مستساغة".
أصطنعت فكتوريا أبتسامة خفيفة وراحت تمشي عبر الغرفة الى الباب , طبعا هو يرغب في البقاء وحده.
أن وجودها معه هو أزعاج غير ضروري , ولم تكد تمسك بمقبض الباب حتى بادرها قائلا:
" كانت هذه الأيام الأولى عاصفة لك يا آنسة أنني على ثقة بأن عزيمتك لن تثبط".
أستدارت فكتوريا لمواجهته وقالت وهي تهز رأسها:
" صوفي تبدي تحديا , ربما لأنها أدركت باكرا بأنني لست عدوتها ".
كان يبدو جذابا جدا وهو يقف بقرب المدفأة , وتساءلت فيما أذا كان لا يعي شخصيته المغلقة كما يبدو , لا ريب أنه يرغب أحيانا برفقة أمرأة , أية أمرأة , توهّج خدّاها ولتستر أرتباكها أسرعت بفتح حديث يفتقر الى التركيز:
" أنا متأكدة بأن صوفي لم تكن دائما هكذا... ربما كان غياب أمها".
وتوقفت فجأة وهي تضغط براحتيها على خديها المتوهجين.
تصلبت ملامح البارون وقال:
" لا أعتقد بأن لقضاياي الشخصية أهمية عندك يا آنسة , أنني أقدّر ما تحاولين القيام به لصوفي ولكن هنالك أشياء غير داخلة في وظيفتك هنا".
حاولت فكتوريا أن تجد مخرجا في وضع يدها على مقبض الباب , قالت بعدم أرتياح:
" طبعا , أنا آسفة يا سيدي البارون".
ألقى بعقب سيكاره في النار وقال:
" عليك أن تطلعيني على جميع المشاكل التي قد تحدث هل هذا مفهوم يا آنسة؟".
" حسنا جدا يا سيدي البارون".
ثم ترددت وقالت:
" هل تأذن لي بالأنصراف ؟".
ألقى عليها نظرة متلألئة بعينين قلقتين ومقلقتين ثم أجاب بنفاذ صبر:
" طبعا".
مشت نحو الباب وفتحته بأرتياح.

نيو فراولة 14-04-11 08:52 PM

6- أتجاهات خفية

في صباح اليوم التالي توجهت فكتوريا الى مكتب البارون حيث ستقوم بأعطاء الدروس , لم تظهر صوفي بعد , تساءلت فكتوريا أذا كان اليوم أيضا غير مثمر , كانت تخشى أن تقترب من رب عملها وهي تجر أذيال الخيبة.
وكم كانت دهشتها عظيمة عندما وجدت صوفي جالسة بتراخ وكسل قرب منضدة القراءة والكتابة في مكتب والدها تنقر بأصابعها بعض الأوراق المنتثرة , رفعت بصرها الى فكتوريا عند دخولها الغرفة ودل وميض باهت في عينيها على أنها شعرت بقدوم مربيتها , أغلقت فكتوريا الباب وقالت بجفاء:
" صباح الخير يا صوفي , هل أنت مستعدة للبدء بالدروس؟".
أنسلت صوفي خلسة من الكرسي ووقفت قربه وقالت بصوت خفيض متوتر:
" سيكون والدي خارج القصر اليوم بكامله , طلب مني أن أقول لك أن بأستطاعتنا العمل طوال اليوم أذا رغبت في ذلك".
" فهمت لكن هذا ليس في الواقع جوابا على سؤالي , سألتك أذا كنت مستعدة للبدء بالدروس؟".
" أعرف كل ما أنا بحاجة لمعرفته , أستطيع أن اقرأ وأكتب في اللغتين الأنكليزية والألمانية , ما هو الشيء المتبقي عليّ تعلمه؟".
جمعت فكتوريا الأوراق المتناثرة على منضدة البارون ووضعتها في أحد الأدراج , عندما أصبحت المنضدة نظيفة بدأت بأخراج الكتب المدرسية والمواد المعدة للكتابة من درج آخر , سألتها بهدوء:
"وماذا تقولين عن الرياضيات والتاريخ والجغرافيا وعلم الأحياء , هل أنت خبيرة في هذه الأمور أيضا؟".
هزت صوفي كتفيها بلا مبالاة :
" ماذا تنفعني هذه العلوم؟ أننا نعيش هنا في ريشيستين , لا أفكر مطلقا بالرحيل عنها , لا يهمني التاريخ والجغرافيا وأستطيع حل مسألة حسابية , أسألي أبي عن ذلك".
منتدى ليلاس
أطلقت فكتوريا تنهيدة ونهضت تنظر الى الفتاة الصغيرة بعينين فضوليتين , قالت بحذر:
" تعالي يا صوفي لنوضح الأمور , لسبب ما لا أظنك تريدينني هنا بسبب الدروس , لا أعتقد أن فتاة ذكية مثلك يمكن أن تنكر أية فائدة في التعليم , ألا تحبين القراءة ؟ عندك عشرات الكتب في غرفتك".
" لقد ألقيت بجميع هذه الكتب على الأرض يوم أمس".
هزت فكتوريا كتفيها بلا مبالاة وقالت:
" هذا صحيح! ولكن ليس قبل أن تفعلي الشيء ذاته بي في غرفتي".
" هذا مختلف! الكبار لا يقومون بأعمال كهذه".
" ولماذا لا يقومون بها؟".
رفعت صوفي كتفيها بسرعة وتركتهما يهبطان وقالت:
" أنها أعمال سخيفة".
" هذا صحيح".
أستندت فكتوريا الى المنضدة وحدقت فيها بشدة وقالت:
" ليست فقط سخيفة , بل خبيثة وحاقدة , وأيضا غبية!".
بسطت صوفي قبضتها المشدودة:
" لماذا أخبرت والدي بذلك الأمر؟".
" لم أخبره بشيء , جاء الى غرفتي يحمل لي رزمة تركتها في السارة ورأى كل شيء بنفسه".
شدت صوفي على أحدى ضفائرها بشدة وقالت:
" أنه لم يضربني".
" هل من عادته ضربك؟".
" كلا , ربما فعل ذلك".
" يا للهراء لم أكن أتصور أن والدك رجل قاس".
" أنك لا تعرفينه جيدا يا آنسة؟".
" أقترح أن نترك موضوع والدك جانبا ونبدأ بالكشف عن مدى معرفتك الحقيقية , والآن عندنا أختبار ذهني بالحساب , سأعطيك عشر مجموعات تحسبينها بذهنك وتكتبين في أسفل هذه الورقة أجوبتك وندققها جميعا".
دهشت كتوريا عندما أدركت أن الصباح مر بصورة معقولة وبسرعة وكان ناجحا على نحو معتدل , بعد محاولة أولية زعمت فيها صوفي الجهل أقتنعت بأن تثير ذكاءها ضد فكتوريا , وبعد فترة من الزمن بدا عليها الأهتمام بالرد على تحديات فكتوريا.
عندما أحضرت ماريا الشوكولا الساخنة لكليهما في الحادية عشرة رأتهما جادتين في العمل , فكرت فكتوريا أنها لمحت خيبة أمل في عيني المرأة المسنة لأنها كانت تود أن تخفق المربية الشابة , كما أخفقت سابقا المربيتان الآخريان , كان حبها لصوفي شديدا لدرجة أنها كانت تعترض على كل شخص يحاول النيل منه ولو جزئيا.
تناولت الأثنتان طعام الغداء في المطبخ مع ماريا وغوستاف , ألقت صوفي بعد الأنتهاء من تناول وجبة الطعام نظرة فيها رغبة شديدة على غوستاف عندما أنتعل حذاءه العالي الساق وأرتدى معطفه متهيئا للقيام بأعباء وظيفته , لذلك لم تبد أي أعتراض عندما أقترحت فكتوريا عليها الرجوع الى العمل.
كانت صوفي على ما لاحظت فكتوريا عظيمة القدرة على الفهم والأستيعاب للمعلومات بسرعة , أسئلتها تتسم بالذكاء , ولو أن فكتوريا شعرت من حين الى آخر بأنها تصوّب اليها نظرات تشوبها التأملات فأن علاقتهما كانت أشبه بمشروع تجاري بين مدرّسة وتلميذتها.

أموووله 14-04-11 09:01 PM

ننتظرك بكل ود ربي يعطيك العافيه ويسلم يدينك ^_^


الساعة الآن 11:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية