منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148770.html)

نيو فراولة 21-09-10 12:34 PM


فهز بيتر رأسه ,وهو يحرك فنجان الشاي ,وقال :
" لا شك لي بهذا الأمر , وكل ما يمكنني قوله هو أن ديفيد أراد أن يري فرجينيا أنه لا يطيق تحكمها به , فهي متكبرة متعجرفة , كما تعلمين , وأعتادت على أدارة شؤون أبيها الأجتماعية والمالية والأدارية ,بعد وفاة والدتها ".
فقالت جين بغضب:
" لو عاملني أي رجل كما يعاملها ديفيد لنقمت عليه الى الأبد".
فنهض بيتر وطوقها بذراعيه قائلا:
" لا أحد يجرؤ على معاملتك هكذا , يا حبيبتي , لأنك فهيمة ولا تتدخلين بشؤون الآخرين , وتوفرين كل ما يتطلبه الرجل : الدفء , والطعام الشهي , والكلمة الحلوة ,والرفاهية ,والأحترام , والسكوت حين ينبغي السكوت , فهذه هي مزايا المرأة الفاضلة".
فسرت جين لهذا المديح وصرحت بأنها لا تستحقه , فقال بيتر:
" علي الآن أن أعود الى المحطة , ليته كان بوسعي أن أبقى معكما ........ وكل ما أرجوه هو أن تكون فرجينيا فهمت الدرس الذي قصد ديفيد أن يعلمها أياه , ففي غضون الأسبوع الماضي كانت تتصل به في المحطة , أعتقادا منها أنها , كونها أبنة رئيس الشركة ,تتمتع بحق طلب فرصة لديفيد كلما عنّ لها ,وهي لذلك تريد أن يكون مركز عمله في لندن , حتى يرافقها الى كل الحفلات الأجتماعية التي تعشق حضورها .....نعم , وأظن أن ديفيد في خطر الآن , ويهمني أن أرى كيف سينجو من هذا الخطر...........".
منتديات ليلاس
قال بتر هذا الكلام وودع جين وموراغ وخرج عائدا الى المحطة ,
وساد الصمت قليلا بعد خروج بيتر , وأنصرفت جين الى عملها , بينما أخذت موراغ تشرب فنجانا آخر من الشاي , وهي تحاول أن تحزر أين كان ديفيد مساء السبت.
وقالت جين لموراغ:
" الآن فهمت أي رجل هو ديفيد , فهو لا يفي بوعده ,ويحرج موقف الفتاة التي سيتزوجها".
فلم تجب موراغ على ملاحظة أمها , لأنها لم تشعر بحاجة الى ذلك , فهي تعرف أن ديفيد هكذا , وأن كونه هكذا لا يقدم ولا يؤخر على الأطلاق في عاطفتها نحوه.

نيو فراولة 21-09-10 11:53 PM

7- الفخ يكاد ينطبق

وافقت موراغ أمها على رأيها في طوني بلايد , فهو كان على جانب كبير من دماثة الخلق , بقامته الفارعة وهندامه الرصين , وكان في نحو الخامسة والثلاثين من العمر , ولا تفارق الكآبة وجهه أنسجاما مع نبرة صوته الهادئة المتباطئة , حتى ليصعب التصديق أنه ذلك الخبير المالي النابغة , كما وصفه بيتر , فهو من بعض النواحي , مثلما بدا لموراغ , يشبه فرجينيا من حيث أناقته وميله ألى الرفاهية في الحياة .
وحدث أنه كان , بعد ظهر يوم الخميس , على موعد مع لونغدون وأبنته , وكان بأنتظارهما في الفندق , وهو يشرب الشاي على مهل ويقضم الكعكة برزانة الغارق في تفكير عميق , وما أن دقت الساعة الرابعة حتى سمعت موراغ التي كانت تخدمه , هدير سيارة تقف عند الباب الخارجي , فأسرعت لأستقبالها , فأذا بفرجينيا واقفة على عتبة الباب وهي ترتدي الثياب الفاخرة , وشعرها الأشقر يلمع في عين الشمس.
فقالت لموراغ :
" يسرني أن أراك يا موراغ , هل طوني هنا؟".
ولما أجابتها بالأيجاب , دخلت ألى غرفة الأستقبال وقالت لطوني بعد التحية:
" أبي قرر العودة بالطائرة ويرجو أن ترافقني أنت بطريق البر , فنقضي الليلة في مكان ما , ثم نتابع سيرنا غدا ......... هل سلمت ديفيد رسالتي ؟".
وفيما هي تتكلم كان طوني يساعدها على خلع سترتها الفرو الثمينة , ثم وضعها بعناية على الكرسي , وجلست فرجينيا على المقعد المجاور , وقالت لها موراغ:
" أتريدين بعض الشاي يا آنسة لونغدون ؟".
فأجابتها فرجينيا :
" ما بالك لا تناديني جن ؟ نعم , أرحب بفنجان من الشاي , شكرا".
منتديات ليلاس
عادت موراغ ألى الغرفة تحمل أبريق الشاي ووجدت أنهما أنارا الغرفة وأسدلا الستائر وجلسا يتحدثان بمودة , فما أن دخلت حتى نهض طوني من مكانه أحتراما , وحين سكبت الشاي في الفنجان أمام فرجينيا , رفعه مع الصحن والملعقة وقدمه ألى فرجينيا , فدهشت موراغ لهذه اللياقة التي لم تر مثلها من قبل.
وهمت موراغ بالخروج من الغرفة ,فأستوقفتها فرجينيا قائلة:
" هل تمتعت بالعطلة هذا الأسبوع يا موراغ , وكيف كان التزلج ؟".
فأجابتها موراغ :
" نعم , شكرا ".
فقالت فرجينيا :
" أرجوك أن تجلسي هنا لنتحدث ألى أن يجيء ديفيد , وأرجو أن لا يتأخر لأننا يجب أن نسافر".
وألتفتت ألى طوني وتابعت كلامها سائلة :
" هل قلت لي أنه من المستحسن أن يرافقنا ديفيد ؟".
فأجابها طوني :
" نعم قلت ذلك , ولكن هذا مستحيل يا فرجينيا ".
وجلس بهدوء وتهذيب بعد أن جلست موراغ .
وتأوهت فرجينيا وقالت :
" ديفيد لا يطاق في بعض الأحيان , هل أخبرك لماذا تغيّب ليلة الجمعة ونهار السبت ؟".
وبعد أن نقرت بأناملها على ذراع المقعد قليلا , قالت لطوني :
" هل ذكرت له ما أقترحناه في شأنه يا طوني؟".
فأجابها طوني :
" أنت تعرفين جيدا يا فرجينيا أن هذا ليس من أختصاصي , كل ما أعرفه هو أن تشارلز كان هنا البارحة , فطاف وتحدث بخصوص أجراء مناقلات بين الموظفين , ثم طرح الأقتراح عل ديفيد".
فقالت فرجينيا:
" وماذا كانت ردة فعله ؟ وهلب تعتقد أنه يقبل بالمجيء معنا الليلة؟ فهو في كل حال سيحضر ألى لندن في نهاية هذا الأسبوع ويبقى ألى ما بعد عيد الميلاد.......".
فهز طوني رأسه وقال لها:
" من الأفضل أن لا تلحي عليه يا فرجينيا ...... ردة فعله على أقتراح تشارلز لم تكن مرضية ........ من الضروري جدا أن لا تثيري غضبه ......فغضبه يقلق البال لأنه يقوده ألى العنف!".
فقالت فرجينيا بخضوع مفاجىء:
" سأعمل بما تقول".
ثم ألتفتت ألى موراغ وأعتذرت لها عن أقحامها في هذا الموضوع الخاص بها , وقالت لها:
" ليتك تخبرينا عن رحلتك في نهاية الأسبوع الماضي .......فأنا أتوق للذهاب ألى هناك يوما ما.......".
ومرت الدقائق , وكان الحديث ممتعا , ووصفت موراغ رحلتها وهي تأمل أن تغادر الغرفة قبل مجيء ديفيد , ثم أخذت تستمتع بكلام طوني على محاولته الأولى والأخيرة للتدرب على التزلج , وفجأة فتح الباب ودخل ديفيد ألى الغرفة مبتسما وغير مبال بما أستقبلته به فرجينيا من برودة غير معتادة , فحياها بحماسته المعهودة وقال لها:
" أرجو أن تكوني أستمتعت برحلتك لى الهايلاندز !".

نيو فراولة 22-09-10 12:15 AM

فأجابته فرجينيا والغضب باد على وجهها :
" ما رأيك أنت؟ أنا غير مجبرة على أحتمال تصرفاتك , وخصوصا منذ أن أتيت ألى هذا المكان".
وساد الصمت المرهق قليلا , ثم قال ديفيد :
"أخبرتك في الأسبوع الماضي أنني هنا لأقوم بعملي , وأنا أحب عملي هذا ولا أحد في الكون يقدر أن يحرمني منه .... أنا لم أعدك بالذهاب معك ألى الهايلاندز أو ألى السهرة الراقصة .. أنت أفترضت ذلك وكعادتك دائما".
فأحمرت وجنتا فرجينيا وأخفضت نظرتها , وأشفقت موراغ عليها لأن ديفيد كعادته يجيب بكلام لطيف يصرف الغضب , ولكنه مليء بوخز الحقيقة.
وأستعادت فرجينيا رباطة جأشها بسرعة وقالت لديفيد والأبتسامة تعلو وجهها :
" أنا آسفة يا حبيبي , فلا شك أنني أسأت فهمك , ولكن , أما أنت ذاهب بالطائرة غدا ألى لندن , فألاقيك هاك مساء؟".
منتديات ليلاس
وبدا ديفيد كأنه لم يكن يصغي , أذ كان ينظر ألى موراغ , وهي صامتة متضايقة , فتبادله النظرات , ثم قال لها:
" هاي موراغ , أين كنت مختبئة ؟".
وأخفضت نظراتها كما فعلت فرجينيا , ولجأت ألى القيام بعمل ما , فجمعت صحون الشاي ووضعتها على الصينية أستعدادا لحملها ألى المطبخ , وحاول طوني مساعدتها فشكرته وأكتفت بأن طلبت منه أن يفتح لها الباب , وفيما هي تمر أمامه نظر أليها وقال :
" سرّني جدا لقاؤك يا آنسة هندرسون , لا شك أنني سأراك يوما ما".
فأجابت موراغ :
" نعم , وداعا يا سيد بلاند , وشكرا ".
ولكن فرجينيا أستوقفتها وهرعت أليها قائلة :
" عندما أعود هل أجد غرفة في هذا الفندق لليلتين؟".
فأجابتها بلطف:
"بكل تأكيد , فما عليك ألا أن تتصلي بنا أنك قادمة , أتمنى لك رحلة سعيدة ..... وداعا".
فقالت فرجينيا :
" وداعا يا عزيزتي , لا تنسي النصيحة التي أسديتها أليك!".
وفكرت موراغ , وهي في طريقها ألى المطبخ , أن فرجينيا أظهرت مقدرة على ضبط النفس , فلو كانت مكانها لهاجت وثار غضبها , ولكن فرجينيا بخلافها هي , تقوى على كبح جماح عواطفها.
وفكرت موراغ أيضا أن من حسن الحظ أنها تجنبت التحدث ألى ديفيد في الأيام الأخيرة , وأنه لاحظ ذلك منها , وأذا بقي الحظ يحالفها , فلن تراه ألا بعد عودته من لندن بعد العيد , وعندئذ يكون آندي عاد هو أيضا , فيقرر مصيرها وتصبح في أمان.
ويوم السبت صعد بيتر وجين ألى غلاسكو لشراء بعض الحاجيات لمناسبة العيد ,فأنفردت موراغ بأدارة شؤون الفندق والعناية برون وستيف الذين لم يبق سواهما من النزلاء وهما لن يحضرا لتناول العشاء , وهذا يعني أن موراغ لم يكن لها ما تعمله طوال بعد الظهر , على أنها لم تجد فائدة في الذهاب لزيارة صديقاتها , لأن كايتي تكون منهمكة مع جوني , وآن مع فرنك ,وهكذا لم يبق أمامها غير الذهاب في نزهة.
وبعد أن لبست الثياب الملائمة وخرجت لتقفل الباب الخارجي وراءها , سمعت هدير سيارة , فألتفتت لتد أنها سيارة ديفيد الحمراء , فأرتبكت وأستولى عليها الذعر وهمّت بالهرب , ولكنها ضبطت عواطفها هذه المرة ووقفت تنتظره على عتبة الباب , فيما هو يوقف السيارة , وحين أقترب منها قالت له ببرودة أنها ظنته سافر ألى لندن فأجابها بأنه بدل رأيه.
فقالت له:
" أنت ماهر في تبديل رأيك!".
فأجابها :
" وأنت كذلك".
ورفعت موراغ رأسها بكبرياء , وأزعجها أن ترى أبتسامته تتسع , فسألته بجفاف:
" هل تريد أن تتناول طعامك ؟".
فأجابها :
" أن لم يكن في ذلك أزعاج لك ...... أين أنت ذاهبة؟".
منتديات ليلاس
فقالت :
" في نزهىة : بيتر وأمي خارج الفندق ........ وأمي لم تخبرني أنك ستعود للغداء ....... خذ , هذا هو المفتاح ".
فتجاهل ديفيد المفتاح وقال لها :
" لم أخبر أمك .... والآن أريد مرافقتك!".
فأجابته موراغ :
" لا لزوم لذلك!".
فقال لها بلطف :
" هل أنت خائفة أيضا؟".
وتطلع ألى شعرها , فمدت يدها وأخذت تصلحه عن غير وعي منها.
وتابع كلامه قائلا:
" أحب أن أذهب في نزهة أنا أيضا....... فالهواء المنعش مفقود في نوع لعمل الذي أقوم به في المحطة , ثم أنني لم أشاهدك ألا قليلا في الأيام الأخيرة , وأشعر أن صداقتنا لا تنمو كما يجب".
فحدقت أليه ببرودة وأجابته بالقبول , بعد أن علمتها تجربتها معه أن لا مرد لأرادته.

نيو فراولة 22-09-10 03:56 PM

وبدأت تسير مسرعة الخطى , وديفيد يتبعها متأخرا عنها خطوة أو خطوتين , وبعدما خرجت من الباب الخارجي أتجهت ألى اليمين وسارت بأزاء الشاطىء , بعيدا عن المدينة , وكان جمال الطقس قد جذب كثيرا من الزائرين , فأرتفعت على الشاطىء أصوات الأولاد .
وقطعت موراغ مسافة أوصلتها ألى خارج المدينة , وهناك قال لها ديفيد:
" هل تمشين دائما بمثل هذه السعادة ؟ أم أنك تهربين من أحد؟".
فتوقفت عن المشي فجأة فأصطدم ديفيد بها , وحين وقفا وجها لوجه , صاحت موراغ به:
" أنا لا أهرب مثلك!".
فقال لها بهدوء:
" ماذا جعلك تظنين أنني هربت؟".
فأجابته موراغ:
" ذهبت للتزلج معي حين كنت على موعد مع الآنسة لانغدون , ودعتك ألى السهرة الراقصة فلم تذهب , وهي تنتظر حضورك ألى لندن , وها أنت لا تزال هنا....... ألا تعتقد أن هذا هو الهرب بعينيه؟".
فرمقها ديفيد بنظرة حادة وقال لها:
" منذ متى أصبحت تدافعين عن فرجينيا وتراعين خاطرها ؟ هي لا تحتاج ألى أحد في هذا الشأن".
وأبتعد عنها قليلا وتطلع بعيدا صوب البحر , وتابع كلامه قائلا:
" أحب هذا المكان ........ فيه أتساع وهدوء وسكون , وما أجمل ألوانه في يوم بديع كهذا اليوم".
فقالت له موراغ:
"ها أنت تعود ألى الحيلة ذاتها.........".
فألتفت أليها سائلا:
" أية حيلة؟".
منتديات ليلاس
فأجابته :
" تجنبت الموضوع والهرب من مجابهته , فأنت لم يعجبك كلامي , فغيرت مجرى الحديث!".
فقال لها بجد:
" أسمعي ,كنت أحسبك تختلفين عن بقية النساء , فأذا بك مثلهن , تريدين أن تعرفي الأسباب والمقاصد والنيات وكل شيء....... أنا أفعل ما أفعل لأنه يلائمني , ذهبت للتزلج معك لأنني أحببت أن أذهب , وأنا لم أحضر الحفلة الراقصة لأنني أضطررت ألى القيام بعمل ما , ولم أسافر ألى لندن في نهاية هذا الأسبوع لأنني وعدت بيتر بالبقاء ألى أن تتم فحوص بعض الأجهزة في المحطة , لأننا مصممون على أن نبدأ بتوليد الكهرباء بعد العيد.
والآن هل أعجبك هذا الأيضاح؟ وهو أمر لم أفعله مع أية أمرأة ولو كانت صبية حسنا مثلك , لأن النساء لا يحببن الأيضاحات , أذ أنها ليست الشيء الذي يردن سماعه....... هل سألتك لماذا قصدت أن تتجنبيني في الأيام الأخيرة؟ كلا , لأنني أفترض أنك مشغولة في أمور كثيرة!".
قال ديفيد هذا الكلام وعاد ألى التطلع ألى البحر والجزر والجبال المحيطة , في حين أحمرت وجنتا موراغ و فهي لم تكن معتادة على مثل هذا الأسلوب الكلامي المتحفظ الذي يخالطه العتاب , ولكنها قالت:
" كان عليك أن تخبر أمي أنك متغيب ليلة السبت الماضي , فلو فعلت لوفرت عليها ما أقلقها جدا".
فقال ديفيد :
" نعم , كان علي أن أخبرها , ولكنني تعودت أن أفعل ما أشاء , وأن لا يسألني أحد لماذا فعلته ....... وسأشكر أمك يوما....... والآن , أظنك تريدين أن تعرفي أين كنت يوم السبت الماضي .... كنت في أدنبرة مع أثنين من زملائي في المحطة لمشاهدة المباراة الدولية في الكرة ! فهل أرتحت الآن بعدما عرفت أين كنت؟".
وهبت نسمة باردة , فزررت موراغ سترتها وهي تفكر في نفسها أنها لن تسأله مرة أخرى أن يوضح أسباب تصرفاته .
ثم قالت له:
" حان وقت عودتي ألى الفندق".
وسارا معا جنبا ألى جنب , فسألها ديفيد :
" هذا المركب , ألى أين هو ذاهب؟".
فأجابت ألى الجزر".
منتديات ليلاس
فقال متأسفا :
" أتمنى لو يتاح لي زيارة أحدى هذه الجزر ..... ولكن لا أظن أن لدي الوقت الكافي قبل أن أرحل عن هذا المكان ".
فخفق قلب موراغ حين فكرت أنه سيرحل , وحين سألته متى سيكون ذلك أجاب:
" سأذهب يوم الثلاثاء ألى لندن لقضاء العيد , وسأعود يوم الأثنين التالي وأبقى هنا ألى السادس من كانون الثاني ( يناير)".

نيو فراولة 22-09-10 04:10 PM

فسألته موراغ:
" وبعد السادس من كانون الثاني ألى أين ستذهب ؟".
فأجابها كالمعتاد :
" لا أعلم , أرجو أن أرتب بعض الأمور الخاصة بي عندما أكون في لندن........ وهناك صعوبة , كما تعلمين !".
ثم سألها بأهتمام :
" وأنت, كيف ستقضين أيام العيد؟".
" فأجابت :
" في الفندق كالعادة ....... مع النزلاء وكلهم متقدمون في السن ويرغبون في الراحة وتغيير المناخ , ولكن لن يكون الأمر كذلك هذه السنة , لأننا سنبيع الفندق في كانون الثاني ( يناير) ...... فأنت تعرف أن بيتر وأمي سيتزوجان , كما هو متوقع".
قال ديفيد :
" نعم , أعرف ذلك ...... وهل أنت مسرورة وراضية؟".
فأجابت موراغ :
" نعم , دعانا بيتر , أنا وأمي و لتناول طعام الغداء في فندق رويال يوم العيد و وفي عيدنا الوطني هذه السنة سنحيي حفلة كبرى ندعو أليها جميع أصدقائنا في المدينة وفي المحطة".
منتديات ليلاس
أجاب ديفيد:
" سأحضر هذه الحفلة".
وسارا بصمت , وخيّل ألى موراغ أنها قادرة على السير معه هكذا ألى الأبد , ألى أقاصي الأرض , ونسيت أن تكون دائما على حذر مع ديفيد الذي قال لها على حين بغتة:
" ستأتين معي ألى بيتي في العيد؟".
وكانت تتمنى لو أن بوسعها أن تجيب بالأيجاب , ولكنها كبتت رغبتها وأجابت :
"كيف يمكن ذلك يا ديفيد؟".
فألقى يديه على كتفيها بخشونة وراح يتضرع أليها أن تأتي معه ألى بيت والديه للتعرف أليهما و وألى أخويه مارك وجونتي وعائلتيهما , وألى أخيه الأخر كيد العائد من عدن , وبيلي الأصغر سنا والطالب في الجامعة.
فصاحت موراغ تحت وطأة ألحاحه:
" لا مكان لي هناك......".
فقاطعها قائلا :
" بلى , بلى , ما عليك ألا ان تأتي , أمي تهيء لك مكانا مريحا في البيت , فأهلي يسكنون بيتا ريفيا واسعا ....... وأنا سأصطحبك ألى لندن لمشاهدة مناظرها الخلابة".
وأستغربت موراغ هذه الحماسة المفاجئة التي بدرت منه , فراحت تبحث في ملامح وجهه عما أذا كانت صادقة أم لا , فمثل هذه الدعوة لا توجد عادة ألا ألى شخص حميم وصديق قديم , وحارت بماذا تجيب , وفي آخر الأمر قالت له :
" بربك يا ديفيد لا تؤذني , أنت تعرف أنه لا يمكننني أن أذهب معك , فهناك عرس كايتي , وعودة آندي الذي وعدته أن أنتظر......".
وأفلتت من بين يديه , فوضعهما في جيبه وحدق أليها من تحت حاجبيه المقطبين وقال بهدوء :
" آه , نسيت آندي , لا بأس , أنسي دعوتي لك!".
قال هذا وأمسكها بيدها وقادها مسرعا في الطريق , وكانت الطريق نزولا فتعثرت قدماها وكادت تسقط فتلقّاها بذراعيه القويتين وحملها كما لو كانت ريشة , فقهقهت ضاحكة وقالت :
"يا لك من مجنون يا ديفيد!".
ولكنه طوقها بذراعيه وهي تحاول الأفلات منه وتقول :
" دعني , ألا ترى أنني لا أقدر أن أذهب معك ألى أي مكان , أو أن يكون لي أية علاقة بك ؟ تكفيك فرجينيا!".
فأفلتها وسار وحده عائدا ألى الفندق بخطوات ثابتة واسعة.


الساعة الآن 05:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية