منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   حب في زمن المقاومة ، من فلسطين / متوقفة من 2009 .. (https://www.liilas.com/vb3/t115470.html)

sivda 22-08-09 02:19 PM


تصبحين على خير.. يا رانيا...

- و انت من اهل الخير.....

وانتظرت ..... الى ان مرت عدة دقائق .....فسمعت صوت تنفسه المنتظم.... فعلمت ان الوقت قد

حان ....لاطلاقها لعنان دموعها الحبيسة.........

وبعد وقت قدرته بأنه ساعة او اثنتان... استيقظت... او بالأحرى قامت من على فراشها الارضي... وسمعت

صوت تنفس نضال.. وتعجبت من قدرته على النوم...وهي لم يغمض لها جفن...ولذلك.. اضائت المصباح ذو

اللون الابيض القوي...فلعله يستيقظ... ولكن... لم يستيقظ... وحتى لم يتحرك...فبدأت تتحرك بالغرفة بعصبية...

فهي لا تعرف ماذا سيحدث غدا...ولا تعلم ان كانت ستراه مرة اخرى او لا....والاهم من ذلك... حقيقة ان حياتها

كلها قد قلبت رأس على عقب في هذا الاسبوع... هي حقيقة مؤلمة و جميلة و .... مربكة حقا..

وعندما نظرت الى الساعة وجدت عقاربها تشير الى الرابعة والربع... فنقلت نظرها الى المرآة ... وكانت

النتيجة عينان منتفختان وحمراوان... يا الهي... هذا الذي جنيته... بكاء وسهر وعدم راحة... يا رب...ولكن

لا...فهي لن تضعف اما احد ولن تضعف امام هذا الحب الذي جاءها من اللامكان... فهي كانت دائما قوية ...

وستبقى...

ومشت الى السرير... وامسكت بالوسادة التي ينام نضال عليها... وشدتها فجأة من تحت رأسه... فاستيقظ

مفزوعا...

- اريد الذهاب الى بيتي... حالا...

- ماذا؟؟ كم الساعة؟؟ ما بك؟؟

- اريد الذهاب الى بيتي.. الان.. فأنا لم استطع النوم هنا.... وانا تعبة جدا... اريد الرجوع الى حياتي

الطبيعية ... ..... وأجهشت بالبكاء.......

انها تبكي.. تبكي بحرقة... فكر نضال... لماذا؟؟؟ الهذا الحد وجودي غيرمحتمل... الهذا الحد اثير في نفسها

مشاعر الاستنفار ؟؟ وهي طالبت بالرجوع الى حياتها الطبيعية.. ولها الحق في ذلك... فقد ابقاها عنده اكثر من

اللازم .. على امل ضعيف... على امل ان يستجيب قلبها لنداء قلبه... ولكن يبدو ان صوت قلبه العالي لم يكن

كافيا لاختراق جدران قلبها....فنهض من على سريره وذهب الى الحمام الملحق بالغرفة... و غسل وجهه ...

وكان بكائها قد تحول الى شهقات متفرقة... ولبس قميصه.... وقال لها..

- هيا... الى بيتك....

- ماذا؟؟؟

- الم تطلبي الذهاب الى بيتك؟؟؟؟؟

- نعم...

وتمالكت نفسها... فيبدو انه يتوق للتخلص منها اكثر مما توقعت...

- ارجوك...قم بتوصيلي فقط الى منزلي...

وحملت حقيبتها ووقفت بجانب الباب... فالتقط مفتاح سيارته... واقترب من الباب... ففتحته ومشت الى الخارج

بهدوء...حتى لا تزعج النائمين... فسألته بهمس..

- اليس من عدم التهذيب المغادرة دون توديعهم؟؟

- لا... فأنا افعل هذا دائما.... وفي الصباح اشكرهم على استضافتهم.. فأم سمير وهاشم متفهمة

جدا...

وتابعوا مشيهم المتلصص الى ان وصلوا الى الباب الرئيسي... ونزلوا الدرج ووصلوا الى السيارة...


- تفضلي يا رانيا.. سأخلصك من عذابك .. وسأقوم بتوصيلك الى منزلك العزيز..

قال نضال بسخرية..


فنظرت اليه بغضب... وفتحت باب السيارة بغضب ايضا....و قالت له ..

- انا اسكن خارج المخيم...

- اعرف اين تسكنين...

- وكيف تعرف ذلك؟؟

- وهل ظننت انني سأبقيك بيننا دون عمل تحريات عنك... فأنا مؤتمن على ارواح...

- اهااا....

وسكتت واحست بغيظ شديد....

وعندما اصبح المخيم خلفهم قالت....

- نضال؟؟

- تفضلي....

- ماذا ستقول لأصدقائك؟؟؟ أستقول انك طلقتني؟؟؟

- لا اعلم... لم افكر بالموضوع بعد...

- اهااا...

وبعد فترة هدوء... قالت...

- هناك سؤال اخر؟؟

- امطريني بإبداعاتك...

- سأسكت ان كانت اسألتي تضايقك... ولكني اسأل اسئلة منطقية برأيي...

- اسف... تفضلي يا رانيا...

- هل استطيع العودة الى عملي...؟؟

- بالطبع...

كانت رانيا تشد على ايديها لتمنع نفسها من تسديد قبضة الى فمه الساخر... فهي تحاول بكل قوتها التلميح عن

بعدها عنه... وهو يقوم بطردها عنه... و باغلاق اي موضوع تحاول اثارته بالنسبة لفراقهما...

وعندما وصلوا الى العمارة السكنية التي فيها شقتها.... امسكت بحقيبة يدها اذ لم تأخذ بالطبع الحقيبة التي

اعدتها لها فداء... وقالت له..

- شكرا يا نضال...

وشقت طريقها نحو باب العمارة... ولم تلتفت الى الخلف... وانتظرت سماع صوت السيارة... ولكنها سمعت وقع

اقدام نضال بدلا من ذلك...
- رانيا...
فاستدارت وهي تحاول مغالبة دموعها..
- نعم؟؟
- انا.......
وكدت تقول له ... انت ماذا... انت ماذا يا نضال... ولكن دموعها غلبتها وبدأت تتساقط كالمطر واحدة تلو الاخرى...

- لماذا تبكين يا رانيا؟؟...

ولكن لا اجابة... فدموعها الخائنة تابعت السقوط....فيبدو ان بكاؤه امامه قد اصبح عادة...... وفقدت تحكمها في

نفسها... وبدأت تشهق ... و اندهشت من نفسها.. فمنذ وفاة والديها العزيزين لم تبك مثل هذا البكاء...... ولكن

لماذا تبكي... لماذا... ألأنها عندما فارقت والديها.. فقدت شعورها بالأمان...واليوم ... ذلك الشعور.. ذلك

الشعور المؤلم.. شعرت بأنه يتكرر.. وبأن الأمان الذي شعرت بأنها استعادته ...بدأ بالتلاشي السريع... كزوبعة

سكر تذوب في كأس شاي...

- رانيا... ما الذي حصل... ان كنت ضايقتك باي كلمة فانا اسف...


- لا تكمل يا نضال... انا... انا فقط مشتاقة لشقتي...


- اهااا.. سأوصلك الى الاعلى..

- لا يا نضال.. اذهب ... اذهب فقط ارجوك... فأنا... أنا عندي جيران ...

-
اسف... اردت التأكد من انك بخير..
-
انا بخير.... شكرا لك..

وذهب...

.......

.......


..............

ذهب نضال...

ذهب الانسان الذي خطفها وخطف قلبها في ان واحد..

ذهب ... وتركته يذهب...

وعادت دموعها للتحرر من بين جفونها...لدرجة انها فتحت باب شقتها بعد عدة محاولات بسبب الغشاوة التي

تركتها الدموع امام حدقتيها...

ودخلت الى شقتها... ورمت حقيبتها وذهبت الى الحمام... وفتحت المياه الباردة ووضعت رأسها تحتها....عل

دموعها تجف... وعل افكارها تذهب... وعل مشاعرها تتحول درجتها الى مثل برودة هذه المياه......

.........

...............

فهي تحبه... وتحبه جدا... وهو عزيز وغال على قلبها... اكثر من اي انسان بالوجود...

هو الانسان الذي اطمئنت له من بعد زمن طويل...

طويل جدا...

ولكنه هو... هو .. لا يحبها... وهي تعرف تماما مغبة هذا الحب...الحب من طرف واحد... فهو حب اوله العذاب

واخره العذاب... وحتى ذكراه تسبب الألم... ولكن ما هذا الكلام الذي تقوله لنفسها... فهي قد أحبته وانتهى

الأمر... وكأنما في لقائهم الأول... ذاك اللقاء الذي طلب منها فيه التحرك من وسط الطريق... قطع قلبها على

نفسه وعدا بأن يحب قلب نضال... وبأن ان لا يقبل الا بقلب نضال....

ولكن نضال ... ذهب...

ذهب بغير عودة...

ذهب.... الى الابد....

.................................................. ........................

sivda 22-08-09 02:22 PM

ولكن نضال ... ذهب...

ذهب بغير عودة...

ذهب.... الى الابد....

اضائت الانوار في كامل الشقة...عل بعض الضوء يتسلل الى قلبها...وعل هذا الظلام الدامس الذي ادخله قلبها

الى ذاتها عنوة.. يختفي كما أتى.. ثم غيرت ملابسها .. وغسلت وجهها مرة اخرى... ورفعت شعرها الذي

اشتاقت له... وبدأت بتنظيف شقتها بطريقة جنونية... وكأنها غابت عنها سنوات...وبالفعل كان الغبار قد ملأ

اثاثها ... اذ انها قد نسيت نافذة غرفة نومها مفتوحة...

وتابعت التنظيف"العنيف" ... اذ انها ارادت ابعاد نضال عن تفكيرها بأي طريقة ممكنة.... وارادت ان تغرق

جسدها بالتعب والاجهاد... حتى ينتهي بها الامر بالاستلقاء على السرير لتنام نوما لا احلام فيه....

ولكن شبح نضال أبى الذهاب... وبدأت توبخ نفسها... لماذا احبه... لماذا انا حزينة... بل اكاد اموت حزنا

لفراقه... لماذا... فهو لم يحاول حتى معاملتي بلطف... ولم يلمح عن انه يحبني... ولكنها احبته... احبته لأنه

نضال... لتصرفاته... لرجولته... لحنانه...لطيبته... وان لم تكن موجهة اليها...

ولكنها احبته...

يا الهي ... لماذا اتابع تعذيب نفسي...

فكرت رانيا ...بعصبية....

وانتهت من تنظيف شقتها... ونظرت الى الساعة.... فوجدت انها تشير الى السادسة والنصف صباحا...

السادسة والنصف.... يا الهي... يوم كامل... يوم كامل لم تنل فيه اي قسط من الراحة الجسدية... ولا حتى

راحة "البال"....


ماذا ستفعل...؟؟؟ أستذهب لى المدرسة... أسيكون يومها عاديا... أستذهب وتعطي دروسا .. وتتكلم مع

المعلمات... وتخالط الناس... وتبتسم.. وتجامل....

أسيكون يومها عاديا؟؟؟... استحضر بيضا وحليب وبعض الفواكه والخضار... لتطهو لنفسها...

أسيكون يومها عاديا.؟؟؟؟.. وسوف تبدأ بتحضير الدرس لليوم التالي... او تحضير امتحان لطالباتها...

ولكن لا... فهي لن تستطيع احتمال الاسئلة او الابتسامات او المجاملات اليوم.... لا.... ستجلس مع نفسها

قليلا... ستعيد ترتيب اولوياتها... ستحاول استعادة حياتها.... وستؤجل الذهاب الى المدرسة ليوم واحد بعد...

فذهبت الى المطبخ... وفتحت الثلاجة... ووجدتها تفتقر حتى الى البيض...ولأنها لم تتخيل نفسها تموت

جوعا...ذهبت الى غرفتها ولبست ملابسها لتذهب الى البقال والذي املت ان يكون محله مفتوحا...ولم تنس

ايضا التخطيط للذهاب الى المخبز....

ونزلت وتبضعت ... وهي تشعر بانها مسيرة... او "ربوت" الي... عقلها معطل.. وقلبها محطم... تمشي فقط

لتعيش...... ويا لها من حياة... تلك التي ستعيشها...

ورجعت الى المنزل وحضرت فطورها ... واكلت بنفس تلك الحركة الالية... ثم قامت بتظيف الصحون...

واحضرت كتاب اللغة العربية للصف الثامن.. وبدأت بتحضير الدروس التي فاتتها لتعيدها للطالبات...

وغرقت في تفكيرها... وفي تحضيرها للدروس ولأوراق العمل... وللنشاطات التي ستطلب من الطالبات

عملها... ونظرت الى الساعة فوجدتها تشير الى الثانية عشرة والنصف... وفكرت في نفسها... أتكرهني هذه

الساعة... لماذا ترفض المشي بسرعة... لماذا ترفض الركض...

فتركت الكتب واخذت "الريموت كنترول" وبدأت تقلب قنوات التلفاز.. علها تجد برنامجا او مسلسلا او حتى

فيلما...لتتابعه ولتنسى متابعة افكارها...وبالفعل... ضاع بعض الوقت اثناء تقليبها للقنوات...ووجدت فيلما كانت

قد شاهدته من قبل...وبدأت بمتابعته....

وفجأة.... دق جرس الباب...

ودق قلب رانيا...

ودق ناقوس الخطر في عقلها...

أيعقل ان يكون هو؟؟؟ ....

يا رب....

وذهبت بسرعة ووضعت حجابها... ووضعت عينها على "العين السحرية"...

وشعرت بأن ومضة الامل تلك..

... انسحقت ... كانسحاق نملة صغيرة تحت حذاء احد الاشخاص..

فقد كانت جارتها... ام احمد على الطرف الاخر من الباب...

تلك الجارةالثرثارة...التي تعلم اخبار الجميع... والله وحده اعلم بطرقها...

ولكن ما الذي اتى بها... الان... وهنا...

فرانيا لم تزرها ولا حتى مرة واحدة في حياتها... ولكن هذه المرأة..ما تفتئ تزرورها... وتتكلم معها... ويبدو ان

اشارا ت رانيا العديدة لها بأنها لا تفضل التزاور...لم تصلها... او انها وصلتها... واختارت تجاهلها...

ففكرت...


أأفتح الباب.. ام أدعي عدم وجودي بالبيت...ولكنها سمعت صوتي... وأنا متأكدة من انها رأتني بالصباح... يا

الهي...

ففتحت الباب... فبادرتها المرأة بالكلام...

- عزيزتي المحبوبة رانيا.... كيف حالك؟؟؟

- الحمد لله...نشكر الله يا ام احمد..

- عزيزتي رانيا... انا غاضبة منك بجد...

أستبقى تردد عزيزتي الى الابد... فكرت رانيا....

- لماذا؟؟؟

- اوه... وكأنك لا تعلمين...

- للأسف...

- يا الهي... أتتزوج رانيا العزيزة... التي اعتبرها بمثابة ابنتي... دون دعوتي او حتى اخباري بذلك....

عقدت الدهشة لسانها...ماذا؟؟؟ مااذا؟؟؟ ماذا؟؟؟؟؟

من اين علمت هذه المرأة بأمر زواجها والذي يفترض به ان يكون سري واضطراري... ومزيف...

- أرأيت يا عزيزتي... لا ..لا تبحثي عن اعذار.. فقد مر الامر.. أسنبقى واقفات هنا... هيا الى

الداخل... لتخبري جارتك ام احمد بالتفاصيل كاملة.. فمنذ ان اعلمتني مس هدى... مدرسة التربية الرياضية

بذلك وانا اضرب اخماس باسداس... كيف تعرفت عليه.. ؟؟؟ واين هو؟؟ كيف شكله؟؟ ولماذا ما زلت هنا....

يا الهي.. ما هذه الورطة... فبما ان "مس" هدى تعلم ... فهذا يعني ان كل "المسات" يعلمون بالامر...اي ان

الخبر ما عاد كذبة بيضاء وبريئة اختلقت لانقاذ موقف... وانما اصبح .. زواج حقيقي.. والكل يعلم بشأنه...ولكن

من اين علمت هدى... ومن اخبرها...؟؟

وأدركت انها ما زالت واقفة بالباب... وان ام احمد مازالت تنتظر الدخول.. وكلها لهفة وفضول....

وبدأت تفتش في عقلها عن منفذ لهذا الموقف الحرج...

- ام احمد.. لا اعلم ماذا سأقول لك...ولكن زوجي ينتظرني لأحضر بعض الاشياء من شقتي لأذهب

لملاقاته...... اسفة جدا...

علت امارات الاسف والخيبة وجه ام احمد...ولكنها قالت...

- بالطبع عزيزتي...اذهبي.. ولنا لقاء اخر... اليس كذلك؟؟

- اها... طبعا...

وذهبت ام احمد... ودخلت رانيا الى شقتها والتي اصبحت مظلمة اكثر من الاول...كيف ستواجه الناس؟؟

واسألتهم؟؟؟وافتراضاتهم؟؟؟وكيف ستواجه المديرة عندما ستطلب منها عقد زواجها لتدرجه في

ملفها؟؟؟وصورة جديدة لهويتها المعدلة من انسة... الى متزوجة؟؟؟ كيف.. وكيف... دوامة عظيمة من الاسئلة

اخذت مساحة اخرى من عقلها...


وبدأت دموعها تتساقط... وبدأت تحارب لابقاء تلك الدموع في مكانها...ولكن كالعادة... لا فائدة...

فقد انهمرت كشلال....لا قرار له...


....

.......

"وبحبك وحشتيني... بحبك وانت نور عيني... لو انت مطلعة عيني... بحبك موت... لفيت قد ايه لفيت"

رن هاتف رانيا النقال.... فضغطت على زر الاغلاق...

"وبحبك وحشتيني...بح...."

فضغطت على زر الاغلاق مرة اخرى... فهي لا تعرف هذا الرقم...ولا تريد معرفة المتصل.. اذا انه مرجح ان

تكون المعلمات قد بدأن بعملية التحريات عنها وعن اخبارها الشخصية...

"وبحبك..."

- "ألو".....

ردت رانيا بعصبية...

- اهلا رانيا....

نضال؟؟؟؟

- ماذا تريد؟؟

يا الهي لماذا تتكلم معه بفظاظة...

- اريد التكلم معك ...

- لأجل ماذا...

- لأجل أمر لا استطيع مناقشته على الهاتف.. سآتي لأقلك بعد خمس دقائق من امام عمارتك...

وأغلق الخط....


نضال...!!

نضال...

لم يستطع قلبها ترجمة المفاجأة...

ولكن عقلها... فكر... نضال.. نضال كلمك يا رانيا.. نضال يريد مقابلتك يا رانيا... نضال يريد التكلم معك عن امر

مهم... نضال يريد ان يقلك من هنا بعد خمس دقائق.. عليك ان تكوني جاهزة...

فذهبت الى غرفتها بسرعة.. وبدلت ملابسها.. وأغلقت نوافذ شقتها... وخرجت ... واغلقت الباب بالمفتاح..

ونزلت الى باب العمارة... ولم تسمح لنفسها بالتفكير بالامر الذي يريد مناقشته معها...

ووجدته... او بالاصح وجدت تلك السيارة الزرقاء...فذهبت بثقة...أتتها لم تعرف من اين.... وفتحت بابها

الامامي...وجلست بجانبه...وانطلقت السيارة دون كلمة واحدة...

فنظرت رانيا الى جانبها لتتأكد من انها لم تخطئ بالسيارة.. وبأن نضال هو الرجل الذي يقود هذه السيارة...

فرأته.... ورأت كل احلامها... ووجدت ذكراياتها وافكارها التي حاولت طمسها تعود للطفو على السطح من

جديد....

..... ولكنه لم يتكلم.... وهي بدورها لم تتكلم.... بل لم ترد الكلام... حتى لا تستيقظ من هذا الحلم الجميل الذي

يجمعها ونضال...

وتوقفت السيارة...فنظرت من النافذة... ووجدت نفسها بجانب الطريق العام من جهة... وسفح الجبل المزدان

باشجار الزيتون من الجهة الاخرى....


والتفتت الى نضال... فوجدت انه قد عدل من جلسته خلف المقود ليواجهها...

فرأته... ورأت ملامحه التي تحب... ولاحظت ان شعره الاسود مرتب.. وليس مشعث كالعادة... وكان حليق

الذقن...اما عيناه... فبقيت على حالها...عندما تواجهها...لا تخرج بنتيجة الا... طلاسم...

- رانيا.....

لم ترد... بل بقيت تحدق به... وكأنما تحديقها به.. سيكون كافيا لحل تلك الطلاسم...

- رانيا.....

- نعم يا نضال...


قالت بصوت خافت... مرتجف...

فأجابها وعيناه لا تفارق عينيها.......

- تزوجيني........


يتبع...

sivda 26-08-09 07:21 PM

[CENTER]


ولكن نضال ... ذهب...

ذهب بغير عودة...

ذهب.... الى الابد....

اضائت الانوار في كامل الشقة...عل بعض الضوء يتسلل الى قلبها...وعل هذا الظلام الدامس الذي ادخله قلبها

الى ذاتها عنوة.. يختفي كما أتى.. ثم غيرت ملابسها .. وغسلت وجهها مرة اخرى... ورفعت شعرها الذي

اشتاقت له... وبدأت بتنظيف شقتها بطريقة جنونية... وكأنها غابت عنها سنوات...وبالفعل كان الغبار قد ملأ

اثاثها ... اذ انها قد نسيت نافذة غرفة نومها مفتوحة...

وتابعت التنظيف"العنيف" ... اذ انها ارادت ابعاد نضال عن تفكيرها بأي طريقة ممكنة.... وارادت ان تغرق

جسدها بالتعب والاجهاد... حتى ينتهي بها الامر بالاستلقاء على السرير لتنام نوما لا احلام فيه....

ولكن شبح نضال أبى الذهاب... وبدأت توبخ نفسها... لماذا احبه... لماذا انا حزينة... بل اكاد اموت حزنا

لفراقه... لماذا... فهو لم يحاول حتى معاملتي بلطف... ولم يلمح عن انه يحبني... ولكنها احبته... احبته لأنه

نضال... لتصرفاته... لرجولته... لحنانه...لطيبته... وان لم تكن موجهة اليها...

ولكنها احبته...

يا الهي ... لماذا اتابع تعذيب نفسي...

فكرت رانيا ...بعصبية....

وانتهت من تنظيف شقتها... ونظرت الى الساعة.... فوجدت انها تشير الى السادسة والنصف صباحا...

السادسة والنصف.... يا الهي... يوم كامل... يوم كامل لم تنل فيه اي قسط من الراحة الجسدية... ولا حتى

راحة "البال"....


ماذا ستفعل...؟؟؟ أستذهب لى المدرسة... أسيكون يومها عاديا... أستذهب وتعطي دروسا .. وتتكلم مع

المعلمات... وتخالط الناس... وتبتسم.. وتجامل....

أسيكون يومها عاديا؟؟؟... استحضر بيضا وحليب وبعض الفواكه والخضار... لتطهو لنفسها...

أسيكون يومها عاديا.؟؟؟؟.. وسوف تبدأ بتحضير الدرس لليوم التالي... او تحضير امتحان لطالباتها...

ولكن لا... فهي لن تستطيع احتمال الاسئلة او الابتسامات او المجاملات اليوم.... لا.... ستجلس مع نفسها

قليلا... ستعيد ترتيب اولوياتها... ستحاول استعادة حياتها.... وستؤجل الذهاب الى المدرسة ليوم واحد بعد...

فذهبت الى المطبخ... وفتحت الثلاجة... ووجدتها تفتقر حتى الى البيض...ولأنها لم تتخيل نفسها تموت

جوعا...ذهبت الى غرفتها ولبست ملابسها لتذهب الى البقال والذي املت ان يكون محله مفتوحا...ولم تنس

ايضا التخطيط للذهاب الى المخبز....

ونزلت وتبضعت ... وهي تشعر بانها مسيرة... او "ربوت" الي... عقلها معطل.. وقلبها محطم... تمشي فقط

لتعيش...... ويا لها من حياة... تلك التي ستعيشها...

ورجعت الى المنزل وحضرت فطورها ... واكلت بنفس تلك الحركة الالية... ثم قامت بتظيف الصحون...

واحضرت كتاب اللغة العربية للصف الثامن.. وبدأت بتحضير الدروس التي فاتتها لتعيدها للطالبات...

وغرقت في تفكيرها... وفي تحضيرها للدروس ولأوراق العمل... وللنشاطات التي ستطلب من الطالبات

عملها... ونظرت الى الساعة فوجدتها تشير الى الثانية عشرة والنصف... وفكرت في نفسها... أتكرهني هذه

الساعة... لماذا ترفض المشي بسرعة... لماذا ترفض الركض...

فتركت الكتب واخذت "الريموت كنترول" وبدأت تقلب قنوات التلفاز.. علها تجد برنامجا او مسلسلا او حتى

فيلما...لتتابعه ولتنسى متابعة افكارها...وبالفعل... ضاع بعض الوقت اثناء تقليبها للقنوات...ووجدت فيلما كانت

قد شاهدته من قبل...وبدأت بمتابعته....

وفجأة.... دق جرس الباب...

ودق قلب رانيا...

ودق ناقوس الخطر في عقلها...

أيعقل ان يكون هو؟؟؟ ....

يا رب....

وذهبت بسرعة ووضعت حجابها... ووضعت عينها على "العين السحرية"...

وشعرت بأن ومضة الامل تلك..

... انسحقت ... كانسحاق نملة صغيرة تحت حذاء احد الاشخاص..

فقد كانت جارتها... ام احمد على الطرف الاخر من الباب...

تلك الجارةالثرثارة...التي تعلم اخبار الجميع... والله وحده اعلم بطرقها...

ولكن ما الذي اتى بها... الان... وهنا...

فرانيا لم تزرها ولا حتى مرة واحدة في حياتها... ولكن هذه المرأة..ما تفتئ تزرورها... وتتكلم معها... ويبدو ان

اشارا ت رانيا العديدة لها بأنها لا تفضل التزاور...لم تصلها... او انها وصلتها... واختارت تجاهلها...

ففكرت...


أأفتح الباب.. ام أدعي عدم وجودي بالبيت...ولكنها سمعت صوتي... وأنا متأكدة من انها رأتني بالصباح... يا

الهي...

ففتحت الباب... فبادرتها المرأة بالكلام...

- عزيزتي المحبوبة رانيا.... كيف حالك؟؟؟

- الحمد لله...نشكر الله يا ام احمد..

- عزيزتي رانيا... انا غاضبة منك بجد...

أستبقى تردد عزيزتي الى الابد... فكرت رانيا....

- لماذا؟؟؟

- اوه... وكأنك لا تعلمين...

- للأسف...

- يا الهي... أتتزوج رانيا العزيزة... التي اعتبرها بمثابة ابنتي... دون دعوتي او حتى اخباري بذلك....

عقدت الدهشة لسانها...ماذا؟؟؟ مااذا؟؟؟ ماذا؟؟؟؟؟

من اين علمت هذه المرأة بأمر زواجها والذي يفترض به ان يكون سري واضطراري... ومزيف...

- أرأيت يا عزيزتي... لا ..لا تبحثي عن اعذار.. فقد مر الامر.. أسنبقى واقفات هنا... هيا الى

الداخل... لتخبري جارتك ام احمد بالتفاصيل كاملة.. فمنذ ان اعلمتني مس هدى... مدرسة التربية الرياضية

بذلك وانا اضرب اخماس باسداس... كيف تعرفت عليه.. ؟؟؟ واين هو؟؟ كيف شكله؟؟ ولماذا ما زلت هنا....

يا الهي.. ما هذه الورطة... فبما ان "مس" هدى تعلم ... فهذا يعني ان كل "المسات" يعلمون بالامر...اي ان

الخبر ما عاد كذبة بيضاء وبريئة اختلقت لانقاذ موقف... وانما اصبح .. زواج حقيقي.. والكل يعلم بشأنه...ولكن

من اين علمت هدى... ومن اخبرها...؟؟

وأدركت انها ما زالت واقفة بالباب... وان ام احمد مازالت تنتظر الدخول.. وكلها لهفة وفضول....

وبدأت تفتش في عقلها عن منفذ لهذا الموقف الحرج...

- ام احمد.. لا اعلم ماذا سأقول لك...ولكن زوجي ينتظرني لأحضر بعض الاشياء من شقتي لأذهب

لملاقاته...... اسفة جدا...

علت امارات الاسف والخيبة وجه ام احمد...ولكنها قالت...

- بالطبع عزيزتي...اذهبي.. ولنا لقاء اخر... اليس كذلك؟؟

- اها... طبعا...

وذهبت ام احمد... ودخلت رانيا الى شقتها والتي اصبحت مظلمة اكثر من الاول...كيف ستواجه الناس؟؟

واسألتهم؟؟؟وافتراضاتهم؟؟؟وكيف ستواجه المديرة عندما ستطلب منها عقد زواجها لتدرجه في

ملفها؟؟؟وصورة جديدة لهويتها المعدلة من انسة... الى متزوجة؟؟؟ كيف.. وكيف... دوامة عظيمة من الاسئلة

اخذت مساحة اخرى من عقلها...


وبدأت دموعها تتساقط... وبدأت تحارب لابقاء تلك الدموع في مكانها...ولكن كالعادة... لا فائدة...

فقد انهمرت كشلال....لا قرار له...


....

.......

"وبحبك وحشتيني... بحبك وانت نور عيني... لو انت مطلعة عيني... بحبك موت... لفيت قد ايه لفيت"

رن هاتف رانيا النقال.... فضغطت على زر الاغلاق...

"وبحبك وحشتيني...بح...."

فضغطت على زر الاغلاق مرة اخرى... فهي لا تعرف هذا الرقم...ولا تريد معرفة المتصل.. اذا انه مرجح ان

تكون المعلمات قد بدأن بعملية التحريات عنها وعن اخبارها الشخصية...

"وبحبك..."

- "ألو".....

ردت رانيا بعصبية...

- اهلا رانيا....

نضال؟؟؟؟

- ماذا تريد؟؟

يا الهي لماذا تتكلم معه بفظاظة...

- اريد التكلم معك ...

- لأجل ماذا...

- لأجل أمر لا استطيع مناقشته على الهاتف.. سآتي لأقلك بعد خمس دقائق من امام عمارتك...

وأغلق الخط....


نضال...!!

نضال...

لم يستطع قلبها ترجمة المفاجأة...

ولكن عقلها... فكر... نضال.. نضال كلمك يا رانيا.. نضال يريد مقابلتك يا رانيا... نضال يريد التكلم معك عن امر

مهم... نضال يريد ان يقلك من هنا بعد خمس دقائق.. عليك ان تكوني جاهزة...

فذهبت الى غرفتها بسرعة.. وبدلت ملابسها.. وأغلقت نوافذ شقتها... وخرجت ... واغلقت الباب بالمفتاح..

ونزلت الى باب العمارة... ولم تسمح لنفسها بالتفكير بالامر الذي يريد مناقشته معها...

ووجدته... او بالاصح وجدت تلك السيارة الزرقاء...فذهبت بثقة...أتتها لم تعرف من اين.... وفتحت بابها

الامامي...وجلست بجانبه...وانطلقت السيارة دون كلمة واحدة...

فنظرت رانيا الى جانبها لتتأكد من انها لم تخطئ بالسيارة.. وبأن نضال هو الرجل الذي يقود هذه السيارة...

فرأته.... ورأت كل احلامها... ووجدت ذكراياتها وافكارها التي حاولت طمسها تعود للطفو على السطح من

جديد....

..... ولكنه لم يتكلم.... وهي بدورها لم تتكلم.... بل لم ترد الكلام... حتى لا تستيقظ من هذا الحلم الجميل الذي

يجمعها ونضال...

وتوقفت السيارة...فنظرت من النافذة... ووجدت نفسها بجانب الطريق العام من جهة... وسفح الجبل المزدان

باشجار الزيتون من الجهة الاخرى....


والتفتت الى نضال... فوجدت انه قد عدل من جلسته خلف المقود ليواجهها...

فرأته... ورأت ملامحه التي تحب... ولاحظت ان شعره الاسود مرتب.. وليس مشعث كالعادة... وكان حليق

الذقن...اما عيناه... فبقيت على حالها...عندما تواجهها...لا تخرج بنتيجة الا... طلاسم...

- رانيا.....

لم ترد... بل بقيت تحدق به... وكأنما تحديقها به.. سيكون كافيا لحل تلك الطلاسم...

- رانيا.....

- نعم يا نضال...


قالت بصوت خافت... مرتجف...

فأجابها وعيناه لا تفارق عينيها.......

- تزوجيني........


يتبع...







- نعم يا نضال...

قالت بصوت خافت... مرتجف...

فأجابها وعيناه لا تفارق عينيها.......

- تزوجيني........

ماذا؟؟ ما الذي يقوله؟؟؟ أيهذي هذا الرجل؟؟ أم ان عقلها ولشدة توقها لسماع هذه الكلمة منه.. صور لها

ذلك؟؟

فابتلعت ريقها... وجاهدت لاخراج الحروف..

- ماذا؟؟؟

قالتها بصوت خافت...

- أريد ان اتزوجك يا رانيا...

ولكن لماذا يقولها وكأنه مرغم... ولماذا هو عابس...ولماذا امارات الغضب تعلو وجهه...

- لماذا؟؟

سألته ... وكان صوتها لا يزال عاجزا...

- لأنني مضطر...

- عفوا...

- نعم يا رانيا ... انا مضطر...فأنا من ورطتك منذ البداية في هذه المشكلة... وانا المسؤول الوحيد

عن تقويم هذه الغلطة...

- لم أفهم..

- رانيا بات جيرانك الان ومدرستك بأكملها يعلمون بأمر زواجك...بالاضافة الى اصدقائي واهل

هاشم... والانسان الوحيد الذي يعلم بالحقيقة غيرنا هو حازم...ولذلك سيكون شاهدا على عقد زواجنا..

- ما الذي تقوله يا نضال؟ انا لن اتزوج بك...

- هذا ليس عرض يحتمل القبول او الرفض يا رانيا... انه فقط اشعار للتنفيذ...

فضحكت من غضبها...

- ولكني لا احبك...

صرخ قلبها.. كاذبة....

- ومن قال اني احبك...ولكنه محتم علي اخراجك من مأزقك..

فشعرت باهانة كبيرة...

- لا .. لا شكرا ... فأنا استطيع حل مشاكلي بنفسي...

- اها... وما الذي ستفعلينه بجيرانك... والمعلمات... والاهم من ذلك مديرة المدرسة التي ستطلب

منك وثيقة الزواج...اجيبيني ايتها المرأة الخارقة...

- أتستهزأ بي وانت الذي ورطتني بكل هذه الامور... فلو انك عندما اتصلت بالمديرة لتخبرها بامر

غيابي لم تذكر انك زوجي لما كان احد يعلم.... او.. لا... لو انك صدقتني منذ البداية ولم تشك بي لما كان حدث

لي شيء اصلا...

فصرخ...

- اسف.... قلتها لك مئة مرة...

- وهل ستحل اسف مشاكلي..

- ولكني عرضت عليك للتو حل لمشكلتك...

- أتسمي هذا حل... انه هدم لمستقبلي... ولأحلامي..

- لا يا رانيا... فلن يستمر زواجنا طويلا... انه فقط حل مؤقت لمشكلتك..

- ولكن...

- فكري... فكري جيدا.. واعلمي ايضا بأنك لم تكوني المتضررة الوحيدة جراء هذا الادعاء... فأمي

قد قاطعتني منذ ان علمت بأمر زواجي دون علمها... فأم هاشم لم تقصر...

اهااا... لأجل امه اذن... يا له من انسان مغرور ومتكبر...فهو لم يكن مراعيا لمشاعري قط... انه يريد

مصلحته فقط....وانا كالحمقاء لم اجد احد بالعالم الا هذا النضال لأقع بحبه..

فأكمل..

- رانيا... انت فتاة طيبة وشجاعة... والله يعلم اني لم أرد ان اسبب لك اي ضرر... وحل الزواج هذا

يصب في مصلحتك وفي مصلحة سمعتك......

ولكن رانيا لم تجب..

- رانيا؟؟

- أتعلم يا نضال... اني غاضبة من نفسي لاني وافقتك على تلك المسرحية الغبية...فأنا وحيدة في هذه

الدنيا... وحيدة بكل ما للكلمة من معنى...ولكن هذا لم يمنع كثير من الشبان من طلب يدي...وكنت أرفض..أتعلم

لماذا؟؟؟ لأني اؤمن بزواج الحب... واؤمن بالزواج لمرة واحدة... واكره الطلاق... وكنت ارفضهم تمسكا مني

بمبادئي...ولكن ... ولكني الان ارى تلك الاحلام تتحطم واحدة تلو الاخرى امام ناظري...

وكادت تقول... لو انك تحبني بمقدار حبي لك.... لكان طلب الزواج هذا..أروع حدث بالكون...

واكملت...

- يا الله... ماذا سأفعل........

- تزوجيني....

حازم بانتظار مكالمة مني... ليحضر الشاهد الاخر... ولنذهب الى المحكمة الشرعية..

- لماذا يراودني ذاك الشعور... بأنك متأكد من موافقتي...

- انا رجل يحب اخذ احتياطته..

فأطرقت رانيا قليلا... وتشجعت لتسأل ذاك السؤال المحرج الذي ما فتىء يرسل شرارات الى عقلها وقلبها....

- نضال..

- نعم...

قالها بلهجة خبيثة... وكأنه متوقعا لسؤالها..

- زواجنا هذا... أسيكون حقيقيا... انا اعلم بانه سيكون شرعيا... ولكن.... أعني... فيما بيننا.....انا...

يعني....

- أفهمك يا رانيا...و اعلمي بأن زواجنا امر مؤقت...وبأن جميع اهتمامي موجه لأجل حصولك على

وثيقة الزواج تلك... وبعد حصولك عليها " سيحلها الحلاّل"

- لا... لا ... لن "يحلها الحلاّل"... اريد وعد منك بأن يبقى زواجنا صوريا يا نضال...

فقال وهو يضحك تلك الضحكة الخبيثة...

- وعد يا رانيا... والان... أأتصل على حازم..؟؟

- نعم....

وعندما تخرج نضال هاتفه النقال من جيبه...

- لا.... انتظر...

- ماذا الان...؟؟

- سأبقى مقيمة في شقتي...أليس كذلك؟؟

- نعم؟؟؟؟؟؟؟؟

- سأقيم في شقتي؟؟

- للأسف سأضطر الى هدم احلامك الجميلة.....بالله عليك... كيف أسكن في مكان وزوجتي في مكان

اخر...

قال نضال هذه الكلمات بعصبية و انفعال...

- رانيا... ستسكنين في منزلي.. مع امي...وسنتصرف امام الجميع و كأننا نعيش بسعادة... لحين

طلاقنا... مفهوم...؟؟؟

- ولكني معتادة على العيش وحدي...

- رانيا... بالنسبة لي.. فلن تواجهي وجهي الا قليلا... وبالنسبة الى امي... فهي سيدة عجوز...

وطيبة جدا...ولذلك لن تواجهي اي صعوبة بالسكن معنا... وبيتي واسع جدا... ومجهز بكل شيء يا رانيا.. فلن

يكون عليك الا توضيب حقائبك وحاجياتك......والامور التي ستحتاجينها.....أأتصل على حازم الان....؟؟؟

فأطرقت قليلا... وأمالت برأسها... وقالت...

- نعم...

وكادت تبكي... فهذه "النعم" ستجعلها ترسم مستقبلا جديدا ... وهذه "النعم" ستنهي احلامها التي خططت... منذ

زمن طويل... وهذه "النعم" ستجعلها زوجة الرجل الذي تحب... وسترهن حياتها بحياته... ولو لفترة زمنية

قليلة...

وبالفعل... هاتف نضال حازم... والذي بدوره كان صوته مسموعا على بعد مترين... ولو كان عبر الهاتف.....

لشدة فرحته... وكأنه عرسه هو...

وبعد ذلك... انتهى نضال من مكالمته.... وقال لرانيا...

- سيكلم حازم الشيخ ليأخذ لنا موعدا لكتب الكتاب في المحكمة الشرعية....

- ومتى سيكون الموعد؟؟؟

- اليوم...

ففتحت عيناها في دهشة.... اليوم؟؟؟؟؟

ورن هاتف نضال مرة اخرى ... فسمعت رانيا...

- اهلا حازم.... اها.... نعم.... ممتاز... سنكون هناك.... من ستحضر معك؟؟؟... سليم؟؟؟ ممتاز...

لا .... سأراك هناك...بالطبع يا حازم... البس بذلة نظيفة....

وضحك... و أكمل..

- هذا يوم زواجي بحق الله... فلتتأنق لأجلي... ولأجل رانيا....

وأنهى المكالمة...

- ما الامر المضحك..؟؟؟

- لا شيء...

- بالطبع لا شيء... فأنت تضحك وتضحك وانا اتمزق من الداخل...

وصرخ قلبها... "والذي اعتاد على معارضتها" ... كاذبة....كاذبة كبيرة...

- رانيا... لقد تحدد الموعد... اليوم على الساعة الرابعة...

ونظر الى ساعته .. وقال..

- مما يترك لك اربع ساعات فقط لتوضبي أغراضك... ولتجهيز نفسك...اما أنا فسأذهب الان لأطمئن

امي بأننا سنصل اليوم الى البيت...لأنها بدأت تكلمني عندما علمت بأنك ستسكنين عندها....و...

فقاطعته...


- أمك... ماذا سأقول لها؟؟

- أمي يا رانيا تعلم بأننا متزوجين منذ فترة...وبأنه تم كتب كتابنا بسرعة... وذلك ...

ونظر اليها...نظرة خبيثة... وأكمل..

- ذلك لأننا وقعنا بالحب بسرعة اثناء ظروف اختابئنا... أرأيت... ان هذه "الديباجة" أقرب الى

الحقيقة...ولكن هناك فرق توقيت... وطبعا كل ذلك باستثناء امر الحب... أليس كذلك؟؟

- بالطبع...

ردت رانيا بسرعة...وظهر ارتباك طفيف على وجهها.. فسارعت الى اخفاءه بسؤال...

- متى ستأتي لتأخذني...؟؟

- الساعة الثالثة والنصف...

- اذن... أوصلني الى شقتي الان...لأبدأ بتوضيب اموري...

وحرك السيارة.... وتوجه مباشرة الى شقة رانيا... وكان الصمت لغتهم...فرانيا كانت تحدق بالمناظر المحلقة

بهم... اذ ان الاشجار والسيارات والغيوم تمشي بسرعة... بسرعة كبيرة.... وتساءلت...أترى... حياتها ستمشي

بمثل هذه السرعة...ستتزوج وتتطلق... وسيبقى الشيء الثابت هو ذلك الجرح الذي سببه حبها ذو الطرف

الواحد..


وعندما أوصلها الى المبنى الذي فيه شقتها....قال لها....

- أتمنى ان يكون الخير مصير كل أمورنا يا رانيا...

- وأنا كذلك... وأنا كذلك يا نضال...

وانطلقت سيارته بسرعة... انطلقت وهي تقطع عليها وعدا... وعدا مبهم... وعد يتأرجح ما بين السعادة

والتعاسة...

فهرولت الى شقتها....

وهي تحسب الدقائق..... لا بل الثواني.... لموعد الرابعة....


يتبع.....[/
CENTER]

روان الامورة 02-09-09 04:32 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الواثقه بربها 02-09-09 07:37 PM

يا أختي متى بتنزلي البارت الجديد...؟؟؟

نحن في الانتظار ع أحر من الجمر


الساعة الآن 01:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية